فوائد الفوائد لابن خزيمة

ابن خزيمة

فوائد الفوائد

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي، بقراءتي عليه قال: أنا المشايخ أبو العباس أحمد بن أبي الخير الحداد، بقراءتي عليه، وأبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيان، قراءة عليهما وأنا أسمع، قالوا: أنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي كتابة، أنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذن سماعاً، وقال المقدسيان أيضاً: أنا أبو إسماعيل داود بن محمد بن ماشاذة كتابة، أنا زاهر بن طاهر الشحامي سماعاً (ح) وأنا أبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب قراءة عليه وأنا أسمع، أنبأنا ابن ماشاذة (ح) وأنا أبو الفضل إسحاق بن أبي بكر ابن النحاس بقراءتي عليه، أنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي سماعاً، أنا عبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني ببغداد، أنا إسماعيل بن أبي صالح (ح) وأنا قاضي القضاة أبو الفضل سليمان حمزة المقدسي بقراءتي عليه، أنا الحافظ الضياء أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد قراءة عليه، أنا الشيخان أبو إسماعيل داود بن ماشاذة، وأبو عبد الله محمود بن أحمد الثقفي سماعاً عليهما بإصبهان، قالا: أنا زاهر الشحامي سماعاً، قالا: أنا الشيخ الصائن -[38]- أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي قراءة عليه ونحن نسمع أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قراءة عليه من أصل كتابه في شوال سنة خمس وثمانين وثلاثمائة قال: أنا جدي محمد بن إسحاق ابن خزيمة قال: 1 - حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث المروزي ثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن ربيع -هو ابن أنس- عن أبي العالية قال: حدثني أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلاً، ومن المهاجرين ستة فيهم حمزة، فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنُرْبين عليهم. قال: فلما أن كان يوم فح مكة أنزل الله عز وجل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} فقال رجل: لا قريش بعد اليوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفوا عن القوم غير أربعة)).

2 - حدثنا محمد بن موسى الحرشي قال: سمعت حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه رفعه قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء [كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا))] (¬1). ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفتين نقلته من سنن الترمذي وقد رواه بنفس السند.

3 - وجئتهما فقلت: قد فعلت، فقالا: ما رأيت؟ قلت: رأيت فارساً متقنعاً بحديد خرج مني فذهب في السماء حتى ما أراه. فقالا: صدقت. ذاك إيمانك خرج منك اذهبي. فقلت للمرأة: والله ما أعلم شيئاً، وما قالا لي شيئاً. فقالت: بلى لن تريدي شيئاً إلا كان، خذي هذا القمح فابذري، فبذرت فقلت: اطلعي فاطلعت، فقلت: الحقي. فلحقت. ثم قلت: افركي ففركت. ثم قلت: ايبسي فيبست، ثم قلت: اطحني فاطحنت، ثم قلت: اخبزي فأخبزت. فلما رأيت أنني لا أريد شيئاً إلا كان سقط في يدي، فندمت والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئاً قط ولا أفعله أبداً، فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ متوافرون، فما دروا ما يقولون لها، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه، إلا أنه قد قال لها ابن عباس رحمة الله عليه أو بعض من كان عنده: لو كان أبواك حيين أو أحدهما؟! قال هشام: فلو جاءتنا أفتيناها بالضمان. قال ابن أبي الزناد: وكان هشام يقول: إنهم كانوا من أهل الورع وخشية من الله عز وجل وبعداً من التكلف والجرأة على الله عز وجل. -[41]- ثم يقول هشام: لو جاءتنا مثلها اليوم لوجدت نَوْكَى أهل حمق وتكلف فيتكلموا بغير علم.

4 - أخبرنا ابن أبي حاتم ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود عن قيس عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله اليهود حرمت عليهم شحوم الأنعام فأذابوها وأكلوا أثمانها)).

5 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن بكر ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم أنا عمرو بن أوس أخبره أن أباه أوساً قال: كنا قعوداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في [القبلة] (¬1) وهو يقص علينا ويذكرنا، إذ أتاه رجل فسارره فقال: ((اذهبوا فاقتلوه))، فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((هل يشهد أن لا إله إلا الله؟)) قال: ((نعم)) قال: ((اذهبوا فخلوا سبيله، فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ثم تحرم علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل)). ¬

_ (¬1) في الأصل: الصفة، وفي مصادر التخريج (القبلة).

6 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا يزيد بن هارون ثنا حماد بن سلمة عن ثابت وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت: يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي نبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ قال: بلى. قالت: أفلا تستحي أن تعبد خشية تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان؟ إن أنت -[45]- أسلمت فإني لا أريد منك الصداق وغيره حتى أنظر في أمري. فذهب ثم جاء فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: يا أنس زوج أبا طلحة.

7 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا أبو نشيط محمد بن هارون ثنا أبو المغيرة ثنا سعيد بن بشير ثنا قتادة ثنا عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقاد والد (بولده) (¬1) ولا تقام الحدود في المساجد)). ¬

_ (¬1) في الأصل بوالده، والصواب ما أثبتناه.

8 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا الحسن بن عرفة حدثني عبد الله بن إدريس الأودي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعا)).

9 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا ابن أبي نعيم الواسطي ثنا وهيب ثنا ابن راشد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه)).

10 - حدثنا ابن أبي حاتم أنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أنا ابن وهب ثنا ابن لهيعة عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن خولة ابنة يسار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن لم يخرج الدم من الثوب فقال: ((يكفيك الماء ولا يضرك أثره)).

11 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد الأشج عبد الله بن سعيد الكندي ثنا ابن أبي غنية ثنا أبي عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كنت مع حذيفة في المدائن فاستسقى فأتاه دهقان من دهاقينها بإناء من فضة ليسقيه فيه، فحذفه به فطأطأ الدهقان رأسه فأخطأه ثم قال: إني أعتذر -[51]- إليكم من شأن هذا الدهقان، إنه أتاني بهذا الإناء قبل هذه المرة فنهيته عنه، فأبى إلا أن يعود، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تشربوا في الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج والحرير فإنها لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة)).

12 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا أبو نشيط محمد بن هارون ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح بن عبيد أنه سمع الزبير بن الوليد يحدث عن عبد الله بن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر فأدركه الليل قال: ((يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك. أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب، ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد)).

13 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا إسماعيل بن أبان حدثني محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحجر ليزن سبع خلفات ليلقى في جهنم فيهوي فيها سبعين خريفاً، ويؤتى بالغلول فيلقى معه، ثم يكلف صاحبه أن يأتي به وهو قول الله عز وجل: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} الآية.

14 - حدثنا ابن أبي حاتم ثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ثنا الفريابي ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: ((كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد ونحن جنبان)). آخر الجزء والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه. ((قوبل بأصله)).

§1/1