كناشة النوادر

عبد السلام هارون

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم تقديم عشنا دهرا في زمان قوامه الصراع الدائم بين الدعوة الحقة والدعوات المتطرفة الي كل مايثير الأحرارمن نبذ للعروبة والعربية ودعوة عارمة الي الشعوبية والي العامية بلغت ذروتها في اصدار بعض الصحف السيارة في مصرنا العزيزة باللغة العامية وهو واقع سجله التاريخ ولا تزال آثاره باقية في سجل لا يستطاع محوه من صحيفة معروفة متداولة مجني عليها وكان هذا امرا محزنا حقا. وعشنا كذلك في زمان دعا فيه بعض الأفراد ممن اضطرتهم الظروف ان يعدلوا مسارهم من الإلحاد الظاهر الي الكتابة في مجال الايمان بل في مجال التصوف وتمجيد الإسلام وابطال الإسلام ويقولون: عفا الله عما سلف والله اعلم بما صنعوا! كان هذا قدرنا وهذا عصرنا الذي اظلتنا ظلاله القاتمة السود وكانت فتنة هزمها الحق وقوض دعائمها الهشة تقويضا واتي الله بنيانهم من القواعد وكانت نفوسنا الشابة حينئذ تأسي لهؤلاء القوم الين بغوا وابتغوا ان تنتكس الراية وتنتصر دعوة سادتهم اعداء العروبة والدين من صغار المستشرقين ومغرضيهم. وحاولوا تشويه اللغة بل وأدها بإشاعة العامية اشاعة عامة ونزلوا في دعوتهم نزولا مبتزلا بمحاولتهم الطعن في الكتابة العربية ودعوتهم الي الكتابة بالحروف اللاتينية ثم عدلوا بعد هزيمتهم في ذلك وشمروا عن سواعدهم مرة اخري زاعمين انهم يصلحون عيوبها - فيما تزعم عيونهم

المريضة - بتطوير الكتابة العربية والرسم العربي وافتنوا في ذلك فنونا هزيلة هازلة باعتصار رءوسهم الدليلة لتبتدع حروفا جديدة للطباعة ولصندوق الحروف الطباعية وللرسم العربي والإملاء العربي فباءوا بخزي بالغ وكاد نباحهم البغيض ان يختفي من الوجود ولم يستطيعوا ان يحققوا مأرب سادتهم الذين ارادوا في خدعة خفيت علي عبيدهم وهي ظاهرة واضحة لنا ان يقطعوا الصلة بيننا وبين تراثنا العربي بمختلف مقوماته التاريخية والدينية واللغوية والأدبية. وخلقنا الله احرارا فلم نقع في اسرهم ولا نالت ايدهم ورماحهم مما وطنا انفسنا عليه من حفاظ علي مقوماتنا الخالدة فكان اتجاهنا قديما - نحن الشبان الأحرار - كاتجاه الشعوب العريقة ان نحترم تراثنا احتراما لنبني عليه حاضرا تحفه السلامة والقوة والعزة والكرامة وكان النصر لنا. من هنا كان حرصنا علي هذا التراث العربي الذي هو مفخرة الدنيا بين السوالف التراث في كل الدني. واكبنا التطور العالمي في مختلف زواياه المعاصرة لم نتخلف عنه وفي ايماننا وقلوبنا تراثنا نحرص عليه حرص الشحيح علي ماله وبدأنا نجلوه علي ضوء العصر في امانة ونكشف الكنوز منه كنزا اثر كنز فاذا العرب والأسلاف والفكر العربي في الذري واذا امس واليوم قرنان متقاربان ومن يشابه ابه فما ظلم. وكانت: كناشة النوادر التي اقدم اليوم طاقة منها جزءا من تلك الصورة المشرقة للتفكير العربي العزيز واالحضارة الإسلامية الفارعة وتحفة لمن يؤمن بتراثه وهاديا لم ضل به الطريق عن الإيمان بمعدنه الأصيل وسالفه المضئ والحمد لله علي ما انعم عبد السلام محمد هارون غرة ربيع الثانى 1405 هـ 23من ديسمبر 1984 م

من كناشة النوادر تراثنا العربي زاخر بأنواع شتي من المعارف بها جلاء لكثير من غوامض العلم كما انه مشحون بالطرائف وغذاء الذهن والروح واللسان ايضا. وقد كان من سوالف الأقضية ان اقيد تلك الشوارد ما استطعت الي ذلك سبيلا فإن الحكيم العربي كان يقول وقوله الحق: العلم صيد والكتابة قيد. واذا ضاع القيد ذهب الصيد. وكثيرا ما يقرأ الإنسان شيئا فيعجبه ويظن انه قد علق بذاكرته فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فانتهي الي حيرة في استعادته واسترجاعه. والباحثون ولاسيما في ايامنا هذه يقيدون هذه المعارف في جذاذات يرجعون اليها عند الحاجة ولكني سلكت طريقا اوثق من طريق الجذاذات هو دفتر الفهرس وهو الذي سميته: كناشة النوادر. اقيد فيها رءوس المسائل مرتبة علي حروف الهجاء مقرونة بمراجعها وقد وجدت ان هذه التسمية مع ما فيها من التوليد او التعريب اقرب في الدلالة وادق في التعبير.

ففي القاموس: كناشات بالضم والشد: الأصول التي تتشعب منها الفروع. وعلق صاحب تاج العروس بقوله: نقله الصاغاني عن ابن عباد. واذن فهنا اصل عربي يولد منه كناشة الأوراق. ويعقب عليه صاحب التاج ايضا بقوله: قلت ومنه الكناشة الأوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط هكذا يستعمله المغاربة واستعمله شيخنا - يعني ابن الطيب الفاسي اللغوي - في حاشيته علي هذا الكتاب كثيرا. يعني حواشي ابن الطيب علي القاموس اما الخفاجي: في شفاء الغليل. فيضبطه بلفظ كناش. بضم الكاف وتخفيف النون بزنة غراب ويقول: انه لفظ سرياني معناه المجموعة والتذكرة وقد وقع هذا اللفظ كثيرا في كلام الحكماء وسموا به بعض كتبهم. وببحثي في: اخبار العلماء بأخبار الحكماء. للقفطي المتوفي سنة 646 وجدته يذكر الطبيب: يوسف الساهر ويقول: كان طبيبا في ايام المكتفي الخليفة العباسي المتوفي سنة 295. ثم يسرد من تصانيف يوسف الساهر هذا: كتاب الكناش. وقال انما سمي الساهر لأن سرطانا كان في مقدم رأسه فكان يمنعه النوم فلقب الساهر من جل ذلك. وقول القفطي: واذا تأمل متأمل كناشة رأي فيه اشياء تدل علي انه كان به هذا المرض.

جراحة التجميل:

فهذا من اقدم التسميات كما ان من اقدمها ما عثرت عليه في كشف الظنون من الكناش المنصوري للطبيب المعروف محمد بن زكريا الرازي المتوفي سنة 311 صاحب الحاوي والطب الملوكي الف هذا الكناش للأمير منصور بن اسحاق بن احمد الساماني المتوفي سنة 302. وكذلك كناش اعين بن اعين الطبيب المصري المتوفي سنة 385. واعتقد اني بذلك قد اطلت واستطردت في تعليل تسمية مذكراتي هذه باسم: كناشة النوادر. ولكني بذلك لم اخرج عن موضوع محاضرتي هذه. وقد قيدت في هذه الكناشة علي مدي اشتغالي بالبحث والتحقيق زهاء نصف قرن نحو ثلاثة آلف مذكرة هي رءوس مسائل ارجو ان مد لي في اجل الحياة ان انشرها مفصلة علي هذا النحو الذي اشرف بتقديمه. فمن طريف ما قيدته في هذه الكناشة تفكير اسلافنا القدماء في امور حضارية يزهو بها عصرنا الحاضر ويعدها من مفاخره. جراحة التجميل: جاء في ترجمة الصحابي الجليل المقداد بن الأسود الكندي انه كان عظيم البطن وكان له غلام رومي فقال له: اشق بطنك فأخرج شيئا من شحمه حتي تلطف- اي تصير رشيقا - فشق بطنه.

محو الأمية:

ثم خاطه. فمات المقداد وهرب الغلام. ولعل هذا اول تفكير في جراحة البطن للتجميل نسمع به في عالمنا العربي القديم الذي سبق العالم الغربي في كثير من امهات الحضارة. محو الأمية: كان العرب حراصا علي ادماج ابنائهم في التعليم ولاسيما حفظ القرآن الكريم بل علي اجبارهم عليه استجابة لأمر الكتاب فاذا افلت احدهم من قيد التعليم صغيرا رد اليه كبيرا. جاء في جمهرة انساب العرب لابن حزم في ذكر خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قوله: وهو الذي امر به يزيد بن عبد الملك ان يحمل الي الكتاب حتي يتعلم القرآن مع الصبيان فمات كمدا. فهذا سبق عربي في الحرص علي استدراك تعليم من فاته التعليم وفي حرص الولاة علي تعميم التعليم. تنظيم خدمة العملاء: يزدحم الناس علي العامل او التاجر فيحدث ذلك اضطرابا او تذمرا او صراعا لا يعالجه الا تنظيم العملاء وهو الذي انتهي الامر فيه في مدنيتنا الحديثة بنظام الصفوف كما وهو واقع الآن في التموين

خيال الظل:

والمصارف ودور اللهو ونحوها. فلننظر الي هذا النص من كتاب الحيوان للجاحظ. وكان اهل المربد يقولون: لا نري الإنصاف الا في حانوت فرج الحجام لأنه كان لا يلتفت الي من اعطاه الكثير دون من اعطاه القليل ويقدم الأول ثم الثاني ثم الثالث ابدا حتي يأتي علي اخرهم علي ذلك يأتيه من يأتيه فكان المؤخر لا يغضب ولا يشكو. خيال الظل: وهو الأصل الأول للسينما المعاصرة اذ تتحرك الأشخاص والأشكال خلف ستر وقد سلط عليها الضوء فتبدو صورها متحركة من خلف الستر. ومن اقدم النصوص التي سجلت فيها هذه الظاهرة قول ابن الجوزي المتوفي سنة 597 اي منذ ثمانية قرون: اينا خيال الظل اعظم عبرة لمن كان في اوج الحقيقة راقي شخوص واشكال تمر وتنقضي وتفني جميعا والمحرك باقي. رايات العرب: قد نظن ان رايات العرب كانت ساذجة تتميز باختلاف الوانها فحسب والواقع انه كان لمختلف القبائل في اعلامها رموز واشارات

اعياد الميلاد:

خاصة قال المرزوقي في شرح المفضليات: كانت راية تميم علي صورة العقاب وراية بني اسد علي صورة الأسد. اعياد الميلاد: وجدت الاحتفال بها قديما قبل سنة 209 وعلي صورة رائعة غير ما نشهده اليوم. قال المبرد: كان سعيد بن سلم اذا استقبل السنة التي يستقبل فيها عدد سنيه اعتق نسمة وتصدق بعشرة الاف درهم: فقيل لميني: ان سعيد بن سلم يشتري نفسه من ربه بعشرة الاف درهم فقال المديني: اذن لا يبيعه. وكانت وفاة سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي سنة 209 كما في النجوم الزاهرة. وقد نظن ان الاحتفال بعيد ميلاد المسيح بدعة حديثة وفي الحق انه بدعة قديمة جدا ففي كتاب التحف والهدايا للخالديين: كتب الحسين بن الضحاك الي احمد بن يوسف الكاتب ليلة عيد الميلاد يستهديه شمعا:

المرأة:

وليلة ميلاد عيسي المسيح قد طالبتني بميثاقها فهذه قدوري علي نارها وفاكهتي ملء اطباقها وبنت الدنان فقد ابرزت من الخدر تجلي لعشاقها فكن مهديا لي فدتك النفوس فجودك ممسك ارماقها نظائر صفرا غدت فتنة بلطف انامل حذاقها ومثل الافاعي اذا الهبت وللروم زرقة احداقها ولم ارمن قبلها انفسا تذيب الجسوم بإحراقها وان مرضت لم يكن برؤها بشئ سوي ضرب اعناقها. وكانت وفاة احمد بن يوسف الكاتب وزير المأمون سنة 213. المرأة: من اعجب ما وجدته في النصوص القديمة ما ذكره صاحب القامون في مادة حسن انه كان لعبد الملك بن مروان وهو من هو مرجلة تتعهد شعره وترجله ولا يقف صاحب القاموس عند ذلك بل يعين اسمها فيقول: واسمها حسينة. وهذا مظهر حضاري ليس من السهل ان يدور بخلد احد من الباحثين. وحسينة ايضا: علم نادر من اعلام النساء لم اجد نظيره الا في حسينة اليسارية صاحبة ابن مياده الشاعر وكانت جميلة منسوبة الي ال يسار من موالي عثمان رضي الله عنه وكانت حسينة هذه عند رجل من قومها يقال له عيسي بن ابراهيم بن يسار وكان ابن ميادة يزورها وفيها يقول

اضخم مسيرة للنساء:

: ستأتينا حسينة شئنا وان رغمت انوف بني يسار. ودخل عليها زوجها عيسي يوما فوجد ابن ميادة عندها فهم به هو واهلها فقاتلهم ابن ميادة وعاونته عليهم حسينة صاحبته حتي افلت وقال في ذلك: لقد ظلت نعاونني عليهم صموت الحجل كاظمة السوار وقد غادرت عيسي وهو كلب يقطع سلحه خلف الجدار. اضخم مسيرة للنساء: كانت وفاة الإمام العظيم احمد بن حنبل في بغداد سنة 241 مثار حزن واسي في ربوع بغداد ووقع المأتم والنوح في اربعة اصناف من الناس: المسلمين واليهود والنصاري والمجوس كما يقول البغدادي في تاريخ بغداد: ويروي بسنده الي بنان بن احمد القصباني انه حضر جنازة احمد بن حنبل مع من حضر قال: فكانت الصفوف من الميدان الي قنطرة ربع القطعية وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة الف ومن النساء ستين الف امرأة فأي ضخامة هذه واي حضارة تلك واي تنسيق واي نظام؟؟

نص نادر في النساء: اورد البخاري في كتاب المغازي في غزوة الطائف ان ام سلمة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي - صلي الله عليه وسلم - وعندي مخنث فسمعه يقول لعبد الله بن امية: يا عبد الله أرأيت ان فتح الله عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان وقال النبي صلي الله عليه وسلم: لا يدخلن هؤلاء عليكم. والذي يعنينا في هذا النص هو تفسير تقبل بأربع وتدير بثمان. ما الأربع وما الثماني؟ وكثيرا ما سئلت عن هذا التأويل وقد اورده ابن حجر في فتح الباري وقال معناه انها تقبل بأربع من العكن والعكنة بضم العين: ما انطوي وتثني من لحم البطن سمنا واما ادبارها بالثماني فلأن اطراف العكن الأربع التي في بطنها تظهر ثمانية في جنبيها اربعة عن يمين واربعة عن الشمال. وقد عثرت علي رواية اخري في اللسان ستت: فإنها تمشي علي ست اذا اقبلت وعلي اربع اذا ادبرت. يعني بالست يديها وثدييها ورجليها اي انها لعظم ثدييها ويديها كأنها تمشي مكبة والأربع رجلاها واليتاها وانهما كادتا تمسان الأرض لعظمهما.

تأصيل بهض الكلمات:

تأصيل بهض الكلمات: 1- البلاط بمعني قصر الملك او الخليفة. كثيرا ما كنا نقرأ تشريفات البلاط اخبار البلاط البلاط الملكي والمعروف في اللغة ان البلاط كسحاب: الأرض المستوية الملساء وهو ايضا الحجارة التي تفرش في الدار. وهو كذلك كل ارض فرشت بالحجارة او بالآجر وفي اللغة ايضا ان البلاط اسم لعدة مواضع وقري منها بلاط مدينة الرسول الكريم بين المسجد والسوق وهو موضع مبلط فالكلمة عربية قديمة كما ان استعمالها بمعني القصر القديم جدا كذلك وجدته عن المسعودي المتوفي سنة 345 عند الكلام علي انتزاع نقفور الملك من ريني امرأة اليونه ابن قسطنطين في سنة 187 وهي في بلاط بنته بالقسطنطينة يقول المسعودي: والبلاط القصر وفي هذا البلاط ميناء عليه سلسلة فيه ينزل رسل العرب اذا قدموا للفداء. وجاء في المعجم الوسيط ان البلاط قصر الحاكم وحاشيته وذكر ان الكلمة معربة والقول بأنها معربة مع انها عربية اللفظ وعربية الاستعمال امر يحتاج الي تصحيح. فقد ورد في تسمية المواضع العربية بيت البلاط من قري دمشق بالغوطة وكذلك البلاط: قرية بحلب يقول فيها الشاعر: لولا رجاؤك مازرنا البلاط ولا كان البلاط لنا اهلا ولا سكنا

البوري ضرب من السمك:

ودار البلاط موضع بالقسطنطينة كان سيف الدولة يحبس فيه الأسراء وقد ذكره المتنبي في شعره كما ذكره ابو العباس الصفري شاعر سيف الدولة وكان محبوسا فضربه مثلا وقال: اراني في حبسي مقيما كأنني ولم اغز في دار البلاط مقيم. ومابالنا نذهب بعيدا وشاعرنا الجاهلي ابو داود الإيادي بذكر البلاط بمعني القصر المشيد في قوله: واري الموت قد تدلي من الحضر علي رب اهله الساطرون صرعته الأيام من بعد ملك ونعيم وجوهر مكنون ولقد كان في كتائب خضر وبلاط يشاد بالآجرون. البوري ضرب من السمك: وهي تسمية من السمك شائعة في مصر وقد يظن بعضهم انها تسمية حديثة حتي ذهب كثير الي انها نسبة الي بورسعيد وانما هي تسمية قديمة جدا يرجع العهد بها الي ما قبل زمن ياقوت بن عبد الله الحموي المتوفي سنة 626 قال في المعجم البلدان: بورة: مدينة علي ساحل بحر مصر قرب دمياط تنسب اليها العمائم البورية والسمك البوري ومنها محمد بن عمر بن حفص البوري. الشوربة والشوربجي: الشوربة هي بالعربية الحساء او المرق ولا علاقة لها بمادة شرب العربية

جاء في الفتح الوهبي وهو شرح لتاريخ ابي نصر العتبي عند مجاعة وقعت بنيسابور سنة 401: الشورباجه فارسي معرب بمعني المرق: وانشد قول ابي محمد الزوزني: والباب اغلقه عليك موثقا منه رتاجه لا يتقتضيك الجائعون فيطبخونك شورباجه. وفي معجم استينجاس ان شورباج تعريب للفارسة القديمة شوربا ومن طرق التعريب عند العرب زيادة الجيم في نهاية الكلمات المعربة كمال قالوا في موزة بمعني الخف موزج وفي نشاسته بمعني النشا: نشاستج وفي بنفشه لتلك الزهرة بنفسج وفي نبهره بمعني الباطل بهرج وفي ديبا لضرب من الحرير ديباج. اما الشوربجي فهي نسبة تركية الي الي شوربا لصانعها او القيم عليها. والمعجم الوسيط يجعل الشربة عربية مولدة اذ قال الشربة الحمرة في الوجه ومقدار مايروي من الماء والحساء مولد والحق انها في استعمالها بمعني الحساء معربة تعربيا حديثا مأخوذة من التركية الآخذة من الفارسية. وعربيتها: المرق والحساء.

الفذلكة:

الفذلكة: في القاموس: فذلك حسابه انهاه وفرغ منه مخترعة من قوله اذا اجمل حسابه: فذلك كذا وكذا. وهذا اشارة الي ان الكلمة منحوته. ومرجع صاحب القاموس هو نص الصاغاني المتوفي سنة 650 في التكملة 5: 227 وبعده في التكملة: وهذه الكلمة مثل فهرس الأبواب فهرسة الا ان فذلك ضارب بعرق في العربية. وصاحب القاموس والصاغاني كلاهما لم ينص علي الفذلكة وان كان مفهوما انها جملة الحساب والعدد. وذكر المعجم الوسيط الفذلكة وفسرها بأنها مجمل ما فصل وخلاصته وقرنها بعبارة محدثة مع ان الكلمة مولدة توليدا قديما جدا فقد وجدتها في الفهرست لابن النديم بمعني نهاية التأليف وحصيلته قال في ترجمة ابي عمر الزاهد المتوفي سنة 345: ثم جمع الناس علي قراءة ابي اسحاق الطبري وسمي هذه القراءة الفذلكة. وكانت وفاة ابن النديم ايضا سنة 385 فالكلمة عمرها اكثر من الف سنة وليست محدثة كما ذكر المعجم الوسيط.

كلمة الصابون:

كلمة الصابون: في المعجم الوسيط ان الصابون الذي تغسل به الثياب والأبدان ونحوها كلمة دخيلة وفي القول بأنها دخيلة نظر فصنيع صاحب القاموس يفهم منه ان الكلمة عربية اذ يقول: والصابون معروف حار يابس مفرح للجسد. وصاحب شفاء الغليل لم يذكره في قليل او كثير وهو ايحاء بأنه عربي. اما الجواليقي في المعرب فقال انه اعجمي يعني انه معرب وهو في ذلك موافق لابن دريد 321 الذي قال في الجمهرة: فأما طالوت وجالوت وصابون فليس بكلام عربي فلا تلتفت اليه وان كان طالوت وجالوت في التنزيل فهما اسمان اعجميان وكذلك داود. وقال صاحب اللسان: والصابون الذي تغسل به الثياب معروف قال ابن دريد: ليس من كلام العرب. وجاء الأزهري بعد ابن دريد بنحو نصف قرن فذكر انه معرب وكان الصابون معروفا زمان ابن قتيبة المولود سنة 312 يقول في كتابه المعارف: واول من عمل الصابون سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام.

في مجال التعبير:

فكيف يقال في كلمة مثل هذه انها دخلية؟ لعل اقل ما توصف به انها معربة ومعربة تعريبا قديما أصيلا. ولقد أنصفها العلامة ابن الطيب الفاسي شيخ صاحب تاج العروس إنصافا بينا قال صاحب تاج العروس: قال شيخنا - يعني ابن الطيب -: هو مما توافقت فيه جميع الألسنة العربية والفارسية والتركية وغيرها. ولقد ذهب استينجاس في معجمة 777 الي ان الكلمة في الفارسية مأخوذة من العربية ورمز لها بالرمز A في مجال التعبير: كثيرا ما يحار المرء في اختيار اللفظ او العبارة ليعرب عما في نفسه. 1- مثال ذلك ان يريد البكاء علي عزيز فلا تجيبه عينه ولا دمعته وقد وجدت في اللسان: الليث: التغبيض: ان يريد الإنسان البكاء فلا تجيبه العين: قال ابو منصور: وهذا حرف لم اجده لغيره. ونحوه في القاموس. 2- ويريد ان يعبر عن من يسخر به فيستعمل حركة معينة كأن يحرك له انفه ويقبضها. وقد وجدت العرب قد عبروا عن هذا المعني الدقيق المشاهد في كل يوم ففي اللسان: ابن الأعرابي: كنص اذا حرك انفه استهزاء ويقال كنص في وجه فلان اذا استهزأ به. ونحوه في القاموس. 3- ويريد ان يعبر عن الوحدة من العظم بلفظ العظمة فيزجره

علماء اللغة المعاصرون ويأخذونه بأن يقول: عظم للجمع وللواحد ايضا ان اراد. وقد وجدت في تهذيب الأزهري في مادة سهم نقلا عن النضر ابن شميل تلميذ الخليل وكان ممن اقام بالبادية دهرا طويلا مقداره اربعون سنة وجدت هذا النص في مجال الكلام علي سهام العرب: والمريخ: الذي علي رأسه العظيمة يرمي بها اهل البصرة بين الهدفين. ونقل هذا النص عنه صاحب اللسان ولا ريب ان لفظ: العظمية مصغر عن مؤنث هو العظمة فتكون العظمة واحدة للعظم. 4- ويتردد في ذكر ايام العرب ومغازيها في التعبير عن قلة بأنهم: اكلة جزور. وقد حدث هذا في غزوة بدر الكبري حين قال ابو جهل لجماعة قريش: ان محمد واصحابه اكلة جزور. وهي عبارة تحتاج الي تفسير لم تذكره المعاجم وليس اعلي واوثق من تفسير الرسول الكريم لها حين سأل الغلامين اللذين وجدا علي الماء قال لهما: كم القوم؟ قالا: لاندري. قال: كم ينحرون كل يوم؟ قالا: يوما تسعا ويوما عشرا. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: القوم فيما بين التسعمائة والألف. وتفسيره ان اكلة الجزور يكونون مائة عدا

من نوادر التسمية:

5- وكثيرا ما نسمع هذا القول في التعبير عن هوان الرجل الكريم في بلده: ليس لنبي كرامة في وطنه. ونظنه حكمة حديثة او نرجعه الي عصور الإسلام الأولي علي اكثر تقدير. والحق انه اقدم من ذلك بكثير عثرت عليه في انجيل يوحنا ونصه: وبعد اليومين خرج من هناك ومضي الي الجليل لأن يسوع نفسه شهد انه ليس لنبي كرامة في وطنه. وفي ظل هذا المعني يقول المتنبي فيما قال في صباه: انا في امة تداركها الله غريب كصالح في ثمود. وهو مسبوق في هذا بقول ابي تمام: كان الخليفة يوم ذلك صالحا فيهم وكان المشركون ثمودا. من نوادر التسمية: لأهل المغرب والأندلس بعض تسميات لا تجري علي المألوف فنجد من اسمائهم: حمود ومنهم بنوحمود الأندلسيون المنتمون الي حمود بن ميمون بن احمد بن علي وكان جدهم احمد بن علي هذا يسمي حمودا ايضا كما في جمهرة ابن حزم. ومن اسمائهم ايضا عبود وحمود وعبود تسميتان عربيتان فصيحتان وممن ضرب المثل به من العرب عبود قالوا فيه: انوم من عبود وكان عبدا حطابا اسود فغبر في محتطبه اسبوعا لم ينم ثم

انصرف فبقي اسبوعا نائما فضرب المثل به لمن ثقل نومه. واذن فليس الأمر غرابة التسمية فحسب ولكني وجدت نصا لأبي حيان الأندلسي في كتابه النضار الذي ذكر فيه اول حاله واشتغاله ورحلته وشيوخه يقول فيه: وهم يسمون عبد الله عبودا ومحمدا حمودا ذكر هذا النص السيوطي في البغية. ونستطيع من نص ابن حزم السابق ان نقول: انهم يسمون محمد ايضا حمودا كما سموا احمد حمودا فكأن هذه الصيغة عندهم تسمية تدليل كما هو الشائع في التسمية في وقتنا هذا. واهل المغرب والأندلس يتسمون يزيدون وحمدون وفتحون ورحمون وحسنون وحفصون وسمحون. وتعليل هذه التسمية قد يرجع الي ارادة التفخيم بصيغة كصغية الجمع او هو مطل اي في الإعراب مع التنوين وتعرب هذه الأسماء اعراب الممنوع من الصرف وفي الأشموني ان ابا علي يمنع صرفها للعلمية والعجمة ويري ان حمدون وشبهه من الأعلام المزيد في اخرها واو بعد ضمه ونون لغير جمعية لا يوجد في استعمال عربي مجبول علي العربية بل في استعمال عجمي حقيقة او حكما فألحق بما منع صرفه للتعريف والعجمة المحضة وهذا ايضا من النصوص النحوية النادرة. وفيما يتعلق بالكني والألقاب قال ابو حيان في تفسيره عند قوله تعالي: ولا تنابزوا بالألقاب. قال:

وفي الحديث: كنوا اولادكم قال عطاء في تعليل ذلك مخافة الألقاب وعن عمر: اشيعوا الكني فإنها سنة. ثم يقول ابو حيان: ولا سيما اذا كانت الكنية غريبة لا يكاد يشترك فيها احد مع من تكني بها في عصره فإنه يطير بها ذكره في الآفاق وتتهادي اخباره الرفاق. ويستدل ابو حيان علي اثر الكنية من واقعه الشخصي بقوله: كما جري في كنيتي بأبي حيان واسمي محمد فلوا كانت كنيتي ابا عبد الله او ابا بكر مما يقع فيه الاشتراك لم اشتهر تلك الشهرة وهذا نص غريب يصدر من عالم جليل له علمه وفضله يقدم لنا دراسة نفسية في بعض اسباب الشهرة ولم نر مثل هذا النص من قبل ولا من بعد لعالم فاضل وقد سبقه في هذه الشهرة ابو حيان التوحيدي علي بن محمد بن العباس المتوفي 414.

ظواهر حضارية:

من كناشة النوادر. رجعت الي كناشتي التي سجلت بها نوادر رءوس المسائل لأصل بحوث اليوم ببحوث الأمس حين تقبل مؤتمر العام الماضي كلمتي المتواضعة بما عددته قبولا حسنا. وهذه سلسلة اخري مما عن لي في اثناء التقليب. ظواهر حضارية: من مظاهر تشجيع طلبه العلم ما يروي عن الملك المعظم شرف الدين عيسي بن العادل بن ايوب صاحب دمشق. قال ابن خلكان: وكان المعظم يحب الدب كثيرا ومدحه جماعة من الشعراء فأحسنوا في مدحه وكانت له رغبة في فن الأدب كان قد شرط لكل من يحفظ المفصل للزمخشري مائة دينار وخلعة فحفظة لهذا السبب جماعة ورأيت بعضهم بدمشق والناس يقولون: انه كان سبب حفظهم له هذا

الإرشاد الصحي:

يقول ابن خلكان: ولم اسمع بمثل هذه المنقبة لغيره. فهكذا كانت عناية الناس بعلوم العربية. ومن طريف ما يروي عن يحيي بن خالد البرمكي انه كان يعقد امتحانا للشعراء ليرتب لهم الجوائز حسب اتقانهم وجودة اشعارهم وجعل ذلك الي ابان بن عبد الحميد اللاحقي ويروي ابو الفرج في الاغاني ان ابانا هذا جعل ابا نواس في مرتبة لم يرض عنها ابو نواس فهجاه بأبيات يقول فيها: جالست يوما ابانا لادر در ابان حتي اذا ما صلاة الأولي دنت لأوان فقام ثم بها ذو فصاحة وبيان فكل ماقال قلنا الي انتهاء الأذان فقال: كيف شهدتم بذا بغير بيان لا اشهد الدهر حتي تعاين العينان فقلت: سبحان ربي فقال: سبحان ماني وكان ابان هذا ممن يرمي بالزندقة. الإرشاد الصحي: في عصرنا هذا تظهر الجهود المكثفة لمحاربة التدخين وتتعاون وسائل الإعلام في الدعوة الي محاربته وقد قام اسلافنا العلماء من قديم بالدعوة الي وأده في مهده. وفي ذلك يقول محمد بن عبد المعطي الإسحاقي المتوفي سنة 1063 في كتابة (اخبار الأول فيمن تصرف في

الجراحة الدقيقة:

مصر من ارباب الدول وهو يذكر علي باشا الوالي التركي من قبل الدولة العثمانية سنة 1010 يقول: وفي زمنه ظهر الدخان المضر بالأبدان اليابس الطباع الذي لا شيئ فيه من الانتفاع المبطل لحركة لحركة الجماع المسود للأسنان المهرب ملائكة الرحمن بل ذكر اكثر من اكثر منه ان عاقبته وخيمة ومداومة شربه ذميمة يورث النتن في الفم والمعدة ويظلم البصر ويطلع بخاره علي الأفئدة ومن زعم ان شربه محرق للبلغم فقد اخطأ فيما زعم بل ذم الي اخر ماقال في في أسجاعه. الجراحة الدقيقة: ونستطيع ان نسميها جراحة التجميل وقد عرفها العرب قديما وبرعوا فيها. يقول الجاحظ: رأيت كلبا مرة في الحي ونحن في الكتاب فعرض له صبي يسمي مهديا من اولاد القصابين وهو قائم يمحو لوحه فعض وجهه فنقع ثنيته دون موضع الجفن من عينه اليسري فخرج اللحم الذي دون العظم الي شطر خده فرمي به ملقيا علي وجهه وجانب شدقه وترك مقلته صحيحة وخرج منه من الدم ماظننت انه لا يعيش معه وبقي الغلام مبهوتا قائما لا ينبس واسكنه الفزع وبقي طائر القلب ثم خيط ذلك الموضع ورأيته بعد شهر وقد عاد الي الكتاب وليس في

وجهه من الشتر الا موضع الخيط الذي قد خيط. ويذكر الجاحظ ايضا في الحيوان تجربة في جراحة العظام عرفها الناس في زمانه اذ يقول: واذا نقص من الانسان عظم واحتيج الي صلته في بعض الأمراض لم يلتحم به الا عظم الخنزير. ومع سذاجة هذا القول لما نعرفه اليوم من التحام عظم الانسان بعظمه المأخوذ منه نفسه او من انسان اخر ان هذا القول يصح ان يكون موضع تجربة في عصرنا هذا. وليست نجاسة الخنزير بمانعة من استعمال اعضائه لضرورة العلاج فقد اجاز الفقهاء خرز القرب والأسقية بشعر الخنزير لماله من مزية واضحة وفي المغني لابن قدامة المقدسي رخص فيه الحسن ومالك والأوزاعي وابو حنيفة لأن الحاجة تدعو اليه. والخنزير نجس العين في جميع الأديان كما في سفر اللاويين 11: 7 والتثنية 15: 8 واشعيا 65: 4 وانجيل متي 7: 6 و 8: 32 ومرقس 5: 13 ولوقا 8: 33 وكما هو في الشريعة الاسلامية بإجماع فقهائها استنادا الي نصوص القرآن والحديث. وقد وجدت القول بنجاسته تمتد جزوره الي عقيدة قدماء المصريين فيما قبل سنة 444 قبل الميلاد اذ يروي لنا لنا المؤرخ اليوناني

الإحصاء المدني:

هيرودوتس الملقب بأبي التاريخ في كتابه المترجم بقلم حبيب بسترس ما نصه: والمصريون يحسبون الخنزير نجسا - اي يعدونه - فإاذا اتفق لأحد ان يمس خنزيرا ولو مارا به يبادر حالا الي النهر ويطرح نفسه وثيابه ويغتسل ولذلك لا يسمح لرعاة الخنازير وان كانوا مصريين ان يدخلوا الهياكل ولا احد يزوجهم ابنته ولا يتزوج منهم بل يتزوجون بعضهم من بعض ولا يؤذن للمصريين ان يذبحوا الخنازير الا للقمر وباخوس وذلك في وقت واحد اعني في يوم مخصوص من السنة يكون القمر فيه بدرا وحينئذ يأكلون من لحمه. ثم يقول متسائلا: ولكن لماذا يكره المصريون الخنازير في سائر الأعياد ويذبحونه في العيد المذكور فقط؟ يحتجون في ذلك حجة لا يناسب ان اوردها وان كنت لا اجهلها. قلت وانا اقتدي بقوله ايضا فلا يناسب ان اوردها وان كنت لا اجهلها وهي مسطورة في حواشي المترجم لكتاب هيرودوتس. الإحصاء المدني: من مظاهر الحضارة الرشيدة العناية بالارقام في مختلف الزوايا ولا يستتب نظام او حكم دون ان يعتمد علي الأرقام في تنظيم شئون الدول. وقد عثرت علي نص في وسائل الجاحظ يذكر فيه ان آل ابي

استعمال الشوكة والسكين:

طالب احصوا منذ اعوام وحصلوا فكانوا قريبا من الفين وثلاثمائة ثم لا يزيد عدد نسائهم علي رجالهم الا دون العشر وهذا عجب. يشير الجاحظ بهذا الي فضياة خص بها الطالبيون وهي فضيلة الاذكار اي انجاب الذكور بكثرة مع ان المألوف في النسل في عالم الانسان وعالم الحيوان والنبات ان يزيد عدد الاناث علي عدد الذكور زيادة كبيرة حكمة بالغة من الخالق جل وعلا للحفاظ علي بقاء النوع. ثم يذكر لنا الجاحظ صورة من طرق الاحصاء علي بقاء النوع. ثم يذكر لنا الجاحظ صورة من طرق الاحصاء الدقيق فيقول وان كنت تريد ان تتعرف فضل البنات علي البنين وفضل اناث الحيوانات علي ذكورها فابدأ فخذ اربعين ذراعا من عين يمنيك واربعين ذراعا من عن يسارك واربعين خلفك واربعين امامك ثم عد الرجال والنساء حتي تعرف ماقلنا. فتعلم ان الله تعالي لم يحلل للرجل الواحد من النساء اربعا ثم اربعا متي وقع بهم موت او طلاق ثم كذلك للواحد مابين الواحدة من الاماء الي مايشاء من العدد مجموعات ومفترقات الا لحكمه وذلك لئلا يبيقين الا ذوات ازواج. اليس هذا قمة من قمم وسائل الاحصاء؟ استعمال الشوكة والسكين: ومن المظاهر الحضارية ما نظنه محدثا وهو قديم جدا ومن ذلك تناول الطعام بالشوكة والسكين

تعليم الحيوان:

نجد في كتاب الرد علي الشعوبية لابن قتيبة المتوفي سنة 276 وهو يوازن بين طريقتي تناول الطعام عند العرب والفرس نصا يقول فيه يعيب الفرس: واما اكلهم بالبارجين والسكين فمفسد للطعام ناقص للذته والناس يعلمون الا من عاند منهم وقال بخلاف ما تعرفه نفسه ان اطيب المأكول ما باشرته كف اكله ولذلك خلقت الكف للبطش والتناول والتقذر من اليد المطهرة ضعف وعجب واولي بالتقذر من اليد: الريق والبلغم والنخاع الذي لا يسوغ الطعام الا به وكف الطباخ والخباز تباشره والانسان ربما كان منه اقل تقذرا واشد انسا. تعليم الحيوان: لكل حيوان مما خلق الله قدر من الذكاء قل ذلك او كثر حتي الحمار وهو مضرب المثل في الغباء امكن للإنسان ان يلج به باب التعليم والتدريب. ومما يروي عن القدماء في هذا المجال ما كان ممن يدعي: الأسود الكذاب العنسي احد المتنبئين باليمن في صدر الإسلام وكان يلقب ذا الحمار يقول المسعودي في التنبيه والاشراف: كان له حمار قد راضه وعلمه فكان يقول له اسجد فيسجد ويقول له اجث فيجثو وغير ذلك من امور كان يدعيها ومخاريق كان يأتي بها يجتذب بها قلوب متبعيه.

المكاتبون:

المكاتبون: ومن المظاهر الحضارية القديمة التي بادت او اوشكت ان تبيد في عصرنا الحاضر: نظام الرقيق الذي كان لدولة الدنمرك فضل السبق الي تشريح تحريمه في سنة 1792 ليكمل تمام تنفيذه في سنة 1802 ومن المعروف في الشريعة الاسلامية ان وسائل التخلص من الرق هي العتق والتديبر والمكاتبة. والتدبير ان يقول المولي لعبده انت حر بعد موتي او دبر موتي فهذا هو العبد المدبر يعتق بعد وفاة سيده. والمكاتبة ان يشترط السيد علي عبده ان يسعي ليقدم اليه قدرا معينا من المال او من عروض التجارة اذا اداه اليه فك رقبته وامسي حرا ويكتبان عهدا. فمن النصوص الغريبة ما وجدته في كتاب المحبر لابن حبيب المتوفي سنة 245 وهو يعرض صورة توحي بمبالغة هؤلاء السادة في ارهاق العبيد بتحصيل اموال طائلة منهم في مقابل عتقهم. وكانت حدود المكاتبة ما بين عشرين الف درهم الي مائة الف ومن عجب ان معظم هذه الاموال كانت حصيلة جهد هؤلاء العبيد في التجارة وهي تجارة الرقيق وفي بيع المواشي من الابل والبقر والغنم. وقد نبغ كثير من ابناء هؤلاء المكاتبيين الموالي منهم الجعد بن

المولي من فوق:

قيس الهمداني والمهلب بن طلحة الكاتب ومحمد بن سيرين المحدث الفقيه وغيرهم كثير. المولي من فوق: وبمناسبة ذكر المكاتب والسيد نجد في بعض كتب التاريخ والانساب قولهم هو مولاه من فوق وهو مولاه من تحت فماذا يؤدي التعبير في كل منهما؟ ان لفظ المولي من اضداد اللغة يقال للعبد: هو مولي من الموالي ويقال للسيد مولي ايضا فمن اجل هذا الالتباس يلجأ بعض المؤرخين الذين يلتزمون الدقة الي رفع هذا الالتباس الذي يعرض في بعض المواطن بقولهم: مولي فلان من فوق اي هو سيده ومالكه كما يقولون مولي فلان من تحت اذا كان المولي هو العبد والمملوك. وتجد هذا الضوء في جمهرة ابن حزم وما اثبت في حواشيها من تحقيق. الفاظ حضارية. الموجه: عرف العرب قديما تللك الثياب ذوات الوجهين وجه يحمل لونا خاصا وخلفه وجه اخر يحمل لونا وهو ما يطلق العامة عليه الفاظا دخيلة: دبل فاس او دبل فيس. ولغتنا ذات الثراء المكنوز

الجمة

تسميه في كل يسر الموجه جاء في اللسان: وكساء موجه اي ذو وجهين. وكذلك في القاموس وغيره من المعاجم واجدر بنا ان نئذ هذا اللفظ الدخيل ونستعلي عليه بلغتنا الفصيحة الكريمة. الجمة لعل من المظاهر الحديثة التي قد نظن انها محدثة لبس الشعر المستعار الذي نقلنا استعماله حديثا في الشرق من الفرنجة وهو ما تسمية اللغة الحديثة الباروكة وهي في الفرنسية Peruque وفي الانجليزية wig وانما هذه بضاعتنا ردت اليينا وكان من اسلافنا في عهد قديم جدا من يلبسها وكانت تسمي بالعربية الفصيحة الجمة وهي ما يجب ان تصير اليه الكلمة في وقتنا الحاضر. يروي ابو الفرج في الاغاني ان ابن سريج هو اول من ضرب بالعود في الغناء العربي في مكة وكان قد رآه مع المعجم الذين قدم بهم ابن الزبير لبناء الكعبة بعد احتراقها وقد اعجب الناس بغنائهم فقال ابن سريح انا اضرب به علي غنائه فضرب به فكان احذق الناس. الذي يعنينا فيما روي ابو الفرج هنا هو قوله: ان ابن سريج كان ادم احمر ظاهر الدم سناطا في عينيه قبل وانه بلغ خمسا

لفظ الزوار واطلاقه علي طلاب المعروف:

وثمانين سنة فصلع فكان يلبس جمة مركبة واصل الجمة مجتمع شعر الرأس وما سقط منه علي المنكبين وفي الحديث: لعن الله المجممات من النساء وهن اللواتي يتخذن شعورهن جمة تشبها بالرجال. لفظ الزوار واطلاقه علي طلاب المعروف: ومن مظاهر المروءة والنبل عند البرامكة ما رواه ابو الفرج في الاغاني من قول العباس بن خالد بن برمك قال: كان الزوار يسمون من قديم الدهر الي ايام خالد بن برمك - يعني والده - بالسؤال: جمع سائل فقال خالد هذا والله اسم استثقله لطلاب الخير واني لأرفع قدر الكريم عن ان يسمي به امثال هؤلاء المؤملين لأن فيهم الاشراف والاحرار وابناء النعيم ومن لعله خير من يقصد وافضل ادبا ولكنا نسميهم الزوار: جمع زائر وكان بشار بن برد حاضرا فقال مرتجلا يمدحه بذلك: حذا خالد في فعله حذو برمك فمجد له مستطرف واصيل وكان ذوو الامال يدعون قبله بلفظ علي الاعدام فيه دليل يسمون بالسؤال في كل موطن وان كان فيهم نابه وجليل فسماهم الزوار سترا عليهم فأستاره في المهتدين سدول. فأعطاه لكل بيت الف درهم.

تاريخ الفاظ

تاريخ الفاظ العاصمة والعواصم درجنا علي ان نسمي قاعدة القطر او الاقليم عاصمة وكانت قديما تسمي القصبة والقاعدة والمدينة علي حين تذكر المعاجم المتداولة العواصم بأنها بلاد قصبتها انطاكية كما في اللسان والقاموس وزاد صاحب القاموس ان العاصمة المدينة ايضا ويذكر ياقوت في معجم البلدان ان العواصم حصون موانع وولاية تحيط بها بين حلب وانطاكية وقصبتها انطاكية وربما دخل في هذا ثغور المصيصة وطرسوس. وتاريخ هذه التسمية - اي العواصم يرجع الي عهد قديم هو بالتحديد سنة 170 هـ يقول الطبري: وفيها - اي في تلك السنة - عزل الرشيد الثغور كلها عن الجزيرة وقنسرين وجعلها حيزا واحدا وسميت العواصم. واذن فإطلاق العاصمة علي قصبة القطر او قاعدته تسمية حديثة جدا اذ لا تعرف المعاجم العواصم الا انها اسماء بلاد معينة وقد سجل المعجم الوسيط هذه التسمية الحديثة فقال ان العاصمة المدينة وتطلق علي قاعدة القطر او الاقليم. النسبة الي البلاد لم يكن العرب القدماء يعرفون نسبة الرجال الي البلاد اذ كانت

حياة جمهورهم بين الانتجاع والارتياد لا يقر لهم في ذلك قرار وانما كانوا ينتمون الي شئ ثابت هو القبيلة التي يقرون بها ويحتمون بها ويخضعون لقوانينها فالعربي قرشي وتميمي وهذلي وسعدي وجهني وبكري واذا عز عليه الانتماء الي الفخذ انتمي الي البطن ثم الي العمارة ثم الي الفصيلة ثم الي القبيلة ثم الي الشعب الكبير: العدناني او القحطاني او القطاعي علي ما في القضاعي من خلاف. ومن النادر جدا ان ينتمي العربي الي موطن معين فمن هذه النوادر ما ذكر في نسب الشاعر عارق الطائي واسمه قيس بن جروة قالوا في نسبته: الطائي الأجئي فاحتفظوا بنسبته الاصلية وهي الطائي واضافوا الي نسبته الأجئي وهي نسبة الي أجأ: احد جبلي طيء: أجأ وسلمي وفي الخزانة ويقال لولده الأجئيون لإقامتهم بأجأ. وعارق هذا شاعر جاهلي وكان يعاصره شاعر اخر هو ابن عمه وله هذه النسبة البلدانية ايضا وهو ثرملة بن شعاث بن عبد كثري الأجئي ذكره التبريزي في شرح الحماسة بهذه النسبة وقد ذكره ابن دريد في الاشتقاق بدون هذه النسبة البلدانية

قاضي القضاة:

قاضي القضاة: لقب يظهر في ثنايا التاريخ الإسلامي حينا ثم يختفي ثم يظهر. ويراد به القاضي الأكبر او شيخ القضاة او وزير العدل بالمفهوم المعاصر ومن المع من حمل هذا اللقب ابن دقيق العيد القشيري المنفلوطي المالكي الشافعي واسمه محمد بن علي بن وهب ولد بينبع سنة 625 وتوفي سنة 702 وقاضي القضاة بدر الدين محمد بن ابراهيم المعروف بابن جماعة المولود بحماة سنة 639 والمتوفي سنة 733. ولعل اقرب سلسلة منه في بلدنا مصر كانت في المناصب القضائية التي يوفد فيها القضاء الكبار من مصر الي القطر الشقيق السودان واول من ظفر بهذا المنصب الخطير في السودان هو العلامة المغفور له محمد شاكر وذلك في سنة 1899 وتلاه والدي المغفور له الشيخ محمد هارون ثم الإمام محمد مصطفي المراغي ثم الشيخ محمد امين قراعة ثم الشيخ نعمان الجارم ثم الشيخ حسن مأمون الذي كان اخر قاض للقضاة من مصر في السودان اثر محاولة فصل السودان عن مصر في سنة 1942. وهذا اللقب القضائي قديم جدا يرجع الي سنة 166 من الهجرة وهي السنة التي تولي فيها ابو يوسف القاضي احد صاحبي الإمام ابي حنيفة القضاء في بغداد اذ ولاه موسي الهادي بن محمد المهدي القضاء ثم هارون الرشيد بن محمد المهدي من بعده.

سوريا

قال الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد وهو اول من دعي بقاضي القضاة في الاسلام. وكذا اورد هذا الخبر الشيخ علاء الدين علي دده السكتواري في كتابه محاضرة الاوائل ومسامرة الاواخر. ولم اذكر هذه النبذة تنويها بأسماء من ذكر فيها فيما قد يظن وانما اثبتها توديعا لهذا اللقب العربي الذي زال من عالمنا العربي الاسلامي وكان ختام زواله في مصرنا الرائدة العزيزة ولله الامر من قبل ومن بعد. سوريا من عجب ان نجد في معجم البلدان لياقوت ما صورته: سورية موضع بالشام بين خناصرة وسلمية والعامة تسمية سورية اي بالتشديد هذا ما كان في القرن السابع الهجري. لكن العلامة الجغرافي المسعودي المتوفي سنى 345 اي في القرن الرابع الهجري يذكر في التنبية والاشراف ما نصه: والروم يسمون بلادهم ارمانيا ويسمون البلاد التي سكانها المسلمون في هذا الوقت من الشام والعراق: سوريا والفرس الي هذا الوقت تقارب الروم في هذه

الزير:

التسمية فيسمون العراق والجزيرة والشام: سورستان اضافة السريانيين الذين هم الكلدانيون ويسمون - اي الكلدانيون - سريان ولغتهم سورية وتسميهم العرب: النبط. ونحو هذا في معجم البلدان في رسم سورستان اذ يقول وقال ابو ريحان والسريانيون منسوبون الي سورستان وهي ارض العراق وبلاد الشام غير ان هرقل ملك الروم حين هرب من انطاكية ايام الفتوح الي القسطنطينية التفت الي الشام وقال: عليك السلام يا سورية سلام مودع لا يرجو ان يرج اليها ابدا. يقول ياقوت: وهذا دليل علي ان سوريا هي بلاد الشام. ويقول صاحب القاموس المتوفي سنة 817 ان سورية مضمومة مخففة اسم للشام ويعقب عليه مرتضي الزبيدي المتوفي بعده بأربعة قرون سنة 1205 بقوله في القديم ثم يقول والكلمة رومية اي كما قال المسعودي من قبل. وهكذا لا نجد في القديم الا اضطرابا في دلالة هذه التسمية التي استقرت الان في احد اقاليم الشام بوضع جعرافي وسياسي معين بعد ان ظلت ردحا من الزمان كورة من كور الشام التي تشمل اجناد قنسرين ودمشق والاردن وفلسطين وحمص بخلاف الثغور وهي المصيصة وطرسوس واذنة وانطاكية وجميع العواصم ثم صارت في التقسيم المعاصر الي لبنان وفلسطين وسوريا والاردن. الزير: كلمة عربية معناها الدن والدن وعاء كهيئة الحب الا انه

المقندل

اطول مستوي الصنعة في اسفله كهيئة قونس البيضة او الدن اصغر من الحب له عسعس فلا يقعد الا ان يحفر له ومادته يائية لا واوية واما قولهم: زير نساء فاشتقاقه من الزيارة ومادته يقال فلان زير نساء اذا كان يحب زيارتهن ومحادثتهن ومجالستهن وقد تقول العامة: زئر نساء وهو خطأ واضح. ومن طريف ما يروي عن قضاة الاندلس انه كان منهم قاض اسمه او الزير احمد بن وهب قال الخشني المتوفي سنة 361 في كتابه قضاة قرطبة وعلماء افريقية وكني بأبي الزير لانه عمل نبيذا في زير واراد ان يذوقه ولم يجد انية يدخلها في الزير فأدخل رأسه في الزير ثم لم يستطع ان يخرجه حتي كسر الزير فكني بأبي الزير. المقندل وقد نظنها كلمة حديثة ونسمعها حينا تقال في معرض السباب او السخرية بمن يجلب لنفسه سوءا او لغيره سوء الحظ او يأتي امرا منكرا والكلمة مولدة قديمة التوليد مأخذها من القنديل وكانوا يقولون لمن يتعهد قناديل الزيت مقندل. ومن طريف الاخبار ما يرويه الخالديان توفي اخرهما سنة 390 في كتاب التحف والهدايا مما حدث به ابو بكر محمد بن يحيي الصولي المتوفي سنة 336 قال

الشطرنجة:

اختصم رجلان الي قاض وكان احدهما اعد للقاضي هدية - فأراد القاضي ان يقضي عليه بحق وجب فدنا منه - اي صاحب الهدية - فقال مسرا اليه: قد اهديت الي القاضي شبابيط دجلية وفراريج كسكرية ووجبنة دينورية وشهدة رومية فقال القاضي قم وصاح هذا مما تسارني به اذا كانت لك بينة بالري انتظرناها واخرنا الحكم واجلناك فقال الغريم في ذلك: اذا ماصب في القنديل زيت تحولت الحكومة للمقندل وعند قضاتنا حكم وعلم وبذر حين ترشوهم بسنبل. الشطرنجة: الشطرنج بدون هاء كلمة معربة تعربيا قديما وان لم يكن العرب في جاهليتهم وانما وفدت اليهم بعد اختلاط العرب بالأعاجم من الفرس والهند وهي لعبة معروفة كانت ذات صور شتي في القديم من حيث نظام رقعتها وعدد بيوتها ومن حيث نوع القطع التي يلعب بها وعددها واسماؤها. وتذكر دائرة المعارف الاسلامية انها كلنت معروفة عند قدماء اليونان وانتقلت الي امم شتي ويزعم العرب - علي حد قول الدائرة - انهم اخذوها عن الهنود ويذكر التاريخ ان هارون الرش اهدي الي شارلمان فيما اهدي رقعة شطرنج

بعض قضايا العربية

ومن اسماء قطعه الرخ واصله اسم لطائر خرافي ثم اطلق علي القطعة التي تسمي الان الطابية او القلعة وفي اللسان والقاموس ان الرخ من اداة الشطرنج يقول عمر الخيام: وانما نحن رخاخ الفضاء ينقلنا في اللوح اني يشاء وكل من يفرغ من دوره يلقي به في مستقر الفناء وفي الرخ ايضا يقول السري الرفاء: وفتية زهر الآداب بينهم ابهي وانضر من زهر الرياحين راحوا الي الراح مشي الرخ وانصرفوا والراح يمشي بهم مشي البراذين. الذي اريد ان اضيفه: اني عثرت علي لفظ الشطرنجة مؤنثة في غير مادتها وهي مادة كرب 225 من اللسان وقد ورد فيها: والكوبة: الشطرنجة. وعلي ذلك يحسن ان تضاف هذه الكلمة الي المعاجم التي يصدرها مجمعنا الموقر. بعض قضايا العربية الإمعة والطفيلي: كان لظهور الاسلام تأثير سريع في تطوير اللغة بما اضاف من اصطلاحات دينية واجتماعية وسياسية. ومن باكورات هذا التطوير كلمة الامعة وهو الرجل الضعيف الرأي المتهافت الذي يقول لكل احد انا معك ولم يكن العرب قبل يعرفون الكلمة بهذا المعني وانما يعرفونها بمعني الرجل الذي يتبع الناس الي موائد الطعام من غير ان يدعي ويروون في ذلك

التصغير علي فعيل

عن عبد الله بن مسعود قوله: كنا في الجاهلية نعد الإمعة الذي يتبع الناس الي موائد الطعام من غير ان يدعي وان الإمعة فيكم اليوم المحقب الناس دينه اي الذي كأنه يضع دينه في حقيبة غيره فغيره هو الذي يوجهه في امور دينه وتقلبات رأيه. وتسمية من يتبع الناس الي الطعام اقدم بلا ريب من تسمية الطفيلي لان الامعة كلمة جاهلية يرادفها ايضا كلمة الوارش وهو الذي يدخل علي القوم في طعام لم يدع اليه واما الطفيلي فهي كلمة اسلامية بلا ريب ونسبتها الي رجل كوفي من بني عبد الله بن غطفان كان يدعي طفيل الاعراس او العرائس واسمه طفيل بن دلال كان يأتي الولائم دون ان يدعي اليها وكان يقول لوددت ان الكوفة كلها بركة مصهرجة فلا يخفي علي شئ منها فكان العرب يقولون في امثالهم: اوغل من طفيل واطمع من طفيل. التصغير علي فعيل اجمعت كتب النحو علي ان صيغ التصغير في الاسماء المعربة منحصرة في صيغ ثلاث فعيل وفعيعل وفعيعيل. ويذكر ابن يعيش وتبعه كذلك الشيخ خالد في شرح التصريح ان هذه الامثلة من وضع الخليل وانه قيل له لم بنيت

نائب الفاعل:

المصغر علي هذه الابنية؟ فقال لأني وجدت معاملة الناس علي فلس ودرهم ودينار. وقد عثرت علي صيغة رابعة نادرة هي صيغة فعيل وهي الصيغة الاولي نفسها لكنها بكسر الفاء جاء في الاشتقاق لابن دريد: وشيم تصغير اشيم وهو الذي له شامة في اي موضع من جسده والأنثي شيماء ولم احجد هذا النص علي هذه الصيغة في غير كتاب الاشتقاق ويعززه ما جاء في المشتبه للذهبي من ضبطه بالكسر في موضعين وما جاء في القاموس شيم من قوله وشيم ويكسر ابو عاصم الصحابي فهذا هذا. نائب الفاعل: قد يظن ان هذا المصطلح النحوي قديم اصيل وانما هو مصطلح طارئ ابتدعه نحوي متأخر هو محمد بن عبد الله بن عبد الله ابن مالك صاحب الالفية اي في القرن السابع الهجري اذ كانت حياته بين سنتي 600 672. قال ابو حيان لم ار مثل هذه الترجمة الا لابن مالك وقال الشيخ الخضري في حاشيته علي الالفية هذه الترجمة مصطلح المصنف وهي اولي واخصر من قول الجمهور المفعول الذي لم يسم فاعله لانه لا يشمل غير المفعول مما ينوب كالظرف ولانه - اي قول الجمهور - يشمل المفعول الثاني في نحو اعطي زيد دينارا

المشالة:

فالتسمية القديمة اذن غير جامعة لانها تخرج الظروف وغير مانعة لانها تدخل المفعول الثاني. ويقول ابن الطيب الفاسي المتوفي سنة 1170 في شرحه لاقتراح السيوطي المسمي فيض نشر الانشراح من طي روض الاقتراح. في الورقة 102 أ: والتعبير بالنائب احسن واخصر كما قاله ابن هشام وغيره واول من عبر به الشيخ ابن مالك وعبارة الاقديمين المفعول الذي لم يسم فاعله يشير بذلك الي ما ورد في كتاب الاعراب عن قواعد الاعراب لابن هشام وابن مالك هو ايضا صاحب اصطلاح البدل المطابق لبدل الكل من الكل وصاحب اصطلاح المعرف باداة التعريف بدلا من المعرف بأل او باللام ليشمل المعرف بأم في لغة حمير. المشالة: يقولون في الضوابط اللغوية: الباء الموحدة التاء المثناة من فوق الياء المثناة من تحت وكذلك يقولون: الحاء المهملة والخاء المعجمة وهذا كله واضح الاشتقاق ولعل اغرب تلك الضوابط قولهم الظاء المشالة التي يقال لها ايضا الظاء المعجمة ولم اجد من علل هذه التسمية الا الخفاجي في مقدمة الغليل اذ يقول وتسمي

كتاب القوافي لسيبويه:

مشالة لرفع خطها بالألف فرقا بينهما وبين الضاد من شال بمعني ارتفع وفي همزية البوصيري: وبهم فخر كل من نطق الضاد فقامت تغار منها الظاء. لأنه عند الغيرة يقوم الشخص ولذلك يكني عن الأمر العظيم بالمقيم المقعد ولابن نباته من قصيده نبوية: سري بي في حروف اللفظ سر لمنطقة وللضاد اجتباء الم تر انها جلست لفخر وقامت غيرة للضاد ظاء وهي من قولهم اشال الحجر وشال به يشول اذا رفعه. كتاب القوافي لسيبويه: ليس امام النحاة سيبويه بالنكرة وليست اخباره بخافية علي الناس ولا تكاد تفتح كتابا في تراجم الادباء او العلماء حتي تظهر علي ترجمة لسيبويه. والمعروف ان له كتابا واحدا هو الكتاب في علوم العربية الذي كان يقال له قرآن النحو. وقد تناول القدماء والمحدثون ومنهم الاستاذ علي النجدي ترجمة سيبوية ودراسته ولم اجدهم ذكروا من اثاره غير هذا الكتاب ولكني عثرت بأخرة علي كتاب له اخر يسمي كتاب القوافي. ولم اجد له ذكرا في كتب المؤلفات كالفهرست لآبن النديم وكشف الظنون لملا كاتب جلبي ووجدته في حاشية الدمنهوري علي متن الكافي لحمد القنائي يقول

عند الكلام علي الردف: والردف واجب اتفاقا حيث يلتقي ساكنان اخر البيت كقوله: ابلغ النعمان عني مألكا انه قد طال حبسي وانتظاري ليسهل الانتقال من احد الساكنين الي الآخر بالمد الذي هناك وعلي قول الأكثر حيث يستكمل البيت عدد اجزاء دائرته وينقص من ضربه حرف متحرك او زنته اي حرف ساكن مع حركة ماقبله كما في القطع. ثم يقول واجاز سيبويه في كتاب القوافي له استعمال مثل ذلك بغير ردف قال لقيام الوزن بالحرف الصحيح. وانشد: ولقد رحلت العيس ثم زجرتها قدما وقلت عليك خير معد ثم يسوق كلاما يشرك فيه مع سيبويه الجرمي والفارسي والشلوبين. وقد رجعت الي كتب القوافي التي نشرت حديثا كمختصر القوافي لابن جني المتوفي سنة 392 والقوافي لأبي يعلي التنوخي المتوفي قريبا من سنة 488 والوافي في العروض والقوافي للتبريزي المتوفي سنة 502 والعيون الغامزة للدماميني المتوفي 827

بالإضافة الي العقد الفريد وفاة صاحبة 328 - فلم اجد ذكرا لهذا الكتاب. لكني وجدت ابا يعلي التنوخي في كتاب القوافي يقول عند الكلام علي الردف وذكر سيبويه ان فتح ما قبل الواو والياء لا يجوز ثم يقول معترضا علي سيبويه: ولقد استعملت الشعراء ذلك ومما ورد بالفتح ايضا قول الشاعر: لعمرك ما خزي اذا ما نسبتني اذا لم تقل بطلا علي ومينا ولكنما يخزي امرؤ تكلم استه قنا قومه اذا الرماح هوينا. وقد ذكر ما ذهب اليه سيبويه ابو بكر الخزاز العروضي أهـ فسيبويه فيما نقل عنه هنا متشدد علي حين نراه في المسألة الاولي علي كثير من اليسر. علي ان مانقل عنه في المسألة الاولي نجد عكسه في كتابه فهو فيه يوجب حرف الردف في كل قافية محذوفة اي حذف منها حرف متحرك وهو القطع الذي سبقت الاشارة اليه الا ان يكون قد رجع عن رأيه في احد الكتابين الي الرأي الآخر.

ايوه:

ايوه: محاولة تأصيل الالفاظ العامية اي ردها الي اصولها العربية لها جزور قديمة ولكن القدماء لم يرموا الي احياء تلك الكلمات المبتزلة او الحث علي استعاملها. من نمازج هذا ما اورده الأمير في حاشيته علي المغني في الكلام علي اي التي هي حرف جواب بمعني نعم وانها بهذا المعني لابد ان تكون متلوة بقسم اذ يقول العرب اي وربي ونحو ذلك ثم يقول وعوام مصر يحزفون المقسم به ويقتصرون علي الواو اي يقولون اي و - وربما الحقوها هاء السكت إيوه. او فتحوا الهمزة أيوه. فهذا منهج من يحترم لغته كما تحترم كل شعوب الارض لغاتها وهذا هو مذهب من يدفع عن لغة القرآن ارجاس الغزو الشعوبي ومن ينفي عنها اوضار الذوق السوقي.

سارة:

من كناشة النوادر. سارة: نسمي بناتنا او نناديهن احيانا باسم سارة بتشديد الراء فهل نعد هذه التسمية خطأ؟ الامر ذو وجهين فإن قصدنا تسمية حديثة لا علاقة لها بالاسم التاريخي القديم الذي كان علما علي الزوجة الاولي لأبينا ابراهيم عليه السلام والدة اسحاق ويعقوب عددنا ذلك صوابا اذ هي اشتقاق عربي اصيل من قولهم سرته تسره فهي سارة. ولكن حينما نقرأ ذلك الاسم التاريخي في مرجع من المراجع او نحاول ضبطه او نسمي بناتنا بهذا الاسم قدوة او تيمنا به فإنه يكون من الخطأ بمكان ان نشدد الراء بل ننطقها خفيفة كما هو ضبطها المنصوص عليه. وقد وقع في بعض كتب التراث تحريف في كتابة هذا الاسم في معجم لسان العرب في مادتي سقم وهجر اذ ضبط ضبط قلم بتشديد الراء والصواب تخفيفها كما ورد في صحيح البخاري في كتاب الانبياء في باب قول الله {واتخذ الله ابراهيم خليلا} وهو الحديث رقم 453 من الألف المختارة وهي سارة بنت هاران ملك حران كما في شروح البخاري وكان اسمها في بادئ الامر ساراي جاء في سفر

المد والجزر:

التكوين: وقال الله لإبراهيم: ساراي امرأتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة وفي حواشي سفر التكوين ان معني هذا الاسم الجديد - اعني سارة - هو الرئيسة. وقد وجدت من الشواهد علي ضبط اسمها ما سجله جرير في قوله: ويجمعنا والغر اولاد سارة اب لا نبالي بعده من تعذرا ابونا خليل الله والرب ربنا رضينا بما اعطي الإله وقدرا ويعني باولاد سارة ابناء ولدها اسحاق ويزعم بعض الأخباريين ان الفرس من ابناء اسحاق. وقال ياقوت عند انشاد الشعر ان جريرا كان يفتخر علي اليمن بالفرس والروم ويقول انهم من ولد اسحاق واما اليمن القحطانيون فلا يرجعون في نسبهم الي ابراهيم. المد والجزر: من المعروف ان المد والجزر ظاهرة جغرافية طبيعية تنشأ من عدم تساوي جاذبية كل من القمر والشمس للأرض في اجزائها المختلفة وان

النصف المواجه للقمر ينجذب ماؤه اكثر من النصف الآخر وذلك لأن القمر اقرب الي الأرض من الشمس الشديدة البعد ويتأرجح المد والجزر طبقا لتغير مواقع الشمس والقمر من الارض بالتباعد او التلاقي او الانحراف علي مدار الشهر وتلاقي القمر والشمس علي مستوي واحد من الارض - كما يحدث في اول الشهر ومنتصفه - يحدث المد الاعظم. ولكن في نظرة بعض قدماء العرب ان هذا ناجم من تأثير بعض الملائكة.. يذكر ابن فارس - 395 في مادة قمس هذا النص: وقالوا في ذكر المد والجزر ان ملكا قد وكل بقاموس البحر كلما وضع رجله فاض فإذا رفعها غاض. فإذا ارتقينا الي المؤرخ الجغرافي زكريا بن محمد القزويني صاحب عجائب المخلوقات 605 682 فاننا نجد محاولة علمية مقاربة اذ يقول. واما مد بعض البحار في وقت طلوع القمر فزعموا ان في قعر البحر صخورا صلدة واحجارا صلبة واذا اشرق القمر علي سطح ذلك البحر وصلت مطارح اشعته الي تلك الصخور والاحجار التي في قرارها ثم انعكست من هناك متراخية فسخنت تلك المياه وحميت ولطفت فطلبت مكانا اوسع وتموجت الي ساحلها ودفع بعضها بعضا وفاضت علي شطوطها وتراجعت المياه التي كانت تنصب اليها الي خلف فلا تزال كذلك مادام القمر مرتفعا الي وسط سمائه فاذا

الانهار المقلوبة:

اخذ ينحط سكن غليان تلك المياه وبردت تلك الاجزاء وغلظت ورجعت الي قرارها وجرت الانهار علي عادتها فقد ارجع القزويني التأثير الي تسخين القمر لصخور البحار وفاته ان تسخين الشمس في رائعة النهار اشد واقوي فهذا غلط ظاهر وليس الامر مبنيا علي التسخين والتبريد وانما هو نظام الجاذبية الفلكية. الانهار المقلوبة: جاء في تنبيه المسعودي عند الكلام علي نهر الس وتفسير الس بالعربية: نهر الملح وهو نهر مقلوب يجري مما يلي الجنوب مستقبلا للشمال كنيل مصر ومهران السند ونهر انطاكية المعروف بالارند وما عدا ذلك من الانهار الكبار فمصبها كلها من الشمال الي ناحية الجنوب لارتفاع الشمال علي الجنوب وكثرة مياهه. وهذا الحكم الخاص بالدنيا القديمة قد يصدق تمام الصدق علي الدنيا الجديدة وانهارها العظام فالمسيسبي في امركيا الشمالية وباراجواي واورجواي في امريكا الجنوبية يصبان في الجنوب علي حين يصب نهر الأمازون في الشمال ويعد بذلك في وجهة نظره نهرا مقلوبا. واما تعليله بارتفاع الشمال علي الجنوب فهو موضع نظر بلا ريب.

الفحم الحجري او الصخري:

الفحم الحجري او الصخري: انما عرفناه حديثا عند اختلاطنا بالإنجليز والأوربيين ولعل اعظم مناجمه في بلدة نيوكاسل بانجلترا وقد عرفته العرب قديما. جاء في معجم البلدان عند ذكر اقليم اسبرة بأقصي بلاد الشاش مما وراء النهر ما نصه وهي بلاد يخرج منها النفط والفيروزج والحديد والصفر والذهب والآنك اي الرصاص وفيها جبل اسود حجارته تحترق كما يحترق الفحم يباع منه حمل بدرهم وحملان فاذا احترق اشتد بياض رماده فيستعمل في تبييض الثياب. ولا يعرف في بلدان الارض مثل هذا قاله الإصطخري ومثل هذا النص في عجائب المخلوقات. التبان: التبان كرمان: سروال صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة يكون للملاحين وهو ما يعادل مايسمي في اللغة الدخيلة المايوه ولفظنا العربي اجدر بالحياة منه واولي ان تحمل العامة عليه. جاء في النجوم الزاهرة ان السلطان المظفر بن الناصر قلاوون

المراكبي:

كان اذا لعب مع الأوباش يتعري ويلبس تبان جلد ويصارع معهم ويلعب بالرمح والكرة وكلمة الأوباش قال الأصمعي فيها: يقال بها اوباش من الناس واوشاب من الناس وهم الضروب المتفرقون. المراكبي: استعمال هذا اللفظ بمعني الملاح فقط تأباه اللغة الاصلية لان له مدلولا حضاريا قديما ولان المركب لفظ يشمل كل ما يركب من فرس او بغل او فيل او سفينة. ورد في الاغاني في ترجمة عريب المغنية كانت عريب لعبد الله بن اسماعيل صاحب مراكب الرشيد وهو الذي رباها وادبها وعلمها الغناء. ثم يقول: حدثني من اثق به عن احمد بن عبد الله بن اسماعيل المراكبي ان ام عريب تسمي فاطمة. وكان هذا المراكبي متعهدا كذلك لمراكب المهدي والد هارون الرشيد من قبل جاء في تاريخ الطبري وذكر عبد الله بن اسماعيل صاحب المراكب قال لما صرنا الي ماسبذان دنوت الي عنانه - يعني عنان فرس المهدي - فأمسكت به وما به علة فوالله ما اصبح الا ميتا

البلهارسيا:

البلهارسيا: المرض الذي كشفه الطبيب الألماني بلهارس سنة 1851م قد عرفه العرب قديما وعبروا عنه بالحيض جاء في الخزانة وابو مكعت هو الذي كان يحيض في الجاهلية وهل يحيض الرجال؟ لا ريب ان هذه عبارة عن بول الدم وهو الظاهرة التي تميز بها مرض البلهارسيا وقد عرف العرب ايضا هذا المرض الذي تنتقل عدواة بالماء وجدت في معجم ما استعجم للبكري هذا النص الذي يدل علي علاقة هذا المرض بالماء وذلك عند الكلام علي غدير يقال له رواوة ثم يفضي الي غدير الطفيتين وهو من اعذب ماء يشرب الا انه يبيل الدم. ومن البديهي ان يقال علميا ان هذا الماء كان موبوءا بجرثومة هذا المرض. المرأة كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوصي بالنساء خيرا وليس فينا من لا يحفظ قوله البارع: يا أنجشه رفقا بالقوارير. فمن اروع ما جاء في الحث علي حسن صحبة المرأة ما رواه المقدام

سجن الطرارات:

ابن معد يكرب ان النبي صلي الله عليه وسلم قال ان الرجل من اهل الكتاب يتزوج المرأة وما يعلق علي يدها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتي يموتا هرما. قال الحربي في تفسير ما يعلق علي يدها الخير يقول من صغرها وقلة رفقها والمراد حث اصحابه علي الوصية بالنساء والصبر عليهن فقد كان اهل الكتاب يفعلون ذلك. وفي هذا الحيدث اباحة للقدوة الصالحة مهما يكن مصدرها. سجن الطرارات: الطرار فعال من الطر وهو الاختلاس وقد كان للنساء الطرارات سجن خاص جاء في اخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي في ترجمة ابي علي بن ابي الخير الطبيب انه كبس وعنده امرأة من الخواطئ المسلمات فأقر علي جماعة من الخواطئ المسلمات انهن كن يأتينه لأجل دنياه فخرجت الأوامر بالقبض علي النساء اللواتي ذكرهن فقبض عليهن واودعن سجن الطرارات ويعني هذا انه قد كان لهن سجن خاص. التبكير بالتعليم كان اسلافنا يولون التعليم اهتماما كبيرا ويحملون ابنائهم عليه وهم في سن مبكرة جدا فمن ذلك ما روي ابو الفرج في الاغاني

الإعفاء من الجندية

عن اشجع السلمي الشاعر قال دخلت علي محمد الامين حين اجلس مجلس الادب للتعليم وهو ابن اربع سنين وكان يجلس فيه ساعة ثم يقوم فأنشدته: ملك ابوه وامه من نبعه منها سراج الامة الوهاج شربت بمكة من ربي بطحائها ماء النبوة ليس فيه مزاج. يعني النبعة فأمرت له زبيدة بمائة الف درهم. وجاء في اختصار علوم الحديث لأبن كثير وينبغي المبادرة الي اسماع الولدان الحيدث النبوي والعادة المطردة في اهل هذه الاعصار وما قبلها بمدد متطاولة ان الصغير يكتب له حضور الي تمام خمس سنين من عمره ثم بعد يسمي سماعا وفي الكتاب ايضا عن ابي عمرو بن الصلاح وبلغنا عن ابراهيم بن سعيد الجوهري انه قال: رأيت صبيا ابن اربع سنين قد حمل الي المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأي غير انه اذا جاع بكي. الإعفاء من الجندية تختلف نظمه وقوانينه باختلاف البلاد وانظمتها في الوقت الحاضر. ومن غرائب ما سجلته كتب التراث ما اورده ياقوت في معجم البلدان عند ذكر صقلية وقصبتها مدينة بلرم عن ابن حوقل قال والغالب علي اهل المدينة المعلمون فكان في بلرم ثلثمائة معلم فسألت عن ذلك فقالوا ان المعلم لا يكلف الخروج الي الجهاد عند صدمة العدو والتاريخ هو التاريخ

قسوة العشارين:

قسوة العشارين: جاء في كتاب الموفقيات للزبير بن بكار والاصابة عن هشام بن الكلبي عن ابيه ان عمر خرج تاجرا في الجاهلية مع نفر من قريش فلما وصلوا الي فلسطين قيل لهم ان زنباع بن روح بن سلامة الجذامي يعشر من يمر به للحارث بن ابي شمر قال فعمدنا الي ما معنا من الذهب فألقمناه ناقة لنا حتي اذا مضينا نحرناها وسلم لنا ذهبنا فلما مررنا علي زنباع قال فتشوهم ففتشونا فلم يجدوا معنا الا شيئا يسيرا فقال اعرضوا علي ابلهم فمرت به الناقة بعينها فقال انحروها فقلت لأي شئ قال ان كان في بطنها الذهب والا فلك ناقة غيرها وكلها قال فشقوا بطنها فسال الذهب فأغلظ علينا في العشر ونال من عمر فقال عمر في ذلك متي الق زنباع بن روح ببلدة لي النصف منه يقرع السن من ندم ويعلم بأن الحي حي ابن غالب مطاعين في الهيجا مضاريب في القيم فهذا عمر وهو من هو ينعي علي هؤلاء العشارين جورهم في ذلك الزمان السحيق ويستلعن غضبه وتوعده لهم. الحيل الحربية من الحيل الحربية الماعصرة كسوة الدبابات والسيارات والمدافع بله الجنود والمعدات بأغصان الاشجار للتخفي من عيون الاعداء

الدبابات:

ولهذا جذر في القديم يتمثل فيما رواه صاحب الأدب في خبر زرقاء اليمامة ان حسان بن تبع ساق اليها جيشا من قبيلة طسم فلما كانوا علي مسيرة ثلاث ليال منها صعدت الحصن الذي يقال له حصن الكلب فنظرت الي ذلك الجيش وقد استتر كل رجل بشجرة تلبيسا عليها فقالت: اقسم بالله لقد دب الشجر او حمير قد اخذت شيئا تجر. فهذا سبق عربي قديم في الحيل الحربية عند اسلافنا العرب. الدبابات: التسمية قديمة جدا والمضمون مختلف ولعل اقدم نص وردت فيه هو ما كان في حصار الطائف اذ يقول المؤرخون وكتاب السير دخل نفر من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم تحت دبابة ثم زحفوا بها الي جدار الطائف ليخرقوه. والدبابة آلة تتخذ من جلود وخشب يدخل فيها الرجال ويقربونها من الحصن المحاصر لينقبوه وتقيهم مايرمون به من فوقهم. والتسمية الحديثة موفقة تعبر عن المعني المعاصر تعبيرا دقيقا. وما اجدرنا ان نتريث في التعبير عن مستحدثاتنا فإن من المقطوع به ان نوفق او نقارب اذا نقبنا في قديم تراثنا.

البريد الصوتي:

البريد الصوتي: كان ذلك في غزوة الحديبية سنة ست من الهجرة. جاء في امتاع الإسماع: وبلغ اهل مكة خروج رسول الله صلي الله عليه وسلم فراعهم ذلك وتشاوروا ثم قدموا عكرمة بن ابي جهل او خالد بن الوليد علي مائتي فارس الي كراع الغميم بين مكة والمدينة واستنفروا من اطاعهم من حلفاء قريش من بني كنانة (كانوا قد تحالفوا تحت جبل يقال له حبشي) واجلبت ثقيف معهم اي انضمت ووضعوا العيون علي الجبال وهم عشرة رجال يوحي بعضهم الي بعض بالصوت فعل محمد كذا وكذا فيردد من بعده قوله وهكذا حتي ينتهي ذلك الي قريش. وهذا سبق حضاري قديم له نظير معاصر في الحروب عندنا بالتخاطب بالإشارة بالأعلام التي تطورت الي النظام اللاسكي والراداري. مقاومة الجراد ظاهرة حضارية اصبحت ذات شأن كبير في عصرنا وهي الان داخلة في نطاق التعاون والتنظيم الدولي. والجراد آفة خطيرة تقضي علي الزروع والثمار ان لم تقاوم جادة اهلكت الحرث والزرع والغلات جاء في تاريخ ابن الوردي في حوادث سنة 748 وفي المحرم

وضع الجمرة تحت الثياب:

ظهر بين منبج والباب جراد عظيم من بزر السنة الماضية فخرج عسكر من حلب وخلق من فلاحي النواحي الحلبية نحو اربعة الاف نفس لقتله ودفنه وقامت عندهم اسواق وصرفت عليهم من الرعية اموال وهذا النص يظهرنا علي ماكان من التعاون المتكامل يشترك فيه الجيش مع الفلاحين وتساق فيه التبرعات الشعبية وتنظم له حملة شاملة تقام فيها الاسواق المنظمة ولا ينتهي فيه الامر الي ابادة الجراد بل يشفع ذلك بدفنه مبالغة في الابادة واحتراسا من فقس البيض وفي ذلك يقول ابن الوردي: قصد الشام جراد سن للغلات سنا فتصالحنا عليه وحفرنا ودفنا وضع الجمرة تحت الثياب: شهدنا جداتنا وامهاتنا فيما مضي وهن يحرصن علي البخور في امور شتي اعلاها شأنا هو دفع العين وشر الحاسد فيما يزعمن ومنها وضع المجمرة تحت ثياب الصبيان وحثهم علي معاودة الخطو فوقها ان سبعا وان عشرا للتطيب احيانا ولدفع العين واتقاء شر الحسود حينا اخر. ومن طريف ما روي في كتاب الفخري في الاداب السلطانية لابن الطقطقي في خبر مصرع احمد بن يوسف كاتب المامون قال: وكان سبب موته انه دخل يوما الي المأمون والمأمون يتبخر فأخرج المأمون المجمرة من تحته وقال اجعلوها تحت احمد تكرمة له

الوزير والكاتب:

فنقل اعداؤه الي المأمون انه قال ما هذا البخل بالبخور هلا امرلي ببخور مستأنف؟ فاغتاظ المأمون لذلك وقال ينسبني الي البخل وقد علم ان نفقتي في كل يوم ستة الاف دينار. وانما اردت اكرامه بما كان تحت ثيابي.. ثم دخل عليه احمد بن يوسف وهو يتبخر مرة اخري فقال المامون اجعلوا تحته في مجمرة قطع عنبر وضعوا عليه شيئا يمنع البخار ان يخرج ففعلوا ذلك به فصبر عليه حتي غلبه الامر فصاح: الموت الموت فكشفوا عنه وقد غشي عليه فانصرف الي منزله فمكث فيه شهورا عليلا من ضيق النفس حتي مات بهذه العلة. الوزير والكاتب: نلحظ في ثنايا كتب التاريخ اضطرابا في التفرقة بين هذين اللقبين والملحوظ ايضا انه لم يكن في صدر الاسلام ولا في عهد الدولة الاموية من يحمل لقب الوزير وكانوا كلهم كتابا حتي اذا كانت ايام الدولة العباسية وجدنا اول وزير فيها هو هو ابو سلمة حفص بن سليمان الخلال الذي كان يقال له وزير ال محمد كما كان يقال لأبي مسلم الخراساني امين ال محمد وفيه يقول سليمان بن المهاجر البجلي عند مصرعه: ان المساءة قد تسر وربما كان السرور بما كرهت جديرا ان الوزير وزير ال محمد اودي فمن يشناك كان وزيرا ويسري نظام الوزراء ومعه نظام الكتاب الي عهد المأمون فقد كان له وزراء وكتاب وكان اخر وزرائه هو محمد بن يزداد بن سويد

الجاحظ وزواجه وولده:

يقول المسعودي في التنبيه والاشراف ولم يكن يسمي بين يديه احد من كتابه وزيرا ولا يكاتب بذلك فلأجل ذلك ترك كثير من الناس ان يعد من ذكرنا في الوزراء ورأيت من صنف في اخبار الوزراء والكتاب كأبي عبد الله محمد بن داود بن الجراح ومحمد بن يحيي الصولي ومحمد بن عبدوس الجهشياري والمعروف بابن الماشطة الكاتب منهم من عدهم في الوزراء ومنهم من لم يعدهم للسبب الذي بيننا. الجاحظ وزواجه وولده: سألني ويسألني كثيرون عن اسرة الجاحظ وهل كانت له زوجة او ولد؟ وقد عثرت بأخرة علي نص في رسائل الجاحظ 1: 254 في اثناء رسالة الجد والهزل التي وجهها الي محمد بن عبد الملك الزيات

تهجير الحيوان:

ويبدو ان الجاحظ كان قد تزوج في سن عالية بعد ان كان قاعدا عن الزواج فنعي عليه ابن الزيات ما صنع من ذلك فقال مجيبا في الرد عليه: وما كان عليك مع كبر سني وضعف ركني ان يكون لي - يعني الولد - ريحانة اشمها وثمرة اضمها وان اجد الي الاماني به سببا والي التلهي به سلما. ويقول ايضا: دع عنك كل شئ ماكان عليك ان يكون لي ولد يحيي ذكري ويحوي ميراثي ولا اخرج من الدنيا بحسرتي ولا يأكله مراء يرصدني وابن عم يحسدني ولا يرتع فيه المعدلون في زمان السوء وكفي بهذا النص شاهدا تهجير الحيوان: كما يحدث التهجير في النبات والفواكه وكما حدث عندنا في مصر من ادخال انواع الفواكه الحمضية منذ عهد ليس بالبعيد حدث مثل هذا التهجير في عصور سحيقة. اذ يذكر المسعودي تاريخ دخول الجاموس الي بلاد الشام ويقول في التنبيه والاشراف وقيل ان بدء الجواميس بالشغر الشامي وسواحل الشام من جواميس كانت لآل المهلب ببلاد البصرة والبطائح والطفوف فلما قتل يزيد بن المهلب نقل يزيد بن عبد الملك بن مروان

عض الانسان للحيوان:

كثيرا منها الي هذه النواحي وكانت خلافة يزيد بن عبد الملك ما بين سنتي 101 - 105. وذكر المسعودي قولا اخر في خلافة المعتصم 218 - 227 انه بعد تغلبه علي الزط اجلاهم وانزلهم بلاد بلاد خانقين وجلولاء من طريق خراسان وبلاد عين زربة من الثغر الشامي ومن يومئذ صارت الجواميس بالشام ولم تكن تعرف هنالك. عض الانسان للحيوان: ان بعض حيوان انسانا ذلك امر معروف ليس فيه من وجوه الغرابة وجه ولكن ان يعض انسان عاقل حيوانا امر تلفه الغرابة وتحتويه الندرة يقول الآمدي في المؤتلف في ترجمة ملاعب الأسنة اوس بن مالك الجرمي الشاعر الفارس وكان اوس شاعرا عضت اللبؤة منكيه فعض هو بأنفها وقال: اعض بأنفها وتعض انفي كلانا باسل بطل شجاع فلولا ان تدراكني زهير بنصل السيف افنتني السباع لغويات: السمنة بكسر السين لا تعرفها اللغة وانما تعرف السمن والسمانة وفي حديث ابي هريرة خير امتي القرن الذي انا فيهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر فيهم قوم يحبون السمانة يشهدون قبل ان يستشهدوا.

المقفص

وتعرف اللغة السمنة بضم السين لكن بمعني الدواء الذي يتخذ للسمن تسمن به المرأة او غيرها. المقفص من انواع النقوش في الثياب التقفيص وهو كما قال الخفاجي في شفاء الغليل نقش في الثياب بالطول والعرض يعني ان خطوطه يقطع بعضها بعضا كما تتقاطع قضبان القفص بالطول والعرض وفي ذلك يقول القائل: لم انس قول الورق وهي حبيسة والعيش منها قد اقام منغصا قد كنت البس من غصوني اخضرا فلبست منها بعد ذاك مقفصا. يصف الحمام وقد كان طليقا بين افنان الشجر ثم عاد به الامر الي الأسر بين قضبان الأقفاص وما اجدر هذا اللفظ المقفص الدقيق الدلالة ان يستعمل في مقابل الكلمة الافرنجية كاروه وكاروهات ولهذا الاشتقاق نظائر في العربية كقولهم المسهم الذي فيه نقوش كالسهام والمرجل الذي فيه صورالمراجل جمع مرجل والمدنر الذي فيه صور الدنانير والمضلع الموشي بمثل الضلوع والمبرج الذي فيه صور البروج والمصلب الذي فيه كالصليب والمفوف الذي فيه بياض او خطوط بيض من الفوف بالضم وهو البياض يكون في اظفار الاحداث

تجوهرت الامور:

تجوهرت الامور: تجوهرت الامور وضحت وتكشفت ولم اجد هذه الكلمة في معجم وكم ذا من الالفاظ الفصيحة العربية التي لم ترصدها المعاجم. وجدت في المؤتلف والمختلف في ترجمة اعشي عكل يقول هذا الاعشي في هجاء بلال ونوح ابني جرير الشاعر: سألت الناس اي الناس شر واخبث اذ تجوهرت الامور والأم اولا وادق فعلا فقالوا اسرة فيهم جرير اذا سئل الوري عن كل خزي اشار الي بني الخطفي مشير. المتنيح نقرؤها كثيرا في الصحف في مقام النعي لكبار رجال الدين المسيحي فنظنها حديثة او استعمالا معاصرا والكلمة قديمة جدا ترجع الي ماقبل سنة 455 وهي سنة وفاة ابن بطلان وهو ابو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون وكان من نصاري الكرخ قال ابن ابي اصيبعة عند كلامه علي كتابه دعوة الاطباء ونقلت من خط ابن بطلان وهو يقول في اخرها فرغت من نسخها انا مصنفها يوانيس الطبيب والمعروف بالمختار بن الحسن بن

عبدون بدير الملك المتنيح قسطنطين بظاهر القسطنطينية في اخر ايلول من سنة تسع وخمسين والف هذا قوله ويكون ذلك بالتاريخ الاسلامي من سنة خمسين واربعمائة. والقول في تأصيل هذه الكلمة امر يحتاج الي بحث طويل. الحقير النافع: ليس مادة من المواد ولا مالا من اموال او شيئا مهملا لايؤبه له وانما هو لقب لطبيب لا يعرف التاريخ له اسما كان من اهل مصر يهودي النحلة في زمن الحاكم بأمر الله وكان جراحا حسن المعالجة يرتزق بصناعة مداواة الجراح فقط وكان في غاية الخمول. يقول ابن ابي اصيبعة واتفق ان عرض لرجل الحاكم عقر ازمن ولم يبرأ وكان ابن مقشر طبيب الحاكم والحظي عنده وغيره من اطباء الخاص المشاركين له يتولون علاجه فلا يؤثر ذلك الا شرا في العقر فأحضر له هذا اليهودي المذكور فلما رآه طرح عليه دواء يابسا فنشفه وشفاه في ثلاث ايام فأطلق له الف دينار وخلع عليه ولقبه بالحقير النافع وجعله من اطباء الخاص.

الطرطور:

الطرطور: كلمة من صميم العربية واخذها الفرس والترك لفظا وملبسا من العربية وكم لبس الفرس والترك من الطراطير ولاسيما بعض اصحاب الطرق الصوفية من المولوية والبكتاشية ولم ترد هذه الكلمة في كثير من المعاجم. جاء في اللسان: والطرطور: الوغد الضعيف من الرجال والجمع الطراطير وانشد: قد علمت يشكر من غلامها اذا الطراطير اقشعر هامها ورجل طرطور اي دقيق طويل ثم يقول والطرطور قلنسوة للأعراب طويلة الرأس. وجاء في القاموس: والطرطور الدقيق الطويل والقلنسوة تكون كذلك والوغد الضعيف. اما استينجاس في المعجم الفارسي الانجليزي فيرمز له بالحرف A الدال علي اقتراضه من العربية وفسره بعين ما جاء في اللسان وزاد عليه انه يطلق ايضا علي الضعيف الدقيق من معزي الجبال وتيوسها. وقد جرت هذه الكلمة في لغتنا المعاصرة لكن بفتح الطاء الاولي بمعني الرجل الذي ليس له حل ولا عقد والذي لا يعبأ به ولا بمكانه بين القوم وهو مجاز صادق.

كلمة موءودة:

كلمة موءودة: لعل قولهم: اللغة كائن حي من اصدق القضايا المسلم بها ففي جميع اللغات كلمات تحيا وكلمات تموت والبقاء للأصلح ومن الكلمات التي وئدت في العصور الحديثة كلمة الجراثيم اذ تغير مدلولها الواسع وانحرف الي مجري هو غاية في الضيق انحرافا من الجمال الي نهاية القبح والشناعة. فالجرثومة في فجرها اللغوي تعبير جميل عن اصل كل شئ ومجتمعه والجرثومة ما اجتمع من التراب في اصول الشجر ... وفي حديث ابن الزبير لما اراد ان يهدم الكعبة ويبنيها كانت في المسجد جراثيم يراد بذلك انه كان فيه اماكن مرتفعة عن الارض مجتمعة من تراب او طين اي ان ارض المسجد لم تكن مستوية فإذا حاولنا ان نفهم هذا النص بالمفهوم العصري اخطأنا المعني المراد وفهمنا ان الارض كانت موبوة بجراثيم امراض اذ اصبح مفهوم هذه الكلمة في عصرنا لا يمكن ان يتعدي هذا المعني الطبي الذي يعم البروتوزوا والفيروسات والفطر والبكتريا كما يقولون. وكذلك حين نصغي الي قول جرير في مدح عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان: يآل مروان ان الله فضلكم فضلا قديما وفي المسعاة تقديم قوم ابوهم ابو العاصي وامهم جرثومة لا تساويها الجراثيم ولا يمكن ان تفسر هذه الجراثيم التي تعني الاصل السامي والعرق الكريم بالمفهوم اللغوي المعاصر

في ظلال النحو:

وفي الشعراء الامويين من كان يدعي جرثومة عثرت علي اسمه في كتاب المصون للعسكري وقد كان هذا الشاعر موضع اعجاب من الخليفة عبد الملك بن مروان. ومن ذلك ايضا كلمة التبجح فقد اصبح مفهومها العصري منحصرا في الدلالة علي الجرأة المستهجنة وسوء الادب وسلاطة اللسان ولكن مدلولها الاصيل هو الفرح والشعور براحة النفس والفخر بما صار اليه المرء من منزلة كل ذلك في نطاق الادب والرضا ومنه حديث ام زرع وبجحني فبجحت الي نفسي اي فرحني ففرحت وعظمت نفسي عندي. في ظلال النحو: قالوا: من موانع الصرف في الصفة ان تكون علي وزن افعل بشرط الا يقبل مؤنثه التاء وذلك نحو احمر وابيض واسود وافضل واكبر وهنا ينجم سؤال ما الحكم اذا كان الوصف علي وزن يغلب وروده في الفعل وليس علي وزن افعل وذلك نحو احيمر واسيود وازيرق مصغر احمر واسود وازرق؟ الجواب ان نحو احمير واسيود ممنوعان من الصرف ايضا لغلبة ذلك الوزن في الفعل نحو قول القائل انا ابيطر واسيطر واهينم.

الجمع بين تاء المضارعة في اول الفعل وبين نون النسوة:

وبناء علي ذلك كان قول ابن مالك في الألفية: ووصف اصلي ووزن افعلا ممنوع تأنيث بتا كأشهلا موضع اعتراض عند النحويين وقالوا الارجح قول ابن مالك نفسه في متن الكافية: ووصف اصلي ووزن اصلا في الفعل تا انثي به لن توصلا ليشمل القول ما كان علي وزن افعل وكذلك ماكان علي وزن يغلب وروده في الفعل وعلي ذلك ان ماورد في اللسان سود 209 من قوله وتصغير الاسود اسيد وان شئت اسيود اي قارب السواد انما هو خطأ ظاهر والصواب اسيد واسيود ممنوعين من الصرف. الجمع بين تاء المضارعة في اول الفعل وبين نون النسوة: قال الحريري في الدرة ينعي علي العامة قولهم الحوامل تطلقن والحوادث تطرقن فيغلطون فيه لانه لا يجمع في هذا القبيل بن تاء المضارعة ونون النسوة التي هي ضمير الفاعلات ووجه الكلام فيه ان يلفظ بياء المضارعة كما قال تعالي: {تكاد السموات يتفطرن منه} . هذا ما ساقه الحريري وقال الخفاجي في شرحه علي الدرة قال الزمخشري: في الآية قراءة غريبة وهي تتفطرن بتأءين مع النون ونظيرها حرف روي في نوادر ابن الاعرابي وهي تشممن أ. هـ فإذا

الظرف المستقر:

قرئ به وورد في كلام فصحاء العرب قديما فكيف يتأتي ما ذكره المصنف؟ فهو من قصور الباع وقلة الاطلاع واقول: قراءة التاءين مع النون من رواية يونس عن ابي عمرو في الآية الخامسة من سورة الشوري كما هو عند الزمخشري ورواها ابن خالوية: تنفطرن من الانفطار في شواذ سورة الشوري من رواية يونس عن ابي عمرو ايضا. الظرف المستقر: يخطئ بعض المعربين حينما يقولون: ظرف لغو وظرف مستقر ويكسرون قاف مستقر والصواب فتحها قال الصبان في باب الابتداء: واعلم ان كلا من الظرف والجار والمجرور قسمان لغو ومستقر بفتح القاف. ثم يعلل ذلك بقوله: وسمي اللغو لغوا لخلوه من الضمير في المتعلق والمستقر مستقرا اي مستقرا فيه لاستقرار الضمير فيه. اذا عرف السبب بطل العجب: كلمة عائرة او مثل شارد يجري كثيرا علي السنة المعاصرين وكانه وليد اليوم او نتاج الامس علي حين نجده يضرب بعرق اصيل في القدم الي نحو تسعة قرون ماضية ادناها اليها ماجاء في كتاب المرتجل لابن الخشاب المتوفي سنة 567 وهو شرح علي كتاب الجمل لعبد القاهر الجرجاني قال في المرتجل التعجب معني من المعاني التي

تعرض في النفوس ويكون مما خفي سببه وخرج عن نظرائه وربما عبروا عن هذا المعني بعبارة اخري هي التعجب يكون مما ندر من الاحكام ولم تعرف علته فإن اخل هذا المعني بأحد الشرطين بطل التعجب ولهذا قال القائل وهو قول مستفيض في الناس اذا عرف السبب بطل العجب. واقول اني لم اجد هذا المثل فيما لدي من كتب الامثال ولامر ما احببت ان تكون كلمتي اليوم علي هذا الغرار الذي توخيته منذ عهد ليس بالقريب وهي اشتات نادرة متفرقة لأعلن ان تراثنا يزخر بالكثير من العجب واذا عرف السبب بطل العجب

اول جمال يراها الاوربي

من كناشة النوادر. اول جمال يراها الاوربي حينما عبر يوسف بن تاشفين من بلاد المغرب الي بلاد الاندلس في سنة 479 ورأي الادفونش اجتماع العزائم علي مناجزته علم انه عام نطاح فاستنفر الفرنجة للخروج فخرجوا في عدد لا يحصيه الا الله تعالي. يقول ابن خلكان ولم تزل الجموع تتألف وتتدارك الي ان امتلأت جزيرة الاندلس خيلا ورجلا من الفريقين كل اناس قد التقوا علي ملكهم فلما عبرت جيوش يوسف بن تاشفين عبر في اخرهم فامر بعبور الجمال فعبر منها ما اغص الجزيرة وارتفع رغاؤها الي عنان السماء ولم يكن اهل الجزيرة رأوا قط جملا ولا كانت خيلهم قد رأت صورها ولا سمعت اصواتها وكان ليوسف بن تاشفين في عبورها رأي مصيب كان يحدق بها عسكره وكان يحضرها الحرب فكانت خيل الفرنج تحجم عنها. وكان ذلك في وقعة الزلاقة التي هزم فيها الأدفونش في دون الثلاثين

تامور الزكاة:

من اصحابه وغنم المسلمون من اسلحته وخيله واثاثه ما ملأ بلادهم خيرا. تامور الزكاة: الزكاة احدي الدعائم الخمس في الاسلام ولعلها اكثر هذه الدعائم خضوعا لرقابة الحكام والولاة وظفوا لها الدواوين والعمال لإحكام ادائها ومصارفها. والناظر في كتابي الاحكام السلطانية للماوردي سنة 450 والاحكام السلطانية لأبي يعلي الحنبلي المتوفي سنة 458 يجد دستورا حافلا لتنظيم الاموال ما كان منها زكاة وما كان فيئا او جزية او خراجا. ويذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب ان مسلمة بن عبد الله الدمشقي احد الرواة عن عمر بن عبد العزيز كان صاحب تامورالزكاة فهذا استعمال قديم لكلمة تامور العربية الاصلية التي فسرت بأنها دفتر الزكاة فكأن مسلمة هذا كان المسجل لموارد الزكاة ومصارفها. والتامور في اللغة غلاف القلب او حبته او دمه كما ان التامور وعاء الولد وماء الركية يقال في الركية تاموراي ماء

رفيف العين:

رفيف العين: اخذنا نحن العرب كما اخذ الناس جمعيا ان نتفاءل ونتشاءم بما نجد وما نلقي ولعل اقرب الامور فيما يتفاءل به الناس هو الاعين اذا ما بدت خلجاتها. ومن النصوص القديمة في ذلك ما انشده الآمدي في المؤتلف والمختلف من قول جميل بن سيدان الأسدي وهو احد الاعراب: ايا جمل هل دين مؤدي لحينه فقد حل ذاك الدين واحتاج طالبه فطالت به احلامه ان قضيته وظل بما منيت يلمع حاجبه وقال الآمدي تعليقا علي هذا يلمع حاجبه. يختلج كأنه يبشره بوصالك. ويقول ايضا وعندهم ان الجفن الفوقاني اذا اختلج فهو بشارة وانشد ابو عبيدة لم ادرالا الظن ظن الغائب ابك ام بالغيب رف حاجبي اي اختلج ... ويقال ان الجفن الأسفل يؤذن بغم كما ان الاعلي يؤذن ببشارة. اجرة الخان في اليوم: الخان كلمة فارسية معربة وهذا يعطي ان اسلافنا العرب انما اتخذوا نظامها من بعد نقلا عن الفرس فقد كانت خيام العرب

وبيوتهم ونيرانهم بأعلي اليفاع وذبائحهم هي الخان لكل مسافر او نزيل يقرونه تمام القري ويتبعونه الكرامة حيث مال وبخروج العرب من جزيرتهم في اسفارهم كان من الطبيعي ان تنشأ الخانات والمنازل في طريق السفر وفي المدن ايضا. ولعل خانات المنازل في السفر كانت اقل نفقة فإن منها ما كانت تتكفل به الدول الاسلامية في مختلف عصورها ولا كذلك المدن ولسنا نعرف بالتفصيل ما كان يجري في خان الخليلي بالقاهرة المعزية علي مر العصور وكر الدهور. والذي نريد ان نصل اليه هو مستوي الاجور في هذه الخانات وقد عثرت علي نص نادر لولد ابن عائشة الذي توفي ابوه سنة 227 يقول الولد شاكيا لأبيه مالقي من ضيق في بغداد وان اماله الجسام فيها تناثرت بين يديه فكتب في اخر كتابه اليه: انا في الخان اؤدي كل يوم درهمين نازل فيه علي نفسي علي سخنة عين واراني عن قليل لابسا خفي حنين فأين هذه الشكوي مما نراه في خاناتنا وفنادقنا. اما لفظ الخان فيقول فيه الجواليقي والفندق بلغة اهل الشام خان من هذه الخانات التي ينزلها الناس مما يكون في الطرق والمدائن.

الدوقية:

اما صاحب القاموس فلم ينص علي تعريبها والذي فيه ان الخان هو الحانوت او صاحبه. واما صاحب اللسان فينص علي التعريب ويقول الخان الحانوت او صاحب الحانوت فارسي معرب وقيل الخان الذي للتجار. واما ادي شير فيقول الخان فارسي بحت وهو الحانوت وهو موجود في جميع اللغات الشرقية والدارجة وهو يطلق علي الدكان والمخدع والماخور واما الميداني في كتابه السامي فيعرفه بأته كاروان سراي اي منزل القوافل علي الطريق ومحط رحالهم. الدوقية: نجد في ثنايا كتب التاريخ ولا سيما ما كانت حوادثه متصله بالروم والفرنجة لفظ الدوقية والدنانير الدوقية ولا نجد لها تفسيرا في المعاجم القدمية والحديثة مع قدم استعمالها. وقد وجدت تفسيرا لها في صبح الاعشي حينما عرض للتعريف بالدنانير المسكوكة مما يضرب بالديار المصرية او يأتي اليها من

عاشوراء

المسكوك في غيرها من الممالك يقول القلقشندي المتوفي سنة 821 في تعريف الدينانير الدوقية: وهي دنانير يؤتي بها من بلاد الإفرنجة والروم ويقول وهذه الدنانير مشخصة علي احد وجهيها صورة الملك الذي تضرب في زمنه وعلي الوجه الاخر صورتا بطرس وبولس الحواريين اللذين بعث بهما المسيح عليه السلام الي رومية ويعبر عنها اي عن الدنانير بالإفرنتية جمع افرنتي واصلها افرنسي بسين مهملة بدل التاء المثناة فوق نسبة الي افرنسية مدينة من مدنهم وربما قيل فيها افرنجة واليها تنسب طائفة الفرنج وهي مقرة الفرنسيس ملكهم يعني الملك فرانسوا ويعبر عنها ايضا بالدوكات وهذا الاسم في الحقيقة لا يطلق عليه الا اذا كان ضرب البندقية من الفرنجة وذلك ان الملك اسمه عندهم دوك وكان الالف والتاء في الاخر قائمان مقام ياء النسب. عاشوراء يوم عاشوراء هو العاشر من المحرم عند العرب وتاريخه قديم جدا يرجع الي ما قبل الاسلام وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه. وفي الصحيح ايضا من حديث ابن عباس ان النبي صلي الله عليه وسلم قدم المدينة فرأي اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم

صالح هذا يوم نجي الله بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسي قال فأنا احق بموسي منكم فصامه وبذلك صار صوم يوم عاشوراء فرضا ثم لصبح فيما بعد سنة اسلامية. ولسنا بحاجة الي سرد مباهج هذا العيد عند مسلمي مصر والتزامهم الي الان بعمل ما يسمونه العاشوراء من حبوب القمح لا يكاد بيت من بيوتهم يخلو من صنعها او ذوقها. وحين نكر البصر الي اصله عند اليهود نجد انه العاشر ايضا لكن لا من المحرم بل من شهورهم العبرية وهو شهر تشري. ويذكر ان البيروني في الاثار الباقية ان صوم هذا اليوم هو الصوم المفروض من بين سائر صيام اليهود ويسمي صوم الكبور يصومونه خمسا وعشرين ساعة ومن لم يصم وجب عليه القتل ومما يذكر ان البيروني كان من اعظم العلماء خبرة بأخبار اليهود وصيغة فاعولاء من الصيغ النادرة في العربية لا نكاد نجد منها الا تاسوعاء وهو التاسع من المحرم والضاروراء الضراء والساروراء السراء والدالولاء الدلالة. ولم اجد هذا الاحصاء في مرجع الا في لسان العرب في مادة عشر عن ابن بزرج وزاد عليه ابن الاعرابي الخابوراء موضع ولم يتعرض ابن خالوية لهذه القضية وعقد لها السيوطي في المزهر فصلا

سنة الفقهاء:

قال فيه وزاد ابن خالوية ساموعاء قال وهو اللحم في التوارة. ولم اجد هذا في كتاب ابن خالوية ولعله من كتاب اخر. سنة الفقهاء: قال ابو جعفر الطبري في تاريخ سنة 94 من الهجرة وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء مات فيها عامة فقهاء اهل المدينة مات اولها علي بن الحسين عليه السلام ثم عروة بن الزبير ثم سعيد ابن المسيب وابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واقتصر الطبري علي هذا ولم يذكر علي بن الحسين بوصفه فقيها بل ذكر وفاته فقط. وقد وجدت الصفدي في نكت الهميان يعين هؤلاء الفقهاء في دقة وتفصيل وذلك في ترجمته لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام بن المغيرة اذ يقول: وكان من سادات التابعين ويسمي راهب قريش. ويذكر انه توفي سنة 94 للهجرة وهذه السنة تسمي سنة الفقهاء لانه مات فيها جماعة منهم وهؤلاء الفقهاء السبعة كانوا بالمدينة في عصر واحد وعنهم انتشر العلم والفتيا في الدينا وقد جمعهم بعض الشعراء في بيتين:

الا كل من لا يقتدي بأئمة فقسمته ضيزي عن الحق خارجه فخذهم عبيد الله عروة قاسم سعيد سليمان ابو بكر خارجه وانما قيل لهم الفقهاء السبعة لان الفتوي بعد الصحابة صارت اليهم وشهروا بها وكان في عصرهم جماعة من العلماء مثل سالم بن عبد الله بن عمر ولكن الفتوي لم تكن الا لهؤلاء السبعة. واقول اما عبيد الله في هذا الشعر فهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي وكان مع زهده وورعه شاعرا مجيدا وقال ابن عبد البر كان احد الفقهاء العشرة ثم السبعة تدور عليهم الفتوي. واما عروة فهو عروة بن الزبير بن العوام حفيد ابي بكر امه اسماء بنت ابي بكر وهو اخو عبد الله بن الزبير ومصعب. واما قاسم فهو قاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق وكان ابن سيرين يأمر من يحج ان ينظر الي هدي القاسم فيقتدي به وكان صموتا شديد الصمت فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال اهل المدينة اليوم تنطق العذراء يعنونه بذلك قال يوسف بن عبد الله النمري في بهجة المجالس كان القاسم بن محمد يلبس الخز وسالم بن عبد الله يلبس الصوف وكانا يتجالسان في المجلس ويتحدثان الدهر لا ينكر واحد منهما لباس صاحبه. واما سعيد فهو سعيد بن المسيب المخزومي وابوه المسيب من اهل بيعة الرضوان وفيه يقول الامام احمد ما نودي بالصلاة من

سم الخياط:

اربعين سنة الا وسعيد في المسجد. واما سليمان فهو سليمان بن يسار الهلالي مولي ام المؤنين ميمونة زوج رسول الله وكان سعيد بن المسيب يقول للسائل اذهب الي سليمان بن يسار فإنه اعلم من بقي اليوم. واما ابو بكر فهو ابو بكر بن عبد الرحمن الذي اسلفت شيئا من ترجمته في اول هذا الفصل. اما سابع هذه الحلبة فهو خارجة بن زيد بن ثابت الانصاري وابوه ابو خارجة زيد بن ثابت كاتب الوحي وبه كان يكني قال المصعب الزبيري في كتاب نسب قريش كان خارجه وطلحة يقسمان المواريث ويكتبان الوثائق وينتهي الناس الي قولهما. فهذا تاريخ رجال الحقبة الاولي من احقاب التشريع الاسلامي في عنفوانه وكانت السنة الرابعة بعد التسعين من الهجرة خاتمة لحياتهم الحافلة بالفتوي والتشريع. سم الخياط: لم يختلف المفسرون واللغويون في فسر هاتين الكلمتين فالسم هو الثقب والخياط هو الابرة التي يخاط بها ولكنهم ذهبوا مذاهب شتي في تأويل قوله تعالي {حتي يلج الجمل} ويشتد خلافهم حين تختلف القراءات بين الجمل والجمل بالضم وتشديد الميم والجمل بضم ففتح مع التخفيف والجمل بضم فسكون

الجمل عند اليهود:

والجمل بفتح فسكون وقد تكفل ابو حيان بنسبة هذه القراءات الخمس في هذه الاية وقد اتفق السبعة علي القراءة الاولي الجمل وفسر بهذا الحيوان المعروف زوج الناقة كما فسرها ابن مسعود تهكما منه بالسائل الذي لم يعرف معني الجمل في القرآن. واختلفوا في الجمل اهو حبل السفينة الغليظ ام هو الحبل الذي يصعد به في النخل اما سائر القراءات فلا يخرج تفسيرها كذلك عن الحبل الغليظ. فواضح ان اعلي القراءات هذه هي قراءة الجمل بالتحريك وقد وجدت نحو هذا في انجيل متي في الفقرتين 23، 24 من الأصحاح التاسع عشر: فقال يسوع لتلاميذه الحق اقول لكم انه يعسر ان يدخل غني الي ملكوت السموات واقول لكم ايضا ان مرور جمل من ثقب ابرة ايسر من ان يدخل غني الي ملكوت الله. الجمل عند اليهود: جاء في غزوة بني قريظة من السيرة ان سلمي بنت قيس وكانت احدي خالات الرسول صلي الله عليه وسلم قد صلت معه القبلتين وبايعته بيعة النساء سألته رفاعة بن سموءل القرظي وكان النبي صلي الله عليه وسلم قد امر

في مجال التأليف:

ان يقتل من بني قريظة كل من انبت منهم وكان رفاعة هذا قد بلغ فلاذ بها وكان يعرفهم قبل ذلك فقالت يانبي الله بأبي انت وامي هب لي رفاعة فإنه قد زعم انه سيصلي وياكل لحم الجمل وهي عبارة تحتاج اللي وقفة وتفسير - قال اي الراوي فوهبه لها فاستحيته. وهذه رؤية صادقة لحال من كان يدخل الاسلام من عرب اليهود فإنه يجد الاسلام قد وسع له مجال الطعام في مطعم هو اشيع المآكل عند العرب واقربها الي اذواقهم وهو لحوم الابل وشحومها. وقد نص القرآن الكريم علي ما كان من تحريم كثير والشحوم علي بني اسرائي: {وعلي الزين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون} يقول اهل اللغة والمفسرون ان المراد بزوات الظفر يعم ذوات المناسب من الابل والنعام لانها كالاظهار لها وكذلك ما ليس بذي اصابع منفرجة كالبط والاوز. في مجال التأليف: بسط الاسلام نوره علي دينا الثقافة بسطا عريضا فكان نشاط التأليف عبقريا من حيث العدد والكم ومن حيث النوع والكيف كما يقولون وامامنا امثلة عظيمة من نشاط الجاحظ وابي عبيدة والمدائني وابن سينا والصفدي وابن منظور

ولعل من المع المؤلفين في العصور القريبة العلامة ابن حجر 773 -852 وجلال الدين السيوطي 849 - 911 الذي يقول شرعت في التصنيف في سنة ست وستين وثمانمائة - اي في السابعة عشرة من عمره - وبلغت مؤلفاتي الي الان ثلثمائة كتاب سوي ما غسلته ورجعت عنه. وقد استمر السيوطي بعد مقاله هذا يكتب ويؤلف وقد عد له بروكلمان 415 مصنفا ما بين مطبوع ومخطوط والعلامة فلوجل 560 مصنفا وذكر له الاستاذ جميل العظم 576 مصنفا بين كتب ورسائل ومقامات. وفي تاريخ ابن اياس ان مؤلفاته بلغت ستمائة مؤلف منها عقود الجوهر في من لهم خمسون تصنيفا فمائة فأكثر. وكان السيوطي قد برع في علوم كثيرة وكان علم الحساب والمنطق في موقع منه يخشاه ويتهيبه يقول: واما علم الحساب فهو اعسر شئ علي وابعده عن ذهني واذا نظرت في مسالة تتعلق به فكأنما احاول جبلا احمله. ويقول ايضا: وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئا في علم المنطق ثم القي الله كراهته في قلبي وسمعت ان ابن الصلاح افتي بتحريمه فتركته لذلك فعوضني الله تعالي عنه علم الحديث الذي هو اشرف العلوم. ويروي لنا السيوطي في ترجمة اسماعيل بن ابي بكر اليمني انه كان غاية في الفهم والذكاء صنف كتابا سماه: عنوان الشرف مجموعة في الفقه وفيه اربعة علوم غيره تخرج من رموزه في المتن عجيب الوضع

لسان العرب:

وهو نحو وتاريخ وعروض وقواف في خمس كراريس في كامل الشامي. ثم يقول السيوطي عن نفسه وقد عملت كتابا علي هذا النمط في كراسة واحدة في يوم واحد وانا بمكة المشرفة وسميته النفحة المسكية والمنحة المكية جعلته مجموعة في النحو وفيه عروض ومعان وبديع وتاريخ. ولا ريب ان هذا عمل عبقري يفخر به التأليف العربي لسان العرب: قد يظن ان هذه التسمية تسمية فريدة بين المعاجم اوان اول من اطلق هذه التسمية علي كتاب هو جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الافريقي المصري ولكني عثرت علي نص في طبقات الاطباء لابن ابي اصيبعة يذكر ان لابن سينا الحسين بن عبد الله كتابا سماه لسان العرب في عشر مجلدات. ومن المعروف انه كان للرئيس ابن سينا مشاركات شتي في علوم العربية منها كتاب اسباب حدوث الحروف وكتاب الملح في النحو يذكر القفطي في ترجمة ابي منصور الجبان معاصر ابن سينا ومنافسه في الدولة البويهية ان ابا منصور هذا شرع في تصنيف كتاب

تهذيب الحيوان:

في اللغة احسن ترتيبه وتبويبه واستوفي فيه اللغة غاية امكانه وجاء كبيرا وسماه لسان العرب ومات قبل اخراجه من المسودة فبقي علي حاله فهذا لسان عرب ثالث. ولعل في اقبال ابن سينا علي التأليف اللغوي ما كان من هزيمته امام ابي منصور الجبان في مجلس علاء الدولة بن فخر الدولة بن بويه يقول القفطي في انباه الرواة وبعد انفصاله من المجلس يعني الرئيس ابن سينا - نظر في اللغة وتبحر فيها وعمل رسائل اودعها نوعا توافرا من اللغة. تهذيب الحيوان: من بين ما صنعت في مؤلفاتي تهذيب سيرة ابن هشام وتهذيب احياء علوم الدين للغزالي وتهذيب كتاب الحيوان وقد ظن بعض الاخوة من الادباء اني قد انفردت بهذا العمل في كتاب الحيوان وراقه صنيعي وكتب الي مثنيا. والحق انه قد سبقني الي تهذيب الحيوان عالمان جليلان من علماء القرن السابع اما احدهما فهو شاعرنا المصري هبة الله بن جعفر بن محمد سناء الملك المعروف بابن سناء الملك 608 قال ياقوت في ترجمته وصنف كتاب روح الحيوان لخص فيه كتاب الحيوان للجاحظ.

مقامات الحريري:

ويقول ابن خلكان بعده في ترجمة له ايضا واختصر كتاب الحيوان للجاحظ وسمي المختصر روح الحيوان وهي تسمية لطيفة. كما يشير صاحب كشف الظنون الي ان للموفق البغدادي اختصار اخر للحيوان والموفق هذا هو عبد اللطيف بن يوسف بن محمد المعروف بابن نقطة المتوفي سنة 629 وكلا المختصرين قد ذهب في طيات التاريخ فلم نر لأحدهما اثرا. مقامات الحريري: جاء في تاج العروس زوك: وزاكان مدينة بالعجم منها عبيد الزاكاني صاحب المقامات التي ضاهي بها مقامات الحريري فأغرب واعجب وهي بالفارسية رأيتها في خزانة الامير صرغتمش. اجزاء القرآن الكريم: يروي اليعقوبي - 292 في تاريخه ان مصحف علي بن ابي طالب كان في سبعة اجزاء الجزء الاول البقرة وسورة يوسف والعنكبوت والروم ولقمان وحم السجدة والذاريات وهل اتي علي الانسان والم تنزيل السجدة والنازعات واذا الشمس كورت واذا السماء انفطرت اذا السماء انشقت وسبح اسم ربك الاعلي ولم يكن وجزء البقرة وعدد اياته ثمانمائة وست وثمانون اية وهو ست عشر سورة.

وعلي هذا النمط وتعداد الآى الست والثمانين والثمانمائة يكون جزء الا عمران 15 سورة وجزء النساء 17 سورة وجزء المائدة 15 سورة وجزء الانعام 16 سورة والاعراف 16 سورة والانفال 16 سورة وقد وجدت في مطالعاتي وفيما احييت من التراث ان اول محاولة لتجزئة القرآن كانت تجزئة حسابية عددية لاتجزئة مصحفية كما هو المألوف في المصحف الكريم المتداول بيننا اليوم وهي المحاولة التي رواها ابو العباس احمد بن يحيي ثعلب في مجالسه التي حققتها منذ خمسة وثلاثين عاما يعزوها الي القارئ المكي حميد الاعرج المتوفي سنة 130 انه حسب نصفي القرآن بعدد الحروف ثم ثلاثة اثلاثة واربعة ارباعة الي ان انتهي الي عشرة اعشاره وبلغ من دقته انه كان يجزئ الكلمة الواحدة في التعداد فيجعل علي سبيل المثال مأ نهاية للثمن الاول من المصحف وواهم بدءا للثمن الثاني وهي كلمة مأواهم ومن البديهي ان هذا التقسيم انما هو ضرب من العناية والدراسة لا دخل له بتجزئة الكتاب الكريم ومهما يكن فإنه يدل علي عبقرية حسابية. اما اقدم تقسيم مصحفي منصوص عليه فهو التقسيم الرباعي المنصوص عليه في البرهان للزركشي 745 -794 بناء علي

تأويل الحديث عن واثلة بن الاسقع عن النبي صلي الله عليه وسلم قال اعطيت السبع الطول مكان التوارة واعطيت المئين مكان الانجيل واعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل. فالسبع الطول واولها البقرة واخرها براءة لانهم كانوا يعدون الانفال وبراءة - اي التوبة - سورة واحدة والمئون ماولي السبع الطول لان كل سورة منها تزيد علي مائة اية او تقاربها والمثاني ماولي المئين لان الانباء والقصص تثني فيها بصفة خاصة والمفصل مايلي المثاني من قصار السور سمي مفصلا لكثرة الفصول التي بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم. ونحو هذا التقسيم مع شئ من التفصيل فى الاتقان للسيوطي ويذكر ان اول اشارة لتحزيب المصحف وتجزئته الي ثلاثين ما ورد في البرهان للزركشي اذ يقول: واما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الاجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. ولعل لفظ الربعة الوارد في هذا النص يعني به المجموعة التي تربع اي تحمل وترفع. وقد شاعت ايضا كلمة الختمة ويذكر المرتضي الزبيدي في مستدرك تاج العروس ان الختمة بالفتح ويكسر المصحف عامية

الفية ابن مالك

ووصفة اللفظة بأنها عامية ليس كما ينبغي والاولي ان يقال انها مولدة صحيحة لان القارئ يختمها بإكمال تلاوته لها جميعها فهي تسمية باسم المرة. الفية ابن مالك من المعروف ان عدد الابيات التي نظم فيها ابن مالك الفيته هو الالف وقد بدا هذا واضحا في كل مخطوطاتها وطبعاتها ولكني وجدت الصبان في حاشيته علي شرح الاشموني في باب الوقف يقول تعليقا علي بيت ابن مالك: ووصلها بغير تحريك بنا اديم شذ في المدام استحسنا. قال يوجد في بعض النسخ قبل هذا البيت: ووصل ذي الهاء اجز بكل ما حرك تحريك بناء لزما وبذلك يرتفع عدد الابيات الي 1001. من تاريخ الخط العربي: يقولون ان اول من جود خط المصاحف خالد بن ابي الهياج وكان منقطعا الي الوليد بن عبد الملك يكتب له المصاحف وكذلك اخبار العرب واشعارها ومن بعد خالد عرف مالك بن دينار السامي مولي بن سامة بن لؤي المتوفي سنة 131 وتعاقب التجويد بعد ذلك حتي بلغ غايته علي رأس الثلثمائة علي يد ابي علي محمد بن مقلة وابنه عبد الله بن مقلة وابو علي هو اول من هندس الحروف وقدر مقاييسها

وابعادها بالنقط وضبطهما في احكام صادق وسمي خطه بالخط المنسوب وفيه يقول ابو عبيد البكري صاحب المعجم خط ابن مقلة من ارعاه مقلته ودت جوارحه لو اصبحت مقلا وفي اوائل القرن الخامس ظهر ابو الحسن علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب المتوفي سنة 413 وقد نوه ابو العلاء المعري الضرير بابن هلال هذا في احدي بغدادياته اذ يقول في نعت الهلال ولاح هلال مثل نون اجادها بجاري النضار الكاتب ابن هلال جاري النضار: ماء الذهب. ويقول ابن خلكان وسألني بعض الفقهاء بمدينة حلب عن قول بعض المتاخرين من جملة ابيات في صفة كتاب: كتاب كوشي الروض خطت سطوره يد ابن هلال عن فم ابن هلال. فقلت له هذا يقول ان خطه في الحسن مثل خط ابن البواب وفي بلاغة الفاظه مثل رسائل الصابي لانه ابن هلال ايضا. والصابي الذي يشير اليه ابن خلكان هو المترسل ابو اسحاق ابراهيم بن هلال المتوفي قبيل سنة 380 وبذاك نستطيع ان نضيف الي المعاجم المثني والمبني ابنا هلال وممن عرف بجودة الخط بعد ابن هلال ياقوت بن عبد الله الرومي الموصلي المتوفي سنة 618 ثم ياقوت بن عبد الله الرومي ابو الدر

الثقة بالتواريخ المعاصرة:

المتوفي سنة 622 ثم ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي صاحب المعجمين المتوفي سنة 226 ثم ياقوت بن عبد الله الرومي المستعصمي مولي المستعصم المتوفي سنة 689 فهؤلاء اربعة يواقيت عرفوا بجودة الخط وجماله في تاريخ الكتابة العربية. الثقة بالتواريخ المعاصرة: من الخطا الفاحش الذليل ان يكلف مؤرخ معاصر تكليفا ديوانيا ان يكتب تاريخا بإيعازمن ولي الامر مهما سمت منزلته وعرف بالنزاهة ونقاء الجيب وسلامة النفس اذ ليس من طبيعة البشر الا ان يجاملوا معاصريهم ومن هم فوقهم مهما تصنعوا من عدالة وانصاف فهذا الاسلوب مضيعة تاريخ وبهتان عظيم. ومن نمازج هذا الخطأ في القديم ما امر به عضد الدولة بن بوية الديلمي ابا اسحاق الصابي السابق الذكر ان يصنع له كتابا في اخبار الدولة الديلمية فعمل الصابي هذا الكتاب وسماه الكتاب التاجي فماذا حدث بعد ذلك؟ قيل لعضد الدولة هذا ان صديقا للصابي دخل عليه فرآه في شغل شاغل من التعليق والتسويد والتبيض فساله عما يعمل فقال اباطيل انمقها واكاذيب الفقها: يقول ابن خلكان راوي الخبر: فحركت ساكنه وهيجت حقده ولم يزل مبعدا في ايامه. وكان عضد الدولة قبل هذا التكليف قد ارهبه واعتقله وعزم علي

القسامة:

القائه ايدي تحت الفيلة فشفعوا فيه ثم اطلقه ورسم له ان يكتب هذا التاريخ الملفق المنمق. القسامة: جاء في اللسان: القسامة بالضم ما يأخذه القسام من رأس المال عن اجرته لنفسه من رأس المال كما يأخذ السماسرة رسما مرسوما لا اجرا معلوما كتواضعهم ان يأخذوا من كل الف شيئا معينا وذلك حرام. ثم يقول قال الخطابي وهو ابو سليمان حمد او احمد بن ابراهيم بن الخطاب المتوفي سنة 388 وكان فقيها محدثا: قال ليس في هذا تحريم اذا اخذ القسام اجرته بإذن المقسوم لهم وانما هو اي التحريم فيمن ولي امر قوم فإذا قسم بين اصحابه شيئا امسك منه لنفسه نصيبا يستأثر به عليهم. وفي هذا النص الذي اورده صاحب اللسان ما يكون ضميمة وسندا لما يجري الان من خلاف حول المعاملات المصرفية الحديثة. في مجال النحو واللغة: الدال اليابسة من اغرب ما وجدته في تعبيرات الضبط اللغوي المعجمي ما جاء في كتاب تحفة الابية فيمن نسب الي غير ابيه من نوادر المخطوطات يقول مؤلفه الفيروزابادي في ضبط جحدم

بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الدال اليابسة بدلا من قوله الدال المهملة كما هو المألوف عند اصحاب المعاجم ترجمة الجيم في الاعلام والكلمات الاعجمية يختلف العرب المعاصرون في ترجمة ما اوله جيم غير معطشة من الاعلام والكلمات الاعجمية فأهل مصر يجعلونها جيما قاهرية وكثير من العواصم العربية يجعلها غنيا او كافا وجاء في طبقات الاطباء لابن ابي اصيبعة ويقول ابو بكر الرازي في كتاب الحاوي انه ينطلق - اي يطرد - في اللغة اليونانية ان ينطق بالجيم غينا وكافا فيقال مثلا جالينوس وكالينوس وكل ذلك جائز. الاعراب كما اسرف قوم في اهمال الاعراب جهلا او تخلصا من الاخطاء نجد ان قوما من العرب قد اسرفوا علي انفسهم فاجروا الاعراب في الكلمات كلها وصلا ووقفا. وجدت في كتاب سيبويه وزعم ابو الخطاب ان ازد السراة يقولون: هذا زيدو وهذا عمرو ومررت بزيدي وبعمري جعلوه قياسا واحدا فأثبتوا الياء والواو كما اثبتوا الالف. تنوين الموصوف بابن من المعروف عند علماء الرسم ان تنقص الف ابن وابنة اذا وقع احدهما مفردا نعتا بين علمين مباشرين اولهما غير منون وثانيهما مشهور بالأبوة ولو ادعاء بشرط الايكون في اول سطر وهذا هو الجاري في مألوف الرسم او الاملاء كما يقولون اليوم

ونص عليه علماء النحو ايضا لكن هناك خلافا في نحو ابو بكر بن ابي قحافة وعبد الله بن ام مكتوب اي اذا وقع ماقبل الابن مضافا او وقع ما بعد الابن مضافا. يقول الصبان - وهو نص نادر -: وجزم الراعي بوجوب تنوين المضاف كما في قام ابو محمد بن زيد واختاره الصفوي في تاريخه بعد نقل الخلاف واختاره ايضا المصنف اي ابن مالك اذا كان المضاف اليه ابن مضافا اي في نحو محمد بن زيد العابدين فهذان النموزجان عندهما يكتبان ويقرآن بتنوين ما قبل الابن وبإثبات الف ابن في الكتابة كذلك. والراعي الذي ذكره الصبان هو محمد بن محمد بن محمد بن اسماعيل الاندلسي نزيل القاهرة المتوفي سنة 853 له شرح علي الالفية والاجرومية. واحد عشر والواحد والعشرون الفصيح فيهما ان يقال احد عشر والحادي والعشرون لكنهما وجهان جائزان وفي التصريح وحكي الكسائي عن بعض العرب واحد عشر علي الاصل فلم يلتزم القلب كل العرب وقد علق الاشموني علي هذا بقوله: واما ما حكاه الكسائي من قول بعضعم واحد عشر فشاذ نبه علي الاصل

المرفوض ثم يقول قال في شرح الكافية ولا يستعمل هذا القلب في واحد الا في تنييف اي مع عشرة او مع عشرين واخواته. اي ان يخطئ كثير من الكاتبين والمتكلمين في استعمال ان المفتوحة الهمزة بعد اي التفسيرية والصواب اي ان بالكسر لا غير لانها تكون تفسيرا لكلام سابق اي لجملة لا لكلمة واذن فإن الواقعة بعدها هي بدء كلام فوجب كسر همزتها ومثاله ما اسعفني به ابن منظور حينما انشد بيت امية بن ابي الصلت في مادة عول سلع ما ومثله عشر ما عائل ما وعالت البيقورا. وفسره فقال اي ان السنة الجدبة اثقلت البقر بما حملت من السلع والعشر ولو خطأ لقال ولو اخطأ لقال اي ان السنة الجدبة وعلي هذا اذا فسرنا قول الشاعر: وترمينني بالطرف اي انت مذنب وتقلينني لكن اياك لا اقلي قلنا: اي انك مذنب لا اي انك مذنب اما اي المفسرة للمفرد فلا تأتي بعدها ان مطلقا بل نقول هذا عسجد اي ذهب وغضنفر اي اسد وما بعد اي عطف بيان او بدل عند البصريين وعطف نسق عند الكوفيين. الطريحة كلمة مولدة قديما تستعمل بمعني الكمية التي يجب عملها مطلقا من نسج او بناء او طلاء او تصنيع او كتابة او تأليف وجاء في ترجمة عبد الملك بن سراج النحوي من كتاب بغية الوعاة انه طال عمره مع البحث والتنقير وكان يقول طريحتي في

كل يوم سبعون ورقة. واشتقاقها من الطرح كأن الشئ يطرح اماه ليعمله او كانه طرحه من وراء ظهره بعد ان كان مثقلا به وعبد الملك هذا ممن توفي سنة 489 فالاستعمال قديم جدا. الحلزون كلمة عربية اصيلة ينسب اليها الشكل الحلزوني المعروف وهي احد ما جاء علي وزن فعلول كالزرجون للخمر والكرم والقربوس لحنو السرج والقرقوس للقاع الاملس الغليظ وفي اللسان الاصمعي حلزون دابة تكون في الرمث وفي القاموس دابة تكون في الرمث او من جنس الاصداف ويفسره الدميري في حياة الحيوان بأنه دود في جوف انبوبة حجرية يوجد في سواحل البحار وشطوط الانهار وهذه الدابة تخرج بنصف بدنها من جوف تلك الانبوبة الصدفية وتمشي يمنة ويسرة تطلب مادة تغتذي بها فاذا احست بلين ورطوبة انبسطت اليها واذا احست بخشونة او صلابة انقبضت وغاصت في جوف الانبوبة الصدفية حذارا من المؤذي لجسمها واذا انسابت جرت معها بيتها. وفي معجم المعلوف والحلزون عند عامة اهل الشام الصغير منه يسمونه في العراق زلنطح وسلنطح ويقول الصبيان سلنطح ياسلنطح طلع قرونك وانطح.

قلت ولعل هذا تأصيل لما تقوله عامة المصريين للرجل العيار المرهوب الجانب لعدم مبالاته ظلمطحجي يعنون انه اذا استثير صارع قرنه براسه لايبالي ما صنع وجي هي علامة النسبة في التركية من غرائب التصحيف والتصحيف افة من افات العلماء لا يكاد عالم فاضل يخلو منها مهما اوتي من علم جاء في شواهد الاشموني قول ذي الرمة: ويسقط بينها المرئي لغوا كما الغيت في الدية الحوارا. البيت بهذه الصورة السليمة موثق مفسرفي ديوان ذي الرمة ويقول الصبان وهو نحوي جليل في التعليق عليه قال البعض ليس بنظم وانظر ما ضبطه وما معناه فإني لم اقف عليه لكن وجد في بعض النسخ علي كونه نظما من بحر الوافر: ويسقط منهما المرئي لقوا كماء العنب في الدبة الحواء بضمير التثنية في منهما وضبط لقوا كغزو وسكون نون العنب وتخفيف باء الدبة وواو الحواء وهكذا افلت الزمام من عالم جليل ولكن لم يفلت زمامنا في الحكم له بالفضل فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة

عشرة الاف محبرة:

من كناشة النوادر اصل ما انقطع من القول فيما عثرت عليه من نوادر النصوص التي تزيدنا معرفة بالتراث العربي الخالد وكنوزه وبالجهود الفكرية لأسلافنا في مختلف دروب الحياة الثقافية واللغوية والاجتماعية وانا ارجي الخير فيما اطالع به اجل الزملاء واعز الاحباب. عشرة الاف محبرة: كانت مجالس الحديث وسماعه حافلة بطلاب الحديث ورواته ويذكر الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ بعد سرد الطبقة الثامنة من اكابرالحفاظ الذين منهم الامام احمد بن حنبل ومحمد بن سعد الواقدي والدولابي ويعقوب بن ابراهيم الدورقي يقول الذهبي فهؤلاء المسمون في هذه الطبقة الحفاظ هم ثقات الحفاظ ولعلنا قد اهملنا طائفة من نظرائهم فإن المجلس الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه ازيد من عشرة الاف محبرة يكتبون الاثار النبوية ويعتنون بهذا الشأن وبينهم نحو مائتي امام قد بروزا وتأهلوا للفتيا فأين نحن الان من هذه الصورة المشرقة؟

الحديث القدسي:

الحديث القدسي: كثيرا ما يدور السؤال حول تعريف هذا النوع من الحديث والي ماذا ينسب اما حده فهو كل حديث يضيف فيه رسول الله صلي عليه وسلم قولا الي الله عز وجل فيسمي الحديث حينئذ حديثا قدسيا او الهيا وقد ذكروا ان الاحاديث القدسية تزيد علي مائة حديث واما نسبته فهي الي القدس وهو الطهارة والتنزيه. والفرق بينه وبين القرآن ان القرآن لفظه ومعناه من عند الله بوحي جلي ظاهر اما الحديث القدسي فلفظه من عند الرسول ومعناه من عند الله وقد يكون بوحي جلي ايضا وليس الوحي الجلي شرطا فيه ويجوز روايته بالمعني بخلاف القرآن الكريم. وقد امكنني ان استخلص من احد الكتب الستة وهو سنن ابن ماجه ستة احاديث وهي: 1- يقول الله عز وجل اني يعجزني ابن ادم وقد خلقتك من مثل هذه. 2- يقول الله تبارك وتعالي من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وازيد ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها او اغفر.. 3- يقول الله سبحانه انا عند ظن عبدي بي وانا معه حين يذكرني. 4- يقول الله سبحانه يا ابن ادم تفرغ لعبادتي املأ صدرك غني واسد فقرك.

5- يقول الله سبحانه: الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني واحدا منهما القيه في جهنم. 6- يقول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر. وقد الف الامام محيي الدين بن عربي كتابا في الاحاديث القدسية بلغ بها الي واحد ومائة حديث وللشيخ عبد الرءوف المناوي المصري المتوفي سنة 1035 كتاب في ذلك سماه: الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية ذكره صاحب كشف الظنون. الذي زعم انه يناجي الله: جاء في كتاب الحيوان 6: 15 وكان الرعاف من منايا جرهم اي ضربا من الامراض التي قضت عليهم والرعاف هو نزيف الانف يقول الجاحظ ولذلك قال شاعر في الجاهلية من اياد: ونحن اياد عباد الاله ورهط مناجيه فيسلم ونحن ولاة حجاب العتيق زمان الرعاف علي جرهم. وجاء فيما كتبت في حواشيه امثال الميداني والبيان التبيين ان هذا الذي كان يزعم انه يناجي الله هو وكيع بن سلمة بن زهير بن اياد كان ولي امر البيت بعد جرهم فبني صرحا بأسفل مكة وجعل في الصرح سلما فكان يرقاه ويزعم انه يناجي الله وينطق بكثير من الخبر.

الحمي الشوكية:

الحمي الشوكية: جاء في حواشي الحيوان ايضا ان رواية الميداني في البيت السابق: ونحن ولاة حجاب العتيق زمان النخاع علي جرهم ويقول الميداني يقال ان الله سلط علي جرهم داء يقال له النخاع فهلك منهم ثمانون كهلا في ليلة واحدة سوي الشبان اقول فهذا تسجيل تاريخي لهذا الوباء الذي سميناه حديثا بالحمي الشوكية التي مصدرها ومكمنها في نخاع العمود الفقري واذكر ان هذا الوباء كان قد اجتاح بلادنا العزيزة في نحو سنة 1922. وجاء في اللسان والنخاع عرق ابيض في داخل العنق ينقاد في فقار الصلب حتي يبلغ عجب الذنب. واقول اليس من الاجدر ان نطلق علي هذا الداء لفظ حمي النخاع بدلا من هذا اللفظ المشيأ؟ في النسب الي القبائل: كثيرا ما نجد في كتب الانساب والتاريخ نحو قولهم: فلان الهوازني ثم البكري او الشيباني ثم الذهلي او العامري ثم الجعدي وقد يلتبس الفهم علي غير العالم بالانساب فلا يدري معني ثم هذه اهي نزول بالنسب الي الجدود ام هي صعود به الي الاباء والحق انها صعود بالنسب من الاجداد الي الاباء فالأول يعني

من نوادر اسماء القبائل:

انه من بكر بن هوازن والثاني يعني انه من ذهل بن شيبان والثالث يعني انه من جعدة بن كعب بن عامر ومثال ذلك ما جاء في المؤتلف والمختلف للآمدي ص 181 في قوله ومنهم المثلم بن المشجرة الضبي ثم العائذي من عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. من نوادر اسماء القبائل: المعروف ان كلمة فلان تستعمل في الكناية عن اسماء الادميين المذكورين كما ان فلانة كناية عن اسم الانثي منهم ويقولون في النداء يا فل للواحد المذكر وفلان للاثنين وللجمع يافلون. كما يقولون يافلة ويافلتان ويافلات وهذا في نطاق الادميين اما غير العاقل فيكني عنه بإدخال ال فتقول العرب ركبت الفلان وحلبت الفلانة اي الجواد والناقة ولكن من الغرائب النوادر ان نجد كلمة فلان اسما خاصا لقبيلة معينة من قبائل العرب جاء في كتاب التصحيف للعسكري وبنو فلان بطن من الاسد اي من الازد. ولم تذكر هذه القبيلة في متداول كتب الانساب ولا في المعاجم الا ما ورد في كتاب تاج العروس استداركا علي صاحب القاموس

كنوز مصر:

واعجب من هذا لكنه يتسم بالقبول والسماحة تسميتهم لبعض القبائل بنو انسان وهم من قيس عيلان قال العسكري في التصحيف وهو انسان بن عتوارة بن غزية بن جشم الاعجاز. وانشد: وكان بنو انسان قومي وناصري فأضحي بنو انسان قوما اعاديا ويقول العسكري تعليقا علي هذا البيت وبنوا انسان هؤلاء في بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوزان وهم حلفاء ثقيف. ونحوه في تاج العروس: وذكر الامدي هذه القبيلة ايضا في المؤتلف قال ومنهم خفاف بن الجلاح بن صامت بن سدوس بن انسان بن عتوارة بن غزية بن جشم فهذا توثيق اخر. كنوز مصر: جاء في تفسير ابي حيان عند قول الله تعالي في احد فراعنة مصر حين اتبع موسي عليه السلام وفومه بجنوده {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام وكريم} ان المراد بالعيون عيون الماء وقيل

هي عيون الذهب وان الكنوز هي كنوز المقطم ومطالبه قال ابن عطية هي باقية الي اليوم. يقول ابو حيان الاندلسي هذا وهو محمد بن يوسف المتوفي بالقاهرة سنة 745 واهل مصر زماننا في غاية الطلب لهذه الكنوز التي زعموا انها مدفونة في المقطم فينفقون علي حفر هذه المواضع في المقطم الاموال الجزيلة ويبلغون في العمق الي اقصي غاية ولا يظهر لهم الا التراب او حجر الكذان الذي المقطم مخلوق منه واي مغربي يرد عليهم سألوه عن علم المطالب فكثير منهم يضع في ذلك اوراقا ليأكلوا اموال المصريين بالباطل ولا يزال الرجل منهم يذهب ماله في ذلك حتي يفتقر وهو لا يزداد الا طلبا لذلك حتي يموت وقد اقمت بين ظهرانيهم الي حين كتابة هذه الاسطر نحو من خمسة واربعين عاما فلم اعلم ان احدا منهم حصل علي شئ غير الفقر وكذلك رأيهم في تغوير المياه يزعمون ان ثم ابارا وانه يكتب اسماء في شقفة فتلقي في البئر فيغور الماء وينزل الي باب في البئر يدخل منه الي قاعة مملوءة ذهبا وفضة وجوهرا وياقوتا فهم دائما يسألون من يرد من المغاربة عمن يحفظ نلك الاسماء التي تكتب في الشفقة فيأخذ شياطين المغرب منهم مالا جزيلا ويستأكلونهم ولا يحصلون علي شئ غير ذهاب اموالهم. ثم يقول ابو حيان ولهم اشياء من نحو هذه الخرافات يركنون

الغز:

اليها ويقولون بها وانما اطلت في هذا علي سبيل التحذير لمن يعقل ومهما يكن من امر فإن كنوز مصر واقع تاريخي يتجسد اليوم في البحث عن الاثار النفيسة وفيها ما خلفه الفراعنة من مصنوعات الذهب والاحجار الكريمة وغيرها. وقد نطق القرآن الكريم بمال قارون الذي كانت مفاتح خزائنه تنوء بالعصبة اولي القوة وكان قارون كما تقول التفاسير اسرائيليا ولاه فرعون علي بني اسرائيل فبغي عليهم واليه تنسب بركة قارون بالفيوم. الغز: جاء في لسان العرب: الغز جنس من الترك. وكذلك وردت الكلمة في القاموس ولعل اقدم نص وردت فيه هذه الكلمة ما جاء في النجوم الزاهرة في حوادث سنة 362 في اثناء وصف موكب الخلفاء الفاطميين في اول العام من كل سنة وهو وصف مثير جدا يقول فيه في تفاصيل ترتيب الموكب: ثم الاتراك المصطنعون ثم الديلم ثم الاكراد والغز المصنعة وهم البحرية. والعامة هنا في مصر لا يزالون يضربون المثل بهذا الجنس من الترك في قلة وقائهم وفي غدرهم فيقولون اخر عشرة الغزطز. ولم تظهر شوكة هذا الجنس من الترك الا في سنة 420 اذ يذكر

في مجال الاعلام:

ابن الاثير في حوادث سنة 420 ان هؤلاء الترك كانوا اصحاب ارسلان ابن سلجوق التركي وانهم كانوا بمفازة بخاري فلما عبر يمين الدولة محمود بن سبكتكين النهر الي بخاري هرب صاحبها علي تكين صاحب بخاري منه وحضر ارسلان عند يمين الدولة هذا فقبض عليه وسجنه في بلاد الهند وقتل كثيرا من اصحابه فهربوا ولحقوا بخراسان فأفسدوا فيها ثم الي اصبهان واذريبجان ثم الي الري وهمدان والهكارية ودياربكر ثم الي الدامغان وعاثوا في البلاد وسار بعضهم الي نصيبين وسنجار وجزيرة ابن عمر والموصل وعملوا بأهل الموصل الاعمال الشنيعة من الفتك وهتك الحريم ونهب المال واحدثوا الفوضي في البلاد حتي بلغت قيمة الجارية الارمنية الحسناء خمسة دنانير ولكن اهل الموصل بعد ذلك نهضوا لهم بقيادة قرواش صاحب الموصل الذي قضي عليهم قضاء مبرما في سنة 433 اي بعد ان عاثوا في بلاد العرب ثلاث عشر سنة. في مجال الاعلام: اضافة الابن الي الاب: يكاد المعاصرون ينسون اسلوب العرب في قولهم محمد بن عبد الله واحمد بن يوسف الا اثارة مما يبلغنا عن اخواننا في المغرب اذ يقولون محمد بنعبد الله واحمد بنيوسف واسلوب المعاصرين صحيح اذا اعتبر الاب كانه لقب من القاب الابن فيجري عليه الحكم النحوي الخاص بإضافة الاسم الي اللقب حين يقولون سعيد كرز او بتعين الاتباع علي البدلية او عطف البيان اذا كان الاول مضافا او مقرونا بأل او كان الاسمان مضافين نحو عبد الله زين العابدين او كان الاول مفردا والثاني مضافا او العكس.

في مجال الالفاظ:

وقد جري المتنبي علي هذه الاجازة والتخريج قديما في قوله لله ما فعل الصوارم والقنا في عمرو حاب وضبة الاغنام. اراد عمرو بن حابس فحذف ابن واضاف عمرا الي حابس بعد ترخيمه لغير نداء وامر اخر شبيه به هو: تسمية الولد باسم والده كما يقال في نحو محمد علي حجازي: حجازي وفي نحو عباس محمود العقاد: العقاد وهي تسمية شائعة في لغة العرب اليوم بل في لغات العالم جميعا فيقولون عرابي وصدقي في احمد عرابي واسماعيل صدقي كما يقولون هتلر وتشرشل وتيتو ولهذا سابقة قديمة عند العرب تتمثل في قول زيد الخيل: كمنية جابر اذ قال ليتي اصادفه وافقد جل مالي. قالوا: اراد بجابر ولده قيس بن جابر وجاء كذلك في قول الاخر: صبحن من كاظمة الخص الخرب يحملن عباس بن عبد المطلب. انما يريد عبد الله بن عباس. في مجال الالفاظ: نفس الشئ يتحرج بعض المتحذلقين من استعمال النفس في غير التوكيد فيقول الشئ نفسه فقط وقد ضيقوا بهذا واسعا فنفس الشئ ذاته تستعمل استعماله ولا يمنع من ذلك نحو ولا لغة.

جاء في كتاب سيبويه وتجري هذه الاشياء التي هي علي ما يستخفون بمنزله ما يحزفون من نفس الكلام وفي الكتاب ايضا وذلك قولك بنفس نزلت الجبل ونفس الجبل مقابلي. ويقول الجاحظ في الحيوان ولا بد للترجمان من ان يكون بيانه في نفس الترجمة في وزن علمه في نفس المعرفة. الصاري زعم ياقوت في معجم البلدان ان الصاري هو شراع السفينة بلغة تجار المصريين وهذا وهم منه فإن الصاري بمعني الشراع عربية اصيلة قديمة وفي اللسان وصاري السفينة الخشبة المعترضة في وسطها وفي حديث ابن الزبير وبناء البيت فأمر بصوار فنصبت حول الكعبة هي جمع الصاري وهو دقل السفينة الذي ينصب في وسطها قائما ويكون عليه الشراع. والذي اوقع ياقوتا في هذا الوهم انه وجد الجوهري يقول والصاري الملاح فظن ياقوت ان اطلاقه علي شراع الملاح مجاز مصري مستحدث والحق انه من الالفاظ المشتركة بين المعنيين. البطاقة يفسر ابن الاعرابي البطاقة بانها الورقة ومنه قول ابن عباس لامرأة سألته عن مسألة اكتبيها في بطاقة اي رقعة صغيرة وخصها بعض اللغويين بانها رقعة صغيرة يكتب فيها مقدار ما

تجعل فيه ان كان عينا فوزنه او عدده وان كان متاعا فقيمته وزعم بعضهم انها كلمة مبتذلة بمصر وما والاها يدعون الرقعة التي تكون في الثوب وفيها رقم ثمنه بطاقة وذكر ذلك من اللغويين شمر وقال لانها تشد بطاقة من هدب الثوب. قال ابن سيده وهذا الاشتقاق خطأ لان الباء علي هذا القول تكون باء الجر فتكون زائدة. وان الامر لا يعدو ان يكون كثرة الاستعمال بمصر. حي علي الفلاح يخطئ كثير من الناس ولا سيما المؤذنين في نطق الياء بالكسر يظنونها فعل امر وانما هي اسم فعل امر واجب الفتح. والذي اوجب اللبس ان فعل الامر ينطق بكسر الياء الدالة علي ياء محذوفة. ومما ورد في الشعر من صيغة الامر قول امرئ القيس: حي الحمول بجانب العزل اذ لا يوافق شكلها شكلي. وغيره كثير جدا. الدقة قد يتحرج بعض الادباء من استعمال هذه الكلمة يظنونها من كلمات العامة وهي عربية فصيحة يعني بها الملح المدقوق او التوابل وما خلط من الابزار كما في اللسان والقاموس وفي الاساس البلاغة ولابد مع اللحم من الدقة وهي الملح المبزر

ويقول الزمخشري ايضا ورأيت العرب يسمون الكزبرة الدقة وينشدون: باتت لهن ليلة دعسقة طعم السري فيها كطعم الدقة. ويبدو ان قائل الرجز قد سئم من كثرة تناولها. ويقول الزمخشري ايضا وسمعت باعة مكة ينادون عليها بهذا الاسم. الماهية نسبة مأخوذة من ما هو او ماهي؟ وقد شاعت قديما علي السنة المناطقة والمتكلمين لكن وجدت البيروني المتوفي سنة 440 يقول القول علي مائية اليوم بليلته ومجموعهما وابتدائهما ويقول القول علي مائية ما يركب منها من الشهور والاعوام الباقية ويقول القول علي مائية التواريخ واختلاف الامم فيها ويقول القول في اختلاف الامم في مائية الملك الملقب بذي القرنين. وهذه النسبة التي التزمها البيروني في كتابه هي النسبة القياسية الي كلمة ما كما في الاشموني يقول ابن مالك: وضاعف الثاني من ثنائي ثانية ذو لين كلا ولائي. فيقول الاشموني ان كان الفا يعني ثاني الكلمة ضوعفت وابدل ضعفها همزة فتقول فيمن اسمه لا لائي وان شئت ابدلت

الهمزة واو فقلت لاوي فعلي هذا يقال في النسبة الي ما مائي وماوي ويقال ايضا مائية الشئ وماويته واري ان هذه الكلمة اقيس واضبط وادق في الاستعمال من الماهية وانها جديرة ان تحل محلها بعد ما شاع ردحا من الدهر استعمال الماهية في الوظيفة او المرتب المالي في مقابل العمل الذي يسند الي العامل ومن المعروف ان هذه الاخيرة دخيلة مأخوذة من ماه الفارسية بمعني الشهر. السنة الكبيسة قد يظن انها اصطلاح فلكي حديث مع انه ضارب الي القديم بعرق جاء في كتاب الازمنة والامكنة للمرزوقي المتوفي سنة 453 عند الكلام علي شهور الروم ويقصد شهور السريان انهم يجعلون شهر شباط وهو ما يقابل فبراير بالشهور الرومية الميلادية ثمانية وعشرين يوما غير انهم يجعلونه ثلاث سنين كل سنة منها ثمانية وعشرين يوما وفي سنته الرابعة تسعة وعشرين يوما وتلك السنة تكون في عددهم ثلاثمائة وستة وستين يوما ويسمونها الكبيسة ثم ذكر ان الفرس كانو يكبسون في كل مائة وعشرين سنة شهرا واحدا فتصير تلك السنة الكبيسة ثلاثمائة وخمسة وتسعين يوما. هذا كله في كلام طويل لمن اراد ان يدرسه وقد سبقه الي ذلك الجوهري صاحب الصحاح المتوفي قبله بستين سنة اي سنة 393 فقال والسنة الكبيسة التي يسترق منها الصواب لها يوم في كل اربع

المرأة:

سنين ومثله في اللسان والقاموس. الاونطة كلمة دخيلة ويقولها اخواننا بالعراق الهونطة والعونطة ايضا ويقولون اخذو بالهونطة يقول الاخ العراقي عبد الخالق الدباغ في كتابه معجم امثال الموصل العامية هي محرفه عن الفرنسية افنتور Aventure بمعني التحايل لكسب المعيشة يضرب لمن ينال الشئ بالسفاهة والاغتصاب ويقابله في العربية اخذه اخذ سبعة وهي اللبؤة او اسم رجل عرف بالشدة وهو سبعة بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء. الفشكلة يقولها العامة تعبيرا عن اشاعة الفوضي في امر من الامور وجعله شيئا لا يؤبه له ولا يستحق العناية وهي محرفة عن الفسكلة العربية الصحيحة والفسكلة تأخير الشئ وجعله كالفسكل من الخيل الذي يجئ في اخر الحلبة لا يتسرعي الانتباه ومنه قول علي عليه السلام لأولاد زوجته اسماء بنت عميس قد فسكلتني امكم اي اخرتني لانها تزوجت قبله بجعفر اخيه ثم بأبي بكر ثم بعلي اللسان فسكل ونوادر المخطوطات. المرأة: 1- من نوادر اخبارها ما ذكره الطبري في تاريخه سنة 105 عند

الكلام علي والدة هشام بن عبد الملك بن مروان واسمها عائشة يقول الطبري وكانت حمقاء امرها اهلها الا تكلم عبد الملك حتي تلد. وواضح ان ذلك خشية ان يفتضح حمقها افتضاحا. يقول الطبري: وكانت تثني الوسائد وتركب الوسادة وتزجرها كانها دابة وتشتري الكندر فتمضغه وتعمل منه تماثيل وتضع التماثيل علي الوسائد وقد سمت كل تمثال باسم جارية وتنادي يافلانة ويافلانة فطلقها عبد الملك لحمقها. 2- ومن اخبار المرأة في نطاق اثمان الجواري ما اورده الجاحظ في كتاب القيان تصويرا لحال من يملكون الحسناوات الممتازات من الجواري والقيان وذلك علي لسان احد هؤلاء الملاك اذ يقول: ومن فضائل الرجل منا ان الناس يقصدونه في رحلة بالرغبة كما يقصد بها للخلفاء والعظماء فيزار ولا يكلف الزيارة ويوصل ولا يحمل علي الصلة ويهدي له ولا تقتضي منه الهدية وتبيت العيون ساهرة ساجمة والقلوب واجفة والاكباد متصدعة والاماني واقفة علي ما يحتويه ملكه وتضمه يده مما ليس في جميع ما يباع ويشتري ويستفاد ويقتني بعد العقد النفيسة فمن يبلغ شيئا من الثمن ما بلغته حبشية جارية عون مائة الف دينار وعشرون الف دينار وهذا رقم فلكي كما يقال في لغتنا المعاصرة. 3- ومن اخبارها في الجاهلية وصف ثوبها الذي كانت تلبسه

في مجال التعبير

في الطواف بالكعبة او في زمان المحيض يقول ابن الاعرابي الرهط جلد يقد من سيور عرض السير اربع اصابع او شبر تلبسه الجارية الصغيرة قبل ان تدرك وتلبسه ايضا وهي حائض ويقول ياقوت في معجم البلدان مادة رهط والرهط جلد يشقق سيورا كانو في الجاهلية يطوفون عراة يعني الرجال وكانت النساء يشددن ذلك في اوساطهن. 4- ومن روائع اشعارهم العفيفة فيها ما انشده المرزوقي في الازمنة والامكنة: فلو كنت ماء كنت صوب غمامة ولو كنت مزنا كنت من ثرة بكر ولو كنت لهوا كنت تعليل ساعة ولو كنت نوما كنت تعريسة الفجر ويقول اخر: فلو كنت ليلا كنت ليلة صيف من المشرقات البيض في وسط الشهر ولو كنت ظلا كنت ظل غمامة ولو كنت نوما كنت تعريسة الفجر ولو كنت يوما كنت يوم سعادة تري شمسه والمزن يهضب بالقطر ويقول اخر وقد راقته تعريسة الفجر ايضا: فلو كنت يوما كنت يوم تواصل ولو كنت ليلا كنت لي ليلة القدر ولو كنت عيشا كنت جنة نعمة ولو كنت نوما كنت تعريسة الفجر. في مجال التعبير 1- في زمهرير الشتاء وصبارة البرد يجمع كفيه من اجهده القر وينفخ فيهما مرات ليسخن اطراف اصابعه فماذا كان يقول

في مجال النحو والصرف:

العربي في هذا؟ انه يقول: اكهي الرجل اي سخن اطراف اصابعه بنفسه. 2- ونجد خطا من الخطوط او صفا من الصفوف يشيع فيه الاعوجاج المطرد فيقول العامي في التعبير عن هذا فيه زجزاج لكن الفتي العربي يقول قولا اضبط من هذا وادق وادل علي الصورة يقول انه متضارس او متضرس كانه علي اشكال الضروس. وفي اللسان وتضارس البناء اذا لم يستو وفي المحكم تضرس البناء اذا لم يستو فصار كالأضراس. وما اجدر هاتين الكلمتين ان تدخلا في معجم الفاظ الحضارة. 3- وبعض ملابس النساء يصنع علي هيئة دوائر وطبقات واسماط بعضها فوق بعض وهن يستخدمن اللفظ الاجنبي الكرانيش وينسين اللفظ العربي الفصيح السند والاسناد. وفي اللسان السند ضروب من البرود وفي الحديث انه رأي علي عائشة رضي الله عنها اربعة اثواب سند قال الليث السند ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص اقصر منه وكذلك قمص من خرق مغيب بعضها تحت بعض وكل ما ظهر منها يسمي سمطا سمطا. في مجال النحو والصرف: التزام الاعراب قد ننعي علي بعض معاصرينا انهم يلتزمون لغة الوقف في غير ما وقف هربا من الخطأ في الاعراب الذي لا يحسبونه فينطقون بإسكان اواخر الكلمات سترا لصنيعهم وتوقيتا للخطأ وعلي العكس من ذلك نجد في النصوص المأثورة ان بعض قبائل

العرب كانت تلتزم الاعراب في الوصل وفي الوقف ايضا وهم ازد السراة. نجد هذا النص في كتاب سيبويه اذ يقول: وزعم ابو الخطاب ان ازد السراة يقولون هذا زيدو وهذا عمرو ومررت بزيدي وبعمري جعلوه قياسا واحدا فأثبتوا الواو والياء كما اثبتوا الالف. ويشير سيبويه بهذا الاخير الي اجماع العرب قاطبة علي الوقف علي المنصوب بالألف يقولون رأيت زيدا الا ربيعة منهم فإنهم يلتزمون الاسكان في الوقف ويطردونه كذلك في المنصوب المنون فيقولون رأيت زيد ومع هذا يقول ابن عقيل كما في حاشية الصبان. والظاهر ان هذا غير لازم في لغة ربيعة ففي اشعارهم كثيرا الوقف علي المنصوب المنون بالألف فكان الذي اختصوا به جواز الابدال يعني ان ابدال تنوين المنصوب الفا امر جوازي كالوقف عليه بالسكون. الوقف علي المنقوص المجرد من ال في حالتي الرفع والجر الاصل ان يوقف عليه بحذف الياء فتقول جاء قاض ومررت بقاض ودرست الفية ابن معط لكن هناك لغة اخري اثبتها الرضي في شرح الكافية والسيوطي في الهمع هي اثبات الياء في الوقف في هاتين

الحالتين ايضا فيقولون جاء قاضي واعجبت بكريم معطي. الحرف الميت نظر اسلافنا من العلماء الي الاصوات نظرة شمولية مجسمة تجسيما فوصفوا الحرف الذي لا يتغير بالصحة والقوة فقالوا هذا حرف صحيح وحرف قوي واما ما يتغير بحذفه مرة او بإبداله بإبدال حتمي الي نظيره مرة اخري فيقولون فيه حرف معتل او حرف علة بل ذهب شيخ النحاة سيبويه الي وصف هذا الحرف بالموت اذ نجده يقول في حذف الالف من اخر الاسم الخماسي عند النسب حينما نقول في النسب الي حباري حباري يقول وانما جسروا علي حذف الالف لنها ميتة لا يدخلها جر ولا رفع ولا نصب. الكشكشة جاء في اعمال لجنة اللهجات بمجمعنا الموقر كلام فيها اقتصر علي انها جعل الشين مكان الكاف وذلك في كاف خطاب المؤنثة خاصة كقولهم عليش ومنش. واقول هذا ايجاز في تعريف الكشكشة وفي ذكر نماذجها اذ من نماذجها المشهورة قول المجنون: فعيناش عيناها وجيدش حيدها ولكن عظم الساق منش دقيق. اما الشق الثاني الذي اغفلته اللجنة فهو زيادة الشين بعد هذه الكاف حينما يقولون عليكش واليكش وبكش ومنكش وذلك في الوقف خاصة ومن هنا جاءت تسميتها بالكشكشة. ويذكر البغدادي في الخزانة 11: 461 ترجيح تسميتها بالكشكشة بكسر الكافين لأنه مقتضي الحكاية في كش كش كما

يذكر البغدادي ان من العلماء من يفتح الكافين علي حد قولهم في التعبير عن بسم الله بالبسملة. ويضاف الي ذلك ايضا الكسكسة او الكسكسة وهو استعمال السين مكان كاف المؤنثة او زيادتها بعدها كما سبق في استعمال الشين وهي لغة بكر بن وائل

§1/1