مجلس من حديث ابن العطار

ابن العطار

الجزء فيه مجلس من حديث الإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود ابن العطار الشافعي

الجزء فيه مجلس من حديث الإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود ابن العطار الشافعي تخريج الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي. رواية أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي عن المخرج له والمخرج معاً إجازةً رواية أم الفضل هاجر ابنة محمد بن محمد بن أبي بكر القدسي عنه سماعاً رواية أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل ابن القلقشندي عنها وكذا ولده أبو الفتح محمد لطف الله تعالى بهما.

الحديث الأول

بسم الله الرحمن الرحيم رب زدني علماً الحمد لله الذي علا في سمائه، وجلا باليقين قلوب أوليائه، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم أنبيائه، صلاةً دائمةً إلى يوم لقائه. أما بعد: فإن علو الإسناد له حلاوة، وما وقع مع ذلك مصافحةً ففي سماعه لذاذةٌ وطلاوة، ولما كان شيخنا الإمام العالم الأوحد الفقيه الكامل المفتي المحدث الحافظ شرف العلماء علاء الدين مفيد الفقهاء أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود الشافعي قد سمع من الحديث كثيراً على جماعة من المسندين، وبقايا من سلف المحدثين، أحببت أن أخرج له جزءاً فيه ما وقع له من العوالي التي كأنه سمعها من أحد الأئمة، والله الموفق والمعين. فالحديث الأول 1- قال: أخبرنا به الإمام المسند الرحلة زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي كتابةً، عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا إبراهيم بن مجشرٍ، حدثنا عبيدة بن -[22]- حميد حدثنا عمارة بن غزية، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تبع جنازةً من أهلها حتى توضع فله قيراطٌ، ومن تبعها حتى يدفنها فله قيراطان، أدناهما أو أصغرهما مثل أحد)) . وأخبرناه علي بن أحمد بن عبد الواحد أبو الحسن الحنبلي وأحمد بن شيبان غير مرة، أخبرنا عمر بن محمد البغدادي -قدم علينا-، أخبرنا أحمد بن الحسن ابن البناء سنة أربع وعشرين وخمسمائة، أخبرنا الحسن بن علي الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر السقطي حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً فلزمها حتى تدفن فإنه يرجع وله قيراطان من الأجر، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط)) . هذا حديث صحيح رواه عن أبي هريرة جماعةٌ منهم أبو حازم الأشجعي، ومحمد بن سيرين، وخباب صاحب المقصورة. رواه مسلم في الجنائز عن ابن نمير، وأبو داود فيه عن -[23]- هارون الحمال، كلاهما عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن أبي صخر حميد بن زياد ويقال: حماد بن زيد الخراط المدني، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن خباب، عن أبي هريرة. فباعتبار العدد إلى أبي هريرة كأني سمعته من مسلم وأبي داود.

الحديث الثاني

الحديث الثاني 2- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس السعدي أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن اللغوي الكندي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد ابن النقور، أخبرنا محمد بن عبد الله ابن الحسين الدقاق، حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي، حدثنا إسحاق بن إسرائيل، حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن الزبير، عن أبيه، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين)) . رواه أبو داود عن أحمد بن محمد المروزي، والترمذي والنسائي عن محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي، كلاهما عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن عبد الحميد بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، كلاهما -[24]- عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فباعتبار العدد إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأني سمعته منهم.

الحديث الثالث

الحديث الثالث 3- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن موسى بن أبي الفتح المقدسي بقراءتي عليه، أخبرنا داود بن محمد الوكيل، أخبرنا محمد بن عبيد الله بن سلامة، أخبرنا علي بن أحمد بن أحمد البندار. ح: وأخبرنا علي بن أحمد المقدسي، أخبرنا عمر بن أبي بكر المؤدب، أخبرنا أبو منصور القزاز، وأبو الفتح القاضي، وعبد الله بن محمد اليوسفي، قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد ابن المسلمة، قالا: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي. ح: وأخبرنا أبو الحسن ابن أبي العباس الحنبلي، أخبرنا أبو حفص ابن طبرزد، أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ، أخبرنا أبو محمد الصريفيني، أخبرنا عبيد الله بن حبابة. ح: وزاد ابن طبرزد: أخبرنا أبو بكر الفرضي، أخبرنا أبو طالب الحربي، أخبرنا عبد الله بن الحسن الخلال، قالوا: أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرني القاسم بن الفضل، عن أبي جعفر، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحج جهاد كل ضعيف)) . -[25]- رواه النسائي في ((سننه)) في الحج عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، [عن] (¬1) شعيب بن الليث، عن أبيه؛ عن خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فباعتبار العدد كأني سمعته من النسائي ولله الحمد. ¬

_ (¬1) ساقطة من المطبوع.

الحديث الرابع

الحديث الرابع 4- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري قراءةً عليه، عن أبي المكارم أحمد بن محمد العدل، عن عبد الغفار بن محمد بن الحسين الخراساني، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري، حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، حدثنا زكريا بن يحيى البغدادي، حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق، أنه سمع البراء رضي الله عنه يقول: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أخذ مضجعه: اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك ألجأت ظهري، رغبةً ورهبةً، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك أو نبيك الذي أرسلت. فإن مات مات على الفطرة)) . -[26]- متفق على صحته رواه البخاري عن آدم، ومسلم عن بندار، عن غندر، كلاهما عن شعبة، وعن العدني، عن سفيان، والنسائي في اليوم والليلة، عن محمد بن عبيد الله بن يزيد الحراني، عن أبيه، عن عثمان بن عمر، عن سعيد، عن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن أبي إسحاق به. فكأني سمعته من حيث العدد من النسائي.

الحديث الخامس

الحديث الخامس 5- أخبرنا أبو العباس أحمد بن شيبان الشيباني، أخبرنا حنبل بن عبد الله الرصافي، أخبرنا هبة الله بن محمد الكاتب، أخبرنا الحسن بن علي التميمي، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي حدثنا وكيع ويحيى، قالا: حدثنا أسامة بن زيد، عن سليمان بن يسار، أنه سمع أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يمس أهله من الليل فيصبح جنباً من غير احتلام فيغتسل ويصوم)) . -[27]- متفق عليه رواه النسائي عن أحمد بن حفص السلمي، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن عبد ربه بن سعيد بن قيس المحاربي، عن أبي عياض، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن نافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة. فباعتبار العدد إليها كأني سمعته من النسائي ولله الحمد ولنا فيه طرقٌ.

الحديث السادس

الحديث السادس 6- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد قراءةً عليه، وغازي بن أبي الفضل الحلاوي إذنا إن لم يكن سماعاً، أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد المكتب، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني، أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج، عن أبي إسحاق، وثابت بن عبيد، عن البراء بن عازب رضي الله عنه. ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية)) . -[28]- رواه النسائي في ((حديث مالك)) جمعه، عن زكريا بن يحيى خياط السنة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، عن سعيد بن محبوب، عن أبي زبيد عبثر بن القاسم، عن الثوري، عن مالك، عن الزهري، عن الحسن بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب. فباعتبار العدد كأني ساويت فيه النسائي، ومن سمعه مني فكأنما سمعه من النسائي وصافحه به ولله الحمد والمنة.

الحديث السابع

الحديث السابع 7- أخبرنا أبو الشكر نعمة بن محمد بن نعمة النابلسي، أخبرنا الحسين بن المبارك بن يحيى، أخبرنا عبد الأول، أخبرنا محمد بن أبي مسعود، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا العلاء بن موسى حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة: ((أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حبلى، فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت، فلما حلت خطبت، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النكاح حين وضعت، فأذن لها فنكحت)) . هذا حديث صحيح عال أخرجه البخاري في ((صحيحه)) عن يحيى -[29]- بن بكير، عن الليث، عن جعفر بن أبي ربيعة، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أمها: ((أن أبا السنابل قال لسبيعة، وأنها ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم)) نحوه. وأخرجه النسائي عن محمد بن وهب، عن محمد بن سلمة الحراني، عن خالد بن يزيد أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عبيد الله، عن زفر ابن أوس، عن أبي السنابل، عن سبيعة. فباعتبار العدد إلى النبي صلى الله عليه وسلم كأني سمعته من النسائي وصافحته به ومن صاحب صاحب البخاري.

8- أخبرنا الإمام المعمر أبو العباس أحمد بن عبد الدائم قراءةً عليه، أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب بن صدقة الحراني ببغداد، أخبرنا علي بن أحمد ابن محمد الرزاز، أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم التاجر سنة سبع عشرة وأربعمائة، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة سنة ست وخمسين ومائتين، حدثنا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: ((مات ابن عباس بالطائف فجاء طائرٌ لم ير على خلقته، فدخل -[30]- نعشه ثم لم ير خارجاً منه، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يرى من تلاها: {يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً. فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي} .

9- وبه قال: حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد حدثنا ابن علية، عن سليمان التيمي، عن أسلم البجلي، عن أبي مرية قال: ((جعل أبو موسى يعلم الناس سنتهم ودينهم قال: ولا يدافعن أحدكم في بطنه غائطاً ولا بولاً، وإن حك أحدك فرجه فمرشةً أو مرشتين وليكن ذلك خفيفاً. قال: فشخصت أبصارهم أو قال: فصرفوها عنه فقال: ما صرف أبصاركم عني؟ قالوا: الهلال أيها الأمير. قال: فذلك الذي أشخص أبصاركم عني؟ قالوا: نعم. قال: فكيف بكم إذا رأيتم الله جهرةً)) .

10- أخبرنا الإمام الأوحد أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي شيخنا، أخبرنا الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف النابلسي. ح: وأخبرتنا ست العرب بنت يحيى قالا: أخبرنا العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد اللغوي، أخبرنا عيسى بن هبة الله النقاش، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، أخبرنا أبو غالب ابن بشران -وهو محمد بن أحمد بن سهل-، أخبرنا ابن دينار الكاتب، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد الطوماري، أخبرنا أبو بكر السراج، أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد، قال: قال إسماعيل بن القاسم -يعني أبا العتاهية-: يا عجباً للناس لو فكروا ... وحاسبوا أنفسهم أبصروا وعبروا الدنيا إلى غيرها ... وإنما الدنيا لهم معبر والخير ما ليس بخاف هو المعروف ... والشر هو المنكر والموعد الموت وما بعده ... الحشر فذاك الموعد الأكبر -[32]- عجبت للإنسان في فخره ... وهو غداً في قبره يقبر ما بال من أوله نطفةً ... وجيفةٌ آخره يفخر أصبح لا يملك تقديم ما ... يرجو ولا تأخير ما يحذر وأصبح الأمر إلى غيره ... في كل ما يقضى وما يقدر في أبيات أخر ذكرها. آخر الجزء. الحمد لله وحده، صلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم الدين، حسبنا الله ونعم الوكيل. قوبل على أصله المقروء فيه وهو بخط الحافظ أبي الفضل ابن حجر شيخنا وذكر أنه علقه من خط بهاء الدين ابن خليل.

§1/1