مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي

أحمد قبش

المقدمة.

المقدمة.

- قصتي مع هذا الكتاب هي قصة طفولتي وشبابي. عندما كنت أنصت بنهم شديد إلى أبيات الحكمة والمثَل يسوقها الخطباء في تضاعيف خطبهم، ويوردها الشيوخ المثقفون في نواديهم ومجتمعاتهم. وفي كثير من الأحيان ما يتبع المسنون حكمتهم بآهة أو تنهيدة تخرج من الأعماق. هذا الإنصات الشديد ولد عندي ميلاً إلى حفظ أبيات الحكمة والمثل واستظهارها، ثم ازداد الحفظ حتى صار طاغياً جارفاً. فبدأت بتسجيل محفوظاتي، ثم ازداد التسجيل أثناء دراساتي الجامعية ثم أثناء قراءاتي المتعددة لتأليف كتبي السابقة. واستمررت على ذلك حتى اجتمع عندي ركام ضخم جعلني أفكر جاداً أن أخرجه في كتاب. ولاحظت أثناء البحث كثرة الكتب التي تجمع الحكمة النثرية وقلة الكتب التي تجمع الحكمة الشعرية. فهي إما نادرة أو معدومة أو ناقصة. أمر زاد من تصميمي وشجعني أكثر من قبل. وفي النهاية استطعت أن أقدم للقارئ الكريم شعر الحكمة والمثل منذ القرون الأولى للعربية، منذ زمن يعرب بن قحطان جد العرب الأقدمين حتى آخر شاعر في القرن العشرين. ما نطق شاعر قديم أو حديث بحكمة أو مثل إلا نظرت فيها فأخذتها إن كانت جديرة بالاهتمام وإذا لم أجدها جديرة حذفتها واحتفظت بها لعلي أخرجها في كتاب آخر إن سمحت لي الظروف بذلك. حذفت الضعيف والغامض والشاذ والشعر الذي كان يستعمل للمهارة اللغوية والمقدرة اللفظية أما المطولات التي قيلت في الزهد والحكمة فمنها ما أكرهني على إبقائه على حاله لم أستطع أن أحذف منه شيئاً ومنها ما أخذت منه الجيد الواضح فحسب، ومنها ما قسمته بحسب أفكاره فنثرتها في أبواب الكتاب كل بحسب مكانه وموقعه. ووضعت اسم الشاعر إلى جانب الأبيات التي قالها. وإذا تعدد القائلون لأبيات معينة جعلتها إلى من اشتهرت الأبيات إليه وشاعت عنه. وإذا عييت عن معرفة القائل الحقيقي استسلمت لذكر اسم الشاعرين أو الشعراء الذين نسبت الأبيات إليهم. وأنا الآن راض عن كتابي هذا. أشعر أن مثل هذا الموضوع لا يمكن أن يخرج إلى الوجود إلا بهذا الشكل وأشعر بغبطة كبيرة إذا استطعت أن أقدم لجيل القرن العشرين ما أعتقد أن الأجيال السابقة قد عجزت عنه، أقدم كتاباً أشعر أنه سيسد فراغاً كبيراً كانت المكتبة العربية تعانيه منذ عصور. أشعر بأنني سأدخل في هذا الكتاب إلى قلب كل قارئ لأحرك فيه الشعور نحو المثل الأعلى، سأجعله يسبح في عالم الفضيلة والكمال وأحرك وجدانه كي يلتمس الأفضل في كل شيء، في نطقه في تفكيره في تصرفاته في حبه وفي مصيره بعد الموت. وأشعر أيضاً أنني سأفتح في هذا الكتاب باباً واسعاً للدارسين والباحثين سأجعلهم يخوضون غمار بحوث كثيرةٍ وأبواب كانت موصدة أمامهم من قبل. طريقة الترتيب والتبويب لقد رتب الكتاب في مجمله ترتيب المعجمات، تطالع أي فكرة فيه كما تطالع أي كلمة من معجم أوائل. فيما يتعلق بالحب مثلاً تجده في باب الحاء، مادة حب، وما يتعلق بالزواج تجده في باب الزاي مادة زواج وهكذا دواليك. ففي هذا الكتاب ثمانية وعشرون باباً بعدد حروف الهجاء، في اللغة العربي. وفي كل باب تسلسل الموضوعات فيه تسلسل حروف الهجاء من ناحية الحرف الثاني والثالث. وسعيت أثناء أن تكون الكلمة موضوع الفكرة واردة في أول البيت الشعري أو الأبيات الشعرية فعلاً أو حكماً، حكماً كأن يكون الشاعر قد أخر الكلمة بسبب الوزن أو بسبب آخر. فإذا لم ترد الكلمة فعلاً أو حكماً في البيت الشعري فينبغي عندئذ أن تكون فكرته تدور حول موضوع العنوان بشكل واضح. فإذا رغب القارئ في أبيات يدور موضوعها حول الصداقة مثلاً فما عليه إلا يفتح باب الصاد مادة صداقة. وسوف يجد الصداقة ضمن هذا الباب بعد الصبر وقبل الصمت، لأن الدال وهي الحرف الثاني في الكلمة تأتي بعد الباء وقبل الميم وهما الحرف الثاني في الصبر والصمت، وقس على ذلك بقية الموضوعات. لم أتعمق في معرفة أصل الكلمة المعجمي، بل وضعتها بحسب ورودها في الأبيات، فالتقوى مثلاً في باب التاء والمصبية في باب الميم والتأني في باب التاء، وقس على ذلك. وبعد فالله أسأل أن أكون قد وفقت إلى خدمة أمتي وإلى ما ينفع لغتها الحبيبة والسلام. دمشق في 1/1/1979 أحمد قبش.

الباب الأول: باب الهمزة.

الباب الأول: باب الهمزة.

-1- الأب.

-1- الأب.

- إذا ما رأسُ أهل البيتِ وَلَّى ... بدا لهم من الناسِ الجفاءُ. علي بن أبي طالب

- أبوكَ أبٌ حر وأمك حرةٌ ... وقد يلدُ الحرانِ غيرَ نجيبِ. شاعر

- عليكَ ببر الوالدين كليهما ... وبر ذوي القربى وبر الأباعدِ. - ما في الأسى من تفتت الكبدِ ... مثلُ أسى والدٍ على ولدِ. - كم بطلٍ عاشَ وهو ذو صيدٍ ... فرده الثكلُ غيرَ ذي صَيَدِ. علي خليل مطران

- ما مات حيٌ لميتٍ أسفاً ... أعذرُ من والدٍ على ولدِ. أحمد بن عبد ربه

- إذا كان ربُ البيتِ بالطَبلِ ضارباً ... فشيمةُ أهلِ البيت كلهم الرقصُ. شاعر

- مَشَى الطاووسُ يوماً باعْوجاجٍ ... فقلدَ شكلَ مَشيتهِ بنوهُ. - فقالَ علامَ تختالونَ؟ فقالوا: ... بدأْتَ به ونحنُ مقلِدوهُ. - فخالِفْ سيركَ المعوجَّ واعدلْ ... فإنا ... إن عدلْتَ معدلوه. - أمَا تدري أبانا كلُّ فرعٍ ... يجاري بالخُطى من أدبوه؟. - وينشَأُ ناشئُ الفتيانِ منا ... على ما كان عوَّدَه أبوه. شاعر

- لا يمنعكمو برُّ الأبوة أن ... يكونَ صنعكمو غيرَ الذي صنعوا. - لا يعجبنكمُ الجاهُ الذي بلغوا ... من الولاية، والمال الذي جمعوا. شوقي

- يُحْييْ بحسنِ فعالهِ ... أفعال والدهِ الحلاحلْ. - كالوردِ زال وماؤه ... عبقَ الروائح غيرُ زائلْ. السري الموصلي

- وكم أبٍ علا بابنٍ ذرى شرفٍ ... كما علتْ برسولِ الله عدنانُ. ابن الرومي

- وأعطِ أباكَ النصفَ حياً وميتاً ... وَفَضَّل عليه من كرامِتها الأُما. - أَقَلَّكَ خِفّاً، إذا أَقَلَّتْكَ مُثْقلاً ... وأرضعَتِ الحَوْلَين، واحْتلمت تما. - وَألْقتكَ عَن جُهْدٍ وألقاكَ لذةً ... وضَمَّتْ وشَمَّتْ مثلما ضَمَّ أو شَمّا. المعري

- جَنى أبٌ ابناً غرضاً ... إن عقَّ، فهو على جُرْمٍ يكافيهِ. - تَحَمَّلْ عن أبيكَ الثقلَ يوماً ... فإن الشيخَ قد ضَعُفَتْ قواهُ. - أتى بكَ عن قضاءٍ لم تُرِدُه ... وآثَرَ أن تفوزَ بما حَوَاهُ. المعري

-2- الابن.

-2- الابن.

- رَبَّيتهُ وهوَ مثلُ الفرخِ، أَعْظَمهُ ... أُمُّ الطعامِ، ترى في جلدِه زَغَبا. - حتى إذا آضَ كالفُحالِ شَذّبهُ ... أبارُه ونفى عن منتهِ الكَرَبا. - إني لأبصرُ في ترجيلِ لمتهِ ... وخطِّ لحيتِه في خَدِّه عَجَبا. - قالتْ له عرُسُه يوماً لتسمعَني ... مهلاً فإِن لنا في أُمنَّا أرَبا. - ولو رأتني في نارٍ مُسَعَّرةٍ ... ثم استطاعَتْ لزادَتْ فوقَها حَطَبا. - (أم الطعام) : المعدة، (آضَ) : صارَ الفُحَّال فَحْلُ النحلِ، (الَلّمَّةُ) : الشعر. أم أيوب

- حَرِّضْ بَنيكَ على الآدابِ في الصِّ ... غَرِ (الصَّغَرِ) كيما تقرَّ بهم عيناك في الكِبَرِ. - وإِنما مثلُ الآدابِ تجمعُها ... في عَنفوان الصِّبا كالنقشِ في الحَجَرِ. - هيَ الكنوزُ التي تنمو ذَخَائرها ... ولا يخافُ عليها حادثُ الغِيَرِ. - إن الأديبَ إذَا زَلَّتْ به قدمٌ ... يَهْوي إلى فُرُشِ الديباجِ والسُّرُرِ. الناسُ اثنانِ ذو عِلْمٍ ومُسْتَمِعٍ ... واعٍ وسائُرهُمْ كاللَّغْو والعكرِ. علي بن أبي طالب

- ضَلَّ الذينَ رأوا في النسلِ فائدةً ... ولو أَصَابوا لمَا رَبُّوا ولا حَضَنُوا. ابن سنان

- يَجْري القَضاءُ بما تعيا العقولُ به ... ويُنْصَرُ الجهلُ حتى يُعبدَ الوثنُ. الخفاجي

- خيرُ ما وَرَّتَ الرجالُ بَينهمْ ... أدبٌ صالحٌ وحُسْنُ ثناءِ. - ذاكَ خيرٌ من الدنانيرِ والأو ... راقِ (الأوراقِ) في يومِ شِدَّةٍ ورخاءِ. الحسين بن علي

- تلكَ تَفْنى والدينُ والأَدَبُ الص ... صالحُ (الصالحُ) لا يفنيانِ حتى اللقاءِ. الزبيدي

- والمَرْءُ يحيي مَجْدَه أبناؤه ... ويموتُ آخرُ وهو في الأحياءِ. عدي بن الرقاع

- أَرْضى عن ابني إذا ما عقني حذراً ... وعليه أن يَغْضَبَ الرحمنُ من غَضَبي. الصولي

- بَنُو الصالحينَ الصالحونَ ومن يكنْ ... لآباءِ سوءٍ يلقهمْ حيث سُيرا. - أرى كُلَّ عودٍ نابتٍ في أرومةٍ ... أبَى نَسَبُ الفتيانِ أن يَتَغَيَّرا. نهشل بن حري

- يَنْشا الصغيرُ على ما كانَ والدهُ ... إن العروقَ عليها يَنْبُتُ الشجرُ. المؤمل الكوفي

- هل ابْنُكِ إلا ابْنٌ من الناس فاصبري ... فلنْ يرجعَ الموتى حنينُ المآتمِ. الفرزدق

- غَذَوْتُكَ مولوداً وَعْلتُكَ يافعاً ... تُعَلُّ بما أدنْي إليك وتَنْهَلُ. - إذا ليلةٌ نابَتْكَ بالشَّكْوِ لم أَبِتْ ... لشَكْواكَ إِلا ساهراً أَتَمَلْمَلُ. - كأني أنا المطروقُ دوَنكَ بالذي ... طُرِقْتَ به دوني وعينيَ تَهْمُلُ. - تَخَافُ الرَّدَىْ نَفْسِي عليكَ وإِنها ... لتَعلمُ أن الموتَ حتمٌ مؤجلُ. - فلما بَلَغْتَ السِّنَّ والغايةَ التي ... إليها مَدَىْ ما كُنْتَ فيكَ أُؤَمِّلُ. - جَعَلْتَ جزائيْ منكَ جَبْهاً وغِلْظةً ... كأنكَ أنتَ المنعمُ المتفضِّلُ. - فليتكَ إذ لم تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتي ... فَعَلْتَ كما الجارُ المجاوِرُ يفعلُ. - وسَمَّيْتَني باسْمِ المُفَنَّدِ رأيُهُ ... وفي رَأْيِكَ التفنيدُ لو كُنْتَ تعقلُ. - تَراهُ مُعِداً للخِلاَفِ كأنهُ ... بِرَدٍّ علَى أَهْلِ الصَّوَابِ مُوَكَّلُ. أمية بن أبي الصلت

- ليس اليتيمُ من انتهى أبوَاهُ من ... هَمِّ الحياةِ وَخَلَّفاهُ ذليلا. - فأصابَ بالدنيا الحَكيمةِ منهما ... وبحُسْنِ تربيةِ الزمان بَديلا. - إن اليتيمَ هو الذي تَلْقَى له ... أماً تخلَتْ أو أباً مَشْغولا. - إِن المقِّصَر قد يَحُولُ ولن تَرى ... لجَهالة الطَّبْعِ الغَبيِّ محيلا. أحمد شوقي

- احفظْ صَبيَّكَ إن تُردْ تنجو به ... وَتَرقَّبَنَه واسْعَ في تَنْجيبه. - واعلمْ بأنَ خيرَ مَا تهدي به ... أن تبذلَ المجهودَ في تَهْذيبهِ. - أَدِّبْهُ أنتَ قِبلَ ما تجري به ... للشيخِ وارفقْ عنه في تَجْريبهِ. - أو دَعْهُ للشَّيْخِ الذي تدري به ... يَسْعَى ويَرْغَبُ في سَنا تدريبهِ. - وتجنبنَّ كُلَّ ما تعدي به ... مما يؤديهِ إلى تَعْذيبهِ. إبراهيم أبو اليقظان

- قد يَنْجُبُ الوَلَدُ النامي ووالدُهُ ... فَسْلٌ، ويَفْسُلُ والآباءُ أنجابُ. - (الفَسْلُ) : الضعيفُ لا مروءةَ له. - دَنا رَجُلٌ إلى عِرْسٍ لأمرٍ ... وذاكَ لثالثٍ خُلقَ، اكتسابُ. - فما زالَتْ تعانْي الثُّقلُ حتى ... أتاها الوَضْعُ، واتصَلَ الحِسابُ. - نُردُّ إلى الأصولِ، وكُلُّ حيٍّ ... له في الأَرْبَعِ القدُم انتسابُ. - (الأصولُ الأربعةُ) : وهي الماءُ والهواءُ والترابُ والنارُ. المعري

- رُبَّ طِفْلٍ بَرَّحَ البُؤْسُ بهِ ... شَبَّ بين العِزِّ فيها والخَطَرْ. - ورَفيعٍ لم يُسَوِّدُه أبٌ ... من أبو الشمسِ ومن جَدُّ القَمَرْ؟ - فَلَكٌ جارٍ ودُنيا لم يدمْ ... عندها السَّعْد ولاَ النَّحْسُ استمرْ. شوقي

- ما إِنْ تَأَوَهْتُ في شيءٍ رُزئْتُ به ... كما تَأَوَّهْتُ للأطفالِ في الصِّغَرِ. - قد ماتَ والدُهم من كانَ يَكفَلُهمْ ... في النائباتِ وفي الأَسْفارِ والحضرِ. علي بن أبي طالب

- لما تُؤْذِنُ الدنيا به من صُروفِها ... يكونُ بكاءُ الطفلِ ساعةَ يُولَدُ. - وإلا فما يُبْكيه منها وإنها ... لأَوْسَعُ مما كانَ فيه وأَرْغَدُ. - إذا نَظَرَ الدنيا استهلَّ كأنه ... بما سوف يَلْقى من أذاها يُهددُ. - مل عالجَ الحزنَ والحرارةَ في ال ... أحشاءِ (الأحشاءِ) مَنْ لم يَمُتْ له وَلَدُ. علي بن عباس الرومي العتبي

- أَجْدَرُ الخلقِ بحمدٍ مَنْ رعى ... تاعسات الجَدِّ في النَّشْئِ الصغارِ. خليل مطرن

- وإِنما أولادنُا بيننا ... أكبادُنا تمشي على الأرضِ. - لو هَبَّتِ الريحُ على بعضِهم ... لامتنعَتْ عيني من الغمضِ. حطان بن المعلى

- إِن لم يَصُنْ خُلقَ الضغارِ مهذبٌ ... ماذا يحاولُ وازعٌ ومُشَرِّعُ. - أو لم يكنْ أدبُ السجايا رادِعاً ... للناشئينَ هل العقوبةُ تَرْدَعُ. خليل مطران

- وإِن من أدَّبته في الصبا ... كالعودِ يُسْقي الماءَ في غرسِه. - حتى تَراهُ مُورِقاً ناضراً ... بعد الذي أبصْرتَ من يُبْسهِ. صالح عبد القدوس

- فيا عَجباً لمن ربيتُ طِفْلاً ... أُلَقِّمُه بأطرافِ البنانِ. - أُعَلِّمُه الرمايةَ كُلَّ يومٍ ... فلما اشْتَدَّ ساعدُه رماني. - أُعَلِّمُه الفتوةَ كل وقتٍ ... فلما طرَّ شاربُه جفاني. - وكم عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوافِي ... فلما قالَ قافيةً هجاني. الميداني

- رَبَّيْتَ شِبْلاً، فلما أن غدا أسداً ... عدا عليكَ فلولا ربُّه أَكَلَكْ. المعري

- هل الولدُ المحبوبُ إِلا تَعِلَّةٌ ... وهل خلوةُ الحسناءِ إِلا أذى البعلِ. - وما الدهرُ أهلٌ أن يؤمل عنده ... حياة وأن يُشتاقَ فيه إلى النَّسْلِ. المتنبي

- تَناوَمَ كلُّ الناسِ عما يُصيبهُم ... وهمْ من رزايا دَهْرِهم سَلَمُ العَطْبَ. - إذا وَرثَ المولودُ عِلَّةَ والدٍ ... فعدِّ به عن حِيْلَةِ البُّرْءِ والطِّبِ. ابن حمديس

- رُبَّ أَيتامٍ ضعافٍ قَلَّدُوا ... عُنقَ الدهرِ جليلَ المأثراتِ. عزيز أباظة

- إِنما أولادُنا أكبادُنا ... وعلى الأَكْبادِ نحيا آملينْ. جورج صيدح

- يُكسى الوليدُ جديدَ العُمْرِ يَلْبسُه ... وكلَّ يومٍ يرثُّ الملبسُ الغالي. - يَضيقُ صدرُ الفتى ما لَم يوافِ له ... شُغلاً، فيحتالُ للدينا بأشغالِ. المعري

- أرى ولدَ الفتى كَلاً عليهِ ... لقد سَعِدَ الذي أمسى عقيما. - أما شاهَدْتَ كلَّ أبي وليدٍ ... يؤمُّ طريقَ حَتْفٍ مستقيما. - فإما أن يُرَبِّيَهُ عدواً ... وإِما أن يُخَلِّفَهُ يتيما. المعري

- فاضْرِبَ وليدَكَ، وادْلُلهُ على رَشَدٍ ... ولا تَقُلْ هو طِفْلٌ غيرُ مُحْتَلِمِ. - ورُبَّ شِقٍ برأسٍ جَرَّ منفعةً ... وقِسْ على نَفْعِ شِقِّ الرأسِ في القلمِ. المعري

- لا تَزْدَرُنَّ صِغاراً في ملاعِبهمْ ... فجائزٌ أن يُرَوا ساداتِ أقوامِ. - وَأكْرِموا الطفلَ عن نُكرٍ يُقَالُ له ... فإِن يعشْ يدعْ كهلاً بعد أعوامِ. - ولاَ تناموا عن الدنيا وغِرَّتِها ... فإِن أبيتمْ فكونوا خيرَ نُوَّامِ. - لا تَظ~لِموا من بَنيها واحداً أبداً ... حتى تُعَدوا ذوي فِطْرٍ كصُوَّامِ. المعري

- كم صَرَفَ المولودُ، عن والدٍ ... خيراً، وكم أمٍ له لم يمنْ. - الرُّبْعُ للزوجةِ، إن لم يكنْ ... نَسْلٌ، وإِن كان غَدَتْ بالثمنْ. - (يمن) : يحتمل مؤنته. المعري

-3- ابن العم والمولى.

-3- ابن العم والمولى.

- جَنى ابنُ عَمِّكَ ذنباً فابْتُلِيْتَ به ... إن الفتى بابنِ عَمِّ السُّوءِ مَأْخوذُ. شاعر

- ولا أدفعُ ابنَ العمِ يمشي على شفاً ... ولو بلغتني من أذاهُ الجنادعُ. - ولكنْ أواسيه وأنسى ذنوبَهُ ... لترجعَهُ يوماً إِليَّ الرَّوَاجعُ. محمد بن عبيد

- وأفرشهُ مالي وأحفظُ عيبَهُ ... وأرعاهُ عيباً بالذي هو سامعُ. - وحَسْبُكَ من جهلٍ وسوءِ صنيعةٍ ... مُعاداةُ ذي القُرْبى وإِن قِيلَ قاطعُ. الأزدي

- متى ما يكنْ مولاكَ خَصْمكَ لا تزلْ ... تَذِلُ ويعلوكَ الذين تصارعُ. - وهل يَنْهَضُ البازي بغيرِ جَناحهِ ... وإِن قُصَّ يوماً رِيشُهُ فهو واقعُ. عبد الله بن سلول

- لَعَمْرُ أبيكَ لا أَجْزي ابن عَمِّي ... بعثَرتِه وأمنعُ فضلَ مالي. - ولكني أَرُدُّ عليهِ حِلمي ... ليومِ السوءِ أو غَدْرِ الليالي. أبو الخثارم الباهلي

- أنا ابنُ عَمِّكَ إِن نابتْكَ نائبةٌ ... ولسْتُ منكَ إذا ما كَعْبُكَ اعتدلا. ربيع

- وإِني لا أَضِنُّ على ابن عَمِّي ... بنصرٍ في الخُطوبِ ولا نَوالِ. - وأكرمُ ما تكونُ عليَّ نفسي ... إذا ما قَلَّ في اللزباتِ مالي. الأعور الشني

- إني وإن كانَ ابنُ عمي غائباً ... لمقاذفُ من خَلْفهِ وورائهِ. - زمفيدهُ نصري وإن كان امرأً ... مُتَزَحْزِحاً في أرضهِ وسمائهِ. - ومتى أجئه في الشدائدِ مُرملاً ... أُلْقِ الذي في مِزْودي لوعائهِ. - وإذا تتبعتِ الجلائفُ مالنَا ... خُلِطَتْ صَحيحتُنا إِلى جِرْبائه. - وإذا أتى من وِجْهةٍ بطريفةٍ ... لم أطَلَّعْ مما وراءَ خِبائِه. - وإذا اكتسى ثوباً جميلاً لم أقلْ ... يا ليتَ أنَّ عليَّ حسنَ رِدائِه. الهذيل بن مشجعة البولاني

- وعَطْفاً على المولى وإن كان بينَه ... وبينكَ في بعضِ الأمورِ معاتبُ. - ومن ذا الذي يرجو الأباعدُ نفعَه ... إِذا هو لم يصلح عليه الأقاربُ. الفضل بن عبد الرحمن

- ودعْ عنكَ مولى السوءِ والدهر إِنه ... سَتَكْفيكَه أيامُه ونوائبهْ. - ويلقى عدواً من سِواكَ يرده ... إليكَ فتلقاهُ وقد لانَ جانُبهْ. أبو هلال الأسدي

- وليْ أبنُ عمٍ لا يزا ... لُ (يزالُ) يعيبُني ويعينُ عائبْ. - وأعينُهُ في النائباتِ ... ولا يعينُ على النوائبْ. - تَسْري عقاربُهُ إِليَّ ... ولا تناولُهُ عقاربْ. - لاهِ ابن عَمِّكَ ما يخا ... فُ (يخافُ) الجازياتِ من العَواقبْ. الزبرقان بن بدر التميمي

- وربَّ ابن عمٍ تدعيه ولو ترى ... مغيَّبَ ما يُخْفي لساءَكَ غائبهْ ابن الدثنة

- لحا اللهُ مولى السوءِ لا أنتَ راغبٌ ... إليه ولا رامٍ به من تُحارُبهْ. - فما قرُب مولى السوءِ إِلا كَبُعْدِه ... بل البعدُ خيرٌ من عدوٍ تقارُبهْ. أبو الأسود الكناني

- إذا أنتَ لم تغفرْ لمولاكَ أن ترى ... به الجهلَ أو ضارْمتَه في المعاتبْ. - ولم تُولهِ المعروفَ أَوْشَكْتَ أن تَرى ... مَواليَ أقوامٍ ومولاكَ غائبْ. الأخرز بن فهم العدوي

- وإني للباسٌ على المَقُتِ والقِلى ... بني العمِّ منهم كاشحٌ وحَسودُ. - أذبُّ وأرمي بالحَصى من ورائهمْ ... وأَبْدَأُ بالحُسْنى لهم وأَعودُ. المزَّرد

- وإن ابنَ عمِّ المرءِ من شدَّ أَزْرَه ... وأصبحَ يحمي غيبه وهو لا يدري. - وإِن الكريمَ من يكرِّمُ مُعْسِراً ... على ما اعتراهُ لا يُكرِّم ذا يُسْرِ. شاعر

- وإن الذي بَيْني وبينَ بني أبي ... وبين بني عَمِّي لمُخْتَلِفٌ جِدا. - فإِن أَكَلوُا لحمي وَفَرْتُ لحُومَهم ... وإِن هَدَموا مجدي بَنَيْتُ لهُمْ مجدا. - وإِن ضَيَّعوا غَيْبي حَفِظْتُ غيوبهم ... وإِن هُمْ هَوَوا غَيِّي هويت لهم رُشْدا. - وإِن زَجَروا طيراً بنَحْسٍ تَمُرُّ بي ... زَجَرْتُ لهم طيراً تَمُرُّ بهم سَعْدا. - وإِن بادهوني بالعداوةِ لم أكنْ ... أُبادِهُهم إِلا بما يُثْبِتُ الرُّشْدا. - وإِن قَطَعوا مني الأواصِرَ ضِلَّةً ... وَصَلْتُ لهمْ مني المحبةَ والوُدَّا. - ولا أحملُ الحقدَ القديمَ عليهمُ ... وليس رئيسُ القومِ من يحملُ الحِقْدا. - لهم جُلُّ مالي إن تتابَعَ لي غِنىً ... وإِن قَلَّ مالي لم أكلفَهم رِفدا. - وإني لعبدُ الضيفِ ما دامَ ثاوياً ... وما شِيمةُ لي غيرها تشبهُ العبدا. المقنع الكندي

- لا تعترضْ في الأمرِ تُكْفى شؤونَه ... ولا تنصحَنْ إلا لمن هو قابلهْ. - ولا تَخْذُلِ المولى إذا ما مُلمةً ... ألمتْ ونازلْ في الوغى من ينازلهُ. - ولا تحرمِ المولى الكريمَ فإِنه ... أخوكَ ولا تدري لعلكَ سائلهُ. شاعر

- وأعلمُ علماً ليس بالظنِّ أنه ... إِذا ذَلَّ مولى المرءِ فهو ذليلُ. - وإِن لسانَ المرءِ ما لم تكنْ له ... حصاةٌ على عوراته لدليلُ. - وإِن امرأً لم يَعْفُ يوماً فكاهةً ... لمن لم يُرِدْ سوءاً بها لجهولُ. طرفة بن العبد

- مهلاً بني عَمِّنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوَا بيننا ما كان مدفوناً. - لا تَطْمعوا أن تُهينونا ونكرمَكُمْ ... وأَن نكفَّ الأذى عنكم وتُؤْذونا. - اللهُ يعلمُ أنا لا نُحِبُّكمُ ... ولا نَلومكُم أن لا تُحِبونا. - كلٌ له نِيَّةٌ في بُغْضِ صاحبه ... بنعمةِ اللهِ نقليكمْ وتقلونا. الفضل بن أبي لهب

- بني عَمَّنا إن العدواةَ شرُّها ... ضغائنُ تبقى في نفوسِ الأقاربِ. - تكونُ كداءِ البطنِ ليس بظاهرٍ ... فيبرا، وداءُ البطنِ من شرِّ صاحبِ. الهيثم النخعي

- إِذا المرءُ لم تغضبْ له حين يغضبُ ... فوارسُ إِن قيلَ اركبوا الموتَ يركبوا. قراد

- ولم يَحْبُه بالنصرِ قومٌّ أعزةٌ ... مقاحيمُ في الأمر الذي يُتهيبُ. - تَهَضَّمّهُ أدنى العدوِّ ولم يزلْ ... وإِن كان عضاً بالظُّلامة يُضربُ. - ومولاكَ مولاكَ الذي إِن دعوتَه ... أجَابَك طَوْعاً والدماءُ تصبَّبُ. - فلا تَخْذُلِ المولى وإِن كان ظالماً ... فإِن به تثأى الأمورُ وترأبُ. - (العض) : ذو مراس وقوة. (تثأى) : تفسد. (ترأب) : تصلح. ابن عباد

- فداوِ ابنَ عم السُّوءِ بالنَّأيْ والغِنى ... كفَى بالغنى والنَّأْيِ عنه مُداويا. عدي بن عدي

- ودْعهُ وداءَ الصدرِ حَتى تنالَه ... المقاديرُ والأضغانُ منه كما هيا. - فلا خيرَ في المولى إِذا كان سَوْؤهُ ... إليكَ وضِيّاً بالعدوةِ باديا. - جريئاً على الأدنى وللناسِ لحمُهُ ... يرَّوعَ من أن يظلموهُ فؤاديا. - يَسُلُّ الغنِى والنَّأْيُ أدواءَ صدرِه ... ويُبْدِي التداني غلطةً وتقاليا. النبهاني

-4- الإحسان.

-4- الإحسان.

- وَقّيَّدْتُ نفسي في ذراك محبةً ... ومن وجدَ الإِحسانَ قيداً تقيدا المتنبي

- يا مًحْسِنون جزاكمُ المولى بما ... يرجو على مَسْعَاكمُ المحمود - كم رَدَّ فضلكمُ الحياة لمائتٍ ... جوعاً وكم أبقى على مَوْلودِ - كم يَسَّرَ النومَ الهنيءَ لساهدِ ... شاكٍ ولَطَّفَ من أسى مكمودِ - كم ضانَ عرضاً طاهراً من ريبةٍ ... ونفى أذىً عن عاثرٍ منكودِ خليل مطران

- إن كنتَ تطلبُ رتبةَ الأشرافِ ... فعليكَ بالإِحسانِ والإِنصافِ - وإِذا اعتدى خِلٌ عليكَ فخلِّهِ ... والدهرُ فهو له مكافٍ كافِ أبو الفتح البستي

- وَللتَّرْكُ للإِحسانِ خيرٌ لمحسنٍ ... إِذا جَعَلَ الإحسانَ غيرَ ربيبِ المتنبي

- من يغرسِ الإحسانَ يجنِ محبةً ... دونَ المسيءِ المبعد المصرومِ - أقلِ العثارَ تُقَلْ ولا تحسدْ ولا ... تحقدْ فليس المرءُ بالمعصومِ أحمد الكيواني

- إذا كنتَ في أمرٍ فكنْ فيه مُحْسناً ... فعما قليلٍ أنتَ ماضٍ وتاركُهْ - فكم دَحَّتِ الأيامُ أربابَ دولةٍ ... وقد ملكَتْ أضعافَ ما أنتَ مالكهُ الدميري

- أبُنَيَّ إِن البِرَّ شيءٌ هينٌ ... وَجْهٌ طليقٌ وكلامٌ لينُ سفين بنن عيينه

- وأحْسَنُ وجهِ في الورى وجهُ محـ ... سنٍ (محسن) وأيمنُ كفٍ فيهُم كفُّ منعمِ - وأشرفُهُمْ من كان أشرفَ همةً ... وأكثرَ إِقداماً على كُلِّ معظمِ المتنبي

- باني العُلا والمجدِ والإحسانِ ... والفضلِ والمعروفِ أكرمُ بانِ - ليس البناءُ مشيداً لكَ شيدهُ ... مثلَ البناءِ يشادُ بالإحسانِ - البرُّ أكرمُ ما حَوْتَه حقيبةٌ ... والشكرُ أكرمُ ما حوته يدانِ وإذا الكريمُ مضى وولى عمرهُ ... كِفلَ الثناءُ له بعمرٍ ثانِ اسحق بن إبراهيم الموصلي

- لا تَحْقِرَنَّ من الإِحسانِ محقرةً ... أحْسِنْ فعاقبةُ الإِحسانِ حُسناه ابن زنجي

- من أحبَّ الإِحسانَ لم يُرِهِ ... دهرهُ غيرَ وجههِ الحسنِ خليل مطران

- زيادةُ المرءِ في ديناهُ نقصانُ ... وربحهُ غيرَ محضِ الخير خسرانُ - أحسنْ إلى الناسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهمُ ... فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ - من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ قاطبةً ... إليه والمالُ للإنسانِ فتانُ - أَحْسِنْ إِذا كانَ إِمكانٌ وَمَقْدِرَةٌ ... فلن يدومَ على الإِنسانِ إِمكانُ - حياكَ من لم تكن ترجو تحيتهُ ... لولا الدراهمُ ما حياكَ إِنسانُ أبو الفتح البستي

-5- الأخ والإخاء

-5- الأخ والإخاء

- جاملْ أخاكَ إِذا استْربتَ بودِّه ... وانظرْ به عقبَ الزمانِ العائدِ - فإن استمرَّ به الفسادُ فَخَلَّهِ ... فالعُضْوُ يقطعُ للفسادِ الزائدِ الطغرائي

- هيبةً الإِخوانِ مقطعةٌ ... لأخي الحاجاتِ عن طَلِبَهْ - فإِذا ما هِبْتَ ذا أملٍ ... ماتَ ما أمَّلْتَ من سَبَبِهْ شاعر

- وليس أخي من وَدَّني بلسانهِ ... ولكن أخر من ودني في النوائبِ - ومن مالُه مالي إِذا كنْتُ مُعْدِماً ... ومالي له إن عضَّ دهرٌ بغاربِ - فلا تَحْمدنْ عند الرخاءِ مؤاخياً ... فقد تنكرُ الإِخوانَ عند المصائبِ رجل خزاعي

- البسْ أخاكَ على عيوبهِ ... واسترْ وغطِّ على ذنوبهْ - واصْبِرْ على ظلمِ السفيهِ ... وللزمانِ على خُطوبهْ - ودّعِ الجوابَ تَفَضُّلاً ... وكلِ الظلومَ إلى حسيبهْ علي بن أبي طالب

- ورُبَّ أخٍ أصفى لك الدهرَ وُّده ... ولا أمُّه أدلتْ إليكَ ولا الأبُ - فعاشِرْ ذوي الألبابِ واهُجْر سواهمُ ... فليس بأربابِ الجهالةِ مجنبُ عمر الإِنسي

- أحبُّ أخي وإِن أعْرَضْتُ عنه ... وقَلَّ على مسامِعه كلامي - ولي في وجههِ تقطيبُ راضٍ ... كما قطبتَ في إِثْرِ المدامِ وربَّ تقطبٍ من غير بُغْضٍ ... وبغضٍ كامنٍ تحتَ ابتسامِ ابن رشيق القيرواني

- أخوكَ من دامَ على الإِخاءِ ... ما أكثر الإِخوانَ في الرخاءِ - ودٌ صحيحٌ من أخٍ لبيبِ ... أفضلُ من قرابةِ القريبِ - يزيدُ من مودةِ الرجالِ ... تزوارُ الإِخوانِ في الرحالِ - من يَخْدلِ الإِخوانَ في بلواهمُ ... لم يَحْفِلوا إِن عُدَّ من موتاهمُ - ولا تكوننْ في الإِخاءِ مكثراً ... ثم تكونُ بعدُ فيه مُدْبرا - فتُظِهْرُ الإِسرافَ في الإِكثارِ ... منكَ على الجفاءِ في الإِدبارِ الشيخ السابوري

- لو قيلَ لي خُذْ أماناً ... إِلا من حادثات الزمان - لما أخذْتُ أماناً ... إِلا من الإِخوانِ ابن رشيق القيرواني

- أخوكَ الذي يحميك في الغَيْبِ جاهـ ... داً (جاهداً) ويسترُ ما تأتي من السوء والقبحِ - وينشرُ ما يرضيكَ في الناسِ معلناً ... ويُعْضي ولا يألو من البرِّ والنُّصحِ أبو عثمان التجبيبي

- استكرنَّ من الإِخوان إِنهمُ ... خيرٌ لكانِزهم كنزاً من الذهب - كم من أخٍ لكَ لو نابتكَ نائبةٌ ... وجدتهُ لكَ خيراً من أخي النسبِ عبد العزيز الأبرش

- عليكَ بإخوانِ الثِّقات فإنهم ... قليلٌ، فصِلْهم دونَ من كنتَ تَصْحَبُ - وَنَفْسَكَ أكرمْها وصُنْها، فإِنها ... متى ما تجالسْ سفلةَ الناسِ تغضبُ ابن زنجي البغدادي

- تكثرْ من الإِخوانِ ما استطعتَ إِنهم ... عمادٌ إذا استنجْدتَهم وظهورُ - وليسَ كثيراً ألفُ خلٍ لصاحبٍ ... وإِن عَدُوّاً واحداً لكثيرُ مهدي ابن سابق

- كم من أخٍ لكَ لم يلدْهُ أبوكا ... وأخٍ أبوه أبوكَ قد يَجْفوكا - صافِ الكرامَ إِذا أرْدتَ إِخاءَهُم ... واعلمْ بأن أخا الحفاظِ أخوكا - كم إِخوةٍ لكَ لم يلدْكَ أبوهُم ... وكأنما آباؤُهم ولدوكا - لو كنتَ تحملهمْ على مكروهةٍ ... تخشى الحتوفَ بها لما خَذَلوكا - وأقَاربٍ لو أبصروكَ مُعَلَّقاً ... بنياطِ قلبِك ثمَّ ما نَصَروكا - الناسُ ما استغنْيتَ كنتَ أخاً لهم ... وإِذا افتقرتَ إليهمُ فَضَحوكا العباس بن عبيد بن يعيش

- وما المرءُ إِلا بإِخوانهِ ... كما تقبضُ الكفُّ بالمعصمِ - ولا خيرَ في الكفِّ مقطوعةً ... ولا خيرَ في الساعدِ الأجذمِ محمد بن عمران الضبي

- البسْ أخاكَ على تَصَنُّعِهِ ... فلربّ مفتضحٍ على النصِّ - ما كدتُ أفحصُ عن أخي ثقةٍ ... إِلا دَمَعْتُ عواقبَ الفحصِ أحمد بن يحيى

- لا يزهدَّنك في أخِ ... لكَ أن تراهُ زلَّ زلَّةَ - والمرءُ يطرحُه الذ ... ينَ (الذين) يلونَه في شَرِّ إِلَّة - ويَخُونُه من مأمنٍ ... أهلَ البِطانةِ والدِّ خِلَّة - والموتُ أعظمُ حادثٍ ... مما يَمُرُّ على الجِبِلَّهْ عبد الله بن جعفر

- أحبُّ من الإِخوانِ كلَّ مهذبٍ ... ظريفِ السجايا طيبِ العرفِ والنشر - إِذا جئته لاحظْتَ من شمسِ نفسِه ... على وجهِه نوراً يلقبُ بالبشرِ أبو الفتح البستي

- وأخٍ أرابَ فلم أجدْ في أمِره ... إِلا التماسُكَ عنه الهجرانا - وأراهُ لما لم أطالبْ نفعَهُ ... أنشا يَقُرُّ تغيباً وعيانا البحتري

- لستُ إِن زاغَ ذُو إِخاءٍ وودٍ ... عن طريقٍ بتابعٍ أثرهْ - بل أديمُ الثناءَ والودِّ حتى ... يتبعَ الحقَّ بعدُ أو يَذَرَهْ عبد الله بن معاوية الجعفري

- أعينُ أخي أو صاحبي في بلائِه ... أقومُ إِذا عضَّ الزمانُ وأقعدُ - ومن يفردِ الإِخوانَ فيما ينوبُهمْ ... تنبهُ الليالي مرةً وهو مُفْرَدُ شاعر

- كم من أخٍ لكَ لستَ تنكرُه ... ما دمتَ من دنياكَ في يسرِ - متصنعٍ لكَ في مودَّته ... يلقاكَ بالترحيبِ والبشرِ - يطري الوفاءَ وذا الوفاءِ ويلـ ... حى (يلحى) الغدرَ مجتهداً وذا الغدرِ - فإِذا عدا، والدهرُ ذو غيرٍ ... دهرٌ عليكَ عدا مع الدهرِ - فارفضْ بإجمالٍ مودةَ من ... يَقْلي المقلَّ ويَعْشَقُ المثري - وعليكَ منْ حالاهُ واحدةٌ ... في العسرِ إِما كنتَ واليُسْرِ - لا تخلطنهمُ بغيرهمُ ... من يخلط العقيان بالصُّفْرِ؟ البحتري أو حماد عجرد

- فإِن كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكلٍ ... وإِلا فأدركْني ولما أمزَّق الممزقُ - يَمْضِي أخوكَ فلا تلقى له خلفاً ... والمالُ بعد ذهابِ المالِ مكتسبُ العبدي الفرزدق

- إِذا أنتَ لم تُنْصِفْ أخاكَ وَجَدْتَه ... على طرفِ الهجرانِ إِن كان يعقلُ معن بن أوس

- لا ترضَ للأخوانِ غيرَ الذي ... ترضى به إِن نابَ أمرٌ جليلْ صالح عبد القدوس

- وليسَ أخوكَ الدائمَ العهدِ بالذي يسـ ... وؤكَ (يسوؤك) إِن وَلَّىَّ ويُرْضِيك مقبلا - ولكنن أخوكَ الناءِ ما كنتَ آمناً ... وصاحبك الأدنى إِذا الأمرُ أعْضلا أوس بن حجر

- إِني ليمنعُني من ظُلمٍ ذي رَحِمٍ ... لبٌ أصيلٌ وحِلْمُ غير ذي وصمِ - إِن لانَ لنتُ وإِن دَبَّتْ عقاربهُ ... ملأتُ كفيهِ من صَفْحٍ ومن كرمِ بعض بني أسد

- لا تيأسنْ من أخٍ ولىَّ بجانبِه ... وإِن بدا لكَ منه سوءُ أخلاقِ - إِن السماءَ ترَّجى وهي نازحةٌ ... إِذا أّلّحَّتْ بإِرعادٍ وإِبْراقِ ابن الساعاتي

- وإِذا عتبتَ على أخٍ فاستبقه ... لغدٍ ولا تهلكْ بلا إخوانِ كعب الغنوي

- وخذْ من أخيكَ العفوَ عفوَ ذنوبهِ ... ولا تكُ في كُلِّ الأمور تعاتُبْهُ - فإِنكَ لن تلفقى أخاكَ مهذباً ... وأيُّ امرئٍ ينجو من العيبِ صاحبهُ - أخوكَ الذي لا ينقضُ النأيُ عهدَه ... ولا عندَ صرفِ الدهرِ يَزْوَرُّ جانبهُ - وليس الذي يلقاكَ بالبِشْرِ والرضى ... وإِن غِبْتَ عنه لسعتك عقاربهُ المغيرة بن حبناء

- ابْلُ الرجالَ إِذا أردتَ إِخاءَهم ... وتوسمنَّ أمورَهم وتَفَقَّدِ - فإِذا رأيْتَ أخا العفافةِ والنهى ... بِرَّ اليدينِ قريرَ عينٍ فاشْدُدِ - فمتى يزلَّ ولا محالةَ زلةً ... فعلى أخيكَ بفضلِ حلمِك فارددِ عبد الله بن معاوية الجعفري

- وأَوْصاني أبو عَمْروٍ إِذا ما ... بدا لي من أخٍ خَبَثُ النحاسِ - بتركِ إِخائهِ والصدَّ عنه ... كما صد الجبانُ عن المِراسِ - وشرُّ أخوةِ الإِخوانِ ما لم ... يكنْ فيها التكرمُ والتآسي أنس بن أبي أنس الكناني

- أخوكَ الذي إِن تدُعهُ لملمةٍ ... يجبكَ وإِن تغضبْ إِلى السيف يغضبِ ابن المضرب

- ومن يفتشْ عن الإِخوانِ يقلهمُ ... فَجُلُّ إِخوانِ هذا العصرِ خوانُ البستي

- ولا تقطعْ أخاً لكَ عند ذنبٍ ... فإِن الذنبَ يغفرهُ الكريمُ - ولا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ ... فإِن الظلمَ مرتعُهُ وخيمُ - وإِن الرفقَ فيما قيلَ يمنٌ ... وإِن الخرقَ في الأشياء شومُ - وخَيْرُ الوصلِ ما دوَامْتَ منه ... وشرُ الوصلِ وصلٌ لا يدومُ - ولا تفحشْ وإِن ملئتَ غَيْظاً ... على أحدٍ فإِن الفُحْشَ لومُ الأصمعي

- لا تؤاخِ الدهرَ جبساً راضعاً ... ظاهرَ الجهلِ قليلَ المنفعةْ - ما يُصبْ منكَ فأحلى مغنمٍ ... ويرى ما عندَه أن يمنعهْ - يسَألُ الناسَ ولا يعطيهمُ ... هَبَلَتْه أمه ما أَجْشَعَهْ أبو الأسود الدؤلي

- وإِخوانٍ بَذَلْتُ لهم ودادي ... وحُطْتُ مكانَهم عندي وصنتُ - فكم من ليلِ مهلكةٍ وبؤسٍ ... وحَدِّ منيةٍ فيهم ركبتُ - أضاعوني وما ذنبي إِليهم ... سوى رُخْصي لما أن رخصتُ محمد الهندي

- أخوكَ الذي إِن تدعُه لملمةٍ ... يُجبْكَ وإِن عاتبتهُ لانَ جانبُه المتلمس

- أخوكَ أخوكَ من تَدنو وتَرجو ... مَودته وإِن دُعِيَ استجابا - إِذا حارَبْتَ حاربَ من تعاديْ ... وزادَ سلاحُه منك اقترابا - يؤاسِي في الكريهةِ كُلَّ يومٍ ... إِذا ما مضلعُ الحدثانِ نابا ربيعة بن مقرم

- أخاكَ أخاكَ إِن من لا أخا له ... كساعٍ إِلى الهيجا بغيرِ سلاحِ - وإِن ابن عَمِّ المرءِ، فاعلمْ، جناحهُ ... وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ قيس بن عاصم أو مسكين الدارمي

- أنى يكونُ أخاً أو ذا محافظةٍ ... من أنتَ من غيبهِ مستشعرٌ وَجَلا - إِذا تغيبْتَ لم تبرحْ تظنُّ به ... ظناً وتسألْ عما قالَ أَو فَعَلا - فلا عداوتُه تبدو فتعرفها ... منه ولا وده يوماً له اعتدلا عبد الله بن معاوية الجعفري

- وإِذا آخَيْتَ من تَقْذى به ... فاطلبِ الراحةَ منه والدَّعة - مذقٌ يُلقى أخاهُ بالرضى ... وإِذا ما غابَ عنه سَبَعه - (سبع: طعن وشتم) دعبل الخزاعي

- وأخٍ بدا منه القبيحُ عقيبَ ما ... فَعَلَ الجميلَ فضاعَ منه جميلهُ الشريف المرتضي

- أخوكَ الذي إِن أحوجَتْكَ ملمةٌ ... من الدهرِ لم يبرحْ لها الدهرَ واجما - وليس أخوكَ بالذي إِن تشعَبتْ ... عليكَ أُمورٌ ظلَّ يلحاكَ لائما المرقش الصغير

- تَبَّتْ حياةُ الوداعِ السليمْ ... تلقاءَ بثٍ من أخٍ سَقِيمْ - أو والدٍ مروَّعٍ مضبمْ ... أو ولدٍ مجوعٍ هضيمْ خليل مطران

- فلا تهجُني إِني أخوكَ لآدمٍ ... وحسبي هجاءً أن أكونَ أخاكا ابن الرومي

- فإِما أن تكونَ أخي بحقٍ ... فأعرف منكَ غَثِّي من سميني - وإِلا فاطرحني واتخذني ... عدواً أتقيكَ وتتقيني المثقب العبدي

- شرُ الأخلاءِ من يَسْعَى لترضيَه ... ولا يزالُ عليكَ الدهرَ غضبانا عبد القدوس

- ولستَ بمستبقٍ أخاً لا تلمُّهُ ... على شعثٍ أيُّ الرجالِ المهذبُ؟ النابغة

- ذكِّرْ أخاكَ إِذا تناسى واجباً ... أو عنّ في آرائهِ تقصيرُ - فالرأيُ يَصْدأ كالحسامِ لعارضٍ ... يطرأ عليهِ وَصَقْلُه التذكيرُ أبو الفتح البستي

- أخاكَ فناصرْ ما استطعتَ بقوةٍ ... وثوبك من منسوجِ أهلِكَ فالبسِ - ونافسْ بما هم متقنوه ليصبحوا ... وهم كلَّ يومٍ مُعْقِبوه بأنفسِ خليل مطران

- أخٌ لي مستور الطباعِ جعلتهُ ... مكانَ الرضى حتى استقلَّ به الودُ - وتحتَ الرضى لو أن تكونَ خبرْته ... ودائعُ لا يرضى بها الهزلُ والجِدُ - لعمري ليست صفقةُ المرءِ تنطويْ ... على ذمِّ شيءٍ كانَ أولَه حمدُ - فأعطِ الرضى كلَّ الرضا من خبرتهُ ... وقِفْ بالرضى عنه إذا لم يكن بدُ مسلم بن الوليد

- تَحَمَّلْ أخاكَ على ما به ... فما في استقامتِه مطمعُ - وأنى له خُلقٌ واحدٌ ... وفيهِ طبائعُه الأربعُ أبو الفتح البستي

- وربَّ أخٍ ليست بأمِّكَ أمُّه ... متى تدعهُ للروعِ يأتيكَ أبلجا - يواسيكَ في الجُلَّى ويحبوكَ بالندى ... ويفتحُ ما كان القضا عنك أَرْتجا عبد الله الجعفري

- أنجدْ أخاكَ على خَيْرٍ يَهُمُّ به ... فالمؤمنونَ لدى الخيراتِ أنجادُ - ظعنتَ لتستفيدَ أخاً وفياً ... وضيَّعتَ القديمَ المستفادا المعري

- احفظْ أخاكَ وسارعْ في مسرَّته ... حتى يرى منكَ في أعدائهِ خبرُ - أخوكَ سيفكَ إن نابْتكَ نائبةٌ ... وشمَّرتْ نكبة في عطفها زَوَرُ عقيل بن هاشم

- إن أخا المرءِ الذي هو ردؤه ... على الدهرِ والناسِ الذين يكاثرُ - وليس أخاهُ من يودُّ عدوُّه ... ومن هو عنه بالكرامةِ ظاهرُ قبيصة بن عامر

- أخاً لكَ إن طالَ التنائي وجدتهُ ... نَسِياً، وإن طالَ التعاشرُ ملِّكا - ولو كنتَ أهدى الناسِ ثم صحبتَه ... وطاوعتَه، ضلَّ الهوى وأضلكا أبو الأسود الدؤلي

- إذا ما إخوةٌ كثروا وطابوا ... فإنهمُ لأمهمُ الهُبولُ - ستثكل أو يفارقها بنوها ... بموتٍ أو يروعُهم قتيلُ أحيحة بن الجلاح

- ولقد يكونُ لكَ البعيدُ ... أخاً، ويقطعُكَ الحميمُ يزيد بن الحكم

- إِنَّ أخاكَ الحقَّ من يَسْعى معكْ ... ومنْ يَضُرُّ نفسَهُ لينفَعَكْ - ومن إِذا صَرْفُ زمانٍ صدَعك ... بدَّدَ شملَ نفسهِ ليجمعَكْ وإِنْ رآكَ ظالماً سَعى مَعَكْ أبو العتاهية أو علي بن أبي طالب

- لقبيحٌ في الناسِ من غيرِ جرمٍ ... بعد وصلٍ قطيعةُ الأَخَوَيْنِ بشار بن برد

- فأنتَ أخي ما لم تكنْ لي حاجةٌ ... فإن عَرَضَتْ أيقنْتُ أن لا أَخَا ليا - كلانا غنيٌ عن أخيهِ حياتَهُ ... ونحنُ إِذا متنا أَشَدُّ تغانيا عبد الله الجعفري

- أخٌ لي كأيامِ الحياةِ إخاؤُهُ ... تلونُّ ألواناً عليَّ خطوبُها - إذا عِبْتُ منه خلةً فهجرته ... دعتني إليه خلةٌ لا أعيبُها شاعر

- اقبلْ أخاكَ ببعضِه ... قد يقبلُ المعروفُ نزرا - واقبلْ أخاكَ فإِنه ... إِن ساءَ عصراً سرَّ عصرا الرياشي

- أخٌ لكَ ما تراهُ الدهرَ إِلا ... على العِلاّتِ بساماً جوادا - سألناهُ الجزيلَ فما لكّا ... وأعطى فوقَ مُنيتنا وزادا - فأحسنَ ثم أحسنَ ثم عُدْنا ... فأحسنَ ثم عَدْتُ له فعادا - مراراً لا أعودُ إِليه إِلا ... تبسمَ ضاحكاً وثنى الوسادا زياد الأعجم

- إِخوانُ هذا الزمانِ كلهمُ ... إِخوانُ غدرٍ عليه قد جُبلوا - طَوَوْا ثيابَ الوفاءِ بينهمُ ... وصارَ ثوبُ الرياءِ يبتذلُ - أخوهم المستحقُّ وصلهمُ ... من شِربوا عندَه ومنْ أكلُوا - وليس فيما علمْتُ بينهمُ ... وبينَ من كانَ مُعْدِماً عملُ أعرابي

- إِذا رأيتُ ازْوِراراً من أخي ثقةٍ ... ضاقَتْ عليَّ برَحْبِ الأرضِ أوطاني - فإِن صَدَدْتُ بوجهي كي أكافئَهُ ... فالعينُ غضبى وقلبي غيرُ غضبانِ شاعر

- أخاكَ أخاكَ فهو أجلُّ ذخرٍ ... إِذا نابتكَ نائبةُ الزمانِ - وإِن بانتْ إِساءتُهُ فَهْبها ... لما فيهِ منَ الشِّيَمِ الحسانِ - تريدُ مهذباً لا عيب فيه ... وهل عودٌ يفوحُ بلا دخانِ الطغرائي

- خيرُ إِخوانِكَ المشاركُ في المـ ... ـرِّ (المر) أين الشريكُ في أمرِ أينا - الذي إِن شهدتَ سركَ في الحـ ... ـيِّ (الحي) وإِن غِبْتَ كان سمعاً وَعَيْنا - أنتَ في معشرٍ إذا غِبْتَ عنهم ... بَدَّلوا كل ما يَزِينُكَ شَيْنا - وإِذا ما رأوكَ قالوا جميعاً ... أنتَ من أكرمِ البرايا علينا - ما أَرى للأنامٍ وُدَّاً صحيحاً ... صارَ كُلُّ الودادِ زوراً ومَينا بشار بن برد

- أخوكَ الذي إِن سركَ الدهرُ سَرَّهُ ... وإِن غبتَ يوماً ظلَّ وهو حزينُ - يقربُ من قرَّبتَ من ذي مودةٍ ... ويقصي الذي أقصيتهُ ويهينُ بشار بن برد

- أحبُّ من الإِخوانِ كلَّ مواتي ... وكلَّ غضيضَ الطرفِ عن عَثَراتي - يوافقني في كلِّ أمرٍ اريدهُ ... ويحفظني حياً وبعدَ وفاتي - فمن لي بهذا ليتَ أَني أَصَبْتُهُ ... فقاسَمْتُهُ ما لي من الحَسَناتِ - تَصَفَّحْتُ إِخواني وكان أَقَلُّهُمْ ... على كثرةِ الإِخوانِ أهل ثقاتي الشافعي

- اغسِلْ يديكَ من الثقاتِ ... واصرمهمُ صرمَ البتاتِ - واصحبْ أخاكَ على هوا ... هُ (هواه) ودارهِ يالترهاتِ - ما الودُّ إِلا باللسا ... نِ (باللسان) فمنْ لسانيَّ الصفاتِ أحمد القاساني

- إِذا ما طلبتَ أخاً مُخْلِصاً ... فهيهاتَ منكَ الذي تطلبُ - فكنْ بإِنفرادكَ ذا غبطةٍ ... فما في زمانِكَ من يُصْحَبُ محمد بن ولاد

- وأجبْ أخاكَ إِذا استشاركَ ناصحاً ... وعلى أخيكَ نصيحةً لا تَرْدُدِ سليمان بن حديد

- وإِخْوانٍ تَخِذْتُهمو دُروعاً ... فكانوها ولكن للأعادي - وخِلْتُهُمُ سهاماً صائباتٍ ... فكانوها ولكن في فؤادي - وقالوا: قد سعينا كُلَّ سَعْيٍ ... فقلتُ نعمْ ولكن في فَسادي - وقالوا: قد صَفَتْ منا قلوبٌ ... لقد صَدقوا ولكن عن وِدادي علي بن فضال المجاشعي

- أخِلاّءُ الرخاءِ هُمُ كثيرٌ ... ولكن في البلاءِ هُم قليلُ - فلا تغررَك خِلَّةُ من تُواخي ... فما لكَ عندَ نائبةٍ خليلُ - وكلُ أخٍ يقولُ أنا وفيٌ ... ولكن ليسَ يفعلُ ما يقولُ - سوى خِلٍّ له حَسَبٌ ودينٌ ... فذاكَ لما يقولُ هو الفَعول حسان بن ثابت

- أَكْرِمْ أخاكَ بأرضِ مَوْلِده ... وأمدهُ من فِعْلكَ الحَسَنِ - فالعزُ مطلوبٌ وملتمسٌ وأَعَزُّهُ ما نِيْلَ في الوَطَنِ علي الجرجاني

- إِذا أعسرتُ لم يعلمْ شقيقي ... وأستغني فيستغني صديقي ابن جرير

- حيائْي حافظٌ لي ماءَ وجهي ... ورِفْقِي في مطالبتي رَفيقي - ولو أني سَمَحْتُ ببذلِ وَجْهي ... لكنتُ إِلى الغِنى سهلَ الطريقِ الطبري

- أتطلبُ من أخٍ خُلقاً جليلاً ... وخَلْقُ الناسِ من ماءٍ مَهينِ - فسامحْ إِن تكَّدَرَ وُدُّ خِلٍ ... فإِنَّ المرءَ من ماءِ وطينِ صفي الدين الحلي

-6- الأدب والأدباء

-6- الأدب والأدباء

- وكفى في وُضُوحِ حاليَ أَني ... في زمانيَ هذا من الأدباءِ حفني ناصف

- نِعْمَ المؤدبةُ الأيامُ والحِقَبُ ... وللزمانِ على عِلاتِهِ عُقبُ علي بن الجهم

- ما زانَه نَشَبٌ من فاتَه أدبٌ ... ولو حوى من شريفِ المالِ قِنْطارا - يا حبذا أدبٌ يسموُ الأديبُ به ... فهو الغَنِيُّ وإِن لم يَحْوِ دِينارا - مجدُ الغَنيِّ عطايَاهُ لسائِلهِ ... وَمَجْدنا أَن نَرى في السُّؤْلةِ العارا قيصر سليم الخوري

- قد يبلغُ الأدبُ الأطفالَ في صغرٍ ... وليس ينفعهُم من بعدِه أدبُ - إن الغُصُونَ إِذا قَوَّمْتَها اعتدلْت ... ولا يلينُ إِذا قَوَّمْتَهُ الخَشَبُ صالح عبد القدوس

- لكلِّ شيءٍ زينةٌ في الوَرَىْ ... وزِينةُ المرءِ تمامُ الأدبْ - قد يَشْرفُ المرءُ بآدابهِ ... فينا وإِنْ كانَ وضَيعَ النسبْ شاعر

- إِن الجواهرَ درّها ونضارَها ... هنَّ الفداءُ لجوهرِ الآدابِ - فإِذا اكتنزْتَ أو ادخرتَ ذخيرةً ... تسمو بزيِنتها على الأصحابِ - فعليكَ بالأدبِ المزينِ أهلهُ ... كيما تفوز ببهجةٍ وثوابِ - فلربَّ ذي مالٍ تراهُ مبعَّداً ... كالكلب ينبحْ من وراءِ حجابِ - وترى الأديبَ وإِن دَهَتْه خصاصةٌ ... لا يُستخفُّ به لدى الأترابِ سهل بن يحيى السجستاني

- كنِ ابنَ من شئتَ واكتسبْ أدباً ... يغنيكَ محمودُه عن النسبِ - إِنَ الفتى من يقولُ: ها أنذا ... ليس الفتى من يقولُ كانَ أَبي علي بن أبي طالب

- ومن لم يؤدبْهُ أبوه وأمهُ ... تؤدبْه روعاتُ الردى وزلازلهُ - فدعْ عنكَ ما لا تسطيعُ ولا تطعْ ... هواكَ ولا يغلبْ بحقكَ باطُلهْ يحيى اليزيدي

- يا أَبِ إن كنتَ أخَا حكمةٍ ... هزَّ عصَا التأديبِ للابنِ - فإِنما أنتَ بتقويمهِ ... أولى من الشُّرطيِّ والسجنِ القروي

- ارْبأ بنفسِكَ أن تكونَ نجيبا ... وازجُرْ خليلَك أن يكونَ أديبا - فلقد أرى موتَ الأديبِ حياتَه ... والعيشَ موتاً يلتقيه ضُروبا - وأرى جوائزَ فضلهِ وعلومهِ ... إِعسارَهُ والداءَ والتعذيبا - يا للذكاءِ يُنيرُنا بضيائهِ ... ويكونُ للجسمِ المضيءِ مُذيبا - يا للعلومِ نَظنُّها نعماً لنا ... فنُصيبها نِقماً لنا وخُطوبا - ماذا أفادكَ أن تكونَ محرراً ... ومحبراً ومفوَّها ولبيبا؟ خليل مطران

- أين فَضْلُ الأديبِ في الشعبِ؟ إِن لم ... يسعدِ الأشقياءُ في آدابه محمود الحبوبي

- إِنَّ الغلامَ مطيعٌ من يؤدبُه ... ولا يطيعُكَ ذو سِنٍّ لتأديبِ عبد الله بن المخارق

- لا تحقرنَّ أبيتَ اللعنَ ذا أدبٍ ... لأن بدا خلقِ السربالِ سبُروتا الحريري

- لا تنكرنْ حقَّ الأديـ ... ـبِ (الأديب) لأن تَعَرَّى من ثيابِهْ - فالسيفُ أهيبُ ما يكو ... نُ (يكون) إِذا تجرَّدَ من قِرابِهْ عبد القاهر الجرجاني

- كمْ من أديبٍ فطنٍِ عالمٍ ... مستكملِ العقلِ مقلٍ عديمْ - ومن جَهولٍ مكثر ماله ... ذلكَ تقديرُ العزيزِ العليمْ علي بن أبي طالب

- ما إِن أَرى في الأرضِ والآفاقِ ... أدنى ولا أشْقى من الوَرَّاقِ - إِذا أتى في القمصِ الأخلاقِ ... رأيتَهُ مطيرةَ العشاقِ - يفرحُ بالأقلامِ والأوراقِ ... كفرحةِ الجنديِّ بالأرزاقِ محمد بن أحمد بن إسحاق

- عجبتُ من تناهتْ حالهُ ... وكفاهُ اللهُ ذلاتِ الطلبْ - كيفَ لا يقسمُ شَطْري عُمْرِه ... بينَ حالينِ نعيمٍ وأدبْ - ساعةً يمتعُ فيها نفسَهُ ... من غِذاءٍ وشرابٍ منخبْ - ودُنُوٍ من دمىً هنَّ له ... حين يشتاقُ إِلى اللعبِ لعبْ - فإِذا ما نالَ من ذا حظَّهُ ... فحديثٌ ونشيدٌ وكتبْ - مرةً جدٌ وأخرى راحةٌ ... فِذا ما غَسَقَ الليلُ انتصبْ - فقضى الدنيا نهاراً حقَّها ... وقضى للهِ ليلاً ما وَجَبْ - تلكَ أقسامٌ متى يعملْ بها ... دهرَه يسعدْ ويرشدْ ويصبْ أبو الفتح كشاجم

- لا تَسْهُ عن أدبِ الصغيرِ ... وإِن شكا أَلَمَ العتبْ - ودعِ الكبيرَ وشأنهُ ... كبرَ الكبيرُ عن الأدبْ شاعر

-7- الأذى والضرر

-7- الأذى والضرر

- يَفْنَى الفتى وقولُه مُخَلَّدُ ... يمضس عليه زمنٌ بعدَ زمنْ - ولا تقمْ على الأذى في وطنٍ ... فحيثُ يعدوكَ الأذى هو الوطنْ - فإِنما بَيْتُ فتىً ذي أنفٍ ... إِما السماءُ شاهقاً أو الجَنَنْ الشريف المرتضى

- ما كانَ يمنعُ عن أذىً حريةٌ ... ما لم تكنْ دونَ الحِمى أحرارُ - شرفُ الديارِ مَرَدُّه لعصابةٍ ... غَلَتِ الديارُ بهم وعزّ الجارُ عدنان مردم بك

- تعوَّدْتُ مسَّ الضرّ حتى ألفتُه ... وأحوجني طولُ العزاءِ إِلى الصبرِ - ووسَّع صبري بالأذى الأَنسُ بالأذى ... وقد كنتُ أحياناً يضيقُ بهِ صَدري - وصيَّرني يأسي من الناسِ راجياً ... لسرعةِ لطفِ الله من حيثُ لا أدري أبو العتاهية

- إِذا ما امرؤٌ في مجلسٍ رامَ عامداً ... أذاكَ بما ينوي وما يتوَّدد - فكن حازماً لا تتركنَّ ظلامةً ... مخافةَ بطشِ القوم والقومُ شهَّدُ أبو اللحام البلوي

- توقَّ الأذى من كلِ نذلٍ وساقطٍ ... فكم قد تأذى بالأرذالِ سيدُ - ألم تَرَ أن الليثَ تؤذيهِ بقةٌ ... ويأخذَ من حَدِّ المهندِ مبردُ بهاء الدين زهير

- واحتمالُ الأذى ورؤيةُ جانيـ ... ـةِ (جانية) غذاءٌ تَضْوى به الأجسامُ المتنبي

- وأخشى الأذى عند إِكرامِ اللئيم كما ... يخشى الأذى من أهانَ الحُرَّ في حفلِ ابن المقري

- وجدنا أذى الدنيا لذيذاً كأنما ... جنى النحلِ أصنافُ الشقاءِ الذي نَجْني المعري

- إِنَّا لقومٌ أَبِتْ أخلاقُنا شرفاً ... أن نبتدي بالأذى من ليسَ يُؤذْينا - بيضٌ صنائعنا سودٌ وقائعنا ... خضرٌ مرابعنا حمرٌ مواضينا صفي الدين الحلي

- ولرُبّما ابتسمَ الوقورُ من الأذى ... وضميرهُ من حرّه يستأوَّه - ولرُبَما خَزَنَ الحليمُ لِسانهُ ... حذرَ الجوابِ وإِنه لمفوّه شاعر

- إِذا شئتَ أن تحيا سليماً من الأذى ... وديُنك موفوراً وعْرِضُكَ صينُ - فلا ينطقنْ منكَ اللسانُ بَسوْأةٍ ... فكلك سَوْءاتٌ وللناسِ أعينُ - وعينُكَ إِن أبدتْ إِليك معايباً ... فصُنْها وقُلْ يا عينُ للناسِ أعينُ - وعاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى ... ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ الشافعي

-8- الاشتراكية

-8- الاشتراكية

- لقد جاءَنا هذا الشتاءُ، وتحتهُ ... فقيرٌ معرّى، أو أميرٌ مدوَّجُ - زقد يُرْزَقُ المجدودُ أقواتَ أمةٍ ... ويُحْرَمُ، قوتاً، واحدٌ، وهو أحوجُ - ولو كانتِ الدنيا عروساً وجدتُها ... بما قتلتْ أزواجَها، لا تزوَّجُ المعري

- وما تتكافَا الحالُ إِن لم يقعْ ... ردٌ من الأقوى على الأضعفِ البحتري

- ولو أني حُبيتُ الخلدَ فرداً ... لما أحببتُ بالخلدِ انفرادا - فلاَ هَطلتْ عليَّ ولا بأَرضي ... سحائبُ ليس تنتظمُ البلادا المعري عَيَّرَ رجلٌ عروةَ بالنحافةِ وكان الرجلُ سميناً فأجابه عروةُ:

- إِني امرؤٌ عافي إِنائي شركةٌ ... وأنتَ امرؤٌ عافي إِنائكَ واحدُ - أتهزأُ مني أن سمنتَ وأن ترى ... بوجهي شحوبَ الحقِّ والحقُّ جاهدُ - أقسمُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ ... وأحسو قراحَ الماءِ والماءُ باردُ عروة بن الورد

- إِنما الحقُ مذهبُ الاشترا ... كيةِ (الاشتراكية) فيما يختصُّ بالأموالِ - مذهبٌ قد نما إليه أبو ذرٍ ... قديماً في غابرِ الأجيالِ - ليسَ فضلُ الزكاةِ في الشرعِ إِلا ... خطوةٌ نحو مبتغاهُ العالي - مبدأٌ ذو مقاصدَ ضامناتٍ ... ما لأهلِ الحياةِ من آمالِ - مُوصِلاتٌ إلى السعادةِ في العيـ ... ش (العيش) هوادٍ إِلى طريقِ التعالي - ليسَ للمرءِ أن يعيشَ بلا كدٍ ... وإِن كانَ من عظامِ الرجالِ الرصافي

- زعمَ الزَاعمونَ، والقولُ من ... مَيْنٍ وصدقٍ يُروى، فعالي وَعيفي - إِن شقاً، يلوحُ في باكنِ البُرِِّ ... ةِ (البرة) قسمٌ بيني وبين الضعيفِ المعري

- للاشتراكيةِ العقبى إِذا شملتْ ... شتى الشعوبِ وجاراها المجاورنا - فلا الكثيرونَ مُلكاً للأقلينا ... ولا الأقلونَ مُلكاً للكثيرينا - ولا نرى واحداً ملأى خزائنُهُ ... بالمغنياتِ وآلافاً يجوعونا - ولا نرى درةً في رأسِ محتكمٍ ... تهفو إِليه قلوبُ المستظلينا أحمد الكاشف

- اللهُ فوقَ الخَلْقِ فيها وحدهُ ... والناسُ تحتَ لوائها أكفاءُ - والدينُ يسرٌ والخِلافةُ بيعةٌ ... والأمرُ شورى والحقوقُ قضاءُ - الاشتراكيونَ أنتَ إِمامهمْ ... لولا دَعاوى القومِ والغلواءُ - دوايتَ متئداً وداوَوا طفرةً ... وأَخفُّ من بعضِ الدواءِ الداءُ - والبِرُّ عندكَ ذمةٌ وفريضةٌ ... لا منةٌ ممنونةُ وجباءُ - جَاءتْ فوحدتِ الزكاةُ سبيلهُ ... حتى التقى الكرماءُ والبخلاءُ - أنصفْتَ أهلَ الفقرِ من أهلِ الغنى ... فالكلُ في حقٍ الحياةِ سواءُ - فلو أن إِنساناً تخيرَ ملةً ... ما اختارَ إِلا دينَكَ الفقراءُ أحمد شوقي

- إِذا وهبَ اللهُ لي نِعْمةً ... أفدتُ المساكينَ مما وهبْ - جعلتُ لهم عَشرَ سقسِ الغمامِ ... وأعطيتهمْ رُبعَ عشر الذهبْ - وإِلا فليسَ على قادحٍ ... إِذا ما كبا الزندُ، دفعُ اللهبْ المعري

- من حَبَّةِ البُرِّ اتخذْ مثلَ الندى ... يا من قَبضتَ على الندى يُمناكا - هي حبةٌ أعطتكَ سبعَ سنابلٍ ... لتجودَ أنتَ بحبةٍ لِسواكا - حلمتْ بأن ستكونَ في خبزِ القِرى ... فتراقصتْ للموتِ تحت رَحاكا - وكأنما الشقُّ الذي في وَسْطِها ... لكَ قائلٌ: نصفي يَخُصُّ أخاكا القروي

- عندنا اليومَ في الحياةِ نظامٌ ... قد حَوى كلَّ باطلٍ ومحالِ - حيثُ يسعى الفقيرُ سعيَ أجيرٍ ... لغنيِ مستأثرٍ بالغلالِ - فتَرى المكثرينَ في طيبِ عيشٍ ... أرغدتهُ لهم يدُ الإِقلالِ - وتَرى الغائصينَ في البحرِ أمسى ... لسواهمْ ما أخرجوا من لآلي - وتَرى المُعْسِرينَ في كلِّ أرضٍ ... كعبيدٍ والموسرينَ موالي - أكثرُ الناسِ يكدحونَ لقومٍ ... قعدوا في قُصورهمْ والعلالي - واحدٌ في النعيمِ يلهو وألفٌ ... في شقاءٍ وأبؤسٍ واعتلالِ الرصافي

- يريدُ الخالقُ الرزقَ اشتراكاً ... وإِن يكُ خَصَّ أقواماً وحابا - فما حرمَ المجدَّ جنة يديهِ ... ولا نسيَ الشقيَّ ولا المُصابا - ألم ترَ للهواءِ جرى فأفضى ... إِلى الأكواخِ واخترقَ القبابا - وأَنَّ الشمسَ في الآفاقِ تغشى ... حِمَىْ كسرى كما تَغشى اليبابا - وسرَّى اللهُ بينكمُ المنايا ... ووسدكمْ مع الرسلِ الترابا أحمد شوقي

-9- الأصل

-9- الأصل

- إِذا كانَ أصلي من ترابٍ فكُلَّها ... بلادي وكلُ العالمينَ أقاربي أبو العرب

- كم من لئيمِ الجدودِ سَوَّدَهُ المـ ... ـالُ (المال) أبوهُ وأمهُ الورِقُ - وكم كريمِ الجدودِ ليس له ... عيبٌ سوى أَنَّ ثَوبهُ خَلقُ - أدبه سادةٌ كرامٌ فما ثوباهُ ... إِلا العفافُ والخُلقُ شاعر

- إِذا ما الأصلُ ألفَي غيرَ زاكٍ ... فما تزكو مَدى الدهر الفروعُ - وليس يوافقُ ابنُ أبٍ وأمٍ ... أخاه، فكيفَ تتفقُ الشروعُ المعري

- إِذا غابَ أصلُ المرءِ فاستقرِ فعلَه ... فإِن دليلَ الفرعِ ينبي عن الأصلِ - فقد يشهدُ الفعلُ الجميلُ لربهِ ... كذاكَ مضاءُ الحدِ من شاهدٍ النصلِ - لعمُركَ لا يغني الفتى طيبُ أصلهِ ... وقد خالفَ الآباءَ في القولِ والفعلِ صفي الدين الحلي

- لا يخدعنك، أُخْرانا كأولِتَا ... في نحوِ ما نحنُ فيهِ كانتِ الأممُ - لولا بدائعُ دَلَّتْ أن خالقنا ... أدرى وأحكمُ، قلنا: خلقنا لممُ المعري

- لا يقولنَّ امرؤٌ أصلي فما ... أصلهُ مُسكٌ وأصلُ الناسِ طينْ - قسماً لو قدروا ما احتشموا ... لا يعُّف الناسُ إِلا عاجزينْ أحمد شوقي

- مجدُ الأصولِ عزيزٌ ما سَهْرتَ على ... حفظِ الأصولِ، فإِن ضيعتم هانا - فلا تقولنَ يومَ الفخرِ كان أبي ... حتى يراكَ بَنو الدنيا كما كانَا أحمد شوقي

- إِن الفتى ما إِن تطيبُ فروعُهُ ... لمجربٍ حتى تطيبَ أصولُهُ - ومزوالٍ تعجيلَ أمرٍ لو أتى ... عجلاً إِليه لساءَه تَعجيلُهُ الشريف المرتضى

-10- الأعمى

-10- الأعمى

- وقالوا: عَميتَ فقلْتُ كلا ... وإِني اليومَ أبصرُ منْ بصيرِ - سوادُ العينِ زاد سوادَ قلبي ... ليجتمعا على فهمِ الأمورِ علي بن عبد الغني القروي

- تصدّقْ على الأعمى بأخذِ يمينه ... لتهديهُ، وامنُنْ بإِفهامكَ الصُّمَّا - إِذا مرَّ أعمى فارحموه وأيقنوا ... وإِن لمْ تَكُفوا، أن كلكم أعمى المعري

- أنا أعمى، فكيف أهدي إلى المنهـ ... ـجِ (المنهج) ، والناسُ كلهمْ عُميانُ - والعصا للضريرِ، خيرٌ من القا ... ئدِ (القائد) ، فيهِ الفجورُ والعصيانُ المعري

-11- الأم

-11- الأم

- لا تشتمنَّ امرأً في أن تكون له ... أمٌ من الرومِ أو سوداْ عجماءُ - فإِنما أمهاتُ الناسِ أوعيةٌ ... مستودعاتٌ وللأحساب آباءُ - ورب واضحةٍ ليستْ بمنجيةٍ ... وربما أنجبتْ للفحلِ سوداءُ شاعر

- ليسَ يرقى الأبناءُ في أمةٍ، ما ... لمْ تكنْ قد تَرَقَّتِ الأمهاتُ - أخَّرَ المسلمينَ عن أممِ الأرْ ... ضِ (الأرض) حجابٌ تشقى بهِ المسلماتُ (1) جميل الزهاوي

_ [ (1) بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله - أولا: حجاب المرأة المسلمة هو صون لكرامتها، ونقارن ذلك بالأمم الأخرى التي استهانت بالمرأة باسم تحريرها، فوصل جهلهم وغشهم لأنفسهم أن المرأة عندهم أصبحت أداة جنس، فإذا أرادوا الإعلان عن سيارة، استعملوا مفاتن امرأة لذلك، وكذلك في غالب إعلاناتهم عن منتجات لا تعلق بها بالمرأة إطلاقا. وقد دارت مناقشة بيني وبين أحد الأمريكيين بهذا الشأن، وعندما ذكرت له ذلك الاستغلال الجنسي قال لي: الحق معك يا عرفان. - ثانيا: أين الإنصاف وعدم التعصب في قوله "تشقى به المسلمات"؟! وهل يخفى على أحد أننا في عصر لا يمكن للأهل إرغام أولادهم على مثل هذا؟ فالأمر بالعكس، حيث أن الفتيات المسلمات تحاربن مجتمعهن في غالب دول العالم، فتتحجبن، والحمد لله، رغم الضغوط الهائلة ضدهن. فما "الشقاء" إلا على من تعصب وأضل نفسه من بعد علم. وقد سألَت إحدى الفتيات الأمريكيات زوجتي عن معنى الحجاب فأجابت: ... وهذا إعلان عن شخصيتي، واختياراتي في الحياة. فمن يرى حجابي من الشباب يعلم عن وجهتي الأخلاقية، فمثلا، إن حصلت على علامة جيدة من أستاذ ما، علمت أنها باستحقاقي، ولم أتخوف من الأسباب التي دفعته إلى ما فعل، وكذلك إن ساعدني أحدهم في المدرسة، كأن وقع لي كتاب فأعطانيه، لم أتخوف من نيته، وهكذا ... فالحجاب سبب في اطمئناني في الحياة، بالإضافة إلى أشياء أخرى. فوافقتها تلك الفتاة الأمريكية قائلة (وكانت تلبس الـ "شورت"، وهو سروال قصير) : أنت على صواب، وإنك حرة في حجابك ولباسك، أكثر مني في "شورتي" You are more free in your dress, than I am in my shorts! وأهمية ذلك الحوار تكمن في أن فتيات الغرب تعشن في خوف مستمر يسبب فراغا نفسيا وعاطفيا شديدين، حيث أنه يتحتم عليهن دوام الحذر والانعزال في مثل تلك الأحوال البسيطة العادية، ودوام الشك في نية نصف المجتمع من حولها، في كل شاردة وواردة. - ثالثا: لا يخفى على عاقل أن النصارى ما تقدموا إلا عندما تركوا دينهم الذي لا يمت إلى المسيح عليه السلام بشيء، والمسلمون ما تخلفوا إلا بعد ما تركوا سنة نبيهم الناصعة البيضاء. وأخبرتني زوجتي أن أنه قيل لأحدى الطالبات، في إحدى البلدان العربية: كيف تتحجبين؟ وقد وصل الانسان إلى القمر! فأجابت: وهل الناس بحاجة إلى شعري ليجعلوه حبالا للتسلق إلى القمر؟ وهل يقاس "الترقي" بمقدار سفور المرأة؟ سمعت أحد الإفرقيين يقول: في أول هذا القرن، كان الأوربيون يوصموننا بالتخلف والبربرية، ويستشهدون على ذلك بأننا شبه عراة ... والآن فإن لهم المسابح، ومنها للعراة فقط، أفلا يكون هذا معيارا لتخلفهم؟ - رابعا: وهل أبلغ من قول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العز بغير الإسلام، أذلنا الله. - خامسا: أين حرية الإنسان وحرية الأديان التي يتبجح بها الغرب زيفا وكذبا؟ وقد وصل بهم التعصب والتحامل، إلى درجة منعت فيها بعض دولهم الفتيات من لبس الحجاب، رغم إرادتهن؟ - سادسا: ومما يزيدني يقينا بفوائد الحجاب مهاجمة بعض جهلاء النصارى له! ابحث عن "حجاب" و "الوجه". - سابعا: نختم بقول الله تعالى في سورة الإسراء: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً {84} فهذه "شاكلتهم" وهذه شاكلتنا، والمنصف يكفيه القليل، والشقي المعاند لا ينفعه وضح النهار. - ملاحظة: لقد راجعنا أشعار الزهاوي في هذا الكتاب، فرغم ميل بعضها إلى الإلحاد، وركاكة البعض الآخر (قارن قوله "وأنتَ في كُلِّ أمرٍ ... كما تَدينُ تدانُ" مع الحديث: كما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل تكتال، وقارن قوله "إِن القناعةَ كنزٌ ... لأهلِهِ ليس يُفنى" مع القول المشهور "القناعة كنز لا يفنى" أو الحديث، رغم ضعفه: "القناعة مال لا ينفذ وكنز لا يفنى") ، ورغم ضعف بعض أفكاره، ووضاحة انبهاره بقشور الحضارة الغربية، فقد أبقينا على تلك الأشعار لأمانة نقل هذا الكتاب، وجوابنا يكفي لمن ليس في قلبه مرض. عرفان الرباط، من مشروع "المحدث"]

- حَرِّروها، وإِنها لحَرَّيهْ ... وامنحوها حُقوقَها الوطنيهْ - هيَ في الشعبِ نصفهُ وهي أمٌ ... لبنيهِ وقوةٌ سِحرَّيةْ - هزتِ المهدَ في حنانٍ ورفقٍ ... وَغَذتهُ السموَّ والأَرْيَحِيَّةْ - ولها بيننا رسالةُ صِدْقٍ ... إِنْ صَدَقْنا الجهادَ عزماً ونيهْ - كيف يلقَى في الأَسرِ من ساقَ شَعباً ... مؤمناً للخلاصِ والحُريَّةْ - وهي أم الحِمى وناهيكَ فضلاً ... كادتِ الأمُ أن تكونَ نبيَّهْ عامر محمد بحيري

- كمرضعةٍ أولادَ أخرى وضعيتْ ... بنيها على جهلٍ بإِحدى المهالكِ سعيد الفزاري

- كساعيةٍ إِلى أَولادِ أخرى ... لتحضنَهمْ وتعجزُ عن بَنيها ابن هرمة

- وما صِلٌّ تُرافقُه المنايا ... ويجري السمُّ قتالاً بفيهِ - بأقبحَ من عُقوقٍ لا يراعي ... كرامةَ أمهِ ورضى أبيهِ مسعود سماحة

- الأمُّ مدرسةٌ إِذا أعدَدْتَها ... أعددْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ - الأمُّ روضٌ إِن تعهَدَه الحيا ... بالرِّيِّ أورقَ أيما إِيراقِ - الأمُّ أستاذُ الأساتذةِ الألى ... شغلتْ مآثرهم مدى الآفاقِ حافظ إبراهيم

- وسيَّات من أمُّه حرةٌ ... حَصانٌ، ومن أمُّه فرتنى - زمانٌ يخاطبُ أبناءَه ... جهاراً، وقد جهلوا ما عَنَى - (الفرتنى) الأمة والزانية. المعري خرج صخر بن عمرو أخو الخنساء الشاعرة المشهورة في غزاةٍ فأصابه جرحٌ فتطاول مرضه فكانت امرأته سليمى إِذا سئلت عنه قالت هازئة: لا هو حيٌ فيرحى ولا ميتٌ فينعى، وهو يسمعُ ذلك فيشق عليه وإِذا سئلت عنه أمه قالت: أصبح صالحاً بنعمة الله. فلما أفاق من علتهِ عَمدَ إلى سليمى فعلقَّها بعمود الفساط حتى ماتت وقال:

- أرى أمَّ صخرٍ ما تجفُّ دموعُها ... وملَّتْ سُليمى مَضْجعي ومكاني - فأّيُّ امرئٍ ساوى بأمٍ حليلةً ... فلا عاشَ إِلا في شقاً وهوانِ صخر بن عمرو بن الشريد

- إِنما نحنُ في ضلالٍ وتعليـ ... ل (تعليل) ، فإِن كنْتَ ذا يقينٍ فهاتِه - ولحبِّ الصحيحِ آثرتِ الرو ... مُ (الروم) انتسابَ الفتى إِلى أمهاتهِ - جهلوا من أبوهُ، إِلا ظنوناً، ... وطلا الوحِش لاحقٌ بمهاتهِ المعري

- العيشُ ماضٍ، فأكرمْ والديكَ به ... والأُمُّ أولى بإِكرامٍ وإِحسانِ - وحسبُها الحملُ والإِرضاع تُدمِنه ... أمران بالفضلِ نالا كلَّ إِنسانِ المعري

- أَغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً ... بنقودهِ حتى ينالَ به الوطرْ - قال ائتني بفؤادِ أُمِّكَ يا فتى ... ولكَ الدراهمُ والجواهرُ والدُّررْ - فمضى وأَغمدَ خنجراً في صدرِها ... والقلبَ أخرجَهُ وعادَ على الأثرْ - لكنهُ من فرطِ دهشتهِ هوى ... فتدحرجَ القلبْ المعفرُ إِذا عثرْ - ناداهُ قلبُ الأمِّ وهو معفرٌ ... ولدي حبيبي هل أصابَكَ من ضررْ - فكأَنَّ هذا الصوتَ رغمَ حُنُوِّهِ ... غضبُ السماءِ على الولدِ انهمرْ - فاستسلَّ خِنْجَرَه ليطعنَ نفسهُ ... طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ - ناداهُ قلبُ الأمِّ كفَّ يداً ولا ... تطعنْ فؤادي مرتينِ على الأثرْ الشاعر الشيخ إبراهيم المنذر شاعر الجيل الجديد من لبنان

- تَحَيَّرَ بي عَدُوَّي إِذ تجنَّى ... عليَّ فما سألتُ عن التجني - وقابلَ بينَ ما ألقاهُ منهُ ... وما يَلْقى من الإِحسانِ مني - يبالِغُ في الخِصامِ وفي التجافي ... فأغرقُ في الأناةِ وفي التأني - أودُّ حياتَهُ ويودُّ موتي ... وكمْ بينَ التَمَني والتَمَني - إِلى أن ضاقَ بالبغضاءِ ذَرْعاً ... وحسَّنَ ظَنَّهُ بي حسنُ ظني - عدوي ليسَ هذا الشهدُ شهدس ... ولا المنُّ الذي استحليْتَ مني - فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني ... لبانَ الحُبِّ من صَدْرٍ أحسنِّ - علي بسمَاتِها فتحتُ عيني ... ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي - كما كانتْ تُناغيني أُناغي ... وما كانتْ تُغَنيني أُغَني - سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي ... ففاضَ على الوَرى ما فاضَ عني القروي

-12- الأمر

-12- الأمر

- إِذا ضَعيتَ أولَ كلِّ أمرٍ ... أَبَتْ أعجازهُ إِلا التواءَ - وإِن سوَّمتَ أمركَ كلَّ وغدٍ ... ضعيفٍ كلن أمرُ كما سواءَ - وإِن داويتَ ديناً بالتناسي ... وبالليان أخطأْتَ الدواءَ أعرابي

- وإِذا التَمَسْتَ دخولَ أمرٍ فالتمسْ ... من قبلِ مدخلهِ سبيلَ المخرجِ دعبل الخزاعي

- إِياكَ والأمرَ الذي إِن توسعتْ ... مواردُه ضاقَتْ عليكَ المصادرُ - فما حسنٌ إن يعذرَ المرءُ نفسهُ ... وليسَ لهُ من سائرِ الناسِ عاذرُ شاعر

- رُبَّ أمرٍ يسوءُ ثم يَسُرُّ ... وكذاكَ الأمورُ حلوٌ ومرُّ - وكذاكَ الأمورُ تَعْثُرُ بالنا ... سِ (بالناس) فخَطْبٌ يمشي وخطبٌ يكرُّ أبو العتاهية

- عليكَ برأسِ الأمرِ قبْل انتشارهِ ... وَشَرُّ الأمورِ الأعسَرُ المتدبرُ أبو زبيد الطائي

- وإِذا الأمورُ استصعيتْ وصَعُبَتْ ... ويهونُ ما هوَّنْتَ من أمرِ أحمد شوقي

- تبَّينُ أَعقابُ الأمورِ إِذا مَضَتْ ... وتقبلُ أشباهاً عليكَ صدورُها شبيب المري

- إِذا ما أتيتَ الأمرَ في غيرِ بابهِ ... تصعَّبَ حتى لا ترى فيه مُرْتقى - وإِن الذي يصطادهُ الفخُّ إِن عتا ... على الفَخِّ كان الفَخُّ أعتى وأضيَقَا محمد بن زنجي البغداد

- وأضيقُ الأمرِ أمرٌ لم تَجِدْ معه ... فتى يعنيكَ أو يَهْديكَ للسبلِ ابن المقري

- رأيتُ صغيرَ الأمرِ تنمى شؤونُه ... فيكبرُ حتى لا يُحَدَّ ويعظمُ صالح عبد القدوس

- وللأمورِ مواقيتٌ مقدرةٌ ... وكل أمرٍ له حَدٌّ وميزانُ - فلا تكنْ عجلاً في الأمرِ تطلبهُ ... فليسَ يُحْمَدُ قبل النضجِ بحرانُ أبو الفتح البستي

- رُبَّ أمرٍ أتاكَ لا تحمدُ الفعـ ... ـالَ (الفعال) فيه وتَحْمَدُ الأفعالا المتنبي

- إِذا أنتَ لم تستقبلِ الأمرَ لم تجدْ ... بكفيكَ في إِدبارهِ متعلقا - إِذا أنتَ لم تتركْ الأخاكَ وزلةً ... إِذا زَلها أوشكْتُما أن تَفرقا ثعلب

- عليكَ بأوساطِ الأمورِ فإِنها ... نجاةٌ ولا تركبْ ذلولاً ولا صَعبا شاعر

- ترقَّ إِلى صغيرِ الأمرِ حتى ... يُرَقِّيكَ الصغيرُ إِلى الكبيرِ - فتعرفَ بالتفكرِ في صغيرٍ ... كبيراً بعد معرفةِ الصغيرِ شاعر

- تثبتْ بالأمورِ ولا تبادرْ ... لشيءٍ دونَ ما نظرٍ وفكرِ -قبيحٌ أن تبادرَ ثم تُخطي ... وترجعَ للتَّثَبُّتِ دونَ عُذرِ أبو عثمان بن لئون التجيبي

- إِذا تضايقَ أمرٌ فانتظرْ فرجاً ... فأضيَقُ الأمرِ أَدناه من الفرجِ شاعر

- أَلمْ ترَ أنَ المرءَ طولَ حياتهِ ... مُعَنَّى بأمرٍ ما يزالُ يعالجهْ - كدودِ غدا للقزِّ ينسجُ دائباً ... ويهلكُ غماً وسطَ ما هو ناسجهْ أبو الفتح البستي

- إِني إِذا ما الأمرُ بُيِّن شكهُ ... وبّدتْ بصائرهُ لمن يتأملُ - أَدعُ التي هيَ أَرفقُ الحالاتِ بي ... عند الحفيظةِ للتي هي أجملُ سويد بن الصامت

- إِذا ضيَّقتَ أمراً ضاقَ جداً ... وإِن هوَّنتَ ما قد عزَّ هانا - فلا تهلكْ بشيءٍ فاتَ يأساً ... فكم أمرٍ تصعَّبَ ثُمَ لانا - سأصبرُ عن رفيقي إِن جَفاني ... على كلِ الأذَى إِلا الهَوانا شاعر

- إِن الأمورَ إِذا أضحتْ يُدبرها ... طفلٌ رضيعٌ وسكرانٌ ومجنونُ - لمخبِراتٌ بأنْ لن يستَقِيمَ بها ... لمن توسَطها دُنياً ولا دِينُ أبو الطيب الطاهري

- رُبَّ أمرٍ سرَّ آخرهُ ... بعدَما ساءَتْ أوائلهُ ابن أبي فنن

- هوَّنِ الأمرَ تعشْ في راحةٍ ... كلُّ ما هوْنتَ إِلا سيهونْ - ليسَ أمرُ المرءِ سهلاً كله ... إِنَّما الأمرُ سهولٌ وحزونْ - ربما قرَّتْ عيونٌ بشجى ... مُرْمضٍ قد سخنتْ عنه عيونْ - تطلبُ الراحةَ في دارِ العنا ... خابَ من يطلبُ شيئاً لا يكونْ علي بن أبي طالب أو للحارث بن حلزة

- والمرءُ ليس وإِن طالتْ معيشتهُ ... يرى الذي هو لاقٍ قبلَ أن يَقعا عدي بن الرقاع

- إِن الأمورَ إِذا استْبلتَها اشتبهتْ ... وفي تَدَبُّرِها التبيانُ والعِبَرُ المثقب العبدي

- وما يعلمُ الغيبَ امرؤٌ قبل ما يرى ... ولا الأمرَ حتى تستبينَ دوابُرهْ القطامي

- أشبه غبُّ الأمرِ ما دامَ مُقْبلاً ... ولكنما تبيانُها في التدبرِ زهير بن أبي سلمى

- يشكُ عليكَ الأمرُ ما دامَ مُقْبلاً ... وتعرفُ ما فيه إِذا هو أَدبرا - أَلمْ ترَ في أشياءَ أَنكَ لا ترى ... صحيحةَ عزمِ الأمرِ حتى تدبرا قتيبة بن عمرو الأسدي

- تأتي الأمورُ فلا تَدْري أعاجلُها ... خيرٌ لنفسِكَ أم ما فيهِ تأخيرُ - فاستقدرِ اللهَ خيراً وارضيَّن به ... فبينما العسرُ إِذ دَارَتْ مياسيرُ شاعر

- دعِ الأمورَ تجري في أعنَّتها ... ولا تبيتنَّ إِلا خاليَ البالِ شاعر

- إِذا رْمتَ أمراً فلا تعجَلنَّ ... وإِلا ندمتَ على فعلهِ - فما عَثرةُ المرءِ قتالةٌ ... إِذا كان يمشي على مهلهِ القروي

- أَلا رُبَّ أمرٍ بِتُّ أحذرُ غبَّهُ ... وقد نَابني فيه العناءُ المجسمُ - غدا وهو سرٌ لا يُرامُ اطلاعُه ... وعادَ مساءً وهو نَهْبٌ مقسمُ - تندمْتَ في أعجازِه حينَ لمْ يكنْ ... وقد فاتَ من كفيَّ إِلا التندمُ - وما خَانني التدبيرُ فيه وإِنما ... قضاءٌ جرى فيما سخطتُ مبرَّمُ - ومن ذا الذي يُعْطى الإِرادةَ كلهَّا ... ومن ذا الذي في الأمرِ لا يُتَلَوّمُ - إِذا شئتَ أن تلقَى السليمَ عدمتَهُ ... وأكثرُ من تلقَى المرزّى المكلمُ - وأَيمنُ من تلقى منَ الناسِ جاهلٌ ... يظنُّ الذي يخفيهِ لا يُتعلمُ الشريف المرتضى

- رُبَّ أمرٍ تتقيهِ ... جرَّ أمراً ترتجيهِ - خفيَ المحبوبُ فيه ... وبدا المكروهُ فيهِ ابن المعتز

-13- الأمل والأماني

-13- الأمل والأماني

- إِنما تدركُ غاياتِ المنى ... بمسيرٍ أو طِعانٍ وجلادِ - واللبيبُ الحيُّ لا يَخْدعهُ ... لمعانُ الآلِ عن حِفْظِ المزادِ علي بن مقرّب

- ومن نكدِ الأيامِ أن يبلغَ المنى ... أهو اللؤمِ فيها والكريمُ يخيبُ محمد الأبيوردي

- إِن تقضي طيبُ الحياةِ فما معنى ... حياةٍ قد أقفرَتْ من مُرادِ خليل مطران

- لا تكنْ موئلاً لآمالِ قومٍ ... سوفَ تُمنى بيأسِهمْ منكَ بعدُ - وأخفْ ما استطعْتَ منهم يخالوا ... أمنهمْ من أذاكَ غنماً يُعَدُّ عباس محمود العقاد

- مُرادُ الفتى بينَ الضلوعِ كمينُ ... ولكن محياهُ عليه يبينُ - وللمرءِ عنوانٌ على ما بقلبهِ ... ووسمٌ على ما في الضميرِ يكونُ - ينادي على مَا عندَه نطقُ حالِه ... فليسَ على نُطقِ اللسانِ ركونُ حفني ناصف

- يا من يؤملُ أن يعيشَ مسلماً ... جذلانَ لا يُدهى بخطبٍ يحزنُ - أفْرطْتَ في شططِ الأماني فاقتصدْ ... واعلمْ بأنَّ مِنَ المنى ما يفتنُ - ليسَ الأمانُ من الزمانِ بممكنٍ ... ومن المحالِ وجودُ ما لا يمكنُ - معنى الزمانِ على الحقيقةِ كاسمهِ ... فعلامَ ترجو أَنَّه لا يزمنُ؟ أبو الفتح البستي

- ما كلُّ من حَسُنَتْ في الناسِ سمعتُه ... وحازَ قبلاً ذكياً أدركَ الأملا - ما السمعُ والقلبُ مدنٍ منكَ منقبةٍ ... إِن لم يكنْ مثلُ ذا بأساً وذاكَ علا صفي الدين الحلي

- الأماني حُلمٌ في يقظةٍ ... والمنايَا يَقْظةٌ من حلمِ أحمد شوقي

- نَفَضْتُ يدي من الآمالِ لما ... رأيْتُ زِمامَها بيدِ القضاءِ - وما تنفكُّ معرفتي بحظي ... تريني اليأسَ في نفسِ الرجاءِ ابن الخياط

- بكلِّ بلادٍ أم بكلِّ مظنةٍ ... أخو أملٍ منا يحاولُ مطمعَا - كأنا خُلقنا للنوى وكأَنَّما ... حَرامٌ على الأيَامِ أن تتجَمعَا أبو العباس أحمد بن يحيى

- إِنَّ للآمالِ في أنفسِنا ... لذةً تنعشُ منها ما ذَبلْ - لذةٌ يحلو بها الصبرُ على ... غَمَراتِ العيشِ والخَطْبِ الجللْ مصطفى الغلاييني

- كم ذا نهنِّىءُ بالآمالِ أنفسَنا ... حتى كأَنَّ الفتى طولَ المدى باقي - فانظرْ ترَ الناسَ سكرى غفلةٍ عظمَتْ ... أدارَها الدهرُ واستغنى عن السَاقي - ما الحظُّ إِلا امتلاكُ المرءِ عِفتَه ... وما السعادةُ إِلا حُسْنُ أخلاقِ عائشة التيمورية

- يعيشُ بالأملِ الإِنسانُ فهو إِذا ... أضَاعَه زالَ عنه السعيُ والعملُ - لم يَعْبُدِ الناسُ كلُّ الناسِ في زمنٍ ... سِوى إِلهٍ له شأنٌ هو الأملُ جميل صدقي الزهاوي

- يُجَاهدُ المرءُ والآمالُ تدفعهُ ... وليس يظفرُ إِلا بالذي قُدِرا مصطفى الماحي

- نَميلُ مع الآمالِ وهي غُرورُ ... ونطمعُ أن تَبقى وذلكَ زورُ - وتخدُعنا الدُّنيا القليلُ متاعها ... وللشيبِ فينا واعظٌ ونذيرُ - ونزدادُ فيها كلَّ يومٍ تنافسا ... وحرصاً عليها والمرادُ حَقيرُ - ونَطْلُبُ ما لا يُسْتَطاعُ وجودُهُ ... وللموتِ منا أولٌ وأخيرُ هبة الله بن عرام

- رُبَّ مأمولٍ وراجٍ أمَلاً ... قد ثَناهُ الدَّهرُ عن ذاكَ الأملْ - وفتىً من دولةٍ معجبةٍ ... سُلبتْ عنه وللدهرِ دُوَلْ عدي بن زيد العبادي

- كم من مؤَّملِ شيءٍ ليسَ يُدْرِكه ... والمرءُ يزري بهِ في دهرهِ الأملُ - يرجُو الثراءَ ويرجٌو الخلدَ مجتهداً ... ودونَ ما يرتجي الأقدارُ والأجلُ عبد الله بن المخارق

- ترى المرءَ يأملُ يُرى ... ومن دونِ ذلكَ ريبُ الأجلْ - وكم آيسٍ قد أتاه الرَّجا ... وذي طمعٍ قد لواهُ الأملْ مكنف بن معاوية

- يا أيها المطلقُ آمالَه ... من دونِ آمالِكَ آجالُ - كم أَبْلَتِ الدنيا وكم جَدَّدَتْ ... مناوكم تُبلي وتغتالُ - ما أحْسَنَ الصبرَ ولا سيما ... بالحُرِّ إن ضاقتْ به الحالُ علي بن الجهم

- أيقودُني أملي فأتبعُه؟ ... والذلُّ يَصْحَبُ من له أملُ الشريف المرتضى

-14- الأمانة

-14- الأمانة

- أَرْعى الأمانةَ لا أَخُونُ أمانتي ... إِن الخَؤُونَ على الطريقِ الأنكبِ كعب المزني

- إِذا أنتَ حملْتَ الخؤونَ أمانةً ... فإِنكَ قد أسندْتها شَرَّ مسندِ شاعر

- يخونُكَ من أَدى إِليك أمانةً ... فلم ترعهُ يوماً بقولٍ ولا فِعْلِ - فَأَحْسِنْ إِلى من شِئْتَ في الأرضِ أو أسيءْ ... فإِنكَ تُجْزى حذوكَ النعلَ بالنعلِ المعري

- وما حُمِّلَ الإنسانُ مثلَ أمانةٍ ... أشقَّ عليه حينَ يحملُها حملا - فإِن أنتِ حُملتَ الأمانةَ فاصطبره ... عليها فقد حُمِّلْتَ من أمِرها ثِقْلا - ولا تقبَلْن فيما رَضْيتَ نَميمةً ... وقلْ للذي يأتيكَ يحملها مَهْلا العرجي

الباب الثاني: باب الباء

الباب الثاني: باب الباء

-1- البؤس والحزن والعبوس

-1- البؤس والحزن والعبوس

- رَأيْتُ الدهرَ مختلفاً يدورُ ... فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ - وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً ... فم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ - إِن اللياليَ للأنامِ مناهلٌ ... تُطوُى وتُنْشَرُ دونَها الأعمارُ - فقِصارُهن مع الهُموم طويلةٌ ... وطِوالهنَ مع السُّرورِ قصارُ علي بن أبي طالب

- يُسَرَّى عن الإِنسانِ إِن بَثَّ حُزْنَه ... وَيَرْتاحُ للشكوى لمن يتعشَقُ حفني ناصيف

- رُبَّ كئيبٍ ليس تنَدى جفونهُ ... وَربَّ كثيرِ الدمعِ غير كئيبِ المتنبي

- رَأَيْتُ التَّعَزيَّ مما يهيجُ ... على المرءِ ساكنَ أو صابِه - وما نالَ ذو أسوةٍ سلوةً ... ولكن أتَى الحُزْنُ من بابه - تفكرَ في مثلِ أرزائهِ ... فذكرَه ما به ما به ابن رشيق القيرواني

- إذا ما تبينَتِ العبوسةُ في امرئٍ ... فلا تلحهُ واسألْ سؤالَ حكيمِ - أَجَلْ سَلْهُ قَبل اللومِ فيما انقباضُه ... وقيم رَمى الدنيا بطرفِ كظيمِ - لعل طِلابَ الخيرِ سرُّ انقباضِه ... وعلةُ حزنٍ في الفؤادِ مقيمِ - فما تحمدُ العينانِ كل بشاشةٍ ... ولا كلُّ وجهٍ عابسٍ بذميمِ - قطوبُ كريمٍ خابَ في الناسِ سعيُه ... أحبَّ من البشرى بفوزِ لئيمِ عباس محمود العقاد

- كتابُ حياةِ البائسينَ فصولُ ... تليها حَواشٍ للأسى وذيولُ - وما العمرُ إِلا دمعةٌ وابتسامةٌ ... وما زادَ عن هذي وتلكَ فضولُ - ولولا يدُ الإِنسانِ ما كان للأسى ... إِلى شاعرِ الطيرِ البريءِ وُصُولُ الياس حبيب فرحات

- أولى البريةِ طراً أن تواسيَه ... عند السرورِ الذي واساكَ في الحزنِ - إِن الكِرامَ إِذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهمْ في المنزلِ الخشنِ أبو تمام

- أعدلٌ قيامُ الطيرِ في الأسرِ باكياً ... ليضحكَ قِرْدٌ أو ليطربَ فيلُ - ولكنْ لَهَوا عنه بشكواه منهم ... ويلهو بشكوى العبقريِّ جهولُ الياس فرحات

- أفٍ على الدنيا وأسبابِها ... فإِنها للحزنِ مخلوقةْ - هموُمها ما تنقضي ساعةً ... عن مَلِكٍ فيها وعن سُوقةْ علي بن أبي طالب

-2- البخل

-2- البخل

- قومٌ إِذا أكلُوا أَخْفَوا كَلامَهُمْ ... واستوثقوا من رِتاجِ البابِ والدارِ - لا يقبسُ الجارُ منهم فَضْلَ نارِهمُ ... ولا تَكِفُّ يدٌ عن حُرْمةِ الجارِ أبو الأنواء

- إِذا ما الحيُّ عاشَ بعظمِ ميتٍ ... فذاكَ العظمُ حيٌ وهو ميتُ شاعر

- الناسُ للأرضِ أتباعٌ إِذا بَخِلَتْ ... ضَنُّوا، وإِن هيَ جادَتْ مرةً جادوا

- تَماجَدَ القومُ والألبابُ مخبرةٌ ... أن ليس في هذهِ الأجيالِ أمجادُ المعري

- يقترُ عيسى على نفسهِ ... وليسَ بباقٍ ولا خالدِ - فلو يستطيعُ لتقتيرهِ ... تَنَفَّسَ من مِنْخَرٍ واحدِ ابن الرومي

- ومن يُنْفِقِ الساعاتِ في جمع مالهِ ... مخافةَ فَقْرٍ فالذي فعلَ الفقرُ المتنبي

- إِن البخيلَ وإِن أفادَ غِنىً ... لترى عليه مَخايلَ الفقرِ أبو العتاهية

- قُرَّ البخيلُ فأَمشى من تحفظهِ ... يلقي على الجسمِ ديناراً فديناراً المعري

- أضنُّ الناسِ أسخاهم لساناً ... وعيناً في الملماتِ الجسامِ جورج صيدح

- إِني أحرضُ أهلَ البخلِ كلهمُ ... لو كان ينفعُ أهلَ البخلِ تحريضي - ما قلَّ مالي إِلا زادني كرماً ... حتى يكونَ برزقِ الله تعويضي - والمالُ يرفعُ من لولا دراهمُهُ ... أمس يُقَلِّبُ فينا طرفَ مَخْفوضِ - لن تَخْرُجَ البيضُ عفواً من أكفهمُ ... إِلا على وَجَعٍ منهم وتمريضِ - كأنها من جلودِ الباخلين بها ... عند النوائبِ تُحْذى بالمقاريضِ المقنع الكندي

- وإِن امرأً ضنتْ يداهُ على امرئٍ ... بنيلِ يدٍ من غَيْرهِ لبخيلُ أبو تمام

- وآمرةً بالبخلِ قلتُ لها اقْصِري ... فليسَ إِلى ما تأمرينَ سبيلُ - أَرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى ... بخيلاً له في العالمينَ خليلُ - ومن خَيْرِ حالاتِ الفتى لو علمتِه ... إِذا قالَ شيئاً أن يكونَ ينيلُ - فإِني رأيتُ البخلَ يزري بأهِله ... فأكرمْتُ نفسي إن يقالَ بخيلُ - عطائي عطاءُ المكثرين تجملاً ... ومالي كما قد تعليمنَ قليلُ إسحق الموصلي

- أمن خَوْفِ فقرٍ تعجلتَه ... وأخْرتَ إِنفاقَ ما تجمعُ - فصِرتَ الفقيرَ وأنت الغنيُّ ... فما كان ينفعُ ما تصنعُ شاعر

- لا تَخْبأنْ لغدٍ رزقاً وبعد غدٍ ... فكل يومٍ يوافي رزقَه مَعَه - واذخَرْ جميلاً لأدنى القوتِ تدركه ... وللقيامة، تعرف ذاكَ أجمعهْ المعري

- أعطى البخيلُ فما انتفعْتُ به ... وكذاكَ من يعطيكَ من كدرِهْ بشار بن برد

- رأيتُ "أَبا عمران" يبذلُ عِرْضهُ ... وخُبْزُ "أبي عمران" في أحرز الحرزِ - يحنُّ إِلى جاراتِهِ بعد شبعهِ ... وجاراتهُ غرثى تحنُّ إِلى الخُبْزِ دعبل الخزاعي

- ذريني فإِن البخلَ يا أم هيثمٍ ... لصالحِ أَخلاقِ الرجالِ سروقُ - لعمركِ ما ضاقَتْ بلادٌ بأهِلها ... ولكن أخلاقَ الرجالِ تَضِيْقُ عمرو بن الأهتم

- لا يُحمدُ البخلُ أن دانَ الأنامُ به ... وحامِدُ البخلِ مذمومُ ومدحورُ ابن الزقاق

- أعاذلَ ليس البخلُ مني سجيةً ... ولكن رأيتُ الفقرَ شرَّ سبيلِ - لَموتُ الفتى خيرٌ من البخلِ للفتى ... ولَلْبُخْلُ خيرٌ من سؤالِ بخيلِ - لعمُركَ ما شيءٌ لوجهِك قيمةٌ ... فلا تلقَ مخلوقاً بوجهِ ذليلِ - ولا تسألنْ من كان يسألُ مرةً ... فللموتُ خيرٌ من سؤالِ سؤولِ علي بن الجهم

- إِنَّ البخيلَ إِذا يمدّ له المدى ... في الجودِ هانَ عليه وعدُ السائلِ - عشْ بخيلاً، كأهلِ عصرك هذا، ... وتبالَه، فإِن دهركَ أبلَهْ - إِن تردْ أن تخصَّ حراً، من النا ... س (الناس) بخيرٍ، فخُصَّ نفسك قبلهْ المعري

- أتفقلُ مطبخاً لا شيءَ فيه ... من الدنيا يُخافُ عليه أكلُ - فهذا المطبخُ استوثَقْتَ منه ... فما بالُ الكتيفِ عليه قِفْلُ - ولكن قد بخلتَ بكل شيءٍ ... فحتى السلحَ منك عليه بخِلُ دعبل الخزاعي

- يا من غدا ينفقُ العمرَ الثمينُ بلا ... جدوى سوى جمعِ مالٍ خِيفةَ العَدَمِ - ارجعْ لنفسِكَ وانظرْ في تخلِصها ... فقدْ قذفتَ بها في لجة العَدَم ابن خاتمة الأندلسي

- وما كلٌ بمعذورٍ ببخلٍ ... ولا كلٌ على بخلٍ يُلامُ المتنبي

- إِياكَ والبخلَ عند مكرمةٍ ... وإِن رأيتَ الرجالَ قد بخلوا - وارغبْ إِلى اللهِ لا إِلى أحدٍ ... فإِنه خيرُ واصلٍ تصلُ البحتري

- سقامُ الحرصِ ليس له شفاءٌ ... وداءُ البُخْلِ ليس له طبيبُ الحاجظ

- ولولا البخلُ لم يهلكْ فريقٌ ... على الأقدارِ تلقاهم غِضابا - تعبت بأهله لوماً وقبلي ... دُعاةُ البِرِّ قد سَئموا الخِطايا أحمد شوقي

- وأقبحُ ما يكونُ غنى بخيلٍ ... يغضُّ وملؤُه ملء الزقاقِ - إِذا ملكتْ يداهُ الفلسَ أمسى ... وقيقاً ليس يطمع في العتاقِ ناصيف اليازجي

- زمانُنا صعبٌ وإِخوانُنا ... أيديهم جامدةُ البذلِ - وقد مضى الناسُ ولم يبقَ في ... عصرِكَ إِلا محكمَ البخلِ - ومالُنا بلغةُ أقواتنا ... ما فيه للإسرافِ من فَضْلِ - فضُمَّ كفيكَ على ملكها ... وأطرشِ السمعَ عن العذلِ أحمد أبو العباس ثعلب

- بلوتُ "أبا أحمد" مرةً ... فألفيتُ منه بخيلاُ سخيفا - ولولا الضروةُ لم آته ... وعند الضروةِ آتي الكنيفا البحتري

- لا ينبغي لسَيِّدٍ أن يَبْخلا ... فإِنه عن خوفِ فقرٍ قد خلا - أو أن يكونَ لليمين مرسلا ... عند الحديثِ فهو عارٌ في الملا لا تصلحُ الأيمان للموقر

- فلا تباشرْ أصغرَ الأمورِ ... تضعْ به مصالحَ الكبيرِ - واصرفْ حقوقَ المالِ بالتقدير ... وقسمِ الساعاتِ للتدبيرِ وللعباداتِ ونيلِ الوطرِ محمد الوحيدي

-3- البنت والفتاة

-3- البنت والفتاة

- ومن نِعَمِ الله لا شَكَّ فيه ... حياةُ البنينَ وموتُ البناتِ - لقولِ النبيُّ عليهِ السلامُ ... مَوْتُ البناتِ من المكرماتِ البحتري

- واطلبْ لبنتِكَ زوجاً كي يراعيَها ... وَخَوِّفِ ابنكَ من نسلٍ وتزويجِ المعري

- رَأَيْتُ رجالاً يكرهونَ بناتِهم ... وفيهنَّ لا تكذب نساءٌ صوالحُ - وفيهنَّ والأيامُ يَعْثُرْنَ بالفتى ... عَوائدُ لا يملَلْنَه ونوائحُ معن بن أوس

- رَبُّوا البناتِ على الفضيلةِ إِنها ... في الموقفينِ لهنَّ خيرُ وثاقِ - وعَليكمُ أن تستبينَ بناتكمْ ... نورَ الهدى وعلى الحياءِ الباقيْ حافظ إبراهيم

- ودَفْنُ الغانياتِ لهُنَّ أوفىَ ... من الكللِ المنعية والخُدورِ - علموهنَّ الغَزْلَ والنسجَ والرد ... نَ (الردن) وخَلُّوا كتابةً وقراءةْ - فصلاةُ الفتاةِ بالحمدِ والإِخـ ... ـلاصِ (الإخلاص) تجزي عن يونسٍ وبَراءةْ المعري

- لقد زادَ الحياةَ إليَّ حُباً ... بناتي إِنهنَّ من الضعافِ - مخافةَ أن يَذُقْنَ البؤسَ بعدي ... وأن يَشْرَبْنَ رنقاً بعدَ صافِ - أبانا من لنا إِن غِبْتَ عنا ... وصارَ الحيُّ بعدكَ باختلافِ؟ عمران بن حطان

- إِني لتعجبني الفتاةُ إِذا رأتْ ... أن المروءةَ في الهوى سلطانُ - لا كالتي وصلتْ وأكبرُ هَمِّها ... في خِدْرها النقصانُ والرجحانُ يحيى الشيباني

- إِن الفتاةَ تحبُّ الفتى ... كحُبِّ الرعاءِ أنيقَ الكَلا شاعرة

- إِن نشأتْ بنتُكَ في نِعْمةٍ ... فالزْمنها البَيْتَ والمِغْزلا - ذلكَ خيرٌ من شوارٍ لها ... ومن عطايا والدٍ أجَزْلا المعري

- يا بنتي إِن أَرَدْتِ آيةَ حُسْنٍ ... وجمالاً يزينُ جِسماً وعقلا - فانبذي عادَةَ التَّبَرُّجِ نبذاً ... فجَمالُ النفوسِ أَسما وأَعلى - صبغةُ اللهِ صبغةٌ تبهرُ النفـ ... سَ (النفس) ، تعالى الإِلهُ عزَّ وجَلا - ثم كوني كالشمسِ تسطعُ للنا ... سِ (للناس) سواءٌ: من عَزّ منهم وذَلاَّ - زينةُ الوَجْهِ أن ترى العينُ فيه ... شرفاً يسحرُ العيونَ ونُبْلا - واجْعَلِي شيمةَ الحياءِ خِماراً ... فهو بالغادةِ الكريمةِ أَولى - ليسَ للبنتِ في السعادةِ حظٌ ... إن تناءى الحَياءُ عنها ووَلَّى - والبسي من عفافِ نفسِك ثوباً ... كلُّ ثوبٍ سواهُ يفنى ويَبْلى - وإِذا ما رأيتِ بُؤْساً فجُودي ... بدموعِ الإحسان يَهْطُلْنَ هطلا - فدموعُ الإِحسانِ أنضرُ في الخدِّ ... وأبهى من اللآلي وَأَغْلَى - وانظري في الضميرِ إِن شِئْتِ مرآ ... ةً (مرآة) ففيه تبدو النفوسُ وتجلى علي الجارم

- لكلِّ أبي بنتٍ يُرجى بقاؤها ... ثلاثةُ أَصْهارٍ إِذا ذُكِرَ الصهرُ - فبَيْتٌ يغطيها وبعلٌ يَصُونُها ... وقبرٌ يواريها وخَيْرهما القبرُ عبيد الله بن طاهر

- لولا بَناتي متُّ من شوقي إِلى ... موتٍ أُرَاحُ بهِ من الأشرارِ - أقسمتُ ما دُفِنَ البناتُ تلاعباً ... دفنوا البناتِ كراهةَ الأصهارِ عمر بن الوردي

- أحبُّ بنيتي وودِدْتُ أَني ... دَفَنْتُ بنيتي في قعرِ لحدِ - وما بي أن تهونَ عليَّ لكنْ ... مخافةَ أن تذوقَ البُؤْسَ بعدي ابن الأعرابي

- هَذَّبْ بناتِ الشعبِ إِن شِئْتَ أن ... تبلغه أقَصى المُنى من أَمَمِ - إِنْ لم تكن أمٌ فلا أمةٌ ... وإِنما بالأمهاتِ الأُمَمْ خليل مطران

- لولا أميمةُ لم أجزعْ من العَدَمِ ... ولم أقاسِ الدُّجُى في حنِدسِ الظلمِ - وزادني رغبةً في العيشِ معرفتي ... ذُلَّ اليتيمةِ يجفوها ذوو الرحمِ - أُحَاذرُ الفَقْرَ يوماً أن يلمَّ بها ... فيهتكَ السترَ عن لَحْمٍ على وَضَمِ - تَهْوى حياتي وأهوى مَوْتَها شفقاً ... والموتُ أكرمُ نَزَّالٍ على الحرمِ - أَخْشَى فَظاظةَ عمٍ أو جَفاءَ أخٍ ... وكنتُ أبقي عليها من أَذى الكِلَمِ اسحق بن خلف

-4- البين والفراق والهجر والفقد

-4- البين والفراق والهجر والفقد

- عَجِبْتُ لتطويح النوى من نُحِبُّهُ ... وتَدْنو بمن لا يُستلّذَّ له قُرْبُ شاعر

- شكا ألمَ الفراقِ الناسُ قبلي ... ورُوِّعَ بالنوى حيٌ وميتُ - وأمّا مِثْلُ ما ضَمَّتْ ضلوعي ... فإِني ما سَمِعْتُ ولا رَأَيْتُ أسامة بن منقذ

- تَروحُ لنا الدنيا بغيرِ الذي غَدَتْ ... وتحدُثُ من بعدِ الأمورِ أُمورُ - وتَجْري الليالي باجتماعٍ وفرقةٍ ... وتطلعُ فيها أنجمٌ وَتَغُورُ - فمن ظَنَّ أن الدهرَ باقٍ سرورهُ ... فقد ظنَّ عجزاً لا يدومُ سرورُ محمد الوطواط

- لعَمْري لئن قرتْ بقربِك أعينٌ ... لقد سَخِنَتْ بالبينِ عنكَ عيونُ - فسِرْ أو أقِمْ وقفٌ عليكَ مودَّتي ... مكانكَ من قلبي عليكَ مصونُ معقل أخو أبي دلف

- إِن الوَداعَ من الأحبابِ نافلةٌ ... للظاعنينَ إِذا ما يَمَّموا بلدا - ولسْتُ أَدري إِذا شَطَّ المزارُ غداً ... هل تجمعُ الدارُ أم لا تلتقي أبدا بشار بن برد

- الهَجْرُ أروحُ من وَصْلٍ على حَذَرٍ ... والموتُ أطيبُ من عَي~شٍ على غررِ علي القاضي

- فرحمةُ اللهِ على مسلمٍ ... أَرشَدَ مَفْقوداً إلى فاقدِ دعبل الخزاعي

- مَثُوبةُ الفاقدِ عن فقدِهِ ... بصَبْرهِ أنفعُ من وجدهِ - ما حيلةُ الناسِ؟ هل من يدٍ ... لهم بدفعِ الموتِ أو صدِّه - يبكيه من حزنٍ عليه فهل ... يطمعُ في التخليدِ من بَعْدِه أسامة بن منقذ

- لا بُدَّ من فَقْدٍ ومن فاقدِ ... هيهاتَ، ما في الناسِ من خالدِ - كن المُعَزِّي لا المُعَزَّى به ... إِن كانَ لا بدَّ من الواحدِ أبو فراس الحمداني

- وكم يَمْضي الفراقُ بلا لقاءٍ ... وَلكن لا لِقاءَ بلا فراقِ ناصيف اليازجي

- رُبَّ هَجْرٍ يكونُ من خَوْفِ هجرِ ... وفراقِ يكونُ خَوْفَ فراقِ سيف الدولة

- ولقد لَقِيتُ الحادثاتِ فما جرى ... دمعي كما أجراه يومُ فراقِ - وَعَرَفْتُ أيامَ السرور فلم أجدْ ... كرجوعِ مُشْتاقٍ إِلى مُشْتاقِ القاضي أبو المجد

- وقد يجمعُ اللهُ الشتيتينِ بعد ما ... يظنانِ كلَّ الظنِّ أن لا تلاقيا - خَليليَّ ما يُغْني التداني من النوى ... ومينةُ نفسٍ عند من لا ينالُها ابن الدمينة

- لم تَبلُغِ الحَقَّ ولم تُنْصِفِ ... عينٌ رأَتْ بيناً فلم تَذْرِفِ البحتري

- حكمُ الليالي تفريقٌ لما جمعتْ ... وجَمْعُ ما فَرَّقَتْ مذ كانتِ الحججُ - فهل رأيتَ نعيماً لا زوالَ له ... ولا أخَا كُرْبَةٍ إِلا له فَرَجُ عبد الله بن معاوية الجعفري

- باللهِ رَبِّكَ كم بيتٍ مَرَرْتَ به ... قد كانَ يَعْمُرُ باللذاتِ والطربِ - طارَتْ عِقابُ المنايا في سقائِفهِ ... فصارَ من بعدِها للويلِ والحربِ إبراهيم بن المهدي

- والدهرُ ليس بلاقٍ شَعْبَ منتظمٍ ... إِلا رماهُ بتفريقٍ وإِزعاجِ أبو نواس

- أبني أبينا نحنُ آلُ منازلٍ ... أبداً غُرابُ البَيْنِ فينا يَنْعَقُ - نبكيْ على الدَّنيا وما من معشرٍ ... فَجَعْتهمُ الدُّنيا فَلَمْ يَتَفَرَّقوا - أينَ الأكاسرةُ الجبابرةُ الأُلى ... كَنزوا الكنوزَ فما بقينَ ولا بَقُوا - فالموتُ أتٍ والنفوسُ نفائسٌ ... والمستِغرُّ بما لديه الأحمقُ - والمرءُ يأملُ والحياةُ شهيةٌ ... والشيبُ أوقرُ والشيبةُ أنزقُ المتنبي

- والبَيْنُ يفعلُ بالعشاقِ محتكماً ... ما ليس يَفْعَلُه الهندي والأسلُ البحتري

- إِنَّ يومَ النوى ليومٌ طويلٌ ... ليس يَفْنى ويوم حزنٍ طويلِ - وتَداني الدارين أحْسَنُ لو كا ... نَ (كان) إِلى رَدِّ ظاعنٍ من سبيلِ البحتري

الباب الثالث: باب التاء

الباب الثالث: باب التاء

-1- التأني

-1- التأني

- القبرة وابنها - رأيتُ في بعضِ الرياضِ قبرةٌ ... تطيرُ ابنها بأعلى الشجرة - وهي تقول يا جمالَ العش ... لا تعتمدْ على الجناح الهشِّ - وقف على عودٍ بجنب عودِ ... وافعلْ كما أفعلُ في الصعودِ - فانتقلتْ من فنن إِلى فننْ ... وجعلتْ لكل نقلةٍ زمنْ - كي يسترحَ الفرحُّ في الأثناء ... فلا يخلُّ ثقل الهواءِ - لكنَّهُ قد خالفَ الإشارةْ ... لما أرادَ يظهرُ الشطارةْ - وطارَ في الفضاءِ حتى ارتفعا ... فخانه جناحُه فوقعا - فانكسَرَتْ في الحال رُكبتاه ... ولم ينلْ من العُلا مناهُ - ولو تَأَنَّى نالَ ما تمنى ... وعا شَ طولَ عُمْرِهُ مهنا - لكلِّ شيءٍ في الحياتِ وقْتهُ ... وغايَةُ المسعجلينَ فَوْتهُ أحمد شوقي

- وإن التواني أنكحَ العجزَ بنتَهُ ... وساقَ إِليه حين زوجها مهرا - فراشاً وطيئاً ثم قال لها اتكي ... قُصاراهما لا بد أن يلدا الفقرا أبو المعافى

- لن يبطىءَ الأمرُ ما أملتَ أوبتهُ ... إِذا أعانكَ فيه رفقُ متئدِ - والدهرُ آخذُ ما أعطى مكدرُ ما ... صفى ومفسدُ ما أهوى له بيدِ - فلا تغرنكَ من دهرٍ عطيتُهُ ... فليسَ يتُركُ ما أعطى على أحدِ صريع الغواني

- قد يُدْرِكُ المتأنِّيْ بعضَ حاجته ... وقد يكونُ مع المستعجلِ الزللُ القطامي

- يا وانياً يأسى على ما فا تَهُ ... إن الوانى طرفٌ من التضييعِ - وإِذا عجبْتَ من الزمانِ بحادثٍ ... فلتابعٍ يبكي على متبوعِ - لا تركنَنَّ إِلى الزمانِ وصَرْفِه ... فَتَكَ الزمانُ بآمنٍ ومروعِ الاعمى التطيلي

- تأنَّ ولا تَعَجْلْ بلومِكَ صاحباً ... لعل له عذراً وأنت تلومُ دعبل الخزاعي

- تأنَّ في أَمرِكَ وافهمْ عني ... فليس شيءٌ يعدل التأنيّ - تأنَّ فيه ثم قلْ، فإِني ... أرجو لكَ الإرشادَ بالتأني عبد العزيز الأبرش

-2- التاجر والتجارة

-2- التاجر والتجارة

- أُقَلِّبُ طرفي لا أرى غيرَ تاجرٍ ... يكفرُ في أسواقهِ كيفَ يكسَبُ محمد الأسمر

- زيادةُ شيءٍ تلحق النفسَ بالمنى ... وبعضُ الغلاءِ في التجاةِ أربحُ أعرابي

- وفي التجارةِ آرا بٌ يحققُها ... من كان فيما تولىَّ حازماً حِصفا - هي التجارةِ لا يُعنىِ بها بلدٌ ... حتى يُرَى وهو مَحْلٌ جنةً أنفا - سادا تُ عدنانَ لم يأ بَوا تعاطيَها ... فأيُّ عذرٍ لمن عن نَهْجِهم صَدَفا - والشرقُ أثرى بها دهراً فحين جرى ... بها على غير مجراهُ جنى أسفا خليل مطران

-3- التقوى

-3- التقوى

- موتُ التقيِّ حياةٌ لا نفا دَ لها قد ... ماتَ قومٌ وهمْ في الناسِ أحياءُ أبو محفوظ الكرخي

- إذا ما أتقيتَ الأمرَ من حيثُ يلتقى ... وأبصرْتَ ما تأتي فأنت لبيبُ - ولا تكُ كالناهي عن الذنبِ غيرَه ... وفي كفه مما يذم نصيبُ - يعيبُ فعالَ السوءِ من فعْلِ غيرهِ ... ويفعلُ أفعالَ الذين يعيبُ محمد بن زنجي البغدادي

- من أشغلته الدنى عن ذكرِ خالِقه ... يرده للتقى طيفٌ من الرعبِ جورج صيدح

- تَلَبَّسَ بلتقى نَفرُ غواةٌ ... وطال القولُ فيهم واللجاجُ - فلا تَعْجَلْ بحَمْدِ السيء حتى ... تبينَ للكَ المآزقُ والفجاجُ - فقد تتشابَه الأمواهُ شكلاً ... وفيها العذَبُ طعماً والإجاجُ محمد سليم الجندي

- انظرْ إِذا ما نظرْتَ الله فاتِقَّه ... وعِفَّهُ إِن خَيْرَ الكسبِ ما طهَرا - ينمي القليلُ إِذا ما كان فضلَ تَقىً ... إِن الخبيثَ الذي يفنى وإِن كثرا زيد بن عمرو ابن نفيل

- وإِذا بحثْتَ عن التقيِّ وجدتهُ ... رجلاً يصدقُ قولهُ بفعالِ - وإذا اتقى الله امرؤٌ وأطاعَهُ ... فيداه بين مكارمٍ وفعالِ - وعلى التقى إِذا تراسخَ في التقى ... تاجان: تاجُ سَكينةٍ وجمالِ - وإِذا تناسَبَتِ الرجالُ فما أرى ... نسباً يكونُ كصالحِ الأعمالِ علي بن محمد البسامي

- من يتقِ الله يُحْمَدْ في عواقبه ... ويكفيهِ شرَّ من عَزواومن هانوا أبو الفتح

- من عاملَ الله بتقواهُ ... وكان في الخلوةِ يرعاهُ - سقاه كأساً من صفا حُبِّهِ ... تَسْلِيَهً عن لَذِّ دنياه - فأبعدَ الخَلْقَ وأقصاهم ... وانفردَ العبدُ بمولاهُ بعض المتعبدين

- إذا ما خَلَوْتَ الدهرَ يوماً فلا تقلْ ... خلوتُ ولكن قلْ: عليَّ رقيبُ - ولا تحسبنَّ الله يغفلُ ساعةً ... ولا أن ما يخفى عليه يَغيبُ - ألم تر أن اليومَ أسرعُ ذاهبٍ ... وأن غداً للنلظرين قريبُ صالح عبد القدوس

- فعليكَ تقوى الله فالزمْها تفزْ ... إِن التقىَّ هو البهيُّ الأهيبُ - واعملْ لطاعتهِ تنلْ منه الرضا ... إِن المطيعَ لربه لمقربُ علي بن أبي طالب

- إِذا أنتَ لم ترحَلْ بزادٍ من التقى ... ولاقيْتَ بعد الموتِ من قد تزودا - نَدِمتَ على أن لاتكونَ كمثلِه ... وأنك لم تُرصدْ لما كان أرصدا - فإيا كَ والميتا تِ لا تأكلنها ... ولا تأخذنْ سهماً حديداً لتفصدا - وذا النصبِ المنصوبِ لا تنسُكَنَّه ... ولا تعبدِ الأوثانَ والله فاعبدا - وصلِّ على حينِ العسياتِ والضحى ... ولا تحمدِ الشيطانَ والله فاحمُدا - ولا السائلَ المحرومَ لاتتركنه ... لعاقبةٍ ولا الأسيرَ المقيدا - ولا تَسْخَرَنْ من بائسٍ ذي ضراوةٍ ... ولا تَحْسَبَنَّ المرءَ يوماً مُخَلَّدا - ولا تَقْرَبنْ جارةً إِن سِرَّها ... عليكَ حرا مٌ فانكحَنْ أو تأبَّدا - (تأبد: بَعُدَ عن النساء) الأعشى ميمون

- كمِ ادعَّى الطهرَ ناسٌ ثم كشَّفهم ... مرَّ الزمانِ فكان القومُ أرجاساً المعري

- اعزمْ على تقوى الإلهِ ... إِذا عزِمْتَ تكنْ رشيدا - لاتصرفنْكَ الطيرُ إِن ... كانتْ نحوساً أو سعوداً الجمال العبدي

- إِني وَجَدْتُ الأمرَ أرشداهُ ... تقوى الإلهِ وشَرُّه الإِثمُ المخبل السعدي

- فإِن التقى خيرُ المتاعِ وإنما ... نصيبُ الفتى من ما لِه ما تمتعا هدية بن خشرم

- ألا إِنما التقوى هي العزَّ والكرمْ ... وَحبَّكَ للدنيا هو الذُّلُّ والند مْ - وليس على عبدٍ تقيٍ نقيصةٌ ... إِذا صَحَّحَ التقوى وإِن حاكَ أو حجمْ أبو العتاهية

- والحزمُ توى الله فاتقهِ ... تَرْشُدْ وليس لفاجرٍ حَزْمُ - خير الأمور مغبةً وشَهادةً ... تقوى الإلهِ وشَرُّها الإثِمُ الفضل بن العباس

- عليك بتقوى الله في كلِّ مشهدٍ ... فلله ما أذكى نسيماً وما أبقى - إِذا ما ركبْتَ الحزمَ مستنبطاً له ... سَبَقْتَ يه من لا يظنُّ له سبقا المعري

- أصولٌ قد بُنين على فساد ... وتقوى الله سوقٌ لا تبورُ المعري

- لا أرى حِصْناً ينجي أهلَهُ ... كلُّ حيٍ لفناء ونفدْ - فدعِ الباطلَ واعمَدْ للتقى ... وتُقى ربِّك رهنٌُ للرشدْ - وقلِ المعروفَ فيمن قاله ... وامنعَنْ نفسَكَ من قيلِ الفَندْ عدي بن زيد العبادي

- وأحكمُ البابِ للرجالِ ذوو التقى ... وكل آمرىءٍ لا يتقي الله أحمقُ ابن الشيباني

- وما لِبسَ الإنسانُ أبهى من التقى ... وإن هو غالي في حِسانِ الملابسِ المعري

- ملاكُ الأمرِ تَقْوى الله فاجعلْ ... تقاهُ عدةً لصالحِ أمركْ - وبادِرْ نحو طاعتِهِ بعزمٍ ... فما تدري متى يُمضي بعرِكْ ابن خاتمة الأندلسي

- بل كُلُّ سَعْيِكَ باطلٌ إِلا التقى ... فإِذا انقضى شيءٌ كأن لم يفعلِ لبيد بن أبي ربيعة

- رأيتُ التقى والحمدَ خيرَ تجارةٍ ... رباحاً إذا ما المرءُ أصبح ثاقلا - وهل هو إِلا ما ابتنى في حياتهِ ... إِذا قذفوا فوق الضريحِ الجنادلا - وأثنَوا عليه با لذي كان عنده ... وَعضَّ عليه العائداتُ الاناملا لبيد بن أبي ربيعة

- تحلَّ بتقوى، أو تحل بعفةٍ ... فذلكَ خيرٌ من سوا رٍ وخلخال المعري

- تَقْوى الإلهِ ذخيرةٌ للموئلِ ... والبِّرُ خيرُ مطيةِ المتحَّمل أبو الفضل البغدادي

- عليكَ بتَقوى الله في كل أمرِه ... تجد غبها يوم الحسابِ المطَّولِ - ألا إِن تقوى الله خيرُ مغبةٍ ... وأفضلُ زادِ الظاعنِ المتحملِ - ولا خيرَ في طولَ الحياةِ وعيشِها ... إِذا أنتَ منها بالتقى لم ترحلِ أعشى بأهله أو أبو محمد الواسطي

- إِذا شيدَ الإنسانُ أبنيةَ التقى ... وغادرَها بالحرصِ وهي شوامخُ - فذاكَ الذي يأوي إِلى حسناتهِ ... فتعصمه منها جبالٌ رواسخُ - ومن صحبَ التقوى فليس بنادمٍ ... إِذا صرخَتْ يوماً عليه الصوارخُ الشريف العقيلي

- وأرقني طولُ التفكيرِ إِنني ... عجبْتُ لدهرٍما تَقَضَّىِ عجائبهْ - فكم عاجز يدعى جليداً لغشمهِ ... ولو كلفَ التقوى لكلَّتْ مضاربُه - وَعَفٍ يسمى عاجزاً لعفافه ... ولولا التقى ما أَعْجزته مذاهبهْ - فليس بحرصِ المرءِ أدركَهُ الغنى ... ولا باحتيالٍ أدركَ المال كاسبهْ - ولكنه قبضُ الإلهِ وبَسْطُهُ ... فلا ذا يجاريه ولا ذا يغالبهْ الكريزي

- تَخَفَّفْ من الدنيا لعلكَ أن تنجو ... ففي البِرِّ والتقوى لكَ المسلكُ النهجُ أبو العتاهية

- وبغضاءُ التقيِّ أقلُّ ضيراً ... وأسلم ُمن مودةِ ذي الفُسوقِ - ولن تنفكَّ تحسدُ أوتعادى ... فأكثرْ ما استطعْتَ من الصديقِ شاعر

- واتقِ الله فتقوى الله ما ... جاوزَتْ قلبَ امرئٍ إِلا وصلْ - ليس من يقطعُ طرقاً بطلاً ... إنما من يتقي الله البطلْ ابن الوردي

- وغيرُ تقيٍّ يأمرُّ الناسَ بالتقى ... طبيبٌ يداوي الناسَ وهو عليلُ سعيد الواعظ

- إِني وَجَدْتُ فلا تظنوا غيرَه ... هذا التورع عند ذاك الدرهمِ - فإذا قدرتَ عليه ثم تركتهُ ... فاعلمْ بأن هناكَ تقوى المسلمِ سفيان الثوري

- استمعْ بني من وَعْظِ شيخٍ ... عجمَ الدهرَ في السنين الخواليْ - اتق الله ما استطعْتَ وأحسنْ ... إن تقوى الإلهِ خيرُ الخلالِ عبد الله بن المخارق

- إِني سأوصي أخي بعدي بجامعةٍ ... تقوى الإله إِذا ما شَكَّ أو عَدلاَ - فإِنها جَمَعَتْ دنياً وآخرةً ... وإِنها خيرُ ما يرجو امرؤٌ أمَلا ابن مسحل العقيلي

- أحِبُّ الصالحين ولست منهم ... لعلي أن أنالَ بهم شفاعةْ - وأكرهُ من تجارتُه المعاصي ... ولو كنا سواءً في البضاعةْ الشافعي

- يا أيها الناسُ اعملو لمعدِكم ... قبلَ الوقوفِ على المقامِ الأهوالِ - وخُذوا لأنفسِكم بحَوْطَةِ حازمٍ ... عن كل ما في الأرضِ باتَ بمعزلِ - واخشَوا مقامَ الله جَلَّ جلالهُ ... فهيَ السبيلُ إِلى الطريقِ الأمثلِ جمال الدين بن مطروح

-4- التواضع

-4- التواضع

- حقيقٌ بالتواضعِ من يَموتُ ... ويكفي المرءَ من دُنْياهُ قوتُ - فيا هذا سترحلُ عن قريبٍ ... إِلى قومٍ كلامُهمُ سكوتُ علي بن أبي طالب

- دِنْ بالتواضُعِ والإِخْبا تِ محتسباً ... تفقْ علاءً على أهلِ السياداتِ - فالتربُ لما غدا للرجلِ متطئاً ... تمسحَ الناسُ منه في العباداتِ ابن خاتمة الأندلسي

- تَوَاضَعْ تكنْ كالبدرِ لاحَ لناظرٍ ... على صفحاتِ الماءِ وهو رَفيعُ - ولا تكُ كالدخانِ يعلو تَجَبُّراً ... على طبقاتِ الجَوِّ وهو وَضيعُ شاعر

- لقد تواضعَتِ الدنيا لذي شرفٍ ... بملبساتِ الدنايا غيرِ ملتبسِ - الوغدُ يجعلُ ما أنيلَ غنيمةً ... ويغيرُ في الأطماعِ كلُّ مغارِ - والحرُّ يجزي بالصنيعة، مسدياً ... فكأنَّ فعلهَما نِكاحُ شِغارِ - ولكلِّ ما أصبحتَ تدركُ حسه ... ضدٌ، وكبرةُ من ترى كصغارِ - فاصغرْ لتعظمَ، كم تجمعَ واثبٌ ... ثم استعزَّ، فعزَّ بعد صَغا رِ - والنجمُ تستصغرُ الأبصارُ صورته ... والذنبُ للطرفِ لا للنجمِ في الصغر المعري

- وإِذا الشريفُ لم يتواضعْ ... للأخلاءِ فهو عينُ الوضيعِ - دنوتَ تواضعاً وبعدْتَ قَدْراً ... فشأناكَ: انحدارٌ وارتفاعُ - كذاكَ الشمسُ تبعدُ أن تسامى ... ويدنُو الضوءُ منها والشعاعُ البحتري

- ولا تمشِ فوقَ الأرضِ إلا تَواضُعاً ... فكم تحتَها قومٌ همُ منك أرفع - فإِن كنتَ في عزٍ وخيرٍ ومنعةٍ ... فكم ماتَ من قومٍ منك أمنعُ الكريزي

- من يتواضعْ يعلُ بينَ الناسِ ... ما في اتضاعِ سيدٍ من باسِ - والصمتُ توقيرٌ لذي الأكيا سِ ... بابانِ للودادِ والأيناسِ - كم عصما من طربٍ ووطرِ محمد الوحيدي

- وربما يشهدُ الطعامَ معي ... من لا يساويْ الخبزَ اللذي أكلَهْ - ويظهرُ الجهلَ بي وأَعْرِفُهُ ... والدرُّدرٌ برغمِ من جَهِلهْ المتنبي

- ومن لم يُجَمِّلْ بالتواضعِ فَضلهَ ... بينْ فضلهُ عنه ويعطل من الفخرِ - كنْ في التوا ضعِ كالمدا ... مةِ (كالمدامة) حينَ تُجلى في الكؤوسِ - مشتِ اتئاداً في الصدورِ ... فحكمَّوها في الرؤوسِ أحمد شوقي

- وكفى بملتمسِ التواضعِ رفعةً ... وكفى بملتمسِ العلوِّ سفالا يوسف بن أسباط

- ومن يُلن لبني الغبراءِ جانبهُ ... سقَوهُ من جرعات الجَوْرِ ألوانا - والحازمُ الرأيِ من يجزي مبادئهُ ... بالشرِّ شراً وبالاحسان إِحسانا عبد الكريم بن جهيمان

- تواضعْ إِن رغبْتَ إِلى السموِّ ... وعَدْلا في الصديقِ وفي العدوِّ الصاحب شرف

- كم جاهلٍ متواضعٍ ... ستر التواضعُ جهله - ومميزٍ في علمِه ... هد مَ التكبرُ فضلَهُ - فدعِ التكبرَ ما حي ... يتَ (حييت) ولا تصاحبْ أهلَهُ - فالكبر عيبٌ للفتى ... أبداً يقبح فعله أحمد بن محمد الواسطي

- ليس التطاولُ رافعاً من جاهلٍ ... وكذا التواضعُ لا يَضُرُّ بعاقلِ - لكنْ يزادُ إِذا تواضعَ رفعةً ... ثم التطاولُ ما له من حاصلِ الخليل بن أحمد السخري

-5- التوكل

-5- التوكل

- فليس لنا غيرَ التوكلِ عصمةٌ ... على رَبِّنا إِن التوكلَ نافعُ صالح بن جناح

- لا تجزعَنَّ متى اتكلْتَ على الذي ... ما زالَ مبتد ئاً يجودُ ويفضلُ - ولقد يريحُ أخو التوكل نفسهُ ... إِن المريحَ لعمرُك المتوكلُ يحيى بن زياد

- ألا انظرْ في أمورِك لا تكلهْا ... لهذا من صحابِك أو لذاكا - وخَلِّ أمورَ غيرِكَ في يديه ... فعندَكَ من أمورِكَ ما كفاكا مسعود سماحة

- توكلنا على الرحمنِ إِنا ... وجدْنا الخيرَ للمتوكلينا - ومن لبس التوكلَ لم تجدْهُ ... يخافُ جرائرَ المتجبرينا مالك بن عيمر التغلبي

- توكلْ على الرحمنِ في كلِّ حاجةٍ ... أردتَ، فإِن الله يقضي ويقدرُ - متى ما يردْ ذو العرشِ أمراً بعبدهِ ... يصيبهُ، وما للعبد ما يتخيرُ - وقد يهلكُ الإنسانُ من وجهِ أمنهِ ... وينجو بإِذن الله من حيثُ يحذرُ منصور بن محمد الكريزي

الباب الرابع: باب الثاء

الباب الرابع: باب الثاء

-1- الثقل والثقيل

-1- الثقل والثقيل

- ومن يكُ ثقلاً يمللِ الناسُ ثقلَه ... وإِن كانَ ذا ثقلٍ على الناسِ واجبِ عمروبن ضنة

- رب ثقيلٍ لبغِض طلعتهِ ... أخشاهُ حتى كأنه أجليْ - وكما قلتُ لا أشاهدهُ ... ألقاهُ حتى كأنه عمليْ بهاء الدين زهير

- سقطَ الحِمارُ من السفينةِ في الدجى ... فبكى الرفاقُ لفقدِه وتَرَحَّموا - وعند ما طلع الصباحُ أتتْ به ... نحو السفينةِ موجةُ تتقدمُ - قالت خُذوه كما أتانيْ سالماً ... لم أبتلعْهُ لأنه لا يُهْضَمُ أحمد شوقي

-2- الثناء والحمد

-2- الثناء والحمد

- يُزَهِّدُ في المحامد طالبيها ... يقيٌ أن عُقباها هَباءُ - فقد تأتي الفظيعَ ولا عِقابٌ ... وقد تُسْدِي الجميلَ ولا جزاءُ - وفي التاريخِ أتعابٌ كثارٌ ... مَضَتْ هدراً وطارَ بها الهواءُ - وأعمالٌ مشرفةٌ ذويها ... تولاها فضيعَها الخفاءُ - وأخرى جَرَّ مغنمها دنيءٌ ... فسَرَّتْهُ وصا بُها يُساءُ - وإِن أشرَّ ما يلقى أريبٌ ... وأوجعُ ما يحيرُ به الدهاءُ - نفوسٌ هَدَّها شرفٌ ونبلٌ ... وأرهقها التمنعُ والإِباءُ - وقد عاشَتْ إلى الأوباشِ تُعْزى ... وماتتْ وهي معدمةٌ خَلاءُ - وأخرى في المخازي راكسا تٌ ... كأصدقِ ما يكونُ الأدنياءُ - مَشَتْ في الناسِ رافعةً رؤوساً ... تنصبها كما رفعَ اللواءُ - فلا الأَرَضونَ قد خُسفتْ بهذي ... ولا هذي أغاثتْها السماءُ محمد مهدي الجواهري

- لا تحمدنَّ امرأً حتى تجربه ... ولا تذمنَّه من غيرِ تجريبِ - فحمدكَ المرءَ ما لم تبلُه سرفٌ ... وَذمُّكَ المرء بعدَ الحمدِ تكذيبُ أبو الأسود الكناني

- والحمدُ الكبرُ ضدانِ اتفاقُهما ... مثلُ اتفاقِ فتاءِ السنِّ والكبرِ المعري

- من أين يكتسبُ المحامدَ لاةٍ؟ ... أم كيفَ يرقى للعُلى بالله - وعلامَ يلهو، والثناءُ على الفتى ... لا ينتهي وَعناؤُه متناهي حفني ناصف

- إِذا أحسنْتَ تربيةً لحمدٍ ... وخِفْتَ عليه من قصرِ البقاء - فلا تتعرضنِ لحفظِ مالٍ ... فحفظُ الما لِ تضييعُ الثناءِ الشريف العقيلي

- ولا تذخرِ المالَ دونَ الحمدِ معتقداً ... أن ليس يخلفهُ إِن ضاعَ صاحبه - فالمالُ يفنى ويفنى من يضنُّ به ... والحمدُ يبقى وإِن لم يبقى كاسبُه الشريف العقيلي

- حلاوةُ الحمدِ ليس يعرفُها ... من لم يذقْ طعمَ رفدهِ أحدُ - فإِن تكنْ تشتهي الثناءَ فجدْ ... تجدْ ثناءً كأنه الشهدُ الشريف العقيلي

- إِذا أثنى عليَ المرءُ يوماًً ... بخيرٍ ليس فيّ، فذاكَ هاجِ - وَحقي أن أسَاءَ بما افْتراهُ ... فلؤمٌ من غريزتيَ ابتهاجي المعري

- إِني امرؤٌ قلّ ما أثني على أحدٍ ... حتى أرى بعضَ ما يأتي وما يذرُ - لا تحمدَنَّ امرأً حتى تجربه ... ولا تذمنَّ من لم يبلُه الخبرُ قيس بن عمرو بن مالك

- ولن يحوى بغيرِ جودٍ ... وهل يجنى من اليبس الثمارُ المعري

- إِن المدائحَ في المحافلِ زينةٌ ... ما حرِّمتَتْ إلا على البخلاءِ عمارة اليميني

- وإِذا امرؤٌ مدحَ امرأً لنوالهِ ... وأطالَ فيه فقد أرادَ هجاءهُ - لو لم يُقَدَّرْ فيهُ بعدَ المستقى ... عندَ الورودِ لما أطا لَ رشاءهُ ابن الرومي

- إِذا المرءُ لم يمدحْهُ حسنُ فعالهِ ... فمادحهُ يهذي وإِن كان مُفْصحا شاعر

- فما حسنٌ أن يمدحَ المرءُ نفسه ... ولكنَّ أخلاقاً تذمُّ وتمدحُ ابن الفقير

- إِذا ما وصفتَ امراً لامرئٍ ... فلا تغلُ في وصفهِ واقصِدِ - فإِنك إِن تغلُ تغلُ الظنو ... ن (الظنون) فيه إلى الأمدِ الأبعدِ - فيضألَ من حيثُ عظمْته ... لفضلِ المغيبِ على المشهدِ شاعر

- يبقى الثناءُ وتنفدُ الأموا لُ ... ولكلِّ دهرٍ دولةٌ ورجالُ - ما نالَ محمدةَ الرجالِ وشكرهم ... إِلا الصبورُ عليهمُ المفضالُ - والشيءُ لا يكثرُ مداحُهُ ... إِلا إِذا قِيسَ إِلى ضِدَّهُ عبد العزيز بن سليمان

- ولا مدحَ ما لم يمدحِ المرءُ نَفْسَهُ ... بأفعالِ صدقٍ لم تَشُنْها الخسائسُ ابن الرومي

- وماليَ لا أثني عليكَ، وطالما ... وفيتَ بعهدي والوفاءُ قليلُ - وأوعدتني حتى إِذا ما ملكتني ... صَفَحْتَ، وصفحُ المالكينَ جميلُ أبو فراس الحمداني

- والناسُ أكيسُ من أن يمدحوا رجلاً ... حتى يَرَوا عنده آثارَ إحسانِ محمد الدقاق

- كم ثم من وَصْفٍ يَسُرُّكَ حاضراً ... ومع المغيبِ فليس بالمأمونِ البحتري

- ذَهَبَ الذين تهزهُمْ مداحُهمْ ... هزَّ الكماةِ عواليَ المرانِ - كانو إِذا امتدحوا رأوا مافيهم ... ملأ ريحةِ منهم بمكانِ ابن الرومي

- ربّ مدحٍ أذاعَ في الناسِ فضلاً ... وأتاهمْ بقدوةٍ ومثالِ - وثناءٍ على فتىً عم قوماً ... قيمةُ العقدُ حسنُ بعضِ اللآلي أحمد شوقي

- يحيي الثناءُ موتى الكرامِ وربما ... ماتَ اللئيمُ وروحُه لمَ تقبضِ - يهوى الثناءَ مبرزٌ ومقصرٌ ... حُّبُّ الثناءِ طيبةَ الإنسا نِ ابن الخياط

- لا خيرَ فيمن كان خيرُ ثنائه ... في الناسِ قوُهم غنيٌ واجُ صالح عبد القدوس

- إِذا كنتَ تهوى اكتسابَ الثناء ... ولا تنفقِ المالَ خوفَ العدمْ ابن رشيق

- فأنتَ كعذراءَ رعبوبةٍ ... تحُّب النكاحَ وتخشى الألمْ القيرواني

- خزائنُ الحمدِ لا تفنى إِذا فنبتْ ... خزائنُ المالِ واختلتْ مرابعُه - فكنْ حريصاً على كسبِ الثناءِ فما ... يبقى سواه إِذا لم يبقَ جامعُه الشريف العقيلي

الباب الخامس: باب الجيم

الباب الخامس: باب الجيم

-1- الجار

-1- الجار

- إِذا شاعَ الحريقُ بيتَ جا رٍ ... فبيتُكَ قد يصيرُ إِلى السعيرِ - ومن يَخْذلْ أخاه في الرزايا ... يَظَلُّ على الزمانِ بلا نصيرِ زكي قنصل

- يا جارُ عليّ الظالمون كما ... جاروا عليكَ ولم نَرْحلْ ولم نثرِ - نخشى الغريبَ ونخشى قومَنا فإِذا ... حلَّ البلاءُ شكَونا الضيمَ للقسرِ - فيمَ التقاطعُ والأوطا نُ تجمعنا ... قمْ نغسلِ القلبَ مما فيهِ من وضرِ - ما دمتَ مُحْتَرِماً حقي فأنتَ أخي ... آمنْتَ بالله أم آمنْتَ بالحجرِ الياس حبيب فرحات

- ناري ونارُ الجا رِ واحدةٌ ... وإِليه قلبي تنزلُ القِدْرُ - ما ضرَّ جاراً لي أجاورهُ ... ألا يكونَ لبابه سِترُ - أعمى إِذا ما جارتي بَرَزَتْ ... حتى يغيبَ جارتي الخد رُ مسكين الدارمي

- وإِن هوانَ الجارِ للجارِ مؤلمٌ ... وفاقرةٌ تأوي إِليها الفواقرُ لبيد بن ربيعة

- جاورْ إِذا جاوْرتَ بحراً أوفتىً ... فالجارُ يُشْرُف قدرُه بالجارِ عمر بن الوردي

- لقد دُفعنا إِلى حالَين لست أرى ... ما بين ذاكَ وهذا خطَّ مختارِ - إما المقا م على خوفٍ ومسغبةٍ ... أو الرحيل عن الأوطانِ والدارِ - والموتُ أيسرُ من هذا وذاكَ وما ... كربُ المماتِ ولا في الموتِ من عارِ - من جاورَ الأسدَ لم يأمنْ بوائقها ... وليس للأسدِ إِبقاءٌ على الجا رِ ابن حيوس

- لا تصحبنَّ يدَ الليالي فاجراً ... فالجا رُ يؤخذُ أن يعيبَ الجا رُ المعري

- أما المجاورُ فارعَه وتوقَّهُ ... واستعف ربك من جوار الملحدِ - وأرى التوحدَ في حياتِكَ نعمةً ... فإِنِ استطعْتَ بلوغَهُ فتوحدِ المعري

- واعدُدِ الجيرةَ الحضورَ إِذا ضَنَّوا ... عدادَ النائبينَ عنك الخوفِ الشريف الرضي

- أطيبْ بجاركَ مثل المسكِ صحبتَه ... كي يستطيبكَ مثل النَّدِّ جيرانُ رجاء الأنصاري

- لا يأملُ الجا رَ خيراً من جوارهم ... ولا محالةَ من هزءٍ وألقابِ شاعر

- من كان جارُ السوءِ يوماً جارُهُ ... عُدَّتْ فضائلهُ من الأوزا رِ خليل مطران

- ومن تكرمهمْ في المحلِ أنهُم ... لا يعلمُ الجا رُ فيهم أنه الجارُ يزيد بن حمار

- ومن يقضيِ حَقَّ الجارِ بعد ابن عمه ... وصاحبهِ الأدنى على القربِ والبعدِ - يعشْ سيداً يستعذ بُ الناسُ ذكرَه ... وإِن نابه حقٌ أَتَوْهُ على قَصْدِ الشافعي

- ولا تطمعَنْ في مالِ جا رٍ لقربهِ ... فكلُّ قريبٍ لا يُنالُ بعيدُ ظالم الدؤلي

- والجارُ والجليسُ والرفيقُ ... إِن ظلمُوا فحِمْلهُمْ توفيقُ - والحُرُّ بالصبرِ لهم خليقُ ... فلا تدومُ الدارُ والطريقُ - كلفتها في سنةٍ أو أشهر محمد الوحيدي

- لا تَطْرقِ الجاراتِ من هَجْعَةٍ ... من الليلِ إِلا بالهدايةِ تحملُ - ولا يلطمُ ابن العمّ وسطَ بيوتنا ... ولا نتصبي عِرْسَهُ حينَ يَغْفُلُ طرفة بن العبد

- وجارٍ لا تزالُ تزور منه ... قوراضُ لا تنامُ ولا تنيمُ - قريب الدارِ نائيْ الوْدِّ منه ... معاندةٍ، أبت لا يستقيمُ - يبادرُ بالسلامِ إِذا التقينا ... وتحتَ ضلوعهِ قلبٌُ سقيمُ علي محمد البسامي

- تواضَعْ إِذا ما رزقتَ العلاَْ ... فذلكَ مما يزيدُ الشرفْ - ودارك أحسنْ إِلى جارِها ... ولا تَجْعَلَنْ لها مُشْتَرَفٌ - وإِن ألبسَ الله ثوبَ الشفاءِ ... فلا تؤثرنَّ عليه الترفْ المعري

- أكرمِ الجا رَ وراعِ حقه ... إِن عرفانَ الفتى الحقَّ كرمْ المثقب العبدي

- أبى الله للجيرا نِ إِلا مذلةً ... ومن يغتربْ عن قومهِ يتذ للِ عمر بن هبيرة

- إِذا شئتَ أن ترقى جدا رَكَ مرةً ... لأمرٍ، فآذنْ جا رَ بيتِكَ من قبلُ - ولا تفجأَنْهُ بالطلوعِ، فَربما ... أصابَ الفتى، من هتكِ جارتهِ خَبْلُ المعري

- متى نَشَأَتْ ريحٌ لقدرِكِ فابعثي ... لجارتِكِ الدنيا، قليلاً ولا تملي - فإِن يسيرَ الطعمِ يقضي مذمةً ... ولا سيما للطفلِ، أوربةِ الحملِ المعري

- وكيف يسيغُ المرءُ زاداً وجارُه ... خفيفُ المعى بادي الخصاصةِ والجهد - وللموتُ خَيرٌ من زيارةِ باخلٍ ... يلاحظُ أطرافَ الأكيلِ على عَمْدِ قيس بن المنقري

-2- الجاه

-2- الجاه

- والجاهُ ليس بألقابٍ مفخمةٍ ... تُهدى لمنغمِسٍ في الإِثمِ منتهبِ جميل صدقي

- بل إِنما الجاهُ في مجدٍ تطولُ به ... وإِنما المجدُ كلُّ المجد في الأدبِ - وإِنما العزُّ لمشروحٌ خلاصتُه ... في متنِ أبيضَ ماضي الغربِ ذي شُطَبِ الزهاوي

- ما الجاهُ والمالُ في الدنيا وإِن حَسُنا ... إِلا عواريُّ حظٍ ثم ترتجعُ - عَلَيكُمو بخيالِ المجدِ فأتلفوا ... حِيالَهُ وعلى تِمْثالِه اجتمعوا - وأَجْمِلو الصبر َفي جِدٍّ وفي عملٍ ... فالصبرُ ينفعُ مالا ينفعُ الجزعُ - وإِن نبغتُمْ ففي علمٍ وفي أدبٍ ... وفي صناعاتِ عصرٍ ناسهُ صُنعُ - وكلُّ بنيانِ قومٍ لا يقومُ على ... دعائمِ العصرِ من رُكْنَيْةِ منصدعُ أحمد شوقي

- وإِذا امرؤٌ أسدى إِليكَ صنيعةً ... من جاههِ فكأنها من مالهِ

-3- الجبن والجبان

-3- الجبن والجبان

- لا تجبننَّ فليس الجبانُ شيئاً يحوزْ جميل

- إِن الحياةَ لحربٌ فيها الجَسورُ يفوزْ صدقي الزهاوي

- أسدٌ عليٌّ في الحروبِ نعامةٌ ... ربداءُ تنفرُ من صفيرِ الصافرِ أسامة بن سفيان

- قُلْ للجبانِ إِذا تأخرَ سرجُهُ ... هل أنتَ من شَرَكِ المنيةِ ناجِ؟ جرير

- قد يسمي الفتى الجبانَ أبوه ... أسداً وهو من خِساسِ الكلابِ - والبرايا لفظُ الزمانِ ولا بد ... له من تغيرٍ وانقلابِ المعري

- وليس يُعابُ المرءُ من جُبْنِ يومهِ ... وقد عُرِفَتْ منه الشجاعةُ بالأمسِ أوس بن حجر

- يَفِرُّ الجبانُ عن أبيه وأمِّه ... ويحمي شجاعُ القومِ من لا ينسابهْ شاعر

- أكانَ الجبانُ يرى أنه ... سَيُقْتَلُ قبلَ انقضاءِ الأجلْ - فقد تدركُ الحادثات الجبانَ ... ويسلمُ منها الشجاعُ البطلْ معاوية بن أبي سفيان

- إِني لأجبنُ من فراق ِأحبتي ... وتحسُّ نفسي بالحِمام فأشجعُ - ويَزيدُني غَضَبُ الأعادي قَسْوَةً ... ويلمُّ بي عَتْبُ الصديقِ فأجزعُ - تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ ... عما مضى فيها وما يُتَوَقَّعُ - ولمن يُغالِطُ في الحقائقِ نفسهُ ... ويسومُها طلبَ المُحالِ فتطمعُ المتنبي

- يرى الجبناءُ أن العجزَ فخرٌ ... وتلكَ خديعةُ الطبعِ اللئيمِ - وكُلُّ شجاعةٍ في المرءِ تُغْنِيْ ... ولا مثلَ الشجاعةِ في الحكيمِ المتنبي

- ولو أن أبطالَ الحروبِ تفرقوا ... غلبَ الجبانُ على القنا الأبطالا أحمد شوقي

- وإِذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ ... طلب الطعنَ وَحْدَهُ والنزالا المتنبي

- جَهْلاً علينا وجُبناً عن عَدُوِّكمُ ... لبئستِ الخلتانِ الجَهْلُ والجُبُنُ ابن أم صاحب

-4- الجد والطموح

-4- الجد والطموح

- الجِدُّ أولى بامرئٍ من اللَّعِبْ ... عند اهتياجِ صَوْلَهِ الكَلْبِ الكَلِبْ - حينَ ترى الإجوانَ تجثو للركبْ ... تُوقد فيما بينهم نارُ الغضبْ - نارٌ تشبٌّ بينهمْ بلا حَطَبْ الأخزر العذي

- وما كلُّ ما لاقيتُ منكم شكوتُهُ ... وأولُ جِدَّ المرِء تعريضُ مازحِ الشريف المرتضى

- أجْملْ إِذا حاولتَ في طلبٍ ... فا لجدِ يغني عنكَ لا الجَدُ أبو الشيص

- لاتقعدنّ مع العيالِ ولا تكنْ ... كَلاً وسُدُ كلاً وجدَّ مُشَمَّرا - وُجب الفيافي واشتهرْ تنلِ المنى ... لا يقطعُ الهنديُّ حتى يشهرا الكفرعزي جعفر بن هبة الله

- وما يُدْرِكُ الحاجاتِ من حيثُ تبتغى ... من القومِ إِلا من أعدَّ وشمَّرا أبو العطاء السندي

- إِذا لم تستطعْ شيئاً فَدعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلى ما تستطيع عمرو بن معد

- وصلهُ بالزماعِ فكلُ أمرٍ ... سما لك أو سموتَ له ولوعُ يكرب - (الزماع: العزم عليه) ، (الولوع: التعلق)

- سرُ النجا حِ على الدوام ... هو أن تسيرَ إِلى الأمامْ - فإِلى الأمامِ أكانَ عصرُ ... ك (عصرك) عصرَ حربٍ أم سلامْ - وإِلى الأما مِ إِلى الأما ... م (الأمام) وإِن تكنْ أنتَ الإمامْ - نعمَ الشعارُ لمن أرا ... دَ (أراد) لنفسهِ عيشَ الكِرامْ - زاحمْ وسِرْ نحوَ الأما ... م (الأمام) فإِنما الدنيا زِحامْ محمد الأسمر المصري

- ليس الطموحُ إِلى المجهولِ من سَفَهٍ ... ولا السُّمُوُّ إِلى حقٍ بمكروهِ - فالعيشُ حبٌ لما استعصَتْ مسالكهُ ... تجاربُ المرءِ تدميهِ وتعليهِ عبد الرحمن شكري

- وقائلةٍ خَلِّ الهمومَ ولا تقفْ ... بوجهِ مجدٍ أو بوجهِ مزاحمِ فقلتُ إِذا ضيعتُ همي وهمتي ... فما الفرقُ ما بيني وبينَ البهائمِ؟ مسعود سماحة

- وما لَحِقَ الحاجاتِ مثلُ مثابرٍ ... ولا عاقَ منها الجحَ مثلُ تواني صالح عبد القدوس

- أعدتِ الراحةُ الكبرى لمن تعِبا ... وفازَ بالحقِ من لم يألهُ طلِبا - والصبحُ يظلمُ في عينيكَ ناصعُهُ ... إِذا سدلتَ عليه الشكَّ والِّريبا أحمد شوقي

- وكم من عصاميٍ قضى الليلَ ساهداَ ... وأصبحَ يرقى سُلَّمَ المجدِ متعبا - فقمْ ناهضاً للمكرماتِ مشرِّقاً ... فإن لم تَجدْها ثَمَّ فانهضْ مغرِّبا - إِذا لم تَعِشْ بين الرجالِ معززاً ... فمُتْ في عِراكِ الدهر موتاً مُحَّببا محمد الأسمر

- وما نيلُ المطالبِ بالتمني ... ولكن تُؤخذُ الدنيا غلابا - وما استعصى على قومٍ منالٌ ... إِذا الأِقدامُ كانَ لهم ركابا أحمد شوقي

- وكلُّ طريقٍ أتاه الفتى ... على قدرِ الرجلِ فيه الخُطى المتنبي

- تُجاهِدُ في أمرٍ إِذا ما بلغتَهُ ... تبينتهُ لا يستحقُّ جهادا - وتضنى عليهِ لهفةً قبلَ دركِهِ ... فإِن تستفدْ لم تجدْه أفادا - أتلكَ معاريجُ ارتقاءٍ ورِفعةٍ ... لعمر النهى، أم لعبةٌ تنمادى؟ عباس محمود العقاد

- خاطرْ بنفسِكَ لا تقعدْ بمعجزةٍ ... فليس حرٌ على عجزٍ بمعذورِ - إِن لم تنلْ في مقامٍ ما تحاولُهُ ... فابلُ عذراً بإِدلاجٍ وتهجيرِ - كُدَّ كدّ العبدِ إِن ... أحببتَ أن تصبحَ حُرا - واقطعِ الآمالَ من ... مالِ بني آدمَ طُرا - لاتقلْ ذا مكسبٌ ... يزري فقصدُ الناسِ أزرى - أنتَ ما استغنيتَ عن ... غيرِكَ أعلى الناسِ قدْرا علي بن أبي طالب

- الجدُّ للمجدِ الطريفِ طريقُ ... والعلمُ إِن سُد الطريقُ رفيقُ حفني ناصيف

- إِذا ما رأيتَ القومَ طَاشَتْ نبالهُمْ ... وخَلىَّ لكَ القومُ القناصةَ فاصطدِ الحطيئة

- وليس الذي يتَّبعُ الوبلَ رائداً ... كمن جاءَهُ في دارِه رائدُ الوبلِ المتنبي

- والجهدُ مؤتٍ في الحياةِ ثمارهَ ... والجهدُ بعد الموتِ غيرُ مضاعِ - والجبن، في قلمِ البليغِ نظيرهُ ... في السيفِ، منقصةٌ وسوءُ سماعِ أحمد شوقي

- ولا تدُسَّ الجِدّ بينَ الهزِلْ ... إِذا جُبهت بينَ الحفلِ - بسعةٍ فانطقْ بقولٍ فصلِ ... كهازلٍ لم يكترِثْ بالجهلِ - تَفُههْ بماءٍ شَرُّ الشررِ محمد الوحيدي

- شمِّرْ وكافحْ في الحياةِ، فهذه ... دنياكَ دا رُ تناحرٍ وكفاحِ - وانهلْ مع النهال من عَذْبِ الحيا ... فإِذا رقا فامتحْ مع المتاحِ - وإِذا ألحَّ عليكَ خطبٌ لا تهنْ ... واضربْ على الإِلحاح باِلحاحِ - وخضِ الحياةَ وإِن تلاطمَ مَوْجُها ... خَوْضُ البحا رِ رياضة السباحِ - واجعلَّ عيانَكَ قبل خطوكَ رائداً ... لا تحسبنَّ الغَمرَ كالضحضاحِ - وإِذا اجتوتكَ محلةٌ وتنكرَتْ ... لكَ فاعُدها وانْزَحْ مع النزاحِ - في البحرِ لاتثنيكَ نارُ بوارجٍ ... في البرِّ لا يلويكَ غابُ رماحِ حافظ ابراهيم

- من نافسَ الناسَ لم يسلمْ من الناسِ ... حتى يُعضَّ بأنيابٍ وأضراسِ أبو العتاهية

- السباقَ السباقَ قولاً وفعلاً ... حذرَ النفسِ حسرةَ المسبوقِ شاعر

-5- الجديد والتجديد والتطور

-5- الجديد والتجديد والتطور

- ومع المجددِ بالأناةِ سلامةٌ ... ومع المجد دِ بالحجاجِ عثارُ أحمد شوقي

- خذْ في حديثِ غدٍ وما يتلو غداً ... متجدداً إِن الزمانَ تجددا - واسدلْ على الماضي الحجابَ فإِنه ... ومنٌ تناثرَ عِقْدهُ وتبددا - ما أمسِ ما آثارُ أمسِ وأهله؟ ... عبرٌ أَمَرَّتْها العصورُ لتشهدا خير الدين الزركلي

- إِن البكاءَ على الماضينَ مكرمةٌ ... لو كان ماضٍ إِذا بكيتَهُ رجعا البحتري

- إِن الحياةَ تدافعٌ وتسارعٌ ... والموتُ في لونيه شيمته الركود - لمْ يدرِ ألوانَ الحياةِ وطعمّها ... من باتَ منزوياً يرافقُه الجمودُ - يخشى التمردَ والتمردُ لم يزلْ ... باباً إِلى طرقِ المفيدِ من الجديدِ أحمد قنديل الحجازي

- إِنما النابغةُ الف ... ذُّ (الفذ) من قد نبذا - للتقاليدِ التي ... جاءهُ منها الأذى جميل صدقي الزهاوي

- لعمرُكَ إِن الدهرَ يجري لغايةٍ ... فإِن شِئْتَ أن تحيا سعيداً فجاره - لقد فاز من بارى جديديه جدةً ... وخابَ الذي في جده لم يباره - وليستْ حياةُ الناسِ إِلا تجدداً ... مع الدهرِ في إِناسِه واخضراره - وما الناسِ إِلا الماءُ يحييهِ جَرْيُهُ ... ويُرديه مَكْثٌ دائم في قراره معروف الرصافي

- وللتطورِ أحكا مٌ مقررةٌ ... والنفسُ والجسمُ في الأحكام سيانِ - ولا بدّ للعلمِ من يومٍ يفوزُ بها ... يبين الحقُّ خيرَ تبيانِ يعقوب صروف

-6- الجرائد والصحافة

-6- الجرائد والصحافة

- إِنّ الصحافةَ للشعوبِ حياةٌ ... والشعبُ من غيرِ اللسانِ موات - فهيَ اللسانُ المفصحُ الذلقُ الذي ... ببيانِه تُتداركُ الغاياتُ - وهي الوسيلةُ للسعادةِ والهنا ... وإِلى الفضائلِ والعُلى مرقاةُ - هي معرضُ الأعمالِ برهانٌ على ... مقداره بل إِنها مرآةٌ إِبراهيم أبو اليقظان

- إِن الصحافةَ موْسوعاتُ معرفةٍ ... يزودُ العقلُ منها خيرَ تزويدِ - تزيدُ أخبارها بالنا سِ خبرتهُ ... حتى تُقَوَّمَ منه كلِ تأويدِ خليل مطران

- إِن الجرائدَ في البلادِ مدارسٌ ... نقالةٌ فيها المعلمُ سائحُ - للطالبين بها فوائدُ جمةٌ ... ومواعظٌ مأثورةٌ ونصائحُ - لكنها إِن عوَّجتْ غاياتها ... ساءتْ نتائجُها وضاعَ الصالحُ - فإِذا سَعَتْ للسلمِ فهي صحائفٌ ... وإِذا سَعَتْ للحربِ فهي صفائحُ القروي

- إِن الصحافةَ حومةُ الأقلامِ لا ... مرمى القداحِ وملعبِ الأيسار - يرمى بها عن كل قوسٍ إِنما ... لا قوسَ إِلا ما براهُ الباري - أو ما رأيناها تشيدُ ممالكاً ... وتعزُ أقطاراً على أقطارِ خليل مطران

-7- الجزاء

-7- الجزاء

- فإِذا جُوزيتَ قرضاً فاجزهِ ... إِنما يجزي الفتى ليس الجملْ - وإِذا رمتَ رحيلاً فارتحلْ ... واعصِ ما يأمرُ توصيهمُ الكسلْ - أكذبِ النفسَ إِذا حدثتها ... إِن صِدْقَ النفسِ يزري بالأملْ - غيرَ أن لاتكذبنها في التقى ... واخزُها بالبرَّ لله الأجلْ - واضبطِ الليلَ إِذا طالَ السُّرى ... وتدجَّى بعد فَوْزٍ واعتدالْ لبيد بن أبي ربيعة

- هو المرءُ يجزي بالكرامةِ أهلَها ... ويحذو بنعل المستشيبِ مثالهَا كثير عبد الرحمن

-8- الجسم والبدن

-8- الجسم والبدن

- وأَوصْلُ حِفْظِ الجسمِ في الثباتِ ... تَعْد يلُكَ الستَّ الضَّروريات - والعلْمُ بالحَيِّ وبالنبا تِ ... مفضلٌ في النفعِ والصفاتِ - فضيلةٌ من حَسَناتِ البشرِ محمد الوحيدي

- والستُّ أمرُ مَطْعَمٍ ومشربِ ... ومَسْكنٍ وراحةٍ وتَعَبِ - وحركاتِ النفسِ مثلُ الغضبِ ... وأمرُ الاستفراغِ أقوى سببِ - والنومُ واليقظةُ طولُ العمرِ - فكُلْ بعدلٍ مشتهى للنفسِ ... إِن صَحّتِ الشهوةُ عند الحِسِّ - هذا إِذا أَلْقَيْتَ ثِقْلَ أمسِ ... مُرَتِّباً وهاضِماً بالضِّرسِ - بأجاً صحيحاً وارتشفْ بقدرِ محمد الوحيدي

- واخترْ من المساكنِ المكشوفةْ ... من جِهَةِ المشارقِ المعروفهْ - مُعَدِّلً مَشْتا هُ أو مَصيفهْ ... في بقعةٍ من الأذى نظيفهْ - واحذرْ به من كُلِّ ريحٍ منكرِ - واحذرْ على الجسمِ دوا مَ الخفضِ ... إِن الرياضِيات كمثلِ الفَرْضِ - قبلَ الغِذا إِلى انزعا جِ النبضِ ... من بعدِ دَفْعِ الثِّقْلِ فوقَ الأرضِ - ولا تكنْ ذا شِبعٍ أو خَوَرِ محمد الوحيدي

- والغَيْظُ والخوفُ إِذا ما أفرطا ... يُغَيِّرانِ الجسمَ حتى يَسقُطا - وهَجْمَةُ السرورِ تأتي غَلطا ... وكم فُؤادٍ من وَعيدٍ هَبَطا - أو خَبَرٍ فاحذرْ من التقهقرِ محمد الوحيدي

- وأَخْرِجِ الفضلاتِ عَن مَجْراها ... وا حْكُمْ بما دلتْ لمن يَراها - إِياكَ أن تهملَ ما عَراها ... ما حبسَ الفضلةَ منْ أجراها - فإِن حَقَنْتَها جَرَّتْ للضررِ محمد الوحيدي

- وأَفْضَلُ النومِ على الوطاءِ ... مُسْتكثراً فيهِ من الغطاءِ - مُتَحِّنياً مَبْخرَ العَشاءِ ... والنومَ كالميت بالاستلقاءِ - وخَفْضُكَ الرأ سَ وطولُ السَّهَرِ محمد الوحيدي

- لا تُكْرِموا جَسَدي، إِذا ما حلَّ بي ... ريبُ المنونِ، فلا فَضيلةَ للجَسَدْ - كالبُرْدِ كانَ على اللوا بسِ نافقاً ... حتى لإِذا فَنَيتْ بشاشَتُهُ كَسَدْ - أروا حُنا ظُلِمَتْ، فتلكَ بيوتُها ... دُرُسٌ، خَوينَ من الضَّغائنِ والحَسَدْ المعري

- أدُّوا إِلى الأبدانِ حَقَّ غذائِها ... إِن الغذاءَ مُقَوِّمِ الأجسامِ - ومتى استقامَ الجسمُ أمكنَ بعدَه ... حفظُ النهى وصيانةُ الأفهامِ حفني ناصيف

- كم دَخَلَتْ أكلةٌ حشا شَرِهٍ ... فأخرجتْ روحَه من الجسدِ - لا باركَ الله في الطعا مِ إِذا ... كان هلاكُ النفوسِ في المِعَدِ ابن العلاف

- ثلاثةٌ يُجْهَلُ مقدارُها ... الأمنُ والصِّحةُ والقوتُ - فلا تَثِقْ بالمالِ من غيرِها ... لو أنه د رٌ وياقوتُ غانم بن وليد المالقي

- ثلاثةٌ هنَّ مَهْلكةُ الأنامِ ... وداعيةُ الصحيحِ إِلى السقامِ - دوا مُ مُدامةٍ ودَوا مُ وَطْءٍ ... وإِدخالُ الطعامَ على الطعامِ الشافعي

- لا تأمنَّ إِلى الخريفِ وإِن غدا ... عذبَ الهواءِ يلذُّ للأجسا مِ - واحذ رْ تواصلَه إِليكَ بلذةٍ ... فالداءُ يحد ثُ من أَلَذِّ طعا مِ صفي الدين الحلبي

- وما حُسْنُ الجُسومِ لهم بزينٍ ... إِذا كانتْ خلائِقُهم قِباحا دعبل الخزاعي

- يا خادمَ الجسمِ كم تشقى بخدمتهِ ... لتطلبَ الربحَ في ما فيه خُسْرانُ - أقبلْ على النفسِ فاسْتَكْمِلْ فضائلها ... فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إِنسانُ أبو الفتح البستي

-9- الجليس والمجالس

-9- الجليس والمجالس

- جُلوسٌ في محالسهم رَزانٌ ... وإِن ضيفٌ ألمَّ بهم وُقوفُ شاعر

- تخيرْ فإما وحدةٌ مثل ميتةٍ ... وإِما جليسٌ في الحياةِ منافقُ المعري

- هذا الجليسُ الذي بُليْتُ به ... أقسمَ ألا يفارقَ الصَّلفَا - في كُلِّ علمٍ يخوضُ مدعياً ... وهو جهولٌ بكُلَّ ما عُرفا - أوضعُ خلقِ الله كلهمُ ... ويدَّعي أنه من الشُّرَفا - الموتُ منه ومن ثقالتهِ ... أماتَهُ الله عاجلاً وكفَىَ التلعفري مظفر بن محمد

- لا تَجْلِسنَّ ببابِ من ... يأبَى عليكَ دخولَ دا رِهْ - وتقولُ حاجاتي إِليه ... يعوُقها إِن لم أرادهْ - واتركهُ واقصدْ رَبهُ ... تُقضى وربُ الدا رِ كارهْ مجبر الصقلي

- وجليسٍ ليس فيه ... قطُّ مثلَ الناسِ حسنْ - ليَ منه أينما كن ... تُ (كنت) على رغمي حَبْسْ - ما له نفسٌ فتنها ... هُ (فتنهاه) وهل للَّصخرِ نفسْ - إِن يوماً فيه ألقا ... هُ (ألقاه) ليومٌ هو نَحْسْ بهاء الدين زهير

- سامحْ جليسَكَ فيما شاءَ من لغطِهْ ... وانصبْ إِصابتهُ عذراً على غلطِه - واضبطْ كلامَكَ واعلمْ أن مرسِلهُ ... عيبٌ لمحيهِ، أو درٌ لملتقِطِهْ - واربأ بعلمِكَ عمن ليس يفهمُهُ ... ولا تذاكرْ به من ليس من نَمَطِهْ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- وذكرني حلوَ الزمانِ وطيبهُ ... مجالسُ قومٍ يملؤون المجالسا - حديثاً وأشعاراً وفْقِهاً وحكمةً ... وبراً، ومَعْروفاً وإِلفاً مؤانسا السكري

- ربما يثقلُ الجليسُ وإِن كا ... ن (كان) خفيفاً في كفةِ الميزانِ شاعر

- من لم تجانسْهُ فاحذَرْ أن تجالسَهُ ... فالشمعُ لم يحترقْ إِلا من الفتلِ الشاغوري

- إِني أجالسُ معشراً ... نوكى أخفهم ثقيلٌ ثقيلُ - قومٌ إِذا جالستُهمُ ... صدئتْ بقربهمُ العقولُ - لا يُفْهِموني قولَهُمْ ... ويدقُ عنهمْ ما أقولُ - فهمُ كثيرٌ بي وأع ... لمُ أنني بهمُ قليلُ دعبل الخزاعي

- خَفْ من جَليسِكَ واصمُتْ إِنُ بليتَ به ... فالعَيُّ أفضلُ مما يجلب اللسنُ - إِذا لم يكنْ صدرهَ المجالسِ سيدٌ ... فلا خيرَ فيمن صَدَّرَتْهُ المجالسُ الخفاجي ابن خالويه - خلوةُ الإنسانِ خيرٌ ... من جليسِ السوءِ عندهْ - وجليسُ الخيْرِ خيرٌ ... من جلوسِ المرْءِ وَحدَهْ شمس الدين النواجي

- مَجالِسُهم خَفْضُ الحديثِ وقولهم إِذا ... ما قَضَوا في الأمرِ وحيُ المحاجرِ مسلم بن الوليد

- قَبُحَتْ مناظرُهمْ فحين خَبرتُهم ... حسُنتْ مناظرُهم لقبحِ المَخْبَر صريع الغواني

- من جالسَ الأعداءَ والحُسَّادا ... لم يَعْدَمِ الخبَالَ والفسادا - ووحدةُ المرءِ بلا أنيسِ ... خيرٌ له من سيءِ الجليسِ - وانتهزِ الفرصةَ إِما مرَّتْ ... فربما طَلَبْتها فأعيتْ الشيخ عبد الله السابوري

- فما الفيلُ تَحْمِلهُ ميتاً ... بأثقلَ من بعضِ جُلاَّسنا شاعر

- لقاءُ الناسِ ليس يفيدُ شيئاً ... سوى الهذيانِ من قيلٍ وقالِ - فأقللْ من لقاءِ الناسِ إِلا ... لأخذِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ محمد بن فرج الغساني

- لا يَفْقِدَن خَيْرُكُمْ مجالِسكمْ ... ولا تكونوا كأنكم سَبخُ - ولا كقومٍ حديثُ يومهمُ ... ما أكلو، أمسهمْ وما طبخوا - ولا تهمزْ جليسَكَ من قريبٍ ... تنبُههُ على سَقطٍ بهمزِ - فشرُ الناسِ معروفٌ لديهمْ ... بقولٍ في مثالبهمْ ولَمز المعري

- اسمعْ مخاطبةَ الجليسِ ولا تكنْ ... عِجلاً بنطقِكَ قبلما تتفهمُ - لم تعطِ مع أذنيك نطقاً واحداً ... غشلا لتسمعَ ضعفَ ما تتكلمُ صفي الدين الحلبي

- تَنزَّهْ عن مجالسةِ اللئامَ ... وألممْ بالكرامِ بني الكرامِ - ولا تكُ واثقاً بالدهرِ يوماً ... فإِن الدهرَ منحلُّ النظامِ علي بن أبي طالب

-10- الجمال والظرف

-10- الجمال والظرف

- ليس الجمالُ بمئزرٍ ... فاعلمْ وإِن وُدِّتَ برْدا - إِن الجما لَ معادنٌ ... ومناقبٌ أَوْرَثْنَ مجدا عمرو بن معد يكرب

- ليس الجمالَ بأثوابٍ تزينُنا ... إِن الجمالَ جمالُ العقلِ والأدبِ علي بن أبي طالب

- ازرعْ جميلاً ولو في غيرِ موضعِه ... فلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرعا - إِن الجميلَ وإِن طال الزمانُ به ... فليس يحصدُه إِلا الذي زَرعا شاعر

- وكلُّ امرئٍ يولي الجميلَ محبٌ ... وكلُّ مكانٍ يُنْبِتُ الِعزَّ طيبُ المتنبي

- وما كُلُّ هاوٍ للجميلَ بفاعلٍ ... ولا كلُّ فَعالٍ له بمتمِّمِ المتنبي

- عشْ للجمالِ تراه ههنا وهنا ... وعِشْ له وهو سرٌ جِدُّ مكنونِ الياس أبو شبكة

- فلتفعلِ النفسُ الجميلَ لأنه ... خيرٌ وأحسنُ لا لأجلِ ثوابها المعري

- والمرءُ يُذْكرُ بالجمائلِ بعده ... فارفعْ لذكركَ بالجميلِ بناءَ - واعلمْ بأنك سوف تُذكرُ مرةً ... فيُقالُ أحسنَ أو يُقالُ أساءَ أحمد شوقي

- تَوَخَّيْ جميلاً وافعليهِ لحسنهِ ... ولا تحكمي أن المليكَ به يجزي المعري

- لن تستتِمَّ جميلاً أنتَ فاعلُهُ ... إِلا وأنتَ طليثُ الوجهِ بهلولُ - ما أوسطَ الخيرَ فابسطْ راحتكَبه ... وكنْ كأنكَ دونَ الشرِّ مغلولُ منصور بن محمد الكريزي

- ليس الظريفُ بكاملٍ في ظرفِه ... حتى يكونَ عن الحَرامِ عفيفا - فإِذا تعففَ عن محارمِ ربه ... فهناكَ يدعى في الأنامِ ظريفا نفطويه

-11- الجهل

-11- الجهل

- إِن الجهولَ تَضُرُّني أخلاقهُ ... ضَرَرَ السُّعالِ لمن به استسقاءُ أبو الفتح البستي

- قد كَثُرَتْ في الأرضِ جهالُنا ... والعاقلُ الحازم فبنا غَريبْ - وإِن يكنْ في موتِنا راحةٌ ... فالفرجُ الواردُ منا قريبْ - جهولٌ بالمناسك ليس يدري ... أغِياً بات يفعلُ أم رشادا المعري

- إِنا لنصفحُ عن مجاهِل قومنا ... ونقيمُ سالفةَ العدو الأصيدِ - ومتى نَخَفْ يوماً فَسادَ عشيرةٍ ... نصلحْ وإِن نر صالحاً لا نفسدِ - وإِذا نَحَوا صُعداً فليس عليهم ... منا الفسادُ ولا نفوسُ الحُسَّدِ - ونعينُ فاعَلنا على ما نابَه ... حتى نُيَسِّرَه لفعلِ السيدِ مضرس بن ربعي

- وجاهلٍ يَدَّعِي العلمِ فلسفةً ... قد راحَ يكفرُ بالرحمنِ تقليدا - وقال أعرفُ معقولاً فقلتُ له ... عَنَيْتَ نفسَكَ معقولاً ومعقوداً - من أينَ أنتَ وهذا لشيءُ تذكرهُ ... أراكَ تقرعُ باباً عنك مسدودا - فقال: إن كلامي لستَ تفهمُهُ ... فقلْتُ: لستُ سليمانَ بن داوودا بهاء الدين زهير

- رَدَدْتُ إِلى مليكِ الحَقِّ أمري ... فلم أسألْ متى يقعُ الكُسوفُ - فكم سلمَ الجهولُ من المنايا ... وعوجلَ بالحمامِ الفيلسوفُ المعري

- الجهلُ بعد الأربعينِ قَبيحُ ... فزعِ الفؤادَ وإِن ثناهُ جموحُ دعبل الخزاعي

- إِذا أنتَ لم تطهرْ من الجهلِ والخنا ... فلسْتَ على عَوْمِ الفراتِ بطاهرِ أبو العتاهية

- من شَكَّ في أدبي فلسْتَ ألومهُ ... ما أجهلَ الإِنسانَ بالإِنسانِ الأديب الغزي

- ما قَضى الله للجهولِ بسترٍ ... يتلافاه مثل حَتْفٍ قاضِ البحتري

- لا تَعْرِضَنَّ لطرفِ الجهلِ تركبُه ... فإِنه رامحٌ في صَدْرِ مرتبطهْ الصاحب شرف

- ألا إِن ليلَ الجهلِ أسودُ دامسُ ... وإِن نهارَ العلمِ أبيضُ شامسُ جميل الزهاوي

- أَراكَ الجهلُ أنكَ في نعيمٍ ... وأنتَ إِذا افتكرتَ بسوءِ حالِ المعري

- إِذا ما الجهلُ خَيَّمَ في بلا دٍ ... رأيتَ أسودَها مُسِخَتْ قرودا معروف الرصافي

- وفي الجهلِ قبلَ الموتِ موتٌ لأهلهِ ... وأجسادُهم قبلَ القبورِ قبورُ - وإِن امْرأً لم يحيى بالعلمِ صدرهُ ... فليس له حتى النشورِ نشورُ علي بن أبي طالب

- إِن الجهالةَ ظلمةٌ تغشى الحِمى ... وتحيلُ أحرارَ الرجالِ عبيدا - العلمُ نورُ الله في أكوانه ... جعلَ المعلمَ بحرَه المورودا عامر محمد بحيري

- إِياكَ والجهلَ فارغبْ في إِزالتهِ ... لا بدَّ يَعْثُرُ من في ظلمهِ ساري عبد الغني النابلسي

- قد طالَ جهلاً من يُرَوِّضُ الجاهلا ... ومن يُقَوِّمُ في قِواهُ المائلا - حتى إِذا أرشدهُ وسَدّدَهْ ... وقال قُمْ بنُصْرتي لَوَى يَدَهْ الشيخ عبد الله السابوري

- رُميتَ بالجهلِ فأنكرتَهُ ... وأنتَ إِذ تنكرُه أجهلُ - أنت بما تَجهلُه جاهلٌ ... هل يعلمُ الإنسانُ ما يجهلُ عباس محمود العقاد

- والجهلُ حَظّكَ إِن أخذْ ... تَ (أخذت) العلمَ عن غيرِ العليمِ - ولرب تعليمٍ سرى ... بالنشىءِ كالمرضِ المنيمِ أحمد شوقي

- يضعُ الإنسا نَ جهلٌ ... يرفعُ الإنسانَ علمُ - والليالي لكَ في ... أدوا رِها حَرْبٌ وسِلْمُ - وإِن عناءً تُفَهِّمَ جاهلاً ... فيحسبُ جهلاً أنه منك لأعلمُ جميل صدقي الزهاوي

- وتشخصُ أبصارُ الرعاع تعجباً ... إِليه وقالوا: إِنه منكَ أفهمُ - متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامَه ... إِذا كنْتَ وغيرُكَ يُهدِمُ محمد بن عبد الله البغدادي

- للجهلِ حقٌ رعاةُ الجهلِ تَضْمَنُهُ ... له، وللعلمِ حقٌ غيرُ مضمونِ الزهاوي

- ولا تصحبِ الجاهلَ ... وإِيا كَ وإِياه - فكم من جاهلٍ أَرْدى ... حليماً حينَ آخاه - يقاسُ المرءُ بالمرءِ ... إِذا ما هوَ ما شاه - وللقلبِ على القلبِ ... دليلٌ حين يَلْقاه علي بن أبي طالب

- لو كنتَ تَعلمُ ما أقولُ عَذَرْتَني ... أو كنتُ أجهلُ ما تقولُ عَذَلْتُكا - لكنْ جهلتَ مقالتي فعَذَ لْتَني ... وعلِمْتُ أنكَ جاهلٌ فعَذَرْتُمكا الخليل بن أحمد

- إِذا أنتَ لم تُقصِرْ عن الجهلِ والخنا ... أَصَبْتَ حليماً أوأصابكَ جاهلُ - فأصبحْتَ إِما نالَ عرضَك جاهلٌ ... سَفيهٌ وإِما نِلْتَ ما لا تُحاولُ - وليس لمن لم يركبِ الهَوْلَ بغيةٌ ... وليس لرَحْلٍ حَطَّهُ الله حاملُ كعب بن زهير

- ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً ... تجاهلتُ حتى ظُنَّ أني جاهلُ المعري

- جَهِلْتَ فعاديتَ العلومَ وأهلَها ... كذاكَ يعادي العلمَ من هو جاهلُهْ - ومن كانَ يهوى أن يُرى متصدراً ... ويكرَهُ لا أدري أُصِيْبَتَ مقاتِلُهْ ابن دريد الأسدي

- ولا يابثُ الجهالُ أن يتهضموا ... أخا العلمِ ما لم يستعِنْ بجهولِ كعب الغنوي

- وأخو الدرايةِ والنباهةِ متعبٌ ... والعيشُ عيشُ الجاهلِ المجهولِ شاعر

- وحلاوةُ الدنيا لجاهِلها ... ومرارةُ الدنيا لمن عقَلا المتنبي

- ما يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ ... ما يبلغُ الجاهلُ من نفسِه شاعر

- ومن البليةِ عذلُ من لا يَرْعَوِي ... عن جهلهِ وخِطابُ من لا يفهمُ - فَقْرُ الجهولِ بلا عقلٍ إِلى أدبٍ ... فقرُ الحمارِ بلا رأ سٍ إِلى رَسَنِ - لا يعجبَنَّ مضيماً حسنُ بِزّته ... وهل يروقُ دفيناً جودةُ الكفنِ المتنبي

- إِني لأعجبُ من تَعَقُّلِ جاهلٍ ... أمسى يُدِلُّ بجاههِ وبوفره - أمسى يشحِّ بمالهِ وبزا دِه ... لكن يجودُ بعرضه وبذ كرهِ - وتراه يحسبُ ما بقي من ما تتله ... فتراه يعلمُ ما بقي من عمرهِ - إِن الجهولَ إِذا أُ لْزِمْتَ صُحْبَتَه ... قسراً فصاحبتهُ عن غيرِ إِثار - يطفي ضياءَ سنا فهمي ويُنقصه ... كالنارِ بالماءِ أو كالماءِ بالنارِ - إِذا بُليَ اللبيبُ بقُرْبِ فَدْ مٍ ... تَجَرَّعَ منه كاساتِ الحتوفِ - فذو الطبعِ الكثيفِ بغيرِ قصدٍ ... يَضُرُّ بصاحبِ الطبعِ اللطيفِ - وذاكَ لأن بينهما اختلافاً ... ينافي العقلَ بالجهلِ العنيفِ - فداءُ الجهلِ ليس له دواءٌ ... كحُمَّى الربعِ في فصل الخريفِ صفي الدين الحلي

- ذو الجهلِ لا يَنفكُّ مضطرباً ... لأقلِّ شيءٍ يفقدُ الصبرا - كُلُّ المصائبِ عندَهُ كَبرَتْ ... إِلا مصيبةَ جهلِه الكُبرى القروي

- وإِذا بُليتَ بجاهلٍ متحكمٍ ... يجدُ المحالَ من الأمورِ صوابا - أوليتُه مني السكوتَ وربما ... كان السكوتُ عن الجوابِ جوابا نصر بن شميل أو علي الناشيء

- إِذا كنتَ لا تدري ولم تكُ بالذي ... يسائلُ من يدري فكيف إِذن تَدْري - جَهِلْتَ ولم تعلمُ بأنكَ جاهلٌ ... فمن لي بأن تدري بأنكَ لا تدري - إِذا كنت من كُلِّ الأمورِ على عَمىً ... فكنْ هكذا أرضاً يطاكَ الذي يَدْري - ومن أعجب الأشياءِ أنكَ لا تدري ... وأنكَ لا تدري بأنكَ لا تدري أبو القاسم الآمدي

- فكم من جاهلٍ أمسى أديباً ... بصحبةِ عاقلٍ وغدا إِماما - كماءِ البحرِ مرٌ ثم تحلو ... مذاقتُهُ إِذا صَحِبَ الغماما شاعر

- الجهلُ للأفكَارِ قبرٌ مظلمٌ ... يعمي العيونَ ويخنق الأعمالا زكي قنصل

- وما في الناسِ أجهلُ من غبيٍ ... يدومُ له، إِلى الدنيا ركونُ المعري

- يا ابنَ أمي أنا وأنتَ سواءٌ ... وكلانا غَباوة وفسولة - أنتَ مِثلي مغفلٌ تتلقى ... كُلَّ أكذوبةٍ بكلِّ سهولة - فتسمي بخلَ الرجالِ اقتصاداً ... والبراءا تِ غفلةً وطفولةْ - وتسمي شراسةَ الوحشِ طغياناً ... ووحشيةَ الرجالِ بُطولةْ - وتقولُ الجبانُ في الشرِّ أثنى ... ووفيرُ الشرورِ وافي الرجولةْ - تزعمُ الانتقامَ حزماً وَعزْماً ... وشروبَ النجيعِ حِرَّ الفحولةْ - لا تَلُمْني فلم ألمكَ ... لماذا ... يَحْسُنُ الجهلُ في البلادِ الجهولةْ البروني اليميني

- قد كفانا جهالةٌ وشقاءٌ ... فأخو الجهل لا يزال شقياً - وأخو الجهلِ خَيْيرُهُ لسواهُ ... من ثرى أرضِه يكون ثريا - وأخو الجهلِ طُعْمةٌ لعداهُ ... إِذا يُرى في بلادِه أجنبيا - وأخو الجهلِ لا يُهابُ ولو كا ... ن (كان) محوطاً بجنده وقويا - وأخو الجهلِ ما حيي فهو عَبْدٌ ... ملكُ من يعلمُ الحياةَ رُقِيا - وأخو الجهلِ في المذ لةِ ثاوٍ ... سلبَ الجهلُ منه نفساً عليا عبد الله آل نوري

-12- الجود والسخاء

-12- الجود والسخاء

- إِذا جاد تِ الدنيا عليكَ فجُدْبها ... على الناسِ طراً إِنها تَتَقَلَّبُ - فلا الجودُ بفنيها إِذا هي أقبلتْ ... ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ علي بن أبي طالب

- يسقطُ الطيرُ حيثُ يُلتقطُ الح ... بُّ (الحب) وتُغْشَىْ منازلُ الكرماءِ بشار بن برد

- إِذا المرءُ لم تغنِ العفاةَ صلاتهُ ... ولم يرغم القومَ العدى سطواتهُ علي بن أرسلان

- ولم يَرْضَ في الدنيا صديقاً ولم يكنْ ... شفيعاً له في الحشرِ منه نجاتهُ - فإِن شاءَ فيهلِكْ وإِن شاءَ فليعِشْ ... فسيان عندي موتهُ وحياتهُ الكاتب

- جودُ الكريمِ إِذا ما كانَ عن عِدَةٍ ... وقد تأخرَ لم يسلمْ من الكدرِ - إِن السحائبَ لا تُجْدي بوارقُها ... نَفعاً إِذا هي لم تمطرْ على الأثرِ - وما طلُ الوعدِ مذمومٌ وإِن سمحتْ ... يَداه من بعدِ طولِ المطل بالبدرِ ابن عسكر الموصلي

- يجودُ علينا الخَيِّرون بمالهمْ ... ونحنُ بما لِ الخيرينَ نجودُ شاعر

- رأيْتُ سخيَّ النفسِ يأتيهِ رِزقهُ ... هنيئاً ولا يُعطى على الحرصِ جاشعُ - وكلُّ حريصٍ لن يجاوزَ رزقه ... وكم من موَّفى رزقهُ وهو وادعُ يزيد بن الحكم

- الجودُ والغولُ والعنقاءُ ثالثةٌ ... أسماءُ أشياءَ لم تُخْلَقْ ولم تكنِ الصابي

- ولا ترى أعجزَ من عاجزٍ ... أسكتنا عن ذَمِّهِ بذ لُهُ هشام بن نهيس

- لئن جادَ شعرُ ابن الحسين فإِنما ... بقدرِ العطايا واللهى تفتح اللهى - (ابن الحسين: هو المتنبي) ابن وهبون

- لقلعُ ضِرْسٍ وضَرْبُ حبسٍ ... ونزْعُ نفسٍ ورَدُّ أمسِ - ونفْخُ نارٍ وحَمْلُ عارٍ ... وَبيْعُ دارٍ بربعِ فلسِ - وبَيْعُ خفٍ وعدم إِلفٍ ... وضَرْبُ ألفٍ بحبلِ قلسِ - أهونُ من وقفةِ الحرِّ ... يرجو نوالاً ببابِ نحسِ الشافعي

- إِن الكريمَ ليُخفي عنكَ عسرتهُ ... حتى تَراهُ غنياً وهو مَجْهودُ - وللبخيلِ على أموالهِ عللٌ ... زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ - إِذا تكرمتَ أن تعطي القليلَ ولم ... تقدرْ على سعةٍ لم يظهرِ الجودُ - أبرقْ بخيرٍ تُرجَّى للنوال فما ... تُرْجى الثما رُ إِذا لم يورقِ العودُ - بثَّ النوالَ ولا تمنعْكَ قلتُهُ ... فكل ما سدَّ فقراً فهو محمودُ حماد عجرد أو بشار بن برد

- إِذا أعطى القليلَ فتىً شريفٌ ... فإِن قليلَ ما يُعطيكَ زينُ - وإِن تكنِ العطيةُ من دنيٍ ... فإِن كثيرَ ما يُعطيكَ شينُ محمد بن عبد الله البغدادي

- إِذا الجودُ لم يرزقْ خلاصاً من الأذى ... فلا الحمدُ مكسوباً ولا المالُ باقيا - وللنفسِ أَخلاقٌ تدلُّ على الفتى ... أكانَ سخاءً ما أتى أم تساخيا المتنبي

- إِن الزمانَ زمانُ سوْ ... وجميعُ هذا الخَلْقِ بَوّ - وإِذا سألتهمُ ندىً ... فجوا بُهم عن ذا ك وَوْ - لو يملكونَ الضوءَ بخ ... لاً لم يكنْ للخلقِ ضوْ - ذهبَ الكرا مُ بأ سرِهمْ ... وبقي لنا ليت وَلوْ - (البوْ: الأحمق) ، (الوَوْ: من وأى بمعنى وعد) - ترى الناسَ فوضى في السماح ولن ترى ... فتى القومِ إِلا الواهبَ المتغاضيا البحتري

- أنفِقْ ولا تخشَ إِقلالاً فقد قُسمت ... بينَ العبادِ مع الآجالَ أرزا قُ - لا ينفعُ البخلُ مع د نيا موليةٍ ... ولا يضرُ مع الإقبالِ إِنفاقُ أحمد بن جعفر البرمكي

- ليس جودُ الفتيانِ من فضلِ مالٍ ... إِنما الجودُ للمقلِّ الموا سي - إِذا شئتَ قوماً فاجعلِ الجودَ بينهم ... وبينكَ تأمنْ كل ما تتخوفُ - فإِن كشفَتْ عنكَ الملماتُ عورةً ... كفاكَ لباسُ الجودِ ما تنكشفُ شاعر أعرابي

- إِن الرجالَ إِذا طلبتَ نوالهمْ ... منهم خليلُ مودةٍ وتملقِ - وأخو مكارمةٍ على عِلاّتهِ ... فوجْتَ خيرَهم خليلَ المصدقِ القطامي

- يجودُ بالنفسِ إِذ ضنّ البخيلُ بها ... والجودُ بالنفسِ أقصى غايةِالجودِ - وأشقُ الأفعالِ أن تهبَ الأنـ ... فسُ (الأنفس) ما أُغلقت عليه الأكفُ - ما أعلمَ الناسَ أن الجودَ مدفعةٌ ... للذمِّ لكنه يأتي على النشبِ - إِذا الرجالُ اعْتَمتِْ أجوا دَهم ... فاسمُ إِلى الأشرفِ فالأشرفِ البحتري

- يارُبَ جودٍ جرّ فقرَ امرئٍ ... فقامَ للناسِ مقا مَ الذليلِ - فاشدُدْ عرا مالكَ واستبقه ... فالبخلُ خيرٌ من سؤالِ البخيلِ ابن المعتز

- إِذا جدتَ فجدْ للناسِ قاطبةً ... فالحالُ ويبقى الذكرُ أحوالا - لا سيما ورسولُ الله ضامنهُ ... أنفقْ ولا تخشَ من ذي العَرْشِ إِقلالا ابن خاتمة الأندلسي

- إِن السخاءَ شيمةٌ كريمة ... شريفةٌ أكرم بها من شيمة - فضيلةٌ تنشرُ في الآفاقِ ... عنكَ لسانَ الشكرِ بانطلاق - لا سترَ للعيوبِ كالسخاءِ ... وعيب ذي اللؤمِ بلا غطاءِ الشيخ عبد الله السابوري

- ما أحسنَ الجودَ في الدنيا وفي الدينِ ... وأقبحَ البخلَ فيمن صيغَ من طينِ - ما أحسن الدينَ والدنيا إِذا اجتمعا ... لا باركَ الله في الدنيا بلا دينِ علي بن أبي طالب

- إِذا كنتَ ذا نفسٍ جوا دٍ ضميرُها ... فليسَ يضرُ الجودَ من كان معدِما صريع الغواني

- وعالةٍ قامَتْ بليلٍ تلومني ... كأني إِذا أععطيتُ مالي أضيمُها - أعاذلَ إِن الجودَ ليس بمهلكي ... ولا مخلدِ النفسَ الشحيحةَ لؤمها - وتُذكر أخلاقُ الفتى وعظامهُ ... مغيبةٌ في اللحدِ بالٍ رميمُها - ومن يبتدعْ ما ليسَ من خِيم نِفسهِ ... يدعهُ ويغلبْ على النفسِ خِمُها - وقائلةٍ أهلكتَ بالجودِ مالنا ... ونفسَكَ حتى ضرّ نفسَكَ جودها - فقلتُ دعيني إِنما تلكَ عادتي ... لكل كريمٍ عادةٌ يستعيدها حاتم الطائي

- إِذا ما صنعتِ الزادَ فالتمسي له ... أكيلاً فإِني لستُ لآكلهُ وحدي - أخاً طارقاً أو جارَ بيتٍ فإِنني ... أخافُ مذماتِ الأحاديثِ من بَعْدي شاعر

- كلُّ سَمْحِ الكفِ لو تسألهُ ... كلَّ ما يملكُ جوداً وَهَبا - فلا الجودُ يفني المالَ قبل فنائهِ ... ولا البخلُ في مالِ الشحيحِ يزيدُ - فلا تلتمسْ مالاً بعيشٍ مقترٍ ... لكلِّ غدٍ رزقٌ يعودُ جديدُ العثماني

- لمستُ بكفي كَفه أبتغي الغِنى ... ولم أدرِ أن الجودَ من كفه يُعْدي - فلا أنا منهُ ما أفادَ ذوو الغِنى ... أفدتُ وأعداني فأتلفتُ ما عندي ابن الخياط

- ومن كنتَ بحراً له يا عليُّ ... لم يقبلِ الدرَّ إِلا كبارا المتنبي

- إِذا لم تجود وا والأمورُ به تمضي ... وقد ملكتْ أيديكمُ البسطَ والقبضا - فماذا يرجىَّ منكمُ إِن عزلتمُ ... وعضتكُمُ الد نيا بأنيابِها عَضّا - وتسترجعُ الأيامُ ما وهبتكمُ ... ومن عادةِ الأيامِ تسترجعُ القرضا الشافعي

- إِذا نائلٌ لم يحبُني الفخرَ نيلهُ ... فإِن انقطاعَ الرفد فيهِ نت الرفدِ - لا يكنْ برقكَ برقاً خُلبا ... إِن خيرَ البرقِ ما الغيثُ معهْ ابن الخياط

- أعطِ الذي أعطيتهُ طيبا ... لا خيرَ في المنكودِ والنا كدْ - وأنجزِ الوعدَ إِذا قلته ... ليسَ الذي ينجزُ كالواعدْ أعشى همدان

- لو يكونُ الِحَباءُ حسبَ الذي أن ... تَ (أنت) لدينا لهُ مَحَلٌ وأهلُ - لحُبيتَ اللجينَ والدرِّ واليا ... قوتَ (الياقوت) حَثْواً وكانَ ذاكَ يَقِلُّ - والشريفُ الظريفُ يسمحُ با لعذ ... رِ (بالعذر) إِذا قصرَ الصديقُ المقلُ البحتري

- لا تَجدْ بالعطاءِ في غيرِ حقٍ ... ليسَ في منعِ غير ذي الحق بخلُ ابن الجهم

- ليس العطاءُ من الفضولِ سماحً ... حتى تجودَ وما لديكَ قليلُ المقنع الكندي

- وإِن بذلَ الإِنسانُ لي جودَ عابسٍ ... جزيتُ بجودِ التاركِ المبتسمِ المتنبي

- واعلمْ بأن الغيثَ ليس بنافعٍ ... للناسِ ما لمْ يأتِ في إِبانهِ - أمسكتَ نيلكَ إِمساكَ القمدِّ ولو ... أعطيتَ لم تعطِ غير القُلِّ والدونِ - ما كانَ في عقلاءِ القومِ لي أملٌ ... فكيفَ أملتُ خيراً في المجانينِ البحتري

- غيرَ اختيارٍ قبلتُ برَّكَ لي ... والجوعُ يرضي الأسودَ بالجِيفِ - ولو لم تكنْ في كفِهِ غيرُ نفسهِ ... لجا دَ بها فليتقِ الله سائلهْ - وقبضُ نوالهِ شرفٌ وعِزٌّ ... وقبضُ نوالِ بعضِ القومِ ذامُ المتنبي

- يصونُ الحجى والبذلُ أعراضَ معشٍ ... وأين يرى العرضُ الذي ليس يُبْذَلُ - وصاحبُ نكرٍ بات يعذرُ بننا ... وفاعلُ معروفٍ يُلامُ ويعذلُ المعري

الباب السادس: باب الحاء

الباب السادس: باب الحاء

-1- الحاجة

-1- الحاجة

- لا يدركُ الحاجاتِ إِلا نافذٌ ... إِن عجزتْ قلاصُهُ لم يعجزِ المعري

- ما أصعبَ الحاجةَ للناسِ ... فالغنمُ منهم راحةُ الياسِ - لم يبقَ للناسِ مُوَاسٍ لمن ... يظهرُ شكواهُ ولا آسي - وبعدَ ذا مالكَ عنهم غنىً ... لا بدّ للناسِ من الناسِ بهاء الدين زهير

- تلقَّ ذوي الحاجاتِ بالبشرِ إِنه ... إِلى كرماءِ الناسِ أشهى من الجَدا - عسى من يرجي سيبَكَ اليوم يغتني ... فتصبحَ ممن ترتجي سَيْبَهُ غدا أسامة بن منقذ

- إِن اللبيبَ إِذا ما عنَّ مطلبُهُ ... أهوى إِليهِ ولم ينظرْ بهِ الرخصا ابن الخزاعي

- الناسُ كلهمُ يغدو لحاجتهِ ... من بين ذي فرحٍ منها ومهمومِ دعبل الخزاعي

- كلُّ غادٍ لحاجةٍ يتمنى ... أن يكونَ الغضنفرَ الرئبالا المتنبي

- إِذا أغلقت يوماً عن المرءِ حاجةٌ ... فإِن مفاتيح الأمورِ العزائمُ محمد الأسمر

- نروحُ ونغدو لحاجاتنا ... وحاجةُ من عاشَ لا تنقضي الصلتان

- ويسلبُهُ الموتُ أثوابَه ... ويمنعُهُ الموتُ ما يشتهي - تموتُ معَ المرءِ حاجاتهُ ... وتبقى له حاجةٌ ما بقي - إِذا قُلتَ لمن قد ترى ... أروني السِّري أرَوك الغني - إِذا ليلةٌ هرَّمتْ يومها ... أتى بعدَ ذلك يومٌ فتي العبدي

- إِياكَ والمطلَ أن تفارقَهُ ... فإِنه آفةٌ لكلِّ يدِ - إِذا مطلتَ امرأً بحاجتهِ ... فامضِ على مطلةِ ولا تحدِ - فلستَ تلقاهُ شاكراً ليدٍ ... قد كدِّها المطلُ آخرَ الأبدِ - اقضِ الحوائجَ ما استطعْ ... تَ (استطعت) وكن لهمِّ أخيكَ فارجْ - فلخيرُ أيامِ الفتى ... يومٌ قضى فيه الحوائجْ - إِذا أتيناهُ في حاجةٍ ... رفعنا الرقاعَ له والقصبْ - له حاجبٌ دونَه حاجبٌ ... وحاجبُ حاجبِه محتجبْ دعبل الخزاعي

- وإِذا لقيتَ صعوبةً في حاجةٍ ... فاحتملْ صعوبتها على الد ينارِ - وابعثْهُ فيما تشتهيهِ فإِنه ... حجرٌ يلينُ سائرَ الأحجارِ محمد الرامشي

- إِن أردتم حوائجاً عندَ قومٍ ... فتنتقَّوا لها الوجوهَ الصِّباحا - ما يمنع الناسُ كنتُ أطلبه ... إِلا أرى الله يكفي فقد ما منعوا شاعر أعرابي

- وإِذا طلبتَ من الحوائجِ حاجةً ... فادعُ الإلهَ وأحسنِ الأحوالا - إِن العبادَ ولا وشأنهم وأمورَهمْ ... بيد الإلهِ يُقَلِّبُ الأحوالا - فدعِ العبادَ ولا تكنْ بطلابِهم ... لهِجاً تضعضعُ للعبادِ سؤالا أبو الأسود الدؤلي

- إِن من أحواجكَ الدهرُ إِليه ... وتعلقتَ بهِ هُنْتَ عليه - ليسَ يصفو ودٌّ من واخيتهُ ... إِن تعرضتَ لشيءٍ في يديه يحيى الأرزوني

- وإِذا طلبت إِلى كريمٍ حاجةً ... فلقاؤهُ يكفيكَ والتسليمُ - فإِذا رآكَ مسلماً ذكر الذي ... حملتَهُ فكأنه محتومُ - ورأى عواقبَ خلفِ ذاك مذمَّةً ... للمرءِ تبقى والعظامُ رميمُ - فارجُ الكريمَ وإِن رأيتَ جفاءَهُ ... فالعتبَ منه والفاعلُ كريمُ - إِن كنتَ مضطراً وإِلا فاتخذْ ... نَفقاً كأنكَ خائنٌ مهزومُ - واتركهُ واحذرْ أن تمرَّ ببابهِ ... دهراً وعرضُكَ إِن فعلت سليمُ - وإِذا طلبتَ إِلى لئيمٍ حاجةً ... فألحَّ في رفقٍ وأنتَ مديمُ - والزمْ قِبابةَ بيته وفنائِهِ ... بأشدَّ ما لزمَ الغريبُ غريمُ أبو الأسود الدؤلي أو علي بن أبي طالب

- ما كلَّ يومٍ ينالُ المرءُ ما طَلبَا ... ولا يُسَوِّغُهُ المقدارُ ما وَهَبا - وأحزمُ الناسِ من إِن فرصَةٌ عَرَضَتْ ... لم يجعلِ السببَ الموصلَ منقضبا أبو أذينة

- لن يقضيَ الحاجاتِ إِلا درهمٌ ... عز الغنيُ ودرهمٌ لمؤملِ - يُدني لكَ الغرضَ البعيدَ بسحرِه ... ويحلُ عقدةَ كلِّ أمرٍ مشكلِ صفي الدين الحلبي

- خفِّضْ أسىً عما نآكَ طِلابهُ ... ما كلُّ شائم بارقٍ يسقاهُ البحتري

- وإِذا طلبتَ إِلى كريمٍ حاجةً ... فاصبرْ ولا تكُ للمطالِ ملولا - لا تظهرنْ شرَه الحريصِ ولا تكنْ ... عندَ الأمورِ إِذا نهضْتَ ثقيلا منصور الكرزي

-2- الحب

-2- الحب

- الحبُّ يَذْهَبُ بالفوارقِ كُلِّها ... ويجيبُ الشقراءَ والسمراءَ - ويجمِلُ الشوهاءَ حتى لا ترى ... عينُ المحبِ حبيبةً شوهاءَ الياس فرحات

- وُضع الحبُّ على الجورِ فلو ... أنصفَ المعشوقُ فيه لسمجْ - وقليلُ الحبِ صرْفاً خالصاً ... لكَ خيرٌ من كثيرٍ قد مُزجْ - ليسَ يستحسنُ في نَعْتِ الهوى ... عاشقٌ يحسنُ تأليفَ الحُججْ علية بنت المهدي

- حسبُ المحبين في الدنيا بأن لهم ... من ربهم سبباً يُدني إِلى سببِ ذو النون

- قومٌ جسومُهمُ في الأرضِ سائرةٌ ... وأن أرواحُهُمْ تختالُ في الحُجُبِ المصري

- من كان يزعمُ أن سيكتمُ حبهُ ... حتى يشككَ فيهِ فهو كذوبُ - الحبُّ أغلبُ للفؤادِ بقهرهِ ... من أنْ يُرى للسترِ فيه نصيبُ - وإِذا بدا سرُّ اللبيبِ فإِنهُ ... لم يبدُ إِلا والفتى مغلوبُ - إِني لأبغضُ عاشقاً متستراً ... لم ينهمهُ أعينٌ وقلوبُ أحمد بن يحيى

- رأيتُ الحبيبَ لا يُمَلُ حديثهُ ... ولا ينفعُ المشنوءَ أن يتوددا سُحيم

- لا تلقَ إِلا بليلٍ من تواصلُهُ ... فالشمسُ نمامةٌ والليلُ قوادٌ شاعر

- لا تطلبنَّ دنو دا ... رٍ (دار) من حبيبٍ أو معاشرْ - أبقى لأسبابِ المودَّ ... ةِ (المودة) أن تزورَ ولا تجاورْ أبو فراس الحمداني

- وأحببْ إِذا أحببْتَ حُباً مُقارباً ... فإِنكَ لا تدري متى أنتَ نازعُ - وأبغضْ إِذا أبغضْتَ بغضاً مقارباً ... فإنكَ لا تدري متى أنتَ راجعُ - وكنْ مَعْدِناً للحِلْمِ واصفَحْ عن الخنا ... فإِنكَ راءٍ ما عمِلْتَ وسامعُ أبو الأسود الدؤلي

- لا تُمَنِّي أخاكَ في مِلَّةِ الحُبِّ ... بداءٍ دَوَاؤُهُ مَفْقودُ بشار بن برد

- صحا الذي يشربُ الصهباءَ مترعةً ... وشاربُ الحُبِ أعيا أن يقالَ صَحا الشريف المرتضى

- ما العيشُ إِلا أن تحبَّ ... وأن يُحِبَّكَ من تحبهْ شاعر

- إِن اصطبارَ المحبِّ من أدبهِ ... وأن كتمانَهُ لمن أَرَبِهْ محمد الكاتب

- أمرُّ على الديارِ ديارِ ليلى ... أقبلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا - وما حبُّ الديارِ شَغَفْنَ قلبي ... ولكن حبُّ من سَكَنَ الديارا مجنون ليلى

- لئن عُمِّرَتْ بمن لا نحبُّه ... فقد عُمِّرَتْ ممن نحبُ المقابرُ أبو نواس

- أقلبُ عيني لا أرى من أحبُهُ ... وفي الدارِ ممن لا أحبُّ كثيرُ شاعر

- ظَهَرَ الهوى وتهتكتْ أستارهُ ... والحبُ خيرُ سبيلهِ إِظهارهُ السري الموصلي

- وقد زعموا أن المحبَ إِذا دَنا ... يملُ وأن النأيَ يشفي من الوجدِ - بكلٍ تداوينا فلم يُشفَ ما بنا ... على أن قربَ الدارِ خيرٌ من البعدِ - على أن قربَ الدارِ ليس بنافعٍ ... إِذا كانَ من تهواهُ ليس بذي ودِّ - فمن حُبها أحببتُ من لا يُحبني ... وصانعتُ من قد كنتُ أبعده جهدي - ألا ربما أهدى ليَ الشوقَ والجوى ... فلى النأيِ منها ذكرةٌ قلما تجْدي ابن الدمينة

- إِن المحبَّ إِذا أحبَّ حَبيبهُ ... صدقَ الصفاءَ وأنجزَ الموعدا كثير عزة

- كنْ إِذا أحبَبْتَ عبداً ... للذي تَهوى مطيعا - لن تنالَ الوصلَ حتى ... تلزم النفسَ الخضوعا أبو نواس

- لا خيرَ في الحبِ وقفاً لا تحركهُ ... عوارضُ اليأسِ أو يرتاحُهُ الطمع جميل العذري

- وقالَ أناسٌ إِن في الحبِّ ذلةً ... تنقِّصُ من قَدْرِ الفتى وتخفضُ - فقلتُ صدقتمْ غير أن أخا الهوى ... لذلِ الهوى مستعذبٌ ليس يبغضُ طلائع الآمري

- شكوتُ فقالتْ كل هذا تبرماً ... بحبي أراحَ الله قلبكَ من حبي - فلما كَتَمْتُ الحبَّ قالَتْ لشَدَّ ما ... ضرتَ وما هذا بفعلِ شَجَى القَلْبِ - فأدنو فتقصيني فأُبعد طالباً ... رضاها فتَعْتَدُّ التباعدَ من ذنبي - فشَكْوايَ تُؤْذيها وصَبْري يسوؤها ... وتجزعُ من بُعدي وتنفرُ من قربي - فيا قومي هل من حيلةٍ تعرفونها ... أشيروا بها واستوجِبوا الشكرَ من ربي ابن الأعرابي

- لا تطلبِ الحبَّ بين الناسِ تأخذهُ ... بل فاطلبِ الحب تُعطى منه ما تجدُ - أشقى البريةِ من لم يغنُهُ أحدٌ ... وليسَ من كانَ لا يُعْنَى به أحدُ عباس محمود العقاد

- وزادَهُ كَلَفاً بالحبِ أن مَنَعَتْ ... أحبُّ شيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا شاعر

- أرى الطريقَ قريباً حينَ أسلكُهُ ... إِلى الحبيبِ بعيداً حينَ أنصرفُ بن الأحنف

- والحبُّ أحلامُ الشبابِ هنيئةً ... ما أطيبَ الأيامَ والاحلاما - والحبُ نازعةُ الكريمِ تهزهُ ... فيصولُ سَيفاً أو يسيلُ غَماما - والحبُ شِعْرُ النفسِ إِن هتَفَتْ به ... سكتَ الوجودَ ولأطرقَ اسْتِعظاما - يا شدَّ ما فعلَ الغرامُ بمهجةٍ ... ذابتْ أسىً وصبابةً وهيُاما - كانت صَؤُولاً لا تُنيلُ خِطامهاً ... فغدتْ أذلَّ السائماتِ خِطاما علي الجارم

- أغَّركِ مني أنَّ حُبَّكِ قاتلي ... وأنكِ مهما تأمري القلبَ يفعلِ امرؤ القيس

- الحبُّ أوَّلُ ما يكون مجانةً ... فإِذا تحكمَ صارَ شُغْلاً شاغلا علية بنت المهد

- وليس يَصِحُّ في الأفهامِ شيءٌ ... إذا احتاجَ النهارُ إِلى دليلِ التنبي

- تحمَّلْ عظيمَ الذنبِ ممن تحُّبهُ ... وإِن كنتَ مظلوماً فقلْ أنا ظالمُ - فإِنكَ إِن لم تحملِ الذنبَ في الهوى ... يفارْقكَ من تهوى وأنفُكَ راغمُ العباس بن الأحنف

- ليس حظِّيْ من الحبائبِ إِلا ... لوعةٌ أو تأسفٌ أو غرامُ - حكَّموا البينَ والهوى فَّ لما ... عَلِموا أنني بهمْ مُسْتهامُ - أنا راضٍ فليصنعوا ما أرادوا ... كلُ صبرٍ عنهمُ عليَّ حرامُ - همْ رجائي وهم نهايةِ سولي ... وهمْ برءُ مهجتي والسلامُ ابن الكيزاتي

- وأربتهِ زمناً فعاذَ بحلمهِ ... إِن المحبَّ عن الحبيبِ حليمُ ابن الدمينة

- لمن تطبِ الدنيا إِذا لم تُردْ بها ... سرورَ مُحِبٍّ أو مساءةَ مُجْرِمِ المتنبي

- بعضَ الملامةِ إِن الحُبَّ مغلبةٌ ... للصبرِ مجلبةٌ للبَثِّ والحَزَنِ - وما يُريبكَ من إِلفٍ يُصبُّ إِلى ... إِلفٍ، ومن سكنٍ إِلى سكنِ - عينٌ مسهدةُ الأجفانِ أرَّقَها ... نأيُ الحبيبِ، وقلبٌ ناحلُ البدنِ البحتري

- الحبُ ما منعَ الكلامَ الألسنا ... وألذ شكوى عاشقٍ ما أعلنا المتنبي

- كلانا مَظْهِرٌ للناسِ بغضاً ... وكلٌ عندَ صاحبِه مَكينُ - وأسرارُ الملاحظِ ليس تَخْفَىْ ... وقد تغري بذي اللحظِ الجفونُ - وكيف يفوتُ هذا الناسَ شيءٌ ... وما في القلبِ تُظْهِرُه العيونُ البحتري

- نصيبُكَ في حياتِكَ من حبيبٍ ... نصيبُكَ في منامِك من خيالِ المتنبي

- قد جاءكَ الحبُ بي عبداً بلا ثمنٍ ... إِن خانَكَ الناسُ لم يغدرْو لم يخُنِ - ما حلَّ للحبِّ إِن الحبَّ أعدمني ... صبري وحرَّمَ أجفاني على الوَسَنِ البحتري

- إِذا وهى الحبُّ فالهجرانُ يَقْتُلُهُ ... وإِن تمكَّنَ فالهجرانُ يحْييهِ - صغيرةُ النارِ عصفُ الريحِ يطفئها ... ومعظمُ النارِ عَصْفُ الريح يذكيهِ خليل مطران

- يا بَيْتَ عاتكةِ الذي أتعزَّلُ ... حذرَ العدا وبه الفؤادُ موَّكلُ - أصبحتُ أمنحكَ الصدودَ وإِنني ... قَسَماً إِليكَ مع الصدودِ لأميلُ الأحوص

- أمرُّ مجنباً عن بيتِ ليلى ... ولم ألممْ به وبي الغليلُ - أمرُّ مُجَنِّباً وهَوَاي فيهِ ... فطرفي عنه منكسِرٌ كليلُ أعرابي

- فقد جاءَنا عن سيدِ الخلقِ أحمدٍ ... ومن كان بِراً بالعبادِ وواصلا - بأن الذي في الحُبِّ وجدهُ ... يموتُ شهيداً في الفراديسِ نازلا - وماذا كثيراً للذي ماتَ مغرماً ... سقيماً بالهوى متشاغِلا ابن الصائغ

- الحبُّ روحُ الكونِ لولاه لما ... عاشَتْ به الأحياءُ بضعَ ثواني - الحبُ ينبوعُ الحياةِ تفجرَتْ ... من راحَتَيْهِ سَعَادةُ الأكوانِ مؤيد ابراهيم أيراني

- وما الحبُ إِلا طاعةٌ وتجاوزٌ ... وإِن أكثروا أوصافَه والمعانيا - وما هو إِلا العينُ بالعين تلتقي ... وإِن نَوَّعوا أسبابَه والدواعيا أحمد شوقي

- سنةُ الآداب عشقٌ وتقىً ... فإِذا كنت أديباً فاستننْ - إِن في الحبِّ فنوناً خفيتْ ... لم تلحْ إلا لأربابِ الفطَنْ - يشحذُ الأفهامَ بالشوقِ كما ... يشحذُ المديةَ والسيفَ لسِنْ عبد الله بن وزير

- أعانقُهُ والنفسُ بعد مَشوقةٌ ... إِليه وهل بعد العِناقِ تداني؟ - وألثمُ فاهُ كي تزولَ حرارتي ... فيشتدَّ ما الأقى من الهَيَمانِ - ولم يكُ مقدارُ الذي بي من الهوى ... ليرويهُ ما تَرْتِفُ الشفتانِ - كأنَّ فؤادي ليس يشفى غليلُهُ ... سوى أن يرى الروحان يمتزجان ابن الرومي

- رأيْتُ الحبَّ بحراً مسبطراً ... تهيمُ به النفوسُ وتشتهيهِ - ولكن قد ترى فيه نفوساً ... يَعُمْنَ وأنفساً يَغْرَقْنَ فيه مسعود سماحة اللبناني

- دَعَوْتُ إِله الناسِ عشرين حجةً ... نهاراً وليلاً في الجميعِ وخاليا - بأن يبتلي ليلى بمثلِ بليَّتي ... فينصفَني منها لتعلمَ حاليِا - فلم يَسْتَجبْ لي الله فيها ولم يُفقْ ... هوايَ ولكنْ زيدَ حتى بَرانِيا ابن الدمينة

- سألتُ الأرضَ لمْ كانت مُصَلىَّ ... ولم كانَتْ لنا طُهراً وطيبا - فقالَتْ غيرَ ناطقةٍ لأني ... جَوَيْتُ لكل إِنسانٍ حَبيبا رشيق القيرواني

- فلا خيرَ في الدنيا إِذا أنتَ لم تَزُرْ ... حبيباً ولك يَطْربْ إِليكَ حبيبُ ابن الدمينة

- لا تجعلنْ بُعدَ داري ... مخسساً لنصيبي - فربِّ شَخْصٍ بعيدٍ ... إِلى الفؤادِ قريبِ - ورب شَخْصٍ قريبٍ ... إِليه غيرَ حبيبِ - ما القربُ والبعدُ إلا ... ما كانَ بين القلوبِ أحمد بن اسماعيل الخطيب

- لولا الدموعُ ويفيضهنَّ لأحرقَتْ ... أرضَ الوداعِ حرارةُ الأكبادِ شاعر

- لأيِّ حبيبٍ يَحْسُنْ الرأيُ والودُ ... وأكثرُ هذا الناسِ ليس لهم عَهْدُ؟ عنترة

- إِذا ما شِئتَ أن تَسْلى حبيباً ... فأكثرْ دونَهُ عَدَدَ الليالي - فما سَّلى خَلِيلَكَ مثلُ نأيٍ ... ولا بلَّى جديدَكَ كابتذالِ إِبراهيم بن خباب الكلبي

- وما في الأرضِ أشْقَىْ من مُحِبٍّ ... وإِن وجدَ الهوى حلوَ المذاَقِ - تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍ ... مخافةَ فرقةٍ أو لاشتياقِ - فيبكي إِن نَأوا شوقاً إِليهم ... ويبكي لإِن دَنَوا خوفَ الفراقِ - فتسخُنُ عينهُهُ عندَ التنائيْ ... وتسخنُ عينُه عند التلاقي نصيب بن رباح

- من بكى حُبَّهُ استرا ... حَ (استراح) وإِن كان مُوجعا محمد بن يزيد الأموي

- وجائزةٌ دعوى المحبةِ والهوى ... وإِن كانَ لا يَخْفى كلامُ المنافقِ المتنبي

- لولا الرجاءُ لمتُ من ألمِ الهوى ... لكنَّ قلبي بالرجاءِ موكلُ - ولقد قالَ طبيبي ... وطبيبي ذ واحتيالِ - أشكُ ما شِئتَ سوى ال ... سحبِّ (السحب) فإِني لا أبالي - سقمُ الحُبِّ رخيصٌ ... ودواءُ الحُبِّ غالِ - ولي كبدٌ تلينُ على التصابي ... وتأبى في الهوى إلا اشتعالا - وعينٌ ليسَ تألوني انسكاباً ... وقلبٌ ليس يألوني خَبالا - وقد عَلِمَ الوشاةُ ثباتَ عهدي ... إِذا عهدُ الذي أهواهُ حالا البحتري

- ومن البليةِ أن تح ... بَ (تحب) ولا يحبكَ من تحبهْ - ويصدَّ عنكَ بوجهِه ... وتلح أنتَ فلا تغبه - (أغب الزائر: جعل الزيارة كل أسبوع) الشافعي

- تَحَمَّلْ من حَبيبِكَ كل ذَنْبٍ ... وعُدَّ خطاه في وَفْقِ الصوابِ ولا تعتبْ على ذنبٍ حبيباً ... فكم هجراً تولدَ من عتابِ صفي الدين الحلبي

- ما الحبُ وهو تُهذَّبُ الدنيا به ... إِلا الوفاءُ أو الوفاءُ التوأمُ عزيز أباظة

- إِن كنتَ تأنسُ بالحبيبِ وقربهِ ... فاصبرْ على حُكْمِ الرقيبِ ودارهِ - إِن الرقيبَ إِذا صبرتَ لحكمهِ ... بَوّاكَ في مثوى الحبيبِ ودارهِ أبو الفتح البستي

- أولُ الملتقى وبدءُ الغرامِ ... وقفةٌ في حِمَى الغُصونِ بريئهْ - بينَ ساجي الظِلالِ والأنغامِ ... لحظاتٌ من الخلودِ هنئهْ عامر محمد بحيري

- صدَدْتِ فأطْوَلْتِ الصدودَ وقَّلما ... وصالٌ على طولِ الصدودِ يدومُ شاعر

- أسجناً وقيداً واشتياقاً وغُرْبَةً ... وَنأْيَ حبيبٍ إِنَّ ذا لعظيمُ شاعر

- يا باكياً فرقةَ الأحبابِ عن شَحَطٍ ... هلا بكيتَ فراقَ الرُّحِ للبدنِ - نورٌ تردَّدَ في طينٍ إِلى أجلٍ ... فانحازَ علواً وخَلىَّ الطينَ للكفنِ - يا شدَّ ما افترقا من بعدِ ما اعتنقا ... أظنها هدنةً كانتْ على دخنِ - إِن لم يكنْ في رضا الله اجتماعهما ... فيا لها صفقةً تمتْ على غبنِ ابن الطفيل

- أحببْ حبيبكَ حباً رويداً ... فقد لا يعولُك أن تَصْرِما - وأبغضْ بغيضكَ بغضاً رويداً ... إِذا أنتَ حاولتَ أن تحكما النمر بن تولب

- وأحِبُّها وتحبني ... ويحبُّ ناقتَها بعيري المنخل اليشكري

- ما كان عهدُ وصالِهالما نأتْ ... إِلا كحلمٍ طارَ حلوُ كراهُ - فتناسَ من لم ترجُ رجعةَ وُدَّه ... ووصاله، وتعزَّ عن ذكراهُ البحتري

- فالأصلُ المحبوبِ حلٌ طيبُ ... وبدنٌ تصِحُّ فيه النسبُ - وفِطْنَةٌ وخُلْقٌ وأَدَبُ ... وإِن تكنْ فضائلٌ وحَسَبُ جلَّ عن القيمةِ عند المشتري

- وإِنما التمكنُ الشبابُ ... وبعدَه الإخوانُ والأصحابُ - ومسكنٌ يُرْضَى ويُسْتطابُ ... والمالُ والجاهُ وذي أسبابُ تُذِلُّ بالتيسيرِ كلَّ عسرِ

- والأمنُ من كُلِّ مخوفِ يُتقى ... إِن النعيمَ في المخافاتِ شَقا - والدْعةُ الصحةُ وهي المرتقى ... إِلى اللذاذاتِ وأن لا تَقْلقَا ليس الطمأنينةُ مثلَ السَّفَرِ

- وأطيبُ الروائحِ المتنشقةْ ... نكهةُ من تَهْوى فتلكَ العِقة - أو شمة تحيي الليالي الممحِقة ... أو أن تَضُمَّ ولداً ضَمَّ المِقةْ والطيبُ والمسكُ ارتدى بالعنبرِ

- ولمسُ من تُحِبُّ أشهى مَلْمَسِ ... ثم عناقُ صاحبٍ مستأنسِ - وكلُ ما زادَ سرورُ الأنفسِ ... مما لمْستَ كلذيذِ الملبسِ والماءُ والهواءُ بالتَخَيُّرِ محمد الوحيدي

- حبيبُكَ من يغارُ إِذا زَلَلْتا ... ويغلظُ في الكلامِ متى أسأتا - يُسَرُّ إِذا اتصفتَ بكلِّ فَضْلٍ ... ويَحْزَنُ إِن نَقَصْتَ أو انتُقصتا - ومن لا يكترثْ بكَ لا يبالي ... أحِدْتَ عن الصوابِ أم اعْتَدَلْنا أبو عثمان بن لئون التجيبي

- يقولونَ الأحبابُ ضنكَ العيشِ وسعاً ... ولا يسعُ البغيضينِ الفضاءُ - وَعْقلُ المرءِ أحسنُ حَلْيتيهِ ... وزَيْنُ المرءِ في الدنيا الحياءُ إِبراهيم نفطويه

- كفى حَزناً أن التباعدَ بينَنا ... وقد جمعَتْنا والأحبةُ دارُ العباس بن الأحنف

- ألا ما للحبيبةِ لا تعودُ ... أبخلٌ بالحبيبةِ أم صدودُ - مَرِضْتُ فعادني قومي جميعاً ... فما لكِ لم تُرَيْ فيمن يعودُ - فقدتُ حبيبتي فبُليتُ وَجْداً ... وفَقْدِ الإلفِ يا سَكني شديدُ - وما اسبتطأتُ غيرَكِ فاعلميه ... وَحَوْلي من بني عَمِّي عَديدُ - فلو كنتَ السقيمةَ جئتُ أسعى ... إِليكِ ولم ينهني الوَعيدُ عروة العذري

- لا تغضبنَّ على قومٍ تحبُّهُمُ ... فليس منكَ عليهم ينفعُ الغضبُ - ولا تخاصمهمُ يوماً وإِن ظلمَوا ... إِن الولاة إِذا ما خُوصمو غَلبوا المؤمل المحاربي

- أساءَ فزادته الإساءةُ حُظْوَةً ... حبيبٌ على ما ما كان منه حبيبُ - يعدُّ عليَّ الواشيانِ ذنوبَه ... ومن أينَ للوجهِ الجميلِ ذُنوبُ أبو فراس الحمداني

- إِن امرأً قد جَزَّبَ الدهرَ لم يْخَفْ ... تقلبَ عَصْرَيْهِ لغيرُ لبِيبِ - فلا تيئسنَّ الدهرَ من وصلِ كاشحٍ ... ولا تأمننَّ الدهرَ صرمَ حبيبِ - وليس بعيداً كل آتٍ فواقعٌ ... ولا ماضي من مُفّرِحٍ بقريبِ - وكلُّ الذي يأتي فأنتَ نسيبُهُ ... ولست لشيءٍ قد مَضَى بنسيبِ زيادة بن زيد

- وإِذا هويتَ فلا تكُنْ متهالكاً ... في الحبِّ بل متماسكاً كي تَنْتَجي - فالحبُّ مثلُ البحرِ يأمنُ من مشى ... في شَطَّهِ ويخافُ كلُّ ملجِّجِ - فاسلكْ سبيلَ توسطٍ فيه تُصِبْ ... وإِلى التبسطِ فيه لا تستدرجِ حازم القرطاجي

- دَعْوَةُ الحُبِّ أولُ الدعواتِ ... أُعلنتْ من مآذنِ السماوا تِ - خَرَجَتْ من فَمِ الإلهِ فكانتْ ... آيةُ الخلقِ أعجبَ الآياتِ - يا لها نبرةً تولدَ عنها ... كلَّ مافي الوجودِ من حركاتِ - فتزوجْ وانعمْ ولدْ ثم زوِّجْ ... واصنعِ الخالدين والخالداتِ القروي

- أريدُ وصالَه ويريدُ هَجْري ... فاتركُ ما أريدُ لما يريدُ شاعر

- أحبُّ لحبِّها السودانَ حتى ... أُحِبُّ لحبها سودَ الكلابِ شاعر

- فإِن قليلَ الحُبِّ بالعقلِ صالحٌ ... وإِن كثيرَ الحُبِّ بالجهلِ فاسدُ المتنبي

- طافَ الهوى بينَ خلقِ الله كلهمُ ... حتى إِذا مرَّ بي من بينِهم وقَفَا - قد قلتُ لما رَأَتْتُ الموتَ ينزلُ بي ... وكادَ يهتفُ بي ناعيَّ أو هتَفَا - أموتُ شوقاً ولا ألقاكُمُ أبداً ... ياحسرتا! ثم يا شوقا ويا أسفا - إِني لأعجَبُ من قلبٍ يحبكمُ ... وما يرى منكمُ وُدّاً ولا لطفا - لولا شقاوةُ جدي ما عرفتكمُ ... إِن الشقيَّ الذي يَشْقَىْ بمن عرفا البحتري

- والحُبُّ لولا جورُه في حكمِه ... ما سَلَّمَ الأقوى لأمرِ الأضعفِ أبو عثمان الخالدي

- وفي الأحبابِ مختصٌ بوَجْدٍ ... وآخرُ يدعي معها شتراكا - إِذا اشتبكَتْ دموعٌ في خدودٍ ... تبَّنَ من بَكَى ممن تَباكا المتنبي كتب بشار بن برد إِلى قينةٍ كان يهواها:

- هل تعلمينَ وراءَ الحُبِّ منزلةً؟ ... تُدْني إِليكِ فإِن الحبَّ أقصاني فكتبت إِليه:

- نعم أقولُ وراءَ الحبِّ منزلةٌ ... حبُّ الدراهم يدني كلَّ إِنسانِ - من زادَ في النقدِ زِدْنا في مودَّتِه ... لا نبتغي الدهرَ إِلا كلَّ رُجْحانِ بشار بن برد

- قلتُ للائمٍ في الحُبِّ أفقْ ... لا تهونْ طعمَ شيءٍ لم تذقْ - يا ربِّ لا تبلُ فتىً عاشقاً ... من الذي يهوى بتفريقهِ - بودي لو يَهْوى العذولُ ويَعْشَقُ ... فيعلمَ أسبابَ الهوى كيفَ تعلقُ - فلو فَهِمَ الناسُ التلاقي وحشنهُ ... لحببَ من أجلِ التلاقي التفرقُ البحتري

- فإِني رأيتُ الحبَّ في الصدورِ والأذى ... إِذا اجتمعا لم يلبثِ الحُبُّ يذهبُ شريح

- ومن قادّهُ شوقٌ إِلى من يحبُّهُ ... فليس له قلبٌ يقرور لبُّ الحسين الموصلي

- حبيبي حبيبٌ يكتمُ الناسَ أنه ... لنا حينَ تلقانا العيونُ حبيبُ - يباعدني في الملتقى وفؤادُه ... وإِن هو أبدى لي العبادَ قريبُ - ويعرضُ عني والهوى منه مقبلٌ ... إِذا خافَ عيناً أو أشارَ رقيبُ - فتنطقُ منا أعينٌ حين نلتقي ... وتخرسُ منا ألسنٌ وقلوبُ البحتري

- هل الحبُّ إِلا زفرةٌ بعد زفرةٍ ... وحَرُّ على الأحشاءِ ليس له بَرْدُ ابن المينة

- زيدي أذلا مهجتي أزدْكِ هَوَىً ... فاجهلُ الناسِ عاشقٌ حاقدْ المتنبي

- أحبُّ اللواتي هُنَّ في رَوْنَقِ الصِّبا ... وفيهنَّ عن أزواجِهنَّ طِماحُ - مسراتُ ودٍ مظهراتٌ لضدِّهِ ... تراهُنَّ كالمرضى وهن صِحاحُ شاعر

- إِن المِحبَّ إِذا أحبَّ حبيَبه ... تلقاه يبذلُ فيه ما لا يبذلُ شاعر

-3- الحبس والسجن

-3- الحبس والسجن

- حَبَسوكَ: والطيرُ النواطقُ إِنما ... حُبِسَتْ امزيتها على الأندادِ - ما الحبسُ مهانةٍ لذوي العُلا ... لكنه كالغيلِ للآسادِ أسامة بن منقذ

- إِلى الله أشكو إِنه موضعُ الشكوى ... وفي يدهِ كشفُ المصيبةِ والبَلْوى - خَرَجْنا من الدنيا ونحنُ من أهلِها ... فلسنا من الأحباءِ فيها ولا الموتى - إِذا جاءَنا السجانُ يوماً لحاجةٍ ... عِجْبنا وقلنا جاءَ هذا من الدنيا - وتعجبُنا الرؤيا فجلَّ حديثنا ... إِذا نحنُ أصبحْنا الحديثُ عن الرؤيا - فإِن حَسُنَتْ لم تأتِ عَجْلى وأبطَأَتْ ... وإِن قَبُحَتْ لم تَحْتَبسْ وأتتْ عَجْلى شاعر

- قالو: حُسبتَ فقلْتُ ليس بضائرٍ ... حبسي وأي مهندٍ لا يُغمدُ - أو ما رأيتَ الليثَ يألفُ غيلهُ ... كبراً وأوباشُ السِّباعِ تَصْيَّدُ - والحبسُ ما لم تغشَهُ لدنيةٍ ... شنعاءَ نِعْمَ المنزلُ المتورِّدُ - بيتٌ يجدِّدُ للكريمِ كرامةً ... ويُزارُ فيه ولا يزورُ ويحفَدُ - من قالَ إِن الحبسَ بيتُ كرامةٍ ... فمكابرٌ في قولهِ متجلدُ - ما الحبسُ إلا بيت كُلِّ مهانةٍ ... ومذلةٍ ومكارهِ لا تَنْفَدُ - يكفيكَ أن الحبسَ بيتٌ لاترى ... أحداً عليه من الخلائقِ يحسَدُ علي بن الجهم أو طاهر بن عبد الله

- ما يدخلُ السجنَ إِنسانٌ فتسألُه ... ما بالُ سجنكَ إِلا قالَ مظلومُ الرياشي

- قد عُهدَ الجواهرُ بالخزنِ ... فلا تَخَفْ عاقبةَ السجنِ - يوسفُ نالَ الملكَ من بعدِه ... وعاشَ في عزٍ وفي أمْنِ صفي الين الحبي

- ما الحبسُ إِلا بيتُ كُلِّ مهانةٍ ... ومذلةٍ ومكارهٍ لا تنفدُ - إِن زارَني فيه العدوُّ فشامتٌ ... بيدي التوجعَ تارةً وَيفتِّدُ - أو زارني فيه المحبُ فموجوعٌ ... يذري الدموعَ بزفرةٍ تترددُ عاصم بن محمد الكاتب

-4- الحجاب والحاجب

-4- الحجاب والحاجب

- كم من فتى تُحمدُ أخلاقُهُ ... وتسكنُ الأحرارُ في ذمتهْ - قد كَثُّرَ الحاجبُ أعداءَه ... وسَلَّطَ الذمَّ على نعمتهْ شاعر

- فقلْ للجانِحين إِلى حجابٍ ... أتحجبُ عن صنيعِ الله نفسُ - إِذا لم يَسْتُرِ الأدبُ الغواني ... فلا يُغْنى الحريرُ ولا الدِّمَقْسُ - إِن الحجابَ سماحةٌ ويسارةٌ ... لولا وحوشٌ في الرجالِ ضَواري أحمد شوقي

- وليس حجابُ الوجهِ إِلا سخافةً (1) ... تعلمَها الإِنسانُ في ما تعلما - عقيدةُ قومٍ لم تكنْ غيرَ عادةٍ ... لقومٍ طَوَوا في الدهرِ عاداً وجُرْهُما - سرتْ سريانَ الداءِ (2) والدواءُ مُعْضِلٌ ... إِذا لم يعاجَلْ بالدواءِ تَحَكمَّا إلياس حبيب فرحات

_ [بسم الله الرحمن الرحيم (1) حجاب المرأة المسلمة امتثال لأمر من رب العالمين في سورة النور: ... وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {31} وبناء على هذه الآية وعلى السنة الشريفة، أجمع علماء المسلمون في جميع العصور أن تغطية الشعر فرض، مع خلاف بشأن الوجه. فمنهم من ذهب إلى أنه فرض، وهم مخولين لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اخطأ فله أجر. وقد جعل الله للمسلمين السعة في تقليد أي القولين. ونشكر الله تعالى الذي جعل أمتنا في غنى عن موافقة غيرنا، قال تعالى في الآية 143 من سورة البقرة: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا. وما استعمال كلمة "سخافة" إلا تبيان عن أخلاق قائلها وعدم احترامه للأديان، وذلك شأنه، ونحن نترفع عن السباب، وجوابنا قوله تعالى في سورة الإسراء: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً {84} فهذه "شاكلته" وهذه شاكلتنا، والحمد لله. (2) أما وصفه الحجاب بـ "الداء" - فإن كان من "خوفه" منه، فلا عجب، حيث سمعت أستاذنا الشيخ محمود الرنكوسي رحمه الله يقول أن الكفار، إذا ما رأوا حجابا على امراة، تقطعت قلوبهم رعبا. ولا شك أن الحجاب رمز لمحبتنا لديننا، وتمسكنا بتعاليمه، فلا عجب أن يسبب ذلك الهلع والفرق في قلوب أعدائنا. - وإن كان ادعاءً منه إرادة الخير للمسلمين، فنقول كيف يريد أعداؤنا الخير لنا؟ فذو العقل ينظر مرتين في نصيحة عدوه. ويمكن مراجعة جوابنا على من اتهم الحجاب بالتخلف، وذلك بالبحث عن الكلمات التالية في هذا الملف: "حجاب" و "المسلمين". عرفان الرباط، من مشروع "المحدث".]

-5- الحوادث والحذر

-5- الحوادث والحذر

- إِذا ما عراكم حادثٌ فتحدثوا ... فإِن حديثَ القوم ينسي المصائبا - وحيدوا عن اللذات خيفةَ غيها ... فلم تُجعل اللذاتُ إِلا نصائبا المعري

- لا يحدثُ الشيءُ من تلقائه عَرضاً ... لكل حادثةٍ لا بد من سببِ الزهاوي

- إِن الحوادثَ يخترمنَ وإِنما ... عمزُ الفتى في أهله مستودعُ - يسعى ويجمع جاهداً مستهتراً ... جداً، وليس بآكل ما يجمعُ - حتى إِذا وافى الحمام لوقته ... ولكل جنبٍ لا محالة مصرعُ - نبذوا إِليه بالسلام فلم يجبْ ... أحداً وصمَّ عن الدعاء الأسمعُ عبدة بن الطيب

- إِذا ما حذرتَ الأمرَ فاجعلْ إِزاءه ... رجوعاً إِلى ربٍ يقيك المحاذر - ولا تخشَ أمراً أنت فيه مفوضٌ ... إِلى الله غاياتٍ له ومصادرا - ولا تُنهضنْ في الأمرِ قوماً أذلةً ... إِذا قعدوا جنباً أقاموا المعاذرا - وكن للذي يقضي به الله وحدهُ ... وإِن لم توافقهُ الأمناني شاكرا - وإِني كفيلٌ بالنجاءِ من الأذى ... لمن لم يبتْ يدعو سوى الله ناصرا الشريف المرتضى

- إِذا ما حريزُ القومِ بات وماله ... من الله واقٍ فهو بادي المقاتل البحتري

- يا راقد الليل مسروراً بأوله ... إِن الحوادثَ قد يطرقن أسحارا تميم بن مقبل

- رمنا حياةً ما بها من حادثٍ ... وإِن الحياة جميعها حدثانُ جميل صدقي

- ما إِن يعينك غير عقلك وحدَه ... في موقفٍ قلت به الأعوا نُ - ازرع نباتٍ جميلاً زهرُها ... فاروض بالأشواك لا يزدانُ - واعمل لأن تبقى الحياةُ لذيذةً ... لك وليكن من بعدك الطوفانُ الزهاوي

- وما الدهرُ إِلا دولتان فدولةٌ ... عليك وأخرى نلت منها الأمانيا - فلا تكُ من ريب الحوادث آمناً ... فكم آمن للدهر لاقى الدواهيا يحيى بن زيد

- لولا الحوادثُ لم أركنْ إِلى أحدٍ ... من الأنام، ولم أخلُدْ إِلى وطنِ المعري

- يا طير لا تجزع لحادثةٍ ... كل النفوس رهائن الضر - يا طير كدرُ العيش لو تدري ... في صفوه والصفوُ في الكدر أحمد شوقي

-6- الحرب

-6- الحرب

- ولا تَلُمِ الجنديَّ يشحذُ سيفَه ... ولَمْ قادةً قد سَلَّحوا الجندَ أولا - فلو خُيرَ الجنديُّ لا سنتثمَر الثرى ... وضاغَ من السيفِ اليماني مِنْجلا مسعود سماحة

- لا يهيجُ الحروبَ إِلا فسادٌ ... في نفوسِ السواسِ والأمراءِ - طمعٌ في الفتوحِ تُسفحُ فيه ... غالياتُ الدماءِ سَفْحَ الماءِ - درهمٌ عندَ سيدِ القومِ أغلى ... من جيوشٍ يَسُوقُها للفناءِ - ما أرى هذه الجنودَ تذوقُ ال ... موتَ (الموت) إِلا لشهوةِ الأمراءِ مصطفى الغلاييني

- رَأَيْتُ الحربَ يجُنبها رجالٌ ... ويصلى حرَّها قومٌ بُرَاءُ شاعر

- ولقد تَزولُ الحربُ عن أرضٍ بها ... شَبَّتْ وتبقى فوقَها الأشلاءُ جميل صدقي

- جرتِ الدموعُ على دماءٍ قد جرتْ ... وجَرَتْ على تلكَ الدموعِ دماءُ الزهاوي

- وما كُلُّ من يغدو إِلى الحربِ فارسٌ ... ولا كُلُّ من قالَ المديحَ فصيحُ ابن الدهان

- ومن سارَتْ به للحربِ خيلٌ ... فخيرٌ من تقهقرِه الولوجُ حفني ناصف

- الحربُ بذلٌ خلاصٌ وعَقيدةٌ ... لا يُمترى في صدقِها أو تجَحدُ عدنان مردم

- من يَذُقِ الحربَ يجدْ طعمَها ... مُراً وتُنزلُه بجعجاعِ ابن الأسلت

- ومن طلبَ الفتحَُ الجليلَ فإنما ... مفاتيحُه البيضُ الخفافُ الصوارمُ المتنبي

- يا بؤسَ للحربِ التي ... وضعتْ أراهطَ فاستراحوا - إِلا الفتى الصباُ في الن ... جدا تِ (النجدات) والفرسُ الوِقاحُ - والحربُ لا يَبْقى لجا ... حِمها (لجاحمها) التخيَلُ والمراحُ سعد بن مالك

- وما تنفعُ الخيلُ الكرامُ ولا القَنا ... إِذا لم يكنْ فوقَ الكرامِ كرامُ - إِذا اعْتادَ الفتى خوضَ المنايا ... فأهونُ ما يمرُّ به الوحولُ المتنبي

- إِذا الحربُ حَلَّتْ ساحةَ القومِ أخجَتْ ... عيوبَ رجالٍ يعجبونَكَ في الأمنْ - وللحربِ أقوامٌ يحامونَ دونَها ... وكم قد ترى من ذي رَواءٍ ولا يغنيَ أوس بن حجر

- وما الحربُ إِلا ما علمتمْ وذقتمُ ... وما هوَعنها بالحديثِ المرجمِ - متى تبعثُوها تبعثوها ذميمةً ... وتضرَ إِذا ضريتموها قتضرمِ - فتَعْركُكُمْ عراكَ الرحى بثفا لِها ... وتلقحْ كِشافاً ثم تُنْتَجْ فتتئمِ - فتُنتجْ لكم غلمانَ أشُامَ كلهم ... كأحمرِ عادٍ ثم تُرْضِعْ فتفطِمِ - فتغِللْ لكمْ ما لا تغلُ لأهلِها ... قُرى بالعراقِ من قفيزٍ ودرهمِ - (المُرَجَّمْ: المظنون تبعثوها تثيروها) ، (ذَميمةً: مذمومة) ، (الثِّفال: جلد تحت الرحى يقع عليه الطحين) ، (بثفالها: أي مع ثفالها) (لقحت الناقة كشافاً: إِذا أنتَجتْ وولدت من جديد أي حملت مرتين في السنة) ، (تتئم: إِذا جاءت بتوأمين) ، (أَشْأم: بمعنى شؤم) ، (أحمر عاد: يريد به أحمر ثمود وهو عاقرُ الناقة وكان شؤماً على قومه) ، (القِفيز: المكيال) زهير بن أبي سلمى

- إِنما الحربُ لعنةُ الله في الأر ... ضِ (الأرض) وشَرٌ بمن عليها أُريدا - ذكرتتا جهنماً كلما أُلـ ... قِيَ (ألقي) فوجٌ صاحَتْ تريدُ المزيدا - أممٌ تلتقي صَباحاً على المو ... تِ (الموت) لتستقبلَ المساءَ هُمودا - شهواتٌ تدمرُ الأرضَ كي تح ... يا (تحيا) وتجتاحُ أهلَها لتسودا - قد رأينا الأسودَ تقنعُ بالقو ... تِ (بالقوت) فليتَ الرجالَ كانتْ أسودا علي الجارم

- كلُّ امرءٍ يجري إِلى ... يومِ الهياجِ بما استعَدّا - ذهب الذين أحبهم ... وبقيتُ مثلَ السيفِ فَرْدا عمر بن معد يكرب

- ومن ظنَّ ممن يلاقي الحروبَ ... بأن لا يصابَ فقد ظنَّ عَجْزا أعرابية

- إِذا لم يكن إِلا الأسنةَ مركبٌ ... فلا رأيَ للمضطرِإِلا ركوبُها الكميت

- والحربُ تركبُ رأسَها في مشهدٍ ... عدلُ السفيهِ به بألفِ حليمِ أبو تمام

- كُتبَ القتلُ والقتالُ علينا ... وعلى المحصناتِ جَرُّ الذيولِ - خلقَ الله للحربِ رجالاً ... ورجالاً لقصعٍ وثريدِ - الحربُ أولَ ما تكون فتيةٌ ... تسعى بزينتها لكلِّ جَهولِ - حتى إِذا استعرت وشبَّ ضرامُها ... عادَتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حَليلِ - الشمطاءَ جَزَّتْ رأسَها وتنكرت ... مكروهةً للثْمِ والتقبيلِ شاعر

- قالوا: هي الحربُ فصدٌ ... بهِ الشفاءُ يؤملْ - قلنا: نعم، فَصْدَ عِرْقِ ... حيٍ وإِغفاءُ دُمَّلْ عباس محمود العقاد

- بئس الوغى يجني الجنودُ حتوفُهم ... في ساحِها والفخرُ للتيجانِ - ما أقبحَ الإنسانَ يقتلُ جارهُ ... ويقولَ هذي سنة العمرانِ - لا حَقَّ إِلا ما تؤيدُه الظبى ... ما دامَ حبُ الظلمِ في الإنسانِ إِليا أبو ماضي

- ظَلَّتْ تشجعني هندٌ بتضليلِ ... وللشجاعةِ خطبٌ غيرُ مجهولِ - هاتي شجاعاً لغيرِ القتلِ مَصْرَعُه ... أو جدلِ ألافَ جبانٍ غيرِ مقتولِ - الحربُ توسعُ من يَصْلى بها حرباً ... يُثْمَ العيالِ وإِثكالَ المثاكلِ شاعر

- دعْ كلَّ أمرٍ مشكلٍ قد أظلما ... حتى تحرَّى قَصْدَهُ فتسلما - إِلا إِذا حاربْتَ فاعزمْ مفدما ... واستعملِ الجِدَّ ورأياً محكما ولذْ من الصبرِ بطودٍ وزر محمد الوحيدي

- كم يستغيثُ بنو المستضعفين وهم ... قَتلى وأسرى فما يهتزَّ إِنسانُ الرندي

-7- الحرية والاحرار

-7- الحرية والاحرار

- رأيْتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي ... ويَحْميهِ عن الغدرِ الوفاءُ - وما من شدةٍ إِلا سيأتي ... لها من بعدِ شدِتها رخاءُ أبو تمام

- حريةُ الفكرِ ما زالتْ مهددةً ... في الاجتماعِ بجمهورٍ ودَهْماءِ - وبالنواميسِ ما كانتْ مفسرةً ... إِلا لصالحِ هيئاتٍ وأَسماءِ محمد مهدي الجواهري

- وربَّ حرٍ رأى الأوطانَ صائرةً ... إِلى الدمارِ بحكمِ العسفِ والنكبِ - يقولُ قد وجبَ اليومَ النزاعُ لها ... كأنه قبلَ هذا اليوم لم يجبِ - ماذا على السلطانِ لو أجرى الذي ... تشتاقُه الأحرارُ من إِصلاحِ - تالله لو َمنَحَ الرعيةَ حَقَّها ... لقَداهُ كلُّ الشعبِ بالأرواحِ جميل الزهاوي

- كُلُّ الرجالِ إِذا لم يَخْشَعوا طمعاً ... ولم تكدرْهمُ الآمالُ أحرارُ الشريف المرتضى

- وما قَتَلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُ ... ومن لكَ بالحَّر الذي يحفظُ اليدا المتنبي

- حرٌ ومذهبُ كلِّ حرٍّ مذهبي ... ما كنتُ بالغاوي ولا المتعصِّبِ - إِني لأغضبُ للكريمِ ينوشهُ ... من دوَنه وألومُ من لم يغضَبِ - وأحبُّ كلَّ مهذبٍ ولو أنه ... خَصْمي وأرحمُ كلَّ غيرِ العقربِ - لي أن أردَّ مساءةً بمساءةٍ ... لو أنني أرضى ببرقٍ خلبِ - حسبُ المسيءِ شعورهُ ومَقالهُ ... في سِرِّه: يا ليتني لم أذنبِ إِيليا أبو ماضي

- ومن مبكياتِ الدهرِ أو مضحكاتهِ ... لدى الناس حرٌ لم يكنْ خَصْمُه حرا الرصافي

- لا ينقصُ الحرَّ ما يعدوه من جدةٍ ... ولا تحطُ كريماً قلةُ القسمِ ابن أبي حصينة

- وإِذا سَبى الفردُ المسلطُ مجلساً ... ألفيتَ أحرارَ الرجالِ عبيدا - ورأيتَ في صد رِ الندىيِّ منوماً ... في عصبة يتحركون رُقودا - وللحُرِّيةِ الحمراءِ بابٌ ... بكلِّ يدٍ مضرجةٍ يدَق أحمد شوقي

-8- الحرية والاحرار

-8- الحرية والاحرار

- فإِنكَ لن ترى طَرْداً لحرٍ ... كإِلصاقٍ به طرفَ الهوانِ - ولم تجلبْ مودةَ ذي وفاءٍ ... بمثلِ البرِّ أو لُطْفِ اللسانِ إِبراهيم بن المنذر الحزامي

- الحُرُّ يأبى أن يبيعَ ضميرَه ... بجميعِ ما في الأرضِ من أموالِ - ولكمْ ضمائرُ لو أردْتُ شراءَها ... لملكْتُ أغلاها بربعِ ريالِ - شتانَ بين مصرحٍ عن رأيهِ ... حُرٍ وبين مخادعٍ ختالِ - يرضى الدناءةَ كلُّ نذلٍ ساقطٍ ... إِن الدناءةَ شيمةُ الأَنْذالِ محمد الفراتي

- لعَمْرُكَ ما الرزيةُ فقدُ مالٍ ... ولا فرسٌ يموتُ ولا بعيرُ - ولكن الرزيةَ فقدُ حرٍ ... يموتُ لموتِهِ خَلْقٌ كثيرُ الأصمعي

- قالوا: تحرْرَ جميلٌ ... لم يعتقلْهُ اعتقادُ - يا حبذا ما ادعوهُ ... لو صَحَّ ما قد أرادوا - ما كُلُّ خفةِ عبءٍ ... حريةٌ تستفادُ - قد يفلسُ الرءُ جداً ... وفي يديه القيادُ عباس محمود العقاد

- والحُرُّ يعطيكَ عفواً من فواضِله ... قبلَ السؤالِ وسيبُ العبدِ منكودُ بشار بن برد

- إِن كنتَ تطلبُ رتبةَ الأحرارِ ... فاعمدْ لحلمٍ راجحٍ ووقارِ - واحذارِ من سفيهٍ يشينكَ وَصُمُه ... إِن التسفهَ بالمروءةِ زاري - وذرِ السفينهَ إِذا تصدى لامرئٍ ... متحلمٍ ونحاه بالأضرار أبو الفتح البستي

- قد بلوتُ الناسَ طرً ... لم أجِدْ في الناسِ حُرا - صارَ أحلى الناسٍ في العينِ ... إِذا ما ذِيقَ مرا دعبل الخزاعي

- أظن الدهرَ قد آلى فبرا ... بأن لا يكسبَ الأموالَ حرا عبد الله بن أبي

- لقد قعدَ الزمانُ بكل حرٍ ... ونقضَ من قواه المستمرا - كأن صفائحَ الأحرارِ أردتْ ... أباه فحاربَ الأحرارَ طُرا - فأصبحَ كلُّ ذي شرفٍ ركوباً ... لأعناقِ الدُجى براً وبحرا - فهتكَ جيبَ الليلِ عنه ... إِذا ما جيبُ درعِ الليلِ زرا - يراقبُ للغِنى وَجْهاً ضحوكاً ... ووَجْهاً للمنيةِ مُكْفَهِرا الشيص الخزاعي

- كلُّ بني حرةٍ مصيرُهمْ ... قلٌ وإِن أكثرتْ من العددِ - إِن يُغبطوا يُهبطوا وإِن أُمِّروا ... يوماً يصيروا للهلكِ والنكدِ

-9- الحرص

-9- الحرص

- كم من حَريصٍ على شسءٍ ليدركَهُ ... لعل إِدْراكهَه يُدني إِلى عَطَبهْ - يغدو الذي يطلَّبُ الدنيا وقد سَبَقَتْ ... إِلى مطالبهِ الأرزاقُ في طَلبِه شاعر

- قد شابَ رأسي ورأسُ الحِرْصِ لم يشِبِ ... إِن الحريصَ على الدنيا لفي تَعَبِ - مالي أراني إِذا حاولْتُ مَنْزِلةً ... فنلتُها طَمَحَتْ نفسي إِلى رُتَبِ؟ أبو العتاهية

- والحرصُ في الرزقِ والأرزا قُ قد قُسِمَتْ ... بغيٌ ألا إِن بغيَ المرءِ يصرعُه ابن رزيق أبو الفضل

- دعِ الحِرْصَ واقنعْ بالكفافِ من الغنى ... فرزقُ الفتى ما عاشَ عند معيشتهْ - وقد يُهلكُ الأنسانَ كثرةُ مالِهِ ... كما يذبحُ الطاووسُ من أجلِ ريشَتِهْ أبو الفضل عبيد الله

- أذلَّ الحرصُ أعناقَ الرجالِ ... وكل غنيٍ في العيونِ جليلُ - ذهبَ الحرصُ بأصحابِ الدلجْ ... فهمُ في غمرةٍ ذاتِ لُجج - الشيءُ محروصٌ عليه إِذا امتنعْ ... ولقلَّ من يخلو هَواه من وَلَعْ - والمرءُ متصلٌ بخيرِ صنيعهِ ... وبَشِّرهِ حتى يُلاقي ما صَنَعْ - ولربَّ مرٍ قد أفادَ حلاوةً ... ولربَّ حلْوٍ في مَغَبتِه شَتَعْ أبو العتاهية

- لا دَرَّ دَرُ الحرْصِ والطمعِ ... ومَذَلةٍ تأتيكَ من نجعِ - وإِذا انْتفَعْتَ بما ذللتَ به ... فلأنتَ حقاً غيرُ منتفعِ - ومَصَارعُ الأحياءِ كلهمُ ... في الدهرِ بين الرِّيِّ والشِّبَعِ - (النجع: طلب الكلأ) الشريف المرتضى

- تتَجانَبِ الحِرْصَ ودَعْ عنكَ الحَسَدْ ... ففيهما الذل وإِتعابُ الجَسَدْ شاعر

- مهلاً فمن دُوِن الأماني هضبةٌ ... تزدادُ بالحرصِ ارتفاعاً وزَلَقْ - لو جُلْتَ حولَ الفلكِ الدَّوارِ لم ... تزددْ فتيلاً فوقَ ما الله رَزَقْ صرَّ بعراً

- يا كثيرَ الحرصِ مشغو ... لاً (مشغولا) بدنيا ليس تَبْقى - ما رأيتُ الحِرْصَ أدنى ... من حريصٍ قطُ رِزقا - لا ولكنْ في قضاءِ الله ... أن يَعْيا ويَشْقى - تعرفُ الحقَّ ولكنْ ... لا تَرى للحَقِّ حقا محمد بن نصر المد يني

- دعِ الحرصَ في الرزقِ مهما صَعُبْ ... ولا تُكْثِرَنَّ له في الطلبْ - وثقْ بالإلهِ ولا تَيأ سَنْ ... فيتعبَكَ الحِرْصُ كُلَّ التعبْ - فربتَ رزقٍ يجييءُ الفتى ... برجلَيْهِ من حيثُ لا يحتسبْ الشريف العقيلي

- دَعِ الحرْصَ على الدنيا ... وفي العَيْشِ فلا تَطْمَعْ - ولا تَجْمَعْ من المالِ ... فلا تَدْري لمن تَجْمَعْ - لا تحرصَنْ فا لِحرْصُ ليس بزائدٍ ... في الرزقِ بل يشقي الحَريصَ ويتعبُ - ويَظَلُّ ملهوفاً يَرومُ تحيلاً ... والرزقُ ليس بحملةٍ يُسْتَجْلَبُ - كم عاجزٍ في الناسِ يُؤتى رِزْقُه ... رَغَداً ويُحْرَمُ كيسٌ ويَخِبْبُ علي بن أبي طالب

- والحِرْصُ إِن يَغْدُ شحاً باءَ صاحبُه ... بالعارِ ما طالَ به مكثٌ أو انصرافا - "مالُ الخسيسِ لإِبليسٍ" كما حكموا ... قِدْماً ومن قالَ هذا لم يَقُلْ سَخفَا - وما قصورُ الأُولى يَثْرون إِن بخلوا ... إِلا قبورٌ رَعَتْ ديدانُها الجِيَفا خليل مطران

- لا يزالُ الحريصُ يستامُهُ الحرْ ... صُ (الحرص) بنصبٍ من الشَّقاءِ بكدِّ - ثم لا يَسطيعُ أن يَتَعَدىَّ ... قَدَراً ما لحُكْمِه من مردِّ ابن ظفر الصقلي المكي

- للناسِ حِرْصٌ على الدنيا بتَدْبيرِ ... وصَفْوُها لكَ ممزوجٌ بتكديرِ - كم من ملحٍ عليها لا تساعِدُه ... وعاجزٍ نالَ دنياه بتقصيرِ - لم يُرزقوها بعقلٍ حينما رُزقوا ... لكنما رُزِقوها بالمقاديرِ - لو كانَ عن قوةٍ أو عن مُغالبةٍ ... طارَ البُزاةُ بأرزاقِ العصافيرِ - كم لُقْمَةٍ جَلَبَتْ حَتْفاً لصاحِبها ... كحبةِ القمحِ دَقَّتْ عنقَ عُصْفورِ علي بن أبي طالب

- اجهدْ لنفسِكَ إِن الحرْصَ متعبةٌ ... للقلبِ والجسمِ والإيمانُ يمنعهُ - فإِن رِزْقَكَ مقسومٌ سَتُرْزَقُهُ ... وكل خَلقٍ تراه ليس يدفَعُهُ - فإِن شككْتَ بأن الله يقسمُه ... فإِن ذلكَ بابُ الكفرِ تقرعهُ شيث بن إِبراهيم القفطي

- خَفِّضْ على عقبِ الزمانِ العقابِ ... ليس النجاحُ مع الحريصِ الدائب - تأتي المقيمِ وما سعى حاجاتُهُ ... عَدَدَ الحَصى ويَخيبُ سعيُ الطالبِ - انبلْ بنفسِكَ أن تكونَ حَريصةً ... إِن الحَريصَ إِذا يلحُ يهانُ - من يكثرُ التَّسْآلَ من إِخوانهِ ... يستثقلوه، وَحظُّه الحرمانُ بشار بن برد الأبرش

- الحرصُ عونٌ للزمانِ على الفتى ... والصبرُ نعم القرنُ للأزمانِ - لا تخضعَنَّ فإِن دهرَكَ إِن رأى ... منكَ الخُضوعَ أمدَّه بهوانِ - وإِذا رآكَ وقد قَصَد تَ لصرفِه ... بالصَّبْرِ، لاقى الصبرَ بالإِذعانِ المنتصر بن بلال الأنصاري

- يسعى الحريصُ إِلى الأمامِ بِزعمِه ... وتراهُ في التحقيقِ يمشي القهقرى - كلٌ يسيرُ إِلى مَدى غاياتهِ ... والدهرُ يعكسُه فَيرجعُ للورا للشيخ الطيب العقبي الجزائري

- والحِرْصُ ذلٌ والُخْلُ فَقْرٌ ... وآفةُ النائلِ المطالُ ابن المعتز

- عاملْ زما نَكَ إِن النقصَ شِيمتهُ ... بضِدِّ ما تبتغه منه واقتنع - اعْرِضْ عن الشيءِ إِن تَهْواه تحْظَ به ... واحْرَصْ عليه إِذا تأباه يَمْتَنِعِ - قد أقسمَ الدهرُ أيماناً مغلظةً ... أن ليس ينجحُ حِرصاً فاسعَ أوفدَعِ ابن خاتمة الاندلسي

-10- الحزم والعزم

-10- الحزم والعزم

- وما الحَزْمُ إِلا العَزْمُ في كَلِّ موطنٍ ... وما المالُ إِلا معدنُ الجود والوفرِ - وما المرءُ إِلا قَلْبُه ولسانهُ ... فإِن قَصَّرا عنه فلا خير في المرِّ البحتري

- العَجْزُ ضُرٌ وما بالحَزْمِ من ضررٍ ... وأحزمُ الحزمِ سوءُ الظنِّ بالناسِ - لا تتركِ الحزمَ في أمرٍ تُحا ذِرُه ... فإِن أمنتَ فما بالحَزْمِ من باسِ بعض أهل العلم

- قد يُعوزُ الحازمَ المحمودُ نيتَّته ... بعد الثراءِ ويثري العاجزُ الحَمِقُ كعب بن زهير

- لا يَذْهَبَنَّ بكَ الترددُ ... إِن عَزَمْتَ على عَمَلْ - ما أخطأَ العلياءَ من ... َركِبَ الشجاعةَ والأَمَلْ - وإِذا بَلَغْتَ الصعبَ فاح ... ذرَه (فاحذره) أن يؤخَركَ الوَجَلْ - خَطَرُ النزولِ أشدُّ من ... خَطَرِ الصعودِ إِلى الجَبَلْ القروي

- الحَزْمُ قبلَ العَزْمِ، فاحزِمْ واعزِمِ ... وإِذا استبانَ لكَ الصوابُ فصمِّمِ - واستعملِ الرفقَ الذي هو مكسبٌ ... ذكرالقلوبِ وجدَّ واحملْ واحلمِ - واحرسْ وسسْ واشجعْ وصلْ وامننْ وصلْ ... واعدِلْ وأنصفْ وارعَ واحفظْ وارحمِ عمرو بن يحيى

- اغْشَ الأمورَ بحزمِها ... حتى تكونَ الأحزما - واظلمْ فلستَ بمدركِ ... الوتارَ حتى تظلما الصلتان العبدي

- وإِن امرأً لم قبلَ كلامهِ ... الجوابَ فينهى نفسَهُ غيرُ - ولو لم يكنْ العزمِ إِلا تقلبٌ ... ترى النفسُ فيهِ سَعْيَها فتطيبُ حازم عبد القدوس

- وإِن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدةٍ ... فكم بلدةٍ فيها المجالُ رحيبُ - إِذا أنت لبيتَ العزيمةَ واضعاً ... لها الرجلَ في غَرْزٍ فأنت لبيبُ - أمطتكَ همتُكَ العزيمةَ فاركبِ ... لا تلقينَّ عصاكَ دونَ المطلبِ - ما بالُ النظرِ الصحيحِ تقلبتْ ... في عينهِ الدنيا ولم يتقلبِ ابن حميد س

- لا خيرَ في عَزْمٍ بغيرِ رويةٍ ... والشكُ عجزٌ، إِن أردْتَ سراحا - واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً ... ولربَّ مطمعةٍ تعودُ ذباحا الكريزي

- حوِّلْ على العزم إِن العزمَ منقطعُ ... عنه الخمولُ، وموصولٌ به الأملُ - ولربَّ محتقرٍ تركتُ جوابَهُ ... والليثُ يأنفُ عن جوابِ الثعلبِ ابن حميدس

- بالعزمِ، بالعزمِ يلقى المرءُ في عملٍ ... نجاحَهُ إِنه بالعزمِ مقتدرُ - إِن كانَ للمرءِ عزمٌ في إِرادتِه ... فلا الطبيعةُ تثنيهِ ولا القدرُ الزهاوي

- بصحةِ العزمِ يعلو كلُّ معتزمٍ ... وما جلا غمراتِ الهَمِّ كالهِمَمِ ابن أبي حصينة

- ليس عَزْماً ما قصرَ المرءُ فيه ... ليس هماً ما عاقَ عنه الظلامُ - على قدرِ أهلِ العزمِ تأتيْ العزائمُ ... وتأتيْ على قدرِ الكرامِ المكارمُ - وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها ... وتصغرُ في عينِ العظمِ العظائمُ التنبي

-11- الحسب والنسب

-11- الحسب والنسب

- عليكَ بكلِّ ذي حَسَبٍ ودينٍ ... فإِنهم همُ أهلُ الوفاءِ - وإِن خُيِّرْتَ بينهم فألصقْ ... بأهلِ العقلِ منه والحياءِ عبد الله بن مخارق

- فإِن العقلَ ليس له إِذا ما ... تفاضلتِ الفضائلُ من كفاءِ الشيباني

- لما نسبتَ فكنْتَ ابناً لغير أبٍ ... ثم امْتُحِنْتَ فلم تَرْجِعْ إِلى أد بِ المتنبي

- يَسُركَ الشيءُ قد يسوءُ وكم ... نوَّهَ يوماً بخاملٍ لقبُهْ - واستؤنفَ الظلمُ في الصديقِ فهل ... حرٌ يبيعُ الإنصافَ أو يهبُهْ - لا أحفلُ المرءَ أو تقدمُهُ ... شَتى خِصالٍ أشفها أد بُهْ - ولسْتُ أعْتَقدُّ للفتى حَسَباً ... حتى يُرى في مقالهِ حِسَبُهْ البحتري

- لو سادَ كُلُّ حقيرٍ مدعٍ نَسَباً ... سادَتْ على الأرضِ من أطرافِها النَّوَرُ الياس فرحات

- وإِذا جَهَلْتَ من امرئٍ أعراقَه ... وأُصولَه فانظرْ إِلى ما يصنعُ شاعر

- وَرِثنا المجدَ عن آباءِ صِدْقٍ ... أسأنا في ديارِهمُ الصنيعا - إِذا الحَسَبُ الرفيعُ تواكلتهُ ... بُناةُ السوءِ أوشكَ أن يَضيعا أوس بن حجر

- دَعِيُّ القومِ ينصرُ مُدَّعيه ... فيلحقه بذي النسبِ الصميمِ - وما كرمٌ ولو شَرُفَتْ جُدودٌ ... ولكنَّ التقيَّ هوَ الكريمُ نهار بن توسعة

- لسنا وإِن أحسابُنا كَرُمَتْ ... يوماً على الأَحْسابِ تتكلُ - نبنِيْ كما كانتْ أوائلُنا ... تَبْني ونفعلُ مثلَ ما فعلوا المتوكل الليثي

- أيها المفاخرُ جَهلاً بالنسبْ ... إِنما الناسُ لأمٍ ولأبْ - هل تراهمْ خُلقوا من فضةٍ ... أم حَديدٍ أم نُحا سٍ أم ذَهَبْ - بل تراهمْ خُلقوا من طينةٍ ... هل سوى لحمٍ وعظمٍ وعَصَبٍ - إِنما الفخرُ لعقلٍ ثابتٍ ... وحياءٍ وعفافٍ وأدبْ علي بن أبي طالب

- ما للفتى حَسَبٌ إِلا إِذا كَمُلَتْ ... أخلاقُه وحَوى الآدابَ والحسبا - فاطلبْ فديتُكَ عِلماً واكتسبْ أدباً ... تظفرْ يداكَ به واستعجلِ الطلبا - هل المروءةُ إِلا ما تقومُ به ... من الذمامِ وحفظِ الجارِ عَتَبا - من لم يؤدِّبْهُ دينُ المصطفى أدباً ... محضاً تحيرَ في الأحوالِ واضَّطَرَبا ينسب لعلي بن أبي طالب

-12- الحسد والحسود

-12- الحسد والحسود

- ومن السعادةِ أن تموتَ وقد مضى ... من قبلِكَ الحسادُ والأَعْداءُ - فبقاءُ من حُرمَ المرادَ فناؤه ... وفناءُ من بلغَ المرادَ بقاءُ - والناسُ مُخْتَلِفونَ في أحوالِهمْ ... وهمُ إِذا جاءَ الرى أكفاءُ الشريف المرتضى

- ولا تُدْنِ الحَسودَ فذاك عُرٌ ... مضضٌ لا يعالج بالهناءِ الشريف الرضي

- ما عابني إِلا الحسو ... دُ (الحسود) وتلكَ من إِحدى المناقبْ ابن المعتز

- وربَّ حَسودٍ يَزْدَريني بقلبِه ... إِذا رامَ نطقاً أَخْرَسَتْه المناقب الشريف المرتضى

- إِن العرانينَ تلقاها مُحَسَّدةً ... ولن ترى للئامِ الناسِ حُسَّدا شاعر

- واعذرْ حًسودَكَ فيما قد خُصِصْتَ به ... إِن العُلا حَسَنٌ في مثلِهالحَسَدُ أبو تمام

- لابدَّ للروحِ أن تَنْأَىْ عن الجسدِ ... فلا تخيِّمْ على الأضغانِ والحَسَدِ المعري

- ولن تستبينَ الدهرَ موضعَ نعمة ... إِذا أنتَ لم تدللْ عليها بحاسدِ البحتري

- ما ضرني حَسَدُ اللئامِ ولم يزلْ ... ذو الفضلِ يحسُدُه ذوو التقصيرِ شاعر

- الملكُ لله، لا تنفكُّ في تعبٍ ... حتى تزا يَلُ أرواحٌ وأجسادُ - ولا يُرى حيوانٌ، لا يكونُ له ... فوقَ البَسيطةِ أعداءٌ وحسادُ العري

- وكيفَ لا يُحْسَدُ امرؤٌ عَلَمٌ ... له على كلِّ هامةٍ قَدَمُ - ماذا لَقيتُ من الدنيا؟، وأعجُبهُ ... أني بما أنا شاكٍ منه مَحْسودُ المتنبي

- إِياكَ أن تطمعَ في حاسدٍ ... في كلِ ما بيديهِ من ودِّه - فإِنه ينقُضُ في سرعةٍ ... جميعَ ما يبرمُ من عِقدهِ - عِشْنا بأنعمِ عيشٍ ... إِلفينِ كالغُصْنينِ - فلم يزلْ عجبُ عيني ... بألفةِ الإِلفينِ - حتى رَماني بسهمِ ال ... منونِ (المنون) عن قوسينِ - أليسَ من شُؤْمِ بختي ... أصبتُ نفسِي بعيني البحتري

- سوى وجعِ الحسادِ داوِ فإِنه ... إِذا حَلَّ في قلبٍ فليسَ يزولُ - ولا تطمعنْ من حاسدٍ في مودةٍ ... وإِن كنتَ تبديها له وتنيلُ المتنبي

- ومن يكنْ كبيرِ النعمهْ ... فقالَ إِن الدرَجاتِ قِسْمَةْ - كم نعمةٍ قد أتبعتْ بنقْمْهْ ... فهو حَسودٌ فتنجبْ كِلمهْ من جنسِها عند ثريٍ مؤسرِ

- لا تحسدنْ فهو بابُ الغَمِّ ... راكبُه مرتبكٌ في الإِثمِ - لم يرضَ من خالِقه في القسمِ ... وأصلُهُ الكبرُ وسوءُ الوهمِ صاحبهُ في عسرٍ وسعرِ محمد الوحيدي

- واصْبرْ على الحُسادِ صَبْرَ مُدَبرٍ ... قد أظهرَ الإِقبالَ في الإِدبارِ - كم نالَ بالتدبيرِ من هو صابرٌ ... ما لم يَنَلْهُ بعسكرٍ جَرارِ عمر بن الوردي

- لا تغتررْ بحاسدٍ ذي مَلَقٍ ... يبدي خلافَ ما به من حنقِ - إِذا سَمِعْتَ نعمةً من حاسدٍ ... فكن كمن ليسَ له بشاهدِ - غُمَّ عليه أمرُ ما تُحاولُ ... واخفِ عنه علمَ ما تزاولُ - كيما تكون من أذاه سالما ... إِن الحسودَ ليس عنكَ نائما - أرى الحسودَ الدهرَ في بلاءِ ... ما دامَ من يَحْسُدُ في رخاءِ - وحاسدُ النِّعمةِ لا يرضيهِ ... إِلا زوالُها ولو تعنبهِ - فإِن رأى فيكَ سروراً بُهتا ... وزلةٍ إِن تبدُ منكَ شمِتا السابوري

- وقد أنسى الإساءةَ من حَسودٍ ... ولا أنسى الصنيعةَ والفِعالا أحمد شوقي

- إِن شِئْتَ قتلَ الحاسدين تَعمداً ... من غير ما ديةٍ عليكَ ولا قَودْ - وبغيرِ سمٍ قاتلٍ وصوارمٍ ... وعقابِ ربٍ ليس يغفلُ عن أحدْ - عَظمْ تجاهَ عيونِهم مَحْوَدهم ... فتراهمُ موتى النفوسِ مع الجَسَدْ - ذَوْبُ المعادنِ بالظى لكنما ... ذَوْبُ الحسودِ بحَرِّ نيرانِ الحسدْ - ما زالَ إِن حياً وإِن ميتاً ضنىً ... مُتَعذَّ باً فيه إِلى أَبد الأبدْ شاعر

- أعطيتُ كلَّ الناسِ من نفسي الرضا ... إِلا الحسودَ فإِنه أعياني - ما إِن لي ذَنْباً إِليه عَلْمته ... إِلا تظاهرَ نِعْمةِ الرحمنِ - وأبى فما يُرضِيههِ إِلا ذلتي ... وذهابُ أمواليْ وقطعُ لساني محمود الوراق

- وذي عيوبٍ بغى عَيْبي فأعوزَه ... فظلَّ يَحْسُدُني للعلمِ والأدبِ - نَزَّهْتُ نفسي عنه غيرَ مكترثٍ ... بفعلهِ فأتى بالزورِ والكذبِ هبة الله بن عمران

- إِني حُسدتُ فزادَ الله في حسدي ... لا عاشَ من عاشَ يوماً غيرَ محسودِ - ما يحسدُ المرءُ إِلا من فضائلهِ ... بالعلمِ والظرفِ أو بالبأسِ والجودِ دعبل الخزاعي

- ليس للحاسدِ إِلا ما حسدْ ... وله البغضاءُ من كلِّ أحدْ - وأرى الوحةَ خيراً للفتى ... من جليسِ السوءِ فانهضْ إِن قعدْ عبد العزيز الأبرش

- إِذا صغَّرَ اسماً حاسدوكَ فلا ترعْ ... لذلكَ والدنيا بسعدِك تغفرُ - فإِن الثريا واللجينَ وحسبنا ... بها وسُهيلاً كلهنَّ مصفرُ المعري

- وذي حَسَدٍ يَغْتابني حين لا يرى ... مكاني ويثني صالحاً حينَ أَسْعُ - تورعْتُ أن أغتابه من ورائِه ... وما هو إِن يغتابني متورِّعُ - ويضحكُ في وجهي إِذا ما لقيتُهُ ... ويهمزني بالغيبِ سِراً ويلسعُ - ملأتُ الأرضَ حتى كأنما ... يضيقُ عليه رحبُها حين أطلعُ دعبل الخزاعي

- وذرِ الحسودَ ولو صفا لكَ مرةً ... أبعدْه عن رُؤْياكَ لا يُستجلبُ علي

- بكى لي حاسدي ميتاً وأدري ... بضحكِ فؤادهِ بين الضلوعِ - وأكذبُ ما يكونُ الحزنُ يوماً ... إِذا كان البكاءُ بلا دموعِ عرقلة الكلبي

- اصبرْ على كيدِ الحسو ... دِ (الحسود) فإِن صَبْركَ قاتلهْ - فالنارُ تأكلُ بعضَها ... إِن لم تَجِدْ ما تأكلُهْ ابن المعتز

- حَسَدوا الفتى إِذا لم ينالوا سَعْيَه ... فالقومُ أعداءٌ له وخُصومُ - كضرائرِ الحسناءِ قلن لوجهِها ... حَسَداً وبُغْضاً إِنه لدَميمُ - وكذاكَ من عظمتْ عليهِ نعمةٌ ... حسادُه سيفٌ عليه صرومُ - وترى اللبيبَ محسداً لم يجترمْ ... شتمَ الرجالِ وعرضُهُ مشتومُ أبو الأسود الدؤلي

- وَنْيربٍ من موالي الوءِ ذي حسدٍ ... يقتاتُ لحمي ولا يشفيهِ من قرمِ - داوَيْتُ صدراً طويلاً غمره حقداً ... منه وقلَّمت أظفاراً بلا جَلَمِ - بالحزمِ والخيرِ أسديه وألحمهُ ... تقوىْ الإلهِ وما لم يرعَ من رَحمي - فأصبحَتْ قوسُهُ دوني موترةً ... يرمي عدوي جهاراً غير مُكْتتِمِ - إِن من الحلمِ ذلاً أنتَ عارفُة ... والحِلْمُ عن قُدْرةٍ فضلٌ من الكرامِ سالم بن وابصة

- لا تَحْسُدَنَّ صديقاً ... على تزايدِ نعمه - فإِن ذالكَ عندي ... سقوطُ نَفْسٍ وهمَّة ابن وكيع التنيسي

- فلا تحسدِ الكلبَ أكْلَ العظامِ ... فعندَ الخراءةِ ما تَرْحَمُهْ - تَراهُ وشيكاً تَشّكَّى أسُتهُ ... كلوماً جناها عليه فمُهْ - إِذا ما أهانَ امؤٌ نفسَهُ ... فلا أكرمَ الله من يكرمُهْ دعبل الخزاعي

- عينُ الحسودِ عليكَ الدهرَ حارسهٌ ... تبديْ مساويكَ والإِحسانَ يخفيها - فاحذرْ حراستها واحذرْ تكشفَها ... وكنْ على قدْرِ ما توليكَ تُوليها ابن بلال الأنصاري

- لا تحسدَنَّ على نُعْماهُ ذا نِعَمٍ ... إِن الحسودَ على التقدير غضبانُ رجاء الانصاري

- إِن تذمَّ الحسودَ ذمكَ جهراً ... أو تَنَلْ منه نالَ منكَ وعيَّا - فإِذا ما سَمَوْتَهُ بكمالٍ ... نلتَ منه ولم يَنَلْ منكَ شيَّا ابن خاتمة الأندلسي

-13- الحسناء والغانية

-13- الحسناء والغانية

- لو قَسَّمَ الله جزءاً من محاسِنهِ ... في الناسِ طراً لَتَّم الحُسْنُ في الناسِ ابن الأحنف

- الغانياتُ عهودُهنَّ ... إِلى انصرامٍ وانقضابِ - من شابَ شِبْنَ له المود ... ةَ (المودة) بالخديعةِ والكذا بِ - فانعمْ بهنَّ وزندُ سنِّسكَ ... في الشبيبةِ غيرُ خابي - ما د متَ في ورقِ الصِّبا ... وغصونَه الخضرِ الرطابِ - فافخرْ بأيامِ الصِّبا ... واخلعْ عذاركَ في التصابي - واعْطِ الشبابَ نَصيبَهُ ... ما دمتَ تعذرُ بالشبا بِ هارون بن علي المنجم

- أَمُدُّ كفي لأخذِ الكأسِ من رشأٍ ... وحاجتي كُلُّها في حاملِ الكأسِ - ببَرْدِ أنفسهِ أشفي الغليلَ إِذا ... دَنا فَقَرَّبها من حَرِّ أنفا سِي البحتري

- ألا إِن وجهاً حَسنَ الله خَلْقهُ ... لأجدرُ أن يلفى به الحُسْنُ جامعا - وأكرمُ هذا الجُرْمُ عن أن ينالَهُ ... تَوَرُّكُ فَحْلٍ هَمَّهُ أن يجامعا أم حكيم من الخوارج شاور رجل حكيماً في التزوج فقال له: افعل وإِياكَ والجمالَ الفائقْ فإِنه مرعى أنيق ثم قال:

- ولن تُصادفَ مَرْعىً مَمْرِعاً أبداً ... إِلا وَجَدْتَ به آثارَمُنْتَجِعِ شاعر

- خَدعوها بقولهم حَسْناءُ ... والغواني يغرَّهُنَّ الثناءُ - نَظْرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ ... فكلامٌ فموعدٌ فلِقاءُ - ففراقٌ يكونُ فيه دواءٌ ... أو فِراقٌ يكون منه الداءُ أحمد شوقي

- وكُلُّ مكانٍ فيه للحسنِ مرتعٌ ... وللطرفِ ملهىً فيه للحبِّ ملعبُ الياس فرحات

- طحا بكَ قلبٌ في الحِسانِ طروبُ ... بُعيدُ الشبابَ، عصرَ حانَ مَشيبُ - يكلفني ليلى، وقد شَطَّ وليُها ... وعادَتْ عوادٍ بينننا وخُطوبُ - مُنَعَّمةٌ ما يُسْتطاعُ طِلابُها ... على نأيها، من أن تُزارَ رقيبُ - إِذا غابَ عنها البَعْلُ لم تفشِ سرَّهُ ... وترضيْ إِيابَ البعلِ حينَ يَؤوبُ علقمة بن عبدة

- حُسْنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ ... وفي البداوةِ حُسْنٌ غيرُ مجلوبِ التنبي

- ثِنْتانِ لا أدنو لوصلِهما ... عِسُ الخَليلِ وجارةُ الجنبِ - أما الخليلُ فلستُ فاجِعهُ ... والجارُ أوصاني به َربي الأحوص الأنصاري

- وما بكتِ النساءُ على قتيلٍ ... بأشْرفَ من قتيلِ الغانياتِ جميل بثينة

- أَقَلُّ الذي تجنيْ الغواني تبرجٌ ... يُرى العينَ منها حليَها وخِضابها - فإِن أنت عاشرْتَ الكعابَ فدارِها ... وحاولْ رِضاها واحذرنَّ غِضابها - فكم بكرتْ تسقيْ الأمرَّ العُجابا ... من الغارِ، إِذا تسقيْ الخليلَ رضابها المعري

- لَقيْتُ جمعَ العذارى الحِسانِ ... عَناءٌ شديدٌ إِذا المرءُ شابا - يُرضْنَ بكلِّ عصا رائضٍ ... ويصبحْنَ كلَّ غداةٍ صعاباً - عَلامَ يكحلْنَ نُجْلَ العُيُونِ ... ويحدثنَ بعدَ الخضابِ الخضابا - ويُبرقْنَ؟ إِلا لما تَعْلِمون ... فلا تَرِموا الغانياتِ الضِّرابا - إِذا لم يُخالطَنَ كُلَّ الخِلا ... طِ (الخلاط) أصبحْنَ مُخْر نظماتٍ غِضابا - يُميتُ العِتابَ خِلاطُ النساءِ ... ويُحْيي اجتنابُ الخلاطِ العتابا أيمن بن خريم

- أحْسِنْ جِواراً للفتاةِ وعُدَّهاَ ... أخْتَ السماكِ على دُنُّوَّ الدارِ - كتجاورِ العينِ لن تَتلاقيا ... وحجازُ بينها قصيرُ جِدارِ المعري

- فلا تَحْسَبَنْ هنداً لها الغَدْرُ وحدَها ... سجيةةُ نفسٍ، كلُّ غانيةٍ هندُ أبو تمام الطائي

- ولتحلَ عرسُكَ بالتقى فنظامهُ ... أسنى لها من لؤلؤٍ وزَبَرْجَدِ - كلٌ يسبحُ فافهمِ التقديسَ في ... صوتِ الغرابِ وفي صياحِ الجُدْجُدِ - وانزلْ بعرضِكَ في أعزِّ محلةٍ ... فاغورُ ليس بموطنٍ للمنجدِ المعري

- فلا تغرْنكَ قَيْنَةٌ أبداً ... ودَعْ وصالَ القيانِ في النارِ - فليس في الغدرِ عندهنَّ إِذا ... هَوينَ أو شئنَ ذاكَ من عارِ عمرو بن أحمد الباهلي

- إِذا زينَ الحسناءَ عِقْدٌ بجيدِها ... فأحْسَنُ منه زينةً موضعُ العقدِ ابن الخياط

- إِذا أخو الحُسْنِ أضحى فعلهُ سَمِجاً ... رأيتَ صورتَه من أقبحِ الصُّورِ - وهبكَ كالشمسِ في حُسْنٍ ألم تَرنا ... نفرَُّ منها إِذا مالتْ إِلى الضَّرر؟ ابراهيم بن لنك

- عَروسُ أفعى فهبْ قربَها ... وخفْ من سليلَككَ فهو الخَشَنْ - قِراُنكَ ما بين النساءِ أذيةٌ ... لهن، فلا تحملْ أذاةَ الحرائرِ - وإِن كنتَ غراً بالزمانِ وأهلِه ... فتكفيكَ إِحدى الآنساتِ الغرائرِ المعري

- وأرَى الغَواني لا يدومُ وِصالُها ... أبداً، على عُسْرٍ، ولا لمياسرِ - وإِذا خليلُكَ لم يدمْ لكَ وَصْلُه ... فاقطعْ لبانته بحرفٍ ضامرِ ثعلبة بن صعير

- يعافُ وصالَ ذاتِ البذلِ قلبي ... وأتبعُ المنعةَ النوارا سليلك بن السلكة

- ذُلَّ الذي في يدِ الحسناءِ مهجتُه ... ومن له في ذرواتِ الخِدْرِ أوطارُ - وعزَّ من لاهوىً منه وكان له ... عنه مدى الدهر إِقصاءٌ وإِقصارُ - والخيرُ كلفةُ هذا الخلقِ كلهمُ ... والناسُ بالطبعِ والأخلاقِ أشرارُ الشريف المرتضى

- إِذا شِئْتَ يوماً أن تقارنَ حُرةً ... من الناسِ، فاخترْ قومَها ونِجا رَها - فمن من تُعطى الباحَ عشيرَها ... ومنهن من تنبي بخسرٍ تجارها - قلبَ الزمانُ، فربَ خودٍ تبتغيْ ... زوجاً، وتبذلُ غالياً من مهرِه - فاضرِبْ يتيمكَ طالباً تأديبَه ... ماعدَّ ذلكَ راشدٌ من قهرِهِ المعري

- إِني وإِياكِ كالصادي رَأى نَهَلاً ... ودونَه هوةٌ يَخْشى بها التَّلَفا - رأى بعينيهِ ماءً عَزَّ مَوْرِدُه ... وليس يَمْلِكُ دونَ الماءِ مُنْصَرفَا شاعر

- وعائبٍ للسمرِ من جهلِه ... مفضلٍ للبيضِ ذي مَحْكِ - قولوا له عني: أما تَسْتحيْ ... من يجعلُ الكافورَ كالمسكِ؟ علي بن الجهم

- وما الفقرُ أرزى عندهن بوصلِنا ... ولكنْ جَرَتْ أخلاقهنَّ على البخلِ ذو الرمة

- صَدَّتْ وكم تَصَدَّتْ للوصالِ وما ... يُرجى انعطافٌ لمن قد صَدَّعن مللِ علي بن عرام

- وليس الغواني للجفاءِ ولا الذي ... له عن تقاضي دينهنَّ هُمومُ - ولكنما يستنجزُ الوعدَ تابعٌ ... مناهنَّ، حلافٌ لهن أثيمُ - وما جُعِلتْ ألبابُهنَّ لذي الغِنى ... فييأسَ من ألبابِهنَّ عديمُ المرار الفقعسي

- جننا بليلى وهيَ جُنتْ بغيرِنا ... وأخرى بنا مجنونةٌ لا نريدُها شاعر

- لا تأمنِ الأنثى زمانَك كلَّه ... يوماً ولو حلفَتْ يميناً تكذبُ - تغري بطيبِ حد يثِها وكلامِها ... وإِذا سَطَتْ فهي الثقيلُ الأشطبُ - وتوقَّ من غدرِ النساءِ خيانةً ... فجميعُهن مكائدٌ لكَ تنصبُ علي بن أبي طالب

- لا تعدمُ الحَسناءُ من يَعيبُها ... وقد يصيرُ شانئاً حبيُبها الشيخ السابوري

- أطعْتُ العِرْسَ في الشهواتِ حتى ... أعادَتْني عسيفاً عبدَ عبدِ - إِذا ماجئتُها قد بعثُ عِذقاً ... تعانقُ أوتقبِّلُ أو تُفَدِّي ابن الدمينة

- بيضاءُ تبدو في الظلامِ فيكتسي ... نوراً وتبدو في النهارِ فيظلمُ أبو تمام الطائي

- لا تغتَرِرْ بنحولِ خصْرٍ أهيفِ ... فالموتُ في حَدَّ الحسامِ المرهفِ - وتوقَّ فتكهَ ناظرٍ ممرضٍ ... يسطو سُطا متغشرمٍ متعجرفِ أسامة بن منقذ

- لا تولِّ الأظعانَ عَيناً فما تر ... جعُ (ترجع) إِلا بناظرٍ مطروفِ - ودعِ المَرَّ بالديارِ فما يُجْد ... ي (يجدي) على واقفٍ ولا موقوفِ الشريف المرتضى

- أيا رُبَّ وجهٍ في الترابِ عتيقِ ... ويا ربَّ حُسْنٍ في الترابِ رقيقِ - وياربَّ حزمٍ في الترابِ ونجدةٍ ... ويا ربَّ رأىٍ في الترابِ وثيقِ - أرى كُلَّ حيٍّ هالكاً وابنُ هالكٍ ... وذا نسبٍ في الهالكينَ عريقِ - فقلْ لقريبِ الدارِ: إِنكَ ظاعنٌ ... إِلى منزلٍ نائي المحلِّ سحيقِ أبو نواس

- رويدَكَ لا تُضْحِكْ ثناياك صبوةٌ ... سكرتَ بها فالسكرُ داعيةُ الهلكِ - فإِن تضحكِ اليومَ اغتراراً بما ترى ... ندمتَ ستلقى بعد ذلكَ ما يُبْكيْ مصطفى الغلاييني

- قد جاءَ في الأمثالِ قولٌ سائرٌ ... لمذهبٍ وزنَ الكلامَ وقوَّما - لا خيرً في رجلٍ يجالسِ عِرْسَهُ ... وبيعُ قرطيها إِذا ما أعدما الطرماح

- يا ضعيفَ الجفونِ أضعفتَ قلباً ... كان قبلَ الهوى قوياًمليا - لا تحاربْ بناظريكَ فؤادي ... فَضعيفانِ يغابانِ قويّا صفي الدين الحلبي

- وفتاةِ خِدْرٍ ليس ير ... نو (يرنو) نحوَها طرفٌ لناظرْ - لو أبصرَ الناسُ الجمالَ ... بها لقالوا سِحْرُ ساحرْ - سبحانَ من خلقَ العيونَ ... وشقَّ هاتيكَ المحَاجرْ - عاشَتْ ممنعةً بسيفِ الأ ... هلِ (الأهل) في ظَلِّ العشائرْ - حتى إِذا عَبَثَ الزما ... نُ (الزمان) بقومِها الغُرِّ الأكابرْ - ومضى بهمْ صرفُ الليا ... لي (الليالي) تاركاً أختَ الجآذرْ - برزَتْ محطمةَ الفؤادِ ... كسييرةً والوجهُ سافرْ - والدهرُ أقسى ما تبدَّ ... ي (تبدي) لا طمعاً خَدَّ الحرائرْ هاشم الرفاعي

- عُلقتُها عرضاً وعُلِّقَتْ رجلاً ... غيري وعُلقَ أخرى غيرَها الرجلُ - وعلقتهُ فتاةٌ ما يحاولُها ... من أهلِها ميت يهذي بها وَهِلُ - وعلقتني أخيرى ما تلأئمني ... فاجتمعَ الحبُ حُباً كله تَبِلُ - فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبهِ ... ناءٍ ودانٍ ومَحْبولٌ ومحتبلُ - (الوَهِ: الذي ذهب عقلُه) ، (التَّبِل: الفاقد للتفكير) ، (المحبول والمحتبل: المأخوذ في الحبل) الأعشى ميمون

- فيا دارها بالحزْنِ إِن مزارَها ... قريبٌ ولكن دونَ ذلكَ أهوالُ المعري

- ومن خَبِرَ الغواني فالغوانيْ ... ضياءٌ في بواطنِه ظلامُ المتنبي

- وإِذا الفتى كرهَ الغواني واتقى ... مَرَضاً يعودُ وضره ما يطعمُ - فقدٍ انطوتْ عنه الحياةُ وكذابٌ ... من قالَ عنه: يبيتُ وهو منعمُ - ركبَ الزمانَ إِلى الحِمامِ برغمهِ ... ورأى المنيةَ ليس فيها مرغمُ - غيرُ مستحسنٍ وصالُ الغواني ... بعد ستين حجة وثمانِ المعري

- لا شيءَ أقبحُ من فَحْلٍ له ذكرٌ ... تقودُهُ أمة ليستْ لها رَحِمُ المتنبي

- ما للحسانِ مسيئاتٍ بنا، ولنا ... إِلى المسيئاتٍ طولَ الدهرِ تحنانُ - فإِن يَبُحْنَ بعهدٍ قلنَ ... معذرةً إِنا نسِينا وفي السنوانِ نسيانُ ابن الرومي

-14- الحسن والمحاسن

-14- الحسن والمحاسن

- وما الحُينُ في وجهِ الفتى شَرفاً له ... إِذا لم يكنْ في فِعْلِه والخَلائقِ المتنبي

- فديتُكَ يا أتمَّ الناسِ ظَرْفاً ... وأصلَحَهُمْ لمتخذٍ حَبيبا - فوجهُكَ نُزْهَةُ الأبصارِ حُسْناً ... وصوُتكَ متعةُ الأسماعِ طيبا - وسائلةٍ تسائلُ عنكَ قلنا ... لها في وصفِكَ العجبَ العَجيبا - رَنا ظبيْاً وغَنَّى عندليباً ... ولاحَ شقائقاً ومَشَى قضيبا الثعالبي

- لا خَيْرَ في أوجهٍ صِباحٍ ... تسفرُ عن أنفسٍ قباحِ - كالجُرْحِ يُبْنى على فَسادٍ ... بظاهرٍ ظاهرِ الصَّلاحِ - فقُلْ لمن مالُه مصونٌ ... أُصِيْتَ في عِرْضِكَ المباحِ القاسم الواسطي

- لا تغتررْ بهوى الملاحِ فربما ... ظهرتْ خلائقُ للملاحِ قباحِ - وكذا السيوفُ يرون حِسنَ صِقالها ... وبَحدِّها تتخطف الأرواحُ محمد بن بشران

- وما الحَلْيُ إِلا زينةٌ لنقيصةٍ ... يتم من حسنِ إِذا الحُسْنُ قصرا - فأما إِذا كان الجَمالُ موفوراً ... لحسنك لم يحتجْ إِلى أن يزورا شاعر

- ما لمن تَمَّتْ محاسنُهُ ... أن يُعادي طَرْفَ من نَظرا - لكَ أن تُبْدي لنا حُسْناً ... ولنا أن نعمِلَ البصرا الحسن بن وهب

- أَراهنَّ لا يُحْببْنَ من قَلَّ مالُه ... ولا من رأينَ الشَيْبَ فيه وقوَّسا امرؤ القيس

- وإِذا الجنازةُ والعروسُ تلاقيا ... ورأيتَ دمعَ نوائحٍ يترقرقُ - سَكَتَ الذي تبعَ العروسَ مبهتاً ... ورأيتَ من تبعَ الجنازةَ ينطقُ صالح عبد القدوس

- لا تسترحنَّ الطرفَ في بَقَرِالمها ... فمصارعُ الآجالِ في الآجالِ - كم نظرةٍ أردتْ وما أخذَتْ يد ال ... مصمي (المصمي) لمن قتلتْ أداةً قتالِ - (الآجال الثانية: بقرالوحش) ، (والآجلِ الأولى: الموت) ، (المصمى: المصيب) شميم الحلي

- احذرْ محاسنَ أوجهٍ فقدَتْ محا ... سنَ (محاسن) نفسِها ولو وأنها أقمارُ محمد الجذامي

- سرجٌ تلوحُ إِذا نظرتَ وإِنها ... نورٌ يضيءُ وإِن مَسَسْتَ فنارُ القيرواني

- رُب سوداءَ وهي بيضاءُ فِعْلٍ ... حسدَ المسكَ عندها الكافورُ - مثل حَبِّ العيونِ يحسبهُ النا ... س (الناس) سواداً وإِنما هو نُورُ إبراهيم بن المهدي

- على وَجْهِ ميٍ مسحةً من ملامحةٍ ... وتحتَ الثيابِ الشينُ لو كان باديا - ألم ترَ أن الماءَ يخبثُ طعمُهُ ... وإِن كانَ لونُ الماءِ أبيضَ صافيا ذو الرمة

- كلُّ حسنٍ مآلُه لزوالٍ ... ما استطالَتْ على الثرى أسبابهُ عدنان مردم بك

- إِن صَحَّتِ النسبةُ تمَّ الحُسْنُ ... عند الذي قد صَحَّ منه الذهنُ - لذاكَ في نقدِ الخطوطِ غبنُ ... ما سرَّ منها فبه يُضَنُّ ورؤيةُ النقشِ وروضُ النهرِ

-15- الحظ والجد

-15- الحظ والجَد

- فلو كانتِ الدنيا تُنالُ بفطنةٍ ... وفضلٍ وعقلٍ نِلْتُ أعلى المراتبِ - ولكنما الأرزاقُ حَظٌّ وقِسْمَةٌ ... بفضلِ مليكٍ لا بحيلةِ طالبِ علي بن أبي طالب

- إِن كان حظُّ الناسِ أعمى فإِن لي ... على الغيبِ حظاً لا يزالُ بصيرا - يظلُّ يُحاشي كلَّ خيرٍ كأنه ... يحاذرُ فخاً أو يردُّ مغيرا عباس محمود العقاد

- وقد بانَ أنَّ النحسَ ليس بغافلٍ، ... له عملٌ في أنجمِ الفُهَماءِ - ومن كانَ ذا جُودٍ وليس بمكثرٍ ... فليس بمَحْسوبٍ من الكُرَماءِ المعري

- إِن المقاسمَ أرزاقٌ مقدَّرةٌ ... بين العبادِ فَحَرْومٌ ومُدَّخرُ - فما رزقتَ فإِن الله جالبُهُ ... وما حُرِمْتَ فما يَجْري به القدرُ - فاصْبِرْ على حَدَثانِ الدهرِ مُنْقِبضا ... عن الدناءةِ إِن الحُرَّ يصطبرُ - ولا تَبيتَنَّ ذا هَمٍ تعالجُهُ ... كأنه النارُ في الأَحْشاءِ تستعرُ - فالهمُّ فَضْلٌ وطولُ العَيْشِ منقطعٌ ... والرزاقُ آتٍ وروحُ الله منُتْظِرُ شاعر

- إِذا أَقْبَلَ الإِنسانُ في الدهرِ صدقتْ ... أحاديثُه، عن نفسِه، وهو كاذبُ المعري

- ألا ربَّ باغٍ حاجةً لا ينا لُها ... وآخرُ قد تُقْضى له وهو آيِسُ - يحاولُها هذا، وتُقْضَى لغيره ... وتأتي الذي تُقْضى له وهو جالسُ علي محمد البسامي

- من عاشَ وهو مِضْياعٌ لفرصتِه ... قاسى الأسى وأدمى كفَّه الندمُ شاعر

- ما أحسنَ الجَدَّ إِذا نالَهُ ... صاحبُهُ بالجِدِّ لا بالمزاحِ ابن أبي حصينة

- إِذا شئتَ حازَ الحظَّ دونَكَ واهنٌ ... ونازعَكَ الأقسامَ عبدٌ مجدَّعُ - ولربما عَثَرَ الجَوَادُ وشَأْؤُهُ ... متقدمٌ، ونَبا الحسامُ القاطعُ البحتري

- قد يدركُ المبطئُ من حظِّهِ ... والخيرُ قد يَسْبِقُ جُهُدَ الحريصْ - يسعدُ ذو الجَدِّ ويشقى الحريصْ ... ليس لخلقٍ عن قضاءٍ محيصْ عدي بن زيد ابن دريد

- لكلِّ امرئٍ في الورى قسمةٌ ... فليستْ تزيدُ ولا تنقصُ - ولذةُ من يقتفي المكرماتِ ... جَواداً كلذةِ من يَحْرِصُ مسعود سماحة

- شكا الجدَّ الذي عَثَرا ... وذمَّ الدهرَ مُبتدرا - وقَصَّرَ في مساعيهِ ... فباتَ يعاتبُ القَدَرا جميل صدقي الزهاوي

- ويا ربَّ قَوْمٍ ساعَدَتْهمْ حظوظُهم ... فكان لهم ما يشتهونَ وأكثرُ - ومن طلبَ العلياءَ لم يثنِ عزمَه ... بَشيرٌ يُمَنِّيه وآخرُ يُنْذِرُ الكاظمي

- إِن الذي رُزِقَ اليسارَ فلم ينلْ ... أجراً ولا حمداً لغيرُ موفَّقِ - والجَدُّ يُدْني كلَّ أمرٍ شاسعٍ ... والجَدُّ يفتحُ كلَّ بابٍ مغلقِ الشافعي

- إِن قَدَّمَ الحظُ قوماً مالهم قَدَمٌ ... في فَضْل علمٍ ولا حَزْمٍ ولا جَلَدِ - فهكذا الفلكُ العلويُّ أنجمُه ... تقدمَ الثورُ فيها رتبةَ الأسدِ ابن بشران

- يجالدُ مَحْرومٌ على الأمرِ فاتهُ ... وأَحْرَزَه، بالحظِّ، من لم يجالدِ - سَمَّيْتَ نَجْلَكَ مسعوداً، وصادفَهُ ... رَيْبُ الزمانِ، فأمسى غيرَ مَسْعودِ المعري

- تنظرُ العاجزَ الحظوظُ فيستعلي ... وتَعمى عن حازمٍ محدودِ - في اعتلاءِ الشِّرارِ عن راكدِالجمرِ ... دَليلٌ أن العُلا بالجُدودِ أسامة بن منقذ

- إِذا المرُ يَسْعَدْ على الدهرِ جدُّهُ ... وإِن كانَ ذا عقلٍ يقالُ مفندُ - ويا ربَّ محظورٍ عليه رأيهُ ... تناولَ ما أعيا الذي هو أوجدُ يحيى بن زياد

- لا يرفعُ الجَدِدُ بلا لُبٍ ولا ... يَحُطُّكَ الجَهْلُ إِذا الجَدُّ علا ابن دريد الأزدي

- كل امرئٍ نالَه جَدٌ فأسعَدَه ... وإِن أساءَ إِلى الأقوامِ معذورُ الشريف المرتضى

- الجَدُّ أملكُ بالفتى من نفسِه ... فانهضْ بجَدٍ في الحوائجِ أوذرِ - ما أقربَ الأشياءَ حينَ يسوقُها ... قَدَرٌ وأبعدَها إِذا لم تُقْدرِ عبد الله بن الهلالي

- ومن معجزاتِ الحَظِّ رؤيةُ مبصرٍ ... يُسابقُهُ في السيرِ من ليس يُبْصِرُ - وصَوْتُ أديبٍ أغرقتْ نبراتِهِ ... بلجتها أصواتُ غِرٍ يثرثرُ مسعود سماحة

- أكلَ العُقابُ بقوةٍ جِيَفَ الفلا ... وجَنَّى الذُّبابُ الشَّهْدَ وهو ضَعيفُ الشافعي

- إِذا صَدَقَ الجَدُّ افترى العَمُّ للفتى ... مكارمَ لا تكري وإِن كذبَ - (الجدَ: الحظ) ، (افترى: كذب) ، (العم: الجماعة) ، (لاتكري: لاتنقص) ، (الخال: الأصل) المعري

- رفعُ الحظوظِ لمن أصبْنَ وحَطُّ من ... أخطأتَهُ فيه يحارُ العاقلُ - يُعْطى الغبيُّ ويُحْرَمُ الندبُ الفتى ... كالديكِ تُوِّجَ، والبزاةُ عواطلُ أسامة بن منقذ

- بينما الجَدُ سعيدٌ مُقْبِلٌ ... إِذا تمادى في عِثارٍ وزَلَلْ - وإِذا المرءُ تَوَلىَّ جَدُّه ... ذاقَ ذلَّ العيشِ ذو الجَدِّ المولْ - حُرِمَ الخيرَ إِذا ما رامَه ... وإِذا ما حاذرَ الشرَّ نزَلْ - لن ينالَ العذرَ قومٌ أجرموا ... ثم قالوا: سبقَ السيفُ العذلْ موسى بن سحيم

- الجّدُّ أنفعُ من عَقْلٍ وتأديبِ ... إِن الزمانَ ليأتي بالأعاجيبِ - كم من أديبٍ يزالُ الدهرُ يقصدُه ... بالنائباتِ ذواتِ الكرهِ والحُوبِ - وامرئٍ غيرِ ذي دينٍ ولا أَدَبٍ ... معمرٍ بين تأهيلٍ وترحيبِ - ما الرزقُ من حيلةٍ يحتالُها فطنٌ ... لكنه من عَطاءٍ غير محسوبِ ابراهيم نفطويه

- وما الجمعُ بين الماءِ والنارِفي يدي ... بأصعبَ من أن أجمعَ الجَدَّ والفَهْما المتنبي

- إِن المُقَدَّمَ في حِذْقٍ بصنعتِهِ ... أنى توجهَ فيها فهو مَحْرومُ الحمدوني

- ساعِدْ جُدودَكَ وهي كافلةٌ ... في النجحِ والتصميمِ والعزَزْمِ - لا تحقرنَّ صغيرةً عرَضتْ ... فالسُّمُّ حَشْوُ أصاغرهِ الرقمِ الشريف المرتضى

- كم فُرْصَةٍ فعادَتْ غُصَّةً ... تشجى بطولِ تَلَهُّفٍ وتَنَدُّمِ ابن المعتز

- من لم يكنْ جدهُ مساعدَه ... فحَتْفُه أن يجَّ في الحَرَكةْ - فقلْ لمن حالُه موليةٌ ... لا تعرضَن بالحراكِ للهلكةْ علي بن أبي طالب

- الجَدُّ في الجَدِّ والحرمانُ في الكسلِ ... فانْصَبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ - واصْبِرْ على كلِّ ما يأتي الزمانُ به ... صبرَ الحُسامِ بكفِّ الدراعِ البطلِ - والبسْ لكلِّ زمانٍ ما يلايمهُ ... في العسرِ واليسرِ من حِلٍ وُمْرتحلِ الشيخ صلاح الدين الصفدي

- كنْ من تشاءُ وَنلْ حظاً تَعيشُ به ... فالخِصْبُ في الوُهدِ مثلُ الخصبِفي الأكمِ - ليس الحظوظُ وإِن كانتْ مُقَسَّمَةً ... بناظراتٍ إِلى جَهْلٍ ولا فهمِ ابن أبي حصينة

- لا تطلبنَّ بآلةٍ لكَ رتبةً ... قلُ البليغِ بغيرِ جَدٍ مِعْزَلُ المعري

- إِذا هَبَّتْ رياحُكَ فاغتنمْها ... فعُقْبى كلِّ خافقةٍ سكونُ - وإِن دَرَّتْ نياقُكَ فاحتلبْها ... فما تدري الفَصيلُ لمن يكونُ - ولا تغفلْ عن الإحسانِ فيها ... فما تدري السكونُ متى يكونُ علي بن أبي طالب

- فعشْ بجَدٍ لا يَضُرْ ... كَ (يضرك) النوكُ ما أوتيتَ جدا - والنَّوْكُ خيرٌ في ظِلا ... لِ (ظلال) العيشِ ممن عاشَ كَدا الحارث بن حلزة اليشكري

- وما اعتراضُ الحظِّ دونَ المنى ... من هَفْوةِ المُحْسنِ أو ذنبِه أحمد شوقي

- ولي حَظٌ دَهاهُ ما دَهاني ... وأصبحَ ما عَراه ما عَراني - أيَمِّمُ حيثُ فلا أَراه ... ويقصِدُ حيثُ كنتُ فلا يَراني مسعود سماحة؟

- وما لبُّ اللبيبِ بغيرِ حَظٍّ ... بأغنى في المعيشةِ من فتيلِ - رأيتُ الحظَّ يسترُ كلَّ عَيْبٍ ... وهَيْهاتَ الحظوظُ من العقولِ عبد العزيز بن زرارة

- إِذا صحبَ الفتى جَدٌ وسَعْدٌ ... تحامَتْه المكَرِهُ والخطوبُ محمد الجذامي

- ووافاهُ الحَبيبُ بغير وَعْدٍ ... طفيلياً وقادَ له الرقيبُ - وعَدَّ الناسُ ضَرْطَتَه غِنَاءٍ ... وقالوا: إِن فَسا قد فاح طيبُ القيرواني

- فلا تهلكنَّ النفسَ لوماً وحسرةً ... على الشيءِ أسداهُ لغيرِكَ قادُرهْ - ولا تيأسَنْ من صالحٍ لأن تنالَه ... وإِن كان بؤساً بين أيدٍ تبادرُهْ - وما فاتَ فاتركْه إِذا عزَّ واصْطَبِرْ ... من الدهرِ إِن دارتْ عليكَ دوائرهْ - فإِنكَ لا تعطي امرأً حظَّ غَيْرِه ... ولا تعرفُ الشِّقَّ الذي الغَيْثُ ماطُرهْ مضرس بن ربيعي

- ما الناسُ إِلا عاملانِ فعاملٌ ... قد ماتَ من عَطَشٍ وآخرُ يَغْرَقُ - والناسُ في طلبِ المعاشِ وإِنما ... بالجَدِّ يرزقُ منهم من يُرْزَقُ - لكنه فضلُ المليكِ عليهمُ ... هذا عليه مُوَسِّعٌ ومُضَيِّقُ صالح عبد القدوس

- تموتُ الأسدُ في الغاباتِ جُوعاً ... ولَحْمُ الضأنِ تأكلُهُ الكِلابُ - وعبدٌ قد ينامُ على حريرٍ ... وذو نَسَبٍ مَفَرِشُه الترابُ - أرى حُمُراً ترعى وتعلفُ ما تهوى ... وأُسْداً جياعاً تظمأ الدهرَ لا تروى - وأشرافُ قومٍ لا ينالونَ قوتَهمْ ... وقوماً لئاماً تأكلُ المنَّ والسَّلْوى - قضاءٌ لديانِ الخلائقِ سابقٌ ... وليس على مُرِّ القضاءِ أحدٌ يَقْوى - فمن عَرَفَ الدهرَ الخؤونَ وصرفُ ... تَصَبَّرَ للبلوى ولم يُظْهِرِ الشكوى الشافعي

- إِذا الجَدُّ لم يكُ لي مُسْعداً ... ما حَركاتي إِلا سكونْ - إِذا لم يكنْ ما يريدُ الفتى ... على رُغمه فليُرِدْ ما يكونْ صفي الدين الحلبي

- إِذا أقبلَ الإنسانُ في الدهرُ صُدقَتْ ... أحاديثُه عن نفسِه وهو كاذبُ المعري

- لحا الله هذا الدهرَ تأتي حظوظُهُ ... خطاءً ويغشلى ضيمهُ متعمدا - وليستْ حياةُ المرءِ إِلا شرارةً ... ولا بُدَّ يوماً أن تناهَى فتَخْمُدا الشريف المرتضى

- الدهرُ إِحاشٌ وإِناسُ ... والناسُ مالملُهمْ ناسُ - وليس حظُّ المرءِ من عُمْرِه ... إِلا خُطىِّ تُحْصَى وأنفاسُ - وجُدْ على قدرٍ فإِن الغِنى ... سُكْرٌ وإِن الجاهَ وَسْواسُُ الأعمى التطيلي

- وكم أناسٍ ينالون الحظوظَ وما ... لهم مع الركبِ إِنجادْ وتغويرُ - قد يدركُ العاجزُ النأناءُ حاجتَه ... بالجدِّ إِن لم يكنْ جِدٌ وتشميرُ ابن الزقاق البلنسي

-16- الحق والحقيقة

-16- الحق والحقيقة

- فسامِحْ ولا تَسْتَوْفِ حَقَّكَ كُلَّهُ ... وأبعدْ فلم يستقصِ قطُ كريمُ - ولا تغلُ في شيءٍ من الأمرِ واقْتَصِدْ ... كلا طرفيْ قصدِ الأمورِ دَميمُ أبو سليمان الخطابي

- كتبَ الله أن يعيشَ غَريباً ... كُلُّ ذي دَعْوَةٍ إِلى الحقِ نا بِهْ علي الجارم

- من أدمنَ القرعَ الشديدَ لحقِّه ... يحظى بكلِّ حفاوةٍ ويُجا بُ - هل الحَقُّ إِلا أن يدمدَم مِدْفعٌ ... وتُسحق أرواحٌ ويَحْكُمَ غابُ - هو الحَقُّ ينقادُ إِلا لقادرٍ ... بغيرِ سبيلِ النارِ ليسَ يُصابُ أبو اليقظان عبد الله الحمد

- إِذا جاعَ جَزارٌ فكلُّ ذبيحةٍ ... حَلالٌ ولو أن الذريعةَ عابُ - وإِن ثارَ حرٌّ منصِفاً لحقوقهِ ... تحداهُ سوطٌ جامحٌ وعذابُ - ولا ذَنْبَ للأحرارِ إِلا إِباؤُهُمْ ... فأرواحهمْ جبارةٌ وصِلابُ - هو الثأرُ لا تَقْدَى بنومٍ عيونُهُ ... له ثورةٌ مرهوبةٌ وحِسابُ - فويلٌ لأعداءِ الشعوبِ إِذا انتحَتْ ... وَجردَ بتارٌ وصُبَّ عِقابُ السناني

- الحقُّ سهمٌ لا تَرِشْهُ بباطلٍ ... ما كان سهمُ المبطلينَ سديدا - والعَبْ بغيرِ سلاحِه فلربما ... قتلَ الرجال سلاحهُ مردودا أحمد شوقي

- ولم يتناولْ درةَ الحقِّ غائصٌ ... من الناسِ إِلا بالرويةِ والفكرِ المعري

- إِن كانَ من يَبْدي الحقيقةَ مُلْحِداً ... فليشهدِ الثقلانِ أني مُلْحِدُ الزهاوي

- قلْ للذي قد سعى للحقِّ مدَّرعاً ... بالعلمِ جّدْ حساماً واتركِ القلما - فالحقَّ يعنو لألفٍ من رجالِ وغىً ... ولا يبالي بآلافٍ من الُعلَمَا مسعود سماحة

- إِن الذي حَسِبَ الحقوقَ شريعةً ... قدسيةً قد خابَ فيما يُنْشِدُ - الحقُّ للأقوى وليس لعاجزٍ ... دونَ الذئابِ على الضراوةِ مسعدُ - لا عيشَ للجبناءِ في قيدِ الأذى ... عيشُ الجبانِ على الزمانِ منكدُ - والحُرُّ ليس يموتُ إِلا مرةً ... والنَّذْلُ مراتٍ يموتُ ويلحدُ عدنان مردم بك

- لا حقَّ إِلا أن تنافحَ دونَه ... إِن القناةَ غصاً بغيرِ سنانِ خلال مطران

-إِذا كنت تأتي المرءَ تعظمُ حقهُ ... ويجهلُ منك الحقَّ فالصَّرْمُ أوسعُ شاعر

-ولنَيْل الحقِّ أدوارٌ غَدَتْ ... خُطواتٍ جازَها جُلُّ البرايا - فأنينٌ فكلامٌ فصياحٌ ... فخِصامٌ فجِلادٌ فسرايا - ليس حكمُ النَّفْيِ والسجنِ ولا ... الحكمُ بالشنقِ له إِلا مَطايا - أيُّ شَعْبٍ نالَ ما نالَ إِذا ... لم يقدمْ سلفاً تلكَ الهدايا - أيُّ شعبٍ نالَ حريته ... وهو لم يطلعْ لها تلكَ الثنايا إِبراهيم أبو اليقظان

- أرى راحةً للحقِّ عندَ قضائهِ ... ويثقلُ يوماً إِن تركتَ على عَمْدِ - وَحسْبكَ حظاً أن نرى غيرَ كاذبٍ ... وقولُكَ لم أعلمْ وذاكَ من الجُهدِ الشافعي

-17- الحقارة والاحتقار

-17- الحقارة والاحتقار

- لا تحقرنَّ من الأيامِ محتقراً ... كُلُّ امرئٍ سوف يُجْزَى بالذي اكتسبا - قد يحقرُ المرءُ ما يهوى فيركبُه ... حتى يكونَ إِلى توريطهِ سَبَبا صالح عبد القدوس

- لا تحقرنْ ذا بؤسةٍ أن تنيلَهُ ... وإِن كانَ بين الناسِ وهو حَقيرُ - فإِن عسى أن يرفعَ الدهرُ طَرْفَهُ ... ولله راعٍ بالعبادِ بصيرُ - فيلقاكَ يوماً ثم يجزيكَ مثلهَا ... وأنتَ إِليها عندَ ذاكَ فقيرُ القسيم بن الهذيل

- إِن يحقرْ صغراً فربَّ مفخمٍ ... يبدو ضئيلَ الشخصِ للنظارِ - إِن الكواكبَ في عُلُوِّ مَحَلِّها ... لتُرى صغاراً وهي غيرُ صغارِ التهامي

- لا تَحْقِرنَّ حقيراً ... وتهملنَّ غموضه ابن أبي حفص

- فرب سيدِ قَوْمٍ ... أَوْدى بسَعي بعوضَه أبو الحسن علي

- ولا تحقرْ أمرَ القليلِ فطالما ... رأينا قليلَ الأمرِ جرَّ كثيرُه حفني ناصف

- فلا تحقرنْ خَلْقاً من الناسِ عله ... وليُّ إِلهِ العالمين ولا تَدْري - فذو القدرِ عند الله يخفى على الوَرَى ... كما خفيتْ عن علمهمْ ليلةُ القَدْرِ محمد السابوري

- لا تحقرِ المرءَ إِن رأيتَ له ... دمامةً أو رثاثةَ الحُللِ - فالنحلُ شيءٌ على ضُؤولتِه ... يَشتارُ منه الفتى جَنَى العَسَلِ - لا تحقرنَّ أخا وإِن أبصرْتَهُ ... لك جافياً ولما تحبُ منافيا أبو الفتح البستي

-18- الحكم والولاية

-18- الحكم والولاية

- لا لا وجودَ بغيرِ شَرْعٍ يَقْتضيه ... الدينُ والعاداتُ والآدابُ - لالا بقاءَ بغيرِ قانونٍ يفي ... بحقوقِ قومٍ همْ لها أترابُ - فهو الذي يحمي الشعوبَ من الصوا ... عقِ (الصواعق) حين يركمُ بالشرورِ سحابُ - وهو المعمرُ للبلادِ حقيقةً ... لا أنه محقٌ لها وخَرَابُ - لالا حياةَ بغير دستورٍ يقي ... الأوطانَ مهما مسهنَّ عذابُ إِبراهيم أبو اليقظان

- إِذا اعتصمَ الوالي بإغلاقِ بابِه ... وردَّ ذوي الحاجاتِ دونَ حجابهِ - ظننتُ به إِحدى ثلاثٍ وربما ... نزعت بظنٍ واقعٍ بصوابهِ - فقلتُ به مسٌ العيِّ ظاهرٌ ... ففي إِذنهِ للناسِ إِظهارُ مابهِ - فإِن لم يكنْ عيَّ اللسانِ فغالبٌ ... من البخلِ يحمي ماله من طلابهِ - فإِن لم يكنْ هذا ولا ذا فريبةٌ ... يُصِرُّ عليها عندَ إِغلاقِ بابهِ محمود الوراق

- تنافسَ قومٌ على رتبةٍ ... كأن الزمانَ يديمَُ الرتبْ المعري

- إِذا شئتَ أن تقتاسَ أمرَ قبيلةٍ ... وأحلامَها فانظرْ إِلى من يقودُها عمر الطائي

- يا واليَ المصرِ والأقليمِ، هل حفظتْ ... صنائعٌ لكَ، أم كُلُّ امرئٍ ناسي؟ - أودعتَ ضِعْفناً، فلا تجحدْهُ مودَعهُ ... إِن الأمانة لم ترتفعْ من الناسِ المعري

- ألا تفرحَنَّ فكلُّ والٍ يُعْزَلُ ... وكما عُزِلْتَ فعن قريبٍ تُقْتَلُّ - وكذا الزمانُ بما يسرُّكَ تارةً ... وبما يسوُكَ تارةً يتنقلُ عامر بن الطفيل

- إِذا غلبَتْ دولةٌ فاستكنْ ... ولا تتأبى لها تَسْلَمْ - فإِن مغالبةَ الأغلبينَ ... طريقٌ تُؤَدِّي إِلى الصَّيْلَمْ أبو الفتح البستي

- ومن كان في الأشياءِ يحكمُ بالحجى ... تساوى لديهِ من يحبَّ ومن يَقْلي - لقد صدئتْ أفهامُ قومٍ، فهلْ لها ... صِقالٌ، ويحتاجُ الحُسامُ إِلى صقلِ المعري

- مثل الحكومةِ تستبدُّ بحكمِها ... مثل البناءِ نقا مُتَهَيِّلِ - يا أمةً رقدَتْ وطالَ رُقادُها ... هُبي وفي أمرِ الملوكِ تأمَّلي - كم جاءَ من ملكٍ دهاكِ بجَوْرِه ... ولواكِ عن قَصْدِ السبيلِ الأفضلِ - يقضيْ هواه نما يسوُمَك في الورى ... خَسْفاً وينقمُ مِنك إِن لم تَقْبَلي - إِن الحكومةَ وهي جمهوريةٌ ... كشفَتْ عماية قلبِ كلِّ مضِّللِ - سارَتْ إِلى نجحِ العبادِ بسيرةٍ ... أبدَتْ لهم حُمْقَ الزمانِ الأولِ الزهاوي

- وشتانَ ما بينَ الوزيرين واعٍ ... أتته العُلا طوعاً وآخرُ متعبُ محمد الأبيوردي

- إِذا عُزلَ المرُ واصلْتُهُ ... وعندَ الولايةِ أستكبرُ - لأن المولى له نَخْوَةٌ ... ونفسي على الذلِّ لا تصبرُ منصور الفقيه

- وإِن دولةٌ ولتْ فقاها فولهَّا ... فقا كَ فأعيا كل شيءٍ رجوعُها - ولا تتبعَنْ في نُصْحِ من غابَ رشدُه ... وهوِّن فخفاضُ المباني رفوعها - فعلَّ ذُراً تهوي فتعلو أسا فِلٌ ... كذاكَ فرفاعُ البرايا وصُوعُها - وبعْ بالقِلا دارٍ خَيْرُها لعدوِّها ... فما الرابحُ المغبوطُ إِلا بيوعُها - فبُعْداً لدارٍ خَيْرُها لعدِّوها ... وقومٍ بأسْوَى كلِّ حظٍ قُنُوعُها علي بن مقرب

- يسوسون الأمورَ بغيرِ عقلٍ ... فينفذُ أمُرهمْ ويُقالُ ساسةْ - فأفَّ من الحياةِ وأفَّ مني ... ومن زمنٍ رئاسُته خساسَه المعري

- كم تائهٍ بولايةٍ ... وبعزْلِه ركضَ البريدْ - سُكْرُ الولايةِ طيبٌ ... وخمارُها صعبٌ شديدْ ابن المعتز

- وفي كلِّ مصرٍ حاكمٌ فموفقٌ ... وطاغٍ يحابي في أخسِّ المطامعِ - أيا واليَ المصرِ لا تظلمنْ ... فكم جاءَ مثلكَ ثم انصرفْ المعري

- أمن السياسةِ أن يقتلَ بَعْضُنا ... بعضاً ليدركَ غيرُنا الآمالا؟ - أو كلما طمعَ القويُّ شراهةً ... أكلَ الضعيفَ تحيفاً واغتيالا معروف الرصافي

- والبيتُ لا يُبْتَنى إِلا له عَمَدٌ ... ولا عمادَ إِذا لم تُرْسَ أوتادُ - فإِن تجمعَ أوتادَ وأعمدةٌ ... وساكنٌ بلغوا الأمرَ الذي كادوا - وإِن تجمعَ أفوامٌ ذوو حسبٍ ... اصطادَ أمَرهمُ بالرشدِ مصطادُ الأفوه الاودي

- بلاءُ الناسِ مذ كانوا ... إِلى أن تأتيَ الساعةْ - بحبِّ الأمرِ والنَّهْيِ ... وحُبِّ السمعِ والطاعةْ المنتصر بن بلال الأنصاري

- إِذا جازَ حكمُ امرئٍ ملحدٍ ... على مسلمٍ هلكَ المسلمُ البحتري

- إِذا هَبَطَ الحجاجُ أرضاً مريضةً ... تتبعَ أقصى دائِها فشفاها - شفاها من الداءِ العُضالِ الذي بها ... غلامٌ إِذا هَزَّ القناةَ سقاها ليلى الأخيلبة

- حَصِّنْ بلاَدكَ هيبةً لا رهبةً ... فالدرعُ من عددِ الشجاعِ الحازمِ محمد بن داغر

- نرضى بحكمِ الأكثريةِ مثلما ... يرضى الوليدُ الظلمَ من أبويهِ - إِما لغُنْمٍ يرتجيه منهما ... أو خِيفةً من أن يُسَاءَ إِليهِ إِيليا أبو ماضي

-19- الحكمة والحكيم

-19- الحكمة والحكيم

- ولربما كَدَحَ الحَكيمُ لفِكرَةٍ ... وسِواهُ أدركَها بأرلِ نظرةِ حفني ناصف

- كم حكمةٍ عند الغَبِيِّ كأنها ... رَيْحانةٌ في راحةِ المزكومِ - بسمَتْ محاسنُها لوجهٍ كالحٍ ... ما أضيعَ المرآةَ عند البومِ أحمد الكيواني

- إِن الحكيمَ إِذا ما فتنةٌ نجمتْ ... هو الذي بحبالِ الصبرِ يمتسكُ - لا يرأسُ الناسَ في عصرٍ نعيشُ به ... إِلا الذي لقلوبِ الناسِ يمتلِكُ الزهاوي

- لا يدركُ الحِكْمةَ من عْمرُه ... يكدحُ في مصلحةِ الأهلِ - ولا يَنَالُ العلمَ إِلا فتى ... خالٍ من الأفكارِ والشغلِ - لو أن لقمانَ الحكيمَ الذي ... سارَتْ به الركبانُ بالفضلِ - بُلي بفقرٍ وعيالٍ لما ... فرَّقَ بين التَّبْنِ والبقَلِ الشافعي

- استقِ الحكمةَ لا يشغلْكَ من ... أي ينبوعٍ جرتْ يا مستقي - فشعاعُ الشمسِ يمتصُّ الندى ... من فمِ الوردِ ووحلِ الطرقِ القروي

-20- الحلم

-20- الحلم

- فما الحداثةُ عن حلمٍ بمانعةٍ ... قد يوجدُ الحِلمُ في الشبانِ والشيبِ المتنبي

- أرى الحلمَ في بعضِ المواطنِ ذِلةً ... وفي بَعْضِها عِزّاً يسودُ صاحبهْ الخريمي

- إِذا كانَ حلمُ المرءِ عونَ عدوِّه ... عليه فإِن الجهلَ أبقى وأروحُ الملك أبو الطامي

- وفي الصفحِ ضعفٌ والعقوبةُ قوةٌ ... إِذا كنْتَ تعفو عن كفورٍ وتصفحُ صاحب زبيد

- وإِذا الحلمُ لم يكنْ في طباعٍ ... لم يحلمْ تقدمُ الميلادِ - إِذا قيلَ رفقاً قال للحلمِ موضعٌ ... وحلمُ الفتى في غيرِ موضعِه جَهْلُ المتنبي

- باهِ الرجالَ بفضلِ حلمِكَ فيهم ... وافخرْ به فبمثل ذلكَ يفخرُ - ولطالما عزيتَ غيرَكَ في ردىً ... بالصبرِ والمعزى بصبرٍ يصبرُ الشريف المرتضى

- لا يحسنُ الحلمُ إِلا في مواطنهِ ... ولا يليقُ الوفا ألا لمن شكرا صفي الدين الحلي

- ولا خيرَ في حلمٍ إِذا لم تكنْ له ... بوادرُ تحمي صفوَه أن يُكدرا - ولا خيرَ في جهلٍ إِذا لم يكنْ له ... حليمٌ إِذا ما أوردَ الأمرَ أصدرا النابغة الجعدي

- والحلمُ صبرُ أخي عزٍ لظالمِه ... حتى يقولَ أناسٌ ذلٌ أو قُمرا - ومن عناءِ الليالي خادمٌ ضغنٌ ... إِن يؤمرِ الأمرَ يفعلْ غيرَ ما أُمِرا - والحلمُ أفضلُ ناصرٍ تدعونَهُ ... فالزمْهُ يكفكَ قلةَ الأنصارِ المعري

- ورحبَ صدرٍ لو أن الأرضَ واسعةٌ ... كوسعِه لم يضيقْ عن أهلهِ بلدُ أبو تمام

- سأحلمُ عن خصمي بمجلسِ لغوِه ... ولسْتَ حليماً عنه في حومةِ الوغى - وأسترُ طولَ الدهرِ في الغيبِ عيبهُ ... حِفاظاً ولا أبغى رِضاه إِذا بَغَى علي بن عرام

- أصبْ ذا الحلمِ بسجلِ ودٍ ... وصِلْهُ ولا يكنْ منك الجفاءُ عبد الله بن مخارق

- ولا تصلِ السفيهَ ولا تحبهُ ... فإِن وصا لَه داءٌ عياءُ - وإِن فراقهُ في كلِّ وقتٍ ... وقطعُ حبالِ خلتِهِ شِفاءُ الشيباني

- وذي رَحِمٍ قَلَّمْتُ أظفارِ ضِغْنهِ ... بحلمي عنه وهو ليسَ له حِلْمَ - صبرتُ على ما كان بيني وبينهُ ... وما تستوي حَرْبُ الأقاربِ والسلمُ - ويشتمُ عِرضي في المغيبِ جاهداً ... وليس له عندي هَوَانٌ ولا شَتْمُ - إِذا سِمتهُ وصلَ القرابةِ سامني ... قطيعتها تلكَ السفاهةُ والإِثمُ - وإِن أدْعُهُ للنصفِ يأبَ ويعصِني ... ويدعو لحكمٍ جائرٍ غيرُه الحكمُ - فما زلتُ في ليني له وتعطفي ... عليه كما تحنُو على الولدِ الأمُ - وخفضٍ له مني الجناحَ تألفاً ... لتدينهُ مني القرابةُ والرحمُ - وصبري على أشياءَ منه تريبني ... وكَظْمي على غيظي وقد ينفعُ الكَظْمُ - لأستلَّ منه الضغنَ حتى استللتهُ ... وقد كانَ ذا ضِغْنٍ يضيقُ به الجرمُ - رأيت انثلاماً بيننا فرقعتُه ... برفقي وإحيائي وقد يرقعُ الثلمُ - وأبرأْتُ غِلَّ الصدرِ منه توسعاً ... بحلمي كما يشفى بالأدويةِ الكَلْمُ - فداويتهُ حتى ارفأنَّ نِفارُهُ ... فعدْنا كأنا لم يكنْ بينَنا صَرْمُ - وأطفأَ نارَ الحربِ بيني وبينهُ ... فأصبحَ بعدَ الحربِ وهو لنا سلمُ ابن الأعرابي أو معن ابن أوس

- خذِ العفوَ واغفرْ أيها المرءُ ... أرى الحلمَ ما لم تخشَ منقصةً غُنْما الأعور الشني

- إِذا كنتَ بين الحلمِ والجهلِ مائلاً ... وخُيِّرْتَ: أني شِئْتَ، فالحلمُ أفضلُ - ولكن إِذا أنصفْتَ من ليس مُنْصفاً ... ولم يرضَ منكَ الحلمَ، فالجهلُ أفضلُ إِبراهيم المهدي

- والحلمُ سترٌ عندَ الغضبِ ... وجارِ صدقٍ في دَواعي العطبِ - والمجدُ لا يدركُ باستطالةْ ... ولا بفُحْشِ القولِ والجهالةْ - والحلمُ يستجلبُ للحليمِ ... فضيلةَ الإجلالِ والتعظيمِ - والحلمُ عندَ سورةِ الجهالِ ... أنصرُ للمرءِ من الرجالِ الشيخ عبد الله السابوري

- في الناسِ ذو حلمٍ يسفهُ نفسَهُ ... كيما يهابَ، وجاهلٌ يتحلمُ - وكلاهما تَعِبٌ يحاربُ شِيْمةً ... غلبتْ، فآضَ بحربها يتألَّمُ المعري

- وبعضُ الحلمِ عندَ الجهـ ... لِ (الجهل) للذةِ إِذعانُ - وفي الشرِّ نجاةٌ حينَ ... لا ينجيكَ إِحسانُ الفند الزماني

- كلِ حلمٍ أتى بغيرِ اقتدارٍ ... حجةٌ لاجيءٌ إِليها اللئامُ المتنبي

- أرى الحِلمْ بؤساً في المعيشةِ للفتى ... ولا عيشَ إِلا ما حباكَ به الجَهْلُ البحتري

- ومن يحُلمْ وليس لهُ سفيهٌ ... يلاقي المنكراتِ من الرجالِ نهثل بن حَّرى

- ومما يبدِّدُ لبَّ الحليمِ ... حُسنُ القوامِ وفترُ النظرْ البحتري

- أطعِ الحلمَ إِذا الحليمُ عصاكا ... إِن الحليمَ إِذا عَصَاكَ هداكا - وإِذا استشا رَكَ من تَوَدُّ فقل له: ... أطعِ الحليمِ إِذا الحليمُ نهاكا - ولئن أبيتَ لتأتينَّ خلافَه ... أرباً يحوطكَ أو يكون هلاكا - واعلمْ بأنكَ لن تسودَ ولن ترى ... سبلَ الرشادِ إِذا أطعْتَ هواكا البغدادي

- ربَّ حلمٍ أضاعهُ عدمُ المالِ ... وجهلٍ غطى عليه النعيمُ حسان بن ثابت

- إِذا شِئْتَ يوماً أن تسودَ عشيرةً ... فبالحلمِ سُدْ لا بالتسرعِ والشتمِ - وللحلمُ خيرٌ فاعلمنَّ مغبةً ... من الجهلِ إِلا أن تشمسَ من ظلمِ المرار بن سعيد

- سألتَ أقواماً فلم تلف من ... يهديكَ من رشدٍ إِلى معلمِ - فاحلمْ عن الجاهلِ مستكبراً ... فالعينُ إِن تلقَ الكرى تحلمِ المعري

- تحلمْ عن الأدنينَ فاستبقِ وُدَّهُمْ ... ولن تستطيعَ الحلمَ حتى تَحَلمَّا - لذي الحلمِ قبلَ اليومِ ما تقرعُ العصا ... وما عُلمَ الإنسانُ إِلا ليعلما حاتم الطائي

- والحلمُ يطفئُ عنكَ كلَّ عظيمةٍ ... كالماءِ لا تبقى به النيرانُ - والغشُّ يزري بالفتى ولو أنه ... بالفهمِ قسٌ والصلاحِ بيانُ ابن الدهان الموصلي

- إِني أصاحبُ حلمي وهو بي كرمٌ ... ولا أصاحبُ حلمي وهو بي جُبنُ - ولا أقيمُ على مالٍ أُذلُ به ... ولا ألذُ بما عرضي به دَرَنُ المتنبي

- ألم تَر أنَّ الحلمَ زينٌ مسودٌ ... لصاحبه والجهلَ للمرءِ شائنُ محمد بن زنجي

- فكن دافناً للشرِّ بالخيرِ تسترحْ ... من الهمِّ، إِن الخيرَ للشرِّ دافنُ البغدادي

- لئن كنتُ محتاجاً إِلى الحلمِ إِنني ... إِلى الجهلِ في بعضِ الأحايينِ أحوجُ - ولي فرسٌ للحلمِ بالحلمِ ملجمٌ ... ولي فرسٌ للجهلِ بالجهلِ مسرجُ - وما كنتُ أرضى الجهلَ خِدْناً وصاحباً ... ولكنني أَرضْى به حينَ أُحْرَجُ - ألا ربما ضاقَ الفضاءُ بأهلِه ... وأمكنَ من بينِ الأسنةِ مخرجُ - وإِن قال بعضُ الناسِ فيه سماجةٌ ... فقد صَدَقوا والذلُّ بالحرِّ أسمجُ - فبالجهلِ لا أرضى ولا هوَ شيمتي ... ولكنني أرضى به حينَ أُعوجُ محمد بن وهيب

- الحلمُ والعلمُ خِلتا كرمٍ ... للمرءِ زينٌ إِذا هُما اجتمعا - صنوانِ لا يستتمُّ حسنُهما ... إِلا بجمعٍ لذا وذاكَ معا - كم من وضيعٍ سمابه العلمُ والحلمُ ... فنالَ العَلاءَ وارْتَفعا - ومن رفيعِ البنا أضاعَهما ... أخمله ما أضاعَ فاتضعا شاعر

- وفي الحلمِ والإسلامِ للمرءِ وازعٌ ... وفي تركِ أهواءِ الفؤادِ المتيمِ - بصائرِ رُشْدٍ للفتى مستيبنةٌ ... وأخلاقُ صدقٍ علمُها بالتعليمِ كثير عزة

وإِن الله ذو حلمٍ ولكن ... بقدرِ الحلمِ يُنتقدُ الحليمُ شاعر

- وما الحلمُ عند الخطبِ والمرءُ عاجزٌ ... بمستحسنٍ كالحلمِ والمرءُ قادر - ولولا تكاليفُ السيادةِ لم يخبْ ... جبانٌ ولم يحوِ الفضيلةَ ثائرُ - وعما ينتهي الأمرُ كلُّه ... فما أولٌ إِلا وَيْتلوه أخرُ محمود سامي البارودي

- من لي بإِنسانٍ إِذا أغضْبتُهُ ... وَجهِلْتُ كان الحلمُ ردَّ جوابهِ - وإِذا طربْتُ إِلى المدامِ شربْتُ من ... أخلاقِه وسَكِرْتَ من آدابهِ - وتراه يُصغي للحديثِ بسمعهِ ... وبقلبهِ، ولعله أَدْرى بهِ أبو تمام

- والحلمُ في بعضِ المواطنِ ذلةٌ ... فاصفحْ وعاقبْ واعجلنن وتأبَّدا - ما كلُ حلمٍ مصلحاً بل طالما ... غَرَّ السفيهَ الحلمُ عنه فأفسدا علي بن مقرب

-21- الحمق والطيش

-21- الحمق والطيش

- ليس شيءٌ يَضُرُّ بالنا ... سِ (بالناس) كالطيشِ إِذا دامَ دافعاً للحياةِ - رب أخلاقٍ أحرزَتْ في عصورٍ ... فأضَيَعَتْ بالطيشِ في سنواتِ الزهاوي

- لا تأمنِ الأحمقَ في المغيبِ ... وإِن يكنْ من أقربِ القريبِ - فشَرَّه إِن كان عنكَ نائياً ... نأى وإِن تُدْنيهِ كان دانيا الشيخ عبد الله السابوري

- اخترْ ذوي التمييزِ واستبِقهِمْ ... وجانبِ النوكى وأهلَ الريبْ - فصحبةُ العاقلِ زينُ الفتى ... وصحبةُ الأنواكِ أخذُ السببْ عبد العزيز الأبرش

- أحْمَقُ الناسِ مطيعٌ للورى ... وهو لله، إِلهِ الكلِّ عاقْ - سخطةُ سهلٌ عليه هينٌ ... ويرى سخطَ الورى ما لا يطاقْ حفني ناصيف

- تجنبِ الأحمقَ ذا الفضيحةْ ... وإِن بدتْ منه لك النصيحةْ - قرة عين الأحمق الحماقةْ ... كل فتىً ملائمٌ أخلاقهْ الشيخ عبد الله السابوري

- أرى زمناً نوكاهُ أسعد أهلهِ ... ولكنه يشقى به كل عاقلِ شاعر

- ما ضرَّ أهل النوكِ ضعفُ الكدِّ ... أدركَ حظاً من سعى بجدِّ بشار بن برد

- عداوةُ الحمقِ أعفى من صداقتهمْ ... فابعد من الناس تأمنْ شرةَ الناس المعري

- لكل داء دواءٌ يستطب به ... إِلا الحماقة أعيتْ من يداويها شاعر

- والأحمقُ الغرُ لا يُصغي لموعظةٍ ... كالأقرع الزلط لا يلوي على مشطه شرف الأنصاري

- لن يسمعَ الأحمقُ من واعظٍ ... في رفعهِ الصوتَ وفي همسهِ - لن تبلغَ الأعداءُ من جاهلٍ ... ما يبلغ الجاهل من نفسهِ - والحمقُ داءٌ ماله حيلةٌ ... تُرجى كعبد النجمِ في لمسهِ المنتصر بن بلال

- احذر الأحمقَ أن تصحَبهُ ... إِنما الأحمقُ كالثوبِ الخلقْ - كلما رقعتَهُ من جانبٍ ... حركته الريحُ وُهْناً فانْخَرَقْ - كحمارِ السوءِ إِن أقضمتهُ ... رمحَ الناسَ وإِن جاعَ نَهقْ - وإِذا جالَسْتَه في مجلسٍ ... أفسدَ المجلسَ منه بالخرقْ - وإِذا عاتبتَهُ كي يرعوي ... زادَ شراً وتمادَىْ في الحُمُقْ - عَجَباً للناسِ في أرزاقِهمْ ... ذاكَ عطشانٌ وهذا قد غَرِقْ صالح عبد القدوس

- وللدهرِ أثوابٌ فكنْ في ثيابِه ... كلبستِه يوماً أجدَّ وأخْلقا وكن أكيس الكيسى إِذا كنْتَ فيهم ... وإن كنْتَ في الحمقى فكن أنتَ أَحمقا مقبل بن علفة المري

- الطيشُ أن تعملَ ما تشتهي ... وقد يساوي النفعَ فيه الضررْ - والحزمُ أن تحذرَ ما تتقيْ ... وقلما يغنيكَ فيه الحذرْ - كفؤان إِن وازنْتَ حظيهما ... يا صاحِ فاخترْ منهما ما حضرْ عباس محمود العقاد

- تحامقْ مع الحَمْقى إِذا ما لقيتهمْ ... ولا تلقهمْ بالعقلِ إِن كنْتَ ذا عقلِ - فإِن الفتى ذا العقلِ يَشْقَى بعقلهِ ... كما كان قبلَ اليومِ يشقى ذوو الجهلِ واصل بن عطاء

-22- الحماة والكنة

-22- الحماة والكنة

- إِن الحماةَ أولعَتْ بالكنهْ ... وأولعت كنتُها بالظنةْ شاعر زوج أبو النجم ثلاثَ بنات أوصى الاولى:

- أوصيتُ من برِّةَ قلباً حُرَّاً ... بالكلبِ خيراً والحماةِ شَراً - لا تسأمي ضَرْباً لها وجَرا ... حتى ترى حلوَ الحياةِ مُرَّا - وإِن كستكِ ذَهباً ودُرّا ... والحَيَّ عُمِّيهِمْ بشرٍ طُرا وأوصى الثانية:

- سُبِّيْ الحماةَ وابهتي عليها ... وإِن دَنَتْ فازدلفي إِليها - وأجِعي باقهرِ ركبتيها ... ومِرْفَقَييها واضْربي جنبيها - وقعدي كَفَّيْكِ في صدغيها ... لا تخبري الدهرَ بذاكَ ابنيها وأوصى الثالثة:

- أوصيكِ يا بنتي فإِني ذاهبُ ... أوصيكِ أن يحمدكِ الأقاربُ - والجارُ والضيفُ الكريمُ الساغبُ ... لا يرجعُ المسكينُ وهو خائبُ - ولا تني أظفارك السلاهبُ ... لهنَّ في وجه الحماةِ كاتبُ والزوج أِن الزوجَ بئسَ الصاحبُ قالها أمام هشام بن عبد الملك وضحك منه.

-23- الحياء

-23- الحياء

- إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ... ولم تَسْتَحْيِ فاصنعْ ما تشاءُ - فلا والله ما في العيشِ خيرٌ ... ولا الدنيا إِذا ذَهَبَ الحياءُ - يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ ... ويبقىْ العودُ ما بقيَ اللحاءُ أبو تمام الطائي

- ورب قبيحةٍ ما حالَ بيني ... وبينَ ركوِبها إِلا الحَياةُ - فكان هوَ الدواءَ لها ولكنْ ... إِذا ذهبَ الحياءُ فلا دواءُ شاعر

- إِذا رزقَ الفتى وجهاً وقاحاً ... تقلبَ في الأمورِ كما يشاءُ - ولم يكُ للدواء ولا لشيءٍ ... يعالجُه به فيهِ غناءُ - فمالكَ في معاتبةِ الذي لا ... حياءَ لوجهِه إِلا العناءُ علي محمد البسامي

- إِذا قلََّ ماءُ الوجهِ قلَّ حيا ؤُه ... فلا خيرَ في وجهٍ إِذا قَلَّ ما ؤُه - حياءَكِ فاحفظْهُ عليكَ فإِنما ... يدلُّ على وجهِ الكريمِ حياؤُه محمد بن عبد الله البغدادي

- من كانَ مفقودَ الحياءِ فوحههُ ... من غيرِ بوابٍ له بوا بُ - إِذا حُرِمَ المرءُ الحياءَ فإِنه ... بكلِّ قبيحٍ كان منه جديرُ - فرجِّ الفتى ما دا مَ يحيا فإِنه ... إِلى خيرِ حالاتِ المنيبِ يصيرُ أبو تمام العرجي

- لا خيرَ في وجهٍ بغيرِ ماءِ ... كفا كَ غياً قلةُ الحياءِ - لا تكثرَنَّ الالتفا تَ في الطرقْ ... فإِنه من ضعفِ رأيٍ وخرقْ - واجتنبِ السخفَ وكن رزيناً ... فالسخفُ لا ينتجُ إِلا الهوانا - إِذا لقيتَ النا سَ بالبذاءِ ... فلا تلومنهم على الجفاءِ الشيخ عبد الله السابوري

- وليس حياءُ الوجهِ في الذئبِ شيمةً ... ولكنه من شيمةِ الأسدِ الوردِ المتنبي

- إِذا لم تصنْ عرضاً ولم تخشَ خالقاً ... وتستحي مخلوقاً فما شئتَ فاصنعِ الأبرش

- يَغيْ حياءً ويغضى من مهابته ... فما يكلمُ إِلا حينَ يبتسمُ الفرزدق

- أجاملُ أقواماً حياءً وقد أرى ... صدورَهم تغلي عليَّ مراضُها الشماخِ الذيباني

- ومقدرٍ عنه القميصُ تخالهُ ... وسطَ البيوتِ من الحياءِ سقيما - حتى إِذا رفعَ اللواءُ رأيته ... تحتَ اللواءِ على الخميسِ زعيما ليلى الأخيلية

-24- الحياة

-24- الحياة

- وما الحياةُ سوى حسناءَ فاركةٍ ... مخطوبةٍ من أحباءٍ وأعداءِ - قد تمنعُ النفسَ أكفاءً ذوي شغفٍ ... وربما وَهَبَتْها غيرَ أكفاءِ - ولا يزالُ على الحالينِ صاحبُها ... معذب النفسِ فيها بينَ الداءِ محمد مهدي الجواهري

- حياتُكَ أنفاسٌ تُعَدُّ فكلما ... مَضَى نَفَسٌ منها انتقصْتَ به جزاءا - فتصبح في نفسٍ وتمسي بغيرِها ... ومالكَ من عقلٍ تحسٌ به رُزْءا علي بن أبي طالب

- ذمَّ الحياةَ أناسٌ تواتِهمُ ... ولا دَرَوا غيرَ درِّ الإبلِ والشاءِ - وقلدتمْ على العمياءِ جمهرةٌ ... تمشي على غيرِ قصدٍ خبطَ عشواءِ - ولو بَدَتْ لهمُ الدنيا بزينتِها ... لأوسعُها بتبجيلٍ وإِطراءِ محمد مهدي الجواهري

- إِني لأعلمُ واللبيبُ خبيرُ ... أن الحياةَ وإِن حرصْتَ غرورُ - ورأيْتَ كلا ما يعلِّلُ نفسَهُ ... بتعلةٍ وإِلى الفناءِ يصيرُ المتنبي

- حياةٌ ما نريدُ لها زيالا ... ودنيا لا نودُّ لها انتِقالا - وأيامٌ تطيرُ بنا سحاباً ... وإِن خِيْلَتْ تدبُّ بنا نِمالا - نُريها في الضميرِ هوى وحباً ... ونُسْمِعُها التبرمَ والملا - قصارٌ حينَ نجري اللهوَ فيها ... طوالٌ حينَ نقطعُها فِعالا - ولم تضقِ الحياةُ بنا ولكن ... زحامُ السوءِ ضَيَّقَها مجالا - ولم تقتلْ براحتِها بنيها ... ولكنْ سابقُوا الموتَ اقْتتالا - ولو زادَ الحياةَ الناسُ سَعْياً ... وإخلاصاً لزا دَتهم جَمالا أحمد شوقي

- على جَنَباتِ هذه الأرضِ نمشي ... زماناً ثم ندفُن في ثراها - ويأتي بعدنا قومٌ وقومٌ ... يعيشونَ الحياةَ كما تراها - يذوقون النعيمَ بها وَطْوراً ... يَذُوقون المرارةَ من أساها - وكم من قد مضى من ألفِ جيلٍ ... على منوا لِهمْ نخطو رباها - وليس يعادُ للإنسا نِ دهرٌ ... إِذا صَفَحاته يوماً طَواها عبد الكريم بن جهيمان السعودي

- إِن الحياةَ هي السعادةُ للذي ... يزورُّ عن تزويرِها وغرورِها - وهي الشقاءُ لمن يرى أشوا كَها ... فيفرُّ من أزهارِها وعبيرِها - والشهمُ من حذرَ المضرةَ واجتنى ... وردَ الحياةِ وأمَّ روضَ سرورِها مصطفى الغيلاني

- وماذا أرجي من حياةٍ تكدرتْ ... ولو قد صَفَتْ كانت كأحلامِ نائمِ ابن لنكك

- وإِذا نظرْتَ إِلى الحياةِ وجدْتَها ... عَرْساً أقيمَ على جوانبِ مأتمِ أحمد شوقي

- إن هذي الحياةَ سخريةٌ تقضىْ ... بجدٍ، بئسَ الطباقُ الأليمْ خليل مطران

- ومن ضاقتِ الأرضُ عن نفسهِ ... حريٌ أن يضيقَ بها جسهُ المتنبي

- إِن الحياةَ نهارٌ أو سحابته ... فعشْ نهاَركَ من دنياكَ إِنسانا أحمد شوقي

- راحةٌ كلها الحياةُ فما أعجبُ ... إِلا من راغبٍ في ازديادِ - ما ابتغاءُ المزيدِ من يومِ أمنٍ ... عاطل لا يزا دُ بالتعدادِ - فالزمانُ المريحُ تكرارُ شيءٍ ... واحدٍ واطرادُ حالٍ معادِ - وجوهُ حياتِنا متعدداتٌ ... ودعْ عنكَ البراقعَ والطلاءَ - فإِن تحمدْ وسامتَها صباحاً ... فقد تنعى دمامتَها مساءَ عباس محمود العقاد

- تعبٌ كلُّها الحياةُ فما أع ... جبَ (أعجب) إِلا من راغبٍ في ازديادِ المعري

- إِن الحياةَ أزها رٌ منظومةٌ ... والموتُ ينثرُ عقدَها بيدِ القدرْ - وأخو النهى من لا تطيشُ حصاتُهُ ... فيخالُ لمِعها برقَ المطرْ - إِن الحياةَ سفينٌ إِن نحوتَ بها ... نحو الفضيلةِ تبلغْ ساحلَ الظفرِ - وإِن قصدْتَ الهوى الخلابَ تلق على ... سيفٍ يصيبُكَ فيه فادحُ الضررِ - وما الحياةُ سوى رؤياً فآونةٌ ... فيها الهناءُ وطوراً حادثُ الغيرِ - من سرُّهُ زمنٌ سائته أزمنةٌ ... فالمرءُ ما بينَ صفوِ العيشِ والكدرِ مصطفى الغيلاني

- يقولون أسبابُ الحياةِ كثيرةٌ ... فقلتُ وأسبابُ المنونِ كثيرُ - وما هذه الأيامُ إِلا مصائدٌ ... وأشراكُ مكروهٍ لنا وغرور - يسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلةٍ ... فكمْ ذا إِلى ما لا نريدُ نسيرُ - وما الدهرُ إِلا فرحةٌ ثم ترحةٌ ... وما الناسُ إِلا مطلقٌ وأيسرُ الشريف المرتضى

- أولى الحياةِ وأخراها منكدةٌ ... وجْلُّ لذةِ عُمْرِ المرءِ في وَسَطِهْ - طوبي لمن لم يُسَفْسِطْ في مباحثِه ... وصانَ منظومَ هذا الدرِّ في سَفطِهْ الصاحب شرف الأنصاري

- لم يدرِ من ظَنَّ الحياةَ إِقامةً ... أن الحياةَ تنقلٌ وَتَرحُّلُ - في كلِّ يومٍ يقطعُ الإنسا نُ من ... دنياهُ مرحلةً ويَدْ نو المنهلُ - لا تأسفَنْ لفرقةِ الدنيا فما ... تلقاهُ في أخراكَ عنها يشغلُ حازم القرطاجني

- ليستْ حياةُ المرءِ في الدنيا سِوى ... حلمٍ يجرُّ وراءَه أحلاما - والعيشُ في الدنيا جهادٌ دائمٌ ... ظَبْيٌ يصارعُ في الوَغَى ضِرْغاما - تلكَ الشريعةُ في الحياةِ فلا ترى ... إِلا نزاعاً دائماً وصِداما إِبراهيم الباروني

- إِن الحيا ةَ خطيبةٌ فتانةٌ ... وصداقُها في النفسِ والأموالِ - كأسُ العذاب لأجلِها مستعذبٌ ... والموتُ عيشٌ فيه كُلُّ كمالِ - والذلُّ عزٌ والعناءُ لها هنا ... والفقرُ فيها ثروةٌ في الحالِ - والأسرُ دونَ نوالِها حريةٌ ... والقيدُ إِطلاقٌ من الأغلالِ إِبراهيم أبو اليقظان

- دعالي بالحياةِ أخو ودا دٍ ... رويد َكَ إِنما تدعو عليَّا - فما كانَ البقاءُ لي اختياراً ... لو أن الأمرَ مردودٌ إِليَّا المعري

- ليسَتْ حياتُكَ ما أردْتَ وإِنما ... هي الزمانِ كما الزمانُ أرادَها الياس فرحات

- وإِذا الحياةُ تشاكلَتْ ألوانُها ... ملَّتْ وأعوزَ أهلها التجديدُ - كالقولِ يأباهُ السماعَ مردوداً ... أبداً وكلُّ مرددٍ مردودُ خير الدين الزركلي

الباب السابع: باب الخاء

الباب السابع: باب الخاء

-1- الخال

-1- الخال

- الخَاْلُ يَقْبحُ بالفتى في خَدِّهِ ... والخالُ في خدِ الفتاةِ مليحُ - والشيبُ يحسنُ بالفتى في رأسهِ ... والشيبُ في رأسِ الفتاةِ قبيحُ شاعر

- لكلِّ امرئٍ شكلٌ يقرُّ بعينه ... وقرةُ عينِ الفسلِ أن يصحبَ الفسلا - وتَعْرِفُ في جودِ امرئٍ جودَ خالِه ... وينذلُ أن تلقى أخا أمهِّ نَذْلا ابن الاعرابي

- عليكُ الخالَ إِن الخالَ يسري ... إِلى ابنِ الأختِ بالشبهِ المبينِ أبو العباس

-2- الخط

-2- الخط

- يا من يريدُ إِجادةَ التحريرِ ... ويرومُ حسنَ الخَطِّ والتصويرِ - إِن كان عزمُكَ في الكتابةِ صادقاً ... فارغبْ إِلى مَوْلاكَ في التيسيرِ - أعددْ من الأقلامِ كلَّ مثقبٍ ... صلبٍ يصوغُ صياغَةَ التحريرِ - ثم اجعلِ التمثيلَ دأبَكَ صابراً ... ما أدراكَ المأمولَ مثلُ صَبورِ - فالأمرُّ يصعبُ ثم يرجعُ هيناً ... ولرب سَهْلٍ جاءَ بعد عسيرِ - لا تخجلنَّ من الرديِّ نخطه ... في أولِ التمثيلِ والتسطيرِ - حتى إِذا أدركْتَ ما أملتَه ... أضحيتَ رَبَّ مَسَرَّةٍ وجُبورِ - فارغبْ لكفِّكَ أن تخطَّ بنانُها ... خيراً تخلفُه بدارِ غرورِ - فجميعُ فعلِ المرءِ يلقاهُ غداً ... عندَ التقاءِ كتابهِ المَنْشورِ ابن البواب

- اعذرْ أخاكَ على نذالةِ خطهِ ... واغفِرْ نذالته لجودةِ ضَبْطهِ - فإذا أبانَ عن المعابي لم يكنْ ... تحسينُه إِلا زِيادةَ شَرْطه - واعلمْ بأن الخَّط ليس يرادُ من ... تركيبهِ إِلا تبينَ سمطه شاعر

- الخطُّ ليسَ له في العلمِ فائدةٌ ... وإنما هو تزينٌ بقِرْطاسِ - والدرسُ سؤلي لا أبغي به بدلاً ... بقدرِ علمِ الفتىْ يسمو على الناسِ أم الحسن بنت أبي جعفر الطنجالي

- الخَطُّ يبقى زماناً بعدَ صاحبه ... وصاحبُ الخَطِّ تحتَ الأرِضِ مدفون شاعر

-3- الخلق والاخلاق

-3- الخلق والاخلاق

- وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ ... وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ - وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ ... كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ علي بن أبي طالب

- إِن مازالتِ الناسَ أخلاقٌ يُعاشُ بها ... فإِنهم عندَ سوءِ الطبعِ أسواءُ المعري

- إِذا جاريْتَ في خُلُقٍ دنيئاً ... فأنتَ ومن تجاريهِ سواءُ أبو تمام

- حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومُرْبه ... ما بالجميلِ وبالقبيحِ خَفاءُ - إِن ضاقَ مالكَ عن صديقِكَ فالقَه ... بالبشرِ منكَ إِذا يحينُ لقاءُ محمد بن إبراهيم اليعمري

- إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً ... طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ - ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى ... بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ - فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً ... فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ - والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا ... علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ - والمالُ إِن لم تَدَّخِرْه محصناً ... بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ حافظ إبراهيم

- الناسُ أخلاقُهم سَتَّى وإِن جُلِبوا ... على تشابهِ أرواحٍ وأجسادِ - للخيرِ والشرِّ أهلٌ وُكِّلوا بهما ... كُلٌّ له من دواعي نفسِههادِ - منهمْ خليلُ صفاءٍ ذو محافطةٍ ... أرسَى الوفاءُ أواخيه بأوتادِ - ومشعرُ الغَدْرِ منحيٌ أضالعُه ... على سريرةِ غَمْرٍ غلُّها بادِ - مشاكسٌ خدعٌ جَمٌ غوائلُه ... يبدي الصفاء ويخفي ضربةَ الهادي - يأتيكَ بالبغي في أهلِ الصفاءِ ولا ... ينفكُّ يسعى بإصلاحِ لإِفسادِ الخريمي

- لم يكنْ من تلازمٍ بين أخلا ... قِ (أخلاق) البرايا وعلمِهم والذكاءِ جميل صدقي

- قد يحوزُ الإِنسانُ علماً وفَهْماً ... وهو في الوقتِ ذو نِفاقٍ مرائي - ربَّ أخلاقٍ صانَها من فسادٍ ... خوفُ أصحابِها من النقادِ - وإِذا لم يكنْ هنالكَ نقدٌ ... عمَّ سوءُ الأخلاقِ أهلَ البلادِ الزهاوي

- وما هذهِ الأخلاقُ إِلا مواهبٌ ... وإِلا حظوظٌ في الرجالِ تُقَسَّمُ البحتري

- هي الأَخْلاقُ تَنْبُتُ كالنباتِ ... إِذا سُقيتْ بماءِ المكرماتِ - فكيفَ تضنُّ بالأبناءِ خيراً ... إِذا نشاُوا بحضنِ السافلاتِ معروف الرصافي

- من البيئةِ الأخلاقُ تنشأُ في الفتى ... فتلكَ به في كلِّ يومٍ تؤثرُ جميل صدقي

- إِذا بيئةُ الإِنسانِ يوماً تغيَّرَتْ ... فأخلاقُه طِبْقاً لها تتغيرُ الزهاوي

- خالقِ الناسَ بخلقٍ حسنٍ ... لا تكنْ كلباً على الناسِ يهرْ - والقهمْ منكَ ببشرٍ ثم صنْ ... عنهمُ عرضَكَ عن كلِّ قَذرْ البغدادي

- والمرءُ بالأخلاقِ يسمو ذكْرهُ ... وبها يُفضلُ في الورى ويوقرُ - وقد ترى كافراً في الناسِ تحسَبُهُ ... جهنمياً، ولكنْ طَيُّةُ الطهرُ - وقد ترى عابداً تهتزُّ لحيتُه ... وفي الضميرِ به من كفرهِ سَقرُ - أوغلْ بدنياكَ لا تنسَ الضميرَ ففي ... طياتِه السرُ عندَ اللهِ ينحصرُ محمود الأيوبي

- لا تسألِ المرءَ عن خلائقِهِ ... في وجهِه شاهدٌ من الخبرِ سلم الخاسر

- خُلقان لا أرضى طريقَهما ... تيهُ الغنى ومذلةُ الفقرِ - فإِذا غنيتَ فلا تكنْ بِطَراً ... وإِذا افتقرْتَ فتِهْ على الدهرِ - واصبرْ فلستَ بواجدٍ خُلُقاً ... أدنى إِلى فَرَجٍ من الصبرِ ابن جرير الطبري

- اجتنبْ أخلاقَ من لم ترضَهُ ... لا تُعِبْهُ ثم تقفو في الأثَرْ عدي بن زيد

- وإِني رأيتُ الوَسْمَ في خُلُقِ الفتى ... هو الوسمِ لا ما كانَ في الشعرِ والجلد أبو تمام

- تعودْ صالحَ الأخلاقِ إِني ... رأيتُ المرءَ يلزمُ ما استعادا جرير

- والأَصْلُ في الأخلاقِ منعُ النفسِ ... عن سَفَهٍ وكذبٍ ورِجْسِ - والعدلُ في معاملاتِ الإنسِ ... فإِن تَشَبَّهْتَ بأهلِ القدسِ بعتَ دنيا فعلوْتَ المشتري محمد الوحيدي

- وليتَ الناسِ خَطّأ في وجوههِمُ ... تبينُ أخلاقُهم فيهِ إِذا اجتمعوا - ومن قالَ إِلي مقلعٌ عن خَليقَتي ... لشيءٍ فأيقنْ أنه ليس مُقْلِعا - فإنكَ إِن تجزعْ لشسمةِ صاحبٍ ... لينزعَ عنها لا تجدْ لكَ مَجْزعا أبو دهبل العرزمي

- لعمرَ ما الأخلاقُ في أمةٍ سوى ... أصولٍ لما كانتْ به تَتَكَيَّفُ - وما أمةٌ إِلا لها في اجتماعِها ... مَصِيراً على أخلاقِها تتوَقَّفُ محمد الأسمر المصري

- إِن التخلقَ يمكثُ ... أن يؤولَ إِلى الطبيعةْ - جُبلَ الأنامُ من العبا ... دِ (العباد) على الشريفةِ والوضيعةْ علي بن أبي طالب

- ما كلُّ منقبةٍ يُحاوَلُ نيلُها ... تحوى ولا كُلُّ المنازلِ تُرتقى ابن الخياط

- فلم أجدِ الأخلاقَ إِلا تخلقاً ... ولم أجدِ الأفضالَ إِلا تَفَضُّلا أبو تمام

- أحبُّ معاليَ الأخلاقِ جُهْدي ... وأكرَهُ أن أعيبَ وأن أُعابا - وأصفحُ عن سبابِ الناسِ حِلُماً ... وشَرُّ الناسِ من حبَّ السِّبابا الزبير بن بكار أو الحضرمي

- وأتركُ قائل العوراءِ عِمداً ... لأهلكَه وما أعيا الجوابا - ومن هابَ الرجالَ تهيَّبُوه ... ومن حقرَ الرجالَ فلن يُهابا القيرواني

- ألا إِن أخلاقَ الفتى كزمانِه ... فمنهنَّ بيْضٌ في العيونِ وسودُ - وقد يخملُلُ اللإِنسانُ في عنفوانِه ... وينبُه من بعدَ النُّهى فيسودُ - فلا تحسدنْ يوماً على فَضْلِ نعمةٍ ... فحسْبكَ عاراً أن يقالَ حسودُ المعري

- جمالُ الخُلق أفضلُ من جَمالٍ ... يغطي قبحَ خلقٍ في مليحِ - فكمْ من سوءِ خلقٍ في جميلٍ ... وكم من حُسْنِ نفسٍ في قبيحِ مسعود سماحة

- وانزعْ إِلى مكارمِ الأخلاقِ ... فإِنها من أنفسِ الأعلاقِ - تحميكَ من نوازعِ الملامةْ ... تمنحُكَ الإعزازَ والكرامةْ الشيخ عبد الله السابوري

- وكلُّ خلقٍ يؤاتيني تخلقُهُ ... إِلا عبادةَ مخلوقٍ لمخلوقِ شرف الأنصاري

- ومن شَرِّ أخلاقِ الرجالِ نميمةٌ ... متى ما تبعْ يوماً بها العرضَ ينفُقِ - وإِن امْرأً لا يتقي سُخْطَ قومهِ ... ولا يحفظُ القربى لغيرُ مُوَفَّقِ أبو زيد الأنصاري

- بَلَوْتُ أخلاقَ إِخواني فكم ثقةٍ ... مني بهم، ثم كم من بعدِها خَجْلَةْ شرف الأنصاري

- يا أيُّها المتحلي غبرَ شيمتهِ ... ومن خليقتِه الإفراطُ والمَلَقُ - ارجعْ إِلى خلقِك المعروفِ وارضَ به ... إِن التخلقَ يأتي دونَه الخُلُقُ - ولا يؤاتيكَ فيما نابَ من حَدَثٍ ... إِلا أخو ثقةٍ فانظرْ بمن تَثِقُ - لا مُنكرُ الحقِّ مظلوماً ولا وكلٌ ... في النائباتِ ولا هيابةٌ فَرِقُ - وإِنما الناسُ والدنيا على سَفَرٍ ... فناظرٌ آجلاً منهمْ ومُنْطَلِقُ سالم بن وابصة أو العرجي

- ومن يقترفْ خُلقاً سوى خلقِ نفسهِ ... يدعْه وتغلبْه عليه الطبائعُ - وأَدْوَمُ أخلاقِ الفتى ما نَشا به ... وأقصرُ أفعالِ الرجالِ البدائعُ الأعور الشني أو المخضع النبهاني

- صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه ... فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ - والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ ... والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ أحمد شوقي

- إِني أرى الناسَ بالأخلاقِ عائشةً ... وتلكَ باقبةٌ فيهم إِلى حينِ - ولا ثباتَ لأخلاقٍ بلا سَنَدٍ ... من العواطفِ والمعقولِ والدينِ جميل صدقي الزهاوي

- وإِذا أُصِيْبَ القومُ في أخلاقِهمْ ... فأقِمْ عليهم مَأْتَماً وعويلا أحمد شوقي

- لن يحمدوكَ على خَلقٍ ولا خُلقٍ ... إِذا رَاَوْكَ بلا عقلٍ ولا دينِ البحتري

- لا تجعلنَّ دليلَ المرءِ صورتهُ ... كم مُخْبِرٍ عن منظرٍ حسنِ الشريف الرضي

-4- الخلود والخلد

-4- الخلود والخلد

- كنْ كيفَ شئتَ فما الدنيا بخالدةٍ ... ولا البقاءُ على خلقٍ بمضمونِ - خُلِقْتَ من طينةٍ لما خُلِقْتَ فلم ... تربأْ بنفسِكَ أن تُهدى إِلى الطينِ - إِلى الترابِ يصيرُ الناسُ كلهمُ ... من مفقهنٍ بالغنى كفاً ومسكينِ - مبدلينَ بتربٍ عن ملابِسِهم ... وبالخشونةِ من خفضٍ ومن لينِ - قلْ للذي رَقَمَتْ أموالُه يدهُ ... يفني مُوَيْلِكَ مفني مالِ قارونِ الشريف المرتضى

- يَوَدُّ المرءُ في الدنيا خُلوداً ... وهل في هذهِ الدنيا خلودُِ - ويهوى أن يعيشَ بها سَعيداً ... وفَصْلُ القَوْلِ ليس بها سعيدُ - أباغيْ العدلِ لاتطلبْ محالاً ... فما للعدلِ في الدنيا وُجُدُ محمد الفراتي

- تَصَرَّمَتِ الدنيا فليسَ خلودُ ... وما قد ترى من بهجةٍ سَيَبيدُ - سيفنيكَ ما أفنى القرونَ التي مَضَتْ ... فكن مستعداً فالفناءُ عتيدُ علي الكسائي

- إِن امرأً يرجو الخلو ... دَ (الخلود) لمستطارُ اللهُّبِّ أخرقْ - أيظنُ أن يَبْقَى ولا ... يبقى لحَدِّ السيفِ رَوْنَقْ مسعود بن عقفان

- يرِّجي الخلودَ معشرٌ ضلَّ سعيُهمْ ... ودونَ الذي يرجُنَ غَولُ الغوائلِ - وليس الأماني في البقاءِ وإِن مضتْ ... بها عادةٌ إِلا أحاديثُ باطلِ البحتري

- وليس الخلدُ مرتبةً تُلَقَّى ... وُتؤْخَذُ من شفاهِ الجاهلينا - ولكن مُنْتَهى هِمَمٍ كبارٍ ... إِذا ذَهَبَتْ مصادِرُها بَقينا - وسِرُّ العبقريةِ حينَ يسري ... فينتظمُ الصنائعَ والفُنونا - وآثارُ الرجالِ إِذا تناهَتْ ... إِلى التاريخِ خيرِ الحاكمينا - وأخذكَ من فمِ الدنيا ثناءً ... وتركُكَ في مسامِعِعا طنينا أحمد شوقي

-5- الخمرة والنبيذ

-5- الخمرة والنبيذ

- أما النبيذُ فقد يزري بشاربهِ ... ولن ترى شارباً أزرى بع الماءُ - الماءُ فيه حياةُ الناسِ كلهمِ ... وفي النبيذِ إِذا عاقَرْتهُ الداءُ - يُقالُ هذا نبيذيٌ يعاقرهُ ... فيه عن البرِّ والخيراتِ إِبطاءُ اسحق بن سويد

- لا، ووعدِ الوصلِ باللح ... ظِ (باللحظ) على رغمِ الرقيبْ - واختلاسِ القبلةِ الحلو ... ةِ (الحلوة) من خدِّ الحبيب - وسماعٍ مسنطابٍ ... جاءَ في لفظٍ مصيبْ - ما سوى الراحِ لداءِ الهمِّ ... عندي من طبيبْ ابن وكيع التنيسي

- إِياكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، ... غالبةٌ، خابَ ذلكَ الغَلبُ - خابيةُ الراحِ ناقةٌ حفلتْ، ... ليس لها، غير باطلٍ، حلبُ - أشأمُ من ناقةِ البسوسِ على النا ... سِ، (الناس) وإِن يُنلْ عندَها الطلبُ - الباليةُ بابُ كُلِّ بليةٍ ... فتوقينَّ هجومَ ذاكَ البابِ - جرتْ مَلاماتِ الصديقِ وهجرهُ ... وأذى النديمِ، وفرقةَ الأحبابِ - هتكَتْ حجابَ المحصناتِ وجشمت ... مهنَ العبيدِ، تهضمُ الأربابِ المعري

- لعمرُك ما يُحْصَى على الكأسِ شَرُّها ... وإِن كانَ فيها لذةٌ ورخاءُ - مراراً تريكَ الغيَّ رُشْداً وتَارةً ... تخيلُ أن المحسنينَ أساءوا - وأن الصديقَ الماحضَ الودِّ مبغضٌ ... وأن مديحَ المادحينَ هجاءُ - وجرَّبتُ إِخوانَ النبيذِ فقلما ... يدومُ لإخوانِ النبيذِ إِخاءُ يزيد بن محمد المهلبي

- ثلاثةٌ تُعطي الفرحْ ... كأسٌ وكَوبٌ وقدحْ - ما ذُبحَ الزِّقُّ لها ... إلا وللهَمِّ ذَبَحْ ضياء الدين بن الأثير

- أخو الراحِ إِن قالَ قولاً وجدتَ ... أحسنَ مما يقولُ: الصموتا - ويشربُ منها إِلى أن يقيءَ ... ولا غروَ إِن قلتَ: حتى يموتا المعري

- حقوقُ الكأسِ والندمانِ خمسٌ ... فأوَّلُها التزينُ والوقارُ - وثانيها مسامحةُ الندامَىْ ... فكم حَمَتِ السماحةُ من ذمارِ - وثالثُها، وإِن كنتَ ابن خيرِ ال ... بريةِ (البرية) محتداً، تركُ الفخارِ - ورابعُها وللندمانِ حقٌ ... سوى حقِّ القرابةِ والجوارِ - إِذا حَدَّثْتَهُ فاكسُ الحديث ال ... ذي (الذي) حدَّثته ثوبَ اختصارِ - فما حُثٌ النبيذُ بمثلِ حسنِ ال ... أغاني (الأغاني) والأحاديثِ القصارِ - وخامسةٌ يدل بها أخوها ... على كرمِ الطبيعةِ والنجارِ - حديثُ ننساهُ جَميعاً ... فإِن الذنبَ فيه للعقارِ - ومن حكمتَ كأسكَ فيه فاحكمْ ... له بلإقا لةٍ عندَ العثارِ عبد الحمن العطوي

- أرى الخمرَ ناراً والنفوسَ جواهراً ... فإِن شربتْ أبدتْ طباعَ الجواهرِ - فلا تفضحنَّ النفسَ يوماً بشربِها ... إِذا لم تثقْ منها بحسنِ السائرِ علي الكاتب - هي الراحُ أهلاً لطولِ الهجاءِ ... وإِن خَصَّها معشرٌ بالمدحِ - فلا تفضحنَّ النفسَ يوماً بشربها ... ولا يطرْبنكَ مغنٍ صدحْ - ومن يفتقدْ لبهُ، ساعةً ... فقد ماتَ فيها بخَطْبٍ فدَحْ المعري

- رأيتُ النبيذَ يذلُّ العزيزَ ... ويكسو التقيَّ النقيَّ اتساخا - فهبني عذرتُ الفتى جاهلاً ... فما العذرُ فيه إِذا المرءُ شاخا الالباري

- هجرتُ الندامى خشيةَ السكرِ إِنما ... يُضيعُ الفتى أسرارَه حين يسكرُ عباس الأحنف

- تقولُ ابنتي: لا تشربِ الخمرَ والتمسْ ... شراباً سواهُ، والشرابُ كثيرُ - فقلتُ: ومن لي بالشرابِ الذي إِذا ... شَرْبتُ عرالي في العظامِ فِتورُ - أأشربُ تمراً ينفخُ البطنَ منتناً ... وأتركُها كالمسكِ حينَ تفورُ - فذلك أمرٌ عنه بمقصرٍ ... وإِن دارَ صرفُ الدهرِ حيث يدورُ السرادقي الذهلي

- أرى بشراً، عقولُهمْ ضعافٌ ... أزالوها لتعدمَ بالخمورِ - أبالو عن قبائحَ منكراتٍ ... فدعْ مالا يُبينُ من الأمورِ - وعاشو بالخداعِ، فكلُّ قومٍ ... تعاشرُ من ذئابٍ، أو نمورِ - حُمَّى ثلاثٍ في حُحميا علةٍ ... خيرٌ لنفسِكَ من ثلاثةِ أكؤسِ - لاتشربنَّ الخمرَ، فهي غويةٌ ... ساقتْ بأنعِمها طويلَ الأبؤسِ المعري

- شّرُّ الورى من عاشَ طولَ حياتهِ ... في الخمرِ منهمكاً وفي لذاتهِ - لا يَرْعوي عن غَيَّهِ وضلالِه ... وإِذا انتشى فإِلى الشقاءِ بذاتهِ - قد ضيعَ الدنيا وأذهبَ عقلَه ... والدينُ أصبحَ من كبارِ عداتهِ - إِن عاشَ فهو إِلى الضلالةِ سائرٌ ... أو ماتَ كيفَ يكونُ بعدَ مماتهِ - وكفاه من خِزْيٍ مقالةُ قائلٍ ... "لاتصحبَ السكرانَ في حالاته" الشيخ الطيب العقبي من الجزائر

- نومُ الغداةِ وشربٌ بالعشياتِ ... مُوَكَّلانِ بتهديم المروءاتِ شاعر

- يا شاربَ الخمرِ بعد النسكِ والدينِ ... وبعد ما تابَ عما رابَ مذ حينِ - أفسدْتَ دينكَ والسبعونَ أفسدتِ ... الدنيا، فلستَ بذي دُنياً ولا دينِ - وإِنما أنتَ فخارٌ تكسرَ، لا ... يرجىْ لنفعٍ، ولا يعتدُّ في الطينِ أسامة بن منقذ

- دعِ الخمرَ، تُصْحَ أخٍ إِنها ... لتُوهي القلوبَ وتردي النهى - وكلُّ المربين من كلِّ جيلٍ ... وكل النبيين عنها نَهَى - وكُلُّ أولي العزمِ قد سبَها ... وما في أولي الحزمِ من سَنَّها خليل مطران

- لقد ضلَّ من قالَ إِن المدامَ ... غذاءٌ لقلبِ الفتى والبدنْ - فكم أبعدتْ مؤمناً عن سماهُ ... وكم قريبْ مُدْمنِناً للكفنْ

-6- الخمول والكسل

-6- الخمول والكسل

- ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ ... إِنما الميتُ ميتُ الأحياءِ - إِنما الميتُ من تراه كئيباً ... كاسفاً با لُه قليلَ العَنَاءِ صالح عبد القدوس

- ارضّ الخمولَ تعشْ به نجوةٍ ... مما تخافُ ومن معاندةِ العِدا - دونَ المعالي غدوةٌ إِن خضتها ... متحقماً، أو ردْتَ مهجتكَ الردى - وإِذا سلمْتَ ونلتَ أيسر بغيةٍ ... منها جعلْتَ لكَ البريةَ حُسَّدا - فاسمعْ نَصيحةَ من يكادُ لعلمِه ... بالدهرِ يدري اليومَ بالآتي غدا أسمة بن منقذ

- ومن جعل الظلامَ له قعوداً ... أصابَ به الدجى خيراً وشرا أبو الشيص

- ما في الخمولِ سوى الخسرانِ من ثمنٍ ... وكيف ينعمُ من خسرانه ثمرُ عبد الله آل نوري

- إِن شئتَ ألا تُعَدَّ غِمْراً ... فخلِّ زيداً وخلِّ عَمْرا - واستعنْ باللهِ في أمورٍ ... ما زلنَ طولَ الزمانِ أمرا - ولا تخافْ مدى الليا لي ... للهِ حتى المماتِ أَمْرا - واقنعْ بما راجَ من طعامٍ ... والبسْ إِذا ما عريتَ طِمْرا محمد الخرساني النحوي

- لا تطرحْ خاملَ الرجالِ فقد ... تحتاجُ يوماً إِلى كفايتِهْ - فإِليكَ في النردِ وهو محتقرٌ ... خيرٌ من الشيشِ عند حاجتهْ بهاء الدين زهير

- متى أردتِ النيا نباهةَ خاملٍ ... فلا ترتقبْ إِلا خمُولَ نبيهِ - وما رَدَّ صَرفَ الدهر مثلُ مذهبٍ ... أبى الدهرُ أن يأتي له بشبيهِ البحتري

- إِذا ما شئتمُ دعةً وخَفْضاً ... فعيشوا في البريةِ خاملينا - ولا يعقدْ لكم أملٌ بخلقٍ ... وبيتوا للمهينِ آملينا المعري

- لا تَصْحَبِ الكسلانَ في حاجاتهِ ... كم صالحٍ لفسادِ آخَرَ يفسدُ - عَدْوى البليدِ إِلى البليدِ سريعةْ ... والجمرُ يوضعُ في الرمادِ فيخمدُ أبو بكر الخوارزمي

- قال العذولُ: لم اعتزلتْ عن الورى؟ ... وأقمْتَ نفسَكَ في المقامِ الأوهنِ - ناديت: طالبُ راحةٍ فأجابني ... أتعبتْهَا بطلابِ ما لم يمكنِ صفي الدين الحلبي

-7- الخوف والهول

-7- الخوف والهول

- لا تكوننْ للأمورِ هيوباً ... فإِلى خيبةٍ يصيرُ الهيوبُ شاعر

- خفْ دنياً كما تخافُ شريفاً ... صالَ ليث الشرى بظفرٍ ونابِ - والصلالُ التي تخافُ رداها ... شَرُّها في الرؤوسِ والأذنابِ - فاحذرْ من الإنسِ أدناهمْ وأبعدهمْ ... وإِن لقوكَ بتبجيلٍ وترحابِ المعري

- ركوُبكَ الهولَ مالم تلقَ فرصتهُ ... جهلٌ رمى بكَ بالاقتحامِ تغريرُ - أهونْ بدنيا يصيبُ المخطؤنَ بها ... حظَّ المصيبينَ والمغرورُ مغرورُ - فازرعْ صواباً وخذْ بالحزمِ حيطتهُ ... فلن يُذمَّ لأهلِ الحزمِ تدبيرُ - فإِن ظفرتَ مصيباً أو هلكتَ به ... فأنتَ عند ذوي الألبابِ معذورُ - وإِن ظفرتَ على جهلٍ ففزْتَ به ... قالوا: جهولٌ أعانَتْه المقدير كتاب طاهر ابن الحسين الى إبراهيم المهدي

- وما خيفةُ الإنسانِ إِلا غباوةٌ ... وخوفُ الردى للمرءِ شر من الردى - ومن مارسَ الأهوالَ في طلبِ الغنى ... يعيشْ مثياً أو يودَ فيما يمارسُ - وفتيانِ صدقٍ قد حرسْتُ من الردى ... وليس لمن لم يحرسِ الله حارسُ الشريف نهيك بن اساف

- فالهولُ بركبُهُ الفتى ... حذرَ المخازي والسآمهْ - والعبدُ يُقْرَعُ بالعصا ... والحُرُّ تكفيْهِ المَلامَهْ ابن مفرِّغ الحميري

- وقد يجزعُ المرءُ الجليدُ ويبتلي ... عزيمةَ رأي المرءِ نائبةُ الدهرِ - تعوده الأيامُ فيما ينوبُهُ ... فيقوى على أمر ويضعف عن أمر أبو حيان التوحيدي

- لعل الذي تخشاهُ يوماً به تنجو ... ويأتيكَ ما ترجوهُ من حيثُ لا ترجوا ابن القارح

- فيا ربَّ كرهٍ من حيثُ لم تخفْ ... ومسرورِ أمرٍ بالذي أنتَ خائفُ - أرى الناسَ ما لم تبلُ إِخوانَ ظاهرٍ ... وإِن تبلُ تنكرْ جلَّ ما أنْتَ عارفُ زنجي البغدادي

- وما الخوفُ إِلا ما تخوفَهُ الفتى ... ولا الأمنُ إلا ما رآه الفتى أمنا المتنبي

- كأن بلادَ اللهِ وهي عريضةٌ ... على الخائفِ المطلوبِ كفه حابلِ القتال - يُؤَدَى إِليه أن كلَّ ثنيةٍ ... تيممها توحي إِليه بقاتلِ - إِذا فزعْنا فإِن الأمنَ غايتُنا ... وإِن أَمِنَّا فما نخلو من الفَزَعِ - وشيمةُ الإِنسِ ممزوجٌ بها مللٌ ... فما تدومُ على صبرٍ ولا جَزَعِ الكلابي أو لبيد المعري

-8- الخير

-8- الخير

- سلِ الخيرَ أهلَ الخير قدماً ولا تسلْ ... فتىً ذاقَ طعمَ الخيرِ منذ قريبِ شاعر

- فلا تحسبنَّ الخيرَ لا شرَّ بعدهُ ... ولا الشرَّ سر جوجاً على من ترتبا - ولكن خليطاً من نعيمٍ وشدةٍ ... فإِن يأتِ خيرٌ فاخْشَ شراً معقِّبا عبد الله الجعفي

- وما كُلُّ صبحٍ يرتجي الناسُ خيَرةُ ... ولا كلُّ ليلٍ مظلمٍ يضمرُ الشرا الرصافي

- وما فيَّ من خيرٍ وشرٍ فإِنها ... سجيةُ آبائي وفعلُ جدودي - هم القومُ فرعي منهمُ متفرعٌ ... وعودُهمُ عند الحوادثِ عودي النجاشي

- ليس كُلُّ الخيرِ يأتي عاجلاً ... إِنما الخيرُ حظوظٌ ودَرَجْ - لا يزالُ المرءُ ما عاشَ له ... حاجةٌ في الصدرِ دأباً تَعْتَلِجْ - ربَّ أمرٍ قد تضايقْتَ به ... ثم يأتي اللهُ منه بالفرجْ أبو العتاهية

- لا تأملِ الخيرَ من قومٍ إِذا وَعَدوا ... وعودهمْ كحصاةِ الملحِ في سقرِ - فطالبُ العَوْنِ منهم عندَ شدتهِ ... كطالبِ الثلجِ من إِبليسَ في سقرِ مسعود سماحة

- الناسُ من يلقَ خيراً قائلون له ... ما يشتهي ولأمِّ المخطئِ الهبلُ القطامي

- وربًَّ حديثِ خيرٍ هاجَ خيراً ... وذكرِ شجاعةٍ بعثَ الشجاعا - ومن يتجرعَ الآلامَ حياً ... تسغْ عند المماتِ له اجتراعاً أحمد شوقي

- وما أدري إِذا يَمَّمْتُ أرضاً ... أربيدُ الخيرَ أيهما يلني - ألخيرُ الذي أنا أَبْتَغيْهِ ... أم الشرُّ الذي هو يبتغيني المثقب العبدي

- الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ إِذا جُبروا ... والشَّرُّ في الناسِ لا يفنى وإِن قُبِروا - وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحرِّكها ... أصابعُ الدهر يوماً ثم تنكسرُ - فلا تقولنَّ هذا عالمٌ علمٌ ... ولا تقولنَّ ذاكَ السيدُ الوَقِرُ - فأفضلُ الناسِ قطعانٌ يسيرُ بها ... صوتُ الرعاةِ ومن لم يمش يندثرُ جبران خليل جبران

- ما الخيرُ صومٌ يذوبُ الصائمون له ... ولا صلاةٌ ولا صُوفٌ على الجسدِ - وإنما هو تركُ الشرِّ مطرحاً ... ونفضكَ الصدرَ من غلّ ومن حَسَدِ المعري

- الخير خيرٌ وإِن طالَ الزمانُ به ... والشرُّ ما أوعَيْتَ من زادِ طرفة بن العبد

- إِذا كانَ يؤذيكَ حَرُّ المصيفِ ... وكربُ الخريفِ وبردُ الشتا - ويلهيكَ حسنُ زمانِ الريعِ ... ففعلُكَ للخيرِ قلْ لي متى؟ شاعر

- من يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازيَه ... لا يذهبُ العرفُ بين اللهِ والناسِ - من ساسَ خيراً رأى خيراً ومن وَلَدَتْ ... أفعالهُ الشرَّ لاقى شَرَّ ما تلدُ الحطيئة ابن أبي حصينة

- الخير زرعٌ والفتى حاصدٌ ... وغايةُ المزروعِ أن يُحْصدا - وأسعدُ العالمِ من قدَّم ال ... إحسانَ (الإحسان) في الدنيا لينجو غَدا محمد بن علي الهندي

- ذهبَ الخيرُ وسارَتْ أهلهُ ... وعلى الحُرِّ فسيحُ الكونِ ضاقْ - فتبصرْ لزمانٍ قد بغَى ال ... ناسُ (الناس) فيه وتنادَوا بالشقاقْ - وأضاعُوا العرفَ فيما بينهم ... وعلى المنكرِ قد شَدُّوا النطاقْ - أحسنُ الناسِ لديهم عشيةً ... أقدرُ الناسِ على صُنْعِ النفاقْ حفني ناصف

- والخيرُ يفعَلهُ الكريمُ بطبعِه ... وإِذا اللئيمُ سَخفا فذاكَ تكلُّفٌ - كنْ صاحبَ الخيرِ تنويهِ وتفعلهُ ... مع الأنامِ على أن لا يدينوكا - إِذا طلبتَ نداهم صرتَ ضدهم ... وإِن ترد منه عزاً يهينوكا - فعشْ بنفسِكَ فلإخوانُ أكثرهمْ ... إِلا يشينوكَ يوماً لا يَزينوكا - وكم أعانكَ ناسٌ ما استعنت بهم ... أو استعنت بقومٍ لم يعينوكا المعري

- وأصلحْ ببعضِ القومِ بعضاً فإِنه ... يداوي بلحمِ الصِّل شرُّ سمامهِ علي التهامي

- أرى الخيرَ في الأحياءِ ومضَ سحابةٍ ... بدا خلياً والشرُّ ضربةَ لازمِ - جهلتُ كجهل الناسِ حكمةَ خالقٍ ... على الخلقِ طراً بالتعاسةِ حاكمِ معروف الرصافي

- صمٌ إِذا سَمِعوا خيراً ذَكَرْتُ به ... وإِن ذُكِرْتُ بسوءٍ عندهم أذنوا - إِن يسمعو سيئاً طاروا به فَرَحَاً ... مني وما سَمِعوا من صالحٍ دَفَنُوا - جهلاً علينا وجبناً عن عدوهم ... لبئِست الخلتان الجهلُ والجبنُ قعنب ابن أم صاحب

- وإِذا الدنيا خلتْ من خَيِّرٍ ... وخَلَتْ من شاكر هانتْ هوانا أحمد شوقي

- واللبُّ حاربَ تركيباً يجاهدهُ ... والناسُ في الدهرِ مثل الدهرِ قسمانِ - خيرٌ وشرٌّ وليلٌ بعده وضحٌ ... فالعقلُ والطبعُ حتى الموتِ خصمانِ - أعوذ باللهِ من قومٍ إِذا سَمِعوا ... خيراً أسَرُّوه أو شَراً أذاعوه - مالي رأيْتُ دعاةَ الغيِّ ناطقَةً ... والرشدُ يصمتُ خوفَ القتلِ داعوهُ المعري

- وخيرُ الأمرِ ما استقبلْتَ منه ... وليس بأن تتبعهُ اتِّباعا - ومعصيةُ الشفيقِ عليكَ مما ... يزيدُكَ مرةً منه اْستِماعا القطامي

- عليكَ بفعلِ الخيرِ لو لم يكنْ له ... من الفضلِ إِلا حُسْنُه في المسامعِ المعري

- ولم أرَ مثلَ الخيرِ يتركهُ امرؤٌ ... ولا الشر يأته امرؤٌ وهو طائعُ - ولا كاتقاءِ اللَّهِ خيراً بقيةً ... وأحسن صوتاً حينَ يسمعُ سامعُ - ولا كالمنُى لا ترجعُ الدهرَ طائلاً ... لو أن الفتى عنهنَّ بالحقِّ قانعُ - ولا كذهابِ المرِ في شأنِ غيرِه ... ليشغلَه عن شأنهِ وهو ضائعُ بشر بن سليمان

- يا شروا الخيرَ يدفعِ الشر عنكم ... إنما الخيرُ عصمةٌ وسلامُ - كُلُّ من ضربٍ من الجميلِ جميلٌ ... غيرَ أن العزيزَ فيه التمامُ خليل مطران

- أخي ما نحنُ من حَزْمٍ على ثقةٍ ... حتى نكونَ إِلى الخيراتِ نستبقُ أبو العتاهية

- فمن يلقَ خيراً يحمد الناسُ أمره ... ومن يغو لا يعدمْ على الغيِّ لائما - ألم ترَ أن المرءَ يجذمُ كفِّهُ ... ويجشمُ من لومِ الصديق العظائما المرقش الأصغر

- لاتُتْبِعِ الخيرَ مناً فهو يُفسدُه ... سيانَ عندي مناعٌ ومنانُ رجاء الأنصاري

- لا ينفعُ الميتَ سوى ... صالحةٍ مُدَّخَرَهْ - قد ترفعُ السوقةَ عن ... دَ (عند) اللهِ فوقَ القيصره - من لا يصيبْ فالناسُ لا ... يلتمسون المعذرةْ أحمد شوقي

- للخيرِ أهلٌ لا تزا ... لُ (تزال) وجوهُهم تدعو إِليهْ - طوبي لمنْ جرتِ الأمو ... رُ (الأمور) الصالحاتُ على يديهْ - ما لم يضيقْ خُلُقُ الفتى ... فالأرضُ واسعةٌ عليهْ عبد العزيز الأبرش

- لا يمنعنَّكَ من بَغا ... ءِ (بغاء) الخيرِ تعقيدَ التمائمْ - ولا التشاؤم بالعطا ... س (بالعطاس) ولا التيمن بالمقاسمْ - إِني غَدَوْتُ وكنتُ لا ... أغدو على واقٍ وحائمْ - فإِذا الأشائمُّ كالأيا ... منِ (كالأيامن) والأيامنُ كالأشائمْ - وكذاكَ لا خيرٌ ولا ... شرٌ على أحدٍ بدائمْ - قد خطَّ ذلكَ في الزبو ... رِ (الزبور) الأولياتِ القذائمْ المرقش أو المرَّقمْ المعروف بابن الواقفية

- دَعِ التكاسلَ في الخيراتِ تقبلُها ... فليس يسعدُ بالخيراتِ كسلانُ - من كانَ للخيرِ مناعاً فليس له ... على الحقيقةِ إِخوانٌ وأخدانُ أبو الفتح البستي

- اطْوِ الضميرَ على خيرٍ لذاكَ وذا ... ولا تدنسه شراً حينَ تَطْويهِ - فالمرءُ ربما يطوي لصاحبهِ ... سوُءاً فيعطى الذي يَنوي له فيه الشريف العقيلي

-9- الخيانة

-9- الخيانة

- بَجَلي منكَ إِذا ما خُنتني ... ليس لي في َوصْل خوَّانٍ أربْ - لا أحِبُ المرءَ إِلا حافظاً ... ربقةَ العهدِ على كلِّ سببْ شريح بن عمران اليهودي

- أخلقْ بمن رضي الخيانةَ شيمةً ... أن لا يُرى إِلا صريعَ حوادثِ - ما زلتٍ الأرزاءُ تُلحقُ بؤسها ... أبداً يغادرِ ذمةٍ أو ناكثِ شاعر

- ما ركبَ الخائنُ في فعلِه ... أقبحَ مما ركبَ السارقُ - هذي طباعُ الناسِ معروفةٌ ... فخالطوا العالمَ أو فارقوا المعري

- تولتْ بهجةُ الدنيا ... فكُلُّ جديدِها خَلَقُ - وخانَ الناسُ كُلُّهمُ ... فما أدري بمن أثقُ - رأيتُ معالِمَ الخيرا ... تُ (الخيرات) سدتْ دونَها الطرقُ - فلا حسبٌ ولا أدبٌ ... ولا دينٌ ولا خُلقُ محمد بن القاسم الهاشمي

- من خانَهُ الدهرُ خانته صنائعُهُ ... وعادَ ذنباً له ما كانَ إِحسانا - ولا ترى الدهرَ إِلا حربَ مضطهدٍ ... وجالبين على المخذولِ خِذْلانا - والحظُّ بيني لك الدنيا بلا عمدٍ ... ويهدمُ الدِّعمَ الطولى إِذا خانا - لا تأمنَنَّ امرأً خانَ امرأً أبداً ... إِن من الناسِ ذا وجهين خوَّانا الأعور الشني

الباب الثامن: باب الدال

الباب الثامن: باب الدال

-1- داري وجامل

-1- داري وجامل

- داري الناسَ إِذا ناجَيتهم ... إِنما الناسُ كأمثالِ الشجرْ - منهُ المَذْمومُ في مَنْظرِهِ ... وهو صُلْبٌ عودهُ حلوُ الثمرْ رجل من عبد القيس

- ما دمْتَ حياً فدارِ الناسَ كلَّهمُ ... فإِنما أنتَ في دارِ المداراةِ - من يدرِ دارَى ومن لم يدرِ سوف يرى ... عما قليلٍ نديماً للنداماتِ أحمد الخطابي أبو سليمان

- ومن لا يصانعْ في أمورٍ كثيرةٍ ... يضرسْ بأنيابٍ ويُوطأ بمنسمِ زهير بن أبي سلمى

- من لم يكنْ لعيشهِ مُدارِيا ... عاداهُ من كانَ له مُواليا - ولا غنَى للفاضلِ الكبيرِ ... عن المداراةِ ولا الصغيرِ - يستجلبُ النفعَ بها الحكيمُ ... ويدركُ الحظَّ بها المحرومُ - من وَاربَ الناسَ يخاتلوهُ ... ومن يُصانعْهمْ يُجاملوهُ الشيخ عبد الله السابوري

- وداريتُ كلَّ الناسِ لكنْ حاسدي ... مُداراتهُ عَزَّتْ وعزَّ منالُها - وكيفَ يداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ ... إِذا كان لا يُرضيهِ إِلا زوالهُا الشافعي

-2- الدنيا

-2- الدنيا

- إِذا الدنيا تأملَها حكيمٌ ... تبينَ أن معناها عبورُ - فبينا أنتَ في ظِلِ الأماني ... بأسعدِ حالةٍ إِذا أنتَ بورُ بديع الزمان الهمذاني

- المرءُ يجمعُ والدنيا مفرقةٌ ... والعمرُ يذهبُ والأيامُ تختلسُ - ونحنُ نخبطُ في ظلماءَ ليس بها ... بدرٌ يضيءُ ولا نجمٌ ولاقَبَسٌ - فكم نرتَّقُ خرقاً ليس مرتتقاً ... فيها ونَحْرسُ شيئاً ليس يَنْحرسُ - وكم نَذِلُ وفينا كلُّ ذي أَنَفٍ ... ونستكينُ وفينا العزُّ والشوَسُ - وكيفَ يَرْضى لبيبٌ أن يكونَ له ... ثوبٌ نقيٌ وعِرضٌ دونه دنسُ - أم كيفَُ يطبقُ يوماً جفنُ ذي دَنَسٍ ... وخَلْفهُ فاغرٌ للموتِ مُفْتَرِسُ الشريف المرتضى

- تبكي على الدنيا رجالٌ لم تَجِدْ ... للعمرِ من داءِ المنون شفاءَ - والدهرُ مخترمٌ تشنُّ صروفُه ... في كلَ يوم غارةً شعواءَ - وكأننا في العيشِ نطلبُ غايةً ... وجميعنا يدعُ السنينَ وراءَ - واشتمَّ تربَ الأرضِ تعلمْ أنها ... جرباءُ تحدثُ كلَّ يومٍ داءَ الشريف الرضي

- وإِن امرأً دنياهُ أكبرُ همهِ ... لمستمسِكٌ منها بحبلِ غرورِ هانئ بن توبة

- لا دارَ للمرءِ بعدَ الموت يسكنُها ... إِلا التي كانَ قبلَ الموتِ يبنيها - فإِن بناها بخيرٍ طابَ مسكنها ... وإِن بناها بشرٍ خابَ بانيها - لكلِّ نفسٍ وإِن كانت على وجلٍ ... من المنيةِ آمالٌ تقويها - فالمرءُ يبسُطها والدهرُ يقبضُها ... والنفسُ تنشرُها والموتُ يَطْويها علي بن أبي طالب

- أخا الدنيا أرى دنياكَ أفعى ... تبدل كلَّ آونةٍ إهابا - ومن عجبٍ تشيِّبُ عاشِقيها ... وتفنيهمْ وما برحَتْ كِعابا - فلم أَرَ غيرَ حكم اللَّهِ حُكْماً ... ولم أرَ دونَ بابِ اللهِ بابا أحمد شؤقي

- ألا يا طالبَ الدنيا ... دعِ الدنيا لشانيكا - إلى كم تطلب الدنيا ... وظلُّ الميلِ يكفيكا أبو العتاهية

- انظرْ إِلى لاعبِ الشطرنج يجمعُها ... مغالباً ثم بعدَ الجمعِ يرميها - كالمرءِ يكدحُ للدنيا ويجمعُها ... حتى إِذا ماتَ خَلاَّها وما فيها أسامة بن منقذ

- نقمتَ على الدنيا ولا ذنبَ أسلفت ... إِليك فأنت الظالم المتكذبُ - وَهبْها فتاةً عليها جنايةٌ ... بمن هز صَبٌ في هَواها مُعَذَّ بُ المعري

- ومن صَحِبَ الدنيا طويلاً تقلبَتْ ... على عينهِ حتى يرى صِدْقَها كذبا المتنبي

- خَطبتني الدنيا فقلتُ لها ارجعي ... إِني أراكِ كثيرةَ الأزواجِ الشريف الرضي

- أصاحِ هي الدنيا تشابهُ ميتةً ... ونحنُ حواليها الكلابُ النوابحُ - فمن ظلَّ منها آكلاً فهوَ خاسرٌ ... ومن عادَ عنها ساغباُ فهو رابحُ - ومن هوي الدنيا الكذوبَ فإِنه ... رهينٌ بثوبي ذلةٍ وصغار - إِذا هيَ جادَتْ خسرتْ وإِذا أبتْ ... فكم حسرتْ من جلةٍ وصغارِ - يكونُ أخو الدنيا ذليلاً موطأ ... وإِن قيلَ في الدهرِ الأميرُ الؤيد - ولا بد من خَطْبٍ يصيبُ فؤادَهُ ... بسهمٍ فيضحيْ الصائدَ المتصيدُ المعري - مالي رأيتُ بني الدنيا قد اقْتتَلوا ... كأنما هذهِ الدنيا لهمْ عرسُ - إِذا وّصَفْتْ لهم دنياهمُ ضَحِكوا ... وإِن وَصَفْتُ لهم أخراهُم عَبَسوا أبو العتاهية

- إِذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ تكشفَتْ ... له عن عدوٍ في ثيابِ صديقِ أبو نواس

- أطلْ جفوةَ الدنيا وتهوينِ شأنِها ... فما العاقلُ المغرورُ منها بعاقلِ - لاتعبَ بالدنيا فكائنْ أرَتْ ... فافضلَها تابعَ مفضولِها البحتري

- أبدأ تَسْتَردُ ما تهبُ الدن ... يا (الدنيا) فياليتَ جودَها كان بُخْلا - وهيَ معشوقةٌ على الغدرِ لا تح ... فظُ (تحفظ) عهداً ولا تُتَسِّمُ وصَلا المتنبي

- تخادُعنا الدنيا بطيبِ نسيمها ... وما هوَ إِلا الشهدُ خالطه السمُّ - وتلتذُّ بالأنفاسِ جهلاً نفوسُنا ... وما نفسٌ إِلا وفيهِ لها كَلْمُ فتيان الشاغور

- لعمرُكَ ما الدنيا بدارِ إِقامةٍ ... ولا الحيُّ في حالِ السلامةِ آمنُ المعري

- إِن للهِ عِباداً فطنا ... تَركوا الدنيا وخافوا الفِتَنا - نظروا فيها فلما عَلِموا ... أنها ليست لحيٍ وَطَنا جَعلوُها لجةً واتخذوا صالحَ الأعمالِ فيها سُفُنا الشافعي

- هي الدنيا فلا يَحْزنْكَ منها ... ولا من أهلِها سَفَهٌ وعَابُ - أتطلبُ جيفةً لتنالَ منها ... وتنكرَ أن تهارشَكَ الكلابُ ظافر الحداد

- هي الدنيا تحبُ ولا تحابي ... وتصحبُ ثم تغدرُ بالصحابِ - فلا تعجبْ من الأضدادِ وانظرْ ... إِلى ضحكِ المشيبِ مع انتحابي الصاحب شرف الدين الأنصاري

- في هذه الدنيا ومن ... فيها لنا أَبَاً عِظاتُ - إِما صروفٌ مقبلا ... تُ (مقبلات) أو صروفٌ مُدْبراتُ - وحوادثُ الأيامِ في ... نا (فينا) آخِذلتٌ مُعْطِياتُ الشريف المرتضى

- وغايةُ هذه الدنيا فسادٌ ... فكيفَ تكون منها في صلاحِ عبد العزيز السعدي

- لا تركنَّ إِلى دارِ الغرورِ ولا ... تسكنْ إِلى وطنٍ فيها ولا وطرِ - وسالمِ الناسَ تسلمْ من مكائدِهم ... مُسَلِّماً لقضاء اللهِ والقدرِ - كم محنةٍ بدرَتْ ما كنتَ تأملُها ... ومِحْنةٍ لم تكنْ منها على حذرِ زين الدين بن عبد المحسن

- دنياكَ، لو حاورَتْكَ ناطقةً ... خاطبتَ منها بليغةً لسَنِةْ المعري

- لا تبخلنَّ بدنيا وهي مُقْبِلةٌ ... فليس ينقصَها التبذيرُ والسَّرَفُ - وإِن تولتْ فأحرى أن تجودَ بها ... فالحمدُ إِذا ما أدبَرتُ خلفُ خلف بن خليفة

- دنياكَ عشْ مائةً فيها وعسْ مائةً ... أخرى فكلُّ مئاتِ العمرِ طيفُ كرى - ما لابنِ آدمَ في الدنيا يعيشُ بها ... سوى رغيفٍ وسِرْبالٍ به اسْتتَرا قيصر سليم الخوري

- وإِنا لفي الدنيا كراكبِ لجَّةٍ ... نظنُ وقوفاً والزمانُ بنا يسري علي التهامي

- احذرْ من الدنيا ولا ... تغترَّ بالعمرِ القصيرِ - وانظرْ إِلى آثارِ من ... صَرَعَتْه منا بالغرورِ - عَمَروا وشادو ما تَرا ... هُ (تراه) من المنازلِ والقصورِ - وتحوَّلوا من بعدِ سُكنا ... ها (سكناها) إِلى سُكنى القبورِ أسامة بن منقذ

- لا تخدعنكَ بعد طولِ تجاربِ ... دنيا تغرُّ بوصلِها وستقطعُ - أحلامُ نومٍ أو كظلٍ زائلٍ ... إِن اللبيبَ بمثلِها لا يُخدعُ ابن أبي حصينة

- كنْ من الدنيا على وجلِ ... وتوقعْ سرعةَ الأجلِ - آفةُ الألبابِ كامنةُ ... في الهوى والكسبِ والأملِ - تخْدعُ الأنسانَ لذتُها ... فهي مثلُ السمِّ في العملِ - أنتَ في دنياكَ في عملٍ ... واللياليْ فيكَ في عملِ ظافر الحداد

- إِنما الدنيا فناءٌ ... ليس للدنيا ثبوتُ - إِنما الدنيا كبَيْتٍ ... نَسَجَتهُ العنكبوتُ - ولقد يكفيكَ منها ... أيها الطالبُ قُوْتُ - ولعمري عن قليلٍ ... كلُّ من فيها يموتُ علي بن أبي طالب

- تؤملُ في الدنيا طويلاً ولا تدري ... إِذا جُنَّ ليلٌ هل تعيشُ إِلى الفجرِ - فكم من صحيحٍ ماتَ من غيرِعِلَّةٍ ... وكم من عليلٍ عاشَ دهراً إِلى دهرِ - وكم من فتىً يمسي ويصبحُ آمناً ... وقد نُسِجَتْ كفانهُ وهو لا يدريِ - ومن يصحبِ الدنيا يكنْ مثلَ قابضٍ ... على الماءِ خانته فروجُ الأصابعِ علي بن أبي طالب

- أخيَّ إِنا لفي دارٍ نصيبُ بها ... جَهْلاً ونحنُ لها في الذمِّ نتفقُ أبو العتاهية

- إِنما الدنيا كظلٍ زائلٍ ... أو كضيفٍ باتَ ليلاً فارتحلْ - أو كطيفٍ قد يراهُ نائمٌ ... أو كبرقٍ لاحَ في أفقِ الأملْ - يا من بدنياهُ اشتغلْ ... وغَرَّهُ طولُ الأملْ - الموتُ يأتيْ بغتةً ... والقبرُ صندوقُ العملْ علي بن أبي طالب

- تأملْ في الوجودِ بعينِ فكلرٍ ... ترى الدنيا الدنيَّةَ كالخيالِ - ومن فيها جميعاً سوفَ يفْنى ... ويبقى وجهُ رَبِّكَ ذي الجلالِ شاعر

- ألا يا سائقَ الأطغانِ عرجْ ... وسلْ تلكَ المدائنَ من بناها - فسوف تجيبكَ الخرباتُ فيها ... بكلِّ سريرةٍ ملكتْ يداها - ستخبركَ الرسومُ بأن قوماً ... بنوها في الدنا وحَمَوا حِماها - وأن بهم شريفاً مستقيماً ... بعيداً في السريرةِ عن خناها - وفيهم من تخلقِهِ رياءٌ ... إِذا ذكرَ الدنا جَهراً نعاماً - يحذرُ قومَهُ مما حَوَتْهُ ... ويتبعُ نفسَهُ سراً هَواها - إِذا نالتْ بها طعاماً ... بأيِّ وسيلةٍ سامى وباها - وفيهمْ من قلى الدنيا عفافاً ... وَطلَقَّ حبها وجفى مُناها - إِذا ما أبصرتْ عيناهُ منها ... زَحافها تفكرَ في فناها - وتلكَ طبيعةُ الدنيا فما من ... ضَحُوكٍ بالدنا إِلا بَكاها عبد الكريم بن جهيمان

- دخلَ الدنيا أناسٌ قبلَنا ... رَحلوا عنها وخَلوها لنا - ونزلناها كما قد نزَلوُا ... ونُخَلِّيها لقومٍ بعدنا ذو الكفايتين

- بنو الدنيا بجهلٍ عَظَّموها ... فجلتْ عندهم وهي الحقيرةْ - يهارشُ بعضُهمْ بعضاً عليها ... مهارشةَ الكلابِ على العقيرةْ ابن وسادة

- تحرزْ من الدنيا فإِن فناءَها ... مَحَلُّ لا مَحَلُّ بقاءِ - فصفوتُها ممزوجةَ بكدورةٍ ... وراحتُها مقرونةٌ بعناءِ علي بن أبي طالب

- ألا إِنما الدنيا على المرءِ فتنةٌ ... على كلِّ حالٍ أقبلَتْ أم تولَّتِ الجرهمي

- يا من تبجحَ في الدنيا وزخرفِها ... كنْ من صروفِ لياليها على حذرِ - ولا يغرنكَ عيشٌ إِن صفا وعفا ... فالمرءُ غررِ الأيامِ في غررِ - إِن الزمانَ إِذا جربْتَ خِلْقَتَهُ ... مقسَّمُ الأمرٍ بين الصفوِ والكدرِ ابن المعتز أو أبو الفتح البستي

- حكمُ المنيةِ في البريةِ جارِ ... ما هذهِ الدنيا بدارِ قرارِ - بينا يُرى اللإِنسانُ فيها مخبراً ... حتى يُرى خبراً من الأخبارِ - طُبعتْ عاى كدرٍ وأنت تُريدُها ... صَفْواً من الأقذاءِ والأكدارِ - والنفسُ إِ رضيتْ بذلكَ أو أبتْ ... منقادةٌ بأزمَّمةِ الأقدارِ - فاقضوا مآربكم عجالاً إِمنا ... أعمارُكم سفرٌ من الأسفارِ - وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبادروا ... أن تستردَّ فإِنهن عَوَارِ - فالدهرُ يخدعُ بالمنى ويغضُّ إِن ... هنَّى ويهدمُ ما بنى ببوارِ - ليس الزمانُ ولو حرصتَ مسالماً ... خُلُقُ الزمانِ عداوةُ الأحرارِ علي التهامي

- ما أبقَتِ الدنيا على ناسكٍ ... كلا ولا تمَّتْ لمستهتِرِ - سرورُها يشرفُ عن حزنِها ... كأنها ضحكةُ مستعبرِ ابن خاتمة الأندلسي

- لا تكذبنَّ فما الدنيا براجعةٍ ... ما فاتَ من لذةِ الدنيا وما سَلَفا البحتري

- لقد غَرَّتِ الدنيا رجالاً فأصبحوا ... بمنزلةٍ ما بعدَها متحوَّلُ - فساخطُ عيشٍ ما يبدلُ غيره ... وراضٍ بعيشٍ غيره سيبدِّلُ - وبالغُ أمرٍ كان يأملُ غيرَه ... ومُصطلمٌ من دونِ ما كان يأملُ محمد بن المسنير

- تباً لطالبِ دنياً لا بقاءَ لها ... كأنما هي في تصريفِها حُلُمُ - صفاؤُها كدرٌ سراؤُها ضررٌ ... أمانُها غَدرٌ أنوارُها ظلمُ - شبابُها هَرمٌ راحاتُها سقمٌ ... لذاتها ندمٌ وجدانُها عدمُ - فخلِّ عنها ولا تركنْ لزهرَتِها ... فإِنها نِعَمٌ في طيَّها نِقَمُ لسان الدين الخطيب

-3- الدين

-3- الدين

- فما بالُ أديانِ العبادِ تعددت ... وفَرَّقَهُمْ بالبطلِ مختلفُ الكتبِ؟ - أمات ملاكُ الحب إِبليسُ حقدهم ... يدفعُهم من ويلِ حربٍ إِلى حربِ نقولا حداد

- خسرَ الذي تركَ الصلاةَ وخابا ... وأبلى مَعاداً صالحاً ومآبا - إِن كان يجحدُها فحسْبُكَ أنه ... أضحى بربكَ كافراً مُرْتابا - أو كان يتركُها لنوعٍ تكاسلٍ ... غَطىَّ على وجهِ الصوابِ حجابا شاعر

- إِن النجومَ الزهرَ في غسقِ الدجا ... يا غِرُّ لاتغني عن المصباحِ محمد الفراتي

- الدينُ هجرُ الفتى اللذاتِ عن يُسُرٍ ... في صحةٍ واقتدارٍ منه ما عمرا - اركعْ لربكَ في نهاركَ واسجدِ ... ومتى أطلقْتَ تهجداً فتهجَّدِ - أنهاكَ أن تلي الحكومةَ، أو تُرى ... حِلفَ الخطابةِ أو إِمامَ المسجدِ المعري

- والدينُ في الدنيا كماءٍ آسنٍ ... تتجدَّدُ الدنيا ولا يتجددُ الياس فرحات

- نبذتمُ الأديانَ من خلفكم، ... وليس في الحكمةِ أن تُنبذا - لا قاضيَ المصرِ أطعتمْ ولا ... الحبرَ، ولا القشَّ، ولا الموبذَا - إِن عُرِضَتْ ملتكمْ، بينهمْ ... قال جميعُ القومِ: لاحبذا المعري

- لا تقبلو في الدينِ ما يَرْوونهُ ... إِلا إِذا ما صحَّ في الأنظارِ - انضوا القديمَ وبالجديدِ نوشَّحُوا ... حتامَ تختالون الأطمارِ - وتَخَلَّصوا من نيرِ كلِّ خَرافةٍ ... خرقاءَ تلقي الريبَ في الأفكارِ - وتحرروا من قيدِ كلِّ عقيدةٍ ... سوداءَ ما فيها هُدى للساري جميل الزهاوي

- إِذا أبقتِ الدنيا على المرءِ دينهُ ... فما فاتَهُ منها فليس بضائرِ أبو العتاهية

- فالأصلُ في الأديانِ صدقُ المعتقدْ ... والبعدُ عن كبائرٍ قد يُنتقدْ - ثم أداءُ الفرضِ ما قامَ الجسدْ ... وفرعهُ نوافلٌ للمجتهدْ ثم جهادُ النفسِ بالتدبيرِ محمد الوحيدي من قصيدته نصف العيش

- مالنا نعبدُ العبادَ إِذا كا ... ن (كان) إِلى اللهِ فقرُنا وغنانا؟ البحتري

- لم يبرحِ الناسُ حتى أحدثوا بِدَعاً ... في الدينِ بالرأيِ لم يَبْعَثْ بها الرُّسْلُ - حتى استخفَّ بدين اللهِ أكثرُهم ... وفي الذي حملوا من حقهِ شغلُ الشافعي

- ما للأنام؟ وجدتهمْ، من جهلهمْ ... بالدين، أشباه النعَّام، أو النعمْ - فمجادلٌ، وصلَ الجدال، وقدرى ... أن الحقيقةَ فيه ليس كما زَعَمْ - خابَ الذي سارَ عن مرتحلاً ... وليس في كفَّهِ من دينهِ طرفُ - لا خيرَ للمرءِ إِلا خيرُ آخرةٍ ... يبقي عليه، فذاك العز والشرفُ - إِذا الحرُّ لم ينهضْ بفرضِ صلاتهِ ... فذاكَ عبدٌ، من الدهرِ آبقُ المعري

- نرفعُ دنيانا بمتزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرفعَ عدي بن زيد العبادي

- أغايةُ الدينِ أن تُخْفُوا شواربَكم؟ ... يا أمةً ضحكتْ من جهلِها الأممُ المتنبي

- اثنانِ أهلُ الأرضِ: ذو عقلٍ بلا ... دينٍ وآخرُ ديِّنٌ لا عقلَ له - سبحْ وصلِّ وطفْ بمكةَ زائراً ... سبعينَ، لاسبعاً، فلستَ بناسكِ - جهلَ الديانةَ من إِذا عرَضتْ له ... أطماعُهُ، لم يُلفَ بالمتماسِكِ - تدينَ غاويهمْ حذارَ أميرهِم ... فلما انقضَتْ أيامُهُ ذهبَ النسكُ - عليكَ بتقوى اللهِ في كلِّ حالةٍ ... فإِن الذي نَصَّ الركابَ سيبركُ - تباينَ في الدينِ المقالُ، فجاحدٌ ... وصاحبُ توحيدٍ، وآخرُ مشتركُ - إِنما هذه المذاهبُ أسبا ... بٌ (أسباب) لجذبِ الدنيا إِلى الرؤساءِ - فانفردْ ما استطعتَ فالقائلُ الصا ... دقُ (الصادق) يُضْحي ثقلاً على الجلساءِ - وقد فتشتُ عن أصحابِ دينٍ، ... لهم نُسْكٌ وليس لهم رياءُ - فألفيتُ البهائمَ لا عقولٌ ... تقيمُ لها الدليلَ، ولا ضياءُ - وإِخوانُ الفطانةِ في اختيالٍ، ... وأما الأولونَ، فأغبياءُ - رويدكَ قد غُرِرْتَ، وأنتَ حرٌ ... بصاحبِ حيلةٍ يعظُ النساءَ - يُحَرَّمُ فيكمُ الصهباءَ صُبْحاً ... ويَشْرَبُها على عمدٍ مساءَ - يقولُ لكم: غَدَوْتُ بلا كِساءٍ ... وفي لذاتِها رهنَ الكساءَ - لإِذا فعلَ الفتى ما عنه يَنْهى ... فمن جهتين لا جهةٍ أساءَ - الدينُ إِنصافُكَ الأقوامَ كُلَّهُمُ ... وأيُّ دينٍ لأبي الحقِّ إِن وجبنا المعري

- تكاثَرَتِ الدُّعُاةُ بكُلِّ فجٍ ... ولكن ليس ثمةَ من يُجيبُ - وكيف يفيدُ نُصْحُكَ مُسْتهاماً ... وقلبُكَ من مقامِكَ مستريبُ - إِذا خَلَتِ النصيحةُ حينُ تُسدى من ... الإخلاصِ مَخَّبْتها القلوبُ - وهل تَثِقُ النفوسُ بقولِ داعٍ ... وتعلمُ أن قائلَهُ كَذوبُ محمد سليم الجندي

- ورجالُ الأديانِ أصنامُ شركٍ ... باسمِ تدليسِها المسخَّر تعَبدْ - بُعِثَ الدينُ للوئامِ بشيراً ... فاستغلوه للخِصامِ المؤبدْ صالح بحر العلوم

- وكم من لِحيةٍ عَلِقَتْ بوجْهٍ ... كما علقْ السُّخامُ على القدورِ - كأن سوادها رمزُ المخازي ... وعنْوانٌ على سوءِ المصيرِ - لكلٍّ عيبُهُ الخافي قهذا ... له أمرٌ وذاكَ له أمورُ - ولولا سترُ ربَّكَ في كثيرٍ ... من الأحوالِ لافتضحَ الكثيرُ محمد الأسمر

- دارِ العِدى من أهلِ دينكَ جاهداً ... ما فازَ بالعلياءِ غيرُ مُدارِ - فإِذا رأيْتَ الضيمَ مشتداً فلا ... تلبثْ وحاولْ غيرَ تلكَ الدارِ - أيقيمُ حيثُ يضامُ إِلا جاهلُ؟ ... قد عادلَ الأشرارَ بالأخيارِ عمر بن الورد

- من مازجَ الينُ القويمُ فؤادَه ... استحلى الردَّ للهِ يومَ جهادِ - المؤمنُ المغوارُ لا يَخْشى الردى ... أبداً بيومِ تصاولٍ وجِلادِ - ما فازَ في هذي الحياةِ سوى امرئٍ ... قطعَ الظلامَ بعقلهِ الوقادِ - إِن السكوتَ عن الجناةِ معرةٌ ... كبرى تُحَطِّمُ عزَّ كلِّ بلادِ - تعستْ حضارةُ أمةٍ قد أسلمتْ ... للفاجراتِ عنانَها لقيادِ محمد الأيوبي

- أجازَ الشافعيُّ فعالَ شيءٍ ... وقالَ أبو حنيفةَ لا يجوزُ - فضَلَّ الشِّيْبُ والشُّبانُ منا ... وما اهتدَتِ الفتاةُ ولا العجوزُ المعري

- ويا ليت شعرِيْ من نلومُ ونشتكي ... إِذا أصبحتْ؟ فينا الهداةُ نقصِّرُ الكاظمي

- توهمتَ يا مغرورُ، أنكَ دينٌ ... عليَّ يمينُ اللهِ، مالك دينُ - تسيرُ إِلى البيتِ الحرامِ تنسُّكاً ... ويشكوكَ جارٌ بائسٌ وخدينُ المعري - هم الناسُ لا يفضلونَ الوحوشَ ... بغيرِ التحليلِ للمقصدِ - فلا تَتَديَّنْ بغيرِ الرياءِ ... وغيرِ النفاقِ فلا تعبدِ - وما استعطتَ فاقطعْ يدَ المعتدىْ ... عليه وقَبِّلْ يدَ المعْتَدي - ومجدْ وضيعاً بهذي الهناتِ ... تُحدى مكانةِ ذي المَحْتِدِ محمد مهدي الجواهري

- والناسُ صنفان: هذا عاشَ لا أثرُ ... له وإِن ماتَ لم يذكرْ له خَبَرُ - وذاكَ أبقى له ذكراهُ خالدةً ... ذكرى فِعالٍ لها في قومهِ أثرُ - يرى الحياةُ على الإصلاحِ موفقةً ... لا خيرَ في العيشِ إِن لم يَسْتَفدْ بشرُ - والناسُ في حاجةٍ للمرشدين وهل ... يوماً بغيرِ دليلٍ يهتدِيْ السَّفَرُ - والناسُ في حاجةٍ دوماً لذي ثِقَةٍ ... بنفسِه مابهِ عَثَروا - والنفسُ أمارةٌ بالسوءِ مولعةٌ ... بالموبقاتِ هواها دائماً يشرُ - وتلكَ فطرتُهْ لولا الهُداةُ لهمْ ... رسلاً "عليهم صلاةُ اللهِ ما ذُكِروا" - يَهدون من ضلَّ نهجَ الحقِّ واضحةً ... ويُنْقِذون من الخسرانِ من خَسِروا - ويُرْشِدون إِلى الخلاقِ أحسنِها ... يحذرون الوَرَىْ مما به الضَّرَرُ - والعلمُ رائدهُمْ والكسلُّ غايتُهمْ ... محوُ الجهالةِ أن يَبْقَىْ لها أَثَرُ عبد الله آل نوري

- الناسُ لولا الدينُ يأكلُ بعضُهم ... بعضاً فليس غنىً عن المِحْرابِ جميل صدقي

- ومنافعُ الأربابِ تظهرُ جيداً ... من بعدِ هَدْمِ معابدِ الأربابِ الزهاوي

- لعمُركَ ما اللإِنسانُ إِلا بدينهِ ... فلا تتركِ التقوى اتكالاً على النَّسَبْ - فقد رفعَ الإسلامُ سلملنَ فارسٍ ... وقد وَضَعَ الشِّرْكُ الشريفَ أبا لهبْ علي بن أبي طالب

- نحنُ في حِقْبةٍ تحولَ حالُ الخَلْقِ ... فيها ذواتِ الأنيابِ والأشداقِ - عادَ فيها ذو المبسمِ الحلوِ أضْرى ... من ذواتِ الأنيابِ والأشداقِ خليل طران

- وإِذا أرادَ اللهُ إِشقاءَ القُرى ... جعلَ الهداةَ بها دُعاةَ شِقاقِ أحمد شوقي

- اعلمْ بأنَّ من الرجالِ بهيةً ... في صورةِ الرجلِ السميعِ المبصرِ - فَطِناً بكلِّ مصيبةٍ في مالهِ ... وإِذا يصابُ بدينهِ لم يَشْعُرِ عبد العزيز الأبرش

- لن ينصرَ الدينَ الحنيفَ وأهلهُ ... من بعضُهُ، عن بعضِهُ، مشغولُ ابن هانئ

- الكتبُ والرسلُ والأديانُ قاطبةً ... خزائنُ الحكمةِ الكُبْرى لواعيها - محبةُ اللهِ أصلٌ في مراشدِها ... وخشيةُ اللهِ أسٌ في مبانيها - وكُلُّ خيرٍ يلقى في أوامرِها ... وكلُّ شرٍ يوقى في نواهيها - تسامحُ النفس معنىً من مروءتها ... بل المروءةُ في أسمى معانيها - تخلقِ الصفحَ تسعدْ في الحياةِ به ... فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها أحمد شوقي

- زعمَ الألى ضَلّوا السبيل بأننا ... بالعِلمِ نَسْتَغْني عن الأديانِ - لكنهم لو أمعنُوا وتَبَصَّروا ... لرأوا جلالَ فضيلةِ الإِيمانِ - فالدينُ للإنسانِ أعظمُ سلوةً ... بل إنه جِزءٌ من الوجْدانِ طانيوس عبده

- يا هندُ إِن سوادَ الرأسِ يصلحُ للد ... نيا (للدنيا) وإِن بياضَ الرأسِ للدينِ - لستُ امرأً غيبةُ الأحرارَ من شيمي ... ولا النميمةُ من طَبْعي ولا دِيني ابن أبي حصينة

- إِن الصلاةَ أربعٌ وأربعُ ... ثم ثلاثٌ بعَدُهنَّ أربعُ ثم صلاةُ الفجرِ لا تضيَّعُ أعرابي

- ما خططَ الدينُ التخومَ لأمةٍ ... إِلا وقد نخرَ الفسادُ عِظامَها الياس فرحات

- ما هذه الدنيا لطالبِها ... إِلا عناءٌ وهو لا يدري - إِن أقبلَتْ شَغَلَتْ ديانتَه ... أو أدبرتْ شَغَلَتْه بالفَقْرِ علي بن أبي طالب

- إذا العشرونَ من شَعْبانَ وَلَّتْ ... فواصلْ شربَ ليلكَ بالنهارِ - ولا تشربْ بأقداحٍ صغارٍ ... فإن الوقتَ ضاقَ عن الصَّغارِ الجوزي

- لا شيءَ أبلغُ من ذلٍ يُجَزَعُهُ ... أهلُ الخساسةِ أهلَ الدينِ والحسبِ - القائمينَ بما جاءَ الرسولُ به ... والمبغضينَ لأهل الزيغ والريبِ عثمان بن سعيد الأندلسي

- إِن الشرائعَ ألقَتْ بينَنا إِحنا ... وأورَثَتْنا أفانينَ العداواتِ المعري

- هَفَتِ الحنيفةُ والنصارى ما اهتدتْ ... ويهودُ حارَتْ والمجوسُ مضللةْ المعري

- إِذا رجعَ الحصيفُ إِلى حِجاهُ ... تهاونَ بالمذاهبِ وازدراها المعري

- أرى أناساً بأدنى الدينِ قد قنَعوا ... ولا أراهمْ رَضْوا في العيشِ بالدونِ - فاستغنِ بالدينِ عن دنيا الملوك كما أس ... تغنى (استغنى) الملوكُ بدنياهمْ عن الدينِ أبو العتاهية

- أقبلْ على صلواتِكَ الخمسِ ... كم مصبحٍ وعساهُ لا يُمْسي - واستقبلِ اليومَ الجديدَ بتويةٍ ... تمحو ذنوبَ صبيحةِ الأمسِ شاعر

- من كانَ يرغبُ في النجاةِ فما له ... غيرُ اتِّباعِ المصطفى فيما أتَى - ذاكَ السبيلُ المستقيمُ وغيرُه ... سبلُ الغوايةِ والضلالةِ والرَّدى - فاتبعْ كتابَ اللَّهِ والسننَ التي ... صَحَّتْ فذاكَ إذا اتبعتَ هو الهُدى - ودعِ السؤالَ بكمْ وكيفَ فإنه ... بابٌ يجرُّ ذوي البصيرةِ للعَمَى - الدينُ ما قالَ النبيُّ وصحبُهُ ... والتابعون ومن مناهجِهم قَفا محمد المرسي السلمي

- وادَّعَىْ الهديَ في الأنامِ رجالٌ ... صحَّ لي أن هَدْيَهُمْ طغيانُ المعري

- وكم بائعٍ ديناً بدنيا يرومُها ... فلم تحصلِ الدنيا ولم يسلمِ الدينُ - ولو حصلت ما فازَ منها بطائلٍ ... وأصبحَ مفتوناً بها وهو مَغْبونُ بهاء الدين زهير

- إِن كنتَ ذا دينٍ فدعْ زخرفَ الدن ... يا (الدنيا) وخَفْها غايةَ الخِيفةْ - أو كنتَ ذا ميلٍ إِلى عِزَّها ... فاقنعْ من الثلةِ بالصوفةْ - أو كنتَ ذا حِرْصٍ على فضلِها ... ها أنت والأكلبِ والجيفهْ شرف الدين الأنصاري

- وهل أفسدَ الدينَ إِلا الملوكُ ... وأخبارُ سوءٍ ورهبانُها - فباعُوا النفوسَ ولم يربحوا ... ولم تغلُ في البيعِ أثمانها ابن المبارك

-4- الدهر

-4- الدهر

- من صاحبَ الدهرَ لم يعدمْ مجلجةً ... يظلُّ منها طوالَ العيشِ منكوبا ابن دريد

- الدهرُّ يخنقُ أحياناً قلادتَه ... عليكَ لا تضطربْ فيه ولا تشبِ - حتى يفرجْها في حالِ مدتها ... فقد يزيدُ اختناقاً كُلَّ مضطربِ علي بن أبي طالب

- ولا تأمنُوا الدهرَ الخؤونَ فإنه ... على كُلِّ حالٍ بالورى يتقلبُ النابغة الجعدي

- ولستُ بمفراحٍ إذا الدهرُ سرني ... ولا جازعٍ من صرفهِ المتقلبِ هدبة بن خشرم

- ما أعجبَ الدهرَ في تصرفِه ... والدهرُ لا تنقضي عجائبُه - فكمْ رأينا في الدهرِ من أسدٍ ... بالَتْ على رأسِه ثَعالبُه دعبل الخزاعي

- الدهرُ يومانِ ذا أمْنٍ وذا خَطَرٍ ... والعيشُ عيشانِ ذا صَفوٍ وذا كَدَرٍ الشافعي

- مذ بَصَّرَتْني تجاريبي، ونَبْهَي ... خبري بدهري، فَقَدْتُ العيشةَ الرغَدا - كأنني كنتُ في حُلْمٍ فأيقظني ... خَوْفي، وآلى على جفنيَّ لا رَقَدا اسامة بن منقذ

- ثلاثة أيامٍ هي الدهرُ كلُّه ... وما هي غيرُ الأمسِ واليوم والغدِ المعري

- هل للفتى من بناتِ الدهرِ من واقٍ ... أم هل له من حِمامِ الموتِ من راقِ الممزق العبدي

- يا دهرُ يا منجزَ إِيعادِه ... ومُخْلِفَ المأمولِ من وعدهِ - أي جديدٍ لكَ لم تُبْلِهِ ... وأيُّ أقرانِكَ لم تُرْدِه؟ المعري

- ودهرٌ ناسُه ناسٌ صغارٌ ... وإِن كانتْ لهم جُثَثٌ ضِخامُ - وشبهُ الشيءِ منجذبٌ إِليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغامُ المتنبي

- دهرٌ يمرُّ كما تَرى فأهلةٌ ... تنمى لتكملَ أو بدورٌ تسقمُ - وتُحِبُّ أن يُنْى عليكَ بأنكَ ال ... برُّ (البر) التقي وأنت صِلُّ أرقمُ - رويدكَ لم تبلغْ من الدهرِ لذةً ... إِذا لم تعشْ عيشَ الغبيِّ المذمَّم - وتسمع فيه ما يُصِمُّ ذوي النُّهى ... فلا رَوحَ إلا بالحِمامِ المصمَمِ صحْبتُ دهري وسوءُ الغدرِ شيمتهُ ... فإِن غدْرتُ فإِن الدهرَ أعداني المعري

- كأن الدهرَ بحرٌ نحنُ فيه ... على خطرٍ كركاب السفينِ - بكى جزعاً لميتتِه كفورٌ ... فجاء بمنتهى الرأْيِ الأفينِ المعري

- إِذا ما الدهرُ جَرَّ على أناسٍ ... كلاكلَه أناخَ بآخرينا - فقلْ للشامتين بنا أفيقُوا ... سيلقى الشامتُون كما لقينا الفرزدق

- إِذا أعجبْتكَ الدهرَ حالٌ من امرئٍ ... فدْعهُ ووكَّلْ حالَه واللياليا - يغيرنَ ما أبصرْتَ من صالح به ... وإِن يكنْ فيما ترى العينُ آليا مويلك بن قابس العبدي

- وما الدهرُ إِلا دولةٌ ثم صَوْلَةٌ ... وما العيشُ إِلا صحةٌ وسقامُ المعري

- لا تَعْتَبِ الدهرَ في حالٍ رماكَ به ... إِن استردَّ فِقْدماً طالَ ما وهبا - حاسبْ زمَانكَ في حاليْ تصرفِه ... تجدْهُ أعطاكَ أضعافَ الذي سَلَبا - واللَّهُ قد جعلَ الأيامَ دائرةً ... فلا ترى راحةً تَبْقَى ولا تعبا - ورأسُ مالكَ وهو الروحُ قد سَلِمَتْ ... لا تأسفنَّ لشيءٍ بعدَها ذَهَبا - ما كنتَ أولَ ممحونٍ بحادثةٍ ... كذا مضى الدهرُ لا بِدْعاً ولا عَجَبا - وربَّ مالٍ نما من بعدِ مرزئةٍ ... أما ترى الشمعَ بعد القَطُّ ملتهبا بهاء الدين زهير

- الدهرُ خَدَّاعٌ خَلُوب ... وصَفْوُه بالقَذى مَشُوبُ - فلا تغرنْكَ الليالي ... فبرقُها خُلَّبٌ كَذوبُ - وأكثرُ الناسِ فاعتزلْهم ... قَوالبٌ مالَها قُلوبُ ابن أبي حصينة

- يا أيها المقنفيْ بالدهرِ يمدحُهُ ... لا تأمننَّ فساداً بعد إِصلاحِ نشبة بن عمروٍ

- إِن للدهرِ صولةً فاحذَرنْها ... لا تبيتنَّ قد أمِنْتَ الدهورا - إِنما الدهرُ لينٌ ونطوحٌ ... يتركُ العظَمَ واهياً مكسورا عدي بن زيد العبادي

- الدهرُ لا يبقى على حالةٍ ... لكنهُ يُقْبِلُ أو يُدْبرُ - فإِن تَلَقَّاكَ بمكروهِه ... فاصبرْ فإِنَّ الدهرَ لا يَصْبِرُ ابن بقي أبو القاسم أحمد

- إِذا أنا لم أقبلْ من الدهرِ كلَّ ما ... تكرهتُ منه طالَ عُتْبي على الدهر أبو العتاهية

- وما الدهرُ إِلا سلمٌ فبقدرِ ما ... يكونُ صعودُ المرءِ فيه هبوطُه - وهيهاتَ ما فيه يزولُ وإِنما ... شروطُ الذي يَرْقى إِليه سُقُوطُه - فمن كان أعلى كان أوفى تَهَشَّماً ... وفاءً بما قامَتْ عليه شروُطه شاعر

- إِن فاجأتْكَ الليالي ... بما يسوءُ، فصَبْرا - والدهرُ إِعدامٌ ويسرٌ وإِبرامٌ ... ويتبعُ العسرُ يسرا - لو دامَ ما ساءَ منه ... لدامَ ما كانَ سرا أسامة بن منقذ

- والدهرُ إِعدامٌ ويسرٌ وإِبرامٌ ... ونقضٌ ونهارٌ وليلْ - يُفني ولا يَفْنى ويبُلي ولا ... يَبْلى ويأتي برخاءٍ ووبلْ المعري

- للدهرِ إِدبارٌ وإِقبالُ ... وكلُّ حالٍ بعدَها حالُ - وصاحبُ الأيامِ في غَفْلةٍ ... وليس للأيامِ إِغفالُ - والمرءُ منسوبٌ إِلى فعلِهِ ... والناسُ أخبارٌ وأمثالُ علي بن الجهم

- مالي أرى الدهرَ لا تحلو مرارتَهُ ... للذائقين ولا يصفُو له كدرُ - يجني فإِن قال لي قلبي أعاتبُه ... عاتبتُ منه وقاحاً ليس يَعْتَذِرُ الشريف العقيلي

- لا تأمنِ الدهرَ الصروفَ فإِنه ... لا زالَ قدماً للرجالِ يهذبُ - وكذلكَ الأيامُ في غَدَواتها ... موتٌ يذلُّ لها الأعزُّ الأنجبُ علي بن أبي طالب

- كم يبعدُ الدهر من أرجوِ أقارُبه ... عني ويبعثُ شيطاناً أحاربهُ - فياله من زمانٍ كاما انصرفَتْ ... صروفُهُ فتكَتْ فينا عَوَقبهُ - دهرٌ يرى الغدرَ من إِحدى طبائعهِ ... فكيف يهنا به حرٌ يُصاحبُهُ عنترة العبسي

- يا دهرُ ما أقساكَ من متلونٍ ... في حالتيكَ وما أقلكَ مُنْصِفا - أتروحُ للنكسِ الجهولِ ممهداً ... وعلى اللبيبِ الحُرِّ سبفاً مُرْهَفاً - وإِذا صفوْتَ كدرْتَ شيمةَ باخلٍ ... وإذا وفيتَ نقضْتَ أسبابَ الوَفا - لا أرتضيكَ وإٍن كَرُمْتَ لأنني ... أدري بأنكَ لا تدومُ على الصفا - زمنٌ إِذا أعطى استردَّ عطاءَهُ ... وإِذا استقامَ بدا له فتحرَّفا تميم بن المعز

- ما الدهرُ إِلا ليلةٌ ويومُ ... والعيشُ إِلا يقظةٌ ونومُ - يعيشُ قومٌ ويموت قومُ ... والدهرُ قاضٍ ما عليهِ لومُ الكريزي - ولي دهرٌ سقاني الصابَ صِرفاً ... وحرَّمَ نضرةَ الدنيا علي\َّا - بخيلٌ حينَ ليس لديَّ شيءٌ ... كريمٌ حينَ لا أحتاجُ شَيّيا مسعود سماحة

- ولم أرَ مثلَ الدهر مُسْدي نعمةٍ ... يجودُ بها عفواً ويأخذها غَضْبا - إِذا كنت عذر الدهر في سوء ماجنتْ ... يداه فذنبٌ أن تعدله ذنبا أبو علي المنطقي

- لا تحمدِ الدهرّ في ضراءَ يعرفُها ... فلو أردتَ دوامَ البؤسِ لم يَدُمِ - فالدهرُ كالطيفِ بؤساهُ وأنعمه ... من غيرِ قصدٍ فلا تحمد ولا تلمِ أبو الحسن الهامي

- الدهرُ أبلاني وما أبليتهُ ... والدهرُ غيرني وما َيَتَغَّيرُ - والدهرُ قيدني بخيطٍ مُبْرَمٍ ... فمشيتُ فيهِ وكلَّ يومٍ يقصرُ شلعر

- دهرٌ يشيَّعُ سبتَهُ أحدُهْ ... متتابعٌ، ما ينقضي أمدهُهْ - والحالُ من سَعْدٍ يساعدُنا ... طَوْراً، ونَحْسٍ مُعْقِبٍ نَكَدُهْ - يوم يبكينا وآونةً ... يوم يبكينا عليه غَدُهْ - نبكي على زمنٍ ومن زمنٍ ... فبكاؤنا موصولةٌ مدَدهْ - ونرى مكارهنا مخلدةً ... والعمرُ يذهبُ فانياً عددهْ ابن الرومي

- تنكَّرِ لي دهري ولم يَدْرِ أنني ... أعزُّ وأحدا ثُالزمانِ تهونُ - فباتَ يُريني الخطبَ كيف اعتداؤُه ... وبتُّ أريهِ الصبرَ كيفَ يكونُ محمد الايبوري

- خذْ من الدهرِ ما كَفى ... ومن العيشِ صَفا - لا تلحَّنَّ بالبُكا ... ءِ (بالبكاء) وعلى منزلٍ عَفا - خلِّ عنكَ العتابَ إِن ... خَانَ ذو الودِّ أو هفا - عينُ من لا يحبُّ وص ... لكَ (وصلك) تُبْدِي لكَ الجفا ابن أبي حازم

- أرى الدهرَ غولاً للنفوسِ، وإِنما ... يقي اللهُ في بعضِ المواطنِ من يقي - فلا تتبعِ الماضي سؤالَكَ لمْ مضى ... وعرَّجْ على الباقي فسألهُ لم بقي؟ - ولم أرَ كالدنيا حليةَ وامقٍ ... محبٍ متى تحسنْ بعينيه تطلقِ - تراها عياناً وهي صنعةٌ واحدٍ ... فتحسُبها صُنْعَيُ لطيفٍ وأخرقِ البحتري

- الدهرُ مدٌ وجزرُ ... والعيشُ حلوٌ ومرُ - فافطنْ لما أنتَ فيه ... إِذا تبالَهَ غرُ - واركضْ على كُلِّ لهوٍ ... له جَبينُ أغرُ - فليس تقطعُ سهلاً ... إِلا وَيلْقاكَ وَعْرُ الشريف العقيلي

الباب التاسع: باب الذال

الباب التاسع: باب الذال

-1- الذل

-1- الذل

- ما اعتاضَ باذلُ وجهٍ بسؤالهِ ... عِوَضاً ولو نالَ المنى بسؤالِ - وإِذا السؤالُ معَ النوالِ وزنتَه ... وجَحَ السؤالُ وخفَّ كُلُّ نوالِ - وإِذا ابتُليْتَ ببذلِ وجهِكَ سائلاً ... فابذلْهِ للمتكرمِ المفضالِ - ومحترسٍ من بفسِه خوفَ ذلةٍ ... تكونُ عليه حجةً هي ماهي - فقَلِّصَ بُرْدَيهِ وأفضى بقلبهِ ... إِلى البِرِّ والتقوى فنالَ الأمانيا - وجانب أسبابَ السفاهةِ والخَنا ... عفافاً وتنزيهاً فأصبحَ عاليِا - وصانَ عن الفحشاءِ نفساً كريمةً ... أبتْ همةً إلا العلى والمعاليا - تراهُ إِذا ما طاشَ ذو الجهلِ والصَّبا ... حليماً وقوراً ضائنَ النفسِ هاديا - له حِلْمُ كهلٍ في صرامةِ حازمٍ ... وفي العينِ إِن أبصرتَ أبصرتَ ساهياً - يروقُ صفاءُ الماءِ منه بوجهِه ... فأصبحَ منه الماءُ في الوجهِ صافياً - ومن فضلِه يرعى ذِماماً لجارهِ ... ويحفظُ منه العهد إِذا ظلَّ راعيا - صَبوراً على صَرْفِ اليالي ودرئِها ... كَتوماً لأسرارِ الضميرِ مُداريا - له هِمَّةُ تعلو على كُلِّ همةٍ ... كما قد علا البَدرُ النجومَ الداريا علي بن أبي طالب

- إِذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذلةٍ ... فلا تسعدَّنَّ الحُسامَ اليمانيا - فلا ينفعُ الأسدَ الحياءُ من الطَّوى ... ولا تُتقى حتى تكونَ ضواريا المتنبي

- لا تخضعَنْ رَغَباً ولا رَهباً فما المر ... جوُّ (المرجو) والمخشيُّ إِلا اللهُ - ما قد قضاهُ الَّلهُ ما لكَ من يدٍ ... بدفاعهِ، وسواهُ لا تَخْشاه أسامة بن منقذ

- لا يَرْضي الذلَّ إِن ينزلْ به أبداً ... إِلا الجبانُ الوضيعُ النفسِ والشيمِ - ولا يقرُ على ضَيْمٍ سِوى رجلٍ ... لم يدرِ ما المجدُ في مَعْنى ولاكلمِ مصطفى الغلاييني

- وليسَ يصبرُ للإذلالِ يدهمُهُ ... إِلا الذي باتَ عبدَ الذلِّ حَيْرانا - والمرءُ في نفسِه وحشيةٌ غرسَتْ ... تخفى زماناً وتبدو منه أزمانا - آناً يُواريْ مخازيها تحلمُّمه ... أو عجزه عن بلوغِ الاشتفا آنا

- إِن ذلَّ صارَ ملاكاً في تصرفِه ... أو عَزَّ صارَ بما يأتيهِ شيطانا عبد الكريم ابن جهيمان

- وللموتُ خيرٌ من تَخَشُّعِ ذي الحجى ... لذي منةٍ يَزْوَرُّ للؤمِ جانُبهْ - له كُلَّ يومٍ نَزْحةٌ وغضاضةٌ ... إِذا ما انزوى أنفُ اللئيمِ وحاجُبهْ ربيعة بن مقروم

- من كانَ ذا عَضُدٍ يدركُ ظلامته ... إِن الذليلَ الذي ليست له عضُدُ - تنبو يداهُ إِذا ما قلَّ ناصرُهُ ... وُيمنعُ الضيمَ إِن اثرى له عددُ - ولا يقيمُ على ضيمٍ يُسامُ به ... إِلا الاذلانِ: عير الحيِّ والوتدُ - هذا على الخُسْفِ مربوطٌ برمتهِ ... وذا يُشجُّ فلا يَرثي له أحدُ - إِن الهوانَ حمارُ الأهلِ يعرفُه ... والحرُّ ينكرُه والجسرة الأجدُ الملتمس

- كلابٌ للأجانبِ همْ ولكنْ ... على أبناءِ جلدتهمْ أسودُ معروف الرصافي

- وقاُلوا: تَوَصَّلْ بالخضوع إِلى الغِنى ... وما عملوا أن الخضوعَ هو الفقرُ - وبيني وبين المالِ بابان حرَّما ... عليَّ الغنى: نفسي الأبيةُ والدهرُ علي الجرماني

- مقامُ الفتى في الحيَّ حياً مسَّلماً ... معافىً، مفامُ ذلةٍ بالفتى يزري - ومهما تنمُّ في ظِلِّ بيتك عاجزاً ... تصبكَ خطوبُ الدهرِ من حيثُ لا أدري البحتري

- يا طالبَ الدنيا على ذلٍ بها ... اعززْ عليَّ بأن أراكَ ذليلا - ما لي أراكَ حَلمتَ في طلبِ الغنى ... - ولربما صغُرتْ يداكَ - ثقيلا - لو كنتَ تعقلُ أو تشاورُ عاقلاً ... كان الكثيرُ وقد ذللتَ قليلا - ذلَّ امرؤٌ جعلَ المذلةَ دهرَهُ ... طلبَ المغانمَ منزلاً مأهولا - عدّ الطامعَ كيف شئتَ وخذْ بها ... ملْ الدين من العفافِ بديلا - وإِذا فجعْتَ بماءِ وجهِكَ يُفدّ ... إِن نِلْتَ من أيدي الرجالِ جزيلا الشريف المرتضى

- فلوذوا بأدبارِ البيوتِ فإِنما ... يلوذُ الذليلُ بالعزِ ليعصما الحصين بن الحمام

- ذلَّ من يغبطُ الذليلَ بعيشٍ ... ربَّ عيشٍ أخفَّ منه الحِمامُ - والذلُّ يظهرُ في الذليلِ مودةً ... وأودُّ منهُ لمن يود الأرقمُ - وشرُّ الحِمامين الزؤامين عيشةٌ ... يَذلُّ الذي يختارُها ويُضامُ المتنبي

- لقد صحَّ أن الضعفَ ذلٌ لآهلهِ ... وأن على الأرضِ القويُّ مسيطرُ - وأن اقتحامِ الهولِ أقربُ مسلكٍ ... إِلى المجدِ إِلا أنه متوعِّرُ الزهاوي

- قد ذلَّ من ليس له نصيرُ ... وخابَ من أرشدَهُ الضريرُ الشيخ السابوري

- وأعلمُ علماً ليس بالحدسِ أنه ... أخو الذلِّ من ذالَّتْ لديهِ أقارُبهْ بدر بن علماء

- ليس الفتى بذليلٍ في قبيلتهِ ... لحكمِ آخرَ إِن كانوا ذوي عُصبِ - فالمرءُ ما كان مَحْمياً بأسرتهِ ... كالليثِ عرَّس في عيصٍ له أشيبِ جميل الزهاوي

- وحسبُ الفتى من ذلةِ العيشِ أنه ... يروحُ بأدنى القوتِ وهو حباءُ المعري

- وأهونُ عندي أن أموتَ ولا أرى ... خيالي ببابٍ غيرِ باب كبير - فأصعبُ ما في الدهرِ أن يطلبَ امرؤُ ... مودَّةَ وَغْدٍ أَو جميلِ صغيرِ مسعود سماحة

- صونُ الفتى وجههُ أبقى لهمتهِ ... والرزقُ جارٍ على حدٍ ومِقْدارِ الرصافي البلنسي

- حكِّمْ سيوفَكَ في رِقابِ العذِّلِ ... وإِذا نزلْتَ بدارِ ذلٍ فارحلِ - وإِذا بليتَ بظالمٍ كن ظالماً ... ولإِذا لقيتَ ذوي الجهالةِ فاجهلِ - وإِذا الجبانُ نهاكَ يومَ كريهةٍ ... خوفاً عليكَ من ازدحامِ الجحفلِ - فاعصِ مقالتَهُ ولا تحفِلْ بها ... واقدمْ إِذا حُقَّ اللِّقا في الأولِ - واخترْ لنفسكَ منزلاً تعلو به ... أو مُتْ كريماً تحتَ ظلِّ القسطلِ - فالموتُ لا ينجيكَ من آفاتهِ ... حصنٌ ولو شيدتَهُ بالجندَل - موتُ الفتى في عزةٍ خيرٌ له ... من أن يبيتَ أسيرَ طَرْفِ أكحلِ - لا تسقني ماءَ الحياةِ بذلةٍ ... بل فاسقني بالعزِّ كأسَ الحنظلِ - ماءُ الحياة بذلةٍ كجهنمٍ ... وجهنمٌ بالعزِّ أطيبُ منزلِ عنترة العبسي

- أما الحياةُ فليس يَرْضَى ذَّلها ... إِلا وضيعٌ في الورى وحقيرُ - وعجبتُ ممن يستكينُ وعندهُ ... عزمٌ يفل شبا الظبي مطرورُ الكاظمي

- إِن الأذلةَ واللئامَ معاشرٌ ... مولاهُمُ متهضَّمٌ مظلومُ - فإِذا أهنتَ أخاكَ أو أفردتَه ... عمداً فأنتَ الواهنُ المذمومُ بدر بن علماء العلماء

- وحُبُّ الفتى طولَ الحياةِ بذلٍ ... وإِن كانَ فيه نخوةٌ وعرامُ المعري

- من يخلعِ النيرَ يعيشْ برهةً ... في أثرِ النيرِ وفي ندبهِ أحمد شوقي

- ضَلَّ من يبغي الحياةَ بذل ... فشرٌ من المماتِ الخشوعُ - وقديماً حُبُ الحياة لعقوبٌ ... بعقولِ الرجالِ منا خدوعُ الشريف المرتضى

- وأخلقُ خلقِ اللهِ تائهٌ ... يتيهُ بلا علمٍ حواهُ ولا أدبْ - يقولُ: إِذا استنهضتهُ لعظيمةٍ ... شرفْتُ وأغناني عن النصبِ النسبْ أبو الفتح البستي

- وللخلقِ إِذلالٌ لمن كانَ باخلاً ... ضيناً ومن يبخلْ يذلَّ ويزهدِ عدي بن زيد

- وشرُ ما خفتُه حياةٌ ... أدَّتْ إِلى ذِلَّةٍ وعارِ القيرواني

- كفاكَ ذلاً باقي الدهور ... ظلُمكَ أهلَ الضعفِ في الأمورِ - فإِن في العفوِ عن الذنوبِ ... لأهلهِ برذاً على القلوبِ - حلاوةٌ تعرفُها الحليمُ ... ما ذاقَها قطُّ فتى لئيمُ - إِن من الذلةِ والإذعانِ ... إِكرامُ من يُلْقيكَ بالهوانِ - شرُّ الطباعِ اللؤمُ والضراعةْ ... وخيرُها السخاءُ والشجاعةْ الشيخ عبد الله السابوري

- علامَ أخضعُ في الدنيا لمن رفعتْ ... وما بأيديهم رزقي ولا أجلي - ما قرَ اللَّهُ لا أستطيعُ أدفعهُ ... وما لهم في سوى المقدور من عملِ أسامة بن منقذ

- الذلُّ في دعةِ النفوسِ ولا أرى ... عِزَّ المعيشةِ دونَ أن يشقى لها شاعر

- إِياك أن تزدري الرجالَ فما ... يُدريكَ ماذا يُكنُّه الصَّدَفُ - نفس الجوادِ العتيقِ باقيةٌ ... يوماً وإِن مسَّ جسمَهُ العجفُ - والحُرُّ حرٌ وإِن ألمَّ به الض ... رُ (الضر) وفيه العَفافُ والأنفُ - رضيتُ ببعضِ الذلِّ خوفَ جميعِه ... كذالك بعضُ الشرِّ أهونُ من بعضِ شاعر

- صنْ حرَّ وجهِكَ لا تهتِكْ غلائلهُ ... فكل حُر! ِ لحرِّ الوجهِ صَوَّانُ لأبو الفتح البستي

- لا تحفلنْ بالمرءِ تألفُهُ ... أبداً لماءِ الوجهِ مبتذلا - والمرءُ في كفِّ الزمانِ وديعةُ ... كي تُقتضى وحديقةٌ كي تُخْتَلىَ الشريف المرتضى

- لا ترضَ منزلةَ الذليلِ ولا تُقِمْ ... في دارِ معجزةٍ وأنتَ خبيرُ - وإِذا هَمَمْتَ فامضِ همَّت إِنما ... طلبُ الحوائجِ كُلُّهُ تغريرُ - في القومِ معتصمٌ بقوةِ أمرهِ ... ومقصِّرٌ أودى به التقصيرُ مصعب ابن الزبير

- إِذا ما أهان امرؤٌ نفسَهُ ... فلا أكرمَ اللَّهُ من يكرمهُ اللجلاج

- إِني أعيذكَ من هوانٍ في هوى ... يرميكَ في ليلِ الغرورِ الأليلِ - ويريكَ بارقةً فإِما جئتَها ... ألفيتَها برقَ الظبا والأنصلِ مصطفى الغلاييني

- إِن الذليلَ ولو أصفى مودتهُ ... ففي النفوسِ انقباضٌ عن مودتِهِ - كلُّ الفضائلِ بعدَ العز ضائعةٌ ... أمانةُ الكلبِ لم تشفَعْ بذلتهِ القروي

- بَنيَّ إِذا ما سامكَ الضيمَ قاهرٌ ... عزيزٌ فبعضُ الذلِّ أبقى وأغرزُ - ولا تحمِ من بعضِ الأمورِ تعززاً ... فقد يورثُ الذلَّ الطويلَ التعززْ شاعر

- لا ترضَ بالهونِ في خِلٍّ تعاشَرُه ... فلن ترى غيرَ جارِ الذلِّ مهتضما علي بن مقرب

- ألمْ ترَ أن المرءَ رهنُ منيةٍ ... صريعٌ لعافي الطيرِ أو سوف يرمسُ - فلا تقبلَنْ ضيماً مخافةَ ميتةٍ ... وموتنْ بهاحراً وجَلدُكَ أمسُ - وما الناسَ إِلا ما رَاَوا وتحدثوا ... وما العجزُ إِلا أن يُضَموا فيَجْلِسوا المتلمس الضبعي

- لا ترضَ صَفْعاً ولو من كفَّ والدةٍ ... ما قالَ ربُّكَ أن يُستعبدَ الولدُ - ما أبعدَ العزَّ عن بيتٍ وعن وطنٍ ... بالذلِّ فيه تربي الأمُّ من تلدُ - أسمى التعاليمِ ماترضى العقولُ به ... ويطمئنُّ إِليه الروحُ والجسدُ - إِذا استمرَّ على حملِ الأذى أسدٌ ... تنسى الكلابُ ويُنسى أنه الأسدُ القروي

- بثلاثِ واواتٍ وشينٍ بعدها ... كافٌ وضادٌ أصلُ كُلِّ هوانِ - بوكالةٍ ووديعةٍ ووصِيَّةٍ ... وبشركةٍ وكفالةٍ وضمانِ صفي الحلي

- وما غربةٌ عن دارِ ذلٍ بغربةٍ ... لو أن الفتى أكدى وغَشَّتْ مآكلُهْ - وللموتُ أحلى من حياةٍ ببلدةٍ ... يرى الحُرُّ قيها الغبنَ ممن يشاكلهْ - ومن يستمعْ في قومهِ قولَ كاشحٍ ... أصيبتْ كما شاءَ الأعادي مقاتلهْ علي بن مقرب

- قد تعيشُ النفوسُ في الضيمِ حتى ... لترى الضيمَ أنها لاتضامُ أحمد شوقي

- لا يعجبنَّ مضيماً حسنُ بزتَهِ ... وهل تروقُ دفيناً جَوْدَةُ الكفنِ المتنبي

- وحتامَ الخلودُ إِلى مكانٍ ... على مضضٍ به أبداً أداريْ علي بن مقرب

- لا يمنعُ الضيمَ إِلا ماجدٌ بطلٌ ... إِن الكريمَ كريمٌ حيث ما كانا زهير بن جناب

- المرءُ يرفعُ نفسَهُ ويهينُها ... ويزينُها بفعالِه ويشنهُا - فإذا أهانَ المرءُ عندَكَ نفسَه ... فارغبْ بنفسِكَ أن يهانَ مصونُها الشريف العقيلي

- المرءُ دامَ حياً يُستهانُ به ... ويعظمُ الرزءُ فيه حين يفتقدُ فخر الدين الرازي

- إِذا شِئْتَ أن تَلْقَى الهوانَ فلذ بمن ... يرَّجى لنفعٍ أو لدفعِ مضرهةِ - فهامُ الرجالِ الآنفينَ عزيزةٌ ... ولإِن حمِّلتْ مناً لذي المنِّ ذلَّتِ - وعدِّ عن الأطماعِ فهي مَذَلةُ ... ولو خالطتْ شمَّ الجبالِ لخرتِ - فويلٌ لنفسٍ حلئتْ عن مرامِها ... وويلٌ لنفسٍ أعطيتْ ما تَمَنَّتِ - وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنىً ... ولكن عقولٌ بالضراعةِ جُنَّتِ الشريف المرتضى

- لا يعدمُ الهوانَ من تأمرا ... على وَليِّ مجلسٍ فأكثرا الشيخ السابوري

- لقد هانَ على الناسِ ... من احتاجَ إِلى الناسِ - فصُنْ نفسَكَ عما كا ... ن (كان) عند الناسِ بالياسِ أبو العتاهية

- ما كلُّ بارقةٍ في الجو صاعقةٌ ... تُخْشى، ولا كل عفريتٍ بمرِّيدِ ابن هانيء

- إِذا المرءُ أولاكَ الهوانَ فأولِهِ ... هواناً وإِن كانت قريباً أواصرُهْ - فإِن أنتَ لم تقدِرْ على أن تهينَهُ ... فذرْهُ إِلى اليومِ الذي أنتَ قادرُهْ - وقاربْ إِذا ما لم تكنْ لكَ حيلةٌ ... وصممْ إِذا أيقنْتَ أنك عاقرُهْ أوس بن حبناء

- نفسَكَ أكرمَها فإِنك إن تهُنْ ... عليكَ فلن تلقى لها الدهرَ مكرما شاعر

- لا يقبلُ الضيمَ إِلاعاجزٌ ضَرِعٌ ... إِذا رأى الشرَّ يغلي قدرُه وجما - وذو النباهةِ لا يرضى بمنقصةٍ ... لو لم يجدْ غير أطرافِ القنا عصما - وذو الدناءةِ لو مَزَّقْتَ جلدتَه ... بشفرةِ الضيمِ لم يحسسْ لها ألما علي بن مقرم

- وما بعضُ الإقامةِ في ديارِ ... يُهانُ بها الفتى إِلا بلاءُ - وبعضُ خلائقِ الأقوامِ داءٌ ... كداءِ البطنِ ليس له دواءُ - وبعضُ القولِ ليس له عناجٌ ... كمحضِ الماءِ ليس له إِناءُ - يريدُ المرءُ أن يُعْطى مناه ... ويأبى اللهُ إِلا ما يشاءُ - ولا يُعْطى الحريصُ غنىً لحرصٍ ... وقد ينمى على الجودِ الثراءُ - غنيُ النفسِ ما عمرَتْ غنيٌ ... وفقرُ النفسِ ما عمرَتْ شقاءُ - وليس بنافعٍ ذا البخلِ مالٌ ... ولا مُزْرٍ بصاحبِه السخاءُ - وبعضُ الداءِ ملتمس شِفاهُ ... وداءُ النوكِ ليس له شفاءُ قيس بن الخطيم

- إِذا أولاكَ إِنسانٌ هَواناً ... وكنت أخا اقتدارٍ أن تهينَهْ - فلا تبخلْ عليه بما جناهُ ... وإِلا كنتَ ذا نفسٍ مهينةْ محمد خليل الخطيب

- لا خيرَ في بلدٍ يضامُ عزيزُهُ ... وعن الهوانِ مذاهبٌ ومنادحُ سلمة البلجي

- وأكرمُ نفسي إِنني إِن أهنتُها ... وجدِّك لم تكرمْ على أحدٍ بعدي المرِّي

- من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليه ... ما لجرحٍ بميتٍ إِيلامُ المنتبي

- إِذا أهبينَ لبيبٌ ... بالسبِّ قالَ انتقاما الزهاوي

- إِذا ما أهنتَ النفسَ لم تلق مكرماً ... لها بعد ماعرَّضتها لهوانِ عبد القدوس

- إِذا أهنتَ أناساً ... فأنتَ سوف تُهانُ جميل صدقي

- وأنتَ في كُلِّ أمرٍ ... كما تَدينُ تدانُ الزهاوي

- إِن الأذلةَ واللئامَ معاشرٌ ... مولاهمُ المتهضَّم المظلومُ - وإِذا أهنتَ أخاكَ أو أفردتَهُ ... عمداً فأنتَ الواهنْ المذمومُ

-2- الذم ومقالة السوء

-2- الذم ومقالة السوء

- لا تُظْهِرَنْ ذمَّ امرئٍ قبل خُبرهِ ... وبعد بلاءِ المرءِ فاذممْ أو احمدِ أوس بن حجر

- إِن ذَمَّ شخصٌ بقبيحٍ تفهمُه ... فاعجبْ لما قيلَ كمن لا يعلمهْ - والحُرُّ إِما يرَ عيباً بنقُمهْ ... لم يُخْجِلِ المُتعبَ لكن يرحمُهْ غيرَ إِن اسطعْتَ ولا تعيرِ محمد الوحيدي

- وإِنك مهما تعط بطنكَ سؤلَهْ ... وفرجَكَ نالا منتهى الذَّمَّ أجمعا حاتم الطائي

- مقالةُ السُّوءِ إِلى أهلِها ... أسهلُ من منحدرٍ سائلِ - ومن دَعا الناسَ إِلى ذمِّه ... ذّمُّوهُ بالحَقِّ وبالباطلِ الحكم بن قنبر

- وإِذا أتَتْكَ مذمتي من ناقصٍ ... فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ المتنبي

- ومن يُوفِ لا يُذَممْ ومن يفيضِ قلبه ... إِلى مطمئنِّ البَرِّ لا يتجمجمِ - ومن لا يزالْ يستحملُ الناسَ نفسهُ ... ولم يغنيِها يوماً من الناس يُسأم زهير بن أبي سلمى

- يا مكثراً من ذَمُّ كلِّ ذميمِ ... ابدأ بنفسِكَ قبلَ كل ملومِ - قد يورثُ التعنيفُ إصراراً وقد ... يتكسرُ المعوجُّ بالتقويمِ أحمد الكيواني

-3- الذنب

-3- الذنب

- إِذا منتَ تغضبُ من غيرِ ذنبٍ ... وتعتبُ من غيرِ جرمٍ عليّا - طلبتُ رِضاكَ فإِن عَزَّني ... عددتُكَ ميتاً وإِن كنتَ حيّاً ابن أبي فنن

- وكم ذنبِ مولدهُ دلالٌ ... وكم بعد مولده اقترابْ المتنبي

- لا ترجُ رجعةَ مذنبٍ ... خلطَ احتجاجاً باعتذارِ شاعر

- إِياكَ تنسى حقيرَ الذنبِ تعظمهُ ... من القراريطِ يأتي كُلُّ قنطارِ - وقمْ بوسعِكَ في كسبِ الحلالِ وكن ... في صرفِه بين تبذيرٍ وإقتارِ الشيخ عبد الغني النابلسي

- كنْ كيف شئْتَ فإِن اللهَ ذو كرمٍ ... وما عليكَ إِذا أذنبتَ من باسِ - إِلا اثنينِ فلا تقرْبهُما أبداً ... الشركُ باللهِ والإضرارُ بالناسِ شاعر

- لا تحقَرنَّ صغيرَ الذنبِ تدمنُهُ ... فالخطُّ مجتمعُ التأليفِ من نقطِهْ الصاحب شرف

- مستصغرُ الذنبِ إِن عُدَّتْ إِساءتهُ ... وكلما في الحشا يدمى وينقرفُ - مثلُ القذاةِ بعينِ المرءِ يحقرُها ... ودمعُها أبداً من وَخْزِها يكِفُ أسامة بن منقذ

- حسبُ الفتى من ذنَوبٍ وصفُه رجلاً ... بالخيرِ هو على ضِدِّ الذي يصِفُ - وقد خبرتُ بني الدنيا فليتهم ... أوليتني حَمَلَتْني عنهمُ العصفُ - فظلمٌ آخذٌ ما لا يَحِلُّ له ... ومنصفٌ ظلَّ فيهم ليس ينتصفُ المعري

- كُلُّ الذنوبِ فإِن اللهَ يغفرُها ... إِن شيعَ المرءَ إِخلاصٌ وإِيمانُ - وكلُّ كسرٍ فإِن اللهَ يجبرُه ... وما لكسرِ قناةِ الدينِ جبرانُ أبو الفتح البستي

- حتى متى لا تزالُ معتذراً ... من زلةٍ منك لا تجانبُها - لا تتقي عيبَها عليكَ ولا ... ينهاكَ عن مثلِها عواقبُها - لتركُكَ الذنبَ لا تفارقهُ ... أيسرُ من توبةٍ تقاربُها شاعر

- إِذا ما امرؤٌ من ذنبهِ جاءَ تائباً ... إِليكَ فلم تغفرْله فلكَ الذنبُ محمد بن حازم

- العمرُ ينقصُ والذنوبُ تزيدُ ... وتُقال عثراتُ الفتى فيعودُ - هل يستطيعُ جحودَ ذنبٍ واحدٍ ... رجلٌ جوارحُهُ عليه شهودُ - والمرءُ يُسألُ عن سينه فيشتهي ... تقليلَها وعن المماتِ يَحيدُ عبد الأعلى الشامي

- تنوبُ من الذنوبِ إِذا مرضتا ... وترجعُ للذنوبِ إِذا برئتا - إِذا ما الضرُ مسَّكَ أنت باكٍ ... وأخبثُ ما يكون إِذا قويتا - فكم من كربةٍ نجاكَ منها ... وكم كشف البلاء إِذا بُلينا - أما تخشى بأنْ تأتي المنايا ... وأنتَ على الخَطايا قد دُهيتا الشيخ الحريفش

- النفسُ أكرمُ موضعاً ... من أن تُدَنَّسَ ابلذنوبِ - ما لذةُ الدنيا لها ... ثمناً وإِن مُزجتْ بطيبِ - فاسبقْ إِلى إِعدادِ زا ... دكَ (زادك) هَجْمَةَ الأجلِ القريبِ - والقَ الإِله على التقى ... والخوفِ مَزْرورَ الجيوبِ علي بن النضر الأديب

- فإِلى متى يَمْضي الزما ... نُ (الزمان) وأنتَ في الآثام سادرْ - ما أنتَ في هذي الحياةِ ... سوى قليلِ الخلدِ عابرْ - فاعملْ على كسبِ المثو ... بةِ (المثوبة) إِنها زادُ المسافرْ - والمرءُ فانٍ ليس يب ... قى (يبقى) خالداً إِلا المآ ثرْ هاشم الرفاعي

- إِن كنتَ تغدو في الذنوبِ جليدا ... وتخافُ في يومِ المعادِ وعيدا - فلقد أتاكَ من المهين عفوُةُ ... وأفاضَ من نعمٍ عليكَ مزيدا - لا تيأسْ من لُطْفِ ربكَ في الحشا ... في بطنِ أمكَ مِضغةً ووليدا - لو شاءَ أن تصلى جهنمَ خالداً ... ما كان ألهمَ قلبكَ التوحيدا الشافعي

الباب العاشر: باب الراء

الباب العاشر: باب الراء

-1- الرئاسة والسيادة

-1- الرئاسة والسيادة

- تَوَّحدْ فإِن اللَّهَ ربَّكَ واحدٌ ... ولا تَرْغَبَنْ في عشرةِ الرؤساءِ المعري

- إِذا بَرِمَ المولى بخدمةِ عبدِهِ ... تجنَّى له ذنباً وإِن لم يكنْ ذنبُ سيف الدوله

- الكلبُ أحسنُ عِشْرةً ... وهو النهايةُ في الخساسةْ أبو الحسن

- وإِذا يُنازِعُ في الرِّيا ... سةِ (الرياسة) قبلَ أوقاتِ الرياسةْ منصور التميمي

- وإِذا رُزِقْتَ رئاسةً فانسجْ لها ... بُرْدَينِ من حَزْمٍ ومن إسجاحِ - واشربْ من الماءِ القَراحِ منعَّماً ... فلكمْ وَرَدْتَ الماءَ غيرَ قراحِ حافظ إِبراهيم

- وإِذا الرئاسةُ لم تَعنْ بسياسةٍ ... عقيلةٍ خَطِئَ الصوابَ السائسُ المعري

- حبُ الرئاسةِ أطغى من على الأرضِ ... حتى بغى بعضُهمُ فيها على بعضِ - إِن القنُوعَ لزادٌ إِن رضيتَ به ... كنتَ الغنيِّ وكنتَ الوافرَ العِرْضِ أبو العتاهية

- إِن من يَلْتمسُ الصد ... رِ (الصدر) بلا وَقٍ وآلهْ - لحقيقٌ أن يُلقىَّ ... كُلَّ مَقْتٍ وإِذلالَهْ أبو الفضل الميكالي

- فشرطُ الفلاحةِ غرسُ النباتِ ... وشروطُ الرئاسةِ غرسُ الرجالِ أبو الفتح البستي

- ولا تنهضُ الأقوامُ ما لم يكنْ لها ... من الرؤساءِ الناهضينَ قوادمُ محمد الأسمر

- وليأذنِ السيِدُ للنوا بِ ... وجُلَسائه مع الكتابِ - والعلماءِ وذوي الألبابِ ... مهما أرادوه بلا حِجابِ يأمنْ الغِلةِ والتسورِ

- وليستشرْ كلاً على انفرادِهْ ... من عُقَلاءَ حافِظي وِدَادِهْ - ليُخْرِجَ المكنونَ من فُؤادِهْ ... ويكتم السرَّ على سدِادهْ فيقتدي بالفاضلِ المختبرِ

- من أعظمِ الآفاتِ للإِنسانِ ... أن يصطفْي شخصاً على الأعيانِ - فلا يُضاهى في عُلوِّ الشانِ ... ويجعلُ الجميعَ كالغلمانِ فليس للعظيمِ غيرُ المنبرِ

- وإِنما التدبيرُ أن يقررا ... كلاً على خطتِه كما جرى - في أممِ الفرسِ إِلى أن يظهرا ... لفكرِه مستورهمْ فيأمرا بالحزمِ في موردهِ والمصدرِ محمد الوحيدي

- زمانٌ قد تفرغَ للفضولِ ... وسوَّد كلَّ ذي حمقٍ جهولِ - فإِن أحببتمُ فيه ارتِفاعاً ... فكونوا جاهلينَ بلا عقولِ محمد بن لنكك

- أبى الدهرُ إِلا أن يسودَ وَضيعُهُ ... ويملكُ أعناقَ المطامعِ وَغْدُهُ البارودي

- كلُّ السيادةِ في السخاءِ ولن ترى ... ذا البخلِ يُدعى في العشيرةِ سيدا علي بن مقرَّب

- حبُ الرياسةِ داءٌ لادواءَ له ... وقلما تجدُ الراضين بالقسمِ شاعر

- بئسَ الزعامةُ إِن تكنْ أهدافَها ... حُبُّ الظهورِ وبئسَ من يتزعمُ - هزلَ الزمانُ فسادَ كلُّ مهرجٍ ... بالسيفِ واعتزلُ الأصيلُ الأكرمُ زكي قنصل

-2- الرأي والفكرة

-2- الرأي والفكرة

- دبرْ ما ربتَ أمراً بفكرةٍ ... لتعلمَ ما تأتيْ وما تتجنَّبُ - وشاوِرْ نقيَّ الرأيِ عند التباسِه ... لكي يضحَ الأمرُ الذي هو أصوابُ الكيزي

- اجعلْ ذوي الآراءِ والأمانهْ ... أهلكَ والإِخوانَ والبطانهْ - خذْ رأيَهُمْ حتى ترى بُرْهانهْ ... فتركُ أخذِ الرأيِ كالزمانهْ تاركهُ ذو خطأ أو خطرِ محمد الوحيدي

- وعاجزُ الرأيِ مِضْياعٌ لفرصتِه ... حتى إِذا فاتَ أمرٌ عاتبَ القدرا الرياشي

- الرأيُ كاليلِ مسوداً جوانبُهُ ... والليلُ لا ينجليْ إِلا بإِصباحِ - فاضممْ مصابيحَ آراءِ الرجالِ إِلى ... مصباحِ رأيِكَ ضوءَ مصباحِ شاعر

- لكلِّ امرئٍ رأيانِ رأيٌ يكفُّهُ ... عن الشييِْ أحياناً ورأيٌ ينازعُ - عاملِ الناسِ برأيٍ رفيقِ ... والقَ من تلقىْ بوجهٍ طليقِ - فإِذا أنتَ جميلُ الثناءِ ... وإِذا أنتَ كثيرُ الصديقِ أبو العتاهية

- بقدرِ الرأيِ تُعتبرُ الرجالُ ... وبالآمالِ يُنتظرُ المآلُ - وإِفراطُ البليغِ إِذا تمادَى ... على حالٍ يخالطهُ ابتذالُ - وإِمساكُ الأديبِ يفيدُ علماً ... بأحوالِ الغبيِّ كما يقالُ - ومن عرفَ الحقائقَ ماتَ غماً ... وإِن طلبَ الإقالةِ لا يقالُ - وبالإقدامِ يسهلُ كلُ صعبٍ ... وبالتمويْهِ يتسعُ المجالُ - ومن لم يتئدْ في كُلِّ أمرٍ ... تَخَطّاه التداركُ والمنالُ - ومن لزمَ القناعةَ نالَ عزاً ... وهل بالذلِّ منقبةٌ تُنالُ؟ علي أبو النصر

- اقرنْ برأيكَ رأيَ غيرِكَ واستشرْ ... فالحقُّ لا يخفى على الاثنينِ - للمرءِ مرآةٌ تريهِ وجههُ ... ويرى فقاهُ بجمعِ مرآتينِ الأرجاني

- لا تحقرنَّ الرأيَ وهو موافقٌ ... حكمَ الصواب إِذا أتى مَن ناقصِ - فالدرُ وهو أجلُّ شيٍْ يُقتنى ... ما حطَّ قيمتهُ هوانُ معتذرا شاعر

- من دبرَ العيشَ بالآراءِ دامَ له ... صفواً وجاءَ إِليه الخطبُ معتذرا - يهونُ بالرأيِ ما يجري القضاءُ به ... من أخطأَ لا يستذنبُ القذرا صفي الدين الحلبي

- والأيُ إِن أخلصْتَ فيه سريرةً ... مثلَ العقيدةِ فوقَ كلِ مراءِ - وإِذا الرجالُ على الأمورِ تعاقبوا ... كشفَ الزمانُ مواقفَ النظاءِ أحمد شوقي

- قفْ دونَ رأيكَ في الحياةِ مجاهداً ... إِن الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ شاعر

- أدركْتُ بالرأيِ والكتمانِ ما عجزتْ ... عنه ملوك بني مروانَ إِذا قعدوا - ما زلتُ أسعى عليهمْ في ديارِهمُ ... والقومُ في غَفْلةٍ بالشامِ قد رفدوا - حتى ضربتهمُ بالسيفِ فانتبهوا ... من نومهٍ لم يَنَمْيها قبلَهمْ أحدُ - ومن رعى في أرضِ مسبعةٍ ... ونامَ عنها تَوَلىَّ رَعْيَها الأسدُ أبو مسلم الخرساني

- الرأيُ يصدأُ كالحسامِ لعرضٍ ... يطرا عليه وَصقلْهُ التذكيرُ - ولا رأيَ لم يدعمِ الرأيَ أبيضٌ ... يقوِّمُ معوجَّ الزمانِ وأسمرُ - وأسعدُ أوقاتِ المجاهدِ ساعةٌ ... بها السيفُ يُم} لي واليراعُ يُسطرُ ابن العميد الكاظمي

- إِن يشتبهُ رأيانِ في ... شيءٍ من الأشيا عليكْ - وضَلَلْتَ عن أولادهما ... فاتركْ أحبَّهما إِليكْ ابن خاتمة الأندلسي

- ما استقامَتْ قناةُ رأييَ إِلا ... بعدما عوَّجَ المشيبُ قناتي أبو الفتح البستي

- إِذا كنْتَ ذا رأيٍ فكن ذا تدبيرٍ ... فإِن فسادَ الرأيِ أن تتعجلا عيسى بن موسى

- إِذا كنتَ ذا رأيٍ فكنْ ذا عزيمةٍ ... فإِن فسادَ الرأيِ أن تترددا - ولا تمهلِ الأعداءَ يوماً بغدوةٍ ... وبادِرْهم أن يملكوا مثلهَا غدا الخليفة المنصور

- يا رُبَّ مغتبطٍ ومغب ... وطٍ (مغبوط) برأيٍ فيه هُلْكُهْ ابن ظفر

- ومنافسٍ في ملكِ ما، ... يُشقيه في الدراين ملكُهْ - علمُ العواقبِ دونَه ... سترٌ وليس يُرامُ هتكُهْ - ومعارضُ الأقدارِ بال ... آراءِ (بالآراء) سيءُ الحالِ ضنكُهْ - فكن امراً محضَ اليق ... ينِ (اليقين) وزيِّنَ الشبهاتِ سبكُهْ - تفويضُهُ توحيدُهُ ... وعنادهُ المقدور شْركُهْ الصقلي المكي

- الرأيُ قبلَ شجاعةِ الشجعانِ ... هو أولٌ وهي المحلُّ الثاني - فإِذا هما اجتمعا لنفسٍ حرةٍ ... بلغَتْ من العلياءِ كُلَّ مكانِ - ولربما طعنَ الفتى أقرانَهْ ... بالرأْيِ قبلَ تطاعُنِ الأقرانِ المتنبي

- كل يومٍ أزيحُ عني ثوباً ... بالياً من عقائدِ الحقابِ - أملاً أن أعريَ النفسَ حقاً ... من لباسٍ يشينُها وحجابِ - غيرَ أني أنضُ ثوباً أصادفْ ... ألفَ ثوبٍ ملاصقاً لإهابي - فتراني ما عشتُ أنزعُ أثواباً ... كأني كوِّنتُ من أثوابِ - صِرْتُ أخشى إِن أنضُ كُلَّ ثيابي ... لم أصادفْ رُوحاً وراءَ الثيابِ أحمد الصافي النجفي

-3- الرب والإله

-3- الرب والإله

- إِذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدةً ... أتَتْه الرزايا من وجوهِ المكاسبِ أبو فراس

- فيا عجباً كيفَ يعصي الإِلهَ ... أم كيفَ يَجْحَدُه الجاحدُ - وفي كُلِّ سيءٍ له آيةٌ ... تدلُّ على أنه واحدُ - واللهُ في كلِّ تحريكةٍ ... وتسكينَةٍ أبداً شاهدُ لبيد بن أبي ربيعة

- إِذا آمنَ الانسانُ باللهِ فليكنْ ... لبيباً ولا يخلطْ بإِيمانِه كفراً المعري

- إِذا أنتَ لم تؤثرْ رضى اللهِ وحدَه ... على كُلِّ ما تهوى فلستَ بصابرِ أبو العتاهية - ومن يشأ الرحمنُ يخفضْ بقدره ... وليس لمن لم يرفعِ اللهُ رافعُ - وفوضْ إِلى اللهِ الأمورَ إِذا اعْتَرَتْ ... وباللهِ لا بالأقربينَ تدافعُ - وداوِ ضميرَ القلبِ بالبرِّ والتقى ... ولا يستوي قلبانِ قاسٍ وخاشعُ مروان بن الحكم

- أنسيتّ حقَّ اللهِ أم أهملْتَه؟ ... شرٌ من الناسي هو المتناسي - طاعمٌ أنتَ واردٌ عَذْبَ ماءٍ ... ممرسٌ بالفتاةِ حاذٍ كاسي - فاتقِ اللهِ، تؤمن ما يقب ... حُ (يقبح) من ريبةٍ ومن شربيِ كأسِ المعري

- تُبْ وثب وادعُ ذا الجلالِ بصدقٍ ... تجدِ اللهَ للدعاءِ سميعا - لا تخفْ مع رجاءِ ربك ذنباً ... إِنه يغفرُ الذنوبَ جميعا صفي الدين الحلبي

- تعصي الإلهَ وأنتَ تطهرُ حُبَّه ... هذا محالٌ في القياسِ بديعُ - لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعَتهُ ... إِن المحبَّ لمن يُحِبُّ مطيعُ الشافعي

- أطعنا رَبَّنا وعصاه قومٌ ... فذقنْا طعمَ طاعتنِا وذاقوا أوس بن حجر

- يا من يرى مدَّ البعوضِ جناحَها ... في طُلْمةِ الليل البهيمِ الاليلِ المؤيد في الدين

- ويرى مناطَ عروقِها في نحرِها ... والمخَّ في تلكَ العظامِ النحَّلِ - اغفر لعبدٍ تابَ من فرطاتِه ... ما كانَ منه في الزمانِ الأولِ داعي الدعاة أو الزمخشري

- وكمْ للهِ من لطفٍ خفيِّ ... يدقُّ خفاةُ عن فهمِ الذكيِّ - وكم يُسْرٍ أتى من بعدِ عُسْرٍ ... ففرجْ كربةَ القلبِ الشجيِّ - وكم أمرٍ تُساءُ به صباحاً ... وتأتيكَ المرةُ بالعشيِّ - إِذا ضاقَتْ بكَ الأحوالُ يوماً ... فثقْ بالواحدِ الفردِ العليِّ - تَوَسَّلْ بالنبيِّ فكلُّ خطْبٍ ... يهونُ إِذا تُوسلَ بالنبيِّ علي بن أبي طالب

- رَبِّ أنعمْتَ في المديدِ من العم ... رِ (العمر) ونجتَني من الأشرارِ - فاغفني اليوم من سؤال لئيم ... وقني في غد عذاب النار صفي الدين الحلبي

- لن تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا ... فاستنجدِ الصبرَ أو فاستشعرِ الحوبا - وافزعْ إِلى كنفِ التسليمِ وارضَ بما ... قضى المهيمنُ مكروهاً ومحبوباِ ابن دريد

- أربٌ يبولُ الثعبانُ برأسِه ... لقد ذلَّ من بالَتْ عليه الثعالبُ راشد بن عبد ربه

- يا ربِّ ما أقربَ منكَ الفرجا ... أنتَ الرجاءُ وإِليكَ الملتجا - يا ربِّ أشكوا لك أمراً مزعجاً ... أبهمَ ليلُ الخطبِ فيه ودجا يا ربِّ فاجعلْ لي منه مَخرجا بهاء الدين زهير

- يا ربِّ هيءْ لنا من أمرِنا رشدا ... واجعلْ معونتكَ الحُسنى لنا مددا - ولا تَكِلْنا إِلى تدبيرِ أنفسنا ... فالنفسُ تعجزُ عن إِصلاحِ ما فسدا - أنتَ الكريمُ وقد جهزتُ من أملي ... إِلى أياديكَ وجهاً سائلاً ويدا - وللرجاءِ ثوابٌ أنتَ تعلمُه ... فاجعلُ ثوابي دوامَ السترِلي أبدا عمارة اليميني

- وليس على اللهِ بمستنكرٍ ... أن يجمعَ العالمَ في واحدِ - يا ربِّ إِن عظَمتْ ذنوبي كثرةً ... فلقد عَلِمْتُ بأن عَفْوَكَ أعظمُ - إِن كانَ لا يرجوكَ إِلا محسنٌ ... فمن الذي يدعُو ويرجو الجرمُ؟ أبو نواس

- لا تخشى من غائلةٍ فُوِّضَتْ ... إِلى الإله القادرِ العالمِ - ونم إِذا شئتَ فإِن الذي ... يرعاكَ فيها ليس بالنائمِ - كم ذا وقى الله بألطافِهِ ... شرَّ عشومٍ مجمعٍ عازمِ - وكم أزالَ اللهُ من ظالمٍ ... وأنصفَ القاعدَ من قائمِ الشريف المرتضى

- رباهُ إِلى قد عَصَيْتُكَ عامداً ... لأراكَ أجمل ماتكونُ غفوراً - ولقد جنيتُ من الذنوبِ كبارَها ... ضناً بعفوكَ أن يكونَ صغيرا القروي

- تقرَّبْ إِلى السماءِ بما يُرْضيْ ... ودعْ عَرضَ الدنيا تعشْ وافرَ العرضِ - ووفِّ بني الدنيا الودادَ، فإِن وفَوا ... وإِلا، فقد أقرَصْتَهم أحسنَ القرضِ - ولا ترضَ بالخلقِ الذميمِ، فلم أجدْ ... مفيداً رضلى الخلائقِ كالخلقِ المُرْضي الصاحب شرف الأنصاري

- إِلى اللهِ فارغبْ لا إِلى ذا ولا ذاكا ... فإِنكَ عبدُ الله واللهُ مولاكا - وإِن شئْتَ أن تحيا سليماً من الأذى ... فكن لشرارِ الناسِ ما عشْتَ تراكا - وكلٌ يدعى وصلاً بسلمىْ ... وسلمى لا تَقرُّ لهمْ بذاكا أبو العتاهية

- ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ ... وكل نعيمٍ لا محالةَ زائلُ - وكل أناسٍ سوف تدخل بينهم ... دويهيةٌ تصفر منها الأنامل - وكلُّ امرئٍ يوماً سيعلمُ سَعْيَه ... إِذا كشفَتْ عندَ الإلهِ الحصائلُ لبيد بن أبي ربيعة

- أيا رَبِّ عفواً عن ظلومٍ لنفسِه ... رجاكَ وإِن كان العفافُ به أولى - سألتكَ يا مولى الموالي ضراعةً ... وقد يضرعُ العبدُ الذليلُ إِلى المولى - لتصلحَ لي قلباً وتغفرَ زلةً ... وتقبلَ لي توباً وتسمعَ لي فِعْلا - ولا عَجَبٌ فيما تمنيْتُ إِنني ... طويلُ الأماني عند من يحسنُ الطولا ابن حمديس

- يا رب قد أصبحْتُ أرجو كرَمكْ ... يا رب ما أكثرَ عندي نَعَمكْ - يا ربِّ عن إِساءتي ما أحلمَكْ ... يا رب سبحانَكَ بي ما أرحَمَكْ بهاء الدين زهير

- إِلهي لا تعذبْني فإِني ... مقرُّ بالذي قد كانَ مني - فما لي حيلةٌ إِلا رجائي ... لعفوِيكَ إِن عَفَوْت وحسنُ ظني - وكم من زلةٍ لي في الخطايا ... وأنتَ عليَّ ذو فَضْلٍ ومنِّ - إِذا فكرتُ في ندميْ عليها ... عَضَضْتُ أناملي وقرعْتُ سني - أُجَنُّ بزهرةِ الدنيا جُنوناً ... وأقطعُ طولَ عمري بالتمني - ولو أنيْ صَدَقْتُ الزهدَ عنها ... قَلَبْتُ لأهلِها ظَهْرَ المِجَنِّ - يظن الناس بي خيراً وإني ... لشر الخلق إِن لم تعفُ عني أبو العتاهية أو علي بن أبي طالب

- لا تلمنَّ طاعة الله لابل ... طاعة الله ماحييت استديما شاعر

- إِلهي أنت ذو فضل ومنِّ ... ولإِني ذو خطايا فاعف عني - وظني فيك يا ربي جميلٌ ... فحقق يا إِلهي حسن ظني علي بن أبي طالب

- هون عليك فإِن الأمور ... بكف الإِله مقاديرها الأعور الشني

- بدا لي أن الله حق فزادني ... إِلى الحق تقوى الله ماقد بداليا زهير بن أبي سلمى

- قال الأصمعي: سمعت غلاماً يمجد ربه بأبيات من الشعر هي هذه: - يا فاطر الخلق البديع وكافلاً ... رزق الجميع سحابُ جودك هاطل - يا عالم السرِّ الخفي ومنجز الوع ... د (الوعد) الوفيِّ قضاءُ حكمك عادلُ - عظمت صفاتكَ يا عظيم فجلَّ أن ... يحصي الثناء عليك فيها قائل - الذنب أنت له بمنك غافرٌ ... ولتوبة العاصي بحلمك قابلُ - وإِذا دجا ليل الخطوب وأظلمت ... سبل الخلاص وخاب فيها الآملُ - وأيستَ من وجه النجاة فمالها ... سببٌ ولا يدنو له متناولُ - يأتيك من ألطافه الفرج الذي ... لم تحتسبه وأنت عنه غافلُ - فإِذا رضيتَ فكل شيء هينٌ ... وإِذا حصلْتَ فكل سيءٍ حاصلُ - أنا عبدُ سوءٍ آبقٌ على ... مولاه أوزار الكبائر حاملُ - قد أثقلت ظهري الذنوب وسودت ... صحفي العيوبُ وستر عفوك شامل - ها قد أتيت وحسن ظني شافعي ... ووسائلي ندمٌ ودمع سائلُ - فاغفر لعبدك ما مضى وارزقه تو ... فيقاً (توفيقا) لما ترضى ففضلكَ كاملُ - وافعل به ما أنت أهل جميله ... والظن كل الظن أنك فاعل الأصمعي

- قال الشيخ: إِسماعيل الزمزمي - يا من تُحل بذكره ... عقدُ النوائب والشدائد - يا من إِليه المشتكى ... وإِليه أمر الخلق عائدْ - يا حي يا قيوم يا ... صمدٌ تنزَّه عن مضاددْ - أنت الرقيب على العبا ... د (العباد) وأنت في الملكوت واحدْ - إِن الهموم جيوشها ... قد أصبحت قلبي تطارد - فرج بحولك كربتي ... يا من له حسن العوائد - فخفيُّ لطفك يستعا ... ن (يستعان) به على الزمن المعاند - أنت الميسر والمسب ... ب (المسبب) والمسهل والمساعدْ - سبب لنا فرجاً قري ... باً (قريبا) يا إِلهي لا تباعدْ - كن راحمي فلقد يئس ... تُ (يئست) من الأقارب والأباعدْ - وعلى العدىْ كن ناصري ... لا تشمتن بي الحواسدْ - ياذا الجلال وعافني ... مما من البلوى أكابد - وعن الورى كن ساترا ... عيبي بفضل منك وارد - يا رب قد ضاقت بي الأح ... والُ (الأحوال) واغتالَ المعاندْ - فامنن بنصرك عاجلاً ... فضلاً على كيد الحواسدْ - هذي يدي وبشدتي ... قد جئت يا رباه قاصد - فلكم إِلهي قد شهد ... ت (شهدت) لفيض لطفك من عوائد الشيخ إسماعيل الزمزمي

- يا من يرى مافي الضمير ويسمعُ ... أنت المعدُّ لكل ما يتوقعُ - يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إِليه المشتكى والمفزعُ - يا من خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإِن الخير عندك أجمعَ - ما لي سوى فقري إِليك وسيلةٌ ... فبالافتقار إِليك فقري أدفعُ - ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ ... فلئن رددتُ فأيَّ باب أقرعُ؟ - ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إِن كانَ فضلك عن فقير يمنعُ - حاشا لجودك أن يقنِّط عاصياً ... الفضل أجزلُ والمواهب أوسعُ أبو القاسم بن الخطيب

- هَجَرْتُ الخَلْقَ طراً في رضاكَ ... ويَّتمتُ الِعيالَ لكي أراكا - فلو قَطَّعْتني في الحُبِّ إِرباً ... لما حَنَّ الفؤادُ إِلى سِواكا بعض الزاهدين

- إِذا أمسى وِسادِيْ من تُرابٍ ... وبِتُّ مجاورَ الربَّ الرحيمِ - فهُّنوني أصيَحْابيْ وقولوا ... لكَ البُشْرى قَدِمْتَ على كريم شاعر

- روي أن الزرمخشي سأل الإمام الغزالي عن قول القائل: {الرحمن على العرش استوى} فأجاب: - قلْ لمن يفهمُ عني ما أقولُ ... اتْركِ البَحْثَ فذا شرحٌ يطولْ - ثَمَّ سرٌ غامضٌ من دونِه ... ضُرِبَتْ بالسيفِ أعناقُ الفحولْ - أنتَ لا تعرفُ إِياكَ ولا ... تدري من أنتَ ولا كيفَ الوصولْ - لا ولا تدري صفاتٍ ركبَتْ ... فيكَ حارَتْ في خفاياها العقولْ - أينَ منكَ الروحُ في جوهرِها ... هل تراها أو ترِى كيفَ تجولْ؟ - أنتَ أكلَ الخبزِ لا تعرفُه ... كيفَ يجري فيكَ أم كيفَ يَحولْ - فإِذا كانتْ طواياكَ التي ... بين جنبيْكَ بها أنت جهولْ - كيفَ تدري من على العرشِ استوى ... لا تقلْ كيفَ استوى كيفَ الوصولْ - فهو لا كيفٌ ولا أينٌ لهُ ... هوَ ربُّ الكيفِ والكيفُ يجولْ - وهو فوق الفوقِ لا فوقٌ له ... وهوَ في كلِّ النواحي لا يزولْ - جلَّ ذاتاً وصفاتٍ وعُلا ... وتعالى ربنا عما تقولْ الإِمام الغزالي

- قصيدة عبد الغني النابلسي في الثقة بالله: - كنْ معَ اللهِ ترَ اللهَ مَعَكْ ... واتركِ الكُلَّ وحاذِرْ طَمَعَكْ - والزِمِ القنعَ بما أنتَ له ... في جميعِ الكونِ حتى يَسَعَكْ - بالصَّفا عن كدرِ الحسِّ فغبْ ... واطرحِ الأغيارَ واتركُ خدعَكْ - واعبدِ اللهَ بكشفٍ واصطبرْ ... وعلى الكشفِ توقَّ جَزَعَكْ - ألا تقلْ لم يفتحِ اللهُ ولا ... تطلبِ الفتحَ وّحِّررْ ورعَكْ - كيفما شاءَ فكنْ في يدِه ... لكَ إِن فرَّقِ أو إِن جمعَكْ - في الورى إِن شاءَ حِفْظاً ذقتُهُ ... وإِذا شاءَ عليهم رَفَعَكْ - وإِذا ضّرَّكَ لا نافعَ من ... دونِه والضُّرَّ لا إِن نَفَعَكْ - وإِذا أعطاكَ من يمنعُهُ ... ثم من يُعْطي إِذا ما مَنَعَكْ - ليس يوقيكَ أذاه أحدٌ ... وإِن اسْتَنْصَرْتَ فيه شتَّعَكْ - إِنما أنتَ له عبدٌ فكنْ ... جاعلاً بالقربِ منه وَلَعَكْ - كلما نابَكَ أمرٌ ثقْ به ... واحترزْ للغيرِ تشكو وَجَعَكْ - لا تُؤَمِّلْ من سِواهُ آملاً ... إِنما يَسْقيكَ من قدر زَرَعَكْ عبد الغني النابلسي

-4- الرجل والرجال

-4- الرجل والرجال

- عَزَّ الرجالُ فهل من يُسْتراحُ له ... بنفثةٍ دونَها الأرجاءُ تطربُ - كررْ لحاظكَ في هذا الوجودِ تجدْ ... عن ذلكَ السرِّ ما يبدو ويَحْتَجِبُ ابن خاتمة الأندلسي

- ترى الرجلَ النحيفَ فتزدريهِ ... وفي أثوابِه أسٌ مزيرُ - ويعبُكَ الطريرُ فتبتليه ... فيخلفُ ظنكَ الرجلُ الطريرُ - فما عُظْمُ الرجالِ لهم بفخرٍ ... ولكن فَخْرُهُمْ كَرَمٌ وخَيْرُ - لقد عَظمَ البعيرُ بغيرِ لبٍ ... فلم يستغنِ بالعظمِ البعيرُ - يصرِّفهُ الصبيُّ بكلِّ وجهٍ ... ويحبسُهُ على الخَسْفِ الجرير العباس بن مراد أو كثير عزة

- وكم رجلٍ أثوابُه فوقَ قدرِه ... وقد يلبسُ السلكُ الجمانَ - فلا يعجبنْ ذا البخلِ كثةُ مالِه ... فإِن الشفا نقصٌ وإِن كان زائدا الفرائدا علي التهامي

- ذهبَ الرجالُ الصالحون وبقيَتْ ... ضعفى الرجالِ على الزمانِ الفاسدِ الرقيات

- ليس يزري السوادُ بالرجلِ الشه ... مِ (الشهم) ولا بالفتى الأديبِ الأريب إِبراهيم بن مهدي

- أحلى الرجالِ من النساءِ موَاقعاً ... من كان أشْبَهُهُمْ بهنَّ خدُودا أبو تمام الطائي

- ولما التقى الصفان واختلفَ القنا ... نهالاً وأسبابُ المنايا نها لُها - تبينَ لي أن القماءةَ ذلةٌ ... وأن أعزاءَ الرجالِ طوالُها الشعبي

- وإِذا الرجالُ تفاخروا وتفاضَلوا ... أرسى بهم دونَ الورى التفضيلُ - إِن الرجالَ وإِن راعَتْكَ كثرتهمْ ... إِذا خَبرْتَهُمُ لم تُلْفِ من رجلِ - من لم تكنْ غايةُ العلياءِ بغيتَهُ ... فلن ألا بَسه إِلا على دَخَلِ الشريف المرتضى

- لا تفرحَنَّ بسقطاتِ الرجالِ ولا ... تهزأْ بغيرِكَ واحذرْ صولةَ الدولِ - وقيمةُ المرءِ فيما كان يحسنُهُ ... فاطلبْ لنفسِكَ ما تعلو به وسَلِ ابن المقري

- حُسْنُ الرجالِ بحُسانهمْ وفَخْرهُمُ ... بَطولهمْ في المعالي لا بطولهمُ أبو الحسن التهامي

-5- الرذل والنذل

-5- الرذل والنذل

- لا يشرف الرذلُ بأن يكتسي ... من الغِنى تاجاً وديباجا - وهل نجا الهُدْهُدُ من نتنهِ ... بلبسهِ الديباجَ والتاجا البدر المظفر

- لا تأتينَّ نذالةً لمنالةٍ ... فليأتيَّنكَ رزقُكَ المقدورُ - واعلمْ بأنكَ آخذٌ كُكَّ الذي ... لكَ في الكتابِ محَّبرٌ مسطورُ - واللهِ ما زا دَ امرأً في رزقِه ... حرصٌ، ولا أزرى به التقصيرُ الغيلابي

- النذلُ مفروضٌ له يسرُه ... والحُرُ بالإِعسارِ مرفوضُ الصاحب الأنصاري

- ثِقْ بالرذيلةِ تلقَها ... في كُلِّ حينٍ حاضرَة - إِن الفضيلةَ قلما ... تلقاكَ إِلا عابرَةْ - حتى الأفاضلُ عرضهٌ ... لهوى الهناثِ البادرهْ - ما كُلَّ يومٍ يُرْتَجى ... عطفُ النفوسِ الطهلرة - ومن النوادرِ أن تُرى ... عندَ التعطفِ قادرة - من لم يدر في دهرِه ... دارَتْ عليه الداءرة عباس محمود العقاد

- لن تُرْضيَ الرذلَ إِلا حين تسخطه ... وليس يسخطُ إِلا حين تُرْضيه - ولا يسوءُك إِلا حينَ تكرمُه ... ولا يسركَ إِلا حين تُقْصيه علي بن محمد البسامي

- هذا زمانٌ ليس في ... هـ (فيه) سوى النذالةِ والجهالةْ - لم يرقَ فيه صاعدٌ ... إِلا وسلَّمهُ النَّذالةْ أبو المجد الجرماني

-6- الرزق

-6- الرزق

- وإِذا رأيْتَ الرزقَ ضاقَ ببلدةٍ ... وخشيتَ فيها أن يضيقَ لا مكسبُ - فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةُ الفضا ... طولاً وعَرْضاً شَرْقُها المغربُ علي بن أبي طالب

- افلحْ بما شِئْتَ، فقد يُبلغُ بال ... ضعفِ، وقد يُخدعُ الأريبُ - لا يعظُ الناسَ من لم يعظْه ال ... دهرُ (الدهر) ولا ينفعُ التبيبُ عبيدة بن الأبرص

- لعمرُك ما الرزاقُ من حيلةِ الفتى ... ولا سَبَبٌ في ساحةِ الحيِّ ثاقبُ - ولكنها الأرزاقُ تقسمُ بينهمْ ... فما لكَ منها غَير ما أنتَ شارب الغلابي

- الرزقُ عن قَدرٍ لا الضعفُ ينقصُه ... ولا يزيدُكَ فيه حول محتالِ - والفقرُ في النفسِ لا في المالِ نعرفه ... ومثل ذاك الغنى في النفسِ لا المالِ الخليل بن أحمد

- إِذا ضاقَ بابُ الرزقِ عنكَ ببلدةٍ ... فثم بلادٌ رزقُها غيرُ ضيَقِ - وإِياكَ والسكنى بدارِ مذلةٍ ... فتسقى بكأسِ الذلةِ المادفقِ - فما ضاقَتِ الدنيا عليكَ برَحْبها ... ولا باب رزق اللهِ عنكَ بأضيقِ شاعر

- وما يوجعُ الحرمانُ من كفِّ حارمٍ ... كما يوجعُ الحرمانُ من كفَّ رازقِ المتنبي

- توكلتُ في رزقي على اللهِ خلقي ... وأيقنْتُ أن اللهَ لاشكَّ رازقي - وما يكُ من رزقي فليس يفوتُني ... ولو كانَ في قاعِ البحارِ العوامقِ - سيأتي به اللهُ العظيمُ بفضلِه ... ولولم يكنْ مني اللسانُ بناطقِ - ففي أيِّ شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةٌ ... وقد قسمَ الرحمنُ رزقَ الخلائقِ الشافعي

- ورزْقُ الخلقِ مقسومٌ عليهمْ ... مقاديرٌ يُقَدِّرُها الجليلُ - فلا ذو المالِ يرزقُه بعقلٍ ... ولا بالمالِ تقتسمُ العقولُ العتبي

- ينالُ الفتى من دهرِه وهو جاهلٌ ... ويكدي الفتى في دهرِه وهو عالمُ - ولو كانتِ الأرزا قُ تجري على الحِجَىْ ... هلكنَ إِذا من جهلَهنَّ البهائمُ أبو تمام

- ولكنَّ الغُيُثَ إِذا توالَتْ ... بأرضِ مسافرٍ كره الغماما المتنبي

- لا تطلبِ الرزقَ بامتهانِ ... ولا ترد عُرْفَ ذي امتنانِ - واسترزقِ اللهَ واستعنْهُ ... فإِنه خيرُ مستعانِ أبو العباس المبرد

- هو الرزقُ يجريهِ المليكُ ولن ترى ... أخا عيشةٍ بالحرصِ يطعمُ - أو يُسْقى وكم أمرَ العقلُ السليمُ بصالحٍ ... فما فعلوا إِلا الخيانةَ والفسقا المعري

- لكلِّ امرئٍ رزقٌ وللرزقِ جالبٌ ... وليس يفوتُ المرءَ ما خط كاتبُهْ - يُساقُ إِلى ذا رزقُهُ وهو وادعٌ ... ويُحرمُ هذا الرزقَ وهو يطالبُهْ - يقولُ الفتى ثَمَّرْتُ مالي وإِنما ... لوارثِهِ ما ثمَّرَ المالَ كاسبُهْ - يحاسبُ فيه نفسَه بحياتِهِ ... ويتركهُ نهباً لمن لا يحاسبه أبو الشيص الخزاعي

- يخيبُ الفتى من حيثُ يرزقُ غيَره ... ويعطي الفتى من حيثُ يحرمُ صاحبُه شاعر

- استرزقِ اللهَ فالأرزاقُ في يدِهِ ... ولا تمدَّ إِلى غيرِ الإِلهِ يدا - وحاذرِ الدهرَ أن يلقاكَ منفرداً ... فمهرقُ النردِ مأخوذٌ إِذا انْفَرَدا عبد القاهر الجرجاني

- وليس يزادُ في رزقٍ حريصٌ ... ولو ركبَ العواصفَ كي يُزادا المعري

- وإِذا أبى الرزقَ القضاءُ على امرئٍ ... لم تغنِ فيه حيلةُ المسترزقِ علي بن النضر

- لحى اللهُ أرضاً يرشفُ المرءُ رزقَه ... بها مكروهاً رشفَ الذعافِ من السَّمِّ - تشيبُ حباتِ القلوبِ بجورِها ... وتهرمُ إِنسانَ العيونِ من الهمِّ أسامة بن منقذ

- والرزقُ يحرمُهُ الخبيرُ ويهتدي ... عفواً إِليه عَقولُهُ وجَهولُهُ - لا ذاكَ يدري كيفَ خابَ ولا درى ... هذا عليه كيفَ كانَ حُصولهُ الشريف المرتضى

- لو كان رزقُ الفتى بقُوَّتِه ... نازلتُ ضاري الأسودِ في الأجمِ - لكنه عن مشيئةٍ سبقَتْ ... في الخلقِ تجري فيهم على القسمِ أسامة بن منقذ

- لا تأسفنَّ ما لم تنلْه من الدنيا ... فليسَ يُنالُ الرزقُ بالحِيلِ - والفضلُ والمالُ محبوبان ما اجتمعا ... وهل توافى الضحى يوماً مع الأصلِ فتيان الشاغوري

- لا تطلبِ الرزقَ في الدنيا بمنقصةٍ ... فالرزقُ بالذلِّ خيرٌ منه حرمانُ - المالُ يمضي وتبقى بعده أبداً ... على الفتى منه أوساخٌ وأدرانُ الشريف المرتضى

- وخيرُ الرزقِ ما وافاكَ عفواً ... فخلِّ فضولَ أموالٍ مطسنَهْ - وليت نفوسَنا، والحقُّ آتٍ ... ذهبنَ كما أتينَ وما أحسَنْهْ المعري

- ينفعُ الطيبُ القليلُ من الرز ... قِ (الرزق) ولا ينفعُ الكثيرُ الخبيثُ - ليس يُعطى القويُ فضلاً من الرز ... قِ (الرزق) ولا يُحرمُ الضعيفُ الختيتُ - بل لكلٍ من رزقُه ما قضى الل ... هُ (الله) وإِن كدَّ أنفَه المستميتُ السموال بن عادياء

- إِذا المرءُ لم يطلبْ معاشاً لنفسِهِ ... شكا الفقرَ أو لامَ الصديقَ فأكثرا - وصارَ على الأذنينِ كلاً وأوشكَتْ ... صِلاةُ ذوي القربى له أن تنكرا - وما طالبُ الحاجاتِ من كل وجهةٍ ... من الناسِ إِلا من أجَدَّ وشمرا - فسرْ في بلادِ اللهِ والتمسِ الغنى ... تعشْ ذا يسارٍ أو تَمُوتَ فتعذرا عروة بن الورد أو ربيعة الرقي

- تفرقَ الناسُ في أرزاقِهم فِرقاً ... فلابسٌ من ثراءِ الماءِ أو عاري - كذا المعايشُ في الدنيا وساكِنها ... مقسومةٌ بين أوعاثٍ وأوعارِ أبو الفضل الميكالي

- لاتعجبنَّ لمرزوقٍ به هَوَجُ ... حظاً تَخَطَّى أصيلَ الرأيِ أطرافا - فخالقُ الناسِ أعداءً بلا وبرٍ ... كاسي البهائمِ أوباراً أو أصوافا ابن الرومي

- كُلُّ امرئٍ فله رزقُ سيبلغُهُ ... واللهُ يرزقُ لا كيسٌ ولا حمقُ أبو العتاهية

- لو يُرزقون الناسُ حسبَ عقولهمْ ... ألفَيْتَ أكثرَ من ترى يتصدقُ صالح عبد القدوس

- اعملْ لرزقِكَ كُلَّ آلةْ ... لا تقعدنَّ بذلِّ حالةْ - وانهضْ بكلِّ عزيمةٍ ... فالمرءُ يعجزُ لا المحالةْ أبو العتاهية

- وما الرزقُ إِلا قسمةٌ بين أهلِه ... فلا يعدمُ الأرزاقَ مثرٍ ومعدمُ صالح عبد القدوس

- يُعطىَ الفتى فينالُ في دعةٍ ... مالم ينلْ بالكدَّ والتعبِ - فاطلبْ لنفسِكَ فَضْلَ راحتها ... إِذا ليستِ الأشياءُ بالطلبِ - إِن كانَ لا رزقٌ بلا سببٍ ... فرجاءُ ربِّكَ أعظمُ السببِ ابن رشيق القيرواني

- قد يُرزقُ الخافضُ المقيمُ وما ... شدَّ بعنسٍ رحلاً ولا قتبا - ويُحرمُ المالَ ذو المطيةِ والرحلِ ... ومن لا يزالُ مُغْتربا الحكم بن عبدل

- كم من فتى قصرتْ في الرزقِ خطوتهُ ... ألفيتَهُ بسهامِ الرزقِ قد فُلجا - قَدِّرْ لرجِكَ قبلَ الخطوِ موضعَها ... فمن علا زلقاً عن غرةٍ زلجا - ولا يغرنكَ صفوٌ أنتَ شاربُه ... فربما كان بالتكديرِ مُمْتَزِجا محمد بن بشير

- تيممَ فجاً واحداً كلُ راكبٍ ... ولا بدَّ أني سالكٌ ذلكَ الفجا - فلا تبتئسْ للرزقِ، إِن بضَّ فاتراً ... ولا تغتبطْ إِن جاشَ رزقُك أو شجا - وإِن لآجسامِ الأنامِ غرائزاً ... إِذا حُرِّكَتْ للشرِّ طالبَهُ لجَّا - رأيتُ الفتى كالقوْدِ يرتعُ مرةً ... وإِن مَّستِ الأعباءُ كاهله ضجا المعري

- لقد علمتُ وخيرُ القولِ أصدقهُ ... بأن رزقي وإِن لم يأت يأتيني - أسعى له فيعنيني تَطّلُبُهُ ... ولو قَعَدْتُ أتاني لا يُعنِّيني عروة بن أذينة

- يا راكباً في طلابِ العيشةِ الهلكةْ ... هوِّنْ عليكَ فليس الرزق بالحركةْ ابن المقري

- الرزقُ للهِ والأرزاقًُ يقسمُها ... ولم يدعْها سُدى في الناسِ مشتركةْ الزبيدي

- فما ينالُ امرؤٌ ما ليس يملكُهُ ... ولا يفوتُ امرؤٌ منها الذي ملكهْ - كم عاجزٍ ضرعٍ جمٍّ قلائدهُ ... وحازمٍ يقظٍ والفقرُ قد هلكهْ - ورُبَّ جامعِ مالٍ غير منفقهِ ... قد ماتَ عنه وفي أعدائِه تركهْ - ما كان ينفقهُ في شهوةٍ بخلاً ... واليومَ ينفقهُ من يأخذُ التركهْ - أمرٌ من اللهِ يعطي ذا بحيلةِ ذا ... هذا يصيدُ وهذا يأكلُ السمكهْ اليميني

- قد يُرزق المرءُ لم تتعَبْ رواحلُهُ ... ويحرمُ الرزقَ من لم يؤتَ من تعبِ - مع أنني واجدٌ في الناسِ واحدً ... الرزقُ أروغُ شيءٍ عن ذوي الأدبِ - يا ثابت العقلِ كم عانيتَ ذا حمقٍ ... الرزقُ أغرى به من لازمِ الجربِ ابراهيم بن المهدي

- قد وزعَ اللهُ بين الناسِ رزقهمُ ... لم يخلقِ اللهُ من خلقٍ يُضَيِّعهُ - لكنهم كلفوا رزقاً فلسْتَ ترى ... مسترزقاً وسوى الغاياتِ تقنعُهُ - والحرصُ في الرزقِ والأرزاقُ قد قسمتْ ... بغيٌ ألا إِن بَغْيَ المرءِ يصرعُه ابن رزيق البغدادي

- مثلُ الرزقِ الذي تطلبهُ ... مثلُ الظلِّ الذي يمشي مَعَكْ - أنتَ لا تدركُه متعباً ... وإِذا ولَّيْتَ عنه تبعَكْ محمد بن ادريس

- أليس بنو الزمانِ بنو أبيكا ... فجرِّدْ عن حقائِقكَ الشكوكا - ولا تسألْ من الملوكِ شيئاً ... فترجعَ خائباً وسلِ المليكا - فلستَ تنالُ رزقاً لم تنلْهُ ... ولو أبصرْتَهُ مما يليكا - فكم خيرٍ ظَفِرْتَ به نضيجاً ... وكنتَ حرمْتَ رؤيته فريكا ابن حميدس

- قولوا لمن غلطَ الزمانُ به ... فأنَا لَهُ ما لم يكنْ حَسَبهْ - لاتفرحنَّ بما أتاكَ به ... فالدهرُ يسلبُ كُلَّ ما وهبهْ الشريف المرتضى

- كم ضاحكٍ والمنايا فوقَ هامتِه ... لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ - من كانَ لم يؤتَ علماً في بقاءِ غدٍ ... ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ؟ الشافعي

- لا تطلبِ الدنيا بطولِ تركضٍ ... فالرزقُ أقسامٌ بها وأحافظِ - متناعُ دنياكَ، لاتغررْ، به، سقطٌ ... ومن ترامى إِليه، فهو من سقطْ - والرزقُ بالقدرِ المحتومِ متصلٌ ... بالليثِ في خيسِه والطفلِ في قُمُطِهْ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- كل رزقٍ ترجوهُ من مخلوقٍ ... يعتريه ضربٌ من التعويقِ محمد بن علي الواسطي

- تتبعْ خبايا الأرضِ وادعُ مليكَها ... لعلكَ يوماً أن تجابَ فتُرْزَقا - فيؤتيكَ مالاً واسعاً ذا متانةٍ ... إِذا ما مياهُ الأرضِ غارَتْ تَدَفّقا ابن شهاب

- يا طالبَ الرزقَ في طلبِكْ ... والرزقُ يأتي وإِن أقللْتَ من تَعَبِكْ - إِن تخفَ أسبابُ هذا الرزقِ عنك فكمْ ... للرزقِ من سببٍ يغنيكَ عن سببكْ - بل إِن تكنْ في أعزِّ العزِ ذا أربٍ ... فلا يكنْ زاد من لم تبلُ من أربِكْ - لا تعرضنَّ لزادٍ لمْتَ تملكُهُ ... واقنعْ بزادِكَ أو فاصبرْ على سَغَبِكْ - ولست تحمدْ أن تُعْزَىْ إِلى نشبٍ ... إِذا عزيتَ إِلى بخلٍ على نَشَبِكْ - هبْ جاهلَ القومِ عَزَّتْه جهالتهُ ... ألستَ ذا أدبٍ فاعملْ على أدبِكْ - لا يملكنكَ لا حرصٌ ولا تعبٌ ... فيسلماكَ ولا تدري إِلى عَطَبِكْ الحسن المرزباني

- وعجبْتُ للدنيا ورغبة أهلِها ... والرزقُ فيها بينَهم مقسومً - والأحمقُ المرزوقُ من أرى ... من أهلِها والعاقلُ المحرومُ - ثم انقضى عَجَبي لعلمي أنه ... قَدَرٌ موافٍ وَقْتَهُ معلومُ أبو الأسود الدوئلي

- فإِن تكنِ الدنيا تُعَدُّ نفيسةً ... فإِن ثوابَ اللهِ أعلى وأنبلُ - وإِن تكنِ الأرزاقُ حظاً وقسمةً ... فقلةُ حرصِ المرءِ في الكسب أجملُ - وإِن تكنِ الأبدانُ للموتِ أنشئَتْ ... فقتلُ امرئٍ للهِ بالسيفِ أفضلُ علي بن أبي طالب

- عجبُ من الزمانِ وأيُّ شيءٍ ... عجيبٍ لا أراه من الزمانِ - يصادرُ قوتَ جرذانٍ عجافٍ ... فيجعله لأوعالٍ سِمانِ الحسين أحمد الكاتب

-7- الرسول

-7- الرسول

- إِذا كنتَ في حاجةٍ مُرْسِلاً ... فأرْسِلْ حكيماً ولا تُوصِه - وإِن ناصحٌ منكَ يوماً دنا ... فلا تنأَعنه ولا تُقْصِه - وذو الحَقِّ لا تنتقصْ حقهُ ... فإِن القطيعةَ في نقصِه - ولا تذكرِ الدهرَ في مجلسٍ ... حديثاً إِذا أنتَ لم تُحْصِه - ونُقصَّ الحديثَ إِلى أهلهِ ... فإِن الوثيقةَ في نَصَّهِ - ولا تحرصنَّ فربَّ امرئٍ ... حَريصٍ مُضاعٍ على حِرْصِه - وكم من فنتى ساقطٍ عقلُهُ ... وقد يعجبُ الناسُ من شخصهِ - وآخرُ تَحْسَبُه أَنْوكاً ... ويأتيكَ بالأمر من فصِّهِ - وإِن بابُ أمرٍ عليكَ التوى ... فشاورْ لبيباً ولا تعصِهِ طرفة بن العبد أو عبد الله بن معاوية الجعفري أو الزبير

- إِذا أَبْطا الرسولُ فظنَّ خيراً ... فسُوءُ الظن في عجلِ الرسولِ صفي الدين الحلبي

- تخَّيْر إِذا ما كنتَ في الأمرِ مرسلاً ... فمبلغُ آراءِ الرجالِ رسولهُا - وروئْ في الكتابِ فإِنما ... بأطرافِ أقلامِ الرجال عقولهُا علي بن محمد التنوخي

- إِذا كنتَ في حاجةٍ مرسلاً ... وأنتَ بإِنجازِها مغرمُ - فأرسلْ بأكملهَ خلابةً ... به صممٌ أغطشْ أبكمُ - ودعْ عنكَ كُلَّ رسولٍ سِوى ... رسولٍ يُقالُ له الدرهمُ الطرطوشي

- إِذا كنتَ في حاجةٍ مرسلاً ... وأنتَ بها كَلِفٌ مُغْرمُ - فأرسلْ حكيماً ولا تُوصِه ... وذاكَ الحكيمُ هو الدرهم أحمد بن فارس اللغوي

-8- الرفق والين

-8- الرفق والين

- فاستعنْ بالرفقِ إِن رُمْتَ صَعْباً ... ربما يَسْهُلُ بالرفقِ صَعْبُ - وإِذا أعياكَ أمرَّ فدعْهُ ... ما لما أعيا من الداءِ طبُّ بشار بن برد

- وفي اللينِ ضَعْفٌ والشراسةُ هيبةٌ ... ومن لا يُهَبْ يُحْمَلْ على مَرْكبٍ وعرِ ابن ناشب

- الرفقُ ألطفُ ما اتخذْتَ رفيقاً ... ويسوءُ ظنُّكَ أن تكونَ شفيقاً - فخذِ المجازَ من الزمانِ وأهلهِ ... ودعِ التعمقَ فيه والتحقيقا - وإِذا سألْتَ اللهَ صحبةَ صاحبٍ ... فاسألهْ في أن يصحبَ التوفيقا - وانظرْ بعينِكَ حازماً متعذراً ... في حيثُ شئْتَ وعاجزاً مَرْزوقا أبو الحسن الربيعي

- لِنْ إِذا ما نِلْتَ عِزاً ... فأَخُو العِزِّ يلينْ - فإِذا نابَكَ دهرٌ ... فكما كنتَ تكونْ ابن سعيد المغربي

- الرفيقُ يمنٌ والأناةُ سعادةٌ ... فتأنَّ في أمرٍ تلاقِ نجاحا علي بن أبي طالب

- لطفْ حديثكَ فالنفوسَ مريضةٌ ... ومن الكلامِ مُجَنِّنُ - كم هادئٍ بالعُنْفِ ثارَ وآبدٍ ... كالوحوشِ رَوَّضَهُ الدعاءُ اللينُ - وإِذا ابْتُلِتَ بجاهلٍ كنْ عاقلاً ... حتى يقولَ العقلُ ويحكَ تجبنُ - لا ريب في أن الحياةَ ثمينةٌ ... لكنَّ نفسَكَ من حياتِكَ أثمنُ القروي

- لو سارَ ألفُ مُدَجَّجٍ في حاجةٍ ... لم يَقْضِها إِلا الذي يتفرقُ - إِن الترفقَ للمقيمِ موافقٌ ... وإِذا يسافرُ فالترفقُ أوفقُ صالح عبد القدوس

- ينالُ باللينِ الفتى بعضَ ما ... يعجزُ بالشدةِ عن غَصْيهِ أحمد شوقي

- ترجَّ بلطفِ القولِ ردَّ مخالفٍ ... إِليكَ فكم طرْفٍ يسكنُ بالنقرِ - وإِن اقتناعَ النفسِ من أحسنِ الغِنى ... كما أن سوءَ الحِرْصِ من أقبحِ الفقرِ المعري

- الرفقُ يبلغُ ما لا يبلغُ الخَرَقُ ... وقلَّ في الناسِ من يصفو لهُ خُلقُ أبو العتاهية

- خُذِ الأمورَ برفقٍ واتئدْ أبداً ... إِياكَ من عَجَلٍ يدعو إِلى وَصَبِ - للرفقُ أحسنُ ما تؤتى الأمورُ به ... يصيبُ ذو الرفقِ أو ينجو من العَطَبِ أبو عثمان التجيبي

- وارَافقِ الرفقَ في كُلِّ الأمورِ فلم ... يندمْ رفيقٌ ولم يذمهُ ندمانُ - ولا يغركَ حِظٌ جَرَّهُ خرِقٌ ... فالخرقُ هدمٌ ورفقُ المرءِ بنيانُ أبو الفتح البستي

- إِذا زَجَرْتَ لجُوجاً زِدْتَه عَلَقاً ... وَلَجَّتِ النفسُ منه في تَماديها - فعُدْ عليه إِذا ما نفسُه جّمَحَتْ ... باللينِ منك فإِن اللين يثنيها سابق البربري

- عَلِّلْ برفقِكَ من لقيتَ من الورى ... إِن العليلَ شفاؤُه تعليلُهُ - ودعِ القلوبَ بغلِّها مطويةً ... ما السرُّ إِلا ما إِليكَ وُصُلُه - وانصحْ لنفسِكَ إِن نصحتَ فكلُّ من ... تَلْقاهُُ في الدنيا تعل قبولهُ الشريف المرتضى

- ارحمْ أخيَّ عبادَ اللهِ كلهُمُ ... وانظرْ إِليهمْ بعينِ اللطفِ والشفقةْ - وَقِّرْ كبيرهُمُ وارحَمْ صغيرهمُ ... وراعِ في كلِّ خلقٍ وجهَ من خَلَقَهْ محمد الأخسيكائي

- لا ترجونَّ من الطبيعةِ رحمةً ... إِن الطبيعةَ دينُها قانونُها - سَقَطَ الرضيعُ فما وَقَتْهُ سماؤها ... تَلَفاً ولا ذَرَفَتْ عليهِ عيونُها القروي

-9- الرهط والقوم

-9- الرهط والقوم

- لعمَرْي لرهطُ المرءِ خيرٌ تقيةً ... عليه وإِن عالوا به كُلَّ مَرْكَبِ - من الجانبِ الأقصى وإِن كان ذا غنىً ... جزيلٍ ولم يُخْبِرْكَ مثلُ مجربِ شاعر

- إِذا كنتَ في قومٍ ولم تكُ منهمُ ... فكُلْ ما علفْتَ من خبيثٍ وطيبِ - وإِن حدثتكَ النفسُ أنكَ قادرٌ ... على ما حَوَتْ أيدي الرجالِ فجرِّبِ شاعر

- إِن قومَ الفتى همُ الكنزُ في دنيا ... هُ (دنياه) والحالُ تسرعُ التقليبا - من أعجزِ الناسِ فتى أسيرُ ... ليس له في قومهِ نصيرُ عبد الله السابوري

- وقومَكَ لا تجهلْ عليهِم ولا تكنْ ... بهمْ هرشاً تَغْتلبُهم وتقاتلُ - فإِن امرأً في معشرٍ غيرِ قومهِ ... ضعيفِ الكلامِ شخصُهُ مُتُضائلُ - وما ينهضُ بغيرِ جناحهِ ... ولا يحملُ الماشينَ إِلا الحواملُ - ولا سابقٌ إِلا بساقٍ سليمةٍ ... ولا باطشٌ ما لم تُعِنْه الأناملُ عبد الله الرقيات

- ومن لم يقابلْ بالجلالةِ قومَهُ ... أتاهُ من الأعداءِ ما لا يُقابلهْ علي مقرم

- إِذا ما الدهرُ أبعدَ أو تَقَضَّى ... رجالَ المرءِ أو شكَ أن يُضاما الأفوه الأودي

- وقومك فاستبقِ المودةَ فيهم ... ونفسَك جنِّبها الذي قد يعْيبُها كعب بن زهير

-10- الروح

-10- الروح

- والروحُ شيءٌ لطيفُ ليس يدركُه ... عقلٌ ويسكنُ من جسمِ الفتى حَرَجا - سبحانَ ربكَ هل يبقى الرشادُ له ... وهل يُحِسُّ بما يلقى إِذا خرجا؟ - لابُدَّ للروحِ أن تنأى عن الجسدِ ... فلا تخيِّمْ على الأضغانِ والحَسَدِ المعري

- يحركُ روحي الجسمَ وهي تحلَهُ ... فمن ذا لهذا الروح فيَّ يحركُ؟ - وقبلَ وجودي أينَ كانَ مكانُهُ؟ ... فهذا هو الشيءُ الذي لستُ أدركُ جميل الزهاوي

- الروحُ للرحمنِ جَلَّ جلاله ... هي من ضعائن علمه وغيابهِ أحمد شوقي

الباب الحادي عشر: باب الزاي

الباب الحادي عشر: باب الزاي

-1- الزكاة

-1- الزكاة

- عَجَبْتُ لمعشرٍ صَلُّوا وصاموا ... ظواهر خشيةٍ وتُقى كِذابا - وتلفيهم حيالَ المالِ صُمّا ... إِذا داعي الزكاةِ بهم أهابا - لقد كتموا نصيبَ اللهِ منه ... كأنَّ اللهَ لم يحصِ النِّصابا - ومن يعدلْ بحبِ اللهِ شيئاً ... كحُبِّ المالِ ضَلَّ هوىً وخابا - أرادَ اللهُ بالفقراءِ براً ... وبالأيتامِ حُباً وارتيابا أحمد شوقي

- إِذا اصْفَرَّ لونُ المرءِ وابْيَضَّ شَعرُه ... تَنَغَّصَ من أيامِه مُسْتطابُها - فدعْ عنكَ سوءاتِ الأمورِ فإِنها ... خرامٌ على نفسِ التقى ارتكابُها - وأدِّ زكاةَ الجاهِ واعلمْ بأنها ... كمثلِ زكاةِ المالِ تم نِصابُها الشافعي

- وأحسبُ الناسَ لو أعطَوا زكاتَهُمُ ... لما رأيتَ بني الإعدامِ شاكينا - فإِن تعشْ تبصرِ الباكينِ قد ضَحِكوا ... والضاحكين لفَرْطِ الجهلِ باكينا المعري

-2- الزمان والأيام

-2- الزمان والأيام

- لا تعجبنْ للزمانِ إِن كَثُرَتْ ... منه أعاجيبهُ ولا ذربُهْ - فالدهرُ لا تنقضي عجائبُهُ ... أو ينقضيْ من أهلِه أربُهْ البحتري

- وكلُّ ذي جدةٍ لا بدَّ مدركهُ ... ريبُ الزمانِ الذي في صِرفِه غيرُ عثمان القرشي

- قبحاً لوجهكَ يا زمانُ فإِنه ... وجهُ له من كلِّ قبحٍ برقعُ المتنبي

- زمانٌ يخلطُ في فعلِه ... كأنَّ به سكرةَ العاشقِ - وخلقٌ إِذا ما تأملتهمْ ... جَحَدْتُ بهم حِكْمَةَ الخالقِ سهل بن حسن الأسناوي

- تأملْنا الزمانَ فما وجدْنا ... إِلى طيبِ الحياةِ به سبيلا المعري

- ومتى تأملْتَ الزمانَ وَجَدْتَهُ ... أجَلاً وأيامُ الحياةِ سقامُ - نُضْحي ونُمْسيْ ضاحكينَ وإِنما ... لبكائِنا الإصباحُ والإِظلامُ - ونُسَرُّ بالعامِ الجديدِ وإِنما ... تسريُ بنا نحوَ الردىْ الأعوامُ - في كُلِّ يومٍ زورةٌ من صاحبٍ ... منا إِلى بطنِ الثرَّى ومُقامُ الشريف المرتضى

- دونَ الحلاوة في الزمانِ مرارةٌ ... لا تُختطى إِلا على أهوالهِ المتنبي

- الوقتُ نَقْتُلهُ وَيقْتُلنا ... والأرضُ نأكلُها وتأكُلنا محمد الأسمر المصري

- رأيتُ المرءَ تأكلُه الليالي ... كأكلِ الأرضِ ساقطةَ الحديدِ - وما تُبقي المنيةُ حينَ تأتي ... على نفسِ ابنِ آدمَ من مزيدِ أرطاة بن سهية

- ومن جَرَّبَ الأيامِ أن صُروفَها ... إِذا سرَّ منها جانبٌ ساءَ جانبُ - وما مرَّ يومٌ أرتجي فيه راحةٌ ... فأخْبُرَهُ إِلا بَكْتُ على أمسِ سعيد بن حميد الحنف

- أوَدِّعُ يوماً عالماً أن مِثْلَه ... إِذا مرَّ عن مِثْلي فليس يعودُ المعري

- ستُبْدي لكَ الأيامُ ماكنتَ جاهلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ - ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له ... بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ طرفة بن العبد

- أحسنتَ ظنكَ بالأيامِ إِذا حسنتْ ... ولم تَخَفْ سُوءَ ما يأتي به القَدَرُ - وسالمْتكَ الليالي فاعتررْتَ بها ... وحينَ تصفو الليالي يحدُثْ الكدرُ عبد الملك بن مروان

- إِن هذا الزمانَ يأخذُ منا ... كِّل يومٍ خيارنَا والخيارا - وأعزاؤنا إِذا لم يفوتو ... نا (يفوتونا) صغاراً فاتوا وماتوا كِبارا - هو الزمانُ فلا عيشٌ يطيبُ به ... ولا سرورٌ ولا صفوٌ بلا كَدَرِ - يجني الفتى فإِذا لميتْ جناحيتةُ ... أحالَ من ذنبهِ ظُلْماً على القدرِ - وكل يومٍ من الأيامِ يُعْجبنا ... فإِنما هو نقصانٌ من العمرِ الشريف المرتضى

- ومكلفُ الأيامِ ضِدَّ طباعِها ... متطلبٌ في الماءِ جذوةَ نارِ - فالعيشٌ نُرٌ والمنيةُ يقظةٌ ... والمرءُ بينَهما خيالٌ سارِ التهامي

- افْهَمْ عن الأيامِ فهي نواطقٌ ... مازالَ يضربُ صرفُها الأمثال - لم يمضِ في دنياكَ أمرٌ معجبٌ ... إِلا أرتْكَ مضى تِمْثلا المعري

- هل نحنُ في الأيامِ إِلا معشرٌ ... صُمٌ ولا إِفهامِ - وكأننا فيها نحزُّ إِلا معشرٌ ... حَزّ المدى لحماً على أوطامِ - نهوى وصالَ مَلُلةٍ قَطَّعةٍ ... ونريدُ مثوى غيرِ ذاتِ مَقامِ - وأريدُ لي فيها دواماً كاذباً ... ماتمَّ في أحدٍ وأينَ دوامي الشريف المرتضى

- لا تسلُني عن اللياليْ الخوالي ... وأجرْني من الليالي البواقي ابن هانئ

- حتى متى نحنُ في الأيام نحسبُها ... وإِنما نحنُ فيها بين يومينِ - يومٌ تولىَّ ويومٌ نحنُ نأملهُ ... لعله أجلبَ اليومينِ للحينِ أبو العتاهية

- أرى غَفْلَةَ الأيامِ إِعطاءَ مانعٍ ... يُصيبُكَ أحياناً وحلمُ سفيهِ - إِذا ما نسيتَ الحادثاتِ وجدْتَها ... بناتِ الزمانِ أرصدَتْ لبنيه البحتري

- رُبَّ يومٍ بكيْتُ منه فلما ... صِرْتُ في غيرِه بكيْتُ عليه علي بن أبي طالب

- من لم يكنْ يومُهُ الذي هو فيهِ ... أفضلَ من أمسِه ودونَ غدِهْ - فالموتُ خيرٌ له وأروحُ من ... حياةِ سُوءٍ تفتُّ في عَضُدِهْ محمد الكريزي

- كنْ سائراً في ذا الزمانِ بسَيْرِه ... وعن الورَى كنْ راهباً في دَيْرهِ - واغسلْ يديْكَ من الزمانِ وأهلِه ... واحذرْ مودتهمِ تنلْ من خيرهِ الشافعي

- أَذُمُّ إِلى أهلِ الزمانِ أهيلَهُ ... فأعلمُهُمْ فَدْمٌ وأَحْزَمُهُمْ وَغْدُ - وأكرمُهمْ كَلْبٌ وأبصرُهمْ عَمٍ ... وأسهدُ هُمْ فَهْدٌ وأشْجَعُهُمْ قِرْدُ المتنبي

- إِن الزمانَ وما تَفْنى عَجَئبُهُ ... أبقى لنا ذَنَباً واستُؤْص\شلَ الرأسُ - أبقى لنا كُلَّ مكروهٍ وفَجَّعنَنا ... بأكرمينَ فهم هامٌ وأرماسُ الخنساء

- كنْ موقناً أن الزمانَ وإِن غَدا ... لكَ رافعاً سيعودُ يوماً واضعا - والطيرُ لو بلغَ السماءَ محلُّهُ ... لابدَّ يوماً أن تراهُ واقعاً هبة الله بن عرام

- إِن الزمانَ الذي ترجو هوادَيهُ ... يأتي على الحجرِ القاسي فينفلقُ - ما الدهرُ والناسُ إِلا مثلُ واردةٍ ... إِذا قضى عَنَقٌ منها أتى عَنَقُ الراعي المنيري

- إِن من ساءه الزمانُ بشيءٍ ... لأحقُّ الورى بأن يَتَسَلىَّ ابن الرومي

- لا يؤسفنكَ ما غالَ الزمانُ فما ... يَرْضَى بما غاَلمن وفرٍ ومن مالِ - وإِنما هو بالتدريجِ ينقُلُنا ... نقلَ المخادعِ من حالٍ إِلى حالِ - وليس يرضى بما دونَ النفوسِ وما ... تُفدى إِذا غالَها 0 حاشاكَ0 بالغالي بن زيد

- أتى الزمانَ بنوه في شيبتِه ... فسرَّهمْ وأتيناهُ على الهرمِ المتنبي

- لا تغبطنْ أهل بيتٍ سَرَّهُمْ زمنٌ ... فسوف يطرقُهُمْ بالهَمِّ والحَزَنِ - يعيرهُمْ كُلَّ دنياهُمْ وينهبُ ما ... أعارَهُمُ بيدِ الآفاتِ والمحنِ - حتى يَروحوا بلا شيءٍ كما خُلقوا ... كأنَّ ما خولوه أمسِ لم يَكُنِ - لا يصحبُ المرءَ مما كان يملكُه ... في ظلمةِ اللحدِ إِلا خرقةُ الكفنِ - يُسْتَنْزَعُ المالُ منه ثم يُسْأَلُ عن ... جمعِه يالها من حَسْرةِ الغبنِ أسامة بن منقذ

- كم أردْنا ذاكَ الزمانَ بمدحٍ ... فشغلنا بذمِّ هذا الزمانِ العمري

- ومن يرجو مسالمةَ الليالي ... لمغرورٌ يُعللُ بالأماني ابن الرومي

- وما أسفي أن مرَّ فانقضى ... ولكنَّ همي مابقيَ من زمانيا ابن خاتمة

-3- الزهد

-3- الزهد

- ما أقبحَ التزهيدَ من واعظٍ ... يزهدُ الناسَ ولا يزهدُ - لو كان في تَزْهيدِه صادقاً ... أضحى وأمسى بيتُه المسجدُ - ويرفضُ الدنيا ولم يقنها ... ولم يكنْ يسعى ويسترفدُ سلم الخاسر

- تجربةُ الدنيا وأفعالُها ... حثت أخا الزهدِ على زهدهِ المعري

- إِياكَ أن تَغْتَرَّ بالزهادِ ... كم تحتَ ثوبِ الزهدِ من صيادِ أحمد شوقي

- راعكَ الزهدُ إِنما الزهدُ رفضٌ ... لفضولٍ تلهي وتغطي وتدي ابن ظفر

- ثم لا تمكنُ الزهادُ في المقس ... ومِ (المقسوم) رزقاً بل في ضُروبِ التعدّي - مرحباً بالكفافِ عيشاً هنيئاً ... ثم لا مرحباً بحرصٍ وكدِّ - ما عَلِمنا وقد رأينا كثيراً ... وسَمِعْنا من حازَ جَداً بجِدِّ الصقلي الملكي

- ليس بالزاهدِ في الدنيا امرؤٌ ... يلبسُ الصوفَ ويهوى الُّقَعا - ظَنَّ دينَ اللهِ في تَرْكِ الدُّنا ... ورأى الإِعراضَ عنها أنْفعا - وهو لو جاءَتْهُ منها بَدْرَةٌ ... طلقَ التقوى وعفافَ الوَرَعا - فهو لا زُهْداً بها عنها نأىْ ... لكنِ الجدُّ يذيبُ الأَضْلُعا - خافَ أن يسعى فيدمي رجلَه ... فرأى الراحةَ فيما صَنَعا مصطفى الغلاييني

- لعَمْرُكَ ما في العالمِ الأرضِ زاهدٌ ... يقيناً ولا الرهبانُ أهلُ الصوامعِ - كم أناسٍ أظهروا الزهدَ لنا ... فتجافَوا عن حلانٍ وحرامِ - قَّللُوا الأكلَ وأبدوا وَرَعاً ... واجتهاداً في صِيَمٍ وقيامِ - ثم لما أمنَتْهُمْ فرصةٌ ... أَكَلُوا الحَزانى في الظلامِ بهاء الدين زهير

- ازهدْ إِذا الدنيا أنالتْكَ المُنى ... فهناكَ زهدُكَ من شروطِ الدينِ ابن وكيع

- ليس بالزهدِ في دُنيا ... هُ (دنياه) من يَقْسُو عليها - من قَسَىْ يوماً كمن با ... تَ (بات) على شَوْقٍ إِليها - هكذا من يشتهيْ مَعْ ... شوقةٌ في حَلَتَيْها عباس محمود العقاد

-4- الزواج والنكاح

-4- الزواج والنكاح

- لاتنكحنَّ الدهرَ ما عِشْتَ أيماُ ... مخرَّمةً قد مثلَّ منها وَملَّت - تَحُكُّ قفاها من وَراءِ خِمَرهِا ... إِذا فقدَت شيئاً من البَيْتِ جُنَّتِ - تجودُ بِرجْلَيها وتَمنعُ دَرَّها ... وإِن طُلِبَتْ منها المودَّدةُ هرَّتِ شاعر

- سخنةٌ في الشتاءِ باردةُ الصيف ... سراجٌ في الليلةِ الظلماءِ عبيد الله الرقيات

- لا تنكحَنَّ عجوزاً إِن أتيتَ بها ... واخلعْ ثيابكَ منها ممنعاً هربا - وإِن أَتَوْكَ فقالوُا إِنها نَصفٌ ... فإِن أمثلَ نصفَيها الذي ذَهَبا شاعر

- كلانا على هَمٍ يبيتُ، كأنما ... بجنبيهِ من مَسِّ الفِراشِ قُروحُ - على زَوْجِها الماضي تَنُوحُ وإِنني ... على زَوْجتي الأخرى كذاكَ أنوحُ الأخطل

- كبِكْرٍ تَشَهَّى لذيذَ النكاحِ ... وتفرقُ من صْولةِ النكاحِ بشار بن برد

- قال عبد الله بن أوفى الخزاعي في امرأته: - نَكَحْتُ ابنةَ المنتصى نَكْحَةً ... على الكُرْهِ ضَرَّتْ ولم تَنْفَعِ - ولم تُغْنِ من فاقةٍ مُعْدِماً ... ولم تُجْدِ خَيراً ولم تَجْمعِ - منجذةً مثلَ كلبِ الهراشِ ... إِذا هَجَعَ الناسُ لم تَهْجَعِ - مفرقةً بين جيرانِها ... وما تستطيعُ بينهمْ تقطعِ - بقولٍ رأيتُ لما لا تَرى ... وقيلٍ سَمِعْتُ ولم تسمعِ - فإِن تشربِ الزقَّ لا يَرْوِها ... وإِن تأكلِ الشاةَ لا تشبعِ - وليست بتاركةٍ مَحْرَماً ... ولو حُفَّ بالأسلِ الشُرَّعِ الخزاعي

- المالُ حللَ كُلَّ غير محللٍ ... حتى زواجَ الشيبِ بالأبكارِ - ما زُوَّجَتْ تلكَ الفتاةُ وإِنما ... بيعَ الصِّبا والحُسْنُ بالدينارِ - فَشَّتُ لم أر في الزواجِ كفاءةً ... ككفاءةِ الأزواجِ في الأعمارِ - سحرَ القلوبَ فربَّ أمٍ قلبُها ... من سحرِه حجرٌ من الأحجارِ أحمد شوقي

- من أعجبِ الأشياءِ في دهرِنا ... واللهُ لا ناسٍ ولا والثُ - اثنانِ باتا في فراشٍ معاً ... فأصبحا بينهما ثالثُ المعري

- إِذا كُنْتَ ذا ثنتينِ فاعْدُ محارباً ... عَدُوَّيْنِ، واحذْر من ثلاثِ ضرائرِ - وإِن هُنَّ أبدينَ المودةَ والرِّضا ... فكمْ من حُقودٍ غيثْ في السرائرِ المعري

- يُحْسَبْنَ من لينِ الحديثِ زَوَانيا ... وبهنَّ عن رَفْثِ الرجالِ نِفارُ عبد الله العلوي

- أنتَ يا خاطبَ الغنَّيةِ ... للمالِ تعشقْ - قد حَسِبْناكَ عاقلاً ... وإِذا أنتَ أحمقْ جميل صدقي الزهاوي

- أبا حاضرٍ من يزنِ يظهرْ زناؤُه ... ومن يشربِ الصهباء يصبحْ مسكرا الفرزدق

- كم هَدَّ في الشرقِ بيتاً ... بعدَ الزواجِ الفراقُ - كرهةٌ فسابٌ ... فرَكْةٌ فطلقُ جميل صدقي الزهاوي

- هنيئاً لأربابِ البيوتِ بيوتهمْ ... وللعزبِ المسكينِ ما يَتَلَبَّسُ سيبويه

- قالَ وفي قَلبِه حريقٌ ... مازلتُ أعدو وراءَ شطري - فقلْتُ: بعدَ الرباطِ جَرٌ ... فخُذْ له صاحِ كُلَّ حِذُدِ - سرورُ شهرٍ. وغَمُّ دَهْرٍ ... وغرمُ مهرٍ، ودقُّ ظَهْرِ رفيق الفاخوري

- قد ساءَها العقمُ لا ضَمَّتْ ولا ولدت ... وذاكَ خيرٌ لها لو أعطيتْ رُشْدا المعري

- خبَّروها بأني قد تَزَوَّجْتُ ... فظلتْ تكاتمُ الغيظَ سرا - ثم قالتْ لأختِها ولأُخْرى ... جَزَعاً ليتهُ تَزوَّجَ عَشْرا - وأشارتْ إِلى نِساءٍ لديها ... لا ترى دونهنَّ للسرِّ سترا - ما لقلبي كأنه ليس مني ... وعِظامي كأنَّ فيهنَّ فَتْرا - من حَيثٍ نمى إِليَّ فظيعٍ ... خِلْتُ في القلبِ من تَلَظِّهِ جَمْرا ابن الأعرابي

- تراه زوجاً على إِرغامِها بطلاً ... وفي سوى ذاكَ ليس الزوجُ بالبطلِ - له تَبُثُّ هواها كي يجاريَها ... بالمثلِ وهو عن الأهواءِ في شُغُلِ جميل صدقي الزهاوي

- يظلُّ ضجيعُها أرجاً عليه ... مفارقها، من المسكِ الذكيِّ - يعاشرُها السعيدُ ولا تراها ... يعاشرُ مثلها جدُّ الشقي - فمالكَ غيرَ تنظارٍ إِليها ... كما نظرَ الفقيرُ إِلى الغنيِّ الحطيئة

- إِذا ركبَتْ إِجَّارها ورأيتَها ... تُكَلِّمُ يوماً في التسترِ، جارَها - فبادِرْ إِليها البتَّ واهجرْ وصالَها ... وقلْ تلكَ عنسٌ حلَّ راعٍ هجارَها - وإِن شاجرَتْ في ابنٍ لها أو كريمةٍ ... عليها، فياسرْها، وخلِّ شجارها - ومن جَمَعَ الضراتِ يطلبُ لذةً ... فقد باتَ في الإضرارِ غير سديدِ المعري

- بناتُ حواءَ أعشابٌ وأزهارُ ... فاستلهمِ العقلَ وانظرْ كيف تختارُ - ولا يغرَّنكَ الوجهُ الجميلُ فكم ... في الزهرِ سمٌ وكم في العُشْبِ عقارُ القروي

- ما أحسنَ الغيرةَ في حينها ... وأقبحَ الغيرةَ في كُلِّ حينْ - من لم يَزَلْ متهماً عِرْسَهُ ... مناصباً فيها لريبِ المنونْ - أو شكَ أن يغريَها بالذي ... يَخَفُ أن يُبْرْزَها للعيونْ - حَسْبُكَ من تَحْصينِها وضعُها ... منكَ إِلى عِرْضٍ صحيحٍ ودينْ - لا تطلعُ منكَ على ريبةٍ ... فيتبع المقرونُ حبلَ القرينْ محمد بن عمر الخُريمي

- فإِما هلكْتُ فلا تنكحي ... ظلومَ تاعشيرةِ حسادَها - يرى مجدَهُ ثلبَ أعراضِها ... لديه ويبغضُ من سادَها حسان بن ثابت

- ألا يا ليلَ إِن خُيِّرتِ فينا ... بعيشكِ فانظري أينَ الخيارُ - فلا تستنكحي فّدْماً غَبِيّاً ... له ثارٌ وليس عليه ثارُ شاعر

- أعوذُ باللهٍ من ليلٍ يقرِّبني ... إِلى مضاجعةٍ كالد لكِ بالمَسَدِ - لقد لَمَسْتُ معراها فما وقعتْ ... مما لستُ يدي إِلى على وتدِ - في كُلِّ عضوٍ لها قرنٌ تصكُّ به ... جَنْبَ الضجيعِ0 فيُضْحي واهيَ الجسدِ دعبل الخزاعي

- وأولُ خُبْثُ الماءِ خُبْثُ ترابهِ ... وأول خبثِ القومِ خُبْثُ المناكحِ شاعر

- يأنَسْنَ عندَ بُعولِهِنَّ إِذا خَلَوا ... وإِذا هُمُ خَرَجُوا فهنَّ خِقارُ الفرزدق

- إِذا كنْتَ تبغيْ أيماً بجهالةٍ ... من الناسِ فانظرْ من أبوها وخالها - فإِنهما منها كما هي منهما ... كقدِّكَ نعلاً إِن أريدَ مثالها - فإِن الذي ترجو من المالِ عندَها ... سيأتي عليه شُؤْمُها وخَبالُها - (الأيم: المرأة بدون زوج) ابن الأعرابي

- لإن المهورَ تنكحُ الأيامى ... النسوةَ الأراملَ اليتامى المرء لا تبغي له سلاما شاعر

- إِذا ما ذكْرنا آدماً وفعالَه ... وتزويجَ ابنيه لبنتيه في الدُّنا - عَلِمْنا بأن الخَلْقَ من أصلِ زينةٍ ... وأن جميعَ الناسِ من عَنْصُرِ الزِّنا المعري

- عِفُّوا تعفَّ نساؤكم في المَجْرَمِ ... وتَجَنَّبوا ما لا يليقُ بمسلمِ - إِن الزِّنا دَيْنٌ فإِن أقرضْتَه ... كان الوفا من أهلِ بيتك فاعلمِ - من يَزن يزنَ به ولو بجدارهِ ... إِن كنْتَ ياهذا لبيباً فافهمِ الشافعي

- نصحُتكَ لا تنكحْ فإِن خفتَ مأثماً ... فأعرسْ ولا تنسلْ فذالك أحزمُ - خِصاؤُكَ خيرٌ من زواجِكَ حرةً ... فكيف إِذا أصبحْتَ زوجاً لمومسِ - إِذا كانَتْ لكَ امرأةٌ عجوزٌ ... فلا تأخذْ بها أبداً كعابا - فإِن كانتْ أقلِّ بهاءَ وجهٍ ... فأجدرُ أن تكونَ أقلَّ عابا المعري

- وإِذا لم تجدْ من الناسِ كفؤاً ... ذاتُ خِدْرٍ تَمَنَّتِ الموتَ بَعْلاً - بُغاثُ الطيرِ أكثرُها فِراخاً ... وأُمُّ الصقرِ مقلاتٌ نزورُ المتنبي

- وكأنْ تضرَّعَ من خاطبٍ ... تزوَّجَ غيرَ التي يخطب - وزِّوجها غيرُه، دونَهُ ... وكانتْ له قلبه، تُحْجَبُ - وقد يدركُ المرءُ، غيرُ الأريبِ ... وقد يصرعُ الحوَّل، القلبُ السموال بن عادياء

- رأيتَ أثاثَها فطمِعْتَ فيه ... وكم نَصَبَتْ لغيرِكَ من أثاثِ - فصيَّرْ أمرَها بيدَيْ أبيها ... وسرَّحْ من حبالِكَ بالثلاثِ - وإِلا فالسلامُ عليك مني ... سأبدأُ من غدٍ لكَ بالمرائي عبد الله بن أبي عيينه

- يا طالبَ التزويجِ إِنك بالذي ... تَبْغيهِ منه جاهلٌ مغرورُ - هل أبصرَتْ عيناكَ صاحبَ زوجةٍ ... إِلا حزيناً مالديه سرورُ - لا تبغِ في الدنيا نكاحاً لازماً ... وافعلْ بها ما يفعلُ الزنبورُ - إِذا ما تراهُ حينَ يدركُ فرصةً ... يدنو ويلسعُ لسعةً ويطيرُ الكيال اصفهد وست الديلمي

- إِن امرأً أمةٌ حُبلى تدبّرهُ ... لمستضامٌ سخينُ العينِ مفؤوذ المتنبي

- همها العطرُ والفراشُ، ويعلوها ... لجينٌ ولؤلؤٌ منظومُ حسان بن ثابت

- واللهِ لا تخدُعني بضمِّ ... ولا بتقبيلٍ ولا بشمِّ - إِلا بزغزاغٍ يسلِّي همي ... يَسْقُطُ منه فتخي في كُمي امرأةً

- طاف الرماةُ بصيدٍ راعهمْ فإِذا ... بعضُ الرماةِ بنبلِ الصيدِ مفتولُ كعب بن زهير

- لا تجلسنْ حرةٌ موفقةٌ ... مع ابن زوجٍ لها، ولا خَتَنْ - فَذاكَ خيرٌ لها، وأسلمُ لل ... إِنسانِ، (للإنسان) إِن الفتى مع الفِتَنْ المعري

- تزوجتُ اثنين لفرطِ جهليْ ... بما يشقى به زوجُ اثنتينِ - فقلتُ أصيرُ بينهما خَروفاً ... أنَعَّمُ بينَ أكرمِ نعجتينِ - فصِرْتُ كنعجةٍ تضحى وتسمى ... تُداولُ بين أخبثِ ذئبتينِ - لهذي ليلةٌ وتلْكَ أخرى ... عتابٌ دائمٌ فيَ الليلتينِ - رِضا هذي يهيجُ سُخْطَ هذي ... فما أعرى من إِحدى السخطتين - وألْقى في المعيشةِ كُلَّ ضَرٍ ... كذاكَ الضرُّ بين الضرتين - فإِن أحببتَ أن تَبْقى كريماً ... من الخيراتِ مملوءَ الدينِ - فعشْ عَزَباً فإِن لم تستطعهُ ... فضَرْباً في عراضِ الجَحْفَلينِ شاعر

- كمائدة المرضى بفائدةِ استِها ... لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدَّقي السيد الحميري

- تزوجَ بعد واحدةٍ ثلاثاً ... وقالَ لعرسِه يكفيكِ رُبْعي - فيُرْضِيها، إِذا قَنَعَتْ بقوتٍ ... ويَرْجُمُها إِذا مالتْ لِتبْعِ - ومن جَمَعَ اثنينِ فما تَوَخَّى ... سبيلَ الحقِّ في خمسٍ وربعِ - أعوذُ باللهِ من ورهاءَ قائلةٍ ... للزوجِ: إِني إِلى الحمامِ أحتاجُ - وَهمُّها في أمورٍ، لو يتابعُها ... كسرى عليها، لشِيْنَ الملكُ والتاجُ المعري

- إِذا طَمِثَتْ قادَتْ وإِن زَنَتْ ... فهي أبداً يُزْنى بها وتقودُ زيد بن عمرو

- إِذا كانتْ لكَ امرأةٌ حَصانٌ ... فأنتَ مُحَسَّدٌ بين الفريقِ - فإِن جَمَعَتْ إِلى الإحصانِ عقلاً ... فبوركَ مثمرُ الغصنِ الوريقِ - متى تَشْركْ مع امرأةٍ سواها ... فقد أخطأْت في الرأيِ التريكِ - فلو يُرجى معَ الشركاءِ خيرٌ ... لما كانَ الإِلهُ بلا شريكِ - وكم أولدَ الملكُ المستباةَ ... وكم نكحَ العبدُ بنتَ الملكْ المعري

- إِبن مِسعَرَ والقاضي على عَجَبٍ ... والدهرُ يظهرُ كلاً من عجائبهِ ابن الدويدة

- تَوَفقا عن رِضى لا فرقَ بينهما ... كلٌ ينسيكُ بعلمٍ عِرْسَ صاحبهِ المعري

- قالو: نكحتَ صغيرةً فأجَبْتُهمْ ... أشهى المطيِّ إِلىَّ ما لم يركبِ - كم بينَ حبةِ لؤلؤٍ مثقوبةٍ ... نظمتْ وحبةِ لؤلؤٍ لم تُثْقَبِ علي بن الجهم

- نِعْمَ ضجيجُ الفتى إِذا برد ال ... ليلُ (الليل) سحيراً وقَرْقَفَ الصردُ - زينَها اللهُ في العيونِ كما ... زُيِّنَ في عينِ والدٍ ولدُ شاعر

- فلا تنكحي إِن فرقَ الدهرُ بيننا ... أَغّمَّ القفا والوجهِ ليس بأنزعا - من القومِ ذا لونينِ وسَّعَ بطنَهُ ... ولكن أذياً حلمهُ ما توسعا - ضروباً بلحْيَيْه على عَظْمِ زوره ... إِذا القومُ هشوا للفعال تَقَنَّعا هدبة بن خشرم

- لا تخطبنَّ سوى مريمةِ معشرٍ ... فالعرقُ دساسٌ من الطرفينِ - أولسْتَ تنظرُ في النتيجةِ أنها ... تبعُ الأخسِّ من المقدمتين نجم الدين الوارسي

- ألما على دارٍ لواسعةِ الحَبْلِ كأنما ... يبيتون منها في مراتعَ للنحلِ - ولو شَهِدَتْ حجاجَ مكةَ كُلَّه ... لراحوا وكُلُّ القومِ منها على وَصْلِ - (الغم: أن يسيل الشعر حتى يضيق الوجه والقفا والنزع انحسار مقدمشعر الرأس عن جانبي الجبهة والعرب تحب النزع وتنيمن بالأنزع وتذم الغمُ وتتشاءم بالأغم وتزعم أن أغم القفا والجبين لا يكون إِلا لئيماً) ، (الأذى: شديد التأذي ضيق الصدر) ، (الحداث: المحدثون) - إِن الجَنَازةُ والعروسُ تلاقيا ... ألفيْتَ من تبعَ العرائسَ ينطقُ - ورأيتَ من تبع الجنازةَ باكياً ... ورأيتَ دمعَ نوائحٍ يترقرقُ صالح عبد القدوس

- إِذا خطبَ الزهراءَ شيخُ له غِنىً ... وناشيءٌ عدمٌ، آثرتْ من تعانِقُ - مهرُ الفتاةِ إِذا غلا، صَوْنٌ لها ... من أن يبُتَّ عشيرُها تطليقها - هوي الفراقَ، وخافَ من إِغرامِهِ ... فأدامَ في أسبابِه تعليقَها - ولربما وَرِثَتْهُ، أو سبقتْ بها ... أقدارُ ميتتها، فكان طلقَها المعري

- إِذا أردتَ حرةً تبغيها ... كريمِةً فانظرْ إِلى أخِيها - ينيبيكَ عنها وإِلى أبيها ... فإِن أشْباهَ أبيها شاعر

- إِذا كُنْتَ مرتاداً لنفسِكَ أيماً ... لنجلِكَ فانظرْ من أبوها وخالها - فإِنهما منها كما هي منهما ... كما النعلُ إِن قيْسَتْ بنعلٍ مثالها شاعر

-5- الزيارة

-5- الزيارة

- زُرْ من تحبَّ وإِن شَطَّتْ بك الدارُ ... وحالَ من دونهِ حجبٌ وأستارُ - لا يمنعنَّكَ بُعْدٌ من زيارتِه ... إِن المُحبَّ لمن يهواه زوارُ شاعر

- توقفْ عن زيارةِ كُلِّ يومٍ ... إِذا أكثرْتَ ملكَ من تزورُ لبيد بن أبي ربيعة

- وقد قال النبيُّ وكان بَراً ... إِذا زرتَ الحبيبَ فزْرهُ غبا - وأقللْ زورَ من تهواهُ تزدَدْ ... إِلى من زُرْتَهُ مِقةً وحُبا - (المقَةُ: شدة الاشتياق) محمد بن زنجي البغدادي

- إِذا رُمْتَ أن تُقْلَى فزرْ متواتراً ... وإِن شِئْتَ أن تزدادَ حباً فزرْ غبا علي بن أبي طالب

- أقللْ زيارتَكَ الصد ... يقَ (الصديق) يراكَ كالثوبِ استجدَّهنُ - إِن الصديقً يملَّهُ ... ألا يزالَ يراكَ عِنْدَهْ مسلم بن الوليد

- إِن من قَلَّلَ الزيارةَ ينبي ... كَ (يبنيك) بأنِ الأطماعَ ليست تَصُوُرهْ البحتري

- أقللْ زيارةَ من تحبُّ لقاءهُ ... إِن الملالَ نتيجةُ الإكثارِ عمر بن الورد

- عليكَ بإِقلالِ الزيارةِ إِنها ... تكونُ إِذا دامَتْ إِلى الهَجْرِ مَسْلكا - فإِني رأيتُ القطرَ يُسامُ دائباً ... ويسألُ بالأيدي إِذا هو أَمْسكا أحمد بن محمد الصيداوي

- خففْ على الناسِ المؤونةَ في اللقا ... إِن المخففَ ليس بالمسؤومِ - وإِذا َصنَعْتَ صنيعة فاكتمْ ولا ... تمنُنْ فظِلُّ المن من يَحْومِ - واحذرْ سمومَ الاغتياب فلن ترى ... في الخَلْلقِ مغتاباً صحيحَ أديمِ أحمد الكيواني

- أقللْ زيارتَكَ الصديقَ ولا تطلْ ... هجرانَه فَيلحَّفي هجرانه - إِن الصديقَ يلج في غشيانه ... لصدقه فيمل من غشايانه شاعر

- لا تزورْ من تحبُّ في كلِّ شهرٍ ... غير يومٍ ولا تزدْه عليه - فاجتلاءُ الهلالِ في الشهرِ يومٌ ... ثم لا تنظرُ العيونُ إِليه الحريري

- وما كنتُ زواراً ولكن ذا الهوى ... إِلى القلبُ تهوي به الرجلُ اللجلاج

- إِذا حققتَ من خِلٍّ وداداً ... فزرْهُ ولا تخفْ منه ملالا - وكن كالشمسِ تطلعُ كُلَّ يومٍ ... ولا تكُ في زيارتِه هلالا البهاء السنجاري

الباب الثاني عشر: باب السين

الباب الثاني عشر: باب السين

-1- السوء والاساءة

-1- السوء والاساءة

- من ذا الذي ما ساءَ قَطْ ... ومن له الحُسْنى فَقَطْ؟ شاعر

- إِن المُسِيءَ إِذا جازيْتَهُ أبداً ... بفعْلهِ زِدْتَه في غيِّه شَططا - العفوُ أحسنُ ما يُجْزى المسيء به ... يهينُه أو يريه أنه سَقَطا أبو عثمان بن لئون التجيبي

- إِن الإِساءة إِن رجعْتَ بها إِلى ... أصْلٍ غَرَسْتَ لها جذوراً في الثرى - من عَلَّلَ الأشياءَ ردَّ دفينَها ... حياً ويابسَها لامحطمَ أخضرا - أَوْلَى بمَحْوِ الذنبِ أن يلقى به ... كالفرعِ جَفَّ على الثرى فتكسَّرا عباس محمود العقاد

- إِذا أتتِ الإساءةُ من وضيعٍ ... ولم ألمِ المسيءَ فمن ألومُ؟ المتنبي

- مقالةُ السوءِ إِلى أهلِها ... أسرعُ من منحدرٍ سائلِ - ومن دعا الناسَ إِلى ذمِّهِ ... ذَمُّوه بالحَقِّ وبالباطلِ كعب بن زهير

- لا تلمسْ من مساوي الناسِ ما ستروا ... فيهتكَ الناسُ ستراً من مَساويكا - واذكرْ محاسنَ ما فيهمْ إِذا ذكروا ... ولاتعبْ أحداً عيباً بما فيكا المنتصر بلال الأنصاري

- إِن الإِساءةَ شرُّ ما وقعتْ ... من بعدِ إِحسانٍ وإِجمالِ المعري

- ليس المسيءُ إِذا تغيَّبَ سَوْءُه ... عني بمنزلةِ المسيءِ المعلنِ - من كانَ يظهرُ ما أحبُّ فإِنه ... عندي بمنزلةِ الأمينِ المحسنِ - واللهُ أعلمُ بالقلوبِ وإِنما ... لكَ ما بدا لكَ منهمُ بالألسنِ إِبراهيم بن شكله

- وإِن أساءَ مسيءٌ فليكنْ لكَ في ... عروضِ زلتهِ صفحٌ وغُفْرانُ - وكنْ على الدهرِ معواناً لذي أملٍ ... يرجو نداكَ فإِن الحُرَّ مِعْوَانُ - واشددْ يديكَ بحيلِ الدينِ معتصماً ... فإِنه الركنُ إِن خانَتْكَ أركانُ أبو الفتح البستي

- ظَنَنْتُ أني وحدي مخطئٌ فإِذا ... أفعالُ كُلِّ بني الدنيا كأفعالي المعري

-2- السائل والسؤال

-2- السائل والسؤال

- صنِ النفسَ عن ذُلِّ السؤالِ ونَحْسِهِ ... فأحسنُ أحوالِ الفتى صونُ نَفْسِه - ولا تتعرضْ للئيمِ فإِنه ... أذلُّ لديه الحُرُّ من شطرِ فلسهِ القاضي التنوحي

- لا تكنْ طالباً لما في يدِ النا ... سِ (الناس) فيزورَّ عن لقاكَ الصديقُ - إِنما الذلُّ في سؤا لكَ للنا ... سِ (للناس) ولو في سؤالكَ أين الطريقُ صفي الدين الحلبي

- وإِذا سُئِلْتَ فجدْ، وإِن قلَّ الجَدَىْ ... جهدُ المقلِّ إِزاءَ جهدِ المككثرِ - واشكرْ لمن أولاكَ براً، إِنه ... حقٌ عليكَ ولاتكنْ بالممتري - ليس الحريصُ بزائدٍ في حرصهِ ... بأتمِ حيلته هشيمةَ إِذخِرِ - أو ما رأيتَ غبيَّ قومٍ موسراً ... ولَبيبَهُمْ يشقى بحالِ المُعْسِرِ إِدريس الجزيري

- ارضَ للسائل الخضوع وللقا ... رف (للقارف) ذنباً مذلةَ الإِعذار اسحق الموصلي

- وإِنكَ لا تدري إِذا جاءَ سائلٌ ... أنتَ بما تعطيهِ أم هو أسعدُ - عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إِن منعتَهُ ... من اليومِ سُؤالً أن يكونَ له غَدُ - وفي كثرةِ الأيديْ لذي الجهلِ زاجرٌ ... وللحلمُ أبقى للرجالِ وأعوذُ عدي بن زيد العبادي

- استخبرِ الناسَ عما أنت جاهلُهُ ... إِذا عَمِيْتَ فَقد يجلُو العمى الخَبَرُ سابق البربري

- ليكنْ لديكَ لسائلٍ فرجٌ ... إِن لم يكنْ فليحسنِ الردُّ أبو الشيص الخزاعي

- إِذا كنتَ من بلدةٍ جاهلاً ... وللعلمِ مُلْتَمِساً فاسألِ - فإِن السؤالَ شفاءُ العَمَىْ ... كما قيلَ في الزمنِ الأولِ الجرمي

- وكثيرٌ من السؤالِ اشتياقٌ ... وكثيرٌ من ردِّه تعليلُ المتنبي

- لا تدخلنَّكَ ضجرةٌ من سائلٍ ... فلخيرُ دهركَ أن تُرى مسئولا - لا تجبهنْ بالردِّ وجهَ مؤمِّلٍ ... فبقاءُ عزِّك أن ترى مأمولا - يُلفى الكريم فيستدل ببشره ... ويرى العبوسُ على اللئيم دليلا - واعلمْ بأنكَ عن قليلٍ صائرٌ ... خبراً فكنْ خبراً يروقُ جميلا ابن دريد الأزدي أو الحسين الخالع

- شفاءُ العَمَىْ طولُ السؤالِ وإِنما ... تمامُ العَمَى طولُ السكوتِ - فكنْ سائلاً عناكَ فإِنما ... دُعِيْتَ أخا عقلٍ لتبحثَ بالعَقْلِ على الجهل بشار بن برد

- تُسر وتُعطى كلَّ شيءٍ سألتَهُ ... ومن يكثرِ التسآلَ لا بدَّ يُحْرمُ الأعشى

- وفي البحثِ قِدماً والسؤالِ لذي العَمَى ... شِفاءٌ وأشفى منهما ما تعاينُ - فسائلْ إِن منيتَ بأمرِ شكٍ ... فإِن الشكِّ يقتلهُ اليقينُ سابق البربري

- إِذا لم تكنْ عالماً بالسؤالِ ... فتركُ الجوابِ له أسلمُ - فإِن أنت شككْتَ فيما سئل ... ستَ فخيرُ جوابكَ لا أعلمُ صفي الدين الحلبي

-3- السباب والشتيمة، السخف

-3- السباب والشتيمة، السخف

- ندمتُ على شتمِ العشيرةِ بعد ما ... مضى واسْتَتَبَّتْ للرواةِ مذاهبهْ - فلم أستطيعْ إِدراكهُ بعد ما مضى ... وكيف تَرُدُّ الدرَّ في الضرع حالبه كعب بن جميل التغلبي

- من يُخْبِرْكَ بشتمٍ عن أخٍ ... فهو الشاتمُ لا من شَتَمَكْ - ذاكَ شيءٌ لم يشافهْكَ به ... إِنما اللؤمُ على من أعلمَكْ شاعر

- وكم من لئيمٍ ودَّ أني شتمتُه ... وإِن كان شَتْمي فيه صا بٌ وعلقمُ - وللكفُّ عن شَتْمِ اللئيمِ تكرماً ... أضرُّ له من شتمِه حينَ يُشْتَمُ المؤمل المحاربي

- إِذا ما شِئْتَ عندَ قومٍ ... وإِن كُنْتَ المهذبَ والبابا - يهابُكَ كُلُّ ذي حَسَبٍ ودينٍ ... وأما في اللئامِ فلن تُهابا شاعر

- كفاكَ شَيْناً أن تَسُبَّ ساكتاً ... عنكَ إِذا أفحشْتَ كانَ صامتا - إِن أنتَ حارتَ اللئيمَ يفرحْ ... والكلبُ إِن تحملْ عليه ينبحْ الشيخ عبد الله السابوري

- لعمُركَ ما سبَّ الأميرَ عدوُه ... ولكنما سبَّ الأميرَ المبلغُ عبد الصمد بن المعاذ

- لعل شَبَاً يفيدُ حباً ... فالشرُّ للخيرِ قد يجرُّ شاعر

- قالوا فلانٌ سَبَّكَ اليومَ على ... مسامعِ الناسِ بلفظٍ منكرِ - قلْتُ اعذُروهُ إِنني عاذرُهُ ... ما يصنعُ الكلبُ إِذا لم يُعْقَرِ الياس حبيب فرحات

- أرى السُّخْفَ في الإِنسانِ طبعاً مؤصلاً ... شواهدُهُ في كل باردةٍ تبدو - ولو لم يكنْ في طبعهِ ومزاجهِ ... طويةُ سُخْفٍ لا يلازمُها جدُّ - لما خَصَّ من كل الخلائقِ سخرهُ ... بأشبهِهمْ طراً به: وهو القِرْدُ عباس محمود العقاد

-4- السر وكتمانه

-4- السر وكتمانه

- وكائنْ قد تراهُ يُسِرُّ أمراً ... عليهِ من سريرَتهُ لواءُ - ومظهرُ عارفٍ ومسرِّ سوءٍ ... وما يمحو سَريرته الرياءُ النابغة الشيباني

- ولا تفشينْ سراً إِلى ذي نميمةٍ ... فذاكَ إِذا ذنبٌ برأسِكَ يعصبُ - إِذا ما جعلْتَ السِّرَّ عند مُضَيَّعٍ ... فإِنكَ ممن ضَيَّعَ السِّرَّ أذنبُ دعامة بن زيد الطائي

- وللسرِّ مني موضعٌ لا ينالُه ... صديقٌ ولا يفضي إِليه شرابُ المتنبي

- جعلتُ وشاتي مثل صحبي مخافةً ... فلم يطلعْ سِرِّي وشاتي ولا صحبي - يقرُّ قرار السرِّ عندي كأنه ... غريبُ ديارٍ قالَ في وطنٍ حسبي ابن حميدس

- لا تفشِ سِرَّكَ إِلا عند ذي ثقةٍ ... أولا، فأفضلُ ما استودَعْتَ أسرارا - صدراً رَحيبا وقالباً واسعاً صمتاً ... لم تخشَ منه لما استودَعْتَ إِظهارا كعب بن زهير

- إِذا المرءُ لم يحفظْ سريرةَ نفسِه ... فلا تفشينْ يوماً إِليه حديثا يحيى بن زياد

- وسِرُّكُمْ في الحشا ميتٌ ... إِذا انتشرَ السرُّ لا ينشرُ - وإِفشاءُ ما أنا مستودعٌ ... من الغَدْرِ والحرُّ لا يغدرُ المتنبي

- وما السرُّ في صدري كميتٍ بقبرِه ... لأني رأيتُ الميتَ ينتظرث النشرا - ولكنني أُخفِيْهِ حتى كأنني ... بما كانَ منه لم أحطْ ساعةً خبرا بشار بن برد

- صنِ السرَّ بالكتمانِ يرضيكَ غبهُ ... فقد يظهرُ السرَّ المضيعُ فيندم - ولا تفشينْ سراظص إِلى غيرِ أهلهِ ... فيظهرُ خرقُ الشرِّ من حيث يكتمُ - وللسرِّ فيما بين جنبيَّ مكمنٌ ... خفيٌ قصيٌ عن مدارجِ أنفاسي بشار بن برد

- أضنُّ به ضني بموضِعِ حفظِه ... فأحميه عن إِحساسِ غيري وإِحساسي - فقد صار كالمعدومِ لا يستطيعُه ... يقينُ ولا ظنٌ بخلقٍ من الناسِ - كأني من فرط احتفاظيْ ... فبعضي له واعٍ وبعضي لم ناسي الشريف الرضي

- لاتفشِ سِراً ما استطعْتَ إِلى امرئٍ ... يفشي إِليك سرائراً يُسْتَوْدَعُ - فكما تراهُ بسرِّ غيرِكَ صانعاً ... فكذا بسِّركَ لا محالة يصنعُ علي بن أبي طالب

- إذا المرءُ سِرَّهُ بلسانهِ ... ولامَ عليه غيرَهُ فهو أحمقُ - إِذا ضاقَ صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسِه ... فصدرُ الذي يستودعُ السرَّ أضيقُ الشافعي

- وإِذا ائتمنتَ على السرائرِ فاخفِها ... واسترْ عيوبَ أخيكَ حينَ تطلعُ - لاتجز عَنَّ الحوادثِ إِنما ... خَرَقُ الرجالِ على الحوادثِ يجزعُ - وأطلع أباكَ بكلِّ ما أوصى به ... إِن المطيعَ أباه لا يتضعضعُ علي بن أبي طالب

- عليكَ الكتمَ واحذرْ قولَ سرٍ ... لمن قد ظلَّ سراً لسواكَ يَحْكي - فمن أهداكَ سرَّ الغيرِ يوماً ... أفادَ الغيرَ سرَّك دون شكِّ ابن خاتمة الأندلسي

- سِرُّ الفتى من دمِه إِن فَشا ... فأولِه حفظاً وكِتماناً - واحتطْ على السرِّ بإِخفائِه ... فإِن للحيطانِ آذانا أبو النصر الأبيوري

- وإِذا أعلنْتَ أمراً حَسَناً ... فليكنْ أحسنَ منه ما تُسِرْ - فمُسِرُّ الخيرِ موسومٌ به ... ومسرُّ الشرِّ موسومٌ بشرْ صالح عبد القدوس

- إِذا ما كتمتُ السِّرَّ عمن أوَدُّهُ ... توهمَ أن الودِّ غيرَ حقيقِ ابن الحاج الدلفيقي

- إِذا أنتَ لم تحفظْ لنفسِكَ سرَّها ... فأنتَ إِذا حملته الناسَ أضيعُ - ويضحَكُ في وجهي إِذا مالقيتُه ... وينهشني بالغيبِ يوماً ويلسعُ الكريزي أو عمر بن العاص

- ولا يسمعنْ سرِّي وسرَّك ثالثٌ ... ألا كُلُّ سرٍ جاوزَ الاثنينِ شاعْ قيس الخزاعي

- لا تذعْ سراً إِلى طالبه ... منكَ إِن الطالبَ السرَّ مذيعْ - وأمست سِرَّكَ إِن السرَّ إِن ... جاوزَ اثنين سَيَنْمى وَيشيعْ صالح عبد القدوس

- اجعلْ لسرِّكَ من فؤادِكَ منزلاً ... لا يستطيعُ له اللسانُ دخولا - إِن اللسانَ إِذا استطاعَ إِلى الذي ... كتمَ الفؤادَ من الشؤونِ وصولا - ألفَيْتَ سرَّكَ في الصديقِ وغيرِهِ ... من ذي العداوةِ فاشياً مبذولا الكريزي

- ومُطِلَّعٍ من نفسِه ما يسرهُ ... عليه من اللَّحْظِ الخفيِّ دليلُ - إِذا القلبُ لم يبدِ الذي في ضميرِه ... ففي اللحظِ ولألفاظ منه رَسولُ المهدي

- إِذا جاوزَ الاثنينِ سرٌ فإِنه ... بنشرٍ وتكيرِ الحديثِ قمينُ قيس بن الخطيم

- وكتمانُكَ السرَّ ممن تخافُ ... ومن لا تخافنَّهُ أحزمُ - إِذا ذاعَ سِرُّكَ من مخبر ... فأنتَ وإِن لمتَهُ ألومُ علي بن محمد البسامي

- إِذا المرءُ لم يحفظْ سريرةَ نفسِه ... وكان لسرِّ الأخِ غيرَ مكتومِ - فبعداً له من ذي أخٍ ومودةٍ ... وليس على ودٍ له بمقيمِ محمد بن إِسحاق الواسطي

- لا يكتمُ السِّرَّ إِلا من له شرفٌ ... والسِّرُّ عندَ كرامِ الناس مكتومُ - السرُّ عنديَ في بيتٍ له غلقٌ ... ضلتْ مفاتيحُه والبابُ مَردومُ الحسين بن عبيد الله

- وسرُّك ما كان في واحدٍ ... وسِرُّ الثلاثةِ غيرُ الخفي الأشعري الجعفي

- إِذا ما ضاقَ صدرُكَ عن حديثٍ ... فأفشَتْه الرجالُ فمن تلومُ؟ - إِذا عاتَبْتُ من أفشى حديثي ... وسري عندَهُ فأنا الظلومُ - وإِني حين أسأمُ حملَ سري ... وقد ضمنته صدري، سَؤُومُ شاعر

- اغضبْ صديقَكَ تستطيعْ سريرَتَه ... للسِّر نافذتانِ: السكرُ والغضبُ - ماصرحَ الحوضُ عما في قرارتهِ ... من راسبِ الطينِ إِلا وهو مضطربُ القروي

- وإِياكَ أن تستحفظِ السرَّ صاحباً ... فيا ربَّ كيدٍ بالحفيظة يذهبُ - أرى الحفظَ في مستودعِ السر واجباً ... ولكنه في صاحبِ السرِّ أوجبُ - فإِن قلوبَ الناسِ كالماءِ راكداً ... إِذا مل تولاهُ الهوا يتقلبُ عمر الإنسي

- لاتأمنِ الخليلَ أن يَخُنا ... وأن يضيعَ سركَ المدفونا - لاتلمِ المفشي إِليكَ سرا ... وأنتَ قد ضِقْتَ بذاكَ صدرا - من لم يكنْ لسرهِ كتوما ... فلا يلمْ في كشفِه نديما السابوري

- الصدرُ بيتٌ إِذا ما السرُّ زايلَه ... فما يكنُّ ببيتٍ بعدَه أبدا - فاحفظْ ضميرَكَ عن خلٍ تجالسُهُ ... فكم خفيٍ خفاهُ ماكراٌ فبدا - وللحقودِ علاماتٌ يبنُّ بها ... كما رأيتَ بشدقِ الهادرِ الزبدا - فازجرْ هواكَ وحاذر أن تطاوعَهُ ... فإِنه لغويٌ طالما عبدا المعري

- أسعدُ الناسِ من يكاتمُ سرَّه ... ويرى بذلَهعليه معرَّهْ - إِنما يعرفُ اللبيبُ إِذا ما ... حفظَ السرَّ عن أخيْهِ فسرَّهْ - إِن يجدْ مرةً حلاوةَ شكوا ... هُ (شكواه) سيلقى ندامةً ألفَ مرةْ ابن الكيزاني

- ولا أكتمُ الأسرارَ لكنِ أنمُها ... ولا أدعُ الأسرارَ تغلي على قلبي - وإِن قليلَ العقلِ من باتَ ليلُه ... تقَّلُبه الأسرارُ جنباً إِلى جنبِ أعرابي

- لا يكتمُ السرَّ إِلا كُلُّ ذي ثقةٍ ... والسِّرُّ عند خيارِ الناسِ مكتومُ - فالسِّرُّ عندي في بيتٍ له غلقٌ ... ضاعَتْ مفاتيحُه والبابُ مَخْتومُ ابن الخطير

- سريرةُ المرءِ تبديها شمائلُهُ ... حتى يرى الناسُ ما يخفيه إِعلاناً - فاجعلْ سريرتَكَ التقوى ترى أملاً ... في كلِّ ما أنت تبغيه وبرهانا أبو عثمان بن لئون التجيبي

- وما أنْفُسُ الفتيانِ إِلا قرائنٌ ... تبينُ وتبقى هامُها وقبورُها - فنفسكَ فاحفظْها ولا تُفْشِ للعدى ... من السرِّ ما يُطوى عليه ضميرُها - وما يحفظُ المكتومَ من سِرِّ أهلهِ ... إِذا عقدُ الأسرارِ ضاعَ كبيرُها - من القومِ إِلا ذو عفافٍ يعينُهُ ... على ذاكَ منه صديقُ نفسٍ وخيرُها أبو ذئيب الهذلي

- سِرُّكَ إِن صنته بصمتٍ ... اصلحَ بين الأنامِ شانكْ - فلا تفهْ لامرئٍ بسرٍْ ... ولا تحركْ به لسانَكْ صفي الدين الحلبي

-5- السرور والبشاشة والسعادة

-5- السرور والبشاشة والسعادة

- أرى كُلَّ شيءٍ له دولةٌ ... لحكمِ التعاقبِ فيها عملْ - فلا تَفْرحَنْ ولا تحزنْ ... لشيءٍ إِذا ما تناهَىْ انتقَلْ أبو الحسن الربيعي

- ومحالٌ أن يَسْعَدَ السعداءُ الد ... هرَ (الدهر) إِلا بشقوةِ الأشقياءِ ابن الرومي

- لاتخلْ أن كُلَّ ضِحْكٍ سرورٌ ... ربما كان مُؤْذِناً بالبكاءِ - فطويلاً أبكى جفونَ الغوادي ... ضحكُ البرقِ في متونِ السماءِ ابن الساعاتي

- إِن السعادةَ في أن ... تنالَ نفسي مُناها - وأن تكونَ بمنأى ... عمن يريدُ أذاها جميل الزهاوي

- يبنون لا قصدَ زَهْوٍ ... ولا لأجلِ الإِشادةْ - لكن ولوعاً بخيرٍ ... فالخيرُ أصلُ السعادة زكي أبو شادي

- وما السعادةُ في الدنيا سِوى شبحٍ ... يرجى فإن صارَ جسماً مله البشرُ - لم يسعدِ الناسُ إِلا في تشوقِهم ... إِلى المنيعِ فإِن صارُوا به فَتَرُوا جبران خليل جبران

- لقد علمتُ وخيرُ العلمِ أنفعُهُ ... أن السعيدَ الذي ينجو من النارِ فروة بن نوفل

- أعاذلَ إِن النائباتِ بمرصدٍ ... وإِن سرورَ المرءِ غيرُ مخَّلدِ - إِذا مضىْ يومٌ من العيشِ صالحٌ ... فصِلْهُ بيومٍ صالح العيشِ مرغدِ سري الرفاء

- ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ ... ولكنَّ التقي هو السعيدُ - وتقوى اللهِ خيرُ الزادِ ذُخراً ... وعندَ اللهِ للأتقى مزيدُ - وما لا بدَّ أن يأتي، قريبٌ ... ولكنَّ الذي يمضي بعيدُ الحطيئة

- وقد تُرضى البشاشةُ وهي خِبٌ ... ويروى بالتعلة وهي آلُ المعري

- ألالا ترمْ أن تستمرَّ مسرَّةٌ ... عليكَ فأيامُ السرورِ قلائلُ - ولا تطلبِ الدنيا فإِن نعيمَها ... سرابٌ تراءى في البسيطةِ زائلُ الشريف المرتضى

- أصفو وأكدرُ، أحياناً لمخبري ... وليس مستحسناً صفوٌ بلا كدر أبو عثمان الخالدي

- أخو البشرِ محبوبٌ على حسنِ بشرهِ ... ولن يعدمَ البغضاءَ من كان عابساً - ويسرعُ بخلُ المرءِ في هَتْكِ عرضِه ... ولم أرَ مثلَ الجودِ للمرءِ حارساً الأبرش

- القَ بالبشرِ من لقيتَ من النا ... سِ (الناس) جميعاً ولا قهمْ بالطلاقةْ - تجنِ منهم جنيَ ثمارٍ فخذْها ... طيباً طعمُه لذيذَ المذاقهْ سعيد بن عبيد الطائي

- نسرُّ بما يفنى ونفرحُ بالمنى ... كما سرَّ باللذاتِ في النومِ حالمُ عمر بن الخطاب

- خفضْ عليكَ مساءةً ومسرةً ... تلقاهُما فلكلِّ شيءٍ آخرُ - لا تفرَحنَّ ولا تحزنْ لنائبةٍ ... عليكَ بالخير أو بالشرِّ لم يدمِ - في كُلِّ أمرٍ وإِن طالتْ نجاحَتُه ... حكمُ التعاقبِ في الأنوارِ والظلمِ أبو الحسن الربعي

- لا يؤنسكَ أن تراني ضَاحكاً ... كم ضحكةٍ فيها عبوسٌ كامنُ محمد بن أبي زرعه

- إِن السعادةَ روضةٌ غناءُ في ... قِمَمِ الجبال ودونَ كلٍ غابُ - إِن الحياةَ كجنةٍ قد أقفلَتْ ... مفتاحَها الأوصابُ والأنصابُ - من يجتهدْ يبلغْ ومن يصبرْ يصلْ ... وينلْه بعد بلوغِه الترحابُ - أما الكسولُ أو الملولُ فحظهُّ ... الآسادُ في غاباتها وذئابُ إِبراهيم أبو اليقظان

- إِن كنتَ تسعى للسعادةِ فاستقمْ ... تنلِ المرادَ وتغدُ أولَ من سما يحيى الشيباني

- عليكَ حسنُ البشرِ في اللقاءِ ... فإِنه من سببش الرخاءِ - يرى على صاحبهِ قبولا ... من الورى ومَنْظراً جميلا - يهدي لك الإشجلالَ والإِعظاما ... يذودُ عنكَ الهَمَّ والملاما الشيخ عبد الله السابوري

- والمرءُ ماتصلحْ له ليلةٌ ... بالسعدِ تفسدْه ليالي النحوسْ - والخيرُ لا يأتي ابتغاءً به ... والشرُّ لا يفنيه ضرحُ الشموسْ - (الشموس: الدابة الجلمحة) ، (الضرح: التنحية) الأفوه الأودي

- لا تكثرَنَّ ضحكاً فكمْ من ضاحكٍ ... أكفانه في قبضةِ القصارِ - كم حاسدٍ كم كائدٍ كم ماردٍ ... كم واجدٍ كم جاحدٍ كم زاري عمر بن الوردي

- فتى مثلُ صفوِ الماءِ أما لقاؤُهُ ... فبشرٌ وأما وعدُه فجميلُ - يسرُّكَ مفتراً ويشرِقُ وجهثهُ ... إِذا اعتلَّ مذمومُ الفعالِ بخيلُ - عييٌ عن الفحشاءِ أما لسانُهُ ... فعفٌ وأما طرفُه فكليلُ حماد بن اسحق

- ويُلُ الشجيِّ من الخليِّ فإِنه ... نصبُ الفؤاد لشجوه مغمومُ - وترى الخليَّ قريرَ عينٍ لاهياً ... وعلى الشجي كآبةٌ وهمومُ - ويقولُ: ما: لكَ لاتقولُ مقالتي ... ولسانُ ذا طلقٌ وذا مكظومُ أبو الأسود الدؤلي

- كنْ رِّقَ البشْرِ إِن الحُرَّ همتهُهُ ... صحيفةٌ وعليها البِشْرُ عنوانُ أبو الفتح البستي

- وإِذا السعادةُ لاحظتْكَ عيونُها ... نَمْ فامخوفُ كلهن أمانُ القاضي الفاضل

- إِذا شئْتَ أن تحيا سعيداً ... وتنجو في الحسابِ من الخُصومِ - فلا تصحبْ سوى الأخيارِ واصرفْ ... حياتَكَ في مدارسةِ العلومِ محمد الوطواط

- هي الأيامُ تكلمُنا وتأسُو ... وتجري بالسعادةِ والشقاءِ - فلا طولُ الثواءِ يردُّ رزقاً ... ولا يأتي به طولُ البقاءِ علي بن الجهم

- تعستْ هذه الحياةُ فما يسع ... دُ فيها إِلا الجهولُ ويرتعُ - هي الدنيا في كلِّ يوم ترينا ... من جديدِ الآلامِ ما هو أوجعُ عبد الله آل نوري

- يئسَ الحياةُ حياةٌ لا نعيمَ بها ... إِلا لمسترقٍ من نومِه الغدا جورج صيدح

- كلُّ شيءٍ تراه في هذه الدني ... ـا (الدنيا) خيالٌ إِذا انتبهْتَ يزولُ - ما يدومُ النعيمُ فيها ولا البؤ ... سُ (البؤس) ، متاعُ الدنيا متاعٌ قليلُ - والذي يصرفُ الهمومَ إِذا ما ... ضقْتَ ذرعاً بهن صبرٌ جميل أسامة بن زيد

- ضحكنا، وكان الضحكُ مناسفاهةً ... وحقَّ لسكانِ البسيطةِ أن يبكوا - يحطمُنا ريبُ الزمانِ كأننا ... زجاجٌ ولكن لا يعادُله سَبْكُ المعري

- إِذا عاجلُ الدنيا ألمَّ بمفرحٍ ... فمن خَلفِه فجعٌ سيتلوه آجلُ - ولم أرَ مثلَ الموتِ حقاً كأنه ... إِذا ما تخطته الأماني باطلُ البحتري

- الدهرُ إِن سَرَّ يوماً لاقوامَ له ... أحداثهُ تصدعُ الرأسي من العلمِ - يَسْتَنْزِلُ الطيرَ كرهاً من منازلِها ... إِلى المنيةِ والآسادِ في الأجمِ - ويسلبُ الآمَن المغترَّ نعمتَهُ ... ويلحق الموتَ بالهيابةِ البرمِ الأحوص الأنصاري

- لاتلقَ دهرَكَ إِلا غيرَ مكترثٍ ... ما دامَ يصحبُ فيه روحَك البدنُ - فما يدومُ سرورٌ ماسررَت به ... ولا عليك الغائبَ الحزنُ المتنبي

-6- السعي والمسعى

-6- السعي والمسعى

- ولم أجِد الإِنسانَ إِلا ابن سعيِه ... فمن كان أسعى كان بالمجدِ أجدرا - وبالهمةِ العلياءِ يرقلى إِلى العلا ... فمن كان أرقى هِمَّةٍ كان أظهرا - ولم يتأخرْ من يريد تقدماً ... ولم يتقدمْ من يريدُ تأخراً ابن هانئ الأندلسي

- كلٌ بمسعاهُ ومن ينبُ ... عنه الحوادثَ لم يفزْ بمرادِ خليل مطران

- عليكَ أن تسعى لشيءٍ وما ... عليكَ أن تضمنَ عُقْبى النجاحِ ابن أبي حصينة

- وعليَّ أن أسعى ولي ... س (وليس) عليَّ إِدراكُ النجاحِ بديع الزمان

- كل سعيٍ ضائعٌ في زمنٍ ... كذبَ القائلُ من جَدَّ رزقْ - زمن قد سادَ فيه سارقٌ ... يسألُ اللقمةَ منه من سٌرِقْ - كم بَصيرٍ يتعامى أن رأى ... بائساً والشمسُ في كيدِ الأفقْ قيصر سليم الخوري

- ينالُ الفتتى بالسَّعْي ما فيهِ مطمعٌ ... ويُحرمُ بالتقصيرِ مافيه مأ ربَ - فلا تكُ بالواني لتبلغَ راحةً ... فإِن الوَنُىْ كل العنالكَ يجلبُ - ولا تنتقمْ من محسِنٍ لك قد أسا ... فإِن المساوي للمحاسنِ تُوْهَبُ عمر الإِنسي

- بالسعي واجهْ نعمةً ... تأتي ولا تقنعْ بشبعهْ - فالفذُّ في عقدِ الحسا ... بِ (الحساب) بسعيِه سيصيرُ سبعهْ أبو البدر المظفر

- نسعى، وأيسرُ هذا السَّعْي يكفينا ... لولا تكلفنا ما ليس يعنينا - نروضُ أنفسنا أقصى رياضِتها ... على موتاةِ دهرٍ لا يواتينا البحتري

- والمرءُ ساعٍ لأمرٍ ليس يدركُهُ ... والعيشُ شحٌ وإِشفاقٌ وتأميلُ عبدة بن الطبيب

- ولكلِّ ساعٍ سُنةٌ ممن قضى ... تنمى به في سعيِه أو ترذلُ الأفوه الأودي

- وأشرفُ ما يسعى له المرءُ غايةٌ ... مغانمها محمودةٌ والمغارمُ محمد الاسمر

- ما المسعي إِلا المكارمُ ترتا ... دُ (ترتاد) وإِلامصانعُ المجد تُبنْى البحتري

- تقطعون البلادَ بطناً وظهراً ... إِنما سعيكمْ لفرجٍ وبطنِ المعري

-7- السفيه

-7- السفيه

- متاركةُ السفيهِ بلا جَوَابٍ ... أشَدُّ على السفيهِ من الجوابِ الشافعي

- يُخاطِبُني السفيهُ بكلِّ قبحٍ ... فأكرَهُ أن أكونَ له مجيباً - يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حِلماً ... كعودٍ زادَهُ الإِ حراقُ طيباً النواجي

- صاحِ ما دلَّ في الأمورِ على الأش ... كالِ (الأشكال) إِلا تفحصُ الأضدادِ - فاعتبرْ بالسفيهِ تمسِ حليماً ... وتعرَّفْ بالبغي طرقَ الرشادِ - واللبيبُ الذي تعلَّمَ إِتيا ... نَ (إتيان) المعالي من خِشَّةِ الأوغادِ - أيها الغِرُّ لا تغركَ دنيا ... كَ (ديناك) بكونٍ مصيرُه لفسادِ معروف الرصافي

- إِذا نطقَ السفيهُ فلا تجبْهُ ... فخيرٌ من إِجابتِه السكوتُ - سكتُ عن السفيهِ فظنَّ أني ... عييت الجوابِ وما عييتُ - فإِن كَلَّمْتهُ فَرَّجْتَ عنه ... وإِن خليته كمداً يموتُ - شرارُ الناسِ لو كانوا جميعاً ... قذىً في جَوْفِ عيني ماقديتُ - فلستُ مجاوباً أبداً سَفيهاً ... خزيتُ لمن يجافيه خزيتُ الشافعي أو سالم بن ميمون الخواص

- وجرمٍ جَرَّهُ سفهاءُ قومٍ ... فحلَّ بغيرِ جارمِه العقابُ المتنبي

- تلقى السفيهَ على من لا يسافههُ ... سَيْفاً ويخشى من الأقوامِ من جهلاً يزيد الحارثي

- سَفيهُ الرمحِ جاهلُهُ إِذا ما ... بدا فضلُ السفيهِ على الحليمِ أبو تمام الطائي

- نجْوتُ ففخرُ الفتى بالفضلِ منه وعندَه ... أجَلُّ له من فخرِه بأبِيْهِ - فكم بين عرضٍ سالمٍ وممزَّقٍ ... وكم بين مرءٍ خاملٍ ونَبيهِ الشريف المرتضى

- ومكائدُ السفهاءِ واقعةٌ بهم ... وعداوةُ الشعراءِ بئسَ المُقْتَنَىْ المتنبي

- أقولُ للنفسِ كُفِّيْ ... عن السفاهةِ كُفّي - إِذا أردتِ احتراماً ... من الجميعِ فعِفي جميل الزهاوي

- وإِن سفاهَ الشيخِ لا حلمَ بعدَهُ ... وإِن الفتى بعد السفاهةِ يحلمُ زهير بن أبي سلمى

- إِنا معاشرَ هذا الخلقِ في سَفَهٍ ... حتى كأنا على الأخلاقِ نختلفُ - إِن الرجالَ إِذا لم يَحْمِها رَشَدٌ ... مثل النساءِ عراها الخُلفُ والخَلفُ - (الخلف الأولى عدم الإِنجاز للوعد، والثانيه القليل العقل) - فاتركْ مجاورةَ السفيهِ فإِنها ... نَدَمٌ وعبءٌ بعد ذاكَ وخيمُ - وإِذا جريتَ مع السفيهِ كما جرى ... فكلا كُما في جَرْيهِ مذمومُ - وإِذا عتبْتَ على السفيِه ولمته ... في مثلِ ما يأتي فأنتَ ظلوم أبو الأسود الدؤلي

- إِذا ما الأمورُ اضطربُنَ اعتلى ... سفيهٌ يضامُ العلى باعتلائهِ - كذا الماءُ إِن حركَتْهُ يد ... طفا عكرٌ راسبٌ في إِنائِه الحسين بن الوزير المغربي

- دارِ السفيهَ ولاتمارِ تكرماً ... يرجع بأنفٍ راغمٍ مهشومِ - وكوامنُ الحسا دِ لا تَخْفى وكم ... زندٌ يبوحُ بسرِّهِ المكتومِ أحمد الكيواني

- أشدُّ مردودٍ، على السفيهِ ... صمتٌ يردُّ قولَه في فيهِ - يَظَلُّ محزونا كئيباً نادما ... سفيهُ قومٍ لا يرى مُشاتِما - أولى جميعِ الناسِ بالإعراضِ ... عن السفيهِ الطاهرَ الأعْراضِ الشيخ عبد الله السابوري

- إِني لأعرضُ عن أشياءَ أسمعُها ... حتى يقولَ رجالٌ إِن بي حُمُقا - أخشى جوابَ سفيهٍ لا حياءَ له ... فَسْلٍ وظنُّ أناسٍ أنه صَدَقا شاعر

- قد كنت أعذلُ في السفاهةِ أهلها ... فأعجبْ لما تأتي به الأيامُ - فاليومَ أرحمهمْ وأعلمُ أنما ... سبلُ الغوايةِ والهدى أقسامُ عبد الرحمن القس صاحب سلامة

- لا تتبعْ السفاهةِ والخَنا ... إِن السفيهَ معنفٌ مشتومُ المتوكل الليثي

- ومنزلةُ السفيهِ من الفقيهِ ... كمنزلةِ الفقيهِ من السفيهِ - فهذا زاهدٌ في قربِ هذا ... وهذا فيه أزهدُ منه فيهِ - إِذا غلبَ الشقاءُ على سفيهٍ ... تقطعَ في مخالفةِ الفقيهِ الشافعي

- مجالسةُ السفيهِ سفاهُ رأيٍ ... ومن عقلٍ مجالسةُ الحكيمِ - فإِنكَ والقرين معاً سواءٌ ... كما قد الأديمُ على الأديمِ شاعر

- وبعِ السفاهةَ بالوقارِ وبالنُّهى ... ثمنٌ لعمُركَ إن فعلت ربيحُ - فلقد حدا بك حاديان إِلى البلَىْ ... ودعاكَ داعٍ للرحيلِ فصحيحُ دعبل الخزاعي

- أعرضْ عن الجاهلِ السفيهِ ... فكُلُّ ما قالَ فهو فيه - ماضرَّ بحرَ الفراتِ يوماً ... أن خاضَ بعضُ الكلابِ فيه الشافعي

- إِذا احتدمَ الجدالُ فكنْ رزيناً ... وأجملْ في المناقشةِ الخِطابا - فإِن حملَ السفيهُ عليكَ فاجعلْ ... تمنيه الجوابَ له جَوابا - ولا تغضبْ فكمْ خَصْمٍ عنيدٍ ... خلقتُ الهدوءِ له اضطرابا - وهبكَ إِذا غضبتَ على صوابٍ ... فقد ضيعتَ بالغضبِ الصوابا القروي

-8- السلامة والامن

-8- السلامة والامن

- ودَعَوْتُ ربي بالسلامةِ جاهِداً ... ليصحني فإِذا السلامةُ داءُ لبيد بن ربيعة

- من سالمَ الضعفاءَ رامُوا حرَبهُ ... فالبسْ لكلِّ الناسِ شكةَ محربِ - كلٌ لأشراكِ التحيلِ ناصبٌ ... فاخلبْ بني دنياكَ إِن لم تغلبِ - لا يكذبُ الإِنسانَ رائدُ عقلِه ... فامُرُرْ تُمَجَّ وكن عذوباً تشربِ ابن حميدس

- ويفرحُ المرُ المرءُ إِن طالتْ سلامتُهُ ... ودونَ ذاكَ بياضُ الرأسِ والصلعُ - حتى يعودَ كفرخِ النسرِ في ظعنٍ ... وقد يعاشُ به دهراً ويُنتفعُ هبيرة بن عمرو الهندي

- الأمنُ والخوفُ أيامٌ مداولةٌ ... بين الأنامِ وبعد الضيقِ متسعُ شاعر

- يحبُّ الفتى طولَ السلامةِ والغِنَى ... فكيف يُرى طولُ السلامة يفعلُ النمر بن تولب

- من سالمَ الناسَ يسلمْ من غوائِلهم ... وعاشَ وهو قريرُ العين جذلانُ شاعر

- إِن يسلمِ المرءُ من قتلٍ ومن مرضٍ ... في لذةِ العيشِ أبلاهُ الجديدانِ شاعر

- هما سبيلانِ من يبغِ السلامةُ لا ... يأسفْ علىَ الحقِّ أو يحلمْ برؤياه - ومن بغى الحقَّ في الدنيا فلا أسفٌ ... على السلامةِ إِن خانتْهُ دنياهُ - قد يهجرُ الأمنَ من ذلواومن وَهَنُوا ... وما تفرقَ قط الهولُ والجاهُ - فاخترْ لنفسِكَ: إِما المجدَ في خطرٍ ... أو الهوانَ، وقد تشقى ببلواهُ - وما اختياركَ إِلا ما خُلِقْتَ له ... إِن الطبائعَ ما ترضاه نرضاهُ عباس محمود العقاد

-9- السيف والسلاح

-9- السيف والسلاح

- السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتبِ ... في حَدِّهِ الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ أبو تمام

- رأيتُ السيفُ قد ملكَ الشُّعوبا ... ولم أرَ أنه مللكَ القلوبا - رأيتُ له محاسنَ فائقاتٍ ... كما أني رأيتُ له عيوب - إِذا رجعَ الخصومُ إِلى التقاضيْ ... فإِن السيفَ أكبرُهم ذنوبا - وكل حكومةٍ بالسيفِ تُقْضي ... فإِن أمامَها يوماً عصبيا جميل صدقي الزهاوي

- ومن لا سلاحَ له يُتقى ... وإِن هو قاتلَ لم يغلبِ أبو زرعة

- يُؤنسُ بالسيفِ اغتراراً به ... وفي غرارِ السيفِ موتٌ ذريعْ - فلا تغلبنْ بالسيف كل غلائه ... ليمضي فإِن الكفَّ لا السيف يقطعُ البحتري

- شرُ السلاحِ ثلاثةٌ يُخشى على ... أصحابها وعلى سواهم فاتقِ - موسى بكفِّ الطفلِ أو قلمُ بكفَِ ... النَّذْلِ أو مالٌ بكَفِّ لأحمقِ القروي

- ومن لم يُبحْ زرقِ ا|لأسنةِ لحمَهُ ... أُبيحَ حماهُ واسْتُرِقَّتْ حلائلهْ - ومن ضيعَ السيفَ اتكالاً على العصا ... شكى وَقْعَ حَدِّ السيفِ ممن ينازلهْ - بالسيفُ يفتحُ كُلُّ بابٍ مقفلِ ... وتُحل عقدةُ كل أمرٍ مشكلِ - فاقرعْ إِذا صادَفْتَ باباً مرتجاً ... بالسيفِ صفقهْ حلقتيه وادخلِ - وإِذا بدتْ لك حاجةٌ فاستقضِها ... بامشرفيةِ والرماحِ الذبَّل - لا تسألنَّ الناسَ فضلَ نوالِهم ... واللهَ والبيضَ الصوارمَ فاسألِ - فالسيفُ أكرمُ محتِداً يممتهُ ... وإِذا تلوذُ به فامنعُ مععقلِ - واجعلْ رسولكَ إِن بعثتَ إِلى العدا ... زرقَ الأسنةِ فهي أصدقُ مرسلِ - واعلمْ هُدْيتَ ولا إِخالكَ جاهلاً ... أن الرسول بيانُ عقلِ المرسلِ علي بن مقرَّب

الباب الثالث عشر: باب الشين

الباب الثالث عشر: باب الشين

-1- الشباب

-1- الشباب

- شيئان لو بَكَتِ الدماءُ عليهما ... عيناي حتى تأذنا بذهابِ - لن تبلغَ المعشارَ من حقيهما ... فقدُ الشبابِ وفرقةُ الأحبابِ علي بن أبي طالب

- أمسى الشبابُ مودعاً ... لما رأى قربَ المشيبِ - يا ليت أنا نشتري ... قربَ البعيدِ بذا القريبِ - لا يبعدنْ غصنُ الشبا ... بِ (الشباب) الناعمِ الغصنِّ الرطيبِ - كان الشبابُ حبيبنا ... كيف السبيلُ إِلى الحبيبِ أبو قطينة القرشي

- أمتعْ شبابك من لهوٍ ومن طربٍ ... ولا تصحْ لملامٍ سمعَ مكترثِ - فخيرُ عمر الفتى ريعانُ جدَّته ... والعمرُ من فضةٍ والشيبُ من خبثِ أبو الفضل الميكالي

- إِذا المرءُ وفي الأربعين ولم يكنْ ... له دون ما يأتي حياءٌ ولا سِتْرُ - فدعهُ ولا تنفسْ عليه الذي ارتأى ... وإِن جرَّ أسبابَ الحياةِ له الدهرُ ابن الأعرابي

- وما ماضي الشبابِ بمستردٍ ... ولا يومٌ يمرُّ بمستعادِ المتنبي

- إِن الشبابَ والفراغَ والجِدَةْ ... مفسدةٌ للمرءِ أِيُّ مفسدةْ أبو العتاهية

- إِن الشبابَ غدٌ فليهدهمْ لغدٍ ... وللمسالكِ فيه الناصحُ الورعُ أحمد شوقي

- إِذا لم تحاولْ في شبابكَ غايةً ... فياليت شعري أيَّ وقت تحاولُ - وكم من شبابٍ ضاعَ في غيرِ طائلٍ ... فشابَ أخوه وهو في الناسِ جاهلُ محمد الأسمر

- كرمٌ وصفحٌ في الشبابِ وطالما ... كرمَ الشبابُ شمائلاً وميولا - قوموا اجمعا شعبَ الأبوةِ وارفعوا ... صوتَ الشبابِ محبباً مقبولا أحمد شوقي

- كل الذي يرجو المؤملُ ممكنٌ ... إِلا رجوعَ شبابهِ المتصرمِ - ذهبَ الصِّبا فمضى الحبيبُ ولم يكن ... عهدُ الصِّبا بأعزَّ منه وأكرمِ جميل صدقي الزهوي

- إِذا كانَ الشبابُ السكرَ والشي ... يبُ (الشيب) هماً فالحياةُ هي الحِمامُ المتنبي

- جديدُ الشبابِ كبرُه بفعالِه ... وبعضُ الرجالِ كبرُهُ بسنهِ البحتري

- إِذا المرءُ قصَّر ثم مرتْ ... عليه الأربعونَ من الرجالِ - ولم يَلْحَقْ بصالحِهم فدعهُ ... فليس بلا حقٍ أخْرى اللياليْ - وليس بزائلٍ ما عاشَ يوماً ... من الدنيا يُحَطُّ إِلى سفالِ الأعور الشني أو لابن خذاق

- وإِذا مضى للمرءِ من أعوامهِ ... خمسونَ وهو عن الصِّبالم يجنحِ - عَككَفَتْ عليه المخزياتُ وقلن قد ... أضحكْتنَا وسَرَرْتَنا لا تبرحِ - وإِذا رأى إِبليسُ غرةَ وجههِ ... حَيَّا وقال: فديتُ من لم يُفْلِحِ البحتري

- كل يرى أن الشبابَ له ... في كل مبلغِ لذةٍ عذرُ - إِذا ما الشبابُ بانَ فقلْ ما ... شِئْتَ في غائبٍ بطئِ القدومِ البحتري

- أودَىْ الشبابُ، حميداً، ذو التعاجيبِ ... أودى، وذلكَ شأوٌ غيرُ مطلوبِ - ولى حثيثاً، وهذا الشيب يطلبُهُ ... لو كان يدركُهُ رككضُ اليعاقيبِ - أودى الشبابُ الذي مجدٌ عواقبُهُ ... فيه نلذُّ، ولا لذاتِ للشيبِ - وللشبابِ، إِذا دامتْ بشاشتُهُ ... ودُ القلوبِ، من البيضِ الرعابيبِ سلامة بن جندل

- بانَ الشبابُ فما له مردودُ ... وعليَّ من سِمَتِ الكبرِ شهودُ - شيبٌ برأسي واضحٌ أعقْبتُهُ ... من بعدِ آخرَ بانَ وهو حميدُ - وأرى سوادَ الرأسِ ينقصُه البلى ... والشيبُ عن طولِ الحياة يزيدُ - ولقد بكيتُ على الشبابِ لو أنَّه ... كان البكاءُ به عليَّ يعودُ - ليس الشبابُ وإِن جَزَعْتَ براجعٍ ... أبداً، وليس له عليكَ مُعِيْدُ عدي بن زيد العبادي

- أليس شبابُ المرِ أحلى حياتِهِ ... إِذا جاوزَ الأحلى فما بعده مُرُّ الحسن بن مالك

- عهدَ الشبابِ لقد أبقيتَ لي حَزناً ... ما جدَّ ذكركَ إِلاجدَّ لي ثكلُ - سقياً ورعياً لأيامِ الشبابِ وإِن ... لم يبقَ منكَ له رسمٌ ولا طللُ - لا تكذبَنَّ فما الدنيا بأجمعِها ... من الشبابِ بيومٍ واحدٍ بدلُ - كفاكَ بالشيبِ ذَنْباً عند غانيةٍ ... وبالشبابِ شفيعاً آيها الرجلُ محمد بن حازم

- طارَ غرابُ الشبابِ مرتحلاً ... وحلَّ شيبٌ فليس يرتحلُ البحتتري

- وَدِّعْ شبابكَ إِذا رَحَلْ ... ودعِ الغزالَ مع الغزَلْ - واستغنمِ الشيبَ الذي ... اهدى وقارَك إِذا نَزَلْ - أقبحْ بشيخٍ مُحصَدٍ ... ركبَ البطالةَ أو هَزَلْ أبو الحسن المرغيناني

- بان الشبابُ وأمسى الشيبُ قد أزقا ... ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ ما خَلَفا - ليت الشبابَ حليفٌ لا يزايلُنا ... بل ليتَه ارتدَّ منه بعضُ ما َسلَفا كعب بن زهير

- شبابُ الفتى حلمٌ فإِن ييقظ الفتى ... ير الشيبَ في فودَيه كالموتِ قاسيا الياس فرحات

- لاتلحَ من يبكي شبيبتَهُ ... إِلا إِذا لم يبكِيها بدمِ - عيبُ الشبيبة غولُ سكرتِها ... ومقدارُ ما فيها من النعمِ - لسنا نَراها حقَّ رؤيتها ... إِلا أوانَ الشيبِ والهرمِ - كالشمسِ لا تبدو فضيلتُها ... حتى تَغَشِّى الأرضُ بالظلمِ - ولربَّ شيءٍ لا يبيِّنُهُ ... وجدانُهُ إِلا مع العدمِ ابن الرومي

- لاتحسبي أن الشبابَ وشرَخهُ ... يبقى ولا أن الجمالُ يخلدُ - عشرٌ ويخلقُ شطرُ حسنِكَ كُلَّه ... ويذمُّ ما قد كان منهُ يحمدُ - فتغنميعصرَ الشبابِ فإِنه ... ظِلُّ يزولُ وصفو عيشٍ ينفذُ - ويتقني أن الشبابَ لنارِه ... حدٌ ويطفيها المشيبُ فتبردُ - والبخلُ بالشيء المحققِ تَرْكهُ ... أسفٌ يدومُ وحسرةٌ تتجددُ علي بن مقرَب

- متعْ شبابَكَ إِن العمرَ أطوا رُ ... وكل طورٍ له في العيشِ أوطارُ - إِن أنتَ لم تجنِ من روضِ الصبا زهراً ... فليس في دمنةِ الأيامِ أزهارُ - وقيمةُ الشيء مقدا رُ الهيامِ به ... فإِن زهدتَ فما للنا سِ مقدارُ - إِن كنتَ للروحِ كنْ للروحِ مشتغلاً ... أو كنتَ للجسمِ فلتهنئك أقذارُ القروي

- أتأملُ رجعةَ الدنيا سفاهاً ... وقد صارَ الشبابُ إِلى ذهابِ - فليت الباكياتِ بكلِّ أرضٍ ... جُمعنَ لنا فنحنَ على الشبابِ هارون الرشيد

- عريتُ من الشبابِ وكان غصناً ... كما يَعْرى من الورقِ القضيبُ - ونحتُ على الشبابِ بدمعِ عيني ... فما نفعَ البكاءُ ولا النحيبُ - فياليتَ الشبابَ يعودُ يوماً ... فأخبرَهُ بما فعل المشيبُ أبو العتاهية

- بان الشبابُ وفاتتني بلذتِه ... صروفُ دهرٍ وأيام لها خدعُ - ماتنقضي حسرةٌ مني ولا جزعٌ ... إِذا ذكرْتُ شباباً ليس يرتجعُ - ما كنتُ أوفى شبابي كنه قيمتِه ... حتى انقضى فإِذا الدنيا له تبعُ منصور النميري

- قلْ للشبابِ نصيحةً من مخلصٍ ... والنصحُ للأبناءِ خيرُ ملكِ - آباؤكم شادُوا المقبلِ جيلِكُمْ ... َصْرحاً بمدرعِ الفضائلِ شاكي - نفخوا به روحَ الحياةِ بأمةٍ ... كانت تُرى جَسَداً بغيرِ حرا كِ - لاتحسبوا أن الطريقَ تَعَبَّدَتْ ... الحَقُّ لا يقوى بلا استمساكِ - فترسموا آثارَهُمْ، وتقدموا ... ميدانكم حرٌ بلا إِشراكِ - الأرضُ للإِنسانِ يبني مجدهُ ... في رحبِها، والبحرُ للأسماكِ - والمجدُ لا يعلو بغيرِ عزيمةٍ ... تبني الخلودَ على ردىً وهلاكِ عامر محمد بحيري

-2- الشجاعة والبأس والجرأة

-2- الشجاعة والبأس والجرأة

- قال عمرو بن العاص لمعاوية: لقد أعياني أن أعلم أجبانٌ أنت أم شجاع؟ فقال: - شجاعٌ إِذا ما أَمْكَنَتْني فرصةٌ ... وإِلا تكنْ لي فُرْصَةٌ فجبانُ معاوية

- وليس فتىً من يدعي البأسَ وَحْدَهُ ... إِذا لم يعوذْ بأسه بسخاءِ - فخذْ من سرورٍ ماستطعْتَ وفُزْبه ... فللناسِ قسما شدةٍ ورخاءِ - وبادرْ إِلى اللذاتِ فالدهرُ مولعٌ ... بتقويضِ عزٍ واصطلامِ علاءِ - وما كُلُّ فُعال الندى بمشابهِ ... ولا كُلُّ طلابِ العلا بسواءِ الشريف الرضي

- غلتِ الحياةُ فإِن تردْها حرةً ... كن منُ أباةِ الضيمِ والشجعانِ - واقحمْ وزاحمْ واتخذْ لكَ حيزاً ... تحميه يومَ كريهةٍ وطعانِ خليل مطران

- وما كلُّ من هَزَ الحسامَ يضاربٍ ... ولا كُلُّ من أجرى اليراعَ بكاتبِ الحلبي

- وللموتُ خيرٌ للفتى من حياتِه ... إِذا لم يثبتْ للأمرِ أِلا بقائدِ المثقب العبدي

- أقولُ لها وقد طارتْ شَعاعاً ... من الأبطالِ ويحكِ لن تراعي - فإِنكِ لو سألتِ بقاءَ يومٍ ... على الأجلِ الذي لكِ لن تطاعي - فصبراً في مجالِ الموتِ صبراً ... فما نيلُ الخلودِ بستطاعِ - ولا ثوبُ البقاءِ بثوبِ عزٍ ... فيطوى عن أخي الخَنَعِ اليراعِ - سبيلُ الموتِ غايةُ كلِّ حيٍ ... فداعِيهِ لأهلِ الأرضِ داعي - ومن يُعتبطْ يسأمْ ويَهْرَمْ ... وتسلمُه المنونُ إِلى انقطاعِ - وما للمرءِ خيرٌ من حياةٍ ... إِذا ماعُدَّ من سقطِ المتاعِ قطري بن الفجاءة

- إِنما أنفسُ الأنيسِ سباعٌ ... يتفارسنَ جهرةً واغتيالا - من أطاقَ التِماَ شيءٍ غِلاباً ... واغتصاباً لم يلتمسْهُ سُؤالا المتنبي

- انْضُ عنكَ الحذارَ من حدثِ ... الدهرِ فليس الحذارُ يغني فتيلا - إِنما العيشُ أن تكونَ جريئاً ... ليس ترضى الحياةَ غمراً ذليلا عبد الرحمن شكري

- إِذا كشفَ الزمانُ لكَ القِناعا ... ومدَّ إِليكَ صرفُ الدهرِ باعا - فلا تخشَ المنيةَ والقيَنْها ... ودافعْ ما استطعْتَ لها دفاعا - ولا تخترْ فِراشاً من حريرٍ ... ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا عنترة العبسي

- تأخرتٌ أستبقي الحياةَ فلم أجدْ ... لنفسي حياةٌ مثلَ أن أتقدما الحصين المري

- كيف يستطيعُ التجلدَ من ... خطراتُ الوهمِ تؤلمهُ سيف الدولة الحمداني

- إِن الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ ... ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا - إِن الشجاعَ هو الجبانُ عن الأذى ... وأرى الجريئ على الشرورِ جبانا أحمد شوقي

- أضحَتْ تشجعني هندٌ وقد عَلِمَتْ ... أن الشجاعةَ مقرونٌ بها العطبُ - للحربِ قومٌ أضلَّ اللهُ سعيهم ... إِذا دَعَتْهُمْ إِلى حَوْبائِها وثبوا - ولستُ منهم ولا أبغي فعا لَهُمُ ... لا القتلُ يعجبني منها ولا السلبُ شاعر

- إِن السماحةَ والشجا ... عةَ (الشجاعة) في الفتى خيرُ الغرائزْ عمر بن ود

- وما في الأرضِ أسمحُ من شجاعٍ ... وإِن أعطى القليلَ من النوالِ - وذاكَ لأنه يعطيكَ مما ... تفيءُ عليه أطرا فُ العوالي ابن الرومي

- وكلٌ يرى طرقَ الشجاعةِ والندى ... ولكنَّ طبعَ النفسِ للنفسِ قائدُ المتنبي

- وإِذا وجدتَ المرءَ في إِقدامِه ... نقصٌ فلا يُرْجَى هناك تمامُ - كيف الذي تخذَ الحياةَ وسبيلةً ... وسماله فوقَ الحياةِ مرامُ خليل مطران

- يقضي الكريمُ مُدافعاً عن عِرْضِه ... ويموتُ عن أشبالهِ الضرغامُ - يعْلو الحمى بأشاوشٍ من أهلِه ... وتعزُّ في آسادِها الآجامُ عدنان مردم

- ومن الدليلِ على الشجاعةِ للفتى ... أثرُ الجراحِ بوجهِه المقدمِ الحسن الواسطي

- وإِذا لقيتَ كتيبةً فتقدمنْ ... إِن المقدمَ لا يكونُ الأخيبا - تلقى التحيةَ أو تموتَ بطعنةٍ ... والموتُ آتٍ من نأى وتَجَنَّبا قطبة بن الخضراء

- إِن أسودَ الغابِ همتُها ... يومَ الكريهةِ في المسلوبِ لا السلبِ أبو تمام

- وضربةُ القرنِ في الهيجاءِ منتصراً ... أولى به من خصامِ الجيرةِ الفسدِ - ومغرمٌ بالمخازي، طالبٌ صِلةً ... مغرىً بتنفيقِ أشعارٍ له كُسُدِ - وما يسبحُ الإِنسانُ في لُجِّ غمرةٍ ... من العزِّ إِلا بعد خوضِ الشدائدِ - ومتى رزقْتَ شجاعةً وبلاغةً ... أوطنتَ من ربعِ العُلى بمشيدِ المعري

- ومن قَبْلِ النطاحِ وقبل يأني ... تبينُ لك النعاجُ من الكباشِ المتنبي

- أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ ... ربداءُ تجفلُ من صفيرِ الصافرِ عمران بن حطان

- والأصلُ في البأسِ الثباتُ والحَذَرْ ... والكونُ في الجملة أوساطُ الذمرْ - وأن تَصْدَّ النفسَ عن ذكرِ المقرْ ... فإِن تقدمتَ ففضلُ معتبرْ والعارُ في الجبنِ وفي التهورِ محمد الوحيدي

- فقد يظن شجاعاً من به خَرَقٌ ... وقد يُظَنُّ جباناً من به زَمَعُ - إِن السلاحَ جميعُ الناسِ تحملُهُ ... وليس كُلُّ ذواتِ المخلبِ السبعُ - (الزمع: رعدةٌ تعتري الشجاع عند الغضب) - ولو أن الحياةَ تَبْقَىْ لحيٍ ... لعدَدنا أضَلَّنا الشُّجعانا - وإِذا لم يكنْ من الموتِ بدٌ ... فمن العجزِ أن تموتَ جبانا المتنبي

-3- الشر والغي

-3- الشر والغي

- إِن الأفاعي وإِن لانَتْ ملامِسُها ... عند التقلبِ في أنيابِها العَطَبُ عنترة العبسي

- لم يقدر اللهُ تهذيباً لعالمنا ... فلا ترومنَّ للأقوامِ تهذيبا - ولا تصدقْ بما البرهانُ يبطلُه ... فتستفيدَ من التصديقِ تكذيبا - يغدو على خلهِ الإِنسانُ يظلُمهُ ... كالذبيبِ يأكلُ عندَ الِغَّرةِ الذيبا - ادفعِ الشرَّ إِذا جاءَ بشرْ ... وتواضعْ إِنما أنتَ بشرْ المعري

- شَرُّ السباعِ العوادي دونه وزرُ ... والناسُ شرهمُ مادونه وزرُ - كم معشرٍ سَلِموا لم يؤذِهِمْ سبعٌ ... وما ترى بشراً لم يؤذِهِ بشرُ محمد الخطابي

- للهِ دُّركَ قد أكملتَ أربعةً ... ماهنَّ في أحدٍ من سائرِ البشرِ - العرضُ مُمْتَهَنٌ والنفسُ ساقطةٌ ... والوجهُ من سَفَنٍ والعينُ من حجرِ البحتري

- إِذا رأيتَ نيوبَ الليثِ بارزةً ... فلا تظننَّ أن الليثَ يبتسمُ المتنبي

- لقد مرضَ السوادُ فمن تداوي ... وقد شملَ الفسادُ فُمن تلومُ؟ - أصافي المسلمين فيلتقيني ... بشرتهمْ مَوَارنةٌ ورُومُ - وأُرْضِي الآخرين فتتقيني ... طوائفُ ما تحيطُ بها الرقومُ - وما يُجْدي اهتمامُ الناسِ شيئاً ... فليس على الثرى شيءٌ يَدُومُ - وقهرُ الدهرِ ليس يكونُ إِلا ... بتركِ الدهرِ يفعلُ ما يرومُ الياس فرحات

- وما ذاكَ بخلاً بالنفوسِ على القنا ... ولكن صدمَ الشرِّ بالشرِّ حزمُ المتنبي

- قد استفيظَ الذبحَ قومٌ وأمسى ... حراماً عليهمْ أكلُ اللحومِ - وقد فاتَهُمْ أنهم في الحياةِ ... جسومٌ تعيشُ بقتلِ الجسومِ مسعود سماحة

- ومن البليةِ عذلُ من لا يَرْعَوي ... عن غَيِّهِ وخِطابُ من لا يفهمِ المتنبي

- وأشرفُ من تَرى في الأرضِ قَدْراً ... يعيشُ الدهرَ عبدَ فمِ وفَرْجِ - وحُبُّ الأنفسِ الدنيا غرورٌ ... أقامَ الناسَ في هَرْجٍ ومَرْجِ - وإِن العزَّ في رمحٍ وترسٍ ... لأظهرُ منه في قلمٍ ودّرْجِ - متى كشفْتَ أخلاقَ البرايا ... تجِدْ ما شئْتَ من ظلمٍ وحرجِ - والشَّرُّ في الجِدِّ القديم غريزةٌ ... في كل نفسٍ منه عرقٌ ضاربُ المعري

- لا أحسبُ الشرِّ جاراً لا يفارقني ... ولا أحزُّ على ما فاتني الودجا - وما نَزَلْتُ من المكروهِ منزلةً ... إِلا وثقتُ بأن ألقى لها فَرَجا عبد الله بن الزبير

- إِليكَ فإِني لستُ ممن إِذا اتقى ... عِضاضَ الأفاعي نام فوق العقاربِ المتنبي

- فظنَّ بسائرِ الإِخوانِ شراً ... ولا تأمَنْ على سرٍ فؤادا المعري

- فالكلبُ إِن جاعَ لم يعدْمكَ بصبصبةً ... وإِن ينلْ شبعةً ينبحْ علىالأثرِ - قبحتْ مناظرُهُ فحين خبرته ... حسنتْ مناظرُه لقبحِ المخبرِ مسلم بن الوليد

- فلا تَهْجُمني حسبي من الخِزْي أنني ... وإِياكَ ضمتني ولادة واحدِ ابن الرومي

- عرفتُ الشرَّ لا للش ... رِّ (للشر) لكن لتوقيهِ - فمن لا يعرفُ الشرَّ ... من الناسِ يقعْ فيه أبو فراس الحمداني

- وأكثرُ أفعالِ الليالي إِساءةٌ ... وأكثرُ ما تلقى الأماني كواذبا مسلم بن الوليد

- فسارقُ الزهرِ مذمومٌ ومحتقرٌ ... وسارقُ الحقلِ يدعى الباسلُ الخطرُ - وقاتلٌ الجسمِ مقتولٌ بفعلتِه ... وقاتلُ الروحِ لاتدري به البشرُ جبران خليل جبران

- وأكثرُ هذا الناسِ زهرٌ بلا شذى ... ومرأى بلا حُسْنٍ ووقر مسامع - هو الشوكُ لا يعطيكَ وافرَمَّنةٍ ... يد الدهرِ إِلا حينَ تضربُهُ جَلدا خليل شيبوب المياكلي

- كيف ترجو أن تكونَ سعيداً ... ورأى فعلَكَ شقيِّ - فاسألِ الرحمةَ رباُ عظيماً ... وسعتْ رحمتُهُ كلَّ شي ابن حميدس

- ومن يَكُ ذا فمٍ مرٍ مريضٍ ... يجدْ مراً به الماءَ الزلالا المتنبي

- والشرُّ مشتهرُ المكانِ معروفٌ ... والخيزُ يلمحُ من وراءِ خِمارِ المعري

- ومن يجعلِ الضرغامَ للصيد يارهُ ... تصيدَه الضرغامُ فيما تصيدا المتنبي

- بين الغريزةِ والرشادِ نفارُ ... وعلى الزخارفِ ضمتِ الأسفارُ - والشرُّ في الإِنسِ مبثوثٌ، وغيرهمُ ... والنفع، مذ كانَ، ممزجٌ به الضررُ المعري

- بربك هل مضى قدرٌ بشرٍّ ... وخبثُ النفسِ هل أودى وزالا؟ - وهل جَفَّتْ دموعُ الناسِ طراً ... وهل بلغوا من العيشِ الكمالا؟ - وجَهْلٌ يغتدي بالناسِ بهماً ... يُضَرِّفُها يميناً أو شمالا - أصلرَ العيشُ عدلاً واعتدالاً ... وكانَ العيشُ مكراً واغتيالا؟ جبران خليل جبران

- يا قومُ لا تتكلموا ... إِن الكلامَ محرمُ - نامُوا ولا تستيقظوا ... ما فازَ إِلا النومُ - وتأخروا عن كُلِّ ما ... يقضي بأنَ تَتَقَّدموا - ودَعوا التفهم جانبا ... فالخيرُ أن تفهموا معروف الرصافي

- فلا تَعْذُلينا، كلنا ابن لئيمةٍ ... وهل تعذبُ الأثمارُ إِن لَؤُمَ الغرسُ - والقومُ شرٌ، فلا يسررْكَ إِن بسطوا ... لكَ الوجوهَ، ولا يحزنْكَ إِن عبسوا - الظلمُ في الطبعِ، فالجاراتُ مرهقةٌ ... والعرفُ يسترُ والميزانُ مبخوسُ المعري

- لاتغرنكَ هذه الأوجهُ الغرُّ ... رُ (الغرر) فياربَّ حيةٍ في رياضِ أبو بكر الخوارزمي

- سجايا كُلُّها غدرٌ وخُبْثٌ ... توارثَها أناسٌ عن أناسِ - ما كان في هذه الدنيا بنو زمنٍ ... إِلا وعندي من أخبارِهم طَرَفُ - يخبِّرُ العقلُ أن القومَ ماكرموا ... ولا أفادوا ولا طابو ولا عرفوا - شكوت من أهلِ هذا العصرِ غدرهم ... لاتنكرَنْ، فعلى هذا مضى السفلةُ - وما اعتراني بعيبِ الجنس منقصةٌ ... والعينُ يعرفُ في آنافِها الذلَفُ - أمسى النفاقُ دَروعاً يستجن بها ... من الأذى، ويقوي سردَها الخَلِفُ المعري

- وما تكلمتَ أِلا قلتَ فاحشةً ... كأن فكيكَ للأعراضِ مقراضُ ابن الرومي

- لاتعترضْ للشرِّ من دونِ أهلهِ ... إِذا كنْتَ خلواً عن هواهُ بمعزلِ - ومن بقِ أعراضَ الرجالِ بعرضِه ... يبحْ محرماً من والديهِ ويجهلِ - فلا تكُ ممن يغلقُ الهمُ علمَهُ ... عليه بمغلاقٍ من الشرَّ مقفلِ - ولا تجعلِ الأرضَ العريضَ محلُّها ... عليكَ سبيلاً وعرةَ المتنقلِ - وإِن خفتَ من دارٍ هَواناً فولها ... سواكَ وعن دارِ الأذى فتحوَّلِ - وما المرءُ إِلا حيثُ يجعلُ نفسَهُ ... ففي صالحِ الأعمالِ نفسَكَ فاجعلِ حزن بن جناب

- قال دعبل الخزاعي في مداراة أهل الشر: - اسْقِهِمُ إِن ظَفِرْتتَ بهمْ ... وامزجْ لهمُ من لسانِككَ العَسَلا دعبل الخزاعي

- ومن تعلقْ به حُمَةُ الأفاعي ... يعيشْ إِن فاتَهُ أجلٌ عَليلا المعري

- كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهِنَها ... فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوَعِلُ الأعشى

- جرى الناسُ مجرىً واحداً في طباعهم ... فلم يرزَقِ التهذيبَ أثنى ولا فحلُ - الشَّرُّ طبعٌ، ودنيا المرءِ قائدةٌ ... إِلى دناياه، والأهواءُ أهوالُ - والقولُ إِن يبقَ يحسبْ للفتى أثراً ... فلا تنسيكَ، بعد الموتِ، أقوالُ - غَلَتتِ الشرورُ ولو عقلنا صُيِّرتْ ... ديةُ القتيلِ كرامةً للقاتلِ - وجدتُ الشرَّ ينفعُ كل حينٍ ... ومن نفعٍ به حُملَ الحُسَامُ المعري

- أرى الشرَ طبعَ فوسِ الأنامْ ... يصرِّفها بين عارٍ وذامْ - فإِن كان لابدَّ من قُرْبِهمْ ... فزرهُمْ على حذرٍ واتهامْ - وما ذاكَ إِلا كأكلِ المريـ ... ض (المريض) شهوتُُ من أضرِّ الطعامْ - وقد ينتهي شَرُّ من لاتخافُ ... إِلى غايةٍ في الأذى لا تُرامْ طافر الحداد

- من كانَ في حِجْرِ الأفاعي ناشئاً ... غلبتْ عليه طبائع الثعبانِ الياس حبيب فرحات

- الشرُ يبدؤه في الأصلِ أصغرُهُ ... وليس يصلى بنارِ الحربِ جَانيها - الحربُ يَلحقُ فيها الكارهون كما ... تدنو الصحاحُ إِلى الجَرْبى فتعديها شاعر

- ولم أرَ ذا شرٍ تمايلَ شرهُ ... على قومِهِ إِلا انتحى وهو نادمُ - تجنقبْ شرارَ الناسِ واصحبْ خيارَهُمْ ... لتحذوهمْ في جُلِّ أفعالِهم حَذْوا - فإِن لأخلاقِ الرجالِ وفعلهمْ ... إِلى غيرِهم عَدْوى يوافيهمُ عدوا القطامي أبو النصر

- والأرضُ للطوفان مشتاقةٌ ... لعلها من دَرَنٍ تُغْسَلُ - قد ترامَتْ إِلى الفسادِ البرايا ... واستوَتْ في الضلالةِ الأديانُ المعري

- وما الغيُ إِلا أن تصاحبَ غاوياً ... وما الرشدُ إِلا أن تصاحبَ من رشدْ - ولن يصحبَ الإِنسانَ إِلا نظيرُه ... وإِن لم يكونا من قبيل ولا بلد المنتصر بن بلال الأنصاري

- قلْ للإِمامِ جزاكَ اللهُ صالحاً ... لاتجمعِ الدهرَ بين السخلِ والذئبِ - فالسخلُ غُرٌ وهَمُّ الذئبُ غفلتُهُ ... والذئبُ يعلمُ ما بالسخل مِن طيبِ أبو نواس

- لا بدَّ في العُرِ من تيهٍ ومن صلفٍ ... لأنهم يبصرون الناسَ أنصافاً - وكلُّ لأحوالَ يلفى ذا مكارمةٍ ... لأنهمْ ينظرونَ الناسَ لأضعافا - والعُمْيُ بحالِ العورِ لو عرفوا ... على القياسِ ولمن خافَ من خافا ابن رشبق القيرواني

- والشرُّ كالنار تبدو حين تقدمُه ... شرارةٌ فإِذا بادْرتَه خمدا - وإِن توانيتَ عن إِطفائِه كسلاً ... أرى قبائِلَ تشوي القلبَ والكبدا - فلو تجمعَ أهلُ الأرضِ كلهمُ ... لما أفادُوكَ في إِخمادِها أَبَدا ابن عربشاه

- إِذا الكلبُ لا يؤذيكَ إِلا نُباحُه ... فدَعْهُ إِلى يومِ القيامةِ بنبحُ شاعر

- وجَفَّ الناسُ حتى لو بكينا ... تعذرّ ما يبل به الجفونُ - فما يندى لمدوحٍ بنانٌ ... ولا يندى لمهجوٍ جبينُ إِبراهيم الغزي

- ضحكوا إِليكَ وقد أتيْتَ بباطلٍ ... ومتى صَدَقْتَ فهم غضابُ رُجمُ - إِن الضلالةَ كالغريزةِ فيكم ... يأوي إِليها كهلُكُمْ وفتاكمْ المعري

- رب قليلٍ حدا كثيراً ... كم مَطرٍ بدؤهُ مَطَرٍ بدؤهُ مُطَيْرْ أبو تمام

- زَعَمَ الفرزدقُ أن سيقتلُ مربعاً ... أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مربعُ جرير

- أمن أجلِ حَبْلٍ لا أبكاكَ ضربتهُ ... بمنشأةٍ قد جَرَّ حَبْلكَ أجلا أبو طالب

- ومن يتخذْ أرض الأفاعي محجةً ... فلا بد ما تدنو إِليه الأرقامُ حفني ناصيف

- شَرُّ الورى بمساوي الناسِ مشتغلُ ... مثلَ الذبابِ يراعي موضعَ العليلِ ابن المقري

- من يزرعِ الشَّرَّ يحصدْ في عواقبه ... ندامةً ولحصيدِ الزرعِ إِبانُ - من استنامَ إِلى الأشرار نامَ وفي ... قميصِه منهمُ صلٌ وثعبانُ أبو الفتح البستي

- كلما أنبتَ الزمانُ قناةً ... رَكُّبَ المرءُ في القناةِ سِنانا - ومرادُ النفوسِ أصغرُ من أن ... تتعادى فيهِ وأن نتفانى - المتنبي - ذئابٌ كلنا في زيِّ ناسٍ ... فسبحانَ الذي فيه برانا - يعافُ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ... ويأكلُ بعضُنا بعضاً عِيانا ابن لنكك أو الشافعي

- إِذا عَلَّمتَ شريراً علوماً ... فقد عَلَّمْتَ إِبليسَ اللعينا - زمنٌ يسودُ به الحسودُ فمن سعى ... فنجاحُه سببٌ لهدْمِ نجاحِه - ساءَتْ به الحسناءُ حتى كادَ أن ... يخشى الضليلُ به طلوعَ صباحِه - فإِذا أردْتَ بأن تحقرَ صالحاً ... يكفيكَ بين الناسِ ذكرُ صلاحِهِ - وإِذا مدحْتَ فتىً فعظمْ شرَّه ... فلقد غدا فخرُ الفتى بطلاحِهِ القروي

- من يزرعِ النارَ لم تسلمْ أصابعهُ ... ومن يعشْ أهوجاً أودَى به الهوجُ زكي قنصل

- ولقد رأيتُ الشرَّ بين ... القومِ يبعثَع صغارُهْ - فلو أنهم يأسونه ... لتنهنهت عنهم كبارةْ مسكين الدارمي

- دنياكَ دارُ شرورٍ ولا سرورَ بها ... وليسَ يدري أخوها كيفَ يحترسُ المعري

- إِن أعرضَتْ دنياكَ عنكَ بوجْهها ... وغَدَتْ ومنها في رضاكَ نزاعُ - فاحذرْ بينها واحترزْ من شرِّهم ... إِن البنينَ لأمِّهم أتباعُ ابن خاتمة الأندلسي

- عَرَفْتُ سجايا الدهرِ أما شرورُه ... فنقدٌ وأما خيرُه فوُعُدْ المعري

- قومٌ إِذا الشرُّ أبدى ناجذَيه لهمْ ... طاروُا إِليه زَرافاتٍ ووحدانا - لا يسألونَ أخاهمْ حينَ يندُ بهمْ ... في النائباتِ على ما قالَ بُرهانا قريط بن أنيف

-4- الشعب والقوم

-4- الشعب والقوم

- نادى يطالبُ بالحقوقِ فلم يكنْ ... غيرَ الرصاص له جوابَ ندائهِ - يا ويلَ هذا الشعبِ من مُسْتَرْحمٍ ... إِن كانتِ الحكامُ من أعدائهِ القروي

- قلْ للذي ساسَ الشعوبَ بمُرْهَفٍ ... وجرى يحالفُ عن هوىً ويعادي - آساسُ ما رفعَ الأذى متصدعٌ ... وبناؤُه طنبٌ بغيرِ عمادِ - والناسُ أحلامُ السرابِ بقيعةٍ ... تطوى كرجعِ صدىً يرنُّ بوادِ - كلٌّ يؤولُ إِلى النفاذِ ولم يكنْ ... ثمرُ الجميلِ على المدى لنفادِ عدنان مردم

- وإِذا الشعوبُ بنَوا حقيقةَ ملكهمْ ... جعلُوا الملآتمَ حائط الأفراحِ - صوتُ الشعوبِ من الزئيرِ مجتمعاً ... فإِذا تفرَّقَ كانَ بعضَ نُباحِ - إِني نظرْتُ إِلى الشعوبِ فلم أجدْ ... كالجهلِ داءً للشعوبِ مُبيدا - الجهلُ يلدُ الحياةَ موتُهُ ... إِلا كما تلدُ الرمامُ الدودا أحمد شوقي

- وأنا لا أحبُّ في المرءِ إِلا ... ما له عند قومهِ من أيادي - وأُجِلُّ الفتى على قَدْرِ ما جل ... تْ (جلت) مساعيهِ في سبيلِ البلادِ - خيرُ فخرٍ لأمةٍ ذاتِ مجدٍ ... فخرُها الأكارمِ الأمجادِ - فعلَ الجوعُ في النفوسِ فعالاً ... عادَ منها الأحرارُ كالأوغادِ خليل مطران

- إِن حياً يرى الصلاحَ فَسادا ... أو يرى الغيَّ في الأمورِ رشادا - لقريبٌ من الهلاك كما أهلك ... سابورُ بالسواد إِيادا علي بن أبي طالب

- في كلِّ شعبٍ كثرتْ أجناسُهُ ... لا شيءَ كالقسطِ يصونُ العِقْدا - تشاركوا في الحكمِ، ةاختيارُوا له ... خيارَ كلِّ مِلةٍ يستدا - فقد يَرَىْ الصيرُ منها كثباً ... ملا يَراهُ الأبصرونَ بُعدا - إِن السراجَ للذي جاوَرَه ... أجلى من النجمِ سنىً وأهدى - تعونوا ترقوا فإِن تنافروا ... على الحُطام لم تصيبوا مَجْدا - أغلى تراثٍ في يديكمْ فاحرِصوا ... من قَدَرَ الذخرَ تفادى الفقْدا خليل مطران

- تعجبَ قومٌ من تأخرَ حالِنا ... ولا عجبٌ من حالِنا أن تَأخَّرا - فمذ أصبحتْ أذنابُنا وهي أرؤسٌ ... غَدَوْنا بحكمِ الطبعِ نمشيْ إِلى ودا إِبراهيم اليازجي

- لكلِّ شَعْبٍ رجالٌ ينهضون به ... إِلى المعالي وكم يأتونَ من عجبِ - إِن البلادَ حياتُها ومماتُها ... برجالِها الأخيارِ والأشرارِ - فالأولونَ يَجَدِّدون لمجدِها ... ورُقيِّها في سائرِ الأطوارِ - يتطلبونَ لها حياةً ما بها ... كَدَرٌ ولا شيءٌ من الأقذارِ - والآخرونَ مُبَدِّدون لشملِها ... ولما لها من عِزَّةٍ وفَخارِ - يقفون في سبيلِ النهوضِ كعثرةٍ ... ويعاكِسُون مجاريَ الأنهارِ - يتسابقون إِلى إِبادةِ كُلِّ ما ... يبدو من الإِصلاحِ والأفكارِ أبو اليقظان

- إِذا الشعبُ يوماً أرادَ الحياةَ ... فلا بُدَّ أن يستجيبَ القَدَرْ - ولا بُدَّ لليلِ أن ينجليْ ... ولابُدَّ للقيدِ أن ينكسرْ - ومن لم يعانِقْهُ شوقُ الحياةِ ... تبخرَ في جَوِّها وانْدَثَرْ - ومن لا يحب صعودَ الجبالِ ... يعيشْ أبد الدهرِ بين الحفرْ - هو الكونُ حيٌ يحبُّ الحياة ... ويحتقرُ الميتَ المندثرْ - فويلٌ لمن لم تشقه الحياةُ ... ومن لعنةِ العدمِ المندثرْ أبو القاسم الشابي

- هل يُنَجِّي شعباً من اليأسِ إِلا ... حَدَثٌ من خوارقِ المعتادِ خليل مطران

- قعدتْ شعوبُ الشرقِ عن ... كسبِ المحامدِ والمفاخرْ - فَوَنَتْ، وفي شَرْعِ التنا ... حُرِ (التناحر) : منْ ونَى لاشكَّ خاسِرْ حافظ إِبراهيم

- قد تفتنُ الأبصارَ بهرجةٌ وقد ... تغشى البصائرَ فتنةُ الأبصارِ - لكنَّ حكمَ الحقِّ يصدقُ آخراً ... فيما يقومِّمه من الأقدارِ - والشعبُ يومئذٍ يولي أمرَهُ ... من يصطفيهِ عن رضىً وخيارِ خليل مطران

- نبيٌ من الغربانِ ليس على شرعِ ... يخبرُنا أن الشعوبَ إِلى صَدْعِ المعري

- يعيشُ شعبٌ إِذا ما ضيمَ ينتقضُ ... من الهوانِ وإِلا فهو ينقرضُ - وليس من قوةٍ في الكونِ قاهرةٍ ... تستطيعُ أن تقعدَ الأقوامَ إِن نهضوا - ينالُ كُلُّ امرئٍ مجداً يحاولهُ ... لولا المصاعبُ دون المجدِ والمضض - ليس الذي جاءَ يمشي اليومَ متئداً ... بسابقٍ للألى من قبلِه ركَضوا جميل صدقي الزهاوي

- الاستقلالُ ينمو بالتآخي ... ويضمرُ بالشقاقِ ويَسْتَدِقُّ - وبالحبِّ الصحيحِ يشيدُ صَرْحاً ... أساسُ خلودِه شَرَفٌ وصِدْقُ الياس أبو شبكة

- ما بالُ هذا الشرق يخلدُ واهِماً ... أن الحياةَ بها رجٌ ومجالي - أتراه يُحسنُ شكرَ ما قد أورثوا ... من مأثراتٍ للبلادِ غَوالي - ويسيرُ سيرَ الغربِ في تمجيدهمْ ... فيكافىءَ الأعمالَ بالأعمالِ خليل مطران

- وإِذا أرادُ اللهُ ذلَّ قبيلةٍ ... رماها بتشتيتِ الهوى والتخاذلِ - وأولُ عجز القومِ عما ينوبُهُمْ ... تدافُعهمْ عنه وطولُ التواكلِ شاعر

- بَنيَّ خذَوا عنا نتائجُ خبرنا ... لتكسبوا ما فاتنا فتتمموا - عليكمْ بأشتاتِ العلومِ فإِنها ... نجاةٌ فإِن شقتْ فلا تَتَبَرَّمُوا - تقوَّوا فما حَظُّ الضعيفِ سوى الردى ... وخيرُ القوى للمرءِ خُلٌ مقوَّمُ - أعينوا أخاكمْ لا على غيرِ طائلٍ ... ومن كان لا يُرجى فماهو منكمُ - تواصَلوا بحسنِ الصبرِ فالفوزُ وعدهُ ... ولا تبتغُوا ما لا يُرامُ فتندَمُوا - ولا تُستفزوا في إِجابةِ دعوةٍ ... فحيثُ أجبتمْ أقدموا ثم أقدموا - ذَروا كلَّ قولٍ فاقدِ النفعِ جانباً ... ومدوا مجالَ الفعلِ، ذلكَأحزمُ - ولا تتوخوا لذةً في محرَّمٍ ... فشَرُّ مبيدٍ للشعوبِ المحرَّمُ - فإِما تكاملتم كما نبتغي لكم ... فتلكَ المنى تمتْ وذاكَ التقدمُ - الشعبُ يحيا بأن يُفدى، ومطمعهُ ... مالُ البنينَ مُزكى، والشرابُ دمُ - مهما منحناهُ من جاهٍ ومن مُهَجٍ ... فبيعةُ البَخْسِ بالغالي ولا جَرَمُ - ماكلُّ من قامَ الدجى يقظٌ وما ... كلُّ الأولى غَضُّوا الجفونَ ينامُ - قد تأخذُ الشعبَ الثقالَ همومُهُ ... سنةُ الكرى، وضميرهُ قَوَّامُ خليل مطران

- كم راحَ جمعٌ فِدى فردٍ وكم بُذلت ... في مشترى سيدٍ أرواحُ عبدانِ - إِن يجهلِ الشعبُ فالحكمُ الخليقُ به ... حَقُّ العزيزينِ من والٍ وسلطانِ - أو يَرشدِ الشعبُ يمسي الأمرُ في يدهِ ... ولا اعتدادَ بأملاكٍ وأعيانِ - بعضُ الطغاة إِذا جَّلتْ إِساءتُهُ ... فقد يكونُ به نفعٌ لأوطانِ - أكرمْ بذي مطمعٍ في جنبِ مطمعِه ... ينجو الأذلاءُ من خَسْفٍ وخسرانِ خليل مطران

- ليس كالمالِ من حياةٍ لشعبٍ ... أي شعبٍ سما مع الإملاقِ - باركَ اللهُ في جهودِ شبابٍ ... بيدَيها مفاتيحُ الأغلاقِ - عرفوا نعمةَ التعاونِ في الخ ... يرِ فوافَوا به على ميثاقِ محمد مصطفى الماحي - يرقى الذُّرى ويعيشُ مغتبطاً ... شعبٌ على أعدائِه خَشِنُ - شعبٌ يحبُّ بلادهُ فإِذا ... هانتْ فما لبِقائه ثمنُ - أَشقى اليتامى في مرابعِهِ ... شعبٌ يعيشُ ومالَه وطنُ خليل مطران

- إِن اللُّصوصَ وإِن كانوا جبابرةً ... لهم قلوبٌ من الأطفالِ تنهزمُ - والشعبُ لو كان حياً ما استخفَّ به ... فردٌ ولا عاثَ فيه الظالمُ النهمُ الزبيري اليميني

- الشعبُ إِن يصدُقْ تكافلهُ ... ببلوغِ غاياتِ العلى قمِنُ - متى ترَ شعباً خرجُهُ فوقَ دَخْلهِ ... فذلك شعبٌ باتَ في حكمِ مفلسِ - وكيف يصانُ المالُ والبذلُ ذاهبٌ ... به في مهاوي جهلِهِ والتغطرسِ - لنحذرْ من اليأسِ الذي دونَه الردى ... ومن كلِّ مأفونٍ من الَّرأْيِ موئسِ - أبى اللهُ أن يُلفى بدارٍ تغيرٌ ... إِذا لم يغيرْ قومُها ما بأنفسِ - فلا تبتلى الأقوامُ من سفهائِها ... بأنكدَ من هذيْ الدعاوى وأبخسِ - وهل من صلاحٍ للبلادِ وأهلِها ... لإِذا الشأنُ فيها ساسَه ألفُ ريِّسِ خليل مطران

- إِذا لم تكنْ للشعبِ أذنٌ سميةٌ ... فماذا عسى أن ينفعَ القائلَ النطقُ - وإِن رمتَ عن دارِ المذلةِ رحلةً ... فسرْ قبل أن تنسدَّ في وجهِكَ الطرقُ جميل صدقي الزهاوي

- لا عاشَ للناسِ شعبٌ ... للانتدابِ استكانا - الانتدابُ هوانٌ ... والحُرُّ يأبى الهوانا جميل صدقي الزهاوي

- صحا كُلُّ شعبٍ فاستردَّ حقوقهُ ... فيا ليتَ يصحو شعبُكَ المتناومُ - هو الشعبُ أفنى دهرهُ وهو خادِمٌ ... وليس له فيمن تولوهُ خادمُ - يقلِّبُ من عهدٍ لعهدٍ على الأذى ... إِذا زالَ عنه غاشمٌ جّدَّ غاشمُ ولي الدين يكن

- ما للجماعةِ من رأيٍ تجئُ به ... إِصابةً فهي كالأطفالِ تفتكرُ - إِن الجماعةَ جندٌ لا نظامَ له ... يقودُه حيثما شاءَ الهوى نَفَرُ - تلوحُ لعينيَّ الجماعةُ دائماً ... كشخصٍ قليلِ العقل أعمى التعصبِ - ولا ترهبنَّ المرء في حال سخطهِ ... عليك ومن سخَط الجماعة فارهبِ - تأتي الجماعةُ من عَسْفٍ إِذا ملكتْ ... ما ليس فردٌ من الأفرادِ بالآتي - العسفُ في الفردِ والتاريخُ يشهدُ لي ... أقَلُّ في الحكمِ من عَسْفِ الجماعاتِ - لقد علمْتُ لو أن العلمَ ينفعُني ... من طولِ ما جئْتُ قبلاً أدرسُ الناسا - أن الجماعةَ دونَ الفردِ معرفةً ... وفوقَه بصروفِ الدهرِ إِحساسا جميل صدقي الزهاوي

- لا يصلحُ القومُ فوضى لا سراةَ لهم ... ولا سراةَ إِذا جهالهُم سادُوا - تُهدى الأمورُ بأهلِ الرأيِ ماصَلُحَتْ ... فإِن توَّلتْ فبالأشرارِ تنقادُ - كيفَ الرشادُ إِذا ما كنتَ في نفرٍ ... لهم عن الرشدِ أغلالٌ وأقيادُ - أعطَوا غًواتهم جهلاً مقادتهمْ ... فكلهم في حِبالِ الغَيِّ منقادُ - أمارة الغيِّ أن يلقي الجميعُ لذي الابر ... أمِ للأمرِ والأذنابُ أكتادُ - إِن النجاءَ إِذا ماكنتَ ذانَفَرٍ ... من أجَّةِ الغيِّ إِبعادٌ فإِبعادُ الأفوه الأودي

- في مطاوي الإِجماعِ يكثرُ البلهُ ... فكيفَ الوثوقُ بالإِجماعِ؟ - ولدَ الناسُ مطلقين ولكن ... قَيّدَتْهُمْ سلاسلُ الاجتماعِ - وبنودُ القماطِ رمزٌ على التقييدِ ... في العيشِ منذ دورِ الرضاعِ علي الشرقي

- كيفَ أرجو الصلاحَ من أمرِ قومٍ ... ضيَّعوا الحزمَ فيه أيَّ ضَيَاعِ - فمطاعُ المقالِ غيرُ سديدٍ ... وسديدُ المقالِ غيرُ مطاعِ أبو فراس الحمداني

- كُلٌ يؤيدُ حزبَه وفريقه ... ويرى وجودَ الآخرين فُضولا - وإِذا أرادَ اللهُ أمراً لم تَجِدْ ... لقضائِه رَداً ولا تبديلا أحمد شوقي

- ترى كُلاً له أَمَلٌ ومسعىً ... وما لاثنينِ حولَكَ من وئامِ - وأحزاباً إِن التأمتْ فليستْ ... تَدُورُ بها الأمورُ على التئامِ - وتجتمعُ الجسومُ على تراضٍ ... فتفترقُ القلوبُ على خِصامِ - لكُلِّ جماعةٍ فينا إِمامٌ ... ولكنَّ الجميعَ بلا إِمامِ خير الدين الزركلي

- عجبْتُ لخَلْقٍ في المغارمِ رازحٍ ... يقدمُ ما تجني يَدَاه لغانمِ - وأنكأُ من هذا التغابنِ قرحةٌ ... غباوةُ مخدومٍ وفطنةُ خادمِ - وكم من خُمولٍ لاحَ في وجهِ مترفٍ ... وكم نبوغٍ شَعَّ في عينِ عادمِ محمد مهدي الجواهري

- كم أمةٍ لعبَتْ بها جُهَّالُها ... فتنطسَتْ من قبلُ في تعذيبِها - الخوفُ يلجئُها إِلى تصديقِها ... والعقلُ يحِملُها على تكذيبها - (تنطس: تأنق) المعري

- هل علمتمْ أمةً في جهلِها؟ ... ظهرَتْ في المجدِ حسناءَ الرداءِ - باطنُ الأمةِ من ظاهرها ... إِنما السائلُ من لونِ الإِناءِ - فخذوا العلمَ على أعلامِهِ ... واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ - واقرأوا تاريخكُمْ واحتفِظُوا ... بفصيحٍ جاءَكُمْ من فُصَحاءِ - واحكُموا الدنيا بسلطانٍ فما ... خُلقتْ نُصْرَتُها للضعفاءِ - واطلبوا المجدَ على الأرضِ فإِن ... هي ضاقتْ فاطلبوه في السماءِ - وإِنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ ... فإِن همُ ذَهَبَتْ أخلاقهُم ذَهَبوا - وإِنما الأممُ الأخلاقُ مابقيَتْ ... فإِن تَوَلَّتْ مَضَوا في إِثرها قُدما - فما على المرءِ في الأخلاقِ من حَرَجٍ ... إِذا رعى صلةً في اللهِ أو رَحِمها أحمد شوقي

- لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن قِصَرٍ ... جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ حسان بن ثابت

- إِذا اللهُ أحيا أمةً لن يردَّها ... إِلى الموتِ قهارٌ ولا مُتَجَبِّرُ حافظ ابراهيم

- وإِن الذي يسعى لتحريرِ أمةٍ ... يهونُ عليه النفيُ والسجنُ والشنقُ الزهاوي

- صلاحُ العبادِ العبادِ ورشدُ الأممْ ... وأمنُ البريةِ من كُلِّ غمْ - بشيئين ما لهما ثالثٌ ... بخرقِ الحسامِ ورِفْقِ القلمْ أبو الفتح البستي

- هذا زمانٌ لا ارتقاءَ لآمةٍ ... فيه بغيرِ معارفٍ وعلومِ - لا كثرةٌ تجدي وليس شجاعةٌ ... تغني بغير الفكرِ والتنظيمِ حفني ناصف

- لما رأيتُ سوادَ قو ... مي (قومي) في دُجى ليلٍ بهيمْ - يُسْقونَ من أميةٍ ... هي غصةُ الوطنِ الكظيمْ - وسَرَاتُهم في مقعدٍ ... من مَطْلَبِ الدنيا مقيمْ - يسعَوْن للجاهِ العظي ... يمِ (العظيم) وليس للحَقِّ الهضيمْ - وبصرتُ بالدستورِ يُز ... هقُ (يزهق) وهو في عُمْرِ الفطيمْ - لم ينجَ من كيدِ العدوِّ ... له ومن عَبَثِ الحميمْ - أيقنتُ أن الجهلَ عل ... ةُ (علة) كل مجتمعٍ سقيمْ أحمد شوقي

- صبراً على الدهرِ إِن جَلَّتْ مصائبه ... إِن المصائبَ مما يوقظُ الأمُمَا - إِذا المقاتلُ من لأخلاقِهم سلمتْ ... فكُلُّ شيءٍ على آثارِها سلما أحمد شوقي

- أمة قد فتَّ في ساعدِها ... بغضُها الأهلَ وجُبُّ الغُرَبا - تعشقُ الالقابَ في غيرِ العُلا ... وتُفَدِّي بالنفوسِ الرُّتَبا - وهي والأحداثُ تستَهدفُها ... تعشقُ اللهوَ وتهوى الطرَّبَا - لا تبالي لعبَ القومُ بها ... أم بها صرفُ اللياليْ لِعبا حافظ إِبراهيم

- قالوا: النوائبُ للأضدادِ جامعةٌ ... حَلَّتْ بهم نوبُ الدنيا وما اجتمعوا - نفيٌ وشَنْقٌ وتجويعٌ وأوبئةٌ ... لو نابتِ السبعَ التفتْ لها السبعُ - قومٌ إِذا قَعَدوا في منصبٍ شمخوا ... ناسين كم قَرَعوا باباً وكم رَكَعوا - إِذا تَوَلَّوا على أحبابهم ضربُوا ... فإِن تَجَلَّتاْ لهم أربابهُم ضَرَعوا - جَوْرٌ على هذا وتَعْفيرُ الجبنِ لذا ... كنائمِ السطحِ مطوحٌ ومرتفعُ - إِن كَرَّموا العُجْمَ ولوهم ظهورهُمُ ... وَمَّلكُوْهُمْ رِقاباً حقُّها النِّطعُ - يرنُو الإِباءُ إِليهم: دمعُه بَرَك ... أنفاسُهُ لهَبٌ، أحشاؤُه قطعُ - لا تُرْسلوا الخبزَ ليس ليس الخبزُ مُمْتنِعاً ... بل أرسِلُوا العِزَّ إِن العِزَّ ممتنِعُ - من لا يُحَرِّكُهْم ظلمٌ يجوِّعهم ... أنى يُحَرِّكُهُمْ ظلمٌ إِذا شَبِعوا القروي

- كفٌ تشيدُ وألفُ كفٍّ تهدمُ ... والشعبُ في الحالين أطرشُ أبكمُ - يُبْدي الِّضابل قُلْ يُسَقُ إِلى الرِّضا ... من قالَ إِن الليثَ لا يستلمُ؟ - يمشي وراءَ رعاته مُسْتَسْلِماً ... واللهُ يعلمُ والورى ما يَكْتُمُ - لو كانَ يملِكُ أمرَهُ لتطايرَتْ ... أصنامُه وتأخرَ المتقدمُ زكي قنصل

-5- الشعر والشاعر

-5- الشعر والشاعر

- وإِنما الشاعرُ مجنونٌ كَلبْ ... أكثرُ ما يأتي على فيه الكَذِ بْ شاعر

- ولو كانَ يَفْنى الشعرُ أفنته ما قرتْ ... حياضُكَ منه في العصورِ الذواهبِ - ولكنه فيضُ العقولِ إِذا انْجَلَتْ ... سحائب منه أُعْقِبَتْ بسحائبِ أبو تمام

- والشعرُ لحمٌ تكفي إِشارتُهُ ... وليس بالهذرِ طُرِّلَتْ خُطَبُهْ - واللفظُ حليُ المعنى وليس يري ... كَ الصفر حُسناً يُريكَه ذَهَبُهُ البحتري

- أرىالشعرَ يحييْ الناسَ والمجدَ بالذي ... تُبَقِّيْهِ أرواحٌ له عَطِراتُ - وما المجدُ لولا الشعرُ إِلا مجاهدٌ ... وما الناسُ إِلا أعظمٌ نخراتُ ابن الرومي

- الشعرُ ضربٌ من التصويرِ قد كَشَفَتْ ... منه القرائحُ عن شَتىَّ من الصُّوَرِ - فاعمدْ إِلى قالبٍ عُنٍ تدمثُهُ ... وافرغْ به أيَّ معنى شئتَ مبتكرِ ابن النقيب

- إِذا لم ينقصِ المعنى بيانٌ ... فسيانِ البلاغةُ والقصورُ الرصافي البلنسي

- ولا أغيرُ على الأشعارِ أسرقُها ... عنها غَنيْتُ وشَرُّ الناسِ ماسرقا طرفة بن العبد

- لا تطلْ شعرَك وابذُلْ ... كُلَّ جُهْدٍ أن تجيدهْ - ربَّ بيتٍ هو إِن أحس ... نتَ (أحسنت) خيرٌ من قصيدَةْ جميل صدقي الزهاوي

- كْلُّ شِعْرٍ لاوزنَ فيه ولا ... معنى هراءٌ أصولُهُ أجنبيةْ - شرفُ القولِ أن يكونَ فَصيحاً ... لم يلجلج إِلا خبيث الطويهْ زكي قنصل

- يحتاجُ في الشِّعْرِ إِلى طلاوةْ - والشعرُ مالم يكُ ذا حَلاوةْ - فإِن سماعَهُ شقاوةْ ابن الخياط الدمشقي

- ولولا ما تُكَلِّفُنا اللياليْ ... لطالَ القولُ واتصلَ الرويُّ - ولكنَّ القريضَ له معانٍ ... وأولاها به الفكرُ الخليُّ المعري

- بَطُلَ التشبُّبلُ بالرسومِ إِذا بَدَتْ ... عينُ الحقائقِ نصبَ عينِ الرائي حفني ناصف

- لا يوقظُ الأقوامَ إِلا منشدٌ ... غردٌ ينبِّهُ نائمَ الأصداءِ - كلا وليسلها فخارٌ خالصٌ ... كفخارِها بنوابِغِ الشعراءِ خليل مطران

- بني الآدابِ غَرَّتْكُمْ قديماً ... زخارفُ مثلَ زمزمةِ الذبابِ - وما شُعَراؤكم إِلا ذِئابٌ ... تَلَصَّصُ في المدائحِ والسبابِ المعري

- لا تعضنَّ لشاعرٍ ذي مِقْوَلٍ ... عَضْبٍ يفلُّ غرارَ كلِّ مهندِ - وتوقَّ ما يبقى جديداً وسمُهُ ... جرحُ اللسانِ أشدُّ من جرحِ اليدِ هبة الله بن عرام

- وخَيْرُ الشعرِ أكمُهُ رِجالً ... وشَرُّ الشعرِ ما قالَ العبيدُ نصيب بن رباح

- النقدُ علمٌ تزكيهِ نزاهتُه ... وليس إِلا لحكمِ العقلِ ينقادُ - لا يحمدُ القومُ نقاداً يُضامُ به ... خيارُهم فهو مثلُ الموتِ نقادُ خليل مطران

- تعالَتْ ملوكٌ بالعروشِ وإِنما ... رأيتُ ملوكَ الشعرِ أرفعَهمْ قدرا قيصر الخوري

- والحُسْنُ يظهرُ في شيئين زونقُهُ ... بَيْتٍ من الشعر أوبيتٍ من الشَّعر المعري

- الكلبُ والشاعرُ فيِ مَنزْلٍ ... فليت أني لم أكُنْ شاعرا - هل هو إِلا باسِطٌ كفَّه ... يستطعمُ الواردَ والصادرا لبيد بن أبي ربيعة

- وإِنما الشعرُ لبُّ المرِ يعرضُهُ ... على المجالِس إِن كيساً وإِن حِمقا - وإِن أحسنَ شعرٍ أنتَ قائاُه ... بيتٌ يقالُ إِذا أَنْشَدَتهُ صَدَقا حسان بن ثابت

- كم شاعرٍ يسمو بغير ... جَنَى قريحتِه قريضُهْ - كالطيرِ تَحِصْنُ كُلَّ بيضٍ ... ليس تسألُ من يَبيضُهْ الياس حبيب فرحات

- حررْ لمعناكَ لفظاً كي تُزانَ به ... وقلْ من الشعرِ سحراً أو فلا تقلِ - فالكحلُ لا يفتنُ الأبصارَ منظرهُ ... حتى يصيرَ حَشْوَ الأعينِ النُّجْلِ ابن حميدس

- وإِني وإِياهُمْ كساعٍ لقاعدٍ ... مقيمٍ وأسْقَىْ الناسِ بالشعرِ قائلهْ - وإِن أحَقَّ الناسِ باللؤمِ شاعرٌ ... يلومُ على البخلِ اللئامَ ويبخلُ نُصيب أحمد بن أبي فنن

- يموتُ رديُّ الشعرِ من قبلِ أهلِهِ ... وجيِّدُهُ يبقى وإِن ماتَ قائله دعبل الخزاعي

- وما الشعرُ إِلا خطبةٌ من مؤلفٍ ... لمنطقِ حَقٍ أو بمنطقِ باطلِ الأحوص

- هذا الأديمُ كتابٌ لا كفاءَ له ... رَثُّ الصحائفِ باقٍ منه عنوانُ - الدينُ والوحيُ والأخلاقُ طائفَةٌ منه ... وسائرُه دُنيا وبُهْتانُ - والشعرُ ما لم يكنْ ذكرى وعاطفةً ... أو حكمةً فهو تَقْطيعٌ وأوزانُ - ونحنُ في الشرق والفصحى بنور حمٍ ... ونحنُ في الجُرْحِ والآلامِ إِخوانُ شوقي

- أردْ محكمَ الشِّعرِ إِن قلتَهُ ... فإِن الكلامَ كثيرُ الرويّ - كما الصمتُ أدنى لفبعضِ اللسا ... ن، (اللسان) وبعضُ التكلمِ أدنى لعيّ الصلتان العبدي

- ولولا خِلالٌ سَنَّها الشِّعْرُما درى ... بناةُ المعالي كيفَ تُبْنى المكارمُ أبو تمام

- ليس للشعرِ من الهز ... ءِ (الهزء) الذي يَلْقى مَحيصْ - إِنه في الغربِ غالٍ ... وهوَ في الشرقِ رَخيصْ جميل صدقي الزهاوي

- أصولُ الضادِ طيبةُ الأرومِ ... تفرَّعُ كلَّ تفريعٍ مرومِ - ترى في رَوضِها ما تشتهيهِ ... مُناكَ من البواسقِ والنجومِ - فدعْ ما يدَّعيه كُلُّ خَصْمٍ ... خفيِّ الكيدِ أو فدمٍ غشومِ - وسلْ عما جنى منها لجيلٍ ... فجيلٍ كُلُّ مطلعٍ عليمِ - إِذا لم تبتدعْ فِكراً جميلاً ... تصِّوره بأسلوبٍ وَسيمِ - فما يغني على التكرارِ قَوْلٌ ... وإِن هو غيرُ تريدٍ عقيمِ - أتى هذا الزمانُ بألفِ لونٍ ... جديدٍ في الفنونِ وفي العلومِ - كنوزٌ للأديبِ بها ثراءٌ ... فليسَ بقائمٍ عذرُ العديمِ - فإِن يلقوا على الفصحى قصوراً ... فقد يقع الملامُ من المليمِ خليل مطران

- الشعرُ صَعْبٌ وطويلٌ سُلَّمه ... إِذا ارتقى فيه الذي لا يعلمُهْ - زَلَّتْ به إِلى الحضيضِ قدُمهْ ... والشعرُ لا يطيعُهُ من يظلُمهْ - يريدُ أن يعربَه فيعجمُه ... ولم يزلْ من حيثُ يأتي يخرُمهْ من يسمُ الأعداءَ يبقى ميسمُهْ الحطيئة

- الشاعرُ الحقُّ من يجلو الشعوُر له ... شمساً من الَحْي في داجٍ من الظلمِ - فخارُه حيثُ يلقى رحمةً وهُدىً ... وحيثُ ينهى عن الأهواءِ والِّنقَمِ - وحيثُ يَحْمي من ضلةٍ وأسى ... وحيثُ يدعو إِلى الأخطارِ والعِظمِ - إِن التجددَ للسانِ حياتُهُ ... ومن الذي يُحْييْه غير المُقدم؟ خليل مطران

- الشعرُ شيءٌ حسنٌ ... ليس به من حرجِ - أقلُّ ما فيه ذها ... بُ (ذهاب) الهمِّ عن نفسِ الشجي - يُحكمُ في لطافةٍ ... حَلَّ عقودِ الحجُج - كم نَظْرةٍ حسَّنها ... في وَجْهِ عذرٍ سمجِ - وحرقةٍ برَّدها ... عن قلبِ صب منضجِ - ولرحمةٍ أَوْقَعَها ... في قلبِ قاسٍ حرجِ - وحاجةٍ يسَّرها ... عند غزالٍ غنِجِ - وشاعرٍ مطَّرحٍ ... مغلقِ بابِ الفرجِ - قرَّبَهُ لسا نُهُ ... من ملكٍ متوَّجِ - فعلِّموا أولادكم ... عقَّارَ طِبِّ المُهَجِ ابن رشيق القيرواني

- أُصيكَ في نظمِ الكلامِ بخمسةٍ ... إِن كنتَ للموصي الشفيقِ مطيعا - لا تغفلَنْ سببَ الكلامِ ووقته ... والكيفَ والكمَّ والمكانَ جميعا الشيخ أبو سهل النيلي

- إِن بيتينِ من الشاعرِ ... إِن كانَ مُجيدا - قد يُثيرانِ شُجوناً ... فيفُوقان قَصيدا جميل الزهاوي

- والشعرُ في حيث النفوسُ تلذُّه ... لافي الجديدِ ولا القديمِ العادي - إِن الذي ملأ اللغاتِ محاسِناً ... جعلَ الجمالَ وسرِّهُ في الضَّدِ - عالِجُوا الحكمةَ واستثيقفُوا بها ... وانشدُوا ماضلَّ منها في السِّرَ - واقرأوا آدابَ من قبلكُمو ... ربما عَّلمَ حياً من غَبَرْ - واغْنَموا ما سَخَّرَ اللهُ لكمْ ... من جَمالٍ في المعاني والصُّورْ - واطلبوا العلمَ لذاتِ العلمِ لا ... لشهاداتٍ وآرا بٍ أخرْ أحمد شوقي

- قضى غيرَ مأسوفٍ عليهِ من الورى ... فتى غرَّهُ في العيش نظمُ القصائدِ - لقد كان كذاباً وكان ُمنافِقاً ... وكان لئيمَ الطبعِ نِزرَ المحامدِ - وكان خبيثَ النفسِ كالناسِ كلهمْ ... جَباناً قليلَ الخَيرِ جمَّ الحقائدِ - وقد كان مجنوناً تضاحِكُهُ المنى ... وفي ريقها سُمُّ الصلالِ الشواردِ - فعاشَ وما واساهُ العيشِ واحدٌ ... وماتَ ولم يحفلْ به غَيرُ واحدِ - أرادَ خلودّ الذكرِ في الأرضِ ضلةً ... فأوردَه النسيانُ مرَّ المواردِ - فلا تندُبُوهُ إِنه ليس بالأسىْ ... حقيقاً ولا أهل الهمومِ العوائدِ - وخلوهُ للديدانِ تأكلُ لحمَهُ ... وذاكَ لعمري خطبُ كُلِّ البوائدِ إِبراهيم عبد القادر المازني

- أحبُّ الشعرَ يُبتدعُ ابتداعا ... وأكرهُ منه مبتذلاً مُشاعاً - ولي رأيٌ غيورٌ في المعاني ... فما آتي بها إِلا افْتِراعا - وقدماً كانتِ الأبكارُ أحظى ... من العُبونِ التي انتهبَتْ شعاعا أبو إِسحق الصابي

- إِن بعضاً من القريضِ هذاءٌ ... ليس شيئاً وبعضُه أحكام المتنبي

- ربَّ شعرٍ أطالَهُ طولُ معنا ... هـ (معناه) وإِن قَلَّ لفظهُ حينَ يروَىْ - وطويلٍ فيه الكلامُ كثيرٌ ... فإِذا ما استعد تَهُ كان لَغْوا أبو اسحق الصابي

- إِذا ما الفكرُ أضمرَ حسنَ لفظٍ ... وأداهُ الضميرُ إِلى العيانِ - ووشَّاهُ ونمنمَهُ مُسَدٍ ... فصيحٌ بامقالِ وبالسانِ - رأيتَ حُلى البيانِ منَّوراتٍ ... تضاحَكُ بينها صُرُ المعاني إِبراهيم بن العباس الصولي

- ولا تبالِ بشعرٍ بعد شاعرِه ... قد افسدَ القولُ حتى أحمدَ الصممُ المتنبي

- وتطربُ النفسُ إِلى الأشعارِ ... والنثرِ إِن جاءا على المختارِ - وَجَلَّيَا في ذلكَ المضمارِ ... وهكذا تطربُ للأسحارِ وما حلا من معجباتِ السِّرِ

- والأصلُ في الشعرِ تمامُ المعنى ... وأن يكونَ اللفظُ غيرَ الأدنى - ولاغريباً وتجديدُ الوَزْنا ... وأن يزيدَ فيه البديعُ حُسْنا بشَرْطِه يأتي كنظمِ الدررِ

- والأصلُ في النثر المعاني الناصِعَةْ ... تسكنُ ألفاظاً فِصاحاً رائعةْ - مسجوعةً والوزْنُ عندي رابعةْ ... فإِن تكنْ بديعةً مطاوعةْ كانتْ كسجعِ الطيرِ فوقَ الشجرِ

- والسِّرُّ في الصناعتين النسبهْ ... لتطربَ النفسُ لتلكَ الرُتبهْ - من جهةِ السمعِ إِذا أحبهْ ... ونسبةُ الأنغامِ لأَشْبَهْ فأتِ بها صفواً بغيرِ كدرِ محمد الوحيدي

- الشعراءُ فاعلمنَّ أربعةْ - فشاعرٌ يجري ولا يُجرى معهْ - وشاعرٌ ينشدُ وسطَ المعمهْ - وشاعرٌ من حَقِّه أن تَسْمَعَهْ - وشاعرٌ من حَقِّهِ أن تَصْفَعَهْ البحتري

- إذا انقادَ الكلامُ فُقدْهُ عَفْواً ... إِلى ما تشتهيهِ من المعاني - ولا تكرهْ بيانَكَ إِن تَأَبَّى ... فلا إِكراهَ في دينِ البيانِ أبو الفتح البستي

- شعراءَ العصرِ: أعلامَ الحِجَىْ ... قطبَ الإِشعاعِ في الشرقِ السعيدْ - إِنما الشعرُ انطلاقٌ للذرى ... واندفاقٌ نحوَ أغوارٍ وبيدْ - ما أفادَ النماسَ إِلا راجعاً ... من أعاليهِ إِلى سطحِ الوجودْ - بفمٍ يحسنُ تطريبَ النُّهَى ... ويدٍ تحسنُ تطييبَ الكبودْ - ذاكَ فنٌ أزليٌّ، ما استحى ... بقديمٍ أو، تبرَّا من جَديدْ - إِنه البحرُ الذي أمواجُهُ ... تتالى حرةً ضِمْنَ الحدودْ - قل لمن يأنفُ من تقليدِهِ ... أمن التجديدِ تقليدُ القرودْ؟ جورج صيدح

- ياربَّ معنى بعيدِ الشأنِ تسلكُهُ ... في سلكِ لفظٍ قريبِ الفهمِ مختصرِ - لفظٌ يكونُ لعقدِ القولِ واسطةً ... ما بينَ منزلةِ الإِسهابِ والحصرِ التهامي

- والنظمُ بحرٌ والخواطرُ معبرٌ ... من أن يكون مُطيعُهُ في فكه - وما الشعرُ إِلا السيفُ ينبو وَحُّهُ ... حسام ويمضي وهو ليس بذي حَدِّ - ولو كان بالإِحسانِ يُرزقُ شاعرُ ... لأجدى الذي يُكدي وأَكَدى الذي يُجْدي عبيد الله بن طاهر

- لم يخلُ من نُوَبِ الزمانِ أديبُ ... كلا فشأنُ النائباتِ عجيبُ - وغضارةُ الأيامِ أن يُرى ... فيها لأبناءِ الذاءِ نصيبُ - وكذاكَ من صجبَ الليالي طالباً ... جَداً وفهماً فاتَه المطلوبُ يحيى الأندلسي

- قالوا: هجْرتَ الشعر قلت ضرورةٌ ... بابُ الدواعي والبواعثِ مغلقُ - خلتِ الديارُ فلا كريمٌ يُرتَجَى ... منه النوالُ ولا مليحٌ يعشقُ - ومن العجائبِ أنه لا يُشترى ... ويُخانُ فيه مع الكسادِ ويسرَقُ إِبراهيم الغزي

- آن ياشعرُ أن نَفُكَّ قيُوداً ... قيدتنا بها دعاةُ المُحالِ - فارفَعوا هذه الكمائمَ عنا ... ودَعُونا نشمُّ ريحَ الشمالِ حافظ إِبراهيم

- الشعرُ عاطفةٌ تقتاد عاطفةً ... وفكرةٌ تتتجلَّى بين أفكارِ - الشعرُ إِن لامسَ الأرواحَ ألهبَها ... كما تَقابلَ تيارٌ بتيارِ - الشعرُ مصباحُ أقوامٍ إِذا التمسوا ... نورَ الحياةِ وزند الأمة الواري - الشعرُ أنشودةُ الفنانِ يرسلُها ... إِلى القلوبِ فتَحْيا بعدَ إِقفارِ - إِذا تخطَّرَ في الأفواهِ تنشدُهُ ... عضَّ الجفونَ حياءً كُلُّ خطارِ - فقلْ لمن راحَ للأهرامِ يرفعُها ... الخلدُ في الشعرِ لا في رَصْفِ أحجارِ علي الجارم

- يا من يلومُ ابن الترابِ لشغلهِ ... بالفلسِ عن شعرٍ وعن شُعَّارِ - أرأيتَ في المرعى حمارً عاقِلاً ... يلهو عن الأعشابِ بالأزهارِ؟ - أرسلِ الشعرَ مثلما يرسلُ العيدُ ... صَبَيا القُرى بسيطاً جميلاً - لا كما نضرَّ اليهوديُّ دراً ... بل كما نَمْنَمَ الربيعُ الحُقولا القروي

- ما الشعرُ إِلا شعورُ المرءِ يرسلُهُ ... عفَو البديهةِ عن صدقٍ وإِمانِ محمد الفراتي

- ليس البلاغةُ معنىً ... فيه الكلامُ يطولُ - بل صوغُ معنىً كثيرٍ ... يَحْويه لفظٌ قليلُ - فالفضلُ في حُسْنِ لفظٍ ... يَقِلُّ فيه الفضولُ - يظنهُ الناسُ سهلاً ... وما إِليهِ سبيلُ - والعيُّ معنىً قصيرٌ ... يَحْوِيْهِ لفظٌ طويلُ صفي الدين الحلي

-6- الشقاء والأوصاب

-6- الشقاء والأوصاب

- في القصرِ مافي الكُخِ من أوصابِ ... كدرُ الحياةِ مقدرٌ بكتابِ - صورُ الشقاوةِ في الحياة كثيرةٌ ... دَرَجَتْ مواكبُها على الأحقابِ - ولرب شجوٍ في القصورِ محببٍ ... أربى على شَجْوٍ بغير حِجَابِ - في كُلِّ بيتٍ مسرحٌ لفَواجِعٍ ... عصفَتْ به أثباجُها كعُابِ عدنان مردم بك

- هذي الحياةُ، فهل بدا ... لشقائِها يا صاحِ آخرْ - تمضي بنا والأمهاتُ يلدْ ... نَ (يلدن) سكانَ المقابر - عيشُ الفتى فيها خيالٌ ... مرَّ في ليلٍ بخاطرْ هاشم الرفاعي

- إِن الشقيَّ الذي في النارِ منزلهُ ... والفوزُ الذي ينجو من النارِ شاعر

- ويح الشقيِّ إِلى متى ... بالفسِ معمورَ العراصِ - يعصي بقوتِ نهارهِ ... ويروحُ كالطيرِ الخماصِ - مثل الندامى لا يزا ... لُ تراه يتبعَ المعاصيْ بهاء الدين زهير

- ومن الشقاوةِ أن تحبَّ ... ومن تحبُّ بحبُّ غيركْ - أو أن تريدَ الخيرَ للإِنسا ... نِ (للإنسان) وهو يريدُ ضيركْ - وترى الشقيَّ إِذا تكاملَ عيبُهُ ... يُرمى ويُقْرفُ بالذي لم يفعلِ أبو الأسود

- لولا المشقةُ ساد الناسُ كلهمُ ... الجودُ يفقرُ والإِقدامُ قتالُ المتنبي

- وأرانا من الشقاءِ خُلِقْنا ... في زمانٍ تضرُّ فيه العقولُ ابن نباتة السعدي

- المرءُ يَسْعَى لوارثهِ ... والقَبْرُ وارثُ ما يَسْعَى له الرَّجُلُ شاعر

- يشقى رجالٌ ويشقى آخرون بهم ... ويسعدُ اللهُ أقواماً بأقوامِ - وليس رزقُ الفتى من حسنِ حيلتهِ ... لكن جدودٌ بأرزاقٍ وأقسامِ الأبرش

- أشقى البريةِ من أرادَ زيادةً ... وأرادَ ربُّك أن يرد ويَحرما عزيز أباظه

-7- الشكر

-7- الشكر

- فلو كان يستغنى عن الشكرِ ... لعزةِ مُلْكٍ أوعُلٌوِّ مكانِ - لما أمرَاللهُ العبادَ بشكرهِ ... فقالَ اشكرُوا لي أيُّها الثقلان كلثوم بن عمر العتتابي

- واشكرْ فإِن الشكرَ من ... حقٍ على الإنسانِ واجبْ - لا ترْجُ من لا يشكرُ ... العمى ويصبرُ في العَوا قِبْ صالح عبد القدوس

- فلو كانَ للشكرِ شخصٌ يبينُ ... إِذا ما تأملهً الناظرُ - لبينتهُ لكَ حتى تراهُ ... فتعلمَ أني امرؤٌ شاكرُ - ولكنه ساكنٌ في الضميرِ ... يحركهُ الكلمُ السائرُ البحتري

- والناسُ في هذه الدنيا على رُتتَبٍ ... هذا يحطُّ وذا يَعْلُو فيرتفعُ - فأخلصِ الشكرَ فيما قد حُبيتَ ... به وآثرِ الصبرَ كلٌ سوف ينقطعُ محمد بن اسحق الواسطي

- الشكرُ أفضلُ ماحاولتَ ملتمساً ... به الزيادةَ عندالله والناسِ رجل من غطفان

- ولم أرَ مثلَ جنَّةَ غارسٍ ... ولا مثلَ حُسْنِ الصبرِ جُبةَ لابسِ البستي

- إِذا الشافعُ اسْتَقْصى لكَ الجهدَ كله ... وإِن لم تَنَلْ نجحاً فقد وَجَبَ الشكرُ شاعر

- فمن شكرَ المعروفَ يوماً فقد أتى ... أخا العُرفِ من حسنِ المكافأةِ من علِ شاعر

- الشكرُ يفتحُ أبواباً مغلقةً ... للهِ فيها على من رامهُ نِعمُ - فبادرِ الشكرَ واستغلقْ وثائقهُ ... واستدفعِ اللهِ ما تجري به النِّقَمُ الأبرش

- لاتكفرنَّ طوالَ عيشكَ نِعْمةً ... لؤماً تجاحدها امرأً أولاكها ابن أذينة الليثي

- ألا فاشكرْ لربَّكَ كل وقتٍ ... على الآلاءِ والنِّعَمِ الجسيمةْ - إِذا كان الزمانَ زمانَ سوءٍ ... فيومٌ صالحٌ منه غَنيمةْ أسعد الزوزني

- شكرتُ جميلَ صنعِكُم بدمعي ... ودمعُ العينِ مقياسُ الشعورِ - لأولِ مرةٍ قد ذاقَ جفني ... على ما ذاقه دمعَ السرورِ حافظ إِبراهيم

- إِذا أنا لم أشكرْ على الخيرِ أهلهُ ... ولم أذممِ الجبسَ اللئيمَ المذمما - ففيمَ عرفتُ الخيرَ والشَّرَّ باسمهِ ... وشَقَّ لي اللهُ المسامعَ والفما أبو العالية الرياحي

-8- الشكوى

-8- الشكوى

- لاتشكُ فالناسُ في الرزايا ... ثلاثةٌ ثم لامَزيدُ - إِما صديقٌ يُفادُ غماً ... أو شامِتٌ كاشحٌ حسودُ - أو غافِلٌ عنك مستريحٌ ... إِليه شكواكَ لا تفيدُ - ومن يسيليكَ أو يواسي ... لم يُبدِ شخصاً له الوجودُ - إِلا أحاديثُ لَفقَّوُها ... يُصْغي لها الجاهلُ الَبليدُ الكفرعِزِّي جعفر بن هبة الله

- ولا بُدَّ من شكوى إِلى ذي مروءٍ ... يُواسِكَ أو يُسْليكَ أو يتوجعُ بشار بن برد

- كل البريةِ شاكٍ، لوسما زُحلٌ ... إِلى المساكِ رآهُ يشتكي العَزَلا المعري

- وإِن امرأً يشكو إِلى غير نافعٍ ... ويَسْخو بما في نفسِه لجَهولُ تميم بن المعز

- أيها ذا الشاكي وما بكَ داءٌ ... كن جميلاً ترَ الوجودَ جميلا - ليس أشقى ممن يرى العيشَ مُراً ... ويظنُّ اللذاتِ فيه فُضولا - أحكمُ الناسِ في الحياةِ أناسٌ ... عَلَّلوها فأحسَنوا التعليلا - والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ ... لا يرى في الوجودِ شيئاً جَميلا - فتمتعْ بالصبحِ مادمْتَ فيه ... لاتخفْ أن يزولَ حتى يزولا - كُلُّ نجمٍ إِلى الأفولِ ولكن ... آفةُ النجمِ أن يخافَ الأفولا - هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ ... من يظنُّ الحياةَ عبئاً ثقيلا إِيليا أبو ماضي

- لا تُطلعنَّ لسانَ شكوى بائحٍ ... ضَجراً على سرِّ الفؤادِ الكاتمِ - واعلمْ بأنَّ جميعَ مافيه بنو الد ... نيا يزولُ زوالَ ُحلمِ النائمِ أسامة بن المنقذ

- لا تشكونَّ إِلى خَلقٍ فتشمتَهُ ... شكوى الجريحِ الى الغِربان والرَّخَم - وكن على حذرٍ للناسِ تَسْتُرُهُ ... ولا يغرْنكَ منهم ثغرُ مبتسمِ - هوِّنْ على ماشق منظرُه ... فإِنما يقظاتُ العينِ كالحُلُمِ المتنبي

- لستُ أشكو إِلا لمرجوِّ نفعٍ ... فعلى ذاكَ لسْتُ أشكو لخلقِ - ما رأيتُ الشكوى تفكُّ خناقاً ... بل أراها تزيدُني في الخَنْقِ القاضي الفاضل

- لا تشكوَنَّ إِلى امرئٍ، أين الذي ... إِن تشكُ مؤلمةً له أشكاكا - أخنى الزمانُ على المعينِ فما به ... إِلا الذي منه يزيدُ شَجاكا - فتصبرنَّ على خطوبِكَ جاعلاً ... يقظاتِ عينِك مثلِ حلم كراكا - وعليكَ بالصبرِ الجميلِ فإِنه ... لا تستقيمُ بغيره داراكا - فإِذا صبرتَ لقيْتَ راحة ... وإِذا جزعْتَ أعنْتَ ما أعناكا محمد خليل الخطيب

- لا تودعنْ سمعَ أخٍ شكيةً ... فالقلبُ أولى بالذي أجَنَّا - وكُلُّ ما نشكوه من زمانِنا ... نزولُ عنه أو يزولُ عنا أسامة بن منقذ

-9- الشماته

-9- الشماته

- أيها الشامتُ المعِّرُ بالدَّهرِ ... أأنتَ المبرَّاُ الموفورُ - أم لديكَ العهدُ الوثيقُ من الأيام؟ ... بل أنْتَ جاهلٌ مغرورُ - من رأيتَ المنونَ خَّلدنَ أم من ... ذا عليه من أن يضامَ خَفيرُ - فالصبرِ النفسَ للخطوبِ فإِن ... الدهرَ يدجوِ حيناً وحيناُ ينيرُ عدي بن زيد العبادي

- وابيضاضَ السوادِ من نذرِ المو ... تِ (الموت) فهل بعدَه لإنسٍ نذيرُ - ياعائداً قد جاَ يَشْمتُ بي ... قد زدْتَ في سقمي وأوجاعي - وسألتَ لما غبتَ عن خَبَري ... كم سائلٍ لجيَبه الناعي العبادي ابن المعتز

-10- الشهرة وحسن الذكر والصيت

-10- الشهرة وحسن الذكر والصيت

- والمرءُ في الدنيا حديثٌ سائرٌ ... تقضي الرفاقُ به مدى أوقاتِها - فاخترْ لنفسِكَ ما يُقالُ ضحى غدٍ ... لإِذا تطلبِ الأخبارَ عند رُوَاتها - يا شاريَ الصيتِ إِن لم تُعْطَ موهبةً ... من السماءِ فلن يعطيكَها الناسُ - قصر الذكاءِ على التذييع آخرُ ... عقمٌ وعاقبةُ التبذير إفلاسُ علي بن مقرَّب القروي

- أترغبُ في الصيتِ بين الأنام؟ ... وكم خَمَلَ النَّا بِهُ الصيِّتُ - وحسبُ الفتى أنه مائتٌ ... وهل يعرفُ الشرفَ الميتُ المعري

- خيرُ الأحاديثِ ما يبقى على الحِقَبِ ... وخيرُ مالِكَ ما دارى عن الحَسَبِ - لا ذِكْرَ يبقى لمن يبقى له نشبٌ ... والذكرُ يبقى لمن يبقى بلا نَشَبِ - عرضُ الفتى حين يغدو أبيضاً يققاً ... خيرٌ من الفِضَّةِ البيضاءِ والذهبِ ابن أبي حصينة

- قل للذي يعلنُ عن نفسِه ... جاءَكَ ماتهولاى بما تكرهْ - ثلثةٌ تهربُ من لاحقٍ ... الظِّلُّ والمرأة والشهرةْ القروي

- يا غافلاً عن نفسِه ... أخذتهُ ألسنةُ الوَرَىْ - السهلُ أهونُ مَسْلَكاً ... فدعِ الطريقَ الأَوْعرا - واعلمْ بأنكَ ما تقلْ ... في الناسِ قالوا أكثرا - فاحفظْ لسانَكَ تسترحْ ... فلقد كفى ما قد جَرَى بهاء الدين زهير

- وإِنما المرءُ حديثٌ بعده ... فكن حديثاً حسناً لمن وَعَى ابن دريد

- وما يكسبُ الذكرَ الجميلَ سوى العنا ... وَجوْبَ الفيافي واقتحامَ المخاوفِ حفني ناصف

- ذكرُ الفتى عمرُه الثاني وحاجتُهُ ... ما قاتَهُ وفضولُ العيشِ أشغالُ المتنبي

- عِمرُ الفتى ذكرُه لاطولُ مدتِهِ ... وموتُهُ خِزْيُه لا يومه الداني - فأحْي ذكركَ بالإِحسانِ تفعلُه ... تجمعْ به لكَ في الدنيا حياتانِ ابن الرومي

- وكم شهرةٍ أدت إِلى التعسِ ربَّها ... وألقَتْ عليه البؤسَ وهو ثقيلُ - وماذا تفيدُ الهالعَ القلبِ شهرةٌ ... تدقٌ دفوفٌ حولَها وطبولُ - هبوني حياةً لاتروَّعُ بالأسى ... وسيان عندي شهرةٌ وخمولُ الياس فرحات

- لاتكرهَنْ لقباً شُهِرْتَ به ... فلرب محظوظٍ من اللقبِ - قد كان لقب مرةً رجلٌ ... بالوائلي فعدَّ في العَرَبِ المبَّرد

-11- الشيب والشيخ

-11- الشيب والشيخ

- ألا لا مَرْحباً بفراقِ ليلى ... ولا بالشيبِ إِذا طردَ الشبابا - شبابٌ بانَ محموداً وشيبٌ ... ذميمٌ لم نجدْ لهما اصطِحابا - فما منكَ الشبابُ ولسْتَ منه ... إِذا سألَتْكَ لحيتُكَ الخِضابا - وما يَرْجُو الكبيرُ من الغواني ... إِذا ذهبَتْ شبيبتُهُ وشابا مقرم بن رابطة الكلبي

- الشيبُ حلمٌ راجحٌ ورزانهٌ ... فيه وتجربةٌ لمن قد جرَّبا عمر بن زيد

- إِذا المرءُ أعيا رَهطه في شبابهِ ... فلا ترجُ منه الخيَر عندَ مشيبِ أبو الأسود

- خذْ من شبابكَ للصِّبا أيامه ... هل تستطيعُ اللَّهْوَحين تشيبُ مسلم بن الوليد

- إِن المشيبَ رداءُ والأديبِ ... كما الشبابُ اللهوِ واللعبِ دعبل

- دع التصابي فإِن الشيبَ قد لاحا ... أوقد أراكَ قبيلَ الشيبِ ممزاحا - وقد يعيبُ الفتى وخطُ المشيبِ به ... إِذا غدا مرةً للهْوِ أو راحا - والشيبُ يقطعُ من ذي اللهو شرَّتهُ ... ويذهبُ المزحَ ممن كان مزَّحا - والشيبُ سابقةٌ للموتِ قدَّمهُ ... ثم ترى الموتَ للأقوامِ فَضَّحا يحيى بن زياد

- وكم شيوخٍ غّدوا بيضاً مفارقُهمْ ... يسبحون، وباتوا في الخَنا سُبُحا - لو تعقلُ الأرضُ ودَّت أنها صَفِرَتْ ... منهم، فلم يَرَ فيها ناظرٌ شَبَحا - أرى ابنَ آدمَ قضى عيشةً عَجَباً ... إِن لم يرحْ خاسراً منها، فما رَبِحا - فإِن قدرتَ، فلا تفعلْ سوى حَسَنٍ ... بين الأنامِ، وجانبْ كلَّ ما قبُحا المعري

- أقونُ لآمرةٍ بالخضابِ ... تحاولُ ردَّ الشبابِ النضيرْ - أليس المشيبُ نذيرُ الإِله ... ومن ذا يسوِّدُ وجهَ النذير؟ شميم الحلبي

- الشيبُ أبهى من الشبابِ ... فلا تهجنْهُ بالخضابِ المعري

- أيها الشامتُ المعِّرُ بالشيب ... أقلَّنَّ بالشباب افتخارا - قد لبسْتُ الشبابَ غضاً طرياً ... فوجدْتُ الشبابَ ثوباً مُعارا وؤية بن العجاج

- والشيخُ لا يتركُ أخلاقهُ ... حتى يواري في ثرى رمسِهِ - إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِهِ ... كذي الضَّنى عادَ إِلى نكسهِ صالح عبد القدوس

- إِذا أنت وفَّيْتَ الثمانين لم يكنْ ... لدائِكَ إِلا أن تموتَ طبيبُ شاعر

- لا يرحلُ الشيبُ عن دارٍ أقامَ بها ... حتى يرحِّل عنها صاحبَ الدارِ مسلم بن الوليد

- شيئان ينقشعان أولَ وهلة، ... ظلُّ الشبابِ وخلةً الأشرارِ - لاحبذا الشيبُ الفيُّ وحبذا ... شَرْخُ الشباب وخلُةُ الأشرارِ - وطري من الدنيا الشبابُ وروقهُ ... فإِذا انْقَضَى فقدِ انقضَتْ أوطاري التهامي

- أترجو أنت تكونَ وأنتْ شيخٌ ... كما قد كنتَ أيامَ الشبابِ - لقد كذبتْكَ نفسُك ليس ثوبٌ ... خليقٌ كالجديدِ من الثيابِ الجاحظ

- ومن يصحبِ الأيامَ تسعينَ حجةً ... يغيْرنه والدهرُ لا يتتغيرُ أبو العباس ثعلب

- سلني أنبئٌكَ بآياتِ الكِبَرْ ... نومُ العشاءِ وسُعالٌ بالسحرْ - وقلةُ النومِ إِذا الليلُ اعتكرْ ... وقلةُ الطعمِ إِذا الزادُ حَضَرْ - وسرعةُ الطرفِ وتحميجُ النظرْ ... وتتركُكَ الحسناءَ في قبلِ الطُهرْ والناسُ يبلونَ كما تَبْلَى الشجرْ - (التحميج: تصغير العين لتمكينها من النظر) العريان ابن الهيثم

- أليس ورائي إِن تراخَتْ منيتي ... لزومُ العصا تُحنى عليها الأصابعُ - أخبرُ أخبارَ القرونِ التي مَضَتْ ... أدباُّ كأني كلما قمتُ راكعُ لبيد بن أبي ربيعه

- أرى الشيبَ مذ جاوزتُ خمسين دائباً ... يدبُّ دبيبَ الصبحِ في غمقِ الظلمِ - هو السمُ إِلا أنه غيرُ مؤلمٍ ... ولم أرَ مثلَ الشيبِ سُماً بلا ألمِ أعرابي

- ما كنتُ أرجوه إِذا كنتُ ابنَ عشرينا ... مَلَكْتُه بعد أن جاوزتُ سبيعينا - تطيفُ بي من بناتِ التركِ أغزلةٌ ... مثلُ الغصونِ على كثبان يَبْرينا - وخُرَّدٌ من بناتِ الرومِ رائعةٌ ... يحكينَ بالحُسْنِ حُورَ الجنة العِينا - يغمزْنَني بأساريعٍ منعمةٍ ... تكادُ تنقضُّ من أطرافِها لينا - يُرِدْن إِحياء ميتٍ لاحراكَ به ... فككيفَ يحيين ميتاً صار مَدْفونا - قالوا: أنينُكَ طولَ الليلِ يُقْلِقُنا ... فما الذي تشتكي؟ قلْتُ الثمانينا شاعر

- إِذا ما دعانيا للصِّبا من أحِبُّه ... تضامَمْتُ أو بالسمعِ عن صوته - وليس لمرءٍ ماشابَ رأسُه ... نجاحٌ بإِتيانِ السفاهِ ولا عُذْرُ وقرسبس بن حكم الطائي

- أخو الشيبِ لا يدنو إِلى الحُرِ بالهوى ... ليقرُبَ إِلا ازدادَ في قربٍ بعدا - يعاطينَهُ كأسَ السلوِّ عن الهوى ... ويمنعنهُ وَصْلا يعاطينه المُرْدا أبو حية النميري

- فما شابَ رأسي من سنينَ تتابعَتْ ... طوالٍ ولكن شيبَتْهُ الوقائعُ عروة بن الورد

- إِذا ما رُضْتَ ذا سنٍ كبيرٍ ... على غيرِ الذي يهوى عَصاكا ابن عبد القدوس

- جنى ابنُ على نفسِه ... بالولدِ الحادثِ ما لا يُحِبْ - تقولُ عِرْسُ الشيخِ في نفسِها ... لاكنتَ ياشرَّ خليلٍ صُحِبْ - إِذا ما أسنَّ الشيخُ أقصاهُ أهلُه ... وجارَ عليه الجلُ والعبدُ والعِرْسُ - وأكثرَ قولاً، والصوابُ لمثلِهِ ... على فضلِه، أن لا يُحَسَّ له جَرْسُ المعري

- يا ليت شِعْري ألا مَنْجَى من الهَرَمِ ... أم هل على العيشِ بعد الشيبِ من ندمِ - والشيبُ داءٌ نجيسٌ لا دواءَ له ... للمرءِ كان صحيحاً صائبَ القحمِ - وسنانُ ليس بقاضٍ تَوْمةً أبداً ... لولاغداةَ يسيرُ الناسُ لم يَقُمِ - في منكبيهِ وفي الأصلابِ واهنةٌ ... وفي مفاصلهِ غمزٌ من القَسَمِ ساعده بن جؤبة

- كتمْتُ شيبي لتخفي بعضُ روعتِه ... فلاحَ منه وميضٌ ليس ينكتمُ - راعَ الغواني فما يقرَبْن ناحيةً ... رأيْنَ فيها بروقَ الشيبِ يبتسمُ مالك بن أسماء

- أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ، ... كَرُّ الليالي ومَرُّ العشيِّ الصلتان العبدي

- رأيتُ الشيبَ تكرهُه الغواني ... ويحببنَ الشبابَ لما هوينا - فهذا الشيبُ نخضبُه سواداً ... فكيف لنا فنسترقُ السنينا الأنباري

- ما يصنعُ الشيخُ بالعذراءِ يملكُها ... كجوزةٍ بين فكَّيْ أدردٍ خَرِفٍ - إِن رامَ يكسرُها يالسن تثلمُهُ ... وكَسْرُها راحةٌ للهائم الدنفِ دعبل الخزاعي

- والشيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتقى ... وإِليه يأوي العقلُ حين يؤولُ - فإِن استطعْتَ فخُذْ لشيبك فضيلةً ... إِن العقولَ يرى لها تفضيلُ الأحوص الأنصاري

- إِذا دببْتَ على المنساةِ من هرمٍ ... فقد تباعدَ عنكَ اللهوُ والغزلُ شاعر

- باللهِ قلْ لي يا فلا ... نُ (فلان) ولي أقولُ ولي أسائلْ - أتريدُ في السبعينُ ما ... قد كنْتَ في العشرينَ فاعلْ - هيهاتَ لاواللهِ ما ... هذا الحديثُ حديثُ عاقلْ - قد كنتَ تُعذَرُ بالصِّبا ... واليوم ذاكَ العذرُ زائلْ - منيتَ نفسَكَ باطلاً ... فإِلى متى تَرْضَى بباطلْ بهاء الين زهير

- نزلَ المشيبُ فأين تذهبُ بعده ... وقد ارعويْتَ وحانَ منك رحيلُ - كان الشبابُ خفيفةً أيامُه ... والشيبُ تحملهُ عليكَ ثقيلُ المقنع الكندي

- تزوَّجَ الشيخُ، فألفيتَهُ ... كأنه مثقلُ إِبلٍ وحِلْ - وعرسُهُ في تعبٍ دائمٍ ... لاتخضبُ الكفَّ ولا تكتحلْ - ملَّتْ، وإِنَّ أحسنَ أيامِه ... تقولَ في النفسِ: متى يَرْتَحِلْ - لوماتَ لاستبدلْتُ منه فتىً ... إِني أراهُ محرماً لا يَحِلْ - ربَّ شيخٍ ظلَّ يهديهِ إِلى ... سبلِ الحقِّ، غُلامٌ ما احتلمْ المعري

- إِذا لم يشبْ رأسٌ على الجهلِ لم يكنْ ... على المرءِ عارٌ أن يشيبَ ويَهْرما - ومن ضعفَتْ أعضاؤُه اشتد رأيهُ ... ومن قوَّمته الحادثاتُ تقوَّما علي ابن الجهم

- في مشيبي شمَماتةٌ لعِداتي ... وهو ناعٍ مُنَغَّصٌ لي حياتي - وهو ناعٍ إِلىَّ نفسي ومن ذا ... سَرَّهُ أن يرى وجوهَ النعاةِ - ويعيبُ الخضابَ قومٌ وفيه ... لي أنسٌ إِلى حضورِ وفاتي عبدان الأصبهاني

- إِذا كانَ أمرُ الناسِ عند عجوزهم ... فلا بدَّ أن يلقَوُنَ كل يَبابِ شاعر

- الشيخُ لا يتركُ أخلاقُه ... حتى يوارى في رمْسهِ - إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِه ... كذي الضنى عاد إِلى نِكْسِه صالح عبد القدوس

- أورقْتَ ياغصنُ لاتدري بما صنعت ... لك المقادير ثم استنشئ الزهر - فلم تزلْ لقضاءِ اللهِ منتقلاً ... حالاً فحالاً إِلى أن أينعَ الثمرُ - وكان واليك يخشى أن تمسَّ أذىً ... يوماً ويسقيك إِن لم يسقكَ المطرُ - ما نامَ عنكَ ولا ألهَتْه نائبةٌ ... حتى قَدُمْتَ وجاءَ الضعفُ والخَورُ - ثم اغتدىلك عند القُرِّ محتطباً ... يلقيك في النار عمداً وهي تستعرُ - وإِنما قلت ما قدمتُهُ مثلاً ... للمرءِ لما أتاه الشيبُ والكبرُ أبو بكر الخوارزمي

- فاجاكَ من وفدِ المشيب نذيرُ ... والدهرُ من أخلاقِه التغيير - فسوادُ رأسِك والبياضَ كأنه ... ليلٌ تدبُّ نجومُه وتسيرُ محمود الوراق

- إِن حالَ لونُ الرأسِ عن لونه ... ففي خضابِ الرأسِ مستمتعُ - هَبْ من له شيبٌ له حِيلةٌ ... فما الذي يحتالُهُ الأصعُ؟ الجاحظ

- عجيبٌ لمن يرتاعُ من شيبِ رأسِهِ ... ويذهبُ عنه خوَفه الصبغُ والنتفُ - ومن طامعٍ لا يكتفي بحياتِه ... فيرنو لما بعدَ الحياةِ له طرْفُ - يريد خلودَ الذكرِ وهو بقبرهِ ... ويسري إِلى أعقابِ أعقابِه الوقفُ خالد الفرج الكويتي

- الشيبُ عنوانُ المني ... ةِ (المنية) وهو تاريخُ الكِبَرْ - وبياضُ شعرِك موتُ شع ... رِك (شعرك) ثم أنتَ على الأثرْ - فإِذا رأيتَ الشيبَ عمَّ ... الرأسَ فالحذزَ الحذرْ علي بن أبي طالب

- صَرَمَتْ حبالكَ بعد وصلِكَ زينبُ ... والدهرُ فيه تصرمُ وتقلبُ - ذهبَ الشبابُ فما له من عَوْدَةٍ ... وأتى المشيبُ فأين منه المهربُ - دعْ عنكَ ماقد فاتَ فب زمنِ الصِّبا ... واذكرْ ذنوبكَ وابكِها يا مذنبُ - واخش مناقشةَ الحسابِ فإِنه ... لابُدَّ يحصى ما جنْيتَ ويكتَبُ - لم ينسَه الملكان حينَ نسيتَهُ ... بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ - والرحُ فيكَ وديعةٌ أودعتَها ... ستردها بالرغم منك وتسلبُ - وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها ... دارٌ حقيقتها متَعٌ يَذْهَبُ - وجميعُ ماحصلته وجمعتَهُ ... حقاً يقبناً بعدَ موتِكَ يُنهبُ - تباً لدارٍ لا يدومُ نعيمُها ... ومشيدُها عما قليلٍ يخربُ علي بن أبي طالب

- ظننتُ بغى الفتوةِ والتمني ... تزولُ بالاكتهالِ فخابَ ظني - أرى قلبي يظلُّ على صباه ... ولو حامَتْ على التسعين سني - يكلفني الشقيُّ هوى الصبايا ... فأهواهنَّ ممتثلاً كأني 0000 - ويولغُني بأصغرِهنَّ سناً ... وأصغَرُهنَّ أبعدُهنَّ عني - بكيتُ فقال أصحابي: أتبكي؟ ... فقلْتُ مضى الشبابُ فهل أغني؟ - ولو راحَ الهوى لأراحَ نفسي ... من الصَّدِّ المبرَّحِ والتجني - ولكنَّ الهوى باقٍ وقلبي ... بمعتركِ اللحاظِ بلا مِجَنِّ - دعُوا دمعي يسيلُ فما لمثلي ... شعورُ المستريحِ المطمئن - وليس أحقَّ من عيني بدمعي ... وأولى بالبكاءِ عليَّ مني الياس حبيب فرحات

- أليس ورائي أن أدبَّ على العصا؟ ... فيشمتَ أعدائي ويسأمني أهلي - رهينةُ قعرِ البيتِ كُلَّ عيشةٍ ... يطيفُ بي الولدانُ أهدجُ كالرألِ - (هدجَ كالرأل: يتداركُ خطوه كالنعام) عروة بن الورد

- يا أيها الرجلُ المسوِّدُ شيبه ... كيما يعدُّ به من الشبَّنِ - أقصرْ فلو سَّودْتَ كُلَّ حمامةٍ ... بيضاءَ ماعدَّتْ من الغِرْبانِ ابن الرومي

- ليَ خمسٌ وثمانونَ سنهْ ... فإِذا قدَّرتها كانَتْ سنّهُ - إِن عمرَ المرءُ ماقد سرَّه ... ليس عمرُ المرءِ مرَّ الأزمنة جعفر بن دوستويه الفارسي

- إِذا مرَّ عمرُ المرءِ ليس براجعٍ ... وإِن حَلَّ شيبٌ لم يضرْه خضابُ الحميري

- من عاشَ سبعين، فهوَ في نَصَبٍ ... وليس للعيشِ بعدها خيرَهْ - رؤيتَكَ الميتَ في الكَرى سببٌ ... بقول: من يفقدُ الحياةَ، يرَهْ المعري

- بياضُكَ يا لونَ المشيبِ سوادُ ... وسقمُكَ سقمٌ لا يكادُ يعادُ - وما الشيبُ إِلا توءمُ الموتِ للفتى ... وعيشُ امرئٍ بعد المشيبِ جهادُ الشريف المرتضى

- من عاشَ تسعين حولاً، فهو مغتربٌ ... قد زايلَ الأهلَ، إِلا معشراً جُددا - وشاهدَ الناسَ من كهلٍ، ومقتبلٍ ... ودالفَ الخَطْوَ، لا يحصي لهم عددا المعري

- من عاش أخلقتِ الأيامُ جدَّته ... وخانَه الثقتانِ السمعُ والبصرُ - قالت عهدُتك مجنوناً فقلْتُ لها ... إِن الشبابَ جنونٌ برؤه الكبرُ ابن أبي فنن

- حملُ العصا للمبتلى ... بالشيب عنوان البِلَى - وُصفَ المسافرُ أنه ... ألقى العصا كي يَنْزِلا - فعلى القياسِ سبيلُ من ... حمل العصى أن يَرْحلا علي بن حسن الباخرزي

- إِذا تقوسَ ظهرُ المرءِ من كبرٍ ... فعاد كالقوس يمشي، والعصى الوترُ - فالموتُ أروحُ آتٍ يستريحُ به ... والعيشُ فيه له التعذيبُ والضَّرَرُ - إِذا عاد ظهرُ المرء كالقوسِ، والعصا ... له حينَ يمشي، وهي تقدمُه، وترُ - وملَّ تكاليفَ الحياةِ وطولَها ... وأضعفَهُ من بعدِ قوته الكبرُ - فإِن له في الموتِ أعظمَ راحةٍ ... وأمناً من الموتِ الذي كان ينتظرُ أسامة ابن المنقذ

- لا تغبطِ المرءَ أن يقالَ له: ... أضحى فلانٌ لسنِّه حَكَما - إِن سرَّهُ طولُ عمرِه فلقد ... أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما عمربن قميئه أو الكميت

- إِذا ما ابن ستين ضمَّ الكعابَ ... إِليه، فقد حَّلتِ البهْلَةْ المعري

- يكيتُ لقربِ الأجلْ ... وبعد فواتِ الأملْ - ووافدِ شيبٍ طرا ... بعقبِ شبابٍ رَحَلْ - شبابٌ كأن لم يكنْ ... وشيبٌ كأن لم يَزَلْ - طواكَ نذيرُ البقا ... وحل نذيرُ الأَجَلْ محمود الوراق

- لاتحسدنَّ على البقاءِ معمِّراً ... فالموتُ أيسرُ ما يؤولُ إِليه - وإِذا دعْوتَ بطول عمرٍ لامرئٍ ... فاعلمْ بأنكَ قد دعوتَ عليه أسامة بن منقذ

- إِذا ما مضى القَرْنُ الذي أنتَ فيهم ... وخُلِّفتَ في قرنٍ فأنتَ غريبُ دعبل

- قال أبو دلف العجيلي لجاريةٍ - تهزَّ أتتْ إِذ رأتْ شيبي فقلْتُ لها ... لا تهزئي من بَطُلْ عمرٌ به يشيبِ - فينا لكنَّ، وإِن شيبٌ بدا أربٌ ... وليس فيكُنَّ بعد الشيبِ من أربِ - شيبُ الرجال لهم عزٌ ومكرمةُ ... وشيبكنَّ لكن الذلُّ فاكتئبي أبو دلف العجيلي

- قد تخطاكَ شبابٌ ... وتغشاكَ مشيبُ - فأتى ماليس يمضي ... ومضى مالا يَؤُوبُ - فتتأهبْ لسفامٍ ... ليس يَشْفيه طبيبُ - لا تتتَوَهَّمْهُ بعيداً ... إِنما الآتتي قريبُ عبد الله بن سهل العسكري

- لاخيرَ في الشيخِ إِذا ما اجْلَخَّا ... وسالَ غَرْبُ دمعِه فلخَّا - وكان أكلاً وشَخَّا ... تحتَ رواقِ البيتِ يخشى الدخَّا - (اجلخ الشيخ، ضعف) ، (لخ:: كثر دمعه) ، (الدخ: الدخان) حفص الأموي

- إِذا دخلَ الشيخُ بين الشبابِ ... عزاءً وقد ماتَ نفلٌ صغيرُ - رأيْتُ اعتراضاً على اللهِ إِذا ... توفي الصغيرُ وعاشَ الكبيرُ - فقلْ لابنِ شهرٍ وقل لابنِ دهرٍ ... وما بين ذلكَ: هذا المصيرُ محمد الواسطي

- آلةُ العيشِ صحةٌ وشَبابٌ ... فإِذا وليا عن المرءِ ولى - وإِذا الشيخُ قالَ أفٍ فما ... ملَّ حياةً وإِنما الضعفَ ملا - ولذيذُ الححياةِ أنفسُ في النفـ ... سِ (النفس) وأشهى من أن يُمَلَّ وأحلى المتنبي

- إِذا ما عانقَ الخمسينَ حيٌ ... ثنتْهُ السِّنَّ عن عَنَقٍ وجَمْزِ - وتتهزأُ منه رباتُ المغاني ... كما هَزِئَتْ برؤيةَ أمَّ حمزِ - فلا أعرْك بين القومِ تُحِي ... بطعن، في محَدثِهم وغَمْزِ المعري

- جَدَّ المشيبُ وأنتَ في لعبِ ... من شابَ لم يَحْسُنْ به لعبُه - فاحفظْ لشيبِكَ ححَقَّ صحبته ... وابكِ الشبابَ فقد مَضَتْ حقبُهْ - تغترُّ والأيامُ تعقبُه ... والموتُ مقرونٌ به سببُهْ حماد عجرد

- إِن المشيبَ نعى إِليَّ شبابي ... وَحَدتْ بموتي مَوْتةً الأتتراب - طَوْراً أعاد وتنارةً أنا عائدٌ ... أو دَافنٌ حياً من الأحبابِ - فإِلى متى أنعى وأسمعُ ناعياً ... أو شك بقرعِ يد المنية ببابي أحمد بن أبي دؤاد

-12- شاور مشاورة

-12- شاور مشاورة

- لاتسْتشني في مُحالٍ ظاهرٍ ... إِن المُحالَ مضلةُ الأهواءِ - إِن المشاورَ في المُحال مثالُهُ ... كمُطالع المرآةِ في الظلماءِ أحمد الأرجاني

- إِذا عنَّ أمرٌ فاستشرْ فيه صاحباً ... وإِن كنتَ ذارأيْيٍ يشيُ على الصحبِ - فإِني رأيتُ العينَ تجهلُ نفسَها ... وتدركُ ماقد حلَّ في موضعِ الشهبِ عبد الله الخشاب

- شاورْ سِوَاكَ إِذا نابتْكَ نائبةٌ ... يوما وإِن كنتَ من أهلِ المشوراتِ - فالعينُ تلقى كِفاحاً ما نأى ودنى ... ولا تتترى شَخْصَها إِلا بمرآةِ فتيان الشاغوري

- لاتشاورْ من ليس يصفيكَ وداً ... إِنه غيرُ سالكٍ بك قَصْدا - واستشرْ في الأمورِ كُلَّ لبيبٍ ... ليس يألوكَ في النصيحةِ جهدا الحسين المغربي

- وأنفعُ من شاوْرتتَ من كان ناصحاً ... شفيقاً فأبصرْ بعدها من تشاورُ - وليس يُشلفيككَ الشفيقُ ورأيُهُ ... غريبٌ ولا ذو الرأي والصدرِ واغرُ شاعر

- قد يصيبُ الفتى المشيرُ ولم يج ... هدْ ويشوي الصوابَ بعدَ اجتهادِ المتنبي

- وإِذا استشاركَ مقتدٍ بك واثقٌ ... فأشرْ عليه وكنْ له نظارا عبد الله الجعفري

- ما استنبطَ الصوابَ كالمشاورةْ ... فانظرْ وشاورْ واحذرِ المخاطرهْ السابوري

- يامن يشاورُ في الأمورِ تهمهْ ... نصحاءه نصحَ الزمانُ وأسمعا البستي

- فاقبلْ إِشاراتِ الزمانِ فإِنه ... نِعْمَ المؤدبُ والمشيرُ لمن وَعَى - ومن الرجالِ إِذا زَكتْ أحلامهمْ ... من يُستشارُ إِذا استشيرَ فيطرقُ - حتى يجولَ بكُلِّ وادٍ قلبُهُ ... فيرى ويعرفَ ما يقولُ وينطقُ - إِن الحليمَ إِذا تفكرَ لم يكدْ ... يخفى عليه من الأمورِ الأوفقُ صالح عبد القدوس

- لاتستشيرنَّ الغنيَّ الجهلا ... ولا تكنْ فيما يراه فاعلا - ماكل من شاورتَ ذو لطافةْ ... ماكل ذي نُصْحٍ حَصَفةْ الشيخ عبد الله السابوري

- خصائصُ من تشاورُه ثلاثٌ ... فخذ منها جميعاً بالوثيقةْ - ودادٌ خالصٌ ووفورُ عقلٍ ... ومعرفةٌ بحالِكَ والحقيقةْ - فمن حصلت له هذي المعاني ... فنابعْ والزمْ طريقهْ الأرجاني

- وإِن قال لي ترى يستشيرني ... أخي لم أشرْ إِلا بما كنتُ فاعلا الجعفري

- عقلُ الفتى ليس يُغني عن مشاورةٍ ... كعِفَّةِ الخُودِ لاتُغْني عن الرجلِ - إِن المشاورَ إِما صائبٌ غرَضَاً ... أو مخطئٌ غير منسوبٍ إِلى الخطلِ - لاتتحقر الرأيَ يأتيكَ الحقيرُ به ... فالنحلُ وهو ذبابٌ طيبُ العسلِ ابن المقري

- لاتستشرْ غيرَ ندبٍ حازمٍ يقظٍ ... قد استوَتْ منه أسرارٌ وإِعلانُ - من استشارَ صروفَ الدهرِ قامَ له ... على حقيقةِ طبعِ الدهرِ برهانُ أبو الفتح البستي

- إِذا المرءُ أرعى واستشارَكَ فاجتهدْ ... له النصحَ وامره بما كنت آتيا الجعفري

- إِذا بلغَ الرأيُ المشورةَ فاستعنْ ... يعزمِ نصيحٍ أو مشورةِ حازمِ - ولا تحسبِ الشُّورى عليكَ غضاضةً ... فإِن الخوافي قوةٌ للقوادمِ - وما خيرُ كفٍ أمسكَ الغلُّ أختَها ... وما خيرُ سيفٍ لم يؤيدْ بقائمِ - وخلِّ الهوينى للضعيفِ ولا تكنْ ... نؤوماً فإِن الحُرَّ ليس بنائمِ - وأدْنِ إِلى القربِ المقرَّب نفسَه ... ولا تُشْهِدِ النجوى امرأً غيرَ كلتمِ - فإِنكَ لا تستطردُ الغمَّ بالمنى ... ولا تبلغِ العَليا بغيرِ المكارمِ بشار بن برد

-13- الشوق

-13- الشوق

- وما الشوقُ إِلا لوعَةٌ إِثر لوعةٍ ... وغزرٌ من الآماقِ يتبعُها غزرُ البحتري

- يقولون طالَ الليلُ والليلُ لم يطلْ ... ولكنَّ من يبكيْ من الشوقِ يسهرُ الفرزدق

- وأشتاقكمْ واليأسُ بين جوانحي ... وأبرحُ شوقٍ ما يكونُ مع الياسِ - ولولا الردى ما كان بالعيشِ وصمةٌ ... ولولا النوى ما كان بالحُبِّ من باسِ - لا تُخْفِ ما صنعتْ بكك الأشواقُ ... واشرحْ هواكَ فكلنا عشاقُ - فعسى يُعينُكَ من شُكَوْتَ له الهوى ... في حملِهِ فالعاشقونَ رفاقُ - واصبرْ على هَجْرِ الحبيبِ فربما ... عادَ الوصالُ وللهوى أخلاقُ الشاب الظريف

- وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ ... من اللقاءِ كمشتاقٍ بلا أملِ - والهجرُ أقتلُ مما أراقبُهُ ... أنا الغريقُ فما خوفي من البلبلِ المتنبي

- وذو الشوقِ القديم وإِن تسلىَّ ... مشوقٌ حينَ يلقى العاشقينا - فؤادُ المشوقِ كثيرُ العنا ... ءِ (العناء) ومن كتمَ الوجْدَ أبدى الضنا عمر بن أبي ربيعة

الباب الرابع عشر: باب الصاد

الباب الرابع عشر: باب الصاد

-1- الصبر

-1- الصبر

- فإِن تسأليني كيف أنتَ فإِنني ... صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ - حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة ... فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ - اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ ... وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ - وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ ... وفوقَ تقديرِنا للهِ تقديرُ علي بن أبي طالب

- ما أكرمَ الصبرَ وما أحسنَ الصد ... قَ (الصدق) وما أزينهُ للفتى - الخرقُ شؤمٌ والتُّقى جنةٌ ... والرِّفْقُ يمنٌ والقنوعُ الغنى أبو العتاهية

- كم بين صبرٍ غدا للذلِّ مُجْتلباً ... وبينَ صبْرٍ غدا للعزِّ يجتلبُ إِبراهيم اليازجي

- تلقَّ بالصبرِ ضيفَ الهمِّ حيثُ أتى ... إِن الهمومَ ضيوفٌ أكلُها المهج - فالخطبُ إِن زادَ يوماُ فهو منتقص ... والأمرُ إِن ضاق يوماً فهو منفرجُ - فروِّحِ النفسَ بالتعليلِ ترضَ به ... واعلمْ إِلى ساعةٍ من ساعةٍ فرجُ الحسين بن عبدان البغدادي

- صَبْراً جميلاً على مانابَ من حَدَثٍ ... والصبرُ ينفعُ أحياناً إِذا صبروا - الصبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به ... على الزمانِ إِذا ما مسَّكَ الضررُ عبد الله بن الأحوص

- يقولون لي: صبراً وإِني لصابرٌ ... على نائباتِ الدهرِ وهي فواجعُ - سأصبرُ حتى يقضيَ الله ماقضى ... وإِن أنا لم أصبرْ فما أنا صانعُ؟ ابن الصلت

- عوِّلُ على الصبرِ واتخذْ سبباً ... إِلى الليالي فإِنها دُوَلُ البحتري

- تعزَّ فإِن الصبرَ بالحرِّ أجملُ ... وليس على رَيْبِ الزمانِ معوَّلُ - فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً ... لنازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ - لكان التعزي عند كُلِّ مصبيةٍ ... ونازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل - فككيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامه ... وما لامرئٍ مما قضى الله مزحَلُ أعرابي

- اصبرْ على سُودِ الليالي وادَّرعْ ... بعزيمةٍ كالطودِ إِن خطبٌ نزلْ - فالصبرُ مفتاحُ النجاحِ ولم نجدْ ... صعباً بغيرِ الصبرِ يبلغُهُ الأملْ مصطفى الغلاييني

- أحسنُ بالواجدِ من وجدِه ... صبرٌ يعيدُ النارَ في زندِهِ - الصبرُ يوجدُ، إِن باءٌ له كسْرت ... لكنه، بسُكونِ الباءِ مفقودُ - ويحمَدُ الصابر الموفي على غرضٍ ... لاعاجزٌ، بعرى التقصيرِ معقودُ المعري

- وعاقبَةُ الصبرِ محمودةٌ ... ولكن أخو الخَرْقِ مستعجلُ البحتتري

- عقبَ الصبرِ نجاحٌ وغنى ... ورداءُ الفقرِ من نَسْجِ الكَسَلْ شاعر

- وربَّ فتى تتأبى التصبرَ نفسُهُ ... ولكنه من خشيةِ الموتِ يصبرُ الكاظمي

- عليكَ بحسنِ الصبرِ في كُلِّ موردٍ ... من الأمرِ كي تَحْظىَ بحسنِ المصادر ابن المعتز

- لعمرُك ماصبرُ الفتى في أمورِه ... بحتمٍ إِذا ما الأمرُ جَلَّ عن الصَّبْرِ شاعر

- ألا ربَّما كان التصبُّرُ ذلةً ... وأدى إِلى الأمرِ الذي هو أسمجُ شاعر

- وحسبُ الفتى إِن لمْ ينلْ ما يريدُه ... مع الصبرِ أن يُلفى مقيماً على الصبر ابن النقيب

- اصبرْ على مضضِ الإِدلاجِ في السحرِ ... وفي الرواحِ إِلى الحاجاتِ والبكرِ - لاتضجرنَّ ولا تدخلْكَ معجزةٌ ... فالنجحُ يتلفُ بين العجزِ والضجَرِ - إِني رأيتُ الأيامِ تجربةٌ ... للصبرِ عاقبةً محمودةَ الأثرِ - وقلَّ من جدَّ في أمرٍ يطالبُهُ ... فاستصحبَ الصبرَ إِلا فازَ بالظفرِ محمد بن يسير أو علي بن أبي طالب

- أنفقْ من الصبرِ الجميلِ فإِنه ... لم يخشَ فقراً منفقٌ من صبرِهِ - واحلمْ وإِن سَفِهَ الجليسُ وقل له ... حسنَ المقال وإِن أتاكَ بهجرِهِ - والمرُ ليس ببالغٍ في أرضهِ ... كالصقرِ ليس بصلئدٍ في وكرِهِ أبو فراس الحمداني

- ادرعِ الصبرَ وكن آخذاً ... بالرفقِ والإِشفاقِ والخوفِ - ولا تكنْ أعجلَ من فيشةٍ ... عنانُها أطلقَ في الجوفِ - (الفيشه: ريح الجوف) عبد القاهر الجرجاني

- إِذا عِلَ صبرُ المرءِ فيما ينوبُهُ ... فلا بدَّ من أن يستكينَ ويَجْزعا خراشُ بن مرة

- وما يبلغُ الإِنسانُ فوقَ اجتهادهِ ... إِذا هو لم يملكْ لما جاء مَدْفعا - صبراً لما تحدثُ الأيامُ من حَدَثٍ ... فالدهرُ في جورِه جارٍ على سننِ - فالصبرً أجملُ ثوبٍ أنتَ لابسُه ... لنازلٍ والتعزي أحسنُ السننِ - وهون الوجدَ إِني لا أرى أحداً ... بفرقة الإِلفِ يوماً غير ممتحنِ الضبي ابن الدهان الموصلي

- تمسكْ بحبلِ الصبرِ في كُلِّ كربةٍ ... فلا عسرَ إِلا سوف يعقِبه يسرُ - ترى المرءَ في بعضِ الأحايينِ راضياً ... وبعد قليلٍ شاكياً يتذمرُ - إِذا استيقظتْ في المرءِ روحٌ لطارئٍ ... فعندئذٍ أخلاقُه تتغيَّرُ جميل صدقي الزهاوي

- إِذا سُدَّ بابٌ عنكَ من دونِ حاجةٍ ... فدعْها لأخرى لينٌ لكَ بابها زياد بن منقذ التميمي

- اخلقْ بذي الصبرِ أن يحظى بحاجته ... ومدمنَ القرعِ للأبوابِ أن يلجا محمد بن بشير

- إِن الأمورَ إِذا انسدتْ مسالكُها ... فالصبرُ يفتحُ منها كل ما ارتتجا - لا تيأسنَّ وإِن طالَتْ مطالبةٌ ... إِذا استَغْنَتت بصبرٍ أن ترى فرجا محمد بن زنجي

- فدعْ عنكَ ما لا تستطيعُ إِلى الذي ... تنالُ، ولا يذهبْ بك الجهلُ مَذْهبا البغدادي بن زياد

- إِذا خفْتَ في أمرٍ عليكَ صعوبةً ... فأصعبْ به حتى تذلَّ مراكبُه الجمَّال - وأمرٍ على مكروههِ قد ركبتهُ ... فكان بحمدِ اللهِ خيراً عواقبُهْ العبدي

- ومن البليةِ أن يسامَ أخو الأسى ... رَعْيَ التجلُّدِ وهو غيرُ جمادِ سامي البارودي

- إِذا لم تستطعْ للرزءِ دَفْعاً ... فصبراً للرزيةِ واحتسابا - فما نالَ المنى في العيشِ إِلا ... غبيَّ القوم أو فَطِنٌ تغابى - هي الدنيا نغَرُّ بها خدوعاً ... ونورَدُها على ظمأٍ سرابا - وهل أحياؤنا إِلا ترابٌ ... بظهرِ الأرضِ ينتظرُ الترابا الشريف المرتضى

- فصبراً فليسَ الأجرُ إِلا لصابرٍ ... على الدهرِ إِن الدهرَ لم يخلُ من خَطْبِ ابن حميدس

- اصبرْ إِذا نابَ خطبٌ وانتظرْ فرجاً ... يأتي به اللهُ بعد الريثِ والياسِ - إِن اصطبارَ ابنة العنقودِ إِذا حبستْ ... في ظلمةِ الغارِ أداها إِلى الكاسِ - اصبرْ على ما كرهْتَ تحظَ بما ... تهوى، فما جازعٌ بمعذورِ - إِن اصطبارَ الجنينِ في ظلمِ الأح ... شاءِ أفضى به إِلى النُّور - اصبرْ تنلْ ما ترتجيه، وتفضلُ من ... جاركَ شأوَ العُلا سَبْقاً وتبْريزا - فالتبرُ أحرقَ بالنيرانِ مصطبراً ... على لظاها، إِلى أن عاد إِبريزا أسامة بن منقذ

- يا نفسُ صَبْراً على ما قد منيتِ به ... فالحرُّ يصبرُ عند الحادثِ الجَلَلِ الشاغوري

- وإِذا تصبكَ من اتلحوادثِ نكبةٌ ... فاصبرْ فكلُّ ضبابةٍ ستكسَّفُ أعشى همدان

- استرْ بصبركَ ما تُخْفيه من كمدٍ ... وإِن أذابَ حَشَاكَ الهمُّ والخرَقُ - كالشمعِ يظهرُ أنوارَ التجملِ، والد ... موعُ (الدموع) منهلةٌ، والجسمُ محترقُ - من رُزِقَ الصبرَ نالَ بغيَتهُ ... ولاحظتْهُ السعودُ في الفِلكِ - إِن اصطبار الزجاجِ للسبكِ والن ... يرانِ (النيران) أدناهُ من فَمِ الملِكِ - لا تأسفنَّ لذهابٍ أو فائتٍ ... يُرجَى ولا تتبعْهُ وفرةَ نادِمِ - واصبرْ على الحَدثانِ صبرَ مسلِّم ... متيقنٍ أن ليس منه بسالمِ - فغضارةُ الدنيا كظلٍ زائلٍ ... والعيشُ فيها مثلُ حُلمِ النائمِ - والدهرُ يمنحُ ثم يمنعُ نزرَ ما ... أعطى، ويبخلُ بالسرورِ الدائمِ - والناسُ من لم يصطبرْ لمصابهِ ... صبرَ الرَّضا صَبَرَ اصطبارَ الراغمِ أسامة بن منقذ

- اصبري أيتُها النف ... سُ (النفس) فإِن الصبرَ أحجى - ربما خابَ رجاءٌ ... وأتى ماليس يُرجى ابن الرومي

- والصبرُ فاعلمْ من أَعَدِّ العُدَدِ ... على صروفِ النائباتِ العَّودِ - فاجعلهُ إِن همٌ ألمَّ مَعْقِلا ... واجعْلهُ عند النائبات مَوْئِلا - من لم يكنْ عند البلايا صابراً ... سلاكما يَمْلو البهيمُ صاغرا - فاصبرْ إِذا ما عَضَّكَ الزمانُ ... فكل يومٍ للمليكِ شانُ الشيخ عبد الله السابوري

- الصبرُ أولى بوقارِ الفتى ... من قلقٍ يهتكُ سترَ الوقار غانم المالقي

- اصبرْ لكل مصيبةٍ وتجلدِ ... واعلمْ بأن الدهرَ غيرُ مخلدِ - أوما ترى أن الحوادثَ جمةٌ ... وترى المنيةَ للعبادِ بمَرْصَدِ؟ شاعر

- من يعتصمْ بالصبرِ عند الحادثِ ... فالحبلُ في يديه غيرُ ناكثِ - إِذا أتى ما لا يطيقُ دفعَهُ ... فالصبرُ أولى ما اقتنْيتَ نفعهُ - حلولُ ما حَلَّ من البلاءِ ... كالضيفِ يوماً حَلَّ في الفناءِ - فاصبرْ لضيفٍ بك يوماً نَزَلا ... لا يلبثُ النازلُ أن يرتحلا الشيخ عبد الله السابوري

- صبراً لصرف زمانٍ قاطعِ الحججِ ... لم يدرِ ما صحبة الممشى من العَرجِ - يَرْعَى اللئامَ ويغتالُ الكرامَ ولا ... يخشى الملامَ بقلبٍ غير مُخْتلجِ - جربتُ أهلَ زماني واختبْرتُ فلم ... أجدْ كريماً ولا عوناً على الحِوَجِ - ولامُحِباً لذي فضلٍ ولا ثقةٍ ... ولا أميناً ولا عدلاً عن العِوَجِ - من أجل ذلك قد جانيتُ أكثرَهمْ ... وقلتُ يا أزمةُ اشْتَدِّي لتفرجيْ - ولا تزاحمْ على الدنيا الكلابَ فمن ... يزاحمِ الكلبَ فيما نالَه يَهِجِ - يانفسُ صبراً فعُقْبَى الصبرِ صالحةٌ ... لا بدَّ أن يأتي الرحمنُ بالفرجِ عمر بن الوردي

- تنقلُ الدهرِ للفتى سببٌ ... والمرءُ والدهرُ حيثُ ينتقلُ - فدمْ على صبرِكَ الجميلِ له ... واعملْ فإِن الملوكَ قد عملوا البحتري

- والصدقُ يألفُه الكريمُ المرتجى ... والكذبُ يألفُهُ الدنيُّ الأخيبُ - أدوا الحقوقَ تفرْلكمْ أعراضكمْ ... إِن الكريمَ إِذا يجرَّبُ يغضبُ طرفة بن العبد

- وإِذا الأمورُ تزاوجَتْ ... فالصقُ أكرمُها نتاجا محمد بن اسحق

-2- الصدق

-2- الصدق

- الصدقُ يعقدُ فوقَ رأ ... سِ (رأس) حليفِه بالصدقِ تاجا - والصدقُ يقدح زنده ... في كل ناحيةٍ سراجا الواسطي

- والصدقُ من كرمِ الطباعِ وطالما ... جاءَ الكذوبُ بخجلةٍ ووجومِ - واحذرْ نحوسَ منجمٍ يستقبلُ الكف ... الخضيبَ بوجهِه الملطومِ أحمد الكيواني

- لاتحلفنَّ على صِدْقٍ ولا كذبٍ ... فإِن أبيتَ فعدِّ الحلفَ باللهِ - يخافُ كُلُّ رشيدٍ من عقوبتِه ... وإِن تلفعَ ثوبَ الغافلِ للاهي - فضِلةُ النطقِ في الإِنسانِ تمزجُها ... نقيصةُ الكذبِ المعدودِ في النِّقَمِ - اصدقْ إِلى أن تظن الصديقَ مهلكةً ... وعندَ ذلك فاقعدْ كاذباً وقُمِ المعري

- تحدثْ بصدقٍ إِن تحدَّثْتَ وليكن ... لكل حديثٍ من حديثِكَ - فما القولُ إِلا كالثيابِ، فبعضُها ... عليكَ، وبعضٌ في التخوتِ مَصْونُ - (التخت: كل ما يحفظ فيه الثياب) المنتصر بن بلال الأنصاري

- والمرءُ ليس بصادقٍ في قولهِ ... حتى يؤيدَ قولهُ بفعالهِ أحمد شوقي

-3- الصداقة والصحبة

-3- الصداقة والصحبة

- لا شيءَ في الدنيا أحبُّ لناضري ... من منظرِ الخلانِ والأصحابِ - وألذُّ موسيقى تسرُّ مسامعي ... صوتُ البشيرِ بعودةِ الأحبابِ القروي

- من فاتَه ودُّ أخٍ مصافِ ... فعيشُه ليس بصافِ - صاحبْ إِذا صاحبْتَ كُلَّ ماجدِ ... سهلِ المحيا طلقٍ مساعدِ - ليس من الإِخوانِ في الحقيقةْ ... من لم يناصحْ جاهداً صديقهْ - إِن المرءَ يوهنُ الودادا ... وينشيءُ الأضغانَ والأحقادا - ولا تكنْ لصاحبٍ مغتابا ... ومُغْرقاً في ثلبِه إِن غابا الشيخ عبد الله السابوري

- نصحتُكَ لا تصحبْ سوى كلِّ فاضلٍ ... خليقِ السجايا بالتعففِ ولبظَّرفِ - ولا تعتمدْ غيرَ الكرامِ فواحدٌ ... من الناس إِن حصلتَ خيرٌ من الألفِ أبو الفتح البستي

- وكيف صفاءُ العيشِ للمرءِ بعدما ... تغيَّبَ عنه رهطُهُ وأصادقُهْ الشريف المرتضى

- وخليلٍ لا أرهبُ الدهرَ ما دم ... تُ (دمتُ) أراهُ، والدهرُ جَمُّ الصروفِ البحتري

- وافعلْ بغيرِك ماتهواهُ يفعلُهُ ... وأسمعِ الناسَ ما تختارُ مسمعَه - وأكثرُ الإِنسِ مثل الذئبِ تصحُبه ... إِذا تبَّنَ منك الضعفُ أطمعَهُ المعري

- لقد أباحَكَ غشاً في معاملةٍ ... من كنتَ منه بغيرِ الصدق تنتفعُ المتنبي

- خبرَ الزمانَ ينو الزمانِ فعزَّ أن ... يرَوا الصديقَ كما رأوه صديقا خليل مطران

- وليس يبلو الإِخوانَ صاحبُهمْ ... إِلا إِذا الدهرُ عضَّهُ كلَبُهْ عبيد الله بن طاهر

- أكرمْ صديقكَ عن سؤا ... لِكَ (سؤالكَ) عنه واحفظْ منه ذمَّهْ - فلربما استخبرْتَ عن ... هـ (عنه) هَدُوَّهُ فسمْعتَ ذَّمهْ عبد الجبار

- لا تيأسَنْ من صاحبٍ ... وتلومَه إِن زلَّ زلَّهْ - مامن أخٍ لكَ لا تعيبُ ... ولو حرْصتَ عليه خُلَّهْ عبد الله بن معاوية الجعفري

- إِذا صديقٌ نكرْتُ جانبَهُ ... لم تُعْيِني في فِراقِه الحيلُ المتنبي

- إِذا تنكرَ خلٌ فاتخذْ بدلاَ ... فالأرضُ من تربةٍ والناسُ من رجلِ شاعر

- شَرُّ البلادِ بلادٌ لا صديقَ بها ... وشَرُّ ما يكسبُ الإِنسانُ ما يضمُ - وإِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجدا ... ذا عفافٍ وحياءٍ وكرمْ - قولُه للشيء لا إِن قُلْتَ: لا ... وإِذا قلْت نعم قال: نعمْ ابن الأعرابي

- إِذا صاحبي أضحى وبي مثلُ مابه ... غداةَ تلاقينا أطلنا التشاكا الشريف المرتضى

- إِذا كنتَ في قومٍ فصاحبْ خيارَهُمْ ... ولا تصحبِ الأردى مع الرَّدي - وبالعدلِ فانطقْ إِن نطقْتَ ولا تلُمْ ... وذا الذِّم فاذَممْه وذا الحَمْدِ فاحمَد - ولا تلحَ إِلا من ألامَ ولا تلمْ ... وبالذلِ من كوى صديقِك فامدُدِ عدي بن يزيد العبادي

- إِذا اصطفيتَ امرأً فليكن ... شريفَ النجارِ زكيَّ الحبْ - فنذلُ الرجالِ كنذلِ النبا ... تِ (النباتِ) فلا للثمارِ ولا للحطبْ أبو الفتح البستي

- إِذا شئتَ أن تدعى كريماً مكرماً ... أديباً ظريفاً عاقلاً ماجداً حرا - إِذا ما أنتْ من صاحبٍ لك زلةٌ ... فكنْ أنتَ محتالاً لزلته عذرا سالم بن وابصة الأسدي

- إِذا كانَ إِكرامي صديقي واجباً ... فإِكرامُ نفسي، لامحالَ، أوجبُ المعري

- واستبقِ ودِّك للصديقِ ولا تكنْ ... قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا - فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ ... فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا - واليأسُ مما فاتَ يعقبُ راحةً ... ولرب مطعمةٍ تعودُ ذُباحا النابغة الذبياني

- واحفظْ لصاحبِكَ القديمِ مكانَه ... لا تتركِ الودَّ القديمَ لطاري - وإِذا أساءَ وفيكَ حملٌ فاحتملْ ... إِن احتمالكَ أعظمُ الأنصارِ عمربن الوردي

- وصاحِبْ كلَّ أروعَ دهميٍ ... ولا يصحبْكَ ذو الجهل البليدُ ابن المخارق

- إِن البناءَ وإِن تطاولَ صرحُهُ ... دونَ الصحابِ مغاوزٌ وفقارُ - ومجالسُ الخِلاَّنِ ما لفم يكسُها ... صَفْوُ الإِخاءِ فإِنها أوزارُ محمد الماحي

- وليس خليلي بالمولولِ ولا الذي ... إِذا غبْتُ عنه باعني بخليلِ - ولكن خليلي من يديمُ وصالَهُ ... ويكتمُ سِري عند كل دخيلِ كثير الخزاعي

- ما كنتُ مذ كنْتُ إِلا طوعَ خُلاني ... ليست مؤاخذةُ الإِخوانِ من شاني - يجيبني الخليلُ فأسْتَحْلي جنايتهُ ... حتى أدلَّ على عَفْوي وإِحساني - إِذا خليلي لم تكثرْ إِساءتُهُ ... فأينَ موضعُ إِحساني وغفراني - يجني عليَّ وأحنو صافحاً أبداً ... لاشيءَ أحسنُ من حانٍ على جاني أبو فراس الحمداني

- أغمضُ عيني عن صديقي كأنني ... لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ - وما بي جهلٌ غير أن خليقتي ... تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ - متى ما يريبني مقصلٌ فقطعتُهُ ... بقيتُ ومالي في نُهوضي مَفَاضلُ - ولكنْ أداريه، وإِن صحَّ شدَّبي ... فإِن هوَ أعيا كان فيه تحامُلُ منصور الكريزي

- أصادقُ نفسَ المرءِ من قبلِ جسمِهِ ... وأعرفُها في فعلِهِ والتكلمِ - وأحلمُ عن خِلي وأعلمُ أنه ... متى أجزِه حِلماً على الجهلِ يَنْدَمِ المتنبي

- لا يؤينكَ من صديقٍ نبوةٌ ... ينبو الفتى وهو الجوادُ الخضرمُ - فاذا نبا فاسبقِه وتأنهُ ... حتى تفئ به وطبعُك أكرمُ الأزدي

- إِذا صاحبْتَ في أيامِ بؤسٍ ... فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ - ومن يُعْدِمْ أخوه، على غناهُ، ... فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ - ومن جعلَ السخاءَ لأقربيهِ ... فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ المعري

- وكنتُ إِذا علقْتُ حبالَ قومٍ ... صحبتهمُ وشيمتيَ الوفاءُ - فأحسنُ حين يحسنُ محسنوهمْ ... وأجتنبُ الإِساءةَ إِن أساءوا أعرابي

- إِذا كنتَ رباً للقلوصِ فلا تدعْ ... رفيقَكَ يمشي خلفَها غير راكبِ - أنخها فأردفُهُ فإِن حملتكما ... فذاكَ وإِن كانَ العقابُ فعاقبِ حاتم الطائي

- عدوُّك من صديقِكَ مستفادٌ ... فلا تستكثرَنَّ من الصحاب - فإِن الداءَ أكثرُ ماتراهُ ... يحولُ من الطعامِ أو الشرابِ - إِذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً ... مُبيناً، والأمورُ إِلى انقلابِ - ولو كان الكثيرُ يطيبُ كانَتْ ... مصاحبةُ الكثيرِ من الصوابِ - ولكن قلما استكثرْتَ إِلا ... سقطْتَ على ذئابٍ في ثيابِ - فدعْ عنك الكثيرَ فكم كثيرٌ ... يُعافُ وكم قليلٍ مستطابِ المتنبي

- اصحبْ خيارَ الناس أين لقيتَهم ... خيرُ الصحابة من يكون ظريفا - والناسُ مثلُ دراهمٍ ميزتها ... فرأيتَ فيها فضةً وزيوفا - لي صديقٌ يرى حقوقي عليه ... نافلاتٍ وحَقَّه كان فَرْضا - لو قطعتُ الجبالَ طولاً إِليه ... ثم من بعدِ طولها سْرتُ عرضا - لرأى ماصنعْتُ غيرَ كبيرٍ ... واشتهى أن أزيدَ في الأرضِ أرضا محمد بن إِسحاق الواسطي

- سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها ... صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ منصفا الشافعي

- من أحسنِ الدهرِ وقتاً ساعة سلمتْ ... من الشرور، وفبها صاحبٌ حدَثُ المعري

- شريككَ في مزاجكَ من تصافي ... له شقٌ وطوعُ يديكَ شِقٌّ - وحتى في السكوتِ يرادُ حزمٌ ... وحتى في السلامِ يراد حذْقُ محمد مهدي الجواهري

- ومن لم يغمضْ عينه عن صديقهِ ... وعن بعضِ ما فيه يمت وهو عاتبُ - ومن يتتبعْ جاهداً كُلَّ عثرةٍ ... يجدْها ولا يسلم له الدهر صاحب كَّثير بن عبد الرحمن الخزاعي

- يا لهفَ نفسي على خلٍ أفاوضهُ ... حديثَ ليلي فيصغي لي كما يجبُ - مظهرِ السمعِ لا يثني للأئمةٍ ... وَجْهاً ولا يزدريه المينُ والكذبُ - أبثهُ سِرَّ حسنٍ جلَّ مضمرهُ ... عن أن تطالعَه الأقلامُ والكتبُ - سرٌ من الحُسْنِ لو يجلى سناهِ على ... أعمى لأبصرَ ماقد وارتِ الحجبُ ابن خاتمة الأندلسي

- كافِ الخليلَ على المودةِ مثلها ... وإِذا أساءَ فكافِه بعتابهِ - وإِذا عتبْتَ على امرئٍ أحببتْتَه ... فتوقَّ ظاهرِ عيبه وسبابهِ منصور الكريزي

- لا تسألنَّ عن الصدي ... ق (الصديق) وسلْ فؤادكَ عن فؤادهْ - فلربما بحثَ السؤا ... لُ (السؤالُ) على فسادِكَ أو فسادهْ أحمد الخراط

- عشْ واحداً أو فالتمسْ لك صاحباً ... في محتَديْ ورعٍ وطيبِ نجارِ - واحذرْ مصاحبةَ السفيه فشرما ... جلبَ الندامةَ صحبةُ الأشرارِ - والناسُ كالأشجارِ هذي يُجتنى ... منها الثمارُ، وذي وقودُ النارِ أسامة بن منقذ

- وإِذا صاحبْتَ فاصحبْ ماجداً ... ذاعفافٍ وحياءٍ وكرمْ - قولهُ للشيءِ لا إِن قُلْتَ لا ... وإِذا قلتَ نعم قال نعمْ عبد الله بن معاوية الجعفري

- وليس كثيراً ألفُ خِلٍ وصاحبٍ ... وإِن عدواً واحداً لكثيرُ علي بن أبي طالب

- إِذا رُمْتَ أمراً فاعتمدْ في بلوغِه ... على صاحبٍ ذي حكمةس وتجاربِ - ولا تتخذْ فيما ينوبُكَ مُستعداً ... سوى عَزَماتٍ كالنجومِ الثواقبِ - ولا تغتررْ بالِخلِّ إِن لاحَ بشرهُ ... فإِن الأفاعي ليناتُ الجوانبِ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- من أين لي والمنى ليست بنافعةٍ ... خلٌ أرى فيه أغراضي وأوطاري؟ - يمسُّه الخطبُ قَلْبي ثم يصرفُهُ ... عني ولو خاضَ فيه لُجَّةَ النارِ - وواحدٌ عنده عزلي وتوليتيْ ... ومستوٍ عندَه فقري وإِساريْ الشريف المرتضى

- إِذا أنا لم أنفعْ خليلي بودهِ ... فإِن عدويْ لا يضرهمِ بغضيْ النابغة الذبياني

- إِذا ما صديقيْ رابني سوءُ فعلهِ ... ولم يكُ عما رابني بمفيقِ - صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني ... مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ - كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ ... صارَ أحظى من الصديقِ العتيقِ - ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ ... صارَ بعد الطريقِ خيرَ رفيق البحتري

- أردتَ رفيقاً كي ينالكَ رفقُهُ ... فدعهُ إِذا لم تأتِ منه المرافقُ المعري

- فلا تتكلفنَّ إِلى وَصْلاً ... تلاقي من أذاهُ ماتلاقي - أرى عبدَ الصديقِ فإِن تحلَّىْ ... بظلمٍ فارجُ عِتْقي أو إِباقيْ - فلولا البعدُ ماطُلِبَ التداني ... ولولا البينُ ماعشقَ التلاقيْ - وخسرانُ المودةِ في السَّجَيا ... كخُسرانِ التجارةِ في الوراقِ - فقد يتعاشرُ الأقوامُ حيناً ... بتلفيقِ التصنُّعِ والنفاقِ - وإِن أحقَّ الناسِ مني بخلةٍ ... عدوُّ عدوي أو صديقُ صديقي البحتري

- واصحبْ إِذا صادقتَ بالمروةْ ... لاتبتذلْ من كان ذا أخوهْ - وأعطهِ حقوقَهُ المرجَّوةْ ... وإِن تهاونْتَ تقعْ في هوَّهْ لا تسخُ بالعِرْضِ لديه يسخر

- وإِن تُصِبْ يوماً أخاكَ نكبةْ ... فواسهِ أو لارجعت سبهْ - وإِن تكنْ وخيمةَ المغبةْ ... أجملْ وقاربْ فيه فهو أشبهْ أعْرهُ تتدبيركَ فيما يمتري

- وإِن علمتَ أن خِلاً قعدا ... مع العَدُوِّ فهو سَهْمٌ سُدَّدا - إِن كانَ موثوقاً به مُؤَكَّدا ... وإِن يكنْ ذا ظِنَّةٍ فاخشَ العِدا ولا تعاتِبْه ولا تنكرِ

- خالطْ إِذا خالَطْتَ خيراً منكما ... فإِنه بالفّضْلِ يُغْني عنكما - في الدينِ والمالِ وفيما يُحْكى ... ولا تخالطْ ناقصاً فتنكى هل مَصْعَدٌ في المجدِ كالمنحدر

- لاتتخذْ لخلةٍ صَديقا ... إِلا إِذا حققته تحقيقا - فإِن يكن وفاقُهُ توفيقا ... صِلْهُ وإِلا فاسْدُدِ الطريقا فالطعُ بعد الوصلِ إِحدى الكبرِ

- ولاتصاحبْ قبل أن تُجَرِّبا ... فإِن كرهْتَ من صديقٍ مذْهبا - فاصفحْ أو اعْتَبْه عسى أن يعتبا ... والطفْ به في العَتْبِ كي لا يَغْضبا واصبرْ على مذهبِه المستوعِرِ

- واخترْهُ إِن كانَ أخاً في اللهِ ... حراً سوى الحَريصِ والمباهي - أو من بَني الدنيا فغَيرُ واهي ... ولا جَهولاً أو كَذوباً داهي فالجهلُ والكذبُ أصولُ الضررِ

- وإِن رأيتَ مُقْبلاً بودِّه ... إِليكَ فاستحليْتَ صفوَ وردهِ - ولم تردْ إِدبارَه في قصدِهِ ... فأعطِه الإِقبالَ دونَ حدهِ فالنفسُ إِن يخضعْ لها تستهترِ

- وابذلْ لإِخوانكَ مالاً ودماً ... ومن عَرَفْتتَ العونَ والتكرما - وللرعاعِ البشرَ والترحما ... وللعدوِّ العَدْلَ والتحلما هذا لهم طراً إِذا لم يحظرِ

- فخيرُ ما كسبتَ إِخوانُ الثقةْ ... أنسٌ وعونٌ في الأمورِ الموبقهْ - فاجعلهمُ أهل الخَفَايا والمِقَةْ ... واحسبْ قبولَهم بذاكَ صَدَقةْ واجعلهُ مَئْسِياً كما لم يذكرِ

- وإِن نصحتَ صاحباً فاخْلُ وقلْ ... ولا تبكِّتْهُ على ذَنْبٍ فعلْ - والخصمَ إِن غلبتهُ لاتستطلْ ... عليه بالسبِّ كفاه ما حصلْ من مُمْرِضِ الخِزْي وحزنٍ مضمرٍ محمد الوحيدي

- أخو ثقةٍ يُسَرُّ ببعضِ شأني ... وإِن لم تُدْنِهِ مني قرابهْ - أحبُّ إِليَّ من ألفي قريبٍ ... تبيتُ صدورُهمْ لي مسترابهْ شاعر

- عتبتُ على سلمٍ فلما فقدتهْ ... وجرَّبتُ أقواماً بكيتُ على سلمِ - رجعتُ إِليه تجريبِ غيره ... فكان كبرءٍ بعد طولٍ من السُّقمِ ابن أبي عراده السعدي

- وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملقاً ... فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنذضبُ - لا خيرَ في امرئٍ متملقٍ ... حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ - يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ ... وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ - يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً ... ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ - واخترْ قرينَكَ واْطفيه نفاخراً ... إِن القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ علي بن أبي طالب

- والقَ الأحبةَ والإِخوانَ إِن قَطَعوا ... حبلَ الودادِ بحبلٍ منك متصلِ - فأعجزُ الناسِ حرٌ ضاعَ من يدِه ... صديقُ ودٍ فلم يردُدْهُ بالحِيَلِ - استصفِ خلكَ واستخلصْه أسهلُ من ... تبديلِ خِلٍ وكيفَ الأمنُ بالبدلِ - واحملْ ثلاثَ خِصالٍ من مطالبهِ ... واحفظْهُ فيها ودعْ ماشئْتَه وقلِ - ظلمُ الدلالِ وظلمُ الغيظِ فاعفِها ... وظلمُ هفوتِه واقسطْ ولاتملِ - وكنْ مع الخَلْقِ ماكانوا لخالقهمْ ... واحذرْ معاشرةَ الأوغادِ والسفلِ ابن المقري

- وإِن خانَ الصديقُ فلا تَخُنْهُ ... ودمْ بالحفظِ منه وبالذمامِ - ولا تحملْ على الإِخوانِ ضِغْناً ... وخذْ بالصحِ تنيجُ من الأثامِ علي بن أبي طالب

- اصحبْ ذوي القدرِ واستعدَّ بهم ... وعدِّ عن كلِّ ساقطٍ سلفهْ - فصاحبُ المرِ شاهدٌ ثِقةٌ ... يُقضى به غائباً عليه ولهْ ابن رشيق القيرواني

- إِذا المرءُ لا يرعَاكَ إِلا تكلفاً ... فدعْهُ ولا تُكْثِرْ عليه التَّأَسُّفا - ففي الناسِ أبدالٌ وفي الترك راحةٌ ... وفي القلبِ صبرٌ للحَبيْبِ ولو جَفا - فما كُلُّ من تَهْواهُ يهواكَ قلبهُ ... ولا كُلُّ من صافيتَهُ لك قد صَفا الشافعي

- صديقُ المرءِ كالدينارِ طبعاً ... وكيفَ يفارقُ المرءُ الطَّباعا - تراهُ إِذا أقامَ يقيمُ جاهاً ... وإِن فارقتَهُ أجدى انتفاعا ابن رشيق القيرواني

- وخِلٍّ كنتُ عينَ الرشدِ منه ... إِذا نظرَتْ ومستمعاً سميعا - أطافَ بغيِّهِ فعلْتُ عنه ... وقلتُ له: أرى أمراً فَظيعا عروة بن الورد

- إِني إِذا ما الخليلُ أحدثَ لي ... صَرْماً ومَلَّ الصفاءَ أو قَطَعا - لا أحتسي ماءهُ على رَنقٍ ... ولا يراني لبينِهِ جزِعَا - أهجرُهُ ثم ينقضي غ ... بَّرُ (غبرُ) الهجرانِ عنا ولم أَقُلْ قذعا - احذرْ وصالَ الئيمِ إِنَّ له ... عَضْها إِذا حَبْلُ وصلِهِ انقطعا - (غبر الهجران: بقايا) ، (القذع: الفحش) ، (العضه: الإِفك) المتتوكل الليثي

- وإِذا جفاني صاحبٌ ... لم أَسْتَجزْ ما عشْتُ قَطْعَهْ - وتركتُهُ مثلَ القبو ... رِ (القبورِ) أزورُها في كلُ جمعهْ جحظة أحمد بن برمكك

- طولَ التعاشرِ بين الناس مملولُ ... وما لابنِ آدمَ إِن فتشتَ معقولُ أبو العتاهية

- وكم صاحبٍ لي كنتُ أكرهُ فقدَه ... تسلَّمه مني الفناءُ المعجَّلُ - أبدَّلُ بالإِخوانِ ما إِن مللتُهُمْ ... وبالرغمِ مني أنني أتبدَّلُ الشريف المرتضى

- وكنتُ إِذا ما صاحبٌ رام ظنَّتيْ ... وبدَّل سوءاً بالذي كنتُ أفعلُ - قَلّبْتُ له ظهرَ المجنِّ فلم أدمْ ... على ذاكَ إِلا ريثما أتحَّولُ خعن بن أوس

- إِذا ما شِئْتَ أن تسلى خليلاً ... فأكثرْ دونَهُ عدَدَ الليالي - فما سلَّى خليلَكَ مثلُ نأيٍ ... ولا بَّلى جديدَكَ كابتذالِ شاعر

- إِذا ما خليلٌ لم يَصِلْكَ فلا تقمْ ... بتَلعتهِ واعمدْ لآخرَ واصلِ كعب بن زهير

- حسبُ الخليلين نأيُ الأرضِ بينهما ... هذا عليها وهذا تحتَها بالي النابغة الذبياني

- إِذا الصديقُ اعتلت مودتهُ ... صحْبتُه آسيا من العَتْبِ - فإِن تمادى كويتُ قرحتَهُ ... بالهجرِ، والكيُّ آخرُ الطبِّ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- لو أني في عدادِ الرملِ صحبي ... لأودعتُ الثرى وتركتُ وحدي المعري

- واحذرْ معاشَرةَ الدنيءِ فإِنها ... تُعدي كما يعدي الصحيحَ الأجربُ عبد القدوس

- والناسُ منهم إِن طلبْ ... تَ (طلبت) ودادَهم برٌ وفاجرْ - فاربأْ بنفسِكَ أن يغير ... كَ (يغيرك) منهمُ زيفُ المظاهرْ - كم طاهرٍ في ثوبِه ... هو ليس في خُلُقٍ بطاهرْ - يبديْ إِليكَ مودةً ... والحِقدُ تُخْفيه السرائرْ - وعليكَ يثني حاضراً ... ويلوكُ ذمَّكَ غيرَ حاضرْ - أواهُ من غدرِ الصديقِ ... وآهِ من موتِ الضمائرْ - فإِذا ظفرتَ بصاحبٍ ... لكَ في الصداقةِ غير غادرْ - فاحرصْ على كَنْزِ الوفاءِ ... فإِنه في الناسِ نادرْ هاشم الرفاعي

- عفاءٌ على هذا الزمانِ فإِنه ... زمانُ عقوقٍ لازمانُ حقوقِ - فكلُّ رفيقٍ فيه غيرُ مرافقٍ ... وكُلُّ صديقٍ فيه غيرُ صدوقِ أبو الفتح البستي

- إِذا ودَّكَ الإِنسانُ يوماً لخِلةٍ ... فغيَّرها مرُّ الزمانِ، تَنَكَّرا - وما زالَ فقرُ المرءِ يأتي على الغِنى ... ونسيانُهُ مستدركاَ ما تذكرا - وفي الناسِ من أعطى الجميلَ بَديهةً ... وضنَّ بفعلِ الخير لما تَفَكَّرا - فخفْ قولَ من لاقاكَ من غيرِ سالفٍ ... حميدٍ، فأبدى بالنفاقِ تشكرا - وكم أضمرَ المصحوبُ مكراً بصاحبٍ ... فألقى قضاءَ اللهِ أدهى وأمكرا المعري

- وإِذا ما تنكرتْ لي بلادٌ ... أو صديقٌ فإِنني بالخيارِ البحتري

- من يصحبِ الناسَ مَطْوياً على دَخَلٍ ... لا يَصْحَبُوه فخَلُّوا كُلَّ تدخيلِ - وجانِبُوا المزحَ إِن الجِدَّ يتبعهُ ... وربَّ مًوْجَعةٍ في إِثر تقبيلِ ابن رشيق القيرواني

- إِن الخليلَ الذي تنضُو مودتُهُ ... نضو الخضابِ لمقوقٌ بتصريمِ - وحقَّ لما لا يبهجُ النفسَ قربُهُ ... على وصلهِ أن يبهجَ النفسَ صرمُه عبد الرحمن المرتضى

- وكلُّ قرينةٍ قرنتْ بأخرى ... وإِن ضنَّتْ بها سيفرقانِ - وكلُّ أخٍ مفارقُه أخوهُ ... لعمرُ أبيكَ إِلا الفرقدانِ حضرمي بن عامر أو لبيد

- وقد يخلفُ الإِنسانُ ظُنَّ عشيرهِ ... وإِن راقَ منه منظرٌ ورواءُ - يموتُ المرءُ ليس له صفيٌ ... وقبلَ اليومِ عزَّ الأصفياءُ المعري

- لا تُلْفَيَنَّ مقارناً ... من لا يزينُ من الصحابِ - فالثوبُ ينفذُ صبغهُ ... فيما يليهِ من الثيابِ ابن وكيع التنيسي

- فاهجرْ صديقَكَ إِن خِفْتَ الفسادَ به ... إِن الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ - والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها ... على الذراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ المعري

- كلابُ الناسِ إِن فكرْتَ فيهم ... أضرُّ عليكَ من كلبِ الكلابِ - لأن الكلبَ لا يؤذي صديقاً ... وإِن صديقَ هذا في عَذابِ - ويأتي حينَ يأتيْ في ثيابٍ ... وقد حُزمت على رجلٍ مصابِ - فأَخْزى اللهُ أثواباً عليه ... وأخزى اللهُ ما تحتَ الثيابِ أعرابي

- اصحبِ الأخيارَ وارغبْ فيهم ... رُبَّ من صاحبَهُ مثلُ الجربْ - ودعِ الناسَ فلا تَشْتُمُهْمُ ... وإِذا شاتَمْتَ فاشتمْ ذا حَسَبْ - إِن من شاتمَ وَغْداً كالذي ... يشتري الصُّفرْ بأعيانِ الذهبْ - واصدقِ الناسَ إِذا حَدَّثْتَهُمْ ... ودعِ الناسَ فمن شاءَ كذبْ مسكين الدارمي

- ولا ترتجي الإِخلاصَ من كُلِّ باسمٍ ... ففي الباسمينَ المبغضُ المتحببُ - ولو كان كُلُّ المظهرين لي الوَفا ... وفيَّيْن لم يعجزكِ يانفسُ مطلبُ الياس فرحات

- إِذا بدأ الصديقُ بيومِ سوءٍ ... فكنْ منه لآخرْ ذا ارتقابِ أحمد بن سليمان

- لم يبقَ في الناسِ إِلا المكرُ والملقُ ... شوكٌ إِذا لمسُوا زهرٌ إِذا رَمَقوا - فإِن دعتكَ ضروراتٌ لِعْشرتهمْ ... فكن جَحيماً لعل الشَّوْكَ يحترقُ الشافعي

- يلقاكَ والعسلُ المصفى يُجتنى ... من قوله ومن الفعالِ العَلْقَمُ - يُبدي الهوى ويثورُ إِن عَرَضَتْ له ... فُرَصٌ عليكَ كما يثورُ الأرقمُ الأيبوري

- كفى للصديقِ ذعرةً من صديقِه ... إِخاءُ العِدَى بالجِدِّ أو بالتمازحِ أبو قطن الهلالي

- لي صاحبٌ ليس يخلو ... لسانهُ من جِراحِ - يجيدُ تمزيقَ عِرْضي ... على سبيلِ المزاحِ البحتري

- قلَّ الصديقُ وإِن أصبحتَ تعرفٌ لي ... مكانهُ، فأبنْ لي أينَ أقصدهُ - كم قد عرفْتُ صديقاً بعد مَعْرِفتيْ ... إِياهُ صرْتُ فراراً منه أجحدُهُ - كفرتُ بالودِّ منه حين أوحشني ... وكنتُ وُجْداً به في الناسِ أعبدُهُ - دعِ العدوِّ وكن ما عِشْتَ ذا حذرٍ ... من الصديقِ الذي زُورٌ توددهُ - وليس فتكةُ من بالذمِّ تقصِدُهُ ... كفتكةٍ من حميمٍ أنتَ تحمدُه - ولا يغرنْكَ ثَغْرٌ لاحَ من ضَحِكٍ ... بياضُهُ، فبياضُ المَكْرِ أسودُهُ - يا آمري بجميلٍ كيفَ يثمرُ ما ... زَرَعتُ من حسنٍ والقبحُ يحصدُه - زدني تفاقاً فإِني زائدٌ مَلَقاً ... ومطفئٌ جمرَ ما بالمكرِ توقدُهُ الضحاك الأنصاري

- إِن خانَ عهدَك من تودُّه ... ونأى، فلا يَحْزُنْكَ فقدُهْ - واهْجُرَكَ من تح ... بُ (تحب) إِذا قضى وحَوَواهُ لحْدهْ - وإِذا سُئلْتَ علامَ تهج ... رُهُ، (تهجره) فقلْ: ماصَحَّ عهدُه - وعلامَ أرغبُ في ملو ... لٍ (ملول) خائنٍ، قد بانَ زهدهْ - واحَذرْ مقالةَ من يقو ... لُ: (يقول) الحُبُّ تخضعُ فيه أسدُه - وإِذا خضْعتَ لمن يخو ... نُكَ (يخونك) فلإِباءُ لمن تعدهْ - إِن راعَ قلبَكَ هَجْرُه ... فغداً يلينُ له أشدُّه - والصبرُ سمٌ ناقعٌ ... لكنَّ منه يُشارُ شهْدُهُ - انظرْ بعيشِك هل ترى ... أحداً يدومُ على المودَّهْ - لترى أخلاءَ الرَّخا ... ءِ (الرخاء) عِداً، إِذا نابَتْككَ شدَّه - ولكلِّ ماتأبى وتهوى ... إِن صَبُرتَ، مدىً ومُدَّة - صديقٌ لي، تنكرَ بعد وُدٍ ... وأمُّ الغدرِ في الدنيا وَلُدُ - أراهُ ملألهُ حُسني قبيحاً ... فصَدَّ، وأيسرُ الغدرِ الصدودُ - وذمَّ اليومَ ما حمدَتْهُ مني ... تجاربُهُ، وأمسِ به شهيدُ - ولسْتُ ألومُهُ فيما أتاهُ ... أساءَ، فرابَهُ الفِعْلُ الحميدُ - وقد يجدُ المريضُ الماءَ مُرْاً ... بفيهِ، وهو سلسالٌ بَرودُ أسامة بن منق

- وأصعب ما يَلْقىَ الفتى في زمانِهِ ... صحابةُ من يشفي من الداءِ فقدُهُ البارودي

- احذرْ صديقكَ إِن تغيرَ إِنه ... ضِدٌ يصيبُ الحُرَّ حينَ يعارضُ - فالخمرُ يمتعُ ذوقها ونسيمها ... فإِذا استحلَتْ فهي خلٌ حامضُ أبو الفتح البستي

- ألا ربَّ من تدعو صديقاً ولو ترى ... مقالته بالغَيْبِ ساءَكَ ما يفري - مقالتُه كالشهدِ ما كان شاهداً ... وبالغيبِ مأثورٌ على ثغرةِ النحرِ - تبينُ لك العينانِ ما الصدرُ كاتمٌ ... من الحقدِ والبغضاءِ بالنظرِ الشَّرْر سويد بن الصامت

- وصاحبٍ كان لي وكنتُ له ... أشفقَ من والدٍ على ولدِ - حتى إِذا دانتِ الحوادثُ من ... خَطْوي وحَلَّ الزمانُ من عقدي - احوَلَّ عني وكان ينظرُ من ... عَيني ويرمي بساعدي ويدي - وكان لي مُؤْنساً وكنتُ له ... ليس بنا حاجةٌ إِلى أحدِ - حتى إِذا استرفدَتْ يدي يدَهُ ... كنت كمسترفدٍ يدَ الأسدِ أبو الشيص الخزاعي

- وإِذا تخيَّرْتَ الرجالَ لصحبةٍ ... فالعاقلَ البَرَّ السجيَّةِ - وإِذا وزنتُهمُ فأحكمْ وزنهُمْ ... واعرفْ سجاياهم بقلبٍ مُبْصِرِ عبد الله بن معاوية

- قلَّ الديقُ ظفرْتَ بمخلصٍ ... في ودّه لك كنتَ أولَ ظافرِ - يا ما أحيلى بسمةً من صاحبٍ ... لو كان باطنُهُ شريكَ الظاهرِ - عجباً لدهرٍ ليس اَضْحَكُ سنُّهُ ... إِلا لوجهِ مُنَافِقِ أو ماكرِ - كذبٌ على كذبٍ فما من صادقٍ ... حتى المصلَّى صارَ بيتَ الكافرِ قيصر سليم الخوري

- كن صديقِكَ لا من غيرِه حذراً ... إِن كان يُنْجيكَ منه شدةُ الحذرِ - ما أطمئنُّ إِلى خلقٍ فأخبرهُ ... إِلا تكشفَ لي عن لؤمِ مختبرِ أبو عثمان سعيد الخالي

- وشَرُّ الأخلاءِ من لم يزلْ ... يعاتبُ طوراً وطوراً يذمْ - يريكَ النصيحةَ عند اللقاءِ ... ويبريكَ في السرِّ بَرْيَ القَلَمْ أبو العتاهية

- صديقٌ ليس ينفعُ يومَ بؤسٍ ... قريبٌ من عَدُوٍ في القياسِ - وما يبقى الصديقُ بكُلِّ عصرٍ ... ولا الإِخوانُ إِلا للتأسي - عمرْتُ الدهرَ ملتمساً بجهدي ... أخا ثقةٍ فألهاني التماسي - تنكرتِ البلادُ ومن عليها ... كأن أناسُها ليسوا بناسي الشافعي

- وأخٍ رخصتُ عليه حتى مَلَّني ... والشيءُ مملولٌ إِذا ما يَرْخُصً - يا ليته إِذا باعَ وُدِّيْ باعهُ ... فيمن يزيدُ عليه لامن ينقصُ - مافي زمانِكَ ما يعزُّ وجودهُ ... إِن رمتَهُ إِلا صديقٌ مُخْلِصُ أبو بكر الخالدي

- لعمرُكَ إِني الذي له ... عليَّ دلالٌ واجبٌ لمفَجَّعُ - وإِني بالمولى الذي ليس نافعي ... ولا ضائري فقدانُه لممنَّعُ البراءأبو حناك الفقعسي

- يقولون لي صادقْ فلاناً فإِنه ... أخو نجدةٍ يُرجى لساعةِ ضيقِ - فقلتُ لهم هذا صحيحٌ وإِنما ... عدوُّ بلادي لن يكونَ صديقي الياس حبيب فرحات

- إِذا كنتَ لا ترعى حقوقاً ... لإِخوانٍ همُ رفعوا مناركْ - وتلزمُ كُلَّ حينٍ أن تُراعى ... ولا ينسى أخو ودٍ مَزاركْ - وتقطعُ دهرنا تهياً وعجباً ... وتأبى دائماً إِلا اختياركْ - فزادَكَ - ما بقيت - اللهُ بعداً ... ولا أدنى على حالٍ ديارَكْ الماسكيني مكي بن زيان

- وأعلمُ علماُ ليس بالظنِّ أنه ... لكل أناسٍ من ضَرائبِهم شكلُ - وأن أخلاءَ الزمانِ غناؤُهمْ ... قليلٌ إِذا ما المرءُ زَلَّتْ به النعلُ - ووُدُّ الفتى في كل نَيْلٍ ينيلُهُ ... إِذا ما انقضى لو أن نائلَهُ جزلُ أبو يعقوب الخريمي

- خيرُ الخليلينِ من أغضى لصاحبهِ ... ولو أرادَ انتصاراً منه لانتصرا البحتري

- بلوتُ وجرَّبتُ الأخلاءَ مدةً ... فأكثرُ شيءٍ في الصديقِ ملالُ - وأنعمُ منا في الحياةِ بهائمٌ ... وأثبتُ منا في الترابِ جبالُ الشريف الرضي

- خليلكَ أنتَ لا من قلتَ خِلُّي ... وإِن كَثُرَ التجملُ والكلامُ - وشبهُ الشيءِ منجذبٌ إِليه ... وأشبهُنا بدنيانا الطَّعامُ المتنبي

- لم تلقَ في الأيامِ إِلا صاحباً ... تأذى به طولَ الحياة وتألمُ - ويعد كونَكَ في الزمانِ بليةً ... فاصبرْ لها فكذاكَ هذا العالمُ - فاعذرْ خليلكَ إِن جفاكَ ولا تجدْ ... وإِذا الزيارةُ ساعفْتكَ فلا تدمْ المعري

- دعوى الصداقةِ في الرخاءِ كثيرةٌ ... بل في الشدائدِ يُعْرَفُ الإِخوانُ شاعر

- وراضي القلبِ غضبانَ اللسانِ ... له خُلُقانِ ما يتشابهانِ - يُسِرُّ مودتي ويطيلُ هَجْري ... ويمزجُ لي المودةَ بالهوانِ صريع الغواني بن الوليد

- يعرفُ السيفُ بالضريبةِ يلقا ... ها (يلقاها) وينبي عنِ الصديقِ امتحانُه - أما العداةُ فقد أَرَوْكَ نفوسَهمْ ... فاقصدْ بسوءِ ظنونِك الإِخوانا - وأخفُّ عن كتف الصديقِ نزاهةً ... من قبل أن يتلَّونَ الألوانا البحتري

- واتركْ مصاحبةَ اللئامِ ودَعْهمُ ... تركَ المخوفةِ بالردى عَدْواها طريح الثقفي

- كثرَ الأولى انْتَحَلوا الصداقةَ للفتى ... حتى ألمتْ بالفتى الأرزاءُ - وإِذا الليالي غيرتْ سعدَ امرئٍ ... يَخْفَى الصديقُ وتظهرُ الأعداءُ جميل الزهاوي

- واخبرْ ولا تصحبْ من ال ... إِخوانِ (الإخوان) إِلا من خَبرتا - فأخوكَ من هو في يمينِكَ ... إِن قصدْتَ وإِن قُصدتا - ويسرُّهُ دَبَّ مكرو ... هٌ (مكروه) إِليه إِذا سَلِمْتا - وهو المصابُ إِذا تعدَّ ... تهُ (تعدته) الخطوبُ إِذا أصبتا الشريف المرتضى

- ليس الذي يُبكى على وصله ... مثل الذي يُبكى على صَدِّه - قالوا فلانٌ جَيِّدلٌ لصديقه ... لا يكذبوا، مافي البريةِ جيدُ - فأميرهمْ نالَ الإِمارةَ بالخَنا ... وتقيهمْ بصلاتِه متصيِّدُ - كنْ من تشاءُ مُهجَّناً أو خالصاً ... وإِذا رزقتَ غنىً فأنتَ السيدُ - واصمتْ فما كثرَ الكلامُ من امرئٍ ... إِلا وظُن بأنه متزيدُ المعري

- لكمْ داخلٍ بين الخَصيمينِ مصلحٍ ... كما انْغَلَّ بين الجفنِ والجفنِ مردُ ابن الرومي

- إِذا اجتمعَ اثنانِ في منزلٍ ... على خِرْبةٍ فُضِحا للأبدْ - وفي وحدةِ المرءِ سترٌ له ... فكنْ مثلَ سيفِكَ حلف الرُّبَدْ المعري

- وقد يصيبُ المرءُ من دونهُ ... كما اصطحبتْ مُقْلتا الأعورِ - والخِلُّ كالماءِ بيدي لي ضمائرَهُ ... مع الصفاءِ ويُخْفيها مع الكدرِ - فلا يغرنْكَ بِشْرٌ من سواه بدا ... ولو أنارَ، فكم نَوْرٍ بلا ثمرِ الأعز بن قلاقس

- ومن صحبَ الأيامَ عاتبَ صاحباً ... وصاحبَ عذالاً وأدَّبَه الدهرُ شاعر

- صديقُكَ حين تستغني كثيرٌ ... ومالَكَ عند فقرِكَ من صديقِ - فلا تغضبْ على أحدٍ إِذا ما ... طوى عنكَ الزيارةُ عندَ ضيقِ الأصمعي

- فربما ضرَّ خِلٌ نافعٌ أبداً ... كالريقِ يحدثُ منه عارضُ الشرقِ المعري

- ولا خيرَ في وُدِّ امرئٍ متكارهٍ ... عليكَ ولا في صاحبٍ لاتوافقهْ - إِذا المرءُ لم يبذُلْ من الودِّ مثلما ... بذلتُ له فاعلمْ بأني مفارقُهْ - فإِن شئتَ فاصحبْه فلا خيرَ عنده ... وإِن شئتَ فاجعَلْه صديقاً تماذقهْ صريع الغواني

- دع الناسَ واصحبْ واخشَ بيداءَ فقرةٍ ... فإِن رضاهم غايةٌ ليس تُدْرَكُ - إِذا ذكروا المخلوقَ عابوا وأطنبوا ... وإِن ذكروا الخَلاَّقَ حابو وأشركوا - ضَلَّ امرؤٌ قال: خلي أستعينُ به ... وأي خِلٍ نأى عن وده خللُ - ومن يكُ ذا خليلٍ غيرِ سيفٍ ... يصادفْ في مودتِه اختلالا المعري

- إِذا لم أجدْ خِلاً تقياً فوحدتي ... ألذُّ وأشهى من غويٍ أعاشرْ - وأجلسُ وحدي للعبادةِ آمنا ... أقرُّ لعيني من جليسٍ أحاذرهْ الشافعي

- وصاحبُ السوءِ كالداءِ العياء إِذا ... ما ارفضَّ في الجلدِ يجري هاهُنا وهُنا - يُبْدي ويخبرُ عن عوراتِ صاحبهِ ... وما يرى عندَه من صالحٍ دَفَنا - إِن يحْيَ ذاكَ فكنْ منه بمعزلةٍ ... أو ماتَ ذاكَ فلا تشهدْ له جَنَنا المقنع الكندي

- أقلِّبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ ... يميلُ مع النعماءِ حيثُ تميلُ - إِذا الخلُّ لم يهجرْكَ إِلا ملالة ... فليسَ له إِلا الفراقِ عِقَابُ - بمن يثقُ الإنسانُ فيما ينوبُه ... ومن أينَ للحرِّ الكريمِ صحابُ - وقد صارَ هذا الناسُ إِلا أقلهمْ ... ذباباً على أجسادِهن ثيابُ أبو فراس الحمداني

- أشكو إِلى اللهِ قوماً عِثْتُ بينَهم ... يرضَونَ من كُلِّ ما يبغون بالدونِ - لا روقٌ لهم يرضاهُ لي بَصَري ... ولا لهم عبقٌ يرضاهُ عِرْنيني - من كُلِّ أخرَقَ بالشنعاءِ مصطبغٍ ... وبالذي دنَّسَ الأعراضَ مزنونِ - أعدوه لا جائزاً منه بناحيةٍ ... والشرُّ كالعُرِّ في الأقوامِ يُعْديني الشريف المرتضى

- ومن صحبَ الليالي علَّمتْهُ ... خداعَ الإِلفِ والقليلَ المُحالا المعري

- إِذا لم أجدْ خِلاً من الناس مجملاً ... فمن لي منهُم بالعدِّو المجاملِ - فما إِن أرى عَدواً أخافُهُ ... عليَّ ويرمي كُلَّ يومٍ مقاتلي - ومن كلِّ في مِحْنَتي به ... قرعْتُ جَبيني وعَضَضْتُ أناملي - وفي الخيرِ تلقى قائلاً غيرَ فاعلٍ ... وفي الشرِّ تلقى فاعلاً عيرَ قاتلِ - منْ لي بمن إِن سِمْتهُ حاجة؟ ... شمَّرَ فيها فضلَ أذيالِهْ - فيبذلُ النفسَ ولا يَرْتضي ... في أزماتي بذلَ أموالهْ - وحاملٍ ثقلي على ظهرِهِ ... كأنهُ من بعضِ أثقالهْ - لوغدرَ الناسُ بي كلُّهمْ ... ماخَطرَ الغدرُ على بالهْ - وربما أعرضتُ عنه فلا ... أعدَمُ منه فضلَ إِقبالِهْ الشريف المرتضى

- إِني اطلعْتُ فلم أجدْ لي صاحباً ... أصحبُهُ في اللهِ ولا في غيره - فتركتُ أسفلَهم لكثرةِ شرِّه ... وتركْتُ أعلاهم لقلةِ خَيْره الشافعي

- تجنبْ صديقَ السوءِ واصرمْ حبالَه ... وإِن لم تجدْ عنه مَحيطاً فدارهِ - واحببْ حبيبَ الصدق واحذرء مراءَه ... تنلْ منه صفوَ الودِ ما لم تُمارهِ شاعر

- كم صديقٍ كنتَ منه في عَمىً ... غَرَّني منهُ زماناً منظرُهْ - كان يلقاني بوجهٍ طلقٍ ... وكلامٍ كاللآلي ينثرهْ - فإِذا فتشتهُ عن غيبِه ... لم أجدْ ذاكَ لودٍ يضمرهْ - فدعِ الإِخوانَ إِلا كلِ من ... يضمِرُ الودِّ كما قد يظهرهْ - فإِذا فزتَ بمن يجمَعُ ذا ... فاجعَلْنهْ لكَ ذخراً تذخرهْ محمد بن إِبراهيم البصري

- وقال كلُّ خليلٍ كنتَ آملُه ... لا ألهينكَ إِني عنكَ مشغولُ كعب بن زهير

- ولا تكُ في حُبِّ الأخلاءِ مفرطاً ... فإِن أنتَ أبغضتَ البغيضَ فأجملِ - فإِنكَ لاتدري متى أنت مبغضٌ ... حبيبَكَ أو تهوى البغيضَ فأعقلِ حميد بن عياش

- نعارفُ أرواحُ الرجال إِذا التقَوا ... فمنهمْ عدوٌ يُتقى وخَليلُ - كذاك أمورُ الناسِ والناسُ منهم ... خفيفٌ إِذا صاحبتَهُ وثقيلُ محمد بن اسحق الواسطي

- ألا إِنما الإِخوانُ عند الحقائقِ ... ولا خيرَ في وُدِّ الصديقِ المماذقِ - لعمرْكَ ما شيءٌ من العيشِ كلِه ... أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ - وكْلُّ صديقٍ ليس في اللهِ ودُّه ... فإِني به في ودِّه غيلرُ واثقِ - أحب أخي في الله ماصح دينُهُ ... وأفرشُهُ ما يشتهي من خلائقِ - وأرغبُ عما فيه ذلٌ وريبةٌ ... وأعلم أن الله ماعشتُ رزاقي - صيفي من الإِخوانِ كل موافقٍ ... صبورٍ على مانابَ عند الحقائقِ أبو العتاهية

- وكم من صديقٍ وُدُّهُ بلسانهِ ... خؤونٍ بظهرِ الغيبِ لا يتندمُ - يضاحكُني كُرهاً لكيما أودهُ ... وتتبعني منه إِذا غبْتُ أسهمُ المنتصر الأنصاري

- لا يعجبنَّك صاحبٌ ... حتى تبيَّنَ ما طباعُهْ - ماذا يضَنُّ به علي ... كَ (عليك) وما يجودُ به اتِّساعه - أو ما الذي يقوىْ علي ... هـ (عليه) وما يَضيقُ به ذِراعُهْ - وإِذا الزمانُ رمى صفا ... تكَ (صفاتك) بالحوادثِ ما دفاعُهْ؟ - فهناكَ تعرفُ ما ارتفا ... عُ (ارتفاع) هوى أخيكَ وما اتضاعُهْ عبيد الله بن قيس الرقيات ورويت للأصمعي

- تركُ التعاهدِ للصدي ... قِ (للصديق) يكونُ داعيةَ القطيعةْ - كنْ ما اسطعْتَ من الأنامِ بِمَعْزِلٍ ... إِن الكثيرَ من الورى لا يصحبُ - واجعل جليسَكَ سيداً تحظى به ... حَبْرٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدبُ - واحذرْ من المظلومِ سهماً صائباً ... واعلمْ بأن دعاءَه لا يُحْجَبُ علي بن أبي طالب

- الناسُ أشكالٌ فمن يك راشداً ... يصحبْ رشيداً فالغَوِيُّ أخو الغوي - فابذلْ لودكَ صفوَ ودككَ وانحرفْ ... عن كلِّ من ينحازُ عنكَ وينزوي - وإِذا التوى أمرٌ عليكَ فخلَّه ... واعمدْ لآخر مسمحٍ لا يلتويّ ابو الفتح البستي

- لاتصحبنَّ سوى ذي الفضلِ منه تفزْ ... وإِن صحبتَ جهولاً فُزْتَ بالعارِ - ومن يصحبِ البُوْمَ يأتي للخَرابِ بهِ ... والعطرُ تكسبه أصحابُ عطارِ الشيخ النابلسي

- رماكَ فاصماكَ امرؤٌ لم تكنْ له ... رَميْاً ولم يخطرْ ببالكَ شأنهُ - ولو أنني حاذرتُهُ لكفيتُهُ ... وكم آمنٍ جانٍ عليه أمانُهُ - وللموتُ خيرٌ للفتى من مَذَلَّةٍ ... تنمَ عليه أو هَوان يهانُه - وإِن كنتَ يوماً تائباً عن مودةِ ال ... رجالِ (الرجال) فهذا وقتُه وأوانُهُ الشريف المرتضى

- ولستُ بمتخذٍ صاحباً ... يقيمُ على بابه حاجبا - |إِذا جئتُ قال له حاجةٌ ... وإِن عُدْتُ ألفيتُه غائبا - ويلزمُ إِخوانَهُ حقَّهُ ... وليسَ يرى حَقهمْ واجبا - فلست بلاقيه حتى المماتِ ... إِذا أنا لمْ ألقَهُ راكبا شاعر

- إِذا أنتَ لم تستبقْ ود صحابةٍ ... على دَخَنٍ أكثرتَ بثَّ المعاتبِ - وإِني لأستبقي امرأ السوءِ عدةً ... لعدوِةِ عريَّضٍ من الناسِ عائبِ - أخافُ كلابَ الأبعدينَ ونبحِها ... إِذا لم تجاوبْها كلابُ الأقاربِ رجل من غطفان

- وكنْتُ أرى التجاربَ عدةً ... فخانت ثقاتُ الناسِ حتى التجارب اسماعيل الناشىْ

- لا تثِقَنْ يوماً بذي صدافهْ ... مالم تكن لودِّه وثاقهْ - لا تتخذهُ عدَّةً لشِدَّةْ ... فإِنه في الأزمِ أو هى عِدَّةْ - لا خيرَ في وُدِّ امرئٍ مواربِ ... يميلُ إِن أمرٌ بدا من صاحبِ - إِذا رأى يوماً أخاه مُبْتَلى ... أسلمهُ من لؤمِه إِلى البِلى - حافظْ على الصاحبِ والصديقِ ... في العسرِ واليسرِ وفي الحَريقِ - وليس من صديقٍ إِخاءُ الصاحبِ ... تسليمُهُ يوماً إِلى النوائبِ الشيخ عبد الله السابوري

- لاتصحبنَّ امرأً على حسبٍ ... إِني رأيتُ الأحسابَ قد دُخلَتْ - مالككَ من أن يقالَ إِنَّ له ... أباً كريماً في أُمَّةٍ سَلفتْ - بل اصْحَبَنْه على طبائِعه ... فكلُّ نفسٍ تَجْري كما طُبعتْ الرياشي

- اصبرْ إِذا عَضَّكَ الزمانُ ومن ... أصبرُ عند الزمانِ من رَجُلهْ - يحملُ أثقالَهُ عليكَ كما ... يحملُ أثقالَهُ على جَمَلهْ - ولا تُهِنْ للصديقِ تكرمُهُ ... نفسَكَ حتى تُعَدَّ من خَولهْ - ولسْتَ مُسْتبقياً أخاً لكَ لا ... تصفحُ عما يكونُ من زللِهْ - ليسَ الفتى بالذي يحولُ عن الع ... هدِ (العهد) ويؤتى الصديقُ من قَبلِهْ عبد الله بن جعفر

- شَرُّ الأخلاءِ من ولىَّ قفاهُ إِذا ... كان المولىَّ وأعطى البِشْرَ معزولا - من لم يسمِّنْ جواداً كان يركبُه ... في الخِطْبِ قامَ به في الجَدْبِ مَهْزولا الحمدوني

- إِن الصداقةَ أولاها السلامُ ومن ... بعدِ السلامِ طِعامٌ ثَمَّ تَرْحيْبُ - وبعدَ ذاكَ كلامٌ في ملاطفةٍ ... وضحكُ ثغرٍ وإحسانٌ وتقريبُ - وأصلُ ذلكَ أن تبغي شمائلَها ... بين الأحبة تأييدٌ وتأديبُ - لم تنسَ غيباً ولم تملَلْ إِذا حَضَروا ... قد زانَ ذلكَ تهذيبٌ وتأديبُ - إِن الكرامَ إِذا ما صدقوا صدَقُوا ... لم يَثْنِهم عنه ترغيبٌ وترهيبُ شاعر

- وزَهَّدني في الناسِ معرفتي بهمْ ... وطول اختياري صاحباً بعد صاحبِ - فلمْ تُرني الأيامُ خلاً تسرني ... مباديه إِلا ساءني في العواقبِ - ولا كُنْتُ أرجوهُ لدفعِ ملمةٍ ... من الدهرِ إِلا كانَ إِحدى المصائبِ المعتصم صاحب المريه

- خيرُ الصديقِ هو الصدوقُ مقالةً ... وكذاكَ شرُّهُمُ المَنُون الأكذبُ - فإِذا غدوتَ له تريدُ نجازَه ... بالوعدِ راغَ كما يَرُوُغُ الثعلبُ رزين العروضي

- إِني ليهجُرني الصديقُ تجنياً ... فأريهِ أن لهجْرِه أسبابا - وأخافُ إِن عاتبتُهُ أغريتُهُ ... فأرى له تركَ العتابِ عتابا علي الناشيء الأصغر

- لاتعدَّنَّ للزمانِ صديقاً ... وأعدَّ الزمانَ للأصدقاءِ - إِني إِذا ما الخِلُّ خادَعهُ ... عني الزمانُ فحالَ عن عَهْدي - جانيتُهُ ولو أنه عُمْري ... وقطعتُهُ ولو أنه زندي جحظة أبو علي المنطقي

- إِذا ما كثُرْتَ على صاحبٍ ... وقد كان يُدْنيكَ من نفسِهِ - فلا بدَّ من مللٍ واقعٍ ... يغيِّرُ ماكانَ من أنسهِ الحسين القرطبي

- أيا ربِّ كُلُّ الناسِ أبناءُ علةٍ ... أما تعثرُ الدنيا بصديقِ - وجوهٌ بها من مُضْمَرِ الغِلِّ شاهدٌ ... ذواتُ أديمٍ في النفاقِ صفيقِ - إِذا اعترضُوا عندَ اللقاءِ فإِنهم ... قذىً لعيونٍ أوشَجاً لحُلُوقِ - وإِن أظهروا بَرْدَ الودودِ وظلهُ ... أسَرُّوا من الشَّحْناءِ حرَّ حريقِ - أخو وحدةٍ قد آنستني كأنني ... بها نازلٌ في مَعْشرٍ ورفيقِ - فذلككَ خيرٌ للفتى من ثوائِهِ ... بمسبعةٍ من صاحبٍ وصديقِ إِبراهيم الصابي

- إِذا ما شِئْتَ أن تبلو صديقاً ... فجربْ وْدَّهْ عند الدراهمْ - فعندَ طلابِها تبدو هَنَاتٌ ... وتعرفُ ثَمَّ أخلاقُ المكارمْ أحمد أبو العباس ثعلب

- سألتُ الناسَ عن خِلٍ وفيٍ ... فقالوا: ما إِلى هذا سبيلُ - تمسكْ إِن ظفرْتَ بذيلِ حرٍ ... فإِن الحُرَّفي الدُّنيا قليلُ - إِذا كانَ الفتى ضخمَ المعالي ... فليس يَضُرُّهُ الجسمُ النحيلُ أبو اسحق الشيرازي

- أحبُّ المرءَ ظاهرُه جميلٌ ... لصاحبِه وباطنُه سليمُ - مودتُه تدومُ لكلِّ هَوْلٍ ... وهل كُلُّ مودتُه تَدومُ ناصح الدين الأرجاني

- فسدَ الزمانُ فكلُّ من صاحبْتَه ... راجٍ ينافقُ أو مُداجٍ خاشي - وإِذا اختبرْتَهمُ ظفرْتَ بباطنٍ ... متهجمٍ وبظاهرٍ هَشّاشِ الأيبوري

- قل الثقاتُ فلا تركنْ إِلى أحدٍ ... فأسعدُ الناسِ من لا يعرفُ الناسا - لم ألقَ لي صاحباً في اللهِ أصحبُهُ ... وقد رأيتُ وقد جَرَّبْتُ أجناسا بهاء الدين زهير

- من شاءَ ألا يثني صحبُهُ ... عن حبِّهِ فليحتملْ صحبَهُ - كم صاحبٍ حِرْصاً على وُدِّهِ ... طلبتُ أن يغفِر لي ذنبَهُ - وإِني لآبى أن أطالبَ صاحبي ... بكرهِ عدوي أو بحبِّ صديقي - وكم صاحبٍ يقلاكَ إِن لم تجارهِ ... بذمِّ فريقٍ أو بمدحِ فريقِ زهير القروي

- إِن الصديقَ يريدُ بسطكَ مازحاً ... فإِذا رأى منكَ الملالةَ يقصرُ - وترى العدوَّ، إِذا تيقنَ أنهُ ... يؤذيكَ بالمزحِ العنيفِ يكثرُ - وليس صديقاً من إِذا قلتَ لفظِة ... يحاولُ في أثناءِ موقعِها أمْرا - ولكنه من لو قطعْتَ بنانَهُ ... توهمَه قصداً لمصلحةٍ أخرى - اخفضْ جناحاً لمن تعاشرُه ... ولنْإِذا ما قَسَمتْ خلائقهُ - فإِنه إِن أسأتَ صحبتَه ... أعدى أعاديكَ إِذا تفارقُهُ صفي الدين الحلي

- لا تعاشرْ سوى المهذبِ واعلمْ ... أن طبعَ العشيرِ يسري إِليكا محمد الخطيب

- ولما أتيتُ الناسَ أطلبُ عندَهمْ ... أخاثقةٍ عندَ ابتلاءِ الشدائدِ - تطلعتُ في دَهْرَيْ رخاءٍ وشدةٍ ... وناديْتُ في الأحياءِ هل من ساعدِ؟ - فلم أرَ فيما ساءني غيرَ شامتٍ ... ولم أرَ فيما سرني غيرَ حاسدِ - إِني صحبْتُ الناسَ مالهم عددٌ ... وكنْتُ أحسبُ أني قد ملأتُ يدي - لما بلوتُ أخلائي وَجْتُهُمُ ... كالدهرِ في الغَدْرِ لم يبقوا على أحدِ - إِن غبتُ عنهم فشَرُّ الناسِ يشتمني ... وإِن مرِضْتُ فخيرُ الناسِ لم يعدِ - وإِن رأوني بخيرٍ ساءَهم فَرَحي ... وإِن رَأَوني بشَرٍّ سَرَّهُمْ نكَدي الشافعي

- لما رأيْتُ بني الزمان وما بهم ... خِلٌ وفيُّ للشدائدِ أصطفي - أسقنْتُ أن المستحيَ ثلاثةٌ: ... الغولُ والعَنْقاءُ والخِلُّ الفي - لا تستدلَّ على تَغَيُّرِ صاحبٍ ... وزوالِ صحبتِه وخفرِ ذمامهِ - يوماً بأوضحَ من تَجَهُّمِ وجههِ ... وجفاءِ منطقِه وسخطِ غلامهِ - لا تصاحِبْ من الأنامِ لئيماً ... ربما أفسدَ الطباعَ اللئيمُ صفي الدين الحلبي

- ما صاحبُ المرءِ من إِن زلَّ عاقَبهُ ... بل صاحبُ المرءِ من يعفو إِذا قَدَرا - فإِن أردْتَ وصالاً لا يكدِّرُهُ ... هجرٌ فكن صافياً للخِلِّ إِن كدرا الشريف العقيلي

- خِزْيُ الحياةِ، وحَرْبُ الصديقِ ... وكلاً أرادُ طعاماً وَبيلا - فإِن لم يكنْ غيرُ إِحداهما ... فسِروا إِلى الموتِ سَيْراً جَميلا - ولا تَقْعُدوا وبكم مِنَّةٌ ... كفى بالحوادثِ للمرءِ غُولا بشامة بن عمرو

-4- الصمت والسكوت

-4- الصمت والسكوت

- بعضُ السكوتِ يفوقُ كُلَّ بلاغةٍ ... في أنفسِ الفهمينَ والأرباءِ - ومن التناهي في الفصاحةِ تَرْكُها ... والوقتُ وقتَ الخطبةِ الخرساءِ خليل مطران

- ومن خَشِيِ الجوابَ أقلَّ نطقاً ... وإِن كان المقدمَ في الصوابِ صالح عبد القدوس

- لقد يكشفُ القولُ عيَّ الفتى ... فيبدو ويسترهُ ماسكتْ عبد الله بن معاوية

- اكتمْ حديثكَ عن أخيكَ ولا تكنْ ... أسرارُ قلبكَ مثلَ أسرارِ اليدِ المعري

- الصمتُ غنمٌ لأقوامٍ ومَسْتَرَةٌ ... والقولُ في بعضِه التضليلُ والفَنَدُ الكناني

- الصمتُ أولى، وما رجلٌ ممنعةٌ ... إِلا لها بصروفِ الدهرِ تعثيرُ - والنقلُ غيَّرَ أنباءً سمعْتُ بها ... وآفةُ القولِ تقليلٌ وتكثيرُ - والعقلُ زينٌ، ولكن فوقَه قَدَرٌ ... فما له في ابتغاءِ الرزقِ تأثيرُ - وكثرةُ القولَ دلَّتْ أن صاحبَها ... ألفى وبذر، فاهجرْ واتقِ البذرا - رأيتُ سكوتي متحجراً فلزمتُهُ ... إِذا لم يُفِدْ ربحاً، فلسْتُ بخاسرِ - الزمِ الصمتَ إِن أردتَ نجاةً ... ليس ضحضاحُ منطقٍ مثل غمرِ المعري

- لئن كان يجني اللومَ ما أنتَ قائلٌ ... ولم يكُ منه النفعُ فالصمتُ أيسرُ - فلا تبدِ قولا من لسانِكَ لم يُرضْ ... مواقعَه من قبلِ ذاكَ التفكرُ محمد بن زنجي البغدادي

- إِذا كنتَ ذا علمٍ فلا تكُ صامتاً ... عن القولِ بالأمرِ الذي أنتَ خابرُهْ - فإِن سكوتَ المرءِ عيٌ يشينُهُ ... كما نطقُهُ عيٌ إِذا جاشَ خاطرُهْ هميرة بن طارق اليربوعي

- أوجزَ الدهرُ في المقالِ إِلى أن ... جعلَ الصمْتَ غايةَ الإِيجازِ - فافعلِ الخيرَ إِن جزاكَ الفتى عن ... هُ (عنه) وإِلا فاللهُ بالخيرِ جازِ المعري

- يخوضُ أناسٌ في الكلامِ ليوجزوا ... وللصَّمْتُ في بعض الأحايين أوجزُ - إِذا كنتَ أن تحسنَ الصمتَ عاجزاً ... فأنتَ عن الإِبلاغِ في القولِ أعجزُ أبو العتاهية

- أطلِ الصمتَ إِذا ما لم تُسَلْ ... إِن في الصمتِ لأقوامٍ سَعَهْ الكناني

- قد يحسبُ الصمتُ الطويلُ من الفتى ... حلماً يوقَّرُ، وهو فيه تخلفُ المعري

- ألم ترأن الصمت حلمٌ وحكمةٌ ... قليلٌ على ريبِ الحوادثِ فاعلُه أسامة بن سفيان

- وللصمتُ خيرٌ من كلامٍ بمأثمٍ ... فكنْ صامتاً تسلمْ وإِن قلتَ فاعدلِ عبد القدوس

- أطرقْ كأنكَ في الدنيا بلا نظرٍ ... واصمُتْ كأنكَ مخلوقٌ بغيرِ فمِ - وإِن صوابَ الصمتِ خيرٌ مغبةً ... من النطقِ المشوشِ للمتكلمِ يحيى بن زياد

- أطلِ الصمتَ فإِن الصَمْتَ حلمٌ ... وإِذا قُمْتَ فبالحق فقُمْ صالح عبد القدوس

- عجبتُ لإِدلالِ العييِّ بنفسِه ... وصمتِ الذي قد كان بالقَوْلِ أعلما - وفي الصمت سترٌ للعيِّ وإِنما ... صحيفةُ لبِّ المرءِ أن يتكلما جد جريرأو مالك العبسي

- ولرب صمتٍ من شجي موجعٍ ... جمع البيانَ وشفَّ عن مكنونِ - صمتُ الكئيبِ ينالُ من نفس الفتى ... ما لا ينالُ مغدٌ بلحونِ عدنان مردم بك

- ما ذلُّ صمتٍ وما من مكثرٍ ... إِلا يزولُ وما يُعابُ صموتُ - إِن كان منطقُ ناطقٍ من فضةٍ ... فالصمتُ درٌ زانَه الياقوتُ عبد العزيز الأبرش

- استُرِ العي ما استطعْتَ بصمتٍ ... إِن في الصمتِ راحةً للصَّموتِ - واجعلِ الصمتَ إِن عييتَ جواباً ... ربَّ جوابهُ في السكوتِ الكريزي

- وللصمتُ خيرٌ على عيِّهِ ... من النطقِ تلزمُ فيه الخَطا - فكنْ صامتاً واعياً ما يقالُ ... فذلكَ أجدى وأعلى سَنا يحيى بن زياد

- وكائنْ ترى من صامتٍ لك مُعْجبٍ ... زيادتُهُ أو نقصًهُ في التكلمِ - لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ ... فلم يبقَ إِلا صورةُ اللحمِ والدمِ زهير بن أبي سلمى

- إِني لأسكتُ عن علمٍ ومعرفةٍ ... خوفَ الجوابِ ومافيه من الخطلِ - أخشى جوابَ جَهولٍ ليس ينصفني ... ولا يهابُ الذي يأتيهِ من زللِ حمارش بن عدي العذري

- أنتَ من الصمتِ آمنُ الزللِ ... ومن كثيرِ الكلامِ في وجلِ - لا تقلِ القولَ ثم تتبعُهُ ... يا ليتَ ماكنْتُ قلتُ لم أقلِ محمد بن زيد البغدادي

- لاتتركنَّ الصمْتَ حكماً إِذا بدا ... لك الرشدُ وانطِقْ فيه غيرَ - ولكن إِذا ما الصمتُ كان حزامةً ... وخفْفَ وبالَ القولِ فالصمْتَ فالزمِ هميرة بن طارق

- الصمتُ خيرٌ للفتى ... من منطقٍ خطلٍ يشينهْ - ولصمتهُ أحْرى به ... ولوأن منطقَه يزينُهْ يحيى بن زياد

- قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلت لهم ... إِن الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ - والصمتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ ... وفيه أيضاً لصونِ العرض إِصلاحُ - أما ترى الأسدَ وهي صامتةٌ؟ ... والكلبُ يحُسى لعَمْري وهو نباحُ الشافعي

- وجدْتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ ... إِذا لم أجدْ ربحاً فلسْتُ بخاسرِ - وما الصمتُ إِلا في الرجالِ متاجرٌ ... وتاجرُهُ يعلو على كلِّ تاجرِ الشافعي

- إِن كان يعجبُكَ السكوتُ فإِنه ... قد كان يعجبُ قبلكَ الأخيارا - ولئن ندمْتُ على سكوتٍ مرةً ... فلقد ندمتُ على الكلامِ مِرارا - إِن السكوتً سلامةٌ ولربما ... زرعَ الكلامُ عداوةً وضرارا شاعر

- إِذا سكتَ الإِنسانُ قَلَّتْ خصومُهُ ... وإِن أضجعتهُ الحادثاتُ لجنبِه المعري

- إِن القليلَ من الكلامِ بأهلهِ ... حَسَنٌ وإِن كثيرَهُ ممقوتُ - ما زلَّ ذو صمتٍ وما من مكثرٍ ... إِلا يزلُّ وما يُعابُ صَموتُ - إِن كان ينطقُ ناطقاً من فضةٍ ... فالصمت درٌ زانَه الياقوتُ - لا تبدأنَّ بمَنْطِقٍ في مجلسٍ ... قبل السؤالِ، فإِن ذلكَ يشنعُ - فالصمتُ يحسن كل ظنٍ بالفتى ... ولعله خرقٌ سفيه أرقعُ - ودعِ المزاحَ فربَّ لفظةِ مازحٍ ... جلبَتْ إِليكَ مساوئاً لا تدفعُ - وحفاظُ جارِكَ لا تضعْه فإِنه ... لا يبلغُ الشرفَ الجسيمَ مضيعُ - وإِذا استقالك ذوِ الإِساءة عثرةً ... فألقه إِن ثوابَ ذلك أوسعُ - فلا تكثرنَّ القولَ في غيرِ وقتِه ... وأدمنْ إلى الصمتِ المزينِ للعقلِ - يموتُ الفتى من عَثْرةٍ بلسانِه ... وليس يموتُ المرءُ من عثرةِ الرجلِ علي بن أبي طالب

- الصمتُ للمرءِ حليفُ السلمِ ... وشاهدٌ له بفضلِ الحكمِ - وحارسٌ من زللِ اللسانِ ... في القولِ إِن عيَّ عن البيانِ - إِن السكوتَ يعقبُ السلامةْ ... فرب قولٍ يورثُ الندامهْ الشيخ عبد الله السابوري

- خلِّ جنبيك لرامِ ... وامضِ عنه بسلامِ - متْ بداءِ الصمتِ خيرٌ ... لكَ من داءِ الكلامِ - عشْ من الناسِ إِن اسطع ... تَ (اسطعت) سلاماً بسلامِ - إِنما السالمُ من أل ... جمَ (ألجم) فاءُ بلجامِ أبو نواس

- قد أفلحَ السالمُ الصموتُ ... كلامُ واعي الكلامِ قوتُ - ماكُلُّ نطقٍ له جوابٌ ... جوابُ ما يُكره السكوتُ - يا عجباً لامرئٍ ظلومٍ ... مستيقنٍ أنه يموتُ أبو الهتاهية

- الصمت يكسبُ أهلَهُ ... صدقَ المودةِ والمحبةْ - والقولُ يستدعي لصا ... حبهِ (لصاحبه) المذمةَ رغبةْ شاعر

-5- الصنع والصناعة

-5- الصنع والصناعة

- إِذا ساءَ المرءِ ساءَتْ حياته ... فما لصروفِ الدهرِ يوسعُها سبا سامي البارودي

- إِذا المرءُ أساءَ الصنيعَ ... أحالَ على دهرِه ماصنعْ الصاحب شرف الأنصاري

- إِذا جمعَتْ بين امرأين صناعةٌ ... وأحببتَ أن تدري الذي هو أحذقُ - فلا تتفقدْ منهما غيرَ ماجرتْ ... به لهما الأرزاقُ حين تفرقُ - فحيثُ يكون النقصُ فالرزقُ واسعٌ ... وحيثُ يكونُ الفضلُ فالرزقُ ضَيِّقُ أبو إِسحاق الصابي

- ما ازددْتُ من أدبي حَرْفاً أسريه ... إِلا تزيْدتُ حرفاً تحته شومُ - إِن المقدمَ في حِذْقٍ بصنعتِهِ ... أنى توجهَ منها فهو مَحْرومُ الحمدوني

- يا باريَ القوسِ برياً لستَ تحسنُها ... لاتفسِدنْها باريها شاعر

الباب الخامس عشر: باب الضاد

الباب الخامس عشر: باب الضاد

-1- الضغن والضيغينة والحقد

-1- الضغن والضيغينة والحقد

- لا يحملُ الحِقْدَ من تعلو به الرتبُ ... ولا ينالُ العُلا من طَبْعُه الغضبُ - ومن يكن عبدَ قومٍ لا يخلفهم ... إِذا جفَوْهُ ويسترضي إِذا عتبوا عنترة العبسي

- ولا تكثرْ على ذي الضِّغْنِ عُتْبا ... ولا ذكرَ التجرمِ للذنوبِ - ولا تسألهُ عما سوف يبدي ... ولا عن عيبهِ لكَ بالمغيبِ - متى تكُ في صديقٍ أو عدوٍّ ... تخبِّرْكَ الوجوهُ عن القلوبِ زهير بن أبي سلمى

- سنَّ الضغائنَ آياءٌ لنا سَلَفُوا ... فلن تبيدَ وللآباءِ أبناءُ - وربَّ مبالغٍ في كيدِ أمرٍ ... تقولُ له أحبتُه اقتصادا شاعر

- وذي ضغنٍ كففْتُ النفسَ عنه ... وكنْتُ على مساءتِه قديرا - ولو أني أشاءُ كسرتُ منه ... مكاناً لا يطيقُ له جُبورا عمرو بن قيس

- وضغنُ ابن عِمِّ المرءِ فاعلمْ دواؤُه ... كذي العُرِّ يرَجىْ برؤه ثم ينشَرُ عرقل الطائي

- لا أتقي حَسَكَ الضغائنِ بالرقى ... فعل الذليلِ، وإِن بقيتُ وحيدا - لكن أجردُ للضغائنِ مثلَها ... حتى تموتَ، وللحقودِ حقودا يزيد بن الطثريه

- فدعُوا الضغائنَ لا تكنْ من شأنكمْ ... إِن الضغائنَ للقرابةِ تقذعُ - إِن الضغينه تلقاها وإِن قدمَتْ ... كالعرِّ يكمنُ حيناً ثم ينتشرُ النمر بن لأخطل

- حيِّ ذوي الأضغانِ تسبِ قلوبهمْ ... تحيتُك الأدنى فقد يرفعُ النَّغلْ - فإِن دحسوا بالكرهِ فاعفُ تكرماً ... وإِن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تسلْ - فإِن الذي يؤذيكَ منه سماعُهُ ... وإِن الذي قالُوا وراءَكَ لم يُقَلْ العلاء الحضرمي

- وما تخفى الضغينةُ حيث كانتْ ... ولا النطرُ الصحيحُ من السقيمِ دريد

- لا تأمننْ من مبغضٍ قربَ دارهِ ... ولا من محبٍّ أن يمل فيبعدا عدي بن زيد

- والقَ أخا الضغنِ بإِيناسِه ... لتدركَ الفرصةَ في أنسِه صالح عبد القدوس

- كنْ كالنخيل عن الأحقادِ مرتفعاً ... يُؤْذَّى برجمٍ فيعطي خيرَ أثمارِ - واصبرْ إِذا ضِقْتَ ذرعاً والزمانَ سطا ... لا يحصلُ اليسرُ إِلا بعدَ إِعسارِ الشيخ عبد الغني النابلسي

- وقد ينبتُ المرعىعلى دمنِ الثرى ... وتبقى حزازاتُ القلوبِ كما هيا زفر الكلابي - قدمتُ حُبِّي ... لمبغضيّا - لقاءَ ما قد ... جَنَوا عليّا - فكان حظي ... من مُبغضيا - أَن عادَ حُبي ... بُغْضاً إِليا ميخائيل نعيمة

-2- الضيف والنزيل

-2- الضيف والنزيل

- أضاحِكُ ضيفي قبل إِنزالِ رحلِه ... ويُخْصِبُ عندي والمحَلُّ جديب - وما الخصبُ للأضيافِ كثرةُ القِرى ... ولكنما وجهُ الكريمِ خصيبُ الخريمي

- لاتسألِ الضيفَ إِن أطعمتَهُ ظهراً ... بالليلِ: هل لكَ في بعضِ القِرى أربُ - فإِن ذلكَ من قولٍ يلقنُهُ ... لا أشتهي الزادَ وهو الساغبُ الحرب - قدمْ له ماتأتي لا تؤامُرهُ ... فيه ولو أنه الطرثوثَ والصربُ - (الساغب: الجائع) ، (لاتؤامره: لاتشاوره) ، (الطرثوث: نبات يؤكل) ، (الصربُ: اللبن الحامض) المعري

- ولا بدَّ أن الضيفَ مخبرُ ما رأى ... مخبِّرُ أهلٍ أو مخبر صاحبِ القطامي

- إِن كنتَ صاحبَ إِخوانٍ ومائدةٍ ... فاحبُ الطفيليَّ تأهلاً وترحيبا - لا تلقينُهُ بتعبيسٍ لتوحشهُ ... فالزادُ يَفْنى ولا يبقي الأصاحيبا - يقفو اللئيمُ كريمَ القوم مكتسباً ... إِن السراحينَ يتبعْنَ السراحيبا - (السرحان: الذئب والسرحوب: الناقة الطويلة) المعري

- وإِني لأجفو الضيفَ من غيرِ عُسْرةٍ ... مخافةَ أن يضرى بنا فيعودُ شاعر

- ما يرحلُ الضيفُ عندي بعدَ تكرمةٍ ... إِلا برفدٍ وتشييعٍ ومعذرة~ دعبل الخزاعي

- إِذا الضيفُ جاءَكَ فابتسمْ له ... وقرِّبْ إِليه وشيكَ القِرى - ولا تحقرِ المُزْدَرَىْ في العيونِ ... فكم نَفَعَ الهيِّنُ المزدرَى المعري

- وحمدُ الله يحسنُ كلَّ وقتٍ ... ولكن ليس في أُولى الطعامِ - لأنك تُجشمُ الأضيافَ فيه ... وتأمرُهم بإِسراعِ القيامِ - وتؤدنْهِم وما شبعوا بشبعٍ ... وذلكَ ليس من خُلُقِ الكرامِ أبو الفتح كشاجم

- يا ضيفَنا لو زرْتَنا لوجدتَنا ... نحنُ الضيوفَ وأنتَ ربُّ المنزلِ شاعر

- إِني نزلتُ بكذابين، ضيفُهمُ ... عن القرى وعن التَّرحالِ محدودُ - جودُ الرجالِ من الأيدي وجودهمُ ... من اللسانِ فلا كانوا ولا الجودُ - ما يقبضُ الموتُ نفساً من نفوسِهمُ ... إِلا وفي يدِه من تتِها عودُ - ما كنْتُ أحسبني أحيا إِلى زمنٍ ... يسئُ بي فيه كلبٌ وهو مَحْمودُ - جوعانُ يأكلُ من زادي ويمسكني ... لكي يقالَ عظيمُ القدرِ مقصودُ المتنبي

- إِن من ضنَّ بالكنيفِ على الضي ... فِ (الضيف) بغيرِ الكنيفِ كيفَ يجودُ؟ دعبل الخزاعي

- لحافي لحافُ الضيفِ والبيتُ بيتهُ ... ولم يُلْهِني عنه غزالٌ مقنعُ - أُحَدِّثُه إِن الحديثَ من القِرى ... وتعلمُ نفسي أنه سوف يهجعُ عتبه بن بجير

- وكُلُّ كريمٍ يتقي الذمَّ بالقِرى ... وللخيرِ بينَ الصالحينَ طريقُ - لعمرُكَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلِها ... ولكن أخلاقَ الرجالِ تضيقُ - مكارمُ يجعلْنَ الفتى في أرومةٍ ... يفاعٍ، وبعضُ الوالدين دقيقُ عمرو ابن الأهتم

- من لم تضم الضيوفَ ساحتُهُ ... فسترُه أن تضمَّه الحفرهْ - ومن تمادى في شُحِّهِ نفرتْ ... من قربهِ الناسُ أيما نفرهْ - واللؤمُ يزري من قدرِ صاحبهِ ... حتى لقد كاد يقتضي كُفْرهْ صفي الدين الحلبي

- والتغلبيُّ إِذا تَنَحْنَحَ للقِرى ... حَكَّ استَه وتمثَّلَ الأمثالا جرير

- أكرمْ نزيلكَ واحذرْ من غوائلِه ... فليس خلُّكَ عند الشرِّ مأمونا - تنامُ أعينُ قومٍ عن ذخائرِهمْ ... والطالبون أذاهُمْ ما ينامونا المعري

الباب السادس عشر: باب الطاء

الباب السادس عشر: باب الطاء

-1- الطبائع والطبيعة والعادات

-1- الطبائع والطبيعة والعادات

- أتصلحُ ما الطيائعُ أفْسَدَتْهُ ... قوانينٌ مفسخةٌ هراءُ - ولم تتفاوتِ الطبقاتُ إِلا ... لتنحصرَ والنماءُ - وما اختلفتْ عصورٌ عن عصورٍ ... نعم غَطىَّ على الصور: الطلاءُ - فَسُوقُ الرِّقَّ لم يكسدْ ولكن ... تبدلَ فيه بيعٌ أو شراءُ - وقد قامَتْ على التشريعِ سوقٌ ... بها احتشدَتْ عبيدٌ أو إِماءُ - ولكن تحتَ أغطيةٍ وماذا ... ترى عينٌ لو انكشفَ الغِطاءُ - ترى أبداً رعايا أذكياءٌ ... تَسُوسُهمُ رُعاةٌ أَغبيْاءُ - وأحراراً رجالاً أو نساءً ... تُسَخِّرهم رجالٌ أو نساءُ - فتفتقرُ المواهبُ والمزايا ... ونتدحِرُ العزيمة والفتاءُ محمد مهدي الجواهري

- ولقلَّ امرؤٌ يفارقُ ما يع ... تادُ (يعتاد) إِلا وقلبُهُ مقشعرُّ - وإِذا ما ارضيتَ كُلَّ قضاءِ الل ... هِ (الله) لم تخشَ أن يصيبكَ ضَرُّ أبو العتاهيه

- إِذا فطمت امرأً عن عادةٍ قدمَتْ ... فاجعلْ له يا عقيلُ الفضلَ تدريجا - ولا تعنفْ إِذا قومتَ ذا عوجٍ ... فربما أعقبَ التقويمُ تعويجا أبو الفتح البستي

- رأيتَ سجايا الناسِ فيها مظالمٌ ... ولا ريبَ في عدلِ الذي خَلقَ الظُّلما إِذا علمي الأشياءَ جرَّ مضرةً ... إِليَّ، فإِن الجهلَ أن أطلبَ العِلْما المعري

- إِذا كان الطباعُ طباعَ سُوءٍ ... فليس بنافعٍ أدبُ الأديبِ شاعر

- كل امرئٍ راجعٌ يوماً لشميتِه ... وإِن تخلَّق أخلاقاً إِلى حينِ ذو الإِصبع

- لا تحسبِ الناسَ طبعاً واحداً فلهم ... غرائز لست تدريها وأكنانُ البستي

- أرى الحيوانَ مستبهَ السجايا ... كان جميعَه عدمَ العقولا المعري

- من تحلَّى شيمةً ليست له ... فارقَتْه وأقامَتْ شيمتُه إبراهيم المهدي

- الطبع شيءٌ قديمٌ لا يحسُّ به ... وعادةُ المرِ تدعى طبعه الثاني - والإِلفُ أبكى على خلٍ يفارقهُ ... وكلفَ القومَ تعظيماً لأوثانِ المعري

- ما للطبيعة أولٌ أو آخرٌ ... فكأنها بحرٌ بغيرِ ضِفافِ - والدهرُ لم يكُ غيرَ نهرٍ هادرٍ ... والمرءُ ليس سوى حبابٍ طافِ - لا شيءَ إِلا والطبيعةُ أمهُ ... لكنما كُنْهُ الطبيعةِ خافِ - ما لي بأمرِ بدايتي ونهايتي ... وحقيقتي والكونُ علمٌ كافِ جميل الزهاوي

- كُلُّ ابنِ آدمَ مقهورٌ بعاداتِ ... لهن ينقادُ في كُلِّ الإِراداتِ - يجري عليهن فيما يبتغيه ولا ... ينفكُّ عنهن حتى في الملذاتِ - قد يستلذُّ الفتى ما اعتادَ من ضررٍ ... حتى يرى في تعاطيه المسراتِ - عاداتُ كل امرئٍ تأبى عليه بأن ... تكونَ حاجاتُه إِلا كثيراتِ - كلُّ الحياةِ افتقارٌ لا يفارقُها ... حتى تنالَ غِناها بالمنياتِ - لو لم تكنْ هذه العاداتُ قاهرةً ... لما أسيغتِ بحالٍ بنتُ حاناتِ - ولا رأيتَ سِكاراتٍ يدخنَها ... قومٌ لوقتِ انفرادٍ واجتماعاتِ معروف الرصافي

- لكلِّ امرئٍ لا بدَّ يوماً سجيةٌ ... يصيرُ إِليها غيرَ ما يتخلقُ ابن المهاجر

- نصحتُكَ لا تألفْ سوى العاداتِ التي ... يسركَ منها منشأٌ ومصيرُ - فلم أرَ كالعاداتِ شيئاً بناؤه ... يسيرٌ وأما هَدْفُهُ فعسيرُ القروي

- إِذا أعجَبْتكَ خصالُ امرئٍ ... فكنه يكنْ منكَ ما يعجبكْ - وليس على الجُودِ والمكرماتِ ... حجابٌ إِذا جئتَه تحجبكْ - هو المالُ إِن أنتَ لم تحتربْ ... أتاحَ لكَ الدهرُ ما يحربكْ أبو عثمان المازني

- طباعُ الناسِ منكشفٌ قذاها ... لمن يُبلى بهم في حالتيهِ - يسيءُ الظنَّ محتاجٌ إِليهم ... ومن قُصَدُوا بحاجتِهم إِليهِ - فلا البأساءُ ترفعُهُ لديهم ... ولا العَليْاءُ ترفعُهم لديهِ عباس محموود العقاد

-2- الطبقات

-2- الطبقات

- خُضوعُ الفردِ للطبقاتِ فَرْضٌ ... وقاسيةٌ عقوبةُ من يعيقُّ - نسيجٌ من رووابطَ محكماتٍ ... شذوذُ العبقريةِ فيه فَتْقُ - فإِن لم ترضِ أوساطاً وناساً ... ولم تكذبْ وحُسْنُ الشعرِ صدقُ - ولم تقل الشريفَ أبو المعالي ... وتعلمُ أنه حمقان مذقُ - ولم تمدحْ مؤامرةً وحكماً ... بأنهما لميلِ الشَّعْبِ وفقُ - دفعتَ إِلى الرعاعِ فكان شَتْمٌ ... ورُحْتَ إلى القضاءِ فكان حَنْقُ - شذوذُ الناسِ مختلَقٌ ولكنْ ... شذووذُ الشاعرِ الفنانِ خَلْقُ محمد مهدي الجواهري

-3- الطبيب

-3- الطبيب

- متى أرتجي يوماً شفاءً من الضَّنى ... إِذا كان جانيه عليَّ طبيبي علي العلوي

- يا طالبَ الطبِّ من داءٍ أصبْتَ به ... إِن الطبيبَ الذي أبلاكَ بالداءِ - هو الطبيبُ الذي يُرْجى لعافيةٍ ... لا من يذيبُ لكَ الترياقَ في الماءِ ابن الصيفي أو الفرزدق

- إِذا ما الجرحُ رمَّ على فسادٍ ... تبيَّنَ فيه تفريطُ الطبيبِ البحتري

- إِذا ما كنتَ ذابولٍ صحيحٍ ... ألا فاضربْ بهِ وجهَ الطبيبِ الصنبوري

- عجبتُ للطبيبِ يلحدُ في الخا ... لقِ (الخالق) من بعدِ درسهِ التشريحا المعري

- وقبلكَ داووي الطبيبُ المريضَ ... فعاشَ المريضُ وماتَ الطبيبُ - فكنْ مستعداً لدارِ الفناءِ ... فإِن الذي هو آتٍ قريبُ الفراهيدي

- إِن الطبيبَ بطبِّه ودوائهِ ... لا يستطيعُ دفاعَ مكروهٍ أتى أبو العتاهية

- غلطَ الطبيبُ عليَّ غلطةَ موردٍ ... عجزتْ محالته عن الإِصدارِ - والناسُ يلحونَ الطبيبَ وإِنما ... غلطُ الطبيبِ إِصابة الأقدارِ ابن الرومي

- صدفَ الطبيب عن الطعا ... مِ (الطعام) وقالَ مأكلُهُ يضرْ - كلْ يا طبيبُ ولا خلا ... صَ (خلاص) الرَّدى فلمن تغرْ المعري

- ما للطبيبِ يموتُ بالداءِ الذي ... قد كانَ يبرئُ مثله فيما مضى؟ - ذهبَ المداوي والمداوى والذي ... جَلَبَ الدواءَ وباعهُ ومن اشترى أبو العتاهية

- إِن الطبيبَ له علمٌ يدلُّ به ... ما دامَ في أجلِ الإِنسانِ تأخيرُ - حتى إِذا ما انقضتْ أيامُ مهلتهِ ... حارَ الطبيبُ وخانَتهْ العقاقيرُ - يمشي وعزرائيلُ من خلفِهِ ... مشمرَ الأردانِ للقبضِ الحاجري الرشيد عند موته يهجو طبيباً

- يقولُ لكَ الطبيبُ عندي ... إِذا ما حبسَّ كفكَ والذراعا - ولو عرفَ الطبيبُ دواءَ داءٍ ... يردُّ الموتَ ما قاسى النِّزاعا عنترة العبسي

- ما طولَ البابَ الطبي ... بُ (الطبيب) لأنه شيءٌ يزينُهْ - لكنهُ رامَ الدخو ... لَ (الدخول) فلم تطاوعْهُ قرونُهْ ابن القم

- تأملْ بحَقكَ يا واقفاً ... ولاحظ مكاناً دفعاً إِليه - ترابُ الضريحِ على وجنتي ... كأني لم أمشِ يوماً عليهْ - أداوي الأنامَ حذارَ المنونِ ... وها أنا قد صرْتُ رهْناً لديهْ - عجباً لمن يهبُ الطبيبَ جميعَ ما ... ملكتْ يداه لكي يجنيهُ الردى - وإِذا دعْتهُ المكرماتُ أعارَها ... صَمَماً ولم يبسطْ بعارفةٍ يدا - يعطي الكثيرَ لكي يطيلَ حياتهُ ... سنةً ولا يعطي اليسيرَ ليخلدا الطبيب أبو بكر بن زهر القروي

- وليس بمنجيكَ الطبيبُ بطبِّه ... ولا نفسه مما تطيحُ الطوائحُ - وما كل حينٍ يتنعُ السعد ربه ... بل كل سعدٍ ليلةَ النحسِ ذابحُ أبو الحسن الربعي

-4- الطلاق

-4- الطلاق

- تَجَهَّزي للطلاقِ واصطبريْ ... ذاكَ دواءُ الجوامحِ الشمسِ - ما أنتِ بالجنةِ الولودِ ولا ... عندكِ خيرٌ يرجى لملتمسِ - لليلتي حين بتِّ طالقةً ... ألذُّ عندي من ليلةِ العُرُسِ قنادة بن مغرِّب اليشكري

- ونقبتُ عِرْسي بالطلاقِ مصححاً ... وكانت حصاةً بين رجلي وأخمصي - فأبهَتُّ عذالي وفاتَ الذي مضى ... وهِّنْيتُ عيشاً بعد عيشٍ منغَّصِ ابن المعتز

- لقد ذهبتَ الحمارُ بأمِّ عمروٍ ... فلا رجعَتْ ولا رجعَ الحمارُ شاعر

- رحلتْ أنيسةُ بالطلاقِ ... وعُتِقتُ من رِقِّ الوثاقِ - بانتْ فلم يألمْ لها ... قلبيْ ولم تَبْكِ المآقي - ودواءُ ما لا تَشْتهيهِ ... النفسُ تعجلُ الفراقِ - لو لم أُرحْ بفراقها ... لآرحْتُ نفسي بالإِباقِ - وخصيتُ نفسي لا أري ... دُ (أريد) حليلةً حتى التلاقي - والعيشُ ليس يطيبُ بي ... ن (بين) اثنينِ في غيرِ انفاقِ شاعر

- ندمتُ ندامةَ الكسعيِّ لما ... غدتْ مني مطلقةً نوارُ - وكانتْ جنتي وخرجتُ منها ... كآدمَ حين أخرجهُ الضرارُ - وكنتُ كفاقئٍ عينَيه عمداً ... فأصبحَ لا يضيئُ له نهارُ الفرزدق

-5- الطمع

-5- الطمع

- طمعُ المرءِ في الحياةِ غرورُ ... وطويلُ الآمالِ فيها قصيرُ - ولكم قدَّر الفتى فأتتهُ ... نوبٌ لم يحطْ بها التقديرُ عمارة اليميني

- كمن ذا تخيبُ وتكذبُ الأطماعُ ... والناسُ في دارِ العُرورِ رتاعُ - فحوائمٌ لاتَرْتَوي وعواطلٌ ... لا تحتلي وزخارفٌ وخداعُ - في كل يومٍ للحوادثِ بطثَةٌ ... فينا وأمرٌ للمنونِ مطاعُ - وإِذا الردى قَنَصَ الفتى فكأنه ... ما كان إِبقاءٌ ولا إِمتاعُ الشريف المرتضى

- وخارجٍ أخرجَهُ حُبُّ الطمعْ ... فرَّ من الموتِ وفي الموت وقعْ من كان ينوي أهله فلا رجعْ أبو دلامة زند بن الجون

- عبدُ المطامعِ في لباسِ مذلةٍ ... إِن الذليلَ لمن تعبَّدَهُ الطمعْ - ولربما محقَ الكثيرُ وربما ... كثرُ القليلُ إِلى القليلِ إِذا جمعْ - والمرءُ أسلمُ ما يكون بدينهِ ... عند التحفظ والسكينة والوَرَعْ أبو العتاهية

- لا تُخدعنَّ بأطماعٍ تزخرفُها ... لك المنى بحديثِ المينِ والخداعِ - فلو كشفَ عن الموتى بأجمعهمْ ... وَجَدْتَ هلكهمُ في الحِرْصِ والطمعِ أسامة بن منقذ

- لا تتبعنْ كل دخانٍ ترى ... فالنارُ قد توقدُ للكيّ - ورب ملحٍ على بغيةٍ ... وفيها منيُتهُ لو شَعَرْ شاعر

- لا خيرَ في طمعٍ يدني لمنقصةٍ ... وغفةٌ من قوامِ العيشِ تكفيني ثابت قطنة الأزدي

- لا تخضعنَّ لمخلوقٍ على طمعٍ ... فإِن ذلك وهنٌ منكَ في الدينِ - واسترزقِ الله مما في خزائنِه ... فإِنما الأمرُ بين الكافِ والنونِ - إِن الذي أنتَ ترجوه وتأملهُ ... من البرية مسكينُ ابن مسكينِ علي بن أبي طالب

- وإِذا طمعْتَ لبسْتَ ثوب مذلةٍ ... وبذا اكتسى ثوبَ المذلةِ أشعبُ شاعر

- لا تهلكِ النفسَ إِسرافاً على طمعٍ ... إِن المطامعَ فقرةٌ والغنى ياسُ سعيد بن ثابت

- وما طَمَعُ الإِنسانِ مذلةٌ ... ومن قنعَ استغنى وإِن لم ينلْ وفرا - وبعضُ الرجال كلما زادهُ الغنى ... غنى زَادَه بالحرصِ في نفسِه فقرا أبو الحسن الربيعي

- النفسُ تطمعُ والأسبابُ عاجزةٌ ... والنفسُ تهلكُ بين اليأسِ والطمعِ هارون الرشيد

- يا أسيرَ الطمعِ الكا ... ذبِ (الكاذب) في غلِّ الهوانِ - إِن عِزَّ اليأسِ خيرٌ ... لكَ من ذل الأماني - سامحِ الدهرَ إِذا ع ... زّ (عز) وخذْ صفوَ الزمانِ - إِنما أعدمَ ذو الحر ... صِ (الحرص) وأثرى ذو التواني محمد بن حازم

- أمتُّ مطامعي، فأرحْتُ نفسي ... فإِن النفسَ ما طمعتْ تهونُ - وأحببتُ القنوعَ وكان ميتاً ... ففي إِحيائهِ عرضي مَصُون - إِذا طمعٌ يحل بقلبِ عبدٍ ... علته مهانةٌ وعلاهُ هونُ الشافعي أو أبو الفتح البستي

- أمن أجلِ أن أعفاكَ دهرُكَ تطمعُ ... وتأمن في الدنيا وأنت المروَّعُ - فإِن كنت مغروراً بمن سمحتْ به ... صروفُ الليلي فهي تعطي وتمنعُ - شفاءٌ وأسقامٌ وفقرٌ وثروةٌ ... وبعد ائتلاف نوبةٌ وتصدعُ - تأملْ خليلي هل ترى غير هالكٍ ... وإِلا مبقى هلكُه متوقعُ - لنا كل يومٍ صاحبٌ في يدِ الردى ... وماضٍ إِلى دارِ البلى ليس يرجعُ الشريف المرتضى

الباب السابع عشر: باب الظاء

الباب السابع عشر: باب الظاء

-1- الظلم والبغي والضراوة

-1- الظلم والبغي والضراوة

- وما البغيُ إِلا على أهلهِ ... وما الناسُ إِلا كهذي الشجرْ - ترى الغصنَ في عنفوانِ الشبا ... ب (الشباب) يهتزُّ في بهجات خضرْ - زماناُ من الدهرِ ثم التوى ... فعادَ إِلى صفرةٍ فانكسرْ النابغة الجعدي

- ليس الضراوةُ في دمٍ متصببٍ ... ينهلُّ منهمراً كصوب ربابِ - إِن الضراوةَ في امتهانِ كرامةٍ ... أو في امتهانِ شريعةِ الآدابِ عدنان مردم بك

- إِياكَ من عسفِ الأنامِ وظلمِهمْ ... واحذرْ من الدعواتِ في الأسحارِ - وإِن ابتليْتَ بذلةٍ وخطيئةٍ ... فاندمْ وبادرْها بالاستغفارِ - أطلِ افتكاركَ في العواقبِ واجتنبْ ... أشياءَ محوجةً إِلى الأعذارِ عمر بن الوردي

- من ظلم الناسَ تحامَوا ظلمهُ ... وعزَّ عنهم جانباه واحتمى - وهم لمن لانَ لهم جانبُهُ ... أظلمُ من حباتِ أنباثِ السفا - عبيدُ ذي المالِ وإِن لم يطمَعْوا ... من غمرهِ في جرعةٍ تشفي الصدى - وهم لمن أملقَ أعداءُ وإِن ... شاركهمْ فيما أفادَ وحوى ابن دريد

- يا ظالماً جارَ فيمن لا نصيرَ له ... إِلا المهين لاتغترَّ بالمهلِ - غداً تموتُ ويقضي الله بينكما ... بحكمةِ الحق لابالزيغِ والحيلِ ابن المقري

- والظلمُ طبعٌ ولولا الشرُّ ما حمدتْ ... في صنعةِ البيضِ لا هندٌ ولا يمنُ ابن الخفاجي

- فلا تعجلْ على أحدٍ بظلمٍ ... فإِن الظلمَ مرتعُهُ وخيمُ - ولا تفحشْ، وإِن مليت غيظاً ... على أحدٍ، فإِن الفحشَ لومُ - ولا تقطعْ أخا لكَ عند ذنبٍ ... وإِن الذنبَ يغفرهُ الكريمُ - ولكن دارِ عوراهُ برفقٍ ... كما قد يرقعُ الخَلَقُ القديمُ - ولا تجزعْ لريبِ الدهرِ واصبرْ ... فإِن الصبرَ في العُقْبى سليمُ - فما جزعٌ بمغنٍ عنك شيئاً ... ولا مافاتَ ترجعُهُ الهمومُ محمد بن طلحة

- لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً ... فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ - تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ ... يدعو عليكَ وعينُ اللهِ لم تنمِ علي بن أبي طالب

- ومن يتخبطْ بالظالمِ قومهُ ... وإِن كرمَتْ فيهم وعّزَّتْ مناصبهْ - يخدِّشْ بأظفارِ العشيرةِ خدَهُ ... ويجرح ركوباً صفحتاه وغاربُهْ يزيد بن الحكم الثقفي

- وكم حافرٍ حفرةً لامرئٍ ... سيصرَعُه البغي فيما احتفرْ حسان بن ثابت

- إِذا المرءُ لم يدفَعْ يدَ الجور إِن سطَتْ ... عليه فلا يأسفْ إِذا ضاعَ مجدُهُ - وأقتلُ داءٍ رؤيةُ المرءِ ظالماً ... يسيءُ ويتلى في المحافلِ حمدُهُ - علامَ يعيشُ المرءُ في الدهرِ خاملاً ... أيفرحُ في الدنيا بيومٍ يعُّدهُ - يرى الضيمَ يغشاه فيلتذُّ وقعُهُ ... كذي جَرَبٍ يلتذ بالحك جلدُهُ محمود سامي البارودي

- آه لو هبَّ القويُّ على البغي ... ونالَ الضعيفُ بعض الحقوقِ - لفحتنا للخيرِ كُلَّ سبيلٍ ... وسَّودْنا في الشرِّ كل طريقِ إِبراهيم الدباغ

- إِياكم أن تظلموا أو تناصروا ... إلى الظلم إِن الظلمَ يردي ويهلكُ - لوى ببني عبسٍ وأحياءِ وائلٍ ... وكم من دمٍ بالظلمِ أصبحُ يسفكُ كعب بن مالك الأنصاري

- ومهما يطلْ عمرُ المظالمِ في الورى ... فأطولُ أعمارِ المظالم أقصرُ - ستبقى البرايا بين غادٍ ورائحٍ ... تئنُّ من البلوى وأخرى تزمجرُ الكاضمي

- وربَّ ظلومٍ قد كفيت بحربه ... فأوقعَهُ المقدورُ أيَّ وقوع - وحسبُكَ أن ينجو الظلومُ وخلفَهُ ... سهامُ دعاءٍ من قسيِّ ركوعِ الشافعي

- ومن لا يذدْ عن حوضهِ بسلاحهِ ... يهدَّمْ، ومن لا يظلمِ الناس يظلمِ زهير بن أبي سلمى

- ياعجبا من عبد عمرو وبغيِهِ ... لقد رامَ ظلمي عبدُ عمروٍ فأنعما طرفة بن العبد

- كم ظلمَ الأقوامُ أمثالَهمْ ... ثمتَ بادوا، فمتى يلتقون؟ المعري

- إِياكَ والظلم المبينَ إِنني ... أرى الظلمَ يغشى بالرجلِ المغاشيا - ولا تكُ حفاراً بظلفِكَ إِنما ... تصيبُ سهام الغيِّ من كان غاويا أمية بن طارق الأسدي

- إِذا كنتَ مظلوماً فلا تُلْفَ راضياً ... عن القومِ حتى تأخذَالنَصْفَ واغضبِ - وإِن كنتَ أنتَ الظالمَ القومِ فاطرحْ ... مقالتُهمْ واشغَبْ بهمْ كل مشغَبِ - وقاربْ بذي جهلٍ وباعدْ بعالمٍ ... جلوبٍ عليكَ الحقَّ من كل مجلبِ - وإِن حدبوا فاقعَسَسْ، وإِن تقاعسوا ... لينتزعوا ماخلْفَ ظَهرِك فاحدَبِ أبو الأسود الدؤلي

- أيُّها الظالمُ مَهلاً ... أنتَ بالحاكمِ غرُّ - كل ما استعذْبتَ من ... جوركَ تعذيبٌ وجمرُ - ليس يلقى دعوةَ المظ ... لومِ (المظلوم) دونَ اللهِ سترُ - فخفِ اللهِ، فما يخ ... فى (يخفى) عليه منه سرُّ - يجمعُ الظالمَ والمظ ... لومَ (المظلوم) بعد الموتِ جسرُ - حيث لا يمنعُ سلطا ... نٌ، (سلطان) ولا يسمعُ عذرُ - أو ما ينهاكَ عن ظلم ... كَ (ظلمك) موتٌ، ثم قبرُ - بعضُ مافيهِ من الأ ... هوانِ (الأهوان) فيهِ لكَ زجرُ أسامة بن منقذ

- أهلكتَ نفسكَ يا ظلو ... مُ (ظلوم) بما ادخرتَ من المظالمْ - أظننتَ أن المالَ لا ... يفنى، وأن الملكَ دائمْ - هيهاتَ، أنتَ وما جمع ... تَ (جمعت) كلاكُما أحلامُ نائمْ - تفنى، ويفنى، والذي ... يبقى الخطايا والمآثمْ أسامة بن منقذ

- والظلمُ من شيمِ النفوسِ فإِن تجدْ ... ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلمُ المتنبي

- لا تأمَننْ قوماً ظلمتَهمُ ... وبدأتُهُمْ بالشَّتْمِ والرَّغمِ - أن يأيروا نَخْلاً لغيرِهم ... والشيءُ تحقِرُهُ وقد يَنمِيْ الحارث بن وعلة الجرمي

- متى تجمعِ القلبَ الذكيَّ وصارماً ... وأنفاً حمياً تجتنبْكَ المظالمُ - متى تطلبِ المالَ الممنَّعَ بالقنا ... تعشْ ماجداً أو تخترمكَ المخارمُ عمرو بن براقة

- وأظلمُ أهلِ الظلمِ من بات حاسداً ... لمن باتَ في نعمائه بتقلبُ المتنبي

- إِذا ما ظالم استحسنَ الظلمَ مذهباً ... ولجَّ عتواً في قبيح اكتسابهِ - فكِلْه إِلى صرفِ الليلي فإِنها ... ستدعي له ما لم يكن في حسابه - فكمْ قد رأينا ظالماً متمرداً ... يرى النجمَ تيهاً تحتَ ظلِّ ركابهِ - فما قليلٍ وهو في غفلاتِه ... أناختْ صروفُ الحادثاتِ ببابهِ - فأصبحَ لا مالَ ولا جاهَ يرتجى ... ولا حسنات تلتقلي في كتابهِ - وجوزيَ بالأمرِ الذي كان فاعلاً ... وصبَّ عليه اللهُ سوطَ عذابهِ الشافعي

- أتهزأُ بالدعاءِ وتزدريْهِ ... وماتدري بما صنعَ الدعاءُ - سهامُ الليلِ لاتخطي ولكن ... لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ الشافعي

- تحكموا فاستطاعوا في تحكمهم ... وعما قليلٍ كأن الأمرَ لم يكنِ - لو أنصفوا أُنصفُوا لكن بغَوا فبغى ... عليهم الدهرُ بالأحزانِ والمِحَنِ - فأصبحوا ولسانُ الحالِ ينشدهم ... هذا بذاكَ ولاعتبٌ على الزمنِ الشافعي

- ما قدم البغيُ إِلا أخرَ الرشدُ ... والناسُ يُلقون عقبى كلِّ ما اعتقدوا ابن أبي حصينه

- حذارِ بُني البغي لا تقربنَّه ... حذارِ فإِن البَغْيَ وخمٌ مراتعُهْ امرأة

- وتجنبِ الظلمَ الذي هلكتْ به ... أممٌ تود لو لأنها لم تظلمِ - إِياككَ والدنيا الدنية إِنها ... دارٌ إِذا سالمتَها لم تسلمِ هبة اله البغدادي

- إِني وهبتُ لظالمي ظُلمي ... وشكرتُ ذاكَ له على عِلمي - رأيتُه أسدى إِليَّ يداً ... لما أبان بجهلِه حِلمْي - رجعتْ إِساءتهُ عليه ولى ... فضلٌ فعادَ مضاعفَ الجرمِ - فكأنما الإِحسانُ كانَ لهُ ... وأنا المسيءُ إِليه في الزعمِ - مازالَ يظلمني وأرحمهُ ... حتى رثيتً له من الظلمِ - وغدوتُ ذا أجرٍ ومحمدةٍ ... وغدا بكسْبِ الظلمِ والإِثمِ محمود الوراق

- جانبْ جنابَ البغْيِ دهركَ كلَّه ... واسلكْ سبيلَ الرشدِ تسعدْ والزمِ - من وسخَتْه غدرةٌ أو فَجْرةٌ ... لم ينقِه بالرحضِ ماءُ القلزمِ المرتضى ذو المجدين

- تقبلونَ يد الطاغي مفاخرةً ... كأنكمْ قد بلغتم ذروةَ الشرفِ - إِن الذليلَ يعدُ الصفحَ تجمشةً ... والضربَ بالنعلِ ترتيباً على الكتفِ القروي

- لم يبرحِ النيرُ في الأعناقِ يرهقُها ... وإِن تبدل كحامٌ بحكامِ - أنى التفتَّ ترى الأطماعَ جاءشةً ... والناسَ مابين مظلومٍ وظلامِ - جورُ الغريبِ مصيبةٌ لكنما ... جورُ القريبِ هو البلاءُ الأعظمُ زكي قنصل

- ويستعدى الأميرُ إِذا ظُلمنا ... فمن يُعدي إِذا ظلمَ الأميرُ؟ شاعر

- والظلمُ رقُّ عشيرةٍ لعشيرةٍ ... بقضاءِ جندٍ عندها وجَواري - غضبُ الجوارِ أشدُّ في أيامنا ... مما دعوا قِدْماً بسبْيِ جواري - والعدلُ لو في الناسِ عدلٌ لم يكن ... يوماً حليفَ سيايةِ استعمارِ خليل مطران

- وإِذا ظُلمتَ فكن كأنكَ ظالمٌ ... حتى يفيءَ إِليك حقكَ أجمعُ - من عَفَّ عن ظلم العبادِ تورُّعاً ... جاءته ألطافُ الإِلهِ تبرُّعا السدوسي بن حيوس

- ومن يبغِ أو يسعى على الناسِ ظالماً ... يقعْ غيرَ شكٍ لليدينِ وللفمِ - أنصفتَ مظلوماً فأنصفَ ظالماً ... في ذلةِ المظلومِ عذرُ الظالمِ - من يرضَ عدواناً عليه يضيرُهُ ... شرٌ من العادي عليه الغانمِ الملتمس عباس محمود العقاد

- شرُ المصائبِ ماجنَتْهُ يدٌ ... لم يَثْنِها عن ظلمِها رحمُ - والعارُ حيٌ لا يموتُ إِذا ... قدُمَ الزمانُ وبادتِ الأممُ - إِن الخيانةَ ليس يغسِلُها ... من خاطئٍ دمعٌ ولا ندمُ عدنان مردم بك

- المرءُ آفتهُ هوى الدنيا ... والمرءُ يطغى كلما استغنى - فكرتُ في الدنيا فوجدتها ... فإِذا جميعُ جديدِها يبلى - وبلوتُ أكثرَ أهلِها فإِذا ... كُلُّ امرئٍ في شأنهِ يسعى - ولقد بلوتُ فلم أجدْ سَبَاً ... بأعزَّ من قنعٍ ولا أعلى - ولقد طلبتُ فلم أجدْ كرماً ... أعلى بصاحبِه من التقوى - ولقد مررتُ على القبورِ فما ... ميزْتُ بين العبدِ والمولى أبو العتاهية

- يتشبهُ الطاغي بطاغٍ مثله ... وأخو السعادةِ بينهم من يسلمُ - وأيسرُ ركوبِ الظلمِ جهلاً ... ركوبُكَ في مآربك الظلاما - وقد يبغي السلامةَ مستجيرٌ ... فيتركَ من مخافتِه السلاما - والظلمُ يمهلُ بعض من يسعى له ... ومحل نقمتِه بنفس الظالمِ - لا شيءَ في الجوِّ وآفاقِه ... أصعدُ من دعوةِ مظلومِ المعري

-2- الظن والوهم

-2- الظن والوهم

- من ساءَ بالناسِ ظناً دون ما ألمٍ ... أحقُّ عندي بسوء الظن والتهمِ - اسئْ ظنونَكَ لكن مكرهاً أبداً ... كمن يظنُّ ببعض الآل والحرمِ - إِذا خفتَ ظنَّ الناس ظنوا وأكثروا ... وإِن لم تخفهُ أكرموكَ عن الظن - فإِن شئتَ هَبْهُمْ ألفَ عينٍ وإِن تشأ ... فدعْهم بلا عين تراكَ ولا أذنِ عباس محمود العقاد

- ما ينبغي لأخي ودٍ وتجربةٍ ... أن يتركَ الدهرَ سوءَ الظنَّ بالناسِ - حتى يكونَ قريباً في تباعدِهِ ... عنَّا، ويدفع ضُرَّ الحرصِ بالياسِ محمد الواسطي

- متى ما يسؤْ ظنّ امرئٍ بصديقهِ ... وللظنِّ أسبابٌ عراضُ المسارحِ - يصدِّقْ أموراً لم يجئهُ يقينُها ... عليهِ ويعشقْ سمعُهُ كلَّ كاشحِ الطرفان الطائي

- وأبغى صوابَ الظنِّ أعلمُ أنه ... إِذا طاشَ ظنُّ المرءِ طاشتْ مقادرُهْ - الألمعيُّ الذي يظنُّ لك الظ ... نَّ (الظن) كأن قد رأى وقد سمعا عفرس الكلبي

- وأوهامُ الظنونِ فسادُ رأيٍ ... وحياتُ الخيالِ هي الحبالُ أبو النصر

- إِذا أنت خوَّنت الأمينَ بظنهٍ ... فتحْتَ له باباً إِلى الخونِ مُغْلقا - فإِياكَ إِياكَ الظنونَ فإِنها ... أو اكثرَها كالآلِ لما ترقرقا يحيى بن زياد

- وإِن الذي ظنَّ الظنونَ صَوَادقاً ... نظير الذي قوى الظنون وصدَّقا الشريف الرضي

- وسوء ظنِّكَ بالأدنين داعيةٌ ... لأن يخونكَ من قد كانَ مؤتمِنا يحيى بن زياد

- والعيانُ الجليُّ يحدثُ للظن ... زوالاً وللمراء انتقالا المتنبي

- ألا إِن بعضّ الظنِّ إِثمٌ فلا تكنْ ... ظنوناً لما فيه عليكَ إِثامُ - وإِن ظنونَ المرءِ مثلُ سحائبٍ ... لوامعَ منها ماطرٌ وجهامُ صالح عبد القدوس

- إِذا ساءَ فعلُ المرءِ ساءَتْ ظنونهُ ... وصدَّق ما يعتادُهن من توهُّمِ - وعادَى محبيهِ بقولِ عداتِهِ ... وأصبحَ في ليلٍ من الشكِّ مظلمِ المتنبي

- وحسنُ الظنِ يحسنُ في أمورٍ ... ويمكنُ في عواقبِه ندامهْ - وسوءُ الظنِ يسمحُ في وجوهٍ ... وفيه من سماجته حزامهْ الأبرش

- ساءتْ ظنونُ الناسِ حتى أحدثوا ... للشكِّ في النُّرِ المبينِ مجالا - والظنُ يأخذُ من ضميركَ مأخذاً ... حتى يريكَ المستقيمَ مُحالا أحمد شوقي

- ولذاكَ قيلَ من الظنونِ جليةً ... علمٌ وفي بعضِ القلوب عيونُ أبو تمام

- لا تحسنِ الظنَّ فيمن ... يُرْضيكَ حَسنُ لقائهْ - فمن يُرِدْكَ لأمرٍ ... يمُّلكَ عند انقضائهْ صفي الدين الحلبي

- ما زلتَ ترجمهُ بظن سيءٍ ... حتى أضعْتَ صديقكَ المختارا - وعرى الودادِ إِذا أحستْ ريبةً ... تحت القميص تفارق الأزرارا القروي

- لا يكنْ ظنُّكَ إِلا سيئاً ... إِن سوءَ الظنِّ من أقوى الفطنْ - ما رمى الإِنسانَ في مَخْصةٍ ... غيرُ حسنِ الظن والقولِ الحسنْ الشافعي

- دعِ الأوهامَ إِن حاولتَ أمراً ... فإِن مغبةَ الوهمِ الهوانُ - لعمرُ الحق إِن الوهمَ فخُ ... يصادُ به أخو الحنع الجبانُ مصطفى الغلاييني

الباب الثامن عشر: باب العين

الباب الثامن عشر: باب العين

-1- العبد

-1- العبد

- والعبدُ لا يطلبُ العلاءَ ولا ... يُرْضيكَ شيئاً إِلا إِذا رَهِبا - مثل الحمارِ الموقعِ الظهرِ لا ... يحسنُ شيئاً إِلا إِذا ضُربا الحكم بن عبدل

- الحُرُّ والعصا للعبدِ ... وليس للمحلفِ مثلُ الردِّ بشار بن برد

- العبدُ ليس لحرٍ صالحٍ بأخٍ ... لو أنه في ثيابِ الحُرِّ مولودُ - لا تشترِ العبدَ إِلا والعصا معه ... إِن العبيدَ لأنجاسٌ مناكيدُ - من علم الأسودَ المخصيَّ مكرمةً ... أقومه البيضُ أم آباؤه الصيدُ - وذاكَ إِن الفحولَ البيضَ عاجزةٌ ... عن الجميلِ فكيفَ الخصيةُ السودُ؟ المتنبي

- العبدُ يُقْرَعُ بالعصا ... والحُرُّ يكفيه الوعيدُ مالك بن الريب

- لستُ بأكّالٍ كأكلِ العبدِ ... ولا ينوامٍ كنومِ الفَهْد ابن دريد

- إِن العبيدَ إِذا أذلَلْتَهم صَلَحوا ... على الهوانِ وإِن أكرمتهم فسدو المهلبي

- إِذا كسر العبدُ الإِناءَ فعدِّه ... أذاةً له إِن الإِناءَ إِلى كسرِ - رقيقُكَ أسرى في يديكَ فلا تكنْ ... غليظاً عليهم واتقِ اللهَ في الأسرِ المعري

- أشكو إِلى اللهِ الزمانَ فدأبُه ... عزُّ العبيدِ وذلةُ الأحرارِ عمر بن الوردي

- حادثاتُ الدهرِ تأتي بالبدعْ ... ترفعُ العبدَ وللحرِّ تَضَعْ عنترة العبسي

- بطرتمْ فِطِرْتمْ والعصا زجرُ من عَصا ... وتقويمُ عبدِ الهونِ بالهونِ رادعُ ابن العميد

- العبدُ يقرعُ بالعصا ... والحُرُّ تكفيهِ المقالةَ أبو داؤود الإِيادي

- سيأتي على الناسِ من بعدِنا ... زمانٌ به الأرفعُ الأسفلُ - ويغدو به العبدَ مستعلياُ ... على من يجودُ ومن يفضلُ هناء الأزدي

- إِن سارَ عبدُكَ أولاً أو آخراً ... في ظِلِّ مجدكَ ما تعدى الواجبا - فإِذا تأخرَ كان خلفَكَ خادماً ... وإِذا تقدمَ كانَ دونَكَ حاجبا صفي الدين الحلبي

- أوصيكَ بالبَغْلِ شراً ... فإِنِه ابنُ الحمارِ - لا يصلحُ البغلُ إِلا ... للكدِّ والأسفارِ ابن رشيق القيرواني

- العبدُ لا تفضلُ أخلاقُه ... عن فرجهِ المتينِ أو ضرسهِ - لا ينجزُ الميعادَ في يومِه ... ولا يَعي ما قالَ في أمسِهِ - وإِنما تحتالُ في جَذْبه ... كأنكَ الملاحُ في قَلِهِ - فلا ترجِّ الخيرَ عندَ امرئٍ ... مرَّتْ يدُ النخاسِ في رأسِهِ - وإِن عراكَ الشكُّ في نفسِهِ ... بحالِه فانظرْ إِلى جنسِهِ - فقلما يلؤمُ في ثوبِهِ ... إِلا الذي يلؤمُ في نفسِهِ - أنوكُ من عبدٍ ومن عِرْسهِ ... من حكَّمَ العبدَ على نفسِهِ المتنبي

-2- العتاب

-2- العتاب

- معاتبةُ الإِلفينِ تحسُنُ مرةً ... فإِن أكثروا إِدمانَها أفسدَ الحبا ابن المعتز

- فدعِ العتابَ فرب شرٍ ... هاجَ أولَه العتابُ شاعر

- جليدٌ على عتبِ الخطوبِ إِذا عرَتْ ... وليس على عتبِ الأخلاءِ بالجليدِ أبو تمام

- أما العتابُ فبالأحبةِ أخلقُ ... والحُبُّ يصلحُ بالعتابِ ويصدقُ - أعاتبُ إِخواني وأبقي عليهمُ ... ولستُ لهم بعد العتابِ بقاطعِ - وأغفرُ ذنبَ المرءِ إِن زلَّ زلةً ... إِذا ما أتاها كارِهاَ غيرَ طائعِ - وأجزعُ من لومِ الحليمِ وعذلِهِ ... وما أنا من جهلِ الجهولِ بجازعِ علي بن محمد البسامي

- ما عاتبَ الحرَّ الكريمَ كنفسِهِ ... والمرءُ يصلحُهُ الجليسُ الصالحُ لبيد

- أقلْ عتابكَ فالبقاءُ قليلُ ... والدهرُ يعدلُ تارةً ويميلُ - لم أبكِ من زمنٍ ذممتُ صروفًه ... إِلا بكيتُ عليه حينَ يَزولُ - ولكلِّ نائبةٍ ألمتْ مدةٌ ... ولكلِّ حالٍ أقبلْتْ تحويلُ سعيد بن حُميد

- لعل عتبكَ محمودٌ عواقبُهُ ... وربما صحتِ الأجسامُ بالعِلَلِ المتنبي

- حلوُ العِتابِ يهيجُهُ الإِدلالُ ... لم يحلُ إِلا بالعتابِ وصالُ - لم يهوَ قطُّ ولم يُسَمَّ بعاشقٍ ... من كان يصرفُ وجهَهُ التعذالُ - وجميعُ أسبابِ الغرامِ يسيرةٌ ... ما لم يكنْ غدرٌ ولا استبدالُ أبو نواس

- ظواهرُ العتبِ للإِخوانِ أيسرُ من ... بواطنِ الحقدِ في التسديدِ للخللِ - لا تشربنَّ نقيعَ متكلاً ... على عقاقيرَ قد جربن بالعملِ ابن المقري

- والقومُ كالأنعامِ إِن عتوتبوا ... تسمعُ ما قيلَ ولا تفهمُ المعري

- ما عاتبَ المرءَ الكريمَ كنفسِهِ ... ولا لامَ مثلَ النفسِ حين يلومُ الحارث الجرمي

- وليس عتابُ الناسِ للمرءِ نافعاً ... إِذا لم يكنْ للمرءِ لبٌ يعاتبُهْ شاعر

- تبذَّلَ حتى قد ملِلْتُ عتابَهُ ... وأعرْضتُ عنه، لا أريدُ اقترابَهُ - إِذا سقطتْ من مفرِقِ المرءِ شعرةٌ ... تأففَ منها أن تَمَسَّ ثيابُهُ أسامة بن المنقذ

- إِذا عتبْتَ على امرئٍ في خلةٍ ... ورأيتَهُ قد ذَلِّ حين أتاها - فاحذرْ وقوعكَ مرةً في مثلِها ... فيبثُّ عنكَ فضوَحا وثناها طريح بن إِسماعيل الثقفي

- أعاتيُ ذا المودةِ من صديقٍ ... إِذا ما رابني منه اجْتنابُ - إِذا ذهبتَ العتابُ فليس ودٌ ... ويبقى الودُّ ما بقى العتابُ - فدعِ العتابَ فربَّ شرٍ ... هاجَ أولَهُ العِتابُ شاعر

- رب هجرٍ مولدٍ من عتابٍ ... وملالٍ مؤكدٍ من كتابِ صفي الدين الحلبي

- عتبتُ على ناسٍ أضاعُوا مودتي ... وكل كريمٍ خانَه الصحبُ يُعتبُ الياس فرحات

- ومن يستعتبِ الحدثان يوماً ... يكن ذاكَ العتابُ له عناءَ علي بن أبي طالب

- أعتبُ الدهرَ فيما جاءَ واحدةً ... ثم السلامُ عليه لا أعاتبهُ البحتري

- إِذا كنْتَ في كُلُّ الأمورِ معاتباً ... صديقَكَ لم تلقَ الذي لاتعتبهْ - فعشْ واحداً أوصِلْ أخاكَ فإِنه ... مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانبهْ - وإِن أنتَ لم تشربْ مراراً على القّذى ... ظمئْتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربهْ - وما الشكلُ إِلا حسنُ ظنٍ بصاحبٍ ... خذولٍ إِذا ما الدهرُ نابتَ نوائبهْ - ومن ذا الذي تُرْضى سجاياه كلها ... كفى المرءَ نبلاً أن تعدَّ معايبهْ بشار بن برد

- عتابُ أهلِ الودِّ والصفاءِ ... يدعو إِلى استدامةِ الإِخاءِ - وكثرةُ العتابِ للإِخوانِ ... مجلبةُ الفقةِ والهجرانِ الشيخ عبد الله السابوري

- أقللْ عتابَ من استربتَ بودهِ ... ليست تُنالُ مودةٌ بعتابِ منصور النميري

- وعلى قدرِ عقلهِ فاعتبِ المر ... ءِ (المرء) وحاذرْ براً يصيرُ عُقوقا - كم صديقٍ بالعتبِ صار عدواً ... وعدوٍ بالحلمِ صار صديقا الحسين البغدادي

- إِذا أنتَ عاتبتَ الملولَ فإِنما ... تَخُطُّ على صحفٍ من الماءِ أحرفا - وهبهُ ارْعَوَى بعد العتابِ ألم تكن ... مودةُ طبعاً فصارتْ تكلفا ابن الرومي

- وكم من مليمٍ لم يصبْ بملامةٍ ... ومتبَّعٍ بالذنبِ ليس له ذنبُ - وكم من محبٍ صدَّ من غيرِ بغضةٍ ... وإِن لم يكنْ في ودِّ خلَّته عتبُ أبو علي المقالي

- أرى الدهرَ مغلوباً ضعيفاً وغالباً ... فلا تعتبَنْ لا يسمعُ الدهرُ عاتباً - ولا تكذبنْ ما في البريةِ راحمٌ ... ولا أنتَ فاتركْ رحمةً عنكَ جانبا - تَمَكَّنَ ذو طوْلٍ فأصبحَ حاكماً ... وجنبَ مدحورٌ فأصبحَ راهبا - وفاتَتْ أناساً قدرةٌ فتمسكنوا ... ولم يخلقوا أسداً فعاشوا ثعالبا محمد مهدي الجواهري

- ألا كم تُسْمِعُ الزمنَ العتابا ... تخاطُبُه ولا يدري الخطابا - أتطمعُ أن يردَّ عليك إِلفاً ... ويبقي ما حييتَ لك الشبابا - ألم ترَصَرْفَهُ يبلي جديداً ... ويتركُ آهلَ الدنيا يبابا - فصرِّف في العُلى الأفعالَ حزماً ... وعزماً إِن نَحَوْتَ بها الصوابا ابن حميدس

- ألا ليقلٌ من شاء ما تشاء إِنما ... يُلام الفتى فيما استطاعَ من الأمرِ - ولا تقرَبنَّ الصنيعَ الذي ... تلومُ أخاكَ على مثلهِ الرقاشي الجعفري

- سرْ في طريقِكَ بين اللائمين ولا ... تحفلْ بمن جدَّ في لومٍ ومن لعبا - فالناسُ يرضَونَ عمن ليس يحفِلُهم ... ويغضبون على من يحفلُ الغضبا عباس محمود العقاد

- لعل له عُذْراً وأنتَ تلومُ ... وربَّ امرئٍ قد لامَ وهو مَليم صريع الغواني

- لعمرُكَ والمَ امرأً مثلُ نفسِهِ ... كفى لامرئٍ إِن زلَّ بالنفسِ لائما الحصين المري

- ما لامَ نفسي مثلُها لي لائمٌ ... ولا سدَّ فقري مثلُ ماملكَتْ يدي - إِن تغيبِ الخِلَّ في ذنبٍ جزاك قلىً ... أو تعفِهِ يبقَ طولَ الدهرِ يؤذيكا - فإِن تطقْ تجمع الضدينِ في نسقٍ ... فربمّا قد ترى خِلاً يواتيكا عوف ابن خاتمة الأندلسي

-3- العجوز

-3- العجوز

- دعِ العَجوزَين لا تسمعْ لقيلهما ... واعمد إِلى سيدٍ في الحَيِّ جحجاحِ أوس بن حجر

- إِذا العجوزُ استنخبَتْ فانخبها ... ولا تهَّيبْها ولا ترجبْها ثعلب

- عجوزٌ ترجِّي أن تكون فتيةً ... وقد غارَتِ العينانِ واحدودبَ الظهرُ - تدسُّ إِلى العطارِ سلعةَ أهلِها ... ولن يصلحَ العطارُ ما أفسدَ الدهرُ أعرابي

- إِن العجوزَ فاركٌ ضجيعَها ... تسيلُ من غير بكىً دموعُها - تمدِّدُ الوجهَ فلا يطيعُها ... كأن من يضيفُها يضيعها أعرابي

- إِذا العجوزُ غضبَتْ فطِّلقِ ... ولا تَرَضَّاها ولا تملَّقِ - واعمدْ لأخرى ذاتِ دلٍ مونقِ ... لينةِ المسِّ كمسِّ الخِرْنقِ إِذا مَضَتْ مثل السياط المشَقِ رؤبه العجاج

-4- العدل والانصاف والقصد

-4- العدل والانصاف والقصد

- العدلُ كالغيثِ يحيي الأرضَ وابلهُ ... والظلمُ في الملكِ مثلُ النارِ في القصبِ الزهاوي

- إِن العدلَ الناسِ ثلجٌ ... إِن رأتْهُ الشمسُ ذابْ جبران جبران

- أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ ... واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ علي

- العدلَ شيءٌ فوقِ حسبةِ سيدٍ ... في قومه أو قائدٍ في جندهِ - العدلُ شيءٌ مطلقٌ من يلتزمْ ... تجنيسهُ يفسدْ عليه ويردِهِ خليل مطران

- عليكَ بالعدلِ إِن وُليتَ مملكةً ... واحذرْ من الجورِ فيها غايةَ الحذرِ - فالعدلُ ينفيهِ أنى احتلَّ من بلدٍ ... والجورُ ينفيح في بدوٍ وفي حضرِ أبو الفتح البستي

- ومن ينصفِ الأقوامَ لا يأتِ قاضياً ... وكل امرئٍ لا ينصفُ الناسَ جائرُ - ويُعذر ذو الذنبِ المقرِّ بذنِبهِ ... ليس لمن يغضي على الذنبِ عاذرُ ابن المخارق

- لا تمشِ في النايسِ إِلا رحمةً لهمُ ... ولا تعملهمُ إِلا بإِنصافِ - واقطعْ قوى كلِ حقدٍ أنتَ مضمرهُ ... إِن زلَّ ذو زلةٍ أو إِن هفا هافِ - وارغبْ بنفسِك عما لا صلاحَ له ... وأوسعِ الناسَ من بِرٍ وإِلطافِ - وإِن يكنْ أحدٌ أولاكَ صالحةً ... فكافِه فوقَ ما أولى بأضعافِ - ولا تكشِّفْ مسيئاًعن إِساءته ... وصلُ حبالَ أخيكَ القاطعِ الجافي أبو العتاهية

- ولم تزلْ قلةُ الإِنصافِ قاطعةً ... بين الأنامِ وإِن كانوا ذوي رَجمِ المتنبي

- ربوا على الإِنصافِ فتيانَ الحِمى ... تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كهولا - فهو الذي يبني الطباعَ قويمةً ... وهو الذي يبني النفوسَ عدولا - ويقيمُ منطقَ كلِّ أعوجِ منطقٍ ... ويريهِ رأياً في الأمورِ أصيلا أحمد شوقي

- إِذا سستَ قوماً فاجعلِ العدلَ بينهم ... وبينك: تأمنْ كُلَّ ما تتخوفُ - وإِن خفتَ من أهواءِ قومٍ تشتتاً ... فبالجودِ فاجمعْ بينهم يتألفوا علي بن محمد البسامي

- عليكَ بوجهِ القصدِ فاسلكْ سبيلهُ ... ففي الجَوْرِ إِهلاكٌ وفي القصدِ مسلكُ - إِذا أنتَ لم تعرفْ لنفسِكَ قدَرها ... تحمِّلها ما لا تطيقُ فتهلكُ الابرش

-5- العدو

-5- العدو

- والقَ عدوَّك بالتحيةِ لا تكنْ ... منه زمانَكَ خائفاً تترقبُ - واحذره يوماً إِن أتى لك باسماً ... فلليثُ يبدو نابُه إِذا يغضبُ - إِن الحقودَ وإِن تقادمَ عهدُهُ ... فالحقدُ باقٍ في الصدورِ مغيَّبُ علي بن أبي طالب

- تَوَقَّ معاداةَ الرجالِ فإِنها ... مكدوةٌ للصفوِ من كل مشربِ - ولا تشتثرْ حرباً وإِن كنتَ واثقاً ... بسشدةِ ركنٍ أو بقوةِ منكبِ - فلن يشربَ السمَّ الذعافَ أخو حِجى ... مدلاً بترياقٍ لديه مجرَّبِ أبو الفتح البستي

- إِذا وترْتَ امرأً فاحذرْ عداوتَهُ ... من يزرعِ الشوكَ لا يحصدْ به عِنَبا شاعر

- لو رُمْتُ ألفَ عدوٍ كنتُ واجدَهم ... ولو طلبتُ صديقاً ما ظفرتُ به - ومن يُغْرَ بالأعداءِ لا بد أنه ... سيلقى بهم من مصرعِ الموتِ مَصْرعا علي تأبط شراً

- احذرْ عدوَّك مرةً ... واحذرْ صديقَكَ ألفَ مرة - فلربما انقلبَ الصديقُ ... فكان أعرفَ بالمضرَّة - وإِن لقيتَ عدواً فالقَه أبداً ... والوجهُ بالبشرِ والإِشراقِ غفانُ القاضي بن معروف البستي

- عدوٌ راحَ في ثوبِ الصديقِ ... شريكٌ في الصبوحِ وفي الغبوقِ - له وجهان: ظاهرُه ابن عمٍ ... وباطنُه ابن زانيةٍ عتيقِ - يسرُّك مُعْلِناً ويسوءُ سراً ... كذاكَ يكونُ أبناءُ الطريقِ دعبل الخزاعي

- عدوُّكَ ذو العقلِ خيرٌ من الصد ... يقِ (الصديق) لك الوامقِ الأحمقِ عبد القدوس

- عدوُّكَ دارِه ما اسطعت حتى ... يعودَ لديكَ كالخلِّ الشفيقِ - فما في الأرضِ أردى من عدوٍ ... ولا في الأرضِ أجدى من صديقِ ابن خاتمة الأندلسي

- إِذا شئتَ أن تلقى عدوَّك راغماً ... فتحرقهُ حُزْناً وتقتلهُ غماً - فسامِ العُلى وازددْ من الفضل إِنه ... من ازدادَ فضلاً زادَ حسادُه هَمَا أبو الفتح البستي

- لا يخدعنك من ضدٍ مسايرةٌ ... فالماءُ وهو حميمٌ يطفئُ النارا - ودُرْ ودار الورى تأمنْ غوائلَهم ... ما أخطأ الحومَ من دارى ومن دارا - من قابلَ الشرَ بالإحسانِ أعقمَه ... أولا فقد أعقبَ الشريرَ أشرارا - إِن العدوَّ الذي ترديهِ منبعثٌ ... في شخصِ ألفِ عدوٍ يطلبُ الثارا القروي

- أبغضتُ أعدائي فلم ... أتعبْ ببغضي غير قلبي - وحببتهم فأرحتُهُ ... وربحتُهمْ وسَرَرْتُ ربي - حُبي لنفسي عائدٌ ... لافضلَ لي أبداً بحُبي القروي

- ولا تتوهمْ أن إِكرامكَ العِذا ... سخاءٌ وأن العِزَّ ضيمُ الأقاربِ - لعمركَ ماعز امرؤ ذلَّ قومُه ... ولا جادَ من يعطي عطيةَ راهبِ - واحسبْ لشرِّ العدا من قبلِ موقعه ... فربما جاءَ أمرٌ غير محتسبِ - ولا تؤخَّر فعلاً صالحاً لغدٍ ... فكم غَدٍ يومُه غادٍ ولم يؤبِ علي بن مقرَّب

- اخترْ لنفسكَ من تعا ... دي (تعادي) كاختيارِكَ من تصادقْ ابن رشيق

- إِن العدوَّ أخو الصد ... يقِ (الصديق) وإِن تخالفتِ الطرائقْ القيرواني

- يُخْفى العداوةَ وهي غيرُ خفيةٍ ... نظرَ العدوِّ بما أسرَّ يبوحُ المتنبي

- من يستعنْ يوماً بذي عداوةِه ... يزدادُ بُعداً من قضاءِ حاجته السابوري

- إِذا أنتَ امرأً فاطفِرْ له ... على عثرةٍ لإِن أمكنتكَ عواثِرُهْ - وقاربْ إِذا لم تجدْ لك حيلةً ... وصمِّمْ إِذا أيقنْتَ أنكَ عاقرُه ابن حيان

- إِذا عدوُّك لم يظهرْ عداوتَه ... فما يضرُّك إِن عاداكَ إِسرارا البحتري

- فلا تغررْكَ ألسنةٌ موالٍ ... تقبلهُنَّ أفئدةٌ أعادي - وكنْ كالموتِ لا يرثي لباكٍ ... بكى منه، ليروى وهو صادِ - فإِن الجرحَ بنفرُ بعد حينٍ ... إِذا كانَ البناءُ على فسادِ المتنبي

- احذرْ عدوَّكَ والمعاندَ مرةً ... واحذرْ صديقَ الصديقِ سبعَ مرار - فلأصدقاءُ لهم بسرِّكَ خبرةٌ ... ولهم به سببٌ إِلى الإِضرارِ عمر بن الوردي

- إِذا أنتَ عاديتَ امرأً بعدِ خلةٍ ... فدعْ في غدٍ للعودِ والصلحِ موضعا - فإِنكَ إِن نابذتَ من زلَّ زلةً ... ظلْتَ وحيداً لم تجدْ لكَ مفْزَعا منصور الكريزي

- عدوُّك ذو العقلِ أبقى عليكَ ... من الجاهلِ الوامقِ الأحمقِ - وذو العقلِ يأتي جميلَ الأمورِ ... ويقصدُ للأرشدِ الأوفقِ علي البسامي

- تعارفُ أرواحُ الرجالِ إِذا التَقَوا ... فمنهم عدوٌ يُتقى وخليلُ طرفة

- إِن تذكرِ العِذى بأمرٍ فيكا ... يستأنفوا منك أذى متروكا - فاصلحْ خفاياكَ ومن يليكا ... فالسرُّ بالبحث يرى متروكا ولاتخفْ من باطلٍ مزوَّر

- لاتفهمِ العدوَّ والحسودا ... علماً بهم لكنْ ابِنْ جحودا - يمسوا عن استعدادِهمْ قُعودا ... فإِن تنلْ من صلحِهم مقصودا فزتَ وإِلا فانتبهْ وشَمِّرِ محمد الوحيدي

- المرءُ يجمعُ والزمانُ يفرقُ ... ويظلُّ يرقعُ والخطوبُ تُمَزِّقُ - ولمن يعادي عاقلاً خيرٌ له ... من أن يكونَ له صديقٌ أحمقُ - فاربأ بنفسكَ أن تصادقَ أحمقاً ... إِن الصديقَ على الصديقِ مصدقُ صالح عبد القدوس

- لا يخدَعَّنكَ من عدوٍ دمعُهُ ... وارحمْ شبابكَ من عدوٍ ترحمُ المتنبي

- مهما أدلتَ على عدوِّك فحبُهُ ... مناً إِذا ماشيمَ منه وفاءُ - فإِن اعتدى فكفاهُ عارٌ خالدٌ ... وكفاكَ أجرٌ حاصلٌ وثناءُ - أما إِذا عاقبتَهُ فلينقلبْ ... فحماً ففيها أن تعودَ رجاءُ - لاتتركنَّ النارَ إِن أطفأتَها ... فحماً ففيها أن تعودَ رجاءُ الأستاذ الرئيس أبو نصر

- عليكَ بإِظهار التجلُّدِ للعدى ... ولا يظهرَنْ منك الذبولُ فتحقرا البستي

- لاتأمَنْ كيدَ العد ... وِّ (العدو) فأمنُ كيدِهمُ غرَرْ - كن منه إن كانَ القو ... يَّ (القوي) أو الضعيف على حذرْ أسامة بن منقذ

- لا تحقرّنَّ من العدوِّ صغيرةً ... وارددْ مكيدةَ من تراهُ يكيدُ - إِن الحسودَ هو العدوُّ وإِنما ... سَتَر واقبائحَهُ فقيلَ حسودُ - لولا الصلاحُ بأن يعاقبَ مجرمٌ ... ما كان وعدٌ مطمعٌ ووعيدُ - من كانَ لا ترضيهِ منكَ مودةٌ ... فاحذرْ عداوتَهُ بكُلِّ طريقِ - فعدوُّ ما لا تولاهُ غيرُ مغيَّرٍ ... وحسودُ ما تعصاهُ غيرُ مفيقِ - وإِذا طلبْتَ مودةً ترضى بها ... لم تلفِها من بين كلِّ فريقِ الشريف المرتضى

- جالسْ عدوَّك تعرفْ من تكالمُهُ ... يبدو القِلى في حديثِ القومِ والمقلِ - وخالفِ الناسَ ترشُدْ، كلما نطقُوا ... فاصمُتْ حميداً، وإِن همْ أنصتوا، فقُلِ المعري

- أعدى عدوٍ لابنِ آدمَ نفسُهُ ... ثم ابنهُ وافاه يهدمُ ما بنى - هاتيك تأمرهُ بكلِّ قبيحةٍ ... ودعاهُ ذاكَ لأن يضنَّ ويَجْبُنا المعري

- بلاءٌ ليس يشبهُه بلاءٌ ... عداوةُ غير ذي حَسَبٍ ودينِ - يبيحُكَ منهُ عِرْضاً لم يصنْهُ ... ويرتعُ منكَ في عِرْضٍ مصونِ علي بن الجهم

- وأتعبُ من عاداكَ من لا تناُلهُ ... ولم يربطْ يوماً بعرضِكَ وسمُهُ المرتضى

- ولا تَغْترِرْ بالليثِ عند خدورِهِ ... فكم خادرٍ فاجا بوثبةِ صائلِ الحسين الحكاك

- وأتعبُ من ناداكَ من لا تجيبهُ ... وأغظُ من عاداكَ من لا تشاكلُ المتنبي

- قاتلْ عداكَ وضاربهمْ بمكرمةٍ ... تسمو لها لاببيضِ الهندِ والأسلِ - فللفضائلِ طعنٌ في صدورِهمُ ... من دونِ موقعهِ طعنُ القنا الذبُّل ابن خاتمة الأندلسي

- ومن العداوةِ ماتينالُكَ نفعُهُ ... ومن الصداقةِ ما يضرُّ ويؤلمُ المتنبي

- يقولُ لك العقلُ الذي بيَّنَ الهُدى ... إِذا أنتَ لم تدرأْ عدواً فدارهِ - وقبِّلْ يدَ الجاني الذي لسْتَ واصلاً ... إِلى قطعِها وانظرْ سقوطَ جدارهِ المعري

- لا يستخفنَّ الفتى بعدوِّه ... أبداً وإِن كان العدوُّ ضئيلا - إِن القذى يؤذي العيونَ قليلُهُ ... ولربما جرحَ البعوضُ الفيلا أبو الفتح البستي

- لن يتركَ الخصمَ الألدَّ مجدولاً ... إِلا امرؤٌ جعلَ الضرابَ جدالا ابن حيوس

- أسدٌ على أعدائِه ... ما إِن يلينُ ولا يهونْ - فإِذا تمكنَ منهمُ ... فهناكَ أحلمُ مليكونْ شاعر

- ومن نكدِ الدنيا على الحُرِّ أن يرى ... عَدُواً له مامن صداقتِه بدُّ المتنبي

- لم أؤاخذْكَ بالجفاءِ لآني ... واثقٌ منكَ بالوفاءِ الصحيحِ - فجميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ ... وقبيحُ الصديقِ غيرُ قبيحِ أبو فراس الحمداني

- عداوةُ القربى أشدُ مضاضةً ... على المرءِ من وقعِ الحسامِ المهندِ عدي بن زيد

- أطيبُ الطيباتِ قتلُ الأعادي ... واختيالٌ على متونِ الجيادِ - ورسولٌ يأتي بوعدٍِ حبيبٍ ... وحبيبٌ يأتي بلا ميعادِ أبو دلف

- ولاتحقرنَّ عدواً رماكَ ... وإِن كان في ساعدَيهِ قِصَرْ - ويَنْفَعُ في الرَّوْعِ كيدُ الجبانِ ... كما لا يضرُّ الشجاعَ الحذرْ ابن نباته السعدي

- إِذا أنتَ عاديتنَ الرجالَ فلا تزلْ ... على حذرٍ لا خيرَ في غيرِ حاذرِ ابن حسان

- فكم من عدوٍ معلنٍ لكَ نصحَه ... علانيةً والغَشُّ تحتَ الأضالعِ - وكم من صديقٍ مرشدٍ قد عصيتَه ... فكنتَ له في الرشدِ غير مطاوعِ - وما الأمرُ إِلا بالعواقبِ، إِنها ... سيبدو عليها كُلُّ سرٍ وذائعِ ابن زنجي البغدادي

- جاهدْ عدوَّكَ ما استطَعْتَ جهادَهُ ... أما أخاك فما استطعْتَ فسالمِ خليل مطران

- إِذا المرءُ عادى من يودُّك صدرُهُ ... وكان لمن عاديْتَ خِدْناً مصافيا - فلا تقلِهِ عما لديه فإِنَّهُ ... هو الداءُ لا يخْفى لذلك خافيا صعصعة التميمي

- عُداتي لهم فضلٌ عليَّ ومنةٌ ... فلا أبعدَ الرحمنُ عني الأعاديا - هم كشفوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكسبْتُ المعاليا شاعر

- وأنصفُ الناسِ في كلِّ المواطنِ من ... سَقَى المعادينَ بالكأسِ الذي شربا - وليس يظلمهمْ من راحَ يضربُهمْ ... بحدِّ سيفٍ به من قَبْلهمْ ضُربا - والعَفْوُ إِلا عن الأكفاءِ مكرمةٌ ... من قالَ غير قد ق قلْتُه كذبا أبو أذينة

- القَ العدوَّ بوجهٍ لا قطوبَ به ... يكادُ يقطرُ من ماءِ البشاشاتِ - فأحزمُ الناسِ من يلقى أعاديه ... في جسمِ حقدٍ وثوبٍ من موداتِ - الرفقُ يمنٌ وخيرُ القولِ لأصدقهُ ... وكثرةُ المَزْحِ مفتاحُ العَداواتِ القاضي التنوخي

- إِذا مالأرضُ جانبها الأعادي ... وطابَ الماءُ فيها والهواءُ - وساعدَ من تحبُّ بها وتهوى ... فتلكَ الأرضُ طابَ بها الثواءُ إِبراهيم نفطويه

- إِني بليتُ بأربعٍ ما سُلِّطوا ... إِلا لعظيمِ بليتي وشقائي - إِبليسُ والدنيا ونفسي والهوان ... كيفَ الخلاصُ وكلهم أعدائي شاعر

- تجافَ عن الأعداءِ بَغياً فربما ... كفيتَ فلم تُجرحُ بنابٍ ولا ظفرِ - ولاتبر منهم كل عودٍ تخافهُ ... فإِن الأعادي ينبتون مع الدهرِ علي المرتضى

- وإِذا عجزْتَ عن العدوِّ فدارهِ ... وامزحْ له إِن المزاحَ وفاقُ شاعر

- لاتحقرَنَّ عدواً في مخاصمةٍ ... ولو يكونُ ضعيفَ البطشِ والجَلَدِ - فللبعوضةِ في الجُرْحِ المديدِ يدٌ ... تنالُ ماقَّصرت عنه يدُ الأسدِ شاعر

- فلا تلهُ عن كسبِ وُدِّ العدوِّ ... ولا تجعلنَّ صديقاً عدوا - ولا تغتررْ بهدوِّ امرئٍ ... إِذا هيجَ فارقَ ذاكَ الهُدُوَّا شاعر

- كلُّ العدلاوةِ قد تُرْتجى إِمانتها ... إِلا عداوةَ من عاداكَ من حَسَدِ - فإِن في القلبِ منها عقدةً عقدتْ ... وليس يفتحُها راقٍ إِلى الأبدِ ابن بشر المروزي

- إِني لآمنُ من عدوٍ عاقلٍ ... وأخافُ خِلاً يعتريهِ جنونُ - والعقلُ فنٌ واحدٌ وطريقُهُ ... أدرى وأرصدُ والجنونُ فنونُ شاعر

- جاملْ عدوكَ ما استطعْتَ فإِنه ... بالرفقِ يطمعُ في صلاحِ الفاسدِ - واحذرْ حسودَكَ ما استطعْتَ فإِنه ... إِن نِمْتَ عنه فليس عنك براقدِ - إِن الحسودَ وإِن أراكَ تودداً ... منه أضرُّ من العَدُوِّ الحاقدِ - ولربما رضي العدوُّ إِذال يرى ... منك الجميلَ فصارَ غير معاندِ - ورضى الحسودِ زوالُ نعمتِكَ التي ... أوتيتَها من طارفٍ أو تالدِ - فاصبرْ على غيظِ الحسودِ فنارُهُ ... ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ - تضفو على المحسودِ نعمةُ ربه ... ويذوبُ من كمدٍ فؤادُ الحاسدِ الطفرائي

-6- العذر والاعتذار

-6- العذر والاعتذار

- يعيد التماسُ العذر للنفسِ روحَها ... ويخمدُ جمرَ الشرِّ قبل شوبهِ - عجبتُ لحُرٍ يستحي باعتذارهِ ... وأولى به أن يَسْتَحي بذنوبهِ - رب ذنبٍ محوتهُ باعتذاري ... وحملتُ الورى على إِكباري - وإِذا قيستِ الفضائلُ فاقتْ ... كرمَ العفوِ جرأةُ الإِقرارِ القروي

- إِذا اعتذرَ الصديقُ إِليكَ يوماً ... من التقصيرِ عذرَ أخٍ مقرِّ - فصُنْهُ عن جفائكَ واعفُ عنه ... فإِن الصفحَ تشمةُ كل حرِّ محمد بن زنجي البغدادي

- اقبلْ معاذيرَ من يأتيكَ معتذراً ... إِن برَّ عندكَ فيما قال أو فجرا - لقد أعطاكَ من يرضيكَ طاهرُهُ ... وقد أجلكَ من يعصيكَ مستترا الشافعي

- لا تعذرْ إِلا إِلى من يقبلُهْ ... ولا تحدثْ معرضاً لا يعقلُهْ - ومن أتى معتذراً لا تُخْجِلُهْ ... إِلا إِذا أعيا عليكَ معضلُهْ واسحْ بلا منٍ سماحَ المطرِ محمد الوحيدي

-7- العرب

-7- العرب

- إِن العروبةَ جذعٌ لا تزعزعُهُ ... عوارضُ الدفعِ في الأغصانِ والجَذبِ جورج صيدح

- أمةُ العُرْبِ ذاقتِ الهوانَ أحقا ... باً (أحقابا) طوالاً والهونُ مر المذاقِ - كيف تنسى فضلَ المنادينَ بالوح ... دةِ (بالوحدة) والواضعين للميثاق؟ - والألى أفنوا العزائمَ في رب ... طِ (ربط) الأواخي وفي التماس الوفاقِ خليل مطران

- إِن العروبةَ ليس تأ ... منُ (تأمن) غارةَ المستعمرينا - إِلا بوحدتِها ... ونع ... مَ (ونعم) وسيلةُ المتفكرينا - وهي التي اتحدَتْ قد ... يماً (قديما) بينها لغةً ودينا جميل الزهاوي

- أممَ العروبةِ لا نجاةَ لمدبرٍ ... يبغي النجاةَ ولا حياةَ لمحجمِ - كوني جميعاً فالتفرقُ لم يزلْ ... مذ كان من نذرِ القضاءِ المبرمِ - ضمي القوى وتجمعي في وحدةٍ ... عربيةٍ تحمي اللواءَ وتَحْتَمي أحمد محرم

- قد جلتُ في أرضِ العروبةِ جولةً ... فعرفتُ سِرَّ الضَّعْيفِ والإِخفاقِ - حسدٌ تموتُ به النفوسُ وغيرةٌ ... تخفى وراءَ تَبَسُّمٍ وعِناقِ - ويَدٌ تصافحُ وهي لو حققتها ... أفعى تصولُ رهيبة الأشداقِ - إِن العروبةَ والفصحى يشُدُّهما ... من عهدِ يعربَ أفعالٌ وأسماءُ - قوميةٌ تجمعُ الأوطانَ أو لغةٌ ... فيها عن المجدِ إِفصاحٌ وإِضفاءُ - لا ينهضُ الشعبُ حتى يستقيمَ له ... من البلاغةِ تعبيرٌ وإِنشاءُ - مضى الفحولُ كباراً في مواهبِهم ... أشعارهم صحفٌ في الدهرِ غَرّاءُ عامر محمد بحيري

- تنبهوا واستفيقوا أيها العربُ ... فقد طمى الخطبُ حتى غاصتِ الركبُ - فيم التعللُ بالآمالِ تخدعُكُمْ ... وأنتم بين راحاتِ القنا سُلُبُ - الله أكبرُ ماهذا المنامُ فقد ... شكاكمُ المهدُ واشتاقتكم التربُ - كم تُظلمون ولستم تشتكونَ وكم ... تُستغضبون فلا يبدو لكم غَضَبُ - ألفتمُ الهُونَ حتى صارَ عندكم ... طَبْعاً وبعضُ طباع المرءِ مكتسبُ - وفارقتكمْ لطولِ الذُّلِّ نخوتُكُمْْ ... فليس يؤلمكم خَسْفٌ ولاعَطَبُ - للهِ صَبْرُكُمُ لو أن صبركمُ ... في ملتقى الخيلِ حين الخيلُ تضطربُ - فشَمِّروا وانهضوا للأمرِ وابتدروا ... من دهرِكمْ فرصةً ضَنَّتْ بها الحقبُ - لا تبتغوا بالمنى فوزاً لأنفسِكمْ ... لا يصدقُ الفوزُ ما لم يصدقِ الطلبُ - خَلُّ عنكم واستووا هصباً ... على الوئامِ لدفع الظلمِ تعتصبُ - هذا الذي قد رَمَىْ بالضعفِ قوتَكُمْ ... وغادرَ الشملَ منكم وهو مُنْشَعِبُ - وسلطَ الجورَ في أقطارِكمْ فغدتْ ... وأرضُها دونَ أقطارِ الملا خربُ إِبراهيم اليازجي

- تيهي بلادَ الغربِ إِنا أمةٌ ... غيرَ التخاذلِ والشقا لم نعتدِ - نرضى الحياةَ على الهوانِ كأنما ... كُلُّ المطامعِ أن نعيشَ إِلى الغدِ حميل صدقي الزهاوي

- تقدمْ أيُّها العربيُّ شوطاً ... فإِن أمامَكَ العيشَ الرغيدا - وأسسْ في بنائِكَ كُلَّ مجدٍ ... طَريفٍ واتركِ المجدَ التليدا - فشرُّ العالمينِ ذوو خمولٍ ... إِذا فاخترْتَهم ذكروا الجدودا - فهل إِن كانَ حاضرُنا شقياً ... نسودُ بمونٍ ماضينا سعيدا؟ - وما يُجْدي افتخارُكَ بالأوالي ... إِذا لم تكسبْ فخراً جديدا - وخيرُ الناسِ ذو حسبٍ قديمٍ ... أقام لنفسِه حَسَباً جديدا - فدعْني والفخارَ بمجدِ قومٍ ... مضى الزمنُ القديمُ بهم حَميدا - وعاشُوا سادةً في كلِّ أرضٍ ... وعِشْنا في مواطِننا عَبيدا معروف الرصافي

- نورُ الهدى من أرضِنا ... في معظمِ الدنيا انتشرْ - ما أرضُنا لو أنصفوا ... إِلا سماءٌ للبشْرْ الياس حبيب فرحات

- آفةُ العُرْبِ أنهم لم يسيئوا ... لمسيءٍ ولم يكيدُوا لغادرِ زكي قنصل

- قَّلبْتُ طرفي في الشعوبِ فلم أجدْ ... كالعُربِ شعباً راضياً بجمودِه - ريانَ من صدأ الخمولِ بمدنهِ ... ظمآنَ من شظفِ الحياةِ بيده - متقطعُ الأوصالِ منفصمُ العُرى ... فسلِ الجدودَ النكدَ عن توحيدِه - مستسلمٌ لأجنبيِّ مروعٌ ... بحريقِ بارقِه وقصفِ رُعودهِ - هيهاتَ يعرفُ ويكَ قيمةَ نفسهِ ... من لا يحسُّ وإِن كبا بوجودهِ - أشقى جميعِ الخلقِ في دنياه من ... كانتْ بلادُ العربِ منيتَ عُدوهِ محمد الفراتي

- أبني العروبةِ والمعالي غادةٌ ... تصبو لها الأكفاءُ والأندادُ - فامضُوا سراعاً للمعالي جُهْدَكُمْ ... ما زالَ فيكمْ للعُلا استعدادُ - ودعُوا التكاسلَ في الحياةِ وجاهدوا ... إِن الحياةَ تكافحٌ وجهادُ - وامشُوا على سننِ الجدودِ فأنتمو ... لسوادِ شعبكمو غداً قُوَّادُ محمد الفراتي

- يا ابنةَ الضادِ أنتِ سرٌ من الحس ... نِ (الحسن) تجَّلى على بني الإِنسانِ - كنتِ في الفقرِ جَنَّةً ظللتها ... حالياتٌ من الغصونِ دواني - لغةُ الفنِّ أنتِ والسحرِ والشعرِ ... ونورُ الحجا ووَحْيُ الجَنَانِ علي الجارم

-8- العرض

-8- العِرْض

- يامن يرى الأجربَ الصحيحَ فلا ... يلقاه إِلا مبِّناً نكبُهْ - ما جربُ المرءِ داءُ جلدتِهِ ... بل إِنما داءُ عِرْضِه جرَبُهْ ابن الرومي

- ما دامَ عرضُ المرءِ موفوراً فما ... على زمانٍ باخلٍ جُناحُ الياس فرحات

- إِن الجراحَ وإِن شَجَتْ لا تخلدُ ... تُشفى لواعجها ويصقلها الغدُ - والجرحُ وإِن شَجَتْ لا تخلدُ ... تفنى العصورُ وعارُه يتجددُ عدنان مردم بك

- وما المرءُ إِلا من وقى الذمَّ عرضُهُ ... وعزَّ فلا ذامٌ لديهِ ولا غشُ - وليس بمن يرضى الدناءةَ والخَنا ... طباعاً ولا من دأبُهُ الهجرُ والفحشُ علي بن عرام

- ما يضرُّ الفتى إِذا صحَّ عِرْضا ... أن يرى الناسُ ثوبهُ مَرْقوعا الشريف المرتضى

- لا تكملن عرضَ ابن عمِّكَ ظالماً ... فإِذا فعلتَ فعرضُك المكلومُ - وحريمهُ أيضاً حريمُكَ فاحمِهِ ... كي لا يباحَ لديهِ منككَ خريمُ - وإِذا اقتصصْتَ من ابنِ عمك ككلمةً ... فكلامه لكك إِن عقلت كلومُ أبو الأسود الدؤلي

- إِذا أنتَ لم تجعلْ لعرضِكَ جُنَّةً ... من الذمِّ سارَ الذمُّ كُلَّ مسيرِ عمرو الباهلي

- أصونُ عِرْضي بمالي لا أدنِّسُهُ ... لا باركَ اللهُ بعد العِرضِ في المالِ - أحتالُ للمالِ إِن أَوْدَى فأكسِبُهُ ... ولسْتُ للعِرضِ إِن أَوُدَىْ بمحتالِ - الفقرُ يزري بأقوامٍ ذوي حَسبٍ ... ويقتدي بلئام الأصل أنذالِ حسان بن ثابت

- لا يعجبنكَ من يصونُ ثيابَهُ ... حذرَ الغُبارِ وعرْضُه مبذول عبد القدوس

- نهيتكَ من تعرضِ عرضِ حُسرٍ ... فإِن الذمَّ من شأنِ الذميم البحتري

- ومن كان ذا عرضٍ كريمٍ فلم يصنْ ... له حَسَباً كان اللئيمَ المذمَّما الملتمس

- لا خيرَ فيمن عِرْضُهُ متعرضٌ ... ما لا يُسرُّ بسمعهِ الإِخوانُ - شَرُّ المآكلِ لحمُ من تغتابُهُ ... والوجهُ فيه الزورُ والبهتانُ - فجزاؤكَ السَوءى عن السُّوءى وإِن ... تحسنْ فإِن جزاءكَ الإِحسانُ ابن الدهان الموصلي

- امنعْ من الأعداءِ عرضَكَ لا تكنْ ... لحماً لآكلِه بعودٍ يُشتَوى ابن خَّذاق

- لا تكلبَنَّ على عِرْضِ الكِرامِ تعشْ ... والكلبُ أحسنُ حالاً منك في كلبكَ - ولا تُعِبْ عِرْضَ من في عِرْضِه جربٌ ... إِلا وأنتَ نقِيُّ العِرْضِ من جَرَبِكْ - وإِنما الناسُ في الدنيا ذوو رتبٍ ... فانهضْ إِلى الرتبةِ العلياءِ من رتبكْ الحسن المرزباني النحوي

- إِذا المرءُ لم يدنسْ من اللؤم عِرضهُ ... فكل رداءٍ يرتديهِ جميلُ - وإِن هو لم يحملْ على النفسِ ضَيمَها ... فليس إِلى حُسْنِ الثناءِ سبيلُ - تُعَيِّرُنا أنا قليلٌ عديدُنا ... فقلتُ له: إِن الكرامَ قليلُ - وما قلَّ من كانَتْ بقاياهُ مثلنَا ... شبابٌ تسامي للعُلا وكهُلولُ - وما ضرَّنا أنا قليلٌ وجارُنا ... عزيزٌ وجارُ الأكثرينَ ذليلُ السموءل بن عاديا

-9- العز

-9- العز

- لا يقيمُ العزيزُ بالبلدِ السهلِ ... ولا ينفعُ الذليلَ النجاءُ الحارث بن حلزة

- عليَّ طلبُ العِزِّ من مُسْتَقَرِّهِ ... ولا ذنبَ لي إِن حاربتني المطالبُ أبو فراس

- أَعَزُّ مكانٍ في الدنى سرجُ سابحٍ ... وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ - عِشْ عزيزاً أو مُتْ وأنتَ كريمٌ ... بين طعنِ القنا وَخفْقِ البُنودِ - فاطلبِ العِزَّ في لظىً وذرِ الذ ... لَّ (الذل) ولو كان في جنانِ الخُلودِ المتنبي

- فعزُّ الفتى الطاوي الفيافي مسدسٌ ... كما أن عِزَّ الليثِ نابٌ ومِخْلبُ - وما صينَ حَقُّ لا سلاحَ لربِّه ... وأضعفُ أنواعِ السلاحِ التأديبُ - ولولا ينوبُ الأسدِ كانتْ ذليلةً ... تساطُ وتنعو للشكيمِ وتُركبُ - وكم ظالمٍ يستعبدُ الناسَ عزةً ... وحجتُهُ الكبرى الحسامُ المشطبُ الياس فرحات

- عزيزٌ على نفسِ الغَيورِ اتَّضاعُها ... وعارٌ علها أن تميلَ لذلةِ - زمامُ المراقي في التسامي إِلى العُلى ... وخوضِ المنايا لاقتناءِ المعزةِ حفني ناصف

- وما في سطوةِ الأربابِ عيبٌ ... وما في ذلةِ العبدانِ عارُ المتنبي

- أيامُ عزي ونفاذِ أمري ... هي التي أحسَبُها من عُمْري أبو فراس

- لا تعطِ عينيكَ إِلا غفوةَ الحذرِ ... وصِلْ بعزمِكَ حَدَّ الصارم الذَّكَرِ - ولا تكنْ في طلابِ العزِّ معتمداً ... إِلا على مركبٍ صَعْبٍ من الخطرِ - فما ينالُ العُلا إِلا امرؤ قرنتْ ... آراؤهُ بركوبِ الخَوْفِ والغُرِ - والندبُ من لم يبتْ إِلا وهمتُهُ ... في المجدِ يسلمُ عينيه إِلى السهرِ محمد الأصبهاني

- جادَ العزيزُ على الذليلِ بصفعةٍ ... تركَتْ بصحنِ الخَدِّ طابعَ خمهِ - ومضى العزيزُ يحكُّ راحةَ كفهِ ... ومضى الذليلُ يَحُكُّ جلدةَ رأسهِ - فطننتهُ احتملَ الهوانَ لحكمةٍ ... حتى يعودَ بسيفهِ وبترسِهِ - ولبثتُ أنتظرُ الجبانَ لكي أرى ... من بعدِ حكمتِه طلائعَ بأسهِ - حتى عَثَرْتُ به الغداةَ كأنه ... نسي الذي قد ذاقَهُ في أمسِهِ - فسألتُ عنه فقيلَ هذا من سَعى ... ليحكمَ الجنسَ الغريبَ بجنسهِ - من كان يرضى بالهوانِ لشعبهِ ... لا بدعَ أن يَرْضَى الهوانَ لنفسِهِ القروي

- لا تكفرَنْ قوماً عززتَ بعزهمْ ... أبا علقمٍ والكفرُ بالريقِ يشرقُ كثيرِّ عزة

- إِن شئتَ عِزاً فاغشَ أبوا ... بَ (أبواب) الملوكِ ولا تبلْ - فالذلُّ من قبلِ الملو ... كِ (الملوك) أَجَلُّ من عِزِّ الخَوَلْ - (الخول: الخدم) ابن خاتمة الأندلسي

- ومن لم يُوَقِّ اللهُ فهو ممزَّقٌ ... ومن لم يعزَّ اللهُ فهو ذليلُ - ومن لم يرْدهُ اللهُ في الأمرِ كُلِّه ... فليس لمخلوقٍ إِليه سَبيلُ أبو فراس الحمداني

- ومقامُ العزيزِ في بلدِ الهو ... نِ (الهون) إِذا أمكنَ الرحيلُ محالُ أبو دلف

- رأيْتُ العزَّ في أدبٍ وعلمٍ ... وفي الجهلِ المذلةُ والهوانُ - وما حسنُ الرجالِ لهم بحسنٍ ... إِذا لم يسعدِ الحسنَ البيانُ - كفى بالمرءِ عيباً أن تَراهُ ... له وجهٌ وليس له لسانٌ جرد بن عمرو الحضرمي

- إِذا لم تنلْ عزَّ الحياةِ بصارمٍ ... ولا قلمٍ فالموتُ أبقى وأسترُ - وإِن الحياةَ العِزِّ لا يهتدي لها ... أخو وجلٍ يخشى الهلاكَ ويحذرُ الكاظمي

- بُني إِذا ما ساقَكَ الضرُّ فاتئدْ ... فللرفقُ أولى بالأريبِ وأحرزُ - فلا تحمينْ عند الأمورِ تعززاً ... فقد يورثُ الذلَّ الطويلَ التعززُ محمد الواسطي

- ولا تطلبنهْ عزاً بذلِّ عشيرةٍ ... فإِن الذليلَ من تذلُّ عشائرهْ ابن المولى القرشي

- لا عزَّ للمرءِ إِلا مواطنِهِ ... والذلُّ أجمعُ يلقاهُ من اغتربا - فاقنعْ بما كان مما قد حُبيتَ به ... بحيثُ أنتَ ومنْ للبينِ مجتنبا - واعلمْ يقيناً بلا شكٍ يخالطُهُ ... بأن رزقَكَ إِن لم تأتِهِ طلبا هبة الله بن عرام

- فالعِزُّ في صهواتِ الخيلِ مركبهُ ... والمجدُ ينتجهُ الإِسراءُ والسهرُ ابن الأثير

- إِذا لم تكنْ أرضى لعرضيْ معزةً ... فلستَ وإِن نادَتْ إِليَّ أجيبُها - ولو أنها كانَتْ كروضةِ جَنَّةٍ ... من الطيبِ لم يحسنْ مع الذلِّ طيُبها - وسرْتُ إِلى أرضٍ سواها تعزني ... وإِن كان لا يعوي من الجَدْبِ ذيبُها الوزير خلف الظاهر الأموي

- كم من عزيزٍ أذل الموتُ مصرعه ... كانت على رأسهِ الراياتُ تخفقُ أبو العتاهية

- إِن شِئْتَ عزاً بلا ذلٍ يُطيفُ به ... فاقطعْ من الحرصِ حبلاً كانَ مَمْدودا - يبوءُ بخسرٍ بائعُ العزِّ بالغنى ... وأخسرُ منه مشتري الغدرِ بالوفا - عرْفتُ رجالاً لا أذمُّ جوارهُمْ ... لكونيَ فيه ناعمَ البالِ مترفا - فلم أرَ إِلا شاكماً يبذلُ اللُّهى ... مصانعةً أو حاكماً متحِّيفا ابن حيوس

- بين التعُّززِ والتذللِ مسلكٌ ... بادي المنارِ لعينِ كلِّ موفقِ - فاسلكْهُ في كلِّ المواطنِ واجتنبْ ... كِبْرِ الأبيِّ وذلةَ البمتمِّلقِ علي بن النضر الأديب

- لئن عزَّ أقوامٌ وكانوا أذلةً ... وصارَ لهمْ من بعد فقرهمُ مالُ - فماذا ذاكَ بِدْعاً في دمشقَ لأنها ... تَمَلَّكَها في سالفِ الدهرِ زبَّالُ فتيان الشاغوري

- وإِذا الرجالُ تعززوا ومشَتْ إِلى ... مُهُجاتِهم رُسُلُ الغرامِ تذللوا - وأساةُ أدواءِ الشكايةٍ كلُّهم ... يَدْرون أن الحبَّ داءٌ مُعْضِلُ الشريف المرتضى

- فإِن الدقيقَ يهيجُ الجليلَ ... وإِن العزيزَ إِذا شاءَ ذلَّ أنس العبدي

- والعِزُّ يوجدُ في شيئين موطنُه: ... إِما شباهُ حُسامٍ أو شبا قَلَمِ - وأعرفُ الناسِ بالدنيا أخو فطنٍ ... لا ينظرُ اليسرَ إِلا منظرَ العدمِ ابن أبي حصينة

- وما المرءُ إِلا من يضنُّ بنفسِه ... إِباءً ولا يرضى من العزِّ بالَّلفا - ومن لا يعيفُ الطيرَ إِن سَنَحَتْ له ... وإِن خالطَ الماءَ امتنانٌ تَعَيَّفا ابن حيوس

-10- العشق والصبابة

-10- العشق والصبابة

- أيها العشقُ المُعَذَّبُ صَبْراً ... فخطايا أخي الهوى مَغْفورةْ - زفرةٌ في الهوى أَحَطُّ لذنبٍ ... من غزاةٍ وحَجَّةٍ مبرورةْ الفتح ابن خاتان

- أولُ العشقِ مزاحٌ وولعْ ... ثم يزدادَ الطمعْ - كل من يهوى وإِن عالت به ... رتبةُ الملكِ لمن يَهْوى تَبَعْ المأمون

- وما العشقُ إِلا غرٌ وطماعَةٌ ... يعرِّض قلبٌ نفسَهُ فيصابُ - ضُروبُ الناسِ عشاقٌ ضُروبا ... فأَعْذرُهُمْ أشفهم حَبيبا - لو فكرَ العاشقُ في منتهى ... حسنِ الذي يَسْبيهِ لم يَسْبيهِ المتنبي

- لا بدَّ للعاشقِ من وقفةٍ ... تكونُ بين الوصلِ والصرمِِ - حتى إِذا الهجرُ تمادى به ... راجعَ من يَهْوى على رَغْمِ العباس بن الأحنف

- تهتكْ وبحْ بالعشقِ جهراً فقلما ... يطيبُ الهوى إِلا لمتهتكِ السترِ علي بن الجهم

- فما ضر أهلَ العشقِ أنهمُ ... هَووا وما عرفوا الدنيا وما فطنوا - تفنى عيونهمُ دَمْعاً وأنفسهم ... في إِثر كل قبيحٍ وجهُهُ حَسَنُ المتنبي

- إِذا شئتَ ألا تعذلَ الدهرَ عاشقاً ... على كمدٍ من لوعةِ البينِ فاعشقِ البحتري

- دعِ الصبَّ يَصلى بالأذى من حبيبهِ ... فإِن الأذى ممن سُرورُ شاعر

- فآفةُ العاشقِ من طَرْفِهِ ... والموتُ لو يعلمُ في وردِهِ - سلِّمْ إِلى اللهِ فكلُّ الذي ... ساءكَ أو سرَّك من عندهِ - إِن الذي الوحشةُ في دارِهِ ... تؤنسُهُ الرحمةُ في لحدِهِ المعري

- لا يعشقُ الضخمَ الغليظَ الجسمِ ... غيرُ غليظِ الطبعِ جافٍ فدْمِ - مكدرِ الحِسِّ ركودِ الفهمِ ... يقولُ في الحُسْنِ بغيرِ علمِ ابن وكيع التنيسي

- لا تكثرنَّ ملامةَ العُشَّقِ ... فكفاهُمُ بالوجدِ والأشواقِ - إِنَّ البلاءَ يطاقُ غيرَ مضاعفٍ ... فإِذا تضاعفَ كانَ غيرَ مطاقِ علي بن العباس

- لاتطفئنَّ جوىً بلومٍ إِنَّهُ ... كالريحِ تغري النارَ بالإِحراقِ الرومي

- العشقُ هِمةُ نفسٍ ... عن الرشادِ خِليَّةْ - يعمي البصيرَ ويدنيْ ... من الأمورِ الدنيَّةْ - لم تشغلْ بالتصابي ... إِلا النفوسُ الشقيَّةْ ابن خاتمة الأندلسي

- وما الناسُ إِلا العاشقونَ ذوو الهوى ... ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ ويعشقُ العباس بن الأحنف

- وقد كنت بالعشاقِ أهزأُ مرةً ... وها أنا بالعشاقِ أصْبَحْتُ باكيا علي بن الجهم

- وارحمتا للعاشقين تكلفوا ... سترَ المحبةِ والهوى فضاحُ - بالسرِّ إِن باحُوا تباحُ دماؤهمْ ... وكذا دماءُ البائحينَ تباحُ - وإِذا همُ كتموا تحدثَ عنهم ... عندَ الوشاةِ المَدْمَعُ السَّحاحُ - وبدتْ شواهدُ للسَّقامِ عليهم ... فيما لمشكلِ أمرِهم إِضاحُ - يا صاحِ ليس على المُحِبِّ ملامةٌ ... إِن لاحَ في أفقِ الوصالِ صباحُ - لا ذنبَ للعشاقِ إِن غلبَ الهوى ... كتمانَهم فنما الغرامُ فباحوا - لا يَطْربون لغيرِ ذكرِ حبيبهم ... أبداً فكُلُّ زمانِهم أفراحُ يحيى بن حبش السهروردي

- إِذا أنتَ لم تعشقْ ولم تدرِما الهوى ... فكن حجراً من يابسِ الصخر جلمدا الأحوص

- للعشقِ سكرٌ كالمدا ... مِ (كالمدام) إِذا تمكنَ في العقولِ - يبقى اليسيرُ من الكث ... رِ (الكثر) فكيفَ ظنُّكَ بالقليلِ صفي الدين الحلي

-11- العظيم

-11- العظيم

- فكبيرٌ ألا يصانَ كبيرُ ... وعظيمٌ أن منهم وخطيرُ أحمد شوقي

- القومُ لم ينهضْ بباهظِ حَمْلهمْ ... إِلا عظيمٌ منهم وخطيرُ - كم من عظيمٍ قصَّرتْ خطواتُهُ ... فقضى على آمالِه التقصيرُ - ولربَّ ذي تأخرَ أو دنى ... فجنى الوناءُ عليه والتأخيرُ الكاظمي

- وفي السماءِ نجومٌ ما لها عددٌ ... وليس يكسفُ إِلا الشمسُ والقمرُ شمس الدين المعالي

- لا ينظرنَّ إِلى العظيمِ بفعلِهِ ... قومُ بأعينِ ماهين صغارِ - فالمتلفُ الجبارُ فيما قدَّروا ... ما كان غيرَ المخلفِ الجبارِ خليل مطران

- لولا ملاحظةُ الكبيرِ صغيرَهُ ... ما كان يعرفُ في الأنام كبيرُ المحسن التنوخي

- لا يظهرُ الكبراءُ آيةَ عزهمْ ... حتى يُعِزُّ آيةَ الأفكارِ أحمد شوقي

- خذْ بالعظيمِ من الأمورِ ولا يكن ... لكَ في الهمومِ سوى هُمومِ رِجالِ - واجعلْ خيالكَ سامياً فلطالما ... سمتِ بامتطاءِ خيالِ - ابعدْ مناكَ على الدوامِ فكلما ... دانَ النجاحُ عَلَتْ منى الأبطالِ خليل مطران

- كن عظيماً ولا تلومنَّ إِلا ... همةً كلفتك هماً جَسيما - كل راجٍ يلقى عليه مناه ... فإِذا خابَ كنتَ أنتَ الملوما - تنصف الأمةُ الضعيفَ ولا تنص ... فُ (تنصف) يوماً عظيمَها المظلوما عباس محمود العقاد

- والنفوسُ الكبارُ ليس عليها ... حَرَجٌ من تَضَاؤل الأجسامِ خليل مطران

- لا تضَعْ من عظيم قدرٍ وإِن كن ... تَ (كنت) مشاراً إِله بالتعظيمِ الحيص بيص

- إِن العظيمَ لكالربيعِ رحابةً ... هيهاتَ يحضرُه مكانٌ ضيقُ - ليس من يلبسُ العظائمَ بُرْداً ... مثل من يرتدي لباسَ الصغائرِ زكي قنصل

-12- العفو والصفح

-12- العفو والصفح

- لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ ... أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ - إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه ... لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ - وأظهرُ البشر للإنسان أبغضُهُ ... كأنما قد حَشى قلبي محباتِ - الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهمْ ... وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ الشافعي

- إِذا عثرَ القومُ فاغفرْ لهم ... فأقدامُ كل فريق عُثرْ المعري

- خليليَّ إِن لم يغتفرْ كُلُّ واحدٍ ... عثارَ أخيه منكما فترافضا - وما يلبثُ الحيانِ إِن لم يجوِّزوا ... كثيراً من المكروه أن يتباغضا - خليلي بابُ الفَضْل أن تتواهبا ... كما أن بابَ النصِ أن تتعارضا أبو العتاهية

- كم أغفلتْ أيدي الحنانِ ضحيةً ... حجبَ الإِباءُ شقاءَها بشموخِهِ - سلبَ الذي مدَّ اليدين رغيفَ من ... وارى يديه رجوعهُ في كوخهِ القروي

- من محاسن العفو أن المأمون ظفر برجل كان يطلبه فلما دخل عليه أمر بضرب عنقه فقال الجل دعني يا أمير المؤمنين أنشدك أبياتاً فقال: - زَعَموا بأن البازَ علقَ مرةً ... عصفورَ برً ساقَه المقدورَ - فتكلمَ العصفورُ تحتَ جناحِه ... والبازُ منقضٌ عليه يطيرُ - ما بي لما يغني لمثلِكَ شبعةً ... ولئن أكلتُ فإِنني لحقيرُ - فتبسم البازُ المُدِلُّ بنفسِه ... كَرَماً وأطلق ذلك العصفورُ فأطلقه المأمون وخلع عليه ووصله المأمون

- خُذِ العفوَ وأمرْ بعرفٍ كما ... أمرتَ وأعرضْ عن الجاهلينْ - ولن في الكلامِ لكل الأنامِ ... فمستحسنٌ من ذوي الجاهِ لينْ أبو الفتح البستي

- إِذا استطعتَ كن إِما مسيحاً مسامِحاً ... عداكَ وإِما فارسَ الحربِ عنترا - فما اللؤمُ إِلا إِن حقدت فلم تكن ... كريماً فتعفو أو شُجاعاً فتثأرا القروي

- والصفحُ لا يحسنُ عن محسنٍ ... وإِنما يَحْسُنُ عن جاني ابن نباتة الخطيب

- إِذا تساهلَ شعبٌ ... مشى إِليه الشتاتُ - للناسِ في العفوِ موتٌ ... وفي القصاصِ حياةُ جميل صدقي الزهاوي

- عفافُكَ عيٌ إِنما عِفَّةُ الفتى ... إِذا عفَّ عن لذاتِهِ وهو قادرُ أبو فراس

- خذِ العفوَ وائبَ الضيمَ واجتنبِ الأذى ... واغضِ تَسُدْ وارفقْ تنلْ واسخُ تحمدِ ابن رشيق

- ألا إِن خيرَ العَفْوِ عفوٌ معجلٌ ... وشَرُّ العقابِ ما يجاز به القدْرُ شاعر

- من عفَّ على الصديقِ لقاؤُه ... وأخو الحوائجِ وجهُه مملولُ - وأخوكَ من وفرتَ مافي كيسِه ... فإِذا عبثتَ به فأنتَ ثقيلُ ثعلب

- وإِن أَوْلىَ الورى بالعفوِ أقدرُهم ... على العقوبةِ إِن يظفرْ بذي زَللِ - والحلمُ طبعٌ فلا كسبٌ يجودُ به ... لقوله "خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلِ" ابن المقري

- ومن عصاكَ فعاقبهُ معاقبةً ... تنهى الظلوم ولا تقعدْ على ضمدِ النابغو الذبياني

- إِذا عفْوتَ عن الإِنسانِ سيئةً ... فلا تروِّعهُ تأنيباً وتَقْريعا المعري

- يستوجبُ العفوَ الفتى إِذا اعترفْ ... وتابَ مما قد جَنَاه واقترفْ - لقوله "قلْ للذين كفروا ... إِن ينتهوا يُغفرْ لهم ماقد سَلفْ" عبد المحسن الصبوري

- إِذا كنْتَ لا أعفو عن الذنبِ من أخٍ ... وقلت أكافيه فأينَ التفاضلُ - ولكنني أغضي جفوني على القَذَى ... وأصفحُ عما رابني وأجاملُ - متى أقطعُ الإِخوانَ في كُلِّ عثرةٍ ... بقيتُ وحيداً ليس لي من أواصلُ - ولكن أداريهِ، فإِن صحَّ سرَّني ... وإِن هو أعيا كان عنه التجاهُلُ أبو علي الأستجي

- ما أحسنَ العفوَ عفوٌ بعد مقدرةٍ ... عن أقبحِ الذنبِ كفرٍ بعد إِمانِ الموصلي

- سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل مذنبٍ ... وإِن كثرَتْ منه إِليَّ الجرائمُ - فما الناسُ إِلا واحدٌ من ثلاثةٍ ... شريفٌ ومشروفٌ ومثلٌ مقاومُ - فأما الذي فوقي: فأعرفُ فضله ... وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ - وأما الذي دوني: فإِن قال صُنْتُ عن ... إِجابته عِرضي وإِن لامَ لائمُ - وأما الذي مثلي: فإِن زلَّ أو هَفا ... تفضَّلْتُ إِن الحلمَ للفضلِ حاكمُ منصور بن محد الكريزي

-13- العقل واللب

-13- العقل واللب

- عقلُ الفتى ممن يجالسهُ الفتى ... فاجعلْ جليسَكَ أفضلَ الجلساءِ - والعلمُ مصباحُ التقى لكنَّهُ ... يا صاحِ مقتبسٌ من العُلماءِ محمد بن علي الهندي

- إِذا قَلَّ عقلُ المرءِ قلتْ همومُهُ ... ومن لم يكن ذا مُقْلةٍ كيف يرمدُ؟ الأيبوري

- في هذهِ الدنيا عجائبُ جمةٌ ... والعاقلُ المسرورُ فيها أعجبُ المعري

- والعقلُ أزكى من أن يرادُ به ... كسبُ حرامٍ للمرءِ يطلبُهْ - والظلمُ في الأرضِ مزمنٌ درجَتْ ... من الزمانِ الخالي به حقبُهْ - ولا يداوى السقيمُ بالخرقِ بل ... بالرفقِ يُشفى بطبِّهِ جَرَبُهْ - وإِنما المرءُ عقلُهُ فإِذا ... أحرزَ عقلاً فعنده أدبُهْ - والحسبُ العقلُ لا النصابُ فقلْ ... مصرِّحاً قيمةُ امرئٍ حَسَبُهْ عبيد الله بن الظاهر

- أيرضى من له عَقْلٌ ورأيٌ ... تعاطي ما عليه به وبالُ؟ - خليلي إِن أصيبَ دعِ التصابي ... فما لينُ الكلامِ هو الجمالُ - وما قصُّ الشعورِ يزيدُ حُسْناً ... وما هذا وذال إِلا اختيالُ علي أبو النصر

- وإِذا وصلْتَ بعاقلٍ أمَلاً ... كانت نتيجةُ قولِه فِعْلا أبو نواس

- إِن لم يكنْ رشدُ الفتى نافعاً ... فغيُّهُ أنفعُ من رشدِهِ المعري

- سبحانً من أنزلَ الدنيا منازلَها ... وميزَ الناسَ مشنوءاً وموموقا - فعاقلٌ فَطِنٌ أعيتْ مذاهبُهُ ... وجاهلٌ خَرِقٌ تلقاهُ مَرْزوقا - كأنه من خليج العرب مُغْتَرِفٌ ... ولم يكنْ بارتزاقِ القوتِ محقوقا - هذا الذي تركَ الألبابَ حائرةً ... وصَيَّرَ العاقلَ النحريرَ زنديقا الحلاج

- لو كنتَ بالعقلِ تعطى ما يريد به ... لما ظفرتَ من الدنيا بمسوقِ - رزقتَ مالاً على جهلٍ فعشتَ به ... فلستَ أولَ مجنونٍ بمرزوقِ الشافعي

- إِن تسأل العقلَ لا يوجدْك من خبرٍ ... عن الأوائلِ إِلا أنهم هلكوا - أيها الغِرُّ إِن خصْصتَ بعقلٍ ... فاسألنه فكل عقلٍ نبيُّ المعري

- علقتُ فودعتُ التصابي وإِنما ... تصرمُ لهو المرءِ أن يكمل العقلُ البحتري

- رأيتُ أقلَّ الناسِ عقلاً إِذا انتشى ... أقلَّهمُ عقلاً إِذا كان صاحيا - تزيدُ حمياها السفيهَ سفاهةً ... وتتركُ أخلاقَ الكريمِ كما هيا شاعر

- رُزْقتُ لباً ولم أرزَقْ مروءتَهُ ... وتتركُ المروءةُ إِلا كثرةُ المالِ - إِذا أردتُ مساماةً تقاعدُ بي ... عما ينوِّه باسمي رقة الحالِ - ألم ترَ أنَ العقلَ زينٌ لأهلِه ... وأن كمالَ العقلِ طولُ التجاربِ الخليل بن أحمد المنتصر

- وقد وعظَ الماضي من الدهر ذا النهى ... ويزدادُ في أيامِه بالتجاربِ بن بلال الأنصاري

- لا تنظرنَّ إِلى عقلٍ ولا أدبٍ ... إِن الجدودَ قريناتُ الحماقاتِ الخريمي

- ولم أرَ في الأشياءِ حين بلوتُها ... عدواً للبِّ المرءِ أعدى من الغضبْ - ولم أرَ بين العُسْرِ واليُسْرِ خلطةً ... ولم أربين الحيِّ والميتِ من نسبْ الأصمعي

- ذو العقلِ لا يسلمُ من جاهلٍ ... يسومُه عَسْفاً وإِعناتا البستي

- وأفضلُ قَسْمِ اللهِ للمرءِ عقلُهُ ... فليس من الخيرات شيءٌ يقاربُهْ - يزينُ الفتى في الناسِ صِحَّةُ عقلِهِ ... وإِن كان محظوراً عليه مكاسبهْ - يعيشُ الفتى بالعقلِ في كل بلدةٍ ... على العقلِ يجري علمه وتجاربهْ - ويزير به في الناسِ قلةُ عقلِهِ ... وإِن كرَمتْ أعراقُهُ ومناسبُهْ - إِذا أكملَ الرحمنُ للمرء عقلَهُ ... فقد كَمُلَتْ أخلاقُهُ ومآربُهْ - ومن كان غلاباً بعقلٍ ونجدةٍ ... فذو الجَدِّ في أمرِ المعيشةِ غالبُهْ ابن دريد الأزدي أو علي بن أبي طالب

- وما كُلُّ ذي لبٍ بمؤتيكَ نصحَه ... وما مل مُوتٍ نُصْحَه بلبيبِ - ولكن متى ما استجمعا عند صاحبٍ ... فحقَّ له من طاعةٍ بنصيبِ أبو الأسود الدؤلي

- وما غبنَ الأقوامُ مثلُ عقولهم ... ولا مثلها كسباً أفادَ كسوبها - إِذا لم يكنْ إِلا الأسنةُ مركبٌ ... فلا رأي للمحمولِ إِلا ركوبُها الكميت بن زيد

- من غلبَتْ شهوتُهُ عقلَهُ ... بعد انتشارِ الشيبِ في لمتهْ - نظرهُ أقصرُ من أنفِهِ ... ورأسُهُ أخَفُّ من مقلتهْ الياس حبيب فرحات

- إِذا حظيتَ بعقلٍ فاقنعنَّ به ... فذاكَ فضلٌ لعمري غيرُ مقدورِ - شيئان قد شَذَّ في الدنيا اجتماعُهما ... كمالُ عقلٍ ورزقٌ غيرُ مقتورِ ابن خاتمة الأندلسي

- سلِ اللهَ عقلاً واستعذْ به ... من الجهلِ تسألْ خير معطى لسائلِ - فبالعقلِ تستوفي الفضائلَ كلها ... كما الجهلُ مستوفٍ جميعَ الرذائلِ أبو الفتح البستي

- كدعواكِ كلٌ يدعي صحةَ العقلِ ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جَهْلِ؟ المتنبي

- ألا خيرُ ما للمرءِ عقلٌ يزينُهُ ... فإِن لم يكنْ عقلٌ فجاهٌ ينفقهْ - وإِلا فمالٌ ساترٌ من عُوارِهِ ... وما خيرُ سترٍ قد يخافُ تمزقُهُ - فإِن لم يكنْ من ذي الثلاثةِ واحدٌ ... فأرولى له نارٌ من اللهِ تحرِقُهْ ابن خاتمة الأندلسي

- لولا العقولُ لكان أدنى ضيعُمٍ ... أدنى إِلى شرفٍ من الإِنسانِ المتنبي

- إِذا تمَّ عقلُ المرءِ تَّمتْ أمورُه ... وتمت أياديه وتمَّ بناؤه - فإِن لم يكن عقلٌ تبينَ نقصُهُ ... ولو كان ذا مالٍ كثيراً عطاؤه عبد العزيز الأبرش

- رأيتُ العقلَ لم يكنِ انتهابا ... ولم يقسمْ على عدد السنينا - ولو أن السنين تقاسمته ... حوى الآباءُ أنصبةَ البنينا ساعر

- آفةُ العقلِ طاعةُ الأهواءِ ... فاعصِها ما استطعْتَ شمَّ الهواءِ - عَجَبي لامرئٍ يرى الأرضَ مثوا ... هُ، (مثواه) وأقصى مناه كسبُ الثراءِ - وكفى المرءَ منذراً بدنوِّ المو ... تِ، (الموت) فقدُ الأترابِ والقُرناءِ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- كذبَ الظنُّ، لا إِمامَ سوى العق ... ل (العقل) مشيراً في صبحهِ والمساءِ - فأذا ما أطعمتَهُ جلبَ الرح ... مةَ (الرحمة) عند المسيرِ والإِرساءِ - نهانيَ عقلي عن أمورٍ كثيرةٍ ... وطَبْعي إِليها بالغريزةِ جاذبي المعري

- وإِذا رأيتَ أولى الحجا ... والفضل يوماً فاعترفْ الكاظمي

- إِذا لم يكنْ عقلُ الفتى وازعاً له ... فكلُّ يدٍ من كلِّ خودٍ تتقودُهُ - إِذا عدمَ المرءُ الكمالَ فإِنهُ ... سواءٌ علينا فقدُهُ ووجودُهُ محمد الموصلي

- ولولا العقلُ يشفعُهُ انتقادٌ ... لما عرفَ الغناءُ من السخيفِ محمد الأنصاري

- ومن صحبَ الحياةَ بغير عقلٍ ... تورطَ في حوادثِها اندفاعا أحمدج شوقي

- كم عاقلٍ أخَّرَهُ ... وجاهلٍ صدَّرَهُ جهلُهُ ابن دريد

- زهدني في العقلِ إني أرى ... عنايةَ الأيامِ بالجهلِ - والدهرُ كالميزانِ ذو الفضل ين ... حطُّ (ينحط) وذو النقصان يَسْتعلي أسامة بن منقذ

- عداوة العاقلِ خيرٌ إِذا ... حصلتها من خُلَّةِ الأحمقِ - لأن ذا العقلِ إِذا لم يُزَعْ ... عن حلمِه استحيا فلم يخرقِ - ولن ترى الأحمقَ يُبقي على ... دينٍ ولا ودٍ ولا يتقي دعبل الخزاعي

- ذو العقلِ يقى في النعيمِ بعقلهِ ... وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعمُ المتنبي

- العقلُ إِن يضعفْ يكن مع ... هذه الدنيا، كعاشقِ مومسٍ تغويهِ المعري

- وأنفسُ ما للفتى لبُّه ... وذو اللبِّ يكره إِنفاقهُ المتنبي

- الضبُّ والنونُ قد يرجى التقائهما ... وليس يرجى التقاءُ اللبِّ والذهبِ الصابي

- إِن ذا العقل يرى غنماً له ... عدمَ المال إِذا ما العقلُ صحْ - ماعلى المرءِ بعدمٍ سبةٌ ... إِن وفا العقلُ وإِن دينٌ صلحْ عبد الحمن بن محمد المقاتلي

- رائدُ العقلِ خيرُ هادٍ فرْ في ... إِثرهِ فهو للفلاحِ يقودُ - إِنما الكونُ آخذٌ في الترقي ... والورى ينمو عِلْمهمْ ويزيدُ - بين حالِ الأسلافِ من الزمنِ الخا ... لي (الخالي) وحالِ ابن العصر بنونٌ بعيدٌ - فلنسرْ مثلما يسير سوانا ... نستفدْ مثلما الورى يستفيدُ - وليكنْ في العاداتِ والفكرِ والآ ... دابِ (الآداب) هذا الصلاحُ والتجديدُ الزهاوي

- كمْ من مُلحٍ على الدنيا ستكذبُهُ ... وربَّ ذي لوثةٍ تُهدى له الفكرُ - ومن ضعيفِ القوى تافى له طعمٌ ... وحازمِ الأمرِ يُلفى وهو مفتقِرُ عثمان بن الوليد القرشي

- لا تقبلَنَّ من الرشيدِ كلامَهُ ... وإِذا دعاكَ أخو الغوايةِ فاسمعِ - ودعِ الزهدَ والتجملَ للورى ... فالعيشُ ليس يطيبُ للمتورِّعِ ابن وكيع التنيسي

- لبيبُ القومِ تألفُه الرزايا ... ويأمرُ بالرشادِ فلا يطاعُ المعري

- وكم من فتىً عازبٍ عقلهُ ... وقد تعجبُ العينُ من شخصِهِ - وآخر تحسبُهُ جاهلاً ... ويأتيكَ بالأمرِ من فصِّهِ عبد الله بن معاوية الجعفري

- فمن كان ذا عقلٍ ولم يكُ ذا غِنىً ... يكون كذي رجلٍ وليست له نعلُ - ومن كان ذا مالٍ ولم يكُ ذا حجىً ... يكون كذي نعلٍ وليست له رجلُ عبد الرحمن المقاتلي

- وقد تزدري العينُ الفتى وهو عاقلٌ ... ويَجْمُلُ بعضُ القومِ وهو جَهولُ المخبل السعدي

- كلما كان زائدَ العقلِ أمسى ... ناقصاً من تليدِه والطريفِ الشريف الرضي

- اثنان أهلُ الأرضِ ذو عقلٍ بلا ... دينٍ وآخرُ ديِّنٌ لاعقلَ له المعري

- ما في الوجودِ حقيقة غيرُ النهى ... فاطمعْ بنفسِكَ للذرى والهامِ - والعيشُ إِن لم تبغهِ لعظيمةٍ ... فالعيشُ حلمُ طوارقِ الأعوامِ - والنفسُ إِما شئتَ كانتْ عالماً ... يسع الدنى في طولِه المترامي الزهاوي

- حسْبُ الفتى عقله خلاً يعاشِرُهُ ... إِذا تحتماهُ إِخوانٌ وخِلانُ - من كان للعقل سلطانٌ عليه غدا ... وما على نفسِهِ للحرصِ سلطانُ أبو الفتح البستي

- فخذِ الذي قال اللبيبُ وعشْ به ... ودعِ الغُواةَ كذوبها وجهولها المعري

- ومات المرءُ إِلا عقلهُ ولسانهُ ... إِذا قال: لا أبرادهُ وغلائلُهْ - ومن ضعف رأي المرء إِكراماُ ناهق ... وقد مات هزلاً في الأواخي صاهلُهْ علي بن مقرَّب

- أشقى لعقلِكَ أن تكونَ أديبا ... أوأن يرى فيك الورى تهذيباً - مادمتَ مستوياً ففعلكَ كلهُ ... عوجٌ وإِن أخطأتَ كنتَ مُصِيباً - كالنقشِ ليس يصحُّ معنى ختمِهِ ... حتى يكونَ بناؤه مقلوبا ابن رشيق القيرواني

- المرءُ بالعقلِ مثل القوسِ بالوترِ ... إِن فاتها وترٌ عدتْء من الخشبِ شاعر

- ما وهبَ الله لامرئٍ هبةً ... أحسنَ من عقلِه ومن أدبهْ - هما جمالُ الفتى فإِن عدما ... فإِن فقدَ الحياةِ أجملُ به شاعر

- يعد رفيعَ القوم من كان عاقلاً ... وإِن لم يكنْ في قومهِ بحسيبِ - إِذا حلَّ أرضاً عاشَ فيها بعقلهِ ... وما عاقلٌ في بلدةٍ بغريبِ شاعر

- المرءُ ذو العقلِ بلا صداقهْ ... خيرٌ من الصديقِ ذي الحماقةْ السابوري

- رأيتُ العقلَ عقلين ... فمطبوعٌ ومسموعُ - ولا ينفعُ مسموعٌ ... إِذا لم يكُ مطبوعُ - كما لا تنفع الشمسَ ... وضوءُ العين ممنوعُ - لو كان باللبيبُ غنىً ... لكان لكلِّ لبيبٍ مثل قارون - لكنما الرزقُ بالميزانِ من حكمٍ ... يعطي اللبيبَ ويعطي كلَّ مأفونِ علي بن أبي طالب

- من ادعى العقلَ وحمقَ الناسِ ... كان من الجهلِ بأعلى الرأسِ - ذو العقلِ لا يعدمُ عقلاً في الكبرْ ... ذو الحمقِ في شبابهِ أعمى البصرْ - عقلُ الفتى يسترُ منه العَوْرَهْ ... وحمقه يهتكُ عنه سِتْره - ماعاقلٌ في بلدٍ غريباً ... ذو الحُمْقِ مقصٌّ ولو قريبا - من أحمدِ الأشياءِ في الإِنسانِ ... زيادةُ العقلِ على اللسانِ - إِسرافُ ذي الإِطنابِ في المقالِ ... أضَرُّ من إِسرافِه في المالِ عبد الله السابوري

- وكيف ترجي العقلَ والرأيَ عند من ... يروحُ على أثنى ويغدو على طِفْلَ؟ - إِذا طالَ عمرُ المرءِ في غيرِ آفةٍ ... أفادت له الأيام في كرِّها عقلا شاعر

- من لم يكن أكثرُه عقلهُ ... أهلكَهُ أكثرُ ما فيه ابن لنكك

-14- العلم والتعلم والمعلم

-14- العلم والتعلم والمعلم

- فكُلُّ بلادٍ جادَها العلمُ أمرعت ... رباها وصارت تنبت العِزَّ والعشبا الرصافي

- العلمُ كالقفل، إِن ألفيته عسراً ... فخلهِ، ثم عاودْه لينفتحا - وقد يخونُ رجاءٌ بعد خدمتِه ... كالغَرْبِ خانتْ قواه بعد ما متحا المعري

- تركُ النفوسِ بلا علمٍ ولا أدبٍ ... تركُ المريضِ بلا طبٍ ولا آسِ أحمد شوقي

- إِذا ما العلمُ لابسَ حسنَ خلقٍ ... فرج لأهلِه خيراً كثيرا - وما إِن فازَ أكثرُنا علوماً ... ولكن فازَ أسلمنا ضميرا - وليس الغنى إِلا غِنَى العلم إِنه ... لنور الفتى يجلو ظلامَ افتقارهِ - ولا تحسبنَّ العلمَ في الناسِ منجياً ... إِذا نكبت أخلاقُهم عن منارهِ - وما العلمُ إِلا النورُ يجلو دجى العمى ... لكن تزيغُ العينُ عند انكسارهِ - فما فاسدُ الأخلاقِ بالعلمِ مفلحاً ... وإِن كان بحراً زاخراً من بحارهِ معروف الرصافي

- بالعلمِ سادَ الناسُ في عصرِهم ... واخترقوا السبعَ الطباقَ الشدادْ - أيطلبُ المجدَ ويبغي العلا ... قومٌ لسوقِ العلمِ فيهمْ كسادْ؟ - ما أصعبَ الفعلَ لمن رامَه ... وأسهلَ القولَ على من أرادْ أحمد شوقي

- فدعِ التعمقَ في الأمورِ فإِنما ... قربَ الهلاكُ بكل من يتعمقُ عبد القدوس

- تلقطْ شذورَ العلمِ حيثُ وجدتَها ... وسلْها ولا يخجلْكَ أنكَ تسألُ - إِذا كنتَ في إِعطائِكَ المالَ فاضلاً ... فإِنكَ في إِعطائكَ العلمَ أفضلُ القروي

- خذِ العلمَ يابني من حكيمٍ وجاهلٍ ... فقد يستفيدُ الفيلسوفُ من الغِرِّ - وإِن نفيسَ الدرِّ ماضاعَ قدرُهُ ... إَذا كانَ في كفيْ وضيعٍ بلا قدْرِ القروي

- بقدرِ لغاتِ المرءِ يكثرُ نفعهُ ... فتلكَ له عند الملماتِ أعوانُ - تهافتْ على حفظِ اللغاتِ مجاهداً ... فكل لسانٍ في الحقيقةِ إِنسانُ صفي الدين الحلي

- ما لي أرى التعليمَ أصبحَ عاجزاً ... عن أن يصحُّ من النفوسِ مكسرا؟ - عُكِسَتْ نتائجُهُ فأصبحَ هديْهُ ... غِباً وأضحى صَفْوَه متكَدرا - يهدي معلمُهُ ومن ذا يهتدي ... بعلمٍ في الناسِ قُبحَ مَخْبَرا - ينهى ويأتي ما نهى أفتحتذي ... بفعالِه أم بالمقالِ مزوَّرا - وإِذا المعلمُ لم تكنْ أقوالُهُ ... طبقَ الفِعالِ فقولُه لن يثمرا محمد خليل الخطيب

- وليس عجيباً أن يحقر عالمٌ ... لدى ضِدِّه أو أن يُوَقَّرَ جاهلُ - فقد ربما للجَدِّ يكرمُ ناهقٌ ... فيملى له المرعى ويُحرمُ صاهلُ - وقد يلبسُ الديباجَ قردٌ ولعبةٌ ... وتؤتى لأعناقِ الأسودِ السلاسلُ - وما الدهرُ إِلا فرحةٌ ثم ترحةٌ ... تناوبُها الأيامُ والكُلُّ زائلُ علي بن مقرب

- ما الفضلُ إِلا لأهلِ العلمِ إِنهمُ ... على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ - وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ ... والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ - فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بدلاً ... فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ - العلمُ زينٌ فكن للعلمِ مكتسباً ... وكن له طالباً ما عشتَ مقتبسا - اركنْ إِليه وثِقْ واغنَ به ... وكنْ حليماً رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا - لا تأثمنَّ فإِما كُنْتَ منهمِكاً ... في العلمِ يوماً وإِما كنتَ منغمسا - وكن فتىً ماسكاً محضَ التقى وَرِعا ... للدينِ منغمساً للعلمِ مُفْترِسا علي بن أبي طالب

- كن عالماً في الناسِ أو متعلماً ... أو سامعاً فالعلمُ ثوبُ فخارِ - من كلِّ فنٍ خذ ولا تجهلْ به ... فالحُرُّ مطلعٌ على الأسرارِ - وإِذا فهمتَ الفقهَ عشتَ مصدراً ... في العالمينَ معظمِ المقدارِ - وعليكَ بالإِعرابِ فافهمْ سِرَّه ... فالسرُّ في التقديرِ والإِصغارِ - قيمُ الورى ما يحسنون وزينهمْ ... ملح الفنونِ ورقَةُ الأشعارِ - فاعملْ بما علِّمتَ فالعلماءُ إِن ... لم يعلموا شجرٌ بلا أتمارِ - والعلمُ مهما صادفَ التقوى يكنْ ... كالريحِ إِذا مَرَّتْ على الأزهارِ - ياقارئَ القرآنِ إِن لم تتبعْ ... ماجاءَ فيه فأين فضلُ القاري؟ - وسبيلُ من لم يعلموا أن يُحْسِنوا ... ظناً بأهلِ العلمِ دونَ نِفارِ - قد يشفعُ العلمُ الشريفُ لأهلِه ... ويُحِلُّ مبغضَهُمْ بدارِ بوارِ - هل يستوي العلماءُ والجهالُ في ... فضلٍ أم الظلماءُ كالأنوارِ؟ عمر بن الوردي

- وكنْ للعلمِ ذا طلبٍ وبحثٍ ... وناقشْ في الحلالِ وفي الحرامِ - وبالعوراءِ لاتنطقْ ولكن ... بما يُرْضي الإِله من الكلامِ علي بن أبي طالب

- إِذا كنتَ ذا علمٍ وماراكَ جاهلٌ ... فأعرضْ ففي تركِ الجوابِ جوابُ - إِن لم تصبْ في القولِ فاسكتْ فإِنما ... سكوتُكَ عن غيرِ الصوابِ صوابُ محمد الهروي

- إِن العلمَ في البلادِ أعرُّ من ... يعطي الجزيلَ ويبذلُ المجهودا - يعطي الحِمى من نفسِه لا مالهِ ... ويصوغُ جيلاً للبلادِ جديدا - المحلُ يتركهُ المعلمُ مُخْصِباً ... والعدمُ في يده يَحُل وجودا عامر محمد بحيري

- يعد رفيعَ القومِ من كان عالماً ... وإِن لم يكنْ في قومهِ بحسيبِ - وإِن حَلَّ أرضاً عاشَ فيها بعلمِه ... وما عالمٌ في بلدةٍ بغريبِ شاعر

- إِذا لم يذاكرْ ذو العلومِ بعلمِه ... ولم يستفدْ علماً نسي ما تَعَلَّما - فكم جامعٍ للكتبِ في كلَ مذْهَبٍ ... يزيدُ مع الأيامِ في جَمْعِه عَمَى شاعر

- العلمُ ينهضُ بالخسيسِ إِلى العُلى ... والجهلُ يقعدُ بالفتى المنسوبِ - وإِذا الفتى نالَ العلومِ بفهمهِ ... وأعينَ بالتشذيبِ والتهذيبِ - جرتِ الأمورُ له فبرزَ سابقاً ... في كلِّ محضرِ مشهدٍ ومغبيِ دعبل الخزاعي

- قوةُ العلمِ أنه ملهمُ الحُسْ ... نى (الحسنى) وحلال أعقدِ المعضلاتِ - فهو في أقطعِ الظروفِ وصولٌ ... وهو في أمنعِ الظروفِ مواتي - كلُ وقتٍ يمجدُ العلمُ فيه ... هو لا ريبَ، أسمحُ الأوقاتِ خليل مطران

- ما في الحياةِ بغير العلمِ منفعةٌ ... وهل بغيرِ ضياءٍ ينفعُ البصرُ؟ - والعلمُ أولهُ إِنفاذُ ناشئةٍ ... من شرِّ أميةٍ في تركها الخطرُ عبد الله آل نوري

- واعلمْ بأن العلمَ أرفعُ رتبةً ... وأجلُّ مكتسبٍ وأنسى مَفْخَر - وبضمَّرِ الأقلامِ يبلغُ أهلُها ... ما ليس يُبلغُ بالجيادِ الضمَّرِ - والعلمُ ليس بنافعٍ أربابَهُ ... ما لم يفدْ عملاً وحسنَ تبصرِ عبد الملك بن إِدريس الجزيري

- إِذا كنتَ لا تدري ولم تكُ سائلاً ... عن العلمِ من يدري جَهِلْتَ ولم تدري علي

- ولا تجعلَنْ سراً إِلى غيرِ كاتمٍ ... فتقعدَ إِن أفشى عليكَ تجادُلهْ - أرى المالَ أفياهَ الظلالِ فتارةً ... يؤوبُ وأخرى يحبِلُ المالَ حابُلهْ حارثة بن بدر الفداني

- أيها الناسُ إِن ذا العصرَ عصر ال ... علمِ (العلم) والجدِّ في العُلى والجِهادِ - إِن للعلمِ في الممالكِ سيراً ... مثلَ سيرِ الضياءِ في الأبعادِ - ما استفادَ الفتى وإِن ملكَ الأر ... ضَ (الأرض) بأعلى من علمِه المستفادِ - وكأين في الناسِ ذي خمولٍ ... صارَ بالعلمِ كعبةَ القضادِ معروف الرصافي

- كم غلامٍ خاملٍ في درسِهِ ... صار بالعلمِ أستاذ العُصُر - ومجدٍ فيه أمسى خامِلاً ... ليس في من غابَ أوفي من حَضَرْ أحمد شوقي

- فكروا في الأمورِ يكشفْ لكم بع ... ضُ (بعض) الذي تَجْهلون بالتفكيرِ المعري

- العلمُ أنفسُ علْقٍ أنْ تَذاخرُهُ ... من يدرسِ العلمَ لم تدرُسْ مفاخرهُ - فاجهدْ لتعلمَ ما أصبحْتَ تجهلٌهُ ... فإولُ العلمِ إِقبالٌ وآخرهُ أبو الفتح البستي

- فأي حسنٍ كحسنِ العلمِ في صِغَرٍ ... وأي قبحٍ يضاهي الجهلَ في الكِبَرِ حفني ناصف

- أفدِ العلمَ ولا تبخلْ به ... وإِلى علمِكَ علماً فاستفدْ - استفدْ ما استطعتَ من علمٍ وكن ... عاملاً بالعلمِ والناسَ أفدْ - من يفْهمْ يجزِه اللهُ به ... وسيُغني الله عمن لم يُفدْ - ليس من نافسَ فيه عاجزاً ... إِنما العاجزُ من لا يجتهدْ الكريزي

- جامعُ العلمِ تراهُ أبداً ... غيرَ ذي حفظٍ ولكن ذا غلطْ - وتراه حَسَنَ الخطِّ إِذا ... كتبَ الخطَّ بصيراً بالنقطْ - فإِذا فتشتَهُ عن علمهِ ... قال: علمي يا خليلي في السَّفَطْ - في كراريسَ جيادٍ أحكمتْ ... وبخطٍ أيِّ خطٍ أي خَطْ - فإِذا قلت له: هاتِ لنا ... حَكَّ لحييهِ جميعاً وامتخطْ محمد بن عبد الله المؤدب

- وليس بمنسوبٍ إِلى العلم والنهى ... فتىً لا تُرى فيه خلائقُ أربعُ - فواحدةٌ: تقوى الإِله التي بها ... يُنال جسيمُ الخيرِ والفضلُ أجمعُ - وثانيةٌ: صدقُ الحياءِ فإِنه ... طباعٌ عليه ذو المروءةِ يطبعُ - وثالةٌ: حلمٌ إِذا الجهلُ أطلعتْ ... إِليه خبايا من فجورٍ تسرَّعُ - ورابعةٌ: جودٌ بملكِ يمينهِ ... إِذا نابه الحقُّ الذي ليسُ يدفعُ شاعر

- علمي معي حيثما يممتُ ينفعني ... قلبي وعاءٌ له لا بطنُ صندوقي - إِن كنتُ في البيتِ كان العلمُ فيه معي ... أو كنتُ في السوقِ كان العلمُ في السوقِ - كلُّ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ ... إِلا الحديثَ وعلمَ الفقهِ في الدينِ - العلمِ ماكان فيه قالَ حَدَّثَنا ... وما سوى ذاكَ وسواسُ الشياطينِ الشافعي

- كلما أدبني الده ... رُ (الدهر) أرانينقصَ عقلي - وإِذا مازدتُ عِلْماً ... زادني عِلْماً بجهلي - إِذا ما كنتَ ذا فضلٍ وعلمٍ ... بما اختلفَ الأوائلُ والأواخرْ - فناظرْ من تناظرُ في سكونٍ ... حَليماً لاتلحُّ ولا تكابرْ - يفيدكَ ما استفادَ بلا امتنانٍ ... من النكتِ اللطيفةِ والنوادرْ - وإِياكَ اللجوجَ ومن يرائي ... بأني قد غلبتُ ومن يفاخرْ - فإِن الشرَّ في جنباتِ هذا ... يميني بالتقاطعِ والتدابرْ - حسبي بعلمي أن نفعْ ... ما الذلُّ إِلا في الطمعْ - من راقبَ اللهَ رجعْ ... ما طارَ طيرٌ وارتفعْ إِلا كما طارَ وقعْ الشافعي

- عجبتُ إِلى العلمِ ماذا يريد؟ ... وما هو مقصدهُ المنتظرْ؟ - إِذا قتلَ الطبُّ جرثومةً ... فأحيا النفوسَ بنورِ الفكرْ - تقدمَ مخترعٌ للدمارِ ... فأبدعَ في ساحِه وابتكرْ عامر محمد بحيري

- نصحْتُ أخي وهو لا يعلمَ ... وقلتُ له قولَ من يفهمُ - تعلَّمْ إِذا كنتَ ذا ثروةٍ ... فبالمالِ يحسنُ ما لا تعلمُ - وفي العم زينٌ لذي درهمٍ ... وشينٌ إِذا لم يكنْ درهَمُ - وقد قيلَ: علمُ الفتى حاكمٌ ... على المالِ، والمالُ لا يحكمُ - ترى أعلمَ الناسِ في عصرِنا ... يقومُ لذي المالِ أو يخدُمُ - فقد أصبحَ العلمُ مستخدماً ... على الرغم والمالُ يستخدمُ البارع الجرجاني

- إِذا ما امرؤٌ لم يرشد العلم لم يجدْ ... سبيل الهدى سهلاً وإِن كان محكما - ولم أرَ فرعاً طالَ إِلا بأصلهِ ... ولم أرَ بدءَ العلمِ إِلا تَعَلُّما - ومن قارعَ الأيام أوفرَ لبَّهُ ... ومن جاورَ الفدمَ العييَّ تفدَّما علي بن الجهم

- عند العليمِ من الأهمِّ لبابهُ ... ولدى الجهولِ من المهمِّ قشورُ - شتان من بين الورى في أمرِه ... أعمى ومن هو بالأمورِ بصيرُ الكاظمي

- تعلَّمْ فليس المرءُ يولدُ عالماً ... وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ - وإِن كبيرَ القوم لاعلمَ عندهُ ... صغيرٌ إِذا التَّفتْ عليه المحافلُ الأبرش

- إِن لم يكنْ علمٌ فإِنكَ واجدٌ ... أمماً تساقُ كأنها أنعامُ - بالعلمِ يدركُ أقصى المجدِ من أمَم ... ولا رُقيَّ بغيرِ العلمِ للأممِ - معاهدُ العلمِ من يسخو فيعمَرُها ... يبني مدراجَ للمستقبلِ السَّنمِ - وواضعٍ حجراً في أسِّ مدرسةٍ ... أبقى على قومِهِ من شأئدِ الهَرَمِ - لم يرهقِ الشرقَ إِلا عشيُهُ رَدَحاً ... والجهلُ راعيهِ والأقوامُ كالنعَمِ - والجمعُ كالفردِ إِن فاتتهُ معروفةٌ ... طاحتْ به غاشياتُ الظلمِ والظلَمِ - فعلِّموا علِّموا أو لا قرارَ لكم ... ولا فرارَ من الآفاتِ والغُممِ - ربو بنيكم فقد صِرْنا إِلى زمنٍ ... طارتْ به الناسُ كالعُقْبان والرخمِ خليل مطران

- ويح أهلِ التثقيفِ من بيئةٍ ... للمالِ فيها لا غيرهِ التعظمُ - خادمُ العلمِ عادمُ الحظِّ فيها ... وعزيزٌ أن يشكرَ المخدومُ - يغنمُ القومُ من جَنَى عقلهِ ما ... أدركوا غانمين: وهو الغريمُ - تفقهتَ في الدنيا فلم تلفِ ظائلاً ... ولا خيرَفي كسبٍ أتاكَ من الفقهِ المعري

- إِذا ما لم يكنْ لكَ حسنُ فَهمٍ ... أسأتَ إِجابةً وأسأتَ سمعا - ولستَ الدهرَ متسعا بفضلٍ ... إِذا ما ضقتَ بالإِنصافِ ذَرعا أبو العتاهية

- إِذا العلمُ والتهذيبُ لم يكبحا الهوى ... ولا الجحفلُ الجرارُ لا يمنعُ الحِمى - وكل بناءٍ لم يؤسسه ربُّهُ ... على صخرةِ العلمِ الصحيح تهدما الياس فرحات

- ومدارسٍ لا ينهضُ ال ... أخلاقَ (الأخلاق) دارسةِ الرسومِ - يمشي الفسادُ بنبتِها ... مشيَ الشرارةِ بالهشيمِ - فالسيفُ يهدمُ فجراً ما بنى سحراً ... وكلُّ بنيانِ علمٍ غيرُ منهدمِ أحمد شوقي

- أعلمهُ الرمايةَ كلَّ يومٍ ... فلما اشتد ساعدهُ رماني - وكم علمتُهُ نظمَ القوافي ... فلما قالَ قافيةً هجاني - فلا ظفرَتْ يميُنكَ حين ترمي ... وشَّكْ منكَ حاملةُ البنانِ معن بن أوس

- لا تحقرنْ عالماً وإِن خلقَتْ ... أثوابُهُ في عيونِ رامقِهِ - وانظرْ إِليه بعينِ ذي خطرٍ ... مهذبِ الرأيِ في طرائقهِ ابن دريد الأزدي

- الم تر أن العلمَ يذكرُ أهلهُ ... بكل جميلٍ فيه والعظم ناخرُ - سقى اللهُ أجداثاً أجنَّتْ معاشراً ... لهم أبحرٌ من كل علمٍ زواخرُ أبو الحسن المرغياني

- أما الأولى دأبوا وذنبوا حِسبةً ... لإِنارةٍ وهدىً وكشفِ ظلالِ - وشروا براحتهمْ هناءَ بلادهمْ ... فهمُ لعمري خيرةُ الأبطالِ - لهم الولايةُ والقلوبُ عروشهمْ ... ولهم مكانتهمُ من الإِجلالِ - قد ملأ العلمُ الغريزةَ فهي لم ... تتركْ لغيرِ السيفِ من سلطانِ - ردتْ إِليه الرأيَ في عمرانِ ما ... يهوى، وفي التقويضِ من عمرانِ - فتطيَّرتْ من حكمِها ألبابُنا ... وتحيرتْ في حكمةِ الرحمنِ - يا من لقيتَ اللهَ مافي علمهِ ... من غايةٍ لتحولِ الإِنسانِ - جزعُ المحابرِ والنابرِ أنها ... قد بُدلتْ من عزها بهوانِ - كانتْ أداةَ السلمِ دهراً والهدى ... فغدت أداةَ السلبِ والعدوانِ - هُرعَ الزمانُ بنا فما من مهلةٍ ... للوراعِ الراضي ولا للواني خليل مطران

- لكلِّ شيءٍ في العلومِ أصلُ ... إِذا حفظْتَ الأصلَ فهو سهلُ - وفرعُه فصلٌ وفيه فضلُ ... لكن تقديمَ الفروعِ جهلُ فقَدِّمِ الأصلَ تفزْ بالظفرِ محمد الوحيدي

- كم من كثيرِ العلمِ والوفاءِ ... قد صانَه العقلُ عن الرياءِ - دنسَ أهلَ الزورِ والدهاءِ ... ما فيه من حَزْمٍ ومن عناءِ عند الكرامِ بقبيحِ المحضرِ

- اطلبْ من العلومِ علماً ينفعُكَ ... بنفي الأذى والعيبَ ثم يرفعُكْ - ثم يذكي العقلَ حيث يطلعكْ ... على الخفايا ليطيبَ فيه مرتعُكْ لا تغرقَنْ فالعلمُ مثلُ الأبحرِ

- وأحببِ السماعَ عندَ العُلَما ... أكثرُ من حُبِّكَ أن تكلما - يسخون من أسرارِهم فتَفْهما ... ولا تطلْ بالعلمِ بين العلما من الصحابِ تنفَ أو تنفرِ محمد الوحيدي

- وأحسنِ الحجةَ والمناظرةْ ... ولا تمارِ ودعِ المكابرةْ - ولا تجادلْ رب نفسٍ كافرَةْ ... إِلا إِذا كانتْ عدولٍ حاضرةْ واحذرْ من الحدةِ والتنمرِ

- وإِن رأيتَ ناطقاً أو عاملاً ... بما علمته وكنتَ فاضِلا - عليه فاصمتْ كي تظنَّ جاهلاً ... فسوف يبدو ما كتمتَ كاملا فلا تشكَّ وتلبث تشكرِ

- وإِن تحدثتَ إِلى أقوْامِ ... فانطقِْ بما يدرونَ من كلامِ - واختَرْ مقالاً نسبة المقامِ ... لا تدرسِ العلمَ على الأنغامِ أو تبقرِ الحكمةَ بين البقرِ محمد الوحيدي

- يأيها الرجلُ المعلمُ غيرَهُ ... هلا لنفسِكَ كان ذا التعليمُ؟ - تصفُ الدواء لذي السقامِ وذي الضنى ... كيما يصحَّ به وأنتَ سقيمُ - ونراكَ تصلحُ بالرشادِ عقولَنا ... أبداً وأنتَ من الرشادِ عديمُ - لاتنهَ عن خلقٍ وتأتي مثلهُ ... عارٌ عليكَ إِذا فعْلتَ عظيمُ - وابدأ بنفسِكَ فانَهها عن غَيِّها ... فإِذا انتهتْ منه فأنتَ حكيمُ - فخناكَ يقبلُ ماوعظْتَ ويفتدى ... بالعلم منكَ وينفعُ التعليمُ أبو الأسود الدؤلي

- العلمُ زينٌ وتشريفٌ لصاحبه ... فاطلبْ هُديتَ فنونَ العلمِ والأدبا - كم سيد بطلٍ آباؤه نُجبٌ ... كتنوا الرؤوسَ فأمسى بعدَ هم ذَنَبا - ومقرفٍ خاملِ الآباءِ ذي أدبٍ ... نالَ المعالي بالآدابِ والرتبا - العلمُ كنزٌ وذخرٌ لا فناءَ له ... نعمَ القرينُ إِذا ماصبُ صَحِبا - قد يجمع المالَ شخصٌ ثم يُحرمهُ ... عما قليلٍ فيلقى الذلَّ والربا - وجامعُ العلمِ مغبوطٌ به أبداً ... ولا يحاذرُ منه الفوْتَ والسلَبا - يا جامعَ العلمِ نعمَ الذخرُ تجمعُهُ ... لا تعدلَنَّ به دُراً ولا ذَهَبا أبو الأسود الدؤلي

- الدرسُ رأسُ العلمِ فاحرصْ عليه ... فكُلُّ ذي علمٍ فقيرٌ إِليهْ - من ضيَّعَ الدرسَ يرى هاذياً ... عندَ اعتبارِ الناسِ مافي يديهْ - فعزةُ العالمِ من حفظهِ ... كعزةِ المكنفقِ في ما عليهْ أبو عثمان بن لئون التجيبي

- لاتذَّخرْ غيرَ العلو ... م (العلوم) فإِنها نعمَ الذخائرْ - فالمرءُ لو ربحَ البقا ... ءَ (البقاء) مع الجهالةِ كان خاسرْ - أقدمُ أستاذي على نفسِ والدي ... وإِن التي من والدي الفضلُ والشرفْ - فذاكَ مربى الروحِ والروحُ جوهرٌ ... وهذا مربى الجسمِ والجسمُ من صدفْ شاعر

- من يعدمِ العلمِ يظلمْ عقلهُ أبداً ... تراهُ أشبه ماتلقاهُ بالنعمِ - كم من نفوسٍ غدتْ للهِ مخلصةً ... بالعلمِ في صفحةِ القرطاسِ والقلمِ - والعقلُ شمسٌ ونورُ العلم منبثقٌ ... منها ومنها ثمارُ الفضلِ فافتَهمِ شاعر

- أخو العلمِ حيٌ خالدٌ بعد موتهِ ... وأوصالُهُ تحتَ الترابِ رميمُ - وذو الجهلِ ميتٌ وهو ماشٍ على الثرى ... يظنُّ من الأحياءِ وهو عديمُ أبو محمد البطليوسي

- يا ساعياً وطلابُ المالِ همتُهُ ... إِني أراكَ ضعيفَ العقلِ والدينِ - عليكَ بالعلمِ لا تطلبْ به بدلاً ... واعلمْ بأنكَ فيه غيرُ مغبونِ - العلمُ يجدي ويبقى للفتى أبداً ... والمالُ يفني وإِن أجدى إِلى حينِ - هذاك عزٌ وذا ذلٌ لصاحبهِ ... مازالَ بالعبدِ بين العِزِّ والهوانِ الماهباذي

- عليكَ بالحفظ دونَ الجميعِ في الكتبِ ... فإِن للكتبِ آفاتٍ تفرقُها - الماءُ يغرقُها والنارُ تحرقَها ... والفارُ يخرقُها واللصُّ يسرقُها ابن دوستْ

- زاحمْ أولى العلمِ حتى ... تعدَّ منهم حقيقةْ - ولا يردكَ عجزٌ ... عن أخذِ أعلى طريقهْ - فإِن من جدَّ يُعْطَى ... فيما يُحِبُّ لحوقهْ أبو عثمان بن لئون التجيبي

- تفننْ وخذْ من كُلُّ علمٍ فإِنما ... يفوقُ امرؤ في كل فن له علمُ - فأنت عدوٌ للذي أنت جاهلٌ ... به ولعلمٍ أنتَ تتقنه سلمُ يحيى بن خالد

- تَنْتَفي بالعلمِ عن كُلِّ ... الرؤوسِ الشبهاتُ - إِنه نورٌ وبالنو ... رِ (بالنور) تزالُ الظلماتُ - إِذا ما أقامَ العلمُ رايةَ أمةٍ ... فليس لها حتى القيامةِ ناكسُ - تنامُ بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنِها ... لها العلمُ إِن لم يسهرِ السيفُ حارسُ - حُضُّ على العلمِ حُضُّوا ... يا قومُ فالعلمَ فرضُ - وهل يَتمُّ لشعبٍ ... قد أغفلَ العلمَ نهضُ؟ جميل صدقي الزهاوي

- اصبرْ على مُرِّ الجفا من معلمٍ ... فإِن رسوبَ العلمِ في نَفَراتهِ - ومن لم يذقْ مُرَّ التعلم ساعةً ... تجرَّعَ ذلَّ الجهلِ طولَ حياتهِ - ومن فاتَه التعليمُ وقتَ شبابهِ ... فكبرْ عليه أربعاً لو فاتهِ - وذاتُ الفتى والله بالعلم والتقى ... إِذا لم يكونا له لا اعتبارَ لذاتهِ الشافعي

- يانفسُ خوضي بحارَ العلمِ أو غُوصي ... فالناسُ ما بينَ مَعْمومٍ ومخصوصِ - لا شيءَ في هذهِ الدنيا نحيطُ به ... إِلا إِحاطةَ منقوصٍ بمنقوصِ المهدي

- لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه ... ما لم يتوَّج ربُّه بخلاقِ - والعلمُ إِن لم تكتنفهُ شمائلٌ ... تُعْليهِ كان مطيةَ الإِخفاقِ - كم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلاً ... لوقيعةٍ وقطيعةِ وفراقِ - وفقيهِ قومٍ ظل يرصدُ فقهُ ... لمكيدةٍ أو مُسْتَحِلِّ طلاقِ - وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبهِ ... ما لا تحلُّ شريعةُ الخلاقِ - وأديبِ قومٍ تستحقُّ يمينهُ ... قطعَ الأناملِ أو لظى الإِحراقِ حافظ إِبراهيم

- كنتُ في ركنٍ من الأر ... ضِ (الأرض) على مقدارِ فهمِ - مفرداً فيه مُخَلَّى ... فارغاً من كُلِّ خصمِ ابن جرج أحمد بن عتيق

- فدعوا بي ثم قالوا ... عَلَمٌ في كلِّ عِلْمِ - عرضوني للبلايا ... أَتَلَقَّى كلَّ سهمِ يا لقومي أتعبُوا في ... قصدِهِمْ رُوْحي وجِسْمي أبو جعفر

- ومن البلوى التي لي ... سَ (ليس) لها في الناسِ كنهُ - أن من يعرف شيئاً ... يدعي أكثر منه شاعر

- العلمُ مغروسُ كل فخرٍ فافتخرْ ... واحذرْ يفوتكَ فخرُ ذاكَ المغرسِ - واعلمْ بأن العلمَ ليس ينالُهُ ... من همُّه في مطعمٍ أو ملبسِ - فاجعلْ لنفسِكَ منه حظاً وافراً ... واهجرْ له ظيب الرقاد وعبسِ - فلعل يوماً إِن حضرتَ بمجلسٍ ... كنت الرئيسَ وفخرَ ذاكَ المجلسِ الشافعي

- العلمُ يُحيي قلوبَ المتينَ كما ... تحيا البلادُ إِذا ما مَسها المطرُ - والعلمُ يجلو العمى عن قلبِ صاحبهِ ... كما يجِّلي سوادَ الظلمةِ القمرُ شاعر

- إِذا كان علمُ الناسِ ليس بنافعٍ ... ولا دافعٍ، فالخسرُ للعلماءِ - قضى اللهُ فينا بالذي هوَ كائنٌ ... فتمَّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ المعري

- ربَّ علمٍ أضاعَ جوهرَه الفقرُ ... وجهلٍ غَطىَّ عليه الثراءُ حسان بن ثابت

- العلمُ يأتي كلَّ ذي ... خفضٍ ويأبى كل آبي - كالماءِ ينزلُ في الوها ... دِ، (الوهاد) وليس يضعدُ في الروابي أبو عامر النسوي

- إِن سرَّكَ العلمُ وأشباهُهُ ... وشاهدٌ ينبيْكَ عن غائبِ - فاعتبرِ الأرضَ بأسمائِها ... واعتبرِ الصاحبَ بالصاحبِ ذراع الحنفي

- ما ماتَ منا امرؤٌ أبقى لنا أدباً ... نكونُ منه إِذا ما ماتَ نكتسبُ ابن يسير

- ليس إِلى ما نريدُ ما لم ... تلتقِ أسبابُهُ مساغُ - والعلمَ من شرطِه ثلاثٌ ... المالُ والحِرصُ والفراغُ غياث الدهستاني

- من تخِذَ العلمَ خَديناً عضَّدهْ ... وحاطَه في دينهِ وأيَّدهْ - فأنسْ به تُكفَ شرورَ الحسدَهْ ... وبنْ من الناسِ وكن علىِ حدَهْ - ودَعْ دناهُمُ المستعبدَه ... حاجزةً عن الرشادِ معبدَه - دونَكَ فعلَ الخيرِ فاسلكْ مقصدَه ... من عَرَف اللهَ يقيناً عبدَهْ علي بن عرام

- قلْ لذوي العلمِ وأهلِ النهى ... ويحكُمْ لا تبذلوا دفترا - فإِن تُعيروه لذي فِطْنةٍ ... لا بدَّ أن يحبسَه أشهرا تقية الصوريه

- إِذا كنتَ ذا علمٍ ولم تكُ عاقلاً ... فأنتَ كذي رجلٍ وليس له نعلُ - ألا إِنما الإِنسانُ غمدٌ لعقلِه ... ولا خيرَ في غمدٍ إِذا لم يكنْ نصلُ علي بن أبي طالب

- وأخلقُ عالمٍ بالمجدِ حَبرٌ ... أتمَّ العلمَ بالخُلُقِ الجميلِ خليل مطران

- إِذا أثرتَ من أدبٍ وعلمٍ ... فلا تجزعْ ولو تربتْ يداكا - فمعنى الفقرِ فقرُ النفسِ، فاعلَمْ ... وإِن ألفيتَ في اللفظِ اشتراكا هبة الله بن عرام

- إِن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما ... لا ينصحانِ إِذا هما لم يُكَرما - فاصبرْ لدائكَ إِن أهنتَ طبيبَهُ ... واصبرْ لجهلكَ إِن جفوتَ مُعَلِّما شاعر

- لأرى العلمَ كالمرآةِ يصدأُ وجهُهُ ... وليس سوى حُسْنِ الخلائقِ من جالِ - أخو العلمِ لا يغلو على سوء خلقِهِ ... وذو الجَهْلِ إِن أخلاقُهُ حَسنتْ غالِ - ولو وازنَ العلمُ الجبالَ ولم يكنْ ... له حسنُ خلقٍ لم يزنْ وزنَ مثقالِ - وإِن المساوي وهي في خلقِ عالمٍ ... لأقبحُ منها وهي في خُلقِ جُهَّالِ معروف الرصافي

- فربَّ صغيرِ قومٍ علَّموه ... سما وحما المسومةَ العرايا - وكان لقومِه نفعاً وفَخْراً ... ولو تركوه كان أذىً وعابا - فعلِّمْ ما استطعْتَ لعل جيلاً ... سيأتي يحدثُ العجبَ العُجابا - ولا ترهقْ شبابَ الحيِّ يأسا ... فإِن اليأسَ يخترمُ الشبابا أحمد شوقي

- طالبُ العلمِ أجدرُ الناسِ بالحسنى ... إِذا ما ابتغى الصلاحَ الأنامُ - من يعاونْهُ بالحطام يحقِّقْ ... في غدٍ قدرَ ما أفادَ الحطامُ - من يقلدْهُ يومَ عُسرٍ ... فعلى قومِهِ له الإِنعامُ - همْ أماني كلِّ شعبٍ، ومنهمُ ... تستَمدُّ الهداةُ والأعلامُ - هكذا تستغلُّ إِحسانَها الأقوا ... مُ (الأقوام) فيهم فَتَسعَدَ الأقوامُ - لم تقمْ أمةٌ بسوقةِ جهلٍ ... إِنما الأمةُ الرجالُ العظامُ خليل مطران

- إِذا لم يكنْ علمٌ يُزانُ به الفتى ... فمالُ الفتى جهلٌ عظيمٌ يشينُهُ - لعمرُك إِن داعيةُ الهوى ... إِذا هو لم يُصحبْ بعلمٍ يصونُهُ مصطفى الغلاييني

- تعَّلمينْ أن الدواة والقلم ... تبقى ويُفني حادثُ الدهر الغنمْ ابن يسير

- يا أيها الدارسُ علماً ألا ... تلتمس العونَ على درسِهِ - لن بتلغَ الفرعَ الذي رُمْتَهُ ... إِلا ببحثٍ منك عن أسِّه صالح عبد القدوس

- قمْ للمعلمِ وفِّهِ التبجيلا ... كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا - أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي ... يبني وينشيءُ أنفساً وعقولا - سبحانَكَ اللهمَّ خيرَ معلمٍ ... عَّلمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى - أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ ... وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا - وطبْعَتهُ بيد المعلمِ تارةً ... صدئَ الحديدِ وتارةً مصقولا - وإِذا المعلمُ لم يكن عدلاً مشى ... روحُ العدالةِ في الشبابِ ضئيلا - وإِذا المعلمُ ساءَ لحظَ بصيرةٍ ... جاءتْ على يدهِ البصائرُ حُولا - وإِذا أتى الإِرشادُ من سببِ الهوى ... ومن الغُرورِ فسِّمه التضليلا أحمد شوقي

- شوقي يقولُ وما درى بمصيبتي ... (قُمْ للمعلمِ وفِّه التبجيلا) - اقعدْ فديتُكَ هل يكونُ مبجلاً؟ ... من كان للنشئِ الصغارِ خلليلا - ويكادُ يقلقني الأميرُ بقوله: ... (كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا) - لو جربَ التعليمَ شوقي ساعةً ... لقضى الحياةَ شقاوةً وخُمولا - حسبُ المعلمِ غُمَّةّ وكآبةً ... مرأى الدفاترِ بكرةً وأصيلا - مائةٌ على مائةٍ إِذا هي صُلِّحَتْْ ... وجدَ العمى نحو العيونِ سبيلا - لا تعجَبوا إِن صحتُ يوماً صيحةً ... ووقعتُ مابين البنوكِ قتيلا - يا من يريدُ الانتحارَ وجدْتَهُ ... إِن المعلمَ لا يعيشُ طويلا إِبراهيم طوقان

- لا تحسبنَّ العلمَ يدرك بعضُهُ ... إِلا بصرفِ عنايةٍ ولزومِ - وبغيرِ فهمٍ في نوادي القومِ لا ... تنطبق بمنثورٍ ولا منظومِ - لا ترضَ إِلا بالإِصابةِ أو فقفْ ... عندَ الحدودِ بحدِّكَ الملثلومِ أحمد الكيواني

- العلمُ فاعلمْ أفضلُ الفوائدْ ... من طارفٍ مستحدثٍ وتالدْ - أقبحْ بذي الشيبِ يكون جاهلاً ... إِذا أتاهُ مستفيدٌ سائلا - إِن كبيرَ القومِ ذا الجهالةْ ... أصغرُهمْ في العلمِ لامحالةْ - والعلمُ مفتاحُ القلوبِ القاسيةْ ... وإِن من آفاتهِ تناسيَهْ الشيخ عبد الله السابوري

- قلْ للمعلمِ، والمقال مرَّددُ ... من عهدِ شوقي آيةً في قافيةْ - أنتَ الرسولُ، على هُداكَ شبابُنا ... يخطو، فسددْها خطىً متراميةْ - مادمتَ تنسلُ من حشاشةِ جيلنا ... جبلاً، فلسنا أمةً متلاشيهْ - تلكَ البقيةُ من خيوطِ رجائنا ... رَعْياً لها، ليستْ خيوطاً واهيهْ - حبلُ العروبة فتيةٌ أكبادُهم ... كويت بلوعتنا فشبَّت كاويهْ - قلْ للمربى أن يربي حلمهُ ... فيوجه الساعي ويهْدي الساعيةْ - إِن لملْمَتها وجَدَلْتَ من أشطانِها ... حَبْلاً نشيدُّ به شراعَ الصاريةْ - فازَ من ثقةِ الصغارِ بحصةٍ ... وأنتْ له ثقةُ الكبارِ الغاليةْ - بين المناهجِ والحوائجِ شقةٌ ... قلَّ الشرابُ وزادَ حجمُ الآنيةْ - حَبْلُ العروبةِ يا معلمُ رابطٌ ... مرنٌ تلاعبُه كخيطِ معاويةْ - غمِّسهُ في ماءِ الشبابِ إِذا ارتخى ... وإِذا توتَّرَ لاتشدَّ مثانيهْ - إِن أنتَ طوَّقت الصفوفَ بطوفهِ ... وحزمْتَ أشتاتَ الجهودِ الضافيةْ - وعقدتَ للأعناقِ منه حبالةً ... تُخشى وسوطاً للظهور النابية - لقطعتَ أوصالَ القطيعةِ وارتمتْ ... بغدادُ في صدرِ الكنانةِ حانيهْ جورج صيدح

- إِن المعلمَ لا يزالُ مضَّعفاً ... ولو ابتنى فوقَ السماءِ سماءَ - من عَّلمَ الصبيانَ أضْنَوا عقلَه ... مما يلاقي بكرةً وعشاءَ بكر بن محمد المازني

- خذِ العلمَ عن راويةِ واجتلبِ الهدى ... وإِن كان راويهِ أخاعملٍ زاري - فإِن راواةَ العلمِ كالنخلِ يانعاً ... كلِ التمرَ منه واتركِ العودَ للنارِ علي بن فضال المجاشي

- شئمَ الأديبُ من المقامِ بواسطٍ ... إِن الأديبَ بواسطٍ مهجورُ - يا بلدةً فيها الغنيُّ مكرَّمٌ ... والعلمُ فيها ميتٌ مقبورُ علي بن كردان

- يطيبُ العيشُ أن تلقى حليماً ... غذاهُ العلمُ والرأيُ المصيبُ - ليكشفَ عنكَ حليةَ كلِّ ريبٍ ... وفضلُ العلمِ يعرفُه الأريبُ الجاحظ

- إِن المعلمَ لا يزالُ معلماً ... لو كان علمَ آدمَ الأسماءَ - من علمَ الصبيانَ صَّبوا عقلَه ... حتى بني الخلفاءِ والخلفاءَ محمد بن حبيب

- لا خيرَ في المرءِ إِذا ما غدا ... لا طالبَ العلمِ ولا عالما أبو الفضل الرياشي

- إِذا أنتَ لم يشهركَ علمكَ لم تجدْ ... لعلمِكَ مخلوقاً من الناسِ يقبلهْ - وإِن صانَكَ الععلمُ الذي قد حملتَه ... أتاكَ له من يجتنيهِ ويحملهْ شاعر

- لا ترى عالماً يحلُّ بقومٍ ... فيحلوُ غيرَ دارِ الهوانِ - قلما توجدُ السلامةُ والصحةُ ... مجموعتين في إِنسانِ مسيح بن حاتم

- موتُ العلومِ بموتِ العارفين بها ... وموتهمْ لخرابِ الدارِ عنوانُ - وليس موتُ امرئٍ شاعَتْ فضائلهُ ... كموتِ من لا له فضلٌ وعرفانُ - والموتُ حقٌ ولكن ليس كل فتىً ... يبكي عليه إِذا يعروهُ فقدانُ - في كلِّ يومٍ ترى أهلَ الفضائل في ... نقصانِ عدٍ وللجُهالِ رجحانُ عبد الله الشبراوي

- وبالٌ على الطاووسِ ألوانُ ريشِه ... وعلمُ الفتى حقاً عليهِ وبالُ - وللدهرِ تفريقُ الأجمةِ عادةٌ ... وللجهلِ داءٌ في الطباعِ عضالُ - لقد سادَ بالمالِ المصونِ معاشرٌ ... وأخلاقهمْ للمُخْزِياتِ عيالُ - وبينهم ذل المطامعِ عزةٌ ... وعندهم كسبُ الحرامِ حلالُ علي البهيقي

- هجمَ البردُ ولا أملكُ ... إِلا رواية العربيةْ - وقميصاً لو هبتِ الريحُلم يب ... قَ (يبق) على عاتقي منه بقيَّةْ علي الطوسي

- العلمُ للرحمنِ جَلَّ جلالهُ ... وسِواهُ في جلالته يتغمغمُ - ما للترابِ وللعلومِ وإِنما ... يسعى ليعلمَ أنه لا يعلم محمود الزرمخشي

- شكوتُ إِلى وكيعٍ سوءَ حِفظي ... فأرشدني إِلى تَرْكِ المعاصي - وأخبرني بأن العلمَ نورٌ ... ونورُ اللهِ لا يُهدى لعاصي الشافعي

- تعلمْ فليس المرءُ يولدُ عالماً ... وليس أخو علمٍ كمن هوَ جاهلُ - وإِن كبيرَ القومِ لا علمَ عندَه ... صغيرٌ إِذا التفَّتْ عليه الجحافلُ - وإِن صغيرَ القومِ إِن كانَ عالماً ... كبيرٌ إِذا ردتُ إِليه المحافلُ الشافعي

- ممن فاته العلم وأخطاه الغنى ... فذاك والكلب على حالٍ سواءُ صريع الدلاء

- وإِن بخل العليمُ عليك يوماً ... فذُلَّ له وديدنكَ السكوتُ يموت بن المزرع

- العلم للرجلِ اللبيب زيادةٌ ... ونقيصةٌ للأحمقِ الطياشِ - مثل النهار يزيدُ أبصار الورى ... نوراً ويُعمي مقلة الخفاشِ هبة الله البغدادي

- إِذا عرفَ الإِنسان أخبارَ من مضى ... توهمته قدعاشَ في أول الدهرِ - وتحسبهُ قد عاشَ آخرَ دهرهِ ... إِلى الحشرِ إِن أبقى الجميلَ من الذكرِ - فقد عاشَ كل الدهرِ من كان عالماً ... كريماً حليماً فاغتنمْ أطولَ العمرِ الأرجاني

- شَرُّ المواهبِ ما تجودُ به ... من غير محمدةٍ ولا أجرِ صالح عبد القدوس

- العالمُ العاقلُ ابنُ نفسهِ ... أغناهُ جنسُ علمهِ عن جنسهِ - كن ابن من شِئْتَ وكن مؤدباً ... فإِنما المرءُ بفضلِ كيسِهِ - وليس من تكرمُهُ لغيرِهِ ... مثل الذي تكرمُهُ لنفسِهِ ابن دريد الأزدي

- أخي لن تنالَ العلمَ إِلا بستةٍ ... سأنبيكَ عن تفصيلِها بيانِ - ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ ... وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ - سأكتمُ علمي عن ذوي الجَهْلِ طاقتي ... ولا أنشر الدَّر النفيسَ على الغنمْ - فإِن يَّر اللهُ الكريمُ بفضلهِ ... وصادفتُ أهلاً للعلومِ وللحكمْ - ثبت مفيداً واستفدتُ ودادَهمْ ... وإِلا فمخزونٌ لدي ومكتتمْ - فمن منحَ الجهالَ عِلماً أضاعهُ ... ومن منعَ المستوجبينَ فقد ظَلَمْ - رأيتُ العلمَ صاحبَه كريماً ... ولو ولدَتْه آباءٌ لئامُ - وليس يزالُ يرفعُهُ إِلى أن ... تعظمَ أمرهُ القومُ الكرامُ - ويتبعونه في كلِّ حالٍ ... كراعي الضأنِ تتبعهُ السوامُ - فلولا العلمُ ما سعدتْ رجالٌ ... ولا عُرفَ الحلالُ ولا الحرامُ الشافعي

-15- العلا والمجد

-15- العلا والمجد

- يمن يسامي العُلا عفواً بلا تَعَبٍ ... هيهاتَ نيلُ العُلى عفواً بلا تعبِ - عليكَ بالجدِّ إِني لم أجدْ أحداً ... حوى نصيبَ العُلى من غيرِ مانصبِ أبو الفتح البستي

- شمِّرْ نهاراً في طلابِ العُلى ... واصبرْ على هَجْرِ الحبيبِ القريبْ - حتى إِذا الليلُ أتى مقبلاً ... واستترتْ فيه عيونُ الرقيبْ - فاستقبلِ الليلَ بما تشتهي ... فإِنها الليلُ نهارُ الأريبْ - كم من فتىً تحسبُهُ ناسكاً ... يستقبلُ الليلَ بأمرٍ عجيبْ - ولذةُ المأفونِ مكشوفةٌ ... يسعى بها كُلُّ عدوٍ رقيبْ - غَطَّى عليه الليلُ أستارهُ ... فباتَ في خفضٍ وعيشٍ خَصيبْ محمد بن يسير

- وإِن المجدَ، أولُهُ وعُورٌ ... ومصدرُ غبِّه كرمٌ، وخيرُ - وإِنكَ لن تنالَ المجدَ، حتى ... تجودَ، بما يضنُّ به الضميرُ - بنفسِكَ، أو بمالِك في أمورٍ ... يهابُ ركوبَها الورَعُ، الدثورُ عمرو بن الأهتم

- وما يركبُ الخطرَ المستهالَ ... من القومِ إِلا العظيمُ الخطرِ - ومن مهَر العلياءَ حلماً ونائلاً ... ومحميةً كانتْ حلالا له طِلقا ابن حيوس

- ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طابِ العُلا ... حتى تسودَ وجهُهُ في البيدِ - وصدقتَ إِن الرزقَ يطلبُ أهلَهُ ... لكن بحيلةِ متعبٍ مكدودِ أبو تمام

- جمالُ المجدِ أن يُثْنى عليهِ ... ولولا الشمسُ ماحَسنَ النهارُ المعري

- حتامَ همطَ في حلٍ وترحالِ؟ ... تبغي العُلا والمعاليَ مَهْرها غالِ - يا طالبَ المجدِ دونَ المجدِ ملحمةٌ ... في طيها تلفٌ للنفسِ والمالِ - ولليلي صروفٌ قلما انجذبتْ ... إِلى مرادِ امرئٍ يسعى لآمالِ كافور البستي

- خيرُ الطيورِ على القصورِ وشَرُّها ... يأوي الخرابَ ويسكنُ الناووسا - فلا مجدَ في الدنيا امن قلَّ مالُهُ ... ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ - ذريني أنلْ ما لا ينالُ من العلى ... فصعبُ العُلى في الصعبِ والسهلُ في السهلِ المتنبي

- نفسي مولكةٌ بالمجدِ تطلبُهُ ... ومطلبُ المجدِ مقرونٌ به التلفُ الحصيني

- تريدينَ لقيانَ المعالي رخيصةً ... ولا بدَّ دونَ الشهيدِ من إِبرِ النحلِ المتنبي

- ونحنُ أناسٌ لا توسطَ بيننا ... لنا الصدورُ دونَ العالمين أو القبرُ - تهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ... ومن خطبَ الحسناءَ لم يغلُها المهرُ أبو فراس الحمداني

- وما المجدُ إِلا وثبةٌ تملأ الورلى ... أحاديثَ تُتْلىَ في الأنامِ وتذكرُ - ومن لم ينلْ فيها حياةً عزيزةً ... فإِن طريقَ الموتِ للعزِّ أخصرُ الكاظمي

- ومن تكنِ العلياءُ همةَ نفسهِ ... فكل الذي يلقاهُ فيها محببُ محمود البارودي

- إِن لم تكنْ بفعالِ نفسِكَ سامياً ... لم يغنِ عنكَ سُمُوُّ من تسمو به - ولربما اقتربَ البعيدُ بودهِ ... وغدا القريبُ مباعداً لقريبهِ محمد بن عبد الله البغدادي

- وكل مجدٍ إِذا لم يبنَ محتدهُ ... بالبأس نَقَّرَهُ الأعداءُ فانهدما - لا يضبطُ الامرَ من في عودهِ خَوَر ... ليس البغاثُ تساوي أجدلاً قطما - فيا خاطبَ العلياءُ لا تحسبنها ... حديثَ العذارى أنشأتهُ المغازِلُ - تنحَّ ودعْها هكذا غيرَ صامِتٍ ... لملك همامٍ ما اشتَهتْ فهو فاعلُ - المجدُ طعنٌ في النحورِ يمدهُ ... ضربٌ يقامُ لوقعِه صعر العدا - وسماح كفٍ لا يمنُّ نوالها ... إِن النوالَ إِذا يُمن تنكدا - ذو الحلمِ يجهلُ والتفاضُلُ ذلةٌ ... والصبرُ مرٌ والملومُ من اعتدى علي بن مقرب

- لا تحسبِ المجدِ تمراً أنتَ آكلهُ ... لن تبلغَ المجدَ حتى تعلقَ الصبرا شاعر

- مجدكَ الباذخُ مهما صُنْتَه ... هو محفوفٌ دواماً بالغيرْ - لا تقلْ روضيَ مخضلٌ فكم ... يقصفُ الغصنُ متى كان نضرْ محمد يوسف مقلد

- إِذا المجدُ الرفيعُ تواكلَتْهُ ... بناةُ السوءِ أوشكَ أن يَضيعا رشيد أيوب

- وإِذا سموتَ إِلى المعالي فاخترطْ ... عزماً كما عزمَ الرجالُ البذَّلُ - إِن كنتَ ترضى بالنيَّةِ منزلاً ... فالأرضُ حيث حَلَلْتَها لك منزلُ أبو الفتح البستي

- ما كل من طلبَ المعالي نافذاً ... فيها ولا كُلُّ الرجالِ فحولا - ولو لم يعلُ ذومحلٍ ... تعالى الجيشُ وانحطَّ القتامُ - من كان فوقَ محلِّ الشمسِ موضعُه ... فليس يرفعهُ شيءٌ ولا يضعُ المتنبي

- وخيرُ العُلى في مذهبي دفعُ ظالمٍ ... وإِنصافُ مظلومٍ وإنهاضُ جاثمِ - وذودٌ عن الأوطانِ في كُلِّ موقفٍ ... تخافُ به الأوطانُ حملَ المغارمِ الياس فرحات

- خليليَّ قوما للمعالي وسارعتا ... إِليها فأيامُ الشبابِ قلائلُ - وما الناسُ إِلا اثنانِ ذلكَ عاملٌ ... ينالُ الذي يرجو وذلكَ خاملُ - أساسُ الغِنى عهدُ الشبابِ فمن بنى ... عليه فلا يصعدْ به وهو مائلُ محمد الأسمر

- إِذا ما علا المرءُ رامَ العلى ... ويقنعُ بالدونِ من كانَ دُنا ابن جابر

- هل يطلبُ المجدُ من مآزقهِ؟ ... من لم تشجْعهُ مقلةٌ نَجْلا - ما ألطفَ النجدةَ الجميلةَ من ... جميلِ وجهٍ لبَّى وما اعتلاَّ - ورب عين لولا تعففُها ... لامتلأتْ حومةُ الهوى قَتْلى خليل مطران

- لا يؤيسنكَ من مجدٍ تباعُدُهُ ... فإِن للمجدِ تدريجاً وترتيباً علي الكاتب

- إِن القناةَ التي شاهدتَ رفعتها ... تنمي وتنبتُ أنبوباً فأنبوبا ابن هند

- أرى الناسَ صنفيْ رفعةٍ ودناةٍ ... طغامُهُم صِنْفٌ وأعيانُهم صنفُ البحتري

- إِذا طلبْتَ عظيماً فاصبرنَّ له ... أو فاحشدنَّ رماحَ الخَطَّ والقُضبا - ولا تُعِدَّ صغيراتِ الأمورِ له ... إِن الصغائرِ ليستْ للعلا أُهُبا - ولن ترى صحبةً تُرضَى عواقبها ... كالحقِّ والصبرِ في أمرٍ إِذا اصطحبا أحمد شوقي

- لعمرُكَ إِن المجدَ والفخرَ والعُلا ... ونيلَ الأماني وارتفاعِ المراتبِ - لمن يلتقي أبطالها وسراتها ... بقلبٍ صبورٍ عند وقعِ المضاربِ عنترة العبسي

- وما في العيشِ لولا المجدُ خيرٌ ... وذكرٌ في الحياةِ وفي الملماتِ - وأعمالُ الفتى تبقى ويَفْنى ... فعشْ في الباقياتِ الصالحاتِ مصطفى الغلاييني

- وإِن المجدَ أوَّلهُ وعورٌ ... ومصدرُغبهِ كرمٌ وخيرُ - وإِنكَ لن تنالَ المجدَ حتى ... تجودَ بما يضنُّ به الضميرُ عمرو بن الأهتم

- لا تسخطِ المصعدِ المهمولَ إِذا ... كان إِلى ماترضاه منحدرهْ - ولم أر أمثالَ الرجالِ تفاوتَتْ ... لدى المجدِ حتى عدَّ ألفٌ بواحدِ البحتري

- كأن اللهَ إِذا قَسَمَ المعالي ... لأهلِ الواجبِ ادخرَ الكمالا - ترى جداً ولست ترى عليهم ... ولوعاً بالصغائرِ واشتغالا - وليسوا أرغدَ الأحياءِ عيشاً ... ولكن أنعمَ الأحياءِ بالا - إِذا فعلوا فخيرُ الناسِ فعلاً ... وإِن قالُوا فأكرمُهمْ مقالا - وإِن سألتهمُ الأوطانُ أعطَوا ... دماً حراً وأبناءَ ومالا أحمد شوقي

- ولا تحسبَنَّ المجدَ زقاًوقينةً ... فما المجدُ إِلا السفُ والفتكةُ البكرُ - وتضريبُ أعناقِ الملوكِ وأن تُرَىْ ... لكَ الهَبَوَاتُ السودُ والعسكرُ المجرُ - وترككَ في الدنيا دوياً كأنما ... تداولَ سمعَ المرءِ أنملُهُ العشرُ المتنبي

- رمِ المطرحَ الأعلى من الفضلِ كُلِّه ... ولا ترضَ في أكرومةٍ بسواها - وخلِّ ضنيناً بالحياةِ فإشنه ... فداها ببذلِ العرضِ حين فداها الشريف المرتضى

- من سرَّه ألا يموتَ فبالعُلا ... خَلُدَ الرجالُ وبالفعالِ النابهِ شوقي

- فلم يجتمعْ شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ ... ولا المجدُ في كفِّ امرئٍ والدراهمُ أبو تمام

- حتى رجعتُ وأقلامي قوائلُ لي ... المجدُ للسيفِ ليس المجدُ للقلمِ - اكتبْ بنال أبداً بعد الكتابِ به ... فإِنما نحن للأسيافِ كالخدمِ - من اقتضى بسوى الهندي حاجتهُ ... أجابَ كلَّ سؤالٍ عن هل بلمِ المتنبي

- لعمرُكَ ما الأبصارُ تنفعُ أهلَها ... إِذا لم يكنْ للمبصرينَ بصائرُ - وكيفَ ينالُ المجدُ والجسمُ وادعٌ ... وكيف يحازُ الحمدُ والوفرُ وافرُ أبو فراس الحمداني

- والمجدُ لله لاخلقٌ يشارِكهُ ... وآل حواءَ ماطلبوا ولا مجدوا - أما إِلى كل شرٍ، فانتبهوا ... بل لم يناموا، ولكن عن تقىً هجدوا - والناسُ في دنياهمُ، أشراراً ... لولا المخافةُ ما زكوا ولا سجدوا المعري

- لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا ... ولا ينالُ العلا من قدمَّ الحَذَرا - ومن أرادَ العُلا عفواً بلا تعبٍ ... قضى ولم يقضِ من إِدراكها وطرا - لا بد للشهد من نحلٍ يمنعهُ ... لا يجتني النفعَ من لم يحملِ الضررا - لا يبلغُ السؤل إِلا بعدَ مؤلمةٍ ... ولا يتمُّ المنى إِلا لمن صبرا - وأحزمُ الناس من لو ماتَ من ظمأ ... لا يقربُ الوردَ حتى يعرفَ الصدرا صفي الدين الحلي

- لا يدركُ المجدَ إِلا سيدٌ فطنٌ ... لما يشقُّ على الساداتِ فعالُ - لاوارثٌ جهلتْ يمناهُ ماوهبتْ ... ولا كسوبٌ بغيرِ السيف سآلُ - قال الزمانُ له قولاً فأفهمَته ... إِن الزمانَ على الإِمساكِ عذالُ - لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى ... حتى يراقَ على جوانبِه الدمُ المتنبي

- إِذا غامُرتَ في شرفٍ مرومِ ... فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ - فطعمُ الموتِ في أمرٍ صغيرٍ ... كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ - عجبتُ لمن له قدٌ وحدٌ ... وينبو نبوةَ القضمِ الكهامِ - ومن يجدِ الطريقَ إِلى المعالي ... فلا يذرُ المطيَّ بلا سنامِ - من طلبَ المجدَ فليكن كعلي ... يهبُ الألفَ وهو يبتسمُ المتنبي

- ابنَ صرحَ المجدِ عن أسِّ الضحايا ... وأشِدْ عرشَ العُلا رَغْمَ البلايا - خضْ غمارَ الهولِ غوصاَ إِنما ... لؤلؤُ التيجانِ في بحر المنايا - إِنما الدنيا جهادٌ من ينمْ ... يومَه داسته أقدامُ الرزايا أبو يقظان الجزائري

- كنوزُ المجدِ ترغبُها أناسٌ ... وتطلبُها وإِن ضاقَ المجالُ - وتبذلُ دونَها الأرواحُ طوعاً ... وفيها لا يروِّعها الجدالُ - ومن يهوىَ العُلا دون اشتغالٍ ... بما يعنيه داخلَه الخبالُ - ومن لم يدرِ غاية ما تمنَّى ... بلا شكٍ هدايتُه ضلالُ - تراه إِذا اعتلى زادَ اعتلالاً ... وإِن طلبَ الرجوعَ فلا ينالُ - ولا تركنْ إِذا رُمْتَ المعالي ... إِلى من منه أعجبَكَ الدلالُ - ولا تعجبْ فللحياتِ لينٌ ... وسطواتٌ تخافُ إِذا استطاعوا علي أبو النصر

- أهوى الفتى يُعلي جناحاً للعُلا ... أبداً ويخْفضُ للجَليس جناحا - وأحب ذا الوجهين وجهاً في الندى ... نَدْياً ووجهاً في اللقاءِ وقاحا علي التهامي

- إِذا المرءُ لم يستأنفِ المجدَ نفسُه ... فلا خيرَ فيما أَوْرَثته جدودُه محمد الموصلي

- المجدُ والحسادُ مقر ... ونانَ إِن ذهبوا فذاهبٌ - ولئن ملكتَ المجدَ لم ... تَمْلِكْ موداتِ ألقاربْ ابن المعتز

- وأعزرُ الناسِ عقلاً من إِذا نظرتْ ... عيناه أمراً غدا بالغيرِ مغتبرا - من فاتَه العوُّ بالأقلامِ أدركه ... بالبيض يقدحُ من أطرافِها الشرارا - لا يحسنُ الحلمُ إِلا في مواطنه ... ولا يليقُ الوفا إِلا لمن شكرا - ولا ينالُ العلى إِلا فتى شَرُفَتْ ... خلالُهُ فأطاعَ الدهرُ ما أمرا صفي الدين الحلي

- لن يدركَ المجدَ أقوامٌ وإِن كرموا ... حتى يَدَلُّوا وإِن عزوا لأقوامِ - ويشتموا فترى الألوان كاسفةً ... لا ذلَّ ولكن ذلَّ أحلامِ شاعر

- وما المرءُ إِلا حيثُ يجعلُ نفسَهُ ... وجاه الملوكِ واحتمال العظائمِ حسان بن ثابت

- هل المجدُ إِلا السؤددُ العَودُ والندى ... ولا كُلُّ سيارِ إِلى المجدِ واصلُ - وما كل طلاَّبٍ من الناس بالغٌ ... وإِني لها فوقَ السماكين جاعلُ أبو فراس الحمداني

- وإِذا أخذتَ المجدَ من أميةٍ ... لم تعطَ غيرَ سرابِه اللماحِ أحمد شوقي

- ومن رامَ إِدراكَ المعالي سعى لها ... ولو أن ما يسعى عليه الجماجمُ - إِذا لم يجدَّ المرءُ فيما يرومُهُ ... فقد فضلْتهُ في الوجودِ البهائمُ محمد المصري

- دع التسويفَ وامضِ إِلى المعالي ... بعزمٍ من ذبابِ السيفِ أمضى - وخذْ في الجدِّ وارفضْ من أباهُ ... من الأهلين والإِخوانِ رَفْضا - واصغِ لما أشرتُ به فإِني ... صحبتُكَ منه كأسَ النصحِ مَحْضا الصاحب شرف الدين الأنصاري

- أيا شبابَ البلادِ هبوا ... إِلى سماءِ العُلا أسودا - لا يدركُ المجدَ غيرُ عَزْمٍ ... مثابرٍ يقرعُ الحديدا - لا ترسموا للطموحِ حداً ... فالمجدُ لا يَعْرفُ الحدودا - العلمُ أمضى من المواضي ... فجَرَّدوا نحوَه الجُهودا علي الجارم

-16- العمل والعمل والكادحون

-16- العمل والعمل والكادحون

- إِذا المرءُ لم يسرِّحْ سواماً ولم يُرِحْ ... سواماُ ولم تَعْطِفْ عليه أقاربُهْ - فللموتُ خيرٌ للفتى من قعودهِ ... عديماً ومن مولى تدبُّ عقاربُه أبو النشناش

- إِذا أنتَ لم تزرَعْ وأبصرْتَ حاصداً ... ندمْتَ على التفريطِ في زمنِ البذرِ شاعر

- لا تأنَفَنَّ من احترافِكَ طالباً ... حِلاً، وعدِّ مكاسبَ الفُجَّارِ المعري

- اعتزمْ وكدَّ فإِن مضيتَ فلا تقفْ ... واصبرْ وثابرْ فالنجاحُ محققُ - ليس الموفقُ من تُوَاتيه المنى ... لكن من رزقَ الثباتَ موفقُ خليل مطران

- ما أحسنَ الشغلَ في تدبيرِ منفعةٍ ... أهلُ الفراغِ ذوو خوضٍ وإِرجافِ أبو العتاهيه

- إِن الألى سَمِنوا بها لم يسمنوا ... لولا هُزالكَ كادِحاً وهُزالي - سمُّوا بيوتهمُ القصورَ وما اسمها ... في الحقِّ غيرِ سواعدِ العمالِ - زعموا الأنامِ عيالهمْ وعيالهمْ ... وهم على الفَلاَّح شَرُّ عِيالِ فارس مراد سعد

- إِذا المرءُ أسرى ليلةً ظنَّ أنه ... قضى عملاً، والمرءُ ماعاشَ آملُ - حبائلُهُ مبثوثَةٌ بسبيلهِ ... ويفنى إِذا ما أخطأته الحبائلُ لبيد بن أبي ربيعة

- إِن كَثُرَتْ أشغالُكَ المهمةْ ... فابدأْ بأولاها بصدقِ عزمهْ - ودعْ سوى ذلكَ أو تنمهْ ... ثم بأولاها فتُجْلي الغمةْ وإِن يفتكَ الصبرُ فيها تَفْتُرِ محمد الوحيدي

- يا أيُّها الباذلُ مجهودَه ... في خدمةٍ أفٍ لها خِدْمةْ - إِلى متى في تَعَبٍ ضائع؟ ... بدونِ هذا تأكلُ الُّلقْمَةْ - تشقى ومن تَشْقى له غافلٌ ... كأنكَ الراقصُ في الظلمةْ بهاء الدين زهير

- حيثما تستقمْ يقدرْ لك الل ... هُ (الله) نجاحاً في غابرِ الأزمانِ شاعر

- معاناتكَ الأشغالَ من غيرِ طائلٍ ... عناءٌ فأوردْ واستبنْ سننَ الرشدِ - ورَفَّهْ على النفسِ التي قد كدرتها ... ونَغَّتْها في غيرِ جَدْوى ولا ردِّ - إِذا لم يكنْ للكدِّ ردْ على الفتى ... فإِجماعهُ الأطرافَ خيرٌ من الكدِّ أبو الفتح البستي

- لعمرُكَ ما حالاتُ البلادِ ... سوى عَرقِ الجبةِ السائلِ - وما ذهبُ المستبدِّ العتي ... سوى قطراتِ دمِ العاملِ مسعود سماحة

- وإِذا افتقرتَ إِلى الذخائرِ لم تجدْ ... ذخراً يكونُ كصالحِ الأعمالِ الفرزدق

- لعمرُكَ ما طولُ التَعَطُّلِ ضائري ... ولا كل شغلٍ فيه للمَرْءِ منفعهْ - إِذا كانتِ الأرزاقُ في القُرْبِ والنووى ... عليككَ سواءً راحةَ الدعْة - وإِن ضقتَ فاصبرْ يفرجِ اللهُ ماترى ... ألا رُبَّ ضِيْقٍ في عواقبِه سَعَةْ الكريزي

- كل امرئٍ يشبهُه فعلُهُ ... ما يفعلُ المرءُ فهو أهلهُ - وأراكَ تفعلُ ماتقولُ وبعضُهُمْ ... مذقُ اللسانِ يقولُ ما لا يفعلُ - كل مافي البلادِ من أموالِ ... ليس إِلا نتيجةَ الأعمالِ - إِن يطبْ في حياتِنا الاجتماعية ... عيشٌ فالفضلُ للعمالِ - وإِذا كانَ في البلادِ ثراءٌ ... فبفضلِ الإِنتاجِ والإِبذالِ - نحنُ خلقُ المقدرات وفيها ... لاحياة للعاطلِ المكسالِ - ليس قدرُ الفتى من العيش إِلا ... قدرَ إِنتاجِ سَعْيِه المتوالي - حاجةُ المرءِ أكلةٌ وكساءٌ ... وسِوَى ذاكَ بسطةُ في الكمالِ - إِن للعيشِ حومةً في وَغاها ... لا تحقُّ الحياةُ للبطالِ - إِنها مثلُ حومةِ الحربِ مادا ... رتْ رَحاها إِلا على الأبطالِ - وسِوى الحِذقِ مابها من سِلاحٍ ... وسوى الكَدِّ مابها من قتالِ - بطلُ الحربِ مثلهُ بطلُ السعي ... ومنه الأعمالُ مثل الصيالِ - وما أهلُ البلادِ سوى عالٍ ... على العملِ الذي همْ يُحْسِنونا الرصافي

- وما طلبُ المعيشةِ بالتمني ... ولكنْ ألقِ دلوَكَ في الدلاءِ - تجئكَ بملئها يوماً ويوماً ... تجئكَ بحمأةٍ وقليلِ ماءِ - ولا تقعدْ على كسلِ التنمي ... تحيلُ على المقادرِ والقضاءِ - فإِن مقدارَ الرحمنِ تجري ... بأرزاقِ الرجالِ من السماءِ - مقدرةٌ بقبضٍ أو ببسطٍ ... وعجزُ المرءِ أسبابُ البلاءِ أبو الأسود الدؤلي

- لا أستلذُّ العيشَ لم أدابْ له ... طلباً وسَعْياً في الهواجرِ والَغَلسْ - وأرى حَراماً أن يواتيني الغنى ... حتى يحاولَ بالعناءِ ويلتمسْ - فاصرفْ نوالكَ من أخيك موفراً ... فالليثُ ليس يسيغَ إِلا ما افْتَرَسْ كشاجم

- لو كنتُ أعجبُ من شيءٍ لأعجَبني ... سَعْيُ الفتى وهو مخبوءٌ له القدرُ - يسعى الفتى لأمورٍ ليس يدركُها ... والنفسُ واحدةٌ والهَمُّ منتشر - والمرءُ ما عاشَ ممدودٌ له أَمَلٌ ... لا يتنهي العيشُ حتى ينتهي الأثرُ كعب بن زهير

- أيها العمالُ أفنوا ال ... عمرَ (العمر) كدا واكتِسابا - واعْمُروا الأرضَ فلولا ... سَعْيُكُمْ أمستْ يبابا - إِن للمتقنِ عندَ الل ... هِ (الله) والناسِ ثوابا - أَتِقْنُوا يُحْببْكُمُ الل ... هُ (الله) ويرفَعْكُمْ جَنَانا - أيها الغادون كالنَّحْلِ ... ارتياداً وطِلابا - في بكورِ الطَّيْرِ للرز ... قَ (للرزق) مجيئاً وذهابا - اطلبُوا الحَقَّ برِفْقٍ ... واجعَلُلوا الواجبَ دابا - واستقيمُوا يفتحِ الل ... هُ (الله) لكمْ باباً فبابا - اهْجُروا الخَمْرَ تطيعُوا الل ... هَ (الله) أو تُرْضُوا الكتابا - إِنها رجسٌ فطوبى ... لامرئٍ كفَّ وتابا - ترعشُ الأيدي ومن ير ... عشْ (يرعش) من الصُّنَّاعِ خابا - إِنما العاقلُ من يج ... علُ (يجعل) للدهرِ حسابا - فاذكروا يومَ مَشيبٍ ... فيه تبكُون الشبابا - إِن للسنِّ لهماً ... حين تَعْلو وعذابا - فاجعلوا من مالِكُمْ للش ... يبِ (للشيب) والضعفِ نِصابا - واذكروا في الصحةِ للدا ... ءَ (للداء) إِذا السُّقْمُ نابا - واجمععوا المالَ ليومٍ ... فيه تلقونَ اعتصابا أحمد شوقي

- والأصلُ في المعيشةِ التكسبُ ... بالِجدِّ والإِنفاقِ فيما يجبُ - والادخارُ تقتضيهِ الرتبُ ... والرفقُ في المطلبِ زينٌ يُطلبُ والعلمُ بالأسبابِ خيرُ متجرِ محمد الوحيدي

- تذوقتُ أنواعَ الشرابِ فلم يسغْ ... بحلقي أشهى من حَلالِ المكاسبِ - ونمتُ على ريشِ النعامِ فلم أجدْ ... فراشاً وثيراً مثلَ إِتمامِ واجبي القروي

- إِذا المرءُ لم يحتلْ وقد جدَّ جدُّهُ ... أضاعَ وقاسى أمرَه وهو مدبرُ - ولكن أخو الحزمِ الذي ليس نازلاً ... به الخطبُ إِلا وهو للقصدِ مُبْصِرُ - فذاكَ قريعُ الدهرِ ما عاشَ حوَّلٌ ... إِذا سُدَّ منه منخرٌ جاشَ مِنْخرُ تأبط شراً

- على هديرِ الآلةِ الواعدةْ ... أبني غَدي، أصنعُ مجدَ البلادْ - وَثْبتُنا الجبارةُ الصاعدَةْ ... في مصنعٍ كلَّ صباحٍ يُشادْ - يا أمةَ الرسالةِ الخالدةْ ... في العملِ المبدعِ سِرُّ الجهادْ شاعر

- وإِذا تمنيتَ الحياةَ كبيرةً ... بلغتَها بكبيرةِ الأعمالِ خليل مطران

- كلٌ يحاولُ حيلة يرجو بها ... دفعَ المضرةِ واجتلابَ المنفعةْ أبو العتاهية

- طلبُ العاشِ مفرقٌ ... بين الأحبةِ والوطنْ - ومصيَّرٌ جلدَ الجلي ... دِ (الجليد) إِلى الضراعةِ والوَهَنْ - حتى يُقادَ كما يُقا ... دُ (يقاد) النضوْ في ثِنْيِ الرسَنْ - ثم المنيةُ بعدَ ذا ... فكأنه ما لم يكُنْ علي بن الجهم

-17- العيب والعار

-17- العَيْبُ والعار

- ويطهرُ عيبَ المرءِ في الناسِ بُخلُه ... ويسترهُ عنهم جميعاً سخاؤهُ - تَغَطَّ بأثوابِ السخاءِ فإِنني ... أرى كُلَّ عيبٍ فالسخاء غِطاؤهُ صالح عبد القدوس

- خلقتَ مبراً من كل عيبٍ ... كأنكَ قد خُلِقْتَ كما تشاءُ شاعر يمدح النبي

- عيوبي، إِن سألتَ بها، كثيرٌ ... وأيُّ الناسِ ليس له عيوبُ - وللإنسانِ ظاهرُ ما يراهُ ... وليس عليه ماتُخْفِيْ الغيوبُ - يجرونَ الذيولَ على المخازي ... وقد مُلئتْ من الغِشِّ الجيوبُ المعري

- كفاكَ أن تعيبَ أمراً عاراً ... وأنتَ تأتي مثلهُ جهارا - يا رُبَّ بعَيْبٍ فيه ... شعارُهُ ما عابَ من أخيه - أجرأ خلقِ اللهِ في المغيبِ ... على عيوبِ الناسِ ذو العيوبِ الشيخ عبد الله السابوري

- وأجرأُ من رأيتُ بظهرِ غيبٍ ... على عيبِ الرجالِ ذَوُو العيوبِ - من أخبرَ الناسَ بعيبِ نفسهِ ... فالحمقُ لا يطلقُهُ من حَسْبِهِ خالد المنقري

- لا تبدِ عَيْبَ امرئٍ كي لا تكبَّ به ... بغياً فخيرٌ من الإِبداءِ كتمانُ رجاء الأنصاري

- ولا تقولنْ، إِذا ماجئتَ مُخْزِيةٍ ... قولَ الغُواةِ: على هذا مضى السَّلَفُ - لا تحْلفنَّ على صِدْقٍ ولاكذبٍ ... فما يفيدُكَ، إِلا المأثمَ الحلفُ المعري

- أرى كُلَّ إِنسانٍ يرى عيبَ غيرِه ... ويَعْمَى عن الغَيْبِ الذي هو فيهِ - وما خيرُ من تَخْفى عليه عيوبُه ... ويبدو له العيبُ الذي لأخيهِ الكريزي

- لا تخافَنْ إِن رماكَ عدوٌ ... بعيوبٍ أن تكونَ بريَّا - إِنما العيبُ أن يكونَ محقاً ... في الذي قالَه ولستَ نقيا - فإِذا كان كاذباً كنتَ بالصد ... قِ (بالصدق) على العائبِ الكذوبِ جريَّا - ولقد يلزقُ العدوُّ بجنبِ المر ... ءِ (المرء) عيبا تخالُهُ مكويَّا الأبرش

- لا تعجبنَّ لعيبٍ ... واعجبْ لفضلٍ ونبلِ - نقصُ الطباعِ أصلٌ ... والفضلُ ليس بأصلِ عباس محمود العقاد

- يعيبُ الناسُ كلهم الزمانا ... وما لزمانِنا عيبٌ سوانا - نَعيبُ زمانَنا والعيبُ فينا ... ولو نطقَ الزمانُ إِذاً هجانا محمد بن لنكك أو الشافعي

- والِ المدنسَ بالعيوبِ ولا تكنْ ... يوماً ولياً للنيلِ الظاهرِ - فذَوو المعائبِ لا تناحرَ بينهم ... والنيلُ فيه سبيلُ كُلِّ تناحرِ - وذوو المعائبِ آمنون لمن وفى ... لا والنبلُ ليس بآمنٍ للغادرِ - وذَوو المعائبِ يَسْتُرون خلالهمْ ... والنبلُ ما لهناتِهِ من ساترِ - وذَوو المعائبِ عذرُهُمْ في نقصِهمْ ... والنبلُ ما لكمالِه من غادرِ - وذَوو المعائبِ ينعمون بحظهمْ ... والنبلُ ما لشقائهِ من آخرِ - رأيَ السلامة إِن أردتَ فخُذْ به ... أو لا فدَعْهُ إِن استطعتَ وخاطرِ عباس محمود العقاد

- وعينُ السُّخطِ تبصرُ كُلَّ عيبٍ ... وعين أخي الرضا عن ذاكَ تعْمى المسيب بن علس

- فلست براءٍ عيبَ ذي الوُدِّ كلَّه ... ولا بعضَ مافيه إِذا كنت راضيا - وعين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ... ولكنَّ عينَ السُّخْطِ تبدي المساويا عبد الله بن جعفر

- رأيتُ العيبَ يلصقُ بالمعالي ... لصوقَ الجِبْرِ في لفقِ الثيابِ - ويخفى في الدنئِ فلا تراه ... كما يَخْفى السوادْ على الإِهابِ أحمد البهلول

- الموتُ خيرٌ من رُكوبِ العارِ ... والعارُ خيرٌ من دُخولِ النارِ واللهُ من هذا وهذا جاري الحسن بن علي بن أبي طالب

- النارُ أهونُ من ركوبِ العارِ ... والعارُ يدخلُ أهلَه في النارِ - والعارُ في رجلٍ يبيتُ وجارُهْ ... طاوي الحَشا متمزقُ الأطمارِ - والعارُ في هَضَضْمِ الضيفِ وظُلْمِهِ ... وإِقامة الأخيارِ بالأشرارِ علي بن أبي طالب

- أعرضْ عن العوراءِ حيثُ سَمِعْتَها ... واصفح كأنكَ غافلٌ لا تسمعُ حسان بن ثابت

- وعوراءَ من قيلِ امرئٍ كان صدرُه ... من الغشِّ قِدْماً والعداوةِ مُشْبعا - تغافلتُ عن عوراءَ منه تُريبني ... لأبلغَ عذراً أو يفيقَ فينزعا مضرس بن ربعي الأسدي

- ويتجنبُ المرءُ العيوبَ لأنها ... لدى عائبيه لالديه عُيُوْبُ - رياءٌ قديمٌ في الوَرَىْ شَقِيَتْ به ... قبائلُ منهم جَمَّةٌ وشُعُوبُ - وربةَ أخلاقٍ يراها خبيثةً ... أناسٌ وعندَ الآخرينَ تَطيبُ - وحلمُ الفتى عند الضيفِ فضيلةٌ ... ولكنه عندَ القَوِيِّ معيبُ معروف الرصافي

- إِذا عبتَ عندي غيريَ اليومَ ظالماً ... فأنتَ بظلمٍ عند غيريَ عائبي - عرفتك فاعلمْ، إِن ذممتَ خلائقي ... ورابكَ بعضي أن كلكَ رائبي المعري

- إِذا عبتَ أمراً فلا تَأْتِه ... وذو اللبِّ مجتنبٌ ما يعيبُ سابق البريري

- تأملُ العَيْبِ عيبٌ ... ما في الذي قُلتُ ريبُ - وكل خيرٍ وشرٍ ... دونَ العواقبِ غَيبُ - لا تحقرنَّ سُيَيباً ... كم قاد خيراً سُيَيْبُ ابن الرومي

- ومن لم يُقِمْ سِتْراً على غيرهِ ... يعيشْ مُسْتباحَ العِرْض منهتِكَ الستر أحمد شوقي

- وقد عيروني المالَ حين جمعتهُ ... وقد عيروني الفقرَ إِذا أنا مقترُ - وعيروني قومي شبابي وَلمتي ... متى ما يشا رهطُ امرئٍ يتعِّيرُ عروة بن الورد

- عيبُ ابن آدمَ ما علمتَ كثيرُ ... ومجيئُهُ وذهابُه تغريرُ أبو العاهية

- إِن عبتَ يوماً على قومٍ بعاقبةٍ ... أمراً أَتَوْه فلا تصنعْ كما صنعوا سابق البربري

- إِذا كنتَ عياباً على الناسِ فاحترسْ ... لنفسِكَ مما أنتَ للناسِ قائلُه طريح الثقفي

- ولا تَأْتينَّ الأمورَ التي ... تعيبُ على الناسِ أمثالَها عبد الله الجعفري

- وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً ... وآفتُه من الفهمِ السقيمِ - ولكنْ تأخذُ الآذانُ منه ... على قدرِ القرائحِ والعلومِ المتنبي

- يغطي عيوبَ المرءِ كثرةُ مالِه ... يصدقُ فيما قالَ وهو كذوبُ - ويزري بعقل المرءِ قلةُ ماله ... يحمقه الأقوامُ وهو لبيبُ علي بن أبي طالب

- وإِذا عَرِيْتَ عن العيوبِ فدعْ لها ... منْ شاءَ في أثوابِها يتسربلُ - وكن الذي فاتَ الخداعَ فكل من ... تبع الطماعةَ في الخديعةِ يُبهَلُ الشريف المرتضى

- ولم أرَ في عُيُوْبِ الناسِ نَقْصاً ... كنقصِ القادرينَ على التمامِ المتنبي

- إِذا أنتَ عِبْتَ الناسَ عابوا وأكثروا ... عليكَ وأبدَوا منكَ ماكان يُسترْ - إِذا ما ذكرتَ الناسَ فاتركْ عيوبَهم ... فلا عيبَ إِلا دون منامك يُذْكَرُ - فإِن عبتَ قوماً بالذي ليس فيهمُ ... فذاكَ عندَ اللهِ والناسِ أكبرُ - وإِن عِبْتَ قوماً بالذي فيك مثلُهُ ... فكيف يعيبُ العورَ من هو أعورُ - وكيف يعيبُ الناسَ من عَيْبُ نفسِه ... أشدُّ إِذا عُدَّ العيوبُ وأنكرُ؟ - متى تلتمسْ عيباً تجدْ لهمْ ... عيوباً، ولكن الذي فيكَ أكثرُ - فسالهمُ بالكفِّ عنهم فإِنهمْ ... بعيبِكَ من عينيكَ أهدى وأبصرُ شاعر

- اعرفْ زمانَكَ واقبلْ ما يجودُ به ... فمن يناكدْهُ العسرَ والنكَدا - وإِن أردتَ أماناً من غوائِلِه ... فلا تعرفه مِن أبنائه أحدا - لأن جُلَّ بنَيهِ مُقْتَدرونَ به ... في حِلِّ أو عقد ما عقدا - فمن يعبْهم في خلائقِهم ... وعائبُ الناسِ يخشى شَرَّهُم أبدا أبو الفتح البستي

- المرءُ إِن كان عاقلاً ورِعاً ... أشغله عن عيوبِ غيره وَرَعهْ - كما العليلُ السقيمُ أشغلَهُ ... عن وَجَعِ الناسِ كلهم وجعهْ الشافعي

- غَمِّضْ عن العوراءِ تأمنْ عارَها ... واجز اللئيمَ جزاءَ ذي كرمِ - واحذرْ لقاحَ قبيحةٍ بمثالِها ... إِن الكلومَ نتائجُ الكلمِ ابن خاتمة الأندلسي

-18- العيد

-18- العيد

- يُسرُّ بالعيدِ أقوامٌ لهم سَعَةٌ ... من الثراءِ وأما المقترون فقلا أحمد اللخمي

- نُسَرُّ بالأعيادِ يا ويحنا ... وكُلُّ عيدٍ قد تَوَلَّى بعام أحمد بن عتيق

- من سرَّهُ العيدُ فلا سرَّني ... بل زادَ في شوقي وأحزاني - لأنهُ ذكرني ما مضى ... من عهدِ أحبابي وإِخواني الوأواء الدمشقي

-19- العيش والمعيشة

-19- العيش والمعيشة

- تحبُّ العيشَ بغضاً للمنايا ... ونحنُ بما هوينا الأشقياءُ المعري

- لا تطلبنَّ معيشةً بمذلةٍ ... واربأْ بنفسِكَ عن دَنيِّ المَطْلَبِ - وإِذا افتقرْتَ فداوِ فقرَكَ بالغنى ... عن كُلِّ ذي دنسٍ كجِلْدِ الأجربِ - فليرجعنَّ إِليكَ رزقُكَ كلهُ ... لو كان أبعدَ من مقامِ الكوكبِ علي بن أبي طالب

- المرءُ يأملُ أن يعي ... شَ، (يعيش) وطولُ عيشٍ قد يضرهْ - تفنى بشاشهُ ويبق ... ى (يبقى) بعد حُلْوِ العيشِ مرهْ - وتخونُهُ الأيامُ حتى ... لا يرى شيئاً يسرُّه النابغة الذبياني أو لبيد

- إِنما العيشُ خِلالٌ خمسةٌ ... حبذا تلكَ خِلالاً حبذا - خدمةُ الضيفِ وكأسٌ لذةٌ ... ونديمٌ وفتاةٌ وغناءْ - وإِذا فاتكَ منها واحدٌ ... نَقَصَ العيشُ بنقصانِ الهوى دعبل الخزاعي

- وإِن أردتَ قضاءَ العيشِ في دَعَةٍ ... شِعْرِيةٍ لا يغشي صَفْوَها ندمُ - فاتركْ إِلى دنياهمْ وضجتهم ... وما بنوا لنظامِ العيشِ أو رسموا - واجعلْ حياتكَ دَوْحاً مُزْهِراً نضراً ... في عزلةِ الغابِ ينمو ثم ينعدمُ - واجعلْ ليليكَ أحلامً مغردةً ... إِن الحياةَ وما تدوي به حُلُمٌ الشابي

- والعيشُ ليلٌ في دياجرهِ ... سيان أَعْلَمُنا وأجهلنا - يخفى علينا ما نشاهدهُ ... لم يتضحْ كنهُ الأمورِ لنا - فلعلَّ أفضلَنا أرادُ لنا ... ولعلَّ أرذَلَنا أفاضلُنا - ولعلَّ من ذَهَبَتْ عقولُهم ... هم لو عَرَفْنا الأمرَ أعلقلُنا - أين الحقيقةُ أين مدركُها ... كم نسألُ الدنيا وتسألنا؟ محمد الأسمر المصري

- يابؤسَ للإِنسانِ في عيشهِ ... يسلُّ منه أولاً أولا - ينأى عن الأهلِ وما مَلَّهُمْ ... ويبدلُ الحي وما استبدلا - بينا ترى في ملاءٍ دارُه ... حتى تراه في صعيدِ الملا الشريف المرتضى

- أواخرُ من عيشٍ إِذا ما امتحنتَها ... تأملْتَ أمثالاً لها في الأوائلِ - وما عامكَ الماضي وإِن أفرطتْ به ... عجائبُه إِلا أخو عامٍ قابلٍ البحتري

- وما العيشُ إِلا ماتلذُّ وتشتهي ... وإِن لامَ فيه ذو الشنانِ وفَنَّدا الأعشى

- وارضَ من العيشِ في الدنيا بأيسرِه ... ولا ترومنَّ إِن رُمْتَهُ صَعُبا - إِن الغنيَّ هو الراضي بعيشتهِ ... لا مَنْ يظلُّ على ما فاتَ مكتئبا محمد البغدادي

- أواخرُ العيشِ أخبارٌ مكررةٌ ... وأقربُ العيشِ من لهوٍ أوائلُهُ - يفنى الشبابُ إِذا ما تمَّ تكملةً ... والشيءُ يرجعُهُ نقصاً تكاملُهُ - ويعقبُ المرءَ برءاً من صابتِهِ ... تجرمُ العامِ يأتي ثم قابلُهُ - إِن فرَّ من عَنَتِ الأيامِ حازِمُها ... فالحزمُ فرُّك ممن لا تقاتلُهُ البحتري

- عشْ للبلادِ وعشْ للشعبِ تحيىَ به ... وليس يحيا بغيرِ المخلصِ البشرُ - عشْ مُصْلِحاً مُخْلصاً لاتيأسنْ أبداً ... واصبرْ فإِنكَ بعدَ الصبرِ تنتصرُ - عشْ للبلادِ تعشْ ذكراكَ ناشرةً ... لما فعَلْتَ إِذا ما جاءكَ القدرُ عبد الله آل نوري

- إِذا لم يكنْ للمرءِ عن عيشةٍ غنى ... فلا بدَّ من يسرٍ ولابدَّ من عُسْر - ومن يخبرِ الدنيا ويشربْ بكأسِها ... يجدْ مرَّها في الحلوُو في المرِّ أحمد شوقي

- هل العيشُ إِلا ساعةٌ إِثرَ ساعةٍ ... تمرُ فتطوي في تصرُّمها العمرا - أو الدهرُ إِلا صاحبٌ جِدُّ خادعٍ ... تظنُّ به عرفاً، فيبدي لك النكرا محمد مصطفى الماحي

- إِن يختلفْ عيشُنا فقراً بها وغنىً ... فالعمرُ فيها سواءٌ طالَ أم قَصُرا قيصر الخوري

- تنكرَ العيشُ حتى صارَ أكدرُه ... يأتي نظاماُ ويأتي صَفْوُهُ لمعا البحتري

- إِياكَ أن تبتهجْ بالعيشِ إِياكا ... ما دامَ كاسُ الفنا في كَفِّ دنياكا - قلْ للذي أغمضتْ عينيه غفلتُهُ ... فزعُ المنيا بفقدِ الروحِ أصحاكا عائشة التيمورية

- وجدتُ ألذَّ العيشِ فيما بلوتهُ ... تَرَقُّبَ مشتاقٍ زيارةَ شائقِ الخليع

- من تمامِ العيشِ ما قرَّتْ به ... عينُ ذي النعمةِ أثرى أو أقلْ - وقليلٌ أنتَ مسرورٌ به ... لكَ خيرٌ من كثيرِ في دغلْ علي بن محمد البسامي

- تعَّلمن أن طولَ العيشِ تعذيبُ ... وأن من غالبَ الأيامَ مغلوبُ عمرة الهذلية

- من شاءَ عيشاً رخياً يستفيدُ به ... في دينهِ ثم في دنياهُ إِقبالا - فلينظرنَّ إِلى من فوقَهُ أدباً ... ولينظرَنَّ إِلى من تَحْتَه حالا أبو الفتح البستي

- ليس الجديدُ الذي تبقى بشاشتهُ ... إِلا قليلاً، ولا ذو خِلَّةٍ يصلُ - والعيشُ لاعيشَ ماتَقَرُّ به ... عينٌ ولا حالَ إِلا سوفَ يَنْتَقِلُ القضامي

- وإِن كنتَ تهوى العيشَ فابغِ توسطاً ... فعند التناهي يقصرُ المتطاولُ - تَوَقَّى النقصَ وهي أهلةٌ ... ويدركُها النقصانُ وهي كواملُ المعري

- كُلُّ عيشٍ وإِن تطاولَ دهراً ... صائرٌ مرةً إِلى ان يَزُولا أمية بن أبي الصلت

- هل العيشُ إِلا أن تروحَ مع الصِّبا ... وتغدو صريعَ الكأسِ والأعينِ النُّجْلِ صريع الغواني

- لا تقطعنَّ رجاءَ العيشِ باعِللِ ... فالعمرُ أقصرُ أوقاتاً من الشُّغُلِ - وما السرورُ على خَلقٍ بمتئدٍ ... وما النعيمُ على الدنيا بمتصلِ الشريف المرتضى

- كدَّرتْ عيشيَ الحوادثُ حتى ... لا أرى الصفوَ غيرَ وقتِ الرقادِ الرصافي

- ما العيشُ إِلا كاعبٌ وعُقارُ ... وأكارمٌ نادمتهُمْ أخيارُ القضامي

- قُمْ فاسشقِني بالكأسِ من تلكَ التي ... أهلُ النُهى في وَصْفِها قد حاروا - واشربْ ولا يلحقْكَ خوفُ عقوبةٍ ... فيها فرَبُّ حِسابِها غَفَّارُ - خُذْها فإِن حَّلتْ نجوتَ وإِن تكنْ ... حَرُمَتْ، لمحوِ ذنوبِها استغفارُ العثماني

- فلا عيشَ إِلا من تحامَتْ نعيمَهُ ... صروفُ الليالي أو تجافي ملمَّهُ الشريف المرتضى

- وكلٌ يريدُ العيشَ والعيشُ حَتْفُه ... ويستعذبُ اللذاتِ وهي سمامُ المعري

- لا يمنعنَّكَ خفضُ العيشِ في دَعَةٍ ... نُزوعُ نفسٍ إِلى أهلٍ وأوطانِ - تلقى بكُلِّ بلادٍ إِن حَلَلْتَ بها ... أهلاً بأهلٍ وجيراناً بجيرانٍ صريع الغواني

- إِذا الفتى ذمَّ عيشاً في شبيبتِه ... فما يقولُ إِذا عَصْرُ الشبابِ مضى؟ المعري

- خذوا من العيشِ فالأعمارُ فائتةٌ ... والدهرُ منصرمٌ والعيشُ مُنْقَرِضُ السري الموصلي - أعماُرنا جاءتْ كآيِ كتابنِا ... منها طِوالٌ وُفَّيَتْ وقصارُ - والنفسُ في آمالِها كطيردةٍ ... بين الجوارحِ مالَها أَنْصارُ المعري

- تدعو بطولِ العمرِ أفواهُنا ... لمن تناهى القلبُ في وُدِّهِ - يُسرُّ إِن مُدَّ بقَاءٌ له ... وكلُّ ما يكرهُ في مَدِّهِ المعري

- والعُمْرُ درٌ في نظامٍ وهل ... نَفْرَحُ أن ينقضَ درُّ النظام؟ ابن جرج

- ما في البرايا عاقلٌ كُلُّهم ... يَرْدى ولم يعملْ حسابَ الفطامِ - والحمدُ للهِ على ما قضى ... فهذيِه حكمتُه في الأنامْ أحمد بن عتيق

- بادرْ إِلى العيشِ والأيامُ راقدةٌ ... ولا تكنْ لصروفِ الدهرِ تنتظرُ - فالعمرُ كالكأسِ يبدو في أوائلِه ... صَفْوٌ وآخرُه في قعرهِ كدرُ سعد ابن المبارك الدهان

- والعمرُ مثلُ الكأسِ ير ... سبُ (يرسب) في أواخرِها القذى أبو اسحق الصابي

- ما العمرُ ما طالتْ به الدهورُ ... العمرُ ما تمَّ به السرورُ أبو فراس

- إِذا كان بسطُ العمرِ ليس بكاسبٍ ... سوى شقوةٍ فالموتُ خيرٌ وأسلمُ المعري

- إِذا ما زادَ عُمْرُكَ كان نقصاً ... ونقصانُ الحياةِ مع التمامِ عبد الله بن طاهر

- إِذا طالَ عمرُ المرءِ طالَ عذابُهُ ... وأربَتْ ذنوبُ العبدِ عن عَفْوِ مُعْتِقِ جورج صيدح

- ما أنعمَ العيشَ لو أن الفتى حجرٌ ... تنبو الحوادثُ عنه وهو ملمومُ تميم بن مقبل

- وما العيشُ إِلا أن تطولَ بنائلٍ ... وإِلا لقاءُ المرءِ ذي الخلقِ العالي سهيل بن هارون

- العمرُ مثلُ الضيفِ أو ... كالطيفِ ليس له إِقامةْ - والجاهلُ المغترُ من ... لم يجعلِ التقوى اغتنامَهْ - وأخو الحِجا في سائرِ ال ... أحوالِ (الأحوال) مرتقبٌ حِمامهْ الميداني

- من عاشَ لم يَخْلُ من هَمٍ ومن حزَنٍ ... بين المصائبِ من دنياه والدينِ - والموتُ قصدُ امرئٍ مدَّ البقاءُ له ... فكيف يسكن من عيشٍ إِلى سكنِ؟ - وإِنما نحنُ في الدنيا على سَفَرٍ ... فراحلٌ خلَّفَ الباقي على الظعنِ علي الطوسي

-20- العيون

-20- العيون

- إِشاراتُ العُيُونِ مترجماتٌ ... لما تطوي القلوبُ عن القلوبِ شاعر

- يا أيها الرجلُ المعذبُ نفسَهُ ... أقصرْ فإِن شفاءكَ الإِقصارُ - نزفَ البكاءُ دموعَ عينِك فاستعبرْ ... عيناً يعينُكَ دمعُها المدرارُ - من ذا يعيرُكَ عينيه تبكي بها ... أرأيْتَ عيناً للبكاءِ تُعارُ؟ العباس بن الأحنف

- حكمُ العيونِ على القلوبِ يجوزُ ... ودواؤُها من دائهنَّ عزيزُ - كم نظرةٍ نالتْ بطرفٍ ذابلٍ ... ما لا ينالُ الذابلُ المهزوزُ - فحذارِ من تلكَ اللواحظ غِرةً ... فالسحرُ بين جفونِها مركوزُ ظافر الحداد

- وربما قالتِ العيونُ وقد ... يصدقُ فيها ويكذبُ النظرُ المتنبي

- إِن خيرَ الدموعِ عيناً لدمعٌ ... بعثَتْهُ رعايةٌ فاستهلا المتنبي

- والعينُ تعلمُ من عَينَيْ محدثِها ... من كان من حِزْبِها أو من أعاديها شاعر

- العينُ تبدي الذي في نفسِ صاحبها ... من الشناءةِ أوودٍ إِذا كانا - إِن البغضَ له عينٌ تكشفُهُ ... لا يستطيعُ لما في القلبِ كتمانا ابن الأعرابي أو الحيص بيص

- ألا إِنما العينانِ للقلبِ رائدٌ ... فما تألفُ العينانِ فالقلبُ آلفُ مضرس الربعي

- توقَّ عيونَ الغانياتِ فإِنها ... سيوفٌ وأشفارُ الجفون شفارُها علي التهامي

- ليس السليمُ سليمَ أفعى حُرَّةٍ ... لكن سليمَ المقلةِ النجلاءِ ابن دريد الأزدي

- ستُ عيونٍ من تأتتْ له ... كانت له شافيةً كافيةْ - العِلْمُ والعلياءُ والعفوُ والعِ ... زةُ (العزة) والعِفَّةُ والعافيةْ شرف الدين الأنصاري

- إِن العيونَ التي في طرفِها حورٌ ... قتلننا ثم لم يُحْيِيْنَ قتلانا - يَصْرَعْنَ ذا اللبِّ حتى لا حراكَ به ... وهن أضعفُ خلقِ اللهِ إِنسانا جرير

- وعينُ الرِّضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ... ولكن عينَ السخطِ تبدي المساويا - ولسْتُ بهيابٍ لمن يهابني ... ولست أرى للمرءِ ما لا يَرى ليا - فإِن تدنُ مني ندنُ منكَ مودتي ... وإِن تنأ عني تلقني عنك نائيا الشافعي

-21- العون والتعاون

-21- العون والتعاون

- إِن الرجالَ إِذا ما أُلْجِئوا لجأوا ... إِلى التعاونِ فيها جَلَّ أو حَزَبا - لا تعدمُ الهمةُ الكبرى جوائزَها ... سيانِ من غلبَ الأيامَ أو غلبا - وكل سعيٍ سيجزي اللهُ ساعيهُ ... هيهاتَ يذهبُ سعيُ المحسنين هَبا أحمد شوقي

- إِذا لم يكن عونٌ من اللهِ للفتى ... فأكثرُ ما يجني عليه اجتهادُه علي بن أبي طالب

- خابَ قومٌ أَتَوا وغى العيشِ عُزْلاً ... من سلاحي تعاونٍ واتحادِ - قد جَفَتْنا الدنيا فهلا اعتصمنا ... من جفاءِ الدنيا بحبل ودادِ - لو عقلنا لما اختشى قَطُّ محسو ... دونَ (محسودون) وقَعَ الأذاتِ من حُسَّدِ - فمتاعُ الحياةِ أحقرُ من أن ... يستفزَّ القلوبَ بالأحقادِ معروف الرصافي

- ومن يستعنْ في أمرِه غيرَ نفسهِ ... يَخُنْهُ الرفيقُ العَوْنُ في المسلكِ الوعرِ شوقي

- إِذا لم يعنكَ اللهُ فيما تريدهُ ... فليس لمخلوقٍ إِليك سبيلُ - وإِن هو لم يرشدْكَ في كُلِّ مَسْلَكٍ ... ضللتَ ولو أن السِّماكَ دليلُ أبو فراس الحمداني

- لا تستعنْ أبداً بمن ... يحتاجُ منك إِلى مَعُنةْ - وافزعْ إِلى نَصْرِ الذي ... نَصَرَ الأنامَ بلا مَؤُونةْ - وإِذا وَفَى لك بالمرا ... دِ (بالمراد) فلا تكنُ أبداً خَؤُونَهْ - فجهاتُ من لبِسَ التقى ... محروسةٌ فيه مَصُنةْ الشريف المرتضى

الباب التاسع عشر: باب الغين

الباب التاسع عشر: باب الغين

-1- غامر مغامرة مغامر

-1- غامر مغامرة مغامر

- رأيتُ المغامرَ في مَوْقِفٍ ... به يَفْتدي نفسَهُ المفتدى - تناوله الألسنُ المقذعاتُ ... ويعصفُ بالشتمِ منهُ الندى - وحيداً كذي جربٍ مُزْدَري ... يروحُ هَضمياً كما يَغْتدي - ولم يطلِ العهدُ حتى انجلَتْ ... كوارثُ ما هنَّ بالسَّرْمَدِ - فكان الأميرَ وكان الزعيمَ ... وكانَ مثالَ الفتى السَّيِّدِ - وكان المبجَّلَ عند المغيبِ ... وكان القدمَ في المشهدِ - يّلَذُّ لكل فمٍ ذكرُهُ ... متى يجرِ في محفلٍ يحمدِ - وكان وأمثالهُ عبرةً ... على ضَوْئِها يهتدي المُهْتَدي محمد مهدي الجواهري

-2- الغبي والغدر والغرور

-2- الغبي والغدر والغرور

- ليس الغبي بسيدٍ في قومهِ ... لكنَّ سيدَ قومهِ المتغابي شاعر

- وقد يتغابى المرءُ من عظم ماله ... ومن تحت ثوبيه المغيرة أو عَمْرو شاعر

- من لي بعيشِ الأغبياءِ فإِنه ... لا عيشَ إِلا عيشُ من لم يعلمِ شاعر

- ولن أكون كمن ألقى رحالتَه ... على الحمارِ وخَلَّى صَهْوَةَ الفرسِ خداش

- غَدْرٌ يُعِزُّ وَفَاءٌ وعقبٌ ... ذلاً وجهلٌ كفَّ ذا جهلٍ هُدى - فإِذا ظفريَ من العَدُوِّ بغرةٍ ... فافتِكْ ففتكُ اليومِ منجاةٌ غدا علي بن مقرِّب

- والغدرُ في الناسِ طبعٌ لا تثقْ بهم ... وإِن أبيتَ فخُذ في الأمنِ والوَجَلِ - ولا يغرنكَ من مرقىً سهولتُهُ ... فربما ضِقْتَ ذرعاً منه في النُّزلِ ابن المقري

- يغدرُ الخلُّ إِن تكفل يوماً ... بوفاءٍ والغدرُ في الناسِ طَبْعُ المعري

- قالوا غَدَرْتَ فقلتُ إِنَّ وربما ... نالَ المنى وشَفَى الغليلَ الغادرُ ابن الشجري

- إِذا عصفَ الغرورُ برأسِ غِرٍ ... توهمَ أن منكبَهُ جَناحُ القروي

- لا بد للمغرورِ من مندمٍ ... بالعضِّ ندمى عندَه الإِصبعُ الرصافي

- إِن الغرورَ إِذا تملَّكَ أمةً ... كالزهرِ يخفي الموتَ وهو زؤامُ أحمد شوقي

-3- الغريب والاغتراب

-3- الغريب والاغتراب

- وإِن تكنْ بين أناسٍ غُرَبا ... فلا تذمَّ بلداً أو نسبا - أو صنعةٍ أو خُلُقاً أو مَذْهبا ... فإِن يكن فيهم أثرتَ غَضَبا وأنتَ لم تشعرْ بذاككَ المعشرِ محمد الوحيدي

- ياللتغرُّبِ أنتَ بئسَ الداءُ ... واليسرُ عُسْرٌ والبقاءُ فناءُ - والعِزُّ ذلٌ والسغادةُ شَقْوَةٌ ... فغِناكَ فقرٌ ووالعطاءُ عناءُ داععي الدعاة الدين

- ومن يغتربْ عن قومِه لا يزلْ يرى ... مصارعَ مظلومٍ مَجَراً ومَسْحَبا - وتدفنُ منه الصالحاتُ وإِن يسيءْ ... يكنْ ما أساءَ النارَ في رأسِ كبكا عدي بن زيد

- إِذا البلبلُ الغريدُ فارقَ روضَهُ ... فكلُّ رياضِ الكونِ في عينِه فقرُ جورج صيدح

- ساعدْ بأرضٍ إِذا كنتَ بها ... ولا تقُلْ إِنني غريبُ - فقد يوصلُ النازحُ النائي وقد ... يُقطعُ ذو السهمةِ القريبُ - أعاقرٌ مثل ذاتِ وُلْدٍ؟ ... أم غانمٌ مثلُ من يخيبُ عبيد بن الأبرص

- خاطرْ بنفسِكَ لا تقعدْ بمعجزةٍ ... فليس حرٌ على عجزٍ بمعذورِ - إِن لم َتَنلْ في مقامٍ ما تطالبُهُ ... فأبلِ عُذراً بإِدلاجٍ وتهجيرِ - لن يبلغَ المرءُ بالإِحجامِ هِمَّتَهُ ... حتى يباشرَها منه بتغيرِ - حتى يواصلَ في أنحاءِ مطلبِها ... سهلاً بحزنٍ وإِنجاداً بتغويرِ محمد بن عرفة

- غبْ عن بلادِكَ وارجُ حسنَ مغبة ... إِن كنتَ حقاً تشتكي الإِقلالا - فالبدرُ لم يُجحِفْ به إِدبارهُ ... أن لا يسافرَ يطلبُ الإِقبالا ابن رسيق القيرواني

- فألقَتْ عصاها واستقرَّ بها النوى ... كما قَرَّ عيناً بالإِيابِ المسافرُ راشد المسُّلَّمي

- الغربُ مستندٌ إِلى التدبيرِ ... والشرقُ معتمدٌ على التقديرِ - الغربُ قد أَخَذَ اللبابَ لنفسِهِ ... والشرقُ لاهٍ أهلُهُ بقُشورِ جميل صدقي الزهاوي

- حُبُّكَ الأوطلنَ عجزٌ ظاهرٌ ... فاغتربْ تلقَ عن الأهلِ بدلْ - فبمكثِ الماءِ يبقى آسناً ... وسُرَىْ البدرِ به البدرُ اكتملْ ابن الوردي

- وفي الأرضِ منأىً للكريمِ عن الأذى ... وفيها لمن خاف القِلَى متعزَّلُ - لعمرُكَ ما في الأرضِ ضِيقٌ على امرئٍ ... سرى راغباً أو راهباً وهو يعقلُ الشنفرى

- تغربْ عن الأوطانِ في طلبِ العُلا ... وسافرْ ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ - تفرجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ ... وعلمٌ وأدابٌ وصحبةُ ماجدِ الشافعي

- فإِن قيلَ في الأسفارِ ذلٌ ومحنةٌ ... وقطعُ الفيافي وارتكابُ الشدائدِ - فموتُ الفتى خيرٌ له من قيامِه ... بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاسدِ علي بن أبي طالب

- فلا تحسبي أن الغريبَ الذي نأىْ ... ولكنَّ من تنأينَ عنه غريبُ ابن الدمينة

- وقد طوَّفْتُ في الآفاقِ حتى ... رَضْيتُ من الغنيمةِ بالإِيابِ - أرانا مُوضِعينَ لأمرِ غَيْبٍ ... ونسحرُ بالطعامِ وبالشرابِ امرؤ القيس

- أرى غُرْبَةَ الإِنسانِ أختَ وفاتِه ... ولو ينالَ فيها منتهى طلباتهِ علي بن النضير

- فلا يشتري الدنيا ببلدتِه امرؤٌ ... فليس عزيزاً في سوى عَرَصاتِه - لقربُ الدار في الإِقتارِ خيرٌ ... من العيشِ الموسَّعِ في اغترابِ الأديب ابن عباد

- ومن يغتربْ يعرفْ مكانَ صديقِه ... ومن يغزُ لا يعدمْ بلاءً من الدهرِ - ولم أرَ ذا عُسْرٍ يدومُ ولا غنىً ... وليس الغنى إِلا قريباً من الفَقْرِ شاعر

- وطولُ مُقامِ المرءِ في الحَيِّ مخلقٌ ... لديباجتيه فاغتربْ تتجددِ - فإِني رأيتُ الشمسَ زيدَتْ محبةً ... إِلى الناسِ أن ليست عليهِمْ بسرمَدِ أبو تمام

- وارحمتا للغريبِ في البلدِ النا ... زحِ (النازح) ماذا بنفسهِ صَنَعا؟ - فارقَ أحبابَه فما انتفعوا ... بالعيشِ من بعدِه ولا انْتَفَعا - كان عزيزاً بقربِ دارهمُ ... حتى إِذا ما تباعَدُوا خَشَعا - يقولُ في نأيِهِ وغربتهِ ... عَدْلٌ منَ اللهِ كُلُّ ما صَنَعا علي بن الجهم

- كيفَ باستقرارِ حرٍ شاحطٍ ... ببلادٍ، ليس فيها متسعْ سويد بن أبي كاهل

- إِن الغريبَ له مخافةُ سارقٍ ... وخضوعُ مديونٍ وذلةُ موثقِ - فإِذا تذكرَ أهلَه وبلادَه ... ففؤادُه كجناح طيرٍ خافقِ الشافعي

- إِن الغريبَ بحيثُ ما ... حطَّتْ ركائبُهُ ذليلُ - ويدُ الغريبِ قصيرةٌ ... ولسانُهُ أبداً كليلُ - والناسُ ينصرُ بعضُهم ... بعضاً، وناصرُهُ قليلُ محمد البصري

- في سعةِ الخافقينِ مضطربٌ ... وفي بلادٍ من أختِها بَدَلُ المتنبي

- فتجرَّعْ كأسَ التغربِ مراً ... تستسغْ مطعمَ المآربِ حُلْوا الدباغ

- وليست فرحةُ الأوباتِ إِلا ... بموقفٍ على ترحِ الوداعِ أبو تمام

- ومن يغتربْ يحسبْ عدواً صديقَه ... ومن لا يكرمْ نفسَه لا يكرَّم زهير

- وفي اضطرابِ الفتى نجحٌ لبغيتِه ... وللمقديرِ إِسعادٌ وخِذلانٌ - فاربأ بنفسِكَ عن تذلُّ بها ... ولو أن حصاءَها درٌ ومرجانُ محمد بن عثيمين

- إِنما الغُيَّابُ أفلاذُ الحِمَى ... سلختْ عنه، وعادَتْ للحنايا - رَجَعوا كالجندِ من معركةٍ ... بادَ فيها جيشُهُمْ، إِلا بَقايا - تَرَكوا الجرحى الأسارى خَلْفَهم ... والضحايا، رَحِمَ اللهُ الضحايا - ما سماتُ النصرِ في جبهتهمْ ... غيرُ آثارِ حرابٍ وشظايا - كُلُّ ما نالوه من غاراتهم ... لا يوازي ما أضاعوا من مزايا - رُبَّ كهلٍ عادَ منهوكَ القِوى ... كان قبل البينِ طلاَّعَ الثنايا - لم يجدْ من عهدِه في قومِه ... باقياً غيرَ المخازي والشكايا - أكلَ الدهرُ على أترابِه ... فإِذا عفَّ فعن بعضِ النفايا - اللذاذاتُ التي يشتاقُها ... أصبحتْ في أرذلِ العمرِ رزايا - والغواني إِن ترفقْنَ به ... قلنَ، يا شيخ اجتنبْ بَرْدَ العشايا - ولقد ينكرُه الأهلُ إِذا ... لم تعرِّفْ بأهليه العَطَايا جورج صيدح

- ربَّ غريبٍ ناصحِ الجيبِ ... وابنِ أبٍ متهمِ الغيبِ - وكُلُّ عيابٍ له منظرٌ ... مشتملُ الثوبِ على العيبِ ابن الأعرابي

- إِن نبا مَنْزِلٌ بحُرٍ ... فمن مكانٍ إلى مكانِ - لا يثبتُ الحُرُّ في مكانٍ ... ينسبُ فيه إِلى الهوانِ - الحُرُّ حُرٌ وإِن تَعَدَّتْ ... عليه يوماً يدُ الزمانِ ابن أبي حازم

- قوِّضْ خيامكَ عن أرضٍ تُهانُ بها ... وجانبِ الذلَ إِن الذلَّ يُجْتَنَبُ - وارحَلْ إِذا كان في الأوطانِ منقصةٌ ... فالمندَلُ الرطبُ في أوطانِه حَطبُ شكر العلوي

- ارحلْ بنفسِك عن أرضٍ تضامُ بها ... ولا تكنْ بفراقِ الأهلِ في حُرَقِ - من ذلَّ بين أهاليه ببلدتهِ ... فالاغترابُ له من أَحسنِ الخلقِ - الكحلُ نوعٌ من الأحجارِ مُنْطرِحاً ... في أرضِه كالثرى يبدو على الطرقِ - لما تغربَ نالَ العِزَّ أجمعهُ ... وصارَ يُحْمَلُ بين الجفنِ والحدَقِ الشافعي

- إِذا ما ضاقَ صدرُكَ من بلادٍ ... ترحلْ طالباً أرضاً سِواها - عجبتُ لمن يقيمُ بدارِ ذلٍ ... وأرضً اللهِ متسعٌ فَضَاها - فذاكَ من الرجالِ قليلُ عقلٍ ... بليدٍ ليس يعلم ما طحاها - فنفسَكَ فُزْ بها إِن خِفْتَ ضَيْماً ... وخَلِّ الدارَ تَنْعى من بناها - فإِنكَ واجدٌ أرضاً بأرضٍ ... ونفسَكَ لم تجد نفساً سواها أحمد فارس

- إِن الغريبَ ولو يكونُ ببلدةٍ ... يُجْبى إِليه خراجُها لغريبُ - وأقلُّ ما يلقى الغريبُ من الأذى ... أن يستذلَّ وقولُهُ مكذوبُ شاعر

- يزينُ الغريبَ إِذا ما اغتربْ ... ثلاثٌ فمنهن حُسْنُ الأديبْ - وثانيةٌ حُسنُ أخلاقِه ... وثالثة اجتنابُ الرِّيَبْ ابن سعيد المغربي

- سافرْ تجدْ عوضاً عمن تفارقَه ... وانصبْ فإشن لذيذَ العيشِ في النصبِ - ما في المقامِ لذي لبٍ وذي أدبٍ ... معزةٌ فاتركِ الأوطانَ واغتربِ - إِني رأيتُ وقوفَ الماءِ يفسدُه ... إِن ساحَ طابَ وإِن لم يجرِ لم يطبِ البحتري أو الشافعي أو عمارة اليميني

- إِن الغريبَ إِذا ينادي مُوْجَعاً ... عندَ الشدائدِ كانَ غيرَ مجابِ - فإِذا نظرتَ إِلى الغريبِ فكن به ... متراحماً لتباعدِ الأحبابِ شاعر

- غريبُ الدارِ ليس له صديقٌ ... جميعُ سؤالِه: كيفَ الطريقُ؟ - تعلقَ بالسؤالِ بكُلِّ شيءٍ ... كما يتعلقُ الرجلُ الغريقُ شاعر

- قالوا أقمتَ وما رُزقتَ وإِنما ... باليسرِ يكسب اللبيبُ ويرزقُ - فأجبْتُهْم ماكُلُّ سيرٍ نافعاً ... الحَظُّ ينفعُ لا الرحيلُ المطلقُ - كم سفرةٍ نَفَعَتْ وأخرى مثلها ... ضَرَّتُ ويكسبُ الحريصُ ويخفقُ - كالبدرِ يكسبُ الكمالَ بسيرِه ... وبه إِذا حُرِمَ السعادةَ يحمقُ ابن الهباريه

- ما من غريبٍ وإِن أبدى تجلدَه ... إِلا تذكرَ عندَ الغُرْبةِ الوطنا شاعر

- إِن كنتَ تعلمُ الأرضَ واسعةٌ ... فيها لغيرِكَ مرتادٌ ومرتحلُ - فارحلْ فإِن بلادَ اللهِ ما خُلقتْ ... إِلا ليسلكَ منها السهلُ والجبلُ - إِن ضقَ بي بلدٌ هياله عوضاً ... وإِن نأى منزلٌ بي كان لي بَدَلُ - وإِن تَغيرَ لي عن وُدِّهِ رجلٌ ... أصفى المودةَ لي من بعدِه رجلُ - لم يقطعِ اللهُ لي من صاحبٍ أملاً ... إِلا تجددَ لي من بعدِه أملُ - لا تمتهنْ أبداً خَدَّيْكَ من طَمَعٍ ... فما لوجهِكَ نورٌ حين يبتذلُ - وابغِ المكاسبَ من أزكى مطالبِها ... من حيث تُحملُ حتى ينفذَ الأجلُ كعب بن مالك

- وإن اغترابَ المرءِ من غير فاقةٍ ... ولا حاجةٍ يسمو لها لعَجيبُ - فحسبُ افتى ذلاً أدركَ الغنى ... ونالَ ثراءً أن يقالَ غريبُ منصور الحلبي

- بلادُ اللهِ واسعةٌ فَضاها ... ورزقُ اللهِ في الدنيا فسيحُ - فقُلْ للقاعدين على هوانٍ ... إِذا ضاقَتْ بكم أرضٌ فسيحوا شداد بن ابراهيم الجزري

- إِن تَرْمِكَ الغربةُ في معشرٍ ... قد جُبِلَ الطبعُ على بغضهمْ - فدارِهمْ ما دمتَ في دارِهمْ ... وأَرْضِهم ما دمتُ في أَرْضِهم محمد الجذامي

- قالوا: اغتربْ عن بلادٍ كنت تألفُها ... إِن ضاقَ رزقٌ تجدْ في الأرضِ منتزحا - قلت: انظروا الريقَ في الأفواهِ مختزناً ... عَذْباً فإِن بانَ عنها صار مطَّرحا ابن الدهان

- وَيْحَ الغريبِ على الأشواكِ مَضْجَعُهُ ... وخبزهُ من عجينِ الهَمِّ والنصبِ - يعيشُ عن ربعِه بالجسمِ مغترباً ... وقلبُه وهواه غيرُ مغتربٍ - يستقبلُ الليلَ لا تغفُو هواجسُهُ ... ويوقظُ الفجرَ في جيشٍ من الكَربِ - موزعُ الروحِ إِحساساً وعاطفةً ... مقسمُ الفكرِ في بُعْدٍ وفي قربِ زكي قنصل

- باتتْ تَصُدُّ عن النوى ... وتقولُ كَم تَتَغَرَّبُ - إِن الحياةَ مع القنا ... عةِ (القناعة) للْمُقامُ الأطيبُ - فأحبَبْتُها يا هذهِ ... غيري بقولِكِ خُلَّبُ - إِن الكريمَ مفارقٌ ... أوطانَهُ إذا يُجذبُ - والبدرُ حين يشينُهُ ... نقصانُه يتغيَّبُ ابن النطروني

- وما غائبٌ من كان يُرْجَى إِيابهُ ... ولكنه من ضُمَّنَ اللحدَ غائبُ أبو حية النميري

- يا غريبَ الدارِ عن وطنِهْ ... مغرداً يبكي على شَجَنِهْ - كلما جد البكاءُ به ... دبَّتِ الأسقامُ في بدنِهْ - إِذا لم تنلُ هِمَمَ الأكرمينَ ... وَسَعْيَهَمْ وادعاً فاغتَربْ - فكم دعةٍ أتعبتْ أهلَها ... وكم راحةٍ نتجتْ من تَعَبْ العباس بن الأحنف أو علي الأصغر أو بن الأمنجم

- إِذا أذنَتْ لكَ الدولُ ... تذكِّرْ كيفَ تنتقلُ - فلو سَمَحَتْ بها الأيا ... مُ (الأيام) لم يسمحْ بها الأَجَلُ ظافر الحداد

- اصبرْ على الدهرِ لا تَغْضَبْ على أحدٍ ... فلا ترى غيرَ ما في الدهرِ مخطوطُ - ولا تقيمن بدارٍ لا انتفاعَ بها ... فالأرضُ واسعةٌ والرزقُ مبسوطُ علي بن أبي طالب

- العينُ بعدَ فراقِها الوطنا ... لا ساكِنا ألِفَتْ ولا سَكَنا - ليت الذينَ أحِبُّهُمْ علموُا ... وهم هنالِكَ ما لقيتُ هُنا - إِن الغريبَ مُعَذبٌ أبداً ... إِن حَلَّ لم ينعمْ وإِن ظَعنا خير الدين الزركلي

- الزمْ مكانكَ فالتغربُ ذِلَّةٌ ... لو لم تَنَلْ غيرَ القرارِ نجاحا - فإِذا أرادَ اللهُ مهلِكَ نملةٍ ... هيا لها كيما تطيرُ جناحا ابن خاتمة الأندلسي

- إِذا طالَ الطريقُ عليكَ يوماً ... وضقْتَ به ولم تُطِقِ المسيرا - فشدَّ من الحديثِ له جياداً ... تكادُ من الفروهةِ أن تطيرا حفني ناصيف

- ليسَ ارتحالُكَ ترتادُ الغِنَى سَفَراً ... بل المقامُ على خسفٍ هو السَّفَرُ ابن عباد

- فواصلِ الرحلةَ نحو الغِنى ... فالسيفُ لا يقطعُ في غِمْدِه ابن عسقلان

- إِذا ما طلبتَ الأرضَ ثم تباعَدَتْ ... عليكَ فضعْ كورَ المطيةِ وانزلِ - وإِن كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أهلُها ... ولم تكُ مكبولاً بها فتحوَّلِ - وإِن كنتَ ذا مالٍ قليلٍ فلا تكنْ ... لزوماً لقعرِ البيتِ ما لم تموَّلِ هبنقة القيسي

- سافرْ إِذا ما شئتَ قَدْراً ... سارَ الهلالُ فصارَ بدرا - والماءُ يكسبُ ما جرى ... طيباً ويخبثُ ما استقرا الأعز ابن قلاقس

- إِذا ترَحلْتَ عن قومٍ وقد قَدَروا ... ألا تفارقهم فالراحلونَ همُ المتنبي

- مثواكَ عزُّكَ فاحذرْ أن تفارقَه ... فعزةٌ واغترابٌ قلما اتفقا - أما ترى الشَّعْرَ فوقَ الرأسِ مُحْترما ... فإِن يزُلْ عنه أضحى في الترابِ لقىً ابن خاتمة الأندلسي

- ولا تهابنَّ أسفاراً وإِن بَعُدَت ... إن هابَها عاجزٌ في عُودِه قصفُ - قد يرجِعُ المرءُ لا تَرْجَى سلامتُه ... وقد يصيبُ طويلَ القعدةِ التلفُ عبد الله بن المخارق

- جُلْ في بلادِ اللهِ نحوَ العُلا ... ولتجتنبْ أهلاً وأوطانا - فيبدقُ الشطرنجِ من فورِهِ ... يعودُ بالتَّجوْالِ فرزانا ابن خاتمة الأندلسي

- لا بدَّ للسائحِ من أن يرى ... ما لم يكن يخطرُ في فكرهِ حفني ناصف

- لكم أخطأ المأوى غريبٌ مسافرٌ ... لأجلِ اختصارِ الدرب تاهَ عن الدربِ - فدرْ في هضابِ المجدِ تأمنْ عثارَها ... وتبلغْ وشكياً المرتقى الصَّعْبِ القروي

- تغربْ وابغِ في الأسفارِ رِزْقاً ... لتفتحَ بالتغربِ بابَ نجحِ - فلنْ تجدَ الثراءَ بغيرِ سَعْيٍ ... وهل يوري الزنادُ بغيرِ قِدْحِ؟ صفي الدين الحلبي

- وكلُ مسافرٍ يزادُ شَوْقاً ... إِذا وَنَتِ الديارُ عن الديارِ اسحاق الموصلي

- تغرَّبْ على اسمِ اللهِ والتمسِ الغنى ... وسافرْ، ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ - تفرجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ ... وعلمٌ وآدابٌ ورِفْقةُ ماجدِ - فإن قيلَ في الأسفارِ ذُلٌ وغربةٌ ... وتشتيتُ شَمْلٍ وارتكاب شدائدِ - فللموتُ خيرٌ للفتى مُقامهِ ... بدارِ هوانٍ بين ضِدٍ وحاسدِ ابن وكيع التنيسي

- وباكيةٍ للبينِ قلتُ لها اصْبري ... فللموتُ خيرٌ من حياةٍ على عُسْرِ - سأكسبُ مالاً أو أموتَ ببلدةٍ ... يقلُّ بها فيضُ الدموعِ على قَبْري شاعر

- إِن خانكَ الدهرُ فكنْ عائذاً ... بالبيدِ والظلماءِ والعيسِ أبو بكر

- ولا تكنْ عبدَ المنى فالمنى ... رُؤُوسُ أموالِ المفاليسِ محمد الخالدي

- مثَلُ الفتى عندَ التغربِ والنوى ... مثلُ الشرارةِ إِن تفارقَ نارَها - إِن صادفتْ أرضاً أرتكَ خمودَها ... أو وافقَتْ أكلاً أَرتْكَ مَنَارَها المعري

- إِن قلَّ نفعُكَ في أرضٍ حَلَلْتَ بها ... سافرْ لتدركَ قصداً أو ترى أملا - فالبيضُ لو لازمتْ أغمادَها صَدِئَتْ ... والشمسُ لو لم تسر ما حلتِ الحملا صفي الدين الحلي

- ماذا رجاؤكَ غائباً ... من لا يَسُرُّكَ شاهدا - وإِذا دنوتَ يزيدُه ... منك الدُّنُوُّ تَباعُدا عبد الله الأنصاري

-4- الغنى والثراء

-4- الغنى والثراء

- أرى أَهْلَ الثراءِ إِذا توفوا ... بَنَوا تلكَ المراصدَ بالصخورِ - أبَوْا إِلا هباهاةً وفَخْراً ... على الفُقَراءِ حتى في القُبورِ - إِذا أكلَ الثَّرى هذا وهذا ... فما فضلُ الجليلِ على الحقيرِ يحيى بن هذيل

- رأيتُ الغِنَى والفَقْرَ حظين قُسَّما ... فأحرمَ محتالٌ وذو العيِّ كاسبُ - فهذا ملحٌ دائبٌ غيرُ رابحٍ ... وهذا مريحٌ رابحٌ غيرُ دائبِ رجل من خزاعة

- يُسْرُ الفتى وطنٌ له ... والفقرُ في الأوطانِ غربهْ شاعر

- وكمْ ساعٍ ليثري لم يَنَلْهُ ... وآخرُ ما سعى لحقَ الثراءَ - وساعٍ يجمعُ الأموالَ جَمْعاً ... ليورثَها أعاديه شقاءَ - وما سيانِ ذو خَبَرٍ بصيرٌ ... وآخر جاهلٌ ليسا سواءَ علي بن أبي طالب

- إِن الغنيَّ من الرجالِ مكرَّمٌ ... وتراه يرجَى مالديه ويرهَبُ - ويبش بالترحيبِ عند قدومِه ... ويقامُ عند سلامِه ويقرَّبُ - والفقرُ شَيْنٌ للرجالِ فإِنه ... يزري به الشهمُ الأديبُ الأنسبُ علي بن أبي طالب

- ولا يُعَدُّ ذو الغنى غنيا ... إِن لم يكنْ في قومِه مَرْضيَّا - أولى جميعِ الناسِ بالمعالي ... من جادَ بالفَضْلِ على الموالي الشيخ عبد الله السابوري

- غنى النفسِ ما يكفيكَ من سدَ خلةٍ ... فإِن زادَ شيئاً عادَ ذاكَ الغِنى فقرا سالم بن وابصة

- بلْتُ صروفَ الدهرِ ستين حجةً ... وجرَّبتُ حالَيْهِ من العُسْرِ واليسرِ - فلم أرَ بعد الدِّيْنَ خيراً من الغنى ... ولم أر بعد الكُفْرِ شراً من الفَقْرِ علي بن أبي طالب

- ماذاق طعمَ الغِنى من لا قنوعَ له ... ولن ترى قانعاً ما عاشَ مفتقرا - والعُرفُ من يأتِه يحمدْ عواقبهُ ... ما ضاعَ عرفٌ ولو أوليته حجرا ابن المبارك

- لو كان بالحَيلِ الغنى لوجدتني ... بنجوم أقطارِ السماءِ تَعَلقي - لكنَّ من رُزِقَ الحجا حُرِمَ الغنى ... ضدان مفترقان أيَّ تَفَرُّقِ - وأحَقُّ خلقِ اللهِ بالهمِّ امرؤٌ ... ذو هِمَّةٍ يبلى يرزقٍ ضَيِّقِ - ومن الدليلِ على القَضَاءِ وحُكْمِهِ ... بؤسُ اللبيبِ وطيبُ عَيْشِ الأَحْمَقِ الشافعي أو علي بن أبي طالب

- يجني الغنى للئامِ لو علقوا ... ماليس يجني عليهمُ العُدْمُ - هم لأموالهم ولسنَ لهمْ ... والعارُ يبقى والجرحُ يلتئمُ المتنبي

- قضى غنيٌ فهالَ القومَ مَصْرَعُهْ ... واكتظ بالخلْقِ والرائين مأتمُهُ - وماتَ من لم يُصِبْ حَظاً ولا ذَهباً ... فلم يقل قائلٌ "اللهُ يرحمُه" مسعود سماحة

- يا أيها المترفُ المهنَّا ... يمرحُ في ثَوْبِ كبرياءِ - مهلاً أخا الكبرِ بعضَ كبرٍ ... ألستَ تقنى بعض الحياءِ؟ معروف الرصافي

- إِن الغنيَّ هو الراضي بعيشتِهِ ... لا مَنْ يظلُّ على الأقدارِ مكتئبا الهمذاني

- فإِن الغِنَىْ مُدْني الفتى من صديقِهِ ... وعدم الفتى بالمقترين نَزُوحُ ابن محلَّم

- إِذا ما الفتى استغنى فلم يعطِ نفسَه ... تعليِ نفسٍ بالغِنى، فالغِنى فقرُ البحتري

- واستبدَلتْ غيري وفارقَ أهلُها ... إِن الغِنىَّ على الفقيرِ عنيفُ سبيع التميمي

- لئن كانتِ الدنيا أنالتكَ ثروةً ... وأصبحْتَ ذا يسرٍ وقد كُنْتَ ذا عسرٍ - لقد كشفَ الإِثراءُ منكَ خلائقاً ... من اللؤُم كانت تحتَ ثَوْبٍ من الفَقَرِ محمد بن الحسن

- دعيني للغنى أسعى فإِنني ... رأيتُ الناسَ شرُّهمُ الفقيرُ - وأبعدُهمْ وأهونُهمْ عليهمْ ... وإِن أمسى له حَسَبٌ وخَيْرُ - ويقصيه النديُّ وتزدريهِ ... حليلتُهُ وينهرُه الصغيرُ - ويلفى ذو الغنَى وله جَلالٌ ... يكادُ فؤادُ صاحبِهِ يطيرُ - قليلٌ ذَنْبُهُ، والذنبُ جَمٌ ... ولكن للغنى ربٌ غَفورُ عروة الوردي

- ومن يَكُ ذا سعةٍ في الغِنَى ... يعظِّمْ ومن يفتقْر يُحتقَرْ أبو العتاهية

- أولى بعطفِ الموسِرِينَ وبرِّهمْ ... ومن كان مثلهم فأصبحَ مُعْسِرا - لا يبطرَّنكَ من حريرٍ موطئٌ ... فلربَّ ماشٍ في الحَريرِ تَعَثُّرا - وإِذا الزمانُ تنكرتْ أحداثهُ ... لأخيكَ فاذكرْهُ عسى أن تُذْكَرا أحمد شوقي

- صروحُ الغِنى تنهارُ إِن لم تشهدُها ... دعامُ عُلىً مشدودوةٌ بدِعامِ - وإِلي لأغنى الناسِ ما دامَ لي نُهىً ... وعرضٌ وعندي كسوتي وطعامي - ورُبَّ غنيٍ حبُّه المالَ قادَهُ ... إِلى طرقٍ مكروهةٍ بزمامِ - بخيلٍ إِذا المحتاجُ مرَّ ببابهِ ... رآه بعين المبصرِ المتعامي - إِذا لم تكن نَفْسُ الغنيِّ غنيةً ... بإِحساسِها فالمالُ مالُ حرامِ الياس حبيب فرحات

- كن من تشاءُ مهجاً أو خالصاً ... وإِذا رزِقْتَ غنى فأنت السِّيدُ - واصمتْ فما كثرَ الكلامُ من امرئٍ ... إِلا وظنَّ بأنه متزَّيدُ المعري

- ومن المعاشِر من يكونُ ثراؤهُ ... مهرَ البغِيِّ وبُسْرَةَ الخَمَّارِ المعري

- ولا يجدي الثراءُ على بخيلٍ ... إِذا ما كان محظورَ الثراءِ - وليس بيد مالٌ عن نوالٍ ... ولا يؤتى سخيٌ من سخاءِ - كما أن السؤالَ يُذلُّ قوماً ... كذاكَ يُعزُّ قوماً بالعطاءِ علي بن الجهم

- نزدادُ هماً كلَّما ازددْنا غِنى ... فالفقرُ كلُّ الفقرِ في الإِكثارِ - ما زادَ فوقَ الزادُ خُلِّفَ ضائعاً ... في حادثٍ أو وارِثٍ أو عارِ علي التهامي

- بغدادُ لأهلِ المالِ صالحةٌ ... وللمفاليسِ دارُ الضَّنْكِ والضيقِ - غدوتُ أمشي مضاعاً في شوارعِها ... كأنني مصحفٌ في بيتِ زِنديقِ عبد الوهاب المالكي

- إِن الغِنى لعزيزٌ، حين تطلبُهُ، ... والفقرُ، في عُنْصُرِ التركيبِ، موجودُ - والشيخُّ ليس غريباً عندَ أنفسِنا ... بل الغريبُ، وإِن لم يُرْحَمِ الجودُ المعري

- من يغنَ يخدْمهُ أقوامٌ على طَمَعٍ ... ولا يرون لمن أخطا الغِنى خِدما المعري

- يصيبُ أخو العجزِ الغنى وهو وادعٌ ... ويخطئُ جهدَ القلَّبِ المتحيِّلُ مسلم بن الوليد

- دعيني أقفْ عزمي مع العدمِ قافنعاً ... ووجهيْ جديدُ الصَّوْنِ لم يتبدَّلِ - فإِن الفتى ما عاشَ رهنُ تقلُّبٍ ... مدالٌ بصرَفيْ دهرِه المتحوِّلِ صريع الغواني

- وأُعدُّ اثرائي وجاري معسِرٌ ... دَنَساً على أكرومتي لا يغتسلُ - وقنعْتُ من خِلي بعفوِ ودادِهِ ... لا بالذي يجفو عليه ويثقُلُ - وإِذا بدا منه التوُّددُ فليكُنْ ... في صدرِهِ يَغْلي عليَّ المِرْجَلُ الشريف المرتضى

- طَلَبْتُ الغِنى حرصاً بذليَ الغِنى ... فلم أَرَهُ إِلا بكفِّ بخيلِ - وكنْتُ متى أرجو البخيلَ لحاجةٍ ... حُرْمتُ رشادي أو ضَلَلْتُ سبيلي - وكم للذي حازَ الغِنى بعد فقدهِ ... بكاءٌ ومن حُزْنٍ عليه طويلِ - فأينَ وأحوالُ الرجالِ شأئتٌ ... مقامُ عزيزٍ من مقامِ ذليلِ - فسَلْ خالقاً فضلَ العطيَّةِ مجزلاً ... فإِن عطاءَ الخلقِ غيرُ جزيلِ - وأشقى الورى من كان أكبرَ همهِ ... هجاءُ ضنينٍ أو مديحٌ مُنيلِ الشريف المرتضى

- أَغْنى الأنامِ تقيٌ في ذُرَىْ جبلٍ ... يرضى القليلَ ويأتبى الوَشْيَ والتاجا - وأفقرُ الناسِ في دناهمُ مَلِكٌ ... يُضْحي إِلى اللِجَّبِ الجرارِ مٌتاجا - وقد علمْتُ المنايا غيرَ تاركةٍ ... ليثاً بخفانَ أو ظبياً بفرتاجا المعري

- رب قليلٍ غَدا كثيراً ... كم مطرٍ بدؤُه مُطيرْ أبوو تمام الطائي

- وإِذا رزقْتَ من النوافلِ ثروةً ... فامنحْ عشيرتَكَ الأداني فضلَها - واستبقِها لدفاعِ كلِ ملمَّةٍ ... وارفقْ بناشِئها وطاوعْ كهلَها - واحلم إِذا جهلت عليك غواتها ... حتى ترُدَّ بفضل حلمِكَ جهلهَا - واعلمْ بأنكَ لا تكونُ فتاهُمُ ... حتى ترى دَمَثِ الخلائقِ سهلَها المقنع الكندي

- فمن ورثَ الغنى فليصطنعْهُ ... صنيعهُ ويجهدُ كلَّ جهدِ - ولا يمنَعْهُ من حَمْدٍ وشُكْرٍ ... ولا يبخلْ به عن فِعْلِ رشدِ أبو قيس بن الأسلت

- إِذا أُعطيتَ الغِنى ثم لم تُجدْ ... بفضلِ الغنِى أُلفيتَ مالكَ حامدُ - إِذا أنْتَ لم تُزلْ بجنبكَ نعض ما ... يَريبُ من الأدنى رماكَ الأباعدُ - إِذا الحلمُ لم يغلبْ لك الجهلَ لم تزَلْ ... عليكَ بروقٌ جمةٌ ورواعِدُ - إِذا العزمُ لم يفرجْ لك الشكَّ لم تزَلْ ... جَنيباً كما استلى الجنيبةَ قائدُ - وقُلَّ غناءً عنكَ مالٌ جمعْتهُ ... إِذا صار ميراثاً ووَاراكَ لاحِدُ - إِذا أنْتَ لم تترْكَ طعاماً تحبُّهُ ... ولا مَقْعداً تدعى إِليه الولائدُ - تجلَّلْتَ عاراً لا يزالُ يشبُّهُ ... سبابُ الرجالِ نثرُهمْ والقصائدُ حاتم الطائي

- يقيمُ الرجالُ الأغنياءُ بأرضِهمْ ... وترمي النَّوَى بالمقترين المراميا - فأكرمْ أخاكَ الدهرَ ما دمتما معا ... كفى بالمنايا فرقةً وتنائيا - إِذا زرْتُ أرضاً بعد طُوْلِ اجتنابا بِها ... فقدْتُ صديقي، والبلادُ كما هيا إِياس بن القائف

- أنبئتُ والأيامُ ذاتُ تجاربٍ ... وتبدي لكَ الأيامُ مالسْتَ تعلمُ - بأن ثراءَ المالِ ينفعُ ربَّه ... ويثني عليه الحمدَ وهو مذمَّمُ - وأن قليلَ المالِ للمَرْءِ مفسدٌ ... يجزُّ كما حزَّ القطيعُ المحرَّمُ - يرى درجاتِ المجدِ لا يستطيعُها ... ويقعدُ وسطَ القومِ لا يتكلَّمُ مالك بن حريم الهمذاني

- غِنى زيدٍ يكونُ لفقر عَمْروٍ ... وإِحكامُ الحوادثِ لا يقسنَهْ - وجُحْرٌ في الحقيقةِ مثل حِجْرٍ ... ولكن الحروفَ به عكسنَهْ المعري

- ما بالثراءِ يسودُ كلُّ مسوَّدٍ ... مثرٍ ولكن بالفعالِ يسودُ عروة بن الورد

- تبغي الثراءَ، فتُعطاهُ وتُحْرُمهُ ... وكل قلبٍ على حُبِّ الغِنى جُبلا المعري

- إِن الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسِهِ ... ولو أنه عاري المناكبِ حافِ - ما كُلُّ ما فوقَ البسيطةِ كافياً ... فإِذا قنعْتَ فكل شيءٍ كافِ أبو فراس الحمداني

- دعيني أطوَّفْ في البلادِ لعلَّني ... أقيدُ غنىً فيه لذي الحَقِّ مَحْمَل - أليس عظيماً أن تلمَّ ملمةٌ ... وليس علينا في الحُقُوقِ معوَّلُ عروة بن الورد

- من الناس أقوامٌ إِذا صادفوا الغِنى ... تعالَوا على إِخوانِهم وتَعَظَّموا - وإِن نالهم فقرٌ غَدَوا وكأنهم ... من الذلِّ قِنٌ في الأنامِ يقسِّم الشمردل بن شريك اليربوعي

- وتقولُ عاذلتي، وليس لها ... بغدٍ، ولا مابعدَه، علمُ - إِن الثراءَ هو الخُلُوْدُ، وإِ ... نَّ (إن) المرءَ يكربُ يومَهُ العُدْمُ المخبل السعدي

- غِنَىْ اللئيمِ الذي يشقى به عَنِتٌ ... وفاقةُ الحُرِّ منجاةٌ من السقمِ - يزدادُ ذو المال هماً بالغِنَىْ وأرذىً ... كالنيتِ زادتْ أذاهُ كثرةُ الرَّهمِ ابن أبي حصينة

- كم من أخي ثروةٍ، رأيتُهُ ... حَلَّ على مالِهِ دهرٌ، غَشُومْ - ومن عزيزِ الحِمَى، ذي منعةٍ ... أضحى، وقد أثَّرتْ فيه الكلومْ - بينا أخو نِعْمةٍ إِذا ذَهَبَتْ ... وتحوَّلتْ شقوةٌ إِلى نعيمْ - وبينما ظاعنٌ، ذو شُقةٍ ... إِذا حلَّ رحْلاً، وإِذا خفَّ المقيمْ المرقش الأصغر

- غِنَى النَّفْسِ لمن يعقلُ ... خيرٌ من غِنَى المالِ - وفضلُ الناسِ في الأنفسِ ... ليسَ الفضلُ في المالِ أبو فراس الحمداني

- متى ما يرى الناسُ الغنيَّ وجارهُ ... فقيرٌ يقولوا: عاجزٌ وجَليدُ - وليس الغِنى والفقرُ من حيلةِ الفتى ... ولكن أحاظٍ قسَّمتْ وجُدودُ - وكائنْ رأينا من غِنيٍّ مذممٍ ... وصعلوكِ قومٍ ماتَ وهو حميدُ حسان بن ثابت أو ابنه عبد الرحمن

- وإِن امرأً يسميّ ويصبحُ سالماً ... من الناسِ إِلا ماجنى لسعيدُ - وإِن امرأً نالَ الغنى ثم لم ينلْ ... قريباً ولا ذا حاجةٍ لزهيدُ - وإِن امرأً عادى الرجال على الغِنى ... ولم يسألِ اللهَ الغنى لحسودُ أو معلوط بن بدل القريعي وهو الأحسن

- أرى كل من أثرى يُرى ذا مهابةٍ ... وإِن كان مذموماً لئيماً تقائُبهْ - ومن يفتقرْ يُدعى الفقيرَ ويمتهنْ ... غريباً ويُبغض أن تراه أقارُبهْ - ويُرْمى كما ذو العُرِّ يرمى ويُتقى ... ويجني ذنوباً كلها هو عائبُهْ أبو بكر دريد

- ليس الغِنى مالاً يُفادُ ويُقْتنى ... إِن الغِنى خلٌ يعز ويسمقُ - زوجٌ يُراحُ بزوجهِ وَيُحوطُها ... بهَوَىً وعاطفةٍ تضيءُ وتشرقُ عزيز أباظة

- ومن رامَ الرخاءَ وطُولَ عمرٍ ... وشملاً، رامَ أمراً مستحيلا عزيز أباظة

- وإِذا فاتكَ الغِنى نكصَ العز ... مُ (العزم) وكلَّ اللسانُ عندَ الكلامِ - ما لسانُ الفقيرِ إِلا قصيرٌ ... عجباً إِن أطاقَ رَدَّ السلامِ صفي الدين الحلبي

- تجمَّلْ إِذا ما الدهرُ أولاك غِلْظةً ... فإِن الغنى في النفسِ لا في التمولِ - يزينُ لئيمَ القومِ كثرةُ مالهِ ... وما زيَّنَ الأقوامَ مثلُ التجملِ هللا بن العلاء الباهلي

- أجلَّكَ قومٌ حين صِرْتَ إِلى الغنى ... وكل غنيٍ في القلوبِ جليلُ - ولو كنتَ ذا عقلٍ ولم تؤتَ ثروةً ... ذَلْتَ لديهم والفقيرُ ذليلُ - إِذا مالتِ الدنيا على المرءِ وغبتْ ... إِليه ومالَ الناسُ حيثُ يميلُ - وليسَ الغنى إِلا غنىً زَّينَ الفتى ... عشيَّةَ يقري أو غداةَ يُنيلُ شاعر

- غنى الغنيِّ إِلى الطغيانِ مدرجةٌ ... يزدادُ للمرءِ إِن يستغنِ طغيانُ - والمرءُ ينقصُ إِذا تزدادُ ثروتُهُ ... وللثراءِ جناحٌ زادَ نقصانُ رجاء الأصفهاني

- يقولون ما لكَ لا تغتني؟ ... من المالِ ذخْاراً ولا أحزانا البستي

- إِذا شِئْتَ أن تحيا غنياً فلا تكنْ ... على حالةٍ إِلا رضيْتَ بدونها ابن حزم الظاهري

- رأيتُ الناسَ مذ خُلِقوا وكانوا ... يحبون الغنيَّ من الرجالِ - وإِن كانَ الغنيُّ أقلَّ خيراً ... بخيلاً بالقليلِ من النوالِ سليم بن يزيد الفهمي

-5- الغناء والفن

-5- الغناء والفن

- حكمُ الغناءِ تسمُّعٌ ومدامُ ... ما للغناءِ مع الحَديثِ نظامُ - لو أنني قاضٍ قضيْتُ قضيةً ... إِن الحديثَ مع الغِناءِ حرامُ أحمد الأصبهاني

- وجدتُ ألذَّ عاريةِ الليالي ... قرانَ النغمِ بالوترِ الصحيحِ - تمتعَّْ من شبابٍ ليس يبقى ... وصلْ بعرى الغَبوق عُرى الصبوحِ - وخُذْها من مشعشعةٍ كميتٍ ... تنزِّلُ دِرَّةَ الرجلِ الشحيحِ أبو نواس

- اغتنمْ فرصةً من الدهرِ واضربْ ... ليس شيءٌ من الجديدين باقِ - وزمانُ السرورِ يمضي سريعاً ... مثلَ طبيبِ العناقِ عند الفراقِ البحتري

- إِنما الفَنُّ موردُ الحبِّ والنورِ، ... شهي الأمواهِ، عذب الورودِ - إِنما الفنُّ أيكةٌ عاشَ فيها بلبلُ ... القلبِ بين نايٍ، وعودِ - إِنما الفَنُّ في ذُراها كل ما ... شئتَ من جنىً وورودِ فؤاد كامل

- وأطيبُ الأنغامِ صوتٌ صافيْ ... والوترُ المطلقُ في ائتلافِ - والعودُ دستورٌ بلا خلافِ ... والكلُّ للغرسِ عن الأسلافِ مسلمٌ بآبةٍ لم تكفرِ

- والسمعُ تلهيهِ الطيورُ الساجعة ... ونغمةُ المحبوبِ جاءتْ طائعةْ - وصوتُ خِلِّ نجدةٍ في واقعةْ ... وصَرْخةٌ على عدوٍ فاجعةْ ومثلُ هذا نغمةُ المبشِّرِ محمد الوحيدي

- إِنما العيشُ سماعٌ ... ومدامٌ وندامْ - فإِذا فاتكَ هذا ... فعلى العيشِ السلامْ أبو نواس

- ومن سمعَ الغناءَ بغير قلبٍ ... ولم يطربْ فلا يلم المغني بهاء الدين زهير

-6- الغيظ

-6- الغيظ

- متى تُرِدِ الشفاءَ لكلِّ غَيْظٍ ... تكنْ مما يغيظكَ في ازديادِ - إِذا ما المرءُ يولدْ لبيباً ... فليسَ اللبُّ عن قِدمِ الولادِ - إِذا لم تتسعْ أخلاقُ قومٍ ... تضيقُ بهم فسيحاتُ البلادِ دعبل الخزاعي

- إِذا المرءُ لم يغلبْ من الغيظِ سورةً ... فليس وإِن فضَّ الصفا بشديدِ المعري

- احذرْ مغايظ أقوامٍ ذوي أنفٍ ... إِن المغيظَ جهولُ السيفِ مجنونُ شاعر

الباب العشرون: باب الفاء

الباب العشرون: باب الفاء

-1- الفتى

-1- الفتى

- إِني رأيتُ الفتى الكريمَ إِذا ... رَغَّبْتَه في صنيعةٍ رغبا - ولم أجدْ عروةَ الخلائقِ إِلا ... الدينَ لما اعتبرْتُ والحَسَبا الحكم بن عبدل

- وما عيشُ الفتى في الناسِ إِلا ... كما أشعلْتَ في ريحٍ شهابا - فيستطَعُ تارةً ... حُسْناً سناهُ ... ذكيَّ اللونِ ثم يصيرُ هابا عمر بن القيمة

- أحبُّ الفتى والغِلُّ يثقلُ عنقه ... وسيفُ الأعادي بين عينيه مشهرُ - يصيحُ بأعلى صوتهِ ينكرُ الأذى ... ويضحَكُ من بطشِ الطغاةِ ويَسْخَرُ - ويشمخُ بالأغلالِ رأساً وإِن غَدَتْ ... تحزُّ ومن أنيابها الدمُ يقطرُ أمجد الطرابيشي

- يريد الفتى ما اللهُ يبغي خلافَهُ ... ويكدحُ والمأمولُ غيبٌ مُحجبُ محمد الفراتي

- يود الفتى منهلاً خالياً ... وسعدُ المنيةِ في كُلِّ واد ابن شهيد الأندلسي

- لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شيءٌ ... ولقد باتَ آمناً مسرورا - قد ينامُ الفتى صحيحاً فيردى ... نقصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا عدي بن زيد العبادي

- وحسبُ الفتى من دهرِه طيبُ محتدٍ ... وإِحرازُ آدابٍ وخِلٌ مجانسُ - والمرءُ مهما يكنْ في السرِّ مرتقباً ... يكنْ من اللهِ في حرزٍ من الناسِ ابن النقيب

- وجدتُ الفتى يرمي سِواهُ بدائهِ ... ويشكو إِليكَ الظلمَ وهو ظَلومُ - فإِن كان شيطانٌ له يستفزهُ ... فأيهما عند القياسِ تلومُ؟ - هب الفتى نالَ أقصى ما يؤملهُ ... أليس راعي المنايا خلفهُ حُطمُ - إِذا ألفَ الشيءَ استهانَ به الفتى ... فلم يَرَهُ بؤسى يُعَدُّ ولا نُعْمى المعري

- وليس فتى الفتيانِ من جَلَّ هَمِّهِ ... صبوحٌ وإِن أمسى ففَضْلُ غبوقِ - ولكن فتى الفتيانِ من راحَ أو غدا ... لضرِّ أو لنفعِ صديقِ - (الصبوح: شرب الخمر صباحاً) ، (الغبوق: شرب الخمر مساءً) شاعر

- بينا الفتى معجبٌ بالعيشِ مغتبطٌ ... إِذا الفتى للمنايا مسلمٌ غلقُ - والمرءُ ومالمالُ ينمى ثم يذهبُهُ ... مَرُّ الدهورِ ويفنيهِ فيَنْسَحِقُ - كذلك المرءُ إِن ينسأله أَجَلٌ ... يركبْ به طَبَق من بعده طبقُ كعب بن زهير

- هل للفتى من بناتِ الدهرِ من واقي أم ... هل له من حِمامِ الموتِ من راقي يزيد بن خذاق

- وإِخلاصُ الفتى أقوى دليلٍ ... على ما فيه من خُلقٍ حميدِ الياس فرحات

- وَللمُوتُ خيرٌ للفتى من حياتهِ ... إِذا لم يَثِبْ للأمرِ إِلا بقائدِ - فعالجْ جسيماتِ الأمورِ ملكنْ ... هبيتَ الفؤادِ همةً للسائدِ - (هبيت الفؤاد: جبان القلب) ، (همة للسوائد: غَرَضاً للسادة) عنترة العبسي

- ليس الفتى بفتىً لا يُسْتَضَاءُ به ... ولا يكونُ له في الأرضِ اثار شاعر

- يصيبُ الفتى ما لم يكنْ في حسابِه ... ويحذرُ من شيءٍ وليسَ بواقعِ ابن حيوس

- إِذا ما الفتى لم يبلغِ إِلا لباسَهُ ... ومطَعَهُ فالخيرُ منه بعيدُ - رأيتُ الغِنى قد صار في الناسِ سؤدداً ... وكان الفتى بالمكرماتِ يسودُ - فذرْني أجِّولْ في البلادِ لعلهُ ... يُسَرُّ صديقٌ أو يساءُ حسودُ - ألا ربما كان الشفيقُ مضرةً ... عليكَ من الإِشفاقِ وهو ودودُ أعرابي

- يسعى الفتى وحِمامُ الموت يدركَهُ ... وكل يوم يدنيِّ الفتى أجلا حاتم الطائي

- وما للفتى في الوفرِ إِن صينَ مفخرٌ ... إِذا عادَ ماءُ الوجهِ وهو مُذالُ - أثرها ولا تنظرْ عواقبَ مشفقٍ ... وفي كُلِّ أرضٍ مسرحٌ ومجالُ - ولا تخشَ أن تظما إِذا عنَّ موردٌ ... فما كل ماءٍ بالبسيطة آلُ - وحُلَّ حبا المصِّمم في العُلا ... فسعيكَ في طرقِ الخمولِ ضلالُ - وخضْ غمراتِ البيدِ فالركبُ أسهمٌ ... نضتها الحنايا والذميلُ نضالُ - ولا تبغِ أو شالَ القناعةِ إِنها ... لباغي المعالي غُصَّةٌ وعقالُ عبد الله بن جابر

- ومن خيرِ ما عملَ الناشئ ال ... معممُ (المععم) خيرٌ وزتدٌ وريْ - وصبرٌ على حَدَثِ النائباتِ ... وحِلْمٌ رزينٌ وقلبٌ ذكيُ أبو ذئيب الهذلي

- هل للفتى في العيشِ من مندوحةٍ ... إِلا اصطفاءُ مودةِ الإِخوانِ - وإِذا نجا من فتنةِ الدنيا امرؤٌ ... فكأنما ينجُوا من الطوفانِ ابن هانئ الأندلسي

- وأقصرُ أيام الفتى يومُ لذةٍ ... صبا ما صبا بالعيشِ فيه فطابا - ليالي لا ترمي الرميَّ وإِن تصبْ ... بسهمِكَ خوذاً فالشبابُ أصابا ابن حميدس

- فخرُ الفتى كثرةُ الأرزاءِ تطرقُهُ ... والسيفُ يفخرُ في حَدَّيهِ بالثلمِ - كأن الفتى يرقى من العُمْرِ سُلَّماً ... إِلى أن يجوزَ الأربعينَ فينحطُّ ابن أبي حصينة

- غيرَ أن الفتى يلاقي المنايا ... كالحاتٍ ولا يلاقي الهَوَانا المتنبي

- لو أن صدورَ الأمرِ يبدونَ للفتى ... كأعقابه لم تلفِهَ يَتَنَدَّمُ ابن السليماني

- وليس اعتبارُ الفتى باللباسِ ... ولكن بأخلاقِهِ يعتبرْ - وما ضرَّت الدرَّ أصدافه ... ولا نفعَ السلكَ لبسُ الدرَرْ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- إِذا اللهُ لم يُدْنِ الفتى من مرادهِ ... فما زادَهُ الإِقدامُ إِلا تَبَعُّدَ الشريف المرتضى

- يزينُ الفتى أخلاقُه ويشينُه ... ويذكرُ أخلاقُ الفتى حيثُ لا يدري أبو الغول

- وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منا ... على ماكان عَوَّدَهُ أبوهُ - وما دانَ الفتى بحجىً، ولكن ... يُعلِّمُهُ التديُّنَ أقربوهُ المعري

- وأحزمُ خَلْقِ الله رأياً فتى إِذا ... نبا منزلٌ يوماً به يتحوَّلُ - لا تزجرِ الفتيانَ عن سوءِ الرَّعَهْ ... يا ربَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَهْ فتيان الشاغوري

- للفتى عقلٌ يعيشُ به ... حيث تهدي ساقَه قدمهْ طرفة بن العبد

- إِذا نزلَ المُخَنَّثُ في رباعٍ ... تحرَّكَ كل ذي خَبَثٍ إِليه - وصارتْ دورُهمْ مأوى الخبايا ... وصارَ الربعُ مدلولاً عليهِ سهل بن هارون

- أليس عجباً بأن الفتى ... يصابُ ببعضِ الذي في يدسهِ - فمن بين باكٍ له موجَعٍ ... وبين مُعزٍ إِليه - ويسلبُهُ الشيبُ شرخَ الشبا ... بِ (الشباب) فليس يعزيهِ خَلقً عليه محمد الوراق

- لم أرَ كالفتيانِ في غَبَنِ ال ... أيام (الأيام) يَنْسُون ما عواقبُها عدي العبادي

- حَسْرتا للفتى إِذا قاربَ الشَّوُ ... طَ (الشوط) طوته المنونُ غدراً وغُبْنا - كلما مَدَّ للكمالِ يديهِ ... صدَّ عنه الكمالُ كبراً وضنَّا - إِن قوينا عقلاً ضَعُفْنا جُسوماً ... ورأينا في المَوْتِ برءاً وأَمْنا - وشؤونُ الحياةِ شَتَّى ولكن ... جُبُّنا للحياةِ أعظمُ شأنا علي الجارم

- وقامَ إِليَّ العاذلاتُ يَلُمْنَني ... يقُلنَ ألا تنفكُّ ترحلُ مرحلا - فإِن الفتى ذا الحزمِ رامٍ بنفسِه ... جواشنَ هذا الليلِ كي يَتَمَوَّلا - ومن يفتقرْ في قومِه يحمدِ الغنى ... وإِن كان فيهم واسطَ العَمِ مَحْولا - ويزري بعقلِ المرءِ قلةُ مالِه ... وإِن كان أسرى من رجالٍ وأحولا - كأن الفتى لم يَعْرَ يوماً إِذا اكتسى ... ولم يكُ صُعْلوكاً إِذا ما تمولاَّ - ولم يكُ في بؤسٍ إِذا باتَ ليلةً ... يناغي غزالاً فاترَ الطرف أكحلا - إِذا جانبٌ أعياكَ فاعمِدْ لجانبٍ ... فإِنكَ لاقٍ في بلادٍ مُعَوَّلا - (جواشنُ: الليل) ، (صُدورُه: واسط العم كريم الخال) (أحول: كثير الحيلة) ، (معول: معتمد) جابر بُن ثعلب الطائي أو ابن يحيى

-2- الفحش والعضيهة والقذى

-2- الفُحْش والعَضِيهة والقذى

- أحب الفتى ينفي الفواحشَ سمعُه ... كأن به كُلِّ فاحشة وقرا - سليمَ دواعي الصدرِ لا باسطاً أذى ... ولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هُجْرا سالم بن واسطة الأسدي

- لا تقربنَّ عَضيهةً ... إِن العضائهَ مُخْزِياتُ - واجعلْ صلاحَكَ سرمداً ... فالصالحاتُ الباقياتُ - والذلُّ موتٌ للفتى ... والعِزُّ في الدنيا الحياة - والذُّخْرُ في الدارين إِما ... طباعةٌ أو مَأثُراتُ الشريف المرتضى

- ستدركُ من ذي الفُحْشِ حقكَ كلهُ ... بحلمكَ في رفقٍ ولما تَشَدَّدِ عدي العبادي

- والسترُ دون الفاحشاتِ وما ... يلقاكَ دونَ الخيرِ من سَتْرِ زهير

- وإِذا الفحشُ لاقى فاحشاً ... فهناكُمْ وافقَ الشَّنُّ الطَبقْ - أو حمار السوءِ، إِن أشبعْتَهُ ... رَمَحَ الناسَ وإِن جَاعَ نَهَقْ - أو غلام السَّوء إِن جوَّعْتَهُ ... سَرقَ الجارَ وإِن يُشبَعْ فَسَقْ - أو كغيرى رَفَعَتْ من ذيلها ... ثم أرخته ضراراً فامَّزق - أيها السائلُ عن من قد مضى ... هل جديدٌ مثلُ ملبوسٍ خَلَقْ مسكين الدرامي

- من لم يغمضْ عن قذىً عينَيْه ... لم يرضَ في الدهرِ بما لديه الشيخ السابوري

- كن كيف شِئْتَ ولم تدنسْ بفاحشةٍ ... تلقي على الذم أو تدني من العارِ الشريف المرتضى

- إِن من يركبُ الفواحشَ سراً ... حين يخلو بسرِّهِ غيرُ خالي - كيفَ يخلو وعنده كاتباهُ ... شاهداهُ ورَبُّه ذو الجلال نابغة بن شيبان

- رمِ النجاةَ عن الفحشاءِ والهُونِ ... ولا تعجْ بصديقٍ غيرِ مأمونِ - ولا تقِمْ بين أقوامٍ خلائقُهم ... خُشنٌ وإِن كنْتَ في خفضٍ وفي لينِ الشريف المرتضى

- تَوَقَّ من الناسِ فحشَ الكلام ... فكلٌ ينالُ جنى غرسهِ - فمن جَرَّبَ الذم في عِرْضِهِ ... كمن جَرَّبَ السُّمَّ في نَفْسِهِ صفي الدين الحلي

-3- الفخر

-3- الفخر

- أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهةٍ وسَدادِ ثغرِ العرجي

- لا تفخرنَّ إِلا بنفسِ ... كَ (بنفسك) يوم فخرٍ إِن فخرتا - ودعِ الأصولَ فإِنما ... هي فضلةٌ لكَ إِن نُسِبْتا - ماذا يضُّرك أو يعرُّ ... ك (يعرك) إِن خبشنَ لهم وطِبْتا - كلا وليس بنافعٍ ... إِن هُنَّ طِبنَ إِذا خَبُشْتا المرتضى

- لئن فخرْتَ بآباءٍ لهم شرفٌ ... لقد صَدَقْتَ ولكن بئسَ ما وَلَدوا شاعر

- وإِذا افتخرتَ بأعظمٍ مقبورةٍ ... فالناسُ بين مكذِّبٍ ومصدِّقِ أبو الفتح

- فأقمْ لنفسِكَ في اكتسابِكَ شاهدا ... بحديثِ مجدٍ للقديمِ محقَّقِ - والفخرُ فيمن عدَّدَ الحسناتِ لا ... من عدِّدَ الأعمامِ والأخوالا كشاجم بن حيوس

- لا افتخارٌ إِلا لمن لا يضامُ ... مدركٍ أو محاربٍ لا ينامُ - فخرُ الفتى بالنفسِ والأفعالِ ... من قبلِه بالعمِّ والأخوالِ المتنبي

- لا يفخرُ الرجلُ الذي نظرَ الوغا ... بل يفخَرُ البطلُ الذي يتقحمُ ابن أبي حصينة

- إِذا فَخَرَتْ خزاعةُ من قديمٍ ... وجَدْنا فَخْرَها شُرْبَ الخمُورِ - وبيعا كعبةِ الرحمنِ حُمْقاً ... بزقٍ بئسَ مفتخرُ الفَخُورِ شاعر

-4- الفساد

-4- الفساد

- عمَّ الفسادُ وأصبحَتْ طرقُ الغِنى ... وَقْفا على من يَرْتَشي أو يَعْتَدي - وعلى الذين يتاجرون بعِرْضِهمْ ... ما بين شارٍ رائحٍ أو مُغْتدي محمد الأسمر

- أما الشريفُ أخو الإِباءِ فإِنه ... يمسي ويصبحُ كالذليلِ المجتديْ - إِن الأساسَ لكلِّ بانٍ مصلحٍ ... هدمُ الفسادِ ودَقُّ رأسِ المفسدِ المصري

- إِذا كَثُرَ الناسُ شاعَ الفسادُ ... كما فسدَ القولُ لما كثرْ المعري

- فسدَ الناسُ وصارَوا إِن رَأَوا ... صالحاً في الدِّيْنِ قالوا مبتدعُ أبو العتاهية

- تجنبْ مجالسَ أهلِ الفسادِ ... وقايضْ أنوكَ منهم ببعدْ - فقد يفسدُ المرءُ بعدَ الصلاحِ ... فسادَ الأماكنِ والشرُّ يعدي - كما السعدُ يقبلُ طبعَ النحوسِ ... إِذا كان في موضعٍ غيرِ سعيدِ - وللمرءِ أضدادٌ يرمونَ قَسْرَهُ ... وليس له منهم على حالةٍ بُدُّ - فإِن كان ذا خيرٍ جفاهُ شرارُهم ... وإِن كان شراً فالخيارُ له ضِدُّ أبو الفتح البستي

- إِن الجديدين في طولِ اختلافِهما ... لا يفسُدانِ ولكن يفسُدُ الناسُ الخنساء

-5- الفضل والفضيلة

-5- الفضل والفضيلة

- ولم أرَ فضلاً إِلا بشيمةٍ ... ولم أرَ عقلاً صحَّ على الأدبْ - ولم أرَ في الأعداءِ حين أخبرتهم ... عدواً لعقلِ المرءِ أعدى من الغَضَبْ الكريزي

- الفضلُ من كرمِ الطبيعةْ ... والمنُّ مفسدةُ الصنيعةْ - والخيرُ أمنعُ جانباً ... من قِمةِ الجبلِ المنيةْ - والشرُّ أسرعُ جريةً ... من جريةِ الماءِ السريعةْ علي بن أبي طالب

- على قدرِ فضلِ المرءِ تأتي خطوبُه ... ويعرفُ عند الصبرِ فما يصيبُهُ - ومن قلَّ فيما يتقيه اصطبارُهُ ... فقد قلَّ فيما يَرْتَجيهِ نصيبهُ ابن ظفر الصقلي المكي

- مررتْ على الفضيلةِ وهي تبكيْ ... فقلتُ علامَ تنتحبُ الفتاة؟ - فقالَتْ كيف لا أبكي وأهلِي ... جميعاً دونَ خلقِ اللهِ ماتوا شاعر

- أفٍ لدهرٍ فعلُه مذمومُ ... يُعْلى عديمَ الفضلِ وهو زينيهمُ - وترى اللبيبَ محقراً لم يجترمْ ... شتمَ الرجالِ وعرضُهَ مشتومُ أبو الأسود الدؤلي

- فما ترجمَ الإِنسانُ عن سر فضلِه ... بأفضلَ من تقريبهِ لآولي الفضلِ القاضي الفاضل

- إِذا لم يكنْ مرُّ السنينِ مترجماً ... عن الفضلِ في الإِنسانِ سميته طِفْلا - وما تنفعُ الأيامُ حينَ يعدُّها ... لم يستفدْ فيهن عِلماً ولا فَضْلا شاعر

- تعسَ الزمانُ فإِن في إِحسانِه ... بَغْضاً لكل مقدمٍ ومُفَضَّلِ - وتراهُ يعشُقُ كلَّ نذلٍ ساقطٍ ... عشقَ النتيجةِ للأخسَّ الأرذلِ أبو الفتح البستي

- من يكنْ فاضِلاً بين ذا النا ... بقلبٍ جوٍ وبالِ كسبفِ - وضيوفُ الهمومِ مذ كنَّ لا ينز ... لْنَ (ينزلن) إِلا على العظيمِ الشريفِ الشريف المرتضى

- إِذا حلَّ ذو نقصٍ محلةَ فاضلٍ ... وأصبحَ ربُّ الجاهِ غيرَ وجيهِ - فإِن حياةَ المرءِ غيرُ شَهيَّةٍ ... إِليه وطعمُ الموتِ غيرُ كريهِ ابن القم

- هيهاتَ ما الفضلُ إِلا ما حبتْكَ به ... أم الفضائلِ من عقلٍ ومن دينِ الشريف المرتضى

- كم تقصدُ الماجدين الفاضلين، وكم ... تعلمُ الكرماءَ البخلَ يا زمنُ - إِذا توالتْ عليهم نائباتُكَ واجتا ... حتْ (اجتاحت) فواصلَ ما يولونه المحنُ - شغلُ الزمانِ بأهلِ النقصِ يرفعُهمْ ... حتى يئمرِّ للورَّاث ما خَزَنُوا - ألهاهُ عن كرماءِ الناس، فهو على ... ذوي المكارمِ والأفضالِ مضطغنُ أسامة بن المنقذ

- ليس يرعى الفضل إِلا أهله ... لا يصون الدرَّ إِلا من خبرْ محمد يوسف مقلد

- إِقل ذو الفضل في الدنيا فلا عجب ... فليس كل تراب الأرضِ من ذهبِ - وقد يذُمُّ الفتى يوماً لمنقصةٍ ... مهما تفردَ في فضلٍ وفي أدبِ القروي

- ذو الفضلِ لا يسلمُ من قَدْحٍ ... وإِن غدا أقومَ من قِدْحِ أبو الفضل الميكالي

- أولو الفضلِي في أوطانِهم غرباءُ ... تشذُّ وتنأى عنهمُ القرباءُ - وحَسْبُ الفتى من ذلةِ العيشِ أنه ... يروحُ بأدنى القوتِ وهو حباءُ المعري

- وإِذا أرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ ... طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ - لولا اشتعالُ النارِ فيها جاورَتْ ... ما كان يعرفُ طيبُ عرفِ العودِ - لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ ... للحاسدِ النُّعْمى على المحسودِ أبو تمام

- إِذا المرءُ لم يفضُلْ ولم يلق نجدة ... مع القومِ فليقعدْ بضفٍ ويبعدِ بن الخطيم

- لقد جاءَ قومٌ يدعونَ فضيلةً ... وكلهم يبغي لمهجتِه نَفْعاً المعري

- ما أرى الفضلَ والتكرمَ إِلا ... كفَّكَ النفسَ عن طلابِ الفضولِ منقذ الهلالي

- فوا عجبا كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ ... وا أسفا كم يظهرُ النقصَ فاضلُ المعري

- إِذا كان فضلي لا أسوَّغُ نفعُهُ ... فأفضلُ منه أن أرى غيرَ فاضلِ - ومن أضيعِ الأشياءِ مهجةُ عاقلٍ ... يجوزُ على حوبائِها حكمُ جاهلِ أبو فراس الحمداني

- ومن نسيَ الفضلَ للسا ... بقين (للسابقين) فما عرفَ الفضلَ فيما عرفْ - أليس إِليهمْ صلاحُ البنا ... ءِ (البناء) إِذا ما الأساسُ سما بالغرفْ أحمد شوقي

- ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخلْ بفضلِه ... على قومِه يستغنَ عنه ويذممِ ابن أبي سلمى

- بنيَّ مني هلكتُ وأنتَ حيٌ ... فلا تحرمْ فواضلَكَ العديما - ومالك فاصطنعهُ وأصلحنهُ ... تجدْ فيه الفواضلَ والنعيما أبو قيس بن الأسلت

- وليس بالفاضلِ في نفسِهِ ... من ينكرُ الفضلَ على ربهِ أحمد شوقي

- إِذا المرءُ أولى الفضلَ من فضلِ غيرِه ... فموليه أولى بالثناءِ الذي يَثْنى ابن أبي حصينة

- أفاضلُ الناس أغراضٌ لذا الزمن ... يخلو من الهم أخلاهم من الفطنِ المتنبي

- إِذا الفضلُ لم يرفعْكَ عن شكرِ ناقصٍ ... على هبةٍ، فالفضلُ فيمن له الشكرُ المتنبي

- فضولُ الناسِ أقتلُ ما نعاني ... يعالجُ كلَّ معتقدٍ وزيِّ - يطلُّ برأسِه من كل بابٍ ... ويُدخلُ أنفَهُ في كُلِّ شييِّ - وهذا ليس بالمقبولِ عقلاً ... وهذا ليس بالخُلُقِ السَّوِيِّ رفيق الفاخوري

-6- الفقر

-6- الفقر

- وما يدري الفقيرُ متى غِناهُ ... وما يدري الغنيُّ متى يَموتُ - وما تدري إِذا يَمَّمْتَ أرضاً ... بأيِّ الأرضِ يدركُكَ المبيتُ امرؤ القيس

- ألم تَرَ بَيْتَ الفقرِ يهجرُ أهلُهُ ... وبيتَ الغِنى يُهْدى له ويزارُ شاعر

- زدْ رفعةً إِن قيلَ أت ... ربَ (أترب) وانخفضْ إِن قيلَ أثرى - فالغصنُ يدنو ما اكتسى ... ثمراً ويسمو ما تَعَرَّى الأعز بن قلاقس

- إِخوانُنا قصدوا الصَّبوحَ بسحرةٍ ... فأتى رسولهمُ إِليَّ خَصيصا - قالوا: انتخبْ شيئاً نجدْ لكَ طبخه ... قلتُ: اطبخوا لي جُبَّةً وقَميصا أبو حامد الإِنطاكي

- لا الفقرُ بالعبراتِ خُصَّ ولا الغنى ... غيرُ الحياةِ لهن حكمُ مشاعِ - ما زالَ في الكوخِ الوضيعِ بواعثٌ ... منها وفي القصرِ الرفيعِ دواعي - ولرب بؤسٍ في الحياةِ مقنَّعٍ ... أربي على بؤسٍ بغيرِ قناعِ أحمد شوقي

- ومن كان يغزو بالتعلاتِ فقرهُ ... فإِني وجدتُ الكدَّ أقتلَ للفقرِ أحمد شوقي

- كنتَ الفقيرَ فخطئتْ لك صيُبٌ ... ورزِقْتَ إِثراءً فقيلَ مقرطسُ - (المقرطس: المصيب فيما يفعل) - وما الفقرُ للمذلةِ صاحبٌ ... وما الناسُ للغَنِيِّ صَدِيْقُ - وأصغرُ عيبٍ في زمانِكَ أنَّهُ ... به العلمُ جهلٌ والعفافُ فسوقُ - وكيف يُسَرُّ الحُّر فيه بمطلبٍ ... وما فيه شيءٌ بالسرورِ خفيقُ ابن نباتة السعدي

- إِذا طَرَقَ المسكينُ دارَكَ فاحْبُهُ ... قليلاً ولو مقدارحبةِ خردلِ - ولا تحقرْ شيئاً تساعفهُ به ... فكمْ من حصاةٍ أيدَتْ ظهرَ مِجْدَلِ المعري

- والفقرُ في زمنِ اللئا ... مِ (اللئام) لكلِّ ذي كرمٍ علامةْ بديع الزمان

- ويزري بالفتى الإِعدامُ حتى ... متى يصيبِ المقالَ يقلْ أياءَ علي بن أبي طالب

- ولو في الحشرِ باحتْ كلُّ نفسٍ ... بما فعلَتْ لربِّ الأنبياءِ - وما فيها بعدلٍ لا بحِلْمٍ ... لما طمعَ ابنُ اثنى في السماءِ - إِذا سَرَقَ الفقيرُ رغيفَ خُبزٍ ... ليأكلَه سَقَوْهُ السمَّ ماءَ - ويسرقُ ذو الغِنَى أرزاقَ شَعْبٍ ... برمَّتْهِ ولا يلقى جزاءَ مسعود سماحة

- كأن مقلاً حين يغدو لحاجتةٍ ... إِلى كُلِّ من يلقى من الناسِ مذنبُ - وكان ينو عمي يقولون: مَرْحباً ... فلما رَأَوْني مُعْدِماً ماتَ مَرْحَبُ محمد بن خلف التيمي

- فإِذا همُ نظروا الرغيفَ تطرَّبوا ... طربَ الصيام إِلى أذانِ المغربِ أبو نواس

- يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضدُّهُ ... والناسُ تغلقُ دونَهُ أبوابَها - وتراهُ مبغوضاً وليس بمُذْنبٍ ... ويرى العداوةَ لا يرى أسبابَها - حتى الكلابَ إِذا رأتْ ذا ثروةٍ ... خَضَعَتْ لديه وحركتْ أذانابَها - وإِذا رأتْ فقيراً عابراً ... نَبَحتْ عليه وكشَّرَتْ أنيابَها العباس بن الأحنف

- يا عائبَ الفقيرِ ألا تَزْدَجرْ ... عيبُ الغِنى أكبرُ لو تَعْتَبِرْ - من شرفِ الفَقْرِ ومن فَضلِه ... على الغِنى إِن صَحَّ منكَ النظرْ - أنكَ تعصي كي تنالَ الغنى ... وليسَ تعصِي اللهِ كي تفتقِرْ الملتمس الضبعي

- من كانَ أضحى منكمُ مُعْدِماً ... فرحبةُ المسجدِ ميعادُ - ينصرفُ الناسُ لحاجاتِهم ... ونحنُ في المسجدِ أوتادهُ أبو الحسن القنَّاد

- لا عارَ أن أَعْرى وغي ... ري (غيري) في ثيابِ الوَشْيِ رافلْ - إِن الحمائمَ ذاتُ أط ... واقٍ (أطواق) وجيدُ البازِ عاطلْ أبو البدر المظفر

- فما يدري الفقيرُ متى غناهُ ... ولا يدري الغني متى يعيلُ - ولا تدري وإِن أزمعتَ أمراً ... بأي الأرضِ يدرككَ المقيلُ أحيحة بن الجُلاح

- ولربما افتقرَ الفَتَى فرأيته ... دنسَ الثيابِ وعرضُهُ مغسولُ عبد القدوس

- رمى الفقرُ بالفتيانِ حتى كأنهم ... بأقطارِ آفاقِ البلادِ، نجومُ شاعر

- فلو طالعْتَ أحداثَ الليالي ... وجدْتَ الفقرَ أقربَها اتنيابا - وأن البرَّ خيرٌ في حياةٍ ... وأبقى بعدَ صاحبِه ثوابا - وأن الشرَّ يصدعُ فاعليه ... ولم أرَ خَيِّراً بالشرِّ آبا أحمد شوقي

- لتهينَ الفقيرَ علكَ أن ... تركعَ يوماً والدهرُ قد رَفَعَهْ الأضبط بن قريع

- غالبْتُ كُلَّ شديدةٍ فغلبْتُها ... والفقرُ غالبني فأصبحَ غالبي - إِن أُبْدِهِ يفصحْ وإِن لم أُبْدِهِ ... يقتلْ فقبِّحَ وجهُهُ من صاحبِ - دليلُكَ أن الفقيرَ خيرٌ من الغِنى ... وأن القليل المالِ خيرٌ من المثري - لقاؤكَ مَخْلوقاً عصى اللهَ للغِنى ... ولم تَرَ مخلوقاً عصى اللهَ للفقرِ - ألم ترَ أن الفقرَ يرجى له الغِنَى ... وأن الغنيَّ يخشى عليه من الفقرِ علي بن أبي طالب

- ويح الفقيرِ، مما تراه يلاقي ... سدَّتْ عليه منافذُ الأرزاقِ - عَصَفَتْ وبِسْربِه ريحُ الشقا ... فتساقطوا ... كتساقطِ الأوراقِ الأخطل الصغير

- الفقرُ يزري بأقوامٍ ذوي حسبٍ ... وقد يسوِّدُ غيرَ السيدِ المالُ شاعر

- صَبْرُ الفتى لفقرِه يُجُلهُ ... وبَذْلُه لوجهِه يُذِلُّهُ - يكفي الفتى من عيشِه أقَله ... الخُبْزُ للجائعِ أدمٌ كُلُّهُ علي بن أبي طالب

- النفسُ تجزعُ أن تكونَ فقيرةً ... والفقرُ خيرٌ من غنىً يطفيها - وغِنى النفوسِ هو الكافُ وإِن أبتْ ... فجميعُ أهلِ الأرضِ لا يكفيها علي بن أبي طالب

- ما الفقرُ عارٌ ولا الغِنى شرفٌ ... ولا سخاءٌ في طاعةٍ سَرَفُ - مالك إِلا شيءٌ تقدمه ... وكل شيءٍ أخرتَهُ تلفُ - تَرْكُكَ مالاً لوارثٍ يتهنا ... هُ (يتهناه) وتَصْلَى بحَرِّهِ أَسَفُ محمد بن حازم

- أشَدُّ من فاقةٍ وجوعِ ... إِغضاءُ حُرٍ على هوانِ - فإِن نَبا منزلٌ بقومٍ ... فمن مكانٍ إِلى مكانِ أبو العباس المربد

- الفقرُ في أوطاِننا غربةٌ ... والمالُ في الغربةِ أوطانُ - والأرضُ شيءٌ كلها واحدٌ ... والناسُ إِخوانٌ وجيرانُ أبو بكر الإِشبيلي

- أما الحياةُ ففقرٌ لا غِنَىْ معه ... والموتُ يفنى فسبحانَ الذي قدرا - لو أنصفَ العيشُ لم تذمْ صحابتُه ... وما غدْرنا ولكن عيشُنا غدرا المعري

- شرفٌ بالفتى إِذا هو أفنى ... ماله أن يُرى على الفقرِ جَلْدا - عشْ عزيزاً أو مُتْ وأنتَ فقيرٌ ... لا تضعْ للسؤالِ بالذلِّ خَدا - كم كريمٍ أضاعهُ الدهرُ حتى ... أَكَلَ الدهرُ منه لحماً وجِلْدا - كلما زادَه الزمانُ اتضاعا ... زادَ في نفسِه عُلُوّاً ومَجْدا أبو القاسم بن أبي البشر

- يعيشُ الفتى بالفقرِ يوماً وبالغنى ... وكلٌ كأن لم يَلْقَه حين يذهبُ أبو العجاج

- لا تستَرنَّ عن فقيرٍ ... وجهَ النوالِ اليسير - إِذا عَدِمْتَ كثيراً ... منه فجُدْ بالصغيرِ - فرب رفدٍ قليلٍ ... أتى بحمدٍ كثيرِ الشريف العقيلي

- هو الفقرُ من كَسْراً لفقارِ اشتقاقُهُ ... نقابٌ به تخفى وجوهُ المناقبِ الأيبوري

- إِن الفقيرَ، وإِن نمت ... هُ (نمته) مكارمٌ وفضائلُ - لا يستعانُ به، ولا ... يُعبا بما هو قائلُ - لو كانَ سبحانَ البلا ... غةِ (البلاغة) أنكرَتْهُ وائلُ - أو كان قساً في الفصا ... حةِ (الفصاحة) قيْلَ هذا باقلُ صفي الدين الحلي

- وإِذا اْتَقَرْتَ فلا تكنْ ... متخشعاً وتجَّملِ - وإِذا نبابكَ منزلٌ ... أو دِمْنَهٌ فتَحَوَّلِ شاعر

-7- الفقه

-7- الفقه

- فقيهاً وصوفياً فكن ليس واحداً ... فإِني وحَقِّ اللهِ إِياكَ أنصحُ - فذالكَ قاسٍ لم يذقْ قلبهُ تُقىً ... وهذا جَهولٌ، كيف ذو الجهل يصلحُ الشافعي

- إِن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلِهِ ... ليس الفقيهُ بنطقِه ومقالهِ - وكذا الرئيسُ هو الرئيسُ بخلقِه ... ليس الرئيسُ بقومهِ ورجالهِ - وكذا الغني هو الغني بحالِه ... ليس الغَنِيُّ بملكهِ وبمالهِ الشافعي

- تفقَّهْ، واعتزلْ، ودعْ البرايا ... يُهارسُ بعضَهمْ في السُّحْتِ بعضاً - وإِن قَبَضَتْكَ ضائعةٌ، تذكرْ ... مهالكَ من سطا بَسْطاً وقبضا - ومصرعَ كلِّ أشوسَ ليس يُغْضي ... غدا في التُّرْبِ منجدلاً، فأغضى - ألم تعلمْ بأنكَ سوف تُفْضي ... إِلى حالٍ، الخَلْقُ أفضى - فكيف نهضتَ مضطلعاً بذنبٍ ... ستضعفُ عنه يومَ العَرْضِ نَهْضا الصاحب شرف الدين الأنصاري

- إِن الفقيهَ إِذا غَوَىْ وأطاعهُ ... قومٌ عَوَوْا معه فضاعَ وضيِّعا - مثل السفينةِ إِن هوتْ في لجةٍ ... تغرقْ ويغرقْ كُلُّ ما فيها معا شاعر

- فسلِ الفقيهَ تكنْ فقيهاً مثلهُ ... لا خيرَ في علمٍ بغيررِ تدبيرِ - وإِذا تعسرتِ الأمورُ فأرجها ... وعليكَ بالأمرِ الذي لم يَعْسُرِ أبو سليمان الغنوي

-8- الفلاح

-8- الفلاح

- أنتَ يافلاحُ عانيتَ البلاءْ ... واجتنى غيرُك أثمارَ التعبْ - تَسْهَرُ الليلَ لجعلِ الأغنياءْ ... بارتياحٍ وهناءٍ وطربْ محمد صالح بحر العلوم

- رفقاً بنفسِكَ أيها الفلاحُ ... تسعى وسعيُكَ ليس فيه فلاحُ - هذي الجراحُ براحتيكَ عَقيمةٌ ... ونَظيرُها لكَ في الفؤادِ جراحُ - عَرَقٌ الجبينِ يسيلُ منكَ لآلئاً ... فيزانُ منها للغنِنيِّ وِشاحَ - ياغارسَ الشجرِ المؤملِ نفعُهُ ... دَعْهُ فإِن ثمارَه الأتراحُا - قلعْهُ فالثَّمَرُ اللذيذُ مُحَرَّمُ ... للغارسين والقَويَّ مُباحُ - يا ريفُ إِن كتابَ بؤسِكَ مشكلٌ ... يعيا بحملِ رموزِه الشُّرَّاحُ - يا ريفُ مالكَ شربُ أهلِكَ آجنٌ ... رنقٌ وشربُ ولاةِ أمرِكَ راحُ أحمد الصافي النجفي

- ما أكرمَ الفلاحَ بَيْنَ كُرومِهِ ... مَجلَتْ يداهُ بمُثْمِر الأعمالِ - فاعمَلْ ولوفي حقلِ دارِكَ سُخْرةً ... واهزأْ بقوةِ رافعِ الأثقالِ - أشفي لشلالِ العزائمِ والقِوى ... بين المُجُنِ يضيعُ والإِهمالِ - في الجِدِّ ملهىً للعطيمِ وملعبٌ ... حربُ الزمانِ رياضةُ الأبطالِ القروي

-9- الفنادق

-9- الفنادق

- فنادقُ تشبهُ الدنيا لقاءَ ... وتفرقةً، وإِن قَصُرَ المقامُ - تقولُ لكلِّ من وَفدوا عليها ... بأن العيشَ نهبٌ واغتنامُ - فمن تلقاهُ في يومٍ صباحاً ... تفارقهُ إِذا جُنَّ الظلامُ - ورب عصيةٍ في الحُبِّ باتتْ ... وأقربُ من بدايتِها الختامُ - تقولُ لقلبِها ما الحُبُّ إِلا ... أمانٌ حيثُ يزدحمُ الزحامُ - فلا سرٌ هنالِكَ مستباحٌ ... ولا شوقٌ هنالِكَ أو غرامُ - منازلُ كل مافيها انسجامٌ ... منازلُ كل مافيها انقسامُ - بنوها أسرة ما شّذَّ فيها ... مُقامٌ أو منام أو طعامُ - وما افترقَتْ شُعوبُ الأرضِ يوماً ... كما افْتَرقوا، إِذا انصرفوا وهاموا - ففيهم يافثٌ حيناً وشَيثٌ ... وفيهم تارةً حامٌ وسامُ عباس محمود العقاد

- حَسْبُ الفنادقِ أن تذكرنا ... مرَّ الفناءِ بكلِّ من يَحْيا - تبدو الوجوهُ لعينِ عابرِها ... وتغيبُ عنه كأنها رُؤْيا - في كل توديعٍ وتفرقةٍ ... شيٌ من التوديعِ للدنيا عباس محمود العقاد

الباب الحادي والعشرون: باب القاف

الباب الحادي والعشرون: باب القاف

-1- القاضي والقضاة

-1- القاضي والقضاة

- إِن خانَ الأميرُ وكاتباهُ ... وقاضي الأرضِ داهنَ بالقَضاءِ - فويلٌ ثم ويلٌ ثم وَيْلٌ ... لقاضي الأرضِ من قاضي السماءِ شاعر

- قاضٍ يرى الحدَّ في الزناءِ، ولا ... يرى على من يلوطُ من باسِ دعبل الخزاعي

- قاضِ يجورُ على الضعيفِ وربما ... لقي القويِّ بمثل حلمِ - لعبتْ بطلعته الرشا لعب الرَّشا ... بفؤادِ خفاقِ الجوانحِ مدنفِ ابن الزقزاق البلنسي

- العيشُ ثقلٌ، وقاضي الأرضِ ممتحَنٌ ... يضحي ونصف خصومِ المصرِ يشكونه - زكوهُ دهراً، فلما صارَ قاضيهمْ ... واستعملَ الحَقَّ، عادوا لا يزكونهُ المعري

- والخصمُ لا يُرْتجى النجاةُ له ... يوماً إِذا كان خصمُهُ القاضي شاعر

- لا تُهادِ القضاةَ كي تظلمَ الخَ ... صْمَ، (الخصم) ولا تذكرنَّ ما تُهْديهِ - إِن من أقبحِ المعايبِ عاراً ... أن يَمُنَّ الفتى بما يُسْديهِ المعري

-2- القبح

-2- القبح

- تَحَرَّ من الطُّرْقِ أوساطَها ... وعدِّ عن الموضعِ المشتبهْ - وسمعَكَ صنْ عن سماعِ القبيحِ ... كصون اللسانِ عن النطقِ بهْ - فإِنك عند سماعِ الفقبيحِ ... شريكٌ لقائلِه فانتبهْ أبو الحسن بن الحارث الهاشمي أو البراوي

- تَمَّتْ مقابحُ وحههِ فكأنه ... طللٌ تحملَ ساكنوه فأوحشا - لو كان لاستكَ ضيقُ صَدرِكَ أو لصد ... رِكَ (لصدرك) رحبُ دبرِكَ كنتَ أكملَ من مشى دعبل الخزاعي

- وإِذا أشارَ محدثاً فكأنه ... قردٌ يقهقهُ أو عجوزٌ تلطمُ - إِنا لفي زمنٍ تركُ القبيحِ به ... من أكثرِ الناسِ إِحسانٌ وإِجمالُ المتنبي

-3- القبر

-3- القبر

- أَرادوا ليُخْفوا قبرَهُ عن عدوِّه ... فطيبُ ترابِ القّبْرِدَلَّ على القبرِ مسلم بن الوليد

- كم قبورٍ زَيَّنَتْ جيْدَ الثرى ... تَحْتَها أنجسُ من ميتِ المجوسِ - كان من فيها وإِن حازوا الثرى ... قبلَ مَوْتِ الجسمِ أمواتَ النفوسِ - وعظامٌ تتزكى عنبراً ... من ثناءٍ صرْنَ أغفالَ الرموسِ شوقي

- صِلوا لحدَ قبرري بالطريقِ وودعوا ... فليس لمن وارى الترابْ حبيبُ - ولا تَدْفنوني بالعراءِ فربما ... بكى إِن رأى قبرَ الغَريبِ غَريبُ أبو علي القلي

- انظرْ إِلى الأجداثِ فهي صحائفٌ ... خُطتْ بأقلامِ المواعظِ والعِبَرْ - أفما رأيْتَ سطورُها تتلو على؟ ... زَّوارِها حِكَماً تحارُبها الفِكَرْ مصطفى الغلاييني

- إِني سألتُ القبرَ: ما فعلَتْ ... بعدي وجوهٌ فيكَ مُنْعَفِرَهْ - فأجبني: صيَّرْتَ ريحَهُمُ ... تؤذيكَ بعدَ روائحٍ عَطِرَهْ - وأكلتُ أجساداً منعَّمةً ... كان النعيمُ يَهُزُّها نَضِرَه - لم أبقِ غيرَ جماجمٍ عَرَتْ ... بيضٍ تلوحُ وأعظم نَخِرَهْ أبو العتاهية

- يا ساكنَ الحجراتِ ما ... لكَ غير قبرك مسكنُ - فكأن شخصَكَ لم يكنْ ... في الناسِ، ساعة تُدفنُ - وكأن أهلَكَ قد يكوا ... جَزَعاً عليك ورنَّنوات - فإِذا مَضَتْ لك جُمْعَةٌ ... فكأنهم لم يَحْزَنوا - الناسُ في غَفَلاتِهم ... ورَحَى المنيةِ تطحنُ إبو العتاهية

- وعظمتكَ أجداثٌ صُمُتْ ... ونعتكَ أزمةٌ خُفُتْ - وتكلمتْ عن أوجهٍ ... تَبْلَى وعن صُوَرٍ شتتْْ - وأَرَتْكَ قبركَ في القبو ... رِ (القبور) وأنتَ حيٌ لم تَمُتْ أبو العتاهية

- ما لمقابرِ لا تُجي ... بُ (تجيب) إِذا دعاهُنَّ الكئيبُ - فيهن ولدانٌ وأط ... فالٌ (أطفال) وشبانٌ وشيْبُ - كم من حبيبٍ لم تكنْ ... نفسي بفرقتهِ تَطيبُ - عادرتُهُ في بعضه ... ـن (بعضهن) مُجَنْدلا وهو الحبيبُ - وسَلَوْتُ عنه وإِنما ... عهدي برؤيته قريبُ أبو العتاهية

- القبرُ أفضلُ للفتى من مضجعٍ ... فيه يقلبُ موجعاً تقليبا - وجلامدُ ألرماسِ أهونُ محملاً ... من أن يحمَّلَ مثلهن كُرروبا خليل مطران

- أتيتُ القبورَ فناديتهن ... أين المعظمُ والمحتقرْ - وأين المُدِلُّ بسلطانهِ ... وأين المزكى إِذا ما افتخرْ قال فنودت من بينها ولا أرى أحداً

- تَفَنَوا جميعاً فما مُخْبِرٌ ... وماتوا جميعاً وماتَ الخبرِ - تروحُ وتغدو بناتُ الثرى ... وتُمحى محاسنُ تلكَ الصورْ - فيا سائلي عن أناسِ مضوا ... أمالكَ فيما ترى مُعْتَبَرْ؟ مالك بن دينار

- انظررْ لنفسِكَ يا مسكينُ في مهلٍ ... ما دامَ ينفعُكَ التفكيرُ والنظرُ - قفْ بالمقابرِ وانظرْ إِن وقفتَ بها ... للهِ دَرُّكَ ماذا تسترُ الحفرُ - ففيهم لكَ يا مغرورُ موعظةٌ ... وفيهم لكَ يا مغترُّ معتبرُ عمر بن عبد العزيز

- واللهِ لو عاشَ الفتى في دهرِه ... ألفاً من الأعوامِ مالك أمرهِ - متلذذاً فيها بكلِّ عجيبةٍ ... متمتعاً فيها لغيةِعُمْرِه - لم يعرفِ الأسقامَ فيها مرةً ... أيضاً ولا خطرَ الهمومُ بفكرِه - ما كان هذا كلُّه بجميعه ... بَمبيتِ أول ليلةٍ في قَبْرِه الشافعي

- لكُلِّ أناسٍ مقبرٌ بفتائِهمْ ... فهم ينقصونَ والقبورُ تزيدُ - وما إِن يزالُ رسمُ دارٍ أخلقت ... وبيتٌ لميتٍ بالفناءِ جديدُ - هم جيرةُ الأحياءِ أما جواررُهم ... فدانٍ وأما المُلْتَقَ فبعيدُ عبد الله بن ثعلب

- أيها الجازعُ مما ... في ظلامِ الرمسِ يُلْقى - أنتَ لا بالموتِ بل ... بالعيشِ يا مغرورُ تَشْقى - اطرحِ الخوفَ من ... الموتِ فماذا منه يبقى؟ القروي

- إِني أبثكَ من حدِي ... ثي (حديثي) والحديثُ له شجونُ - فارَقْتُ موضعَ مَرْقَدي ... ليلاً ففارقَني السكونُ - قُلْ لي فأولُ ليلةٍ ... في القَبْرِ كيف ترى أكون؟ الحسين بن علي المغربي

-4- القدر والقضاء

-4- القدر والقضاء

- إِذا عقدَ القضاءُ عليكَ أمراً ... فليس يَحُلُّه إِلا القضاءُ - فما لكَ قد أَقَمْتَ بدارِ ذلٍ ... وأرضُ اللهِ واسعةٌ فضاءُ - تبلغْ باليسيرِ فكُلُّ شيءٍ ... من الدنيا يكونُ له انتهاء علي بن أبي طالب

- رأيتُ قضاءَ الله أوجبَ خلفَهُ ... وعادَ عليهمْ في تصرفِه سبلا - وقد غلبَ الأحياءَ في كُلِّ وجهةٍ ... هواهُمْ وإِن كانوا غطارفةً غُلْبا - كلابٌ تغاوَت لجيفةٍ ... وأحسُبني أصبحتُ ألاُمَها كلبا - أبينا سوى غشِّ الصدورِ وإِنما ... ينالُ ثوابَ الله أسلمُنا قلبا المعري

- تجري الأمورُ على وَفْقِ القضاءِ وفي ... طَيِّ الحوادثِ محبوبٌ ومكروهُ - فربما سرني ما بِتُّ أحذَرُهْ ... وربما ساءني ما بِتُّ أرجوهُ أمية بن أبي الصلت

- انظرْ إِلى الأيامِ كيفَ تسوقُنا ... قَسْراً إِلى الإِقرار بالأقدارِ أسامة بن منقذ

- ومن يبتْ لقضاءِ اللهِ والقدرِ ... مُسْتَسْلماً تأتِهِ الأرزاءُ بالقدررِ - اللهُ أكبرُ ما أشقى الحياةَ إِذا ... لم تُلَفَ محفوفةً بالعِزِّ والخطَرِ محمد سليم الجندي

- ليس للإِنسان إِلا ... ما قضى الله وقدَّرْ - ليس لمخلوقِ تدبيرٌ ... بل اللهُ المدبِّرْ أبو نواس

- إِذا كنتَ لا تستطيعُ دفعَ صغيرةٍ ... ألمَّتْ ولا تستطيعُ دفعَ كبيرِ - فسلِّمْ إِلى اللهِ المقاديرَ راضياً ... ولا تسألَنْ بالأمرِ غيرَ خبيرِ - وليس بغالٍ ناصحٌ تستفيدُهَ ... ولو كانَ من تِبْرٍ بمثلِ ثيبرِ المعري

- قدرُ اللهِ واقعٌ ... حيثُ يقضى ورودُه - قد مضى فيكَ حكمُهُ ... واقضى ما يُرِيْدُهُ - وأخو الحِرْصِ حرصه ... ليس مما يزيدهُ - فأرادْ ما يكونُ إِذا ... لم يكنْ ما تُريدُه الشافعي

- لعمرُكَ ليسَ فوقَ الأرضِ باقٍ ... ولا مما قضاهُ اللهُ واقِ - وما للمرءِ حظٌ غيرُ قوتٍ ... ولو كانتْ له أرضُ العراقِ ناصيف اليازجي

- ما لا يكونُ فلا يكونُ بحيلةٍ ... أبداً وما هو كائنٌ سيكونُ - سيكونُ ما هو كائنٌ في وقتِه ... وأخو الجهالةِ متعبٌ مَخْزونُ - يسعى القويُّ فلا ينالُ بسعيهِ ... حَظّاً ويحظى عاجزٌ ومَهيمنُ علي بن أبي طالب

- فلا يمنعْكَ من طريقٍ مخافةٌ ... ولا حصرٌ وأنقذْ فهن المقادرُ - ولا تدعِ الأسفارَ من خشية الردى ... فكم قد رأينا من ردٍ لا يسافرُ - ولو كان يبدو شاهدُ الأمرِ للفتى ... كأعجازهِ ألفيتَهُ لا يؤامرُ أسامة بن منقذ

- إِذا كان أمرُ اللهِ أمراً يقدَّرُ ... فكيف يفرُّ المرءُ منه ويحذرُ؟ - ومن ذا يردُّ الموتَ أو يدفع القضا ... وضربتُهُ محتومةٌ ليس تعثرُ عنترة العبسي

- سلِّمِ الأمرَ منكَ للهِ واعلمْ ... أن ما قد قضى به سيمونُ - وإِذا صحَّ ذاكَ عندكَ فافهمْ ... أنَّ شغلَ الضميرِ منك جُنونُ - هل نقيضُ السكونِ إِلا حراكٌ؟ ... ونقيضُ الحراكِ إِلا السكونُ - هكذا ينقضي الزمانُ إِلى أن ... تشملَ العالمين فيه المنّوُنُ - وتقومَ الموتى النيامُ إِلى ما ... كحلتْ بالحياةِ منه العُيُونُ - بجنانٍ يقيمُ فيها مقيمٌ ... أو بنارٍ فيها عذابٌ مهينُ ابن حميدس

- أعلمْ أني متى ما يأتني قَدَري ... فليس يحسبهُ شحٌ ولا شقُ كعب بن زهير

- لم يَسْقِكُمُ ربُّكم عن حُسْنِ فعلِكِمُ ... ولا حماكمْ غماماً سوءُ أعمالِ - وإِنما هي أقدارْ مرتبةٌ ... ما عُلقتْ بإِساءاتٍ وإِجمالِ - دليلُ ذلكَ أن الحُرَّ أعوزَهُ ... قوتٌ، وأنَّ سواهُ فازَ بالمالِ المعري

- كنْ من مدبِّركَ الحك ... يمِ (الحكيم) علا وجلَّ، على وجلْ - وارضَ القضاءَ فإِنه ... حَتْمٌ أَجلْ وله أَجلْ ابن المظفر الصقلي المكي

- ما باختياريَ مِلادِي ولا هَرَمي ... ولا حياتي فهل لي بعدُ تخير؟ - ولا إِقامةَ إِلا عن يَدَيْ قدرٍ ... ولا مسيرَ إِذا لم يُقضَ تيسيرُ المعري

- إِن المقاديرَ إِذا ساعَدَتْ ... ألحقتِ العاجزَ بالحازمِ قابوس بن وشمكير

- إِذا أنا لم أدفعْ قضاءً كَرِهْتُهُ ... بشيءٍ سوى سُخْطي له وتبرمي - فصَبْري له من حُسْنِ معرفتي به ... كما أن رضَواني له من تكرمي ابن ظفر الصقلي المكي

- إِذا ما أردتَ الأمرَ فامضِ لوجهِهِ ... وخلِّ الهُوَينا جانباً متنائيا - ولا يمنعنكَ الطيرُ مما أردْتَهُ ... فقد خُطَّ في الألواحِ ما كنتَ لاقيا طرفة

- جَرَى قلمُ القضاءِ بما يكونُ ... فسيانِ التحركُ والسكونُ - جُنونٌ منكَ أن تسعى لرزقٍ ... ويرزقُ في غشاوتِه الجنينُ ابن الرومي

- خطوبٌ للقلوبِ بها وجيبٌ ... تكادُ لها مفارقُنا تشيبُ - نرى الأقدارَ جاريةً بأمرٍ ... يريبُ ذوي العقولِ بما يريبُ - فتنجحُ في مطالِبها كلابٌ ... وأسدُ الغابِ ضاريةٍ تَخيبُ - وتقسمُ هذه الأرزاقُ فينا ... فما ندري أتخطي أم تُصِيْبُ؟ - وتخضعُ راغمينَ لها اضطراراً ... وكيف يلاطمُ الإِشفى لبيبُ؟ - (الإِشفى: المثقب يخرز به) محمد الأيبوردي

- دع الأيامَ تفعل ما تشاءُ ... وطِبْ نفساً بما حَكَمَ القضاءُ - ولا تَجْزعْ لحادثِة الليالي ... فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ - وكن رجلاً على الأهوالِ جَلْداً ... وشيمتُكَ المروةُ والوفاءُ - وإِن كثرتْ عيوبُكَ في البرايا ... وسرَّكَ أن يكون لها غطاءُ - تسترْ بالسَّخاءِ فكل عَيْبٍ ... يغطيه كما قيلَ السخاءُ - ولا تِرُ للأعادي قطُّ ذلاً ... فإِن شماتَةَ الأعداءِ بلاءُ الشافعي

- ما أقربَ الأشياءَ حينَ يسوقُها ... قدرٌ وأبعدَها إِذا لم تُقْدَرِ - فسلِ الفقيهَ تكنْ فقيهاً مثلهُ ... من يسعَ في عملٍ بفقهٍ يمهُرِ - وتدبرِ الأمرَ الذي تُعنى به ... لا خيرَ في عملٍ بغيرِ تدبيرِ - فلقد يجدُّ المرءُ وهو مقصِّرٌ ... ويخيبُ جد المرءِ غير مقصرِ ابن الأعرابي

- من عارضَ اللهُ في مَشيئتهِ ... فما لديه من بطشِه خَبَرُ - لا يَقْدِرُ الخلقُ باجتهادهم ... إِلى على ما جرى به القَدَرُ محمد بن علي الواسطي

- ولا ترجُ السماحةَ من بخيلٍ ... فما في النارِ للظمآنِ ماءُ - إِذا كنتَ ذا قلبٍ قنوعٍ ... فأنت ومالكُ الدنيا سواءُ - وأرضُ اللهِ واسعةُ ولكن ... إِذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ - دعِ الأيامَ تغدرُ كُلَّ حينٍ ... فما يُغْني عن الموتِ الدواءُ الشافعي

- هَبَّتَ الريحُ فملاحٌ شَكا ... عند مجراها وملاحٌ شَكَرْ - ليس في الريحِ ولا في البحر بل ... في هَوَىْ الأنفسِ ما ساءَ وسرْ - سفنُ الأعمارِ إِذا تجري بنا ... ليس في قاموسِها خيرٌ وشَرْ - تلفظُ الحكمَ أنانيتُنا ... ثم تَعْزوه إِلى حُكْمِ القدرْ القروي

- خُلقتُ على ما فيَّ غيرَ مخيرٍ ... هوايَ ولو خُيرتُ كنتُ المهذبا - أريدُ فلا أعطى وأعطى ولم أردْ ... ويقصرُ علمي أن أنالَ المغيبا - وأصرفُ عن قَصْدي وعِلمي ثاقبٌ ... فأرجع ما أعقبتُ إِلا التَّجَنُّبا - لعمري لقد غالبتُ نفسي على الهَوَىْ ... لتسلى فكانَتْ شهوةُ النفسِ أغلبا - ومن عَجَبِ الأيامِ أن اجتنابَها ... رشادٌ وأني لا أطيقُ التجنبا بشار بن برد

- أيا من يعوِّلُ في المشكلاتِ ... على ما رآه وما دَبَّرَهْ - إِذا أشكلَ الأمرُ فابرأْ به ... إِلى من يرى منه مالم تَرَهْ - تكنْ بين عطفٍ يقيكَ الخطوبَ ... ولطفٍ يهوِّنُ ما قدرَهْ - إذا كنتَ تجهلُ عُقْبى الأمورِ ... ومالكَ حَوْلٌ ولا مَقْدرهْ - فلمْ ذا العنا وعلامَ الأسى ... ومم الحذارُ وفيمَ الثَّره؟ ابن ظفر الصقلي المكي

- إِذا كنتَ تعلمُ أن الأمورَ ... بحكم الإِلهِ كما قد مضى - ففيم التفكرُ والحكمُ ماضٍ ... ولا ردَّ للحكمِ مهما مَضَى - فخلِّ الوجودَ كما شاءهُ ... مدبره وابغِ منه الرِّضى ابن خاتمة الأندلسي

-5- القدر والمكانة

-5- القدر والمكانة

- وما شَرَفُ الإِنسانِ إِلا بنفسهِ ... وإِن خصه جدٌ شَريفٌ ووالدُ - إِذا كان كلُ الخلقِ أبناءَ آدم ... فأفضلُهم من فَضَّلَتْه المحامدُ شاعر

- إِذا أحْبَبْتَ أن تحيا ... مصونَ الجاهِ والقَدْرِ - وأن تسلمَ بين الناسِ ... من غَدْرٍ ومن مَكْرِ - فلا تحرصْ على وفرٍ ... ولا تَطْمعْ إِلى صدرِ - وأكثرْ قولَ لا أدري ... وإِن كنتَ امراً تَدْري أبو الفتح البستي

- سواءٌ علي إِذا ما هاكتُ ... من شادَ مكرمتي أو زرى المعري

- ومن جهَلتْ نفسُهُ قدْره ... يرى غيرُهُ منه ما لا يرى المتنبي

- لو أنَّ شامخَ قدْرٍ دافعٌ قَدَراً ... لم يحتَرمْ من لإِعزازِ الهدلى ظَهَرا ابن حيوس

- من لم يقفْ عندَ انتهاءِ قدرهِ ... تقاصرتْ عنه فسيحاتُ الخُطا ابن دريد

- لو عرفَ الإِنسانُ مِقْدارَهُ ... لم يفخرِ المولى على عبدِه - ومجدُهُ أفعالُهُ لا الذي ... من قبله كان ولا بعدهُ - أمسِ الذي مرَّ على قُربِهِ ... يعجزُ أَهْلُ الأرضِ عن ردِّه المعري

- إِلى حتفي سعى قَدَمي ... أرى قّدَمي أراقَ دَمي - فما أنفكُّ من نَدَمي ... وليس بنافِعي دَدَمي أبو الفتح البستي

- ماحكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِك ... فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ - وإِذا قصدْتَ لحاجةٍ ... فاقصدْ لمعترفٍ بقدركْ الشافعي

- خاطبْ بقدرِكَ دائماً وبقدر من ... خاطبته بالرفقِ والتفهيمِ - وإِلى الحقائقِ يافتى كن طامحاً ... أخذاً من المنطوقِ والمفهومِ أمحد الكيواني

- زِنْ من وَزَنَكْ بما وَزَ ... نَكْ (وزنك) وما وزنك به فَزِنَهُ - من جاءَ إِليكَ فرحْ إِلي ... هـ (إليه) من جفاكَ فصُدَّ عنهُ - من ظن أنكَ دونَه ... فاتركْ هواهُ إِذن وهنهُ - وارجعْ إِلى رب العبا ... دِ (العباد) فكل ما يأتيكَ منهُ الشافعي

-6- القرابة والاقرباء

-6- القرابة والاقرباء

- وكنْ إِذا عقكَ القرباءُ ممن ... يميلُ على الأخوةِ للإِخاءِ - فرب أخٍ خَليقٍ بالتقالي ... ومغتربٍ جديرٍ بالصفاء الشريف المرتضى

- ولقد عرفتُ القائلين وقولَهم ... وفهمت ما ذكروا من الأسبابِ - فإِذا القرابةُ لاتقرِّبُ قاطعاً ... وإِذا المودةُ أقربُ الأسبابِ يحيى بن زياد

- إِذا لم يسالمكَ الزمانُ فحاربِ ... وباعدْ إِذا لم تنفعْ بالأقاربِ - ولا تحتقرْ كيداً ضعيفاً فرَّبما ... تموتُ الأفاعي من سُمومِ العقاربِ - إِذا كان رأسُ المال عمرك فاحترز ... عليه من الإنفاقِ في غير واجبِ - فبينَ اختلافِ الليل والصبح معركٌ ... يكر علينا جيشُهُ بالعجائبِ - وما راعني غدرُ الشبابِ لأنني ... أنستُ بهذا الخلقِ من كُلِّ صاحبِ عمارة اليمني

- من الناسِ من يصلُ الأبعدين ... ويشقى به الأقربُ الأقربُ عبد القدوس

- يخونُكَ ذو القربى مراراً وربما ... وفى لك عند العهدِ من لاتناسبُهُ - ولاخيرَ في قربى لغيركَ نفعُها ... ولا في صديقٍ لاتزالُ تعاتبهْ - وحسبُ الفتى من نصحهِ ووفائِه ... تمنيه أن يؤذى ويسلمَ صاحبهْ البحتري

- لاخيرَ في قربى بغير مودةٍ ... ولربَّ منتفعٍ بودِّ أباعدِ - وإِذا القرابةُ أقبلتْ بمودةٍ ... فاشددْ لها كفَّ القبولِ بساعدِ أبو تمام

- فصِلْ حبالَ البعيدِ إِن وَصَلَ ال ... حبلَ واقصِ القريبَ إِن قطعهْ الأضبط السعدي

- وإِن امرأً سخطَ قومهِ ... ولا يحفظُ القربى لغير موفقِ أبو زيد الظائي

- بعضُ الأقاربِ مكروهٌ تجاورُهمْ ... وإِن أتوكَ ذوي قربى وأرحامِ المعري

- ولم أرَ أعدى من قرابةٍ ... ولا سيما إِن كان جاراً أو ابنما - ومن شكرَ العرفَ استحق زيادةً ... كما يستحقُّ الشكرَ من كان منعما علي بن الجهم

- واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كلهم ... بتذللٍ واسمحْ لهم إِن أذنبوا علي بن أبي طالب

- وما خيرُ من لا ينفعُ الأهلَ مالهُ ... فإِن ماتَ لم تحزن عليه أقاربهْ - كهامٌ عن الأقصى كليلٌ لسانهُ ... وفي البشر الأدنى حديدٌ مخالبُه يزيد بن الحكم

- لا يعدمُ المرءُ شيئاً يستعينُ به ... ومنعه بين أهليه وأصحابهْ - ومن نأى عنهم قلتْ مهابتُهُ ... كالليث يحقر لما غابَ عن غابهْ أبو الفتح البستي

- يشينُكَ من ناسبْتَ بالود قلبَهُ ... وجارَك من صافيتهُ لا المصاقبُ - وأعظمُ أعداءِ الرجالِ ثقاتُها ... وأهونُ من عاديتهُ من تحاربُ - وما الذنبُ العجزُ يركبُهُ الفتى ... وما ذَنْبُهُ إِن حاربتهُ المطالبُ؟ - ومن كان غيرُ كافِلِ رزقِهِ ... فللذلُّ منه لامحالةَ جانبُ أبو فراس الحمداني

- إِذا أنتَ لم تنفعْ بوِّدك قربةً ... ولم تنك بالبؤسى عدوَّكَ فابعدِ - ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشرَّ دونهُ ... ولا قائلٍ يأتيكَ بعد التلددِ طرفة بن العبد

- إِذا القريبُ لم يكن ولياً ... في ما ينوبُ كان أجنبيا - واعلمْ بأن أقربَ الأقاربِ ... إِذا جفاكَ أخبثُ العقاربِ الشيخ عبد الله السابوري

- ما القربُ لمن صحتْ مودتُهُ ... ولم يخنْكَ وليس القربُ للنسبِ - كم من قريبٍ دوي الصدرِ مضطغنٍ ... ومن بعيدٍ سليمٍ غير مقتربِ المبرد

- تعدو الذئابُ على من لاكلابَ له ... وتتقي صولة المستأسدِ الضاريْ جرير أو النابغة

- وكم من قريبٍ قلبُهُ عنكَ نازحٌ ... وكم من بعيدٍ قلبُهُ بك مغرمُ شاعر

- وأعرضُ عما ساءَ قومي ثناؤهُ ... واستصلحُ الأدنى وإِن كان ظالما - وأصفحُ عن ذنبِ ابن عمي تكرُّماً ... وأبدي له بشري إِذا كان رواجما معقل بن قيس

- ومن الخساسةِ أن تكون على العِدا ... غَيثاً وفي الأدنين ليثاً ألبدا - فاسبقِ قومكَ للخطوبِ ولا تكنْ ... سيفاً عليهم بالهلاكِ مجردا علي بن مقرب

- ومن لم يدبرْ أمرهُ ذو بصيرةٍ ... شفيقٍ بَكَتْه عن قريبٍ ثواكلهْ - وكم همامٍ ضَيَّعَ الحزمَ فالتفت ... عليه عِداهُ بالردا ودخائلهْ علي بن مقرب

- رأيتُ صلاحَ المرءِ يصلحُ أهلهُ ... ويعديهم عند الفسادِ إِذا فَسَدْ - يعظمُ في الدنيا بفضلِ صلاحهِ ... ويحفظُ بعد الموتِ في الأهلِ والولدْ شاعر

- إِذا كان في الآجالِ طولٌ وفسحةٌ ... فما البينُ إِلا حادثٌ متوقعُ - وما الأهلُ والأحبابُ إِلا لآليءٌ ... تفرقُها الأيامُ والسمط يجمعُ - وأعلمُ أن الغدرَ في الناسِ شائعٌ ... وأن خليلَ الغاياتِ مضيَّعُ أحمد شوقي

- هل تبهجُ المرءَ نعمةٌ حصلَتْ ... ما لم يكنْ مبهجاً بها أهلا؟ خليل مطران

-7- القرين

-7- القرين

- عن المرءِ لا تسألْ وسلْ عن قرينهِ ... فكل قرينٍ بالمقارنِ يقتدي - فإِن كانَ ذا شرٍ فجانبْهُ سرعةً ... وإِن كان ذا خيرٍ فقارنْه تهتدي طرفة بن العبد

- ما يقربُ المرءُ من قرنٍ يلذُّ به ... حتى يكونَ بعيداً من تعصبهِ - فتركهُ للتجني فيه فائدةٌ ... لأنه ليس يجدي ما يسر بهِ الشريف العقيلي

- انظرْ إِلى قرناءِ المرءِ تعرفهُ ... بهم وإِن أنتَ لم تكشفْهُ عن خبرِ ابن معاوية

- فإِذا دفعتَ إِلى قرينٍ فابلُهُ ... قيل التفارضِ والتشابكِ واخبرِ - لا يستفزكَ منظرٌ حسَنٌ بدا ... حتى تقابلَهُ بحسنِ المخبرِ - كم من أخٍ يلقاكَ منه ظاهرٌ ... بادٍ سلامتُهُ وباطنُهُ وري - واشرحْ لكلِّ ملمةٍ صدراً وخذْ ... بالحزمِ في كُلِّ الأمورِ وشمرِ عبد اللك الجزيري

- لا يُليثُ القرناءَ يتفرقُوا ... ليلٌ يكرُّ عليهم ونهارُ جرير

- اجعلْ قرينكَ من رضيْتَ فعالَهُ ... واحذرْ مقارنةَ القرينِ الشائنِ - كم من قرينٍ شائنٍ لقرينِهِ ... ومهجنٍ منه لكلِّ محاسنِ المنتصر بن بلال الأنصاري

-8- القلب

-8- القلب

- ويحَ الرجالِ من القلو ... بِ (القلوب) إِذا تنافرتِ القلوبُ - لا الرأيُ يرأبُ صَدعَها ... يوماً ولا النطىُ الطبيبُ - فلربما ائتُلفَ البغيضُ ... وربما هجرَ الحبيبُ خير الدين الزركلي

- إِن التباعدَ لا يضرُّ ... وإِذا تقاربتِ القلوبُ منصور التميمي

- واحرصْ على القلوبِ من الأذى ... فرجوعُها بعد التنافر يصعبُ - إِن القلوبَ إِذا تنافرَ ودُّها ... شبه الزجاجةِ كسرُها لا يشعبُ علي بن أبي طالب

- فكرْ بقلبكَ فيما أنت تبصرهُ ... فالأرض مملوءة الأقطار بالعيرٍ - ولا تَبِتْ جذلاً بالشيء يتركُهُ ... عليكَ خطبٌ جفا عمداً ولم يذَرِ - ولا تقلْ فأتتِ الأخطار إِن غَرَبَتْ ... فلم يفتُ خطرٌ إِلى خطرِ الشريف المرتضى

- إِذا قسا القلبُ لم تنفعْهُ موعظةٌ ... كالأرضِ إِن سَبَخَتْ لم ينفعِ المطرُ شاعر

- إِن القلوبَ لأجنادُ مجندةٌ ... لله في الأرض بالأهواءِ تختلفُ - فما تعارفَ منها فهو مؤتلفٌ ... وما تناكرَ منها فهو مختلِفُ أبو نواس

- وللقلبِ على القلبِ ... دليلٌ حين يلقاهُ - وللناسِ من الناسِ ... مقاييسٌ وأشباهُ - يقاسُ المرءُ بالمرءِ ... إِذا ما هوَ ما شاهُ - وفي العينِ غنىً للعينِ ... أن تنطقََ أفواهُ أبو العتاهية

- عَمَى القلبِ يمشي في عَمَى العين إِنهُ ... إِذا نامَ قلبُ المرءِ فالعينُ نائم أبو عامر السنوسي

- وإِذا القلوبُ استرسلتْ في غَيِّها ... كانت بليتُها على الأجسامٍ أحمد شوقي

- قبيحْ إِذا أغلقتَ قلبكَ قادراً ... وأقبحُ منه أن تخيبَ آملاً - وأقبحُ من هذا ومن ذاكَ نظرةٌ ... ترد بها من أمَّ بابكَ سائلا مسعود سماحة

-9- القلم

-9- القلم

- لعمرُك ما السيفُ سيفُ الكَمِيِّ ... بأخوفَ من قلمِ الكاتب ابن الرومي

- إِن يخدمِ القلمُ السيفَ الذي خَضَعَتْ ... له الرقابُ ودانتْ خوفه الأممُ - فالموتُ والموتُ لا شيءٌ يغالبُه ... ما زالَ يتبعُ ما يجري به القلمُ - بذا قضلى الله للأقلامِ مذ بُرِيتُ ... أن السيوفَ لها مذ أرهفَتْ خَدَمُ علي بن العباس النوبختي

- إِذا أقسمَ الأبطالُ يوماً بسيفِهم ... وعدوه مما يُكسبُ المجدَ والكرمْ - كفى قلمُ الكتابِ مَجْداً ورفعةً ... مدى الدهرِ أن اللهَ أقسمَ بالقلمْ أبو الفتح البستي

- ليس السيوفُ عن الأقلام غانيةً ... الفَرْيُ للسيفِ والتقديرُ للقلمِ الشريف الرضي

- أهيفُ ممشوقٌ بتحريكِهِ ... يحل عقدَ السرِّ إعلانُ - ترى بسيطَ الفكرِ في نظمهِ ... شخصاً له حَدٌ وُجُثمانُ - لولاه ما قامَ منارُ الهدى ... ولا سَمَا للملكِ ديوانُ أحمد بن جرار

-10- القناعة والرضى

-10- القناعة والرضى

- فلا تقنعْ من الدنيا بحظٍ ... إِذا لم تَحْوهِ يدَكَ اغتصابا - فشَرُّ ليوثِ الأرضِ ليثٌ ... يشاركُ في فريستهِ الذئابا ابن حميدس

- إِذا ما كساكَ اللهُ سربالَ صحةٍ ... ولم تخلُ من قوتٍ يحل ويغربُ - فلا تغبطنَّ المترفينَ فإِنهم ... على حسبِ ما يكسوهمُ الدهرُ يسلبُ ابن الرومي

- إِن لم يكنْ لكَ لحمٌ ... كفاكَ خَلٌ وزَيْتُ - إِن لا يكونْ ذا وهذا ... فكرةٌ وبُيَيتُ - تظلُّ فيه وتأوي ... حتى يجيئكَ مَوْتُ - هذا لعَمْري كفافٌ ... فلا يغرَّنَكَ ليتُ الخليل بن أحمد

- رأيتُ القعودَ على الأقتصادِ ... قُنوعاً به، ذلةً في العبادِ - إِذا ما الأديبُ ارتضى بالخمو ... لِ (بالخمول) فما الحظُّ في الأديبِ المستفادِ؟ البحترري

- فما ينفكُّ ذا مالٍ عتيدٍ ... فتىً جعلَ القنوعَ له عتادا المعري

- أفديكَ لا تضني الفؤادَ تحسرا ... بعلامَ كان ولم يكنْ ولماذا؟ - وانظرْ ترى ملاكَ أرضِك قد غَدَوا ... بعد العُلا تحتَ الصُّخورِ جُذاذا - فاقنعْ بما يرضى المدبرُ واتخذْ ... مرضاةَ صبرِكَ والهدى أستاذا عائشة التيمورية

- اقنعْ بأيسرِ شيءٍ فالزمانُ له ... محيلةٌ لا تقضىَّ عندَها الحوجُ - وما يكفُّ أذاةً عنكَ حافُ ضنى ... وقد يشجكَ عودٌ مّسَّهُ عِوَجُ - اقنعْ بما رضي التقيُّ لنفسِهِ ... وأباحَهُ لك في الحياةِ مبيحُ - أسنى فعالِكَ ما أردتَ بفعلهِ ... رشداً وخيرُ كلامكَ التسبيحُ المعري

- قناعةُ المرءِ بما عندهَ ... مملكةٌ ما مثلُها مملكةْ - فارضُوا بما جاءَ عَفْواً ولا ... تلقوا بأيديكم إِلى التهلكةْ صفي الدين الحلي

- العيشُ لاعيشَ إِلا ما قنعْتَ به ... قد يكثرُ المالُ والإِنسانُ مفتقرُ الجرمهي

- تقنعْ من الدنيا بلمحٍ فإِنها ... لدى كُلِّ زوجٍ حائضٌ مالها طيرُ - متى ما تطلقْ تعطَ مهراً وإِن تزد ... فنفسكَ بعد الدَّين والراحة المهرُ - ولم تربَطنَ الأرضِ يلقى لظهرِها ... رجالاً كما يلقي إِلى بطنِها الظهرُ المعري

- ولربَّ حتفٍ فوقَهُ ... ذهبٌ وياقوتْ ودرْ - فاقنعْ بعيشكَ يا فتى ... واملكْ هواكَ وأنتَ حررْ - ما تشبعُ النفسَ إِن لم تمسِ قانعةً ... شيٌ ولو كثرَتْ في ملكها البدرُ - والنفسُ تشبعُ أحياناً فيرجعها ... نحو المجاعةِ حُبُّ العيشِ والبطرُ أبو العتاهية

- واستعرِ اليأسَ وكن قَنوعا ... ولا تكنْ ذا جَذَعٍ هَلُعا - إِن الغنى والعِزَّ في القناعةْ ... والذلَّ في الحِرْصِ وفي الضراعةْ - لستَ تررى ذا شرةٍ غنيا ... ولو تبوَّا منزلاً عليا - والحرصُ سواقُ إِلى الحريصِ ... جهدَ البلاءِ الحاضرِ الرخيصِ الشيخ عبد الله السابوري

- قالوا: القناعةُ عزٌ والكفافُ غنىً ... والذلُّ والعارُ حرصُ المرء والطمعُ - صدقتمْ: من رضاه سدَّ جوعته ... إِن لم يصبْهُ فماذا عنه يقتنع؟ الحسين بن عبد الله البغدادي

- والنفسُ راغبةٌ إِذا رَعَّبْتَها ... وإِذا تُرَ دُّ إِلى قليلٍ تقنعُ - كم من جميعِ الشملِ ملتئمِ القوى ... كانوا بعيشٍ قَبْلَنا فتصدعوا أبو ذئيب الهذلي

- وفي الناسِ من يرضى بميسورِ عيشهِ ... ومركوبُه رجلاهُ والثوبُ جلدُه المتنبي

- إِذا حصلَ القوتُ فاقنعْ به ... فإِن القناعةَ للمرءِ كنزٌ - وصنْ ماءَ وجهِكَ عن بذلِه ... فإِن الصيانةَ للوجهِ عزٌّ هبة الله بن عرام

- لا تطلبِ الغَرَضَ البعيدَ وتسهرِ ... ما يقضِ يأتِ، وطالبٌ لم يُبهرِ - والمرءُ يغشاه الأذى من حيثُ لا ... يخشاه، فاعجبْ من صروفِ الأدهرِ المعري

- يضيعُ المرءُ ما كسبَتْ يداهُ ... بمطمعهِ ويملكُه قنوعا خليل مطران

- رأيتُ القناعةَ رأسَ الغِنى ... فصرتُ بأذيالِها مُتْمَسِكْ - فلا ذا يراني على بابهِ ... ولا ذا يراني به منهمِكْ - فصرتُ غنياً بلا درهمٍ ... أمُرُّ على الناسِ شبه الملكْ الشافعي

- إِن القناعةَ لم تخلعْ ملابسَها ... إِلا على رجلٍ ناهيكَ من رجلِ - صن ماءَ وجهِكَ عن ذُلِّ السؤالِ ولو ... أتاكَ إِهراقهُ بالمال والخولِ فتيان الشاغور

- قناعةُ المرءِ الرضى ... وحرصهُ أقصى العدمْ - ومالَهُ من مالهِ ... إِذا انقضى غيرُ الندمْ ابن رشيق القيرواني

- إِن القناعةَ والعفافَ ... لا يغنيانِ عن الغِنى - فإِذا صَبَرْتَ عن المنى ... فاشكرْ فقد نلتَ المنى البحتري

- لا أشرئِبُّ إِلى ما لم يَفُتْ طمعاً ... ولا أبيتُ ما فاتَ حسرانا المتنبي

- إِذا المرءُ لم يرضَ ما أمكنهْ ... ولم يأتِ من أمرهِ أحْسَنهْ - وأعجبَ بالعجبِ فاقتادهُ ... وتاه به التيه فاستحسنهْ - فدعْهُ فقد ساءَ تدبيرهْ ... سيضحكُ يوماً ويبكي سنهْ - أفادتني القناعةُ كُلُّ عزٍ ... وهل عزٌ أعزُّ من القناعة؟ - فصِّيْرها لنفسكَ رأس مالٍ ... وصيرِّ بعدها التقوى بضاعةْ - تَحُزْ ربحاً وتَغْثَىْ عن بخلٍ ... وتنعمُ في الجنانِ بصبرِ ساعةْ علي بن أبي طالب

- فاقنعْ ففي بعضِ القناعة راحةٌ ... واليأسُ مما فاتَ فهو المطلبُ علي بن أبي طالب

- تقنَّعْ بالكفاية فهي أولى ... بوجهِ الحرِّ من ذُلِّ القنوعِ - وضنَّ بماءِ وجهكَ لا ترقهُ ... ولا تبذلهُ للنضلِ المنوعِ - فأهونُ من سؤالِ الحرِّ بذلاً ... مماتُ الحرِّ من جوعٍ ونوعِ أبو الفتح البستي

- لا تقنعنَّ ومطلبٌ لكَ ممكنٌ ... فإِذا تضايقَتِ المطالبُ فاقنعِ - وإِذا حرصْتَ فألقِ سترَ قناعةٍ ... من دونِ حرصِكَ لا تلجَّ فتطبعِ - ومن المروءةِ قانعٌ ذو همةٍ ... يسعى لها فإِذا نبتْ لم يقلِعِ - ما كنتُ إِمعةً ولكن همةٌ ... تأبى الهوانَ وفسحةٌ في المنْجَعِ مسلم بن الوليد

- لا هطلَ الغَيْثُ بدارِ الألى ... ليس بهم راضٍ ولا قانعُ - الشرُّ في أبياتهمْ لابثٌ ... والخيرُ فيما بينهم ضائعُ - من يشتري مني جواري لهمْ ... فإِنني اليومَ له بائعُ الشريف المرتضى

- أنا بالقناعة سيدٌ لسعادتي ... فإِذا جشعْتُ فإِنني العبد الشقي محمد حسن

- شبابٌ قنَّعٌ لا خيرَ فيهم ... وبوركَ بالشبابِ الطامحينا أحمد شوقي

- ملكُ القناعةِ عزٌ يذهبُ الذِّلهْ ... فمن حوى كنزهُ لم يُؤتَ من قِلَّةْ - تباً لذي طَمَعٍ مستعبدٍ ومُتىً ... لا تستقرُّ على ريٍ ولا غُلَّهْ الصاحب الأنصاري

- فاقنعْ بما قسمَ المليكُ فإِنما ... قسمَ الخلائقَ بيننا علامُها لبيد بن ربيعة

- تقنعْ بالكفافِ تعشْ رخياً ... ولا تبغِ الفضولَ من الكفافِ - ففي خُبْرِ القفارِ بغيرِ أدمٍ ... وفي ماءِ الفراتِ غِنَىً وكافِ - وفي الثَّوْبِ المرقعِ ما يغطى ... به من كل عُرْيٍ واكشافِ - وكل تزينٍ بالمرءِ زينٌ ... وأزينُه التزينُ بالعفافِ محمد بن حميد الأكاف

- اقنعْ إِذا كنْتَ يوماً ... تلقى بعزمِكَ وَهْنا - إِن القناعةَ كنزٌ ... لأهلِهِ ليس يُفنى جميل صدقي الزهاوي

- إِذا قنعَ الفتى بذميم عيشٍ ... وكان وراءَ سجفٍ كالنباتِ - ولم يهجمْ على أسدِ المنايا ... ولم يطعنْ صدورَ الصافناتِ - ولم يَقِرِ الضيوفَ إِذا أتوهُ ... ولم يَرْوِ السُّيُفَ من الكماةِ - ولم يبلغْ بضربِ الهامِ مَجْداً ... ولم يكْ صابراً في النائباتِ - فقلْ للناعياتِ إِذا نَعَتْهُ ... ألا فاقصرنَ نَدْبَ النادباتِ - ولا تندبْنَ إِلا ليث غابٍ ... شُجاعاً في الحُوبِ الثائراتِ - دَعُني في الحياةِ أمُتْ عزيزاً ... فموتُ العِزِّ خيرٌ من حياةِ عنترة العبسي

- العبدُ حُرٌ ماقُنَعْ ... والحُرُّ عبدٌ ما طمعْ - فاقنعْ ولا تطمعْ فما ... شيءٌ يشينُ سوى الطمعْ - إِذا شئتَ أن تلقى مُنى العيشِ كلهِ ... فكن بالذي يقضي به الله راضيا شاعر

- وهل نحنُ في الأيامِ إِلا معاشرٌ ... نقضي ديوناً أو نَرُدُّ عواريا - وداءُ الردى في الناسِ أعيا دواؤه ... فلا تشكُ داءً أو تصيبَ مُداويا الشريف المرتضى

-11- القوى والاقوياء

-11- القوى والاقوياء

- تَسَلَّحوا واستعدوا ... للدهر سِلْماً وحربا - فالليثُ ظفرٌ ونابٌ ... لولاهُما كان كَلْبا القروي

- ومن تكنِ الأسدُ الضواري جدودُهُ ... يكن ليلُه صُبْحاً ومطعمُه غَضْبا المتنبي

- إِنما الناسُ يا قويُّ سواءٌ ... كُلُّ خلقٍ من طينِها والماءِ - لا تدعْ شوكَةَ التكبرِ تنمو ... فجميعُ الأنامِ من حواءِ - خففِ الوطء فالبرايا عيالُ اللهِ ... فارحمْ يرحمْكَ من في السماءِ صفي الدين الغلاييني

- إِذا كنتَ يا هذا قوياً فلا تكنْ ... غريراً فكمْ خيلٍ بفرسانها تكبو - وكم من قِوىً دالَتْ وكم دولةٍ هَوَتْ ... وكُلُّ اقتدارٍ في الزمانِ له غِبُّ بدر الدين الحامد

- فلو كنتُ الحديدَ لكسَّروني ... ولكني أَشَدُّ من الحديدِ - وكُلُّ بازٍ يمسهُ هرمٌ ... تخرى على رأسهِ العصافير شاعر

- قالوا: تسابقتِ الحميرُ ... فقلتُ من عَدَمِ السوابقْ محمد الجذامي

- قد تضمنُ الدولةُ الكبرى لجارتها ال ... صغرى (الصغرى) من الحَقِّ ما ينجي من الغرقِ - وما صكوكُ ضمانِ الأقوياءِ لدى ال ... مستضعفينَ (المستضعفين) سوى حِبْرٍ على وَرَقِ محمد الفراتي

- الأقوياءُ بكُلِّ أرضٍ قد قضوا ... أن لاتراعى للضعيف حقوقٌ - أتحتو عليك قلوب الورى؟ ... إِذا دمعُ عينيكَ يوماً جرى؟ - وهل ترهم الحمل المتضامَ ... ذئاب الفلا أو أسود الثرى؟ - فلن يابس العود صلب القناةِ ... قوي المراس متين العرا - ولا تتضامن البغي البقاة ... وكن كاسراً قبل أن تكسرا - وأولى من عاش قبل الثرى ... ذليلاً لوا حتل جوف الثرى - طريق العلا دائماً للأمام ... فويلك هل ترحم القهقرى? - وكل البرية في نقطةٍ ... فويل لمن يستطيب الكرى جميل الزهاوي

الباب الثاني والعشرين: باب الكاف

الباب الثاني والعشرين: باب الكاف

-1- الكبر والعجب

-1- الكبر والعجب

- لو كانَ عُجْبُكَ مثلَ لبكَ لم يكنْ ... لكَ وزنَ خردلةٍ من الإِعجابِ - أو كان لبكَ مثل عجبكَ لم يكنْ ... أحدٌ يفوقُكَ من ذوي الألبابِ علي بن الجهم

- الكِبر تبغضُهُ الكرامُ وكل من ... يبدي تواضعَهُ يَحبَّ ويحمَدُ - خيرُ الدقيقِ من المناخلِ نازلٌ ... وأخسُّهُ وهي النخالةُ تصعدُ فتيان الشاغور

- وإِني رأيتُ الضرَّ أحسنَ منظراً ... وأهونَ من مرأى صغيرٍ به كبرُ المتنبي

- الحمدُ لله على ما نَرى ... كُلُّ من احْتيجَ إِليه زها أبو العتاهية

- التيهُ مفسدةٌ للدين، منقصة ... للعقلِ، مهتكةٌ للعرض، فانتبهِ - لا تشرهَنَّ، فإِن الذُّلَّ في الشرهِ ... والعزَّ في الحلمِ لا في البطشِ والسَفهِ شاعر

- ودعِ التيهَ والعبوسَ على النا ... سِ (الناس) فإِن العبوسَ رأسُ الحماقةْ - كلما شِئْتَ أن تعادي عاديْتَ ... صديقاً وقد تعزُّ الصداقةْ محمد الخلادي

- والكبْرُ تزايدُ هذا ضدانِ اتفاقُهما ... مثلُ اتفاقِ فتاءِ السنِّ والكبرِ - يجني تزايدُ هذا من تناتقضِ ذا ... والليلُ إِن طالَ غالَ اليومَ بالقصرِ أبو العلاء المعري

- يا مظهرَ الكِبر إِعجاباً بصورتِه ... انظرْ خلاءكَ إِن النتنَ تَثْريبُ - لو فكرَ الناسُ فيما في بطونِهمُ ... ما استشعرَ الكبرَ شانٌ ولا شيبُ - هل في ابنِ آدمَ غيرُ الرأسِ مكرمةً ... وهو بخمسٍ من الأقذارِ مضروبُ - أنفٌ يسيلُ وأذنٌ ريحُها سَهِكٌ ... والعينُ مرصةً والثغرُ ملعوبُ - يابنَ الترابِ ومأكولَ الترابِ غداً ... أقصرْ فإِنكَ مأكولٌ ومَشْروبُ شاعرر

- والعجبُ داءٌ قاتلٌ أَهلَهُ ... يمانعُ الأستارَ أن تُسدَلا المعري

-2- الكتب

-2- الكتب

- ما سودَ الأيامَ وهي بهيجةٌ ... ببياضِها كالعيشِ بين محابرِ - جهدُ عناءُ حرٍ مبتلى ... بكمابرٍ من هَمِّهِ ومساهرِ خليل مطران

- أنا يا كتبُ كافرٌ بك، وبالتاريخِ ... طراً، وبالأسانيدِ ساخرٌ - كلما ترجمَ الزمانُ عظيماً مثَّل ... الشبهُ لي عظيماً معاصرْ - فتضاغَى وبَرْعَمَ الشَّكُّ، ثم التف ... وانْحَلَّ، واضحَ الريبِ سافرْ - الكتابُ الحَيُّ، الصحيحُ، وجوهُ الناس ... فاقرأ هذا الكتابَ الداهرْ - واسألِ الحاضرَ الذي أنتَ فيه، ... تبصرِ الأمسَ، وانسربْ في الضمائرْ وصفي القرنفلي

- ما تطعَّمْتُ لذةَ العيشِ حتى ... صرْنَ في وحدتي لكتبي جليسا - إِنما الذلُّ في مداخلةِ النا ... سِ (الناس) فدعْها وكن كريماً رئيساً - ليسَ عندي شيءٌ أجلُّ من العل ... مِ (العلام) فلا أبتغي سواهُ أنيسا بن عبد العزيز أو الجرجاني

- ولا تكتبْ بكفِّكَ غيرَ شيءٍ ... يسكَ في القيامةِ أن تراه علي القطفي

- أرى كتباً قد طال في جمعِها جُهْدي ... وزادَ إِليها قبلَ تحصيلها وَجْدي - تمنْيتُ فيها نظرةً فحُرِمْتُها ... وجاءَتْ عقيبَ المنعِ عَفْواً بلا كدِّ - فأصبحتُ فيها ناظراً متَحكِّماً ... جواداَ بما فيها على الصادقِ الودِّ - أقلِّها من بعد غيري محكِّماً ... فيا ليتَ شعري من يقلبها بعدي؟ يوسف بن سليمان القرشي

- وأصبحتُ ذا ضنٍ بها وتمسكٍ ... لعلمي بما قد صنعتُ فيها منضَّدا - وأحذرَ جهدي أنْ تنالَ بنائلٍ ... مبيرٍ وأن يغتالَها غائلُ الردى - وأعلم حقاً أنني لستُ باقياً ... فيا ليتَ شعري من يقبلُها غدا؟ نصر بن عبد الرحمن الفزاري

- من جانبِ القبرِ لسانٌ بدا ... يكذبُ ما شاءَ ولا يستحي - هذا هو التاريخُ لو أننيْ ... صَوَّرْتُهُ يوماً على المسرحِ عباس محمود العقاد

- أعيذكَ بالرحمن من شرِّ كاتبٍ ... له قلمٌ زانٍ وآخرُ كاتب - يا معشرَ الكتابِ لا تتعرضُوا ... لرياسةٍ وتصاغروا وتخادموا أبو نواس البستي

- إِذا لم تكنْ حافِظاً واعياً ... فجعُكَ المكتبِ لا ينفعُ - أتنطقُ بالجهلِ في مجلسٍ ... وعلمُكَ في البيتِ مستودعُ؟ محمد البغدادي

- أضلُّ في الدنيا سيبلاً ... محبٌ باتَ منها في وثاقِ - وأفضلُ ما اشتغلتَ به كتابٌ ... جليلٌ نفعُهُ حلوُ المذاقِ - وعشررةٌ حاذقٍ فطنٍ لبيبٍ ... يفيدُكُ من معانيهِ الدقاقِ - وأَخْسَرُ ما يضيعُ العمرُ فيه ... فُضُلُ المالِ تجمعُ للرفاقِ ناصيف اليازجي

- يا أيها الطالبُ الآدابً مبتدراً ... لاتسْهُ عن حَمْلكَ الأوراقِ للأدبِ - فحملها أدبٌ تحوي به أدباً ... وسوفَ تنقلُ مافيها إِلى الكتب - وليس في كُلِّ وقْتٍ ممكناً قامٌ ... ودفترٌ ياعديمَ المثلِ في الحسبِ شاعر

- أنا من بدَّلَ بالكُتْب الصِّحابا ... لم أجدْ لي وافياً إِلا الكتابا - صاحبٌ إِن عبتَهُ أولم تُعِبْ ... ليس بالواجدِ للصاحبِ عابا - كلما أخلقْتُهُ جددني ... وكساني من حُلَىْ الفضلِ ثيابا - صحبةٌ لم أشكُ منها ريبةٌ ... ووداد لم يكلفْني عِتابا - ربَ ليلٍ لم تقصرْ فيه عن ... سَهَرٍ طالَ على الصمتِ وطابا - إِن يجدْني يتحدثْ أو يجدْ ... مللاً يطوي الأحدايثَ اقتضابا - تجدُ الكتبُ على النقدِ كما ... تجدُ الإِخوانَ صِدْقاً وكِذبا - فتَخَيَّرْها كما تختارُهُ ... وادخرْ في الصحبِ يبغيكَ الصوابا - صالحُ الإِخوانِ يبغيكَ التقى ... ورَشِيْدُ الكُتْبِ يبغيكَ الصوابا أحمد شوقي

- خيرُ المحادثِ والجليسِ كتابُ ... تخلو به مَلَّكَ الإصحابُ - لا مفشياً سراً إِذا استودعْتَه ... وتنالُ منه حكمةٌ وصوابُ المتنبي

- أفٍ لرزقِ الكتَبَهْ ... أفٍّ له ما أصعبهْ - يُرتشفُ الرْزقُ به ... من شِقِّ تلكَ القصبةْ المتنبي

- إِذا ما خلوْتُ من المؤنس ... ين (المؤنسين) جعلْتُ المحدثَ لي دفتري - فلم أخلُ من شاعرٍ محسنٍ ... ومن مضحكٍ طيبٍ مندرٍ - ومن حِكَمٍ بين أثنائِها ... فوائدُ للناظرِ المفكرِ - وإِن ضاقَ صدري بأسرارهِ ... وأودعتُهُ السرَّ لم يُظهرِ - فلست أرى مؤثراً ماحييتُ ... عليه نديماً إِلى المحشرِ علي بن هارون بن يحيى

- وإِن تمنَّيْتُ عيشَ الدهرِ أجمعَه ... وأن تعاينَ ما ولَّى من الحقبِ - فانظرْ إِلى سِيَرِ القومِ الذينَ مَضَوا ... والحظ كتابتهم من باطنِ الكتبِ - تجدْ تفاوتَهم في الفضلِ مختلفاً ... وإِن تقاربَتِ الأحوالُ في النِسبِ - هذا كتاجٍ على رأسٍ يعَظمه ... وذاك كالبعرِ الجافي على الذَّنَبِ أحمد مسكويه

- تأملْ إِذا ما كتبتَ الكتابَ ... سورَكَ من بعد إِحكامِها - وهذبْ عبارةَ طرزِ الكلامِ ... واستوفِ سائرَ أقسامِها - فقد قيلَ إِن عقولَ الرجالِ ... تحتَ ألسنةِ أقلامِها صفي الدين الحلي

-3- الكذب

-3- الكذب

- لا يكذبُ المرءُ المرءُ إِلا من مهانتِه ... أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ - لعضُّ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ ... من كذبةِ المرءِ في جدٍ وقي لعبِ شاعر

- من يكذبُ التاريخَ يكذبْ ربهُ ... ويسيءُ للأمواتِ والأحياءِ أحمد شوقي

- لا عُذْرَ للسيدِ حين يكذبُ ... إِذا ليس يرجو أحداً أو يرهبُ - وليس معذوراً إِذا ما يغضَبُ ... إِِذا العقابُ عندَه لا يصعبُ فما له يصلي بنارِ الضَّجَرِ؟ محمد الوحيدي

- ودعِ الكذوبُ فلا يكنْ لكَ صاحباً ... إِن الكذوبَ لبئسِ خلاً يصحبُ - كم من حسيبٍ كريمٍ كان ذا شرفٍ ... قد شانهُ الكذبُ وَسْطَ الحَيِّ إِن عمدا - وآخرُ كان صعلوكا فشرَّفهُ ... صدقُ الحديثِ وقولٌ جانبَ الفَنَدا علي عبد العزيز

- فصارَ هذا شريفاً فوقَ صاحبِه ... وصار هذا وضيعاً تَحْتَح أبدا الأبرش

- الكذبُ عارٌ وخيرُ القول أصدقُهُ ... والحَقَّ ما مسَّه من باطلٍ زهقا شاعر

- إِن الكريمَ إِذا ما كانَ ذا كذبٍ ... شانَ التكرمَ منه ذلكَ الكذبُ - الصدقُ أفضلُ شيءٍ أنت فاعلهُ ... لا شيءَ كالصدقِ لا فخرٌ ولا حسبُ شاعر

- كذبتَ ومن يكذبْ فإِن جزاءَه ... إِذا ما أتى بالصدقِ أن لا يُصَدَّقا شاعر

- تورعوا، يا بني حواءَ، عن كذِبٍ ... فما لكم عند ربٍ صاغكمْ خطرُ المعري

- إِذا عرفقَ الكذابُ بالكذبِ لم يزلْ ... لدى الناسِ كذباً وإِن كان صادقاً - ومن آفةِ الكذابِ نسيانُ كذبهِ ... وتلقاهُ ذا حَفِظ إِذا كان صادقاً الكريزي

- وإِن أتاكَ امرؤٌ يسعى بكذبتِه ... فانظرْ فإِن اطلاعاً قبلَ أيناسِ ابن الأعرابي

- حسبُ الكذوبِ من المها ... نةِ (المهانة) بعضُ ما يُحْكى عليه - ما إِن سمعْتُ بكذبةٍ ... من غيرهِ نسبتْ إشليهْ شاعر

- فلا خيرَ فيما يكذبُ المرءُ نفسَهُ ... وتقوالهُ للشيء: يا ليت ذا ليا - فطأ، مُعرضاً، إِن الحتوفَ كثيرةُ ... وإِنكَ لا تبقي، بمالك، باقيا - وإِن أعجبتْكَ الدهرَ حالٌ من امرئٍ ... فدعهُ وواكلْ حالَهُ، واللياليا - لعمرُكَ، ما يدري امرؤ كيف يتقي ... إِذا هو لم يجعلْ له، اللهُ واقيا أفون التغلبي

- الكذبُ راقَكَ أنه متجملٌ ... والصدقُ ساءكَ أنه عريانُ - من ساءَ من مرضٍ عضالٍ طبعهُ ... يستقبحُ الأيامَ وهي حسانُ جميل صدقي الزهاوي

-4- الكريم والكرام

-4- الكريم والكرام

- أَكنْهِ حينَ أناديهِ لأكرمَهُ ... ولا ألقَّبُهُ والسوأةَ اللَّقَبا - كذالكَ أدبتُ حتى صارَ خُلُقي ... أني وجدتُ مِلاكَ الشيمةِ الأدبا بعض الفزاريين

- أما ترى الماجدَ المفضالَ ترفعُهُ ... أيامُهُ، وهو بالإِحسانِ مقتربُ - طوعَ القيادِ كغصنِ البانِ يجذبُه ... مرُّ النسيمِ على ضعفٍ، فينجذبُ أسامة بن منقذ

- والكريم النامي لأصلٍ كريمٍ ... حَسَنٌ في العيونِ يزدادُ حُسْنا البحتري

- كم ناقصٍ دلَّ على فاضلٍ ... دلَّ على بيتٍ كريمٍ نباحُ علي التهامي

- أرى المكرماتِ استهلكتْ في معاشرٍ ... وبادَتْ كما بادتْ جَديسُ وجرهمُ - قلَّ الكرامُ فصارَ يكثرُ فذُّهُمْ ... ولقد يقِلُّ الشيءُ حتى يكثرا البحتري

- إِن الصنائعَ في الكرامِ ودائعٌ ... تبقى ولو فنيَ الزمانُ بأسرهِ الصليحي

- انظرْ إِلى حسنِ صبرِ الشمعِ يظهرُ ال ... رائين (الرائين) نوراً وفيه النارُ تستعرُ - كذا الكريمُ: تراهُ ضاحكا جَذِلاً ... وقلبُه بدخلِ الهمِ منفطرُ أسامة بن منقذ

- ذهبَ التكمُ والوفاءُ من الورى ... وتصرَّ ما، إِلا من الأشغارِ - وفشتْ خياناتُ الثقاتِ وغيرِهم ... حتى اتهمْنا رؤية الأبصاررِ - ولربما اعتضدَ الحليمُ بجاهلٍ ... لا خيرَ في غِنىً بغيرِ يسارِ علي التهامي

- أفعالُ من تلدُ الكرامُ كريمةٌ ... وفعالُ من تلدُ الأعاجمُ أعجمُ ابن أبي حصينة

- لا تنكري عطلَ الكريمِ من الغِنى ... فالسيلُ حربٌ للمكانِ العالي أبو تمام

- تكرَّمْ لتعادَ الجميلَ ولن ترى ... أخا كرمٍ إِلا بأن يَتَكَّثرَّ ما الملتمس

- إِن الكريمَ إِذا حركتَ نسبتَهُ ... سمتْ به سامياتُ المجدِ والهِممِ - وإِني لأرثي للكريمِ إِذا غدا ... على مطمعٍ عند اللئيمِ يطالبُهْ - وأرثي له في موقفِ السوءِ عندَهُ ... كما قد رثوا للطرفِ والعلجُ راكبُه دعبل الخزاعي

- أرى الكريمَ بوجدانٍ وعاطفةٍ ... ولا أرى لبخلِ القومِ وجدانا شوقي

- ومتى رأيتَ يدَ امرئٍ ممدودةً ... تبغي مواساةَ الكريمِ فواسِها - خيرُ الأكفِ السابقاتِ بجودِها ... كفٌ تجودُ عليكَ في إِفلاسِها ابن أبي حصينة

- هم الكريمِ كريمُ الفعلِ يفعلُه ... وهم سَعْدٍ بما يلقي إِلى المعِدَةْ شاعر

- إِن الكريمةَ ينصرُ الكرامَ ابنُها ... وابن اللئيمةِ للئامِ نَصُرُ جرير

- إِذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ ... وإِن أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمردا

- ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ بالعُلى ... مُضرٌ كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى المتنبي

- الكريمُ الكريمُ من ضَمَّ في ... التاريخِ أمجادَهُ إِلى أحسابِه - وإِذا الكريمُ مدحتهُ بقصيدةٍ ... قرأ اللئيمُ الذمَّ في أبياتِها - فامدحْ كرامَ الناسِ مغتصباً ودعْ ... زمرَ للئامِ تموتُ في حَسَراتِها الياس حبيب فرحات

- أتجزعُ مما أحدثَ الدهرُ بالفتى ... وأيُّ كريمٍ لم تصبُه القوارعُ؟ - قد يكرمُ الفردُ إِعجاباً بخسِتهِ ... وقد يهانُ لفرطِ النخوةِ السبعُ لبيد الغساني

- وإِني لتنهاني خلائقٌ أربعٌ ... عن الفُحْشِ فيها للكريم رواعُ البختَري

- حياةٌ وإِسلامٌ وشيبٌ وعفةٌ ... وما المرءُ إِلا ما حبَتْهُ الطبائعُ ابن أبي صفرة

- إِن المكارمَ ليس يدركُها امرؤٌ ... ورثَ المكارمَ عن أبٍ فأضاعَها - أمرتْهُ نفسٌ بالدناءةِ والخَنا ... ونهتْهُ عن طلبِ العُلا فأطاعها الخصين بن المنذر الرقاشي

- لا تحرمنَّ كريماً ما استطعْتَ ولا ... تقر النجاحَ لئيماً طبعُهُ طبَعُ - إِن الكرامَ إِذما مَسَّهُمْ سغبٌ ... صالوا صيالَ لئامِ الناسِ إِن شبعوا أبو الفتح البستي

- ليس الكريمُ بمن يخلِّفُ أُمَّه ... وفتاتَه بالمنزلِ الجعجاعِ ابن مفزغ الحميري

- وإِذا وكلتَ إِلى كريمٍ رأيَه ... في الجودِ بان مذيقُهُ من محضِه المتنبي

- آخِ الكرامَ إِذا وَجَدْ ... تَ (وجدت) إِلى إِخائِهمُ سبيلا شريح بن عمران

- واشربْ بكأسِها ... شربوا بها السمَّ الثمِيلا اليهودي

- إِن الكريمَ وأبيك يعتمِلْ ... إِن لم يجدْ يوماً على من يَتَّكِلْ شاعر

- ما أبعدَ المكرماتِ عن رجلٍ ... على سؤالِ الرجالِ يتكلُ - ليس الثَّرى والثريَّ والعزةَ ال ... قعاءَ (القعاء) إِلا السيوفُ والأسلُ - فكن على الدهرِ فارساً بطلاً ... فإِن الدهرُ فارسٌ بطلُ - وأحسنُ مأثرةٍ للكرامِ ... إِحسانُها بعد إِحسانها البحتري

- وما تَخْفَىْ المكارمُ حيثُ كانَتْ ... ولا أهلُ المكارمِ حيثُ كانوا - متى أحرجْتَ ذا كرمٍ تَخَطَّى ... إِليكَ ببعضِ أخلاقِ اللئيمِ البحتري

- واجعلْ بطانتكَ الكرامَ فإِنهمْ ... أدرى بوجهِ الصالحاتِ وأخبرُ - إِن الكريمَ له الكرامُ بطانَةٌ ... طابتْ شمائلُهم وطابَ العنصرُ - إِن لاحَ خيرٌ قَرَبوه ويَسْروا ... أو لاحَ شرٌ باعدُوه وَعَّسروا - أما اللئيمُ فحولَه أمثالُهُ ... قرناءُ سوءٍ ليس فيهم خيَّرُ - إِن لاحَ خيرٌ باعدوهُ وعَسَّروا ... أو لاحَ شرٌ قَرَّبوه ويَسَّروا - ولكل كونٍ كائناتٌ مثلُهُ ... فقبيلُهُ من جنسِه والمعشرُ محمد الأسمر

- ليس الكريمُ يدنسُ عِرْضَه ... ويرى مروءته تكونُ بمن مضى - حتى يشيدَ بناءهُ ببنانهِ ... ويزينَ صالحَ ما أتوه بما أتى الحسين بن أحمد البغدادي

- وإِذا الكريمُ رأى الخمولَ نزيلهُ ... في منزلٍ فالحزمُ أن يَتَحَّلا - لا تحسبنَّ ذهابَ نفسِكَ ميتةً ... ما الموتُ إِلا أن تعيشَ مذللا عين الزمان

- إِنما يقدرُ الكرامَ كريمٌ ... ويقيمُ الرجالُ وزنَ الرجالِ شوقي

- كم من كريمِ الأصلِ بادٍ كرمُهْ ... أقعدَهُ عن النعالي عدمُهْ - والفقرُ فاعلمْ مجمعُ البلاءِ ... وسالبٌ للحلمِ والحياءِ الشيخ عبد الله السابوري

- إِن الكريم الذي تَبْقَى مودتُهُ ... ويحفظُ السرَّ إِن صَرَما - ليس الكريمُ الذي إِن غابَ صاحبهُ ... بث الذي من أسرارِه عَلِما ابن الحاج الدلفيقي

- أدنى الفوارسِ من يغيرُ لمنغمٍ ... فاجعلْ مغاركَ للمكارمِ تكرمِ - وتوقَّ أمرَ الغانياتِ فإِنه ... أمرٌ إِذا خالفْتَه لم تَنْدَمِ المعري

- أتدعو كريماً من يجودُ بمالِه ... ومن جاد بالنفسِ النفسية أكرمُ - إِذا لم يكنْ ينجي الفرارُ من الردى ... على حالةٍ فالصبرُ أرجى وأحزمُ دأبو فراس الحمداني

- ليس الكريمُ الذي يعطي عطيته ... على الثناءِ وإِن أغلى به الثَّمنا - يل الكريمُ الذي يعطيْ عطيتَه ... لغيرِ شيء سوى استحسانِه الحَسَنا ابن الرومي

- إِن المكارمَ أخلاقٌ مطهرةٌ ... فالدينُ أولها والعقلُ ثانيها - والعلمُ ثالثُها والحلمُ رابعُها ... والجودُ خامسها والصدقُ ساديها - والِرُّ سابعُها والصبرُ ثامنُها ... والشكرُ تاسعُها واللينُ باقيها - والنفسُ تعلمُ أني لا أصدقُها ... ولستُ إِلا حين أعصيْها علي بن أبي طالب

- إِذا نبا بكرمٍ موطنٌ فلَه ... وراءُ في بسيطِ الأرضِ أوطانُ البستي

- إِن الكريمَ إِذا نالتْهُ مخصمةٌ ... أبدى إِلى الناسِ شِبْعاً وهو طيان - يحني الضلوعَ على مثل اللظىِ حرقا ... والوجهُ غمرٌ بماءِ البشرِ ملآن ابن شهيد الأندلسي

- عي الشريف يشينُ منصبَه ... وترى الوضيعَ يزينُه أدبهْ - والصدقُ أفضلُ ما حضرتَ به ... ولربما ضرَّ الفتى كذبُهْ أبو معاذ بشار بن برد

- من يطلبِ الدهرُ تدركْهُ مخالبُه ... والدهرُ بالوتر ناجٍ غيررُ مطلوبِ - مامن أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمةٍ ... إِلا يشدُّ عليهم شدة الذيبِ - حتى يبيدَ على عمدٍ سراتَهم ... بالنافذاتِ من النيلِ المصاييبِ النابغة الذبياني

- قد يدركُ الشرفَ الفتى ورداؤه ... خَلَقٌ وجيبُ قميصِه مرقوعُ ابن هرمة

- إِذا هُزَّ الكريمُ يزيدُ خيراً ... وإِن هُزَّ اللئيمُ فلا يزيدُ أعرابي

- ومن شيمِ الزمانِ بلا مراءٍ ... عداوةُ كلِّ ذي شرفٍ وفضلِ بن الدباغ

- ومن كرمتْ طبائعَهُ ... بآدابٍ مفضلةِ حسانِ - فإِن غَدَرَتْ بكَ الأيامُ فاصبرْ ... وكن باللهِ محمودَ المعاني - ولا تكُ ساكناً في دارِ ... فإِن الذلَّ يقرنُ بالهوانِ - وإِن أولاكَ ذو كرمٍ جَميلاً ... فكن بالشكرِ منطلقَ اللسانِ علي بن أبي طالب

-5- الكره والمكروه

-5- الكره والمكروه

- وتشجمُ المكروهِ ليس بضائرٍ ... ما خِلْتَه سبباً إِلى المحمودِ القاضي الفاضل

- إِذا وقعَ المكروهُ فاحتلْ لدفعهِ ... إِذا ما تجدءه بالتحيُّلِ يدفعُ - فإِن لم ذا الحيلةِ تُغْنِ الشهمَ حيلةٌ ... تسلَّى، فليس الغَمُّ ماطال ينفعُ - من الحزمِ أن تلهو عن الخطبِ إِن طما ... فقركَ، حتى لاتَ في النجحِ مطمع - فليس بمغنٍ عنكَ في النازلاتِ الأسى ... وشكوى الليالي والبُكى والتوجعُ مصطفى الغيلاني

- توقعَ الكرهِ ازديادٌ إِلى ... عذابِ من يرقبه لا الوقوعُ - واليأسُ فيه العِزُّ مستأنفاً ... وفي أكاذيبِ الرجاءِ الخضوعُ البحتري

- لاتجزعنَّ لكرهٍ أنتَ رراكبُه ... واجرْ عليه ولا تظهر له رعباً - قضى اللهُ بعضِ المكارهِ للفتى ... برشدٍ وفي بعضِ الهوى ما يحاذرْ الأخزر بن الطفيل

- كنْ للمكارهِ مقطعاً ... فلعلَّ يوماً لا ترى ما تكرهُ - فلربما استترَ الفتى فتنافسَتْ ... فيه العيونُ وإِنه لمموهُ - ولربما اختزنَ الكريمُ لسانَه ... حذرَ الجوابِ وإِنه لمفوَّهُ - ولربما ابتسمَ الوقورُ من الأذى ... وفؤادُه من حَرَّه يتأوهُ علي بن أبي طالب

- إِذا المرءُ لم يغشَ الكريهةَ أو شكتْ ... حبالُ الهويني بالفتى أن تقطعا - قد يكرهُ المرءُ مافيه سلامتُه ... وربما عشقَ الإِنسانُ ما قتلا الكحلحبة العربي أو أبو بشر الجرجاني

- ربما تكرهُ النفوسُ من الأمرِ ... له فرجةٌ كحلِّ العقالِ أمية بن أبي الصلت

-6- الكلام والتكلم

-6- الكلام والتكلم

- وزنِ الكلامَ إِذا نطقَتَ ولا تكنْ ... ثرثارةً في كلِ نادٍ تخطبُ - واحفظْ لسانكَ واحترزْ من لفظِهِ ... فالمرءُ يسلمُ باللسانِ ويعطبُ - والسرُ فاكتمهُ ولا تنطقْ به ... فهو الأسيرُ لديكَ إِذا لا ينشبُ - وكذلكَ سِررُّ المرءِ لم يطوِه ... نشرَتْه ألسنةٌ تزيدُ وتطذبُ علي بن أبي طالب

- والأصلُ في التكلمِ التحفظُ ... من سَقَطٍ يأتي به التلفظُ - أو من بذي يخرجُه التغيظُ ... قلَّ لسانٌ صانَه التقيظُ وفلضلُهُ بلاغةُ المعبرِ محمد الوحيدي

- حشوْ كلامِ المرءِ في الخطابِ ... من عَيَّه كذاكَ في الجوابِ - يارب سحرٍ من كلامِ الناسِ ... يلينْ القلبَ الغيظَ القاسي - والمرءُ في لسانِه مخبوءُ ... منطقُه يحسنُ أو يسيءُ - لا تأمننْ في منطقِ من يهرفُ ... في وصفِه بحمدْ من لا يعرفُ الشيخ عبد الله السابوري

- لاخيرَ في هذِرٍ يهزُّ لسانَه ... بكلامِه والقلبُ غيرُ شجاعِ ابن مفزع الحميري

- تكلمْ وسددْ ما استطعْتَ فإِنما ... كلامُكَ حيٌ والسكوتُ جمادُ - وإِن لم تجدْ قولاً سديداً تقولُه ... فصمْتُكَ من غير السدادِ سدادُ - كلامُ أكثِر من تلقى ومنظرُه ... مما يشق على الآذانِ والحَدَقِ - إِلفُ هذا الهواءِ أوقعَ في الأن ... فسِ أن الحِمامَ مرُّ المذاقِ - والأسى قبلَ فرقةِ الروحِ عجزٌ ... والأسى لا يكونُ بعدَ الفراقِ - والغِنى في يدِ اللئيمِ قبيحٌ ... قدرَ قبحِ الكريمِ في الإِملاقِ أبو الفتح البستي

- وزنِ الكلامَ إِذا نطقْتَ فإِنما ... يبدي عقولَ دوي العقولِ المنطقُ رجاء الأصفهاني

- إِذا ما روى الراوي حديثاً فلا تقلْ ... سمعْنا بهذا قبلَ أن يتمَّما - ولكن تسمعْ للحديثِ موهِّما ... بأنكَ لم تسمعهُ فيما تقدما شاعر

- خير الكلامِ قليلٌ ... على كثيرٍ دليلُ - والعيُّ معنى قصيرٌ ... يحويهِ لفظٌ طويلُ - وفي الكلامِ عيونٌ ... وفيهِ قالٌ وقيلُ - وللبليغِ فصولٌ ... وللعَيِيِّ فُضولُ أحمد بن الخطيب

- قد أرى كثرةَ الكلامِ قبيحاً ... كلُّ قولٍ بشينُه الإِكثارُ أبو مسهر

- وإِذا الكلامُ مهذباً لم يقترنْ ... بالفعلِ كان بضاعةَ الثرثارِ - والصدقُ يبرزُ في المحافلِ عارياً ... والكذبُ لا يكفيهِ ألفُ ستارِ الياس حبيب فرحات

- من الناسِ من لفظُه لؤلؤٌ ... يبادرُه اللقطُ إِذا يلفظُ - وبعضُهم قولُه كالحصِا ... يقالُ فيُلغِى ولا يُحْفَظُ المعري

- إِن كان قد نطقَ البليغُ ولم يعِظْ ... أحداً فقد وَعَظ الزمانُ وما نَطَقْ المعرري

- إِذا نطقتُ فقاعُ السجنِ متكأ ... وإِن سكتُّ فإِن النفسَ لم تطبِ حافظ إِبراهيم

- إِذا تحدثْتَ في قومٍ لتؤنسَهُمْ ... بما تحدثُ من ماضٍ ومن آتٍ - فلا تعدْ لحديثٍ إِن طبعّهُمُ ... موكلٌ بمعداةِ المعداتِ أبو الفتح البستي

- في زخرفِ القولِ تزينٌ لباطلهِ ... والحقُ قد يعتريه سوءُ تعبيرِ - تقولُ هذا مجاجُ النحلِ تمدَحُهُ ... وإِن ذمَمْتَ فقُلْ قيءُ الزنابيرِ - مدحاً وذماً جاوزْتَ وصفَها ... حسنُ البيانِ يريْ الظماءَ ابن الحل البغدادي

- ولا ترمِ بالأخبارِ من غيرر خبرةٍ ... ولا تحملِ الأخبارَ عن كلِ خابرِ أبو العتاهية

- لا خيرَ في حَشْوِ الكلا ... مِ (الكلام) إِذا اهتدستَ إِلى عيونِهْ - والصمتُ أجملُ بالفتى ... من نطقٍ في غَيْرِ حينهْ - وعلى الفتى لطباِعِ ... سمةٌ تلوحُ على جبينهْ الشافعي

- وإِنكَ لا تستطيعُ ردَّ الذي مَضَى ... إِذا القولُ عن زلاته فارقِ الفَمَا - فكائنْ ترى وافرَ العرضِ صامتاً ... وآخرَ أردى نفسَهُ إِن تَكَلَّما ابن هرمة

- وقلما احلولى كلامُ امريءٍ ... ولان إِلا كانَ مرَّ الفعالْ - وربما احلولى كلامُ الفتى ... وكان محموداً على كُلِّ حالْ - فكُلُّ هذا أنتَ راءٍ إِذا ... تصاحبُ الناسَ وتبلو الرجالْ علي محمد البسامي

- فليس يحظى من انقادَ الكلامُ له ... إِلا كانَ منقاداً لأمرِاللهِ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- وقد تنطقُ الأشياءُ وهي صوامتٌ ... ما كلُّ نطقِ المخبرينَ كلامُ المعري

- وإِن كلامَ المرءِ في غيرِ حينه ... لكالنبلِ تهوي ليس فيها نصالُها هبيرة بن أبي لهب

- إِن الكلامَ لفي الفؤادِ وإِنما ... جعلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلا الأخطل

- أقللْ كلامَكَ واستعذْ من شرِّه ... إِن البلاءَ ببغضِهِ مقرون - واحفظْ لسانَكَ واحفظْ من غيِّهِ ... حتى يكون كأنهُ مسجونُ - وكِّلْ فؤادكَ بالسانِ وقُلْ له: ... إِن الكلامَ عليكُما موزونُ - فزناهُ وليكُ محكماً ذا قلةٍ ... إِن البلاغةَ في القليلِ تكونُ الكريزي

- إِن كانَ في العيِّ آفاتٌ مقدرةٌ ... ففي البلاغةِ آفاتٌ تساويها شاعر

- ولا تحدثْ بحديثٍ يسمعُهْ ... ذو فطنةٍ ثم ترى فتقطعُهْ - وقلبَهُ تسرُدُ ما يستتبعهْ ... بجنسِه مغالطاً فتقنعهْ فالقطع بابُ الوهمِ والتَحَيُّرِ

- وأحسنِ استماعَ من يحدثُ ... بحيثُ لاتغفلُ أولا تعبثُ - ولا تعجلْ بجوابٍ يحدثُ ... كقاطعِ الحديثِ لا يكترثُ ولاتخاطبْهُ بصوتٍ مجهرِ محمد الوحيدي

- فإِن قلتَ فاعلمْ ما تقولُ فإِنه ... إِلى سامعٍ ممن تعادي وناصرِ - وإِنكَ لاتستطيعُ رَدَّ مقالةٍ ... سارتْ وزلَّتْ في مسامعِ آخرِ - كما ليس رامٍ إِطلاقِ سهمهِ ... على ردِّه بعد الوقوعِ بقادرِ عبد الرحمن بن حسان

- إِذا لم تجدْ بداً من القولِ فانتصفْ ... بحدِّ لسانٍ كالحسامِ المهندِ - فقد يدفعُ الإِنسانَ عن نفسِه الأذى ... بمقولهِ إِن لم يدافعهُ باليدِ ابن رشيق القيرواني

- إِنما تنجحُ المقالةُ في المر ... ءِ (المرء) إِذا صادفَتْ هوىً في الفؤادِ المتنبي

- يقولون أقوالاً ولا يعلمونها ... فإِن قيلَ هاتوُا حققوا لم يحققوا أبو الأسود

- لا تنطقنْ بمقالةٍ في مجلسٍ ... تخشى عواقبَها وكن ذا مَصْدقِ - واحفظْ لسانكَ أن تقولَ فتبتلى ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ صالح عبد القدوس

- لا تنمنَّ عن صديقٍ حديثاً ... واستعذْ من تسرر النمامِ - اخفضِ الصوتَ إِن نطقْتَ بليلٍ ... والتفتْ بالنهارِ عند المقالِ - ليس للقولِ رجعةٌ حين يبدو ... بقبيحٍ يكون أو بجمالِ أبان اللاحقي

- زيادةُ القولِ تحكي النقصَ في العملِ المرءِ قد يهديهِ للزللِ - إِن اللسانَ صغيرٌ جرمُه وله ... جرمٌ عظيمٌ كما قد قيلَ في المثلِ - فكم ندمتَ على ما كنت فهمتَ به ... وما ندمتَ على ما لم تكنْ تقلِ ابن المقري

- القولُ كاللبنِ المحلوبِ ليس له ... ردٌ وكيفَ يردُّ الحالبُ اللبنَ - في ضرعهِ وكذاكَ القولُ ليس له ... في الجوفِ ردقبيحاً كان أو حَسَنا محمد بن منذر الهروي

- وإِذا جلستَ مع الندى فلا تصلْ ... لهم الحديثَ بقصةٍ تَعْياها - حتى تثقفَها وتحكمَ وَعْيَها ... فتبينها كحديثِ من أحصاها طريح بن إِسماعيل الثقفي

- لا تطلقَنَّ القولَ في غيرِ بصرْ ... إِن اللسانَ غيرُ مأمونِ الضررْ - فالقولُ ما أرسلْتَهُ على عَجَلْ ... موكلْ به العثارُ والزللْ - يا رب محقورٍ من المقالِ ... يهيجُ شراً غَيْرَ مستقالِ - ولفظةٌ زائغةٌ سبيلها ... قد سلبَتْ نعمةَ من يقولُها الشيخ عبد الله السابوري

- حفظُ اللغاتِ علينا ... فرضٌ كحفظِ الصَّلاةِ - فليس يحفظُ دينٌ ... إِلا بحفظِ اللغاتِ بعض العلماء

الباب الثالث والعشرون: باب اللام

الباب الثالث والعشرون: باب اللام

-1- اللئيم والدنئ

-1- اللئيم والدنئ

- لؤمُ الحياةِ مشى في الناسِ قاطبةً ... كما مشى آدمٌ فيها وحواءُ أحمد شوقي

- وما شيءٌ أَسَرُّ إِلى لئيمٍ ... إِذا شتمَ الكرامَ من الجوانبِ - متاركةُ اللئيمِ بلا جوابٍ ... أشدُّ عليه من مُرِّ العذبِ ابن زنجي البغدادي

- إِذا لَجَّ أهلُ اللؤمِ طاشَتْ عقولُهم ... كذاكَ لجاجاتُ اللئامِ إِذا الَجَّوا أبو العتاهية

- خذِ الفلسَ من كفِّ اللئيمِ فإِنه ... أعَزَّ عليه من حشاشةِ نفسهِ القاضي النتوخي

- ليت شعري عن اللئيمِ إِذا ليمَ ... عن فرطِ بخلهِ ما اعتذاره؟ البحتري

- احذرْ وصالَ اللئيمَ إِن له ... عَضْها إِذا حَبْلُ وصلِه انقطعا المتوكل الليثي

- لا ترجُ عندَ اللئامِ منفعةً ... مالم تهنْهم بها ولا تطمعْ - فالهونُ بالطبعِ عندهم أبداً ... يفيدُ نَفْعاً وفيهم ينجع هبة الله بن عرام

- وما لي وجهٌ في اللئامِ ولا يدٌ ... ولكنَّ وجهي في الكرامِ عريضُ - أهشُّ إِذا لاقيتُهم وكأنني ... إِذا أنا لاقيتُ اللئامَ مريضُ السحيمي

- لا يغرنكمْ علوُّ لئيمٍ ... فعلوٌ لا يستحقُ سفالُ - وارتفاعُ الغريقِ فيه فضوحٌ ... وعلوُّ المصلوبِ فيه نكالُ أبو هلال العسكري

- ولقد مررتُ على اللئيمِ يسبني ... فمضْيتُ عنه وقلْتُ لا يعنيني - غضبانُ ممتليءٌ عليَّ إِهابُهُ ... إِني وَجَدَكَ رغمُهُ يرضيني عميرة بن جابر الحنفي

- ولا تصافِ الدنيءَ تجعلُهُ ... أخاً ولا صاحباً وإِن وَمقا - وجانبنهُ في غيرر نائرةٍ ... لا تجعلِ الودَّ فاسداً ررَنَقا العرزمي

- خذ ما أتاكَ من اللئا ... مِ (اللئام) إِذا نَأىْ أهلُ الكرمْ - فالأسدُ تفترسُ الكلا ... بَ (الكلاب) إِذا تعذّرتِ الغَنَمْ شاعر

- إِن اللئيمَ إِذا رأى ... ليناً تزايدَ في حِرانِهْ - لا تخدعنْ فصلاحُ من ... جَهِلَ الكرامةَ في هوانِهْ يحيى بن الطيب

- إِذا ولدتْ حليلةُ باهلي ... غلاماً زيدَ في عددِ اللئامِ شاعر

- عبوسُ ذي اللؤمِ وبشرُ ذي الكرمْ ... كقبحِ لا خالطَهُ حُسْنُ نَعَمْ ابن طباطبا

- ولن يستطيعَ الدهرَ تغييرَ خلقِهِ ... لئيمٌ ولن يسطيعَه متكرمُ صالح عبد القدوس

- جزاكُمُ اللهُ خيراً ... يا معشرَ اللؤماءِ - عودتمونيَ صبراً ... على ضُروبِ المراءِ - وكنْتُ أجفلُ منها ... إِجفالَ باغي النجاءِ - وكنتُ أحسبُها من ... عجائبِ الأشياءِ - فاليومَ أعجبُ ممن ... يقضي حقوقَ الوفاءِ - من يألفِ السم يعصمْ ... من لدغةِ الرقطاءِ عباس محمود العقاد

- ما لي أرى الناسَ قد أبْررقوا ... بلؤمِ الفعالِ وقد أرعدوا - إِذا جئتُ أفضلهمْ للسلا ... مِ (للسلام) ردَّ وأحشاؤهُ تُرعَدُ - كأنكَ من خشيةٍ للسؤا ... لِ (للسؤال) في عينِه الأسدُ الأسودُ أبو العتاهية

- لا تطلبَنَّ إِلى لئيمٍ حاجةً ... واقعدْ فإِنك قائماً كالقاعد شاعر

- عليكَ بحرمانِ اللئيمِ لعلَّه ... إِذا ذاقَ طعمَ المنعِ يسخو ويكرمُ - ولا تحرمِ القومَ الكرامَ فإِنهم ... متى يحرموا يوماً يصولُوا ويغرموا أبو الفتح البستي

- وخذِ القليلَ من اللئيمِ وذمَّه ... إِن اللئيمَ بما أتى معذورُ شاعر

- لعتْ مقاربةُ اللئيمِ فإِنها ... ضيفٌ يجرُّ من الندامةِ ضيغنا المتنبي

-2- اللباس

-2- اللباس

- قلْ لمن يحسبُ الثيابَ على المرْ ... ءِ (المرء) تُعْلي المقامَ أن يتأدبْ - فجوادٌ من غيرِ سرجٍ لخيرٌ ... من حمارٍ عليه سرجٌ مذهَّبْ الياس حبيب فرحات

- لا تحقرنَّ فتى لرثِّ ردائِه ... أو تكرمنَّ فتىً بدا في سُنْدُسِ - لا يخفضُ الإنسانَ أو يعلو بهِ ... خَلَقُ الثيابِ ولا جديدُ المَلْبَسِ مصطفى الغلاييني

- تحرَّمن الأثوابِ أرفعَها تنلْ ... أَعَزَّ محلٍ ترتقي لالتماسهِ - ولا تبغِ في أمرِ اللباسِ تواضعاً ... فعنوانُ نبلِ المرءِ حسنُ لبسهِ ابن خاتمة الأندلسي

- وكيف يبالي بالملابسِ ساحبٌ ... ذيولَ المعالي وهو للمجدِ لابسُ الأيبوري

- أما الطعامُ فكلْ لنفسِكَ ماتشا ... واجعلْ لباسَكَ ما اشتهاه الناسُ شاعر

- أحرى ثيابكَ أن تجملَهُ ... ثوبُ التقى فلباسُهُ شرفُ - ثم اكسُ جسمَكَ ثوبَ مقتصدٍ ... فالدرُّ ليس يشينهُ الصدفُ ابن خاتمة الأندلسي

- ساترُ العورةِ أغلى ملبسٍ ... ومُقِيْتُ الروحِ أحلى ما يذاقْ - وأعزُّ الناسِ في الدنيا امرؤٌ ... للورى ماءَ المحيَّا ما أراقْ - فدعِ الحرصَ على الرزقِ فما ... دُمتَ فيها باقياً فالرزقُ باقْ - وارضَ بالقسمةِ واعلمْ أنه ... لا يقي مما ثقضاهُ اللهُ واقْ - أتشمخُ إِن كساكَ الدهرُ ثوباً ... شرفتَ به ولم تكُ بالشريفِ - فكم قد عاينت عيناي ستراً ... من الديباجِ حُظَّ على كنيفِ صفي الدين الحلي

- البسْ جديدكَ إِني لابسٌ خَلَقيْ ... ولا جديدَ لمن لا يلبسُ الخَلَقا عدي العبادي

- البسْ لكل حالةٍ لبوسَها ... إِما نعيمَها وإِما بوسَها بيهس الفزاري

- وإِن كان في لبسِ الفتى شرفٌ له ... فما السيفُ إِلا غمدُه والحمائلُ المعري

- دعِ التألقَ في لبسِ الثيابِ وكنْ ... للهِ لابسَ ثوبِ الخوفِ والندمِ - لوكان للمرءِ في أثوابه شرفٌ ... ما كان يخلَعُ أسناهنّ في الحرمِ ابن خاتمة الأندلسي

- لا يعجبنَّ مضيماً بزَّته ... وهل يَرُوقُ دفيناً جودةُ الكفنِ؟ المتنبي

- يا من تلبسَ أثواباً يتيهُ بها ... تيه الملوكِ على بعض المساكينِ - ما غيَّرَ الجُلُ أخلاقَ الحميرِ ولا ... نقشُ البراذعِ أخلاقَ البراذين المبرد

- يصونُ الفتى أثوابه حذرَ البلى ... ونفسك أحرى يا فتى لو تصونُها - فمن الذي يرعاكَ بالغيبِ أو يرى ... لنفسكَ إِكراماً وأنتَ تهينُها ابن عبيد الله السمسمي

-3- اللذة والمتعة

-3- اللذة والمتعة

- تفنى اللذاذاتُ ممن نالَ صفوتها ... من الحرامِ ويبقى الإِثمُ والعارُ - تبقى عواقبُ سوءٍ في حقيبتها ... لا خيرَ في لذةٍ من بعدِها النارُ علي بن أبي طالب

- إِذا لذةٌ لم يبقَ إِلا ادكارُها ... فحسبي من اللذاتِ ذكري لها حسبي - وما اللهوُ إِلا حلمُ يقظانَ صادق ... وقد يحلمُ النوامُ بالصدقِ والكذبِ ابن رشيق القيرواني

- ويلُ امِّ لذاتِ الشبابِ معيشةً ... معه الكثير يعطاهُ الفتى المتلف الندي - وقد يعقلُ القل الفتى دون همَّه ... وقد كان لولا القُل طلاعَ أنجدِ شاعر

- وكم من أكلةٍ منعتْ أخاها ... بلذةِ ساعةٍ أكلاتِ دهرِ - وكم من طالبٍ يسعى لشيءٍ ... وفيه هلاكُهُ لو كان يدري عبد العزيز بن سليمان الأطرش

- من راقبَ الناسَ مات غماً ... وفازَ باللذةِ الجسورُ بشار بن برد

- طالبُ اللذةِ أضناهُ السهرْ ... وشكا من ليلهِ الضافي القصرْ - لا تكنْ للدهرِ مِعْواناً على ... جسدٍ يخلعُ في كف القدرْ قيصر الخوري

- وإِذا النفوسُ تطوَّحتْ في لذةٍ ... كانتْ جنايتُها على الأجسادِ أحمد شوقي

- جاءتكَ لذةُ ساعةٍ فأخذْتهَا ... بالعارِ، لم نحفلْ سوادَ العار - وابتعتْ ما يفنى بأغلى سعرِه، ... هلا الخلودَ، بأرخصِ الأسعارِ - وعريتَ بالكأسِ الكُميتِ عن التقى ... فاعجبْ لجسمِكَ، وهو كاسٍ عارِ المعري

- أزعمتَ أنكَ آخذٌ، من لذةٍ ... حظاً، وأنكَ لا تؤملُ مرجعا - حتى م تصبحُ، للضعيفِ، مقويا ... فعل السفيه، وللجبانِ مشجعاً - وإِذا هممتَ بمطلبٍ لتنالَهُ ... لاقيتَ من نوبِ الزمانِ، مُفَجَّعا - والشخصُ لا ينفَكُّ من تعبٍ أتى ... من نفسه، حتى يصادفَ مَضْجعا المعري

- ما لذةٌ أكملُ في طيبها ... من قبلة في إِثرها عَضَّة - كأنما تأثيرُها لمعةٌ ... من ذهبٍ أجريَ في فضةِ أبو الفتح كشاجم

- ومن صارمَ اللذاتِ إِن خانَ بعضَها ... ليرغمَ دهراً ساءَه فهو أرغمُ ابن الرومي

- أدرْ كؤوسَ الرضا ناراً على عَلَمِ ... لا خيرَ في لذةٍ بتاً لمكتتمِ ابن خاتمة الأندلسي

- وما منزلُ اللذاتِ عندي بمنزلٍ ... إِذا لم أبجِّلْ عنده وأكرمِ المتنبي

- يا منْ يسر بلذةِ الدنيا ... ويظنُّها خُلقَتْ لما يهوى - لا تكذبَنْ فإِنها خلقتْ ... لينالَ زاهدُها بها الأخْرى الوزير المهبلي

- قبحَ اللهُ لذةً لشقانا ... نالها الأمهاتُ والأباءُ - لا تكملُ اللذاتُ إِلا ... بالقيانِ وبالخسورِ - هتكُ الستورِ وإِنما ال ... لذاتُ (اللذات) في هَتْكِ الستورِ - فاخلعْ عذارك في الهوى ... وادفَعْ مهماتِ الدهورِ - واعلمْ بأنكَ راجعٌ ... يوماً إِلى ربٍ غفورِ ابن شبل البغدادي

- إِن التوقررَ للحياةِ مكدرٌ ... والعيشُ فهو تهتكُ الأستارِ - من تابعتْ أمرَ المروءةِ نفسُهُ ... فنيتْ من الحسراتِ والأفكالرِ ابن وكيع التنيسي

- انعمْ ولدٌ فللأمور أواخرٌ ... أبداً كما كانتْ لهن أوائلُ - للهوِ آونةٌ تملرُّ كأنها ... قُبَلٌ يزودها حبيبٌ راحلُ المتنبي

- لكل جديدٍ لذةٌ غيرَ أنني ... وجدْتُ جديدَ الموتِ غيرَ لذيذ ابن الحارث

- تمتعْ بأزهارِ هذي الحياةْ ... فإِن حياتكَ بعضُ الزمنْ - وخلِّ النضارَ وجمعَ النضارْ ... فما زادْ نفسِكَ غيرُ الكفنْ مسعود سماحة

- والتقطِ اللذةَ حيث أمكنَتْ ... فإِنما اللذاتُ في الدهرِ لقطْ - إِن الشبابَ زائرٌ مودعٌ ... لا يستطاعُ رَدُّهُ إِذا فرطْ صفي الدين الحلي

- إِن يرسلِ النفسَ في اللذات صاحبُها ... فما يخلدْنَ صُعْلوكاً ولا مَلِكا - ومن يظهرْ بخوفِ اللهِ مهجتَهُ ... فذاكَ إِنسانُ قومٍ يشبِهُ الملكا المعري

- أطيبُ الطيباتِ أَمرٌ ونهيٌ ... لا يردانِ في الأمورِ الجسامِ - وامتطاءُ الخيولِ في كنفِ الأمْ ... نِ (الأمن) بغيرِ الإِقدامِ والإِجحامِ - وسماعُ الصهيلِ في لجبِ المو ... كبِ (الموكب) اللواءِ والأعلامِ الخليع

- أطيبُ الطيباتِ طيبُ الزمانِ ... وندامُ المنعَّماتِ الغواني - واحتساءُ العقارِ في غرةِ الص ... بحِ (الصبح) على شَدْوِ ماهراتِ القيانِ - وأمانٍ من الهمومِ ومالٌ ... ليس تقنيه نائباتُ الزمانِ الموصلي

- فالأصلُ في اللذاتِ قالوا أربعةْ ... حُبٌّ وتمكينٌ وأمنٌ ودَعَة - وبعد ذاكَ مدهشاً ممتعةْ ... والطيبُ والأنعامُ طابتْ مسمعةْ والذوقُ واللمسُ وحفظُ النظرِ

- والأصلُ عندي في التذاذِ الحِسِّ ... خمسٌ ومن لي باجتماعِ الخمسِ - العلمُ والجودُ وقهرُ النفسِ ... وصاحبٌ مناسبٌ ذو أُنسِ وقدرة حفتْ بعدلِ منصرِ

- فالعلمُ يغذو العقلَ وهو الهادي ... والجودُ بابُ الععِزِّ والسدادِ - والنفسُ أدهى صاحبٍ معادي ... وصدقُ من صادقْتَ خيرُ زادِ وختمُها عدالةُ المقتدرِ محمد الوحيدي

-4- اللسان والالسنة

-4- اللسان والالسنة

- ياربَّ ألسنةٍ كالسيوفِ ... تَقْطَعُ أعناقَ أصحابِها - وكم دُهى المرءُ من نفسِهِ ... فلا تُؤكلَنَّ بأنيابها ابن المعتز

- رأيتُ اللسانَ على أهلِهِ ... إِذا ساسَه الجهلُ ليثاً مغيرا شاعر

- ومما كانت الحكماءُ قالتْ ... لسانُ المرءِ من خدمِ الفؤادِ أبو تمام

- لسانُ المرءِ ينبيءُ عن حِجاهُ ... وعي المرءِ يسترُهُ السكوتُ القاضي الفاضل

- لسانُكَ كالسبفِ في شكلِهِ ... وأعدى من السيفِ في سَطْوتهْ ابن خاتمة

- وإِذا بسطتَ لسانَ من لم ينهَهُ ... دينٌ فأين العقلُ والعرفانُ - لا ترضَ أن تبقى على أغلوطةٍ ... يغشاك فيها السخطُ والشنانُ - حفظُ اللسانِ عن القبيحِ أمانُ ... يزكو به الإِسلامُ والإِمانُ - وإِذا جناتُ الجوارحِ عُددتْ ... فأشدُّها يجني عليكَ لسانُ - من كفَّ كفَّ الناسُ عنه ومن أبى ... إِلا الخَنَا فكما يَدينُ يدانُ ابن الدهان الموصلي

- وما المرءُ إِلا الأصغرانِ لسانُهُ ... ومعقولّهُ، والجسمُ خلقٌ مصورُ - وإِن طرةٌ راقتْكَ فانظرْ فربما ... أمرَّ مذاقُ العودِ والعودُ أخضرُ دعبل الخزاعي

- وما أحدٌ من ألسنِ الناسِ سالماً ... ولو أنه ذاكَ النبيُّ المطهرُ - فإِن كان مقدماً يقولون أهوجٌ ... وإِن كان مفضالاً يقولون مُنززُ - وإِن كان سِكيتاً يقولون أبكمٌ ... وإِن كان مِنْطيقاً يقولون مِهْذَرُ - وإن كان صَوّاماً وبالليل قائماً ... يقولون كذابٌ يُرائي ويَمْكُرُ - فلا تحتفلْ في الناسِ بالذمِّ والثنا ... ولا تخشَ غيرَ اللهِ فاللهُ أكبرُ ابن الأزدي

- لسانُ الفتى عبدٌ له في سكوتِه ... ومولىً عليه جائرٌ إِن تكلما - فلا تطلقنْهُ واجعلِ الصمتَ قيدَه ... وصَيَّرْ إِذا قيدتهُ سجنَه الفَما ابن حميدس

- إِذا المرءُ لم يخزنْ عليه لسانَهُ ... فليس على شيءٍ سواه بخزانِ امرؤ القيس

- لسانُ الفتى عن عقلِه تُرجمانهُ ... متى زلَّ عقلُ المرءِ زلَّ لسانُه - وما الشعرُ إِلا شعبةٌ من دعابةٍ ... دَعَوْناه كرهاً إِذا دعانا أوانُهُ - وكنا نصونُ العِرْضَ عن أن نهينهُ ... فرب أوانٍ صونُ عرضٍ هوانُهُ أبو عامر النسوي

- لسانَكَ اسجنْ ولتطلْ حَسْبَهُ ... إِن شئت إِكراماً وتَصْوينا - لو لم يكن للسجنِ أهلاً لما ... غدا بعقرِ الفمِ مسجونا ابن خاتمة الأندلسي

- جراحاتُ السنانِ لها التئامٌ ... ولا يلتامُ ما جرحَ اللسانُ شاعر

- كادَتْ سنيَّ إِذا نطقتُ تقيمُ لي ... شخصاً يعارضُ بالعظماتِ مبكتا - وتقول: من بعثَ اللسانَ بغيرِ ما ... أَرضْى، فحَقَّ أن يُهانُ ويسكتا المعري

- احفظْ لسانكَ إِن لقيتَ مُشاتِماً ... لا تجرين مع اللئيمِ إِذا جرى - من يشتري عِرْضَ اللئيمِ بعرضِهِ ... يحوي الندامة حين يقبضُ ما اشترى عبد العزيز الأبرش

- عودْ لسانكَ قولَ الخير تحفظَ به ... إِن اللسانَ لما عودْتَ معتادُ - موكلٌ بتقاضيْ ماسننْتَ له ... فاخترْ لنفسِكَ وانظرْ كيفَ ترتادُ شاعر

- احفظْ لسانَكَ ما استطعْتَ ولا تَجُلْ ... في كل ناحيةٍ تراها تزاقُ - ودعِ الكثيرَ من الكلامِ تجاهلاً ... إِن البلاءَ موكلٌ بالمنطقِ مصطفى الغلاييني

- لسانُ الفتى يدعى سِناناً وتارةً ... حُساماً وكملفظةٍ ضَرَبَتْ عنقا المعري

- احفظْ لسانَكَ من ذمِ الأنامِ ودعْ ... أمرَ الجميعِ لمن أمضاهُ في القِدَمِ - معايبُ الناسِ لا يكبرْنَ عن غلطي ... إِذا نممت بها في محفلِ الهمم عائشة التيمورية

- وإِن لسانَ المرءِ مفتاحُ قلبِهِ ... إِذا هو أبدى ما يجنُّ من الفمِ صالح عبد القدوس

- لا شيءَ من جوارحِ الإِنسانِ ... أحقُّ بالسجن من اللسانِ السابوري

- اغمدْ لسانَكَ لا ينسَلَّ عن فمِه ... فإِنه في عيوبِ الخلقِ طعانُ رجاء الأصفاني

- حفظُ اللسانِ راحةُ الإِنسانِ ... فاحفظْهُ حفظَ الشكرِ للإِحسانِ - ولا تعدُ إِصلاحَ اللسانِ فإِنه ... يُخَبِّرُ عما عندَهُ ويبيِّنُ علي بن بسام

- لا تفتحنَّ عليكَ ألسنةَ الورى ... واحفظْ مقامَكَ بينهمْ ما دمْتَ حَيّ - لا يستطيعُ المرءُ ردَّ مقالَةٍ ... قيلتْ به والعذرُ عنها شَرُّشَيْ عبد الله آل نوري

- احفظْ لسانكَ لا تبحْ بثلاثةٍ ... سرٍ ومالٍ ما استطعتَ ومذهَبِ - فعلى الثلاثةِ تُبتَلَىْ بثلاثةٍ ... بمُعَكَّرٍ وبحاسدٍ ومُكَذِّبِ الحسين البغدادي

- عوِّدْ لسانكَ قلةَ اللَّفْظِ ... واحفظْ لسانَكَ أيما حِفْظِ - إِياكَ أن تعظِ الرجالَ وقد ... أصبحْتَ محتاجاً إِلى الوَعْظِ شاعر

- سجنُ اللسانِ هو السلامةُ للفتى ... من كلِ نازلةٍ لها استئصالُ - إِن اللسانَ إِذا حللتَ عقالَهُ ... ألقاكَ في شنعاءَ ليس تُقالُ أبو بكر بن سعدون

- نزهْ لسانكَ عن قولٍ تعابُ به ... وارغبْ بسمعِكَ عن قيلٍ وعن قالٍ - لا تبغِ غيرَ الذي يعنيكَ واطرَّ ... حِ (اطرح) الفضولَ تحيى قريرَ العين والبالِ التجيبي

- يموتُ الفتى من عَثْرةٍ بلسانهِ ... وليس يموتُ المرءُ من عَثْرَةِ الرجل - فعثرتهُ من فيه ترمي برأسِهِ ... وعثرتهُ بالرجلِ تبرا على مَهْلِ جعفر بن أبي طالب

- احفظْ لسانَكَ أيها الإِنسانُ ... لا يقتلنكَ إِنه ثعبانُ - كم في المقاربِ من قتيلِ لسانهِ ... كانت تخافُ لقاءَه الأقرانُ الشافعي

- أوجعُ من وخزةِ السانِ ... لذي الحِجا وخزةُ اللسانِ - فاسترزقِ اللهَ واستعنهُ ... فإِنه خيرُ مستعانِ ابن أبي حازم

- إِذا ما لسانُ المرءِ أكثرَ هذرهُ ... فذاكَ لسانٌ بالبلاءِ موكلُ - إِذا شئتَ أن تحيا عزيزاً مسلماً ... فدبرْ وميزْ ماتقولُ وتفعلُ نصر الخبز أزري

- عوِّدْ لسانكَ قولَ الخيرِ تنجُ به ... من زلةِ اللفظِ بل من زلةِ القدمِ - واحرزْ كلامكَ من خلٍ تنادمهُ ... إِن النديمَ لمشتقٌ من النَّدمِ صفي الدين الحلي

-5- اللهو والملاهي

-5- اللهو والملاهي

- كلُّ شيءٍ يَسْلوهُ ذو الُّلبِّ إِلا ... ماضي اللهوِ في زمانِ الشبابِ - ليس يرعى حقَّ الودادِ ولا يذ ... كرُ (يذكر) عهداً إِلا كريمَ النصابِ - إِنما المرءُ صورةٌ سوف تَبْلَى ... وانتهاءُ العمران بدءُ الخرابِ محمو سامي البارودي

- رأيتُ خرابَ الدارِ يحكيه لهوُها ... إِذا اجتمعَ المزمارُ والعودُ والصنيعُ - ولا تحسبِ الحالاتِ تبقى لأهلِها ... فقد تستقيمُ الحالُ طوراً وتعوجُ أبو العتاهية

- هلا ترفع عن لهوٍ وعن لعبٍ ... إِن الصغائرَ تُغْري النفسَ بالصغرِ أحمد شوقي

- عللْ فؤادكَ والدنيا أعاليلُ ... لا يشغلنْكَ عن اللهوِ الأباطيلُ - ولا يصدَّنكَ عن أمرٍ هَمَمْتَ به ... من العواذلِ لا قالٌ ولا قيلُ - فخيرُ يوميكَ يومٌ أنتَ فيه إِذا ... مُيزْتَ في الناسِ محسودٌ ومعذولُ - وإِن أَتوكَ فقالوا: كن خَليفتنا ... فقلْ لهمْ: إِنني عن ذاكَ مشغولُ - فإِن ذلك أمرٌ مع نفاستِهِ ... وتُبلهِ بفَنَاءِ العُمْرِ موصلُ - وارضَ الخمولَ فلا يحظى بلذهِ ... إِلا امرؤٌ في الناسِ مجهولُ ابن وكيع التنيسي

الباب الرابع والعشرون: باب الميم

الباب الرابع والعشرون: باب الميم

-1- المراء

-1- المراء

- فدعْ عنكَ المراءَ ولا تردْهُ ... لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ - وأيقنْ أن من مارى أخاهُ ... تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ - ولا تبغِ الخلافَ فإن فيه ... تفرُّقَ بين ذاتِ الأصفياءِ - وإِن أيقنتَ أن الغيَّ فيما ... دَعَاكَ إِليهِ إِخوانُ الصفاءِ - فجَامِلْهُمْ بحسنِ القولِ فيما ... أَرَدْتَ وقد عزمْتَ على الإِباءِ إِسماعيل بن يسَّار

- نصحتُكَ فيما قلتُهُ وذكرتهُ ... وذلك حقٌ في المودةِ واجبُ - لا تركنَنَّ إِلى المراءِ فإِنهُ ... إِلى الشرِّ دَّعاءٌ وللغي جالبُ العرزمي أو يزيد بن عمرو

- فإِياكَ إيِاكَ المراءَ فإِنه ... سببٌ لكُلِّ تنافرٍ وتشامسِ - وافعلْ جميلاً لا يضيعُ صنيعهُ ... واسمَحْ بقوتِكَ للضعيفِ البئسِ أبو محمد بن سنان

- لا تفخرنَّ وإِن فُضلتَ فبالتقلى ... ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ الخفاجي

- أبُنيَّ لا تكُ ماحييتَ ممارياً ... ودعِ السفاهةَ إِنها لا تنفعُ - لا تحملنّ ضغينةً لقرابةٍ ... إِن الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ - لا تحسبَنَّ الحلمَ منكَ مذلةً ... إِن الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ أبو الأخفش الكناني

- يلبسُ اللهُ في العلانيةِ العب ... دِ (العبد) الذي كان يَخْتفي في السريرهْ - حَسَناً كان أو قبيحاً سيُبدى ... كل ما كان ثمَّ من كل سيرهْ - فاستحِ اللهَ أن ترائي للنا ... سِ (للناس) فإِن الرياءَ بئسَ الذخيرهْ عبد العزيز الابرش

-2- المروءة والنبل

-2- المروءة والنبل

- دعِ النبلَ للعاجزِ القعْدِ ... وما استطْعتَ من مَغْنَمٍ فازددِ - ولا تخدعنَّ بقولِ الضعافِ ... من الناسِ أنكَ عَفُّ اليدِ - ولا تبقَ وحدَكَ في حطةٍ ... ومهما يكنْ سُلَّمٌ فاصعدِ - فإِنكَ لو كنتَ محضَ الإِباءِ ... ومحضَ الشهامةِ والسؤددِ - وأعطيتَ في الخلقِ طُهر الغمامِ ... وفي الفضلِ منزلة الفرقدِ - لما زادَ حظكَ من عيشةٍ ... على حظ ذي العاهةِ المقعدِ محمد مهدي الجواهري

- إِذا المرءُ أعطيته المروءةُ ناشئاً ... فمطلبُها كهلاً عليه شديدُ معلوط القريعي

- إِن المروءةَ ليسَ يدركُها امرؤٌ ... وَرِثَ المروءةَ عن أبٍ فأضاعَها - أمرتْهُ نفسٌ بالدناءةِ والخنا ... وَنهتْهُ عن مطلبِ العُلا فأطاعَها منصور بن محمد الكريزي

- تَلذُّ له المروءةُ وهي تؤذي ... ومن يعشقْ يلذَ له الغرامُ المتنبي

- أدمِ المروءةَ والوفاءَ ولا يكنْ ... حبلُ الديانةِ منكَ غيرَ متينِ - والعزُّ أبقى ما تراهُ لمكرمٍ ... إِكرامهُ لمروءةٍ أو دينِ ابن حميدس

-3- المرض والداء

-3- المرض والداء

- فلا تكونَن كمن القَتْهُ بِطنتهُ ... في غَمْرةِ البحر لا ينجو وإِن سَبَحا عبد الله بن الزبير

- وداوِ الداءَ قبلَ تقولُ فيه ... طَبيبُ الداءِ أعيا فاستطارا - فإِن الحربَ مَنْشَؤُها حَديثٌ ... وكان الشَرُّ مبدؤهُ ضمارا - وربَّ ضغائنٍ حقرتْ لقومٍ ... رأينا من نتائجِها الكبارا الشريف المرتضى

- دَوَاؤكَ فيكَ وما تَشْعُرُ ... ودواؤكَ منكَ وما تبصرُ - وتحسبُ أنكَ جرمٌ صغيرٌ ... وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ علي بن أبي طالب

- لقد هاجَ الفراغُ عليكَ شغلاً ... وأسبابُ البلاءِ من الفراغِ شاعر

- عَجِبْتُ لشارحٍ سببَ المنايا ... يسمى الداءَ والعِلَلَ الوِجعا - ولم تكنِ الحُتوفُ مَحَلَ شكٍ ... ولا الآجالُ تحتملُ النَّزاعا - ولكن صُيَّدٌ ولها بُزاةٌ ... ترى السرطانَ منها والصُّداعا أحمد شوقي

- وأرى التولعَ بالدخانِ وشربهِ ... عوناً لكامنِ لوعة الأحشاءِ فتح الله النحاس

- صحةُ المرءِ للسقامِ طريقٌ ... وطريقُ الفناء هذا البقاءُ - بالذي نتغذي نَمُوتُ ونَحْيا ... أقتلُ الداءِ للنفوسِ الدواءُ - قبحَ اللهُ لذةً لشقانا ... نالَها الأمهاتُ والأباءُ - نحنُ لولا الوجودُ لم نألمِ الفقرَ ... فإِيجادُنا علينا بلاءُ الحسين بن عبد الله البغدادي

- حيلةُ البرءِ صنفتْ لعليلٍ ... يرتجى الحياةَ أو لعليلةْ - فإِذا جاءتِ المنيةُ قالَتْ ... حيلةُ البُرْءِ ليس حيلةْ أبو بكر بن زهر

- إِذا ما الداءُ أقعدَ جسمَ حَيٍّ ... أنشطُ روحُه وبها عقالُ؟ - لكلِ داءٍ دواءٌ ممكنٌ أبداً ... إِلا إِذا امتزجَ الإِقتارُ بالكسلِ خليل مطران

- ومن عَجائبَ أمري أنني أبداً ... أريدُ من صحتي ما ليس يبقى لي - هل صحةٌ من سقامٍ لا دواءَ له؟ ... وكيفَ أبقى ولما يبقَ أمثالي - وما أريدُ سوى عينِ المحالِ فلا ... سبيلَ يوماً إِلى تبليغِ آمالي الشريف المرتضى

- نحنُ عبيدُ البطونِ نأكلُ ما ... ندعي إِليه ولو إِلى عدَنِ - نأكلُ ما جاءَنا ولا سيما ... إِذا ظفرْنا به بلا ثمنِ شاعر

- في كُلِّ بلوى تصيبُ المرءَ عافيةٌ ... إِلا البلاءَ الذي يدني نت النارِ عبد الله بن شبيب

- نعلَّلُ بالدواءِ إِذا مَرِضْنا ... وهل شيفي من الموتِ الدواءُ؟ - ونختارُ الطبيبَ، وهل طبيبٌ ... يؤخرُ ما يقمهُ القضاءُ - وما أنفاسُنا إِلا حسابٌ ... وما حركتُنا إِلا فناءُ ابن نباته السعدي

- وكم من مريضٍ نعاهُ الطبيبُ ... إِلى نفسِه وتَوَلىَّ كئيباً - فماتَ الطبيبُ وعاشَ المريضُ ... فأضحى إِلى الناسِ ينعى الطبيبا محمود الوراق

- لكلِّ داءٍ دواءٌ يُسْتَطَيبُّ به ... إِلا الحماقةَ أعْيَتْ من يداويها شاعر

- لا تأسينَّ على ماكان من مَرَضٍ ... فربَّ جسمٍ بداءٍ قدعرا صَلُحا - أما ترى البدرَ يعرو جسمَه سقم ... وينثني بوشاحِ الحُسْنِ مُتَّشِحا حفني ناصف

- ظننتُ وظن الألمعي مصدقٌ ... بأن سقامَ المرءِ سجنُ حماحةِ - فإِن لم يكن موتٌ صريحٌ فإِنه ... عذابٌ تَمَلُّ النفسُ طول مقامهِ - وكم يلبثُ المسجونُ في قبضة الأذى ... يجربُ فيه الموت غربَ حسامهِ أسامة بن منقذ

- وصحيحٌ أضحى يعودُ مريضاً ... وهو أدنى للموتِ ممن يعودُ - كم من عليلٍ قد تخطاه الردى ... فنجا وماتَ طبيبُه والعُوَّدُ عدي بن زيد البسامي

- قد يَصِحُّ المريضُ بعد إِياسٍ ... كان منه وَهْلَكُ العوادُ علي البسامي

- لا تُضجرنَّ مريضاً جئتَ عائدهُ ... إِن العيادةَ يومٌ إِثرَ يومينِ - بل سَلْهُ عن حاله وادعُ الإِلهَ له ... واقعدْ بقدرِ فُواقٍ بين حلبين - من زارَ غِباً أخا دامَتْ مودتُه ... وكان ذاكَ صلاحاً للخليلين - (الفواق: ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع) ، (الغب: زار يوماً بعد أيام) . - إِذا عُدْتَ في مرضٍ مُكْثِراً ... فخففْ وخَفْ أن تُملَّ - وإِن كان ذا فاقةٍ مُقْتِراً ... فأسعِفْ، وإِن كان نبيلاً قليلاً المعري

- كم مريضٍ قد عاشَ من بعدِ يأسٍ ... بعدَ موتٍ الطبيبِ والعودِ - قد يصادُ القطا فينجو سليماً ... ويَحُلُّ القضاءُ بالصيادِ محمد بن اسحق الصميري

-4- المزاح والهزل

-4- المزاح والهزل

- أقللِ المزاحَ في الكلام احترازاً ... فبإِفراطه الدماءُ تراقُ - قلةُ السُّمِّ لا تضرُّ وقد يق ... تلُ (يقتل) مع فرطِ أكلِه الدرياقُ - فأقللِ المزحَ ما استطعتَ ولا تأ ... تِ (تأت) بنزرٍ إِلا وفيه احتياطُ - وتوقَ الإِفراطَ فيه فقد يف ... رطُ (يفرط) في وَضْيعِ قَدْرِكَ الإِفراطُ صفي الدين الحلي

-4 (تابع) - بلية التدخين لأحد الشعراء

-4 (تابع) - بَلِيَّةُ التدخين لأحد الشعراء

- إِياكَ من عادةٍ تلقيكَ في محنِ ... لا سيما ما فشا في الناسِ من نتنِ - يفترُ الجسمَ لانفعٌ به أبداً ... ويورثُ الضَّر والأسقامَ في البدنِ - أفتى بحرقيه جمعٌ بلا شططٍ ... فاحذرْ مقالةَ من يرميكَ بالوَهَنِ - فلا يفرنْكَ من في الناسِ يشربُه ... فالناسُ في غفلةٍ من واضحِ السُّننِ - يا ويحَ زوجته من نتنِ ريحهِ ... فكم تُقاسي عناءً طيلةَ الزمنِ - سيكارةٌ في فمٍ والنارُ داخلَها ... تجرُّ للقلبِ نيراناً ودنانا - كم من فقيرٍ عديمٍ قوتَ ليلهِ ... يضيعُ في شربهِ أهلاً ووِلْدانا - وكم طبيبٍ نهى عنه السقيمَ فلم ... يزلْ مُصراً فذاقَ الموتَ ألوانا - وكم تؤرقُ ليلاً مُبْتلى فيبيتْ ... يشكو سُعالاً يعدُّ النجمَ سَهْرانا - ويوقدُ النارَ والدخانَ في جشعٍ ... يبقى السرورَ فعادَ الأمرُ أحزانا - فتبْ إِلى اللهِ من شربٍ لها وأفقْ ... وجنبِ النفسَ أمراضاً وخُسرانا - وخالفِ النفسَ والشيطانَ وانصحها ... فمامن هما مَحَضاكَ النصحَ أحيانا - إِن المُزاحَ بَدْؤُهُ حلاوهْ ... لكنما آخرهُ عداوةْ - تذهبُ هيبةَ الفتى المهيبِ ... بكثرةِ المَزْحِ من القلوبِ - يحقدُ منه الررجلُ الشريفُ ... ويجتري بسخفِهِ السخيفُ الشيخ عبد الله السابوري

- أما المزاحَ فدعْهً ما استطعتَ ولا ... تكنْ عبوساً ودارِ الناسَ عن كملِ - واصمتْ فللصمْتِ أسرارٌ تضمنها ... ما نالَها قطٌ إِلا سيدُ الرسلِ - واستشعرِ الحلمَ في كلِّ الأمورِ ولا ... تبدرْ ببادرةٍ إِلا إِلى رجلِ - وإِن بُليتَ بشخصٍ لا خلاقَ له ... فكنْ كأنكَ لم تسمعْ ولم يقلِ - ولا تمارِ سَفيهاً في محاورةٍ ... ولا حليماً لكي تنجو من الزللِ - ولا يغركَ من تَبْدُ بشاشتُهُ ... إِليك مكراً فإِن السُّمَّ في العسلِ صلاح الدين الصفدي

- وإِياكَ من حلوِ المزاحِ ومُرِّهِ ... ومن أن يراكَ الناسُ فيه مماريا - وإِن مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَهُ ... وإِن مُزاحَ المرءِ يبدي التشانيا - دعاهُ مُزاحٌ أو مراءٌ إِلى التي ... بها صارَ مقليَّ الإِخاءِ وقاليا شاعر

- لا تجعلِ الهزلَ دأباً فهو منقصةٌ ... والجِدُّ تعلو به بين الورى القيمُ - ولا يغرنْكَ من ملكٍ تبسمهُ ... ماسحتِ السحبُ إِلا حينَ تبتسمُ ناصح الدين بن الدهان

- من أكثرَ المزاحَ يستسخفُّ بهْ ... شينُ مزاحِ ذي الحجى بأدبهْ - من أكثرَ الضحكَ فلا بهاءَ له ... من ملَّ من ودٍ فلا وفاءَ لهْ - لا تكُ مشاءً إِلى غيرِ أربْ ... ولا كثيرَ الضحكِ من غيرِ عَجَبْ الشيخ عبد الله السابوري

- خلِّ عنك المزحَ مجتنباً ... إِنه يدني لكَ العطبا - رُبَّ من كانت منيَّتُهُ ... في مُزاحٍ هاجَه لعبا عبد الله بن معاوية الجعفري

- لا تمزحنَّ فإِن مَزَحْتَ فلا يكنْ ... مزحاً تضافُ به إِلى سُوءِ الأدبْ - واحذرْ ممازحةً تعودُ عداوةً ... إِن المزحَ على مقدمةِ الغضبْ هبة الله البغدادي

- إِذا مازحتَ الرجالَ فلا تلعْ ... وقلْ مثل ما قالوا ولا تتزيَّدِ - وإِياكَ من فرطِ المزاحِ فإِنه ... جديرٌ بتسفيهِ الحليمِ المسددِ عدي بن زيد التميمي

- أفدْ طبعكَ المكدودَ بالجد راحةً ... بجمٍ وعللهُ بشيءٍ من المزْحِ - ولكنْ إِذا أعطيتَهُ المزحَ فليكنْ ... بمقدارِ ماتعطي الطعامَ من الملحِ أبو الفتح البستي

- أكدامُ إِني قد محضتُ نصيحتي ... فاسمعْ لقولِ أبٍ عليكَ شفيقِ - أما المزاحةَ والمِراءِ فدعهما ... خُلقانِ لا أرضاهما لصديقِ - إِني بلوتُها فلمْ أحمدْهُما ... لمجاورٍ جارٍ ولا لرفيقِ مسعرر بن كدام

- وربْ كلامٍ قد جَرَىْ من ممازحٍ ... فساقَ إِليه سهمَ حَتْفٍ معجَّلا - فدعْ عنك قربَ المزح لا تقربنَّهُ ... كفى بامريءٍ وَعْظاً إِذا ما تكهلا هدْبة بن خشرم

- إِياكَ إِياكَ المزاحَ فإِنه ... يجرِّي عليكَ الدُّنونَ والساقطَ الرذلا - ويخلقُ ماءَ الوجهِ من بعدِ جدةٍ ... ويكسبُ بعد العهد صاحبَهُ ذُلاَّ شاعر

- تلقى الفتى يلقى أخاه وخدنَه ... في لحن منطقةِ بما لا يغفرُ - ويقول: كنت مُمازحاً ومُلاعِباً ... هيهاتَ نارُكَ في الحَشَىْ تتسعَّر - أوما علمْتَ وكان جهلُكَ غالباً ... أن المزاحَ هو السبابُ الأصغرُ محمود الوراق

- أكرمْ جليسكَ لا تمازحْ بالأذى ... إِن المزاحَ ترى به الأضغانُ - كم من مزحٍ جذَّ حبلَ قرينِهِ ... فتجذَّمَتْ من أجلِه الأقرانُ محمد بن عبد الله

-5- المصيبة والمحنة

-5- المصيبة والمحنة

- ليس البليةُ في أيامِنا عَجَباً ... بل السلامةُ فيها أعجبُ العجبِ علي بن أبي طالب

- ومن لم يسلمْ للنوائبِ أصبحتْ ... خلائقُهُ طراً عليه نوائبا الحسن العسقلاني

- وما الدهرُ والأيامُ إِلا كما ترى ... رزيةُ مالٍ أو فراقُ حبيبِ علي بن أبي طالب

- هو الدهرُ لا يبقي على لائذٍ به ... فمن شاءَ عيشاً يصطبرْ لنوائبه - فمن لم يُصَبْ في نفسِه فمصابهُ ... يفوتِ أمانيه وفَقْدِ حبائبِهْ ابن خاتمة الأنصاري

- قلْ للذي بصروفِ الدهرِ عَيَّنَا ... هل حاربَ الدهرُ إِلا من له خطرُ؟ - أما ترى البحرَ تعلو فوقه جيفٌ ... وتستقرُّ بأقصى قعرِه الدررُ قابوس بن وشمكير

- مِحَنُ الفتى يُخْبِرْنَ عن فَضْلِ الفتى ... كالنارِ مخبرةٌ بفضلِ العَنْبَرِ الصنوبري

- مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لا تنقضي ... وسرورُهُ يأتيكَ كالأعيادِ - مَلَكَ الأكابرَ فاستقَّ رقابَهُمِ ... وتَراه رِقاً في يَدِ الأوغادِ الشافعي

- يا نفسُ لا تجزعيْ من شدةٍ عَظُمَتْ ... وأيقني من إِلهِ الخَلْقِ بالفرجِ - كم شدةٍ عَرَضَتْ ثم انْجَلَتْ ومَضَتْ ... من بعدِ تأثيرِها في المالِ والمُهَجِ القلانسي

- لا تأملَنَّ إْذا دهتْكَ ملمةٌ ... عوناً غيررَ صَبْررِ الصابرِ قيصر الخوري

- وجدْتُ التراءَ والمصائبَ كلَّها ... تجئُ بها بعد الإِلهِ المقادرُ - فإِن عُسْرةٌ يوماً أَضَرَّتْ بأهلِها ... يكنْ بعدَها من غيرِ شكٍ مياسرُ عبد الله بن المخارق الشيباني

- والمصيباتُ لا يصبنَّ سوى الأخي ... ارِ (الأخيار) منا إِذا وَلَجْنَ الرُّبُعا - وإِذا لم يكنْ سوى الموتِ فالما ... ضي (فالماضي) بطيئاً كمن يموتَ سَريعا الشريف المرتضى

- ما إِن تَرى شيئاً لشيءٍ مُحِيياً ... حتى تلاقيَهُ لآخرَ قاتلا أبو تمام

- ولو رفعَ اللهُ عنا البلا ... ءَ (البلاء) لم ندرِ ما خطرُ العافية المبررد

- إِذ ما الدهرُ نابكَ منه خطبٌ ... وشَدَّ عليكَ من حَمَقٍ عِقالهْ - فكلْ للهِ أمرَكَ لا تفكرْ ... ففكرُكَ فيه خَبْطٌ في حبالهْ ابن خاتمة الأندلسي

- ذَمَمْتَ دّهْرَكَ إِذ نابَتْكَ نائبةٌ ... بمثل ما تشتكيه يعرفُ الزمنُ - خفضْ عليكَ فإِن العمرَ محترمٌ ... والموتُ منتظرٌ والحُرُّ ممتحنُ أبو محمد الخفاجي

- ومن يتأملِ الأيامَ تسهلْ ... عليه النائباتِ، وإِنَ بَخِسْنَه المعري

- وكل شديدةٍ نَزَلَتْ بحيٍ ... سيأتي بعد شِدَّتِها رُخاءُ - كذاكَ الدهرُ يصرفُ حالتيهِ ... ويعقبُ طلعةَ الصبحِ المساءُ قيس بن الخصيم

- كُلُّ المصائبِ قد تمرُّ على الفتى ... فتهونُ غيرَ شماتةِ الحسادِ ابن قنبر

- وكلُّ مصيبات الزمانِ وجدتُها ... سوى فرقةِ الأحبابِ هينةَ الخطبِ شاعر

- ولرب نازلةٍ يضيقُ لها الفتى ... ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرجُ - ضاقتْ فلما استحكمَتْ حلقاتُها ... فرِّجَتْ وكنْتُ أظنُّها لاتفرجُ الشافعي

- تعزي المصيباتُ الفتى وهو عاجزْ ... ويلعبُ صرفُ الدهرِ بالحازمِ الجَلْدِ - بذا قضتِ الأيامُ مابينَ أهلِها ... مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ توبة المتنبي

- مصيبةُ الإِنسانِ في دينِهِ ... أعظمُ من جائحةِ الدهرِ علي بن الجهم

- ومنْ ظنَّ ممن يلاقي الحروبَ ... بأن لا يصابَ فقد ظنَّ عَجْزا امرأة عربية

- وكُلُّ كَرْبٍ وإِنطالت بليتُهُ ... يوماً تفرجُ غُماهُ وتنكشفُ إِسماعيل بن بشار

- وما المرءُ إِلا عرضةٌ لمصيبةٍ ... فطوراً بنُوهُ ثم طوراً شقيقهُ الشريف المرتضى

- ولكل حالٍ معقبٌ ولربما ... أجلى لكَ المكروهُ عما يُححَدُ - لا يؤيسنكَ من تفرجِ كربةٍ ... خطبٌ رماكَ به الزمانُ الأنكدُ علي بن الجهم

- إِن القديمَ وإِن جلِتْ رزيئتُهُ ... ينضوُ فينسىْ ويبقى الحادثُ الأنفُ الأحوص

- إِن المصائبَ ما تعدَّتْ دينَهُ ... نِعَمٌ وإِن صَعُبَتْ عليه قليلا - هل تملكون لدينِهِ ويقينهِ ... وجنانِهِ وبيانهِ تبديلا علي بن الجهم

- المرءُ نصبُ مصائبٍ لا تنقضي ... حتى يوارى جسمُهُ في رمسِهِ - فمؤجلٌ يلقى الردى في أهلِه ... ومُعجَّلٌ يلقى الرَّدَىْ في نفسِهِ أبو فراس الحمداني

- فما ورقُ الدنيا بباقٍ لأهلِهِ ... ولا شدةُ البلوى بضربةِ لازم - فلا تجزعنْ من شدةٍ إِن بعدَها ... فوارجُ تلوي بالخطوبِ العظائمِ كثير عزة

- فكنْ في كُلِّ نائبةٍ جريئاً ... تصبْ الرأي إِن خطئ الجبانُ المعري

- ليستِ النكبةُ عاراً إِن تكنْ ... حافزاً للنصرِ سعياً وعملْ - رب وإِن سادرٍ في لهوهِ ... أيقظتْهُ صيحِهِ الثأرِ بطلْ - أخيبُ الناسِ تقي خاملٌ ... يَذْكُرُ اللهِ ويَرْضَى بالكسلْ زكي قنصل

- خليليَّ واللهِ ما من ملمةٍ ... تدومُ علي حيٍ وإِن هي جَلَّتِ - فإِن نزلتْ يوماً فلا تخضعنَّ لها ... ولا تكثرِ الشكوى إِذا الفعل زلتِ - فكم من كريمٍ يُبْتَلَىْ بنوائبٍ ... فصابَرَها حتى مَضَتْ واضْم"َحَلَّتِ علي بن أبي طالب

- إِن المصيبةَ في الأحبةِ للفتى ... لو كان يعلمُ نعمةٌ لا تُشْكَرُ الشريف المرتضى

- إِذا النائباتُ بلغْنَ المدى ... وكادتْ تذوبُ لهُنَّ المجُ - وحلَّ البلاءُ وبانَ العزاءُ ... فعندَ التناهي يكونُ الفرجْ - لا تجزعنَّ إِذا نابتْكَ نائبةٌ ... واصبِرْ ففي الصبرِ عندَ الضيقِ متسعُ - إِن الكريمَ إِذا نابتْهُ نائبةٌ ... لم يبدُ منه على علاتِه الهلعُ - لا تكرهِ المكروهَ عند نزولِهِ ... إِن المكارِه لم تزلْ متباينه - كم نعمةٍ لم تستقلَّ بشكرها ... للهِ في طيِّ المكارِه كامنهْ علي بن أبي طالب

- عجبتُ لجازعٍ باكٍ مصابٍ ... ذي اكتئابِ - يَشُقُّ الجيبَ يدعو الويلَ جَهْلاً ... كأن الموتَ بالشيءِ العُجابِ - وساوى اللهُ فيه الخلقَ حتى ... بنيَّ اللهِ منه لم يُجابِ - له مَلْكٌ ينادي كُلَّ يومٍ ... لدوا للموتِ وابنُوا للخرابِ علي بن أبي طالب

- رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى ... فؤادي في غشاءٍ من نبالِ - فصرتُ إِذا أصابتني سهامٌ ... تكسَّرَتِ النضالُ على النضالِ المتنبي

- ومن البلاءِ وللبلاءِ عَلامةٌ ... أن لا يرى لك عن هواكَ نُزوغُ - العبدُ عبدُ النفسِ في شهواتِها ... والحُرُّ يشعُ تارةً ويَجُعُ - وكفاكَ من غير الحوادثِ أنه ... يبلى الجديدُ ويحصدُ المزروعُ علي بن أبي طالب

- أتصبرُ للبلوى عزاءً وحِسْبةٍ ... فتؤجرَ أم تسلو سَلُوَّ البهائمِ - خُلِقْنا رجالاً للتجلدِ والأسى ... وتلكَ الغواني للبكا والمآتمِ علي بن أبي طالب

- وربّ رُزْءٍ بآثارٍ أشدُّ أسىً ... منه ملماً بأشخاصٍ وأعيانِ - َ رُزْءٍ بآثارٍ أشدُّ أسىً ... منه ملماً بأشخاصٍ وأعيانِ - والتاجُ أشجى إِذا ما انْقَضَّ عن صَمَمٍ ... منه إِذا ماهو عن رأسِ إِنسانِ خليل مطران

- إِن البلاءَ يطاقُ غيرَ مضاعفٍ ... فإِذا تضاعفَ صارَ غير مُطاقِ ابن الرومي

- مصائبُ هذه الدنيا كثيرٌ ... وأيسرُها على الفطنِ الحِمامُ المعري

- ألم تَرَ أن ريبَ الدهرِ يعلو؟ ... أخا النجداتِ والحصنَ الحصينا - ولم تلقَ الفتى يبقى لشيءٍ ... ولو أثرى وَلَدَ البيّنا - وإِن أغفلْنَ ذا جدٍ عظيمٍ ... علقنَ به وإِن أمهلْنَ حينا عدي بن زيد العبادي

- كنْ واثقاً باللهِ سبحانَه ... فهو الذي يصرفُ عنكَ الخطوبْ - اصرفْ إِليه الوجهَ عن معشرٍ ... قد صَرَفُوا عَنْكَ وجوهَ القلوبْ ابن حميدس

- يَجِلُّ الخطبُ في رجلٍ جليلٍ ... وتكبرُ في الكبيرِ النائباتُ - وليس الميتُ تَبْكيهِ بلادٌ ... كمن تبكيْ عليه النائحاتُ أحمد شوقي

- إِن من يحملُ الخطوبَ كباراً ... لا يبالي بحمْلِهنَّ صغارا أحمد شوقي

- القَ الخطوبَ إِذا طرق ... نَ (طرقن) بقلْبِ محتسبٍ صبورِ - فسينقضي زَمَنُ الهمو ... مِ (الهموم) كما انقضى زمنُ السرورِ - فمن المحالِ دوامُ حا ... لٍ (حال) في مدى العمرِ القصيرِ أسامة بن منقذ

- ما جلَّ خطبٌ ثم قيسَ بغيرهِ ... إِلا وهنهُ القياسُ وصَغَّرا - أجدُ الحياةَ حياةَ دهرٍ ساعةً ... وأرى النعيمَ نعيمَ عُمْرٍ مُقْصِرا - وأعدُّ من حزمِ الأمورِ وعزِمِها ... للنفسِ أن تَرْضَى وألا تَضْجَرا أحمد شوقي

- وما هزةُ المذبوحِ تجدي وإِنما ... حلاوةُ روحٍ الشخصِ تُلْجيه للدَّفْعِ - كم شدةٍ ضاقَ عنها الذرعُ فانفرجَتْ ... وموقفٍ بعدَ فرطِ الضيقِ يتسعُ حفي ناصف

- لا تيأسنَّ لعسرةٍ فوراءَها ... يسرانِ وعداً ليس فيه خِلاقفُ - كم عسرةٍ قلقَ الفتى لنزولِها ... للهِ في إِعسارِها ألطافُ أبو الفتح البستي

- لستُ أرتاعُ لخطبٍ نازلٍ ... إِنما الخوفُ لقلبٍ مطمئنْ محمد الخفاجي

- لا تجزعَنَّ لخطبٍ ... فكلُّ دهرِكَ خِطبُ - وحادثاتُ الليلي ... مملةٌ، ماتِغبُّ - تروحُ سلماً، وتغدو ... على الفتى، وهي حَرْبُ - ولا تضقْ باصطبارٍ ... ذَرعاً، إِذا اشتد كربُ - فصبرُ يومِكَ مرٌ ... وفي غدٍ هو عَذْبُ - كمْ صابرَ الدهرَ قومٌ ... فأّدْرَكُوا ما أَحَبُّوا أسامة بن منقذ

- كلما قلنا استرحْنا ... جاءَنا شغلٌ جديدُ - وخُطوبٌ ينقصُ الصب ... رُ (الصبر) عليها وتَزيدُ - تعبٌ لاحمدَ فيه ... لا ولا عيشٌ حَميدُ - وأرى الشَّكْوى لغيرِ ال ... لّهِ (الله) شيءٌ لا يفيدُ بهاء الدين زهير

- فما شِدَّةٌ يوماً وإِن جَلَّ خطبُها ... بنازلةٍ إِلا سيتبعها يسرُ - وإِن عَسُرَتْ يوماً على المرءِ حاجةٌ ... وضاقتْ عليه كان مفتاحَها الصبرُ المنتصر بن بلال الانصاري

- بعضُ الرجالِ حديدٌ حين يقرعُه ... خَطبٌ وبعضُهمُ أوهى من الخَزَفِ - فلا ترعْكَ الغواشي وهي مقبلةٌ ... فعلَ الجبانِ الذي يَخْشى من التلف محمد الأسمر

- انهضْ بصدرِكَ فيها غيرَ مكترثٍ ... وصَعِّرِ الخدَّ وانظرْ الصلفِ - وحكِّم العقل فيما أنتَ طالبُهُ ... تستغنِ عن أَخْذِكَ الأشياءَ بالكتفَِ فيما أنتَ طالبُهُ ... تستغنِ عن أَخْذِكَ الأشياءَ بالكتفِ المصري

- ألا ربَّ عسرٍ قد أتى اليُسْرُ بعدَهُ ... وغمرةِ كربٍ فرجعتْ لكظيمِ - هو الدهرًُ يومُ، يومُ بؤسٍ وشدةٍ ... ويومُ سرورٍ للفتى ونَعيمِ محمد بن زنجي البغدادي

- إِن الشدائدَ تُسطفى النفوسُ بها ... مثل الحظوظِ على أصحابِها قسمُ الجواهري

- لا تشكُ خطباً إِذا حاولْتَ مكرمةً ... تنوءُ بالجبلِ الراسي ولا تهنِ - إِن المكارمَ لا تعطي مقادتَها ... نذلاً جباناً عليها غيررَ مؤتمنِ - من يصطبرْ للخطوبِ الدهمِ تقرعُهُ ... يمجدْ ومن هابَ أسبابَ العُلا يهنِ مصطفى الغلاييني

- إِذا ما عرا خطبٌ من الدهرِ فاصطبرْ ... فإِن الليلي بالخطوبِ حواملُ - وكُلُّ الذي يأتي به الدهرُ زائلٌ ... سريعاً فلا تجزعْ لما هو زائلُ علي بن أبي طالب

- تُخْطى النفوسُ على العيانِ ... وقد تُصيبُ على المظنةْ - كم من مضيقٍ بالفضاءِ ... ومَخْرَجٍ بينَ الأسِنَّةْ محمد بن مخلد بن قيراط

- ومن لم يسلمْ للنوائبِ أصبحَتْ ... خلائقه طراً عليه نوائبا أبو تمام

- على قدرِفضلِ المرءِ تأتي خطوبهُ ... ويُعْرَفُ عندَ الصبرِ فيما يصيبهُ - ومن قَلَّ فيما يتقيه اصْطِبارُه ... فقد قَلَّ فيما يَرْتجيه نَصيبهُ العماد الأصبهاني

- وإِذا تصبْكَ من الحوادثِ نكبةٌ ... فاصبرْ فكُلُّ بليةٍ تتكشفُ شاعر

- الحكمُ للهِ ما للعبدِ منقلبٌ ... إِلا إِليه ولا عن حكمِه هربُ - والمرءُ ما عاشَ في الدنيا أخو مِحَنٍ ... تصيبُه الحادثاتُ السودُ والنوبُ - فإِن يساعدْه في اثنائِها فرجٌ ... تسارعَتْ نحوه في إِثرِهِ كربُ - حتى إِذا ملَّ من دنياه فاجأه ... في أرضِه كانَ أوفي غيرِها العَطَبُ علي الفجكردي

- إِذا أصبحتَ في عسرٍ ... فلا تَخْزَنْ له وافْرَحْ - فبعدَ العُسْرِ يُسْر عا ... جِلٌ (عاجل) واقرأْ ألم نَشْرَحْ بهاء الدين زهير

- لقد كانَ الزمانُ عليَّ أنحى ... بأحداثٍ غَصَصْتُ لها بريقي - فقد أَسْدى إِليَّ يداً بأني ... عَرَفْتُ بها عدوي من صديقي محمد بن بشران

- لا تجزعَنَّ لخطبٍ مابه حِيَلٌ ... تغني وإِلا فلا تعجزْ عن الحِيَلِ - لا شيءَ أولى بصَبْرِ المرءِ من قَدَرٍ ... لا بدَّ منه وخَطْبٍ غيرِ منتقلِ - وإِن أخوفَ نهجٍ ما خشيْتَ به ... ذهابَ حريةٍ أو مرتضى عَمَلِ ابن المقري

- وإِن نابتكَ نائبةٌ فشاوِرْ ... فكم حمدِ المشاورُ غبَّ أمرِ الشربيشي

- ألا فاصبرْ على الحدَثِ الجليلِ ... وداوِ جَوَكَ بالصبَّبْر الجميلِ - ولا تيأسْ فإِن اليأسَ كفرٌ ... لعل الله يُغْني من قليلِ - وإِن العسرَ يتبعُه يسارُ ... وقولُ اللهِ أصدقُ كل قيلِ - فلو أن العقولَ تَجُرُّ رِزْقاً ... لكان الرزقُ عندَذويْ العقولِ - فما نُوَبٌ الحوادثِ باقياتٌ ... ولا البؤسى تدومُ ولا النعيمُ - كما يمضي سرورٌ وهو جَمٌ ... كذالكَ ما يسوؤكَ لا يدومُ - فلا تهلكْ على ما فاتَ وَجْداً ... ولا تفرْدكَ بالأسفِ الهُمومُ علي بن أبي طالب

- إِذا نالكَ الدهرُ بالحادثاتِ ... فكن رابطَ الجأشِ صعبَ الشكيمةْ - ولا تُهِنِ النفسَ عند الخطوبِ ... إِذا كانَ عندَكَ للنفسِ قيمةْ - فوالله ما لقي الشامتون ... بأحسنَ من صبرِ نفسٍ كريمةْ طلححة بن محمد

- كلَّ يومٍ غريبةٌ للخطوبِ ... وعجيبٌ ينسيكَ كُلَّ عجيبِ - حيرةٌ كالضلالِ في غمق الليلِ ... بلا صاحبٍ ولا مصحوبِ - وازورارٌ عن الهدى فحليمٌ ... كيفيهٍ ومخطئٌ كمصيبِ الشريف المرتضى

-6- المعروف والصنيعة

-6- المعروف والصنيعة

- وعد من الرحمن فضلاً ونعمة ... عليك إِذا ما جاء للعرف طالبُ - وإِن امرأ لا يُرتجى الخير عنده ... يكن هيناً ثقيلاً على من يصاحبُ - فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالباً ... فإِنك لا تدري متى أنت راغبُ - رأيت التوا هذا الزمانَ بأهلهِ ... وبينهم فيه تكون النوائبُ أبو الأسود الدؤلي

- يؤمل كلٌ أن يعيشَ وإِنما ... تمارسُ أهوال الزمان إِذا عشتا - فرش معدماً أن كان يمكن ريشه ... ولا تفخرن بين الأنام بمارشتا - وإِن فضتَ للأقوام بالمال والغنى ... فيا بحر أيقنْ بالنضوبِ وإِن جثتا - أكرم ضعيفكَ والآفاق مجدبةٌ ... ولا تهنهُ ولو أعطيته القوتا - وجانبِ الناسَ تأمن سوءَ فعليهم ... وأن تكون لدى الجلاسِ ممقوتا - لا بد من أن يذموا كل من صحبوا ... ولو أراهم حصى المعزاء ياقوتا - بادرْ بعرفكَ إِما كنت مقتدرا ... فليس في كل وقتٍ أنت مقتدرُ البحترى

- أقيلوا أخاكم إِذا ما عثرْ ... فإِن الجميلَ جميلُ الأثرْ - وأولوه نصراًُ على طارئٍ ... يبيدُ الشبابَ إِذا ما انتصر - هنيئاً لمن يدرأُ النازلا ... تِ (النازلات) ببعضِ الصلات إِذا ما قدرْ - أيهلكُ من يرتجى برؤه ... وفيكم شعورٌ وفيكم نظرْ؟ خليل مطران

- وإِذا الصنيعة وافقت أهلاً لها ... دلت على توفيقِ مصطنع اليدِ محمد الصوفي

- إِن الذين الداءُ في صدورهم ... والموتُ يلقاهم بوجهٍ أغبررِ - يرجونَ من إِخوانهم إِسعافم ... والأجرُ عند الله للمبتدرِ - خيرُ الورى مقتدرٌ برٌ بهم ... وشرهم مقتدرٌ لم يبرِ خليل مطران

- فسدَ التوسلُ في البلدْ ... هيهات يصدقُ من وعدْ - ترجو وتلحفُ سائلاً ... أما المجيبُ فلا أحدْ خليل مطران

- سارع إِلى فعل الجميل وقلد الأعنا ... قَ (الأعناق) حسنى فالزمانُ عواري - وتوخَ فعلَ المكرمات تبرعاً ... فالمكرماتُ حميدةُ الآثارِ عمر بن الوردي

- يدُ المعروف غنم حيثُ كانت ... تحَّملها شكورٌ أو كفورُ - فعندَ الشاكرين لها جزاءٌ ... وعند الله ما كفر الكفورُ الكريزي

- زاد معروفك عندي عظماً ... أنه عندك مستورٌ صغير - تتناساه كأن لم تأتهِ ... وهو عند الناسِ مشهورٌ كبيرْ الخريمي

- متى تطلبِ المعروفَ في غير أهله ... تجدْ مطلبَ المعروفِ غيرَ يسيرِ عمرو الباهلي

- لا تضعِ المعروفَ في ساقطٍ ... فذاكَ صنعُ ساقطٍ ضائع - وضعهُ في حرٍ كريمٍ يكن ... عرفك مسكاً عُرفه ضائعْ علي بن أبي طالب

- وإِذا اصطنعتَ إِلى أخي ... ك (أخيك) صنيعةً فانس الصنيعة - والشكرُ من كرمِ الفتى ... والكفرُ من لؤمِ الطبيعةْ - والصبرُ أكرمُ صاحبٍ ... فاصبحهُ إِن نزلت فجيعة ابن زنجي البغدادي

- لا تصنعِ المعروفَ إِلا لمن ... رأيته أهلاً لشكرِ الصنيعْ أبو ربيعة سليمان

- كم من شريفِ القولِ قد غرني ... بقوله والفعلُ منه وضيعْ ابن عبد المؤمن

- ومن يسد معروفاً إِليك فكن له ... شكوراً يكن معروفهُ - ولا تبخلنْ بالشكرِ والقرضَ فاجزه ... تكنْ خيرَ مصنوعٍ إِليه وصانعِ المنتصر بن بلال

- إِذا كنتَ لا ترجى لدفع ملمةٍ ... ولم يك للمعروف عندك موضعُ - ولا أنت ذو جاهٍ يعاشُ بجاهلهِ ... ولا أنت يومَ البعثِ للناس تشفعُ - فعيشكَ في الدنيا وموتكَ واحدٌ ... وعودُ خلالٍ من حياتكَ أنفع صالح عبد القدوس

- وأصوبُ رأيٍ في الصنيعة ردُها ... إِلى رجلٍ يغني غناءَ رجالِ - وليس لساني للئيمِ ولا يدي ... ولا ناقتي عند البخيل ولا رحلي - ومُرامُ المعروف صعبٌ إِذا لم ... تلتمسه لدى الشريفِ الأرومِ البحتري

- تمامُ ما تولى من المعروفِ ... تعجيله عفواً بلا تسويفِ عبد الله السابوري

- غايةُ النبلِ في الفعال صغاراً ... وكباراً ألا يكون قصورُ - غوثُ اللهيفِ أبر في ميقاته ... من وعده بغنىً بعيد منالِ - وأشد خطبٍ أن يُمنى عاثرٌ ... بإِقالةٍ ويظل غيرُ مقالِ خليل مطران

- إِن الصنائعَ أطواقٌ إِذا شكرت ... وإِن كفرنَ فأغلالٌ لمنتحلِ ابن المقري

- لا تحقرِ الدرهم من مسعدٍ ... سل أممَ الغرب به تعلم - بنى بهِ إِحسانهمْ مى بنى ... من معهدٍ للبر أو مَعلمِ - يقولُ من فكر في أمرهِ ... أكل هذا الخير من درهم؟ خليل مطران

- ارفع ضعيفَكَ لا يحربك ضعفُهُ ... يوماً فتدركه العواقب قدنما - يجزيكَ أو يثني عليكَ وإِنَّ من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى اليهودي

- ومن يجعلِ المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتمَ يشتم زهير بن أبي سلمى

- أحقُ الناسِ منك بحسنِ عونٍ ... لمن سلفت لكم نعمٌ عليه - وأَشكرهمْ أحقهم جميعاً ... بحسن صنيعةٍ منكم إِليه الكريزي

- لئن كنتَ لا تولي يداً دونَ إِمرةٍ ... فلستَ بمولٍ نائلاً آخر الدهرِ - فأي إِناءٍ لم يفضْ عند ملئهِ؟ ... وأي بخيلٍ لم ينل ساعةَ الوفرِ - وليسَ الفتى المعطي على اليسيرِ وحدهُ ... ولكنه المعطي على العسر واليسر دعبل الخزاعي

- إِن خيرَ المعروفِ ما جاء لا سي ... نُ (سين) سؤال فيه ولا واو وعد ابن الخياط

- وما هذه الأيامُ إِلا معارةٌ ... فما استطعتَ من معروفها فتزودِ - فإِنكَ لا تدري بأية بلدةٍ ... تموتُ ولا ما يحدثُ الله في غدِ - يقولون لا تَبْعَدْ ومن بعدُهُ ... ذراعين من قُرْبِ الأحبةِ يبعُدِ طرفة بن العبد

- إِن للمعروفِ أهلاً ... وقيلٌ فأعلوهُ - أهنأُ المعروفِ ما لم ... تبذلْ فيه الوجوهُ أبو العتاهية

- ومن يصنعِ المعروفَ في غيرِ أهلهِ ... يلاقي الذي لاقى مُجيرُ أم عامرِ - أَعَدَّ لها استجارتْ بقربهِ ... مع الأمنِ ألبانَ اللقاحِ الدرائرِ - فأشبعَها حتى إِذا ما تَمَكَّنَتْ ... فرتهُ بأنيابٍ لها وأظافرِ - فقلْ لذوي المعروفِ هذا جَزاءُ من ... يوجَّه معروفاً إِلى غيرِ شاكرِ شاعر

- لا تبخلنَّ بشيءٍ لا تُعابُ بهِ ... من الجَميلِ ولو غَيُمٌ بلا مطرِ محمد الأيبوري

- إِذا كنتُ في القومِ الطوالِ فَضَلْتْهم ... بعارفةٍ حتى يقالَ طويلُ - ولا خيرَ في حُسْنِ الجسومِ وطولِها ... إِذا لم يزنْ حسنَ الجُسومِ عقولُ - فإِن لا يكنْ جسمي طويلاً فإِنني ... له بالفِعالِ الصالحاتِ وَصُولُ - ولم أرَ كالمعروفِ أما مَذاقُهُ ... فُحُلْوٌ وأما وَجْهه فجَميلُ هذيل بن ميسر الفزاري

- إِن الصنيعةَ لا تكونُ صنيعةً ... حتى يُضَابَ بها طَريقُ المَصْنَعِ - فإِذا صَنَعْتَ صنيعةً فاعْمَلْ بها ... للهِ أو لذوي القَرابةِ أو دَعِ حسان بن ثابت

-7- الملك والسلطان

-7- الملك والسلطان

- وأَرى مُلوكاً لا تَحوطُ رعيةً ... فعلامَ تؤخذُ جزيةٌ ومُكوسُ؟ المعري

- الحَمْدُ للهِ لاصَبْرٌ ولا جَلَدٌ ... ولا عَزاءٌ إِذا أهلُ البِلا رَقَدوا - خليفةٌ ماتَ لم يَحْزَنْ له أحدٌ ... وآخرُ قامَ لم يَفْرَحْ به أحدُ - فمَرَّ هذا ومَرَّ الشؤمُ يتبعُه ... وقامَ هذا، فقامَ الشؤمُ والنَّكَدُ دعبل الخزاعي

- إِياكَ والسلطانَ لا يُدْنيك من ... أبوابهِ متكسبٌ ومعاشُ - واعلمْ بأنهمُ على ما كانَ من ... أحوالِهمْ نارٌ ونحنُ فَراشُ أسامة بن منقذ

- وما في سطوةِ الأربابِ عَيْبٌ ... ولا في ذِلَّةِ العبدانِ عارُ المتنبي

- وإِن أصفاكَ سلطانٌ بقربٍ ... فلا تغفلْ ترقبك العبادا - فقد تُدني المُلوكُ لدى رِضاها ... وتبعدُ حين تحتقدُ احتقادا أبو الفتح البستي

- مما يزهدني في أرضِ أندلسٍ ... سماعُ مقتدرٍ فيها ومُعْتضِدِ - ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعِها ... كالهرَّ يحكي انتفاخاً صَوْلة الأسدِ ابن رشيق القيرواني

- تعالى اللهُ! كم ملكٍ مَهيبٍ ... تبدَّلَ، بعد قَصْرٍ، ضِيْقَ لحدِ المعري

- لا تقربَنْ باب سلطانٍ وإِن ملأتْ ... هباتُهُ غيرَ ممنونٍ بها الطرقا - فإِن أبوابهم كالبحرِ، راكبُه ... مروعُ القلبِ، يخشى دهرَه الغرقا أسامة بن منقذ

- مضى ذكرُ الملوكِ بكلِ عَصْرٍ ... وذكرُ السوقةِ العلماءِ باقِ - وكم علمٍ جنى مالاً وجَهاً ... وكم مالٍ جنى حربَ السباقِ - وما نفعُ الدراهمِ مع جَهولٍ ... يباعُ بدرهمٍ وقتَ النفاقِ - إِذا حُمِلَ النضارُ على نياقٍ ... فأي الفخرِ يحسبُ للنياقِ؟ ناصيف اليازجي

- تسمَّتْ رجالٌ بالملوكِ سفاهَةً ... ولا ملكَ إِلا للذي خَلَقَ الملكا المعري

- لكن خَفضَ الأكثرينَ جناحَهُمْ ... رفعَ الملوكَ وسوَّدَ الأبطالا - وإَِذا رأيتَ الموجَ يسفُلُ بعضُهُ ... ألفيتَ تاليهِ طغى وتعالى خليل مطران

- أبقى المماليكِ ما العارفُ أسُّهُ ... والعدلُ فيه حائطٌ ودِعامُ - المللكُ والدولاتُ ما يَبْني القنا ... والعلمُ لاما ترفعُ الأحلامُ - فإِذا جرى رَشَداً وغياً أمرُكُمْ ... فامشوا بنورِ العِلمِ فهو زِمامُ - ودَعُوا التفاخرَ بالتراثِ وإِن غَلا ... فالمجدُ كَسْبٌ والزمانُ عِصامُ أحمد شوقي

- أعلى المماليكِ ما يبنى على الأسلِ ... والطغنُ عند محبيهنَّ كالقُبَلِ - وما تَقَر سيوفٌ في ممالكِها ... حتى تقلتلَ دهراً قبلُ في القللِ المتنبي

- إِذا غدا ملكٌ باللهوِ مشتغلا ... فاحكمْ على ملكِه بالويلِ والحربِ - إِذا ملكٌ لم يكن ذا هِبَهْ ... فدَعْه فداولتهُ ذاهبَهْ أبو الفتح البستي

- فكم مُلكٍ ينالُ بخوضِ هلكٍ ... فلا بيهمٌ عليكَ الخوفُ بابا ابن حميدس

- خَفِ السلاطين واحذرْ أن تلابسَهمْ ... ما دامَ أمرُهمُ في الملكِ مضطربا - إِن الملوكَ بحارٌ في خلائقِهم ... ومن سما البحرَ في أهوالهِ، عَطَبا ابن خاتمة الأندلسي

- ما أقبحَ التيجانَ إِن عقد ... تْ (عقدت) على هامِ العبيدِ حامد حسين

- إِذا خدمتَ الملوكَ فالبسْ ... من التوقيَّ أعزَّ مَلْبسْ - وادخلْ عليهم وأنتَ أعمى ... واخرُجْ إِذا ما خرجتَ أَخْرَسْ أبو الفتح البستي

- كلَ يومٍ يسعى إِلى الملكِ قومٌ ... في ازديادٍ وعُمْرهمْ في اتنقاصِ الملك المظفر

- شركٌ هذه الأماني فيا لل ... هِ (لله) كم واقعٍ بغيرِ خلاصِ تقي الدين عمرو

- إِذا أدانكَ سلطانٌ فزدْهُ ... من التعظيمِ واصحبهُ ورراقبْ - فما السلطانُ إِلا البحرُ عظْيماً ... وقربُ البَحْرِ محذورُ العواقبْ الصاحب بن عباد

- وبينا ترى السلطانَ بين مواكبٍ ... بدا لك يوماً شخصُهُ وهو مفردُ - سحابةُ كان فيها فأقشعَتْ ... فمقتضبٌ منهُمْ وآخرُ يحمدُ يحيى بن زياد

- إِذا ضايقَ عن رَحْلي فِنا ملكِ ... وسعتني أبداً من دونِه الهِمَمُ - كلُّ البلادِ إِذا لم تنبُ بي وطنٌ ... وكل أرضٍ إِذا يممتها أمَمُ ابن القم

- أعطيتُ ملكاً فلم أُحسنْ سياستَه ... وكل من لا يوسوسُ الملكَ يخلعُهُ ابن رزيق

- وإِنما الناسُ بالملوكِ وما ... تفلحُ عربٌ ملوكُها عَجَمُ - لا أدبٌ عندَهُمْ ولا حسبٌ ... ولا عهودٌ لهمْ ولا ذِمَمُ - في كلِ أرضٍ وطئتها أممٌ ... ترعى بعبدٍ كأنهمْ غنَمُ - يستحسنُ الخزَّ حينَ يَلبَسهُ ... وكان يُبرى بظفرِه القلمُ المتنبي

- ما كُلُّ من وليَ الممالكَ ساسَها ... كلا ولا كُلُّ الرجالِ كبيرُ - الملكُ ليس يسوسُهُ إِلا فتى ... لا الرأيُ يعوزُه ولا التدبيرُ الكاظمي

- أولى الأنامِ بحمدٍ خادمٌ بلداً ... يُعْليهِ ما استطاعَ قدراً بين بلدانِ خليل مطران

- في كلِ يومٍ لنا عرشٌ تشيدهُ ... على المطامع أيدٍ أجنبياتُ - ماذا تفيدُ ملوكٌ تحتَها عرشٌ ... جميعُها بين أيدي القومِ آلاتُ؟ - إِني سئمتُ صدى الألقابِ في بلدٍ ... يكاد يعوزُها ماءٌ وأقواتُ أديب التقي

- قُلْ للذي غَرَّتْهُ ملكيِهِ ... حتى أخلَّ بطاعَة النصحاءِ - شرفُ الملوكِ بعلمِهمْ وبرأيهمْ ... وكذاك أوجُ الشمسِ في الجوزاء أبو الفتح البستي

- إِن الشريفَ إِذا أمورُ عبيدِهِ ... جازتْ عليه فأمرُهُ مرتابُ البحتري

- إِذا خدمَ السلطانَ قومٌ ليشرفوا ... به وينالُوا كُلَّ ما يتشوَّفوا - خدمتُ إِلهي واعتصمْتُ بحبلهِ ... ليعصمني من شَرِّ ما أتخوَّفُ - ويُكرمني بالعلمِ والحلمِ والتُّقى ... ويؤتيني ماليس يَفْنى ويَتْلَفُ - فخدمةُ من يُعْطي السلاطين ملكهمْ ... وبنزعُهُ عنهم أجَلُّ وأشرفُ أبو الفتح البستي

- وكأنْ رأينا من مُلوكٍ وسوقِةٍ ... وعيشٍ يلذُّ العينَ جدِّ أنيقِ - مضى فكأنْ لم يغنِ بالأمسِ أهلهُ ... وكُلُّ جديدٍ صائرٌ لخلوقِ ابن غزالة السكوتي

- صاحبُ السلطانِ لا بدَّ له ... من همومٍ تعتريهِ وغُمم - والذي يركبُ بَحْراً سيرى ... قحمَ الأهوالِ من بعد قُحمْ أبو الفتح البستي

- بالعلمِ يبنى الملكُ حقَّ بنائهِ ... وبه تنالُ جلائلُ الأخطارِ - ولقد يشادُ عليه من شُتِّ العُلا ... ما لا يشادُ على القنا الخطارِ أحمد

- كم رأينا من مُلوكٍ سوقةٍ ... ورأينا سُقةً قد مَلَكوا - قلبَ الدهرُ عليهم فَلَكاً ... فاستدارُوا حيثُ دارِ الفَلكُ صريع الغواني

- ما ضرَّ من رهبَ الملوكَ لو أنه ... رهبَ الذي جَعَلَ الملوكَ مُلوكا - وإِذا رجوتَ لنعمةٍ أو نِقْمَةٍ ... فارجو المليكَ وحاذِر المِلوكا - وإِذا دعوتَ سوى الإِلهِ فإِنما ... صيْرتَ للرحمانِ فيك شريكا الشريف المرتضى

- واخشىَ الملوكَ وياسَرْها بطاعتِها ... فالملكُ للأرضِ مثلُ الماطر الساني - إِن يظلموا، فلهم نفعٌ يُعاشُ به ... وكم حَمَوك برجلٍ أو بفُرسانِ - وهل خَلَتْ قبلُ من جَوْرٍ ومظلمة ... أربابُ فارسَ أو أربابُ غسان؟ المعري

- فقلدوا أمركمْ للَّه دَرُّكُمُ ... رَحْبَ الذراعِ بأمرِ الحَربِ مضطلعا - لا مترفاً إِن رخاءُ العيشِ ساعدَه ... ولا إِذا عَضَّ مكروهٌ به خَشَعا - ما زالَ يحلبُ الدهرِ أشطره ... يكون مُتَّبعاً يوماً ومتَّبعا - حتى استمرتْ على شَزْرِ مريرتهُ ... مستحكم السنِّ لا فَخْماً ولا ضَرَعا - (الشزر: الصعوبة) ، (المريرة: العزيمة) ، (القحم: الكبير السن) (الضرع: الصغير السن) لقيط بن يعمر

- شادَ الملوكُ قصورَهم وتَحَصَّنوا ... عن كُلِّ طالبِ حاجةٍ، أو راغبِ - غالوا بأبوابِ الحديد لعزِّهم ... وتنوقوا في قبحِ وجه الحاجبِ - وإِذا تلطفَ للدخولِ إِليهمُ ... راجٍ تلقَّوهُ بوعدٍ كاذبِ - فارغبْ إِلى ملكِ الملوكِ ولا تكنْ ... يا ذا الضراعةِ طالباً من طالبِ محمود الوراق

- تعفُو الملوكُ عن العظي ... مِ (العظيم) من الذنوبِ لفضلِها - ولقد تُعاقبُ في اليس ... يرِ (اليسير) وليسَ ذاكَ لجهلها - إِلا ليعرفَ فضلهُا ... ويخافُ شدةُ نكلِها رجل من بني يشكر

- إِذا لم يكنْ للمرءِ في امرئٍ ... نصيبٌ ولا حظٌ تمنى زوالَها - وما ذاكَ عن بُغْضٍ ولا عن محبة ... ولكن يُرجي نفعَه بانتقالِها شاعر

- من يستطلْ على الولاةِ يندمْ ... من لم يَذُدْ عن حوضه يهدمْ الشيخ السابوري

- لا يصلحُ السلطانَ إِلا شدةٌ ... تغشى البرئَ بفضلِ ذَنْبِ المجرمِ أشجع السلمي

- اعلمنْ إِن كنتَ تعلمُهُ ... أن عِرضَ الملكِ حاجبُهُ - فيه تبدو محاسنُهُ ... وبه تبدُو معايبُهُ شاعر

- يا ملوكَ الأنامِ هلا اعتبرْتُمْ ... بملوكٍ تجورُ في الأفعالِ؟ - ليس عبدُ الحميدِ فرداً ولكن ... كم لعبدِ الحميد من أمثالِ - فاتركُوا الناسَ مطلقين وإِلا ... عشتم موثقين بالأوجالِ - هل جنيتم من التَّجَبُّرِ إِلا ... كُلُّ إِثمٍ عليكمُ ووبالْ؟ معروف الرصافي

- للمُلْكِ أهلٌ وللتيجانِ أَهْلونا ... لا يهدم الدهرُ ما هُمْ فيه بانونا - وللبطولةِ ذِكْراها يقدسُها ... عُبَّادُها ولها عنها مُحامونا - في الغابرين لمن يتلوهم عِبَرٌ ... وربما سَبَقَ الخالين تالونا خير الدين الزركلي

- يا من ترفعَ بالدنيا وزينتها ... ليس الترفعُ رفعَ الطينِ بالطينِ - إِذا أردْتَ شريفَ القومِ كلهمِ ... فانظرْ إِلى ملكٍ في زيِّ مِسْكينِ - ذاكَ الذي عَظُمَتْ في الناسِ همتهُ ... وذاكَ يَصْلُحُ للدنيا وللدينِ أبو العتاهية

- إِن تصحبِ السلطانَ كن مُحْتَرِساً ... متقنَ آدابِ الصباحِ والمسا - وكن لما يُؤْثِرُه مقتبساً ... واخضعْ إِذا لانَ ولِنْ إِذا قِسا - ولا تكنْ طَلْقاً إِذا ما عَبَسا ... ولا تكنْ مُسْتَوْحِشاً إِن أنِسا - ولا تَزُرْ حَضْرَتَه مختلساً ... ولا تشمتْه إِذا عَطَسا - وأوضحْ له الأمرَ إِذا ما التَبَسا ... من غيرِ جعلِ، رأيهِ مُنْعَكِسا - ولا تشعْ سراً له مُحْتَسبا ... ولا تبتْ في عيشِهِ مُنْغَمِسا - ولا تشاركهُ بأحوالِ النِّسا ... لم تدرِ ما في نَفْسِه قد هَجَسا - فإِنه كالليثِ يخفي الشرسا ... حتى إِذا رِيْعَ حِماهُ افْتَرَسا صفي الدين الحلي

- لاتغبطنَّ وزيراً للملوكِ وإِن ... أنا له الدهرُ منهم فوقَ هِمَّتِهِ - واعلمْ بأن له يوماً تَمورُبه ال ... أرضُ (الأرض) الوَقورُ كما مَلَتْ لهيبتهِ يحيى بن زياد

- إِذا ما لم تكنْ ملكاً مُطاعا ... فكنْ عبداً لمالكِه مُطيعا - وإِن لم تملكِ الدنيا جميعاً ... كما تهواه فاتركْها جميعا - هما سببانِ من ملكٍ ونسكٍ ... ينيلان الفتى الشرفَ الرَفيعا - فمن يَقْنَعْ من الدنيا بشيءٍ ... سوى هذين عاشَ بها وَضيعا الطغرائي

- إِن الملوكَ لتعفو عند قدرتِها ... لكنها عن ثَلاثٍ عَفْوُها قَبُحا - ذكرُ الحريمِ وكشفُ السِّرِّ من ثِقَةٍ ... والقَدْحِ في الملكِ ممن جَدَّ أو مَزَحا صفي الدين الحلي

- إِن الملوكَ لا يُخاطبونا ... ولا إِذا ملُّوا يُعاتبونا - وفي المَقالِ لا يُنازَعونا ... وفي العُطاسِ لا يُشَمَّتُنا - وفي الخِطابِ لا يكيفونا ... يُثْنى عليهم ويَبَجَّلونا وافهمْ وَصَاتي لا تكنْ مَجْنونا يحيى البرمكي

- إِن الملوكَ بلاءٌ حيثما حَلُّوا ... فلا يكن لكَ أبوابِهمْ ظلُّ - ماذا تُؤَمِّلُ من قومٍ إِذا غَضِبوا ... جاروا عليكَ وإِن أرضيتهمْ مَلُّوا؟ - فاستغْنِ باللهِ عن أبوابِهمْ كرماً ... إِن الوقوفَ على أبوابِهم ذُلُّ الشافعي

- إِذا زُرْتَ الملوكَ فكن رئيساً ... بصيراً بالأمور رَحيبَ صدرِ - وقابلْ منَّهمْ بجزيلِ شكرٍ ... لديكَ ومنعهمْ بجَميلِ عُذْرِ - فإِن أقصوكَ قُلْ هذا مقامي ... وإِن أدنوكَ قلْ ذا فوقَ قدري صفي الدين الحلي

- وأخسرُ الناسِ سَعْياً ربُّ مملكةٍ ... أطاعَ في أمرِهِ النسوانَ والخَدَما علي بن مقرب

- مُلَّ المقامُ فكم أعاشرُ أمةً ... أمرَتْ بغير صلاحِها أمراؤها - ظلموا الرعية واستجازوا كيدَها ... فعدوا مصالحها وهمُ أُجَراؤها المعري

- إِذا نسي الأميرُ قضاءَ حَقٍ ... فإِن الذنبَ فيه للوزيرِ - لأن على الوزيرِ إِذا تولىَّ ... أمورَ الناسِ تذكرَ الأميرِ علي بن محمد البسامي

- إِذا كان الأميرُ عليكَ خَصْماً ... فلا تكثرْ فقد غلبَ الأميرُ شاعر

- إِذا نلتَ الإِمارةَ فاسمُ فيها ... إِلى العلياءِ بالحسبِ الوثيقِ - فكل إِمارةٍ إِلا قليلاً ... مغيرةُ الصديقِ على الصديقِ - ولا تكُ عندَها حُلْواً فتحسى ... ولا مراً فتشبَ في الحلوقِ أبو زبيد الطائي

- إِن الأميرَ هو الذي ... يضحي أميراً يوم عزلهْ فَضْلِهْ عبيد الله بن طاهر

- إِن جارتِ الأمراءُ جاءَ مؤمرٌ ... أعتى وأجورُ، يستضيمُ ويكلمُ - ساسَ الأنامَ شياطينٌ مسلطةٌ ... في كل مصرٍ من الوالين شيطانُ - حتى يقومَ إِمامٌ يستفيدُ لنا؟ ... فتعرفَ العدلَ أجيالٌ وغيطانُ المعري

-8- الملل والسأم

-8- الملل والسأم

- ومن لا يزالْ عبثاً يُملُّ مكانُهُ ... وإِن كان ذا رَحمٍ قريبِ المناسبِ سُليمَ الكلبي

- من استطرفَ الشيءَ استلذَّ اطرافَه ... ومن ملَّ شيئاً كان فيه له مَجُّ أبو العتاهية

- إِني كثرتُ عليه في زيارتِه ... فملَّ والشيءُ مملولٌ إِذا كَثُرا - قد رابَني أني لا أزالُ أرى ... في عينهِ قصراً عني إِذا نَظرا مسلم بن الوليد

- دارِ من الناس مَللالاتِهمْ ... من لم يدارِ الناسَ ملُّوه - ومكرمُ الناسِ حبيبٌ لهم ... من أكرمَ الناسَ أَحَبُّوه علي بن محمد البسامي

- ويسأمُكَ الأدنى وإِن كانَ مُكْثرا ... إِذا لم تزلْ عبْاً عليه ثقيلاً سُليم الكلبي

- من مَلَّ فاهجرْه، فقد ... أبدى لك اليأسَ المُبينا - أعيا شماسُ أخي التلوُّ ... نِ (التلون) والملالِ الرائضينا - لن يرجعَ الفخارُ بعْ ... دَ (بعد) تلافِهِ بالكسْرِ طينا أسامة بن منقذ

-9- المن والمنة

-9- المن والمنة

- لنَقْلُ الصَّخْرِ من قُللِ الجبالِ ... أَحَبُّ إِليَّ من مِنَنِ الرجالِ - يقولُ الناسُ لي في الكَسْبِ عازٌ ... فقْلتُ العارُ في ذُلَّ السؤالِ - بلوتُ الناسَ قرناً بعد قرنٍ ... ولم أرَ مثلِ مختالٍ بمالِ - وذقْتُ مرارةَ الأشياءِ طُراً ... فما طعمٌ أَمَرُّ من السؤالِ - ولم أرَ في الخُطوبِ أَشَدَّ هولاً ... وأصعبُ من مقالاتِ الرجالِ علي بن أبي طالب

- لأن أزجي عند العُرْيِ بالخَلَقِ ... وأجتزي من كثير المزاد بالعُلُقِ - خيرٌ وأكرمُ لي من أن أرى مِنناً ... معقودةً للئامِ الناسِ في عُنُقي - إِني وإِن قصُرتُ عن هِمتي جدتي ... وكان مالي لا يقْوى على خُلُقي - لتاركُ كلَّ أمرٍ كان يلزمني ... عاراً ويشرعني في المَنْهَلِ الرَّنْق محمد بن بسير

- صَحِبْتُ الدهرَ في سهلٍ وحزنٍ ... وجرَّبتُ الأمورَ وجربتني - فلم أرَ مذ عرفتُ محلَّ نفسي ... بلوغَ غنىً يساوي حملَ منِّ أبو الفتح الببغاء

- أَفْسَدْتَ بالمن ما أسديْتَ من حَسَنٍ ... ليس الكريمُ إِذا أعطى يمنانِ شاعر

- للبسُ ثوبين باليَيْنِ ... وطيُّ يومٍ وليلتين - أيسرُ من مِنَّةٍ لقومٍ ... أغضُ منها جُفُنَ عيني علي بن الجهم

- يا مُبْطلاً فعلَ الجميلِ بمِنَّةٍ ... أسخطْتنَي من بعد ما أرضَيْتَني - يا ليتَ كَفَّكَ لم تسامحْني به ... أو ليتني جانياتُ ما أوليتني أبو بشر الخوارزمي

- لا تحملنَّ لمنْ يمنُّ ... من الأنامِ عليكَ مِنَّهْ - واخترْ لنفسِكَ حَظَّها ... واصبرْ فإِن الصبرَجُنَّهْ - مِنَنُ الرجالِ على القلو ... بِ (القلوب) أشدُّ من وَقْعِ ألسنهْ الشافعي

- إِذا احتاجَ النوالُ إِلى شفيعٍ ... فلا ثقبلهُ تضحِ قريرَ عينِ - إِذا عيفَ النوالُ لفردِ منٍ ... فأولى أن يُعافَ لِمنَّتينِ مكي الماكسيني

- ومن سامحَ الأيامَ يرضَ حياتَهُ ... ومن منَّ بالعروفِ عادَ مُذَمَّما - ومن نافسَ الإِخوانَ قلَّ صديقُهُ ... ومن لامَ صباً في الهوى كان أَلْوَما علي بن الجهم

- نزهْ جميلَكَ عن قبيهِ المنِّ إِن ... حاولْتَ في رتبِ الكرامِ سُمُوّا - كم حوَّلَ المنُّ الجميلُ إِهانةً ... والحمدَ ذماً والصديقَ عَدُوّا القروي

-10- المنى والشهوات

-10- المنى والشهوات

- وإِن اَرَدْتَ نجاحاً أو بلوغَ منى ... فاكتمْ أمورَكَ عن حافٍ ومنتعلِ - وجانبٍ الحِرْصَ والأطماعَ تحظَ بما ... ترجو من العزِّ والتأييدِ في عجلِ الشيخ صلاح الدين الصفدي

- إِذا تَمَنَّيْتُ بتُّ الليلَ مغتصباً ... إِن المُنى رأسُ أموالِ المفاليسِ شاعر

- توخَّ عظيماتِ المُنى وانْحُ نَحْوَها ... برأيٍ يضيءُ الدهرَ وَرْيُ زنادِه - وثابرْ تصبْ فوراً فما الفوزُ للفتى ... بإِسرافِه في الجُهْدِ بل باقتصادِه - يقالُ الرِّضى بعضُ الغِنى قلت: كله ... ولكنْ لجسمِ المرءِ لا لفؤادهِ خليل مطران

- يريدُ المرءُ أن يُعْطى مُناه ... ويأبى اللَّهُ إِلا ما أرادا أبو الدرداء الأنصاري

- يقولُ المرءُ فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّهِ أفضلُ ما استفادا - فلا تكُ يا ابنَ آدمَ في غرورٍ ... فقد قامَ المنادِي صاحَ نادَى الخزرجي

- ألا رُبَّ ذي أَجَلٍ قد حَضَرْ ... طويلُ التمني قليلُ الفكرْ - إِذا هزَّ في المَشْيِ أعطافَهُ ... تَبَيَّنْتَ في مَنْكِبَيْهِ البطَرْ شاعر

- ولم أرَ في دَهري كدائرةِ المنى ... توسعُها الآجالُ والعمرُ ضيقُ محمد الأصبهاني

- يندمُ المرءُ على ما فاتَه ... من لباناتِ إِذا لم يقضها - وتراهُ فِرحاً مستبشراً ... بالتي أمضى كأن لم يُمْضِها - إِنها عندي وأحلامُ الكرى ... لقريبٌ بعضُها من بعضِها عمران بن حطان

- لاتعجبَنَّ لطالبٍ بلغَ المنلى ... كَهْلاً وأنفقَ في الزمانِ الأولِ ابن الساعاتي

- فالخمرُ تحكمُ في العقولِ مُسِنَّةً ... وتُداسُ أولَ عَصْرِها بالأرجلِ علي بن رستم

- ما كُلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ المتنبي

- أَسْنى الأماني كُلِّها ... وأجلُ منها ما ينالُ - كأسٌ ومَسْمَعَةٌ وإِخوا ... نٌ (إخوان) تحادثُهم ومالُ ابن وكيع التنيسي

- إِن المُنى عَجَبٌ للَّهِ صاحبُها ... لعل حَتْفَ امرئٍ فيما تَمَنَّاهُ - فإِن ترى عِبَراً فيهنَ معتبرٌ ... يجري بها قدرٌ فاللَّهًُ أجراهُ ابن زنجي البغدادي

- من يسقمْ يحرمْ مُناهُ ومن يزغْ ... يختص بالإِسعافِ والتمكينِ ابن الخازن الكاتب

- وأر تشتهيه النفسُ حلوٍ ... تركت مخافةً سوءَ السماع الشماخ الذبياني

- صاحبُ الشهوةِ عبدٌ فإِذا ... غلبَ الشهوةَ صارَ الملكا الشبراوي

- تنازعُني الشهواتِ نَفْسي ... فلا أنا منجحٌ أبداً ولا هي المعري

- إِذا المرءُ أعطى نفسهُ كل ما اتشتهتْ ... ولم يَنْهَها تاقت إِلى كل باطلِ - وساقَتْ إِليه الإِثمَ والعارَ بالذي ... دَعَتْه إِليه من حَلاوةِ عاجلِ محمد الأخسيكائي

- إِن للمرءِ في الحياةِ مُنىً ... إِن سَمَتْ عزَّ، أو يهنِ - سوف يَبْلى ما يُبتنى لبِلى ... وسيبقى ما للبقاء بُني خليل مطران

-11- الموت والردى

-11- الموت والردى

- موتٌ يسيرٌ معه رحمةٌ ... خيرٌ من اليُسْرِ وطول البقاءِ - وقد بَلونا العيشَ أطواره ... فما وجدنا فيه غيرَ الشقاءِ المعري

- لعمرُكَ ما رأيْتُ المرءَ تبقى ... طريقتُهُ وإِن طالَ البقاءُ - على رَيْبِ المنون تداولته ... فأفتنهُ وليس لها فناءُ - يصيبُّ إِلى الحياةِ ويَشْتَهيها ... وفي طول الحياةِ له عَنَاءُ الحطيئة

- أرى الناسَ يَهْوَوْنَ الخلاصَ من الردى ... وتكملةُ المخلوقِ طولُ عناءِ - ويستقبحونَ القتلَ والقتلُ راحةٌ ... وأتعبُ ميتٍ من يموتُ بداءِ الشريف المرتضى

- ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ ... إِنما الميتُ ميتُ الأحياءِ عدي بن الرعلاء

- إِنما الميتُ من يعيشُ كئيباً ... كاسفاً باله قليلَ الرجاءِ الغساني

- تودُّ البقاءَ النفسُ من خيفةِ الردى ... وطولُ بقاءِ المرءِ سمٌ مجربُ - وما الأرضُ إِلا مثلنا الرزقَ تيتغي ... فتأكلُ من هذا الأنامِ وتشربُ المعري

- نُراعُ لذكرِ الموتِ ساعةَ ذكرهِ ... وتعترضُ الدنيا فنلهو ونلعبُ محمد الحميري

- نُراعُ إِذا الجنائزُ واجهَتْنا ... ونلهو حين تغدو رائحاتِ - كروعةِ ثُلَّةٍ ذئبٍ ... فلما غابَ عادتْ راتعاتِ زين العابدين

- كن كيفَ شئتَ فقصرُكَ الموتُ ... لامرحلٌ عنه ولا فَوْتُ - بينا غِنى بيتٍ وبَهْجَتهُ ... زالَ الغِنى وتقوضَ البيتُ الخليل بن أحمد

- انظرْ فمن يمناكَ ويحَكَ عالمٌ ... يُحصي عليك وعن يَسارِك كاتبُ - وأرى البصيرَ بقلبِه وبفهمِه ... يَعْمى إِذا حُمَّ القضاءُ الغالبُ علي بن الجهم

- ومعتصمٍ بالحي من خشيةِ الردى ... سيردى وغازٍ مشفقٍ سيؤوبُ سليم القسيري

- اعملْ لنفسكَ ما استطعْتَ وعدَّها ... ما عشْتَ ميتةً مع الأمواتِ - والموتُ فاعلمْ غائبٌ لا بد أن ... يأتي وإِتيهُ إِلى ميقاتِ - في ساعةٍ ما بعدَها متربصٌ ... يُرْجى ولا متقدَمٌ لوفاةِ كرز بن عميرة الطائي

- يطفئُ الموتُ ما تضيءُ الحياةُ ... ووراءَ انطفائه ظُلماتُ - إِن للنازلينَ في القَبْرِ نَوْماً ... تنتهي في سُكُونِه الحَرَكاتُ جميل صدقي الزهاوي

- لا يرهبُ الموتَ من كان امرأً فِطناً ... فإِن في العيشِ أرزاءً وأحداثا - وليس يأمنُ قومٌ شرَّ دَهْرِهمَ ... حتى يحلوا ببطن الأرضِ أجداثا المعري

- لا تعجبنْ من هالكٍ كيف ثَوَى ... بل فاعجبنْ من سالمٍ كيفَ نَجا ابن دريد

- إِذا ماتَ ابنُها صَرَخَتْ بجهلٍ ... وماذا تستفيدُ من الصرُّاخ؟ - ستتبعهُ كعطفِ الفاءِ ليستْ ... بمهلٍ أو كثُمَّ على التراخي المعري

- فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ ... كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ المتنبي

- غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا ترنمُ شادي - وشبيهٌ صوتُ النعي إِذ قي ... سَ (قيس) بصوتِ البشيرِ في كُلِّ نادي - أبكَتْ تلكمُ الحمامةُ أم غَنَّ ... تْ (غنت) على فَزْعِ غُصْنِها المياد؟ - صاحِ هذي قبورُنا تمللأ الرَّحْ ... بَ (الرحب) فأين القبورُ من عَهْدِ عادِ؟ - خففِ الوطءَ ما أظنُّ أديمَ ال ... أرضِ (الأرض) إِلا من هذه الأجسادِ - وقبيحٌ بنا وإِن قدُمَ العهـ ... دُ (العهد) هوانُ الآباءِ والأجدادِ - سِرْ إِن استطعْتَ في الهواءِ رويداً ... لا اختيالاً على رُفاةِ العبادِ - رب لحدٍ قد صار لحداً مِراراً ... ضاحكٍ من تزاحمِ الأدادِ - ودفينٍ على بقايا دفينٍ ... في طويلِ الأزمانِ والآبادِ - إِن حُزْناً في ساعةِ الموتِ أضعا ... فُ (أضعاف) سرورٍ في ساعةِ الميلادِ - ضجعةُ الموتِ رقدةٌ يستريحُ ال ... جسمُ (الجسم) فيها والعيشُ مثلُ السهادِ - كلُ بيتٍ للهدمِ ما تبتني الور ... قاءُ (الورقاء) والسيدُ الرفيعُ العمادِ - واللبيبُ اللبيبُ من ليسَ يغـ ... ترُّ (يغتر) بكونٍ مصيرُه لفَسادِ المعري

- لا تأمنِ الموتَ في طَرْفٍ ولا نَفَسٍ ... ولو تمتعتَ بالحُجْابِ والحرسِ - واعلمْ بأن سهامَ الموتِ نافذةٌ ... في كل مدرَّرعٍ منا ومترسِ - ما بالُ دنياكَ ترضى أن تدنسهُ ... وثوبك الدهرَ مغسولٌ من الدنسِ؟ - ترجو النجاةَ ولم تَسْلُكْ مسالكَها ... إِن السفينةَ لا تجري على اليَبَسِ علي بن أبي طابي

- يبلى على الأيامِ كُلُّ جديدِ ... ويدُ البلى تلوي بكل مشيدِ - تتقادمُ الدنيا على طولِ المدى ... من كَرِّ بيضٍ للزمانِ وسودِ عدنان مردم بك

- كم ذا فَقَدْنا كراماً لا إِيابَ لهم ... حُطوا من المنزلِ الأعلى ونفتقدُ الشريف المرتضى

- لمَ لاتشابهَ بين أيا ... مٍ (أيام) تَمُرُّ على اطرادِ؟ - في كُلِّ طرفةِ مقلةٍ ... شيءٌ يصيرُ إِلى فسادِ خليل مطران

- بينا الفتى راتعٌ في الأمنِ إِذا برزت ... أهلةٌ بالمنايا ذاتُ أظغارِ - كأن كل هلالٍ في مطالعِه ... قوسٌ يطالبُ أرواحاً بأوتارِ ابن نباتة المصري

- المرءُ يخلقُ يومَ يخلقُ وحده ... ويموتُ يوم الرمسُ وحدهْ السكري

- وبينما المرءُ في الأحياءِ مغتبطٌ ... إِذا هو الرمسُ تعفوه الأعاصيرُ - يبكي الغريبُ عليه ليس يعرفُه ... وذو قرابته في الحَيِّ مسرورُ الشريف الرضي

- لا يبعدُ اللهُ أقواماً لنا ذَهَبوا ... أفناهمُ حدثانُ الدهرِ والأبدُ - نمدهمْ كُلَّ يومٍ من بقيتنا ... ولا يؤوبُ إِلينا منهمً أحدُ علي بن الجهم

- يُحِبُّ الفتى طولَ البقاءِ كأنه ... على ثقةٍ أن البقاءَ بقاءُ - إِذا ما طوى يوماً طوى اليومُ بعضَه ... ويطويه إِن جَن المساءُ مساءُ - زيادةُ في الجسمِ نقْصُ حياتِه ... وأنى على نقصِ الحياةِ نماءُ - جديدان لا يبقى الجميعُ عليها ... ولا لهما بعد الجميعِ بقاءُ محمود الوراق

- خُلِقْنا للحياةِ وللمماتِ ... ومن هذين كُلُّ الحادثاتِ - ومن يولدْ يعشْ ويمتْ كأن لم ... يمرَّ خيالُه بالكائناتِ - ومهدُ المرءِ في أيدي الرواقي ... كنعشِ المرءِ بين النائحاتِ - وما سلمَ الوليدُ من اشتكاءٍ ... فهل يخلو المعمرُ من أذاةِ - ولو أن الجهاتِ خُلقنَ سبعاً ... لكان الموتُ سابعةَ الجهاتِ أحمد شوقي

- يعمرُ بيتٌ بخرابِ بيتٍ ... بعيشُ حيٌ بتراثِ مَيْتِ أبو العتاهية

- لعمرُكَ إِن الموتَ ما أخطأ الفتى ... لكا الطولِ المرخى وثنياهُ في اليدِ - أرى الموتَ أعدادَ النفوسِ ولا أرى ... بعيداً غداً ما أقربَ اليومَ من غدِ - أرى الدهرَ كنزاً ناقصاً كُلَّ ليلةٍ ... وما تنقصُ الأيامُ والدهرُ ينفدِ - أرى الموتَ يعتامُ الكريمَ ويصطفي ... عقليةَ مالِ الفاحشِ المتشددِ - أرى قبرَ نحامٍ بخيلٍ بمالهِ ... كقّبْرِ غَوِيٍ في البطالة مُفْسِدِ طرفة بن العبد

- اغتنمْ غَفْلَةَ المنيةِ واعلمْ ... أنما الشيبُ للمنيةِ جِسْرُ - كم كبير يوم القيامةِ يُقصى ... وصغيرٍ له هنالك قدْرُ محمود الوراق

- إِذا لم يكنْ للمرءِ بدٌمن الردى ... فأسهلُهُ ما جاء والعيشُ أنكدُ - وأصعبُهُ ما جاءَهُ وهو راتعٌ ... تطيفُ به اللذاتُ والحظ مسعدُ أبو اسحاق الصابي

- المونُ بابٌ وكل الناس داخلهُ ... فليت شعري بعد البابِ ما الدارُ؟ - الدارُ جنةُ خلدٍ إِن عملتَ بما ... يرضي الإِلهَ وإِن قصرتَ فالنارُ أبو العتاهية

- ولا يَرُدُّ المنايا عن مواقعِها ... سد الحجابِ ولا عزٌ وأحراسُ - إِن الجديدين في طولِ اختلافِهما ... لا ينقصانِ ولكن ينقصُ الناسُ شبيب بن عقبة

- إِنما الموتُ مُنْتهى كُلِّ حي ... لم يصيبْ مالكٌ من الملكِ خُلْدا - سنةُ اللهِ في العبادِ وأمرَ ... ناطقٌ عن بقايهِ لن يردا - وإِلى اللهِ ترجعُ النفسُ يوما ... صَدَقَ اللهُ والنبيونَ ووَعُدا أحمد شوقي

- الموتُ لا والداً يبقى ولا ولدا ... هذا السبيلُ إِلى أن لاترى أحدا - كان النبيُّ ولم يخلدْ لأمتهِ ... لو خلدَ اللهُ خلقاً قبلَه خَلُدا - للموتِ فينا سهمٌ غيرٌ خاطئةٍ ... من اليومَ سهمٌ لم يَفُتْنه غَدا علي بن أبي طالب

- ومن لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِه ... تنوعتِ الأسبابُ والداءُ واحدُ ابن نباتة السعدي

- الردى للأنامِ بالمرصادِ ... كُلُّ حيٍ منه على ميعادِ - كيف يرجى ثباتُ أمرِ زمانٍ ... هو جارٍ طبعاً على الأضدادِ - فإِذا سَرَّ ساءَ حتماً ويقضي ... بوجودٍ إِلى بلىً ونفادِ - نحنُ في هذه الحياة كسّفرٍ ... ربما أعجلوا عن الإِروادِ - عر سوا ساعةً ثم نادى ... بالرحيل المُجِدِّ فيهم منادِ - كم أبٍ والهٍ بثُكْلِ بنيهِ ... كم يتيمٍ فينا من الأولادِ - فعلامَ المشاجراتُ وفيما ... ولماذا تحاسُدُ الحُسَّادِ؟ - يَدَّعي المرءُ إِرثَ أرضٍ ودارٍ ... سَفَهاً غيرَ لائقٍ بالسدادِ - وهو موروثها إِذا كان يبقى ... وهي تبقى على مَدَى الآبادِ - وقصاراهُ أن يُشَيَّعَ محمو ... لاً بأكفانهِ على الأعوادِ - وإِذا الأهلُ والأقاربُ والأحب ... ابُ (الأحباب) راحُوا فأنتَ في الإِثْرِ غادِ - فالقبورُ البيوتُ مضجعُنا فيها ... وما إِن سِوى الثرى من وِسادِ علي بن عرام

- أزِفَ الرحيلُ وليسَ لي من زادِ ... غيرُ الذنوبِ لشقْوتي ونكادي - يا غفلتي عما جنيتُ وحيرتَي ... يوماً ينادي للحسابِ منادِ - غَلبت عليَّ شقاوتي ومطامعي ... حتى فنيتُ وما بَلَغْتُ مرادي - يا غافلاً عما يرادُ به غَداً ... في موقفٍ صَعْيٍ على الوُرَّادِ - اقرأ كتابَكَ كل ما قدمتَه ... يحْصَى عليك بصيحةِ الميعادِ - كيفَ النجاةُ لعبدِ سوءٍ عاجزٍ ... وعلى الجرائمِ قادرٍ مُعْتادِ - يغافلاً من قبلِ موتكَ فاتعظْ ... والبسْ ليومِ الجمع ثوبَ حدادِ ابن الجهم الحوقي

- أؤملُ أن أحيا وفي كُلِّ ساعةٍ ... تمر بي الموتى تهز نعوشَها - وهل أنا إِلا مثلُهم غيررَ أن لي ... بقايا ليالٍ في الزمان أعِشُها؟ شررف بن أبي عصرون

- ما ماتَ من تَرَكَ الحياةَ وذكرُهُ ... عِطْرٍ يطيرٌ مع الرياحِ الأربعِ الياس فرحات

- وما الموتُ إِلا سارقٌ دَقَّ شخصُه ... يصولُ بلا كفٍ ويسعى بلا رِجْلِ المتنبي

- يمرُ الحَوْل بعدَ الحولِ عني ... وتلكَ مصارعُ الأقوامِ حولي - كأني بالألى حَفَروا لجاري ... وقد أخذوا المحافرَ وانْتَحَوا لي المعري

- حركاتٌ إِلى السكونِ تَؤُولُ ... كل حالٍ مع الليالي تحولُ ابن حميدس

- إِن من أكبرِ الكبئرِ عندي ... قتلَ بيضاءَ حرةٍ عطبولِ - كتبَ القتلُ والقتالُ علينا ... وعلى الغانياتِ جَرُّ الذيولِ عمر بن أبي ربيعة

- وإِذا رأيتَ جنازةً محمولةً ... فاعلمْ بأنكَ فوقَها محمولُ ابن سناء الملك

- أيُّ خطبٍ عن قوسِه الموتُ يرمي؟ ... وسهامٌ تصيبُ منه فتُصْمي - يسرعُ الحيُّ في الحياةِ ببُرْءٍ ... ثم يفضي إِلى المماتِ بسُقْمِ - والذي أعجزَ الأطباءَ داءٌ ... فَقْدُ روحٍ به ووجدانُ جِسْمِ ابن حميدس

- إِن الردى دَيْنٌ عليكَ قضاؤهُ ... فاسمحْ به في أسرفِ الأوطانِ - من فاتَ أسبابَ الردى يومَ الوغى ... لحقَتْهُ في أمنٍ يدُ الحدثانِ الشريف المرتضى

- وإِذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها ... ألفيْتَ كُلَّ تميمةٍ لا تنفعُ - لا بدَّ من تلفٍ مقيمٍ فأنتظرْ ... أبأرضِ قومِك أم بأخرى المَصْرَعُ؟ - ولقد أرى أن البكاءَ سفاهة ... ولسوفَ يُلَعُ بالبكاء من يُفجعُ - وليأتينَّ عليكَ يوم مرةً ... يُبكى عليكَ مقنعاً لا تَسْمَعُ أبو ذئيب الهذلي

- قضى اللهُ أن الآدمي معذبٌ ... إِلى أن يقولَ العاملون به قَضَى - فهنيءْ ولاةَ الميتِ يومَ رحيلهِ ... أصبوا تُراثاً، واستراحَ الذي مَضَى - ومن أنتهُ خطوبُ المنونِ ... تَخَوَّفَ من هرمٍ، أو خرفْ المعري

- أروني امراً من قبضةِ الدهرِ مارقا ... ومن ليس يوماً للمنيةِ ذائقاً - هو الموتُ ركاضٌ إِلى كل مهجةٍ ... يُكلٌ مطايانا ويُعِيْيْ السوابقا - فإِن هو وَلَّىْ هارباً فهو فائتٌ ... وإِن مان يوماً طالباً كان لاحقا - يسعى الفتى وخيولُ الموتُ تطلبُهُ ... وإِن نوى وقفةً فالموتُ ما يقفُ الشريف المرتضى

- ليس شيءٌ على المنونِ بباقِ ... غيُ وجهِ المسبحِ الخلاقِ عدي العبادي

- وقد علمنا لو أن العلمَ ينفعُنا ... أن سوف يتبعُ أولانا بأخرانا أمية بن أبي الصلت

- شهيٌ إِلى الناسِ النجاءُ من الردى ... ولا عنقَ إِلا وهو في فَتْرِ خانقِ - وما جمعي الأموالَ إِلا غنيمةٌ ... لمن عاشَ بعدي واهاماً لرازقي الشريف الرضي

- كل ابن أثنى وإِن طالتْ سلامتُهُ ... يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ كعب بن زهير

- إِذا ما تأملتَ الزمانَ وصرفَهُ ... تقينتَ أن الموتَ ضربٌ من القَتْلِ - وما الدهرُ أهل أن تؤملَ عنده ... حياةٌ وأن يشتاقَ فيه إِلى النسلِ - نُعِدُّ المشرفيةَ والوالي ... وتقتلُنا المنونُ بلا قتالِ - ومن لم يعشقِ الدنيا قديماً؟ ... ولكن لا سبيلَ إِلى الوصالِ - وما أحدٌ يخلدُ في البرايا ... بل الدنيا تؤولُ إِلى زوالِ - يدفنُ بعضُنا بعضاً وتمشي ... أواخرُنا على هامِ الأولي المتنبي

- إِن شئتَ أن تكُفْى الحِمامَ فلا تعشْ ... هذي الحياةُ إِلى المنيةِ سليمُ - إِذا لم يكن للميتِ أهلٌ فقلنا ... يزورُ أناسٌ قبرَه للتذممِ - وإِن مستِ الأرزاءُ نفسَكَ لم يكنْ ... لها ناصرٌ إِلا بحسنِ التغممِ المعري

- هبني بقيتُ على الأيامِ والأبدِ ... ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن ولدِ - من لي برؤيةِ من قد كنْتُ آلفهُمْ ... وبالزمنِ الذي وَلَّى فلم يَعُدِ - لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَهم أبداً ... حتى يفرقَ بين الروحِ والجَسَدِ علي بن أبي طالب

- إِذا ما ماتَ بَعْضُكَ فايك بعضاً ... فإِن البعضَ من بعضٍ قريبُ مسلم بن الوليد

- لكلِّ حيٍ وإِن طالَ المدى هلكُ ... لا عِزُّ مملكةٍ يبقى ولا ملكُ ابن رشيق

- لا بدَّ للإِنسانِ من ضجعةٍ ... لا تقلبُ المضجعَ عن حنبِه - ينسى بها ما كانَ من عُجْبهِ ... وما أذاقَ الموتُ من كَربهِ - نحن بنو الموتى فما بالنُال ... نعافُ ما لا بُدَّ من شُرْبهِ - تبخلُ أيدينا بأرواحِنا ... على زمانٍ هي من كسبهِ - فهذه الأرواحُ من جَوَّهِ ... وهذه الأجسامُ من تُرْبه - لم يُرَقرنُ الشمس في شَرْقِه ... فشَكَّتِ الأنفسُ في غَرْبهِ - يموتُ راعي الضأن في جهلِهِ ... موتَةَ جالينوسَ في طِبَّهِ - وربما زادَ على عُمْرهِ ... وزادَ في الأمن على سِرْبهِ - وغايةُ المفرطِ في سِلْمهِ ... كغايةِ المفرطِ في حَرْبهِ - فلا قضى حاجتَهُ طالٌ ... فؤادُهُ يخفقُ من رُعْبهِ المتنبي

- كأنما الأجسادُ إِن فارقَتْ ... أرواحَها، صخرٌ ثوى أو خَشَبْ المعري

- فلو كان حَيٌّ في الحياةِ مخلداً ... لخلدْتُ لكن ليس حي بخالدِ عدي العبادي

- إِذا ما ازدَدْتَ من عمُمْرٍ صُعوداً ... ينقصُه التزيدُ والصعودُ محمود الوراق

- من لم يَمُتْ عَبْطةٍ يَمُتْ هرماً ... للموتِ كأسٌ والمرءُ ذائقُها أمية بن أبي الصلت

- وكُلُّ أناسٍ سوف تدخلُ بينهم ... دويهيةٌ تصفرُّ منها الأناملُ ابيد بن أبي ربيعة

- يسارُ بنا قصدَ المنون وإِننا ... لنشعَفَ أحياناً بطيِّ المراحلِ - عجالاً من الدنيا بأسرعِ سعينا ... إِلى أجلٍ منها شيبهٍ بعاجلِ البحتري

- لكُلِّ نفسٍ من الردى سببٌ ... لا يومها بعدهُ ولا غَدُها المعري

- لم يشغلِ الموتُ عنا مذ أُعِدَّ لنا ... وكلنا عنه باللذاتِ مشغولُ - وليس من موضعٍ يأتيه ذو نَفَسٍ ... إِلا وللموتِ سَيْفٌ فيه مسلولُ - ومن يمتْ فهو مقطوعٌ ومجتنبٌ ... والحي ماعاشَ مَغْشِيٌ ومَوْصولُ - كُلْ ما بدا لكَ فالآكالُ فانية ... وكُلُّ ذي أَُكُلٍ لابُدَّ مأكولُ أبو العتاهية

- الموتُ خيرٌ للفتى ... فليهلكنْ وبه بَقيَّةْ - من أن يرى الشيخَ الكب ... يرَ (الكبير) يقادُ يُهدى بالعَشيَّهْ زهير بن جناب

- ولو أنا إِذا مِتْنا تركنا ... لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيِّ - ولكنا إِذا مِتْنا بُعِثْنا ... ونسألُ بعد ذا عن كُلِّ شيِّ علي بن أبي طالب

- غايةُ الحزنِ والسرورِ انقضاءُ ... ما لحيٍ بعد مَيْتٍ بقاءُ - غير أن الأمواتَ زالو وأبقوا ... غُصَصاً لا يسيغُها الأحياءُ - إِنما نحن بين ظفرٍ ونابٍ ... من خطوبٍ أسودهن ضراءُ - نتمنى وفي المُنى قِصَرُ العم ... ر (العمر) فنغدو بما نُسَرُّ نُسَاءُ الحسين بن عبد الله البغدادي

- إِذا جَلَّ قدرُ المرءِ جل مصابُ ... وكلُّ جليلٍ بالجليلِ يصابُ - يروحُ الفتى في غَفْلةٍ عن مآلهِ ... ويَشْغَلُه عنه هوىً وشبابُ - فلم يتفكرْ أن من عاش مِتتٌ ... وأن الذي فوق الترابِ ترابُ - وأن ثراءً يقتنيه مُشَتَّتٌ ... وأن بناءً يبتنيهِ خَرابُ - فلا يخدعَنَّ المرءَ نُعمى حلالُها ... حسابٌ عليه والحرامُ عقابُ - على كُلِّ نفسِ مشرفانِ لربه ... غداً لهما فيما أَتَتْه كتابُ عمربن عثمان الجنزي

- نروحُ ونغدو كُلَّ يومٍ وليلة ... وعما قليلٍ لا نروحُ ولا نغدو أبو حيان التوحيدي

- ولستُ أبالي حينَ أُقتَلُ مُسْلماً ... على أي جَنْبٍ كان في اللهِ مصرعي خبيب بن عدي

- في الذاهبين الأولي ... نَ (الأوليين) من القرونِ لنا بصائرْ - لما رَأَيْتَ موارداً ... للموتِ ليس لها مصادرْ - ورأيتُ قومي نحوَها ... يمضي الأضاغرُ والأكابرْ - أيقنتُ أني لا محا ... لةَ (محالة) حيثُ صارَ القومُ صائرْ قس بن ساعدة الإِيادي

- يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حانا ... واعصِ الهوى فالهوى مازال فَتَّانا - في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعهُ ... ننسى بمصرعهِ آثارَ مَوْتانا - يا نفسُ مالي وللأموالِ أكنزُها؟ ... خَلْفي وأخرجُ من دنيايَ عريانا - ما بالُنا نتعامى عن مَصارِعنا؟ ... ننسى بغفلِتنا من ليس يَنْسانا سفبان الثوري

- ألا يانفسُ هل لك في صيمٍ؟ ... عن الدنيا لعلكِ تهتدينا - يكونُ الفطرُ وقتَ الموتِ منها ... لعلكِ هنده تَسْتَبْشِرينا - أجيبيني هُديتِ وأسعفيني ... لعلكِ في الجِنانِ تخلدينا أبو جعفر الرؤاسي

- وبينَ الرَّدى والنومِ قربى ونُسية ... وشتان برءُ للنفوسِ وإِعلالُ المعري

- والفتى يغدو ويسري ليلَه ... وهو من نَيْلِ المنايا بأممْ - بينما يصبحُ يوماً ناعماً ... في غِنىً فاشٍ وأهلٍ ونعِمْ - أَمَّهُ مُختَرَمُ الموتِ ومن ... يكُ للموتِ بأمٍ يُخْتَرَمْ - فثوى ليس له مما حوى ... غيرُ أكفانٍ وَنْعشٍ ورجَمْ إِسماعيل بن يَسَّار

- ومن هابَ أسبابَ المنايا يَنَلْنْهُ ... وإِن يرقَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ زهير بن أبي سلمى

- لا بدَّ من حَتْفٍ يزورُكَ آخِراً ... والأهلُ حولك قاتلون لكَ اسلمِ - وقساوةُ الإنسانِ يظهر قبحُها ... في حَوْمةٍ للحربِ تصبغُ بالدمِ جميل صدقي الزهاوي

- كُلٌّ إِلى أجلٍ والدهرُ ذو دوُوَلٍ ... والحِرْصُ مخيبةٌ الرزقُ مقسومُ القيرواني

- وخوفُ الردى آوى إِلىالكهفِ أهلَه ... وكَلَّفَ نوحاًوابنهُ عملَ السفنِ - وما استعذبتهُ روحُ موسى وآدمٍ ... وقد وعدا من بعده متني عدنِ المعري

- والموتُ نومٌ طويلٌ ماله أمدٌ ... والنومُ موتٌ قصير فهو مُنْجابُ - ولا بُدَّ للإِنسانِ من سُكْرِ ساعةٍ ... تَهُونُ عليه غيرَها السَّكَراتُ المعري

- يا من يُطيلُ بناءهُ متوقياً ... ريبَ المنونِ وصَرْفَه لا تَخْرَجِ - فالموتُ يفزغُ كل قصرٍ شامخٍ ... والموتُ يفتحُ كُلَّ بابٍ مرتجِ بديع الزمان الهمذاني

- لقد أسمعتَ لو ناديْتَ حياً ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي أبو حامد الغزالي

- الموتُ ضيفٌ فاستعدَ لهُ ... قبلَ النزولِ بأفضلِ العددِ - واعملْ لدارٍ أنتَ جاعلَها ... دارِ المقامةِ آخرَ الأمدِ - يا نفسُ موردُكِ الصراطُ غداً ... فتأهبي من قبل أن تردي أبو نواس

- لا بدَّ من موتٍ ففكرْ واعتبرْ ... وانظرْ انفسِكَ وانتبهْ يا ناعسُ - ألا يابنَ الذين فَنُوا وبادُوا ... أما واللهِ ما بادوا لتبقى أبو نواس

- تزولُ كما زالَ أجدادُنا ... ويبقى الزمانُ على ما نَرَى المعري

- ألا أيُّها الموتُ الذي ليس تاركي ... أرِحْنيْ فقد أفنيتَ كُلَّ خليلِ - أراكَ بصيراً بالذينَ أودُّهمْ ... كأنكَ تنجو نحوَهُم بدليلِ علي بن أبي طالب عند موت فاطمة.

-12- المال والدراهم

-12- المال والدراهم

- لستُ بالمالِ في الحياةِ سعيداً ... بل بِبرِّ اليتيمِ أو أترابهِ - ربَّ مالٍ يضيعهُ الدهرُ تواً ... وثناءٍ يبقى مدى أحقابه محمود الحبوبي

- إِن أَشَدَّ الناسِ في الحَشْر حسرةً ... لمورثَ مالٍ غيرَه وهو كاسبُهْ - كفى سَفَهاً بالكهلِ أن يتبعَ الصبا ... وأن يأتي الأمرَ الذي هو عائبُهْ الخريمي

- يقولونَ ثمرْ ما استطعْتَ وإِنما ... لوارثهِ ما ثمَّرَ المالَ كاسبُهْ - فكلْهُ وأطمعْهُ وخالسْه وارثاً ... شحيياً ودهراً تَعْتَيه نوائبُهْ أعرابي من بني أسد

- وقد يفتري المالُ الفضائلَ للورى ... وليس لهم مما افتراهُ نصيبُ - وللفقرِ بين الناسِ وجهٌ تبينتْ ... به حسناتُ المرءِ وهي ذنوبُ - لقد أحجمَ المثري فسَمَّوْهُ حازماً ... وأحجمَ ذو فقرٍ فقيل هَيُوْبُ - وإِن يتواضعْ معدمٌ فهو صاغرٌ ... وإِن يتواضعْ ذو الغنى فنجيبُ - وذو العدمِ ثرثارٌ بكثرِ كلامهِ ... وذو الوجدِ منطيقٌ به ولبيبُ معروف الرصافي

- وتعلمُ أن خيرَ المالِ مالٌ ... سقاكَ الحمدَ معسولَ المزاجِ ابن الخياط

- يا آمري باقتناءِ المالِ مجيهداً ... كيما أعيشَ بمالي في غدٍ رَغَدا - هَبْني بجُهْدي قد أَصْلَحْتُ أمرَ غدٍ ... فمن ضَمني بتحصيلِ الحياةِ غَدا؟ أبو الفتح البستي

- المالُ يسترُ كُلَّ عيبٍ في الفتى ... والمالُ يرفعُ كلَّ وغدٍ ساقطِ - فعليكَ بالأموالِ فاقصدْ جمعَها ... واضربْ بكتبِ العلمِ بطنَ الحائطِ أبو هفان

- خاطرْ بنفسِكَ كي تصيبَ غنيمةً ... إِن القعودَ مع العيالِ فبيحُ - المالُ فيه مهابةٌ وتجلَّةٌ ... والفقرُ فيه مَذلةٌ وفضُوحَ عروة بن الورد

- لا تفخرْ بنضارٍ قد جمعْتَ فقد ... يأتي ويذهبُ في أيامِكَ الذهبُ - وافخرْ بعزة نفسٍ حلَّها أدبٌ ... فليس يتركُها إِن حلَّها الأدبُ مسعود سماحة

- إِن القليلَ الذي يأتيكَ في دَعَةٍ ... هو الكثيرُ، فأعفِ النفسَ من تعبِ - لا قسمَ أوفرُ من قِسْمٍ تنالُ به ... وقايةَ الذين والأعراضِ والحَسَب دعبل الخزاعي

- ذَريني أكنْ للمالِ رباً ولا يكنْ ... لي المالُ ررَباً تحمدي غبَّه غدا - أريني جواداً ماتَ هزلاً، لعلَّني ... أرى ما ترين، أو بخيلاً مخلَّدا حطائط بن يعفر

- خيرٌ من المالِ والأيامُ مقبلةٌ ... جيبٌ نقيٌ من الآثامِ والدنسِ إِسحق الرافعي

- أيا جامعَ المالِ وفرْتَهُ ... لغيرِكَ إِذا لم تكنْ خالدا - فإِن قلتَ أجمعُه للبنين ... فقد يسبقُ الولدُ الوالدا - وإِن قلتَ أخشى صروفَ الزمانِ ... فكنْ في تصاريفَهِ واحدا علي بن الجهم

- خذ للسرورِ من الزمانِ نصيبَهُ ... فالعيشُ يفنى والليالي تَنْفَدُ - والمالُ عاريةٌ على أصحابهِ ... عرَضٌ يُذمُّ المرءُ فيه ويُحمدُ - يدنو وينأى عنكَ في رَوَغانهِ ... كالظلِّ ليس له قرارٌ يوجَدُ - كم كاسبٍ للمالِ لم ينعمْ به ... نَعِمَ العدوُّ بمالهِ والأبعدُ علي بن الجهم

- أعاذلُ لا إِهلاكُ مالي ضرَّني ... ولا وارثي إِن ثمَّرَ المالُ حامدي الهذلي

- إِذا كانَ بعضُ المالِ رباً لأهلِه ... فإِني بحمدِ اللَّه مالي معيَّدُ حاتم الطائي

- وأعلمُ علمَ حقٍ غيرَ ظنٍ ... وتقوى اللَّهِ من خَيْرِ العتادِ - لحفظُ المالِ أيسرُ من بُغاهُ ... وضرْبٍ في البلادِ بغيرِ زادٍ - وإِصلاحُ القليلِ يزيدُ فيه ... ولا يبقى الكثيرُ على الفَسادِ الملمَّس الضبعي

- وما المالُ والأخلاقُ إِلا معارةٌ ... فما استطعتَ من معروفِها فتزوَّدِ - متى ما تقدْ بالباطلِ الحقَّ يأبهُ ... وإِن قدْتَ بالحق الرواسي تَنْقَدِ - إِذا ما أتيتَ الأمرَ من غيرِ بابهِ ... ضلْلتَ وإِن تدخلْ من البابِ تهتدِ قيس بن الخطيم

- الناسُ لا يكبرونَ منهم ... إِلا الذي كان ذا يسارِ - فأنتَ بالمالِ ذو نفوذٍ ... وأنتَ بالمالِ ذو اقتدارٍ جميل صدقي الزهاوي

- وكم جامعٍ مالاً لآخرَ غَيرهِ ... ألا ليس لو يدري له ما يثمرُ - يؤمِّلُ أن يحيا ويبقى لمالهِ ... ومن دون ما يرجو زمانٌ مغيِّرُ عويمر بن سالم العبسي

- لا تمنعِ الفضلَ من مالٍ حُبيتَ به ... فالبذلُ ينميهِ بعد الأجرِ يدّ ضخَرُ أبو الفضل

- أنفقِ المالَ ولا تشقَ به ... خيرُ ديناريكَ دينارٌ نفقْ بشار بن برد

- ومن يبق مالا عدةً وصيانة ... فلا الدهرُ مبقيه ولا الشُّحُّ وافرهْ - ومن يكُ ذا عظيمٍ صليبٍ رجابه ... ليكسرَ عودَ الدهرِ فالدهرُ كاسرُهْ نصيب بن رباح

- لا ترغبنْ في كثيرِ المالِ تكنزهُ ... من الحرامِ فلا ينمى وإِن كَثُرا - واطلبْ حلالاً وإِن قّلَّتْ فواضلهُ ... إِن الحلالَ زكيٌ حيثما ذكرا جونُ بن عطية الأسدي

- وفي السوقِ حاجاتٌ وفي النقدِ قلةٌ ... وليس بمقضي الحاجِ غيرُ الدراهمِ أعرابي

- قالتْ طريفةُ ملتبقى دارهمُنا ... وما بنا سَرفٌ فيها ولا خُرُقُ - إِنا إِذا اجتمعتْ يوماً دراهكُنا ... ظلَّتْ إِلى طرُقِ المعروفِ تستبقُ - ما يألفُ الدراهمُ الصباحُ صُرَّتنا ... لكنْ يمرُّ عليها وهو منطلقُ - حتى يصيرَ إِلى نَذْلٍ يخلدهُ ... يكادُ من صَرِّه إِياه ينمزقُ حؤبة بن النضر

- لا عارَ يلحقني أنى بلا نشيبٍ ... وأي عارٍ على عينٍ بلا حَوَر؟ أبو عثمان

- فإِن بلغتُ الذي أهوى فمن قَدَرٍ ... وإِن حرمت الذي أهوى فعن عُذُرِ سعيد الخالدي

- ألا فاسقياني قبل أغبرَ مظلمٍ ... بعيدٍ عن الأحبابِ من هو نازلُهْ - رأيتُ الفتى يبلى ويتلفُ مالهُ ... وتنكحْ أزواجاً سواهُ حلائلُهْ - ذريني أنعَّمْ في الحياةِ معيشتي ... فأكلُ مالي دونَ من هو آكلُه مرةُ بن مخكان السعدي

- قد بلونا الناسَ في أخلاِقهم ... فرأيناهُمْ لذي المالِ تَبعْ - وحبيبُ الناسِ من أَطْمَعَهُمْ ... إِنما الناسُ جميعاً بالطمَعْ أبو العتاهية

- رأيتُ حَلالَ المالِ خيرَ مغَبةٍ ... وأجدرَ أن يبقى على الحدثانِ - وإِياكَ والمالَ الحرامَ فإِنه ... وبالٌ إِذا ما قدَّم الكفانِ عمار بن مزاحم الصائي

- وللفتى من مالهِ ما قدمتْ ... يداه قبل موته لا ما اقتنى ابن دريد

- وما المالُ والأهلونَ إِلاوديعةٌ ... ولا بُدَّ يوماً أن تُرَدَّ الودائعُ - وما الناسُ إِلا عاملون: فعاملٌ ... يتبرُ ما بني وآخرُ رافعُ - فمنهم سعيدٌ آخذٌ بنصيبِه ... ومنهم شقيٌ بالمعيشةِ قانعُ - وما المرءُ الا كالشهابِ وضوئِه ... يحورُ رماداً بعد إِذا هو ساطعُ لبيد بن أبي ربيعة

- قد يجمعُ المالَ غيرُ آكلِه ... ويأكلُ المالَ غيرُ من جَمَعَهْ - فاقبلْ من الدهرِ ما أتاكَ به ... من قرَّ عيناً بعيشهِ نفعهْ الأضبط بن قريع اللسعدي

- لمالُ المرءِ يصلحُه فيغني ... مَفاقِرَه أعفُّ من القنوعِ - يَسُدُّ به نوائبَ تعتريهِ ... من الأيامِ كالنهلِ الشروعِ الشماخ بن ضرار الذبياني

- أنتَ للمالِ إِذا أمسكْتَهُ ... فإِذا أنفقْتَهُ فالمال لكْ أبو نواس

- يا جامعَ المالِ كلْهُ قبل آكلِه ... فإِنما المالُ في الدنيا لمن أَكَلا - أنتَ المجارى إِلى ما بتَّ تجمعُهُ ... فاسبقْ إِليه صُروفَ الدهرِ والأجلا - إِن تُبْقِ مالَكَ حيناً لم تبقَّ له ... إِما بطْلت فناءً عنه أو بطلا - أما الكريمَ فيمضي مالهُ معهُ ... ويتركُ المالَ للأعداءِ من بَخِلا - دعْ رجالاً ينازعون على الما ... لِ (المال) ولا تحفَلنْ بجمعِ المالِ - خيرُ ماليكَ ما سددتَ به الحا ... جةَ (الحاجة) أو ما بذلتهُ لنوالِ - المالُ مالي إِذا يوماً سَمَحْتُ به ... وما تَرَكْتُ ولرائي ليس من مالي الشريف المرتضى

- فاخلفْ وأتلفْ إِنما المالُ عارةٌ ... وكُلْهُ مع الدهرِ الذي هو آكلُهْ - فأهونُ مفقودٍ وأيسرُ هالكٍ ... على الحيِّ من لا يبلغُ الحيَّ نائلُهْ ابن مقبل

- قُلْ للمُدِلِّ بمالهِ وبجاهِهِ ... وبما يجلُّ الناسُ من أنسابهِ - هذا الأديمُ يصدُّ عن حضارهِ ... وينام ملءَ الجَفْنِ عن غيابهِ - إِلا فتى يمشي عليهِ مجدداً ... ديباجتيه مُعَمِّرِّاً لخرابهِ - ما ماتَ من حازَ الثرى آثاره ... واستولتِ الذنيا على آدابهِ أحمد شوقي

- وإِني رأيتُ الناسَ إِلا أقلَّهمْ ... خفافَ العهودِ يكثرون التنقلا - بني أمِّ ذي المالِ الكثيرِ يَرَوْنَهُ ... وإِن كان عبداً، سيدَ الأمرِ جِحْفَلا - وهم لمقلِّ المالِ أولادُ ضِرَّةٍ ... وإِن كان مَحْضاً في العمومةِ مُخْوِلا أوس بن حجر

- إِذا المالُ لم يوجبْ عليك عطاؤُه ... حقيقةَ تقوى أو صديق ترافقُهْ - منعتَ وبعضُ المنعِ حزمٌ وقوةٌ ... ولم يعتملكَ المال إِلا حقائقهْ كثير عزة

- والمالُ ما وقاكَ ذماً أو بَنَى ... عليك أو أبقى لقومِكَ سُؤْددا - والجودُ ما بُليَّتْ به رحمٌ وما ... أوليتَ ذا أملٍ أعدَّكَ مقصدا - واللؤمُ إِكرامُ اللئيمِ لأنه ... كالذئبيِ لم يَرَ عدوٍةٍ إِلا عدا - والنبلُ فتكُكَ بالمعادي غادراً ... أو وافياً مُسْتتجداً أو مُنْجدا علي بن مقرَّب

- ما زادَ فوقَ الزادِ خُلِّفَ ضائعاً ... في حادثٍ أو وارثٍ أو عارِ محمد التهامي

- إِذا كنتَ ذا مالٍ كثيرٍ فجُدْبه ... فإِن كريمَ القومِ من هو باذلُ أبو الأسود الكناني

- أرى فضلَ مالِ المرءِ داءً لعرضهِ ... كما أن فضلَ الزادِ داءً لجسمهِ - فليس لداءِ العرضِ شيءٌ كبذْله ... وليس لداءِ الجسم شيءٌ كحَسْمِهِ ابن الرومي

- عجيتُ لمن يكنزُ المالَ حتى ... يجيءَ به حتفُهُ رمسَهُ - يعيشُ فقيراً وفي كيسِه ... دنلنيرُ يغني بها كيسَهُ - وما المالُ إِلا الحَصَى إِن تفضلْ ... على بذله في الندى حبسَهُ - إِذا ما أَهَانَ الفتى ما له ... ببذلٍ أعزَّ به نفسَهُ الغيلاني

- فلا تحسبِ الغنمِ جمعَ التلا ... دِ (التلاد) فإِن النجاةَ هي المَغَنْمُ - وليت النجاةَ للمنصفين ... تُرجىَّ فكيف لمن يظلمُ؟ - حيلكَ داران! مهدومةٌ ... ومنقوصةٌ خلْفها تهدمُ - وفي ذاكَ معتبرٌ للب ... يبِ (للبيب) ومعتظٌ لكَ لو تعلمٌ البحتري

- بينما الظلُّ ظليلٌ مونقٌ ... طلعَ الشمسُ عليه فاضْمَحَلْ - وذهلبُ المالِ كالظلِّ انطوى ... بعدما قد كان فيه مستظلْ موسى سحيم

- كم جامعٍ من الحرامِ مالاً ... ينعمُ فيه غيرهُ حلالا - من بعدِ ما قد كانَ يشقى فيه ... كَسْباً وجَمْعاً للذي يحويهِ الشيح عبد الله السابوري

- أهنْ في الذي تهوى التلادَ فإنه ... يكونُ إِذا ما مُتَّ نَهْباً مُقَسَّما - ولا تشقيَنْ فيهِ فيسعدَ وارثٌ ... به حينَ تخشى أغبرَ الجوفِ مظلما - يرراهُ له مالاً إِلى لُبِّ مالِه ... وقد صرْتَ في خطٍ من الأرضِ أعظما - قليلاً به ما يحمدنَّكَ وارثٌ ... إِذا ساقَ مما كنْتَ تجمعُ مَغْنما الطائي

- إِذا ما قلَّ مالُكَ كنت فرداً ... وأيُّ الناسِ زَوَّارُ المقلِّ؟ شاعر

- أرى المالَ بالإِثمِ من شرِّ ما ... يقدِّمُهُ المرءُ قدامَهْ عبد الله بن جعفر

- إِن الجواهرَ في قاعِ البحارِ حصىً ... ملقىً ومذخَرَجَتْ في ذِكْرِها نودي - والمالُ يكسبُ عزاً في تنقلِه ... وفي أحافيرهِ مُلْقَىً كجلمودِ - العسرُ يتبعُه يسرٌ وعاقبةُ ال ... ضيقِ (الضيق) اتساعٌ ونُعْمى بعد تشديدِ عبد الله آل نوري

- والمالُ لا يجذبُ الجمال إِلى ال ... إِنسانِ، (الإنسان) إِلا إِذا نضا عُقله - إِن شِئْتَ أن تحظى بمالِكَ، فاحبُهُ ... ذوي الحاجِ، أو أنفقْهُ تبسمْ لك الجهمُ المعري

- والمالُ يسكتُ عن حقٍ وينطقُ في ... بُطْلٍ وتجمعُ إِكراماً له الشيعُ المعري

- والمالُ تأكلُهُ النوائبُ وال ... أحداثُ (الأحداث) حتى مالَه ردُّ - ويَبيتُ يحرسُهُ وإِن دفعت ... عنه الكرامُ الطفلُ والعَبْدُ المرتضي

- إِذا زادكَ المالُ افتقاراً وحاجةً ... إِلى جامعيه فالثراءُ هو الفَقْرُ المعري

- أرى نفسي تتوقُ إِلى أمورٍ ... يقصرُ دونَ مبلغهن مالي - فلا نفسي تطاوعني لبخلٍ ... ولا مالي يُبَلِّغُني فعالي عبد اللَّه بن معاوية

- إِذا لم أنلْ بالمالِ حاجةَ معسرٍ ... حصورٍ عن الشكوى فمالي مالُ الشريف المرتضى

- لا تبكِ دينارِاً أضَعْتَ ولم تضعْ ... شرفاً فقد يستجعُ الدينارُ - وابْكِ الشهامةَ إِن خَبا بك نورُها ... وأحلَّ أنفكَ بالرغمِ العارُ مسعود سماحة

- إِذا أمنتَ على مالٍ أخا ثقةٍ ... فاحذرْ أخاكَ، ولا تأمنْ على الحرمِ - فالطبعُ في كل جيلٍ طبعُ ملأمةٍ ... وليس في الطبعِ، مجبولٌ على الكرامِ المعري

- إِذا أوتيتَ مالاً، فابذلنْه ... فما يبقيه توفيرٌ وخَزْنُ المعري

- عجبتُ للمالكِ القنطارَ من ذهبٍ ... يبغي الزيادةَ، والقيارطُ كافيهِ - وكثرةُ المالِ ساقَتْ للفتى أشراراً ... كالذيلِ عَثَّرَ، عند المشي، ضافيه المعري

- والمالُ لا تُجني ثمارُ رؤوسِه ... حتى يصيبُ من الرؤوسِ مُدَبِّرا - والملكُ بالأموالِ أمنعُ جانباً ... وأعزُّ سلطاناً وأصدقُ مظهرا أحمد شوقي

- إِذا كان ما جمعتَ ليس بنافعٍ ... فأنتَ وأقصى الناسِ فيه سواءُ - على أن هذا خارجٌ من أثامِه ... وأنت الذي تُجْزَى به وتساءُ منصور بن محمد الكريزي

- إِذا قلَّ مالُ المرءِ قلَّ بهاؤهُ ... وضاقتْ عليه أرضُهَ وسماؤُهُ - وأصبحَ لا يدري وإِن كان حازماً ... أقدامهُ خير له أم وراؤهُ - ولم يمضِ في وَجْهٍ من الأرضِ واسعٍ ... من الناسِ إِلا ضاقَ عنه فضاؤهُ يحيى بن أكثم

- أموالُنا لذوي الميراثِ نَجْمَعُها ... ودورُنا لخرابِ الدهرِ نبنيها - والنفسُ تكلفُ بالدنيا وقد عَلِمَتْ ... أن السلامةَ فيها تركُ مافيها - فلا الإِقامةُ تنجي النفسَ من تَلَفٍ ... ولا الفرارُ من الأحداثِ يُنْجيها - وكل نفسٍ لها زورٌ يصحبها ... من المنيةِ يوماً أو يُمَسَّيها الكريزي أو علي بن أبي طالب

- وما ينفعُ الدينارُ والخوفُ محدقٌ ... بروحُ الفتى والغائلاتُ تَحطُهُ حفني ناصيف

- لعمرُك إِن المالَ قد يجعلُ الفتى ... نسياً وإِن الفقرَ بالمرءِ قد يزري - ولا رفعَ النفسَ الدنيئة كالغنى ... ولا وضعَ النفسَ الكريمةُ كالفقيرِ الكريزي

- يا جامعَ المالِ في الدنيا لوارثهِ ... هل أنتَ بالمالِ قبل الموتِ منتفعُ؟ - قدمْ لنفسِكَ قبل الموتِ في مَهَلٍ ... فإِن حظكَ بعد الموتِ منقطعُ محمد بن عبد الله البغدادي

- كم يسلبُ التبرُ ألبابَ الرجالِ وكم ... راقَ النهى ورق يحويه خَزَّانُ رجاء الأصفهاني

- كم أحرزَ المالَ المقيمُ بجَدِّه ... وسعى الحريصُ فعادَ غيرَ مُمَوَّلِ المعري

- وكثرةُ المالِ شغلٌ زادَ في نَصَبٍ ... وقلةُ منه معدولٌ بها التلفُ - والفقرُ أحمدُ من مالٍ تبذرُهُ ... إِن افتقاركَ مأمونٌ به السرفُ المعري

- اعلمْ بأنكَ لا أبالَكَ في الذي ... أصبحتَ تجمعُهُ لغيرِكَ خازنُ - إِن المنيةَ لا تؤامرُ من أتتْ ... في نفسِه يوماً، ولا تستأذنُ البسامي

- أربَّ المالِ لا ترهقْ فقيراً ... فقد والاكَ عمرُكَ ساعداهُ - فقوتكَ قدَّه لكَ من يديه ... وخمرُكَ صَبَّهَ لك من دِماهُ مسعود سماحة

- والمالُ إِن تسمحْ بدفعِ الحقِ ... لأهلهِ فيه بحسنِ خُلقِ - لم تكُ ذا بُخْلٍ ولا ذا سَبْقِ ... وإِن بذلتَ العُرْفَ بين الخلقِ كنتَ جواداً عند أهلِ النظرِ محمد الوحيدي

- لا يعجبنكَ الذي يُكَرِّمُكْ ... للمالِ والجاه فهذا يُوهِمُكْ - وإِن يكنْ للدين أو ما يلزمُكْ ... كالعقلِ والعلم فهذا يُعْظِمُكْ وهو الذي يبقى بقاءَ الأعصرِ محمد الوحيدي

- تكثرتَ بأموالِ جهلاُ وإِنما ... تكثْرتَ بالاتي تروحُ وتغتدي - فأنتَ عليها خائفٌ غَصْبَ غاصبٍ ... وحيلةَ محتالٍ خوانٍ ومرصدِ - إِذا نامتِ الأجفانُ بتَّ مكابداً ... دجى الليلِ إِشفاقاً بطرفٍ مُسَهَّدِ - فهلا اقتنيْتَ الباقياتِ التي لها ... دوامٌ على طولِ الزمانِ المؤبدِ - فضائلُ نفسانيةٌ ليس يهتدي ... إِلى سلبِها من أهلِها كيدُ مُعْتَدي - هي العلمُ والتقوى هي البأسُ والحِجى ... هي الجودُ بالموجودِ والفكرُ في الغدِ أبو الفتح البستي

- ولم أرَ مثلَ جمعِ المال داءً ... ولا مثلَ البخيلِ به مُصابا - فلا تقتلْكَ شهوتهُ وزنْها ... كما ترنُ الطعامَ أو الشرابا - وخذْ لبنيكَ والأيامِ ذُخْراً ... وأعطِ اللهَ حِصَّتَه احتسابا أحمد شوقي

- عن مالِ من عاشْرْتَ كن عفيفاً ... تكنْ على فؤادِه خفيفا - وكن إِذا كنتَ قليلَ المالِ ... في ظاهرِ الأمرِ جميلَ الحالِ الشيخ عبد الله السابوري

- والمالُ صنعهُ وورثهُ العدوَّ ولا ... تحتاجُ حياً إِلى الإَِخوانِ في الأكُلِ - فخيرُ مالِ الفتى مالٌ يصونُ به ... عِرْضاً وينفقهُ في صالحِ العملِ - وأفضلُ البرِ مالا منَّ يتبعُهُ ... ولا تقدمَهُ شيءٌ من المطلِ ابن المقري

- وكنْ إِذا ما لم تسعْكَ المقدرَةْْ ... مقتصداً بالمالِ أن تبذرهْ - فالقصدُ عندَ قلةِ الأموالِ ... يَحِمِيْكَ من غضاضةِ السؤالِ - لاتلحقنكَ وصمةُ التقتيرِ ... ولا تطعْ دواعي التبذيرِ - فلا غنى يبقى مع الإِفسادِ ... ولا افتقارَ مع الاقتصادِ - وكثرةُ المالِ بلا تقديرِ ... بالمالِ لا تبقى مع التبذيرِ - وحسنُ تقديرٍ مع الكفافِ ... خيرٌ من الغِنى مع الإِسرافِ - وأصلحِ المالَ فإِن فيهِ ... بلوغَ ما تَهْوى وتَشْتَهيهِ - كم واهنِ الرأيِ أفادَ مالاً ... فصوبَ الناسُ له المَقالا - والناسُ مع من كثرتْ أموالُه ... يعظمُ فيها خطبُهُ وحالهُ - حتى إِذا ما المالُ عنه ولىَّ ... مالوا عليه عَمَلاً وقولا - يصدقٌ المكثرُ وهو كاذبُ ... والمالُ عندَ المرءِ نعمِ الصاحبُ الشيخ عبد الله السابوري

- عفاءٌ على الأموالِ تمنعُ ربِّها ... لذاذةَ عيشٍ أو ثوابَ تصديقِ - إِذا جادتِ الدنيا على غيرِ منفقٍ ... ففي جودِها بخلٌ كحرمانِ مُنْفِقِ جورج صيدح

- بني عَمِّنا ردوا الدراهمَ إِنما ... يفرقُ بين الناسِ حُبُّ الدراهمِ الفضل بن العباس

- استغنِ أو متْ ولا يغرْركَ ذو نشبٍ ... من ابن عمٍ ولا عمٍ ولا خالِ - يلونَ ما عندَهم من حقِ أقربِهم ... وعن صديقِهم والمالُ بالوالي - كُلُّ النداءِ إِذا ناديْتُ يخذلَني ... إِلا ندائي إِذا ناديتُ يامالي أحيحةُ بن الجلاح

- من يجمعِ المالَ ولا يثبْ به ... ويترك العامَ لعامِ جَدْبْهْ يهنْ على الناس هَوَانَ كَلْبِهْ شاعر

- إِذا المرءُ أثرى ثم قالَ لقومهِ ... أنا السيدُ المقضي إِليه المعظمُ - ولم يُعْطِهمْ خيراً أبوا أن يَسُدَهُمْ ... وهانَ عليهم رغمُهُ وهو أظلمُ شاعر

- ومتى تغضبنَّ على امرئٍ في مالهِ ... وعلى كرائمِ صلبِ مالِكِ فاغضبِ - ومتى تصبكَ خصاصةٌ فارجُ الغِنى ... وإِلى الذي يهبُ الرغائبَ فارغبِ النمرين تولب

- تمتعْ بمالكَ قبلَ المماتِ ... إِلا فلا مالَ إِن أنتَ متا - شقيتَ بهِ ثم خلفتهُ ... لغيرِك بعداً وسُحقاً ومَقْتا - فجادُوا عليكَ بوزرِ البكاءِ ... وجُدْتَ عليهم بما قد جَمَعْتا - واَرْهَنْتَهُنمْ كل ما في يَديْكَ ... وخلوكَ رهناً بما قد كَسِبتا محمود الوراق

- المالُ يرفعُ ما لا يرفعُ الحسبُ ... والودُّ يعطفُ ملا يعطفُ النسبُ حمزة بن علي

- والحلمُ آفتهُ الجهلُ المضرُّ بهِ ... والعقلُ آفتُه الإِعجابُ والغَضَبُ - والمالُ حلوٌ حسنٌ جيدٌ ... على الفتى لكنه عاريةْ - وأسعدُ العالمِ بالمالِ من ... أعطاهُ للآخرةِ الباقيةْ - ما أحسنَ الدنيا ولكنها ... مع حُسْنِها غدارةٌ فانيةْ أبو يعلى الضحاك بن سليمان

- يُحبُّ الفتى المالَ الكثيرَ وإِنما ... لنفسِ الفتى مما يجوزُ نصيبُ - أرى المرءَ يبكيه الذي ماتَ قبلهُ ... ومَوْتُ الذي يبكي عليه قريبُ عبد الله بن عروة

- وما ضاعَ مالٌ وذثَ الحمد أهله ... ولكنَّ أموالَ البخيلِ تضيعُ شاعر

- تسلَّ عن كل شيءٍ في الحياةِ فقد ... يهونُ بعد بقاءِ الجواهر العَرَضُ - يعوَّض اللهُ مالاً أنتَ متلفُهُ ... وما عن النفسِ إِن أتلفْتَها عوضُ الحسين بن عبد الله البغدادي

- المالُ ينفذُ حِلُّهُ وحرامهُ ... يوماً ويبقى بعد ذاكَ أثامُهُ - ليسَ التقيُ بمتقِ لإِلههِ ... حتى يطيبَ شرابُهُ وطعامُهُ - ويطيبُ ما يجني ويكسبُ أهلهُ ... ويَطيبُ من لفظِ الحديثِ كلامُهُ الأوزاعي

- وكان المالُ يأتينا فكنا ... نبذرهُ وليس لنا عقول - فلما أن تولى المالُ عنا ... عَقَلْنا حين ليس لنا فُضُولُ - إِذا كنتَ جماعاً لمالِكَ ممسكاً ... فأنتَ عليه خازنٌ وأمين - تؤديهِ مذموماً إِلى غيرِ حامدٍ ... فيأكلَهُ عفواً وأنت دفينُ شاعر

- أبقيتَ مالَكَ ميراثاً لوارثهِ ... فليت شعري ما أبقى لك المالُ؟ - القومُ بعدكَ في حالٍ تسرهمُ ... فكيف بعدهمُ حالتْ بكَ الجالُ - ملوا البكاءَ فما بيكيكَ من أحدٍ ... واستحكمَ القولُ في الميراثِ والقالُ - ألهتهمُ عنكَ دنيا أقبلتْ لهم ... وأدبرتْ عنكَ والأيامُ أحوالُ ابن الرومي

- الموتُ خيرٌ للفتى ... من أن يعيشَ بغيرِ مالِ - والموتُ خيرٌ للكر ... يمِ (للكريم) من الضراعةِ للرجالِ شاعر

- الدهرُ سهلٌ وصعبُ ... والعيشُ مرٌ وعَذْبُ الحسين بن علي

- فاكسبْ بمالِكَ حَمْداً ... فليس كالحمدِ كَسْبُ - وما يدومُ سرورٌ ... فاغْنَمْ وقلبُكَ رَطْبُ الوزير المغربي

- عجبتُ للمرءِ في دنياهُ تطمعهُ ... في العيشِ والأجلُ المحتومُ يقطعهُ - يغترُ بالدهرِ مسروراً بصحبتهِ ... وقد تيقن أن الدهرَ يَصْرَعُهُ - ويجمعُ المالِ حِرْصاً لا يفارقهُ ... وقد درى أنه للغيرِ يجمعهُ - تراهُ يشفقُ من تضييعِ درهمِه ... وليس يشفقُ من دِينٍ - وأسوأُ الناسِ تدبيراً لعاقبةٍ ... من أنفقَ العمرَ في ماليس ينفعُهُ ابن جبير الكناني

- إِذا أعمل الفكرَ الفتى جعلَ الغِنى ... من المالِ فقراً والسرورَ بها حزنا - يكونُ وكيلاً للبريةِ، باذلاً ... وللوارثيه، إِن أرادوا له خَزْنا المعري

- نعمَ المعينُ على المروءةِ للفتى ... ملٌ يصونُ عن التبذلِ نفسَهُ - لا شيءَ أنفعُ للفتى من مالهِ ... يقضي حوائجَه ويجلبُ أنسَهُ - وإِذا رمتهُ يد الزمانِ بسهمهِ ... غدتِ الدراهمُ دون ذلكَ تِرْسُهُ يحيى المسيحي

- من كانَ يملكُ درهمينِ تعلمتْ ... شفتاه أنواعَ الكلامِ فقالا - وَتقَدَّمَ الفصحاءَ فاستمعوا له ... ولرأيتُه بين الورى مُخْتالا - لولا دراهمُهُ التي في كيسِهِ ... لرأيته شَرَّ البريةِ حالا - إِن الغنيَّ إِذا تكلمَ كاذباً ... قالوا: صدقْتَ وما نطقْتَ مُحالا - وإِذا الفقيرُ أصابَ قالوا: لم ... يُصِبْ وكذبْتَ ياهذا وقُلْتَ ضلالا - إِن الدراهمَ في المواطنِ كُلِّها ... تكسو الرجالَ مَهابةً وجلالا - فهي اللسانُ لمن أرادَ فصاحةً ... وهي السلاحُ لمن أرادَ قِتالا محمد بن القاسم الهاشمي

- إِن ربَّ المالِ آكلُهُ ... وهو للبخالِ أكالُ المخزومي

- أرى نفسي تتوقُ إِلى أمورٍ ... ويقصرُ دون مبلغهنَّ مالي - فنفسي لا تطاوعني ببخلٍ ... ومالي لا يبلغني فِعالي عبد الله بن جعفر

- لا تخزنوا المالَ لقَصْدِ الغنى ... وتطلبوا اليسرى بعسراكمْ - فذاكَ فقرٌ لكمْ عاجلٌ ... أعاذنا اللهُ وإِياكمْ - ما قالَ ذو العرشِ اخزنوا ... بل أنفقوا مما رُزَقْناكم صفي الدين الحلي

- يا من يُعزُ المالَ ضناً به ... إِن المعالي ضِدَّ ما تزعمُ - ما عزَّ بينَ الناسِ قَدْرُ امرئٍ ... إِلا وقد ذَلَّ به الدراهمُ صفي الدين الحلي

- ما المالُ يكنزهُ الضينُ فيقني ... كالمالِ يبذلهُ امرؤٌ فيسودُ - واذا تجاوزتَ الأمورُ مدودها ... كان الفسادُ للأمورِ مدودُ - كالسيلِ يطفى وهو ريٌ للثرى ... وبه النباتُ فيفسد المحصودُ خير الدين الزركلي

الباب الخامس والعشرون: باب النون

الباب الخامس والعشرون: باب النون

-1- النجم والتنجيم

-1- النجم والتنجيم

- يا سائلَ الأحياءِ تَحْقيقَ الرؤى ... أبشرْ جوابُكَ في فم العنقاءِ - لكَ من خيلكَ ماتريدُ فناجِه ... تَجِدِ الحميا في كُؤوسِ الماءِ - إِن الذي حجبَ الغيوبَ عن النهى ... أعطى المُحالَ وسائلَ الإِغراءِ - ما أقبحَ الأشياءَ إِن حققْتَها ... الحسنُ في الأوهامِ لا الأشياءِ - وأشدُّ من كذبِ الأماني فقدُها ... إِن التمني حيلةُ البؤساءِ - والشيبُ من مِحَنِ الحياةِ وشَرِّها ... شيبُ النفوسِ استسلمتْ للداءِ - بينَ التنسكِ والتهتكِ رتبةٌ ... أدرى بها من عاشَ في الأهواءِ جورج صيدح

- إِني بأحكامِ النجومِ مكذبٌ ... ولمُدَّعيها لأئمٌ ومُؤَنَّبُ - الغيبُ يعلمُه المهينُ وحدَهُ ... وعن الخلائقِ أجمعين مُغَيَّبُ - اللهُ يعطي وهو يمنعُ قادراً ... فمن المنجمُ وَيْحَهُ والكواكبُ؟ محمد الأنباري

- خبرا عني المنجمَ أني ... كافرٌ بالذي قَصَتْهُ الكواكبُ - عالماً أن ما يكونُ وما كان ... قضاءٌ من المهينِ واجبُ الشافعي

- وما عاجلاتُ الطيرِ تدري من الفتى ... نجاحاً ولاعن َيْبِهنَّ تجيبُ - ولا خيرَ فيمن لا يوطنُ نفسَهُ ... على النائباتِ الدهرِ حين تنوبُ - وربَ أمرٍ لا يضيرُكَ ضيرةً ... وللقلبِ من مخشاتهنَّ وجيبُ - ولستَ بمستبقٍ صديقاً ولا أخاً ... إِذا لم تُفِدْهُ الشيءَ وهو قريبُ ضابيء البرجمي

- لعمرُكَ ما تدري الضواربُ بالحصى ... ولا زاجراتُ الطيرِ ما اللهُ صانعُ لبيد

- ينجمون وما يَدْرون لو سُئلوا ... عن البعوضةِ أنى منهم تقفُ - ولو درتْ بمخازيهم بيوتُهِمُ ... هَوَتْ عليهم ولم تنظرْهمُ السقفُ - وفرقتْهمْ على علاتِها مِللٌ ... وعند كُلِّ فريق أنهم ثُقفوا المعري

- سألَتْ منجمَها عن الطفلِ الذي ... في المهدِ كم هو عائشٌ من دهرهِ - فأجابها: مائةً ليأخذَ درهماً ... وأتى الحِمامُ وليدَها في شَهْرهِ المعري

- لا يعلمُ المرءُ ليلاً ما يصبحُهُ ... إِلا كواذبُ مما يخبرُ الفالُ - والفالُ والزجرُ والكهانُ كُلُّهم ... مُضَلِّلون ودونَ الغيبِ أقفالُ شاعر

- لقد بَكَرَتْ في خُفِّها وإِزارِها ... لتسألَ بالأمرِ الضريرَ المنجِّما - وما عندهُ علمٌ فيخبرَها به ... ولا هو من أَهْلِ الحِجى فيُرَجَّما - يقولُ غداً أو بعدهُ وقعُ دِيمةٍ ... يكونُ غياثاً أن تجودَ وتسجما - ويُهِمَ جهال المحلةِ أنه ... يظلُّ لأسرارِ الغيوبِ مُتَرْجِما - ولو سألوه بالذي فوقَ رأسهِ ... لجاءَ بمينٍ أو أرمَّ وجَمْجَما - كأنَ سَحاباً عَمَّهُمْ بضلالةٍ ... فليس إِلى يومِ القيامةِ منجما المعري

-2- النحو والاعراب

-2- النحو والاعراب

- النَّحُوُ يصلحُ من لسانِ الألكنِ ... والمرءُ تعظمُهُ إِذا لم يَلْحَنِ - فإِذا طَلَبْتَ من العلومِ أجلُّها ... فأجَلَّها منها مُقيمُ الألسنِ اسحق بن خلف البهراني

- على أن للإعرابِ حَداً وربما ... سَمِعْتَ من الإعراب ما ليس يحسُنُ العبرتائي

- ولا خيرَفي اللفظِ الكريهِ استماعهُ ... ولا في القبيحِ اللحنِ والقَصْدُ أزينُ - ويعجبني زيُّ الفتى استماعهُ ... فيسقطُ من عينيَّ ساعةَ يَلْحَنُ الكاتب

- النحوُ شؤمٌ كُلُّهُ فاعلموا ... يَذهبُ الخبزِ من البيتِ - خيرٌ من النحوِ وأصحابِه ... ثريدةٌ تعملُ بالزيتِ الفصيحي

- أحببِ النحوَ من العلمِ فقد ... يدركُ المرءُ بع أعلى الشرفْ - إِنما النحويُّ في مجلسِهِ ... كشهابٍ ثاقبٍ بين السدفْ - يخرجُ القرآنَ من فيهِ كما ... تخرجُ الدرةُ من جَوْفِ الصدفْ علي الأصفهاني المعروف بالجامع

- اقتبسِ النحوَ فنعمَ المقتبسْ ... والنحوُ زينٌ وجمالُ مُلْتَمَسْ - صاحبهُ مكرمٌ حيثُ جَلَسْ ... من فاته فقد تَعَمَّىْ وانتكسْ - كأن ما فيه من العَيِّ خرسْ ... شتان ما بين الحِمارِ والفَرَسْ شاعر

- تفكرتُ في النحوِ حتى مَلِلْ ... تُ (مللت) وأتعبْتُ نفيس به والَدَنْ - وأتعبتُ بَكْراً وأصحابهُ ... بطولِ المسائلِ في كُلِّ فنْ - فمن عِلْمِهِ ظاهرٌ بيِّنٌ ... ومن عِلْمِهِ غامضٌ قد بَطَنْ - فكنتُ بظاهرهِ عالماً ... ومنت بباطنِه ذا فِطَنْ - خلا أن باباً عليهِ العَفَا ... ءُ (العفاء) للفاءِ ياليتَه لم يَكُنْ - وللواوِ بابٌ إِلى جَنْبِهِ ... من المقتِ أحسَبُهُ قد لُعنْ - إِذا قلتُ هاتوا لماذا يقا ... لُ (يقال) لستُ بآتيكَ أو تَأْتِيَنْ - أجيبوا لما قيلَ هذا كذا ... على النَّصْبِ قالوا: لإِضمارِ أنْ - وما إِن رأيتُ لها مَوْضعاُ ... فأعرفَ ما قيلَ إِِلا بظنْ - فقد خِفْتُ يا بكرُ من طولِ ما ... أفكرُ في أَمرْ "أن" أن أُجَنْ أبو عثمان النحوي

- إِنما النحوُ قياسٌ يُتَّبَعْ ... وبه في كُلِّ أمرٍ يُنتفعْ - فإِذا ما نصرَالنحوُ الفتى ... مَرَّ في المنطقِ مراً فاتسعْ - فاتقاهُ جُلُّ من جالسهُ ... من جَليسٍ ناطقٍ أو مستمعْ - وإِذا لم ينصرِ النحوُ الفتى ... هابَ أن ينطقَ جُبْنَاً فانقطعْ - فتراه يرفعُ النصبَ وما ... كان من خَفْضٍ ومن نَصْبٍ رَفَعْ - يقرأُ القرآنَ لا يعرفُ ما ... صرَّفَ الإِعرابُ فيه وصَنَعْ - والذي يعرفُهُ يقرؤُه ... فإِذا ما شك في حَرْفٍ رَجَعْ - ناظراً فيهِ وفي إِعرابهِ ... فلإِذا ما عَرَفَ اللحنَ صَدَعْ - كم وَضِيْعٍ رفعَ النحوُ وكم ... من شَريفٍ قد رأيناه وَضَعْ علي الكسائي

- يَحْسُنُ النحوُ في الخطابةِ والش ... عرِ (الشعر) وفي لفظِ سورةٍ وكتابِ - فإِذا ما تجاوزَ النحوُ هذي ... فهو شيءٌ من المسامعِ نابِ ابن وكيع النتيسي

-3- الناس والورى

-3- الناس والورى

- الناسُ أَشْباهٌ وبينَ حُلومِهمْ ... بَوْنٌ كذا تفاضلُ الأشياءِ - كالغيمِ منهُ وابلٌ متتابِعٌ ... وجودٌ وآخرُ ما يجودُ بماءِ عدي بن الرقاع

- رأيتُ الوَرَى كلاً يُراقبُ غيرهُ ... فكلٌ عليهِ من سِواهُ رقيبُ - ومن أَجْلِ هذا قد ترى كُلَّ فاعلٍ ... إِلى الناسِ في كُلِّ الفعالِ يُنيبُ - ولو باحَ كلٌ بالذي هو كاتِمٌ ... لما كلن في هذا الأنامِ أديبُ معروف الرصافي

- أرضِ للناسِ ما رَضيتَ من النا ... سِ (الناس) وإِلا فقد ظلمْتَ وجُرْتا عبد الله الجعفري

- والأرضُ ليسَ بمَرْجُوٍّ طارتُها ... إِلا إِذا زالَ عن آفاقِها الأنسُ المعري

- شَرُ أشجارٍ عَلِمْتُ بها ... شجرراتٌ أثمرتْ ناسا - حملتْ بيضاً وأغرابةً ... وأتتْ بالقَوْمِ أجناسا - كلهمْ أخفقتْ جوانحُهُ ... مارداً في الصَّدْرِ خَنَّاسا المعري

- من راقبَ الناسَ لم يظفرْ بحاجتِه ... وفازَ بالطيباتِ الفاتكُ اللَّهِجُ بشار بن برد

- لو كان لي بُدٌ من الناسِ ... قَطَعْتُ حبلَ الناسِ بالياسِ - العِزُّ في العزلةِ لكنهُ ... لا بُدَّ للناسِ من الناسِ اسماعيل الفرابي

- الناسُ مثلُ الماءِ تضريُه الصبَّا ... فيكزن منه تفرقٌ وتَأَلُّفُ المعري

- الناسُ حَوْلَكَ غربانٌ على جيَفٍ ... بُلْهٌ عن المَجْدِ إِن طاروا وإِن وَقَعوا - فما لنا فيهم إِن أَقْبَلوا طَمَعٌ ... ولا عليهمْ إِذا ما أدبروا جَزَعُ الشريف الرضي

- أرى الناسَ في الدنيا كراعٍ تنكرَتْ ... مراعيهِ حتى ليس فيهنَّ مَرْتَعُ - فماءٌ بلا مرعى ومرعىً بغيرِ ما ... وحيثُ ترى ماءً ومرعىً فمَسْبَعُ الحسين بن الوزير المغربي

- لأبناءِ حواءَ مني الهُزْءُ والعطف ... فأقوالهمْ صِنْفٌ وأفعالُهم صِنْفٌ - عقولٌ ولكنَّ السخافاتِ جَمَّةٌ ... وأفئدةٌ لكنها غالباً غُلْفُ - همُ اختلفوا في البدءِ واتفقُوا معاً ... على أن يدومَ الشَّرُّ والظلمُ والخلفُ - وهم صوروا ما قد دَعَوْهُ فضائلاً ... وما هي إِلا دُونَ شَرِّهِمُ سجيفُ - سكارى كأن الموتَ يأخذُ غيرهم ... فداءً لهم كيلا يَمُرَّ بهم حَتْفُ خالد الفرج

- والناسُ كالزرعِ: باقٍ في منابِتهِ ... حتى يهيجَ، ومرعيٌ وما لحِقا - علَّ البلى سيفيد الشخص فائدةً ... فالمسكُ يزدادُ من طيبِ إِذا سحقا المعري

- ترى الناسَ أسواءً إِذا جلسُوا معاً ... وفي الناسِ زَيْفٌ مثلُ زَيْفِ الدراهمِ شاعر

- الناسُ إِخوانٌ وشتى في الشِّيَمْ ... وكلهم يجمعهمْ بيتُ الأدمْ الأزهري أبو عبيد

- رأيتُ الناسَ نُسْبتَهم سواءٌ ... إِذا ما يذكرُ النسبُ القديمُ - ولكنَّ المعائشَ فضلتْهُمْ ... فذو المالِ القربُ والكَريمُ نهيك بن أساف

- توقَ الناسَ يابنَ أبي وأُمِّي ... فهم تبعُ المخافةِ والرجاءِ - ولا يغرْكَ من وغدٍ إِخاءٌ ... لآمرٍ ما غدا حسنَ الإِخاءِ علي بن الجهم

- وقد صارَ هذا الناسُ إِلا أَقَلَّهم ... ذئاباً على أجسادِهنَّ ثيابُ أبو نواس

- كيفَ البقاءُ بدارٍ للفناءِ بها ... على الخلائقِ كراتٌ وغاراتُ - وأنتَ يأيها المغرورُ مالكَ في الد ... نيا (الدنيا) من الناسِ غير البعد مَنْجاةُ - يسركَ البشْرُ منهم حينَ تُبْصِرُهم ... ولو خَبِرْتَ لساءتْكَ الطوياتُ - فاقطعْ حبالكَ من كلِّ الأنامِ فيهم ... في كلِّ حالتِ من دانوا حِبالاتُ - واحذرْ من الناسِ إِني قد خَبِرْتُهمُ ... ولا يغرنْكَ خِبٌ فيه إِخْباتُ - لاتَرْجُمهُمْ في ملماتِ الزمانِ، فما ... تُلِمُّ إِلا من الناسِ المُلماتُ - وكلهمْ، وهمُ الأحياءُ، إِن بُعِثُوا ... على الحياةِ، وفِعْلِ الخيراتِ أمواتُ - وقد سَمِعْنا بأن الأرضَ كانَ بها ... ناسٌ كرامٌ، ولكن قيلَ: قد ماتُوا أسامة بن منقذ

- لم يبقَ في الناسِ إِلا التيهُ والبَذَخُ ... وكلُّهمْ من فِعالِ الخيرِ مُنْسَلِخُ - إِن أَبرْموا نَقَضوا أو أَقسْسموا حَنَثوا ... أو عاهدوا نكثوا أو عاقدوا فَسَخوا هبة الله بن عرام

- والناسُ صنْفانِ، موتى في حَياتِهمُ ... وآخلرون ببطنِ الأرضِ أمواتُ أحمد شوقي

- عِشْ كيف عشتَ فتاريخُ الورى عَبِرٌ ... وكلنا خبرٌ إِن ينقضي العُمُرُ - وهكذا الناسُ ماضيهم لحاضِرِهمِ ... حديثُ لَهْوِ وأسمارِ إِذا سَمَروا عبد الله آل نوري

- أرى الناسَ فوقَ الأرضِ إِلا أقلَّهم ... قد اختلفوا عَقْلاً ورأياً وإِحساساً - ومن قاسَ هذا الناسَ فيما يَرَوْنَهُ ... على نفسِه يوماً فقد جَهِلَ الناسا الزهاوي

- إِذا أنتَ لم تأخذْ من الناسِ عصمةً ... تشُّد بها في راحتيكَ الأصابعُ - شربتَ بطرقِ الماءِ حيثُ وجدتهُ ... على كدرٍ واستعبدَتْكَ المطامعُ بن هرمة

- الناسُ مثلُ زَمانِهم ... قدَّ الحذاءِ على مثالهْ - ورجالُ دهرِكَ مثل ده ... رِكَ (دهرك) في تَقَلُّبهِ - وكذا إِذا قَسَدَ الزما ... نُ (الزمان) جرى الفَسادُ على رجالهْ ابن دريد الأزدي

- بلوتُ الناسَ لسْتُ أرى بشَوشاً ... بهم حتى أرى ألفي قَطوبِ - فِراسَتهمْ تدلُ على افتراسٍ ... وفي لحظاتهم شَرَرُ الحروبِ - فلو صَوَّرْتَ وجهَ الفكرِ فيهم ... لما صَوَّرْتَ إِلا وَجْهَ ذيبِ القروي

- وما الناسُ بالناسِ الذين عهدتهمْ ... وما الدهر الذي كنتَ تعرفُ - وما كُلُّ من تهوى يَوَدُّكَ قلبهُ ... ولا كُلُّ من صاحَبْتَهُ لك مُنْصِفُ عبد الله بن شبيب

- أكثرَ الناسَ لابل ما أَقَلَّهمُ ... اللَّهُ يعلمُ أني لم أقلْ فَنَدا - إِني لآفتحُ عيني حينَ أفتحَها ... على كثيرٍ ولكن لا أرى أحدا الخزاعي

- كذاكَ وما رأيتُ الناسَ إِلا ... ما جَرَّ غاويهمْ سِراعا - تراهُمْ يغمزونَ من اسْتَرَكُّوا ... ويجتنبون من صَدقَ المصاعا القطامي

- أُصيكَ بالبعدِ عن الناسِ ... فالعِزُّ في الوحدةِ والياسِ ظافر الحداد

- وما الناسُ إِلا واحدٌ غيرَ أنهم ... تفاوتُ منهمْ في الفِعالِ الطبائعُ الشريف المرتضى

- أنافقُ الناسِ إِني قد بُليتُ بهم ... وكيفَ لي بخلاصٍ منهم دانٍ؟ المعري

- الناسُ أعداءٌ إِذا جَرَّبْتَهُمْ ... لمقلهم، وأصداقُ المتولِ - كالريحِ قد تطفي السراجَ لضعفِه ... وتزيدُ في ضَوْءِ الحريقِ المشتعلِ السيد الرئيس أبو نصر

- إِن شَرَّ الناسِ من يكثرُ لي ... حين يلقاني وإِن غِبْتُ شَتَمْ - وكلامٍ سيءٍ قد وقرَت ... أذني عنه، وما بي من صَمَمْ - فتعديتُ خشاةً أن يَرى ... جاهلٌ أني كما كان زَعَمْ - ولبعضُ الصفحِ والأعراضِ عن ... ذي الخَنا أبقى وإِن كان ظَلَمْ المثقب العبدي أو الملتمس الضبعي

- والناسُ مثلُ سوامٍ لا حلومَ لهم ... يَسقُه للمنايا سائِقٌ حُطَم - والناسُ بالناسِ من حُضْرٍ وباديةٍ ... بعضٌ لبعضٍ، وإِن لم يَشْعروا خَدَمُ - فاذخرْ لنفسكَ خيراً كي تُسَرَّ به ... فإِن فَعَلْتَ، وإِن عادَكَ الندمُ المعري

- ومن شأنِ هذا الخلقِ غشٌ وظنَّةٌ ... ومن يتقربْ منهم يتظلمُ - اجتنبِ الناسَ وعِشْ واحداً ... لا تظلمِ القومَ، ولا تظلمِ المعري

- دَعْني وحيداً أعاني العيشَ منفرداً ... فبعضُ معرفتي بالناسِ يَكْفيني - ما ضرني ودفاعُ اللهِ يَعْصِمني ... من باتَ يَهْدِمني فاللَّهُ يبنيني ابن أبي حصينة

- وإِنا وجدْنا الناسَ عودين، طيباً ... وعوداً خبيثاً لا بيضُّ على الكسرِ أبو الغول الطهوي

- لا تخدَعَنَّكَ اللَّحى ولا الصُّوَرُ ... تسعةُ أعشارِ من تَرى بَقَرُ - تراهمُ كالسحابِ مُنْتَشراً ... وليس فيه لطالبٍ مَطَرُ - في شجرِ السرورِ منهمُ مَثَلٌ ... له رواءٌ وماله ثَمَرُ ابن لبكك

- رأيتُ الناسَ من يُحْسِنْ إِليهم ... ويأمنْ مَكْرَهُمْ فهو السعيدُ - وذاكَ لأن شَرَّهُمْ قريبٌ ... وخَيْرُهُمُ إِذا اختبروا بَعيدُ - إِذا بَدَأوا بظُلْمٍ تَمَّوُهُ ... ولم يَرْضَوا به حتى يعيدوا - وأما إِن مَضَوا يوماً بوعدٍ ... فوعدهم إِذا امتحنوا رعيدُ أبو الفتح البستي

- وإِن الناسَ جَمْعُهمُ كثيرٌ ... ولكن من تُسَرُّ به قليلُ - أرى الناسَ مذ كانوا عبيداً لغاشِمٍ ... وخَصْماً لمغلوبٍ وجُنْداً لغالبِ - وما بلغَ العلاءَ إِلا ابنُ حُرَّةٍ ... قليلُ افتكارِ في أمورِ العواقبِ علي بن مقرب

- ارضَ للناسِ جميعاً ... مثلَ ما ترضى لنفسِكْ - إِنما الناسُ جميعاً ... كُلُّهمْ أبناءُ جنسكَ - فلهم نفسٌ كنفسِكَ ... ولهم حِسٌّ كحِسِّكْ أحمد الخطابي

- من عوَّدَ الناسَ فضلاً طالبوُه به ... كأنهُ الدَّيْنُ يُلوى بالمعاذير - ومن تعقبهمْ شراً فأمهلَهُمْ ... يوماً تقبلَ منهم أَجْرَ مشكورِ - لا رأي للناسِ في نَفْعٍ ولا ضَررٍ ... وما لهم قَطُّ من حُكْمٍ وتقديرِ عباس محمود العقاد

- أرى الناسَ من دانهمُ هانَ عِنْدَهمْ ... ومن أكرَمَتْهُ عزةُ النفسِ أكراما - وكم نِعمةٍ كانتْ على الحُرِّ نِقْمَةً ... وكم مَغْنَمٍ يَعْتَدُّهُ الحُرُّ مغرما القاضي الجرجاني

- إِياكَ والناسَ أن تُحَمِّلْهُمْ ... فوقَ الذي الآدمي يحتملُ البحتري

- على ذا مضى الناسُ اجتماعٌ وفرقةٌ ... ومَيْتٌ ومولودٌ وقالٍ ووامقُ التنوخي

- دعِ الناسَ لا ترجُ الرضى عنكَ منهم ... فليس لإِرضاءِ العبدِ سَبيلُ - إِذا كنتَ مِقْداماً يقولونَ أَحْمقٌ ... وإِن لم تكنْ فظاً يُقالُ ذليلُ - وإِن كنتَ جواداً يقولون مُسْرِفٌ ... وإِن أنتَ لم تُسْرِفْ يقالُ بخيلُ - ولا تتهيبْ شرَّ ما أنتَ حاذرٌق ... ولا تترقبْ خيرَ ما أنت آملُ - فخوفُكَ لا يقصي الذي هو قادمٌ ... وشَوْقُكَ لا يُدْني الذي هو راحلُ مسعود سماحة

- والناسُ أَلْفٌ منهمُ كواحدٍ ... وواحدُ كالألفِ إِن أمرٌ عَنا - وللفتى من مالِهِ ما قدمتْ ... يَداهُ قبلَ موتِه لا ما اقتنى أبو بكر الأنصاري

- من عاشرَ الناسَ لاقى منهمُ نَصَباً ... لأن سُوسَهمُ بَغْيٌ وعدوانُ - فالناسُ أعوانُ من والتْهُ دَوْلَتهُ ... وهم عليه إِذا عليه إِذا عادَتْه أَعْوانُ أبو الفتح البستي

- ياربِّ إِن الناسَ لا ينصفونني ... فكيفَ وإِن أنصفْتُهم ظلموني - فإِن كان لي شيءٌ تَصَدَّوا لأخذِه ... وإِن جئْتَ أبغي شَيْئَهم منعوني - وإِن نالَهم بذلي فلا شكرَ عندَهم ... وإِن أنا لم أبذلْ لهم شَتَموني - وإِن طرقتني نكبةٌ فَكِهوا بها ... وإِن صَحِبَتْني نِععْمةِ حَسَدوني - ألا إِن أصفى العيشِ ما طابَ غِبُّهُ ... وما نلتُهُ في لذَّةٍ وسُكونِ أبو العتاهية

- أرى الناسَ قد أُعْروا ببغْيٍ وريبةٍ ... وغيٍ إِذا ما ميزَ الناسَ عاقلُ - وقد لزموا معنى الخِلافِ فكلهمْ ... إِلى نحوِ ما عابَ الخليفةَ مائلُ - إِذا مارَأَوا خَيراً رَمَوهُ بظنةٍ ... وإِن عاينوا شراً فكُلُّ مناضلُ - وإِن عاينوا حَبْراً أديباً مهذباً ... حَسيباً يقولوا إِنه لمُخاتِلُ - وإِن كانَ ذا ذِهْنٍ رَمَوه ببدْعَةٍ ... وسَمَّوهُ زنديقاً وفيه يُجادلُ - وإِن كانَ ذا دينٍ يسموه نَعجةً ... وليس له عَقْلٌ ولا فيه طائلُ - وإن كانَ ذا صمتٍ يقولون صُورةٌ ... ممثلة بالعَيِّ بل هو جاهلُ - وإِن كانَ ذا شرٍ فويلٌ لأمهِ ... لماعنهُ يَحْكي من تَضُمُّ المحافلُ - وإِن كانَ ذا أصلٍ يقولون إِنما ... يفاخرُ بالموتى وما هو زائلُ - وإِن كانَ ذا مَجهولاً فذالك عندهم ... كبيضِ رمالٍ ليس يُعرفُ عاملُ - وإِن كان ذا مالٍ يقولون مالهُ ... من السُّحْتِ قد رابني وبئسَ المآكلُ - وإِن كانَ ذا فقرٍ فقد ذَلَّ بينهم ... حقيراً مهيلاً تَزْدريهِ الأرذالُ - وإِن قنعَ المسكينُ قالوا لقِلةٍ ... وشحةِ نفسٍ قد حَوَتْها الأناملُ - وإِن هو لمك يقنعْ يقولون: إِنما ... يطالبُ من لم يُعْطهِ ويُقاتلُ - وإِن يكسبْ مالاً يقولوا: بهيمةٌ ... أتاها من المقدور حَظٌ ونائلُ - وإِن جادَ قالوا: مُسْرِفٌ ومبذرٌ ... وإِن لم يَجُدْ قالوا: شَحيحٌ وباخلُ - وإِن صاحبَ الغِلْمانَ قالوا: لريبةٍ ... وإِن أجمعوا في اللفظِ قالوا: مباذلُ - وإِن هَوِيَ النسوانَ سموه فاجراً ... وإِن عَفَّ قالوا: ذاك خُنْثى وباطلُ - وإِن تابَ قالوا: لم يَتُبْ، منه عادةٌ ... ولكن لإِفلاسٍ وما تَمَّ حاصلُ - وإِن حَجَّ قالوا: ليس للهِ حَجَّهُ ... وذاكَ رياءٌ أنتجتْتُ المحافلُ - وإِن كان بالشطرنجِ والنردِ لاعباً ... ولاعبَ ذا الآدابِ قالوا: مُداخلُ - وإِن كانَ في كُلِّ المذاهبِ نابزاً ... وكان خفيفَ الرُوحِ قالوا: مُثافلُ - وإِن كان مِغراماً يقولون: أهوجٌ ... وإِن كان ذا ثَبْتٍ يقولون: باطلُ - وإِن يَعْتَلِلْ يوماً يقولون: عُقوبةٌ ... لشَرَّ الذي يأتي وما هو فاعِلُ - وإِن ماتَ قالوا: لم يَمُتْ حَتْفَ أنفهِ ... لمات هو من شَرَّ المآكلِ آكلُ - وما الناسُ إِلا جاحدٌ ومُعانِدٌ ... وذو حَسَدٍ قد بانَ فيه التخاتلُ - فلا تتركنْ حَقاً لخيفةِ قائلٍ ... فإِن الذي تَخْشَىْ وتَحْذرُ حاصِلُ ابن دريد الأزدي

-4- النساء وبنات حواء

-4- النساء وبنات حواء

- خَلِّ المَلامَ فليسَ يَثْنيها ... حُبُّ الخِداعِ طبيعةٌ فيها - هو سترُها، وطِلاءُ زينتِها ... ورياضةٌ للنفسِ تُحْييها - وسلاحُها فيما تَكيدُ به ... من يَصْطَفيها أو يُعاديها - وهو انْتِقامُ الضعفِ ينقذُها ... من طولِ ذلٍ بات يَشْقيها - أنتَ الملومُ إِذا أردْتَ لها ... ما لم يردُه قضاءُ باريها - خُنْها ولا تُخْلِصْ لها أبداً ... تخلصْ إِلى أغلى غَواليها عباس محمود العقاد

- وفاءُ بناتِ حَوَّاءٍ قيودُ ... تصاغُ لهن من طَبْعٍ وعُرفِ - فما فيهنَ مُخْلِصَةٌ لأخرى ... وما فيهن مُخْلِصَة لإِلفِ - تُضيعُ على اضطرارٍكُلَّ لنا ... ولا تصغي لعَهْدٍ أو لِحلْفِ عباس محود العقاد

- إِن النساءَ شياطينٌ خلقنَ لنا ... نَعوذُ باللهِ من شَرِّ الشياطينِ - فهُنَّ أَصْلُ البلياتِ التي ظَهَرتْ ... بينَ البرية في الدنيا وفي الدِّنِ شاعر

- النساءَ رياحينٌ خُلِقْنَ لنا ... وكلنا يَشْتَهي شَمَّ الرياحينِ شاعر

- لا تودعِ السرَّ النساءَ فما النسا ... أهلاً إِلى مُسْتَوْدَعِ الأسرارِ - كَيْدُ النساءِ ومَكْرُهُنَّ مروعُ ... لا كان كُلُّ مكايدٍ مكارِ - إِن كنَّ خلاتِ الشَّبيةِ والغِنى ... صِرْنَ العِدى في الشَّيْبِ والإِعسارِ عمر بن الوردي

- أكثرَ الناسُ في النساءِ وقالوا ... إِن حُبَّ النساءِ جهدُ البلاءِ - ليسَ حبُّ النساء جُهْداً ولكن ... قُرْبُ من لا تُحِبُّ جهدُ البلاءِ الشافعي

- تمتَّعْ بها ما ساعفتْكَ ولا تكن ... جَزوعاً إِذا بانَتْ فسوف تَبينُ - وإِن حلفَتْ لا ينقضُ النأيُ عَهْدَها ... فليس لمخضوبِ البَنانِ يَمينُ شاعر

- شيئانِ يعجزُ ذو الرياضةِ عنهما ... رأيُ النساءِ وإِمرةُ الصبيانِ - أما النساءُ فإِنهنَّ عواهرٌ ... وأخو الصِّبا يجري بكل عنانِ بكر بن محمد المازني

- حبُّ النساء مهلكةٌ للمالِ ... والدِّينِ والوقارِ والجلالِ - لا تَعْلُ فيهن ولا تُغَالِ ... واقنعْ بما تَمْلِكُ من حَلالِ فهُنَّ في الغاياتِ مثلُ القَصْوَرِ محمد الوحيدي

- من يتبعْ كل ما يراهُ ... منهنَّ لم يقضِ له مُناه - لأنهُ مهما رَالى اشتَهاهُ ... وقلما أصابَ في مَرْماه لكثرةِ العُيُوبِ عندَ المَخْبَرِ محمد الوحيدي

- دعْ ذكرهنَّ فما لهن وفاءُ ... ريحُ الصِّبا وعهودُهن سواءُ - يَكْسِرنَ قلبكَ ثم لا يجبرنهُ ... وقلوبُهن مع الوفاءِ خَلاءُ علي بن أبي طالب

- ولا تأمنوا مكرَ النساءِ وأَمْسِكوا ... عُرى المالِ عن أبنائهنَّ الأصاغرِ - فإِنكَ لم ينذركَ أمرٌ تخافهُ ... إِذا كنت منه خائفاً مثل خابر جران العود

- إِذا بلغَ الوليدُ لديكَ عشراً ... فلا يدخلْ على الحَرَمِ الوليدُ - فإِن خالفْتَني وأَضَعْتَ نُصْحي ... فأنتَ وإِن رُزِقْتَ حِجىً بليدُ - ألا النِّساءَ جِبالُ غَيٍ ... بهن يُضَيَّعُ الشَّرَفُ التليدُ المعري

- لا تَدْنُوَنَّ من النِّسا ... ءِ (النساء) فإِن غِبَّ الأَرْيِ مُرْ المعري

- خيرُ النساءِ اللواتي لا يَلِدْنَ لكم ... فإِنَ وَلَدْنَ، فخيرُ النَّسْلِ ما نَفَعنا - وأكثرُ النسلِ يشقي الوالدان به ... فليتَهُ كان عن آبائِه دفَعا - أضاعَ داريكَ من ديناً وآخرةِ ... لا الحيُّ أغنى، ولا في هالكٍ رَفَعا - وكم سليلٍ رَجاهُ للجمالِ أبٌ ... فكان خِزْياً بأعلى هَضْبةٍ رَفَعا المعري

- أرى صاحبَ النسوانِ يحسبُ أنها ... سواءٌ وبَوْنٌ بينهن بعيدُ - فمنهنَّ جناتٌُ يفئُ ظلالَها ... ومنهن نِيرانٌ لهنَّ وقودُ شاعر

- بكُلِّ سبيلٍ للنساءِ قتيلُ ... وليس إِلى قَتْلِ النِّساءِ سبيلُ - وفي كلِّ دارٍ للمجينَ حاجَةٌ ... وما هي إِلا عَبْرَةٌ وعويلُ البحتري

- لا تأمننَّ على النساءِ ولو أخا ... ما في الرجالِ على النساءِ أمينُ - إِن الأمينَ وإِن تَعَفَّفَ جُهْدَهُ ... لا بُدَّ أن بنظرةٍ سيخونُ - القَبْرُ أو في من وَثِقْتَ بعَهْدِهِ ... ما للنساءِ سوى القُبورِ حُصونُ علي بن أبي طالب

- فإِن تَسْألوني بالنساءِ فإِنني ... بَصيرٌ بأدواءِ النساءِ طَبيبُ - إِذا شابَ رأسُ المرءِ أو قلَّ مالهُ ... فليس له في وُدِّهِنَّ نَصيبُ - يردنَ ثراءَ المالِ حيثُ وَجَدْنَهُ ... وشَرْخُ الشبابِ عندَهُنَّ عَجيبُ علقمة بن عبدة الفحل

- إِذا لم يكن في المنزلِ المرءِ حرةٌ ... مدبرةُ ضاعتْ مروءةُ دارهِ علي بن أبي طالب

- إِن النساءَ كأشجارٍ نبتنَ معاً ... منها المرارُ وبعضُ النبتِ مأكولُ - إِن النساءَ متى يُنهينَ عن خُلُقٍ ... فإِنه واجبٌ لابد مَفْعلُ طفيل الغنوي أو عبد الله بن قيس

- لا ينصرفْنَ لرشدٍ إِن دُعينَ له ... وهنَّ بعدُ ملائيهمٌ مخاذيلُ - فما وعدنكَ من شرٍ وَفَيْنَ له ... وما وَعَدْنَ من الخَيْراتِ تَضْليلُ الرقيات

- لعمرُكَ ما أنجاكَ طرفكَ في الوغى ... من الموتِ، لكنَّ القضاءَ الذي يُنْجي - فلا تكُ زيراً للنساءِ وإِن تَمِلْ ... لهنَّ فلا تأذنْ لزيرٍ ولا صَنْجِ - ولا تَدْنُ للصهباءِ بنتاً لأبيضٍ ... ولا تَقْربِ الحمراءَ، من وَلَدِ الزنجِ - (زير النساء: الذي يكثر زيارهن) ، (الصنج: آلة من آلات الطرب) ، (الصهباء: الخمر) ، (الحمراء: المعتصررة من العنب الأسود) ، (بنتاً لأبيض: المعتصرة من العنب الأبيض) المعري

- صاحبْهمُ بترفقٍ ما أصبحوا ... وتجافَ عن تعنيفهم إِن أذنبوا - ودعِ العتابَ إِذا بدَتْ لك زلةٌ ... إِن الهوى متجرمٌ لا يعتبُ - واحملْ لهم جَوْرَ الملالِ وحملُهُ ... صعبٌ ولكن القطيعةَ أصعبُ أسامة بن منقذ

- أسكينُ ما ماءُ الفراتِ وطيبُهُ ... منا على ظمأٍ وحُبِّ شرابِ - بألذَّ منكِ وإِن نأيْتِ وقلما ... تَرْعى النِّساءُ أمانةَ الغُيَّابِ عمر بن أبي ربيعة

- لا يمنعنَّكَ من مخدرةٍ ... قَوْلٌ تلغظهُ وإِن جَرَحا - عسرُ النساءِ إِلى مياسرةٍ ... والصعبُ يمكنُ بعد ما جَمَحا بشار بن برد

- وإِذا النساءُ نشأنَ في أميةٍ ... رضعَ الرجالُ جهالةً وخُمولا أحمد شوقي

- فيا ربِّ لا تجعلْ شبابي وجِدّتي ... لشيخٍ يُعَنيِّني ولا لغُلامِ - ولكن صُمُلٍ قد عَلا الشَّيْبُ رأسَه ... شَديدُ مناطِ المضربين حُسامِ شاعرة

- وما المكرُ إِلا للنساءِ وإِنما ... عَدُوُّكَ من يشجيك حتى تصالحهْ علي بن الجهم

- إِذا شئتَ يوماً وُصْلةً بقرينةٍ ... فخيرُ نساءِ العالمين عَقيمُها - توقَّ النساءَ على عِفَّةٍ ... ليجزيكَ الواحدُ القيِّمُ - فأبكارهنَّ ابتكارُ البلا ... وأيِّمُهن هي الأيِّمُ المعري

- ومن صِفاتِ النساءِ قِدْما ... أن لَسْنِ في الوُدِّ منصفاتِ - وما يبَينُ الوفاءُ إِلا ... في زَمَنِ الفَقْدِ والوَفاةِ المعري

- دعاوي الناسِ في الدنيا فُنونٌ ... وعلمُ الناسِ أَكْثرُهُ ظنونُ - وكم من قائلٍ أنا من فُلانٍ ... وعند فُلانةَ الخَبَرُ اليقينُ أبو شرف عماد

- تَوَقُّوا النساءَ، فإِن النساءَ ... نقصنَ حظوظاً وعقلاً ودينا - فلا تُطْمِعوهنَّ يوماً فقد ... تكونُ الندامةُ منه سِنينا صفي الدين الحلي

- شَرُّ النساءِ مشاعاتٌ غَدَوْنَ سدى ... كالأرضِ يَحْمِلْنَ أولاداً مَشاعينا المعري

-5- النصح والوصية

-5- النصح والوصية

- ألا رب نُصْحٍ يُغْلَقُ البابُ دونَه ... وغشٍ لدى جَنْبِ الشريرِ مقربُ الرقاشي

- سَمْعي مُوَقىَّ، سالمٌ ... فقلِ الصوابَ ولا تَصِحْ - والمرءُ في تَرْكيبهِ ... غَضَبٌ يَهيجُ، إِذا نُصِحْ المعري

- ألآ ربَّ ذي نُصْحٍ وقد تَسْتَغِشُّه ... ومن جاهدٍ في الغِشِّ يحسبُ - إِذا نَصَحْتَ لذي عُجْبٍ لترْشِدَه ... فلم يُطعْكَ، فلا تنصحْ له أبدا - فإِن ذا العُجْبِ لا يعيكَ طاعته ... ولا يُجيبُ إِلى إِرشاده أَحَدا - وما عليكَ وإِن غاوٍ غَوَى حِقَباً ... إِن لم يكنْ لكَ قُرْبى أو يكنْ وَلَدا ناصحا بن همام الأبرش

- فما كُلُّ ذي نُصْحٍ بمؤتيكَ نُصْحَهُ ... ولا كل مؤتٍ نُصْحَهُ بلبيبِ - ولكن إِذا ما استجمعا عند واحدٍ ... فحُقَّ له من طاعةٍ بنَصيبِ الأرجاني

- لا تبخلنْ بالنصحِ إِن ضؤولةٍ ... بالمرءِ غشِ المستشير المجهد - وأجبْ أخاكَ إِذا استشارَكَ ناصحاً ... وعلى أخيكَ نصيحةً لاتردُدِ عبد الله بن معاوية الجعفري

- آفةُ النصحِ أن يكون لجاجاً ... وأذى النُّصحِ أن يكون جِهارا أحمد شوقي

- إِذا لم تكن لمقالِ النصحِ ... سَميعاً ولا عاملاً أنتَ بهْ - سينبهكَ الدهرُ من رقدةِ ال ... ملاهي (الملاهي) وإِن قلْتَ لا أنتبهْ أبو الفضل الميكالي

- لكَ نُصْحي وما عليكَ جِدالي ... آفةُ النصحِ أن يكون جِدالا أحمد شوقي

- النصحُ أرخصً ماباع الرجالُ فلا ... ترددْ على ناصحٍ نُصْحاً ولا تَلُمِ - إِن النصائحَ لا تخفى مَناهِجُها ... على الرجالِ ذوي الأبابِ والفهمِ الأصمعي

- ألا رُبَّ من تغتشيهُ ناصحٌ ... ومؤمنٍ بالغيب غيرُ أمينِ - فلا يَجْتلبْكَ القولُ فعلَ تحته ... فكم من نصيحٍ باللسانِ خؤوننِ - رب من أغتشُّهُ ينصحني ... وأخي نُصْحٍ بغيبٍ قد يَخونْ عبد الله بن همام

- انصحْ صدرقَكَ مرتين ... فإِن عصاكَ فغِشَّهُ - لو ظن صدقَكَ ما عصى ... وأبى وأظهرَ فُحْشَه صفي الدين الحلي

- أبني، لإِني قد كبرتُ، ورابني ... بصري، وفيَّ لمصلحٍ مستمتعُ - فلئن هَلَكْتُ، لقد بنيتُ مَساعياً ... تبقى لكمْ منها مآثرُ، أربعُ - ذكرٌ، إِذا ذُكِرَ الكرامُ، يَزينُكمْ ... وراثةُ الحَسَبِ المقدمِ تنفعُ - ومُقامُ أيامٍ، لهنَّ فضيلةٌ ... عند الحفيظةِ، والجامعُ تجمعُ - ولُهى من الكسبِ الذي يغنيكمُ ... يوماً، إِذا احتضرَ النفوسَ المطمعُ - ونصيحةٌ في الصدرِ، باديةٌ لكمْ ... مادمتُ أبصرُ في الرجالِ وأسمعُ - أوصيكمُ بتقى الإِلهِ، فلإِنه ... يعطي الرغائبَ من يشاءُ، ويمنعُ - وببرّ والدِكم، وطاعةِ أمرِه ... إِن الأبَرَّ، من البنينَ، الأطوعُ - إِن الكبيرَ إِذا عصاهُ أهلُهُ ... ضاقَتْ يداه بأَمْرِه ما يصنعُ - ودعُوا الضغينةَ، لا تكنْ من شأنكمْ ... إِن الضغينةَ للقرابة، توضعُ - واعْصوا الذي يزجي النائمَ بينكمْ ... متنصحاً، ذاكَ السمامُ المقنعُ - يزجي عقاربهُ، ليبعثَ بينكمْ ... حَرْباً، كما بعث العروقَ الأخدعُ - لا تأمنوا قوماً، يشبُّ صغيرُهمْ ... بين القوابلِ، بالعداوةِ يَنْشَعُ - فضلتْ عداوتُهم على أحلامِهم ... وأبتْ ذبابُ صدورِهم، لا تُنزعُ - إِن الذين ترونَهم نصحاءَكم ... يشفي غليلَ صدوهم أن تُصْرَعوا - (اللُّهى: الطعام القليل) عبدة بن الطبيب يوصي أولاده

- واصبِرْ على مُرِّ النصيحةِ واغْتَبطْ ... بودادِ من لا قالَ بالإِحفاظِ - إِن تنسَ ما أجرمْتَ، فهو مسطرٌ ... بأكفِّ أملاكٍ له حُفاظِ الصاحب شرف الدين الأنصاري

- احفظْ نصيحةَ من بدا لكَ نُصْحُهُ ... وكذاكَ رأيَ الحُرِّ جهدَكَ فاقبلِ الملتمس

- إِنما المجدُ ما بنى والدُ الصد ... قِ (الصدق) وأحيا فعالَه المولودُ - وتمامُ الفضلِ الشجاعةُ والحل ... مُ (الحلم) إِذا زانَه عَفافٌ وجودُ - وثلاثون يا بنيَّ إِذا تفرقتِ الأس ... همُ (الأسهم) أودى بجَمْعِها التبديدُ - وذو الحلمِ والأكابر أولى ... أن يُرى منكمو لهم تسويدُ - وعليكمُ حفظُ الأصاغرِ حتى ... يبلغَ الخثَ الأصغرُ المجهودُ قيس بن عامر المنقري

- يا من يحاولُ أن تكون صفاتُهُ ... كصفاتِ عبد اللَّه أنصتْ واسْمَعِ - فلأنصحَّكَ في المشورةِ والذي ... حجَّ الحجيجُ إِليه فاسمعْ أو دعِ - اصْدُقْ وعفَّ وبرَّ واصبرْ واحتملْ ... واصفحْ وكافِ ودارِ واحلمْ واشجعِ - والطفْ ولنْ وتأنَّ وارفقْ واتئدْ ... واحزمْ وجدَّ وحامِ واحتملْ وادفعِ - فلقد محتكَ إِن قبلتَ نصيحتي ... وهُديتَ للنهجِ الأسدِّ المهيعِ أبو العثمل

- لأبي العتاهية يوصي ولده - اسلكْ بنيَّ مناهجَ الساداتِ ... وتخلقَنَّ بأشرفِ العاداتِ - لاتلهينَّكَ عن معادكَ لذةٌ ... تَفْنى وتورثُ دائمَ الحَسَراتِ - إِن السعيدَ غداً زهيدٌ قانعٌ ... عندَ الإِلهِ بأخلصِ النياتِ - أقم الصلاةَ لوقتها بشروطِها ... فمن الضلالِ تفاوتُ المقياتِ - وإِذا اتسعتَ برزقِ ربكَ فاتخذْ ... منه الأجَلَّ لأوجهِ الصدقاتِ - في الأقربينَ وفي الأباعدِ تارةً ... إِن الزكاةَ قرينةُ الصلوات~ِِ - وارعَ الجوارَ لأهلِه متورعاً ... بقضاءِ ما طلبوا من الحاجاتِ - واخفضْ جاناحَكَ إِن مُنِحْتَ إِمارةً ... وارغبْ بنفسِكَ عن ردى اللذاتِ أبو العتاهية

- قال يزيد بن الحكم الثقفي يعظ ابنه بدراً: - يابدُ والأمثالُ يضربُ ... ها لذي اللبِّ الحَكيمُ - دمْ للخليلِ بودهِ ... ما خيرُ ودٍ لا يدومُ - واعرفْ لجارِكَ حَقَّه ... والحقُّ يعرفُهُ الكريمُ - واعلمْ بأنَّ الضيفَ يو ... ماً (يوما) سوف يحمدُ أو يلومُ - والناسُ مبتنيانِ محمو ... دُ (محمود) البنايةِ أو ذميمُ - واعلمْ بنيَّ فإِنه ... بالعلمِ ينتفعُ العليمُ - إِن الأمورَ دقيقُها ... مما يهيجُ له العظيمُ - والثأرُ مثلُ الدَّيْنِ تقاضا ... هُ (تقاضاه) وقد يُلوى الغريمُ - والبغيُ يصرعُ أهلَهُ ... والظلمُ مرتعُهُ وخيمُ - ولقد يكون لكَ البعي ... دُ (البعيد) أخا ويقطعُكَ الحميمُ - والمرءُ يكرمُ للغِنى ... ويُهانُ للعَدمِ العديمُ - قد يقترُ الحولُ التقيُّ ... ويكثرُ الحمقُ الأثيمُ - يُملى لذاكَ ويُبْتلى ... هذا فأيهما المضيمُ؟ - والمرءُ في الحقو ... قِ (الحقوق) وللورثةِ ما يسيمُ - وتخربُ الدنيا فلا ... بؤسٌ يدومُ ولا نعيمُ - كُلَّ امرئٍ ستئيمُ مـ ... نه (منه) العرسُ أو منها يئيمُ - ماعلمُ ذي ولدٍ لأَيَشْ ... كلهُ أم الولدُ اليتيمُ - والحربُ صاحبُها الصل ... يبُ (الصليب) على تلاتِلها العَزومُ - من لا يملُّ ضراسَها ... ولدى الحقيقةِ لا يَخيمُ - واعلمْ بأن الحربَ لا ... يسطيعُها المرحُ السَّؤومُ - والخيلُ أجودُها المنا ... هبُ (المناهب) عند كتبِها الأزومُ يزيد بن الحكم الثقفي

- اسمعْ أخيَّ نصيحتي ... فالنصحَ من محضِ الديانهْ - لاتقربَنَّ من الشها ... دةِ (الشهادة) والوساطةِ والأمانةْ - تسلمْ من أن تعزى لزو ... رٍ (لزور) أو فضولٍ أو خِيانةْ المارتلي أبو عمران موسى

- قال يعرب بن قحطان يوصي أبناءه الأقيال وهو أول ناطق بالعربية: - أوصيكمُ بما وَصَّ أباكم ... أبوه عن أبيهِ عن الجدودِ - أزيعُوا العلمَ ثم تعلَّموه ... فما ذوِ العلمِ كالغرِّ البليدِ - ولا تصغُوا إِلى حسدٍ فتغووا ... غواية كل مختبلٍ حسودِ - وذودوا الشرَّ عنكم ما استطعتمْ ... فليسِ الشرُّ من خلق الرشيدِ - وكونوا منصفينَ لكلِّ دانٍ ... لينصفكمْ من القاصي البعيدِ - وبابَ الكبرِ عنكمْ فاتركوهُ ... فإِن الكبرُ من شيمِ العبيدِ - عليكمْ بالتواضعِ لا تزيدوا ... على فضلِ التواضعِ من مزيدِ - وإِن الصفحِ أفضلُ ما ابتغيتمْ ... به شرفاً من الملكِ العتيدِ - وحق الجارِ لا تنسوه فيكم ... تنالُوا كُلَّ مكرمةٍ وجُودِ يعرب بن قحطان

- قال ابن الوردي يعظ ابنه: - أي بنيَّ اسمعْ وصايا جَمَعَتْ ... حكَماً خصت بها خير المللْ - اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما ... أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكسلْ - واهجرِ النومَ وحصلْه فمن ... يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذِلْ - واتركِ الدنيا فمن عاداتِها ... تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ - كم جهولٍ وهو مثرٍ مكثرٌ ... وحكيمٍ ماتَ منها بالِعللْ - كم شجاعٍ لم ينلْ منها الغِنى ... وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ - فاتركِ الحيلةَ فيها واتئدْ ... إِنما الحيلةُ في تركِ الحيلْ - لا تقلْ أصلي وفصلي أبداً ... إِنما أصلُ الفتى ما قد حَصَلْ - قيمةُ الإِنسانِ ما يحسنُهُ ... أكثرَ الإنسانُ منه أو أقلْ - بين تبذيرٍ وبُخْلٍ رتبةٌ ... وكلا هذينِ إِن زادَ قَتَلْ ابن الوردي

- يا واعظَ الناسٍ عما أنتَ فاعلُه ... يا من يعدُّ عليه العمرُ بالنَّفَسِ - احفظْ لشيبِك من عيبٍ يدنسُه ... إِن البياضَ قليلُ الحملِ للدنسِ - كحاملٍ لثيابِ الناسِ يغسلُها ... وثوبهُ غارقٌ في الرجسِ والنَجسِ - وموعظةُ الشفيقِ تكونُ داءً ... إِذا خالفْتَ موعظةَ الشفيقِ - دعوا الأمرَ الدقيقَ وزمِّلوه ... فتلقيحُ الجليلِ من الدقيقِ ابن هرمة

- إِذا نكباتُ الدهرِ لم تعظِ الفتى ... وأفزع منها لم تعظْهُ عواذله يحيى الشافعي

- تعمدْني بنصحِكَ في انفرادي ... وَجِّنْبني النصيحةَ في الجماعةْ - فإِن النصحَ بين الناسِ نوعٌ ... من التوبيخِ لا أرضى استماعَهْ - وإِن خالفتني وعصيتَ قولي ... فلا تجزعْ إِذا لم تُعْطِ طاعهْ الشافعي

- وما كُلُّ من بيدي المودة ناصحٌ ... كما ليس كُلُّ البرقِ يصدقُ خائلهْ - وقد يظهرُ المقهورُ أقصى مودةٍ ... وحبالُ مبثوثةٌ ومناجلهْ علي بن مقرب

- متى يولكَ المرءُ الغريبُ نصيحةً ... فلا تُقْصهِ، واجبُ الرفيقَ، وإِنَ ذَّما - ولا تكُ ممن قَرَّبَ العبدَ شارخاً ... وضَيَّعَه إِذا صار، من كِبَرٍ، هَمَّاً المعري

- تَنَخَّلْتُ آرائي وسُقْتُ نصيحتي ... إِلى غيرِ طَلْقٍ للنصحِ ولا هشِّ - فلما أبى نُصْحي سَلَكْتُ سبيلهُ ... وأوسعتهُ من قولِ زُورٍ ومن غِشِّ التَّوزي

- لا تقطعِ الناصحَ الشفيقَ على ... أولِ ذنبٍ ولا تكنْ غلقا عبد الله الجعفري

- أجبيلُ، إِن أياكَ كاربُ يومهِ ... فإِذا دُعِتْتَ، إِلى العظائمِ، فاعجَلِ - أوصيكَ، إِيصاءَ امرئٍ لكَ ناصحٍ ... طَبنٍ، بريبِ الدهرِ، غيرِ مغفلِ - اللَّهَ فاتقِه، وأوفِ بنذرهِ ... وإِذا حلفْتَ، ممارياً، فتحلَّلِ - والضيفَ، أكرْمهُ، فإِن مبيتَهُ ... حقٌ، ولا تكُ لعنةً، للنُّزَّلِ - واعلمْ بأن الضيفَ مخبرُ أهلهِ ... بميتِ ليلتهِ، وإِن لم يسألِ - ودعِ القوارصَ، للصديقِ، وغيره ... كيلا يروكَ من اللئَامِ، العُزَّلِ - وصلِ الموصِل، ما صفا لك ودُّه ... واحذرْ حبالَ الخائنِ، المبتدلِ - واتركْ محلَّ السوءِ، لا تحُللْ به ... وإِذا نَبابكَ منزلٌ فتحَوَّلِ - دارُ الهوانِ لمن رآها دارهُ ... أفراحِلٌ عنها كمن لم يَرْحَلِ - واسْتَغْنِ، ما أغناكَ رَبُّكَ بالغِنى ... وإِذا تصبْكَ خَصاصةٌ فتجمَّلِ - وإِذا تشاجَرَ، في فؤادِكَ، مرةً ... أمرانِ، فاعمدْ للأعنفِّ الأجملِ - واستأنِ حملَكَ في أمورِكَ كُلِّها ... وإِذا عَزَمْتَ على الهوى، فتوَكَّلِ - وإِذا هممتَ بأمرِ شرٍ، فاتئِدْ ... وإِذا هَمَمْتَ بأمر خيرٍ، فافعلِ - وإِذا أتتكَ من العدوِّ قوارصٌ ... فاقرصْ كذاكَ، ولا تقلْ: لم أفعلِ - وإِذا افْتَقَرْتَ فلا تكنْ متخشعاً ... ترجو الفواصلَ، عندَ غير المفضلِ - وإِذا لقيتَ القومَ فاضربْ، فيهمُ ... حتى يروكَ طلاءَ أجربَ، مهملِ - وإِذا لقيتَ الباهشينَ إِلى النَّدى ... غُبْراً أكفهم، بقاعٍ ممحِلِ - فأعنهمُ، وايسرْ، بما يَسَرُوا به ... وإِذا همُ، نَزَلُو، بضَنْكٍ، فانزلِ - (كارب يومه: دنى أجله) ، (الباهشين: الضاحكين) عبدُ قيس بن خُفاف

- سأوصي بصيراً إِن دنوتُ من البلى ... وكلُّ امرئ: يوماً سيصبحُ فانيا - بأن لا تأنَّ الوُدَّ من متباعدٍ ... ولا تنأ إِن أمسى بقربِكَ راضيا - وذا، الشرِ فاشنأهُ وذا الوُدِّ فاجزِه ... على وده أو زدْ عليه الغلانيا - وآسِ سراةَ الحيِّ حيثُ لقيتَهم ... ولا تكُ عن حَمْلِ الرباعةِ وانيا - وإِن بشراً يوماً أحال بوجهِه ... عليك فحلْ عنه وإِن كنتَ دانيا - وإِن تُقى الرحمنِ لا شيءَ مثلهُ ... فصبراً إِذا تَلْقلى السحاقَ الغراثيا - ورَبَّكَ لا تشرِكْ به إِن شِرْكَهُ ... يَحُطُّ من الخيراتِ تلكَ البواقيا - بل اللهَ فاعبدْ لا شريكَ لوجههِ ... يكنْ لك فيما تكدحُ اليومَ راعيا - وإِياكَ والميتاتِ لا تقربنَّها ... كفى بكلامِ اللَّهِ عن ذاكَ ناهيا - ولا تعدنَّ الناسَ ما لسْتَ مُنْجزاً ... ولا تشتمنْ جاراً لطيفا مُصافيا - ولا تزهدَنْ في وَصْلِ أهلِ قرابةٍ ... ولا تكُ سَبْعاً في العشيرةِ عاديا - وإِن امرأً أسدى إِليكَ أمانةً ... فأوفِ بها إِن مُتَّ سُمِّيْتَ وافيا - ولا تحسدِ المولى وإِن كان ذا غِنىً ... ولا تجفُهُ إِن كان في المالِ غانيا - ولا تَخْذُلنَّ إِن القومَ إِن نابَ مَغْرَمٌ ... فإِنكَ لاتعدم إِلى المجدِ داعيا - وكنْ من وراءِ لجارِ حِصْناً مُمَنَّعاً ... وأوقدْ شهاباً يسفعُ الناسَ حاميا - وجارةِ جَنْبِ البيتِ لا تبغِ سِرَّها ... فإِنكَ لا تخفى من اللَّهِ خافيا - (الرباعة: غرامة يتحملها سيد القوم عن ديات القتلى والمغارم ثم يسعى في جمعها من قومه) ، (الغراثيا: أي الجائع) ، (وأوقد شهابا: أي أعلن الحرب من أجل الجار) الأعشى ميمون

- واسْتَنْصِحِ البرَّ التقي وشاورِ ... الفطنَ الذكيَّ تكنْ ربيحَ المتجلرِ - واخزنْ لسانكَ واحترسْ من نطقِه ... واحذرْ بوادرَ غَيَّه ثم احذرِ - واصفحْ عن العَوْراءِ لإِن قيلتْ وعُدْ ... بالحلمِ منكَ على السفيه المعورِ

- وكِلِ المسيءَ إلى إِساءته ولا ... تتعقبِ الباغي ببَغْيِ تنصُّرِ - فكفاكَ من شَرٍّ سماعُكَ خبرهُ ... وكفاكَ من خبَرٍ قبولُ المُخْبرِ عبد الملك الجزائري

- اسمعْ مقالةَ ناصحٍ ... جَمَعَ النصيحةَ والمِقةْ - إِياكَ واحذرْ أن تبي ... تَ (تبيت) من الثقاتِ على ثِقةْ أحمد بن فارس

- من كانَ ذا نصيحةٍ نَهاكا ... ومن يكنْ ذا بُغْضةٍ أغراكا عبد الله السابوري

- يا إِخوتي أوصيكمُ كلكمْ ... وصيةَ الولدِ والوالدةْ - لا تنقُلو الأقدامَ إِلا إِلى ... من لكمْ في قصدهِ فائدةْ - إِما لعلمٍ تستفيدونَه ... أو لنوالٍ أو إِلى مائدةْ - فإِن عَدِمْتمْْ هذه كُلَّها ... فانقطعوا عن ذاكَ بالوحدةْ هبة الله الأنصاري

- قال: علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه ينصح ولده الحَسَن: - تردَّ رداءَ الصَّبْرِ عندَ النوائبِ ... تنلْ من جميلِ الصبرِ حسنَ العَوَاقبِ - وكنْ صاحباً للحلمِ في كُلِّ مشهدٍ ... فما الحلمُ إِلا خيرُ خِذْنٍ وصاحبِ - وكنْ حافظاً عهدَ الصديقِ وراعياً ... تذقْ من كمالِ الحفظِ صفوَ المشاربِ - وكنْ شاكراً للَّهِ في كلِّ نعمةٍ ... يثبْكَ على النُّعمى جزيلَ المواهبِ - وما المرءُ إِلا حيثُ يجعلُ نفسَهِ ... فكنْ طالباً في الناسِ أعلى المراتبِ - وكنْ طالباً للرزقِ من بابِ حِلَّةٍ ... يضاعفْ عليك الرزقُ من كُلِّ جانبِ - وصنْ منكَ ماءَ الوجهِ لاتبذلنَّه ... ولا تسألِ الأرذالَ فضلَ الرغائبِ - وكنْ موجباً حقَّ الصديقِ إِذا أتى ... إِلبكَ ببرٍّ صادقٍ منك واجبِ - وكنْ حافظاً للوالدين وناصراً ... لجارِكَ ذي التقوى وأهلِ التقاربِ علي بن أبي طالب

- ينسب إِلى علي أنه قال مخاطباً الحسين: - أحسينُ إِني واعظُ ومؤدبٌ ... فافهمْ فأنتَ العاقلُ المتأدبُ - واحفظْ وصيةَ والدٍ متحننٍ ... يغذوكَ بالآدابِ كيلا تعطبُ - أبُنَيَّ إِن الرزق مكفولٌ به ... فعليكَ بالإِجمالِ فيما تطلبُ - لا تجعلنَّ المالَ كسبَكَ مفرداً ... وتقى إِلهكَ فاجعاَنْ ما تكسبُ - أبُنَيَّ إِن الذكرَ فيه مواعظٌ ... فمن الذي بعظاتِهِ يتأدبُ - فاقرأ كتابَ اللَّهِ جهدَكَ واتلُهُ ... فيمن يقومُ به هناكَ وينصبُ - بتفكرٍ وتخشعٍ وتقربٍ ... إِن المقربَ عندَه المتقربُ - واعبدْ إِلهكَ ذا المعارجِ مخلصاً ... وانصتْ إِلى الأمثالِ فيما تضربُ - وإِذا مرْتَ بآيةٍ وعظيمةٍ ... تصفُ العذابَ فقفْ ودمعُكَ يسكبُ - وإِذا مررْتَ بآيةٍ في ذكرِها ... وصفُ الوسيلاةِ والنعيمِ المعجبُ - فاسأل إِلهكَ بالإِنابةِ مخلصاً ... دارِ الخلودِ سؤالَ من يتقربُ - واجهدْ لعلكَ أن تحلَّ بأرضِها ... وتنالَ روح مساكن لا تخربُ - بادرْ هواكَ إِذا هممْت بصالحٍ ... خوفَ الغوالبِ أن تجئَ وتغلبُ - وإِذا هممْتَ بسيءٍ فاغمضْ له ... وتجنبِ الأمرَ الذي يُتَجنبُ - واخفضْ جناحكَ للصديقِ وكن له ... كأبٍ على أولادِه يتحدَّبُ - والضيفَ أكرِمْ ما استطعْتَ جوارَه ... حتى يعدَّكَ وارثاً ينتسبُ - واجعلْ صديقَكَ من إِذا آخيتَه ... حفظَ غلإِخاءَ وكان دونَكَ يضربُ - واطلبهمُ طلبَ المريضِ شفاءَه ... ودعِ الكذوبَ فليس ممن يصحبُ - واحفظْ صديقكَ في المواطنِ كُلِّها ... وعليكَ بالمرءِ الذي لا يكذبُ - واقلِ الكذوبَ وقربَه وجَوارَه ... إِن الكذوبَ ملطخٌ من يَصْحَبُ - يعطيكَ ما فوقَ المنى بلسانِه ... ويروغُ منكَ كما يروغُ الثعلبُ - واحذرْ ذوي الخلقِ اللئامَ فإِنهم ... في النائباتِ عليك ممن يخطبُ - يَسْعَون حولَ المرءِ ما طمعوا به ... وإِذا نبا دهرٌ جَفَوا وتغيبوا - ولقد نصحْتُكَ إِن قبلتَ نصيحتي ... والنصحُ أرخصُ ما يباعُ ويُوْهَبُ علي بن أبي طالب

- من لم يعظهُ الدهرُ بالتجاربِ ... لم يتعظْ يوماً بقولِ صاحبِ - إِذا لقيْتَ الناسَ بالنصيحةْ ... فوطنِ النفسَ عللى الفضيحةْ - من صدقَ الصاحبَ والرفيقا ... لم يدعِ الصدقُ له رَفيقا الشيخ عبد اللَّه السابوري

-6- النعمة، نعم ولا

-6- النعمة، نعم ولا

- كُلُّ ذي نعمةٍ مخلوسُها ... وكل ذي أملٍ مكذوبُ - وكُلُّ ذي إِبلٍ موروثها ... وكُلَّ سَلَبٍ مسلوبُ - وكُلُّ ذي غيبةٍ يؤوبُ ... وغائبُ الموتِ لا يؤوبُ عبيد بن الأبرص

- إِذا ما عقدْنا نعمةً عند حاجةٍ ... ولم نره إِلا جَموحاً عن الشكرِ - رَجَعْنا فعفينا الجميلَ بضِدِّهِ ... كذاكَ يجازى صاحبُ الشرِّ بالشرِّ علي أبو الفرج الكاتب

- نعيمُ البعضِ عندَ البعض بؤسٌ ... وسعدُ البعضِ عند البعضِ نَحْسُ - سقانا الدهرُ أررْياً بعد شَرْيٍ ... فصِرنا من كلا طعميهِ نَحْسو - ألا لا يغلبنكَ اليومَ يأسٌ ... لعلَّ الدهرَ ما قد شجَّ يأسو الحسن المرغيناني

- أنعِمْ على من تشا ... فأنت حتماً أميرهْ - واحتجْ لمنْ شئتَ يوماً ... فما سواكَ أسيرهْ - واستغنِ باللهِ عمن ... تشاءُ فأنتَ نظيرهْ - فالمرءُ عبدُ هواهُ ... يضريهُ أو يجيرهْ ابن خاتمة الأندلسي

- وأرى النعيمَ وكل ما يلهى بهِ ... يوماً يصيرُ إِلى بلىً ونفادِ الأسود الإِيادي

- ولم أرَ نعمةً شملتْ كريماً ... كنعمةِ عورةٍ ستُرتْ بقبرِ شاعر

- إذا الفتى ظفرتْ يداهُ بنعمةٍ ... فداومُها بدوامِ شكر المنعمِ ابن أبي حصينة

- من قالَ "لا" في حاجةٍ ... مطلوبةٍ فما ظلمْ - وإِنما الظالمُ من ... يقول "لا" بعدَ نعمْ المنصور الفقيه

- ما أنعمَ اللهُ على عبدهِ ... بنعمةٍ أو في عافيةْ - وكل من عوفيَ في جِسْمهِ ... فإِنه في عيشةٍ راضيةْ الضحاك بن سليمان

- لا تتبعنَّ "نعم" "لا" طائعاً أبداً ... فإِن "لا" أفسدتْ من بعدِها نَعم - إِن قلتَ يوماً "نعم" بدءاً فتِمَّ بها ... فإِن إِمضائها صنفٌ من الكرامِ ابن الأعرابي

- لا يغبطنَّ أخو نعمى بنعمتهِ ... بئسَ الحياةُ، حياةٌ بعدها الشجبُ - نحنُ البريةُ أمسى كلنا دنفاً ... بحبُ دنياهُ حباً فوقَ ما يحبُ المعري

- بينا الفتى في نعيمٍ يطمئنُ بهِ ... ردَ البؤوسَ عليه الدهرُ فانقلبا - أوفى ببؤسٍ يقاسيه وفي نصبٍ ... أمسى وقد زايلَ البأساءَ والنصبا سهل الغنوي

- إِذا قلتَ في شيءٍ "نعم" فأتمَّهُ ... فإِن "نعم" دينٌ على الحرِ واجبُ - وإِلا فقل "لا" واسترحْ وأرحْ بها ... لكيلا يقولَ الناسُ إِنك كاذبُ هرم بن غنَّام السلولي

- إِذا كنتَ في نعمةٍ فارعَها ... فإِن المعاصي تزيلُ النعمْ - وحافظْ عليها بتقوى الإِلهِ ... فإِن الإِلهَ سريعُ النقمْ علي بن أبي طالب

- وإِن كانتِ النعماءُ عندَكَ لامرئٍ ... فمثلاً بها المطالبَ أو زدِ عدي بن يزيد

- وكل ذي نعمةٍ يوماً ستححافهُ ... والعسرُ يتبعهُ من بعده اليُسرُ عثمان بن الوليد

- ألا لا تدومُ نعمةٌ وسرورُها ... على المرءِ الإِعارةُ يستعيرها سلمى الختعمية

- أبدأ بقولك "لا" "لا" قبل قولِ نعمْ ... ياصاحِ بعد نعمْ ما أقبحَ العِللا - واعلمْ بأن نعمْ إِن قالَها أحدٌ ... عند المواعيدِ لم يتركْ له جدلا ابن مستحيل العقيلي

- لاتقولنَّ، إِذا ما لم تردْ ... أن تتمَّ الوعدَ، في شيءٍ: نَعمْ - حسنٌ قولُ "نعم" من بعد "لا" ... وقبيحٌ قول "لا" بعدَ "نعمْ" - إِن "لا" بعد "نعم" فاحشةٌ ... فب "لا" فابدأ، إِذا خفتَ الندَمْ - فإِذا قلتَ "نعم" فاصبرْ لها ... بنجاحِ الوعدِ أن الخلفَ ذَمْ - واعلمْ بأن الذمَ نقصٌ، للفتى ... ومتى لا يتقي الذمَ يُذَمْ - أُكرمُ الجارَ وأرعى حقهُ ... إِن عرفانَ الفتى الحقَّ كرَمْ المثقب العبدي

- وإِذا خصِصتَ بنعمةٍ ورزقتها ... من فضلِ ربِّكَ منةً تغشاها - فابغِ الزيادةَ في الذي أعطيتهُ ... وتمامُ ذالكَ يشكرِ من أعطاها طريح بن إِسماعيل الثقفي

- أَسَرْناهم وأنعْمنا عليهم ... وأسقُينا دماءَهمُ الترابا - فما صبروا ليأسٍ عندَ حربٍ ... ولا أدَّوا لحسنِ يدٍ ثوابا الطرماح

-7- النفاق والمداجاة والرياء

-7- النفاق والمداجاة والرياء

- اللهُ أكرمُ من يناجى ... والمرُ إِن داجتَ داجى - كدرُ الصفاء من الصد ... يقِ (الصديق) فما ترى إِلا مزاجا - وإِذا الأمورُ تزاجَتْ ... فالصبرُ أكرمُها نِتاجا - والصدقُ يعقدُ فوقَ رأ ... سِ (رأس) حليفهِ للبِرِّ تاجا - يأبى المعلقُ بالهوى ... إِلا رَواحاً رادِّلاجا أبو العتاهية

- من عاشرَ الناسَ لم يعدمْ نفاقهمُ ... فما يفوهونَ، من حقٍ بتصريحِ - أنافقُ في الحياةِ كفعلِ غيري ... وكل الناسِ شأنهمُ النفاقُ - لقاءُ الناسِ ألجأني برغُمي ... إِلى حسنِ التجمُّلِ والنفاقِ - وقد يغشى الفتى لججَ المنايا ... حذاراً من أحاديثٍ الرفاقِ المعري

- ثوبُ الرياءِ يشفُ عما تحتهُ ... وإِذا التحفتَ به فإِنكَ عارِ علي التهامي

- كلُ صعودٍ إِلى هبوطِ ... كلُّ نفاقٍ إِلى كسادِ - كيف يُرْجَى صلاحُ حالٍ ... في عالمِ الكونِ والفسادِ أبو الفتح

- خلِّ النفاقَ لأهلهِ ... وعليكَ فالتمسِ الطريقا - وارغبْ بنفسِكَ أن ترى ... إِلا عدواً أو صديقا إِبراهيم الصولي

- يا أيها المبتغي أخا ثقةٍ ... عدمْتَ ما تبتغي فدعْ طمعكْ - داجِ المداجينَ ما لقيتَهمُ ... وخادعِ النفسَ لامرئٍ خَدَعَكْ - لا تكشفِ المرءَ عن سرائرهِ ... ودعهُ تحتَ النفاقِ ما وَدَعَكْ - أظهرْ لهُ مثل قولِ ذي بَلَهٍ ... تريهِ إِن ضرَّ أنهُ نفعكْ شاعر

- يلقاكَ بالماءِ النميرِ الفتى ... وفي ضميرِ النفسِ نارٌ تقدُ - يعطيكَ لفظاً، ليناً مَسُّهُ ... ومثلُ حد السيفِ ما يعتقدُ المعري

- من عاشَ غير مداجٍ من يعاشُرهُ ... أساءَ عشرةَ أصحابٍ وأخدانِ - كم صاحبٍ يتمنى لو نُعِيتُ له ... وإِن تشكيتُ راعاني وفداني المعري

- طباعُ الورى فيها النفاقُ فأَقْصِهم ... وحيداً ولا تصحبْ خليلاً تنافقُهْ - وما تحسنُ الأيامُ أن ترزقَ الفتى ... وإِن كان ذا حظٍ صديقاً يوافقهْ - يضاحِكُ خلٌ خِلهُ وضميرُهُ ... عبوسٌ، وضاعَ الوُدُّ لولا مرافقهْ المعري

- رياءُ بني حواءَ في الطبعِ ثابتٌ ... فمنهم مُجِدٌ في النفاقِ وهازلُ المعري

-8- النفس والنفوس

-8- النفس والنفوس

- فالنفسُ إِن أعطيتَها هواها ... فاغرةٌ نحوَ هواها فاها شاعر

- هوى النفسِ سكرٌ والسلوُّ إِفاقةٌ ... ولن يستبينَ الرشدَ ذو الرشدِ أو يصحو - فدعْ نصحَ من أعماه عن رشدِه الهوى ... فإِن سواءً عنده الغشُّ والنصحُ ابن بشران

- إِذا طالتكَ النفسُ يوماً بجاجةٍ ... وكان عليها للقبيحِ طريقُ - فدعْها وخالفْ ما هويتَ فإِنما ... هواكَ عدوٌ والخلافُ صديقُ أبو الفتح البستي

- غايةُ النفسِ أن تكونَ موقى ... ناعمَ البالِ ضاحكَ الوجهِ طلقا - قل للذي بَسَمَتْ لهُ أيامهُ ... فغدا بخلَّبِ برقِها متعلقا - كم عابسٍ يطوي بحاجبه النعيمَ ... وباسمٍ يطوي بمبسمهِ الشَّقا قيصر سليم الخوري

- صنِ النفسَ واحملْها على ما يزينُها ... تعشْ سالماًَ والقولُ فيكَ جميلُ - ولا ترينَّ الناتسَ إِلا تجملاً ... نَبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ وإِن ضاقَ رزقُ اليومِ فاصبرْ إِلى غدٍ عسى نكباتُ الدهرِ عنكَ تزولُ علي بن أبي طالب أو الشافعي

- لكلِ امرئٍ منا نفوسٌ ثلاثةٌ ... يعارضُ بعضُها بالمقاصدِ - فنفسٌ تمنيهِ وأخرى تلومهُ ... وثالثةٌ تهديهِ نحو المراشدِ أبو الفتح البستي

- النفسُ حربُ الموتِ إِلا أنها ... أتتِ الحياةَ وشغلُها من بابهِ - كم واثقٍ بالنفسِ نهاضٍ بها ... ساد الريةَ فيه وهو عصامُ أحمد شوقي

- أقبلْ على النفسِ فاستكملْ فضائلَها ... فأنتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إِنسانُ - واشددْ يَديكَ بحبلِ اللهِ معتصماً ... فإِنهُ الركنُ إِن خانَتْكَ أركانُ أبو الفتح البستي

- هي النفسُ ما حملتَها تتحملُ ... وللدهرِ أيامٌ تجورُ وتعدلُ - وعاقبةُ الصبرِ الجميلِ جميلةٌ ... وأفضلُ أخلاقِ الرجالِ التفضيلُ - ولا عارَ إِن زالتْ عن الحرِ نعمةٌ ... ولكن عاراً أن يزولَ التجمُّلُ - وما المالُ إِلا حسرةٌ إِن تركتَهُ ... وغُنْمٌ إِذا قدمتَهُ متعجلُ - وللخيرِ أهلٌ يستعدون بفعلِهِ ... وللناسِ أحوالٌ بهم تَتَنَقَّلُ - وللهِ فينا علمُ غيبٍ وإِنما ... يؤمِّنُ منا من يشاءُ ويخذلُ علي بن الجهم

- وأكذبِ النفسَ إِذا حدثنَها ... لإِن صِدْقَ النفسِ يزريس بالأملْ لبيد بن ربيعة

- والنفسُ تواقةٌ لكن يطامنُها ... إِذا اشرأبتْ حجىً أرسى من الجَبَلِ - فالعمرُ ظلٌ على الإِنسانِ منتقلٌ ... وليس في الأرضِ ظلٌ غيرُ منتقلِ - وخيرُ مانلتَ من مقتبساً ... علمٌ ولكن إِذا ما زينَ بالعملِ - لا تتركنَّ التقى يوماً فتهملّهُ ... نوماً فلستَ بمتروكٍ ولا هَمَلِ فتيان الشاغوري

- والنفسُ كالطفلِ إِن ترضْعهُ شبَّ على ... حُبِّ الرضاعِ وإِن تفطمْهُ ينقطمِ البويصري

- وإِذا كانتِ النفوسُ كباراً ... تَعِبَتْ في مُرادِها الأجسامُ - واخْشَ الدسائسَ من جُوعٍ ومن شِبَعٍ ... فرب مَخْمَصةٍ شَرُّ من التُّخَمِ - وخالفِ النفسَ والشيطانَ واعْصِهما ... وإِن هما مَحَضاكَ النصحَ فاتِهَّمِ - قد تُنْكِرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رَمَدٍ ... وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من سقمِ المتنبي

- أسرارُ نفسِكَ في البلادِ، كأنها ... أسرارُ وَجْهِكَ ما عليهِ لئامُ المعري

- ومن لا يزلْ يستحملُ الناسَ نفسه ... ولم يُغنها من الدهرِ يُسْأمِ زهير سلمى

- أيها النَّفْسُ الشريفَةْ ... إِنما دُنْياكَ جِيْفَهْ - فاقنعني بالبلغةِ النَّزْ ... رةِ (النزرة) منها والطفيفةْ - وعقولُ الناسِ في رغـ ... بتهم (رغبتهم) فيها سَخيفةْ - أيها الظالمُ ما تر ... فقُ (ترفق) بالنفسِ الضَّعيفةْ - أيها المسرفُ أكثرْ ... تَ (أكثرت) أباريزَ الوظيفةْ - أيها الغافِلُ ما تُبْ ... صِرُ (تبصر) عُنْوانَ الصحيفةْ - أيها المغرور لا تف ... رحْ (تفرح) بتوسيعِ القطيفةْ بهاء الدين زهير

- إِذا ما دعتكَ النفسُ يوماً لريبةٍ ... فحاذر عقابَ اللَّه فهو شديدُهُ - فصبرُ الفتى عما يريدُ أخفُّ من ... تصبُّرهِ كرهاً لما يريدُهُ ابن خاتمة الأندلسي

- تخالفَ الناسُ حتى لا اتفاقَ لهم ... إِلا ععلى شَجَبٍ والخُلْفُ في الشَّجَبِ - فقيلَ تخلصُ نفسُ المرءِ سالمةً ... وقيلَ: تشركُ جسمَ المرءِ في العطبِ - ومن تفكرَ في الدنيا ومهجتِهِ ... أقامَهُ الفِكْرُ بين العَجْزِ والعتعبِ المعري

- هذبِ النفسَ بالعلومِ لترقى ... وذرِ الكُلَّ فهي للكُلِّ بيتُ - إِنما النفسُ كالزجاجةِ والعلمُ ... سراجٌ وحكمةُ اللَّه زيتُ - فإِذا أشرقتْ فإِنكَ حيٌ ... وإِذا أظلمَتْ فإِنكَ مَيْتُ ابن سينا

- أرى كلنا يبغي الحياةَ لنفسهِ ... حريصاً عليها مُسْتهاماً بها ضَبّا - فحُبُّ الجبانِ النفسَ أوردهُ التُقى ... وحب الشجاعِ النفسَ أوردهُ الحَرْبا - ويختلفُ الرزقانِ والفعلُُ واحدٌ ... إِلى أن ترى إِحسانَ هذا لذا ذَنْبا المتنبي

- ومن أخملَ النفسَ أحياها ورَوَّحها ... ولم يبتْ طاوياً منها على ضَجَرِ - إِن الرياحَ إِذا اشْتَدَّتْ عواصفُها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجرِ - النفسُ بالشيءِ الممنعِ مُولَعَهْ ... والحادثاتُ أصولُها مُتَفرِّعهْ - والنفسُ للشيءِ البعيدِ مُريدةٌ ... ولكل ما قربتْ إِليه مضيعهُ - والمرءُ يغلطُ في تصرفِ حالهِ ... ولربما أختارَ العناءَ على الدعهْ - لا يصلحُ النَّفْسَ إِذا كانتْ مدبرةً ... إِلا التنقلُ من حالٍ إِلى حالِ أبو العتاهية

- ثلاثٌ مهلكاتٌ لامحالةْ ... هوى نفسٍ يقودُ إِلى البطالةْ - وشحٌ لا يزالُ يطاعُ دَأْباً ... وعُجْبٌ ظاهرٌ في كل حالة أبو عثمان بن لئون التجيبي

- هي النفسُ ما حَسَّنْتَه فمحسنٌ ... لديها، وما قَبَّححْتَهُ فمُقَبَّحُ دعبل الخزاعي

- قاتلُ النفسِ ولو كانت له ... أسخطَ اللَّهَ ولم يُرْضِ البشرْ - ساحةُ العيشِ إِلى اللَّه الذي ... جعل الوردَ بإِذنٍ والصدرْ - لا تموتُ النفسُ إِلا باسمِهِ ... قامَ بالموتِ عليها وقهرْ - إِنما يسمحُ بالروحِ الفتى ... ساعةَ الرَّوْعِ إِذا الجمعُ اشتجرْ - فهناك الأجرُ والفجرُ معاً ... من يعيشْ يحمدْ ومن ماتَ أُجِرْ أحمد شوقي

- أنا يا نفسُ مؤمنٌ بكِ مَفْتونٌ، ... فأنتِ الأولى وأنتِ الآخرْ - إيهِ دنيا الكتابْ قُولب لغيري ... ماتشائين، إِنني عنكِ سادرْ - (البطولات) ، (الوفاء) أساطيرٌ ... عذابٌ و (الحقُّ) حلمُ الشاعرْ - (المروءاتُ) (والعُلا) لمحٌ بلهٌ ... وأم الأمجادِ، يامجدُ عاقرْ - والزعاماتُ؟ دُرْ بطرفِكَ تبصرْ ... خيرَ أنموذجٍ وأجلى مساطرْ وصفي القرنفلي

- والنفسُ شرٌ من الأعداءِ كلهمُ ... وإِن خَلَتْ بك يوماً فاحترزْ فرقها المعري

- ومن لا يزلْ يستحملُ الناسَ نفسهُ ... يُعَنَّفْ وينكره الذي كان يعرفُ القضامي

- هل النفسُ إِلا متعةٌ مستعارةٌ ... تعارُ فتأتي ربَّها فَرْطَ أشهرِ لبيد بن ربيعة

- ترجي النفوسُ الشيءَ لا تستطيعُه ... وتخشى من الأشياءِ مالا يضيرُها شبيب بن الربصاء

- لولا حجابٌ أمامَ النفسِ يمنعُها ... عن الحقيقةِ عما مان في الأزلِ - لآدركتْ كُلَّ شيءٍ عَزَّ مطلُهُ ... حتى الحقيقة في المعلولِ والعللِ هبة اللَّه البغدادي

- نَفْسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عِصاما ... وعلَّمته الكَرَّ والإِقداما - وصيَّرته مَلِكاً هُماما ... حتى عَلا وجاوزَ الأقواما النابغة الذبياني

- إِذا أنتَ لم تَحْسبْ لنفسكَ خالياً ... أحاطَ بك المكروهُ من حيثُ لا تدري يحيى بن طالب

- فنفسَكَ ألزمْ عن أمورٍ كثيرةٍ ... فما لكَ نفسٌ بعدَها تستعيرُها - فلا الجودُ عن فَقْرِ الرجالِ ولا الغنى ... ولكنهُ خيم الرجالِ وغيرِها - وقد تخدعُ الدنيا فيسمي غنيَّها ... فقيراً ويَغْنى بعد بؤسٍ فَقيرها - وكم طامعٍ في حاجةٍ لا ينالُها ... ومن آيسٍ منها أتاهُ بَشيرُها الحسين بين مطير

- اكذبِ النفسَ إِذا حدثتَها ... إِن صِدْيقَ النفسِ يزري بالأملْ المتنبي

- لقد زادني حُبّاً لنفسي أنني ... بغيضٌ إِلى امريءٍ غيرِ طائلِ - وإِني شقيٌ باللئامِ ولا ترى ... شقياً بهمْ إِلا كريمَ الشمائلِ - وما مُنعتْ دارٌ ولا عَزَّ أهلُها ... من الناسِ إِلا بالقَنا والقنابلِ الطرماح بن حكيم

-9- النفع والانتفاع

-9- النفع والانتفاع

- ألا ربَّ من يغشى الأباعدَ نفعُهُ ... ويشقى به حتى المماتِ أقاربُه - فإِن يكُ خيرٌ فالبعدُ ينالُهُ ... وإِن يكُ شرٌ فابنُ عمك صاحبهُ - أما إِذا استغنيْتُم فعدوُكمْ ... وأدعى إِذا ما الدهرُ نابَتْ نوائبُه أبو الدبية الطائي أو الحارث بن كلدةَ

- لا ترجُ شيئاً خالصاً نفعُهُ ... فالغيثُ لا يخلو من العَيْثِ أبو الفتح البستي

- لأي زمانٍ يخبأُ المرءُ نفسَه ... غداً فغداً والموتُ غادٍ ورائحُ - إِذا المرءُ لم ينفعْكَ حياً فنفعُهُ ... أقَّل إِذا رُصَّتْ عليه الصفائحُ - وللموتِ سوارتٌ بها تنقضُ القوى ... وتسلو عن المالِ النفوسُ الشحائحُ حسان بن غدير أو ابن هرمة

- والمرءُ مالم تفدْ نفعاً إِقامتُهُ ... غيمٌ حمى الشمسَ لم يمطرْ ولم يسرِ المعري

- إِذا ضَنَّ من ترجو عليكَ بنفعهِ ... فدعهُ فإِن الرزقَ في الأرضِ واسعُ - ومن كانتِ الدنيا هواهُ وهمتَّهُ ... سَبَتْه المنى واسْتَعْبَدَتْه المطامعُ - عَقَلَ استحيا وأكرمَ نفسهُ ... ومن قنعَ استغنى فهل أنتَ قانعُ؟ أبو العتاهية

- إِذا أنتَ لم تنفعْ فضرَّ فإِنما ... يُرْجى الفتى كيما يضرَّ وينفعا عبد الله الجعفري

- خيرُ أيامِ الفتى يومٌ نَفَعْ ... واصطناعُ العرفِ أبقى مُصْطَنَعْ - ما ينالُ الخيرُ بالشرِّ ولا ... يحصدُ الزراعُ إِلا ما زرعْ - ليس كلُّ الدهر يوماً واحداً ... ربما انْحَطَّ الفتى ثم ارتفعْ الكريزي

- رامَ نفعاً فضرَّ من غير قَصْدٍ ... ومن البرِّ ما يكون عقوقا الشافعي

- متى ينفعِ الأقوامَ حيٌ يكنْ له ... أذاةٌ بهم، والحينُ بالنفسِ لاحقُ - فإِن بوركَ الخيرُ الذي أنت صانعٌ ... فأهلٌ، وإِلا فالخطوبُ مواحقُ المعري

- في الناسِ من لا يُرْتَجى نَفْعُهُ ... إِلا إِذا مُسَّ بأضرارِ - كالعودِ لا يُطمعُ في طيبهِ ... إِلا إِذا أحرقَ بالنارِ ابن رشيق القيرواني

- إِن الرجالَ إِذا تأخرَ نَفْعُهمْ ... في كُلِّ معنىً شُبِّهوا بنساءِ ابن شهيد الأندلسي

- أتوهُمني بالمكرِ أنكَ نافعي ... وما أنتَ إِلا في حِبالِكَ جاذبُ - وتأكلُ لحمَ الخِلِّ مستعذباً له ... وتزعمُ للأقوامِ أنكَ عاذبُ المعري

- لا تبكينَّ من الليالي أنها ... حرمتكَ نغبةَ شاربٍ من مشربِ - فأقَلَّ مالكَ عندها سيفُ الردى ... يُستلُّ من شعرِ القذالِ الأشيبِ - ورحيلُ عيشيِكَ كل رحلة ساعةٍ ... وفناءُ طبيبِكَ في الزمانِ الأطيبِ - فإِذا بكيتَ فبَكِّ عمركَ إِنه ... زَجَلُ الجناحِ يَمُرُّ مَرُّ الكواكبِ ابن شهيد الأندلسي

- أنتَ لم تنفعْ بودكَ أهلَهُ ... ولم تَنْكِ بالؤسى عدوَّكَ فابعدِ عدي بن العباد

- لا تطلبِ النفعَ في الدنيا قكم طلبَ ... الرجالُ نفعاً من الدنيا فما انتفعوا - وانظرْ إِلى الناسِ قاضٍ لا يطيقُ لما ... عَراهُ دفعاً وماضٍ ليس يُرْتَجَعُ - كأنهمْ بعد أن شَطَّ الفراقُ بهمْ ... لم يلبثوا بينَنا يوماً ولا اجتمعوا الشريف المرتضى

- يعجبني في الخليلِ تكريرهُ النف ... عَ (النفع) وخيرُ الخِلاّنِ من نَفَعَكْ - الجَوْزُ تكسرهُ وتأكلُ قلبَهُ ... والعودُ تحرقهُ فينفعُ طِيبُهُ - في الناسِ من لا يُرْتَجَىْ نفعٌ له ... إِلا بضرٍ من يَدَيْكَ يُصيبُهُ القاضي الفاضل

-10- النميمة والغيبة

-10- النميمة والغيبة

- ولا تثقنَّ بالنمامِ فيما ... حَياكَ من النصيحةِ في الخلاءِ - وأيقنْ أن ما أفضى إِليهِ ... من الأسرارِ منكشفُ الغِطاءِ المخارق الشيباني

- إِذا قُرِنَ الظنُّ المصيبُ من الفتى ... بتجربةٍ جاءا بعلمِ غُيوبِ - وإِنكَ، إِن أهديْتَ لي عيبَ واحدٍ ... جديرٌ إِلى غيري، بنقلِ عُيوبي - من جالسَ المغتابَ فهو مغتابُ ... لستُ على كُلِّ جنىً يعتابِ - لا تقطعِ الحينَ مغتاباً لغافلةٍ ... من النفوسِ، ولا تجلسْ إِلى السَّمَرِ المعري

- لا تقبلنَّ نميمةً بُلغتها ... وتحفظنَّ من الذي أنباكَها - إِن الذي أهدى إِليك نميمةً ... سينمُّ عنكَ بمثلها قد حاكها أبو الأسود الدؤلي

- قلْ للذي لسْتُ أدري من تلوُّنه ... أناصحٌ أم على غِشٍّ يدا جيني؟ - تغتابني عندَ أقوامٍ وتمدحُني ... في آخرين وكلٌ عنكَ يأتيني - هذان أمران شَبَّ البَوْنُ بينهما ... فاكففْ لسانكَ عن ذَمِّي وتزييني - لو كنتُ أعرفُ منك الودَّ هانَ له ... عليَّ بعضُ الذي أصبحتَ تَوليني - ليس الصديقُ بمن تُخْشى غوائلهُ ... ولا العدوُّ على حالٍ بمأمونِ - أرضى عن المرءِ ما أصفى موَّدتهُ ... وليس شيءٌ مع البغضاءِ يرضيني صالح عبد القدوس

- لي حيلةٌ فيمن يَنِ ... مُّ (ينم) وليس في الكذابِ حيلةْ - من كان يخلقُ ما يقو ... لُ (يقول) فيحيلتي فيه قَليلةْ أبو الحسن منصور التميمي

- من نمَّ في الناسِ لم تؤمنْ عفاربهُ ... على الصديقِ ولم تؤمنْ أفاعيهِ - كالسيل بالليلِ لا يدري به أحدٌ ... من أين جاء؟ ولا من أين يأتيهِ - فالويلُ للعهدِ منه كيفَ ينقضُهُ ... والويلُ للودِّ منه كيفَ يفنيهِ الكريزي

- وأكْبِرُ نفسي عن جزاءٍ بغيةٍ ... وكُلُّ اغتيابٍ جهدُ من لاله جهدُ المتنبي

- إِن النمَّومَ أغطِّي دونَه خَبَري ... وليس لي حيلةٌ في مُفْتري الكذبِ - رب من يَعْنيه حَلي ... وهو لا يَجْري ببالي - قلبُهُ ملآنُ مني ... وفؤادي منه خَلي المبرد

-11- نهج مناهج نيات نور

-11- نهج مناهج نيات نور

- لحفظِ الأنانياتِ سنتْ مناهجٌ ... على الخَلْقِ صُبَّتْ مِحْنةً ومَصائبا - يَجُرُّ سياسيٌّ عليها خصومَهُ ... ويدركُ دينيٌ بهن المطالبا محمد مهدي الجواهري

- من أخلصَ النياتِ كان لقولِه ... وَقْعٌ وكان لفعلِه تأثيرُ - إِذا كان سعيُ المرءِ سلَّم قَصْدِه ... فإِن بلوغَ القصدِ لا يتعذرُ الكاظمي

- والنُّورُ في حكمِ الخواطرِ، محدثٌ ... والأوليُّ هو الزمانُ المظلمُ - والخيرُ بين الناسِ رسمٌ دائرٌ ... والشر نهجٌ، والبَرِيَّةُ معلمُ المعري

الباب السادس والعشرون: باب الهاء

الباب السادس والعشرون: باب الهاء

-1- الهدية

-1- الهدية

- إِذا أردْتَ قضاءَ الحاجِ من أحدٍ ... قَدِّمْ لنجواكَ ما أحببْتَ من سَببِ - إِن الهدايا لها حظٌ إِذا وَرَدَتْ ... أحظى من البنِ عند الوالدِ الحدِبِ شاعر

- هديةُ المرءِ تُبْني عن مروءتهِ ... كانت محقرةً عن قَدْرِ رتبتهِ - فاغفرْ جريمةَ من خَسَّتْ هديتهُ ... فتلكَ منهُ على مِقدارِ هَمَّته التعاويذي

- ما من صديقٍ وإِن أَبْدَى مودتهُ ... يوماً بأنجحَ في الحاجاتِ من طَبَقِ - إِذا تَقَنَّعَ بالمنديلِ منطلقاً ... لم يخشَ نبوةَ بوابٍ ولا غلقِ - لا تكثَرنَّ فإِن الناسَ مذخُلِقُوا ... لرغبةٍ كل ما يعطونَ أو فَرَقِ شاعر

- يا زائراَ الحسناءِ في عيدِها ... إِن تهدِ فانظرْ ما الذي تُهدي - أخطأكَ الحزمُ وأخطأتْهُ ... أيحملُ الوردُ إِلى الوردِ؟ خليل مطران

- قُبولُ الهدايا سنةٌ مُسْتَحَبَّةٌ ... إِذا هيَ لم تسلك طريقَ تحابي المعري

- إِن الهدايةَ حلوةٌ ... كالسحرِ تجتذبُ القلوبا - تدني البغضَ من الهَوَىْ ... حتى تُصَيَّرهُ قريبا - وتعيدُ مضطغنِ العدا ... وةِ (العداوة) بعد نَفرتهِ حَبيبا - تنفي السخيمة من ذوي ... الشحنا وتَمْتَحِقُ الذنوبا الكريزي

- لا تنظرنَّ إِلى زهيدِ هديةٍ ... بل فانظرنَّ لقلبِ من أهداها القروي

- هدايا الناسِ بعضُهمُ لبعضٍ ... تُلدُ في قلوبهمُ المودهْ أبن القم

- وتزرعُ في النفوسِ هوى وجباً ... لصرفِ الدهرِ والحدثان عُدهْ - وتصطادُ القلوبَ بلا شراكٍ ... وتسعدُ حَظَّ صاحبها وجَدَّهْ الحسين بن علي الزبيدي

- لا تُهدِ شيئاً لم يكن حسناً ... أو طرفةً عُدتْ من النزرِ - إِن الهديةَ في زيارتِها ... تزري بصاحبِها ولا يدري صفي الدين الحلي

- إِن الهدايا كراماتٌ لآخذِها ... إِن كنَّ لسنَ إِسرافٍ وإِطماعِ - إِذا كنتَ تهدي لي، وأجزيكَ مثلهُ ... فإِن الهدايا بيننا تَعَبُ الرُّسْلِ - فدونَكَ شغلاً ليس هذا، لعله ... يعودُ بنفعٍ، لا كشغلكَ بالنسلِ المعري

- هدايا الناس بعضُهم لبعضٍ ... تولَّدُ في قلوبهمُ الوِصَالا - وتزرعُ في الضميرِ هوى ووداً ... وتكسوكَ المهابةَ والجَلالا - مصايدُ للقلوبِ بغير لعبٍ ... وتمنحكَ المحبةَ والجمالا الأبرش أو دعبل الخزاعي

- أتاني أخٌ من غَيْبةٍ كان غابَها ... وكنتُ إِذا ماغابَ أنشدهُ رَكْبا - فجاءَ بمعروفٍ كثيرٍ فدسَّه ... كما دسَّ راعي السَّوءِ في حِصْنه الوطبا - فقلت له هل جئتني بهديةٍ ... فقال بنفسي قلتُ أَتْحِفْ بها الكلبا - عي النفسُ لا أرثي لها من بَليةٍ ... ولا أتمنى أن رأيتُ لها قُرْبا خلف الأحمر

-2- الهزل والهزء

-2- الهزل والهزء

- لا خيرَ في الهَزْلِ فاتركْهُ لطالبهْ ... واهربْ بعرضكَ منهُ أو شكَ الهربِ - للجدِّ ما خلقَ الإِنسان فالتمسنْ ... بالجدِّ حظكَ لا باللهوِ واللعبِ - لا يبثُ الهزلُ أن يَجْني لصاحبهِ ... ذماً ويُذهبُ عنهُ بهجةَ الأدبِ يحيى بن زياد

- مُحِلُّ امرئٍ فوق الذي حلَّ هازئٌ ... ومادحهُ مدحاً بما ليسَ شاتمُ - وباخسُ حق العلم بالعلم جاهلٌ ... واضعُ أهلِ الفضلِ للفضلِ ظالمُ أبو عامر النسوي

- اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغَزَلْ ... وقُلِ الفصلَ وجانبْ من هَزَلْ - ودعِ الذكرَ لأيامِ الصِّبا ... فللأيامِ الصِّبا نجمٌ أفلْ - إِن أهنْْا عيشةٍ قَضَيَّتْهَا ... ذهبتْ لذاتُها والإِثمُ حَلْ - كتبَ الموتُ على الخلقِ فكم ... فلَّ من جَمْعٍ وأفنى من دُوَلْ ابن الوردي

-3- الهم والهمة

-3- الهم والهمة

- الدهرُ حالان همٌ بعده فرجٌ ... وفرجةٌ بعدها هَمٌ بتعذيبِ - من يلقَ بلوى ينلهُ بعدَها فرجٌ ... والناسُ من بين ذي رّوحٍ ومَكْروبِ عبد اللَّه المخارق الشيباني

- خفضْ همومَكَ فالحياةُ غرورُ ... ورَحى المنون على الأنامِ تدورُ - والمرءُ في الفناءِ مكلفٌ ... لا قادرٌ فيها ولا مأمورُ - والناسُ في الدنيا كظلٍ زائلٍ ... كلٌ إِلى حُكْمِ الفناءِ يصيرُ صفي الدين الحلي

- لكل امرئٍ همٌ يسيرُ ولراءَه ... ويتبعهُ في عُمْرِه كخيالهِ - فهذا فقيرٌ همُّتهُ سَدُّ جوعِه ... وهذا غني هَمُّه حفظُ ماله مسعود سماحة

- سهرتْ أعينٌ ونامتْ عيونُ ... في أمور تكونُ أو لا تكونُ - فادرأ الهمَّ ما استطعتَ عن النف ... سِ (النفس) فحملانكَ الهمومَ جُنونُ - إِن رباً كفاكَ بالأمسِ ما كا ... ن (كان) سيكفيكَ في غدٍ ما يكونُ الشافعي

- وقائلةٍ لم علتكَ الهمومُ ... وأمركَ ممتثلٌ في الأممْ - فقلتُ ذَريني على حالتي ... فإِن الهمومَ بقَدْرِ الهِمَمْ شاعر

- قاسِ الهمومَ تنلْ به نُجحا ... والليلَ إِن وراءه صُحبا بشار بن برد

- لحا اللهُ ذي الدنيا مناخاً لراكبٍ ... فكل بعيد الهمِّ فيها معذَّبُ المتنبي

- فلم أرَ مثلَ الهمِّ ضاجَعَه الفتى ... ولا كسوادِ الليل أخفقَ طالبُهْ أبو الشنان

- ما الجوودُ عن كثرةِ الأموالِ والنَّشَبِ ... ولا البلاغةُ في الإِكثارِ والخُطَبِ - ولا الشجاعةُ عن جسمٍ ولا جَلَدٍ ... ولا الإِمارةُ إِرثٌ عن أبٍ فأبِ - لكنها هممٌ أدتْ إِلى رِفَعٍ ... وكلُّ ذلك طبعٌ غيرُ مكتسبِ - فربَّ ذي حَسَبٍ أوديتْ صنايعهُ ... به وقد شَرَّفَتْ وغداً بلا حَسبِ - وربَّ محْمودِ فِعْلٍ ماله حَسَبٌ ... إِلا صنايعُ جاءتهُ من الأدَبِ - فجَلَّتهُ بعزٍ بعد مَخْمَلةٍ ... ورتبتهُ من الإِفضالِ في الرتبِ - لا تعجبنَّ لصرفِ الدهرِ كيف أتى ... فكلهُ عجبٌ بأوي إِلى عَجبِ علي بن الجهم

- وأتعبُ خَلْقِ اللَّهِ من زاد همهُ ... وقَصَّرَ عما تشتهي النفسُ وجدهُ المتنبي

- استر همومكَ بالتجملِ واصْطَبرْ ... إِن الكريمَ على الحوادثِ يصبرُ - كالشمعِ يظهرُ نورهُ متجملاً ... خوفَ الشماتِ وفيه نارٌ تستعرُ أسامة بن منقذ

- خفضْ عليكَ من الهمومِ فإِنما ... يحظى براحةِ دَهْرِه من خفَّضنا - وارفضْ دنياتِ المطامعِ إِنها ... شينٌ يعرُّ وحَقُّها أن ترفضا - والحمدُ أنفسُ ما تعوضهُ امرءٌ ... رُزِئَ التلادَ إِذا المرزأ عُوضا البحتري

- كل مستقبلٍ من الهمَّ ... يُنسى إِذا مضى - والذي ساءَ من زما ... نِكَ (زمانك) سهلٌ مع الرَّضا - وأخو الحزمِ من إِذا ... أعضلَ الأمرُ فَوَّضا أسامة بن منقذ

- والهمُ يخترمُ الجسيمَ نحافةً ... ويشيبُ ناصيةَ الصبيِّ ويُهرمُ المتنبي

- وما يغنيكَ من هممٍ طوالٍ ... إِذا قرنتْ بأعمارٍ قصارِ أبو فراس الحمداني

- أقسمتُ لو قدروا لي أن أعيش بلا ... همٍ خلياً من الأوصابِ والعللِ - لمكانَ هميَ أن أسعى مباشرةً ... للهمِّ فالهمُّ مثل القوتِ للرجلِ مسعود سماحة

-4- الهوى والميل

-4- الهوى والميل

- إِذا ما رأيتَ المرءَ يقتادهُ الهوى ... فقد ثكلَتْه عند ذاكَ ثواكلُهْ - وقد أشمتَ الأعداءَ جهلاً بنفسه ... وقد وجدتْ فيه مقالاً عواذلهْ - ولن يزرعَ النفسَ اللجوجَ عن الهوى ... من الناسِ إِلا فاضلُ العقلِ كاملهْ شاعر

- إِن كنتَ لستَ معي فالذكرُ منك معي ... يرعاكَ قلبي عِّيْتَ عن بَصَري - العينُ تبصرُ من تهوى وتفقدُهُ ... وناظرُ القلبِ ل يخلو من النظرِ الخليل بن أحمد

- إِنه الفؤادَ عنِ الصَّبا ... وعن انقيادٍ للهوى - فلعمرُ ربِّكَ إِن في ... شيبِ المفارقِ والجلَ - لكَ واعظاً لو كنت تت ... عظُ (تتعظ) اتعاظَ ذوي النُّهى - حتى متى لا ترعوي ... وإِلى متى وإِلى متى؟ - ما بعدَ أن سميتَ كهـ ... لاً (كهلا) واستلْبتَ اسم الفتى - بليَ الشبابُ وأنتَ إِن ... عُمِّرْتَ رهنٌ للبلى - وكفى بذاكَ زاجراً ... للمرءِ عن غَيٍّ كفى عمر بن عبد العزيز

- ليسَ خطبُ الهوى بخطبٍ يسيرِ ... لا ينيبكَ عنه مثلُ خبيرِ - ليسَ أمرُ الهوى يدبرُ بالرأ ... بِ (بالرأب) ولا بالقياسِ والتفكيرِ - إِنما الأمرُ في الهوى خطراتٌ ... محدثاتُ الأمورِ بعدَ الأمورِ علية بنت المهدي

- لا تطعمنَّ بفوزٍ في الهوى أبداً ... فالنفسُ أمارةٌ والدهرُ غدارُ عائشة التيمورية

- أشدُ الجهادِ جهادُ الهوى ... وما كرَّمَ المرءَ إِلا التقى - وأخلاقُ ذي لبفضلِ معروفةٌ ... ببذلِ الجميلِ وكفِّ الأذى - وكلُ الفكاهاتِ مملولةٌ ... وطولُ التعاشرِ فيه القِلى - وكلُ طريفٍ له لذةٌ ... وكل تليدٍ سريعُ البِلى - ولا شيءَ إِلا له آفةٌ ... ولا شيءَ إِلا له منتهى أبو العتاهية

- وأمَرُّ مالقيتُ من ألمِ الهوى ... قربَ الحَبيبِ وما إِليه وصولُ - كالعيشِ في البيداءِ يقتلها الظما ... والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ طرفة بن العبد

- خالفْ هواكَ إِذا دعاكَ لريبةٍ ... فلربَّ خيرٍ في مخالفةِ الهوى أبو العتاهية

- وإِذا خامرَ الهوى قلبُ صبٍ ... فعليه لكلِّ عينٍ دليلُ المتنبي

- عجبتُ لمنْ أكبَ على هواهُ ... فلم يهوَ الهُدى والمكرماتِ - رألى زهوَ الحياةِ فهامَ فيه ... وما يبقى له زهوُ الحياءِ - لعمركَ ما حياةُ المرءِ إِلا ... خيالٌ في ستارِ الكائناتِ مصطفى الغيلاني

- إِذا جئتُها وَسْطَ النساءِ منحتُها ... صدوداً كأن القلبَ ليس يريدُها - ولي نظرةٌ بعد الصدودِ من الهوى ... كنظرةِ ثَكْلى قد أصيبَ وحيدُها ابن الدمينة

- وأحسنُ من رجعِ المثاني وصوتِها ... تراجعُ صوتِ الثغرِ يقرعُ بالثغرِ كليغلغ

- سبيلُ الهوى وعرُ ... وبرْدُ الهوى حَرُّ وسرُ - وسرُ الهوى جهرُ ... وشهرر الهوى دَهْرُ - وبَرُ الهوى بحرٌ ... ويومُ الهوى شهرُ الوأواء الدقشي

- ومن يكنْ بالذي يهواهُ مجتمعاً ... ويومُ يبالي أقامَ الحيُ أم شطحوا ابن خاتمة الأندلسي

- إِن الهوى دنسُ النفوسِ فليتني ... طَهَّرْتُ هذي النفسَ من أدناسِها - ومطامعُ الدنيا تُذلُ ولا أرى ... شيئاً أعزَّ لمهجةٍ من يأسِها - ومن عقَّ يذممْ ومن تبعَ الخنا ... لم تخلهِ التبعاتُ من أوكاسِها ابن أبي حصينة

- وأحسنُ أيامِ الهوى يومكَ الذي ... تروعُ بالهجرانِ فيه ويالعَتْبِ - إِذا لم يكنْ في الحبِ سخطٌ ولا رضا ... فأين حلاواتُ الرسائلِ والكتبِ؟ العباس بن الأحنف

- إِذاما دعتْكَ دواعي الهوى ... لما عنه سبحانهُ قد نهى - فأيقنْ بأنَ الردى فاجئٌ ... {وأن إِلى ربِّكَ المنتهى} ابن ختمة الأندلسي

- إِذا رأيتَ الهوى في أمةٍ حكماً ... فاحكمْ هنالكَ أن العقلَ قد ذهبا أحمد شوقي

- لا تسألنَّ عن الهوى إِلا امرأً ... خبراً بطعمِتهِ طويلَ تجاربِ - نقابلُ أبطالَ الوغى فنبيدهمْ ... ويقتلنا في السلمِ لحظُ الكواعبِ - وليستْ سيوفُ الهندِ تفني نفوسَنا ... ولكن سهامٌ فوقتْ بالحواجبِ مسلم بن الوليد

- دخولُكَ من باب الهوى إِن دَخَلْتَهُ ... يسيرٌ ولكنَّ الخروجَ عسيرُ شاعر

- ذو العشقِ يعميه الهوى ويصيمه ... فيصير فيه العبدُ وهو السيدُ فتيان الشاغور

- خبرتُ الهوى حتى عرفتُ أمورَه ... وجرَّيتهُ في الشرِّ منه وفي الجهرِ - فلا البعدُ يسليني ولا القربُ نافعي ... وفي الطمعِ الأدواءُ، واليأسُ لا يبري - خليليَّ ما أحلى الهوى وأمرَّهُ ... وأعلمَني بالحلوِ منه وبالمرِّ - كفى بالهوى شغلاً وبالشيبِ زاجراً ... لو أن الهوى مما ينهنَهُ بالزجرِ - بما بينَنا من حرمةٍ هل رأيتما ... أرقَّ من الشكوى وأقسى من الهجرِ؟ - وأفضحَ من عينِ المحبِّ لسرهِ ... ولا سيما إِن أطلقتْ عبرة تجري علي بن الجهم

- فبحْ باسمِ من تهوى وذَرْني من الكُنى ... فلا خيرَ في اللذاتِ من دونها سترُ أبو نواس

- ولي في الهوى علمٌ تجلُّ صفاتهُ ... ومن لم يفقههُ الهوى فهو في جهلِ - ومن لم يكنْ في عزةِ الحُبِّ تائهاً ... بحبِّ الذي يهوى فبشرْه بالذلِّ - إِذا جادَ أقوامٌ بمالٍ رأيتَهم ... يَجُو دونَ بالأرواحِ منهم بلا بُخْلِ - وإِن أودِعوا سراً رأيتَ صدورَهم ... قبوراً لأسرارٍ تنزهُ عن نَقْلِ - وإِن هَدَّدوا بالهجرِ ماتوا مخافةً ... وإِن أوعدوا بالقتلِ حَنُّوا إِلى القتلِ - لعمري همُ العشاقُ عندي حقيقةً ... على الجدِ والباقونَ منهم على الهزلِ ابن الفاض

- ذكر الصَّبا بعد شيبِ الرأس تعليلُ ... والحُبُّ أكثره غيٌ وتضليلُ - هولى النفوسِ هوانٌ لامراءَ به ... وفي العبارةِ تحسنٌ وتجميلُ - خذ من دُمى الإِنسِ حذراً إِن كل دمٍ ... أرقته من دماءِ الإِنسِ مطلولُ - هنَّ البليةُ والأرزاءُ هينةٌ ... على الفتى والملمُّ الصعبُ محمولُ أبن أبي جصينة

- أُجِلَّ لنا الصيدان يوم الهوى مهاً ... ويوم تسلُّ المرهفاتُ أسودُ أحمد شوقي

- جماعُ الهوى في الرشدِ أنى إِلى التقى ... وترركُ الهوى في الغَيِّ أنجى وأوفقُ - إِذا حاجةٌ ولتكَ لا تستطيعُها ... فخذْْ طرفاً من غيرِها حين تسبقُ - فذلكَ أدنى أن تنالَ جسيمَها ... وللقصدُ أبقى في المسيرِ وألحقُ الأعشى ميمون

- فلو كان لي قلبانِ عشتُ بواحدٍ ... وخلفتُ قلباً في هواكِ يعذبُ - ولكنما أحيا بقلبٍ مروعٍ ... فلا الغيشُ يصفو لي ولا الموتُ يقربُ - تعلمتُ أسبابَ الرضى خوفَ هجرِها ... وعلَّمتها حبيِّ لها كيفَ تغضبُ عمر الوراق

- لا يطيبُ الهوى ولا يحسُنُ الحَ ... بُ (الحب) لصبٍ إِلا بخمسِ خِصالِ - بسماعِ الأذى وعَذْلِ نصيحٍ ... وعتابٍ وهجرةٍ وتقالِ النميري

- صِلْ من هويتَ وإِن أبدى معاتبةً ... فأطيبُ العيشِ وَصْلٌ بين إِلفينِ - واقطعْ حبائلَ خلٍ لا تلائمهُ ... فرربما ضاقتِ الدنيا على اثينِ أحمد بن عبد ربه

- وأحلى الهوى ما شكَّ في الوصلِ ربهُ ... وفي الهجرِ فهو الدهرَ يرجو ويتقي - وقد يتزَّيا بالهوى غيرُ أهلِه ... ويصطحبُ الإِنسان من لا يلائمهْ المتنبي

- وقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليس لي ... متأخرٌ عنه ولا متقدمُ - أجدُ الملامةَ في هواكِ لذيذةً ... حباً لذكرِ فليمنِ اللُّوَّمُ - أشبهتِ أعدائي فصرتُ أحِبُّهمْ ... إِذا كان حظي منكِ حظي منهمُ - وأهنتني فأهنت نفسي صاغراً ... مامن يهونُ عليكِ ممَّن أكرمُ أبو الشيص الخزاعي

- وربَّ مساترٍ بهواكِ عزتْ ... سرائرهُ وكل هوىً هوانُ المعري

- نونُ الهوانِ من الهوى مسروقةٌ ... فإِذا هويتَ فقد لقيتَ هوانا - وإِذا هويتَ فقد تعبدكَ الهوى ... فاخضعْ لإِلفِكَ كائناً من كانا أبو تمام

- حاملُ الهوى تعبُ ... يستخفُّهُ الطربُ - إِن بكى يحقُ لهُ ... ليس ما به لعبُ أبو نواس

- إِذا ما تحيرتَ في حالةٍ ... ولم تدرِ فيها الخطا والصواب - فخالفْ هواكَ فإِن الهوى ... يقودُ النفوسَ إِلى ما يُعابْ الشبراوي

- صِلْ من دنا وتناسَ من يَعُدا ... لا تكرهنَّ على الهوى أحدا - قد أكثرَتْ حواءُ إِذا وَلَدَتْ ... فإِذا جفا وَلَدٌ فخذْ ولدا نصر بن أحمد الخبزأرزي

- إِذا نادى الهوى والعقلُ يوماً ... فصوتُ العقلِ أولى أن يجابا القروي

- أمسى بكاكَ على هواكَ دليلا ... فازجرْ دموعَكَ أن تفيض هُمولا - دارِ الجليسَ ععن الدموعِ فإِنها بدتْ ... فانظرْ إِلى أفق السماءِ طويلا العباس بن الأحنف

- إِن الهوى حاكمٌ ألا تُرى كبدكٌ ... دون انصداعٍ وجسمٌ غيرُ منهوكِ ابن الزقزاق البلنسي

- إِذا أنتَ لم تعصِ الهوى قادكَ الهوى ... إِلى بعضِ ما فيه عليكَ مقالُ هشام بن عبد الملك

- نقلْ فؤادكَ حيثُ شئْتَ من الهوى ... ما الحبُّ إِلى للحبيبِ الأولِ - كم منزلٍ في الأرضِ يألفُه الفتى ... وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ أبو تمام

- قلبي رهينٌ بالهوى المقتبلِ ... فالويلُ لي في الحبِّ إِن لم أعدلِ - أنا مبتلى ببليتينِ من الهوى ... شوقٌ إِلى الثاني وذكرُ الأولِ - قُسِمَ الفؤادُ لحرمةٍ وللذةٍ ... في الحُبِّ من ماضٍ ومن مستقبلِ - إِني لأحفظُ عهدَ أولِ منزلٍ ... أبداً وآلفُ طيبَ آخرِ منزلِ شاعر

- دعٌ حُبَّ أول من كلِفت به ... ما الحُبُّ إِلا للحبيبِ الآخرِ - ما قد تَوَلَّى لا ارتجاعَ لطيبهِ ... هل غائبُ اللذاتِ مثلُ الحاضرِ - دنياكَ يومُكَ دونَ أمسِكَ فاعتبرْ ... ما السالفُ المفقودُ مثلُ الغابرِ الأصبهاني

- الحبُّ للمحبوبِ ساعةَ حبهِ ... ما الحبُّ فيه لآخرٍ ولأولِ - اعلقْ بآخر من كلفتَ بحبهِ ... لا خيرَ في حُبِّ الحبيبِ الأولِ - أتشكُ في أن النبيَّ محمداً ... خيرُ البرية وهو آخر مرسلِ؟ شاعر

- اشربْ على وجهِ الحبيبِ المقبلِ ... وعلى الفمِ المتبسِّمِ المتقبلِ - شرباً يذكرُ كلَّ حبٍ آخرٍ ... غضٍ وينسى كل حبٍ أولِ - نَقِّلْ فؤادكَ حيث شئتَ فلن ترى ... كهوىً جديدٍ أو كوصيلٍ مقبلِ - ما إِن أحنُّ إِلى خرابٍ مقفرٍ ... درستْ معالمه كأن لم يُؤْهَلِ - مقتي لمنزليَ الذي استحدثتُهُ ... أما الذي وَلىَّ فليس بمنزلي ديك الجن الحمصي

الباب السابع والعشرون: باب الياء

الباب السابع والعشرون: باب الياء

-1- اليأس والقنوط

-1- اليأس والقنوط

- لعمرُكَ لليأسُ غيرُ المري ... ثِ (المريث) خيرٌ من الطمعِ الكاذبِ - وللريثُ تحفزهُ بالنجا ... حِ (بالنجاح) خيرٌ من الأملِ الخائبِ - يرى الحاضرُ الشاهدُ المطمئن ... من الأمرِ ما لا يرى الغائبُ خويلد بن مطحل

- وما نالَ مثلَ اليأسِ طالبُ حاجةٍ ... إِذا لم يكنْ فيها نجاحٌ لطالبِ ابن هرمة

- لا تيأسنَّ من انفراجِ شديدةٍ ... قد تنجلي الغمراتُ وهي شدائدُ - كم كربةٍ أقسمتُ ألا تنقضيْ ... زالت وفرجَها الجليلُ الواحدُ صالح عبد القدوس

- قد يدركُ المرُ بعد اليأسِ حاجتَه ... وقد يبلُ بعد القلةِ العددا أسامة البجلي

- إِذا ما أجلتَ الفكرَ في مطلبٍ فلم ... تجدْ حيلةً منه فذروهُ بحالهِ - فلليأس عن إِدراكِ ما عزَّ نيلهُ ... على القلبِ بردٌ مثلُ برد منالهِ ابن خاتمة الأندلسي

- وفي اليأسِ خيرٌ للتقى وراحةٌ ... من الأمرِ قد ولىَّ فلا المرءُ نائلهْ أبو الأسود

- وفي اليأسِ للنفسِ راحةٌ ... إِذا النفسُ رامتْ خطتةً لا تنالهُا قيس بن ذريح

- شرُ العواقبِ يأسٌ قلبه أملٌ ... وأعضلُ الداءِ نكسٌ بعد إِبلالِ - المرءُ طاعةُ أيام تنقلُه ... تنقلَ الظل من حالٍ إِلى حالِ البحتري

- إِذا اشتملتْ على اليأسِ القلوبُ ... وضاقَ لما به الصدرُ الرحيبُ - وأوطنتِ المكارهُ واستقرتْ ... وأرستْ في أماكنِها الخطوبُ - ولم ترَ لانكشافِ الضُّرِّ وجهاً ... ولا أغنى بحيلتهِ الأريبُ - أتاكَ على قُنوطٍ منك غوثٌ ... يمنُّ به اللَّطيفُ الستجيبُ - وكُلُّ الحاثاتِ إِذا تناهَتْ ... فموصولٌ بها فَرَجٌ قريبُ علي بن أبي طالب

- فلا تشعرنَّ النفسَ يأساً فإِنما ... يعيشُ بجدٍ حازمٌ وبليدُ ظالم الدؤلي

- ما طالَ عهدُ اليأسِ في قلبِ امرئٍ ... إِلا استبانَ على الجبينِ خطوطُ - مهما طما بحرٌ به هو سابحٌ ... فلهُ على الجنباتِ منه شطوطُ - إِنا بعصرٍ لاحياةَ بأرضهِ ... إِلا لمن هو في الحياةِ نشيطُ - وإِذا تقدمتِ الشعوبُ حضارةً ... تزدادُ فيها للحياةِ شروطُ جميل صدقي الزهاوي

- وقد كنتُ ذا نابٍ على العدى ... فأصبحتُ لا يخشْوَنَ نابي ولا ظفري البحتري

- وبعضُ رجاءِ ما ليس نائلاً ... غناءٌ وبعضُ اليأس أعفى وأراحُ هدبة بن خشرم

- فصبراً جميلاً إِن في اليأسِ راحة ... إِذا الغيثُ لم يمطرْ بلادَكَ ماطره نهل بن حري

- إِذا أنتَ لم تأخذْ من اليأسِ عصمةً ... تشدُّ بها في راحتيكَ الأصابعُ - شربتَ بطرقِ الماءِ حيث لقيتهُ ... على رَنَقٍ واستعبدتْكَ المطامعُ - وفي اليأسِ عن بعض المطامعِ راحةٌ ... وياربَّ خيرٍ أدركتْهُ المطامعً ابن هرمة

- أرى اليأسَ أدنى للرشادِ وإِنما ... دنا العيُّ للإِنسانِ من حيث يطمعُ - فدعْ أكثرَ الأطماعِ عنك فإِنها ... تضرُّ وأن اليأسَ لا يزالَ بنفعُ الفطامي

- لقد أسمعتَ لو ناديتَ حياً ... ولكن لا حياةَ لمن تنادي - ولو ناراً لانفختَ بها أضاءتْ ... ولكن أنتَ تنفخُ في رمادِ عمرو بن معد يكرب

- وفي اليأسِ من أن تسأل الناسَ راحةٌ ... تميتُ بها عسراً وتُحْيي بها يسرا خلف الأقطع

- وغِرَّةُ مرة من فعلِ غِرٍ ... وغِرَّةُ مرتينِ فِعالُ موُق - فلا تفرحْ بأمرٍ قد تَدَنَّى ... ولا تيأسْ من الأمرِ السحيقِ - فإِن القربَ يبعدُ بعد قربٍ ... ويدنو البعدُ بالقدرِ المسوق - ومن لم يتقِ الضحضاحَ زلتْ ... به قدماهُ في البحرِ العميقِ - وما اكسبَ المحامدَ طالبوها ... بمثل البشرِ والوجهِ الطليقِ شاعر

- لا تيأسنْ من روح ربك وارجهُ ... في كل حالٍ فهو أكرمُ من رُجي - وإِذا عَرَتْكَ من الليالي شدةٌ ... فاعلمْ بأنَ مآلها لتفرُّجِ - فانظرْ بعين هُداكَ لاعين السَّوى ... وبنورِ عقلِكَ فاستضئْ واستسرجِ - وإِذا لهجتَ من الأمورِ بمأربٍ ... فيما يؤدي للسلامةِ فالهجِ حازم القرطاجني

- لم يَبْقَ شيءٌ من الدنيا بأيدينا ... إِلا بقيةُ دَمْعٍ في مآقينا - كنا قلادةَ جيدِ الدهرِ فانفرطتْ ... وفي يمينِ الععُلا كنا رياحينا - كانت منازلُنا في العزِّ شامخةً ... لا تشرقُ الشمس إِلا في مَغانينا - فلم نزلْ وصروفُ الدهرِ ترمقُنا ... شزراً وتخدعُنا الدنيا وتلهينا - حتى غدونا ولا جاهٌ ولا نَسَبٌ ... ولا صديقٌ ولاخِلٌ يُواسِنا حافظ إِبراهيم

الباب الثامن والعشرون: باب الواو

الباب الثامن والعشرون: باب الواو

-1- الوحدة والاتحاد

-1- الوحدة والاتحاد

- وفي كثرةِ الأيدي عن الظلمِ زاجرٌ ... إِذا حضرتْ أيدي الرجالِ بمشهدِ - ومن لم يكنْ ذا ناصرٍ عندَ حقهِ ... يغلَّبْ عليه ذو النصيرِ ويضهدِ عدي بن زيد العبادي

- إِذا العبءُ الثقيلُ تورعتْهُ ... أكفُ القومِ خفَّ على الرقابِ السري الرقاء

- ألم ترَ أن جَمْعَ القومِ يخشى ... وأن حريمَ واحدِهم مباحُ - وأن القِدحَ حين يكون فرداً ... فيهصرَ لا يكون له اقتداحُ ناهض الكلابي

- أرى وحدةَ المرءِ كَرْباً له ... وعشرةُ ذي النقصِ عينُ الخبالِ - فإِن لم تعاشرْ سوى كاملٍِ ... بقيتَ وحيداً لموتِ الكمالِ أبو الفتح البستي

- كونوا جميعاً يا بنيَّ إِذا اعترى ... خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا - تأبى الرماحُ إِذا اجتمعْنَ تكسراً ... وإِذا افترقْنَ تكسرتْ أفرادا معن بن زائدة

- إِذا جمعتنا وحدةٌ وطينةٌ ... فماذا علينا أن تعددَ أديانُ - إِذا القومُ عَمَّتْهم أمورٌ ثلاثةٌ ... لسانٌ وأوطانٌ وباللهِ إِمانُ - فأيُّ اعتقادٍ مانعٌ من أخوةٍ ... بها قالَ إِنجيلٌ كما قالَ قرآنُ الرصافي

- إِن العروبةَ تدعوكمْ لوحدتِها ... فحققوا ما به للحقِ تَرْجونا - فوحدةُ العربِ تنشينا وتبعثُنا ... بعثاُ جديداً على الدنيا وتُحْيينا - إِن التفرقَ داءٌ معضلٌ أبداً ... في العربِ أعيا على الدهرِ المداوينا محمد الفراتي

-2- الوداد

-2- الوداد

- تغيرتِ المودةُ والإِخاءُ ... وقلَّ وانقطعَ الرجاءُ - ورب أخٍ وفيتُ له بحقٍ ... ولكنْ لا يدومُ له وفاءُ - أخلاءٌ إِذا استغنيتُ عنهمْ ... وأعداءٌ إِذا نزلَ البلاءُ - يدمنون المودةَ مارأَءْني ... ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ - وإِن غبيتُ عن أحدٍ قلاني ... وعاقبني بما فيه اكتفاءُ - سيغنيني الذي أغناهُ عني ... فلا فقرٌ يدومُ ولا ثراءُ - وكلُّ مودةٍ للهِ تصفو ... ولا يصفو مع الفسقِ الإِخاءُ علي بن أبي طالب

- ومن الناسِ من يحبك حباً ... ظاهرَ الودِّ ليس بالتقصيرِ - واذا ما خبرتهُ شهدَ الطر ... فُ على حُبه بما في الضميرِ - وإِذا ما بَحَثْتَه قلت: هذا ... ثقةٌ لي، ورأسُ مالٍ كبيرِ - فإِذا ما سألتَه رُبْعَ فلسٍ ... ألحقَ الودَّ باللطفِ الخبيرِ دعبل الخزاعي

- لاخيرَ في الودِّ ممن لا تزال له ... مستشعراً أبداً من خيفةٍ وجلا عبد الرحمن بن حسان

- أشكو الذين أذاقوني مودتَهم ... حتى إِذا أيقظوني في الهوى رَقَدوا - واستهضموني فلما قمت منتهضاً ... بثقلِ ما حَمَّلوني في الهوى قَعدوا العباس بن الأحنف

- انظرْ بعينيكَ هل ترى ... أحداً يدومُ على المودةْ - فترى أخلاءَ الصفا ... ءِ عدىً إِذا نابتْكَ شِدَّةْ أسامة بن منقذ

- إِذا رأيتَ امرأً في حال عسرتهِ ... مواصلاً لكَ ما في وده خللُ - فلا تمنَّ له أن يستفيدَ غنىً ... فإِنه بانتقال الحالِ ينتقلُ منصور التميمي

- ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ ... إِذا الريحُ مالَتْ مالَ حيثُ تميلُ - جوادٍ إِذا استغنيتَ عن أخذِ مالهِ ... وعند احتمالِ الفقرِ عنك بخيلُ - فما أكثرَ الإِخوانَ حينَ تعدهمْ ... ولكنهم في النائباتِ قليلُ علي بن أبي طالب

- إِذا ظفرْتَ بودِّ امرئٍ ... قليلِ الخلافِ على صاحبهْ - فلا تغبطَنَّ به نعمةً ... وعلقْ يمينكَ ياصاحِ بهْ علي بن أبي طالب

- ولا يغرنكَ ودٌ من أخي أملٍ ... حتى تجَرهُ في غيبةِ الأملِ - إِذا العدوُّ أحاجته الإِخا عِللٌ ... عادتْ عداوتُهُ عندَ انقضا العللِ ابن المقري

- أقلْ ذا الودِّ عثرتَه وفِقْه ... على سننِ الطريقِ المستقيمةُ - ولا تسرعْ بمعتبةٍ إِليهِ ... فقد يهفو ونيتُه سليمةْ كشاجم

- ألا إِنَّ خيرَ الودِّ ودٌ تطوعَتْ ... به النفسُ لا ودٌ أتى وهو متعبُ شاعر

- ولا تعطِ ودِّكَ غيرَالثقاتِ ... وصفوَ المودة إِلا لبيبا - إِذا ما الفتى كان ذا مسكةٍ ... فإِن لحاليه منه طيبا - فبعضُ المودةِ عند الإِخاءِ ... وبعضُ العداوةِ كي تستنيبا - فإِن المحبَّ يكونُ البغيضَ ... وإِن البغيضَ يكون الحبيبا دعبل الخزاعي

- لعمرُكَ ما ود اللسانِ بنافعٍ ... إِذا لم يكنْ أصلُ المودة في الصدر شاعر

- وصافِ إِذا صافيتَ بالود خالصاً ... تجدْ مثلَ ما أخلصْتَ عند ذوي الودِّ عبد القدوس

- فأظهرَ وداً والعداوةُ سرُّه ... لحاجتِه كانت إِليَّ فأسرفا - فكنتُ له بالإحتراسِ وغيرِه ... لدنْ ظهرَتْ منه المودةُ مُنْصِفا - لعلمي به أن سوفَ يرجعُ بالتي ... تكون علينا منه بالعَوْدِ أخوفا الشماخ بن ضرار الذبياني

- ولا خيرَ في وُدِّ امرئٍ متكارهٍ ... عليكَ ولا في صاحبٍ لا توافقهْ - إِذا المرءُ لم يبذلْ من الودِّ مثلما ... بذلتُ له فاعلمْ بأني مفارقهْ - فإِن شئتَ فارفضْه خيرَ عنده ... وإِن شئتَ فاجعلْهُ خليلاً تصادفهْ نصيب بن رباح

- ألذُّ موداتِ الرجالِ مَذاقةً ... مودةُ من إِن ضَيَّقَ الدهرُ وَسَّعِا - فلا تلبسِ الودَّ الذي هو ساذحٌ ... إِذا لم يكنْ بالمكرماتِ واللطفُ الشريف

- قد يمكثُ الناسُ حيناً بينَهم ... ودٌ فيزرعُه التسليمُ واللطفُ - يسلي الشقيقينِ طولُ النأيِ بينها ... وتلقي شِعبٌ شتى فتأتلفُ شاعر

- ما في زمانكَ من تُصْفي الودادَ له ... من الأخِلاَّءِ إِلا وهو ذو دَخَلِ فتيان الشاغوري

- إِذا لم يكنْ صفوُ الودادِ طبيعةً ... فلا خيرَ في خلٍ يجئ متكلِفا - ولا خيرَ في خلٍ يخونُ خليلَه ... ويلقاهُ من بعدِ المودةِ بالجفا - وينكرُ عيشاً قد تقادمَ عهدُهُ ... ويظهرُ سراً بالأمسِ قد خَفا الشافعي

- إِذا شجرُ المودةِ لم تجدهُ ... بغير البِرِّ أسرعَ في الجفافِ ديك الجن

- اصفِ المودةَ من صفا لك وُدُّهُ ... واتركْ مصافاةَ القريبِ الأميلِ - كم من بعيدٍ قد صفا لك ودُّهُ ... وقريبِ سوءٍ كالعبيدِ الأعزلِ ربيعة بن مقروم

- إِذا شئتَ أن لا يبرحَ الودُّ دائماً ... كأفضلِ ما تكون أوائلهْ - فآخِ فتى حراً كريماً عروقهُ ... حُساماً كنصلِ السيفِ حلواً شمائلهْ - فذاكَ الذي يمنى لواشيكَ جَدُّه ... ويكفيكَ من لهْوِ الكواعبِ باطلُهُ - ويحملُ ما حُمِّلتهُ من ملمةٍ ... ويكفيكَ طلقَ الوجهِ ما أنتَ سائلهْ عمرو بن مالك البلخي

- أبلغِ الفتيانَ مأكلةً ... أنَّ خيررَ الودِّ ما نَفَعا سلم الخاسر

- ودادُ بني الدنيا سرابٌ لظامئٍ ... وما ابتلَّ من وردِ السرابِ غليلُ - وكلُّ قصيرِ الباعِ في الفضلِ والندى ... له مقولٌ في الادعاءِ طويلُ الياس حبيب فرحات

- جربتُ دهري وأهليه فما تركتْ ... لي التجاربُ في وُدِّ امرئٍ غَرضا المعري

- وما الودُّ إِلا عندَ من هو أهلهُ ... ولا الشرُّ إِلا عند من هو حاملهْ - وفي الدهرِ والتجريبِ للمرءِ زاجرٌ ... وفي الموتِ شغلٌ للفتى هو شاغلهُ ذواد بن الرقراق

- وإّذا أرادكَ بالوصالِ مباعدٌ ... يوماً فصلْ من حبلهِ ما يوصلُ يحيى بن زياد

- ذو الودِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ ... وإِخوتي أسوةٌ عندي وإِخواني - عِصابةٌ جاورتْ آدابهمْ أدبي ... فهم وإِن فرِّقوا في الأرضِ جيراني - أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ ... أبداننا في شآمٍ أو خرسانِ - وربَّ نائي المغاني روحُهُ أبداً ... لصيقُ روحي ودانٍ ليس بالداني أبو تمام

- الودُّ لا يخفي وإِن أخفيتَه ... والبغضُ تبديه لكَ العينانِ زهير بن أبي سلمى

- لحا اللَّهُ من لا ينفعُ الودُّ عندَه ... ومن حبلهُ مدَّ غيرُ متينِ - ومن هو ذو لونينِ ليس بدائمٍ ... على الوصلِ خوانٌ لكل أمينِ - ومن هو ذو قلبين أما لقاؤهُ ... فحلوٌ وأما غيبهُ فظنينُ - ومن هو إِن تحدثْ له العينُ نظرةً ... يقطعْ بها أسبابَ كل قرينِ عبد العزيز الأبرش أو جميل بن معمر أو ابن الأعرابي

- أعزُّ من الهوى ودٌ صحيحٌ ... وأبقى منه في الزمنِ الشديدِ - وذاكَ الودُّ فينا خيرُ إِرثٍ ... من العهدِ القديمِ إِلى الجديدِ خليل مطران

- إِن أوهى الحبالِ حبلُ ودادٍ ... أوشكتْ صرمًه مهاةُ الصريمِ البحتري

- كم قاطعٍ للوصلِ يؤمنُ ودُّهُ ... ومواصلٍ بودادِ يُرْتابُ ابن التنيسي

- حزتَ المودةَ فاستوى ... عندي حضورُكَ والمغيبُ - كنْ كيفَ شئتَ من البعادِ ... فأنتَ من قلبي قريبُ الوأواء الدمشقي

- ما ودَّني أحدٌ إِلا بذلْتُ له ... صَفْوَ المودةِ مني آخرَ الأبدِ - ولا جفاني وإِن كنتُ المحبَّ له ... إِلا دعوتُ له الرحمنَ بالرشدِ - ولا ائتمنتُ على سرٍ فبحثتُ به ... ولا مددتُ إِلى غيررِ الجميلِ يدي - ولا أخونُ خليلي في خليلتِه ... حتى أغيبَ في الأكفانِ واللحدِ محمد الأيبوري

- فلا تصفينَّ الودَّ من ليس أهله ... ولا تبعدنَّ الودَّ ممن تودَّدا ابن حُمام

- إِذا ما الناسُ جربَهمْ لبيبُ ... فإِني قد أكلتهمُ وذاقا - فلم أر ودَّهُمْ إِلا خِداعاً ... ولم أرَ دِينَهم إِلا نِفاقا المتنبي

- إِذا كان ودُّ المرءِ ليس بزائدٍ ... عل "مرحباً" أو "كيف أنت" و"حالكا" - أو القول "إِني وامقٌ لك حافظٌ" ... وأفعالهُ تبدي لنا غيرَ ذلكا - ولم يكُ إِلا كاشراً أو محدِّثاً ... فأف "لود" ليس إِلا كذلكا - ولكن إِخاءُ المرءِ من كان دائماً ... لذي الودِّ منه حيثما كان سالكا صالح عبد القدوس

- ولما صارَ ودُّ الناسِ خِبّاً ... جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ - وصرتُ أشكُّ فيمن أصطفيهِ ... لعلمي أنه بعضُ الأنامِ المتنبي

- احذرْ مودةَ ماذقٍ ... خلطَ المرارةَ بالحلاوةْ - يحصي الذنوبَ عليكَ أيا ... مَ (أيام) الصداقةِ للعَداوةْ - (الماذق: الذي لا يخلصُ الود بل يمزجهُ بغاياتٍ ومقاصدَ شخصية) محمد بن محمد البكري

- ودادُ بني الدنيا سرابٌ لظامئٍ ... وما ابتلَّ من وِِرْدِ السررابِ غليلُ - إِذا أنتَ لم تحتجْ إِليهم فكلهمْ ... صديقٌ سخيُّ الراحتينِ نبيلُ - وكلُّ قصيرِ الباعِ في الفضلِ والندى ... وله مِقْولٌ في الادعاءِ طويلُ الياس فرحات

-3- الوسخ والوشاية

-3- الوسخ والوشاية

- ومن وَسَخٍ صاغَ الفتى ربُّه ... فلا يقولنَّ: تَوَسَّخْتُ المعري

- ومن يطمعِ الواشينَ لا يتركوا له ... صديقاً وإِن كان الحبيبَ المقربا الأعشى ميمون

- ألم ترَ أن وشاةَ الرجا ... لِ (الرجال) لا يتركون أديماً صحيحا - فلا تفتشِ سرَّكَ إِلا إِليكَ ... فإِن لكلِّ فصيحٍ نصيحا علي بن أبي طالب

- إِذا الواشي نعى يوماً صديقاً ... فلا تدعِ الصديقَ لقولِ واشي شاعر

- ومن لا يفثأ الواشينَ عنه ... صباحَ مساءَ يبغوهُ الخَبالا كعب بن زهير

-4- الوطن

-4- الوطن

- ويلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ ... كأني قد لقيتُ بك الشبابا - وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً ... إِذا رزقَ السلامة والإِيابا - وكلُّ عيشٍ سوف يطوى ... وإِن طالَ الزمانُ به وطابا - كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ ... إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا - ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي ... كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا شوقي

- وطنٌ ولكنْ للغريبِ وأمةٌ ... ملهى الطغاةِ وملعبُ الأضدادِ - يا أمةً أعيتْ لطولِ جهادِها ... أسكونُ موتٍ أم سكونُ رُقادِ؟ - ياموطناً عاثَ الذئابُ بأرضهِ ... عهدي بأنكَ مربضُ الآسادِ - ماذا التمهلُ في المسير كأننا ... نمشي على حَسَكٍ وشَوْكِ قتادِ؟ - هل نرتقي يوماً وملءُ نفوسِنا ... وجلُ المسوقِ وذلةُ المنقادِ؟ - هل نرقى يوماً وحشورُ رجالِنا ... ضعفُ الشيوخِ وخفةُ الأولادِ؟ - واهاً لآصفادِ الحديدِ فإِننا ... من آفةِ التفريقِ في أصفادِ القروي

- لا تنصفُ الأوطانَ إِلا نهضةٌ ... للعلمِ تتركُ ظِلَّهُ ممدودا - وإِذا تمادى الشعبُ في وثباتِه ... للمجدِ، حطمَ باليمينِ سدودا عامر محمد بحيري

- أحِنُّ حنينَ النيبِ للموطنِ الذي ... مغاني غوانيهِ إِليه جواذ بي - ومن سارَ عن أرضٍ ثوى قلبهُ بها ... تَمَنَّى له بالجسمِ أوبةِ آيبِ ابن حميدس

- وجدْنا خدمةَ اللأوطانِ فخاً ... يصيدُ به مطامعَه الأريبُ - وكم مُلِئَتْ جيوبٌ من نُضارٍ ... بذاكَ كأنما الوطنُ الجيوبُ محمد سليم

- عزيزٌ على الأوطانِ أن شجاعةً ... تمزقُها الشحناُ في غير طائلِ علي الجارم

- حبُّ الديارِ شريعةٌ لأبوةٍ ... في سالفٍ وفريضةٌ لجدودِ عدنان مردم بك

- ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ ... فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ - ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحاً لهم ... فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ - ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها ... فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ - ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى ... فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ الكاظمي

- فيمَ الإِقامةُ بالزوراءِ لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جَمَلي؟ الطرغائي

- ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ ... وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا - عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً ... كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا - وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ ... مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا - إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ ... عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا - فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ ... لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا - موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا ... عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه الياس حبيب فرحات

- إِذا وطنٌ رابَني ... فكل بلادٍ وطنْ عبد الصمد بن المعذل

- ليسَتْ بأوطانكَ اللتي نشأتَ بها ... لكن ديارُ الذي تهواه أوطانُ - خيرُ المواطنِ ما للنفسِ فيه هوى ... سمٌ الخياطِ مع الأحبابِ ميدانُ - كلُّ الديارِ إِذا فكرتَ واحدةٌ ... مع الحبيبِ وكل الناس إِخوانُ إِبراهيم الغزي

- وأحبُّ آفاقِ البلادِ إِلى الفتى ... أرضٌ ينالُ بها كريمَ المطلبِ البحتري

- بلادي وإِِن جارتْ عليَّ عزيزةٌ ... وأهلي وإِن ضَنُّوا عليَّ كرامُ شاعر

- إِذا عظَّمَ البلادَ بنوها ... أنزلتهمْ منازلَ الإِجلالِ - توَّجتْ مهامَهمْ كما توجوها ... بكريمٍ من الثناءِ وغالِ أحمد شوقي

- بلادي هواها في لساني وفي فَمي ... يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي - ولا خيرَ فيمن لا يحبُ بلادهُ ... ولا في حليفِ الحُبِّ إِن لم يتيَّم شاعر

- إِذا أنا لا أشتاقُ أرضَ عشيرتي ... فليس مكاني في النهى بمكينِ - من العقلِ أن أشتاقَ أولَ منزلٍ ... غنيتُ بخفضٍ في ذراه ولينِ أبو هلال العسكري

- وإِذا تنكرتِ البلا ... دُ (البلاد) فأولها كنفَ البعادِ - واجعلْ مُقامكَ أو مقرّ ... كَ (مقرك) جانبي بركِ الغِمادِ - لستَ ابنَ أمِّ القاطني ... نَ (القاطنين) ولا ابنَ عمٍ للبلادِ - وانظرْ إِلى الشمسِ التي ... طلعتْ على إِرمٍ وعادِ - هل تؤنسَنَّ بقيةً ... من حاضرٍ منهمْ وبادِ - كُلُّ الذخائرِ غيرَ تقو ... ى ذي الجلالِ إِلى نفادِ ابن دريد الأزدي

- بلدٌ صحبْتُ به الشبيبةَ والصِّبا ... وابستُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ - فإِذا تَمَثَّلَ في الضميرِ رأيتَهُ ... وعليه أغضانُ الشبابِ تميدُ ابن الرومي

- ومن أخذَ البلادَ بدونِ حربٍ ... يهونُ عليه تسليمُ البلادِ شاعر

- ليسَ هذا الترابُ شيئاً زرياً ... أو حقيراً حتى يداسَ برجلِ - إِن هذا الترابَ مجملُ فَضْلٍ ... عن عصورٍ وموجزٌ عن كلِّ عدنان مردم بك

- وما بلدُ الإِنسانِ غيرُ الموافقِ ... ولا أهلهُ الأدنون غيرُ الأصادقِ المتنبي

- ذكرتُ بلادي فاسْتَهَلَّتْ مدامي ... بشوقي إِلى عهدِ الصِّبا المتقادمِ - حننتُ إِلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي ... وقطِّع عني قبل عقدِ التمائمِ أعرابي

- وإِذا تأملتَ البلادِ رأيتها ... تثري الرجالُ وتعدمُ أبو تمام

- بلادي لا يزالُ هواكِ مني ... كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ - أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي ... رُغاماً طاهراً دونَ الرَّغامِ - وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيتٍ ... وهى بقنابلِ القومِ اللئامِ - لحى اللهُ المطامعَ حيثُ حلتْ ... فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ خليل مطران

- بلادي التي ريشتْ قويد متى بها ... فريحاً آوتني قرارتُها وكرا - مباءئ لين العيشِ في ريقِ الصبا ... أبى اللهُ أن أنسى لها أبداً ذِكرا - أكلُ مكانٍ راحَ في الأرضِ مسقطاً ... لرأسِ الفتى يهواهُ ماعاش مضطرا؟ الرصافي البلنسي

- وجُبِ البلادَ فأيُّها ... أرضاكَ فاخترْهُ وطنْ الحريري

-5- الوعد والعهد

-5- الوعد والعهد

- تجنبِ الوعدَ يوماً أن تفوهَ به ... فإِن وعدتَ فلا يذمَّمكَ إِنجازُ - واصمتْ فإِن كلامَ المرءِ يهلكهُ ... وإِن نطقْتَ فإِفصاحٌ وإِجازُ - وإِن عجزْتَ عن الخيراتِ تفعلُها ... فلا يكنْ دونَ ترْكِ الشرإِعجازُ المعري

- لشتانَ من يدعو فيوفي بعدهِ ... ومن هو للعهدِ المؤكدِ خالعُ كعب بن زهير

- تَوَقَّ الخلافَ إِن سمحتَ بموعدٍ ... لتسلمَ من هَجْو الورى وتعافى أبو الفتح البستي

- ولا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً ... ولا خيررَ في قولٍ إِذا لم يكنْ فعلُ علي

- آفةُ أهلِ الفضلِ خلفُ الموعدِ ... ماذا على المخلفِ لو لم يعدِ - إِن الكريمَ يمنعُ المطالا ... في وعدِه وينجزُ النوالا الشيخ عبد الله السابوري

- وبعضُ مواعيدِ الأقوامِ كادتْ ... تكونُ أحقَّ من دَيْنِ الغريمِ - فوعدكَ لا يشبهُ المطلُ إِني ... رأيتُ المطلَ يزري بالكريمِ داؤود بن حمل الهمذاني

- من حاملَ الغدرَ وخلفَ الوعدِ ... عدا الذمُّ بعد الحمدِ الشيخ السابوري

- إِن الكريمُ إِذا حباكَ بموعدٍ ... أعطاكهُ سلساً بغير مطالِ علي بن أبي طالب

- فلا يكوننَّ موعداً وأيتَ به ... ديناً يعود إِلى مطلٍ وليانِ عبيد الراعي

- واعلمْ بأنَ نجاحَ الوعدِ منزلةٌ ... جليلةُ القدرِ عند الإِنس والجانِ النميرري

- ألا إِنما الإِنسانُ غمدٌ لقلبهِ ... فلا خيرَ في غِمْدٍ إِذا لم يكن نصلُ - ولا خيرَ في وعدٍ إِذا كان كاذباً ... ولا خيرَ في قول إِذا لم يكن فعلُ - فإِن تجمعِ الأفاتِ فالبخلُ شَرُّها ... وشَرٌّ من البخلِ المواعيدُ والمطلُ دعبل الخزاعي

- وإِذا وعدْتَ فعِدْ بما تقوى على ... إِنجازِه وإِذا صنعْتَ فتمَّمِ عمر أبو الغارات

-6- الوفاء

-6- الوفاء

- حَلَبْنا الدهرَ أشطرَه ومرتْ ... بنا عقبُ الشدائدِ والرخاءِ - فلم آسفْ على دنيا تولتْ ... ولم نسبقْ إِلى حسنِ العزاءِ - ولم ندعِ الحياءَ لمسِّ ضُرٍ ... وبعض الضرِّ يذهبُ بالحياءِ - وجربنا وجربَ أولونا ... فلا شيءٌ أعزُّ من الوفاءِ علي بن الجهم

- ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذاهبِ ... فالناسُ بين مخاتلٍ ومواربِ - يغشون بينهمُ المودةَ والصفا ... وقلوبُهم محشوةٌ بعقاربِ علي بن أبي طالب

- عشْ ألفَ عامٍ للوفاءِ وقلما ... سادَ امرؤٌ إِلا بحفظِ وفائهِ - لصلاحِ فاسدِه وشَعْبِ صُدوعه ... وبيان مشكلِه وكَشْفِ غطائِه أبو النجح الخوارزمي

- ماتَ الوفاءُ فلا رفدٌ ولا طمعٌ ... في الناسِ لم يبقَ إِلا اليأسُ والجَزَعُ - فاصبرْ على ثقةٍ باللهِ وارضَ به ... فاللَّهُ أكرمُ من يُرجى ويُتَّبَعُ علي بن أبي طالب

- لا تركننَ إِلى من لاوفاءَ له ... الذئبُ من طبعهُ إِن يقتدرْ يثيبِ - ولا تكنْ لذوي الألبابِ محتقراً ... ذو اللبِّ يكسرُ فرعَ النبحِ بالغَربِ - (النبح: شجر صلب العيدان) ، (الغرب: شجر لا صلابة فيه) علي بن مقرب

- ما أهونَ الإِنسانَ. إِن وفاءَهُ ... إِما اتقاءُ أذى، وإِما مغنمُ - عظمَتْ على أخلاقِه أكلافُهُ ... وهو المصَّير في الحياةِ المرغمُ - نفضَ الترابُ الضعفَ في أعراقهِ ... وابنُ الترابِ الصاغرُ المستسلمُ عزيز أباظة

- إِن الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ ... واللؤمُ مقرونٌ بذي الإِخلافِ - وترى الكريمَ لمن يعاشرُ مُنْصفاً ... وترى اللئيمَ مجانبَ الإِنصافِ شاعر

- قَلَّ الوفاءُ فلستَ تبلو باطناً ... الإ وتلفيه خلافَ الظاهرِ ابن الدهان الموصلي

- غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عدةٍ ... وأعوزَ الصدقُ في الأخبار والقسمِ المتنبي

- عَزَّ الوفاءُ فما وفاءَ وإِنهُ ... لأعَزُّ وجداناً من الكبريتِ شاعر

- وما كُلُّ من قالَ قولاً وَفَى ... وما كُلُّ من سِيْمَ خَسْفاً أبى المتنبي

§1/1