لعنة جماعة الأمة القبطية

أَمْجَاد

تأسيس جماعة الأمة القبطية

تأسيس جماعة الأمة القبطية هل سمعتم عن جماعة الأمة القبطية؟ .. إنها أخطر جماعة قبطية متطرفة وأكثرها إجراما تحكم كنائس مصر منذ أن تخلصت من الأب يوساب بطريرك الأقباط النصارى في بداية الخمسينات وشطبت اسمه من ذاكرة الأقباط النصارى ومن تاريخ الكنيسة .. لينفرد أتباعها بحكم الكنيسة القبطية مبتدعين قوانين مخالفة لمنهج الكنيسة المرقصية الأرثوذكسية .. ضاربين بتعاليم المسيحية عرض الحائط ولنبدأ بسرد تاريخهم القذر وأفعالهم الإجرامية ليس مع المسلمين فقط ولا مع المخالفين للعقيدة الأرثوذكسية القبطية من المسيحيين باختلاف مللهم وكنائسهم ولكن مع الأقباط النصارى المنتسبين للكنيسة والرهبان والقساوسة وكبار الكهنة المخالفين لمنهجهم المنحرف .. نستعرض تاريخهم الملوث بالإجرام والقتل والتعذيب منذ نشأتها إلى الآن. يوساب الثاني البطريرك الـ 115 للكنيسة الأرثوذكسية المصرية. تأسست تلك الجماعة في أوائل القرن الماضي قبل ثورة 1919 على يد راهب يدعي أنطونيوس .. تيمنا بأبو الرهبانية الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبانية حسب معتقداتهم (251 م _ 356 م) .. وهو نفس الاسم الذي اختاره الأنبا شنودة في بداية رهبنته قبل تنصيبه بابا للأقباط .. وكان الراهب أنطونيوس مؤسس جماعة الأمة القبطية مثل أي راهب من رهبان الأديرة

يعمل بقوانين الدير بكل تعاليمه في الصلاة والعمل وغيرها .. ولكن مع دخول الإرساليات التبشيرية الكاثوليكية والبروتستانتية مع الاحتلال الأجنبي لمصر وازدياد تواجدها حدث تغيير كامل في منهجه الفكرى والعقائدى .. حيث خرج بنظرية فلسفية لخدمة الرب برؤيته مخالفة تماما لتعاليم الكنيسة القبطية في ذلك الوقت .. ومناقضة للمسيحية .. فقد دفعته غيرته وقلقه على الكنيسة القبطية وكراهيته لكنائس الغرب إلى أن يبتدع فكرا متطرفا يحث به أتباعه على وجوب تصنيف أعداء الكنيسة وترتيبهم تبعا لحجم خطورتهم على وجودها ومن ثم تحديد أفضل أساليب التعامل معهم لسحقهم .. لبناء كنيسة قبطية عظيمة واسعة النفوذ استعدادا لاستقبال المسيح في الأيام الأخيرة .. كنيسة يرضى عنها الرب ويبارك جنودها .. ووضع أعداء الكنيسة على الترتيب: • اليهود باعتبارهم المسئولين عن قتل وصلب المسيح حسب عقيدتهم .. ولم يعلنوا براءتهم وتوبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا به. • الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها ألد أعداء الأقباط النصارى وكارهة لكنيستهم المرقصية منذ أن حكم الرومان بعد اعتناقهم المسيحية كنيسة الإسكندرية في القرون الأولى للمسيحية وذاق الأقباط النصارى على أيديهم ألوان العذاب .. فقد اعتبرهم الرومان منحرفين عن المسيحية بخلطها بمعتقدات فرعونية وثنية .. وهم إلى الآن يعتقدون أن القبطية مزيج من المسيحية مشوهة بمعتقدات متوارثة عن الفراعنة فالأقباط النصارى يسمون بأسماء الفراعنة الملعونين في العهد القديم مثل رمسيس واحمس وغيرهم .. وهم يسمون بأسماء آلهه الفراعنة الوثنيين مثل إيزيس وحورس وغيرها من الأسماء .. بالإضافة إلى مراسم الموت والأربعين والخميس وغيرها واحتفالاتهم بأعيادهم .. ووجد الراهب أنطونيوس أن توافد إرساليات الكنيسة الكاثوليكية تدل على استمرار أطماعهم في كنيسة الإسكندرية مما يشكل خطورة على الكنيسة القبطية وأتباعها. • كنيسة البروتوستانت حيث يعتقد الأقباط النصارى بكفر تلك الكنيسة الغربية واسعة الانتشار ويعتبرونها كنيسة الشيطان منذ أن أسسها مارتن لوثر ويحرمون الزواج منهم ومن باقي الملل أو ارتياد كنائسهم أو الصلاة بها. • كافة إرساليات الكنائس الغربية الأخرى مثل الإنجيلين الأولى والسبتيين وغيرها. • المسلمين منذ دخولهم مصر وتحول الأقباط النصارى للديانة الإسلامية ولكنه اعتبرهم أقل خطورة من مسيحي الملل الأخرى المخالفين لشرائع كنيستهم والمشوهين للعقيدة المسيحية بالرؤية الأرثوذكسية القبطية .. وحيث لم يمثل المسلمون خطورة على كنائسهم أو تحريم شعائرهم مثلما فعل الرومان بهم.

قوبلت تلك الفكرة باعتراض ورفض شديد من رهبان وكهنة الكنيسة القبطية .. واعتبره المتدينون أنه بتلك البدعة الغريبة والتعاليم المستحدثة يعد خارجا عن المسيحية .. وأصروا على مراجعته ومحاولة تصحيح معتقداته وإقناعه بالعدول عن تلك الفلسفات الغريبة حتَّى لو كانت الدوافع ورائها حبا للكنيسة .. وكان أن تأثر بتلك النزعة الشيطانية عدد قليل من الرهبان .. لفظتهم الكنيسة القبطية واعتبرت أفكارهم خروجًا صريحًا عن تعاليم المسيحية ودعوة للكراهية والعداء وبداية لكنيسة شيطانية حديثة تحيد بأقباط مصر الارثوذوكس بعيدا عن كنيستهم الأصلية ونذير شؤم ودمار وليست بناء لكنيسة الرب كما يزعمون .. وكانت تلك الفكرة العنصرية الشيطانية بداية لحدوث تصدع وانشقاق داخل الكنيسة القبطية الام .. رغم تناولهم لتلك الأحداث في سرية تامة .. وكانت البداية .. بدأت الفجوة تتسع بين أفكار تلك الجماعة المتطرفة فكريا (جماعة الأمة القبطية) وبين التعاليم المسيحية الَّتِي يعمل بها رجال الكنيسة القبطية .. وبدأت المواعظ تنتشر داخل الكنائس تحث الأقباط النصارى على عدم التأثر بتلك الأفكار الهدامة الَّتِي تصل إليهم عن طريق أتباع تلك الجماعة المضللة على أن تظل تلك الأمور سرا لا تناقش خارج الكنائس .. وازداد أعضاء تلك الجماعة المتطرفة حيث ساهمت تلك السرية في تقليص حجم التصدى لها من قبل أجهزة الدولة لجهلها بتفاصيل المشاكل الكنائسية (داخل الكنيسة) .. وأدَّى الانشقاق بالراهب أنطونيوس إلى تأسيس دير في اقاصى الصحراء الغربية تنطلق منه كنيسته .. ومهمته تفريخ معلمين جدد لنشر تعاليم الجماعة واجتذاب الشباب المتحمس لقبطيته والكاره لسواها .. ومع ازدياد الإرساليات التبشيرية للكنائس الغربية بدأت أعداد تلك الجماعة في ازدياد .. وبدأت أساليبهم تأخذ محورين الدعوة لأفكار الجماعة والعمل بتلك الأفكار .. فظهرت أول ثمارها أثناء ثورة 1919 حيث بدأ بعض رجال الكنيسة القبطية المتأثريين بأفكار تلك الجماعة بالاهتمام بالأمور السياسية والمشاركة في الثورات .. والَّتِي كانت تراها قيادات الكنيسة القبطية بدايه للخروج عن تعاليم الرب تبعا للنظرة المسيحية الَّتِي تفصل بين ما هو للرب وماهو لقيصر حتَّى لا تساق روحانيه المسيحية إلى نزعات دنيوية باسم السياسة أو الطموحات المادية .. ولم تعبأ الجماعة باستنكارات الكنيسة القبطية الام ولم تبد اهتمامًا لاعتراض قيادات الكنيسة على تلك الأفكار .. ثم شاع المفهوم المبتدع والمستحدث بين أعضاء الجماعة القبطية القائل (اطعن عدوك بخنجره .. أو بعدو لكما) .. فالعدو الأول والرئيسي هو الإرساليات الَّتِي تسعى لاستعادة كنيسة الإسكندرية من الأقباط النصارى وتعمل بجد وتنفق الكثير لتعميمها

في كل أرجاء كنائس مصر .. والعدو المشترك للكنيستين القبطية والغربية هو الإسلام والمسلمين .. والَّتِي كان لدخول الإسلام أرض الكنانة مصر عظيم الأثر في تقلص أتباع الكنيستين وزوال نفوذهما من منظور تلك الجماعة المتطرفة المنحرفة فكريا ومنهجيا وعقائديًا .. رغم أن الخلاف والبغض والكراهية بين الكنيستين في جوهره يفوق عدائهما للإسلام مجتمعين لأبعد الحدود .. وبدأ أعضاء جماعة الأمة القبطية دراسة أساليب الإرساليات والاستفادة منها في طعنها بنفس الخنجر .. فالإرساليات الكاثوليكية والإنجيلية بكافة كنائسها تنشر تعاليم أناجيلها المختلفة وتستقطب مسيحي مصر من الأقباط النصارى ببناء المدارس وتدريس اللغات الأجنبية وبناء المستشفيات والجمعيات الخيرية الملحقة بكنائسها التبشيرية ... وبينما يدعو رجال الكنيسة القبطية أبناءها بأن ينئوا بأنفسهم بعيدا عن تلك الإرساليات بكل إغراءاتها ومدارسها وأفكارها .. اعتبرت جماعة الأمة القبطية منهج كنيستهم غباء ولا بد من الاستفادة بتلك الإمكانيات الَّتِي تنفقها الإرساليات دون التأثر بأفكارهم .. لا مانع من تعلم اللغات بمدارسهم واكتساب مهارات جديدة والاستفادة من الامتيازات والتمويلات الَّتِي تنفقها تلك الإرساليات على مدارس ومستشفيات الإرساليات دون الاستدراج إلى معتقداتهم وترسيخ المفهوم بين الأقباط النصارى ببطلان عقائد كنائس تلك الإرساليات دو ن إظهار ذلك مع التمسك بالكنيسة القبطية .. وبالوقت بدأت تعاليم جماعة الأمة القبطية تلقى قبولا متزايدا من الشباب الطموح والنفوس الضعيفة الَّتِي رأت في الاستفادة من إمكانيات الإرساليات الَّتِي تنفق ببذخ مع الاحتفاظ بالعقيدة الأرثوذكسية للكنيسة المرقصية القبطية حيلة ذكية ترضى رغباتهم وأطماعهم .. ومرة أخرى اتسعت الفجوة بين تعاليم تلك الجماعة (الأمة القبطية) المتطرفة بأساليبها الماكرة وحيلها الكاذبة والَّتِي ازداد أتباعها بصورة مذهلة .. وبين تعاليم الكنيسة القبطية الفقيرة الَّتِي تكتفي بالصلوات والدعاء وأخذ البركات .. وأمور روحانية بعيدة عن واقع الأمور من منظور قيادات وأتباع جماعة الأمة القبطية المنشقة والمتطرفة. ازدادت حدة الصراع بين أتباع جماعة الأمة القبطية وبين قيادات الكنيسة القبطية الَّتِي اعتبرت منهجهم خروجا صريحا عن تعاليم الكنيسة ونذير بهلاكها حتَّى وصلت الأمور بينهما إلى ما يشبه حرب سرية غير معلنة .. كل منهما يصر على صحة ما هو عليه وعلى بطلان الآخر .. ولكن الكفة كانت تزداد وتميل لصالح جماعة الأمة القبطية الَّتِي انضم إليها الكثير من الأقباط النصارى حيث وجد أتباعها امتيازات وتسهيلات كثيرة تتناسب مع أطماعهم وطموحاتهم .. فتخرجت من المدارس الأجنبية التابعة للإرساليات طبقة كبيرة من الأقباط النصارى تميزت عن غيرها من فئات الشعب القبطي بل والمصرى في اتقانهم اللغات واكتساب علوم ومهارات وتقنيات تم تمويلها بأموال الإرساليات الغربية التبشيرية وصلت إلى حد إعفاء معظم

الدارسين الأقباط النصارى من المصروفات كمحاولة من الكنيسة الغربية في اجتذاب الأقباط النصارى بعيدا عن كنيستهم الأم .. وقد ساهمت تلك الامتيازات والشهادات الَّتِي حصل عليها أتباع جماعة الأمة القبطية خريجى تلك المدارس والجامعات في اعتلائهم الوظائف الهامة وتوفير مكانة اجتماعية مرموقة لهم وصلت إلى حد السيطرة على عصب الاقتصاد والسياسة في الدولة وتقوية جسور قوية للعلاقات الخارجية مع الجهات الأجنبية ساهمت في قيامهم بدور الوسيط بين أجهزة الدولة بقيادتها وجهات معنية في دول الغرب .. فهم اتقن للغات وأقرب بالانتماء للمسيحية من المسلمين حتَّى لو كان هذا الانتماء إسميًّا صوريًا من منظور الكنيسة الغربية ورغم وجود خلافات جوهريه بين الكنيسة القبطية وكنائس الغرب لاتقل عن العداء بين المسيحية والإسلام من منظورهم أيضًا .. خلافات تصل لحد العداء والكراهية بين تلك الكنائس وتكفير كل منهم للآخر واتهامه بالخروج عن المسيحية وتحريفها .. ووجدت قيادات جماعة الأمة القبطية في ذلك نصرًا ساحقا قفز بالأقباط النصارى خطوات متقدمة ونقلة ناجحة بكل المقاييس لأفكار الجماعة .. اعتبرت الكنيسة القبطية أن هذا النجاح كاذب خادع مشوه وأن افتتان قبطي واحد بتعاليم تلك الإرساليات وأتباعه لكنيسة غربية ضالة هي خسارة كبيرة للكنيسة القبطية .. بينما رأت قيادات جماعة الأمة القبطية أن افتتان بعض الأقباط النصارى بالإرساليات وخروجهم عن الكنيسة القبطية ليس بالخسارة الكبيرة إذا ما قورنت بالامتيازات والمكاسب الَّتِي حققتها الجماعة بالاستفادة من إمكانيات تلك الإرساليات .. وبذلك تم طعن العدو بخنجره .. الاستفادة من أمواله للارتقاء وطعنه بالعمل ضده .. وبدأت جماعة الأمة القبطية تخطو خطوات سريعة في سنوا ت معدودة لتعميم نفوذها وتوسيع دائرة أفكارها لبسط سيطرتها على الكنيسة القبطية بالتمادي في ابتداع الأساليب الماكرة للوصول للهدف .. فرفعوا شعار يوحنا المعمدان (مهدوا الطريق لقدوم الرب) .. ولقي هذا النداء صدى كبيرا من الاستجابة في أوساط المجتمع القبطي وكان حافزا على انضمام أعداد هائلة من الأقباط النصارى الأرثوذكس إلى الجماعة .. كما ساهم نفوذ أتباع الجماعة من ذوي المناصب الكبيرة بالدولة إلى لجوء كثير من بسطاء الشعب القبطي إليهم لاتمام مصالحهم ومتطلباتهم مما جعل من جماعة الأمة القبطية ملجئًا وملاذًا لكل محتاج تعجز الكنيسة القبطية عن تلبية احتياجاته مما زاد نفوذها والثقة بها ..

ورغم أن قيادات تلك الجماعة القبطية المتطرفة والمنحرفة عقائديًا كانوا من الرهبان ورجال الدين القليلين المنشقين الذين افتتنوا بأفكار الراهب أنطونيوس المخالفة لمنهج كنيستهم الأم .. إلَّا أن دعوتهم كانت تجد الكثير من الصعوبات .. لم يكن الطموح وتقضية المصالح بالأسباب الكافية لاجتذاب المتدينين من الأقباط النصارى المخلصين المرتبطين بتعاليم كنيستهم الأم والمواظبين على حضور الصلوات والتواصل مع آبائهم من رجال الدين .. والذين يحترمون عهود الكنيسة القبطية مع المسلمين منذ أن فتحت مصر .. ورأى الكثير أن الانجراف والانسياق وراء تلك النزعات العنصرية والأفكار الهدامة لتلك الجماعة قد يؤدى إلى انهيار العلاقات الطيبة مع المصريين المسلمين والَّتِي دامت قرون طويلة من الصفاء وحسن العشرة والمحبة والتواصل البناء .. لذا فإن دعوة الجماعة العنصرية صادفت الكثير من الصعوبات ورفض شديد من رجال الكنيسة وأتباعها المتمسكين بتعاليمها .. فلجأت قيادات جماعة الأمة القبطية المتطرفة إلى تركيز دعوتهم على الطبقة المتعلمة من الشباب القبطي الطموح من طلبة المدارس والجامعات وحديثي التخرج .. المتأثر بالتيارات الفكرية العلمانية والاشتراكية والشيوعية والديمقراطية وغيرها السائدة في ذلك الوقت والبعيده عن مناهج الكنيسة .. وممن يقل وعيهم الديني بالتعاليم المسيحية لعدم مواظبتهم على حضور الصلوات والتواصل مع الكنيسة .. فكان من السهل اجتذابهم والتأثير عليهم بمفاهيم جديدة تساعدهم في طموحاتهم وتحقيق الذات .. وأصبح هناك عامل أساسي يجمع بين أعضاء وأتباع الأمة القبطية وهو غرس مفهوم الغيرة الشديدة على الكنيسة القبطية ومحاولة إنقاذها من أنياب أعدائها .. لذا فإن دافع العداء لغير القبطي الأرثوذكسي هو الوازع الأساسي وراء الانتماء لفكر هذه الجماعة تحت ستار الدين والعصبية والتطرف .. حتى أخذهم التطرف إلى تصور أنهم جنود يسوع الذي وكل إليهم مهمة استعادة كنيسة الرب في مصر وإعادة بنائها وتوسيع نفوذها وسلطانها وتطهيرها من أيّ وجود سواها .. وقد يصعب عل الكثير التصديق بأن معظم الأقباط النصارى من مثقفي مصر وذوي المناصب العليا في شتَّى المجالات وخاصة الصحافة والخارجية وحتى من الوزراء الأقباط النصارى هم ممن ينتمون قلبا وقالبا لفكر تلك الجماعة المتطرفة ... (جماعة الأمة القبطية) .. بل من الأعضاء المهمين الذين يوكل إليهم المهام الكبيرة الصعبة للعمل لصالح الجماعة ..

فمعظم الأقباط النصارى أصحاب الأموال والنفوذ إن لم يكن كلهم هم من الأعضاء المهمين الممولين لنشاطات جماعة الأمة القبطية وهم اعمدة هامة في ثبات تلك الجماعة .. ومنهم الكثير من الأسماء المشهورة ذائعة الصيت من الأقباط النصارى داخل وخارج مصر في جميع المجالات بما فيها الفن والإعلام والسياسة والاتصالات والاقتصاد .. بل ويصعب على الكثير التصديق أو مجرد تصور أن معظم قياديّ الكنيسة القبطية الحالية هم من تلامذة قياديّ جماعة الأمة القبطية .. وكانوا من هذه النوعية من الشباب المتحمس لقبطيته المنتمي للتيارات الفكرية المختلفة وكانوا يعملون في مجالات بعيدة عن الدين فكان من السهل التأثير عليهم وتأهيلهم للقيام بأدوار هامة لخدمة أهداف الجماعة ومنهم: عازر يوسف عطا والذي أصبح فيما بعد البابا (كيرلس السادس) وكان يعمل في مجال السياحة وهي أبعد مجال عن الاهتمامات الدينية وكان أحد تلامذة رهبان جماعة الأمة القبطية .. وأصبح فيما بعد معلما لتعاليمهم وأصبح له تلامذه ومنهم الدكتور سعد عزيز (الأب متَّى المِسكين) فيما بعد والذي كان بعيدا عن الدين وكان منجذب للفكر الشيوعي ويعمل صيدلى ويمتلك صيدلية بمدينة دمنهور .. واعتنق فكر الجماعة وأصبح أحد تلامذة عازر يوسف عطا (البابا كيرلس) .. ثم أصبح معلما فيما بعد لتلامذة أكثر عنصرية لأفكار جماعة الأمة القبطية ومنهم .. نظير جيد (الأنبا شنودة) بابا الأقباط النصارى حاليا وهو أحد التلامذة التسع للأب متَّى المِسكين في دير السريان وهو خريج كلية الآداب قسم تاريخ .. وجميعهم أحدثوا انقلابا شاملا لم يحدث من قبل في تاريخ وقوانين الكنيسة القبطية ... وبذلك حلت تعاليم الأمة القبطية محل تعاليم المسيحية الأرثوذكسية للكنيسة القبطية. (مينا المتوحد)؛ ثم (كيرلس السادس) البابا الـ 116 ... (متَّى المِسكين)؛ الأب الروحي لشنودة البابا الـ 117.

كان لنجاح رهبان الأديرة (المنتمين لفكر جماعة الأمة القبطية) في اجتذاب عدد من الجامعين والمثقفين وأصحاب النفوذ وكذلك رجال الدين أسوأ الأثر على سلطة الكنيسة القبطية .. واستطاعوا اختراقها والتأثير على قراراتها بممارسة كافة الضغوط عليها .. سواء شعبية من قبل الأقباط النصارى الذين اعتنقوا أفكار الجماعة .. أو بالضغوط المالية من الطبقات المميزة من الباشوات المسيحين الأقباط وأصحاب النفوذ والمال وذوي المناصب الرفيعة بالدولة الذين تربوا على أيدي ومناهج قيادات جماعة الأمة القبطية .. حتى وصلت نفوذ تلك الجماعة للتدخل في اختيار البطريرك .. وكان القمص سرجيوس المعروف في تاريخ ثورة 1919 وصاحب صحيفة (المنارة المرقصية) ثم (المنارة المصرية) من أقطاب المتحمسين لفكر الجماعة .. وإمعانا في التضليل اطلقت الجماعة مفهوم الإصلاحيين على اعضائها لتعطى لتواجدها الحق في التدخل في شئون الكنيسة .. ونجحوا بمساعديهم من رجال الدين داخل الكنيسة من ترشيح الأنبا مكاريوس 1942 .. ولكن خابت ظنونهم وآمالهم فيه فلم يكن على قناعة بأفكارهم ولم يكن من السهل عليه تفضيل تلك الأفكار العنصرية الهدامة والأساليب الماكرة على التعاليم المسيحية .. واحتد الخلاف بينهم إلى أن ترك منصب البابوية زاهدا فيه وأقام بقية عمره في أحد الأديرة حتَّى توفي بعدها بسنوات قليلة .. واستعاد رجال الكنيسة الام من المحافظين على تعاليم المسيحية القبطية بعض نفوذهم وانتخبوا الأب يوساب الثاني بطريركا للكنيسة القبطية لورعه وإخلاصه لتعاليم الكنيسة .. وكانت تلك المرحلة من أسوأ مراحل جماعة الأمة القبطية وأيضًا من أخطر الفترات في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية القبطية .. والَّتِي دفع الأنبا يوساب الثاني حياته ثمنا لرفضه تعاليم تلك الجماعة الإجرامية. ومن منظور جميع المخلصين لتعاليم المسيحية الأرثوذكسية القبطية وكل المعاصرين لفترة الأنبا يوساب الثاني من الأقباط النصارى سواء مما اتفقوا معه في حكمته وورعه في قيادته للكنيسة أو ممن اختلفوا معه من هؤلاء المنتمين لأفكار الجماعة فإن أحدا لم يستطع أن ينكر عليه طيبته وخلقة الكريمة .. لم يجرؤ أحد من أعداءه على التطاول عليه بالوصف أو الذم مثلما فعلوا بالبطاركة قبله ممن تصدوا لهم .. أو أن ينال من صفاته بشيء .. ورغم ضعف صورته وهيئته وكبر سنه إلَّا أن تاريخ الكنيسة يشهد له بالجهد الكبير الذي بذله والذي يفوق إمكانياته الصحية وشيخوخته للتصدى لتلك الجماعة بكل ما أوتي من قوة وجهد وإصرار على استعادة وترسيخ تعاليم المسيح بالكنيسة وإزالة كل ما تعلق بالاذهان من تعاليم تلك الفئة الضالة .. فقام باختيار مساعديه وحاشيته من رجال الدين الذين لم تلوث عقولهم وقلوبهم بتعاليم تلك الجماعة المنحرفة .. وقام بتطهير الكنائس والأديرة من شرذمة تلك الجماعة الَّتِي

استطاعت اختراقها والتأثير على المجتمع القبطي لحد أن أعضاء تلك الجماعة المنتمين لفكرها المريض كاد أن يقارب المليون وهو عدد رهيب بالقياس لتلك الفترة والَّتِي يقترب من عدد الأقباط النصارى كلهم .. وكان لا يتكاسل عن تنحية أي راهب أو رجل دين مهما كانت مكانته الكهنوتية .. قام بإعادة الخطاب الديني الروحاني بدلا من تلك الخطابات التحريضية الَّتِي انتشرت من قبل أعوان تلك الجماعة .. وكان يرى بحكمته أمان الكنيسة والأقباط النصارى جزء لا يتجزأ من أمن المسلمين الذين احاطوها بالرعاية منذ أن فتحت مصر ... وحافظوا على الأديرة والكنائس وصوامع الرهبان .. واحترموا حرية الأقباط النصارى في إقامة شعائرهم بأمان .. بل ويشهد لهم بحسن العشرة والوئام .. محذرا إياهم أنه لولا المسلمين لانقضَّ الاستعمار بإرسالياته التبشيرية وأزال كنيسة الأقباط النصارى وأباد أتباعها من أرض مصر مثلما فعل الرومان المسيحين بأقباط مصر عام 284 ميلادية والذي سمي بعصر الدماء واتخذه الأقباط النصارى بداية للتقويم القبطي .. ذكرى لشهداء اسنا واخميم الذين أبيدوا عن آخرهم بسيوف المسيحيين الرومان .. المنتمين لكنيسة روما (الكنيسة الكاثوليكية الحالية) .. وكان يرى أن احترام العهود الَّتِي اتخذتها الكنيسة مع المسلمين منذ أن فتحت مصر هو واجب ديني يلزمه الخلق المسيحي باحترام العهود وعدم نقضها .. كما كان يرى في أساليب تلك الجماعة من مكر ونفاق وخداع خلق لا تليق بمسيحي يحترم عهوده .. حتَّى أنه قام بتنحية الراهب (متَّى المِسكين) معلم الأنبا شنودة البطريرك الحالى للأقباط والأب الروحي له .. بعد أن علم الأنبا يوساب بالأفكار الضالة لهذا الراهب وحقيقة انتمائة لتلك الجماعة .. وكان قد اختاره كأحد الرهبان ليكون وكيلا للبطريركية بالإسكندرية .. وما أن تولى الراهب متَّى المِسكين هذا المنصب وقام بحملة عزل لرجال الدين المخلصين لتعاليم الكنيسة واستبدلهم بمن هم منتمين لأفكار جماعة الأمة القبطية .. وعندما علم الأنبا يوساب الثاني بنشاطاته المريبة والَّتِي تتعارض مع قوانين الكنيسة وتعاليم المسيحية قام بمراجعته وعزله عن القيام بالأعمال الهامة فقدم الأب متى استقالته مفصحا عن مخالفته لقوانين الكنيسة وانتمائه لفكر تلك الجماعة .. وكان هذا قبل نهايه عهد الأنبا يوساب بعدة شهور .... ولكن ما زالت في تلك الفترة الحرجة من تولى الأنبا يوساب كثير من التفاصيل الهامة .. والَّتِي سنسرد أحداثها الهامة باذن الله.

الصراع داخل الكنيسة

الصراع داخل الكنيسة شهدت فترة حكم الأنبا يوساب الثاني مرحلة من الصراعات المريرة داخل الكنيسة القبطية بين قيادات الكنيسة القبطية والجماعة المنحرفة الإجرامية المسماه بالأمة القبطية .. صراعات تفوق كل الاحتمالات كان لها أسوأ الأثر على الكنيسة ... والأقباط النصارى وأحدثت انشقاقات وتصدعات تسببت في خروج بعض الأقباط النصارى عنها وانضمامهم إلى كنائس الملل المسيحية الأخرى .. حيث وجدوا بعض الروحانيات المسيحية الَّتِي افتقدوها في كنيستهم الام بعد أن شاعت بها المؤامرات والخطب التحريضية والكراهية لغير القبطي من قبل أعضاء تلك الجماعة المندسين والَّتِي فاق عددهم الكثير .. ورغم هذا الجو المشحون بالصراعات لم ييأس الأنبا يوساب وأعوانه بل ظلوا على منهجهم في محاولة استعادة روحانيات الكنيسة والمحافظة على أتباعها والتصدى بكل ما لديهم من قوة لأفكار تلك الجماعة .. ولم يكن نهج تلك الجماعة أقل قوة وإصرارًا على التمسك بأفكارها وأهدافها ولم تكن لتتراجع بعد أن قطعت مسافات طويلة حققت فيها نجاحات وقفزات سريعة للوصول للهدف من منظورها .. واشتدت ضغوط أتباع تلك الجماعة على قيادات الكنيسة بكل السبل ومن كل الجوانب .. محاولين مساومة بطريرك الكنيسة الأنبا يوساب الثاني وحاشيته على التصافي بينهم وترك المنازعات الَّتِي تضر بالكنيسة وأن يحتفظ بمكانته البابوية بكل رجاله بصورة شكلية ويترك لهم حكم وإدارة الأمور بها .. على أن تنحصر مهمته ورجاله في الاهتمام بالأمور الروحانية للكنيسة من صلوات وإقامة القداس والأعياد وغيرها .. وهي الأمور الَّتِي تميز بها .. ورفض الأنبا يوساب لأنه لا يجب أن تكون هناك أمور وقوانين أخرى مخترقة تحكم بها الكنيسة من رؤيته غير قوانين وتعاليم المسيحية الارثوذوكسية القبطية والَّتِي دامت قرون منذ أن صيغت على لسان القديس تيموثاوس بابا الإسكندرية سنة 381 م أي في القرن الرابع الميلادي .. حين وجهت له اسئلة وأصبحت كل إجابة خرجت من فمه هي قانون للكنيسة القبطية والَّتِي أصبحت تسمي بقوانين القديس تيموثاوس .. والَّتِي حكمت بها الكنيسة القبطية كل تلك القرون إلى أن تولاها الأب يوساب .. ورفض بكل قوة المزايدة على تلك القوانين أو اختراقها بأفكار عنصرية هدامة .. وكان المجلس المِلِّي في ذلك الوقت مخترقًا من العلمانيين غير رجال الكنيسة من المتأثريين بأفكار جماعة الأمة القبطية .. امثال إبراهيم فهمي وحبيب باشا والمنياوي باشا ونخبة من ذوي المناصب والمال وأصحاب الأحزاب السياسية الذين

يدينون لأفكار الجماعة بالولاء والَّتِي بفضلها تمتع كثير منهم بالامتيازات ووصلوا لما هم عليه .. وكانوا يديرون الأوقاف الخاصة بالأقباط النصارى ويتحكمون في الأمور المالية الخاصة بدعم الكنيسة .. من رواتب ومصروفات لرعايا الكنيسة من رجال الدين وأتباعها الأقباط النصارى الفقراء والمحتاجين .. مارسوا الضغوط المالية وحدثت نزاعات بينهم تعدت أسوار الكنيسة .. وفسرت خارجها على أنها خلافات كنائسية خاصة بأمور إدارية ومالية .. وأحاطت تلك الخلافات تعتيم شديد على وجود أفكار تلك الجماعة ... ولم يتزعزع الأنبا يوساب ولم يسلم لهم مقاليد حكم الكنيسة .. واعتبر تلك الضغوط المالية هو المنهج الشيطاني الذي يمارسه إبليس منذ الأزل لافتتان الناس والضغط عليهم بقبول مناهجه والانصياع لأوامره .. وزاده موقفهم وضغوطهم المادية على الإصرار على العمل بقوانين الكنيسة وحث أتباعها على العمل بمقولة (ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان) .. وأن التبرعات والصدقات الَّتِي يدفها الأغنياء للفقراء هو واجب ديني وفريضة ربانية غير مشروطة ولا خاضعة للأهواء ولا وسيلة لأي ضغوط أو تقديم أي تنازلات دون أي وجه حق .. وحث أتباع الكنيسة على الصبر على تلك المحن والغمة الَّتِي ابتليت بها الكنيسة القبطية .. واستمر على نهجه بمساعديه المخلصين لتعاليم كنيستهم في تطهير الكنائس والأديرة من أتباع تلك الجماعة المضللة .. غير مبالى بأي ضغوط .. وقام بسحب الاعتراف ببعض الأديرة الَّتِي تدار من قبل رهبان تأثروا بتلك الأفكار المنحرفة عن المسيحية .. ولم يكن هذا بالشيء الجديد فقد سبق وأصدر المجمع المقدس قرارا بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة حين كان يقيم به في ذلك الوقت البابا كيرلس السادس مع تلاميذه وانتقالهم أحد أديرة وادي القلمون بجوار مدينة مغاغة بالمنيا وكان يسمي وقتها بالقمص (مينا المتوحد) وكان يقيم بالدير معلما لتلاميذه ومنهم الراهب (متَّى المِسكين) وسحب الاعتراف بالأديرة وأخرج منه الرهبان .. والبابا كيرلس السادس هو الذي سيأتي فيما بعد خلفا للبابا يوساب الثاني!!!!!! وكان مع قيام ثورة يوليو أن ازداد الفكر المعادي للغرب .. وجندت أجهزة الدولة الإعلام بكل مؤسساته والمناهج التعليمية والخطب الثورية لترويج وترسيخ مفهوم العداء لكل ما هو غربي من مؤسسات وانتماءات وذيول استعمارية وأعوانهم من اليهود .. فكانت أزهى مراحل جماعة الأمة القبطية وفرصتهم الذهبية بكل مقايسها وإبعادها للعمل بمقولة (اطعن عدوك بعدو لكما) مستغلين عداء الحكومة المصرية للوجود الأجنبي .. وهم بأفكارهم المنحرفة عن كنيستهم يكنون العداء للاثنين .. للحكومة وللأجانب .. الحكومة كدولة غالبيتها مسلمة وللأجانب بإرساليتهم وكنائسهم وأناجيلهم المختلفة .. وكذلك اليهود ألد أعداء الجماعة المسئولين عن صلب يسوع من

منظور عقيدة كنيستهم ولم يتراجعوا إلى الآن ويعلنوا توبتهم عن فعلتهم وما زالوا على عدم اعترافهم بمجىء المسيح .. فالكل في سلة واحدة يجب الإطاحة بها .. لذا عمل أعضاء الجماعة المميزين في المجتمع على بذل الجهد للتحريض ضد الوجود الأجنبي وإظهار انتماءاتهم الوطنية لأفكار الثورة وتأييدهم لها وتحقيق المكاسب بتقليص عدد الإرساليات الأجنبية وطرد رعاياهم .. ولكن فشلوا في محاولاتهم المستميتة لتحويل الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتنية والملل الأخرى إلى كنائس ارثوذوكسية حيث تعارض ذلك مع قوانين الدولة والإسلام الذي يضمن حماية الكنائس والمعابد المسيحية واليهودية المتواجدة بمصر منذ أن فتحت .. وحرية أتباعها بإقامة شعائرهم بها في أمان .. فكان كعادة أتباع تلك الجماعة يعملون بمكر ونفاق .. فهم يتظاهرون بوطنيتهم ومصريتهم وولائهم للثورة وأهدافها ويظهرون كراهيتهم للاستعمار والتواجد الأجنبي بمصر .. ويتمسحون في الغرب بمسيحيتهم الَّتِي تجعلهم بمنظور الغرب أقرب إليهم من المسلمين حتَّى لو كانت تلك المسيحية إسمية صورية من منظور الكنيسة الغربية المخالفة لكنيستهم عقائديًا ومنهجيا .. اختلافات لا تقل في جوهرها عن اختلافاتهم مع الإسلام .. وكذلك الحال مع اليهود فرغم كراهيتهم لهم لأبعد الحدود فهم يظهرون لهم المودة بإيمانهم بالعهد القديم الذي هو لا يتجزأ عن إنجيلهم .. وبذلك استطاعوا في تلك الفترة الاستفادة على كل الوجوه .. وأدَّى خروج الأجانب من مصر إلى أن باعوا معظم ممتلكاتهم بأموال زهيدة جدا للنصارى مفضلين إياهم عن المسلمين لما تربطهم بأعضاء تلك الجماعة من علاقات وطيدة منذ أن درسوا وعملوا بمدارس ومستشفيات إرسالياتهم وكذلك شركاتهم .. بل وتنازل بعض الأجانب عن بعض تلك الممتلكات للأقباط .. فهم جميعًا رغم حجم خلافاتهم العقائدية والعداء بينهم إلَّا أنهم اجتمعوا جميعًا على عدائهم للإسلام والمسلمين .. وتبقى كل تلك الأحداث في أثناء حكم الأنبا يوساب الثاني للكنيسة الأرثوذكسية القبطية واستمراره على موقفه واستنكاره لفكر تلك الجماعة وأساليبهم الشيطانية في النفاق والمكر والخداع .. ما زلنا في فترة حكم الأنبا يوساب الثاني للكنيسة القبطية والَّتِي بدأت في الأربعينيات وامتدت إلى ما بعد الثورة .. وما زال الأنبا وأعوانه المخلصين لتعاليم الكنيسة القبطية يحيطونه بالولاء والحماية عاملين جميعًا بكل جهد وكد للتصدى لأفكار تلك الجماعة المنحرفة عقائديًا جماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة .. غير مبالين بنفوذهم ولا أموالهم ولا خاضعين لاهوائهم .. واستطاعوا أن يعيدوا للكنيسة القبطية الكثير من روحانياتها ومحبتها .. وما زالت أيضًا قيادات تلك الجماعة رهبان وعلمانيين من ذوي المناصب والمال والوصوليين من الشباب الجامعي ذوي الأطماع والطموحات الدنيوية على

تمسكهم بأفكار تلك الجماعة الَّتِي جلبت لهم كل تلك النجاحات والامتيازات والمناصب السياسية والاجتماعية والمالية .. بالإضافة إلى الأقباط النصارى الذين تأثروا بفكر ونهج الجماعة آملين في وعودهم ببناء كنيسة للرب عظيمة وإزالة ما عداها واسترجاع مصر القبطية المباركة .. وكانت الثورة في بدايتها تمر بمرحلة من الجفاء في العلاقات السياسية الخارجية مع الغرب أثر قيامها بطرد الاستعمار والوجود الأجنبي وتصفية المؤسسات والشركات الأجنبية واليهودية الممولة لإسرائيل .. كما كان لوجود الطبقة المسيحية القبطية المتميزة خريجى مدارس الإرساليات وإتقانهم للغات وخبرتهم الطويلة في مجال العمل كوسيط بين الحكومة والجهات الأجنبية عهد الاستعمار واحتفاظهم بعلاقات وطيدة مع الغرب وكذلك ظهورهم بالمظهر المخادع الذي يلبس ثوب العلمانية والاشتراكية والبعد عن المظاهر الدينية .. وبين انتماءاتهم الحقيقية لأكبر جماعة قبطية متطرفة تأثيرا كبيرا على الحكومة المصرية الَّتِي اعتمدت عليهم في مجال العلاقات الخارجية لتحسين صورتها في الغرب للاعتراف بها .. واعتبرتهم همزة الوصل بين قياداتها والحكومات والجهات الأجنبية الغربية الذين يحتفظ أعضاء الجماعة معهم بصداقات قوية .. فكان لاستمرار قيام افراد تلك الجماعة بدور الوسيط بعد قيام الثورة مكسبا كبيرا حيث اعطتهم الحكومة امتيازات ونفوذا واطلقت لهم كامل الحرية بالعبث داخل الكنيسة القبطية وضمنت لهم الحماية من قبل السلطات مع علمها أو تجاهلها بنواياهم وخلافاتهم مع قيادات الكنيسة .. على اعتبار أنها خلافات داخل الكنيسة .. شأن كنائسي لا تتدخل فيه الحكومة مما زاد تلك الجماعة المتطرفة قوة إلى قوتهم ولم تعد هناك عقبات من الحكومة المصرية تؤيد تحركاتهم مثلما كانت عهد الملكية الَّتِي لم تعتمد عليهم كلية لقرب الأسرة المالكة من الوجود الأجنبي .. بالإضافة إلى جهل أو تجاهل حكومة الثورة بتفاصيل تلك الجماعة القبطية المتطرفة .. فالحكومة ليست دينية وبالتالى فالأمور الدينية لا تعنيها .. ولا حتَّى مواثيق ومعاهدات المسلمين والكنيسة منذ أن فتحت مصر أَبَان حكم عمرو بن العاص رضى الله عنه .. وما يهم حكومة الثورة هي المكاسب السياسية والمصالح الَّتِي تقدمها وتوفرها لها تلك الفئة المسماه بجماعة الأمة القبطية .. وهذا يفسر صمت الحكومة المصرية على أحداث قطار الصعيد الذي دبره أعضاء جماعة الأمة القبطية والذي راح ضحيته عدد من المطارنة ورجال الكنيسة المعاديين لفكر الجماعة والذين هموا بالاجتماع والاعتراض للحكومة على تصرفات تلك الجماعة حيث اشتد الصدام في تلك الفترة بين الكنيسة وأتباع الأمة القبطية أدَّى إلى تدخل سافر من قبل أعضاء ورهبان تلك الجماعة في شئون الكنيسة محاولين فرض سيطرتهم عليها وعزل الأنبا يوساب الثاني .. والذي رفض بشدة التخلى عن مسئوليته تجاه الكنيسة ليس طمعا منه في منصب ولا جاه ولا مال فقد عرف عنه حتَّى من أعدائه أنه كان زاهدا في الأمور

اختطاف البابا

الدنيويه .. ولكن تحديا لطموحات تلك الجماعة المدمرة للقيم والمباديء المسيحية واحترام العهود مع المسلمين من زمن الفتح الإسلامي لمصر .. وحفظا لأمانة المسئوليه عن مسيحي مصر من الأقباط النصارى .. وشهد له أقباط تلك الفترة حتَّى أعدائه بطيبته وصفائه مما زادته قوة رغم ضعف جسده وشيخوخته .. وزادت أعدائه من جماعة الأمة القبطية الإجرامية رهبة وخوف من المجرد المساس بشخصه .. اختطاف البابا تفاصيل الأحداث التالية لأحرج فترة في تاريخ الكنيسة القبطية منذ بداياتها .. فترة حكم الأنبا يوساب الثاني ... تفاصيل تعجز الكلمات عن وصف أحداثها الإجرامية والدمويه بفظاعتها وقسوة منفذيها من أعضاء تلك الجماعة القبطية الضالة والمنحرفة عقائديًا وأخلاقيًا وقانونيا .. فترة صراع بين مردة تلك الجماعة وقيادات الكنيسة القبطية زادتها السرية عنفا وإجراما .. حيث حرص كل من الجانبين على تكتم تفاصيلها .. الجماعة تمارس كل الضغوط لعزل البابا والانفراد برهبانها المنشقين لحكم الكنيسة .. مستعرضين كل قواهم ونفوذهم السياسية والمالية وإلحاق الأكاذيب والشائعات المغرضة برجال الكنيسة وخاصة عدوهم اللدود الراهب ملك كبير مساعدى الأنبا يوساب .. محاولين بكل الوسائل اجتذاب الأقباط النصارى وصرفهم عن الولاء للأنبا يوساب ورجاله .. واتهموا رجاله بالفساد ومخالفات مالية رغم أن أعضاء المجلس المِلِّي المتحكم في الشئون المالية للكنيسة أغلبهم من العلمانيين المنتمين قلبا وقالبا لجماعة الأمة القبطية المتطرفة .. ولم يستطيعوا أن ينالوا من صفات الأنبا يوساب ولا من شخصه لعلمهم بمكانته الروحانية الكبيرة في نفوس الأقباط النصارى .. ولم يجدوا غير أن يتهموه بالضعف في إدارة الكنيسة والتهاون في حقوقها .. رغم أنه كان من أقوى البطاركة الأقباط النصارى الذين تصدوا لأفكار تلك الجماعة وأخلصهم للأقباط .. وظل على نهجه في تطهير الكنائس والأديرة من هؤلاء المغرضين وكان أن جرد القمص سرجيوس من رتبته الكهنوتية وهو أشهر أقطاب تلك الجماعة والشهير بمشاركته في ثورة 1919 .. والذي حصل على حكم قضائى في الخمسينات الصادر من المحكمة برئاسة الدكتور السنهورى لصالحه بإلغاء

قرار الأنبا يوساب .. حيث استغل حرج الكنيسة وتكتمها على أسباب تجريدها له من صفته الكهنوتية حتَّى لا يفتضح أمر تلك الجماعة ونزاعاتها مع الكنيسة .. وكانت السرية والتعتيم هي نقطة ضعف الكنيسة وغلطة كبيرة تحملت بسببها الكثير من المعاناه وادت بتلك الجماعة المتطرفة لمزيد من التطرف والتمرد والقوة .. وكان رجال الأنبا يوساب المخلصين لتعاليم الكنيسة يصفون سلوكيات جماعة الأمة القبطية على أنها خروج صريح عن تعاليم المسيح .. ومدمرة لقيم المسيحية .. ووصفوا دعوتهم بأنها دعوة لانتزاع المحبة من القلوب واستبدالها بالعداوة والكراهية .. فبدلا من أن يحبوا أعداءهم .. عادوا أحبائهم وسعوا لاستبدال المحبة والوئام مع المسلمين بالعداوة والبغضاء .. وبدلا من أن يحسنوا إلى مبغضيهم .. بغضوا محسنيهم من الأجانب بعد أن استفادوا من أموال ومدارس وإمكانيات إرساليات الأجانب الذين أحسنوا إليهم ليطعنوهم من ظهورهم .. وتطورت الأحداث فيستبعد الأنبا يوساب الراهب متَّى المِسكين (معلم البابا شنودة والأب الروحي له) بعد أن كان عينه وكيلا للبطريركية بالإسكندرية فور علمه بحقيقة انتماءاته لتلك الجماعة .. حتَّى أن رجال الدين كانوا يطلقون عليه لقب الراهب متى المسكون وليس المسكين من فرط انحراف أفكاره .. وتم إعدام بعض كتبه والَّتِي وصفها الكثير بأنها أقرب للشيوعية منها للمسيحية .. والَّتِي تطورت لتكون أقرب للعنصرية لاعتناقه أفكار تلك الجماعة .. وفي خمس شهور فقط من وقت عزل الراهب متَّى المِسكين تمر الأحداث ساخنة طويله موجعة .. حيث اتخذ رهبان تلك الجماعة المنشقة قرارا بتنحية وعزل بابا الكنيسة بالقوة .. وترحيله إلى أحد الأديرة مع أعوانه والاستيلاء على مقاليد الحكم بالكنيسة .. وتم اقتحام عدد من شباب تلك الجماعة للمقر البابوي وتصدى لهم رجاله العزل وتعرض بعض رجال الكنيسة للإصابات واستعان رجال الكنيسة بالسلطات .. وتكررت تلك المحاولات ولكنها باءت جميعها بالفشل حيث كانت تنتاب المختطفين حالة من الرهبة عند الوصول للأنبا يوساب ورغم شيخوخته وضعفه لم يهتز ولم يستسلم .. مما كان يضطرهم لمحاولة إقناعه باللين بالتنحي عن منصبه أو الإبقاء عليه وترك إدارة الأمور لهم وهو على ثباته وقناعته ألَّا يترك الشياطين لتحكم وتجلب الخراب .. وأظهر رجاله قدر كبير من الإخلاص والولاء له .. ولأول مرة تبلغ السلطات والنيابة بتلك الأحداث حيث قام رجال الدين بإبلاغ الشرطة والسلطات عن تلك الجماعة .. ولأول مرة يتم الإعلان صراحة عن اسم تلك الجماعة (جماعة الأمة القبطية) .. ولم تكن الجماعة لتتراجع عن عزمها على خلع البابا .. واستغل بعض رهبان تلك الجماعة المنشقة من كبار السن والمعاصرين للأنبا يوساب حين كان راهبا معرفتهم بطباعه وشخصه .. وبذلوا الجهد لتشجيع وتدريب بعض شباب تلك الجماعة لكسر حاجز الرهبة والخوف من المساس به ..

وتكررت محاولة اقتحام المقر البابوي وتم اختطاف الأنبا يوساب بقوة السلاح .. ويقال أن مختطفيه احسوا بتلك الرهبة وكانت الخطة قتلة وإزاحته عن كرسي البابوية .. ولم يستطيعوا خوفا من أن تلحقهم اللعنات وتم اختطافه إلى أحد الأديرة قيل أنه دير المحرق باسيوط حيث تم احتجازه لحين الانتهاء من تنصيب أحد رهبان الجماعة لمنصب البطريرك خلفا عنه ليرحلوه إلى أحد الأديرة الأخرى أو مكان غير معلوم من الأماكن القبطية .. وتسعى السلطات لحل الأزمة .. وتتزايد الضغوط على الحكومة من قبل أعضاء الجماعة (جماعة الأمة القبطية) من ذوي المناصب في الخارجية مستغليين نفوذهم وعلاقتهم القوية بها .. محاولين إقناعها لتفض يدها عن المشكلة وتعتبرها أمور كنائسية خاصة بالأقباط النصارى .. مما جعل الحكومة تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية حرصا منها على الاحتفاظ بصداقة ومساعدة تلك الفئة الَّتِي تقوم بدور الوسيط وهمزة الوصل مع الجهات الغربية والخارجية .. وكادت أن تقترب الجماعة من تحقيق الهدف وتولى المنصب وتجرى الرياح بما لا تشتهي السفن .. ليفاجئوا بعودة الأنبا يوساب إلى مقره البابوي بعد عدة أيام من اختطافه حيث تأثر بعض رهبان الدير كثيرًا وطلبوا منه العفو واطلقوا صراحه واعادوه معززا مكرما إلى مقره ليتولى منصبه وسط ذهول الجميع .. ووسط بكاء ونواح رعايا الكنيسة المحبين له واستفساراتهم عن حقيقة ما يحدث داخل الكنيسة. لم يكن أمر عزله بتلك السهولة حيث أن مكانة البابا هي مكانة روحانية كبيرة وعالية جدا في قوانين الكنيسة لا يستطيع أحد أن ينتزعها أو أن يجبر البابا على التخلى عنها .. ولم ييأس أعضاء الجماعة واعادوا الكرة بصيغة قانونية أضافوها إلى قوانين الكنيسة وكانت أول محاكمة لأحد البطاركة في تاريخ الكنيسة القبطية منذ انشائها .. وهو الأمر الذي لم يحدث إلَّا للبابا يوساب الثاني بطريرك الأقباط النصارى .. حيث اجتمع عدد من الأساقفة ومن المجمع المقدس وأعضاء من المجلس المِلِّي العلمانيين والأراخنة ومنهم عدد من المعزولين وبمباركة قادتهم من رهبان جماعة الأمة القبطية وقاموا بإبعاده عن منصبه وعزله واستبداله بتشكيل لجنة لإدارة الكنيسة وكان ذلك عام 1954 وتمضى الأحداث أكثر سخونة. جرت كل تلك الأحداث بعلم وصمت السلطات والحكومة تحت استمرار ضغوط ومساومات أعضاء تلك الجماعة القبطية المنحرفة من ذوي النفوذ والَّتِي تعتمد عليهم حكومة الثورة في قيامهم بدور الوساطة في أسوأ فترات علاقاتها الخارجية مع الغرب. .مما جعلتها تتغاضى عن كثير من المخالفات القانونية والإجرامية لتلك الجماعة القبطية تلبية لرغبة وطلب حلفائها من أعضاء تلك الجماعة .. ولا نلتمس لحكومة الثورة العذر ولكن كما ذكرنا فهي حكومة غير دينية ولا تعنيها الأمور الدينية حتَّى لو كانت بصدد الإسلام والمسلمين فما بالك بغيرهم .. ورغم استنجاد رجال الكنيسة وأعوان البابا بها إلَّا

أنها خذلتهم وتركت الأمور للأقباط لفض المنازعات فيما بينهم بالأساليب الَّتِي يحددونها على اعتبار أنها مشاكل كنائسية على أن يسعوا للوصول إلى استقرار الكنيسة .. واختزلت السلطات أعمال تلك الجماعة الإجرامية في قصر القضية على حفنة من الشباب الأقباط النصارى المتورطين في حادث اختطاف بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني والذي لا يتعدى عددهم أصابع اليد .. وصدرت الأوامر للصحف بعدم تناولها لتلك الأحداث وأغلق ملف جماعة الأمة القبطية .. وكأن اعضائها والمنتمين لأفكارها الَّتِي وصل عددهم لما يقارب نصف عدد أقباط مصر في ذلك الوقت أي ما يقارب المليون قد تبخروا وانتهوا بمحاكمة تلك الحفنة من الشباب المتورطين .. وورد اسم الراهب متَّى المِسكين (معلم البابا شنودة والأب الروحي له في ذلك الوقت) ضمن الأسماء الَّتِي ورد ذكرها في التحقيقات باعتباره من المدبرين لحادث اقتحام المقر البابوي واختطاف الأنبا يوساب والرأس المحرك لهم .. وقيل أنه شارك بنفسه في العملية الأخيرة مع بعض تلاميذه. وكانت قيادات تلك الجماعة قد استوعبت الدرس ولم يعد بمقدورها أن تعيد الكرة وترسل الأنبا يوساب لأحد الأديرة حتَّى لا تتكرر مأساة عودته لمقره البابوي مرة أخرى بالتأثير على رهبان الدير .. فقامت بإرساله إلى المستشفى القبطي وهو سليما معافى واحتجزته في جناح خاص أعد لإقامته بالمستشفى تحت حراسة مشددة من رهبان وأعضاء من تلك الجماعة بزعم أنه بحاجة إلى العلاج للتغطية على مجريات الأمور وفي غياب القانون جاهلا أو عن عمد .. ولكن وقفت قوانين الكنيسة عقبه والَّتِي لا تسمح بتنصيب بطريركا جديدا في وجود البطريرك السابق على قيد الحياة إلَّا في حالة اعتزاله عن كرسي البابوية بإرادته ودون أي ضغوط .. كما تصدى أتباع الكنيسة من الأقباط النصارى بقوة لأي محاولة لتنصيب بابا جديد في حياة الأنبا يوساب والَّتِي تربطهم به علاقة ومحبة روحانية كبيرة .. وخوفا من أن تفقد جماعة الأمة القبطية شعبيتها في المجتمع القبطي فقد فضلوا أن يبقى الحال على ما هو عليه وتستمر إدارة الكنيسة باللجنة الكنائسية الَّتِي تم تشكيلها لحين شفاء البابا حسب مزاعمهم ... وتمضى الأيام طويلة ثقيلة على قيادات الأمة القبطية. . والأنبا يوساب بصحة جسمانية ونفسية جيدة .. والأوضاع تسير برؤية مستقبلية غامضة وخطوات مشلولة ... ظل الأنبا يوساب متحفظا عليه في جناح أعد له بالمستشفى القبطي .. أعزل وحيدا تحت اجراءات مشددة من قبل رهبان جماعة الأمة القبطية ومنع مساعديه وكثير من رعايا الكنيسة وحتى أطباء وهيئة التمريض بالمستشفى من التردد عليه

إلَّا قلة من الموالين للجماعة وبحضور الرهبان .. مما دفع الكثير للاستفسار عن طبيعة مرضه وعن كل تلك الحراسة والقيود والَّتِي فسرت لهم على أنها من اجراءات الحماية اللازمة للبابا خاصة بعد الأحداث المروعة الَّتِي تعرض لها .. ولم تكن تلك التفسيرات مقنعة للكثير من رعاياه وخاصة أن اجراءات الحراسة لم تكن من قبل سلطات أمنية ولا قانونيه .. كما أنه المفترض أن تلك الإجراءات المشددة من قبل الرهبان لا تفي بغرض الحماية حيث أن أغلب القائمين بها من الرهبان ورجال الدين المعروفين للكثير .. والمفترض أن تلك الطبقة الكهنوتية غير مسلحة فكيف لها أن تقوم بدور أمني لحماية البابا .. ومرت الأيام بطيئة وليالى طويلة حالكة الظلمة لأسوأ الفترات التاريخية الَّتِي مرت بها الكنيسة القبطية وأكثرها غموضا .. البابا في عزلته الاجبارية .. تحت حراسة أعدائه .. لا يعلم ما يدور بأذهانهم ونواياهم .. وفي غياب اجراءات أمنية من قبل السلطة تؤمن له سلامته وتحميه من بطش هؤلاء المجرمين به .. لم تكن العزلة ولا الوحدة بالشيء الجديد عليه فلقد اعتاد عليها في حياة الرهبانية ولكن ليست تحت تلك الظروف المستجدة والغريبة .. وسط بكاء رعاياه المشفقين عليه من أحداث مجهولة المعالم لا يستطيعون فهمها ولا تتبع مجراها .. التعتيم على الحقائق سمة لها .. حتَّى فقدوا التمييز بين رجاله والمنشقين عليه .. الإشاعات تملأ الكنائس وتتضارب التفسيرات والانقسامات .. والأنبا على حاله متماسك رافض لأجراءات عزلة الظالمة الباطلة متهما أعدائة بالقسوة والعدوان .. ورافضا لعودته كرمز للكنيسة تاركا لهم شئون إدارتها بأفكارهم وأهدافهم المدمرة الهدامة والمخالفة لجوهر المسيحية والمرتدة عن قوانين الكنيسة .. غير مبالى بتهديدات ولا إغراءات .. آملا أن تفتضح نواياهم وتهدم جماعتهم في أوج مجدها ... ولا يزال بصحة جسمانية ونفسية جيدة لم ينل منها أعدائه الذين كانوا يأملون في تدهور حالته للتخلص منه سريعا .. وخابت ظنونهم .. وظلت الأحوال كما هي عليها .. البابا في منفاه الأجبارى بالمستشفى القبطي .. والكنيسة على حالها خاوية من أكبر رموزها الدينية تدار بتلك اللجنة الكنائسية .. وكرسي البطريركية خاليا في المقر البابوي ينتظر عودة صاحبة أو تنصيب من يعتليه .. ورعايا أقباط كاليتامى يأملون عودة أبيهم .. وقيادات الأمة القبطية مشلولة الفكر تبحث عن حيلة لتحريك الأوضاع لتغيير الأحوال .. والأمور على ما هي عليه لا جديد .. ما زالت الكنيسة منقسمة برهبانها وكهنتها وجميع رموزها الكنائسية من رجال الدين .. والأوضاع تسير للأسوأ .. ونذير شؤم لجماعة الأمة القبطية يحيطها من كل الاتجاهات ويهددها بانتكاسة لخطواتها للوراء وخسائر لنجاحاتها إذا استمرت الأمور دون حراك .. والكل بالكنيسة يترقب حدوث تحريك للأحداث ..

بدأت أنظار العاملين بالمستشفى القبطي من الأقباط النصارى الأرثوذكس تغتنم الفرصة للأطلاع على أحوال البابا وتفقد أحواله .. ويؤكد كبار السن المعاصرين لتلك الفترة أن الكثير من الأطباء وهيئة التمريض الَّتِي سنحت لهم الفرصة لرؤيته يؤكدون على أن أحواله الصحية كانت جيدة لا تستدعي كل تلك الفترة من الإقامة .. وأن نظراته كانت بها كثير من الحزن والألم والعتاب وإحساس كبير بالظلم حتَّى أن بعضهم طالب بعودته إلى مقره البابوي .. وأن السكوت على أمرة قد يصيبهم باللعنات ... مؤكدين أن حالته لا تتطلب إقامة بالمستشفى ويمكن تقديم الخدمات العلاجية له بمحل إقامته بالمقر البابوي إذا تطلب الأمر .. ورفض هذا الطلب من قبل القائمين عليه من رجال الدين .. ومارست إدارة المستشفى الضغوط على بعض الاطباء الشباب بالكف عن تلك المطالب وترك الأنبا لقيادات الكنيسة الحاليه حيث مكانته الدينية تحتاج لتلك الرعاية الكهنوتية الَّتِي تعمل لصالحه وأمنه .. ورغم أن تلك المبررات لم تكن بالكافية ولا المفهومة ولكن احتراما من الأقباط النصارى لقيادات الكنيسة أظهروا الطاعة والولاء للكنيسة وقياداتها تجنبا لحدوث مزيدا من الاضطرابات والانقسامات داخلها والَّتِي هي بغني عنها في تلك الأوقات العصيبة .. ولم يكن لجماعة الأمة القبطية بعد مرور عدة شهور قليلة أن تقبل باستمرار هذا الوضع دون أن تضع له حد ونهاية .. لابد للأمور أن تتحرك وتتبدل الأحوال والسكوت على تلك الأوضاع سوف يزيد القيل والقال والشائعات الَّتِي قد تزيد أحوال الكنيسة سوءا .. كما أن الأطماع والمنازعات بدأت تظهر بقوة بين أعضاء اللجنة الكنائسية المشكلة .. وخاصة بين من هم منتمون للجماعة وبين رجال الحرس القديم من أتباع الأنبا يوساب والذي يلقى الدعم من أبناء الكنيسة ورعاياها الأقباط النصارى .. ودون مقدمات لأي تدهور في صحة البابا يوساب الثاني .. فوجىء العاملين بإعلان وفاته وسط ذهول الجميع .. ماذا حدث وكيف .. وتناثرت الأقاويل والشائعات تؤكد مقتله بالتصفية الجسدية مقتولا أو مسموما .. وأن المرافقين له حرصوا على إبعاد الجميع عن رؤيته في بداية الأمر معللين ذلك بإقامة مراسم وصلوات خاصة بمكانته الدينية استعدادا لنقله لمقره البابوي لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من قبل رعاياه والمحبين له .. بينما أكد بعض الذين أختلسوا النظرة الأولى بالمستشفى على أنه كان أشبه بالمخدر (ببنج كلى) وأن مظهره ليس على حالة الموتى ولا حرارة جسده حتَّى بعد انقضاء الساعات الأولى من وفاته ويصرون على أنها كانت أشبه بحالة غيبوبة وفقدان وعي بفعل فاعل .. بل وأكد البعض أن المرافقين له والذين توافدوا حرصوا على أن يحيطوه بعيدا عن الأنظار .. وأن نظراتهم كانت خالية من أي ورع أو مفاجئة أو حتَّى فزع .. وكانت أحزانهم تبدوا مفتعلة بمشاعر أقرب للقسوة لا تليق برجال دين فقدوا رمز محبتهم ..

وأمام إصرار بعض من الاطباء الشباب على التحقق من حالته وتصعيد الموقف إذا استدعى الأمر لجأ الكهنة بمساندة إدارة المستشفى إلى حيلة بادعاء أن الأمر يتطلب نقله إلى مقره البابوي حتَّى لو كان في حالة احتضار لاجراء المراسم التكريمية والدينية الَّتِي تليق بمكانته الدينية .. بينما عم الحزن كل الأقباط النصارى من رعايا الكنيسة ونقل الأنبا يوساب ليعيدوه جالسا ميتا على كرسي البابوية الذي انتزع منه انتزاعا .. ويؤكد البعض أنه فور انقضاء مدة إلقاء النظرة عليه وإقامة الصلوات والقداس وغيرها من الشعائر تم أخذه للداخل بصحبة عدد قليل من الكهنة والرهبان وتم إخفاء الجثمان فترة .. ثم خرج الصندوق محمولا لاستكمال مراسم دفنه .. وحتى المشهد الأخير تناثرت عليه الأقاويل فمن رجال الدين المواليين له أكدوا على أن المرافقين له من أعضاء تلك الجماعة بالمستشفى لم تكن لديهم الجراة على تصفيته جسديا وكان أن لجأوا مع بعض الأطباء المواليين للجماعة إلى تخديره وبعد انقضاء المراسم نقل إلى منفاه الأخير بأحد الأديرة البعيدة جدا بالبحر الأحمر والخاصة برهبان الجماعة .. وأشار بعض رجال الدين المشلوحين حاليا أنه ما زال إلى الآن على قيد الحياه وأنه من المعمرين تعدى المائة بسنوات .. . ومؤكدين أيضًا على أن الكثير من رهبان جماعة الأمة القبطية وقياداتها الذين يديرون الكنيسة الحالية في الخفاء ما زال بعضهم على قيد الحياه أيضًا يقيمون بأديرة الصحراء الغربية البعيدة وليس فقط وادي النطرون والبعض منهم بأديرة الواحات .. مؤكدين على أن أحدا من قيادات الكنيسة الحالية لا يستطيع اتخاذ قرارات إلَّا بالرجوع إليهم .. وهذا يفسر هروب الأنبا شنودة واختفائه في أديرة وادي النطرون والصحراء الغربية وقت الأزمات .. وبنهاية فترة حكم الأنبا يوساب الثاني بتلك النهاية المأساوية .. تتوالى الأحداث الأكثر غرابة بتتطورات سريعة متلاحقة أبطالها جميعًا من أعضاء تلك الجماعة .. وممن هم أعداء البابا يوساب والذي اتخذ بشأنهم قرارات بعزلهم وطردهم من الأديرة وسحب الاعتراف بالأديرة الخاصة بهم .. وظهرت نفوذ تلك الجماعة بقوة .. فلفقت الأوراق وسحبت المستندات والأقوال وتم تبرئة الراهب متَّى المِسكين من قضية خطف البابا وحذف اسمه .. وليشهد عام 1954 عقب حادثة أختطاف البابا يوساب دخول نظير جيد سلك الرهبانية ليتخذ اسم الراهب أنطونيوس السرياني بعد أن منع طيلة السنوات الماضية في فترة حكم الأنبا يوساب من الموافقة على الاعتراف به كراهب أو قبوله بأحد الأديرة .. والذي حارب من أجل الحصول عليه ليتهيأ لدور رسمته له جماعة الأمة القبطية في المستقبل حيث لا تسمح قوانين الكنيسة بتعيين العلمانيين لمناصب كنائسية قيادية إلَّا بعد أن يمكثوا عدد من السنوات في سلك الرهبانية بأحد الأديرة .. وهذا ما لم يمكنه له الأنبا يوساب طيلة فترة ولايته .. حيث سيصبح نظير جيد خريج كلية الآداب قسم التاريخ

الاستيلاء على كرسي البابوية

والذي لقب كراهب بأسم (أنطونيوس السرياني) .. والملقب حاليا بالأنبا شنودة بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحالية .. وبنهاية عهد الأنبا يوساب تبدأ أخطر مراحل الكنيسة القبطية .. صورة مدرس التاريخ (نظير جيد) - في الفصل أمام السُبُّورة -؛ والذي ترهبن باسم (أنطونيوس السرياني) ثم (شنودة الثالث) البطريرك الـ 117 فيما بعد. الاستيلاء على كرسي البابوية بإزاحة الأنبا يوساب الثاني عن كرسي البابوية بعد رحلة من النزاعات والصراعات دامت سنوات .. اسدل الستار عن فترة حكم الأنبا يوساب بنهاية ما زالت ألغازها تبحث عن إجابات إلى يومنا هذا .. وما زال بقلوب ومشاعر بعض ممن عاصروه إحساس بالذنب والمرارة والألم والتقصير في حق هذا الرجل الذي ظلم كثيرًا ولم تنصفه الكنيسة الحاليه ولا رعاياها .. ويذكر أن عدد ليس بالقليل من الأقباط النصارى المعاصرين لتلك الأحداث فقدوا الثقة والولاء لكنيستهم وفضلوا ترك البلاد والهجرة للخارج عن الاعتراف بأي راهب يعتلى كرسي البابوية بعد يوساب الثاني .. وما زال أبنائهم إلى الآن بالولايات الأمريكية يتناقلون عن آبائهم ويعتقدون أن بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني ظلم كثيرًا وأن كل من جاء بعده ليس له الحق ولا الشرعية لاعتلاء كرسي البابوية ولا يعترفون بالصفة الكنائسية لرجال الدين الذين تولوا حكم الكنيسة بعد يوساب الثاني .. بل ومنهم من اسس كنائس قبطية غير خاضعة للكنيسة القبطية بمصر ومنشقين عنها ..

وبغياب الأنبا يوساب الثاني خلت الساحة لجماعة الأمة القبطية الإجرامية المتطرفة ذات النفوذ في غفوة القانون والسلطات عن جهل أو تجاهل .. ليفقد رجال الكنيسة القبطية من الحرس القديم عهد الأنبا يوساب الحماية الَّتِي تمكنهم من اتمام عملية ترشيح بطريريك جديد خلفا للأنبا يوساب في جو من الأمان دون تهديدات شباب جماعة الأمة القبطية الجامعيين تلامذة رهبانها القابعين بأديرة مشبوهة .. بعضها سحب الاعتراف به والبعض الآخر في مجاهل الصحراء بعيدا عن العيون .. ولكن لم تصفى لهم الأمور بسهولة رغم تهديداتهم الإجرامية لارغام رجال الكنيسة على تنصيب أحدهم .. وتمسك كبار السن من رجال الدين الأقباط النصارى بتعاليم وقوانين الكنيسة القبطية .. وفتح باب الترشيح .. دخلت الكنيسة بعدد من رجال الدين كبار السن ورشح أتباع الجماعة ثلاثة من رهبانها من الشباب الجامعيين المتحمسين والمسممين بتعاليم الجماعة العنصرية الإرهابية المتطرفة .. وعلى رأسهم الأب متَّى المِسكين (الذي عزله الأنبا يوساب قبل اختطافه بخمسة أشهر والذي اتهم في حادثة الاختطاف) .. والراهب أنطونيوس السرياني (الملقب حاليا بالأنبا شنودة وأحد تلامذة الراهب متَّى المِسكين المخلصين) .. والراهب مكارى السرياني (الأنبا صموئيل فيما بعد) وهو أيضًا أحد تلامذة متَّى المِسكين في دير السريان .. واستبعدوا الثلاثة من قبل رجال الكنيسة القبطية الذين أظهرو تمسكهم بتعاليم وقوانين الكنيسة بكل قوة .. لأن قوانين الكنيسة لا تنطبق على أي من الثلاثة .. حيث أن تعاليمها وقوانينها تشترط أن يكون البطريرك من كبار السن وأمضى سنوات طويلة في سلك الرهبانية حتَّى يليق بتلك المكانة الروحانية ويكون أيضًا جديرا بالمسئولية عن رعايا الكنيسة ورجالها .. شأن كل بطاركة الكنيسة السابقين البابا يوساب الثاني والبابا مكاريوس الثالث وقبله البابا يؤانس التاسع عشر وأيضًا البابا كيرلس الخامس وجميعهم بلا استثناء كانوا من كبار السن منذ أن أنشئت الكنيسة القبطية إلى نهاية عهد الأنبا يوساب الثاني .. وبممارسة الضغوط وبمساعدة اصوات رجال الدين المواليين للجماعة تم اصدار لائحة 1957 وتشترط أن يكون المرشح قد تجاوز 15 عام في الرهبانية .. لتعطى الفرصة للراهب متَّى المِسكين وآخرين من جماعة الأمة القبطية للترشيح والفوز .. ومرة أخرى استبعد الراهب متَّى المِسكين حيث اسقطت السنوات الَّتِي عوقب فيها وطرد اثنائها من سلك الرهبانية .. وبذلك أصبحت مدة رهبانيته أقل من 15 عاما .. كل تلك الأحداث والكنيسة القبطية تحكمها لجنة كنائسية وما زال الصراع قائم من قبل رهبان الكنيسة ورهبان الجماعة لتنصيب بطريركا جديدا خلفا للأنبا يوساب .. وتدفع الجماعة بالراهب مينا المتوحد من تلامذة رهبان الأمة القبطية المخلصين والمعلمين لتعاليمها .. وهو أيضًا معلم الراهب متَّى المِسكين والأب الروحي له والذي تتلمذ الأخير على يده في دير مار مينا بمصر القديمة والذي سحب الاعتراف به وطرد الرهبان منه .. ورغم انطباق شرط عدد سنوات الرهبنة 15

عاما حتَّى بعد اسقاط السنوات الَّتِي طرد منها الراهب مينا المتوحد وتلاميذه وسحب الاعتراف بالدير .. ولكن كان هناك من هم أحق وأصلح منه لهذا المنصب من منظور رجال الكنيسة وقوانينها .. وبإصرار وتصميم من جماعة الأمة القبطية ولأول مرة تعمل الكنيسة بالقرعة الهيكلية لاختيار بطريركا .. ولم يسبق في تاريخ الكنيسة أن استعانت بتلك الطريقة لاختيار بطريركا لها على مر عصورها .. حيث أن مبدأ القرعة الهيكلية يهوديا لم تقره الكنيسة في تلك الأحوال ولم تعمل به من قبل لاختيار البابا .. وكانت أن طبق نظام القرعة كوسيلة مكر وخداع حيث دفعت بالاصوات لصالح الراهب مينا المتوحد دون أي اعتبارات أخرى لصفات كهنوتية رغم وجود عدد من المرشحين من رهبان الكنيسة من هم أحق منه ولم يتلوث تاريخهم الرهباني مثلما حدث بتاريخ الراهب مينا المتوحد من عقوبات وصلت لحد الطرد من الأديرة .. ولتنتهي تلك الصراعات الطويلة على منصب البابوية لصالح الراهب مينا المتوحد .. ليفاجأ كل من عرفوه وعاصروه بالدير بتنصيبه بطريركا للكنيسة الأرثوذكسية القبطية .. وبذلك استقرت الأمور للجماعة المنحرفة عقائديًا والعنصرية وليصبح الراهب مينا المتوحد الأنبا كيرلس السادس بابا الأقباط النصارى وسط ذهول كل من عرفوه من رجال الكنيسة القبطية. وباعتلاء الأنبا كيرلس السادس (الراهب مينا المتوحد سابقا) كرسي البابوية وضعت جماعة الأمة القبطية المتطرفة قبضتها على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر .. وليصبح البابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116 في تاريخ الكنيسة وكان ذلك يوم 10 مايو 1959 .. وليصبح أيضًا الواجهة واليد المنفذة لكل أفكار ومباديء جماعة الأمة القبطية العنصرية .. والصوت الناطق لأسياده ومعلميه من رهبان الجماعة المقيمين بالأديرة .. وخاصة أديرة الصحراء الغربية حيث تحكم وتدار أمور الكنائس القبطية من خلال رهبانها لتمتعها بالخصوصية والسرية والبعد عن المدن وعيون المتطفلين .. وأيضًا لأن موقعها هي الأقرب للمقر البابوي من حيث المسافة إذا قورنت بالأديرة البعيدة والمتناثرة بالصحارى القاصية .. والَّتِي استخدمت هي أيضًا لأغراض أخرى لخدمة أهداف الجماعة .. وليصبح حاشية البابا الجديد ورجاله من تلاميذه وتلامذة قرنائه من رهبان الجماعة من زملائه الذين عاصروه وتتلمذوا معه على أفكار وتعاليم معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الأمة القبطية الأكبر سنا .. وبذلك تمكنت الجماعة المنحرفة عقائديًا من السيطرة على مقاليد الأمور ولتحل تعاليمهم محل تعاليم الكنيسة ..

البابا كيرلس السادس

وبدأت الجماعة في ترسيخ كنيستها الجديدة بأفكارها وأساليبها الشيطانية بمراحل هادئة واعية مدبرة بمكر ودهاء رهبانها بالأديرة بعد أن اطمئنوا واستقرت لهم الأحوال ولنبدأ أولا بالتعرف على البابا كيرلس السادس الذي خلف البابا يوساب الثاني بعد حروب وصراعات طويلة طاحنة. البابا كيرلس السادس ولد بابا الأقباط النصارى رقم 116 والملقب بالأنبا كيرلس السادس في 8 أغسطس 1902 بإحدى قرى أبو حمص بمحافظة البحيرة بمصر وكان اسمه عازر يوسف عطا .. وكان ممن التحق بمدارس الإرساليات الأجنبية مع بعض أصدقائه من الأقباط النصارى واستفاد كثيرًا بإمكانياتهم وتعلمه للغات .. لم يكن له اهتمامات دينية ولكن شأن كل الأقباط النصارى الذين يترددون على الأديرة مع عائلاتهم في الأعياد والمناسبات في رحلات تنظمها الكنائس لرعاياها للتواصل مع آبائهم من رهبان الأديرة لأخذ النصح والإرشادات والبركات وتقضية بعض الأوقات الَّتِي تربطهم روحانيا بكنيستهم ورجالها .. في ذلك الوقت كانت هناك اختراقات محدودة لأفكار وأهداف جماعة الأمة القبطية اجتذبت عددًا قليلاً من رهبان الأديرة .. ولكن في نطاق السرية والحذر حيث كان كبار رهبان ومسئولى الأديرة على جانب كبير من الحزم في التعامل مع معتنقي ومروجي أفكار تلك الجماعة بطرده من سلك الرهبانية وأبعاده عن الدير .. لذا فإن عدد الموالين للجماعة كان لا يتعدى العدد القليل من الرهبان ببعض أديرة الوجه البحرى وخاصة محافظة أو مديرية البحيرة ذلك الوقت منشأ أفكار تلك الجماعة .. وانبهر عازر يوسف عطا وبعض من زملائه من الشباب المتميز علميا وثقافيا بأفكار بعض الرهبان القليلين المنتمين روحانيا لفكر تلك الجماعة .. ووجدوا منهم صورة إيجابية طموحة غير هذا الشكل النمطى المستضعف من الرهبان والطبقة الكهنوتية .. انجذبوا لآراء الرهبان المتمرسين في اتقانهم لفن إدارة الحوار والإقناع .. انسحروا بطموحاتهم وأفكارهم وأهدافهم الَّتِي تسعى لإنشاء كنيسة قبطية عظيمة للرب بأرض مصر ترضى طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية .. سره ورفقائه أن يبادروا بالالتحاق بتلك الجماعة وحضور دروسهم ..

كانت تلك الزيارات للأديرة والالتقاء بمرشديهم ومعلميهم من الرهبان القليلين بصورة متقطعة غير متواصلة على فترات متباعدة .. حيث كان عازر يوسف عطا قد أنهى تعليمه والتحق بالعمل في مجال السياحة شركة كوكس للسياحة .. وانقطعت لفترة صلته بمرشديه وآبائه الروحانيين ومعلميه من الرهبان القليلين الذين تأثروا بفكر تلك الجماعة المحظورة من قبل الكنيسة .. وروجوا لتعاليمها واستغلوا وجودهم بالأديرة وثقة الزائرين بهم لجذب عدد من الأقباط النصارى خاصة من المتعلمين الطموحين البعيديين عن الأمور الدينية والَّتِي يسهل عليهم إقناعهم والتأثير فيهم لجهل هؤلاء الشباب أمثال عازر يوسف بالمسائل الدينية .. وعمل عازر يوسف عطا في إحدى كبرى شركات الملاحة المعروفة في ذلك الوقت .. ولنشاطه وطموحه استطاع في سن صغيرة أن يكسب ثقة رؤسائه في الشركة وأن يحتل مركزا مرموقا ومكانة متميزة في السلك الوظيفي بين زملائه ورؤسائه بشركة الملاحة الكبرى .. حتَّى تمكن في فترة قصيرة أن يستحوذ على ثقة المسئوليين الكبار بالشركة الذين بدورهم اعتمدوا عليه في كثير من الأمور الإدارية بها من فرط ثقتهم في قدرته وإلمامه بخبايا العمل وإدارة الشركة .. وهي مهارات قيادية اكتسبها وبرزت أيضًا في شخصيته .. وركزت اهتمامات قيادات الجماعة وعيونهم عليه والمتابعين لأحواله وأحوال أعضاء الجماعة من الشباب العلمانيين .. ورغم انشغاله بتبعات ومسئوليات الشركة الَّتِي أخذت الكثير من وقته لكن أفكار تلك الجماعة وعلاقاته القوية بمعلميه كانت قد استحوذت على كثير من فكره وقناعاته .. فأصبح يغتنم الفرصة في الإجازات القليلة للتردد على مرشديه ومعلميه من رهبان الأديرة المنتمين لتلك الجماعة وكانت تلك اللقاءات تتم بصورة انفرادية بعيدا عن سمع كبار مسئولى الأديرة حتَّى لا تتسرب إليهم وشايات تؤدى إلى طرد الرهبان .. فكانت تلك الدروس محاطة بسرية تامة حتَّى تشبع بمناهج وتعاليم وأساليب قيادات جماعة الأمة القبطية للوصول إلى أهدافها .. وفي أثناء تلك الفترة حدث كثير من التغيرات في سلوكيات حياته اليومية حيث أصبح يميل إلى العزلة والحد من الاختلاط والعلاقات الاجتماعية مع زملائه بالعمل .. وامتدت بوادر مرحلة الاعتزال لتصل إلى منزله فأصبح لا يميل للحديث ومخالطة أهله وأقربائه والمقربين منه .. ويفضل الوحدة عن الجلوس معهم .. وكانت تظهر من بعض تعليقاته نقد أو رفض بعض الأمور الخاصة بالكنيسة والأقباط النصارى .. وحتى لا يلفت إليه الأنظار فضل الصمت .. حيث لمس بفطرته الذكية عدم استجابة المحيطين به من الأهل والأصدقاء لآراء تلك الجماعة الَّتِي كانت تتناثرها الألسن على أنها غريبة ومرفوضة عقائديًا وغير مقبولة من أقباط ذلك الوقت ..

وحتى لا يثير الشبهات عن اعتناقه لتلك الأفكار كان يفضل الوحدة والابتعاد عن مجالسة المحيطين به حتَّى لا تستفزه الآراء بالإدلاء بمكنون صدره من تغيرات في منهجه العقائدى .. استمر سنوات قليلة على هذا النهج .. ليقرر فجأة الرحيل إلى حياة الرهبانية والصحراء طالبا الوحدة والعزلة .. تاركا موقعه المرموق في الشركة وسط ذهول كل من عرفه وحسده على تلك المكانة الَّتِي كان يتمتع بها في هذا السن الصغير .. وتلك الفرص والحظوظ الرائعة الَّتِي لازمته .. ولم تستطع معه المحاولات من أهله ورفقاء العمل أن تثنيه عن قراره .. ويمضى تاركا وظيفته ومكانته وبيته وكل من عرفهم وذهلوا وفوجئوا بقراره وليودعوه لحياه جديدة اختارها في سبيل أهداف وأفكار تملكت من كل كيانه .. ويمضى ليقضى عاما داخل أسوار الدير .. ليتم ترسيمه في كنيسة السيدة العذراء الأثرية الملحقة بدير السيدة العذراء في 25 فبراير 1928 .. وصلوا عليه صلاة التجنيز (الصلاة الجنائزية الخاصة بالأموات والرهبان) لتنتهي حياته السابقة .. ويحذف اسم عازر يوسف عطا ليصبح اسمه الراهب مينا البراموسي وتنقطع صلته بحياته الأولى .. البطاقة الشخصية لعازر يوسف عطا (مينا البراموسي) ثم (مينا المتوحد) ثم (كيرلس السادس) البطريرك الـ 116 فيما بعد.

مضى الراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) ثلاث سنوات في الدير أظهر فيها ولاءا كبيرا وطاعة لقوانين الرهبنة والتزام كبير لإدارة الدير وقياداته .. واستطاع أن يجمع بشخصيته القيادية عددا كبيرا من رهبان الدير حوله .. وتسلل الي عقولهم بأفكار جماعة الأمة القبطية العنصرية ولكن في سرية تامة لمن يطمئن لهم كلية بذكائه الفطرى .. حتَّى اجتذب حوله مجموعة من الرهبان في لقاءات واجتماعات انفرادية ليلقنهم دروس في تحليلات وشرح أفكار الأمة القبطية حول الكنيسة وأحوال الأقباط النصارى وأهدافها .. كما كان حريصا على الالتقاء ببعض الشباب وخاصة المثقف البعيد عن الأمور الدينية من زوار الأديرة مع عائلاتهم كما حدث معه سابقا .. وبثقافته وتميزه العلمي عن كثير من الرهبان في العلوم الدنيوية الَّتِي تلقاها في مدارس الإرساليات وكذلك العلوم الدينية الَّتِي تلقاها في الأديرة استطاع أن يؤثر بقوة في عدد من زوار الدير من العلمانيين بفطرته الذكية وشخصيته المؤثرة في الآخرين وحيث أنه الأقرب والأكثر فهما لهم ولطموحاتهم عن غيره من رهبان الدير البسطاء .. حتَّى أصبح له مريدين داخل وخارج الدير .. الأمر الذي استوقف إدارة الدير .. ورغم محاولته الظهور بمظهر الزاهد في الأمور الدنيوية الملتزم بقوانين الدير وعدم إعطاء الفرصة لأن يمسك أحد من مرشديه عليه أي أخطاء أو إدانة .. الا أن إدارة الدير لمست في تلك الشخصية القيادية طموحات خفية لا تتناسب وحياة الرهبنة .. لذا رأت أن ترشيحه أسقفا تتناسب وشخصيته لما يتمتع به من صفات قيادية ومؤثرة في الآخرين .. وبالفعل تم ترشييحه ورسامته لدرجة كهنوتية في يوم 18 يوليو 1931 .. وحاول معه الأنبا يؤانس أسقف البحيرة والغربية تكرارا إقناعه لقبول منصب أسقف إلَّا أنه رفض بشدة المناصب القيادية الكنائسية .. مصرا ومفضلا عليها حياة الرهبنة .. الأمر الذي أوقع الكثير في حيره من أمره ... لكن لم يختلف عليه أحد ولم ينكر عليه تميزه وإخلاصه للكنيسة القبطية وهذا الأمر الأهم والأجدى .. وفشلت معه المحاولات المتكررة من قياديّ الكنيسة في إقناعه بمنصب أسقف والذي يتمناه من هم أكبر منه سنا ومكانه كهنوتية .. وكعادته أصر على رفضه فهو أعلم منهم بحاله وقناعاته وطموحاته وانتماءاته الفكرية لجماعة الأمة القبطية المتطرفة والَّتِي لا يستطع البوح بها في تلك الظروف .. ولكن إدارة الدير رفضت عودته تحت إدارتها حيث غلبت شخصيته القيادية في التأثير على مجموعة ليست بالقليل من رهبان الدير اتخذوه أبا روحيا لهم أكثر من انجذابهم وولائهم لمرشديهم ومعلميهم من رهبان الدير .. كل تلك الأحداث ولم تنقطع صلته ولا تلقيه التعليمات من معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الأمة القبطية والَّتِي كان يغتنم الفرص لرؤيتهم والالتقاء بهم وتلقي أوامرهم وإطلاعهم على أحواله مع زملائه بالدير وإبلاغهم عن الأعضاء الجدد من رهبان الدير المنضمين لأفكار الجماعة .. وكان ذلك أثناء زيارات أحدهم أو أتباعهم للدير وفي المناسبات الدينية ..

ورغم رفض إدارة الدير عودته وعدم التراجع عن قرارها .. لكنه كان أكثر إصرارًا منهم على أن يستمر في سلك الرهبانيه .. ولم ييأس وقرر الانتقال إلى أحد أديرة سوهاج .. ليبدأ ويعيد الكرة من جديد بإظهار الولاء والطاعة لقيادات الدير والالتزام بقوانينه .. لتكون تلك الفترة بدير سوهاج من العلامات الهامة في حياته .. حيث استطاع بعض رهبان الدير من قياداته المتمرسين في الأمور الكهنوتية وأسرارها وبحكم خبرتهم وعلمهم أن يكشفوا عن الكثير من ملامحه الشخصية المستترة وتعرية حقيقته والكشف عن بعض انتماءاته الفكرية في سوهاج تكررت نفس تفاصيل تجربة الراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) في دير السيدة العذراء .. حيث اعيدت الكرة بتفاصيلها وإذا بالراهب مينا يجمع حوله مجموعة من الرهبان في جلسات وحوارات أشبه بالسرية .. وكان أن حدثت العديد من المشاكل داخل دير السيدة العذراء لرفض إدارة الدير عودة الراهب مينا .. الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام حول شدة ولاء تلك المجموعة من الرهبان له لدرجة تمردهم على قرارات الدير بشأن الراهب مينا .. وإذا بمجموعة من الرهبان بدير سوهاج (دير الأنبا شنودة المسمى باسم أحد الرهبان القدامى والذي اختار الأنبا شنودة حاليا نفس الاسم) يلتفون حول الراهب مينا مظهرين ولاءا شديدا له .. الأمر الذي أخذ بمسئولى الدير لمحاولة تحليل مقومات هذا التأثير الذي يتمتع به الراهب مينا .. ولم يكن بالعسير على كبار رهبان الدير بسوهاج المتمرسين في المسائل الكهنوتية وأسرارها ومداخلها ومخارجها وخباياها على كشف سر استحواذ الراهب مينا البراموسي على عقول ونفوس تلك المجموعة من الرهبان حتَّى باتوا مطيعين منفذين لكل أوامره في فترة وجيزة .. ومن خلال جلسات انفرادية له مع قياديّ الدير وتفحصهم لأسلوبه في الحوار والردود والاستماع وجدوه على درجة عالية جدا من التدريب على درب من دروب السحر .. وهو استخدام العين في التأثير على المتلقي والمستمع .. والنفوذ الي نفسه والاستحواذ عليه وإضعافه للتمكن منه والسيطرة على فكره وقراراته دون أن يشعر بتلك المراحل .. وهي طريقة معروفة في السلك الكهنوتي واستخدمها كهنة اليهود قديما وما زالوا .. ولها علومها وخطواتها وتدريباتها .. وهي الَّتِي استخدمها الراهب راسبوتين في السيطرة على الكنيسة الأرثوذكسية لقيصرة روسيا وحتى على قصورها .. وهي من كتب السحر المتوارثة عن اليهود وكهنة المعابد الوثنييين حيث لهم عدة طرق من دروب السحر في السيطرة على أتباعهم .. وأيضًا سحرة التنويم المغناطيسي ..

بين (كريلس السادس) و (راسبوتين)؛ عيون نافِذة ومسيطرة حَكَمُوا بِها الحُكَّام. واستخدام العين في السحر هو مدرسة من مدارس إبليس عندما يعجز على تشويه الحقائق والتصدى لها .. وهي إحدى محاولات الشعوذة في تزيين الباطل والتلبيس على العامة في رؤيتهم للأمور .. وتقتصر على نوعية معينة من الأشخاص القليلين جدا لهم صفات شخصية وقدرات معينة لا تتوافر في الآخرين .. وهناك أشخاص معروفين تاريخيا برزت قدراتهم الشخصية في استخدام العين للتأثير على المحيطين بهم .. وإصباغ هالة من الرهبة والخوف من صاحبها .. ولا تملك النفس غير الطاعة والانسياق لأوامره ليس بدافع الحب ولا الولاء لمبادئه ولا الاقتناع بأفكاره ولا لدماثة صفاته وكرم خلقه .. وإنما ضعفا من النفوس فتساق معصوبة الأعين لاترى إلَّا من خلال هذا الشخص .. حتَّى تبدو كلماته وكأنها تخرج من عينه فتبعث في النفس خوف ورهبة تتملك منها وتعميها عن رؤية الحقائق .. ولا يكون له نفس التأثير على الذين لم يروه أو يعاصروه .. وينتهي هذا التأثير بمجرد انقطاع هذا الشخص وغيابه أو اختفائه .. ومن هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بقدرات خاصة لها تأثير السحر ومميزة لشخصياتهم .. جمال عبد الناصر وهتلر والراهب راسبوتين والأنبا شنودة الحالى .. نظراتهم تسبق أقوالهم في التأثير .. وتحيط المستمع لهم بسلاسل حتَّى يصبح كالمشلول نفسيا لا يملك إلَّا الاقتناع والطاعة دون الخوض في السؤال عن تفاصيل الموضوع المطروح أو إبداء استفسارات تعرقل مسيرة هذا الاقتراح أو الهدف المعلن .. وكان الراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا) قد تلقى تدريبات في هذا المجال من السحر على أيدي رهبان جماعة الأمة القبطية المتقنيين لكل علوم السحر المتوارثة عن اليهود ومن كتب العهد القديم والمتمرسين في كافة أنواعها وما زالوا .. ولهم مراجع في هذا الشأن وأكاديميات لتعليمها بالأديرة الحالية لرجال الكنيسة القبطية الحاليين .. ليس في مجال العين فقط

السحر الأسود

ولكن كل دروب السحر ومدارسه .. وبمنتهى القوة اتخذت ادراة الدير بكبار رهبانها قرارات حازمة شديدة اللهجة بمراجعة الراهب مينا البراموسي ونهيه عن استخدام السحر باعتباره كفر ومخالف للتعاليم المسيحية ومدرسة شيطانية لا تليق براهب يبحث عن رضا الرب .. ومؤكدين على تحريم المسيح للسحر وخاصة بما يتعلق بالعين عندما رأى شرور اليهود تنفث من عيونهم .. وطالبوا الراهب مينا بالتوبة والتراجع عن استخدام تلك المهارات الشيطانية .. ورغم إبدائه للاستجابة وأخذه بالنصيحه إلَّا أنهم لم يطمئنوا لمصداقيته واعتبروا محاولته استمرارا في المكر والخديعة للبقاء اطول وقت بالدير .. والَّتِي قد يكون لها الأثر السيء على قوانين ورهبان الدير .. تم إيقافه وعزله لفترة لمراجعة اتجاهاته والتوبة عن تلك السلوكيات المرفوضة عقائديًا .. ولم يكن قد استكمل الخمس سنوات الأولى في تاريخه الرهباني واللازمة لتقرير ما إذا كان يصلح للاستمرار في سلك الرهبانية أو استبعاده .. وخرج الراهب مينا البراموسي من الدير لقضاء فترة عزلته هاربا إلى مكان مهجور بعيد عن الأعين في منطقة تل الطواحين بمصر القديمة لا يرتاده إلَّا الخارجون على القانون في المجتمع .. وتبعه عدد من الرهبان الموقوفين والمطرودين من الأديرة .. السحر الأسود لم تكن المرة الأولى الَّتِي يتهم فيها رجال ورهبان الكنيسة القبطية بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم مسيحي الرومان الكاثوليك أقباط مصر بممارسة السحر وكان ذلك قبل الفتح الإسلامي لمصر .. واعتبر مسيحي الرومان المسيحية القبطية مزيج من المسيحية وطقوس الديانة الفرعونية الوثنية القديمة .. لذا وصلت حروب الرومان للأقباط لحد الإبادة .. وكانوا يرون الشر كل الشر في أتباع للكنيسة القبطية تحت اسم المسيحية .. وكان المسيحيون الرومان يرون في الرهبان القدامى والمنتمين للديانة القبطية فئة ضالة وأن منشأ رهبانيتهم مؤسسها الشيطان حيث كانوا يسكنون قبور الفراعنة وبقايا معابدهم ومساكنهم ومغاراتهم القديمة .. وكان الرومان المسيحين يرون تلك الأماكن الوثنية ملعونة بنص العهد القديم منذ أن عاقب الله فراعنة مصر .. ويعتبرون بقاء الأقباط النصارى سواء رهبان أو قديسين أو غيرهم فترات طويلة في تلك الأماكن بعيدا عن توافر الماء للاستحمام والطهارة يجعل أبدانهم نجسة عرضة لالتباس الشياطين لهم .. وكانوا ينكرون على الأقباط النصارى حبهم وولعهم بكل ما يمت الفراعنة الوثنيين .. حتَّى

اختياراهم للأسماء الفرعونية والعادات والأعياد والمناسبات الفرعونية .. حتَّى احتفالاتهم بعروس النيل أسوة بأفعال الفراعنة وكلها أمور كان ينكرها مسيحيُّو الرومان وحرمها الإسلام منذ فتح مصر .. ويرون في اختيار الأقباط النصارى للأسماء الملعونة مثل رمسيس وهو فرعون مصر عهد موسى وعدو الله وكذلك أسماء آلهة الفراعنة الوثنين مثل إيزيس وحورس وغيرهما جرأة على الله وتحدى له وحب للفراعنة يطغى على مسيحيتهم .. حتَّى أنهم كانوا يبنون الأديرة القبطية فوق المعابد الفرعونية وأماكن تواجدها .. ويحتفظون بالكثير عن أسرار السحر المتوارث عن الفراعنة وكذلك خرائطهم والنبش في قبورهم وإحياء لغتهم واستخدامها في التخاطب بينهم .. والتماس الرزق في العمل في آثارهم والتفاخر بالانتماء إلى الفراعنة الملعونين حتَّى أنهم استبدلوا كلمة مسيحيين بلفظ أقباط من فرط ولعهم بالفراعنة الكفرة والمشركين .. وما زال إلى الآن هذا المعتقد من مسيحي الكنائس المسيحية خارج مصر .. وما زالت تلك نظرة مسيحييهم لأقباط مصر وكنائسها. ولم تكن أيضًا المرة الأولى الذي يتهم فيها الأقباط النصارى ذاتهم رهبان آخريين منهم بممارسة السحر .. فقد سبق واتهم الأقباط النصارى أنفسهم مؤسس الرهبانية الأب أنطونيوس في القرن الثالث والرابع الميلادي بأنه كان أول من ابتدع مبدأ لاهوت المسيح وأدخله ضمن عقيدة الكنيسة .. حيث كانت هناك مذاهب مسيحية لاتؤمن بفكرة لاهوت المسيح وكانت لهم أناجيلهم وكانوا يسمون بالمسيحين المصريين الآريوس - الأرِيسِيِّيِن - وكانوا يحكمون كنيسة الإسكندرية .. وباختراق أتباع الراهب أنطونيوس قديما للكنيسة تم نقل فكرة لاهوت المسيح عنه وترسيخها على الاعتقاد الذي عليه كنيسة الأقباط النصارى إلى الآن .. حيث طلب أساقفة الإسكندرية من الراهب أنطونيوس عام 350 م أن يخرج من عزلته ومغارته ويحضر إلى الإسكندرية للحديث إلى الأقباط النصارى وإقناعهم بلاهوت السيد المسيح .. وهذا ما فعله فخرج من مغارته بالصحراء وكان عمرة مائة عام واستقبله أتباعه بالإسكندرية الذين كانوا يترددون عليه ومهدوا له ومكث أيام قليلة بالإسكندرية .. قيل أنه سحر الناس بخطبه وكلامه وأقنعهم بلاهوت المسيح على المفهوم القبطي الآن .. وأن مرجعيته لم تكن اعتمادا على الإنجيل بل من كل كلمة خرجت منه واعتبروها قيلت بروح القدس على لسانه واتخذوها دستورا لحياتهم وكنيستهم إلى الآن .. وأنه كان سببا في انقسام الكنيسة وقتها وانشقاق كنائس أخرى أرثوذكسية رفضت مقولته وتعاليمه .. وعودة للراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) .. والمسمى بالأنبا كيرلس فيما بعد بعهد عبد الناصر.

ترك الراهب مينا البراموسي (عازر يوسف عطا سابقا) الدير .. واختار مكانا مهجورا معزولا عن الناس بعيدا عن اعين السلطات والمتلصصين والمتطفلين ... مكانا يسمى تل الطواحين بمصر القديمة .. وهذا المكان كان لا يرتاده إلَّا الخارجين عن القانون في ذلك الوقت .. هرب إليه الراهب مينا وأقام به مع مجموعة من الرهبان الموقوفين والمطرودين من الأديرة .. وأصبح أتباعه يترددون عليه واجتذب إليه مجموعة من شباب الجامعات وظل على التواصل مع أعضاء الجماعة والالتقاء بمعلميه من قيادات جماعة الأمة القبطية المنحرفة عقائديًا الذين كانوا يقومون بزيارات سرية له وزملائة ومدهم بالتوجيهات والتعليمات .. وأصبح لكل من الراهب مينا وزملائه تلامذه ومريدين افتتنوا بأعمال السحر الشيطانية وتأثيراتهم على النفوس .. حتَّى ذاع صيت المكان بوجود رهبان يقيمون وأصبح كثير من الأقباط النصارى يترددون على المكان مفتتنين بأقوالهم وأفعالهم .. وكان من المترددين من خريجى الجامعات افتتنوا بفكر الراهب مينا وأهداف الجماعة وأصبحوا من تلاميذه ومن أشدّ المنتمين والمخلصين لأهداف الجماعة ومنهم القمص مكارى السرياني فيما بعد .. والأنبا مينا الصموئيلى فيما بعد .. والراهب متَّى المِسكين وجميعهم من أشهر شخصيات الكنيسة القبطية واعمدة هامة في استبدال تعاليم وقوانين الكنيسة القبطية واستبدالها بتعاليم جماعة الأمة القبطية المنحرفة عقائديًا والعنصرية المتطرفة .. وجميعهم بذلوا الجهد بكل الأساليب الشيطانية للاستحواذ على عقول وقلوب أقباط مصر وترسيخ مفاهيم وتعاليم جماعة الأمة القبطية ليصبح الأقباط النصارى أكثر انتماءا لها عن انتمائهم للمسيحية .. والأخير الراهب متَّى المِسكين أخلص تلامذه الراهب مينا البراموسي .. هو (سعد عزيز) خريج كلية الصيدلة وكان يملك صيدلية بمدينة دمنهور .. وكان قبل تأثره بفكر الجماعة وتتلمذه على يد الراهب مينا البراموسي من أشدّ المولعين بالفكر الشيوعي .. والراهب متَّى المِسكين هو الذي سيصبح معلم نظير جيد (الأنبا شنودة البابا الحالى) .. والأب الروحي له .. ويستمر الراهب مينا البراموسي الذي عوقب بإيقافه لفترة عن الاستمرار كراهب بالأديرة هو وزملائه وتلاميذه في التأثير على مريديهم واجتذاب أتباع وأعضاء جدد لجماعة الأمة القبطية .. وظلو فترة بهذا المكان الذي ذاع صيته وأصبح إلى الآن مزار للأقباط .. ساهم الرهبان داخل الأديرة وخارجها والمنتمين لفكر جماعة الأمة القبطية العنصرية في زيادة عدد الأعضاء والتأثير على الكثير من الأقباط النصارى .. كما أصبح منهم من يتقلد مناصب إدارية وقيادية داخل الأديرة ..

وأيضًا تأثر بعض رجال الدين من ذوي المكانة الكهنوتية الكنائسية بفكر تلك الجماعة الضالة مما كان له تأثير كبير على أتباعهم .. وأصبح لهم نفوذ داخل الكنيسة بمساعدة أصحاب النفوذ من العلمانيين المسيطرون على المجلس المِلِّي والشئون المالية للكنيسة .. ومارسوا كل الضغوط على قيادات الكنيسة حتَّى أصبحوا يتحكمون في عزل البطاركة ونفيهم إلى الأديرة كما فعل أوائل رهبان الجماعة القدامى عندما نفوا بابا الأقباط النصارى كيرلس الخامس إلى دير البراموس التابع لهم بوادي النطرون ومساعده الأنبا يؤانس إلى دير الأنبا بولا بالصحراء الشرقية .. ثم إعلان العصيان بقيادة القمص سورجيوس أحد اعمدة الجماعة على البطريرك يؤانس وعدم الاعتراف به عهد الملك فؤاد .. ثم ترشيح الأنبا مكاريوس والانقلاب عليه عندما رفض تطبيق تعاليمهم ولكنه لم يتحمل ضغوطهم فترك البطريركية واعتزلها إلى الدير .. وقيل أنهم ارغموه على التنازل عن كرسي البابوية ونفوه اجباريا إلى الدير .. ثم جاءت مرحلة البطريرك الجديد الأنبا يوساب الثاني .. ووضحت ملامح اختراق فكر جماعة الأمة القبطية للكنائس من الدروس التحريضية لنشر مفهوم العداء والكراهية لكل من هو غير منتمي لكنيستهم .. والتربص بمصائب الآخرين والفرح بالمكاره الَّتِي تحل عليهم مثلما يحدث الآن عندما تقرع الأجراس فرحا كلما حلت مصيبة أو سوء بالمسلمين وصدق الله تعالى في قوله: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} لم تعد تكفيهم أن تقرع أجراسهم يوم الأحد .. بل كلما نزل بالمسلمين السوء تجدهم من شدة غبطتهم وفرحهم يزغردون بأجراسهم في أي يوم وبأي وقت .. غير قادرين على إخفاء أو تأجيل مشاعر الشماتة والحقد {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .. أبادت كهنتهم المحبة والمسيحية من قلوبهم وكنائسهم .. أخرسهم الله وأخرس أجراسهم وسلط عليهم جنود أولى بأس شديد ... اللهم آمين وما أن ارتقى رهبان تلك الجماعة العنصرية مناصب قيادية بالأديرة حتَّى فتحوا أبوابها لعودة جميع مواليهم من الرهبان الموقوفين والمطرودين .. وتم ترسيم رهبان جدد من اعضائهم .. فدخل الراهب مينا البراموسي وتلاميذه أحد الأديرة .. وتم قبول وترسيم تلاميذه رهبان بالدير .. ثم انتقل وتلاميذه إلى دير مار مينا بمصر القديمة وكان أن اطلق على نفسه الراهب مينا المتوحد (واسم مينا هو أحد ملوك الفراعنة الوثنيين الأوائل وهو مينا موحد القطريين) .. وأصبح يمارس كامل حريته في تلقين الرهبان دروس عن فكر تلك الجماعة وينمي قدراتهم المعنوية للتأثير على العامة من الأقباط النصارى .. وتدريبهم عن كيفية استخدام إمكانياتهم للوصول بالجماعة إلى تحقيق أهدافها .. وزادت زيارات قادة الجماعة من الرهبان القدامى من معلمي

الراهب مينا للدير لإلقاء دروس توعية بما يخص خطط الجماعة وهيكلتها ونشر تعاليمها .. وأخرى تخصصية في سبل وطرق التأثير على العامة واجتذابهم للانضمام لهم .. وأيضًا في كتب السحر من متوارثات اليهود والعهد القديم .. ولكن الأنبا يوساب وقف لهم بكل ما استطاع من قوة وقام بسحب الاعتراف بدير مار مينا بمصر القديمة .. وانتقل الراهب مينا مع تلاميذه ومن بينهم الراهب متَّى المِسكين والذي كان يسمى وقت رسامته الراهب متى الصموئيلى إلى دير الأنبا صموئيل بوادي القلمون بجوار مدينة مغاغة بالمنيا .. حيث أشدّ حصون وقلاع جماعة الأمة القبطية المتطرفة والَّتِي يظهر ملامحها العنصرية إلى الآن بمحافظة المنيا خاصة .. حيث منهم جماعة جنود يسوع .. وتم إيقاف هذا الدير أيضًا من قبل الأنبا يوساب الثاني .. وكان قد انضم إلى تلامذه الراهب متَّى المِسكين نظير جيد (الأنبا شنودة حاليا) .. وكان ومعلمه أقرب التلاميذ إلى الراهب مينا (عازر يوسف عطا) .. حيث فاق نظير جيد معلميه في كل أساليب المكر والدهاء والعنصرية .. مما جعله يحظى بشخصية مميزة لدى جماعة الأمة القبطية مثلما يحظى بتلك المكانة معلميه الراهب متَّى المِسكين والراهب مينا المتوحد .. ويحاول نظير جيد الاعتراف به كراهب ويفشل في الحصول على موافقة قيادات الكنيسة الَّتِي علمت بحقيقة انتمائه للجماعة ورفضهم لمسلك معلميه المتطرف .. وتجرى الصراعات والنزاعات والحروب بين أتباع تلك الجماعة الإجرامية وبين قيادات الكنيسة القبطية المو اليين للبابا يوساب .. وتمضى الأحداث كما استعرضناها أبان حكم البابا يوساب للكنيسة وتنتهي فترته بنهاية مأساوية له .. وتجرى تفاصيل اختيار البابا الجديد خلفا ليوساب الثاني وكما استعرضناها .. حتَّى يتم ترشيح الراهب مينا (عازر يوسف عطا سابقا) من قبل الأنبا أثناسيوس أحد اعمدة جماعة الأمة القبطية .. ويتم تنصيب الراهب مينا المتوحد بطريركا للكنيسة القبطية بعد فترة طويلة من الصراعات ويصبح البطريرك رقم 116 للكنيسة القبطية ويلقب بالبابا كيرلس السادس .. وتبدأ جماعة الأمة القبطية بحكم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر من عهد عبد الناصر بالخمسينات إلى يومنا هذا .. لتمر بأخطر مراحلها وأعمالها الإجرامية بالمكر والوقيعة وإشعال الفتن بين أعدائهم وإلحاق الضرر بهم والشماتة في مصائبهم .. وأحداث لا يمكن تصور مدى خطورتها وإجرامها إلى يومنا هذا.

تعميم السحر الأسود

تعميم السحر الأسود ولأول مرة منذ إنشاء الكنيسة القبطية يتم اعتماد السحر كوسيلة أساسية للسيطرة على أمور الكنيسة .. لم تكن المرة الأولى الَّتِي يستعين بعض العاملين بالسلك الكهنوتي بالسحر داخل الكنيسة .. ولكنه كان يقتصر على فئة قليلة تستخدمه بالسر دون تعميمه .. حيث التعاليم المسيحية تحرم السحر وتعتبره كفر صريح ودرب من دروب إبليس .. وملعون كل من يمارسه .. ولكن قيادات الكنيسة القبطية الجديدة وبتعليمات من رهبانها بالأديرة لجأت إلى السحر كتعويض عن الأمور الروحانية الَّتِي يفتقدها رجال الكنيسة وكيرلس السادس وحاشيته .. لذا خصصت دورات تدريبية لبعض الأساقفة والرهبان والعاملين في السلك الكهنوتي مما يتمتعون بمواهب وقدرات شخصية لتقبل علوم السحر مثلما فعل الراهب مينا المتوحد (بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس) .. وكانت تلك الدورات يشرف عليها كبار رهبان الجماعة بالأديرة ممن توارثوا علومها من اليهود واتقنوا فنونها .. وكان كيرلس السادس بارعا في هذا المجال .. ليس في مجال استخدام العين فقط .. بل لجأ لطرق أخرى كثيرة مما يستخدمها السحرة على المسارح .. فكان يستغل فترة الأعياد والمناسبات الكبرى والَّتِي تشهد تجمعات كبيرة من الأقباط النصارى ليقوم بخداع العامة من رعايا الكنيسة والبسطاء بمساعدة معاونيه .. والذين كانوا يعطوه بعض المعلومات الخاصة ببعض المتواجدين من الأشخاص في احتفالات الكنيسة والذي يعرفون أحوالهم ومشاكلهم .. وبعد مراقبته والتأكد من ملامحهم والإلمام بالظروف المحيطة بهم .. يخرج على رعاياه .. ثم بعد تأديه الطقوس الخاصة بالصلاة أو الاحتفالات يتوجه بنظره إلى أحد الحضور ويطيل إليه النظر ثم يخبره بمشكلة له .. والَّتِي لم يبح لأحد بها إلَّا أثناء الاعتراف لأحد آباء الكنيسة والذي بدوره نقلها لبابا الأقباط النصارى .. فيهلل الحضور والجموع ويتسابقون لتقبيل يده وقدمه للتبرك به ونيل محبته ورضاه .. وكان حريصا على تكرار هذا الأسلوب ومفاجئة الحضور بخبر يخص أحد المتواجدين لا يعرفه إلَّا صاحب الشأن ... (وطبعا رجل الكنيسة الذي يبوح له هذا الشخص بالسر أثناء الاعتراف أسبوعيا أو كلما ألمت به مشكلة) .. ومنها على سبيل المثال هذا الحدث عندما توقف كيرلس السادس فجاة عن الكلام وأشار إلى زوجين من الحضور وسط جموع غفيرة من رعايا الكنيسة وكانا حزينين لفقد ابنهما .. قائلا (إنتم زعلانين لأن ربنا افتكر ابنكم) ليبشرهما بحمل الزوجة في هذا العام .. وذهلا لمعرفة البابا بظروفهما .. ولم يكن الزوج يعلم بحمل زوجته وذهلت الزوجة حيث لم تكن متيقنة ولم تبح إلَّا لأبيها في الكنيسة .. وهلل الجموع وبكى الزوجان من الفرحة .. وفور إنجابها للطفل ذهبا به إليه ليختار له اسم

مرقص .. وأضيفت تلك الواقعة إلى معجزاته .. وهي الحادثة الَّتِي عاتبها عليه أحد رجال الدين قائلا وهل ينسى الرب حتَّى يفتكر ابنهما .. وتكررت تلك الأحداث بكل مناسبة وجمع من الحضور حتَّى أصبحت سمة مميزة لحضورة .. ولم تعد حضور الصلوات خالصة للرب .. ولكن بدافع معاينة إحدى مفاجآته ومعجزاته على الملأ .. الأمر الذي أدَّى بالبعض إلى استنكار هذا الأسلوب واعتباره لا يليق بمكانة دينية بحجم البابا .. حتَّى أن أحد الحضور في ذات مرة علق مازحا (ياترى الفقرة الجاية إيه النهاردة) .. وآخر قائلا (أنا جاي احضر المفاجأة وماشي) .. القليل من الأقباط النصارى لم يتقبل هذا العبث واعتبره أشبه بفقرات السحرة على المسارح وفي التياتروهات ولا تليق بمكان عبادة مثل الكنائس ولا بمكانة القائمين عليها .. كما لم يستطع أحد رجال الدين السكوت على تلك التصرفات واعتبرها اتهاما للعقيدة بالانتقاص عندما يلجأ رجال الدين لمثل تلك الأمور لجذب رعايا الكنيسة والتأثير عليهم .. طبعا هذا المسلك الذي بدأه كيرلس السادس كان إشارة لرجال الكنيسة لتعميمه والأخذ بهذا المنهج والذي ما زال متبع في الكنائس .. لم يتوقف عمل الكنيسة بالسحر إلى هذا الحد بل تعداه إلى إبهار الجموع والحضور في المناسبات الكنائسية بملابس الكهنة والبابا البراقة بتتطريزاتها المبهرة وتيجانها الغريبة الملفتة واستخدام العصا المذهبة والصلبان العتيقة والأخرى المنقوشة برسومات خيالية بالإضافة إلى الجو المفعم بالبخور .. والطاقات الَّتِي تلف وتدور بالمكان .. بخور، ومُوسيقا أوركسترالية، وملابس حريرية موشَّاة بالذهب، وتِيجان وصُلبان من الذهب الخالص المُرصع بالجواهر!!! طِبق الأصل من سَلَفِهِم فرعون إضافةً لسِحر السحرة!!؛ قال اللهُ تعالى في فرعون: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ}.

وكلها من الأمور المعروفة الَّتِي يلجأ إليها السحرة والعاملين بالسيرك .. للاستحواذ على العيون وإشغال العقول بالاهتمام والنظر إلى أمور ليست من الدين فيسهل على رجال الكنيسة التمكن من عقول وكيان الحضور وتهيأتهم لاستقبال أي تعاليم والسيطرة الكاملة عليهم .. وترسيخ مفهوم الإيمان برجال الكنيسة لحد أشبه بالربوبية وإظهار الطاعة لهم لحد العبودية .. وهي الأمور الَّتِي استنكرها بعض المنشقين عن الكنيسة المتحولين للعقيدة المسيحية للبروتوستانت .. حيث يتعجب أتباع الكنيسة الغربية لظهور رجال الكنيسة القبطية بكل هذا الكم من البهرجة والزغللة للأعين والألوان البراقة والملابس المكلفة والباهظة المذهبة وتلك التيجان الضخمة المتنوعة المبهرة .. والَّتِي لا تتناسب جميعها مع روح المسيحية والزهد في الأمور الدنيوية والتطلع إلى ملكوت السماء .. ولا تليق برهبان ادعوا تركهم لمباهج الحياه وكرههم للأضواء والشهرة .. وبتلك الأمور الَّتِي عمت كنائس الأقباط النصارى انتقلت العدوى لبعض الأديرة وسيطر رجال البابا على الكنيسة بالاشتغال على رعاياهم بتلك السلوك الكهنوتية اليهودية الآخذة بأمور السحر والعاملة بها. تمكن بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس والممثل لجماعة الأمة القبطية من السيطرة على أغلب أمور الكنيسة ورعاياها رغم استمرار وجود القلة المعارضين له .. وغرس مفهوم الإخلاص للكنيسة أكثر من الإخلاص للعائلة لأن الإخلاص والولاء للكنيسة ورجالها هو إخلاص للرب .. وساد هذ المفهوم الذي رسخه أسقف التعليم الراهب أنطونيوس السرياني (بابا الأقباط النصارى شنودة فيما بعد) في عقول الشباب ورعايا الكنيسة وخاصة الصغار الذين رضعوا سموم فكره وفكر جماعته العنصرية وترعرعوا على تلك التعاليم المرتدة عن المسيحية. . حتى إنه لم تعد هناك خصوصيات ولا أسرار أسرية ولا عائلية من أمور الأقباط النصارى تخفى على الكنيسة .. في الاعتراف الأسبوعي للكنيسة الكل يبوح بأدق الأسرار .. والكنيسة تفندها وتحللها وتنظر إذا كان من تلك الأسرار ما يضر بمصالحها وسطوتها فتراجع أصحابها وتواجههم وعليهم الاعتذار للكنيسة ورجالها والتوبه والخضوع لأوامر آبائهم وإلَّا تعرضوا لعقوبات تتدرج من حرمانهم من البركات وأسرار الكنيسة السبع ثم من الصلوات ومن حضور القداس وتصل إلى حرمانهم من الاعتراف بهم وإقامة الصلوات الجنائزية والقداس عند وفاتهم .. وفي بعض الأمور الَّتِي يجد رجال الكنيسة أن هناك خطورة على الكنيسة لا تحتمل العقوبات والتأجيل فإن رهبان الكنيسة وقياداتها يتخذون قرارات بنفي أي قبطي للأديرة وقد يعرض للتصفية الجسدية .. لذا نشأت أجيال من عهد كيرلس السادس إلى الآن على مفهوم الولاء للكنيسة وآبائهم الكهنة ثم الولاء للأسرة ..

وكان هذا المفهوم أشبه بالعصا السحرية الَّتِي جعلت رجال الكنيسة يسيطرون على كل أحوال الأقباط النصارى وتحريكم بخيوط أفكارهم وتعاليمهم العنصرية المنحرفة عن المسيحية كما يحرك اللاعب المحترف العرائس والدمى .. ولم يعد لأحد الجرأة على الاعتراض والبوح بمكنون صدره أو رفضة لبعض ممارسات الكنيسة وتعاليمها المبتدعة والمستحدثة والَّتِي لم يألفوها من آبائهم القدامى .. وإذا كان بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس وحاشيته استطاعوا السيطرة على عقول والباب الكثير من الأقباط النصارى .. لكنهم عجزوا عن إقناع البعض بأساليبهم .. فالرافضين لمنهجهم يعلمون أن الصالحين لا يعلنون عن كراماتهم ولا يستعرضونها ولا يفتنون بها البسطاء .. السحرة فقط هم الذين يقومون بتلك الأفعال والاستعراضات اما أصحاب الكرامات فهي تأتيهم دون أن يطلبوها أو يغرروا بها الاخرين .. ولكن قيادات الكنيسة لا تعترف إلَّا بالنتائج وهم قد نجحوا في السيطرة على الكثير من الأقباط النصارى وبدأوا في اختراق محافظات الصعيد .. وبتعاليم من بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس تم تجنيد أغلب العاملين في سلك الخارجية وغيرهم من المواليين للحكومة لتجميع كل ما يخص أحوال الدولة .. وخصصت أماكن محاطة بكل سبل السرية بالأديرة وبعض الكنائس للعمل لحساب العدو الإسرائيلى وإمداده بالمعلومات الخاصة بالدولة .. بل واستضافت بعض الأديرة والأماكن القبطية الأثرية بسيناء عملاء صهاينة وضمنت لهم الحماية بكل سبل التمويه حيث تخفى البعض منهم في ملابس الرهبان .. وأديرت حجرات عمليات من داخل الأديرة البعيدة عن العمران في مجاهل الصحراء والبعيدة عن العيون والرقابة .. بل والبعيدة عن أي شك .. حيث استبعدت الدوله إمكانية أن تستغل تلك الأماكن الدينية للتجسس والعمالة الأجنبية .. ولم تنتبه إلى خطورة هذا الاحتمال .. والذي انتبه له قادة الفتح الإسلامي ورجاله من 1400 عام وهم الذين فتحوا مصر بقلوب يعمرها الإيمان والحكمة ونور من الله لذا لم يغفلوا عن تلك الأمور ولم تحجب عنهم الحقائق ولا المكايد .. حيث تنبهوا إلى إمكانية استخدام الرهبان لتلك الأديرة والأماكن الَّتِي يقطنوها بمجاهل الصحراء في القيام بأفعال إجرامية لإخفاء أعدائهم والتخلص منهم .. لذا كانت تلك الأديرة تخضع لتفتيش مفاجىء من قبل نظام الدولة .. وكان لابد لكل كنيسة أو دير أن تدون عدد وأسماء القائمين والمقيمين بها وتتبع أحوالهم من فترة إلى أخرى وضرورة الإعلان عن أي حالة وفاة بالدير قبل دفنها .. وتحديد مساحة وتصميم وعدد الحجرات الملحقة بكل دير وكنيسة أو صومعة .. والمصداقية في كل تلك المعلومات والكذب أو الحجب أو التضليل في تلك البيانات يؤدى إلى سحب الاعتراف بالدير أو الكنيسة وإخلائها من رهبانها .. وتضمنت تلك الاحكام والمواثيق مع أهل الكتاب إلزام المقيمين بالكنائس والأديرة بمعاهدات تضمن لهم الحماية والأمان بشروط تلزم أي كتابي بعدم تقديم أي عون أو حماية لأعداء المسلمين وعدم استخدام أماكنهم أو كنائسهم وأديرتهم لغير

الأغراض الدينية الَّتِي أنشئت من أجلها .. واحترام السيادة الإسلامية على أرض مصر وعدم إظهار أي ولاء أو طاعة لأعداء المسلمين .. وعدم إظهار شرائعهم أو الإعلان عنها أو ترويج محتويات كتبهم بين المسلمين فقط داخل بيوتهم وأماكن العبادة الخاصة بهم .. وعدم الجهر بالأمور العقائدية الخاصة بهم المخالفة للعقيدة الإسلامية .. وكل تلك المعاهدات هي الَّتِي كانت سببا في استقرار البلاد والأحوال على مدى كل تلك القرون .. ولم تقتصر تلك المعاهدات على أقباط مصر فقط بل شملت جميع كنائس الملل المسيحية الأخرى .. وكذلك أماكن العبادة الخاصة باليهود .. وألزمتهم بعدم تعدى أحدهم على الاخر واحترام السيادة الإسلامية ضمان للأمان والتعايش بينهم جميعًا .. وفي خطوات سريعة متلاحقة وكأنها سباق مع الزمن قام بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بتوجيهات من قياداته رهبان الجماعة بالأديرة بإيقاف عمل المجلس المِلِّي واخضاع كل الاختصاصات للكنيسة .. لم يعد هناك حاجة لتحكم العلمانيين في شئون الكنيسة كما كان عهد البطاركة السابقين إلى عهد يوساب الثاني الذي عانى الكثير من تدخل المجلس المِلِّي بشئون الكنيسة والتحكم في الشئون المالية الخاصة بها وممارسة الضغوط عليها .. الوضع اختلف وأصبحت المصلحة والانتماءات واحدة .. كما أن بابا الأقباط النصارى انتبه إلى إمكانية حدوث انشقاقات مستقبلية في فكر أعضاء المجلس المِلِّي الذي غالبيتهم من العلمانيين المعرضين لتأثيرات أهواء أخرى والبعيدين عن السلك الكهنوتي .. وتم إيقاف عمل المجلس المِلِّي الذي عجزت كل جهود البطاركة السابقين لإيقافه .. وبذلك تم لكيرلس السادس ضمان سيطرة الكنيسة على كل الأمور المالية وعدم احتمال وجود أي جبهات مستقبلية معارضة لسياستها .. وبذكاء كيرلس السادس المعهود اتبع هذا القرار المفاجىء بخبر سار مفاجىء أيضًا .. حيث تمكن بمساعدة المواليين له من ذوي النفوذ المقربين من الحكومة والقائمين بدور الوساطة لها مع الغرب بابتزاز الدولة وممارسة كافة الضغوط عليها بعد أن عرفوا الكثير عن شئونها وأسرارها لتقديم امتيازات وتمويلات للكنيسة .. في الوقت الذي كانت الدولة تعاني فيه من أزمات مالية .. ورضخت الحكومة بأجهزتها لمطالب البابا وقام عبد الناصر زعيم الأمة العربية وقائدها الجسور بدفع عدة آلاف من الجنيهات للكاتدرائية مساعدة من الدولة لميزانيتها وكان المبلغ كبير بمقياس تلك الفترة .. ولم يكتفي بابا الأقباط النصارى بتمويل الدوله لكنيسته الَّتِي تحكمها جماعته العنصرية المتطرفة المعادية للإسلام ولكل الملل المخالفة لها في العقيدة .. بل طالبها بإنشاء مبنى للكاتدرائية تليق بمكانته وعظمة كنيسته ..

ورضخ عبد الناصر البطل القائد الهمام لأوامر بابا الأقباط النصارى ووافق على إنشاء مبنى جديد للكاتدرائية القبطية خصصت لها مساحات كبيرة واختير لها أفضل المواقع في قلب العاصمة وتحملت الدولة من ميزانيتها كافة تكاليف وإنشاء وديكورات تلك الكاتدرائية .. كيرلس السادس وعبد الناصر وهيلاسيلاسي (إمبراطور إثيوبيا الأرثوذكسي) في حفل افتتاح الكاتدرائية المرقصية بالعباسية 1968. رضخ عبد الناصر لسلطان بابا الأقباط النصارى ضاربا بعرض الحائط كافة المواثيق والعهود الَّتِي أبرمها رجال الكنيسة القبطية مع السلف الصالح من المجاهدين العظماء الذين فتحوا مصر بنور الإسلام .. وكانت أولى بوادر نقض العهود مع المسلمين والَّتِي دامت كل سنوات الخلافة الإسلامية باختلاف ولاتها وتنوع عصورها حتَّى في أشدّ مراحل ضعف المسلمين وحروبهم مع أعداءهم من الغزاه لم يجرؤ كتابي من أتباع الملل الأخرى بكافة كنائسها من يهود ونصارى على اخضاع الولاه لمطالبهم .. ولا موالاة أعدائهم من الغزاه ولا تصوروا مجرد تصور إمكانية ممارسة الضغوط على نظام الحكم حتَّى في عهود الاستعمار .. لأن كهنة الكنيسة على مر العصور الإسلامية كانوا على يقين بقدر التزام ولاة أمور مصر للإسلام وإعزازهم له .. وما كانوا ليفرطوا في ذرة من عزته وسيادته على أرض أخضعها الفاتحون لله الواحد القهار الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ..

مبنى الكاتدرائية المرقصية على شكل صليب!!!؛ وكأنه خِتمُ الهَوِيةِ في قلب القاهرة!!! تمنى الكثير من قبل كيرلس السادس لو استطاعوا فعل ما فعل هو ولكنهم كانوا واثقين من استحالة تقبل ولاة أمور المسلمين لأي ضغوط تحت أي ظرف حتَّى في عصور الضعف ومواجهة الأعداء وحتى لو استدعى الأمر منهم إعلان الجهاد داخل البلاد .. ولكن أين زعماء الفقاقيع والبالونات الذين أشربوا في قلوبهم حب الاشتراكية والشيوعية والليبرالية والديمقراطية والعلمانية وكل المدارس الفكرية المضللة كما أشرب اليهود في قلوبهم حب العجل .. أين هؤلاء الزعماء المزيفين المضللين بالمقارنة بقادة الإسلام العظماء الذين اعزهم الله واعز بهم الإسلام .. أين هم من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. أين هم من ولاة إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا عليها صما وعميانا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} .. وتمضى الأحداث .. وتستمر خطط الكنيسة وتتطور سريعا .. حيث استغلت تلك الأموال الضخمة الَّتِي ساهمت بها الدولة في ميزانية الكاتدرائية لتمويل حفلات فنية ضخمة كثيرة ومتنوعة سكرت مصر بشعبها وقادتها العسكريين .. لتفاجأ مصر في يوم شديد الظلمة على ضربات قوية موجعة واعية لكل الأماكن الهامة والمعسكرات والمطارات .. وأيضًا مدركة لأحوال قادة مصر وحفلاتهم ومواطنيهم .. ضربات مؤلمة دامية نزفت فيها مصر الكثير إلى يومنا هذا.

ولاية البابا كيرلس السادس

ولاية البابا كيرلس السادس ما إن تولى البطريرك كيرلس السادس الكنيسة القبطية المصرية حتَّى استتب الأمر لجماعة الأمة القبطية لحكم الكنيسة .. فالبطريرك الجديد ما هو إلَّا واجهة لرهبان الجماعة يعمل بإخلاص على تنفيذ تعاليمهم والأخذ بكل ارشاداتهم .. وقام بتعيين تلامذه رهبان الجماعة في مناصب كهنوتية وكنائسية وقيادية .. ورويدا رويدا بدأ في احلال رهبان الجماعة القبطية والموالين لها من رجال الدين خلفا لحرس الكنيسة القديم من رجالها عهد بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني ... في البداية لم يكن الأمر باليسير حيث كانت هناك جبهات من رجال الكنيسة ورهبانها القدامى يرفضون منهجه وانتماءاته .. وكان صعبا عليهم المثول لأوامره وخططه في إدارة الكنيسة القبطية فلجأ إلى اعنف القرارات بعزل الكثير من المعارضين له ونفيهم للأديرة البعيدة والَّتِي تحت سلطان وإدارة رهبان الجماعة الإجرامية .. الذين كانوا لا يتورعون في التخلص من المعارضين لحكم الجماعة بالقتل أو النفي مدى الحياة في حجرات انفرادية بسراديب سرية ملحقة بالأديرة .. لذا لم تكن وفاء قسطنطين ولا مثيلاتها هي الأولى الَّتِي طبق عليها هذا التصرف الإجرامي بنفيها إلى أحد الأديرة تحت سمع وبصر وتجاهل السلطات والحكومة بسبب اعتناقها الإسلام .. ولكن سبقها بعشرات السنين إلى تلك المجاهل البعيدة والأوكار الَّتِي تسمى بالأديرة الكثير من رجال الكنيسة القبطية ليس لأنهم اعتنقوا الإسلام بل لاعتناقهم المسيحية من منظور الكنيسة القبطية وتعاليمها والخروج عن فكر جماعة الأمة القبطية المرتدة عن قوانينها .. لم تكن الأديرة برؤية قيادات تلك الجماعة المنحرفة غير سجون ومنفى وحجرات تعذيب لكل من خالفهم بعيدا عن سلطات الدولة ونفوذها .. حيث لا تخضع تلك الأديرة لأي نفوذ ولا تفتيش ولا متابعة من قبل الدولة .. فهي دول داخل الدولة .. لها إداراتها وقوانينها وسلطاتها المنفصلة وقضاتها وجلاديها وقبورها أيضًا .. ليس هناك رادع لقياداتها إذا أرادت تنفيذ حكم القتل والإعدام لأي معارض لها ودفنه بأرض الدير .. كما فعل بكثير من البطاركة المعارضين من عهد كيرلس الخامس إلى يوساب الثاني .. تلك الأوكار الإجرامية البعيدة عن السلطات والَّتِي في مجاهل الصحراء هي فوق أي قانون وكل قانون .. حتَّى إن أحد الرهبان المشلوحين حاليا والفارين منها والذي تحول إلى البروتستانت يتعجب بقوله .. ما حاجة رهبان تركوا الدنيا من

أجل الرب لتلك السراديب والحجرات الكثيرة بمداخل وأبواب سرية ملحقة بالدير تحتاج إلى خرائط لمعرفة مداخلها ومخارجها ولا يعلمها إلَّا قياداتها .. ما حاجة رهبان زهدوا في متع الحياه لاحتكار كل تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الملحقة بالدير .. وما الداعي للتنازع عليها وشراء المزيد وضمه إلى الدير إذا كانوا قد زهدوا من الأرض ويبحثون عن قصور لهم في ملكوت السماء .. حتَّى أصبحت المساحة الَّتِي تخص كل راهب تعادل المساحة الَّتِي يشغلها أكثر من ألف شخص أو يزيد .. وما تلك النفوذ الَّتِي يتمتع بها قيادات تل الأوكار والَّتِي تعطى لهم الحرية في التحكم في مصائر بعض الأشخاص المعارضين لهم أو المنشقين عنهم وإنهاء حياتهم إذا تطلب الأمر .. وكان بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس (عازر يوسف عطا والذي سمي بالراهب مينا المتوحد) حريصا على وضع كل راهب من تلامذة الجماعة في المكان الذي يتناسب وقدراته .. حتى يستطيع أن يقدم أفضل ما عنده لخدمة الجماعة .. وكان يفطن إلى قدرات الراهب أنطونيوس السرياني (البابا شنودة فيما بعد) في فن الإقناع والقدرة على سحر الآخرين بأقواله والتأثير عليهم وخاصة تلك الفئة من المثقفين والمتعلمين .. لذا عينه أسقفا للتعليم وأسند له مهمة تثبيت أهداف الجماعة المتطرفة وترسيخها في العقول .. وتخريج أجيال تشبعت بمباديء الجماعة العنصرية .. وتفريخ معلمين جدد على نفس نهجه في أساليب الإقناع لنشر وتعميم أفكار الجماعة .. أنطونيوس السرياني أسقف التعليم (شنودة الثالث البابا الـ 117 فيما بعد) ينحني أمام (كيرلس السادس)؛ البَرَكة والبخور والتقديس!!!

واستطاع كيرلس السادس بمساعدة أعضاء الجماعة من ذوي المناصب المقربين والمدللين من الحكومة أن يعين الكثير من الأقباط النصارى في السلك الدبلوماسي والخارجية .. ولم يكن الأمر بالصعب حيث سنحت لهم الفرص لأن تكون لهم الأولوية في العمل بقنصليات وسفارات الدول وخاصة تلك الَّتِي تستعين بهم للقيام بدور الوساطة مع الحكومة المصرية والَّتِي تحتفظ مع أعضاء الجماعة بصداقات قوية .. مما كان له أسوأ الأثر في توسيع الفجوة بين الحكومة والغرب .. وبالتالى الإضرار بصورة المسلمين لدى الغرب وكذلك تشويه صورة الغرب لدى المسلمين .. فهم يعملون بازدواجية شيطانية .. التظاهر بالوطنية والولاء للمسلمين .. ومن جهة الغرب يتظاهرون بمسيحيتهم المزيفة الَّتِي تجعلهم الأقرب لهم من المسلمين رغم كم العداء الذي تكنه الكنيسة القبطية للكنائس الغربية وتكفير كل منهم للآخر .. وباحتكار الأقباط النصارى لتلك الوظائف الهامة والحساسة بالخارجية والقنصليات والسفارات الأجنبية بالإضافة إلى مشاعر العنصرية والكراهية للحكومة والغرب جعلتهم يقومون بدور العمالة الجاسوسية المزدوجة لنقل المعلومات الهامة وتسريب الأسرار السياسية والخاصة بشئون البلاد وكذلك السفارات .. وبمكر وخبث شديد وسرية تامة ألم أعضاء الجماعة وقياداتها بكل الوثائق والأوراق الهامة وتمكنوا من التحكم في حجم ونوعية الأسرار الَّتِي يجب تسريبها في الوقت المناسب لإشعال الفتن والحروب بين البلاد والغرب .. ولم تكن تلك الجماعة العنصرية لتسمح بتقريب وجهات النظر بين الحكومة والجهات الغربية حتَّى لا ينتهي دورها وأهميتها بالنسبة للجهتين وحاجة كل منهما لخدمات أعضائها للقيام بهمزة الوصل والوساطة .. وبضغوط من أعضاء الجماعة ومكافئة من الحكومة لهم أعلن الرئيس عبد الناصر عام 1961 أن الأقباط النصارى الأرثوذكس هم فقط الذي يحق لهم تمثيل مسيحي مصر في المؤتمرات الكنسية العالمية خارج البلاد .. دون غيرهم من الكنائس والملل المسيحية الأخرى بمصر .. وكان هذا مكسبا كبيرا حققه بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس .. رفع من أسهمه ومحبة الأقباط النصارى له .. وأحزن الكنائس المسيحية الأخرى بمصر كالكاثوليكية والإنجيليه وغيرها .. واعتبر ظلم من الدولة وتجاهل منها لحقوق تلك الكنائس المسيحية واقتصار الاعتراف على الكنيسة القبطية خارج البلاد .. مما كان له أسوأ الأثر في تباعد الدولة والغرب الكاثوليكي والبروتوستانتي وكذلك الأرثوذكسي من الطوائف الأخرى .. واتساع فجوة العداء بينهما .. وتحقيق مكاسب للأقباط على حساب المصلحة العليا للبلاد.

كان على بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بعد أن استتبت الأمور لجماعة الأمة القبطية بتولى مقاليد حكم الكنيسة القبطية تحت زعامته الصورية أن يبدأ بمحو كلمة جماعة الأمة القبطية من الذاكرة .. لاداعي ولا مبرر للفصل بين الجماعة والكنيسة بعد أن أصبحت الكنيسة تدار بفكر وتعاليم الجماعة .. ولم يدخر جهدا ولا وقتا بمعاونة مساعدية لبسط نفوذ تلك الجماعة الإجرامية على كنائس مصر .. وكأنهم كانوا جميعًا في سباق مع الزمن لتحقيق أكبر إنجازات لصالح أهداف الجماعة .. وبفعل السحر تمكنت تلك البطانه الكهنوتية من حاشية كيرلس السادس من محو اسم الجماعة وحتى أسماء البابوات السابقين وصورهم وكل ما يتعلق في أذهان رعايا الكنيسة الأقباط النصارى من ذكريات لكل الفترة السابقة للبابا كيرلس السادس .. وكأن تاريخ الكنيسة القبطية يبدأ من عهد توليه حكم الكنيسة .. وكان مفعول السحر أقوى من أي ذاكرة حتَّى لم يعد أحد يردد أي اسم أو ذكرى أو صورة للبابا يوساب الثاني رغم كل الولع والمحبة الَّتِي ملأت قلوبهم عهد ولايته .. وبرغم كل البكاء والنواح الذي ودعوه به .. والغريب في الأمر إنه إلى الآن يعرف الصغار قبل الكبار من الأقباط النصارى من هو البابا كيرلس السادس ولا يخلو بيت من بيوت الأقباط النصارى الحاليين من صورة لكيرلس السادس وأخرى للأنبا شنودة .. ومع ذلك فإن الأقباط النصارى الذين تعدوا الخمسين ليس لديهم أي معلومة عن اسم أو صورة بابا الكنيسة قبل كيرلس السادس .. غسلت العقول ومسحت منها كل ذكريات الكنيسة .. وتابع بابا الأقباط النصارى حملته في عزل رجال الكنيسة القدامى ونفيهم إلى الأديرة بالقوة وفي استمرار غياب القانون جاهلا ومتجاهلا .. وبمؤازرة أتباع الكنيسة من ذوي النفوذ والعلاقات المتينة مع الحكومة .. واستبدل نسبة كبيرة رجال الكنيسة بآخريين من الرهبان والشمامسة والقسيسين المواليين للبابا الجديد وجماعته .. واستمر بكل إخلاص في تنفيذ كل أوامر وتعاليم قياداته من رهبان الجماعة المتطرفة والمرتدة عن التعاليم المسيحية والمقيمين بأديرة وادي النطرون والواحات .. والذين يديرون الكنيسة إلى الآن بتوجيهاتم وتعاليمهم .. ولكن استعصى صعيد مصر بكنائسه وأديرته على البابا ما عدا المنيا وسوهاج واسيوط والَّتِي لم تستسلم كلها لإدارة البابا الممثل لجماعة الأمة القبطية .. وما زال إلى الآن وإلى وقت قريب ترفض بعض الكنائس والأديرة بصعيد مصر الخضوع لأوامر الأنبا شنودة والولاء له .. وهذا ما يفسر خوف بابا الأقباط النصارى شنودة من القيام بجولات داخل الصعيد وزيارة أديرتها .. وهو الذي يطوف بكنائس الأقباط النصارى بكل بلدان العالم حتَّى الصغيرة منها في جميع أنحاء المعمورة كما يسميها خارج مصر ..

وعودة إلى الستينات عهد كيرلس السادس حيث حاول جاهدا استمالة رجال الكنيسة بالصعيد وضمهم إليه .. ولكنه فشل فشلا ذريعا في اختراق الصعيد والسيطرة عليه واخضاعه لأهواء التعاليم المستجدة الَّتِي حلت محل تعاليم وقوانين الكنيسة القبطية والَّتِي دامت مئات السنين منذ أن صاغها الراهب أنطونيوس والراهب اثناسيوس في أواخر القرن الثالث والرابع الميلادي .. كان كهنة الأقباط النصارى بالصعيد يرون أن تلك الجماعة نذير شؤم على الأقباط النصارى .. ولم يكونوا ليقبلوا بتعاليمهم العنصرية .. امتنانا من أقباط الصعيد النصارى لجيرانهم من المسلمين الذين ضمنوا لكنائسم وأديرتهم الحماية ومنعوا أي اختراق أو بناء للكنائس الغربية بصعيد مصر .. فلم تجرؤ الإرساليات على النزوح إلى الصعيد لقوة نفوذ العائلات المسلمة الَّتِي تصدت لأي تواجد لهم بكل قوة مما حفظ للكنيسة القبطية مكانتها المنفردة في الصعيد .. وأيضًا عرفانا بالجميل للمسلمين الذين تولوا حماية الأفراد الأقباط النصارى على مر العصور من بطش الغزاه .. حيث كان كثير من أقباط الصعيد تحت ولاية الأسر الكبيرة المسلمة الَّتِي وفرت لهم سبل الحماية والأمان وأيضًا رعايه فقرائهم وخصصت لهم جزء من أموال الزكاة .. حيث كان أغلب الأقباط النصارى بالصعيد من الفقراء وليسوا على الحال من الغنى الذي هم عليه الآن .. حتَّى إنه إلى وقت ليس ببعيد كان القبطي في الريف الصعيدى ينادي المسلم بلقب (عَمِّي) .. لذا استعصى الصعيد بأصالته وطيبة أبنائه وشهامة رجالة أن يقتنع بأساليب المكر والنفاق والخداع الملازمة والمميزة لأفكار تلك الجماعة وأعضاءها .. ولجأ بابا الأقباط النصارى كيرلس بمحأولة اختراق كنائس وأديرة الصعيد عن طريق أتباعه ممن لهم انتماءات وجذور قرابة بالصعيد ولكنهم جميعًا طردوا وكان الأسقف مينا بجرجا والكثير غيره ممن تصدوا لكل محاولات اختراق تلك الجماعة لكنائسهم وأديرتهم ورفضوا الولاء للكنيسة لحد التهديد بقتل كل من يجرؤ من تلك الجماعة وأتباع البابا الجديد على الاقتراب من مناطقهم غير معترفين بكيرلس السادس ولا كنيسته .. وفضل كيرلس أن ينحي مشاكل الصعيد جانبا إلى أن ينتهي من تثبيت أمور كنيسته الجديدة.

الخيانة العظمى وظهور العذراء

الخيانة العظمى وظهور العذراء لم تكن مساعدة الكنيسة القبطية للعدو الصهيوني وإمداده بالمعلومات والخرائط والتفاصيل الخاصة بكل شئون وأحوال مصر بدافع حبها لليهود .. فالكنيسة القبطية أشدّ كراهية لليهود .. وخاصة قياداتها الممثلة لجماعة الأمة القبطية الَّتِي صنفت أعداءها ووضعت اليهود على رأس القائمة .. فهم يعتبرون اليهود هم المسئولون عن صلب المسيح ولم يعلنوا توبتهم عن فعلتهم ولم يعترفوا بمجيئه .. كما أنهم يتهمون اليهود بالكفر لعدم إيمانهم بالسيدة العذراء وإنجابها للمسيح .. ويجرمون أقوالهم الَّتِي تتهم السيدة العذراء بالفحش والزنا مع أحد جنود الرومان حاشا لله .. لعن الله اليهود واخرسهم فقد كرمها القرآن بقول الله تعالى عنها {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} .. لم تكن مساعدة الكنيسة لليهود بدافع الحب ولا الصداقة وهي الَّتِي أصدرت بيانا 1965 تؤكد أن شعب اليهود هم الذين طلبوا من بيلاطس حكما بصلب المسيح عهد الرومان .. وحاولت وقتها الكنيسة القبطية حشد الآراء لمشاركة أكبر عدد من الكنائس لها في هذا البيان والحصول على موافقتهم .. ولكن جميع الكنائس رفضوا مطلبهم واعتبروه يتنافى وروح المسيحية الَّتِي تدعوا إلى المحبة .. كما أن المسيحية الغربية لا ترى لليهود المعاصرين يدا فيما فعله الأجداد .. وترى كذلك أن هذا البيان يحوي في طياته نزعات عنصرية واتهام غير مبرر لأجيال من اليهود غير معاصرة لتلك الفعلة .. واعادت قيادات الكنيسة عهد كيرلس السادس المحاولات مرارا للضغط على اليهود لإعلان توبتهم عن فعلتهم ... أو تبرؤهم أو اعتذارهم عما فعل أجدادهم .. وتنبه اليهود لمكر ودهاء الأقباط النصارى لأن مجرد الاعتذار أو التبرأ من فعل الأجداد يعني انتزاع اعتراف منهم بمجىء المسيح الذي ما زال ينكرون مجيئه إلى الآن .. ولم تفلح الكنيسة القبطية في ضم إحدى الكنائس خارج مصر إلى البيان غير كنيسة أنطاكية .. ولا تقف مشاعر كراهية الكنيسة القبطية لليهود عند هذا الحد بل إن فكر جماعة الأمة القبطية المتطرفة تدعو إلى مقاطعة الحج للقدس وهي تحت الوجود اليهودى أعداء المسيح وقتلته .. ولم تلقى تلك الدعوة استجابة في بداياتها كما أنها كات سببا في انفصال الكنيسة الاثيوبية عن الكنيسة القبطية حيث انتابها القلق من أفكار الجماعة الَّتِي زادت نفوذها وصراعاتها مع الكنيسة عهد يوساب الثاني .. والذي كان يتفق مع الكنيسة الاثيوبية في نبذ فكرة الجماعة بمقاطعة الحج إلى القدس .. حيث ان تلك المقاطعة سوف تؤثر على نفوذ وتواجد الكنيسة القبطية بالأراضي المقدسة .. فالمسيحية في القدس لا تتمثل في كنيسة واحدة تجمع المسيحين .. كل طائفة لها إنجيلها وكنيستها

وصلاتها وطقوسها ومواعيد خاصة بأعيادها وشعائرها تختلف عن الكنيسة الأخرى .. وكل منهم تتدعي تمثيلها للمسيح والمسيحية .. بل ويكفر كل منهم الاخر ويتهمه بالتحريف والخروج عن تعاليم المسيح .. كما أن كلًّا منها لها نظرتها المستقلة في لاهوت السيد المسيح .. والمستوحاه من نصوص إنجيلها التابع لكنيستها .. فمنهم من يعبده كإله ومنهم من يعبده كابن للإله ويشركه في الألوهيه .. ومنهم من يعتبر الآب إله السماء والابن إله الأرض .. وكنائس أخرى تعتبره ابن البشر (مريم) ولا يرتقي لمرتبه الألوهية .. وآراء كثيرة مختلفة في صلب العقيدة والَّتِي لا تقل في جوهرها عن خلافاتهم مع الإسلام .. غير أن الجميع يدعي المسيحية .. وهكذا نظرتهم للسيدة العذراء اختلفت نظرة تلك الكنائس لها فمنهم من اعتبرها إلهة أم للإله ومن اعتبرها بشر أم للرب .. ومنهم من اعتبرها أم لابن الرب .. وهكذا اختلف جوهر العقيدة بينهم وكذلك صلواتهم وأعيادهم ومواقيت قداس كل منهم .. لذا كانت نظرة الكنيسة الاثيوبية لفكرة مقاطعة الذهاب إلى القدس مرفوضة حتَّى لا يضيع نفوذ وسلطان الكنيسة المتواجدة بالقدس والممثلة لهم .. واتفق معهم جميع الآباء المطارنة إلى عهد يوساب الثاني .. وكان يستشهد بتمسك المسلمين بالأقصى على مدى العصور حتَّى أثناء وقوعه تحت أيدي الصليبين .. لم تكن مساعدة الكنيسة القبطية لليهود في الستينات نابعة عن حب وصداقة ولكن كراهية لهم وللمسلمين .. وهم العاملين بمبدأ الجماعة (اطعن عدوك بعدو لكما) .. فكان لابد من طعن المسلمين بخنجر اليهود .. لا يهم من المنتصر والمهزوم المهم إلحاق خسائر بالاثنين مهما تفاوتت حجم الخسائر ... وبينما بكت مصر أبناءها ومصيبتها وخسارتها الفادحة .. هللت الجماعة وكنيستها القبطية وتبادلوا التهاني في سرية إعلانا بفرحتهم لانتكاسة المسلمين آملين دخول اليهود للعمق بالأراضي المصرية .. بل وأعلنت بعض الكنائس عن فرحتها بدق الأجراس والَّتِي لم يفهم المسلمون مغزاها. خرجت مصر من النكسة تجر أذيال الهزيمة وتنعي أبناءها ورجالها وتضمد جراحها إثر هزة وصدمة عنيفة هزت كيان مصر كلها بل والأمة العربية وافقدت المصريين الثقة في أنفسهم وفي قادتهم المضللين وزعامتهم الواهية وأجهزة إعلام بارعة في سرد الأوهام والأكاذيب .. لطمة قوية افاقت مصر من سكرتها بعد أن سادتها الأهواء والشعارات والحفلات والفن .. لم تكن مجرد هزيمة عسكرية بل مهزلة بكل المقاييس .. الوضع لا يحتمل السكوت على تفاصيلها. . أصبحت الدولة بلا جيش .. بلا حماية .. عارية بلا غطاء .. والعدو على بضع كيلو مترات من العاصمة أوقفه الحذر من التوغل والزحف وسط تكدس سكاني قد

يعرض جنوده للخطر .. قيادات العدو تخشى على جنودها من سكان ومواطنين عزل وتضع احتمال تعرض جنودها لمخاطر الاندساس وسط تجمعات وبلاد تعداد سكانها كبير .. وقيادات الحكومة والجيش المصرى ألقت بفلذة اكبادها من خيرة شبابها ورجالها وجنودها العسكريين في جحيم دون حرب أو قتال أو حتَّى اطلاق رصاصة .. في ستة أيام قضى العدو على جميع المطارات والمنشآت العسكرية الهامة والفرعية وكثير من المؤسسات الهامة .. بل ودمرت بلاد وهجر مواطنيها وسلبت الأراضي بلا حرب وشرد الآلاف من أبنائنا في مجاهل الصحراء بلا عتاد ولا مأوى ولا قيادة حكيمة .. قيادات انشغلت بجوائز الفنانين والأدباء والشعارات والخطابات والثقافة الاشتراكية وحفلات أضواء المدينة عن مسئولياتها وأماناتها .. فاقت هزيمة مصر في الخسائر البشرية والإنشائية والأراضي كل التوقعات وفاقت حتَّى أحلام العدو وكل التصورات .. دخل الحزن والنواح كل بيت وغرقت العيون بالدموع كما غرقت البلاد بدماء آلاف القتلى بلا حرب .. كل تلك الأحداث وما زالت بعض أجراس الكنائس تقرع .. من فرط سعادتها لا تستطيع تأجيل مشاعر الفرح والشماتة .. ووسط استغراب المواطنين الذين لم يألفوا هذا المسلك والذي فسر بمكر ودهاء قيادات الكنيسة على أنه تعبير عن الحزن .. ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولحفظ ماء الوجه قامت الحكومة المصرية بحملة عزل ومحاكمات لبعض أجهزة الدولة في الجيش والمخابرات .. والَّتِي كشفت عن كم هائل من الفساد وانحراف تلك الأجهزة الهامة لحماية البلاد وانشغالها بساقطات الفن وحفلات ماجنة .. حيث تفرغ كبير مسئولى المخابرات للإعداد لتلك الحفلات للترفيه عن القادة الهمام وزوارهم .. وذاعت أسماء المتورطين في هذا الفساد من القائد الأعلى للجيش عبد الحكيم عامر وبطانته إلى صلاح نصر وقيادات مخابرات الدولة وأسماء محظوظيهم من الفنانات برلنتي عبد الحميد ووردة واعتماد خورشيد الَّتِي فضحت أحوال البلاد تلك الفترة في شهادتها أثناء المحاكمات وكذلك في كتابها الذي طبع بالثمانينات .. بل وأزلفت أسماء كبار الفن في العالم العربي مثل كوكب الشرّ أم كلثوم وحفلاتها المكثفة الَّتِي سبقت الهزيمة بأيام وسكرت قادة جيوش مصر وحكومتها .. حدثت تغيرات بأجهزة الدولة وعينت لها قيادات جديدة للمخابرات بدأت بكل همة فك رموز وشفرات الهزيمة وكل ما يتعلق بها أسبابها ودوافعها وتحليل مجريات أحداثها .. وتبين أن الأهداف العسكرية والمدنية الَّتِي ضربت شملت مواقع ومنشآت لا يمكن رصدها ولا علمها إلَّا بعيون كثيرة متواجدة داخل البلاد .. ولا يكفي للحصول على المعلومات الخاصة بها حفنة من العملاء والجواسيس. .

فالضربات تعدت سيناء والقناة إلى العمق الاستراتيجى للبلاد متوجهه إلى الأهداف بطلعات جوية واعية مؤكدة لها الأهداف دون أي احتمال للخطأ .. بل إن توقيت الضربات كان يتزامن مع حفلات وانشغالات خاصة بقادة النظام والجيش لا يلم بتفاصيلها إلَّا عيون كثيرة للعدو من المقربين للسلطة .. كما أن بعض المنشآت الَّتِي ضربت كانت في عمق وتواجد داخل البلاد لا يكشفها ولا يميزها عن المنشآت المحيطة بها أي مسح جوي مهما كانت دقة خرائطه إلَّا إذا كان على وعي تام بالمكان من مصادر أرضية تحدد له مكان الهدف .. كثرت الألغاز ووضعت الشكوك محل اهتمام ودراسة .. فلإحداث هزيمة بهذا الحجم والدقة في إصابة الأهداف لابد أن يحتاج الأمر لمجموعات كبيرة العدد منظمة ومنتشرة داخل البلاد .. درست أجهزة المخابرات بعناية ردود فعل الهزيمة في الشارع المصرى .. ورفعت تقييم عن ملامح الحزن على الوجوه .. والذين كشف عن مشاعر زائفة للحزن على وجوه نسبة ليست محل تجاهل من الأقباط النصارى تسبقها نظرات فرح وشماتة تنطلق من العيون وتكاد تنطق بها الشفاه بل وتتناقلها الهمسات في المجتمعات القبطية كلما اثيرت مواضيع تتعلق بالهزيمة .. وضعت الكنائس على اختلاف الملل وأماكن العبادة الخاصة بالأقليات بما فيهم اليهود تحت المراقبة الشديدة .. وقد كانت كنائس الأجانب واليهود ورعاياهم موضوعة تحت المراقبة الشديد ةخاصة بعد قيام الثورة الَّتِي اتخذت موقفا معاديا للاتجاه الغربي وحفاظا على أمنها لاعتقادها بولاء بقايا الأجانب ورعايا الكنائس التبشيرية للاستعمار .. الجديد الذي أضيف للمراقبة هو الكنائس القبطية الأرثوذكسية والمناطق الأثرية وغيرها الخاصة بهم .. ومع استمرار الضربات الجوية المتقطعة للعدو واستهدافها لمنشآت حيوية بعمق البلاد أزاحت أجهزة المخابرات الغموض وكشفت عن تواجد أجهزة تجسس بكنائس بالعاصمة وعدد من كنائس المحافظات بالوجه البحرى ومنها المنصورة وطنطا والقليوبية والزقازيق .. وتبين استخدام رجال تلك الكنائس للأجهزة بحجرات خاصة ومواضع بالكنيسة وصفت على أنها مقدسة لا يدخلها العامة؛ فقط رجال الكنيسة .. وقبض على بعض رجال الكنائس القبطية في حالة تلبس وسجلت ترددات الأجهزة .. وعلى إثر اعتقالهم والقبض عليهم تناثرت الأخبار وطافت كل مصر وتناولت الصحافة بعضها .. وصدم المسلمون المصريون صدمة شديدة كان لها الأثر السيء في رؤيتهم للأقباط حيث تبدلت مفاهيم الثقة واستبدل بالشك والحذر ..

وذهل أيضًا كثير من الأقباط النصارى من تورط رجال الكنيسة في تلك الأمور .. ولم يتصور بعضهم أن يصل الحال بالكنيسة لهذا الحد .. واستنكر كثير من المتدينين والمعترضين على سياسة البابا تورط كهنة وآباء من المفترض أنهم يعملون لخدمة الرب في جرائم تصل لحد الخيانة وهذا لا يليق بالتعاليم المسيحية الَّتِي يؤمنون بها ويؤتمنون عليها .. ووضع كثير من الأقباط النصارى في موقف حرج وأسف لأفعال بعض آبائهم بالكنيسة والَّتِي وصفت على أنها أفعال غبية غير مسئولة تضر بمصالح الأقباط النصارى قبل المسلمين .. وزاد الطين قطران ثبوت تورط بعض الأقباط النصارى العاملين بالجيش والخارجية في إمداد العدو بمعلومات لم يكن لتتاح له إلَّا من خلال مواقع هؤلاء الأقباط النصارى الوظيفية وضبطت بحوزتهم على أجهزة تصوير واستخدامات بغرض التجسس والتواصل مع العدو .. وتلك الأمور والأخطاء الجسيمة الَّتِي وقعت بها الدولة الغير ملتزمة دينيًا وألحقت بالبلاد الخراب والدمار تجنبها السلف الصالح من ولاة أمور المسلمين في عهد الخلافة .. بحظر إلحاق غير المسلمين بالجيش والمراكز والمناصب الهامة بالبلاد تجنبا لحدوث مثل تلك الأعمال الَّتِي قد تدمر البلاد .. والاكتفاء بتولى المسلمين أمور حماية البلاد وإعفاء أهل الكتاب منها مقابل دفعهم الجزية اتباعا لمنهج الله والتزاما بشريعته وهو سبحانه الاعلم بأمور خلقه .. وبسرعة البرق تناثرت الأقوال وزادتها الشائعات قصص وروايات جسمت من هول الصدمة .. الوضع أصبح مؤسف وصدمة لا يحتملها مجتمع عاش أبنائه مسلمين ونصارى في وئام ومودَّة .. تغييرات وتطورات لم يعهدها المسلمون من الأقباط النصارى على مدى قرون طويلة جمعتهم الجيرة والصحبة والأفراح والأحزان ومعايش وأعمال وتجارات ومعاملات مشتركة على مر تلك السنين .. الوضع مؤسف ومخجل ومريب وصدمة للأقباط الملتزمين قبل المسلمين والذي وصل بالبعض إلى الهجرة خارج البلاد على أن يظل في جيرة وصحبة محل شكوك واتهام .. ولأول مرة تحدث بداية حقيقية لتصدع في كيان المجتمع المصرى قد يصل بالبلاد إلى حدوث فتنه بين المسلمين والأقباط النصارى .. الأمر الذي تطلب تدخلا سريعا من أجهزة الدولة والكنيسة لتدارك الموقف وإصلاح الأمور ..

العذراء تشاطرنا الأحزان

العذراء تشاطرنا الأحزان كشفت تلك الصدمة عن حقيقة فساد الدولة في إدارة شئون البلاد وحمايتها .. كما كشفت للشعب حقيقة النظام والكنيسة .. ووقف النظام والكنيسة وجها لوجه دون قناع بعد سنوات من النفاق السياسي والازدواجية في التعامل والجهل أو التجاهل من الحكومة لمجريات الأحداث الكنسية الَّتِي اتت بتلك الجماعة العنصرية المتطرفة والمنحرفة عن المسيحية لحكم الكنيسة القبطية .. الأحداث عرت الحقائق .. وأزاحت شياطينهم عنهم الستار لتفضحهم على الملأ في حالة تلبس كما نزعت عنهم لباس التقوى والمباديء الَّتِي تظاهر كل منهما بها .. أصبحت الفجيعة أشدّ قسوة وألم .. هزيمتنا ونكستنا بأيدي حكومتنا وأبناءنا من الأقباط النصارى .. دمرنا بلادنا بأيدينا وسلمنا أعداءنا أراضينا بفعل حكومة لادينية مستهترة بشريعة ربها وبأماناتها ومسئولياتها عن أراضيها وشعبها .. وكنيسة عنصرية خربة من المحبة ومن المسيحية .. عادت أحبائها وبغضت محسنيها وارتدت عن تعاليم مسيحيتها وقوانينها .. ولكن واقعهما القذر في النفاق يحتم عليهما التظاهر بالمحبة والمودة للخروج من هذا المأزق تحسبا لوقوع فتنة طائفية .. وباتت شياطينهم ليالى تبحث عن فكرة تشغل بها الشارع المصرى وتجمع المسلمين والمسيحين معا جنبا إلى جنب .. فكرة إبليسية صاغتها الكنيسة وباركتها الحكومة ودعمتها وجندت لها أجهزة الإعلام .. وكعادة النظام المستكبر على الاستعانة بأي مرجعية دينية اتخذت الحكومة الاشتراكية الاجراءات اللازمة لدعم تلك الفكرة وإخراجها على الملأ في أقرب وقت .. وكانت الفكرة الإعلان عن ظهور السيدة العذراء بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون .. لماذا العذراء وليس المسيح أو أحد القديسين .. اختار السحرة الدجالين الأفاقين المسئولين عن النظام والكنيسة الافتراء والادعاء على شخص السيدة العذراء الَّتِي يجمع عليها محبة المسلمين والمسيحين دون أي شائبة ..

فللسيدة العذراء مكانتها العظيمة في قلوب المسلمين كما في قلوب النصارى بل ويزيد عنهم .. رغم أنهم اجتمعوا على محبة السيد المسيح وآمنوا به ولكنهم اختلفوا على نظرتهم العقائدية له .. المسلمون يؤمنون به كنبي ورسول من الرسل أولى العزم جاء بالإنجيل ومصدقا بالتوراه ومؤمنا بالأنبياء والرسل من قبله ومقر بعبوديته لله الواحد القهار ومبشرا بنذير ونبي ياتي من بعده اسمه أحمد .. والأقباط النصارى يؤمنون به وبالله في السماء وبالروح القدس ثلاثتهم كإله واحد .. إذ اختياره للظهور لن يكن محل توفيق بل قد يزيد الأوضاع سوءا .. وكذلك سيكون الحال إذا اختير أحد القديسين .. هم يريدون أن يجتمع المسلمون والمسيحيون على شخصية واحدة أحبوها وتملكت من جوارحهم .. بصرف النظر على الافتراء والكذب عليها وادعاء ظهورها بالباطل؛ إن الموتى لا يعودون إلَّا يوم القيامة .. ولم يكن يمضى على النكسة شهور حتَّى أخذت الفكرة حيز التنفيذ بإخراج شيطاني {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} ... واكتملت الحبكة القصصية الَّتِي أذاعت اكتشاف العمال في جراج النقل العام المواجه لكنيسة العذراء بالزيتون - والذي بنيت عليه الكنيسة الجديدة الآن!! - أثناء خروجهم سيدة تنزل من على القبة الرئيسية فصرخوا: حاسبي ياست لاحسن تقعي .. وإذا بهم يكتشفون أنها السيدة العذراء .. لم يكذب الرئيس عبد الناصر وحاشيته الخبر .. طبعا حسب أحداث الفيلم .. وبسرعه تركوا مشاغل الدولة وذهبوا ليعسكروا جميعًا في منزل أحد تجار الفاكهة المواجه للكنيسة في انتظار ظهورها الساعة الخامسة صباحا .. " معذرة لم تسعفني المصادر في التحقق إذا كان لديهم علم من السيدة العذراء بميعاد مسبق لظهورها أو أنه كان مفاجىء تطلب من رئيس الدولة الإقامة والتفرغ لأي احتمال لظهورها " .. وأعتقد أن الأمر كان يحتاج مزيد إلى الحبكة .. لكن للحق بمقياس تلك الفترة وفي تلك الظروف المضطربة فإن الحبكة الفنية كانت لحد ما بارعة ومؤثرة .. وإذا بالرئيس والكنيسة يعلنان ظهور السيدة العذراء فوق قبة كنيسة العذراء بالزيتون في أوقات العتمة وليس بالنهار حتَّى يتمكن الجميع معاينة النور .. ولاقت الفكرة والتجربة نجاحا عظيما .. {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوَهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}.

مانشيت جريدة الأخبار؛ الصفحة الرئيسية: 5 مايو 1968 مانشيت جريدة الأهرام؛ الصفحة الرئيسية: 1968 وتدفق الآلاف من المسلمين والمسيحين وأقاموا الليالى سويا جنبا إلى جنب في انتظار ظهور أم النور حتَّى لم يعد هناك مكان لموضع قدم .. لكن الرؤية أصبحت غير واضحة وشدة الإضاءة المنبعثة تقل على المسافات البعيدة .. لكن الفكرة في حد ذاتها نجحت وراقت للدولة والكنيسة تكرار المشهد بكنائس أخرى ..

فإذا بالبيان تلك المرة من المقر البابوي بالقاهرة يعلن:" أنه منذ مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل عام 1968 الموافق 24 برمهات سنة 1684 " تتوالى ظهور السيدة العذراء أم النور في الكنيسة الأرثوذكسية الَّتِي باسمها بشارع طومان باي بحيّ الزيتون .. وانتهى البيان ولكن تلاه شرح من رجال الكنيسة عن الأماكن والمواعيد وأيضًا الحالة الَّتِي تكون عليها أم النور وأشكالها .. فهي أحيانا تظهر بالجسم الكامل وأحيانا بالنصف العلوي ومرة ببروفيل الوجه وأخرى جانبية كاملة .. وهكذا وصل الأمر بهؤلاء السفلة المضلين .. الدجالين المفتريين من رجال النظام والكنيسة بالتغطية على أفعالهم الإجرامية المنحطة بالزج باسم السيدة العذراء في أباطيل وأكاذيب وادعاءات أظهرتها في أشكال وأوضاع محبكة فنية وبإضاءات مختلفة الشدة كما لو كانوا يستعرضون مانيكان أو عارضة أزياء .. مستغلين حب أهل مصر البسطاء الطيبين من مسلمين ومسيحين لشخص السيدة العذراء ومكانتها في النفوس .. ولو تأملت البيان البابوي تجد هناك تاريخين الأول الميلادي المعروف عالميا .. والثاني تاريخ قبطي خاص فقط بالكنيسة القبطية والذي يبدأ من عصر الشهداء كما يسمونه والذي قتل فيه مسيحي الرومان مئات الأقباط النصارى وأبادوا بلاد باكملها في إسنا واخميم للقضاء على بذور الكنيسة القبطية لكي يقتلعوها من جذورها .. حيث كانوا يعتبرونها كنيسة شيطانية وثنية وليست مسيحية .. في عز الأوقات الحرجة والكنيسة لا تتخلى عن عنصريتها وتلحق بالتاريخ الميلادي ذكر التاريخ القبطي في بيانها الصادر من المقر البابوي .. ويتضمن البيان كما وصفته كنائس الغرب الكاثوليكي والبروتستانتي بأنه استخفاف بالعقول أن تحدد السيدة العذراء مواعيد وأماكن ظهورها وتطلع إدارة الكنيسة والمقر البابوي بها .. وتختار الكنائس المسماه باسمها والَّتِي تخص تحديدًا الكنائس القبطية دون غيرها من الكنائس المسيحية .. وسارعت كنائس الغرب بإعداد حلقات تصويرية تمثل حالات ظهور العذراء بكنائسها ببلدان كثيرة خارج مصر والَّتِي فاقت بإمكانياتها وحبكتها الفنية مثيلتها بكنائس الأقباط النصارى .. حتَّى أصبح الأمر محل تندر الصحف الغربية واليهودية الَّتِي سخرت من تلك السذاجات الَّتِي يصوغها نظم الحكم ببلداننا .. وتناول اليهود هذا الأمر بسخرية شديدة وتبادلوا النكات موجهين لها الدعوة لزيارة إسرائيل لتهنئتهم بالنصر على إثر رد رجال الكنيسة على استفسارات الصحف الغربية عن سبب ظهور السيدة العذراء في كنائس الأقباط النصارى الأرثوذكس تحديدًا وفي هذا التوقيت من تاريخ مصر .. وكانت إجابة كهنة الكنيسة أن السبب رغبة أم النور في تعزية الرئيس عبد الناصر والمصريين مسلمين وأقباط عقب أحداث النكسة الأخيرة .. وتكتمت الصحف المصرية الَّتِي كانت تحكمها الحكومة على تلك الأخبار .. وتناثرتها كنائس الكاثوليك والغرب مكذبين تلك الأباطيل ومؤكدين على استحالة ظهورها بالكنائس القبطية

المخالفة للتعاليم المسيحية الصحيحة .. وأنه في حالة ظهورها لن تختار إلَّا كنائسهم الكاثوليكية والغربية حيث أن كل منهم يكفر الآخر .. واثبتوا بالصور الَّتِي وزعوها على رعاياهم زيف تلك الادعاءات واستحالة ظهورها بأماكن باطلة كالكنائس القبطية من منظور عقائدهم وطالبت رعاياها بعدم الافتتان بتلك الافتراءات الباطلة وعدم الذهاب لأماكنهم وكنائسهم الضالة .. ولكن تلك الخطوة حققت للدولة والكنيسة إنجازا إعلاميا حقق الهدف من تجاوز مرحلة تورط الكنيسة في أحداث النكسة وشغلت قلوب المصريين الطيبين بأمور روحانية طالما اشتاقوا إليها بفطرتهم الدينية في كل مراحل أزماتهم .. وتمضى الأحداث بتلك الجماعة ومعها نتابع وكعادة الحكومة اختصرت قضية تورط الكنيسة في أحداث التجسس والعمالة لصالح العدو واقتصرت الاتهام على مجموعة القساوسة ورجال الكنيسة الذين أدينوا متلبسين بحوزتهم وبكنائسهم أجهزة التصنت .. وكعادة المصريين بطبائعهم المرنة وليونة وطيبة قلوبهم واستعدادهم الفطرى لنسيان الاساءة .. تقبلوا مبررات الحكومة والكنيسة ومروا يتلك الأحداث مر الكرام .. كنيسة السيدة العذراء مريم 2008 - حيث تمت تمثيلية ظهور العذراء عام 1968 - . لاحظ المبنى الأصلي المشيد سنة 1925 باللون البيچ أسفل اليمين (250 متر مربع فقط)؛ بينما الأبنية الجديدة في الخلف: مستشفى , دور للمسنين والمغتربين، ومباني للخدمات أعلى اليمين، ومبنى الكاتدرائية الجديد على اليسار مكان جراچ هيئة النقل العام!! ..

والغريب في كل تلك الأحداث هو صمت علماء الإسلام .. فبينما سارعت كنائس الغرب بتكذيب تلك الادعاءات وبذل كل ما استطاعت لإثبات تلك الخدع والافتراءات بظهور السيدة العذراء بكنائس الأقباط النصارى .. وإذا بعلمائنا يتعاملون مع الأمر بكل بساطة .. الشيخ حسن مأمون ... الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي شيخ الجامع الأزهر: من 1963 إلى 1969. ... مفتي الديار المصرية: من 1960 إلى 1970. وبينما الكنائس الغربية تظهر الغيرة على عقيدتها وتحذر أبنائها ورعاياها من افتتانهم بتلك الادعاءات والانسياق وراء تلك الافتراءات الَّتِي تدعيها كنيسة مخالفة لهم في العقيدة ومن منظورهم خارجة عن تعاليم المسيحية الصحيحة .. ولا يمكن أن تختص السيدة العذراء كنيسة باطلة للنزول والظهور بها .. وإذا بعلمائنا لا يعطون للأمر أهمية وكأننا والأقباط النصارى من منظور الوحدة الوطنية واجتناب حدوث الفتن أصبحنا عقيدة واحدة لا اختلاف بيننا وليس هناك ما يمنع ظهور السيدة العذراء بكنيسة ادعت الوهيه ابنها المسيح وخالفت عقيدتنا الإسلامية .. ما المعنى من اختيار السيدة العذراء لكنيسة قبطية لتقديم العزاء للمسلمين في نكستهم ومصيبتهم ولماذا تلك المصيبة تحديدًا وقد مرت مصر عصور الخلافة الإسلامية بنكسات وغزوات وحروب .. باسم اجتناب الفتن تساق العقائد بأهواء حكام الباطل .. وللحق كانت سطوة نظام عبد الناصر وبطشة بكل التيارات الإسلامية تفوق الحد ..

استخدم كل وسائل التعذيب والَّتِي وصلت لحد الإبادة ضد كل الرموز الإسلامية المخلصة وضد كل التوجهات الإسلامية وعلى القائمة كان الإخوان المسلمون الذين عانوا منه ما لا يوصف من صنوف العذاب .. ولكن لا نلتمس لهم الاعذار وبمصر الآلاف من علماء الأزهر .. كيف يصل الحال بجنود الله لهذا الحد من الخنوع والخضوع والاستسلام لأهواء زعماء ثقافات شيطانية اشتراكية وديمقراطية وعلمانية {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} .. ما الحال الذي يمكن أن تصير إليه البلاد لو انقاد جنود الله والمؤتمنون على الإسلام وراء كل تلك التيارات المعادية والكارهة له .. حتما وأكيد سيضيع إسلامنا كما ضاع بالأندلس وما تركيا عنا ببعيد .. وللحق والتاريخ أيضًا لم يكن هذا الخوف والاستسلام حال كل العلماء بل كانت هناك جبهة قوية بإيمانها وبربها من خيرة العلماء ورغم قلة عددهم إلَّا أنهم لم يدخروا جهد ولا تضحية وكل ما استطاعوا من قوة في سبيل إظهار الحق وإزهاق الباطل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} .. ونشهد لهم امثال الشيخ عبد الحميد كشك وغيره من العلماء نحسبهم جنود الله ولا نزكي على الله أحدًا .. وكان على بطريرك الأقباط النصارى أن يعيد للأقباط ثقتهم بكنيستهم وبأنفسهم بعد تلك الهزة العنيفة عقب أحداث النكسة .. بفكرة استعادة رفات القديس مرقص من إيطاليا .. وللقديس مرقص مكانة عظيمة بالنسبة للكنيسة القبطية وهو بمثابة الراعي لها وأول بطريرك رغم أنه مر على موته 19 قرنا وتسمى الكنيسة القبطية باسمه .. الكرازة القبطية الأرثوذكسية المرقصية .. استبدلوا لفظ الكنيسة بالكرازة والمسيحية بلفظ القبطية وحتى التاريخ الميلادي استبدلوه بتاريخ قبطي يبدأ من 282 م .. خالفوا الملل المسيحية في كل شيء .. بينما راعي الكنيسة الغربية هو القديس بولس .. ونجح بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بذكائه في إعادة جمع شمل الكنيسة القبطية ورفع معنوياتها والتفاف رعاياه حوله واعاد لهم ثقتهم بكنيستهم وقيادتها .. وعمت الاحتفالات بعودة رفات مار مرقص كل الكنائس القبطية .. وطويت الأحداث .. وتمضى لأحداث أخرى أكثر منها غرابة وغموضا ..

عودة الابن الضال

عودة الابن الضال استطاع بطريرك الأقباط النصارى كيرلس السادس أن يحقق إنجازات وقفزات ونجاحات لفكر جماعة الأمة القبطية المتطرفة وتنفيذ كل توجيهات وتعاليم اسياده من رهبان الجماعة بكل تفان وإخلاص وسيطر سيطرة كاملة على الكنيسة ورعاياها ما عدا اجزاء صغيرة بالوجه القبلى .... كما بذل الجهد لاستعادة العلاقات مع الكنيسة الاثيوبية محاولا ترسيم أساقفة لها وبطريركا كما كان الحال خلال العصور الماضية .. وساعده في ذلك بطانته وتلاميذه المخلصين لفكر الجماعة والتفاف الأقباط النصارى وافتتانهم به وبرجال الكنيسة ... ولكن بشكل غير متوقع لجميع المحيطين والمقربين منه .. حدث تغيير مفاجىء في منهجه الفكرى .. ولأسباب مجهوله تمرد على أفكار الجماعة ونبذها وأصبح من أشدّ الكارهين لها .. فكانت مرحلة ردة عن أفكارها وتعاليمها وإصرارًا منه على مخالفة توجيهات قيادات الجماعة محاولا استرجاع قوانين وتعاليم الكنيسة والاستقلال بها بعيدا عن أفكار تلك الجماعة المنحرفة .. وبذل الجهد لتصحيح كل ما اقترفه في حق رجالها الذين نفاهم وأبعدهم عن مكاناتهم الكهنوتية بعد الأنبا يوساب .. أحد رجال الكنيسة المشلوحين حاليا والذي كان من المقربين له قال أن تمرد بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس على فكر جماعة الأمة القبطية لم يكن فجائيا .. ولكن كانت تنتابه أوقات يخلو فيها إلى نفسه ويشعر بندم شديد لما اقترفه في حق الكنيسة وتعاليمها وموالاته لجماعة متطرفة مرتدة بعنصريتها عن المسيحية وخارجة عنها .. ولكن سرعان ما كان ينفض تلك المشاعر ويعود إلى حالته وولائة بعد كل زيارة يقوم بها لرهبان الجماعة في الأديرة .. ولكن تلك المرحلة في سنواته الأخيرة كانت غريبة في غموضها لكل المقربين منه .. كانت تنتابه حالات حزن شديد وإحساس بالذنب لمخالفته الكثير من التعاليم المسيحية واحلالها بتعاليم الجماعة .. وكان يحاول من خلال موقعه تغيير كل المفاهيم والأوضاع الَّتِي سادت الكنيسة والَّتِي ساهم بالأمس بكل جهده في تعميمها وترسيخها .. وشهدت سنوات حكمه الأخيرة قرارات ذهل لها تلاميذه وأتباعه .. وحدث أن تمرد عليه الكثير من تلاميذه وبطانته بتوجيهات من قيادات الجماعة ورهبانها .. ولكن بشخصيته المعهودة في التحدى والإصرار والقوة في اتخاذ القرارات أرغم رجال الكنيسة على تطبيق وتنفيذ

تعاليمه وقام بعزل المخالفين لأوامره واسترجاع بعض الكهنه القدامى من منفاهم بالأديرة وقام بترسيم بعضهم أساقفة على المحافظات .. وأصدرت التعليمات من قبل رهبان جماعة الأمة القبطية لتلاميذه وبطانته وكل الكهنة المواليين للجماعة والمسيطرون على مقاليد حكم الكنيسة بالتصدى له بكل قوة ومخالفته .. وتزعمهم الراهب أنطونيوس السرياني (الأنبا شنودة بابا الأقباط النصارى الحالى) ومعلمه متَّى المِسكين .. حيث أظهر الراهب أنطونيوس السرياني معارضة قوية لأوامر بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس ورفض بقوة ترشيحة وتعيينه لبعض الأساقفة .. بل وأظهر خلافًا حادًا معه بالكنيسة أثناء ترسيم بابا الأقباط النصارى لأحد الأساقفة .. واستنكر الراهب أنطونيوس هذا الاختيار ورفض الاعتراف بالمراسم وحضورها .. واعتبره كيرلس السادس تحديا له وتتدخلا في سلطاته وخروجا عن الولاء له ومخالفا لتعليماته .. ولكن الراهب أنطونيوس السرياني (بابا الأقباط النصارى شنودة حاليا) كان أشدّ ولاءًا لقياداته رهبان جماعة الأمة القبطية .. واعتقاده وإخلاصه لتعاليم الجماعة العنصرية المتطرفة أكثر وأشدّ من إخلاصه لتعاليم المسيحية .. لذا رفض وبكل قوة الإنصات والانصياع لأوامر كيرلس السادس .. وكان الراهب أنطونيوس قد فاق أساتذته ومعلميه إخلاصًا لفكر تلك الجماعة المنحرفة عقائديًا المتطرفة العنصرية .. وانضم له معلمه الراهب متَّى المِسكين والذي بدوره انشق عن معلمه كيرلس السادس (الراهب مينا المتوحد قبل أن يصبح بابا للكنيسة) .. وقاد الاثنان جبهة معارضة قوية ضد بابا الأقباط النصارى وخروجا عن تعاليمه .. وكان الراهب أنطونيوس السرياني أسقفا للتعليم من وقت أن عينه كيرلس السادس بهذا المنصب وأبلى الراهب أنطونيوس بلاءا حسنا في نشر وترسيخ فكر الجماعة العنصرية المتطرفة في عقول كل تلك الأجيال المعاصرة والى وقتنا هذا حيث أنه ما زال يشرف بنفسه على ترسيخ كل الأفكار العنصرية المخالفة للتعاليم المسيحية والكارهة والمعادية لكل ما هو غير قبطي أرثوذكسي .. وبدأ الصراع يشتد بين الاثنين بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس المرتد عن فكر الجماعة والراهب أنطونيوس السرياني الموالي لتعاليم الجماعة والمخلص لها .. وينقلب السحر على الساحر ويتذوق كيرلس السادس من نفس الكأس بل ويتجرعه والَّتِي أذاقها لبابا الأقباط النصارى السابق له يوساب الثاني .. ومثلما يقال كما تدين تدان .. وتمضى الأحداث أكثر سخونة وغرابة ..

تمرد شنودة

تمرد شنودة وأصدر بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس تعليماته وأوامره بمنع الراهب أنطونيوس السرياني (بابا الأقباط النصارى شنودة حاليا) من إلقاء دروس الآحاد أو محاضرات في الكلية الإكليريكية والَّتِي كانت تخرج تلامذة ومعلمين لفكر جماعة الأمة القبطية .. ولكن الراهب أنطونيوس السرياني أصر على وجوده في منصبه كأسقف للتعليم تنفيذا لأوامر رهبان الجماعة ورفض مغادرة قاعات التدريس في الكلية الإكليريكية أو التوقف عن دروس الآحاد وإصدار الجريدة القبطية الَّتِي كان يشرف على تحريرها .. وازداد إصرار كيرلس السادس على إلزام الراهب أنطونيوس السرياني بتنفيذ أوامر بابا الكنيسة .. وتم إخراجه من القاعات بالقوة من قبل العاملين تنفيذا لأوامر بابا الكنيسة والذين كانوا يجهلون الكثير عن تفاصيل وسياسات رهبان تلك الجماعة .. ولكن الأخير كان أشدّ إصرارًا وتحديا لتعاليم بابا الأقباط النصارى وأكثر ولاءًا لرهبانه بالأديرة فخرج بتلاميذه إلى فناء الكلية واستكمل محاضراته خارج القاعات في تحدٍ سافر لتعاليم البطريرك .. وقاد جبهة معارضة قوية من قساوسة وبطانة كيرلس المواليين لفكر الجماعة وقاد تلك الحملة معه معلمه الراهب متَّى المِسكين .. واشتدت حدة الصراع ومرة أخرى كاد أن يحدث شرخًا وانشقاقًا بالكنيسة .. وقام بابا الأقباط النصارى بكل تحدى وإصرار للقضاء على فكر تلك الجماعة المتطرفة وانتزاع شرورها وتواجدها من الكنيسة .. ومحاولة منه لاستعادة صفاء ونقاء الكنيسة وأتباعها أصدر قرارات جريئة وغاية من القوة على إثرها جرد الراهب متَّى المِسكين وتلاميذه وعلى رأسهم الراهب أنطونيوس السرياني من مكانتهم الكهنوتية .. والذين لجأوا للإقامة مع بعض رهبان جماعة الأمة القبطية بمنطقة صحراء القلمون بالمنيا .. ولم تكن لقيادات جماعة الأمة القبطية والَّتِي أتت بكيرلس السادس (الراهب مينا المتوحد سابقا) على رأس كنيسة الأقباط النصارى لينقلب عليهم .. ولم يكن لرهبانها ليتركوا له الحكم ولا أن يتراجعوا بعد أن حققوا تقدما وخطوات مصيرية في تاريخ الجماعة .. وبخطوات سريعة جادة أصدروا أوامرهم للموالين لهم والذين كانت لهم السطوة والأغلبية بين رجال الكنيسة .. أصدرت لهم الأوامر بالإمساك بمقاليد حكم الكنيسة وانتزاع سلطات البابا والاحتفاظ به كواجهة ورمزٍ فقط للكنيسة وعصيان أوامره وتنفيذ كل التوجيهات والتعليمات الَّتِي تصل لهم من رهبان جماعة الأمة القبطية المنحرفة ..

كما أصدرت الأوامر لكل الرهبان ورجال الكهنوت الموقوفين والمطرودين والمشلوحين من قبل بابا الأقباط النصارى بسرعة العودة إلى مناصبهم بالكنائس والإمساك بزمام الأمور .. وإعادة عزل ونفي الأساقفة ورجال الدين الذين عينوا من قبل كيرلس السادس .. وبسرعة عاد الراهب أنطونيوس السرياني (شنودة حاليا) وأمسك بقوة بزمام الكنيسة وكانت تلك السنوات الأخيرة من حياة كيرلس السادس بابا الكنيسة شاهدة على خلافات حادة داخل الكنيسة يقال أنها شهدت تصفيات جسدية لبعض رموز الكنيسة بالستينيات بكثير من محافظات الوجه البحرى ومنها محافظة الدقهلية والَّتِي شيع أبنائها أحد رموز كنيستهم دون أن يدروا بتفاصيل تلك الخلافات الداخلية والصراعات المميتة بين الرهبان .. ورفض الراهب متَّى المِسكين العودة لمنصبة والدخول في صراعات لا يعرف مداها ولا يأمن على نفسه منها وخاصة أنه كان أكثرهم علما بمدى ذكاء معلمه كيرلس السادس وأكثرهم معرفة بطبيعته وإصراره وقوته وعناده في تحدى الظروف المحيطة بها للوصول إلى أهدافه .. وخاصة ان كيرلس السادس كان من أقوى أتباع جماعة الأمة القبطية إخلاصا لها وأكثرهم معرفة بأدق أسرارها وتفاصيلها .. لذا فضل الراهب متَّى المِسكين أن ينأى بنفسه بعيدا عن تلك الخلافات ويترقب التطورات عن بعد وينظر لمن ستميل كفة حكم الكنيسة له حرصا على أمنه وحياته .. وذهب معه من تبقى من تلاميذه ممن راق لهم موقفه وأسلوبه في التعامل مع الأحداث .. وانتقل بهم لوادي الريان بالفيوم بأحد أماكن الأقباط النصارى البعيدة عن العمران .. ولم يستسلم كيرلس السادس واستغل التفاف شعبه من رعايا الكنيسة حولة ومخافة بطانته وأعوان الجماعة من افتضاح أمرهم .. وأرسل إلى متَّى المِسكين يحذره تحذيرا شديد اللهجة ملقبًا إياه بالراهب متى المسكون .. مطالبا إياه بالابتعاد ... وتلاميذه عن الكنيسة ظنا منه أنه المخطط والمحرك الأساسي للراهب أنطونيوس السرياني (شنودة حاليا) .. ومؤكدا على ضرورة التزامهم وطاعتهم لأوامر بابا الكنيسة والعودة وتلاميذه إلى أحد الأديرة الَّتِي تحت إدارته .. وكان يطلق على الراهب متَّى المِسكين لفظ متى المسكون أي مسكون بالشياطين والشرور هذا اللقب الذي اطلق عليه عهد الأنبا يوساب الثاني .. وكان كيرلس السادس يرى الشر كل الشر في الراهب متى المسكون وتلاميذه ويصفهم بأن الشياطين تلبست أجسادهم من فرط انعزالهم بالأماكن المهجورة والبعيدة عن الماء والطهارة وانقيادهم لرهبان جماعة الأمة القبطية الأكثر منهم قذارة ودناسة .. وأمام رفض الراهب متَّى المِسكين الانقياد لأوامره والاحتماء برهبان جماعة الأمة القبطية .. قام كيرلس السادس بكل تحدى وإصرار بالتجريس بمتَّى المِسكين وتلاميذه ونشر قرار في جريدة الاهرام الصحيفة الاولى بمصر يجرد الراهب متَّى المِسكين وتلاميذه من رتبتهم الكهنوتية ومن انتمائهم إلى الرهبانية .. وكانت صفعة ذكية منه على وجوه رهبان جماعة الأمة

القبطية حتَّى يضيع على بطانته المواليين لهم فرصة تكتم الحقائق وإخفاء خبر تجريد هؤلاء الرهبان المواليين لهم عن رعايا الكنيسة .. الأمر الذي اخاف الراهب متَّى المِسكين وتلاميذه وبدعم من الجماعة قام بشراء 30 فدان بالساحل الشمالي والبعيدة عن عيون الكنيسة والإقامة بها .. وأمام إصرار كيرلس السادس على انقياد متى المسكون وتلاميذه لأوامره .. ظنا منه أنه ما زال المدبر الرئيسي لخطط ومؤامرات يتزعمها تلاميذه وعلى رأسهم أنطونيوس السرياني .. وزاده يقينا بحقيقة تلك المؤامرات الَّتِي يحيكها الراهب متى لمناصره أوليائة من رهبان الجماعة معرفة كيرلس السادس الجيدة لطبيعة وأغوار نفس الراهب متَّى المِسكين وتلاميذه حيث كان يومًا ما معلمهم وأدرى الناس فهما لطبيعة كل منهم ... لذا لم يدخر الراهب متى جهدا وفضل الاستسلام وإظهار الطاعة والتوجه للإقامة بدير الأنبا مقار على أمل أن تتبدل الأحوال ومراقبا عن بعد كل التطورات الَّتِي تمر بها الكنيسة .. بينما أظهر الراهب أنطونيوس السرياني (شنودة فيما بعد) كل التحدى لبابا الأقباط النصارى مما زاد من أسهمه وولائه لدى رهبان الجماعة .. وأصبح الممثل لزعامة حقيقية وأبرز نجوم المعارضين لكيرلس السادس والمنافسين له .. حتَّى أنه بجبهته القوية المعارضة لبابا الأقباط النصارى استطاع أن يسلبه الكثير من سلطاته ونفوذه .. وكعادته غير مهتم بما يقال أو يثار حوله .. المهم والأهم الوصول بالجماعة لتحقيق كل أهدافها .. وتمضى الأحداث لمراحل أكثر عدوانية وشراسة وإصرارًا من بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس على تصحيح ما يمكن إصلاحه في الكنيسة وتدارك الأخطاء الَّتِي أدت إلى هجرة أعدادًا من الأقباط النصارى الأرثوذكس خارج مصر .. وحفاظا على رعايا الكنيسة خارجها والَّتِي يطلقون عليها أقاصى المسكونة ببلاد المهجر أنشأ الكنائس ومنها أول كنيسة قبطية بأستراليا في يناير 1969 .. ولم تشفع له إنجازاته لدى جماعة الأمة القبطية الَّتِي حققها أثناء حكمه للكنيسة لصالحها ومنها إنشاء الأديرة مثل دير مار مينا على مساحة 50 فدان .. ومرة أخرى وكالعادة كلما اصطدمت مصالح الجماعة مع الكنيسة اشتدت النزاعات والصراعات بين رهبان جماعة الأمة القبطية والَّتِي تمثلت في المواليين لها من كهنة الكنيسة يتزعمهم الراهب أنطونيوس السرياني وبين بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس المرتد عن فكر ومنهج جماعة الأمة القبطية والذي بذل الجهد آخر سنواته للتكفير عما اقترفه في حق آباء الكنيسة السابقين له ونفيه للكثير منهم وتحويل الأديرة إلى سجون ومعتقلات وإقامات جبرية لأعداء فكر جماعة الأمة القبطية ولكل مخالف لسياسة إدارته للكنيسة بدعمه للجماعة .. وكذلك مما اقترفه في حق الكنيسة والأقباط النصارى من استبدال تعاليم الكنيسة بتعاليم الجماعة القبطية الفاسدة والعنصرية وتخريج أجيال ومعلمين متشبعين بالعنصرية والأفكار المرتدة عن المسيحية ونشرها بين الأجيال وتعيين ثلاثة أساقفة لها؛ أشهرهم عنصرية ومكر ودهاء وخروجا عن تعاليم المسيح الراهب

أنطونيوس السرياني (الأنبا شنودة الحالى) .. والذي أصبح فيما بعد ألد أعدائه ويد وعقل رهبان الجماعة القبطية للإطاحة به والاستيلاء على كرسي البابوية لصالحها .. ولم تسعف الأيام بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس ولا العمر للتكفير عما اقترفه في حق مصر من خيانة رعاياه وعمالتهم مع الصهاينة أعداء الوطن إرضاءا لكنيستهم والَّتِي أدَّت بمصر إلى نكسة 1967 .. وتشهد أيامه الأخيرة كم من الحزن والإحساس بالذنب انتابته ووحدة وغربة عن كنيسته والمحيطين به .. وتشهد الأحداث تغيرات مفاجئة بإعلان وفاة عبد الناصر وانتقال السلطة إلى نائبه محمد أنور السادات .. وكان لهذا الخبر وقع الصاعقة على رهبان وقيادات جماعة الأمة القبطية المسيطرة على الكنيسة .. حيث كان عبد الناصر سندا ودعما لهم بتجاهل سلطاته المتعمد لكل ما ارتكبوه من مخالفات قانونية لانتزاع شرعية الكنيسة من بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني بأوائل الخمسينات .. وكذلك دعمه لأصحاب النفوذ والمناصب من الأقباط النصارى المقربين منه والمواليين لفكر الجماعة قلبا وقالبا .. (كيرلس) و (عبد الناصر) والصليب في الخلفية؛ من احتفال تدشين الكاتدرائية بالعباسية وعودة جزء من رفات (مرقص) إلى مصر. بموت عبد الناصر فقدت الكنيسة بقيادات الجماعة زعيما سلمها مناصب هامة بالدولة وخاصة بالخارجية وائتمنهم على أسرارها ليمارسوا عليه الضغوط وابتزازه لتقديم دعما ماليًا لها اقتطعه عبد الناصر من خزينة الدولة لتمويل وبناء كاتدرائيتهم القبطية الفاخرة وإنشاء كنائس واقتطاع الآلاف من الأفدنة ومنحها لهم لإقامة الأديرة ..

الموت بالجملة

مات زعيم الأمة الذي عرفوا كيف ينتزعوا منه كل ما أرادوه لترسيخ وجودهم وسيطرتهم على الكنيسة القبطية .. مات عبد الناصر في توقيت انقلاب بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس على مبادئهم وأفكارهم وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذي رسمه وعينه كيرلس السادس بها .. وتولى الحكم ألد أعدائهم أنور السادات الذي كان يمقت الراهب متَّى المِسكين وفكره وتلاميذه وكان يلقبه بالراهب الشيوعي .. كما كانت الجماعة المسيطرة على مقاليد الحكم بالكنيسة تخشى من استعانة بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس بالسادات للتدخل في تفعيل سلطاته لضمان استقرار الكنيسة .. وزاد كهنة الكنيسة المعارضين لكيرلس السادس قلقا وكذلك رهبانهم من قيادات الجماعة من تولى السادات الحكم والذي أشيع عنه أنه كان أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ألد أعدائهم على مستوى مصر والأخير على مستوى تصنيفهم لأعداء الكنيسة .. وشبهات حول توجهاته السياسية المخالفة للفكر والمنهج الناصرى اللاديني في الحكم .. ولأول مرة أصبحت جماعة الأمة القبطية أمام خطر حقيقي يهدد أمنها وتواجدها ومن الممكن أن يسلبها نفوذها وينزع عنها كل النجاحات والإنجازات الَّتِي حققتها وقد تجعلها هباءا منثورا .. وكان على جماعة الأمة القبطية بقيادة رهبانها بأديرة الصحراء الغربية المحركين الأساسيين للسلك الكهنوتي الحاكم للكنيسة القبطية أن يتخذوا اجراءات وتحركات سريعة فعالة وحازمة لتخطى تلك المرحلة الخطيرة من مراحل جماعة الأمة القبطية ... الموت بالجملة بموت عبد الناصر أصبح الأمر لا يحتمل أي تأجيل لأي قرارات تخدم مصالح ووجود جماعة الأمة القبطية .. وكان لابد لهم من أخذ خطوات أكثر سرعة وجرأة من تلك الَّتِي حدثت عهد الأنبا يوساب الثاني .. الأمر في هذه المرة يختلف .. البابا المراد انتزاعه كيرلس السادس هو أحد كبار المعلمين والمروجين لفكر الجماعة سابقا .. وكان اليد العليا لرهبان الجماعة وأبرز وأهم الشخصيات الَّتِي أخلصت لها .. وهو اعرف الموجودين بكل الأمور والأسرار الَّتِي تخص فكر الجماعة ومخططاتها وأهدافها وكل ما يخفى على الآخرين .. البطء في اتخاذ قرارات لإزاحة بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس وكذا بابا إثيوبيا المعين من قبله سوف يتيح الفرصة لحدوث تطورات بالكنيسة لا تتفق مع أهداف الجماعة وقد تودى بها ..

وما أن مر على موت عبد الناصر سند الجماعة والمتغافل والمتجاهل بسلطاته عن أفعالهم عدة شهور حتَّى أعلن في وقت متقارب خلو كرسي البابوية في كل من مصر واثيوبيا .. أعلن وفاة بابا كنيسة الكرازة المرقصية الأرثوذكسية بالإسكندرية .. بابا الأقباط النصارى كيرلس السادس في الثلاثاء 9 مارس 1971 عن عمر يناهز 68 عاما ورحلة رهبانية مثيرة بكل العجائب والأحداث الغريبة والأفكار والتنقلات عبر البلاد وبين الأديرة والخرابات بتل الطواحين والأماكن المهجورة .. رحلة من العمر أخلص في كل مراحلها لأفكار وانتماءات متناقضة كل التناقض ومختلفة بكل تفاصيلها وولائها وأهدافها وحتى في صحبتها .. رحلة من العمر اثبت بذكائه وقدراته تميزه بشخصيته القيادية في كل مراحلها .. رحلة عمر أشبه برسم بياني تقوم عليه دراسات لتحليل مسارات خطوطه من ارتفاعات مفاجئة لانخفاضات مدوية لانتقالات وقرارات غير متوقعة مفاجئة اذهلت كل من عرفوه .. وفي كل فترات العمر بذل وأعطى كل ما يستطيع رغم كم الاختلافات العقائدية والمنهجية لأسلوب الحياه بكل فترة .. حتى أسمائه تعددت .. ببداياته العلمانية اشتغل بشركة كوكس للسياحة وشركات الملاحة الكبرى وأبلى فيها بلاءا حسنا واغتنم أعلى المكانة الوظيفية في أقصر وقت وأصبح من قياديّ الشركة وكسب ثقة رؤسائه وأمسك بمقاليد الإدارة بها وهو ما زال في سن صغيرة دون الثامنة والعشرين .. وانتقل بشكل مفاجىء وبقرارات مصيرية اتخذها بتصميم وإصرار لحياة الرهبانية رادمًا بالتراب على كل سنواته العلمانية ليولد من جديد كراهب باسم جديد ويعلن وفاة عازر يوسف عطا ليصبح الراهب مينا البراموسي .. ويبذل كل ما لديه من مهارات ليتألق ويلمع نجمه ويخطف الأضواء من رهبان فاقوا عمره أضعاف .. وتمضى حياته العجيبة بين الأديرة والعقوبات والمؤامرات والأحداث الغريبة والصحبة الأكثر غرابة .. ويتغير اسمه إلى الراهب مينا المتوحد .. ثنم تنتقل به الأحداث وتتغير قوانين الكنيسة وتعاليمها والَّتِي فصلت بمقاييسه لتختاره لمهمة رسمت خصيصا له .. ليفاجىء الجميع ويذهل كل من عرفوه باختياره بابا الأقباط النصارى خلفا ليوساب الثاني وليصبح اسمه الأنبا كيرلس السادس .. ويخلص كعادته بكل كيانه في سبيل قناعاته وأفكاره وولائه ويحقق لجماعة الأمة القبطية أغلى منالها وأهدافها وإنجازاتها .. ودون مقدمات ينقلب على مبادئها وتعاليمها ويخلص بكل عقله وقلبه لفكرة محاربة تلك الجماعة والقضاء على كل نفوذها .. وتشهد نهايته كم من الغموض وسط نزاعات وصراعات داخلية انقلب فيها على تلاميذه وأطاحوا هم به .. وفي وقت مقارب يرحل بابا أثيوبيا الذي عينه كيرلس السادس ورسمه بطريركا لاثيوبيا .. ونستكمل الأحداث ..

أثار تزامن موت كل من جمال عبد الناصر وبابا الأقباط النصارى بمصر كيرلس السادس وكذلك بابا كنيسة اثيوبيا الذي عين من قبل كيرلس السادس كثير من الاستفسارات والألغاز .. ولكن أحدا لم يتوقف عندها .. أيا ما كانت الإجابة هذا ما حدث بالفعل .. أصبح كرسي البابوية بكنيسة الأقباط النصارى بمصر خاويا بموت صاحبه دون مقدمات لأي تدهور في صحته .. وحتى لو كان الأمر طبيعيا فهل يعقل أن يتزامن بخلو كرسي البابوية باثيوبيا وموت صاحبه هو الاخر الموالي للبابا كيرلس .. وعلى فرض أن القدر اختارهما بنهايه غامضة نجهل تفاصيلها في وقت واحد متقارب .. هل يتفق أن يتزامن موته مع موت عبد الناصر .. (شنودة) و (باولص) بطريرك إثيوبيا الحالي في (كاتدرائية الثالوث) بأديس أبابا بعد أن وضع شنودة أكاليل الزهور على قبر الإمبراطور ... (هيلاسيلاسي) صديق (عبد الناصر) وكيرلس السابق: 2008. [اختلفوا في مواقِفِهِم من اليهود سنة 1965؛ والآن يعودون للتحالف لمواجهة المد الإسلامي الأصولي في إفريقيا]

إن كل المعاصرين والمقربين من مراكز حكم الكنيسة يعلمون جيدا أن الأمر كان أقرب إلى أحداث مسبقة مدبرة ومخطط لها من قبل رهبان الجماعة .. ومن آباء الكنيسة المشلوحين حاليا والذين كانوا مقربين جدا من أحداث الكنيسة والذين أيضًا ارتدوا عن تعاليم جماعة الأمة القبطية يؤكدون على وجود يد للراهب أنطونيوس السرياني (شنودة حاليا) ومعلمه متَّى المِسكين (أو المسكون كما كان يلقبه كيرلس السادس) في تلك الأحداث الَّتِي أنهت فترة حكم كيرلس السادس للكنيسة القبطية .. لكن الأكيد أن نهاية حكمه انتهت بموته فالأمر لم يكن يحتمل عزله ولا نفيه بالأديرة حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الأقباط النصارى دامت إلى وقتنا الحالى .. كما أن ذكائه الحاد وخبرته ومهاراته في حياكة المؤامرات والتعامل معها لا تسمح ببقائه على قيد الحياه ولا يمكن أن يأمن له رهبان جماعة الأمة القبطية معلمية واساتذته والأكثر منه حنكة ودهاء .. انقلب على أفكارهم وتعاليمهم وعلى تلاميذه فأطاحوه بكل قوة ويسر وأفرغوا الكنيسة منه وخلت لهم الأمور .. (كيرلس السادس) ميتًا على كُرسي البابوية، لإلقاء النظرة الأخيرة عليه. واعيدت الكرة .. وفتح باب الترشيح لاختيار البابا الجديد للأقباط .. لكن تلك المرة كانت تختلف عن سابقتها عهد اختيار خلفا للبابا يوساب .. الأمر والوضع مختلف تماما ..

الآن لا منازعات إلَّا قليلة لا تذكر ولا تحتسب .. مقاليد الحكم تلك المرة بيد الجماعة .. وكل المرشحين من أشدّ المنتمين والمخلصين لها من تلاميذها .. والخلاف تلك المرة للأفضلية في الاختيار وليس في الانتماءات .. وكلاكيت ثاني مرة اعيد ترشيح الراهب متَّى المِسكين (تلميذ كيرلس السادس ومعلم الأنبا شنودة الحالى) .. وإذا به يستبعد لنفس السبب بعد استبعاد سنوات عزلة وإيقافه من سلك الرهبانية وملفه الأسود في خلافاته مع البطاركة السابقين وانخفاض شعبيته .. وبقوة رشح الراهب أنطونيوس السرياني (شنودة حاليا) ورغم أن عمره كان 48 عاما اصغر بكثير ممن هم أحق منه .. ورغم خلافاته القوية مع البابا السابق كيرلس السادس وإيقافه وتحديه له والعقوبات والنزاعات الَّتِي شهدها المقربين من كهنة الكنيسة وأيضًا عدم استكماله لسنوات الرهبنة المطلوبة وهي 15 عاما .. وبرغم ظهور أسباب كثيرة من بقايا تعاليم الكنيسة تستبعده .. إلَّا أن القوانين غيرت وفصلت بمقاييسه لتختار بحيلة القرعة الهيكلية أشرس تلامذة جماعة الأمة القبطية وا كثرهم عنصرية ليكون بابا الأقباط النصارى خلفا لكيرلس السادس .. ويتم في نوفمبر 1971 عهد الرئيس محمد أنور السادات ترسيم الراهب أنطونيوس السرياني ليكون الأنبا شنودة الثالث بابا الكرازة المرقصية الأرثوذكسية القبطية بمصر .. وتبدأ أكثر فترات حكم الكنيسة عنصرية وإجراما وكراهية لكل ما هو غير قبطي وصياغة كل المؤامرات والحيل والمكر بكل من صنفوه ووضعوه تحت بند أعداء الكنيسة القبطية بالقائمة السوداء لحد يوصف بأنه تشكيل عصابي قبطي أبعد ما يكون عن روح المسيحية وتعاليمها وقيمها .. ومع شنودة الثالث (نظير جيد سابقا ثم الراهب أنطونيوس السرياني لاحقًا) نبدأ معه رحلة ولايته.

ولاية الأنبا شنودة وسيرته

ولاية الأنبا شنودة وسيرته ومع بداية تولى الأنبا شنودة الثالث أخلص تلامذة جماعة الأمة القبطية العنصرية منصب بابا الكرازة المرقصية القبطية الأرثوذكسية بمصر بدأت معها أكثر مراحل الجماعة خطورة وعنصريه وإجراما في حق كل ما هو غير قبطي مسيحي .. وأحداث ومؤامرات حاكتها الكنيسة ودبرتها بسرية ومكر ودهاء نستعرض بعضها باذن الله ومع كل البدايات نبدأ بفتح ملف بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شنودة الثالث رقم 117 خلفا لكيرلس السادس. ولد الأنبا شنودة الثالث في قرية سلام بمحافظة اسيوط بصعيد مصر ولم يمضى وقت قصير على ميلاده حتَّى توفيت أمه وهو رضيع إثر إصابتها بحمى النفاس .. وتولت رعايته وإرضاعه سيدات مسلمات ومسيحيات من جيرانه بكل طيبة وشهامة أهل الصعيد .. وكانت صدمة أهله بموت أمه عقب ميلاده أكبر من أن يهتم أحد باستخراج شهادة ميلاد له .. ولم تمضى فترة قصيرة على وفاة والدته حتَّى تزوج أبوه .. ولم يهتم أحد بتسميته ولا توثيق تاريخ ميلاده حتَّى كاد بمرور الوقت أن يصبح ساقط قيد .. وبعد مدة لا نعلمها بالتحديد تم استخراج شهادة تسنين له من أحد الاطباء والَّتِي بموجبها تم استخراج شهادة ميلاد له بتاريخ 3 أغسطس 1923 باسم نظير جيد .. ولم تكن فترة طفولته تلقى اهتمام كاف من أهله بعد زواج والده غير رعاية أهل قريته مسلمين ومسيحيين والذين أحاطوه بكل الحنان والرعاية عوضا له عن وفاة أمه .. واصطحبه اخوه الأكبر للإقامة معه بدمنهور بمحافظة البحيرة إحدى محافظات الوجه البحرى بشمال مصر والقريبة من الإسكندرية .. وما أن ترك نظير جيد (الأنبا شنودة حاليا) بيته وقريته وأهلها الطيبين بصعيد مصر حتَّى بدأت رحلته مع الحياه .. رحلة من المحطات والتنقلات بدأها بسن صغيرة طاف خلالها بلاد وبيوت .. رحلة لم يعرف من بدايتها الاستقرار ولا الأمان ولا الأنس الحقيقي الذي يألفه ويطمئن له .. بدأ رحلة كانت لها أسوأ الأثر على شخصيته ونظرته لأمور الحياه وتحليلاته لها وقراراته المستقبلية .. لم تخلو أي حياه من الجوانب المضيئة ومن المآسي أيضًا مهما كانت قسوة الظروف المحيطة بها ..

ولكن نظير جيد اعتاد من بداياته على مسلك وأسلوب في الحياه انفرد به .. وتشبع به كل كيانه حتَّى أصبح هذا المسلك أهم سمات شخصيته الذي يعرف به .. اختار أن يمحو من ذاكرته كل ذكرى طيبه قد تحمله يومًا ما امتنان أو شكر لمن قدمها له .. تعلم أن يدهس بقدمه على كل ذكرى لإنسان أحسن إليه بالمعاملة وأن يقدم مصلحته الشخصية على أي ولاء أو عرفان بالجميل وأن يقابل الإحسان بالاساءة إذا تطلبت منه المصلحة ذلك .. تعلم أن يضع أهدافه واضحه أمامه وأن يتجاهل ما عداها من مشاعر إنسانية قد يخسر بسببها الكثير من الطموحات الَّتِي يحلم بها تعلم أن يخفي قسوة مشاعره وقناعاته وأسراره في اعماق وأغوار نفسه وأن يغطيها بستار من المشاعر الزائفة ويخرجها في التوقيت الملائم له .. لم يكن لليتم يدا في هذا المسلك الغريب والمشين الذي اعتاد عليه .. فامثاله من اليتامى مئات الالوف .. بل وملايين .. وكانوا أكثر الناس قدرة على اقتناص كل إيجابيات الحياه واقدرهم وأكثرهم اشتياقا للحياه الأسرية وأبرعهم واروعهم كآباء وأمهات .. ولكن نظير جيد اعتاد من الصغر على خيالات مريضة رسمت له طموحات وأهداف أبعد من دور أب في أسرة صغيرة .. مضت رحلة نظير جيد في طفولته (شنودة الثالث حاليا بابا الأقباط النصارى) من الصعيد للإقامة مع اخيه بدمنهور ثم الانتقال إلى القاهرة وتولى اخوه رعايته وتعليمه حيث ألحقه بمدرسة الإيمان الثانوية بشبرا ثم انتقل منها لمدرسة راغب مرجان الثانوية بالفجالة حيث التحق بالقسم الأدبي .. وتمثل فترة المراهقة والصبا أخطر المراحل في حياة نظير جيد والَّتِي كانت بداية ونشأة أفكاره العنصرية .. فقد انبهر بأفكار رهبان الجماعة القبطية المطرودين من الأديرة والذين عوقبوا من قبل مطارنة الكنيسة .. وكانت أخبارهم تتسرب إلى الأقباط النصارى من خلال زيارات الأسر للأديرة وتحذيرات آباء الكنيسة للأقباط ونصائحهم لرعاياهم بالابتعاد عن أفكار تلك الجماعة الهدامة المخالفة لتعاليم الكنيسة .. والَّتِي كانت تتوافق مع طموحات نظير جيد طالب الثانوية الذي انبهر بتلك النزعات العدوانية الانتقامية الَّتِي تنفس عن الكثير مما يجيش بصدره من ترسبات ماضي ليس ببعيد من مولده إلى التحاقه بالتعليم الثانوي .. طمس منها كل ذكرياته الحلوة واحتفظ بمرارتها ..

نزعات مرضية يحلم فيها باستعادة مجد كنيسته والفتك بكل أعدائها والمخالفين لها وجدها بفكر تلك الجماعة العنصرية لم يكن وثيق الصلة بالكنيسة ولا على قدر مقبول من المعرفة بتعاليم المسيحية .. بل حتَّى سلوكياته لا يغلب عليها الطابع الديني ووصف تلك المرحلة بأبيات من الشعر قائلا: كيف أنسى فترة الطيش وآثام الصبا حين كان القلب رخوا كلما قام كبا أسكرته خمرة الإثم فنادى طالبًا كلما يشرب كأسا يملأ الشيطان كاسا نظير جيد .. فترة الطيش وأيام الصبا!!! بل كانت لها نزعات غريبة عن أبناء جيله ومتناقضة لا تتناسب وعمره الصغير .. سمات ينفرد بها يعرفها كل من لازمه في تلك الفترة العمرية من زملائه بالثانويه .. غريب في طموحاته واحلامه .. بشخصيته الكثير من الغموض يتظاهر بعكس ما يكنه داخله .. صعب أن يبوح بأسراره .. يتظاهر بالتلقائية والمرح ويخفي خلفها الكثير من المشاعر السلبية والكراهية الَّتِي يكنها حتَّى لأقرب المقربين له من أهله وأصدقائه .. يتظاهر بشخصية ودودة اجتماعية والميل إلى الصحبة وفي داخله يميل إلى الوحدة والعزلة والانطوائية .. فكره ومعايشته للأمور تسبق عمره بسنوات .. ارائه في الحياه غير مقبوله من أقرب المقربين إليه وفضحه حبه للشعر في التعبير عن ذلك بقوله:

غريبا في أساليبي وأفكاري وأهوائي غريبا لم أجد سمعا افرغ فيه آرائي يحار الناس في ألفِي ولا يدرون ما بائي كانت أطماعه وطموحاته واحلامه الفردية أكبر بكثير من فكر صبي بعمره .. ولم يكن من هذا النوع الذي يحتفظ بصداقات تتنافى مع تلك النزعات الَّتِي لم يستطع بحبه للشعر أن يخفيها .. ظل نظير جيد (بابا الأقباط النصارى شنودة الثالث حاليا) على انبهاره بأفكار تلك الجماعة الَّتِي تصل الي مسامعه آملا أن تتاح له الفرصة الحقيقية للالتقاء بهم .. علمته الحياه أمور إيجابية الاستقلالية والاعتماد على النفس والتغلب على الظروف المحيطة به للوصول إلى الهدف وتحقيق الذات .. وتعلم من كثرة الانتقال التأقلم السريع ومعايشة الأماكن والوجوه الجديدة .. وعلمته نفسه الأمارة بالسوء القسوة في التعامل مع الأحداث .. والأنانية في اقتناص الفرص .. وأن يخطو بقدمه فوق أي انتماء أو صداقة أو ارتباط يعوق تحقيق طموحاته واحلامه .. فهو بطبيعته الَّتِي يعرفها عنه أقرب المقربين له أنه من ذلك النوع المتمرد على أي ارتباط أو انتماء أسري أو حتَّى ديني فلم تكن علاقته بالكنيسة وطيدة ولا تعدو الواجبات الدينية الملزمة له ولم يكن لأحد من الآباء سلطة على نفسه .. ولم يعرف عنه أنه كان منتظم في الصلوات أو ملتزم دينيًا بحضور دروس بالكنيسة ومعلوماته الدينية سطحيه رغم التزامه في مجال الدراسة العلمية .. دموعه بعيدة جدا لا تؤثر فيه أوجاع الآخرين ولا يلين قلبه بسهوله ولا حتَّى لتلك الأمور المتعلقة بالمرض والموت والفراق .. وينتهي نظير جيد (شنودة الثالث حاليا) من المرحلة الثانوية ويلتحق بكلية الآداب قسم تاريخ .. وتبدأ أخطر مراحل حياته الَّتِي تشبعت فيها كل ذرة من كيانه بسموم جماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة والمرتدة عن التعاليم المسيحية .. في تلك الفترة كانت أخبار النزاعات والخلافات القوية بين بابا الكنيسة يوساب الثاني ورجاله وبين رهبان جماعة الأمة القبطية واعضائها من العلمانيين على أشدّها .. وكانت تلك الفترة تشهد اجتذاب أعداد كبيرة من الطبقة العلمانية من الأقباط النصارى وخاصة من الجامعيين لأفكار تلك الجماعة .. حيث كان من الصعوبة على رهبان الأمة القبطية التأثير بأفكارهم الغريبة على المتدينين .. لذا لاقت نزعاتهم قبولا كبيرا من أصحاب الثقافة الدينية المعدومة والأطماع والطموحات المادية والدنيوية ..

وكان قد ذاع خبر طرد بعض الرهبان من الأديرة وإقامتهم بالأماكن المهجورة والخرابات وتل الطواحين بمصرالقديمة والصحارى .. وكانت الفرصة الحقيقية لنظير جيد للالتقاء بهم طالما انجذب لتلك النزعات العنصرية الَّتِي يشعر معها بأهميته وضخامة حجمه وضئالة وصغر غيره من غير الأقباط النصارى (حتَّى أنه لاحقًا بعد ذلك بسنوات قبل ترسيمه بابا للأقباط والى وقت قريب .. أحب شيء إلى نفسه هو الصعود إلى الأماكن العالية أي ربوة أو جبل بالأماكن المفتوحة ويجد كل المتعة في تأمل المدن والبيوت عن بعد وقد تتضاءل حجمها ومكانتها بالنسبة له وكأنه أصبح متربعا على عرش مصر) .. وعودة إلى نظير جيد الطالب الجامعي وبصحبة بعض أصدقائه الجامعيين ذهب لزيارة هؤلاء الرهبان المتمردين على قوانين الكنيسة والمتحديين لكل أوامر بابا الكنيسة ربما وجد عندهم ضالته المنشودة في عمل عظيم ينفرد هو به ويضع بصماته على كنيسته وفي تلك الأماكن المهجورة البعيدة عن العمران كان اللقاء بين نظير جيد (شنودة بابا الأقباط النصارى الحالي) مع الراهب مينا المتوحد (كيرلس السادس بابا الأقباط النصارى السابق له) وتلاميذ مينا المتوحد .. اجتمعوا جميعًا بمباركة شياطين تلك الخرابات المهجورة والبعيدة عن كل مقومات الحياه وأبسطها عدم توافر المياه اللازم للطهارة من الرجس .. وهذه هي نظرة بعض ملل المسيحية الأخرى ورفضهم للاعتراف بهذا النمط من الرهبان .. بل حتَّى بابا الأقباط النصارى في ذلك الوقت يوساب الثاني أوقفهم عن سلك الرهبانية .. زاد انبهار نظير جيد الطالب الجامعي العلماني بتفكيره ونشأته بالراهب مينا المتوحد وتلاميذه .. اعجب بوجود هذا النمط الجديد من الرهبان من الجامعيين والمثقفين وخريجى مدارس الإرساليات للغات .. سحره هذا النمط من رهبان جماعة الأمة القبطية والذي يختلف كلية في طموحاته وأهدافه ورؤيته لكنيسته ومتطلباتها عن هذا النمط القديم من كهنه ورهبان الكنيسة الَّتِي توقفت طموحاتهم وامالهم على الصلوات والدعوات وأخذ البركات .. وما كانت تلك الشخصية العلمانية الطموحة الذكية المتواضعة في معلوماتها الدينية والمتمثلة في نظير جيد لتمر على رهبان الجماعة المطرودين وتلاميذهم مر الكرام .. فقد فطن الراهب مينا المتوحد بحدة ذكائه إلى الإمكانيات الحقيقية للطالب الجامعي نظير جيد .. ووجده عجينة مرنة يسهل تشكيلها وصبها في القالب المصنوع له .. وتوالت زيارات نظير جيد وبعض أصدقائة للراهب مينا وتلاميذه ... وكان أن وكل الراهب مينا المتوحد لكل من تلاميذه المقيمين معه عددا من هؤلاء الطلاب الجامعيين .. وكان موفقا في الاختيارات والتوزيع .. فبحكم خبرته ودرايته بفن الإقناع والتأثير الذي تشربه من رهبان الجماعة من معلميه أدرك أن أقصر الطرق للفوز بتلاميذ مخلصين أن يكون هناك توافق في الشخصيات والميول والاتجاهات

والقناعات بيين المعلم وتلاميذه وأن يكون للمعلم الشخصية الأقوى والمحببة لجذب كل فكر تلاميذه للاقتناع بالأهداف والدروس الَّتِي يتلقوها .. ووجد أن نظير جيد أشدّ تأثرا بمنهج سعد عزيز (الراهب متَّى المِسكين فيما بعد) أحد تلامذة الراهب مينا المتوحد ... وانبهر نظير جيد بشخصية سعد عزيز الصيدلي الجامعي والذي أصبح معلمه يلقنه كل أفكار وأهداف جماعة الأمة القبطية العنصرية .. واطمئن الراهب مينا المتوحد لقدرة تلميذه سعد عزيز في التأثير على بعض الجامعيين فوكل له مهمه تعليم 9 من الجامعيين من بينهم نظير جيد وتثقيفهم بالمعلومات الدينية الَّتِي تؤهلهم لرتب رهبانية وكهنوتية يزج بهم فيها بمساعدة أعضاء الجماعة من رهبان الأديرة وكهنة الكنيسة حتَّى يزيد حجم اختراق أعضاء الجماعة للسلك الكهنوتي بالكنيسة ويزيد من نفوذهم .. وتشبع نظير جيد بسموم تلك الجماعة وفكرة أنه أحد جنود الرب الذي وكل له مهمة استعادة مجد الكنيسة القبطية وبناء كنيسة عظيمة له ويصف حاله من البعد عن الله قبل هذا التحول الفكرى لأفكار الجماعة قائلا كم دعاني الرب يومًا فأشحت الوجه عنه .. وأراني قلبه الحاني أنا الهارب منه قال كن صدرا لقلبي غير أني لم أكنه .. كان قلبي في صدودى مثل صخر , كان أقسى وعبر نظير جيد عن تلك الفتره الَّتِي تأثر فيها بسحر رهبان تلك الجماعة من الرهبان المطرودين بينما عجز قساوسة الكنيسة من اجتذابه والتأثير عليه طوال سنواته السابقة بقوله في هذا التحول قرأ الكاهن حلا فوق رأسي فاسترحت .. قال هيا اصطلح بالرب هيا فاصطلحت قلت أنسى الأمس لكن صرخ العقل فصحت .. حسن يا قلب أن أنسى ولكن كيف أنسى وعبر عن افتتانه بكل تعاليم الجماعة وتصنيفها لأعداء الكنيسة ووضعهم في قائمة تسمى القائمة السوداء لأعداء الأقباط النصارى ابتدءا من أول بادرة للعداء على أيدي اليهود حينما صلبوا المسيح تبعا لمعتقداتهم .. وعدم تبرئة تلك الجماعة لفعل اليهود وسفكهم لدم المسيح حتَّى يعتذروا عن تحريض أجدادهم اليهود للرومان بصلب المسيح حسب اعتقادهم أو يعترفوا به ..

وهذا يفسر رفض تلك الجماعة لزيارة القدس وهي تحت حكم اليهود .. تلك الفكرة الَّتِي ما زال يتحمس لها شنودة إلى الان ليس بدافع المصالحة الوطنية ولا الانتماء ولا من أجل عيون المسلمين والذي وضعهم وجماعته بنفس قائمة الأعداء .. ولكن إخلاصا منه لفكر تلك الجماعة وعبر عن كراهيته وعدائه لليهود وصلبهم للمسيح وتلك الأيام الآثمة الَّتِي مرت من عمره وهو متجاهلا لهذا الأمر تاركا لثأر ربه بالفتك بالقتله الذين صلبوه كما يعتقد قائلا بأبيات شعر من قصاصته الخاصة: كيف أنسى فترة الطيش وآثام الصبا .. كيف أنسى الرب مصلوبا وقلبي صالبا وتتواصل زيارت نظير جيد (شنودة بابا الأقباط النصارى الحالي) وأصدقائه لتلقي الدروس على يد معلمه سعد عزيز (الراهب متَّى المِسكين فيما بعد) أحد أخلص تلامذة الراهب مينا المتوحد (كيرلس السادس بابا الأقباط النصارى السابق لشنودة) ... وجد نظير جيد (شنودة الثالث حاليا) متعة حقيقية في حياة التمرد الَّتِي أعلنها معلميه الراهب مينا المتوحد وسعد عزيز على تعاليم الكنيسة وعلى بابا الأقباط النصارى وقت ذاك يوساب الثاني .. كما وجد في تلك الخرابات والأماكن المهجورة الَّتِي ينتقل إليها رهبان الجماعة المطرودين ضالته وحريته وتعبيرا عن فكره العلماني المنشأ ورفضه لكل القيود والالتزامات حتَّى لو كانت تخص العقيدة .. تساوت من رؤيته الأديرة مع تلك الخرابات وعبر بأشعاره عن قناعاته بأبيات: ليس لي دير فكل البيد والآكام ديرى ........ لا ولا سور فلن يرتاح للأسوار فكرى أنا طير هائم في الجو لم أشغف بوكرِ ........ أنا في الدنيا طليق في إقامتي وسيري أنا حر حين أغفو حين أمشي حين أجري ..... وغريب أن أمر الناس شيء غير أمري وزاد ولع نظير جيد بفكر تلك الجماعة المتمردة ورهبانها حتَّى أنه اعتبر سعد عزيز (الراهب متَّى المِسكين فيما بعد) أبا روحيا له وكتب في مقدمه كتاب انطلاق الروح الذي أصدره فيما بعد نبذة يصف فيها حبه لمعلمه سعد عزيز واعتباره أبا روحانيا له وتأثره بكل منهجه وأفكار جماعته ومعلميه قبل دخولهما سلك الرهبانية ...

وكان أن اشتدت الصراعات والنزاعات بين رهبان جماعة الأمة القبطية المنحرفة عقائديًا وأعوانها المخترقين للكنيسة والأديره والطبقة العلمانية الموالية لها من جهة .. وبين وبابا الأقباط النصارى يوساب الثاني ورجاله ورهبان الأديرة وقيادات الكنيسة من جهة أخرى .. وما أن زاد نفوذ رهبان الجماعة المنشقة وتوليهم لمناصب إدارية وقيادية ببعض الأديرة حتَّى سمحوا بعودة بعض الرهبان الموالين لهم والمطرودين .. وعاد الراهب مينا المتوحد وتم تنصيب تلاميذه ومنهم الدكتور سعد عزيز الصيدلي والذي أصبح اسمه الراهب متى الصموئيلي ثم الراهب متَّى المِسكين فيما بعد .. وظل تلاميذ الراهب متى في ترددهم عليه بالدير حتَّى سحبت الكنيسة الاعتراف بدير مار مينا بمصر الجديدة وطردت الرهبان منه .. فانتقل الراهب متى وتلاميذه إلى دير السريان ... وكان في تلك الفترة أن داوم نظير جيد على زياراته لمعلميه من رهبان الجماعة وخاصة الراهب متى وتلقيه لكل تعاليم الجماعة وفي بعض الأحيان كان مع الأنبا ثاؤفياس .. أو بصحبة اثنين فقط من أصحابه أمين نصر (الأنبا أرسانيوس فيما بعد) .. ومحب باقي سليمان (الكاهن أنطونيوس باقي فيما بعد) وجميعهم من الاعمدة الهامة لجماعة الأمة القبطية والمسيطرين على مقاليد الكنيسة فيما بعد .. ولم يكن يتردد على هذا الدير أحدا حيث سحب الاعتراف به والذي أصبح فيما بعد من أكثر الأديرة الَّتِي يتردد عليها الأقباط النصارى والرحلات والزيارات لأخذ البركات .. وأصبحت تلك الزيارات الَّتِي اعتاد عليها نظير جيد وأصحابه غايه ومنتهى الأماني ومشوقة له بكل تفاصيلها من حياكة المؤامرات والتخطيط للإطاحة ببابا الأقباط النصارى يوساب الثاني وعزله وكذلك الالتقاء بأعضاء ورهبان الجماعة من القيادات البارزة .. وكان نظير جيد من أذكى طلاب الجماعة وأخلصهم تنفيذا لتعاليمهم وأكثرهم طموحا .. وتبعا لمخططات الجماعة التحق بمدارس الآحاد والمدارس الدينية اللاهوتية لتلقي دروس في المسيحية استعدادا للزج به في السلك الكهنوتي للكنيسة ليأخذ موضعه الذي رسمته الجماعة له .. وتخرج نظير جيد من كلية الآداب بتقدير امتياز والتحق بالجيش كظابط احتياطى بالمشاه سنة 1948 .. وهو على تواصله مع معلميه حيث كان يقضى معهم الأجازات بالأديرة رغم عدم رسامته كراهب وكتب عن تلك المرحلة مقال فيما بعد بأحد أعداد جريدة الآحاد بعنوان (تمنيت لو بقيت هناك) من شده تعلقه وانبهاره بمعلميه .. وهو الذي سيفوقهم عنصرية وتطرفا ... ونواصل مراحله ..

وينهي نظير جيد (شنودة الثالث بابا الأقباط النصارى حاليا) فترة الجيش سلاح المشاه ويلتحق بالعمل بالتدريس .. ويظل على مداومته لتلقي الدروس على أيدي معلميه من جماعة الأمة القبطية العنصرية .. وتنفيذا لأوامر قيادات الجماعة كثف من حجم ساعات دراسته الدينية بالكلية الإكليريكية ليتثقف دينيًا .. وزادت نشاطاته الاجتماعية والصحفية بجريدة الآحاد الكنائسية .. وقدم استقالته من الوظيفة للتفرغ لأهداف الجماعة محاولا بشتَّى الطرق الالتحاق بسلك الرهبانية تمهيدا لاعتلاء مناصب كنائسية مستقبلية ولكن قوبل بالرفض ... وظل على محاولاته المتكررة بكل تصميم ولم يمكنه الأنبا يوساب الثاني ولا حاشيته من الحصول على الموافقة بترسيمه راهب لشكوكهم وعلمهم بانحراف أفكاره العقائدية وعنصريته الَّتِي لم يستطع أن يخفيها .. ففضح بكلماته وأحايثه الَّتِي يتقنها عن مكنون أفكاره وولائه لفكر الجماعة المعادية لتعاليم المسيحية والكنيسة والَّتِي أظهرها على فلتات لسانه .. وكثف نظير جيد من أعماله لخدمة الكنيسة دون جدوى للوصول لهدفه .. وزاد الأمر سوءًا افتضاح أمر معلمه متَّى المِسكين والذي كان أكثر حنكة ودهاء في إخفاء حقيقة انتمائة لفكر الجماعة .. وتم كما ذكرنا من قبل عزله من منصبه القيادي بمطرانية الإسكندرية .. وأصبح أمر دخول نظير جيد في دخول سلك الرهبانية مستحيلا في حياة يوساب الثاني بابا الأقباط النصارى وقتذاك .. ولم يستطع نظير جيد أن يترهبن إلَّا عام 1954 وأصبح اسمه الراهب (أنطونيوس السرياني) نسبة إلى دير السريان الذي شهد كل اجتماعاته ولقاءاته بمعلميه من رهبان الجماعة .. نفس عام اختطاف جماعة الأمة القبطية لبابا الأقباط النصارى يوساب الثاني والذي ورد اسم الراهب متَّى المِسكين وبعض تلاميذة في قوائم المتهمين المدبرين لحادث الاختطاف .. بل وقيل أن الراهب متَّى المِسكين كان العقل المدبر لتلك المؤامرة والمشرف على تنفيذها .. وعكس ما حدث مع كيرلس السادس عندما ترهبن .. لم يفاجىء أهل نظير جيد بقرار رهبنته .. بل كانوا يلحظون كل أفكاره الغريبة وتطوراته المريبة وشخصيته القاسية العنيدة .. وما أن أعلنهم بقراره للذهاب إلى الدير حتَّى قال له اخوه (طيب روح مع السلامة) .. وتمضى الأحداث عهد الأنبا يوساب كما شرحناها من قبل ... ويعلن فتح باب الترشيح لمنصب البابا بعد خلو كرسي البابوية والنهاية المأساوية لبابا الأقباط النصارى يوساب الثاني والَّتِي شرحناها بالتفصيل .. ثم ترشيح رهبان الجماعة للراهب متَّى المِسكين والأنبا شنودة ولكن شروط الترشيح أبعدتهما بل كان ترشيح نظير جيد شيء غريب ومستبعد بكل المقاييس حيث لا يملك أي تاريخ رهباني ولا ديني بالإضافة إلى صغر سنه ..

مدارس الآحاد

وتم ترشيح الراهب مينا المتوحد معلمهم أيضًا وفوزه بالقرعة الهيكلية وكانت أول مرة في تاريخ الكنيسة يختار بابا للكنيسة بهذا النهج اليهودى المسمى بالقرعة الهيكلية .. ويتم ترسيم معلمهم الأكبر مينا المتوحد بابا للأقباط باسم كيرلس السادس سنة 1959 حيث بداية العصر الذهبي لتولي الراهب أنطونيوس السرياني (نظير جيد سابقا وشنودة حاليا) أعلى المناصب الكهنوتية والكنائسية .. مدارس الآحاد في عهد قيادة كيرلس السادس للكنيسة القبطية تقلد الراهب أنطونيوس السرياني (نظير جيد سابقا وشنودة الثالث حاليا) مناصب كنائسية هامة أسندت إليه تتلائم وقدراته المتميزة في فنون الإقناع وغسل الادمغة والعقول وولعه الشديد في نشر الفكر العنصرى والتأثير على الشباب وإخراج أجيال من الأقباط النصارى تختلف كلية في منهجها الفكرى والمسيحي عن آبائهم وأجدادهم .. ونلمس كل ذلك في الأجيال الَّتِي نشأت من عهد كيرلس إلى الآن بما فيها طبقة الكهنة بالكنائس من القسيسين والرهبان الذين تفيض اعينهم مكر وغدر ودهاء وقذى وخشب وخيانة عكس اسلافهم من الأقباط المسيحين عهد الآباء السابقين لكيرلس وقبل تولي تلك الجماعة العنصرية المرتدة عن التعاليم المسيحية قيادة الكنيسة القبطية .. وفور تولي كيرلس الكنيسة القبطية عين الراهب أنطونيوس السرياني الإشراف على مدارس الآحاد رغم حداثة تاريخه الرهباني الذي لم يكن يتعدى الاربع سنوات وكذلك قله ثقافته الدينية إذا ما قورن بكبار السن من الكهنة الذين أمضوا السنوات الطويلة في خدمة الكنيسة وعلى دراية كبيرة بتعاليمها .. ولكن حسبه أنه من أنشط واكفأ وأخلص تلامذة جماعة الأمة القبطية وهذا يكفية لتكون له الأحقية والصلاحية في ارتقاء المناصب الكنائسية العليا .. ولم يمضى أقل من ثلاث سنوات حتَّى عينه بابا الأقباط النصارى أسقفا للتعليم بالكنيسة .. وكانت النقلة المدمرة لكل تعاليم الكنيسة .. حيث أشرف الراهب أنطونيوس السرياني (نظير جيد سابقا وشنودة حاليا) بنفسة على برامج التعليم بها بخطط واعية مدبرة لتخريج أجيال من الأقباط النصارى استبدلت في عقولها وقلوبها تعاليم الكنيسة بالمناهج الفكرية المتطرفة لجماعة الأمة القبطية .. بالإضافة إلى توليه رئاسة تحرير مجلة (مدارس الآحاد) الَّتِي كانت أهم مصادر بث السموم في فكر وعقل رعايا

الكنيسة القبطية .. وفي عام 1965 التحق بنقابة الصحفيين .. وتمضى الأحداث به في عهد كيرلس السادس كما شرحته بالتفصيل وانقلابه على كبير معلميه وقائد كنيسته كيرلس السادس .. وكعادته في التنصل من أصدقائه والغدر بكل من أحسنوا إليه .. وصلت نزاعاته وحروبه مع بابا الأقباط النصارى إلى أقصى درجات العداء ويصل بمكره ودهائه وعناده المعهود بمعلمة الأكبر كيرلس السادس إلى المشهد الأخير من حكمه .. ويخطو بقدمه فوق جثمانه بخطى واعية واثقة محددة الأهداف ليعتلي كرسي البابوية بكل أساليب الخداع الَّتِي هيأها له رهبان وكهنة جماعته .. ويصبح الراهب أنطونيوس السرياني (نظير جيد سابقا) بابا الأقباط النصارى رقم 117 شنودة الثالث في 1971 خلفا لكيرلس السادس كما شرحناه ووضحته بالتفصيل سابقا .. وتبدأ أشرس واعنف وأشدّ فترات الكنيسة القبطية عنصرية وإجراما وإرهابا بأحداث تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها. وبدأ شنودة الثالث حكمه للكنيسة القبطية بكل الهمة والتفاني والإخلاص لكل تعاليم رهبان جماعة الأمة القبطية المتواجدين بأديرة الصحراء الغربية .. وتفنن بكل ما أوتي من دهاء ومكر للوصول بأهداف الجماعة للغاية المنشودة .. لم تكن بدايته بتلك الصعوبة الَّتِي بدأ بها كيرلس السادس حكمه للكنيسة .. استلمها شنودة وهي تحت السيطرة الكاملة لنفوذ وتعاليم تلك الجماعة العنصرية المتطرفة والإرهابية .. استلم كنيسته وأكثر من 80% من العاملين بها ممن ينتمون قلبا وقالبا للامة القبطيه المنحرفة .. لذا بدا وأعوانه وقيادات رهبانه أعمالهم في مناخ من الاستقرار والأمان بوضع عدة محاور هامة تنطلق منها كنيسته .. محاور غاية من الخطورة لخروجها عن كل المباديء والأعراف وأي شرعية أو قانون محلي كان أو دولي .. محاور وخطط عمل لا تستخدم إلَّا من قبل تشكيلات عصابية إجرامية .. ومؤامرات خططت لها الكنيسة بكل ذكاء وحذر من عدم الصاق الشبهات بها ولكن لم تستطع أن تخفي كل الأدلة الَّتِي تدينها .. دائما وأبدًا يترك الفاعل خلفه بصمات وأدله شاهدة على أفعاله وتدينها .. ولأن تلك المحاور تحتاج لسرد تفاصيلها ومراحلها فإننا لا نستطيع أن نتناولها جميعًا في وقت واحد .. لذا سأبدأ سرد خطط الكنيسة والمحاور الَّتِي انطلقت منها برامج العمل .. كل على حدة وطبعا لن يتسع المجال لتغطية كل تلك المحاور .. ومؤكد هناك معلومات لا استطيع وضعها على النت أو نشرها لكن قدر الإمكان سأضع المهم منها بحسب استطاعتي ..

من أين لك هذا وأشياء أخرى

من أين لك هذا وأشياء أخرى ونبدأ بأهم محور وضعه شنودة لبناء اقتصاد قوي للكنيسة يستطيع من خلاله تمويل كل خطط ومؤامرات الكنيسة للنيل من أعدائها وكذلك إنعاش أحوال المسيحين الأقباط النصارى واجتذابهم وإغرائهم للتواصل مع الكنيسة وتعاليم الجماعة المتطرفة الَّتِي تحكمها ولمساندتها وشد أزرها .. استلم شنودة الكنيسة واقتصادها وميزانيتها تكاد تسد رواتب العاملين بها بل وتوصف أنها تحت خط الفقر .. فقد كانت إلى 1968 كنيسة فقيرة جدا تعتمد في ميزانيتها على بعض تبرعات الطبقة العلمانية المسيطرة على المجلس الملي وبعض تبرعات الأسر الغنية المحدودة. . حتى أن الكنيسة في الستينات عهد كيرلس السادس استعانت بعبد الناصر لتقديم مساعدات مالية من خزينة الدولة لدفع رواتب العاملين بها ولم يكن أعدادهم تتجاوز عشر هذا العدد الموجود الآن وربما أقل بكثير .. وحتى مبنى الكاتدرائية لم تكن الكنيسة تملك تكاليف بنائه في نهايه الستينات والَّتِي تكفل عبد الناصر بكل تكاليف إنشائها والَّتِي استمر العمل بها إلى مطلع السبعينات .. لم تكن الكنيسة تملك حتَّى تكاليف الديكورات وهي الَّتِي أبدعت الآن في تشييد كنائس وكاتدرائيات وأديرة عديدة بالمئات والَّتِي يفوق تكاليف الواحدة منها أضعاف ما أنفق على الكاتدرائية عام 1968 .. من أين للكنيسة بتلك الأموال الَّتِي تفوق بمجملها ميزانية دول .. لم تكن الأحوال المادية للأقباط وقت أن استلم شنودة الثالث حكم الكنيسة كما هي الآن .. بل كان الأقباط النصارى شأنهم مثل شأن كل المصريين .. فهم شرائح من المجتمع المصرى تسرى عليهم الأحوال الاقتصادية للبلد .. هم مثل كل فئات المجتمع المصرى منهم الموظفين والعمال والأغنياء والفقراء .. بل إن كثيرًا من الفقراء المسيحيين بصعيد مصر كانوا من الطبقة المعدومة اقتصاديا من شدة الفقر ... وكان منهم الكثيرون ممن يمتهن مهن بسيطة جدا كعمال بناء (فواعلية) وسعاه (فراشين) وعمال فلاحة (اجريين) وغيرها من الأعمال البسيطة جدا والشريفة في نفس الوقت .. ومن تلك الطبقة المعدومة من هم آباء لرجال أعمال أقباط معروفين الآن وذائعي الصيت من أصحاب شركات ومعاملات مالية وتجارية تقدر بعشرات ومئات بل وألوف الملايين من الدولارات ..

اقتصاد الكنيسة

بل إن من هؤلاء المعدومين أنفسهم من أصبح في عهد شنودة من كبار أصحاب شركات المقاولات والصرافة وأسماء لامعة في عالم المال والاقتصاد المصرى .. وبعضهم لم يحصل على الابتدائية بل ويجهل حتَّى فك الخط ... وكان كثير من الأسر المسلمة والمسيحية الغنية في الستينات يتقاسمون الإنفاق عليهم وخصص البعض لهم من أموال الزكاة ... وكانت الأديرة والطرق المؤدية لها والكنائس قليلة وبحالة بسيطة جدا غير تلك الحالة الَّتِي عليها الآن ولا تلك الإمكانيات .. بكل المقاييس أصبحت القفزة الاقتصادية القبطية المدوية عالميا بروادها ونجومها والَّتِي حققتها الكنيسة القبطية عهد شنودة الثالث تستحق أن تدخل بها الموسوعة العالمية للأرقام الفلكية .. بل تلك القفزة الاقتصادية الَّتِي رفعت من معدل الدخل المعيشى للأسر القبطية ليصبح بالملايين ومئات الأضعاف ما كانت عليه قبل عهد شنودة ... والتصاعد الاقتصادي الرهيب في ميزانية الكنيسة ورعاياها تستحق أن يدرس في أكبر كليات الاقتصاد في العالم .. والذي صعد بدخل ومدخرات وأملاك الأسرة القبطية الواحدة ليعادل دخول ومدخرات أكثر من 20 أسرة أمريكية أو سويسرية أو كلاهما مجتمعين بل ويزيد دون أي مبالغة .. هذا الارتفاع الاقتصادي القوي المفاجىء المدوي والمتواصل في الارتفاع لمنحنى الرسم البياني للأحوال الاقتصادية للكنيسة القبطية يستحق أن يمنح كل كهنتها الدكتوراة الفخرية من أكبر جامعات الاقتصاد بالعالم بل ويستحقوا أن يعينوا أساتذة لعلم الاقتصاد بها .. نستعرض بعض أسباب تلك القفزة الاقتصادية للكنيسة القبطية بعهد شنودة الثالث ودوافعها ومصادر وجهات الإنفاق .. اقتصاد الكنيسة تبنت الكنيسة كل خطة عمل ذكية لجلب الأموال وإنعاش اقتصادها .. وروج شنودة وبطانته بين الطبقات العلمانية وخاصة بين شباب تلك الفترة مفهوم العمل كجنود للرب لجلب كل منفعة من أجل بناء كنيسة قبطية عظيمة ... وترسيخ تعاليم كنيسته (تعاليم جماعة الأمة القبطية العنصرية) الَّتِي تعتبر أرض مصر وثرواتها حق للأقباط المسيحين فقط دون غيرهم من المصريين الذين تحولوا إلى الإسلام أو أصحاب الملل المسيحية الأخرى ..

واعتبرت الكنيسة أن أقل عقاب لهؤلاء المصريين وذرياتهم هو حرمانهم من ثروات مصر واعتبار الأقباط النصارى المنتمين للكنيسة القبطية هم فقط الملاك الشرعيين لكنوز مصر وأراضيها .. راقت لقيادات الكنيسة تلك الفكرة الجهنمية وباركها كهول رهبان الجماعة بأديرة الصحراء .. وبدأت الكنيسة تتبنى مشروع الاتجار بآثار مصر بكل أنواعها وعلى اختلاف العصور من الفراعنة لآثار الإغريق والرومان وحتى الإسلامية مع الاحتفاظ بكل الآثار القبطية القديمة بكنائسهم ومتاحفهم .. لم تكن تلك الفكرة جديدة فالمعروف أن معظم الأديرة القبطية كانت قد بنيت في أماكن لمعابد فرعونية أو إغريقية قديمة .. فقد كان مع بدايه الكنيسة القبطية وعصور اضطهاد الرومان المسيحيين لهم أن نشأت الرهبانية وهرب رهبان وكهنة الأقباط النصارى إلى الصحراء للاختفاء عن عيون الرومان في مغارات وقبور ومساكن ومعابد مهجورة من بقايا الفراعنة والإغريق وغيرهم من الحضارات الملعونة الَّتِي أبادها الله ... ولكن لم تكن فكرة استخراج أو استخدام أو المتاجرة في تلك الآثار تلقى قبولًا بين المصريين .. حيث كان يعتقد الأقباط النصارى وكل المصريين بلعنة الفراعنة .. واستمر هذا الاعتقاد حتَّى إلى عهد ليس ببعيد ربما إلى الستينات وما زال إلى الآن .. والاعتقاد السائد بلعنة الفراعنة لم يكن بالمفهوم الذي يروج له مفتشى وعلماء الآثار بأن الفراعنة يحمون آثارهم ومتعلقاتهم من اللصوص .. لا .. كان للعنه الفراعنه أساس ديني بالعهد القديم والتوراه واسفار الخروج .. حيث اعتقد المصريين بأن غضب الله ولعنته حلت على أجدادهم الفراعنة القدماء ودمرت مصر وجفت أنهارها وينابيعها وجناتها وتحولت إلى صحارى وهلكت معابد الوثنيين بعد خروج بني إسرائيل عهد موسى وغرق جيوش فرعون .. وحتَّى رحلة السيدة العذراء وابنها المسيح عليه السلام وصفت على أنها كلما مرت بطريق به اصنام وتماثيل ومعابد من بقايا الفراعنة تحطمت تلك الآثار .. وأكد القرآن الكريم على غضب الله ولعنته على الفراعنة في قوله سبحانه {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ} كما وصف هول النكبات والكوارث الَّتِي حلت بالفراعنة بقوله {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} .. وظل المصريون على هذا الاعتقاد حتَّى أن مكتشفي الآثار من الفرنسيين والأمريكان وجدوا صعوبة في بداية الأمر لإقناع العمال البسطاء للعمل معهم .. فقط الرهبان وكهنه الأقباط النصارى هم الذين كانوا يعتقدون بأحقيتهم في ميراث أجدادهم بل وكانوا مولعيين بكل ما يتعلق بالفراعنة وأنكر عليهم الرومان هذا التناقض والازدواجية في العقيدة فهم يدعون المسيحية والإيمان بوثنية الفراعنة

وما زالوا على انبهارهم وولعهم بتلك الحضارة الملعونة وحافظوا على الكثير من عاداتهم وأعيادهم ومعتقداتهم في مراسم الموت والاحتفال بالنيل وماكولاتهم بل ويحتمون بمعابدهم وقبورهم وأماكنهم المهجورة والملعونة .. ومعظم الأديرة بنيت على أطلال تلك المعابد والمساكن القديمة ولكن لم يعرف عنهم المتاجرة بها حيث إن فكرة الرهبانية كانت تقوم على الزهد والبعد عن كل الأطماع الدنيوية كما أن قوانين الأديرة كانت لا تسمح بالنبش عن الكنوز وقيل أنه حدث لكن على أضيق الحدود ولم تلقَ استجابةً من الرهبان .. ولكن رهبان وكهنة شنودة كانوا على شاكلته كلهم علمانيين المنشأ طموحاتهم وأهدافهم فوق أي منهج عقائدى .. أغلبهم من الجامعيين وخريجى مدارس اللغات ومن معتنقي تعاليم الجماعة العنصرية وضاربين بالتعاليم المسيحية عرض الحائط .. وأطماعهم في السلطة والشهرة والنفوذ والمال لا يتلائم ولا يتساوى مع هذا النهج المتواضع للرهبان والكهنة القدامى البسطاء في احلامهم والَّتِي لا تتعدى إقامة الصلوات والتوسلات للحصول على البركات .. وساعدهم على تنفيذ تلك الفكرة معرفتهم للغة القبطية وبعض لغات ورموز الحضارات المصرية القديمة واحتفاظهم بالخرائط والكتب الَّتِي توارثها الرهبان عبر العصور وتدارسوها واحتفظوا بها في أديرتهم وأماكنهم .. وبالفعل تم حفر الكثير من السراديب بأرض الأديرة المتناثرة بكل ارجاء البلاد والبعيدة عن العيون والعمران والمحاطة بالسرية والأسوار العالية والاستحكامات الأمنية الَّتِي تفوق استحكامات القصور الرئاسية .. وبالفعل تم استخراج الكثير من الآثار الَّتِي قامت عليها تجارة احتكرها الأقباط النصارى وفتحت البازارات لتجارة الأنتيكات المقلدة للسياح والَّتِي هي في حقيقتها منافذ لتسويق آثار مصر بكل أنواعها .. والَّتِي أصبحت هي الأخرى تجارة قائمة بذاتها .. ولكن الأمر تطلب من الكنيسة مزيدا من التوسع والتنظيم والتخصص والحماية أيضًا .. جلبت تجارة الآثار في بداياتها الأموال الطائلة للكنيسة وأصبحت أحد منابع الخير الوفير .. اقتطعت منها جزءًا كبير لتمويلها والتوسع فيها بشكل أكثر تنظيما ودراسة .. لذا وجدت الكنيسة أن تقيم لها فريق متخصص أشبه بوزارة داخلها ... ووضع خطط عمل واعية ومدربة والتوسع فيها لامتصاص الطاقات وتوفير فرص العمل وجلب الأموال والخيرات لدعم الكنيسة ورعاياها .. خصصت لهذا المجال أكبر مكتبات قبطية تضم أهم كتب ومخطوطات وخرائط الحضارات القديمة بمصر .. مكتبة ضخمة تحوي كتب قديمة وأثرية ومخطوطات ولوائح حجرية لكل عصور التاريخ واللغات الَّتِي مرت بها مصر احتفظ بها الرهبان عبر العصور توارثوها من الأقباط النصارى الذين نهبوا مكتبة الإسكندرية القديمة الَّتِي تعرضت عدة مرات للحرق والإتلاف ..

ولدراسة كل ما يتعلق بتلك التجارة اقيمت عدة مكتبات كبيرة خاصة في عدد من أديرة النصارى هي بحد ذاتها كنوز معرفية اختصتها الكنيسة لرعاياها وحرموا مصر وشعبها من غير الأقباط النصارى من الانتفاع بها .. وفتحت اقسام بالكليات اللاهوتية والإكليريكية للتعمق في دراسة تاريخ تلك الحضارات ومواقعها على أرض مصر .. وتم رصد كل مواقع بقايا المدن القديمة بكل مساكنها ومعابدها بالصحراء الغربية والشرقية وبأرض سيناء وحتى مناطق الجبال الجنوبية بالعوينات وغيرها .. ورسمت خرائط تفصيلية مدون عليها أهم الأماكن الَّتِي يتوقع بنسبة كبيرة وجود كنوز بها اعتمادا على أماكن وجود تلك الحضارات القديمة والَّتِي تعرضت مدنها الغنية العظيمة لنكبات وكوارث مدونة بالتاريخ .. وادت تلك الكوارث المختلفة في العصور القديمة من زلازل وانزلاقات أرضية وبراكين بمناطق في الصحراء الشرقية وغيرها إلى هروب الناجيين تاركين خلفهم كل أموالهم ومساكنهم .. والَّتِي اعتبرتها كنيسة شنودة حقا للأقباط الذين تمسكوا بقبطيتهم وكنيستهم ولم يتحولوا عنها لا ينازعهم فيه خارج عنها .. وتم على أساس تلك الخرائط الَّتِي دونت بدراسة وعناية رحلات للبحث .. واستخدمت الأديرة كأماكن للإقامة ومخازن .. وعمل الرهبان على تقديم الخدمات اللازمة بكل أنواعها وحتى العلاجية لرواد تلك الرحلات الَّتِي نسقتها الكنائس وأحاطتها بالسرية .. وأصبحت تلك الأحجار القديمة المتناثرة من بقايا المعابد والتماثيل والأبنية تمثل موارد مالية كبيرة للكنيسة القبطية عجزت الدولة عن حصرها والاستفادة منها في أزماتها الاقتصادية .. ولم يكتفي الأمر على تجارة الآثار واستخراج الكنوز الَّتِي لها علم خاص يتقنه متخصصين من الأقباط النصارى والرهبان في كيفية تحديد أماكنه والأعماق الَّتِي عليها اكتسبوها من الخبرة والممارسة ودراسة الكتب والخرائط والمخطوطات الَّتِي تذخر بها مكتبات الرهبان .. بل وأدَّى البحث في هذا المجال والصحراء الشاسعة إلى النقب عن الأحجار الكريمة الَّتِي تذخر بها الجبال .. فمنافذ خيرات الأرض دائما تؤدى إلى بعضها .. وتم رسم خريطة لمصر حددت فيها مواقع الأديرة والأماكن القبطية بكل ربوع مصر وصحرائها وجبالها وواحاتها .. وأضيفت إليها العشرات من أماكن إقامة الرهبان الذي لم يكن الأمر يمثل صعوبة لديهم وهم المؤهلين والمدربين في سلك الرهبانية على الإقامة بتلك الأماكن النائية .. ولم يعد الأمر يقتصر على الأديرة والصوامع الموثقة والمدونة والمعترف بها من قبل الدوله ولكن أضيف إليها الكثير من الأماكن الأثرية الخاصة بالرومان والفراعنة والَّتِي بمجاهل الصحراء وتم إنشاء كنائس وصوامع وأديرة قبطية من أحجارها القديمة المتناثرة وترميمها وادعاء زورا وبهتانا أنها أماكن أثرية لكنائس قبطية أثرية

ليضيفوا إلى الكنيسة القبطية أماكن نفوذ جديدة بشتَّى البقاع على أرض مصر .. وفي حقيقتها هي مراكز بنوها حديثا على اطلال المعابد الوثنية القديمة لاستخراج ثروات مصر المتناثرة في الصحارى البعيدة من كنوز أو أثريات أو أحجار كريمة .. وبذلك أضيفت إلى الكنيسة موارد جديدة من خلال متاجرة الأقباط النصارى بالأحجار الكريمة والَّتِي فتحت لهم مجالات لتجارة ثمينة ثرية امتهنها عشرات المئات من الأقباط النصارى وما تبعها من معادن نفيسة كالذهب .. حيث تم إعادة صهر وتشكيل كميات كبيرة من التماثيل والمقتنيات الذهبية القيمة والثقيلة الَّتِي تركها الفراعنة في أغوار وبطون الصحراء ومنها توابيت رصعت بالأحجار الكريم وبها تماثيل بمئات الكيلو جرامات من الذهب الخالص ماثلت الجثمان المجاور لها في الحجم والتجسيم .. وزادت أعداد محلات الصاغة والمجوهرات بصورة مذهلة .. أضعاف مضاعفة ما كانت عليه قبل عهد شنودة حتَّى أصبح الأقباط النصارى من أكبر محتكرى تجارة الذهب والمجوهرات بالمنطقة العربية بعد أن كانت كنيستهم إلى أواخر الستينات تتسول من حكومة عبد الناصر بضعة آلاف من الجنيهات لدفع رواتب العاملين بها .. وحتى أرض سيناء لاحقًا لم تسلم من عبثهم بأماكن الحروب القديمة والشلالات والأودية القديمة الَّتِي جفت من مئات السنين .. قفزت كنيسة شنودة قفزات اقتصادية في غفلة الحكومة والمسلمين عن حقوقهم وثرواتهم وخيرات بلادهم .. وفي غفلة القانون أيضًا عن قيادات الكنيسة والأقباط النصارى وأفعالهم .. وتمضى الكنيسة في خططها لطموحات اقتصادية لا يحدها هذا المجال الذي أصبح متواضعا لا يتلائم وأطماعها ... نعم إلى أواخر الستينات لم يكن أقباط مصر وكنيستهم يملكون دفع رواتب قساوستهم والعاملين بكنائسهم .. لم تكن ميزانية كنيستهم بما فيها المخصصات المالية الخاصة بها تسمح بتغطية نفقاتها .. كانت كنيسة فقيرة محدودة بإمكانياتها .. حتَّى المجلس الملي والمشرفين على النواحي المادية للكنيسة لم يكن يتوفر لديهم الكثير غير إعانات من بعض الأسر القبطية الغنية المعروفة والمحدودة من بقايا البشوات والملاك والَّتِي سارت عليهم قوانين الإصلاح الزراعي والتأميم شأنهم شأن كل المصريين والعائلات المسلمة الغنية الذين طبق عليهم قوانين الثورة الخاص بشروط الملكية .. حتَّى أن الكنيسة تسولت من الحكومة أواخر الستينات بالضغط على عبد الناصر مبلغ عشرة آلاف جنيه لدعم ميزانيتها .. لهذا الحد كان الواقع الفعلي لميزانية الكنيسة الأقباط النصارى والمدون بدفاترهم وسجلاتهم .. وهي الَّتِي تعدت الآن أضعاف ميزانية مصر بكل مؤسستها .. بل وفاقت ميزانية أكثر من عشرة ولايات أمريكية مجتمعة .. إلى عام 1968 عهد

كيرلس السادس لم يكن آباء ساويرس وأبادير ومينا وكيروسيز وغيرهم ممن يحتكرون اقتصاد مصر يملكون تكاليف إنشاء كاتدرائية الأقباط النصارى بالقاهرة وهم الذين شاعت أسمائهم الآن في عالم الاقتصاد والمال والبورصات العالمية .. لم يكن آباءهم واعمامهم وأجدادهم وكل عائلاتهم وعائلات جيرانهم وأقاربهم وأحبائهم وخلانهم يمتلكون حتَّى بضعة آلاف من الجنيهات للمساهمة ولو في ديكورات الكاتدرائية والَّتِي مولت تكاليف إنشائها حكومة عبد الناصر والذي استمر العمل بها سنوات إلى بداية السبعينيات عهد شنودة معلمهم وقدوتهم .. وهم الآن الذين يقيمون مئات الكنائس العملاقة في بضع شهور والذي يبلغ تكاليف الواحدة منها عشرات الأضعاف ما أنفق على الكاتدرائية بل وفاقت في إمكانياتها وأثاثها ومفروشاتها وديكوراتها عشرات الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية الممولة من أعظم دول العالم الغربي .. إلى الستينات كان إقامة دير بالساحل الشمالي على مساحة 50 فدان حدثا عظيما اثلج قلب الراهب متَّى المِسكين معلم شنودة والأب الروحي له وقد كان سعر الأرض بالملاليم ربما بضع عشرات من الجنيهات تدفع لواضعي اليد من العرب. . حيث لم تكن تلك الأماكن تجذب إليها أي استثمارات لبعدها عن العمران .. ولم يكن المصريين بطبيعتهم الاجتماعية يألفون تلك الأماكن البعيدة في ذلك الوقت .. فقط في أقل من ثلاث عقود أضيف إلى الأديرة والكنائس الَّتِي يطلقون عليها أثرية زورا وبهتانا العشرات من الأديرة والأماكن القبطية الَّتِي بنوها على اطلال المعابد الوثنية الفرعونية والرومانية لزيادة مساحة نفوذ مسيحي مصر على أرضها وعلى حساب حقوق مسلمي مصر .. اقتطعوا من أرض مصر مئات الألوف من الأفدنة الَّتِي تحيط بآثارها وأماكن ثرواتها وأماكنها الحيوية السياحية وأضافوها إلى أديرتهم وأقاموا عليها العشرات وربما المئات من الأديرة والأماكن الَّتِي أطلقوا عليها لفظ مناطق قبطية مسيحية أثرية والَّتِي كلفتهم في إقامتها وترميماتها وأسوارها أموالًا طائلة .. بعض تلك العشرات الألوف من الأفدنة خصصت لهم من قبل الدولة وتحت الضغوط بأسعار زهيدة لا تذكر وعلى أقساط ولا تقارن بحقيقة سعرها وقيمتها والذي يقدر بأضعاف الرقم الذي دفع فيها .. والبعض الآخر من الأفدنة دفعت الكنيسة لواضعي اليد من الأعراب مبالغ ليست محل تجاهل .. والكثير من المساحات الشاسعة ببطون الصحراء والجبال والواحات وأغوار ومجاهل مصر سيطرت عليها الكنيسة القبطية بوضع اليد وغياب السلطات والقانون وجعلتها كمراكز نفوذ أشبه بالمعسكرات يقطنها رهبان مؤهلين للإقامة بتلك

الأماكن النائية والَّتِي فاقت تدريباتهم وخبراتهم أقوى فرق الصاعقة بالجيش في فنون التكيف على الإقامة بتلك الأغوار البعيدة عن كل العمران .. http://trutheye.com/mod.php?mod=vedio&modfile=item&itemid=470 http://www.youtube.com/watch\v\dlCsj7r0jcI روابط ?يديو للبابا شنودة وهو يشرح خطة الاستيلاء على أراضي الدولة (سر المهنة - كما قال بالنصّ -): أحداث دير أبو فانا 2008. [ملاحظة: رابط youtube يعرض مباشرة من دون الدخول على الموقع] ويقال أن هؤلاء الرهبان المقيمون بتلك الأماكن الجديدة الَّتِي أنشئت عهد شنودة هم ليسوا برهبان حقيقيين دائمي الإقامة .. بل هم من تلامذة مدارس الآحاد والذين تربوا وترعرعوا على أفكار وتعاليم أسقفهم شنودة ممثل رهبان جماعة الأمة القبطية العنصرية والمتطرفة والمرتدة عن المسيحية .. وهؤلاء التلامذة نشئوا على نفس المفهوم أنهم جنود يسوع ولهم أدوارهم وواجباتهم تجاه تثبيت وبسط نفوذ كنيستهم على أرض مصر .. وهم يقسمون إلى مجموعات تتبادل الإقامة بكل المناطق الجديدة الخاضعة لنفوذ كنيسة الأقباط النصارى على فترات تتراوح من أسبوع وقد تصل إلى عدة شهور تبعا لظروف وإمكانية وقدرات كل فرد منهم .. ولا يخصص لكل منهم أماكن أو أديرة معينة ولكن تبعا للحاجة الَّتِي يتطلبها كل دير من عدد المقيمين به .. ويلبسون ملابس الرهبان داخل تلك الأماكن للتمويه ولإلباس الأمور على أي تواجد لدوريات جيش أو أعراب أو غيرهم .. وفي المناطق البعيدة جدا عن العيون والَّتِي يستحيل فيها أي تواجد بالقرب منها يبقون على حالهم بملابسهم وطبيعتهم .. ووصل الحد برهبان كنيسة شنودة وقيادات الأديرة إلى التنازع على الأراضي المحيطة بالأديرة وضمها بالقوة إلى أديرتهم .. منازعات وصلت بالكهنة إلى المحاكم ورفع القضايا لإثبات حيازتها ومن ثم ملكيتها ... منازعات قادها زعيم الرهبان والكنيسة شنودة وبطانته ومن المفترض أنهم رهبان ادعوا زهدهم في الحياه وملكوت الأرض ويبحثون عن قصور بملكوت السماء .. ولكن يبدو أن رهبان كنيسة شنودة واسياده من رهبان وادي النطرون (جماعة الأمة القبطية) وكذلك الأب الروحي له متَّى المِسكين لهم مفهوم آخر للرهبانية والزهد يخالف أسلافهم .. رهبانية وصلت بهم لحد الطمع والجشع والظلم

والسلب والاحتيال وبسط النفوذ .. رهبانية وصلت برهبان كنيسة الأقباط النصارى مدعي الزهد إلى المنازعات الدنيوية لحد القضايا والمحاكم .. رهبانية ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} عودة أخرى إلى مصادر تمويل الكنيسة والَّتِي انتعشت باعتلاء شنودة لكرسي البابوية والذي يدينون له بكل تلك الخيرات الَّتِي عمت الكنيسة .. والَّتِي كانت إحداها وأبسطها تجارة الآثار والأحجار الكريمة وكنوز الحضارات القديمة وتماثيلها الذهبية والَّتِي قدرت بمئات الكيلو جرامات والَّتِي توارثوها وحرموا منها مسلمي مصر .. واحتكروا ملكية مصر وثرواتها واعتبروا انفسهم ورثتها وملاكها الشرعيين .. رغم أن مسلمي مصر لا يقلون عنهم أحقية في بلادهم بل وامتازوا عنهم .. فأقباط مصر المسيحيين كانوا من المصريين الوثنيين الذين اعتنقوا المسيحية .. ومسلمي مصر كانوا من المصريين الذين اعتنقوا المسيحية ثم أسلموا لله الواحد القهار الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. هم امتازوا عنهم باتباعهم المسيحية بعد الكفر ثم اتباعهم للإسلام بعد الشرك .. ولكن لكنيسة شنودة وقوانين رهبانها تعاليم أخرى يستحق عليها المسلمون العقاب والحرمان من انتماءاتهم ومصرياتهم وثروات بلادهم .. هم فقط أحق بمصر وأرضها وخيراتها لاكتفائهم بالمسيحية .. ونستعرض باقي مصادر تمويل الجماعة والَّتِي فاقت تجارة الآثار والذهب .... لم تكن بداية شنودة الثالث على وفاق مع بدايه السادات رغم تزامنهما والذي لم يفصل بين حكمهما غير بضعة أشهر ببداية السبعينات .. كان شنودة وسحرته كهنة الأديرة والمتمرسين في تحليل الشخصيات والذين برعوا وفاقوا الغجر وضاربي الودع في قراءة العين والنقب عن أغوارها على يقين بذكاء السادات وتميز إمكانياته وخبراته وتجاربه عن عبد الناصر .. هم على يقين أن وراء تلك الشخصية الضعيفة والمستكينة في مظهرها شخصية أخرى قوية عنيدة ذكية واعية لخطوات مدروسة اثقلتها الحياه العسكرية صلابة وصلادة وصبرا لذا آثر شنودة وكنيسته الابتعاد والاستكانه وأن يتحاشى أي صدامات أو طلبات أو لقاءات مع السادات .. ولم يكن السادات أقل منهم دهاءا ومكرا مع اختلاف الديانة والأهداف والتوجهات .. بفطرته الذكية وفطنته لم يكن ليتجاهل أحداث التجسس الَّتِي أدينت فيها عناصر من كهنة ورعايا الكنيسة القبطية عهد كيرلس السادس وتورطها في إمداد

العدو الصهيوني وعناصر اجنبية بمعلومات ساهمت لحد بعيد في نكسة 1967 في فترة حكم عبد الناصر .. لم تكن أحداث الكنيسة عهد يوساب الثاني وحادثة اختطافة والتنكيل برجاله وظهور اسم جماعة الأمة القبطية لتمر عليه مر الكرام .. وبقدر محدودية المعلومات المخابرتية الَّتِي اتيحت له بخصوص تلك الجماعة الَّتِي احيطت بسياج من السرية والتعتيم من قبل أعضاءها وأيضًا أعدائها على سواء .. ولكن السادات بحكم خبرته والمحطات الَّتِي مر بها في حياته واثقلته تجارب وسرعة بديهة لفك كثير من الرموز والألغاز .. لم يكن ليطمئن لشنوده ويقرأ بوضوح نزعاته الَّتِي فضحتها اجراءات ترشيحه وانتخابه بطريركا للأقباط .. كان يمقت معلم شنودة وأبيه الروحي الراهب متَّى المِسكين ولا يشير له باسمه بل بالراهب الشيوعي .. لذا كانت الكنيسة برهبان الأديرة على حذر من تورطهم في جرائم جديدة لعدم قدرتهم على تحديد رد فعل السادات والذي كانوا يبغضونه ويرهبون توجهاته الَّتِي شابها تاريخه وانضمامه إلى الإخوان المسلمين سابقا .. ألد أعداء الكنيسة .. كان الغموض الذي يحيط بالسادات يزيد من رهبتهم والذي لم يألفوه من سابقيه من الملوك إلى عبد الناصر الذي كانت كل أوراقه مكشوفة .. لذا كانت تجارة الآثار تتطلب منهم كثير من الوسطاء للابتعاد بالكنيسة وأديرتها ورهبانها عن أي شبهات .. بدايات لازمها الحذر لأبعد الحدود حتَّى لو كانت على حساب انخفاض أرباحها .. ومن المؤكد فإن كثرة الوسطاء يؤثر على قيمة المكاسب وعلى السعر من المنبع (الدير والكنيسة) .. ولم تكن الكنيسة على تلك الحالة الَّتِي هي عليها الان من الجرأة والتبجح والتجارة العلنية للآثار الَّتِي يديرها الأقباط النصارى بمحلاتهم خارج البلاد وبصالات المزادات العلنية الَّتِي ذخرت بأسماء كثيرة من تجار الآثار الأقباط النصارى .. زاد يقين قيادات الكنيسة القبطية بمشاعر السادات تجاههم وعدم ثقته بهم عندما أخفى عن الأقباط النصارى العاملين بالجيش موعد الضربات الأولى لحرب 1973 بل واستبعد أغلبهم عن ساحة القتال في إجازات خلال ذلك الوقت تجنبا لتكرار ما حدث بالستينيات .. وكان نصر 1973 .. ولكن الخطأ الكبير الذي استدرج به السادات هو ثقته بالمحيطين به من العلمانيين الأقباط النصارى العاملين بالسلك الديبلوماسي واعتماده هو الاخر عليهم في الوساطة مع الغرب .. كان بطبيعته حريصا في كثير من الأمور ولكن برؤيته الَّتِي جانبها الصواب في هذا الشأن فصل بين العلمانيين والاشتراكيين وأصحاب التيارات الفكرية من الأقباط النصارى وبين رجال الكنيسة من السلك الكهنوتي والرهبان .. خانته فطنته في مجرد تصور أن الانتماءات واحدة لفكر عنصرى متطرف واحد وأن هؤلاء الأقباط النصارى امثال بطرس غالي

وأقباط الأحزاب السياسية والأدباء والفنانين ما هم إلَّا واجهة واعمدة هامة يوكل إليهم مهام صعبة لخدمة كنيسة جماعة الأمة القبطية .. كما كانت جيهان السادات هي المدخل الرئيسي الَّتِي اعتمدت عليه كنيسة شنودة في أهم مراحلها لبناء اقتصاد قوي للكنيسة .. فقد عرف عنها ولعها بالحياه والثقافة الغربية الَّتِي توارثتها عن أمها الإنجليزية .. كما عرف عنها تعاليها الشديد على كل مظهر يشير للانتماء الإسلامي واعتبارها إياه من مظاهر التخلف والرجعية .. وعن طريق زوجات الطبقة القبطية العلمانية من الأثرياء وأصحاب المناصب العليا المقربين من السلطة ومن جيهان السادات بذلت الكنيسة الجهد لإدخال الجمعيات الصهيونية والماسونية المشبوهة إلى أرض مصر من أوسع الأبواب عن طريق إعانات مالية قدمت إلى جيهان السادات لإنشاء جمعيات الأمل للمعاقين وغيرها من الجمعيات الَّتِي مولت بأموال الصهاينة بعد الحرب إرضاءا لغرور سيدة مصر الأولى وحبها للإعلام والتباهي والظهور وتعاليها عن ذكر أي تمويلات إسلامية قد تفوق تلك الأموال الأجنبية عشرات الأضعاف ولكنها هي المولعة بكل مظاهر العلمانية والسفور والمناهج الغربية في المجاملات بين الرجال والنساء والَّتِي شهدت بها الفقرات الراقصة على النمط الغربي في الحفلات الديبلوماسية الَّتِي جمعتها برؤساء الغرب وتبادل قبلات التحية مع الرؤساء الأجانب عند استقبالهم علنا وعلى المرئيات .. وتدفقت أموال الجمعيات والمؤسسات الماسونية والصهيونية إلى مصر بمباركة ومساندة ووساطة كنيسة الأقباط النصارى الَّتِي حظت بالكثير من العمولات ووظائف الوساطة والَّتِي ساهم في ادخالها بعض الجاليات القبطية المقيمة خارج البلاد بالدول الغربية .. مما استرعى انتباه شنودة إلى أهمية توطيد لوبي قبطي لخدمة الكنيسة من المهاجرين الأقباط النصارى خارج مصر والذي دعمهم بأموال طائلة ممولة من كنيسة الأقباط النصارى بمصر لرعاياها خارج البلاد .. ورغم حجم الاستفادة المادية الَّتِي حققتها الكنيسة ولكن كانت جميعها تستنفذ لبناء صرح قوي للكنيسة يدعم نفوذها داخل وخارج البلاد .. وظلت معظم الأحوال الاقتصادية للأسر القبطية وخاصة من الطبقة المتوسطة تشهد انتعاشا محدودا جدا إلى أواخر الثمانيات حيث كانت هي الأخرى تقتطع من دخولها لدعم توجهات الكنيسة .. واستمرت كنيسة شنودة تخطط لمراحل أكثر إضرارا بالمصلحة العليا للبلاد في سبيل إنعاش اقتصادها وبسط نفوذها والذي نلمسة بوضوح تلك السنوات .. ربما كان من الصعب على الكثير تصور تلك الأحداث الَّتِي بدأت مع حكم شنودة الثالث إلى يومنا هذا ..

أحداث أبطالها جميعهم من الشمامسة والمطارنة ونخبة من تلامذة شنودة من الكهنة ومن العلمانيين (من غير الطبقة الكهنوتية) وتلامذة مدارس الآحاد جنود يسوع كما يسميهم .. نخبة نشأت على تعاليم وتوجيهات اسياده من رهبان الجماعة بأديرة وادي النطرون والواحات .. من هؤلاء الأبطال سابقا والمشلوحين حاليا (المطرودين الذين تم تجريدهم من المناصب الكهنوتية في خلال السنوات الأخيرة) من لعبوا أدوارا هامة في ترسيخ كنيسة شنودة وبناء اقتصادها وتمردوا عليه وانشقوا عن أفكار وتعاليم الجماعة العنصرية .. من هؤلاء من أسند إليهم مهام غاية في السرية والأهمية مع بداية حكمه للكنيسة .. كانوا جميعهم من أشدّ المخلصين في ولائهم لشنودة والذي اعتمد عليهم في أمور لم يكن يصلح للقيام بها غيرهم .. فالأمور مع بداية حكم شنودة كانت وما زالت تجرى بنظام وتوزيع واعي للأدوار الَّتِي يقوم بها أصحابها .. كل في مكانه المناسب الذي يتلائم وإمكانياته وقدراته ومهاراته والخدمات الَّتِي يستطيع تقديمها للكنيسة من خلال مكانته الكهنوتية أو موقعه الوظيفي والاجتماعي من غير الكهنة .. الكل جنود لكنيسة الرب كما يعتقدون .. ويجب عليهم إعطاء وبذل كل ما يستطيعون تمهيدا لإنشاء كنيسة قبطية عظيمة استعدادا لاستقبال يسوع الرب في الأيام الأخيرة كما يعتقدون ويأملون .. ومن الذين لعبوا أهم الأدوار الَّتِي خططت لها كنيسة شنودة وجماعة الأمة القبطية كان بطرس غالي وبعض الأقباط النصارى العلمانيين من الإعلاميين والمقربين من السلطة بمتابعة كهنة من الكنيسة بعضهم من المشلوحين حاليا (المطرودين من الكنيسة) باشروا معهم الخطوات الَّتِي رسمتها الكنيسة في سرية تامة. فبينما فاجأ السادات رجاله ووزراءه وإعلامه وشعبه وبحضور ياسر عرفات ومجلس الشعب في خطبة بثتها الوكالات العالمية والمرئيات على الهواء عن استعداده للذهاب إلى إسرائيل من أجل السلام .. خطبة اذهلت وفاجأت أقرب المقربين له .. كان بطرس غالي المخطط لها والمتابع لكل الاجراءات وحوارات الوساطة بين السادات وقيادات الحكومة الإسرائيلية على علم مسبق بمضمون الخطاب التاريخي المؤسف .. لقاءات وحوارات ورحلات وساطة قام بها بطرس غالي عدة مرات في رحلات لخارج مصر وبعضها مباشرة إلى إسرائيل التقى فيها بالإسرائيليين بعد نصر أكتوبر مباشرة واستمرت إلى وقت إعلان السادات لهذا الخبر المشؤم .. وساطة تكتم أخبارها وأحداثها السادات وبطرس غالي وبعلم كهنة الكنيسة المتابعين لتلك الخطوة مع بطرس غالي دون علم السلطات والسادات .. والذين مهدوا لإجراءات كثيرة شارك فيها بعض الأقباط النصارى المقيمين بخارج البلاد .. الأمر لم يكن غريبا ولا مفاجئا لبعض الأقباط النصارى الذين تناقلوا الخبر قبل إعلانه في همسات داخل الكنيسة بقرب إعلان مصر وإسرائيل السلام ..

وربما يعجب البعض من قيام بطرس غالي بمساندة بعض أفراد عائلته بهذا الدور الذي أقنع السادات به وحرضه للتصالح مع إسرائيل في سبيل تحقيق امتيازات ومكانة زعامية عالمية يسجلها تاريخ مصر .. ومن يعرف من هو بطرس غالي لا يستعجب ولا يستبعد الأمر .. بطرس غالي هذا من عائلة مارست العمالة الأجنبية لحساب التواجد الاستعمارى بمصر بكل جنسياته على مدى العصور .. عملت أسرة غالي لحساب الفرنسيين والبريطانيين والتواجد الإيطإلي وأيضًا اليهودى وساهمت في كثير من الخدمات الَّتِي ساعدت هذا التواجد الاستعمارى على البقاء بأرض مصر .. بطرس غالي رئيس وزراء مصر الأسبق - الجد -؛ الذي كان وزير العدل المؤقت حين صدَّق على إعدام الفلاحين المسلمين البسطاء ذوي النخوة إبان حادثة دنشواي. بل واخترقت القصور الملكية ومنهم هذا الذي غرر بالأميرة فتحية اخت فاروق وبأمها الملكة نازلي وهرب بهما خارج مصر إلى الولايات الأمريكية إحراجًا للنظام الملكي ولشعب مصر .. تميزت تلك العائلة الحاقدة على الإسلام والمسلمين بخبرات طويلة صقلتها التجارب وإتقانهم للغات الَّتِي مكنتهم من التواصل واحتكار أدوار الوساطة بين نظم الحكم بمصر والسلطات الاستعمارية على مدى عقود طويلة قبل الثورة .. مهنة قوامها العمالة والخيانة توارثتها أسرة غالي على مر العصور ونشأ أفرادها عليها منذ نعومة أظفارهم وتابع فيها الآباء بحرص شديد اتقان أولادهم للغات الَّتِي تعينهم على حرفة العمالة الأجنبية القذرة وخصصوا لهم أفضل المدرسين والمعلمين الأجانب للإلمام بكل جوانب تلك المهنة غير اللغات .. مهنة نافستها فيها بعض الأسر القبطية من زعماء الأحزاب

السياسية والمحاميين الأقباط النصارى ولكن أسرة غالي المتمرسة في مهارات الخداع والمكر والحيل الشيطانية تميزت وبرعت في هذا المجال .. فمنهم من قام بإدارة أموال اليهود الصهاينة بمصر من شركات ومحالج ومحال تجارية كبيرة فور هجرة هؤلاء اليهود الملاعين في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات إلى أرض فلسطين استعدادًا لإقامة دولتهم المغتصبة إسرائيل وبعد حرب 1948 .. تركوا إدارة أملاكهم للأقباط الموالين لهم والذين كانوا يرسلون لهم عائدات تلك الممتلكات إلى إسرائيل والَّتِي استخدمت في تمويل العمليات الإجرامية الَّتِي مكنت الصهاينة من أرض فلسطيننا الإسلامية .. والذين ما زالوا يحتفظون معهم ومع ذرياتهم بعلاقات صداقة عرفانا بالجميل .. علاقات قوامها الانتفاع وتبادل المصالح والارتقاء على أجساد ودماء المسلمين .. نعم لم يكن أمر عمالة بطرس غالي في الوساطة بين السادات وإسرائيل بالأمر الجديد عليه فقد تشرب تلك المهنة وتجرع سمومها من ابائه وأعمامه وأجداده المواليين لجماعة الأمة القبطية العنصرية والذين سيطروا على زعامة المجلس الملي قبل يوساب الثاني ومارسوا كافة الضغوط على مطارنة الكنيسة للانضمام لفكر تلك الجماعة .. وظل بطرس غالي مخلصا لتلك المهمة الَّتِي تابعت الكنيسة معه خطواتها دون علم السادات واستمر محرضا عليها حتَّى وصوله إلى كامب ديفيد والَّتِي كانت لقاءاته شاهدة عن كم الصداقة والولاء والمحبة وحرارة اللقاء والمصافحة الَّتِي جمعت بطرس غالي والصهاينة .. (بطرس غالي)؛ الذي تمت مكافئته بالأمانة العامة للأمم المتحدة؛ بعد حرب الخليج الأولى وأثناء إحكام الحصار الشامل الذي دمَّر العراق قبل الغزو!! .. الرجل المناسب في المكان المناسب؛ ألم يكن مهندس السلام والتطبيع مع إسرائيل!!!

وبعض من رفقائه الأقباط النصارى من غير المشهوريين إعلاميا والذين مهدوا للتواصل مع إسرائيل لارتباطهم بعلاقات وطيدة مع بعض زعماء الصهاينة عهد إقامتهم بمصر قبل الثورة والذين أصبحوا من القادة البارزين في إسرائيل وعليهم قامت تلك الدولة الملعونة .. وصدق الله العظيم في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} .. وباستكمال معاهدة كامب ديفيد دخلت أموال الصهاينة وشركاتهم إلى أرض مصر تحت مسمى الانفتاح الاقتصادي .. الكثير منها مستتر تحت أسماء اجنبية أو شراكة اجنبية مصرية اختص الأقباط النصارى منها النصيب الأكبر والذين لعبوا أيضًا دور الوساطة وتقديم التسهيلات لدخول تلك الأموال والحصول على ضمانات لها .. وهطلت الأموال على الكنيسة القبطية والَّتِي إلى ذلك الحين لا تكفي وطموحات شنوده وكهنته واسياده رهبان الجماعة العنصرية المتطرفة (الأمة القبطية) .. وتستمر خطط الكنيسة ومعها نرصد خطواتها .. ساهمت معاهدة كامب ديفيد الَّتِي تبناها بطرس غالي بتحريض من الكنيسة في انتعاش اقتصادها وتدفق أموال الصهاينة الإسرائيلين والأجانب من باب الانفتاح الاقتصادي والذي كان بداية لسيطرة اليهود والنصارى على اقتصاد مصر واحتكار أسواقها برعاية كنيسة شنودة القبطية .. واستخدمت تلك الأموال في ترسيخ وتدعيم لوبي قبطي من المهاجرين خارج البلاد .. كانت أحوال الأقباط النصارى المهاجرين إلى بلاد الغرب في الستينيات والسبعينات شأن أحوال كل المهاجرين الجدد .. صادفتهم الكثير من المتاعب بشأن اللغة والإقامة والدراسة والبحث عن عمل وغيرها من المشاكل الَّتِي تواجه المهاجرين من مختلف الجنسيات .. لذا كانت أحوالهم الاقتصادية متواضعة جدا ببلاد المهجر والدول الأوروبية .. ولم تكن لديهم من الإمكانيات الَّتِي تؤهلهم للارتقاء للوظائف الَّتِي يتمتع بها مواطني تلك الدول إلَّا بعد رحلة كفاح تتطلب منهم الجهد والسنوات والإنفاق الكثير للوصول للحد المناسب للحياه الكريمة المتوسطة .. إلى منتصف الثمانيات وحتى أوائل التسعينيات لم تكن من أسماء الأقباط النصارى خارج أو داخل مصر مثل ما هي عليه الآن من الشهرة في عالم الاقتصاد والمال .. لذا فإن فكرة إنشاء لوبي قبطي بالخارج عهد السادات كانت منتهى آمال كنيسة شنودة للوصول بكنيسته إلى أطماعها المرجوة ..

قام شنودة بتخصيص الجزء الأكبر من ميزانية الكنيسة وارباحها وأموالها الَّتِي حققتها بمصر لدعم الأقباط النصارى بالخارج ولم شملهم وبناء الكنائس ومراكز لخدمة الأقباط النصارى بالخارج ودعم مشاريعهم وترسيخ وجودهم ونفوذهم لاستخدامهم مستقبلا لخدمة الكنيسة .. وبالفعل بدأ بثلاث مراكز أساسية للأقباط: أحدهم بألمانيا وتحديدًا مدينة فرانكفورت واختصت بأحوال الأقباط النصارى بعدد من الدول الأوروبية حيث كانت فرانكفورت تتوسط مركز التقاء الخطوط وخصص لها بعض الكهنة والأقباط النصارى المساعدين لهم من المقيمين بألمانيا كلجنة كنائسية مهمتها الإشراف والتواصل مع الأقباط النصارى ببعض الدول الأوروبية وتقديم الإعانات والتسهيلات لهم لإنشاء مشاريع معظمها تمثلت في شركات للسياحة وبازارات ومحلات تجارية وكذلك دعم الراغبين بالدراسة من الأقباط النصارى .. والمركز الثانى بتورنتو بكندا واختص بمهاجرين أمريكا الشمالية .. وعلى نفس النهج خصص له لجنة كنائسية من كهنة تلامذة شنودة وبعض العلمانين المخلصين لكنيسته من الأقباط النصارى المهاجرين بكندا المساعدين لهم والمتقنين للغة وقامت بتقديم الخدمات للأقباط والإشراف ومتابعة أحوالهم حتَّى هؤلاء من المقيمين بالمدن والولايات البعيدة بكندا والولايات المتحدة .. والمركز الثالث بأستراليا والذي اقيم بها أول كنيسة عهد كيرلس السادس في 22 يناير 1969 واعتبرت من أهم المراكز القبطية الَّتِي قدمت الكثير من الخدمات وساعدت في ترسيخ نفوذ الأقباط النصارى بأستراليا .. وأصبحت تلك المؤسسات الكنائسية القبطية خارج مصر مراكز جذب للأقباط المهاجرين وربطهم بكنيستهم الام بمصر وتقديم الدعم والتمويلات اللازمة لهم لإنشاء المشاريع الَّتِي اقتطع جزءا من ارباحها لخدمة الكنيسة بالداخل والخارج .. ولم تبخل كنيسة شنودة على دعم وتوسيع نفوذها بالخارج بإنشاء مراكز ومؤسسات كنائسية ومنها دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا وكنائس بإنجلترا ودول أوروبية أخرى مولت جميعها بأموال من داخل مصر وأشرف علي تنفيذها مساعدين من أقرب المقربين لشنودة والذي انقلب على عدد منهم بعد ذلك وأطاحهم .. بل وجردهم من مكانتهم الكهنوتية ووصل الأمر به إلى حرمان البعض من الصلاة الجنائزية عند الموت ممن كانوا من أقرب المواليين والمخلصين له والذين ساهموا بجهد كبير ورحلات خارج البلاد وتحملوا الكثير من المخاطرة والإشراف على تهريب الملايين من الأموال والعملات الصعبة خارج مصر لترسيخ الكنيسة القبطية وتوسيع نفوذ رعاياها بدول أوروبا ودول المهجر بكندا وأمريكا وأستراليا ..

السادات والكنيسة

وكانت خطوة التوسع بدول أمريكا اللاتينية (البرازيل وغيرها من دول أمريكا الجنوبية) أواخر السبعينات خطوة لانطلاقة كبيرة للكنيسة القبطية مهدت لجني الكثير من الأرباح في أوخر الثمانيات والتسعينيات من عمليات غسيل الأموال .. لذا أعطى شنودة أهمية كبيرة للمهاجرين والتوسع في إنشاء الكنائس خارج البلاد وتشجيع المهاجرين والهجرة خارج البلاد وربطهم بكنيستهم وكهنتهم وتقديم المساعدات لهم وتحديد الأدوار المطلوبة منهم لخدمة الكنيسة وأبسطها اقتسام ارباح المشاريع الَّتِي يديرونها مع الكنيسة والَّتِي مولتها من أموال خرجت من مصر وأشرف عليها رهبان وكهنة من المفترض أنهم زهدوا في المال والدنيا واختاروا العزلة للتقرب إلى الرب بالعبادة .. ولكن عبادة كنيسة شنودة وزعيمها وقيادتها ورعاياها واسيادهم المحركين لهم من رهبان أديرة وادي النطرون هي عبادة من نوع خاص منفرد ومتميز ومختلف عن عبادة اسلافهم من الرهبان .. عبادة طارت برهبانها من حياة الأديرة وأسوارها في رحلات جوية طافت بهم بلاد الغرب والشرق .. عبادة رهبان زهدوا في أكل كسر الخبز المغموسة في الماء والمش واستبدلوها بوجبات لحوم وأسماك غمست بشوربة السي فود والكريمة والمايونيز .. عبادة قبطية على مذهب شنودة واسياده المحركين له رهبان جماعة الأمة القبطية الإجرامية والمنحرفة عقائديًا .. وما زلنا في فترة حكم قادة مصر الغافلين عن أمنها وأمانة المسئولية تجاه بلادهم والإسلام .. السادات والكنيسة ولكن تقديرات شنودة خانته عندما توهم أن الأحوال كلها لصالح خدمة أهدافه .. وأن الحالة الاقتصادية للكنيسة والَّتِي انتعشت كثيرًا في فترة السادات كافية لدعمه .. وكذلك ثقته بحجم هذ اللوبي القبطي العنصرى الَّتِي شكلته الكنيسة من رعاياها الأقباط النصارى بالمهجر ودعمته والمنشق عن ولائه لأي حكومة مصرية من الأغلبية المسلمة .. وولاء هذا اللوبي من المهاجرين لمفهوم مصر القبطية وكنيستها فقط (مفهوم وفكر جماعة الأمة القبطية) ولا يجد أقباط المهجر حرج في الإعلان عن هذا الفكر صراحة أثناء تواجدهم خارج مصر بتصريحات مباشرة دون تورية أو استعارات مكنية ..

أخطأ شنودة وتعجل الصدام مع السادات في فترة حكمه الأخيرة وخانته توقعاته وتقديرات كهنته لرد فعل السادات .. أراد أن يمارس عليه الضغوط كما فعل كيرلس السادس بعبد الناصر في الستينات .. وأعاد شنودة الكرة مستغلا كثرة رحلات السادات خارج مصر وحب السادات للظهور الإعلامي والزعامة لاحراجه عالميا بواسطة اللوبي القبطي من المهاجرين واجباره للانصياع لأوامر شنوده وتحقيق مطالبه الَّتِي هو بصددها الآن .. حتَّى أن الأمر وصل بأقباط المهجر بالولايات الأمريكية إلى استقبال السادات بالهتافات المعادية وإلقاء القاذورات عليه وتمزيق صوره .. تسرع شنودة في هذا الشأن وأخذه الغرور وأسياده من رهبان الأديرة لتعجل الأحداث .. وإذا برد فعل السادات كان بمثابة صاعقة لشنودة وكنيسته حيث توعد المستقبلين له من الأقباط النصارى المعادين له في الخارج بإسقاط الجنسية المصرية عن أبرز الرموز القبطية من الكهنة والعلمانيين الذين حرضوا وتزعموا تلك المواجهات وعدم احترامهم لشخص رئيس دولة مصر فاسقط عنهم الولاء القانوني لمصر والمتمثل في الجنسية .. وإذا بالسادات أكثر منهم دهاءا ومكرا وصلابة .. لم يظهر أي حرج ولم يسمح بأي تدخل أو تعقيب من قبل الحكومة الأمريكية في شئون حكمه لمصر مستغلا هو الاخر حاجة الغرب له لإبرام المعاهدات مع إسرائيل وضمان مسيرة السلام بخطواتها الَّتِي صيغت بالخارج .. كان رد فعله بموازنته لحجم المصالح وحاجة كل الأطراف له .. وهو على يقين أن قضايا الأقباط النصارى لا تهمهم ولن تشغلهم بقدر حاجتهم لاستكماله للمعاهدات الَّتِي تضمن سلامة دولة الصهاينة وبقائها .. وكان ظنه وتحليلاته صائبة حيث أعد الأمريكان له برامج استجمام تسر وتخفف عنه وتنسيه أحداث الأقباط النصارى المؤسفة الَّتِي شهدها بالخارج .. بل واعتذر المسئولون له عن تلك التصرفات الغير مسئولة من الأقباط النصارى المصريين وعذرهم كما يدعون أن دولتهم ديمقراطية تقر حرية التعبير ولم يكن بإمكانهم منع مظاهرات الأقباط النصارى المهاجرين. وفور عودة السادات إلى مصر من إحدى جولاته بالخارج أمر بإعداد ملف خاص بالكنيسة ورموزها وإذا به يجد ما لم يكن يتوقعه من أفعال وصلت لحد تورط الكنيسة في أعمال سحر وشعوذة .. قيلت أنها طالته وعلم بها .. ونشرت في بعض الكتب والتصريحات ومنها تصريحات لأحد المرافقين للسادات أن اسم جيهان السادات كان ضمن الأسماء الَّتِي استخدمت الكنيسة واستخدمتها أيضًا الكنيسة في عمل سحر أسود أعده رهبان متمرسين في هذا النوع من السحر والمتوارثينه عن اليهود .. حيث قيل أن زوجته كانت تثق في تلك النوعية من الأعمال للاستحواذ على السادات .. والَّتِي استخدمتها الكنيسة أيضًا لصالحها والَّتِي أضرت بالسادات وقراراته وخاصه في أيامه الأخيرة .. والَّتِي كان يغلب عليها

الكثير من التخبط والتسرع وعدم موازنة الأمور .. وظهرت بوضوح من أسلوبه ومخارج ألفاظة ولعثمته وحالته الَّتِي غلب عليها النسيان وقرارته الَّتِي حادت بعيدا عن الصواب .. حتى إن إحدى بناته من زوجته الأولى والَّتِي أقامت لفترة طويلة بأمريكا لم تنفي ذلك في كتابها وتناولت هذا الأمر في تصريحاتها ولقاءاتها الصحفية الأخيرة ولم تنفي علمها بحقيقة السحر الأسود الَّتِي كانت تستخدمه زوجة أبيها ولم تؤكده ولم تتجاهل ذكر هذا الأمر أيضًا .. وهو ما أغضب منها جيهان السادات ومقاطعتها لها في الآونة الأخيرة في مجلس ضم أغلب عائلة السادات حضروا خصيصا لاتخاذ موقف من الإبنة الكبرى لتفاعلها وتناولها لهذا الأمر والذي كانت جيهان تأمل منها تجاهله أو نفيه .. وبصرف النظر عن مدى القناعة بحقيقة ممارسة أمور السحر الباطلة والشيطانية والمحرمة من كل الأديان .. فإن التقارير افادت بذلك .. وليس هناك ما يؤكد أو ينفي علم السادات بتورط زوجته أو أن أعمال السحر طالته .. ولكن قراره الجرىء بعزل شنوده وتوبيخه له على مرأىً ومسمع من الوكالات الصحفية العالمية والمرئية يظهر أن هناك أمرا أزعج السادات أكثر من تلك الأحداث العارضة الَّتِي تمثلت في مظاهرات الأقباط النصارى بأمريكا .. http://www.muslimvideo.com/tv/watch/1127993271e8c504ded4/ قرار-السادات-تحديد-اقامة-البابا-شنودة http://www.youtube.com/watch\v\khHN84AGjE4 http://www.youtube.com/watch\v\uvuZczC5d_o روابط فيديو لقرار السادات عزل شنودة وتحديد إقامته وتعيين اللجنة الخماسية لتمثيل الكنيسة لدى الدولة. [ملاحظة: روابط youtube تعرض مباشرة من دون الدخول على الموقع] كما أن بعض الأسرار تسربت من قبل المقربين منه مؤكدين على أن الأمور الخاصة بأحواله وتصرفاته الشخصية في إطار أسرته لم تكن على ما يرام وكان يغلب عليه العصبية والانفعال على غير عادته وما عرف عنه من تلقائيته وروحه المرحه .. وصدر القرار من رئيس الدوله محمد أنور السادات بإقالة البابا شنودة وإحالته للتقاعد وتعيين مجلس خماسي لإدارة شئون الأقباط النصارى مكانه .. وذلك بالقرار الجمهورى رقم 491 لسنة 1981 والذي قضى بإلغاء القرار الجمهورى رقم 2772 لسنة 1971 بتعيين الأنبا شنودة الثالث بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية .. وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة في القضية المذكورة فإن البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له .. الاتي ... ونستكمل حيثيات الحكم باذن الله

وبعيدا عن الأسباب أو مدى حقيقة علاقة جيهان السادات أو استعانتها بالسحرة والدجالين بالكنيسة أو من خارجها للاستحواذ على محبة زوجها فالأمر لا يعنينا .. وعامة بصرف النظر على مدى صحة هذا الادعاء فهو لا يستحق البحث .. وحتى إن صدق فلن تكون الأولى ولا الأخيرة والمعروف أن الكثير من سيدات بل ومن رجال السلطة والوزراء والفنانين بمصر يؤمنون بتلك الأمور من الدجل والسحر ولا يتورعون من الاستعانة بالقائمين بأمور السحر والكفر سواء من داخل الكنيسة أو خارجها لتحقيق أمانيهم أو للعلاج من الأمراض كما يعتقدون .. ومن الشائع والمعروف ثقتهم في قدرة القساوسة والكهنة الأقباط للقيام بأمور السحر دون غيرهم من الملل المسيحية الأخرى المتوارثينها عن اليهود والفراعنة والمتمرسين على كل دروب السحر وخاصة هؤلاء من رهبان الأديرة .. وسوف اتناول جوانب أكثر تفصيلا في هذا المحور الذي عملت به كنيسة شنودة .. وما يعنينا في الأمر تورط الكنيسة في أعمال كفر مخالفة للمسيحية ولجميع الأديان السماوية .. ومهما تكن الأمور فالحقيقة تقاس بواقع الأحداث والنتائج الَّتِي وصلت إليها وهي كما صدرت: صدر القرار من رئيس الدوله محمد أنور السادات باقالة البابا شنودة وإحالته للتقاعد وتعيين مجلس خماسي لإدارة شئون الأقباط النصارى مكانه .. وذلك بالقرار الجمهورى رقم 491 لسنة 1981 والذي قضى بإلغاء القرار الجمهورى رقم 2772 لسنة 1971 بتعيين الأنبا شنودة الثالث بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية .. وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة في القضية المذكورة فإن البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له نصه كالآتي: أولا: تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للخطر ثانيا: الحض على كراهية النظام القائم ثالثا: إضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك واستغلاله الدين لتحقيق أهدافه. رابعا: الإثارة ومن ثم جاء في حيثيات حكم المحكمة في القضية المذكورة: ((إن البابا خيب الامال وتنكب عن الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد , واتخذ الدين ستارا يخفي أطماعا سياسية - كل أقباط مصر منها براء - وإنه يجاهر بتلك الأطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من اقصاها إلى أقصاها - باذلا قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى في أرجاء البلاد - غير عابيء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر))

وبناء على هذا الحكم تم اقالة شنودة وتحديد إقامته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون .. وعودة لاستكمال الحديث عن المحور الاقتصادي للكنيسة .. لم يكن أمر إبعاد شنودة يعني له ولا لكنيسته شيئا ولم يغير من فكرها وخططها وانتمائها ورعاياها له وجماعة الأمة القبطية الممثل لها .. وحسم شنودة هذا الأمر في قوله أن مقر البابوية حيث يكون البابا .. واستمرت الكنيسة على منهجها تحت إدارة المجلس الخماسي الكنائسي الذي يرأسه الراهب متَّى المِسكين (معلم شنودة والأب الروحي له) .. ولم تمضى بضعة أشهر قليلة حتَّى اغتيل السادات .. وشهدت تلك الفترة الحرجة فور الإعلان عن مقتله ارتفاعا مفاجئا وانتعاشا لاقتصاد الكنيسة حيث ادت الاضطرابات الأولى في أوضاع البلد إلى سرعة تهريب الأموال خارج البلاد تحسبا لأي تغيرات طارئة على نظام الحكم وخاصة بعد الإعلان عن تورط جماعات إسلامية في حادثة المنصة .. تزعم عملية تهريب الأموال للخارج مجموعة من الأقباط النصارى المشتغلين بأسواق المال وخارجه بتوجيهات وتسهيلات من الكنيسة الَّتِي خصصت لهذا الأمر ميزانية كبيرة من حساباتها وحسابات عملائها ببنوك الخارج ومن ارباح مشروعاتها بالخارج والَّتِي يديرها أقباط المهجر بالاقتسام مع كنيستهم .. وعلى أساس ذلك تم استلام الأموال في مصر على أن توضع مقابل لها بالعملات الصعبة بحسابات العملاء بالبنوك الَّتِي يرغبون في تهريب أموالهم إليها .. وأدَّى الأمر إلى متاجرة الكنيسة بالدولار واحتكار السعر والتحكم فيه ورفعت سعره من 85 قرشا قبل حادث المنصة إلى ما يفوق ضعف هذا الرقم - سعره الآن 550 قرشًا تقريبًا - .. جنت الكنيسة من عمليات التحويل هذه عمولات تقدر بالملايين إلى جانب المتاجرة بالعملات الصعبة ورفع قيمتها على حساب قيمة الجنيه المصرى .. والى يومنا هذا تتزعم عمليات التهريب أسماء قبطية معروفة لدى تجار وسماسرة العملات والتهريب ورجال الأعمال ورجال السلطة وهذا ما يفسر سبب العلاقات الودية والصداقات الحميمة الَّتِي تجمع كبار التجار ورجال المال والسلطة بأسماء لامعة في حفلاتهم ومجتمعاتهم من الأقباط النصارى. . بل وراق أمر ارتفاع سعر الدولار والعملات الصعبة لدى الكنيسة حتَّى أصبحت من أكبر المصادر المحتكرة لتلك التجارة حيث تقوم بتسويق عائدات ارباحها ومخصصاتها من عملات الغرب داخل مصر .. وأدخلت عن طريق أتباعها العلمانين سياسة اتخاذ الدولار كوسيط بين العملات داخل بلادنا مما جعل الدولار سلعة في حد ذاته ينتقل بين العملات على حساب قيمتها الفعلية. وهذا الأمر الخطير كان من أهم أسباب تدهور الجنيه المصرى دون أسباب جوهرية ودون الحجم الفعلي لاحتياج البلاد للدولار والعملات الصعبة ..

ومعظم أسماء التحويلات البنكية الَّتِي تمت في عمليات التهريب كانت بأسماء أقباط في الخارج وضعوا الأموال في بنوك الغرب لحساب الأشخاص الراغبين في تهريب أموالهم للخارج .. (المعنى بشكل مبسط وعلى سبيل المثال أن الشخص الذي يرغب في تهريب مبلغ ما يعادل 10 مليون دولار للخارج عليه أن يدفع لوكلاء التهريب هذا المبلغ في مصر بنفس القيمة وبأي عملة وعلى الفور يكون الوكلاء المختصين بعمليات التهريب قد وضعوا في رقم حسابه في أحد البنوك بالخارج ما يقابل هذا المبلغ الذي دفعه والمقابل له في القيمة .. ويكون ذلك مقابل عمولات يحددها الوكلاء والوسطاء تبعا للوقت والأحداث وأوضاع البلاد ومدى الحاجة للتهريب والَّتِي كثيرًا ما توصف بالابتزاز .. بالإضافة إلى أن صاحب المال عندما يدفع أمواله بالجنيه المصرى لا يحتسب سعر الدولار الذي وضع في حسابه ببنوك الخارج على أساس سعر العملات المعروف بقائمة سوق المال .. ولكن تبعا للسعر الذي يتحكم فيه الوكيل المفوض بتحويل أمواله وطبعا يكون سعر الدولار مبالغا فيه عن سعره بالأسواق لحاجة هذا الشخص لتهريب أمواله والمعروف مصادر حصوله عليها .. ) .. قد يكون هذا الأمر صعب شرحه لما فيه من جوانب فنية وخبرات ومهارات في هذا المجال وعملياتها المشبوهة بتفاصيلها وبالأشخاص القائمين عليها .. ولكن الثابت في الأمر وما يعنينا أن الأموال المهربة من مصر أغلبها وضع ببنوك الخارج عن طريق أسماء قبطية مصرية تمتهن تلك المهنة تعاملت مع البنوك بأوراق منها موثق بأسمائهم كمودعيين أو تحويلات من أرقام حساباتهم بالخارج .. وحصدت الكنيسة الملايين عن طريق عملائها العاملين لحسابها من الأقباط النصارى داخل وخارج مصر وكانت تلك العمليات المشبوهة من عوامل انتعاش اقتصاد مافيا كنيسة الأقباط النصارى ورهبانها والَّتِي لم تمل ولم تكتفي .. بل بلغ الطمع والجشع برهبانها الزاهدين في الدنيا مبلغا فاق أكثر عصابات التهريب جرأة وإجراما .. كل ذلك في سبيل إنعاش اقتصادها وجلب الأموال اللازمة لتحقيق أطماعها والتوسع في نفوذها وتحقيق أهداف جماعتها المشبوهة المنحرفة عقائديًا ... قد تبدو الأمور غريبة وعجيبة وفوق أي تصور ولكن هذا واقع الكنيسة الاقتصادي .. واقع يعمل تحت إدارة وإشراف لجان من الكهنة لأسماء معروفة من أقرب المقربين لشنودة .. ومنهم من جردهم من صفتهم الكهنوتية لانقلابهم عليه وعلى أفكاره وتوبتهم عن أفعالهم .. هم يحملون الكثير من الأسرار الَّتِي لا يمكن تصور حدوثها ولا دقة مراحلها وخطوات العمل بها .. كل شى يجرى في الكنيسة بدراسة وتنظيم واختيار واعي للأدوار والمسئوليات والدقة في اختيار الأشخاص .. خطط عمل وإدارة أبعد ما تكون عن روح المسيحية أو أي منهج عقائدى .. منهج ميكيا?يللي لا يليق بمكانة رجال دين ولا سلك كهنوتي ولا حتَّى بوذى .. فاقوا في حيلهم عصابات المافيا من أجل إنعاش أحوال كنيستهم المادية .. فاقوا أكثر

العصابات الاجرمية في خطط ومؤامرات تفرغوا لها واقتطعوا لها ساعات يومية طويلة اشتغلوا فيها لجلب الأموال بدلا من العبادة .. استغنوا بحيل رهبانهم وعقولهم المدبرة عن اللجوء لله الرزاق الكريم .. استكبروا بشهاداتهم الجامعية ومسالكهم المنحرفة عن أي انتماء شرعي وسوي وعن مسالك رهبانهم القدامى وعن تبرعات وصدقات محدودة لا تفي بطموحاتهم وأهدافهم المستقبلية لبناء كنيسة الرب المزعومة .. كان الأجدى لهؤلاء الآباء المشلوحين (المطرودين من السلك الكهنوتي) أن يعلنوا أسباب طردهم وأن تكون توبتهم عن أفعالهم وأعمالهم الَّتِي خصصها لهم شنودة توبة جريئة خالصة لله .. أن يعلنوا الأسباب علانية ولكن تكتموا هم وبابا الأقباط النصارى حتَّى لا تفتضح الأمور وخوفا من إدانتهم قانونيا .. هي لعبة قذرة وعمليات مشبوهة لا تليق بكهنة اختاروا رضا الرب كما يدعون .. ولكن سواء أعلنوها ام تكتموا عليها ليس هناك أسرار يطول بقائها في طى الكتمان مهما كان الحرص على إخفائها لابد أن تفتضح تفاصيلها مهما طال الزمن .. ولم يكن انتقال السلطة بعد قتل السادات يمثل أي خطورة على كنيسة جماعة الأمة القبطية المنحرفة والمتطرفة .. فالنظام الجديد اجتمعت فيه كل مساويء وأخطاء عبد الناصر والسادات والَّتِي هي في صالح الكنيسة .. فهو ليس بحرص عبد الناصر على التظاهر بالقوة والتصدى للجهر والإعلان عن الحقائق .. ولا بمجازفة ورعونة السادات المدروسة الواعية .. النظام ليس كعهد عبد الناصر الذي أعطى الكثير للكنيسة وزاد من نفوذها دون السماح لها بالجهر أو الإعلان عن واقعها وعن الامتيازات الَّتِي اقتنصتها من الحكومة .. كما أن النظام ليس بعقلية السادات الموازن للأمور والذي حجم نزعات الكنيسة وانتزع قيادتها وأدانهم صراحة دون اعتبار أو خوف من أي ضغوط خارجية حتَّى لو كانت أمريكية .. هو بارع في مواجهة الأطراف بحقيقة حاجتهم لمصر وليس العكس .. هو بارع في قلب دفة الضغوطات وتوجيهها لتحقيق أهدافه وليس العكس لذا لم يخشى الكنيسة ولا اللوبي القبطي الذي صنعته .. أطاحهم جميعًا. . ولكن غلبه غروره وانفعالاته اللامحدودة في حبه للزعامة .. وتأثيرات زوجته وتوجهاتها الغربية والعلمانية الَّتِي أبعدته كثيرًا عن مسئولياته تجاه أمته الإسلامية .. وباختفاء السادات عن الساحة وانتقال السلطة وعودة شنودة لقيادته للكنيسة سنة 1984 تحت الضغوضات الَّتِي مارستها الكنيسة بأتباعها من اللوبي القبطي داخل وخارج مصر .. عادت الكنيسة أقوى وأجرأ في المجاهرة وبخطط أكثر إجراما وإعلانا ..

عادت الكنيسة ببقرة حلوب .. بل مزرعة للأبقار تدير لها الحليب .. عمليات غسيل الأموال .. الكل يفكر ويعمل ويبتكر ويخطط ويسعى بأي طريقة وأي مسلك يجلب به الأموال للكنيسة .. الكل كما يعتقد يجب أن يكون من جند يسوع وله لمساته وإضافاته والحجر الذي يضعه لبناء كنيسة الرب .. هكذا يعتقد الأقباط النصارى من الأجيال الَّتِي نشأت وترعرعت تحت إشراف وسياسة أسقف مناهجها التعليمية والعقائدية شنودة الثالث .. مذهب شنودة وكنيسة جماعة الأمة القبطية .. بدأت عمليات غسيل الأموال من أمريكا اللاتينية تحت إدارة وإشراف رعايا الكنيسة بالبرازيل .. والذين مولوا الكنيسة بأموال طائلة اقتطعوها من أرباحهم في تلك العمليات المحرمة دوليا .. وهي تقوم على حيل لتحويل أموال المشبوهين والمختلسين وعصابات تجارة المخدرات والأموال المهربة والمسروقة من البنوك إلى أموال شرعية يتمتع أصحابها بكامل الحرية في الظهور والتعامل بها بدل من اخفائها والخوف من الظهور بها .. ومنها: - أن يقوم تاجر المخدرات بإعطاء الشخص العميل الذي يقوم بعملية غسيل الأموال مبالغ كبيرة من المال المراد إظهاره بصورة شرعية وليكن 10 مليون دولار (طبعا الأمور تقاس بعشرات ومئات الملايين ولكن هنا على سبيل المثال) .. ويقوم هذا الشخص البعيد عن الشبهات والذي هو (قبطي) بشراء مشروع بقيمة 10 مليون دولار يكون صاحب المال قد حدده له وتحت إشرافه واختياره وتتم اجراءات الشراء والضمانات بمتابعة محاميه .. وبعد فترة وجيزة يقوم هذا الشخص ببيع هذا المشروع أو المنشأة أو الفندق لصاحب المال مرة أخرى بمبلغ مليون دولار أو أقل وكأنه فشل في الإدارة وتسبب في خسائر أدت إلى بيع المشروع بهذا الثمن البخس .. وبذلك تكون عملية غسيل لأموال تقدر ب 9 مليون دولار أو أكثر واقتناء صاحب المال للمشروع الذي تساوي قيمته الفعليه 10 ملايين بمبلغ مليون أو أقل في الأوراق الرسمية الخاصة بالبيع والشراء وبذلك لا يستطيع أن يتهمه أحد أو يتقصى عن مصدر 9 مليون دولار .. ويتم ذلك بعمولات تدفع للشخص أو الجهه الَّتِي قامت بعملية غسيل الأموال وهي تقدر من 10% وتصل أحيانا إلى 40% وربما أكثر تبعا لحجم المخاطرة والظروف المحيطة بتلك العملية .. - أن يقوم الشخص المشبوه صاحب المال بإعطاء تلك الأموال للشخص أو الجهه الَّتِي تقوم بغسيل الأموال لشراء أسهم مؤسسة مالية أو من البورصة بأسمائهم ثم يقومون بإعادة بيعها له مرة أخرى بخمس الثمن أو أقل حسب الاتفاق بينهم على حجم الأموال المراد غسيلها .. وبذلك يصبح صاحب المال من الناحية القانونية قد امتلك أسهم مؤسسة أو من البورصة رسميا بسعر زهيد وفي حقيقتها أضعاف القيمة المدونة رسميا وقانونيا وبذلك يتهرب من أي تهم إدانة لمصدر الأموال.

- يقوم صاحب المال بعرض أشياء تافه غير ذى قيمة في مزادات وهمية يعلن عنها في الجرائد بصورة رسميه .. ثم يقوم الشخص أو الجهة المفوضة بعمليات غسيل الأموال بدخول المزاد الوهمي بعدد من الأشخاص الوهميين الذين يقومون بالمزايدة على تلك الأشياء التافه غير ذات القيمة حتَّى تصل إلى أرقام خيالية كأن يكون حذاء أو سلسلة أو حتَّى خرقة قديمة من الملابس ويقوم الشاري (القائم بعملية الغسيل) بدفع تلك الأموال الطائلة للبائع (صاحب المال الأصلي) وبذلك يكون صاحب المال استرد المال بصورة قانونيا مشروعة ويمكن له أن يظهرها باطمئنان على أنه اكتسبها من بيع بعض متعلقاته بتلك الأموال الخيالية كضربة حظ من هواه أصحاب أمزجة خاصة اشتروا تلك الأشياء. وفي عالم غسيل الأموال استطاع الأقباط النصارى بالداخل والخارج أن يظهروا قدر كبير من المصداقية في التعامل من أجل الثقة بهم وتحقيق ارباح كما أن الوجوه القبطية متوفرة ومتجددة بالخارج وتتم تلك العمليات تحت إشراف مكاتب وقانونيين تابعين للأقباط في بلاد أمريكا اللاتينية والَّتِي انتشرت حاليا في مناطق كثيرة من بلدان العالم ودول المهجر .. وعن عمليات غسيل الأموال بمصر حدث ولا حرج .. لذا لا شيء يدعو لأي علامات استفهام عن أسباب صمت الحكومة على تبجح الأقباط النصارى وكنيستهم الَّتِي أصبحت أوامرهم رهن الإشارة كلها مجابة وعلنا وجهرا .. ولما لا وحجم غسيل الأموال الذي قام به الأقباط النصارى داخل مصر لصالح النظام وأعوانه فاق حجمه 15 بليون (مليار) دولار .. الأمر ليس خوفا من تدخل الغرب كما تدعي الحكومة ولا حقوق الإنسان البعبع الَّتِي أدخلته لتخوف به شعبها .. فالغرب يكفيه ما هو فيه بل ويبحث عن سبل شبه كريمة تحفظ له ماء الوجه للخروج من مستنقعات المهالك بالعراق وغيره .. الغرب ليس بحاجة لمزيد من التشتت والخسائر .. وجمعيات حقوق الانسان ليست بالشيء الجديد بل لها تاريخ طويل من السنوات .. هي فقط حجج وأسباب واهية تلجأ إليها الحكومة لإخفاء حجم الفساد والاختلاسات والأموال الَّتِي نهبت وهربت للخارج بمساعدة الأقباط النصارى الذين برعوا في تقديم كل التسهيلات داخل وخارج مصر؛ وإلَّا فالوفاق الحقيقي بين الطرفين ظاهرٌ لكل ذي عيان ..

(شنودة) وشيخ الأزهر يؤيدان تولي مبارك لفترة رئاسة جديدة في مؤتمر صحفي: 2005. فمعظم الشركات الأجنبية الَّتِي امتلكت اصول وصروح اقتصادية هي شركات حديثة العهد ليس لها تاريخ ببلادها يجعلها تجازف وتغامر باستثمار أموالها بمصر تحت تلك الظروف السياسية المضطربة .. هي في حقيقتها شركات قامت مكاتب الأقباط النصارى بالخارج بتوثيقها وإنشاء اسم وملفات نشاط لها وتعين بعض الأجانب أو الأقباط النصارى الصعاليك العاطلين ببلاد الغرب مديرين ومالكين وهميين لها نظير مبلغ من المال للقيام بهذا الدور ثم ادخال تلك المؤسسة أو الشركة إلى مصر على أنها شركة اجنبية تقوم بشراء اصول وشركات مصرية (بأموال مختلسين ومشبوهين مصريين من المقيمين داخل مصر) ثم تقوم بعمل شراكة وهمية معهم بنسبة للإدارة 30_ 40% تعطى لصاحب المال الأصلي صوريًا على أنه نظير إدارته للشركة والَّتِي هي بأمواله وتدريجيا يقوم بشراء باقي الأسهم والحصص (على الورق فقط) وتخرج الشركة الأجنبية بالتدريج وتؤول ملكية المكان لهؤلاء المشبوهين بطريقة شرعية وقانونية .. وتقوم بكل تلك العمليات مكاتب قانونية يديرها أقباط متمرسين وذو خبرات وعلاقات داخل وخارج مصر .. مكاتب وأسماء وكلاء قانونين معروفين لدى رجال الأعمال والصفوة من رجال الحكم والسلطة نظير عمولات تدفع لهم تصل إلى نسبة كبيرة من رأس المال .. وعامة دروب عمليات غسيل الأموال كثيرة ويطول شرحها وهي معقدة أيضًا وتتطلب الكثير من الحيطة والَّتِي برع فيها الأقباط النصارى وكانت من أهم مصادر تمويل الكنيسة بملايين الدولارات .. لذا لا شيء يدعو للعجب لتلك القفزة الاقتصادية الرهيبة الَّتِي حققتها الكنيسة في فترة وجيزة .. وهي الَّتِي كانت تتسول إلى بداية السبعينات وأيضًا إلى أواخر الثمانيات كانت الكثير من أسر الأقباط النصارى تتندر بالذي يأكل اللحم مرة أسبوعيا على أنه قد أسلم ..

على أن عملية غسيل الأموال ليست باقذر ولا أخطر مصادر التمويل المجرمة دوليا الَّتِي اتبعتها كنيسة شنودة بل هناك ما هو أخطر وفوق أي تصور .. حيث أن أخطر دور قامت به الكنيسة والذي حقق لها مكاسب عديدة ومنافع على كل الوجوه تخدم أهداف جماعة الأمة القبطية بدأ من النصف الأخير من الثمانيات إلى يومنا هذا .. وهو قيامها بمساعدة افراد للسفر أو الهروب خارج البلاد .. ومنهم ممنوعين أمنيا من المغادرة أو متحفظ عليهم أو افراد مشبوهين أو فشلوا في الحصول على تصريحات السفر أو التأشيرات .. واتبعت الكنيسة في هذا المجال عدة طرق .. والى وقتنا هذا فإن هناك أسماء قبطية معروفة بالخارج وذائعة الصيت ساعدت في تقديم التسهيلات والحصول على الإقامة وخاصة في أمريكا وعرفوا عنهم أنهم برعوا في الحصول على الإقامات لأعداد كبيرة جدا .. لمعرفتهم جميعًا بقوانين وثغرات الهجرة .. وعن الطرق الَّتِي اتبعتها الكنيسة وما زالت تأخذ بها رغم تشديد الاجراءات بالسفارات وأخذ البصمات .. هو استخراج جوازات سفر لبعض الأشخاص المراد سفرهم على أنهم من رجال الكنيسة نظير دفع مبالغ كبيرة جدا من المال .. ويختار أنسب الأوقات لذلك عقب كل خلافات تحدث بين الأقباط النصارى والمسلمين تشعلها الكنيسة عن عمد لصرف الأنظار عن أي شبهه تتعلق بالأقباط النصارى وإشغال الرأي العام بأمور بعيدة غير الَّتِي تخطط وتقوم بها الكنيسة .. وصل عدد رجال الدين من الأقباط النصارى الذين حصلوا على تأشيرات دخول دول غربية ودول المهجر رقم يفوق أي تصور وأي فئة رجال دين على مستوى الكنائس والعقائد رغم قلة عدد تلك الطائفة القبطية بالمقارنة بالملل الأخرى .. والمعروف أن أسماء رجال الكنيسة والرهبان معظمها أسماء حركية كهنوتية أطلقتها الكنيسة على الرهبان أو رجال الدين غير أسماءهم الحقيقية مثلما سمي نظير جيد أنطونيوس السرياني ثم شنودة الثالث وهكذا الأمر بالنسبة لجميع الرهبان وأغلب رجال الكنيسة .. الأمر الذي أعطى للكنيسة مساحة كبيرة من الحرية لإخفاء الكثير من الأسماء والشخصيات تحت تلك الأسماء الكهنوتية وإصدار جوازات سفر مكنتهم من الخروج ودخول دول لم يكن هؤلاء الأشخاص يستطيعون دخولها والمعروف أنه فور كل ضجة إعلامية تحدثها الكنيسة وتستنفر فيها رعاياها للخروج لعمل ضجيج ومظاهرات تسارع وفود الكنيسة بعمل رحلات خارج البلاد بأعداد من الأشخاص تحمل جوازات سفر بوظائف خاصة برجال الكنيسة مما يبعد الشبهات عن أي احتمال آخر؛ وخاصة وسط العلاقات السيئة بين المسيحين والمسلمين (تمثيليات الكنيسة الهزلية والمدبرة) ..

جانب من مظاهرات الأقباط في القاهرة؛ يعلو فيها الصليب الرؤوس وتجلجل الشعارات من الميكروفون: 2008. تفوق رجال شنودة على أكبر العصابات والمخابرات الدولية في فن التحايل والمكر والخديعة .. لم تشهد أي كنائس أو طائفة أو عقيدة أو ديانة هذا الكم والعدد من الرحلات الَّتِي تقوم به الكنيسة خارج البلاد ولا هذا العدد الرهيب من رجال الدين الذين غادروا البلاد .. وأغلبهم إلى غير عودة (بعد كل حركة تعينات أو تعديلات وهمية لوظائف رجال الدين بكنائس الخارج) وبعضها بغرض حضور مؤتمرات (وهمية أيضًا) .. بل وقام بصحبة بعض تلك الوفود قساوسة ورجال الدين من المقربين جدا من شنودة .. وحتى بعد نظام أخذ البصمات فإن الكنيسة تلجأ إلى حيل غريبة لمساعدة من يرغب في السفر خارج البلاد نظير مبالغ كبيرة جدا أو دوافع وأهداف أخرى!!! .. بأن تقوم بمساعدته باستخراج جواز سفر باسم أحد كهنتها .. وبعد استكماله لإجراءات السفر وسفره خارج البلاد وتمتعه بجواز سفر يتيح له حرية التنقل والسفر بين البلدان دون أي شبهة .. تقوم الكنيسة بتجريد الكاهن الحقيقي صاحب الاسم من صفته الكهنوتية (شلحه صوريًا) وبعد فترة يعاد ترسيمه راهبا من جديد باسم آخر .. والى هذا الوقت فإن الكنائس تبيع أوراق خاصة بالتقديم للهجرة رغم عدم وجود أي علاقة بين هذا الأمر وشئون الدين .. وكأنها وسيلة للاصطياد والإعلان عن إمكانياتها ومهارتها في هذا المجال ..

إن لعبة استخدام الكنيسة لأسماء كهنوتية لعبة خطيرة جدا حتَّى إذا أضيف بجانبها اسم علماني فوجود اسم بصفة كهنوتية ساعد الكنيسة كثيرًا في تسهيلات استخدمتها لصالحها وحققت من ورائها الكثير من الأرباح والامتيازات والمنافع الَّتِي خدمت أهدافها وإتقانها لمهنة العمالة المزدوجة الَّتِي استخدمتها عملا بشعار الجماعة: (اطعن عدوك بخنجره أو بعدو لكما) .. مصادر تمويل الكنيسة والَّتِي أدرَّت عليها مئات الملايين من الدولارات عديدة ومريبة ولا تستحي الكنيسة في اتخاذ أي مسلك شيطاني لإنعاش اقتصادها حتَّى لو كانت مصانع للخمور بالجونة بالبحر الاحمر. . أو أماكن استجمام سياحية خاصة جدا لممارسة الزنا والفحش (جميعها مملوكة لرجال أعمال أقباط ذائعي الصيت منها عائلة ساويرس) ويخصص للكنيسة نصيب كبير من أرباحها تبرعا من أصحابها للكنيسة للحصول على البركات .. من هو نجيب ساويرس هذا ومن أين لأبيه وعائلته كل تلك البلايين (مليارات) الدولارات الَّتِي وصلت إلى أكثر من 8000 مليون دولار بل وأكثر في بضع سنين .. من أين له وعائلته تلك الأموال والأصول والشركات .. وما كان حجم أسرته الفعلي من الغنى كما يدعي قبل تلك الطفرة المذهلة .. وهي الَّتِي تعادل الآن وفي بضع سنين أضعاف أملاك أسرة محمد على الَّتِي حكمت بلاد عائلته وأسرة شاه إيران وأسرة ماركوس ملك الفلبين .. بل وتعادل أضعاف أموال أسر ملوك وأباطرة هذا القرن مجتمعين .. ما الخطط الاقتصادية الَّتِي اتبعها وفاقت في براعتها خطط علماء الاقتصاد في أكبر جامعات العالم .. ماهي مهارات نجيب .. وساويرس الذي أنجبه وكفاءاته وخبراته وتاريخه التجارى في عالم الأعمال والمال الذي أهله لتحقيق كل تلك المكاسب الخيالية في تلك الفترة الوجيزة من الزمن .. لحساب من يدير كل تلك الأموال والمعروف عنه وأسرته أن أحدا منهم لا يستطيع اتخاذ قرار في إدارة شركاته إلَّا بعد إتاحة وقت كافي قد يصل لأيام .. من يستشيرهم في أمور تخص إداراته لأمواله ولابد لرجوعه إليهم .. من يحكمه ويحكم أمواله وشركاته وهو الذي يجهل الكثير عن أحوال الأمور بها وطريقة إدارتها .. كم من الأرباح وملايين الدولارت جمعها العاملين في فلك كنيسة الأقباط النصارى بالخارج ودعمهم لأقباط المهجر من أين لمايكل منير وعدلي أبادير وخليل كل تلك التمويلات لنشاطاتهم المريبة ببلاد المهجر لطعن الغرب والزج به في صدامات مع الإسلام والمسلمين عملا بشعار الجماعة: (اطعن عدوك بخنجره أو عدو لكما) وصدق الله العظيم في قوله: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}

أليس هؤلاء الأقباط النصارى ممن جلبوا الإقامات بشتَّى الطرق المشبوهة والمخالفة لقوانين البلاد الَّتِي أكرمتهم وآوتهم .. كم من آلاف الأشخاص تمكنوا من خلالهم الدخول والإقامة بتلك البلاد بأساليب خالية من أي شرعية وأقل أن توصف بأنها حيل عصابات محترفة ولم يكونوا ليستطيعوا الدخول ولا الإقامة بتلك البلاد دون مساعدتهم .. كم من الملايين جمعوها من وراء تلك المهنة القذرة المغلفة بالقانون .. وما الأغراض والأهداف الأخرى الَّتِي من أجلها ساعدوا الكثير في الدخول والإقامة بتلك الدول .. إن الحيل الَّتِي استخدمتها مكاتب قبطية بالداخل والخارج لتصدير أعداد من الأقباط النصارى وغيرهم فاقت عقول أجهزة مخابرات تلك الدول في استيعاب أساليبها .. استقبال (مسعود بارزاني) رئيس إقليم كوردستان العراق للقس (شنودة حكيم شنودة) رئيس طائفة الأقباط الأرثوذوكس في العراق الذي قدم ممثلاً عن البابا شنودة الثالث لزيارة إقليم كوردستان. [في إطار دعم تفكيك العراق المسلم وضربه بأمريكا البروتوستانتية]؛ ملاحظة: أكبر شركات الاتصالات والمقاولات من حيث حجم الأعمال في العراق بعد الاحتلال هي شركات (ساويرس)!!! ماهو التاريخ المالي والضريبي الذي حققه هؤلاء الأقباط النصارى ببلاد المهجر والذي يستحق أن يقفز بهم كل تلك القفزات الاقتصادية وحجم التمويلات الرهيبة لأهداف لا تمت بقوانين ولا مصالح أمريكا ولا بلاد الغرب الَّتِي تأويهم وتطعمهم .. وما علاقة أطماعهم وأهدافهم وأمانيهم بقوانين ومصالح تلك البلاد الَّتِي عبثوا بقوانينها ونافقوا في إظهار الازدواجية في ولاءاتهم وقناعاتهم الفكرية .. وهم أشدّ كراهية وعداء للكنيسة البروتستانتينية والكاثوليكية ومورمون

الدولة تترك العنان للكنيسة وتكبت الإسلاميين

وشهود يهوه والإنجيلين وغيرها من كنائس الغرب .. بل إن عدائهم وكنيستهم لديانات بلاد المهجر فاق كثيرًا عدائهم للإسلام ببلاد المسلمين .. ازدواجية في التعامل وتظاهر بما ليس بقلوبهم ولا نواياهم ولا فكرهم ولا مخططاتهم .. {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} .. هم نذير شؤم على البلاد الَّتِي آوتهم واكرمتهم واطعمتهم .. من أين لرجال الأعمال الأقباط النصارى العائدين من المهجر بتلك الملايين الَّتِي استحوذوا بها على اقتصاد مصر والبلاد العربية والإسلامية وسجلهم المالي والضريبي ببلاد المهجر إلى زمن ليس ببعيد يوصف بأنه سجل مالي أقل من متواضع بل إن منهم من كان يعيش على إعانات شهرية من الحكومة الأمريكية وحكومات الغرب .. وهم برعوا في ازدواجية النفاق والمكر والدهاء الذي رضعوة من كهنتهم وأسقف تعليمهم الباطل وزعيم أفكارهم ومسيحيتهم المبتدعة والمضللة شنودة الثالث واسياده ومعلميه رهبان جماعة الأمة القبطية الإجراميين والمرتدين عن المسيحية .. هؤلاء الصفوة من رجال الأعمال الأقباط النصارى يتظاهرون في مصر بأن مصدر أموالهم من بلاد المهجر الَّتِي عاشوا بها .. وبالخارج حيث تاريخهم المالي والضريبي مؤسف ومخزى ومخجل يتظاهرون بأن مصدر أموالهم من مصر وأنهم من أسر ثرية .. ازدواجية في التعاملات ومكر وجبن وكذب نشأوا عليه وأشربوه في قلوبهم وعقولهم كما أشرب اليهود في قلوبهم حب العجل .. ونستكمل باذن الله الدولة تترك العنان للكنيسة وتكبت الإسلاميين من واقع سجلاتهم وأحوال كنيستهم الاقتصادية فإن ميزانية الأقباط النصارى في خلال العشر سنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا مفاجئا فاق أي تصور وأي حد وأي خطة اقتصادية محلية كانت أو عالمية وحتى على مستوى الأماني ... والأحلام .. والغريب في الأمر أن الدولة الَّتِي فزعت وتملكها الهلع والخوف من ظهور شركات إسلامية للاستثمار في الثمانينيات وسارعت بإصدار القوانين وبكل الطرق للقضاء عليها وتشريد أصحابها بالسجون والبلدان؛ وكذلك حولت مستثمري

أموال جماعة الإخوان - في مشروعات نظيفة - إلى محاكمات عسكرية؛ هي الَّتِي لم تكلف خاطرها حتَّى مجرد استفسار أو أن يستوقفها هذا الصعود الرهيب في منحنى الرسم البياني لاقتصاد الأقباط النصارى وميزانية كنيستهم .. أين سلطات تلك الدولة وأجهزتها وقد فاقت مؤسسة دينية المفترض أنها تحت سيادتها ميزانية الدولة ذاتها عشرات الأضعاف .. هل أرض مصر الَّتِي عليها كنيسة شنودة غير أرض مصر الَّتِي نحن عليها .. ما أسباب ومصادر الموارد الاقتصادية الَّتِي هطلت على الكنيسة واختصتها دون غيرها من أجهزة الدولة .. ما الذي أخرس الدولة وحذف قوانين من أين لك هذا والتحرى عن أسباب ومشروعية الأموال والكسب والتربح لمواطنين أقباط ظهروا فجأة على شاشة عالم الاقتصاد والمال والى أواخر الثمانيات وبداية التسعينيات كانت أحوالهم يرثى لها .. من أين لهم تلك الأموال الَّتِي اشتروا بها مصر وسيطروا على أسواقها واقتصادها ومعايشها وعملاتها الَّتِي استبدلوها بالتعامل بالدولار مما كان له أسوأ الأثر على اقتصاد مصر .. إن أجهزة الدولة وكل مصالحها وثرواتها وصروحها الاقتصادية أصبحت بين أصابع أقباط أعلنوا صراحة وبأعلى أصواتهم وفي جمهرة وعلى المرئيات وأجهزة الإعلام وعلى مواقعهم بالنت كراهيتهم للإسلام وتمردهم على الولاء لأي سيادة إسلامية وازدرائهم للدين الإسلامي والتبجح بالقول والفعل وجلب المصائب للمسلمين وتحريض الغرب عليهم والولاء لأعداء المسلمين .. أي نظام هذا في دولة لها السيادة الإسلامية وأكثر من 90% من سكانها يدينون بالإسلام أصبحوا عمالا وموظفين يعملون لحساب الأقليات .. وأي ولاء في قلب هذا النظام عندما يفزع من رواج الاقتصاد الإسلامي ويتعامى ويغفل عن عمد مع سبق الاصرار عن صعود رهيب غير مبرر ولا يعقل لميزانية مؤسسة دينية كانت إلى 30 عاما فقط مضت تتسول أجور العاملين بكنائسها .. الله أكبر .. هل مصر بحاجة إلى فتح إسلامي جديد .. وليكن ولن تستعصى على عباد الرحمن .. بالإحصائيات والأرقام التقريبية في خلال العشرة سنوات الأخيرة فقط وليست جميعها فالحقيقة أدهى وأمر: • أكثر من 100 مسيحي قبطي مصرى على أقل تقدير تعدت رؤوس أموال الواحد منهم داخل وخارج مصر المليار منهم 8 أشخاص من أسرة ساويرس. •70% من سوق المقاولات والعقارات يديرها أقباط وحتى النسبة الباقية منها من يعمل معهم بالباطن.

وعن ميزانية الكنيسة وإنفاقاتها حدث ولا حرج

• أكثر من ثلاث مليون قبطي في خلال بضع سنوات ربما أقل من 15 عاما أصبحوا رجال أعمال من غير أي تاريخ تجارى ولا مالي ولا خبرات وسيطروا على سوق الذهب والعملات والسياحة والسوق المصرفية وشركات الادوية والبازارات والقرى السياحية .. واحتكروا منافذ استيراد السلع الهامة والصناعية .. حتَّى بلغ رأس مال بعض منهم على أقل تقدير متواضع 20 مليون دولار. • استحواذ الأقباط النصارى على امتيازات مباشرة من الدولة الَّتِي خصصتها لرجال أعمال وشركات تسويق الأراضي آلاف الأفدنة العمرانية بالمدن الجديدة وعلى جانبي الطرق الدولية والطرق الجديدة والَّتِي بدورها تقوم من الباطن بتقسيم تلك الأراضي والمتاجرة بها بأرقام فلكية أضعاف القيمة الزهيدة قيمة التخصيص .. باعت أجهزة الدولة أراضيها للأقباط الذين بدورهم باعوا أجزاء منها بمئات الملايين واحتفظوا بالكثير كمناطق نفوذ وملكية لهم .. لم يستوقف الحكومة الاستفسار ولا السؤال عن مصادر تلك الأموال ولا حرص الأقباط النصارى على امتلاك الأراضي .. امتلك الأقباط النصارى مصر وأصبح المسلمون عبيد سيادتهم يعملون لحسابهم .. وعن ميزانية الكنيسة وإنفاقاتها حدث ولا حرج • أكثر من نصف مليون قبطي من أرامل ومطلقات ومسنين وطلاب ومعاقين يتقاضون من 500 إلى 1000جنيه شهريا من الكنيسة .. من أين للكنيسة تلك المليارات سنويا وهي الَّتِي لم تكن تمتلك 10 آلاف جنيه عهد كيرلس السادس 1968 (عهد الزعيم الهمام عبد الناصر الذي بنى لهم كاتدرائية عظيمة). • بلغ حجم الإنفاق على بناء وترميم الكنائس داخل مصر بكل محافظاتها أكثر من 3 مليار جنيه على أقل تقدير .. • أكثر من مليار دولار ينفق سنويا على مرتبات ومخصصات الكنائس ومصروفاتها والمستوصفات والنوادي القبطية الاجتماعية التنصيرية .. وعشرات الملايين من الدولارات لبناء الكنائس والأديرة ومراكز النفوذ القبطية خارج مصر بكل دول العالم لدعم اللوبي القبطي خارج البلاد .. • أكثر من 2 مليار تنفق على حملات التنصير والإعلام القبطي والإعانات الشهرية التنصيرية والمواقع التنصيرية والإغراءات المادية الَّتِي تقدم لأسر فقيرة نظير تنصيرها ومتابعة رجال من الكنائس لشئونها والَّتِي أصبح الإعلان عنها

التمرد على الدجل والشعوذة والمشاليح

بمنشورات .. (إذا كنت تبحث عن وظيفة أو لديك مشكلة اتصل بنا وسوف يصلك رسل يسوع) ونشرت جرائد المعارضة في شهر مايو 2006 عن تلك الجماعات التنصيرية • أما عن مخصصات رحلات كهنة الكنيسة ورهبانها خارج البلاد فإنها فاقت لأبعد الحدود الرحلات الديبلوماسية لحكومة مصر .. بل وتعدت بمراحل رحلات الفئات الديبلوماسية لأكبر دول العالم بما فيها أمريكا .. ولا نعرف ما سبب كل تلك الرحلات خارج البلاد الَّتِي فاقت أي دوله .. والأغرب والأعجب والأكثر إثارة أن يسأل المصريون عن أسباب تفرعن كنيسة شنودة وازدياد نفوذها .. بل ويستكثرون عليه كل أوامره وطلباته .. الحمد لله أنه لم يطردنا خارج البلاد بعد أن أمسك ورعاياه أكثر من 75% من اقتصاد مصر .. ولكن هيهات فليجلبوا الأموال وينفقوها كيفما يحلوا لهم {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} .. وليتعاظم ساويرس وأشباهه وإخوانه على الإسلام والمسلمين في المرئيات وعلى مواقع النت والإعلام .. وليعملوا بأقصى جهودهم دعما لأفكار شياطينهم ورهبانهم وكنيسة شنودة العنصرية المتطرفة والمرتدة عن المسيحية .. ليفعلوا ما يحلوا لهم .. لن تكون أفعالهم إلَّا سرابًا بقيعة يحسبه الظمآن ماء .. ولنا عودة لأفعال الكنيسة خارج عالم الاقتصاد لا يمكن تصور مدى بشاعتها وقبحها .. التمرد على الدجل والشعوذة والمشاليح عندما قام القمص (باخوم عبده جرجس) بالتصدى لأساليب السحر الأسود والدجل والشعوذة الَّتِي يمارسها كهنة كنيسة الأنبا شنودة الَّتِي يعمل بها بأبو دياب مركز دشنا محافظة قنا .. لم يكن يتصور نهاية محاولاته وتمرده .. هو كان أحد تلامذة شنودة والمواليين لأفكار الكنيسة ونشأ على تعاليمها وتلقي دروس ومهارات في السحر الأسود على أيدي رهبانها والذي تناسبت وقدراته الَّتِي أهلته لتلك المهمة لخدمة كنيسة الرب المزعومة .. عرف عنه ممارسته للسحر داخل الكنيسة وقصده العشرات والمئات واعتمدت عليه الكنيسة مثلما اعتمدت على المئات من كهنة السحر الأسود المتواجدين بجميع كنائس مصر منذ أن اعتمد كيرلس السادس السحر الأسود كوسيلة للسيطرة على رعايا الكنيسة ..

وبعهد شنودة تعدت أهداف السحر الأسود المعتمد من رهبان كنيسته المرتدة عن المسيحية رعايا كنيسته لتشمل المسلمين .. ولكن ليست دائما تجرى الرياح بما تشتهي السفن .. فجأه تمرد القمص باخوم عبده على تلك المهام الشيطانية وأراد أن يعلن توبته عن أفعاله وممارسته للدجل والشعوذة وتطهير كنيسته من القيام بتلك المهام النجسة الخاصة بالسحر الأسود .. لم يكن الأمر بتلك السهولة قامت إدارة كنيسته بإبلاغ قيادتها بتمرد القمص .. وأصدرت الأوامر بتوبيخه ونهره وإنذاره عن التصريح بالاعتراف باعتماد الكنيسة للسحر الأسود في سياسة إدارتها .. وتركت له الأمر إن أراد أن يتوقف عن ممارسته ويكتفي بعمله دون أن يعلن التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر الخطير .. وتم نقله إلى كنيسة الأقصر ليراجع توجهاته ويبدأ من جديد .. وانتقل القمص باخوم إلى كنيسة الأقصر وتوقف عن تلك الأعمال .. لكن الأوضاع بكنيسة الأقصر أسوأ وأضل سبيلا .. رؤيته ومشاهدته لتلك الممارسات الشيطانية وتغرير الكهنة لزوار الكنيسة أقباط ومسلمين فاقت كل الحدود ولم يستطع أن يحتفظ بصمته طويلا وهو يرى المئات بل الآلاف من البسطاء يفتنون بأعمال شيطانية لا تمت إلى المسيحية ومرفوضة ومسمومة لكونها أعمال سحر وكفر ولا تليق بكهنة من المفترض أن تقتصر أعمالهم على الصلوات بدلا من التماس الحوائج بالسحر والشعوذة .. هب القمص باخوم بكل قوته وأعلن تمرده واحتجاجه علانية .. وهدد باللجوء إلى القانون وفضح الأمور .. وبكل سرعة وقوة تم تجريده وطرده من السلك الكهنوتي .. وبدأت المفاوضات معه لالتزام بيته وترك الكنيسة وشئونها وسياستها في إدارة الأمور .. لم يذعن لنصائح الكهنة ورفض محاولاتهم وأعلن تمرده واستنكاره لأفعال الكنيسة وقيادتها .. تركت أمور المفاوضات لبلطجية من العلمانيين (خارج سلك الكهنوت) من تلامذة شنوده ورهبانه والمخلصين لفكر كنيسة الأمة القبطية .. من المتحمسين لكل أفكارها .. أرسلت الكنيسة أحد البلطجية من حماة الكنيسة والذي كان أحد العاملين بكنيسة دشنا .. وتعهد بالقيام بتلك المهمة ونهر القمص باخوم عن مواصلة تمرده المعلن .. واستمرت المفاوضات والَّتِي باءت بالفشل إثر إصرار القمص باخوم عبده جرجس 60 عاما على رفضه لممارسات الكنيسة وأي تهديدات من قبلها .. تم ممارسة الضغوط عليه بمحاضر (ممارسات تأخذ صفة قانونية) واتهامه بالابتزاز وتهم أخرى .. لم يستسلم وأصر على التصدى لأعمال الكنيسة .. ووضعت نهاية للمفاوضات في 17 سبتمبر 2002 بإشعال النار في منزل القمص بعد أن قتله مبعوث الكنيسة ملاك زكريا أرمانيوس 33 عاما خدمة لكنيسة الرب وأشعل النار بجثته ومنزله وانتهت التحقيقات بإجماع شهود الكنيسة على أن القاتل مختل عقليا ومريض نفسيا وغير مسئول عن أفعاله .. وألقوا على القتيل بالتُّهم والمسئولية ..

لم يكن باخوم عبده جرجس أول ولا آخر من أعلنوا تمردهم واستنكارهم لممارسات الكهنة وعمل كنيسة شنودة بالسحر الأسود .. بل كان هناك أحد الشمامسة في إحدى كنائس مصر القديمة المعروفة بارتياد المئات لها والاستعانة بكهنتها في أمور الشعوذة والَّتِي ما زالت تقوم بتلك المهام الشيطانية على قدم وساق .. والذي ذهل لرؤية أحد الكهنة الكبار المرافقين لشنودة ومن ذائعي الصيت في شفاء المرضى وفك السحر .. رآه يذهب ببعض الحيوانات النجسة في مكان ملحق بالكنيسة وذبحها وأخذ دمائها .. وخلطها بنجاسات أخرى من نجاساته لاستخدام هذا الخليط الدنس في أعمال خاصة بمريديه من المسلمين الراغبين في مساعدته ومعجزاته .. لازم الشاب كاهنه (من كبار كهنة كنيسة شنوده) وراقبه وهو يرسم الصليب على وجوه وأجساد سيدات وفتيات مسلمات ويمسح عليهن بتلك النجاسات .. وبعد الانتهاء وانصراف المريدين الَّتِي انتابتهن أعراض إغماء وصراخ وأفعال غريبة داخل أرض الكنيسة ومكان المفترض أنه للعبادة وإقامة الصلوات لا ترتاده الشياطين من وجه نظر عقيدتهم وغير مخصص لتلك الأمور .. سأل الشاب الكاهن: (أليس مكتوبا أنه يشفيك إيمانك .. كيف تشفي هؤلاء المسلمين بالصليب وهم لا يؤمنون به) ضحك العجوز ساخرا وقال: (أنا أرضي شياطينهم الَّتِي أتت بهم حتَّى يعتادوا على المجىء ثم أطردهم بعد أن تدمن أنفسهم الكنيسة) .. لم يستطع الكاهن الصغير الجامعي تقبل هذا التحليل واعترض بشدة وتقدم بالشكاوى وانضم إليه بعض الكهنة القليلون جدا وتم تجريدهم ورفضوا مغادرة الكنيسة وأبلغوا قيادات الكنيسة بتلك الأعمال الشيطانية وكانت الصاعقة حيث فوجئوا باستعانة كهنة الكنيسة بالشرطة لإخراجهم بالقوة وبمباركة شنودة لكهنته وإبلاغه للسلطات .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نفي الشاب لدير المحرق باسيوط .. وقتل أثناء محاولة هربه ووجدت جثته بالمزارع خارج الدير وهو بملابس الرهبان وقيدت الحادث ضد مجهول .. واقفلت الكنيسة المحاضر وتكتمت على الأحداث رغم نشر الصحافة للحادث بالجرائد من سنوات قليلة .. تعتمت الكنيسة على قتل راهب من كهنة كنيستها وهي الَّتِي تتصيد الأحداث للخروج بمظاهرات .. وممارسة السحر الأسود ليس بالأمر الجديد على كهنة الكنيسة القبطية كما شرحنا سابقا عن براعتهم بكل فنون السحر الَّتِي توارثوها وتعلموها من كتب اليهود والتلمود المحرف ومن موروثات الفراعنة .. ولكن لم يكن معتمد بالكنائس ولا

الأديرة ولم يكن يجرؤ كهنة الأقباط عن ممارسته في عصور الخلافة الإسلامية بهذا الشكل المعلن .. ولم يكن ليسمح بارتياد المسلمين لكنائسهم ولا السماح لكهنتهم بافتتان المسلمين في دينهم والسيطرة عليهم بأمور الكفر من السحر والشعوذة .. وكان يطبق عليهم حد الشريعة الإسلامية في التعامل مع السحرة إذا ثبت تورط أحد كهنتهم في تلك الأمور .. ولا يتكاسل ولاة أمور المسلمين ولا يتهاونوا في سحب الاعتراف بالكنيسة أو الدير الممارس لأعمال الكفر هذه مع من ليس على ملتهم ولا يدين بشريعتهم من المسلمين .. كما أن السحر كان مستنكرًا من قيادات الكنيسة والبطاركة السابقين لكيرلس السادس حيث كانوا يقرون بمخالفته للتعاليم المسيحية رغم علم الكثير منهم بكل أساليبه ودراسته من قبل بعض الرهبان .. والَّتِي فسرت على أنها كانت بغرض الاحتفاظ بمعرفته كأحد العلوم المتوارثة ولا يشترط استخدامه .. وقيل أنه كان من الأهمية لدى الرهبان والكهنة للسيطرة على النفس وقهر الشياطين بالأماكن المهجورة الَّتِي يرتادونها ويقيمون بها في مجاهل الصحراء اللَّاساكنة البعيدة .. وهذا ما كان ينكره عليهم أتباع الكنائس الأخرى الكاثوليكية والبروتستانتية حيث لا يقرون بتلك الأساليب في الرهبنة ويعتبرونهم متلبسين بشياطينهم .. واستخدام كنيسة الأمة القبطية الَّتِي يحكمها شنودة الثالث للسحر الأسود هو من أهم المحاور الأساسية في سياسة كنيسة الأقباط النصارى للعمل من أجل أهداف الجماعة .. والَّتِي قامت على تعميم ونشر ممارسة كهنة الكنائس للسحر الأسود بجميع بلدان وقرى ومدن مصر واعتبارها مراكز جذب للمسلمين للتأثير عليهم وأقصر الطرق لتنصيرهم ... أو الإضرار بهم .. واعتمدت الكنيسة ميزانية كبيرة لتأهيل أعدادًا من الكهنة والرهبان الذين لديهم مهارات خاصة وقدرات شخصية تساعدهم على إتقان تعلم ومزاولة السحر وممارسته بأعلى كفاءة .. بدأ الأمر تدريجيا ببعض كنائس مصر القديمة والكنيسة المعلقة وكنيسة السيدة العذراء بمصر وبعض الأديرة ثم أضيف إليهم سنويا أعدادًا أخرى من الكنائس بشتَّى المحافظات الَّتِي اتقن كهنتها ممارساته ... و. يتطلب إعداد الكاهن الإقامة بكثير من الأديرة للإلمام بكل دروب السحر والَّتِي يتناول رهبانها تدريسها بشكل متخصص وبعناية فائقة .. كما أن هناك الكثير من المخطوطات والكتب المتنوعة بمكتبات الأديرة المختلفة في هذا المجال .. ويتطلب الأمر تدريبات قاسية في كثير من الأمور كالإقامة لفترات طويلة بمغارات وقلَّايات منفردة في عزلة (مصطلح يستخدمه الرهبان وهو مكان للإقامة الفردية مثل الحفر الضيقة)

قلَّايات الرهبان محفورة على جنبات بئر عميق داخل (الكنيسة المعلقة) بحيّ مصر القديمة. ويقضى بها أيام يردد ترنيمات معينة ولا يحمل من الماء إلَّا القليل جدا الكافي لمعيشته وبالتأكيد بعيد عن أي مصادر للماء للاستحمام أو الطهارة .. مع تأكيد معلميهم من كبار الرهبان على ذلك وتفسيرهم لهذا الأمر على أنه يجب أن ينسى كل ما يتعلق بجسده ولا يشغل فكره وتركيزه واهتماماته إلَّا بالترانيم الَّتِي تلقاها من كهنته: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً}. والترانيم باللغة القبطية (الفرعونية القديمة) وليست من الإنجيل في شيء بل هي ترانيم متوارثة عن رهبانهم من القرن الرابع الميلادي .. وهناك اختبارات لا بد أن يتخطاها لاعتماده لممارسة السحر الأسود بإحدى الكنائس .. وفور اجتيازه لتلك الاختبارات واعتماده بإحدى الكنائس .. توضع اسم الكنيسة على خريطة خاصة توضح توزيع تلك المراكز ويكون هناك متابعة لنشاطات الكاهن ورصد لأعداد المسلمين المترددين عليه والإعلان والدعاية له من قبل الأقباط النصارى ومتابعة جوانب القصور في أدائه وصقل مهاراته بمزيد من الدروس لإتقان هذا المجال الأسود .. ومن المتابعين والمنظمين لهذا المجال والمشرفين عليه لإلمامهم بالتفاصيل الخاصة به القمص مرقص عزيز وباخميوس: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ

وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}. ولدى قائمة بأسماء الكهنة الأقباط النصارى والكنائس والأديرة العاملة بالسحر الأسود والمزاولة له والمفتتنة المسلمين في دينهم وخاصة النساء .. ولكن لا ارى في نشر الأسماء غير الدعاية لهؤلاء الملعونين وأماكنهم وكنائسهم الملعونة الَّتِي خرجت عن كونها دور المفترض أنها للصلوات والعبادة وليس لإخراج الشياطين أو مصاحبتهم .. ومن أكثر الأغراض الَّتِي استخدمتها الكنيسة هي التفريق بين الأزواج المسلمين وإرضاء الشياطين بأفعال نجسة ترسم على هيئة صلبان على أجساد المترددين على كنائسهم والَّتِي لم يعرف عن المسيح استخدامه لصلبان ولم تكن متواجدة بعهده .. وكذلك استخدامهم لنجاسات من دماء الحيوانات ورجس ونجاسات الكهنة لإرضاء الشياطين وتهدئتهم حتَّى يعتادوا على الذهاب للكنائس .. بالإضافة إلى أعمال الربط والتفريق وغيرها من الخزعبلات الشيطانية الَّتِي تنال ضعاف النفوس .. والغريب أن كهنة الكنائس استطاعت السيطرة على كثير من أصحاب النفوذ وسيداتهم بادعاء إمكانية شفائهم للأمراض .. واعتقاد الكثير منهم في قدراتهم .. وافتضاح أمر استخدام الكنيسة القبطية للسحر الأسود وتعميمه بكنائسها ليس بالشيء الجديد .. الجديد هو خروج تلك الفضيحة للعلانية .. ولم يكن القمص باخوم عبده جرجس أول من تمرد على اعتماد كنيسة شنوده للسحر والشعوذة في سياستها لإدارة الكنيسة والتوسع في استخدامه وتعميمه بكل كنائس مدن وقرى مصر كأحد محاورها الهامة لبسط نفوذ الكنيسة على البلاد .. ولم يكن أول كاهن أعلن توبته .. ولكن الغريب أن أول من تصدى لإسراف شنوده وتوسعه في استخدام السحر الأسود وتعميمه بالكنائس هم معلمه متَّى المِسكين .. أحداث غريبة وتفاصيل وتحولات أغرب ونهايات أشدّ غرابة لكبار رهبان جماعة الأمة القبطية بعد بذلهم الجهد لترسيخ تعاليم تلك الجماعة العنصرية الباطلة واستيلائهم على حكم كنيسة الأقباط النصارى .. مع نهاية السبعينيات ولأسباب مجهولة حدث للراهب متَّى المِسكين ردة وانفلات عن أي ولاء لتعاليم كنيسة الأقباط النصارى وتمرده على فكر جماعة الأمة القبطية وشنودة الممثل لها وإعلانه التوبه عن أفعاله وتاريخه .. وكانت المواجهة الصعبة بين الأستاذ والتلميذ بين الراهب متَّى المِسكين وتلميذه النجيب شنودة الثالث الذي شرب منه كل التعاليم والأفكار العنصرية .. بل وتعلم على يد متَّى المِسكين كل فنون السحر الأسود ودروبه .. حتَّى أن البطاركة

يوساب الثاني وكيرلس السادس أطلقوا عليه لقب متى المسكون بشياطينه .. علاقة وصحبة بينهما تعدت علاقة أستاذ بتلميذه .. سنوات طويلة جمعتهما من الذكريات والآمال والطموحات والسعي والجهد المتواصل لتحقيق الأهداف واخضاع الكنيسة لفكر الجماعة .. رحلة طويلة بمراحلها ومحطاتها وصراعتها انتقلوا فيها بين الأديرة والخرابات والصحارى والمجاهل البعيدة عن العمران .. علاقة وصحبة وصف فيها شنودة معلمه متَّى المِسكين في كتاباته بأنه الأب الروحي له حتَّى قبل انضمامه لسلك الرهبنة. . لهذا الحد كانت قناعة شنوده بمعلمه وحبه وافتخاره للانتساب إليه .. وإذا بتلك المشاعر والولاءات كأن لم تكن .. سراب بقيعة .. انقلب كل منهما على الآخر في حرب سرية حاولت الكنيسة تكتم أحداثها ولكن فاحت رائحتها الكريهة وطافت برياحها كل كنائس مصر .. تغيرات لم تعرف أسبابها ولا دوافعها غير هجوم متواصل من الراهب متى على سياسة شنوده وإحساس كبير بالندم والمرارة لمساعدته على توليه حكم الكنيسة .. وعندما سئل عن أسباب تمرده على سياسة شنودة ولم يكن شنودة قد وصل إلى تلك المرحلة الَّتِي هو عليها الآن من التبجح في إعلانه على مطامعه في جرأة ووقاحة .. قال متَّى المِسكين دون أن يفصح عن التفاصيل الَّتِي مؤكد أنها تدينه .. قال: (حين تتحجب الحقيقة تتعتم الرؤية فتتعثر المسيرة ويضيع الهدف) .. لم يستطع الإعلان عن الحقيقة الَّتِي هو جزء أساسي فيها .. ولم تكن له الجرأة لكشف الرؤية بوضوح وسرد التفاصيل الَّتِي تدينه أخلاقيًا وقانونيا ودينيا .. ولم يكن ليفصح عن نوعية تلك المسيرة الَّتِي جمعته بشنودة والإعلان عن أهدافها .. فقط ألقى بعبارة من الفلسفات والألغاز الَّتِي لم يفهم أحد مغزاها ولا إلى أي شيء ترمي .. والَّتِي كان يعيها شنودة وتلاميذه وبطانته وهو على يقين أن الراهب متَّى المِسكين لن يستطع أن يبوح بأي تفاصيل تدينه وتلعنه وهو المعلم والأب الروحي والسبب فيما وصل إليه حال شنوده وتلاميذه الآخرين والذين ما زالوا الاعمدة الهامة والمسيطرين على مقاليد حكم الكنيسة .. والأمر الذي أدَّى أيضًا بشنودة إلى حرق جميع كتب متَّى المِسكين علانية بجميع كنائس مصر وعزله بأحد الأديرة .. ووصلت اصداء تلك النزاعات في تقارير اعدتها الجهات الأمنية تلبية لرغبة السادات في الاطلاع على الأحوال الخاصة بالكنيسة .. وكانت من أهم الأسباب الَّتِي غيرت نظرة السادات للراهب متَّى المِسكين ..

(متَّى المِسكين) وتحسُّن علاقته مع (السادات) بعد نزاعاته مع (شنودة). والَّتِي ضمنت احتجاج متَّى المِسكين على انزلاق بابا الأقباط النصارى بكنيسته في المسائل المتعلقة بالسياسة وعلى ضرورة حياد الكنيسة والابتعاد عن التوجهات الَّتِي تحيد بها عن الروحانيات الَّتِي هي عماد المسيحية .. وكذلك اعتراضه على استخدام الكنيسة للسحر الأسود في السيطرة على البلاد والَّتِي قيل أنها طالت بعض الشخصيات حتَّى من خارج مصر .. هذا السحر اللعين المحرم في تعاليم المسيحية وكل الأديان السماوية .. والذي أدَّى بالكهنة إلى الإلمام بكثير من الأسرار والخصوصيات ومنها بالصوت والصورة والَّتِي صرح به مريديهم وخاصة من سيدات ورجال السلطة وأصحاب النفوذ الذين وضعوا كل ثقتهم وأمانيهم واعتقادهم في مساعدة الكهنة والرهبان لبراعتهم في استخدام السحر والروحانيات كما يدعون في فك الأعمال ونيل المطالب والشفاء من الأمراض .. تلك الأسرار المسجل بعضها بالصوت والصورة استخدمها كهنة كنيسة شنودة كإحدى وسائل الضغط على بعض المسئولين بنشر فضائحهم وإلزامهم بتنفيذ مطالبهم .. وهذا الأمر لم يفلح مع السادات رغم تورط بعض المقربين منه في الاستعانة بالكهنة ولكنه لم يكن من هذا النوع الذي يرضخ لسياسة لَيّ الذراع والعنق كما يحدث الآن .. وهذا ما يفسر تحول نظرة السادات للراهب متَّى المِسكين بعد أن كان من أشدّ الكارهين والمبغضين له وأيضًا من أسباب اختياره ضمن اللجنة الخماسية الَّتِي شكلها لإدارة شئون الكنيسة بعد عزل شنودة .. وأيضًا من أسباب قبول السادات في وساطته لعدم تصعيد الأمور ومعاقبة شنودة بالسجن والاكتفاء بعزله إلى أحد أديرة وادي النطرون حيث كان السادات ينوي بمحاكمة شنودة محاكمة علنية وفضح كل ممارساته وكنيسته الإجرامية وتوقيع أقصى العقوبة عليه وعلى كهنته المتورطين معه .. وكان السادات يأمل في تعيين الراهب متى بطريركا للأقباط ولكن متَّى المِسكين اعتذر للسادات قائلا له أنه ليس بالإمكان حيث يخالف ذلك قوانين الكنيسة الَّتِي تمنع اختيار بطريرك في حياة بطريرك آخر ولن يعترف به أحدا من الأقباط

النصارى واقتنع السادات بعزل شنودة والأخذ بنصيحة متَّى المِسكين بتعيين لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة كما حدث عهد يوساب الثاني .. وعلاقة السلطة ومراكز النفوذ بكهنة الكنيسة والاستعانة بهم في مجال السحر الأسود والأعمال أو الادعاء بفك السحر والتخلص من الأعداء وتثبيت كرسي الحكم والشفاء من المرض ظهرت بوادره عصر عبد الناصر حيث كان الأنبا كيرلس السادس كثير التردد عليه بمنزله .. وهو الأمر الذي لم يكن مألوفا لولاة أمور مصر وحكامها .. كما أنه من المفترض أن تأخذ تلك الزيارات الشكل الرسمي تبعا لحاجة ممثل الأقباط النصارى لمقابله رئيس الدولة وليس العكس .. (كيرلس السادس) و (عبد الناصر) ابتسامات ومودَّة حقيقية!!! وماحدث أن تلك الزيارات اتخذت شكلا بعيدا جدا عن الرسميات زيارات مباشرة لمنزل الحاكم ومتكررة مما وضع الكثير من الألغاز عن طبيعتها والَّتِي تعلقت بحالة عبد الناصر الصحية والَّتِي كان يخفي الكثير عنها إعلاميا للتظاهر بالقوة .. وهذا ما فسر على استعانته بكيرلس السادس الذي عرف عنه استخدامه لأساليب سحر وشعوذة في علاج الأمراض .. وشهدت نهاية الراهب متَّى المِسكين نهاية لا تقل في غرابتها عن سابقيه فقد انعزل عن كل شيء وتمرد على كل شيء حتَّى الرهبانية .. حيث اختار أن يترك حياة الدير وأقام بفيلا أحد الأثرياء بالقاهرة واشتاق فيها لاسم سعد عزيز (بفترة العلمانية قبل ترسيمه راهبا) ..

مطاريد الكنيسة والشلح

وهذا ما يفسر عدم احتفال الكنيسة باليوبيل الذهبي لرهبنة الراهب متَّى المِسكين والَّتِي عادة تشهد احتفالات وتهاني ودعوات تملأ الصحف تعبيرا عن مشاركة الأقباط النصارى لكبار الآباء والرهبان بكنائسهم وهذا ما لم يحدث مع الراهب متَّى المِسكين .. الذي عاش خمسين عاما في سلك الرهبة وانتهت به الحياة بعيدا عن أسوار الأديرة وعن حفاوة الأقباط النصارى أو حتَّى تلاميذه الذين أصبحوا من كبار قيادات كنيسة الأقباط النصارى بمصر وأكثرهم عداءًا له .. أحداث لحياه غريبة بمراحلها وتفاصيلها ونهاية أغرب وأكثر غموضا ... المقبرة الَّتِي دُفن فيها (متَّى المِسكين) داخل حُفرة كان قد أعدَّها بنفسِه!! مطاريد الكنيسة والشلح وإذا كان هذا ما وصل إليه حال شنودة الثالث مع أقرب المقربين إليه معلمه وأبيه الروحي متَّى المِسكين ما بال من هم دون ذلك من درجات الصحبة والولاء .. غير أن تمرد متَّى المِسكين على تلميذه شنوده بابا الأقباط النصارى وسياستة وإدارته وجماعته للكنيسة القبطية وصل إلى مبلغ التمرد حتَّى على الرهبانية وحياة الأديرة وأفعال الكهنة وفتح الباب على مصراعيه لإعلان عدد ليس محل تجاهل التوبة عن كل أفعالهم المنافية والخارجة والمرتدة عن تعاليم المسيحية .. واستنكارهم لتعاليم الكنيسة المبتدعة والعنصرية والمحرضة على الكراهية والعداء والبغضاء لكل من هو غير مسيحي قبطي .. ووصل ببعض منهم لحد التبرأ من صحبتهم لشنودة أو الاعتراف بمكانته ومنصبه البابوي وولايته كبطريرك للكنيسة المرقصية .. وشهدت السنوات الأخيرة تراشق الاتهامات المبهمة والمستترة والحرمان بين مجموعة من الكهنة من جهة .. وقيادات الكنيسة بزعامة شنودة من جهة أخرى وعدم اعتراف كل منهما للآخر ..

وقائمة المشلوحين (المطرودين من الكنيسة والمجردين من السلك الكهنوتي) وكذلك المعتزلين للرهبانية والمتمردين على الولاء لشنودة والرافضين له قائمة طويلة حافلة بأسماء كانت إلى عهد ليس ببعيد من أكثر المنتمين لكنيسته والموالين له والمساندين لسياساته والمعلمين لها .. جميعهم من زملائه أو تلاميذه المصاحبين والملازمين له الذين أشربوا في قلوبهم أفكار جماعة الأمة القبطية وتجرعوا معه وأيضًا على يده كل سمومها العنصرية الإجرامية المتطرفة .. ولكل منهم كانت وقفة مع النفس احيطت بظروف وأحداث طارئة غامضة غيرت من ولاءاته ومسلكه ودفعته للتمرد على زعيم عصابته وإعلان التوبة .. اختلفت الظروف والأسباب الذي غيرت مجرى حياتهم وارغمتهم على عصيان تعاليم شنودة حتَّى لو كان الثمن التجريد من مناصبهم والوصول لعقوبة الشلح .. اختلفت الأسباب واجتمعوا على كتمان أسباب تلك التغيرات الطارئة على مسلكهم والتعتيم أيضًا على أفعالهم الَّتِي استوجبت إعلان توبتهم .. توقفت بهم الجرأة والتحدى لحد لم يستطيعوا تجاوزه ليعلنوا عن أي فعل ارتكبوه استحق منهم إعلانهم التوبة وطلب المغفرة والوصول بتمردهم لحد الشلح وعقوبة التجريد من مناصبهم الكهنوتية .. وعن مدى علاقتهم ببابا الأقباط النصارى وتورطه في تلك الأفعال .. وعقوبة الشلح هي أقصى درجات العقوبة الَّتِي تطبق على رجال الدين وتطولهم .. هي نهاية لسلسلة من العقوبات المتدرجة في شدتها تبعا لنوعية الجرم ودرجة الاستمرار والإصرار عليه .. وتبدأ العقوبات بفرض مدة معينة للصوم ثم المنع من الصلاة لفترة محددة ثم حرمان الكاهن من التناول (عدم تمكينه من القيام بطقوس الكنيسة والأسرار السبعة الخاصة بها) .. ثم عقوبة الإيقاف عن منصبه لفترة .. ثم النفي والإبعاد إلى أحد الأديرة لمدة تتناسب مع أسباب العقوبة .. وأخيرًا الشلح وتجريد رجل الكنيسة من مكانته الكهنوتية أو الرهبانية .. والشلح من أشدّ أنواع العقوبات عندما يرتكب الكاهن خطأ لا يمكن تجاوزه ولا إغفاله ولا إصلاحه .. خطأ جسيم يمس بعقيدة الكنيسة كمخالفة تعاليم المسيحية والارتداد عنها .. أو ارتكاب فعل فاضح أو تمرد على الولاء للكنيسة لحد الانشقاق عن قياداتها ومخالفة تعليمات بابا الكنيسة .. ويتم الشلح بعد توجيه الإنذار للكاهن عدة مرات .. كما أن لكل درجة دينية محاكمة تخضع لها .. فمحاكمة القس أمام الأسقف .. والأسقف يحتاج لشلحه لجنة من المجمع المقدس المكون من الأساقفة من كل محافظات مصر .. والراهب يتم محاكمته عن طريق رئيس الدير. . وجميعهم بتصديق على قرار الشلح من بابا الأقباط النصارى ... وهناك عقوبة تصل لحد حرمان المتوفى منهم من صلوات الجنازة وطقوس الموتى .. وشهدت الخمسة عشر سنة الأخيرة تزايدا وتصاعد في إعداد الكهنة الَّتِي وصلت بهم حد العقوبة إلى التجريد رغم تكتم الكنيسة عن إعلان الرقم الفعلي للكهنة المطرودين وأسباب تجريدهم من مكانتهم الكهنوتية وإن كان بعض أسماء المشلوحين تم نشر أسمائهم في مجلة الكرازة الَّتِي يرأس تحريرها شنودة الثالث بنفسه والَّتِي تمثل صوت الكنيسة الرسمي .. إلَّا

أنه هناك الكثير من الأسماء الَّتِي تم التعتيم على أسمائهم وأسباب شلحهم لتعلق كل من هؤلاء الكهنة والكنيسة بالمشاركة في ارتكاب أمور خطيرة تصل لحد أن توصف بأنها جنائية وإجرامية .. لذا كان التعتيم وتكتم تفاصيلها وأسباب الشلح من الطرفين من سماتها .. والَّتِي دائما يبررها شنودة عند توجيه سؤال له أن أسباب تجريده لأحد الكهنه بقوله: أن نشر الأسباب ستضر بالكاهن وأسرته .. لذا أفضل أن اتهم بالظلم على أن أكشف السر حفاظا على الكاهن وأسرته الذين سيطاردهم الاتهام طوال العمر حتَّى لو تم العفو عنهم بعد ذلك) .. لهذا الأمر يستخف شنودة بالعقول نعم لهذا الحد يستخف شنودة الثالث بالعقول يرفض ذكر أسباب تجريد الكهنة حفاظا على مكانتهم السابقة ويترك للعامة من رعاياهم وأيضًا من غير الأقباط النصارى المجال لاطلاق الشائعات وإلقاء التهم الباطلة والذهاب بظنونهم لأبعد من الأسباب الحقيقية .. مكر ودهاء يعجز إبليس عن الذهاب إليه .. , ولم تشهد كنيسة الأقباط النصارى على مر العصور منذ إنشائها هذا العدد الهائل من الكهنة المطرودين ولا أي من كنائس الملل المسيحية الأخرى منذ أن عرفت المسيحية إلى الان .. لم يعرف في تاريخ المسيحية على اختلاف مللها بشتَّى بقاع الأرض هذا التعتيم والتعامل بسرية وكتمان على أسباب تلك العقوبات المختلفة والَّتِي وصلت لحد الشلح والتجريد من المناصب الكهنوتية لكثير من الرهبان والعاملين بالسلك الكهنوتي مثلما حدث بعهد شنودة .. بدأها كيرلس السادس بحملات نفي وإبعاد كهنة الكنيسة والحرس القديم ليوساب الثاني واحتجازهم بالأديرة إلى غير رجعة واستكملها تلميذه شنوده وأبدع وتفوق على أستاذه ولكن بجرأة غير مدروسة لم ينقصها الغشم والتهور والغباء .. كم من التعتيم تعدى ضغوطات الكنيسة ووصل إلى درجة التهديدات واجبار المطاريد على الابتعاد عن الكنيسة وأيضًا عن التعامل مع الميديا الإعلامية وأي محاولات للانزلاق للتصريح بالأسباب الحقيقية وراء اجراءات تجريدهم وطردهم .. ويبدو أن الكهنة على قدر كبير من التفهم والمعرفة الواعية بحجم تلك التهديدات وجدية الكنيسة في التعامل مع تلك الأمور وهذا ما ألزمهم الصمت وإيثارهم للابتعاد في هدوء وأمان وسلام .. ويبدو أيضًا أنهم بحكم خبرتهم الطويلة ومشاركاتهم وتجاربهم الَّتِي دامت سنوات في التعامل ومعايشة واقع الكنيسة الذي اجبرهم على اختصار المتاعب وتجنب الصدام .. ومن قائمة المشلوحين: • الأب أغاثون سكرتير شنودة ومستشاره وأقرب المقربين إليه سابقا .. وهو أيضًا الكاهن الاسبق للكنيسة المعلقة .. وهو أيضًا الذي تنازل عن ميراث كبير من والده في سبيل الالتحاق بسلك الرهبانية والعمل لخدمة أهداف الكنيسة .. ولأسباب طارئة ومفاجئة ودون مقدمات تم إيقافه عن السلك الكهنوتي وإقامة الصلوات .. والغريب أن التعتيم على الأسباب تم من الطرفين ورفض أغاثون الإفصاح عن السر وكأن مكانته الكهنوتية كانت هما ووزرا ثقيلا وحسنا فعل شنودة واراحه من هذا الذنب .. ورفض الإفصاح عن سبب تجريده واكتفى بالقول: (سأترك الله يدافع عني).

• القس إبراهيم عبد السيد أشهر معارض لقوانين الكنيسة المبتدعة ومنشق عن الولاء لبابا الكنيسة وأكثر المهاجمين إعلاميا لسياسة شنودة خلال 15 عاما مضت رغم أنه كان من أخلص تلاميذه ونشأ على تعاليم كنيسة الأمة القبطية وكان له دور لا يستهان به في تثبيت دعائمها .. وهو أيضًا الذي انقلب على أفكار وتعاليم الكنيسة المستحدثة وأصدر كثير من الكتابات والمقالات .. ورغم جرأته في التصدى إعلاميا لشنودة الثالث إلَّا أن الأسباب الحقيقية لتجريده لم تذكر .. قيل أن السبب مخالفته في أوامر بابا الأقباط النصارى واعترافه لحالات من الطلاق ومباركته لزيجات ترفضها الكنيسة .. لا نعرف مدى صحة هذا السبب وإن كان هذا ما ذكر إعلاميا لكن على الواقع لم يعرف أي حالة طلاق أو زواج باركها القس إبراهيم عبد السيد .. ولم يعلن عنها .. ولكن ما يهم في الأمر هو إفصاح القس عن الأساليب والعقوبات الَّتِي تتبعها الكنيسة في محاكمة آباء وكهنة الكنائس والَّتِي اكتفى بوصفها على أنها ضغوطات مع من يتم التحقيق معه تصل لإرغامه على التوقيع بخط يده على التهم المنسوبة إليه ويتم تفتيشه ذاتيا واحتجازه لاستكمال التحقيق معه وتهديده بفضحه باتهامات باطلة تنسب إليه واجباره على الابتعاد عن السلك الكهنوتي دون أي احتماء بقانون الدولة أو أي مرافعات قانونية يلجأ إليها لإنصافه .. ولم يفصح إبراهيم عبد السيد عن طبيعة الضغوطات الَّتِي تمارسها الكنيسة ولا إلى أي مدى تصل ولكنه كان من الذكاء حيث احتمى بالإعلام من أي احتمال لبطش الكنيسة به حيث أصبح ذائع الصيت ومتواجد إعلاميا مما يضمن له الأمان والسلامة .. ويبدو أن هناك أسباب لشلحه أبعد من تلك المنسوبة له .. حيث أن التهم المنسوبه إليه من مباركته للزيجات أو موافقته على حالات طلاق والَّتِي لم نعرف منها حالة واحدة وعلى فرض صحة هذا الادعاء فإن تلك المهام في التزويج أو التطليق تنتهي بشلح الكاهن وإبعاده عن وظيفته الكنائسية .. ولكن الأمر مع إبراهيم عبد السيد ذهب إلى أبعد من ذلك والَّتِي كشفتها الحقائق حيث حرم بحياته من حضور الصلوات ودخول الكنائس كشخص قبطي عادي وامتنعت جميع الكنائس ورفضت استقبال جثمانه بعد وفاته وإقامة الصلاة والطقوس الدينية الخاصة بالموتى عليه .. وظل أهله يحاولون من الساعة السادسة حتَّى ساعات منتصف الليل مع جميع الكنائس الأرثوذكسية للسماح بدخول جثمانه وإقامة الصلوات الجنائزية بإحداها .. وتدخل الوسطاء وجاء الرد من شنودة الثالث أثناء تواجده بأمريكا بالرفض وعدم التصريح بالصلاة على الجثمان وفشلت كل المحاولات معه لانتزاع أي موافقه منه بما فيها محاولات من غير الأقباط النصارى وحتى محاولات أصحاب النفوذ جميعها باءت بالفشل أمام إصرار شنودة على حرمانه ميتا من إقامه الصلوات على جثمانه .. ونستكمل باقي قائمة المطرودين باذن الله

لم يكن القس إبراهيم عبد السيد الوحيد الذي حرم من إقامة الصلوات على جثمانه بعد موته للأسباب الساذجة المذكورة سابقا والغير منطقية .. ولكن هناك أيضًا القس دانيال وديع الَّتِي رفضت كل كنائس مصر الصلاة على جثمانه بما فيها المنصورة مسقط رأسه حيث تطير التعليمات عبر الكنائس .. والمعروف أن نظام شنودة نجح في ربط كنائس مصر وجميع الأديرة والأماكن القبطية ومراكزها داخل وخارج مصر في شبكة من المتابعة والتواصل غاية في النظام والتوافق للربط بينها لتلقي كل المعلومات من قيادات الكنيسة وأيضًا الاطلاع على أحوال الكنائس والظروف المحيطة بها ومتابعة كافة نشاطاتها داخل وخارج مصر والَّتِي تتطور دائما وتأخذ بأحدث وسائل الاتصالات وأيضًا استخدام شبكة متكاملة منظمة من التواصل عبر النت .. خطط إدارية اتبعتها كنيسة شنودة فاقت في نظامها وزارة الخارجية في تتبع أحوال قنصليات وسفارات مصر بالخارج .. بل فاقت حتَّى خطط الربط بين الوزرات والحكم المحلي وحتى أقسام الشرطة ومكاتب السلطة .. • القمص أندراوس عزيز والذي قيل أن سبب الاختلاف مع شنودة في مسألة الصوم .. ما هذه السذاجة الَّتِي يتعامل بها الكهنة في ذكرهم للأسباب .. هل الصوم شيء جديد مستحدث على الكنيسة حتَّى يكون هناك خلاف بشأنه لم يقتصر الشلح (تعبير سرياني يقصد به التجريد والطرد من السلك الكهنوتي) على القساوسة والرهبان بل وصل إلى مرتبة الأساقفة ومنهم • الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي السابق والذي قيل أنه اختلف مع الأنبا شنودة في تفسيره لبعض فقرات الكتاب المقدس .. وعجبا لهذا السبب فلم يعرف عن الأنبا شنودة أنه مفسر للكتاب المقدس وحتى لو كان فلن يكون الأول ولا الأخير .. والمعروف أن مكانة شنودة هي قيادية من واقع منصبه وليس مصحح ولا مفسر ولا مراجع للتفسيرات وغيره الكثير من الرهبان الأقدم منه والأكثر دراية وتواصل وتخصص في هذا المجال والذي لديهم متسع من الوقت للدراسة والتفاسير والَّتِي لا يسمح له وقت شنودة ولا سنوات عمره كلها الَّتِي قضاها بين سنوات العلمانية الأولى ومنازعات الوصول إلى الحكم واعتلائه منصب البابوية بسن صغير (48 سنة) بالمقارنة بمن قبله الذين مضوا سنوات طويلة في سلك الرهبانية .. ويكفي شنودة من الوقت ما تحتاجه تبعيات وهموم وطموحات ومسئوليات منصب البابا .. لو كان هناك ما يستحق أن يختلف مع الأنبا غورغويوس في التفاسير فليكن الرهبان الذين أمضوا سنوات طويلة متفرغين لتلك الأمور ولديهم متسع من الوقت للنقاش والجدال وتفنيد أوجه الخلاف والبت فيه .. وليس شنودة الذي لا يملك من تاريخ الرهبانية وحياة الأديرة غير فترات قليلة لا تذكر للزيارات والاستجمام بعيدا عن هموم المنصب .. ونستكمل المشلوحين!!!

وكان للرهبان أيضًا نصيبا من الشلح ومنهم الأب دانيال البراموس وهو من كبار الرهبان وله شهرة كبيرة ومحبة من الأقباط النصارى وقيل من أسباب تجريده من منصبه أن أفكاره ابتعدت عن الارثوذوكسية وأصبحت أقرب إلى البروتستانتية .. من أين لراهب اعتزل العالم والتصق بديره أن يأتي بأفكار البروتوستانت .. اللهم إذا كانت له مهام أسندت إليه وتخطت أسوار الدير واتاحت له فرص التواصل والاختلاط مع أتباع الملل الأخرى .. • القس أنجيليوس الصموئيلي الذي أوقف وأبعد عن الدير دون ذكر أسباب • القس غبريال شرحه لم تذكر أي أسباب أو أي تعليق من جميع الأطراف الشالح والمشلوح • القس جورجيوس أمين لا تعليق عن أي أسباب • القس ارميا بولس (نسخة مكررة) لا أسباب مذكورة لإيقافه ولا تحديد للمدة • الراهب داود السرياني تم تجريده وإبعاده عن الدير لمدة 15 سنة دون ذكر الأسباب ثم السماح بعودته أيضًا دون أسباب والغريب أن قوانين الدير المعروفة في تاريخ الكنيسة لا تسمح بعودة راهب انقطع وطرد لمده تزيد عن سنة أوأكثر بقليل ولكن قوانين شنودة وكنيسة جماعة الأمة القبطية حالة منفردة فوق أي تعاليم وأي قانون. • إبعاد الأسقف الأنبا أمونيوس رئيس إبراشية الأقصر عن إبراشيته رغم تمسك رعاياه وشهادتهم له • إبعاد الأسقف مينا أسقف جرجا وطرده من إبراشيته .. والأنبا مينا هذا كان له خلاف كبير جدا مع الأنبا شنوده في السبعينات واستمر للثمانييات حيث رفض الاعتراف بشنودة كبابا للأقباط ولم يقر بولائه له بل ودخل معه في خلاف شديد تبادلا فيها الاتهامات بلهجة وكلمات حادة .. وصلت إلى حد عدم اعتراف الأنبا مينا بصلاحية شنودة لإقامة الصلوات وأقر ببطلانها إذا إقامها وعدم صلاحيته لمنصب البطريرك .. وقتها كان شنودة ببدايته وآثر الابتعاد عن أي مشاحنات قد تثير حوله الزوابع وتؤثر على شعبيته ولكنه ما إن تمكن من بسط نفوذه وضمان ولاء رعاياه له حتَّى أطاح بالأسقف مينا. . لا يمل شنودة من الصبر سنوات ولكنه بارع في اقتناص الفرص المناسبة للنيل من غريمه وأعدائه .. وحتى أحبائه وأصدقائه ومعلميه .. ولائه لأهداف كنيسة الأمة القبطية ورهبانها المتمسكين بها فوق أي صداقة أو علاقة أو محبة .. أطماع كنيسته وأهدافها فوق أي انتماء حتَّى لو أدَّى به الأمر إلى خيانة الوطن .. قائمة مطاريد الكنيسة طويلة مملة حافلة بالأسماء الغريبة عن لغتنا ووطننا .. وغريبة حتَّى في طبائع أصحابها وكنيستهم وزعامتهم وقيادتهم .. اكتفينا ببعض مشاهير المشلوحين وغيرهم الكثير من الأسماء المعلنة والأكثر منها الأسماء الَّتِي لم تعلن والَّتِي أبعدت للأديرة واختفت عن الأنظار .. والمعروف أن بدخول الراهب الدير يكون قد أعلن موته وميلاده باسم جديد

وبالتالي تنتهي ولايه أهله عليه وتتبعهم لأحواله والتقصِّي عن وجوده من عدمه .. نكتفي بذكر هذا القدر من المبعدين من الكنيسة وتبقى الأسباب الحقيقية وراء إيقاف وتمرد واستبعاد وشلح الكهنة .. نستعرض بعض منها باذن الله تعددت أسباب الشلح ولكن أغلب المتمردين على سياسة شنودة كانوا من الذين أعلنوا توبتهم واستنكارهم لقوانين الكنيسة المبتدعة والَّتِي حادت بعيدا عن قوانين الكنيسة القبطية الَّتِي دامت قرون طويلة .. وانشقاق هؤلاء الكهنة عن أفكار كنيسة جماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة الَّتِي يتزعمها صوريًا شنودة وتقدم العمر بهؤلاء الكهنة وإحساسهم بدنو الأجل هو الدافع الأساسي لإعلانهم توبتهم عن أفعالهم ومحاولتهم التكفير عنما اقترفوه في حق المسيحية وابتعادهم كثيرًا عن تعاليمها بأتباعهم لسنوات طويلة لهذا الفكر الشيطاني المنحرف المتمثل في فكر الأمة القبطية .. وقيل إن كثيرًا منهم انتابته حالات من القلق والفزع والحزن العميق والمرارة وإحساس كبير بالخطيئة والإثم .. وأحدهم تفوه أثناء مرضه بأسرار واعترافات غاية في الخطورة حتَّى إن الكنيسة فرضت حراسة مشددة على بعض الرهبان المنشقيين أثناء مرضهم وسكرات الموت .. • من هؤلاء المشلوحين من أشرف على إبعاد ونفي الرهبان القدامى عهد الأنبا يوساب الثاني وكيرلس السادس واخريين غيرهم إلى الأديرة البعيدة واذلالهم وارغامهم بالقوة على التزام الدير وتعريض حياة الكثير منهم للتصفية الجسدية في حاله محاولة الهروب أو التحريض على سياسة الكنيسة وهناك بعض الإشاعات القوية أن بعض الرهبان القدامى جدا من عهد يوساب الثاني ما زالوا على قيد الحياة وأن منهم من تعدى المائة .. وأكد البعض على وجود رهبان معمرين جدا قد يكون يوساب الثاني أحدهم .. وادت معايشة هؤلاء الكهنة السجانين للرهبان المبعدين وخوفهم الشديد من إلحاق اللعنات بهم إلى تأثر البعض منهم بمسلكهم المخالف عن شنودة وحاشيته المفتقدين لروح المسيحية والغير ملتزمين بتعاليمها والمحرضين على أفعال تتنافى معها .. لذا وجد السجانين من أتباع شنودة وجماعته في ملازمة الرهبان المبعدين للأديرة بقايا روحانيات افتقدوها في كنيسة شنودة مما أدَّى إلى تمردهم وخروجهم من الدير وإعلانهم التمرد على شنودة ومحاولة التزام الكنائس للتواصل مع الرعايا الأقباط النصارى وتصحيح مفاهيمهم وردهم عن أفكارهم المشوشة والعنصرية والكارهة لكل ما هو غير قبطي .. كما حدث ببعض كنائس مصر القديمة عندما عاد إليها بعض الرهبان المبعدين محاولين التزام الكنائس والتواصل مع رعاياها ولجأ شنودة وأتباعه إلى الشرطة واجبروهم على الخروج ثم أعيد نفي كلا من الرهبان المبعدين الأوائل والمنشقين الجدد إلى الأديرة مرة أخرى تحت صمت السلطات على اعتبار تلك المنازعات شئون كنائسية داخلية خاصة بالكنيسة ..

• ومن كهنة الكنيسة الحالية من كان لهم بصمات قوية في ترسيخ نفوذ كنيسة الأمة القبطية الحالية ولكن وجدوا أن تلك المهام والمسئوليات الَّتِي أسندت إليهم للقيام بها أبعدتهم كثيرًا عن العبادات والدعاء وغيرها من الروحانيات الَّتِي هي من المفترض أن تكون من صلب عملهم وموقعهم واقتطعت الكثير من أوقات الصلاة والصوم والانشغال عنها بأمور دنيوية وسياسية تحيد بالكنيسة بعيدا عن جوهر العقيدة في رحلات وسفريات ومقابلات ومؤتمرات والظهور الإعلامي المتنافي مع قوانين الرهبنة .. ووجدوا أن طموحات كنيسة شنودة الدنيوية أبعدتهم كثيرًا عن اداء مهام العباده .. حتى إن اختصاصاتهم أصبحت علمانية فمنهم أسقف التعليم وأسقف آخر للبحث العلمي وأساقفة بتخصصات أشبه بمهام الوزارات لا علاقة لها بالعبادات ولا بوظيفة رجال الدين .. مما أدَّى إلى حدوث كثير من الاختلافات الداخلية الَّتِي وصلت لحد المشاحنات والتشابك بالقول واليد بين الكهنة التائبين وكهنة شنودة .. والَّتِي وصل بشنودة ورهبانه إلى تغيير مفهوم الصلاة والصوم واعتبار تبديد الرهبان للأوقات الخاصة بإقامة العبادات في أمور دنيوية وسياسية تخدم مصالح الكنيسة له نفس الأجر والثواب .. وهو ما يتنافى مع قوام المسيحية الَّتِي تفصل بين ما هو للرب وما هو لقيصر .. وهناك شلح صورى لخدمة أهداف الكنيسة وفي نفس الوقت وسيلة لتتجنب أي حرج أو إثارة للرأي العام أو صدام مع الإعلام أو السلطة .. وهذا النوع من الشلح هو الأشدّ خطورة على واقع المسلمين والأمن العام لما يتصف به من مكر ودهاء وخداع وأيضًا غباء .. ظاهره إبعاد بعض الكهنة عن الكنيسة لتورطهم في أعمال شائنة أو لعنصريتهم واستفزازتهم وإثارتهم للفتنة وتطاولهم على الإسلام أو العمالة الأجنبية لإثارة الغرب ضد المسلمين .. وفي الوقت ذاته هم من أقرب المقربين إلى قيادات الكنيسة وعاملين بإخلاص من أجل أهداف كنيسة الأمة القبطية بكل تفاني وهم بأفعالهم هذه منفذين لأوامر قيادتهم .. وفي نظر كنيسة شنودة من أخلص جنود الرب لقبولهم بان تجرس أسمائهم بزعم طردهم من السلك الكهنوتي .. ورغم إعلان الكنيسة عن معاقبتهم وشلحهم إلَّا أنهم على تواصل ومحبة مع قياداتها ومتميزين عن غيرهم ممن رفضوا أن تزج أسمائهم إعلاميا في سجل المطاريد .. كما أن هؤلاء المطرودين المشلوحين صوريًا يجدون كثيرًا من التقدير والتواصل والاحترام من رعايا الكنيسة الذين هم على دراية وعلم من آبائهم بالكنائس بتلك الحيل الخادعة .. وأيضًا يجد هؤلاء المشلوحين (صوريًا) كل التمويل السخي والدعم اللازم من كنيسة شنوده ورهبانه للقيام بالأدوار الَّتِي أسندت إليهم .. ومن هؤلاء المطاريد صوريًا: • جميع الكهنة المتطاولين على الإسلام في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وأصحاب برامج ثابتة ممولة من الكنيسة القبطية وأشهرهم الكاهن القبطي زكريا بطرس وبطانته الإعلامية .. وهم من أكثر الملازمين لقيادات الكنيسة القبطية وعلى قائمة المستقبلين لهم بالخارج والمنفذين لتعاليم كنيسة شنودة بكل إخلاص وتفاني ..

• الكهنة المشلوحين صوريًا بسبب إنتاجهم شرائط لأعمال فنية بالكنائس من مسرحيات ولقاءات وأفلام تسجيلية الغرض منها حملات تنصيرية وإشعال الفتن وازدراء الدين الإسلامي والتطاول على كل رموزه وآخرها وليس أولها كانت أحداث كنيسة محرم بك بالإسكندرية فقد كانت هناك الكثير من الأعمال الَّتِي مولتها كنيسة شنودة بمباركته شخصيا لها .. جموع المصلين تنطلق من المسجد المجاور - على اليمين - وتحاصر الكنيسة الَّتِي عَرَضت ووزَّع شعبها المسرحية المسيئة على أقراص مضغوطة. الأمن يُفرِّق المُصلِّين بالقنابل المسيلة للدموع؛ ولايزال أبطال المسرحية الخبيثة يمارسون حياتهم الطبيعية في أمانٍ وسلام!! ..

وقام بالتمثيل نخبة من الفنانين الأقباط النصارى المعروفين وعلى قائمة أسمائهم جورج سيدهم وسناء جميل. وللإنصاف فإن محور الإنتاج الفني والإعلامي وتبني الكنيسة للفنانين وإقامة مسرحيات وتمثليات بدور العبادة وإشراف كهنة الكنائس على إنتاجها وإخراجها وإعداد سيناريوهاتها ومتابعتهم لكل تفاصيل إنتاج الأعمال الفنية .. هذا المحور الذي لعبت عليه الكنيسة ومولته بملايين الجنيهات وجد اعتراضا من بعض الكهنة الذين اعتبروا فنون التمثيل والروايات والأفلام في حد ذاتها لا تتفق وتعاليم المسيحية الَّتِي تنكر الكذب وتعتبر مرتكبيه آثمين ويستوجب عليهم التوبة لممارستهم لمهنة التمثيل الَّتِي قوامها الكذب والافتراءات بادعاء أسماء وشخصيات وهمية ليس لها وجود وحتى لو وجدت فإنها ليست ذاتها .. والخيالات المريضة البعيدة عن المصداقية والواقع الفعلي حيث أنها من وحي الخيال وكذلك ارتداء ملابس وماكياجات وغيرها من لوازم الفن الذي لا يتفق والمسيحية .. وهؤلاء الرهبان وصلوا إلى مرحلة من النزاعات لحد اتهام كنيسة شنودة بالخروج عن المسيحية وابتداع أمور مستنكرة لما في فن التمثيل من اختلاط وأفعال وتصرفات تنكرها المسيحية ولم يأخذ بها المسيح ورسله رغم وجود فنون المسرح الروماني عهده .. ولم يأخذ بها اسلافه من البطاركة ولم يفتحوا ساحات دور العبادة لتلك الممارسات الفنية الباطلة .. واعتبروا منهج شنودة بإدخال الفن إلى ساحات الكنيسة ودور العبادة وتمويل الكنيسة له هو اتجاه إلى علمنة الكنيسة وسياستها .. (عادل إمام) و (يوسف معاطي) يستأذِنان (شنودة) في تمثيل دور قسيس بفيلم (حسن ومرقص) وشنودة يرفض لأن القس سيخلع ملابسه الدينية في الفيلم ويرتدي ثياب عادية - وهذا لا يجوز عندهم -؛ فيتم تعديل السيناريو لجعله رجل دين مسيحي عادي وليس قسيسًا؛ فيوافق شنودة بترحاب شديد: 2008!!!

لعن الله من أيقظ الفتنة

واعتبروها أيضًا دعوة إلى انشغال الكهنة بأمور تخالف طبيعة وظيفتهم ومهامهم الأصلية .. وأبعد شنودة هؤلاء الكهنة إلى الأديرة .. غير أن أخطر أنواع الشلح الصورى (غير الحقيقي) هذا النوع الذي طال برسوم المحروقي أشهر المشلوحين من رهبان دير المحرق بأسيوط والذي قدم نفسه كبش فداء في سبيل خدمة أهداف الكنيسة بعد إعلان فضائح ممارساته للزنا والرذيلة بهيكل الدير وتم نشر تلك الأحداث المصورة في 17 يونيو الموافق للعام 2001 بجريدة النبأ المصرية .. لعن الله من أيقظ الفتنة غير أن أهم المحاور الَّتِي انتبه إليها السادات هو تعمد كنيسة شنودة إشعال فتيل الفتنة بين المسلمين والأقباط النصارى منذ بداياتها والَّتِي بدأها شنودة بأحداث الخانكة في 6 نوفمبر 1972 والذي تقارب وعيد الفطر المبارك حيث تعمد شنودة بالتعدى السافر على قوانين البلاد الَّتِي تنظم بناء دور العبادة الخاصة بملل أهل الكتاب في ظل دولة أغلبيتها مسلمة .. والَّتِي التزمت بها الكنيسة القبطية منذ إبرامها للعهود مع الفتح الإسلامي لمصر عهد عمرو بن العاص .. عهود ضمنت السلامة والأمان ونظمت العلاقة بين المسلمين وأصحاب الملل الأخرى من أهل الكتاب مما حفظ الاستقرار بالبلاد طيلة قرون طويلة .. افتتحها شنودة في عهده بنقض كل تلك المواثيق والتبرؤ منها بما فيها شروط بناء دور العبادة العشرة وقوانين الخط الهمايوني الذي صيغت في العهد العثماني .. بداية لشنودة حفلت بالتحدى والاستفزاز حيث قام بإنشاء كنيسة دون ترخيص في منطقة أغلبيتها مسلمة وقام مجهولون باحراقها (قيل أنهم بإيعاز من الكنيسة ضمن مخططها في حياكة المؤامرات) .. فخرج بشكل علني ومجاهرة بالعداء في مظاهره قادها سيرا على الاقدام يتقدم عددا من القساوسة والرهبان مما استفز أعدادًا كبيرة من المسلمين وحدث التصادم .. واحتوت الحكومة تلك الأحداث بتشكيل لجنة برلمانية برئاسة د. جمال العطيفي الذي أصدر تقرير تضمن توصيات ورغبة الكنيسة في إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة أسوة بالمسلمين .. الوضع بالنسبة لشنودة لا يعني حاجة الأقباط النصارى لدور عبادة ولكن الكنائس بالنسبة لجماعته تمثل مراكز ومناطق نفوذ حتَّى لو كان عدد الأقباط النصارى بحي أو منطقة معينة لا يستكفي العدد الذي يستوجب إقامة دور عبادة ..

والمعروف أن الأقليات الدينية بكل بلاد العالم تلتزم أماكن تجمعات وأحياء خاصة بها بأعداد تسمح بإقامة دور عبادة لهم .. وكان الأمر يسري على الأقباط النصارى حتَّى أن هناك بلاد بالصعيد كانت أغلبيتها مسيحية لالتصاقهم بدور العبادة الخاص بهم والسكن بالقرب منه وكذلك بالنسبة للأقباط بالمدن حيث كانوا يسكنون بالقرب من كنيستهم .. ولكن شنودة ابتدع خطة ماكرة حث فيها الأقباط النصارى على الانتشار في الأحياء والبلاد بحيث يتم ممارسة الضغوط على الحكومة بإنشاء الكنائس بأماكن حتَّى لو كان المتواجد فيها أسرة أو اثنتين من الأقباط النصارى .. الأمر بالنسبة لجماعة الأمة القبطية هو امل وهدف أن تقرع أجراس الكنائس القبطية بكل بقاع مصر وألَّا ينقطع صوت الأجراس بل يتواصل بتواصل بناء الكنائس على أبعاد ومسافات معلومة تفصل بينها .. لا يكاد المار أن تغيب عنه أصوات أجراس إحدى الكنائس حتَّى تليه أصوات الأخرى .. الهدف بالنسبة لشنودة أبعد من احتياج الأقباط النصارى للكنائس والَّتِي معظمها فارغة من المصلين بل ومن رجال الدين الذين انشغلوا عن العبادة بالأمور السياسية والتخطيط للعداء وصياغة المؤامرات .. وحتى تلك الَّتِي يرتادها مصلين فإن مساحتها تتسع لأضعاف العدد الموجود .. هي سياسة كنائسية ماكرة الغرض منها سحر الأعين وإيهام الغرب والسائحين وحتى القاطنين باتساع نفوذ كنيسة الأقباط النصارى وتعدادهم وتواجدهم على أرض مصر .. وكانت حادثة الخانكة بداية أتت ثمارها للكنيسة وكانت بدايات لمحور انطلاق الأقباط النصارى في مظاهرات وتفنن كهنتهم في إشعال الفتن الَّتِي أخذت في التصاعد الرهيب داخل وخارج مصر عهد السادات حتَّى اختتمت عهده بحادث الزاوية الحمراء في 17 يونيو 1980 والذي أدَّى بنشوء عنف طائفي بين المسلمين والأقباط النصارى لمدة ثلاث أيام متتالية وكانت النتيجة حسب التقرير الأمني 17 قتيلا و112 جريحا .. والذي أدَّى بالسادات إلى سرعة حفظ الاستقرار والأمن بالبلاد واصدار قرار عزل وتنحية شنودة وتحديد إقامته بأحد أديرة وادي النطرون .. لم يخطئ السادات عندما أخذ بحيثيات الحكم في التهم الموجه إلى شنودة ((إن البابا خيب الآمال وتنكب عن الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد , واتخذ الدين ستارا يخفي أطماعا سياسية - كل أقباط مصر منها براء - وأنه يجاهر بتلك الأطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من أقصاها

إلى أقصاها - باذلا قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى في ارجاء البلاد - غير عابيء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر)) نعم شنودة غير عابيء بوطن يؤويه ودولة تحميه .. وكيف يعبأ وهو الذي اعتاد على حياة الصحارى والخرابات والأماكن المهجورة .. كيف يعبأ وهو تلميذ لمعلميه من مطاريد الأديرة (كيرلس السادس ومتَّى المِسكين) ورهبان عصابة الأمة القبطية المتطرفين والخارجين على القانون والمنحرفين عن الدين .. ولكن أخطأ السادات وسلطاته عندما ظن أن شنودة تنكب عن الطريق المسقيم وكيف له وهو لم يكن يومًا يعرف الاستقامة في توجهاته ونزعاته العنصرية الَّتِي بدأها مع جماعة من الرهبان منبوذة مطرودة ومنحرفة عقائديًا .. أخطأ السادات وسلطاته الَّتِي تغافلت عن عمد أو جهل بمجريات الأحداث بكنيسة من الملل الَّتِي من المفترض أن تكون خاضعة للسيادة المصرية .. وما زالت السلطات إلى الآن جاهلة بمجريات الأحداث بالكنيسة القبطية وتقف عاجزة غير مدركة لخطط كنيسة الأمة القبطية الَّتِي يتزعمها شنودة .. ما زالت السلطات تقف موقف المدافع لصد الهجوم والتهديدات الَّتِي تشنها كنيسة الأقباط النصارى .. ما زالت تلك الدولة العلمانية غير واعية ولا مدركة بمسئولياتها تجاه الإسلام والمسلمين ومدى الخطورة الَّتِي تحيط بشعب أغلبيته يدين بالإسلام وليس بالديمقراطية ولا العلمانية ولا الاشتراكية .. كان قرار السادات بعزل شنودة وتحجيم نشاطات الكنيسة السياسية ووضع رهبانها بجميع فئاتهم ورتبهم في حجمهم الحقيقي وفضح نواياهم وحصرهم في مهامهم العبادية الَّتِي لا تخرج عن تعاليم المسيحية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كثيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ولكن هذا القرار جاء متأخرا .. كثيرًا ما انتاب السادات الحيرة والتعجب بشأن تصرفات شنودة ولكن تلك التصرفات لم تستوقفه ولم يعطى لها وقتا واهتماما .. فور عودة السادات من كامب ديفيد مع بطانته وعلى رأسهم بطرس غالي (مبعوث الكنيسة الغير معلن) وإعلانه لمعاهدة السلام مع إسرائيل .. تلقى السادات تأييدا من كنيسة الأقباط النصارى حيث أعلن المجمع المقدس مباركته وتأييده التام للتسوية والسلام مع إسرائيل ..

وأرسل شنودة برقية تهاني إلى السادات يحي فيها جهوده الرائعة لأجل السلام وختم تهنئته في البرقية بترشيحه للسادات لنيل جائزة نوبل للسلام .. وفور توقيع السادات لاتفاقية السلام نشرت مجلة الكرازة في 23 مارس 1979 إعلانا بفرحتها بالمعاهدة .. مما دفع السادات للمبادرة بإرسال وفد إلى بابا الأقباط النصارى شنوده يدعوه لإعداد وفود قبطية لزيارة القدس تدعيما لجهود السادات لسياسة السلام والتطبيع مع إسرائيل والَّتِي باركتها الكنيسة في أعقاب اتفاقية السلام والَّتِي على أساسها وعد السادات بيجن بأنه لا يمانع من زيارة الأقباط النصارى للقدس .. وكان الرد بمثابة صاعقة للسادات حيث اعتذر شنودة بابا الأقباط النصارى عن أعداد أي وفود قبطية للحج إلى القدس أو حتَّى زيارتها حيث قال لمبعوثي السادات: (أرجوكم إبلاغ الرئيس أنني لا أرى الوقت مناسبا لتنفيذ اقتراحه) .. وضع هذا الرد المفاجىء السادات في حرج .. وضع مؤسف مع قيادات إسرائيل الَّتِي وعدها بقدوم وفود قبطية للحج وزيارة بيت لحم والقدس في إطار مجهودات التطبيع بين مصر وإسرائيل .. حرج لم يفهم السادات مغزاه غير أن شنودة خدعه عندما أعلن مباركته للسلام ثم وضعه في حرج مع إسرائيل وعلى المستوى الإقليمي والعالمي .. جهل السادات وسلطاته الذي أعماهم عن الإلمام بشئون الكنيسة والتحري عن أحوال قيادتها ونزعاتهم وولائهم ومخططاتهم لم يسعفهم لكشف لغز مباركة شنودة وكنيسته للسلام مع إسرائيل وفي نفس الوقت رفضه للذهاب للقدس وهي تحت السيادة اليهودية .. إغفاء الدولة عن مسئولياتها تجاه دولة غالبيتها مسلمة اعماها عن معرفة انتماء شنودة وكنيسته ورهبانه لجماعة الأمة القبطية المتطرفة الَّتِي تعتبر اليهود على قائمة أعدائها وكذلك المسلمين .. الاثنين في سلة واحدة .. اليهود لمسئوليتهم عن صلب المسيح وعدم اعترافهم به .. والمسلمين المصريين لاعتناقهم الإسلام بعد المسيحية .. لم يفهم السادات أن مباركة شنودة للسلام بين اليهود والمسلمين لادخالهم لحلبة المصارعة واحكام المواجهة بينهم والتربح والاستفادة من أموال الصهاينة وطعن المسلمين بهم .. والإضرار بالمسلمين .. وكذلك تمويل التيارات الرافضة لهذا التطبيع (تمويل من الباطن) .. لم يعلم السادات وسلطاته ووزارة داخليته المبدأ الذي يعتنقه شنودة وكهنته ورهبان جماعة الأمة القبطية المؤسسين لكنيسته .. المبدأ والشعار الذي يدين له شنودة بكل كيانه والقائل: (اطعن عدوك بخنجره أو بعدو لكما) ..

أوتار الفتنة

أوتار الفتنة أبدعت كنيسة شنودة في اللعب على وتر افتعال أسبابا للفتنة والمشاحنات مع المسلمين والخروج بالأقباط النصارى في مسيرات ومظاهرات .. سيمفونيات من التخطيط وصياغة المؤامرات تفرغ لها رهبان وكهنة كنيسة الأمة القبطية وأخرجوها بإتقان ولكن تركوا ورائهم بصمات تفضحهم تغافلوا عنها شأن كل العمليات الإجرامية الَّتِي تدين أصحابها .. لم يعرف الأقباط النصارى تلك المظاهرات ولم يعتادوا من قبل على أساليب الدهاء هذه .. بكل فترات وعصور عشرتهم مع المسلمين لم يكن هذا المسلك مألوفا ولا معروفا .. بكل عصور الخلافة الإسلامية من قوة وضعف وانتصارات وهزائم المسلمين لم يسلك الأقباط النصارى هذا المسلك الخبيث الماكر لموالاة أعداء المسلمين ومناصرتهم والاستنصار بهم بتلك الحيل الماكرة لإشعال الحروب والزج بهم في مواجهات مع المسلمين .. مسلك شيطاني خبيث افتتحه شنودة مع أحداث الخانكة لتشجيع الأقباط النصارى وبث روح الجرأة والتطاول على الإسلام والمسلمين .. مسلك غريب عن المسيحية لم يأخذ به أسلافه من الرهبان الذين نفوا إلى الأديرة بل وتعرض أكثرهم للتصفية الجسدية .. مسلك لم يألفه رعايا الكنيسة حتَّى أثناء تعرض بطريرك الأقباط النصارى يوساب الثاني للاختطاف من قبلهم .. وحتى أثناء أحداث مذبحة دير المحرق الَّتِي تعرض لها الكثير من الرهبان والكهنة من الحرس القديم التابع ليوساب الثاني للتصفية الجسدية من عام 1961 إلى 1963 على يد الرهبان أتباع الأمة القبطية والَّتِي بلغت مداها ذلك العام الذي تم لكنيسة كيرلس السيطرة على دير المحرق واخضاع اسيوط لسلطة رهبان جماعة الأمة القبطية بالستينيات .. حتَّى أثناء تلك الأحداث الدموية الإجرامية الَّتِي تمس الأقباط النصارى لم يخرجوا بمظاهرات .. وتركوا الرهبان لمصائرهم دون تدخل أو حتَّى إبلاغ السلطات .. بالثمانيات اتخذت استفزازات الأقباط النصارى للمسلمين وخروجهم في مظاهرات مسلكًا أكثر وعيا وتخطيطا .. منهج مدروس ومعد له بعناية وترتيب ومتوافق مع أهداف كنيسة الأمة القبطية .. وتزامنت المظاهرات في مصر مع مظاهرات اللوبي القبطي بالخارج وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية ..

حادثة أبي قرقاص

كلها تمت لممارسة الضغوط على الحكومة الَّتِي هي ليست بأي حاجة لضغوط لتثبت خنوعها وخضوعها لرغبات كنيسة شنودة .. فالدولة ليست دينية ولا يشغلها مسئولياتها وحفظ أماناتها تجاه الأغلبية المسلمية ودين الله .. وحتى علماء السلطة ليسوا من القوة والإخلاص في النصيحة لولاة أمورهم أو حتَّى الإخلاص لله في دينهم .. الفجوة واسعة بين إخلاص شنودة وصعاليك الأمة القبطية لتعاليمهم الباطلة الإجرامية وبين إخلاص قيادات البلاد وعلمائها للإسلام والمسلمين .. دفعت الكنيسة بكل قوتها للزج بالأمة الإسلامية في خلافات مع الغرب .. بذلت الكنيسة الجهد لإرهاب المسلمين وترسيخ مفهوم البعبع الأمريكي والغربي .. وتغافل المسلمين في مصر قلب الأمة العربية عن الجهاد والاستعداد للمنافقين والمندسين من أعداء الأمة في ديار الإسلام وبين ظهراني المسلمين .. انقلبت الأوضاع وأصبح أعداء الأمة هم الذين يتفننون في إرهاب المسلمين وتخويفهم .. وليس بالشيء الكثير .. فقط بالمظاهرت والهتافات المعادية للإسلام والمسلمين .. لهذا الحد وصل الضعف والهوان بحكومة مصر وعلمائها وشعبها المسلم .. وبالتسعينيات اتخذت مسيرات الأقباط النصارى منعطفا خطيرا حيث غلفت عمليات الأقباط النصارى الإجرامية بخروج الأقباط النصارى في مظاهرات لإبعاد الشبهات عن الكنيسة وإلصاق التهم زورا وافتراءا بالعناصر الإسلامية وبذلك أشعلت العداء بين السلطة الكارهة للحكم الديني وبين التيارات الإسلامية .. وعملت على تشويه صورة التيارات الإسلامية لدى الغرب - حادثة أبي قرقاص بصعيد مصر الذي راح ضحيته أكثر من 13 قبطيا أثناء تأديتهم للصلاة بإحدى الكنائس بأبو قرقاص والصقت التهمة زورا وبهتانا بتيارات إسلامية .. والذي أكد فيه أحد الكهنة المشلوحين والمنشقين عن الكنيسة أن تلك المجزرة تمت بعلم الكنيسة وتخطيطها وقام بها أفراد تابعين لسفاحين الأمة القبطية (الجناح المسلح منهم) للتخلص من أحد الكهنة الذي تحول إلى العقيدة الكاثوليكية .. ووجهت له الكنيسة عدة إنذارات وأوقفته عن العمل بها ولكنه استمر على رفضه لمنهج الكنيسة وارتد عن أفكارها واستطاع أن يؤثر على بعض الأقباط النصارى وكان يقيم لهم الصلاة بطريقة مخالفة للعقيدة

حادثة الكشح

القبطية الأرثوذكسية مما أدَّى إلى هذا الحادث المؤسف الذي ألصق زورا وبهتانا بإسلاميين ليس لهم صالح ولا أدني منفعة من اختصاص كنيسة بذاتها صغيرة فقيرة بروادها في إحدى أغوار قرى الصعيد بالقتل دون أسباب واضحة .. - حادثة الكشح التي اتخذت ستارًا للتغطية والتمويه بشأن استخدام بعض دور العبادة القبطية والأديرة بالصعيد كمخازن للاسلحة والَّتِي تورط بعض الكهنة في حيازتهم لها .. ومن المعروف أن دور ووظيفة كهنة الكنائس لا يجب أن يخرج عن مهام العبادة ولا يصح لراهب مسيحي أن يتسلح باسلحة نارية .. وإذا بالأمر يشتعل إلى صدام مفتعل تضيع فيه الحقيقة ويتم منع الجهات الأمنية بالمظاهرات وإرهابهم بالرأي العام العالمي عن تفتيش الكنائس والأديرة وإخراج الاسلحة والذخائر منها .. وتم التعتيم على مجريات الأمور .. - القتل العلني لمن يدخل في الإسلام وأبرزهم (وفاء قُسطنطين) الَّتِي لا يُعرف إذا كانوا قتلوها أم ما زالوا يعذبونها في أحد أديرتهم الرهيبة؛ ومن بعدها شهرة تلك الحادثة الأخيرة الَّتِي قُتل فيها الشابُ المسلم (أحمد صلاح مرشدي) بعدما تزوج من فتاة أعلنت إسلامها (مريم عاطف) وأنجبت منه بنتًا ورفضت أن تعود في الكفر بعد إذ ذاقتِ الإيمان .. اللَّافت للنظر في هذه الحادثة ليس القتل لأن هذا ديدنهم مع من يُسلم ولكنه القتل العلني بالسلاح الآلي والهروب المخطَّط له جيدًا شأن العصابات المسلَّحة جيِّدة التدريب!! - حوادث ومسيرات قبطية أشعلتها الكنيسة في توقيت تناسب وبعض نواياها وأهدافها مثل تلك الَّتِي حدثت في أعقاب نشر تفاصيل في جريدة النبأ خاصة ببرسوم المحرقي أحد كبار رهبان دير المحرق باسيوط والذي تضمنت صورا فاضحة له وخرج الأقباط النصارى في مسيرات ومظاهرات شغلت الرأي العام العالمي بعيدا عن أهداف ونوايا الكنيسة والَّتِي هي أبعد من تلك الفضيحة والَّتِي استوجبت فضيحة بهذا الحجم مهدت لها الكنيسة واعدت لها بل ودفعت بالشريط لجريدة النبا لنشره .. والمعروف أنه من الصعوبات البالغة إمكانية أحد الغرباء من اختراق الأديرة بكاميرات وخاصة بالأماكن الخاصة بالرهبان .. بل أن الأديرة موضوعة تحت الرقابة الشديدة من خلال إدارتها ورهبانها ويحظر على أحد المبيت أو التخفي في سراديبها وحجراتها دون أن ينكشف الأمر .. كما من الصعب على أي راهب إخفاء ممارسات له عن أعين الرهبان أو إدخال أي من الغرباء إلى قلَّايته دون علم إدارة الدير ..

وإذا ما حدث ذلك فإن الغريب المخترق لأسوار الدير قد يعرض حياته للخطر ويزج بنفسه في مستنقع دير لا يعلم مداخله ومخارجه وأغواره .. بالإضافة إلى أن التقاط الصور تم بعلم الكاهن والسيدة الَّتِي مارست معه تلك الفضيحة واتجاه الصور وقربها وزواياها وإبرازها لوجه الكاهن بوضوح يؤكد ذلك .. لم تكن الصور ووضع الشريط بشكل عفوي بل على ادراك بالمكان والوضع الذي سيتخذه الكاهن .. والمعلوم أن فور أي تظاهرة قبطية يسارع شنودة وحاشيته بالاختفاء .. ويشتعل الأقباط النصارى بالمهجر غضبا وتنشط رحلات كهنة الكنيسة خارج مصر لتهدئة اللوبي والأخذ بخاطره .. سيمفونية رائعة وتجانس في النغمات وتوزيع للأدوار بمكر ودهاء .. الشريط تم بإعداد وعلم الكنيسة لإشعال المظاهرات في توقيت يتناسب ونوايا الكنيسة .. وهذه القلاقل والاضطرابات ما هي إلَّا بعض الثمار الحالية لسياسة التغافل الحكومي؛ وهذه مجموعة من الاحتجاجات العلنية تعدَّت حدود البلاد ليراها الناس في مختلف عواصم العالم نظمها أقباط المهجر للحصول على المزيد والمزيد من الامتيازات داخل البلاد عبر الضغط الخارجي باسم المواطنة وحرية العقيدة وحقوق الإنسان. مسيرة لمنظمة أقباط هولندا شارك فيها جول ستيفانوس فورديوند - أحد أعضاء البرلمان الهولندى - وشارك أيضًا قسيس هولندى: هولندا: 21 يونيو 2008.

مظاهرة احتجاجية للتجمع القبطي الأمريكي شارك فيها أكثر من 500 شخص تكلم خلالها مايك عازر: كاليفورنيا - الولايات المتحدة: 22 يونيو 2008. مسيرة ضمت المئات: باريس - فرنسا: 22 يونيو 2008.

مسيرة من 4000 قبطي معهم أثناسيوس حنين، والقس مرقص ناشد، والأب حنا من الكنيسة السريانية في: أثينا - اليونان: 25 يونيو 2008. تظاهرة للأنبا دانييل وبعض الكهنة والشمامسة ورئيس الهيئة القبطية الأسترالية وعدد من كبار رجال الجالية القبطية: سيدني - أستراليا: 5 يوليو 2008.

وقفة احتجاجية لمجموعة من الأقباط: أوتاوا - كندا: 5 يوليو 2008. مسيرة احتجاجية: النمسا - أمام مبنى الأوبرا بالعاصمة: 11 يوليو 2008.

إيواء الخارجين عن القانون

مسيرة ثانية أثناء انعقاد اتحاد اليورو متوسطي وأمام 50 من رؤساء الدول المختلفه: فرنسا - باريس - أمام ساحة الباستيل: 13 يوليو 2008. مسيرة شارك فيها مئات الأقباط بالإضافة إلى أعضاء من الكنيسة الاثيوبية ورجل الدين الأمريكي الأب كيث رودرك، رئيس منظمة Christian Solidarity International ( التضامن المسيحي الدولى): أمام البيت الأبيض - واشنطن: 16 يوليو 2008. غير أن من أخطر الأدوار الَّتِي تلعبها كنيسة شنودة هي: - إيواء الخارجين عن القانون من رعاياها وتقديم كافة المساعدات لهم لاخفائهم عن عيون العدالة وحمايتهم من تتبع السلطات لهم لحين اسقاط الحكم أو الانتهاء من البت في القضية .. أومساعدتهم للهروب خارج البلاد إذا كان الأمر جنائى وأدَّى إلى عقوبات طويلة الأجل .. الأمر يبدو غريبا لكنه واقع حقيقي ليس عليه غبار .. من إحصائيات السجون نادرًا وقلما تجد أقباطًا بين نزلائها .. بل يمكن القول أن هناك سجون خالية من وجود قبطي رغم أن تعتادهم أكثر من 6 ملايين ..

والعاملين بالجهات الأمنية يعلمون تلك الحقيقة ولم يشغلهم هذا الأمر ولم يستحوذ على انتباههم .. وحسب تقديرات الأقباط النصارى المبالغ فيها فهم يدعون أن تعدادهم 12 مليون .. يمكن للمتشككيين أن يراجع نسبة تواجد الأقباط النصارى بالسجون المصرية .. ربما يتوهم الكثير أن الأقباط النصارى من مواطني المدينة الفاضلة .. معصومين ليس لهم علاقة بالمخالفات القانونية والجنح والجنايات .. بأي دولة بالعالم مهما كانت مثاليتها والتزام رعاياها وولائهم لقوانينها لابد أن تجد نسبة من مواطنيها بالسجون .. لا يوجد مجتمع ولا دولة على وجه الأرض تخلو من وجود السجون بها مهما كانت درجة رقيها وتقدمها ونقاوة افرادها ومثاليتهم الأخلاقية .. ومهما كان قلة عدد سكانها .. فقط مجتمع الأقباط النصارى الذي تعدى 6 ملايين هو فقط المنزه عن الطبائع البشرية .. حسب إحصائيات كنيستهم 12 مليون قبطي كما يدعون .. 12 مليون من الأقباط النصارى ملائكة يمشون على الأرض منزهين عن الخطايا والمعاصى والعقوبات .. من واقع محاضر الشرطة والقضايا وأيضًا من واقع معايشة ومخالطة بعض الأقباط النصارى فإن نسبة مخالفة الأقباط النصارى للقانون خاصة بما يتعلق بالمسائل والأحوال المالية هي نسبة كبيرة طالت حتَّى الأنبا شنودة في القضايا المرفوعة ضده من إحدى الأسر القبطية والَّتِي تناولتها الصحف في نزاع حول ممتلكات خاصة بورثة أحد الأقباط النصارى والَّتِي تداركتها الكنيسة بعد إعلان تفاصيل القضية بالصحف .. وأيضًا هناك بعض الحوادث الجنائية الَّتِي تورط بها أقباط عن عمد وبدون .. وعلى عكس الصورة الَّتِي يظهر بها الأقباط النصارى للمسلمين والمثالية في التعاملات الَّتِي يتظاهرون بها .. والَّتِي رسموها في أذهان المسلمين ومخيلتهم على أنهم عائلة واحدة مترابطة فإن الخلافات بين الأقباط النصارى وحتى بالأسرة الواحدة لا يمكن وصف مداها .. والعلاقات بينهم على أسوأ حال وكراهية وخالية من محبة .. من يعرف أقباط مصر عن قرب يعي تلك الحقيقة عن بشاعة العلاقات بينهم الَّتِي وصلت كثيرًا لحد القتل .. فقط هم اجتمعوا على أهداف واحدة تختص بمصالح كنيستهم ونفوذها حيث جنوا من مساندتهم لها الكثير من الامتيازات والأموال والحماية والاستفادة المادية بكل أشكالها دائما مخالفات وتهم الأقباط النصارى لاتتعدى أوراق المحاضر والقضايا ونادرًا ما تخرج إلى حيز التنفيذ .. وممن اتيح لي الإلمام بأسمائهم والتهم الموجه إليهم بل ونشرت الصحف قضايا بعضهم .. موظف بأحد البنوك اختلس مبلغا كبيرا من المال من عدة سنوات واختفى فور دفع كفاله كبيرة بمقياس ذاك الوقت الذي نشرت فيه القضية خمسة آلاف جنيه .. وإذا به يسافر إلى كندا رغم وجود اسمه على قائمة الممنوعين ..

واخر تاجر تورط في اصدار شيكات بدون رصيد منذ سنوات وصدر ضده حكم غيابي ورغم ذلك تم اخفائه ببعض الأديرة لحين سقوط الحكم وكانت زوجته وأولاده واقاربه يترددون عليه .. وقيل إنه الآن متواجد بإحدى الدول الأوروبية .. قضايا تزوير تورط بها أقباط في تلاعب بأوراق ورثة وتم إخفاء الجناة وقيل أيضًا أنهم بخارج البلاد .. وقضايا خاصة بأقباط عاملين ومستثمرين بمجال السياحة .. وكثير من الأقباط النصارى يخفون مواعيد وظروف سفرهم لخارج مصر والبعض منهم لا يعلنون إلى أي الدول يتوجهون إليها إلَّا بعد مغادرتهم واستقرارهم بتلك البلاد .. أمر مساندة وحماية الكنيسة لرعاياها واخفائهم بالأديرة البعيدة والأماكن القبطية شائع ومعروف في وسط الأقباط النصارى .. وأيضًا مساعدتها لهم للهروب خارج البلاد بجوازات سفر مزورة رسميا بأسماء ووظائف رجال دين ورهبان وعلى أنهم في مهمة عمل تابعة للكنيسة خارج البلاد .. الخطورة أن تكون تلك الممارسات في إخفاء الخارجين عن القانون والمتورطين أمنيا قد تتعدى مجال رعايا الكنيسة لخدمة أهداف تتعلق بمصالحها .. وهذا الاحتمال غير مستبعد عن فئة تحكم كنيسة الأقباط النصارى بتوجهات ونوايا وأهداف سياسية وتتعلق بأطماع أبعد ما تكون عن روح المسيحية .. بل ولا تمت لها بصلة .. أصاب السادات عندما فضح نوايا ومخططات زعيم تلك الكنيسة وتفنيده للتهم الموجه لشنودة رغم حجبه لكثير منها ربما من واقع منصبه كرئيس دوله ومراعاته لمشاعر مواطنيه من الأقباط النصارى الذين لا يكنون له أي ولاء ولا محبه والَّتِي أعلنت كالآتي وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة في القضية المذكورة فإن البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له نصه كالآتي: أولا: تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للخطر ثانيا: الحض على كراهية النظام القائم ثالثا: إضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك واستغلاله الدين لتحقيق أهدافه رابعا: الإثارة الأمر يحتاج لوقفة جادة تحد من نفوذ تلك الكنيسة .. والسكوت على ممارستها وخاصة في هذا المحور الخاص بحمايتها للخارجين عن القانون وإيوائها لهم في الأديرة والمراكز القبطية داخل وخارج البلاد وخاصة دور العبادة سوف يؤدى لمزيد من الفوضى والمصائب بالبلاد .. والَّتِي بالفعل بدأت مع حكم شنودة لكنيسة جماعة الأمة القبطية وغفلة النظام متعمدا أو جاهلا عن تلك الممارسات لأسباب ذكرت بالتفصيل سابقا ..

وهناك اعتقاد سائد بين مجتمع الأقباط النصارى وخاصة الكنائسي في الفترة الأخيرة بوجوب العمل بجد وبسرعة وتكثيف الجهود لتوسيع نفوذ كنيسة الرب العظيمة .. وترسيخ مفهوم العمل الجماعي وتوحد جنود الرب (رعايا الكنيسة) لمؤازرة الكهنة والرهبان من أجل الإسراع بتهيئة الكنيسة للاستعداد لاستقبال الأيام الأخيرة .. ودفع الملل الأخرى لنهايتها والشماتة بمصائبهم وقرع الأجراس فرحا بكل الأحداث المأساوية الَّتِي يمر بها الغرب والمسلمين على حد سواء وكأنهم أقاموا عليهم البينة وامتازوا عنهم .. ووقوف الأقباط النصارى في معزل عن مجريات تلك الأحداث رغم أنهم أبدعوا في إمداد كل الأطراف بالمعلومات الَّتِي تضر بالاخر والتربص بجميع الأطراف والمحركين لكثير من الأحداث عن طريق عملاءهم ونفوذ اللوبي القبطي في الداخل والخارج والذي يعمل في تناغم وتناسق بارع في التخطيط والأخذ بأحدث الوسائل للتواصل السريع .. وهذا ما يفسر زيادة معدل افتعال الصدامات مع المسلمين وتجاوز مظاهرات الأقباط النصارى في الخمس سنوات الأخيرة لكل الحدود في عددها وشدتها وجرأتها حتَّى على الجهات الأمنية .. وهذا الأمر لم يفهم مغزاه مسئولي الأمن بالبلاد لعدم معرفتهم بحقيقة ولاءات تلك الكنيسة ورعاياها والأفكار والتعاليم الَّتِي تحكمها .. وأيضًا عجز السلطات على إدراك الأسباب الحقيقية وراء إحياء الكنيسة لأحداث مضت وتجديد دوافعها والبحث عن أسباب جديدة ودفعها في الفترة الأخيرة لإشعال الفتن .. مثل: أحداث وفاء قسطنطين والَّتِي دفعت بها الكنيسة وأشعلت المظاهرات رغم أنه كان قد مر أكثر من عام على إسلامها .. وكذلك أحداث شريط كنيسة محرم بك .. والشاهد أن وراء كل زوبعة يتزعمها الأقباط النصارى حدوث كارثة أو مصيبة .. تزامن ليس محل صدفة ويحتاج لدراسة ووقفة وتحليل .. وأخطر ما في الأمور هو حرص كنيسة شنودة على التوسع في إنشاء مراكز جديدة لها خاصة في بعض البلاد العربية في الفترة الأخيرة تحديدًا واعتماد ميزانيات ضخمة لها .. هم نذير شؤم على تلك البلاد لما تحمله تلك الفئة الضالة من حقد وضغينة وكراهية لكل ما هو غير قبطي ..

(شنودة) يضع حجر الأساس لدير القديس أنطونيوس الكبير في مدينة (مادبا) بالأردن بمباركة الملك (عبد الله الثاني): 2005. (شنودة) يفتتح أول كاتدرائية قبطية أرثوذكسية في الخليج؛ وفي الصورة مع (خليفة بن زايد آل نهيان) رئيس دولة الإمارات وحاكم أبو ظبي المُتبرع بأرض الكاتدرائية!!!: 25 إبريل2007.

والمعروف أن كل تلك المراكز والكنائس القبطية بالخارج تعمل كمؤسسات للعمالة المزدوجة والمتعددة الوجوه وخداع كل الأطراف المعادية بكل أرض حلوا بها والزج بهم في أهوال .. الكنيسة تمتلك الكثير من المعلومات من خلال رعاياها العاملين بالداخل والخارج والذين يعتبرون أنفسهم جنودا للرب ويبذلون كل ما استطاعوا في سبيل خدمة كنيستهم .. هم مافيا واسعة النفوذ .. يعمل اعضائها بإخلاص شديد بمفهوم أنهم جنود للرب الذي وكل إليهم كثير من المهام لخدمة كنيستهم وتوسيع نفوذها وسلطانها والنيل من أعدائها .. ساعدها ابتداع إعلام قبطي جديد يعمل بشعار جماعة الأمة القبطية القائل (اطعن عدوك بخنجره أو بعدو لكما) .. فهذا الإعلام الماكر الخبيث يعتمد في المقام الأول على الأموال الغربية من أمريكا وأوروبا في تمويله .. ظاهر هذا الإعلام العمل ضد الإسلام. . ولكنه إعلام مضلل يعمل بنفاق وازدواجية تضر أيضًا بالمصالح الغربية على اعتبار أنه أبعد عن الشبهات ولا يمكن أن تتطرق إليه الريبة والشك .. هذا الفكر المريض المتطرف العنصرى الإجرامي المنحرف عن أي عقيدة سوية والمرتد عن التعاليم المسيحية والذي يحكم به كهنة ورهبان جماعة الأمة القبطية كنيسة الأقباط النصارى أضر في المقام الأول برعاياها وحاد بهم بعيدا عن المسيحية .. هو فكر ضال مضل مضلل اشترى محبة رعاياه بالمال والمصالح الدنيوية والمكر والدهاء والخديعة والنفاق والازدواجية وتعدد الوجوه في التعامل .. هو فكر ارتدى كهنته قناع زائف خادع تمسحوا فيه بالمسيح وهم أبعد ما يكونوا عن تعاليمه ووصاياه .. استبدلوا المحبة بالبغض .. والمعروف بالإساءة .. والصدق بالكذب والخداع والنفاق والتظاهر بما ليس فيهم ولا بنواياهم .. عادوا أحبائهم وبغضوا كل من أحسن إليهم ومكروا بهم .. كهنة ورهبان تفيض اعينهم قذى ومكر ودهاء وخشب .. تبرز شياطينهم من عيونهم .. كهنة ورهبان وزعامات لكنيسة الأقباط النصارى فاحت رائحتهم الكريهة الملوثة بأفعالهم الشيطانية بسحرهم الأسود اللعين .. جلبوا شياطينهم إلى أماكن من المفترض أنها كنائس للعبادة وأخرجوا منها المسالمين من رهبانهم وكهنتهم ومكروا بهم وروعوهم وعزلوهم بعيدا في مجاهل الصحارى إلى غير رجعة ..

حولوا الأديرة إلى سجون ومعتقلات للنفي والتعذيب والتنكيل بأعدائهم وأوكار للرذيلة وإيواء العصابات والهاربين والخارجين على القانون واتخذوها مناطق نفوذ .. دخل الرهبان الزاهدين بقضاياهم ساحات المحاكم في منازعات لاحتكار عشرات المئات من الأفدنة لتوسيع ممالكهم واماراتهم المسماة بالأديرة .. رهبانية جديدة ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان .. استبدلوا تعاليم كنيستهم الَّتِي دامت قرون بقوانين أخرى باطلة زادتهم رهقا وطغيانا .. افرغوا كنيستهم من الرحمة والمحبة وتربصوا الدوائر والمصائب بعباد الله وخلقه من كل الملل بكل بقاع الأرض .. عليهم دائرة السوء وغضب الله .. تفرغوا للسياسة والبحث عن المال والسلطان والنفوذ وحياكة الخطط والمؤامرات والشماتة في مصائب عباد الله وقرع الأجراس فرحا بأحزانهم والقوا العبادات وتقوى الله جانبا .. نقضوا العهود والمواثيق الَّتِي أبرمها أسلافهم من القساوسة والرهبان مع الفاتحين الأوائل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم جميعًا الذين شرفونا بفتح مصر بنور الإسلام جزاهم الله خيرا .. ولما لا ينقضوها وقد بدأوا بأنفسهم افتتحوا كنيستهم الباطلة بنقض تعاليمها وقوانينها الَّتِي دامت قرون طويلة وخالفوها وحاربوا كهنتها ورهبانها وحرسها القديم ونكلوا بهم جميعًا وأذاقوهم سوء العذاب بالأديرة ومجاهل الأقباط النصارى بالصحارى .. كيف يحفظون العهود ومن أين لهم ذلك الخلق وقد خانوا عهودهم مع مسيحيتهم وخالفوا كل تعاليم المسيح ووصاياه .. طمسوا المحبة وشيدوا كنيستهم الزائفة الواهنة على أسس من البغض والكراهية والعنصرية وطموحات وأطماع لا تليق بكهنة ورهبان زهدوا في متع الحياه واختاروا رضا الرب كما يدعون .. أهداف وأطماع أخرجتهم من مسيحيتهم ومسختهم على أشكال مشوهة بغيضة للنفس تستوجب الاستعاذة بالله من شرورهم عند رؤيتهم .. تركوا ملكوت السماء وقصورها من أجل منافع دنيوية وكنوز يأكلها التراب والدود .. لن يستثني الأقباط النصارى من المسئولية بعد أن عرفوا حقيقة كنيستهم وقياداتها وهم الذين نشئوا وترعرعوا عليها وآزروها وساندوها وهم أعلم بحقائق أخطر وأدهى لم تنشر ولكنها ليست في طي الجهالة والنسيان .. لن يستثني رعايا الكنيسة من المسئولية بعد أن افتضحت نوايا وخطط ومؤامرات كنيستهم ورهبانها وزعاماتها الواهنة الواهية وما فعلوه بآبائهم ورهبانهم القدامى

- على الأقباط النصارى إعادة فتح ملفات بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني ورهبان وقساوسة الكنيسة عهده وقبله وإلى الآن الذين ظلموا كثيرًا .. قد يكون مات الكثير منهم ولكن الحقوق والمظالم لا تموت وستظل دعواتهم ولعناتهم تلاحقكم .. هم ومصائب وكهنة كنيستكم العنصرية وأفعالهم الإجرامية أحق وأولى باهتماماتكم وشحناتكم الهائجة الَّتِي شحنها بكم آبائكم للغدر بالمسلمين الذين أحسنوا عشرتكم وأحسنوا بكم الظن طيلة قرون طويلة مضت .. - على الأقباط النصارى أن يبذلوا الجهد لإعادة استبدال تلك الصورة البشعة الَّتِي هم عليها الآن والَّتِي وصلوا إليها بأتباعهم لمناهج باطلة وأفكار رديئة لآباء وكهنة السوء الذين أبعدوهم عن جوهر المسيحية حتَّى أصبحوا أسوأ مثل لكل طوائف وملل المسيحية .. انتزعت كنيستهم المبتدعة المحبة من نفوسهم وقلوبهم ونسخت منهم صور مشوهة بغيضة وشخصيات غير سوية حاقدة حاسدة مولعة بالشماتة والتربص بمصائب الآخرين .. شخصيات فقدت سمات المودة والألفة والثقة الَّتِي اتصف به أجدادهم قبل عهد كنيسة الأمة القبطية .. شخصيات فقدت مسيحيتها .. - على الأقباط النصارى أن يبذلوا الجهد ليعيدوا الثقة الَّتِي فقدها المسلمون في التعامل معهم .. عليهم أن يبدلوا أوضاعهم الَّتِي أصبحت محل شك وريبة وحيطة من أفعالهم ونواياهم الخبيثة وسموم أفكارهم الَّتِي رضعوها من كهنة كنيستهم المرتدين بخبثهم وأساليبهم المريبة عن تعاليم المسيح .. -على الأقباط النصارى أن يقروا بفضل المسلمين عليهم الذين أحسنوا الظن بهم في تعاملاتهم مع اطبائهم وتجارهم وجيرتهم وصداقتهم .. لا يليق بالأقباط النصارى وهم يدعون المسيحية أن يقابلوا الإحسان وحسن الظن بالغدر والوقيعة وإشعال الفتن .. - يجب على رجال الأعمال وحديثي النعم والغنى من الأقباط النصارى المحدثين ألَّا يغتروا بأموالهم وأحوالهم المادية الَّتِي تبدلت 180 درجة بفضل جمعهم للمال الردىء الملعون بأساليب لا يقرها شرع ولا قانون ولا دين ولا خلق .. لا يصح أن يتمادوا في احلامهم وأوهامهم متصورين أنهم بتمويلهم لكنيستهم من ارباح مصانع الخمور وعمليات غسيل الأموال والمتاجرة بسياحة قرى الفحش والدعارة والمعاملات الربوية يمكن لهم أن يشيدوا كنيسة عظيمة يرضى عنها الرب .. الله غني حميد عن أموالهم وكنيستهم .. ما بني على باطل فهو باطل. -احتفظتم بأسماء الفراعنة وتسميتم بها واحتكرتم كل ميراث هؤلاء الأجداد الكفرة الملعونين وتغنيتم وافتخترتم بالولاء إليهم وفضلتم قبطيتكم على مسيحيتكم (لفظ الأقباط النصارى كان يطلق على قدماء المصريين) .. ليس لإيمانكم بمعتقداتهم فإنجيلكم يقر بكفرهم وشركهم ولعنة الله عليهم .. ولكن مكرا وخبثا اكتسبتوه من كهنة كنيستكم لتحتكروا أرض مصر وتجعلوا من أنفسكم الورثة الشرعيين لها وسكانها الأصليين .. تغنيتم بالفراعنة لتنتزعوا حقوق المصريين الذين

أسلموا لله رب العالمين وتسلبوهم مكانتهم وسيادتهم على أرضهم .. افعلوا ما شئتم تسموا بأسمائهم وانتسبوا إليهم .. لن يزيدكم الولاء لفراعينكم إلَّا لعنات .. هم وجماعة امتكم القبطية نذير شؤم لكم وعليكم .. لن تضروا الإسلام والمسلمين شيئا - يجب على الكهنة والرهبان المشلوحين أن يخرجوا عن هذا الصمت المذموم ويعلنوا صراحة الأسباب الحقيقية وراء شلحهم وإبعادهم عن السلك الكهنوتي .. الساكت عن الحق شيطان أخرس .. يكفيهم فخرا إعلان توبتهم علانية حتَّى لو كان ماضيهم يدينهم بأفعال منكرة لا يقرها دين ولا قانون .. يجب عليهم إعلان الحقائق والأحداث الَّتِي شاركوا فيها أو حتَّى عاصروها ونالت رهبان وكهنة ظلموا كثيرًا وأبعدوا قهرا وظلما وعدوانا لمجاهل يحكمها الطغاه الغادرين أقباط جماعة الأمة القبطية .. لابد وأن يكشفوا القناع عن أحداث وصلت لحد القتل والإجرام طالت رهبان الأديرة القدامى بأوائل الستينيات وقبلها لحسم النزاعات لصالح رهبان الأمة القبطية وتمكينهم من حكم كنيسة الأقباط النصارى وبسط نفوذهم عليها والَّتِي ما زالت تحدث إلى عهد قريب .. ومنها أحداث دير المحرق بالستينيات وبعض الأديرة بسوهاج والمنيا .. لا يجب أن يظل هؤلاء الكهنة والرهبان المشلوحين على سياسة المكر الذي أشربوه في قلوبهم في فترة ولائهم لنعاليم كنيسة الأمة القبطية المبتدعة وأيضًا بعد اعتزالهم .. لا يجتمع المكر والدهاء مع نية التوبة واعتزال المفاسد .. الإقرار بالذنوب والتوبة عنها وأيضًا الإقرار بالحقائق وكشف النقاب عن الأسرار البغيضة وفضحها لا يمكن أن تقترن بالمكر والخداع والسلبية في طمس الحقائق وسياسة الكتمان والتعتيم .. أن يصرحوا بالحقائق خيرا من افتضاح الأمور على رؤس العباد والأشهاد .. لا يليق برجال دين أن يتملكهم الخوف من عقاب أو هلاك أو غدر بهم .. الله أحق أن يخشوه إن صدق إيمانهم كما يدعون .. - زعامات أقباط المهجر .. زعماء عصابات العمالة المزدوجة والمتعددة الوجوة والعاملين بمنهج وعقيدة رهبان كنيسة الأمة القبطية (اطعن عدوك بخنجره أو بعدو لكم) .. المحرضين بكل ما استطاعوا من جهد للزج بالغرب للصدام مع الإسلام والمسلمين .. ربما ظاهر أعمالهم النجاح والنصر ولكن بيوتهم من زجاج بل أوهن من بيت العنكبوت .. ملفاتهم خزى وعار وعمالة قبيحة وكراهية لملل بلاد المهجر وكنائسها وعداء لها يفوق عدائهم للإسلام .. ومكر وخديعة بكل الأطراف طال حتَّى أجهزة البلاد الَّتِي تأويهم وتمولهم على عمي وجهالة بأفعالهم وتاريخهم المخزى ..

- وثائق كنيسة الأقباط النصارى وأوراقها الخفية في أدراجها ودهاليز كنائسها وأديرتها في الداخل والخارج تحوي الكثير من الأسرار .. والكشف عنها من قبل كهنتها المشلوحين هو واجب وفرض ديني عليهم والسبيل لنجاة كنيستهم القبطية ورعاياها من مستنقع تلك الفئة الضالة الَّتِي تحكمها بتعاليم متطرفة عنصرية باطلة منحرفة عن أبسط التعاليم المسيحية .. مثلما بذلتم الجهد قديما لترسيخ دعائم كنيسة الأمة القبطية الباطلة عليكم بذل الجهد أضعافًا لتصحيح مفاهيم أجيال تجرعوا حتَّى النخاع على أيديكم سموم وأفكار تلك الفئة الضالة رهبان جماعة الأمة القبطية .. وبعد ..

وعي المسلمين بما يحدث بديارهم واجب ديني وفرض عليهم ..

وعي المسلمين بما يحدث بديارهم واجب ديني وفرض عليهم .. والغفلة والجهل والتجاهل لمجريات الأحداث حولهم هو درب من دروب الجبن والمهالك .. وما البوسنة عنا ببعيد .. ليس باسم الوحدة الوطنية الزائفة واجتناب الفتن والمصادمات نخضع لإرادة كنيسة تحكمها فئة ضالة حاقدة عنصرية كارهة للإسلام والمسلمين وكل الملل المسيحية الأخرى وكل ما هو غير قبطي .. ليس بسياسة ليّ العنق وسياسات أخرى جبانة خانعة خاوية من الإيمان غير مؤتمنة على بلادها الإسلامية نفرط في سيادة الإسلام على أراضينا .. (شنودة) جالِسًا و (جمال مبارك) واقِفًا يُحيِّيه: 2008. ليس من الإيمان ولا حفظ الأمانة الَّتِي حملها لنا الله أن نهين الإسلام على أرضنا بعد أن فتحها السلف الصالح وأخرجونا من الظلمات إلى النور ومن الشرك إلى الإسلام لله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. من العار والخزى أن يعزنا الله تعالى على أيدي الصحابة الأوائل بنعمة الإسلام وعزته وأن يمكنوا دين الله على أرضنا مصر ويشرفونا بالانتماء إلى الإسلام ثم نخون تلك الأمانة ونجبن خوفا من شرذمة من الصعاليك المرتزقة تسمى باللوبي

القبطي بالخارج .. هذا اللوبي العميل المزدوج والمتعدد الوجوه والولاءات من أجل أهداف فئة منحرفة متطرفة ضالة تحكم كنيسته القبطية .. ليس من الإيمان ولا الولاء لدين الله أن نخضع لعربدة وأهواء وأهداف ونفوذ جماعة قبطية ضالة من سحرة وكهنة كنيسة ضلوا وأضلوا السبيل {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} .. عار علينا وعلى حُكَّامنا وعلمائنا الأفاضل حماة الإسلام أن يمتثلوا لإرادة فئة من أهل الكتاب ضلوا وأضلوا السبيل لاحتمائهم بمن هم ألعن وأضل سبيلا {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ} .. ليس باسم اجتناب الفتن أن ننكس بأيدينا راية الإسلام بعد أن رفعها أسلافنا عالية بعزة الله العلي القدير طيلة 14 قرنا مضت وأن نسمح لأهل الضلال برفع صلبانهم الَّتِي طافت ديار الإسلام وشوارعها على مرأى ومسمع كل المسلمين؛ {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ أتباع الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} .. رئيس الوزراء وشيخ الأزهر وزقزوق وكمال الشاذلي يهنئون شنودة والأقباط بعيد الميلاد: 7/ 1/2008. الفتنة الحقيقية هي الصمت على مجاهرة أهل الفتن والمفاسد من أهل الكتاب بكل ما فيه مخالفة وتكذيب وازدراء الإسلام على أرضه وبدياره والاستعلاء على المسلمين .. الفتنة الحقيقية أن تتجرأ تلك الفئة المسعورة من كهنة كنائس مستحدثة بتعاليم مبتدعة باطلة وإعلام متبجح غوي مضل مبين على فتنة أجيال أمة الإسلام في دينها والإضرار بهم وإيذائهم بشتَّى الوسائل ومناصرة أعداء الإسلام ومؤازرتهم بعلمنا وباعيننا وعلى مرمى البصر ..

لا يليق بنا ونحن الذين أعزنا الله بالإسلام وأعز أرضنا مصر به أن نهين أنفسنا وإسلامنا ونحط من شأننا لهذا الحد من الخزى والهوان والاستسلام؛ {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ القَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} .. وسبحان الله .. أخرستهم الحقائق وألزمتهم الصمت والأدب وهم المتبجحون على النت وبوسائل الإعلام بردودهم الوقحة على كل من تناول الحديث عن كنيستهم في أمور أبسط من ذلك بكثير ويكفيهم هذا القدر من افتضاح أمورهم فهم أهون وأوهن وأجبن من مواجهة حقيقتهم الغبراء وليسوا بحاجة إلى سرد المزيد .. أخرستهم امرأة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأفسدت عليهم مخططاتهم ونواياهم وما احتفظ به أدهى وأمر .. والحمد لله القائل {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} .. الأمر يتطلب وقفة جادة للحد من أطماع وأماني تلك الفئة المنحرفة عقائديًا الَّتِي تحكم كنيسة الأقباط النصارى بمصر .. ومصر الَّتِي أسلمت لربها على أيدي المؤمنين من السلف الصالح الذين شرفوها وأناروها بنور الإسلام ولم تكن تعرف عنه شيئا لن نستعصى على فتح إسلامي جديد .. مصر الَّتِي أسلمت لله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. وركعت وسجدت لله الواحد القهار وحده لا شريك له ولم يكن بها مسلم واحدا من 14 قرنا لن تستعصى الآن وبها أكثر من 70 مليون مسلم .. {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} {عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} وما توفيقي إلَّا بالله والحمد لله والله أكبر ولا اله إلَّا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. لتحميل النسخة الأصلية من الكتاب الأليكتروني بلا صور ولا روابط ولا تنسيق: http://www.islamway.com/index.php?iw_s=esc&lang=1&id=1806&target=1 http://alsalafway.com/media/books/files/alomma%20alqiptia.rar http://www.saaid.net/book/9/2583.rar http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1032&d=1188331621

ملحقات مهمة

مُلحَقَات مُهِمَّة

التيار الانقلابي في الكنيسة المصرية .. إلى أين؟

مُلحق رقم (1): التيار الانقلابي في الكنيسة المصرية .. إلى أين؟ للكاتب: حاتم محمد 1/ 9/2008 الكثير ممَّن علق على محاضرة (الأنبا توماس) التي ألقاها يوم 18 يوليو 2008 في (معهد هُدسُن الصهيوني) بالولايات المتحدة، وتناقلت وسائل الإعلام نصها على نطاق واسع، طالب الكنيسة بأن توضح موقفها وتخرج عن صمتها المعتاد في مثل تلك الحالات والبعض استغرب موقفها الصامت؛ وحقيقة فإنه في أحسن الأحوال لن تخرج الكنيسة عن حالة الصمت المعتاد لأن ما قاله الأنبا إنما يمثل حالة فكرية لدى الكثير من أقطاب الكنيسة وهم يرددونه باستمرار. (الأنبا نوماس) أسقف القُوصِيَّة يُلقي محاضرته العُنصرية من منبر (معهد هُدسُن) - ويظهر شعار المعهد في الخلفية وعلى المِنبر -. فمثلًا (القمص مرقص عزيز) كاهن الكنيسة المعلقة يصرح لموقع (الأقباط متحدون) قائلا: (لا بد للأقباط أن يخرجوا من الصمت الرهيب الذي يعيشون فيه؛ حتى يعرف الجميع أن الأقباط هم أصل هذه البلاد).

وبنحوه يصرح (ثروت باسيلي) وكيل المجلس الملِّي بأن ما قاله الأنبا: (حقائق تاريخية). وكذا قالت المطرانية في معرض الدفاع عن أسقفها. وما لا يعرفه هؤلاء الكتاب هو أن تلك الأفكار قد بثَّ بذورها قادة الكنيسة وهم بعد شباب منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، تلك البذور التي حملت بعضهم على القيام باختطاف بطريرك الكنيسة وباباهم الروحي (يوساب الثاني) وعزله من منصبه بقوة السلاح، ثم بدأت تنمو تلك البذور مع مرور الوقت وأطعموا منها الكثير من المسيحيين فأثمرت لنا شجرة الكراهية والتعصب التي ترفض الوطن وتتحالف مع الشيطان تلك التحالفات التي ظهرت وهم يدعون شارون لدخول مصر في تظاهراتهم، وتلك التي تظهر في مقولات ودعاوى من يسمون أنفسهم بأقباط المهجر. فهل يمكن للكنسية أن تخرج وتقول لأتباعها ما لقَّنَّاهُ لكم على أنه الحقيقة التاريخية لم يكن صحيحًا؟ وفي الوقت الذي يتسابق فيه قادتها في عرض أطروحاتهم المتشددة والمتطرفة نجدها تزوي وتخرس أصوات الحكماء. وأقرب مثال على ذلك ما حدث مع الأب (متَّى المسكين)، فلقد عاني الكثير وأُغمط من قبل المؤسسة الدينية حتى وصفوه بـ (متى المسكون) سخريةً واستهزاءًا به، ويقول في مذكراته وهو يصور صراعه مع الفريق السابق: (والعجيب أن صداقتي وحبي للمسلمين كان موضع تساؤل مستمر من المسيحيين وكأنه أمر يؤذيهم، فكنت أزداد عجبا وغيرة فأحدثهم عن أصالة الوعي المسيحي أنه وعي إنساني قبل كل شيء). ويقول: (ولكني كنت أبذل جهدا في إزاحة الحواجز التي تحجزني عن المسلمين لأنها حواجز موروثة ومتبادلة، غير أني كنت أكتشف يوما بعد يوم أنها حواجز مصطنعة وليست أصيلة، فليس لها أصل عرقي عنصري قط).اهـ إلا أن تلك النزعة العنصرية هي التي تشكل أفكار أولئك الذين باتوا قادة للكنسية؛ ومن ثَمَ تخرج علينا تلك الأفكار العبثية؛ من كون المصريين قد تعرضوا للاضطهاد حتى أصبحوا شيئًا آخر - أي مسلمين - فإن كان ذلك حقا فنحن المسلمين أبناؤهم وهم أجدادنا نحن، فإنها قضيتنا لا قضيتكم ونحن راضون بإسلامنا ومتسامحون فيما جرى لأسلافنا،

ونحيطكم علمًا بأننا لم نقم بعمل توكيل لأحد ليتحدث باسمنا؛ فمَن الذي منحكم صَكّ النيابة لتتحدثوا باسمهم؟!! إذًا ليلتفت المصريون المسيحيون لمشاكلهم أفضل لهم. وتزداد تلك العبثية عندما يخرجون علينا بعد هذا يتحدثون عن (المواطنة) و (الحداثة) و (المدنية)، وهم ينفون الجنسية عن غير المسيحي؛ ففي القديم نفوا الجنسية عن المصريين غير المسيحيين من أجل قسطنطين كما في لحن: (أيطاف أن نى أسخاى) الذي يصلون به في عيد الصليب واليوم ينفون الجنسية عن المسلمين. إن من تربى على تلك الأقوال المتطرفة لا يؤمن في سريرته بما يتحدث به عن (المواطنة)، أو يطالب بدولة مدنية حديثة، ولو حدث وقبض على مقاليد الأمور في مصر، أو أي مكان أخر، فإن دولته لن تختلف عن دولة محاكم التفتيش. وأنظر إلى ما جرى للدكتور (نظمي لوقا) من أجل كتابه «محمد الرسالة والرسول» الذي أشاد فيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكر (جرجس حلمي عازر) المستشار الصحفي للبابا شنودة أنه اصطدم - أي البابا شنودة في عام 1954م - بالدكتور (كمال رمزي استينو) نائب رئيس الوزراء وقتها بسبب كتاب أصدره الدكتور نظمي لوقا. وعندما أصبح البطريرك حرَّم الصلاة علي جثمان (نظمي لوقا) في الكنيسة ودارت أرملته - الكاتبة صوفي عبد الله- على الكنائس دون فائدة. ونعود للأب (متَّى المسكين) وهو يتحدث عن: (عتمة العقول وضيقها وانحصارها في أفق شخصي ورؤية ضيقة). ويقول: (لقد عانى العالم كله من صراع العقائد الدينية تماما كما عاني من صراع الأحزاب السياسية، بل لا أخرج عن الواقع كثيرًا حينما أقول إن منشأ الصراع العقائدي الديني هو منشأ سياسي دولي ولكن مصر بنوع ممتاز عانت من كلا الصراعين ولا تزال تعاني). فتلك إذا الحقيقة وهي أن هؤلاء قد رضوا بأن يُستخدموا في صراع سياسي دولي لعلهم يظفروا ببعض المكاسب والامتيازات حتى وإن جاءت على حساب الوطن.

إن الفتنة الطائفية ما ظهرت إلا بعد أن تمكن ذلك التيار من الكنيسة، وقد ظهرت بوادره في مظاهرات الخانكة عام 1972، ففي ذلك الوقت لم تكن هناك جماعات إسلامية، ولا أموال البترول الخليجي، ولا غير ذلك مما يحلو للبعض أن يردده تزويرًا للحقيقة وتزييفًا للتاريخ. يقول (متَّى المسكين): (وأدركت أنه لا فرق بين العلم والسياسية والدين، فالكل يحتاج إلي قائد أمين جدًا ومُتفتح جدًا وحر جدًا، كما يحتاج إلي تلميذ لا يبيع عقله لكل مناد أو يجري وراء القطيع ليدخل أية حظيرة. وكان ألعن ما واجهت في اختباراتي ومشاهداتي في أيام شبابي هو رؤيتي كيف يعرض الزعيم رأيه - مدرسًا كان أو زعيما دينيا أو أمين مدارس أحد - علي من يتبعه فيستعبده، وكيف يبيع الشباب عقولهم ونفوسهم بسذاجة عن حماس وإخلاص وثقة لمن هم ليسوا أبدًا أهلًا لهذه الثقة، وبمضي الأيام تكتشف الأجيال أنه قد غُرِّر بها وأنها سارت وراء شخصيات تافهة أضلتهم الطريق وأفقدتهم الرؤية الصحيحة. هذه هي مصيبة هذا الجيل) اهـ. فهل يفيق هذا الجيل من المسيحيين قبل فوات الأوان ويندم ولات حين مندم؟. المصدر - بتصَرُّف وإضافة يسيرة -: http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1430/

مسيحيو بلادنا ليسوا مصريين أصلاء

مُلحق رقم (2): مَسِيحِيُّو بلادنا ليسوا مصريين أصلاء للكاتب: حاتم محمد 20/ 10/2008 الأقليات العرقية والدينية والمذهبية في العالم عادة ما تتميز بالقلق، ومحاولة تخطي الحواجز، وفي هذه المحاولة يصبح التاريخ عبئًا، والتخلص منه ضروريًّا، ويتم اختيار الأسطورة بديلًا للحقيقة؛ لأنها تعين على الانتصاف من ذلك التاريخ. وفي ظل ذلك السياق لا تتعثر فقط في إقامة الحجج على صدق دعواها، بل تقوم باستصناع التاريخ وتزييفه؛ إذ لم تستطع تطويعه لخدمتها ليصبح جزءًا من قواعد لعبة سياسية تهدف للهيمنة، ممَّا يوقعها في التناقض العلمي والتاريخي، وأيضًا التناقض مع دعاويها الفكرية. ولا يخفى أن المجتمع المسيحي المصري، يمر الآن بأزمة نفسية حرجة ومعقدة، فمن جهة تحديد هويته اختار لنفسه نسبة (إيجي) أو (إيجه)، أقامها على فكرة أسطورية تزعم اختلاف الأصل العرقي بين المسيحيين والمسلمين، معتمدًا قراءة تاريخية مفادها أن المسلمين هم أحفاد الغزاة العرب المتوحشين، وبعد فتحهم لمصر تزاوجوا مع أعداد كبيرة من سكان مصر المسيحيين، بالإضافة إلى تحول جزء آخر من المسيحيين إلى الإسلام بسبب عجزهم عن دفع الجزية. وهكذا تستمر تلك الرؤية، حتى تخلص إلى أن سكان مصر الحاليين من مسيحيين هم السكان الأصليون للبلاد، والذين تعود أصولهم بدون أي (شوائب) عرقية إلى المصريين القدماء، أصحاب الحضارة الفرعونية، بينما لا يتمتع مسلمو مصر بهذا (النسب العريق) بسبب اختلاطهم.

نقاء العنصر

وتمضي الأسطورة حتى تصور القوم أنفسهم، وكلاء عن شعب مصر في ماضيه وحاضره، كما زينت لهم الأساطير أن شعب مصر كان على ما هم عليه من اعتقاد اليوم، كما تزين لهم اليوم أعدادًا وأحوالًا وأهوالًا، ليس لها واقع إلا في أذهانهم. فما هي الحقيقة؟ وما هي طبيعة الجغرافيا السكانية لمصر في ذلك الزمان؟ كم كان عدد المصريين حين الفتح الإسلامي؟ نقاء العنصر على الرغم من عنصرية الفكرة وسخافتها، ورفضها دينيًّا وحضاريًّا؛ إلا أنها لا تخدم مسيحيِّي بلادنا في دعواهم، فقد اختلط المصريون بشعوب شتى من المناطق المجاورة لهم، فلم يكن كل من كان يعيش في مصر قبل دخول الإسلام من أصل فرعوني، فسكان مصر كانوا عبارة عن خليط من أجناس وأديان وأعراق عدة، وأغلبهم كان من الإغريق واليهود، بالإضافة إلى أعداد من آسيا الصغرى، وكذلك العرب. يقول المؤرخ (د. محمد شفيق غُربال): (أعني بالمصري: كل رجل يصف نفسه بهذا الوصف، ولا يحس بشيء ما يربطه بشعب آخر، ولا يعرف وطنًا له غير هذا الوطن، مهما كان أسلافه غرباء عن مصر في واقع الأمر) [«تكوين مصر عبر العصور»: ص 14]، ثم يقول في بيانه للأسلاف: (الإغريق، واليهود، ومَن إليهم من الغرباء) [المصدر السابق: ص 27]. يؤكد ذلك ما هو ثابت من كون اليهود، والإغريق كانوا يعملون كمرتزقة في جيش (أبسماتيك الثاني) «593 - 589 ق. م»، إضافةً إلى أن ملوك الأسرة السادسة والعشرين، الذين كان أبسماتيك ينتمي إليهم، ذوو أصول ليبية (1)، وقد عُرف عصرهم بالعصر الصَّاوي؛ نسبة إلى (صا الحجر). ويذكر (د. مصطفى عبد العليم) أن: (ملوك العصر الصاوي، كانوا يشجعون الأجانب على القدوم إلى مصر؛ للاشتغال بالتجارة والجندية) (2).

وقد وقف أولئك اليهود، الذين كانوا يتمتعون بتمام الحرية، موقفًا سلبيًّا من المصريين حين (الغزو الفارسي) «525 ق. م» لها، وكذلك حين شاركوا في إخماد ثورة المصريين ضد الفرس (3)، وأما الإغريق فقد رحبوا بـ (الإسكندر)، واحتفوا به حال دخوله لمصر عام «332ق. م»؛ مما أوغر صدور المصريين ضدهم، ولذا لم يقبلوا الديانة المسيحية التي جاءتهم على يد المبشرين اليهود واليونان. (وما أن دخل الإسكندر الأكبر مصر؛ حتى حرص على فتح أبوابها للمهاجرين الإغريق، خاصة المقدونيين) (4)، وعلى الرغم من قصر الفترة التي قضاها بمصر، إلا أنها حولت مصر إلى فلك الحضارة الإغريقية. ثم قام (بطليموس) «305ق. م»، من بعده بإنشاء مدينة جديدة في صعيد مصر؛ ليوطن فيها الجنود المسرحين المقدونيين ... ومكانها الآن (المنشأة) بمحافظة سوهاج، ... وقد أقام هذه المدينة؛ لكي تكون مركزًا لنشر الحضارة الهيلينية في قلب مصر (5). وقد فعل الرومان نفس الأمر أيضًا؛ فقد كان الجندي بعد أن يقضي حوالي ربع قرن في الخدمة، يقوم بالتوطن في البلاد، وشراء الأراضي، وربما الزواج أيضًا في أثناء الخدمة، إلا أن الاعتراف القانوني كان يتم بعد الانتهاء من الخدمة بالجيش. وعندما تعلم أن مصر في عهد (أوكتافيانوس)، كان بها ما يزيد على اثنين وعشرين ألف جندي، وأنه انخفض في بعض الأوقات إلى 16 ألف و11 ألف؛ فلك أن تتخيل كمّ أولئك الجنود الغرباء الذين استوطنوا مصر على مدار ألف عام؟! 300 عام من حكم البطالمة، 320 عام تقريبًا من حكم الرومان، و 325 عام الحكم البيزنطي (6). ويذكر (بيللينى): (أن قبائل عربية كانت تعيش في برنيقى؛ وهي ميناء على البحر الأحمر، يعود الفضل في إنشائها إلى بطليموس الثاني) (7)، إضافة لما ذكره (سترابون) من أن مدينة (قفط)، كانت تعد مدينة عربية. وهكذا، فإن مصر لم تعرف العنصرية منذ القدم، وامتزجت بسماحتها مع جميع الأجناس، إلا أن الأكثرية كانت لليهود والإغريق القادمين من جزر (بحر إيجة)، والذين بلغوا من الكثرة حدًّا جعلهم ينازعون المصريين في بلادهم، وبخاصة الإغريق الذين قاموا بتغيير اسم البلاد من أرض مصر إلى أرض (إيجي) ـ إيجبتوس ـ،

كثرة اليهود والإغريق بمصر

وكذلك ما تم من تغيير لأسماء المدن، فمثلًا (إرسنيوي) بدلًا من (الفيوم)، و (بانوبوليس) بدلًا من (أخميم)، ... و (هيراكليوبوليس) بدلًا من (أهناسيا)، و (هرموبوليس) بدلًا من (الأشمونين)، إضافة إلى (نوكراتيس) و (بطلمية) وغيرها من المدن؛ مما يبين لك مدى ما كان للإغريق من غلبة على سكان مصر الأصليين، ويوضح عميق حزنهم وجرحهم من المسلمين حين فتحوا مصر؛ فعادت لأهلها وفقدوا ما كانوا عليه من غلبة وتمييز. كثرة اليهود والإغريق بمصر تقول (بتشر): (أن سكان مصر قبل استيلاء الرومان عليها؛ كانوا ثلاثة طوائف: اليونان واليهود والمصريين، وأن ذلك كان بسبب موجات الهجرة في العهد البطلمي، حتى أصبح كل فريق منهم أمةً أجنبيةً مُستقرة في البلاد، ممتازة بشريعتها ولغتها عن سواها) (8). ولك أن تتخيل ذلك، عندما تعلم أن المؤرخ اليهودي (يوسفيوس) ـ يوسف ـ ذكر أن عدد اليهود بمصر كان لا يقل عن مليون نسمة، في عهد (فلاكوس)، حاكم مصر عام 38م؛ وقد تابعته على ذلك (بتشر) في كتابها [«تاريخ الأمة القبطية» (1/ 8)]، وأضافت: (أنه في عام 70م، بعد سقوط الهيكل؛ اقتيد لمصر 97 ألف يهودي، ليعملوا في معادن مصر بالأخص، بالإضافة إلى عدد غفير تبعهم، رجاء أن يجدوا عونًا لدى يهود مصر الأغنياء) [المصدر السابق: (1/ 38)]. هذا مع العلم أن (يوسفيوس)، قدر عدد سكان مصر في ذلك الوقت بسبعة ملايين ونصف، أي أن ما يقرب من عشرين بالمائة من السكان كانوا يهودًا ولم يكونوا مصريين. وأما الإغريق فكانوا أكثر عددًا من اليهود، ولم يكونوا يرون أنفسهم أمة أجنبية كما تقول (بتشر)، بل منذ دخول الإسكندر لمصر؛ كانوا يرون أنفسهم أهل البلاد وأصحابها؛ وقد كانت السلطة تتعامل معهم أيضًا من هذا المنطلق، (فكانوا يتمتعون بجميع أنواع الحريات في ذلك العصر؛ من حمل للسلاح، وعضوية المجلس البلدي الشعبي، وغيرها من الحريات) (9).

أوضاع طبقات المجتمع المصري

أوضاع طبقات المجتمع المصري وعلى الرغم من أن الإغريق بعد دخول الرومان إلى مصر 31ق. م، وحتى الفتح الإسلامي قد فقدوا بعضًا من امتيازاتهم؛ إلا أنهم ظلوا في وضع أفضل من جميع السكان، ويليهم اليهود، فكانوا هم أصحاب المناصب والإقطاعات ـ أي الإغريق ـ، وكان يسمح لهم بالانخراط في الجيش أحيانًا، وكان يتم إعفاؤهم من الجزية، وغير ذلك من المزايا على العكس من المصريين الخُلَّص. ولذا حين دعاهم (المقوقس) إلى مصالحة المسلمين على دفع الجزية أنِفُوا، يقول (يعقوب نخلة): (أن المقوقس حين دعا قومه لمصالحة المسلمين على دفع الجزية؛ قالوا له على وجه الإنكار: سنكون عبيدًا لهم؟!؛ فأجابهم بقوله: نعم تكونون عبيدًا مُسلَّطِين في بلادكم، آمنين على أنفسكم وأموالكم وذراريكم) (10). ولا يأنف من دفع الجزية إلا من لم تكن هناك جزية مقرَّرة عليه، خاصة أنه من المعلوم أن (المقوقس) كان يدفع للروم تسعة عشر ألف ألف دينار ـ 19مليون ـ، وكان يجبيها من المصريين عشرون مليونًا؛ أما (عمرو بن العاص) رضي الله عنه، فقدر مقدار الجزية التي فرضها هو عشرة ملايين. فما الفارق بين أن تدفع (لعمرو) المسلم، أو تدفع (لهرقل) الهرطوقي، أو (لكسرى) الفارسي عابد النار؛ خاصة وأن ما تدفعه (لعمرو) أقل؟ الهوية الحقيقية لمسيحيِّي مصر وهذا يقودنا إلى الحقيقة المقررة تاريخيًّا وتخفى على الكثير من المصريين، وهي ما يصرح به كل من (لوفيفر) و ... (شميدت) و (شولتز) على أن المسيحية ظلت غريبة على أهل مصر الأصليين (11)، وإنما انتشرت بين الغرباء عن الأصول المصرية من اليهود واليونان.

يقول (جاك تاجر): (ظل الشعب القبطي بعد انتشار المسيحية على يد الرومان والبيزنطيين يعبد بحرارة آلهته الفرعونية، ويكرم آثار ماضية التليد ... كما أنه لم يقبل المسيحية إلا بتحفظ شديد، لأنها جاءته من الخارج) [«مسلمون وأقباط»: ص11]. يعرف ذلك من بين سطور كتب التاريخ، فيذكر (الشماس منسي): (أن بطرس الرسول أتى مصر لتبشير اليهود المتشتتين فيها كما هي خدمته، فتقابل معه مُرقس في مدينة بابيليون التي فيها حرر رسالته الأولى) (12). ومن المعلوم تاريخيًّا أن مدينة بابيليون أقامها اليهود القادمون من مدينة بابل الفارسية، واختصت بإقامتهم فيها، ولذا أطلق عليها اسمهم. فالهدف الأساس إذًّا هو (خراف بني إسرائيل الضالة، وأما إلى طريق أمم فلا يذهبوا)، ولذا كتب (مُرقس) المبشر بالمسيحية في أرض مصر إنجيله باليونانية (الإغريقية) التي كانت هي لغة اليهود في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت، والتي كانت التوراة ترجمت إليها في وقت سابق، فيما عرف بالتوراة السبعينية أو الترجمة السبعينية، والتي صارت نصًّا مقدسًا. ولذا اتخذ (مُرقس) من الإسكندرية مقرًّا لخدمته، حيث كانت حينذاك تعج باليهود، إضافة إلى اليونان وأجناس أخرى مختلفة من مصريين وحبش ونوبيين وغيرهم. وتقول (بتشر) أن: (اليهود بعد أن قمعت ثورتهم - كانت في الفترة من 115م إلى 117م - في عهد الإمبراطور ترجان؛ أصبحوا يعتنقون الديانة المسيحية أفواجًا أفواجًا) [«تاريخ الأمة القبطية» (1/ 45)]، فلعل ما ذكرته (بتشر) يكشف لِم يستنجد المتظاهرون منهم بشارون وبوش؟ إضافة إلى كون البطريرك الأول لكنيسة الإسكندرية بعد مُرقص (أنيانوس) أو (حنانيا) كان يهوديًّا (13).

وأما اليونان (الإغريق) فقد دخلوا في الدين الجديد أفواجًا أفواجًا أيضًا، يقول (منسي): (وفي عهد البابا أنيانوس نجحت التعاليم المسيحية، واتَّسع نطاقها، وتمذهب بها الكثيرون من أرباب المناصب العالية والأكابر والأعيان، وبعض رجال الدولة) [ص: 29]، وهؤلاء الأكابر وأصحاب المناصب إنما كانوا إما من الإغريق أو الرومان. وتتضح الصورة أكثر إذا ما نظرت في قائمة أسماء آباء كنيسة الإسكندرية، أو مديري المدرسة اللاهوتية، فلا تجد غير الأسماء اليونانية، فمثلًا (إكليمنضس) مدير المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، تقول (بتشر) في حقِّه: (اسم هذا الرجل الشهير هو ‹ تيطس فلافيوس إكليمنضس ›، وفيه إشارة إلى وجود بعض الصلة بالعائلة الإمبراطورية) (14)، وللعلم فإن (تيطس) هو اسم روماني خالص. وكذلك أستاذه (بنتيوس) وأول مدير لمدرسة اللاهوت كان صِقليًّا، وهكذا إذا استعرضت باقي القائمة لم تظهر إلَّا الأسماء ذات الصبغة اليونانية (أوريجانوس)، (ألكسندروس)، (أثناثيوس)، (ديمتريوس)، ... ألخ، واليهود كانوا قد درجوا في العصر الهيلينسي والروماني على استخدام الأسماء الإغريقية والرومانية، بعكس المصريين الخلص، أما أبناء الزيجات المختلطة بين المصريين واليونان فكانت أسماؤهم إغريقية أيضًا. ونظرًا لغلبة الجنس الإغريقي واليهودي على مسيحيي مصر أصدر الإمبراطور (ساويرس) في سنة 202م أمرًا يُحرِّم فيه على رعاياه الدخول في الديانة المسيحية أو اليهودية في مستقبل الأيام (15)، حيث كان يخشى الأباطرة في ذلك الحين من أن تجمع هؤلاء رابطة الدين الجديد وتشجعهم للخروج عليه، إذ أن اليهود كانوا دائمي الثورة على الرومان، والإغريق كانوا ينقمون على الرومان لأنهم سلبوهم ملكهم وسلطانهم من وجهة نظرهم، وتلك الأسباب هي التي جرَّت على المسيحيين من اليهود واليونان الويلات والاضطهاد التي لم يعانيها مسيحيِّو روما وسائر مسيحيي الإمبراطورية، وذلك لانتفاء الأسباب السابقة في حقهم (16). وهكذا ظلت المسيحية غريبة على الشعب المصري وكهنتهم، الذين حرَّضوا الإمبراطور (فاليريان) على اضطهاد المسيحيين «257م-260م» لما بينهم من العداء، وبخاصة إنكار الكهنة المصريين لمسألة الصلب (17). وأما المصريون الخُلَّص من الفلاحين فلم يكن يأبه لهم، أي من السلطة أو الإغريق أو اليهود، ويؤكد ذلك ما وقع من اضطهاد عام للمسيحيين في الإمبراطورية لما كثرت محاولات الخروج على السلطة في بلدان عدة بأنحاء المملكة، وربما عانت

الغرباء يكرهون أهل البلاد على ترك ديانتهم

مصر منه بصورة أشد من غيرها، وهو ما عرف باضطهاد (دقلديانوس) وتطلق عليه الكنيسة عصر الشهداء؛ ولقد قاسى من هذا الاضطهاد علية القوم وأكابرهم، وكان منهم كبار موظفي وضباط الجيش والأغنياء، ومن المعلوم أن المصريين الخُلَّص كانوا محرومين من الخدمة في الجيش، أو تقلد الوظائف الرسمية بالدولة؛ ولذا فطبقة المسيحيين من العمال والفقراء والذي كان أغلبهم من المصريين لم يمسهم كبير سوء (18). الغرباء يُكرهون أهل البلاد على ترك ديانتهم وحقيقةً أن السوء قد مس المصريين الخُّلَص من المسيحيين والوثنيين على حد سواء، حين أعلن الإمبراطور الروماني ... (ثيوديوس) في عام 391م المسيحية ديانة رسمية، ولكن طبقًا لـ (قانون الإيمان النيقاوي)، والذي ينص على تأليه المسيح: يقول (جاك تاجر) أن: (مسيحيِّو مصر تركوا ديانة أجدادهم مكرهين، لأن ديانة الفراعنة ومعابد الفراعنة وآلهة الفراعنة كانت تذكرهم بمجد مصر في مختلف عهودها) [«مسلمون وأقباط»: ص11]. أي أن المصريين بدايةً من القرن الخامس إنما دخلوا في المسيحية مكرهين، حينما تم الاستيلاء على معابدهم وحولت إلى كنائس وأديرة، تلك المعابد التي هي ملك للمصريين، وليس لليونان واليهود فيها أي حق حتى وإن كانوا مسيحيين، حيث يقول (جاك): (ولما زالت عبادة الأصنام، وكفت السلطة عن حمايتها، لم يستطع المصريون تلافي المسيحية) (19). هذا بالنسبة للوثنيين، أما المسيحيون من المصريين الخُلَّص فحدث ولا حرج، حيث كانوا يختلفون عن اليهود والإغريق في المعتقد وفي الأناجيل المعترف بها، يرشد إلى ذلك مجموعة المخطوطات التي وجدت بالقرب من نجع حمادي بمحافظة قنا، التي تقع في أقصى جنوب مصر، وفي ذلك دلالته، إذ أنها لم توجد بمدينة الإسكندرية ذات الأغلبية اليونانية والهوية الإغريقية، أو في بطليمية (سوهاج)، أو إرسينوي (الفيوم)، أو غيرها من المدن التي كان يكثر بها أولئك المسيحيون الأغراب، وإنما وجدت في مدينة بعيدة عن السلطة المركزية، ويضعف فيها سلطان أولئك القائلين بالصلب وألوهية المسيح، في حين أن تلك المخطوطات تهزأ من تلك المعتقدات. ففي بعض مما ورد بمكتبة نجع حمادي القبطية عن موت يسوع المسيح في كتاب «كشف بطرس Apocalypse of Peter» يقول الكتاب الذي لا يحتوي على فقرات مرقومة: (وقلت ما هذا الذي أراه يا سيدي؟ أهذا أنت نفسك الذي

يأخذونه؟ وأنت الذي تمسكني بقوة؟ أو من هذا الشخص الذي يضحك سعيدًا أعلى الشجرة؟ وهل هو شخص آخر الذي يخرقون يداه وقدماه؟ قال المُخَلِّص لي: هذا الذي تراه على الشجرة يضحك سعيدًا هو المسيح الحي، وهذا الذي يدقون المسامير في يديه وقدميه هو جسده المادي الذي هو البديل، يوضع في العار الذي بقي في شبهه، لكن انظر إليه وانظر إلي، وعندما نظرت قلت: سيدي، لا أحد ينظر إلينا، دعنا نغادر هذا المكان). وفي كتاب آخر بعنوان «المقالة الثانية ليست الأكبر» يقول: (كان شخص آخر، أباهم الذي شرب المرارة والخل، لم يكن أنا، ضربوني بالقصبة، كان آخر، سيمون الذي حمل الصليب على كتفه، وكنت شخص آخر غير الذي وضعوا إكليل الشوك على رأسه، وكنت أنا مبتهجًا في الأعالي فوق ثروة حاكمهم، ونسل خطاياهم ومجدهم الزائف، أضحك لجهلهم). وفي كتاب آخر بعنوان «مقالة القيامة» فإن المسيح مات كأي شخص آخر، ولكن روحه المقدسة هي التي لا يمكن لها أن تموت. كما أنها لم تكن تزين بالصليب الروماني الذي كان يمثل آلة الإعدام لعقاب الخارجين على قانونها، وإنما نقش عليها ما يقولون عنه بالصليب ذي الرأس البيضاوي، وهو ما كان معروفًا لدى المصريين بمفتاح الحياة، وأما أسماء الكتب فهي ... «إنجيل المصريين»، و «إنجيل تحتمس»، و «إنجيل يحمس»، وهذه كما ترى أسماء مصرية خالصة، وليست يونانية كالتي تطالعك في قوائم أسماء بطاركة الإسكندرية، إضافة إلى «إنجيل فيليب» و «يهوذا» و «مريم». فتلك كانت عقائد المصريين الخُلَّص وأناجيلهم، والتي اعتبرها كل من (أوريجانوس) و (جيروم) أنها من الكتابات المزورة، ومع ذلك فقد بلغت الآفاق طيلة القرن الرابع، (وهو ما عرف بمذهب أريوس - الأريسيُّون -)، تقول (بتشر): (أن الإنجيل الذي كان ينسب للمصريين ... نشر حينئذ في البلاد بكل حرية، وبدون أدنى معارضة من تلك الكنيسة المسيحية) (20). وقد تم دفن تلك الكتب حين بدأ اضطهاد أهل ذلك المذهب، وذلك في بداية القرن الخامس كما قدمنا آنفا، وعلى الرغم من قصر الفترة التي تمتع بها أصحاب ذلك المذهب من حرية؛ فقد برع من المصريين فيه الأسقف (جرجس) المعروف باسم (مارجرجس) وهو بالأساس أريوسي المعتقد (21).

ولكن .. كلمة أخيرة

وكان (للأريوسيين) بمصر ثلاث كنائس باسمه، والذي قتله الوثنيون لشدته عليهم، وقد صُوِّرَ راكبًا على ظهر جواد وتحت سنابكه تنين قد أغمد فيه سيفه، في إشارة إلى تغلبه على (أثناسيوس) - صاحب قانون الإيمان النيقاوي - بقوته ومهارته، ومن هذه الكنائس (كنيسة مارجرجس) المقامة داخل أسوار القلعة الرومانية بمصر القديمة، وكذا الكنيسة المقامة بمصر الوسطى بسوهاج (بطليمية) وقد تغلب اسم القديس الأريوسي المصري على الاسم اليوناني، فصارت تدعى (جِرْجَا) إلى يومنا هذا (22). وما أن بدأ اضطهاد المصريين من أصحاب المذهب الأريوسي حتى تم الاستيلاء على تلك الكنائس من قِبل المسيحيين ذوي الأصول اليونانية واليهودية. فهل يملك مسيحيُّو اليوم الشجاعة ويتقدموا لأهل البلاد من المصريين بالاعتذار عما أصابهم من بلاء على أيدي أجدادهم، أم أن العرق دساس؟ عمومًا نحن بالسماحة المصرية المعهودة والتي عَمَّقها الإسلام نغلق ملف الماضي، ولا نبحث عن أصول أقوام مضى عليهم ما يقرب من ألفي عام، سواء أكانوا مصريين أم إغريق أم يهود فالجميع اليوم مصريون. ولكن .. كلمة أخيرة إن عودة العرب لمصر هي عودة لنقاء العنصر لمن يبحث عن نقاء العنصر، حيث أن العرب نصفهم مصري، إذ أن العرب هم من أبناء إسماعيل عليه السلام، الذي هو بدوره ابن إبراهيم عليه السلام وهاجر رضي الله عنها المصرية الخالصة ولو كانت العقائد يُدان بها من أجل الجنس؛ لكان الإسلام هو أولى ما يدين به المصريون، والله عز وجل يقول: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

مراجع الملحق رقم (2)

مراجع الملحق رقم (2): (1) انظر مصر في عصري البطالمة والرومان، أبو اليسر فرج، ص (25) وما بعدها. (2) اليهود في مصر في عصري البطلمة والرومان، ص (5)، تاريخ مصر في عصر البطالمة، إبراهيم نصحي، (2/ 156). (3) اليهود في مصر في عصري البطلمة والرومان، ص (15،10،9). (4) تاريخ وحضارة مصر القديمة، سمير أديب، ص (263). (5) تاريخ وحضارة مصر القديمة، سمير أديب، ص (271). (6) راجع مصر في عصري البطالمة والرومان، أبو اليسر فرج، ص (163،220) وما بعدها. (7) محمد بيومي مهران. (8) تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 2). (9) تاريخ وحضارة مصر القديمة، سمير أديب، ص (271). (10) تاريخ الأمة القبطية، يعقوب نخلة، ص (43 - 44). (11) مسلمون وأقباط، جاك تاجر، ص (10). (12) تاريخ الكنيسة القبطية، الشماس منسي، (10). (13) تاريخ الأمة القبطية، يعقوب نخلة، (1/ 34). (14) تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 62). (15) راجع تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 64). (16) راجع تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 75 - 76). (17) راجع تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 125). (18) راجع تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 183). (19) مسلمون وأقباط، جاك تاجر، ص (12). (20) تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 61). (21) تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 174). (22) تاريخ الأمة القبطية، بتشر، (1/ 174،2/ 18). المصدر - بتصَرُّف وإضافة يسيرة -: http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/1911/

§1/1