قصر الأمل لابن أبي الدنيا

ابن أبي الدنيا

1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعَفْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَعْرُوفُ بِالسَّرَّاجِ الْبَغْدَادِيُّ الْقَارِي , قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ دِمَشْقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى ابْنِ الْمَنْصورِ ابْنِ بَرِّيَّةَ الْهَاشِمِيُّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الْآخِرَةِ , مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ فِي مَنْزِلِهِ مِنْ مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ الْقُرَشِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلَانَ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، §كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، وَكَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ» -[26]- قَالَ مُجَاهِدٌ: ثُمَّ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: «يَا مُجَاهِدُ، إِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالْمَسَاءِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تُحَدِّثْ نَفْسَكَ بِالصَّبَاحِ، وَخُذْ مِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ، وَمِنْ صِحَّتِكَ لِسَقَمِكَ، فَإِنَّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَدًا» . 2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ

3 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْيَمَانُ بْنُ حُذَيْفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَنْظَلَةَ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ خَصْلَتَيْنِ: اتِّبَاعَ الْهَوَى، وَطُولَ الْأَمَلِ. فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَإِنَّهُ يَعْدِلُ عَنِ الْحَقِّ. وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَالْحُبُّ لِلدُّنْيَا " ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَيُبْغِضُ. وَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ -[27]-، أَلَا إِنَّ لِلدِّينِ أَبْنَاءً، وَلِلدُّنْيَا أَبْنَاءً. فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدِّينِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا. أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُولِّيَةً، وَالْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي يَوْمِ عَمَلٍ لَيْسَ فِيهِ حِسَابٌ، أَلَا وَإِنَّكُمْ تُوشِكُونَ فِي يَومِ حِسَابٍ وَلَيْسَ فِيهِ عَمَلٌ»

4 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الزَّعْفَرَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ. . .، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي: الْهَوَى وَطُولَ الْأَمَلِ فَأَمَّا الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ. وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيَصُدُّ عَنِ الْآخِرَةِ. وَهَذِهِ الدُّنْيَا مُرْتَحِلَةٌ. وَهَذِهِ الْآخِرَةُ قَادِمَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا بَنِي الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ بَنِي الدُّنْيَا، فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ فِي دَارِ الْعَمَلِ، وَأَنْتُمْ غَدًا فِي دَارِ جَزَاءٍ وَلَا عَمَلَ "

5 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ، قَالَتِ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: " §أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا تَسْتَحْيُونَ مِنَ اللَّهِ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمُلُونَ مَا لَا تُدْرِكُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تَعْمُرُونَ»

6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ -[29]-: اشْتَرَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَلِيدَةً بِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى شَهْرٍ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ أُسَامَةَ الْمُشْتَرِي إِلَى شَهْرٍ؟ إِنَّ أُسَامَةَ لَطَوِيلُ الْأَمَلِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا طَرَفَتْ عَيْنَاي إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ شَفْرَيَّ لَا يَلْتَقِيَانِ حَتَّى يَقْبِضَ اللَّهُ رُوحِي، وَلَا رَفَعْتُ طَرْفِيَ فَظَنَنْتُ أَنِّي وَاضِعُهُ حَتَّى أُقْبَضَ، وَلَا لَقِمْتُ لُقْمَةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي لَا أَسِيغُهَا حَتَّى أَغُصَّ بِهَا مِنَ الْمَوْتِ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَا بَنِي آدَمَ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ فَعُدُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْمَوْتَى؛ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ، وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ»

7 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عِصْمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §كَانَ يُهْرِيقُ الْمَاءَ، فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ -[30]-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ؟، فَيَقُولُ «وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ»

8 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا قَدِ اتَّخَذَ قِبَالًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ §أَطَلْتَ الْأَمَلَ، وَزَهَدْتَ فِي الْأَجْرِ، وَكَرِهْتَ الْحَسَنَاتِ، إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُهُ فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، كَانَ عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ الصَّلَاةُ وَالْهُدَى وَالرَّحْمَةُ، فَذَاكَ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا "

9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَضَعَ أَنَامِلَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ آدَمَ، وَهَذَا أَجَلُهُ مِنْ خَلْفِهِ، وَثَمَّ أَمَلُهُ، وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ»

10 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَعْوَادٍ، فَغَرَزَ عُودًا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَالْآخَرَ إِلَى جَنْبِهِ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَبْعَدَهُ، وَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «§هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا الْأَجَلُ، وَذَاكَ الْأَمَلُ، يَتَعَاطَاهُ ابْنُ آدَمَ وَيَخْتَلِجُهُ دُونَ الْأَمَلِ» 11 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي -[32]- حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ

12 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَاتَيْنِ، فَرَمَى بِهِمَا، وَقَالَ: «§هَذَا الْأَجَلُ، وَهَذَاكَ الْأَمَلُ»

13 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فِرَاسٍ الضُّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَإِلَى جَنْبِهِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ مَنِيَّةً، إِنْ أَخْطَأَتْهُ الْمَنَايَا -[33]- وَقَعَ فِي الْهَرَمِ»

14 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «§هَذَا الْمَرْءُ وَهَذِهِ الْحُتُوفُ حَوْلَهُ شَوَارِعُ إِلَيْهِ، وَالْهَرَمُ وَرَاءَ الْحُتُوفِ، وَالْأَمَلُ وَرَاءَ الْهَرَمِ، فَهُوَ يَأْمُلُ، وَهَذِهِ الْحُتُوفُ شَوَارِعُ إِلَيْهِ، فَأَيُّهَا أُمِرَ بِهِ أَخَذَهُ، فَإِنْ أَخْطَأَتْهُ الْحُتُوفُ قَتَلَهُ الْهَرَمُ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى الْأَمَلِ»

15 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ -[34]-: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ وَسَطَهُ، وَخَطَّ خُطُوطًا هَكَذَا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ، وَخَطَّ خَطًّا خَارِجًا فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «§هَذَا الْإِنْسَانُ لِلْخَطِّ الَّذِي فِي وَسَطِ الْخَطِّ، وَهَذَا الْأَجَلُ مُحِيطٌ بِهِ، وَهَذِهِ الْأَعْرَاضُ الْخُطُوطُ تَنْهَشُهُ، إِنْ أَخْطَأَ هَذَا نَهَشَهُ ذَا، وَذَلِكَ الْأَمَلُ لِلْخَطِّ الْخَارِجِ»

16 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ وُهَيْبٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَدَارَ مُدَّةً، فَقَالَ «§هَذِهِ الدُّنْيَا» ، ثُمَّ -[35]- أَدَارَ أُخْرَى مِنْ وَرَائِهَا فَقَالَ: «هَذَا الْمَوْتُ» ، ثُمَّ أَدَارَ أُخْرَى مِنْ وَرَائِهَا، فَقَالَ: «هَذَا الْأَمَلُ» . ثُمَّ نَكَتَ بِيَدِهِ فِي. . الْأُولَى فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ آدَمَ، فَنَفْسُهُ تَتُوقُ إِلَى الْأَمَلِ، وَالْأَجَلِ. . .»

17 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «§مَثَّلَ الْإِنْسَانَ وَالْأَجَلَ وَالْأَمَلَ، فَمَثَّلَ الْأَجَلَ إِلَى جَانِبِهِ، وَالْأَمَلَ أَمَامَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَأْمُلُ، إِذْ أَتَاهُ أَجَلُهُ فَاخْتَلَجَهُ»

18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَيَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "

19 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[36]-: " §يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمْرِ "

20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نَجَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْيَقِينِ وَالزُّهْدِ، وَيَهْلِكُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْبُخْلِ وَالْأَمَلِ»

21 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ -[37]-: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: «§قَدْ بَلَغْتُ ثَلَاثِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، فَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلَّا قَدْ عَرَفْتُ فِيهِ النُّقْصَانَ إِلَّا أَمَلِي، فَإِنَّهُ كَمَا هُوَ»

22 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، وَحُمَيْدٍ، قَالَا -[38]-: " §بَيْنَمَا عِيسَى جَالِسٌ، وَشَيْخٌ يَعْمَلُ بِمِسْحَاتِهِ يُثِيرُ بِهَا الْأَرْضَ، فَقَالَ عِيسَى: «اللَّهُمَّ انْزَعْ مِنْهُ الْأَمَلَ» فَوَضَعَ الشَّيْخُ الْمِسْحَاةَ وَاضْطَجَعَ. فَلَبِثَ سَاعَةً، فَقَالَ عِيسَى: «اللَّهُمَّ ارْدُدْ إِلَيْهِ الْأَمَلَ» . فَقَامَ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ، فَقَالَ عِيسَى: «مَا لَكَ بَيْنَمَا أَنْتَ تَعْمَلُ أَلْقَيْتَ مِسْحَاتَكَ وَاضْطَجَعْتَ سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّكَ قُمْتَ بَعْدُ تَعْمَلُ؟» فَقَالَ الشَّيْخُ: بَيْنَمَا أَنَا أَعْمَلُ، إِذْ قَالَتْ لِي نَفْسِي: إِلَى مَتَى تَعْمَلُ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ؟ فَأَلْقَيْتُ الْمِسْحَاةَ وَاضْطَجَعْتُ. ثُمَّ قَالَتْ لِي نَفْسِي: وَاللَّهِ مَا بُدٌّ لَكَ مِنْ عَيْشٍ مَا بَقِيتَ؛ فَقُمْتُ إِلَى مِسْحَاتِي "

23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ بَرْعَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§لَوْلَا السَّهْوُ وَالْأَمَلُ مَا مَشَى الْمُسْلِمُونَ فِي الطَّرِيقِ»

24 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§السَّهْوُ وَالْأَمَلُ نِعْمَتَانِ عَظِيمَتَانِ عَلَى ابْنِ آدَمَ»

25 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ أَخُو حَزْمٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§لَوْ عَلِمْتُ مَتَى أَجَلِي لَخَشِيتُ عَلَى ذَهَابِ عَقْلِي، وَلَكِنَّ اللَّهَ مَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِالْغَفْلَةِ عَنِ الْمَوْتِ. وَلَوْلَا الْغَفْلَةُ مَا تَهَنَّئُوا بِعَيْشٍ، وَلَا قَامَتْ بَيْنَهُمُ الْأَسْوَاقُ»

26 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: بَلَغَنِي «أَنَّ §الْإِنْسَانَ خُلِقَ أَحْمَقَ لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَهِنْهُ الْعَيْشُ»

27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[40]- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: «§إِنَّمَا عُمِّرَتِ الدُّنْيَا بِقِلَّةِ عَقْلِ أَهْلِهَا»

28 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§كُلُّهُمْ أَحْمَقُ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ، وَلَكِنَّ بَعْضَ الْحُمْقِ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ»

29 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: " §ثَلَاثٌ أَعْجَبَتْنِي، ثُمَّ أَضْحَكَتْنِي، مُؤَمِّلُ الدُّنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ. وَغَافِلٌ وَلَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ. وَضَاحِكٌ مِلْءَ فِيهِ وَلَا يَدْرِي أَسَاخِطٌ رَبُّ الْعَالَمِينَ عَلَيْهِ أَمْ رَاضٍ عَنْهُ. وَثَلَاثَةُ أَحَزَنَتْنِي حَتَّى أَبَكَتْنِي -[41]-: فِرَاقُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحِزْبِهِ وَالْأَحِبَّةِ. وَهَوْلُ الْمَطْلَعِ. وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي، لَا أَدْرِي إِلَى الْجَنَّةِ يُؤمَرُ بِي أَوْ إِلَى النَّارِ "

30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْحَرِيشٍ يُقَالُ لَهُ صَالِحٌ الْبَرَّادُ، قَالَ: رَأَيْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى بَعْدَ مَوْتِهِ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْلَغُ فِيمَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: «§التَّوَكُّلُ، وَقِصَرُ الْأَمَلِ»

31 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ -[42]-: " §أَكُلُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «قَصِّرُوا الْأَمَلَ، وَأَثْبِتُوا آجَالَكُمْ بَيْنَ أَبْصَارِكُمْ، وَاسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ حَيَائِهِ»

32 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: «§الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ، لَيْسَ بِأَكْلِ الْغَلِيظِ، وَلَا لُبْسِ الْعَبَاءِ»

33 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلَ الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ رَبَّهُ «أَنْ §يَرْفَعَ عَنْهُ الْأَمَلَ، فَذَهَبَ عَنْهُ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ -[43]-. ثُمَّ دَعَا رَبَّهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الْأَمَلَ، فَرَجَعَ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ»

34 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطْوَانَ بْنَ عَمْرٍو التَّمِيمِيَّ، قُلْتُ: §مَا قِصَرُ الْأَمَلِ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ تَرَدُّدِ النَّفَسِ. قَالَ رُسْتُمُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، فَبَكَى وَقَالَ: يَقُولُ: يَتَنَفَّسُ، فَيَخَافُ أَنْ يَمُوتَ قَبْلَ أَنْ يَنْقَطِعَ نَفَسُهُ. لَقَدْ كَانَ عَطْوَانُ مِنَ الْمَوْتِ عَلَى حَذَرٍ

35 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ -[44]-: «§مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ حَذَرًا لِلْمَوْتِ مِنْ عَطْوَانَ بْنِ عَمْرٍو»

36 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ ثَلَاثَةَ عُلَمَاءَ اجْتَمَعُوا، فَقَالُوا لِأَحَدِهِمْ: مَا أَمَلُكَ؟ قَالَ: مَا أَتَى عَلَيَّ شَهْرٌ إِلَّا ظَنَّتُ أَنِّي أَمُوتُ فِيهَ. قَالَ صَاحِبَاهُ: إِنَّ هَذَا لَأَمَلٌ فَقَالُوا لِلْآخَرِ: مَا أَمَلُكَ؟ قَالَ: مَا أَتَتْ عَلَيَّ جُمُعَةٌ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنِّي سَأَمُوتُ فِيهَا. قَالَ: صَاحِبَاهُ إِنَّ هَذَا لَأَمَلٌ. فَقَالُوا لِلْآخَرِ: مَا أَمَلُكَ؟ قَالَ: «§مَا أَمَلُ مَنْ نَفْسُهُ فِي يَدِ غَيْرِهِ؟»

37 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: يُقَالُ -[45]-: «§مَنْ قَصَرَ أَمَلُهُ هَانَ عَلَيْهِ عَيْشُهُ» . قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي فِي الْمَطَاعِمِ وَالْمَلَابِسِ

38 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ التِّنِّيسِيُّ قَائِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: «§مَا نِمْتُ يَوْمًا قَطُّ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي، أَنِّي أَسْتَيْقِظُ مِنْهُ»

39 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَلَا تَغْسِلُ قَمِيصَكَ؟ قَالَ: «§الْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ»

40 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " قَالَ بُنَيٌّ لَهُ: يَا أَبَهْ، §إِنَّ هَذَا السَّهْمَ قَدِ انْكَسَرَ. قَالَ: أَيَّهُ؟ قَالَ: هَذَا. فَلَحَظَ إِلَيْهِ لَحْظَةً ثُمَّ قَالَ: الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ "

41 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§الْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ، وَالدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ وَرَائِكُمْ»

42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْعُكْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ: أَنَّ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، لَقِيَ أَبَا جَمِيلَةَ، فَقَالَ -[47]-: «يَا أَبَا جَمِيلَةَ، كَيْفَ أَنْتَ؟» ، قَالَ: «أَنَا وَاللَّهِ هَكَذَا، §كَرَجُلٍ مَادٍّ عُنُقَهُ وَالسَّيْفُ عَلَيْهَا، يَنْتَظِرُ مَتَى تُضْرَبُ عُنُقُهُ»

43 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، يَقُولُ: «§لَوْ أَمَّلْتُ أَنْ أَعِيشَ شَهْرًا لَرَأَيتُنِي قَدْ أَتَيْتُ عَظِيمًا. وَكَيْفَ أُؤَمِّلُ ذَلِكَ وَأَرَى الْفَجَائِعَ تَغْشَى الْخَلْقَ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»

44 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَازِمِ بْنِ سَلَمَةَ الْفَرَّاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ، يَقُولُ: «§إِلَى اللَّهِ أَشْكُو طُولَ أَمَلِي، وَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَظِيمَ غَفْلَتِي»

45 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ -[48]-: «§كَانَ أَحَدُهُمْ يَتَّخِذُ الْقَصَبَةَ، وَيَجْعَلُ فِيهَا خَيْطًا يُعَلِّقُهَا فِي إِصْبَعِهِ فِيهَا مَاءٌ، يُرِيدُ إِذَا بَالَ أَنْ يَتَوَضَّأَ، مَخَافَةَ أَنْ يَأْتِيَهُ أَمَرُ اللَّهِ»

46 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ حَوْشَبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي §أَعُوذُ بِكَ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الْآخِرَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ حَيَاةٍ تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ»

47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ -[49]-، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَزَالُ قَلْبُ الْكَبِيرِ شَابًّا فِي اثْنَتَيْنِ: فِي حُبِّ الْمَالِ، وَطُولِ الْأَمَلِ " قَالَ يُونُسُ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ فِي أَرْضٍ وَهُوَ يَغْرِسُ، فَكَلَّمْتُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَخْبَرَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ

48 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §خَطَّ خُطُوطًا، وَخَطَّ مِنْهَا خَطًّا نَاحِيَةً فَأَبْعَدَهُ، وَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا مَثَلُ هَذَا؟ هَذَا مَثَلُ الْمُتَمَنِّي، وَذَلِكَ الْخَطُّ الْبَعِيدُ الْأَمَلِ، بَيْنَمَا هُوَ يَتَمَنَّى، إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ»

49 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ مُهَاجِرٍ الْعَامِرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: " §إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَانِ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى: فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ: فَيُنْسِي الْآخِرَةَ، أَلَا وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدِ ارْتَحَلَتْ مُدْبِرَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ "

50 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: «إِنَّ §لِكُلِّ سَفَرٍ زَادًا لَا مَحَالَةَ، فَتَزَوَّدُوا لِسَفَرِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ بِالتَّقْوَى -[51]-، وَكُونُوا كَمَنْ عَايَنَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ مِنْ ثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ، تَرْغَبُونَ وَتَرْهَبُونَ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الْأَمَلُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، وَتَنْقَادُوا لِعَدُوِّكُمْ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بُسِطَ أَمَلُ مَنْ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ لَا يُصْبِحُ بَعْدَ مَسَائِهِ وَلَا يُمْسِي بَعْدَ صَبَاحِهِ، وَرُبَّمَا كَانَتْ بَيْنَ ذَلِكَ خَطَفَاتُ الْمَنَايَا، فَكَمْ رَأَيْتُ وَرَأَيْتُمْ مَنْ كَانَ بِالدُّنْيَا مُغْتَرًّا، وَإِنَّمَا تَقَرُّ عَيْنُ مَنْ وَثِقَ بِالنَّجَاةِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا يَفْرَحُ مَنْ أَمِنَ أَهْوَالَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا مَنْ لَا يُدَاوِي كَلْمًا، إِلَّا أَصَابَهُ جَارِحٌ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَكَيْفَ يَفْرَحُ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ آمُرَكُمْ بِمَا أَنْهَى عَنْهُ نَفْسِيَ فَتَخْسَرَ صَفْقَتِي، وَتَظْهَرَ عَوْلَتِي، وَتَبْدُوَ مَسْكَنَتِي فِي يَوْمٍ يَبْدُو فِيهِ الْغِنَى وَالْفَقْرُ، وَالْمَوَازِينُ فِيهِ مَنْصُوبَةٌ، لَقَدْ عُنِيتُمْ بِأَمْرٍ لَوْ عُنِيَتْ بِهِ النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وَلَوْ عُنِيَتْ بِهِ الْجِبَالُ لَزَالَتْ، وَلَوْ عُنِيَتْ بِهِ الْأَرْضُ لَتَشَقَّقَتْ. أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَنْزِلَةٌ؟ وَأَنَّكُمْ صَائِرُونَ إِلَى أَحَدِهِمَا؟»

51 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ الْعَابِدُ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: «أَقْرِئْ مَنْ أَقْرَأْتَنَا مِنْهُ السَّلَامَ السَّلَامَ، §وَتَزَوَّدْ لِأُخْرَاكَ، وَتَجَافَ عَنْ دُنْيَاكَ، وَاسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ، وَبَادِرِ الْفَوْتَ، وَاعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ أَهْوَالًا وَأَفْزَاعًا قَدْ أَرْعَبَتِ الْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ، وَالسَّلَامُ»

52 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ §الدُّنْيَا حُلْمٌ وَالْآخِرَةُ يَقَظَةٌ، وَالْمُتَوَسَّطُ بَيْنَهُمَا الْمَوْتُ، وَنَحْنُ فِي أَضْغَاثٍ، وَالسَّلَامُ»

53 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ: «إِنَّ §الْحُزْنَ عَلَى الدُّنْيَا طَوِيلٌ، وَالْمَوْتَ مِنَ الْإِنْسَانِ قَرِيبٌ، وَلِلنَّقْصِ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنْهُ نَصِيبٌ، وَلِلْبَلَاءِ فِي جِسْمِهِ دَبِيبٌ، فَبَادِرْ قَبْلَ أَنْ تُنَادَى بِالرَّحِيلِ، وَالسَّلَامُ»

54 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ قَوْلَهُ: « [البحر البسيط] §قُلْ لِلْمُؤَمِّلِ إِنَّ الْمَوْتَ فِي أَثَرِكْ ... وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ الْأَمْرُ مِنْ نَظَرِكْ فِيمَنْ مَضَى لَكَ إِنْ فَكَّرْتَ مُفْتَكِرْ ... وَمَنْ يَمُتْ كُلَّ يَوْمٍ فَهُوَ مِنْ نُذُرِكْ دَارٌ تُسَافِرُ فِيهَا مِنْ غَدٍ سَفَرًا ... فَلَا تَئُوبُ إِذَا سَافَرْتَ مِنْ سَفَرِكْ تَضْحَى غَدًا سَمَرًا لِلذَّاكِرِينَ كَمَا ... صَارَ الَّذِينَ مَضَوْا بِالْأَمْسِ مِنْ سَمَرِكْ» 55 - قَالَ: وَأَنْشَدَنِي قَوْلَهُ: [البحر الرجز] نُودِيَ بِصَوْتٍ أَيَّمَا صَوْتِ ... مَا أَقْرَبَ الْحَيَّ مِنَ الْمَوْتِ كَأَنَّ أَهْلَ الْغَيِّ فِي غَيِّهِمْ ... قَدْ أَخَذُوا أَمْنًا مِنَ الْمَوْتِ كَمْ مُصْبِحٍ يَعْمُرُ بَيْتًا لَهُ ... لَمْ يُمْسِ إِلَّا خَارِبَ الْبَيْتِ هَذَا وَكَمْ حَيٍّ بَكَى مَيْتًا ... فَأَصْبَحَ الْحَيُّ مَعَ الْمَيْتِ

56 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ: يَا أَبَا الْمُتَوَكِّلِ -[54]-. قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: «§عَلَيْكَ بِمَا يُرَغِّبُكَ فِي الْآخِرَةِ، وَيُزَهِّدُكَ فِي الدُّنْيَا، وَيُقَرِّبُكَ إِلَى اللَّهِ» . قُلْتُ: وَمَا هُوَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟، قَالَ: «تَقْصُرُ عَنِ الدُّنْيَا هِمَّتُكَ، وَتَسْمُو إِلَى الْآخِرَةِ بِنِيَّتِكَ، وَتُصَدِّقُ ذَلِكَ بِفِعْلِكَ» . قُلْتُ: فَكَيْفَ لِي مَا أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ؟، قَالَ: «تُقْصِرُ أَمَلَكَ فِي الدُّنْيَا، وَتُكْثِرُ رَغْبَتَكَ فِي الْآخِرَةِ، حَتَّى تَكُونَ بِالدُّنْيَا بَرِمًا، وَبِالْآخِرَةِ كَرِثًا. فَإِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ وُرُودًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلَا شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْحَيَاةِ» .، قَالَ: قُلْتُ: أَيَا عَبْدَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ تُحْسِنُ مِثْلَ هَذَا، قَالَ: «كَمْ مِنْ شَيْءٍ أُحْسِنُهُ وَدِدْتُ أَنِّي لَا أُحْسِنُهُ، وَكَمْ مِنْ شَيْءٍ لَا أُحْسِنُهُ وَدِدْتُ أَنِّي أُحْسِنُهُ، وَمَا يُغْنِي مَا أُحْسِنُ مِنَ الْخَيْرِ إِذَا كُنْتُ لَا أَعْمَلُ بِهِ. وَاللَّهِ لَوْ جَاءَنِي النَّذِيرُ مِنْ رَبِّي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَأَخْبَرَنِي أَنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلَّا سَاعَةٌ مِنْ نَهَارٍ، مَا. . نَفْسِي عَنْ نَفْسِي بِهَلَاكِهَا، وَلَا اجْتَهَدَتْ نَفْسِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهَا لِتَكُونَ أَعْذَرَ لَهَا عِنْدِي إِذَا نَزَلَ الْمَوْتُ»

57 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَنَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا " أَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلُوا مَنْزِلًا، فَجَاءَهُمْ رَجُلٌ لَيْسَ مَعَهُ -[55]- إِدَاوَةٌ وَلَا حِذَاءٌ، فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُجِيئَكُمْ بِمَاءٍ؟ فَأَعْطَوهُ إِدَاوَاتِهِمْ، فَجَاءَهُمْ بِمَاءٍ، فَنَاوَلَهُ بَعْضُهُمْ رَغِيفًا، فَأَخَذَهُ، فَقَامَ غَيْرَ بَعِيدٍ، فَأَكَلَهُ، ثُمَّ غَطَّى رَأْسَهُ، فَنَامَ. فَزَوَّلَهُ صَاحِبُ الرَّغِيفِ وَكَانُوا قَدْ طَعِمُوا فَعَمَدَ إِلَى رَغِيفَيْنِ، فَجَعَلَ بَيْنَهُمَا لَحْمًا، ثُمَّ أَتَاهُ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَالَ: قُمْ فَكُلْ. فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. فَحَرَصَ بِهِ، فَأَبَى فَقَالَ لَهُ الْمُعْطِي: لَمَّا اسْتَغْرَقَ أَهْلُ الْوَلَايَةِ الْوَلَايَةَ. قَالَ: يَقُولُ لَهُ الرَّجُلُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ: بِمَا اسْتَتَمَّ بِهِ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِقَطْعِهِمُ الْأَمَلَ. قَالَ: وَكَيْفَ §قَدِرُوا عَلَى قَطْعِ الْأَمَلِ؟، قَالَ: بِقِلَّةِ الِادِّخَارِ. قَالَ: وَكَيْفَ قَدِرُوا عَلَى قِلَّةِ الِادِّخَارِ؟ قَالَ: بِأَخْذِهِمُ الشَّيْءَ عَلَى الْحَاجَةِ. قَالَ: فَيَكُونُ الْعَطَاءُ وَالْمَنْعُ عِنْدَكَ وَاحِدًا؟ قَالَ: لَوْ زَادَ أَحَدُهُمْ عَلَى الْآخَرِ مِقْيَاسَ شُعَيْرَةٍ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ رِضًا , ثُمَّ مَضَى نَحْوَ مَكَّةَ، وَتَرَكَ الرَّغِيفَيْنِ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ، إِذَا هُوَ فِي الطَّوَافِ، فَعَرَفَنِي، فَقَالَ: صَاحِبُ الرَّغِيفَيْنِ؟ -[56]- قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: الْأَمْرُ وَاللَّهِ عَلَى مَا قُلْتَ. ثُمَّ غَابَ فِي الزِّحَامِ، فَلَمْ أَرَهُ "

58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، أَوْ غَيْرِهِ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: «§مَا أَنْزَلَ الْمَوْتَ كُنْهَ مَنْزِلَتِهِ مَنْ عَدَّ غَدًا مِنْ أَجَلِهِ، كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا لَا يَسْتَكْمِلُهُ. وَكَمْ مِنْ مُؤَمِّلٍ لِغَدٍ لَا يُدْرِكُهُ. إِنَّكُمْ لَوْ رَأَيْتُمُ الْأَجَلَ وَمَسِيرَهُ، لَأَبْغَضْتُمُ الْأَمَلَ وَغُرُورَهُ»

59 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ -[57]-: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: إِنَّمَا §هِيَ أَيَّامٌ ثَلَاثَةٌ: فَقَدْ مَضَى أَمْسُ بِمَا فِيهِ، وَغَدًا أَمَلٌ لَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، إِنَّكَ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ غَدٍ فَإِنَّ غَدًا يَجِيءُ بِرِزْقِ غَدٍ، إِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً تُخْتَرَمُ فِيهِ أَنْفَسٌ كَثِيرَةٌ، لَعَلَّكَ الْمُخْتَرَمُ فِيهَا. كَفَى كُلَّ يَوْمٍ هَمُّهُ. ثُمَّ قَدْ حَمَلْتَ عَلَى قَلْبِكَ الضَّعِيفِ هَمَّ السِّنِينَ وَالْأَزْمِنَةِ، وَهَمَّ الْغَلَاءِ وَالرَّخْصِ، وَهَمَّ الشِّتَاءِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الشِّتَاءُ، وَهَمَّ الصَّيْفِ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ الصَّيْفُ، فَمَاذَا أَبْقَيْتَ مِنْ قَلْبِكَ الضَّعِيفِ لِآخِرَتِهِ؟ كُلُّ يَوْمٍ يَنْقُصُ مِنْ أَجَلِكَ وَأَنْتَ لَا تَحْزَنُ، وَكُلُّ يَوْمٍ تَسْتَوْفِي رِزْقَكَ وَأَنْتَ لَا تَحْزَنُ , أُعْطِيتَ مَا يَكْفِيكَ فَأَنْتَ تَطْلُبُ مَا يُطْغِيكَ، لَا بِقَلِيلٍ تَقْنَعُ، وَلَا مِنْ كَثِيرٍ تَشْبَعُ , وَكَيْفَ لَا يَسْتَبِينُ بِعَالِمٍ جَهْلُهُ وَقَدْ عَجَزَ عَنْ شُكْرِ مَا هُوَ فِيهِ، وَهُوَ مُغْتَرٌّ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ؟ أَمْ كَيْفَ يَعْمَلُ لِلْآخِرَةِ مَنْ لَا يَنْقَطِعُ مِنَ الدُّنْيَا شَهْوَتُهُ، وَلَا تَنْقَضِي مِنْهَا نَهْمَتُهُ؟ -[58]- فَالْعَجَبُ كُلَّ الْعَجَبِ لِمَنْ يُصَدِّقُ بِدَارِ الْحَيَوَانِ وَهُوَ يَسْعَى لِدَارِ الْغُرُورِ "

60 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " كَانَ §آدَمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُخْطِئَ: أَمَلُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، وَأَجَلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. فَلَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ حُوِّلَ , فَجُعِلَ أَمَلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ , وَأَجَلُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ "

61 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ، يَقُولُ: قَالَ أَبِي: " §طَالَتْ آمَالُكُمْ، فَجَدَّدْتُمْ مَنَازِلَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا، وَطَيَّبْتُمْ مِنْهَا مَعَايِشَكُمْ، وَتَلَذَّذْتُمْ فِيهَا بِطِيبِ الطَّعَامِ، وَلِينِ اللِّبَاسِ، كَأَنَّكُمْ لِلدُّنْيَا خُلِقْتُمْ أَوَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَوْتَ أَمَامَكُمْ؟ أَوَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ مُوَكَّلٌ بِآجَالِكُمْ، لَا يَذْهَبُ عَنْهُ مِنَ الْمُدَّةِ شَيْءٌ؟ ثُمَّ يَقُولُ: لَا تَكُونُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَقَلَّ شَيْءٍ بِالْمَوْتِ اكْتِرَاثًا، وَأَعْظَمَ شَيْءٍ عَنِ الْمَوْتِ غَفْلَةً، فَمَا يَنْتَظِرُ الْحَيُّ إِلَّا الْمَوْتَ، وَمَا يَنْتَظِرُ الْمُسَافِرُ إِلَّا الظَّعْنَ "

62 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ لَا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ بَكَى وَقَالَ: «§أَخَافُ أَنْ لَا أَعُودَ إِلَيْهِ»

63 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْثُ بْنُ مُحْرِزٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَكَانَ جَارَ الْحَبِيبِ أَبِي مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: " كُنْتُ §إِذَا أَمْسَيْتُ سَمِعْتُ بُكَاءَهُ، وَإِذَا أَصْبَحْتُ سَمِعْتُ بُكَاءَهُ. فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ , فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُ يَبْكِي إِذَا أَمْسَى، وَيَبْكِي إِذَا أَصْبَحَ؟ قَالَ: فَقَالَتْ لِي: يَخَافُ وَاللَّهِ إِذَا أَمْسَى أَنْ لَا يُصْبِحَ، وَإِذَا أَصْبَحَ أَنْ لَا يُمْسِيَ "

64 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زَكَرِيَّا، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ حَبِيبٍ: كَانَ يَقُولُ: «§إِنْ مِتُّ فِي الْيَوْمِ فَأَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ يُغَسِّلُنِي، وَافْعَلِي كَذَا، وَاصْنَعِي كَذَا» . فَقِيلَ لِامْرَأَتِهِ: أَرَأَى رُؤْيَا؟ قَالَتْ: هَذَا يَقُولُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ

65 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو الْأَشِيمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو زُرْعَةَ: «لَأَقُولَنَّ لَكَ قَوْلًا مَا قُلْتُهُ لِأَحَدٍ سِوَاكَ، §مَا خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَحَدَّثْتُ نَفْسِيَ أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْهِ»

66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادًا النُّمَيْرِيَّ، يَقُولُ: «§لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْمَوْتِ أَجَلٌ أَعْرِفُ مُدَّتَهَ، لَكُنْتُ حَرِيًّا بِطُولِ الْحُزْنِ وَالْكَمَدِ حَتَّى يَأْتِيَنِي وَقْتُهُ، فَكَيْفَ وَأَنَا لَا أَعْلَمُ مَتَى يَأْتِينِي الْمَوْتُ صَبَاحًا أَوْ مَسَاءً؟» ثُمَّ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ، فَقَامَ

67 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " أَيُّهَا §الْمُغْتَرُّ بِطُولِ صِحَّتِهِ، أَمَا رَأَيْتَ مَيِّتًا قَطُّ مِنْ غَيْرِ سَقَمٍ؟، أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِطُولِ الْمُهْلَةِ، أَمَا رَأَيْتَ مَأْخُوذًا قَطُّ مِنْ غَيْرِ عُدَّةٍ؟، إِنَّكَ لَوْ فَكَّرْتَ فِي طُولِ عُمْرِكَ لَنَسِيتَ مَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ لَذَّاتِكَ. أَبَالصِّحَّةِ تَغْتَرُّونَ؟، أَمْ بِطُولِ الْعَافِيَةِ تَمْرَحُونَ؟، أَمْ لِلْمَوْتِ تَأْمَنُونَ؟، أَمْ عَلَى مَلَكِ الْمَوْتِ تَجْتَرِئُونَ؟، إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا جَاءَ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْكَ ثَرْوَةُ مَالِكٍ، وَلَا كَثْرَةُ احْتِشَادِكَ -[62]-. أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ سَاعَةَ الْمَوْتِ ذَاتُ كَرْبٍ وَغُصَصٍ وَنَدَامَةٍ عَلَى التَّفْرِيطِ؟ ثُمَّ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا عَمِلَ لِسَاعَةِ الْمَوْتِ. رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا عَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ. رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا نَظَرَ لِنَفْسِهِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ "

68 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا التَّيْمِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذْ أُتِيَ بِحَجَرٍ مَنْقُورٍ، فَطَلَبَ مَنْ يَقْرؤُهُ. فَأُتِيَ بِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: " ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ §لَوْ رَأَيْتَ قَرِيبَ مَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِكَ لَزَهَدْتَ فِي طُولِ أَمَلِكَ، وَلَرَغِبْتَ فِي الزِّيَادَةِ مِنْ عَمَلِكَ، وَلَقَصَّرْتَ مِنْ حِرْصِكَ وَحِيَلِكَ. وَإِنَّمَا يَلْقَاكَ غَدًا نَدَمُكَ، لَوْ قَدْ زَلَّتْ بِكَ قَدَمُكَ، وَأَسْلَمَكَ أَهْلُكَ وَحَشَمُكَ، فَبَانَ مِنْكَ الْوَلَدُ الْقَرِيبُ، وَرَفَضَكَ الْوَالِدُ وَالنَّسِيبُ. فَلَا أَنْتَ إِلَى دُنْيَاكَ عَائِدٌ، وَلَا فِي حَسَنَاتِكَ زَائِدٌ. فَاعْمَلْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ قَبْلَ الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ، أَظُنُّهُ قَالَ: فَبَكَى سُلَيْمَانُ بُكَاءً شَدِيدًا

69 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ -[63]-: وَجَدْتُ كِتَابًا عِنْدَ جَدِّي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ: مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوسُفَ. سَلَامٌ عَلَيْكَ. " §فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي مُحَذِّرُكَ مُتَحَوَّلَكَ مِنْ دَارِ مُهْلَتِكَ إِلَى دَارِ إِقَامَتِكَ وَجَزَاءِ أَعْمَالِكَ، فَتَصِيرُ فِي قَرَارِ بَاطِنِ الْأَرْضِ بَعْدَ ظَاهِرِهَا، فَيَأْتِيكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، فَيُقْعِدَانِكَ وَيَنْتَهِرَانِكَ، فَإِنْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَكَ فَلَا بَأْسَ وَلَا وَحْشَةَ وَلَا فَاقَةَ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرُ ذَلِكَ فَأَعَاذَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنْ سُوءِ مَصْرَعٍ وَضِيقِ مَضْجَعٍ. ثُمَّ تَتْبَعُكَ صَيْحَةُ الْحَشْرِ، وَنَفْخُ الصُّورِ، وَقِيَامُ الْجَبَّارِ لِفَصْلِ قَضَاءِ الْخَلَائِقِ، وَخَلَاءِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِهَا، وَالسَّمَاوَاتِ مِنْ سُكَّانِهَا. فَبَاحَتِ الْأَسْرَارُ، وَأُسْعِرَتِ النَّارُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ، {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75] ، فَكَمْ مِنْ مُفْتَضَحٍ وَمَسْتُورٍ. وَكَمْ مِنْ هَالِكٍ وَنَاجٍ. وَكَمْ مِنْ مُعَذَّبٍ وَمَرْحُومٍ. فَيَالَيْتَ شِعْرِي مَا حَالِي وَحَالُكَ يَوْمَئِذٍ؟ فَفِي هَذَا مَا هَدَمَ اللَّذَّاتِ، وَسَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَقَصَّرَ الْأَمَلَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّائِمُونَ، وَحَذِرَ الْغَافِلُونَ. أَعَانَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ عَلَى هَذَا الْخَطَرِ الْعَظِيمِ، وَأَوْقَعَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ مِنْ قَلْبِي وَقَلْبِكَ مَوْقِعَهُمَا مِنْ قُلُوبِ الْمُتَّقِينَ. فَإِنَّمَا نَحْنُ بِهِ وَلَهُ "

70 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «§تَيَقَّظُوا لِأَمْرِ اللَّهِ فَقَدْ. . أَلْسِنَة عَنْهُ. وَاحْبِسُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَا يَمُرُّ لَهَا صَفْحًا مِنَ الْعِبَرِ، وَعَلَى أَسْمَاعِكُمْ لِمَا يَمُرُّ بِهَا مُخْتَارًا مِنَ الْمَوَاعِظِ، وَلْيُحَرِّكِ التَّخْوِيفُ مِنْكُمْ خَوْفًا، وُلْيُحْدِثِ التَّذْكِيرُ لَكُمُ اعْتِبَارًا، أَوْ لِيُزِدْكُمْ بِبُغْضِ الدُّنْيَا إِلَيْكُمْ لَهَا بُغْضًا، وَلِمَصَارِعِهَا حَذَرًا. وَأَغْلِقُوا عَلَيْكُمْ بَابَ الْأَمَلِ، فَإِنَّهُ يَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَابَ الْقَسْوَةِ. وَأَحِلُّوا الْخَوْفَ مِنْكُمْ مَحِلَّ الرَّجَاءِ. وَأَمْهِدُوا فِي دَارِ مَقَامِكُمْ قَبْلَ الرِّحْلَةِ، وَبَادِرُوا بِذَلِكَ الْمَوْتَ، وَحَسَرَاتِ الْفَوْتِ، وَضِيقَ الْمُضْطَجَعِ، وَهَوْلَ الْمَطْلَعِ، وَالْمَوْقِفَ لِلْحِسَابِ، فَكَأَنْ قَدْ أَظَلَّكُمْ. فَبَادِرُوا فِي بَقِيَّةِ آجَالِكُمْ فَنَاءَهَا، وَبِصُحْبَةِ أَجْسَامِكُمْ سَقَمَهَا. وَكُونُوا مِنَ اللَّهِ عَلَى حَذَرٍ، وَمِنْ لِقَائِهِ عَلَى عَتَادٍ. فَاسْتَدَلَّ مُسْتَدِلٌّ بِمَا يَرَى، أَوِ اعْتَبَرَ مُعْتَبِرٌ بِمَا يَسْمَعُ، أَوْ نَظَرَ نَاظِرٌ فَأَبْصَرَ، وَفَكَّرَ مُفَكِّرٌ فَانْتَفَعَ. وَلَا. . حُظُوظَكُمْ مِنَ اللَّهِ، فَقَدْ حَضَرَتِ النُّقْلَةُ، وَطَالَ الِاغْتِرَارُ»

71 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْجَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ الْفَارِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي خَطَّابُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ -[65]-: كَتَبَ أَبُو عُتْبَةَ عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَيَّانَ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي §أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَحُسْنِ النَّظَرِ مِمَّا هُوَ مَنْظُورٌ فِيهِ مِنْ أَمْرِكَ، وَأَعْرِضْ نَفْسَكَ قَبْلَ عَرْضِ اللَّهِ إِيَّاكَ، وَبَادِرِ الْأَجَلَ بِصَالِحِ الْعَمَلِ قَبْلَ فَوْتِ ذَلِكَ وَالْأَسَفِ عَلَيْهِ، فَالْعَجَبُ لِمَوْقِعِ هَذَا الْخَطَرِ مِنَ الْقُلُوبِ مَعَ الْمَعْرِفَةِ بِفَنَائِهِ وَالْعِلْمِ بِمَا مَضَى مِنْهُ وَمَنْ أَهْلِهِ، هَلْ فِيهِمْ مَغْبُوطٌ بِشَيْءٍ كَانَ فِيهِ؟، أَمْ هَلْ مِنْهُمْ ظَاعِنٌ بِشَيْءٍ مَعَهُ؟، أَمْ هَلْ مِنْهُمْ مَرْدُودٌ إِلَى مُعْتَمِدٍ، فَأَتَى كِتَابُكَ فَسُرِرْتُ بِعَافِيَةِ اللَّهِ؟ إِيَّاكُمْ. . غَلَبَةَ الْهَوَى عَلَى الْمَعْرِفَةِ، قَدْ كَانَ السُّرُورُ بِالْمَوْتِ أَحَقَّ، وَلَكِنَّا نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكَ بَرَكَةَ عَطَائِهِ، وَاللُّطْفَ بِالسَّلَامَةِ فِيمَا أَخَّرَنَا لَهُ، فَقَدْ. . . الْمَوْتَ الصَّالِحُونَ قَبْلَنَا عِنْدَ وُقُوعِ أَوَائِلِ. . . فِي جُمْهُورِهَا. إِنَّمَا وَصَفَ. . . مِنْهَا. . . لَا نَعْرِفُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا، وَلَا نَنَالُهُ إِلَّا بِاللَّهِ تَعَالَى. نَحْنُ مُعَافُونَ، وَمَا يَأْتِينَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَظِيمٌ»

72 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّحْوِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ §لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى. وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَجْمَعَكُمُ اللَّهُ لِلْحُكْمِ فِيكُمْ وَالْفَصْلِ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَخَابَ وَشَقِيَ عَبْدٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَجَنَّتِهِ الَّتِي عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الْأَمَانُ غَدًا لِمَنْ خَافَ اللَّهَ وَاتَّقَى، وَبَاعَ قَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَفَانِيًا بِبَاقٍ، وَشَقْوَةً بِسَعَادَةٍ. أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ الْهَالِكِينَ، وَسَيَخْلُفُهُ بَعْدَكُمُ الْبَاقُونَ؟ أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ تُشَيِّعُونَ غَادِيًا أَوْ رَائِحًا إِلَى اللَّهِ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَانْقَطَعَ أَمَلُهُ، فَيَضَعُونَهُ فِي بَطْنِ صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ غَيْرِ مُوَسَّدٍ وَلَا مُمَهَّدٍ، قَدْ خَلَعَ الْأَسْلَابَ، وَفَارَقَ الْأَحْبَابَ، وَوَاجَهَ الْحِسَابَ؟، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَقُولُ لَكُمْ مَقَالَتِي هَذِهِ، وَمَا أَعْلَمُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ نَفْسِي؛ وَلَكِنَّهَا سُنَنٌ مِنَ اللَّهِ عَادِلَةٌ، أَمَرَ فِيهَا بِطَاعَتِهِ، وَنَهَى فِيهَا عَنْ مَعْصِيَتِهِ. وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ» -[67]-. وَوَضَعَ كُمَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فَبَكَى حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُهُ، فَمَا عَادَ إِلَى مَجْلِسِهِ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ

73 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحَسَّانَ بْنِ أَبِي سِنَانٍ: تَرَكْتَ الْمَكَاسِبَ وَالتِّجَارَةَ، وَفَرَّقْتَ مَالَكَ فَقَالَ لَهُ حَسَّانُ: «وَأَنْتَ أَيْضًا §لَوْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا لَقَصَرْتَ؟» ، قَالَ: وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ

74 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: قَالَ أَبِي -[68]-: خَرَجْنَا حُجَّاجًا، فَوَجَدْنَا أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبْذَةِ قَائِمًا يُصَلِّي، فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: «هَلُمَّ إِلَى الْأَخِ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ» ، ثُمَّ بَكَى، فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، وَقَالَ: «§قَتَلَنِي حُبُّ يَوْمٍ لَا أُدْرِكُهُ» ، قِيلَ: وَمَا يَوْمٌ لَا تُدْرِكُهُ؟ قَالَ: «طُولُ الْأَمَلِ»

75 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ: " §قَطَعَتْنَا غَفْلَةُ الْآمَالِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْآجَالِ، فَنَحْنُ فِي الدُّنْيَا حَيَارَى، لَا نَنْتَبِهُ مِنْ رَقْدَةٍ إِلَّا أَعْقَبَتْنَا فِي أَثَرِهَا غَفْلَةٌ، فَيَا إِخْوَتَاهْ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ، هَلْ تَعْلَمُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ أَغَرَّ، وَلِنِقَمِهِ أَقَلَّ حَذَرًا، مِنْ قَوْمٍ هَجَمَتْ بِهِمُ الْعِبَرُ عَلَى مَصَارِعِ النَّادِمِينَ، فَطَاشَتْ -[69]- عُقُولُهُمْ، وَضَلَّتْ حُلُومُهُمْ عِنْدَمَا رَأَوْا مِنَ الْعِبَرِ وَالْأَمْثَالِ، ثُمَّ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِ قَلْعَةٍ وَلَا نَقْلَةٍ؟ فَبِاللَّهِ يَا إِخْوَاتَاهْ، هَلْ رَأَيْتُمْ عَاقِلًا رَضِيَ مِنْ حَالِهِ لِنَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذِهِ حَالًا؟ وَاللَّهِ عِبَادَ اللَّهِ لَتَبْلُغُنَّ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ رِضَاهُ أَوْ لَتُنْكِرُنَّ مَا تَعْرِفُونَ مِنْ حُسْنِ بَلَائِهِ، وَتَوَاتُرِ نَعْمَائِهِ. إِنْ تُحْسِنْ أَيُّهَا الْمَرْءُ يُحْسَنْ إِلَيْكَ، وَإِنْ تُسِئْ فَعَلَى نَفْسِكَ بِالْعَتْبِ فَارْجِعْ، فَقَدْ بَيَّنَ وَأَعْذَرَ وَأَنْذَرَ، فَمَا لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] "

76 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْكِينُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ فِي تَيْمِ اللَّهِ شَيْخٌ مُتَعَبِّدٌ، يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِتْيَانُ الْحَيِّ وَنُسَّاكُهُمْ، قَالَ: فَيُذَكِّرُهُمْ، فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ يَتَفَرَّقُوا قَالَ: «يَا إِخْوَتَاهْ، §قُومُوا قِيَامَ قَوْمٍ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْمُعَاوَدَةِ لِمَجْلِسِهِمْ، خَوْفًا مِنْ خَطَفَاتِ الْمُوَكَّلِ بِالنِّفُوسِ» . قَالَ: فَيَبْكِي - وَاللَّهِ - وَيُبْكِي

77 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ بَزِيعٍ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، عَنِ الْمُعَمِّرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ -[70]-: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ - وَكَانَ لَهُ حَظٌّ مِنْ دِينٍ وَعَقْلٍ - فَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: أَبَا فُلَانٍ، «§أَخْبِرْنِي عَنْ حَالِكَ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا، أَتَرْضَاهَا لِلْمَوْتِ؟» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَهَلْ أَزْمَعْتَ التَّحْوِيلَ إِلَى حَالٍ تَرْضَاهَا لِلْمَوْتِ؟» ، قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى ذَلِكَ بَعْدُ، قَالَ: «فَهَلْ بَعْدَ الْمَوْتِ دَارٌ فِيهَا مُعْتَمَلٌ؟» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «فَهَلْ تَأْمَنُ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى حَالِكَ هَذِهِ؟» ، قَالَ: لَا، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذِهِ حَالًا رَضِيَ بِهَا وَأَقَامَ عَلَيْهَا - أَحْسَبُهُ قَالَ - عَاقِلٌ»

78 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ. . . الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ -[71]- الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ: «قَدِ §اسْتَعْدَدْتُ لِلْمَوْتِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، فَلَوْ أَتَانِي مَا أَحْبَبْتُ تَأْخِيرَ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ»

79 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا فِي الْمَسْجِدِ يُكَنَّى أَبَا سَهْلٍ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: رَأَيْتُ شَيْخًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: «أَنَا فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً §أَنْتَظِرُ الْمَوْتَ أَنْ يَنْزِلَ بِي، لَوْ أَتَانِي مَا أَمَرْتُهُ بِشَيْءٍ وَلَا نَهَيْتُهُ عَنْ شَيْءٍ، وَلَا لِي عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، وَلَا لِأَحَدٍ عِنْدِي شَيْءٌ»

80 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَامِرٍ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ: " §إِلَى مَتَى نَقُولُ: غَدًا أَفْعَلُ كَذَا، وَبَعْدَ غَدٍ أَفْعَلُ كَذَا، وَإِذَا أَفْطَرْتُ -[72]- فَعَلْتُ كَذَا، وَإِذَا قَدِمْتُ مِنْ سَفَرِي فَعَلْتُ كَذَا؟ أَغَفَلْتَ سَفَرَكَ الْبَعِيدَ، وَنَسِيتَ مَلَكَ الْمَوْتِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً تُخْتَرَمُ فِيهَا أَنْفَسٌ كَثِيرَةٌ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ غَيْرُ مُنْتَظِرٍ بِكَ أَمَلَكَ الطَّوِيلِ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمَوْتَ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ؟ " قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ عِمَامَتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: «أَمَا رَأَيْتَهُ صَرِيعًا بَيْنَ أَحْبَابِهِ لَا يَقْدِرُ عَلَى رَدِّ جَوَابِهِمْ، بَعْدَ أَنْ كَانَ جَدِلًا خَصِمًا، سَمْحًا كَرِيمًا عَلَيْهِمْ؟ أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِشَبَابِهِ، أَيُّهَا الْمُغْتَرُّ بِطُولِ عُمْرِهِ» . قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ عِمَامَتَهُ

81 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، «ابْنُ آدَمَ إِنَّمَا §يَتَعَجَّلُ أَفْرَاحَهُ بِكَاذِبِ آمَالِهِ، وَلَا يَتَعَجَّلُ أَحْزَانَهُ بِأَعْظَمِ أَخْطَارِهِ»

82 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ، قَالَ -[73]-: مَا سَمِعْتُ أَبِي يُنْشِدُ، مِنَ الشِّعْرِ شَيْئًا إِلَّا هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: « §قُلْ لِلْمُؤَمِّلِ وَالْمَنَايَا شُرَّعُ ... مَاذَا يَغُرُّكَ يَا ابْنَ مَنْ لَمْ يَخْلُدِ يَا ابْنَ الَّذِينَ تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُمْ ... تَرْجُو الْبَقَاءَ وَأَنْتَ غَيْرُ مُخَلَّدِ وَأَبُوكَ مَالِكُ كَانَ يَأْمُلُ مَا تَرَى ... حَتَّى أَتَتْهُ مَنِيَّةٌ لَمْ تُرْدَدِ» ، قَالَ: فَإِذَا قَالَهَا، بَكَى وَأَبْكَى

83 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَنْ عُتْبَةَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ: « [البحر البسيط] §يَا أَيُّهَذَا الَّذِي قَدْ غَرَّهُ الْأَمَلُ ... وَدُونَ مَا يَأْمُلُ التَّنْغِيصُ وَالْأَجَلُ أَلَا تَرَى إِنَّمَا الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ... كَمَنْزِلِ الرَّكْبِ دَارًا ثَمَّةَ ارْتَحَلُوا حُتُوفُهَا رَصَدٌ وَعَيْشُهَا نَكَدٌ ... وَصَفْوُهَا رَنَقٌ وَمُلْكُهَا دُوَلُ تَظَلُّ تُفْزِعُ فِي الرَّوْعَاتِ سَاكِنَهَا ... فَمَا يَسُوغُ لَهُ لِينٌ وَلَا جَذَلٌ كَأَنَّهُ لِلْمَنَايَا وَالرَّدَى عَرَضٌ ... تَظَلُّ فِيهِ بَنَاتُ الدَّهْرِ تَنْتَضِلُ الْمَرْءُ يَشْقَى بِمَا يَسْعَى لِوَارِثِهِ ... وَالْقَبْرُ وَارِثُ مَا يَسْعَى لَهُ الرَّجُلُ»

84 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ -[74]-: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْزُوقٍ، يَتَمَثَّلُ كَثِيرًا هَذَا الْبَيْتَ: [البحر الكامل] §وَمُؤَمِّلٍ وَالْمَوْتُ دُونَ رَجَائِهِ ... وَمُحَاذِرٍ أَكْفَانُهُ لَمْ تُغْزَلِ

85 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سُفْيَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيَّ، يَقُولُ: «§تَضْحَكُ وَلَعَلَّ أَكْفَانَكَ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ عِنْدَ الْقَصَّارِ»

86 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَاصِمٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيُّ، قَالَ: الْتَقَى رَجُلَانِ مِنَ الْحُكَمَاءِ، §فَتَذَاكَرا الْمَوْتَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَا أَكْدَرَ عَيْشَ مَنْ قَصُرَ أَمَلُهُ، فَقَالَ الْآخَرُ: «لَا أَقُولُ مَا قُلْتَ» ، قَالَ: فَمَاذَا تَقُولُ؟، قَالَ: " أَقُولُ: مَا أَصْفَى عَيْشَ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ " -[75]-، قَالَ: أَيْ أَخِي , وَكَيْفَ ذَلِكَ؟، قَالَ: «قَدِ اسْتَرَاحَ فِي عَاجِلِ الْأَمْرِ، إِلَّا مِمَّا يَقُومُ بِهِ رَمَقُ النَّفْسِ»

87 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالُوا لِعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: مَا §أَنْفَعُ أَيَّامِ الْمُؤْمِنِ لَهُ؟ قَالَ: «يَوْمَ يَلْقَى رَبَّهُ فَيُعْلِمُهُ أَنَّهُ رَاضٍ» ، قَالُوا: إِنَّمَا أَرَدْنَا مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَنْفَعِ أَيَّامِهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا مَا ظَنَّ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُ آخِرَهُ»

88 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الطَّيِّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: «وَيْحِي §كَيْفَ أَغْفُلُ عَنْ نَفْسِي، وَمَلَكُ الْمَوْتِ لَيْسَ بِغَافِلٍ عَنِّي؟، وَيْحِي كَيْفَ أَتَّكِلُ عَلَى طُولِ الْأَمَلِ وَالْأَجَلُ يَطْلُبُنِي؟»

89 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[76]- يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ: " §أَرْبَعَةٌ مِنَ الشَّقَاءِ: طُولُ الْأَمَلِ، وَقَسْوَةُ الْقَلْبِ، وَجُمُودُ الْعَيْنِ، وَالْبُخْلُ "

90 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «إِنَّ §مِنَ الشَّقَاءِ طُولَ الْأَمَلِ، وَإِنَّ مِنَ النَّعِيمِ قِصَرَ الْأَمَلِ»

91 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ تُنْتَجُ فَرَسُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَنْحَرُهَا غُدْوَةً، يَقُولُ: أَنَا أَعِيشُ حَتَّى أَرْكَبَ هَذَا؟، فَجَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ «أَنْ §أَصْلِحُوا مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، فَإِنَّ فِي الْأَمْرِ تَنَفُّسًا»

92 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: «§كَانَ أَوَّلُوكُمْ أَخْوَفَ مَا يَكُونُونَ مِنَ الْمَوْتِ. . مَا تَكُونُونَ»

93 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مُتَعَبِّدَةٌ وَكَانَتْ إِذَا أَمْسَتْ، قَالَتْ: " §يَا نَفْسُ اللَّيْلَةُ لَيْلَتُكِ، لَا لَيْلَةَ لَكِ غَيْرَهَا , فَإِذَا أَصْبَحَتْ قَالَتْ: يَا نَفْسُ , الْيَوْمُ يَوْمُكِ، لَا يَوْمَ لَكِ غَيْرَهُ ". فَاجْتَهَدَتْ

94 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ رُبَّمَا تَمَثَّلَ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ: [البحر الهزج] §تَعَلَّقْتَ بِآمَالٍ ... طِوَالٍ أَيَّ آمَالِ وَأَقْبَلْتَ عَلَى الدُّنْيَا ... مُلِحًّا أَيَّ إِقْبَالِ -[78]- فَيَا هَذَا تَجَهَّزْ ... لِفِرَاقِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ فَلَابُدَّ مِنَ الْمَوْتِ ... عَلَى حَالٍ مِنَ الْحَالِ "

95 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُصْلِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ بِالْكُوفَةِ، وَخَرَجَ فِيهَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ، فَانْتَبَذَ مَقْعَدَ نَاحِيَةٍ وَهِيَ تُدْفَنُ، فَجِئْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، فَتَكَلَّمَ، فَقَالَ: «§مَنْ خَافَ الْوَعِيدَ قَصُرَ عَلَيْهِ الْبَعِيدُ، وَمَنْ طَالَ أَمَلُهُ ضَعُفَ عَمَلُهُ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَاعْلَمْ أَيْ أَخِي أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَشْغَلُكَ عَنْ رَبِّكَ فَهُوَ عَلَيْكَ مَشْئُومٌ. وَاعْلَمْ أَنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا جَمِيعًا مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ، إِنَّمَا يَنْدَمُونَ عَلَى مَا يُخَلِّفُونَ، وَيَفْرَحُونَ بِمَا يُقَدِّمُونَ، مِمَّا عَلَيْهِ أَهْلُ الْقُبُورِ نَدِمُوا أَهْلُ الدُّنْيَا عَلَيْهِ يَقْتَتِلُونَ، وَفِيهِ يَتَنَافَسُونَ، وَعَلَيْهِ عِنْدَ الْقُضَاةِ يَخْتَصِمُونَ»

96 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ: أَنَّ رَجُلًا صَحِبَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ، فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ، فَاحْتَبَسَ عَلَيْهِ عُمَرُ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ، وَدَفَنَهُ، فَقَلَّ يَوْمٌ إِلَّا كَانَ عُمَرُ، يَتَمَثَّلُ يَقُولُ: [البحر الطويل] §وَبَالِغِ أَمْرٍ كَانَ يَأْمُلُ دُونَهُ ... وَمُخْتَلِجٍ مِنْ دُونِ مَا كَانَ يَأْمُلُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَتَبَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: «§أَنْ رُمَّ جِهَازَكَ، وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، وَلَا تَجْعَلْ أَوْصِيَاءَكَ الرِّجَالَ»

98 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْعَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ سُلَيْمٍ الصُّورِيِّ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ §أَصْبَحْتَ تُجَدِّدُ الدُّنْيَا بِطُولِ أَمَلِكَ، وَتَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْأَمَانِيَّ بِسُوءِ فِعْلِكَ، وَإِنَّمَا نُصِرْتَ حَدِيدًا بَارِدًا، وَالسَّلَامُ»

99 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «§احْذَرْ طُولَ الْأَمَلِ، فَإِنَّهُ سَبَبُ هَلَاكِ الْأُمَمِ -[80]-، وَلَا تَدْفَعِ الْوَاجِبَ بِالْبَاطِلِ فَيُدَالَ مِنْكَ سَرِيعًا، وَكُنْ فِي وَقْتِ الرِّحْلَةِ إِلَى الْآخِرَةِ تَغْتَبِطْ بِالْعَافِيَةِ، وَقَصِّرْ رَغْبَتَكَ فِي الدُّنْيَا، فَإِنْ مُدَّتَكَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، وَالْمَوْتَ وَارِدٌ عَلَيْكَ، وَحَاسِبْ سَاعَاتِكَ، فَمَا كَانَ لَكَ مِنَ الْحَظِّ مِنْهَا فَاعْمَلْ بِهِ، وَمَا ظَنَنْتَ. . فَعَجِّلِ الْإِقْلَاعَ عَنْهُ، وَلَا تَأْنَسْ بِمَا شَغَلَكَ عَنْ صَلَاحِ نَفْسِكَ، وَتَوَهَّمْ - إِنْ كُنْتَ نَاصِحًا لِنَفْسِكَ - أَنَّكَ فِي قَبْرِكَ قَبْلَ حُلُولِكَ بِهِ، لِيَسْقُطَ عَنْكَ فُضُولُ الدُّنْيَا، وَمَا لَا حَاجَةَ لَكَ بِهِ»

100 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ: «§كَمْ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ فِي حَوَائِجِكَ، وَكَأَنَّكَ فِي اللَّحْدِ»

101 - أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: « [البحر الخفيف] §يَأْمُلُ الْمَرْءُ أَبْعَدَ الْآمَالِ ... وَهُوَ رَهْنٌ بِأَقْرَبِ الْآجَالِ لَوْ رَأَى الْمَرْءُ رَأْيَ عَيْنَيْهِ يَوْمًا ... كَيْفَ صَوْلُ الْآجَالِ بِالْآمَالِ لَتَنَاهَى وَقَصَّرَ الْخَطْوَ فِي اللَّهْوِ ... وَلَمْ يَغْتَرَّ بِدَارِ الزَّوَالِ نَحْنُ نَلْهُو وَنَحْنُ تُحْصَى عَلَيْنَا ... حَرَكَاتُ الِإِدْبَارِ وَالْإِقْبَالِ -[81]- فَإِذَا السَّاعَةُ الْخَفِيَّةُ حُمَّتْ ... لَمْ يَكُنْ عَثْرُ عَاثِرٍ بِمُقَالِ نَحْنُ أَهْلُ الْيَقِينِ بِالْمَوْتِ وَالْبَعْثِ ... وَعَرْضِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ ثُمَّ لَا نَرْعَوِي وَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ ... بِطُولِ الْبَقَا وَالْإِمْهَالِ أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتَ يَا عَارِفًا ... بِاللَّهِ لِلْمُمْتَرِينَ وَالْجُهَّالِ تَرْكَبُ الشَّيْءَ لَيْسَ فِيهِ سِوَى ... أَنَّكَ تَهْوَاهُ، فِعْلَ أَهْلِ الضَّلَالِ أَنْتَ ضَيْفٌ، وَكُلُّ ضَيْفٍ وَإِنْ ... طَالَتْ لَيَالِيهِ مُؤْذِنٌ بِارْتِحَالِ لَوْ تَزَوَّدْتَ مِنْ تُقَى اللَّهِ ... زَادًا وَتَجَنَّبْتَ بَاهِظَ الْأَثْقَالِ أَيُّهَا الْجَامِعُ الَّذِي لَيْسَ يَدْرِي ... كَيْفَ جَوْرُ الْأَهْلِينَ وَالْأَمْوَالِ يَسْتَوِي فِي الْحِسَابِ وَالْبَعْثِ ... وَالْمَوْقِفِ أَهْلُ الْإِكْثَارِ وَالْإِقْلَالِ ثُمَّ لَا يَقْتَسِمُونَ النَّارَ وَالْجَنَّةَ ... إِلَّا بِسَالِفِ الْأَعْمَالِ»

102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي تَوْبَةَ، قَالَ: أَقَامَ مَعْرُوفٌ الصَّلَاةَ، ثُمَّ قَالَ لِي: «تَقَدَّمْ» ، فَقُلْتُ: إِنِّي إِنْ صَلَّيْتُ بِكُمْ هَذِهِ الصَّلَاةَ، لَمْ أُصَلِّ بِكُمْ غَيْرَهَا، فَقَالَ مَعْرُوفٌ: «وَأَنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ أَنْ تُصَلِّيَ صَلَاةً أُخْرَى؟ §نَعُوذُ -[82]- بِاللَّهِ مِنْ طُولِ الْأَمَلِ، فَإِنَّهُ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ»

103 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «§الْأَمَلُ سُلْطَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى قُلُوبِ الْغَافِلِينَ»

104 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو عَتَّابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: " §إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْفَعَكَ صَلَاتُكَ فَقُلْ: لَعَلِّي لَا أُصَلِّي غَيْرَهَا "

105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «§مَا أَطَالَ عَبْدٌ الْأَمَلَ إِلَّا أَسَاءَ الْعَمَلَ»

قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: «§إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا بَعْدَ غَيْرِكَ»

106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ زِيَادٌ مَسْرُوقًا عَلَى السِّلْسِلَةِ، شَيَّعَهُ أَصْحَابُهُ، وَكَانَ فِينَا شَابٌّ يُجَالِسُهُ، لَمْ يَكُنْ مَسْرُوقٌ يَعْرِفُ اسْمَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ الْقَوْمُ الرُّجُوعَ، جَعَلُوا يُوَدِّعُونَ مَسْرُوقًا، وَالشَّابُّ فِي نَاحِيَةٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْقَوْمُ، أَتَاهُ فَقَالَ: «إِنَّكَ أَصْبَحْتَ قَرِيعَ الْقُرَّاءِ، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ، وَإِنَّ شَيْنَكَ لَهُمْ شَيْنٌ، §فَلَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ، وَلَا بِطُولِ عُمْرٍ»

107 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ -[84]- الْوَازِعِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أُمِّ الْمُنْذِرِ، قَالَتِ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ أَمَا تَسْتَحْيُونَ؟» ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «§تَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمُلُونَ مَا لَا تُدْرِكُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تَعْمُرُونَ»

108 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا لَا يَسْتَكْمِلُهُ، وَمُنْتَظِرٍ غَدًا لَا يَبْلُغُهُ، لَوْ تَنْظُرُونَ إِلَى الْأَجَلِ وَمَسِيرِهِ، لَأَبْغَضْتُمُ الْأَمَلَ وَغُرُورَهُ»

باب المبادرة بالعمل

§بَابُ الْمُبَادَرَةِ بِالْعَمَلِ

109 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجِيَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ. . . فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى ابْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَرَّرُ بْنُ هَارُونَ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْرَجَ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: مَا تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا -[88]-، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الْمَسِيحَ فَشَرٌّ مُنْتَظَرٌ، أَوِ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ "

110 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ بْنِ فَيْرُوزَ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا يَنْتَظِرُ أَحَدُهُمْ إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، فَالدَّجَّالُ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ»

111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " §اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "

112 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ غُنَيْمَ بْنَ قَيْسٍ، قَالَ: " كُنَّا نَتَوَاعَظُ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ: ابْنَ آدَمَ §اعْمَلْ فِي فَرَاغِكَ لِشُغْلِكَ، وَفِي شَبَابِكَ لِكِبَرِكَ، وَفِي صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَفِي دُنْيَاكَ لِآخِرَتِكَ، وَفِي حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ "

113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[90]-: " §نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "

114 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ عِنْدَ مَسْجِدِ أَبِي. .، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْحَكَمِ، وَكَانَ يَنْزِلُ. .، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ -[91]-: " §غَنِيمَتَانِ غَنِمَهُمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ "

115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ فَيْرُوزَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ»

116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، وَجَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»

117 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ. . . .، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ. . .، عَنْ زَيْدٍ السَّلِيمِيِّ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غَفْلَةً، أَوْ غِرَّةً، نَادَى فِيهِمْ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: «§أَتَتْكُمُ الْمَنِيَّةُ رَاتِبَةً لَازِمَةً، إِمَّا بِشَقَاوَةٍ وَإِمَّا بِسَعَادَةٍ»

118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي ضِمَامُ بْنُ -[93]- إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، §أَنَا النَّذِيرُ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الْمَوْعِدُ»

119 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ بِنَهَارٍ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَنَا، فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا أَخْبَرَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ النَّاسُ يَتَلَفَّتُونَ إِلَى الشَّمْسِ هَلْ بَقِيَ مِنْهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: «§أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ»

120 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّمْسُ عَلَى أَطْرَافِ السَّعَفِ، فَقَالَ: «§مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا. . مَضَى مِنْهُ»

121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ -[95]-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ فَقَالَ: «§وَمَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى»

122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ خَلَفُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَثَلُ هَذِهِ الدُّنْيَا مَثَلُ ثَوْبٍ شُقَّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَبَقِيَ مُتَعَلِّقًا بِخَيْطٍ فِي آخِرِهِ، فَيُوشِكُ ذَلِكَ الْخَيْطُ أَنْ يَنْقَطِعَ»

123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلًا، فَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا كَعَيْنِ الْغَدِيرِ، شُرِبَ صَفْوُهُ وَبَقِيَ كَدَرُهُ»

124 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَطَبَ فَذَكَرَ السَّاعَةَ، رَفَعَ صَوْتَهُ، وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: «صَبَّحْتُكُمْ أَوْ مَسَّيْتُكُمْ» ، ثُمَّ يَقُولُ: «§بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» ، يُفَرِّقُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالَّتِي تَلِيهَا: «صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَةُ وَمَسَّتْكُمْ»

125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ -[97]- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»

126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَرَاحَ وَتَرَكَهَا»

127 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ وَمَا لِلدُّنْيَا وَمَا لِي؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»

128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ قُطْنٍ، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «رَأَيْتُنِي فِيمَا يَرَى الْإِنْسَانُ. . إِلَّا لَهُ، وَيُؤْلَفُ الْمَالُ وَالْوَلَدُ. وَاللَّهِ §مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَنَفْجَةِ أَرْنَبٍ»

129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] ، قَالَ: النَّوْمُ وَالْفَرَاغُ "

130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، عَنِ الْجَلَدِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: «§أَشَدُّ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصَّحِيحِ الْفَارِغِ»

131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ -[100]-: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ النُّورَ إِذَا دَخَلَ الصَّدْرَ انْفَسَحَ» ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لِذَلِكَ مِنْ عَلَامَةٍ تُعْرَفُ بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَار ِالْخُلُودِ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِهِ»

132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2] " أَيْ: §أَيُّكُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُ لَهُ اسْتِعْدَادًا، وَأَشَدُّ مِنْهُ خَوْفًا، فَاحْذَرُوا "

133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «لَقَدْ §نَغَّصَ هَذَا الْمَوْتُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَا هُمْ فِيهِ مِنْ غَضَارَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهَا كَذَلِكَ وَعَلَى ذَلِكَ، أَتَاهُمْ حِيَاضُ -[101]- الْمَوْتِ فَاخْتَرَمَهُمْ، فَالْوَيْلُ، وَالْحَسْرَةُ هُنَالِكَ لِمَنْ لَمْ يَحْذَرِ الْمَوْتَ وَيَذْكُرْهُ فِي الرَّخَاءِ، فَيُقَدِّمُ لِنَفْسِهِ خَيْرًا يَجِدُهُ بَعْدَمَا فَارَقَ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا» ، قَالَ: ثُمَّ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ فَقَامَ

134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «§أَيْنَ الْوِضَاءُ وَالْحَسَنَةُ وُجُوهُهُمْ، الْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ؟ أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحِيطَانِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الْغَلَبَةَ فِي مَوَاطِنِ الْحَرْبِ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ وَأَصْبَحُوا فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ»

135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي -[102]- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ. . .، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، أَنَّ حُذَيْفَةَ كَانَ يَقُولُ: " مَا مِنْ صَبَاحٍ، وَلَا مَسَاءٍ إِلَّا وَمُنَادٍ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , §الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ وَإِنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ} [المدثر: 36] قَالَ: فِي الْمَوْتِ، {أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر: 37] قَالَ: فِي الْمَوْتِ "

136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَزِيغٌ الْهِلَالِيُّ، عَنْ سُحَيْمٍ مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: «§أَرِحْنِي بِحَاجَتِكَ فَإِنِّي أُبَادِرُ» قُلْتُ: وَمَا تُبَادِرُ؟ قَالَ: «مَلَكَ الْمَوْتِ، رَحِمَكَ اللَّهُ» -[103]-، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْهُ، وَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ

137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ مَعْبِدٍ، قَالَ: مَرَّ دَاوُدُ الطَّائِيُّ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: «دَعْنِي فَإِنِّي إِنَّمَا §أُبَادِرُ خُرُوجَ نَفْسِي»

138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ، يَقُولُ: «§إِنْ كُنْتَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ تُرِيدُ لِنَفْسِكَ الْجَزِيلَ، فَلَا تَنَامَنَّ اللَّيْلَ وَلَا تَقِلْ، قَدِّمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ، وَدَعْ عَنْكَ كَثْرَةَ الْأَشْغَالِ، بَادِرْ ثُمَّ بَادِرْ قَبْلَ نُزُولِ مَا تُحَاذِرُ، وَلَا تَهْتَمَّ بِأَرْزَاقِ مَنْ تُخَلِّفُ، فَلَسْتَ أَرْزَاقَهُمْ تُكَلَّفُ»

139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الطَّائِيُّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: «§التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلَّا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ»

140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «أَلَا مَثَلُ الْمُؤَمِّلِ بِمَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ فِي قَبْرِهِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ؛ §فَاغْتَنِمُوا الْمُبَادَرَةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي الْمُهْلَةِ»

141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ -[105]-: كُنَّا مَعَ الْحَسَنِ فِي جِنَازَةٍ، فَقَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً عَمِلَ لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ، إِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَقْدِرُونَ عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِخْوَانُكُمْ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ، §فَاغْتَنِمُوا الصِّحَّةَ وَالْفَرَاغَ، قَبْلَ يَوْمِ الْفَزْعَةِ وَالْحِسَابِ»

142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ يَقُولُ: «ان كهان، منسسان» §فَإِنَّ الْمَوْتَ يَطْلُبُكُمْ ". تَفْسِيرُهُ: لَا تَقْعُدُوا فُرَّاغًا

143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: 26] ، قَالَ: «§فَلْيُبَادِرِ الْمُبَادِرُونَ»

144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ لِنَفْسِهِ -[106]-: «§وَيْحَكِ بَادِرِي قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكِ الْأَمْرُ، وَيْحَكِ بَادِرِي قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكِ الْأَمْرُ، وَيْحَكِ بَادِرِي قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكِ الْأَمْرُ» قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ سِتِّينَ مَرَّةً

145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي عُمَرَ: «§كُلُّ يَوْمٍ يَعِيشُهُ الْمُؤْمِنُ غَنِيمَةٌ»

146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ. . . قَالَ. . .: كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي مَوْعِظَتِهِ: " §الْمُبَادَرَةُ عِبَادَةٌ، الْمُبَادَرَةُ، فَإِنَّمَا هِيَ الْأَنْفَاسُ، لَوْ قَدْ حُبِسَتِ انْقَطَعَتْ عَنْكُمْ أَعْمَالُكُمُ الَّتِي تُقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَظَرَ لِنَفْسِهِ، وَبَكَى عَلَى ذُنُوبِهِ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ -[107]-: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: 84] "، ثُمَّ يَبْكِي وَيَقُولُ: «آخِرُ الْعَدَدِ خُرُوجُ نَفْسِكَ، آخِرُ الْعَدَدِ فِرَاقُ أَهْلِكَ، آخِرُ الْعَدَدِ دُخُولُكَ فِي قَبْرِكَ»

147 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: {§إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: 84] : «النَّفَسُ»

148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِابْنِهِ - وَكَانَ أَفْسَدَ مَالًا لَهُ فِي الْبَاطِلِ: «أَيْ بُنَيَّ , §لَا الدَّهْرُ يَعِظُكَ، وَلَا الْأَيَّامُ تَزْجُرُكَ، وَالسَّاعَاتُ تُعَدُّ عَلَيْكَ، وَالْأَنْفَاسُ تُعَدُّ مِنْكَ، أَحَبُّ أَمْرَيْكَ إِلَيْكَ أَرْجَعُهُمَا الْمَصَرَّةَ عَلَيْكَ»

149 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ -[108]- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ، يَقُولُ. . . دَخَلَ: «§إِنِّي لَأَغْتَنِمُ النَّصِيحَةَ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَنِي»

150 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اجْتَهَدَ الْأَشْعَرِيُّ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَمْسَكَتَ أَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ بَعْضَ الرِّفْقِ؟ فَقَالَ: «§إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مُجْرَاهَا، أَخْرَجَتْ جَمِيعَ مَا عِنْدَهَا، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجْلِي أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ» . قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ

151 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ بْنُ أَبِي -[109]- سَمِينَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْبَيْرُوتِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: صَامَ أَبُو مُوسَى حَتَّى عَادَ كَأَنَّهُ خِلَالٌ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَجْمَمْتَ نَفْسَكَ، فَقَالَ: «أَيْهَاتَ إِنَّمَا يَسْبِقُ مِنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةُ» ، وَرُبَّمَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَقُولُ لِامْرَأَتِهِ: «§شُدِّي رَحْلَكَ، فَلَيْسَ عَلَى جَسْرِ جَهَنَّمَ مَعْبَرٌ»

152 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ زَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ: قَالَ خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ -[110]-: «§كُلُّنَا قَدْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ، وَمَا نَرَى لَهُ مُسْتَعِدًّا , وَكُلُّنَا قَدْ أَيْقَنَ بِالْجَنَّةِ، وَمَا نَرَى لَهَا عَامِلًا , وَكُلُّنَا قَدْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ، وَمَا نَرَى لَهَا خَائِفًا , فَعَلَامَ تُعَرِّجُونَ؟ وَمَا عَسَيْتُمْ تَنْتَظِرُونَ الْمَوْتَ؟، فَهُوَ أَوَّلُ وَارِدٍ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ، بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ، يَا إِخْوَتَاهْ سِيرُوا إِلَى رَبِّكُمْ سَيْرًا جَمِيلًا»

153 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ أَبُو نُبَاتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَازِمٍ الْأَعْرَجِ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقُلْنَا: يَا أَبَا حَازِمٍ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: «أَجِدُنِي بِخَيْرٍ، أَجِدُنِي رَاجِيًا اللَّهَ، حَسَنَ الظَّنِّ بِهِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا يَسْتَوِي مَنْ غَدَا وَرَاحَ يَعْمُرُ عَقْدَ الْآخِرَةِ لِنَفْسِهِ فَيُقَدِّمَهَا أَمَامَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ الْمَوْتُ حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْهَا فَيَقُومَ لَهَا وَتَقُومَ -[111]- لَهُ، وَمَنْ غَدَا وَرَاحَ فِي عَقْدِ الدُّنْيَا يَعْمُرُهَا لِغَيْرِهِ §وَيَرْجِعُ إِلَى الْآخِرَةِ لَا حَظَّ لَهُ فِيهَا وَلَا نَصِيبَ»

154 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ بَشِيرٍ، يَتَمَثَّلُ هَذَا الْبَيْتَ فِي قَصَصِهِ: « [البحر البسيط] وَغَائِبُ الْمَوْتِ لَا تَرْجُونَ رَجْعَتَهُ ... إِذَا ذَوُو سَفَرٍ مِنْ غِيبَةٍ رَجَعُوا» ، قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي، وَيَقُولُ: «هُوَ وَاللَّهِ §السَّفَرُ الْبَعِيدُ، فَتَزَوَّدُوا لِمَرَاحِلِهِ، فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى , وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي مِثْلِ أُمْنِيَّتِهِمْ، فَبَادِرُوا الْمَوْتَ، فَاعْمَلُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ» قَالَ: ثُمَّ بَكَى

155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ، يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ -[112]-: «§بَادِرِ انْقِطَاعَ عَمَلِكَ، فَإِنَّ الْمَوْتَ إِذَا جَاءَ انْقَطَعَ الْبُرْهَانُ»

156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا. . . التَّغْلِبِيُّ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْمَلِيحُ مَوْلَى. . .، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ: «§أُصْبِحُ عَلَى وَجَلٍ وَأُمْسِي عَلَى وَجَلٍ»

157 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ بَعَثَهُ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَخْطُبُ، وَيَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «وَاللَّهِ §مَا هِيَ إِلَّا الْآخِرَةُ، أَلَا فَاعْمَلُوا الْخَيْرَ مَا دُعِيتُمْ إِلَيْهِ، وَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا وَالْمُهْلَةُ فِيهَا، فَعَنْ قَلِيلٍ تُنْقَلُونَ إِلَى غَيْرِهَا تُوشِكُونَ، فَاللَّهَ اللَّهَ عَلَى اللَّهِ فِي أَنْفُسِكُمْ، فَبَادِرُوا بِهَا الْمَوْتَ قَبْلَ حُلُولِ الْمَوْتِ، فَلَا يَطُولُ بِكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، وَتَكُونُوا كَقَوْمٍ دُعُوا إِلَى. . . فَقَصَّرُوا بَعْدَ. . . قَصَّرُوا عِنْدَ الْآخِرَةِ» قَالَ: ثُمَّ نَحَبَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ

158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنِي مُطِيعُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ، يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: " رَحِمَ اللَّهُ §امْرَأً نَظَرَ لِنَفْسِهِ بَادِرًا فَوْتَهَا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْمَوْتُ بِهَا، قَالَ: ثُمَّ يَنْزِلُ الْمَوْتُ بِهَا "، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَبْكِي

159 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَسُورُ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْشَلِيُّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ وَهُوَ يُومِئُ بِرَأْسِهِ يَرْفَعُهُ وَيَضَعُهُ كَأَنَّهُ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: «§إِنَّنِي أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ»

160 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ -[114]-، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ بَرَّةَ، «§عَجِبْتُ لِلْخَلَائِقِ كَيْفَ ذُهِلُوا عَنْ أَمْرٍ حَقٍّ تَرَاهُ عُيُونُهُمْ، وَتَشْهَدُ عَلَيْهِ مَعَاقِدُ قُلُوبِهِمْ إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ، ثُمَّ هَاهُمْ فِي غَفْلَةٍ عَنْهُ، سُكَارَى يَلْعَبُونَ»

161 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْخُلَفَاءِ عَلَى الْمِنْبَرِ: " اتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَكُونُوا قَوْمًا صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا، وَعَلِمُوا أَنَّ §الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدَارٍ، فَاسْتَبْدِلُوا، وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ، وَتَرَحَّلُوا فَقَدْ جُدَّ بِكُمْ، وَإِنَّ غَايَةً تُنْقِصُهَا اللَّحْظَةُ وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَّةِ، وَإِنَّ غَائِبًا يَجِدُّ بِهِ الْجَدِيدَانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، لَحَرِيٌّ بِسُرْعَةِ الْأَوْبَةِ، وَإِنَّ قَادِمًا يَحُلُّ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ، فَالتَّقِيُّ عِنْدَ رَبِّهِ مَنْ نَاصَحَ نَفْسَهُ، وَقَدَّمَ تَوْبَتَهُ، وَغَلَبَ شَهْوَتَهُ، فَإِنَّ أَجَلَهُ مَسْتُورٌ عَنْهُ، وَأَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ، وَالشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِهِ يُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا، وَيُزَيِّنُ إِلَيْهِ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْتَكِبَهَا، حَتَّى تَهْجُمَ مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا، وَإِنَّهُ مَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلَّا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ , -[115]- فَيَالَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَةٍ، أَنْ يَكُونَ عُمْرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، وَأَنْ تُرْدِيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى شِقْوَةٍ، جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ لَا تُبِّطُرُهُ نِعْمَةٌ، وَلَا تَقْصُرُ بِهِ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ مَعْصِيَةٌ، وَلَا يَحُلُّ بِهِ بَعْدَ الْمَوْتِ حَسْرَةٌ، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، وَإِنَّهُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَإِنَّهُ فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ "

162 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ وَالِيًا مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَاسْتَحْفَيْنَاهُ، فَخَطَبَنَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي سَمَائِهِ، وَقَهَرَ فِي مُلْكِهِ، وَعَدَلَ فِي حُكْمِهِ، وَسُمِّيَ الْجَبَّارَ، لِجَبَرُوتِهِ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ وَالْأَمْثَالُ الْعُلَا، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، وَهُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى أَحْمَدُهُ عَلَى تَوَالِي مِنَنِهِ، وَتَظَاهُرِ نِعَمِهِ، وَأَعُوذُ بِجَلَالِهِ وَ. . . مِنْ سَطَوَاتِهِ وَنِقَمِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِوَحْيٍ مَنْظُومٍ، وَأَمْرٍ مَعْلُومٍ، وَخَتْمٍ مَعْزُومٍ، فَنَطَقَ -[116]- بِالصِّدْقِ، وَدَعَا إِلَى الْحَقِّ، وَكَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَءُوفًا رَحِيمًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا، فَلَقَدْ صَحَبَهَا أَقْوَامٌ، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَتْ لَهُمْ، وَلَا بَقُوا عَلَيْهَا بَلْ تَخَرَّمَتْهُمُ الْآجَالُ، وَأَفْنَتْهُمُ الْمَنَايَا فَصَارَتْ مَنَازِلُهُمْ حُفَرًا، وَصَارُوا لِلْقُبُورِ سُكَّانًا، وَلِلْأَمْوَاتِ جِيرَانًا، §فَبَادِرُوا الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ مِنْكُمْ بِحَوَالِئِهِ، وَيُمَكَّنُ مِنْكُمْ بِمَخَالِبِهِ فَيُطْفِئَ الْأَبْصَارَ نُورَهَا، وَيَحْمِلَ الْأَجْسَادَ إِلَى قُبُورِهَا. . . كَفَنَهُ، وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَكَنِهِ، وَيُلْحَقُ بِسَيِّئِهِ وَحَسَنِهِ، وَيَقِلُّ الرَّدَّ عَنْهُ الْبَوَاكِي، وَتُوُلَّى عَنْهُ الْأَكُفُّ الْحَوَانِي، وَيَصِيرُ بِمَنْزِلَةِ الْغَرِيبِ الثَّاوِي وَلَا يُمَدُّ لَهُ فِي الْأَجَلِ، وَلَا يُعَدَّدُ بِالْعِلَلِ، وَلَا يُؤَخَّرُ لِلْعَمَلِ، وَقَبْلَ الْيَوْمِ الْعَسِيرِ، وَالشَّرِّ الْمُسْتَطِيرِ»

163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يَقُولُ: «§النَّاسُ بَيْنَ مُنْذَرٍ وَمُضْمَرٍ بِخُرُوجِ الْعَاهَاتِ. . . عِنْدَ الْقَبْرِ»

164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا -[117]- حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «§الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ، وَغَدًا السِّبَاقُ، وَالسَّبَقَةُ الْجَنَّةُ، وَالْغَايَةُ النَّارُ»

165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُطَّافٍ، عَنِ الْحَسَنِ: {§الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25] قَالَ: «زَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَايَا، وَمَدَّ لَهُمْ فِي الْأَمَلِ»

166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} [الحديد: 14] , قَالَ: «بِالشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ» ، {وَتَرَبَّصْتُمْ} [الحديد: 14] , قَالَ: «بِالتَّوْبَةِ» ، {وَارْتَبْتُمْ} [الحديد: 14] قَالَ: «شَكَكْتُمْ» {حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} [الحديد: 14] , قَالَ: «الْمَوْتُ» ، {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغُرُورُ} [الحديد: 14] -[118]- , قَالَ: «الشَّيْطَانُ» 167 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ، مِثْلَهُ

168 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ. . . قَالَ: إِنَّ حُسَيْنَ بْنَ رُسْتُمَ الْأُبُلِّيَّ دَخَلَ عَلَى قَوْمٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَقَالُوا لَهُ. . . اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلُوا قَالَ: «§كَزَمَانٍ أَخْلَفَ اللَّهُ حَالَ عَدَمِهِ؟»

169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: دَعَا قَوْمٌ رَجُلًا إِلَى طَعَامٍ فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدٍ حَرُّهُ، فَقَالَ: «إِنِّي صَائِمٌ» ، فَقَالُوا: أَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ؟، قَالَ: «§أَفَأَغْبِنُ أَيَّامِيَ إِذًا؟»

170 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَرَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ -[119]- عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، يَقُولُ: «§مَا مَضَى فَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ، وَمَا هُوَ آتٍ فَكَأَنْ قَدْ كَانَ، فَاجْعَلْ مَا هُوَ آتٍ كَشَيْءٍ مِمَّا مَضَى فَأَنْتَ تَتَذَكَّرَهُ، فَإِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْكُمْ أَنْفُسُكُمْ وَالْمَوْتُ. . . مِنْهُ وَاللَّهُ بِالْمِرْصَادِ، وَإِنَّمَا يَخْرُجُ. . . عَلَى آخِرِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ»

171 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «§تَصَبَّرُوا وَتَشَدَّدُوا، فَإِنَّمَا هِيَ لَيَالٍ قَلَائِلُ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ رَكْبٌ وُقُوفٌ يُوشِكُ أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ مِنْكُمْ فَيُجِيبَ وَلَا يَلْتَفِتُ، فَانْتَقِلُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ»

172 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ -[120]-: «ابْنَ آدَمَ , جَمْعًا جَمْعًا، سَرْطًا سَرْطًا، §جَمْعًا فِي وِعَاءٍ، وَشَدًّا فِي وِكَاءٍ، وَرُكُوبَ الذَّلُولِ، وَلَبُوسَ اللِّينِ» ، ثُمَّ قِيلَ: مَاتَ فَأَفْضَى - وَاللَّهِ - إِلَى الْآخِرَةِ

173 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ «§مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ أَصْبَحَ إِلَّا وَهُوَ ضَيْفٌ، وَمَالُهُ عَارِيَةٌ وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ لِيَنْطَلِقَ، وَالْعَارِيَةُ مُؤَدَّاةٌ»

174 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «تَرَوْنَ بُيُوتَكُمْ هَذِهِ مَحْشُوَّةً مِثْلَ الرُّمَّانَةِ، إِذَا أُمْسِيَتْ مِنْ أَهْلِهَا بَلَاقِعُ؟ كَذَلِكَ §الْآخِرَةُ تَجِئُ فَتَذْهَبَ بِالدُّنْيَا»

175 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ -[121]-: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ، وَ. . . بْنَ شَبِيبٍ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «إِنَّهَا وَاللَّهِ مَا هِيَ الدُّنْيَا، وَلَكِنَّهَا الْآخِرَةُ، إِنَّمَا §الدُّنْيَا كَمَنْزِلٍ نَزَلَهُ صَاحِبُهُ، ثُمَّ رَحَلَ، أَوْ حَلَّ ثُمَّ ظَعَنَ، فَلَا يَكُنْ لَكُمْ هَمًّا وَلَا حُزْنًا وَلَا شَجَنًا» ، فَقَالَ مَيْمُونٌ: كَلِمَةٌ. . . «اللَّهُمَّ لَا تَمْقُتْنِي»

176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا، وَحَيَّاكُمُ اللَّهُ بِالسَّلَامِ، وَأَحَلَّنَا وَإِيَّاكُمْ دَارَ الْمُقَامِ، هَذِهِ عَلَانِيَةٌ حَسَنَةٌ إِنْ صَبَرْتُمْ وَصَدَّقْتُمْ وَاتَّقَيْتُمْ، فَلَا يَكُنْ حَظُّكُمْ مِنْ هَذَا الْخَبَرِ - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - أَنْ تَسْمَعُوا بِهَذِهِ الْأُذُنِ وَيَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الْأُذُنِ فَإِنَّهُ §مَنْ رَأَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ رَآهُ غَادِيًا وَرَائِحًا، لَمْ يَضَعْ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ، وَلَكِنْ رُفِعَ لَهُ عَلَمٌ فَشَمَّرَ إِلَيْهِ، الْوَحَاءَ الْوَحَاءَ، النَّجَاءَ النَّجَاءَ، عَلَامَ تُعَرِّجُونَ؟ -[122]- أَتَيْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ كَأَنَّكُمْ وَالْأَمْرُ مَعًا رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا جَعَلَ الْعَيْشَ عَيْشًا وَاحِدًا، فَأَكَلَ كِسْرَةً، وَلَبِسَ خَلَقًا، وَلَزِقَ بِالْأَرْضِ، وَاجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَبَكَى عَلَى الْخَطِيئَةِ، وَهَرَبَ مِنَ الْعُقُوبَةِ، وَابْتَغَى الرَّحْمَةَ، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ»

177 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ « [البحر الطويل] §تَسَمَّعْ فَإِنَّ الْمَوْتَ يُنْذِرُ بِالصَّوَى ... وَبَادِرْ بِسَاعَاتِ الْبَقَا سَاعَةَ الْمَوْتِ وَإِنْ كُنْتَ لَا تَدْرِي مَتَى أَنْتَ مَيِّتٌ ... فَإِنَّكَ تَدْرِي أَنْ لَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ»

178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ، قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: «يَا بُنَيَّ، §لَا تُؤَخِّرِ التَّوْبَةَ، فَإِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِي بَغْتَةً»

179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحَنْظَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، يَذْكُرُ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا وَعِنْدَهُ سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ الشَّاعِرُ وَهُوَ يُنْشِدُ شِعْرًا، فَانْتَهَى بِشِعْرِهِ إِلَى هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: [البحر الطويل] -[123]- §وَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ بَاتَ لِلْمَوْتِ آمِنًا ... أَتَتْهُ الْمَنَايَا بَغْتَةً بَعْدَمَا هَجَعْ وَلَمْ يَسْتَطِعْ إِذْ جَاءَهُ الْمَوْتُ بَغْتَةً ... فِرَارًا وَلَا مِنْهُ بِقُوَّتِهِ امْتَنَعْ فَأَصْبَحَ تَبْكِيهُ النِّسَاءُ مُقَنَّعًا ... وَلَا يَسْمَعُ الدَّاعِي وَإِنْ صَوْتَهُ رَفَعْ وَقُرِّبَ مِنْ لَحْدٍ صَارَ مَقِيلَهُ ... وَفَارَقَ مَا قَدْ كَانَ بِالْأَمْسِ قَدْ جَمَعْ وَلَا يَتْرُكُ الْمَوْتُ الْغَنِيَّ لِمَالِهِ ... وَلَا مُعْدَمًا فِي الْحَالِ ذَا حَاجَةٍ يَدَعْ قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبْكِي وَيَضْطَرِبُ، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ "

180 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ بْنِ أَسْلَمَ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَرْوِي هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: « [البحر الطويل] §هُوَ الْمَوْتُ لَا ذُو الصَّبْرِ يُنْجِيهُ صَبْرُهُ ... وَلَا لِجَزُوعٍ كَارِهِ الْمَوْتِ مَجْزَعُ -[124]- أَرَى كُلَّ ذِي نَفْسٍ وَإِنْ طَالَ عُمْرُهَا ... وَعَاشَتْ لَهَا سُمٌّ مِنَ الْمَوْتِ مُنْقَعُ وَكُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ مِنَ الْمَوْتِ سَكْرَةً ... لَهُ سَاعَةٌ فِيهَا يَذِلُّ وَيُصْرَعُ فَلِلَّهِ فَانْصَحْ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّهُ ... مَتَى مَا تُخَادِعْهُ فَنَفْسَكَ تَخْدَعُ وَأَقْبِلْ عَلَى الْبَاقِي مِنَ الْخَيْرِ وَارْجُهُ ... وَلَا تَكُ مَا لَا خَيْرَ فِيهِ تَتَبَّعُ فَإِنَّكَ مَنْ يُعْجِبْكَ لَا تَكُ مِثْلَهُ ... إِذَا أَنْتَ لَمْ تَصْنَعْ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ»

181 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ النَّخَعِيُّ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ §الدُّنْيَا جُعِلَتْ قَلِيلًا، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْ قَلِيلٍ»

182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ. . . سُلَيْمَانَ، قَالَ: كَتَبَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ -[125]-: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَتَقَدَّسَ، لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ. . . {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67] ، §خَلَقَ الدُّنْيَا لَمَّا أَرَادَ، وَجَعَلَ لَهَا مُدَّةً قَصِيرَةً، فَكَانَ مَا بَيْنَ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ قَضَى عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا الْفِنَاءَ " فَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]

183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: قَالَ لِي فُضَيْلٌ الرَّقَاشِيُّ وَأَنَا. . .: " يَا هَذَا، §لَا يَشْغَلْكَ كَثْرَةُ النَّاسِ عَنْ نَفْسِكَ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَخْلُصُ إِلَيْكَ دُونَهُمْ وَلَا تَقُلْ: أَذْهَبُ هَاهُنَا وَهَاهُنَا فَتَنْقَطِعَ عَلَى النَّهَارِ، فَإِنَّ الْأَمْرَ مَحْفُوظٌ عَلَيْكَ، وَلَمْ تَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ طَلَبًا وَلَا أَسْرَعَ إِدْرَاكًا مِنْ حَسَنَةٍ حَدِيثَةٍ لِذَنْبٍ قَدِيمٍ "

184 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ غِفَارٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، فَكَانَ فِي كِتَابِهِ: «§إِنَّ الصِّدِّيقِينَ كَانُوا يَسْتَحْيُونَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكُونُوا الْيَوْمَ عَلَى مَنْزِلَةِ أَمْسِ»

185 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُمَرَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ إِلَى عَبَّادَانَ وَمَعَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَفْصٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ فَوَضَعُوا الطَّعَامَ لِيَتَغَدُّوْا، فَقَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ: تَغَدَّ، فَقَالَ: «إِنِّي صَائِمٌ» . قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَيْسَ قَدْ جَاءَ: لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؟ -[127]-، قَالَ: «بَلَى، §وَلَكِنَّهَا الْمُبَادَرَةُ» 186 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ. . .، مِنَ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: فِي الْحَمَّامِ، قَالَ:. . .

. 187 - مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: عَنْ نَافِعٍ، كَانُوا فِي الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ، فَوَضَعُوا سُفْرَةً، فَمَرَّ. . . الرَّاعِي، فَقَالَ. . . مِنْ هَذِهِ السُّفْرَةِ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ ابْنُ عُمَرَ لِصِيَامِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَفِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ الصَّائِفِ الْحَارِّ؟ أَتَصُومُ وَأَنْتَ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ §أُبَادِرُ أَيَّامِي هَذِهِ الْخَالِيَةَ، فَتَعَجَّبَ ابْنُ عُمَرَ وَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنَا شَاةً مِنْ غَنَمِكَ هَذِهِ فَنَعْطِيَكَ ثَمَنَهَا، وَنَذْبَحَهَا فَنَعْطِيَكَ مِنْ لَحْمِهَا مَا تُفْطِرُ عَلَيْهِ؟ قَالَ الرَّاعِي: إِنَّهَا لَيْسَتْ لِي، إِنَّمَا هِيَ لِمَوْلَاي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا عَسَيْتَ مَوْلَاكَ قَائِلًا إِذَا. . . سَأَلَكَ عَنْهَا، فَقُلْتَ أكَلَهَا الذِّئْبُ؟ قَالَ: فَتَوَلَّى الرَّاعِي وَهُوَ رَافِعٌ أَصْبِعَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: فَأَيْنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ -[128]- قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يُرَدِّدُ قَوْلَ الرَّاعِي وَيَقُولُ: قَالَ الرَّاعِي: فَأَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَ: فَبَعْدَ أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَ إِلَى سَيِّدِهِ، فَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ وَالرَّاعِيَ، فَأَعْتَقَ الرَّاعِيَ، وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ "

188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، - وَلَيْسَ بِالْقَدَّاحِ - قَالَ: نَزَلَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ مَنْزِلًا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَانْقَضَّ عَلَيْهِ رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَاعِي، هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: «إِنَّكَ لَتَصُومُ فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ؟» ، قَالَ: أَفَأَدَعُ أَيَّامِيَ تَذْهَبُ بَاطِلًا؟، فَقَالَ رَوْحُ: «§لَقَدْ ضَنِنْتَ بِأَيَّامِكَ يَا رَاعِي، إِذْ جَادَ بِهَا رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ»

189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ، يَقُولُ -[129]-: " §نَزَلَتْ فِي الصُّوَّامِ: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24] "

190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: طَلَبْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي الْجُمُعَةِ فَأَعْيَتْنِي، فَلَزِمْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لَكُمْ عِلْمًا فَانْتَهُوا إِلَى عِلْمِكُمْ، وَإِنَّ لَكُمْ نِهَايَةً فَانْتَهُوا إِلَى نِهَايَتِكُمْ، وَإِنَّ §الْمُؤْمِنَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: بَيْنَ أَجْلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي كَيْفَ يَصْنَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ، وَبَيْنَ أَجْلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي كَيْفَ اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ، فَلْيَتَزَوَّدِ الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَمَنْ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ، وَمِنَ الشَّبَابِ قَبْلَ الْهِرَمِ، وَمِنَ الصِّحَّةِ قَبْلَ السَّقَمِ فَإِنَّكُمْ خُلِقْتُمْ لِلْآخِرَةِ، وَالدُّنْيَا خُلِقَتْ لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ، وَمَا بَعْدَ الدُّنْيَا مِنْ دَارٍ إِلَّا الْجَنَّةَ أَوِ النَّارَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلَكُمْ "

191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ -[130]- سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ: قَدْ رَقَقْتَ وَكَبِرْتَ، فَلَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ، فَقَالَ: " §إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ لِلْحَلَبَةِ قِيلَ: تَأَنَّوْا بِهَا أَوْ تَرَفَّقُوا بِهَا، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْحَلَبَةَ فَلَا تَسْتَبْقُوا مِنْهَا شَيْئًا. . . فَدَعَونِي "

192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «§لَمْ يَفْهَمْ مَوَاعِظَ الزَّمَانِ مَنْ سَكَنَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِالْأَيَّامِ» ، مَا أَحَثَّ السَّابِقُ لَوْ شَعَرَ بِهِ اللَّاحِقُ. وَالْعُمْرُ قَصِيرٌ، وَالسَّفَرُ بَعِيدٌ فَاسْتَغِلَّ أَيَّامَكَ بِصَلَاحِ سَفَرِكَ الْبَعِيدِ وَ. . . أَهْل. . . بِالْمَكَاسِبِ بِمَا جَمَعْتَهُ قَبْلَ صَيْحَةِ الْأَمْرِ. . . عَنْهُ، فَمَا أَقْرَبَ مَا. . . وَأَقَلَّ الْمُكْثَ فِيمَا. . . .

193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْأَدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَتَمَثَّلَ: [البحر الرمل] §لَا يَغُرَّنْكَ عِشَاءٌ سَاكِنٌ ... قَدْ تُوَافَى بِالْمَنِيَّاتِ السَّحَرْ

194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي 36781 عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ مِنْ أَهْلِ الشِّعْرِ وَكَانَ فَصِيحًا: «أَلَا تَقُولُ فِي الزُّهْدِ؟» ، فَقَالَ: بَلَى. وَأَنْشَدَ: « [البحر الكامل] §صَحِّحْ نَفْسَكَ حَتَّى يَنْجَحَ الْعَمَلُ ... مَا دَامَ مُعْتَرِضًا فِي شَأْوِكَ الْمَهَلُ أُرْسِلْتَ فِي طِوَلٍ فَاسِدٍ دَيْدَنَكَ ... مَنْ قَلَّ. . . أَنْ لَا يُرْسَلَ الطِّوَلُ»

195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَقَالَ: «§اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَنْقَضِيَ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللَّهِ فَافْعَلُوا وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَسَارِعُوا فِي مُهْلِ أَعْمَارِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُقْضَى آجَالُكُمْ، فَيَرُدَّكُمْ إِلَى أَسْوَأِ أَعْمَالِكُمْ» 196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ -[132]-،. . . 197 - أَقْسَمَ. . . عَلَى. . . وَقَدْ وَضَعَ. . . . وَلَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ. . . إِلَى غَيْرِ الْآخِرَةِ، يَنْتَقِلُ. . . كَلَّا وَاللَّهِ، وَلَكَمْ صُمَّتِ الْآذَانُ عَنِ الْمَوَاعِظِ، وَ. . . الْقُلُوبُ عَنِ الْمَنَافِعِ. فَلَا الْمَوَاعِظُ تَنْفَعُ، وَلَا. . . مَا يَسْتَمِعُ

198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِابْنِهِ: «أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ §مَنْ خَافَ الْمَوْتَ بَادَرَ الْفَوْتَ، وَمَنْ لَمْ يَكْبَحْ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ أَسْرَعَتْ بِهِ التَّبِعَاتُ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ أَمَامَكَ»

199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى بَعْضِ الْخُلَفَاءِ وَأَنْشَدَ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ: « [البحر الطويل] §حَيَاتُكَ أَنْفَاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّمَا ... مَضَى نَفَسٌ مِنْهَا انْتَقَصْتَ لَهُ جُزْءًا فَتُصْبِحَ فِي نَقْصٍ وَتُمْسِي بِمِثْلِهِ ... فَمَا لَكَ مَعْقُولٌ تَحُسُّ. . . يُمِيتُكُ مَا يَحُسُّكَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... وَيَحْدُوكَ حَادٍ لَا يُرِيدُ بِكَ الْهُزْءَا»

200 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدِّلُ بِقِرَاءَتِي عَلَيهِ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيِه فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: وَأَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: " [البحر السريع] §عُمُرٌ يَنْقَضِي وَذَنْبٌ يَزِيدُ ... وَرَقِيبٌ مُحْضَرٌ عَلَيَّ شَهِيدٌ وَاقْتِرَابٌ مِنَ الْحِمَامِ وَتَأْ ... مِيلٌ لِطُولِ الْبَقَا عَصْرٌ جَدِيدُ أَنَا لَاهٍ وَلِلْمَنِيَّةِ حَتْمٌ ... حَيْثُ يَمَّمْتُ مَنْهَلٌ مَوْرُودُ كُلَّ يَوْمٍ يَمُوتُ مِنِّي جُزْءٌ ... وَحَيَاتِي تَنَفُّسٌ مَعْدُودُ كَمْ أَخٍ قَدْ رُزِئْتُهُ فَهْوَ وَإِنْ ... أَضْحَى قَرِيبَ الْمَحِلِّ مِنِّي بَعِيدُ خَلَسَتْهُ يَدُ الْمَنُونُ فَمَا لِي ... خُلْفٌ مِنْهُ فِي الْوَرَى مَوْجُودُ كَانَ لِي مُؤْنِسًا فَغُودِرَ فِي ... نَهَارٍ عَقِيمٍ صَفِيحُهُ مَنْضُودٌ قُلْ لِنَفْسِي بِوَاعِظَاتِ الْجَدِيدَيْنِ ... إِنَّ. . . عَنْ مَنْزِلٍ سَيَبِيدُ 201 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا -[136]- إِسْحَاقُ بْنُ. . .، عَنْ. . . كَانَ. . .

202 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْأَصْبَهَانِيِّ - وَقَدْ رَآهُ -: « [البحر الطويل] §رَأَيْتُكَ فِي النُّقْصَانِ مُذْ أَنْتَ فِي الْمَهْدِ ... تُقَرِّبُكَ السَّاعَاتُ مِنْ سَاعَةِ اللَّحْدِ سَتَضْحَكُ سِنٌّ بَعْدَ عَيْنٍ تَعَصَّرَتْ ... عَلَيْكَ وَإِنْ قَالَتْ بَكَيْتُ مِنَ الْوَجْدِ أَتَطْمَعُ أَنَّ شَيْخًا لِفَقْدِكَ فَاقِدٌ ... لَعَلَّ سُرُورَ الْفَاقِدِينَ مَعَ الْفَقْدِ»

ذم التسويف

§ذَمُّ التَّسْوِيفِ

203 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§بَادِرُوا بِالْعَمَلِ هِرَمًا نَاغِصًا، أَوْ مَوْتًا خَالِسًا، أَوْ مَرَضًا حَابِسًا، أَوْ تَسْوِيفًا مُؤْيِسًا»

204 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ: {§وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28] قَالَ: «تَسْرِيفٌ»

205 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} [القيامة: 5] قَالَ: «يُقَدِّمُ الذَّنْبَ، وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ»

206 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قِيلَ لِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَوْصِ، قَالَ: «§احْذَرُوا سَوْفَ»

207 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ -[141]-: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ «أَنَّ §سَوْفَ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ»

208 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «§التَّسْوِيفُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ عَظِيمٌ، طَالَمَا خَدَعَ بِهِ»

209 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [سبأ: 53] ، قَالَ: " §إِذَا قِيلَ لَهُمْ: تُوبُوا، قَالُوا: سَوْفَ " 210 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ

211 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَسْلَمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ: {§وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ: 54] ، قَالَ: «التَّوْبَةُ»

212 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو -[142]- عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُرَيْمٍ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ §إِيَّاكُمْ وَالتَّسْوِيفَ: سَوْفَ أَفْعَلُ، سَوْفَ أَفْعَلُ "

213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «رَحِمَ اللَّهُ §أَمْرَأً أَنْبَهَتْهُ الْمَوَاعِظُ، وَأَحْكَمَتْهُ التَّجَارِبُ، وَأَدَّبَتْهُ الْحِكَمُ، وَلَمْ يُغْرِرْهُ بِسَلَامَةٍ يُشْفِي بِهِ عَلَى هَلَكَةٍ، وَأَرْحَلَ عَنْهُ التَّسْوِيفَ بِعِلْمِهِ بِمَا فِيهِ مِمَّا قَطَعَ بِهِ النَّاسُ مَسَافَةَ آجَالِهِمْ، فَهَجَمَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَوْتِ وَهُمْ غَافِلُونَ»

214 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْعَدَوِيُّ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - قَالَ: " كَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ إِلَى أَخٍ لَهُ: أَخِي §إِيَّاكَ وَتَأْمِيرَ التَّسْوِيفِ عَلَى نَفْسِكَ وَإِمْكَانَهُ مِنْ قَلْبِكَ، فَإِنَّهُ مَحِلُّ الْكَلَالَ، وَمُوئِلُ الْمَلَالَ، وَبِهِ تُقْطَعُ الْآمَالُ، وَبِهِ تَنْقَضِي الْآجَالُ، وَأَنْتَ - أَيْ أَخِي - إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ أَدَلْتَ مِنْ عَزْمِكَ، فَاجْتَمَعَ وَهَوَاكَ عَلَيْهِ فَعَلَاهُ، وَاسْتَرْجَعَا مِنْ يَدَيْكَ مِنَ السَّآمَةِ مَا قَدْ وَلَّى عَنْكَ، وَنَفَاهُ مِنْ جَوَارِحِكَ الْحُزْنُ وَالْمَخَافَةُ، وَأَوْثَقَهُ الشَّوْقُ وَالْمَحَبَّةُ، فَعِنْدَ مُرَاجَعَتِهِ إِيَّاكَ لَا تَنْتَفِعُ نَفْسُكَ مِنْ يَدَيْكَ بِنَافِعَةٍ، وَلَا تُجِيبُكَ إِلَى نَفْعٍ جَارِحَةٌ -[143]-. أَيْ أَخِي فَبَادِرْ، ثُمَّ بَادِرْ، فَإِنَّكَ مُبَادَرٌ بِكَ وَأَسْرِعْ، فَإِنَّكَ مَسْرُوعٌ بِكَ، وَكَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ بَغَتَكَ، فَاغْتَبَطْتَ بِالتَّسَرُّعِ، وَنَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ، وَلَا قُوَّةَ بِنَا وَبِكَ إِلَّا بِاللَّهِ "

215 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الْرَحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «§تَعَوَّدُوا الْخَيْرَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ عَادَةٌ، وَإِيَّاكُمْ وَعَادَةَ السُّوَّافِ مِنْ سَوْفٍ، أَوْ مِنْ سَوْفَ»

216 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي مَحْمُودُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلَهُ: [البحر الكامل] §زَيَّنْتَ بَيْتَكَ يَا هَذَا وَشَحَنْتَهُ ... وَلَعَلَّ غَيْرَكَ صَاحِبُ الْبَيْتِ وَالْمَرْءُ مُرْتَهَنٌ بِسَوْفَ وَلَيْتَنِي ... وَهَلَاكُهُ مِنَ السَّوْفِ وَاللَّيْتِ -[144]- مَنْ كَانَتِ الْأَيَّامُ تُسَايِرُهُ بِهِ ... فَكَأَنَّهُ قَدْ حَلَّ بِالْمَوْتِ لِلَّهِ دُرٌّ فَتًى تَدَبَّرَ أَمْرَهُ ... فَغَدَا وَرَاحَ مُبَادِرَ الْفَوْتِ

217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: " بَلَغَنِي أَنَّ §أَكْثَرَ، تَلَاقِعِ أَهْلِ النَّارِ: أُفٍّ لِسَوْفَ، أُفٍّ لِسَوْفَ "

218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «§إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ لِمَا تَهُمُّ بِهِ مِنْ فِعْلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّ وَقْتَهُ إِذَا زَالَ لَمْ يَعُدْ إِلَيْكَ»

219 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «يَا ابْنَ آدَمَ §إِيَّاكَ وَالتَّسْوِيفَ فَإِنَّكَ بِيَوْمِكِ وَلَسْتَ بِغَدٍ، فَإِنْ يَكُ غَدًا لَكَ فَكِسْرٌ فِي غَدٍ كَمَا كَسَبْتَ فِي الْيَوْمِ، وَإِنْ لَا يَكُنْ لَكَ غَدٌ لَمْ تَنْدَمْ عَلَى مَا فَرَّطْتَ فِي الْيَوْمِ»

220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: « [البحر البسيط] §دَعْ عَنْكَ مَا مَنَّتِ اللَّعَلُّ ... خَطْبُكَ فَمِنْ نَفْسِكَ الْأَجَلُّ قَدْ شَمِلَ الشَّيْبُ عَارِضَيْهِ ... فَعُمْرُهُ الْأَنْزَرُ الْأَقَلُّ صَاحَ بِكَ الدَّهْرُ غَيْرَ صَوْتٍ ... وَأَنْتَ بِاللَّهْوِ مُسْتَظِلٌّ أَمَا تَرَى حَادِيَ الْمَنَايَا ... مِنْكَ يُوطَّأُ لَهُ الْمَحَلُّ كَمْ فَرَّقَ الدَّهْرُ مِنْ جَمْعٍ ... وَمِنْ كَثِيرٍ رَأَيْتَ قَلُّوا صِيحَ فِي جَمْعِهِمْ بِصَوْتٍ خَلُّوا ... لَهُ الدَّارَ وَاسْتَقِلُّوا مَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِاللَّيَالِي ... زَلَّتْ بِهِ لِلْهَلَاكِ. . . .»

221 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ اطَّلَعَ فِي الْقَبْرِ فَقَالَ: «يَا لَهَا مِنْ عِظَةٍ يَا لَهَا مِنْ عِظَةٍ - وَمَدَّ صَوْتَهُ بِهَا - لَوْ وَافَقَتْ قَلْبًا حَيًّا» ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §الْمَوْتَ فَضَحَ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَدَعْ لِذِي لُبٍّ فَرَحًا، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً أَخَذَ مِنْهَا قُوتًا مُبْلِغًا، وَهَضَمَ الْفَضْلَ لِيَوْمِ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ قَدْ أَظَلَّكُمْ»

222 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: «§مَنَعَ الْبِرُّ النَّوْمَ، وَمَنْ يَخَفْ يُدْلَجْ»

223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ: « [البحر الخفيف] §اغْتَنِمْ فِي الْفَرَاغِ فَضْلَ رُكُوعٍ ... فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَوْتُكَ بَغْتَةْ كَمْ صَحِيحٍ رَأَيْتَ مِنْ غَيْرِ سَقَمٍ ... ذَهَبَتْ نَفْسُهُ الصَّحِيحَةُ فَلْتَةْ»

224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو خُزَيْمَةَ النُّمَيْرِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: [البحر البسيط] §اذْكُرِ الْمَوْتَ غُدْوَةً وَعَشِيَّهْ ... وَارْعَ سَاعَاتِكَ الْقِصَارَ الْوَحِيَّةْ " هَبْكَ قَدْ نِلْتَ كُلَّ مَا تَحْمِلُ الْأَرْ ... ضُ فَهَلْ بَعْدَ ذَاكَ إِلَّا الْمَنِيَّةْ؟

225 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لَهُ مَجْلِسٌ يَأْتِيهُ فِيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولُ: «يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ - وَكُلُّكُمْ رَجُلٌ - اتَّقُوا اللَّهَ وَسَابِقُوا النَّاسَ إِلَى اللَّهِ، §وَبَادِرُوا أَنْفُسَكُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ - يَعْنِي الْمَوْتَ - وَلَتَسَعْكُمْ بُيُوتُكُمْ، وَلَا يَضُرُّكُمْ أَلَّا يَعْرِفَكُمْ أَحَدٌ»

226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ -[147]-: «أَمَّا بَعْدُ، §فَكَأَنَّكَ بِآخِرِ مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ الْمَوْتُ قَدْ مَاتَ» ، فَأَجَابَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَمَّا بَعْدُ، فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ، وَبِالْآخِرَةِ لَمْ تَزَلْ»

227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ، قَالَ لِأَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ مَضْجَعَهُ: «§أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ، فَلَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ مَنِيَّتِي الَّتِي لَا أَقُومُ فِيهَا , فَكَانَ هَذَا دَأَبُهُ إِذَا أَرَادَ النَّوْمَ»

228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو عُشَّانَةَ: « [البحر البسيط] §يَا بُؤْسَ مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا بِآمَالِهِ ... كَمْ قَدْ تَلَاعَبَتِ الدُّنْيَا بِأَمْثَالِهِ يُنْشِئُ الْمُلِحُّ عَلَى الدُّنْيَا مَنِيَّتَهْ ... بِطُولِ إِدْبَارِهِ فِيهَا وَإِقْبَالِهْ وَمَا تَزَالُ صُرُوفُ الدَّهْرِ تُحْثِلُهْ ... حَتَّى تَقْبِضَهُ مِنْ جَوْفِ سِرْبَالِهْ»

229 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ، سَأَلَ الْحَسَنَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ -[148]- يَنْشَرِحُونَ إِلَى الدُّنْيَا وَالنِّسَاءِ مَعَ عِلْمِهِمْ بِاللَّهِ؟، قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ لِلَّهِ تَرَائِكَ فِي عِبَادِهِ» ، فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَلَا سَأَلْتُهُ مَا التَّرَائِكُ؟ قَالَ: هِبْتُهُ , فَلَقِيتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، فَأَخْبَرْتُهُ، وَقُلْتُ لَهُ: سَلْهُ، فَلَقِيَهُ، فَسَأَلَهُ كَمَا سَأَلَهُ عَطَاءٌ، فَأَخْبَرَهُ، وَسَكَتَ، فَقُلْتُ: سَلْهُ مَا التَّرَائِكُ؟ قَالَ: أَهَابُهُ , فَلَقِيتُ أَبَا عُبَيْدَةَ النَّاجِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَكْفِيكَ، وَأَقْبَلَ مَعِي، فَلَمَّا صِرْنَا عِنْدَ الْحَسَنِ، قَالَ: اعْفُنِي، فَذَكَرَ الْحَسَنُ يَوْمًا حَدِيثًا، " أَنَّ §لِلَّهِ تَرَائِكَ فِي خَلْقِهِ: الْأَجَلُ، وَالْأَمَلُ، وَالنِّسْيَانُ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَنْشَرِحِ النَّبِيُّونَ وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِاللَّهِ إِلَى الدُّنْيَا وَالنِّسَاءِ "

230 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْعَبْدِيُّ حَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ -[149]-، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§النَّفَقَةُ كُلُّهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا هَذَا الْبِنَاءَ، فَلَا خَيْرَ فِيهِ»

231 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلَالِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كُلُّ مَا أَنْفَقَ الْعَبْدُ مِنْ نَفَقَةٍ فَعَلَى اللَّهِ خَلَفُهَا ضَامِنًا، إِلَّا نَفَقَةَ بُنْيَانٍ، أَوْ مَعْصِيَةٍ»

232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، عَنْ خَالِدٍ -[150]- الْأَحْوَلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا لَمْ يُبَارَكْ لِلْعَبْدِ فِي مَالِهِ، جَعَلَهُ اللَّهُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ»

233 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ طَالِبٍ الْقَنْطَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بَعَبْدٍ هَوَانًا أَنْفَقَ مَالَهَ فِي الْبُنْيَانِ، أَوْ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ»

234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: «§إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ مَالٌ، فَمَنَعَ حَقَّهُ، سُلِّطَ عَلَى أَنْ يُنْفِقَهُ فِي الْمَاءِ وَالطِّينِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا إِلَّا فِيمَا يَجْعَلُهُ فِي الْبِنَاءِ وَالطِّينِ»

235 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ قَالَ: فَرَأَى قُبَّةً مِنْ لَبِنٍ فَقَالَ: «لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ» -[152]- قِيلَ: لِفُلَانٍ قَالَ: «أَمَا إِنَّ §كُلَّ بِنَاءٍ كَلٌّ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَا كَانَ فِي مَسْجِدٍ، أَوْ فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ، أَوْ أَوْ» قَالَ: ثُمَّ مَرَّ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ: «مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ» ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا، فَهَدَمَهَا فَقَالَ: «رَحِمَهُ اللَّهُ»

باب البناء وما ذموا منه

§بَابُ الْبِنَاءِ وَمَا ذَمُّوا مِنْهُ

236 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: §لِي مَعَ كُلِّ خَائِنٍ أَمِينَانِ: الْمَاءُ وَالطِّينُ "

237 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: «§كُلُّ نَفَقَةٍ تُخْلَفُ إِلَّا الْبُنْيَانَ»

238 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ -[156]-: دَخَلْتُ أَنَا وَنَفَرٌ، مَعِي عَلَى خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَا أَنْفَقَ الْمُؤْمِنُ مِنْ نَفَقَةٍ إِلَّا أُجِرَ فِيهَا، إِلَّا نَفَقَةً فِي التُّرَابِ»

239 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ»

240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُبَّةٍ مُشْرِفَةٍ فَقَالَ «لِمَنْ هَذِهِ؟» قُلْتُ: لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ -[157]-، فَقَالَ: «§إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَا» ، فَبَلَغَ الرَّجُلُ فَهَدَمَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَهُ اللَّهُ» 241 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ -[158]- مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، نَحْوَهُ

باب البناء وذمه

§بَابُ الْبِنَاءِ وَذَمِّهِ

242 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غَيَّاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْنِي خُصًّا فَقَالَ لِي: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، مَا هَذَا؟ إِنَّ §الْأَمْرَ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ»

243 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ -[162]-: «§بَنَيْتُ بِنَاءً بِيَدَيَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكِنُّنِي مِنَ الْمَطَرِ وَيُظِلُّنِي مِنَ الشَّمْسِ، مَا أَعَانَنِي عَلَيْهِ أَحَدٌ»

244 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ §الْحُجُرَاتِ مِنْ جَرِيدٍ مُغَشًّى مِنْ خَارِجٍ بِمُسُوحِ الشَّعْرِ، وَأَظُنُّ عَرْضَ الْحُجْرَةِ مِنْ بَابِ الْحُجْرَةِ إِلَى بَابِ الْبَيْتِ نَحْوًا مِنْ سِتِّ أَوْ سَبْعِ أَذْرُعٍ، وَأَحْزُرُ الْبَيْتِ الدَّاخِلِ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَأَظُنُّ سُمْكَهُ بَيْنَ الثَّمَانِ وَالسَّبْعِ وَنَحْوَ ذَلِكَ» ، قَالَ: «ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى بَابِ عَائِشَةَ، فَإِذَا هُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَغْرِبَ»

245 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ -[163]- مُقَاتِلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «§كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، فَأَتَنَاوَلُ سُقُفَهَا بِيَدِي»

246 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيَّادُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ بَنَى مِنَ الْبُنْيَانِ فَوْقَ مَا يَكْفِيهُ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ -[164]-: أَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا فَقَالَ: «§إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا شَيْئًا يُنْفِقُهُ فِي التُّرَابِ، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ»

248 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " كَانَ يُقَالُ: §مَنْ مَنَعَ زَكَاةَ مَالِهِ سُلِّطَ عَلَى الطِّينِ "

249 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، قَالَ -[165]-: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ §بِنَاءٍ لَا بُدَّ مِنْهُ، قَالَ: «لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ»

250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: " §إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ بِنَاءَهُ فَوْقَ سَبْعِ أَذْرُعٍ، نُودِيَ: يَا فَاسِقَ الْفَاسِقِينَ إِلَى أَيْنَ؟ "

251 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: " لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا §فِي بَيْتِ شَعْرٍ، فَقِيلَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ , ابْنِ بَيْتًا، فَيَقُولُ: أَمُوتُ الْيَوْمَ، أَمُوتُ غَدًا "

252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ صَالِحٍ الْهَاشِمِيِّ، قَالَ -[166]-: قَالَ بَنُو نُوحٍ لِأَبِيهِمْ وَقَدْ رَأَوْهُ يَبْنِي خَيْمَةً: إِنَّكَ قَدِ اسْتَأْنَفْتَ مِنَ الدُّنْيَا أَنَفًا فَابْنِ لَكَ وَلِوَلَدِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ §الَّذِي يَتَوَقَّعُ مِنَ الْمَوْتِ مَا يَتَوَقَّعُ، فَالْخَيْمَةُ لَهُ كَثِيرٌ»

253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: ابْتَنَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَنَيْتَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: «§هَذَا كَثِيرٌ لِمَنْ يَمُوتُ»

254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَشْرَمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ يَسْكُنُ فِيهِ فَقِيلَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ بَيْتًا يُكِنُّكَ -[167]-، قَالَ: «§الْيَوْمَ أَمُوتُ، غَدًا أَمُوتُ» ، حَتَّى أَتَاهُ الْمَوْتُ وَلَمْ يَتَّخِذْ بَيْتًا

255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: قِيلَ لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: §لَوِ اتَّخَذْتَ بَيْتًا؟ قَالَ: «يَكْفِينَا خَلَقَانُ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا»

256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، قَالَ: مَا بَنَى عِيسَى بُنْيَانًا، فَقِيلَ لَهُ: أَلَا تَبْنِي؟، قَالَ: «§لَا أَتْرُكُ بَعْدِي شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا أُذْكَرُ بِهِ»

257 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ -[168]-: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَّ إِعْمَارَ قَوْمِكَ أَرْبَعُمِائَةُ سَنَةٍ فَاسْتَقَلُّوهَا، وَقَالُوا: «وَاللَّهِ §لَا تَأْوِينَا سُقُوفُ الْبُيُوتِ» ، فَخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ، فَضَرَبُوا الْخِيَامَ، وَتَعَبَّدُوا حَتَّى مَاتُوا، فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَتَنَاسَلُوا

258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: بَنَى أَبُو الدَّرْدَاءِ مَسْكَنًا قَدْرَ بَسْطَةٍ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ «§أَتُعَمِّرُ دَارًا قَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِي خَرَابِهَا؟، لَأَنْ أَمُرَّ بِكَ مُتَمَرِّغًا فِي عَذِرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرَاكَ فِي هَذَا»

259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ -[169]-: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، قَالَ: وَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى مَرْوَانَ وَهُوَ يَبْنِي بَيْتًا لَهُ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ الْقُدُّوسِ §ابْنُوا شَدِيدًا وَأْمْلُوا بَعِيدًا، وَاحْيَوْا قَلِيلًا، وَأَخْضِمُوا فَسَيُقْضَمُ، وَالْمُوعِدُ اللَّهُ»

260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «يَا أَهْلَ دِمَشْقَ اسْتَمِعُوا إِلَى قَوْلِ أَخٍ لَكُمْ نَاصِحٍ» ، قَالَ: فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا لِي §أَرَاكُمْ تَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَتَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمُلُونَ مَا لَا تُدْرِكُونَ؟، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بَنَوْا شَدِيدًا، وَأَمَّلُوا بَعِيدًا، وَجَمَعُوا كَثِيرًا، فَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا -[170]-، وَمَجْمَعُهُمْ بُورًا، وَمَسَاكِنُهُمْ قُبُورًا»

261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَوْسِ بْنِ يَزِيدَ اللَّخْمِيِّ: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، خَرَجَ مِنْ دِمَشْقَ، فَنَظَرَ إِلَى الْغُوطَةِ قَدْ شُقَّتْ أَنْهَارُهَا، وَغُرِسَتْ شَجَرًا، وَبُنِيَتْ قُصُورًا، فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «يَا أَهْلَ دِمَشْقَ» ، فَلَمَّا أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ: «أَلَا تَسْتَحْيُونَ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - §تَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَأْمُلُونَ مَا لَا تُدْرِكُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ أَلَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ قَبْلَكُمْ قُرُونٌ يَجْمَعُونَ فَيُوعُونَ، وَيَأْمُلُونَ فَيُطِيلُونَ، وَيَبْنُونَ فَيُوثِقُونَ، فَأَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بُورًا، وَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا، وَأَصْبَحَتْ مَنَازِلُهُمْ قُبُورًا أَلَا إِنَّ عَادًا مَلَأَتْ مَا بَيْنَ عَدَنٍ وَعَمَّانَ نُعْمًا وَأَمْوَالًا، أَلَا فَمَنْ يَشْتَرِي مِنِّي مَالَ عَادٍ بِدِرْهَمَيْنِ؟»

262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى نَاسٍ مِنَ الْحَيِّ، قَالَ: وَأَبْيَاتُ الْحَيِّ يَوْمَئِذٍ خِصَاصٌ سَهْلَةٌ قَالَ: «§إِنَّ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ قَوْمٌ لَا يُعَذَّبُونَ عَلَى الْكِبْرِ»

263 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا بَنَى بِالْآجُرِّ، فَقَالَ: «مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ §فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلَ فِرْعَوْنَ» ، قَالَ: يُرِيدُ قَوْلَهُ {ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36]

264 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَنْظَلَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ «§يَنْهَاهُمْ أَنْ يَبْنُوا بِاللَّبِنِ الْمَطْبُوخِ يَعْنِي الْآجُرَّ»

265 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «بَلَغَنِي أَنَّ الدَّجَّالَ §يَسْأَلُ عَنْ بِنَاءِ الْآجُرِّ هَلْ ظَهَرَ بَعْدُ»

266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ابْتَنَى كَنِيفًا بِحِمْصَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: «أَمَّا بَعْدُ، يَا عُوَيْمِرُ §مَا كَانَ لَكَ كِفَايَةٌ فِيمَا بَنَتِ الرُّومُ عَنْ تَزْيِينِ الدُّنْيَا وَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ بِخَرَابِهَا، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْتَقِلْ مِنْ حِمْصَ إِلَى دِمَشْقَ» -[173]-. قَالَ سُفْيَانُ: «عَاقَبَهُ بِهَذَا»

267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَفَ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ وَهُمَا دَارَانِ لِفُلَانٍ، فَقَالَ: «§شَوَّى أَخُوكَ حَتَّى إِذَا أَنْضَجَ رَمَّدَ»

268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، قَالَ: نَظَرَ زُبَيْدٌ الْيَامِيُّ إِلَى رَجُلٍ يَبْتَنِي دَارًا لَهُ وَرِثَهَا عَنْ أَبِيهِ، فَقَالَ: «§إِنْ كَانَتْ كَافِيَتَكَ وَمُغْنِيَتَكَ عَنْ أَنْ تُجَدِّدَهَا وَقَدْ أَخْلَفْتَ أَبَاكَ» ، قَالَ: فَاسْتَحْيَا الْفَتَى، وَأَمْسَكَ عَنْ بُنْيَانِهِ

269 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنِي مُشَرِّعُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعُكَامِيُّ، قَالَ -[174]-: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَبِي الزَّرْقَاءِ، يَذْكُرُ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْكُبَرَاءِ، أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ يَبْنِي بِنَاءً لَهُ، فَقَالَ لَهُ: «يَا هَذَا §نَزَلْتَ حَيْثُ رَحَلَ النَّاسُ»

270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، يَقُولُ: " وَرِثَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ دَارًا عَنْ آبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ، فَهَدَمَهَا، ثُمَّ ابْتَنَاهَا فَشَيَّدَهَا، فَأُتِيَ فِي مَنَامِهِ فَقِيلَ لَهُ: [البحر الطويل] §إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ فِي الْحَيَاةِ فَقَدْ تَرَى ... أَرْبَابُ دَارِكَ سَاكِنُوا الْأَمْوَاتِ أَنَّى تَحُسُّ مِنَ الْأَكَارِمِ ذِكْرَهُمْ ... خَلَتِ الدِّيَارُ وَبَادَتِ الْأَصْوَاتُ فَأَصْبَحَ - وَاللَّهِ - الْفَتَى مُتَّعِظًا، فَأَمْسَكَ عَنْ كَثِيرٍ مِمَّا كَانَ يَصْنَعُ، وَأَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ "

271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيَّ، يَذْكُرُ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ تَنَسَّكَ، ثُمَّ مَالَ إِلَى الدُّنْيَا وَالسُّلْطَانِ، فَبَنَى دَارًا وَشَيَّدَهَا، وَأَمَرَ بِهَا فَفُرِشَتْ لَهُ -[175]-، وَاتَّخَدَ مَائِدَةً، وَوَضَعَ طَعَامًا، وَدَعَا النَّاسَ، فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَى بُنْيَانِهِ، فَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ يَدْعُونَ لَهُ وَيَتَفَرَّقُونَ، قَالَ: فَمَكَثَ بِذَلِكَ أَيَّامًا، حَتَّى فَرَغَ النَّاسُ، ثُمَّ حَبَسَ نَفَرًا مِنْ خَاصَّةِ إِخْوَانِهِ، فَقَالَ: قَدْ تَرَوْنَ سُرُورِي بِدَارِي هَذِهِ، وَقَدْ حَدَّثَتْنِي نَفْسِي أَنْ أَتَّخِذَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ وَلَدِي مِثْلَهَا، فَأَقِيمُوا عِنْدِي أَيَّامًا أَسْتَمْتِعْ بِحَدِيثِكُمْ، وَأُشَاوِرْكُمْ فِيمَا أُرِيدُ مِنْ هَذَا الْبِنَاءِ لِوَلَدِي، فَأَقَامُوا عِنْدَهُ أَيَّامًا يَلْهُونَ وَيَلْعَبُونَ، وَيُشَاوِرُهُمْ كَيْفَ يَبْنِي لِوَلَدِهِ وَكَيْفَ يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ، قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي لَهْوِهِمْ، إِذْ سَمِعُوا قَائِلًا يَقُولُ مِنْ أَقْصَى الدَّارِ: [البحر البسيط] يَا أَيُّهَا الْبَانِي النَّاسِي مَنِيَّتَهُ ... لَا تَأْمَنَنَّ فَإِنَّ الْمَوْتَ مَكْتُوبُ عَلَى الْخَلَائِقِ إِنْ سُرُّوا وَإِنْ فَرِحُوا ... فَالْمَوْتُ حَتْفٌ لَدَى الْآمَالِ مَنْصُوبُ §لَا تَبْنِيَنَّ دِيَارًا لَسْتَ تَسْكُنُهَا ... وَرَاجِعْ لِنَفْسِكَ فِيمَا يُغْفَرُ الْحُوبُ قَالَ: فَفَزِعَ لِذَلِكَ، وَفَزِعَ أَصْحَابُهُ فَزَعًا شَدِيدًا، وَرَاعَهُمْ مَا سَمِعُوا مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَلْ سَمِعْتُمْ مَا سَمِعْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَجِدُونَ مَا أَجِدُ؟ -[176]- قَالُوا: وَمَا تَجِدُ؟ قَالَ: أَجِدُ - وَاللَّهِ - مَسْكَةً عَلَى فُؤَادِي، وَمَا أَرَاهَا إِلَّا عِلَّةَ الْمَوْتِ، قَالُوا: كَلَّا. . . الْبَقَاءَ وَالْعَافِيَةَ، قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمْ أَخِلَّائِي وَإِخْوَانِي، فَمَاذَا لِي عِنْدَكُمْ؟» ، قَالُوا: مُرْنَا بِمَا أَحْبَبْتَ مِنْ أَمْرِكَ، قَالَ: فَأَمَرَ بِالشَّرَابِ فَأُهْرِيقَ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْمَلَاهِي فَأُخْرِجَتْ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَمَنْ حَضَرَ مِنْ عِبَادِكَ، أَنِّي تَائِبٌ إِلَيْكَ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِي، وَنَادِمٌ عَلَى مَا فَرَّطْتُ أَيَّامَ مُهْلَتِي، فَإِيَّاكَ أَسْأَلُ إِنْ أَفْلَتَّنِي أَنْ تُتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ بِالْإِنَابَةِ إِلَى طَاعَتِكَ، وَإِنْ أَنْتَ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِيَ تَفَضُّلًا مِنْكَ عَلَيَّ» ، قَالَ: وَاشْتَدَّ بِهِ الْأَمْرُ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ: الْمَوْتُ، الْمَوْتُ وَاللَّهِ، الْمَوْتُ وَاللَّهِ، حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ فَكَانَ الْفُقَهَاءُ يَرَوْنَ أَنَّهُ قُبِضَ عَلَى تَوْبَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

272 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: نَظَرَ ابْنُ مُطِيعٍ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى دَارِهِ، فَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا، فَبَكَى، وَقَالَ -[177]-: «وَاللَّهِ §لَوْلَا الْمَوْتُ لَكُنْتُ بِكِ مَسْرُورًا، وَلَوْلَا مَا نَصِيرُ إِلَيْهِ مِنْ ضِيقِ الْقُبُورِ لَقَرَّتْ بِالدُّنْيَا أَعْيُنُنَا» ، قَالَ: ثُمَّ بَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، حَتَّى ارْتَفَعَ صَوْتُهُ

273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ، يَقُولُ: «§مَا بَنَى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ آجُرَّةً عَلَى آجُرَّةٍ، وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ»

274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: بَنَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بَيْتًا فِي دَارِهِ، فَدَعَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ: كَيْفَ تَرَى؟، قَالَ: «§بَنَيْتَ شَدِيدًا، وَأَمَّلْتَ بَعِيدًا، وَتَمُوتُ قَرِيبًا»

275 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ -[178]- مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ»

276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُودَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْكِبَيَّ، أَوْ عَلَى فَخِذَيَّ فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ §كَيْفَ أَنْتَ إِنْ أَدْرَكْتَ ثَلَاثًا، وَأَعِيذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكَهُمْ؟» قُلْتُ: مَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: «طُولُ الْبُنْيَانِ، وَإِمَارَةُ الصِّبْيَانِ، وَشِدَّةُ الزَّمَانِ»

277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْكُوفِيُّ -[179]-، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْسِيُّ، قَالَ: قَالَتُ مَيْمُونَةُ: قَالَ لَنَا نَبِيُّ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ: «§مَا أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ، وَسُفِكَ الدَّمُ، وَظَهَرَتِ الزِّينَةُ، وَشَرُفَ الْبُنْيَانُ، وَاخْتَلَفَتِ الْإِخْوَانُ، وُحُرِّقَ الْبَيْتُ؟»

278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ -[180]- حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ إِلَيْهِ - يَعْنِي إِلَى عَرَفَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَنَى بِنَاءً - يَسْأَلُهُ عَنْ بِنَائِهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّهُ لَا يَكْظِمُ عَلَى حُزْنِهِ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي بِنَائِي هَذَا؟ قَالَ: «مَا أَقُولُ؟ §إِنْ كُنْتَ بَنَيْتَهُ مِنْ مَالِكَ فَقَدْ أَسْرَفْتَ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، وَإِنْ كُنْتَ بَنَيْتَهُ مِنْ مَالِ اللَّهِ فَقَدْ خُنْتَ اللَّهَ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ» . قَالَ: يَقُولُ ابْنُ سَعْدٍ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]

279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ لَهُ مُزَخْرَفٍ، فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: «أَعْجَبَكَ مَا تَرَى؟» ، قَالَ مَالِكٌ: وَوَافَقَ ذَلِكَ مِنْهُ لَمَّةً لَيِّنَةً، فَقَالَ: «لَا يُعْجِبُكَ كَثِيرًا، فَإِنَّ ابْنَ هِنْدَ كَانَ أَمِيرًا أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ §هَذَا قَبْرُهُ قَدْ نَبَتَتْ عَلَيْهِ -[181]- شِيحَةٌ»

280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " §تَبْنِي، وَتُزَخْرِفُ، وَتَدْعُو النَّاسَ: انْظُرُوا؟ فَقَدْ نَظَرْنَا يَا أَفْسَقَ الْفَاسِقِينَ. أَمَّا أَهْلُ الدُّنْيَا فَغَرُّوكَ، وَأَمَّا أَهْلُ الْآخِرَةِ فَمَقَتُوكَ "

281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، §بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلْقِهَا» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ أُنْفِقُ ثَمَنَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، قَالَ: «أَلْقِهَا»

282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: صَعَدَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ فَوْقَ بَيْتِهِ، فَأَشْرَفَ عَلَى جَارِهِ، فَقَالَ: «سَوْءَةٌ سَوْءَةٌ §دَخَلْتُ عَلَى جَارِي بِغَيْرِ إِذَنٍ؟ لَا صَعِدْتُ فَوْقَ هَذَا الْبَيْتِ أَبَدًا»

283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ طَلْقٍ، فَرَأَيْتُ سَقْفَ بَيْتِهَا قَصِيرًا، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ طَلْقٍ، مَا لِي أَرَى سَقْفَ بَيْتِكِ قَصِيرًا؟ -[183]-، قَالَتْ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَيْنَا: «§لَا تُطِيلُوا بِنَاءَكُمْ، فَإِنَّهُ مِنْ شَرِّ أَيَّامِكُمْ»

284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُبَّةٍ فَقَالَ: «يَا أَنَسُ , لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟» ، قُلْتُ: لِفُلَانٍ. قَالَ: «§كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَسْجِدٌ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، أَوْ بَيْتٌ» وَقَالَ بِيَدِهِ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقِيتُ صَاحِبَ الْقُبَّةِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَوَّضَهَا. فَمَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ. فَقَالَ: «يَا أَنَسُ أَلَمْ يَكُنْ بِهَذَا الْمَكَانِ قُبَّةٌ؟» ، قُلْتُ: بَلَى، وَلَكِنِّي أَخْبَرْتُ صَاحِبَهَا بِالَّذِي قُلْتَ، فَقَوَّضَهَا -[184]-. قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: «مَا لَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا لَهُ رَحِمَهُ اللَّهُ»

285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كُلُّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا الْمُسْلِمُ يُؤْجَرُ فِيهَا: عَلَى نَفْسِهِ، وَعَلَى عِيَالِهِ، وَعَلَى صَدِيقِهَ، وَعَلَى بَهِيمَتِهِ، إِلَّا فِي بِنَاءٍ، إِلَّا - يَعْنِي إِلَّا أَنْ يَكُونَ - فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ " فَقُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ بِنَاءً كَفَافًا؟ قَالَ: «لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ»

286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ، وَهُوَ مَعَهُمْ يَتَنَاوَلُ اللَّبِنَ، حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ، فَقَالَ: «§ابْنُوهُ عَرِيشًا كَعَرِيشِ مُوسَى» -[185]-. قَالَ: فَقُلْنَا لِلْحَسَنِ: وَمَا عَرِيشُ مُوسَى؟، قَالَ: «إِذَا رَفَعَ يَدَهُ بَلَغَ الْعَرْشَ يَعْنِي السَّقْفَ»

287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «§كُلُّ بِنَاءٍ رِيَاءً فَهُوَ عَلَى صَاحِبِهِ لَا لَهُ، إِلَّا مَنْ بَنَى الْمَسَاجِدَ رِيَاءً، فَهُوَ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ»

288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، قَالَ: قَالَ مَسْرُوقٌ: «§كُلُّ شَيْءٍ يُؤْجَرُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ إِلَّا مَا كَانَ فِي التُّرَابِ»

289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ قَدْ خَرِبَتْ بُيُوتُهَا، وَتَقَطَّعَتْ أَنْهَارُهَا، فَقَالَ عِيسَى: «§يَا خَرِبُ أَيْنَ أَهْلُكُ؟» ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، حَتَّى قَالَ ثَلَاثًا، فَأُجِيبَ قِيلَ لَهُ: بَادُوا، وَتَضَمَّنَتْهُمُ الْأَرْضُ، وَصَارَتْ أَعْمَالُهُمْ قَلَائِدَ فِي أَعْنَاقِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَالْجِدَّ الْجِدَّ يَا عِيسَى

290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي: أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ الْحُصَيْنِ «كَانَ §يَكْرَهُ الْغُرَفَ، وَأَنَّهُ لَمْ يَتَّخِذْ إِلَّا غُرْفَةً لِخَزَانَتِهِ» فَقَالَ جَعْفَرٌ: «كَرَاهِيَةَ أَنْ يُشْرِفَ عَلَى النَّاسِ»

291 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: §بَنَى الْعَبَّاسُ غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلْقِهَا» ، قَالَ: أُنْفِقُ ثَمَنَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلْقِهَا» ، قَالَ: أُنْفِقُ ثَمَنَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، قَالَ: «أَلْقِهَا» ، قَالَ: أُنْفِقُ ثَمَنَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ "

292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُؤَمِّلُ -[187]-، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: فِي قَوْلِهِ: {يَا هَامَانُ. ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] ، قَالَ: «§بَنَاهُ بِالْآجُرِّ»

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: «كَانُوا §يَكْرَهُونَ أَنْ يَبْنُوا بِالْآجُرِّ، وَيَجْعَلُوهُ فِي قَبْرٍ»

293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ الْيَمَنَ قَالُوا لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بِصَخْرٍ وَشَجَرٍ فَنُقِلَ، فَبَنَيْتَ مِنْهُ مَسْجِدًا؟، قَالَ: «إِنِّي §أَكْرَهُ أَنْ أَنْقُلَهُ عَلَى ظَهْرِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الثَّقَفِيُّ: « [البحر المنسرح] §يَا بَانِيًا دَارَهُ يُشَيِّدُهَا ... يَرْفَعُ طَبَقَاتِهَا وَيَعْقِدُهَا ابْنِ فَإِنَّ الْخَرَابَ مَوْعِدُهَا ... يَا لَيْتَ شِعْرِي لِمَنْ تُجَدِّدُهَا -[188]- نَفْسُكَ إِنْ تُعْطِهَا مَحَبَّتَهَا ... تَطْلُبْ مِنْكَ الَّذِي تُعَوِّدُهَا فَاثْنِهَا عَلَى ذَاكَ يَنْفَعْهَا ... فَإِنَّ رَيْبَ الْمَنُونِ يَرْصُدُهَا إِنْ سَرَّهَا يَوْمُهَا وَلَيْلَتُهَا ... وَأَعْجَبَاهَا يَسُوءُهَا غَدُهَا»

295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى: " [البحر الوافر] §جَهُولٌ لَيْسَ تَنْهَاهُ النَّوَاهِي ... وَلَا تَلْقَاهُ إِلَّا وَهْوَ سَاهِي يُسَرُّ بِيَوْمِهِ لَعِبًا وَلَهْوًا ... وَلَا يَدْرِي وَفِي غَدِهِ الدَّوَاهِي مَرَرْتُ بِقَصْرِهِ فَرَأَيْتُ أَمْرًا ... عَجِيبًا فِيهِ مُزْدَجَرٌ وَنَاهِي بَدَا فَوْقَ السَّرِيرِ فَقُلْتُ: مَنْ ذَا؟ ... فَقَالُوا: ذَلِكَ الْمَلِكُ الْمُبَاهِي رَأَيْتُ الْبَابَ أَسْوَدَ وَالْجَوَارِي ... يَنُحْنَ وَهُنَّ يَكْسِرْنَ الْمَلَاهِي تَبَيَّنْ أَيَّ دَارٍ أَنْتَ فِيهَا ... وَلَا تَسْكُنْ إِلَيْهَا وَادْرِ مَا هِي

296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمَهْرِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْمُونٍ اللَّخْمِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى مَزْبَلَةٍ، فَقَالَ: «§هَلُمُّوا إِلَى الدُّنْيَا» وَأَخَذَ -[189]- خِرَقًا قَدْ بَلِيَتْ عَلَى تِلْكَ الْمَزْبَلَةِ، وَعِظَامًا قَدْ نُخِرَتْ، فَقَالَ: «هَذِهِ الدُّنْيَا»

297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، - رَحِمَهُ اللَّهُ - قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ،: أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِمَزْبَلَةٍ، فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا، فَكَأَنَّ أَصْحَابَهُ تَأَذَّوْا بِهَا، فَقَالَ: «§هَذِهِ دُنْيَاكُمُ الَّتِي تَبْكُونَ عَلَيْهَا وَتَحْرِصُونَ عَلَيْهَا»

298 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «§إِنَّ هَذِهِ الْكُنَاسَةَ - وَكُنَاسَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ - مُهْلِكَةُ دُنْيَاكُمْ وُآخِرَتَكُمْ»

299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ مِمَّا يَقُولُ -[190]-: «§انْطَلِقُوا حَتَّى أُرِيَكُمُ الدُّنْيَا» ، فَيَجِيءُ بِهِمْ إِلَى السُّوقِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مَزْبَلَةٌ، فَيَقُولُ: «انْظُرُوا إِلَى دَجَاجِهِمْ، وَبَطِّهِمْ، وَثِمَارِهِمْ»

300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَسْرُوقًا، أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ أَخٍ لَهُ، فَارْتَقَى بِهِ عَلَى كُنَاسَةٍ بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: «§أَلَا أُرِيكَ الدُّنْيَا؟ هَذِهِ الدُّنْيَا , أَكَلُوهَا فَأَفْنَوْهَا، لَبِسُوهَا فَأَبْلُوهَا، رَكَبُوهَا فَأَنْضَوْهَا سَفَكُوا فِيهَا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا فِيهَا مَحَارِمَهُمْ، وَقَطَّعُوا فِيهَا أَرْحَامَهُمْ»

301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ يَرْكَبُ بَغْلَتَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ، وَيَحْمِلُنِي خَلْفَهُ، فَيَأْتِي بِي كُنَاسَةً بِالْحِيرَةِ قَدِيمَةً، فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا بَغْلَتَهُ، وَيَقُولُ: «§الدُّنْيَا تَحْتَنَا»

302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَصَدِيقِهِ وَبَهِيمَتِهِ لَهُ مِنْهَا أَجْرٌ، إِلَّا نَفَقَتَهُ فِي بِنَاءٍ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَسْجِدًا» ، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانَ بِنَاءً كَفَافًا؟، قَالَ: «فَذَلِكَ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ» . فَقِيلَ لَهُ: فَإِنْ كَانَ فَوْقَ الْكَفَافِ؟، قَالَ: «عَلَيْهِ وِزْرُهُ، وَلَا أَجْرَ لَهُ فِيهِ»

303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَرَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَجْرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: كَتَبَ عَامِلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الطَّاعُونَ قَدْ نَزَلَ بِنَا، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ آتِيَ قَرْيَةً خَرِبَةً إِلَى جَنْبِي فَعَلَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: " سَلَامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ: §فَإِذَا أَتَيْتَ الْخَرِبَةَ فَسَلْهَا عَنْ أَهْلِهَا، وَالسَّلَامُ "

304 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ وَنَحْنُ فِي جِنَازَةٍ يَقُولُ: " رَحِمَ اللَّهُ سَابِقَ الْبَرْبَرِيَّ حِينَ يَقُولُ: [البحر الطويل] وَلِلْمَوْتِ تَغْذُو الْوَالِدَاتُ سِخَالَهَا ... كَمَا §لِخَرَابِ الدَّهْرِ تُبْنَى الْمَسَاكِنُ "

305 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ ابْتَنَى قَصْرًا وَقَالَ: انْظُرُوا مَنْ عَابَ مِنْهُ شَيْئًا فَأَصْلِحُوهُ، وَأَعْطُوهُ دِرْهَمَيْنِ. وَكَانَ فِيمَنْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ، فَقَالَ: «فِي هَذَا الْقَصْرِ عَيْبَانِ اثْنَانِ» . قَالُوا: وَمَا هُمَا؟، قَالَ: «مَا كُنْتُ أَخْبِرُ بِهِمَا إِلَّا الْمَلِكَ» ، قَالَ: فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْعَيْبَانِ؟ قَالَ: «§يَمُوتُ الْمَلِكُ، وَيَخْرَبُ الْقَصْرُ» ، قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ

306 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ لِسَلْمَانَ: «أَلَا نَبْنِي لَكَ مَسْكَنًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟» ، قَالَ: لِمَ؟ لِتَجْعَلَنِي مَلِكًا؟ أَوْ تَجْعَلَ لِي بَيْتًا مِثْلَ دَارِكَ الَّتِي بِالْمَدَائِنِ؟، قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ §نَبْنِي لَكَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ، وَسَقْفُهُ بِالْبَرْدِي، إِذَا قُمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ رَأْسَكَ، وَإِذَا نِمْتَ كَادَ أَنْ يَمَسَّ طَرَفَيْكَ» ، قَالَ: كَأَنَّكَ كُنْتَ فِي نَفْسِي

307 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، وَأَتَاهُ وُجُوهُ أَهْلِ مَكَّةَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقُصُورِ الْمُحْدِقَةِ بِالْكَعْبَةِ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «يَا أَصْحَابَ الْقُصُورِ الْمُشَيَّدَةِ، اذْكُرُوا ظُلْمَةَ الْقُبُورِ -[194]- الْمُوحِشَةِ. يَا أَهْلَ التَّنَعُّمِ وَالتَّلَذُّذِ، §اذْكُرُوا الدُّودَ وَالصَّدِيدَ وَبِلَى الْأَجْسَامِ فِي التُّرَابِ» . قَالَ: ثُمَّ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَقَامَ

308 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رُسْتُمُ أَبُو يَزِيدَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ الْحَسَنِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ دَارًا، فَلَوْ جِئْتَ مَعِي فَنَظَرْتَ إِلَيْهَا، وَدَعَوْتَ لِي بِالْبَرَكَةِ. قَالَ: فَقَامَ الْحَسَنُ، وَقُمْنَا مَعَهُ. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الدَّارِ، قَالَ: «§غَرَّكَ أَهْلُ الْأَرْضِ، وَمَقَتَكَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَأَخْرَبْتَ دَارَكَ، وَبَنَيْتَ دَارَ غَيْرِكَ» ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ وَرَجَعْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى مَنْزِلِهِ، إِذَا جَانِبُ حَائِطِهِ مَائِلٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، لَوْ بَنَيْتَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَخِرَّ؟ فَقَالَ: «هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ»

309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: ازْدَحَمْنَا عَلَى دَرَجَةِ الْحَسَنِ وَكَانَتْ رَثَّةً فَانْتَهَوْا إِلَى ابْنِهِ، فَقَالَ: «مَهْ يَا بُنَيَّ» -[195]-. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَمَلَأْنَا سَطْحَهُ، فَقَالَ: «أَحْسِنُوا مَلَامَكُمْ إِنَّهَا الْمَأْزُورُ» . ثُمَّ قَالَ: «لَوْلَا أَنَّهُ قَدْ §حَانَ إِلَى الْآخِرَةِ انْتِقَالٌ، وَمِنَ الدُّنْيَا ارْتِحَالٌ، لَجَدَّدْنَا لَكُمُ الْبِنَاءَ، شَوْقًا إِلَى حَدِيثِكُمْ، وَحِرْصًا عَلَى لُقْيِكُمْ. وَمَا عَلَى الْبِنَاءِ شَفَقْنَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ، فَارْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ»

310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ الْحَسَنِ، فَنَظَرَ إِلَى بَعْضِ بِنَاءِ الْمَهَالِبَةِ، فَقَالَ: «يَا سُبْحَانَ اللَّهِ §رَفَعُوا الطِّينَ، وَوَضَعُوا الدِّينَ، رَكِبُوا الْبَرَاذِينَ، وَاتَّخَذُوا الْبَسَاتِينَ، وَتَشَبَّهُوا بِالدَّهَاقِينَ فَذَرْهُمْ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ»

311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَيْغَمٍ الرَّاسِبِيِّ، قَالَ: أَخَذَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ بِيَدِ ضَيْغَمٍ لِيُرِيَهُ مَنْزِلًا لَهُ أَحْدَثَهُ، فَقَالَ لَهُ ضَيْغَمٌ، «يَا بِشْرُ §بَيْتُكَ الَّذِي تُغْسَلُ فِيهِ أَيْنَ هُوَ مِنَ الدَّارِ؟» قَالَ: فَبَكَى بِشْرٌ

312 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كَانَتْ عَجُوزٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ تَأْوِي فِي سَرَبٍ، لَيْسَ لَهَا بَيْتٌ غَيْرُهُ، فَقِيلَ لَهَا: أَتَرْضَيْنَ بِهَذَا السَّرَبِ؟ قَالَتْ: «§أَوَلَيْسَ هَذَا لِمَنْ يَمُوتُ كَثِيرًا»

313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْشِدْنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: « [البحر البسيط] §بَنَوْا مَقَاصِيرَ فِي الدُّنْيَا مُشَيَّدةً ... فَمَنْ لَهُمْ بِخُلُودٍ فِي الْمَقَاصِيرِ»

314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[197]- خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْقُرَشِيُّ: أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا بِالْمَصِّيصَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: [البحر الرمل] §يَا دَرْبَ الدَّارِ ذَا الْمَالِ الَّذِي ... جَمَعَ الدُّنْيَا بِحِرْصٍ مَا فَعَلْ؟ قَالَ: فَأَجَبْتُ: [البحر الرمل] كَانَ فِي دَارٍ سِوَاهَا دَارُهُ ... عَلَّلَتْهُ بِالْمُنَى ثُمَّ انْتَقَلْ قَالَ: وَزَادَنِي غَيْرُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: لَمْ يُمَتَّعْ بِالَّذِي كَانَ حَوَى ... مِنْ حُطَامِ الْمَالِ إِذْ حَلَّ الْأَجَلْ إِنَّمَا الدُّنْيَا كَفَيْءٍ زَائِلٍ ... طَلَعَتْ شَمْسٌ عَلَيْهِ فَاضَمَحَلْ

315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ وَنَظَرَ إِلَى بِنَاءٍ لِبَعْضِ الْمُلُوكِ فَقَالَ: « §يَمُوتُ الَّذِي يَبْنِي وَيَبْقَى بِنَاؤُهُ ... أَلَيْسَ تُرَابًا. . . فِي ذَاكَ غِيبَةْ فَيَا غَافِلًا عَنْ نَفْسِهِ أَيْنَ مَنْ بَنَى ... مَدَائِنَ امَّحَتْ بَعْدَهُ الْيَوْمُ قَفْرَةْ رَمَتْ بِهِمُ الْأَيَّامُ فِي عُرْضَةِ الْبِلَى ... كَأَنْ لَمْ يَكُونُوا زِينَةَ الْأَرْضِ مَرَّة وَمَا زَالَ هَذَا الْمَوْتُ يَغْشَى دِيَارَهُمْ ... يَكُرُّ عَلَيْهِمْ كَرَّةً ثُمَّ كَرَّة فَأَجْلَاهُمُ مِنْهَا جَمِيعًا فَأَصْبَحَتْ ... مَسَاكِنِهِمْ فِي الْأَرْضِ لَحْدًا وَحُفْرَةً»

316 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَقَالَ 1131 رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أُمَوِيٌّ: [البحر الخفيف] §رُبَّ قَوْمٍ رَأَيْتَهُمْ ... لَيْسَ فِي عَيْشِهِمْ كَدَرْ -[198]- فِي رِيَاضٍ سَمَاؤُهَا ... تُمْطِرُ السُّؤْلَ بِالدُّرَرْ لَيْسَ يَخْشَوْنَ حَاذِرًا ... قَدْ نَأَى عَنْهُمُ الْحَذَرْ أَوْطَنُوا مَنْزِلَ الْغُرُو ... رِ وَسَاعَدَهُمُ الْقَدَرْ فِي مَقَاصِيرَ تَخَدَّتْ ... وَقِبَابٍ عَلَى السُّرُرْ وَبَسَاتِينٍ فِي الْمَقَاصِيرِ ... يَضْحَكْنَ بِالزَّهَرْ وَجَوَارٍ كَأَنَّهُنَّ ... المَصَابِيحَ وَالصُّوَرْ بَيْنَمَا الْقَوْمُ يَجْتَنُونَ ... جَنَى اللَّهْوِ وَالثَّمَرْ صَاحَتِ الْحَادِثَاتُ فِيهِمْ ... بِصَوْتٍ لَهُ غِيَرْ فَتَوَلَّوْا مِنَ الْقُصُورِ ... إِلَى مُظْلِمِ الْحُفَرْ "

317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمَا، قَالُوا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ، يَقُولُ: §وَمُشَيِّدٍ دَارًا لِيَسْكُنَ دَارَهُ ... سَكَنَ الْقُبُورَ وَدَارَهُ لَمْ يَسْكُنِ

318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: مَرَرْتُ بِدَارٍ تُبْنَى فَقُلْتُ -[199]-: « §تَرَى لِمَنْ يَبْنِي الدَّارَ يَبْغِي نُزُولَهَا ... فَمَا يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ أَوْ يَسْكُنُ الْقَبْرَ»

319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي مِسْكِينُ أَبُو زَيْدٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ أَيَّامَ الْفِتْنَةِ يَخْرُجُ إِلَى الْمَقَابِرِ وَالْجَبَابِينَ، فَرُبَّمَا ظَلَّ نَهَارَهُ، وَرُبَّمَا بَاتَ لَيْلَهُ، فَهُوَ فِي ذِكْرٍ وَبُكَاءٍ. قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ خَرَابَاتِ الْفَلَاةِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْخُلْدَ، وَذَلِكَ بَعْدَمَا مَضَى لَيْلٌ طَوِيلٌ، إِذْ سَمِعْتُ هَاتِفًا يَقُولُ: [البحر المتقارب] قِفْ بِالْقُصُورِ عَلَى دِجْلَةٍ ... حَزِينًا فَقُلْ أَيْنَ أَرْبَابُهَا §أَيْنَ الْمُلُوكُ وُلَاةُ الْعُهُودِ ... رُقَاةُ الْمَنَابِرِ خُطَّابُهَا تُجِيبُكَ آثَارُهُمْ عَنْهُمُ: ... إِلَيْكَ، فَقَدْ مَاتَ أَصْحَابُهَا قَالَ: فَأُرْعِدْتُ، وَسَقَطْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ "

320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " §كَيْفَ تَقَرُّ لِي عَيْنٌ وَتَسْكُنُ لِي جَارِحَةٌ إِلَى أَمَانٍ أُوثِقُهُ، وَلَيْسَ يَقَعُ طَرْفِي إِلَّا عَلَى مَنْزِلٍ قَدْ خَلَا مِمَّنْ كَانَ يَسْكُنُهُ، وَحَالٍ مُنْتَقَلَةٍ إِلَى غَيْرِ مَنْ كَانَتْ لَهُ؟ قَالَ: فَأَنَا مُنْتَظِرٌ مِثْلَ حَالِ مَنْ خَلَا، وَمُتَوَقِّعٌ لِنَصِيبِي مِنَ الْبِلَى "

321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[200]- سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا مَرَّ بِدَارٍ قَدْ مَاتَ أَهْلُهَا، وَقَفَ عَلَيْهَا فَنَادَى: «§وَيْحٌ لِأَرْبَابِكِ الَّذِينَ يَتَوَارَثُونَكِ كَيْفَ لَمْ يَعْتَبِرُوا فِعْلَكَ بِإِخْوَانِهِمُ الْمَاضِينَ»

322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَتَى عِيسَى عَلَى خَرِبَةٍ، فَقَالَ لَهَا: يَا خَرِبَةَ الْخَرِبِينَ، مَا فَعَلَ أَهْلُكِ؟، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهَا أَنْ أَجِيبِي عَبْدِيَ. قَالَتْ: «يَا رُوحَ اللَّهِ، بَادُوا، فَجِدَّ، فَإِنَّ §أَمْرَ اللَّهِ كُلَّهُ جِدُّ»

323 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: مَرَرْنَا بِخَرِبَةٍ، فَأَجَابَنِي ابْنُ عُمَرَ: يَا مُجَاهِدُ، قُلْ: يَا خَرِبَةُ مَا فَعَلَ أَهْلُكِ؟ فَأَجَابَنِي ابْنُ عُمَرَ قَالَ: «§هَلَكُوا، وَبَقِيَتْ أَعْمَالُهُمْ»

324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[201]- مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ خَرِبَةٍ فَقَالَ: يَا تُرَى مَنْ أَخْرَبَكِ؟، فَأَجَابَهُ مِنْهَا صَوْتٌ: «§أَخْرَبَنِي مُخَرِّبُ الْقُرُونِ الْأُولَى مِنْ قَبْلِي»

325 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا وَقَفَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَدَائِنِ يَقُولُ: «يَا مَدِينَةُ §أَيْنَ فُرْسَانُكِ؟، يَا مَدِينَةُ أَيْنَ عُمَّارُكِ؟، يَا مَدِينَةُ أَيْنَ كُنُوزُكِ؟» ، قَالَ: فَمَا نَزَالُ حَتَّى يَبْكِيَ وَيُبْكِيَ

326 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى خَرِبَةٍ فَقَالَ: «يَا خَرِبَةُ , يَا خَرِبَةُ أَيْنَ أَهْلُكِ؟ §ذَهَبُوا -[202]- وَبَقِيَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَانْقَطَعَتِ الشَّهْوَةُ وَبَقِيَتِ الْخَطِيئَةُ، ابْنَ آدَمَ تَرْكُ الْخَطِيئَةِ أَيْسَرُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ»

327 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: مَرَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِقَرْيَةٍ خَرِبَةٍ فَقَالَ: " يَا خَرِبَةُ أَيْنَ أَهْلُكِ؟ ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى نَفْسِهِ: §ذَهَبُوا وَبَقِيَتْ أَعْمَالُهُمْ "

328 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ، أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ دَارَ الْمَرْزُبَانِيِّ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا ثَلَاثَ آيَاتٍ: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةٌ بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: 52] {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا} [القصص: 58] {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً} [القمر: 15] فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ -[203]- فَخَرَجَ عَلَيَّ أَسْوَدُ مِنْ نَاحِيَةِ الدَّارِ، فَقَالَ: «يَا صَالِحُ هَذِهِ سَخْطَةُ مَخْلُوقٍ، §فَكَيْفَ سَخْطَةُ الْخَالِقِ؟»

329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَحْبُوبًا الزَّاهِدَ، يَقُولُ: مَرَرْتُ بِدَارٍ مِنْ دُورِ الْكُوفَةِ هُنَا، فَسَمِعْتُ جَارِيَةً تُنَادِي مِنْ دَاخِلِهَا: [البحر الوافر] أَلَا يَا دَارُ لَا يَدْخُلُكِ حُزْنٌ ... وَلَا يُودِي بِشَأْنِكِ الزَّمَانُ قَالَ: فَغَبَرْتُ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِالدَّارِ، فَإِذَا الْبَابُ مُسْوَدٌّ، وَقَدْ عَلَتْهُ وَحْشَةٌ وَكَآبَةٌ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟، قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُهُمْ، مَاتَ رَبُّ الدَّارِ، فَوَقَفْتُ عَلَى الْبَابِ فَقَرَعْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ هَاهُنَا صَوْتَ جَارِيَةٍ وَهِيَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَبَكَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الدَّارِ وَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، «إِنَّ §اللَّهَ يُغَيِّرُ وَلَا يُغَيَّرُ، وَالْمَوْتُ غَايَةُ كُلِّ مَخْلُوقٍ» ، قَالَ: فَرَجَعْتُ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِهِمْ بَاكِيًا

330 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، قَالَ -[204]-: مَرَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى خَرِبَةٍ، فَقَالَ: «يَا خَرِبَةُ أَيْنَ أَهْلُكِ؟» ، قَالَ: «§بَادُوا، وَتَضَمَّنَتْهُمُ الْأَرْضُ، وَصَارَتْ أَعْمَالُهُمْ قَلَائِدَ فِي أَعْنَاقِهِمْ، عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَجِدَّ»

331 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَلَمِيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ نَوْفٌ بِقَرْيَةٍ فَنَادَى: أَيَّتُهَا الْقَرْيَةُ مَنْ أَخْرَبَكِ؟ قَالَ: تَقُولُ: «§أَخْرَبَنِي مُخَرِّبُ الْقُرَى»

332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ: أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ، كَانَ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيُنَادِي مِرَارًا: «يَا خَرَابُ أَيْنَ أَهْلُكِ؟ أَيْنَ أَهْلُكِ؟» -[205]- ثُمَّ يَقُولُ: «§بَادُوا وَعَامِرٌ بِالْأَثَرِ»

333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ الْحَكَمِ، يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ وَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ: « . . . §خَاوِيَةٌ مَنَازِلُ مَنْ تَرْتَجِي ... هَلْ. . . بِهِنَّ إِنْسَانْ أَضْحَتْ مُعَطَّلَةً وَكُنَّ عَوَائِنًا ... مِمَّنْ تَوَطَّنَهُنَّ بِالْعُمْرَانْ تَسْرِي الْهَوَامُ إِلَى مَصْلِ لُحُومِهِمْ ... فِيهَا. . . . . . الدِّيدَانْ مُتَدَثِّرِينَ بِهَا الثَّرَى وَشِعَارُهُمْ ... فَوْقَ التُّرَابِ صَفَائِحُ الصَّوَّانْ سَكَنُوا الثَّرَى وَثَوُوا بِمَنْزِلَةِ ... الْبِلَى فِي غَيْرِ. . . وَلَا. ... . . .»

334 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: زَعَمَ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ، §أَنَّ سُلَيْمَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ عَلَى قَصْرٍ، فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: " [البحر الهزج] خَرَجْنَا مِنْ قُرَى اصطَخَرٍ ... إِلَى الْقَصْرِ فَقُلْنَاهُ فَمَنْ سَأَلَ عَنِ الْقَصْرِ ... فَمَبْنِيًّا وَجَدْنَاهُ وَعَلَى الْقَصْرِ نَسْرٌ، فَنَادَاهُ سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: مُذْ مَتَى أَنْتَ هَاهُنَا؟ -[206]-، قَالَ: مُنْذُ سَبْعِمِائَةِ سَنَةٍ، وَوَجَدْتُ هَذَا الْقَصْرَ عَلَى هَيْئَتِهِ "

335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ الْفَرْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §تَشَاحَّ رَجُلَانِ فِي أَرْضٍ بَيْنَهُمَا، فَقَالَتِ الْأَرْضُ: «عَلَى رِسْلِكُمَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ مَلَكَنِي قَبْلَكُمَا مِائَةُ أَعْوَرَ سِوَى الْأَصِحَّاءِ»

336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّاسُ مَعَ عَلِيٍّ الْمَدَائِنَ، تَمَثَّلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: " [البحر الكامل] جَرَتِ الرِّيَاحُ عَلَى مَكَانِ دِيَارِهِمْ ... فَكَأَنَّمَا كَانُوا عَلَى مِيعَادِ وَإِذَا النَّعِيمُ وَكُلُّ مَا يُلْهَى بِهِ ... يَوْمًا يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَنَفَادِ فَقَالَ عَلِيٌّ: " لَا تَقُلْ هَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ. كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الدخان: 26] . إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ §كَانُوا وَارِثِينَ فَأَصْبَحُوا -[207]- مَوْرُوثِينَ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ اسْتَحَلُّوا الْحُرُمَ فَحَلَّتْ بِهِمُ النِّقَمُ، فَلَا تَسْتَحِلُّوا الْحُرُمَ فَتَحُلَّ بِكُمُ النِّقَمُ "

337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجَاءٌ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: " يَسْتَعْمِلُ أَحَدُهُمْ، فَيَحُوزُ وَيَشْتَرِي، ثُمَّ يَبْنِي، ثُمَّ يَقُولُ: تَعَالَوُا انْظُرُوا قُصُورًا بَنَيْنَاهَا يَا أَفْسَقَ الْفَاسِقِينَ وَيَا. . . . . . §أَمَّا أَهْلُ الْأَرْضِ فَغَرُّوكَ، وَأَمَّا أَهْلُ السَّمَاءِ فَمَقَتُوكَ "

338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ مِنْ قَصَبٍ، فَكَانَ §إِذَا غَزَا نَقَضَهُ وَتَصَدَّقَ بِهِ، وَكَانَ يَكُونُ هُوَ فِيهِ وَفَرَسُهُ إِذَا رَجَعَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "

339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يَبْنِي بُنْيَانًا، وَقَالَ: سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا «§لَمْ يَبْنِ بُنْيَانًا، وَلَمْ يَضَعُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا قَصَبَةً عَلَى قَصَبَةٍ»

340 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَاةَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ عَامِلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ فِي صُدُوعٍ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: «إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي صُدُوعٍ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ تَسْتَشِيرُنِي فِي بُنْيَانِهَا، فَادْعُ عُدُولًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ، فَيَنْظُرُونَ فِي تِلْكَ الصُّدُوعِ، وَلَا تُجَاوِزْهَا إِلَى غَيْرِهَا، فَإِنِّي §لَمْ أَجِدْ لِلْبُنْيَانِ فِي مَالِ اللَّهِ حَقًّا»

341 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُشْرِفُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيِّ، قَالَ -[209]-: كَتَبَ عَامِلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ مَدِينَتَنَا قَدْ تَصَدَّعَتْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ، «§حَصِّنُوهَا بِالتَّقْوَى، وَطَهِّرُوا طُرُقَهَا مِنَ الظُّلْمِ»

342 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، قَالَ: «§مَا أَنْفَقْتُ دِرْهَمًا فِي بِنَاءٍ قَطُّ»

343 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ: أَنَّ قَوْمًا دَخَلُوا عَلَيْهِ يَعُودُونَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ مَنْزِلَكَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَوْضِعٌ جَيِّدٌ، فَلَوْ رَمَّمْتَهُ؟، فَقَالَ: «إِنَّمَا §نَحْنُ سَفْرٌ نَازِلُونَ، نَزَلْنَا لِلْمَقِيلِ، فَإِذَا بَرَدُ النَّهَارِ وَهَبَّتِ الرِّيحُ ارْتَحَلْنَا، وَلَا أُعَالِجُ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى أَرْحَلَ مِنْهَا»

344 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَيَّانُ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِطَاوُسٍ: إِنَّ §مَنْزِلَكَ قَدِ اسْتَرَمَّ؟ "، قَالَ: «قَدْ أَمْسَيْنَا»

345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ أَبُو هَاشِمٍ، صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ مَرَّ بِقَصْرِ أَوْسٍ، فَقَالَ: «لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟» ، قَالُوا: هَذَا قَصْرُ أَوْسٍ. قَالَ: «عَلَيَّ وُدُّ أَوْسٍ إِنَّ. . . هَذِهِ الْقَصْرُ §خَيْرُ الْآخِرَةِ رَغِيفٌ»

346 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، قَالَ -[211]-: رُئِيَ مَرِيجُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْهَوْزَنِيُّ يَوْمًا يُرَقِّعُ شُقُوقًا فِي بَيْتِهِ بِزِبْلِ الْبَقَرِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «§إِنَّمَا الدُّنْيَا مَزْبَلَةٌ نُرَقِّعُهَا بِالزِّبْلِ»

347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي 36717 عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى حَائِطِ قَصْرٍ بِالْعَقِيقِ الْكَبِيرِ إِلَى جَنْبِ قَصْرِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ مَكْتُوبًا: « [البحر البسيط] §كَمْ قَدْ تَوَارَثَ هَذَا الْقَصْرُ مِنْ مَلِكٍ ... فَمَاتَ وَالْوَارِثُ الْبَاقِي عَلَى الْأَثَرِ»

348 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «كَانُوا §يَكْرَهُونَ أَنْ يُشْرِفَ الرَّجُلُ بِنَاءَهُ عَلَى جَارِهِ، فَيَسُدَّ عَنْهُ الرَّوْحَ»

349 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، قَالَ -[212]-: لَمْ يَكُنْ لِمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ بَيْتٌ لِيَسْكُنَ فِيهِ فِي دَارِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَأْوِي أُصُولَ الْجُدُرِ , فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اتَّخَذْتَ بَيْتًا؟ قَالَ: «§الْأَمْرُ أَقْرَبُ مِنْ ذَاكَ»

§1/1