مجاز القرآن
أبو عبيدة معمر بن المثنى
مقدمة التحقيق
[مقدمة التحقيق] فهرس الكتاب تصدير 5 م مقدمة الناشر أبو عبيدة 9 م مذهبه 10 م شيوخه 11 م منزلته العلمية 12 م ثقافة أبى عبيدة 13 م أبو عبيدة فى رأى معاصريه 14 م الحس الفنى عند أبى عبيدة 15 م تصانيفه 16 م مجاز القرآن 16 م حول اسم مجاز القرآن 17 م معنى المجاز عند أبى عبيدة 18 م منهج التفسير عند أبى عبيدة 19 م رواية كتاب المجاز 19 م الأصول الخطية لكتاب المجاز 21 م الصلة بين النسخ 23 م عملنا فى هذا الكتاب 26 م الرموز المستعملة فى مقدمة الكتاب وحواشيه 28 م بيان تفصيلى بالمصادر كما ذكرت فى الحواشي وفى المقدمة مختصرة 29 م
مجاز القرآن صنعة أبى عبيدة معمر بن المثنى التيمي مقدمة المؤلف 1 أم الكتاب (1) 20 سورة البقرة (2) 28 سورة آل عمران (3) 86 سورة النساء (4) 113 سورة المائدة (5) 145 سورة الأنعام (6) 185 سورة الأعراف (7) 210 سورة الأنفال (8) 240 سورة التوبة (9) 252 سورة يونس (10) 272 سورة هود (11) 275 سورة يوسف (12) 302 سورة الرعد (13) 320 سورة إبراهيم (14) 335 سورة الحجر (15) 346 سورة النخل (16) 365 سورة بنى إسرائيل (17) 375 سورة الكهف (18) 393
تصدير بقلم العلامة الأستاذ أمين الخولي
تصدير بقلم العلامة الأستاذ أمين الخولي أستاذ التفسير والأدب العربي بكلية الآداب بجامعة القاهرة شروق جديد يخرج كل ما في هذا الكتاب من «إستانبول» . حتى هذه المقدمة أكتبها فى «إستانبول» ، وأنا أطالع من نافذة الفندق قبة «نور عثمانية» ومنارتيها الشامختين وأشاهد فى مغداى ومراحى «كوپريلى» الوديعة بحديقتها الصغيرة، وأرى كلما غرّبت فى المدينة أو شرّقت معقلا من معاقل ذلك التراث الثقافى العتيد. وخروج «مجاز القرآن» لأبى عبيدة من «إستانبول» على يد فتى تركى جادّ فى دراسة العربية والشئون الإسلامية يؤذن- فيما أرجو- بشروق جديد ... تتناسى فيه «تركيا» أشياء من الماضي البعيد، وأشياء من الماضي القريب ... وأود ويود كثيرون غيرى من أبناء الشرق أن نتناسى لها تلك الأشياء، كما نود أن نتناساها معها لنحتفظ ببهجة هذا الشروق الجديد الوضيء ... ومن أجل ذلك لا نسمى هنا شيئا من تلك الأشياء. و «مجاز القرآن» لأبى عبيدة قد عنى به القدماء تلك العناية التي سترى صفحات الكتاب تفيض بما يعرضه منها الناشر.
و [مجاز القرآن] «لأبى عبيدة» قد عنى به المحدثون، كما يعرف دارسو الآداب فى مصر، من ادعائهم إياه للنحو.. واحتسابهم إياه للبلاغة.. وقيامه فى التفسير مقاما محمودا. وهذا الكتاب- على كل حال- يعد فى الثقافة الإسلامية من كتب الطليعة الأولى، التي يحفل بها مؤرخو تلك الثقافة، ويرون فى أضوائها طرائق تطور تلك الثقافة، ومسالك نمائها. وقد ألفه منذ مئات السنين رجل من السابقين الأولين فى خدمة العربية وآدابها. ومن الاتفاق المحمود أن يتاح نشره اليوم وتحقيقه، لفتى من فتيان الطليعة، فى تلك المحاولة التركية الجديدة، المعنية بالشئون الإسلامية، والآداب العربية. وكنت على أن أتحدث عن هذا المحقق السيد الدكتور «فؤاد سزكين» ناشر الكتاب وعن جهاده فى إعداد نفسه لهذا العمل، وما تشرب من خير المناهج الحديثة للدرس، مع شخصية قوية، واستقلال رزين، يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.. ثم أصف خطته وعمله فى تحقيق الكتاب وإخراجه ... لكنى خشيت أن أخجل تواضعه- كما نقول فى مصر-.. وهو فتى جم التواضع، وأنا أوثر أن يدوم له هذا التواضع ليحتفظ دائما بدل العلماء وهديهم. قرأت هذا الجزء من «مجاز القرآن» قراءة مستوعبة، ودونت ملاحظى عليه، وبينتها للدكتور فؤاد فقبل منها ما قبل، واستدركه وناقش فيما ناقش ... وإن كان غير قليل من هذه الملاحظ تقع التبعة فيه على الطباعة، ولا سيما حين يتباعد ما بين الناشر فى تركيا، والطابع فى القاهرة. ولكن هذه الملاحظ وغيرها مما قد يجده القارئ لا يمنعنى من أن أقول
- فى طمأنينة- إن الفتى المحقق سليم المنهج فى أساسه، يدرك أصول التحقيق العلمي للنص إدراكا جيدا. كما أحب أن أشير إلى صبره الطويل فى تتبع شواهد أبى عبيدة فى مجازه ويدلك على مواضعها فى المراجع المختلفة وهو تتبع لم يكن من التكثر والتزيد، بل هو تتبع كان له الأثر الحسن فى تصويب خطأ لأبى عبيدة ومن تبعه، كما ترى ذلك فى الصفحات 105، 118، 242 ... فكان ذلك التتبع منه دقة طيبة جاوزت عمل محقق النص وناشره، إلى عمل الدارس للكتاب درسا موضوعيا.. فحين أسلمك النص بما له وما عليه، أعلمك كذلك موضع هذا النص عند القدماء، وتأثرهم به. وعمل الدكتور فؤاد فى «مجاز القرآن» قد ساعده عليه صبره الطويل كذلك فى دراسة مصادر «البخاري» ، ذلك الدرس الذي عرفت شيئا عنه وأرجو أن ينشر فى العربية ليكون كذلك مثلا صالحا من جد الشبان المرجوّين لحمل العبء، وملء الميدان.. وهو مثل من خدمة العرب الخلص فى دراسة العربية والشئون الإسلامية فإذا ما كان من فتى تركى، فإنه لجدير بأن يفتح أمامى آفاق الأمل، فى الشروق الجديد، الذي رجوته لتركيا؟ أمين الخولي إستانبول فى صفر سنة 1374 هـ اكتوبر سنة 1954 م
مقدمة
مقدمة أبو عبيدة هو معمر بن المثنى التيمي تيم قريش، «1» أو تيم بنى مرّة «2» على خلاف بينهم، وهو على القولين معا مولى لتيم وقد اختلفوا فى مولده، ولعل الأقرب إلى الصحة أنه ولد فى سنة 110 هـ وهى سنة وفاة الحسن البصري كما يدل عليه حديث له مع الأمير جعفر بن سليمان حيث سأله عن مولده فأحاله على قول لعمر بن أبى ربيعة الذي ولد يوم مات عمر بن الخطاب «3» ، وتتحدث المراجع عن آباء أبى عبيدة، فتقول- استنادا إلى قول يرويه أبو العيناء عن أبى عبيدة- إنه يهودىّ الأصل «4» ، على أننا نظن أن أبا عبيدة فى حديثه عن آبائه لم يكن يقصد إلى الجدّ، وجوّ هذا الحديث يشعر بهذا الذي نظنه، غير أن شعوبية أبى عبيدة «5» ، وحدته فى نقد معاصريه كل ذلك جعل خصومه يحملون هذا القول منه محمل الجدّ لينالوا منه، أما أنه كان يفتخر بيهوديته وهو ما يراه بعض الباحثين الغربيين «6» فبناء على غير أساس، ثم هو بعد غير مفهوم من نص أبى عبيدة الذي يرويه أبو العيناء. ولم تذكر المراجع أين ولد أبو عبيدة، ومع ذلك فهى تضعه فى عداد علماء
مذهبه
البصرة فلعله ولديها، بعد حياة ليست قصيرة اكتمل فيها نضجه العلمي ارتحل إلى بغداد فى سنة ثمانية وثمانين ومائة حيث جالس الفضل بن الربيع وجعفر ابن يحيى وسمعا منه «1» . ثم يقول مترجموه: إنه خرج إلى بلاد فارس قاصدا موسى بن عبد الرحمن الهلالىّ، ولم يحددوا سنة خروجه «2» . وفيما بين سنتى 209، و 213 توفى «3» وقد عمّر، وكان وقد بلغ من الكبر المدى- يتمثل بقول الطمحان القينى «4» . حنتنى حانيات الدهر حتّى ... كأنى خاتل يدنو لصيد قريب الخطو يحسب من رآنى ... - ولست مقيّدا- أنى بقيد ولم يحضر جنازته- فيما يقول مؤرخوه- أحد لأنه كان شديد النقد لمعاصريه» . مذهبه تكاد تتفق كلمتهم على أن أبا عبيدة كان من الخوارج، وأنه كان يكتم ذلك ولا يعلنه، ثم اختلفت رواياتهم فى الفرقة التي كان ينتمى إليها فبعضهم يقول إنه
شيوخه:
كان صفريا «1» ، على حين أن البعض الآخر منهم يرى أنه كان من الأباضية «2» واستدلوا على انتسابه إلى مذهب الخوارج بأنه كان كثيرا ما ينشد أشعارهم ويفيض فى الحديث عنهم وعن أخبارهم ومفاخرهم- يفعل ذلك فى تقدير لهم وإعجاب بهم «3» ثم نسبوه بعد إلى القول بالقدر، وربما كان سبب ذلك أنه كان يمدح النّظام ويعظم شأنه «4» ، ولكن أبا حاتم كان يبرئه من القدر وينفيه عنه «5» . ونسبة أبى عبيدة إلى مذهب الخوارج تارة، وإلى القول بالقدر تارة أخرى تكشف عن صلته بمعاصريه وتدل على أنه لم يكن محبوبا بينهم، ولعل فى نسبة آبائه إلى اليهودية- وهي مسألة مرت الإشارة إليها- ما يدل على هذا أيضا. على أنه ليس فى كتاب المجاز ما يدل على هذه الميول. شيوخه: أخذ عن أبى عمرو بن العلاء «6» (- 154) النحو والشعر والغريب، وفى «مجاز القرآن» أثر أبى عمرو الواضح على أبى عبيدة.. وعن أبى الخطاب الأخفش، «7» (- 149) . وعيسى بن عمر الثقفي «8» (- 154) ، ولازم يونس بن حبيب
منزلته العلمية
(- 187) زمنا طويلا وكتب عنه «1» ، وروى عن هشام بن عروة «2» ، ووكيع بن الجراح «3» (- 197) ، كما أخذ عن جماعة من فصحاء الأعراب وثقاتهم مثل أبى سوار الغنوي «4» ، وأبى محمد عبد الله بن سعيد الأموى «5» ، وأبى عمرو الهذلي «6» ، ومنتجع بن نبهان العدوى «7» ، وأبى منيع الكليبى «8» ، وكان يسأل رؤبة بن العجاج أحيانا، كما نجد ذلك فى مواضع متعددة من «المجاز» «9» . منزلته العلمية يقول الجاحظ: «لم يكن فى الأرض خارجى ولا جماعى أعلم بجميع العلوم من أبى عبيدة «10» » ، وكان له إلى هذه السعة فى العلم نفاذ وعمق يتمثلان فى قولهم عنه: «إنه كان ما يفتّش عن علم من العلوم إلا كان من يفتشه عنه يظن أنه لا يحسن غيره، ولا يقوم بشىء أجود من قيامه به «11» » .
ثقافة أبى عبيدة:
وقد عاصر من علماء اللغة الأصمعىّ (- 216) ، وأبا زيد (- 214) ، وكان بينهم من الخلاف ما يكون بين المتعاصرين، ولكنّ خلافهم هذا لم يصل إلى الريبة فى الثقة بما يرويه كل واحد منهم «1» ، أو إلى الأنفة من الاعتراف بالحق لصاحبه حين يبدو وجه هذا الحق «2» . ذلك لأنهم لم يكونوا يختلقون ولا يتزيدون. ومن هنا نرى شذوذ قول بعض الباحثين الغربيين: إن أبا عبيدة كان حين يضيق علمه يختلق ما يفيده فى نزعته «3» وكان الرواة والآخذون عنهم يرجّحون أبا عبيدة إذا قاسوه بصاحبيه أو بأحدهما «4» ، على ما ساءت عبارته وحسنت عبارة الأصمعى التي هيأت له أن يفوز على أبى عبيدة فى مواقف يذكرها الرواة «5» ، ولعل ملحظهم فى هذا التفضيل أن أبا عبيدة كان له- إلى غزارة العلم- مرونة وحرية فى فهم اللغة لم تكن عند الأصمعى وأبى زيد «6» ، على أن أبا عبيدة وأبا زيد كانا يتفقان فى كثير من مسائل اللغة «7» . ثقافة أبى عبيدة: كان أبو عبيدة من المعمّرين، وفى عهده وضعت أسس العلوم الإسلامية على ما اختلفت نواحيها من تفسير وحديث وفقه وأخبار، وكان أبو عبيدة يشارك فى
أبو عبيدة في رأى معاصريه
أنواع هذه الثقافة مشاركة جيدة «1» ، ومن هذا تعددت كتبه وموضوعاته فيها، ونستطيع أن نتبين فى كتبه جوانب من هذه الثقافة فهى لغوية بما فيها من تفسير وحديث وغريب، وهى تاريخية تتناول مواضيع فى تاريخ العرب وعاداتهم فى جاهليتهم «2» أحيانا وفى إسلامهم أحيانا أخرى «3» ، وقد تتجاوز ثقافته هذه الأمة العربية إلى عادات وأخبار لغير العرب «4» . أبو عبيدة في رأى معاصريه على أن سعة معارف أبى عبيدة ونفاذه فيها لم تسم به إلى حيث تحول دون أن يصله النقد من معاصريه فى حياته، ومن تابعيهم بعد وفاته، وقد كانت شعوبيته- وهى الموقف الذي يتخذ فيه أبو عبيدة صفة المعادى أو المناوئ للعرب- مدخلا تسرب منه إليه الكثير من النقد الذي لم يؤاخذ به غيره فإذا ما أردنا أن نعرف بعض الأمثلة لهذا كان من ذلك أنه لا يقيم البيت من الشعر إذا أنشده حتى يكسره، وأنه كان يخطىء إذا قرأ القرآن نظرا «5» ، وأنه يلحن فى قراءة الشعر- إلى أشباه لهذا «6» . وليس هناك شك فى أن أبا عبيدة كان يلحن حين يتحدث، فالحديث اليومي العادىّ أيام أبى عبيدة لم يكن من سلامة البنية بحيث يلتزم فيه الإعراب، وشأن أبى عبيدة
الحس الفنى عند أبى عبيدة
فى هذا شأن غيره من المتحدثين الذين كانوا يكرهون التزام الإعراب وسلوك سبيل «التقعير» فى حديثهم العادىّ. وأما أنه كان لا يقيم البيت من الشعر، وأنه كان يلحن فمردّه فيما نرى ضعف الملكة التطبيقية عند أبى عبيدة، وهو أمر مألوف غير غريب حين تتسع الفروق وتعظم بين لغة الحياة اليومية ولغة العلم والأدب، أما ما رآه أبو عبيدة من آراء نحوية وخالفه فيها النّحاة وخطّأوه فهو الأمر الذي يجب أن يكون له محمل يليق بمكانة أبى عبيدة العلامية. والذي نرجو أن يكون صوابا فى مسلك أبى عبيدة أنه كان يعتمد على حسه اللغوي الخاص فى إعراب آيات أو أشعار بدون أن يقدر ما كانت تؤسسه المدرسة النحوية فى عهده من قواعد تلتزم السير عليها ولا تتعداها، ومن هنا جاء نكيرهم عليه. على أن اتجاه أبى عبيدة الذي انصرف فيه- قاصدا أو غير قاصد- عن مسلك النحويين من معاصريه لم يعدم تقديرا من الدّارسين المعاصرين الذين يعنون بتاريخ النحو العربىّ فأبو عبيدة التفت إلى أبواب من سر العربية حال دون الاستفادة منها مسلك النحاة بما أحكموا من قواعد وأسسوا من أسس «1» . الحس الفنى عند أبى عبيدة ويتصل بهذا أن أبا عبيدة لم يكن راوية وأخباريا جافا «2» وحسب، وإنما كان- إلى وفرة محصوله العلمي- يدرك ما فى اللغة والشعر من جمال فنى، ويقف عنده، ويقارن الصور الشعرية بعضها ببعض، ثم ينبه على المعاني الجديدة الخاصة بكل شاعر «3» ، وفى التراث الأدبى العظيم الذي خلّفه لنا أدلة واضحة على هذا.
تصائيفه:
تصائيفه: نقل الرواة أن تصانيف أبى عبيدة كانت تقارب المائتين «1» ، ولكن أغلبها لم يصل إلينا إلا عن طريق ذكره فى المصادر التي تحدثت عن أبى عبيدة فقد ذكر ابن النديم له مائة وخمسة، وورد فى كتب أخرى ما لم يذكره ابن النديم منها. وقد كنت أعددت لائحة بكتبه مرتبة على حروف المعجم، وأشرت إلى من ذكرها ولكنى رأيت مؤخرا أنها محتاجة إلى شىء غير قليل من التثبت والدرس والمقارنة فأرجأت ذكرها لآخر الجزء الثاني. مجاز القرآن يذكر المؤرخون أن ابراهيم بن إسماعيل الكاتب أحد كتّاب الفضل ابن الربيع سأل أبا عبيدة عن معنى آية من القرآن فأجاب عن السؤال واعتزم أن يؤلف مجاز القرآن «2» . ومهما كان الداعي إلى تأليف هذا الكتاب فقد كان أبو عبيدة يرى أن القرآن نص عربى، وأن الذين سمعوه من الرسول ومن الصحابة لم يحتاجوا فى فهمه إلى السؤال عن معانيه لأنهم كانوا فى غنى عن السؤال ما دام القرآن جاريا على سنن العرب فى أحاديثهم ومحاوراتهم، ومادام يحمل كل خصائص الكلام العربي من زيادة وحذف وإضمار واختصار وتقديم وتأخير «3» . ومن هنا فسر القرآن وعمدته الأولى الفقه بالعربية وأساليبها واستعمالاتها والنفاذ إلى خصائص التعبير فيها، ولما كان هذا الاتجاه لا يبعد كثيرا عن «تفسير القرآن بالرأى» وهو الأمر الذي كان يتحاشاه كثير من المعاصرين له من اللغويين المحافظين فقد تعرض مسلك أبى عبيدة هذا لكثير من النقد «4»
حول اسم مجاز القرآن
فأثار الفراء (- 211) الذي تمنى أن يضرب أبا عبيدة لمسلكه فى تفسير القرآن «1» ، وأغضب الأصمعىّ «2» ، ورأى أبو حاتم أنه لا تحل كتابة «المجاز» ولا قراءته إلا لمن يصحح خطأه ويبينه ويغيّره «3» ، وكذلك كان موقف الزجاج، والنحاس، والأزهريّ منه. وقد عنى بنقد أبى عبيدة على بن حمزة البصري المتوفى سنة 375 فى كتابه: «التنبيهات على أغاليط الرواة» ، ولكن القسم الخاص بنقد أبى عبيدة غير موجود فى نسخة القاهرة «4» . ولهذا لا نستطيع أن نقول شيئا عن قيمة هذا النقد. على أن «مجاز القرآن» على الرغم من الذي سدد إليه من نقد ظل بين الدارسين مرجعا أصيلا طوال العصور فقد اعتمد عليه ابن قتيبة (- 276) فى كتابيه «المشكل» و «الغريب» ، والبخاري (- 255) فى «الصحيح» ، ويحتاج الأمر فى استفادة البخاري خاصة من مجاز القرآن إلى بيان وتفصيل أرجأت القول فيه إلى مكان آخر حيث اختصصته بدرس مفصل، وكذلك اعتمد عليه الطبري (- 310) فى تفسيره وأكثر من مناقشته ومقارنة رأيه بآراء أهل التأويل والعلم، وقد ذكرت فى حواشى «المجاز» اعتراضاته على أبى عبيدة، واستفاد منه أبو عبد الله اليزيدي (- 311) «5» ، والزجاج (- 311) فى معانيه، وابن دريد (- 321) فى «الجمهرة» وأبو بكر السجستاني (- 330) فى «غريبه» وابن النحاس (- 333) فى معانى القرآن، والأزهرى (- 370) فى التهذيب وأبو على الفارسي فى الحجة (- 377) ، والجوهري (- 391) فى الصحاح وأبو عبيد الهروي (- 402) فى الغريبين، وابن برى (- 582) فى حواشى الصحاح وغيرهم من المتقدمين، ومن أهم من استفاد من كتاب المجاز من المتأخرين ابن حجر العسقلاني فى «فتح الباري» . حول اسم مجاز القرآن ذكر ابن النديم كتبا لأبى عبيدة تتصل بالقرآن: «مجاز القرآن» ،
معنى"المجاز" عند أبى عبيدة
و «غريب القرآن» ، و «معانى القرآن» ثم «إعراب القرآن» ، وكذلك صنع من جاء بعد ابن النديم. وهذا الصنيع يفهم منه أن هناك كتبا متعددة لأبى عبيدة فى هذا الموضوع، وهنا يأتى السؤال الآتي: هل ألف أبو عبيدة كتبا بهذه الأسماء؟ أو هى أسماء متعددة والمسمّى واحد هو هذا الذي بين أيدينا الآن وهو «مجاز القرآن» ؟ والذي نظنه أن ليس هناك لأبى عبيدة غير كتاب «المجاز» ، وأن هذه الأسماء، أخذت من الموضوعات التي تناولها «المجاز» فهو يتكلم فى معانى القرآن، ويفسّر غريبه وفى أثناء هذا يعرض لإعرابه. ويشرح أوجه تعبيره وذلك ما عبّر عنه أبو عبيدة بمجاز القرآن فكلّ سمّى الكتاب بحسب أوضح الجوانب التي تولّى الكتاب تناولها، ولفتت نظره أكثر من غيرها. ولعل ابن النديم لم ير الكتاب، وسمع هذه الأسماء من أشخاص متعددين فذكر لأبى عبيدة فى موضوع القرآن هذه الكتب المختلفة الأسماء. على أننا حين نذهب إلى هذا نستند إلى نصين يثبتانه فهناك عالمان من علماء الغرب الإسلامى يصرحان بالذي نظنه ففى طبقات النحويين للزبيدى: « ... سألت أبا حاتم عن غريب القرآن لأبى عبيدة الذي يقال له المجاز «1» » ، وفي فهرس ابن خير الإشبيلي: « ... وأول كتاب جمع فى غريب القرآن ومعانيه كتاب أبى عبيدة معمر بن المثنى وهو كتاب المجاز «2» » . على أن نسخ «المجاز» تحمل هذا الاضطراب فى اسم الكتاب ففى نسخة إسماعيل صائب نجد العنوان: «كتاب مجاز القرآن» فى أول الجزء الأول، وفى آخره: «النصف الأخير من كتاب غريب القرآن» . وفى نسخة مراد منلا يوجد عنوان الكتاب هكذا: «كتاب المجاز لتفسير غريب القرآن» ، وتشبهها عبارة الختام فى نسخة تونس. معنى «المجاز» عند أبى عبيدة ومهما كان الأمر فإن أبا عبيدة يستعمل فى تفسيره للآيات هذه الكلمات: «مجازه كذا» ، و «تفسيره كذا» ، و «معناه كذا» ، و «غريبه» ،
منهج التفسير عند أبى عبيدة
و «تقديره» ، و «تأويله» على أن معانيها واحدة أو تكاد، ومعنى هذا أن كلمة «المجاز» عنده عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن فى تعبيراته، وهذا المعنى أعم بطبيعة الحال من المعنى الذي حدده علماء البلاغة لكلمة «المجاز» فيما بعد «1» ، ولعل ابن قتيبة قد تأثر فى كتابه «مشكل القرآن» بأبى عبيدة فى استخدام كلمة المجاز بهذا المعنى العام «2» . منهج التفسير عند أبى عبيدة مرت الإشارة فى مواطن متعددة من هذه الكلمة إلى جوانب من شخصية أبى عبيدة كانت تميزه عن معاصريه، وتتجه به فى فهم النصوص اتجاها خاصا، وبتلك الإشارات نستغنى عن إعادة الحديث فى حريته فى فهم النصوص، وسعة ثقافته ونظرته إلى نص القرآن إلخ. ولكننا نضيف هنا أن مما يمتاز به أبو عبيدة فى تفسيره أنه لم يتقيد بالقيود التي كانت المدرستان البصرية والكوفية تضعانها لفهم النصوص العربية، لأن هاتين المدرستين كانت فى دور التكوين، وبهذا نجا أبو عبيدة من أن يخضع لقواعدهما. وقد عنى- فى ضوء هذا التحرر- بالناحية اللغوية فى القرآن، وأكثر من الاستشهاد على الآيات بالشعر العربي، وعنايته بالجانب اللغوي صرفته عن الاشتغال بالقصص القرآنى وتفصيل القول فيه، كما صرفته عن تتبع أسباب النزول إلا عند ما كان يقتضى فهم النص التعرض لذلك. رواية كتاب المجاز وكان حظ المجاز من رواية الناس غير قليل فقد رواه جماعة من الناس، وليس من اليسير تحديد عدد الروايات، ولكن المراجع احتفظت بطائفة منها نجملها فيما يلى: 1- رواية أبى الحسن على بن المغيرة الأثرم (- 232) 2- رواية أبى حاتم السجستاني (- 256) 3- رواية رفيع بن سلمة.
4- رواية عبد الله بن محمد التوزى (- 232) 5- رواية أبى جعفر المصادرى. ولم يصل إلينا من هذه الروايات إلا رواية الأثرم، وقد تفرعت إلى فروع ثلاثة حسب الرواة عن الأثرم، فالفرع الأول هو رواية أبى الحسن على بن عبد العزيز (- 287) «1» ، والفرع الثاني رواية أبى محمد ثابت بن أبى ثابت عبد العزيز «2» ، والفرع الثالث رواية أبى العباس أحمد بن يحيى ثعلب (- 296) ، وقد وصلت إلينا الروايتان الأوليان عن الأثرم فالنسخ (،،،) كلها من رواية على بن عبد العزيز عن الأثرم ونسخة () من رواية ثابت بن أبى ثابت. أما رواية ثعلب فلا نعرفها إلا عن طريق ما روى عنه فى الكتب «3» ، ويظهر أن الطبري كانت تحت يده روايات متعددة للكتاب «4» أما رواية أبى حاتم والتي رواها أبو سعيد السكرى عنه- فنعرفها عن طريق ابن خير حيث ذكر فى فهرس ما رواه عن شيوخه «5» ، كما نعرفها أيضا عن التعليقات الواردة فى حواشى الجزء الثاني من كتاب المجاز فى نسخة () . وقد ذكرها ابن حجر فى «المعجم المفهرس» له «6» . وأما رواية رفيع بن سلمة فقد جاء ذكرها فى مقدمة كتاب «الكشف والبيان» حين حديث المؤلف عن مصادره التي استمدّ منها «7» ، وقد أشار إليها السيوطي فى شرح شواهد المغني أيضا «8» . وقد ذكر أبو على الفارسي فى الحجة رواية أبى محمد التوزى «9» ، ولعلها طريقة المبرد لرواية كتاب المجاز حيث إنه ينقل عن التوزى فى الكامل، على أن المبرد يروى الجزء الثاني من كتاب «المجاز» من نسخة () .
الأصول الخطية لكتاب المجاز
وأشار ابن حجر فى «الفتح» إلى أن رواية أبى جعفر المصادرى (وهو شخص لم أهتد إلى معرفة أي شىء عنه) كانت عند البخاري «1» . الأصول الخطية لكتاب المجاز حين عزمت على تحقيق كتاب مجاز القرآن كموضوع للحصول على درجة الدكتوراة لم يكن بين يدى من أصوله إلا نسخة إسماعيل صائب () وهى على قيمتها وقدمها لا تكفى لاقامة نص الكتاب لما بها من نقص وانطماس ومحو فى كلماتها ولذلك لزمنى البحث عن غيرها من الأصول فاستحضرت الجزء المحفوظ بدار الكتب المصرية منها، ونسخة من جامعة القاهرة بمصر المصورة عن المخطوطة المحفوظة بمكة المكرمة، ثم حصلت على صورة من نسخة تونس، وأخيرا على نسخة مراد منلا وهى قيمة وقديمة، وبذلك أصبح لدى من أصول كتاب «المجاز» ما استطعت معه أن أجرؤ على إخراجه. (ا) نسخة مرادمنلا [رقم 206- 192 ق- 15- 18 س- 2 ر 24 16 سم] أشرت إليها بحرف () ، ويرجع تاريخ كتابتها إلى أواخر القرن الرابع فيما أظن، وخطها نسخ جميل، وقد عنى الناسخ بضبط بعض الكلمات التي رأى أنها محتاجة إلى الضبط، ولم يكن مصيبا فى هذا الضبط أحيانا، وخط أوائل السور يشبه الخط الكوفي، واسم الناسخ عمر بن يوسف بن محمد المكتب. وقد قوبلت هذه النسخة وقرئت، وقد ورد فى الورقتين 107 ا، 192 اعبارة السماع والمقابلة وكتب السماع شخص اسمه «محمد بن مروان» . وقد ألصقت على ظهر الورقة الأولى ورقة خفى بها اسم الكتاب، وكتب بعد: «كتاب المجاز فى تفسير غريب القرآن عن أبى عبيدة معمر بن المثنى» وقد اعتبرت هذه النسخة أصلا على الرغم من احتوائها على أخطاء، ومن أن التفسير فيها لا يتبع أحيانا ترتيب الآيات كما وردت فى المصحف.
نسخة إسماعيل صائب [رقم 4754- 130 ق- 16- 19 س- 5/ 26 5/ 15 سمم] رمزها فى الحواشي () وخطها نسخ جميل مشكول، ولم يذكر ناسخها، ولا تاريخ نسخها وهى من مخطوطات القرن الرابع أيضا. مجزأة إلى جزئين فى مجلدة، الأول ينتهى بنهاية النصف الأول من القرآن فى الورقة 61، ثم الجزء الثاني وينتهى بتفسير الآية: «فكانوا كهشيم المحتضر» من سورة القمر. وقد كتب اسم الكتاب، والمؤلف، والراوي للكتاب وقت كتابة هذا العنوان على ظهر الورقة الأولى منها. ثم إلى يمين عنوان الكتاب تملكات، وأحدها يدل على أن النسخة كانت بالقسطنطينية فى سنة 980 هـ. ثم كتب أيضا سماع لهذه النسخة. نسخة مكة: [6059 «1» - 210 ق- 14- 17 س- 24 18 سم] الإشارة إليها بحرف () فى الحواشي، وتنقص من أولها نحو عشرين ورقة، كما تنقص من آخرها، وأول الموجود منها فى تفسير الآية: «ما ننسخ من آية أو ننسها» من سورة البقرة: من النسيان ومن همزها جعلها من: نؤخرها» . وتنتهى بقوله تعالى «ويقولوا سحر مستمر» من أول سورة القمر، وهى توافق فى انتهائها تقريبا نسخة () التي تزيد ببضع آيات، وخط النسخة عادى وغير واضح ولم يعتن فيه بإعجام الحروف، والشكل فيها نادر، وليست مؤرخة ولعلها من مخطوطات القرن السادس، وقد أدخل الناسخ بعض الأسماء الأجنبية عن النص فى صلب النص أو لعله نقل ما وجده فى الأصل الذي نسخ عنه، ومهما كان فهذا من الأمثلة على قيمة هذه النسخة ودرجة العناية بها. نسخة تونس [559 تفسير- 107 ق- 24- 25 س- 22 15 سم] رمزها عند الإشارة إليها فى الحواشي حرف () وخطها نسخ، وتاريخ
الصلة بين النسخ
كتابتها سنة 1029، وفى آخرها: «تم كتاب المجاز فى تفسير غريب القرآن عن أبى عبيدة معمر بن المثنى» . نسخة دار الكتب: [586 تفسير- 29 ق- 24 س] رمزها فى الحواشي () وهى عبارة عن ربع الكتاب من أوله، وقد نقلت عن نسخة تونس فى سنة 1319 هـ، وخطها مغربىّ. الصلة بين النسخ ولم يكن الحصول على أصول متعددة كافيا لإخراج الكتاب كما كنت أتوقع، بل أوجد العثور عليها صعوبات مختلفة أصبح من العسير التغلب عليها فكل نسخة من هذه الأصول لها مشاكلها الخاصة بها، ولهذا كان أول الواجبات فى هذا السبيل أن نعرف أوجه القرابة التي بين هذه الأصول فبذلك وحده نستطيع الاتجاه فى عملنا هذا على هدى وبصيرة. جاء فى أول النسخة () ، وهى رواية ثابت بن أبى ثابت عن الأثرم عن أبى عبيدة أن هذه الرواية قرأها الأثرم على أبى عبيدة مرتين، وقرأها أبو عبيدة على الأثرم مرة. ومعنى هذا أن هناك أصلا له بأبى عبيدة هذه الصلة الوثيقة، وأن نسخة () هذه لها بهذا الأصل صلة. ولو أن هذا كان مطابقا للنتائج التي أوصلتنا إليها دراستنا لهذه النسخة لكانت ثقتنا بهذه النسخة بالغة، ولكن الدرس أثبت أن هناك رواية أخرى اختلطت بنسختنا هذه، وبذلك فقدت أصالتها التي تدل عليها هذه الديباجة. والذي يدفعنا إلى هذا أن هناك فى كلا الأصلين (-) مقدمة للكتاب مفصّلة لأنواع المجاز نظن أنها من هذا الأصل الذي قرىء على المؤلف، والذي لم يصلنا منه إلا هذه المقدمة، ثم بعد هذه المقدمة تبتدئ رواية أخرى لم تقرأ- فيما نقدّر- على المؤلف، بل ربما كانت من نسخ المجاز التي صدرت عن أبى عبيدة قديما، وقد جدّت بعدها نسخ أخرى أكثر تفصيلا منها، ولذلك فهى
تحمل من الفروق ما لا نستطيع أن ندخله فى نطاق عمل النساخ حيث إنه مميزات أكاملة لرواية أو نسخة أخرى وتتضح هذه الفروق بين الأصل المقروء على المؤلف خيرا والرواية الأخرى المضافة إليه من جهة، وبين نسخة () من جهة أخرى فى الصفحات (17- 19) حتى نهاية تفسير سورة فاتحة الكتاب، ثم تبدو الفروق الواسعة بحيث يكاد يتعذر الجمع بين روايتى النسختين (-) فى تفسير سورة النساء. «1» أما الذي أضاف هذه المقدمة فنظن أنه الأثرم، يدلنا على هذا أنها توجد فى الروايتين المختلفتين عنه معا. وحينما نصل إلى الجزء الثاني فى نسخة () يختلف الأمر عن الجزء الأول منها تماما. فهو قد بلغنا برواية أخرى تختلف عن الروايتين اللتين تكوّنان لجزء الأول، ولعل هذه الرواية هى رواية يرويها المبرد عن التوزى. الصلة بين () و ( ... )
وقد صرح ناسخ نسخة القاهرة بأنه نقلها عن نسخة تونس فهى فرع ناقص لنسخة تونس المتفرعة عن () . وبهذا الاشتراك فى الفروق وفى البياض والأخطاء فى الكلمات وفى كتابة الآيات، وفيما أضيف من تفاسير الآيات إلى أواخر السور- قوى عندى أن نسخة مكة المكرمة تتصل بنسخة مراد منلا بوجه من الوجوه إما أنها فرع عنها حيث إنها أحدث عهدا، وإما أنهما معا صدرا عن أصل واحد لم يصل إلينا. وهنا نتساءل عن مصدر هذه الفروق بين النسخ التي بين أيدينا من «المجاز» وللجواب عن هذا عدة احتمالات فأبو عبيدة أملى كتابه مرات، وتعدّد الإملاء من شأنه أن يدخل تعديلات مختلفة على النص بالزيادة أحيانا وبالنقص أخرى، وهى فى حالتيها تتصل بالناحية اللفظية ولا تمس المعنى أحيانا، وتتجاوزها إلى التعديل فى المعنى أحيانا أخرى هذه ناحية، ثم رواة الكتاب الذين سمعوه من المؤلف تختلف مستوياتهم العلمية فيكتبون كلّ حسب علمه وحاجته من غير التزام للنص الذي يمليه المؤلف فيختلف ما يكتبون. ثم قصدهم من هذا الكتاب الذي يسمعونه مختلف فبعضهم يقصد إلى روايته فيحرص على النص ويحافظ عليه، والبعض الآخر يقصد إلى فهم النص عن المؤلف فلا يلتزم ألفاظه، ثم- على ممر الزمن- تصبح هذه النسخ التي قصد فيها إلى المعنى نصا يسند إلى هذا المؤلّف، وهى ناحية أخرى تنشأ عنها هذه الفروق فهذا وإليه عوامل أخرى- كله مما لعله أن يكون قد أثر فى وجود هذا الخلاف المتباعد الأطراف بين نسخ «المجاز» . فهذه هى نسخ المجاز التي بين أيدينا الآن، وليس الخلاف بينها بالأمر الجديد فقد كانت منذ القديم مختلفة، وتدلنا النصوص المنقولة عنها أن الرواية التي كان يعتمد عليها القاسم بن سلام، والطبري، والجوهري، كانت تشبه نسخة () ،
عملنا فى هذا الكتاب
وأن أبا على الفارسي، وابن دريد، وابن برى، والقرطبي، والسجاوندى كانوا يعتمدون على نسخة شبيهة بنسخة () ، كما تدل أيضا على أن نسخة البخاري وابن قتيبة، والمبرد، والزجاج، والنحاس كانت رواية أخرى غير الروايتين اللتين عندنا معا. عملنا فى هذا الكتاب دلتنا المقارنة على أن نسخة إلى قدمها أوفى وأكمل، ثم حظها من العناية غير قليل، ولذلك اتخذناها أصلا، ووضعنا الفروق بينها وبين غيرها فى حواشى الكتاب. على أن هذا الاختيار لم يمكن اتباعه وتطبيقه على عمومه، بل ارتكبنا نوعا من التلفيق واختيار للأصل الآخر حيث وجدنا نصّه أكمل أو أصح. وقد وردت فى بعض الأصول أسماء لبعض معاصرى أبى عبيدة مثل الفراء والأصمعى فرجحنا دائما الرواية التي لا تحوى هذه الأسماء أما ما ورد من أسماء رواة الكتاب فقد أثبتناه بين نجمتين هكذا:..... هذا وقد عرضنا نص المجاز كما ورد فى هذه الأصول على المراجع التي نقلت عنه، وشواهده على المجاميع والدواوين الشعرية وكتب اللغة. وكان هذا العرض ضروريا بقدر ما كان مفيدا. ووردت الآيات على ترتيب المصحف، فإذا خالفت الأصول هذا الترتيب نقلنا الآية أو الآيات إلى موضعها من ترتيب المصحف. أما الشواهد الشعرية فقد وضعنا بجانبها رقما مسلسلا، فإذا ما تكرر ورود الشاهد وضعنا رقمه الذي ورد به لأول مرة فى الكتاب بين قوسين، وعنينا بتخريج هذه الشواهد وبالإشارة إلى مكان ورودها. ولم نلتفت إلى شرح الكلمات الغريبة إلا نادرا.
وبعد فهذا هو الجزء الأول من مجاز القرآن أقدمه تقدمة أولى للقارىء العربي بعد أن ظل محجّبا عن الأعين طوال هذه القرون، ولست أزعم أننى قد انتهيت منه بل إننى مؤمن أنها ليست إلا محاولة أولى تتبعها أخوات لها ربما كانت أدق منها وأوسع، ومع ذلك فإنى أرجو أن يكون التوفيق قد صاحبنى فى هذه المحاولة الشاقة. وعلىّ قبل أن أنهى هذه الكلمة أن أعترف بالجميل لأستاذى العلامة هلموت ريتر الذي حبّب إلى هذا الموضوع وأشرف على سيرى فيه. وللعلامة محمد بن تاويت الطنجى الذي أدين له بشىء كثير فى إخراج هذا الكتاب فقد قرأ مسوداته وصحح أخطاء كانت بها، ثم أشرف على طبعه فالله يجزيه عن العلم خير الجزاء. كما أتوجه بالشكر الجزيل للعلامة أمين الخولي أستاذ التفسير بجامعة القاهرة حيث تفضل بقراءة هذا الجزء ولا حظ عليه ملاحظات قيمة كما تفضل بكتابة التصدير الذي نثبته فى أول الكتاب. محمد فؤاد سزكين
الرموز المستعملة فى مقدمة الكتاب وحواشيه
الرموز المستعملة فى مقدمة الكتاب وحواشيه : نسخة مكتبة مراد منلا (إستانبول) : نسخة إسماعيل صائب (آنقرة) : نسخة مكة المكرمة (نسخة خاصة) : نسخة مكتبة الزيتونة (تونس) : نسخة دار الكتب المصرية (القاهرة) [] استعملنا هذين المربعين لبيان ثلاثة أشياء: 1- ما أدخلناه فى صلب النص عن نسخة من النسخ غير النسخة التي اعتبرناها أصلا 2- ما أدخلناه فى صلب النص مما وجدناه على حواشى نسخة من النسخ على أنه رواية نسخة أخرى للكتاب 3- ما أحسسناه بضرورة إدخاله على النص وهو مما روته المراجع عن كتاب أبى عبيدة هذا. : للدلالة على أن ما بينهما هو كلام راوى الكتاب علقه على كلام المؤلف ولم نبح لنفسنا إبعاد مثل هذه الإضافات عن النص إذ كان رواة الكتب القديمة يجيزونها ويرون أنها مما لا خطر فيه. : الأرقام الموجودة بين قوسين بجانب الشواهد الشعرية تدل على أن الشاهد قد مر بالرقم المحصور بين قوسين.
بيان تفصيلى بالمصادر كما ذكرت فى الحواشي مختصرة
بيان تفصيلى بالمصادر كما ذكرت فى الحواشي مختصرة ابن برى: التنبيه والإفصاح عما وقع فى كتاب الصحاح لأبى عبد الله محمد ابن برى: الجزءان الثاني والثالث منه فى مدينة قونية (الثالث فى مكتبة يوسف آغا- فرع قرمان رقم 124، والثاني فى ملك شخص) . ابن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان تأليف القاضي أحمد الشهير بابن خلكان. جزء 1- 2. بولاق 1275. ابن سعد: كتاب الطبقات الكبير. ليدن 1904- 1928. ابن الشجري: انظر أمالى ابن الشجري. ابن مطرف: انظر القرطين. ابن يعيش: شرح المفصل لابن يعيش. ليبسيك 1882. الإتقان: ... فى علوم القرآن لجلال الدين السيوطي. جزء 1- 2 مصر 1287. أخبار النحويين للسيرافى: كتاب أخبار النحويين البصريين تأليف أبى سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي باعتناء كرنكو. بيروت 1936. أدب الكاتب: ... تأليف أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. ليدن 1901. الإرشاد: معجم الأدباء فى عشرين جزءا لياقوت مصر. الأساس: أساس البلاغة تأليف أبى القاسم محمود بن عمر الزمخشري. جزء 1- 2. دار الكتب المصرية 1341/ 1922. الاستيعاب: ... فى معرفة الأصحاب لابن عبد البر الأندلسى جزء 1- 2. حيدرآباد 1319.
أسرار العربية: ... تأليف كمال الدين أبى البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبى سعيد الأنبارى، ليدن 1886. الاشتقاق: ... لأبى بكر بن دريد. نشر وستنفلد، جوتنجن 1854. الإصابة: ... فى تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني. جزء 1- 20، كلكته 1848- 1873. الأصمعيات: مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على الأصمعيات. نشر أهلورد، ليبسيك 1903. إصلاح المنطق: ... لابن السكيت، نشر أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون، القاهرة 1949. الأضداد لأبى حاتم: ... تأليف أبى حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني (أحد ثلاثة كتب فى الاضداد من ص 70 إلى ص 162) نشر أوغست هفنر، بيروت 1912. الأضداد لابن السكيت: ... تأليف أبى يوسف يعقوب بن إسحاق السكيت (أحد ثلاثة كتب فى الأضداد من ص 163 إلى ص 220) ، انظر الأضداد لأبى حاتم. الأضداد لابن الأنبارى: ... تأليف أبى بكر محمد القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنبارى، نشر هوتسما، ليدن 1881. الأضداد لأبى الطيب: ... أبى الطيب عبد الواحدين على اللغوي، مخطوطة مكتبة سليم آغا رقم 893. الأضداد للأصمعى: ... عن الأصمعى (أحد ثلاثة كتب فى الأضداد من ص 1 إلى ص 70) ، انظر الأضداد لأبى حاتم. الأعلم: انظر الشنتمرى.
الأغانى: كتاب الأغانى للامام أبى الفرج الاصفهانى. جزء 21، مصر 1322- 1323. الاقتضاب: الاقتضاب فى شرح أدب الكتاب لابن السيد البطليوسي. بيروت 1901. أمالى ابن الشجري: الأمالى الشجرية إملاء الشريف السيد ضياء الدين أبى السعادات هبة الله بن على بن حمزة العلوي الحسنى المعروف بابن الشجري. حيدرآباد 1349. الأمالى الصغرى للزجاجى: كتاب الأمالى لأبى القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي. القاهرة 1324. أمالى القالي: الأمالى تأليف أبى على إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي. جزء 1- 2. دار الكتب المصرية بالقاهرة 1324. أمالى المرتضى: أمالى السيد المرتضى الشريف أبى القاسم على بن طاهر أبى احمد الحسين. جزء 1- 4. القاهرة 1335. الآمدى: انظر المؤتلف. إنباه الرواة للقفطى: المجلدة الثانية من كتاب إنباه الرواة مما عنى بجمعه ... أبو الحسن على بن يوسف بن ابراهيم بن عبد الواحد الشيباني القفطي. مخطوطة فيض الله أفندى رقم 1382. الإنصاف للأنبارى: كتاب الإنصاف فى مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين صنعة كمال الدين أبى البركات عبد الرحمن بن محمد بن أبى سعيد الأنبارى. ليدن 1913. الإنصاف للبطليوسى: الإنصاف فى التنبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف
بين المسلمين فى آرائهم تصنيف الإمام ... أبى محمد عبد الله بن محمد السيد البطليوسي الأندلسى. مصر 1331. البحر المحيط: ... تأليف أبى عبد الله محمد بن يوسف بن على بن حيان الأندلسى. جزء 1- 8. مصر 1328. البخاري: صحيح أبى عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري. جزء 1- 9. بولاق 1311- 1313. البغية: بغية الوعاة فى طبقات اللغويين والنحاة تأليف جلال الدين السيوطي. القاهرة 1326. البلاذري فى أنساب الأشراف: أنساب الأشراف وأخبارهم لأحمد بن يحيى بن جابر ابن داود البلاذري البغدادي. باعتناء وليم أهلورد، طبع حجرغر يفسوالد 1883. البيان والتبيين: ... لأبى عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ. جزء 1- 3 نشر حسن السندوبى، القاهرة 1947. التاج: شرح القاموس المسمى تاج العروس من جواهر القاموس للامام اللغوي محب الدين السيد محمد المرتضى ... الزبيدي. جلد 1- 10. القاهرة 1306- 1307 تاريخ بغداد: ... أو مدينة السلام للحافظ أبى بكر أحمد بن على الخطيب البغدادي. جزء 1- 14. القاهرة 1931. تاريخ الطبري: تاريخ الأمم والملوك لأبى جعفر محمد بن جرير بن يزيد ابن خالد الطبري. باعتناء دى غويه وغيره من المستشرقين، جزء 1- 13. ليدن 1876- 1901. تاريخ عمر بن الخطاب: ... تأليف الإمام جمال الدين أبى الفرج بن لجوزى. القاهرة 1924.
تاريخ دمشق: تاريخ مدينة دمشق لأبى القاسم على بن الحسن ... المعروف بابن عساكر. بتحقيق صلاح الدين المنجد، الجزء الأول. دمشق 1951. تحفة الأبيه: ... فيمن نسب إلى غير أبيه لمجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزابادى. الرسالة الرابعة من نوادر المخطوطات بتحقيق عبد السلام هارون. القاهرة 1951. تذكرة الحفاظ: ... تأليف شمس الدين أبى عبد الله الذهبي. جزء 1- 2. الطبعة الثانية بحيدرآباد 1333- 1334. تهذيب الألفاظ: ... ابن السكيت، هذبه التبريزي. جزء 1- 2 باعتنا لويس شيخو. بيروت 1896- 1898. تهذيب اللغة للأزهرى: ... أبى منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهرى. مخطوطة كوبريلى محمد باشا رقم 1526- 1539. التنبيه للبكرى: التنبيه على أوهام أبى على فى أماليه، تأليف أبى عبيد البكري. دار الكتب المصرية بالقاهرة 1926. الثعلبي، الكشف والبيان: الجزء الأول من الكشف والبيان عن تفسير القرآن تأليف أبى إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي. مخطوطة جامعة إستانبول رقم 1731 والجزء الثاني فيها رقم 1703. الجامع المحرر لابن عطية: الجامع المحرر الصحيح الوجيز فى تفسير القرآن العزيز لعبد الحق بن أبى بكر بن عطية. مخطوطة ولى الدين أفندى ببايزيد رقم 95- 97. الجمحي: طبقات الشعراء تأليف محمد بن سلام الجمحي. ليدن 1916. الجمهرة: كتاب جمهرة اللغة تأليف الشيخ ... أبى بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدى. جزء 1- 4. حيدرآباد 1342.
جمهرة الأشعار: جمهرة أشعار العرب تأليف أبى زيد محمد بن أبى الخطاب. القرشي. بولاق 1308. جمهرة الأمثال: ... لأبى هلال حسن بن عبد الله العسكري. جزء 1- 2 بحاشية مجمع الأمثال. الجواليقي، شرح أدب الكاتب: ... أبو منصور موهوب بن أبى طاهر. القاهرة 1350. الحجة (شهيد على) : الحجة والإغفال لأبى على الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، مخطوطة شهيد على باشا رقم 26، 27. الحجة (مراد منلا) : لأبى على، نسخة مراد منلا رقم 6- 9. الحصرى، زهر الآداب: زهر الآداب وثمر الألباب لأبى إسحاق الحصرى القيرواني. جزء 1- 3. القاهرة غير مؤرخ، وذيله المسمى ذيل زهر الآداب أو جمع الجواهر فى الملح والنوادر. القاهرة 1353. الحماسة: شرح ديوان الحماسة ... تأليف أبى زكريا يحى بن على الخطيب التبريزي. جزء 1- 4. القاهرة 1938. حماسة البحتري: كتاب الحماسة تأليف أبى عبادة الوليد بن عبيد البحتري. باعتناء لويس شيخو. بيروت 1910. حياة الحيوان للدميرى: حياة الحيوان الكبرى للدميرى كمال الدين أبى البقاء محمد بن موسى بن عيسى جزء 1- 2. بولاق 1284. الحيوان للجاحظ: كتاب الحيوان لعمرو بن بحر الجاحظ. جزء 1- 7. القاهرة، 1938- 1947. الخزانة: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: شرح على شواهد شرح الكافية
لعبد القادر البغدادي. جزء 1- 4. بولاق 1299. الخيل: كتاب الخيل لأبى عبيدة معمر بن المثنى التيمي. مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد، 1358. الداني: كتاب التيسير فى القراءات السبع تأليف الإمام أبى عمرو عثمان بن سعيد الداني. عنى بتصحيحه أوتوبرتزل. إستانبول 1930. ديوان ابن قيس الرقيات: ديوان شعر عبد الله بن قيس الرقيات- رواية أبى سعيد السكرى عن أبى جعفر محمد بن حبيب. باعتناء رودو كاناكس. وفينا 1901. ديوان الأخطل: عنى بطبعه انطون صالحانى بيروت 1891. ديوان الأسود بن يعفر: شعر أعشى نهشل وهو الأسود بن يعفر التميمي. مع ديوان أعشى ميمون (ص 293- 310) . باعتناء رودولف جاير. لندن 1928. ديوان الأعشى: كتاب الصبح المنير فى شعر أبى البصير ميمون بن قيس بن جندل الأعشى. باعتناء رودلف جاير. لندن 1928. ديوان أعشى همدان: مع ديوان أعشى ميمون (ص 311- 342) . ديوان امرئ القيس من الستة: انظر العقد الثمين. ديوان أوس بن حجر: ... باعتناء رودلف جاير. فيينا 1892. ديوان جرير: شرح ديوان جريره باعتناء محمد بن إسماعيل الصاوى. مصر. ديوان جرير (القاهرة 1313) : ... جزء 1- 2. القاهرة 1313. ديوان جيران العود: ... جيران العود النميري رواية أبى سعيد السكرى. القاهرة 1350. ديوان الحارث بن حلزة: ... باعتناء كرنكوى 1922. ديوان حاتم الطائي: ... حاتم بن عبد الله بن سعد. ليبسيك 1897.
ديوان حسان: شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري. نشر عبد الرحمن البرقوقى. مصر 1929. ديوان الخرنق: ... باعتناء لويس شيخو. بيروت 1889. ديوان ذى الرمة: ديوان شعر ذى الرمة وهو غيلان بن عقبة العدوى. باعتناء مكارتنى. كمبرج 1919. ديوان رؤبة: الجزء الثالث من مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على ديوان رؤبة بن العجاج وعلى أبيات مفردات موثوقات إليه، باعتناء أهلورد. ليبسيك 1903. ديوان زهير: شرح ديوان زهير بن أبى سلمى، صنعة الإمام أبى العباس الشيباني ثعلب. دار الكتب المصرية 1944. ديوان السموأل: ديوان السموأل بن عاديا باعتناء لويس شيخو. بيروت 1910. ديوان الشنفري: شعر الشنفري صنعة عبد العزيز الميمنى (فى الطرائف الأدبية ص 25- 42) . القاهرة 1937. ديوان طرفة من الستة: انظر العقد الثمين. ديوان الطرماح: ... بن حكيم الطائي. باعتناء كرنكوى، لندن 1927. ديوان طفيل بن عوف: ... الغنوي باعتناء كرنكوى (مع ديوان الطرماح) . لندن 1927. ديوان عامر بن الطفيل: ... ، لندن 1913. ديوان عبيد بن الأبرص:..، باعتناء شارل ليال لجنة جيب فى ليدن- لندن 1913. ديوان العجاج: الجزء الثاني من مجموع أشعار العرب وهو مشتمل على ديوان الأراجيز للعجاج ... باعتناء أهلورد. برلين 1903.
ديوان علقمة: انظر العقد الثمين. ديوان عمر بن أبى ربيعة: ... أبى الخطاب ... القرشي. باعتناء شوارس. ليبسيك 1901. ديوان عنترة: انظر العقد الثمين. ديوان الفرزدق: شرح ديوان الفرزدق نشر الصاوى. مصر 1936. ديوان قيس بن الخطيم: شعر قيس بن الخطيم. باعتناء كوالسكى ليبسيك 1914. ديوان كثير: ... كثير عزة. الجزائر- باريس، 1928- 1930. ديوان لبيد (الجزء الأول) : ديوان لبيد العامري رواية الطوسي. باعتناء يوسف ضياء الدين الخالدي المقدسي. فيينا 1880. والجزء الثاني منه: باعتناء هوبرو بروكلمان فى ليدن 1891. ديوان المسيب بن علس: مجموعة ما أنشد المسيب بن علس (مع ديوان أعشى ميمون ص 349- 359) . ديوان النابغة من الستة: انظر العقد الثمين. ديوان الهذليين: القسم الأول شعر أبى ذؤيب وساعدة بن جؤية. دار الكتب المصرية 1945. والقسم الثاني يشتمل على أشعار 15 شاعرا هذليا. دار الكتب المصرية 1948. والثالث يشتمل على أشعار 18 شاعرا جاهليا. دار الكتب المصرية 1950. الراغب: المفردات فى غريب القرآن للشيخ أبى القاسم الحسين ... الراغب الأصفهاني. القاهرة 1324. رسالة الشافعي: الرسالة للامام الشافعي محمد بن إدريس. بعناية أحمد محمد شاكر. القاهرة 1358.
الروض: الروض الأنف فى تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة النبوية لابن هشام، للامام ... أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي. جزء 1- 2. القاهرة 1332. الزبيدي: أبو بكر الزبيدي، طبقات النحويين. مخطوطة نور عثمانية، (مع منتخب المقتبس) . الزجاج (كوبريلى، الأول) : الجزء الأول من معانى القرآن لأبى إسحاق ابراهيم الزجاج. مخطوطة كوبريلى محمد باشا رقم 43. و (كوبريلى، الثاني) : الجزء الثاني منه، مخطوطة كوبريلى محمد باشا رقم 42. الزجاج (بايزيد) : الجزء الأول منه أيضا بمكتبة بايزيد رقم 247. سيبويه: سيبويه، الكتاب. جزء 1- 2، بعناية ديرنبرج، باريس 1881- 1889. السجاوندى: عين المعاني لمحمد بن أبى طيفور بن إسماعيل السجاوندى (الجزء الأول إلى آخر سورة الكهف) . نسخة كوبريلى محمد باشا رقم 108. السيرة: سيرة رسول الله لمحمد بن إسحاق رواية عبد الملك بن هشام. نشر وستنفلد. جوتنجن 1859. السيرة: (فى حاشية الروض) : ... جزء 1- 2. السيوطي، طبقات المفسرين: ... باعتناء مرسنج، ليدن 1839. الشذرات: شذرات الذهب فى أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي جزء 1- 8. القاهرة 1350- 1351. شرح العشر: شرح القصائد العشر وهى السبع المعلقات وقصيدة الأعشى اللامية وقصيدة النابغة الدالية وقصيدة عبيد بن الأبرص البائية. تصنيف الخطيب أبى زكريا التبريزي. باعتناء ليال، كلكته 1894.
شرح الكامل: رغبة الآمل من كتاب الكامل. لسيد بن على المرصفى. جزء 1- 8. مصر 1927- 1930. شرح المضنون به على غير أهله لعبيد الله. القاهرة 1913- 1915. شرح المفضليات: انظر المفضليات. شرح المقامات للشريشى: شرح المقامات الحريرية لأبى العباس أحمد بن عبد المؤمن القيسي الشريشى. جزء 1- 2. بولاق 1300. الشعرا: الشعر والشعراء وقيل طبقات الشعراء تأليف أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة. جزء 1- 2. باعتناء دى غويه، ليدن 4/ 1902. شعراء النصرانية: ... جمعه لويس شيخو. جزء 1- 2. بيروت 1867. الشنتمرى: تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب فى علم مجازات العرب لمؤلفه ... يوسف بن سليمان بن عيسى الشنتمرى (بحاشية الكتاب لسيبويه) . جزء 1- 2. القاهرة 1316. شواهد الكشاف: شرح شواهد الكشاف لمحب الدين أفندى. بولاق 1281. شواهد المغني: شرح شواهد المغني تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطي. القاهرة 1322. الصحاح: تاج اللغة وصحاح العربية تصنيف أبى نصر إسماعيل بن حماد الجوهري. جزء 1- 2. بولاق 1292. ضحى الإسلام: ... تأليف أحمد أمين. جزء 1- 3. القاهرة 9/ 1946. الطبري: جامع البيان فى تفسير القرآن لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري. جزء 1- 30. مصر 1321. طرف عربية: ... جمع الشيخ عمر السويدى. باعتناء لا ندبرج. ليدن 1894.
العقد الثمين: ... فى دواوين الشعراء الستة الجاهليين، وهى: ديوان النابغة الذبياني وديوان عنترة وطرفة بن العبد وزهير وعلقمة وامرئ القيس. ليدن 1870. العقد الفريد: ... لابن عبد ربه. جزء 1- 4. القاهرة 1336. عمدة القاري: ... لشرح صحيح البخاري للعلامة العيني. جزء 1- 11. إستانبول 11/ 1308. العيني: المقاصد النحوية فى شرح شواهد شروح الألفية ... المشهور بشرح الشواهد الكبرى للامام العيني محمود جزء 1- 4 (بحاشية خزانة الأدب) . بولاق 1299. عيون الأخبار::.. تأليف أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. جزء 1- 4. دار الكتب المصرية 30/ 1925. غاية النهاية: ... فى طبقات القراء تأليف شمس الدين محمد بن الجزري. جزء 1- 2 باعتناء برجستراسر. مصر 3/ 1932. غريب القرآن للسجستانى: تفسير غريب القرآن المسمى بنزهة القلوب للامام أبى بكر محمد بن عزيز السجستاني. مطبعة محمد على صبيح. غير مؤرخ. غريب القرآن لليزيدى: كتاب غريب القرآن وتفسيره رواية أبى عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي عن عمه الفضل بن محمد وعمه ... ، مخطوطة كوبريلى محمد باشا رقم 205. الغريبين: كتاب الغريبين غريب القرآن والحديث تأليف أبى عبد الله أحمد بن محمد بن محمد الهروي مخطوطتا كوبريلى محمد باشا رقم 265، 379. فتح الباري: ... بشرح صحيح الإمام أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ... لأبى الفضل شهاب الدين أحمد بن على بن حجر العسقلاني. جزء 1- 13. بولاق، 1300- 1301.
الفرائد: فرائد اللآل فى مجمع الأمثال لإبراهيم بن السيد على الأحدب الطرابلسي. جزء 1- 2. بيروت 1311. فعلت وأفعلت للزجاج: ... تأليف أبى إسحاق ابراهيم بن محمد السرى ابن سهل النحوي الزجاج. (فى الطرف الأدبية لطلاب العلوم العربية ص 129- 188) . القاهرة 1325. فهرس الطوسي: (او فهرست كتب الشيعة) لأبى جعفر الطوسي. كلكته 1853. فهرست ابن خير: فهرسته وما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة فى ضروب العلم وأنواع المعارف، الشيخ.. أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموى الإشبيلى. طبع ضمن المكتبة الأندلسية. مدريد 95/ 1893. القرطبي: الجامع لأحكام القرآن لأبى عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي. جزء 1- 20. دار الكتب المصرية بالقاهرة 50/ 1923. القرطين: ... لابن مطرف الكناني أو كتابى مشكل القرآن وغريبه لابن قتيبة. جزء 1- 2 القاهرة 1355. القسطلاني: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للعلامة القسطلاني. جزء 1- 10. بولاق 6/ 1304. الكامل لابن الأثير: كتاب الكامل فى التاريخ تأليف الشيخ عز الدين أبى الحسن على بن محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير. جزء 1- 4. ليدن 74/ 1866. الكتاب: انظر سيبويه. كتاب المعاني الكبير: ... فى أبيات المعاني لابن قتيبة الدينوري. جزء 1- 3. حيدرآباد 1949.
كتاب من نسب إلى أمه: ... من الشعراء صنعة محمد بن حبيب. الرسالة الثالثة من نوادر المخطوطات رقم 21 بتحقيق عبد السلام هارون. القاهرة 1951. كنايات الجرجاني: المنتخب من كنايات الأدباء وإشارة البلغاء للقاضى أبى العباس أحمد بن محمد الجرجاني. القاهرة 1908. الكنى والأسماء: تأليف أبى بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي. جزء 1- 2. حيدرآباد 1322. اللسان: لسان العرب للامام أبى الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور. جزء 1- 20. بولاق 8/ 1300. مجالس ثعلب: ... لأبى العباس أحمد بن يحى ثعلب. جزء 1- 2. بتحقيق عبد السلام هارون. القاهرة 1948. مختار أخبار النحويين مختار فى كتاب المقتبس للمرزبانى أختاره على بن حسن ابن معاوية. مخطوطة مكتبة شهيد على رقم 2515. مختارات الشعراء: مختارات شعراء العرب رواية العلامة ... هبة الله بن على ابن محمد بن حمزة العلوي الحسنى المعروف بابن الشجري. القاهرة 1306. المخصص: كتاب المخصص تأليف أبى الحسن على بن إسماعيل النحوي الأندلسى المعروف بابن سيده. جزء 1- 17. بولاق 9/ 1316. المرزباني، معجم الشعراء: معجم الشعراء للامام أبى عبيد الله محمد بن عمران المرزباني. (مع المؤتلف للآمدى) نشر كرنكو، القاهرة 1354. المزهر: فى علوم اللغة وأنواعها لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي. جزء 1- 2. دار إحياء الكتب العربية غير مؤرخ.
المسعودي: مروج الذهب لأبى الحسن على بن الحسين المسعودي. جزء 1- 8 باعتناء دى مينارودى كورتل، باريس 71/ 1861. مسلم: الجامع الصحيح تأليف أبى الحسين مسلم القشيري. جزء 1- 8. المطبعة العامرة 33/ 1329. مشكل القرآن: ... تأليف أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري نسخة فيض الله أفندى رقم 232. المعارف لابن قتيبة: كتاب المعارف تأليف أبى محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري. القاهرة 1300. معانى الشعر للأشلندانى: ... أبى عمّان سعيد بن هارون الأشنندانى. دمشق 1922. معانى القرآن للفراء: كتاب معانى القرآن لأبى زكريا يحى بن زياد الفراء. نسخة بغدادلى وهبى رقم 66. معانى القرآن للنحاس: ... أبى جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس (الجزء الأول فقط) . نسخة دار الكتب المصرية تفسير 385. معاهد التنصيص: ... لعبد الرحيم العباسي. بولاق 1274. معجم البلدان: ... تأليف شهاب الدين أبى عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي. جزء 1- 6. باعتناء وستنفلد. ليبسيك 1866. معجم ما استعجم: ... من أسماء البلاد والمواضع تأليف أبى عبيد عبد الله ابن عزيز البكري. جزء 1- 3. باعتناء مصطفى السقا. القاهرة 1945- 1950. المعرب للجواليقى: المعرب من الكلام الأعجمى على حروف المعجم لأبى منصور الجواليقي، نشر احمد محمد شاكر، القاهرة 1361.
المعرين: كتاب المعمرين من العرب وطرف من أخبارهم وما قالوه فى منتهى معارفهم تأليف أبى حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني مصر 1223. المفصل للزمخشرى: المفصل فى النحو لأبى القاسم محمود بن عمر الزمخشري. باعتناء بروخ. خريستيانيا 1859. المفضليات: ديوان المفضليات مع شرح أبى محمد القاسم الأنبارى. بعناية ليال، بيروت 20/ 1908 والفهارس من عمل بيوان، ليدن 1924. مقالات الإسلاميين: ... لأبى الحسن الأشعري. جزء 1- 2 والفهرست. بتحقيق هـ. ريتر إستانبول 33/ 1928. المؤتلف للآمدى: المؤتلف والمختلف فى أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم وبعض أشعارهم تأليف أبى القاسم الحسن بن بشر بن يحى الآمدى (مع معجم الشعراء للمرزبانى) باعتناء كرنكوى. القاهرة 1354. الموشح للمرزبانى: الموشح فى مآخذ العلماء على الشعراء تأليف أبى عبيد الله محمد بن عمران المرزباني. القاهرة 1354. الميداني: مجمع الأمثال لأبى الفضل أحمد بن محمد النيسابورى المعروف بالميداني. جزء 1- 2. القاهرة 1310. النجوم الزاهرة: ... فى ملوك مصر والقاهرة تأليف جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بردى. جزء 1- 10. القاهرة 49- 1929. نزهة الألباء:.. فى طبقات الأدباء تأليف أبى البركات عبد الرحمن بن محمد الأنبارى. القاهرة 1294. نظام الغريب للربعى: كتاب نظام الغريب إملاء الشيخ الأديب عيسى بن إبراهيم بن محمد الربعي. نشر بولس برونله، مطبعة هندية بالموسكى بمصر غير مؤرخ.
نفح الطيب: ... من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين ابن خطيب. جلد 1- 2. ليدن 61/ 1855. النقائض: نقائض جرير والفرزدق. باعتناء بيوان. ليدن 12/ 1905. النوادر لأبى زيد: النوادر فى اللغة لأبى زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري. بيروت 1894. الهاشميات: ... للكميت بن زيد الأسدى بتفسير أبى رياش أحمد بن إبراهيم القيسي. باعتناء هورويتس 1904. هدى الساري: ... لفتح الباري مقدمة شرح صحيح البخاري لشيخ الإسلام شهاب الدين بن حجر العسقلاني. بولاق 1301. وفيات الأعيان: انظر ابن خلكان. اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان فى معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان تأليف أبى محمد عبد الله بن أسعد اليافعي اليمنى. جزء 1- 4 حيدرآباد 39/ 1337.
صورة عنوان الكتاب من نسخة إسماعيل صائب (آنقرة)
صورة الصفحة الأولى من نسخة إسماعيل صائب (آنقره)
صورة الصفحة الأولى من نسخة مراد منلا (إستانبول)
صورة الصفحة الأخيرة للجزء الأول من نسخة إسماعيل صائب (آنقرة)
صورة الصفحة الأخيرة من نسخة مراد منلا (إستانبول)
مجاز القرآن صنعة أبى عبيدة معمر بن المثنّى التّيمىّ المتوفّى سنة 210 هـ
الجزء الأول
الجزء الأول مقدمة المؤلف بسم الله الرّحمن الرّحيم حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون الزّنجانى الثقفي، «1» قال: أخبرنا أبو الحسن على بن عبد العزيز، «2» قال: حدثنا على بن المغيرة الأثرم،» عن أبى عبيدة معمر بن المثنّى التّيمى، قال: «4» القرآن: اسم كتاب الله خاصّة، ولا يسمّى به شىء من سائر الكتب غيره، وإنما سمّى قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها، «5» وتفسير ذلك فى آية من القرآن
قال الله جلّ ثناؤه: «إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ» (75/ 18) . مجازه: تأليف بعضه إلى بعض ثم قال: «فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» (75/ 18) مجازه: فإذا ألّفنا منه شيئا، فضممناه إليك فخذ به، واعمل به وضمّه إليك وقال عمرو ابن كلثوم في هذا المعنى: ذراعى حرّة أدماء بكر ... هجان اللّون لم تقرأ جنينا «1»
أي لم تضمّ فى رحمها ولدا قط، «1» ويقال للتى لم تحمل قط: ما قرأت سلى قط. وفى آية أخرى: «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ» (16/ 98) مجازه: إذا تلوت بعضه فى إثر بعض، حتى يجتمع وينضمّ بعضه إلى بعض ومعناه يصير إلى معنى التأليف والجمع. وإنما سمّى القرآن فرقانا لأنه يفرق بين الحق والباطل، وبين المسلم والكافر، وخرج تقديره على تقدير: رجل قنعان، والمعنى أنه يرضى الخصمان والمختلفان فى الأمر بحكمه بينهما ويقنعان به. والسورة من القرآن يهمزها بعضهم، وبعضهم لا يهمزها، وإنما سمّيت سورة فى لغة من لا يهمزها، لأنه يجعل مجازها «2» مجاز منزلة إلى منزلة أخرى، كمجاز سورة البناء، قال النابغة الذبياني:
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب 2 أي منزلة شرف ارتفعت إليها عن منازل الملوك، غير أن جمع سورة القرآن خالف جمع سورة البناء فى لغة من همز سورة القرآن، وفى لغة من لم يهمزها قالوا جميعا فى جمع سورة القرآن «سور» الواو مفتوحة كما قال: لا يقرأن بالسور «1» فخرج جمعها مخرج جمع ظلمة والجميع ظلم ونحو ذلك، وقالوا جميعا فى جمع سورة البناء «2» سور الواو ساكنة، فخرج جمعها مخرج جمع بسرة والجميع بسر قال العجّاج:
فربّ ذى سرادق محجور ... سرت إليه فى أعالى السور «1» الواو ساكنة، السرادق: الفسطاط وهو البلق ومجاز سورة فى لغة من همزها: مجاز قطعة من القرآن على حدة وفضلة منه لأنه يجعلها من قولهم: أسأرت سؤرا منه، أي أبقيت وأفضلت منه فضلة. «2» والآية من القرآن: إنما سمّيت آية لأنها كلام متصل إلى انقطاعه، «3» وانقطاع معناه قصة ثم قصة. ولسور القرآن أسماء: فمن ذلك أن «الحمد لله» تسمّى «أم الكتاب» ، لأنه يبدأ بها فى أول القرآن وتعاد [قراءتها] فيقرأ بها فى كل ركعة [قبل السورة] ولها اسم آخر يقال لها: فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بها فى المصاحف فتكتب قبل القرآن، «4»
ويفتتح بقراءتها فى كل ركعة قبل قراءة ما يقرأ به من السور فى كل ركعة. ومن ذلك اسم جامع لما بلغ عددهن مائة آية أو فويق ذلك أو دوينه فهو «المئون» ، وقد فرغنا من ذلك فى الرجز الذي بعد هذا. ومن ذلك اسم جامع للآيات وهو: «المثاني» ، وقد فرغنا من ذلك فى الرجز الذي بعد هذا. ومن ذلك اسم لقوله: «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» (109) ، ولقوله: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» (112) يقال لهما: «المشقشتان» ، ومعناه المبرّئتان من الكفر والشكّ والنفاق كما يقشقش الهناء الجرب فيبرئه. ومن ذلك اسم جامع لسبع سور من أول القرآن، يقال للبقرة (2) ، وآل عمران (3) ، والنساء (4) ، والمائدة (5) ، والأنعام (6) ، والأعراف (7) ، والأنفال (8) : «السبع الطول» ، قال سليمان: «1»
نشدتكم بمنزل الفرقان ... أم الكتاب السبع من مثانى «1» ثنّين من آي من القرآن ... والسبع سبع الطول الدّوانى وقال فى جمع أسمائها: حلفت بالسبع اللواتى طوّلت ... وبمئين بعدها قد امئيت «2» وبمثان ثنّيت فكرّرت ... وبالطواسيم التي قد ثلثّت وبالحواميم اللواتى سبّعت ... وبالمفصّل اللواتى فصّلت [وقال الشاعر فيما يدل على أن «الحمد» هى السبع المثاني: الحمد لله الذي أعفانى ... وكلّ خير صالح أعطانى «3» رب المثاني الآي والقرآن]
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) قالوا: إنما أنزل القرآن بلسان عربى مبين، وتصداق ذلك فى آية من القرآن، وفى آية أخرى: «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ» (14/ 4) ، فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي صلّى الله عليه وسلم أن يسألوا عن معانيه لأنهم كانوا عرب الألسن، فاستغنوا بعلمهم به عن المسألة عن معانيه، وعما فيه مما فى كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص. وفى القرآن مثل ما فى الكلام العربي من وجوه الإعراب، ومن الغريب، والمعاني. ومن المحتمل من مجاز ما اختصر وفيه مضمر، قال: «وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا» (38/ 6) ، فهذا مختصر فيه ضمير مجازه: «وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ» ، ثم اختصر إلى فعلهم وأضمر فيه: وتواصوا أن أمشوا أو تنادوا أن امشوا أو نحو ذلك. وفى آية أخرى: «ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا» (2/ 26) ، فهذا من قول الكفار، ثم اختصر إلى قول الله، وأضمر فيه قل يا محمد: «يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً» (2/ 26) ، فهذا من كلام الله. ومن مجاز ما حذف وفيه مضمر، قال: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها» (12/ 82) ، فهذا محذوف فيه ضمير مجازه: وسل أهل القرية، ومن فى العير.
ومن مجاز ما كفّ عن خبره استغناء عنه وفيه ضمير قال: «حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ» (39/ 73) ، ثم كفّ عن خبره. ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الواحد الذي له جماع منه ووقع معنى هذا الواحد على الجميع، قال: «يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (22/ 5) ، فى موضع: «أطفالا» . وقال: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» (49/ 10) فهذا وقع معناه على قوله: «وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا» (49/ 9) ، وقال: «وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها» (69/ 7) ، فى موضع: «والملائكة» . ومن مجاز ما جاء من لفظ خبر الجميع على لفظ الواحد، قال: «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ» (66/ 4) ، فى موضع: ظهراء. ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع الذي له واحد منه، ووقع معنى هذا الجميع على الواحد، قال: «الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ» (3/ 173) ، والناس جميع، وكان الذي قال رجلا واحدا. «أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ» (19/ 19) ، وقال: «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ» (54/ 49) ، والخالق الله وحده لا شريك له. ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع الذي له واحد منه ووقع معنى هذا الجميع على الاثنين، قال: «فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ» (4/ 10) فالإخوة جميع ووقع معناه على أخوين، وقال: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ» (49/ 10) ، وقال: «وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» (5/ 41) ، فى موضع يديهما. ومن مجاز ما جاء لا جماع له من لفظه فلفظ الواحد منه ولفظ الجميع سواء، قال: «حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ» (10/ 22) ، الفلك جميع وواحد، وقال: «وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ» (21/ 82) ، جميع وواحد، وقال: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (69/ 47) جميع وواحد. ومن مجاز ما جاء من لفظ خبر الجميع المشرك بالواحد الفرد على لفظ خبر الواحد، قال الله: «أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» (21/ 30) جاء فعل السموات على تقدير لفظ الواحد لما أشركن بالأرض. ومن مجاز ما جاء من لفظ الإثنين، ثم جاء لفظ خبرهما على لفظ خبر الجميع، قال: «ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» (41/ 11) . ومن مجاز ما ختر عن اثنين مشركين أو عن أكثر من ذلك فجعل لفظ الخبر لبعض دون بعض وكفّ عن خبر الباقي، قال: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (9/ 35) ومن مجاز ما جعل فى هذا الباب الخبر للأول منهما أو منهم قال: «وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها» (62/ 11) . ومن مجاز ما جعل فى هذا الباب الخبر للآخر منهما أو منهم، قال: «وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً» (4/ 111) . ومن مجاز ما جاء من لفظ خبر الحيوان والموات على لفظ خبر الناس قال: «رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) ، وقال: «قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» (41/ 11) ، وقال للأصنام: «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ»
(21/ 65) ، وقال: «يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ» (27/ 18) ، وقال: «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» (36/ 17) . ومن مجاز ما جاءت مخاطبته مخاطبة الغائب ومعناها للشاهد، قال: «الم ذلِكَ الْكِتابُ» (2/ 1) ، مجازه: الم هذا القرآن. ومن مجاز ما جاءت مخاطبته مخاطبة الشاهد، ثم تركت وحوّلت مخاطبته هذه إلى مخاطبة الغائب، قال الله: «حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ» (10/ 22) ، أي بكم. ومن مجاز ما جاء خبره عن غائب ثم خوطب الشاهد، قال: «ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلى لَكَ فَأَوْلى» (75/ 23، 24) . ومن مجاز ما يزاد فى الكلام من حروف الزوائد، قال الله: «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها» (2/ 26) ، وقال: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (69/ 47) ، وقال: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» (23/ 20) ، وقال: «وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ» (2/ 30) ، وقال: «ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ» (7/ 17) ، مجاز هذا أجمع إلقاؤهن. ومن مجاز المضمر فيه استغناء عن إظهاره قال: «بِسْمِ اللَّهِ» (27/ 30) ،
ففيه ضمير مجازه: هذا بسم الله. أو بسم الله أول كل شىء ونحو ذلك. ومن مجاز المكرر للتوكيد قال: «رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) ، أعاد الرؤية. وقال: «أَوْلى لَكَ فَأَوْلى» (74/ 34، 35) ، أعاد اللفظ. وقال: «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ» (2/ 196) . وقال: «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» (111/ 1) . ومن مجاز المجمل استغناء عن التكرير قال: (....) (؟) . «1» ومن مجاز المقدم والمؤخر قال: «فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ» (22/ 5) أراد ربت واهتزت. وقال: «لَمْ يَكَدْ يَراها» (24/ 40) أي لم يرها ولم يكد. ومن مجاز ما يحوّل خبره إلى شىء من سببه، ويترك خبره هو قال: «فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ» (26/ 4) حوّل الخبر إلى الكناية التي فى آخر الأعناق. ومن مجاز ما يحوّل فعل الفاعل إلى المفعول أو إلى غير المفعول قال: «ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ» (28/ 76) والعصبة هى التي تنوء بالمفاتح. ومن مجاز ما وقع المعنى على المفعول وحوّل إلى الفاعل قال: «كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ» (2/ 171) ، والمعنى على الشاء المنعوق به وحوّل على الراعي الذي ينعق بالشاء. ومن مجاز المصدر الذي فى موضع الاسم أو الصفة قال: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ» (2/ 189) خروج المعنى البارّ. وقال: «أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً» (21/ 30) ، والرتق مصدر وهو فى موضع مرتوقتين، وقال: «أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ» (19/ 19) أي رسالة ربك. ومجاز ما قرأته الأئمة بلغاتها فجاء لفظه على وجهين أو أكثر، من ذلك قرأ أهل المدينة «فَبِمَ تُبَشِّرُونَ» (15/ 54) «1» فأضافوا بغير نون المضاف بلغتهم، وقال أبو عمرو: لا تضاف تبشّرون إلّا بنون الكناية كقولك تبشّروننى. ومن مجاز ما جاءت له معان غير واحد، مختلفة فتأولته الأئمة بلغاتها فجاءت معانيه على وجهين أو أكثر من ذلك، قال: «وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ» (68/ 25) ففسروه على ثلاثة أوجه قال بعضهم: على قصد، وقال بعضهم: على منع، وقال آخرون: على غضب وحقد. ومن مجاز ما جاء على لفظين وذلك لاختلاف قراءات الأئمة، فجاء تأويله شتى فقرأ بعضهم قوله: «إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ» (49/ 6) ، وقرأها آخرون: «فتثبّتوا» وقرأ بعضهم قوله: «أإذا صللنا فى الأرض» (32/ 10) ، وقرأها آخرون «أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ» ، صللنا: أنتنا من صلّ اللحم يصل وقرأ بعضهم: وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (22/ 45) ، وقرأها
آخرون: «بَعْدَ أُمَّةٍ» أي نسيان. وقرأ بعضهم «فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ» (85/ 22) وقرأ آخرون «فِي لَوْحٍ [مَحْفُوظٍ] » «1» أي الهواء. ومن مجاز الأدوات اللواتى لهن معان فى مواضع شتى، فتجىء الأداة منهن فى بعض تلك المواضع لبعض تلك المعاني، قال: «أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها» (2/ 26) معناه فما دونها، وقال: «وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها» (79/ 30) معناه مع ذلك، وقال: «لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (20/ 71) معناه: على جذوع النّخل، وقال: «إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ» (83/ 2) معناه: من الناس، وقال: «هذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ» (43/ 51، 52) معناه: بل أنا خير. ومن مجاز ما جاء على لفظين فأعملت فيه الأداة فى موضع، وتركت منه فى موضع، قال: «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» (83/ 3) معناه: وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم.
ومن مجاز ما جاء على ثلاثة ألفاظ فأعملت فيه «1» أداتان فى موضعين وتركتا منه فى موضع، قال: «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» (1/ 5) ، وإلى الصراط وللصراط. ومن مجاز ما جاء فيه على لفظين فأعملت فيه أداة فى موضع، وتركت منه فى موضع، قال: «وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ» (16/ 98) وقال: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» (96/ 1) . ومن مجاز ما فيه لغتان فجاء بإحداهما قال: «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» (16/ 66) ، فالأنعام يذكر ويؤنث، وقال: «كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ» (26/ 105) يقال: هذه قومك، وجاء قومك. ومن مجاز ما أظهر من لفظ المؤنث ثم جعل بدلا من المذكر فوصف بصفة المذكر بغير الهاء كذلك، قال: «السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ» (73/ 18) جعلت السماء بدلا من السقف بمنزلة تذكير سماء البيت. ومن مجاز ما جاء من الكنايات فى مواضع الأسماء بدلا منهن قال: «إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ» (20/ 69) . فمعنى «ما» معنى الاسم، مجازه إنّ صنيعهم كيد ساحر. ومن مجاز الاثنين المشتركين وهما من شتّى أو من غير شتّى، ثم خبّر عن شىء لا يكون إلا فى أحدهما دون الآخر فجعل فيهما أو لهما لمّا أشرك بينهما فى الكلام، قال: «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ» (55/ 19) ، «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ» (55/ 22) ، وإنما يخرج اللؤلؤ من البحر دون الفرات العذب. «2»
ومن مجاز ما جاء من مذاهب وجوه الإعراب، قال: «سُورَةٌ أَنْزَلْناها» (24/ 1) رفع ونصب، وقال: «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» (5/ 41) رفع ونصب، وقال: «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ» (24/ 2) رفع ونصب. ومجاز المتحمل من وجوه الإعراب كما قال: «إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (20/ 63) . قال: «1» وكل هذا جائز معروف قد يتكلمون به. (بسم الله الرّحمن الرّحيم) «بسم الله» إنما هو بالله لأن اسم الشيء هو الشيء بعينه، قال لبيد: إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما «2» ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر (8)
«إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ» (75/ 17) : أي تأليفه «فَإِذا قَرَأْناهُ» (75/ 18) أي إذا جمعناه ومجازه مجاز قول عمرو بن كلثوم: هجان اللون لم تقرأ جنينا «1» أي لم تضمّ فى رحمها، ويقال للتى لم تلد: ما قرأت سلى قطّ. نزل القرآن بلسان عربى مبين، فمن زعم «2» أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن «طه» (20) بالنّبطيّة فقد أكبر، وإن لم يعلم ما هو، فهو افتتاح كلام وهو اسم للسورة وشعار لها. وقد يوافق اللفظ اللفظ ويقار به ومعناهما واحد وأحدهما بالعربية والآخر بالفارسية أو غيرها. فمن ذلك الإستبرق بالعربية،
وهو الغليظ من الدّيباج، والفرند، وهو بالفارسية إستبره وكوز وهو بالعربية جوز وأشباه هذا كثير. ومن زعم أن «حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ» (105/ 4) بالفارسية فقد أعظم، من قال: إنه سنك وكل إنما السجيل الشديد. والقرآن: اسم كتاب الله، لا يسمّى به غيره من الكتب، وذلك لأنه جمع وضمّ السور ومجازه من قوله: «إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ» (75/ 18) ، أي تأليف بعضه إلى بعض، «فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» وسمّى الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر. ففى القرآن ما فى الكلام العربىّ من الغريب والمعاني، ومن المحتمل من مجاز ما اختصر، ومجاز ما حذف، ومجاز ما كفّ عن خبره، ومجاز ما جاء لفظه لفظ الواحد ووقع على الجميع، ومجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع ووقع معناه على الاثنين، ومجاز ما جاء لفظه خبر الجميع على لفظ خبر الواحد، ومجاز ما جاء الجميع فى موضع الواحد إذا أشرك بينه وبين آخر مفرد، ومجاز ما خبر عن اثنين أو عن أكثر من ذلك، فجعل الخبر للواحد أو للجميع وكفّ عن خبر الآخر، ومجاز
ما خبّر عن اثنين أو أكثر من ذلك، فجعل الخبر للأول منهما، ومجاز ما خبّر عن اثنين أو عن أكثر من ذلك، فجعل الخبر للآخر منهما، ومجاز ما جاء من لفظ خبر الحيوان والموات على لفظ خبر الناس والحيوان كل ما أكل من غير الناس وهى الدواب كلّها، ومجاز ما جاءت مخاطبته مخاطبة الغائب ومعناه مخاطبة الشاهد، ومجاز ما جاءت مخاطبته مخاطبة الشاهد، ثم تركت وحوّلت مخاطبته هذه إلى مخاطبة الغائب، ومجاز ما يزاد من حروف الزوائد ويقع مجاز الكلام على إلقائهن، ومجاز المضمر استغناء عن إظهاره، ومجاز المكرر للتوكيد، ومجاز المجمل استغناء عن كثرة التكرير، ومجاز المقدّم والمؤخّر، ومجاز ما يحوّل من خبره إلى خبر غيره بعد أن يكون من سببه، فيجعل خبره للذى من سببه ويترك هو. وكل هذا جائز قد تكلموا به.
أم الكتاب (1)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أمّ الكتاب (1) مجاز تفسير ما فى سورة «الحمد» وهى «أم الكتاب» لأنه يبدأ بكتابتها فى المصاحف قبل سائر القرآن، ويبدأ بقراءتها قبل كلّ سورة فى الصلاة وإنما سمّيت سورة لا تهمز، لأن مجازها من سورة البناء أي منزلة ثم منزلة، ومن همزها جعلها قطعة من القرآن، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى، فلما قرن بعضها إلى بعض سمّى قرآنا. قال النّابغة: ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كلّ ملك دونها يتذبذب (2) أي منزلة، وبعض العرب يهمز سورة، ويذهب إلى «أسأرت» . نقول: هذه ليست من تلك. فمجاز تفسير قوله «بسم الله» مضمر، مجازه كأنك قلت: بسم الله قبل كل شىء وأول شىء ونحو ذلك، قال عبد الله بن رواحة: بسم الإله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا «1»
يقال: بدأت وبديت، وبعضهم يقول: بدينا لغة. «الرّحمن» مجازه ذو الرحمة، و «الرّحيم» مجازه الراحم، وقد يقدّرون اللفظين من لفظ واحد والمعنى واحد، وذلك لاتّساع الكلام عندهم، وقد فعلوا مثل ذلك فقالوا: ندمان ونديم، «1» قال برج بن مسهر الطائىّ، جاهلى: وندمان يزيد الكأس طيبا ... سقيت وقد تغوّرت النجوم «2» وقال النعمان بن نضلة، عدوىّ من عدى قريش: فإن كنت ندمانى فبالأكبر اسقني ... ولا تسقنى بالأصغر المتثلم «3»
[سورة الفاتحة (1) : آية 2]
وقال بريق الهذلىّ عدوىّ من عدى قريش: رزينا أبا زيد ولا حىّ مثله ... وكان أبو زيد أخى ونديمى» وقال حسّان بن ثابت: لا أخدش الخدش ولا ... يخشى نديمى إذا انتشيت يدى «2» «رَبِّ الْعالَمِينَ» (1) أي المخلوقين، قال لبيد بن ربيعة: ما إن رأيت ولا سمعت بمثلهم فى العالمينا «3» وواحدهم عالم، وقال العجّاج: فخندف هامة هذا العالم «4» «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» «5» (2) نصب على النّداء، وقد تحذف ياء النداء، مجازه:
يا مالك يوم الدين، لأنه يخاطب شاهدا، ألا تراه يقول: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» (4) فهذه حجة لمن نصب، ومن جره قال: هما كلامان. «الدِّينِ» (2) الحساب والجزاء، يقال فى المثل: «كما تدين تدان» ، «1» وقال ابن نفيل واعلم وأيقن أنّ ملكك زائل ... واعلم بأنّ كما تدين تدان «2» ومجاز من جرّ «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» أنه حدث عن مخاطبة غائب، ثم رجع فخاطب شاهدا فقال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا» (5) ، قال عنترة بن شدّاد العبسىّ: شطّت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا علىّ طلا بك ابنة مخرم «3»
[سورة الفاتحة (1) : آية 5]
وقال أبو كبير الهذلىّ: يا لهف نفسى كان جدّة خالد ... وبياض وجهك للتّراب الأعفر «1» ومجاز «إِيَّاكَ نَعْبُدُ» : إذا بدىء بكناية المفعول قبل الفعل جاز الكلام، فإن بدأت بالفعل لم يجز، كقولك: نعبد إياك، قال العجّاج: إيّاك أدعو فتقّبل ملقى «2» ولو بدأت بالفعل لم يجز كقولك: أدعو إيّاك، محال، فإن زدت الكناية فى آخر الفعل جاز الكلام: أدعوك إياك. «الصِّراطَ» (5) : الطريق، المنهاج الواضح، قال: فصدّ عن نهج الصّراط القاصد «3» وقال جرير: أمير المؤمنين على صراط ... إذا اعوجّ الموارد مستقيم «4»
[سورة الفاتحة (1) : آية 7]
والموارد: الطرق، ما وردت عليه من ماء، وكذلك القرىّ وقال: وطئنا أرضهم بالخيل حتى ... تركناهم أذلّ من الصراط «1» «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ» (7) مجازها: غير المغضوب عليهم والضالين، و «لا» من حروف «2» الزوائد لتتميم الكلام، والمعنى إلقاؤها، وقال العجاج: فى بئر لا حور سرى وما شعر «3»
أي فى بئر خور أي هلكة، وقال أبو النجم: فما ألوم البيض ألا تسخرا ... لمّا رأين الشّمط القفندرا «1» القفندر: القبيح الفاحش، أي فما ألوم البيض أن يسخرن، وقال: ويلحيننى فى اللهو ألّا أحبّه ... وللهو داع دائب غير غافل «2» والمعنى: ويلحيننى فى اللهو أن أحبه. وفى القرآن آية أخرى: «ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ» (7/ 11) مجازها: ما منعك أن تسجد. «وَلَا الضَّالِّينَ» : «لا» تأكيد لأنه نفى، فأدخلت «لا» لتوكيد النفي، تقول: جئت بلا خير «3» ولا بركة، وليس عندك نفع ولا دفع.
[قال أبو خراش: فإنك لو أبصرت مصرع خالد ... بجنب السّتار بين أظلم فالحزم «1» إذا لرأيت النّاب غير رزيّة ... ولا البكر لاضطمّت يداك على غنم]
سورة البقرة (2)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سورة البقرة (2) «الم» (1) سكّنت الألف واللام والميم، لأنه هجاء، ولا يدخل فى حروف الهجاء إعراب، قال أبو النّجم العجلىّ: أقبلت من عند زياد كالخرف ... أجر رجلىّ بخط مختلف «1» كأنما تكتّبان لام الف فجزمه لانه هجاء، ومعنى «الم» : افتتاح، مبتدأ كلام، شعار للسورة. «ذلِكَ الْكِتابُ» (2) معناه: هذا القرآن وقد تخاطب العرب الشاهد فتظهر له مخاطبة الغائب. قال خفاف بن ندبة السلمىّ، وهى أمه، كانت سوداء، حبشية. وكان من غربان العرب فى الجاهلية: فان تك خيلى قد أصيب صميمها ... فعمدا على عين تيمّمت مالكا «2»
[سورة البقرة (2) : آية 3]
أقول له والرّمح يأطر متنه ... تأمّل خفافا إنّني أنا ذلكا يعنى مالك بن حمّاد الشمخىّ، وصميم خيله: معاوية أخو خنساء، قتله دريد وهاشم ابنا حرمله المريّان. «1» «لا رَيْبَ فِيهِ» (2) لا شكّ فيه، وأنشدنى أبو عمرو الهذلىّ لساعدة بن جؤيّة الهذلىّ: فقالوا تركنا الحىّ قد حصروا به ... فلا ريب أن قد كان ثمّ لحيم «2» أي قتيل، يقال: فلان قد لحم، أي قتل، وحصروا به: أي أطافوا به، لا ريب: لا شكّ. «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» (2) أي بيانا للمتقين. «الْمُفْلِحُونَ» (5) : كل من أصاب شيئا من الخير فهو مفلح، ومصدره الفلاح وهو البقاء، وكل خير، قال لبيد بن ربيعة:
نحلّ بلادا كلها حلّ قبلنا ... ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير «1» الفلاح أي البقاء، وقال عبيد بن الأبرص: أفلح بما شئت فقد يدرك بالضّعف ... وقد يخدع الأريب «2» والفلاح فى موضع آخر: السّحور أيضا. وفى الاذان: حىّ على الفلاح وحىّ على الفلح جميعا والفلّاح الأكار، وانما اشتقّ من: يفلح الأرض أي يشقّها ويثيرها، «3» ومن ذلك قولهم: إنّ الحديد بالحديد يفلح «4» أي يفلق والفلاح هو المكاري فى قول ابن أحمر أيضا: لها رطل تكيل الزيت فيه ... وفلّاح يسوق لها حمارا «5»
[سورة البقرة (2) : آية 6]
فلّاح مكار، وقال لبيد: اعقلى إن كنت لمّا تعقلى ... ولقد أفلح من كان عقل «1» أي ظفر، وأصاب خيرا. «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ» (6) : هذا كلام هو إخبار، خرج مخرج الاستفهام وليس هذا إلا فى ثلاثة مواضع، هذا أحدها، والثاني: ما أبالى أقبلت أم أدبرت، والثالث: ما أدرى أولّيت أم جاء فلان. «خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ» (7) : ثم انقطع النصب، فصار خبرا، فارتفعت «2» فصار «غشاوة» كأنها فى التمثيل، قال: «وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ» أي غطاء، قال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة: تبعتك إذ عينى عليها غشاوة ... فلما أنجلت قطّعت نفسى ألومها «3» «يُخادِعُونَ» (9) فى معنى يخدعون، ومعناها: يظهرون غير ما فى أنفسهم، ولا يكاد يجىء «يفاعل» إلّا من اثنين، إلا فى حروف هذا أحدها قوله: «قاتَلَهُمُ اللَّهُ» (9/ 31) » معناها: قتلهم الله.
[سورة البقرة (2) : آية 10]
«فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» (10) أي شكّ ونفاق. «عَذابٌ أَلِيمٌ» (10) أي موجع من الألم، وهو فى موضع مفعل، قال ذو الرمة: ونرفع فى صدور شمر دلات ... يصكّ وجوهها وهج أليم «1» الشّمردلة: الطويلة من كل شىء. «الشياطين» (14) كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب فهو شيطان. «2» «فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ» (15) : أي بغيهم وكفرهم، يقال: رجل عمه وعامه، أي جائر عن الحق، قال رؤبة: ومهمه أطرافه فى مهمه ... أعمى الهدى بالجاهلين العمّه «3» «وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ» (17) ثم انقطع النصب، وجاء الاستئناف: «صُمٌّ بُكْمٌ» (18) ، قال النابغة:
[سورة البقرة (2) : آية 19]
توهّمت آيات لها فعرفتها ... لستّة أعوام وذا العام سابع «1» ثم استأنف فرفع فقال: رماد ككحل العين لأيا أبينه ... ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع «كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ» (19) معناه: كمطر، وتقديره تقدير سيّد من صاب يصوب، معناه: ينزل المطر، قال علقمة بن عبدة: كأنهم صابت عليهم سحابة ... صواعقها لطيرهن دبيب «2» فلا تعدلى بينى وبين مغمّر ... سقتك روايا المزن حيث تصوب وقال رجل من عبد القيس، جاهلى، يمدح بعض الملوك: ولست لانسىّ ولكن لملأك ... تنزّل من جوّ السماء يصوب «3»
[سورة البقرة (2) : آية 22]
«الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً» (22) أي مهادا ذللها لكم فصارت مهادا. «فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً» (22) «1» واحدها ندّ، معناها: أضداد، قال حسّان: أتهجوه ولست له بندّ ... فشرّكما لخيركما الفداء «2» «فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ» (23) أي من مثل القرآن، وإنما سمّيت سورة لأنها مقطوعة من الأخرى. وسمّى القرآن قرآنا لجماعة السور. «وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ» (24) : حطبها الناس، والوقود مضموم الأول التلهب. «وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً» (25) أي يشبه بعضه بعضا، وليس من الاشتباه عليك، ولا مما يشكل عليك. «وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ» (25) واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء. «وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ» (2/ 35) . «لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً» (26) معناها: أن يضرب
[سورة البقرة (2) : آية 30]
مثلا بعوضة، «ما» توكيد للكلام من حروف الزوائد، قال النابغة الذبياني: قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا ونصفه فقد «1» أي حسب، و «ما» هاهنا حشو. قال: «2» وسأل يونس رؤبة عن قول الله تعالى «ما بَعُوضَةً» ، فرفعها، وبنو تميم يعملون آخر الفعلين والأداتين فى الاسم، وأنشد رؤبة بيت النابغة مرفوعا: قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا ونصفه فقد (42) «فَما فَوْقَها» (26) : فما دونها «3» فى الصغر. «وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ» (30) : الهمزة فيها مجتلبة، لأن واحدها ملك بغير همزة، قال الشاعر فهمز: ولست لإنسىّ ولكن لملأك ... تنزّل من جوّ السماء يصوب (40) «أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها» (30) جاءت على لفظ الاستفهام، والملائكة لم تستفهم ربّها، وقد قال تبارك وتعالى: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» (30) ولكن معناها معنى الإيجاب: أي انك ستفعل. وقال جرير، فأوجب ولم يستفهم، لعبد الملك بن مروان:
[سورة البقرة (2) : آية 31]
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح «1» وتقول وأنت تضرب الغلام على الذنب: ألست الفاعل كذا؟ ليس باستفهام ولكن تقرير. «نُقَدِّسُ لَكَ» (30) نطهّر، التقديس: التطهير. و «نُسَبِّحُ» (30) نصلىّ، تقول: قد فرغت من سبحتى، أي من صلاتى. «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها» (31) اسماء الخلق، «ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ» (31) أي عرض الخلق. «سُبْحانَكَ» (32) تنزيه للرب، وتبرؤ، قال الأعشى تبرءا وتكذيبا لفخر علقمة: أقول لمّا جاءنى فخره ... سبحان من علقمة الفاخر «2» «وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا» (34) معناه: وقلنا للملائكة، وإذ من «3»
حروف الزوائد، وقال الأسود بن يغفر: فإذا وذلك لا مهاه لذكره ... والدهر يعقب صالحا بفساد «1» ومعناها: وذلك لا مهاه لذكره، لا طعم ولا فضل وقال عبد مناف بن ربع الهذلىّ وهو آخر قصيدة: حتى إذا أسلكوهم فى قتائدة ... شلّا كما تطرد الجمّالة الشردا «2» معناه: حتى أسلكوهم
[سورة البقرة (2) : آية 35]
«فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ» (34) نصب إبليس على استثناء قليل من كثير، ولم يصرف إبليس لأنه أعجمى. «وَقُلْنا يا آدَمُ» (35) هذا شىء تكلمت به العرب، تتكلم بالواحد على لفظ الجميع. «وَكُلا مِنْها رَغَداً» (35) الرغد: الكثير الذي لا يعنّيك من ماء أو عيش أو كلأ أو مال، يقال: قد أرغد فلان، أي أصاب عيشا واسعا، «1» قال الأعشى: زبدا بمصر يوم يسقى أهلها ... رغدا تفجّره النبيط خلالها «2» «فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ» (36) أي استزلهما. «وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» (36) إلى غاية ووقت. «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ» (37) أي قبلها وأخذها عنه، قال أبو مهدى، «3» وتلا علينا آية فقال: تلقيتها من عمّى، تلقّاها عن أبى هريرة، تلقّاها عن النبي عليه السلام.
[سورة البقرة (2) : آية 45]
«إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ» (33) أي يتوب على العباد، والتوّاب من الناس: الذي يتوب من الذنب. «وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ» (45) العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره: الذي يلى الفعل، قال عمرو بن امرى، القيس من الخزرج: نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأى مختلف «1» الخبر للآخر وفى القرآن مما جعل معناه على الأول قوله: «وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها» (62/ 11) ، «الخاشعون» (45) المخبتون المتواضعون. «الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ» (46) معناها: يوقنون، فالظن على وجهين: يقين، وشك قال دريد بن الصّمّة: «2»
[سورة البقرة (2) : آية 49]
فقلت لهم ظنّوا بألفى مدجّج ... سراتهم فى الفارسىّ المسرّد ظنّوا أي أيقنوا: فلما عصونى كنت منهم وقد أرى ... غوايتهم واننى غير مهتد أي حيث تابعتهم وجعله يقينا. «يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ» (49) [يولونكم أشدّ العذاب] . «1» «وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ» (49) أي ما ابتليتم من شدة، وفى موضع آخر: البلاء الابتلاء، يقال: الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من يلوته، ويقال: له عندى بلاء عظيم أي نعمة ويد، وهذا من: ابتليته خيرا. «آلَ فِرْعَوْنَ» (50) قومه وأهل دينه، ومثلها: «أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ» (40/ 46) . «آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ» (53) أي التوراة. «وَالْفُرْقانَ» (53) ما فرّق بين الحق والباطل.
[سورة البقرة (2) : آية 54]
«وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ» (54) ، معناها: وقال موسى لقومه. «بارِئِكُمْ» (54) : خالقكم من برأت. «الْمَنَّ» (57) شىء كان يسقط فى السّحر على شجرهم فيجبتنونه حلوا يأكلونه. «وَالسَّلْوى» (57) : طائر [بعينه، وهو الذي سمّاه المولّدون سمانى] . «وَقُولُوا حِطَّةٌ» (58) رفع، وهى مصدر من حطّ عنا ذنوبنا تقديره مدّة من مددت، حكاية أي قولوا: هذا الكلام، فلذلك رفع. «1» «الرجز» (59) : العذاب. «وَلا تَعْثَوْا» (60) : أي لا تفسدوا، من عثيت تعثى عثوّا، وعثا يعثوا عثوا وهو أشدّ الفساد. [ «وَفُومِها» ] (61) : الفوم: الحنطة، «2» وقالوا: هو الخبز.
[سورة البقرة (2) : آية 62]
«اهْبِطُوا مِصْراً» (61) من الأمصار لأنهم كانوا فى تيه. قالوا: اثنى عشر فرسخا فى ثمانية فراسخ يتيهون متحيرين لا يجاوزون ذلك إلّا أن الله ظلّل عليهم بالغمام، وآتاهم رزقهم هذا المنّ والسّلوى، وفجّر لهم الماء من هذه الحجارة، وكان مع كل سبط حجر غير عظيم يحملونه على حمار، فاذا نزلوا وضعوا الحجر فبجس الله لهم منه الماء. وبعض حدود التيه بلاد أرض بيت المقدس إلى قنّسرين. «1» «الذِّلَّةُ» (61) : الصّغار «وَالْمَسْكَنَةُ» (61) : مصدر المسكين، يقال: ما فى بنى فلان أسكن من فلان أي أفقر منه. «باؤُ بِغَضَبٍ» (61) : أي احتملوه. «الَّذِينَ هادُوا» (62) أي الذين تابوا ممن تهوّد (؟) أي هدنا إلى ربنا.
[سورة البقرة (2) : آية 63]
«وَالصَّابِئِينَ» (62) : يقال: صبأت من دينك إلى دين آخر، إذا خرجت، كما تصبأ النجوم تخرج من مطالعها. [ويقال صبأت ثنية إذا طلعتها] «الطُّورَ» (63) جبل، كان رفع عليهم حيث قيل لهم: «قُولُوا حِطَّةٌ» (58) . «خاسِئِينَ» (65) : مبعدين، «1» يقال: خسأته عنى وخسأت الكلب، باعدته وخسأ الرجل، إذا تباعد. «إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ» (68) : لا فارض: مسنّة، ولا بكر: صغيرة. «بَيْنَ ذلِكَ» (68) : والعرب تقول: لا كذا ولا كذا ولكن بين ذلك فمجاز هذه الآية: بين هذا الوصف، ولذلك قال: بين ذلك، وقال رؤبة: فيها خطوط من سواد وبلق «2» فالخطوط مؤنثة والسواد والبلق اثنان، ثم قال: كأنه فى الجلد توليع البهق
[سورة البقرة (2) : آية 69]
قال أبو عبيدة فقلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقل: كأنهما، فقال: كأنّ ذاك ويلك توليع البهق، ثم رجع إلى السواد والبلق والخطوط فقال: يحسبن شاما أو رقاعا من بنق «1» جماعة شأمة. «بَقَرَةٌ صَفْراءُ» (69) إن شئت صفراء، وإن شئت سوداء، «2» كقوله: «جِمالَتٌ صُفْرٌ» (77/ 33) أي سود. «فاقِعٌ لَوْنُها» (69) أي ناصع. «إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها» (71) أي لون سوى لون جميع جلدها. «قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ» (73) أي الآن تبيّنا ذلك، ولم تزل جائيا بالحق.
[سورة البقرة (2) : آية 72]
«فَادَّارَأْتُمْ فِيها» (72) : اختلفتم فيها من التدارئ والدرء. «فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها» (73) : أي اضربوا القتيل ببعضها، ببعض البقرة. «وَيُرِيكُمْ آياتِهِ» (73) : أي عجائبه، ويقال: فلان آية من الآيات، أي عجب من العجب، ويقال: اجعل بينى وبينك آية أي علامة، وآيات: بينات، أي علامات وحجج، والآية من القرآن: كلام متصل إلى انقطاعه. «قَسَتْ قُلُوبُكُمْ» (74) أي جفت، والقاسي: الجافي اليابس. «أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ» (76) : أي بما منّ الله عليكم، وأعطاكم دونهم. «أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً» (80) : أي وعدا، والميثاق: العهد يوثق له. [ «لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ» ] (84) : سفك دمه: أي صبّ دمه كما يسفح نحي السمن يهريقه. «وَقَفَّيْنا» (87) : أي أردفنا، من يقفوه. «وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» (87) أي شدّدناه وقوّيناه، ورجل ذو أيد وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
[سورة البقرة (2) : آية 88]
من أن تبدّلت بآدى آدا «1» «وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ» (51/ 47) أي: بقوة. «قُلُوبُنا غُلْفٌ» (88) : «2» كل شىء فى غلاف، ويقال: سيف أغلف، وقوس غلفاء، ورجل أغلف: إذا لم يختتن. [ «قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ» (41/ 5) : أي فى أغطية واحدها كنان، قال عمر بن أبى ربيعة: تحت عين كنانها ... ظلّ برد مرحّل] «3» «لَعَنَهُمُ اللَّهُ» (88) : أي أطردهم وأبعدهم، قالوا: ذئب لعين، أي مطرود مبعد، وقال الشّماخ: ذعرت به القطا ونفيت عنه ... مقام الذئب كالرجل اللّعين «4» يريد: مقام الذئب اللعين كالرجل.
[سورة البقرة (2) : آية 89]
«يَسْتَفْتِحُونَ» (89) : يستنصرون. «1» «وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ» (91) : أي بما بعده. «وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ» (93) : سقوه حتى غلب عليهم مجازه مجاز المختصر أشربوا فى قلوبهم العجل: حبّ العجل، وفى القرآن: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (12/ 82) ، مجازها: أهل القرية، وقال النابغة الذبياني: كأنك من جمال بنى أقيش ... يقعقع خلف رجليه بشنّ «2» أقيش: حى من الجن، «3» أضمر جملا يقعقع خلف رجليه بشن، وقال الأسدىّ: كذبتم وبيت الله لا تنكحونها ... بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب «4» أضمر التي شاب قرناها وقال أبو أسلم، «5» وأوتى بطعام قبل طعام، فقال:
[سورة البقرة (2) : آية 96]
الذي قبل أطيب. «بِمُزَحْزِحِهِ» (96) بمبعده. «مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» (97) أي لما كان قبله. «نَبَذَ فَرِيقٌ» (101) أي بعض نبذه: تركه، وقال أبو الأسود الدّؤلىّ، قال أبو عبيدة: أخذ من الدألان، واختار الدّؤلى: نظرت إلى عنوانه فنبذته ... كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا «1» «فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ» (102) : من نصيب خير. «وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ» (102) أي تتبّع (؟) ، وتتلو: تحكى وتكلم به كما تقول: يتلو كتاب الله أي يقرؤه. «وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ» (102) أي: باعوا به أنفسهم، وقال ابن مفرّغ الحميرىّ: وشريت بردا ليتنى ... من بعد برد كنت هامه «2» أي بعته.
[سورة البقرة (2) : آية 104]
«لَمَثُوبَةٌ» (102) : من الثواب. «راعِنا» (104) : من راعيت إذا لم تنوّن، ومن نوّن جعلها كلمة نهوا عنها راعيت: حافظت وتعاهدت. «أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ» (105) ، قال أبو ذؤيب: جزيتك ضعف الحب لما استثبته ... وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى «1» أي أحد قبلى، [استثبته: استغللته] . «ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ» (106) أي: ننسخها بآية أخرى، / «أَوْ نُنْسِها» «2» من النّسيان: [نذهب بها] ، ومن همزها جعلها من نؤخرها [من التأخير، ومن قال: ننسوها كان مجازها تمضيها، وقال جرير: ولا أنسأتكم غضبى «3» ونسأت الناقة: سقتها، وقال طرفة:
[سورة البقرة (2) : آية 108]
وعنس كألواح الإران نسأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد «1» يعنى أنه يسوقها ويمضيها] . «نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها» (106) أي نأتيك منها بخير. «سَواءَ السَّبِيلِ» (108) أي وسطه، قال عيسى بن عمر: «2» ما زلت أكتب حتى انقطع سوائى: أي وسطى، «3» وقال حسّان بن ثابت يرثى عثمان بن عفّان: يا ويح أنصار النبي ونسله ... بعد المغيّب فى سواء الملحد «4» «فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا» (109) عن المشركين، وهذا قبل أن يؤمر بالهجرة والقتال فكل أمر نهى عنه عن مجاهدة الكفار فهو قبل أن يؤمر بالقتال، «5» وهو مكى.
[سورة البقرة (2) : آية 110]
«وَآتُوا الزَّكاةَ» (110) أي أعطوا. «بُرْهانَكُمْ» (111) بيانكم وحجتكم. «بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ» (112) ذهب إلى لفظ الواحد، والمعنى يقع على الجميع. «وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» (112) (؟) «يَتْلُونَ الْكِتابَ» (113) : يقرؤنه. «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ» (115) : ما بين قطرى المغرب وما بين قطرى المشرق، والمشارق والمغارب فيهما: فهو مشرق كلّ يوم تطلع فيه الشمس من مكان لا تعود فيه إلى قابل، «1» والمشرقين والمغربين: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، وكذلك مغربهما، «2» [القطر والقتر والحدّ والتّخوم واحد] . «إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ» (115) أي جوا يسع لما يسأل. «قانِتُونَ» (116) «3» كل مقرّ بأنه عبد له قانتات: مطيعات.
[سورة البقرة (2) : آية 117]
«بَدِيعُ» (117) : مبتدع، وهو البادئ الذي بدأها. «وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» (117) أي أحكم أمرا، قال أبو ذؤيب: وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السّوابغ تبّع «1» أي أحكم عملهما، فرفع «فيكون» لأنه ليس عطفا على الأول، ولا فيه شريطة فيجازى، إنما يخبر أن الله تبارك وتعالى إذا قال: كن، كان. «لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ» (118) : هلّا يكلمنا الله، وقال الأشهب ابن رميلة: تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ... بنى ضوطرى لولا الكمي المقنّعا «2»
[سورة البقرة (2) : آية 120]
يقول: هلّا تعدّون الكمىّ المقنّعا، [يقال رجل ضوطرى وامرأة ضوطرة: أي ضخمة كثيرة الشحم ومثله ضيطار] . «حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ» (120) أي دينهم، والملل: الأديان. «يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ» (121) أي يحلّون حلاله، ويحرّمون حرامه. «وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» (121) وقع على الجميع. «لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً» (123) أي لا تغنى. «1» «وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ» (123) : أي مثل، [يقال: هذا عدل هذا والعدل الفريضة، والصّرف النافلة وقال أبو عبيدة: العدل «2» المثل والصّرف المثل، والعدل الفداء، قال الله تبارك وتعالى: «وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ» (6/ 70) ] .
[سورة البقرة (2) : آية 124]
«وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ» (124) أي اختبره. «مَثابَةً» (125) مصدر «يثوبون إليه» أي يصيرون إليه. «1» [ «وَالْعاكِفِينَ» ] (125) : العاكف أي المقيم. والركّع السّجود (125) : الذين يركعون ويسجدون [والراكع العاثر من الدواب قال الشاعر: على قرواء تركع فى الظّراب «2» الظراب: الجبال الصغار قال لبيد: أخبر أخبار القرون التي مضت ... أدبّ كأنّى كلما قمت راكع] «3» «قواعد البيت» (127) : أساسه، «4» مخفف، والجميع أسس، وجماع
[سورة البقرة (2) : آية 128]
الأسّ إذا ضممته آساس، تقديره: أفعال [ «وَالْقَواعِدُ» : الواحد من قواعد البيت قاعدة. والواحدة من قواعد النسا قاعدة، وقاعد أكثر، قال الكميت ابن زيد: فى ذروة من يفاع أوّلهم ... زانت عواليها قواعدها 66 وقال أيضا: وعادية من بناء الملوك ... تمتّ قواعد منها وسورا] 67 واحدها قاعدة. «يَرْفَعُ» (127) أي يبنى. «وَأَرِنا مَناسِكَنا» (128) أي علّمنا، قال حطائط بن يعفر: أرينى جوادا مات هزلا لأننى ... أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا «1» [لأننى بفتح اللام] ، أراد: دلّينى ولم يرد رؤية العين، ومعنى «لأننى» لعلنى.
[سورة البقرة (2) : آية 129]
«وَيُزَكِّيهِمْ» (129) أي يطهّرهم، قال: «نَفْساً زَكِيَّةً» (18/ 75) أي مطهّرة. «سَفِهَ نَفْسَهُ» (130) أي أهلك نفسه وأوبقها، «1» تقول: سفهت نفسك. «اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ» (132) أي أخلص لكم الدين، من الصفوة. «أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ» (133) «أم» تجىء بعد كلام قد انقطع، وليست فى موضع هل، ولا ألف الاستفهام، قال الأخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظّلام من الرّباب خيالا «2»
[سورة البقرة (2) : آية 135]
[يقول: كذبتك عينك، هل رأيت، أو بل رأيت] . «قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ» (134) والعرب تجعل العم والخال أبا. [قال أبو عبيدة: لم أسمع من حمّاد «1» هذا، قال حماد بن زيد عن أيوب، «2» عن عكرمة: إنّ النبي صلّى الله عليه قال يوم الفتح، حيث بعث العباس إلى أهل مكة: ردّوا علىّ أبى فإنّى أخاف أن يفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة ابن مسعود، «3» ثم قال: لئن فعلوا، لأضرمنّها عليهم نارا، وكان النبي صلى الله عليه بعث عروة إلى ثقيف، يدعوهم إلى الله، فرقى فوق بيت، ثم ناداهم إلى الإسلام فرماه رجل بسهم، فقتله] . «4» «بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ» (135) : انتصب، لأن فيه ضمير فعل، كأن مجازه بل اتبعوا ملة إبراهيم، أو: عليكم ملة إبراهيم.
[سورة البقرة (2) : آية 137]
«حَنِيفاً» (135) : الحنيف فى الجاهلية من كان على دين إبراهيم، ثم سمّى من اختتن وحج البيت حنيفا لما تناسخت السنون، وبقي من يعبد الأوثان من العرب قالوا: نحن حنفاء على دين إبراهيم، ولم يتمسكوا منه إلا بحج البيت، والختان والحنيف اليوم: المسلم. «1» [قال ذو الرمة: إذا خالف الظّل العشىّ رأيته ... حنيفا ومن قرن الضّحى يتنصّر «2» يعنى الحرباء] . «فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ» (137) ، مصدر شاققته وهو المشاقّة أيضا، [وشاقّه: باينه، قال النابغة الجعدىّ: وكان إليها كالذى اصطاد بكرها ... شقاقا وبغضا او أطمّ وأهجرا] «3»
[سورة البقرة (2) : آية 138]
ومجازه: حارب، وعصى. «صِبْغَةَ اللَّهِ» (138) أي دين الله، وخلقته التي خلقه عليها، وهى فطرته، من فاطر أي خالق. «أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ» (140) أم فى موضع ألف الاستفهام، ومجازها: أتقولون. «أُمَّةً وَسَطاً» (143) أي عدلا خيارا، ومنه قولهم: فلان واسط فى عشيرته، أي فى خيار عشيرته. [وقال غيلان: وقد وسطت مالكا وحنظلا «1» أي صرت من أوسطهم وخيارهم] . وواسط: فى موضع وسط، كما قالوا: ناقة يبس ويابسة الخلف. «رؤف» (143) : فعول من الرأفة، وهى أشدّ الرحمة. [قال الكميت: وهم الأرأفون بالناس فى الرأ ... فة والأحلمون فى الأحلام] «2»
[سورة البقرة (2) : آية 144]
«شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» (144) أي قصد المسجد الحرام، قال الهذلىّ: إنّ العسير بها داء مخامرها ... فشطرها نظر العينين محسور «1» [العسير: الناقة التي لم تركب] ، شطرها: نحوها، وقال ابن أحمر: تعدو بنا شطر جمع وهى عاقدة ... قد كارب العقد من إيقادها الحقبا «2» إيقادها: سرعتها. «بِكُلِّ آيَةٍ» (145) أي علامة، وحجة. َ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها» (148) أي موجّهها. «لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» (150) موضع «إلّا» هاهنا ليس بموضع استثناء، إنما هو موضع واو الموالاة، ومجازها: لئلا يكون للناس عليكم حجة، وللذين ظلموا، وقال الأعشى:
[سورة البقرة (2) : آية 157]
إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا «1» ومعناه: وخارجة، وقال عنز بن دجاجة المازنىّ: من كان أسرع فى تفرّق فالج ... فلبونه جربت معا وأغدّت «2» إلّا كناشرة الذي ضيّعتم ... كالغصن فى غلوائه المتنبّت غلوائه: سرعة نباته، يريد: وناشرة الذي ضيعتم، لأن بنى مازن يزعمون أن فالجا الذي فى بنى سليم، وناشرة الذي فى بنى أسد: هما، ابنا مازن. «أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ» 157 يقول: ترحّم من ربهم، قال الأعشى:
[سورة البقرة (2) : آية 158]
تقول بنتي إذا قرّبت مرتحلا ... يا ربّ جنّب أبى الأوصاب والوجعا «1» عليك مثل الذي صلّيت فاغتمضى ... نوما فإن لجنب المرء مضطجعا فمن رفع «مثل» جعله: عليك مثل ذلك الذي قلت لى ودعوت لى به، ومن نصبه جعله أمرا يقول: عليك بالترحم والدعاء لى. «شَعائِرِ اللَّهِ» (158) : واحدتها شعيرة، وهى فى هذا الموضع: ما أشعر لموقف أو مشعر أو منحر أي أعلم لذاك. وفى موضع آخر: الهدى، إذا أشعرها، وهو أن يقلّدها، أو يحلّلها فأعلم أنها هدى، والأصل: أن يشعرها بحديدة فى سنامها من جانبها الأيمن: يطعنها حتى يخرج الدم. «وَالْفُلْكِ» (164) : تقع على الواحد، وعلى الجميع، وهى السفينة والسّفن، والعرب تفعل ذلك قالوا: هى الطّرفاء، وهذه الطّرفاء. «2» «وَبَثَّ فِيها» (164) أي فرّق وبسط، «وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ» (88/ 16) أي متفرقة مبسوطة. «وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» (165) أي يعلم، وليس برؤية عين.
[سورة البقرة (2) : آية 166]
«وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ» (166) أي الوصلات التي كانوا يتواصلون عليها فى الدنيا، واحدتها «وصلة» . [ «حَسَراتٍ» ] (167) : الحسرة أشدّ الندامة. «خُطُواتِ الشَّيْطانِ» (168) هى الخطى، واحدتها: خطوة، ومعناها: اثر الشيطان. «أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا» (168) : أي وجدنا. «أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً» (170) ، الألف ليست ألف [الاستفهام] أو الشك، إنما خرجت مخرج الاستفهام تقريرا بغير الاستفهام. «أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً» أي: وإن كان آباؤهم. «وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ» (170) ، إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به وهى الغنم تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها والعرب تريد الشيء فتحوّله إلى شىء من سببه، يقولون: أعرض الحوض على الناقة وإنما تعرض الناقة على الحوض، ويقولون: هذا القميص لا يقطعنى، ويقولون: أدخلت القلنسوة
[سورة البقرة (2) : آية 173]
فى رأسى، وإنما أدخلت رأسك فى القلنسوة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفى القرآن: «ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ» (28/ 36) ما إنّ العصبة لتنوء بالمفاتح: «1» أي تثقلها. والنعيق: الصياح بها، قال الأخطل: انعق بضأنك يا جرير فإنما ... منّتك نفسك فى الخلاء ضلالا «2» «وَما أُهِلَّ بِهِ» (173) أي وما أريد به، وله مجاز آخر، أي: ما ذكر عليه من أسماء آلهتهم، ولم يرد به الله عز وجل. جاء فى الحديث: أرايت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهلّ أليس مثل ذلك يطلّ. «3» «غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ» (173) أي لا يبغى فيأكله غير مضطر إليه، ولا عاد شبعه. «فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» (175) «ما» فى هذا الموضع فى معنى الذي، فمجازها: ما الذي صبرهم على النار، ودعاهم إليها، وليس بتعجب.
[سورة البقرة (2) : آية 177]
«لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» (177) ، «1» فالعرب تجعل المصادر صفات، فمجاز البرّ هاهنا: مجاز صفة ل «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» ، وفى الكلام: ولكن البارّ من آمن بالله، قال النابغة: وقد خفت حتى ما تزيد مخافتى ... على وعلى فى ذى القفارة عاقل «2» «وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ» (177) رفعت على موالاة قوله: «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» وفى وفعل «وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ» ، ثم أخرجوا «وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ» (177) من الأسماء المرفوعة، والعرب تفعل ذلك إذا كثر الكلام سمعت من ينشد بيت خرنق بنت هفّان من بنى سعد بن ضبيعة، رهط الأعشى: لا يبعدن قومى الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر «3»
[سورة البقرة (2) : آية 178]
النازلين بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر فيخرجون البيت الثاني من الرفع إلى النصب، ومنهم من يرفعه على موالاة أوله فى موضع الرفع. «فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ» (178) أي ترك له. «مِنْ مُوصٍ جَنَفاً» (182) أي جورا عن الحق، وعدولا، قال عامر الخصفيّ: هم المولى وقد جنفوا علينا ... وإنّا من لقائهم لزور «1» جنفوا: أي جاروا، والمولى هاهنا فى موضع الموالي، أي بنى العم، كقوله: «يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (22/ 5) . «2» «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ» (183) أي فرض عليكم.
[سورة البقرة (2) : آية 186]
«فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي» (186) أي يجيبونى قال كعب الغنوىّ: وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب «1» أي فلم يجبه عند ذاك مجيب. «لَيْلَةَ الصِّيامِ» (187) : مجازها ليل الصيام، والعرب تضع الواحد فى موضع الجميع، قال عامر الخصفيّ: هم المولى وقد جنفوا علينا ... وإنّا من لقائهم لزور (82) «الرَّفَثُ» (188) أي الإفضاء إلى نسائكم، أي النكاح. «هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ» (187) : يقال لامرأة الرجل: هى فراشه، ولباسه وإزاره، ومحل إزاره، «2» قال الجعدي: تثنّت عليه فكانت لباسا «3»
[سورة البقرة (2) : آية 188]
«الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» (187) : الخيط الأبيض: هو الصبح المصدّق، والخيط الأسود هو الليل، والخيط هو اللون. [ «فريقا» ] (188) : الفريق هى الطائفة. «وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها» (189) : البرّ هنا: فى موضع البار، ومجازها: اى اطلبوا البرّ من أهله ووجهه ولا تطلبوه عند الجهلة المشركين. «1» «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ» (19) أي الكفر أشدّ من القتل فى أشهر الحرم، يقال: رجل مفتون فى دينه أي كافر. «التَّهْلُكَةِ» (195) والهلاك، والهلك، والهلك واحد. «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ» (196) : والمعنى: أن العمرة ليست بمفترضة، وإنما نصبت على ما قبلها قال أبو عبيدة: وأخبرنا ابن عون» عن الشّعبى أنه كان
يقرأ «وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ» «1» يرفع العمرة، ويقول: إنها ليست بمفترضة. ومن نصبها أيضا جعلها غير مفترضة. «فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ» (196) أي إن قام [بكم] بعير، أو مرضتم، أو ذهبت نفقتكم، أو فاتكم الحجّ، فهذا [كله] محصر، والمحصور: الذي جعل فى بيت، أو دار، أو سجن. [ «الهدى» ] (196) قال يونس: «2» كان أبو عمرو يقول فى واحد «الهدى» : هدية، تقديرها جدية السرج، والجميع الجدى، مخفف. قال أبو عمرو: ولا أعلم حرفا يشبهه. «3»
[سورة البقرة (2) : آية 197]
[أو نسك] (196) : النّسك أن ينسك، يذبح لله، فالذبيحة النسيكة. «فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ» (196) ، العرب تؤكد الشيء وقد فرغ منه فتعيده بلفظ غيره تفهيما وتوكيدا. «فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ» (197) من أو ذم فى الحج: أي فرضه عليه أي ألزمه نفسه. «فَلا رَفَثَ» (197) أي لا لغا «1» من الكلام، قال العجاج: عن اللّغا ورفث التكلّم (85) «وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ» (197) أي لا شك فيه أنه لازم فى ذى الحجة، هذا فيمن قال: «جِدالَ» ومن قال: «لا جِدالَ فِي الْحَجِّ» : من المجادلة. «2»
[سورة البقرة (2) : آية 198]
«فَإِذا أَفَضْتُمْ» (198) أي رجعتم من حيث جئتم. [معدودات] (203) : المعدودات: أيام التشريق المعلومات: عشر ذى الحجة. «أَلَدُّ الْخِصامِ» (204) : شديد الخصومة، ويقال للفاجر: أبلّ وألدّ، ويقال: قد بللت ولددت بعدي مصدره اللدد، والجميع: قوم لدّ، قال المسيّب بن علس: ألا تتّقون الله يا آل عامر ... وهل يتّقى الله الإبل المصمّم «1» «وَلَبِئْسَ الْمِهادُ» (206) : الفراش. «يَشْرِي نَفْسَهُ» (207) : يبيعها. «السِّلْمِ» (208) : الإسلام، والسّلم يؤنث ويذكر، قال حاجز الأزدىّ: وإنّ السّلم زائدة نواه «2»
[سورة البقرة (2) : آية 212]
وفى موضع آخر الصلح. «كَافَّةً» (208) : جميعا يقال: إنه لحسن السّلم. «وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ» (212) : أي أفضل منهم. «بِغَيْرِ حِسابٍ» (212) بغير محاسبة. «أُمَّةً واحِدَةً» (213) أي ملّة واحدة. «أَمْ حَسِبْتُمْ [أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ] » (214) أي أحسبتم «أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ» . «خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ» (214) أي مضوا. «وَزُلْزِلُوا» (214) أي خوّفوا. «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ» (217) مجرور بالجوار «1» لما كان بعده «فِيهِ» كناية للشهر الحرام، وقال الأعشى: لقد كان فى حول ثواء ثويته ... تقضّى لبانات ويسأم سائم «2»
[سورة البقرة (2) : آية 219]
«حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ» (217) أي بطلت وذهبت. «الْمَيْسِرِ» (218) القمار. «قُلِ الْعَفْوَ» (218) أي الطاقة التي تطيقها والقصد، تقول: خذ ما عفا لك، أي ما صفا لك. «1» «لَأَعْنَتَكُمْ» (220) أي لأهلككم، «2» من العنت. «نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ» (223) كناية، وتشبيه، قال: «فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ» (223) . «وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ» (224) أي نصبا. و «اللغو» (225) : لا والله، وبلى والله، وليس بيمين تقتطع بها مالا أو تظلم بها. [يولون] (225) : يولى يحلف، من الأليّة وهى اليمين، ألوة، وأليّة اليمين قال أوس بن حجر: علىّ أليّة عتقت قديما ... فليس لها وإن طلبت مرام «3» «فَإِنْ فاؤُ» (226) أي رجعوا عن اليمين.
[سورة البقرة (2) : آية 228]
[يتربّصن] (228) : والتربّص [أن] «1» لا تقدم على زوج حتى تقضى ثلاثة قروء «2» واحدها: قرء، فجعله بعضهم «الحيضة» ، وقال بعضهم: الطهر، قال الأعشى: وفى كل عام أنت جاشم غزوة ... تشدّ لأقصاها عزيم عزائكا «3» مؤرّثة مالا وفى الأصل رفعة ... لما ضاع فيها من قروء نسائكا وكلّ قد أصاب، لأنه خروج من شىء إلى شىء فخرجت من الطهر إلى الحيض، ومن قال: بل هو الطهر فخرجت من الحيض إلى الطهر. وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم، إذا غابت. «4» «وَبُعُولَتُهُنَّ» (228) : الأزواج، واحدها بعل. «دَرَجَةٌ» (228) : منزلة. «إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ» (229) معناها: إلّا أن يوقنا. «فَإِنْ خِفْتُمْ» (229) هاهنا: فإن أيقنتم. «إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ» (230) أي أيقنا.
[سورة البقرة (2) : آية 232]
«فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ» (232) : منتهى كل قرء أو شهر، فإذا فبلغن أجلهن «فَلا تَعْضُلُوهُنَّ» (232) فى هذا الموضع: منتهى العدّة الوقت الذي وقّت الله ثم قال: «تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ» (232) أي تزويجا صحيحا «فَلا تَعْضُلُوهُنَّ» (232) أي لا تحبسوهن، ونرى أن أصله من التعضيل. «لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها» (223) رفع، خبر، ومن قال: «لا تُضَارَّ» «1» بالنصب فإنما أراد «لا تضارر» ، نهى. «فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ» (235) أي فى عدّتهن أن تقول: إنى أريد أن أتزوجك وإن قضى شىء كان. «لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا» السرّ: الإفضاء بالنكاح، قال الحطيئة: ويحرم سرّ جارتهم عليهم ... ويأكل جارهم أنف القصاع «2»
[سورة البقرة (2) : آية 236]
أي ما استأنفت وقال رؤبة بن العجّاج: فعفّ عن إسرارها بعد العسق «1» يعنى غشيانها، أراد الجماع. قال امرؤ القيس بن حجر الكندىّ: ألا زعمت بسباسة اليوم أنّنى ... كبرت وألا يحسن السرّ أمثالى «2» «الْمُقْتِرِ» (236) يقال: قد أقتر فلان، إذا كان مقّلا، قال الشاعر: ولا من ربيع المقترين رزئته ... بذي علق فاقنى حياءك واصبري «3» «إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ» (237) هن: يتركن، يهبن، عفوت لك عن كذا وكذا: تركته لك. «فَرِجالًا» (139) : واحدها: راجل، مثل قيام وقائم. «وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ» (241) : كانوا إذا طلّقوا يمتعونها من المقنعة فما فوق ذلك متعها وحمّمها: أي أعطاها.
[سورة البقرة (2) : آية 246]
«الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ» (246) : وجوههم، وأشرافهم، «1» ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجعوا من بدر سمع رجلا من الأنصار يقول: إنما قتلنا عجائز صلعا، «2» فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: أولئك الملأ من قريش لو احتضرت فعالهم، أي حضرت، احتقرت فعالك مع فعالهم. «هَلْ عَسَيْتُمْ» (246) : هل تعدون أن تفعلوا ذلك. «بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ» (247) أي زيادة، وفضلا وكثرة. «3» «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً» (247) : علامات، وحججا. «مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ» (249) : مختبركم. [ «غرفة» ] (249) الغرفة مصدر، والغرفة: ملء الكف. «يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ» (249) يوقنون. «فِئَةٍ» (249) : جماعة. «أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً» (250) : «4» أنزل علينا.
[سورة البقرة (2) : آية 254]
«خُلَّةٌ» (254) : مصدر الخليل، وتقول: فلان خلّتى: أي خليلى، قال أوفى بن مطر المازنىّ: ألا أبلغا خلتى جابرا ... بأن خليلك لم يقتل «1» يقال: فلان خلّتى: أي خليلى. «الْقَيُّومُ» (255) : القائم وهو الدائم الذي لا يزول، وهو فيعول. [ «سِنَةٌ» ] (255) السّنة: النّعاس، والوسنة النّعاس أيضا. قال عدى بن الرّقاع: وسنان أقصده النّعاس فرنقت ... فى عينه سنة وليس بنائم «2» «وَلا يَؤُدُهُ» (255) : ولا يثقله، تقول: لقد آدانى هذا الأمر، وما أداك فهو لى آئد، «3» قال الكميت:
[سورة البقرة (2) : آية 256]
علينا كالنّهاء مضاعفات ... من الماذى لم تؤد المتونا «1» تقول: ما أثقلك فهو لى مثقل. [ «لَا انْفِصامَ لَها» (256) أي لا تكسر، وقال الكميت: فهم الآخذون من ثقة الأمر ... بتقواهم وعرى لا انفصام لها] «2» [ «بِالطَّاغُوتِ» ] (256) : الطاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والانس شياطينهم. «العروة الوثقى» (256) شبّه بالعرى التي يتمسك بها. «أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ» (257) فى موضع جميع لقوله: «يُخْرِجُونَهُمْ» (257) ، والعرب تفعل هذا، قال: فى حلقكم عظم وقد شجينا» وقال العباس بن مرداس: فقلنا أسلموا إنا أخوكم ... فقد برئت من الإحن الصّدور «4» «فَبُهِتَ» (258) : انقطع، وذهبت حجته، «5» وبهت: أكثر الكلام، وبهت إن شئت.
[سورة البقرة (2) : آية 259]
«خاوِيَةٌ» (259) : لا أنيس بها، «عَلى عُرُوشِها» على بيوتها وأبنيتها. «لَمْ يَتَسَنَّهْ» (259) : «1» لم تأت عليه السنون فيتغير، وهذا فى قول من قال للسنة: «سنية» مصغرة، وليست من الأسن المتغير، ولو كانت منها لكانت ولم يتأسن. [ «ننشرها» (259) : «2» نحييها ومن قال: «نُنْشِزُها» قال: ننشز بعضها إلى بعض] . «فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» (260) : «3» فمن جعل من صرت تصور، ضمّ، قال: «فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» «4» ضمّهن إليك، ثم اقطعهن. «ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً» : فمن جعل من «صرت قطّعت وفرّقت» قال: خذ أربعة من الطير إليك فصرهن إليك أي قطعهن ثم ضع على كل جبل منهن جزءا قالت خنساء:
لظلت الشّمّ منها وهى تنصار «1» الشّمّ: الجبال، تنصار: تقطع وتصدع وتفلق وأنشد بعضهم بيت أبى ذؤيب: فانصرن من فزع وسدّ فروجه ... غبر ضوار وافيان وأجدع «2» صرنا به الحكم: أي فصّلنا به الحكم. وقال المعلّى بن جمال العبدىّ. وجاءت خلعة دهس صفايا ... يصور عنوقها أحوى زنيم «3» ولون الدّهاس: لون الرمل كأنه تراب رمل أدهس. خلعة: خيار شائه صفايا: غزار، ويقال للنخلة: صفيّة أي كثيرة الحمل. «4»
[سورة البقرة (2) : آية 264]
[ «صفوان» ] (264) الصفوان: جماع، ويقال للواحدة: «صفوانة» فى معنى الصّفاة، والصّفا: للجميع، وهى الحجارة الملس. [ «صلدا» ] (264) والصّلد: التي لا تنبت شيئا أبدا من الأرضين، والرؤوس «1» ، وقال رؤبة: براق أصلاد الجبين الأجله «2» وهو الأجلح [ «بربوة» ] (265) «3» ربوة: ارتفاع من المسيل. [ «إعصار» ] (266) الإعصار: ريح عاصف، تهبّ من الأرض إلى السماء، كأنه عمود فيه نار. «4» «وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ» (267) : أي لا تعمدوا له، قال خفاف بن ندبة:
[سورة البقرة (2) : آية 273]
فإن تك خيلى قد أصيب صميمها ... فعمدا على عين تيمّمت مالكا (28) «إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ» (267) : ترخّص لنفسك. «إِلْحافاً» (273) : إلحاحا. «الْمَسِّ» (275) من الشيطان، والجن، وهو اللّمم، وهو ما ألمّ به، وهو الأولق والألس والزّؤد، هذا كله مثل الجنون. «فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ» (275) : العرب تصنع هذا إذا بدءوا بفعل المؤنث قبله. «فَلَهُ ما سَلَفَ» (275) : ما مضى. «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا» (276) : يذهبه كما يمحق القمر، ويمحق الرجل إذا انتقص ماله. «فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ» (279) : أيقنوا، تقول: آذنتك بحرب، فأذنت به. «لا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً» (282) : لا ينقص، قال: لا تبخسنى حقى (؟) ، قال فى مثل: «تحسبها حمقاء وهى باخسة» «1» أي ظالمة. «أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى» (282) أي تنسى. «وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا» (282) قال فيمن شهد: لا يأب إذا دعى، وله قبل أن يشهد أن لا يفعل.
[سورة البقرة (2) : آية 283]
«أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ» (282) أعدل. [ «فسوق» ] (282) الفسوق: المعصية فى هذا الموضع. «فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ» (283) قال أبو عمرو: الرّهان فى الخيل، وأنشد قول قعنب بن أمّ صاحب من بنى عبد الله بن غطفان: بانت سعاد وأمسى دونها عدن ... وغلّقت عندها من قبلك الرّهن «1» «غُفْرانَكَ» (285) : مغفرتك، أي اغفر لنا. «2» [ «إصرا» ] (286) : الإصر الثّقل وكلّ شىء عطفك على شىء من عهد، أو رحم فقد أصرك عليه، وهو الأصر مفتوحة، فمن ذلك قولك: ليس بينى وبينك آصرة رحم تأصرنى عليك، وما يأصرنى عليك حق: ما يعطفنى عليك وقال الأبيرد فى قوله عزّت قدرته: «فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ» (260) . فما تقبل الأحياء من حب خندف ... ولكن أطراف العوالي تصورها «3»
أي تضمّها إلينا. ولو أن أمّ الناس حوّاء حاربت ... تميم بن مرّ لم تجد من تجيرها «1»
سورة"آل عمران" (3)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) سورة «آل عمران» (3) «الم» (1) : افتتاح كلام، شعار للسورة، وقد مضى تفسيرها فى البقرة (2) ، ثم انقطع فقلت: «اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» (2) : استئناف. «آياتٌ مُحْكَماتٌ» (7) : يعنى هذه الآيات التي تسمّيها فى القرآن. «وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ» (7) : يشبه بعضها بعضا. «فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ» (7) أي جور. «فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ» (7) : ما يشبه بعضه بعضا، فيطعنون فيه. «ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ» (7) : الكفر. «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» (7) : العلماء، ورسخ أيضا فى الإيمان. [ «تَأْوِيلِهِ» ] (7) : التأويل: التفسير، والمرجع: مصيره، قال الأعشى: على أنها كانت تأوّل حبّها ... تأوّل ربعى السّقاب فأصحبا «1»
[سورة آل عمران (3) : آية 8]
قوله: تأول حبها: تفسيره: ومرجعه، أي إنه كان صغيرا فى قلبه، فلم يزل ينبت، حتى أصحب فصار قديما، كهذا السقب الصغير لم يزل يشبّ حتى أصحب فصار كبيرا مثل أمّه. «1» «مِنْ لَدُنْكَ» (8) أي من عندك. «لا رَيْبَ فِيهِ» (9) لا شك فيه. «لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً» (10) : يعنى عند الله. «كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ» (11) : كسنة آل فرعون وعادتهم، قال الراجز: ما زال هذا دأبها ودأبى 109 «كَذَّبُوا بِآياتِنا» (11) أي بكتبنا وعلاماتنا عن الحق. «الْمِهادُ» (12) الفراش. «قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ» (13) أي علامة. «فِي فِئَتَيْنِ» (13) أي فى جماعتين. «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (13) : إن شئت، عطفتها على «فى» ، فجررتها وإن شئت قطعتها فاستأنفت، قال، كثير عزة: فكنت كذى رجلين رجل صحيحة ... ورجل رمى فيها الزمان فشلّت «2»
[سورة آل عمران (3) : آية 14]
وبعضهم يرفع رجل صحيحة. «يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ» (13) : مصدر، تقول: فعل فلان كذا رأى عينى وسمع أذنى. «يُؤَيِّدُ» (13) يقوى، من الأيد، وإن شئت من الأد. «لَعِبْرَةً» (13) : اعتبار. «وَالْقَناطِيرِ» (14) : «1» واحدها قنطار، «2» وتقول العرب: هو قدر وزن لا يحدّونه. «المقنطرة» مفعلة، مثل قولك: ألف مؤلّفة. «3»
[سورة آل عمران (3) : آية 15]
[قال الكلبي: «1» ملء مسك ثور من ذهب أو فضة قال ابن عباس: ثمانون ألف درهم وقال السّدّى «2» [مائة] رطل، من ذهب أو فضة وقال جابر بن عبد الله: ألف دينار] . «وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ» (14) «3» المعلمة بالسماء، ويجوز أن تكون «مسوّمة» مرعاة، من أسمتها تكون هى سائمة، والسّائمة: الراعية، وربّها يسيمها. «الْأَنْعامِ» (14) : جماعة النّعم. «وَالْحَرْثِ» (14) : الزرع. «مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا» (14) يمتّعهم، أي يقيمهم. «الْمَآبِ» (14) المرجع، من آب يؤب. «مُطَهَّرَةٌ» (15) : مهذّبة من كل عيب. [ «وَالْقانِتِينَ» ] (17) : القانت المطيع. «شَهِدَ اللَّهُ» (18) : قضى الله. «4» «أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ» (18) شهود على ذلك.
[سورة آل عمران (3) : آية 19]
«بِالْقِسْطِ» (18) أقسط: مصدر المقسط وهو العادل والقاسط: الجائر. «الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» (19) : الأمم الذين أتتهم الكتب والأنبياء. «وَالْأُمِّيِّينَ» (20) : الذين لم يأتهم الأنبياء بالكتب والنبىّ الأمىّ: الذي لا يكتب. «يَفْتَرُونَ» (24) يختلفون الكذب. «تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ» (27) : تنقص من الليل فتزيد فى النهار، وكذلك النهار من الليل «وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ» (27) أي الطيّب من الخبيث، والمسلم من الكافر. «تُقاةً» (28) وتقيّة واحدة. «1» [ «أَمَداً» ] (30) : الأمد الغاية. «فَإِنْ تَوَلَّوْا» (32) ، فى هذا الموضع: فإن كفروا. «إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ» (35) معناها: قالت: امرأة عمران. «مُحَرَّراً» (35) أي عتيقا لله، أعتقته وحرّرته واحد. «فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ» (37) : أولاها.
[سورة آل عمران (3) : آية 37]
«وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا» (37) أي ضمّها، «1» وفيها لغتان: كفلها يكفل وكفلها يكفل. «الْمِحْرابَ» (37) : سيّد المجالس ومقدّمها وأشرفها، «2» وكذلك هو من المساجد. «3» «أَنَّى لَكِ هذا» «4» أي من أين لك هذا، قال الكميت بن زيد: أنّى ومن أين آبك الطّرب ... من حيث لا صبوة ولا ريب «5» «يُبَشِّرُكَ» (39) ، «يبشرك» «6» واحد. «بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ» (39) أي بكتاب من الله تقول العرب للرجل: أنشدنى كلمة كذا وكذا، أي قصيدة «7» فلان وإن طالت.
[سورة آل عمران (3) : آية 40]
[ «وحصورا» ] (39) : الحصور له غير موضع والأصل واحد وهو الذي لا يأتى النساء، والذي لا يولد له، والذي يكون مع النّدامى فلا يخرج شيئا، قال الأخطل: وشارب مربح للكأس نادمنى ... لا بالحصور ولا فيها بسوار «1» الذي لا يساور جليسه كما يساور الأسد والحصور: أيضا الذي لا يخرج سرّا أبدا، قال جرير: ولقد تسقّطنى الوشاة فصادفوا ... حصرا بسرّك يا أميم ضنينا «2» «وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ» (40) أي بلغت الكبر، والعرب تصنع مثل هذا، تقول: هذا القميص لا يقطعنى أي أنت لا تقطعه، أي إنه لا يبلغ ما أريد من تقدير. [ «عاقِرٌ» ] (20) العاقر: التي لا تلد، والرجل العاقر: الذي لا يولد له، قال عامر بن الطّفيل: لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا ... جبانا فما عذرى لدى كل محضر «3»
[سورة آل عمران (3) : آية 41]
«إِلَّا رَمْزاً» (41) : باللسان من غير أن يبين، ويخفض بالصوت مثل همس. «وَالْإِبْكارِ» (41) : مصدر من قال أبكر يبكر، وأكثرها بكّر يبكّر وباكر. «وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ» (42) : مثل قالت الملائكة. «مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ» (44) : من أخبار الغيب، ما غاب عنك. «وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ» (44) أي عندهم. «أَقْلامَهُمْ» (44) قداحهم. «يكفل» أي يضمّ. «بِكَلِمَةٍ مِنْهُ» (45) : الرسالة، هو ما أوحى الله به إلى الملائكة فى أن يجعل لمريم ولدا. [ «وَجِيهاً» ] (45) الوجيه: الذي يشرف، ويكون له وجه عند الملوك. «الْأَكْمَهَ» (49) : «1» الذي يولد من أمه أعمى، قال رؤبة: وكيد مطال وخصم منده ... هرّجت فارتد ارتداد الأكمه «2»
[سورة آل عمران (3) : آية 50]
هرّجته حتى هرج، مثل هرج الحرّ. «وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ» (50) بعض يكون شيئا من الشيء، ويكون كلّ «1» الشيء، قال لبيد بن ربيعة: تزاك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النفوس حمامها «2» فلا يكون الحمام ينزل ببعض النفوس، فيذهب البعض، ولكنه يأتى على الجميع. «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ» (52) أي عرف «3» منهم الكفر. «قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ» (52) أي من أعوانى فى ذات الله.
[سورة آل عمران (3) : آية 54]
«قالَ الْحَوارِيُّونَ» (52) : صفوة الأنبياء الذين اصطفوهم، وقالوا: القصّارون والحواريات: من النساء اللاتي لا ينزلن البادية، وينزلن القرى، قال الحادي: لما تضمّنت الحواريّات 117 وقال أبو جلدة اليشكرىّ: وقل للحواريات تبكين غيرنا ... ولا تبكنا إلّا الكلاب النوابح 118 «1» «وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ» (54) : أهلكهم الله. «وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ» (55) : أي هم عند الله خير من الكفار. «لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (57) : الكافرين. «فَيَكُونُ. الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» (59، 60) : انقضى الكلام الأول، واستأنف فقال: «الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ» . «فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ» (60) أي الشّاكّين.
[سورة آل عمران (3) : آية 61]
«ثُمَّ نَبْتَهِلْ» (61) أي نلتعن يقال: ما له بهله الله، ويقال: عليه بهلة الله «1» والناقة باهل وباهلة، إذا كانت بغير صرار، والرجل باهل، إذا لم يكن معه عصا ويقال: أبهلت ناقتى، تركتها بغير صرار. «إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ» (62) أي الخبر اليقين. «فَإِنْ تَوَلَّوْا» (63) : فإن كفروا، وتركوا أمر الله. «سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ» (64) أي النّصف، يقال: قد دعاك إلى السواء فاقبل منه. «إِلى كَلِمَةٍ» (64) مفسرة بعد «أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ، وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً» بهذه الكلمة التي دعاهم إليها. «لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ» (70) : بكتب الله. «وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ» (70) أي تعرفون. «يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ» (71) أي لم تخلطون، يقال: لبست على أمرك. «وَجْهَ النَّهارِ» (72) أوله، قال ربيع بن زياد العبسي.
[سورة آل عمران (3) : آية 73]
من كان مسرورا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار «1» كقولك: بصدر نهار. «وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ» (73) : لا تقرّوا: لا تصدّقوا. «إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً» (75) يقول: مالم تفارقه. «لا خَلاقَ لَهُمْ» (77) أي لا نصيب لهم. «وَلا يُزَكِّيهِمْ» (77) لا يكونون عنده كالمؤمنين. «يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ» (78) أي يقلبونه ويحرّفونه. «وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ» (79) : لم يعرفوا ربانيين. «2» «عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي» (81) أي عهدى. «فَمَنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» (94) أي اختلق. «لَلَّذِي بِبَكَّةَ» (96) : هى اسم لبطن مكة، وذلك لأنهم يتباكّون فيها ويزدحمون. «3»
[سورة آل عمران (3) : آية 99]
«تَبْغُونَها عِوَجاً» (99) : مكسورة الأول، «1» لأنه فى الدّين، وكذلك فى الكلام والعمل فإذا كان فى شىء قائم نحو الحائط، والجذع: فهو عوج مفتوح الأول. «وَأَنْتُمْ شُهَداءُ» (99) أي علماء به. «عَلى شَفا حُفْرَةٍ» (103) «2» أي حرف مثل شفا الرّكية وحروفها. «فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها» (103) ترك «شفا» ، ووقع التأنيث على «حفرة» وتصنع العرب مثل هذا كثيرا، قال جرير: رأت مرّ السنين أخذن منى ... كما أخذ السّرار من الهلال «3»
[سورة آل عمران (3) : آية 104]
وقال العجّاج: طول الليالى أسرعت فى نقضى ... طوين طولى وطوين عرضى «1» «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ» (104) ، و «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ» (110) ، أما قوله: «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً» (16/ 120) أي كان إماما مطيعا، ويقال أنت أمّة فى هذا الأمر، أي يؤتم بك. «وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (12/ 45) : بعد قرن، ويقال: «بَعْدَ أُمَّةٍ» أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، «2» ويقال: هو ذو أمه. مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة
[سورة آل عمران (3) : آية 106]
وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ» أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث «1» زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة فى أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة: وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع «2» ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة. «فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ» (106) : العرب تختصر لعلم المخاطب بما أريد به، فكأنه خرج مخرج قولك: فأما الذين كفروا فيقول لهم: أكفرتم، فحذف هذا واختصر الكلام، وقال الأسدىّ: كذبتم وبيت الله لا تنكحونها ... بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب (55)
[سورة آل عمران (3) : آية 108]
أراد: بنى التي شاب قرناها، وقال النابغة الذبيانيّ: كأنك من جمال بنى أقيش ... يقعقع خلف رجليه بشنّ (54) «بنى أقيش» : حىّ من الجن، أراد: كأنك جمل يقعقع خلف الجمل بشنّ، فألقى الجمل، ففهم عنه ما أراد. «تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ» (108) أي عجائب الله، «نتلوها» : نقصّها. «إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ» (112) : إلا بعهد من الله، قال الأعشى: وإذا تجوّزها حبال قبيلة ... أخذت من الأخرى إليك حبالها «1» «وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ» (112) أي أحرزوه وبانوا به. «وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ» (112) : أي ألزموا المسكنة. «لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ» (113) : العرب تجوّز فى كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلونى البراغيث، «2» قال أبو عبيدة: سمعتها من أبى عمرو الهذلي فى منطقة، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلنى البراغيث.
[سورة آل عمران (3) : آية 113]
وفى القرآن: «عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ» (5/ 74) : وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: «لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ» ، ثم قلت: «أمّة قائمة» ، ومعنى «قائمة» مستقيمة. «آناءَ اللَّيْلِ» (113) : ساعات الليل، واحدها «إنى» ، تقديرها: «جثى» ، والجميع «أجثاء» ، قال أبو أثيلة: حلو ومرّ كعطف القدح مرّته ... فى كل إنى قضاه الليل ينتعل «1» َمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ» (117) : الصّر: شدة البرد، «2» وعصوف من الريح.
[سورة آل عمران (3) : آية 118]
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ» (118) : البطانة: الدّخلاء من غيركم.» «لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا» (118) أي لا تألوكم هذه البطانة خبالا، أي شرّا. «قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ» (118) أي الأعلام. «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ» (119) أي بما فى الصدور. «مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ» (121) : متّخذا لهم مصافا معسكرا. «2» «بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ» (125) أي معلمين. هو من المسوّم الذي له سيماء بعمامة أو بصوفة أو بما كان. «لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا» (127) أي ليهلك الذين كفروا. «أَوْ يَكْبِتَهُمْ» (127) تقول العرب: كبته الله لوجهه: أي صرعه الله. «قَدْ خَلَتْ» (137) : قد مضت، «سنن» (127) أي أعلام.
[سورة آل عمران (3) : آية 139]
«وَلا تَهِنُوا» (139) أي لا تضعفوا، هو من الوهن. «إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ» (140) ، القرح: الجراح، والقتل. «انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ» (144) : كل من رجع عما كان عليه، فقد رجع على عقبيه. «وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ» (145) معناها: ما كانت نفس لتموت إلّا بإذن الله. [ «رِبِّيُّونَ» ] (146) «1» الرّبّيّون: الجماعة الكثيرة، والواحد منها ربّى. «وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا» (147) : تفريطنا. «ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً» (151) أي بيانا. «إِذْ تَحُسُّونَهُمْ» (152) : تستأصلونهم قتلا، «2» يقال: حسسناهم من عند آخرهم، أي استأصلناهم، قال رؤبة:
[سورة آل عمران (3) : آية 153]
إذا شكونا سنة حسوسا ... تأكل بعد الأخضر اليبيسا «1» «ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ» (152) أي ليبلوكم: ليختبركم، ويكون «ليبتليكم» بالبلاء. «إِذْ تُصْعِدُونَ» (153) فى الأرض، قال الحادي: قد كنت تبكين على الإصعاد ... فاليوم سرّحت وصاح الحادي «2» وأصل «الإصعاد» الصعود فى الجبل، ثم جعلوه فى الدّرج، ثم جعلوه فى الارتفاع فى الأرض، أصعد فيها: أي تباعد. «أُخْراكُمْ» «3» (153) آخركم. «يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ» (154) : انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع: «وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ» ولو نصبت على الأول إذ كانت مفعولا بها لجازت
[سورة آل عمران (3) : آية 156]
إن شاء الله، كقولك: رأيت زيدا، وزيدا أعطاه فلان مالا، ومثلها فى القرآن: «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (76/ 31) فنصب «الظالمين» بنصب الأول على غير معنى: «يدخلهم فى رحمته» . «ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ» (156) يقال: ضربت فى الأرض: أي تباعدت. «أَوْ كانُوا غُزًّى» (156) لا يدخلها رفع ولا جرّ لأن واحدها: غاز، فخرجت مخرج قائل وقوّل، «1» فعّل، وقال رؤبة: وقوّل إلّا ده فلا ده «2»
[سورة آل عمران (3) : آية 159]
يقول: إن لم يكن هذا فلا ذا. ومثل هذا قولهم: إن لم تتركه هذا اليوم فلا تتركه أبدا، وإن لم يكن ذاك الآن لم يكن أبدا. [ «حَسْرَةً» ] (156) الحسرة: الندامة. «فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ» (159) : أعملت الباء فيها فجررتها بها كما نصبت هذه الآية: «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً» (2/ 26) . «لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ» (159) أي تفرّقوا على كل وجه. «فَإِذا عَزَمْتَ» (159) أي إذا أجمعت. «وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ» (161) : أن يخان. «هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ» (197) أي هم منازل، معناها: لهم درجات عند الله، كقولك: هم طبقات، قال ابن هرمة: أرجما للمنون يكون قومى ... لريب الدّهر أم درج السيول «1»
[سورة آل عمران (3) : آية 165]
تفسيرها: أم هم على درج السيول. ويقال للدرجة التي يصعد عليها: درجة، وتقديرها: قصبة، ويقال لها أيضا: درجة. «قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ» (165) أي إنكم أذنبتم فعوقبتم. «لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا» (167) أي لو نعرف قتالا. «فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ» (168) أي ادفعوا عن أنفسكم. «أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ» (169) أي بل هم أحياء. «الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ» (173) : وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: «إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ» (54/ 49) والله هو الخالق. «يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا» (176) أي نصيبا. «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ» (178) : ألف «أن» مفتوحة، لأن «يحسبن» قد عملت فيها، «وما» : فى هذا الموضع بمعنى «الذي» فهو اسم، والمعنى من الإملاء ومن الإطالة، ومنها قوله: «وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا» (19/ 44) : أي دهرا وتمليت حبيبك
[سورة آل عمران (3) : آية 179]
والملوان: النهار والليل كما ترى، قال ابن مقبل: ألا يا ديار الحىّ بالسّبعان ... أملّ عليها بالبلى الملوان «1» يعنى الليل والنهار، و «أمّل عليها بالبلى» : أي رجع عليها حتى أبلاها، أي طال عليها، ثم استأنفت الكلام فقلت: «إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً» (178) فكسرت ألف «إنما» للابتداء فإنما أبقيناهم إلى وقت آجالهم ليزدادوا إثما وقد قيل فى الحديث: الموت خير للمؤمن للنّجاة من الفتنة، والموت خير للكافر لئلا يزداد إثما. «عَذابٌ مُهِينٌ» (178) : فذلك من الهوان. «يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ» (179) : يختار. «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ»
[سورة آل عمران (3) : آية 181]
(180) : انتصب، ولم تعمل «هو» فيه، وكذلك كل ما وقفت فيه فلم يتمّ إلّا بخبر نحو: ما ظننت زيدا هو خيرا منك، وإنما نصبت «خيرا» ، لأنك لا تقول: ما ظننت زيدا، ثم تسكت وتقول: رأيت زيدا فيتم [الكلام] ، فلذلك قلت: هو خير منك فرفعت وقد يجوز فى هذا النصب. «سَيُطَوَّقُونَ» (180) : يلزمون، كقولك طوّقته الطوق. «1» «عَذابَ الْحَرِيقِ» (181) : النار اسم جامع تكون نارا وهى حريق وغير حريق، فإذا التهبت فهى حريق. «سيكتب ما قالوا» (182) : سيحفظ. «2» «إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا» (183) : أمرنا، «أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ» (183) : أن لا ندين له فنقرّ به. «كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ» (185) : أي ميّتة، قال:
[سورة آل عمران (3) : آية 187]
الموت كأس والمرء ذائقها «1» فى هذا الموضع شاربها. «فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ» (187) أي لم يلتفتوا إليه يقال: نبذت حاجتى خلف ظهرك، إذا لم يلتفت إليها، قال أبو الأسود الدّؤلى: نظرت إلى عنوانه فنبذته ... كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا (56) «بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ» (188) : أي تزحزح زحزح بعيد. «وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا» (191) : العرب تختصر الكلام ليخففوه لعلم المستمع بتمامه فكأنه فى تمام القول: ويقولون: ربنا ما خلقت هذا باطلا. «يُنادِي لِلْإِيمانِ» (193) أي ينادى إلى الإيمان، ويجوز: إننا سمعنا مناديا للإيمان ينادى.
[سورة آل عمران (3) : آية 195]
«فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ» (195) : فتحت ألف «أن» لأنك أعملت «فاستجاب لهم ربهم بذلك، ولو كان مختصرا على قولك. وقال إنى لا أضيع أجر العاملين فكسرت الألف. «لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ» (195) أي لأذهبنّها عنهم أي لأمحونّها عنهم «فَاسْتَجابَ لَهُمْ» «1» أي أجابهم، وتقول العرب: استجبتك، فى معنى استجبت لك، قال الغنوىّ: وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب (83) «نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» (198) أي ثوابا، ويجوز منزلا من عند الله من قولك: أنزلته منزلا. «وَرابِطُوا» (200) أي اثبتوا ودوموا، قال الأخطل: ما زال فينا رباط الخيل معلمة ... وفى كليب رباط اللّوم والعار «2»
سورة"النساء" (4)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) سورة «النساء» (4) [ «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي] تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ» (1) : «1» اتّقوا الله والأرحام نصب، ومن جرها فإنما يجرها بالباء. «كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» (1) : حافظا، وقال أبو دؤاد الإيادىّ: كمقاعد الرّقباء للضّرباء أيديهم نواهد «2» الضريب الذي يضرب بالقداح نهدت أيديهم أي مدّوها. «إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً» (2) أي إثما، قال أميّة بن الأسكر اللّيثىّ: وإنّ مهاجرين تكنّفاه ... غداة إذ لقد خطئا وحابا «3»
[سورة النساء (4) : آية 3]
وقال الهذلىّ: ولا تخنوا علىّ ولا تشطّوا ... بقول الفخر إنّ الفخر حوب «1» «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا» (3) وإن أيقنتم ألّا تعدلوا. «مِنَ النِّساءِ مَثْنى» (3) أي ثنتين، ولا تنوين فيها، قال ابن عنمة الضّبى: يباعون بالبعران مثنى وموحدا «2» وقال الشاعر: ولكنما أهلى بواد أنيسه ... ذئاب تبغّى الناس مثنى وموحدا «3»
قال النحويون: لا ينون «1» «مثنى» لأنه مصروف عن حدّه، والحدّ أن يقولوا: اثنين وكذلك ثلاث ورباع لا تنوين فيهما، لأنه «2» ثلاث وأربع فى قول النحويين، قال صخر بن عمرو بن الشّريد السلمىّ: ولقد قتلتكم ثناء وموحدا ... وتركت مرّة مثل أمس المدبر «3» فأخرج اثنين على مخرج ثلاث، قال صخر الغىّ الهذلي: منت لك أن تلاقينى المنايا ... أحاد أحاد فى شهر حلال «4»
منت لك، تقول: قدّرت لك، والمنايا: الأقدار، يقال: منت تمنى له منيا فأخرج الواحد مخرج ثناء وثلاث، ولا تجاوز العرب رباع، غير أن الكميت بن زيد الأسدىّ قال: فلم يستريثوك حتى رميت فوق الرّجال خصالا عشارا «1» فجعل عشار على مخرج ثلاث ورباع. «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا» (3) : «2» مجازه: أيقنتم، قالت ليلى بنت الحماس: قلت لكم خافوا بألف فارس ... مقنّعين فى الحديد اليابس أي أيقنوا. قال: «3» لم أسمع هذا من أبى عبيدة.
[سورة النساء (4) : آية 4]
«ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا» (3) أي أقرب ألا تجوروا، تقول: علت علىّ أي جرت علىّ. «وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً» (4) أي مهورهن عن طيب نفس بالفريضة بذلك. «الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً» (5) : مصدر يقيمكم، ويجىء فى الكلام فى معنى قوام فيكسر، وإنما هو من الذي يقيمك، وإنما أذهبوا الواو لكسرة القاف، وتركها بعضهم كما قالوا: ضياء للناس وضواء للناس. «وَابْتَلُوا الْيَتامى» (6) أي اختبروهم. «إِسْرافاً» (7) الإسراف: الإفراط. «وَبِداراً» (7) أي مبادرة قبل أن يدرك فيؤنس منه الرّشد فيأخذ منك. «فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ» (7) أي لا يتأثّل مالا، التأثل: اتخاذ أصل مال، والأثلة: الأصل، قال الأعشى: ألست منتهيا عن نحت أثلتنا ... ولست ضائرها ما أطّت الإبل «1»
[سورة النساء (4) : آية 9]
مجد مؤثّل: قديم له أصل. «نَصِيباً مَفْرُوضاً» (8) : نصب على الخروج من الوصف. «قَوْلًا سَدِيداً» (10) أي قصدا. «فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ» (12) أي أخوان فصاعدا، لأن العرب تجعل لفظ الجميع على معنى الإثنين، قال الراعي: أخليد إنّ أباك ضاف وساده ... همّان باتا جنبة ودخيلا «1» طرقا فتلك هماهمى أقريهما ... قلصا لواقح كالقسىّ وحولا فجعل الإثنين فى لفظ الجميع وجعل الجميع فى لفظ الاثنين. «أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً» (12) أدنى نفعا لكم. «فَلَهُنَّ الثُّمُنُ» (13) . «والرُّبُعُ» والمعنى واحد (؟) . «كَلالَةً» (13) : كل من لم يرثه أب أو ابن أو أخ فهو عند العرب كلالة.»
[سورة النساء (4) : آية 13]
«يُورَثُ كَلالَةً» : مصدر من تكلله النسب، «1» أي تعطّف النسب عليه، ومن قال: «يُورَثُ كَلالَةً» فهم الرجال الورثة، أي يعطف النسب عليه. «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ» (13) : فرائض الله. «وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ» (14) : واحدها التي، وبعض العرب يقول: اللواتى وبعضهم يقول: اللاتي، قال الراجز: من اللواتى والّتى واللّاتى ... زعمن أنى كبرت لداتى «2» أي أسنانى وقال الأخطل: من اللّواتى إذا لانت عريكتها ... يبقى لها بعده آل ومجلود «3» آلها: شخصها، ومجلودها جلدها، وقال عمر بن أبى ربيعة:
[سورة النساء (4) : آية 18]
من اللاتي لم يحججن يبغين حسبة ... ولكن ليقتلن البريء المغفلا «1» «أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (17) : أفعلنا من العتاد، ومعناها: أعددنا لهم «2» و «أَلِيماً» مؤلما. «وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» (18) أي خالقوهنّ. «3» «بُهْتاناً» (19) أي: ظلما. «4» «أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ» (20) : المجامعة. [ «ميثاقا» ] (20) : الميثاق، مفعال من الوثيقة بيمين، أو عهد، أو غير ذلك، إذا استوثقت. «وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ» (21) : نهاهم أن ينكحوا نساء آبائهم، ولم يحلّ لهم ما سلف، أي ما مضى، ولكنه يقول: إلّا ما فعلتم.
[سورة النساء (4) : آية 23]
«إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلًا» (21) أي بئس طريقة ومسلكا، ومن كان يتزوج امرأة أبيه فولد له منها، يقال له: مقتى، «1» ومقتوى من قتوت، وهذا من مقت [كان الأشعث بن قيس «2» منهم، تزوج قيس بن معدى كرب امرأة أبيه، فولدت له الأشعث، «3» وكان أبو عمرو بن أميّة خلف على العامرية امرأة أبيه فولدت له أبا معيط] . «وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ» (22) بنات المرأة من غيره. ربيبة الرجل: بنت امرأته، ويقال لها: المربوبة، وهى بمنزلة قتيلة ومقتولة. «فِي حُجُورِكُمْ» (22) فى بيوتكم، ويقال: إن عائشة «4» كتبت إلى حفصة:
[سورة النساء (4) : آية 24]
إن ابن أبى طالب بعث ربيبه ربيب السّوء، تعنى محمد بن أبى بكر، «1» وكانت أمه أسماء بنت عميس، عند على بن أبى طالب ويقال للزوج أيضا: هو ربيب ابن امرأته، وهو راب له، فخرجت مخرج عليم فى موضع عالم. «وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ» (22) حليلة الرجل: امرأته. «وَالْمُحْصَناتُ» (23) : ذوات الأزواج، والحاصن: العفيفة، قال العجاج: وحاصن من حاصنات ملس ... من الأذى ومن قراف الوقس «2» أي الجرب. «كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ» (23) أي: كتب الله ذاك عليكم، والعرب تفعل مثل هذا إذا كان فى موضع «فعل» أو «يفعل» ، نصبوه. عن أبى عمرو بن العلاء، قال كعب بن زهير: تسعى الوشاة جنابيها وقيلهم ... إنّك يا ابن أبى سلمي لمقتول «3»
[سورة النساء (4) : آية 25]
قال: «1» سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: معناها: ويقولون، وكذا كل شىء من هذا المنصوب كان فى موضع «فعل» أو «يفعل» ، كقولك: «صبرا ومهلا وحلّا، «2» أي: اصبر، وأمهل، وتحلّل. «ما وَراءَ ذلِكُمْ» (23) : ما سوى ذلك. «مُسافِحِينَ» (23) : المسافح، الزاني، ومصدره: السّفاح. «وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ» (23) : لا إثم عليكم، ولا تبعة. «طَوْلًا» (24) ، الطول: السّعة والفضل، تقول للرجل: مالك على فضل ولا طول. «فَتَياتِكُمُ» (24) إماءكم، وكذلك العبيد، يقال للعبد: فتى فلان. «وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ» (24) ، أي: مهورهنّ. «نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ» (24) من عقوبة الحدّ. «الْعَنَتَ» (24) كل ضرر، تقول: أعنتنى.
[سورة النساء (4) : آية 26]
«سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ» (25) أي سبل الذين من قبلكم. «يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ» (27) إيجاب. «وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» (28) أي لا تهلكوها. «وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ» (32) «1» أي أولياء ورثة، المولى ابن العم، والمولى الحليف وهو العقيد والمنعم عليه، والمولى الأسفل، والمولى الولىّ «اللهم من كنت مولاه» والمولى، المنعم على المعتق، وقال الشاعر:
[سورة النساء (4) : آية 34]
ومولى كداء البطن لو كان قادرا ... على الموت أفنى الموت أهلى وماليا «1» يعنى ابن العم، وقال الفضل بن عبّاس: مهلا بنى عمّنا مهلا موالينا ... لا تظهرن لنا ما كان مدفونا «2» وقال ابن الطّيفان من بنى عبد الله بن دارم والطّيفان أمّه: ومولى كمولى الزّبرقان ادّملته ... كما اندملت ساق يهاض بها كسر «3» ادّملته: أصلحته واحتملت ما جاء منه. «والّذين عاقدت أيمانكم» (32) عاقدة، حالفه. «فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ» (33) أي لا تعلّلوا عليهن بالذنوب. [ «نشوزهنّ» ] (33) النشوز: بعض الزوج. «4»
[سورة النساء (4) : آية 35]
«وَإِنْ خِفْتُمْ» (34) : أيقنتم. «شِقاقَ بَيْنِهِما» (34) أي تباعد. «وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» (35) : مختصر، تفعل العرب ذلك، فكان فى التمثيل: واستوصوا بالوالدين إحسانا. «1» «وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى» (35) القريب، «وَالْجارِ الْجُنُبِ» (35) الغريب، يقال: ما تأتينا إلا عن جنابة، أي من بعيد، قال علقمة بن عبدة: فلا تحرمنى نائلا عن جنابة ... فإنى امرؤ وسط القباب غريب «2» وإنما هى من الاجتناب، وقال الأعشى: أتيت حريثا زائرا عن جنابة ... فكان حريث عن عطائى جامدا «3» «وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ» (35) أي: يصاحبك فى سفرك، ويلزمك، فينزل إلى جنبك: «وَابْنِ السَّبِيلِ» (35) : الغريب.
[سورة النساء (4) : آية 38]
[ «مختالا» ] (35) : المختال، ذو الخيلاء والخال، «1» وهما واحد، ويجىء مصدرا، قال العجّاج: والخال ثوب من ثياب الجهّال «2» وقال العبدىّ: فإن كنت سيّدنا سدتنا ... وإن كنت للخال فاذهب فخل «3» أي: اختل. «فَساءَ قَرِيناً» (37) أي: فساء الشيطان قرينا، على هذا نصبه. «وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ» (38) أي أعطوا فى وجوه الخير. «مِثْقالَ ذَرَّةٍ» (39) أي زنة ذرة. «يُضاعِفْها» (39) أضعافا، ويضعّفها ضعيفين. «4»
[سورة النساء (4) : آية 41]
«لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ» (41) : لو يدخلون فيها حتى تعلوهم. «وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ» (42) معناه فى هذا الموضع: لا تقربوا المصلّى جنبا إلّا عابر سبيل يقطعه، ولا يقعد فيه «والمصلّى» مختصر. «أَوْ عَلى سَفَرٍ» (42) : أو فى سفر، وتقول: أنا على سفر، فى معنى آخر: تقول: أنا متهى له. «أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ» (42) : كناية عن حاجة ذى البطن، والغائط: الفيح من الأرض المتصوّب وهو أعظم من الوادي. «أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ» (42) : «1» اللماس النكاح: لمستم، ولامستم أكثر. «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» (42) أي فتعمدوا ذاك، والصعيد: وجه الأرض. «2» «نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ» (44) : طرفا وحظا.
[سورة النساء (4) : آية 46]
«مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ» (46) هادوا فى هذا الموضع: اليهود، والكلم: جماعة كلمة، يحرّفون: يقلّبون ويغيّرون. «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً» (47) أي نسوّيها حتى تعود كأقفائهم، ويقال: الريح طمست آثارنا أي محتها، وطمس الكتاب: محاه، «1» ويقال: طمست عينه. «افْتَرى إِثْماً عَظِيماً» (48) أي تخلّقه. «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ» (49) ليس هذا رأى عين، هذا تنبيه فى معنى: ألم تعرف. «فَتِيلًا» (49) ، الفتيل الذي فى شقّ النّواة. «انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» (50) : مثل «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ» . «بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ» (51) كلّ معبود من حجر أو مدر أو صورة أو شيطان فهو جبت وطاغوت. «أَهْدى [مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا] سَبِيلًا» (51) : أقوم طريقة.
[سورة النساء (4) : آية 54]
[ «نقيرا» ] (53) النّقرة فى ظهر النواة. «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ» (54) معناها: أيحسدون الناس. «وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً» (55) أي وقودا. «1» «نُصْلِيهِمْ ناراً» (56) : نشويهم بالنار وننضجهم بها، يقال: أتانا بحمل مصلى مشوى، وذكروا أن يهودية أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مصلية، «2» أي مشوية. «وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ» (59) أي ذوى الأمر، «3» والدليل على ذلك أن واحدها «ذو» . «فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ» (59) أي اختلفتم. «فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ» (59) أي حكمه إلى الله فالله أعلم.
[سورة النساء (4) : آية 65]
«شَجَرَ بَيْنَهُمْ» (65) أي اختلط. «لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً» (65) أي ضيقا. «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ» (66) معناه: قضينا عليهم. «ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ» (66) ما فعلوه: استثناء قليل من كثير، فكأنه قال: ما فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قال: إلّا أنه يفعل قليل منهم. ومنهم من زعم: أن «ما فعلوه» فى موضع: ما فعله إلّا قليل منهم، وقال عمرو بن معدى كرب: وكل أخ مفارقة أخوه ... لعمر أبيك إلّا الفرقدان «1» فشبّه رفع هذا برفع الأول، وقال بعضهم: لا يشبهه لأن الفعل منهما جميعا. «ما يُوعَظُونَ بِهِ» (66) : ما يؤمرون به. «وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً» (66) : من الإثبات، منها: اللهم ثبّتنا على ملّة رسولك. «وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» (69) أي رفقاء، والعرب تلفظ بلفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، قال العباس بن مرداس: فقلنا أسلموا إنّا أخوكم ... فقد برئت من الإحن الصدور 100 وفى القرآن: «يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (24/ 5) والمعنى أطفالا.
[سورة النساء (4) : آية 71]
«فَانْفِرُوا ثُباتٍ» (71) : واحدتها ثبة، ومعناها: جماعات فى تفرقة وقال زهير بن أبى سلمى: وقد أغدو على ثبة كرام ... نشاوى واجدين لما نشاء «1» وتصديق ذلك «أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً» (71) ، وقد تجمع ثبة: ثبين، قال عمرو بن كلثوم: فأمّا يوم خشيتنا عليهم ... فتصبح خيلنا عقبا ثبينا «2» «لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ» (77) معناها: لم فرضته علينا. «لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ» (77) معناها: هلّا أخرتنا. [ «بُرُوجٍ» ] (78) : البرج: الحصن. «مُشَيَّدَةٍ» (78) : مطوّلة والمشيد المزيّن، الشّيد: الجصّ والصّاروج، والبروج: القصور. «فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً» (80) أي محاسبا. «3» «بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ» (81) أي قدروا ذلك ليلا،
[سورة النساء (4) : آية 83]
قال عبيدة بن همّام أحد بنى العدوية: أتونى فلم أرض ما بيّتوا ... وكانوا أتونى بشىء نكر «1» لأنكح أيّمهم منذرا ... وهل ينكح العبد حرّ لحر بيّتوا أي قدّروا بليل، وقال النّمر بن تولب: هبّت لتعذلنى من الليل اسمعي ... سفها تبيّتك الملامة فاهجعى «2» كل شىء قدّر بليل فهو تبيّت. «أَذاعُوا بِهِ» (83) : أفشوه، معناها: أذاعوه، وقال أبو الأسود: أذاع به فى النّاس حتى كأنه ... بعلياء نار أوقدت بثقوب «3» يقال: أثقب نارك، أي أوقدها حتى تضىء.
[سورة النساء (4) : آية 84]
«الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ» (83) : يستخرجونه، «1» يقال للرّكية إذا استخرجت هى نبط إذا أمهاها يعنى استخرج ماءها. «وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ» (84) أي حضّض. «عَسَى اللَّهُ» (84) هى إيجاب من الله، وهى فى القرآن كلّها واجبة، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأن عسى فى كلامهم رجاء ويقين، قال ابن مقبل: ظنّى بهم كعسى وهم بتنوفة ... يتنازعون جوائز الأمثال «2» أي ظنى بهم يقين.
[سورة النساء (4) : آية 85]
«يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها» (85) أي نصيب، ويقال: جاءنا فلان متكفلا حمارا، أي متخذا عليه كساء يديره يشبّهه بالسّرج يقعد عليه. «1» «عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً» (85) أي حافظا محيطا، قال اليهودىّ فى غير هذا المعنى: «2» ليت شعرى وأشعرنّ إذا ما ... قرّبوها مطوية ودعيت «3» ألي الفضل أم علىّ إذا حوسبت إنى على الحساب مقيت أي هو موقوف عليه. «4» «عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً» (86) أي كافيا مقتدرا، يقال: أحسبنى هذا أي كفانى. «5»
[سورة النساء (4) : آية 88]
«وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ» (88) أي نكّسهم وردّهم فيه. «إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ» (89) ، يقول: فإذا كانوا من أولئك القوم الذين بينكم وبينهم ميثاق فلا تقتلوهم. «أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ» (90) من الضيق، وهى من الحصور، وقد قال الأعشى: إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل ... وبكر سبتها والأنوف رواغم «1» أخذه من وصل، أي انتسب. «وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ» (90) أي المقادة، يقول: استسلموا. «وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً» (91) ، وهذا كلام تستثنى العرب الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمنا على حال إلّا أن يقتله مخطئا، فإن قتله خطئا، فعليه ما قال الله فى
القرآن، وفى القرآن: «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ» (53/ 32) : واللّمم ليس من الكبائر، وهو فى التمثيل: إلا أن يلمّوا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير: من البيض لم تطعن بعيدا ولم تطأ ... على الأرض إلا ذيل مرط مرحّل «1» المرحّل: برد فى حاشيته خطوط، فكأنه قال: لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيل البرد، وليس هو من الأرض، ومثله فى قول بعضهم: وبلدة ليس بها أنيس ... إلّا اليعافير وإلّا العيس «2» يقول: إلّا أن يكون بها. وقال أبو خراش الهذلىّ: أمسى سقام خلاء لا أنيس به ... إلا السّباع ومرّ الريح بالغرف «3»
[سورة النساء (4) : آية 95]
سقام: واد لهذيل الغرف: شجر تعمل منه الغرابيل، وكان أبو عمرو الهذلي يرفع ذلك. «غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ» (95) : مصدر، ويقال ضرير بين الضرر. [ «وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً» ] (100) : المراغم والمهاجر واحد، «1» تقول: راغمت وهاجرت قومى، وهى المذاهب، قال النابغة الجعدي: كطود يلاذ بأركانه ... عزيز المراغم والمهرب 167 «فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» (100) : ثوابه وجب. «أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ» (101) أي تنقصوا منها. «فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ» (103) من السفر أو الخوف. «فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ» (103) أي أتمّوها.
[سورة النساء (4) : آية 104]
«كِتاباً مَوْقُوتاً» (103) أي موقتا «1» وقّته الله عليهم. «تَأْلَمُونَ» (103) توجعون، قال أبو قيس بن الأسلت: لا نألم الحرب ونجزى بها ال ... أعداء كيل الصّاع بالصّاع «2» «وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً» (111) : وقع اللفظ على الإثم فذكّره، هذا فى لغة من خبّر عن آخر الكلمتين. «3» «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ» (113) فالنجوى فعل والأمر بالصدقة ليس من نجواهم التي لا خير فيها. إلا أن يكونوا يأمرون بصدقة أو معروف، والنّجوى: فعل، ومن: اسم، قال النابغة: وقد خفت حتى ما تزيد مخافتى ... على وعل فى ذى القفارة عاقل (80)
[سورة النساء (4) : آية 117]
والمخافة: فعل، والوعل اسم وفى آية أخرى: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» (2/ 126) فالبرّ هاهنا مصدر، و «من» فى هذا الموضع اسم. «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» (116) إلا الموات حجرا أو مدرا أو ما أشبه ذلك. «1» «شَيْطاناً مَرِيداً» (116) أي متمردا. «2» «فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ» (118) بتكه: قطعه. «3» «مَحِيصاً» (120) ، حاص عنه: عدل عنه. «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا» (121) أو «قولا» واحد. «4» «فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ» (128) أي لا تجوروا.
[سورة النساء (4) : آية 135]
«وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا» (134) : «1» كلّ شىء لويته من حق أو غيره. «مَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً» (135) والكفر بملائكته: انهم جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا. «فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً» (138) أي العزة جميعا لله. « [حَتَّى] يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ» (139) يأخذوا فى حديث غيره. «أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ» (140) : نغلب عليكم «2» «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ» (58/ 19) : غلب عليهم، قال العجاج: يحوذهنّ وله حوذى ... كما يحوذ الفئة الكمىّ «3»
[سورة النساء (4) : آية 145]
أي يغلب عليها، يحوذهن: مثل يحوزهن، أي يجمعهن. «فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ» (145) : جهنم أدراك أي منازل وأطباق، ويقال للحبل الذي قد عجز عن [بلوغ] الركية: أعطنى دركا أصل به. «1» «لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» (147) : «من» فى هذا الموضع اسم من فعل. «أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً» (152) : علانية. «الطُّورَ» (153) : الجبل. «فَبِما نَقْضِهِمْ» (154) : فبنقضهم. «طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها» (154) أي ختم. «2» «لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ» (161) : العرب تخرج من الرفع إلى النصب إذا كثر الكلام، ثم تعود بعد إلى الرفع. قالت خرنق:
[سورة النساء (4) : آية 170]
لا يبعدن قومى الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر (81) النازلين بكل معترك ... والطيّبون معاقد الأزر «فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ» (169) : نصب على ضمير جواب «يكن خيرا لكم» ، وكذلك كل أمر ونهى، «1» وإذا كانت آية قبلها وأن تفعلوا، ألف «أن» مفتوحة فما بعدها رفع لأنه خبر «أن» ، «وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ» (2/ 280) . وما مرّ بك من أسماء الأنبياء «2» لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان فى آخره «ى» فانه لا ينون نحو عيسى وموسى. «لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ» (170) من الغلو والاعتداء، كل شىء زاد حتى يجاوز الحدّ من نبات أو عظم أو شباب، يقال فى غلوائها وغلواء الشباب، قال الحارث بن خالد المخزومي: خمصانة قلق موشّحها ... رود الشباب غلابها عظم «3» «وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ» (170) قوله كن، فكان.
[سورة النساء (4) : آية 172]
«وَرُوحٌ مِنْهُ» (171) أحياه الله فجعله روحا. «وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ» (171) أي لا تقولوا: هم ثلاثة. َنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ» (171) لن يأنف ويستكبر ويتعظم. «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ» (173) الألف مفتوحة وكذلك كل شىء فى القرآن إذا كان تمام كلامه بالفاء، وإذا كان تخييرا فألف «إما» مكسورة كقوله: «إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ» (18/ 83) ، وإذا كان فى موضع «إن» فكذلك الألف مكسورة من ذلك «فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً» (19/ 25) . «بُرْهانٌ» (174) : بيان وحجة سواء.
سورة المائدة (5)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) سورة المائدة (5) «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» (1) واحدها عقد، ومجازها: العهود والأيمان التي عقدتم. وقال الخطيئة: قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ... شدّوا العناج وشدّوا فوقه الكربا «1» ويقال: اعتقد فلان لنفسه، ويقال: وفيت وأوفيت. «وَأَنْتُمْ حُرُمٌ» (1) «2» واحدها حرام، قال: فقلت لها فيئى إليك فإنّنى ... حرام وإنى بعد ذاك لبيب «3»
[سورة المائدة (5) : آية 2]
أي مع ذاك، والمعنى محرم. «شَعائِرَ اللَّهِ» «1» (2) واحدتها شعيرة وهى الهدايا، ويدلك على ذلك قوله: «حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ» (2/ 196) ، وأصلها من الإشعار وهو أن يقلّد، أو يحلل أو يطعن شقّ سنامها الأيمن بحديدة ليعلمها بذلك أنّها هدية، وقال الكميت: نقتّلهم جيلا فجيلا تراهم ... شعائر قربان بها يتقرّب «2» الجيل والقرن واحد، ويقال: إن شعائر الله هاهنا المشاعر الصّفا والمروة ونحو ذلك. «وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ» (2) ولا عامدين، ويقال: أممت. وتقديرها هممت خفيفة. وبعضهم يقول: يمّمت، وقال: إنّى كذاك إذا ما ساءنى بلد ... يمّمت صدر بعيري غيره بلدا «3» «4»
«وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ» (2) مجازه: ولا يحملنّكم «1» ولا يعدينّكم، وقال: ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جمعت فزارة بعد ما ان يغضبوا «2» ومجاز «شَنَآنُ قَوْمٍ» أي بغضاء قوم، «3» وبعضهم يحرّك حروفها، وبعضهم يسكّن النون الأولى كما قال الأحوص: وما العيش إلّا ما تلذّ وتشتهى ... وإن لام فيه ذو الشّنآن وفنّدا «4»
[سورة المائدة (5) : آية 3]
وبعضهم يقول: «شَنَآنُ قَوْمٍ» تقديره «أبان» ، ولا يهمزه، وهو مصدر شنيت، وله موضع آخر معناه: شنئت حقك أقررت به وأخرجته من عندى كما قال العجّاج: زلّ بنو العوّام عن آل الحكم ... وشنئوا الملك لملك ذى قدم «1» شنئوا الملك: أخرجوه وأدّوه وسلّموا إليه. [وقدم] . قال الله تبارك وتعالى: «أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ» (10/ 2) قدم: منزلة ورفعة، وقدم من القديم، وقدم إذا تقدم أمامه، وقال الفرزدق: ولو كان فى دين سوى ذا شنئتم ... لنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربه «2» «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ» (3) : مخفّفة، وهى تخفيف ميّتة، ومعناهما واحد، خفّفت أو ثقّلت. كقول ابن الرّعلاء: «3»
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميّت الأحياء «1» إنما الميت من يعيش ذليلا ... سيّئا باله قليل الرّجاء واسم ابن الرّعلاء كوتىّ، «2» والكؤتىّ، والكوتىّ يهمز، ولا يهمز. والكوتى من الخيل والحمير: القصار. قال: فلا أدرى أيكون فى الناس أم لا قال: ولا أدرى الرّعلاء أبوه أو أمّه. «وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ» (3) مجازه: وما أهلّ به لغير الله، ومعناه: وما ذكر غير اسم الله عليه إذا ذبح أو نحر، وهى من استهلال الكلام، قال
رجل، وخاصم إلى النبىّ صلّى الله عليه وسلم فى الجنين: «أرايت من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهلّ، أليس مثل ذلكم يطلّ» . «1» ومنه قولهم: أهلّ بالحجّ أي تكلّم به، وأظهره من فيه. وقال ابن أحمر: يهلّ بالفرقد ركبانها ... كما يهلّ الرّاكب المعتمر «2» يقال: معتمر ومعتم، والعمار والعمامة، وكل شىء على الرأس من إكليل أو تاج أو عمامة، فهو عمار وله موضع آخر. ما ذبح لغيره، كقول ابن هرمة: كم ناقة قد وجأت لبّتها ... بمستهلّ الشّؤبوب أو جمل «3» أي بمنفجر.
«وَالْمُنْخَنِقَةُ» (3) : التي انخنقت فى خناقها حتى ماتت. «وَالْمَوْقُوذَةُ» (3) : التي تضرب حتى توقذ فتموت منه أو ترمى يقال: رماه بحجر، فوقذه يقذه وقذا ووقوذا. «وَالْمُتَرَدِّيَةُ» (3) : التي تردّت فوقعت فى بئر أو وقعت من جبل أو حائط أو نحو ذلك فماتت. «وَالنَّطِيحَةُ» (3) : مجازها مجاز المنطوحة حتى ماتت. «وَما أَكَلَ السَّبُعُ» (3) وهو الذي يصيده السّبع فيأكل منه ويبقى بعضه ولم يذكّ، وإنما هو فريسة. «إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ» (3) : وذكاته أن تقطع أوداجه أو تنهر دمه وتذكر اسم الله عليه إذا ذبحته، كقوله: نعم هو ذكّاها وأنت أضعتها ... وألهاك عنها خرفة وفطيم «1» الخرفة اجتناء، اخترف اجتنى.
«وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ» (3) وهو واحد الأنصاب، «1» وكان أبو عمرو يقول: نصب بفتح أوله ويسكن الحرف الثاني منه. والأنصاب: الحجارة التي كانوا يعبدونها، وأنصاب الحرم أعلامه. «وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ» (3) وهو من استفعلت من قسمت أمرى، بأن أجيل القداح لتقسم لى أمرى: أأسافر أم أقيم أم أغزو أو لا أغزو ونحو ذلك فتكون هى التي تأمرنى وتنهانى ولكلّ ذلك قدح معروف «2» وقال: ولم أقسم فتر بثني القسوم «3»
[سورة المائدة (5) : آية 4]
ويقال: ربثه يربثه ربثا إذا حبسه. وواحد الأزلام: زلم وزلم لغتان وهو القدح. «1» «ذلِكُمْ فِسْقٌ» (3) أي كفر. «وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» (3) أي اخترت لكم. «فِي مَخْمَصَةٍ» (3) أي مجاعة، وقال الأعشى: تبيتون فى المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم سغب يبتن خمائصا «2» أي جياعا. «غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ» (3) أي غير متعوّج مائل إليه، وكل منحرف، وكل أعوج فهو أجنف. «3» «قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ» (4) أي الحلال. «4»
[سورة المائدة (5) : آية 5]
«وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ» (4) أي الصوائد، ويقال: فلان جارحة أهله أي كاسبهم، وفى آية أخرى: «ومن يجترح» (؟) «1» أي يكتسب، ويقال: امرأة أرملة لا جارح لها، أي لا كاسب لها، «2» وفى آية أخرى: «اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ» (45/ 20) كسبوا، «وما جَرَحْتُمْ» (6/ 60) أي ما كسبتم. «مُكَلِّبِينَ» (4) أصحاب كلاب، وقال طفيل الغنوىّ: تبارى مراخيها الزّجاج كأنها ... ضراه أحسّت نبأة من مكلّب «3» «وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ» (5) أي ذوات الأزواج، وقد فرغنا قبل هذا منه. «مُسافِحِينَ» (5) أي زانين، والسّفاح: الزّناء. «أُجُورَهُنَّ» (5) : مهورهن.
[سورة المائدة (5) : آية 6]
«حَبِطَ عَمَلُهُ» (6) أي ذهب. «وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ» (6) «1» مجرور بالمجرورة التي قبلها، وهى مشتركة بالكلام الأول من المغسول، والعرب قد تفعل هذا بالجوار، والمعنى على الأول، فكأن موضعه «واغسلوا أرجلكم» ، فعلى هذا نصبها من نصب الجرّ، لأن غسل الرجلين جاءت به السّنة، وفى القرآن: «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (74/ 31) فنصبوا الظالمين على موضع المنصوب الذي قبله، والظالمين: لا يدخلهم فى رحمته والدليل على الغسل أنه قال: «إلى الكعبين» ، ولو كان مسحا مسحتا إلى الكعبين، لأن المسح على ظهر القدم «والكعبان» هاهنا: الظاهران لأن الغسل لا يدخل إلى الداخلين. «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا» (7) والواحد والإثنين والجميع فى الذكر والأنثى لفظه واحد: هو جنب، وهى جنب، وهما جنب، وهم جنب، وهنّ جنب. «أَوْ عَلى سَفَرٍ» (6) أو فى سفر. «أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ» (6) كناية عن إظهار لفظ قضاء الحاجة فى البطن، وكذلك قوله تبارك وتعالى «أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ» كناية عن الغشيان «فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً» (6) أي تعمدوا صعيدا، أي وجه الأرض، طيبا أي طاهرا.
[سورة المائدة (5) : آية 7]
«مِنْ حَرَجٍ» (6) أي ضيق. «بِذاتِ الصُّدُورِ» (7) مجازها: بحاجة الصدور لأنها مؤنثة. «قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ» (9) أي قائمين بالعدل، يقومون به، ويدومون عليه. «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» (9) أي خيرا أي فاضلة بهذه، ثم قال، مستأنفا: «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ» (9) فارتفعتا على القطع من أول الآية والفعل الذي فى أولهما، وعملت فيهما «لهم» . «وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً» (12) أي ضامنا ينقب عليهم وهو الأمين والكفيل على القوم. «وَعَزَّرْتُمُوهُمْ» (12) : نصرتموهم وأعنتموهم ووقّرتموهم وأيّدتموهم، «1» كقوله:
[سورة المائدة (5) : آية 13]
وكم من ماجد لهم كريم ... ومن ليث يعزّر فى النّدى «1» وقال يونس: أثنيتم عليهم. «2» قال الأثرم: «3» والتعزير فى موضع آخر: أن يضرب الرجل دون الحدّ. «سَواءَ السَّبِيلِ» (12) : أي وسط الطريق وقال حسان: يا ويح أنصار النبي ونسله ... بعد المغيّب فى سواء الملحد (61) «فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ» (13) : فبنقضهم، «4» والعرب تستعمل «ما» فى كلامها توكيدا وإن كان الذي قبلها بجرّ جررت الاسم الذي بعدها، وإن كان مرفوعا رفعت الاسم، وإن كان منصوبا نصبت الاسم كقولهم: ليت من العشب خوصة.
«قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً» (13) أي يابسة صلبة من الخير وقال: وقد قسوت وقسا لدّتى «1» ولدّتى ولداتى واحد، وكذلك عسا وعتا سواء. «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ» (13) يزيلون. «وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ» (13) أي نصيبهم من الدين. «عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ» (13) أي على خائن منهم، والعرب تزيد الهاء فى المذكّر كقولهم: هو راوية للشعر، ورجل علّامة، «2» وقال الكلابىّ: حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مغلّ الإصبع «3»
[سورة المائدة (5) : آية 14]
وقد قال قوم بل «خائنة منهم» هاهنا الخيانة، والعرب قد تضع لفظ «فاعلة» فى موضع المصدر كقولهم للخوان مائدة، وإنما المائدة التي تميدهم على الخوان يميده ويميحه واحد، وقال: إلى أمير المؤمنين الممتاد «1» أي الممتاح. «فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ» (14) : والإغراء: التهييج والإفساد «2» «وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما» (17) والسموات جماع والأرض واحد فقال: «ما بينهما» . فذهب إلى لفظ الإثنين، والعرب إذا وحّدوا
[سورة المائدة (5) : آية 21]
جماعة فى كلمة، ثم أشركوا بينهما وبين واحد جعلوا لفظ الكلمة التي وقع معناها على الجميع كالكلمة الواحدة، كما قال الراعي: طرقا فتلك هما همى أقريهما ... قلصا لواقح كالقسىّ وحولا «1» وقد فرغنا منه فى موضع قبل هذا. «2» «الْمُقَدَّسَةَ» (22) «3» المطهّرة، يقال: لاقدّسه الله. «الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ» (22) أي جعل الله لكم وقضاها. «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا» (26) مجازها: اذهب أنت وربك فقاتل، وليقاتل ربك أي ليعنك ولا يذهب الله. «فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ» (25) أي باعد وافصل وميّز، وأصله: فعلت خفيفة من فعّلت ثقيلة، كقوله: يا ربّ فافرق بينه وبينى ... أشدّ ما فرّقت بين اثنين «4» الفاسقين هاهنا: الكافرين. «يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ» (26) أي يحورن ويحارون ويضلون. «5»
[سورة المائدة (5) : آية 28]
«فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ» (26) لا تحزن، يقال: أسيت عليه، «1» قال العجّاج: وانحلبت عيناه من فرط الأسى «2» «بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ» (28) أي مددت. «أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ» «3» أي أن تحتمل إثمى وتفوز به، وله موضع آخر: أن تقرّ به تقول: بؤت بذنبي، ويقال: قد أبأت الرجل بالرجل أي قتلته، وقد أبأ فلان بفلان، إذا قتله بقتيل. قال عمرو ابن حنىّ التغلبىّ: ألا تستحى منا ملوك وتتّقى ... محارمنا لا يبأء الدّم بالدّم «4» ولا يباء الدّم بالدّم سواء فى معناها، ويقال: أبأت بهذا المنزل، أي نزلت.
[سورة المائدة (5) : آية 30]
«فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ» (30) أي شجّعته «1» وآتته على قتله، وطاعت له، أي أطاعته. «سَوْأَةَ أَخِيهِ» (31) أي فرج أخيه. «مِنْ أَجْلِ ذلِكَ» (32) أي: من جناية ذلك وجرّ ذلك، وهى [مصدر أجلت ذلك عليه.
قال الخنّوت، «1» وهو توبة بن مضرّس، أحد بنى مالك بن سعد بن زيد مناة ابن تميم وإنما سمّاه الخنّوت الأحنف بن قيس، لأن الأحنف كلّمه فلم يكلمه احتقارا له، فقال إن صاحبكم هذا الخنّوت والخنّوت المتجبّر الذاهب بنفسه، المستصغر «2» للناس فيما أخبرنى «3» أبو عبيدة محمد بن حفص بن محبور الأسيدىّ] وأهل خباء صالح ذات بينهم ... قد احتربوا فى عاجل أنا آجله [فأقبلت فى الساعين أسأل عنهم ... سؤالك بالشيء الذي أنت جاهله]
[سورة المائدة (5) : آية 33]
أي جانيه وجارّ ذلك عليهم، ويقال: أجلت لى كذا وكذا، أي جررت إلىّ وكسبته لى. «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ» (32) مجازه: أو بغير فساد فى الأرض. «لَمُسْرِفُونَ» (32) أي: لمفسدون معتدون. «يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» (33) والمحاربة هاهنا: الكفر. [ «أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ] مِنْ خِلافٍ» (33) يده اليمنى ورجله اليسرى، يخالف بين قطعهما. «وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» (35) ، أي القربة، أي اطلبوا، واتخذوا ذلك بطاعته، ويقال: توسلت إليه تقرّبت، وقال: إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا ... وعاد التصافي بيننا والوسائل»
[سورة المائدة (5) : آية 37]
الحوائج، وقال عنترة: إنّ الرّجال لهم إليك وسيلة ... أن يأخذوك تكحّلى وتخضّبى «1» الحاجة، [قال رؤبة: النّاس إن فصّلتهم فصائلا ... كلّ إلينا يبتغى الوسائلا] «2» «عَذابٌ مُقِيمٌ» (37) أي دائم، «3» قال: فإنّ لكم بيوم الشّعب منّى ... عذابا دائما لكم مقيما «4» «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» (38) «5» هما مرفوعان كأنهما خرجا مخرج قولك: وفى القرآن السّارق والسارقة، وفى الفريضة: السارق والسارقة جزاؤهما أن تقطع أيديهما فاقطعوا أيديهما فعلى هذا رفعا أو نحو هذا، ولم يجعلوهما فى موضع الإغراء فينصبوهما، والعرب تقول: الصّيد عندك، رفع وهو
[سورة المائدة (5) : آية 41]
فى موضع إغراء، فكأنه قال: أمكنك الصيد عندك فالزمه، وكذلك: الهلال عندك، أي طلع الهلال عندك فانظر إليه، ونصبهما عيسى بن عمر. ومجاز «أَيْدِيَهُما» مجاز يديهما، وتفعل هذا العرب فيما كان من الجسد فيجعلون الاثنين فى لفظ الجميع. «نَكالًا مِنَ اللَّهِ» (38) أي عقوبة وتنكيلا. «لا يَحْزُنْكَ» (41) يقال: حزنته وأحزنته، لغتان، وهو محزون، وحزنت «1» أنا لغة واحدة. «وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ» (41) وهو هاهنا من الذين تهوّدوا، فصاروا يهودا. «وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ» (41) : أي كفره. [ «للسّحت» ] (42) السحت: كسب ما لا يحلّ. «فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ» (42) أي بالعدل «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (42) أي العادلين.
[سورة المائدة (5) : آية 44]
يقال: أقسط يقسط، إذا عدل، وقوله عز وجل: َ أَمَّا الْقاسِطُونَ» (72/ 15) الجائرون الكفّار، كقولهم هجد: نام، وتهجّد: سهر. «بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ» (44) أي بما استودعوا، يقال استحفظته شيئا: أي استودعته. «فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ» (45) أي عفا عنه. «وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (45) : أي الكافرون، ومن هاهنا فى معنى الجميع، فلذلك كان فأولئك هم الظالمون وللظلم موضع غير هذا ظلم النّاس بعضهم بعضا، وظلم الّلبن: أن يمخص قبل أن يروب، وظلم السائل ما لا يطيق المسئول عفوا. كقول زهير: ويظلم أحيانا فينظلم «1» والأرض مظلومة: «2» لم ينبط بها، ولا أوقد بها نار.
[سورة المائدة (5) : آية 46]
«وَقَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْراةِ» (46) أي لما كان قبله، «وقفّينا» أي أتبعنا، وقفيت أنا على أثره. «وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ» (48) أي مصدّقا مؤتمنا على القرآن وشاهدا عليه. «لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً» (48) أي سنة «وَمِنْهاجاً» (48) سبيلا واضحا بيّنا، «1» وقال: من يك ذا شكّ فهذا فلج ... ماء رواء وطريق نهج «2» « [واحذرهم] أن يفتنوك» (49) أن يضلّوك ويستزلّوك. «عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ» (49) ، وأفتنت لغة، وقال الأعشى أعشى همدان: لئن فتنتنى لهى بالأمس أفتنت ... سعيدا فأمسى قد قلا كلّ مسلم «3» فيه لغتان
[سورة المائدة (5) : آية 52]
« [نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا] دائِرَةٌ» (52) أي دولة، والدوائر قد تدور، وهى الدولة، والدوائل تدول، ويديل الله منه، قال حميد الأرقط: يردّ عنك القدر المقدورا ... ودائرات الدّهر أن تدورا «1» «بِالْفَتْحِ» (52) أي بالنّصر. «يُقِيمُونَ الصَّلاةَ» (55) أي يديمون الصلاة فى أوقاتها. «فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ» (56) أي أنصار الله، قال رؤبة: وكيف أضوى وبلال حزبى «2» قوله: أضوى أي أنتقص وأستضعف، «3» من الضّوى.
[سورة المائدة (5) : آية 59]
«هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا» (59) أي هل تكرهون، قال: «1» نقموا أكثر، ونقموا واحد، وهما لغتان ليس أحدهما بأولى بالوجه من الآخر كما قال: ما نقموا من بنى أميّة إلّا ... أنهم يحملون ان غضبوا «2» «بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً» (60) : تقديرها مفعلة من الثواب على تقدير مصيدة من صدت، ومشعلة من شعلت ومن قرأها «مثوبة» فجعل تقديرها: مفعولة، بمنزلة مضوفة ومعوشة، «3» كما قال: وكنت إذا جارى دعا لمضوفة ... أشمّر حتى ينصف السّاق مئزرى «4» فخرج مخرج ميسور ومعسور. «يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ» (64) أي خير الله ممسك.
[سورة المائدة (5) : آية 65]
«وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ» (64) أي جعلنا. «كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ» (64) أي كلما نصبوا حربا. «لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ» (65) أي لمحونا عنهم. «مِنْهُمْ أُمَّةٌ» (66) أي جماعة. «يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» (67) يمنعك، كقوله: وقلت عليكم مالكا إنّ مالكا ... سيعصمكم إن كان فى الناس عاصم «1» «لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ» (68) أي ليس فى أيديكم حجة ولا حق ولا بيان. «فَلا تَأْسَ» (68) أي لا تحزن. «عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ» (68) ، ولا تجزع، وقال العجّاج: وانحلبت عيناه من فرط الأسى «2» والأسى: الحزن، يقال: أسى يأسى، وأنشد: يقولون لا تهلك أسى وتجلّد (206)
[سورة المائدة (5) : آية 70]
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى» (66) : «1» والصابىء الذي يخرج من دين إلى دين، كما تصبُؤ النجوم من مطالعها، يقال: صبأت سنّه وصبأ فلان علينا: أي طلع ورفع «الصابئون» لأن العرب تخرج المشرك فى المنصوب الذي قبله من النصب إلى الرفع على ضمير فعل يرفعه، أو استئناف ولا يعملون النصب فيه، ومع هذا إن معنى «إنّ» [معنى] الابتداء، ألا ترى أنها لا تعمل إلا فيما يليها ثم ترفع الذي بعد الذي يليها كقولك: إن زيدا ذاهب، فذاهب رفع، وكذلك إذا واليت بين مشركين رفعت الأخير على معنى الابتداء. سمعت غير واحد يقول: فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّى وقيّار بها لغريب «2»
[سورة المائدة (5) : آية 70]
وقد يفعلون هذا فيما هو أشدّ تمكنا فى النصب من «إنّ» . سمعت غير واحد يقول: وكلّ قوم أطاعوا أمر سيدهم ... إلّا نميرا أطاعت أمر غاويها «1» الظّاعنون ولما يظعنوا أحدا ... والقائلين لمن دار نخلّيها وربما رفعوا «القائلين» ، ونصبوا «الظاعنين» . «فَرِيقاً كَذَّبُوا» (70) : مقدم ومؤخر، مجازه كذبوا فريقا. «وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ» (70) مجازه: يقتلون فريقا.
[سورة المائدة (5) : آية 71]
«وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ» (71) «1» ف «تكون» : مرفوعة على ضمير الهاء، كأنه قال: «أنه لا تكون فتنة» ، ومن نصب «تكون» فعلى إعمال «أن» فيها ولا تمنع «لا» النصب أن يعمل فى الفعل. «عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ» (71) مجازه على وجهين، أحدهما أن بعض العرب يظهرون كناية الاسم فى آخر الفعل مع إظهار الاسم الذي بعد الفعل كقول أبى عمرو الهذلي «أكلونى البراغيث» والموضع الآخر أنه مستأنف لأنه يتم الكلام إذا قلت: عموا وصمّوا، ثم سكتّ، فتستأنف فتقول: كثير منهم، وقال آخرون: كثير صفة للكناية التي فى آخر الفعل، فهى فى موضع مرفوع فرفعت «كثير» بها. «أَنَّى يُؤْفَكُونَ» (75) أي كيف يحدّون ويصدّون عن الخير والدين والحق
[سورة المائدة (5) : آية 89]
ويقال: أفكت «1» أرض كذا أي لم يصبها مطر وصرف عنها ولا نبات فيها ولا خير. «بِاللَّغْوِ» (89) أي بالذي هو فضل: لا والله، وبلى والله، ما لم تحلفوا على حقّ تذهبون به، وما لم تعقدوا عليه أي توجبوا على أنفسكم. «فَكَفَّارَتُهُ» (89) أي فمحوه. «وَالْمَيْسِرُ» (89) أي الوجاب أي المواجبة من وجب الشيء والأمر بقداح أو بغيرها والقمار. «لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ» (94) أي ليختبرنكم وليبتلينكم. «فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ» (95) «2» فى هذا الموضع الإبل والبقر والغنم، والغالب على النّعم الإبل. «يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ» (95) فجاء مصدرا فى القرآن كلّه من جعله صفة على أنه مصدر ولفظه للأنثى والذكر والجميع سواء هى عدل وهم عدل، قال زهير:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضا وهم عدل «1» فجعله هشام «2» أخو ذى الرّمة صفة تجرى مجرى ضخم وضخمة، فقال: عدل، وعدلة للمرأة. «أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً» (95) مفتوح الأول، أي مثل ذلك، [فإذا كسرت فقلت: عدل فهو زنة ذلك] . «لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ» (95) أي نكال أمره، وعذابه ويقال: عاقبة أمره من الشرّ. «وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ» (95) رفع لأنه مجازات فيه، فمجازه فمن عاد فإن الله ينتقم منه، وعاد: فى موضع يعود، قال قعنب بن أم صاحب:
[سورة المائدة (5) : آية 97]
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا «1» أي استمعوا. «ذُو انْتِقامٍ» (95) : ذو اجتراء. «جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ» (97) أي قواما، وقال حميد الأرقط: قوام دنيا وقوام دين «2» «ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ» (103) أي: ما حرّم الله البحيرة التي كان أهل الجاهلية يحرّمونها، وكانوا يحرّمون وبرها وظهرها ولحمها» ولبنها على النساء، ويحلّونها للرجال، وما ولدت من ذكر أو أنثى فهو بمنزلتها، وإن ماتت البحيرة اشترك الرجال والنساء فى أكل لحمها، وإذا ضرب جمل من ولد البحيرة فهو عندهم حام، وهو اسم له.
والسائبة «1» من النّعم على نحو ذلك، إلا أنها ما ولدت من ولد بينها وبين ستة أولاد فعلى هيئة أمها وبمنزلتها، فإذا ولدت السابع ذكرا أو ذكرين، ونحوه، فأكله الرجال دون النساء، وإن أتأمت بذكر أو أنثى، فهو «وَصِيلَةٍ» (103) فلا يذبح الذكر، يترك ذبحه من أجل أخته وإن كانتا اثنتين تركنا، فلم تذبحا وإذا ولدت سبعة أبطن، كلّ بطن ذكرا وأنثى، قالوا: قد وصلت أخاها وإذا وضعت بعد سبعة أبطن ذكرا أو أنثى قالوا: وصلت أخاها، فأحموها وتركوها ترعى ولا يمسّها أحد فإن وضعت أنثى حيّة بعد البطن السابع كانت مع أمها كسائر النّعم لم تحم لاهى ولا أمّها وإن ولدت أنثى ميتة بعد البطن السابع أكلتها النّساء دون الرجال فإن وضعت ذكرا حيّا بعد البطن السابع، أكله الرجال دون النساء وكذلك
إن وضعت ذكرا ميّتا بعد البطن السابع، أكله الرجال دون النساء وإن وضعت ذكرا وأنثى ميتين بعد البطن السابع، أكلهما الرجال والنساء جميعا بالتسوية وإن وضعت ذكرا وأنثى حيين بعد البطن السابع، أكل الذكر منها الرجال دون النساء، وجعلوا الأنثى مع أمها كسائر النّعم. قال أبو الحسن الأثرم والسائبة من العبيد، تعتقه سائبة، فلا ترثه أي سيّبته، ولا عقل عليه. والسائبة من جملة الأنعام: تكون من النذور، يجعلونها لأصنامهم، فتسيّب ولا تحبس عن رعى، ولا عن ماء ولا يركبها أحد. «حامٍ» (103) ، والحام من فحول الإبل خاصة، إذا نتجوا منه عشرة أبطن، قالوا: قد حمى ظهره، فأحموا ظهره ووبره، وكل شىء منه، فلم يمسّ، ولم يركب، ولم يطرق. والبحيرة: جعلها قوم من الشاة خاصة إذا ولدت خمسة أبطن بحّروا أذنها وتركت، فلا يمسّها أحد «1» ولا شيئا منها يبحّرون أذنها أي يخرمونها. والفرع من الإبل أول ولد تضعه الناقة، يفرع لأصنامهم أي يذبح، يقال: أفرعنا أي ذبحنا تلك. وقال آخرون: بل
البحيرة أنّها إذا نتجت الناقة خمسة أبطن فكان آخرها سقبا، أي ذكرا بحّروا أذن الناقة، أي شقوها وخلّوا عنها، فلم تركب ولم يضربها فحل، ولم تدفع عن ماء، ولا عن مرعى، وحرّموا ذلك منها، فتلقى الجائع، فلا ينحرها، ولا يركبها المعيى تحرّجا. وقالوا: السائبة لا تكون إلّا من الإبل، إن مرض الرّجل نذر إن برىء ليسيبنّ بعيرا، أو إن قدم من سفر، أو غزوة، أو شكر رفع بلاء أو نقمة سيّب بعيرا، فكان بمنزلة البحيرة وكذلك المعتق السائبة فى الإسلام، لا يرثه الذي يعتقه. وقالوا: الوصيلة من الغنم خاصة إذا ولّدوها ذكرا جعلوها لأصنامهم فتقرّبوا به، وإذا ولّدوها أنثى قالوا: هذه لنا خاصة دون آلهتنا، وإذا ولّدوها ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا أخاها لإلهتهم لمكانها.
[سورة المائدة (5) : آية 107]
وقالوا: بل «الحام» هو كما وصف فى أول هذا الوجه، إلّا أنهم يجعلونه لأصنامهم وآلهتهم، فلا يهاج. «يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» (103) أي يختلقون الكذب على الله. «فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً» (107) أي: فإن ظهر عليه، ووقع، وهو من قولهم: «عثرت على الغزل بأخرة، فلم تدع بنجد قردة» . «1» «استحقّ عليهم الأولين» (107) : واحدها الأولى ومن قرأها: الْأَوْلَيانِ، «2» فالواحدة منها: الأولى. «أَيَّدْتُكَ» (110) أي قوّيتك، يقال: رجل أيّد أي شديد قوىّ.
[سورة المائدة (5) : آية 111]
«كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ» (110) أي كمثل الطير، ومنه قولهم: دعه على هيئته. «وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ» (111) أي ألقيت فى قلوبهم، وقد فرغنا من تفسيرهم فى موضع قبل هذا، «1» وليس من وحي النبوة [إنما هو أمرت، قال العجّاج: وحي لها القرار فاستقرّت «2» أي: أمرها بالقرار. يقال: وحي وأوحى] . «3» «هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ» (112) أي هل يريد ربك. «أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ» (112) [أصلها أن تكون مفعولة، فجاءت فاعلة كما يقولون: تطليقة بائنة، وعيشة راضية وإنما ميد صاحبها بما عليها من الطعام، فيقال: مادنى يميدنى، «4» قال رؤبة: إلى أمير المؤمنين الممتاد أي المستعطى المسئول به امتدتك، ومدتنى أنت] . «5»
[سورة المائدة (5) : آية 114]
«تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا» (114) مجاز العيد هاهنا: عائدة من الله علينا، وحجة وبرهان. «وَآيَةً مِنْكَ» (114) أي: علما وعلامة. «وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى» (116) مجازه: وقال الله يا عيسى، و «إذ» من حروف الزوائد، وكذلك: «وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ» (110) أي علمتك. «أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي» (116) ، هذا باب تفهيم،
[سورة المائدة (5) : آية 117]
وليس باستفهام عن جهل ليعلمه، وهو يخرج مخرج الاستفهام، وإنما يراد به النّهى عن ذلك ويتهدد به، وقد علم قائله أكان ذلك أم لم يكن، ويقول الرجل لعبده: أفعلت كذا؟ وهو يعلم أنه لم يفعله ولكن يحذّره، وقال جرير: ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح (43) ولم يستفهم، ولو كان استفهاما ما أعطاه عبد الملك «1» مائة من الإبل برعاتها. «اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ» (116) إذا أشركوا فعل ذكر مع فعل أنثى غلّب فعل الذّكر وذكّروهما. «الرَّقِيبَ» (117) : الحافظ. «عِبادُكَ» (118) : جمع عبد، بمنزلة عبيد.
"سورة الأنعام" (6)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «سورة الأنعام» (6) «وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ» (1) أي خلق، والنور الضوء. «بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» (1) : مقدم ومؤخر، مجازه يعدلون بربهم، أي: يجعلون له عدلا، تبارك وتعالى عما يصفون. «وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ» (2) مقدم ومؤخر، مجازه وعنده أجل مسمّى، أي وقت مؤقّت. «ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ» (2) أي تشكّون. «أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» (5) أي أخبار. «مِنْ قَرْنٍ» (6) أي: من أمة [يروون أن ما بين القرنين أقلّه ثلاثون سنة] . «1»
«مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ» (6) أي: جعلنا لهم منازل فيها وأكالا، وتثبيتا ومكناهم مكّنتك ومكنت لك واحد، يقال: أكل وأكال وآكال واحدها أكل. قال الأثرم: قال أبو عمرو: يقال له أكل من الملوك، إذا كان له قطايع. «1» «وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً» (6) مجاز السماء هاهنا مجاز المطر، يقال: ما زلنا فى سماء، أي فى مطر، وما زلنا نطأ السماء، أي أثر المطر، وأنّى أخذتكم هذه السماء؟ ومجاز «أرسلنا» : أنزلنا وأمطرنا «مِدْراراً» (6) أي غزيرة دائمة.
[سورة الأنعام (6) : آية 12]
[قال الشاعر: وسقاك من نوء الثريّا مزنة ... غرّاء تحلب وابلا مدرارا أي غزيرا دائما] . «وَأَنْشَأْنا» (6) أي ابتدأنا، ومنه قولهم: فأنشأ فلان فى ذلك أي ابتدأ فيه. «الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» (12) أي غبنوا «1» أنفسهم وأهلكوها، قال الأعشى: لا يأخذ الرشوة فى حكمه ... ولا يبالى غبن الخاسر «2» أي: خسر الخاسر. «فاطِرِ السَّماواتِ» (14) أي خالق السموات. «هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ» (67/ 3) أي: من صدوع، ويقال: انفطرت زجاجتك أي انصدعت، ويقال فطر ناب الجمل، أي انشقّ فخرج.
[سورة الأنعام (6) : آية 23]
«ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ «1» إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللَّهِ رَبِّنا» (23) مرفوعة إذا عملت فيها «ثُمَّ لَمْ تَكُنْ» فتجعل قولهم الخبر ل «تكن» ، وقوم ينصبون «فتنتهم» لأنهم يجعلونها الخبر، ويجعلون قولهم الاسم، بمنزلة قولك ثم لم يكن قولهم إلا فتنة، لأن «إلّا أن قالوا» فى موضع «قولهم» ، ومجاز فتنتهم: مجاز كفرهم وشركهم الذي كان فى أيديهم. «أَكِنَّةً «2» أَنْ يَفْقَهُوهُ» (25) واحدها كنان، ومجازها عطاء، قال [عمر بن أبى ربيعة: أيّنا بات ليلة ... بين غصنين يوبل] «3» تحت عين كنانها ... ظلّ برد مرحّل أي غطاؤنا الذي يكنّنا.
[سورة الأنعام (6) : آية 26]
«وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً» (25) مفتوح، ومجازه: الثّقل والصمم، وإن كانوا يسمعون، ولكنهم صمّ عن الحق والخير والهدى والوقر هو الحمل إذا كسرته. «أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» (25) واحدتها أسطورة، وإسطارة لغة، ومجازها مجار الترّهات «1» [البسابس «2» ليس له نظام، وليس بشىء] . «وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ» (26) أي يتباعدون عنه، قال النّابغة: فأبلغ عامرا عنى رسولا ... وزرعة إن دنوت وإن نأيت «3»
[سورة الأنعام (6) : آية 31]
«ما فَرَّطْنا» (31) مجازه: ما ضيّعنا. «أَوْزارَهُمْ» (31) واحدها: وزر مكسورة، ومجازها: آثامهم، [والوزر والوزر واحد، يبسط الرجل ثوبه فيجعل فيه المتاع فيقال له: أحمل وزرك، ووزرك، ووزرتك] . «1» «تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ» (35) يريد أهوية ومنه نافقاء اليربوع الجحر «2» الذي ينفق منه فيخرج ينفق نفقا مصدر. «أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ» (35) أي مصعدا، قال ابن مقبل: لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا ... تبنى له فى السموات السلاليم «3»
[سورة الأنعام (6) : آية 37]
«لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ» (37) مجازها: هلّا نزل عليه، قال: تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ... بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا (63) أي فهلا تعدّون الكمىّ. «وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ» (38) مجازه: إلا أجناس يعبدون الله، ويعرفونه، وملك. «1» «ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ» (38) مجازه: ما تركنا ولا ضيعنا ولا خلقنا. «صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ» (39) مثل للكفار، لأنهم لا يسمعون الحق والدين وهم قد يسمعون غيره، وبكم لا يقولونه، وهم ليسوا بخرس. «بِالْبَأْساءِ» (42) «2» هى البأس من الخوف والشر والبؤس. «وَالضَّرَّاءِ» (42) من الضرّ. «بَغْتَةً» (44) أي فجأة، يقال: بغتني أي فاجأنى.
[سورة الأنعام (6) : آية 45]
«فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ» (44) المبلس: الحزين الدائم، قال العجّاج: يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال نعم أعرفه وأبلسا «1» وقال رؤبة: وحضرت يوم خميس الأخماس ... وفى الوجوه صفرة وإبلاس «2» أي اكتئاب وكسوف وحزن. «فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ» (45) أي آخر القوم الذي يدبرهم. «3» «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ» (46) مجازه: إن أصم الله أسماعكم وأعمى أبصاركم، تقول العرب: قد أخذ الله سمع فلان، وأخذ بصر فلان. «ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ» (46) مجازه: يعرضون، يقال: صدف عنى بوجهه، أي أعرض. «4»
[سورة الأنعام (6) : آية 47]
«إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً» (47) مجاز بغتة: فجأة وهم لا يشعرون. «أو جهرة» أي: أو علانية وهم ينظرون. «وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ» (55) أي نميزها ونبيّنها. [قال يزيد ابن ضبّة فى البغتة: ولكنّهم بانوا ولم أدر بغتة ... وأفظع شىء حين يفجؤك البغت] «1» «قَدْ ضَلَلْتُ» (56) تضلّ تقديرها: فررت تفرّ وضللت تضلّ، تقديرها: مللت تملّ، لغتان. «عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي» (57) أي بيان، وقال: أبيّنة تبغون بعد اعترافه ... وقول سويد قد كفيتكم بشرا «2» أي: بيانا.
[سورة الأنعام (6) : آية 60]
«جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ» (60) أي كسبتم. «وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ» (61) أي: لا يتوانون «1» ولا يتركون شيئا، ولا يخلفونه ولا يغادرون. «رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ» (62) مجازه: مولاهم ربهم. «تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً» (63) أي: تخفون فى أنفسكم. «أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً» (65) يخلطهم، وهو من الالتباس و «شيعا» : فرقا، واحدتها: شيعة. «الذِّكْرى» (68) والذّكر واحد. «أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ» (70) أي: ترتهن وتسلم، قال عوف ابن الأحوص [بن جعفر] : وإبسالى بنىّ بغير جرم ... بعوناه ولا بدم مراق «2»
بعوناه، أي: جنيناه، «1» [وكان حمل عن غنىّ لبنى قشير دمّ ابني السّجفيّة، فقالوا: لا نرضى بك، فرهنهم بنيه، «2» قال النابغة الجعدىّ: ونحن رهنّا بالافاقة عامرا ... بما كان فى الدّرداء رهنا فأبسلا] «3» وقال الشّنفرى: هنالك لا أرجو حياة تسرّنى ... سمير الليالى مبسلا بالجرائر «4» أي أبد الليالى. وكذلك فى آية أخرى: «أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا» (70) . «وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها» (70) مجازه: إن تقسط كل قسط لا يقبل منها. لأنّما التوبة فى الحياة.
[سورة الأنعام (6) : آية 71]
«وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا» (71) يقال: ردّ فلان على عقيبيه، «1» أي رجع ولم يظفر بما طلب ولم يصب شيئا. «كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ» (72) وهو: الحيران الذي يشبّه له الشياطين فيتبعها حتى يهوى فى الأرض فيضلّ. «يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ» (73) «2» يقال إنها جمع صورة تنفخ فيها روحها فتحيا، بمنزلة قولهم: سور المدينة واحدتها سورة، وكذلك كل [ما] علا وارتفع، كقول النابغة: ألم تر أنّ الله أعطاك سورة ... ترى كلّ ملك دونها يتذبذب (2) وقال العجّاج: [فربّ ذى سرادق محجور ... سرت إليه فى أعالى السّور (4)
[سورة الأنعام (6) : آية 75]
ومنها: سورة المجد أعاليه] وقال جرير: لمّا أتى خبر الزّبير تواضعت ... سور المدينة والجبال الخشّع «1» «مَلَكُوتَ السَّماواتِ» (75) «2» أي: ملك السموات،
[سورة الأنعام (6) : آية 76]
خرجت مخرج قولهم فى المثل: رهبوت خير من رحموت، أي: رهبة خير من رحمة. «1» «فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ» (76) «2» أي: غطّى عليه وأظلم عليه، ومصدره: جنّ الليل جتونا، قال دريد بن الصّمّة: ولولا جنون الليل أدرك ركضنا ... بذي الرّمث والأرطي عياض بن ناشب «3» وبعضهم ينشده: ولولا جنان الليل، أي غطاؤه وسواده، وما جنّك من شىء فهو جنان لك، [وقال سلامة بن جندل:
ولولا جنان الليل ما آب عامر ... إلى جعفر سرباله لم يمزّق] «1» قال ابن أحمر يخاطب ناقته: جنان المسلمين أودّ مسّا ... وإن جاورت أسلم أو غفارا «2» أي: سوادهم، [يقول: دخولك فى المسلمين أودّ لك] «فَلَمَّا أَفَلَ» (76) أي غاب يقال: أين أفلت عنا، أي أين غبت عنا، وهو يأفل مكسورة الفاء، والمصدر: أفل أفولا كقوله: إذا ما الثّريّا أحسّت أفولا «3» أي: غيبوبة. [قال ذو الرّمّة: مصابيح ليست باللواتي تقودها ... نجوم ولا بالآفلات الدّوالك] «4»
[سورة الأنعام (6) : آية 77]
«لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ» (76) أي من الأشياء، ولم يقصد قصد الشمس والقمر والنجوم فيجمعها على جميع الموات. «فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً» (77) أي طالعا. «ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ [عَلَيْكُمْ] سُلْطاناً» (81) أي ما لم يجعل لكم فيه حجة، ولا برهانا، ولا عذرا. «وَاجْتَبَيْناهُمْ» (87) أي اخترناهم، يقال: اجتبى فلان كذا لنفسه، أي اختار. «فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً» (89) أي فقد رزقناها قوما. «وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» (91) أي ما عرفوا الله حقّ معرفته. «تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ» (93) مضموم، وهو الهوان، وإذا فتحوا أوله، فهو الرفق والدّعة. «فُرادى» (94) أي فردا فردا. «تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ» (94) [أي وصلكم] مرفوع لأن الفعل عمل فيه، كما قال مهلهل:
[سورة الأنعام (6) : آية 96]
كأنّ رماحهم أشطان بئر ... بعيد بين جاليها جرور «1» «وجاعل «2» اللّيل سكنا والشّمس والقمر» (96) منصوبتين، لأنه فرق بينهما وبين الليل المضاف إلى جاعل قوله: «سكنا» ، فأعملوا فيهما الفعل الذي عمل فى قوله: «سكنا» ، فنصبوهما كما أخرجوهما من الإضافة، كما قال [الفرزدق] : قعودا لدى الأبواب طالب حاجة ... عوان من الحاجات أو حاجة بكرا «3» «وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً» (96) ، وهو جميع حساب، فخرج مخرج شهاب، والجميع شهبان. «فَمُسْتَقَرٌّ «4» وَمُسْتَوْدَعٌ» (98) مستقرّ فى صلب الأب، ومستودع فى رحم الأم. «5»
[سورة الأنعام (6) : آية 99]
« [قِنْوانٌ] » (99) . القنو «1» هو العذق، والاثنان: قنوان، النون مكسورة، والجميع قنوان على تقدير لفظ الاثنين، غير أن نون الاثنين مجرورة فى موضع الرفع والنصب والجر، ونون الجميع يدخله الرفع والجر والنصب، ولم يجد مثله غير قولهم صنو، وصنوان، والجميع صنوان. «وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ» (99) ، ينعه: مصدر من ينع إذا أينع أي: من مدركه، واحده يانع والجميع ينع، بمنزلة تاجر والجميع تجر، وصاحب والجميع صحب، ويقال: قد ينع الثمر فهو يينع ينوعا، فمنه اليانع ويقال: قد ينعت الثمرة وأينعت لغتان، فالآية فيها اللغتان جميعا، قال: فى قباب حول دسكرة ... حولها الزيتون قد ينعا «2»
[سورة الأنعام (6) : آية 100]
«وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ» (100) افتعلوا لله بنين وبنات وجعلوها له واختلقوه من كفرهم كذبا. «بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (101) أي مبتدع. «عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ» (102) أي حفيظ ومحيط. «قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ» (104) واحدتها بصيرة، ومجازها: حجج بيّنة واضحة ظاهرة. «دارست» (105) «1» من المدارسة، و «درست» أي امتحنت. «فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ» (108) عدوا أي اعتداء.
[سورة الأنعام (6) : آية 109]
«وَما يُشْعِرُكُمْ» (109) أي ما يدريكم. «أَنَّها إِذا جاءَتْ» (109) ألف «إنها» مكسورة على ابتداء «إنها» ، أو تخبير عنها ومن فتح ألف «أنها» فعلى إعمال «يشعركم» فيها، فهى فى موضع اسم منصوب. «وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا» (111) «1» ومجاز «حشرنا» ، سقنا وجمعنا «قبلا» جميع، قبيل قبيل أي: صنف صنف ومن قرأها «قبلا» فإنه يجعل مجازها عيانا، كقولهم: «من ذى قبل» ، وقال آخرون «قبلا» أي مقابلة، كقولهم: «أقبل قبله، وسقاها قبلا، لم يكن أعدّ لها الماء، فاستأنفت سقيها، وبعضهم يقول: «من ذى قبل» . «2»
[سورة الأنعام (6) : آية 112]
«زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً» (112) كل شىء حسنته وزيّتته وهو باطل فهو زخرف «1» ويقال: زخرف فلان كلامه وشهادته. «وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ» (113) من صغوت إليه أي ملت إليه وهويته وأصغيت إليه لغة، [قال ذو الرمة: تصغى إذا شدّها بالرّحل جانحة ... حتى إذا ما استوى فى غرزها تثب «2» «وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ» (113) مجاز الاقتراف «3» القرفة والتّهمة والادعاء. ويقال: بئسما اقترفت لنفسك، قال رؤبة: أعيا اقتراف الكذب المقروف ... تقوى التقىّ وعفّة العفيف «4»
[سورة الأنعام (6) : آية 116]
يقال: أتت قرفتى، وقارفت الأمر أي واقعته. «يَخْرُصُونَ» (116) أي: يظنون ويوقعون، ويقال: يتخرص، أي يتكذب. «أَكابِرَ مُجْرِمِيها» (123) أي العظماء. «لِيَمْكُرُوا فِيها» (123) مصدره المكر، وهو الخديعة والحيلة بالفجور والغدر والخلاف. [ «صَغارٌ» ] (124) الصغار: هو أشدّ الذّلّ. الرجز و «الرِّجْسَ» (125) سواء، وهما العذاب. «وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ» (134) أي فائتين، ويقال: أعجزنى فلان فاتنى وغلبنى «1» وسبقنى، وأعجز منى، وهما سواء. «اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ» (135) أي على حيالكم وناحيتكم. «2» «ذَرَأَ» (136) بمنزلة برأ، ومعناهما خلق.
[سورة الأنعام (6) : آية 138]
«حِجْرٌ» (138) أي حرام، قال المتلمّس: حنّت إلى النّخلة القصوى فقلت لها ... حجر حرام ألا ثمّ الدّهاريس «1» الدهاريس: الدواهي. «جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ» (141) قد عرش عنبها. «وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ» (141) من سائر الشجر الذي لا يعرش، ومن النخل. «كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ «2» إِذا أَثْمَرَ» (141) جميع ثمرة، ومن قرأها: «مِنْ ثَمَرِهِ» فضمّها، فإنه يجعلها ثمر. «حَمُولَةً وَفَرْشاً» (143) أي ما حملوا عليها، والفرش: صغار الإبل لم تدرك أن يحمل عليها. «أَوْ دَماً مَسْفُوحاً» (145) أي مهراقا مصبوبا، ومنه قولهم: سفح دمعى، أي: سال قال الشاعر:
[سورة الأنعام (6) : آية 150]
هاج سفح دموعى ... ما تحنّ ملوعى] «قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ» (150) : هلّم فى لغة أهل العالية للواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء. قال الأعشى: وكان دعا قومه بعدها ... هلمّ إلى أمركم قد صرم «1» وأهل نجد يقولون للواحد هلّم، وللمرأة هلّمى، وللاثنين هلمّا، وللقوم: هلمّوا، وللنساء هلمن، يجعلونها من هلممت «2» [وأهل الحجاز لا يجعلون لها فعلا] . «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ» (151) من ذهاب ما فى أيديكم يقال: أملق فلان، أي ذهب ماله، [واحتاج، وأقفر مثلها] . «مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً» (161) أي دين إبراهيم يقال من أي ملة أنت، وهم أهل ملتك.
[سورة الأنعام (6) : آية 162]
«وَنُسُكِي وَمَحْيايَ» (162) وهو مصدر نسكت، وهو تقربت بالنسائك، وهى النسيكة، وجمعها أيضا نسك متحركة بالضمة. «خَلائِفَ الْأَرْضِ» (165) : واحدهم: خليفة فى الأرض بعد خليفة، قال الشّماخ [وهو الرجل المتكبر] : تصيبهم وتخطئنى المنايا ... وأخلف فى ربوع عن ربوع «1» الربع: الدار والجميع ربوع، والرّبع أيضا: قبيلة، قال: يقال رجل من ربعه يعنى من قبيلته.
"سورة الأعراف" (7)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «سورة الأعراف» (7) «المص» (1) : ساكن لأنه جرى مجرى سائر فواتح السور اللواتى جرين مجرى حروف التّهجّى، وموضعه ومعناه على تفسير سائر ابتداء السور. «كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ» (2) رفع من موضعين أحدهما: أنزل إليك كتاب، والآخر على الاستئناف. «فَلا يَكُنْ» : (2) ساكن لأنه نهى «فى صدرك حرج منه» أي ضيق. «بَياتاً» (3) : أي ليلا بيّتهم بياتا وهم نيام. «أَوْ هُمْ قائِلُونَ» (3) : أي نهارا إذا قالوا. «فَما كانَ دَعْواهُمْ» (4) لها موضعان أحدهما قولهم ودعواهم، والآخر ادّعاؤهم. «1»
[سورة الأعراف (7) : آية 12]
«ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ» (11) «1» مجازه: ما منعك أن تسجد، والعرب تضع «لا» فى موضع الإيجاب وهى من حروف الزوائد، قال [أبو النجم] : فما ألوم البيض ألّا تسخرا ... ممّا رأين الشمط القفندرا (24) أي ما ألوم البيض أن يسخرن، القفندر: القبيح السّمج، وقال [الأحوص: ويلحيننى فى اللهو ألّا أحبّه ... وللهو داع دائب غير غافل (25) أراد: فى اللهو أن أحبه، [قال العجاج: فى بئر لا حور سرى وما شعر (22) الحور: الهلكة، وقوله لا حور: أي فى بئر حور، و «لا» فى هذا الموضع فضل] «اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً» . (17) وهى من ذأمت الرجل، وهى أشد مبالغة من ذممت ومن ذمت الرجل تذيم، وقالوا فى المثل: لا تعدم الحسناء ذاما، «2» أي ذما، وهى لغات.
[سورة الأعراف (7) : آية 21]
«مَدْحُوراً» (17) أي مبعدا مقصى، ومنه قولهم: ادحر عنك الشيطان، [وقال العجّاج: فأنكرت ذا جمّة نميرا ... دجر عراك يدجر المدحورا] «1» «وَقاسَمَهُما» (20) أي حالفهما، وله موضع آخر فى موضع معنى القسمة. «سَوْآتِهِما» (21) كناية عن فرجيهما. «وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما» (21) يقال طفقت أصنع كذا وكذا كقولك: ما زلت أصنع ذا وظللت، «2» ويخصفان الورق بعضه إلى بعض. «وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ» (23) إلى وقت يوم القيامة، وقال: وما مزاحك بعد الحلم والدّين ... وقد علاك مشيب حين لا حين «3» أي وقت لا وقت.
[سورة الأعراف (7) : آية 26]
«ورياشا» (25) [الرياش والريش واحد] ، «1» وهو ما ظهر من اللباس والشارة وبعضهم يقول: أعطانى رجلا بريشه أي بكسوته وجهازه وكذلك السرج بريشه، والرياش أيضا: الخصب والمعاش. «إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ» (26) أي وجيله الذي هو منه. «2» «كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ» (28، 29) نصبهما جميعا على إعمال الفعل فيهما أي هدى فريقا ثم أشرك الآخر فى نصب الأول وإن لم يدخل فى معناه والعرب تدخل الآخر المشرك بنصب ما قبله على الجوار وإن لم يكن فى معناه، وفى آية أخرى «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (76/ 31) وخرج فعل الضلالة مذكرا والعرب تفعل ذلك إذا فرّقوا بين الفعل وبين المؤنثة لقولهم: مضى من الشهر ليلة.
[سورة الأعراف (7) : آية 38]
«حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا «1» فِيها جَمِيعاً» (37) أي اجتمعوا فيها، ويقال تدارك لى عليه شىء أي اجتمع لى عنده شىء، وهو مدغم التاء فى الدال فثقلت الدال. «عَذاباً ضِعْفاً» (37) أي عذابين مضعف (؟) فصار شيئين. «فِي سَمِّ الْخِياطِ» (39) أي فى ثقب الإبرة وكل ثقب من عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك فهو سمّ والجميع سموم. «2» «لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ» (40) أي فراش وبساط ولا تنصرف جهنم لأنه اسم مؤنثة على أربعة أحرف. «وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ» (40) واحدتها غاشية وهى ما غشاهم فغطاهم من فوقهم «3»
[سورة الأعراف (7) : آية 42]
«لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها» (21) : طاقتها، يقال: لا أسع ذلك. «وَعَلَى الْأَعْرافِ «1» رِجالٌ يَعْرِفُونَ» (45) مجازها: على بناء سور لأن كل مرتفع من الأرض عند العرب أعراف، قال: كل كناز لحمه نياف ... كالعلم الموفى على الأعراف 241 «2» وقال الشّمّاخ: وظلّت بأعراف تفالى كأنها ... رماح نحاها وجهة الرّيح راكز 242 «3» أي على نشز. «بِسِيماهُمْ» (45) منقوصة، والمعنى: بعلاماتهم. «وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ» (46) أي حيال أصحاب النار، وفى آية أخرى «تِلْقاءَ مَدْيَنَ» (28/ 22) أي حيال مدين وتجاهه. «فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ» (50) مجازه: نؤخرهم ونتركهم، «كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا» (50) أي كما تركوا أمر ربهم وجحدوا يوم القيامة.
[سورة الأعراف (7) : آية 53]
«هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ» (52) أي هل ينظرون إلّا بيانه ومعانيه وتفسيره. «خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ» (52) مجازه: غبنوا أنفسهم وأهلكوا قال الأعشى: لا يأخذ الرّشوة فى حكمه ... ولا يبالى غبن الخاسر (214) «إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» (55) هذا موضع يكون فى المؤنثة والثنتين والجميع منها بلفظ واحد ولا يدخلون فيها الهاء لأنه ليس بصفة ولكنه ظرف لهن وموضع، «1» والعرب تفعل ذلك فى قريب «2» وبعيد قال: فان تمس ابنة السّهمىّ منا ... بعيدا لا نكلّمها كلاما «3» وقال الشّنفرى: تؤرقنى وقد أمست بعيدا ... وأصحابى بعيهم أو تباله «4»
[سورة الأعراف (7) : آية 57]
فإذا جعلوها صفة فى معنى مقتربة قالوا: هى قريبة وهما قريبتان وهن قريبات. «يرسل الرّياح نشرا» (56) «1» أي [متفرقة] من كل مهبّ وجانب وناحية. «أقلّت سحابا» أي ساقت. «لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً» (57) أي قليلا عسرا فى شدة «2» قال: لا تنجز الوعد إن وعدت وإن ... أعطيت أعطيت تافها نكدا «3» تافه: قليل. «آلاءَ اللَّهِ» (68) أي نعم الله، وواحدها فى قول بعضهم «ألى» تقديرها قفا، وفى قول بعضهم «إلى» تقديرها معى.
[سورة الأعراف (7) : آية 71]
[جعل الأعشى واحدها إلى خفيف «1» فقال: أبيض لا يرهب الهذال ولا ... يقطع رحما ولا يخون إلا] «2» «رِجْسٌ» (70) أي عذاب وغضب. «وَبَوَّأَكُمْ» (73) أي أنزلكم [قال ابن هرمة: وبوّئت فى صميم معشرها ... فتمّ فى قومها مبوّؤها] «3» وزوّجكم. «وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ» (76) أي تكبروا وتجبروا، يقال جبّار عات. «جاثِمِينَ» (77) أي بعضهم على بعض جثوم، وله موضع آخر جثوم على الرّكب، قال جرير: عرفت المنتأى وعرفت منها ... مطايا القدر كالحدأ الجثوم «4» «امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ» (582) أي كانت قد غبرت من كبرها فى الغابرين، فى الباقين حتى هرموا وهرمت وهى قد أهلكت مع قومها فلم تغبر بعدهم فتبقى ولكنها كانت قبل ذلك من الغابرين، وجعلها من الرجال والنساء
[سورة الأعراف (7) : آية 85]
وقال: من الغابرين، لأن صفة النساء مع صفة الرجال تذكّر إذا أشرك بينهما وقال العجاج: فما ونى محمد مذ أن غفر ... له الإله ما مضى وما غبر «1» أي ما بقي وقال الأعشى: عض بما أبقى المواسى له ... من أمّه فى الزّمن الغابر «2» ولم يختن فيما مضى فبقى من الزمن الغابر أي الباقي ألا ترى أنه قد قال: وكنّ قد أبقين منها أذى ... عند الملاقى وافر الشافر «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ» (84) مجازه: لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوها وقالوا فى المثل: «نحسبها حمقاء وهى باخسة» أي ظالمة. «3» «تَبْغُونَها عِوَجاً» (85) مكسورة الأول مفتوح ثانى الحروف وهو الاعوجاج فى الدين وفى الأرض، وفى آية أخرى:
[سورة الأعراف (7) : آية 89]
«لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً» (20/ 107) والعوج إذا فتحوا أوله والحرف الثاني فهو الميل فيما كان قائما نحو الحائط والقناة والسنّ ونحو ذلك. «افْتَحْ بَيْنَنا «1» وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ» (88) أي احكم بيننا. قال: والقاضي يقال له الفتاح، قال: ألا أبلغ بنى عصم رسولا ... بأنى عن فتاحتكم غنىّ «2»
[سورة الأعراف (7) : آية 91]
وهو لبعض مراد. «الرَّجْفَةُ» (90) : من رجفت بهم الأرض أي تحركت بهم «كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا» (91) أي لم ينزلوا فيها ولم يعيشوا فيها، قال مهلهل غنيت دارنا تهامة فى الدهر وفيها بنو معدّ حلولا «1» وقولهم مغانى الديار منها، واحدها مغنى قال: أتعرف مغنى دمنة ورسوم «2» «3»
[سورة الأعراف (7) : آية 95]
«فَكَيْفَ آسى» (92) أي أحزن وأتندم وأتوجع، ومصدره الأسى، وقال: وانحلبت عيناه من فرط الأسى «1» (191) «حَتَّى عَفَوْا» (94) مجازه: حتى كثروا، «2» وكذلك كل نبات وقوم وغيره إذا كثروا: فقد عفوا، قال [لبيد: فلا تتجاوز العطلات منها ... إلى البكر المقارب والكروم ولكنّا نعضّ السّيف منها ... بأسوق عافيات اللّحم كوم «3» [أي كثيرات اللحم] «الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ» (94) أي الضّرّ، والسّرّ وهو السرور. «لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ» (95) أي لأنزلنا عليهم
[سورة الأعراف (7) : آية 100]
يقال: قد فتح الله على فلان ولفلان، وذلك إذا رزق وأصاب الخير وأقبلت عليه الدنيا وإذا ارتج على القارئ فتحت عليه فلقّنته. «أولم نهد للّذين» (99) مجازه: أو لم نبين لهم ونوضح لهم. «وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ» (96) مجازه: مجاز نختم. «وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ» (101) مجازه وما وجدنا لأكثرهم عهدا أي وفاء ولا حفيظة و «من» من حروف الزوائد وقد فسّرناها فى غير هذا الموضع. «وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ» (101) : أي لكافرين، ومجازه: إن وجدنا أكثرهم إلّا فاسقين، أي ما وجدنا، وله موضع آخر أنّ العرب تؤكّد باللام كقوله: أمّ الحليس لعجوز شهربه «1» «فَظَلَمُوا بِها» (101) مجازه: فكفروا بها.
[سورة الأعراف (7) : آية 105]
«حقيق علىّ أن لا أقول» (104) : مجازه: حق علىّ أن لا أقول إلّا الحقّ، ومن قرأها «حَقِيقٌ عَلى «1» أَنْ لا أَقُولَ ولم يضف «على» إليه فإنه يجعل مجازه مجاز حريص على أن لا أقول، أو فحق أن لا أقول.
[سورة الأعراف (7) : آية 107]
«ثُعْبانٌ مُبِينٌ» (106) أي حية ظاهرة. « [وَنَزَعَ يَدَهُ] » (107) أخرج يده «فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ» (107) من غير سوء، ولكنها كانت آية لأنه كان آدم. «أَرْجِهْ وَأَخاهُ» (110) مجازه: أخّره. «إِنَّ لَنا لَأَجْراً» (113) ثوابا وجزاء، واللام المفتوحة تزاد توكيدا. «سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ» (115) أي غشّوا أعين الناس وأخذوها. «وَاسْتَرْهَبُوهُمْ» (115) وهو من الرهبة مجازه: خوفوهم. «1» «تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ» (116) أي تلهم ما يسحرون ويكذبون أي تلقمه. «أَفْرِغْ عَلَيْنا» (125) أنزل [علينا] «قالَ عَسى رَبُّكُمْ» (128) وعسى من الله عز وجل فى كل القرآن أجمع واجبة. «وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ» (129) مجازه ابتليناهم بالجدوب ف «آل فرعون» : أهل دين فرعون وقومه.
[سورة الأعراف (7) : آية 131]
«أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ» (130) مجازه: إنما طائرهم، «1» وتزاد «ألا» للتنبيه والتوكيد، ومجاز «طائرهم» : حظهم ونصيبهم. «الطُّوفانَ» (132) مجازه من السيل: البعاق والدّباش «2» وهود باش شديد سيله، ومن الموت الذريع المبالغ السريع. «3» «وَالْقُمَّلَ» (132) «4» عند العرب هو الحمنان، والحمنان: ضرب من الفردان واحدتها حمنانة.
[سورة الأعراف (7) : آية 134]
«الرِّجْزُ» (133) مجازه: العذاب. «بِما عَهِدَ عِنْدَكَ» (133) مجازه: أوصاك وأعلمك. «فِي الْيَمِّ» (135) أي فى البحر، قال: كباذخ اليمّ سقاه اليمّ «1» «يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ» (136) «2» مجازه: يبنون ويعرش ويعرش لغتان، وعريش مكّة: خيامها. «وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ» (137) مجازه: قطعنا. «يَعْكُفُونَ» (137) أي يقيمون، ويعكفون لغتان. «مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ» (138) أي مبيّت ومهلك. «أَبْغِيكُمْ إِلهاً» (139) أي أجعل لكم.
[سورة الأعراف (7) : آية 142]
«جَعَلَهُ دَكًّا» (142) أي مستويا مع وجه الأرض، وهو مصدر جعله صفة، ويقال: ناقة دكّاء أي ذاهبة السّنام مستو ظهرها «1» أملس، وكذلك أرض دكّاء، [قال الأغلب: هل غير غار دكّ غارا فانهدم] «2» «لَهُ خُوارٌ» (147) أي صوت كخوار البقر إذا خار، وهو يخور. «وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ» (148) «3» يقال لكل من ندم وعجز عن شىء ونحو ذلك: سقط فى يد فلان. «غَضْبانَ أَسِفاً» (149) من شدة، يقال: أسف وعند وأضم، «4» ومن شدّة الغضب يتأسف عليه أي يتغيظ.
[سورة الأعراف (7) : آية 154]
«وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ» (153) أي سكن لأن كل كاف عن شىء فقد سكت عنه أي كفّ عنه وسكن، ومنه: سكت فلم ينطق. «وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا» (154) مجازه: اختار موسى من قومه. ولكن بعض العرب يجتازون فيحذفون «من» ، قال العجّاج: تحت التي اختار له الله الشّجر «1» أي تحت الشجرة التي اختار له الله من الشجر. «إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ» (155) مجازه: إنا تبنا إليك [هو من التهويد فى السير ترفق به وتعرج وتمكث] . «الْمَنَّ» (159) شىء يسقط على الشجر. «وَالسَّلْوى» (12) طائر يظنون أنه السّمانى، والسمانى أيضا مخفف، وله موضع آخر لكل شىء سلا عن غيره، ومنه السّلوان قال: لو أشرب السّلوان ما سليت «2»
[سورة الأعراف (7) : آية 163]
وعلى التخفيف: «سمانى لبادى» ، «1» [تقول] الصبيان إذا نصبوا له يستدرجونه: سمانى لبادى أي يلبد بالأرض أي لا يبرح. [ «أسباطا» ] : الأسباط (159) قبائل بنى إسرائيل واحدهم سبط يقال: من أي سبط أنت، أي من أي قبيلة وجنس. «2» قال أبو عبيدة: «فانبجست» (159) أي انفجرت. «إِذْ يَعْدُونَ «3» فِي السَّبْتِ» (162) إذ يتعدّون فيه عما أمروا به ويتجاوزونه «شرّعا» (162) أي شوارع. «4»
[سورة الأعراف (7) : آية 165]
«بِعَذابٍ بَئِيسٍ» (164) أي شديد. «1» قال ذو الإصبع [العدوانىّ أان رأيت بنى أبيك مجمّحين إليك شوسا] «2» حنقا علىّ وما ترى ... لى فيهم أثرا بئيسا «قِرَدَةً خاسِئِينَ» (165) أي قاصين مبعدين، يقال: خسأته عنى وخسأ هو عنى. «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ» (166) مجازه: وتأذن ربك، مجازه: أمر وهو من الإذن وأحلّ وحرّم ونهى. «وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً» (167) أي فرّقناهم فرقا.
[سورة الأعراف (7) : آية 169]
«فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ» (168) ساكن ثانى الحروف، وإن شئت حركت الحرف الثاني وهما فى المعنى واحد كما قالوا: أثر وأثر، وقوم يجعلونه إذا سكّنوا ثانى حروفه إذا كانوا مشركين، وإذا حركوه جعلوه خلفا صالحا. «عَرَضَ هذَا الْأَدْنى» (168) أي طمع هذا القريب الذي يعرض لهم فى الدنيا. «وَدَرَسُوا ما فِيهِ» (168) مجازه: من دراسة الكتب ويقال: قد درست إمامى أي حفظته وقرأته، يقال: ادرس على فلان أي اقرأ عليه. «وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ» (170) أي رفعنا فوقهم، وقال العجّاج: ينتق أقتاد الشّليل نتقا «1» أي يرفعه عن ظهره، وقال [رؤبة] : ونتقوا أحلامنا الأثاقلا «2» «3»
[سورة الأعراف (7) : آية 176]
«أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ» (176) لزم وتقاعس وأبطأ يقال فلان مخلد أي بطيء الشّيب، والمخلد الذي تبقى ثنيتاه حتى تخرج رباعيتاه، «1» وهو من ذاك أيضا. «وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ» (178) أي خلقنا. «وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ» (179) يجورون ولا يستقيمون ومنه سمّى اللحد لأنه فى ناحية القبر. ( «سَنَسْتَدْرِجُهُمْ» ) (182) : والاستدراج «2» أن تأتيه من حيث لا يعلم ومن حيث تلطف له حتى تغترّه.
[سورة الأعراف (7) : آية 183]
«وَأُمْلِي لَهُمْ» (182) أي أؤخرهم، ومنه قوله: مضى ملىّ من الدهر عليه «1» وملاوة وملاوة وملاوة فيها ثلاث لغات: ضمة وكسرة وفتحة. ويقال: ملّاك الله ولدك، وتمليت حبيبا، اى مدّ الله لك فى عمره. «وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا» (19/ 46) منها قال العجّاج: ملاوة ملّيتها كأنى ... صاحب صنج نشوة مغنّى] «2» «إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» (182) أي شديد. «ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ» (183) أي ما به جنون. «3» «أَيَّانَ مُرْساها» (186) أي متى، وقال: أيّان تقضى حاجتى أيّانا ... أما ترى لنجحها إبّانا «4» أي متى خروجها. «5»
«لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ» (186) مجازها: لا يظهرها ولا يخرجها إلّا هو [يقال جلّى لى الخبر وقال بعضهم: جله لى الخبر، والجلاء جلاء الرأس إذا ذهب الشعر] قال طرفة: سأحلب عيسا صحن سمّ فأبتغى ... به جيرتى إن لم يجلوا لى الخبر «1» أي يوضحون لى الأمر وهذا يهجوهم، يقال: عاسها يعيسها، والعيس ماء الفحل. «ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (186) مجازها: خفيت، وإذا خفى عليك شىء ثقل. «كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها» (186) أي حفىّ بها، ومنه قولهم: تحفيت به فى المسألة. «2»
[سورة الأعراف (7) : آية 189]
«حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً» (188) مفتوح الأول إذا كان فى البطن وإذا كان على العنق فهو مكسور الأول وكذلك اختلفوا فى حمل النخلة فجعله بعضهم من الجوف ففتحه وجعله بعضهم على العنق فكسره. «فَمَرَّتْ بِهِ» (188) مجازه: استمرّ بها الحمل فأتمّته. «خُذِ الْعَفْوَ» (198) أي الفضل وما لا يجهده، يقال خذ من أخيك ما عفا لك. «بِالْعُرْفِ» (198) مجازه: المعروف. «وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ «1» مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ» (199) مجازه: وإما يستخفنك منه خفة وغضب وعجلة، ومنه قولهم: نزغ الشّيطان بينهم أي أفسد وحمل بعضهم على بعض. «طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ» (200) مجازه: لمم قال [الأعشى] : وتصبح عن غب السّرى وكأنّما ... ألمَّ بها من طائف الجنّ أولق «2»
[سورة الأعراف (7) : آية 202]
وهو من طفت به أطيف طيفا، قال: أنّى ألمّ بك الخيال يطيف ... ومطافه لك ذكرة وشعوف «1» «يَمُدُّونَهُمْ «2» فِي الغَيِّ» (201) مجازه: يزّينون لهم الغى والكفر، ويقال: مدّ له فى غيّه زيّنه له وحسّنه وتابعه عليه. «هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ» (202) هذا القرآن ما يتلى عليكم، فلذلك ذكّره، والعرب تفعل ذلك، قال: قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة ... وللسبع أركى من ثلاث وأكثر «3» ذكّر ثلاثة ذهب به إلى بطن ثم أنثه لأنه ذهب به إلى قبيلة ومجاز بصائر أي حجج وبيان وبرهان.
[سورة الأعراف (7) : آية 205]
واحدتها بصيرة وقال الجعفىّ: حملوا بصائرهم على أكتافهم ... وبصيرتى يعدو بها عتد وأمي «1» البصيرة «2» الترس، والبصيرة الحلقة من حلق الدرع، فيجوز أن يقال للدرع كلها بصيرة والبصيرة من الدم الذي بمنزلة الورق الرّشاش منه والجديّة «3» أوسع من البصيرة والبصيرة مثل فرسن البعير فهو بصيرة والجديّة أعظم من ذلك، والإسبأة والأسابىّ فى طول «4» ، قال: والعاديات أسابىّ الدّماء بها ... كأنّ أعناقها أنصاب ترجيب «5» «تَضَرُّعاً وَخِيفَةً» (204) أي خوفا وذهبت الواو بكسرة الخاء.
«وَالْآصالِ» (204) «1» واحدتها أصل وواحد الأصل أصيل ومجازه: ما بين العصر إلى المغرب، وقال [أبو ذؤيب] : لعمرى لأنت البيت أكرم أهله ... وأقصد فى أفيائه بالأصائل «2» [يقال: آخر النهار] .
"سورة الأنفال"
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «سورة الأنفال» (8) «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ» (1) ومجازها الغنائم التي نفلها الله النبىّ صلى الله عليه وأصحابه، واحدها نقل، متحرك بالفتحة، قال لبيد: إنّ تقوى ربّنا خير نفل «1» «وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ» (2) أي خافت وفزعت، وقال معن بن أوس: لعمرك ما أدرى وإنّى لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل «2» «كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ» (5) مجازها مجاز القسم، كقولك: والذي أخرجك ربك لأن «ما» فى موضع «الذي» وفى آية
[سورة الأنفال (8) : آية 7]
أخرى «وَالسَّماءِ وَما بَناها» (91/ 5) أي والّذى بناها، وقال: دعينى إنما خطأى وصوبى ... علىّ وإن ما أهلكت مال «1» أي وإنّ الذي أهلكت مال. وفى آية أخرى «إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ» (20/ 69) : إنّ الذي فعلوه كيد ساحر فلذلك رفعوه. «غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ» (7) مجاز الشوكة: الحدّ، يقال: ما أشدّ شوكة بنى فلان أي حدّهم. «2» «بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ» (9) مجازه: مجاز فاعلين، من أردفوا أي جاءوا بعد قوم قبلهم وبعضهم يقول: ردفنى أي جاء بعدي وهما لغتان، ومن قرأها بفتح الدال وضعها فى موضع مفعولين من أردفهم الله من بعد من قبلهم وقدامهم. «3»
[سورة الأنفال (8) : آية 11]
«النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ» (11) وهى مصدر بمنزلة أمنت أمنة وأمانا [وأمنا] ، كلهن سواء. «رِجْزَ الشَّيْطانِ» (11) أي لطخ الشيطان، وما يدعو إليه من الكفر. «وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ» (11) مجازه: يفرغ عليهم الصبر وينزله عليهم فيثبتون لعدوهم. «1» «فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ» (12) مجازه: على الأعناق، يقال: ضربته فوق الرأس وضربته على الرأس. «وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ» (12) وهى أطراف الأصابع واحدتها بنانة، قال [عباس بن مرداس] : ألا ليتنى قطّعت منى بنانة ... ولا قيته فى البيت يقظان حاذرا «2»
[سورة الأنفال (8) : آية 13]
[يعنى أبا ضبّ رجلا من هذيل قتل هريم بن مرداس وهو نائم وكان جاورهم بالربيع] . َاقُّوا اللَّهَ» (13) مجازه: خانوا الله وجانبوا أمره ودينه وطاعته. َ مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ» (13) والعرب إذا جازت ب «من يفعل كذا» فإنهم يجعلون خبر الجزاء ل «من» وبعضهم يترك الخبر الذي يجاز به ل «من» ويخبر عما بعده فيجعل الجزاء له كقول شدّاد بن معاوية العبسىّ وهو أبو عنترة: فمن يك سائلا عنى فإنى ... وجروة لا ترود ولا تعار «1» لا أدعها تجىء وتذهب تعار. ترك الخبر عن نفسه وجعل الخبر لفرسه، والعرب أيضا إذا خبّروا عن اثنين أظهروا الخبر عن أحدهما وكفّوا عن خبر الآخر ولم يقولوا: ومن يحارب الصلت وزيدا فان الصلت وزيدا شجاعان كما فعل ذلك قائل:
[سورة الأنفال (8) : آية 17]
فمن يك سائلا عنى فإنى ... وجروة لا ترود ولا تعار (276) ولم يقل لا نرود ولا نعار فيدخل نفسه معها فى الخبر، وكذلك قول الأعشى: وإنّ إمراء أهدى إليك ودونه ... من الأرض موماة ويهماء خيفق لمحقوقة أن تستجيبى لصوته ... وأن تعلمى أن المعان موفّق قال أبو عبيدة: كان المحلق اهدى إليه طلبا لمديحه وكانت العرب تحب المدح فقال لناقته يخاطبها: وإن أمراء أهدى إليك ودونه «1» ترك الخبر عن امرئ وأخبر عن الناقة فخاطبها. وفى آية أخرى: «وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (8/ 49) . «وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى» (17) مجازه: ما ظفرت ولا أصبت ولكن الله أيّدك وأظفرك وأصاب بك ونصرك ويقال: رمى الله لك، أي نصرك الله وصنع لك.
[سورة الأنفال (8) : آية 19]
«إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ» (19) مجازه: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر. «فِئَتُكُمْ شَيْئاً» (19) مجازها: جماعتكم، قال العجّاج: كما يجوز الفئة الكمي (169) «وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ» (20) مجازه: ولا تدبروا عنه ولا تعرضوا عنه فتدعوا أمره. «اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ» (24) مجازه: أجيبوا الله «1» ويقال استجبت له واستجبته، وقال كعب بن سعد الغنوىّ: وداع دعا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب (83) «إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ» (24) مجازه: للذى يهديكم ويصلحكم وينجيكم من الكفر والعذاب. «فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ» (32) مجازه أن كل شىء من العذاب فهو أمطرت بالألف وإن كان من الرحمة فهو مطرت. «2»
[سورة الأنفال (8) : آية 35]
مُكاءً وَتَصْدِيَةً» (35) «1» المكاء الصفير قال [رجل يعنى امرأته] : ومكابها فكأنما يمكو بأعصم عاقل (278) «وَتَصْدِيَةً» أي تصفيق بالأكف، قال: تصدية بالكف أي تصفيق، التصفيق والتصفيح والتصدية شىء واحد. «فَذُوقُوا» (35) مجازه: فجرّبوا وليس من ذوق الفم. «2» «فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً» (37) مجازه: فيجمعه بعضه فوق بعض أجمع. «بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا» (42) «3» مكسورة، وبعضهم يضمها، ومجازه من: عدى الوادي أي ملطاط شفيره والملطاط والعدى حافتا الوادي من جانبيه، بمنزلة رجا البئر من أسفل، ويقال: ألزم هذا الملطاط.
[سورة الأنفال (8) : آية 43]
«إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ» (44) مجازه: فى نومك ويدلّ على ذلك قوله فى آية أخرى: «إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ» (8/ 11) وللمنام موضع آخر فى عينك التي تنام بها ويدل على ذلك قوله «وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ» (44) . «وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (46) مجازه: وتنقطع دولتكم. «نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ» (49) مجازه: رجع من حيث جاء. «وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ» (51) مجازه مجاز المختصر المضمر فيه وهو بمعنى ويقولون ذوقوا عذاب الحريق، والعرب تفعل ذلك، قال النّابغة: كأنّك من جمال بنى أقيش ... يقعقع خلف رجليه بشنّ (54) معناه: كأنك جمل والعرب تقدّم المفعول قبل الفاعل. «كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ» (53) مجازه: كعادة آل فرعون وحالهم وسنتهم [والدّأب والدّيدن والدّين واحد، قال المثقّب العبدىّ: تقول إذا درأت لها وضينى ... أهذا دينه أبدا ودينى «1»
[سورة الأنفال (8) : آية 55]
أكلّ الدهر حلّ وارتحال ... أما يبقى علىّ ولا يتينى وقوله: درأت أي بسطت ويقال يا فلانه ادرئي لفلان الوسادة] ، وقال خداش بن زهير العامرىّ فى يوم الفجار، كانت النصرة فيه لكنانة وقريش على قيس: وما زال ذاك الدّأب حتى تخاذلت ... هوازن وارفضّت سليم وعامر «1» «إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا» (56) مجاز الدواب أنه يقع على الناس وعلى البهائم، وفى آية أخرى: «وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها» (11/ 6) . «فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ» (58) مجازه مجاز فإن تثقفنّهم. «فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ» (58) مجازه فأخف واطرد بهؤلاء الذين تثقفنهم الذين بعدهم، وفرّق بينهم.
[سورة الأنفال (8) : آية 58]
«وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ» (59) مجاز «وإما» وإن، ومعناها وإما توقننّ منهم خيانة أي غدرا، وخلافا وغشّا، ونحو ذلك. «فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ» (59) مجازه: فألق إليهم وأظهر لهم أنهم حرب وعدو وأنك ناصب لهم حتى يعلموا ذلك فتصيروا على سواء وقد أعلمتهم ما علمت منهم، يقال: نابذتك على سواء. «وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا» (60) مجازه: فاتوا. «إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ» (60) لا يفوتون. «1» «تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ» (61) أي تخيفون وترعبون أرهبته ورهبته سواء، والرّهب والرّهب واحد. قال طفيل بن عوف الغنوىّ. ويل أمّ حىّ دفعتم فى نحورهم ... بنى كلاب غداة الرّعب والرّهب «2»
[سورة الأنفال (8) : آية 61]
«وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ» (62) أي رجعوا إلى المسالمة، وطلبوا الصلح وهو السلم مكسورة ومفتوحة ومتحركة الحروف بالفتحة واحد، قال رجل من أهل اليمن جاهلى: أناثل إننى سلم ... لأهلك فاقبلى سلمى «1» فيها ثلاث لغات، وكذلك السلام أيضا، وقد فرغنا «2» منه فى موضع قبل هذا ويقال للدلو سلم مفتوحة ساكنة اللام، ويقال: أخذته سلما أي أسرته ولم أقتله ولكن استسلم لى، متحرك الحروف بالفتحة وكذلك السّلم الذي تسلم فيه وهو السلف الذي تسلّف فيه وهو متحرك الحروف والسّلم شجر واحدته سلمة متحركة بالفتحة. «حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ» (68) مجازه: حتى يغلب ويغالب ويبالغ. «عَرَضَ الدُّنْيا» (68) طمعها ومتاعها والعرض فى موضع آخر من أعراض البلايا. «وَهاجَرُوا» (73) مجازه: هاجروا قومهم وبلادهم وأخرجوا منها.
[سورة الأنفال (8) : آية 75]
«مِنْ وَلايَتِهِمْ» (73) إذا فتحتها فهى مصدر المولى وإذا كسرتها فهى مصدر الوالي الذي يلى الأمر والمولى والمولى واحد. «وَأُولُوا الْأَرْحامِ» (76) ذووا، ألا ترى أن واحدها ذو.
"سورة التوبة" (9)
«سورة التّوبة» (9) «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ» (1) ثم خاطب شاهدا فقال: «فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ» (2) مجازه: سيروا وأقبلوا وأدبروا، «1» والعرب تفعل هذا، قال عنترة: شطّت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا علىّ طلابك ابنة مخرم (17) «وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ» (3) مجازه: وعلم من الله وهو مصدر واسم من قولهم: آذنتهم أي أعلمتهم، «2» يقال أيضا: «أذين وإذن» .
[سورة التوبة (9) : آية 5]
«وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ» (4) «1» وكذلك: واقعد له على كل مرصد، والمراصد: الطرق، قال [عامر بن الطّفيل: ولقد علمت وما إخال سواءه] ... أن المنيّة للفتى بالمرصد «2» «لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً» (9) مجاز الإلّ: العهد والعقد واليمين، ومجاز الذمة التذمم ممن لا عهد له، والجميع ذمم «3» «يَرْقُبُوا» أي يراقبوا. «وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ» (12) أي أداموها فى مواقيتها، وأعطوا زكاة أموالهم. «فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ» (12) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، كقولك: فهم إخوانكم. «وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ» (13) مجازه: إن نقضوا أيمانهم، وهى جميع اليمين من الحلف.
[سورة التوبة (9) : آية 16]
«وَلِيجَةً» (17) كل شىء أدخلته فى شىء ليس منه فهو وليجة، والرجل يكون فى القوم وليس منهم فهو وليجة فيهم، ومجازه يقول: فلا تتخذوا وليّا ليس من المسلمين دون الله ورسوله، ومنه قول طرفة بن العبد: فإن القوا فى يتّلجن موالجا ... تضايق عنها أن تولجّه الإبر «1» «2» ويقال للكناس الذي يلج فيه الوحش من الشجر دولج وتولج، وقال: متخذا منها إيادا دولجا «3» «وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ» (19) عسى هاهنا واجبة من الله. «أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ» (26) مجازه مجاز فعيلة من السكون، قال [أبو عريف الكليبىّ] :
[سورة التوبة (9) : آية 28]
لله قبر غالها ماذا يجنّ ... لقد أجنّ سكينة ووقارا «1» «إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ» (29) متحرك الحروف بالفتحة، ومجازه: قذر، وكل نتن وطفس نجس. «وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً» (29) وهى مصدر عال فلان أي افتقر فهو يعيل، وقال: وما يدرى الفقير متى غناه ... وما يدرى الغنى متى يعيل «2» «وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ» (30) مجازه: لا يطيعون الله طاعة الحق، وكل من أطاع مليكا فقد دان له، ومن كان فى طاعة سلطان فهو فى دينه، قال زهير: لئن حللت بجوّ فى بنى أسد ... فى دين عمرو وحالت بيننا فدك «3»
[سورة التوبة (9) : آية 30]
وقال طرفة بن العبد: لعمرك ما كانت حمولة معبد ... على جدّها حربا لدينك من مضر «1» أي لطاعتك، [جدّها مياهها] . «حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ» (30) كل من انطاع لقاهر بشىء أعطاه من غير طيب نفس به وقهر له من يد فى يد فقد أعطاه عن يد ومجاز الصاغر الذليل الحقير، يقال: طعت له وهو يطاع له، وانطعت له، وأطعته، ولم يحفظ طعت له. «يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ» (31) ومجاز المضاهات مجاز التشبيه. «2» «قاتَلَهُمُ اللَّهُ» (30) «3» قتلهم الله، وقلّما يوجد فاعل إلّا أن يكون العمل من إثنين، وقد جاء هذا ونظيره ونظره: عافاك الله، والمعنى أعفاك الله، وهو من الله وحده.
[سورة التوبة (9) : آية 34]
والنظر والنظير سواء مثل ندّ ونديد، وقال: ألا هل أتى نظرى مليكة أنّنى «1» «أَنَّى يُؤْفَكُونَ» (30) كيف يحدّثون، وقال [كعب بن زهير] : أنّى ألم بك الخيال يطيف ... [ومطافه لك ذكرة وشعوف] (267) ويقال: رجل مأفوك أي لا يصيب خيرا، وأرض مأفوكة أي لم يصبها مطر وليس بها نبات. «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها» (34) صار الخبر عن أحدهما، ولم يقل «ولا ينفقونهما» والعرب تفعل ذلك، إذا أشركوا بين اثنين قصروا فخبّروا عن أحدهما استغناء بذلك وتخفيفا، لمعرفة السامع بأن الآخر قد شاركه ودخل معه فى ذلك الخبر، قال: فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّى وقيّار بها لغريب (207) وقال:
[سورة التوبة (9) : آية 36]
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأى مختلف (48) وقال حسّان بن ثابت: إن شرخ الشّباب والشّعر الأسود ما لم يعاص كان جنونا «1» ولم يقل يعاصيا [وقال جرير: ما كان حينك والشقّاء لينتهى ... حتى أزورك فى مغار محصد «2» لم يقل لينتهيا] . «الدِّينُ الْقَيِّمُ» (36) مجازه: القائم أي المستقيم، خرج مخرج سيّد، وهو من ساد يسود «3» بمنزلة قام يقوم. «وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً» (36) أي عامة، يقال: جاءونى كافة، أي جميعا. «إِنَّمَا النَّسِيءُ «4» زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ» (37) كانت النسأة فى الجاهلية، وهم بنو نقيم من كنانة اجتبروا لدينهم ولشدتهم فى دينهم فى الجاهلية، إذا اجتمعت العرب
فى ذى الحجة للموسم وأرادوا ان يؤخروا ذا الحجة فى قابل لحاجة أو لحرب، نادى مناد: إنّ المحرّم فى صفر «1» وكانوا يسمّون المحرّم وصفر الصفرين، والمحرم صفر الأكبر، وصفر المحرم الأصغر فيحلون المحرم ويحرّمون صفر، فلا يفعلون ذلك كل عام، حتى إذا حجّ النبي صل الله عليه وسلم فى ذى الحجة الذي يكون فيه الحج قال: «إن الزمان قد استدار وعاد كهيئته، فاحفظوا العدد» . «2» فبنصرف الناس بذلك إلى منازلهم. «لِيُواطِؤُا» (37) مجازه: ليوافقوا [من وطئت، قال ابن مقبل:
[سورة التوبة (9) : آية 38]
ومنهل دعس آثار المطىّ به ... يأتى المخارم عرنينا فعرنينا «1» واطأته بالسّرى حتى تركت به ... ليل التّمام ترى أعلامه جونا] «إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ» (38) ، انفروا: اخرجوا واغزوا، ومجاز: «اثَّاقَلْتُمْ» : مجاز افتعلتم من التثاقل فأدغمت التاء فى الثاء فثقلت وشددت «إِلَى الْأَرْضِ» أي أخلدتم إليها فاقمتم وابطأتم. «إِنَّ اللَّهَ مَعَنا» (40) أي ناصرنا وحافظنا. «الشُّقَّةُ» (42) «2» السفر البعيد، يقال: إنك لبعيد الشّقّة، قال الأخوص «3» الرّياحى وحمل أبوه حمالة فظلع فقدما البصرة فبادر أباه فقال: إنّا من تعرفون
[سورة التوبة (9) : آية 47]
وأبناء السبيل وجئنا من شقّة ونسأل فى حق وتنطوننا «1» ويجزيكم الله. فقام أبوه ليخطب فقال: يا إياك، إنى قد كفيتك، وليس بنداء إنما هى ياء التنبيه. إيّاك كفّ، كقولك: إياك وذاك، فقال معاوية للأخوص: وكيف غلبت الأبيرد وهو أسنّ منك؟ قال: إن قوافى علائق «2» وأنبازى قلائد، فقال معاوية: قاتلك الله جنّى برونكت بالقضيب فى صدره. «إِلَّا خَبالًا» (47) الخبال: الفساد. «3» قوله عز وجل: «وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ» (47) أي لأسرعوا خلالكم أي بينكم، وأصله من التخلل. «وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ» (47) أي مطيعون لهم سامعون. «ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي» (49) «4» مجازه: ولا تؤثمنى. «أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا» (49) أي ألا فى الإثم وقعوا وصاروا.
[سورة التوبة (9) : آية 51]
«إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا» (51) إلا ما قضى الله لنا وعلينا. «هُوَ مَوْلانا» (51) أي ربّنا. «أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ» (52) أي أن يميتكم. «أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً» (53) مفتوح ومضموم سواء. «كُسالى» (54) وكسالى مضمومة ومفتوحة وهى جميع كسلان، وإن شئت كسل. «وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ» (55) أي تخرج وتموت وتهلك، ويقال: زهق ما عندك، أي ذهب كله. «مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ» (57) أي ما يلجئون إليه أو ما يغورون فيه فيدخلون فيه ويتغيبون فيه. «يَجْمَحُونَ» (57) يجمح أي يطمح يريد أن يسرع. «1» «وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ» (57) أي يعيبون، قال زياد الأعجم:
[سورة التوبة (9) : آية 63]
إذا لقيتك تبدى لى مكاشرة ... وإن أغيب فأنت العائب اللّمزة «1» «أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ» (63) أي من يحارب الله ويشاقق الله ورسوله. «وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ» (67) أي يمسكون أيديهم عن الصدقة والخير، يقال: قبض فلان عنا يده أي منعنا. «فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ» (69) أي بنصيبهم ودينهم ودنياهم. «وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ» (2/ 200) أي من نصيب يعود إليه. «وَالْمُؤْتَفِكاتِ» (70) قوم لوط ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت بهم. «فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ» (72) أي خلد، يقال عدن فلان بأرض كذا وكذا أي أقام بها وخلد بها، ومنه المعدن، و [يقال] هو فى معدن صدق، أي فى أصل ثابت، «2»
[سورة التوبة (9) : آية 79]
وقال الأعشى: وإن يستضيفوا إلى حلمه ... يضافوا إلى راجح قد عدن «1» أي رزين لا يستخفّ «إِلَّا جُهْدَهُمْ» (79) «2» مضموم ومفتوح سواء، ومجازه: طاقتهم، ويقال: جهد المقل وجهده. «خِلافَ «3» رَسُولِ اللَّهِ» (81) أي بعده، قال [الحارث بن خالد] عقب الربيع خلافهم فكأنما ... بسط الشواطب بينهن حصيرا «4» [الشواطب اللاتي يشطبن سحاء الجريد ثم يصبغنه ويرملن الحصر] .
[سورة التوبة (9) : آية 83]
«مَعَ الْخالِفِينَ» (83) الخالف الذي خلف بعد شاخص فقعد فى رحله، وهو من تخلفّ عن القوم. ومنه أللهم اخلفني فى ولدي، «1» [ويقال فلان خالفة أهل بيته أي مخالفهم إذا كان لا خير فيه] «أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ» (86) أي ذوو الغنى والسّعة. «رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ» (87) يجوز أن يكون الخوالف هاهنا النساء، ولا يكادون يجمعون الرجال على تقدير فواعل، غير أنهم قد قالوا: فارس، والجميع فوارس، وهالك فى قوم هوالك، «2» قال ابن جذل الطّعان يرثى ربيعة.
ابن مكدّم: فأيقنت أنّى ثائر ابن مكدّم ... غداة إذ أو هالك فى الهوالك «1» «وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ» (87) أي ختم، ومنه قولهم: ضع عليه طابعا، أي خاتما.
[سورة التوبة (9) : آية 88]
«وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ» (88) وهى جميع خيرة، ومعناها الفاضلة فى كل شىء، «1» قال رجل من بنى عدى جاهلىّ عدى تميم: ولقد طعنت مجامع الرّبلات ... ربلات هند خيرة الملكات «2» «وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ» (90) أي من معذّر وليس بجادّ إنما يظهر غير ما فى نفسه ويعرض ما لا يفعله. «تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ» (92) والعرب إذا بدأت بالأسماء قبل الفعل جعلت أفعالها على العدد فهذا المستعمل، وقد يجوز أن يكون الفعل على لفظ الواحد كأنه مقدم ومؤخر، كقولك: وتفيض أعينهم، كما قال [الأعشى] : فإن تعهدينى ولى لمّة ... فإن الحوادث أودى بها «3»
[سورة التوبة (9) : آية 101]
ووجه الكلام أن يقول: أو دين بها، فلما توسع للقافية جاز على النّكس، كأنه قال: فإنه أودى الحوادث بها. «مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ» (101) أي عتوا ومرّنوا عليه «1» وهو من قولهم: تمرّد فلان، ومنه «شَيْطانٍ مَرِيدٍ» (22/ 3) . «إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ» (103) أي إن دعاءك تثبيت وسكون ورجاء، قال الأعشى: تقول بنتي وقد قرّبت مرتحلا ... يا ربّ جنّب أبى الأوصاب والوجعا (78) عليك مثل الذي صليت فاغتمضى ... نوما فإن لجنب المرء مضطجعا رفعته كرفع قولك: إذا قال السلام عليكم، قلت أنت: وعليك السلام وبعضهم ينصبه على الإغراء والأمر: أن تلزم هذا الذي دعت به فتردده وتدعو به. «يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ» (104) أي من عبيده، كقولك أخذته منك وأخذته عنك
[سورة التوبة (9) : آية 106]
«وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ» (106) أي مؤخرون، يقال: أرجأتك، أي أخرتك. «عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ» (109) «1» مجاز شفا جرف شفير، والجرف ما لم يبن من الرّكايا لها جول، قال: جرف هيام جوله يتهدّم «2» و «هار» مجاره هائر، والعرب تنزع هذه الياء من فاعل، «3» قال العجّاج: لاث به الأشاء والعبرى «4» أي لائث. [ويقال: كيد خاب أي خائب، لات: بعضه فوق بعض كما تلوث العمامة] ومجاز الآية: مجاز التمثيل لأن ما بنوه على التقوى أثبت أساسا من البناء الذي بنوه على الكفر والنفاق فهو على شفا جرف، وهو ما يجرف من سيول الأودية فلا يثبت البناء عليه.
[سورة التوبة (9) : آية 110]
«إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ» (110) إلا هاهنا غاية. «إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ» حَلِيمٌ» (114) مجازه مجاز فعّال من التأوه، ومعناه متضرع شفقا وفرقا ولزوما لطاعة ربه، وقال [المثقّب العبدىّ] : إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوّه آهة الرجل الحزين «2» «تزيغ قلوب فريق منهم» (117) أي تعدل وتجور وتحيد، فريق: بعض. «رَؤُفٌ» (117) فعول من الرأفة «3» وهى أرق الرحمة، قال كعب بن مالك الأنصاري: نطيع نبيّنا ونطيع ربّا ... هو الرحمن كان بنا رءوفا «4»
[سورة التوبة (9) : آية 118]
وقال: ترى للمسلمين عليك حقا ... كفعل الوالد الرؤوف الرحيم «1» «رَحُبَتْ» (118) أي اتسعت، والرحيب الواسع. [ «مَخْمَصَةٌ» ] (120) ، المخمصة: المجاعة. «فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ» (122) مجازه: فهلّا، وقد فرغنا منها فى غير موضع. «يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ» (126) وهو من الفتنة فى الدين والكفر.
"سورة يونس"
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «سورة يونس» (10) «الر» (1) ساكنة لأنها حروف جرت مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعهن فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح السور. «تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ» (1) مجازها: هذه آيات الكتاب الحكيم، أي القرآن، قال الشاعر: ما فهم من الكتاب أم آي القرآن «1» والحكيم: مجازه المحكم «2» المبيّن الموضّح، والعرب قد نضع فعيل فى معنى مفعل، وفى آية أخرى: «هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ» (50/ 23) ، مجازه: معد، «3» وقال أبو ذوءيب:
[سورة يونس (10) : آية 2]
.. إنى ... غداة إذ ولم أشعر خليف «1» أي ولم أشعر أنى محلف، من قولهم: أخلفت الموعد. ومجاز «آيات» مجاز أعلام «2» الكتاب وعجائبه، وآياته أيضا: فواصله، والعرب يخاطبون بلفظ الغائب وهم يعنون الشاهد، وفى آية أخرى: «الم ذلِكَ الْكِتابُ» (2/ 1) مجازه: هذا القرآن، قال عنترة: شطّت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا علىّ طلابك ابنة مخرم (17) «قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ» (2) مجازه: سابقة صدق عند ربهم، ويقال: له قدم فى الإسلام وفى الجاهلية. «ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ» (3) مجازه: ظهر على العرش وعلا عليه، ويقال: استويت على ظهر الفرس، وعلى ظهر البيت. «إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا» (4) وعد الله: منصوب لأنه مصدر فى موضع «وَعْدَ اللَّهِ» ، وإذا كان المصدر فى موضع فعل، نصبوه كقول كعب: تسعى الوشاة جنابيها وقيلهم ... إنّك يا ابن أبى سلمى لمقتول (147)
[سورة يونس (10) : آية 5]
يقولون حكاية عن أبى عمرو: وقيلهم منصوب لأنه فى موضع «ويقولون» «وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ» (4) أي بالعدل. «لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ» (4) كل حار فهو حميم، قال المرقّش الأصغر من بنى سعد بن مالك: وكل يوم لها مقطرة ... فيها كباء معدّ وحميم «1» أي ماء حار يستحمّ به، كباء مما تكبيت به أي تبخّرت وتجمّرت سواء، وكبى منقوص: هى الكنّاسة والسّباطة والكساحة. «جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً» (5) وصفها بالمصدر، والعرب قد تصف المؤنثة بالمصدر وتسقط الهاء، كقولهم: إنما خلقت فلانة لك عذابا وسجنا ونحو ذلك بغير الهاء.
[سورة يونس (10) : آية 7]
قال: «الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا» (7) مجازه: لا يخافون ولا يخشون، وقال: إذا لسعته النحل لم يرج لسعها ... وحالفها فى بيت نوب عوامل «1» «دَعْواهُمْ فِيها» (10) أي دعاؤهم «2» أي قولهم وكلامهم. «وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» (10) . «لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ» (11) مجازه: لفرغ ولقطع ونبذ إليهم، وقال أبو ذؤيب: وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبّع (62) «دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً» (12) مجازه: دعانا على إحدى هذه الحالات، ومجاز «دعانا لجنبه» مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: دعانا وهو مضطجع لجنبه. «مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا» (12) أي استمر فمضى. «مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي» (15) أي من عند نفسى.
[سورة يونس (10) : آية 16]
«وَلا أَدْراكُمْ بِهِ» (16) مجازه: ولا أفعلكم به من دريت أنا به. «عُمُراً» (16) أي حينا طويلا، مجازه من قولهم: مضى علينا حين من الدهر، والعمر والعمر والعمر ثلاث لغات. «وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ» (18) مجاز ما هاهنا مجاز الدين، ووقع معناها على الحجارة، وخرج كنايتها على لفظ كناية لآدميين، فقال: هؤلاء شفعاؤنا، ومثله فى آية أخرى: «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ» (21/ 65) ، وفى آية أخرى: «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) والمستعمل فى الكلام: ما تنطق هذه، ورأيتهن لى ساجدات، وقال: تمزّزتها والدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا «1» وفى آية أخرى «يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ» (27/ 18) والمستعمل: أدخلن مساكنكن لا يحطمنكن سليمان. «مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا» (21) مجاز المكر هاهنا مجاز الجحود بها والرد لها. «قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْراً» (21) أي أخذا وعقوبة واستدراجا لهم.
[سورة يونس (10) : آية 22]
«أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ» (22) مجازه: دنوا للهلاك، ويقال: إنه محاط بك، «1» والإدراك أي إنك مدرك فمهلك. «فَجَعَلْناها حَصِيداً» (24) اى مستاصلين، والحصيد من الزرع والنبات المجذوذ من أصله وهو يقع أيضاً لفظه على لفظ الجميع من الزرع والنبات فجاء فى هذه الآية على معنى الجميع، وقد يقال: حصائد الزرع، اللواتى تحصد. «وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ» (26) يرهق: أي يغشى، والقتر جميع قترة، وفى القرآن: «تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» (80/ 41) ، وهو الغبار [قال الأخطل: يعلو القناطر يبنيها ويهدمها ... مسوّما فوقه الرايات والقتر] «2» وقال [الفرزدق] : متوّج برداء الملك يتبعه ... موج ترى فوقه الرايات والفترا «3»
[سورة يونس (10) : آية 27]
«قِطَعاً «1» مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً» (27) إذا أسكنت الطاء فمعناه بعضا من الليل، والجميع: أقطاع من الليل، أي ساعات من الليل، يقال: أتيته بقطع من الليل وهو فى آية أخرى: بقطع من اللّيل (11/ 81) . ومن فتح الطاء فإنه يجعلها جميع قطعة والمعنيان واحد. ويجعل «مظلما» من صفة الليل وينصبها على الحال وعلى أنها نكرة وصفت به معرفة. «هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ» (30) أي تخبر وتجد. و «تتلو» «2» تتبع. «لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ» (37، 38) مجاز «أم» هاهنا مجاز الواو ويقولون. «افْتَراهُ» (38) أي اختلقه وابتشكه. «إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً» (50) أي بيتكم ليلا وأنتم بائتون. «إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ» (61) أي تكثرون وتلغطون وتخلطون. «وَما يَعْزُبُ «3» عَنْ رَبِّكَ» (61) أي ما يغيب عنه، ويقال: أين عزب عقلك عنك. «مِثْقالِ ذَرَّةٍ» (61) أي زنة نملة صغيرة، ويقال خذ هذا فإنه أخف مثقالا، أي وزنا.
[سورة يونس (10) : آية 67]
«وَالنَّهارَ مُبْصِراً» (67) له مجازان أحدهما: أن العرب وضعوا أشياء من كلامهم فى موضع الفاعل، والمعنى: أنه مفعول، لأنه ظرف يفعل فيه غيره لأن النهار لا يبصر ولكنه يبصر فيه الذي ينظر، وفى القرآن: «فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» (61/ 21) وإنما يرضى بها الذي يعيش فيها، قال جرير: لقد لمتنا يا أمّ غيلان فى السّرى ... ونمت وما ليل المطيّ بنائم «1» والليل لا ينام وإنما ينام فيه، وقال [رؤية] : فنام ليلى وتجلّى همّى «2» «إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا» (68) مجازه: ما عندكم سلطان بهذا، و «من» من حروف الزوائد، ومجاز سلطان هاهنا: حجّة وحق وبرهان. «ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً» (71) مجازها: ظلمة وضيق «3» وهمّ، قال العجّاج: بل لو شهدت الناس إذ تكموا ... بغمّة لو لم تفرّج غمّوا «4»
[سورة يونس (10) : آية 71]
تكمّوا: تغمّدوا، يقال تكمّيت فلانا أي تغمّدته، وقد كميت شهادتك إذا كتمتها، وفارس كمىّ وهو الذي لا يظهر شجاعته إلا عند الحاجة إلى ذلك. «ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ» (71) مجازه كمجاز الآية الأخرى: «وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ» (17/ 4) أي أمرناهم. «إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ» (75) أي أشراف قومه. «أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا» (78) أي لتصرفنا عنه وتميلنا وتلوينا عنه، ويقال: لفت عنقه. كقول رؤبة: [يدقّ صلّبات العظام لفتى] ... لفتا وتهزيعا سواء اللّفت «1» التهزيع: الدّق واللّفت: اللّىّ. «قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ» «2» (81) مجاز «ما» هاهنا: «الذي» ويزيد فيه قوم ألف الاستفهام، كقولك: آلسّحر؟.
[سورة يونس (10) : آية 88]
«اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ» (88) أي أذهب أموالهم، ويقال: طمست عينه وذهبت، وطمست الريح على الديار. «وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ» (88) مجازه هاهنا كمجاز «اشدد الباب» ، ألا نرى بعده: «فَلا يُؤْمِنُوا» (88) جزم، لأنه دعاء عليهم، أي فلا يؤمننّ. «فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ» (90) مجازه: تبعهم، هما سواء. «بَغْياً وَعَدْواً» (90) «1» مجازه: عدوانا. «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ» (92) مجازه: نلقيك «2» على نجوة، أي ارتفاع ليصر علما أنه قد غرق. «لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً» (92) أي علامة، ومجاز خلفك: بعدك. «إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ
[سورة يونس (10) : آية 98]
حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ» (96، 97) مجازه: المؤلم وهو الموجع، والعرب تضع فعيل فى موضع مفعل، وقال فى آية أخرى: «سَمِيعٌ بَصِيرٌ» (22/ 61) أي مبصر وقال عمرو بن معد يكرب. أمن ريحانة الداعي السميع «1» يريد المسمع. ريحانة: أخت عمرو بن معديكرب كان الصّمّة أغار عليها وذهب بها، وقال أبو عبيدة: كانت ريحانة أخت عمرو فسباها الصّمّة وهى أم دريد وخالد. «إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ» (98) مجاز «إلّا» هاهنا مجاز الواو، كقولك: وقوم يونس لم يؤمنوا حتى رأوا العذاب الأليم فآمنوا ف «كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ» «2»
وقال فى ذلك [عنز بن دجاجة المازنىّ] : من كان أسرع فى تفرّق فالج ... فلبونه جربت معا وأغدّت (77) إلّا كنا شرة الذي ضيّعتم ... كالغصن فى غلوائه المتنبّت وقال [الأعشى] : من مبلغ كسرى إذا ما جئته ... عنّى قواف غارمات شرّدا «1» إلّا كخارجة المكلّف نفسه ... وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا «2»
[سورة يونس (10) : آية 108]
أي وكخارجة وابني قبيصة ثم جاء معنى هذا «فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها» (98) مجازه: فهلّا كانت قرية إذا رأت بأسنا آمنت فكانت مثل قوم يونس. ولها مجاز آخر قالوا فيه: «إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ» (96، 97) ثم استثنى منهم فقال: إلّا أن قوم يونس لمّا رأوا العذاب آمنوا فنفعهم إيمانهم فكشفنا عنهم عذاب الخزي. ويقال: يونس ويؤنس كأنه يفعل من: آنسته. «فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها» (108) مجازه: يضل لها أي لنفسه، وهداه لنفسه.
سورة هود (11)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) سورة هود (11) «الر» (1) ساكن، مجازه مجاز فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي، ومجازه فى المعنى. ابتداء فواتح سائر السور. «الر كِتابٌ» (1) : مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، كقوله: هذا كتاب. «مِنْ لَدُنْ» (1) أي هذا قرآن من عند لدن ولدن ولدا سواء ولد. «لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ» (5) والعرب تدخل «ألا» توكيدا وإيجابا وتنبيها. «وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها» (6) كل آكل فهو دابة، ومجازه: وما دابة فى الأرض و «من» من حروف الزوائد. «وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ» (8) أي إلى حين موقوت وأجل، وفى آية أخرى: «وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (12/ 45) أي بعد حين. «أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ» (8) ألا توكيد وإيجاب وتنبيه. «وَحاقَ بِهِمْ» (8) أي نزل بهم وأصابهم.
[سورة هود (11) : آية 9]
«لَيَؤُسٌ كَفُورٌ» (9) مجازه: فعول من يئست. «1» «وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ» (10) أي أمسناه نعماء. «وَيَقُولُ الْأَشْهادُ» (18) «2» واحدهم شاهد بمنزلة صاحب والجميع أصحاب، ويقول: بعضهم شهيد فى معنى شاهد بمنزلة شريف والجميع أشراف. «أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» (18) مجازه: لعنة الله، و «ألا» إيجاب وتوكيد وتنبيه. «وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ» (23) مجازه: أتابوا إلى ربهم وتضرعوا إليه، وخضعوا وتواضعوا له.
[سورة هود (11) : آية 24]
«مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا» (24) مجازه: مثل الكافر وهو الأعمى الذي لا يبصر الهدى والحق ولا أمر الله وإن كان ينظر، وهو الأصم الذي لا يسمع الحق ولا أمر الله وإن كان يسمع بأذنه والمؤمن وهو البصر أي المبصر الحق والهدى، وهو السامع الذي يسمع أمر الله ويهتدى له، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: مثل الفريقين كمثل الأعمى، ثم رجع الوصف إلى مثل الكافر ومثل المؤمن فقال: «هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا» أي لا يستوى المثلان مثلا، وليس موضع «هل» هاهنا موضع الاستفهام ولكن موضعها هاهنا موضع الإيجاب أنه لا يستويان، وموضع تقرير وتخبير: أن هذا ليس كذاك، ولها فى غير هذا موضع آخر: موضع «قد» ، قال: «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً» (76/ 1) معناها: قد أنى على الإنسان. «بادِيَ الرَّأْيِ» (27) «1» مهموز لأنه من بدأت عن أبى عمرو، ومعناه: أول الرأى، ومن لم يهمز جعله ظاهر الرأى من بدا يبدو، وقال [الراجز] :
[سورة هود (11) : آية 35]
وقد علتنى ذرأة بادى بدى «1» [فلم يهمز جعلها من بدا، الذّراة الشّمط القليل فى سواد، ملح ذرآنىّ: الكثير البياض وكبش أذرأ، ونعجة ذرآء فى أذنها بياض شبه النّمش] . «فَعَلَيَّ إِجْرامِي» (35) وهو مصدر أجرمت، «2» وبعضهم يقول: جرمت تجرم، وقال الهيردان السّعدىّ أحد لصوص بنى سعد: طريد عشيرة ورهين ذنب ... بما جرمت يدى وجنى لسانى «3» «الْفُلْكَ» (37) واحد وجميع وهى السفينة والسّفن مثل السلام واحدها السلامة مثل نعام ونعامة، وقتاد وقتادة. «4»
[سورة هود (11) : آية 41]
«بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها» (41) أي مسيرها وهى من جرت بهم، ومن قال: مجراها جعله من أجريتها أنا، قال لبيد: وعمرت حرسا قبل مجرى داحس ... لو كان للنفس اللّجوج خلود «1» [قوله: حرسا يعنى دهرا] ويقال: مجرى داحس. «وَمُرْساها» (41) أي وقفها وهو مصدر أرسيتها أنا. «2» «وَغِيضَ الْماءُ» (44) غاضت الأرض والماء، وغاض الماء يغيض، أي ذهب وقلّ.
[سورة هود (11) : آية 54]
«الْجُودِيِّ» (44) اسم جبل، قال زيد بن عمرو بن نفيل العدوىّ: وقبلنا سبّح الجودىّ والجمد «1» «إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ» (54) وهو افتعلك من عروته، أي صابك، قال [أبو خراش. «2» تذكّر دخلا عندنا وهو فاتك] ... من القوم يعروه اجتراء ومأثم «3» «إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها» (56) مجازه إلا هو فى قبضته وملكه وسلطانه. «أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ» (59) «4» وهو العنود أيضا والعاند سواء وهو الجائر العادل عن الحق قال [الراجز] :
[سورة هود (11) : آية 61]
إنى كبير لا أطيق العنّدا «1» يعنى من الإبل، ويقال عرق عاند، أي ضار لا يرقا، قال العجّاج: مما ضرى العرق به الضّرىّ «2» «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ» (61) أي ابتدأكم فخلقكم منها. «وَاسْتَعْمَرَكُمْ» (61) مجازه: جعلكم عمّار الأرض، [يقال: اعمرته الدار، أي جعلتها له أبدا وهى العمرى وأرقبته: أسكنته إيّاها إلى موته.] «قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ» (69) ، قالوا: لا يتمكن فى النصب وله موضعان: موضع حكاية، وموضع آخر يعمل فيما بعده فينصب، فجاء قوله: قالوا سلاما، منصوبا لأن قالوا: عمل فيه فنصب، وجاء قوله «سلام» مرفوعا على الحكاية، ولم يعمل فيه فينصبه.
«أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» (69) فى موضع محنوذ وهو المشوىّ، يقال: حنذت فرسى، أي سخّنته وعرّقته، «1» قال العجّاج: ورهبا من حنذه أن يهرجا «2»
[سورة هود (11) : آية 70]
«نَكِرَهُمْ» (70) وأنكرهم سواء، قال الأعشى: فأنكرتنى وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلّا الشّيب والصّلعا «1» قال أبو عبيدة: قال يونس: قال أبو عمرو: «2» أبا الذي زدت هذا البيت فى شعر الأعشى إلى آخره فذهب فأتوب إلى الله منه، وكذلك استنكرهم. «وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً» (70) أي أحسّ وأضمر فى نفسه خوفا. «حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (73) أي محمود ماجد. «عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ» (74) أي الذّعر والفزع. «مُنِيبٌ» (75) أي راجع تائب. «سِيءَ بِهِمْ» (77) وهو فعل بهم السوء. «هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ» (77) أي شديد، يعصب الناس بالشر، وقال [عدىّ بن زيد] :
[سورة هود (11) : آية 78]
وكنت لزاز خصمك لم أعرّد ... وقد سلكوك فى يوم عصيب «1» وقال: يوم عصيب يعصب الأبطالا ... عصب القوىّ السّلّم الطّوالا «2» وقال: وإنك إلا ترض بكر بن وائل ... يكن لك يوم بالعراق عصيب «3» «يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ» (78) «4» أي يستحثون إليه، قال: بمعجلات نحوه مهارع «5» «أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» (80) من قولهم: آويت إليك وأنا آوى إليك أويّا والمعنى: صرت إليك وانضممت، «6» ومجاز الركن هاهنا عشيرة، عزيزة، كثيرة، منيعة، قال: يأوى إلى ركن من الأركان ... فى عدد طيس ومجد بان «7» الطيس: الكثير، يقال: أتانا بلبن طيس وشراب طيس أي كثير.
[سورة هود (11) : آية 81]
«فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ» (81) يقال: سريت وأسريت به، [قال النابغة الذّبيانىّ: سرت عليه من الجوزاء سارية ... تزجى الشّمال عليه جامد البرد] «1» ولا يكون إلا بالليل. «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ [بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ] إِلَّا امْرَأَتَكَ» منصوبة لأنها فى موضع مستثنى واحد من جميع فيخرجونه منهم، يقال: مررت بقومك إلّا زيدا وكان أبو عمرو بن العلاء يجعل مجازها على مجاز قوله: لا يلتفت من أهلك إلّا امرأتك فإنها تلتفت فيرفعها على هذا المجاز [والسّرى بالليل، قال لبيد: فبأت وأسرى القوم آخر ليلهم ... وما كان وقّافا بغير معصّر] «2»
[سورة هود (11) : آية 82]
«حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ» (82) وهو الشديد من الحجارة الصّلب ومن الضرب، «1» قال: ضربا تواصى به الأبطال سجّيلا «2» وبعضهم يحوّل اللام نونا كقول النّابغة:
[سورة هود (11) : آية 83]
بكل مدجّج كاللّيث يسمو ... على أوصال ذيّال رفنّ «1» يريد رفلّ. [ «منضوض» (82) : بعضه على بعض] : «مُسَوَّمَةً» (83) أي معلمة بالسيماء وكانت عليها أمثال الخواتيم. «وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ» (84) مدين لا ينصرف لأنه اسم مؤنثة، ومجازها مجاز المختصر الذي فيه ضمير: وإلى أهل مدين، وفى القرآن مثله، قال: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (12/ 82) أي أهل القرية «وسئل العير» أي من فى العير. «2»
[سورة هود (11) : آية 92]
«وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا» (92) مجازه: ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه، ويقال: للذى لا يقضى حاجتك ولا يلتفت إليها: ظهرت بحاجتي وجعلتها ظهريّة أي خلف ظهرك «1» وقال: وجدنا بنى البرصاء من ولد الظّهر «2» أي من الذين يظهرون بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. «3» «أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ» (96) مجازه: بعدا لأهل مدين، ومجاز «ألا» مجاز التوكيد والتثبيت والتنبيه ونصب «بعدا» كما ينصبون المصادر التي فى مواضع الفعل كقولهم: بعدا وسحقا وسقيا ورعيا لك وأهلا وسهلا. «الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ» (99) «4» مجازه مجاز العون المعان، يقال: رفدته عند الأمير، أي أعنته وهو من كل خير وعون، وهو مكسور الأول وإذا فتحت أوله فهو القدح الضّخم قال الأعشى:
[سورة هود (11) : آية 101]
ربّ رفد «1» «غَيْرَ تَتْبِيبٍ» (102) أي تدمير وإهلاك وهو من قولهم: تبّبته وفى القرآن: «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» (18/ 1) ويقال: تبّا لك. «عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» (109) أي غير مقطوع، ويقال: جذذت اليمين أي الحلف، «جذّ الصّليّانة» «2» أي حلف فقطعها ومنه جذذت الحبل إذ قطعته، ويقال: جذّ الله دابرهم، «3» أي قطع أصلهم وبقيّتهم. «فِي مِرْيَةٍ» (110) أي فى شكّ، ويكسر أولها ويضمّ، ومرية الناقة مكسورة وهى درّتها، وكذلك مرية الفرس وهى أن تمرية بساق أو زجر أو سوط.
[سورة هود (11) : آية 113]
«وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» (113) أي لا تعدلوا ولا تنزعوا إليهم ولا تميلوا، ويقال: ركنت إلى قولك أي أردته وأحببته وقبلته، ومجاز «ظلموا» هاهنا: كفروا. «وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ» (115) أي ساعات وواحدتها زلفة، أي ساعة ومنزلة وقربة ومنها سميت المزدلفة، قال العجّاج: ناج طواه الأين مما وجفا ... طىّ اللّيالى زلفا فزلفا «1» سماوة الهلال حتى احقوقفا «2» [سماوته: شخصه وسماوة الرجل شخصه، ووقع، طىّ على ضمير فعل للمطى فيصير به فاعلا] . «فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ» (117) مجازه: فهلا «3» كان من القرون الذين من قبلكم ذووا بقية، أي يبقون و «يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ
فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ» منصوب لأنه استثناء من هؤلاء القرون وهم ممن أنجينا، ومجازه: مجاز المختصر الذي فيه ضمير: فلولا كان من القرون الذين كانوا من قبلكم. «ما أُتْرِفُوا فِيهِ» (117) «1» أي ما تجبّروا وتكبّروا عن أمر الله وصدّوا عنه وكفروا، قال: تهدى رؤوس المترفين الصّدّاد ... إلى أمير المؤمنين الممتاد «2» الممتاد من ماد يميد.
"سورة يوسف" (12)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «سورة يوسف» (12) «وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ» (6) أي يختارك. «وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ» (6) أي على أهل يعقوب، والدليل على ذلك إنك إذا صغّرت «آل» قلت «أهيل» ، وعلى أهل ملته أيضا. «فِي غَيابَتِ الْجُبِّ» (10) مجازها: أن كل شىء «غيّب عنك شيئا» فهو غيابة «1» ، [قال المنخّل بن سبيع العنبرىّ: فإن أنا يوما غيّبتنى غيابتى ... فسيروا مسيرى فى العشيرة والأهل] «2» والجب: الركيّة التي لم تطو، «3» قال الأعشى: لئن كنت فى جبّ ثمانين قامة ... ورقيّت أسباب السماء بسلّم «4»
[سورة يوسف (12) : آية 17]
«نرتع [ونلعب] » (15) «1» أي ننعم ونلهو وقال «2» فى المثل: «القيد والرّتعة» وقرأها قوم «يرتع» أي إبلنا، ونرتع نحن إبلنا. «وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا» (17) أي بمصدق ولا مقرّ لنا أنه صدق. «سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ» (18) أي زينت وحسنت، «3» وتابعتكم على ذلك. «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» (18) مرفوعان لأن «جميل» صفة للصبر ولو كان الصبر وحده لنصبوه كقولك: صبرا، لأنه فى موضع: اصبر، وإذا وصفوه رفعوه واستغنوا عن موضع: اصبر، قال [الراجز] : يشكو إلىّ جملى طول السّرى ... صبر جميل فكلانا مبتلى «4»
[سورة يوسف (12) : آية 20]
قال أبو الحسن الأثرم: سمعت من ينشد: صبرا جميل ... أراد نداء يا جميل «وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» (20) أي باعوه، فإذا بعته أنت قلت: اشتريته، قال ابن مفرّغ: وشريت بردا ليتنى ... من بعد برد كنت هامه (57) أي بعته بخس: أي نقصان ناقص، منقوص، يقال: بخسني حقى، أي نقصنى وهو مصدر بخست فوصفوا به وقد تفعل العرب ذلك. «بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ» (20) جررته على التكرير والبدل. «أَكْرِمِي مَثْواهُ» (21) أي مقامه الذي ثواه، ومنه قولهم: هى أمّ مثوى وهو أبو مثوى، «1» إذا كنت ضيفا عليهم.
[سورة يوسف (12) : آية 22]
« [وَلَمَّا] بَلَغَ أَشُدَّهُ» (22) مجازه: إذا بلغ منتهى شبابه وحدّه وقوّته من قبل أن يأخذ فى النقصان وليس له واحد من لفظه. «1» «وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ» (23) أي هلمّ لك، أنشدنى أبو عمرو بن العلاء: «2» أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتينا «3» أنّ العراق وأهله ... عنق إليك فهيت هيتا يريد علىّ بن أبى طالب رحمه الله، أي تعال وتقرّب وادنه، وكذلك لفظ «هيت» للاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء إلّا أن العدد فيما بعدها تقول: هيت لكما وهيت لكن، وشهدت أبا عمرو وسأله أبو أحمد أو أحمد وكان عالما بالقرآن وكان لألأ «4» ثم كبر فقعد فى بيته فكان يؤخذ عنه القرآن ويكون مع
القضاة، فسأله عن قول من قال: هئت فكسر الهاء وهمز الياء، فقال أبو عمرو: نبسى [أي باطل] جعلها قلت من تهيأت فهذا الخندق، واستعرض العرب حتى تنتهى إلى اليمن هل يعرف أحد هئت [لك] «1» كان خندق كسرى إلى هيت «2» حين بلغه أن النبي صلى الله عليه يخرج وخاف العرب فوضع عليه المراصد وصوامع وحرسا ودون ذلك مناظر ثم لمّا كانت فتنة ابن الأشعث «3» حفره
[سورة يوسف (12) : آية 25]
عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة، «1» وكان أعور، فقال له حميد الأرقط: يا أعور العين فديت العورا ... لا تحسبنّ الخندق المحفورا «2» يردّ عنك القدر المقدورا وذلك أنه لمّا انهزم ابن الأشعث من الزاوية «3» قام هو بأمر أهل البصرة فناصب الحجاج، ثم لما هرب يزيد بن المهلّب «4» من سجن عمر بن عبد العزيز حفره عدىّ بن أرطاة «5» عامل البصرة، لئلا يدخل يزيد البصرة ثم حفره المنصور وجعل عليه حائطا مما يلى الباب فحصنه أشدّ من تحصين الأولين للحائط ولم يكن له حائط قبل ذلك. «وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ» (25) أي وجدا، «6» قال: فألفيته غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلّا قليلا «7» أي وجدته.
[سورة يوسف (12) : آية 30]
«قَدْ شَغَفَها حُبًّا» (30) أي قد وصل الحب إلى شغف قلبها وهو غلافه، «1» قال [النّابغة الذّبيانىّ] : ولكن همّا دون ذلك والج ... مكان الشّفاف تبتغيه الأصابع «2» ويقرؤه قوم «قد شعفها» : وهو من المشعوف. «وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً» (31) : أفعلت من العتاد، ومعناه: أعدّت.
له متكئا، أي نمرقا تتكئ عليه، وزعم قوم أنه الأترج، وهذا أبطل باطل فى الأرض ولكن عسى أن يكون مع المتكاء أترج يأكلونه، «1» ويقال: ألق له متكئا. «أَكْبَرْنَهُ» (31) أجللنه وأعظمنه، ومن زعم أن أكبرنه «حضن» «2» فمن أين، وإنما وقع عليه الفعل ذلك، لو قال: أكبرن، وليس فى كلام العرب أكبرن حضن، ولكن عسى أن يكون من شدة ما اعظمنه حضن.
«وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ» (31) الشين مفتوحة ولا ياء فيه وبعضهم يدخل الياء فى آخره، كقوله: حاشى أبى ثوبان إنّ به ... ضنّا عن الملحاة والشّتم «1» ومعناه معنى التنزيه والاستثناء من الشرّ، ويقال: حاشيته أي استثنيته.
[سورة يوسف (12) : آية 33]
«أَصْبُ إِلَيْهِنَّ» (33) أي أهواهنّ وأميل إليهن، قال [يزيد بن ضبّة] إلى هند صبا قلبى ... وهند مثلها تصبى «1» «2» وقال: صبا صبوة بل لجّ وهو لجوج ... وزالت له بالأنعمين حدوج «3» «اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ» (32) أي عند سيدك من بنى آدم ومولاك وقال: فإن يك ربّ أذواد بحسمى ... أصابوا من لقائك ما أصابوا «4»
[سورة يوسف (12) : آية 44]
[قال الأعشى: ربّى كريم لا يكدّر نعمة ... وإذا تنوشد فى المهارق أنشدا «1» يعنى النّعمان إذا سئل بالمهارق الكتب، أنشدا: أعطى كقولك: إذا سئل أعطى.] «أَضْغاثُ أَحْلامٍ» (44) واحدها ضغث مكسور وهى ما لا تأويل لها من الرؤيا، أراه جماعات تجمع من الرؤيا كما يجمع الحشيش، فيقال ضغث، أي ملء كفّ منه، قال [عوف بن الخرع التّيمىّ] : وأسفل منى نهدة قدر بطنها ... وألقيت ضغثا من خلى متطيّب «2» [أي تطيبت لها أطايب الحشيش] ، وفى آية أخرى «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ» (38/ 44) . «3»
[سورة يوسف (12) : آية 45]
«وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (45) أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء فى الذال فحوّلوها دالا ثقيلة «بعد أمّة» أي بعد حين، وبعضهم يقرؤها بعد أمه، أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمّها، ساكن، أي نسيت. «إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ» (29) أي مما تحرزون. «وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» (49) أي به ينجون «1» وهو من العصر وهى العصرة أيضا وهى المنجاة، قال: ولقد كان عصرة المنجود «2»
[سورة يوسف (12) : آية 51]
أي المقهور المغلوب، وقال لبيد: فبات وأسرى القوم آخر ليلهم ... وما كان وقّافا بغير معصّر (335) «الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ» (51) أي الساعة وضح الحقّ وتبيّن. «وَنَمِيرُ أَهْلَنا» (65) من مرت تمير ميرا وهى الميرة، أي نأتيهم ونشترى لهم طعومهم، قال أبو ذؤيب: أتى قرية كانت كثيرا طعامها ... كرفع التراب كلّ شىء يميرها «1» «كَيْلَ بَعِيرٍ» (65) أي حمل بعير يكال له ما حمل بعير. «آوى إِلَيْهِ أَخاهُ» (69) وهو يؤوى إليه إيواء، أي ضمّه إليه. «2» «السِّقايَةَ» (70) مكيال يكال به ويشرب فيه.
[سورة يوسف (12) : آية 72]
«صُواعَ الْمَلِكِ» (72) والجميع صيعان خرج مخرج الغراب والجمع غربان، وبعضهم يقول: «1» هى «صاع الملك» والجميع أصواع خرج مخرج باب و [الجميع] أبواب. «وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ» (72) أي كفيل وقبيل، قال الموسى الأزدىّ: فلست بآمر فيها بسلم ... ولكنّى على نفسى زعيم «2» بغزو مثل ولغ الذئب حتى ... ينوء بصاحبى ثأر منيم «تَاللَّهِ» (73) التاء بمنزلة واو القسم لأن الواو تحوّل تاء، قالوا: تراث وإنما هى من ورثت، وقالوا: تقوى، وأصلها وقوى لأنها من وقيت. «اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ» (80) استفعلوا من يئست. «خَلَصُوا نَجِيًّا» (80) أي اعتزلوا نجيّا يتناجون، والنجى يقع لفظه على الواحد والجميع أيضا وقد يجمع، فيقال: بحي وأنجية، وقال لبيد: وشهدت أنجية الأفاقة عاليا ... كعبى وأرداف الملوك شهود «3»
[سورة يوسف (12) : آية 84]
«يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ» (84) خرج مخرج النّدبة، وإذا وقفت عندها قلت: يا أسفاه، فإذا اتصلت ذهبت الياء كما قالوا: يا راكبا إمّا عرضت فبلّغن «1» والأسف أشدّ الحزن والتندم، ويقال: يوسف مضموم فى مكانين، ويوسف تضمّ أوله وتكسر السين بغير همز، ومنهم من يهمزه يجعله يفعل من آسفته. «تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ» (85) أي لا تزال تذكره، قال أوس بن حجر: فما فتئت خيل تثوب وتدّعى ... ويلحق منها لاحق وتقطّع «2» أي فما زالت، [قال خداش بن زهير: وأبرح ما أدام الله قومى ... بحمد الله منتطقا مجيدا «3» معنى هذا: لا أبرح لا أزال.] «حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً» (85) والحرض الذي أذابه الحزن أو العشق وهو فى موضع محرض، «4» قال: كأنك صمّ بالأطبّاء محرض «5»
[سورة يوسف (12) : آية 86]
وقال [العرجىّ] : إلىّ امرؤ لج بي حبّ فأحرضنى ... حتى بكيت وحتى شفّنى السّقم «1» أي أذابنى. فتبقى محرضا. «أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ» (85) أي من الميّتين. ِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ» (86) البثّ أشد الحزن، ويقال: حزن، متحرك الحروف بالفتحة أي فى اكتئاب، والحزن أشدّ الهمّ. «اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا» (87) أي تخبّروا والتمسوا فى المظان. «مُزْجاةٍ» (88) يسيرة قليلة، «2» قال: وحاجة غير مزجاة من الحاج «3»
[سورة يوسف (12) : آية 91]
«وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ» (91) مجازه: وإن كنا خاطئين، [وتزاد] اللام المفتوحة للتوكيد والتثبيت، وخطئت وأخطئت واحد، قال [امرؤ القيس] : يا لهف هند إذ خطئن كاهلا. «1» أي أخطأن، وقال: أميّة بن الأسكر: وإنّ مهاجرين تكنّفاه ... غداة إذ لقد خطئا وحابا (133) «لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» (92) أي لا تخليط ولا شغب ولا إفساد ولا معاقبة. «يَأْتِ بَصِيراً» (93) أي يعد بصيرا أي يعد مبصرا. «لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ» (94) أي تسفّهونى «2» وتعجّزونى وتلومونى، قال [هانىء بن شكيم العدوىّ] : يا صاحبىّ دعا لومى وتفنيدى ... فليس ما فات من أمر بمردود «3»
[سورة يوسف (12) : آية 100]
«عَلَى الْعَرْشِ» (100) أي السرير. «مِنَ الْبَدْوِ» (100) وهو مصدر بدوت فى البادية. «مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ» (100) أي أفسد وحمل بعضنا على بعض. «غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ» (107) : مجلّلة. «1» «أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً» (107) أي فجأة، قال ابن ضبّة «2» وهو يزيد ابن مقسم الثّقفى، وأمه ضبة التي قامت عنه أي ولدته: ولكنّهم بانوا ولم أدر بغتة ... وأفظع شىء حين يفجأك البغت (219) «قُلْ هذِهِ سَبِيلِي» (108) قال أبو عمرو: تذكر وتؤنّث، وأنشدنا: فلا تبعد فكل فتى أناس ... سيصبح سالكا تلك السبيلا «3» «عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا» (108) يعنى على يقين.
سورة الرعد (13)
بسم الله الرّحمن الرّحيم سورة الرّعد (13) «بِغَيْرِ عَمَدٍ» (2) متحرك الحروف بالفتحة، وبعضهم يحركها بالضمة لأنها جميع عمود وهو القياس لأن كل كلمة هجاؤها أربعة أحرف الثالث منها ألف أو ياء أو واو فجميعه متحرك مضموم نحو رسول والجميع رسل، وصليب والجميع صلب، وحمار والجميع حمر، غير أنه جاءت أسامى منه استعملوا جميعه بالحركة بالفتحة نحو عمود وأديم وإهاب قالوا: أدم وأهب ومعنى عمد أي سوارى «1» ودعائم وما يعمد البناء، قال النّابغة [الذّبيانىّ] : وخيّس الجنّ أنّى قد أذنت بهم ... يبنون تدمر بالصّفّاح والعمد «2» «وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ» (2) أي ذلّلها فانطاعا.
[سورة الرعد (13) : آية 3]
«كُلٌّ يَجْرِي» (2) مرفوع على الاستئناف وعلى «يجرى» ولم يعمل فيه «وَسَخَّرَ» ولكن انقطع منه. و «كُلٌّ يَجْرِي» فى موضع كلاهما إذا نوّنوا فيه، فلذلك جاءت للشمس وللقمر لأن التنوين بدل من الكناية. «وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ» (3) أي بسطها فى الطول والعرض، «وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ» أي جبالا ثابتات يقال: أرسيت الوتد، قال: به خالدات ما ير من وهامد ... وأشعث أرسته الوليدة بالفهر «1» أي أثبتته فى الأرض. «وَمِنْ كُلِّ [الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها] زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» (3) مجازه: من كل ذكر وكل أنثى اثنين، فكأنه أربعة منهما: من هذا اثنين ومن هذا اثنين، وللزوج موضعان: أحدهما أن يكون واحدا ذكرا، والثاني أن يكون واحدة أنثى زوج للذكر وبعضهم يقول الأنثى زوجة ويكون الزوج اثنين أيضا.
[سورة الرعد (13) : آية 4]
«يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ» (3) مجازه: يحلّل الليل بالنهار والنهار بالليل. «وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ» (4) أي متدانيات متقاربات غير جنات «و» منهن «جَنَّاتٌ» (4) . «وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ» (4) أي يكون أصله واحدا وفرعه متفرق، وواحده صنو والاثنان صنوان النون مجرورة فى موضع الرفع والنصب والجر كنون الاثنين، فإذا جمعته قلت: صنوان كثير، والإعراب فى نونه: يدخله النصب والرفع والجرّ ولم نجد جمعا يجرى مجراه غير قنو وقنوان [والجميع قنوان] ، «وَغَيْرُ صِنْوانٍ» مجازه: أن يكون الأصل والفرع واحدا، لا يتشعب من أعلاه آخر يحمل: «يُسْقى «1» بِماءٍ واحِدٍ» (4) لأنه يشرب من أسفله فيصل الماء إلى فروعه المتشعبة من أعلاه. «وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ» (4) فى الثمرة والأكل. «الْأَغْلالُ» (5) واحدها غلّ لا يكون إلّا فى العنق. «2»
[سورة الرعد (13) : آية 6]
«خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ» (6) واحدتها مثلة ومجازها مجاز الأمثال. «وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ» «1» (8) أي ما تخرج من الأولاد ومما كان فيها. «وَما تَزْدادُ» (8) أي ما تحدث وتحدث. «وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ» (8) أي مقدر وهو مفعال من القدر. «2» «وَسارِبٌ بِالنَّهارِ» (10) مجازه: سالك فى سربه، أي مذاهبه «3» ووجوهه، ومنه قولهم: أصبح فلان آمنا فى سربه، أي فى مذاهبه وأينما توجه، ومنه: انسرب فلان.
[سورة الرعد (13) : آية 11]
«لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ» (11) مجازه: ملائكة تعقّب بعد ملائكة، وحفظة تعقّب بالليل حفظة النهار وحفظة النهار تعقّب حفظة الليل، ومنه قولهم: فلان عقّبنى، وقولهم: عقّبت فى أثره. «يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ» (11) أي بأمر الله يحفظونه من أمره. «1» «وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً» (11) مضموم الأول، ومجازه: هلكة وكل جذام وبرص وعمّى، وكل بلاء عظيم فهو سوء مضموم الأول، وإذا فتحت أوله فهو مصدر سؤت القوم، ومنه قولهم: رجل سوء [قال الزّبرقان بن بدر: قد علمت قيس وخندق إنّني ... وقيت إذا ما فارس السّوء أحجما ] «2»
[سورة الرعد (13) : آية 12]
«يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً» (12) أي ترهبونه وتطمعون أن يحييكم وأن يغيثكم. «وَيُنْشِئُ السَّحابَ» (12) أي يبدأ السحاب، ويقال: إذا بدأ «نشأ» . «وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ» (13) إما أن يكون اسم ملك قد وكلّ بالرّعد وإما أن يكون صوت سحاب واحتجّوا بآخر الكلام: «وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ» (13) يقال: ألا ترى أن العرب تقول: جون هزيم رعده أجشّ «1» ولا يكون هكذا إلّا الصوت. «شَدِيدُ الْمِحالِ» (13) أي العقوبة «2» والمكر والنكال، قال الأعشى: فرع تبع يهتزّ فى غصن المجد غزير النّدى شديد المحال «3» إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى
[سورة الرعد (13) : آية 14]
غرام: هلاك وفى القرآن: «إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً» (25/ 65) أي هلاكا وقد فسرناه فى موضعه، وقال ذو الرّمّة: [أبرّ على الخصوم فليس خصم ... ولا خصمان يغلبه جدالا ] «1» ولبس بين أقوام فكل ... أعدّ له الشّغازب والمحالا [والشّغزبة الالتواء] . «وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ» (14) مجازه: والذين يدعون غيره من دونه، أي يقصرون عنه. و «يَدْعُونَ» من الدعاء، ومجاز «دُونِهِ» مجاز «عنه» قال: أتوعدني وراء بنى رياح ... كذبت لتقصرنّ يداك دونى «2» أي عنّى. «لا يَسْتَجِيبُونَ» (14) مجازه: لا يجيبون، وقال كعب: «3» وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب (83)
«إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ» (15) مجازه: إن الذي يبسط كفّه ليقبض على الماء حتى يؤديه إلى فيه لا يتم له ذلك ولا تسقه أنامله «1» [أي تجمعه] ، قال ضابىّ بن الحارث البرجمىّ: فإنى وإيّاكم وشوقا إليكم ... كقابض ماء لم تسقه أنامله «2» يقول: ليس فى يدى من ذلك شىء كما أنه ليس فى يد القابض على الماء شىء. «3» وقال: فأصبحت مما كان بينى وبينها ... من الودّ مثل القابض الماء باليد «4»
[سورة الرعد (13) : آية 15]
«بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ» (15) أي بالعشيّ، واحدها: أصل وواحد الأصل أصيل وهو ما بين العصر إلى مغرب الشمس، «1» وقال أبو ذؤيب: لعمرى لأنت البيت أكرم أهله ... وأقعد فى أفيائه بالأصائل (271) وقال النّابغة: وقفت فيها أصيلا لا أسائلها ... عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد «2» أصيلال: تصغير آصال. «فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً» (17) مجازه: فاعل من ربا يربو. أي ينتفخ. «أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ» (17) ، وهو ما تمتعت به، قال [المشعث] : تمتع يا مشعّث إنّ شيئا ... سبقت به الممات هو المتاع «3» «كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ» (17) أي يمثّل الله الحق ويمثل الباطل.
[سورة الرعد (13) : آية 18]
«فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً» (17) قال أبو عمرو [بن العلاء] : يقال: قد أجفأت القدر، وذلك إذا غلت فانصبّ زبدها أو سكنت فلا يبقى منه شىء.» «لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى» (18) استجبت لك واستجبتك سواء وهو أجبت، و «الحسنى» هى كل خير من الجنة فما دونها، أي لهم الحسنى. «الْمِهادُ» (18) الفراش «2» والبساط. «أُولُوا الْأَلْبابِ» (19) أي ذوو العقول، واحدها لبّ [وأولو: واحدها ذو.] «وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ» (23) أي يدفعون السيئة بالحسنة،
[سورة الرعد (13) : آية 24]
[درأته عنى أي دفعته.] «1» «عُقْبَى الدَّارِ» (24) عاقبة الدار. «سَلامٌ عَلَيْكُمْ» (24) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: يقولون سلام عليكم. «وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ» (26) إلّا متعة وشىء طفيف حقير. «مَنْ أَنابَ» (27) من تاب. «طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ» (29) أي منقلب. «خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ» (30) أي مضت قرون من قبلها وملل. «وَإِلَيْهِ مَتابِ» (30) مصدر تبت إليه، وتوبتى إليه سواء.
[سورة الرعد (13) : آية 31]
«وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى» (31) مجازه مجاز المكفوف عن خبره، ثم استؤنف فقال: «بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً» (31) فمجازه: لو سيّرت به الجبال لسارت، أو قطّعت به الأرض لتقطعت، ولو كلّم به الموتى لنشرت، والعرب قد تفعل مثل هذا لعلم المستمع به استغناء عنه واستخفافا فى كلامهم، قال [الأخطل] : خلا أنّ حيّا من قريش تفضلوا ... على الناس أو أنّ الأكارم نهشلا «1» وهو آخر قصيدة، ونصبه وكفّ عن خبره [واختصره] وقال [عبد مناف ابن ربع الهذلىّ: [الطّعن شغشغة والضّرب هيقعة ... ضرب المعوّل تحت الأيّمة العضدا وللقسىّ أزاميل وغمغمة ... حس الجنوب تسوق الماء والبردا] حتى إذا اسلكوهم فى قتائدة ... شلّا كما تطرد الجمّالة الشردا (46) وهو آخر قصيدة، وكفّ عن خبره. [وقوله شغشغة: أي يدخله ويخرجه والهيقعة أن يضرب بالحدّ من فوق والمعوّل: صاحب العالة وهى ظلّة يتخذها رعاة البهم بالحجاز إذا خافت البرد على بهمها. فيقول: فيعتضد العضد من الشجر
لبهمه أي يقطعه والدّيمة المطر الضعيف الدائم والأزاميل: الأصوات واحدها أزمل وجمعها أزامل زاد الياء اضطرارا والغماغم: الأصوات التي لم تفهم حسّ الجنوب: صوتها قتائدة طريق. أسلكوهم وسلكوهم واحد] . «أَفَلَمْ يَيْأَسِ «1» الَّذِينَ آمَنُوا» (31) مجازه: ألم يعلم ويتبين، قال سحيم بن وئيل اليربوعىّ: أقول لهم بالشّعب إذ يأسروننى ... «2» ألم تيئسوا أنّى ابن فارس زهدم «3» «قارِعَةٌ» (31) أي داهية مهلكة، ويقال: قرعت عظمه، أي صدعته.
[سورة الرعد (13) : آية 32]
«فَأَمْلَيْتُ» (32) أي أطلت لهم، ومنه الملىّ والملاوة من الدهر، ومنه تمليت حينا، ويقال: لليل والنهار الملوان لطولهما، وقال ابن مقبل: ألا يا ديار الحىّ بالسّبعان ... ألحّ عليها بالبلى الملوان (129) ويقال: للخرق الواسع من الأرض «1» ملا مقصور، «2» قال: حلا لا تخطّاه العيون رغيب «3» وقال: أمضى الملا بالشاحب المتبدّل «4» «أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ» (33) أي دائم قوام عدل. «وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ» (36) أي أشدّ. «لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى» (18) ثم قال: «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ» (35) مجازه مجاز المكفوف عن خبره،
[سورة الرعد (13) : آية 37]
والعرب تفعل ذلك فى كلامها، وله موضع آخر مجازه: للذين استجابوا لربهم الحسنى مثل الجنة، موصول صفة لها على الكلام الأول. «حُكْماً عَرَبِيًّا» (37) «1» أي دينا عربياّ أنزل على رجل عربى. «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ» (39) محوت تمحو، وتمحى: لغة. «وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ» (40) ألف «إما» مكسورة لأنه فى موضع أحد الأمرين. «نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها» (41) مجازه: ننقص من فى الأرض ومن فى نواحيها من العلماء والعباد، وفى آية أخرى: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ» (12/ 82) مجازه: وسل من فى القرية. «لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ» (41) أي لا رادّ له ولا مغيّر له عن الحق.
"سورة إبراهيم" (14)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) «سورة إبراهيم» (14) «الر» (1) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي، ومجاز موضعه فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السّور. «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ» مجازه مستأنف أو مختصر فيه ضمير كقولك: هذا كتاب أنزلناه إليك، وفى آية أخرى: «الم ذلِكَ الْكِتابُ» (2/ 1) وفى غيرها ما قد أظهر. «يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ» (3) [يختارون] . «وَيَبْغُونَها عِوَجاً» (3) يلتمسون، ويحتالون لها عوجا، مكسور الأول مفتوح الثاني وذلك فى الدّين وغيره، وفى الأرض مما لم يكن قائما وفى الحائط وفى الرمح وفى السنّ عوج وهو مفتوح الحروف. «يَسُومُونَكُمْ» (6) أي يولونكم ويبلونكم. «وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ» (7) مجازه: وآذنكم ربكم، و «إذ» من حروف الزوائد، وتأذن تفعل من قولهم: أذنته. «1»
[سورة إبراهيم (14) : آية 10]
«فردّوا أيديهم فى أفواههم» (9) مجازه مجاز المثل، وموضعه موضع كفّوا عما أمروا بقوله من الحق ولم يؤمنوا به ولم يسلموا، ويقال: ردّ يده فى فمه، أي أمسك إذا لم يجب. «1» «فاطِرِ» (10) أي خالق. «لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ» (10) مجازه: ليغفر لكم ذنوبكم، و «من» من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (69/ 47) مجازه: ما منكم أحد، وقال [أبو ذؤيب] : جزيتك ضعف الحبّ لما شكوته ... وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى (58) أي أحد قبلى. «أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا» (13) أي فى ديننا وأهل ملتنا.
[سورة إبراهيم (14) : آية 14]
«خافَ مَقامِي» (14) مجازه: حيث أقيمه بين يدى للحساب. «1» «وَاسْتَفْتَحُوا» (15) مجازه: واستنصروا. عنود و «عَنِيدٍ» (15) وعاند كلها، واحد والمعنى جائر عاند عن الحق، قال: إذا نزلت فاجعلانى وسطا ... إنى كبير لا أطيق العنّدا (325) «مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ» (16) مجازه: قدامه وأمامه، يقال إن الموت من ورائك أي قدامك، «2» وقال: أتوعدني وراء بنى رياح ... كذبت لتقصرنّ يداك دونى (377) أي قدام بنى رياح وأمامهم، وهم دونى أي بينى وبينك، وقال: أترجو بنى مروان سمعى وطاعتى ... وقومى تميم والفلاة ورائيا «3»
[سورة إبراهيم (14) : آية 18]
وقال: «مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ» (16) والصديد القيح والدّم. «1» «مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ» (18) مجازه: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كمثل رماد، وتصديق ذلك من آية أخرى: «أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» (32/ 7) مجازه: أحسن خلق كل شىء، وقال [حميد بن ثور الهلاليّ] : وطعنى إليك الليل حضنيه إنّني ... لتلك إذا هاب الهدان فعول «2» أراد: «3» وطعنى حضنى الليل إليك [أول الليل وآخره] ، وإذا ثنّوه كان أكثر فى كلامهم وأبين، قال: كأن هندا ثناياها وبهجتها ... يوم التقينا على أدحال دبّاب «4»
[سورة إبراهيم (14) : آية 19]
أراد: كأن ثنايا هند وبهجتها يوم التقينا على أدحال دبّاب. «اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ» (18) يقال: قد عصف يومنا وذاك إذا اشتدّت الريح فيه، والعرب تفعل ذلك إذا كان فى ظرف صفة لغيره، وجعلوا الصفة له أيضا، كقوله: «1» لقد لمتنا يا أم غيلان فى السّرى ... ونمت وما ليل المطىّ بنائم (313) ويقال: يوم ماطر، وليلة ماطرة، وإنما المطر فيه وفيها. «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ» (19) ألم تعلم، ليس رؤية عين. «إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً» (20) جميع تابع، خرج مخرج غائب والجميع غيب. «2» «ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ» (22) أي بمغيثكم، ويقال: استصرخنى فأصرخته، أي استعاننى فأعنته واستغاثني فأغثته. «3»
[سورة إبراهيم (14) : آية 25]
«تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ» (25) أي تخرج تمرتها، والحين هاهنا ستة أشهر أو نحو ذلك. «اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ» (26) أي استؤصلت، [يقال اجتث الله دابرهم، أي أصلهم.] «دارَ الْبَوارِ» (28) أي الهلاك والفناء ويقال بار ببور، ومنه قول عبد الله بن الزّبعرى: يا رسول المليك إن لسانى ... راتق ما فتقت إذ أنا بور «1» [البور والبوار واحد] .
[سورة إبراهيم (14) : آية 30]
«وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً» (30) أي أضدادا، واحدهم ندّ ونديد، قال رؤبة: تهدى رؤوس المترفين الأنداد ... إلى أمير المؤمنين الممتاد (341) «لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ» (31) مجازه: مبايعة فدية، «وَلا خِلالٌ» : أي مخالّة خليل، وله موضع آخر أيضا تجعلها جميع خلّة بمنزلة جلّة والجميع جلال وقلّة والجميع قلال، «1» وقال: فيخبره مكان النّون منى ... وما أعطيته عرق الخلال «2» أي المخالّة. «الْفُلْكَ» (32) واحد وجميع وهو السفينة والسفن.
[سورة إبراهيم (14) : آية 33]
«الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ» (33) والشمس أثنى والقمر ذكر فإذا جمعا ذكّر صفتهما لأنّ صفة المذكر تغلب صفة المؤنث. «وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ» (35) : جنبت الرجل الأمر، وهو يجنب أخاه الشرّ وجنّبته واحد، وقال: وتنقض مهده شفقا عليه ... وتجنبه قلائصنا الصعابا «1» وشدّده ذو الرّمة فقال: وشعر قد أرقت له غريب ... أجنّبه المساند والمحالا «2» «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي» (40) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقوله: واجعل من ذرّيتّى من يقيم الصلاة. «مُهْطِعِينَ» (43) أي مسرعين، قال الشاعر: بمهطع سرح كأنّ زمامه ... فى رأس جذع من أول مشذّب «3»
وقال: بمستهطع رسل كأنّ جديله ... بقيدوم رعن من صؤام ممنّع «1» [الرّسل الذي لا يكلّفك شيئا، بقيدوم: قدّام، رعن الجبل أنفه، صؤام: «2» جبل، قال يزيد بن مفرّغ الحميرىّ: بدجلة دارهم ولقد أراهم ... بدجلة مهطعين إلى السّماع] «3» «مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ» (43) مجازه: رافعى رؤوسهم، قال الشّمّاخ [بن ضرار] : يباكرن العضاه بمقنعات ... نواجذهن كالحدأ الوقيع «4» أي برؤوس مرفوعات إلى العضاه ليتناولن منه [والعضاه: كل شجرة ذات شوك نواجذهن أضراسهن] وقال: الحدأ الفأس وأراه: الذي ليس له خلف، وجماعها حدأ، وحدأة الطير، [الوقيع أي المرقّقة المحدّدة، يقال وقّع حديدتك، والمطرقة يقال لها ميقعة] ، وقال:
أنفض نحوى رأسه وأقنعا ... كأنّما أبصر شيئا أطمعا «1» «وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ» (43) أي جوف، ولا عقول لهم، قال حسّان [ابن ثابت] : ألا أبلغ أبا سفيان عنى ... فأنت مجوّف نخب هواء «2» وقال: ولا تك من أخدان كل يراعة ... هواء كسقب البان جوف مكاسرة «3» [اليراعة القصبة، واليراعة هذه الدواب الهمج بين البعوض والذبّان، «4» واليراعة النعامة. قال الراعىّ: جاؤا بصكّهم وأحدب أخرجت ... منه السياط يراعة إجفيلا «5» أي يذهب فزعا، كسقب البان عمود البيت الطويل] .
[سورة إبراهيم (14) : آية 46]
«وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (46) أي ما كان مكرهم لتزول منه الجبال، فى قول من كسر لام «لتزول» الأولى ونصب اللام الآخرة ومن فتح اللام الأولى ورفع اللام الآخرة فإن مجازه مجاز المثل كأنه قال: وإن كان مكرهم تزول منه الجبال فى المثل وعند من لم يؤمن. «مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ» (49) أي فى الأغلال، وواحدها صفد [والصّفد فى موضع آخر: العطاء وقال الأعشى: تضيفته يوما فقرّب مقعدى ... وأصفدنى على الزّمانة قائدا «1» وبعضهم يقول: صفدنى.] «سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ» (50) أي قمصهم، وواحدها سربال.
سورة الحجر (65)
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) سورة الحجر (65) «إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ» (4) أي أجل ومدّة، معلوم: موقّت معروف. «1» «لَوْ ما تَأْتِينا» (7) مجازه: لو ما فعلت كذا، وهلّا ولولا وألّا، معناهن واحد، هلّا تأتينا، «2» وقال الأشهب بن عبلة، وقال فى غير هذا الموضع: ابن رميلة: تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ... بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا (63) «3» أي هلّا تعدون قتل الكماة «لوما» : مجازها ومجاز «لولا» واحد، قال ابن مقبل: لو ما الحياء ولو ما الدّين عبتكما ... ببعض ما فيكما إذ عبتما عورى «4»
[سورة الحجر (15) : آية 10]
«فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ» (10) فى أمم الأولين واحدتها شيعة والأولياء أيضا شيع. «1» «كَذلِكَ نَسْلُكُهُ» (12) يقال: سلكه، وأسلكه لغتان. «فِيهِ يَعْرُجُونَ» (14) أي يصعدون والمعارج الدّرج. «لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا» (15) أي غشيت «2» سمادير «3» ، فذهبت وخبا نظرها، قال:
[سورة الحجر (15) : آية 16]
جاء الشتاء واجثألّ القنبر ... واستخفت الأفعى وكانت تظهر «1» وطلعت شمس عليها مغفر ... وجعلت عين الحرور تسكر أي يذهب حرها ويخبو. «وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً» (16) أي منازل للشمس والقمر. «مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ» (17) أي مرجوم بالنجوم، خرج مخرج قتبل فى موضع مقتول. «وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ» (19) أي جعلنا وأرسينا، ورست هى أي ثبتت. «مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ» (19) بقدر. «وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ» (22) مجازها مجاز ملاقح لأن الريح ملقحة للسحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقى الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام، كقول نهشل بن حرىّ يرثى أخاه:
ليبك يزيد بائس لضراعة ... وأشعث ممن طوّحته الطّوائح «1» فحذف الميم لأنها المطاوح، وقال رؤبة: يخرجن من أجواز ليل غاض «2» أي مغضى، وقال [العجّاج،] : تكشف عن جماته دلو الدّال «3» «ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ» (22) وكل ماء كان من السماء، ففيه لغتان: أسقاه الله وسقاه الله [قال الصّقر بن حكيم الرّبعىّ] يا ابن رقيع هل لها من غبق [ما شربت بعد طوىّ المرق «4» من قطرة غير النّجاء الدّفق] هل أنت ساقيها سقاك المسقى
[سورة الحجر (15) : آية 26]
فجعله باللغتين جميعا. وقال لبيد: سقى قومى بنى مجد وأسقى ... نميرا والقبائل من هلال «1» فجاء باللغتين، ويقال: سقيت الرجل ماء وشرابا من لبن وغير ذلك وليس فيه إلّا لغة واحدة بغير ألف إذا كان فى الشّفة. وإذا جعلت له شربا فهو أسقيته وأسقيت أرضه وإبله، لا يكون غير هذا، وكذلك استسقيت له كقول ذى الرمّة: وقفت على رسم لميّة ناقتى ... فما زلت أبكى عنده وأخاطبه «2» وأسقيه حتى كاد مما أبتّه ... تكلّمنى أحجاره وملاعبه وإذا وهبت له إهابا ليجعله سقاء فقد أسقيته إيّاه. «مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ» (26) الصلصال: [الطّين] اليابس لذى لم تصبه نار فإذا نقرته صلّ فسمعت له صلصلة فإذا طبح بالنار فهو فخّار «3» وكل شىء له [صلصلة] ، صوت فهو صلصال [سوى الطين، قال الأعشى:
[سورة الحجر (15) : آية 39]
عنتريس تعدو إذا حرّك السّو ... ط كعدو المصلصل الجوال] «1» «مِنْ حَمَإٍ» (26) أي من طين متغير وهو جميع حمأة، «مسنون» أي مصبوب. «قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي» (39) مجازه مجاز القسم: بالذي أغويتنى. «ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» (47) أي من عداوة وشحناء. «سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» (47) مضمومة السين والراء الأولى وهذا الأصل، وبعضهم يضمّ السين ويفتح الراء الأولى، وكل مجرى فعيل من باب المضاعف فإن فى جميعه لغة نحو سرير والجميع سرر وسرر وجرير والجميع جرر وجرر. «وَجِلُونَ» (52) أي خائفون. «قالُوا لا تَوْجَلْ» (52) . ويقال: لا تيجل، ولا تأجل بغير همز، ولا تأجل يهمز يجتلبون فيها همزة وكذلك كل ما كان من قبيل وجل يوجل ووحل يوحل، ووسخ يوسخ.
[سورة الحجر (15) : آية 54]
«فَبِمَ تُبَشِّرُونَ» (54) «1» قال: قوم يكسرون النون، وكان أبو عمرو يفتحها ويقول: إنها إن أضيفت لم تكن إلّا بنونين لأنها فى موضع رفع، فاحتج من أضافها بغير أن يلحق فيها نونا أخرى بالحذف حذف أحد الحرفين إذا كانا من لفظ واحد، قال [أبو حيّة النّميرىّ] . أبالموت الذي لا بدّ أنى ... ملاق لا أباك تخوّفينى «2» ولم يقل تخوفيننى [لا أباك: أي لا أبا لك، فجاء بقول أهل المدينة] . وقال [عمرو بن معديكرب] : تراه كالثّغام يعلّ مسكا ... يسوء الفاليات إذا فلينى «3»
[سورة الحجر (15) : آية 56]
أراد فليننى فحذف إحدى النونين. «قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ «1» مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ» (56) أي ييأس، يقال: قنط يقنط وقنط يقنط قنوطا. «أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ» (66) أي آخرهم مجتذّ مقطوع مستأصل. «إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي» (68) اللفظ لفظ الواحد والمعنى على الجميع كما قال لبيد: وخصم كنادى الجنّ أسقطت شأوهم ... بمستحصد ذى مرّة وصدوع «2» [شأوهم: ما تقدموا وفاقوا به من كل شىء، المستحصد المحكم الشديد، وأمر محكم، وصدوع ألوان، يقال ذو صدعين: ذو أمرين] . «يَعْمَهُونَ» (72) أي يجورون ويضلّون، قال رؤبة. ومهمه أطرافه فى مهمه ... أعمى الهدى بالجاهلين العمّه (37)
[سورة الحجر (15) : آية 75]
«لِلْمُتَوَسِّمِينَ» (75) أي المتبصرين «1» المتثبّتين. «وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» (76) أي بطريق. «وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ» (79) الإمام كلما ائتممت واهتديت به.» «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ» (83) أي الهلكة، ويقال صيح بهم، أي أهلكوا. «وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» (87) مجازها: سبع آيات من المثاني، والمثاني هى الآيات فكأن مجازها: ولقد آتيناك سبع آيات من آيات القرآن، والمعنى وقع على أم الكتاب وهى سبع آيات، وإنما سميت آيات القرآن مثانى لأنها تتلو بعضها بعضا فثنيت الأخيرة على الأولى، ولها مقاطع تفصّل الآية بعد الآية حتى تنقضى السورة وهى كذا وكذا آية، وفى آية أخرى من «الزّمر» تصديق ذلك: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ» (39/ 23) مجازه مجاز آيات من القرآن يشبه بعضها بعضا قال: نشدتكم بمنزل الفرقان ... أمّ الكتاب السّبع من مثانى (5) ثنين من آي من القرآن ... والسبع سبع الطول الدّوانى
[سورة الحجر (15) : آية 90]
وهى البقرة (2) وآل عمران (3) والنساء (4) والمائدة (5) والأنعام (6) والأعراف (7) والأنفال (8) ومجاز قول من نصب «وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ» على إعمال وآتيناك القرآن العظيم، ومعناه ولقد آتيناك أم الكتاب وآتيناك سائر القرآن أيضا مع أم الكتاب ومجاز قول من جرّ القرآن العظيم» مجاز قولك، من المثاني ومن القرآن العظيم أيضا وسبع آيات من المثاني ومن القرآن. «كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ» (90) أي على الذين اقتسموا. «جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ» (91) أي عضوه أعضاء، أي فرّقوه فرقا، قال رؤبة: وليس دين الله بالمعضّى «1» «فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ» (94) أي افرق وامضه، قال أبو ذؤيب: وكأنهن ربابة وكأنه يسر ... يفيض على القداح ويصدع «2» أي يفرّق على القداح أي بالقداح.
"سورة النحل" (16)
بسم الله الرّحمن الرّحيم «سورة النّحل» (16) «فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ» (5) أي ما استدفئ به من أوبارها. ومنافع سوى ذلك. «حِينَ تُرِيحُونَ» (6) بالعشي «وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (6) بالغداة. «إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ» (7) يكسر أوله ويفتح ومعناه بمشقة الأنفس، وقال [النّمر بن تولب] : وذى إبل يسعى ويحسبها له ... أخى نصب من شقّها ودؤوب «1» أي من مشقتها، وقال العجاج: أصبح مسحول يوازى شقّا «2» أي يقاسى مشقة، [ومسحول بعيره] . «3»
[سورة النحل (16) : آية 9]
«وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ» (9) السبيل: لفظه لفظ الواحد، وهو فى موضع الجميع فكأنه: ومن السبيل سبيل جائر، وبعضهم يؤنث السبيل. «شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ» (10) يقال: أسمت إبلى وسامت هى، أي رعيتها. «وَما ذَرَأَ لَكُمْ» (13) أي ما خلق لكم. «وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ» (14) من مخرت الماء أي شقّته بجآجئها، والفلك هاهنا فى موضع جميع فقال فواعل، وهو موضع واحد كقوله: «الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» (26/ 119) بمنزلة السلاح واحد وجميع. «وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ» (15) أي جعل فيها جبالا ثوابت قد رست. «أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ» (15) مجازه: أن لا تميل بكم. «أَيَّانَ يُبْعَثُونَ» (21) مجازه: متى يحيّون.
[سورة النحل (16) : آية 23]
«لا جَرَمَ» (23) أي حقا، وقال أبو أسماء بن الضّريبة أو عطيّة بن عفيف: «1» [يا كرز إنك قد منيت بفارس ... بطل إذا هاب الكماة مجرّب] ولقد طعنت أبا عيينة طعنة ... جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا (175) أي أحقت «2» لهم الغضب، و «جَرَمَ» مصدر منه: [وكرز: رجل من بنى عقيل وأبو عيينة حصن بن حذيفة بن بدر] . «3» [ «أَوْزارَهُمْ» ] (25) : الأوزار هى الآثام، واحدها وزر.
[سورة النحل (16) : آية 26]
«فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ» (26) مجازه مجاز المثل والتشبيه والقواعد الأساس. إذا استأصلوا شيئا قالوا هذا الكلام، وهو مثل القواعد واحدتها قاعدة، والقاعد من النساء التي لا تحيض. «أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ» (27) أي تحاربون فيهم. «فَأَلْقَوُا السَّلَمَ» (28) أي صالحوا وسالموا والسّلم والسّلم والسلام واحد. «وَالزُّبُرِ» (44) وهى الكتب واحدها: زبور، ويقال: زبرت وذبرت أي كتبت، وقال أبو ذؤيب: عرفت الدّيار كرقم الدّوا ... ة كما زبر الكاتب الحميرىّ «1» وكما ذبر [فى رواية] .
[سورة النحل (16) : آية 47]
«أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ» (47) مجازه: على تنقّص قال: ألام على الهجاء وكل يوم ... يلاقينى من الجيران غول «1» تخوّف غدرهم مالى وأهدى ... سلاسل فى الحلوق لها صليل أي تنقّص غدرهم مالى. سلاسل يريد القوافي تنشد فهو صليلها وهو قلائد فى أعناقهم وقال طرفة: وجامل خوّف من نيبه ... زجر المعلّى أصلا والسفيح «2» خوّف من نيبه أي لا يدعه يزيد. «وَهُمْ داخِرُونَ» (48) أي صاغرون، يقال: فلان دخر لله، أي ذلّ وخضع.
[سورة النحل (16) : آية 53]
«وَلَهُ الدِّينُ واصِباً» (52) أي دائما، قال [أبو الأسود الدّؤلىّ] : لا أبتغى الحمد القليل بقاؤه ... يوما بذم الدهر أجمع واصبا «1» «فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ» (53) أي ترفعون أصواتكم، وقال عدىّ بن زيد: إنّني والله فاقبل حلفى ... بأبيل كلّما صلّى جأر «2» أي رفع صوته وشدّه. «وَهُوَ كَظِيمٌ» (58) أي يكظم شدة حزنه ووجده ولا يظهره، وهو فى موضع كاظم خرج مخرج عليم وعالم. «أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ» (59) أي هوان. «مُفْرَطُونَ» (62) أي متروكون منسيون مخلفون.
[سورة النحل (16) : آية 66]
«وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» (66) يذكّر ويؤنث، وقال آخرون: المعنى على النّعم لأن النعم يذكر ويؤنث، قال: أكلّ عام نعم تحوونه ... يلقحه قوم وتنتجونه «1» أربابه نوكى ولا يحمونه والعرب قد تظهر الشيء ثم تخبر عن بعض ما هو بسببه وإن لم يظهروه كقوله: قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة ... وللسّبع أزكى من ثلاث وأكثر (268) قال أنتم ثلاثة أحياء ثم قال: من ثلاث، فذهب به إلى القبائل وفى آية أخرى: «وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ» (16/ 9) «2» أي من السبل سبيل جائر.
[سورة النحل (16) : آية 67]
«تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً» (67) أي طعما، «1» ويقال: جعلوا لك هذا سكرا أي طعما، وهذا له سكر أي طعم، وقال [جندل] : جعلت عيب الأكرمين سكرا «2» وله موضع آخر مجازه: سكنا، وقال: جاء الشتاء واجثالّ القنبر ... وجعلت عين الحرور تسكر (404) أي يسكن حرها ويخبو، ويقال ليلة ساكرة أي ساكنة، وقال: تريد الليالى فى طولها ... وليست يطلق ولا ساكره «3» ويروى تزيد ليالى فى طولها.
[سورة النحل (16) : آية 68]
«وَمِمَّا يَعْرِشُونَ» (68) «1» أي يجعلونه عريشا، ويقال: يعرش ويعرش. «بَنِينَ وَحَفَدَةً» (72) أعوانا وخدّاما، قال [جميل] : حفد الولائد بينهنّ وأسلمت ... بأكفّهن أزمّة الأجمال «2» واحدهم: حافد، خرج مخرج كامل والجميع كملة. «وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ» (76) أي عيال على ابن عمّه وكل ولىّ له. «وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ» (78) قبل أن يخرجكم ثم أخرجكم، والعرب تقدّم وتؤخّر، قال الأخطل: ضخم تعلّق أشناق الدّيات به ... إذا المئون أمرّت فوقه حملا «3»
[سورة النحل (16) : آية 79]
الشّنق: ما بين الفريضتين والمئون: أعظم من الشّنق فبدأ بالأقل قبل الأعظم. «السَّمْعَ» (78) لفظه لفظ الواحد. وهو فى موضع الجميع، كقولك: الأسماع، وفى آية أخرى: «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (16/ 98) وهى قبل القراءة. «جَوِّ السَّماءِ» (79) أي الهواء، قال: ويل أمّها من هواء الجوّ طالبة ... ولا كهذا الذي فى الأرض مطلوب «1» وقوله «أَثاثاً» (80) أي متاعا، قال [محمد بن نمير الثّقفى] : أهاجتك الظّعائن يوم بانوا ... بذي الرّى الجميل من الأثاث «2»
[سورة النحل (16) : آية 81]
والري الكسوة الظاهرة وما ظهر. «وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً» (81) «1» واحدها: كنّ. «سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ» (81) أي قمصّا، «وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ» (81) أي دروعا «2» وقال كعب بن زهير: شمّ العرانين أبطال لبوسهم ... من نسج داود فى الهيجاء سرابيل «3» «فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ» (86) أي قالوا: إنكم لكاذبون، يقال: ألقيت إليه كذا، أي قلت له كذا. «وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ» (87) أي المسالمة. «تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ» (89) أي بيانا.
[سورة النحل (16) : آية 90]
«وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى» (90) يعنى وإعطاؤه. «قُوَّةٍ أَنْكاثاً» (92) كل حبل وغزل ونحو ذلك نقضته فهو نكث، وهو من قولهم نكثت [قال المسيّب بن علس: من غير مقلية وإنّ حبالها ... ليست بأنكاث ولا أقطاع] «1» «دَخَلًا بَيْنَكُمْ» (92) كل شىء وأمر لم يصح فهو دخل: «2» «هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ» (92) أي أكثر. «فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها» (94) مثل يقال: لكل مبتلّى بعد عافية أو ساقط فى ورطة بعد سلامة ونحو ذلك: زلّت قدمه. «3» «مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً
[سورة النحل (16) : آية 98]
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ» (97) من تقع على الواحد وعلى الجميع والذكر والأنثى، ولفظها لفظ الواحد فجاء الأول من الكناية على لفظ «من» وإن كان المعنى إنما يقع على الجميع ثم جاء الآخر من الكناية على معنى الجميع، فقال: «وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ» . «فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (98) مقدّم ومؤخّر، لأن الاستعاذة قبل القراءة. «1» «رُوحُ الْقُدُسِ» (102) جبريل عليه السلام. «لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ» (103) أي يعدلون إليه، ويقال: ألحد فلان أي جار أعجمىّ أضيف إلى أعجم اللسان. «وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ» (106) شرح صدره بذلك: تابعته نفسه وانبسط إلى ذلك، يقال: ما يشرح صدرى لك بذلك، أي لا يطيب، وجاء قوله: «فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ» على معنى الجميع لأن «من» يقع على الجميع.
[سورة النحل (16) : آية 112]
«يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً» (112) أي واسعا كثيرا. «فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ» (112) واحدها نعم ومعناه نعمة وهما واحد، [قالوا: نادى منادى النبىّ عليه السلام بمنى: «إنها أيّام طعم ونعم فلا تصوموا» ] . «وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا» (118) من اليهود. «إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ» (120) أي إماما مطيعا لله. «حَنِيفاً» (120) مسلما ومن كان فى الجاهلية يختتن ويحجّ البيت فهو حنيف. «اجْتَباهُ» (121) اختاره. «فِي ضَيْقٍ» (127) مفتوح الأول وهو تخفيف ضيّق بمنزلة ميّت وهيّن وليّن، وإذا خفّفتها قلت ميت وهين ولين وإذا كسرت أول ضيق فهو مصدر الضيّق. «1»
"سورة بنى إسرائيل (17) "
بسم الله الرّحمن الرّحيم «سورة بنى إسرائيل (17) » «وَقَضَيْنا» (4) مجازه: أخبرنا. «1» «فَجاسُوا» (5) قتلوا. «2» «خِلالَ الدِّيارِ» (5) بين الديار.
[سورة الإسراء (17) : آية 6]
«رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ» (6) أعقبنا لكم الدولة. «أَكْثَرَ نَفِيراً» (6) مجازه: من الذين نفروا معه. «وَلِيُتَبِّرُوا» (7) وليدمّروا، «جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً» (8) من الحصر «1» والحبس فكان معناه محبسا، ويقال: للملك حصير لأنه محجوب، قال لبيد: ومقامة غلب الرّقاب كأنهم ... جنّ لدى باب الحصير قيام «2» والحصير أيضا: البساط الصغير، فيجوز أن تكون جهنم لهم مهادا بمنزلة الحصير، ويقال للجنبين: حصيران، يقال: لاضربن حصيريك وصقليك.
[سورة الإسراء (17) : آية 13]
«أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ» (13) أي حظّه. «1» «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» (15) أي ولا تأثم آثمة إثم أخرى أثمته ولم تأثمه الأولى منهما، ومجاز وزرت تزر: مجاز أثمت، فالمعنى أنه: لا تحمل آثمة إثم أخرى، يقال: وزر هو، ووزّرته أنا. «وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها» (16) «2» أي أكثرنا مترفيها وهى من قولهم: قد أمر بنو فلان، أي كثروا فخرج على تقدير قولهم: علم فلان، وأعلمته أنا ذلك، قال لبيد:
[كلّ بنى حرّة قصارهم ... قلّ وإن أكثرت من العدد] «1» إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا ... يوما يصيروا للهلك والنّفذ وبعضهم يقرؤها: «أَمَرْنا مُتْرَفِيها» على تقدير أخذنا وهى فى معنى أكثرنا وآمرنا غير أنها لغة أمرنا: أكثرنا «2» ترك المدّ ومعناه أمرنا، ثم قالوا: مأمورة من هذا، فإن احتج محتج فقال هى من أمرت فقل كان ينبغى أن يكون آمرة ولكنهم يتركون إحدى الهمزتين، وكان ينبغى أن يكون آمرة ثم طوّلوا ثم حذفوا «ولأمرنّهم» (4/ 119) فلم يمدوها قال الأثرم: وقول أبى عبيدة فى مأمورة لغة وقول أصحابنا قياس وزعم يونس عن أبى عمرو أنه قال: لا يكون هذا وقد قالت العرب: خير المال نخلة مأبورة ومهرة مأمورة أي كثيرة الولد. وله موضع آخر مجازه: أمرنا ونهينا فى قول بعضهم وثقّله بعضهم فجعل معناه أنهم جعلوا أمراء.
[سورة الإسراء (17) : آية 18]
«فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ» (16) أي فوجب عليها العذاب. «مَدْحُوراً» (18) أي مقصى مبعدا، يقال: أدحر الشيطان عنك، [ومصدره الدّحور] . «وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» (23) مجازه: وأمر ربّك. «فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» (23) «1» تكسر وتضمّ وتفتح بغير تنوين، وموضعه فى معناه ما غلظ وقبح من الكلام. «فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً» (25) أي للتّوابين من الذنوب. [ «المبذّرين» ] (27) المبذّر هو المسرف المفسد العائث.
[سورة الإسراء (17) : آية 28]
«قَوْلًا مَيْسُوراً» (28) أي ليّنا «1» هيّنا، وهو من اليسر. «وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ» (29) مجازه فى موضع قولهم: لا تمسك عما ينبغى لك أن تبذل من الحق وهو مثل وتشبيه. «وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» (29) أي لا تسرف كل السرف، وتبذّر كل التبذير. «مَلُوماً مَحْسُوراً» (29) أي منضى قد أعيا، يقال: حسرت البعير، وحسرته بالمسألة والبصر أيضا إذا رجع محسورا، وقال الهذلي: «2» إنّ العسير بها داء مخامرها ... فشطرها نظر العينين محسور (74) أي فنحوها. «وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ» (31) «3» كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر وهو الإملاق.
«إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً» (31) [إثما] وهو اسم من خطأت، وإذا فتحته فهو مصدر كقول [أوس بن علفاء «1» الهجيمىّ] . دعينى إنّما خطأى وصوبى ... علىّ وإن ما أهلكت مال (274) [يريد: إصابتى] ، وخطأت وأخطأت لغتان، «2» [زعم «3» يونس عن أبى إسحاق قال: أصل الكلام بناؤه على فعل ثم يبنى آخره على عدد من له الفعل من المؤنث والمذكر من الواحد والإثنين والجميع كقولك: فعلت وفعلنا وفعلن وفعلا وفعلوا، ويزاد فى أوله ما ليس من بنائه فيزيدون الألف، كقولك: أعطيت إنما أصلها عطوت، ثم يقولون معطى فيزيدون الميم بدلا من الألف وإنما أصلها عاطى، ويزيدون فى أوساط فعل افتعل وانفعل واستفعل ونحو هذا، والأصل فعل
[سورة الإسراء (17) : آية 32]
وإنما أعادوا هذه الزوائد إلى الأصل فمن ذلك فى القرآن «وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ» (15/ 22) وإنما يريد الريح ملقحة فأعادوه إلى الأصل ومنه قولهم: طوّحتنى الطّوائح (405) وإنما هى المطاوح لأنها المطوّحة، ومن ذلك قول العجّاج: يكشف عن جمّاته دلو الدال (407) وهى من أدلى دلوه، وكذلك قول رؤبة: يخرجن من أجواز ليل غاضى (406) وهى من أغضى الليل أي سكن.] . «وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى» (32) مقصور وقد يمدّ فى كلام أهل نجد، قال الفرزدق: أبا حاضر من يزن يعرف زناؤه ... ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكّرا «1» وقال الفرزدق: أخضبت عردك للزناء ولم تكن ... يوم اللقاء لتخضب الأبطالا «2»
[سورة الإسراء (17) : آية 33]
وقال [الجعدىّ] : كانت فريضة ما تقول كما ... كان الزناء فريضة الرّجم «1» «فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ «2» فِي الْقَتْلِ» (33) جزمه بعضهم على مجاز النهى، كقولك: فلا يسرفنّ فى القتل أي يمثّل به ويطوّل عليه العذاب، ويقول بعضهم «فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ» فيرفعه على مجاز الخبر كقولك: إنه ليس فى قتل ولى المقتول الذي قتل ثم قتل هو به سرف. «إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» (33) مجازه من النصر، أي يعان ويدفع إليه حتى يقتله بمقتوله. «مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (34) مجازه: بالقوت إذا قام به وعمره من غير أن يتأثل منه مالا. «حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ» (34) مجازه: منتهاه من بلوغه، ولا واحد له منه فإن أكرهوا على ذلك قالوا: أشدّ، بمنزلة صبّ والجميع أضبّ.
[سورة الإسراء (17) : آية 36]
«إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا» (34) أي مطلوبا، يقال: وليسألن فلان عهد فلان. «وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» (36) مجازه: ولا تتبع ما لا تعلمه ولا يعنيك. «1» وذكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أمّنا ولا نقفو آباءنا» وروى فى الحديث: «ولا نقتفى من أبينا» «2» وقال النّابغة الجعدىّ: ومثل الدّمى شمّ العرانين ساكن ... بهن الحياء لا يشعن التّقافيا «3» يعنى التقاذف.
[سورة الإسراء (17) : آية 37]
«كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا» (36) خرج مخرج ما جعلوا الخبر عنه والعدد كالخبر عن الآدميّين وعلى لفظ عددهم إذا جمعوا وهو فى الكلام: كلّ تلك، ومجاز «عنه» كقولهم: كل أولئك ذاهب، لأنه يرجع الخبر إلى كل ولفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، وبعضهم يقول: كل أولئك ذاهبون، لأنه يجعل الخبر للجميع الذي بعد كل. «إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ» (37) مجازه: لن تقطع «1» الأرض، وقال رؤبة: وقاتم الأعماق خاوى المخترق «2» أي المقطّع وقال آخرون: إنك لن تنقب الأرض، وليس بشىء. «أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ» (40) أي اختصكم. «وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً» (46) أي صما واستكاكا وثقلا وأوله مفتوح والوقر من الحمل مكسور الأول.
[سورة الإسراء (17) : آية 47]
«وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً» (46) أي أعقابهم، نفور: جمع نافر بمنزلة قاعد وقعود وجالس وجلوس. «وَإِذْ هُمْ نَجْوى» (47) وهى مصدر من ناجيت أو اسم منها فوصف القوم بها والعرب تفعل ذلك، كقولهم: إنما هم عذاب وأنتم غمّ، فجاءت فى موضع متناجين. «1» «إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً» (47) أي ما تتبعون كقولك ما تتبعون إلّا رجلا مسحورا، أي له سحر «2» وهو أيضا مسحر وكذلك كل دابّة أو طائر أو بشر يأكل فهو مسحور لأن له سحرا، والسحر الرّئة، قال لبيد: فإن تسألينا فيم نحن فإننا ... عصافير من هذا الأنام المسحّر «3» وقال:
[سورة الإسراء (17) : آية 49]
ونسحر بالشراب وبالطّعام «1» أي نغذى لأن أهل السماء لا يأكلون فأزادوا أن يكون ملكا. «أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً» (49) عظاما لم تحطم، ورفاتا أي حطاما. «2» «يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ» (51) أي يعظم. «فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» (51) أي خلقكم. «فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ» (51) مجازه: فسيرفعون ويحركون استهزاء منهم، ويقال: قد نغضت سنّ فلان إذا تحركت وارتفعت من أصلها «3» قال: ونغضت من هرم أسنانها» وقال: لما رأتنى أنغضت لى الرأسا «5»
[سورة الإسراء (17) : آية 53]
[قال ذو الرّمة: ظعائن لم يسكن أكناف قرية ... بسيف ولم تنغض بهن القناطر] «1» «إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ» (53) أي يفسد ويهيج، وبعضهم يكسر زاى ينزغ. «كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً» (58) أي مثبتا، مكتوبا، قال العجّاج: واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر ... فى الصّحف الأولى التي كان سطر «2» أمرك هذا فاحتفظ فيه النّتر النّتر: الخديعة، قال يونس لما أنشد العجّاج هذا البيت قال: لا قوة إلّا بالله.
[سورة الإسراء (17) : آية 59]
«فَظَلَمُوا بِها» (59) مجازه: فكفروا بها. «لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا» (62) مجازه: لأستميلنّهم ولأستأصلنهم، يقال: احتك فلان ما عند فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره «1» [أخذه كله واستقصاه] ، قال: نشكو إليك سنة قد أجحفت ... جهدا إلى جهد بنا فأضعفت «2» واحتنكت أموالنا وجلفّت «وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ» (64) أي استخفف واستجهل. «بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ» (64) جميع راجل، بمنزلة تاجر والجميع تجر وصاحب والجميع صحب. «3»
[سورة الإسراء (17) : آية 68]
«أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً» (68) ريحا «1» عاصفا، تحصب قال [الفرزدق] : مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنديف القطن منثور «2» أي بصقيع. «تارَةً أُخْرى» (69) مرّة أخرى والجميع تارات وتير. «3» «فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ» (59) أي تقصف كل شىء أي تحطم، يقال: بعث الله عليهم ريحا عاصفا قاصفا لم تبق لهم ثاغية ولا راغية. «ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً» (69) أي من يتبعنا لكم تبيعة ولا طالبا لنا بها.
[سورة الإسراء (17) : آية 70]
«وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ» (70) أي أكرمنا إلا أنها أشدّ مبالغة فى الكرامة. «1» [ «يوم] ندعو كلّ أناس بإمامهم» (71) أي بالذي اقتدوا به وجعلوه إماما، ويجوز أن يكون بكتابهم: «وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا» (71) وهو المفتّل الذي فى شق بطن النواة. «2» «فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى» (72) أشدّ عمى. «لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً» (74) أي تميل وتعدل وتطمئن. «إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ» (75) مختصر، كقولك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات فهما عذابان عذاب الممات به ضوعف عذاب الحياة. «3»
[سورة الإسراء (17) : آية 76]
«وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ» (76) رفع «يلبثون» على التقديم والتأخير كقولك: ولا يلبثون خلافك إذا، أي بعدك، قال: «1» عفت الديار خلافها فكأنما ... بسط الشواطب بينهن حصيرا (296) أي بعدهن ويقرؤه آخرون خلفك والمعنى واحد. «لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ» (78) ودلوك الشمس من عند زوالها إلى أن تغيب وقال: هذا مقام قدمى رباح ... غدوة حتى دلكت براح «2»
ألا ترى أنها تدفع بالراح، يضع كفه على حاجبيه من شعاعها لينظر ما بقي من غيابها والدلوك دنوها من غيبوبتها، قال العجّاج: والشمس قد كادت تكون دنفا ... أدفعها بالراح كى تزحلفا «1» «إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ» ، أي ظلامه قال: ابن قيس الرّقيّات: إنّ هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهمّ والأرقا «2» «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ» (78) أي ما يقرأ به فى صلاة الفجر. «إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» (78) مجازه: إن ملائكة الليل تشهده وإذا صلّيت الغداة أعقبتها ملائكة النهار.
[سورة الإسراء (17) : آية 79]
«وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ» (79) أي اسهر بصلاة أو بذكر الله، وهجدت: نمت أيضا [وهو الهجود، قال لبيد بن ربيعة. قال هجّدنا فقد طال السّرى «1» يقول: نوّمنا] . «نافِلَةً لَكَ» أي نفلا وغنيمة لك. «أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ» (80) [من أدخلت] ومن جعله من دخلت قال: مدخل صدق بفتح الميم. «نَأى بِجانِبِهِ» (83) أي تباعد بناحيته وقربه. «وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً» (83) أي قنوطا، أي شديد اليأس لا يرجو. «يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ» (84) أي على ناحيته وخليقته ومنها قولهم: هذا من شكل هذا.
[سورة الإسراء (17) : آية 89]
«وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ» (89) أي وجّهنا وبيّنا. «حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً» (90) وهى يفعول من «تبع الماء» ، أي ظهر وفاض. «عَلَيْنا كِسَفاً» (92) من القطع فيجوز أن يكون واحدا أي قطعة، ويجوز أن يكون جميع كسفة فيخرج مخرج سدرة والجميع سدر، ويجوز أن تفتح ثانى حروفه فيخرج مخرج كسرة والجميع كسر، يقال: جاءنا بثريد كف، أي قطع خبز لم تثرد. «وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا» (92) مجازه: مقابلة، أي معاينة وقال: نصالحكم حتى تبوؤا بمثلها ... كصرخة حبلى بشّرتها قبيلها «1»
[سورة الإسراء (17) : آية 93]
أي قابلتها فإذا وصفوا بتقدير فعيل من قولهم: قابلت ونحوها جعلوا لفظ صفة الاثنين والجميع من المذكر والمؤنث على لفظ واحد، نحو قولك: هى قبيلى وهما قبيلى وهم قبيلى وكذلك هن قبيلى. «1» «بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ» (93) وهو مصدر المزخرف وهو المزيّن. «كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً» (97) أي تأجّجا، «2» وخبت سكنت [قال الكميت: ومنّا ضرار وابنماه وحاجب ... مؤجّج نيران المكارم لا المخبى] «3» قال: ولا تكون الزيادة إلّا على أقلّ منها قبل الزيادة قال القطامىّ: وتخبو ساعة وتشبّ ساعا «4» ولم يذكر هاهنا جلودهم فيكون الخبوّ لها.
[سورة الإسراء (17) : آية 100]
«قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ» (100) معناه: لو تملكون أنتم. «وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً» (100) أي مقترا. «يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً» (102) أي مهلكا. قال [ابن الزّبعرى] : إذا جارى الشيطان فى سنن الغىّ ومن مال ميله مثبور «1» [الزّبعرى «2» الرجل الغليظ الأزبّ، وكذلك الناقة زبعرى] . «وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ» (109) واحدها ذقن وهو مجمع اللّحيين. «3» «وَلا تُخافِتْ بِها» (110) مجازه: لا تخفت بها، ولا تفوّه بها، ولكن أسمعها نفسك ولا تجهر بها فترفع صوتك، وهذه فى صلاة النهار العجما كذلك تسمّيها العرب ولم نسمع فى صلاة الليل شيئا.
"سورة الكهف" (18)
بسم الله الرّحمن الرّحيم «سورة الكهف» (18) «مِنْ لَدُنْهُ» (2) من عنده. «فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ» (6) مهلك نفسك، قال ذو الرّمّة: ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه ... لشىء نحته عن يديه المقادر «1» أي نحّته مشدّد، ويقال: بخعت له نفسى ونصحى أي جهدت له. «بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً» (6) أي ندما «2» وتلهّفا، وأسى. «صَعِيداً» (8) أي مستويا، وجه الأرض. «جرزا» (8) أي غلظا لا ينبت شيئا والجميع أرضون أجراز، ويقال للسنة المجدبة: جرز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلّة مطرها،
[سورة الكهف (18) : آية 9]
[قال ذو الرّمّة: طوى النّحر والأجراز ما فى عروضها ... فما بقيت إلا الصدور الجراشع] «1» وقال: قد جرّفتهن السّنون الأجراز «2» «وَالرَّقِيمِ» (9) الوادي «3» الذي فيه الكهف. «أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً» (12) أي غابة. «4» «وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ» (14) مجازه: صيّرناهم وألهمناهم الصبر. «قُلْنا إِذاً شَطَطاً» (14) أي جورا وغلوّا قال: ألا يا لقوم قد أشطّت عواذلى ... ويزعمن أن أودى بحقي باطلى «5» [ويلحيننى فى اللهو أن لا أحبّه ... وللهو داع دائب غير غافل] (25)
[سورة الكهف (18) : آية 17]
«وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً» (16) هو ما ارتفق به ويقرؤه قوم مرفقا «1» [فأما فى اليدين فهو مرفق] . «تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ» (17) أي تميل وتعدل وهو من الزور يعنى العوج والميل، [قال ابن مقبل: فينا كراكر أجواز مضبّرة ... فيها درو إذا شئنا من الزّور] «2» وقال [أبو الزّحف الكليبىّ: ودون ليلى بلد سمهدر] ... جدب المندّى عن هوانا أزور «3» [ينضى المطايا خمسه العشنزر العشنزر الشديد المندّى حيث يرتع بعيرك ساعة من النهار] .
[سورة الكهف (18) : آية 18]
«تَقْرِضُهُمْ «1» ذاتَ الشِّمالِ» (17) أي تخلّفهم شمالا وتجاورهم وتقطعهم وتتركهم عن شمالها، ويقال: هل مررت بمكان كذا وكذا، فيقول المسئول: قرضته ذات اليمين ليلا «2» ، [وقال ذو الرّمّة: إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف ... شمالا وعن أيمانهن الفوارس] «3» «وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ» (17) أي متّسع، والجميع فجوات، وفجاء «4» مكسورة الفاء. «وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً» (18) واحدهم: يقظ، [ورجال أيقاظ، وكذلك جميع يقظان أيقاظ، يذهبون به إلى جميع يقظ] ، وقال رؤبة:
[سورة الكهف (18) : آية 19]
ووجدوا إخوانهم أيقاظا ... وسيف غيّاظ لهم غياظا «1» «وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ» (18) أي على أيمانهم وعلى شمائلهم. «باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ» (18) على الباب وبفناء الباب جميعا لأن الباب يوصد، أي يغلق، والجميع وصائد ووصد. «وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ» (19) أي أحييناهم، «2» وهو من يوم البعث. «أَيُّها أَزْكى طَعاماً» (19) أي أكثر، قال: قبائلنا سبع وأنستم ثلاثة ... وللسّبع أزكى من ثلاث وأكثر (268) «وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ» (19) لا يعلمنّ بكم، [يقال: شعرت بالأمر، أي علمت به، ومنه الشاعر] .
[سورة الكهف (18) : آية 22]
«رَجْماً بِالْغَيْبِ» (23) والرجم ما لم تستيقنه، وقال: «1» ظن مرجّم لا يدرى أحق هو أم باطل [قال زهير: وما الجرب إلّا ما رأيتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجّم] «2» «ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ» (26) مقدّم ومؤخّر، مجازه: سنين ثلاثمائة. «وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً» (28) أي معدلا واللّحد منه والإلحاد. «وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ» (29) جزم لأن مجازه مجاز النهى، والموضع: لا تجاوز عيناك، ويقال: ما عدوت ذلك أي ما جاوزته. «وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً» (29) «3» أي سرفا وتضييعا. «إِنَّا أَعْتَدْنا» (30) من العتاد وموضعه موضع أعددنا من العدة. «أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها» (30) كسرادق الفسطاط وهى الحجرة التي تطيف بالفسطاط، «4» قال رؤبة:
يا حكم بن المنذر بن الجارود ... [أنت الجواد بن الجواد المحمود] «1» سرادق المجد إليك ممدود [وقال سلامة بن جندل] : هو المولج النّعمان بيتا سماؤه ... صدور الفيول بعد بيت مسردق «2» أي له سرادق.
«يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ» «1» (30) كل شىء أذبته من نحاس أو رصاص ونحو ذلك فهو مهل، وسمعت المنتجع بن نبهان يقول: والله لفلان أبغض إلىّ من الطّلياء والمهل، فقلنا: وما هما فقال: الجرباء والملّة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا ملت فى النار من النار كأنه مهلة حمراء مدقّقة فهى جمرة. «2» «وَساءَتْ مُرْتَفَقاً» (30) أي متّكئا، قال أبو ذؤيب الهذلىّ. إنّى أرقت فبتّ الليل مرتفقا ... كأنّ عينى فيها الصاب مذبوح «3»
[سورة الكهف (18) : آية 31]
وذبحه: انفجاره، قال: وهو شديد وحكى عن أبى عمرو بن العلاء أو غيره يقال: انفقأت واحدة فقطّرت فى عينى فكأنه كان فى عينى وتد. «أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» (31) واحدها: إسوار ومن جعلها سوار فإن جمعه سور وما بين الثلاثة إلى العشرة أسورة. «مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ» (31) واحدتها أريكة وهى السّرر فى الحجال قال ذو الرّمّة: خدودا جفت فى السّير حتى كأنما ... يباشرن بالمعزاء مسّ الأرائك «1» وقال الأعشى: بين الرّواق وجانب من سترها ... منها وبين أريكة الأنضاد «2»
[سورة الكهف (18) : آية 32]
«وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ» (32) مجازه: أطفناهما وحجزناهما من جوانبهما [قال الطّرمّاح: تظلّ بالأكمام محفوفة ... ترمقها أعين جرّامها] «1» «وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً» (33) ولم تنقص، ويقال: ظلمنى فلان حقى أي نقصنى، وقال رجل لابنه: تظلّمنى مالى كذا ولوى يدى ... لوى يده الله الذي لا يغالبه «2» «وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً» (33) أي وسطهما، وبينهما، وبعضهم يسكّن هاء النهر. «وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ» (34) «3» وهو جماعة الثّمر.
[سورة الكهف (18) : آية 37]
«وَهُوَ يُحاوِرُهُ» (37) أي يكلّمه، ومعناه من المحاورة. «1» «لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي» (38) مجازه: لكن أنا هو الله ربى، ثم حذفت الألف الأولى وأدغمت إحدى النونين فى الأخرى فشددت، والعرب تفعل ذلك. «حُسْباناً مِنَ السَّماءِ» (40) مجازها: مرامى، «2» وواحدتها حسبانة [أي نارا تحرقها] . «صَعِيداً زَلَقاً» (40) الصعيد وجه الأرض، والزّلق الذي لا يثبت فيه القدم. «أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً» (41) أي غائرا، والعرب قد تصف الفاعل بمصدره وكذلك الاثنين والجميع على لفظ المصدر، قال [عمرو بن كلثوم] :
[سورة الكهف (18) : آية 42]
تظلّ جياده نوحا عليه ... مقلّدة أعنتها صفونا «1» أي ناحيات، وقال [باك يبكى هشام «2» بن المغيرة] : هريقى من دموعها سجاما ... ضباع وجاوبى نوحا قياما «3» وقال [لقيط بن زرارة يوم جبلة] : شتّان هذا والعناق والنوم ... والمشرب البارد والظلّ الدّوم «4» أي الدائم. «فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها» (42) أي فأصبح نادما، والعرب تقول ذلك للنادم: أصبح فلان يقلّب كفيه ندما وتلهّفا على ذلك وعلى ما فاته.
[سورة الكهف (18) : آية 43]
«وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها» (42) مجازه: خالية على بيوتها. «فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ» (43) أي جماعة، وقال العجّاج: كما يحوز الفئة الكمىّ «1» (169) «هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ» (44) مصدر الولي، فإذا كسرت الواو فهو مصدر وليت العمل والأمر تليه. «خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً» (44) مجازه مجاز العاقبة والعقبى والعقبة، كلهن واحدة والمعنى الآخرة. «هَشِيماً» (46) أي يابسا متفتّتا «2» [قال لبيد: ولا للضّيف إن طرقت بليل ... بأفنان العضاة وبالهشيم] «3» «تَذْرُوهُ الرِّياحُ» (45) أي تطيّره وتفرقه، ويقال: ذرته الريح تذروه وأذرته تذريه.
[سورة الكهف (18) : آية 47]
«وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً» (48) أي ظاهرة. «فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ» (50) جار عنه وكفر به، وقال رؤبة: يهوين فى نجد وغورا غائرا ... فواسقا عن قصدها جوائرا «1» «2» «مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً» (51) أي أنصارا وعزّا وأعوانا، ويقال: فلان عضدى أي ناصرى وعزّى وعونى، ويقال: قد عاضد فلان فلانا وقد عضده، أي قوّاه ونصره. «وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً» (54) أي موعدا، «3» قال: وحاد شرورى والسّتار فلم يدع ... تعارا له والواديين بموبق «4»
[سورة الكهف (18) : آية 53]
«وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً» (53) أي معدلا، وقال أبو كبير الهذليّ: أزهير هل عن شيبة من مصرف ... أم لا خلود لباذل متكلّف «1» «أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا» (55) «2» أي أولا يقال: من ذى قبل، فإن فتحوا أولها فالمعنى: استئنافا، قال: لن يغلب اليوم جباكم قبلى «3» أي استئنافى، وإن ضمّوا أوّلها فالمعنى: مقابلة، يقال: أقبل قبل فلان: انكسر، وله موضع آخر: أن يكون جميع قبيل فمعناه: أو يأتيهم العذاب قبلا، أي قبيلا قبيلا، أي ضربا ضربا ولونا لونا.
[سورة الكهف (18) : آية 56]
«لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ» (56) مجازه: ليزيلوا به الحق ويذهبوا به، ودحض هو ويقال: مكان دحض، أي مزل مزلق، لا يثبت فيه خفّ ولا قدم ولا حافر، «1» قال [طرفة] : وردت ونحىّ اليشكرىّ حذاره ... وحاد كما حاد البعير عن الدّحض «2» «لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا» (58) مجازه: منجى، وهو من قولهم: فلا وألت نفس عليها تحاذر «3» أي لا نجت. وقال الأعشى: وقد أخالس ربّ البيت غفلته ... وقد يحاذر منّى تم ما يئل «4» أي لا ينجو.
[سورة الكهف (18) : آية 60]
«أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً» (60) أي زمانا وجميعه أحقاب، ويقال فى معناه: مضت له حقبة والجميع حقب على تقدير كسرة والجميع كسر كثيرة. «فِي الْبَحْرِ سَرَباً» (61) أي مسلكا ومذهبا أي يسرب فيه، وفى آية أخرى «وَسارِبٌ بِالنَّهارِ» (13/ 11) . «فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً» (64) مجازه: نكصا على أدبارهما فرجعا قصصا، رجعا يقصان الأثر. «جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً» (71) أي داهية نكرا عظيما، وفى آية أخرى: «شَيْئاً إِدًّا» (19/ 90) قال: قد لقى الأقران منى نكرا ... داهية دهياء إدّا إمرا «1»
[سورة الكهف (18) : آية 73]
«وَلا تُرْهِقْنِي» (73) أي لا تغشنى [وقال زهير: ومرهّق النّيران يحمد فى اللأواء غير ملعّن القدر] «1» «زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ» (74) أي مطهرّة. «شَيْئاً نُكْراً» (74) أي داهية: أمرا عظيما. «فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما» (77) أي أن ينزلوهما منزل الأضياف، ويقال: ضفت أنا، وأضافنى الذي أنزلنى. «يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ» (77) وليس للحائط إرادة ولا للموات ولكنه إذا كان فى هذه الحال من ربه فهو إرادته، وهذا قول العرب «2» فى غيره قال [الحارثىّ] : يريد الرمح صدر بنى براء ... ويرغب عن دماء بنى عقيل «3»
ومجاز «أن ينقضّ» مجاز يقع، يقال: انقضت الدار إذا انهدمت وسقطت وقرأ قوم «أن ينقاضّ» ومجازه: أن ينقلع من أصله ويتصدع بمنزلة قولهم: قد انقاضت السن، أي انصدعت وتقلعت من أصلها، يقال: فراق كقيض السنّ أي لا يجتمع أهله، «1» وقال: فراق كقيض السّنّ فالصّبر إنه ... لكل أناس عثرة وجبور «2» «لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً» (77) الخاء مكسورة، ومعناها معنى أخذت فكان مخرجها مخرج فعلت تفعل، قال [الممزّف العبدىّ] : وقد تخذت رجلى إلى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطة المطّرق «3»
[سورة الكهف (18) : آية 79]
[النسيف موضع العقب الأثر الذي يكون فى خلال الرجل وأفحوص القطاة: الموضع الذي تبيض فيه] . والمطرق التي تريد أن تبيض، يقال: قد طرّقت المرأة لولدها إذا استقام ليخرج. «وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ» (79) أي بين أيديهم وأمامهم، قال: أترجو بنو مروان سمعى وطاعتى ... وقومى تميم والفلاة ورائيا (387) أي أمامى. «أَنْ يُرْهِقَهُما» (80) أي يغشيهما. «وَأَقْرَبَ رُحْماً» (81) «1» معناها معنى رحما مثل عمر وعمر وهلك وهلك، [قال الشاعر: فلا ومنزّل الفرقا ... ن مالك عندها ظلم «2»
[سورة الكهف (18) : آية 85]
وكيف بظلم جارية ... ومنها اللّين والرّحم] قال العجّاج: ولم تعوّج رحم من تعوّجا «1» «فَأَتْبَعَ سَبَباً» (85) أي طريقا وأثرا ومنهجا. «فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ» (86) تقديرها: فعلة ومرسة «2» وهى مهموزة، لأن مجازها مجاز ذات حمأة، قال: تجىء بملئها يوما ويوما ... تجىء بحمأة وقليل ماء «3» وقال حاتم [طىّ] : وسقيت بالماء النّمير ولم ... أترك الأطم حمأة الجفر «4» النمير الماء الذي تسمن عنه الماشية. ومن لم يهمزها جعل مجازه مجاز فعلة من الحرّ الحامى وموضعها حامية.
[سورة الكهف (18) : آية 93]
«بَيْنَ السَّدَّيْنِ» (93) مضموم إذا جعلوه مخلوقا من فعل الله وإن كان من فعل الآدميين فهو سدّ، مفتوح. «يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ» (94) لا ينصرفان، وبعضهم يهمز ألفيهما وبعضهم لا يهمزها، قال رؤبة: لو أن يأجوج وماجوج معا ... وعاد عاد واستجاشوا نبّعا «1» فلم يصرّفها. «زُبَرَ الْحَدِيدِ» (96) أي قطع الحديد واحدتها زبرة. «بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ» (96) فبعضهم يضمها وبعضهم يفتحها ويحرّك الدال، ومجارهما ما بين الناحيتين من الجبلين، وقال: قد أخذت ما بين عرض الصّدفين ... ناحيتيها وأعالى الرّكنيين «2»
[سورة الكهف (18) : آية 97]
«أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً» (96) أي أصبّ عليه حديدا ذائبا، «1» قال: حساما كلون الملح صاف حديده ... جرازا من أقطار الحديد المنعّت «2» جمع قطر، وجعله قوم الرّصاص النّقر. «فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ» (97) أي أن يعلوه، ويقال: ظهرت فوق الجبل وفوق البيت، أي علوته. «جَعَلَهُ دَكَّاءَ» (98) أي تركه مدكوكا أي ألزقه بالأرض، ويقال: ناقة دكّاء أي لا سنام لها مستوية الظهر، [قال الأغلب: هل غير غار دكّ غارا فانهدم]
[سورة الكهف (18) : آية 99]
والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك «جعله دكّا» أي مدكوكا. «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ» (99) واحدتها صورة خرجت مخرج سورة المدينة والجميع سور المدينة، ومجازه مجاز المختصر المضمر فيه أي نفخ فيها أرواحها. «يُحْسِنُونَ صُنْعاً» (104) أي عملا والصنع والصنعة والصنيع واحد، ويقال فرس صنيع أي مصنوع. «لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا» (108) أي لا يريدون ولا يحبّون عنها تحويلا. [تم الجزء الأول من مجاز القرآن]
الجزء الثاني
الجزء الثاني فهرس الجزء الثاني السورة: صحيفة سورة: مريم: (19) 1 سورة: طه: (20) 15 سورة: الأنبياء: (21) 34 سورة: الحج: (22) 44 سورة: المؤمنون: (23) 55 سورة: النور: (24) 63 سورة: الفرقان: (25) 70 سورة: الشعراء: (26) 83 سورة: النمل: (27) 92 سورة: القصص: (28) 97 سورة: العنكبوت: (29) 113 سورة: الروم: (30) 119 سورة: لقمان: (31) 126 سورة: السجدة: (32) 130 سورة: الأحزاب: (33) 134 سورة: سبأ: (34) 142 سورة: الملائكة: (35) 152 سورة: يس: (36) 157 سورة: الصافات: (37) 166 سورة: ص: (38) 176 سورة: الزمر: (39) 188 سورة: المؤمن: (40) 193 سورة: السجدة: (41) 196 سورة: عسق: (42) 199 سورة: الزخرف: (43) 202 سورة: صحيفة سورة: الدخان: (44) 208 سورة: الجاثية: (45) 210 سورة: الأحقاف: (46) 212 سورة: محمد (ص) : (47) 214 سورة: الفتح: (48) 217 سورة: الحجرات: (49) 219 سورة: ق: (50) 222 سورة: الذاريات: (51) 225 سورة: الطور: (52) 230 سورة: النجم: (53) 235 سورة: القمر: (54) 240 سورة: الرحمن: (55) 242 سورة: الواقعة: (56) 247 سورة: الحديد: (57) 254 سورة: المجادلة: (58) 255 سورة: الحشر: (59) 256 سورة: الممتحنة: (60) 257 سورة: الصف: (61) 257 سورة: الجمعة: (62) 258 سورة: المنافقون: (63) 259 سورة: التغابن: (64) 260 سورة: الطلاق: (65) 260 سورة: التحريم: (66) 261 سورة: الملك: (67) 262 سورة: ن: (68) 264 سورة: الحاقة: (69) 267 سورة: صحيفة سورة: المعارج: (70) 269 سورة: نوح: (71) 271 سورة: الجن: (72) 272 سورة: المزمل: (73) 273 سورة: المدثر: (74) 275 سورة: القيامة: (75) 277 سورة: الدهر: (76) 279 سورة: المرسلات: (77) 281 سورة: النبأ: (78) 282 سورة: النازعات: (79) 284 سورة: عبس: (80) 286 سورة: التكوير: (81) 287 سورة: الانفطار: (82) 288 سورة: المطففين: (83) 289 سورة: الانشقاق: (84) 291 سورة: البروج: (85) 293 سورة: الطارق: (86) 294 سورة: الأعلى: (87) 295 سورة: الغاشية: (88) 296 سورة: الفجر: (89) 297 سورة: البلد: (90) 299 سورة: الشمس: (91) 300 سورة: صحيفة سورة: الليل: (92) 301 سورة: الضحى: (93) 302 سورة: الانشراح: (94) 303 سورة: التين: (95) 303 سورة: العلق: (96) 304 سورة: القدر: (97) 305 سورة: البينة: (98) 306 سورة: الزلزال: (99) 306 سورة: العاديات: (100) 307 سورة: القارعة: (101) 309 سورة: التكاثر: (102) 309 سورة: العصر: (103) 310 سورة: الهمزة: (104) 311 سورة: الفيل: (105) 312 سورة: قريش: (106) 312 سورة: الماعون: (107) 313 سورة: الكوثر: (108) 314 سورة: الكافرون: (109) 314 سورة: النصر: (110) 315 سورة: تبت: (111) 315 سورة: الإخلاص: (112) 316 سورة: الفلق: (113) 317 سورة: الناس: (114) 317
"سورة مريم عليها السلام" (19)
«سورة مريم عليها السلام» (19) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي» أي بنى العمّ من ورائي، أي قدامى وبين يدى وأمامى، قال: أترجو بنى مروان سمعى وطاعتى ... وقومى تميم والفلاة ورائيا (387) قال الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبى لهب: مهلا بنى عمّنا مهلا موالينا ... لا تظهرنّ لنا ما كان مدفونا (149) «وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً» (5) أي لا تلد، وكذلك لفظ المذكّر مثل الأنثى، قال عامر بن الطّفيل: لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا ... جبانا فما عذرى لدى كل محضر (114) «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا» (5) أي من عندك ولدا ووارثا وعضدا رضيّا يرثنى يرفعه قوم على الصفة، مجازه: هب لى وليا وارثا، يقولون: ائتنى بدابة أركبها، رفع لأن معناها: ائتنى بدابة تصلح لى أن أركبها ولم يرد الشرط ومن جزمه فعلى مجاز الشريطة والمجازاة كقولك: فإنك إن وهبته لى ورثنى. «يا زَكَرِيَّا» (7) مجازه مجاز المختصر كأنك قلت: «فقلنا يا زكريا» وفيه ثلاث لغات: زكريّاء ممدود، وزكريّا ساكن، وزكرىّ تقديره بختىّ «1» . «مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا» «2» (8) كل مبالغ من كبر أو كفر أو فساد فقد عتا يعتو عتيّا. «هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ» (9) أي أهون. «وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا» (13) أي رحمة «3» من عندنا، قال امرؤ القيس ابن حجر الكندىّ: ويمنحها بنو شمجى بن جرم ... معيزهم حنانك ذا الحنان «4» [496]
[سورة مريم (19) : آية 16]
وقال الحطيئة: تحنّن علىّ هداك المليك ... فإن لكل مقام مقالا «1» [498] أي ترحم، وعامة ما يستعمل فى المنطق على لفظ الاثنين، قال طرفة العبدىّ: أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشرّ أهون من بعض «2» [499] «إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها» (16) اعتزلت وننحّت «3» . «مَكاناً شَرْقِيًّا» (16) مما يلى المشرق وهو عند العرب خير من الغربي الذي بلى المغرب. «4» «مَكاناً قَصِيًّا» (22) أي بعيدا. «5» «فَأَجاءَهَا «6» الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ» (33) مجازها أفعلها من
جاءت هى وأجاء غيرها إليه، يقال فى المثل: شرّ ما أجاءنى إلى مخّة عرقوب «1» ، وقال زهير: وجار سار معتمدا إليكم ... أجاءته المخافة والرّجاء «2» [500] «وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا» (23) وهو ما نسى من عصا أو أداوة أو غير ذلك، قال الشّنفرى: كأنّ لها فى الأرض نسيا تقصّه ... على أمّها وإن تحدّثك تبلت «3» [501] أي تقطع الحديث استحياء وقال الكميت: أنجعلنا قيس لكلب بضاعة ... ولست بنسى فى معدّ ولا دخل «4» [502] وقال دكين الفقيمىّ: كالنّسى ملقى بالجهاد البسبس «5» [503] الجهاد غلظ من الأرض.
[سورة مريم (19) : آية 24]
«سَرِيًّا» «1» (24) أي نهرا، قال لبيد بن ربيعة: فرمى بها عرض السّرىّ فغادرا ... مسجورة متجاورا قلّامها «2» [504] مسجورة أي مملوءة، القلّام شجر يشبه القاقلّى وهو نبت. «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ» (25) مجازه: هزّى إليك جذع النخلة، الياء من حروف الزوائد، وقال: نضرب بالبيض ونرجو بالفرج «3» [505] معناه: ونرجو الفرج. «يسّاقط عليك» (25) من جعل «يساقط» بالياء فالمعنى على الجذع ومن جعله بالتاء فالمعنى على النخلة وهى ساكنة إذا كانت فى موضع المجازات وموضع «يسّاقط» فى موضع يسقط عليك رطبا جنيّا والعرب تفعل ذلك، قال أوفى ابن مطر المازني: تخاطأت النّبل أحشاءه ... وأخّر يومى فلم يعجل «4» [506]
[سورة مريم (19) : آية 26]
تخاطأت وهو فى موضع أخطأت، وقال الأعشى: ربى كريم لا يكدّر نعمة ... وإذا تنوشد بالمهارق أنشدا (355) هو فى موضع نشد، أي سئل بالمهارق وهى الكتب، قال إمرؤ القيس: ومثلك بيضاء العوارض طفلة ... لعوب تناسانى إذا قمت سربالى «1» [507] فى معنى تنسّينى. وقال جرير: لولا عظام طريف «2» ما غفرت لكم ... بيعى قراى ولا نسّأتكم غضبى (59) أي ما أنسأتكم لولا عظام طريف. يعنى طريف بن تميم العنبري، قتله حمصيصة الشّيبانىّ وهو ابن شراحيل. «إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً» (26) يقال لكل ممسك عن شيء من طعام أو شراب أو كلام أو عن أعراض الناس وعيبهم صائم «3» ، قال النابغة الذبيانىّ. خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وخيل تعلك اللجما «4» [508]
[سورة مريم (19) : آية 27]
«شَيْئاً فَرِيًّا» (27) أي عجبا فائقا «1» ، وكذلك كل شيء فائق من عجب أو عمل أو جرى فهو فرى. «مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا» (29) ول «كان» مواضع، فمنها لما مضى، ومنها لما حدث ساعته وهو: كيف نكلم من حدث فى المهد صبيا ومنها لما يجىء بعد فى موضع «يكون» والعرب تفعل ذلك، قال الشاعر: إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... منى وما يسمعوا من صالح دفنوا «2» (210) أي يطيروا ويدفنوا. «وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً» (48/ 4) فيما مضى والساعة، وفيما يكون ويجيء «كان» أيضا زائدة ولا تعمل فى الاسم، كقوله: فكيف إذا رأيت ديار قوم ... وجيران لهم كانوا كرام «3» [509] والمعنى وديار جيران كرام كانوا، و «كانوا» فضل لأنها لم تعمل فتنصب القافية، قال غيلان بن حريث الرّبعىّ: إلى كناس كان مستعيده [510] وكان فضل، يريد إلى كناس مستعيده. وسمعت قيس «4» بن غالب
[سورة مريم (19) : آية 47]
البدرىّ يقول: ولدت فاطمة «1» بنت الخرشب الكملة «2» من بنى عبس لم يوجد كان مثلهم، أي لم يوجد مثلهم، «كان» فضل. «كانَ بِي حَفِيًّا» (47) أي متحفيا، يقال: تحفيت بفلان. «وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا «3» » (52) . «وَاجْتَبَيْنا» (58) أي اخترنا. «وَبُكِيًّا» (58) جمع باك «4» . «لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً» (62) أي هذرا وباطلا «إِلَّا سَلاماً» فالسلام ليس من الّلغو والعرب تستثنى الشيء بعد الشيء وليس منه وذلك أنها تضمر فيه، فكان مجازه: لا يسمعون فيها لغوا إلّا أنهم يسمعون سلاما، قال «5» : يا ابن رقيع هل لها من مغبق ... ما شربت بعد طوىّ الكربق (408)
[سورة مريم (19) : آية 65]
من قطرة غير النجاء الأدفق فاستثنى النجاء من قطرة الماء وليس منها، قال أبو جندب الهذلىّ: نجا سالم والنفس منه بشدقه ... ولم بنج إلّا جفن سيف ومئزرا «1» [511] وليسا منه. «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا» (65) هل تعرف له نظيرا ومثلا، إذا كان بعد هل تاء ففيها لغتان فبعضهم يبين لام «هَلْ» وبعضهم يخمدها فيقول: «هتّعلم» ، كأنها أدغمت اللام فى التاء فثقّلوا التاء «2» . «حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا» (68) جميع جاث «3» ، خرج مخرج فاعل والجميع فعول، غير أنهم لا يدخلون الواو فى المعتلّ. «4»
[سورة مريم (19) : آية 69]
«عِتِيًّا» (69) مصدر عتوت تعتو. «صِلِيًّا» «1» (70) مصدر «صليت تصلى» خرج مخرج فعلت فعولا ولا يظهرون فى هذا أيضا الواو. «وَأَحْسَنُ نَدِيًّا» (73) أي مجلسا والنّدى والنادي واحد «2» ، قال حاتم طيى. ودعيت فى أولى النّدىّ ... ولم ينظر إلىّ بأعين خزر «3» [515] والجميع منها أندية، قال سلامة بن جندل: يومان يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء تأويب «4» «5» [516] «أَثاثاً» (74) أي متاعا وهو جيد المتاع. «وَرِءْياً» (74) وهو ما ظهر عليه ورأيته عليه. «أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا» (77) إذا استفهموا ب «رأيت»
[سورة مريم (19) : آية 83]
فمنهم من يدعها على حالها كأنه لم يعدّه أحدث فيها شيئا كما أحدث فى «يرى» فيبقى همزتها، ومنهم من يرى أنه أحدث فيها شيئا فيدع همزتها، قال أبو الأسود: أريت امرأ كنت لم أبله ... أتانى فقال اتّخذنى خليلا «1» [518] فخاللته ثم أكرمته ... فلم أستفد من لديه فتيلا ألست حقيقا بتوديعه ... وإتباع ذلك صرما جميلا وقال المتوكّل اللّيثىّ: أرأيت إن أهلكت مالى كلّه ... وتركت مالك فيم أنت تلوم «2» [519] «تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» (83) أي تهيّجهم وتغوبهم، قال رؤبة: لا يأخذ التأفيك والتّحزّى ... فينا ولا قذف العدى ذو الأزّ «3» [520] العدى بضم العين الأعداء، والعدى بكسر العين الغرباء. «إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً» (85) جمع وافد. «إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً» (86) مصدر «ورد يرد» . «جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا» (89) عظيما من أعظم الدّواهى، قال رؤبة:
[سورة مريم (19) : آية 90]
نطح بنى أدّ رؤوس الأداد «1» [521] وقال: كيلا على دجوة «2» كيلا إدّا ... كيلا عليه أربعين مدّا «3» [522] وكذلك «إِمْراً» (18/ 71) وكذلك «شَيْئاً نُكْراً» (18/ 75) وكذلك «شَيْئاً فَرِيًّا» (19/ 27) عظيما من أعظم الدواهي. «تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ» (90) أي يتشققن كما يتفطر الزجاجة والحجر ويقال: فطر نابه إذا شقّ نابه. «وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا» (90) مصدر «هددت، أي سقطت فجاء مصدره صفة للجبال. «أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً» (91) وليس هو من دعاء الصوت، مجازه: أن جعلوا لله ولدا، قال الشاعر: ألا ربّ من تدعو نصيحا وإن تغب ... تجده بغيب غير منتصح الصدر «4» [523] وقال ابن أحمر:
[سورة مريم (19) : آية 96]
أهوى لها مشقصا حشرا فشبرقها ... وكنت أدعو قذاها الإثمد القردا «1» [525] القرد المنقطع من الإثمد يلزم بعضه بعضا أدعو أجعل الحشر السهم الذي حشر حشرا، وهو المخفّف الرّيش ويقال للحمار: حشر، إذا كان خفيفا، وللرجل إذا كان صدعا «2» ، والصّدع: الرّبعة من الرجال. «سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا» (96) أي محبّة، وهو مصدر «وددت» ، «سَيَجْعَلُ لَهُمُ» أي سيثيبهم ويرزقهم ذلك. «قَوْماً لُدًّا» (97) واحدهم: ألدّ، وهو الشديد الخصومة الذي لا يقبل الحق ويدعى الباطل، قال مهلهل: إنّ تحت الأحجار حدّا ولينا ... وخصيما ألدّ ذا مغلاق «3» «4» [526]
[سورة مريم (19) : آية 98]
ويروى مغلاق الحجة عن أبى عبيدة وقال رؤبة: أسكت أجراس القروم الألواد ... الضّيغميّات العظام الألداد «1» [528] « [رِكْزاً] » (98) الركز: الصوت الخفي والحركة كركز الكتيبة «2» ، قال لبيد: فتوجّست ركز الأنيس فرابها ... عن ظهر غيب والأنيس سقامها «3» «4» [529]
"سورة طه" (20)
«سورة طه» (20) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «طه» ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور، قال أبو طفيلة الحرمازي، فزعم أن طه «يا رجل» ، ولا ينبغى أن يكون اسما لأنه ساكن ولو كان اسما لدخله الإعراب. «ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى» مجازه مجاز المقدّم والمؤخّر وفيه ضمير، وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير: ما أنزلنا عليك القرآن إلّا تذكرة لمن يخشى لا لتشقى والموضع الآخر: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وما أنزلناه إلّا تذكرة لمن يخشى. «الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» أي علا، يقال: استويت فوق الدابة وعلى البعير وعلى الجبل وفوق البيت، أي علوت عليه وفوقه، ورفع الرحمن فى مكانين: أحدهما على القطع من الأول المجرور والابتداء وعلى إعمال الفعل، مجازه: استوى الرحمن على العرش.
[سورة طه (20) : آية 7]
«فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى» (7) يعنى والخفىّ الذي حدّثت به نفسك ولم تسرّه إلى أحد، وقد بوضع «افعل» فى موضع الفاعل ونحوه، قال: تمنّى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد «1» [531] وله موضع آخر من المختصر الذي فيه ضمير يعلم السّرّ وأخفى من السّر. «بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» (12) يكسر أوله قوم وبضمه قوم كمجاز قوله: ألا يا سلمى يا هند هند بنى بدر ... وإن كان حيانا عدى آخر الدّهر «2» [532] وعدى ومن جعل طوى اسم أرض لم ينوّن فيه لأنه مؤنث لا ينصرف ومن جعله اسم الوادي صرفه لأنه مذكر، ومن جعله مصدرا بمعنى «نودى مرّتين» صرفه كقولك: ناديته ثنى وطوى، قال عدىّ بن زيد: أعازل أن الّلوم فى غير كنهه ... علىّ ثنى من غيّك المتردد «3» [533] ويقول قوم: علىّ ثنى أي مرة: «أَكادُ أُخْفِيها» (15) له موضعان موضع كتمان وموضع إظهار كسائر حروف الأضداد أنشدنى أبو الخطّاب قول امرئ القيس بن عابس الكندي عن أهله فى بلده.
[سورة طه (20) : آية 16]
وإن تدفنوا الدّاء لا نخفيه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد «1» [534] أي لا نظهره. ومن يلغى الألف منها فى هذا المعنى أكثر، وقال علقمة ابن عبدة وقال بعضهم امرؤ القيس: خفاهن من أنفاقهن كأنما ... خفاهن ودق من عشىّ مجلّب «2» [535] أي أظهرهن، ويقال: خفيت ملّتى من النار، أي أخرجتها منها وكذلك خفايا الركايا، تقول خفيت ركّية، أي استخرجتها. «فَتَرْدى» (16) فتهلك، يقال: رديت، تقديرها، شقيت، وقال دريد، حيث تنادوا: تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا ... فقلت أعبد الله ذلكم الرّدى «3» [536] «وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي» (18) أي أختبط بها فأضرب بها الأغصان ليسقط ورقها على غنمى فتأكله، قال: أهشّ بالعصا على أغنامى ... من ناعم الأراك والبشام «4» «5» [537] «مَآرِبُ أُخْرى» (18) واحدتها مأربة ومأربة، الراء مفتوحة ويضمها قوم، ومعناها حوائج وهى من قولهم: لا أرب لى فيها، أي لا حاجة لى.
[سورة طه (20) : آية 21]
«سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى» (21) أي خلقتها التي كانت عليها قبل ذلك وقد يجعلون أيضا بينها وبين الذي قبلها «إلى» ، كقولهم لمن كان على شىء فتركه ثم عاد إليه وتحوّل عن هذا: عاد فلان إلى سيرته الأولى، قال: سمعت أبا زيد يقول: إلى إدرونه «1» الأولى. «وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ» (22) مجازه: إلى ناحية جنبك، والجناحان هما الناحيتان، قال: أضمّه للصدر والجناح «2» [539] «تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ» (22) أي تخرج نقيّة شديدة البياض من غير برص، والسوء كل داء معضل من جذام أو برص، أو غير ذلك. «لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى» (23) مجازها مقدّم ومؤخر، أي لنريك الكبرى من آياتنا، أي من عجائبنا. ومجاز الكبرى: الكبيرة من آياتنا، وقع المعنى على واحدة. «وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي» (27) مجاز العقدة «3» فى اللسان كل ما لم ينطلق بحرف أو كانت منه مسكة من تمتمة أو فأفأة. «اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي» «4» (31) أي ظهرى، معناه صار مثلى، وعاوننى على من يكفله، ويقال: قد أزرنى، أي كان لى ظهرا، وآزرنى أي صار لى وزيرا.
[سورة طه (20) : آية 39]
«فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ» (39) أي ارمى به فى البحر، واليمّ معظّم البحر، قال العجّاج: كباذخ اليمّ سقاه اليمّ (256) «وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي» (39) مجازه: جعلت لك محبة منى فى صدور الناس، ويقول الرجل إذا أحبّ أخاه: ألقيت عليك رحمتى، ى محبتى «1» . «وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي» (39) مجازه ولتغذى «2» ولتربّى على ما أريد وأحب، يقال: اتخذه لى على عينى، أي على ما أردت وهويت. «عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ» (40) أي يضمه، وقال الله «وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا» (3/ 37) أي ضمها. «وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً» (40) مجازه: وابتليناك. «أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا» (45) مجازه أن يقدم علينا ببسط وعقوبة ويعجل علينا، وكل متقدّم أو متعجّل فارط، قال:
[سورة طه (20) : آية 46]
قد فرط العلج علينا وعجل «1» [541] وإذا أدخلوا فى أوله الألف فقالوا أفرط علينا فان معناه اشتطّ وتعدّى. «إِنَّنِي مَعَكُما» (46) مجازه أعينكما.. «فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى» (51) أي ما خبر الأمم الأولى وما حديثهم.. «لِأُولِي النُّهى» (54) مجازه لذوى الحجى واحدتها نهية، أي أحلام وعقول وانتهى إلى عقول أمرهم ورأيهم ومجاز قولهم لذى حجى «2» أي لذى عقل ولبّ.. «مَكاناً سُوىً» (58) يضم أوله ويكسر وهو منقوص يجرى مجرى عدى وعدى، والمعنى النّصف، والوسط فيما بين القريتين «3» . وقال موسى ابن جابر الحنفىّ: وإنّ أبانا كان حلّ ببلدة ... سوى بين قيس قيس عيلان والفزر «4» [542] والفزر سعد بن زيد مناة «5» .. «مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ» (59) مجازه يوم العيد.. «وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى» (59) أي يساق الناس فيجتمعون من كل فجّ.. «فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ» (61) مجازه: فيهلكم، وفيه لغتان سحت
[سورة طه (20) : آية 63]
الدهر والجدب بنى فلان، وقوم يقولون: أسحته بالألف وقال الفرزدق: ومضّ زمان يا ابن مروان لم يدع «1» ... من المال إلّا مسحت أو مجلّف «2» [543] والمسحت المهلك، والمجلّف: الذي قد بقي منه بقية، ولم يدع، أي لم يبق وقال سويد بن أبى كاهل: أرّق العين خيال لم يدع ... من سليمى ففوادى منتذع «3» [544] لم يدع أي لم يستقر.. «إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» (63) قال أبو عمرو وعيسى ويونس «إنّ هذين لساحران» فى اللفظ وكتب «هذان» كما يزيدون وينقصون فى الكتاب واللفظ صواب. وزعم أبو الخطّاب أنه سمع قوما من بنى كنانة وغيرهم يرفعون الاثنين فى موضع الجر والنصب، قال بشر بن هلال «إِنْ» بمعنى الابتداء والإيجاب، ألا ترى أنها تعمل فيما يليها ولا تعمل فيما بعد الذي بعدها فترفع الخبر ولا تنصبه كما تنصب الاسم فكان مجاز
«إِنْ هذانِ لَساحِرانِ» «1» مجاز كلامين، مخرجه: إنه أي نعم، ثم قلت: هذان ساحران، ألا ترى أنهم يرفعون المشرك كقوله: فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّى وقيّار بها لغريب (207) وقوله: إنَّ شَرخ الشَّباب والشّعر الأسود ... ما لم يعاص كان جنونا (291) وقوله: إنّ السيوف غدوّها ورواحها ... تركت هوازن مثل قرن الأعضب «2» «3» [545] ويقول بعضهم «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ» (33/ 56) فيرفعون ملائكته على شركة الابتداء ولا يعملون فيها «إن» ، وقال سمعت الفصحاء من المحرمين يقولون: إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وقرأها قوم على تخفيف نون «إن» وإسكانها وهو يجوز لأنهم قد أدخلوا اللام فى الابتداء وهى فضل، قال: «أم الحليس لعجوز شهربه» (255)
[سورة طه (20) : آية 64]
وزعم قوم أنه لا يجوز لأنه إذا خفّف نون «إن» فلا بد له من أن يدخل إلّا فيقول: إن هذان إلّا ساحران. «بِطَرِيقَتِكُمُ» (63) مجازه بسنتكم ودينكم وما أنتم عليه، ويقال فلان حسن الطريقة.. «الْمُثْلى» (63) تأنيث الأمثل، يقال: خذ المثلى منهما، للأنثى، وخذ الأمثل منهما، إذا كان ذكرا «1» .. «ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا» (64) أي صفوفا وله موضع آخر من قولهم: هل أتيت الصفّ اليوم يعنى المصلّى الذي يصلى فيه «2» . قال أبو عبيدة قال أبو العرب الكليبى ما استطعت أن آتى الصف أمس يعنى المصلّى.. «3» «فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً» (67) أي أضمر وأحسّ منهم خيفة، أي خوفا فذهبت الواو فصارت ياء من أجل كسرة الخاء.. «وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى» (69) أي حيث كان.. «لَكَبِيرُكُمُ» (71) أي معلمكم قال أبو عبيدة سمعت بعض المكّيين (قال) يقول: الغلام لمستأجره كبيرى.. «فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (71) أي على جذوع النخل، قال: «4»
[سورة طه (20) : آية 72]
هم صلبوا العبدى فى جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا «1» [547] . «فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ» (72) مجازه: اصنع ما أنت صانع وأنفذ ما أنت منفذ فقد قضى قضاؤك، وقال أبو ذؤيب: وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبّع (62) أي صنعهما وأحكمهما.. «إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا» (72) وله موضع آخر فى معنى إنما تخلّف هذه الحياة الدنيا، كقولك قضيت سفرى.. «أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي» (77) وقوم يجعلونه بغير ألف فيقولون: سريت وهو سرى الليل أي سير الليل.. «طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً» (77) متحرك الحروف بالفتحة والمعنى يابسا، ويقال: شاة يبس بفتح الباء أي يابسة ليس لها لبن، وبعضهم يسكّن الباء قال علقمة بن عبدة: تخشخش أبدان الحديد عليهم ... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب «2» [548] . «فَنَسِيَ أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا» (88- 89) مجازه أنه لا يرجع إليهم قولا ومن لم يضمر الهاء نصب «أَلَّا يَرْجِعُ» .
[سورة طه (20) : آية 91]
«لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ» (91) مجازه لن نزال، قال أوس بن ححر: فما برحت خيل تثوب وتدّعى ... ويلحق منها لاحق وتقطّع (363) أي فما زالت.. َا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي» (94) فتح بعضهم الميم لأنهم جعلوه اسمين بمنزلة خمسة عشر لأنهما اسمان فأجروهما مجرى اسم واحد كقولهم: هو جارى بيت بيت ولقيته كفّة كفّة، وكسر بعضهم الميم فقال يا ابن أمّ بغير ياء ولا تنوين كما فعلوا ذلك بقولهم: يا زيد، بغير تنوين، وقال زهير: تبصّر خليلى هل ترى من ظعائن ... تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم «1» [550] وأطلق بعضهم ياء الاضافة لأنه جعل النداء فى ابن فقال يا ابن أمي، لأنه يجعل النداء فى ابن كما جعله فى زيد ثم أظهر فى الاسم الثاني ياء الاضافة كما قال: يا ابن أمي ويا شقيّق نفسى ... أنت خلّيتنى لدهر شديد «2» [551] وكذلك قال: يا بنت عمى لاحنى الهواجر «3» [552]
[سورة طه (20) : آية 95]
فأطلق الياء وقال: رجال ونسوان يودّون أننى ... وإياك نخزى يا ابن عمّ ونفضح «1» [553] فلم يطلق ياء الإضافة وجرها بعضهم وفتحها آخرون.. َ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي» (94) مجازه لم تسمع قولى ولم تنتظر. وفى آية أخرى «لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً» (9/ 10) أي لا يراقبون.. «فَما خَطْبُكَ» (95) أي ما بالك وشأنك «2» وأمرك واحد. قال رؤبة: والعبد حيّان بن ذات القنب ... يا عجبا ما خطبه وخطبى «3» [554] «قال بصرت بما لم تبصروا به» (96) أي علمت ما لم تعلموه وبصرت فعلت من البصيرة فصرت بها عالما بصيرا ولها موضع آخر قوم يقولون بصرت وأبصرت سواء بمنزلة سرعت وأسرعت ماشيت «4» .. «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً» (96) أي أخذت ملء جمع كفّى وقبضت قبضة أي. تناولت بأطراف أصابعى. «سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي» (96) أي زينت له وأغوته، يقال: إنك لتسوّل لفلان سوء عمله، أي تزيّن له.. «لا مِساسَ» (97) إذا كسرت الميم دخلها النصب والجرّ والرفع بالتنوين فى مواضعهن وهى هاهنا منفية فلذلك نصبتها بغير تنوين قال الجعدىّ «5» «6» :
فأصبح من ذاك كالسامرىّ ... إذ قال موسى له لا مساسا «1» [556] وقال القلاخ بن حزن المنقرىّ: ووتّر الأساور القياسا ... صغديّة تنتزع الأنفاسا » [557] حتى يقول الأزد لا مساسا وهو المماسة والمخالطة، ومن فتح الميم جعله اسما منه فلم يدخلها نصب ولا رفع وكسر آخرها بغير تنوين، كقوله: تميم كرهط السامرىّ وقوله ... ألا لا يريد السامري مساس «3» [558] جرّ بغير تنوين وهو فى موضع نصب لأنه أجرى مجرى «قطام» وحذام «4» . ونزال» إذا فتحوا أوله وقال زهير: ولنعم حشر الدّرع أنت إذا ... دعيت نزال ولجّ فى الذّعر «5» [559] وإن كسروا أوله دخله الرفع والنصب والجر والتنوين فى مواضعها وهو المنازلة
[سورة طه (20) : آية 98]
«الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً» (97) يفتح أوله قوم إذا ألقوا منه إحدى اللامين ويجزمون اللام الباقية لأنهم يدعونها على حالها فى التضعيف قبل التخفيف كقولك: ظلت، وقوم يكسرون الظاء إذا حذفوا اللام المكسورة فيحولون عليها كسرة اللام فيقولون: ظلت عليه، وقد تحذف العرب التضعيف قال: خلا أنّ العتاق من المطايا ... أحسن به فهن إليه شوس «1» [560] أراد أحسن به.. «لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً» (97) مجازه: لنقذفنّه ولنذرينّه وكل شىء وضعته فى منسف ثم طيّرت عنه غباره بيديك أو قشوره فقد نسفته أيضا، وما زلنا ننسف منذ اليوم أي نمشى، وفى آية أخرى «فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً» (20/ 105) .. «وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً» (98) مجازه: أحاط به علما وعلمه، ويقال: لا أسع لهذا الذي تدعونى إليه، أي لا أقوم به ولا أقوى له، قال أبو زبيد: حمّال أثقال أهل الودّ آونة ... أعطيهم الجهد منى بله ما أسع «2» «3» [561] يقول: أعطيهم على الجهد منى بله، يقول: فدع ما أسع له وأحيط به وأقدر عليه فأناله حينئذ أعطى.. «كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ» (99) مجازه نأثره.
[سورة طه (20) : آية 100]
«فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً» (100) أي ثقلا وحملا وإثما.. «خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ» (101) ذلك الوزر «يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا» (101) .. «يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ» (103) يتسارّون «1» ويهمس بعضهم إلى بعض بالكلام وفى آية أخرى: «وَلا تُخافِتْ بِها» (17/ 110) .. «وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً» (105) مجازها: يطيّرها فيستأصلها. «فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً» (106) أي مستويا أملس.. «عِوَجاً» «2» (107) مجازه مصدر ما اعوجّ من المحانى والمسايل والأودية والارتفاع يمينا وشمالا إذا كسرت أوله، وإن فتحته فهو فى كل رمح وسنّ وحائط.. «وَلا أَمْتاً» (107) مجازه لا ربى ولا وطئا أي لا ارتفاع ولا هبوط، يقال: مدّ حبله حتى ما ترك فيه أمتا «3» ، أي استرخاء وملأ سقاءه حتى ما ترك فيه أمتا، أي انثناء
[سورة طه (20) : آية 108]
وقال يزيد بن ضبّة: منعمّة بيضاء ليس بها أمت «1» [563] وقال الراجز: ما فى انجذاب سيره من أمت «2» [564] . «فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» (108) أي صوتا خفيا «3» وهو مثل الرّكز، ويقال: همس إلىّ بحديث، أي أخفاه. «وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ» (111) فهى تعنو عنوّا أي استأسرت فهى عوان لربّها، واحدها عان بمنزلة الأسير العاني لأسره، أي ذليل، ومنه قولهم: النساء عوان عند أزواجهن «4» «5» «6» .
[سورة طه (20) : آية 112]
«وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ» (112) مجازه ومن يعمل الصالحات، و «من» من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ، وقال الشاعر «1» : جزيتك ضعف الحبّ لما استثبته ... وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلى (58) زاد «من» لمكان النفي ولا تزاد «من» فى أمر واجب، يقال: ما عندى من شىء وما عندك من خير وهل عندك من طعام، فإذا كان واجبا لم يجز شىء من هذا فلا تقول: عندى من خير ولا عندى من درهم وأنت تريد: عندى درهم.. «وَلا هَضْماً» (112) أي ولا نقيصة، قال لبيد: ومقسّم يعطى العشيرة حقّها ... ومغذمر لحقوقها هضّامها «2» [568] يقال: هضمنى فلان حقّى ومنه هضيم الكشح أي ضامر البطن ومنه: طلعها هضيم قد لزق بعضه ببعض وضم بعضه بعضا، ويقال: هضمنى طعامى، ألا ترى أنه قد ذهب «3» وهو فى قول أحسن: أكيل هضوم مطعّم قد أمكن أن يؤكل.
[سورة طه (20) : آية 113]
«وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ» (113) مجازه بيّنا.. «لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى» (119) أي لا تعطش ولا تضحى للشمس فتجد الحرّ، قال عمر بن أبى ربيعة. رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأمّا بالعشي فيحضر «1» [569] . «فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً» (124) مجازه معيشة ضيقة، والضّنك توصف به الأنثى، والمذكّر بغير الهاء وكل عيش أو منزل أو مكان ضيّق فهو ضنك، قال عنترة. إن المنيّة لو تمثّل مثّلت ... مثلى إذا نزلوا بضنك المنزل «2» [570] وقال: وإن نزلوا بضنك أنزل «3» [571] «أفلم نهد لهم» (128) أي نبين لهم ونوضّح لهم.. «لَكانَ لِزاماً» (129) أي فيصلا «4» يلزم كل إنسان طائره إن خيرا فخير وإن شرّا فشر فلازمه.
[سورة طه (20) : آية 130]
قال حجل بن نضلة الباهلىّ: لازلت محتملا علىّ ضغينة ... حتى الممات يكون منك لزاما «1» [572] فأخرجه مخرج قطام ورقاش «2» .. «وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ» (130) أي ساعات الليل واحدها إنى تقديره حسى والجميع أحساء، وقال المتنخّل الهذلىّ وهو أبو أثيلة: حلو ومرّ كعطف القدح مرّته ... فى كل إنى قضاه الليل ينتعل (124) . «زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا» (131) أي زينة الدنيا وجمالها.. «لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ» (131) أي لنبلوهم فيه.
"سورة الأنبياء" (21)
«سورة الأنبياء» (21) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا» (3) خرج تقدير فعل الجميع هاهنا على غير المستعمل فى المنطق لأنهم يقولون فى الكلام وأسروا النّجوى الذين ظلموا مجازه مجاز إضمار القوم فيه وإظهار كفايتهم فيه التي ظهرت فى آخر الفعل ثم جعلوا «الَّذِينَ» صفة الكناية المظهرة، فكان مجازه «وأسرّ القوم الذين ظلموا النجوى» فجاءت «الَّذِينَ» صفة لهؤلاء المضمرين، لأن فعلوا ذلك فى موضع فعل القوم ذلك وقال آخرون: بل قد تفعل العرب هذا فيظهرون عدد القوم فى فعلهم إذا بدءوا بالفعل قال أبو عمرو الهذلي: «أكلونى البراغيث» بلفظ الجميع فى الفعل وقد أظهر الفاعلين بعد الفعل ومجازه مجاز ما يبدأ بالمفعول قبل الفاعل لأن النجوى المفعولة جاءت قبل الذين أسروها والعرب قد تفعل ذلك وقال: فجذّ حبل الوصل منها الواشي [573] و «أَسَرُّوا» من حروف الأضداد، أي أظهروا.
[سورة الأنبياء (21) : آية 5]
«أَضْغاثُ أَحْلامٍ» (5) واحدها ضغث وهو ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قال: كضغث حلم غرّ منه حاله «1» [574] . «قَصَمْنا» (11) أهلكنا.. «فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا» (12) أي لقوه ورأوه، يقال: هل أحسست فلانا، أي هل وجدته ورأيته ولقيته «2» ويقال: هل أحسست منى ضعفا، وهل أحسست من نفسك برءا قال الشاعر «3» : أحسن به فهن إليه شوس (650) . «إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ» (12) أي يهربون ويسرعون ويعدون ويعجلون، والمرأة تركض ذيلها برجليها إذا مشت، أي تحرّكه قال الأعشى: والراكضات ذيول الخزّ آونة ... والرافلات على أعجازها العجل «4» [575] العجل: القرب واحدتها عجلة.
[سورة الأنبياء (21) : آية 15]
«حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ» (15) مجاز الخامد مجاز الهامد كما يقال للنار إذا طفئت: خمدت النار. والحصيد: مجازه مجاز المستأصل وهو يوصف بلفظ الواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء كأنه أجرى مجرى المصدر الذي يوصف به الذكر والأنثى والاثنان والجميع منه على لفظه، وفى آية أخرى: «كانَتا رَتْقاً» (21/ 30) مثله.. «لا يَسْتَحْسِرُونَ» (19) أي لا يفترون ولا يعيون ولا يملّون، ويقال: حسرت البعير.. «أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» (30) فالسموات جميع والأرض واحدة فخرج لفظ صفة الجميع على تقدير لفظ صفة الواحد كما ترى ولم يجىء «أنّ السماوات والأرض كنّ رتقا» ولا «ففتقناهن» ، والعرب قد تفعل هذا إذا كان جميع موات أو جميع حيوان ثم أشركوا بينه وبين واحد من الموات أو من الحيوان جعلوا لفظ صفتهما أو لفظ خبرهما على لفظ الاثنين وقال الأسود بن يعفر: أن المنيّة والحتوف كلاهما ... يوفى المخارم يرقبان سوادى «1» [576] فجميع وواحد جعلهما اثنين، وقال الراعي: أخليد إنّ أباك ضاف وساده ... همّان باتا جنبة ودخيلا (142)
[سورة الأنبياء (21) : آية 31]
ثم جعل الاثنين جميعا فقال: طرقا فتلك هماهمى أفريهما ... قلصا لواقح كالقسىّ وحولا (142) فجعل الهماهم وهى جميع واحدا وجعل الهميّن جميعا وهما اثنان وأنشدنى «1» غالب أبو على النّفيلى للقطامى. ألم يحزنك أن حبال قيس ... وتغلب قد تباينتا انقطاعا «2» [577] فجعل «حبال قيس» وهى جميع وحبال تغلب وهى جميع اثنين.. «كانَتا رَتْقاً» مجازه مجاز المصدر الذي يوصف بلفظه الواحد والاثنان والجميع من المذكر والمؤنث سواء ومعنى الرّتق الذي ليس فيه ثقب ثم فتق الله السماء بالمطر وفتق الأرض بالشجر «3» . [ «فِجاجاً» ] (31) الفجاج المسالك واحدها فجّ، وقال العجّاج لحميد الأرقط: «الفجاج» ، وتنازعا أرجوزتين على الطاء فقال له الحميد: الخلاط يا أبا الشّعثاء، فقال له العجاج. الفجاج أوسع من ذلك يا ابن أخى، أي لا تخلط أرجوزتى بأرجوزتك «4» .
[سورة الأنبياء (21) : آية 33]
«كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» (33) الفلك: القطب الذي تدور به النجوم «1» قال: باتت تناصى الفلك الدوارا ... حتى الصباح تعمل الاقتارا «2» [578] . «يَسْبَحُونَ» أي يجرون، و «كُلٌّ» تقع صفته وخبره وفعله على لفظ الواحد لأن لفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع لأن معناه معنى الجميع وكذلك «كلاهما» قال الشاعر «3» : أن المنيّة والحتوف كلاهما ... يوفى المخارم يرقبان سوادى (576) قال «يوفى» على لفظ الواحد ثم عاد إلى المعنى فجعله اثنين فقال: يرقبان سوادى، ومعنى كل المستعمل يقع أيضا على الآدميين فجاء هنا فى غير جنس الآدميين والعرب قد تفعل ذلك قال النّابغة الجعدىّ: تمزّزتها والدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا (310) وفى رواية أخرى «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ» (21/ 65) وفى آية أخرى «وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) وفى آية أخرى. «يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ» (27/ 18) .. «خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ» (37) مجازه مجاز خلق العجل من الإنسان
[سورة الأنبياء (21) : آية 42]
وهو العجلة والعرب تفعل هذا إذا كان الشيء من سبب الشيء بدءوا بالسبب، وفى آية أخرى «ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ» (28/ 76) . والعصبة هى التي تنوء «1» بالمفاتيح، ويقال: إنها لتنؤ عجيزتها، والمعنى أنها هى التي تنوء بعجيزتها، قال الأعشى: لمحقوقة أن تستجيبى لصوته ... وأن تعلمى أن المعان موفّق (277) أي أن الموفّق معان. وقال الأخطل: مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر «2» [579] وإنما السّوءة البالغة هجر، وهذا البيت مقلوب وليس بمنصوب.. «قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ» (42) مجازه: يحفظكم ويمنعكم، قال ابن هرمة: إنّ سليمى والله يكلؤها ... ضنّت بشىء ما كان يرزؤها «3» «4» [580]
[سورة الأنبياء (21) : آية 47]
«مِثْقالَ حَبَّةٍ» (47) مجازه وزن حبة. «فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً» (58) أي مستأصلين قال جرير: بنى المهلّب جذّ الله دابرهم ... أمسوا رمادا فلا أصل ولا طرف «1» [582] لم يبق منهم شىء ولفظ «جذاذ» يقع على الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث سواء بمنزلة المصدر.. «فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ» (61) أي أظهروه تقول العرب، إذا أظهر الأمر وشهر، كان ذلك على أعين النّاس. أي بأعين الناس، ويقول بعضهم جاؤوا به على رؤوس الخلق.. «فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ» (63) فهذا من الموات وخرج مخرج الآدميين بمنزلة قوله «رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) ويقال: سألت وسلت تسال لا يهمز فهو بلغة من قال سلته. «ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ» (65) مجازه: قلبوا، ويقال: نكست فلانا على رأسه، إذا قهره وعلاه ونحو ذلك.. «إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً» (71) أي غنيمة، قال لبيد بن ربيعة: لله نافلة الأعزّ الأفضل «2» [583] . «وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ» (72) «وكل» يقع خبره على الواحد لأن لفظه لفظ الواحد ويقع خبره على خبر الجميع.
[سورة الأنبياء (21) : آية 78]
«إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ» (78) النّفش أن تدخل فى زرع ليلا فتأكله وقالت: نفشت فى جدّادى، الجداد «1» من نسج الثوب تعنى الغنم.. «وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ» (80) واللبوس: السلاح كلها من درع إلى رمح «2» وقال الهذلي: ومعى لبوس للبئيس كأنه ... روق بجبهة ذى نعاج مجفل «3» [584] . «وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ» (82) «ومن» يقع على الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث قال الفرزدق: تعال فإن عاهدتنى لا تخوننى ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان «4» [585] وكذلك يقع على المؤنث كقوله «وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً» (33/ 31) ، وقد يجوز أن يخرج لفظ فعل «من» على لفظ الواحد والمعنى على الجميع كقولك: من يفعل ذلك، وأنت تسأل عن الجميع.
[سورة الأنبياء (21) : آية 93]
«وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ» (93) مجازه واختلفوا وتفرقوا.. «فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ» (94) أي فلا كفر لعمله، وقال: من الناس ناس لا تنام جدودهم ... وجدّى ولا كفران لله نائم «1» [586] . «يَنْسِلُونَ» (96) يعجلون فى مشيهم كما ينسل الذئب ويعسل قال الجعدىّ: عسلان الذئب أمسى قاربا ... برد الليل عليه فنسل «2» [587] . «حَصَبُ جَهَنَّمَ» (98) كل شىء ألقيته فى نار فقد حصبتها، ويقال: حصب فى الأرض أي ذهب فيها.. «لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها» (99) فهو من الموات الذي خرج مخرج الآدميين.. «لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها» أي صوتها والحسيس والحسّ واحد «3» قال عبيد بن الأبرص: فاشتال وارتاع من حسيسها ... وفعله يفعل المذءوب «4» [588] فاشتال يعنى الثعلب رفع ذتبه.
[سورة الأنبياء (21) : آية 103]
«وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ» (103) مجازه مجاز المختصر المضمر فيه «ويقولون: هذا يومكم» . و «آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ «1» » (109) إذا أنذرت عدوّك وأعلمته ذلك ونبذت إليه الحرب حتى تكون أنت وهو على سواء وحذر فقد آذنته على سواء.
"سورة الحج" (22)
«سورة الحجّ» (22) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الحج» يكسر أوله ويفتح.. «يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ» (2) أي تسلو وتنسى، قال كثيرّ عزّة: صحا قلبه يا عزّ أو كاد يذهل «1» «2» [589] أي يصحو ويسلو.. «مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ» (5) أي مخلوقة.. «ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (5) مجازه أنه فى موضع أطفال والعرب تضع لفظ الواحد فى معنى الجميع قال «3» : فى حلقكم عظم وقد شجينا (99) وقال عبّاس بن مرداس: فقلنا أسلموا إنا أخوكم ... فقد برئت من الإحن الصدور (100)
[سورة الحج (22) : آية 7]
وفى آية أخرى «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ» (66/ 4) أي ظهراء وقال: إن العواذل ليس لى بأمير «1» [590] أراد أمراء:. «أَرْذَلِ الْعُمُرِ» (5) مجازه أن يذهب العقل ويخرف.. «وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً» (5) أي يابسة لا نبات فيها ويقال: ويقال رماد هامد إذا كان يدرس.. «زَوْجٍ بَهِيجٍ» (5) أي حسن قشيب جديد ويقال أيضا بهج.. «وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ» (7) أي يجىء.. «ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ» (9) يقال جاءنى فلان ثانى عطفه أي يتبختر من التكبر «2» «3» ، قال الشّمّاخ:
[سورة الحج (22) : آية 11]
نبّئت أن ربيعا أن رعى إبلا ... يهدى إلىّ خناه ثانى الجيد «1» [593] قال أبو زبيد: فجاءهم يستنّ ثانى عطفه ... له غيب كأنما بات يمكر «2» [594] . «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ» (11) كل شاك فى شىء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم «3» وتقول: إنما أنت لى على حرف، أي لا أثق بك. «لَبِئْسَ الْمَوْلى» (13) مجازه هاهنا ابن العم، «وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ» (13) الخليط المعاشر.. «مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ» (15) مجازه أن لن يرزقه الله وأن لن يعطيه الله، قال وقف علينا سائل من بنى بكر على حلقة فى المسجد الجامع فقال: من ينصرنى نصره الله أي من يعطينى أعطاه الله «4» ويقال نصر المطر أرض كذا، أي جادها وأحياها، قال وبيت الراعي: وانصرى أرض عامر «5» [595]
[سورة الحج (22) : آية 17]
أي تعمدى، وقال الراعي: أبوك الذي أجدى علىّ بنصره ... فانصت عنى بعده كلّ قائل «1» [596] أي بعطيّته وقال: وإنك لا تعطى امرأ فوق حظه ... ولا تملك الشقّ الذي الغيث ناصره «2» [597] . «فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ» (15) أي بحبل.. «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ» (17) مجازه: الله يفصل بينهم، و «إن» من حروف الزوائد والمجوس من العجم «وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا» من العرب، وقال آخرون: قد تبدأ العرب بالشيء ثم تحوّل الخبر إلى غيره إذا كان من سببه كقول الشاعر: فمن يك سائلا عنى فإنى ... وجروة لا ترود ولا تعار (276) بدأ بنفسه ثم خبرّ عن فرسه وقال الأعشى: وإن إمراء أهدى إليك ودونه ... من الأرض موماة وبيداء سملق (277) لمحقوقة أن تستجيبى لصوته ... وأن تعلمى أن المعان موقّف بدأ بالمهدي ثم حوّل الخبر إلى الناقة:. «يُصْهَرُ بِهِ» (20) يذاب به، قال الشاعر: شّك السّفافيد الشّواء المصطهر «3» [598]
[سورة الحج (22) : آية 23]
ومنه قولهم: صهارة الألية «1» وقال ابن أحمر: تروى لقى ألقى فى صفصف ... تصهره الشمس فما ينصهر «2» [599] تروى: تصيّر له راوية لفراخها كما يروى راوية القوم عليهم وهو البعير والحمار.. «وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ» (23) مجازه لبوسهم، قال أبو كبير الهدلىّ: ومعى لبوس للبئيس كأنه ... روق بجبهة ذى نعاج مجفل (585) أي مسرع، ذو نعاج يعنى الثور.. «سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ» (25) أي المقيم فيه «وَالْبادِ» : الذي لا يقيم فيه. «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ» (25) مجازه ومن يرد فيه إلحادا والباء من حروف الزوائد وهو الزيغ والجور والعدل عن الحق وفى آية أخرى «مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ» (23/ 20) مجازه تنبت الدهن والعرب قد تفعل ذلك قال الشاعر بواد يمان ينبت الشّثّ صدره ... وأسفله بالمرخ والشّبهان «3» [600]
[سورة الحج (22) : آية 26]
المعنى: وأسفله ينبت المرخ قال: حوءبة تنقض بالضّلوع «1» (601) أي تنقض الضلوع والحوأبة الدلو العظيم، يقال إنه لحوب البطن أي عظيمة قال الأعشى: ضمنت برزق عيالنا أرماحنا ... ملء المراجل والصريح الأجردا «2» (602) أي ضمنت رزق عيالنا أرماحنا والباء من حروف الزوائد.. «وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ» (26) مجازه من قوله: ليتنى كنت قبله قد بوّأت مضجعا (603) ويقال للرجل: هل تبوّأت بعدنا أي هل تزوجت.. «وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ» (27) قوم يفتحون أول الحجّ وقوم يكسرونه وواحد الرجال راجل بمنزلة صاحب والجميع صحاب وتاجر والجميع تجار والقائم والجميع قيام يأتوك مشاة وعلى كل ضامر أي ركبانا «يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» (27) أي بعيد قال: يقطعن بعد النازح العميق «3» (604) . «فَجٍّ» أي مسلك وناحية
[سورة الحج (22) : آية 28]
«مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ» (28) خرجت مخرج «يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (22/ 5) والهائم: الأنعام والدواب.. «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ «1» » (29) وهو الأخذ من الشارب وقصّ الأظفار ونتف الإبط والاستحداد وحلق العانة.. «الزُّورِ» (30) الكذب.. «سَحِيقٍ» (31) والسحيق البعيد وهو من قولهم أبعده الله وأسحقه وسحقته الرّيح، ومنه نخلة سحوق أي طوبلة ويقال: بعد وسحق وقال ابن قيس الرقيّات: كانت لنا جارة فأزعجها ... قاذورة يسحق النّوى قدما «2» [606] وقالوا يسحق، والقاذورة: المتقذر الذي لا يخالط الناس لا تراه إلّا معتزلا من الناس والنوى: من السفر.. «فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ» (36) أي مصطفّة وتصفّ بين أيديها «3» وهو من المضاعف، وبعضهم يجعلها من باب الياء فيقول صواف يتركون الياء من الكتاب كما يقول: هذا قاض، وواحدتها صافية لله.
«فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها» (36) أي سقطت، ومنها وجوب الشمس إذا سقطت لتغيب، وقال أوس بن حجر: ألم تكسف الشمس والبدر وال ... كواكب للجبل الواجب «1» [608] أي الواقع:. «وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» (36) مجازه السائل الذي قنع إليكم تقدير فعله: ذهب يذهب ومعناه سأل وخضع «2» ومصدره القنوع، قال الشّمّاخ: لمال المرء يصلحه فيغنى ... مفاقره أعفّ من القنوع «3» [609] أي من الفقر والمسألة والخضوع. والمعترّ الذي يعتريك يأتيك لتعطيه تقول: اعترّنى وعرّنى واعتريته واعتقيته إذا ألممت به قال حسّان:
[سورة الحج (22) : آية 40]
لعمرك ما المعترّ يأتى بلادنا ... لنمنعه بالضائع المتهضّم «1» [612] وقال لبيد فى القنوع: وإعطائى المولى على حين فقره ... إذا قال أبصر خلّتى وقنوعى «2» [613] وأما القانع فى معنى الراضي فإنه من قنعت به قناعة وقناعا وقنعا، تقديره علمت، يقال من القنوع: قنع يقنع قنوعا، والقانع قنع يقنع قناعة وقنعانا وقنعا وهو القانع الراضي.. «الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ» (40) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: إلا أنهم يقولون الحق.. «لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ» (40) مجازها مصلّيات «3» .. «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ» (42) قوم، يذكّر ويؤنّث.. «فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ» (45) الياء من فكأيّن مثقلة وهى قراءة الستة ويخففها آخرون قال ذو الرمّة:
[سورة الحج (22) : آية 59]
وكائن تخطّت ناقتى من مفازة ... وهلباجة لا يطلع الهمّ رامك «1» [614] أي يطلب ومعناها وكم من قرية.. «وَقَصْرٍ مَشِيدٍ» (45) مجازه مجاز مفعول من «شدت نشيد» أي زيّنته بالشّيد وهو الجصّ والجيّار والملاط «2» الجيار الصاروج وهو الكلس وقال عدى ابن زيد العبادىّ. شاده مرمرا وجلّله كلسا ... فللطير فى ذراه وكور «3» [615] وهو الكلس وقال: كحيّة الماء بين الطّىّ والشّيد «4» [616] . «لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا» (59) الميم مضمومة لأنها من «أدخلت» والخاء مفتوحة وإذا كان من دخلت فالميم والخاء مفتوحتان.
[سورة الحج (22) : آية 72]
«يَكادُونَ يَسْطُونَ» (72) أي يفرطون عليه ومنه السطوة.. «بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ» (72) مرفوعة على القطع من شركة الباء ولكنه مستأنف خبّر عنه ولم تعمل الباء فيه وقال: «وبلد بآله مؤزّر ... إذا استقلوا من مناخ شمّروا «1» «2» «3» [617] وإن بدت أعلام أرض كبّروا مؤزر مرفوع على ذلك القطع.. «ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» (74) مجازه ما عرفوا الله حق معرفته، ولا وصفوه مبلغ صفته.. «فَنِعْمَ الْمَوْلى» (78) أي الرب.
"سورة المؤمنون" (23)
«سورة المؤمنون» (23) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ» (2) أي لا تطمح أبصارهم ولا يلتفتون مكبون.. «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ» (12) مجازها الولد والنطفة قالت بنت النّعمان بن بشير الأنصاريّة: وهل كنت إلّا مهرة عربيّة ... سلالة أفراس تجلّلها بغل «1» [621] فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى ... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل تقول لزوجها روح بن زنباع الجذامىّ.
[سورة المؤمنون (23) : آية 17]
ويقال: سليلة وقال: يقذفن فى أسلائها بالسلائل [623] وقال حسّان: فجاءت به عضب الأديم غضنفرا ... سلالة فرج كان غير حصين «1» [624] ويقال لبن غضنفر أي خائر غليظ والأسد سمّى غضنفر لكثافته وعظم هامته وأذنيه، والغضنفر الغليظ من اللبن ومن كل شىء.. «سَبْعَ طَرائِقَ» (17) مجازها أن كل شىء فوق شىء فهو طريقة من كل شىء والمعنى هاهنا السموات لأن بعضهن فوق بعض.. «تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ» (20) مجازه تنبت الدهن والباء من حروف الزوائد وفى آية أخرى «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ» (22/ 25) مجازه يريد فيه إلحادا قال الراجز: نحن بنو جعدة أصحاب الفلج ... نضرب بالبيض ونرجو بالفرج (605)
[سورة المؤمنون (23) : آية 25]
أي نرجو الفرج.. «طُورِ سَيْناءَ» (20) الطور الجبل قال العجّاج: دانى جناحيه من الطّور فمرّ «1» [625] و «سَيْناءَ» اسم.. «بِهِ جِنَّةٌ» (25) مجازها مجاز الجنون وهما واحد.. «فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» (27) مجازها فاجعل واحمل وفى آية أخرى «ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ» (74/ 42) قال عدى بن زيد: وكنت لزاز خصمك لم أعرّد ... وقد سلكوك فى يوم عصيب «2» [329] وبعضهم يقول اسلك بالألف قال: حتى إذا أسلكوهم فى قتائدة ... شلّأ كما تطرد الجمالة الشردا (46) «فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ» (28) مجازه إذا علوت على السفينة وفى آية أخرى: «عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» (20/ 5) أي علا وقال آخرون: حتى إذا كنت أنت ومن معك فى الفلك، لأن «فى» و «على» واحد كقوله «وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (20/ 71) أي على جذوع النخل
[سورة المؤمنون (23) : آية 33]
والفلك هاهنا السفينة وقد يقع على الواحد والجميع بلفظ واحد.. «فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» (28) مرفوع لأنه حكاية يأمره أن يلفظ بهذا اللفظ ولم يعملوا فيه «قل خيرا» فينصبونه.. «وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا» (33) مجازه وسعنا عليهم «1» فأترفوا فيها وبغوا وبطروا فكفروا وأعجبوا قال العجّاج: «وقد أرانى بالديار مترفا «2» [626] . «عَمَّا قَلِيلٍ» (40) مجازه عن قليل وما من حروف الزوائد فلذلك جروه وفى آية أخرى «إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها» (2/ 26) والعرب قد تفعل ذلك، قال النّابغة: قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا ونصفه فقد (42) ويقال فى المثل: ليت ما من العشب خوصة» .
[سورة المؤمنون (23) : آية 41]
«فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً «1» » (41) وهو ما أشبه الزبد وما ارتفع على السيل وما أشبه ذلك مما لا ينتفع به فى شىء. «ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا» (44) أي بعضهم فى أثر بعض ومنه قولهم: جاءت كتبه تترى، والوجه أن لا ينوّن فيها لأنها تفعّل وقوم قليل ينونون فيه لأنهم يجعلونه اسما ومن جعله اسما فى موضع تفعل لم يجاوز به ذلك فيصرفه.. «وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ» (44) أي يتمثّل بهم فى الشر ولا يقال فى الخير: جعلته حديثا. «لَنا عابِدُونَ» (47) أي داينون مطيعون، وكل من دان الملك فهو عابد له ومنه سمى أهل الخيرة العبّاد.. «وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ» (50) تقديره أفعلنا وأوى هو على تقدير عوى ومعناه ضممنا وربوة يضمّ أولها ويكسر وهى النّجوة من الأرض ومنها قولهم: فلان فى ربوة من قومه، أي عزّ وشرف وعدد.. «ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ» (50) أي تلك الربوة لها ساحة وسعة أسفل منها وذات معين أي ماء جار طاهر بينهم.
[سورة المؤمنون (23) : آية 53]
«زُبُراً» (53) أي قطعا، ومن قرأها زبرا- بفتح الباء- فإنه يجعل واحدتها زبرة كزبرة الحديد: القطعة. «إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ» (64) أي يرفعون أصواتهم كما يجأر الثور، قال عدى بن زيد: إنّني والله فاسمع حلفى ... بأبيل كلما صلّى جأر (423) . «فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ» (66) يقال لمن رجع من حيث جاء: نكص فلان على عقبيه «1» .. «سامِراً تَهْجُرُونَ» (67) مجازه: تهجرون سامرا «2» وهو من سمر الليل، قال ابن أحمر: من دونهم إن جئتهم سمرا ... عزف القيان ومجلس غمر «3» [627] وسامر فى موضع «سمّار» بمنزل طفل فى موضع أطفال «4» .
[سورة المؤمنون (23) : آية 72]
«أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً» (72) أي إتاوة وغلّة كخرج العبد إلى مولاه، أو الرعية إلى الوالي. والخرج أيضا من السحاب ومنه يرى اشتقّ هذا أجمع قال أبو ذؤيب: إذا همّ بالإقلاع هبّت له الصّبا ... وأعقب نوء بعدها وخروج «1» [629] قال ابو عمرو الهذلي: إنما سمى خروجا الماء الذي يخرج منه.. «عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ» (74) أي لعادلون، يقال نكب عنه، ويقال: نكب عن فلان، أي عدل عنه، ويقال: نكب عن الطريق، أي عدل عنه.. «قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ» (89) أي فكيف تعمون عن هذا وتصدون عنه ونراه من قوله: سحرت أعيننا عنه فلم ينصره.. «مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ» (97) وهمز الشيطان غمزه الإنسان وقمعه فيه.
[سورة المؤمنون (23) : آية 100]
«وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ» (100) أي أمامهم وقدّامهم، قال الشاعر: أترجو بنو مروان سمعى وطاعتى ... وقومى تميم والغلاة ورائيا (387) وما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ، قال: ومقدار ما بينى وبينك برزخ (631) . «فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا» (110) مكسورة الأولى لأنه من قولهم: يسخر منه، وبعضهم يضم أوله، لأنه يجعله من السخرة والتسخّر بهم. «لا بُرْهانَ» (117) لا بيان.
"سورة النور" (24)
«سورة النّور» (24) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «سُورَةٌ «1» أَنْزَلْناها» (1) مرفوعة بالابتداء ثم جاء الفعل مشغولا بالهاء عن أن تعمل فيها وبعضهم ينصبها على قولهم زيدا لقيته والمعنى لقيت زيدا.. «فَرَضْناها» (1) أي حددنا فيها الحلال والحرام، ومن خففه جعل معناه من الفريضة.. «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما» (2) مرفوعا من حيث رفع «السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» (5/ 38) وكان بعضهم ينصبهن.. «وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ» (8) مجازه، عنها الحدّ والرجم.. «جاؤُ بِالْإِفْكِ» (11) مجازه، الكذب والبهتان، يقال كذب فلان وأفك، أي أثم.
[سورة النور (24) : آية 12]
«تَوَلَّى كِبْرَهُ» (11) أي تحمّل معظمه وهو مصدر الكبير من الأشياء والأمور، وفرقوا بينه وبين مصدر الكبير السن فضمّوا هذا فقالوا: هو كبر قومه وقد قرأ بعضهم بالضمة بمنزلة مصدر الكبير السنّ «كِبْرَهُ» . ويقال فلان: ذو كبر مكسور أي كبرياء.. «ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» (12) أي بأهل دينهم وبأمثالهم.. «لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ» (13) مجازه هلا جاءوا عليه وقال: تعدّون عقر النيّب أفضل سعيكم ... بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا (63) أي فهلّا تعدّون قتل الكمىّ.. «فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ» (14) أي حضتم فيه.. «إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ» (15) مجازه تقبلونه ويأخذه بعضكم عن بعض قال أبو مهدى: تلقيت هذا عن عمّى تلقاه عن أبى هريرة تلقاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «1» .. «قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ» (16) أي ما ينبغى
[سورة النور (24) : آية 21]
«خُطُواتِ الشَّيْطانِ» (21) مجازه آثار الشيطان ومذاهبه ومسالكه، وهو من «خُطُواتِ» .. «وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ» (22) مجازه ولا يفتعل من آليت: أقسمت، وله موضع آخر من ألوت بالواو. أولو الفضل: أي ذوو السّعة والجدة، والفضل التفضل.. «أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ» (31) جمع بعل وهو أزواجهن «أَوْ إِخْوانِهِنَّ» أي إخوتهن. «غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ» (31) مجازه مجاز الإربة الذين لهم فى النساء إربة وحاجة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أملكهم «1» لإربه أي لشهوته وحاجته إلى النساء.. «الْأَيامى» (32) من الرجال والنساء الذين لا أزواج لهم ولهن، ويقال: رجل أيم وامرأة أيمة وأيم أيضا، قال الشاعر: فإن تنكحى أنكح وإن تتأيّمى ... وإن كنت أفتى منكم أتأيّم «2» [632]
[سورة النور (24) : آية 33]
«وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ» (33) مجازها إمائكم والفتى فى موضعها العبد أيضا والبغاء مصدر: البغي وهو الزناء. «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ» (35) وهى الكوّة فى الحائط التي ليست بنافذة، ثم رجع إلى المشكاة فقال: «كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» بغير همز أي مضىء ويراد كالدرّ إذا ضممت أوله، فإن كسرت جعلته فعيلا من درأت وهو من النجوم الدرارئ اللاتي يدرأن «1» .. «يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» (35) مجازه لا بشرقية تضحى للشمس ولا تصيب ظلا ولا بغربية فى الظل ولا يصيبها الشرق ولكنها شرقية وغربية يصيبها الشرق والغرب وهو خير الشجر والنبات.. «كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ» (39) السراب يكون نصف النهار وإذا اشتدّ الحرّ والآل يكون أول النهار يرفع كل شخص. و «القيعة» والقاع واحد «2» .
[سورة النور (24) : آية 40]
«لُجِّيٍّ» (40) مضاف إلى اللجة وهى معظم البحر.. «لَمْ يَكَدْ يَراها» (40) لباب كاد مواضع: موضع للمقاربة، وموضع للتقديم والتأخير، وموضع لا يدنو لذلك وهو لم يدن لأن يراها ولم يرها فخرج مخرج لم يرها ولم يكد وقال فى موضع المقاربة: ما كدت أعرف إلا بعد إنكار، وقال فى الدّنوّ: كاد العروس أن يكون أميرا، وكاد النّعام يطير «1» .. «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً» (43) أي يسوق.. «ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً» (43) أي متراكما بعضه على بعض.. «فَتَرَى الْوَدْقَ» (43) أي القطر والمطر، قال عامر بن جوين الطّائى: فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها «2» [603]
[سورة النور (24) : آية 45]
«يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ» (43) أي من بين السحاب، يقال: من خلاله ومن خلله، قال زيد الخيل: ضربن بغمرة فخرجن منها ... خروج الودق من خلل السّحاب «1» [605] . «سَنا بَرْقِهِ» (43) منقوص أي ضوء البرق و «سناء» الشرف ممدود «2» .. «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» (45) فهذا من التشبيه لأن المشي لا يكون على البطن إنما يكون لمن له قوائم فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له جاز ذلك كما يقولون: أكلت خبزا ولبنا ولا يقال: أكلت لبنا، ولكن يقال: أكلت الخبز قال الشاعر: يا ليت زوجك قد غدا ... متقلّدا سيفا ورمحا «3» «4» [606] . «يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ «5» » (49) أي مقرّين مستخذين منقادين، يقال: أذعن لى: انقاد لى.
[سورة النور (24) : آية 53]
«قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ» (53) مرفوعتان، لأنهما كلامان لم يقع الأمر عليهما فينصبهما، مجاز «لا تُقْسِمُوا» أي لا تحلفوا وهو من القسم ثم جاءت طاعة معروفة ابتداء فرفعتا على ضمير يرفع به، أو ابتداء.. «لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (56) واجبة من الله.. «وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ» (60) هن اللواتى قد قعدن عن الولد ولا يحضن قال الشّمّاخ: أبوال النساء القواعد «1» [608] [ «مُتَبَرِّجاتٍ» ] (60) التبرج أن يظهرن محاسنهن مما لا ينبغى لهن أن يظهرنها.. «وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ» (61) وأصله الضّيق.. «أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ» (61) أو ما ملكتم إنفاذه وإخراجه لا يزاحم فى شىء منه.. «أَشْتاتاً» (61) شتّى وشتّات واحد.. «لِواذاً» (63) مصدر «لاوذته» من الملاوذة.. «الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ» (63) مجازه يخالفون أمره سواء، وعن زائدة.
"سورة الفرقان" (25)
«سورة الفرقان» (25) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ « [وَلا] حَياةً وَلا نُشُوراً» (3) مصدر نشر الميّت نشورا وهو أن يبعث ويحيا بعد الموت قال الأعشى: حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبا للميّت الناشر «1» [609] . «إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ» (4) الإفك البهتان وأسوأ الكذب، افتراه أي اختلقه واخترعه من عنده.. «فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ» (5) أي تقرأ عليه وهى من أمليته عليه «2» ، وهى فى موضع آخر أمللت عليه.. «وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً» (11) ثم جاء بعده «إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً» (12) والسعير مذكر وهو ما تسعّر من سمار النار، ثم جاء بعده فعل مؤنثة مجازها أنها النار، والعرب تفعل ذلك تظهر مذكرا من سبب مؤنثة ثم يؤنّثون ما بعد المذكر «3» على معنى المؤنثة.
[سورة الفرقان (25) : آية 13]
قال المخيّس «1» : إن تميما خلقت ملموما [610] فتميم رجل ثم ذهب بفعله إلى القبيلة فأنّثه فقال: خلقت، ثم رجع إلى تميم فذكّر فعله فقال «ملموما» ثم عاد إلى الجماعة فقال: قوما ترى واحدهم صهميما ثم عاد إليه فقال: لا راحم الناس ولا مرحوما. «دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً» (13) أي هلكة «2» وهو مصدر ثبر الرجل أي هلك، قال: إذا جارى الشيطان فى سنن الغىّ ومن مال ميله مثبور (455) . «ما كانَ يَنْبَغِي لَنا» (18) مجازه ما يكون لنا و «كان» من حروف الزوائد هاهنا قال ابن أحمر:
ما أمّ غفر على دعجاء ذى علق ... ينفى القراميد عنها الأعصم الوقل «1» [611] فى رأس خلقاء من عنقاء مشرفة ... لا ينبغى دونها سهل ولا جبل وقل وو قل وندس وندس وحدث وحدث وفرد وفرد، والغفر ولد الوعل الصغير، والدعجاء: اسم هضبة «2» وذو علق جبل، والقراميد أولاد الوعول واحدها قرمود، والقراهيد «3» الصغار أيضا: الأعصم الذي بإحدى يديه بياض «4» ، والوقل المتوقّل فى الجبال، والخلقاء الملساء، والعنقاء: الطويلة. قال أبو عبيدة: أي لا يكون سهل ولا جبل مثلها.. «وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ» (18) أي أنسأتهم وأخّرتهم ومددت لهم.. «وَكانُوا قَوْماً بُوراً» (18) واحدهم بائر أي هالك ومنه قولهم: نعوذ بالله من بوار الأيّم «5» ، وبار الطعام وبارت السّوق أي هلكت وقال عبد الله ابن الزّبعرى:
[سورة الفرقان (25) : آية 21]
يا رسول المليك إنّ لسانى ... راتق ما فتقت إذ أنا بور (390) وقال بعضهم: رجل بور ورجلان بور ورجال بور وقوم بور، وكذلك الواحدة والثنتان والجميع من المؤنثة «1» .. «وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا» (21) مجازه لا يخافون ولا يخشون. وقال أبو ذؤيب: إذا لسعته الدبر لم يرج لسعها ... وحالفها فى بيت نوب عوامل (309) ويروى خالفها بالخاء.. «وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً» (22) أي حراما محرّما، قال المتلمّس: حنّت إلى النّخلة القصوى فقلت لها ... حجر حرام ألا تلك الدّهاريس (235) وفى آية أخرى «لِذِي حِجْرٍ» (89/ 5) أي لذى عقل ولبّ، ومن الحرام سمّى حجر الكعبة «2» ، والأنثى من الخيل يقال لها حجر.. «وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ» (23) مجازه وعمدنا إلى ما عملوا «3» ، قال:
[سورة الفرقان (25) : آية 26]
فقدم الخوارج الضّلّال ... إلى عباد ربّهم فقالوا «1» [612] إنّ دماءكم لنا حلال مثل الغبار إذا طلعت فيه الشمس وليس له مسّ ولا يرى فى الظل «2» .. «يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً» (26) أي شديدا صعبا.. «مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا» (27) أي سببا ووصلة قال جرير: أفبعد مقتلكم خليل محمد ... ترجو القيون مع الرسول سبيلا «3» [613] . «وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ» (30) وقال هاهنا فى موضع «يقول» والعرب تفعل ذلك قال الشاعر: مثل العصافير أحلاما ومقدرة ... لو يوزنون بزفّ الرّيش ما وزنوا [614] وهى فى موضع آخر لم يزنوا لأنهم لم يفعلوا بعد وقال: إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... منى وما يسمعوا من صالح دفنوا «4» (210) أي يطيروا ويدفنوا.. «لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ» (32) مجازه لنطيّب به نفسك ونشجّعك.
[سورة الفرقان (25) : آية 38]
«أَصْحابَ الرَّسِّ» (38) أي المعدن «1» قال النابغة الجعدىّ: سبقت إلى فرط ناهل ... تنابلة يحفرون الرّساسا «2» [616] والرّساس المعادن.. «وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً» (39) أي أهلكنا واستأصلنا.. «إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا» (42) كاد هاهنا فى موضع المقاربة وقد فرغنا فوق هذا من مواضع «كادَ» .. «تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا» (43) أي حفيظا.. «كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا» (45) فالظل ما أصبح ونسخته الشمس، ولو شاء الله لم تنسخه الشمس فتركه تاما ممدودا لم تنقصه الشمس، ولكنه جعل الشمس دليلا عليه، أي على الظل حيث نسخته، والشمس مؤنثة وجاءت صفتها على تقدير صفة المذكر، والعرب قد تفعل ذلك وإنما يريدون به البدل كقولهم: هى عديلى أي التي تعادلنى ووصىّ ونحو ذلك. قال الأعشى: هى الصاحب الأدنى وبينى وبينها ... مجوف علافى وقطع ونمرق «3» [617]
[سورة الفرقان (25) : آية 48]
رجل علافىّ مجوف ضخم الجوف، وقال: وصاحبى ذات هباب دمشق «1» [618] وقالت: قامت تبكيه على قبره ... من لى من بعدك يا عامر [619] تركتنى فى الدار ذا غربة ... قد ذل من ليس له ناصر «2» والفيء ما نسخ الشمس من الظل: وهو بالعشي وإذا استدارت الشمس. «أرسل الرّياح نشرا» (48) أي حياة وهو من «نشر» .. «بَلْدَةً مَيْتاً» (49) مخففة بمنزلة تخفيف هيّن وليّن وضيّق: هين ولين وضيق ولم تدخل الهاء فيها، والبلدة مؤنثة فتكون ميتة لأن المعنى وقع على المكان والعرب تفعل ذلك قال: إن تميما خلقت ملموما (610) فذهب بتذكيره إلى تميم وقال آخرون: بل الأرض التي ليس فيها نبات ميت بلا هاء، والروحانية إذا ماتت فهى ميتة بالهاء.
[سورة الفرقان (25) : آية 53]
«وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ» (53) إذا تركت الشيء وخلّيته فقد مرجته، ومنه قولهم مرج الأمير الناس أي خلّاهم بعضهم على بعض مرجت دابتك أي تركتها فى أمر مريج أي مختلط، وإذا رعيت الدابة فقد أمرجتها قال العجّاج: رعى بها مرج ربيع ممرجا «1» [620] وفى الحديث مرجت عهودهم وأماناتهم «2» أي اختلطت وفسدت.. «هذا عَذْبٌ فُراتٌ» (53) أي شديد العذوبة.. «أُجاجٌ» (53) والأجاج أملح الملوحة وما بين ذلك المسوس والزّعاق الذي يحرق كل شىء من ملوحته قال ذو الإصبع: لو كنت ماء كنت لا ... عذب المذاق ولا مسوسا «3» [621] . «وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً» (53) كل ما بين شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ.. «وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً» (54) مجازه خلق من النّطف البشر وفى آية أخرى «مِنْ ماءٍ دافِقٍ» (86/ 6) أي نطفة.. «وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً» (55) أي مظهورا به أي هيّنا ومنه ظهرت به فلم التفت إليه.
[سورة الفرقان (25) : آية 57]
وله موضع آخر مجازه معينا عدوّه.. «قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا» (57) والعرب قد تستثنى الشيء من الشيء وليس منه على الاختصار، وفيه ضمير تقديره قل ما أسألكم عليه من أجر إلّا أنه من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا فليتخذه. قال أبو خراش: نجا سالم والنّفس منه بشدقه ... ولم ينج الا جفن سيف ومئزرا (511) فاستثنى الجفن والمئزر وليسا من سالم إنما هو على الاختصار وقال: وبلد ليس به أنيس ... إلّا اليعافير والّا العيس (165) يعنى الإبل فاستثنى اليعافير، والعيس من الناس كأنه قال: إلّا أن بها يعافير وعبسا، واليعافير الظباء واحدها يعفور، وفى آية أخرى «فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ» (26/ 77) وقال:
[سورة الفرقان (25) : آية 59]
فديت بنفسه نفسى ومالى ... وما آلوك إلا ما أطيق «1» [623] وقال: يا ابن رفيع هل لها من غبق ... ما شربت بعد ركىّ العرق (408) من قطرة غير النجاء الدفق. «الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما» (59) والسموات جميع فجاءت على تقدير الواحد والعرب إذا جمعوا جميع موات ثم أشركوا بينه وبين واحد جعلوا خبر جميع الجميع المشرك بالواحد على تقدير خبر الواحد قال: ان المنيّة والحتوف كلاهما ... توفى المخارم ترقبان سوادى (576) وكذلك الجميع مع الجميع قال القطامىّ: ألم يحزنك ان حبال قيس ... وتغلب قد تباينتا انقطاعا (577) أي وحبال تغلب.. «وَجَعَلَ فِيها سِراجاً» (61) أي شمسا وضياء. و «جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً» (62) أي يجىء الليل بعد النهار ويجىء النهار بعد الليل يخلف منه وجعلهما خلفة وهما اثنان لأن الخلفة مصدر فلفظه من الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث واحد وقال الشاعر: ولها بالماطرون إذا ... أكل النّمل الذي جمعا «2» [624] خلفة حتى إذا ارتبعت ... سكنت من جلّق بيعا
[سورة الفرقان (25) : آية 65]
وقال: بها العين والآرام يمشين خلفة ... وأطلاؤها ينهضن فى كل مجثم «1» [625] . «إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً» (65) أي هلاكا ولزاما لهم ومنه رجل مغرم بالحب حب النساء من الغرم والدّين قال الأعشى: فرع نبع يهتزّ فى غصن المج ... د غزير النّدى شديد المحال (375) إن يعاقب يكن غراما وإن يع ... ط جزيلا فإنه لا يبالى وقال بشر بن أبى خازم: ويوم النسار ويوم الجفا ... ر كانوا عذابا وكانوا غراما «2» [626] أي هلكة.. «ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً» (66) أي قرارا وإقامة لأنه من أقام أي مخلدا ومنزلا، وقال جرير: حيّوا المقام وحيّوا ساكن الدار «3» [627] وقال سلامة بن جندل: يومان يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء تأويب (516)
[سورة الفرقان (25) : آية 68]
وإذا فتحوا أوله فهو من قمت وفى آية أخرى «وَمَقامٍ كَرِيمٍ» (26/ 58) أي مجلس وقال عبّاس بن مرداس: فأىّ ما وأيّك كان شرّا ... فقيد إلى المقامة لا يراها «1» [628] يدعو عليه بالعمى «2» ، أي إلى المجلس.. «يَلْقَ أَثاماً» (68) أي عقوبة. «يضعّف له العذاب يوم القيامة» (69) أي يلق عقوبة وعقابا كما وصف «يضعّف له العذاب» وقال بلعاء بن قيس الكناني: جزى الله ابن عروة حيث أمسى ... عقوقا والعقوق له أثام «3» [629] أي عقابا. فى ليلة من جمادى ذات أندية ... لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا «4» [630] التأويب سير النهار كله ثم يتأوب ليلا أهله وقال لبيد ومقام ضيّق فرّجته ... بلساني وبيانى وجدل «5» [631] لو يقوم الفيل أو فيّالة ... زاح عن مثل مقامى وزجل
[سورة الفرقان (25) : آية 73]
«اللغو» (72) كل كلام ليس بحسن وهو فى اليمين لا والله وبلى والله.. «لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً» (73) مجازه لم يقيموا عليها تاركين لها لم يقبلوها.. «قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي» (77) ومنه قولهم ما عبأت بك شيئا «1» أي ما عددتك شيئا.. «فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً» (77) أي جزاء وهو الفيصل قال الهذلي: فإما ينجوا من حتف يوم ... فقد لقيا حتوفهما لزاما «2» [632] يلزم كلّ عامل ما عمل من خير أو شر وله موضع آخر فسوف يكون هلاكا قال أبو ذؤيب: ففاجئه بعادية لزام ... كما يتفجّر الحوض اللقيف «3» [633] الحوض اللقيف الذي قد تهدمت حجارته سقط بعضها على بعض لزام أي كثيرة بعضها فى إثر بعض.
"سورة الشعراء" (26)
«سورة الشّعراء» (26) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ» (3) أمي مهلك وقاتل قال ذو الرّمّة: ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... لشىء نحته عن يديه المقادر (456) . «فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ» (4) فخرج هذا مخرج فعل الآدميين وفى آية أخرى: «أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) وفى آية أخرى «قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» (41/ 11) فخرج على تقدير فعل الآدميين والعرب قد تفعل ذلك وقال: شربت إذا ما الدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا (310) وزعم يونس عن أبى عمرو أن خاضعين ليس من صفة الأعناق وإنما هى من صفة الكناية عن القوم التي فى آخر الأعناق فكأنه فى التمثيل فظلت أعناق القوم فى موضع «هم» والعرب قد تترك الخبر عن الأول وتجعل الخبر للآخر منهما وقال: طول الليالى أسرعت فى نقضى ... طوين طولى وطوين عرضى (121) فترك طول الليالى وحوّل الخبر إلى الليالى فقال أسرعت ثم قال طوين وقال جرير: رأت مرّ السنين أخذن منى ... كما أخذ السّرار من الهلال (120)
[سورة الشعراء (26) : آية 14]
رجع إلى السنين وترك «مرّ» وقال الفرزدق: ترى أرباقهم متقلديها ... إذا صدئ الحديد على الكماة «1» [634] فلم يجعل الخبر للأرباق ولكن جعله للذين فى آخرها من كنايتهم ولو كان للأرباق لقال متقلدات ولكن مجازه: تراهم متقلدين أرباقهم. «وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ» (14) مجازه ولهم عندى ذنب قال القحيف العقيلىّ: إذا رضيت علىّ بنو قشير ... لعمر أبيك أعجمنى رضاها «2» [635] فلا تنبو سيوف بنى قشير ... ولا تمضى الأسنّة فى صفاها أي إذا رضيت عنى، قال أبو النّجم: قد أصبحت أم الخيار تدّعى ... علىّ ذنبا كله لم أصنع «3» [636] . َقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ» (16) مجاره إنا رسالة رب العالمين قال عباس بن مرداس: ألا من مبلغ عنى حفافا ... رسولا بيت أهلك منتهاها «4» [637] ألا ترى أنه أنها وقال كثيّر عزّة: لقد كذّب الواشون ما بحت عندهم ... بسّر ولا أرسلتهم برسول «5» [638]
[سورة الشعراء (26) : آية 22]
أي برسالة.. «أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (22) أي اتخذتهم عبيدا. «فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ» (32) فإذا هى حية تسعى ثعبانا ومجاز «مُبِينٌ» أي بيّن فى الظاهر.. «وَنَزَعَ يَدَهُ» (33) أي فأخرج يده. وقوله: «أَرْجِهْ وَأَخاهُ» (36) أي أخره.. «أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً» (41) أي ثوابا وجزاء.. «تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ» (45) أي ما يفترون ويسحرون.. «قالُوا لا ضَيْرَ» (50) مصدر ضار يضير، ويقال: لا يضيرك عليه رجل أي لا يزيدك عليه «1» «2»
[سورة الشعراء (26) : آية 54]
«إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ «1» قَلِيلُونَ» (54) أي طائفة وكل بقية قليلة فهى شرذمة قال: يحذين فى شراذم النّعال [640] أي قطع النعال وبقاياها، وهى هاهنا فى موضع الجماعات ألا ترى أنه قال شرذمة قليلون. «وإنّا لجميع حذرون» (56) قال ابن أحمر: هل أنسأن يوما إلى غيره ... أنّى حوالى وأنّى حذر «2» [641] حذر وحذر وحاذر، وقوم حذرون وحاذرون، حوالى ذو حيلة، قال عباس بن مرداس: وإنى حاذر أنمى سلاحى ... إلى أوصال ذيّال منيع «3» [642] الذيال الفرس الطويل الذنب.. «فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ» (60) مجاز المشرق مجاز المصبح.. «كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» (63) أي كالجبل قال الشاعر: حلّوا بأنقرة بجيش عليهم ... ماء الفرات يجىء من أطواد «4» [643]
[سورة الشعراء (26) : آية 64]
«وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ» (64) أي وجمعنا، ومنه ليلة المزدلفة «1» ، والحجة فيها أنها ليلة جمع وقال بعضهم وأهلكنا.. «هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ» (72) أي يسمعون دعاءكم وفى آية أخرى «إِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» (83/ 3) وفى الكلام أنصتك حتى فرغت واشتقتك أي اشتقت إليك.. «وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ» (84) أي ثناء حسنا فى الآخرين.. «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ» (90) قرّبت وأدنيت، ومنه قوله: طىّ الليالى زلفا فزلفا ... سماوة الهلال حتى احقوقفا (340) ويقال: له عندى زلفة أي قربى.. «فَكُبْكِبُوا فِيها» (94) أي طرح بعضهم على بعض جماعة جماعة.. «كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ» (105) قوم يذكّر ويؤنّث.. «فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً» (118) أي أحكم بينى وبينهم حكما قال الشاعر: ألا أبلغ بنى عصم رسولا ... فإنى عن فتاحتكم غنىّ (251)
[سورة الشعراء (26) : آية 119]
«فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» (119) أي المملوء، ومنه قولهم شحنها عليهم خيلا ورجالا أي ملأها، والفلك يقع لفظه على الواحد والجميع من السفن سواء، بمنزلة قوله السلام رطاب وكذلك الحجر الواحد.. «بِكُلِّ رِيعٍ» (128) وهو الارتفاع «1» من الأرض والطريق والجميع أرياع وريعة قال ذو الرّمة: طراق الخوافي مشرف فوق ريعة ... ندى ليله فى ريشه يترقرق «2» [645] وقال الشّماخ: تعنّ له بمذنب كل واد ... إذا ما الغيث أخضل كل ريع «3» [646] . «وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ «4» » (129) وكل بناء مصنعة.. «وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ» (148) أي قد ضمّ بعضه بعضا وهى النخل وهو النخل يذكّر ويؤنّث، وفى آية أخرى «أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ» (54/ 2) .. «وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ» (149) أي حاذقين، وقال آخرون: فارهين أي مرحين. وقال عدى بن وداع العقوىّ من العقاة بن عمرو بن مالك ابن فهم من الأزد: «5»
[سورة الشعراء (26) : آية 153]
لا أستكين إذا ما أزمة أزمت ... ولن ترانى بخير فاره اللبب «1» [648] أي مرح اللبب ويجوز فرهين فى معنى فارهين.. «قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ» (153) وكل من أكل من إنس أو دابة فهو مسحّر وذلك أن له سحرا يقرى يجمع ما أكل فيه «2» ، قال لبيد بن ربيعة: فإن تسألينا فيم نحن فإننا ... عصافير فى هذا الأنام المسحّر (440) . «لَها شِرْبٌ» (155) يكسر أوله ويضم ويفتح.. «إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ» (171) والغابر الباقي قال العجّاج: فماونى محمد مذ أن غفر ... له الإله ما مضى وما غبر (249) أي بقي وكذلك غبر اللبن والحيض وغبر الليل، ويقال: غبر تخفف من ذا إلا عجوزا وقد هلكت فى الهالكين الذي هلكوا من قومها ومجازها إلا عجوزا هرمة فى العابرين الذين بقوا حتى هرموا وقد أهلكت مع الذين أهلكوا، وقال الأعشى: عضّ بما أبقى المواسى له ... من أمه فى الزمن الغابر (250) معناه عضّ بالذي أبقى المواسى له من أمه، الغابر منه أي الباقي ألا ترى أنه قال:
[سورة الشعراء (26) : آية 176]
وكنّ قد أبقين منها أذى ... عند الملاقى وافر الشافر (250) . «أَصْحابُ الْأَيْكَةِ «1» » (176) وجمعها أيك وهى جماع من الشجر.. «وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ» (182) أي بالسّواء والعدل.. «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ» (183) أي لا تنقصوهم يقال فى المثل: تحسبها «2» حمقاء وهى باخسة.. «وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ» (183) يقال عثيت تعثى «3» عثوا وهى أشد الفساد والخراب.. «وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ» (184) أي الخلق «4» وجاء خبرها على المعنى الجماع وإذا نزعت الهاء من آخرها ضممت أوله كما هو فى آية أخرى «وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا» (36/ 62) قال أبو ذوءيب:
[سورة الشعراء (26) : آية 187]
منايا يقرّبن الحتوف لأهلها ... جهارا ويستمتعن بالأنس الجبل «1» [649] . «فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ» (187) جمع كسفة بمنزلة سدرة والجميع سدر ومعناها قطعا.. «لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ» (196) أي كتب الأولين واحدها زبور.. «وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ «2» » (198) يقال رجل أعجم إذا كانت فى لسانه عجمة، ورجل عجمى أي من العجم وليس من اللسان، قال ذو الرّمة: أحبّ المكان القفر من أجل أننى ... به أتغنّى باسمها غير معجم «3» [650] والدواب عجم لأنها لا تتكلّم وجاء فى الحديث العجماء جبار لا تودى أي لادية فيه.. «إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ» (212) مفتوح الأول لأنه مصدر «سمعت» «والمعنى الاستماع» يقال: سمعته سمعا حسنا.. «وَاخْفِضْ جَناحَكَ» (215) أي ألن جانبك وكلامك.. «كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ» (222) أي كذّاب بهّات أثيم أي آثم بمنزلة عليم فى موضع عالم:. «فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ» (225) الهائم هو المخالف للقصد الجائر عن كل حق وخير.
"سورة النمل" (27)
«سورة النمل» (27) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ» (6) أي تأخذه عنه ويلقى عليك.. «إِنِّي آنَسْتُ ناراً» (7) أي أبصرت وأحسست بها.. «بِشِهابٍ «1» قَبَسٍ» (7) أي بشعلة نار، ومجاز «قبس» ما اقتبست منها من الجمر قال: فى كفّه صعدة مثقّفة ... فيها سنان كشعلة القبس «2» [651] . «كَأَنَّها جَانٌّ» (10) وهى جنس من الحيّات.. «وَلَمْ يُعَقِّبْ» (10) أي ولم يرجع يقال: عقّب عليه فأخذه.. «فَهُمْ يُوزَعُونَ» (17) أي يدفعون فيستحث آخرهم ويحبس أولهم، وفى آية أخرى:. «أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ» (19) مجازه: شدّدنى «3» إليه ومنه قولهم:
[سورة النمل (27) : آية 18]
وزعنى الحلم عن السّفاه أي منعنى، ومنه قوله: على حين عاقبت المشيب على الصّبا ... فقلت ألمّا تصح والشّيب وازع «1» [652] ومنه الوزعة الذين يدفعون الخصوم والناس عن القضاة والأمراء.. «قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ» (18) هذا من الحيوان الذي خرج مخرج الآدميّين، والعرب قد تفعل ذلك قال: شربت إذا ما الدّيك يدعو صباحه ... إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا (310) . «فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ» (22) أي غير طويل، كاف «مكث» مفتوحة، وبعضهم يضمها.. «أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ» (25) مجازه الأمر، وهذه الياء التي قبل الألف. «اسْجُدُوا» تزيدها العرب للتنبيه إذا كانت ألف الأمر التي فيها من ألفات الوصل نحو قولك: اضرب يا فتى، واسجد واسلم ونحو ذلك قال العجّاج:
[سورة النمل (27) : آية 37]
يا دار سلمى يا سلمى ثم أسلمي «1» [654] فالياء زائدة فى قوله: «يا سلمى» ، وقال ذو الرّمّة: ألا يا سلمى يا دارمىّ على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر «2» [655] وقال الأخطل: ألا يا سلمى يا هند هند بنى بدر ... وإن كان حيّانا عدى آخر الدهر (515) . «الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (25) ما خبأت فى نفسك أي ما أسررت.. «لا قِبَلَ لَهُمْ بِها» (37) مجازه لا طاقة «3» لهم بها ولا يدين.. «قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ» (39) وهو من كل جن وإنس أو شيطان الفائق المبالغ الرئيس، يقال عفرية نفرية «4» وعفارية وهما مثل عفريت قال جرير: قرنت الظالمين بمرمريس ... يذلّ له العفارية المريد «5» [656] المرمريس: الداهية الشديدة، قال ذو الرّمّة:
[سورة النمل (27) : آية 44]
كأنه كوكب فى إثر عفرية ... مسوّم فى سواد الليل منقضب «1» [658] قال لصَّرْحَ» » 44) القصر وكان من قوارير قال أبو ذؤيب: بهن نعام بناها الرجا ... ل تشبّه أعلامهن الصروحا «3» [659] كل بناء بنيته من حجارة فهو نعامة والجماع نعام وإذا كان من شجر وثرى فهو ثاية.. «قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ» (49) أي تحالفوا وهو من القسم.. «قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ» (57) أي جعلناها من الباقين. «آلله خير أمّا تشركون» (59) مجازه أم ما تشركون أي أم الذي تشركون به فأدغمت الميم فى الميم فثقّلت و «ما» قد يوضع فى موضع «من» و «الذي» وكذلك هى فى آية أخرى: «وَالسَّماءِ وَما بَناها» (91/ 5) ومن بناها. «وَالْأَرْضِ وَما طَحاها» ومن طحاها.. «فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ» (60) أي جنانا من جنان الدنيا واحدتها حديقة.. «وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ» (65) مجازه متى وفى آية أخرى: «أَيَّانَ مُرْساها» (41) أي متى.
[سورة النمل (27) : آية 72]
«عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ» (72) مجازه جاء بعدكم «1» .. «وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً» (83) أمة كل نبى الذين آمنوا به، ومن كل أمة أي من كل قرن فوجا جماعة، ويقال جاءونى أفواجا أي جماعات، وفى آية أخرى: «وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» (110/ 2) أي جماعات.. «وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا» (85) مجازه وجب العقاب عليهم بما كفروا.. «وَالنَّهارَ مُبْصِراً» (86) مجازه مجاز ما كان العمل والفعل فيه لغيره أي يبصر فيه، ألا ترى أن البصر إنما هو فى النهار والنهار لا يبصر كما أن النوم فى الليل ولا ينام الليل فإذا نيم فيه قالوا: ليلة قائم ونهاره صائم قال جرير: لقد لمتنا يا أمّ غيلان فى السّرى ... ونمت وما ليل المطىّ بنائم (96) . «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» (87) أي صاغرين خاضعين «كُلٌّ» لفظه لفظ واحد ومعناه جميع، فهذه الآية فى موضع جميع وقد يجوز فى الكلام أن تجعله فى موضع واحد فتقول: كل آتيه ذاخرا.
"سورة القصص" (28)
«سورة القصص» (28) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «طس» (1) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه فى المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور.. «تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ» (2) مجازها: هذه آيات القرآن بمنزلة قوله: «الم ذلِكَ الْكِتابُ» (2/ 1- 2) مجازه: هذا القرآن وقد فرغنا من تلخيصه فى موضعه وفى غير موضع.. «مِنْ نَبَإِ مُوسى» (2) أي من خبر موسى قال الرّبيع بن زياد العبسي: إنّى أرقت فلم أغمّض حار ... جزعا من النبإ الجليل السّارى «1» [660] جزعا أي فزعا.. «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ» (4) أي عظم وشرف وغلب عليها وطغى.. «وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً» (4) أي فرقا متفرقين، قال الأعشى: وبلدة يكره الجوّاب دلجتها ... حتى تراه عليها يبتغى الشّيعا «2» [661] أي الأصحاب والجماعات فى تفرقة.
[سورة القصص (28) : آية 9]
«وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ» (9) ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: هذا قرة عين لى ولك وعلى هذا التفسير وقعت «قُرَّتُ عَيْنٍ» .. «وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً» (10) مجازه: فارغا من الحزن لعلمها أنه لم يغرق «1» «2» «3» «4» ومنه قولهم دم فرغ أي لا قود فيه ولا دية فيه.. «وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ» (11) أي ابتغى إثره، يقال: قصصت آثار القوم.. «فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ» (11) وأبصرته لغتان، عن جنب عن بعد وتجنب، ويقال: ما تأتينا إلا عن جنب وعن جنابة، قال علقمة بن عبدة: فلا تحرمنّى نائلا عن جنابة ... فإنى امرؤ وسط القباب غريب (151)
[سورة القصص (28) : آية 12]
وقال الحطيئة: والله يا معشر لاموا امرأ جنبا ... فى آل لأى بن شمّاس لأكياس «1» [665] . «يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ» (12) أي يضمونه.. «بَلَغَ أَشُدَّهُ» (14) بلغ أي انتهى وموضع أشدّه موضع جميع ولا واحد له من لفظه. قال الفراء والكسائي واحد الأشدّ شدّ على فعل وافعل مثل بحر وأبحر، أشده مضعف مشدّد.. «وَاسْتَوى» (14) أي استحكم وتمّ.. «فَوَكَزَهُ مُوسى» (15) بمنزلة لهزه فى صدره بجمع كفه، فهو اللكز «2» «3» واللهز.. «فَقَضى عَلَيْهِ» (15) أي فقتله وأتى على نفسه.. «فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً» (17) أي معينا خائفا.. «يَتَرَقَّبُ» (18) أي ينتظر.
[سورة القصص (28) : آية 19]
«فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ» (18) مجازه فإذا ذلك الذي كان استنصر هذا يستصرخه أي يستصرخ الذي كان بالأمس استنصره وهو من الصارخ يقال: يا آل بنى فلان يا صاحباه.. «أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما» (19) الطاء مكسورة ومضمومة لغتان.. «إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ» (20) مجازه يهمون بك ويتوامرون فيك ويتشاورون «1» فيك ويرتئون، قال النّمر بن تولب: أرى النّاس قد أحدثوا شيمة ... وفى كل حادثة يؤتمر «2» [667] وقال ربيعة بن جشم النّمرىّ: أحار بن عمرو كأنى خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر «3» «4» [668] ما يأتمر: ما يرى لنفسه فيرى أنه رشد فربما كان هلاكه من ذلك.
[سورة القصص (28) : آية 22]
«وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ» (22) مجازه: نحو مدين ولا تنصرف مدين لأنها اسم مؤنثة، ويقال: فعل ذلك من تلقاء نفسه ودار فلان تلقاء دار فلان.. «سَواءَ السَّبِيلِ» (22) مجازه قصد السبيل ووسطه قال: حتى أغيّب فى سواء الملحد (61) وهو مفتوح ممدود.. «وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ» (23) أي جماعة.. «تَذُودانِ» (23) مجازه: تمنعان وتردان وتطردان قال جرير: وقد سلبت عصاك بنو تميم ... فما تدرى بأى عصا تذود «1» [670] وقال سعيد بن كراع: أبيت على باب القوافي كأنما ... أذود بها سريا من الوحش نزّعا «2» [671] ويروى الحوش، والحوش إبل الجنّ يزعمون أنها تضربه فى المهريّة «3» والعمانية فمن ثم هى هكذا.
[سورة القصص (28) : آية 27]
«قالَ ما خَطْبُكُما» (23) أي ما أمركما وحالكما وشأنكما، قال: يا عجبا ما خطبه وخطبى (554) . «عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ» (27) مجازه من الإجارة وهى أجر العمل يقال: أجرت أجيرى أي أعطيته أجره ويفعل منها: «يأجر» تقديره أكل يأكل ومنه قول الناس: أجرك الله وهو يأجرك أي أثابك الله «1» .. «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» (28) أي الغايتين والشرطين ومجازه أي الأجلين و «ما» من حروف الزوائد فى كلام العرب قال عبّاس بن مرداس: فأيّى ما وأيك كان شرّا ... فقيد إلى المقامة لا يراها (628) . «فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ» (28) وهو من العدا والتعدي والعدو واحد كله وهو الظلم.. «آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً» (29) أي أبصر، قال: آنس خربان فضاء فانكدر ... دانى جناحيه من الطور فمرّ (625) الطور: الجبل.. «أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ» (29) أي قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لهب
[سورة القصص (28) : آية 30]
وهى مثل الجذمة من أصل الشجرة «1» وجماعها الجذا «2» ، قال ابن مقبل: باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوّار ولا دعر «3» [672] . «شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ» (30) شطّ الوادي هو ضغة الوادي وعدوته وعدوتا وعدوتاه «4» ، ومنه شطّ السنام لنصفه.. «تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ» (31) وفى آية أخرى: «فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى» (20/ 20) فالحيات أجناس فيها الجان وغير ذلك والأفعى والحفّاث ومجازها كأنها جان من الحيّات ومجاز الأخرى فإذا هى حيّة من الجان.. «وَلَمْ يُعَقِّبْ» (31) أي لم يرجع يقال: عقّب على ما كان فردّه أي رجع عليه.. «اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ» (32) مجازه: أدخل وهما لغتان سلكته واسلكته وقد فسّرناه فوق هذا.
[سورة القصص (28) : آية 34]
«بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ» (32) أي من غير برص.. «وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ» (32) أي يدك. و «الرَّهْبِ» مثل الرّهبة ومعناهما الخوف والفرق «1» .. «فَذانِكَ بُرْهانانِ» (32) واحدهما برهان وهو البيان يقال: هات على ما تقول ببرهان ونون قوله «فَذانِكَ» مشددة لأنها أشد مبالغة منه إذا خففتها وقد يخفّف فى الكلام. وقوله: «هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً» (34) لأن موسى كانت فى لسانه عقدة ويقال للفرس والبعير إذا كان صافى الصهيل وصافى الهدير: إنه لفصيح الصّهيل وإنه لفصيح الهدير.. «رِدْءاً» (34) أي معينا ويقال: قد أردأت فلانا على عدوه وعلى ضيعته أي أكنفته وأعنته أي صرت له كنفا.. «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ» (35) أي سنقوّيك به ونعينك به يقال إذا أعزّ رجل رجلا ومنعه: قد شد فلان على عضد فلان وهو من عاضدته على أمره أي عاونته «2» «3» وآزرته عليه.
[سورة القصص (28) : آية 36]
قال ابن مقبل: عاضدتها بعنود غير معتلث ... كأنه وقف عاج بات مكنونا «1» [674] معتلث يعنى القدح، العنود: السهم، والمعتلث: تكون السهام من قنا فيكون فيها السهم من غير قنا، فذاك المعتلث وكذاك الخشب وقف عاج: موقّف فيه طرائق من حسنه والمعتلث يقال: امتلث وافتلث واسم علائة مشتق منه، وفلان يأكل العليث إذا أكل خبز الشعير والحنطة، وافتلث واعتلث واحد وهو المختلط يعنى قوسا أنه عاضدها بسهم. «إن هذا إلّا سحر مفترى» (36) مجازه: ما هذا إلا سحر مفترى يقال إذا افتعل الرجل من قبله شيئا: افتريته.. «عاقِبَةُ الدَّارِ» (37) وعاقبة الأمر أي آخره. [ «صَرْحاً» ] (38) الصرح البناء والقصر، قال الشاعر: بهن نعام بناها الرجا ... ل تحسب أعلامهن الصّروحا «2» (659)
[سورة القصص (28) : آية 40]
«فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ» (40) أي فجمعناه وجنوده.. «فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ» (40) أي فألقيناهم فى البحر فأهلكناهم وغرقناهم قال العجّاج: كبازخ اليمّ زهاه اليمّ (256) وقال أبو الأسود الدّؤلىّ: نظرت إلى عنوانه فنبذته ... كنبذك نعلا أطلقت من نعالكا (56) . «أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» (41) والإمام يكون فى الخير وفى الشر.. «أَتْبَعْناهُمْ» (42) مجازه ألزمناهم.. «مِنَ الْمَقْبُوحِينَ» (42) مجازه: المهلكين «1» .. «بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ» (44) وهو حيث تغرب الشمس والنجوم والقمر.. «وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً» (45) أي خلقنا قرونا أي أمما.. «الْعُمُرُ» (45) والعمر واحد وهما لغتان وهما مثل الضّعف والضّعف والمكث والمكث «2» .
[سورة القصص (28) : آية 47]
«ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ» (45) أي مقيما، قال الأعشى: أثوى وقصّر ليلة ليزوّدا ... فمضت وأخلف من قتيلة موعدا «1» [676] ويروى أثوى الثّوىّ الصّيف، قال العجّاج: فبات حتى يدخل الثّوىّ ... مجرمزا وليله قسىّ «2» [677] . «وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ» (47) وهى من كل نقمة وعذاب، نقمة بكسر القاف:. «بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» (47) مجازه: بما كانوا اكتسبوا وليس هاهنا.. «لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا» (47) مجازه هلّا، وفى آية أخرى:. «لَوْلا أُوتِيَ» (48) مجازه: هلّا أوتى. «ساحران تظاهرا» (48) أي تعاونا.. «فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ» (50) مجازه: فإن لم يجيبوك، وقال الغنوي: وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب (83)
[سورة القصص (28) : آية 51]
«وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ» (51) أي أتممناه «1» ، قال: جعلت عمامتى صلة لحبلى «2» [678] وقال الأخطل: فقل لبنى مروان ما بال ذمة ... وحبل ضعيف لا يزال يوصّل «3» [679] . «وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ» (53) أي يقرأ عليهم.. «وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ» (54) مجازه: يدفعون السيّء بالحسن.. «وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ» (55) مجازه هاهنا الفحش والقبيح.. «يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ» (57) مجازه يجمع كما يجبى الماء فى الجابية فيجمع للواردة «4» .. «بَطِرَتْ مَعِيشَتَها» (58) مجازها أنها أشرت وطغت وبغت «5» .. «وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا» (59) أم القرى مكة وأم الأرضين فى قول العرب وفى آية أخرى: «لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها «6» » (6/ 92) .
[سورة القصص (28) : آية 61]
«مِنَ الْمُحْضَرِينَ» (61) أي من المشهدين.. «وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ» (62) مجازه: يوم يقول لهم.. «الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ» (62) مجازه: وجب عليهم العقاب.. «إِيَّانا يَعْبُدُونَ» (63) مجازه: مجاز إياك نعبد لأنه بدأ بالكناية قبل الفعل.. «فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ» (66) مجازه: فخفيت عليهم الأخبار، يقال: عمى علىّ خير القوم.. «وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ» (68) مجازه: عن الذين يشركون به. «تُكِنُّ صُدُورُهُمْ «1» » (69) أي تخفى، ويقال: أكننت ذلك فى صدرى، وكننت الشيء بغير ألف: صنته.. «إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً» (71) مجازه: دائما لا نهار فيه، وكل شىء لا ينقطع من عيش أو رخاء أو غم وبلاء دائم فهو سرمد «2» .
[سورة القصص (28) : آية 73]
«وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ» (73) مجازه: لتسكنوا فى الليل ولتبتغوا فى النهار من فضل الله.. «وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً» (75) مجازه: وأحضرنا من كل أمة، لها موضعان أحدهما: من كل أمة نبىّ، والآخر: من كل قرن وجماعة وشهيد فى موضع شاهد بمنزلة عليم فى موضع عالم ويقال: نزع فلان بحجته أي أخرجها وأحضرها.. «ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ» (76) أي مفاتح خزائته، ومجازه: ما إنّ العصبة ذوى القوة لتنوء بمفاتح نعمه ويقال فى الكلام: إنها لتنوء بها عجيزتها، وإنما هى تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، والعرب قد تفعل مثل هذا، قال الشاعر: فديت بنفسه نفسى ومالى ... ولا ألوك إلّا ما أطيق (623) والمعنى فديت بنفسي وبمالى نفسه وقال: وتركب خيل لا هوادة بينها ... وتشقى الرماح بالضّياطرة الحمر «1» [681] الخيل هاهنا الرجال، وإنما تشقى الضياطرة بالرماح «2» ، وقال أبو زبيد:
[سورة القصص (28) : آية 77]
والصّدر منه فى عامل مقصود «1» [682] وإنما الرمح فى الصدر. ويقال: أعرض الناقة على الحوض وإنما يعرض الحوض على الناقة.. «لا تَفْرَحْ» (76) أي لا تأشر ولا تمرح، قال هدبة: ولست بمفراح إذا الدهر سرّنى ... ولا جازع من صرفه المتقلّب «2» [683] وقال ابن أحمر: ولا ينسينى الحدثان عرضى ... ولا ألقى من الفرح الإزارا «3» [684] أي لا أبدى عورتى للناس.. «وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا» (77) مجازه: لا تدع حظّك وطلب الرزق الحلال منها.. «وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ» (80) مجازه: لا يوقف لها ولا يرزقها ولا يلقاها.. «فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ» (81) أي من أعوان وظهراء، قال خفاف «4» :
[سورة القصص (28) : آية 82]
فلم أر مثلهم حيّا لقاحا ... وجدّك بين قاصية وحجر «1» [685] أشدّ على صروف الدهر آدا ... وآمر منهم فيئة بصير. «وَيْكَأَنَّ اللَّهَ» (82) مجازه: ألم تر أن الله يبسط الرزق، قال الشاعر: وى كأنّ من يكن له نشب يجب ... ومن يفتقر يعش عيش ضرّ «2» [686] . «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» (85) مجازه: أنزل عليك.. «كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» (88) مجازه: إلّا هو وما استثنوه من جميع فهو منصوب وهذا المعنى بين النفختين، فإذا هلك كل شىء من جنّة ونار وملك وسماء وأرض وملك الموت فإذا بقي وحده نفخ فى الصور النفخة الآخرة وأعاد كل جنة ونار وملك وما أراد، فتم خلود أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار.
"سورة العنكبوت" (29)
«سورة العنكبوت» (29) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الم أَحَسِبَ النَّاسُ» (1، 2) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السّور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجّى ومجاز موضعه فى المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور.. «وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ» (2) مجازه: وهم لا يبتلون، من بلوته أي خبرته.. «فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا» (3) مجازه: فليميزنّ الله لأن الله قد علم ذلك من قبل «1» .. «مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ» (5) مجازه: من كان يخاف بعث الله، قال أبو ذؤيب: إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها ... وحالفها فى بيت نوب عوامل (309) أي لم يخف.. «وَإِنْ جاهَداكَ» (8) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقوله: وقلنا له وإن جاهداك.
[سورة العنكبوت (29) : آية 10]
«فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ» (10) مجازه: جعل أذى الناس.. «وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ» (11) مجازه: وليميزن الله هؤلاء من هؤلاء.. «اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» (12) مجازه: اتبعوا ديننا.. «وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ» (13) مجازها: وليحملن أوزارهم «1» وخطاياهم وأوزارا وخطايا مع أوزارهم وخطاياهم.. «عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ» (13) أي يكذبون ويخترعون.. «الطُّوفانُ» (14) مجازه: كل ما طام فاش من سيل كان أو من غيره وهو كذلك من الموت إذا كان جارفا فاشيا كثيرا، قال: أفناهم طوفان موت جارف «2» [687] . «أَوْثاناً» (17) الوثن من حجارة أو من جصّ.. «وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً» (17) مجازه: تختلقون وتفترون.. «وَاشْكُرُوا لَهُ» (17) واشكروه واحد.
[سورة العنكبوت (29) : آية 19]
«أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ» (19) مجازه: كيف استأنف الخلق الأول.. «ثُمَّ يُعِيدُهُ» (19) بعد، يقال: رجع عوده على بدئه أي آخره على أوله، وفيه لغتان يقال: أبدأ وأعاد وكان ذلك مبدئا ومعيدا وبدأ وعاد وكان ذلك بادئا وعائدا.. «كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ» (20) مجاز «يُنْشِئُ» يبدئ.. «وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ» (21) أي ترجعون.. «وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي» (26) كل من خرج من داره أو قطع شيئا فقد هاجر ومنه: مهاجر والمسلمين.. «إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ» (32) أي من الباقين الذين طالت أعمارهم فبقيت ثم أهلكت، قال العجّاج: فما ونى محمد مذ أن غفر ... له الإله ما مضى وما غبر (249) وإذا كانت امرأة مع رجال كانت صفاتهم صفات الرجال كقولك: عجوزا من الغابرين، وقوله: «كانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ» (26/ 12) . «سِيءَ بِهِمْ» (33) مجازه: فعل بهم من سؤت بنا.. «تَرَكْنا مِنْها آيَةً» (35) مجازه: أبقينا منها علامة.. «وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ» (36) مجازه: وأخشو اليوم الآخر، قال أبو ذؤيب: إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها ... وحالفها فى بيت نوب عوامل (309) أي لم يخف.
[سورة العنكبوت (29) : آية 37]
«وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» (36) مجازه من: عثبت تعثى عثوّا هو أشد مبالغة من عثيت تعيث. «جاثِمِينَ» (38) بعضهم على بعض، وجاثمين لركبهم وعلى ركبهم.. «وَما كانُوا سابِقِينَ» (39) مجازه: فائقين معجزين. «أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً» (40) أي ريحا عاصفا فيها حصى ويكون فى كلام العرب: الحاصب من الجليد ونحوه أيضا، قال الفرزدق: مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنديف القطن منثور (447) . «وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ» (43) مجازها: هذه الأشباه والنظائر نحتجّ بها، يقال اضرب لى مثلا: قال الأعشى: «هل تذكر العهد فى تنمّص إذ ... تضرب لى قاعدا بها مثلا «1» [689] . «وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ» (48) مجازه: ما كنت تقرأ من قبل القرآن حتى أنزل إليك ولا قبل ذلك من كتاب، مجازه: ما كنت تقرأ كتابا، و «من» من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (69/ 47) مجازه: ما منكم أحد عنه حاجزين «وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ» أي ولا تكتب كتابا،
[سورة العنكبوت (29) : آية 58]
ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: ولو كنت تقرأ الكتاب وتخطّه لارتاب المبطلون.. «لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً» (58) مجازه: لننزلنهم، وهو من قولهم: «اللهم بوّئنا مبوّأ صدق» .. «وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا» (60) مجازه: وكم من دابة، ومجاز الدابة: أن كل شىء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم.. «الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ» (64) مجازه: الدار الآخرة هى الحيوان، واللام تزاد للتوكيد، قال الشاعر: أمّ الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللحم يعظم الرّقبه (255) ومجاز الحيوان والحياة واحد، ومنه قولهم: نهر الحيوان أي نهر الحياة، ويقال: حييت حيا على تقدير: عييت عيّا فهو مصدر، والحيوان والحياة اسمان منه «1» فيما تقول العرب، قال العجّاج: وقد ترى إذ الحياة حىّ «2» [691] أي الحياة.
[سورة العنكبوت (29) : آية 68]
«أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ» (68) مجازه مجاز الإيجاب لأن هذه الألف يكون للاستفهام وللايجاب فهى هاهنا للإيجاب، وقال جرير: ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح (43) فهذا لم يشك، ولكن أوجب لهم أنهم كذلك، ولولا ذلك ما أثابوه والرجل يعاتب عبده وهو يقول له: أفعلت كذا، وهو لا يشك.
"سورة الروم" (30)
«سورة الرّوم» (30) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الم غُلِبَتِ الرُّومُ» (1، 2) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه فى المعنى كمجار ابتداء فواتح سائر السور.. «فِي بِضْعِ سِنِينَ» (4) والبضع ما بين ثلاث سنين وخمس سنين.. «وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ» (6) «وَعْدَ اللَّهِ» منصوب من موضعين أحدهما: على قولك: وهم من بعد غلبهم سيغلبون، وعدا من الله فصار فى موضع مصدر «سيغلبون» وقد ينصبون المصدر إذا كان غير مصدر الفعل الذي قبله لأنه فى موضع مصدر ذلك الفعل والثاني: لأنه قد يجوز أن يكون فى موضع «فعل» وفى موضع «يفعل» منه قال أبو عمرو بن العلاء والبيت لكعب: تسعى الوشاة جنابيها وقيلهم ... إنك يا ابن أبى سلمى لمقتول (147) أي ويقولون فلذلك نصب «وقيلهم» .. «وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها» (9) أي استخرجوها، ومنه قولهم: أثار ما عندى: أي استخرجه، وأثار القوم: أي استخرجهم.
[سورة الروم (30) : آية 12]
«وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ» (12) أي يتندمون ويكتئبون وييأسون. قال العجّاج: يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال نعم أعرفه وأبلسا (217) . «فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ» (15) مجازه: يفرحون ويسرّون وليس شىء أحسن عند العرب من الرياض المعشبة ولا أطيب ريحا قال الأعشى: ما روضة من رياض الحزن معشبة ... خضراء جاد عليها مسبل هطل «1» [692] يوما بأطيب منها نشر رائحة ... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل وقال العجّاج: والحمد لله الذي أعطى الحبر ... موالى الحقّ إنّ المولى شكر «2» [693] ويقال فى المثل «3» : مليت بيوتهم حبرة فهم ينتظرون العبرة.. «مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ» (23) وهى من مصادر النوم بمنزلة قام يقوم مقاما، وقال يقول مقالا.
[سورة الروم (30) : آية 26]
«كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ» (26) أي مطيعون و «كلّ» لفظه لفظ الواحد ويقع معناه على الجميع فهو هاهنا جميع وفى الكلام: كل له مطيع أيضا. «وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ» (27) مجازه أنه خلقه ولم يكن من البدء شيئا ثم يحييه بعد موته «وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ» (27) فجاز مجازه: وذلك هبّن عليه لأن «أفعل» يوضع فى موضع الفاعل قال: لعمرك ما أدرى وإنى لأوجل ... على أيّنا تعدو المنيّة أوّل «1» [694] أي وإنى لواجل أي لوجل، وقال: فتلك سبيل لست فيها بأوحد (531) أي بواحد وفى الأذان: الله أكبر أي الله كبير. وقال الشاعر: أصبحت أمنحك الصّدود واننى ... قسما إليك مع الصدود لأميل «2» [695] وقال الفرزدق: إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه أعزّ وأطول «3» [696] أي عزيزة «4» طويلة. فان احتجّ محتجّ فقال إن الله لا يوصف بهذا وإنما يوصف به الخلق فزعم أنه وهو أهون على الخلق وإن الحجة عليه قول الله
[سورة الروم (30) : آية 30]
«وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً» (33/ 19) وفى آية أخرى «وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما «1» » أي لا يثقله.. «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها» (30) أي صبغة الله التي خلق عليها الناس، وفى الحديث: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه الذين يهوّدانه وينصرانه «2» أي على الملة والصبغة وهى واحدة وهى العهد الذي كان أخذه الله منهم ونصبوها على موضع المصدر وإن شئت فعلى موضع الفعل قال: إنّ نزارا أصبحت نزارا ... دعوة أبرار دعوا أبرارا «3» [697] . «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ» (31) أي راجعين تائبين.. «كانُوا شِيَعاً» (32) أي أحزابا فرقا.. «كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ» (32) أي كل شيعة وفرقة بما عندهم. «فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» (34) مجازه مجاز التوعّد والتهدّد وليس بأمر طاعة ولا فريضة. «إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ» (36) أي يئسون قال حميد الأرقط: قد وجدوا الحجّاج غير قانط «4» [698]
[سورة الروم (30) : آية 40]
«فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ» أي لا يزيد ولا ينمى.. «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ» (40) مجازه: من يفعل من ذلكم شيئا، «من» من حروف الزوائد وقد أثبتنا تفسيره فى غير مكان وجاء «مِنْ ذلِكُمْ» وهو واحد وقبله جميع قال: «خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ» والعرب قد تفعل مثل ذلك قال رؤبة بن العجّاج: فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنه فى الجلد توليع البهق «1» - 50 يريد كأن ذاك ولم يرد خطوطا فيؤنثه ولا سوادا أو بلقا فيثنّيه وهذا كله يحاجهم به القرآن وليس باستفهام ب «هل» ومعناه: ما من شركائكم من يفعل ذلك ومجاز «سُبْحانَهُ» مجاز موضع التنزيه والتعظيم والتبرؤ قال الأعشى: أقول لّما جاءنى فخره ... سبحان من علقمة الفاخر (44) يتبرؤ من ذلك له وتعالى أي علا عن ذلك.. «يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ «2» » (43) أي يتفرقون ويتخاذلون.
[سورة الروم (30) : آية 44]
«مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ» (44) من يقع على الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث ومجازها هاهنا مجاز الجميع «ويمهد» أي يكتسب ويعمل ويستعد قال سليمان بن يزيد العدوى: أمهد لنفسك حان السقم والتلف ... ولا تضيعنّ نفسا ما لها خلف «1» [699] . «فَتُثِيرُ سَحاباً» (48) مجازه: تجمع وتستخرج.. «الْوَدْقَ» (48) والقطر واحد قال: فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل أبقالها (603) . «مِنْ خِلالِهِ» (48) أي من بينه.. «فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (50) المحيي الموتى هو الله ولم تقع هذه الصفة على رحمة الله ولكنها وقعت على أن الله هو محيى الموتى وهو على كل شىء قدير. والعرب قد تفعل ذلك فتصف الآخر وتترك الأول يقولون:
[سورة الروم (30) : آية 51]
رأيت غلام زيد أنه عنه لحليم أي أن زيدا عن غلامه وعن غيره لحليم. «وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا» (51) الهاء هاهنا للأثر كقولك: فرأوا الأثر مصفرّا ومعناه النبات.. «خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ» (54) أي صغارا أطفالا.. «ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً» (54) أي الكبر بعد القوة.. «كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ» (59) يقال للسيف إذا جرب وصدىء: قد طبع السيف وهو أشد الصدأ «1» .
"سورة لقمان" (31)
«سورة لقمان» (31) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ» (1- 2) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجّى ومجاز موضعه فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور. ومجاز «تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ» أي هذه الآيات من القرآن.. «وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ» (10) مجازه: وجعل فيها رواسى أي جبالا قد رست أي ثبتت.. «أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ» (10) أي أن تحرّك بكم يمينا وشمالا.. «وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ» (10) أي فرّق فى الأرض من الدواب وكل ما أكل وشرب فهو دابة.. «ماذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ» (11) أي الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك.. «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ» (14) مجازه: ضعفا إلى ضعفها وفى آية أخرى «وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي» (19/ 4) .
[سورة لقمان (31) : آية 15]
وقال زهير: فلن يقولوا بحبل واهن خلق ... لو كان قومك فى أمثاله هلكوا «1» [703] . «وَفِصالُهُ» (14) أي فطامه.. «وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ» (15) أي طريق من رجع وتاب إلى الله وهذا مما وصّى الله به ثم رجع الخبر إلى لقمان فقال. «يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ» (16) أي زنة حبة.. «وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ» (18) مجازه: ولا تقلب وجهك ولا تعرض بوجهك فى ناحية من الكبر ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل فى رؤوسها حتى يلفت أعناقها عن رؤوسها قال عمرو بن حنىّ التّغلبىّ: وكنا إذا الجبار صعّر خدّه ... أقمنا له من ميله فتقوّما «2» [704] والصّعر داء يأخذ البعير فى عنقه أو رأسه فيشبّه به الرجل الذي يتكبر على الناس «3» . «وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً» (18) أي لا تمرح فى مشيك من الكبر. «إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ» (19) أي أشدّ الأصوات.
[سورة لقمان (31) : آية 27]
«وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ» (27) مجاز البحر هاهنا الماء العذب يقال: ركبنا هذا البحر وكنا فى ناحية هذا البحر أي فى الريف لأن الملح فى البحر لا ينبت الأقلام «1» يمده من بعده أي من خلفه أي يسيل فيه سبعة أبحر، ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، سبيله: فكتب كتاب الله بهذه الأقلام وبهذه البحور مانفد كتاب الله.. «ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ» (28) مجازه مجاز قولك إلّا كخلق نفس واحدة وإلّا كبعث نفس واحدة أي كإحياء نفس لأنه إذا قدر على ذلك من بعض يقدر على بعث أكثر من ذلك إنما يقول لها: كونى فتكون وإذا قدر على أن يخلق نفسا يقدر على خلق أكثر من ذلك. «وأن ما تدعون من دونه الباطل» (30) أي تجعلون معه قال: ألا ربّ من تدعو صديقا وغيبه ... لك الدهر قد ما غير منشرح الصدر (523) . «وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ» (32) واحدتها ظلّة ومجازه: من شدة سواد كثرة الماء ومعظمه.
[سورة لقمان (31) : آية 33]
قال النّابغة الجعدىّ وهو يصف البحر: يماشيهنّ أخضر ذو ظلال ... على حافاته فلق الدّنان «1» [705] ويروى «يعارضهن» .. «كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ» (32) الختر أقبح الغدر قال الأعشى: بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير ختّار «2» [706] وقال عمرو بن معديكرب: وإنك لو رأيت أبا عمير ... ملأت يديك من غدر وختر «3» [707] . «لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ» (33) قوم يقولون: جزيت عنك كأنه من الجزاء وهو من أغنيت وقوم يقولون لا يجزئ عنك، يجعلونه من أجزأت عنك يهمزونه ويدخلون فى أوله ألفا.. «وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ» (33) مجازه أن كل من غرّك من أمر الله أو من غير ذلك فهو غرور شيطانا كان أو غيره، تقديره فعول من غررت تغرّ.. «بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» (34) يقال: بأى أرض كنت وبأيت أرض كنت لغتان.
"سورة السجدة" (32)
«سورة السّجدة» (32) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الم» (1) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه فى المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور.. «أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ» (3) مجازه مجاز «أم» التي توضع فى موضع معنى الواو ومعنى «بل» ، سبيلها: ويقولون، وبل يقولون، قال الأخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظّلام من الرّباب خيالا (69) أي بل رأيت. «افْتَراهُ» أي تكذّبه واخترقه وتخلّقه من قبل نفسه.. «ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ» (5) مجازه: ينزل وهو من المعارج أي الدّرج.. «أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ» (7) مجازه: أحسن خلق كل شىء والعرب تفعل هذا يقدّمون ويؤخرون قال الشاعر: وطعني إليك الليل حضنيه إنّني ... لتلك إذا هاب الهدان فعول (388) معناه: وطعني حضنى الليل إليك وقال الراعي: كأن هندا ثناياها وبهجتها ... يوم التقينا على أدحال دبّاب (389)
[سورة السجده (32) : آية 8]
أي كأن ثنايا هند وبهجة هند دبّاب: مكان سمّى أدحال دبّاب وهو اسم مكان أو رجل، واحد الأدحال دحل، قال ذو الرّمّة: عفا الزّرق من أطلال ميّة فالدّحل «1» [708] . «ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ» (8) مجازه ثم خلق ولده من ماء انسلّ فخرج من مائه أي هراقته يقال: انسل فلان وفلان لم ينسل، مهين أي ضعيف مائع رقيق قال: فجاءت به غضب الأديم غضنفرا ... سلالة فرج كان غير حصين (624) . «قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ» (9) مجازه: تشكرون قليلا و «ما» من حروف الزوائد قال الشاعر: فعن ما ساعة وفدوا إليه ... بما أعدمنهم أهلا ومالا (709) أي ففى ساعة أي بعد ساعة.. «وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ» (10) مجازه: همدنا فلم يوجد لنا لحم ولا عظم.. «قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ» (11) مجازه من: توفّى العدد من الموتى.
[سورة السجده (32) : آية 14]
قال منظور الزّبيرىّ: إن بنى الأدرم ليسوا من أحد ... ليسوا إلى قيس وليسوا من أسد «1» [710] ولا توفّاهم قريش فى العدد. «إِنَّا نَسِيناكُمْ» (14) محازه: إنا تركناكم ولم ننظر إليكم والله عز وجل لا ينسى فيذهب الشيء من ذكره قال النّابغة: كأنه خارجا من جنب صفحته ... سفّود شرب نسوه عند مفتأد «2» [711] أي تركوه.. «تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ» (16) مجازه: ترتفع عنها وتنحّى لأنهم يصلون بالليل، قال الزفيان من بنى عوافة: وصاحبى ذات هباب دمشق ... كأنها غبّ الكلال زورق «3» [712] أذلّ برءا الثافرين دوسق ... شوارها قتودها والنمرق
[سورة السجده (32) : آية 24]
وبرة فيها زمام معلق ... كأن ثنيين شجاع مطرق وابن ملاط متجاف أدفق برءا: متعوج على خلقة الطير زيّن، وثافر الزّور مقدّمه ومؤخره، وبيت دوسق ليس بعظيم ولا صغير وسط، متجاف: أي متنحّى عن كركرتها.. «يَهْدُونَ بِأَمْرِنا» (24) أي بما تقوّيهم وبقوتنا.. «أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ» (26) الواو مفتوحة لأنها واو الموالاة وليست بواو «أو» فتكون ساكنة ولا الألف التي قبلها خرجت مخرج ألف الاستفهام وهى فى موضع التقرير ومجاز «يَهْدِ لَهُمْ» يبيّن لهم وهو من الهدى «1» .. «إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ» (27) أي الغليظة اليابسة التي لم يصبها مطر.. «وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ» (28) مجازه هذا الحكم والثواب والعقاب.. «وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ» (30) هى مكية وكل آية أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالمكث والانتظار والصّفح والعفو فهى مكية إلى أن أمر بالهجرة فلما قدم المدينة أمر بالبسط والحرب فكل آية أمر فيها بالبسط فهى مدنيّة ومدنية أيضا أو غير ذلك وليست بمكية.
"سورة الأحزاب" (33)
«سورة الأحزاب» (33) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ» (5) أي إخوانكم فى الملّة وخرج مخرج فتى والجميع فتيان وفتية.. «وَمَوالِيكُمْ» (5) أي بنو عمكم وولاتكم.. «فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً» (6) أي مكتوبا قال العجّاج: فى الصّحف الأولى التي كان سطر (445) . «وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ» (10) أي حارت وطمحت وعدلت وفى آية أخرى: «ما زاغَ الْبَصَرُ» (53/ 17) .. «زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً» (11) أي ابتلوا وفتنوا ومنه الزلازل.. «يَثْرِبَ» (13) اسم أرض ومدينة النبي صلى الله عليه فى ناحية من يثرب «1» قال حسّان فى الجاهليّة: سأهدى لها فى كل عام قصيدة ... وأقعد مكفيّا بيثرب مكرما «2» [713] . «لا مُقامَ لَكُمْ» (13) مفتوحة الأول ومجازها: لا مكان لكم تقومون فيه ومنه قوله: فاىّ ما وأيّك كان شرا ... فقيد إلى المقامة لا يراها (628)
[سورة الأحزاب (33) : آية 14]
«مِنْ أَقْطارِها» (14) أي من جوانبها «1» ونواحيها واحدها قطر.. «سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها» (14) أي لأعطوها «2» .. «فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ» (19) أي بالغوا فى عيبكم ولا أئمتكم ومنه قولهم خطيب مسلق ومنه الخاطب المسلاق وبالصاد أيضا وقال الأعشى: فيهم الحزم والسّماحة والنّج ... دة فيهم والخاطب المسلاق «3» [714] ويقال: لسان حديد أي ذلق وذليق.. «الْأَحْزابَ» (20) واحدهم حزب يقال: من أيىّ حزب أنت وقال رؤبة: وكيف أضوى وبلال حزبى (202) . «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ» (23) أي نذره الذي كان نحب أي نذر والنحب أيضا النفس أي الموت وجعله جرير الخطر العظيم «4» فقال: بطخفة جالدنا الملوك وخيلنا ... عشيّة بسطام جرين على نحب «5» «6» [715]
[سورة الأحزاب (33) : آية 26]
أي خطر عظيم، قال ومنه التنحيب قال الفرزدق: وإذ نحبّت كلب على الناس أيّهم ... أحقّ بتاج الماجد المتكرّم «1» [717] وقال ذو الرّمّة: قضى نحبه فى ملتقى الخيل هوبر «2» «3» [718] أي نفسه وإنما هو يزيد بن هوبر ويقال: نحب فى سيره يومه أجمع إذا مدّ فلم ينزل وليلته جميعا.. «الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ» (26) أي عاونوهم وهو من التظاهر.. «مِنْ صَياصِيهِمْ» (26) أي من حصونهم وأصولهم يقال: جذّ الله صيصة فلان أي أصله وهى أيضا شوك الحاكة قال: وما راعنى إلّا الرماح تنوشه ... كوقع الصّياصى فى النّسيج الممدّد «4» [719] وهى شوكتا الديك وهى قرن البقرة أيضا.. «يُضاعَفْ «5» لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ» (29) أي يجعل لها العذاب ثلاثة أعذبة لأن
[سورة الأحزاب (33) : آية 31]
ضعف الشيء مثله، وضعفى الشيء مثلا الشيء ومجاز «يُضاعَفْ» أي يجعل الشيء، شيئين حتى يكون ثلاثة فأما قوله ويضعّف أي يجعل الشيء شيئين.. «نُؤْتِها أَجْرَها» (31) أي نعطها ثوابها.. «لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ» (32) أحد يقع على الذكر والأنثى بلفظ واحد يقع على ما ليس فى الآدميين، يقال: لم أجد فيها أحدا شاة ولا بعيرا.. «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ» (33) القاف مكسورة لأنها من وقرت تقر، تقديره وزنت تزن ومعناه من الوقار ومن فتح القاف فإن مجازها من «قرّت تقرّ» تقديره: قررت تقر فحذف الراء الثانية فخففها وقد تفعل العرب ذلك وقال الشاعر: خلا أنّ العتاق من المطايا ... أحسن به فهنّ إليه شوس (560) أراد أحسسن. «1»
[سورة الأحزاب (33) : آية 37]
«ولا يتبرّجن «1» » (33) وهو من التبرج وهو أن يبرزن محاسنهن فيظهرنها.. «فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً» (37) أي أربا وحاجة قال الشاعر: ودّعنى قبل أن أودّعه ... لمّا قضى من شبابنا وطرا «2» [721] أي أربا وحاجة.. «ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ» (38) سنة الله منصوبة لأنها فى موضع مصدر من غير لفظها من حرج أي من ضيق وإثم خلوا أي مضوا.. «بُكْرَةً وَأَصِيلًا» (42) ما بين العصر إلى الليل.. «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ» (43) أي يبارك عليكم قال الأعشى: عليك مثل الّذى صلّيت فاغتمضى ... نوما فإن لجنب المرء مضطجعا (78) «اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ» (50) أي أعطيت مهورهن.. «مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ» (50) أي مما فتح الله عليك من الفيء.
[سورة الأحزاب (33) : آية 51]
«وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ» (50) مجازه: إن تهب والموضع موضع مجازاة والعرب قد تجازى بحرف وتضمر الآخر معهما قال ذو الرّمّة: وإنى متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت ما بين الجوانب ناظر «1» [722] قال القطامىّ: والناس من يلق خيرا قائلون له ... ما يشتهى ولأمّ المخطئ الهبل «2» [723] قال «وَامْرَأَةً- مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ [إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها] خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ» (50) وهبت فى موضع «تهب» والعرب تفعل ذلك قال: إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا (210) أي يطيروا. والعرب قد تخاطب فتخبر عن الغائب والمعنى للشاهد فترجع إلى الشاهد فتخاطبه قال عنترة: شطّت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا علىّ طلابك ابنة مخرم (17) «تُرْجِي مَنْ تَشاءُ» (51) أي تؤخر.. «وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ» (51) أي تضمّ.. «لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ» (52) إذا جعلت العرب من فعل المؤنث وبينها
[سورة الأحزاب (33) : آية 53]
شيئا ذكّروا فعلها وبعد مرفوع بغير تنوين لأنه غاية لم تصف وحرّم على النبي صلى الله عليه النساء غير هؤلاء، فإن قال قائل إنهن لم يحّر من عليه فإن الآية إذا منسوخة.. «عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً» (52) أي حفيظا قال أبو دؤاد: كمفاعد الرّقباء للضّرباء أيديهم نواهد (132) «إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ» (53) أي إدراكه وبلوغه ويقال أبى لك أن تفعل، يأنى انيا والاسم إنى وأبى أبلغ أدرك قال: تمخّصت المنون له بيوم ... أنى ولكلّ حاملة تمام «1» [724] . «وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً» (54) مجازه: ما كان لكم أن تفعلوا شيئا من ذلك وكان من حروف الزوائد قال: فكيف إذا رأيت ديار قوم ... وجيران لهم كانوا كرام (509) القافية مجرورة والقصيدة لأنه جعل «كانوا» زائدة للتوكيد ولو أعمل «كان» لنصب القافية وقال العجّاج: إلى كناس كان مستعيده (510)
[سورة الأحزاب (33) : آية 60]
وقال الفزارىّ: لم يوجد كان مثل بنى زياد [725] فرفع مثل بنى زياد لأنه ألقى «كان» وأعمل «يوجد» .. «لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ «1» » (60) أي لنسلّطنك عليهم.. «وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا سُنَّةَ اللَّهِ» 61- 62 نصبوها لأنها فى موضع مصدر فعل من غير لفظها «وَقُتِّلُوا» أشد مبالغة من «قتلوا» إذا خففته.. «لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً» (63) مجازه مجاز الظرف هاهنا ولو كان وصفا للساعة لكان قريبة وإذا كان ظرفا فإن لفظها فى الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث واحد بغير الهاء وبغير تثنية وبغير جمع «2» .. «فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» (67) ويقال أيضا فى الكلام. أضلى عن السبيل ومجازه عن الحق والدين.. «وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً» (70) قصدا، قال أوس بن حجر: وما جبنوا إنى أسدّ عليهم ... ولكن لقوا نارا تحسّ وتسفع «3» [726] ويروى: نارا تخش توقد، وتحس: تستأصل أسدّ أقول عليهم السّداد، يقال: أسددت بالقوم إذا قلت عليهم حقا وسددا.
"سورة سبأ" (34)
«سورة سبأ» (34) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ» (2) أي يدخل ويغيب فيها قال طرفة: رأيت القوافي يتّلجن موالجا ... تضايق عنها أن تولّجها الإبر «1» [727] . «لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ» (3) أي لا يشذّ ولا يغيب مثقال ذرة أي زنة ذرة.. «وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ» (5) أي مسابقين «2» سعوا: كذّبوا.. «إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ» (9) أي قطعا، واحدتها كسفة، على تقدير سدرة وسدر.. «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا» (10) أي أعطينا.. «يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ» (10) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير: وقلنا جبال أوّبى معه، والتأويب أن يبيت فى أهله قال سلامة بن جندل: يومان يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء تأويب (516) أي رجوع.
[سورة سبإ (34) : آية 11]
«وَالطَّيْرَ» (10) نصب من مكانين أحدهما فيما زعم يونس عن أبى عمرو على قوله: «وسخّرنا له الطير» . والآخر على قول النحويين: يا زيد أقبل والصّلت، نصب لأنه لا يحسن النداء فيما فيه ألف ولام فنصب على إعمال ضمير فعل كأنه قال: وأعنى الصّلت.. «أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ» (11) أي دروعا واسعة طويلة «1» .. «وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ» (11) يقال: درع مسرودة أي مسمورة الحلق، قال أبو ذؤيب: وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع السوابغ تبّع (62) مثل دسار السفينة وهو ما خرز به من كنبار أو ليف. ويقال: دسره بالرمح إذا طعنه.. «وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ» (12) منصوبة، عمل فيها «وسخّرنا لسليمان الريح» .. «غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ» (12) مجازه مجاز المختصر المضمر فيه غدوّها كأنه غدوّها مسيرة شهر ورواحها مسيرة شهر.. «وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ» (12) أي أجرينا وأذبنا وأسلنا «2» .
[سورة سبإ (34) : آية 13]
«مَحارِيبَ» (13) واحدها محراب «1» وهو مقدم كل مسجد ومصلّى وبيت قال وضّاح اليمن: ربّة محراب «2» إذا جئتها ... لم ألقها أو أرتقى سلّما «3» [729] . «وَجِفانٍ كَالْجَوابِ» (13) واحدتها جابية وهى الحوض الذي يجبى فيه الماء قال: فصبّحت جابية صهارجا ... كأنه جلد السماء خارجا «4» [730] . «وَقُدُورٍ راسِياتٍ» (13) عظام ويقال: ثابتات دائمات، قال زهير: وأين الذين يحضرون جفانه ... إذا قدّمت ألقوا عليها المراسيا «5» [731] أي أثبتوا عليها.
[سورة سبإ (34) : آية 14]
«تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ «1» » (14) وهى العصا وأصلها من نسأت بها الغنم وهى من الهمز الذي تركت العرب الهمزة من أسمائها. ينسأ بها الغنم أي يسوقها، قال طرفة بن العبد: وعنس كألواح الإران نسأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد (60) نسأتها: نسقتها ويهمزون الفعل منها كما تركوا همزة النبىّ والبريّة والخابية «2» وهى من أنبأت ومن برأت وخبأت قال: إذا دببت على المنساة من كبر ... فقد تباعد عنك اللهو والغزل «3» [732] وبعضهم يهمزها فيقول منسأة، قال: أمن أجل حبل لا أباك ضربته ... بمنسأة قد جرّ حبلك أحبلا «4» [733] . «فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ» (14) مجازه مجاز
[سورة سبإ (34) : آية 15]
المختصر الذي فيه ضمير لأن، «تَبَيَّنَتِ» فى موضع «أبانت الجن للناس أن لو كانوا يعلمون الغيب لما كانوا فى العذاب وقد مات سليمان صلى الله عليه» .. «لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ» (15) ينوّن «سبأ» بعضهم لأنه يجعله اسم أب ويهمزه وبعضهم لا ينون فيه بجعله اسم أرض.. «سَيْلَ الْعَرِمِ» (16) واحدها عرمة «1» وهو بناء مثل المشار يحبس به الماء ببناء فيشرف به على الماء فى وسط الأرض ويترك فيه سبيل للسفينة فتلك العرمات واحدها عرمة والمشار بلسان العجم قال الأعشى: وفى ذاك للمؤتسى إسوة ... ومأرب قفّى عليها العرم «2» رخام بناه لهم حمير ... إذا جاش دفّاعه لم يرم [734] «3» «4»
[سورة سبإ (34) : آية 19]
أي حبسه وقال آخر: من سبأ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سيله العرما «1» [736] . «أُكُلٍ خَمْطٍ» (16) والخمط كل شجرة ذى شوك والأكل هو الجنى.. «رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا» (19) مجازه مجاز الدّعاء وقرأه قوم «ربنا بعّد «2» «بين أسفارنا» .. «وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ» (19) أي قطعناهم وفرقناهم.. «وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ» (20) مخفف ومثقل ومجازه أنه وجد ظنه بهم صادقا.. «إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ» (21) مجازه: إلّا لنميز.. «مِنْ ظَهِيرٍ» (22) أي من معين.. «حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ» (23) مجازه: نفّس الفزع عن قلوبهم وطيّر عنها الفزع وقرأه قوم: «حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ» أي اذهب عن قلوبهم.
[سورة سبإ (34) : آية 24]
«قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ» (23) منصوب لأنه مختصر كأنه: قالوا قال ربنا الحق، وقد رفعه لبيد ولا أظنه إلا احتياجا إلى القافية قال: ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى أم ضلال وباطل «1» [737] . «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى «2» هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» (24) مجازه: إنا لعلى هدى وإياكم إنكم فى ضلال مبين لأن العرب تضع «أَوْ» فى موضع واو الموالاة قال: أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا «3» [738] يعنى أثعلبة ورياحا. وقال قوم قد يتكلم بهذا من لا يشكّ فى دينه وقد علموا أنهم على هدى وأولئك فى ضلال مبين فيقال هذا وإن كان كلاما واحدا على وجه الاستهزاء يقال هذا لهم، قال أبو الأسود: يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر ما تنسى عليا» [739] بنو عمّ النبىّ وأقربوه ... أحبّ الناس كلّهم إليّا فإن يك حبّهم رشدا أصبه ... ولست بمخطىء إن كان غيّا
[سورة سبإ (34) : آية 26]
«ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ» (26) أي يحكم بيننا.. «وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ» (28) أي إلّا عامّا.. «مَتى هذَا الْوَعْدُ» (29) والوعيد والميعاد واحد.. «وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً» (33) أي أضداد، واحده ندّ وضدّ قال حسّان بن ثابت: أتهجوه ولست له بندّ ... فشّركما لخيركما الفداء (41) «هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ» (33) مجازها هاهنا مجاز الإيجاب وليس باستفهام، مجازه: ما يجزون إلّا ما كانوا يعملون.. «إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها» (34) كفّارها المتكبرون.. «قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ» (36) يبسط: يوسّع ويكثّر. «وَيَقْدِرُ» من قول الله: «قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ» (65/ 7) .. «وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى» (37) مجاز. «زُلْفى» بما يقع على الجميع وعلى الواحد سواء. وزلفى: قربى ومجازه مجاز المشركين يخبر عن أحدهما بلفظ الواحد منهما ويكفّ عن الآخر وقد دخل معه فى المعنى فمجازها: وما أموالكم بالتي تقربكم إلينا زلفى ولا أولادكم أيضا فالخبر بلفظ أحدهما وقد دخل معه فى المعنى ولو جمع خبرهما لكان مجازه: وما أموالكم «1»
[سورة سبإ (34) : آية 40]
ولا أولادكم بالذين يقربونكم عندنا زلفى لأن العرب إذا أشركوا بين الآدميين والموات غلب تقدم فعل الآدميين على فعل الموات.. «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ» (40) مجاز الألف هاهنا مجاز الإيجاب والإخبار والتقرير وليست بألف الاستفهام بل هى تقرير للذين عبدوا الملائكة وأبس لهم قال جرير: ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح (43) «وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ» (45) أي عشر ما أعطيناهم.. «فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ» (45) أي تغييرى وعقوبتى.. «مَثْنى وَفُرادى» (46) اثنين اثنين وفردا فردا ولا ينوّن فى مثنى، زعم النحويون لأنه صرف عن وجهه.. «قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ» (48) أي يأتى بالحقّ.. «أَنَّى لَهُمُ» (52) أي كيف لهم وأين.. «التَّناوُشُ» (52) يجعله من لم يهمزه «من نشت تنوش» وهو التناول قال غيلان: فهى تنوش الحوض نوشا من علا «1» [741]
[سورة سبإ (34) : آية 54]
ومن همزه جعله من «نأشت إليه» وهو من بعد المطلب قال رؤبة: أقحمنى جار أبى الخاموش ... إليك ناشى القدر النّؤوش [742] . «كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ» (54) يقال: شيعة والجميع شيع ثم جمعوا شيعا فقالوا: أشياع.
"سورة الملائكة" (35)
«سورة الملائكة» (35) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ» مجازه: اثنين وثلاثة وأربعة فزعم النحويون أنه مما صرف عن وجهه لم ينوّن فيه قال صخر بن عمرو: ولقد قتلتكم ثناء وموحدا ... وتركت مرّة مثل أمس المدبر (137) «أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ» (8) مجازه مجاز المكفوف عن خبره لتمامه عند السامع فاختصر ثم استأنف فقال «فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ» . ف «أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ» (9) تثير أي تجمع وتجيء به وتخرجه ومجاز «فسقناه» مجاز فنسوقه والعرب قد تضع «فعلنا» فى موضع «نفعل» قال الشاعر: إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ... منى وما يسمعوا من صالح دفنوا «1» [210] فى موضع «يطيروا» و «يدفنوا» .
[سورة فاطر (35) : آية 10]
«النُّشُورُ» (9) مصدر الناشر قال الأعشى: حتّى يقول الناس ممّا رأوا ... يا عجبا للميّت الناشر «1» [744] . «يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ» (10) يكسبون ويجترحون.. «هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ» (12) الفرات أعذب العذب والأجاج أملح الملوحة.. «فِيهِ مَواخِرَ» (12) تقديرها فواعل من «مخرت السفن الماء» والمعنى: شقّت.. «كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى» (13) مجازه مجاز ما خرج من الحيوان والموات مخرج الآدميّين.. «ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ» (13) وهو الفوقة التي فيها النّواة «2» . «وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» (18) مجازه: ولا تحمل آثمة إثم أخرى، وزرته أي فعلته أي أئمته هى. «3» «4» «5»
[سورة فاطر (35) : آية 21]
«الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ» (21) الحرور بالنهار «1» مع الشمس هاهنا وكان رؤبة يقول: الحرور بالليل والسموم بالنهار ونسجت لوامع الحرور ... برقرقان «2» آلها المسجور «3» [748] سبائبا كسرق الحرير. «ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا» (26) أي فعاقبت.. «فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ» (26) أي تغييرى وعقوبتى.. «وَغَرابِيبُ سُودٌ» (27) مقدّم ومؤخّر لأنه يقال: أسود غربيب «4» .. «وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ» (28) مجازه: من هؤلاء جميع مختلف ألوانه ومن أولئك جميع، كذاك وقد جاءت الدواب جملة لجميع الناس والحيوان فى آية أخرى قال «وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها» (11/ 6) ثم هذه الآية ملخصة مفرقة فجاءت الدواب ما خلا الناس والإبل «5» .
[سورة فاطر (35) : آية 29]
«وَأَقامُوا الصَّلاةَ» (29) مجازه: ويقيمون الصلاة ومعناه: وأداموا الصلاة لمواقيتها وحدودها.. «تِجارَةً لَنْ تَبُورَ» (29) أي لن تكسد وتهلك ويقال: نعوذ بالله من بوار الأيّم «1» ويقال: بار الطعام وبارت السوق.. «مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ» (31) أي لما كان قبله وما مضى.. «أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ» (34) وهو الحزن مثل البخل والبخل والنّزل والنّزل.. «لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا» (36) منصوب لأن معناه: «ليموتوا» وليس مجازه مجاز الإخبار لأنهم أحياء لا يموتون فيقضى عليهم. وقال الخليل لم ينصب فعل قط إلا على معنى «أن» وموضعها وإن أضمروها فقيل له قد نصبوا ب «حتى» و «كى» و «لن» و «اللام المكسورة» فقال: العامل فيهن «أن» «2» «3»
[سورة فاطر (35) : آية 37]
«أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» (37) مجاز الألف هاهنا مجاز التقرير وليس باستفهام والواو التي بعدها مفتوحة لأنها ليست بواو «أو» ومجاز «ما» هاهنا مجاز المصدر: أو لم نعمّركم عمرا يتذكر فيه «مَنْ تَذَكَّرَ» (37) أي يتوب ويراجع.. «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا» (41) مجازه مجاز قوله «أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» (21/ 30) ثم جاء. «وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ» (41) مجازه: لا يمسكهما أحد و «إن» فى موضع آخر معناه معنى «ما» «وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ» (14/ 6) معناه: «ما كان مكرهم لتزول منه الجبال» .. «وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ» (43) مجازه: لا ينزل ولا يجاوز ولا يحيط إلّا بأهله.. «فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ» (43) مجازه: إلّا دأب الأولين وفعلهم وصنيعهم وله موضع آخر كقولك: هل ينظرون إلّا أن يلقوا مثل ما لقى الأولون من الموت وصنوف العذاب والتغيير. «فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ» (43) أي فى خلقه الأولين والآخرين «تبديلا» .. «وَما كانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ» (44) أي ليسبقه ولا يفوته ولا يخفى عليه.. «وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» (45) مجاز «يؤاخذ» يعاقب ويكافئ ومجاز دابة هاهنا إنسان و «من» من حروف الزوائد «على ظهرها» أي ظهر الأرض ولم يظهرها وأظهر كنايتها.
"سورة يس" (36)
«سورة يس» (36) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله «يس» (1) مجازه مجاز ابتداء أوائل السور.. «لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ» (7) أي وجب.. ا «إِلَى الْأَذْقانِ» (8) لذقن مجتمع اللحيين.. «فَهُمْ مُقْمَحُونَ» (8) المقمح والمقنع واحد، تفسيره أي يجذب الذقن حتى يصير فى الصدر ثم يرفع رأسه «1» قال بشر بن أبى خازم الأسدىّ: ونحن على جوانبها قعود ... نغضّ الطّرف كالإبل القماح «2» [752] . «سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» (10) لها ثلاثة مواضع، لفظها لفظ الاستفهام وليس باستفهام قال زهير: سواء عليه أىّ حين أتيته ... أساعة نحس تتّقى أم بأسعد «3» [753]
[سورة يس (36) : آية 12]
فخرج لفظها على لفظ الاستفهام وإنما هو إخبار وكذلك قال حسّان بن ثابت: ما أبالى أنبّ بالحزن تيس ... أم لحانى بظهر غيب لئيم «1» [754] وكذلك قول زهير: وما أدرى وسوف- إخال- أدرى ... أقوم آل حصن أم نساء «2» [755] . «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ» (12) أي جعلناه.. «فِي إِمامٍ مُبِينٍ» (12) أي فى كتاب مبين.. «فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ» (14) أي قوّينا وشددنا قال النّمر بن تولب: كأنّ جمرة أو عزّت لها شبها ... بالجذع يوم تلاقينا بإرمام «3» [756] أو عزّتها: أو غلبتها، يقال فى المثل من عزّ بزّ «4» : من قهر سلب وتفسير «بزّ» انتزع، قال علىّ بن أبى طالب: «5»
[سورة يس (36) : آية 19]
فعففت عن أثوابه «1» ولو اننى ... كنت المقطّر بزّنى أثوابى [758] . «قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ» (19) أي حظكم من الخير والشر.. «قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ» (20) بعض العرب يقول: يا قوم، يكسرها ولا يطلق ياء الاضافة كما حذفوا التنوين من نداء المفرد قالوا: يا زيد أقبل وبعضهم ينشد بيت زهير: تبيّن خليل هل ترى من ظعائن ... تحمّلن بالعلياء من فوق جرثم [550] . «اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ» (21) «من» فى موضع جميع.. «وَلا يُنْقِذُونِ» 23 تكف هذه الياء (- كما تكف ياء الإضافة-) هاهنا وفى آية أخرى «رَبِّي أَكْرَمَنِ [وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي] أَهانَنِ» (89/ 15- 16) قال الأعشى: ومن كاشح ظاهر غمره ... إذا ما انتسبت له أنكرن «2» [759] والعرب تكفّ الياءات المكسورات والمفتوحات من الأرداف قال لبيد ابن ربيعة:
[سورة يس (36) : آية 25]
وقبيل من لكيز شاهد ... رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ «1» [760] مرجوم العصرى من بنى عصر من عبد القيس وابن المعلّى جد الجارود الجذمىّ.. «إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ» (25) مثل ذلك ومجازها: اسمعونى اسمعوا منى.. «أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ» (31) عمل الفعل الذي قبلها فيها «أَلَمْ يَرَوْا» إذا كانت معلقة بما قبلها فهى مفتوحة.. «وَإِنْ كُلٌّ» (32) إذا خففت «إن» رفعت بها وإن ثقّلتها نصبت «لَمَّا جَمِيعٌ» تفسيرها وإن كلّ لجميع و «ما» مجازها مجاز «مَثَلًا ما بَعُوضَةً» (2/ 26) و «عَمَّا قَلِيلٍ» (23/ 40) . «الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ» (33) مخففة الميت والميّت قال قوم: إذا كان قد مات فهو خفيف وإذا لم يكن مات فهو مثقل وقوم «2» يجعلونه واحدا، الأصل الثقيل وهذا
[سورة يس (36) : الآيات 34 إلى 35]
تخفيفها، مجازها مجاز «هيّن» ، «ليّن» ثم يخففون فيقولون: هين، لين، كما قال ابن الرّعلاء الغسّانىّ: ليس من مات فأستراح بميت ... إنما الميت ميّت الأحياء [179] فجعله خفيفا جميعا موضع: قد مات وموضع: لم يمت ثم ثقّل الخفيف.. «وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ» (34- 35) مجاز هذا مجاز قول العرب يذكرون الاثنين ثم يقتصرون على خبر أحدهما وقد أشركوا ذاك فيه وفى القرآن «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (9/ 34) وقال الأزرق بن طرفة «1» ابن العمرّد الفراصى من بنى فراص من باهلة: رمانى بأمر كنت منه ووالدي ... برئا ومن دون الطّوىّ رمانى «2» [761] اقتصر على خبر واحد وقد أدخل الآخر معه وقال حسّان بن ثابت: إن شرخ الشباب والشّعر الأسود ... ما لم يعاص كان جنونا (291) ولم يقل: يعاصيا وكانا.. «نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ» (37) نميّزه منه فنجىء بالظلمة «فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ» (37) أي يقال للرجل: سلخه الله من دينه» .. «حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ» (39) هو الإهان إهان العذق الذي فى أعلاه العثاكيل «4» وهى الشّماريخ والعذق بفتح العين النخلة.
[سورة يس (36) : آية 40]
«لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ» (40) مجازها: لا يكون أن تفوت.. «وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» (40) مجاز هذا مجاز الموات الذي أجرى مجرى الناس فى القرآن «رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ» (12/ 4) وفى آية أخرى «لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ» (21/ 15) .. «فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» (41) المملوء يقال: شحنها عليه خيلا ورجالا أي ملأها والفلك القطب الذي تدور عليه السماء والفلك السفينة، الواحد والجميع من السّفن.. «فَلا صَرِيخَ لَهُمْ» (43) لا مغيث لهم.. «وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا» (43- 44) مجازها مجاز المصدر الذي فعله بغير لفظه قال رؤبة: «إنّ نزارا أصبحت نزارا ... دعوة أبرار دعوا أبرارا (697) وقال الأحوص: إنّى لأمنحك الصّدود وإننى ... قسما إليك مع الصدود لأميل (695) . «وَنُفِخَ فِي الصُّورِ» (51) جميع صورة فخرجت مخرج بسرة وبسر ولم
[سورة يس (36) : آية 51]
تحمل على ظلمة وظلم ولو كانت كذلك لقلت «صور» فخرجت الواو بالفتحة ومجازها كسورة المدينة والجميع سور قال جرير: لما أتى خبر الزّبير تواضعت ... سور المدينة والجبال الخشّع (224) ومنها سور المجد أي أعاليه وقال العجّاج: فرب ذى سرادق محجور ... سرت إليه فى أعالى السور (4) . «مِنَ الْأَجْداثِ» (51) واحدها جدث وهى لغة أهل العالية، وأهل نجد يقولون «جدف» .. «يَنْسِلُونَ» (51) يسرعون، والذئب يعسل وينسل.. «يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا» (52) أي من منامنا ثم جاء «هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ» (52) استئناف.. «مُحْضَرُونَ» (53) مشهدون. «فى شغل فكهون» (55) الفكه الذي يتفكه تقول العرب للرجل إذ كان يتفكه بالطعام أو بالفاكهة أو بأعراض الناس: إن فلانا لفكه بأعراض قالت خنساء أو عمرة بنتها: فكه على حين العشاء إذا ... حضر الشتاء وعزّت الجزر [765]
[سورة يس (36) : آية 56]
ومن قرأها فاكهون جعله كثير الفواكه صاحب فاكهة قال الحطيئة: ودعوتنى وزعمت ... أنك لابن بالصيف تامر «1» [767] أي ذو لبن وتمر أي عنده لبن كثير وتمر كثير «2» وكذلك عاسل ولاحم وشاحم.. «فِي ظِلالٍ» (56) واحدها ظلّة وجميع الظل أظلال وهو الكنّ أي لا يضحون. «عَلَى الْأَرائِكِ» (56) واحدتها أريكة وهى الفرش فى الحجال قال ذو الرّمة وجعلها فراشا: خدودا جفت فى السّير حتى كأنما ... يباشرن بالمعزاء مسّ الأرائك (468) . «ما يَدَّعُونَ» (57) أي ما يتمنون «3» ، تقول العرب: ادّع على ما شئت أي تمنّى على ما شئت.. «سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ» (58) «سلام» رفع على «لهم» عملت فيها. و «قولا» خرجت مخرج المصدر الذي يخرج من غير لفظ فعله.. «وَامْتازُوا» (59) أي تميّزوا.. «أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا» (62) مثقل وبعضهم لا يثقّل ويضمّ الحرف الأول ويثقل اللام ومعناهن الخلق والجماعة.
[سورة يس (36) : آية 66]
«وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ» (66) يقال: أعمى طمس ومطموس وهو أن لا يكون بين جفنى العين غرّ وهو الشق بين الجفنين «1» والريح تطمس الأثر فلا يرى والرجل يطمس الكتاب.. «عَلى مَكانَتِهِمْ» (67) المكان والمكانة واحد.. «رَكُوبُهُمْ «2» » (72) ما ركبوا والحلوبة ما حلبوا و «ركوبهم» فعلهم إذا ضمّ الأول.. «وَهِيَ رَمِيمٌ» (78) الرّفات.. «مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ» (83) والملك واحد.
"سورة الصافات" (37)
«سورة الصّافات» (37) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: «وَالصَّافَّاتِ» (1) كل شىء بين السماء والأرض لم يضمّ قتريه «1» فهو صافّ.. «فَالتَّالِياتِ ذِكْراً» (3) أي القارئات والتالي القارئ. «ذكرا» : كتابا والتالي المتّبع فى موضع آخر.. «وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ» (7) لم تعمل الباء فيها التي هى فى «بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ» (6) فمجازها: وحفظناها قال كعب بن زهير: يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم ... إنك يا ابن أبى سلمى لمقتول (147) قيلهم بالنصب: ويقولون.. «دُحُوراً» (9) مصدر «دحرت» تقول العرب: ادحر عنك الشيطان: أبعد عنك الشيطان. «عَذابٌ واصِبٌ» (9) أي دائم «2» قال أبو الأسود الدّؤلي:
[سورة الصافات (37) : آية 10]
لا أشترى الحمد القليل بقاؤه ... يوما بذمّ الدهر أجمع واصبا (422) . «ثاقِبٌ» (10) الثاقب البيّن المضيء، يقال: أثقب نارك، وحسب ثاقب أي كثير مضىء مشهور وقال أبو الأسود: أذاع به فى الناس حتى كأنه ... بعلياء نار أوقدت بثقوب (160) . «فَاسْتَفْتِهِمْ» (11) أي فسلهم.. «مِنْ طِينٍ لازِبٍ» (11) مجازها مجاز «لازم» قال نابغة بنى ذبيان: ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده ... ولا يحسبون الشرّ ضربة لازب «1» [768] وقال النّجاشىّ: بنى اللوم بيتا فاستقرت عماده ... عليكم بنى النّجّار ضربة لازب «2» [769] . «يَسْتَسْخِرُونَ» (14) ويسخرون سواء «3» «4» .
[سورة الصافات (37) : الآيات 16 إلى 17]
«أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ» (16- 17) الواو متحركة لأن مجازها: وآباؤنا، فأدخل فيها ألف الاستفهام وليست بواو التي تنتقل بها من شىء إلى شىء أو تجرى مجرى «أم» .. «وَأَنْتُمْ داخِرُونَ» (18) صاغرون أشدّ الصغر، صاغر: داخر.. «هذا يَوْمُ الدِّينِ» (20) الثواب والحساب، تقول العرب: كما تدين تدان.. «هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ» (21) الفصل قطع القضاء. ثم خرجت «احْشُرُوا الَّذِينَ» (22) مخرج المختصر.. «فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ» (23) تقول العرب: هديت المرأة إلى زوجها أي دللتها ومنهم من يقول: أهديتها، جعلها من الهدية إليه.. «مُسْتَسْلِمُونَ» (26) المستسلم الذي يعطى بيديه.. «إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ» (35) مجازها: إذا قيل لهم: قولوا لا إله إلا الله.. «إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ ... ، إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ «1» » (38- 40) تقول العرب: إنكم لذاهبون إلا زيدا. «2»
[سورة الصافات (37) : آية 44]
«عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» (44) مضموم الأول والثاني وبعض العرب يفتحون الحرف الثاني من أشباه هذا من باب المضاعف.. «بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ» (45) الكأس الإناء بما فيه والمعين الماء الطاهر الجاري.. «لا فِيها غَوْلٌ» (47) مجازه: ليس فيها غول والغول «1» أن تغتال عقولهم قال الشاعر: وما زالت الكأس تغتالنا ... وتذهب بالأول الأول «2» [773] . «وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ «3» » (47) تقول العرب: لا يقطع عنه وينزف سكرا قال الأبيرد الرّياحىّ من بنى محجل: لعمرى لئن أنزفتم أو صحوتم ... لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا «4» [774] أبجر من بنى عجل.. «قاصِراتُ الطَّرْفِ» (48) راضيات، اقتصر فلان على كذا.
[سورة الصافات (37) : آية 49]
«عِينٌ» (48) العيناء واسعة العين.. «بَيْضٌ مَكْنُونٌ» (49) أي مصون كل لؤلؤ أو بيض أو متاع صنته فهو مكنون وكل شىء أضمرته فى نفسك فقد أكننته قال أبو دهبل: وهى زهراء مثل لؤلؤة الغوّ ... اص ميزت من جوهر مكنون «1» [775] . «أَإِنَّا لَمَدِينُونَ» (53) أي مجزيّون، يقال: دنته أي جزيته بكذا وكذا. «فِي سَواءِ الْجَحِيمِ» (55) فى وسط الجحيم، قال أبو عبيدة: سمعت عيسى ابن عمر يقول: كنت وأنا شاب أقعد بالليل فأكتب حتى ينقطع سوائى، أي وسطى «2» .. «إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ» (56) أرديته أهلكته وردى هو أي هلك.. «أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا» (63) النزل والنزل واحد وهو الفضل يقال: هذا طعام لا نزل ونزل أي ريع.. «ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ» (67) تقول العرب: كل شىء خلطته بغيره فهو مشوب. «3»
[سورة الصافات (37) : آية 69]
«أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ» (69) وجدوا.. «يُهْرَعُونَ» (70) يستحثون من خلفهم «1» ويعطف أوائلهم.. «فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» (73- 74) نصبها للاستثناء، من «المنذرين» .. «فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ» (93) أي أجال عليهم ضربا للآلهة.. «فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ» (94) تقول العرب للنعامة: تزفّ وهو أول عدوها وآخر مشيها «2» وجاءنى الرجل يزفّ زفيف النعامة أي من سرعته.. «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ» (102) أي أدرك ما أن يسعى على أهله أدرك وأعانه.. «فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ» (103) أي صرعه وللوجه جبينان والجبهة بينهما قال ساعدة بنى جوءيّة الهذلي: وطلّ تليلا للجبين «3» «4» «5» [777]
[سورة الصافات (37) : آية 107]
«وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ» (107) الذبح المذبوح والذّبح الفعل تقول العرب: قد كان بين بنى فلان وبين بنى فلان ذبح عظيم قتلى كثيرة.. «وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ» (119) حكاية أي تركناهم «1» يقال لهم فى الآخرين.. «سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ» (120) أي يقال لهم هذا.. «أَتَدْعُونَ بَعْلًا» (125) أي ربا يقال: أنا بعل هذه الدابة أي ربّها، والبعل الزوج ويقال: لما استبعل واستغنى بماء السماء من النخل ولم يكن سقيا فهو بعل والبعل هو العذىّ أيضا ما لم يسق «2» .. «فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ» (127) مجازها: لمهلكون.. «إِلَّا عِبادَ اللَّهِ» (128) استثناء. «سلام على آل ياسين» (130) أي سلام على الياسين وأهله وأهل دينه جمعهم بغير إضافة الياء على العدد فقال سلام على الياسين قال الشاعر:
قدنى من نصر الخبيبين قدمى ... ليس أميرى بالشّحيح الملحد «1» [780] فجعل عبد الله بن الزّبير أبا خبيب ومن كان على رأيه عددا ولم يضفهم بالياء فيقول الخبيبيّون قال أبو عبيدة يعنى بالخبيبين أبا خبيب ومصعبا أخاه وقال أبو عمرو بن العلاء: نادى مناد يوم الكلاب: هلك اليزيدون يعنى يزيد ابن عبد المدار ويزيد بن هو بر ويزيد بن مخرّم: الحارثيون ويقال جاءتك الحارثون والأشعرون وكذلك يقال فى الاثنين وأسمائهما شتى قال قيس بن زهير: جزانى الزّهدمان جزاء سوء ... وكنت المرء يجزى بالكرامه «2» [781] وإنما هما زهدم وكردم «3» العبسيّان أخوان. وقيل لعلى بن أبى طالب: نسلك فينا سنة العمرين، يعنون أبا بكر وعمر فإن قيل: كيف بدىء بعمر قبل أبى بكر وأبو بكر أفضل منه وهو قبله؟ فإن العرب تفعل هذا تقول: ربيعة ومضر وسليم
[سورة الصافات (37) : آية 140]
يبدءون بالأخسّ وقيس وخندق، ولم يترك قليلا ولا كثيرا وزعم أن أهل المدينة يقولون: سلام على آل ياسين أي على أهل آل ياسين وقال أصحاب سعد ابن أبى وقاص وابن عمر وأهل الشام هم قومه ومن كان على دينه واحتجوا بالقرآن. «أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ» (40/ 46) فقال هم قومه ومن كان على دينه، وقالت الشيعة آل محمد أهل بيته واحتجّوا بأنك تصغر «آل» فتجعله «أهيل» .. «إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ» (140) فزع إلى الفلك.. «فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ» (141) تقول العرب: أدحض الله حجته أي أبطلها والدّحض الماء والزّلق قال ذو الإصبع: لبئس المرء فى شىء ... من الإمرار والنقض غدوا ورواحا و ... هو فى مزلقة دحض «1» [782] . «وَهُوَ مُلِيمٌ» (142) تقول العرب: ألام فلان فى أمره وذلك إذا أتى أمرا يلام عليه قال لبيد بن ربيعة: سفها عذلت ولمت غير مليم ... وهداك قبل اليوم غير حكيم «2» [783]
[سورة الصافات (37) : آية 145]
«فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ «1» » (145) تقول العرب: نبذته بالعراء أي الأرض الفضاء قال الخزاعىّ: رفعت رجلا لا أخاف عثارها ... ونبذت بالبلد العراء ثيابى «2» [784] البلد العراء الذي لا يواريه شىء من شجر ولا من غيره.. «شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ» (146) كل شجرة لا تقوم على ساق فهى يقطين نحو الدبّا والحنظل والبطّيخ «3» .. «إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ» (147) أو هاهنا ليس بشكّ وهى فى موضع آخر «بل يزيدون» وفى القرآن «قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ» (51/ 52) ليس بشكّ وقد قالوهما جميعا فهى فى موضع الواو التي للموالاة وقال جرير: اثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا (738) والمعنى ثعلبة الفوارس ورياحا عدلت بهم طهيّة والخشابا وقال آخر: إنّ بها أكتل أو رزاما ... خوير بين ينفقان إلهاما «4» [785] ولو كان شكا أو اسما واحدا لما قال «خوير بين ينقفان» إنما هو أكتل ورزام.
"سورة ص" (38)
«سورة ص» (38) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله «ص» (1) مجازها مجاز ابتداء فواتح السور.. «فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ» (3) إنما هى «ولا» وبعض العرب تزيد فيها الهاء فتقول «لاه» فتزيد فيها هاء الوقف فإذا اتصلت صارت تاء والمناص مصدر ناص ينوص وهو المنجاة والفوت. قال عمرو بن شأى «1» الأسدىّ: تذكّرت ليلى لات حين تذكر [802] وقال أبو النّجم: آساد غيل حين لا مناص [803] أي لا تحرك.. «إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ» (5) مجازه مجاز عجيب وقد تحوّل العرب «فعيلا» إلى «فعال» قال عبّاس بن مرداس:
[سورة ص (38) : آية 10]
إنّك عين حذلت مضاعه ... تبكى على جار بنى جداعه [788] أين دريد وهو ذو براعه ... حتى تروه كاشفا قناعه تعدو به سلهبة سراعه «1» أي سريعة. والحذل فى العين سقوط الهدب واحتراق الأشفار، وقد قالوا للهدب أيضا «أشفار» ، وقال المعقّر بن حمار البارقىّ «2» وكان أعمى: فأخلفها الذي ظنّت وقاظت ... ومأقى عينها حذل نطوف «3» [789] جداعه «4» رهط الصمّة وهو من بنى غزيّة من بنى جشم بن سعد بن بكر.. «فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ «5» » (10) تقول العرب للرجل الفاضل فى الدين:
[سورة ص (38) : آية 12]
قد ارتقى فلان فى الأسباب والسبب الحبل أيضا، والسبب أيضا ما تسببت به من رحم أو يد أو دين وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلّا سببى ونسبى «1» . والمسلم إذا تقرّب إلى رجل ليس بينهما نسب قال: إن الإسلام أقوى سبب وأقرب نسب.. «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ» (12) فقوم من العرب يؤنثون القوم وقوم منهم يذكرون، فإن احتجّ عليهم بهذه الآية قالوا: وقع المعنى على العشيرة واحتجوا بهذه الآية «كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ» (74/ 54- 55) المضمر فيه مذكّر.. «أَصْحابُ الْأَيْكَةِ» (13) كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أصحاب الأيكة الحرجة من النّبع والسدر وهو الملتفّ، قال رجل من عبد القيس وهو مسند إلى عنترة: أفمن بكاء حمامة فى أيكة ... يرفضّ دمعك فوق ظهر المحمل «2» [790] يعنى يحمل السيف «3» وهى الحمالة والحمائل وجماع المحمل محامل وبعضهم يقول «ليكة» لا يقطعون الألف ولم يعرفوا معناها.
[سورة ص (38) : آية 15]
«ما لَها مِنْ فَواقٍ» (15) من فتحها قال: ما لها من راجة، ومن ضمّها قال: فواق وجعلها من فواق ناقة ما بين الحلبتين، وقوم قالوا: هما واحد بمنزلة حمام المكول وحمام المكّول وقصاص الشّعر وقصاص الشّعر «1» «2» .. «عَجِّلْ لَنا قِطَّنا» (16) القطّ: الكتاب «3» ، قال الأعشى: ولا الملك النّعمان يوم لقيته ... بأمّته يعطى القطوط ويأفق «4» [791] القطوط: الكتب بالجوائز ويأفق: يفضل ويعلو يقال: ناقة أفقة وفرس أفق إذا فضله على غيره.. «ذَا الْأَيْدِ» (17) ذا القوة وبعض العرب تقول آد، قال العجّاج: من أن تبدّلت بآدى آدا (51) . «أَوَّابٌ» (17) الأوّاب الرّجّاع وهو التواب مخرجها، من آب إلى أهله أي رجع، قال يزيد بن ضبّة الثقفيّ: والبيت لعبيد بن الأبرص:
[سورة ص (38) : آية 21]
وكل ذى غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب «1» [792] أي لا يرجع.. «إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ» (21) أشرف كل مجلس وبيت ومقدّمه هو محرابه، وقال الشاعر «2» : ربّة محراب إذا جئتها ... لم ألقها أو ارتقى سلّما (729) . «نَبَأُ الْخَصْمِ» (21) الخصم يقع لفظه على الواحد والجميع قال لبيد: وخصم يعدّون الذحول كأنهم ... قروم غيارى كلّ أزهر مصعب «3» [793] . «قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ» (22) رجع إلى معنى الواحد منه.. «وَلا تُشْطِطْ» (22) أي لا تسرف «4» قال الأحوص: ألا يا لقوم قد أشطّت عواذلى ... ويزعمن أن أودى بحقي باطلى (459) ويقال: كلفتنى شططا، منه أيضا: وشطّت الدار بعدت وقال الشاعر «5»
[سورة ص (38) : آية 23]
وهو عمر بن أبى ربيعة: تشطّ غدا دار جيراننا ... وللدار بعد غد أبعد «1» [795] . «فَقالَ أَكْفِلْنِيها» (23) مجازه مجاز «كَفَّلَها زَكَرِيَّا» (3/ 37) أي ضمّها إليه وكفلت بالمال والنفس أي ضمنت «2» .. «وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ» (23) أي صار أعزّ منى فيه «3» .. «وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ» (23) مجازها مجاز امرأة قال الأعشى: فرميت غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبّة قلبها وطحالها «4» «5» [796] يعنى امرأة الرجل.. «بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ» (24) مصدر «سألت» استعطيت.. «الْخُلَطاءِ» (24) الشركاء. «وَظَنَّ داوُدُ» (24) أي أيقن.. «أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ» (28) ليس لها جواب استفهام فخرجت مخرج التوعد.. «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ» (29) ابتداء.
[سورة ص (38) : آية 31]
«إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ» (31) من الخيل، والصافن الذي يجمع بين يديه «1» ويثنى طرف سنبك احدى رجليه والسنبك مقدم الحافر وقال بعض العرب: بل الصافن الذي يجمع يديه والذي يرفع طرف سنبك رجله فهو مخيم.. «إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي» (32) مجازه أحببته: حبّا ثم أضاف الحب إلى الخير.. «حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ» (32) المعنى للشمس وهى مضمرة. «2» «3»
[سورة ص (38) : آية 33]
«فَطَفِقَ مَسْحاً» (33) ما زال يفعل ذاك و «كرب» مثلها مجازها يمسح مسحا والمعنى يضرب، يقال: مسح علاوته أي ضربها.. «هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي» (35) لا يكون لأحد من بعدي «1» ، قال أبو عبيدة: قال الحجاج: إن كان لحسودا، قال ابن أحمر: ما أم غفر على دعجاء ذى علق ... ينفى القراميد عنها الأعصم الوقل (611) فى رأس خلقاء من عنقاء مشرفة ... لا يبتغى دونها سهل ولا جبل لا يبتغى أي لا يكون فوقها سهل ولا جبل أحصن منها.. «بِأَمْرِهِ رُخاءً» (36) أي رخوة لتينة وهى من الرخاوة.. «حَيْثُ أَصابَ» (36) حيث أراد يقال: أصاب الله بك خيرا أي أراد الله بك خيرا.. «الْأَصْفادِ» (38) الأغلال واحدها صفد، والصفد أيضا الغطاء قال الأعشى: وأصفدنى على الزّمانة قائدا «2» [799] وبعضهم يقول صفدنى «3» .
[سورة ص (38) : آية 39]
«أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ» (39) سبيلها سبيلان فأحدهما بغير جزاء والآخر بغير ثواب وبغير منّة ولا قلة «1» .. «بِنُصْبٍ وَعَذابٍ» (41) قال بشر بن أبى خازم: تعنّاك نصب من أميمة منصب «2» [800] أي بلاء وشرّ وقال النابغة: كلينى لهمّ يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب «3» [801] تقول العرب: أنصبنى أي عذبنى وبرّح بي وبعضهم يقول: نصبنى والنصب إذا فتحت وحرّكت حروفها كانت من الأعياء، والنصب إذا فتح أولها وأسكن ثانيها واحدة أنصاب الحرم وكل شىء نصبته وجعلته علما يقال: لانصبنّك نصب العود «4» .
[سورة ص (38) : آية 42]
«ارْكُضْ بِرِجْلِكَ» (42) وهو مختصر والركض هو الدفع بالرجل وهى حركة الرجل، يقال: ركضنى الدابة ويقال: لم تركض ثوبك برجلك.. «هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ» (42) وضوء غسول وهو ما اغتسلت به من الماء. «وَشَرابٌ» (42) أي وتشرب منه والموضع الذي يغتسل فيه يسمّى مغتسلا.. «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً» (44) وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش والشّماريخ وما أشبه ذلك «1» «2» «3» قال عوف بن الخرع: وأسفل منى نهدة قد ربطتها ... وألقيت ضغثا من خلى متطيّب (356) . «إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ» (46) تنوين خالصة عمل في «ذكرى» .. «الْأَخْيارِ» (47) والخيار واحد مثل الشّرار والأشرار.. «أَتْرابٌ» (52) أسنان واحدها [ترب] .. «مِنْ شَكْلِهِ» (58) من ضربه ما أنت من شكلى ما أنت من ضربى والشكل من المرأة ما علقت مما تحسّن به وتشكّل تغنّج قال رؤبة:
[سورة ص (38) : آية 59]
لمّا اكتست «1» من ضرب كل شكل ... صفرا وخضرا كاخضرار البقل «2» [803] . «هذا فَوْجٌ» (59) والفوج الفرقة.. «لا مَرْحَباً بِهِمْ» (59) تقول العرب للرجل: لا مرحبا بك أي لا رحبت عليك أي لا اتسعت قال أبو الأسود: إذا جئت بوّابا له قال مرحبا ... ألا مرحب واديك غير مضيّق «3» [804] . «فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً» (61) أي مضعّفا إليه مثله.. «أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا» (62) من فتح الأول جعلها استفهاما وجعل «أم» جوابا لها قال طرفة: أشجاك الرّبع أم قدمه ... أم رماد دارس حممه «4» [805] ومن لم يستفهم ففتحها على القطع فإنها خبر ومجاز «أم» مجاز بل وفى القرآن. «أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ «5» » (43/ 51) مجازها بل أنا خير من هذا
[سورة ص (38) : آية 83]
لأن فرعون لم يشك فيسأل أصحابه، إنما أوجب لنفسه ومن كسر «سخريا» جعله من الهزء ويسخر به ومن ضمّ أولها جعله من السّخرة يتسخرونهم «1» ويستذلونهم «2» .. «إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ» (83) الذين أخلصهم الله والمخلصين الذين أخلصوا.. «قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ» (84) أقول: نصبها على «قال حقا» ، و «يقول الحق» .
"سورة الزمر" (39)
«سورة الزّمر» (39) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ» (5) يدخل، مجازها: يولج.. «فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ «1» » (6) فى أصلاب الرجال ثم فى الرحم ثم فى البطن وقال بعضهم فى الحولاء وفى الرّحم وفى البطن.. «ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ» (8) كل مالك وكل شىء أعطيته فقد خوّلته قال أبو النّجم: أعطى فلم يبخل ولم يبخّل ... كوم الذّرى من خول المخوّل «2» [807] يريد الله تبارك وتعالى: وسمعت أبا عمرو يقول فى بيت زهير: هنالك إن يستخولوا المال يخولوا ... وإن يسئلوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا «3» [808]
[سورة الزمر (39) : آية 20]
قال يونس: إنما سمعنا: هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا وهى معناها.. «وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ» (20) نصب مجازه مجاز المصدر الذي ينصبه فعل من غير لفظه والوعد والميعاد والوعيد واحد. قال أبو عبيدة إذا قلت: وعدت الرجل، فالوجه الخير ويكون الشر قال الله «النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا» (22/ 72) وإذا قلت: أوعدت فالوجه الشر ولا يكون الخير.. «فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ» (21) واحدها ينبوع وهو ما جاش من الأرض.. «ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا» (21) إذا ذوى الرّطب كله فقد هاج ويقال: هاجت الأرض وهو إذا ذوى ما فيها من الخضر.. «ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً» (21) بعد صفرته أي رفاتا والحطام والرّفات والدرين واحد فى كلام العرب وهو ما يبس فتحاتّ «1» من النبات.. «مُتَشابِهاً» (23) يصدّق بعضه بعضا ويشبه بعضه بعضا.. «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ» (29) مجازها من الرجل الشّكس. «سالما» (29) خالصا وسَلَماً لِرَجُلٍ أي صلحا.
[سورة الزمر (39) : آية 33]
«وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ» (33) فى موضع الجميع وصدق به قال الأشهب ابن رميلة: وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أمّ خالد «1» [809] . «قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ» (38) ما هاهنا فى موضع الجميع مجازها مجاز الذي مثل بيت الأشهب هذا وقوله «هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ» يعنى ما تعبدون من حجر ووثن، وأنّث لأنهن موات كما قال «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» (4/ 116) إلا مواتا.. «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» (42) فجعل النائم متوفى أيضا إلا أنه يرده إلى الدنيا.. «اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ» (45) تقول العرب: اشمأزّ قلبى عن فلان أي نفر «2» .. «وَحاقَ بِهِمْ» (48) مثل أحاط بهم ولزمهم.. «فِي جَنْبِ اللَّهِ» (56) وفى ذات الله واحد. «3»
[سورة الزمر (39) : آية 61]
«وينجّى الله الذين اتّقوا بمفازاتهم» (61) بنجاتهم من الفوز «1» .. «لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (63) أي المفاتيح واحدها مقليد وواحد الأقاليد إقليد. وقال الأعشى: فتى لو يجارى الشّمس ألقت قناعها ... أو القمر الساري لألقى المقالدا «2» [811] . «وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ» (65) مجازها ولقد أوحى إليك لئن أشركت ليحبطنّ عملك وإلى الذين من قبلك مجازها مجاز الأمرين اللذين يخبر عن أحدهما ويكفّ عن الآخر وهو داخل فى معناه.. «زُمَراً» (71) جماعات فى تفرقة وبعضهم على أثر بعض واحدتها زمرة قال الأخطل: شوقا إليهم ووجدا يوم أتبعهم ... طرفى ومنهم بجنبي كوكب زمر «3» [812]
[سورة الزمر (39) : آية 73]
«وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ» (73) مكفوف عن خبره والعرب تفعل مثل هذا، قال عبد مناف بن ربع فى آخر قصيدة: حتى إذا أسلكوهم فى قتائدة ... شلّا كما تطرد الجمّالة الشّردا (46) وقال الأخطل أيضا فى آخر قصيدة: خلا إن حيا من قريش تفضلوا ... على الناس أو أن الأكارم نهشلا «1» «2» [813] . «حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ» (75) أطافوا به بحفافيه «3» .. «يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» (75) والعرب قد تخلّى الباء منها فى القرآن. «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» (87/ 1) .
"سورة المؤمن" (40)
«سورة المؤمن» (40) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «حم» (1) «1» مجازها مجاز أوائل السور وقال بعض العرب: بل هو اسم، واحتج بقول شريح بن أبى أوفى العبسي: يذكّرنى حاميم والرمح شاجر ... فهلّا تلا حاميم قبل التقدّم «2» [814] وقال الكميت بن زيد الأسدىّ: وجدنا لكم فى آل حاميم آية ... تأوّلها منا تقىّ ومعرب «3» [815]
[سورة غافر (40) : آية 3]
قال يونس: ومن قال هذا القول فهو منكسر عليه لأن السورة حم ساكنة الحروف فخرجت مخرج التهجي وهذه أسماء سور خرجن متحركات وإذا سمّيت سورة بشىء من هذه الأحرف المجزومة دخله الإعراب «1» .. «غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ» (3) مجازها أن يكون مصدرا وجماعا.. «ذِي الطَّوْلِ» (3) ذى التفضل تقول العرب للرجل: إنه لذو طول على قومه أي ذو فضل عليهم «2» .. «أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ» (11) مجازها مجاز قوله: «كنتم أمواتا فأحييناكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» (2/ 28) فهاهنا موتتان وحياتان.. «فِي تَبابٍ» (37) فى هلكة.. «لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ» (49) خازن وخزنة مثل ظالم وظلمة وفاعل وفعله. «قليلا ما يتذكّرون «3» » (58) مجازها يتذكرون قليلا. «4»
[سورة غافر (40) : آية 67]
«ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا» (67) مجازها أطفالا والعرب قد تضع لفظ الواحد على معنى الجميع قال عبّاس بن مرداس: فقلنا أسلموا إنا أخوكم ... فقد برئت من الإحن الصدور (100) وقال الغنوىّ: إن تقتلوا اليوم فقد شرينا ... فى حلقكم عظم وقد شجينا (99) «وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ «1» » (80) مجازها وفى الفلك تحملون وفى آية أخرى: «لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (20/ 71) أي على جذوع النخل.. «سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ» (85) نصبها على مصدر ما جاء من فعل على غير لفظها. «2»
"سورة حم السجدة" (41)
«سورة حم السّجدة» (41) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: «وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها» (10) واحدها قوت وهى الأرزاق وما احتيج إليه.. «فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ» (10) مجاز نصبها مجاز المصدر.. «قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ» (11) هذا مجاز الموات والحيوان الذي يشبّه تقدير فعله بفعل الآدميين.. «وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً» (12) مجاز نصبها كنصب المصادر.. «فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً» (16) الشديدة الصوت العاصف «1» «2» ، وقال ابن ميّادة «3» : أشاقك المنزل والمحضر ... أودت به ريدانة صرصر [818]
[سورة فصلت (41) : آية 17]
«نَحِساتٍ» (16) ذوات نحوس أي مشاييم «1» .. «الْعَذابِ الْهُونِ» (17) أي الهوان.. «يُوزَعُونَ» (19) يدفعون مجازها يفعلون من وزعت «2» «3» .. «كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (34) الحميم القريب «4» .. «وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ» (37) أي خلق الليل والنهار والشمس والقمر فلما انتهى الكلام إلى الشمس والقمر وهما يعبدان نهى عن عبادتهما وأمر بعبادة الذي خلقهما وخلق الليل والنهار فصار هاهنا جميعا وجميع الحيوان ذكرا كان أو مؤنثا أو ذكرا مع مؤنث يخرج إلى التأنيث.. «اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ» (40) لم يأمرهم بعمل الكفر إنما هو توعد.
[سورة فصلت (41) : آية 47]
«مِنْ أَكْمامِها» (47) أي أوعيتها واحدها كمّة وهو ما كانت فيه وكم وكمّة واحد وجمعها أكمام وأكمّة.. «مِنْ مَحِيصٍ» (48) يقال: حاص عنه حاد عنه «1» . «يوس» (49) فعول من يئست.. «قَنُوطٌ» (49) فعول من قنط ومجازهما واحد.. «أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ» (51) أي تباعد عنى.. «مِرْيَةٍ» (54) ومرية «2» أي امتراء.
"سورة عسق" (42)
«سورة عسق» (42) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «حم عسق» (42) مجازها مجاز ابتداء أوائل السور.. «يَتَفَطَّرْنَ «1» » (5) يتشققن ويقال للزجاجة إذا انصدعت: قد انفطرت وكذلك الحجر.. «يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ» (11) يخلقكم.. «وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ» (14) نصبها على مجاز نصب المصادر.. «وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ» (17) لم يجىء مجازها على صفة التأنيث فيقول إن الساعة قريبة والعرب إذا وصفوها بعينها كذاك يصنعون وإذا أرادوا ظرفا «2» «3»
[سورة الشورى (42) : آية 21]
لها أو أرادوا بها الظرف جعلوها بغير الهاء وجعلوا لفظها لفظا واحدا فى الواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى تقول هما قريب وهى قريب.. «شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ» (21) ابتدعوا «1» .. «ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ» (23) معناها يبشّر قال خفاف: وقد غدوت إلى الحانوت أبشره «2» [822] أي أبشّره.. «وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا» (26) أي يجيب الذين آمنوا.. «وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ» (32) أي الجبال.. «إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ» (33) المعنى للجوارى.. «رَواكِدَ» (33) سواكن.. «أَوْ يُوبِقْهُنَّ» (34) يهلكهن. «3»
[سورة الشورى (42) : آية 38]
«وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ» (38) أجابوا.. «إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» (43) ما عزمت عليه قال الخثعمىّ: عزمت على إقامة ذى صباح ... لشىء ما يسوّد من يسود «1» [824] . «مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ» (45) لا يفتح عينه إنما ينظر ببعضها.. «يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً» (49) أي أنثى «وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ» (49) أي ذكرا.. «أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً» (50) أنثى وأنثى وذكرا وذكرا أو ذكرا وأنثى. «2» «3»
"سورة الزخرف" (43)
«سورة الزّخرف» (43) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً» (11) أي أحيينا ونشرت الأرض أي حييت قال الأعشى: حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبا للميّت الناشر (609) . «وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ» (12- 13) التذكير ل «ما» .. «وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (13) ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان أي ضابط له «1» مطيق، قال الكميت: ركبتم صعبتى أشرا وحينا ... ولستم للصّعاب بمقرنينا «2» [826] . «مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً» (15) أي نصيبا» .
[سورة الزخرف (43) : آية 18]
«أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ» (18) يعنى الحلي وهذه الجواري.. «عَلى أُمَّةٍ» (23) على ملّة واستقامة.. «وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ» (26) معناها وقال إبراهيم.. «إِنَّنِي بَراءٌ «1» » (26) مجازها بلغة علوّية يجعلون الواحد والاثنين والثلاثة من الذكر والأنثى على لفظ واحد وأهل نجد يقولون: أنا برىء وهى بريئة ونحن براء للجميع.. «وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ» (31) معناها هلا.. «سُقُفاً «2» مِنْ فِضَّةٍ» (33) واحدها سقف مجازها مجاز رهن ورهن قال قعنب بن أم صاحب: بانت سعاد وأمسى دونها عدن ... وغلقت عندها من قبلك الرّهن (105) ومن قال سقفا فهو جمع السّقفة.. «وَمَعارِجَ» (33) المعارج الدّرج قال جندل بن المثنّى «3» «4» :
[سورة الزخرف (43) : آية 36]
يا ربّ ربّ البيت ذى المعارج «1» [828] . «وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً» (36) تظلم عينه عنه «2» كأن عليها غشاوة، يقول: من يمل عنه عاشيا إلى غيره، وهو أن يركبه على غير تبين قال الحطيئة: متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد «3» [829] . «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ» (41) محازها فإن نذهبن بك.. «أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ» (51- 52) مجازها بل أنا خير من هذا.
[سورة الزخرف (43) : آية 55]
«فَلَمَّا آسَفُونا» (55) أغضبونا ويقال: قد أسفت غضبت.. «إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ «1» » (57) من كسر الصاد فمجازها يضجّون ومن ضمها فمجازها يعدلون.. «وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ» (63) البعض هاهنا الكل «2» قال لبيد بن ربيعة: ترّاك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يعتلق بعض النفوس حمامها الموت لا يعتلق بعض النفوس دون بعض «3» .. «تُحْبَرُونَ» (70) تسرّون محبور مسرور قال العجّاج: فالحمد لله الذي أعطى الحبر
[سورة الزخرف (43) : آية 71]
«وَأَكْوابٍ» (71) الأكواب الأبارق التي لا خراطيم لها «1» .. «أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً» (79) أم أحكموا.. «قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ «2» » (81) «إن» فى موضع «ما» فى قول بعضهم: ما كان للرحمن ولد والفاء مجازها مجاز الواو: ما كان للرحمن ولد وأنا أول العابدين قال الفرزدق: أولئك قوم إن هجونى هجوتهم ... وأعبد إن أهجو عبيدا بدارم «3» «4» [831]
[سورة الزخرف (43) : آية 88]
وقال آخرون: محازها: إن كان فى قولكم للرحمن ولد فأنا أول العابدين أي الكافرين بذلك والجاحدين لما قلتم وهى من «عبد يعبد «1» عبدا» .. «وَقِيلِهِ يا رَبِّ» (88) نصبه فى قول أبى عمرو على «نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ» (80) وقيله ونسمع قيله وقال غيره: هى فى موضع الفعل: ويقول.
"سورة الدخان" (44)
«سورة الدّخان» (44) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فِيها يُفْرَقُ» (4) يفصل ويقسط.. «إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ» (5- 6) نصب على مجاز نصب المصادر. قال أبو عبيدة: سمعت ابن عون يقول: قد مضى الدخان «1» وزعم غيره أن الدخان هو الجدب والسنون التي دعا النبي صلى الله عليه فيها على مضر، اللهم اشدد وطأتك على مضر، وقال بعضهم وطأتك «2» .. «يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى» (16) يقال: إنها يوم بدر «3» .. «وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً» (24) ساكنا «4» : يقال: أره على نفسك أي ارفق بها ولا تخرق. يقال: عيش راه، قال بشر بن أبى خازم: فإن أهلك عمير فربّ زحف ... يشبّه نقعه رهوا ضبابا «5» [834]
[سورة الدخان (44) : آية 37]
«أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ» (37) ملوك اليمن كان كل واحد منهم يسمّى تبّعا لأنه يتبع صاحبه وكذلك الظل لأنه يتبع الشمس «1» وموضع تبّع فى الجاهلية موضع الخليفة فى الإسلام وهم ملوك العرب الأعاظم.. «يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً» (41) ابن عم عن ابن عم.. «ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ» (49) فى الدنيا.. «وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ» (54) جعلناهم أزواجا كما تزوج النعل بالنعل جعلناهم اثنين اثنين جميعا بجميع. «2» «3»
"سورة الجاثية" (45)
«سورة الجاثية» (45) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ» (9) أي من بين أيديهم.. «لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ» (14) لا يخافون.. «عَلى شَرِيعَةٍ» (18) على طريقة وسنة.. «هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ» (19) مجازها: هذا القرآن بصائر للناس.. «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ» (21) اكتسبوا «أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» (21) تم الكلام ثم استأنف فقال «سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ» (21) أي سواء حياة الكافر ومماته هو كافر حياته ومماته والمؤمن مؤمن حياته ومماته.. «يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ» (25) عاد إلى اليوم أي لا شك فيه فى اليوم.. «وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً» (28) على الركب «1» ، قال الكميت: هم تركوا سراتكم جثيّا ... ومن بعد السراة مغربلينا
[سورة الجاثية (45) : آية 29]
«إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (29) أي نثبت.. «وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ» (31) أي نترككم «1» نخرجكم من رحمتنا «كَما نَسِيتُمْ» (31) كما تركتم.
"سورة الأحقاف" (46)
«سورة الأحقاف» (46) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ماذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ» (4) «ما» هاهنا فى موضع جميع.. «أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ» (4) أي بقية «1» وقال راعى الإبل: وذات أثارة أكلت عليه ... نباتا فى أكمّته قفارا «2» [837] أي بقية من شحم أكلت عليه. ومن قال أثرة فهو مصدر أثره يأثره يذكره.. «قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ» (9) ما كنت أولهم معناها بدأ من الرسل قال الأحوص: فخرت فانتمت فقلت انظرينى ... ليس جهل أتيته ببديع «3» [838]
[سورة الأحقاف (46) : آية 15]
«أَوْزِعْنِي» (15) ألهمنى، أصلها من وزعت أنا دفعته وأوزعنى أي ألهمنى.. «إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ» (21) أحقاف الرّمال قال العجّاج: بات إلى أرطاة حقّف أحقفا «1» [839] وإنما حقفه اعوجاجه.. «أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا» (22) لتصرفنا عن آلهتنا.. «عارِضٌ مُمْطِرُنا» (24) يريد ممطر لنا وعارض نكرة وممطرنا معرفة وإنما يجوز هذا فى الفعل ولا يجوز فى الأسماء فى قول العرب، لا يجوز هذا رجل غلامنا والعارض السحاب الذي يرى فى قطر من أقطار السماء من العشى ثم يصبح وقد حبا حتى استوى.. «أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى» (33) مجازها قادر والعرب تؤكد الكلام بالباء وهى مستغنى عنها.. «لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ» (35) رفعه للاستئناف. «2» «3»
"سورة محمد صلوات الله عليه" (47)
«سورة محمّد صلوات الله عليه» (47) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَأَصْلَحَ بالَهُمْ» (2) حالهم.. «فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ» (4) كقول العرب: يا نفسى صبرا «1» قال حرىّ بن ضمرة بن ضمرة النّهشلىّ «2» : يا نفس صبرا على ما كان من مضض ... إذ لم أجد لفضول القول أقرانا «3» [842] ولغة بنى تميم يا نفس ويا عين، فى موضع يا نفس اصبري.. «فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً» (4) نصبهما لأنهما فى موضع فعلهما مجازها فإما أن تمنّوا وإما أن تفادوا مثل سقيا ورعيا إنما هو سقيت ورعيت مثل قولك: مهلا للأنثى والذكر والاثنين والجميع وهى فى موضع أمهل وقد فعلوا هذا فى غير مصدر أمروا به.. «عَرَّفَها لَهُمْ» (6) بيّنها لهم وعرفهم منازلهم «4» .
[سورة محمد (47) : آية 11]
«بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا» (11) ولىّ الذين آمنوا.. «مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ» (15) الآسن المتغير الريح يقال: قد أسن ماء ركيّتك.. «وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ» (16) من هاهنا فى موضع جميع.. «فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها» (18) أعلامها وإنما سمى الشّرط فيما نرى لأنهم أعلموا أنفسهم وأشراط المال صغار الغنم وشراره قال جرير: تساق من المعزى مهور نسائهم ... وفى شرط المعزى لهنّ مهور «1» [843] . «سَوَّلَ لَهُمْ» (25) زيّن لهم.. «فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» (30) فى فحوى القول، يقال: فلان ألحن بحجته من فلان.. «حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ» (31) حتى نميّز. «2» «3»
[سورة محمد (47) : آية 35]
«فَلا تَهِنُوا» (35) وهن يهن. «وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ» (35) لن ينقصكم لن يظلمكم وترتنى حقى ظلمتنى.. «فَيُحْفِكُمْ «1» تَبْخَلُوا» (37) يقال: أحفانى بالمسألة وألحف علىّ وألحّ قال أبو الأسود: لن تمنع السائل الحفي بمثل المنع الحامس.
"سورة الفتح" (48)
«سورة الفتح» (48) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله جل ثناؤه «عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ» (6) تدور عليهم قال حميد: ودائرات الدهر أن تدورا (201) . «وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ» (9) تعزّروه: تعظّموه.. «وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً» (12) هلكى «1» .. «وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ» (25) محبوسا واحدها فى قول أبى عمرو بن العلاء هدية مثل جدية السّرج والرّحل وهما البدادان، وعامة العرب يقولون: هدية وهدايا.. «فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ» (25) جناية كجناية العرّ وهو الجرب.. «لَوْ تَزَيَّلُوا» (25) لو انمازوا.. «الْحَمِيَّةَ» (26) يقال: حميت أنفى حميّة ومحميّة وحميت المريض حميّة
[سورة الفتح (48) : آية 29]
وحميت القوم العدو والحمى منعتهم حماية قال الفرزدق: كأن ربيعا من حماية منقر ... أتان دعاها للوداق حمارها «1» [847] وأحميت الحمى جعلته حماء لا يدخل وأحميت الحديدة وأحميت النار وأحميت الرجل أغضبته علىّ إحماء.. «ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ» (29) والعرب قد تبدأ بالشيء ثم تجىء ما يكون قبله بعده قال لبيد: فوضعت رحلى والقراب ونمرقى ... ومكانهن الكور والنّسعان «2» [848] . «أَخْرَجَ شَطْأَهُ» (29) أخرج فراخه يقال: قد أشطأ الزرع فهو مشطىء إذا فرّخ.. «فَآزَرَهُ» (29) ساواه، صار مثل الأمّ. «فَاسْتَغْلَظَ» (29) غلظ.. «فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ» (29) الساق حاملة الشجرة «3» «4» .
"سورة الحجرات" (49)
«سورة الحجرات» (49) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» (1) تقول العرب: فلان يقدّم بين يدى الإمام وبين يدى أبيه يعجّل بالأمر والنهى دونه.. «أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى» (3) من المحنة امتحنه اصطفاه.. «إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ» (4) واحدتها حجرة قال: أما كان عبّاد كفيّا لدارهم ... بلى ولأبيات بها الحجرات «1» «2» [851] يقول بلى ولبنى هاشم والذين نادوه صلى الله عليه وسلم من بنى تميم وفى قراءة عبد الله بن مسعود: «وأكثرهم بنو تميم لا يعقلون» .. «حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ» (9) ترجع.. «لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ» (11) جزم لأنه نهى.
[سورة الحجرات (49) : آية 12]
«وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ» (11) أي لا تعيبوا أنفسكم، و «يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ» (9/ 59) يعيبك «بِالْأَلْقابِ» (11) والأنباز واحد.. «وَلا تَجَسَّسُوا» (12) وتجسّسوا سواء والتجسّس التبحث يقال رجل جاسوس وقال رؤبة: لا تمكن الخنّاعة الناموسا ... وتحصب اللعّابة الجاسوسا «1» [852] حصب الغواة العومج المنسوسا الجاسوس والناموس واحد العومج: الحيّة والمنسوس المسيل وإنما سميت عومجا لأنها تعمج أي تجىء على غير قصد ويقال: تعمج السيل قال العجّاج: تدافع السّيل إذا تعمّجا «2» [853] . «وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ» (13) يقال: من أي شعب أنت؟ فيقول من مضر من ربيعة، والقبائل دون ذلك قال ابن أحمر: من شعب همدان أو سعد العشيرة أو ... خولان أو مذحج هاجوا له طربا «3» [854] وقال الكميت بن زيد الأسدىّ: جمعت نزارا وهى شتّى شعوبها ... كما جمعت كفّ إليها الأباخسا «4» [855]
[سورة الحجرات (49) : آية 14]
«لِتَعارَفُوا» (13) من الآية الأولى ثم ابتدأت «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ» (13) ولو عملت لقلت أن أكرمكم عند الله. «لا يألتكم من أعمالكم شيئا» (14) أي لا ينقصكم «1» لا يحبس وهو من ألت يألت وقوم يقولون: لات يليت وقال رؤبة: وليلة ذات ندى سريت ... ولم يلتنى عن سراها ليت «2» [856] وبعضهم يقول: ألاتنى حقى وألاتنى عن وجهى وعن حاجتى أي صرفنى عنها قال الحطيئة: أبلغ سراة بنى كعب مغلغلة ... جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا «3» [857] . «ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا» (15) لم يشكّوا.
"سورة ق" (50)
«سورة ق» (50) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله عزّت قدرته: «ق» (1) مجازها مجاز أوائل السور.. «ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ» ردّ «1» بعيد.. «فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ» (5) مختلط، يقال: قد مريج أمر الناس اختلط وأهمل قال أبو ذؤيب: فخرّ كأنه حوط مريج «2» [859] أي سهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «3» : «كيف بك إذا بقيت فى حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم» أي اختلطت.. «ما لَها مِنْ فُرُوجٍ» (6) أي فتوق واحدها فرج «4» وفتق.
[سورة ق (50) : آية 7]
«مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ» (7) أي حسن.. «تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ» (8) نصبها كنصب المصادر.. «وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ» (10) طوال ويقال: جبل باسق وحسب باسق قال ابن نوفل لابن هبيرة: يا بن الذين بفضلهم ... بسقت على قيس فزاره «1» [860] . «طَلْعٌ نَضِيدٌ» (10) منضود «2» .. «كَذلِكَ الْخُرُوجُ» (11) يوم القيامة قال العجّاج: أليس يوم سمّى الخروجا ... أعظم يوم رجّة رجوجا «3» [861] . «وَأَصْحابُ الرَّسِّ» (12) المعدن وكل ركيّة لم تطو قال الجعدي: سبقت إلى فرط ناهل ... تنابلة يحفرون الرّساسا «4» [616] . «أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (16) وريداه فى حلقه والحبل حبل العاتق «5» قال الشاعر: كأن وريديه رشاء خلب «6» [862]
[سورة ق (50) : آية 31]
فأضافه إلى الوريد كما يضاف الحبل إلى العاتق.. «وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ» (31) قرّبت.. «فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ» (36) طافوا وتباعدوا قال امرؤ القيس: لقد نقّبت فى الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب «1» «2» [863] . «مِنْ مَحِيصٍ» (36) من معدل.. «أَلْقَى السَّمْعَ» (37) استمع يقول الرجل للرجل: ألق إلىّ سمعك أي استمع منى.. «ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ» (42) يوم القيامة.
"سورة الذاريات" (51)
«سورة الذاريات» (51) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَالذَّارِياتِ ذَرْواً» (1) هى الريح وناس يقولون: المذريات للريح، ذر وأذرت لغتان.. «فَالْحامِلاتِ وِقْراً» (2) السحاب.. «فَالْجارِياتِ يُسْراً» (3) السّفن.. «فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً» (4) الملائكة.. «وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ» (7) الطرائق ومنها سمّى حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه، وطرائق الماء حبكه وقال زهير: مكلل بأصول النّجم تنسجه ... ريح خريق لضاحى مائه حبك «1» [864] . «يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» (9) يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض.. «قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ» (10) المتكّهنون.. «يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ» (12) يوم الحساب، متى يوم الدين. «2»
[سورة الذاريات (51) : آية 14]
«ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ» (14) تم الكلام ثم جاء هذا بعد ائتناف.. «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ» (15- 16) انتصب لأن الكلام قد تم خبره فإن شئت رفعته وإن شئت أخرجته إلى النصب.. «كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ» (17) أي يهجعون قليلا من الليل.. «وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ» (22) فيه مضمر مجازه: عند من فى السماء رزقكم وعنده ما توعدون، وفى آية أخرى: «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ» (12/ 70) ، «وسل القرية» (12/ 82) فهذا كله فيه إضمار والعرب تفعل ذلك قال نابغة بنى ذبيان: كأنك من جمال بنى أقيش ... يقعقع خلف رجليه بشنّ (54) أراد كأنك جمل من جمال بنى أقيش. وقال الأسدىّ: كذبتم وبيت الله لا تنكحونها ... بنى شاب قرناها تصرّ وتحلب (55) فيه ضمير «التي» شاب قرناها. وقوله «وسل القرية» سل من فى القرية.. «إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» (23) مجازها: كما أنكم تنطقون.. «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ» (24- 25) ضيف مثل خصم يقع على الواحد والجميع.. «فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ» (25) قال تجىء للحكاية وفى موضع فعل يعمل فجاءت المنصوبة وقد عمل فيها «قالوا» وجاء المرفوع كأنه حكاية.. «فَراغَ إِلى أَهْلِهِ» (26) عدل «1» إلى أهله.
[سورة الذاريات (51) : آية 28]
«فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً» (28) أضمر خيفة أي خوفا.. «فِي صَرَّةٍ» (29) شدة صوت، يقال: أقبل فلان يصطر أي يصوت صوتا شديدا «1» .. «قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ» (29) مختصر أي أنا عجوز عقيم. «مُسَوَّمَةً» (34) معلمة ويقال: إنه كان عليها مثل الخواتيم «2» .. «فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ» (39) وبجانبه سواء إنما هى ناحيته. «وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ» (39) أو هاهنا فى موضع الواو التي للموالاة لأنهم قد قالوهما جميعا له قال جرير: أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا «3» (738) الخشاب «4» بنو رزام بن مالك وربيعة وكعب بن مالك بن حنظلة.. «أَتَواصَوْا بِهِ» (53) أتواطئوا «5» عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت
[سورة الذاريات (51) : آية 54]
شيمة غالبة على قوم قيل كأنما تواصوا بكذا وكذا.. «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» (54) أي أعرض عنهم واتركهم قال حصين بن ضمضم أمّا بنو عبس فإنّ هجينهم ... ولّى فوارسه وأفلت أعورا «1» [867] والأعور الذي قد عوّر فلم يقض حاجته ولم يصب ما طلب «2» قال العجّاج: وعوّر الرحمن من ولّى العور «3» [868] وليس هو من عور العين ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء فإذا لم يسقه قيل: قد عوّرت شربه «4» قال الفرزدق: متى ما ترد يوما سفار تجد به ... أديهم يرمى المستجيز المعوّرا «5» [869] . «فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ» (59) أي نصيبا قال علقمة بن عبدة: وفى كل يوم قد خبطت بنائل ... فحقّ لشأش من نداك ذنوب «6» [870]
فقال الملك وأذنبة «1» ، أي نصيب. وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسّجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلا. قال الفضل بن عبّاس بن عتبة بن أبى لهب: من يساجلنى يساجل ماجدا ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب «2» [871]
"سورة الطور" (52)
«سورة الطّور» (52) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَالطُّورِ» (1) هو الجبل فى كلام العرب.. «وَكِتابٍ مَسْطُورٍ» (2) أي مكتوب وقال رؤبة: إنى وأيات سطرن سطرا «1» [872] . «فِي رَقٍّ» (3) أي فى ورق.. «وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ» (4) الكثير الغاشية «2» .. «وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ «3» » (6) بعضه فى بعض من الماء قال النّمر بن تولب: إذا شاء طالع مسجورة ... ترى حولها النّبع والسّاسما «4» «5» [873]
[سورة الطور (52) : آية 9]
سقتها رواعد من صيّف ... وإن من خريف فلن يعدما. «يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً» (9) أي تكفأ قال الأعشى: كأن مشيتها من بيت جارتها ... مور السحابة لا ريث ولا عجل «1» «2» [875] وهو أن ترهيأ «3» فى مشيتها أي تكفّأ كما ترهيأ النخلة العيدانة «4» .. «الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ» (11) الخوض الفتنة والاختلاط.. «يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ» (12) أي يدفعون، يقال: دعت فى قفاه أي دفعت وفى آية أخرى «يَدُعُّ الْيَتِيمَ» (107/ 2) وقال بعضهم: يدع اليتيم مخففة. «دَعًّا هذِهِ النَّارُ» (13- 14) مختصر مخرجه: فيقال: هذه النار.. «أَفَسِحْرٌ هذا» (15) ليس باستفهام بل هو توعّد.. «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فكهين» (17- 18) لأن نصبت مجازها مجاز الاستغناء فإذا استغنيت أن تخبر ثم جاء خبر بعد فإن شئت رفعت وإن شئت نصبت ومعناها: متفكهين، قال صخر بن عمرو أخو خنساء: «5»
[سورة الطور (52) : آية 20]
فكه على حين العشاء إذا ... ما الضّيف أقبل مسرعا يسرى «1» [878] ومن قرأها «فاكهين» فمجازها مجاز، «لابن» و «تامر» أي عنده لبن كثير وتمر كثير.. «وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ» (20) مجازها: جعلنا ذكران أهل الجنة أزواجا بحور عين من النساء، يقال: للرجل: زوّج هذا الفعل الفرد أي اجعلهما زوجا.. «وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ» (21) أي ما نقصناهم ولا حبسنا منه شيئا وفيه ثلاث لغات «ألت يألت» تقديرها: أفل يأفل وألات يليت، تقديرها: أقال يفيل ولات يليت قال رؤبة: وليلة ذات ندى سريت ... ولم يلتنى عن سراها ليت (856) . «مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ» (21) مجازها: ما ألتناهم شيئا والعرب تفعل هذا تزيد «من» قال أبو ذؤيب: جزيتك ضعف الحب لما استثبته ... وما إن جزاك الضعف من أحد قبلى (58) معناها أحد قبلى لأن «من» لا تنفع ولا تضرّ.. «يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً» (23) يتعاطون أي يتداولون «2» قال الأخطل:
[سورة الطور (52) : آية 24]
نازعته طيّب الراح الشّمول وقد ... صاح الدّجاج وحانت وقعة الساري «1» [879] . «كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ» (24) مصون.. «عَذابَ السَّمُومِ» (27) عذاب النار.. «فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ» (29- 30) مجازها: بل يقولون، وليست بجواب استفهام قال الأخطل: كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظّلام من الرّباب خيالا (69) لم يستفهم إنما أوجب أنه رأى بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا.. «أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا» (32) بل تأمرهم أحلامهم بهذا ثم رجع فقال:. «أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ» (32) «أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ «2» » (37) أم هم الأرباب ويقال: تصيطرت علىّ اتخذتني خولا «3» .. «أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ» (38) هى السلّم وهو السلّم «4» ومجاز «فيه» به وعليه وفى القرآن: «وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ» (19/ 23) إنما هو على جذوع النخل
[سورة الطور (52) : آية 41]
والسلّم السبب والمرقاة «1» قال الشّيبانىّ: هم صلبوا العبدى فى جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا [547] وقال ابن مقبل: لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا ... يبنى له فى السموات السّلاليم «2» [216] ويقول الرجل: اتخذتني سلّما لحاجتك أي سببا.. «أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ» (41) فهم يخبرون بما شاءوا ويثبتون ما شاءوا.. «وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً» (44) أي قطعا وواحد الكسف كسفة مثل سدرة وسدر «3» .. «سَحابٌ مَرْكُومٌ» (44) بعضه على بعض ركام.. «وَإِدْبارَ «4» النُّجُومِ» (49) من كسر الألف جعله مصدرا ومن فتحها جعلها جميع دبر.
"سورة النجم" (53)
«سورة النّجم» (53) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى» (1) سم والنجم النجوم ذهب إلى لفظ الواحد وهو فى معنى الجميع قال راعى الإبل: وباتت تعدّ النجم فى مستحيرة ... سريع بأيدى الآكلين جمودها «1» «2» [880] مستحيرة فى إهالة جعلها صافية لأنها من شحم وار «3» ولو كان هرطا لا خير فيه لجاء كدرا قليلا.. «وَما غَوى» (2) يغوى من الغى والغاوي فأما من قال غوى يغوى تقديرها «شقى يشقى» فهو من الّلبن يبشم عنه يقال: غوى الفضيل يغوى إذا بشم.
[سورة النجم (53) : آية 3]
«وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى» (3) أي ما ينطق بالهوى.. «قابَ قَوْسَيْنِ» (9) قدر قوسين وقاد، وقيد وقدى قوسين مثلها.. «أَوْ أَدْنى» (9) أو أقرب.. «شَدِيدُ الْقُوى» (5) جماع القوة.. «ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى» (6) ذو شدة وإحكام «1» «2» ، يقال: حبل ممرّ أي مشدود.. «ما زاغَ الْبَصَرُ» (17) ما عدل ولا جار.. «مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى» (18) من أعلام ربه الكبرى وعجائبه.. «اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ» (20) أصنام من حجارة كانت فى جوف الكعبة يعبدونها «3» .. «أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى» (21) مجازه: مكفوف عن خبره.
[سورة النجم (53) : آية 22]
«قِسْمَةٌ ضِيزى» (22) ناقصة ضرته حقه، وضزته حقه تضيزه وتضوزه تنقصه «1» وتمنعه. أبو عبيدة قال: ربما همزها قوم فقال اضأزته وأنا أضأزه وهى من ضيزى «2» .. «الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ» (32) لم يؤذن لهم فى اللمم وليس هو من الفواحش ولا من كبائر الإثم وقد يستثنى الشيء من الشيء وليس منه على ضمير قد كفّ عنه فمجازه: إلّا أن يلمّ ملمّ بشىء ليس من الفواحش والكبائر قال الشاعر: وبلدة ليس بها أنيس ... إلّا اليعافير وإلا العيس اليعافير: الظباء «3» «4» والعيس من الإبل وليس من الناس فكأنه قال: ليس بها أنيس غير أن بها ظباء وإبلا وقال بعضهم: اليعفور من الظباء الأحمر والأعيس الأبيض من الظباء.
[سورة النجم (53) : آية 34]
«وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ» (32) وهو جمع جنين، تقديره: سرير وأسرّة.. «وَأَعْطى «1» قَلِيلًا وَأَكْدى» (34) معنى أكدى: قطع، اشتقت من كدية الركيّة وكدية الرّحل «2» وهو أن يحفر حتى ييئس من الماء فيقول: بلغنا كديتها.. «وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى» (40) عمله.. «مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى» (46) إذا تخلق وتقدّر، ويقال: ما تدرى ما يمنى لك المانى ما يقدر لك القادر.. «وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى» (47) يحيى الموتى:. «وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى» (48) أغنى أقواما وجعل لهم قنية أصل مال «3» «4» .
[سورة النجم (53) : آية 53]
«وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى» (53) المؤتفكة المخسوف بها.. «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» (57) أي دنت القيامة.. «وَأَنْتُمْ سامِدُونَ» (61) لاهون، يقال: دع عنك سمودك.
"سورة القمر" (54)
«سورة القمر» (54) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ» (2) شديد.. «مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ «1» » (8) مسرعين.. «وَازْدُجِرَ» (9) افتعل من زجر.. «فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ» (12) مجازه: الماء الذي خرج من الأرض وما سال من السماء.. «أَلْواحٍ وَدُسُرٍ» (13) الدّسر المسامير والخرز واحدها دسار، يقال: هات لى دسارا.. «مُدَّكِرٍ» (15) مذتكر فلما أدغم التاء فى الذال تحولت الذال دالا.. «صَرْصَراً» (19) شديدة ذات صوت.. «مُسْتَمِرٍّ» (19) شديد قد استمرّ.
[سورة القمر (54) : آية 20]
«أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ» (20) أسافل نخل منقلع من أصله، يقال: هى النخل وهو النخل فمجازها هاهنا: لغة من ذكر وفى آية أخرى «أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» (69/ 7) فى لغة من أنّث. «ضَلالٍ وَسُعُرٍ» (24) جميع سعيرة.. «أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا» (25) أجاءه الذكر كما تقول: ألقيت عليه مسئلة وألقيت عليه حسابا.. «الْأَشِرُ» (26) ذو التجبّر والكبرياء وربما كان النّشاط.. «كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ «1» » (31) صاحب الحظيرة والمحتظر هو الحظار، والهشيم ما يبس من الشجر أجمع.. «أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً» (34) حجارة «2» والحاصب أيضا يكون من الجليد قال الفرزدق: مستقبلين شمال الشام تضربنا ... بحاصب كنديف القطن منثور (447) على عمائمنا يلقى وأرحلنا ... على زواحف تزجى مخّهارير. «فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ» (37) لا يرى شقّ العين والريح تطمس الأعلام.. «فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ» (52) جماعة زبور ويقال: زبرت الكتاب وذبرته.. «مُسْتَطَرٌ» (53) أي مفتعل مكتوب، مجازها مجاز مسطور.. «فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ» (54) مجازها: أنهار.
"سورة الرحمن" (55)
«سورة الرّحمن» (55) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ» (5) جميع حساب مثل شهبان وشهاب «1» .. «وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ» (6) الشجر ما كان على ساق والنجم ما نجم من الأرض ولم يكن على ساق ومجازها على الأشجار وثنّى فعلهما على لفظهما.. «أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ» (8) أن لا تظلموا وتنقصوا.. «وَلا تُخْسِرُوا» (9) أي لا تظلموا وتنقصوا، بالقسط والعدل.. «وَضَعَها لِلْأَنامِ» (10) للخلق.. «وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ» (11) واحدها كمّ.. «وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ» (12) تخرج له عصيفة وهى أذنته أعلاه وهو الهبوذ «2» وأذنة الثّمام زيادته وكثرته وورقه الذي يعتصف فيؤكل قال علقمة ابن عبدة: تسقى مذانب قد مالت عصيفتها ... حدورها من أنّي الماء مطموم «3» [886]
[سورة الرحمن (55) : آية 13]
طمّها ملأها لم يبق فيها شىء وطمّ إناءه ملأه. والريحان الحبّ منه الذي يؤكل، يقال: سبحانك وريحانك أي رزقك «1» قال النّمر بن تولب: سماء الإله وريحانه ... وجنّته وسماء درر «2» [887] . «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ» (13) أي فبأى نعمه، واحدها ألى، تقديرها قفى وقال بعضهم: تقديرها معى «وتكذّبان» مجازها مخاطبة الجن والإنس وهما الثّقلان.. «مِنْ صَلْصالٍ» (14) أي طين يابس لم يطبخ له صوت إذا نقر، فهو من يبسه:. «كَالْفَخَّارِ» (14) الفخار ما طبخ بالنار.. «مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ» (15) من خلط من النار «3» .. «رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ» (17) أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف، فإذا قال المشارق والمغارب فمشرق كل يوم ومغرب كل يوم.. «مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ» (19) مجازها مجاز قولك مرجت دابتك، خليت عنها وتركتها.. «بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ» (20) ما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ.
[سورة الرحمن (55) : آية 22]
«يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ «1» » (23) المرجان صغار اللؤلؤ واحدتها مرجانة وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما فخرج مخرج: أكلت خبزا ولبنا.. «الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ» (24) المجريات «2» المرفوعات.. «كَالْأَعْلامِ» (24) كالجبال قال جرير يصف الإبل: إذا قطعن علما بدا علم «3» [888] . «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ» (31) سنحاسبكم، لم يشغله شىء «4» تبارك وتعالى. «إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا» (32) أن تفوتوا: «مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ» (33) جوانبها مجازها مجاز الفوت، والأقطار والأقتار واحد.. «شُواظٌ» (35) وشواظ واحد وهو النار التي تؤجج لا دخان فيها، قال رؤبة: إنّ لهم من وقعنا أقياظا ... ونار حرب تسعر الشّواظا «5» [889] . «وَنُحاسٌ» (35) ونحاس والنحاس الدخان، قال نابغة بنى جعدة:
[سورة الرحمن (55) : آية 37]
يضىء كضوء سراج السّلي ... ط لم يجعل الله فيه نحاسا «1» [890] . «فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ» (37) من لونها، جمع دهن، تمور كالدهن صافية، وردة لونها كلون الورد وهو الجلّ.. «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ» (41) علاماتهم فى الأصل أعلامهم.. «هذِهِ جَهَنَّمُ» (43) مجازها: [يقال] «2» هذه جهنم.. «وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ» (44) بلغ إناه فى شدة الحر وكل مدرك آن وفى آية أخرى. «غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ» (33/ 53) أي إدراكه، قال نابغة بنى ذبيان: وتخضب لحية غدرت وخانت ... بأحمر من نجيع الجوف آن «3» [891] أي مدرك.. «ذَواتا أَفْنانٍ» (48) أي أغصان.. «مِنْ إِسْتَبْرَقٍ» (54) يسمّى المتاع الصيني الذي ليس له صفاقة الديباج ولا خفّة الفرند إستبرقا «4» .. «وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ» (54) ما يجتنى قريبا لا يعنّى الجاني.. «قاصِراتُ الطَّرْفِ» (56) لا تطمح أبصارهن.. «لَمْ يَطْمِثْهُنَّ «5» » (56) لم يمسسهن، يقال: ما طمث هذا البعير حبل قط أي
[سورة الرحمن (55) : آية 64]
ما مسّه حبل.. «مُدْهامَّتانِ» (64) من خضرتهما قد اسودّتا.. َيْنانِ نَضَّاخَتانِ» (66) فوّارتان.. «فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ» (70) امرأة خيرة ورجل خير والجميع خيرات ورجل أخيار وخيار قال: ولقد طعنت مجامع الرّبلات ... ربلات هند خيرة الملكات (298) . «حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ» (72) الحوراء: الشديدة بياض بياض العين والشديدة سواد سواد العين، مقصورات: أي خدّرن فى الخيام والخيام البيوت والهوادج أيضا خيام قال لبيد: شاقتك ظعن الحىّ يوم تحمّلت ... فتكنّست قطنا تصرّ خيامها «1» [892] وقال جرير: متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام «2» [893] . «رَفْرَفٍ خُضْرٍ» (76) فرش والبسط أيضا رفارف وتقول العرب لكل شىء من البسط.. «عَبْقَرِيٍّ» (76) ويرون أنها أرض يوشّى فيها «3» قال زهير بن أبى سلمى: بخيل عليها جنّة عبقريّة ... جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا «4» [894]
"سورة الواقعة" (56)
«سورة الواقعة» (56) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و «إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ» (1) «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» (53/ 57) وهى القيامة والساعة.. وَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ» (2- 3) مجازها فى الكلام الأول، ولو كانت فى الكلام [الثاني] لنصبت قوله إذا وقعت الواقعة خافضة رافعة والعرب إذا كرروا الأخبار وأعادوها أخرجوها من النصب إلى الرفع فرفعوا، وفى آية أخرى. «كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» (70/ 15- 17) رفعت وقطعت من النصب إلى الرفع كأنك تخبر عنها، قال الراجز: من يك ذا بتّ فهذا بتّى ... مقيّظ مصيّف مشتّى «1» [895] من ثلّة من نعجات ستّ. «إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا» (4) اضطربت والسهم يرتجّ فى الغرض «2» .. «وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا» (5) مجازها كمجاز السّويق المبسوس أي المبلول
[سورة الواقعة (56) : آية 6]
والعجين قال لصّ من غطفان وأراد أن يخبز فخاف أن يعجل عن الخبز فبلّ الدقيق فأكله عجينا «1» وقال: لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا «2» [896] . «فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا» (6) «3» الهباء الغبار الذي تراه فى الشمس من الكوّة منبثّا منثورا متفرقا والهبوة من الغبار والعجاج يرى فى الظل.. «أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ» (9) أصحاب الميسرة ويقال لليد اليسرى: الشؤمي ويقال: أهو الجانب الأشمى الأيسر سمّيت اليمنى لأنها عن يمين الكعبة والشام أنها عن شمال الكعبة.. «ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ» (13) تجىء جماعة وأمة وتجىء بقيّة.. «عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ» (15) بعضها على بعض مداخلة كما توضن كحلق الدرع بعضها فى بعض مضاعفة وقال الأعشى: ومن نسج داؤد موضونة ... تساق مع الحىّ عيرا فعيرا «4» [897] والوضين البطلان من السيور إذا نسج نساجة بعضه على بعض مضاعفا كالحلق حلق الدرع فهو وضين وضع فى موضع موضون كما يقولون: قتيل فى موضع مقتول «5» ، قال:
[سورة الواقعة (56) : آية 17]
إليك تعدو قلقا وضينها ... معترضا فى بطنها جنينها «1» [898] مخالفا دين النصارى دينها وهى ليس لها دين، هو دينه وهو قول رجل فى الجاهلية، وقال ابن عمر فى الإسلام.. «وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ» (17) من الخلد أي لا يهرمون يبقون على حالهم لا يتغيرون ولا يكبرون.. «بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ» (18) واحدها كوب وهو الذي لا خرطوم له من الأباريق واسع الرأس.. «وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ» (18) شراب من معين والمعين الماء الطاهر.. «لا يُصَدَّعُونَ عَنْها» (19) من الصّداع فى الرأس.. «وَلا يُنْزِفُونَ» (18) لا يسكرون قال الأبيرد: لعمرى لئن أنزفتم أو صحوتم ... لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا وقوم يجعلون المنزف مثل المنزوف الذي قد نزف دمه.. «وَلَحْمِ طَيْرٍ» (21) جماعة طائر وقد يجوز أن يكون واحدا.. «لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً» (25) مجازه مجاز «أكلت خبزا ولبنا» واللبن لا يوكل فجاز إذا كان معها شىء يوكل، والتأثيم لا يسمع إنما يسمع اللغو «2» .
[سورة الواقعة (56) : آية 28]
«إِلَّا قِيلًا» (26) نصب «يَسْمَعُونَ» «سَلاماً سَلاماً» (26) نصبت على المصدر.. «سِدْرٍ مَخْضُودٍ» (28) لا شوك فيه.. «وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ «1» » (29) زعم المفسرون أنه الموز وأما العرب الطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك، وقال الحادي: بشّرها دليلها وقالا ... غدا ترين الطّلح والحبالا «2» [899] . «وَظِلٍّ مَمْدُودٍ «3» » (30) ولا تنسجه الشمس، دائم يقال: للدهر الممدود والعيش إذا كان لا ينقطع قال لبيد: غلب العزاء وكنت غير مغلّب ... دهر طويل دائم ممدود «4» [900] . «وَماءٍ مَسْكُوبٍ» (31) مصبوب سائل.. «وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ» (32/ 33) جرها على الجر الأول و «لا» لا تعمل إنما هى لمعنى الموالاة تتبع الأول.. «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» (34) مجازها طويلة، يقال: بناء مرفوع، أي طويل.
[سورة الواقعة (56) : آية 35]
«إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ «1» إِنْشاءً» (35) أعاد إلى النساء إلى حور العين.. «عُرُباً» (37) واحدها عروب وهى الحسنة التبعّل قال لبيد: وفى الحدوج عروب غير فاحشة ... ريّا الروادف يعشى دونها البصر «2» [901] . «وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ» (43) من شدة سواده يقال: أسود يحموم «3» .. «لا بارِدٍ» (44) جرّه على الأول.. «مُتْرَفِينَ» (45) متكبّرين.. «وَكانُوا يُصِرُّونَ» (46) المصرّ المقيم على الإثم.. «أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ» (48) الواو متحركة لأنها ليست بواو وإنما «وآباؤنا الأولون» فدخلت عليها ألف الاستفهام فتركت مفتوحة. و «الْهِيمِ» (55) واحدها أهيم وهو الذي لا يروى من رمل كان أو بعير.. «فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ» (57) فهلا تصدقون.. «أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ» (58) من المنى. «أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ» (59) .. «وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ» (61) نبدّلكم عما تعلمون من أنفسكم «4» .. «حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ» (65) الحطام الهشيم والرّفات والرّخام واحد ومتاع الدنيا حطام.. «إِنَّا لَمُغْرَمُونَ» (66) معذبون قال بشر بن أبى خازم:
[سورة الواقعة (56) : آية 69]
ويوم النّسار ويوم الجفا ... ر كانا عذابا وكانا غراما (626) . «الْمُزْنِ» (69) السّحاب واحدها مزنة.. «أُجاجاً» (70) أشدّ الملوحة.. «النَّارَ الَّتِي تُورُونَ» (71) تستخرجون، من أوريت وأكثر ما يقال: وريت، وأهل نجد يقولون ذلك.. «مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ» (73) المقوي الذي لا زاد معه ولا مال وكذلك الدار التي قد أقوت من أهلها. وموضع آخر المقوي الكثير المال، يقال: أكثر من مال فلان فإنه مقو «1» .. «فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ» (75) فأقسم بمواقع النجوم ومواقعها مساقطها ومغايبها «2» .. «أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ» (81) واحدها مدهن وهو المداهن «3» .. «غَيْرَ مَدِينِينَ» (86) غير مجزييّن، دنته، كما تدين تدان «4» ، والعبد مدين، قال الأخطل:
[سورة الواقعة (56) : آية 89]
ربت وربا فى كرمها ابن مدينة ... يظلّ على مسحاته يتركّل «1» [902] ابن مدينة ابن أمة «2» .. «فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ «3» » (89) فحياة وبقاء «4» ورزق وروح أي برد.. «لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ» (95) مضافا إلى اليقين وقد يكون صفة له، كقولك: صلاة الأولى وصلاة العصر.
"سورة الحديد" (57)
«سورة الحديد» (57) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «هِيَ مَوْلاكُمْ» (15) أولى بكم «1» قال لبيد: مولى المخافة خلفها وأمامها «2» [902] . «وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ» (16) يقع خبره على لفظ الجميع وعلى الواحد.. «ثُمَّ يَهِيجُ» (20) ييبس.. «مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها» (22) نخلقها، الخالق البارئ.. «ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ» (27) أتبعناه.. «ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ» (27) ما كلّفنا هموها.. «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ» (28) أي مثلين.. «لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ» (29) مجازها ليعلم أهل الكتاب «3» .
"سورة المجادلة" (58)
«سورة المجادلة» (58) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «كُبِتُوا» (5) أهلكوا «1» «كَما كُبِتَ» (5) كما أهلك.. «تَفَسَّحُوا» (11) توسّعوا.. «وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا» (11) قوموا.. «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ» (19) غلب «2» عليهم وحازهم.. «كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي» (21) أي قضى الله.. «مَنْ حَادَّ اللَّهَ» (22) ومن شاقّ الله واحد.. «أَيَّدَهُمْ» (22) قوّاهم.
"سورة الحشر" (59)
«سورة الحشر» (59) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ «1» » (3) جلوا من أرض إلى أرض جلاء وأجليتهم أنا.. «ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ» (5) أي من نخلة وهى ألوان النخل ما لم تكن العجوة أو البرنىّ، إلّا أن الواو ذهبت لكسرة اللام «2» قال ذو الرّمّة: فوق لينة «3» [645] . «فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ» (6) الإيجاف وجيف الفرس وأوجفته أنا، الخيل هى الخيل والرّكاب هى الإبل والإيجاف الإيضاع فإذا لم يغزوا فلم يوجفوا عليها.. «كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ» (7) مضمومة ومفتوحة.. «أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها» (17) نصبهما على تمام الكلام الأول فاستغنى. «مهيمن» (23) ومبيقر ومبيطر ومسيطر هذه الأربعة الأحرف صفات، لها أفعال ووجدنا من الأسماء ما لا ندرى لعلها مصغّرة مديبر اسم واد، ومجيمر ومبيقر.
"سورة الممتحنة" (60)
«سورة الممتحنة» (60) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» (1) مجازها: المودة «تسرّون إليهم بالمودّة» (1) مثلها.. «قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ» (4) ثم استثنى. «إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ» .. «فَامْتَحِنُوهُنَّ» (10) أخبروهن، وخبرته وامتحنته.. «بِعِصَمِ الْكَوافِرِ» (10) العصمة الحبل والسبب.. «وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فعقّبتم» (11) وعاقبتم «1» واحد أي أصبتم عقبى منهن. «سورة الصّفّ» (61) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا» (4) يصفّون.. «بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ» (4) لا يغادر شىء منه شيئا.. «زاغُوا» (5) عدلوا.
"سورة الجمعة" (62)
«سورة الجمعة» (62) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فِي الْأُمِّيِّينَ» (2) الذين لا يكتبون «يُزَكِّيهِمْ» (2) يطهرهم.. «يَحْمِلُ أَسْفاراً» (5) واحدها سفر وهو الكتاب.. «فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ» (9) أجيبوا وليس من العدو.. «وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها» (11) مجازها: إذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهوا قال الشاعر: من كان يسعى فى تفرّق فالج ... فلبونه جربت معا وأغدّت (77)
"سورة المنافقون" (63)
«سورة المنافقون» (63) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» (4) جماعة خشب.. «حَتَّى يَنْفَضُّوا» (7) حتى يتفرقوا «1» .. «فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي» (10) مجازها: هلّا.. «فَأَصَّدَّقَ» (10) نصبت على جواب بالفاء للاستفهام منصوب تقول: من عندك فآتيك، هلّا فعلت هذه كذا وكذا فأفعل كذا وكذا ثم تبعتها «وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ» (10) بغير الواو قال أبو عمرو: وأكون من الصالحين وذهبت الواو من الخط كما يكتب أبو جاد أبجد هجاء، قال آخرون: يجوز الجزم على غير موالاة ولا شركة «وأكون» ولكنه أشركه فى الكلام الأول كأنه قال: هلا أخرتنى أكن، فهذه الفاء شركة فى موضع الفاء الأولى والفاء الأولى التي فى «فأصدق» فى موضع الجزم قال: إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب «2» [904]
"سورة التغابن" (64)
«سورة التّغابن» (64) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» (9) فمجازها على لفظ «من» وهو لفظ واحد والمعنى يقع على الجميع أيضا فجاءت «خالِدِينَ فِيها أَبَداً» (9) . «سورة الطّلاق» (65) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً» (3) منتهى.. «وَاللَّائِي يَئِسْنَ» (4) واحدها ذات.. «وَأُولاتُ الْأَحْمالِ» (4) واحدها ذات.. «مِنْ وُجْدِكُمْ» (6) من سعتكم، من الجدة.
"سورة التحريم" (66)
«سورة التّحريم» (66) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» (4) قد عدلت ومالت «وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ» العرب قد تجعل فعل الجميع على لفظ الواحد قال: إن العواذل ليس لى بأمير (590) . «قانِتاتٍ» (5) مطيعات.. «سائِحاتٍ» (5) صائمات.. «وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ» (12) مجاز لفظ خبرها مجاز الذكور إذا كان مع المؤنث مذكّر.
"سورة الملك" (67)
«سورة الملك» (67) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ» (3) صدوع.. «خاسِئاً» (4) مبعّدا.. «وَهُوَ حَسِيرٌ» (4) لا يبصر، قال الأول «1» : إن العسير بها داء مخامرها ... فشط ها نظر العينين محسور (74) العسير اسم ناقة.. «فِي مَناكِبِها» (15) فى جوانبها «2» .. «فَإِذا هِيَ تَمُورُ» (16) كما يمور السحاب.. «إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ» (19) باسطات أجنحتهن ويقبضن فيضربن بأجنحتهن.. «قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ» (23) تشكرون قليلا.. «رَأَوْهُ زُلْفَةً» (27) قربة، قال: طىّ اللّيالي زلفا فزلفا (340) . «الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ» (27) أي تدّعون به وتكذبون وتردّون.. «أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً» (30) مجازها: غائرا والغور مصدر وقد تفعل العرب ذلك، قال ابن الزّبعرى:
يا رسول المليك إنّ لسانى ... راتق ما فتقت إذ أنا بور (390) قال أبو عبيدة الزّبعرى وأبو عمرو الزّبعرى، والزبعرى كثير شعر الوجه والحاجبين وجمل زبعرى كذلك.
"سورة ن" (68)
«سورة ن» (68) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «ن وَالْقَلَمِ» (1) كسائر فواتح السور.. «وَما يَسْطُرُونَ» (1) وما يكتبون، قال رؤبة: إنى وأسطار سطرن سطرا «1» [872] . «بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ» (6) مجازها: أيّكم المفتون كما قال الأوّل «2» : نحن بنو جعدة أصحاب الفلج ... نضرب بالسيف ونرجو بالفرج (505) . «لَوْ تُدْهِنُ» (9) من المداهنة.. «عُتُلٍّ» (13) العتلّ الفظّ الكافر فى هذا الموضع وهو الشديد فى كل شىء «3» قال ذو الإصبع العدوانىّ: والدهر يغدو معتلّا جذعا «4» [905] أي شديدا.
[سورة القلم (68) : آية 20]
«بَعْدَ ذلِكَ» (13) مع ذلك.. «زَنِيمٍ» (13) الزنيم المعلّق فى القوم ليس منهم قال حسّان بن ثابت: وأنت زنيم نيط فى آل هاشم ... كما نيط خلف الراكب القدح الفرد «1» [906] ويقال للتيس: زنيم له زنمتان «2» «3» .. «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ «4» » (20) انصرم فى الليل وهو الليل وكل رملة انصرمت من معظم الرمل فهى الصريمة.. «وَهُمْ يَتَخافَتُونَ» (23) أي يتسارّون.. «وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ» (25) مجازها: على منع «5» ، بمعنى «حاردت الناقة» فلا لبن لها وعلى حرد أيضا على قصد، قال الأول:
[سورة القلم (68) : آية 42]
قد جاء سيل كان من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المغلّه «1» [908] وقال آخر: على حرد: على غضب. قال الأشهب بن رميلة الذي كان يهاجى الفرزدق: أسود شرى لاقت أسود خفيّة ... تساقوا على حرد دماء الأساود «2» [909] . «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» (42) إذا اشتد الحرب والأمر قيل: قد كشف الأمر عن ساقه. قال قيس بن زهير «3» بن جذيمة العبسىّ: فإذ شمّرت لك عن ساقها ... فويها ربيع ولا تسأم «4» [910] . «تَرْهَقُهُمْ» (43) تغشاهم.. «مَكْظُومٌ «5» » (48) من الغم مثل كظيم.. «لَنُبِذَ بِالْعَراءِ» (49) لألقى بوجه الأرض قال رجل من خزاعة يقال له قيس ابن جعدة أحد الفزارين: دفعت رجالا لا أخاف عثارها ... ونبذت بالبلد العراء ثيابى «6» [911] . «لَيُزْلِقُونَكَ» (51) ولينقذونك وكل ذاك إزلاق.
"سورة الحاقة" (69)
«سورة الحاقّة» (69) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ» (5) بطغيانهم «1» وكفرهم.. «سَخَّرَها عَلَيْهِمْ» (7) أدامها عليهم ليس فيها فتور. «حُسُوماً» (7) متتابعة «2» .. «أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» (7) أصولها، مجازها لغة من أنّث النخل.. «فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ» (8) من بقية ومجازها مجاز الطاغية مصدر «3» . وقلّما ما جاء المصدر فى تقدير فاعل إلّا أربعة أحرف وكذلك جاءت مصادر فى مفعول أيضا فى حروف منها: اقبل ميسوره، ودع معسوره، ومعقوله.. «أَخْذَةً رابِيَةً» (10) نامية زائدة شديدة من الرباء.. «وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ» (12) من وعيت.. «فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ» (13) لما جاءت المصادر صفة جرى على مجرى الاسم الذي لم يذكر فاعله ولو جاء بغير صفة لقلت: ضرب ضربا.
[سورة الحاقة (69) : آية 17]
«أَرْجائِها» (17) الأرجاء الجوانب والحروف يقال: رمى بفلان الرجوان، فهذا من الجوانب أي لا يستطيع أن يستمسك «1» .. «فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» (21) مجاز مرضية فخرج مخرج لفظ صفتها، والعرب تفعل ذلك إذا كان من السبب فى شىء يقال: نام «2» ليله وإنما ينام هو فيه.. «مِنْ غِسْلِينٍ» (36) كل جرح غسلته فخرج منه شىء فهو غسلين، فعلين من الغسل من الجراح والوبر «3» .. «الْوَتِينَ» (46) نياط القلب «4» قال الشّمّاخ: إذا بلّغتنى وحملت رحلى ... عرابة فاشرقى بدم الوتين «5» [912] . «مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (47) خرج صفته على صفة الجميع لأن أحدا يقع على الواحد وعلى الاثنين والجميع من الذكر والأنثى «6» .. «وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ» (48) الهاء من «أنه» كناية القرآن وتذكرة مصدر وصفه «لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ» (50) .
"سورة سأل سائل" (70)
«سورة سأل سائل» (70) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً» (10) قريب قريبا.. «مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ» (11) فمن جرّ الميم أضاف العذاب إلى اليوم إلى إذ ومن فتح الميم جعل الميم حرفا من وسطه كلمة لا يستعنى بالإضافة إلى إذ فيجرّها وينوّن فيها.. «وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ» (13) دون القبيلة، الشعوب أكثر من القبائل ثم الفصيلة، فخذه الّتى تؤويه «1» .. «كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» (15- 17) واحدتها شواة وهى اليدان والرجلان والرأس من الآدميين «2» قال الأعشى: قالت قتيلة ماله ... قد جلّلت شيبا شواته «3» «4» [913] أنشدها أبو الخطّاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له: صحّفت إنما هى سراته قال أبو عبيدة: وسمعت رجلا من أهل المدينة يقول اقشعرّت شواتى «5» ،
[سورة المعارج (70) : آية 19]
وشوى الفرس قوائمه، يقال عبل الشّوى ولا يكون هذا للرأس لأنهم وصفوا الخيل بأسالة الخدّين وعتق الوجه ورقّته «1» .. «إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً» (19) قد فسّرها الله: لا يصبر. «إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً» (21) والهلاع مصدره وهو أسوأ الجزع.. «مُهْطِعِينَ» (36) مسرعين.. «عِزِينَ» (37) جماع عزة مثل ثبة وثبين وهى جماعات فى تفرقة «2» قال الراعىّ: أمسى سوامهم عزين فلولا «3» [914] . «فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا» (42) مجازه: الوعيد.. «كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ» (43) النصب الواحد، يوفضون يسرعون قال رؤبة: يمشى [بنا] الجدّ على أوفاض «4» [915] أي عجلة والنصب العلم والصنم الذي نصبوه ومن قال «نصب» فهى جماعة، مثل رهن ورهن.
"سورة نوح" (71)
«سورة نوح» (71) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «أَصَرُّوا» (7) أقاموا عليه.. «ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً» (13) لا تخافون لله وقارا.. «وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً» (14) طورا كذا وطورا كذا «1» .. «مَكْراً كُبَّاراً» (22) مجازها: كبيرا، والعرب قد تحوّل لفظ «كبير» إلى فعال مخففة ويثقلون ليكون أشدّ فالكبّار أشدّ من الكبار وكذلك جمّال جميل لأنه أشد مبالغة «2» .. «لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً» (23) أسماء آلهة أصنام لبعض العرب فى الجاهلية.. «مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ» (25) من خطيئاتهم.. «دَيَّاراً» (26) أحدا «3» ، يقولون: ليس بها ديّار وليس بها عريب.. «إِلَّا تَباراً» (28) إلّا هلاكا «4» .
"سورة الجن" (72)
«سورة الجنّ» (72) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «تَعالى جَدُّ رَبِّنا» (3) علا ملك ربّنا وسلطانه.. «رَهَقاً» (6) سفها وطغيانا.. «كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً» (11) واحد الطرائق الطريقة واحد القدد قدّة أي ضروبا أو أجناسا.. «تَحَرَّوْا رَشَداً» (14) توخّوا وعمدوا قال امرؤ القيس: ديمة هطلاء فيها وطف ... طبق الأرض تحرّى وتدر «1» [916] . «ماءً غَدَقاً» (16) الغدق الكثير.. «عَذاباً صَعَداً «2» » (17) مصدر الصعود وهو أشدّ العذاب.. «كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً» (19) جماعات، واحدها لبدة وكذلك يقال للجراد الكثير قال عبد مناف بن ربع: صابوا بستة أبيات وأربعة ... حتى كأن عليهم جابيا لبدا «3» [917] الجابي الجراد الذي يجبى كلّ شىء يأكله «4» .
"سورة المزمل" (73)
«سورة المزمّل» (73) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ» (1) مجازها: المتزمّل، أدغمت التاء فثقّلت. المتزمّل عند العرب: الملتف بثيابه.. «إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ» (6) ساعات الليل وهى آناء الليل ناشئة بعد ناشئة.. «أَشَدُّ وَطْئاً» (6) عليك أشدّ ركوبا وكل شىء تعمله من سير أو صلاة بالليل فهو أشدّ وطئا عليك ويقال: وطئنا الليل وطئا فراشا أي مهادا لأنه يفترش الليل.. «وَأَقْوَمُ قِيلًا» (6) أسمع قولا، إن الليل أسمع.. «سَبْحاً طَوِيلًا» (7) منقلبا طويلا.. «أَنْكالًا» (12) النكل القيد «1» .. «طَعاماً ذا غُصَّةٍ» (13) لا يسوغ فى الحلق.. «كَثِيباً مَهِيلًا» (14) من هلته تهيله.. «أَخْذاً وَبِيلًا «2» » (16) متخذا شديدا، يقال: كلأ مستوبل أي لا يستمرأ وكذلك الطعام.
[سورة المزمل (73) : آية 18]
«السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ» (18) قال أبو عمرو: السماء منفطرة «1» ، ألقى الهاء لأن مجازها السقف، تقول: هذا سماء البيت وقال قوم: قد تلقى العرب من المؤنث الهاءات استغناء، يقال: مهرة ضامر وامرأة طالق والمعنى متشقّقة.. «أَدْنى» (20) أقرب. «تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً» (20) تجدوه عند الله خيرا.
"سورة المدثر" (74)
«سورة المدّثّر» (74) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ» (1) مجازها: المتدثّر النائم الذي يتدثر ثوبه.. «لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» (6) رفع يقول: لا تمنن مستكثرا صفة، ليس له هاهنا نهى.. «عَسِيرٌ» (9) مثل عصيب وعصبصب.. «مالًا مَمْدُوداً» (12) كثيرا.. «لِآياتِنا عَنِيداً» (16) معاندا لآياتنا، كالبعير العنود وقال الحادي «1» : إذا نزلت فاجعلانى وسطا ... إنى كبير لا أطيق العنّدا «2» [325] . «عَبَسَ وَبَسَرَ» (22) كرّه وجهه وقال توبة: وقد رابنى منها صدود رأيته ... وإعراضها عن حاجتى وبسورها «3» [918] . «لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ» (29) مغيّرة قال الحادي: يا بنت عمّى لاحنى الهواجر «4» [919] . «وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» (33) إذ أدبر «5» النهار فكان فى آخره، يقال: دبرنى جاء
[سورة المدثر (74) : آية 50]
خلفى وإذا أدبر إذا ولّى. قالت أم بنى زياد «1» الرّبيع وقيس وعمارة وأنس لقيس ابن زهير و [قد] أخذ بخطام جملها ليذهب بها: أين ضلّ حلمك يا قيس والله لئن دبرت بي هذه الأكمة «2» لا يكون بينك وبين بنى زياد صلح أبدا وحسبك من شرّ سماعه، فردها إلى موضعها وعرف ما فيها.. «حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» (50) مذعورة، مستنفرة نافرة «3» .. «قَسْوَرَةٍ» (51) الأسد.
"سورة القيامة" (75)
«سورة القيامة» (75) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» (1- 2) مجازها أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوّامة.. «فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ» (7) إذا شقّ البصر وقال الكلابىّ: لمّا أتانى ابن صبيح راغبا ... أعطيته عيسا صهابا فبرق «1» [920] . «وَخَسَفَ الْقَمَرُ» (8) وكسف القمر واحد، ذهب ضوءه.. «وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ» (9) لتذكير القمر.. «لا وَزَرَ» (11) لا جبل، قال ابن الذّئبة. لعمرك ما للفتى من وزر ... من الموت ينجيه والكبر «2» [921] . «بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ» (14) جاءت هذه الهاء فى صفة الذكر كما جاءت فى راوية وعلّامة «3» وطاغية.
[سورة القيامة (75) : آية 15]
«مَعاذِيرَهُ» (15) ما اعتذر به [من] شىء.. «فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» (18) اتبع جمعه فإذا قرأناه: جمعناه، وهى من قول العرب: ما قرأت هذه المرأة سلى قط. قال عمرو بن كلثوم: لم تقرأ جنينا (1) . «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ» (22) يقال: نضر الله وجهك وقد نضّر وجهك.. «فاقِرَةٌ» (25) الفاقرة الداهية وهو الوسم الذي يفقر على الأنف «1» .. «بَلَغَتِ التَّراقِيَ» (26) صارت النفس من تراقيه.. «وَقِيلَ مَنْ راقٍ» (27) من يرقى.. «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» (29) مثل شمرت عن ساقها.. «فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى» (31) لم يصدّق فى الدنيا ولم يصلّ، «لا» هاهنا فى موضع «لم» ، قال طرفة: وأىّ خيس لا أفأنا نهابه ... وأسيافنا يقطرن من كبشه دما «2» [922] . «يَتَمَطَّى» (33) جاء يمشى المطيطا وهو أن يلقى بيديه ويتكفّأ «3» .. «أَوْلى لَكَ فَأَوْلى» (35) توعّد.. «أَنْ يُتْرَكَ سُدىً» (36) لا ينهى ولا يؤمر، يقال: أسديت حاجتى «4» تركتها.
"سورة هل أتى على الإنسان" (76)
«سورة هل أتى على الإنسان» (76) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ» (1) مجازها: قد أتى على الإنسان، ليس باستفهام ويحقّق ذلك قول أبى بكر: ليتها كانت تمّت فلم نبتل «1» .. «أَمْشاجٍ» (2) خلطين قال رؤبة: من دم أمشاج «2» [923] وقال أبو ذؤيب: كأن الرّيش والفوقين منه ... خلاف النّصل سيط به مشيج «3» [924] . «شَرُّهُ مُسْتَطِيراً» (7) فاشيا.. «عَبُوساً» العبوس (10) والقمطرير (10) والقماطر والعصيب والعصيب أشد ما يكون من الأيام وطوله فى البلاء «4» .
[سورة الإنسان (76) : آية 14]
«وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها» (14) ثمارها.. «سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً» (22) عملكم.. «لا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً» (24) ليس هاهنا تخيير أراد آثما وكفورا.. «وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلًا» (27) أي قدّامهم قال مساور «1» بن حمئان من بنى ربيعة ابن كعب: أترجو بنو مروان سمعى وطاعتى ... وقومى تميم والفلاة ورائيا (387) أي قدامى. «أَسْرَهُمْ» (28) شدة الخلق، يقال للفرس: شديد الأسر شديد الخلق وكل شىء شددته من قتب أو من غبيط فهو مأسور «2» .. «يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً» (31) انتصب بالجوار ولا يدخل الظالمين فى رحمته.
"سورة المرسلات" (77)
«سورة المرسلات» (77) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله «الْمُرْسَلاتِ» (1) هى الملائكة والريح.. «عُرْفاً» (1) يتبع بعضه بعضا يقال: جاءونى عرفا.. «فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً» (2) الريح.. «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً» (25) أي واعية، يقال: هذا النحى كفت، وهذا كفيت. قال «أَحْياءً وَأَمْواتاً» (26) منه ما ينبت ومنه ما لا ينبت.. «ماءً فُراتاً» (27) عذبا. «جمالات صفر» (33) سود، جمل أصفر أسود.. «وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» (36) مرفوعة.
"سورة عم يتساءلون" (78)
«سورة عمّ يتساءلون» (78) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً» (9) ليس بموت، رجل مسبوت فيه روح.. «وَهَّاجاً» (13) الوهاج الوقّاد.. «أَلْفافاً» (16) ملتفّة «1» من الشجر ليس بينها خلال «فألفافا» جمع الجمع، يقال: جنة لفّاء وجنان لفّ وجمع لفّ ألفاف.. «بَرْداً وَلا شَراباً» (24) نوما ولا شرابا قال الكندىّ: فصدّنى عنها وعن قبلتها البرد «2» [925] أي النعاس.. «حَمِيماً» (25) ماء. «وَغَسَّاقاً» (25) وهو ما همى أي سال ويقال: قد غسقت من العين ومن الجرح ويقال: عينه تغسق «3» أي تسيل.. «جَزاءً وِفاقاً» (26) أي ثوابا وفقا، هذا وفق هذا أي مثله.
[سورة النبإ (78) : آية 28]
«كِذَّاباً» (28) أشدّ من الكذب وهما مصدر المكاذبة قال الأعشى: فصدقتها وكذبتها ... والمرء ينفعه كذابه «1» [926] . «كَأْساً دِهاقاً» (34) ملا.. «عَطاءً حِساباً» (36) أي جزاء ويجىء: حسابا كافيا، يقال: أعطانى ما أحسبنى أي كفانى «2» .
"سورة النازعات" (79)
«سورة النّازعات» (79) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً» (1) النجوم تنزع تطلع ثم تغيب فيه وهى. «النَّاشِطاتِ نَشْطاً» (2) كالحمار الناشط ينشط من بلد إلى بلد والهموم تنشط صاحبها قال هميان بن قحافة: أمست همومى تنشط المناشطا ... الشّام بي طورا وطورا واسطا «1» [927] . «وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً» (3) هى أيضا النجوم «وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» (21/ 33) .. «فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً» (5) .. «يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ» (6) أي القيامة.. «تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ» (7) كل شىء بعد شىء يردفه فهو الرادفة الصيحة الثانية.. «أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ» (10) من حيث [جئنا] ، كما قال: رجع فلان فى حافرته من حيث جاء وعلى حافرته من حيث جاء. «ناخرة «2» » (11) ونخرة سواء عظم نخر بال.
[سورة النازعات (79) : آية 14]
«الساهرة» (14) الفلاة ووجه الأرض قال أميّة بن أبى الصّلت: وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به لهم مقيم «1» [928] أي تكلموا.. «الْمُقَدَّسِ» (16) المبارك.. «طُوىً» (16) وطوى مضمومة ومكسورة فمن لم ينوّن جعله اسما مؤنثا ومن نوّن جعله ثنى طوى جعله مرتين مصدر قال عدىّ بن زيد العبادىّ: أعاذل إن اللوم فى غير كنهه ... علىّ طوى من غيّك المتردّد (285) وبعضهم يقول: طوى وبعضهم يقول: ثنى.. «أَغْطَشَ لَيْلَها» (29) أظلم وكل أغطش لا يبصر.. «وَأَخْرَجَ ضُحاها» (29) ضوءها بالنهار.. «وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها» (30) بسطها، يقول: دحوت ودحيت.. «أَيَّانَ مُرْساها» (42) مرساها منتهاها «2» ، مرسى السفينة حيث تنتهى.
"سورة عبس" (80)
«سورة عبس» (80) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: «تَصَدَّى» (6) تعرّض له.. «تَلَهَّى» (10) تغافل «1» بغيره.. «إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ» (11، 12) فمن شاء ذكره القرآن.. «بِأَيْدِي سَفَرَةٍ» (15) أي كتبة واحدها سافر.. «ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ» (21) أمر بأن يقبر «2» قالت بنو تميم لعمر بن هبيرة لما قتل صالح بن عبد الرحمن: أقبرنا «3» صالحا قال: دونكموه «4» ، والذي يدفن بيده هو القابر قال الأعشى: لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر «5» [929] . «أَنْشَرَهُ» (22) أحياه، ولنشر الميت حيى نفسه قال الأعشى: حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبا للميّت الناشر (609) . «حَدائِقَ غُلْباً» (30) يقال: نخلة وشجرة غلباء إذا كانت غليظة.. «فاكِهَةً وَأَبًّا» (31) وأما الأبّ كل مرعى للهوام.. «تَرْهَقُها قَتَرَةٌ» (41) الغبرة.
"سورة إذا الشمس كورت" (81)
«سورة إذا الشّمس كوّرت» (81) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» (1) مثل تكوير العمامة، تلفّ فتمحى.. «انْكَدَرَتْ» (2) يقال: انكدر فلان انصب، قال العجّاج: أبصر خربان فضاء فانكدر «1» «2» [930] . «وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ» (8) وأد ولده حيّا قال الفرزدق: ومنّا الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد «3» [931] وهو صعصعة بن ناجية جدّه.. «وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ» (13) أدنيت.. «فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ» (15، 16) هى النجوم.. «وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ» (17) قال بعضهم: إذا أقبلت ظلماؤه «4» ، وقال بعضهم: إذا ولّى ألا تراه. قال «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ «5» » (18) قال علقمة بن قرط:
[سورة التكوير (81) : آية 24]
حتّى إذا الصّبح لها تنفّسا ... وانجاب عنها ليلها وعسعسا «1» [932] . «وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بظنين» (24) أي متّهم. و «بِضَنِينٍ» يضنّ به «2» ويضنّ. «سورة إذا السّماء انفطرت» (82) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «بُعْثِرَتْ» (4) أثيرت «3» ، يقول الرجل للرجل: بعثرت حوضى، جعلت أسفله أعلاه «4» .. «ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ» (18) توعّد.
"سورة ويل للمطففين" (83)
«سورة ويل للمطففين» (83) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ» (1) المطفّف الذي لا يوفى «1» على الناس من الناس.. «وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ» (3) إذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، قال خفاف: يصيدك قافلا والمخّ رار «2» [933] . «لَفِي سِجِّينٍ «3» » (7) فى حبس، فعّيل من السجن كما يقال: فسّيق من الفسق.. «مَرْقُومٌ» (9) مكتوب.. «كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ» (14) غلب على قلبه والخمر ترين على عقل السكران والموت يرين على الميّت قال أبو زبيد: ثم لما رآه رانت به الخم ... ر وألّا ترينه بأنقاء «4» [934] . «نَضْرَةَ النَّعِيمِ» (24) مصدر «ناضرة» .. «رَحِيقٍ» (25) الرحيق (25) الذي ليس فيه غشّ، رحيق معرّق من مسك أو خمر.
[سورة المطففين (83) : آية 26]
«مَخْتُومٍ» (25) له ختام. عاقبة ريح. «خِتامُهُ» (26) عاقبته.. «مِنْ تَسْنِيمٍ» (27) معرفة. قال «عَيْناً» (28) فجاءت نكرة فنصبتها صفة لها «1» .. «هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ» (36) هل جوزى «2» ...
"سورة إذا السماء انشقت" (84)
«سورة إذا السّماء انشقّت» (84) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ» (2) أذنت: استمعت قال رؤبة: صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا «1» [210] حقّت: حقّ لها.. «إِنَّكَ كادِحٌ» (6) يقال: فلان يكدح فى عيشه قال: وطول الدهر يكدح فى سفال [935] . «ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ» (14) أن لن يرجع.. «ما وَسَقَ» (17) ما علا فلم يمتنع منه شىء فإذا جلّل الليل الجبال والأشجار والبحار والأرض فأجمعت له فقد وسقها «2» ، قال الشاعر: مستوسقات لو وجدن سائقا «3» [936] . «وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ» (18) إذا تمّ.
[سورة الانشقاق (84) : آية 19]
«لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ» (19) أي لتركبنّ سنة الأولين وسنة من كان قبلكم.. «أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ» (23) كما يوعى المتاع، ووعته أذنى.. «أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» (25) ليس فيه منّ ويجىء أيضا «مَمْنُونٍ» مقطوع والحبل المقطوع ممنون.
"سورة البروج" (85)
«سورة البروج» (85) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الْبُرُوجِ» (1) كل برج يومين وثلث وهو للشمس شهر «1» وهى اثنا عشر برجا، يسير القمر فى كل برج يومين وثلث فذلك ثمانية وعشرون منزلة ثم يستسرّ ليلتين ومجرى الشمس فى كل برج منها شهر.. «النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» (5) جرّها على الأوّل.
"سورة والسماء والطارق" (86)
«سورة والسّماء والطّارق» (86) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «النَّجْمُ الثَّاقِبُ» (3) المضيء، أثقب نارك أضئها «1» .. «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها «2» حافِظٌ» (4) أي إن كل نفس لعليها حافظ.. «التَّرائِبِ» (7) معلّق الحلي على الصدر «3» قال المثقّب العبدىّ: ومن ذهب يشنّ على تريب «4» [937] . «ذاتِ الرَّجْعِ» (11) الماء قال المتنخّل يصف السيف: أبيض كالرّجع رسوب إذا ... ما ثاخ فى محتفل يختلى «5» [938] . «وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ» (12) يصدع بالنبات.. «وَما هُوَ بِالْهَزْلِ» (14) باللّعب.
"سورة سبح اسم ربك الأعلى" (87)
«سورة سبّح اسم ربّك الأعلى» (87) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى» (7) هيّجه حتى ليس فجعله أسود من احتراقه غثاء هشيما وهو فى موضع آخر من شدّة خضرته وكثرة مائه، يقال له: أحوى، قال ذو الرّمّة: قرحاء حوّاء أشراطيّة وكفت ... فيها الذّهاب وحفّتها البراعيم «1» [939]
"سورة الغاشية" (88)
«سورة الغاشية» (88) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ» (5) مثل حميم.. «إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» (6) الضريع عند العرب الشّبرق شجر.. «لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً» (11) لا تسمع فيها لغوا.. «نَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ» (15) واحدها نمرقة وهى الوسائد.. «وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ» (16) الزرابي البسط واحدتها زربية وزربى، والزرابي فى لغة أخرى: الشّوىّ ذكيت «1» .. «كَيْفَ نُصِبَتْ» (19) رفعت.. «كَيْفَ سُطِحَتْ» (20) بسطت، يقال: جبل مسطّح، إذا كان فى أعلاه استواء.. «بِمُصَيْطِرٍ» (23) بمتسلّط «2» ، يقال: تسيطرت علينا، ولم نجد على تقديرها إلّا مبيطر قال النّابغة: [طعن] المبيطر إذ يشفى من العضد «3» [940] ولم نجد لها ثالثا.
"سورة والفجر" (89)
«سورة والفجر» (89) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ» (3) الشفع الزّكاة وهو الزوج والوتر الخسا «1» وهو الفرد قال الكميت: إذا نحن فى تعداد خصلك لم نقل ... خسا أو زكا أعيين منا المعدّدا «2» [941] ترك التنوين فى خسا وزكا أحسن، وقد ينوّن أيضا. ويقولون: أوترت ووتّرت.. «وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ» (4) العرب تحذف هذه الياء فى هذه فى موضع الرفع ومثل ذلك «لا أدر» .. «قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ» (5) لذى حجر وعقل «3» .. «بِعادٍ» (6) يقال: هما عادان عاد الأخيرة وعاد الأولى وهى. «إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ» (7) ذات الطول ويقال: رجل معمد «4» .. «جابُوا الصَّخْرَ» (9) نقبوا، ويجوب الفلاة أيضا يدخل فيها ويقطعها «5» .
[سورة الفجر (89) : آية 19]
«أَكْلًا لَمًّا» (19) تقول: لممته «1» أجمع أي أتيت على آخره.. «حُبًّا جَمًّا» (20) كثيرا شديدا:. «فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ» (25) ويومئذ لا يعذّب عذاب الله أحد فى الدنيا.
"سورة البلد" (9)
«سورة البلد» (9) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ» (4) فى شدّة «1» قال لبيد: يا عين هلّا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم فى كبد «2» [942] . «مالًا لُبَداً» (6) فعل من التلبّد وهو المال الكثير بعضه على بعض.. «النَّجْدَيْنِ» (10) الطريقين فى ارتفاع، نجد الخير ونجد الشر.. «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» (11) فلم يقتحم العقبة فى الدنيا ثم فسّر العقبة فقال:. «وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ» (12- 14) أي مجاعة «3» .. «مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ» (16) قد لزق بالتراب.. «نارٌ مُؤْصَدَةٌ» (20) مطبقة «4» ، آصدت وأوصدت وهو أطبقت.
"سورة والشمس وضحاها" (91)
«سورة والشّمس وضحاها» (91) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها» (5- 6) ومن طحاها ومن بناها بسطها يمينا وشمالا ومن كل جانب.. «خابَ مَنْ دَسَّاها» (10) هى من دسست والعرب تقلّب حروف المضاعف إلى الياء قال العجّاج: تقضّى البازي إذا البازي كسر «1» [943] وإنما هو القضاض. وتظنّيت إنما هو تظننت ورجل ملبّ وإنما هو من ألببت أي قد أقمت بالمكان وقد ألبّ الرجل قال المضرّب بن كعب: فقلت لها فيئى إليك فإننى ... حرام وإنى بعد ذاك لبيب (172) أي مقيم أي مع ذاك.
"سورة والليل إذا يغشى" (92)
«سورة واللّيل إذا يغشى» (92) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى» (3) ومن خلق «1» الذكر والأنثى.. «لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى» (16) والعرب تضع «أفعل» فى موضع «فاعل» قال طرفة: تمنّى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد (531) . «مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى» (19- 20) استثنى من النعمة كما يستثنى الشيء من الشيء ليس منه.
"سورة والضحى" (93)
«سورة والضّحى» (93) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» (2) إذا سكن، يقال: ليلة ساجية وليلة ساكنة. قال الحادي: يا حبّذا القمراء والليل السّاج ... وطرق مثل ملاء النسّاج «1» [944] . «ما وَدَّعَكَ» (3) من التوديع وما ودعك مخفّفة من ودعت «2» تدعه.. «وَما قَلى» (3) أبغض.. «عائِلًا «3» » (8) ذا فقر، قال: وما يدرى الفقير متى غناه ... وما يدرى الغنىّ متى يعيل (287) أي يفتقر.
"سورة ألم نشرح" (94)
«سورة ألم نشرح» (94) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وِزْرَكَ» (2) إثمك.. «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» (7) لجعل الرّجا أعظم من الخوف. «سورة والتّين» (95) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَطُورِ سِينِينَ» (2) جبل.. «فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ» (4) فى أحسن صورة.. «أَسْفَلَ سافِلِينَ» (5) أي أرذل العمر وبدّل حالا بعد حال.. «أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» (6) ليس فيه منّ ويجوز غير مقطوع.
"سورة اقرأ باسم ربك" (96)
«سورة اقرأ باسم ربّك» (96) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» (1) مجازه: اقرأ اسم ربك.. «الرُّجْعى» (8) المرجع «1» والرجوع.. «لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» (15) لنأخذن بالناصية ويقال: سفعت بيده أخذت «2» بيده، والرجل يسفع برجل طروقته «3» بالناصية معروفة، ثم قال. «ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ» (16) بدل فجرّها.. «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ» (17) أهل مجلسه.. «الزَّبانِيَةَ» (18) واحدهم زبنيّة وكل متمرّد من إنس أو جانّ يقال: فلان زبنية عفريّة.
"سورة القدر" (97)
«سورة القدر» (97) «1» بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ» (4- 5) من كل ملك وتفسير الكلبي: وقرأ ابن عباس من كل امرئ سلام أي من كل ملك، قال: ينزل جبريل صلى الله عليه فيجىء كل مؤمن ومؤمنة «2» ومن قرأ «من أمر» انقطع الكلام: ينزلون بكل أمر ثم بدأ فقال «سَلامٌ هِيَ» .
"سورة لم يكن" (98)
«سورة لم يكن» (98) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «مُنْفَكِّينَ» (1) أي زائلين «1» «حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ» . (1) «كُتُبٌ قَيِّمَةٌ» (3) القائمة العادلة.. «دِينُ الْقَيِّمَةِ» (5) أضاف الدين إلى المؤنث. «سورة إذا زلزلت» (99) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها» (2) إذا كان الميّت فى بطنها فهو ثقل لها وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها «2» .. «بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها» (5) قال العجّاج: «أوحى لها القرار فاستقرّت» «3» . «مِثْقالَ ذَرَّةٍ» (7) أي زنة ذرة.
"سورة العاديات" (100)
«سورة العاديات» (100) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الْعادِياتِ» (1) الخيل.. «ضَبْحاً «1» » (1) أي ضبعا ضبحت وضبعت واحد وقال بعضهم: تضبح تنحم «2» فمن قال هذا ففيه ضمير.. «فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» (2) تورى بسنابكها النار.. «فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً» (3) تغير عند الصباح.. «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» (4) فرفعن به غبارا «3» ، النقع: الغبار.. «إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» (6) لكفور وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا قال الأعشى: أحدث لها تحدث لوصلك إنها ... كند لوصل الزائر المعتاد «4» [945] . «وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» (8) وإنه من أجل حبّ الخير لشديد «5» : لبخيل، يقال للبخيل: شديد ومتشدد، قال طرفة:
[سورة العاديات (100) : آية 9]
أرى الموت يعتام النفوس ويصطفى ... عقيلة مال الباخل المتشدّد «1» [946] ويروى: يعتام الكريم.. «إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ» (9) أثير فأخرج.. «حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ» (10) ميّز «2» .
"سورة القارعة" (101)
«سورة القارعة» (101) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ» (4) طير لا بعوض ولا ذباب هو الفراش والمبثوث المتفرق «1» . «العهن» (5) الصوف الألوان «2» . «سورة ألهاكم» (102) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «عَيْنَ الْيَقِينِ» (7) أضاف العين إلى اليقين والعين مؤنثة واليقين ذكر.
"سورة والعصر" (103)
«سورة والعصر» (103) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «لَفِي خُسْرٍ» (2) أي مهلكة ونقصان وقوله «إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» (2- 3) مجاز «إِنَّ الْإِنْسانَ» فى موضع «إن الأناسى» لأنه يستثنى الجميع من الواحد وإنما يستثنى الواحد من الجميع، ولا يقال: إن زيدا قادم إلى قومه وفى آية أخرى «إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً [وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً] إِلَّا الْمُصَلِّينَ» (70/ 19- 22) وإنما جاز هذا فيما أظهر لفظ الواحد منه لأن معناه على الجميع فمجازه مجاز أحد، يقع معناه على الجميع وعلى الواحد فى القرآن «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (69/ 47) وقال نابغة بنى دبيان: وقفت فيها أصيلالا أسائلها ... عيّت جوابا وما بالربع من أحد «1» [380] إلا الأوارىّ لأيا ما أبيّنها
"سورة الهمزة" (104)
«سورة الهمزة» (104) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «هُمَزَةٍ» (1) الهمزة الذي يغتاب [الناس] ويغضّهم «1» . قال الأعجم: تدلى بودّي إذا لا قيتنى كذبا ... وإن أغيّب فأنت الهامز الّلمزه «2» [294] . «وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ» (5) فسّرها فقال. «نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ» (6) ويقال للرجل الأكول. إنه لحطمة.. «مُؤْصَدَةٌ» (8) مطبقة.. «فِي عَمَدٍ» (9) وفى عمد جمع العماد «3» .
"سورة ألم تر كيف" (105)
«سورة ألم تر كيف» (105) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «طَيْراً أَبابِيلَ» (3) جماعات فى تفرقة، جاءت الطير أبابيل من هاهنا وهاهنا، ولم نر أحدا يجعل لها واحدا.. «بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ» (4) هو كل شىء شديد، قال ابن مقبل: ضربا تواصى به الأبطال سجّيلا (336) . «كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ» (5) وهو ورق الزرع هو العصيفة. «سورة لإيلاف» (106) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» (1) العرب تقول: آلفت وألفت ذاك لغتان فمجاز هذا من «ألفت تؤلف» ومجاز «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» على «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ» (105/ 1) لإيلاف قريش.
"سورة أرأيت" (107)
«سورة أرأيت» (107) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ» (2) دععته دفعته وبعضهم يقول: يدع مخففة «1» : يتركه.. «يَمْنَعُونَ الْماعُونَ» (7) هو فى الجاهلية كل منفعة وعطيّة، قال الأعشى: بأجود منه بماعونه ... إذا ما سماؤهم لم تغم «2» [947] والماعون فى الإسلام الطاعة والزكاة قال الراعي: قوم على الإسلام لمّا يمنعوا ... ما عونهم ويضيّعوا التنزيلا «3» [948] قال أبو عبيدة: وكانت لى ناقة صفيّة فقال لى رجل: لو قد نزلنا لقد صنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون أي تنقاد.
"سورة الكوثر" (108)
«سورة الكوثر» (108) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «إِنَّ شانِئَكَ» (3) أي مبغضك.. «هُوَ الْأَبْتَرُ» (3) الذي لا عقب له. «سورة قل يا أيّها الكافرون» (109) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ «1» » (2- 3) أي لا أعبد الآن ما تعبدون ولا أجيبكم فيما بقي أن أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد، إلا أنّه فى التمثيل أن الكافرين دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يعبد آلهتهم ويعبدون هم إله النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به فيما مضى والآن فأنزل الله عليه لا أعبد ما تعبدون فى الجاهلية ولا أنتم عابدون ما أعبد فى الجاهلية والإسلام.. «وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ» (4) الآن ما أعبد، أي لا أعبد الآن ما تعبدون ولا أجيبكم فيما بقي أن أعبد ما تعبدون. «وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» (5)
"سورة إذا جاء نصر الله" (110)
«سورة إذا جاء نصر الله» (110) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «أَفْواجاً» (2) جماعات فى تفرقة. «سورة تبّت» (111) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» (1) أبو لهب.. «ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ سَيَصْلى» (2- 3) سيصلى «ناراً ذاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ» (3- 4) أيضا ستصلى.. «حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» (4) وكان عيسى بن عمر يقول: حمّالة الحطب نصب، يقول: هو ذم لها «1» .. «فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ» (6) من النار والمسد عند العرب حبال يكون من ضروب «2» . ومسد أمر عن أيانق ... صهب عناق ذات منح زاهق «3» [949]
"سورة الإخلاص" (112)
«سورة الإخلاص» (112) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» (1) لا ينوّن «1» .. «اللَّهُ الصَّمَدُ «2» » (2) هو الذي يصمد [إليه] ليس فوقه أحد والعرب [كذلك] تسمّى أشرافها، قال الأسدىّ: لقد بكّر الناعي بخير بنى أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسّيّد الصّمد «3» [950] وقال الزّبرقان: ولا رهينة إلّا سيّد صمد «4» [951] . «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً «5» أَحَدٌ» (4) كفوءا وكفيئا وكفاء واحد. وقول الله: «أحد» أي واحد.
"سورة الفلق" (113)
«سورة الفلق» (113) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «الْفَلَقِ» (1) الصّبح «1» . و «النَّفَّاثاتِ» (4) السّحرة ينفثن، قال عنترة: فإن يبرأ فلم أنفث عليه ... وإن يفقد فحقّ له الفقود «2» [952] «سورة قل أعوذ بربّ النّاس» (114) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ «مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ» (4- 5) ثم يخنس. تم كتاب المجاز فالحمد لله وصلى الله على رسوله وعلى آله أجمعين.
فهارس الكتاب
فهارس الكتاب 1- فهرس الشعراء 2- «القوافي 3- «الأعلام 4- «اللغات المشروحة من الأبيات وغيرها 5- «الأحاديث والأمثال.
فهرس الشعراء
فهرس الشعراء (ا) الأبيرد: تصورها، تجيرها 1: 84/ 106- أبجرا 2: 169، 249/ 774 ابن أحمر: الحقبا 1: 10/ 75، طربا 2: 320- القردا 2: 13/ 525- المعتمى 1: 150/ 180- ينصهر 2: 48/ 599- غمر 2: 60/ 627- والدهر 2: 106/ 675- حذر 2: 86/ 641- الإزارا 2: 111/ 684- حمارا 1: 30/ 33- غفارا 1: 199/ 227- حبل، الوقل 2: 72، 183/ 611- غيابيا 2: 212/ 838. الأحوص: 1: 209، 260- وفندا 1: 147/ 176- بالفهر 1: 321/ 372- ببديع 2: 212/ 838- لأميل 2: 121، 162/ 695- باطلى، غافل 1: 26، 211، 2: 180/ 25، 459. أحيحة بن الجلاح: يعيل 1: 255، 2: 302/ 287. الأخطل: الأغضب 2: 22/ 445- ومجلود 1: 119/ 144- زمر 2: 191/ 812- هجر 2: 39/ 579- والقتر 1: 277/ 311- بسوار 1: 92، 2: 232/ 112- الدهر 2: 16/ 532- الساري 2: 233/ 879- والعار 1: 112/ 132- يتركل 2: 253/ 902- يوصل 2: 108/ 679- حملا 1: 364/ 428- ضلالا 1: 64/ 79- خيالا 1: 56، 2: 233/ 69- نهشلا 1: 331/ 382، 2: 192/ 813. أرطأة بن سهية: الظهر 1: 298/ 338. الأزرق بن طرفة: رمانى 2: 161/ 721. الأسعر الجعفي: 1: 238/ 269.
أبو الأسماء بن الضربية: أن يغضبوا، مجرب 1: 147، 358/ 175 أبو الأسود الدؤلي: واصبا 1: 361، 167/ 422- بثقوب 1: 133، 2: 167/ 160 مضيق 2: 186/ 804- نعالكا 1: 48، 111، 2: 106/ 56- خليلا، قتيلا، جميلا 2: 11/ 518- عليا، إليا، غيا 2: 148/ 739 قليلا 1: 308/ 340 الأسود بن يعفر: 1: 133، أطواد 2: 86/ 643- بفساد 1: 37/ 405- سوادى 2/ 36، 38، 79/ 576 الأشتر النخعي: 2/ 193 الأشهب بن رميلة: الأساود 2: 266/ 909- خالد 2: 190/ 89- المقنعا 1: 52، 191، 346/ 63 الأشهب بن عبلة: 1: 346 أعشى قيس: كذابه 2: 283/ 926- فأصحبا 1: 86/ 108- أودى بها 1: 267/ 299- شواته 2: 269/ 913- الأنضاد 1: 401/ 469- الأجردا 2: 29/ 602- أنشدا 1: 32، 2: 6/ 355- جامدا 1: 126/ 152- قائدا 1: 345/ 402، 2: 183/ 799- المقالدا 2: 191/ 811- وموعدا 2: 107/ 676- ويشهدا 1: 61/ 79- شردا، ويشهدا، الأسودا، وتمردا، موقدا 1: 283- المعتاد 2: 307/ 945- أزنادها 2: 167، 201/ 771- الجزر، الإزر 1: 65/ 81- الخاسر 1: 187 216/ 214- ختار 2: 129/ 706- الغابر الشافر 1: 219، 2: 89/ 250- الفاخر 1: 36، 2: 123/ 44 قابر 2: 286/ 929- الناشر 2: 70 153، 22، 286/ 609، 744- فعيرا 2: 248/ 897- خمائصا 1: 153/ 184- الشيعا 2: 97/ 661- طبعا 2: 125/ 701- والصلعا 1: 293/ 328- والوجعا، مضطجعا 1: 62، 268، 2: 138/ 78- أولق
1: 236/ 266- المسلاق 2: 135/ 714- خيفق، موفق 1: 244، 2: 39، 47/ 277- وتمرق 2: 75/ 617- ويأفق 2: 179/ 791- عرائكا، نسائكا 1: 74/ 90- الإبل 1: 117/ 141- العجل 2: 35، 185/ 575- عجل 2: 231/ 875- مكنهل 2: 218/ 850- هطل 2: 120/ 692- يئل 1: 408/ 483- قبيلها 1: 390/ 452- أمثال 1: 299/ 339- الجوال 1: 351/ 411 المحال، لا يبالى 1: 325، 2: 80/ 375- إلا 1: 218/ 246- مثلا 2: 116/ 689- حبالها 1: 101/ 123- خلالها 1: 38، 2: 124/ 47- وطحالها 2: 181/ 796- تغم 2: 313/ 947- صرم 1: 208/ 237- العرم، لم يرم 2: 146/ 734- رواغم 1: 136/ 163- سائم 1: 72/ 88 بسلم 1: 302/ 343- أنكرن 2: 159/ 759- عدن 1: 264/ 295. أعشى همدان: أبق 2: 200/ 823- مسلم 1: 168/ 200. الأغلب: فانهدم 1: 228، 415/ 257. امرؤ القيس: بالإياب 2: 224/ 863- مجلب 2: 17/ 535- تقعد 2: 17/ 534- المنتظر 2: 12/ 524- وتدر 2 272/ 916- المقدس 2: 13/ 527 كاهلا 1: 318/ 368- أقيال 2: 180/ 794- أمثالى 1: 76/ 93- سربالى 2: 6/ 507- وبالطعام 1: 382/ 448 الحنان 2: 2/ 496. أمية بن الأسكر: وحابا 1: 113، 318/ 133 أمية بن أبى الصلت: براء 2: 203/ 827- ذائقها 1: 111/ 130- مقيم 2: 285/ 928. أوس بن غلفاء: مال 1: 241، 376/ 274. أو فى أخو ذى الرمة: 1: 176 ح. أو فى بن مضر المازني: يعجل 2: 5/ 6 5- يقتل 1: 78/ 95- الواجب 2: 51/ 608.
(ب)
أوس بن حجر: ساكره 1: 363/ 426- وتسفع 2: 141/ 726- وتقطع 1: 316، 2: 25/ 363- مرام 1: 73/ 89. (ب) بشر بن أبى خازم: يكذب 2: 184/ 800- ضبابا 2: 207/ 834- الظراب 1: 54/ 64- القماح 2: 157/ 752- غراما 2: 80/ 626. برج بن مسهر الطائي: النجوم 1: 21/ 10. بريق الهذلي: ونديمى: 1: 22/ 12. بلعاء بن قيس الكناني: أثام 2: 81/ 629. (ت) تأبط شرا: المتبدل 1: 323/ 386. توبة بن الحمير: ويسورها 2: 285/ 918. توبة بن الحضري: انظر الخنوت. تروان بن قرارة العامري: حمار 1: 85/ 639. (ث) ثروان بن فزارة العامري: حمار 2: 85/ 639 (ج) ابن جذل الطعان: الهوالك 1: 264/ 297. جران العود: 1: 138، 2: 78، 237/ 145. جرير: غضبى 1: 49، 2: 6/ 59- نحب 2: 135/ 715- والخشابا 2: 148، 175، 227/ 738- راح 1: 36، 184، 2: 118، 150/ 43- تذود 2: 101/ 670- المريد 2: 94/ 656- محصد 1: 258/ 292- مهور 2: 215/ 843- الدار 2: 80/ 627- الخشع 1: 197، 224، 2: 163/ 224- طرف 2: 40/ 582- سبيلا 2: 74/ 613- الهلال 1: 98، 2: 83/ 120- مرحل 1: 137/ 144- علم 2: 244/ 888- الخيام 2: 246/ 893
(ح)
- بنائم 1: 279، 339/ 313- الجثوم- 1: 218/ 248- الرحيم 1: 270/ 304- مستقيم 1: 24/ 21- حنينا 1: 92/ 113- وحرمانا 2: 213/ 841- لا حين 1: 212/ 240- دونى 1: 326، 337/ 377. أبو جلدة اليشكري: النوابح 1: 95/ 118 جميل: الأجمال 1: 364/ 427 أبو جندب الهذلي: 1: 170/ 204- ومئزرا 2: 9، 78/ 511. جندل بن المثنى: المعارج 2: 204/ 828- تظهر، تسكر 1: 348، 363/ 404- سكرا 1: 363/ 425. (ح) حاتم الطائي: 1: 55 ح، 66- الجفر 1: 413/ 492- خزر 2: 10، 94/ 515. حاجز الأزدى: نواه 1: 71/ 87 الحارث بن خالد: حصيرا 1: 264، 377/ 296- عظم 1: 143/ 170- ألومها 1: 31/ 35. الحارث بن زهير: الخلال 1: 341/ 391. حجل بن نضلة: لزاما 2: 33، 82/ 572. حرى بن ضمرة: أقرانا 2: 214/ 842. الحارث بن الطفيل: 1: 72. حسان بن ثابت: الفداء 1: 34، 148/ 41- هواء 1: 344/ 399- الفرد 2: 265/ 906- الملحد 1: 50، 157، 2: 101/ 61- يدى 1: 22/ 13- جابر 2: 199/ 820- العساكر 1: 370 ح- لئيم 2: 158/ 754- مكرما 2: 134/ 713-
(خ)
المتهضم 2: 52/ 612- حصين 2: 56، 131/ 624- جنونا 1: 258، 2: 22، 161/ 291. حصين بن ضمضم: أعورا 2: 228/ 867. حطائط بن يعفر: مخلدا 1: 55/ 68. الحطيئة: كذبا 2: 221/ 858- الكربا 1: 145/ 171- كربا 2: 183/ 815- موقد 2: 204/ 829- تامر 2: 164/ 767- لأكياس 2: 99/ 665- القصاع 1: 75/ 91- مقالا 2: 3/ 498. حميد الأرقط: النبات 2: 218/ 849- الملحد 2: 173/ 780- تدورا 1: 169/ 201- العورا، المحفورا- المقدورا 1: 307/ 347- قانط 2: 122/ 698- دين 1: 177/ 211. حميد بن ثور: فعول 1: 338، 2: 130/ 388. أبو حية النميري: تخوفينى 1: 352/ 412. (خ) الخثعمي: يسود 2: 201/ 824. أبو خراش: بالغرف 1: 137/ 166- ومأثم 1: 290، 2: 51/ 324- لزاما 2: 82/ 632- فالحزم، غنم 1: 27/ 26. خراش بن زهير: مجيدا 1: 316/ 364- الحمر 2: 110/ 681. خرنق: الجزر الإزر 1: 65، 143/ 81. خفاف بن ندبة: رار 2: 289- 933- وحجر، بصبر 2: 112/ 685- مالكا أو ذلكا 1: 28، 83/ 28. خنساء: 1: 79، 115- الجزر 2: 163/ 765- 1: 81/ 106 خنوت توبة بن مضرس: آجله، جاهله 1: 163/ 193. ابن خياط العكلي: غاويها 1: 173/ 208. خالد بن علقمة بن الطيفان: 1: 125/ 150.
(د)
(د) أبو دؤاد الإيادى: نواهد 1: 113، 2: 140/ 132. دريد بن الصمة: ناشب 1: 198/ 225- الردى 1: 17/ 536- المسرد 1: 40/ 49- الممدد 2: 136/ 719. دكين الفقيمي: البسبس 2: 4/ 503. أبو دهبل: مكنون 2: 170/ 775. (ذ) ابن الذئبة ربيعة: والكبر 2. 277/ 921. ذكوان مولى عمر بن الخطاب: الوسم 2: 215/ 844. ذو الإصبع العدواني: شوسا، بئيسا 1: 231/ 260- مسوسا 2: 77/ 621- والنقض، دحض 2: 174/ 872- جذعا 2: 264/ 905. أبو ذؤيب: 1: 25 ح- حوب 1: 114/ 134- حدوج 1: 311/ 353- مريج 2: 222/ 859- مشيج 2: 279/ 924- وخروج 2: 61/ 629- الصروحا 2: 95، 105/ 659- عمد 2: 182/ 798- تبع 1: 275، 2: 143/ 62- وأجدع 1: 81/ 102- ويصدع 1: 355/ 416- خليف 1: 273/ 306- اللقيف 2: 82/ 633- بالأصائل 1: 239، 328/ 271- الجبل 2: 91/ 649- عوامل 1: 275، 2: 72 213/ 309- قبلى 1: 336، 2: 31، 232/ 58- الحميرى 1: 359/ 419. ذو الرمة: تثب 1: 205/ 233- الكتب، فينسحب 2: 28/ 562- منقضب 2: 95/ 658- وأخاطبه، وملاغبه 1: 350/ 410- الأزر 2: 18/ 540- القطر 2: 94/ 655- القناطر 1: 383/ 444- المقادر 1: 393، 2: 83/ 456- مصادر 2: 215/ 845- ناظر 2: 139/ 722- هوبر 2: 136/ 718-
(ر)
يتنصر 1: 58/ 70- حجر 2: 168، 195/ 772- قاصر 2: 170/ 776- الفوارس 1: 396/ 462- الجراسع 1: 394/ 457- يترقرق 2: 88، 256/ 645- رامك 2: 53/ 614- الأرائك 1: 401، 2: 164/ 468- الدوالك 1: 199/ 229- الحبل 2: 131/ 708- المغربل 2: 74/ 615- جدالا، والمحالا 1: 326/ 376- والمحالا 1: 342/ 393- أليم 1: 32/ 36- البراعيم 2: 295/ 939- تغييم 2: 155/ 750- معجم 2: 91/ 650. (ر) الراعي النميري: بالسور 1: 4/ 3- عامر 2: 46/ 595- شيع 2. 98/ 663- ببديع 2: 212/ 837- البلاقعا 2: 9/ 513- إجفيلا 1: 344/ 401- التنزيلا 2: 313/ 948- فلولا 2: 270/ 914- وحولا، دخيلا 1: 118، 160، 2: 37، 78/ 142- الأسافل 2: 4- قاتل 2: 47/ 596- الوتينا 2: 78/ 622. الربيع بن زياد العبسي: الساري 2: 97/ 660- نهار 1: 97/ 119. الربيع بن ضبيع: وطرا، عصرا 2: 138/ 721. الربيع بن جشم النمري: يأتمر 2: 100/ 668. ابن الرعلاء: الأحياء، الرجاء 1: 149، 2: 160/ 179. رؤبة 1: 35، 198 ح- خلب 2: 223/ 862- حزبى 1: 169/ 202- دباب 1: 338، 2: 130/ 389- القنب، وخطبى 2: 26، 102/ 554- سليت 1: 229/ 251- اللفت 1: 280/ 316- سريت، ليت 2/ 221: 232- بتى، مشتى، ست 2: 247/ 895- أمشاج 2: 289/ 923- الأداد 2: 12/ 521- الألداد 2: 14/ 528- الأرواد، الأساد 2: 30/ 566- الممتاد 1: 159، 183/ 189- الجارود، المحمود، ممدود 1: 399/ 465- الأجله 1: 82/ 104- الأكمه 1: 93/ 115- ده 1: 106/ 127- مهمه ... العمه 1:
(ز)
32، 353/ 37- بلق، بهق، بنق 1: 43، 44، 123/ 50- المخترق 1: 380/ 439- الحرور، المسجور، الحرير 2: 154/ 748 عائرا، جوائرا 1: 406/ 476- سطرا 2: 230، 264/ 872- بمشمئز 2: 190/ 810- والتحزى، ذو الأز 2: 11/ 520- القحز، الرمز 2: 210/ 825- للأضز، وبهز، اللهز 2: 99/ 666- الأخماس، وإبلاس 1: 192/ 218- الجاسوسا، المنسوسا 2/ 220/ 852- اليبيسا 1: 105/ 125- الخاموش، النؤوش 2: 151/ 742- بالمعنى 1: 355/ 415- أو قاض 2: 270/ 915- غاض 1/ 349، 377/ 406- أقياظا، الشواظا 2 244/ 889- أيقاظا، غياظا 1: 398/ 463- معا، تبعا 1: 414/ 493- المقروف، العفيف 1: 205/ 234- البقل 2: 86/ 803، الأثاقلا 1: 232/ 262- الوسائلا 1: 165/ 196- همى 1: 279/ 314. (ز) ابن الزبعرى: مثبور 1: 392، 2: 71/ 455 الزبرقان: 1: 288- صمد 2: 316/ 951- أحجما 1: 324/ 373 أبو الزحف الكليبى: سمهدر، أزور، العشنزر 1: 395/ 461 أبو زبيد: باتقاء 2: 289/ 934- مقصود 2: 111/ 682- المنجود 1: 313/ 357- يمكر 2: 406/ 593- يجيرها 1: 314/ 359، شوس 2: 28، 35، 137/ 560- شيع 2: 98/ 662. الزفيان بن عوانة: دمشق 2: 76/ 618- دمشق، زورق، دوسق، والنمرق، أدفق 2: 132/ 712. زهير: نساء 2: 158/ 755- نشاء 1: 132/ 156- والرجاء 2: 4/ 500- بأسعد 2: 157/ 753- الذعر 2: 27/ 559- القدر 1: 410/ 485- حبك 2: 225/ 864- فدك 1: 255/ 288- هلكوا 2: 127/ 703- عدل 1 176/ 209- فيستعلوا 2: 246/ 894- يعلوا 2: 188/ 808- فينظلم 1: 167/ 198-
(س)
حرثم 2: 25، 159/ 550- مجثم 2: 80/ 625- المرجم 1: 398/ 464- المراسيا 2: 144/ 731. زياد الأعجم. اللمزه 1: 263، 2. 311/ 294 زيد الخيل: السحاب 2: 68/ 605 زيد بن عمرو بن نفيل: والحمد 1: 290/ 323 (س) ساعدة بن جؤبة: وموحدا 1: 114/ 136- خذيم 2: 171/ 777- لحيم 1: 29/ 29. سبرة بن عمرو الأسدى: الصمد 2: 316/ 95- والشتم، 1: 310/ 351. سحيم بن وئيل: زهدم 1: 332/ 383. سعيد بن كراع: 2: 101/ 671. سلامة بن جندل: تأويب 2: 10، 80، 142/ 516- ترجيب 1. 238/ 270 - اليعاقيب 2: 185/ 802- لم يمزق 1: 199/ 226- مسردق 1: 399/ 466. سليمان بن يزيد: خلف 2: 124/ 699- مثانى، الدواني 1: 7، 354/ 5 السموأل بن عاديا: ودعيت، مقيت 1: 135/ 162. سوار بن المضرب: 1: 337 ح- ورائيا 1: 337، 2: 1، 62، 280/ 387. سويد بن أبى كاهل: منقذع 2: 21/ 544- بأجدعا 2: 20، 234/ 547. (ش) شداد بن معاوية: 2: 193- تعار 1: 243، 244، 2: 47/ 276. شريح بن أبى أوفى العبسي: التقدم 2: 193/ 814- وللفم 2: 171/ 779. شماخ: الجيد 2: 46/ 593- القواعد 2: 69/ 608- راكز 1: 215/ 242- ربوع 2: 209/ 238- ربيع 2: 88/ 646-
(ص)
القنوع 2: 51/ 69- الوقيع 1: 343/ 397- اللعين 1: 46/ 53- الوتين 2: 268/ 912. الشنفري: تبلت 2: 4/ 501- بالجرائر 1: 195/ 223- تبالة 1: 216/ 244. (ص) صخر بن عمرو الشريد: المدبر 1: 115، 2: 153/ 137- الميسر 2: 163، 232/ 766- يسرى 2: 232/ 878 صخر الغى الهذلي: 1: 344 ح- حلال 1: 115/ 138 الصقر بن الحكيم: غبق، العرق. الدفق، المسقى 1: 349، 2: 8، 78/ 408 (ض) ضابئ بن الحارث: لغريب 1: 172، 257، 2: 22: 257/ 207- أنامله 1: 327/ 378 (ط) طرفة بن العبد: والسفيح 1: 360/ 421- بأوحد 2: 16، 16، 114، 141، 306/ 531- برجد 1: 50/ 60، 2: 145/ 733- بسرمد 2: 109/ 680- المتشدد 2: 308/ 946- باليد 2: 153/ 746- الإبر 1: 254/ 284، 2: 142/ 727- الخبر 1: 235/ 215- العبر 1: 254/ 284- مضر 1: 256/ 289- والشجر 2: 68/ 607- يسر 2: 137/ 720- بعض 2: 3/ 499- الدحض 1: 408/ 481- دما 2: 278/ 922- صممه 2: 186/ 805 الطرماح: 2: 198 ح- جرامها 1: 402/ 470 طفيل بن عوف: والرهب 1: 49/ 281- مكلب 1: 154/ 185 طليحة الأسدى: حبال 2: 98/ 664.
(ع)
(ع) عامر بن جوين: إبقالها 2: 67/ 603 عامر الخصفى: لزور 1: 66، 67/ 82 عامر بن الطفيل: 1: 25 ح- بالمرصد 1: 253/ 283- محضر 1: 92، 2: 1/ 114 العباس بن مرداس: 1: 79، 131، 2: 45، 195/ 100- حاذرا 1: 242/ 275- لا يراها 2: 81، 102، 235/ 628- منيع 2: 86/ 642- جداعة، قناعة، سراعه، 2: 177/ 788- منتهاها 2: 84/ 637 عبد الرحمن بن حسان بن ثابت: 1: 203، 2: 170 عبد الله بن رواحة: 1: 21/ 9 عبد الله بن الزبعرى: بور 1: 340، 2: 73، 217، 263/ 390- ورمحا 2: 68/ 606 عبد الله بن عنمة: وموحدا 1: 114/ 135 عبد الله بن قيس الرقيات: أن غضبوا 1: 170/ 203- غسقا، والأرقا 1: 388- الملك 2: 61/ 630- قدما 2: 50/ 606 عبد مناف بن ربع الهذلي: الشردا 1: 37، 57، 2: 192/ 46- العضدا، البردا، الشردا 1: 331/ 46- لبدا 2: 272/ 917 عبد يغوث بن وقاص: وعاديا 1: 257/ 290 عبيد بن الأبرص: الأريب 1: 30/ 31- المذءوب 2: 42/ 588- يؤب 2: 180/ 792 عبيدة بن همام: نكر، لحر 1: 133/ 158 العجاج: 2: 31- أمت 2: 30/ 564- تعمجا 2: 220/ 853- تعوجا 1: 413/ 490- الخروجا، رجوجا 2: 223/ 861- ممرجا 2: 77/ 620- يهرجا 1: 292/ 227- الطبخ، مستصرخ، مفنخ 2: 100/ 669- الصداد، الممتاد 1: 301، 341/ 341- آدا 1: 46، 2: 179/ 51- سطر، قدر، النتر 1: 383، 2: 134/ 445- الشجر 1: 229/ 258- شكر 2: 120، 205/
693- العور 2: 228/ 868- غفر، غبر 1: 219، 2: 89، 115/ 249- فمر 2: 57، 102/ 625- قدر، سطر، الفتر 2: 230/ 874- كسر 2: 300/ 943- المضطهر 2: 47/ 598- وما شعر 1: 25، 211/ 23- فانكدر 2: 287/ 930- نميرا، المدحورا 1: 212/ 239- محجور، السور 1: 5، 196، 2: 163/ 4- مكرسا، وأبلسا 1: 192، 2: 120/ 217- الوقس ملس 1: 122/ 146- نقضى، عرضى 1: 99، 2: 83/ 121- أحقفا 2: 213/ 839- دنفا، تزحلفا 1: 388/ 449- وجفا، فزلفا، احقوقفا 1: 300، 2: 87، 262/ 340- مترفا 2: 58/ 626- العسق 1: 76/ 92- ملقى 1: 24/ 19- سائفا 2: 291/ 936- شقا 1: 357/ 418- نتقا 1: 232/ 261- الجهال 1: 127/ 153- الدال 1: 349، 377/ 407- الحكم، قدم 1: 148/ 178- غموا 1: 279/ 315- اليم 1: 227، 2: 19/ 256- أسلمي 2: 94/ 654- التكلم 1: 70/ 85- العالم 1: 22/ 15- الأسى 1: 161، 171، 222/ 191- حى 2: 117/ 691- الضرى 1: 291/ 326- قسى 2: 107/ 677- حوذى، الكمي 1: 141، 405/ 169- مغنى 1: 234/ 263- والعبرى 1: 269/ 301 عدى بن الرقاع: بنائم: 1: 78، 2: 96/ 96 عدى بن زيد: بالكوب 2: 206/ 833- عصيب 1: 294، 2: 57/ 329- المتردد 2: 16/ 533- جأر 1: 361، 2: 60/ 423- وكور 2: 53/ 616- بارا 2: 153/ 745- اعتصارى 1: 314/ 358- طائعا 2: 93/ 654- وثن 2: 114/ 688 عدى بن وداع: اللبب 2: 89/ 648 العرجى عبد الله بن عمر: السقم 1: 317/ 366 عروة بن الورد: 1: طيق 2: 79، 110/ 623
أبو عريف الكليبى: ووقارا 1: 255/ 286 عطية بن عفيف: 1: 147 ح. علقمة بن عبدة: 1: 36، 2: 17- جنوب 2: 24/ 548- دبيب، تصوب 1: 33/ 39- ذنوب 2: 228/ 870- غريب 1: 126، 2: 98/ 151- مطموم 2: 242/ 886 علقمة بن قرط: تنفسا، وعسعسا 2: 288/ 932 على بن أبى طالب: أثوابى 2: 159/ 750 على بن الغدير: بشعوب 2: 222/ 858 عمر بن أبى ربيعة: أبعد 2: 181/ 795- فيحضر 2: 32/ 569- مرحل 1: 46/ 52- يوبل، مرحل 1: 188/ 52- المغفلا 1: 120/ 145 عمران بن عصام: يأتلينى، ودينى 2: 26/ 555 عمرو بن امرئ القيس: مختلف 1: 39/ 48 عمرو بن حسان: تمام 2: 140/ 724 عمرو بن حنى: فتقوما 2: 127/ 704- بالدم 1: 161/ 192 عمرو بن خويلد بن نفيل: 1: 23 ح: عمرو بن شأى الأسدى: تذكر 2: 176/ 786 عمرو بن كلثوم: ثبينا 1: 132/ 157- جنينا 1: 2، 17/ 1- صفونا 1: 404/ 472 عمرو بن لأى: يحمى 2: 162/ 763 عمرو بن معديكرب: المنادى 2: 162/ 764- وختر 2: 129/ 707- السميع 1: 282/ 317- الفرقدان 1: 131/ 155- فلينى 1: 352/ 413 عنترة بن شداد 1: 243- وتخضبى 1: 165/ 195- الفقود 2: 317/ 952- أنزل 2: 32/ 571- المجمل 2: 78/ 790- المنزل 2: 32/ 570- مخرم 1: 23، 139، 252، 273/ 17 عنترة بن عروس: شهر به 1: 223، 2: 22، 117، 223/ 255 عنز بن دجاجة: أعدت، المتنبت 1: 61، 283، 2: 258/ 77
(غ)
عوف بن الأحوص: مراق 1: 194/ 221 عوف بن الخزع: متطيب 1: 312، 2: 85/ 356 (غ) غيلان الربعي: علا 2: 150/ 741- وحنظلا 1: 59/ 72- مستعيده 2: 7، 140/ 510 غيلان أخو ذى الرمة: 1: 176 ح. (ف) الفرزدق: 2: 266- شاربه 1: 148/ 178- الحجرات 2: 219/ 851- الكماة 2: 84/ 634- لم يؤد 2: 287/ 931- منثور 1: 385، 2: 116/ 447- والخمر 2: 39/ 581- بكرا 1: 201/ 231- مسكرا 1: 377، 435- المعورا 2: 228/ 869- والقترا 1: 277/ 312- حمارها 2: 218/ 847- الطوالع 2: 236/ 882- مجلف 2: 21/ 543- الحبائك 2: 225/ 865- وأطول 2: 121/ 696- الأبطالا 1: 377/ 436- بدارم 2: 206/ 831- كرام 2: 7، 140/ 509- المتكرم 2: 136/ 717- يصطحبان 2: 41/ 585 فرعان بن الأعرف: يغالبه 1: 402/ 471 الفضل بن عباس بن عتبة: الكرب 2: 229/ 871- مدفونا 1: 125، 2: 1/ 149 الفقعسي أبو محمد: ناصره 2: 47/ 597- فوقا 2: 153/ 747 (ق) القتال الكلابي: 1: 4 ح- بالمرتاب 2: 215/ 846- وأكثر 1: 237، 362 397/ 268 القحيف العقيلي: لحبلى 2: 108/ 678- رضاها، صفاها 2: 84/ 635
(ك)
قرب بن المستفيد: المغلة 2: 266/ 908 القطامي: 2: 37، 79/ 577- ساعا 1: 391/ 454- الهبل 2: 139/ 723 قعنب بن أم صاحب: أذنوا 1: 177، 2: 152/ 210- الرهن 1: 84، 2: 203/ 105 القلاخ بن حزن: القياسا، الأنفاسا، مساسا 2: 27/ 557- مساس، 2: 27/ 558 أبو قيس بن الأسلت: بالصاع 1: 139/ 168، 2: 17/ 538 قيس بن جعدة: ثيابى، قرضاب 2: 266/ 911 قيس بن الحصين الحارثي: تحوونه، تنتجونه، يحمونه 1: 362/ 424 قيس بن الخطيم: 1: 39 ح. قيس بن خويلد: محسور: 1: 60، 375، 262/ 74 قيس بن زهير: تسأم 2: 266/ 910- بالكرامة 2: 173/ 788 قيس بن عمرو بن مالك: لازب 2: 167/ 769 قيس بن معد يكرب: 1/ 121. (ك) كعب الأمثال: 1: 344 ح. كعب بن جعيل (؟) : الطوالا 1: 294/ 330 كعب بن زهير: وشعوف 1: 237، 257/ 267- سرابيل 1: 366/ 431- لمقتول 1: 273، 2: 166/ 147- اخطبان 2: 22/ 546 كعب الغنوي: مجيب 1: 67، 112: 243، 326، 2: 107/ 83 كعب بن مالك الأنصاري: رءوفا 1: 270/ 303 كثير عزة: فالمسارب 2: 167/ 770- برت 1: 85/ 107- فشلت 1: 87/ 110- يذهل 2: 44/ 589- برسول 2: 84/ 630 أبو كبير الهذلي: مذبوح 1: 400/ 467- وجبور 1: 411/ 487- الأعفر 1: 24/ 18- متكلف 1: 107/ 479- مجفل 2: 41، 48/ 584 الكميت بن زيد: الجنوب 2: 51/ 610- ريب 1: 91/ 111- منقضب 2: 171/
(ل)
778- ومعرب 2: 193/ 815- يتقرب 1: 146/ 173- الجنوب 2: 51/ 611- صحبى 2: 94/ 657- لا المخبى 1: 391/ 453- المكبكب 2: 87/ 644- قواعدها 1: 55/ 66- المعددا 2: 297/ 941- بائسا 2: 50/ 607- اصفرارا 2: 30/ 565- صريرا 1: 309/ 350- عشارا 1: 116/ 139- وسورا 1: 55/ 67- دائر 2: 45/ 592- الأباخسا 2: 220/ 855- الأرذل 2: 45/ 591- المنصل 2: 125/ 700- انفصام لها 1: 79/ 97- دخل 2: 4/ 502- الأحلام 1: 59/ 13- بالافحام 2: 10/ 517- أجمعينا 2: 116/ 690- الشحينا 2: 162/ 762- صفونا 2: 181/ 797- المتونا 1: 79/ 97- بمقرنينا 2: 202/ 826- مغربلينا 2: 9/ 514 (ل) لبيد: مصعب 2: 180/ 793- خلود 1: 289/ 322- شهود 1: 315/ 361- ممدود 2: 250/ 900- العدد، والنفد 1: 373/ 434- كبد 2: 299/ 942- اعتذر 1: 16/ 8 البصر 2: 251/ 901- عامر 2: 213/ 840- المسحر 1: 381، 2: 89/ 440- معصر 1: 295، 314/ 335- واصبري 1: 74/ 94- وحمير 1: 300/ 30- تراكع 1: 54/ 65- وصدوع 1: 353/ 414- وقنوعى 2: 52/ 613- الكنيف 2: 104/ 673- عقل 1: 31/ 34- غفل 1: 389/ 451- المعل 2: 160/ 760- نفل 1: 240/ 272- وجدل وزجل 2: 81/ 630- وباطل 2: 148/ 737- الأفضل 2: 40/ 583- هلال 1: 350/ 409- قيام 1: 371/ 433- حمامها 1: 94، 2: 205/ 116- خيامها 2: 246/ 892- سقامها 2: 14/ 529- قلامها 2: 5/ 504- هضامها 2: 31/ 568- وأمامها 2: 254/ 903- عما عما 2: 149/ 740- بالهشيم 1: 405/ 475- حكيم 2: 174/ 783-
(م)
والكروم، كروم 1: 222/ 254- العالمينا 1: 22/ 140- والنسعان 2: 218/ 848 لقيط: والنوم، والدوم 1: 404/ 474 ليلى الأخيلية: الصراصر 2: 197/ 819 ليلى بنت الحماس: اليابس 1: 116/ 140 (م) المتنخل الهذلي: ينتعل 1: 102، 2: 33/ 124- يختلى 2: 294/ 938 المتلمس: عضد 1: 406/ 476- الدهاريس 1: 207، 2: 73/ 235- لم تنبس 2: 158/ 757 متمم بن نويرة: وتبعا 2: 209/ 835 المتوكل الليثي: تلوم 2: 11/ 519 المثقب العبدى: الحزين 1: 270/ 302- غضون 2: 294/ 937- ودينى، يقينى 1: 247/ 279 أبو المثلم الهذلي: قنيان 2: 238/ 884 محمد بن نمير: الأثاث 1: 365/ 34 المخيس: ملموما، صهميما، مرحوما 2: 71، 76/ 610 المرار الأسدى: إلهاما 2: 175/ 785 مرة بن محكان السعدي: الطننا 2: 81/ 630 مرثد بن حمران الجعفي: غنى 1: 220، 2: 87/ 251 المرقش الأصغر: وحميم 1: 274/ 308 مسعود أخو ذى الرمة: 1: 176 ح مسيب بن زيد: شجينا 1: 79، 2: 44، 195/ 99 المسيب بن على: أقطاع 1: 367/ 432- المصمم 1: 71/ 86 المشعث العامري: المتاع 1: 328/ 381 المضرب بن كعب: لبيب 1: 145، 2: 300/ 172 مطيع بن إياس: الأول 2: 169/ 773 المعقر بن حمار البارقي: نطوف 2: 177/ 789
(ن)
المعلى بن جمال العبدى: زنيم 1: 81/ 103 معن بن أوس: 1: 240/ 273، 2: 121/ 694 ابن مفرغ يزيد بن ربيعة: السماع 1: 343، 2: 240/ 396- هامة 1: 48، 304/ 57 ابن مقبل: الزور 1: 395/ 460- دعر 2: 103/ 672- عورى 1: 346/ 403- تأسفوا 2: 205/ 830- سجيلا 1: 296، 2: 312/ 336- الأمثال 1: 134/ 161- السلاليم 1: 190، 2: 234/ 216- فعرنينا، جونا 1: 260/ 293- مكنونا 2: 105/ 674- الملوان 1: 109/ 129 الممزق العبدى: المطرق 1: 411/ 488 المنخل بن سبيع: والأهل 1: 302/ 342 منظور الزبيري: أجد، أسد 2: 132/ 710 منقذ بن الطماح الأسدى: 1: 310 ح مهلهل: جرور 1: 201/ 230- مغلاق، الراقي 2: 13/ 526- حلولا 1: 221/ 252 الموسى الأزدى: زعيم، منيم 1: 315/ 360 موسى بن جابر الحنفي: الفزر 2: 2/ 542 ابن ميادة: صرصر 2: 196/ 888 (ن) النابغة الذبياني: يتذبذب 1: 4، 20، 196/ 2- الكوكب 2: 184/ 801- لازب 2: 167/ 768- نأيت 1: 189/ 215- أحد 1: 328، 2: 310/ 380- البرد 1: 295/ 334- العضد 2: 296/ 940- فقد 1: 35، 2: 58/ 42- مفتأد 2: 132/ 711- والعمد 1: 320/ 371- الأصابع 1: 308/ 349- سابع، خاسع 1: 33/ 38- طائع 1: 100/ 122- وارع 2: 93/ 652- عاقل 1: 65، 139/ 80- اللجما 2: 6/ 508- أبينها 2: 9/ 512- آن 2:
(هـ)
245/ 891- بشن 1: 47، 101، 2: 226/ 54- رفن 1: 297/ 337 النابغة الجعدي: فتصوبوا 1: 276، 2: 38، 83، 93/ 310- والمهرب 1: 138/ 167- لم يلغب 2: 155/ 751- دحاريج 2: 146/ 735- المتفطر 2: 199/ 821- وأهجرا 1: 58/ 71- الرساسا 2: 75/ 616- لباسا 1 67/ 84- لامساسا 2: 27/ 556- نحاسا 2: 245/ 890- فنسل 2: 42/ 587- فأبسلا 1: 95/ 222- الرجم 1: 378/ 437- عمى 2: 151/ 743- وأنعم 2: 194/ 816- الدنان 2: 129/ 705- التقافيا 1: 379/ 438 أبو النجم العجلى: القفندرا 1: 26، 211/ 240- مناص 2: 176/ 787- لم أصنع 2: 84/ 636- 2: 84/ 636- مختلف، لام ألف 1: 28، 258/ 27- المخول 2: 188/ 807- أعفانى، أعطانى، والقرآن 1: 7/ 7 أبو نخيلة: بدى 1: 288/ 320 النعمان بن نضلة: المتثلم 1: 21/ 11 النمر بن تولب: ودءوب 1: 356/ 417- درر 2: 243/ 887- يؤتمر 2: 100/ 667- فاهجعى 1: 133/ 159- والساسما، يعدما 2: 230/ 873- بإرمام 2: 158/ 756- الطوائح 1: 349، 377/ 405 ابن نوفل: فزاره 2: 223/ 86 (هـ) هانئ بن شكيم العدوى: بمردود 1: 318/ 369 هدبة بن حشرم: المتقلب 2: 111/ 683 ابن هرمة: مبوؤها 1/ 218، 2: 49/ 247- يرزؤها 2: 39/ 58- جمل 1: 150/ 181- السيول 1: 107/ 1281 هشام أخو ذى الرمة: 1: 176 هميان بن قحافة: خارجا 2: 144/ 730- واسطا 2: 284/ 927
(و)
هند بنت النعمان الأنصارية: بغل، الفحل 2: 55/ 621 الهيردان السعدي: لسانى 1: 288/ 321 (و) وضاح اليمن: سلما 2: 144، 180/ 729 (ى) يزيد بن الصعق بن نفيل: تدان 1: 23، 2: 168/ 16 يزيد بن ضبة: أمت 2: 30/ 563- البغت 1: 193، 319/ 219- تصبى 1: 311/ 352 يحيى بن مالك السعدي: فأفزعا، وتبعا، ترفعا 2: 67/ 604 يزيد بن معاوية: 1/ 203.
فهرس القوافي
فهرس القوافي مرتبة على أسماء الشعراء بتقديم المعروف منها على المجهول (ا) براء: أمية بن أبى الصلت: 2: 203/ 827 نواه: حاجز الأزدى: 2: 71/ 87 الفداء: حسان بن ثابت: 1: 34، 2: 148/ 41 هواء: حسان بن ثابت: 1: 344/ 399 نساء: زهير بن أبى سلمى: 2: 158/ 755 تشاء: زهير بن أبى سلمى: 1: 132/ 156 والرجاء: زهير بن أبى سلمى: 2: 4/ 500 مبوؤها: ابن هرمة: 1: 218، 2/ 49/ 247 يرزؤها: ابن هرمة: 2: 39/ 580 غراء: 2: 154/ 749 وأمي: الأسعر الجعفي: 1: 238/ 269 لا يراها: عباس بن مرداس: 2: 81، 102، 135/ 628 منتهاها: عباس بن مرداس: 2: 84/ 637 رضاها: القحيف الهذلي: 2: 84/ 635 صفاها: القحيف الهذلي: 2: 84/ 635 الأحياء: ابن الرعلاء: 1: 149، 2: 160/ 179 الرجاء: ابن الرعلاء: 1: 149/، 2: 160/ 179 باتقاء: أبو زبيد: 2: 289/ 934 ماء:: 1: 413/ 491
(ب)
(ب) الكرب: الفضل بن العباس: 2: 229/ 871 مجرب: أبو اسما بن الضريبة: 1: 358/ 175 أن يغضبوا: أبو أسماء بن الضريبة: 1: 147، 358/ 175 كذابه: الأعشى قيس: 2: 283/ 926 يكذب: بشر بن أبى حازم: 2: 184/ 800 حوب: أبو ذؤيب: 1، 114/ 134 تثب: ذو الرمة: 1: 205/ 233 الكثب: ذو الرمة: 2: 28/ 562 فينسحب: ذو الرمة: 2: 28/ 562 منقضب: ذو الرمة: 2: 95/ 658 وأخاطبه: ذو الرمة: 1: 350/ 410 وملاعبه: ذو الرمة: 1: 350/ 410 لغريب: ضابىء بن الحارث: 1: 172: 257، 2: 22، 257/ 207 أن غضبوا: عبد الله بن قيس الرقيات: 1: 170/ 203 الأريب: عبيد بن الأبرص: 1: 30/ 31 المذءوب: عبيد بن الأبرص: 2: 42/ 588 يثوب: عبيد بن الأبرص: 2: 18/ 792 جنوب: علقمة بن عبدة: 2: 24/ 548 دبيب: علقمة بن عبدة: 1: 33/ 39 ذنوب: علقمة بن عبدة: 2: 228/ 870 غريب: علقمة بن عبدة: 1: 126/ 151 شاربه: الفرزدق: 1: 148/ 178 يغالبه: فرعان بن الأعرف: 1: 402/ 471 مجيب: كعب الغنوي: 1: 67، 120، 244، 326، 2: 107/ 83 فالمسارب: كثير عزة: 2: 167/ 770
أصابوا: الكميت: 1: 311/ 354 منقضب: الكميت: 2: 171/ 778 ريب: الكميت: 1: 91/ 111 الجنوب: الكميت: 2: 51/ 610 ومعرب: الكميت: 2: 193/ 815 يتقرب: الكميت: 1: 146/ 173 لبيب: مضرب بن كعب: 1: 145، 2: 300/ 172 يتذبذب: النابغة الذبياني: 1: 4، 20، 196/ 2 فتصوب: النابغة الجعدي: 1: 276، 2: 38، 83، 93/ 310 رغيب:: 1: 333/ 385 عصيب:: 1: 294/ 331 كوب:: 2: 206/ 832 لاعب:: 2: 126/ 702 فنضارب:: 2: 259/ 904 شذب:: 1: 342/ 394 مطلوب:: 1: 365/ 429 وتحلب: الأسدى: 1: 47، 100، 2: 226/ 55 يصوب: رجل من عبد القيس: 1: 33، 35/ 40 أبوه:: 2: 265/ 907 طربا: ابن أحمر: 2: 220/ 854 الحقبا: ابن أحمر: 1: 60/ 75 واصبا: أبو الأسود الدؤلي: 1: 361/ 422 فأصحبا: أعشى قيس: 1: 113، 318/ 133 وحابا: أمية بن الأسكر: 1: 113، 318/ 133 ضبابا: بشر بن أبى خازم: 2: 207/ 834 والخشابا: جرير: 2: 148، 175، 227/ 738 كذبا: الحطيئة: 2: 221/ 757 كربا: الحطيئة: 2: 183 الكربا: الحطيئة: 1: 145/ 171 الصعابا:: 1: 342/ 92
الأغضب: الأخطل: 2: 22/ 540 بثقوب: أبو الأسود الدؤلي: 1: 133/ 160 أودى بها: أعشى قيس: 1: 267/ 299 بالإياب: امرؤ القبس: 2: 224/ 863 مجلب: امرؤ القيس: 2: 17/ 535 الواجب: أوس بن حجر: 2: 51/ 608 الظراب: بشر بن أبى خازم: 1: 54/ 64 غضبى: جرير: 1: 49، 2: 6/ 59 نحب: جرير: 2: 135/ 715 ناشب: دريد بن الصمة: 1: 198 حزبى: رؤبة: 1: 169/ 202 خلب: رؤبة: 2: 223/ 862 وخطبى: رؤبة: 2: 26/ 554 دباب: الراعي: 1: 338/ 389 السحاب: زيد الخيل: 2: 68/ 605 تأويب: سلامة بن جندل: 2: 10/ 516 ترحيب: سلامة بن جندل: 1: 238/ 280 اليعاقيب: سلامة بن جندل: 2: 185/ 802 والرهب: طفيل بن عوف الغنوي: 1: 249/ 281 مكلب: طفيل بن عوف الغنوي: 1: 154/ 185 بالكوب: عدى بن زيد: 2: 206/ 833 عصيب: عدى بن زيد: 1: 294، 2: 57/ 329 اللبب: عدى بن وداع: 2: 89/ 649 أثوابى: على بن أبى طالب: 2: 159/ 758 بشعوب: على بن الغدير: 2: 221/ 858 وتخضبى: عنترة: 1: 165/ 195 متطيب: عوف بن الخزع: 1: 312/ 356 بالمرتاب: القتال: 2: 215/ 846
(ت)
ثيابى: قيس بن جعدة: 2: 266/ 911 قرضاب: قيس بن جعدة: 2: 266/ 911 لازب: قيس بن عمرو بن مالك: 2: 167/ 769 الجنوب: الكميت: 2: 51/ 611 صحبى: الكميت: 2: 94/ 657 لا المخبى: الكميت: 1: 391/ 453 المكبكب: الكميت: 2: 87/ 144 مصعب: لبيد بن ربيعة: 2: 180/ 793 لم يلعب: النابغة الجعدي: 2: 155/ 751 والمهرب: النابغة الجعدي: 1: 138/ 167 الكواكب: النابغة الذبياني: 2: 184/ 801 لازب: النابغة الذبياني: 2: 167/ 768 ودؤوب: النمر بن تولب: 1: 356/ 417 المتقلب: هدبة بن خشرم: 2: 111/ 683 تصبى: يزيد بن ضبة: 1: 311/ 352 المرحب:: 2: 186/ 806 ثيابى: الخزاعي: 2: 175/ 784 ودأبى: الراهز: 1: 87/ 109 (ت) أمئيت:: 1: 7/ 6 ثلثت:: 1: 7/ 6 فصلت:: 1: 7/ 6 أجحفت: 1: 384/ 446 فاضعفت:: 1: 384/ 446 وخلفت:: 1: 384/ 446 شواته: أعشى قيس: 2: 269/ 913 سليت: رؤبة: 1: 229/ 259
سريت: رؤبة: 2: 221، 232/ 856 ليت: رؤبة: 2: 221، 233/ 856 ودعيت: السموأل بن عاديا: 1: 135/ 162 مقيت: السموأل بن عاديا: 1: 135/ 162 الحجرات: الفرزدق: 2: 219/ 851 إن نأيت: النابغة الذبياني: 1: 189/ 215 أمت: يزيد بن ضبة: 2: 30/ 563 البغت: يزيد بن ضبة: 1: 193/ 219 الحواريات: الحادي: 1: 95/ 117 أتيتا:: 1: 305/ 346 هيتا:: 1: 305/ 346 النبات: حميد الأرقط: 2: 218/ 849 اللفت: رؤبة: 1: 280/ 316 بتى: رؤبة: 2: 7، 2/ 895 مشتى: رؤبة: 2: 247/ 895 ست: رؤبة: 2: 247/ 895 قبلت: الشنفري: 2: 4/ 501 أمت: العجاج: 2: 30/ 564 وأعدت: عنز بن دجاجة: 1: 61، 283/ 77 المتنبت: عنز بن دجاجة: 1: 61، 283/ 77 الكماة: الفرزدق: 2: 84/ 634 برت: كثير عزة: 1: 85/ 107 فشلت: كثير عزة: 1: 87/ 110 المنعت:: 1: 415/ 495 فاستقرت:: 1: 182، 2: 306/ 212 لداتى:: 1: 119/ 143 لدتى:: 1: 158/ 187 الملكات: رجل من بنى عدى: 1: 267، 2: 246/ 298
(ث)
(ث) الأثاث: محمد بن نمير: 1: 365/ 430 (ج) بالفرج: راجز من بنى جعدة: 2: 5، 49/ 505، 605 الفلج: راجز من بنى جعدة: 2: 49، 56/ 605 حدوج: أبو ذؤديب: 1: 311/ 353 شيج: أبو ذؤديب: 2: 279/ 924 وخروج: أبو ذؤديب: 2: 61/ 629 مريج: عمر بن الداخل: 2: 222/ 859 الساج: الحادي: 2: 302/ 302/ 942 النساج: الحادي: 2: 302/ 942 فلج: الراجز: 1: 168/ 199 نهج: الراجز: 1: 168/ 199 تعمجا: العجاج: 2: 220/ 853 تعوجا: العجاج: 1: 413: 490 الخروجا: العجاج: 2: 223/ 861 رجوجا: العجاج: 2: 223/ 861 ممرجا: العجاج: 2: 77/ 620 يهرجا: العجاج: 1: 292/ 327 خارجا: هميان بن قحافة: 2: 144/ 730 المعارج: حندل بن المثنى: 2: 204/ 828 أمشاج: رؤبة: 2: 279/ 923 الحاج:: 1: 317/ 367
(ح)
(ح) والسفيح: طرفة: 1: 360/ 421 النوابح: أبو جلوة اليشكري: 1: 95/ 118 مذبوح: أبو كبير الهذلي: 1: 400/ 467 الطوائح: نهشل بن حرى: 1: 349، 377/ 405 ونفضح:: 2: 26/ 553 يفلح:: 1: 30/ 32 الصروحا: أبو ذؤيب: 2: 95، 105/ 659 ورمحا: عبد الله بن الزبعرى: 2: 68/ 606 القماح: بشر بن أبى خازم: 2: 157/ 752 راح: جرير: 1: 36، 43، 184، 2: 118، 150 براح:: 1: 387/ 448 والجناح:: 2: 18/ 539 (خ) الطبخ: العجاج: 2: 100/ 669 مستصرخ: العجاج: 2: 100/ 669 مفنخ: العجاج: 2: 100/ 669 برزخ: العجاج: 2: 62/ 631 (د) نواهد: أبو دؤاد الإيادى: 1: 113، 140/ 132 الأداد: رؤبة: 2: 12/ 521 الواد: رؤبة: 2: 14/ 528 الألداد: رؤبة: 2: 14/ 528 الأرواد: رؤبة: 2: 30/ 566
الأساد: رؤبة: 2: 30/ 566 الممتاد: رؤبة: 1: 159/ 189 الجارود: رؤبة: 1: 399/ 465 المحمود: رؤبة: 1: 399/ 465 ممدود: رؤبة: 1: 399/ 465 الصمد: سبرة بن عمرو الأسدى: 2: 316/ 950 الصداد: العجاج: 1: 301، 341/ 341 الممتاد: العجاج: 1: 301، 341/ 341 شهود: لبيد: 1: 315/ 361 أحد: منظور الزبيري: 2: 132/ 715 أسد: منظور الزبيري: 2: 132/ 715 العدد: منظور الزبيري: 2: 132/ 715 ومجلود: الأخطل: 1: 119/ 144 تذود: جرير: 2: 101/ 670 المريد: جرير: 2: 94/ 656 الفرد: حسان بن ثابت: 2: 265/ 906 يسود: الخثعمي: 2: 201/ 824 صمد: الزبرقان: 2: 316/ 951 والحمد: زيد بن عمرو بن نفيل: 1: 290/ 323 أبعد: عمر بن أبى ربيعة: 2: 181/ 795 الفقود: عنترة: 2: 317/ 952 قواعدها: الكميت: 1: 55/ 66 خلود: لبيد: 1: 289/ 322 ممدود: لبيد: 2: 250/ 900 عضد: المتلمس: 1: 406/ 478 البرد: الكندي: 2: 282/ 925 جمودها: راعى الإبل: 2: 235/ 880 القردا: ابن أحمر: 2: 13/ 525
وفندا: الأحوص: 1: 147/ 176 الأجردا: أعشى قيس: 2: 49/ 602 أنشدا: أعشى قيس: 1: 312، 2، 6/ 355 جامدا: أعشى قيس: 1: 126/ 152 قائدا: أعشى قيس: 1: 345/ 402 قائدا: أعشى قيس: 2: 183/ 799 المقالدا: أعشى قيس: 2: 191/ 811 وموعدا: أعشى قيس: 2: 17/ 676 ويشهدا: أعشى قيس: 1: 61/ 76 شردا: أعشى قيس: 1: 282/ 76 ويشهدا: أعشى قيس: 1: 282/ 76 الأسودا: أعشى قيس: 1: 283/ 76 وتمردا: أعشى قيس: 1: 283/ 76 موقدا: أعشى قيس: 1: 283/ 76 مخلدا: حطائط بن يعفر: 1: 55/ 68 مجيدا: خداش بن زهير: 1: 316/ 326 وموحدا: ساعدة بن جؤية: 1: 114/ 136 وموحدا: عبد الله بن عنمة: 1: 114/ 135 الشردا: عبد مناف بن ربع: 1: 37، 57، 2: 192/ 46 العضدا: عبد مناف بن ربع: 1: 331/ 46 البردا: عبد مناف بن ربع: 1: 331/ 46 الشردا: عبد مناف بن ربع: 1: 331/ 46 لبدا: عبد مناف بن ربع: 2: 272/ 917 آدا: العجاج: 1: 46، 2: 179/ 51 المعددا: الكميت: 2: 297/ 941 العندا:: 1: 291، 337، 2: 275/ 325 ابلد:: 1: 146/ 174 إدا:: 2: 12/ 522
مدا:: 2: 12/ 522 نكدا:: 1: 277/ 643 أطواد: الأسود بن يعفر: 2: 86/ 643 بفساد: الأسود بن يعفر: 1: 37/ 45 سوادى: الأسود بن يعفر: 2: 36، 38 96/ 576 الأساود: الأشهب بن رميلة: 2: 266/ 909 خالد: الأشهب بن رميلة: 2: 190/ 808 الأنضاد: أعشى قيس: 1: 401/ 469 العتاد: أعشى قيس: 2: 307/ 945 أزنادها: أعشى قيس: 2: 167، 207/ 771 تقعد: امرؤ القيس: 2: 17/ 534 محصد: جرير: 1: 258/ 292 الملحد: حسان: 1: 50، 157، 2: 101/ 61 يدى: حسان: 1: 22/ 13 موقد: الحطيئة: 2: 24/ 829 الملحد: حميد الأرقط: 2: 173/ 780 الردى: دريد بن الصمة: 1: 17/ 536 المسرد: دريد بن الصمة: 1: 40/ 49 الممدد: دريد بن الصمة: 2: 136/ 719 عمد: أبو ذؤيب: 2: 182/ 798 مقصود: أبو زبيد: 2: 111/ 682 المنجود: أبو زبيد: 1: 313/ 357 بأسعد: زهير: 2: 157/ 357 الجيد: الشماخ: 2: 46/ 593 القواعد: الشماخ: 2: 19/ 608 بأوحد: طرفة: 2: 16، 114، 141/ 531 برجد: طرفة: 1: 50، 145/ 733
(ر)
بسرمد: طرفة: 2: 109/ 680 المتشدد: طرفة: 2: 8 3/ 946 باليد: طرفة: 2: 153/ 746 بالمرصد: عامر بن الطفيل: 1: 253/ 283 المتردد: عدى بن زيد: 1: 254/ 285، 2: 16، 285 المنادى: عمرو بن معديكرب: 2: 162/ 764 لم يوأد: الفرزدق: 2: 287/ 931 العدد: لبيد: 1: 303/ 434 والنقد: لبيد: 1: 373/ 434 كبد: لبيد: 2: 299/ 942 أحد: النابغة الذبياني: 1: 328، 2: 310/ 380 البرد: النابغة الذبياني: 1: 295/ 334 العضد: النابغة الذبياني: 2: 296/ 940 فقد: النابغة الذبياني: 1: 35، 2: 58/ 42 مفتأد: النابغة الذبياني: 2: 132/ 711 والعمد: النابغة الذبياني: 1: 320/ 371 بدى: أبو نخيلة: 2: 288/ 320 بمردود: هانىء بن شكيم: 1: 318/ 369 أحمد:: 2: 55/ 622 الحادي: الحادي: 1: 105/ 126 القاصد:: 1: 24/ 20 باليد:: 1: 327/ 379 زياد: الفزاري: 2: 141/ 725 مسمود:: 2: 239/ 885 والشيد:: 2: 53/ 617 وتجلد:: 1: 171/ 206 (ر) المعتمر: ابن أحمر: 1: 150/ 180 ينصهر: ابن أحمر: 2: 48/ 599 حذر: ابن أحمر: 2: 86/ 641
المنفطر: امرؤ القيس: 2: 12/ 524 وتدر: امرؤ القيس: 2: 272/ 916 والكبر: ابن الذئبة: 2: 277/ 921 يا قمر: ربيعة بن جشم: 2: 100/ 668 الإبر: طرفة: 2: 142/ 747 الخبر: طرفة: 1: 235/ 265 العبر: طرفة: 1: 254/ 284 مضر: طرفة: 1: 256/ 289 والشجر: طرفة: 2: 68/ 607 يسر: طرفة: 2: 137/ 720 نكر: عبيدة بن همام: 1: 133/ 158 لحر: عبيدة بن همام: 1: 133/ 158 الشجر: العجاج: 1: 229/ 25 العور: العجاج: 2: 228/ 868 المصطهر: العجاج: 2: 28/ 598 سطر: العجاج: 1: 383، 2: 134/ 145 النتر: العجاج: 1: 383، 2: 134/ 145 شكر: العجاج: 2: 120، 205/ 693 غفر: العجاج: 1: 219، 2: 89، 115/ 249 عبر: العجاج: 1: 219، 2: 89، 115/ 249 فمر: العجاج: 2: 57، 102/ 625 قدر: العجاج: 2: 230/ 874 سطر: العجاج: 2: 230/ 874 الفتر: العجاج: 2: 230/ 874 كسر: العجاج: 2: 300/ 943 وما شعر: العجاج: 1: 25، 211/ 23 فانكدر: العجاج: 2: 287/ 930 جأر: العجاج: 1: 361، 2: 60/ 423
اعتذر: لبيد: 1: 16/ 8 المنفطر: النابغة الجعدي: 2: 199/ 821 درر: النمر بن تولب: 2: 243/ 887 يؤتمر: النمر بن تولب: 2: 100/ 667 الحور: النمر بن تولب: 2: 209/ 831 غمر: ابن أحمر: 2: 60/ 627 والدهر: ابن أحمر: 2: 106/ 675 زمر:: الأخطل: 2: 191/ 812 هجر: الأخطل: 2: 39/ 579 والقتر: الأخطل: 1: 277/ 311 ساكره: أوس بن حجر: 1: 363/ 426 ويسورها: توبة بن الحمير: 2: 275/ 918 جمار: ثروان فزارة: 2: 85/ 639 تصورها: الأبيرد: 1: 84/ 106 تجيرها: الأبيرد: 1: 84/ 106 مهور: جرير: 2: 215/ 843 تظهر: جندل بن المثنى: 1: 348، 363/ 404 تسكر: جندل بن المثنى: 1: 348، 363/ 404 تامر: الحطيئة: 2: 164/ 767 رار: خفاف بن ندبه: 2: 289/ 933 الجزر: خنساء أو عمرة بنتها: 2: 163/ 765 تنصار: خنساء: 1: 81/ 101 كسر: ابن الطيفان: 1: 125/ 150 الأزر: ذو الرمة: 2: 18/ 540 القطر: ذو الرمة: 2: 94/ 655 القناطر: ذو الرمة: 1: 383/ 444 المقادر: ذو الرمة: 1: 393، 2: 83/ 456 مصادر: ذو الرمة: 2: 215/ 845
ناظر: ذو الرمة: 2: 139/ 722 هوبر: ذو الرمة: 2: 136/ 718 يتنصر: ذو الرمة: 1: 58/ 70 مثبور: ابن الزبعرى: 1: 392/، 2: 71/ 455 بور: ابن الزبعرى: 1: 340، 2: 73 217، 263/ 390 ممهدر: أبو الزحف الكليبى: 1: 395/ 461 أزور: أبو الزحف الكليبى: 1: 395/ 461 العشتزر: أبو زبيد: 2: 46/ 594 يمكر: أبو زبيد: 2: 46/ 594 يميرها: أبو زبيد: 1: 314/ 359 تعار: شداد بن معاوية: 1: 243، 244، 2: 47/ 276 لزور: عامر الخصفى: 1: 66، 67/ 82 الصدور: العباس بن مرداس: 1: 79 131، 2: 45، 195/ 100 وكور: عدى بن زيد: 2: 53/ 616 فيحضر: عمر بن أبى ربيعة: 2: 32/ 569 مثبور: الفرزدق: 1: 385، 2: 116/ 447 والخمر: الفرزدق: 2: 39/ 581 جمارها: الفرزدق: 2: 218/ 847 ناصره: الراعي: 2: 47/ 597 وأكثر: القتال الكلابي: 1: 237، 362، 397/ 268 محسور: قيس بن خويلد: 1: 60، 375، 2: 262/ 74 وجبور: أبو كبير الهذلي: 1: 411/ 487 البصر: لبيد: 2: 251/ 901 عامر: لبيد: 2: 213/ 840 الفزر: موسى بن جابر: 2: 20/ 542 صرصر: ابن ميادة: 2: 196/ 818 الهواجر: الحاوي: 2: 25، 275/ 552، 919 الحرور:: 2: 154/ 749
العبور:: 2: 154/ 749 تحاذر:: 1: 408/ 482 عامر: الشاعرة: 2: 76/ 619 ناصر: الشاعرة: 2: 76/ 619 والعكر:: 2: 60/ 628 أبجرا: الأبيرد: 2: 169، 249: 774 الإزارا: ابن أحمر: 2: 111/ 684 جمارا: ابن أحمر: 1: 30/ 33 غفارا: ابن أحمر: 1: 199/ 227 فعيرا: أعشى قيس: 2: 248/ 897 ومئزرا: أبو جندب الهذلي: 2: 9، 78/ 511 سكرا: جندل بن المثنى: 1: 363/ 425 حصيرا: الحارث بن خالد: 1: 264، 388/ 296 أعورا: حصين بن ضمضم: 2: 228/ 867 قدورا: حميد الأرقط: 1: 169/ 21 العورا: حميد الأرقط: 1: 307/ 347 المحفورا: حميد الأرقط: 1: 307/ 347 المقدورا: حميد الأرقط: 1: 307/ 347 وطرا: الربيع بن ضبيع: 2: 138/ 721 عصرا: الربيع بن ضبيع: 2: 138/ 721 غائرا: رؤبة: 1: 406/ 476 جوائرا: رؤبة: 1: 406/ 471 سطرا: رؤبة: 2: 230، 264/ 872 حاذرا: العباس بن مرداس: 1: 242/ 275 نميرا: العجاج: 1: 212/ 239 المدحورا: العجاج: 1: 212/ 239 بارا: عدى بن زيد: 2: 153/ 745 ووقارا: أبو عريف الكليبى: 1: 255/ 286
بكرا: الفرزدق: 1: 201/ 231 مسكرا: الفرزدق: 1: 377/ 435 المعورا: الفرزدق: 2: 228/ 869 والقترا: الفرزدق: 1: 277/ 312 اصفرارا: الكميت: 2: 30/ 565 صريرا: الكميت: 1: 309/ 350 عشارا: الكميت: 1: 116/ 139 وسورا: الكميت: 1: 55/ 67 واهجرا: النابغة الجعدي: 1: 8/ 71 القفندرا: أبو النجم العجلى: 1: 26، 211/ 24 أبرارا:: 2: 122، 162/ 697 إمرا:: 1: 409/ 484 الدوارا:: 2: 38/ 587 الاقتارا:: 2: 38/ 578 بشرا:: 1: 193/ 220 مدرارا:: 1: 187/ 213 بالفهر:: 1: 321/ 372 بسوار: الأخطل: 1: 92، 2: 232/ 112 الدهر: الأخطل: 2: 16/ 532 الساري: الأخطل: 2: 233/ 879 والعار: الأخطل: 1: 112/ 131 الظهر: أرطاة بن سهية: 1: 208/ 338 الجزر: أعشى قيس: 1: 65/ 81 الأزر: أعشى قيس: 1: 65/ 81 الخاسر: أعشى قيس: 1: 187، 216/ 214 الغابر: أعشى قيس: 1: 219، 2: 89/ 250 الشافر: أعشى قيس: 1: 219، 2: 89/ 250 الفاخر: أعشى قيس: 1: 36، 2: 123/ 44
الناشر: أعشى قيس: 2: 153، 202، 286/ 609 الدار: جرير: 2: 80/ 627 مئزرى: أبو جندب الهذلي: 1: 170/ 204 الجفر: حاتم طى: 1: 413/ 492 خزر: حاتم طى: 2: 10، 94/ 515 ختار: أعشى قيس: 2: 129/ 706 جابر: حسان: 2: 90/ 280 العساكر: حسان: 1/ 370 ح الحمر: خداش بن زهير: 2: 110/ 681 الجزر: خرنق: 1: 65، 143/ 81 الأزر: خرنق: 1: 65، 143/ 81 وحجر: خفاف بن ندبة: 2: 110/ 685 بصبر: خفاف بن ندبة: 2: 112/ 685 حجر: ذو الرمة: 2: 168، 195/ 772، 817 قاصر: ذو الرمة: 2: 170/ 777 السور: الراعي النميري: 1: 4/ 3 عامر: الراعي النميري: 2: 46/ 595 الساري: الربيع بن زياد: 2: 97/ 660 نهار: الربيع بن زياد: 1: 97/ 119 الحرور: رؤبة: 2: 150/ 748 المسجور: رؤبة: 2: 154/ 748 الحرير: رؤبة: 2: 154/ 748 الذعر: زهير: 2: 27/ 559 القدر: زهير: 1: 410/ 485 بالجرائر: الشنفري: 1: 195/ 223 المدبر: صخر بن عمرو: 1: 115، 2: 152/ 137 الميسر: صخر بن عمرو: 2: 163، 232/ 766 يسرى: صخر بن عمرو: 2: 232/ 878
(ز)
محضر: عامر بن الطفيل: 1: 92، 2: 1/ 110 محجور: العجاج: 1: 5، 196، 2: 163/ 4 السور: العجاج: 1: 5، 196، 2: 163/ 4 اعتصارى: عدى بن زيد: 1: 314/ 358 تذكر: عمرو بن شأى الأسدى: 2: 176/ 786 وختر: عمرو بن معديكرب: 2: 129/ 707 الأعفر: أبو كبير الهذلي: 1: 24/ 18 دائر: الكميت: 2: 45/ 592 المسحر: لبيد: 1: 381، 892/ 440 معصر: لبيد: 1: 295، 314/ 335 واصبري: لبيد: 1: 76/ 94 وحمير: لبيد: 1: 30/ 30 الصراصر: ليلى الأخيلية: 2: 197/ 819 الزور: ابن مقبل: 1: 395/ 460 دعر: ابن مقبل: 2: 03/ 672 عورى: ابن مقبل: 1: 346/ 403 جرور: مهلهل: 1: 201/ 230 الشبر:: 2: 236/ 881 الصدر: 2: 12/ 523 المقادر:: 2: 54/ 619 بأمير:: 2: 45، 261/ 590 ضر:: 2: 112/ 686 مكاسره:: 1: 344/ 400 (ز) الأجراز:: 1: 394/ 458 راكز: الشماخ:: 1: 215/ 242
(س)
والتحزى: رؤبة: 2: 11/ 520 ذو الأز: رؤبة: 2: 11/ 520 القحز: رؤبة: 2: 201/ 825 بمشمئز: رؤبة: 2: 190/ 810 للأخز: رؤبة: 2: 99/ 666 وبهزى: رؤبة: 2: 99/ 666 اللهز: رؤبة: 2: 99/ 666 (س) الأخماس: رؤبة: 1: 192/ 218 وإبلاس: رؤبة: 1: 192/ 218 العيس: جران العود: 1: 127، 2: 78، 237/ 165 الفوارس: ذو الرمة: 1: 396/ 462 شوس: أبو زبيد: 2: 28. 35. 127/ 560 الدهاريس: المتلمس: 1: 207، 2: 73/ 235 شوسا: ذو الأصبع العدواني: 1: 231، 2: 77/ 260 بئيسا: ذو الأصبع العدواني: 1: 231، 2: 77/ 260 الجاسوسا: رؤبة: 2: 220/ 852 المنسوسا: رؤبة: 2: 220/ 852 اليبيسا: رؤبة: 1: 105/ 125 وأبلسا: العجاج: 1: 192، 2: 120/ 217 مكرسا: العجاج: 1: 192، 2: 120/ 217 وعسعسا: علقمة بن قرط: 2: 288/ 932 القياسا: القلاخ بن حزن: 2: 27/ 557 الأنفاسا: القلاخ بن حزن: 2: 27/ 557 لامساسا: القلاخ بن حزن: 2: 27/ 557 الأباخسا: الكميت: 2: 220/ 855
(ش)
بائسا: الكميت: 2: 50/ 607 الرساسا: النابغة الجعدي: 2: 75/ 416 لباسا: النابغة الجعدي: 1: 67/ 84 لامساسا: النابغة الجعدي: 2: 27/ 556 نحاسا: النابغة الجعدي: 2: 245/ 890 الرأسا:: 1: 382/ 443 يسا:: 2: 208/ 896 المقدس: امرؤ القيس: 2: 13/ 527 لأكياس: الحطيئة: 2: 99/ 665 البسبس: دكين الفقيمي: 2: 4/ 503 ملس: العجاج: 2: 122/ 146 الوقس: العجاج: 2: 122/ 146 ساس: القلاخ بن حزن: 2: 27/ 558 اليابس: ليلى بنت الحماس: 1: 116/ 140 لم تنبس: المنلمس: 2: 158/ 707 القبس:: 2: 92/ 651 (ش) أجش:: 1: 325/ 474 الخاموش: رؤبة: 2: 151/ 742 النئوش: رؤبة: 2: 151/ 742 الواشي:: 2: 34/ 573 (ص) لا مناص: أبو النجم العجلى: 2: 106/ 787 خمائصا: أعشى قيس: 1: 153/ 184
(ض)
(ض) محرض:: 1: 216/ 365 بالمعضى: رؤبة: 1: 355/ 415 والنقض: ذو الإصبع: 2: 174/ 782 دحض: ذو الإصبع: 2: 174/ 772 أوفاض: رؤبة: 2: 270/ 915 غاض: رؤبة: 1: 349، 277/ 406 الدحض: طرفة: 1: 408/ 481 بعض: طرفة: 2: 3/ 499 نقضى: العجاج: 1: 99، 2: 83/ 121 عرضى: العجاج: 1: 99، 2: 83/ 121 (ط) واسطا: هميان بن قحافة: 2: 284/ 927 قانط: حميد الأرقط: 2: 122/ 698 الصراط:: 1: 25/ 22 (ظ) أقياظا: رؤبة: 2: 244/ 889 الشواظا: رؤبة: 2: 244/ 889 أيقاظا: رؤبة: 1: 397/ 403 غياظا: رؤبة: 1: 397/ 463 (ع) منتزع: سويد بن أبى كاهل: 2: 21/ 544 وتسفع: أوس بن حجر: 2: 141/ 726
وتقطع: أوس بن حجر: 1: 316/ 363 المخشع: جرير: 1: 197 تبع: أبو ذؤيب: 1: 275، 2: 25، 143/ 62 وأجدع: أبو ذؤيب: 1: 81/ 102 ويصدع: أبو ذؤيب: 1: 355/ 416 الجراسع: ذو الرمة: 1: 394/ 457 شيع: الراعي: 2: 98/ 663 شيع: أبو زبيد: 2: 98/ 662 السميع: عمرو بن معديكرب: 1: 282/ 317 الطوالع: الفرزدق: 2: 236/ 882 راكع: لبيد: 1: 54/ 65 المتاع: المشعث العامري: 1: 328/ 388 الأصابع: النابغة الذبياني: 1: 308/ 349 سابع: النابغة الذبياني: 1: 33/ 38 خاشع: النابغة الذبياني: 1: 33/ 38 طائع: النابغة الذبياني: 1: 100/ 122 وازع: النابغة الذبياني: 2: 93/ 652 مهارع:: 1: 294/ 332 المقنعا: الأشهب بن رميله: 1: 52، 191، 346/ 63 الشيعا: أعشى قيس: 2: 97/ 66 طبعا: أعشى قيس: 2: 125/ 71 والصلعا: أعشى قيس: 1: 293/ 328 والوجعا: أعشى قيس: 1: 62، 268، 2: 138/ 78 جذعا: ذو الإصبع العدواني: 2: 264/ 905 البلاقعا: الراعي: 2: 9/ 513 تبعا: رؤبة: 1: 414/ 493 نزعا: سعيد بن كراع: 2: 101/ 671 بأجدعا: سعيد بن أبى كاهل: 2: 20، 234/ 547 طائعا: عدى بن زيد: 2: 93/ 653
انقطاعا: القطامي: 2: 37، 79/ 577 ساعا: القطامي: 1: 391/ 454 وتبعا: متمم بن نويرة: 2: 209/ 835 فأفزعا: يحيى بن مالك السعدي: 2: 67/ 604 وتبعا: يحيى بن مالك السعدي: 2: 67/ 604 ترفعا: يحيى بن مالك السعدي: 2: 67/ 604 جداعه: العباس بن مرداس: 2: 177/ 788 قناعة: العباس بن مرداس: 2: 177/ 788 مضاعه: العباس بن مرداس: 2: 177/ 788 براعه: العباس بن مرداس: 2: 177/ 788 سراعه: العباس بن مرداس: 2: 177/ 788 جمعا:: 2: 79/ 624 بيعا:: 2: 79/ 624 مضجعا:: 2: 49، 124/ 603 ينعا:: 1: 202/ 232 ببديع: الأحوص: 2: 212/ 838 القصاع: الحطيئة: 1: 75/ 92 ببديع: الراعي: 2: 212/ 827 ربوع: الشماخ: 2: 209/ 238 ريع: الشماخ: 2: 88/ 646 القنوع: الشماخ: 2: 51/ 609 الوقيع: الشماخ: 1: 343/ 392 منيع: عباس بن مرداس: 2: 86/ 642 بالصاع: أبو قيس بن الأسلت: 1: 139، 2: 170/ 168، 538 وصدوع: لبيد: 1: 353/ 414 وقنوعى: لبيد: 2: 52/ 613 أقطاع: المسيب بن على: 1: 367/ 432 السماع: ابن مفرغ يزيد 1: 343، 2: 240/ 396
(ف)
لم أصنع: أبو النجم العجلى: 2: 84/ 636 فاهجعى: النمر بن تولب: 1: 133/ 159 الإصبع: رجل من أبى بكر بن كلاب: 1: 158/ 188 بالضلوع:: 2: 49/ 601 دموعى:: 1: 208/ 395 ماوعى:: 1: 208/ 395 ممنع:: 1: 343/ 295 (ف) مختلف: أبو النجم العجلى: 1: 28، 258/ 27 لام ألف: أبو النجم العجلى: 1: 28، 258/ 27 تأسفوا: ابن مقبل: 2: 205/ 830 نطوف: المعقر بن حمار البارقي: 2: 177/ 789 الكنيف: لبيد: 2: 104/ 673 وشعوف: كعب بن زهير: 1: 137، 258/ 267 مجلف: الفرزدق: 2: 21/ 53 مختلف: عمرو بن امرئ القيس: 1: 39/ 48 خلف: سليمان بن يزيد العدوى: 2: 124/ 699 اللقيف: أبو ذؤيب: 2: 82/ 633 خليف: أبو ذؤيب: 1: 273/ 306 ولا طرف: جرير: 2: 4/ 582 رءوفا: كعب بن مالك: 1: 270/ 303 مترفا: العجاج: 2: 58/ 626 وجفا: العجاج: 1: 300، 2: 87، 262/ 340 فزلفا: العجاج: 1: 300، 2: 87، 262/ 340 احقوقفا: العجاج: 1: 300، 2: 87، 262/ 340 تزحلفا: العجاج: 1: 388/ 447 احقفا: العجاج: 2: 213/ 839
(ق)
بالغرف: أبو خراش: 1: 137/ 166 العفيف: رؤبة: 1: 205/ 234 المقروف: رؤبة: 1: 205/ 234 المطرف: الممزق العبدى: 1: 411/ 488 متكلف: أبو كبير الهذلي: 1: 407/ 479 نياف:: 1: 215/ 241 الأعراف:: 1: 215/ 241 جارف:: 2: 114/ 687 (ق) بلق: رؤبة: 1: 43- 44، 2: 123/ 50 بهق: رؤبة: 1: 43- 44، 2: 123/ 50 بنق: رؤبة: 1: 43- 44، 2: 123/ 50 المخترق: رؤبة: 1: 380/ 439 العسق: العجاج: 1: 76/ 92 فبرق: الكلابي: 2: 277/ 920 أولق: أعشى قيس: 1: 236/ 266 موفق: أعشى قيس: 1: 244، 2: 39، 47/ 277 وتمرق: أعشى قيس: 2: 75/ 617 ويأفق: أعشى قيس: 2: 179/ 791 ذائقها: أمية بن أبى الصلت: 1: 111/ 130 يترقرق: ذو الرمة: 2: 88، 256/ 645 دمشق: الزفيان بن عوانة: 2: 76، 132/ 618 زورق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 دوسق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 والنمرق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 معلق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 والنمرق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 معلق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 والنمرق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712
مطرق: الزفيان بن عوانة: 2: 132/ 712 أطيق: عروة بن الورد: 2: 79، 115/ 623 مشارقة:: 2: 54/ 618 سائقا: العجاج: 2: 291/ 936 شقا: العجاج: 1: 357/ 488 نتقا: العجاج: 1: 232/ 261 فوقا: الفقعسي أبو محمد: 2: 153/ 747 عسقا: ابن قيس الرقيات: 1: 388/ 450 والأرقا: ابن قيس الرقيات: 1: 388/ 450 طرقا:: 2: 231/ 877 مضيق: أبو الأسود الدؤلي: 2: 186/ 804 المسلاق: أعشى قيس: 2: 135/ 714 أبق: أعشى همدان: 2: 200/ 823 لم يمزق: ذو الرمة: 1: 199/ 226 مسردق: سلامة بن جندل: 1: 399/ 466 غبق: الصقر بن حكيم: 1: 349، 2: 8، 78/ 408 العرق: الصقر بن حكيم: 1: 349، 2: 8، 78/ 408 الدفق: الصقر بن حكيم: 1: 349، 2: 8، 77/ 408 المشقى: الصقر بن حكيم: 1: 349، 2: 8، 78/ 408 ملقى: العجاج: 1: 24/ 19 مراق: عوف بن الأحوص: 1: 194/ 221 مغلاق: مهلهل: 2: 13/ 526 الراقي: مهلهل: 2: 13/ 526 الطريق:: 2: 143/ 728 العميق:: 2: 49/ 604 بموبق:: 1: 406/ 477 زاهق:: 2: 315/ 949
(ك)
(ك) رامك: ذو الرمة: 2: 53/ 614 حبك: زهير: 2: 225/ 864 فدك: زهير: 1: 255/ 288 هلكوا: زهير: 2: 127/ 703 نعالكا: أبو الأسود الدؤلي: 1: 48، 111، 2: 106/ 56 عزائكا: أعشى قيس: 1: 74/ 90 نسائكا: أعشى قيس: 1: 74/ 90 مالكا: خفاف بن ندبة: 1: 28، 83/ 28 ذلكا: خفاف بن ندبة: 1: 28، 83/ 28 ممسكا:: 1: 284/ 319 الهوالك: ابن جذل الطعان: 1: 266/ 297 الأرائك: ذو الرمة: 1: 401، 2: 164/ 468 الدوالك: ذو الرمة: 1: 199/ 229 الملك: عبد الله بن قيس الرقيات: 2: 61/ 630 الحبائك: الفرزدق: 2: 225/ 865 (ل) الجهال: العجاج: 1: 127/ 153 الدال: العجاج: 1: 349، 377/ 407 فنسل: النابغة الجعدي: 2: 44/ 587 المعل: لبيد: 2: 160/ 760 عقل: لبيد: 1: 31/ 34 غفل: لبيد: 1: 389/ 451 نفل: لبيد: 1: 240/ 272 وجدل: لبيد: 2: 81/ 631
وزحل: لبيد: 2: 81/ 631 فخل: العبدى: 1: 127/ 153 وعجل:: 2: 20/ 541 الوقل: ابن أحمر: 2: 72/ 611 جبل: ابن أحمر: 2: 72/ 611 لأميل: الأحوص بن محمد الأنصاري: 2: 121، 162/ 695 يعمل: أحيحة بن الجلاح: 1: 255، 2: 302/ 287 يتركل: الأخطل: 2: 253/ 902 يوصل: الأخطل: 2: 108/ 679 الإبل: أعشى قيس: 1: 117/ 141 العجل: أعشى قيس: 2: 35، 185/ 575 عجل: أعشى قيس: 2: 231/ 875 مكتهل: أعشى قيس: 2: 218/ 850 هطل: أعشى قيس: 2: 120/ 692 يئل: أعشى قيس: 1: 408/ 483 قبيلها: أعشى قيس: 1: 390/ 452 مال: أوس بن غلفاء: 1: 241/ 376 فعول: حميد بن ثور: 1: 338، 2: 130/ 388 شول: خفاف بن ندبة: 2: 200/ 822 آجله: الخفوت: 1: 163/ 193 جاهله: الخفوت: 1: 163/ 193 الحبل: ذو الرمة: 2: 131/ 708 المغربل: ذو الرمة: 2: 74/ 615 البقل: رؤبة: 2: 86/ 803 عدل: زهير: 1: 176/ 209 فيستعلوا: زهير: 2: 246/ 894 يعلو: زهير: 2: 188/ 808 أنامله: ضابى البرجمي: 1: 327/ 387
مرحل: عمر بن أبى ربيعة: 1: 46، 188/ 52 يوبل: عمر بن أبى ربيعة: 1: 188/ 52 وأطول: الفرزدق: 2: 121/ 696 الهبل: القطامي: 2: 139/ 723 سرابيل: كعب بن زهير: 1: 366/ 431 لمقتول: كعب بن زهير: 1: 273، 2: 166/ 147 يذهل: كثير عزة: 2: 404/ 589 الأرذل: الكميت: 2: 45/ 591 المنصل: الكميت: 2: 125/ 700 وباطل: لبيد: 2: 148/ 737 ينتعل: المتنخل الهذلي: 1: 102، 2: 33/ 124 أول: معن بن أوس: 1: 240، 2: 121/ 273، 694 بغل: هند بنت النعمان: 2: 55/ 621 الفحل: هند بنت النعمان: 2: 55/ 621 غول:: 1: 360/ 420 صليل:: 1: 360/ 420 الضلال:: 2: 74/ 612 فقالوا:: 2: 74/ 612 حلال:: 2: 74/ 612 كافل:: 2: 14/ 530 والغزل:: 2: 145/ 732 والوسائل:: 1: 64/ 194 حملا: الأخطل: 1: 364/ 428 ضلالا: الأخطل: 1: 64/ 79 خيالا: الأخطل: 1: 56، 2: 131، 233/ 69 نهشلا: الأخطل: 1: 331، 2: 192/ 382، 813 خليلا: أبو الأسود: 2: 11/ 518 فتيلا: أبو الأسود: 2: 11/ 518
جميلا: أبو الأسود: 2: 11/ 518 قليلا: أبو الأسود: 1: 307/ 348 إلا: أعشى قيس: 1: 218/ 246 حبالها: أعشى قيس: 1: 101/ 123 خلالها: أعشى قيس: 1: 38، 2: 124/ 47 مثلا: أعشى قيس: 2: 116/ 689 كاهلا: امرؤ القيس: 1: 318/ 398 سبيلا: جرير: 2: 74/ 613 مقالا: الحطيئة: 2: 3/ 498 جدالا: ذو الرمة: 1: 326/ 376 والمحالا: ذو الرمة: 1: 326/ 276 والمحالا: ذو الرمة: 1: 342/ 393 التنزيلا: الراعي: 2: 313/ 948 إجفيلا: الراعي: 1: 344/ 401 فلولا: الراعي: 2: 270/ 914 وحولا: الراعي: 1: 118، 160، 2: 37، 87/ 142 دخيلا: الراعي: 1: 118، 160، 2: 37، 87/ 142 الأثاقلا: رؤبة: 1: 232/ 262 الوسائلا: رؤبة: 1: 165/ 196 إبقائها: عامر بن جوين: 2: 67/ 603 المغفلا: عمر بن أبى ربيعة: 1: 120/ 145 علا: غيلان الربعي: 1: 150/ 741 وحنظلا: غيلان الربعي: 1: 59/ 72 الأبطالا: الفرزدق: 1: 377/ 436 المعلة: قرب بن المستفيد: 2: 266/ 908 الطوالا: كعب بن جعيل (؟) : 1: 294/ 330 انفصام لها: الكميت: 1: 78/ 98 سجيلا: ابن مقبل: 1: 296، 2: 312/ 336 حلولا: مهلهل: 1: 221/ 252
فأبسلا: النابغة الجعدي: 1: 195/ 222 أحبلا:: 2: 145/ 733 أفولا:: 1: 199/ 228 الإفالا:: 2: 88/ 647 الحبالا:: 2: 250/ 899 السبيلا: 1: 319، 2: 114/ 370 مبتلى:: 1: 303/ 344 ومالا:: 2: 131/ 709 باطلى: الأحوص: 1: 26، 211، 394، 2: 180/ 25، 459 غافل: الأحوص: 1: 26، 211، 394، 2: 180/ 25، 459 أقتال: أعشى قيس: 1: 299/ 339 الجوال: أعشى قيس: 1: 351/ 411 المحال: أعشى قيس: 1: 325، 2: 80/ 375 لا يبالى: أعشى قيس: 1: 325، 2: 80/ 375 وطحالها: أعشى قيس: 2: 181/ 796 أقيال: امرؤ القيس: 2: 180/ 794 أمثالى: امرؤ القيس: 1: 76/ 93 سربالى: امرؤ القيس: 2: 6/ 507 عاقل: النابغة الجعدي: 1: 65، 139/ 80 يعجل: أوفى بن مطر المازني: 2: 5/ 506 يقتل: أوفى بن مطر المازني: 1: 78/ 95 المتبدل: تأبط شرا: 1: 333/ 386 الهلال: جرير: 1: 98، 2: 83/ 120 مرحل: جرير: 1: 137/ 164 الأجمال: جميل: 1: 364/ 427 الخلال: الحارث بن زهير: 1: 341/ 391 بالأصائل: أبو ذؤيب: 1: 239، 328/ 271 الجبل: أبو ذؤيب: 2: 91/ 649 وعامل: أبو ذؤيب: 1: 275، 2: 72، 115، 213/ 309
قبلى: أبو ذؤيب: 1: 49، 336، 4: 234/ 58 قاتل: الراعي: 2: 47/ 596 الأسافل: الراعي: 2: 4/ 502 حلال: صخر الغى الهذلي: 1: 115/ 138 جبال: صليحة الهذلي: 2: 98/ 664 أنزل: عنترة: 2: 32/ 571 المحمل: عنترة: 2: 178/ 790 المنزل: عنترة: 2: 32/ 570 لحبلى: القحيف العقيلي: 2: 108/ 678 برسول: كثير عزة: 2: 84/ 638 مجفل: أبو كبير الهذلي: 2: 41، 48/ 584 دخل: الكميت: 2: 4/ 502 الأفضل: لبيد: 2: 40/ 583 هلال: لبيد: 1: 350/ 409 يختلى: المتنخل الهذلي: 2: 294/ 938 الأول: مطيع بن إياس: 2: 169/ 773 الأمثال: ابن مقبل: 1: 134/ 161 والأهل: المنخل بن سبيع: 1: 302/ 342 يبخل: أبو النجم العجلى: 2: 188/ 807 المخول: أبو النجم العجلى: 2: 188/ 807 جمل: ابن هرمة: 1: 150/ 181 السيول: ابن هرمة: 1: 107/ 128 بالسلائل:: 2: 56/ 623 النعال:: 2: 86/ 604 رسل:: 2: 54/ 620 سفال:: 2: 291/ 935 عاقل:: 1: 246/ 278 عقيل: الحارثي: 1: 410/ 486 قبلى:: 1: 407/ 480
(م)
(م) تغم: أعشى قيس: 2: 313/ 947 صرم: أعشى قيس: 1: 208/ 237 العرم: أعشى قيس: 2: 146/ 734 لم يرم: أعشى قيس: 2: 146/ 734 فانعدم: أعشى قيس: 1: 228، 415/ 257 علم: أعشى قيس: 2: 244/ 888 الحكم: العجاج: 1: 48/ 177 القدم: العجاج: 1: 148/ 177 والنوم: لقيط بن زرارة: 1: 404/ 474 الدوم: لقيط بن زرارة: 1: 404/ 474 رواغم: أعشى قيس: 1: 136/ 163 سائم: أعشى قيس: 1: 72/ 88 مقيم: أمية بن أبى الصلت: 2: 285/ 928 مرام: أوس بن حجر: 1: 73/ 89 النجوم: برج بن مسهر: 1: 21/ 10 أثام: بلعاء بن قيس: 2: 81/ 629 الخيام: جرير: 2: 246/ 893 عظم: الحارث بن خالد: 1: 143/ 170 ألومها: الحارث بن خالد: 1: 31/ 35 لئيم: حسان بن ثابت: 2: 158/ 84/ 325 ومأثم: أبو خراش: 1: 290» 2: 51/ 324 أليم: ذو الرمة: 1: 32/ 36 البراعيم: ذو الرمة: 2: 295/ 939 تغييم: ذو الرمة: 2: 155/ 750 فينظلم: زهير: 1: 167/ 198 خذيم: ساعدة بن جؤية: 2: 171/ 777 لحيم: ساعدة بن جؤية: 1: 29/ 29
حممه: طرفة: 2: 186/ 805 نمموا: العجاج: 1: 279/ 315 اليم: العجاج: 1: 227، 2: 19، 106/ 256 السقم: العرجى عبد الله بن عمر: 1: 317/ 366 مطموم: علقمة بن عبدة: 2: 242/ 886 تمام: عمرو بن حسان: 2: 140/ 724 قيام: لبيد: 1: 371/ 433 حمامها: لبيد: 1: 94، 2: 205/ 116 خيامها: لبيد: 2: 246/ 892 سقامها: لبيد: 2: 14/ 529 قلامها: لبيد: 2: 5/ 504 هضامها: لبيد: 2: 31/ 568 وأمامها: لبيد: 2: 254/ 903 تلوم: المتوكل الليثي: 2: 11/ 519 وحميم: المرقش الأصغر: 1: 274/ 308 المصمم: المسيب بن على: 1: 71/ 86 زنيم: المعلى بن جمال العبدى: 1: 81/ 103 السلاليم: ابن مقبل: 1: 190، 2: 234/ 216 زعيم: الموسى الأزدى: 1: 315/ 360 منيم: الموسى الأزدى: 1: 315/ 360 أتأيم:: 2: 65/ 602 القسوم:: 1: 152/ 183 راغم:: 2: 237/ 883 عاصم:: 1: 171/ 205 ظلم:: 1: 412/ 489 الرحم:: 1: 412/ 489 نائم:: 2: 42/ 586 يتهدم:: 1: 269/ 300
وفطيم:: 1: 151/ 182 حالمه:: 2: 35/ 574 غراما: بشر بن أبى خازم: 2: 80، 252/ 626 لزاما: حجل بن نضلة: 2: 33، 82/ 572 مكرما: حسان بن ثابت: 2: 134/ 713 لزاما: أبو خراش الهذلي: 2: 82/ 632 أحجما: الزبرقان بن بدر: 1: 324/ 373 دما: طرفة: 2: 278/ 922 فتقوما: عمرو بن حنى: 2: 127/ 704 بالكرامه: قيس بن زهير: 2: 173/ 781 قدما: ابن قيس الرقيات: 2: 50/ 606 عما عما: لبيد: 2: 149/ 740 ملموما: المخيس: 2: 71، 76/ 610 صهميما:: 2: 71، 76/ 610 مرحوما:: 2: 71، 76/ 610 إلهاما: المرار الأسدى: 2: 175/ 785 هامه: ابن مفرغ يزيد: 1: 48، 304/ 57 اللجما: النابغة الذبياني: 2: 6/ 508 والسأسما: النمر بن تولب: 2: 230/ 873 يعدما: النمر بن تولب: 2: 230/ 873 سلما: وضاح اليمن: 2: 144، 180/ 729 العرما:: 2: 147/ 736 قياما:: 1: 404/ 473 كلاما:: 1: 216/ 243 مقيما:: 1: 165/ 197 بسلم: أعشى قيس: 1: 302/ 343 مسلم: أعشى همدان: 1: 168/ 200
وبالطعام: امرؤ القيس: 1: 382/ 441 ونديمى: بريق الهذلي: 1: 22/ 12 بنائم: جزير: 1: 279، 339/ 313 الجثوم: جزير: 1: 218/ 248 الرحيم: جزير: 1: 270/ 304 مستقيم: جزير: 1: 24/ 21 المتهضم: حسان: 2: 52/ 614 فالحزم: أبو خراش: 1: 27/ 26 غنم: أبو خراش: 1: 27/ 26 الوسم: ذكوان: 2: 215/ 844 معجم: ذو الرمة: 2: 91/ 650 همى: رؤبة: 1: 279/ 314 جرثم: زهير: 2: 25، 159 مجثم: زهير: 2: 80/ 625 المرجم: زهير: 1: 398/ 464 والشتم: سبرة بن عمرو: 1: 310/ 351 زهدم: سحيم بن وئيل: 1: 332/ 383 والفم: شريح بن أوفى: 2: 171/ 779 التقدم: شريح بن أوفى: 2: 193/ 814 جرامها: الطرماح: 1: 402/ 470 أسلمي: العجاج: 2: 94/ 654 التكلم: العجاج: 1: 70/ 85 العالم: العجاج: 1: 22/ 15 بنائم: عدى بن الرقاع: 1: 88، 2: 96/ 96 بالدم: عمرو بن حنى: 1: 161/ 192 يحمى: عمرو بن لأى: 2: 162/ 763 مخرم: عنتره بن شداد: 1: 23، 139، 252، 273/ 17 مدارم: الفرزدق: 2: 206/ 831
(ن)
كرام: الفرزدق: 2: 7، 140/ 509 المتكرم: الفرزدق: 2: 136/ 717 تسأم: قيس بن زهير: 2: 266/ 910 الأحلام: الكميت: 1: 59/ 73 بالإفحام: الكميت: 2: 10/ 517 بالهشيم: لبيد: 1: 45/ 475 حكيم: لبيد: 2: 174/ 783 والكروم: لبيد: 1: 222/ 254 كوم: لبيد: 1: 222/ 254 الرجم: النابغة الجعدي: 1: 378/ 437 عمى: النابغة الجعدي: 2: 151/ 743 وأنعم: النابغة الجعدي: 2: 194/ 816 بارمام: النمر بن تولب: 2: 158/ 756 المتثلم: النعمان بن نضلة: 1: 21/ 11 الأقوام:: 2: 30/ 567 سلم: رجل من أهل اليمن: 1: 250/ 282 والبشام:: 2: 17/ 537 ورسوم:: 1: 221/ 253 (ن) أنكرن: أعشى قيس: 2: 159/ 759 عدن: أعشى قيس: 1: 264/ 295 وثن: عدى بن زيد: 2: 114/ 688 فبلغن:: 1: 316/ 362 أذنوا: قعنب بن أم صاحب: 1: 177، 2: 152/ 210 الرهن: قعنب بن أم صاحب: 1: 84، 2: 203/ 105 وتنتجونه: قيس بن الحصين: 1: 362/ 424
تحوونه: قيس بن الحصين: 1: 362/ 424 يحمونه: قيس بن الحصين: 1: 362/ 424 ما أبينها: النابغة الجعدي: 2: 9/ 512 تدان: ابن نفيل زيد: 1: 23، 2: 168/ 16 دفنوا:: 2: 7، 74، 139/ 210 ما وزنوا:: 2: 74/ 614 أسنانها:: 1: 382/ 441 وضينها:: 2: 249/ 898 جنبينها:: 2: 249/ 898 دينها:: 2: 249/ 898 حنينا: جرير: 1: 92/ 113 وحرمانا: جرير: 2: 213/ 841 أقرانا: حرى بن ضمرة: 2: 214/ 842 جنونا: حسان بن ثابت: 1: 258، 2: 22، 161/ 291 الوتينا: الراعي: 2: 78/ 622 ثبينا: عمرو بن كلثوم: 1: 132/ 157 جنينا: عمرو بن كلثوم: 1: 2، 17/ 1 صفونا: عمرو بن كلثوم: 1: 404/ 472 مدفونا: الفضل بن عباس: 1: 125، 2: 1/ 149 أجمعينا: الكميت: 2: 116/ 690 الشحينا: الكميت: 2: 162/ 762 صفونا: الكميت: 2: 181/ 797 المتونا: الكميت: 1: 79/ 97 بمقرنينا: الكميت: 2: 202/ 826 مغربلينا: الكميت: 2: 9/ 514 العالمينا: لبيد: 1: 22/ 14 الطننا: مرة بن محكان السعدي: 2: 81/ 630 شجينا: مسيب بن زيد: 1: 79، 2: 44، 195/ 99
فعرنينا: ابن مقبل: 1: 260/ 293 جونا: ابن مقبل: 1: 260/ 293 مكنونا: ابن مقبل: 2: 105/ 674 إبانا:: 1: 234/ 264 اعتدينا: امرأة من بنى تغلب: 2: 24/ 549 يبرينا:: 2: 231/ 876 رمانى: الأزرق بن طرفة: 2: 161/ 761 الحنان: امرؤ القيس: 2: 2/ 496 لا حين: جرير: 1: 212/ 240 دونى: جرير: 1: 326، 337/ 377 حصين: حسان بن ثابت: 2: 56، 131/ 624 دين: حميد الأرقط: 1: 177/ 211 تخوفينى: أبو حية النميري: 1: 352/ 412 مكنون: أبو دهبل: 2: 17/ 775 مثانى: سليمان بن يزيد: 1: 7، 354/ 5 الدواني: سليمان بن يزيد: 1: 7، 354/ 5 اللعين: الشماخ: 1: 46/ 53 الوتين: الشماخ: 2: 268/ 912 يأتلينى: عمران بن عصام: 2: 26/ 555 ودينى: عمران بن عصام: 2: 26/ 555 الفرقدان: عمرو بن معديكرب: 1: 131/ 155 فلينى: عمرو بن معديكرب: 1: 352/ 413 يصطحبان: الفرزدق: 2: 41/ 585 اخطبان: كعب بن زهير: 2: 22/ 546 والنسعان: لبيد: 2: 218/ 848 الحزين: المثقب العبدى: 1: 270/ 302 غضون: المثقب العبدى: 2: 294/ 937 ودينى: المثقب العبدى: 1: 247/ 279
(ى)
يقينى: المثقب العبدى: 1: 247/ 279 قنيان: أبو المثلم الهذلي: 2: 238/ 884 الملوان: ابن مقبل: 1: 109/ 129 آن: النابغة الذبياني: 2: 245/ 891 بشن: النابغة الذبياني: 1: 47، 101، 247، 2: 226/ 54 رفن: النابغة الذبياني: 1: 297/ 337 الدنان: النابغة الجعدي: 2: 129/ 705 أعفانى: أبو النجم العجلى: 1: 7/ 7 أعطانى: أبو النجم العجلى: 1: 7/ 7 والقرآن: أبو النجم العجلى: 1: 7/ 7 لسانى: الهيردان السعدي: 1: 288/ 321 اثنين:: 1: 160/ 190 القرآن:: 1: 272/ 305 الصدفين:: 1: 414/ 494 الركنين:: 1: 414/ 494 فومتان:: 1: 41 والشبهان:: 2: 48/ 60 ومجدبان:: 1: 294/ 333 (ى) الحميرى: أبو ذؤيب: 1: 359/ 419 حوذى: العجاج: العجاج: 1: 141، 605/ 169 الكمي: العجاج: 1: 141، 405/ 169 الضرى: العجاج: 1: 291/ 326 حى: العجاج: 2: 117/ 691 الثوى: العجاج: 2: 107/ 677 فسى: العجاج: 2: 107/ 677 والعبرى: العجاج: 1: 269/ 301
غنى: مرثد بن حمران: 1: 87، 220/ 251 غيابيا: ابن أحمر: 2: 237/ 866 المراسيا: زهير: 2: 144/ 731 وراثيا: سوار بن المضرب: 1: 337، 2: 1، 62، 280/ 387 عليا: أبو الأسود الدؤلي: 2: 148/ 739 اليا: أبو الأسود الدؤلي: 2: 148/ 739 غيا: أبو الأسود الدؤلي: 2: 48/ 739 شقيا: عبد الله بن رواحة: 1: 21/ 9 وعاديا: عبد يغوث بن وقاص: 1: 257/ 290 الأسى: العجاج: 1: 161، 171/ 191 مغنى: العجاج: 1: 234/ 263 التقافيا: النابغة الجعدي: 1: 379/ 438 وماليا:: 1: 125/ 148 عتيا:: 2: 2/ 497 غاويها: ابن خياط العكلي: 1: 173/ 208 الندى:: 1: 157/ 186
فهرس سائر الأشخاص
فهرس سائر الأشخاص (ا) إبراهيم النبي: 1: 57، 58، 59، 100 ح، 208، 293، 2: 49، 203 الأثرم على بن المغيرة: 1: 1، 116 ح، 157، 179، 304، 373، 2: 173 ح آدم النبي: 1: 38 أبو الخطاب الأخفش: 1: 189 ح، 2: 21، 269 إسحاق النبي: 1: 57، 2: 40 ابن إسحاق: 2: 193 أبو إسحاق: 1: 376 أبو أسلم: 1: 47 أسماء بنت عميس: 1: 122، 2: 33 ح إسماعيل: 1: 57 إسماعيل بن صبيح الكاتب: 1: 1 ح أبو الأسود الدؤلي: 2: 216 الأشعث بن قيس: 1: 121 الأصمعى: 1: 1 ح، 163، 2: 22، 73 الأعمش: 1: 14 ح أبو أمامة التابعي: 1: 263 أنس بن زياد العبسي: 2: 8 ح أيوب بن أبى تيمية: 1: 57 (ب) البراص بن قيس: 1: 248 بشر بن هلال: 2: 21 أبو بكر الصديق: 1: 181 ح، 2: 2 ح 98، 279
(ت)
(ت) التوزى: 1: 70 ح (ث) ثعلب أبو العباس: 1: 1 ح، 72 ح (ج) جابر بن عبد الله: 1: 89 أبو جعفر النحاس: 2: 173 أبو جعفر القارئ: 1: 14 ح خنادة بن عوف: 1: 259 ح (ح) أبو حاتم السجستاني: 1: 6 ح، 213 ح، 2: 12 ح، 15 ح، 39 ح، 159 ح، 195 ح الحارث بن الشريد: 1: 28 الحارث بن شمس الغساني: 2: 229 ح الحارث بن عمرو بن قيس: 1: 259 ح الحجاج: 2: 183 الحسن البصري: 1: 149 ح، 2: 212 ح الحصين بن الحمام: 1: 21 ح حفص: 1: 155 ح، 2: 2 ح حماد بن زيد: 1: 57 حمزة القاري: 1: 14 ح، 80 ح، 91 ح، 113 ح، 129 ح، 141 ح، 174 ح، 181 ح، 217 ح حمصيصة الشيباني: 2: 6 (خ) خالد بن الصمة أخو دريد بن الصمة: 1: 282 خالد بن الوليد: 2: 98 ح خرنق بنت هفان: 1: 65
(د)
(د) داود النبي: 2: 181 دريد بن حرملة: 1: 29 (ذ) أبوذر راوى صحيح البخاري: 1: 211 (ر) ربيع بن زياد العبسي: 2: 8 ح ربيعة بن مقروم: 2: 259 ريحانة أخت عمرو بن معديكرب: 1: 282 (ز) الزبير بن بكار: 1: 1 ح زكريا النبي: 1: 91، 2: 2، 19، 181 زهدم العبسي: 2: 173 الزهري: 1: 292 ح أم بنى زياد الربيع: 2: 276 أبو زيد الأنصاري: 2: 18، 169 ح 173 زيد بن على: 2: 208 (س) السدى: 1: 89 سعد بن أبى وقاص: 2: 174 سعد بن عبد الرحمن بن عتاب: 2: 212 ح سعيد بن زيد: 1: 100 ح
(ش)
سفيان بن عيينة: 2: 33 ح سليمان النبي: 2: 146 سهل بن حنيف: 1: 292 سوار بن عبد الله العنبري: 2: 219 سيبويه: 1: 69 ح، 2: 2 ح السيد الحميرى: 2: 219 ح (ش) الشافعي الإمام: 1: 18 ح الشعبي عامر بن شراحيل: 1: 68 (ص) صالح بن عبد الرحمن: 2: 287 صالح بن عبد القدوس: 1: 149 ح صعصعة بن ناجية: 2: 288 أبو صفوان الضبي: 2: 21 الصمة أم دريد: 1: 282 (ط) أبو طفيلة الحرمازي: 2: 15 طلحة بن عبد الله: 1: 114 ح (ع) عائشة زوجة النبي: 1: 84، 121، 2: 65 ح عاصم: 1: 14 ح، 82 ح، 217 ح، 2: 2 ح، ابن عامر: 1: 82 ح، 141 ح، 155 ح، 188 ح، 203 ح، 218 ح، 373 ح
العباس بن مرداس: 1: 28 ح عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث: 1: 306 عبد الله بن الزبير: 1: 33 ح، 2: 173 عبد الله بن عباس: 1: 89 ح، 115 ح، 141 ح، 211 ح، 292 ح، 309 ح، 2: 172 ح، 212 ح، 305 عبد الله بن عمر: 2: 174، 279 عبد الله بن عون: 1: 68 عبد الله بن كثير: 1: 13 ح 70 ح،، 75 ح، 188 ح، 203 ح، 374 ح عبد الله بن مروان: 1: 184 ح عبد الله بن مسعود: 2: 219 عبد الله بن عبد الرحمن بن صمرة: 1: 307 عبد الملك بن مروان: 1: 35 أبو عبيد القاسم بن سلام: 1: 1 ح، 16 ح، 41 ح، 97 ح، 309 ح أبو عبيدة محمد بن حفص بن محبور الأسدى: 1: 163 أبو عبيدة معمر بن المثنى: 1: 1، 44، 48، 53، 57، 68، 101، 116، 230، 244، 293، 313، 373، 2: 23، 170، 183، 189، 208، 237، 263، 269 وسوى هذه يرد اسم أبى عبيدة فى حاشية كل صفحة تقريبا. عثمان بن عفان: 1: 50، 173 ح، 2: 159 عدى بن أرطأة: 1: 307 أبو العرب الكليبى: 2: 23 عروة بن مسعود: 1: 57 عكرمة: 1: 57 على بن إبراهيم القطان: 1: 1 ح على بن أبى طالب: 1: 122، 159، 305 على بن أبى طلحة: 1: 141 على بن عبد العزيز أبو الحسن: 1: 1 عمارة بن زياد العبسي: 2: 8 ح
(غ)
عمران القصير: 2: 15 ح عمر بن الخطاب: 1: 21، 22 ح، 36 ح 85، 195، 215 ح، 282 ح عمر بن عبد العزيز: 1: 307، 2: 212 ح عمر بن عبد ود: 2: 159 عمر بن هبيرة: 2: 287 أبو عمرو بن أمية: 1: 121 أبو عمرو بن العلاء: 1: 14 ح، 49، 69، 70، 75 ح، 84، 122، 123، 174 ح، 203، 274، 287، 293، 305، 306، 329، 352، 373، 2: 21، 83، 118، 137 ح، 173، 178، 188، 207، 217، 243، 259، 261، 269 أبو عمرو الهذلي: 1: 29، 101، 138، 319، 2: 34، 60 عمرو بن قميئة: 2: 198 ح عمرو بن ناعصة: 2: 177 ابن عون: 2: 208 عيسى بن عمر: 1: 50، 2: 21، 170، 315 عيسى بن مريم: 1: 94، 166، 168، 183 أبو عيينة حصن بن بدر: 1: 358 (غ) غالب أبو على النفيلى: 2: 37 (ف) فاطمة بنت الخرشب: 2: 8 الفراء: 1: 69 ح، 220 ح، 2: 99 فرعون: 1: 225، 227، 247، 280، 281، 2: 174
(ق)
(ق) قتادة: 1: 157 ح قيس بن الخطيم: 2: 259 ح قيس بن رواحة: 2: 177 قيس بن غالب البدري: 2: 7 (ك) كردم العبسي: 2: 173 كرز رجل من بنى عقيل: 1: 358 الكسائي: 1: 1 ح، 14 ح، 69 ح، 80 ح، 89 ح، 91 ح، 155 ح، 174 ح، 217 ح، 309 ح، 2: 2 ح، 99 ح الكلبي: 1: 89، 2: 305 (ل) لقمان النبي: 2: 127 (م) مالك بن أنس: 1: 292 ح مالك بن حماد: 1: 29 المبرد أبو العباس: 1: 16 ح، 65 ح ابن مجاهد أحمد بن موسى: 1: 181 ح محمد النبي عليه السّلام: 1: 38، 57، 67، 100 ح، 307، 379، 2: 62، 65، 140 محمد بن أبى بكر: 1: 122
(ن)
أبو محمد الأعرابى: 1: 99 ح أبو محمد ثابت: 1: 1 ح محمد بن زيد الواسطي: 1: 16 ح محمد بن طلحة: 2: 193 ح محمد بن هارون الزنجاني: 1: 1 ابن محيصن: 1: 14 ح مرجوم القصرى: 2: 160 المسيح: 1: 144 موسى النبي: 1: 41، 229، 280، 2: 97، 99 معاوية أخو خنساء: 1: 29 معاوية بن أبى سفيان: 1: 261 معمر بن راشد: 1: 141 ح ابن المعلى الجذمى: 2: 160 أبو معيط: 1: 121 المنتجع بن نبهان: 1: 400 أبو مهدى من فصحاء العرب: 1: 38، 2: 64 (ن) نافع: 1: 13 ح، 14 ح النحاس أبو جعفر: 1: 72 ح النعمان بن المنذر: 1: 33 ح، 100 ح، 312 نوح النبي: 2: 52، 178 (هـ) هارون الرشيد: 1: 1 ح هاشم بن حرملة: 1: 29 أبو هريرة: 1: 38، 2: 64 هريم بن مرداس: 1: 243
(و)
هشام بن المغيرة: 1: 404 (و) أبو وجزة: 1: 33 خ ورقة بن نوفل: 1: 290 ح (ى) يزيد بن عبد المدار: 2: 173 يزيد بن مخرم: 2: 173 يزيد بن مسهر الشيباني: 1: 136 يزيد بن المهلب: 1: 307 يزيد بن هوبر: 2: 136، 173 يوسف النبي: 1: 316 يونس بن حبيب: 1: 35، 65، 157، 293، 373، 376، 383، 2: 15 ح، 21، 83، 143، 159، 189، 194 يونس النبي: 1: 282، 284
فهرس القبائل والأمم والطوائف والبلدان والمواضع
فهرس القبائل والأمم والطوائف والبلدان والمواضع (ا) بنو أسد: 1: 61، 78 ح بنو 7 سرائيل: 1: 227» 230، 280، 2: 85 أقيش: 1: 47 بنو أقيش: 1: 101 بنو أمية: 1: 6 ح، 21 بنو بكر: 2: 46 (ب) البصرة: 1: 1، 307 بغداد: 1: 1 ح بيت المقدس: 1: 42 (ت) تباله: 1: 216 تبع: 2: 209 بنو تميم بن سعد: 1: 29 ح تميم: 1: 166 بنو تميم: 2: 219، 287 (ث) ثعلبة: 2: 148 ثقيف: 1: 57 (ج) جامعة استامبول: 1: 1 ح
(ح)
بنو جشم بن سعد: 2: 177 (ح) بنو الحارث بن الخزرج: 1: 39 ح بنو الحارث بن كعب: 1: 28 ح الحجاز: 1: 14 ح، 280 حنين: 1: 28 ح حوران: 1: 36 ح (خ) الخندق: 1: 306 (د) بنو دارم: 1: 125 (ر) ربيعة: 2: 173، 220 بنو ربيعة: 1: 169 ح بنو رزام بن مالك: 2: 227 رياح: 2: 175 (س) سبأ: 2: 146 بنو سالم: 1: 67 بنو سعد بن مالك: 1: 274، 288 سليم: 2: 173 بنو سليم: 1: 28 ح، 66 سيناء: 2: 57 (ش) الشام: 2: 174 (ص) الصفا: 1: 146
(ع)
الطائف: 1: 28 ح بنو طريف بن عمرو: 1: 21 طور سيناء: 2: 57، 303 (ع) عاد: 2: 52، 297 بنو عبد الله بن دارم: 1: 125 بنو عبد الله بن غطفان: 1: 84 عبد قيس: 2: 178 بنو عبس: 2: 8 بنو عجل بن لجيم: 1: 26 ح، 2: 169 بنو عدى: 1: 6 ح، 267 عدى قريش: 1: 21، 22 العراق: 1: 1 ح، 280 عقاة بن عمرو بن مالك: 2: 88 آل عمران: 1: 6، 86 بنو عمرو: 1: 220 ح عيهم: 1: 216 (غ) بنو غزية: 2: 177 (ف) فالج بن مازن: 1: 61 نبو فقيم: 1: 258 (ق) قريش: 1: 57، 77، 166، 248، 2: 132، 192 بنو قشير: 1: 195، 2: 84
(ك)
قنسرين: 1: 42 قيس: 1: 28 ح، 248 (ك) كنانة: 1: 248، 258 بنو كنانة: 2: 21 (م) الكوفة: 1: 14 ح مأجوج: 1: 414 بنو مازن: 1: 61، 1: 216 ح مدين: 2: 101، 215، 297، 298 المدينة: 2: 269 بنو مرة بن سعد: 1: 115 ح مرجوم العصرى: 2: 160 بنو مروان: 2: 108 المروة: 1: 146 مصر: 2: 204 مضر: 2: 173، 208، 220 مكة: 1: 28 ح، 97، 227 ميسان: 1: 21 (ن) نجد: 2: 203 بنو نهشل: 1: 37 ح (هـ) هذيل: 1: 243 همدان: 2: 220 (ى) يأجوج: 1: 414 يثرب: 2: 134 اليمن: 1: 216 ح، 250، 306
فهرس اللغات المشروحة فى الأبيات وغيرها
فهرس اللغات المشروحة فى الأبيات وغيرها أ أن أأنت 1/ 183 أبب: أبأ 2/ 286 أبق: أبق 2/ 174 أبلى: أبابيل 2/ 312 أبس: إبليس 1/ 38 أبو: آباؤك 1: 57، آباؤنا 1/ 63، 2/ 168 أتو: إتاوة 2/ 61 أتى: وآتوا 1/ 51، 253، إيتاء 1/ 367، حيث أتى 2/ 23، أوتى 2/ 107، لأتوها 2/ 134، نؤتها 2/ 137، أتيت 2/ 138، آتينا 2/ 142 أثث: أثاثا 1/ 365، 2/ 10 أثر: فأثرن 2/ 307، أثارة 2/ 212 أثم: أثاما 2/ 81، إثما 1/ 109، 139، أثيم 2/ 91، تأثيم 2/ 249، آثما 2/ 280 أجج: أجاج 2/ 77، 153، 252 أجر: أجز 1/ 138، 225، 411، 2/ 85، أجورهن 1/ 154، 2/ 138، تأجرنى 2/ 102 أجل: أجلهن 1/ 75، 2/ 102 أحد: قل هو الله أحد 1/ 6، 2/ 137، 316 أخذ: أخذ الله 1/ 192، أخذنا 1/ 244، أخذت 2/ 154، اتخذوني 1/ 184، يؤاخذ 2/ 156 أخر: أخراكم 1/ 105 أخو: أخو 1/ 9، 118، إخوانكم 1/ 253، 2/ 134 أدد: إدا 2/ 11
إذ: وإذ 1/ 36، 231، وإذ قال 1/ 11، 35، 41، 183، إذ قالت 1/ 90، وإذ قالت 1/ 93، وإذ تأذن 1/ 335 أذن: فأذنوا 1/ 83، أذان 1/ 252، آذنتكم 2/ 43، أذنت 2/ 291 أذى: أوذى 2/ 114 أرب: مأربة 2/ 17، مآرب 2/ 17، الإربة 2/ 65 أرك: الأرائك 1/ 401، 2/ 164 أزر: أزرى 2/ 18، فآزره 2/ 218 أزز: تؤزهم أزا 2/ 11 أزف: أزفت الآزفة 2/ 239 أست: الإستبرق 1/ 17، 2/ 245 أسر: أسرهم 2/ 280 أسس: الأس 1/ 55 أسف: أسف 1/ 228، 393، يا أسفى 1/ 316، آسفونا 2/ 205 اسم: باسم الله 1/ 11، 21 أسن: آسن 2/ 215 أسى: فلا تأس 1/ 161، 171، أسى 1/ 222 أشر: الأشر 2/ 241 أصب: أصب 1/ 311 أصد: مؤصدة 2/ 299، 311 أصر: إصر 1/ 84، 97 أصل: الآصال 1/ 239، أصيلال 1/ 328، أصيلا 2/ 138 أفف: أف 1/ 374 أفك: يؤفكون 1/ 174، 257، إفك 2/ 63، 70، لتأفكنا 3/ 213، المؤتفكات 1/ 263، المؤتفكة 2/ 239 أفل: أفل 1/ 199، آفلون 1/ 200 أكل: فليأكل 1/ 117، أكال 1/ 186، الأكل 1/ 322، أكلها 1/ 340
ألت: لا يلتكم 2/ 221، ألتناهم 2/ 232 ألف: ألفوا 2/ 171، لإيلاف 2/ 312 ألل: إلا 1/ 60، إل 1/ 253، إلا أن 1/ 270 ألم: آلم 1/ 28، أليم 1/ 32، أليما 1/ 120، الأليم 1/ 282، تألمون 1/ 139 ألو: يولون 1/ 73، يألونكم 1/ 103 ألى: آلاء 1/ 217، 2/ 243، ولا يأتل 2/ 65 أمت: أمتا 1/ 220، 2/ 29 أمد: أمد 1/ 90، 394 أمر: أمر 1/ 409، أمر 2/ 305، يأتمرون 2/ 100 أم: أم 1/ 56، 59، 72، 278، 2/ 130، أم تأمرهم 2/ 233، أم الكتاب 1/ 5، 7، 20، أمة 1/ 72، 99، 101، 171، 284، 313، 369، 2/ 101، 203، فأما 1/ 144، وإما نرينك 1/ 334، إمام 1/ 354، 2/ 158، بإمامهم 1/ 386، أئمة 2/ 106، الأميين 1/ 90، 2/ 258، آمين 1/ 146 أمن: لا تؤمنوا 1/ 97، أمنة 1/ 242، مؤمن 1/ 303 ألا نؤمن 1/ 110 أنث: إناث 1/ 140، 2/ 201 أنس: آنست 2/ 92، آنس 2/ 102 أنم: للأنام 2/ 243 أن: ان عندكم/ 1/ 279 أنن: انما 1/ 15، انها 1/ 204 أنى: 1/ 91، آناء 1/ 102، 2/ 33، آنية 2/ 296، إناه 2/ 140، 245 أهل: أهل 1/ 298 أوب: المآب 1/ 89، مآب 1/ 330، الأوابين 1/ 374، أوبي 2/ 142، أواب 2/ 179 أود: ولا يئوده 1/ 78 أول: آل 1/ 40، 86، 119 أولو كان 1/ 63، أولوا 1/ 251، أولى الأمر 1/ 130، تأويله 1/ 86، 216، أولئك 1/ 380، أولات 2/ 260 أوه: لأواه 1/ 270
(ب)
أوى: آوى 1/ 294، آويت 1/ 294، 314، آوينا 2/ 59، تؤوي 2/ 139 أيد: أيدناه 1/ 45، بايد 1/ 46، يؤيد 1/ 88، أيدتك 1/ 181، أيدهم 2/ 255، الأيد 2/ 179 أيك أيم: الأيامى 2/ 65 أين: أيان 1/ 234، 357، 2/ 95 أيى: الآية 1/ 5، آية 1/ 60، 183، لآيات 1/ 77، آيات 1/ 87، 96، / 101، 272، 2/ 236، الآيات 1/ 103، إياك نعبد 1/ 24 (ب) بأساء: البأساء 1/ 191، بئيس 1/ 231، لبئس 2/ 46 بال: بال 2/ 20، 214 بتر: الأبتر 2/ 314 بتك: فليبتكن 1/ 140 بثث: بث 1/ 62، 317، مبثوثة 2/ 296 بجس: فانبجست 1/ 230 بحر: البحيرة 1/ 179، 180، البحر 2/ 128 بخس: لا يبخس 1/ 83، ولا تبخسوا 1/ 219، بخس 1/ 304، تبخسوا 2/ 90 بخع: باخع 1/ 393، 2/ 82 بدء: بادىء 1/ 287، يبدىء 2/ 115 بدر: بدارا 1/ 117، البدر 1/ 319 بدع: بديع 1/ 52، 203 بدل: تبديلا 2/ 156 بذر: المبذر 1/ 374 برء: براءة 1/ 252، براء 2/ 203، نبرأها 2/ 254 برج: بروج 1/ 132، 348، يتبرجن 2/ 138، البروج 2/ 293، متيرجات 2/ 69 برد: بارد 2/ 251، برد 2/ 282
برر: البر 1/ 13، 65، 68، 140 برز: بارزة 1/ 406، برزخ 2/ 62، 77، 243 برم: أبرموا 2/ 206 بره: برهان 1/ 51، 144، 2/ 62 بزغ: بازغا 1/ 200 بسب: البسابس 1/ 189 بسر: بسر 2/ 275 بسس: بست 2/ 247 بسط: بسطة 1/ 77، بسط 1/ 161، كباسط 1/ 27، البسط 1/ 375، يبسط 2/ 149 بسق: باسقات 2/ 223 بسل: تبسل 1/ 194، أبسلوا 1/ 195 بشر: يبشرك 1/ 91، تبشرون 1/ 352، يبشر 2/ 200 بصر: أبصاركم 1/ 192، مبصرا 1/ 279، 2/ 96، البصير 1/ 287، بصير 1/ 318 بصائر 1/ 203، 237، 2/ 210، بصيرة 1/ 319، 2/ 277، بصرت 2/ 26، تبصرة 2/ 223 بضع: بضع 2/ 119 بطر: بطرت 2/ 108 بطش: يبطش 2/ 100، نبطش 2/ 208 بطن: بطانة 1/ 103، بطنه 2/ 68 بعث: يبعثون 1/ 357، بعثناهم 1/ 397، بعثرت 2/ 288، بعثر 2/ 308 بعد: بعد ذلك 1/ 14، 2/ 265، بعدا 1/ 298، بعيد 2/ 93، باعد 2/ 147 بعض: ما بعوضة 1/ 34، ببعضها 1/ 45، بعض 2/ 205 بعل: بعولتهن 1/ 74، 2/ 65، بعلا 2/ 172 بعو: بعونا 1/ 195 بغت: بغتة 1/ 191، 319 بغى: باغ 1/ 64، تبغوا 1/ 125، تبتغى 1/ 180، أبغيكم 1/ 227، يبغونها 1/ 335، البغاء 2/ 66، ينبغى 2/ 71، بغيا 2/ 199 بقر: البقرة 1/ 6، 86، باقية 2/ 267
(ت)
بكر: الإبكار 1/ 93، بكرة 2/ 138 بكك: بكة 1/ 97 بكم: بكم 1/ 191 بكى: بكيا 2/ 8، بكت 1/ 43 بل: بل 1/ 57 بلس: يبلس 2/ 120 بلغ: بلغني 1/ 92، بلاغ 2/ 213 بلو: بلاء 1/ 40، ابتلى 1/ 54، مبتليكم 1/ 77، يبتليكم 1/ 105، ابتلوا 1/ 117 يبلونكم 1/ 175، تبلو 1/ 278 بنن: بنان 1/ 242 بنى: ابن السبيل 1/ 126، بنين وبنات 1/ 203، بنين 1/ 364 بهت: بهت 1/ 79، بهتان 1/ 120 بهج: بهيج 2/ 45، 223 بهل: نبتهل 1/ 96 بهم: البهيمة 2/ 50 بوء: باؤوا 1/ 42، 11، تبوء 1/ 161، بوأكم 1/ 218، بوأنا 2/ 49، لنبوئنهم 2/ 117 بور: بورا 2/ 72، 217، تبور 2/ 155، البوار 1/ 340 بيت: بيت 1/ 132، بياتا 1/ 210، 278 بيض: بيضاء 1/ 225 بيع: بيع 1/ 341 بين: فتبينوا 1/ 13، بين ذلك 1/ 43، بينة 1/ 193، بينكم 1/ 200، تبينت 2/ 145، بين يديه 2/ 155 (ت) ت: تالله 1/ 315 تار: تارة 1/ 385 تبب: تبت 1/ 12، 2/ 315، تتبيب 1/ 299، تباب 2/ 194
(ث)
تبر: متبر 1/ 227، وليتبروا 1/ 371، تتبيرا 2/ 75، تبارا 2/ 271 تبع: فأتبعهم 1/ 281، تبعا 1/ 339، تبيعا 1/ 385، أتبعناهم 2/ 106 ترب: أتراب 2/ 195، الترائب 2/ 294، متربة 2/ 299 ترف: أترفوا 1/ 301، مترفيها 1/ 372، أترفناهم 2/ 58، مترفوها 2/ 149، مترفين 2/ 251 ترك: تركنا 2/ 115، 172 تره: الترهات 1/ 189 ترى: تترى 2/ 59 تفث: تفثهم 2/ 50 تلك: تلك 1/ 272 تلل: وتله 2/ 171 تلو: تتلوا 1/ 48، يتلون 1/ 51، تتلو 1/ 278، يتلى، 2/ 108 توب: التواب 1/ 39، متاب 1/ 330، التوب 2/ 194 تيه: يتيهون 1/ 160 (ث) ثبت: تثبيتا 1/ 131، ثبات 1/ 132، ويثبت 1/ 242، نثبت 2/ 74 ثبر: ثبورا 2/ 71 ثخن: يثخن 1/ 250 ثرب: تثريب 1/ 318 ثعب: ثعبان 1/ 225، 2/ 85 ثعل: ثعلبة 2/ 175 ثقب: أثقب 1/ 123، ثاقب 2/ 167، الثاقب 2/ 294 ثقف: تثقفنهم 1/ 248 ثقل: مثقال 1/ 127، 278، 2/ 40، 127، اثاقلتم 1/ 260، ثقلت، 1/ 235 أثقالهم 2/ 114، 306 ثلث: ثلاث 2/ 152 ثلل: ثلة 2/ 248
(ج)
ثمر: ثمره 1/ 207، ثمر 1/ 402 ثمن: الثمن 1/ 118 ثنى: المثاني 1/ 6، مثانى 1/ 7، مثنى 1/ 114، 2/ 150، 152 ثوب: استثاب 1/ 49، مثوبة 1/ 49، 171، مثابة 1/ 54، ثوب 2/ 290 ثور: أثاروا 2/ 119 ثوى: مثواه، أم مثوى، أبو مثوى 1/ 304 (ج) جأر: تجأرون 1/ 361، يجأرون 2/ 60 جبب: الجب 1/ 302 جبت: الجبت 1/ 129 جبل: الجبلة 2/ 90، جبلا 2/ 164 جبى: يجبى 1/ 109، اجتبيناهم 1/ 200، يجتبيك 1/ 302، اجتباه 1/ 369 اجتبينا 2/ 8، يجبى 2/ 108 جثث: اجتثت 1/ 340 جثم: جاثمين 1/ 218، 2/ 116 جثى: جثيا 2/ 9، جاثية 2/ 210 جدث: الأجداث 2/ 163 جدف: جدف 2/ 163 جدل: جدال 1/ 70 جذذ: جذاذ 2/ 40، مجذوذ 1/ 299 جذع: جذوع 2/ 195، فى جذوع 2/ 233 جذوة: جذوة 2/ 102 جرح: جرحتم 1/ 154، 194، الجوارح 1/ 154، اجترحوا 2/ 210 جرز: جرز 1/ 393، الجرز 2/ 133 جرف: جرف 1/ 269 جرم: يجرمنكم 1/ 147، إجرام 1/ 288. لا جرم 1/ 358 جرى: جرين بهم 1/ 11، مجراها 1/ 289، يجرى 1/ 321
جزى: تجزى 1/ 53، وليجزينهم 1/ 368، يجزى 2/ 129، جزاء 2/ 202، 282 جسس: ولا تجسسوا 2/ 220 جعل: أتجعل 1/ 35، جعل 1/ 185، اجعلنى 1/ 332، سيجعل 2/ 13 جفو: جفاء 1/ 329 تتجافى 2/ 132 جلو: لا يجليها 1/ 235، الجلاء 2/ 256 جمح: يجمحون 1/ 362 جمع: جمع 1/ 2 جمل: جميل 1/ 303، جمالات 2/ 281 جنب: الجنب 1/ 126، لجنبه 1/ 275، جنب 2/ 190، جنب 1/ 128، 155، 2/ 98 واجنبنى 1/ 342، جانبة 1/ 389 جنح: جناح 1/ 123، جنحوا 1/ 250، جناحك 2/ 91 جند: جنود 2/ 106 جنف: جنفا 1/ 66، متجانف 1/ 153 جنن: جن جنة 1/ 234، 2/ 57، جان 2/ 92، 103، أو مجنون 2/ 227، أجنة 2/ 238 جنى: جنى 2/ 245 جهد: جهدهم 1/ 296، يجهدون 2/ 124 جهر: جهرة 1/ 142، 193 جهن: جهنم 2/ 245 جوب: فليستجيبوا 1/ 67، استجاب 1/ 112، استجيبوا 1/ 245، يستجيبون 1/ 326 استجابوا 1/ 329، 2/ 201، لم يستجيبوا 2/ 107، يستجيب 2/ 200، جابوا 2/ 297 جود: الجودي 1/ 290 جور: متجاورات 1/ 322، الجوار 2/ 288 جوز: جاوزنا 1/ 227 جوس: فجاسوا 1/ 370 جوو: جو 1/ 365 جيأ: جئت بالحق 1/ 44، فأجاءها 2/ 3 جيد: جيد 1/ 256، مجيد 1/ 293 جير: الجيار 2/ 53 جيل: الجيل 1/ 146
(ح)
(ح) حآب: حوأبة 2/ 49 حبب: يستحبون 1/ 335، محبة منى 2/ 19، أحببت 2/ 182 حبر: يحبرون 2/ 120، تحبرون 2/ 205 حبط: حبط 1/ 155 حبك: الحبك 2/ 225 حبل: حبل 1/ 101، 2/ 223 حجج: الحج 2/ 44 حجر: حجور 1/ 121، حجر 1/ 207، حجرا محجورا 2/ 73، الحجرات 2/ 219، حجر 2/ 297 حجز: حاجزين 1/ 336، 2/ 268 حدء: الحدأ 1/ 343 حدث: أحاديث 2/ 59 حدد: حدود 1/ 119، يحادد 1/ 263، حداد 2/ 41، حاد 2/ 255 حدق: حدائق 2/ 95 حذر: حذرون 2/ 86 حذل: الحذل 2/ 177 حذم: حذام 2/ 27 حرب: المحراب 1/ 61، 2/ 180، يحاربون 1/ 164 حرث: حرث 1/ 73، الحرث 1/ 89 حرج: حرج 1/ 131، 156، 2/ 69، 138 حرر: محررا 1/ 90، الحرور 2/ 154، حرد 2/ 265، تحروا 2/ 272 حرس: حرسا 1/ 289 حرض: حرض 1/ 134، حرضا 1/ 316 حرف: يحرفون 1/ 129، 158: حرف 2/ 46 حرق: الحريق 1/ 110 حزب: حزب 1/ 169، 2/ 122 حزن: لا يحزنك 1/ 166، حزن 1/ 317 حسب: حساب 1/ 72، حسيب 1/ 135، حسبان 1/ 201، 403، بحسبان 2/ 241
حسد: يحسدون 1/ 130 حسر: حسرات 1/ 63، حسرة 1/ 107، محسورا 1/ 375، يستحسرون 2/ 36 حسير 2/ 261 حس: تحسونهم 1/ 104، أحسوا 2/ 35، حسيسها 2/ 42 حسس: فتحسسوا 1/ 317 حسم: حسوما 2/ 267 حسن: أحسن 2/ 130 حسى: حسى 2/ 33 حشر: حشرنا 1/ 204، الحشر 2/ 13، يحشر 2/ 20 حشى: حاش 1/ 310 حصب: حصبا 1/ 385، 2/ 116، 241، حصب 2/ 42 حصح: حصحص 1/ 314 حصد: حصيدا 1/ 277، 2/ 36، المستحصد 1/ 353 حصر: أحصرتم 1/ 69، حصورا 1/ 92، حصرت 1/ 136، حصيرا 1/ 371 حصن: المحصنات 1/ 122 حصى: أحصينا 2/ 158 حضر: احتضر 1/ 77، المحضرين 2/ 109، محضرون 2/ 163، لمحضرون 2/ 172 حطط: حطة 1/ 41 حطم: يحطمنكم 1/ 276، حطاما 2/ 189، 251، الحطمة 2/ 311 حظر: المحتظر 2/ 241 حظظ: حظا 1/ 158 حفد: حفدة 1/ 364 حفر: الحافرة 2/ 284 حفص: حفص 1/ 188 حفظ: حفيظ 1/ 132، حفظا 2/ 166، 196، استحفظوا 1/ 167، يحفظونه 1/ 324 حفف: حففناهما 1/ 402، حافين 2/ 192 حفك: فيحفكم 2/ 216 حفى: 1/ 235، حفيا 2/ 8
حقب: حقبا 1/ 409 حقف: الأحقاف 2/ 213 حقق: الحق 1/ 95، 2/ 187، حقيق 1/ 224، فحق 1/ 374، حق عليهم 2/ 109 حكم: محكمات 1/ 86، الحكيم 1/ 272، حكما 1/ 334 حلق: حلقة 1/ 338 حلل: حلائل 1/ 122، حلا 1/ 123 حلى: الحلية 2/ 203 حمء: حمئة 1/ 413 حمد: الحمد لله 1/ 5، الحمد 1/ 7، 20، حميد 1/ 293 حمل: حملت حملا 1/ 236، الحاملات 2/ 225 حمم: الحواميم 1/ 7، الحميم 2/ 197، حميم 2/ 245، 269، يحموم 2/ 251، حميما 2/ 282 حمن: الحمنان 1/ 226 حمى: حام 1/ 179، قد حمى 1/ 179، الحمية 2/ 217 حنذ: حنيذ 1/ 92 حنف: حنيف 1/ 58 حنك: لأحتنكن 1/ 384 حنن: حنانا 2/ 2، تحنن 2/ 3 حوب: حوبا 1/ 113 حوذ: نستحوذ 1/ 141، استحوذ 2/ 255 حور: الحواريون 1/ 95، أحور 1/ 123، الحور 1/ 211، يحاوره 1/ 403 حور 2/ 246، يحور 2/ 291 حوق: حاق 2/ 190 حول: حولا 1/ 416 حيص: محيص 1/ 140، 2/ 198، 224 حيض: حيضة 1/ 74 حيط: حيطت 1/ 73، أحيط 1/ 277 حيق: وحاق 1/ 285
(خ)
حين: حين 1/ 38، 212 حيى: الحي 1/ 90، بل أحياء 1/ 108، محياى 1/ 209، يحييكم 1/ 245 الحيوان 2/ 117، أحياء 2/ 281 (خ) خبأ: الخبء 2/ 94 خبت: أخبتوا 1/ 286 خبل: خبالا 1/ 261 خبو: خبت 1/ 391 ختر: ختار 2/ 129 ختم: مختوم 2/ 290، ختامة 2/ 290 خدع: يخادعون 1/ 31 خرج: أخرجك 1/ 240، أخرجكم 1/ 364، خرجا 2/ 61، الخروج 2/ 224 خرص: يخرصون 1/ 206، الخراصون 2/ 225 خرف: الخرفة 1/ 115 خرق: تخرق 1/ 380 خسء: خاسئين 1/ 43، 231 خسر: خسروا 1/ 187، يخسرون 2/ 87، تخسروا 2/ 241، خسر 2/ 310 خسف: خسف 2/ 277 خشب: خشب 2/ 259، الخاشعون 1/ 39، خاشعون 2/ 55 خصف: يخصفان 1/ 212، الخصم 2/ 180 خضد: مخضود 2/ 250 خطء: خطئا 1/ 136، 376، خاطئين 1/ 318، تخاطأت 2/ 6، خطيئاتهم 2/ 271 خطب: خطبك 2/ 26، خطبكما 2/ 102 خطط: تخطه 2/ 116 خطو: خطوات 1/ 63، 2/ 65 خفت: تخافت 1/ 392، يتخافتون 2/ 29، 265 خفض: أخفض 2/ 91، خافضة 2/ 247
خفى: خفية 1/ 194، أخفى 2/ 16، خفيت 2/ 17 خلد: أخلد 1/ 233، مخلدون 2/ 249 خلص: بخالصة 2/ 185، المخلصين 2/ 187 خلط: الخلاط 2/ 37، الخلطاء 2/ 181 خلع: خلعة 1/ 81 خلف: خلاف 1/ 164، 264، خلائف 1/ 209، فخلف 1/ 232، الخالفين 1/ 265 الخوالف 1/ 265، خليف 1/ 273، خلفك 1/ 281، يخالفون 2/ 69 خلفة 2/ 79 خلق: خلاق 1/ 48، 97، 263، مخلقة 2/ 44، الخلفاء 2/ 72، خلق 1/ 111 تخلقون 2/ 114 خلل: خلة 1/ 78، خلال 1/ 341، 370، خلالهما 1/ 402، خلاله 2/ 68، 124 خلو: خلوا 1/ 72، خلت 1/ 103، 330 خمص: مخمصة 1/ 153، 271، خامدين 2/ 36، خمط 2/ 147 خنت: الخنوت 1/ 163 خنس: الخنس 2/ 287، الخناس 2/ 317 خنق: المنخنقة 1/ 151 خور: خوار 1/ 288 خوض: يخوضوا 1/ 141، خوض 2/ 231 خوف: أن يخافا 1/ 74، خفتم 1/ 74، 114، 116، 126، المخافة 1/ 140، خيفة 1/ 238 293، 2/ 23، واما تخافن 1/ 249، خوفا 1/ 325 خول: خوله 2/ 188 خون: خائنة 1/ 158 خوى: خاوية 1/ 80، 405 خيب: خاب 1/ 269، خائب 1/ 269 خير: خير 1/ 50، 109، 143، اختار 1/ 229، الخيرات 1/ 267، الأخيار 2/ 185، خيرات 2/ 246، هو خيرا 2/ 274 خيط: الخيط 1/ 68 خيل: مختال 1/ 127
(د)
(د) دأب: دأب 1/ 87، كدأب 1/ 247، دائبين 1/ 342 دبب: الدواب 1/ 248، 2/ 154، دابة 1/ 285، 2/ 126 دبر: دابر 1/ 192، أدبارهم 1/ 381، إدبار 2/ 234، أدبر 2/ 275 دثر: المدثر 2/ 275 دحر: مدحورا 1/ 374، دحورا 2/ 166 دحض: يدحضوا 1/ 408، المدحضين 2/ 174 دحو: دحاها 2/ 285 دخر: داخرون 1/ 360 2/ 168، داخرين 2/ 96 دخل: دخلا 1/ 367، مدخل 1/ 389، ليدخلنهم مدخلا 2/ 53 درء: فادارأتم 1/ 45، فادرءوا 1/ 108، درأت 1/ 248، يدرءون 1/ 329 2/ 108 درج: درجة 1/ 74، درجات 1/ 107، سنستدرجهم 1/ 233 درر: مدرار 1/ 186 درس: دارست 1/ 203، درسوا 1/ 232 درك: الدرك 1/ 142، اداركوا 1/ 214، تدرك 2/ 162 درن: إدرون 2/ 18 درى: أدراكم 1/ 276، ما أدراك 2/ 288 دسر: دسر 2/ 240 دس: دساها 2/ 300 دعج: الدعجاء 2/ 72 دعع: يدعون 2/ 231، يدع 2/ 313 دعو: دعواهم 1/ 210، 275، أدعو 2/ 13، تدعون 2/ 87، تدعون من دونه 2/ 128، يدعون 2/ 164، تدعون 2/ 262 دفء: دفء 1/ 356 دفق: دافق 2/ 77
(ذ)
دكك: دكا 1/ 228، دكا 1/ 415 دلك: دلوك 1/ 387 دلل: دليلا 2/ 75 دنو: الأدنى 1/ 232، أدنى 2/ 236، 274 دهر: الدهاريس 1/ 207 دهس: دهس 1/ 81 دهق: دهاق 2/ 283 دهم: مدهامتان 2/ 246 دهن: الدهان 2/ 245، مدهون 2/ 252، تدهن 2/ 264 دور: دائرة 1/ 169، 2/ 217 دول: الدولة 1/ 169، دولة 2/ 256 دون: دونه 1/ 326 ديد: الديدن 1/ 247 دير: ديارا 2/ 271 ديم: الديمة 1/ 232 دين: الدين 1/ 23، 2/ 168، 225، يدينون 1/ 255، مدينون 2/ 170 مدينين 2/ 252 (ذ) ذا: ذلك 1/ 11، 28، إن هذان 2/ 21، فذانك 2/ 104 ذءم: مذءوما 1/ 211 ذبح: بذبح 2/ 172 ذرء: ذرأ 1/ 206، ذرأنا 1/ 233، الذرأة 1/ 288، ذرأكم 1/ 357، يذرؤكم 2/ 199 ذرر: ذرة 2/ 306 ذرو: تذروه 1/ 405، الذاريات ذروا 2/ 225 ذعن: مذعنين 2/ 68 ذقن: الأذقان 1/ 392، 2/ 157 ذكر: الذكر 1/ 164، وادكر 1/ 313 تذكرة 2/ 15، يتذكر 2/ 156، ذكرانا 2/ 201، الذكور 2/ 201، مذكر 2/ 240، لتذكرة 2/ 268، ذكره 2/ 287
(ر)
ذكى: ذكيتم 1/ 151 ذلل: الذلة 1/ 42 ذمم: ذمة 1/ 253 ذنب: ذنب 2/ 84، ذنوبا 2/ 228 ذهب: نذهبن 2/ 204 ذهل: تذهل 2/ 44 ذو: بذات 1/ 103، بذات الصدور 1/ 156، ذات الوقود 2/ 293 ذود: تذودان 2/ 101 ذوق: ذائقة 1/ 110، وتذوقوا 1/ 246، ذوقوا 2/ 226 ذيع: أذاعوا 1/ 133 (ر) رءف: رءوف 1/ 59، 270 رأى: رأيت 1/ 12، أرنا 1/ 55، يرى 1/ 62، يرونهم 1/ 88، ألم تر 1/ 129، 339، رئيا 2/ 10، أفرأيت 2/ 10، لنريك 2/ 18 ربب: ربانيين 1/ 97، ربيون 1/ 104، ربائب 1/ 121 ربث: يربث 1/ 153 ربص: يتربصن 1/ 74 ربط: رابطوا 1/ 112، ربطنا 1/ 394 ربع: الربع 1/ 209، رباع 2/ 152 ربو: ربوة 1/ 82، 2/ 59، رابيا 1/ 328، أربى 1/ 367، يربو 2/ 123، رابية 2/ 267 رتع: نرتع 1/ 303 رتق: رتقا 1/ 13، 2/ 36 رجج: رجت رجا 2/ 247 رجز: الرجز 1/ 41، 227، رجز 1/ 242 رجس: الرجس 1/ 206، رجس 1/ 218 رجع: رجع 2/ 222، الرجع 2/ 294، الرجعى 2/ 304
رجف: ترجف الراجفة 2/ 284 رجل: رجالا 1/ 76، 2/ 49، رجلك 1/ 384 جم: رجيم 1/ 348، رجما 1/ 398، ظن مرجم 1/ 398 رجه: أرجه 1/ 225، 2/ 85 رجو: مرجون 1/ 269، يرجون 1/ 275، 2/ 73، 210، أرجو 2/ 115 ترجى 2/ 139، أرجاء 2/ 268، ترجون 2/ 271 رحب: رحبت 1/ 271، مرحبا 2/ 186 رحق: رحيق 2/ 289 رحل: المرحل 1/ 137 رحم: الرحمان 1/ 21، الرحيم 1/ 21، رحموت 1/ 198، رحما 1/ 412 رخو: رخاء 2/ 183 ردء: ردءا 2/ 104 ردد: فردوه 1/ 130، نرد 1/ 196، فردوا أيديهم 1/ 336، رددنا 1/ 371، فارتدا 1/ 409 ردف: مردفين 1/ 241، ردف 2/ 96، الرادفة 2/ 284 ردى: المتردية 1/ 151، فتردى 2/ 17، لتردين 1/ 170 رذل: أرذل 2/ 45 رسخ: الراسخون 1/ 86 رسس: الرس 2/ 75، 223 رسل: رسول 1/ 13، 2/ 84، الرسل 1/ 343، المرسلات 2/ 280 رسو: مرساها 1/ 289، 2/ 285، رواسى 1/ 348، 357، 2/ 126 رصد: مرصد 1/ 253، مرصوص 2/ 257 رضى: رضيت 1/ 153، راضية 2/ 268 رعد: الرعد 1/ 325 رعى: راعنا 1/ 49، رعيا 1/ 298 رغد: 1/ 369 رغم: مراغما 1/ 138 رفث: الرفث 1/ 67، رفث 1/ 70 رفد: الرفد المرفود 1/ 298
رفر: رفرف 2/ 246 رفع: مرفوعة 2/ 250 رفق: رفيق 1/ 131، مرفقا 1/ 395، مرتفقا 1/ 400 رقب: رقيبا 1/ 113، الرقيب 1/ 184، لا يرقبوا 1/ 253، ترقب 2/ 26، يرقبون 2/ 26 يترقب 2/ 99، الرقاب 2/ 215 رقد: مرقدنا 2/ 163 رقق: رق 2/ 230 رقم: الرقيم 1/ 394، مرقوم 2/ 289 رقى: فليرتقوا 2/ 177، التراقى 2/ 278، راق 2/ 278 ركب: ركوبهم 2/ 165 ركد: رواكد 2/ 200 ركز: ركزا 2/ 14 ركس: أركسهم 1/ 136 ركض: يركضون 2/ 35، أركض 2/ 185 ركع: الركع 1/ 54 ركم: فيركمه 1/ 244، ركاما 2/ 67، مركوم 2/ 234 ركن: ركن 1/ 294، ولا تركنوا 1/ 300، تركن 1/ 386 ركنه 2/ 227 رمد: رماد 1/ 338 رمز: رمز 1/ 93 رمى: رميت 1/ 244 رهب: رهبوت 1/ 198، استرهبوهم 1/ 225، ترهبون 1/ 249 رهق: يرهق 1/ 277، ترهقنى 1/ 410، ترهقهم 2/ 266، رهقا 2/ 272 رهن: رهن 1/ 84 رهو: رهوا 2/ 208 رهى: ترهيأ 2/ 231 روح: روح 1/ 144، تريحون 1/ 356، روح القدس 1/ 368، رواحها 2/ 143، روح 2/ 253 رود: يريد 1/ 124 روع: الروع 1/ 293
(ز)
روغ: فراغ 2/ 171، 229 روى: تروى 2/ 48 ريب: ريب 1/ 29، 87، 2/ 210، لم يرتابوا 2/ 221 ريح: ريحكم 1/ 247، رياح 2/ 148 ريش: رياشا 1/ 213 ريع: ريع 2/ 88 رين: ران 2/ 289 (ز) زبد: زبد 1/ 328 زبر: الزبر 1/ 359، 2/ 241، زبر 1/ 414، زبرا 2/ 59، زبر 2/ 91 زبع: زبعرى 1/ 392 زجر: ازدجر 2/ 240 زجى: مزجاة 1/ 317، يزجى 2/ 67 زحز: بمزحزحه 1/ 48 زخر: زخرف 1/ 205، 391 زعم: زعيم 1/ 315 زفف: يزفون 2/ 171 زكو: يزكيهم 1/ 56، 97، 2/ 258، زكية 1/ 56، أزكى 1/ 397، زاكية 1/ 410 زلز: زلزلوا 1/ 72، 2/ 134، زلزالا 2/ 134 زلف: زلفا 1/ 300، أزلفنا 2/ 87، أزلفت 2/ 87، 224، زلفى 2/ 149، زلفة 2/ 262، أزلف 2/ 288 زلق: زلقا 1/ 403، ليزلقونك 2/ 266 زلل: فأزلهما 1/ 38، فتزل 1/ 367، زلت 1/ 367 زمر: زمرا 2/ 191 زمل: أزمل 1/ 332، الأزاميل 1/ 332، المزمل 2/ 273 زنم: زنيم 2/ 265
(س)
زنى: الزاني 1/ 16، 2/ 63، الزنى 1/ 377، الزانية 2/ 63 زهر: زهرة 2/ 33 زهق: تزهق 1/ 262 زوج: أزواج 1/ 34، زوجين 1/ 321، زوجناهم 2/ 209، 232 زور: تزاور 1/ 395، الزور 2/ 50 زيد: تزداد 1/ 323 زيغ: زيغ 1/ 86، تزيغ 1/ 270، زاغت 2/ 134، زاغ 2/ 236، زاغوا 2/ 257 زيل: تزيلوا 2/ 217 زين: الزينة 2/ 20 (س) سئل: وسل 1/ 8، 47، وسئل القرية 1/ 297، مسئولا 1/ 379 فسئلوهم 2/ 40 سبب: الأسباب 1/ 63، سبب 2/ 47، السبب 2/ 178 سبت: سبات 2/ 282 سبح: نسبح 1/ 36، سبحانك 1/ 36، يسبحون 2/ 38، يسبحون 2/ 192، سبحا 2/ 273، السابحات سبحا 2/ 284 سبط: أسباط 1/ 230 سبع: السبع الطول 1/ 6، السبع 1/ 151، سبعا من المثاني 1/ 354 سبق: سابقين 2/ 116، سبقوا 1/ 249 سبل: سبيل 1/ 319، 354، 2/ 127، السبيل 1/ 357، سبيلا 2/ 74، 78، السبيلا 2/ 141 سبى: الإسباءة 1/ 238 سجد: ساجدين 1/ 10، السجود 1/ 54، ألا تسجد 1/ 26، 211، يسجدوا 2/ 93، يسجدان 2/ 242 سجر: مسجورة 2/ 5، المسجور 2/ 230 سجل: سجيل 1/ 18، 296، 2/ 312
سجن: سجين 2/ 290 سجى: سجى 2/ 302 سحت: السحت 1/ 166، فيسحتكم 2/ 30 سحر: سحروا 1/ 225، مسحورا 1/ 381، ونسحر 1/ 382، تسحرون 2/ 61، المسحرين 2/ 89، سحر 2/ 105 سحق: سحقا 1/ 298، سحيق 2/ 50 سحل: مسحول 1/ 356 سخر: سخر 1/ 320، سخريا 2/ 62، 186، يستسخرون 2/ 167 يسخر 2/ 219 سخرها 2/ 262 سدد: سديدا 1/ 118، سديد 2/ 141، السدين 1/ 414 سدى: سدى 2/ 278 سرب: سارب 1/ 323، سرابيل 1/ 366، سربا 1/ 409، سراب 2/ 66 سرج: سراجا 2/ 79 سرد: سرادقها 1/ 398، السرد 2/ 143 سرر: السر 1/ 75، 2/ 16، إسرار 1/ 76، السراء 1/ 222، سرر 1/ 351، 2/ 169، أسروا 2/ 34 سرف: إسرافنا 1/ 104، إسرافا 1/ 117، يسرف 1/ 387، مسرفون 1/ 164 سرق: السارق 1/ 16، 165، السارقة 1/ 16، 165 سرم: سرمدا 2/ 109 سرى: فأسر 1/ 295، سريا 2/ 5 سطح: سطحت 2/ 296 سطر: أساطير 1/ 189، مسطورا 1/ 383، 2/ 134، مسطور 2/ 231، مستطر 2/ 241، يسطرون 2/ 264 سطو: يسطون 2/ 54 سعر: سعيرا 1/ 130، 391، 2/ 7، سعر 2/ 241 سعى: لسعيه 2/ 42 سعوا 2/ 142، السعى 2/ 171، سعيه 2/ 238، فاسعوا 2/ 258، سعيكم 2/ 280 سفح: مسافحين 1/ 123، 154، مسفوحا 1/ 207
سفر: على سفر 1/ 128، 155، أسفارا 2/ 258، سفرة 2/ 286 سفح: لنسفعا 2/ 304 سفك: تسفكون 1/ 45 سفل: سافلين 2/ 303 سفه: سفه 1/ 56 سقط: سقط فى أيديهم 1/ 228، يساقط 2/ 5 سقف: سقفا 2/ 203 سقم: سقام 1/ 138 سقى: سقيا 1/ 298، السقاية 1/ 314، يسقى 1/ 322، فأسقيناكموه 1/ 349 سكب: مسكوب 2/ 250 سكت: سكت 1/ 229 سكر: سكرت 1/ 347، سكرا 1/ 363 سكن: المسكنة 1/ 42، سكنا 1/ 201، سكينته 1/ 254، لتسكنوا 2/ 110 سلخ: نسلخ 2/ 161 سلس: سلاسل 1/ 360 سلط: سلطان 1/ 104، 200 سلف: سلف 1/ 83 سلق: سلقوكم 2/ 135 سلك: اسلكوهم 1/ 332، سلكوهم 1/ 332، نسلكه 1/ 347، فاسلك 2/ 57، اسلك 2/ 103 سلل: سلالة 2/ 55 سلم: السلم 1/ 71، السلم 1/ 136، سلما 1/ 190، السلام 1/ 288، السلامة 1/ 288، سلاما 1/ 291، السلم 1/ 359، السلم 1/ 366، مستسلمون 2/ 168، سلام 1/ 330، 2/ 164، 172، سالما 2/ 189، سلم 2/ 233 سلو: السلوى 1/ 41، 229 سمد: سامدون 2/ 239 سمر: سامر: 2/ 60 سمع: سمعكم 1/ 192، سماعون 1/ 261، السميع 1/ 287، السمع 1/ 365
2/ 91، فاسمعونى 2/ 160 سمم: السموم 2/ 233 سمن: سمانى 1/ 230 سمو: السماء 1/ 15، 186، السموات 1/ 159، مسمى 1/ 185، سماوته 1/ 300، سميا 2/ 9، وفى السماء 2/ 226 سنم: تسنيم 2/ 290 سنن: سنن 1/ 103، 124، سنة 2/ 195 سنه: يتسنه 1/ 80 سنو: ثلاثمائة سنين 1/ 398 سهر: الساهرة 2/ 285 سهل: سهلا 1/ 298 سوء: فساء 1/ 127، سوأة 1/ 162، سيء بهم 1/ 293، 2/ 115، سوءا 1/ 324، من غير سوء 2/ 18، 104 سود: سود 2/ 154 سور: السورة 1/ 3، سورة 1/ 16، 20، 34، أساور 1/ 401، إسوار 1/ 401 سوع: سواعا 2/ 271 سوقه: سوقه 2/ 218، الساق 2/ 278 سول: سولت 1/ 303، 2/ 26، سول 2/ 215 سوم: يسومونكم 1/ 40، 335، المسومة 1/ 89، مسومين 1/ 103 بسيماهم 1/ 215، مسومة 1/ 297، 2/ 227، تسيمون 1/ 357 سيماهم 2/ 245 سوى: سواء 1/ 50، 96، 157، 2/ 101، 157، 210، تسوى 1/ 128، استوى 1/ 273، 2/ 15، 57، 99، سوى 2/ 20، على سواء 2/ 43 سيب: السائبة 1/ 177، 180 سيح: فسيحوا 1/ 252، سائحات 2/ 261 سير: سيرت 1/ 331، سيرتها 2/ 18 سيط: مسيطر 2/ 296
(ش)
سيل: أسلنا 2/ 143 (ش) شئم: شأمة 1/ 44، المشئمة 2/ 248 شأو: شأوهم 1/ 353 شبه: تشابه 1/ 86، متشابهات 1/ 86، متشابها 1/ 34، 2/ 189 شتت: أشتاتا 2/ 69 شجر: شجر 1/ 131، الشجر 2/ 241 شحن: المشحون 2/ 88، 162 شدد: اشدد 1/ 281، سنشد 2/ 104، لشديد 2/ 307، أشده 1/ 305، 378، 2/ 99 شرب: أشربوا 1/ 47، شراب 2/ 195، 282 شرح: شرح 1/ 368 شرد: فشرد 1/ 248 شرذ: شرذمة 2/ 86 شرط: أشراطها 2/ 215 شرع: شرعة 9/ 168، شرعا 1/ 230، شرعوا 2/ 200، شريعة 2/ 210 شرق: المشرق 1/ 51، شرقيا 2/ 3، شرقية 2/ 66، مشرقين 2/ 86، المشرقين 2/ 243 شرك: تشركون 2/ 95 شرى: شروا به 1/ 48، يشرى 1/ 71، شروه 1/ 304 شطء: شاطىء 2/ 103، شطأ 2/ 218 شطب: الشواطب 1/ 264 شطر: شطر 1/ 60 شطط: شططا 1/ 394، تشطط 2/ 180 شطن: الشياطين 1/ 32 شعب: شعوبا 2/ 220 شعر: شعائر 1/ 62، 146، ما يشعركم 1/ 204، لا يشعرن بكم 1/ 397
شعف: قد شعفها 1/ 308 شغز: الشغزبة 1/ 326 شغش: شغشغة 1/ 331 شغف: شغفها 1/ 308، الشغاف 1/ 308 شفع: الشفع 2/ 297 شفو: شفا 1/ 98، 269 شقق: شقاق 1/ 58، 126، شاقوا الله 1/ 243، الشقة 1/ 260، أشق 1/ 333 بشق 1/ 356، تشاقون 1/ 359 شقى: الأشقى 2/ 301 شكر: واشكروا له 2/ 114 شكس: متشاكسون 2/ 189 شكل: شاكلته 1/ 389، شكله 2/ 185 شكو: مشكاة 2/ 66 شمر: الشمردلة 1/ 32، الشماريخ 2/ 185 شمل: ذات الشمال 1/ 397 شمم: الشم 1/ 81 شنأ: شنأن 1/ 147، شانئك 2/ 314 شنق: الشنق 1/ 365 شهب: شهاب 2/ 92 شهد: الشهداء 1/ 83، شهد 1/ 89، تشهدون 1/ 96، شهداء 1/ 98، الأشهاد 1/ 286 شوب: شوبا 2/ 170 شور: المشار 2/ 146 شوظ: شواظ 2/ 244 شوك: الشوكة 1/ 241 شوى: الشوى 2/ 269 شيا: على شىء 1/ 171، أشياءهم 1/ 219، من شىء 2/ 232. شيد: مشيدة 1/ 132، مشيد 2/ 53 شيع: شيعا 1/ 194، شيع 1/ 247، بأشياعهم 2/ 151
(ص)
(ص) صبء: الصابئين 1/ 43، 172 صبح: مصبحين 1/ 354، الصبح 2/ 287 صبر: صبرا 1/ 123، فصبر 1/ 303 صبغ: صبغة 1/ 59 صحب: الصاحب 1/ 126 صدع: صدوع 1/ 353، فاصدع 1/ 355، الصدع 2/ 13، يصدعون 2/ 123، يصدعون 2/ 249، الصدع 2/ 294 صدف: يصدفون 1/ 192، الصدفين 1/ 414 صدق: صدقاتهن 1/ 117، صدق 2/ 147، تصدق 1/ 167، بالصدق 2/ 190 تصدقون 2/ 251، فأصدق 2/ 259 صدى: تصدية 1/ 246، تصدى 2/ 286 صرح: الصرح 2/ 95، 105 صرخ: بمصرخكم 1/ 339، يستصرخ 2/ 100، صريخ 2/ 162 صرر: صر 1/ 102، صرة 2/ 227، يصرون 2/ 251، أصروا 2/ 271 صرص: صرصرا 2/ 196، 240 صرط: الصراط 1/ 15، 24 صرف: صرفنا 1/ 390، 2/ 32 صرم: الصريم 2/ 265 صعد: تصعدون 1/ 105، الإصعاد 1/ 105، صعيدا 1/ 128، 155، 393، 403، صعدا 2/ 272 صعر: تصعر 2/ 127 صغر: صغار 1/ 206، صاغرين 1/ 256 صغو: لتصغى 1/ 205، صغت 2/ 261 صفح: واصفحوا 1/ 50 صفد: الأصفاد 1/ 345، 2/ 183 صفر: صفراء 1/ 44، صفر 2/ 281
(ض)
صفص: صفصفا 2/ 29 صفف: صفا 2/ 23، 257، صواف 2/ 50، الصافات 2/ 166، صافات 2/ 262، مصفوفة 2/ 296 صفن: الصافنات 2/ 182 صفو: اصطفى 1/ 56، صفيه 1/ 81، صفايا 1/ 81، صفوان 1/ 82، أفأصفاكم 1/ 380 صلح: الصالحات 2/ 31 صلد: صلد 1/ 82 صلص: صلصال 1/ 350، 2/ 243 صلل: صللنا 1/ 13 صلو: يصلى 2/ 138، صلوات 1/ 61، 268، صلى 2/ 278 صلى: صليا 2/ 10، نصليهم 1/ 130، سيصلى 2/ 315 صمد: الصمد 2/ 316 صمع: صوامع 2/ 52 صمم: صميم 1/ 29، صموا 1/ 174، صم 1/ 191 صنع: يصنع 1/ 227، صنعا 1/ 416 صنو: صنوان 1/ 322 صوب: يصيبكم 1/ 262، مصببة 2/ 107، أصاب 2/ 183 صور: صرهن 1/ 80، الصور 1/ 416 صوع: صواع 1/ 315 صوم: الصيام 1/ 67، صوما 2/ 6 صيح: الصيحة 1/ 354 صيص: صياصيهم 2/ 136 صيط: المصيطرون 2/ 233 (ض) ضبح: ضبحا 2/ 307 ضحو: ضحى 2/ 20، ضحاها 2/ 285
(ط)
ضرب: ضربت 1/ 101، ضربوا 1/ 16، الضريب 1/ 113، يضرب 1/ 328 ضرر: تضار 1/ 75، الضرر 1/ 138، الضراء 1/ 191، 222، ضره 2/ 190 ضرع: تضرعا 1/ 194، ضريع 2/ 296 ضطر: ضوطر 1/ 53 ضعف: يضاعفها 1/ 127، ضعفا 1/ 214، 2/ 186، ضعف 1/ 386، ضعف 2/ 125، يضاعف 2/ 136، ضعفين 2/ 136 ضغث: أضغاث 1/ 382، 2/ 35، ضغثا 2/ 185 ضلل: ولا الضالين 1/ 25، تضل 1/ 83، ضللت 1/ 193، يضل عليها 1/ 284، ضللنا 2/ 131 ضمم: اضمم 2/ 104 ضنك: ضنكا 2/ 32 ضوء: ضياء 1/ 274 ضير: ضير 2/ 85 ضيف: ضيفى 1/ 353، يضيفوهما 1/ 410، ضيف 2/ 226 ضيق: ضيق 1/ 369 (ط) طبع: طبع 1/ 142، نطبع 1/ 223، طبع 1/ 266، يطبع 2/ 125 طبق: طبقا عن طبق 2/ 292 طحو: طحاها 2/ 300 طرف: أطراف 1/ 334، طرف 2/ 201 طرق: المطرقة 1/ 343، المطرق 1/ 412، بطريقتكم 2/ 23، طرائق 2/ 56، 272 طعم: طعم 1/ 369 طغى: طغيان 1/ 32، بالطاغوت 1/ 79، الطاغوت 1/ 129، بالطاغية 2/ 267
طفف: المطففين 2/ 289 طفق: طفقا 1/ 212، فطفق 2/ 183 طفل: طفل 1/ 131، طفلا 2/ 44 طلق: المطلقات 1/ 76 طمث: يطمثهن 2/ 245 طمس: نطمس 1/ 129، اطمس 1/ 281، لطمسنا 2/ 165، فطمسنا 2/ 241 طمع: طمعا 1/ 325 طمن: اطمأننتم 1/ 138 طه: طه 1/ 17، 2/ 15 طهر: مطهرة 1/ 89 طوح: الطوائح 1/ 377، المطوحة 1/ 377 طود: الطود 2/ 86 طور: الطور 1/ 43، 142، 2/ 102، 230، أطوارا 2/ 271 طوع: طائعين 1/ 10، فطوعت 1/ 162، يستطيع 1/ 182، طوعا 1/ 262، طاعة 2/ 69 طوف: طائفة 1/ 105، الطوفان 1/ 226 طوق: سيطوقون 1/ 110 طول: الطول 1/ 7، طولا 1/ 123، الطول 1/ 265، 2/ 194 طوى: طوى 2/ 16، 285 طيب: الطيبات 1/ 153، طيبا 1/ 155، متطيب 1/ 312 طير: طائرهم 1/ 226، الطير 2/ 143، طائركم 2/ 159، طير 2/ 249 طيس: الطيس 1/ 294 طيف: طيف 1/ 236
(ظ)
(ظ) ظعن: الظاعنون 1/ 173 ظلل: ظلت 2/ 28، الظلل 2/ 128، ظلال 2/ 164 ظلم: الظالمين 1/ 95، 2/ 280، الظلم 1/ 167، ظلم اللبن 1/ 167، ظلم السائل 1/ 167، فظلموا بها 1/ 223، 384، تظلم 1/ 402، بما ظلموا 2/ 96، ظلمات 2/ 188 ظنن: يظنون 1/ 39، 77، ظنا 1/ 74، ظن 2/ 181، ظنين 2/ 288 ظهر: ظهير 1/ 209/ 147، ظهريا 1/ 298، يظهروه 1/ 415، ظهيرا 2/ 99، إن تظاهرا، 2/ 107، ظاهروهم 2/ 136 (ع) عبأ: يعبأ 2/ 82 عبد: عبادك 1/ 184، عباده 1/ 268، عابدون 2/ 59، 314 عبس: عبس 2/ 275 عبق: عبقرى 2/ 246 عتد: أعتدنا 1/ 120، 398، عتيد 1/ 272، أعتدت 1/ 308 عتل: عتل 2/ 264 عتو: عتوا 1/ 218، عتيا 2/ 2، 10 عثر: عثر 1/ 181 عثو: لا تعثوا 2/ 90، 116 عجب: عجاب 176 عجز: معجزين 1/ 206، لا يعجزون 1/ 249، معاجزين 2/ 227، أعجاز 2/ 241، 267 عجل: العجل 2/ 35، عجل 2/ 38 عجم: أعجمى 1/ 368، الأعجمين 2/ 91 عدد: معدودات 1/ 71 عدل: عدل 1/ 53، 175، 176، يعدلون 1/ 185، تعدل 1/ 195
عدن: عدن 1/ 263 عدو: عدوا 1/ 203، 281، بالعدوة 1/ 246، يعدون 1/ 230، ولا تعد 1/ 398، العدى 2/ 11، العدى 2/ 11، عدوان 2/ 102، عدوة 2/ 103، العاديات 2/ 307 عذب: العذاب 1/ 123، 2/ 63، عذب 2/ 77، يعذب 2/ 298، عذر: المعذرون 1/ 267، معاذيره 2/ 278 عرب: الأعراب 1/ 346، عربا 2/ 251 عرج: يعرجون 1/ 346، العرجون 2/ 161، معارج 2/ 203 عرر: المعتر 2/ 51، معرة 2/ 217 عرش: معروشات 1/ 207، يعرشون 1/ 227، 364، العرش 1/ 319 عرض: عرضة 1/ 73، عرضتم 1/ 75، عرض 1/ 232، عرض الدنيا 1/ 250، أعرض 2/ 198 عرف: الأعراف 1/ 6، 215، المعروف 1/ 75، بالعرف 1/ 236، عرفها 2/ 214، لتعارفوا 2/ 221، عرفا 2/ 288 عرم: عرمة 2/ 146 عرو: العروة 1/ 79 عرى: العراء 2/ 175، 266 عزب: يعزب 1/ 278، 2/ 142 عزر: وعزرتموهم 1/ 156، تعزروه 2/ 217 عزز: العزة 1/ 141، فعززنا 2/ 158، عزنى 2/ 181، العزيز 2/ 209 العزى 2/ 236، عزين 2/ 270 عزم: عزمت 1/ 107، عزم 2/ 201 عسر: العسير 1/ 60، عسيرا 2/ 74، عسير 2/ 275، العسر 2/ 303 عسع: عسعس 2/ 287 عسى: عسيتم 1/ 77، عسى 1/ 134، 225، 254 عشر: عاشروهن 1/ 120، معشار 2/ 150 عشن: العشنزر 1/ 395 عشو: يعش 2/ 204
عصب: عصيب 1/ 293، العصبة 2/ 39 عصر: إعصار 1/ 82، يعصرون 1/ 313 عصف: عاصف 1/ 339، العصف 2/ 241، العاصفات عصفا 2/ 281، عصف 2/ 312 عصم: يعصمك 1/ 171، عصم 2/ 257 عضض: عضين 1/ 355 عضل: تعضلوهن 1/ 75 عضه: العضاه 1/ 343 عطف: عطفه 2/ 45 عظم: عظاما 1/ 382 عفر: عفريت 2/ 94 عفو: العفو 1/ 73، يعفون 1/ 76 عفوا، 1/ 222، خذ العفو 1/ 236 عقب: أعقابنا 1/ 196، معقبات 1/ 324 معقب 1/ 334، عقبى 1/ 330، عقبا 1/ 405، ولم يعقب 2/ 92، 103، عاقبة 2/ 105، عقبتم، عاقبتم 2/ 257، العقبة 2/ 299 عقد: عاقدت 1/ 125، العقود 1/ 145، عقدة 2/ 18 عقر: عاقر 1/ 92، عاقرا 2/ 1 عكف: العاكفين 1/ 54، يعكفون 1/ 227، العاكف 2/ 48، معكوفا 2/ 217، علف: علافى 2/ 76 علم: نعلم 1/ 108، معلوم 1/ 346، فليعلمن 2/ 113، وليعلمن 2/ 114، لنعلم 2/ 147، الأعلام 2/ 200، 244، لئلا يعلم 2/ 254 علو: علا 2/ 97، تعالى 2/ 272 على: على الناس 1/ 14، على حق 1/ 175 عمج: العومج 2/ 220 عمد: بغير عمد 1/ 320، عمد 2/ 311 عمر: العمرة 1/ 68، معتمر 1/ 150، عمرا 1/ 276، استعمركم 1/ 291، العمر 2/ 106، عمروها 2/ 119، المعمور 2/ 230 عمل: عمل 1/ 367، اعملوا 2/ 197
(غ)
عمه: يعمهون 1/ 32، 353 عمى: عموا 1/ 174، أعمى 1/ 386 عنت: لأعنتكم 1/ 73، العنت 1/ 123 عند: عند أنفسكم 1/ 108، عنيد 1/ 290، 337، عاند 1/ 290، عند ربك 1/ 311، عنيدا 2/ 275 عنق: الأعناق 1/ 242، عنقك 1/ 275 عنو: عنت 2/ 30 عهد: عهدا 1/ 45، عهد 1/ 223، عهد 1/ 227 عوج: عوج 1/ 98، عوجا 1/ 219، 220، 335، 2/ 29 عود: عيد 1/ 183، يعيده 2/ 115 عوذ: فاستعذ 1/ 365، 368 عول: تعولوا 1/ 117، المعول 1/ 331 عيس: العيس 1/ 235 عيش: عيشة 1/ 279 عيل: عيلة 1/ 255 عين: على عينى 2/ 19، على أعين الناس 2/ 40، معين 2/ 59، 249، عين 2/ 170، عنا 2/ 290، عين 2/ 39 (غ) غبر: الغابرين 2/ 89، 95، 115، 218 غثو: غثاء 2/ 59، 295 غدق: غدقا 2/ 272 غدو: بالغدو 1/ 328، غدوها 2/ 143 غرب: المغرب 1/ 51، غربية 2/ 66، العربي 2/ 106، غرابيب 2/ 154، المغربين 2/ 243 غرر: يغرنكم 2/ 129، الغرور 2/ 129 غرف: غرفة 1/ 77 غرق: غرق 2/ 284
(ف)
غرم: غراما 1/ 326، 2/ 80، لمغرمون 2/ 251 غرى: فأغرينا 1/ 159، لنغرينك 2/ 141 غز: غزى 1/ 106 غسق: غسق 1/ 378، غسلين 2/ 268، مغتسل 2/ 185، غساق 2/ 282 غشى: غشاوة 1/ 31، غواش 1/ 214، غاشية 1/ 319، يغشى 1/ 322 غصص: غصة 2/ 273 غضن: غضنفر 2/ 56 غضى: أغضى 1/ 377 غطش: أغطش 2/ 285 غفر: غفران 1/ 84، ليغفر 1/ 336 غلب: تغلبون 2/ 115، غلبت 2/ 119، غلبا 2/ 287 غلف: غلف 1/ 46 غلل: يغل 1/ 107، مغلولة 1/ 170، غل 1/ 351 غلو: غلواءه 1/ 61، لا تغلوا 1/ 143، غلوائها 1/ 143 غمض: إلا أن تغمضوا 1/ 83 غمغ: الغماغم 1/ 332 غمم: غمة 1/ 279 غنى: لم يغنوا 1/ 221، أغنى 2/ 238 غور: مغارات 1/ 262، غورا 1/ 403، 2/ 261، المغيرات 2/ 307 غوط: الغائط 1/ 128، 155 غول: غول 2/ 169 غوى: الغى 1/ 237، أغويتنى 1/ 351، غوى 2/ 235 غيب: غيابة 1/ 302 غيض: 1/ 289، تغيض 1/ 323 (ف) فئ: فئة 1/ 77، 405، 2/ 111، فئتين 1/ 87، فئتكم 1/ 245 فتأ: تفتؤ 1/ 316
فتح: فاتحة الكتاب 1/ 6، فتح 1/ 45، يستفتحون 1/ 47، الفتح 1/ 169، 2/ 133، افتح 1/ 220، الفتاح 1/ 220، لفتحنا 1/ 222، إن يستفتحوا 1/ 245، استفتحوا 1/ 337، مفاتحه 2/ 69، فافتح.. فتحا 2/ 87 فتق: ففتقناهما 1/ 10 فتل: فتيل 1/ 129، فتيلا 1/ 386 فتن: الفتنة 1/ 86، فتنة 1/ 166، 174، لا تفتنى 1/ 261، يفتنون 1/ 271، 2/ 113، فتناك فتونا 2/ 19، لنفتنهم 2/ 33، المفتون 2/ 264 فتى: فتيات 1/ 123، فتياتكم 2/ 66 فجج: فجاج 2/ 37، فج 2/ 49 فجر: الفجر (قرآن الفجر) 1/ 388 فجو: فجوة 1/ 396 فخر: الفخار 2/ 213 فدى: فداء 2/ 214 فرت: فرات 2/ 153 فرج: فروج 2/ 222 فرح: لا تفرح 2/ 111، فرحون 2/ 122 فرد: فرادى 1/ 200، 2/ 15 فرش: فراشا 1/ 34، فرشا 1/ 207، الفراش 2/ 309 فرض: فارض 1/ 43، فرض 1/ 70، 2/ 112، فرضنا 2/ 63 فرط: فرطنا 1/ 190، 191، يفرطون 1/ 194، مفرطون 1/ 361، فرطا 1/ 398، يفرط 2/ 19 فرغ: أفرغ 1/ 77، 225، فارغا 2/ 98، سنفرغ 2/ 244 فرق: الفرقان 1/ 7، 18، فريقا 1/ 68، 173، 213، يفرق/ 208 فره: فارهين 2/ 88 فرى: يفترون 1/ 90، 181، افترى 1/ 97، 129، افتراه 1/ 278، فريا 2/ 7 فزز: استفزز 1/ 384 فزع: فزع 2/ 147 فسح: تفسحوا 2/ 255
فسد: فساد 1/ 164 فسق: فسوق 1/ 84، فسق 1/ 153، لفاسقون 1/ 223، فاسقون 2/ 254 فصح: افصح 2/ 104 فصل: المفصل 1/ 7، تفصل 1/ 193، فصاله 2/ 127، الفصل 2/ 168، فصيلته 2/ 269 فصم: انفصام 1/ 79 فضض: انفضوا 1/ 107، 2/ 258، ينفضوا 2/ 259 فضو: أفضى 1/ 120 فطر: فاطر 1/ 1، 187، 336، فطور 1/ 187، 2/ 261، فطركم 1/ 382 يتفطرن 2/ 12، 199، منفطر به 2/ 274 فقد: فقد 1/ 35 فقر: فاقرة 2/ 278 فقع: فاقع 1/ 44 فكك: منفكين 2/ 306 فكه: فكهين 2/ 231 فلح: المفلحون 1/ 29، الفلاح 1/ 29 فلق: الفلق 2/ 317 فلك: الفلك 1/ 10، 62، 288، 341، 2/ 195، فلك 2/ 38 فلل: فلولا 1/ 271، 300 فند: تفندون 1/ 318 فنن: أفنان 2/ 245 فوج: فوجا 2/ 96، فوج 2/ 186، أفواجا 2/ 315 فوز: بمفازة 1/ 111، بمفازاتهم 2/ 191 فوق: فوقهم 1/ 72، فوق 1/ 95، فواق 2/ 179 فوم: فومها 1/ 41 فىء: فاؤا 1/ 73، الفيء 2/ 76، فاء 2/ 77، أفاء 2/ 138، تفيء 2/ 219 فيض: أفضتم 1/ 71، تفيض 1/ 267، تفيضون 1/ 278
(ق)
(ق) ق: 2/ 222 قبح: المقبوحين 2/ 106 قبر: أقبره 2/ 287 قبس: قبس 2/ 92 قبض: يقبضون 1/ 263، فقبضت قبضة 2/ 26 قبل: قبيله 1/ 213، قبلا 1/ 407، قبلا 1/ 204، فتقبلها 1/ 90، قبيلا 1/ 390 قتد: قتاد، قتادة 1/ 288 قتر: قتر 1/ 277، قترة 2/ 287، قتورا 1/ 392 قتل: قتال 1/ 72، تقتلوا 1/ 124، فقاتلا 1/ 160، تقتيلا 2/ 141 قحم: اقتحم 2/ 299 قدح: قدحا 2/ 307 قدد: قددا 2/ 272 قدر: قدروا 1/ 200، 2/ 54 يقدر 2/ 149، بقادر 2/ 213، قدرا 2/ 260 بمقدار 1/ 323 قدس: نقدس 1/ 36، المقدسة 1/ 160، المقدس 2/ 285 قدم: قدمت أيديهم 2/ 107، قدم 1/ 273، قدمنا 2/ 73، لا تقدموا 2/ 219 قذف: يقذف 2/ 150، فاقذ فيه 2/ 14 قرأ: القرآن 1/ 1، 2، 3، 17، 18، 34، 106، قرأناه ... قرآنه 2/ 278، اقرأ 2/ 304 قرب: أقرب 1/ 118، قريب 2/ 141، 1/ 216، 2/ 199 قريبا 2/ 141 القربى 1/ 126 قرد: القرد 2/ 13 قرر: قرة 1/ 98، مستقرا 2/ 80، مستقرا 1/ 218 قرض: تقرضهم 1/ 396
قرع قارعة 1/ 332 قرف: ليقترفوا، القرفة 1/ 205 قرمد: القراميد 2/ 72 قرن: قرن 1/ 185، مقرنين 2/ 202 قرهد: القراهيد 2/ 72 قرى: القرى 1/ 25، 2/ 108 قسر: قسورة 2/ 276 قسط: أقسط 1/ 84، القسط 1/ 90، 156، 1/ 166، 274، تقسطوا 1/ 114، المقسطين 1/ 166، القاسطون 1/ 167، القسطاس 2/ 90 قسم: المقسمات 2/ 225، قسمة 2/ 237، قاسمهما 1/ 212 المقتسمين 1/ 355، أقسم 2/ 252، 277، استقسام 1/ 152، نقاسموا 2/ 95 قسو: قاسية 1/ 158 قشش: المقشقشتان 1/ 6 قصر: أن تقصروا 1/ 138، قاصرات 2/ 169، 245 قصص: القصص 1/ 96، قصصا 1/ 409، نقص 2/ 28، قصيه 2/ 98 قصف: قاصفا 1/ 385 قصم: قصمنا 2/ 35 قصى: قصيا 2/ 3 قضض: ينقض 1/ 411 قضى: قضى 1/ 374، قضينا 1/ 45، 370، اقضوا 1/ 280، لقضى 1/ 275 فقضى 2/ 99 قطر: قطرا 1/ 414، قطرة 2/ 122، قطران 1/ 345، أقطارها 2/ 135 قطط: قطنا، قطوط 2/ 179 قطع: يقطع 1/ 103 قطعا 1/ 278، وقظعناهم 1/ 231، تقطعوا 2/ 42 مقطوع 1/ 353، قطعوا 2/ 241 قطف: قطوفها 2/ 285 قطم: قطام 2/ 27، قطمير 2/ 153
قعد: قواعد 1/ 65، القواعد 1/ 359، 2/ 69، مقاعد 1/ 103، اقعدوا 1، 253 قفن: القفندر 1/ 211 قفو: فلا تقف 1/ 379، قفينا 1/ 168/ 2/ 254 قلب: يقلب 1/ 404، انقلبتم 1/ 104 قلد: مقاليد 2/ 191 قلل: قليل 1/ 131، قليلا 2/ 262، أقلت 1/ 217 قلم: أقلام 1/ 93، القلام 2/ 5 قلى: قلى 2/ 302 قمح: مقمحون 2/ 157 قمل: القمل 1/ 226 قنت: قانتون 1/ 51، 89، 2/ 115، 121، 260، قانتات 2/ 260 قنط: يقنط 1/ 353، قنوط 2/ 198، يقنطون 2/ 122 قنطر: القناطير 1/ 88 قنع: القانع 2/ 51 قنو: قنوان 1/ 202، أقنى، قنية 2/ 238 قوب: قاب 2/ 236 قوت: مقيتا 1/ 135، أقواتها 2/ 196 قوع: قاعا 2/ 29، القيعة 2/ 66 قول: قيل 1/ 140، قيلا 2/ 250، 273، قيله 2/ 207، قائلون 1/ 210 قائلهم 1/ 256، لا تقولوا 1/ 144 قوم: قيام 1/ 177، قياما 1/ 117، تقويم 2/ 303، مقامى 1/ 337، مقاما 2/ 80، مقام 2/ 134، قيمة 2/ 306، القيم 1/ 258، التقويم 1/ 78، أقاموا 1/ 253، 2/ 155، يقيمون 1/ 169، قائم 1/ 333، مقيم 1: 165، قوامين 1/ 156، قوم 1، 10، 87، 178 قوى: القوى 2/ 236، المقوين 2/ 252
(ك)
(ك) كأس: كأس 2/ 169 كأن: فكأين 2/ 52 وكأين 2/ 116 كتب: يكبتهم 1/ 103، كبتوا 2/ 255 كبد: كبد 2، 299 كبر: يكبر 1/ 382 لكبيركم 2/ 23، كبره 2/ 64، أكبرنه 1/ 309، الكبرى 2/ 18، كبارا 2/ 271 كبك: كبكبوا 2/ 87 كبى: كباء 1/ 274 كتب: كتب 1/ 66، 160، 262، 2/ 255، كتبت 1/ 132، كتبنا 1/ 131، كتبناها 2/ 254، سيكتب 1/ 110، يكتبون 2/ 234، أوتوا الكتاب 1/ 90، كتاب 1/ 210، 285، 335، 346، الكتاب/ 272 كثر: تستكثر 2/ 275 كدح: كادح 2/ 291 كدر: انكدرت 2/ 288 كذب: كذاب 2/ 283 كدى: أكدى، كدية 2/ 238 كرب: كرب 2/ 183 كرر: الكرة 1/ 371 كرم: كرمنا 1/ 386، أكرمكم 2/ 221 كسف: كسفا 2/ 91، 234 كسل: كسالى 1/ 262 كشف: يكشف 2/ 266 كظم: كظيم 1/ 361، مكظوم 2/ 266 كعب: الكعبان 1/ 155 كفت: كفاتا 2/ 281
(ل)
كفر: يكفر 1/ 141، كفرنا 1/ 171، لأكفرن 1/ 112، قل يا أيها الكافرون 1/ 6، كفارته 1/ 175 كفف: كافة 1/ 72، 139، 258، كفيه 1/ 404 كفل: كفل 1: 135، كفلها 1: 91، يكفل 1/ 93، يكفله 2/ 19، يكفلونه 2/ 99، أكفلنيها 2/ 181، كفلين 2/ 254 كفو: كفوا 2/ 316 كلاء: يكلؤهم 2/ 39 كلب: مكلبين 1/ 154 كلل: كلالة 1/ 118، كلها 1/ 36، كل 1/ 364، 2/ 40، 160 كلم: يكلمنا 1/ 52، بكلمة 1/ 91، كلمة 1: 93، 96 كمل: الكملة 2/ 8 كمم: أكمامها 2/ 198 كمه: الأكمه 1/ 93 كند: لكنود 2/ 307 كنس: الكنس 2/ 288 كنن: تكن 2/ 109، أكنة 1/ 46، 188، أكنان 1/ 366، مكنون 2/ 170، 233 كوب: أكواب 2/ 206، بأكواب 2/ 249 كوت: كوتى، كؤتى 1/ 149 كود: لم يكد 2/ 67، كاد 2/ 75، أكاد 2/ 16 كور: كورت 2/ 287، يكور 2/ 188 كوز: كوز 1/ 18 كون: لم تكن 1/ 188، مكانتكم 1/ 206، فلا يكن 1/ 210، كان 2/ 7 مكانتهم 2/ 165 كيل: اكتالوا 1/ 14، كيل 1/ 314، كالوهم 2/ 289 (ل) لبب: أولو الألباب 1/ 329 لبث: يلبثون 1/ 387
لبد: لبد 2/ 299، لبدا 21/ 272، ألباد 2/ 48، لبادى 1/ 230 لبس: يلبسكم 1/ 194، تلبسون 1/ 96، لباس 1/ 67، لبوس 2/ 41، لباسهم 2/ 48 لتى: واللاتي، اللائي 1/ 119، إلا بالتي 1/ 378 لجأ: ملجأ 1/ 262 لجج: لجى 2/ 67 لحد: يلحدون 1/ 233، 368، إلحاد 2/ 48، بإلحاد 2/ 56، ملتحدا 1/ 398 لحف: إلحافا 1/ 83 لحم: لحم 1/ 29 لحن: لحن 2/ 215 لدت: لدات 1/ 119 لدد: ألد 1/ 71، لد 2/ 13 لدن: من لدن 1/ 284، من لدنه 1/ 393، من لدنك، 1/ 87، 2/ 1 لديهم 1/ 93 لزب: لازب 2/ 167 لزم: ألزمنا 1/ 372، لزاما 2/ 32، 82 لسن: بألسنة 2/ 135 لطط: الملطاط 1/ 246 لعب: نلعب 1/ 303 لعل: لعلكم 2/ 69 لعن: لعنة 1/ 286، لعنهم 1/ 46 لغو: اللغو 1/ 73، 175، 2/ 82، 108، لغوا 2/ 8، لاغية 2/ 296 لفت: اللفت 1/ 280 لفف: ألفافا 2/ 282 لفى: ألفيا 1/ 307 لقح: لواقح 1/ 348، 377 لقف: تلقف 1/ 225، 2/ 85 لقى: تلقى 2/ 92، فتلقى 1/ 38، ألقى 2/ 224، ألقى 2/ 240، ألقيت 2/ 19
(م)
فألقوا 1/ 366، ألقينا 1/ 170، لتلقينا 1/ 280، يلقاها 2/ 112، تلقونه 2/ 64، لقاء 2/ 113، تلقاء 1/ 215، 275، 2/ 101 لمز: ولا تلمزوا 2/ 220، يلمزك 1/ 262 لمس: لمستم 1/ 155، لامستم 1/ 128 لمم: لما 2/ 298، اللمم 1/ 137، تلموا 1/ 280، اللمم 2/ 237، ملموما 2/ 71 لهى: تلهى 2/ 287 لو: لولا 1/ 132، 2/ 203، 259، فلولا 1، 284، لوما 1/ 346 لوا: تلووا 1/ 141، يلوون 1/ 97 لوت: اللات 2/ 236 لوث: لاث لائث 1/ 269 لوح: لوح 1/ 14، لواحة 2/ 275 لوذ: لواذا 2/ 69 ليس: أليس 2/ 118 لوم: مليم 2/ 174 لين: لينة 2/ 256 (م) ما: فما 1/ 64، فبما 1/ 107، فبما نقضهم 1/ 142، إن ما صنعوا 1/ 241، والسماء وما ... 1/ 241، عما قليل 2/ 58، ماذا 2/ 212، لما 2/ 294، وما 2/ 301 مأى: المئون 1/ 6، 365 متع: متاع 1/ 89، 330 متن: متين 1/ 234 مثل: مثلات 1/ 323، المثلى 2/ 23، الأمثال 2/ 116 مجس: المجوس 2/ 47 محق: يمحق 1/ 83
محل: المحال 1/ 325 محن: امتحن 2/ 219، امتحنوهن 2/ 257 محو: يمحو 1/ 334 مخر: مواخر 1/ 357، 2/ 153 مدد: مد 1/ 321، ممدود 2، 250، ممدودا 2/ 275 مرء: امرأتك 1/ 295 مرج: مرج 2/ 77، 243، مريج 2/ 222، مارج 2/ 243، المرجان 2/ 244 مرح: مرحا 2/ 127 مرد: مريد 1/ 140، 268، مردوا 1/ 268 مرر: فمرت 1/ 236، مر 1/ 275، مرة 2/ 236، مستمر 2/ 240 مرض: مرض 1/ 32 مرم: المرمريس 2/ 94 مرى: الممترين 1/ 95، تمترون 1/ 185، مرية 1/ 299، 2/ 198 مزق: مزقناهم 2/ 147 مزن: المزن 2/ 252 مسح: امسحوا 1/ 155، مسحا 2/ 183 مسد: مسد 2/ 315 مسس: المس 1/ 83، يمسسكم 1/ 104، مساس 2/ 26 مسك: يمسك 2/ 156 مصر: مصرا 1/ 42 مطر: فأمطر 1/ 245، ممطرنا 2/ 213 مطى: يتمطى 2/ 278 مع: إن الله معنا 1/ 260 مقت: مقتا 1/ 121 مكر: مكروا 1/ 95، ليمكروا 1/ 206، مكر 1/ 276، مكرهم 1/ 345، يمكرون 2/ 153 مكن: مكناهم 1/ 186
(ن)
مكو: مكاء 1/ 246 ملأ: الملأ 1/ 77 ملاءه 1/ 280 ملق: إملاق 1/ 208، 375 ملك: الملك 1/ 9، ملكوت 1/ 197، 2/ 160، تملكون 1/ 392 ملل: مله 1/ 208، ملتنا 1/ 336 ملو: نملى 1/ 108، مليا 1/ 108، أملى 1/ 234، فأمليت 1/ 333، تملى 2/ 70 من: من أحد 1/ 10، 11، من 1/ 142، 2/ 215، 260 منع: منوعا 2/ 270، يمنعون 2/ 313 منن: المن 1/ 41، 229، منا 2/ 214، تمنن، 2/ 275، ممنون 2/ 292، 303 منو: مناة 2/ 236 منى: المنايا 1/ 106، تمنى 2/ 238، تمنون 2/ 251 مهد: المهاد 1/ 71، 329، مهاد: 1/ 214 مهل: مهلا 1/ 123، المهل 1/ 400 مهن: مهين 2/ 186 مهه: مهاه 1/ 37 موت: الميتة 1/ 148، 2/ 160، ميتا 2/ 76، فيموتوا 2/ 155، أموات 2/ 291 مور: تمور 2/ 231، 261 ميد: المائدة 1/ 6، مائدة 1/ 182، تميد 1/ 357، 2/ 126 مير: نمير 1/ 314 ميز: وامتازوا 2/ 164 ميل: تميلوا 1/ 140 (ن) ن: ن 2/ 263
نأى: نأى 1/ 389، 2/ 198، ينأون 1/ 189 نبا: نبأ 2/ 97، أنباء 1/ 93، 185، 2/ 109 نبت: تنبت 2/ 56 نبذ: نبذ 1/ 48، انتبذت 2/ 3، 366، فنبذناه 2/ 175، فانبذ 1/ 249، نبذناهم 2/ 106، فنبذوه 1/ 111 نبس: نبسى 1/ 306 نبط: يستنبطونه 1/ 134 نبع: ينبوع 1/ 390، ينابيع 2/ 189 نتر: النتر 1/ 383 نتق: نتقنا 1: 232 نثر: منثورا 2/ 74، 200/ 152 نجد: المنجود 1/ 313، النجدين 2/ 299 نجذ: نواجذ 1: 343 نجس: نجس 1/ 255 نجم: والنجم 2/ 235 نجى، نجو ينجى 2/ 191، ننجيك 1/ 281، نجوى، نجيا 1/ 315، 2/ 8، نجوى 1/ 386، 2/ 34، نجواهم 1/ 139 نحس نحاس 2/ 244، نحسات 2/ 197 نخر: ناخرة 2/ 284 ندد: أنداد 1/ 34 2/ 149، 341 ندى ينادى 1/ 111، يناديهم 2/ 109، نديا 2/ 10، ناديه 2/ 304، المندى 1/ 395 نذر: المنذرين 2/ 171 نزع: النازعات 2/ 284، نزع 1/ 225، 319، 2/ 85، نزعنا 2/ 110 تنازعتم 1/ 130، يتنازعون 2/ 232
نزغ: ينزغ 1/ 383، وأما ينزغنك 1/ 236 نزف: ينزفون 2/ 169، 249 نزل: ينزل 1/ 200، نزلا 1/ 112، 2/ 170، نزل 1/ 191، نزال 2/ 27 نسأ: النساء 1/ 6، 113، نسأتكم 2/ 6، منسأته 2/ 145، النسيء 1/ 258 نسخ: نستنسخ 2/ 211 نسف: النسيف 1/ 412، لننسفنه، نسفا 2/ 28، 29 نسق: نسق 1/ 46 نسك: نسك 1/ 70، نسك 1/ 209 نسل: 2/ 131، ينسلون 2/ 42، 163 نسى: ننساكم 2/ 211، ننساهم 1/ 215، ننساها 1/ 49، نسيناكم 2/ 132 لا تنس 2: 111، تناسانى 2: 6 نشا: أنشأنا 1/ 187، 2: 106، ناشئة 2/ 273، أنشأكم 1/ 291، أنشأناهن إنشاء 2/ 251، ينشئ 1/ 325، 2/ 115، ننشئكم 2/ 251، النشاة 2/ 238، المنشآت 2/ 244 نشر: فانشرنا 2/ 202، أنشره 2/ 286، نشرا 1/ 217، 2/ 76 نشورا 2/ 70، النشور 2/ 153 نشز: نشز 1/ 215، انشزوا 2/ 255، ننشزها 1/ 80، نشوز 1/ 125 نشط: الناشطات نشطا 2/ 28 نصب: نصب 1/ 152، 2/ 270، نصب 2/ 184، نصيب 1/ 118، 128 نصبت 2/ 296 نصر: ينصره 2/ 46، منصورا 1/ 378، أنصار 1/ 94 نصى: الناصية 2/ 304، بناصيتها 1/ 290 نضخ: نضاختان 2/ 246 نضد: منضود 2/ 250، نضيد 2/ 223 نضر: نضرة 2/ 290، ناضرة 2/ 278 نضض: منضوض 1/ 297 نطح: النطيحة 1/ 151
نظر: انظر 1/ 129، انتظر، منتظرون 2/ 133، النظر، النظير 1/ 256 نعج: نعجة 2/ 181 نعس: النعاس 1/ 247 نعق: ينعق 1/ 12، 63 نعم: الأنعام 1/ 6، 15، 89، 362، النعم 1/ 175، أنعم 1/ 369، نعماء 1/ 289 نغض: فسينغضون 1/ 382 نفخ: ينفخ 1/ 196، نفخ 2/ 267 نفذ: أن تنفذوا 2/ 244 نفر: نفيرا 1/ 371، مستنفرة 2/ 276، انفروا 1/ 260، نفورا 1/ 381 نفس: ما كان لنفس 1/ 104، بأنفسهم 2/ 64 نقش: نقشت 2/ 41 نفق: أنفقوا 1/ 127، ينفقونها 1/ 257، لا ينفقونها 1/ 10 نفل: الأنفال 1/ 6، 240، نافلة 1/ 389 نقب: نقيبا 1/ 156 نقذ: أنقذكم 1/ 98، ينقذون 2/ 159 نقر: نقير 1/ 130 قضض: أن ينقض 1/ 410 نقع: نقعا 2/ 307 نقم: فينتقم 1/ 176، تنقمون 1/ 17، انتقام 1/ 177 نكب: ناكبون 2/ 61، مناكبها 2/ 262 نكث: نكثوا 1/ 253، أنكاثا 1/ 267 نكح: ولا تنكحوا 1/ 120 نكد: نكدا 1/ 217 نكر: نكرهم 1/ 293، نكير، 2/ 150، 154 نكس: نكسوا 2/ 40
(هـ)
نكص: نكص على عقبيه 1/ 247، ننكصون 2/ 60 نكف: يستنكف 1/ 144 نكل: نكالا 1/ 166، أنكالا 2/ 273 نمر: النمير 1/ 413 نمل: نملة 2/ 93 نهج: منهاج 1/ 168 نهر: نهر 2/ 241 نهى: النهى 2/ 20 تنا: لتنوء 1/ 12، 64، 2/ 110 نور: النور 1/ 185 نوش: التناوش 2/ 150 نوص: مناص 2/ 176 نوم: منام 2/ 120، منامك 1/ 247 نوب: أناب 1/ 330، 2/ 127، منيب 1/ 293، منيبين 2/ 122 (هـ) هئت: هئت 1/ 306 هبو: هباء 2/ 74، 248 هجد: فتهجد 1/ 389 هجر: هاجروا 1/ 250، تهجرون 2/ 60، مهاجر 2/ 115 هجع: يهجعون 2/ 226 هدد: هدا 2/ 12 هدى: هدى 1/ 29، الهدى 1/ 69، 146، 2/ 217، أهدى 1/ 129، أو لم نهد 1/ 223، أفلم نهد لهم 2/ 32، أو لم يهد لهم 2/ 133، فاهدوهم 2/ 168 هرج: هرج 1/ 94 هرع: يهرعون 1/ 294، 2/ 171 هرق: المهارق 2/ 6
(و)
هزز: هزى 2/ 5 هزع: التهزيع 1/ 280 هزل: الهزل 2/ 294 هشش: أهش 2/ 17 هشم: هشيما 1/ 405، هشيم 2/ 241 هضم: هضما 2/ 31، هضيم 2/ 88 هطع: مهطعين 1/ 343، 2/ 240، 270 هلع: هلوعا 2/ 270 هقع: الهيقعة 1/ 331 هلك: التهلكة 1/ 68، الهالكين 1/ 317 هلل: أهل 1/ 149 هلم: هلم 1/ 208 همد: هامدة 2/ 45 همز: همزات 2/ 61، همزة 2/ 311 همس: همسا 2/ 30 همن: مهيمنا 1/ 168، مهيمن 2/ 256 هود: هادوا 1/ 42، 129، 166، 369، هدنا 1/ 229 هور: هار هائر 1/ 269 هون: مهين 1/ 109، الهون 1/ 200، 2/ 197، هون 1/ 361، هين 2/ 2 أهون 2/ 121 هوى: استهوته 1/ 196، هواء 1/ 344، الهوى 2/ 236 هيأ: كهيئة 1/ 182 هيت: هيت لك 1/ 305 هيج: يهيج 2/ 189، 254 هيل: مهيلا 2/ 273 هيم: يهيمون 2/ 91، الهيم 2/ 251 (و) وأد: الموءودة 2/ 287
وأل: موئلا 1/ 408 وبق: موبقا 1/ 406، يوبقهن 2/ 200 وبل: وبال 1/ 176، وبيلا 2/ 273 وتر: يتركم 2/ 216 وتن: الوتين 2/ 268 وثق: ميثاق 1/ 120 وثن: أوثانا 2/ 114 وجد: وجدكم 2/ 260 وجر: الوجار 2/ 13 وجس: أوجس 1/ 293، فأوجس 2/ 23، 227 وجل: وجلت 1/ 240، توجل 1/ 351 وجه: وجيها 1/ 93، وجه 1/ 96، وجهه 2/ 112 وحي: أوحيت 1/ 182، وحي وأوحى 1/ 182، أوحى 2/ 306 ودد: ودا 2/ 13، المودة 2/ 257، ودا 2/ 251 ودع: مستودع 1/ 201، ودعك 2/ 302 ودق: الودق 2/ 67 وذر: فذرهم 2/ 270 ورء: وراءه 1/ 47، 337، وراء 1/ 123، وراءهم 1/ 412، 2/ 210، 280 ورائي 2/ 1 ورد: الموارد 1/ 25، وردا 2/ 11 ورى: توارت 2/ 182، تورون 2/ 252، الموريات 2/ 307 وزر: أوزارهم 1/ 190، 358، ولا تزر وازرة وزر 1/ 372، 2/ 153، وزرا 2/ 290، وزر 2/ 277، وزرك 2/ 303 وزع: أوزعنى 2/ 92، يوزعون 2/ 92، 197 وزن: موزون 1/ 348 وسط: وسطا 1/ 59 وسع: واسع 1/ 51، وسعها 1/ 215، وسع 2/ 28
وسق: 2/ 291، اتسق 2/ 191 وسل: الوسيلة 1/ 164 وسم: المتوسمين 1/ 354 وسن: سنة 1/ 78 وصب: واصبا 1/ 261، واصب 2/ 166 وصد: بالوصيد 1/ 397 وصل: وصيلة 1/ 178، وصلنا 2/ 108 وصى: تواصوا 2/ 227 وضع: لا وضعوا 1/ 261 وضن: موضونة 2/ 248، الوضين 2/ 248 وطأ: يواطئوا 1/ 259، وطئا 2/ 273 وطر: وطرا 2/ 138 وعد: وعد 1/ 273، 2/ 189، الوعد 2/ 149 وعظ: موعظة 1/ 83، يوعظون 1/ 131 وعل: الوعل 1/ 140 وعى: واعية 2/ 267، يوعون 2/ 292 وفد: وفدا 2/ 11 وفق: وفاقا 2/ 282 وفى: الموفون 1/ 65، وفيت وأوفيت 1/ 145، يتوفاكم 2/ 131 وقت: موقوتا 1/ 139 وقد: وقودها 1/ 34، أوقدوا 1/ 171 وقذ: الموقوذة 1/ 151 وقر: وقرا 1/ 189، 380 وقع: الوقيع 1/ 343، وقعت الواقعة 2/ 247 وقل: وقل 2/ 72 وقى: تقاة 1/ 90 وكأ: متكئا 1/ 309 وكز: فوكزه 2/ 99
(ى)
وكل: وكلنا 1/ 200، وكيل 1/ 203، وكيلا 2/ 75 ولج: تولج 1/ 90، وليجة 1/ 254، يلج 2/ 142 ولد: بالوالدين 1/ 126، ولدا 2/ 12 ولى: أولى 1/ 12، 2/ 278، موليها 1/ 60، فان تولوا 1/ 90، 96، موالى 1/ 124، مولى 1/ 124، 2/ 209، 215، الأوليان 1/ 181 مولاهم 1/ 194، ولا تولوا 1/ 245، ولايتهم 1/ 251، مولانا 1/ 262 الولاية 1/ 405، وليا 2/ 1، الموالي 2/ 1، المولى 2/ 54، موليكم 2/ 134 فتول 2/ 228، مولاكم 2/ 254 وهب: وهبت 2/ 139، يهب 2/ 201 وهج: وهاجا 2/ 282 وهن: ولا تهنوا 1/ 104، وهن 2/ 126، فلا تهنوا 2/ 216 (ى) يئس: ليؤس 1/ 286، استيئسوا 1/ 315، ييئس 1/ 332، يئوسا 1/ 389، يئوس 2/ 198 يدى: أيديهما 1/ 10، لما بين يديه 1/ 48، يد الله 1/ 170 يرع: اليراعة 1/ 344 يس: يس 2/ 157 يسر: الميسر 1/ 73، 175، ميسورا 1/ 375، يسرا 2/ 303 يعف: اليعافير 2/ 78، 237 يقط: يقطين 2/ 175 يقظ: أيقاظا 1/ 396 يقن: اليقين 2/ 253 يمم: ولا تيمموا، 1/ 82، اليم 1/ 227، 2/ 19، 106 يمن: أيمانهم 1/ 253، ذات اليمين 1/ 397 ينع: ينعه 1/ 202 يوم: يومئذ 2/ 262
فهرس الأحاديث والأمثال
فهرس الأحاديث والأمثال أرأيت من لا شرب ... الحديث 1: 64، 150 اللهم اشدد وطأتك ... الحديث 2: 208 إن الزمان قد استدار ... الحديث 1: 259 أولئك الملأ من قريش ... الحديث 1: 77 تحسبها حمقاء ... المثل 1: 83، 219 جذها جذ العير ... المثل 1: 299 دخلت مع النبي عليه الصلاة والسلام بيت ميمونة فأتى بضب ... الحديث 1: 292 ح خير المال سكة مأبورة ... الحديث 1: 374 ح ردوا على أبى ... الحديث 1: 57 رهبوت خير من رحموت ... المثل 1: 198 شر ما أجاءني إلى مخة ... المثل 2: 4 العجماء جبار لا تؤدى ... الحديث 2: 91 كل مولود يولد ... الحديث 2: 122 كما تدين تدان ... المثل 1: 23 كيف إذا بقيت فى حثالة ... الحديث 2: 222 القيد والرتعة ... المثل 1: 303 ليت من العشب خوصية ... 1: 157، 2: 58 مرجت عهودهم ... الحديث 2: 77 مليت بيوتهم حبرة ... المثل 2: 120 نحن بنو النضر بن كنانة ... الحديث 1: 379 وحسبك من شر ... المثل 2: 276 وعثرت على الغزل ... المثل 1: 181 وكان النبي صلى الله عليه وسلم أملكهم لإربه ... الحديث 2: 65 يبعث زيد بن عمر بن نفيلة أمة وحده ... الحديث 1: 100.