فهرس الفهارس

الكتاني، عبد الحي

مقدمة لكتاب فهرس الفهارس

فهرس الفهارس والإثبات مقدمة لكتاب فهرس الفهارس بقلم كاتب كبير وشاعر خطير (1) أتقدم اليوم إلى ديوان الخلود، وعريضة الأعمال الطائلة، وإلى لوح الدهر الحافل بذكريات أفذاذ العالم وأقطاب العلم والتفكير، بكتابة موجزة ولكنها الطالعة الغراء لذلك الديوان الشرقي، والعنوان الصادق لتلك العريضة الضافية، والروح الحي بجوهر ذلك اللوح الوضاح - حقا إنها كلمة يسيرة وكتابة موجزة، ولكنها كل المهمة التي وأيم الحق ما كنت لأحلم بان مثلي ستتيح له سوانح السعد التفرد بنعمة شرف مزاولتها والقبض على زمام فخرها وماذا عساي أن أستطيعه من الكتابة في ترجمة رجل العلم والعمل، وقطب الشهامة والسياسة والعزم، وأستاذ الأخلاق والمروءة، ومثال الإخلاص والعفة، الكعبة المحجوجة للطبقة الراقية من غواة الكتابة ووعاة العلم من مختلف أنحاء المعمور، والمنهل العذب لرواد المعارف، وعفاة الفائدة الغالية والنادرة العالية والنكتة الغريبة والطرفة المستملحة، من متنوع فنون العلم ومتشعب طرائق المعرفة، والساعد المساعد الأعظم لكل اّخذ في مشروع علمي أو عملي من عشاق البحث وحداة الاستفادة، العرق الحي النابض في جسد الإسلام المنهوك المثخن، أستاذ الأساتذة مولاي وسيدي وملاذي وولي

_ (1) إن صدر هذه المقدمة نموذج للتكلف، ولكن ليس من حقنا حذفه، ولذلك رأينا من الأمانة للطبعة الأولى إبقاءه. وهذه المقدمة هي بقلم أبو العزم الشاعر، تلميذ المؤلف والذي نشر الطبعة الأولى للكتاب عام 1947 هجرية - 1929 ميلادية. (المحقق)

نعمتي وعتادي، الشيخ أبي الإسعاد وأبي الإقبال وأبي الإرشاد محمد عبد الحي ابن الشيخ الأكبر العارف الأشهر مولانا أبي المكارم الشيخ سيدنا عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني أطال الله بقاءه ممتطيا جواد العلم الذي لا يكبو، متدرعا صارم المجد الذي لا ينبو، رافلا في حلل السيادة والسماحة والشرف. قد والله تلعثم لسان القلم، ونضبت دواة الضمير القائد، وخرت عزيمة الافتكار ساجدة بين يدي عظمة شأنه وفخامة قدره، وتأخرت فتاة النجدة القلمية واضعة سلاح القوة العاملة، خافضة راية التقهقر والانكسار أمام جيش فضائله العرمرم، سادلة من جلباب الخجل والوجل ما لعله يستر فضيحة عار القصور، ويكفر جريمة فادح التقصير. وجدت زهر خيمه متفتحا، وموج بحار علمه متدفقا، واطراد مجده رواسي شامخات، ونجوم سماء ذكره زواهي زاهرات، فما الذي أختاره لك أيها القارىء الكريم من عيون فضائله وكلها مختارة: تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد وان موقف التحدث عن تاريخ حياة عظيم مثله من أكبر زعماء العالم الإسلامي في هذا العصر لموقف رهيب يسيخ فيه قدم مثلي، ولكنني أوثر الحقيقة الناصعة لحمل إكليل الشرف بأداء هذا الواجب المقدس نحو شخصه المفدى بكرائم الأرواح، فهي الجديرة به، وعلى كاهلها أضع حق النهوض فهي القادرة على بعضه، ولسانها الصادق استملي، فهي التي تملي علينا من جميل ترجمته الطيبة الأحدوثة، الناصعة بياض المخبر، الحاضرة الأثر والعين، ما يقضي به الحق وتشهد به عدول المحاسن، ويزكيه قسطاس التاريخ العدل. لست أنظر من مرآة محاسنه الصقيلة من خصوص جهته الشخصية المحبوبة

حتى يتبسم له قلمي عن شعر الملاطفة والمحاباة، كلا وربك، تلك شنشنة لم أعرفها من اخزم، وذلك مهيع لم من أبناء العفة، فكيف لقلم مثلي بمواساة من أغنته ثروة مجده الطائلة عن مواساة أقلام الكاتبين! أم كيف لصرير قلمي أن يصل إلى منافذ ذلك العقل الكبير وقد ملأها صوت ضمير النزاهة روعة وجلالا، وصد رنين الحق حاسته السمعية عن سماع نداء الاستمالة والاستهواء بتمويهات القول الكاذب وتنويهات الفضل المزعوم! إن أول مايتراءى من بين أشباح أغنياء الشرف المطل على مستوى العلماء الدينيين من نوافذ الاستطلاع شبح مولانا الأستاذ الإمام يتراءى طودا راسخا على قوائم الجد العملي، وقد كسته يد طبيعة السعد الجميل والبخت الميمون حلة الازدهاء والازدهار. 1 - بدايته ومشيخته ورحلاته: ربي في كنف والده المحترم، وزاويتهم المكتظة على الدوام برجال العلم والدين والأدب من الوطنيين والأفاقيين، وأول ماحبب الله إليه من العلوم علم الحديث والسيرة النبوية بسبب حضوره دروس والده المفضال فيهما. وأول كتاب حضر عليه فيها الشمائل بشرح المناوي: *فصادف قلبا خاليا فتمكنا* ... فاتخذ الكتاب المذكور هجيراه حتى كاد يحفظه، ثم أخذ في حضور دروس العلم على أعلام فاس: 1 - كخاله أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني: سمع عليه الكثير من كتب الحديث والفقه والتصوف والتاريخ والأنساب في مجالس خاصة، والهمزية بجامع الأقواس في الملأ العام، وأجازه عامة مروياته عام 1318. 2 - ووالده الشيخ الإمام: سمع عليه كثيرا من كتب الصحاح والسنن

والمساند والمعاجم والأجزاء والأوائل والمسلسلات وكتب التفسير، خصوصا الدر المنثور والبغوي وابن كثير والألوسي وكتب التصوف كالإحياء والقوت والعوارف والفتوحات والفصوص والعهود والمنن والإبريز، خصوصا كتب الطبقات والتراجم ودقائق طرائق القوم وكان خريتها المرحول إليه فيها تهذيبا وتكميلا، وهو عمدته واليه ينتسب وعنه يروي. 3 - وشقيقه أبي عبد الله محمد بن عبد الكبير الكتاني: حضر عليه في الصحيح والشفاء وسنن النسائي والمواهب والشمائل، وسمع عليه الكثير من الإحياء والفتوحات المكية والقوت وغيرها من كتب الحديث والتصوف، وأخذ عنه فلسفة التشريع وعلم الأخلاق والكلام وغير ذلك، ولازمه ملازمة الظل للشاخص عدة سنوات. 4 - وابن خاله أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني صاحب السلوة: حضر درسه في الصحيحين والموطأ وسنن أبي داوود والألفية والمختصر والمرشد وجمع الجوامع وغير ذلك، وسمع عليه كثيراً من المسلسلات والأوائل والفوائد. 5 - وأبي العباس أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري: سمع عليه جميع الشفا والطرفة بشرحها وحاشيتها عليه ومجالس من الصحيح والحكم العطائية وجملة صالحة من التلخيص. 6 - وأبي عبد الله محمد بن قاسم القادري: أخذ عنه الشمائل بشرح جسوس وحاشيته عليه والبردة بشرحها للأزهري وحاشيته عليه وجمع الجوامع والجرومية والشيخ الطيب على المرشد بحاشيته عليه. 7 - وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام قنون: حضر عليه في جمع الجوامع وعبادة المختصر بشرح الدردير، وغير هؤلاء من أعلام فاس.

وفي أثناء ذلك كان يتردد على بقية البقية من مسندي المغرب وشيوخ الرواية والعلو في السند. 8 - فأخذ عن قاضي مكناس أبي العباس أحمد بن الطالب بن سودة: سمع عليه بعض الصحيح بالحرم الإدريسي، ثم تردد إليه بداره بفاس عام 1318 وسمع عليه أوائل الصحيحين والشمائل وأجازه عامة مرورياته بخطه ولفظه. 9 - ومحدث فقهاء المغرب أبي عبد الله محمد الفضيل بن الفاطمي الإدريسي الزرهوني: سمع عليه الكثير من كتب السنة وبالخصوص شرحه الجامع على البخاري المسمى بالفجر الساطع، وسيدنا الأستاذ المترجم حفظه الله منفرد بروايته عنه الآن في الدنيا واجازه إجازة عامة بخطه ولفظه وذلك 6 جمادي الثانية عام 1318بزرهون. وكاتب بقية المسندين بالأقطار البعيدة والنائية في المشرق، أخذ عنهم بالمكاتبة: كمسند المدينة المنورة أبي الحسن عليّ بن ظاهر الحنفي أجازه مكاتبة عام. 132. وعالم المدينة المنورة أبي العباس أحمد بن إسماعيل البرزنجي أجازه مكاتبة عام. 1319 ثم رحل بنفسه للعدوتين عام 1319 فاستجاز فيها القاضي العدل أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي وغيره. ثم رحل عام 1321 إلى مراكش فأخذ في طريقه إليها وأخذ عنه وحصل له فيها إقبال عظيم، ناهيك أن الخليفة السلطاني في مراكش إذ ذاك المولى عبد الحفيظ بن الحسن أخذ عنه واستجازه فأجازه وألف باسمه فهرساً سماه المنهج المنتخب المستحسن فيما أسندناه لسعادة مولاي عبد الحفيظ بن السلطان مولاي الحسن.

وفي عام 1323 رحل للحجاز فدخل مصر وأدرك بقية المسندين بتلك الديار، خصوصاً شيخ الإسلام عبد الرحمن الشربيني، وشيخ المالكية سليم البشري، والشهاب أحمد الرفاعي، والشيخ حسين الطرابلسي الحنفي، والشيخ عبد الله البنا بالاسكندرية، فأجازوه بما لهم في المعقول والمنقول. ثم دخل الحجاز فألقى به عصا التسيار وأخذ عن بقية من وجد هناك من المعمرين، كالسيد حسين الحبشي الباعلوي المكي، وهو اعظم من لقي في الحجاز، جلالة في النفوس، ووقعاً في القلوب، وسعة رواية، ومحدث الحجاز الشيخ فالح الظاهري، وأديب الحجاز الشيخ عبد الجليل برادة المدني، والشهاب البرزنجي المدني، والشيخ خليل الخربطلي المدني الحنفي، وعالم مكة الشيخ حسب الله المكي الشافعي، والشهاب أحمد الحضراوي الشافعي المكي وغيرهم من حجيج الآفاق الذين وردوا تلك السنة من الهند واليمن وغيره من بلاد الله شرقاًوغرباً. وفي مكة صادف صاحبه الشيخ أحمد أبا الخير المكي الهندي مسند الشرق فتصافحا وتصاحبا وتدبجا فوافق شن طبقة وحمل كل منهما عن الآخر علماً جماً. ثم دخل الشام فأدرك به بقية البقية من رجال الدور الأول، خصوصاً الشيخ عبد الله السكري الركابي بدمشق، وهو أعظم مسند وجده في تلك الديار وأفخر، والشيخ سعيد الحبال، والشيخ أبا النصر الخطيب، والشيخ محمد أمين البيطار وأمثالهم، فرجع إلى المغرب حاملاً راية التحديث والرواية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومجموعة إجازاته من شيوخه في مجلد ضخم. وقد درس في الحرم المدني جميع شمائل الترمذي ومقدمة صحيح مسلم ودرس سنن النسائي في ضريحه بالرملة من فلسطين، والفتوحات المكية في ضريح الإمام الحاتمي بدمشق، والموطأ في ضريح الإمام مالك بالبقيع، وكتاب

الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا في بيت المقدس، وفي يوم ختمه لشمائل الترمذي أنشد فيه عالم المدينة المنورة الآن الشيخ أبو عبد الله محمد العمري الجزائري المالكي قوله: حللت حلول الغيث في البلد المحل ... إمام غياث الخلق بالرحب والسهل وأحببت عبد الحي آثار من مضى ... من السلف الأخيار في القول والفعل وشنفت آذاناً بذكر شمائل ... لخاتم رسل الله ذي المنطق الفصل وأبديت من غر الفوائد جملة ... بها خلصت كل النفوس من الجهل وصارت مثالا يحتذى لمدرس ... ونور هدى للطالبين إلى الفضل فلا زلتم سفن النجاة لأمة ... تقلبها الآفات علوا الى سفل ولا زال في الإسلام منكم دعائم ... بني المصطفى أهل الديانة والعدل وقد خضع له في الشرق رقاب، وأذعن له فحول لا يقعقع لهم بالشنان، أخذوا عنه واستجازوه إذ ذاك مع صغر سنه، ولأسانيده روجان عظيم في تلك الديار واعتبار كبير، لحد أنهم يحتجون بما يرويه أو ينقله في دروسهم وتصانيفهم إلى الآن. ووقع له من الإقبال في دمشق الشام ما أمست الركبان تتحدث به، وما زالت الألسن رطبة طيبة بذكر دروسه في المسجد الأموي يوم الجمعة، وقد أنشد الأديب المصقع الشيخ أبو الخير الطباع الدمشقي في الملأ العام من الذين خرجوا لتوديعه في محطة دمشق قوله مودعاً ومؤرخاً: قد أشرقت جلق واحتلها الظفر ... مذ حل فيها لعمري ذلك القمر بدر الكمال وشمس العارفين سنا ... وفرقد العلم من ألفاظه الدرر تاج الشريعة (عبد الحي) سيدنا ... جعفي ذا العصر منه الدر ينتثر وحين حل دمشقا قلت أرخ ألا ... أمست بكوكب عبد الحي تزدهر

وفي عام 1339 رحل إلى الجزائر وتونس والقيروان، فعرف في تلك الديار المأهولة بأهل العلم والإنصاف مقامه وفضله، وما زال تذكار أثر تلك الرحلة الواسعة تردده الأفواه، ودروسه وأماليه مرموقة بعين الحفظ والاهتمام. وقرأ بالقيروان الرسالة والنوادر في ضريح مؤلفهما ابن أبي زيد، والملخص في ضريح مؤلفه القابسي، والمدونة في ضريح مؤلفها سحنون. 2 - ثناء الكبار عليه واعترافهم بمحضيلته: ناهيك في هذا الباب بتحلية شيخ الإسلام عبد الرحمن الشربيني له في تقريظه على رسالته الرحمة المرسلة المطبوع معها بمصر عام 1323 بحافظ المغرب، وناهيك بها من مثله على بخله بالحلي ومزيد تثبته، وكثيراً ما ينقل عالم الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي في تأليفه في الفونغراف (1) واصفاً له بالحافظ. وكذا وصفه شيخ المالكية بالأزهر الشيخ سليم البشري في إجازة له بالحافظ الضابط الثقة المتفنن. وكذا وصفه عالم مراكش وزعيم علمائها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي عام 132. بالعالم الحافظ اللافظ. وأنشد فيه: أمين على ما استودع الله قلبه ... فإن قال قولاً كان فيه مصدقاً وقال عنه بو صيري العصر وحسانه الشيخ أبو المحاسن النبهاني في وصاية به لمفتي يافا الشيخ أبي المواهب الدجاني جاء فيها: وهو (أي المترجم) يسمع بكم وبفضلكم ويعرف ترجمة أبيكم معرفة جيدة لا تقل عن معرفتنا به لأنه من أنجب أهل العصر، ولو قال لفظ (من) هنا زائدة لا يستبعد. وقال فيه أيضاً الشيخ النبهاني في كتابه أسباب التأليف من هذا العبد

_ (1) أنظر هذه الرسالة (ط 1324) ص: 40.،. 42.

الضعيف (1) : " وهو بالاختصار رجل كثير الفضل والأدب، عارف بالحديث والعلوم النافعة، نير الباطن والظاهر، جميل الصورة والسيرة، في سن إحدى وعشرين لكنه أعطي من الفضل والكمال والقبول والإقبال ما لم يعطه كثير من المعمرين وهو في ازدياد بفضل الله ببركة جده الأعظم صلى الله عليه وسلم ". وقال أيضاً في كتاب جامع كرامات الأولياء (2) " ومن نظر إلى معارفه مع ما كساه الله من حلل المهابة والوقار، مع كمال حليته وفصاحة لسانه وقوة محفوظاته ووفرة عقله ودقة نظره وحدة فهمه، يتعجب من حصول ذلك مع هذه السن، ولكن الله يهب من يشاء ما يشاء ولاسيما آل البيت " وكتب عالم المدينة المنورة الشهاب البرزنجي في إجازته له عام 1319 محليا له بقوله: " الأوفر من التحقيق، وحاز الحكم الأنور من التدقيق، ورفل من فنون العلم في ثوب فضفاض، وأخرس كل مجادل بلسان نضناض، بما حواه من ضياء مدارك التقى، من سني مسالك الهدى، وفرع مجده الباذخ كل مجد طريف وتليد، وقرع جده الشامخ كل ماجد وشريف ". وكتب مسند الشرق الشيخ أحمد أبو الخير المكي الهندي في إجازته له: " من علت همته في طلب هذا الشأن، السابق فرسه في هذا الميدان، من بين الأماثل والأقران، الغني بما منحه الله من الشرف والشهرة عن الإطراء في المدح والوصف والبيان، العلامة المسند للرحلة، العلم المفرد الذي لم تر عيني نظيرا له ولا ثاني ".

_ (1) انظر ج 4 ص 473. (2) جامع كرامات الأولياء 1: 239.

وكتب الشيخ أحمد أبو الخير مكتوبا لشيخه مسند عصره القاضي حسين السبعي الأنصاري يستدعي فيه الإجازة للمترجم قال فيه: " وفد إلى مكة في هذا العام رجل من فضلاء الغرب وصلحائه، عالم مدينة فاس ومحدثها وابن محدثها، شيخنا وسيدنا العلامة المحدث المسند السيد محمد عبد الحي الكتاني الحسني، وقد أخذ المذكور كما يظهر من مسودة معجمه، وله ولع واشتغال بالحديث أخذاً وأداء، بل وعملاً به ووقوفاً وإحاطة على أسماء العصر ومسنديهم خصوصاً على اسمكم الشريف، وقد هرعت إليه أهل مكة قاطبة فسمعوا منه حديث الأولية وأستجازوه، ومن جملتهم الحقير خويدمكم ... "، وهي بتاريخ. 1323 وناهيك بهذا من مثله مع تطوافه في الشرق وسبره أعلام الهند واليمن والحجاز وغيره. وكتب له سنة 1325 في مسألة حديثه إلى أن قال فيها: " مع اعتقادي بأنكم أحفظ أهل العصر ". وقال الأستاذ الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي فيه من قصيدة طنانة: لله در فتى أحيا معالمه ... فحيث سار يرى للعلم تابعه غدا مثال الهدى والمكرمات فمن ... يقفوه في هديه فالله نافعه مثل الإمام المفدى اليبد الحسني ال ... كتاني من في المعالي ضاء لامعه محمد وهو عبد الحي بدر تقى ... سليل مجد كبير الصيت ذائعه لم أنس لما بدا في الشام كوكبه ... وآنس الكل والإقبال تابعه لله أوقات أنس في زيارته ... لنا وما قد صفت منها مجامعه وسعينا لجلا مرآه في نزه ... يضوع عن عرفها الفواح ضائعه وكتب عالم الجزائر الشيخ محمد بن عبد الرحمن البو سعادي الهاملي في

تحليته حفظه الله ومتع الإسلام بوجوده: " مجدد رسوم الحديثية، ومحيي دارس الآثار المصطفية بالمغربين، بل حافظ الخافقين، المشرق نوره بالمشرقين، بلا مرية ولا مين " كتب له ذلك سنة 1328، ولقبه الشيخ المذكور بعد اجتماعه به وحضوره درسه في زاوية الهامل ب " لسان السنة ". وكتب له أستاذ أفريقيا ومسندها الشيخ المكي بن عزوز أول تأليفه عمدة الإثبات " وبعد فإن أنزر العلوم في هذا الزمان علم الحديث ومعالم السنن، مع كونها أرفعها وأنفعها وأشرفها، فبينما أنا آسف وباك، وإلى الله المستعان شاك، إذ جاءت الركبان، والبريد من أقاصي البلدان، بأخبار تنعش الروح، وتداوي القلب المجروح، بإحياء السنن وإفاضة المنن، من منابع عرفانية، ومطالع ربانية، من صفوة العصر زينة المغرب، السادات الكتانية، وتواترت الأخبار، وانتشرت الآثار، فحمدنا الله على وجود الطائفة القائمة بأمر الله، الداعية إلى الله، الهادية على بصيرة إلى منهج رسول الله، ومن رجالها الكاملين، وأطوادها الراسخين، حضرة العلامة المكين، ذي الفهم المتين، والنصح المبين، أبي عبد الله سيدي محمد عبد الحي " إلى أن قال: " لأنه من أيمة هذه الصناعة، ومن الداعين إلى التعلق والتخلق والتحقق بالأنفاس النبوية والمكارم الأثرية، فهو ممن يقول ويفعل، لاكمن يأخذ ويعطي الإجازة ويدرس الصحيحين ولا يقتدي بما فيهما، ولا يعتمد على إفادتهما استغناء بأوهام الآراء وعصارة الأذهان " ... وقال الأستاذ ابن عزوز المذكور في طالعة مكتوب له: " إمام الحفاظ والمسندين، وقبلة آمال المحبين للسنة والدين، الغني عن التمجيدات، وإشهار ماله من معالي الصفات " ... وقال أيضا بعد وقوفه على كتابه البحر المتلاطم: " لقد أدهشتني حتى كدت أدوخ بين تعجب وحمد، وشكر لله واستعظام لشأن المؤلف، وإكبار

لتلك النباهة وحسن التطبيق ورعاية قواعد البلاغة في التراكيب، وغير ذلك مما لا يكاد يجتمع في إنسان واحد. وكنت لما ألفت كتابي السيف الرباني، وعرضته على نظار جامع الزيتونة ليأذنوا بطبعه، وأعلمهم وأدقهم نظرا شيخنا سيدي عمر بن الشيخ، ولا يخشى إلا منه، فبعد إطلاعه عليه قال لي: أقول لك كلمة باليمين لئلا تظن أنها مجاملة ظاهرة، ما ظننت أنه يوجد على وجه الأرض من يؤلف مثل هذا الكتاب، فهذه الكلمة جنابكم أحق بها ورب الكعبة، أين السيف الرباني من البحر المتلاطم الأمواج ... ". وقال في رسالة له أخرى: " لكم عليّ فضل عظيم، ونعمة طوقتمونا بها، وهي أنكم بهذا الكتاب أدبتمونا، وكسرتم شوكة إعجابي بنفسي، وعرفتموني قدري، وأوقفتموني عند حدي، بلسان الحال لا بلسان المقال، كانت نفسي الخبيئة تظن أن ليس في غالب المعمور من يحس التآليف مثلها، وأظن لو سئلت قبل كتابكم هذا: هل تعلم من يطلع على مخبآت الكتب وذخائر الدفاتر، وينقب في كل فن، ويصنف بانسجام وتنظيم رائق، ويطبق القواعد على موضوعاتها مثلك لقلت: لا، ولو في قلبي، فقد أبرز الله لي ما يكذب النفس الأمارة بالسوء، وعرفها أن في الزوايا خفايا، وفي الرجال بقايا، وأن أولئك السادات الكتانيين هم الطائفة القائمة بأمر الله ورسوله، هم العلماء بالله ورسوله وبالدين، هم المعانون من الله في أوقاتهم وكتبهم، هؤلاء الذين كلامهم أشد وقعا على المبتدعة من مواقع المترليوز، لا المكي ابن عزوز، ولكن أحمد الله حيث وعظني الله بك وأنت شاب، وأنا اشتعلت لحيتي شيبا أو كادت، بل سررت بأنك تبقى في المستقبل إن شاء الله عشرات السنين، لتنفع المسلمين، وتنصر الدين وأنت أهل لذلك ... ". وقال شامة العصر الشيخ أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني صاحب السلوة في تأليفه الكبير في البيت الكتاني بعدما ترجم لوالد الأستاذ ما نصه: " وخلف

رضي الله عنه ولده الشهير المحدث الكبير العلامة الماهر التاريخي النسابة الباهر، ذا التآليف الكثيرة والفوائد الغزيرة والنكات العجيبة والاستنباطات تالغريبة، أبا عبد الله مولانا محمد عبد الحي، أخذ عن والده وأخيه وعن غيرهما من الشيوخ، واستجاز عددا كثيرا من الأكابر وأهل الرسوخ. وحج البيت الحرام، وحصلت له شهرة كبيرة بمصر والحجاز والشام، واستجاز هناك واستفاد، كما انه حدث وأجاز وأفاد، وهو حي لهذا العهد ". ومجموعة ما مدح به من القصائد والتقاريض على تآليفه من أدباء الشرق والغرب تخرج في مجلدات، كما أن مخاطبات الملوك له وكبار رجال العلم والدين والسياسة والحكومة تخرج أيضاً في مجلدات. 1 - معلوماته وما يغلب عليه الخوض فيه من أبواب العلم: يعرف الحديث معرفة كبرى جرحاً وتعديلاً، واضطراباً وتعليلاً، صحة وسقماً. أجمع المخالف والموافق ممن يعتد به على أنه حافظ العصر ومحدث الزمان، نشر من علوم الحديث تدريساً وتصنيفاً وتشجيعاً وتعليقاً ما عجز عنه غيره، وتصانيفه في ذلك منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها، محتج بها معول عليها من أساطين العلم في المشرق والمغرب، وجمع حفظه الله من كتب هذا الباب ما لم يجمع في مكتبة الآن بالمشرق والمغرب، وتم له سماع وإسماع الكتب الستة وكثير من المساند والمعاجم والأجزاء والمشيخات والإثبات مراراً، أما العالي والنازل ومعرفة الطبقات والطباق فحدث عن البحر ولا حرج. يعرف التاريخ الإسلامي وفلسفته معرفة جيدة، بل هو فيه فارس الرهان وسابق الميدان وحامل الراية.

يعرف أنساب العرب والبربر معرفة لا يعرف لأحد من معاصريه فيها مجار بل ولا مقارب، وأنساب بني هاشم بالخصوص، والأدارسة بنوع أخص، وقد جمع من كتب هذا الفن أيضا وسجلاته العجب العجاب. يستحضر طبقات العلماء ويورد سيرهم إيرادا لا يطمع في مجاراته فيه طامع، ويحفظ الوفيات والولادات والمطاعن والملامح حفظا يسترعي عيون المصيخين، ويستدعي الإعجاب الكبير، لا فرق في محفوظاته الكثيرة الواسعة ومعلوماته الجليلة وأحاديثه عن الغابر والغابرين بين المشرقي والمغربي، والعربي والعجمي، ولابين القديم والحديث، حتى إذا سمعه المكي والمدني يتكلم عن سير الحجازيين والشامي في أخبار الشاميين والمصري في المصريين والهندي في الهنديين واليمني في اليمنيين وخطوطهم وأنسابهم وأسانيدهم وكتبهم ووقائعهم ونوادرهم وكل ما يمكن أن يطلع عليه من الأحوال والماجربات والشئون، قطع أهل كل إقليم بأنه في إقليمهم تربى وبين ظهرانيهم عاش. لذلك كلما هم مؤرخ من مؤرخي العصر في جهة من الجهات بالتصنيف والجمع لأخبار جهة لم يجد صمدا يصمد إليه ولا عدة وعمدة يتخذها سوى الأستاذ حفظه الله. واسأل الأساتذة الكاتبين (ابن عليّ) في تاريخه لسلا و (ابن إبراهيم) في تاريخه لمراكش و (بوجندار) في تاريخه للرباط و (ابن زيدان) في تاريخه لمكناس و (سكيرجا) في تاريخه لطنجة، تعرف الحقيقة الناطقة بصحة حديثنا الصادق عن قيمة الرجل العالمية العظيمة بين أهل الوسط الذي يعيش فيه. أضف الى هؤلاء غيرهم من دكاترة الأمم الإفرنجية - ورجالات العالم الغربي ك (دوكاستري) في تاريخه للدولة السعدية و (ليفي بروفنسال) في أصول التاريخ المغربي وغيرهم من جهابذة البحث وفطاحلة النقد. يعرف علاوة عن ذلك فلسفة التاريخ معرفة واسعة خصوصا التاريخ الإسلامي وبالخصوص فيما يرجع لبلاده ودولها وحوادثها وما جرياتها.

ويعرف في الأصول معرفة لا تقل عن سابقاتها، بحيث يحسن تطبيق الأصول على الفروع، خصوصاً في دروسه الحديثية ومؤلفاته الفقهية، وإليه في فلسفة التشريع المرجع والمنتهى، لا يستلذ سماع حكم التكاليف الشرعية والأوامر الإلهية ونظامات الإسلام من غيره. ويعرف التصوف الإسلامي النقي الذي في دار سلفه الصالح باض وفرخ المعرفة الباهظة، يحسن الكلام فيه ويستحضر مشكلات الفتوحات المكية وأمثالها والأجوبة عنها، ويحسن تقريرها على البديهة. وتطبيق مشارب أهلها على مبادئ الكتاب والسنة. اعترف له بذلك رجال الطريق من كل فريق، وإليه انتهت رياستهم اليوم فلا متكلم أمامه ولا متقدم وهو رافع منار الطريق اليوم فلا متكلم أمامه ولا متقدم وهو رافع منار الطريق اليوم لأهلها الذاب عنها في السر والجهر لدى من جهلها. ويعرف السياسة الحاضرة خصوصاً الشرقية معرفة جعلته ممن يشار إليهم فيها بالبنان وقد اعترف له الساسة من الإفرنج بذلك. 4 - أخلاقه ونعوته: سيدنا الشيخ المترجم أكبر ساع ومدير لدوالب عاطفة الاتحاد بين مختلفي أرباب الطرائق والمبادئ والغايات، دمث الأخلاق لين العريكة صادق اللهجة والحديث، طاهر الخيم جميل الشيم، حسن الضريبة، يعجبك مخبره، ويدهشك منظره، وتروقك أحاديثه الخلابة وابتساماته العذبه، فتطمعك وتمنيك، ولكن سرعان مايبدهك بلسان شهامته الدينية، ويبهتك بنظراته الجديه، واسع الصدر صبور على الجفوة، فاتح للباب على مصراعيه للوارد والزائر، سعى غاية السعي في تعليم أمم البربر أحكام الإسلام ومميزاته يخرج لهم بنفسه لا يبالي في ذلك بالزاري ولا القالي، فعرفوه وأحبوه، فانتشرت فيهم المساجد وكثر قراء القرآن وطلاب العلم والدين، ساع لتمكين

العقيدة السلفية منهم وإيثار الأوراد النبوية المأثورة على غيرها، مخفف الوطأة غلو الاعتقاد منهم، وتدريسه في أسفاره أكثر منه في حضره، فقل موطن حل فيه في المشرق والمغرب ألا ودرس فيه وأملى وأفاد وأبدا وأعاد، شغفه بالدراسة والمطالعة فوق كل شغف وعاطفة، قوي الحافظة فصيح التعبير سيال القلم، لم نر ولم نسمع في زماننا هذا بمثل شغفه بالمطالعة، لا يملها وإن ملته. هي أول أعماله صباحاً وآخرها مساء، لا ينام إلا غلبة وكراسته في يده الشريفة. وبالجملة فالأستاذ كبير في عقله، كبير في علمه، كبير في عمله، قد زاده الله بسطة في العلم والجسم والقدر والشأن، فهو الشامة البيضاء اليوم في جسم الإسلام، والغرة الوضاحة في جبين العصر، والإكليل المنضد على هامة الدهر، راوية العلم وخزانة الآداب وبحر المعارف، وشمس الذكاء والنبل، وهو الرجل علماً وعملاً، الصحيح ديناً القوي أملا، وهنا أتمثل بقول الشاعر الكريم: مدح العظيم عظيم المدح لو قدرت ... مني السجايا عليه كنت مبديه فما بدا لي منه ليس يقنعني ... وما يقنعني عجزت أبديه فرب مدح عظيم كان عجزك عن ... إبدائه هو عين المدح تبديه 5 - مكتبته: جمع مكتبة سرت بحديثها الركبان من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب بهمته العالية وولوعه العجيب في هذا الباب، وخدمه السعد في ذلك أكبر الخدمات وأجملها. رتبها ونظمها ترتيباً عصرياً على الفنون والعلوم، مازال نهماً في تكثير فروعها وأقسامها، شرهاً لتكثير أعدادها، فعلائقه مع الكتبيين في مشارق الأرض ومغاربها وافرة، ولم ير قط في سوق من أسواق البلاد التي

يسكنها أو يدخلها إلا في دكاكين الكتبية، وأول وآخر من يلقاه صباحاً مساء باعة الكتب في حضره وسفره، وقد حازت مكتبته أكبر شهرة في العالم الإسلامي والغربي، واحتاج إليها العلماء والأدباء والكتاب ورجال الدولة. وقد كانت جريدة السعادة نشرت عنها مقالات متتابعة بقلم المؤرخ الرباطي الشهير السيد محمد أبي جندار رحمه الله. ومن اهتمامه بالكتب انه لم يقبل وظيفاً عرض عليه في عمره غير تكليفه بمكتبة القرويين، ومن أكبر ما يحمله على الأسفار واتباع الرحلات تطلب الكتب. 6 - جهوده الإصلاحية ومباديه وآماله: كان سيدنا الأستاذ المترجم بعد رجوعه من الشرق عام1323 أول من فكر في وجوب إصلاح حالة البلاد إدارياً وعلمياً واقتصادياً وسياسياً، ولذلك لما قام المولى عبد الحفيظ باسم الدين والإصلاح كان هو أول من شايعه وتشيع له، وكاتبه من فاس وألف رسالته المعروفة بالمفاكهة التي طبعت مراراً وترجمت لعدة لغات، وكانت من أقوى الأسباب في نداء الشعب المغربي به سلطاناً على البلاد، وقد انتقد في مفاكهته المذكورة دوائر أبواب الحكومة كلها من حربية وخارجية وداخلية وغيرها. فهو أول مغربي خط قلمه وتجاسر وتجاهر بوجوب الإصلاح الإداري في البلاد وانتقد سلوكها وكتب في الموضوع عدة لوائح تخرج في مجلدات. ولما استقر المولى المذكور على أريكة الملك لم يظهر بكل ما كان يؤمله منه فعلم أن البرق خلب والسحابة صيفية، ومع ذلك لم ييأس فأعاد للسلطان المذكور كتب لائحة إصلاحية أنذره فيها بما آلت إليه الحالة بعد، فصادف منه الأذن الصماء. وما زال الأستاذ يعالج من الزمان وطوارقه حتى جرت محنتهم المشهورة

ووقعتهم المأسوف عليها من الجنة والناس، فكانت الضربة القاضية التي قضت على كل مفكر بالانزواء والتدثر بدثار الموت المعنوي، حيث أن البلاد طولها والعرض لم تتصور الداء حتى تطلب له دواء، فبقي الحال على ذلك إلى أن جاء دور الاحتلال. ولما أفرج عن سيدنا المترجم وزواياهم وبعض البعض من كتبهم انقطع للتدريس بالقرويين، وشرع يجاهد جهاده المعروف في مسألة إصلاح القرويين ومكتبتها، سعى في ذلك سعيه المتواتر، وطرق أبواب الحكومة مرات، ونشرت عنه جريدة السعادة مقابلة للمرشال اليوطي عام1331 ومحادثته في الموضوع، فكان من نتيجته تكوين المجلس العلمي، وإصدار الأمر بإصلاح حال مكتبة القرويين التي كانت مبعثرة ينخر في البقية الموجودة منها السوس، عدا عن يد الإنسان التي ما كانت أبقت إلا ما يصلح لمن ذكر، وسرعان ما قام منافسوه في معاكسة القضية الإصلاحية، وحيث أن اليد لا تكف وحدها وكل شيء بإبانه، فإذا جاء الإبان تجيء. نعم يحب المترجم كل إصلاح وترق ينبني على أساسين: أساس الدين وأساس القومية المغربية وشعارها، فهو يحب الإصلاح والترقي الذي يقوده الدين وتعاليمه، ويرغب في التقدم الذي من غاياته دوام اعتبار القومية العربية المغربية وشعارها، ولا يحب الإصلاح الهادم لانقاض هذين الأساسين، ويود أن لا يكون حظ المصلح التمندل بمن سلف، والقضاء على كل قديم، والأخذ بكل جديد، بل يرى أن عقل المرء المؤمن ميزانه، فعليه أن يزن كل جديد وقديم بميزان الدين والقومية والمصلحة العامة، التي يعتبرها مصلحة عامة كل سليم الفطرة صحيح الإيمان غيور على البلاد عرف تاريخها ودينها وتقاليدها، ولا يرى أن نترك كل ماعلمناه من قبل لمقال في كتيب رمت لنا به مصر على علاته، لأنه جاء من مصر، ولأن عليه صورة جامعه، فهذا

موقف المذبذبين الذين يلعب بهم كل ريح، ويستهويهم كل وارد، فيعتنق ما طلق اليوم. ويعبد غد الغد ما كان يكفر به البارحة. ورأيه في الطرق الصوفية وجوب إصلاحها تدريجاً، والسعي في تربية من يرأسها تربية علمية دينية لا القضاء عليها، فإنها الرابطة الوحيدة بين كثير من المتدينين اليوم، وهي الماسكة اليوم أزمة أغلب مظاهر الإسلام، وحجاج بيت الله الحرام، وزوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فالساعي في قطع دابر هؤلاء ساع تحت ستار الخفاء لقطع جرثومة الإسلام والحط من كرامة النبي عليه السلام. ولو أن كل عضو من جسد مرض آثرنا قطعه على إصلاحه وعلاجه لخلا الكون من النوع الإنساني، وسادت السباع والذئاب العاوية على البسيطة، ولا يرى هذا الصخب المقام نحو رجال الدين والطرق، وأفعال بعض المتمسكين بها خاصة، وغض الطرف عن منكرات بقية الهيئات والجمعيات والمشارع التي هي محل الرأس من جسد الأمة إلا مقدمة من مقدمات التبشير، وآلة عظمى من مقومات التدمير، ولا يرى أن نهدم كل شيء من آثار قديمنا لأنه قديم، ونندمج في تيار الجديد وأهله من كل وجهة وباب لأنه جديد، من غير تمحيص ولا اختبار. لذلك هو حفظه الله أول من يتلمذ لكل صالح مصلح إصلاحاً صالحاً بالبلاد مرتكزاً على الدين والقومية المغربية، أما لغيره فهو ممن لا تعمل فيهم تيارات هاته الأبخرة، ولا تهزهم هذه الرياح والزلازل. فهو الجبل الثابت نحو صواعقها الذي لا تعمل فيه معامل الإفساد ولو بقي وحده. وأكبر شرف يتحدى به ويختص به عن أنداده عداوة الملحدين وسباب المفسدين ودحض المساوئ التي يلحقها ويلزقها به المتزلفون، وستعلم الأجيال المقبلة أحقية مباديه هذه وأصوبيتها فتشكره، فيشكرها الإنصاف وأهله، أو تكفر به فلا يكون

أول من كفرت نعمه وجحدت فضائله من الرجال العاملين، وعند عالم الخفيات حقائق الطويات والنيات. ونسأل الله أن يريد لهذه الأمة إصلاحاً عاجلاً، فإذا أراده خلق له رجالاً أول ما يعملون تحديد نقط الخلاف بين الأفكار المتعارضة، وفهم حقيقة المبادئ التي تظهر لأول وهلة أنها متباينة، وهي في الحقيقة واحدة، تحجبها عن الظهور والانجلاء الأغراض والعوارض التي تستر الحقائق الواضحة وتحجبها عن التجلي. وإذ ذاك لا يجد هذا الشعب المسكين ودعاة الإصلاح الحقيقي من أهله أوسع صدراً ولا أقوى نفوذاً ولا أدق إدراكاً ولا أبعد مدى ولا أقوى وأسعد بالإصلاح من المترجم الذي نراه شرقياً في مباديه وأطواره ومنازعه وآماله، وإن كان مغربي الجنس والاستيطان. وبالجملة فختام القول فيه ما أنشده في حقه مفتي فاس سابقاً العلامة الأديب أبو الفضل عباس بن أحمد التازي رحمه الله: لعبد الحي فضل ليس يخفى ... تضيء به الليالي المدلهمة يريد الحاسدون ليطفئوه ... ويأبى الله إلا أن يتمه 7 - مؤلفاته: 1 - رفع الاصر ودفع الضير عن إجماع الحافظ أبي بكر بن خير. 2 - تعليق على الهمزية غير كامل. 3 - تلخيص النفح المسكي في شيوخ أحمد المكي، بيضه في " منى السر الخفي الامتناني، في شرح الراتب الكتاني " صغير (والكبير في مجلد طبع بفاس عام 1325) .

4 - مفاكهة ذي النبل والإجادة، حضرة مدير السعادة (طبع بفاس مراراً وترجم لعدة لغات) . 5 - غاية الاستناد، في أغلاط إمداد ذوي الاستعداد، عنى فهرس الشيخ عبد القادر الكوهن. 6 - عقد الزبرجد، في أن من لغا فلا جمعة له مما نقب عنه من الأخبار فلم يوجد، في مجلد صغير. 7 - المخبر الفصيح عن أسرار غرامي صحيح. 8 - الإجازة الصغرى، وهي المطبوعة بمصر. 9 - مجالي الامتنان، فبما روى لنا بالتسلسل من سور القرآن. 10 - منية السائل، اختصار الشمائل (طبع بفاس) . 11 - أحسن المشارب، وأوضح المسالك المؤدية إلى أن الغزالي لم يعتنق قط مذهب مالك. 12 - الإسعاف بالإسعاد الرباني، في إجازة الشيخ النبهاني. 13 - ترجمة الشيخ محمد صالح البخاري الكبرى (في مجلد كبير) . 14 - عبير الند، في ترجمة سيدنا الجد. 15 - وسيلة الملهوف، إلى جده الرحيم العطوف (طبع بفاس) . 16 - استجلاب شفاعة الرسول، من جمع أربعين حديثاً من كلامه العذب المقبول. 17 - ما علق بالبال أيام الاعتقال (مجلدة وسطى) . 18 - الطوالع الفخرية، في السلاسل القادرية. 19 - الترجمة السياسية لشقيقه الشيخ الكتاني الشهير.

20 - المباحث الحسان المرفوعة إلى قاضي تلمسان. 21 - اليواقيت الثمينة، في الأحاديث القاضية بظهور سكة الحديد ووصولها إلى المدينة (طبع بالجزائر) . 22 - إتحاف الحفيد، بترجمة جده الصنديد، وهو قاضي فاس أبو حامد العربي الزرهوني دفين الصويرة. 23 - الوصل الميمون، بأخبار الشيخ عليّ بن ميمون. 24 - إنارة الأغوار والإنجاد بدليل معتقد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم من السبيل المعتاد (طبع بتونس) . 25 - الأجوبة النبعة عن الأسئلة الأربعة (مجلدة) . 26 - ختمة كتاب الأربعين النووية. 27 - شرح كتاب الأربعين، لم يكمل. 28 - تعليقة على جامع الترمذي. 29 - إتحاف الألباء بحكم الغسل على غسالة الكبراء. 30 - الاعتراضات والعراقيل، لمن يسمى ملك الموت عزرائيل. 31 - سلاسل البركات الموصولة بدلائل الخيرات. 32 - رسالة في الطريقة السبتية. 33 - أجوبة فقهية (تخرج في مجلد) . 34 - المعجم الأكبر (في مجلدات) . 35 - المسلسلات الكبرى (مجلدة) . 36 - ذيل العجلونية (كراسة) .

37 - أوائل في معارضتها. (كراسة) . 38 - تخريج ثلاثيات البخاري. 39 - الأربعون المسلسلة بالإشراف. 40 - رسالة حديث أكثر أهل الجنة البلة. 41 - أعلام فقهاء الحي بمن سمي قبلي بعبد الحي. 42 - الرحلة الحجازية (تخرج في عدة مجلدات وضاع معظمها) . 43 - رسالة سر محن الأكابر. 44 - رسالة من امتحن من الأكابر (أخرى مثلها) . 45 - رسالة تحقيق الخلاف في اسم يسر بن أرطأة. 46 - مولد شريف (وهو أول مؤلف لسيدنا الأستاذ في كراريس) . 47 - فهرسة الشيخ الشبيهي. 48 - فهرسة سيدنا الجد (كتبها باسم قاضي تلمسان سماها منية القاصد في بعض أسانيد الأستاذ الوالد) . 49 - ارتقاء الهمم العلية، إلى ما علق بالبال على حديث الأولية (كراسة كتبت إملاء) . 50 - رسالة حاء التحويل وكيفية النطق بها. 51 - رسالة في حديث أول الوقت رضوان الله. 52 - الأربعون حديثاً التي عزيت إلى كتب لم توجد فيها. 53 - نقد فهرس الشيخ فالح المدني. 54 - رسالة تحرير معنى حسن صحيح، الواقعة كثيراً في كلام الترمذي.

55 - المنافحات عن أسرار المتابعات. 56 - نفح العطر الذكي، من تلخيص فهرس الحضيكي والبابوركي. 57 - الاستهزاء بمن يزعم الشرف للشيخ أبي يعزى. 58 - أسانيد صحيح مسلم. 59 - أسانيد حصر الشارد. 60 - عدة مقالات سياسية (في كراريس) . 61 - نصيحة كتبها للسلطان المولى عبد الحفيظ. 62 - ختمة جامع الترمذي (أملاها بالقرويين يوم السبت 7 ذي الحجة سنة1328 بحضرة ملأ عظيم من طلبة أشياخه فمن دونهم) . 63 - الطالع السعيد إلى المهم من الأحاديث المسلسلة بيوم العيد. 64 - البحر المتلاطم الأمواج المذهب لما في سنة القبض من العتاد واللجاج (في مجلد ضخم) . 65 - البيان المعرب عن معاني بعض ما ورد في أهل اليمن والمغرب. (أصله سؤال ورد عليه من قاضي تلمسان الشيخ شعيب الجليلي، (طبع بفاس) . 66 - النور الساري على صحيح البخاري. 67 - إفادة النبيه لتيسير الاجتهاد ومن ادعاه أو ادعى فيه. 68 - رفع العناد عن الصور الخضب بالسواد. 69 - جزء فيما ورد من الأخبار النبوية عن أسباب استيلاء الإفرنج على بلاد الإسلام آخر الزمان. 70 - فهرسة باسم الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي قاضيها لهذا العصر (وهي من مقدار خمس كراريس فأزيد) .

71 - أعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد. 72 - ألذ المناهل فبما اشتهر من قال أنا عالم فهو جاهل. 73 - إرشاد المغفلين عن صحبة الصالحين. 74 - الإلمام ببعض أحاديث الحمام. 75 - إدامة المنفعة في الكلام على الأحاديث الأربعة. 76 - الإجازة إلى معرفة أحكام الإجازة. 77 - بيان الحق بلا مين في حكم القيام لأهل العلمين. 78 - بوارق النجوم في حديث أصحابي كالنجوم. 79 - البحث المحبوب عن أخبار الشيخ السنوسي نزيل جغبوب. 80 - تحقيق الحق عند الله في حديث دعاء يوم عرفة ما شاء الله. 81 - جلاء النقاب عن أحاديث الشهاب. 82 - الدلائل المشهودة لدى الناطق بالقاف المعقودة. 83 - الدرر المرفوعة عن حكم اللآلي المصنوعة. 84 - الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة (طبع بمصر) . 85 - الردع الوجيز لمن أبى أن يجيز. 86 - رد لهج الصبابة فيمن قبل يد المصطفى من الصحابة. 87 - الطلعة الزهراء في خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء. 88 - الطب الروحاني المحشو في أسانيدنا المجاز بها محمد بن المعطي العمراني. 89 - كوكب المجد الساري في ترجمة أبي عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري.

90 - كشف اللبس عن حديث وضع اليد على الرأس (طبع طنجة) . 91 - اللآلي الدرية في زبدة عقد اليواقيت الجوهرية. 92 - المورد الهائل على كتاب الشمائل. 93 - المسالك المتبوعة في الأحاديث الموضوعة. 94 - مواهب الرحمن في صحبة القاضي أبي محمد عبد الرحمن، يعني شمهروش. 95 - المحاسن الفاشية عن الآثار الشمهروشية. 96 - مجلي أسرار الفرقان في قوله سبحانه وإذا قرئ القرآن. 97 - المفاتيح لقراء المصابيح. 98 - مطية المجاز إلى من لنا في الحجاز أجاز. 99 - منح القدير في أسانيد والدي الشيخ عبد الكبير. 100 - مرقاة التخصيص في الكمالات المحمدية. 101 - العطايا الإلهامية على شرح القصيدة اللامية لابن فرح. 102 - غاية المنى والسول على قول ابن السبكي وأما المجهول. 103 - المقتضب، في حديث أحبوا العرب. 104 - الفيض الجاري على ثلاثيات البخاري (فهارس) . 105 - مجموع الأجوبة الحديثية. 106 - النجوم السوابق الأهلة، فيمن لقيته أو كتب لي من الأجلة، (ذكر فيها مائة شيخ مرتبة على حروف المعجم ألفها عام 1321) . 107 - استجلاب التحصن والرضى بحديث سيدنا عليّ الرضى.

108 - المظاهر السامية في النسبة الشريفة الكتانية (في مجلد كبير قرظه جماعة من الأعلام) . 109 - النبذة اليسيرة في تاريخ الدولة العلوية الشهيرة. 110 - تاريخ جامع القرويين. 111 - أداء الحق الفرض في الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض (في مجلدين) . 112 - الرحلة الجزائرية التونسية القيروانية (تخرج في مجلدين) . 113 - رسالة في تحقيق رفع نسب صنهاجة لحمير وإمكان دخول أفريقش الحميري لأفريقية. 114 - الاهتزاز لأطواد زاوية كرزاز (ألفه في وجدة) . 115 - فتح الملك الناصر لعبده الأمير محمد باي الناصر، وهو إجازة كتبها لملك تونس لما اجتمع به فيها. 116 - التراتيب الإدارية (في مجلدين) ، وهو الآن تحت الطبع والمجلد الأول منه مشرف على التمام) (1) . 117 - الإفادات والإنشادات وبعض ما تحملته من لطائف المحاضرات (الكبير ألفه ببلاد تادلة لما ضاع له الأول) . 118 - جزء في المبشرات النبوية التي رويت له بالمسند المتصل ألفه ببلاد تادلة ودمنات. 119 - اختصار كتاب الدلالات السمعية للخزاعي التلمساني في نحو أربع كراريس. 120 - اختصار كتاب العواصم والقواصم لابن العربي المعافري والتعليق عليه.

_ (1) طبع في مجلدين سنة 1946.

121 - تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة (مجلد صغير) . 122 - رسالة في علاقة ملوك المغرب بشيوخ الزوايا وما كانوا يندبونهم إلبه من خدمة الصالح العام. 123 - إجازات لو جمعت لخرجت في عدة مجلدات. 124 - تلخيص صلة الخلف للرداني. 125 - اختصار الفتح الوهبي في مناقب أبي حامد العربي، هو ابن المعطي الشرقي. 126 - بيوتات درن وزواياه ورجاله (يخرج في مجلدات) . 127 - رسالة في رئاسة الطريقة الكتانية ومؤسسها وما له بذلك علاقة. 128 - التنويه والإشادة بنسخة ورواية ابن سعادة من صحيح البخاري. 129 - رسالة في إثبات التدوين والجمع لأهل القرن الأول الهجري من الصحابة والتابعين (وهي الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر المستشرقين الذي انعقد بالمدرسة العليا من الرباط عام 1346) . 130 - فهرس الفهارس وهو هذا الكتاب العظيم الشأن الذي ينبئ أولاً عن سعة وكثرة مؤلفات علماء الإسلام في شوارد أبواب التاريخ الإسلامي، لأن باب الفهارس باب قليل الطروق. ومع ذلك جمع في الفهرس المذكور ذلك العدد العديد. الهائل وهو ما يقرب من ثلاثة عشر مائة فهرس، ويدل ثانياً على سعة اطلاع الأستاذ المؤلف اطلاعاً فاق فيه كثيراً ممن غبر فضلاً عمن حضر، فإن صاحب كشف الظنون إذا تتبعه المتتبع لم يجد فيه من أسماء الفهارس والإثبات ولا عشر معشار ربع هذا العدد، مع أن صاحب الكشف جمع فأوعى وانتفع بمكاتب الآستانة التي كانت أوسع في زمانه وأغنى مكاتب العالم الإسلامي، ومن هنا يظهر لك الفرق. ومما يستغرب ذكره أن محمد

لطفي جمعة المصري صاحب تاريخ فلاسفة الإسلام، قال فيه (1) : " قد انفرد ابن خلدون بين مؤلفي العرب باتخاذ يوميات أو مذكرات شخصية يدونها يوماً فيوماً (أجندة) وأطلق عليها اسم التعريف بابن خلدون وفيها ترجمته ونسبه وتاريخ أسلافه وشرح في خلالها ماعاناه في حياته، ويتخلل ذلك مراسلات وقصائد نظمها في بعض الأحوال، وكثيراً مما أصابه في دهره " الخ ... كلامه مع أن هذا معنى الفهرسة عند المتقدمين وتلك المواضع التي تطرق فيها، فالفهرسة عبارة عن الكتاب الذي يجمع أحوال المفهرس ووقعاته الدهرية وما صدر عنه من رواية وتصنيف وقصيد. وهذا كيف يدعي تفرد ابن خلدون به دون مؤلفي العرب وقد جاء هذا الكتاب فهرس الفهارس قاموساً جامعاً لتراجم المؤلفين في السنة من أواسط القرن التاسع إلى الآن وقبلها، وذيلاً على طبقات الحفاظ لابن ناصر والسيوطي إلى الآن، فقلما تجد عالماً في الإسلام اشتغل بالحديث وعلومه اشتغالاً مفيداً ارتفع به ذكره إلا وتجد ترجمته فيه مبسوطة وفيه من التراجم ما لم يجمع قبل في ديوان. وبالجملة فإنه الكتاب الذي يجد فيه أهل كل إقليم تراجم أعلامهم ووفياتهم وولاداتهم وآثارهم، فلا عجب إذا زين الهندي به مكتبته، ورفع به السوداني منصته، كما يستفيد منه اليمني في رفيع مقامه، والمصري والشامي على عظيم مجده وهيامه. ففيه من تراجم الحجازيين: عليّ بن ظاهر. أحمد بن علوي جمل الليل. أمين رضوان. أبو ذر

_ (1) انظر صفحة 231 من الكتاب المذكور (المؤلف) . " قلت: وهذا القول يدل على أن لطفي جمعة لم ير كتاب التعريف بابن خلدون ".

الهروي، المنلا إبراهيم الكوراني، ولده أبو طاهر، عبد القادر الصديقي ابن الطيب الشرقي. الجمال المرشدي. عبد الله بن سالم البصري. سالم بن عبد الله البصري. حسن بن عليّ العجيمي. ابن عربي بناني المكي. أحمد النخلي المكي. أحمد بن عليّ الشناوي. أحمد القشاشي. التاج القلعي. تقي الدين الفاسي. تقي الدين بن فهد المكي. صالح الفلاني. عابد السندي الأنصاري. جار الله بن فهد. جمل الليل. الحضراوي. حسب الله المكي. فالح الظاهري المدني. ابن خليفة المدني. دحلان. رضى الطبري. محفوظ الترمسي المكي. زين العابدين بن جمال الليل المكتبي. ابن سليمان الكردي. قطب الدين العيني. شيخ الباعولي. محمد بن حميد الشرقي. ابن عقيلة المكي. عبد القادر ابن خليل كدك. جار الله بن فهد. ابن الأعرابي. عباس بن صديق. عبد الرحمن بن فهد. عبد الله سراج. عبد العزيز فهد. عثمان الدمياطي. عمر ابن عقيل المكي. عمر بن فهد. عمر بن عبد الرسول. عبد العزيز الزمزمي. محمد بن عليّ الطبري. محمد سعيد سفر. يس المرغني. يس الجبرتي. وغيرهم. وفيه من الأندلسيين: أحمد ألأزدي. أحمد بن طريف. أحمد الباجي. الغساني. أبو إسحاق. ابن الحاج. أبو الصبر الفهري. غالب العوفي. الأعلم. ابن الأبار. ابن أبي. ابن أبي الأحوص الغساني. أبو البركات ابن الحاج البلفيقي. أبو حيان. أبو الأصبغ الأسدي. أبو عبد الله ابن أخت غانم. أبو عمر المقري. غانم بن الوليد. محمد بن عبد الله الخولاني. عبد الله بن أحمد بن يربوع الباجي. عليّ ابن الباذش. ابن باذش. ابن بقي. الغافقي. ابن بشكوال. عبد الحق بن البيطار. ابن الطيلسان. عليّ التبريزي. ابن يربوع القرطبي. عبد الله بن الحسن القرطبي. جعفر القيسي. جيكان الحافظ. ابن جزي. أبوبكر بن أبي حمزة. ابن جوبر. الحاتمي. الحجري الحريري. الحميدي. الحضرمي.

حيون الأندلسي. ابن حبيش. ابن الحذاء. ابن حزم. ابن حوط الله. ابن حوط الله. ابن حوط الله. ابن حيان. خازم. ابن حزرج. ابن الخطيب. ابن الخلد. ابن الخشاب. ابن خير. ابن أبي الخير. الدلائي. ابن الدباغ. ابن دري. ابن ذي النون. الرندي. الرعيني. ابن رزق. ابن رضوان. ابن الرقاق. ابن الرومية. ابن أبي الربيع. ابن الزبير الكبير. ابن الزبير الصغير. الزبار. ابن الزرقالة. ابن زرقون (1) . ابن زغيبة. ابن زهر الإشبيلي. طارق (2) ابن يعيش. أبو مروان الطيني. الطلمنكي. ابن الطراز. ابن طريف. ابن الطلاع. ابن الطلاء. ابن الطيلسان. الكلبي. الكلاعي. اللبدي. اللخمي. ابن لب. ابن لباج. ابن ليون. عبد الله المرسي. المنتوري. المصحفي. ابن مسرة. ابن مسدي. ابن مغيث. ابن موهب. يوسف الجذامي. الصدفي. التجيبي. ابن العربي المعافري. ابن نجاح. ابن النعم. الصاحبان. الصدفي. عبد الحق بن عطية. عبد الحق الصقلي. عبد الله الميورقي. عبد الله الباجي. عبد المهيمن الحضرمي. عباس بن أصبغ. عثمان الداني. عتيق بن عيسى. عمر بن الخطاب الأزدي. عيسى الرعيني. العذاري ابن عتاب. ابن غالب. ابن غلبون. ابن غمرون. ابن غشليان. الفلبق. ابن فرتون. ابن فرقد. ابن أخيه. القلصادي. ابن قنترال. سفيان ابن العاصي. ابن سراج. ابن سرحان. ابن سعادة. ابن السيد البطليوسي. الشلوبين. الوليد ابن مخلد. ابن الوليد. ابن واجب. ابن بكير. ابن يعيش. ابن عبد البر. ابن عتيق وغيرهم. وفيه من المصريين: أحمد العجمي. ابن حجر العسقلاني. ابن حجر الهيثمي. إبراهيم اللقاني. إبراهيم السقاء. الأمير أبو الأنوار. ابن وفا. أبو سالم الشمني. أبو العز

_ (1) الصواب ابن رزقون، ولكن المؤلف أدرجه خطأ في حرف الزاي. (2) في أصل المطبوع: طارف.

العجمي. أبو الفيض مرتضى الزبيدي. أحمد الشلبي. خليل اللقاني. قطب الدين القسطلاني. أحمد القسطلاني. محمد بن العلا البابلي. البجيرمي. البدرالقرافي. البديري. البراوي. أحمد البهنسي. عبد الرحمن العيدروس. التتائي. محمد التميمي. ثعيلب الضرير. عليّ الصعيدي. محمد بن عليّ الشنواني. أبو الطاهر القوصي. ابن السقطي. يحيى العطار. يوسف الأنصاري. سليمان الجمل. أحمد الجوهري. محمد حجازي. الواعظ الحجار. عليّ الحلبي. الحفني. خليل التوني. الخفاجي. الدردير. الدمنهوري. الدمهوجي. الدمياطي. الديربي. يوسف العجمي. زكرياء الأنصاري. الزرقاني. الزيزاري. الطحطاوي. الطرطوشي. الفرغلي. عليّ المرحومي. المرغني. أحمد الملوي. المناوي. المنذري. المدابغي. المنير. السلفي. عليّ الأجهوري. عبد الرحمن الأجهوري. عبد الرحمن الأكراشي. الأشبولي الباجوري. الأمير الصغير. النمرسي. أحمد الصباغ. الصبان. عبد الله الدمياطي.. عطية الأجهوري. الحافظ العراقي. ولده أبوزرعة. العروسي الكبير. العروسي الصغير. أحمد العماوي. محمد العشماوي. ابن الفرات. القبابي. البرهان القلقشندي. القوصي. الحافظ السلفي. عبد الحق السنباطي. محيي الدين المليجي. شرف الدين الأنصاري. الشبراوي. الشرقاوي. الشنواني . الشعراني. عليّ الوقائي. يوسف بن شاهين. يوسف الشباسي. يونس المصري. وغيرهم. وفيه من الشاميين: ابن عون القاوقجي. أحمد المنيني. عبد الرحمن الكزبري. محمد بن عبد الرحمن الكزبري. عبد الرحمن بن محمد الكزبري. العجلوني. أيوب الخلوتي. ابن عابدين. أبو النصر الخطيب. الحافظ العلائي. ابن غانم. أحمد ابن سليمان الأروادي الطرابلسي. عبد الكريم الشبراباتي الحلبي. مصطفى

البكري. ابن بدير المقدسي. النبهاني. محمد التافلاتي. عبد القادر التغلبي. التقي ابن قتيبة. الحافظ الذهبي. جمال الدين الحلاق. صالح الجنيني. ابن الجزري. ابن جماعة المقدسي. حامد العمادي. عبد القادر الحلبي. الحصني. ابن حبيب. أحمد بن حبيب العطار. محمود حمزة الحسيني. محمد بن محمد الخليلي. الخير الرملي. ابن رافع. عبد الباقي الحنبلي. ولده أبو المواهب. ابن طولون. كمال الدين بن حمزة. الكاملي. الكفري. محمد ابن عبد الرحمن الغزي. ابن مقبل الحلبي. محمد بن علاء الدين الطرابلسي. عبد الرحمن المجلد. المراغي الكبير. المراغي الصغير. المكتبي. ابن المحب. هبة الله البعلي. ابن السمعاني. يوسف بن خليل الدمشقي. ابن السبكي الكبير. ابن السبكي الصغير. ابن البخاري. ابن عساكر. ابن رجب. ابن سفر الحلبي. ابن ناصر الدمشقي. أبو الفتح المزي. يوسف بن المبرد. الصفدي. الصفوري. صالح ابن صاحب التنوير. الصلاح ابن أبي عمر. عبد الرحمن المجلد. عبد الله الحلبي. عبد اللطيف البيروتي. عبد النبي الخليلي. عبد الغني النابلسي. عبد القادر التغلبي. عمر القاري. العاني. أبو الحسن العطار. العيتاوي. شاكر العقاد. السفرجلاني. الفتح البيلوني. القدومي. القطب الحلبي. سعيد الحلبي. السليمي. السفاريني. ابن السمعاني. الشراباتي. ابن الشماع الحلبي. يوسف بدر الدين. يوسف الحلبي. يوسف الشامي. وغيرهم. وفيه من اليمنيين: إبراهيم ابن أبي بكر العلوي. إبراهيم ابن المؤيد اليمني. إبراهيم جعمان. عبد الرحمن بن سليمان الأهدل. سليمان بن يحيى الأهدل. يوسف البطاح الأهدل. يحيى بن عمر الأهدل. أبو بكر ابن أبي القاسم الأهدل. أبو بكر ابن شهاب. أحمد قاطن الصنعاني. محمد بن عليّ التوكاني. عبد الله باسودان اليمني. بشرى ابن هاشم الجبرتي. عبد الله بلفكيه الباعولي. عليّ بن أبي بكر

السكران. محمد بن سالم التريمي. عثمان بن عقيل. أبو بكر بن عبد الله العيدروس. حسين الحبشي. عيدروش الحبشي. الخالص بن عنقا. داوود العباسي. ابن الديبع. عبد الرحمن بلفقيه. أبو الفتوح الجفري. عمر بن عبد الرحمن البار. عبد الخالق بن عليّ المزجاجي. محمد بن عبد الله باسودان. المسوري. محمد الشلي. ابن ناصر الحازمي. صديق بن محمد الخاص. ابن أبي الصيف اليمني. عبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي. محمد بن عليّ العمراني. ابن العجل. عليّ المرحومي. عبد الكريم اليمني الصنعاني. قاسم الزيدي. الساباطي. وغيرهم. وفيه من الهنديين والسنديين: أبو الحسن السندي الكبير. أبو الحسن السندي الصغير. فضل الرحمن الهندي. أحمد ولي الله الدهلوي. عبد العزيز ولي الله الدهلوي. عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي. عبد الباقي اللكنوي. عبد الحي اللكنوي. صديق حسن خان الهندي. أحمد أبو الخير المكي الهندي. حياة السندي. ارتضا عليّ خان. رفيع الدين القندهاري. السيلكوتي الدهلوي. محمد بن أشرف. نذير حسين. شمس الحق العظيمابادي. عبد الحق الدهلوي. عبد الحق الدهلوي. عبد الرزاق الهندي. هاشم السندي. وغيرهم. وفيه من أهل اصطنبول وبلاد الترك والفرس وبلاد العجم: أبو القاسم الطرابلسي. أبو الهدى الرفاعي. جلال الدين الدواني. أبو حفص النسفي. الرازي. الرضوي البخاري الطلوسي. القطب النهروالي والمكي. الكمشخانوي. مصطفى الكربتلي. يعقوب بن سفيان الفسوي. مسعود بن الحسن الأصفهاني. ابن الشيرازي. القزويني. الفيروزابادي. أبو نعيم الأصبهاني. الكازروني. الكركي. عارف حكمت. ابن همات التركماني. القزويني. السمرقندي. آلي الرومي. وغيرهم.

وفيه من العراقيين: محمود الآلوسي. أبو عليّ البغدادي. يوسف سبط ابن الجوزي. الحافظ ابن الجوزي. ابن نقطة. خالد الكردي. ابن خيرون الطبوري. ابن المقير. الحراني. ابن النجار. فضل الله الجيلي. ابن النقور. ابن سكينة. ابن شاذان. نعمان الآلوسي. عبد الرحمن القادري. القاضي عبد الوهاب. ابن القوطي. يوسف السرمدي. السويدي. وغيرهم. وفيه من التونسيين: أحمد الشريف. أحمد الأمين بن عزوز. ابن الغماز. ابن هارون. ابن جابر الوادياشي. البشير التواتي. المكي بن عزوز. محمد بيرم الثالث. محمد بيرم الرابع. ابن خليل التونسي. ابن الخلصة. ابن الخوجة التونسي الكبير. ابن الخوجة الصغير. الرصاع الرياحي. الزيزاري. محمد الشريف التونسي. المدني بن عزوز. أحمد المكودي. عليّ النوري الصفاقي. عبد الله السوسي. العذاري. المساكني. الغرياني. ابن الغماز الفهري. الهاشمي الجمني المطماطي. محمد بن حسن الهدة. وغيرهم. ومن القيروانيين: ابن الدباغ. مكي ابن أبي طالب. ابن سعدون. وغيرهم. ومن الجزائريين: أحمد بن عمار. أحمد بن قاسم البوني. عبد الرحمن الثعالبي. ابن جعدون. مصطفى الحرار. حمودة المقايسي. الندرومي. الغبريني. محمد سعيد الزواوي. الشيخ بنعلي الزواوي. وغيرهم.

ومن القسمطينيين: العباس بن صالح. ابن قنفذ. الهادي الشريف. وغيرهم. ومن المستغانميين: ابن حواء. وغيره. ومن المعسكريين: الطاهر المشرفي. أبو رأس. سقط المشرفي. وغيرهم. ومن المازونيين: الشيخ أبو طالب. ومن أهل قلعة بني حماد: محمد بن عليّ الصنهاجي. ومن الوهرانيين: شقرون المغراوي وغيرهم. ومن التلمسانيين: ابن هارون المطغري. أبو عبد الله بن العباس التلمساني. أبو الفضل بن الإمام. محمد بن عبد الرحمن النجيبي. محمد بن عبد الجليل. الشيخ أحمد المقري. محمد المقري الكبير. محمد بن مرزوق الجد. محمد بن مرزوق الحفيد. ابن مرزوق الكفيف. المنور المغيلي. الشيخ السنوسي. وغيرهم.

ومن طرابلس الغرب: عبد السلام الأسمري. الأستاذ ابن السنوسي. أحمد الطبولي. أحمد الشريف السنوسي. حاتم الطرابلسي. السلامي. وغيرهم. وفيه من المغاربة جماعة: فمن أهل فاس: أحمد بن القاضي. أحمد بن الحاج. أحمد أبو نافع. أبو عمران الفاسي. عبد القادر بن عليّ الفاسي. عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي. محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي. أحمد بن يوسف الفاسي. محمد بن عبد الكبير الكتاني (الكبير) . عبد الكبير بن محمد الكتاني. جعفر بن إدريس الكتاني. محمد بن جعفر الكتاني. عبد القادر الكوهن. حميد بن محمد بناني. محمد بن عبد السلام البناني. محمد بن الحسن البناني. أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري. محمد بن القاسم القادري. محمد بن قاسم بن زاكور. عبد السلام ابن الطيب القادري. البطيوي. ابن عطية السلوي. محمد بن سليمان البوعناني. التاودي بن سودة المري. يس الجزولي. التميمي. التهامي بن رحمون. المهدي الفاسي. قاسم بن القاضي. ابن غازي. الجادري. الجنان. ابن جلون. المدني ابن عليّ بن جلون. الزباني. السلطان مولاي سليمان. عليّ الحريثي. الطالب بن الحاج. خروف التونسي. رضوان الجنوي. ابن رشيد الفهري. زروق. زيان العراقي. الزبادي. العربي ابن الطيب القادري. الكردودي. كنون. أحمد المكبلدي. المنجور. المنجرة الكبير. المنجرة الصغير. ابن أبي النعيم الغساني. محمد بن قاسم التميمي الصديني. إدريس العراقي الفاسي. ابن عبد السلام الفاسي. ابن عبد الله المغربي الكبير. ابن عبد الله المغربي الصغير. العربي الزرهوني. القصار. السقاط. الونشريسي. البازغي. وغيرهم.

ومن أهل زرهون ومكناس: بصري. العميري. ابن حرزوز. عبد الرحمن بن عتاب. الفضيل الشبيهي. وغيرهم. وفيه منأهل سلا والرباط: أحمد الغربي. أبوسعيد السلوي. ابن عاشر الحافي. محمد بن عبد الرحمن البريبري. ابن التهامي. بن عمرو. ابن أبي بكر البناني. ومن أهل الصويرة: عليّ بن عبد الصادق الرجراجي. ومن أهل وازان: عبد الله الشريف. أحمد بن حسون. المهدي الوازاني. ومن أهل مراكش: أحمد بن الطاهر المراكشي. عبد الواحد الشريف. محمد بن يوسف الترغي. محمد بن المعطي. ابن سعيد المرغتي. المنصور السعدي. محمد العياشي الرحماني. ابن الشماع. ابن يعقوب. وغيرهم. ومن أهل سوس ودرعة: أحمد بن ناصر. أحمد بن عليّ البو سعيدي. أحمد التمجدشتي. التمنارتي الحضيكي. الحسين بن ناصر الدرعي. الرداني. ابن عبد السلام الناصري. ولده محمد المدني. يحيى الجراري. العبدري. الحيحي. موسى الناصري. الهشتوكي.

البرهان السباعي الدرعي. الورزازي الكبير. الورزازي التطواني اليبوركي. وغيرهم. ومن أهل دمنات: العربي الدمنتي. عليّ بن سليمان الدمنتي. ومن أهل تادلا وبجعد: المعطي بن عبد الخالق. العربي بن المعطي. أحمد بن قاسم الصومعي. وغيرهم. وفيه من أهل درن وبلاد الصحراء وشنجيط والسودان: أحمد بابا التنبكي. أبو سالم العياشي. أبو عليّ البوسي. عبد الملك التجموعتي. محمد بن أبي بكر الدلائي. عبد الله بن عليّ بن طاهر. الفجيجي السوداني. ابن سنة الفلاني. ابن السيد العروي. مولاي الشريف الواولاتي. وغيرهم. وفيه من أهل طنجة وسبتة وتطوان وجبال الهبط: ابن الشاط. ابن الصادق. بن ريسون التطواني. أحمد السريفي. الحسن كنبور اللجائي. ابن عسكر. ابن عجيبة الورزازي. أبو الفرج الطنجي. أبو القاسم التجيي. عياض بن موسى اليحصبي السبتي. عليّ بن أحمد الصرصري. وغيرهم. وهنا انتهى بي القول فيما قصدت إليه من الإتيان على بعض القل من الكثر

من واسع ترجمة الشيخ الإمام حفظه الله وعسى بوادر العجز مني أن تنهض عذراً قوياً لدى القراء عن القصور أو التقصير الواقعين في ترجمة الرجل العظيم وقد أرجأنا مزيد التوسع فيها لفرصة أخرى والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. أبو العزم في 13 ربيع الأول عام 1347

أنشد المؤلف متمثلاً بقول الحافظ أبي القاسم ابن عساكر: لقول الشيخ أنباني فلان ... وكان من الأيمة عن فلان إلى أن ينتهي الإسناد أحلى ... لقلبي من محادثة الحسان ومستمل على صوت فصيح ... ألذ لدي من صوت القيان وتزييني الطروس بنقش نقس ... أحب إليّ من نقش المغاني وتخريج الفوائد والأمالي ... وتسطير الغرائب والحسان وتصحيح الغوالي م العوالي ... بنيسابور أو في أصفهان أحب إلي من أخبار ليلى ... وقيس بن الملوح والأغاني فإن كتابة الأخبار ترقى ... بصاحبها إلى غرف الجنان وحفظ حديث خير الخلق مما ... ينال به الرضا بعد الأماني فأجر العلم ينمو كل حين ... وذكر المرء يبقى وهو فإني

فهرس الفهارس والاثبات

فراغ

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد واله وصحبه وسلم الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد فإن العلامة النحرير، الماجد المدرس الدراكة الشهير، صاحب التآليف النافعة، والأبحاث الرائقة الذائعة، الشيخ محمد حبيب الله بن العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا، الشنقيطي بلدا، المكي هجرة. كتب إلي حفظه الله من بلد ام القرى مكة المعظمة: هو النفس الصعاد من كبد حرى ... إلى أن أرى ام القرى مرة أخرى وما عذر مطروح بمكة رحله ... على غير بوس لا يجوع ولا يعرى يسافر عنها يبتغي بدلا بها ... وربك لا عذرا وربك لا عذرا بتاريخ منتصف الحرام من سنة 1342 كتابا وصلني أواخر رمضان من سنته يرغب إلي فيه أن أجيزه بمروياتي. وابيح له التحديث عني بمسنداتي ومجموعاتي، مقترحا علي أن تكون الإجازة مشتملة على ما اتصلت به من الفهارس والاثبات، اختصارا وتسهيلا على الرواة، فصادف مني هذا الاقتراح قبولا، رغبة مني في إملاء ماتحصل لدي منه، وجمع شتات

ما تفرق في المجاميع والبلاد والشيوخ، شكرا للنعمة به، فقد كنت أول تعاطي لهاته الصناعة، وإن كنت قليل البضاعة، نهما للأجلها، حريصا لالتقاط دررها، فرحلت لأقاصي البلدان وشاسع الأطراف والسكان، من حجاز ومصر وشام وتونس والجزائر وبلاد المغرب الأقصى حواضره وبواديه، وكاتبت أهل الجهات البعيدة كالعراق واليمن والهند واصطنبول وصحراء أفريقية شنجيط وغيره رغبه في الاستكثار، فحصل لي من ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد من أهل جيلنا وأقراننا، وعرفت من العالي والنازل، ما صلت به على كل قرين مناضل، وميزت الفرق بين المشرقي والمغربي عند الاشتباه، وحفظت الولادة والوفاة والنسبة مع انتباه، وجمعت من كتب ذلك وأوراقه ما لا يصدق به الأغمار، بعظيم الرغبة وواسع البذل وعزيز الوقت الذي يضن ببعضه قليل التبصر والاعتبار، وخدمني التوفيق والسعد في ذلك أكبر الخدمات، وأنالني الحظ بوافر القسمات، حتى إني لما لقيت مسند الشرق ورحالته، ولا ثاني، الشيخ أبا الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي في مكة المكرمة سنة 1323 جثا بين يدي منصفا، وقال لي: شاركتني في تراجم المشارقة أهل بلادي وأسانيدهم ومعرفة خطوطهم واخبارهم، ولم أشاركك في أخبار أهل بلادك ولا لي اطلاع على تراجمهم وآثارهم. وكان الرجل المذكور والله بحرا متلاطم الأمواج في علم الرجال، واسع الدرايا عزيز النظير، لم أر له نظيرا فيمن رأيت أو سمعت به في عصرنا مشرقا ومغربا. والذي أراه كان يقرب منه في العناية وضبط الكثير من أدوات الرواية صديقنا الأستاذ الكبيرٍ الشيخ محمد المكي بن مصطفى بن عزور التونسي دفين الآستانة، فقد اعتنى أيضاً وجمع وقيد وكاتب وكتب وأشبع، ولو كان وفق للاعتناء بهذا الشأن وتتبعه من صغره لم يكن له فيه أيضا نظير في أثره وخبره. وعلى كل حال فقد كان مسند تونس وروايتها وجماعها ونادرتها، رحمهما الله رحمة واسعة، وأسدل على قبريهما سدال الرحمة والكرامة السابغة النافعة:

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم ... بعد الممات جمال الكتب والسير قال أبو بكر ابن الأنباري وقد ذكر الخليل بن أحمد في مجلسه: ما مات من كان مذكورا روايته ... قد مات قوم وهم في الناس أحياء وعاش قوم ولم تذكر مآثرهم ... فمات ذكرهم والقوم أحياء وها أنا عجلت في هذه العاجلة بذكر أسانيدي واتصالاتي بنحو الاثني عشر مائة ثبت من إثبات أهل المشرق والمغرب، مرتبا لهل على حروف المعجم اقتداء بإمام الإسلام وشيخه البخاري صاحب الصحيح، فإنه أول من رتب أسماء الرواة والأعلام على الحروف، كما للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه الرد الوافر، فأذكر في كل حرف اسم المفهرس تحت أول حرف من اسمه إن كانت شهرته باسمه أكثر، وإن كان لثبته اسم خصوصي يعرف به ذكرته في حرف أول اسم الفهرس، وإن كان الثبت لا يعرف باسم خاص بل بعنوان عمومي كفهرس أو مشيخة أو معجم أو مسلسلات ذكرته تحت أول حرف اسمه العام. وإن كان صاحب الفهرس عرف بأبيه أو جده أولقبه أو نسبته مثلا ذكرته في حرف أول اسمه أو نسبته أو اسم أبيه أو جده المشهور به كابن عبد البر تجده في حرف العين مثلا، وابن حجر تجده في حرف الحاء لا في حرف الألف، وإن كان اسمه أحمد بن علي بن حجر، وكالسيوطي والسخاوي تجدهما في حرف السين، والشعراني والشوكاني تجدهما في حرف الشين، تسهيلا على من لا يستحضر اسمه ويريد الكشف عن ثبته وإسناده. وان ذكرت الثبت في حرف اسم صاحبه أو لقبه أعدت ذكره في أول حرف ثبته إن كان له اسم. مع إيضاح محل الإحالة لذكره. مفصلا كل ذلك تسهيلا للمطالع والبحاث المراجع. وذكرت غالبا وفيات أصحاب الفهارس وولادتهم، ونتفا من تحلياتهم وأعمالهم، من حيث الصناعة الحديثية وثناء الناس عليهم بها لا غيرها غالبا. وربما حصلت مدار روايته

وربما وصفت جرم الفهرس ومحله، وذكرت غريبة منه أو أكثر، وربما نبهت على ما فيه من غلط وتصحيح، كل ذلك حرصا على الإفادة، وما عسى أن يقع من المطالع موقع الإجادة. وقد جاء المؤلف بحمد الله وحسن عونه حاويا لتراجم أعلام المغاربة والمشارقة بين مكيين ومدنيين ومصريين وشاميين وهنديين وبغداديين ويمنيين وتركيين وتونسيين وجزائريين ومغاربة فاسيين ومراكشيين ومكناسيين وسلويين ورباطيين وسوسيين وبجعديين ودمناتيين وتطوانيين وصويريين ووزانيين، بحيث يجد أهل كل بلد تراجم أعلامهم فيه، وما دونوا في الحديث البيان الشافي فيه، وقد قصدت به أيضاً التذييل والاستدراك على طبقات الحفاظ للحافظين ابن ناصر والسيوطي، لأني ترجمت فيه غالب من جاء بعدهم في الإسلام، ممن يصح أن يطلق عليه اسم الحافظ أو خدم الحديث والسنة خدمة تذكر ولا تكفر، سيما وإن كان له فيها من التصانيف والآثار ما يستحق التدوين والاعتبار، وكان اسمه كثير الروجان عند الرواة والمسندين، وله ذكر في فهارس وأسانيد المتأخرين، مع ذكر اتصالنا به وربط سلسلتنا بمصنفاته، ولو لم يكن له ثبت يعرف به. وإذا اقتضى الحال ذكر شيء من علوم الرواية وفوائد أهلها لم أبخل به، بل سقته ليستفاد، والله الهادي إلى طريق الرشاد. وأقول هنا كقول الإمام النووي صدر شرحه عن مسلم: " ولا ينبغي للناظر في هذا الشرح أن يسأم من شيء من ذلك (فوائد الصناعة الحديثة) يجده مبسوطا واضحا، فإني إنما أقصد بذلك إن شاء الله الإيضاح والتيسير والنصيحة لمطالعه وإعانته وإغناءه عن مراجعة غيره في بابه، وهذا مقصود الشروح، فمن استطال شيئا من هذا وشبهه فهو بعيد عن الإتقان مباعد للفلاح في هذا الشأن، فليعز نفسه لسوء حاله، وليرجع عما ارتكبه من قبيح فعاله. ولا ينبغي لطالب التحقيق والتنقيح والإتقان والتدقيق أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة، وأصحاب

الغباوة والمهانة والملالة، بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطا، وما يصادفه من القواعد والمشكلات واضحا مضبوطا، ويحمد الله على تيسيره، ويدعو لجامعه الساعي في تنقيحه وإيضاحه وتقريره، وفقنا الله الكريم لمعالي الأمور، وجنبنا بفضله جميع أنواع الشرور، وجمع بيننا وبين أحبابنا في دار الحرور والسرور ". وبما تتطلع عليه من ارتباط أسانيد المغاربة بالمشارقة وتعويل الآخرين على الأولين في ميدان المكافحة والمسابقة وتصدير المشارقة عند رواياتهم بأيمة المغرب وتطاول أعلام المغرب وافتخارهم بالأخذ عن فطاحلة المشرق، تعلم ما كان بين المسلمين قديما من سني الاتصالات ووافر الروابط وكبير الصلات، وجعل الكل تقليد جيده بعد الحج والزيارة بواسع الرواية، والتعزز بعز الإجازة، أفخر المقاصد وأبهجها، وأوسع المتاجر وأربحها، مما يبرهن لك عن مقدار تقدمهم وارتقائهم، وكبير عزهم وعظيم استغنائهم. فلما انحلت روابطهم، وتشتتت جامعتهم، ونسوا أو تناسوا دينهم ودنياهم، أفل نجمهم وكسفت شمسهم، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا. ونطلب الله أن يحيي ما مات، ويخلف علينا ما فات. وهنا أسوق لك نص استدعاء الشيخ محمد حبيب الله ليكون الجواب مطابقا وليأتي الكلام متناسقا: بسم الله الرحمن الرحيم. إنه السلام التام، وغاية التحية الطيبة بالدوام، من عبد الله محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا، الشنكيطي إقليما، المدني مهاجرا، المكي وطنا، خادم تدريس العلم بالمسجد الحرام، تقبل الله أعماله، إلى العالم العلامة المحدث الأثري الحافظ الحجة الناقد ذي المآثر العديدة والتآليف النافعة المفيدة الشيخ عبد الحي الكتاني، جمعنا الله وإياه في دار التهاني والأماني، أوجبه انه لما كان العلم من بين ذويه أعظم رابطة، وقد تعارفت بالسيد السند سيدي محمد بن سيدي جعفر الكتاني ابن عمكم الشهير وانتفعت به، وأخذت منه إجازات عديدة، دعاني ذلك إلى محبة جميع هذه العائلة الكريمة، ولما كنت واسطة عقدها في الإسناد، وسائر

العلوم التي عليها في الديانة الاعتماد، أحببت أن أستجيركم بالمراسلة، وأبين صورة طلبي لهذه الإجازة، فهي أني أحب أن أجمع ثبتا متصلا بجميع الإثبات المعروفة في الدنيا على طريق الاختصار، أحب الإعانة من جنابكم بإجازة لي منكم جامعة لما في حفظكم مما اتصلت به أسانيدكم من الإثبات المعبر عنها عند المغاربة بالفهارس، فإني رأيت رسالتكم في البسملة المطبوعة بالأميرية، وقد ذكر معها أسماء بعض مصنفاتكم الحسان، ومن جملتها ثبت لكم، ولاشك أنه يكون جامعا لكثير من مرادي، فأحب أن ترسلوا لي نسخة منه عليها خطكم الشريف بإجازتكم لي بجميع ما اشتملت فهرستكم المعبر عنها بالثبت، وأخصر من ذلك أن تكتبوا لي إجازة صورتها ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه، وقد أجزتكم بجميع ما اشتمل عليه، حتى تجمعوا لي ما أمكنكم من إثبات العلماء والمتأخرين، وإن تداخلت فلا ضرر بذلك التكرار، فإني أريد به الإعانة على هذا المقصد الشريف، وأحب أن تكون لكم فيه معونة. وقد أرسلت من مكة لسيدي محمد بن سيدي جعفر فكتب لي اتصال إسناده بنحو خمسة وخمسين ثبتا، وقد جمعت أنا قبله نحو السبعين، فجميع ما أفادني فيه زيادة نحو سبعة إثبات، وقد فرحت بها جدا ونفعتني في مرادي غاية، سواء المكرر مع ما عندي وغيره، ونحو هذا أو أزيد أرجوه منكم هكذا: ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن مؤلفه، وقد أجزتكم بما فيه، وثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه بجميع ما فيه، وقد أجزتكم بذلك كله، وهكذا إلى أن تأتوا على ما أمكنكم من الإثبات. ولا شك أنكم جامعون للأسانيد المشارقة والمغاربة وترسلوا لي هذه الإجازة النافعة ولم أطلبها من غيركم لحسن ظني بكم في هذا المعنى وغيره، وبالأسف إني لم أقابلكم قط لأن زمن أخي الشيخ محمد الخضر بفاس كنت أنا بمراكش، ومنه انتقلت للمدينة المنورة وتأخرت بطنجة أشهرا قلائل عنها، لكن قد قال القائل: إنا على التنائي والتفرق ... لنلتقي بالذكر إن لم نلتق

وترجمتكم وفضائلكم عندي محفوظة، وقد أرسلت لكم على يد السيد أبي القاسم الدباغ ثلاث رسائل مما طبع من مصنفاتي: إحداها: منظومة تقرب الألف سميتها دليل السالك إلى موطأ مالك، بينت فيها صحته ومساواته لصحيح البخاري، ورجوع الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح عما اعتمده من ترجيح البخاري عليه في مقدمة فتح الباري، وجعلت له خاتمة في مباحث أصولية مهمة جدا، وأظن أنه يناسبكم كله إلا ما ملت إليه من ترجيح السدل، فعسى أن تكفر حسناته عندكم سيآته كما هو شأن الكرام. وقد كتب لي سيدي محمد بن سيدي جعفر فيه ما نصه: كل تأليفكم هذا من أوله إلى أخره صحيح عندي إلا ما رجحتموه من ترجيح السدل، فقلت له: إني إن شرحته وظهر لي ما يردني عن ذلك وأرجح به القبض رجعت في الشرح ولا غرابة في مخالفة شرح لمتنه، وإن أردتم أنتم الآن فاشرحوه وتعقبوا مبحث السدل بما عندكم، فلا غرض لي إلا ظهور الحق الواضح. الرسالة الثانية: في أصح ما ورد في المهدي وعيسى عليهما السلام. والثالثة: في اتصال سندي بالمصافحة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كتبت لكم الإجازة في ثاني ورقة منها من باب رواية الأكابر عن الأصاغر. ولعلنا نجتمع إن شاء الله بالحرمين فتكون حقيقة، ونقتبس من أنواركم أوفر نصيب، هذا وعنواني إن أردتم مكاتبتي الشيخ محمد حبيب الله بن ما يابا الشنكيطي المدرس بالمسجد الحرام، والأولى الإرسال للإجازة مع الحجاج إن تيسر ذلك، وإعلامي في البوسطة بقبولكم لطلبي منكم، جزيتم خيرا، كتبه منتصف المحرم الحرام سنة1342، محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن ما يابا خادم نشر العلم بالمسجد الحرام وفقه الله آمين، كلامه بلفظ من خطه.

ولا حاجة بي إلى الإطالة بأنه أبقاه الله استسمن ذا ورم ونفخ في غير ضرم، لكن: لعمر أبيك ما نسب المعلى ... إلى كرم وفي الدنيا كريم ولكن البلاد إذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم وإذا كان الحافظ الذهبي يقول في تذكرة الحفاظ على رأس السبعمائة: " قل من يعتني بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت في مشارق الأرض ومغاربها، أما المشرق وأقاليمه فغلق الباب وانقطع الخطاب، وأما المغرب وما بقي من جزيرة الأندلس فندر من يعتني بالرواية كما ينبغي فضلا عن الدراية ". فكيف يكون حال أبي سالم العياشي الذي يقول أول مسالك الهداية في اهل هذا الشأن: " شغر منهم الزمان، وخلت منهم الأوطان، واتخذ الناس رؤوسا جهالا، وأفتوا بغير علم استسهالا، وتلقوا العلم من بطون الصحف تقليدا، وصار المتشبت بالرواية بينهم بليدا ". قال أبو سالم: " لكن طائفة من الأئمة، وشر ذمة قليلة من علماء الأمة، تفرقوا شذر مذر، ما بين بدو وحضر، لم يزالوا متمسكين بذلك، مهتبلين بما هنالك، والمشارقة أشد اعتناء من المغاربة، وإن كان لهم بالأمر بعض المقاربة " - وهو من أهل المائة الحادية عشرة فيكف يكون الحال وسط القرن الرابع عشر! ولكن إن لم يصبها وابل فطل، ومكره أخاك لا بطل. أقدم هذه المجموعة التي هي زبدة العمر هدية ثمينة عندي لأهل جيلي والأجيال المقبلة بعدي، وهي جهد مقل على حسب زماني ومكاني، وكثرة مالي من الشواغل والعوارض على التواني، سائلا من المطالع ستر الهفوات وإقالة العثرات: جزى الله خيرا كل من كان ناظرا ... لمجموعتي هذي بستر القبائح وأصلح ما فيها من العيب كله ... فهذا الذي أرجوه من كل ناصح

وهذا حين الشروع في المقصود مستعينا بالرب المعبود فأقول: قد أجزت محبي في الله الشيخ محمد حبيب الله الجكني وأولاده جميع ما تجوز لي روايته وثبتت لي درايته من جميع العلوم المنطوق منها والمفهوم، إجازة عامة مطلقة تامة، يحدث بها عني كيف شاء، بشرطها المعتبر عند أهل الحديث والآثر، متمثلا بقول أبي جعفر الفاروقي: أجاز لهم عمر الشافي ... جميع الذي سأل المستجيز ولم يشترط غير ما في اسمه ... عليه وذلك شرط وجيز يعني العدل والمعرفة المانعين من الصرف.

حرف الألف

تسمية بعض من رويت عنه في هذه العجالة من أهل المشرق والمغرب ولم أقصد استيفاءهم أو حصرهم فإن عدد من رويت عنه أو كتبت أوكاتبته على البعد نحو الخمسمائة نفس بين رجال ونساء بمكة والمدينة وبيت المقدس ومصر والإسكندرية ودمشق ورملة وفلسطين وبعلبك وبيروت وطندتا ودمياط ونابلس واصطنبول وبغداد وبلاد الهند والسند واليمن وفاس ومراكش وزرهون ومكناس وسلا والرباط وأسفى وطنجة وبجعد وجبال الهبط والقصر ودمنات وسوس وشنقيط وبلاد الصحراء ووجدة وتازا وتلمسان ومازونة ومعسكر ومستغانم والبليدة والمدية والجزائر وبوسعادة وبرج بوعويرج وقسمطينة وتونس والقيروان والمنستير وسلمان وغيرها من بلاد الله شرقا وغربا وهذه أسماء غالب من رويت عنه في كتابي هذا " فهرس الفهارس " مرتبة على حروف المعجم أيضا. حرف الألف (1) مفتي الشافعية بالمدينة المنورة أحمد بن إسماعيل البرزنجي المدني. (2) أحمد بن البشير التلمساني. (3) أحمد بن حسن العطاس. أحمد الجمل النهطيهي.

حرف الباء

(5) أحمد بن الطالب بن سودة (6) أحمد الرفاعي المصري (7) أحمد رضا علي خان البركاتي الهندي (8) أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري الفاسي (9) أحمد بن محمد الحضراوي المكي الشافعي (10) أحمد بن محمد بناني (11) أحمد بن علي التناني (12) أحمد بن صالح السويدي البغدادي (13) أحمد بن محمد بن المهدي (14) أحمد بن محمد ماضور السلماني (15) أحمد بن عبد السلام الصفصافي (16) أحمد بن عند الرحمن الصنهاجي (17) إدريس بن عبد الهادي بن عبد الله. (18) إبراهيم بن سليمان الجكني المكي (19) إبراهيم بن إبراهيم الظواهري الطندتائي (20) إبراهيم بن سليمان. حرف الباء (21) بشير الالهابادي الهندي (22) بسيوني المصري (23) البغدادي الخطابي حرف التاء (24) تاج الدين الياس المدني الحنفي

حرف الجيم

حرف الجيم (25) جعفر بن إدريس الكتاني الحسني (26) جمال الدين بن قاسم بن سعيد الحلاق (27) الجيلاني الدغوغي حرف الحاء (28) حبيب الرحمن الهندي المدني الحنفي (29) حبيب الله بن صبغة الله الشطاري الهندي (30) حسن الزمان بن قاسم علي الدكني الهندي (31) حسن السقا (32) الحسن بن عبد الرحمن الشدادي (33) حسين بن محمد حسين الحبشي الباعلوي المكي الشافعي مسند مكة وبركتها. (34) حميد بن محمد بناني الفاسي قاضيها (35) حسين بن محمد محسن السبعي الأنصاري الهندي شيخ محدثي هذا العصر. (36) حسين بن محمد منقارة المصري (37) حسونة النواوي المصري (37ب) الحسن العشابي (38) الحسن الرسموكي (39) حسن الهواري العدوي عالم الصعيد (40) الحبيب بن محمد بن عمر الدباغ (41) حمان بن محمد اللجائي.

حرف الخاء

حرف الخاء (42) خضر بن عثمان الرضوي الهندي (43) خليل الخربطلي المدني (44) خليل بن حماد اللدي الشافعي حرف الطاء (45) الطيب بن محمد النيفر مسند تونس ومحدثها (46) الطاهر بن حم الحاحي (47) طاهر سنبل المدني حرف اللام (48) لمعان الحق الهندي الحنفي حرف الميم (49) محمد الإمام السقا الشافعي (50) محمد بن أحمد الدهشوري المصري (51) محمد بن الشنجيطي المعروف بأحمدي (52) محمد أمين بن رضوان المدني (53) محمد أمين بن عبد الغني البيطار الدمشقي المعمر (54) محمد بخيت المطيعي الحنفي عالم مصر وإمامها (55) محمد سعيد زمان السندي النقشبندي دفين مكة المكرمة (56) محمد بن سالم السري با هارون جمل الليل التريمي مسند اليمن (57) محمد بن سليمان المعروف بحسب الله الشافعي عالم مكة.

(58) محمد عبد الحق بن شاه محمد الالهابادي المكي (59) محمد بن الروبي الفيومي المصري المالكي (60) محمد بن إبراهيم السباعي عالم مراكش وزعيمها (61) محمد مراد القزاني المكي الحنفي (62) محمد علي أكرم الأروي الهندي الحنفي (63) محمد بن قاسم القادري (64) شقيقنا محمد بن عبد الكبير الكتاني (65) ابن خالنا محمد بن جعفر الكتاني (66) محمد بن عبد الرحمن البربيري الرباطي قاضيه العدل (67) محمد بن عبد الرحيم النشابي الطندتائي (68) محمد بن عبد الواحد الإدريسي الزرهوني (69) محمد بن أحمد البلبيسي المصري (70) محمد بن علي الحبشي الاسكندري (71) محمد بن علي الدمنتي (72) محمد بن محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري (73) محمد بن محمد بن عثمان المرغني (74) محمد بن سالم بن طموم الشرباصي المصري الملكي (75) محمد بن علي الشاهدي الفاسي (76) محيي الدين العطار (77) محمد بن أحمد بن هني (78) محمد بن علي الأسمري الطرابلسي (79) محمد بن عبد القادر الشاوي (80) محمد بن محمد بن أبي القاسم البوسعادي (81) محمد بن المبارك الجزائري الدمشقي (82) محمد محيي الدين الجعفري الهندي

حرف النون

(83) محمود بن أحمد البريني الاسكندري (84) محمد الشريف بن عوض الدمياطي مسندها (85) محمد بن العربي الجائي (86) محمد بن عبد السلام المزكلدي (87) محمد بن بوشي الكداني (88) محمد بن علي الزميزي (89) محمد بن المدني الشرقاوي (90) موسى بن محمد المرصفي المصري (91) محمد مصطفى ماء العينين بن محمد فاضل بن مامين الشنجيطي (92) محمد معصوم المجددي الدهلوي المدني (93) محمد المكي بن مصطفى بن عزوز النفطي التونسي دفين الآستانة مسندها ومحدثها (94) محمد بن الطيب الوجدي (95) محيي الدين بن خده (96) محمد بن محمد العلاني الأنصاري عالم القيروان وقاضه (97) محمد بن يوسف الجركسي (98) محمد بن أحمد بوكندورة (99) محمد بن أحمد بن محمد الأكحل (100) المهدي بن محمد بن علي العمراني (101) المهدي بن العربي الزرهوني حرف النون (102) نور الحسنين بن محمد الأنصاري الحيدر ابادي الهندي

حرف الصاد

حرف الصاد (103) صافي بن عبد الرحمن الجفري المدني المكي (104) صالح بن المدني حرف العين (105) والدي الشيخ عبد الكبير بن محمد الكتاني (106) عبد الله بن درويش السكري الدمشقي الحنفي بقية المسندين (107) عبد الله بن محمد بن صالح البنا الاسكندري (108) عبد الله الكامل بن محمد الامراني الفاسي (109) عبد الجليل بن عبد السلام براده المدني (110) عبد الحكيم الأفغاني الدمشقي الحنفي زاهد دمشق وورعها (111) عبد السلام بن محمد بن الطاهر الهواري (112) عبد المعطي بن أحمد السباعي (113) عبد الملك العلمي الفاسي (114) عبد الهادي بن العربي العواد الفاسي (115) عبد الرحمن الشربيني شيخ الإسلام بالديار المصرية (116) عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي الشامي (117) عبد الوهاب الأسيوطي (118) عبد البر أحمد منة الله المالكي الأزهري (119) عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي (120) عبد الله القدومي النابلسي شيخ الحنابلة بالحجاز (121) عبد الله بن إدريس بن محمد بن أحمد السنوسي (122) عبد الله بن الهاشمي بن خضراء السلوي قاضي فاس (123) عبد الباقي بن علي اللكنوي الهندي

حرف الفاء

(124) عبد الله المغراوي المراكشي المعمر (125) عبيد الله بن محسن بن علوي السقاف اليمني (126) عثمان بن عقيل الجاوي (127) عثمان بن عبد السلام الداغستاني المدني (128) عمر بن محمد شطا الدمياطي المكي (129) عمر بن الشيخ المالكي شيخ الجماعة بالديار التونسية (130) علي الأهدل الزبيدي الشافعي (131) علي بن أحمد بن موسى الجزائري (132) علي بن ظاهر الوتري المدني مسندها (133) عاشور بن محمد بن الهلالي (134) عبد القادر بن محمد بن الأمين الجزائري (135) علي بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي اليمني (136) عبد القادر بن عودة (137) عبد القادر الشلبي (138) العربي التواني المكناسي (139) عبد الجبار الوزاني (140) العربي بن عبد الله الوزاني (141) عبد السلام بن الطيب الوزاني حرف الفاء (142) فالح بن محمد الظاهري المهنوي المدني المالكي الأثري محدث المدينة. (143) الفضيل بن الفاطمي الإدريسي الشبيهي الزرهوني شارح البخاري (144) فرهاد الريزي الاصطنبولي

حرف السين

(145) فخر الدين بن حسن جمال الدين الدهلوي الهندي (146) فاطمة شمس جهان الجركسية زوجة شيخ الإسلام عارف التركي حرف السين (147) سليم البشري المصري شيخ المالكية بالجامع الأزهر (148) سالم بوحجاب شيخ الجماعة بالديار التونسية (149) سليم المسوتي الدمشقي (150) سالم بن عيدروس البار المكي الباعلوي (151) سعيد الحبال الدمشقي (152) سعيد بابصيل شيخ الشافعية بمكة المكرمة (153) سعيد الزقلعي الطرابلسي (154) سعيد القعقاعي المكي (155) سالم بن العربي الحمري حرف الشين (156) شرف الدين بن محمد مرتضى المشهدي الهندي (157) شعيب الجليلي حرف الهاء (158) هداية الله الفارسي الهندي حرف الياء (159) يوسف بن إسماعيل النبهاني بوصيري العصر (160) يوسف الخيري الرملي الحنفي

من عرف بالكنية (161) أبو بكر بن عبد الرحمن العيدروس الباعلوي الهندي صاحب رشفة الصادي. (162) أبو الخير بن أحمد بن عابدين (163) أبو جيدة بن عبد الكريم الفاسي (164) أبو الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي (165) محمد أبو الفضل الجيزاوي المالكي المصري شيخ الجامع الأزهر (166) أبو الهدى بن محمد حسن الرفاعي (167) أبو النصر الخطيب الدمشقي الشافعي. ولأقدم بين يدي نجواي مقدمات: الأولى: اعلم انه بعد التتبع والتروي ظهر أن الأوائل كانوا يطلقون لفظة " المشيخة " على الجزء الذي يجمع فيه المحدث أسماء شيوخه ومروياته عنهم، ثم صاروا يطلقون عليه بعد ذلك المعجم. لما صاروا يفردون أسماء الشيوخ ويرتبونهم على حروف المجم، فكثر استعمال وإطلاق المعاجم مع المشيخات. وأهل الأندلس يستعملون ويطلقون البرنامج، أما في القرون الأخيرة فأهل المشرق يقولون إلى الأن الثبت وأهل المغرب إلى الآن يسمونه الفهرسة. وهنا حبب إلي سياق ما يتعلق بهذه الألفاظ ضبطا ومعنى: فالمشيخة (1) كما في حاشية الأمم وتاج العروس بفتح الميم وكسرها وسكون الشين وفتح التحتية وضمها. قال في التاج وقد ذكر الروايتين اللحياني

_ (1) انظر التاج (شيخ) 2: 265.

في النوادر وأيضا بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وإسكان الياء جمع شيخ بالفتح وهو لغة من استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، وهذا قول الجماهير دون تحديد بسن معينة أو هو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره، حكاهما المجد الفيروزبادي في القاموس، وشراح الفصيح. ويطلق الشيخ مجازا على المعلم والأستاذ لكبره وعظمته، وجمعه أيضا شيوخ بضم المعجمة وكسرها مع ضم التحتية في كل حال وكذا أشياخ كبيت وأبيات، ثم استعملت المشيخة وأطلقوها على الكراريس التي يجمع فيها الإنسان شيوخه. ومن الغرائب ما في حواشي الشيخ عطيه الأجهوري على شرح البيقونية من أن المشيخة اسم كاتب يذكر فيه الشيخ شيوخه شيخه، والذي نعرفه من اصطلاحهم فيها أوسع (وسيأتي بسط الكلام على معنى المشيخة والمجم في حرف الميم إن شاء الله فانظره هناك) . وأما الثبت: فأول من رأيته تكلم عليه من الحفاظ السخاوي في شرحه على الألفية لدى كلامه على ألفاظ التعديل قال (1) : والثبت بسكون الموحدة الثابت القلب واللسان والكتاب والحجة وأما بالفتح فما يثبت فيه المحدث مسموعة مع أسماء المشاركين له فيه لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره وفي فتح الباقي لشيخ الإسلام زكرياء الأنصاري: الثبت بالإسكان الثابت، وبالفتح الثبت والحجة ما يثبت فيه المحدث سماعه مع أسماء المشاركين له فيه. وقد نقل كلام السخاوي السابق المنلا عليّ القاري في شرحه على شرح النخبة (2) . وقال الشمس محمد بن الطيب الشرقي في حواشيه على القاموس: استعملوا الثبت على بالفتح والتحريك في الفهرسة التي يجمع فيها المحدث مروياته

_ (1) الشرح على الالفية للسخاوي ص 152 (المؤلف) . (2) انظر ص 234 (المؤلف) .

وأشياخه كأنه أخذ من الحجة لأن أسانيده وشيوخه حجة له، وشاع ذكره، وذكره كثير المحدثين وغيرهم ولم يتعرض له المصنف. وقال فيها أيضاً: وأما إطلاق الثبت على الكتاب الذي يجمع فيه المحدث مشيخته ويثبت فيه أسانيده ومروياته وقراءته على أشياخه المصنفات ونحو ذلك فهو اصطلاح حادث للمحدثين ويمكن تخريجه على المجاز أيضاً لأن فعل بمعنى مفعول أو مفعول فيه كثير جدا. ونحوه في تاج العروس (انظر مادة ثبت) . وفي كناشة العلامة حامد العمادي الدمشقي نقلا عن شيخه الشيخ عبد الكريم الحلبي الشهير بالشراباتي صاحب الثبت المشهور قال: الثبت - بالثاء المثلثة وسكون الموحدة الثقة العدل، وبفتح الموحدة هم ما يجمع مرويات الشيخ. وأما الفهرس فقال أبو عبد الله الرهوني في طالعة أوضح المسالك: هو في الاصطلاح الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده وما يتعلق بذلك. ولما قال النووي في تقريبه مقسما أنواع الإجازة الأول أن يجيز معينا لمعين كأجزتك البخاري أو ما اشتملت عليه فهرستي، قال السيوطي عليه في التدريب: أي جملة مروياتي. قال صاحب تثقيف اللسان: الصواب أنها بالمثناة الفوقية وقوفا وإدماجا وربما وقف عليها بعضهم بالهاء وهو خطأ قال: ومعناها جملة العدد للكتب لفظة فارسية وفي شرح الحافظ السخاوي عليه في المحل المذكور: " الفهرسة بكسر أوله وثالثه ما يجمع فيه مرويه، قال صاحب تثقيف اللسان: صوابها بالمثناة الفوقية " وفي القاموس: الفهرس بالكسر الكتاب الذي يجمع فيه الكتب، معرب فهرسة وقد فهرس كتابه.

وقال الزركشي في تعليقه على ابن الصلاح: يقولون فهرسة بفتح السين وجعل التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليها بالهاء، والصواب كما قاله ابن مكي في تثقيف اللسان (1) فهرست بإسكان السين والتاء فيه أصلية، ومعناها في اللغة جملة العدد للكتب، لفظة فارسية. واستعمل الناس فيها فهرس الكتب يفهرسها فهرسة مثل دحرج، إنما الفهرسة اسم جملة العدد (2) ، والفهرسة المصدر كالفذلكة، يقال فذلكة الكتاب إذا وقفت على جملته. وقال الخوارزمي (3) هو كتاب ودفاتر تذكر فيه الأعمال ويكون في الديوان وقد يكتب فيه أسماء الأشياء. وقف في شفاء الغليل (4) للخفاجي على ما ينتقد من كلام الزركشي المذكور؛ وفي تاج العروس: جمع الفهرسة فهارس. وقال أبو عبد الله الرهوني في أول أوضح المسالك: علم من اصطلاح القاموس أنه بكسر الفاء وسكون الهاء، وأما الراء فسكت عنها، فيحتمل أن لاتكون مكسورة فيكون منباب زبرج وهو الذي تحفظه، ويحتمل أن يكون بفتحها فيكون من باب درهم. قال في فتح الرحيم الرحمن: هذا غفلة من اصطلاحه المقتضي كسرها، لأن اصطلاحه في الرباعي انه إذا عبر فيه بالكسر فمراده كسر الحرف الأول والثالث كما إذا عبر بالفتح والضم (انظر إضاءة الأدموس) . قلت: سبق عن السخاوي التصريح بكسر الراء فيها. وانظر فهرسة شيخنا القادري صاحب الفتح المذكور.

_ (1) تثقيف اللسان: 54. (2) التثقيف: جملة المعدود. (3) مفاتيح العلوم: 39 (وفي النص اختلاف) والمؤلف ينقل عن شفاء الغليل. (4) شفاء الغليل: 152.

وأما البرنامج: فهو كما في القاموس وشرحه بفتح الموحدة والميم صرح به عياض في المشارق، وقيل بكسر الميم، وقيل بكسرهما، كما في بعض شروح الموطأ: الورقة الجامعة للحساب. وعبارة المشارق: زمام يرسم فيه متاع التجار وسلفهم وهو معرب نامه وأصلها فارسية. وقال أبو عبد الله بن الطيب الشركي في حواشيه على القاموس: البرنامج من الألفاظ الفارسية التي عربتها العرب كما في غريب مختصر الشيخ خليل وغيره، وأطلقه المصنف فاقتضى انه بالفتح، وفيه تخليط إذ لايدري ما يفتح فيه، والظاهر أنه بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح النون والميم، وكذا ضبطه بعض أهل الغريب، وفي فهرسة الشيخ أبي سالم: الصواب فتح الميم في برنامج، وفيه لغة الكسر، وصوب الفتح غير واحد من أهل اللغة، قاله في الديباج باختصار. وقال الهوريني: يرادف الفهرسة البرنامج، معرب، واستعمله ابن خلدون في المقدمة. قلت: يستعمله كثيرا أهل الأندلس، بمعنى الفهرسة، وبه سمى الحافظ ابن مرزوق فهرسته كما في جنى الجنتين له (وانظر حرف الباء من كتابنا هذا) . المقدمة الثانية في حد الحافظ والمحدث والمسند: اعلم أن أدنى درجات الثلاثة كما في التدريب المسند بكسر النون وهو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان له علم به أو ليس له إلامجرد الرواية، وقد صار اليوم يطلق على من توسع في الرواية وحصل الكثير من المسانيد والفهارس، واتصل بها عن أيمة المشرق والمغرب من أهل هذا الشأن. وأما المحدث فهو أرفع منه وقد عرفه المنلا الياس الكردي في حواشيه على النخبة بقوله: حده أنه العالم بطرق الحديث وأسماء الرجال والمتون لا من اقتصر على السماع المجرد.

وفي القول الجميل لولي الله الدهلوي: نعنى بالمحدث المشتغل بكتب الحديث بأن يكون قرأ لفظها وفهم معناها وعرف صحتها وسقمها ولو بأخبار حافظ أو استنباط فقيه. وقال الرافعي: إذا أوصى للعلماء لم يدخل الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة والمتون، لأن السماع المجرد ليس بعلم. وقال التاج ابن يونس في شرح التعجيز: إذا أوصى للمحدث تناول من علم طرق إثبات الحديث وعدالة رجاله لأن من اقتصر على السماع ليس بعالم، وكذا قال التاج السبكي على المهاج. وقال القاضي عبد الوهاب: ذكر عيسى بن أبان عن مالك انه قال: لا يؤخذ العلم عن أربعة ويؤخذ عن من سواهم، لا يؤخذ عن مبتدع يدعو إلى بدعته، ولا عن سفيه يعلن بالسفه، ولا عمن يكذب في أحاديث الناس وإن كان يصدق في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عمن لا يعرف هذا الشأن، مراده إذا لم يكن ممن يعرف الرجال من الرواة ولم يكن يعرف هل زيد في الحديث شيء أو نقص. وقال الزركشي: أما الفقهاء فاسم المحدث عندهم لا يطلق إلا على من حفظ سند الحديث، وعلم عدالة رجاله وخبرهم دون المقتصر على السماع. وأخرج ابن السمعاني في تاريخه بسنده عن أبي نصر حسين بن عبد الوهاب الشيرازي قال: العالم الذي يعلم المتن والإسناد جميعا، والفقيه الذي عرف المتن ولا يعرف الإسناد، والحافظ الذي يعرف الإسناد ولا يعرف المتن، والراوي الذي لايعرف المتن ولا يعرف الإسناد.

وفي ترجمة الحافظ تقي الدين بن رافع من أنباء الغمر للحافظ ابن حجر (1) : قدمه السبكي على ابن كثير وغيره، وقال لي شيخنا العراقي، كان يقدمه لمعرفته بالأجزاء وعنايته بالرحلة والطلب؛ قلت: والأنصاف أن ابن رافع أقرب إلى وصف الحفظ على طريقة أهل الحديث من ابن كثير لعنايته بالعوالي والأجزاء والوفيات والمسموعات دون ابن كثير، وابن كثير أقرب إلى الوصف بالحفظ على طريقة الفقهاء لمعرفته بالمتون الفقهية والتفسيرية دون ابن رافع، فمن يجمع بينهما يكون الحافظ الكامل، وقل من جمعهما بعد أهل العصر الأول كابن خزيمة والطحاوي وابن حيان والبيهقي، وفي المتأخرين شيخنا العراقي. وفي أنباء الغمر أيضاً لما ترجم شيخه الحافظ العراقي قال (2) : وعليه تخرج غالب أهل عصره ومن أخصهم به صهره شيخنا نور الدين الهيثمي وهو الذي دربه وعلمه كيفية التخريج والتصنيف، وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة. وقال الإمام الحافظ أبو شامة المقدسي: علوم الحديث الآن ثلاثة أشرفها حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها، والثاني حفظ أسانيده ومعرفة رجاله وتمييز صحيحه من سقيمه، وهذا كان مهما وقد كفي المشتغل بالعلم بما صنف فيه وألف فيه فلا فائدة في تحصيل ما هو حاصل، والثالث جمعه وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيه والرحلة إلى البلدان. والمشتغل بها مشتغل عما هو الأهم من العلوم النافعة فضلا عن العمل به الذي هو المطلوب

_ (1) انباء الغمر 1: 49 (وفيات 774) (2) انباء الغمر 2: 276 (وفيات 806) .

الأصلي إلا أنه لا بأس به لأهل البطالة لما فيه من بقاء سلسلة الإسناد المتصلة بأشرف البشر. قال: ومما يزهد في ذلك أنه فيه يتشارك الكبير والصغير والفاهم والجاهل والعالم، وقد قال الأعمش: حديث يتداوله الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ. قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: وفي بعض كلامه نظر لأن قوله وهذا قد كفيه المشتغل بما صنف فيه قد أنكره العلامة أبو جعفر ابن الزبير وغيره، ويقال عليه: إن كان التصنيف في الفن يوجب الاتكال عليه وعدم الاشتغال به فالقول كذلك في الفن الأول، فإن فقه الحديث وغريبه لا يحصر كم صنف فيه، بل لو ادعى مدع أن التصانيف فيه أكثر من التصانيف في تمييز الرجال والصحيح من السقيم لما أبعد، بل ذلك هو الواقع. فإن كان الاشتغال بالأول مهما فالاشتغال بالثاني أهم، لأنه المرقاة إلى الأول، فمن أخل به خلط السقيم بالصحيح والمعدل بالمجرح وهو لا يشعر. قال: فالحق أن كلا منهما في فن الحديث مهم، ولاشك أن من جمع بينهما حاز القدح المعلى مع قصور فيه إن أخل بالثالث، ومن أخل بهما فلا حظ له في اسم الحافظ، ومن أحرز الأول وأخل بالثاني كان بعيدا في اسم المحدث عرفا، ومن يحرز الثاني وأخل بالأول لم يبعد عنه اسم المحدث، ولكن فيه نقص بالنسبة للأول، وبقي الكلام في الفن الثالث ولاشك أن من جمع ذلك من الأولين كان أوفر سهما، ومن اقتصر عليه كان أحسن حظا وأبعد حفظا، ومن جمع الثلاثة كان فقيها محدثا كاملا، ومن انفرد باثنين منهما كان دونه، إلا أن من اقتصر على الثاني والثالث فهو محدث صرف لاحظ له في اسم المحدث، ومن أنفرد بالأول والثاني فهل يسمى محدثا فيه بحث. قال السيوطي: وفي غضون كلامه ما يشعر باستواء المحدث والحافظ

حيث قال: فلا حظ له في اسم الحافظ، والكلام كله في المحدث، وقد كان السلف يطلقون المحدث والحافظ بمعنى. وقال التاج السبكي في معيد النعم ومبيد النقم (1) : من الناس فرقة ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصغاني، فإن ترفعت إلى مصابيح البغوي ظنت أنها بهذا المقدار وصلت إلى درجة المحدثين، وما دلك إلا بجهلها بالحديث، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما لم يكن محدثا حتى يلج الجمل في سم الخياط. فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث على زعمها اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح أو مختصره المسمى بالتقريب والتيسير للنووي ونحو ذلك ينادى من انتهى إلى هذا المقام محدث المحدثين وبخاري العصر وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة، فإن من ذكرناه لا يعد محدثا بهذا القدر، وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند أحمد وسنن البيهقي ومعجم الطبراني، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثة، فهذا أقل درجاته، فإذا سمع ما ذكرناه وطبق الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والمسانيد كان في أول درجات المحدثين ثم يزيد الله ما يشاء، اه. قلت: قد أراح الناس اليوم من يسمونه بالمحدث والحافظ من جملة هذه الشروط، وبالخصوص من الرحلة والضبط والمعرفة والتكلم في العلل والوفيات والأسانيد ومعرفة الأجزاء الحديثية، بل لآيتصورون أن هذه الأمور من الحديث وعلومه، بل صار المحدث عندهم من يكثر الصياح

_ (1) في الأصل: مفيد النعم وقد طبع باسم " معيد النعم ... " وهو كذلك في كشف الظنون، وانظر هذا الكتاب: 81 - 83 وفي النقل تصرف يسير.

ويخلط في كلامه ولو لم يرحل ولم يلق أحدا من أهل هذه الصناعة ولا عرف معنى الجزء والمشيخة والطبقة، فإن ذكر لهم متونا قلب أسانيدها وزخرف ألفاظها وموه في أحكامها ومراتبها وركب لها أسانيد من عنده دعوه بخاري العصر ومحدث الزمان، وهذا لعمري ما يوجب المسخ والخسف والطرد عن الله والبعد عن جميل الوصف، فكيف يدعى بالحافظ والمحدث من لا يعرف كيفية النطق باسم راو معروف ولا مسند موصوف، وغاية علمه تركيب أسانيد المتون وعدم خوفه من مغبة ذلك يوم المنون، إلى غير ذلك مما بسطناه وشرحناه شرحا لا مزيد عليه في كتابنا: الأجوبة النبعة عن الأسئلة الأربعة. وقد قال الحافظ العراقي: الذي يطلق عليه اسم المحدث في عرف المحدثين من يكون كتب وقرأ وسمع ووعى ورحل إلى المدائن والقرى وحصل أصولا وعلق فروعا من كتب المسانيد والعلل والتواريخ التي تقرب من الألف تصنيف، فإذا كان كذلك فلا ينكر له ذلك؛ أما إذا كان على رأسه طيلسان، وفي رجليه نعلان، وصحب أميرا من أمراء الزمان، أو من تحلى بلؤلؤ ومرجان، وبثياب ذات ألوان، فحصل تدريس حديث بالافك والبهتان، وجعل نفسه ملعبة للشيطان، لا يفهم ما يقرأ عليه من جزء ولا ديوان، فهذا لا يطلق عليه اسم محدث ولا إنسان، بل غايته مع الجهالة أكل الحرام فإن استحله خرج من دين الإسلام. اه. وقال الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس: أما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون ما يعرفه أكثر مما يجهله منها، فهذا هو الحافظ، وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث في الإملاء فذلك بحسب أزمنتهم. اه.

وقال الحافظ ابن حجر: الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أو الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، ومعرفة التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون، فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ اه. عن نقل الشعراني في " لواقح الأنوار " والبربير في " الشرح الجلي " وغيرهما. اه. وقال الشهاب في شرح الشفا (1) : الحافظ وصف لكل من أكثر رواية الحديث وأتقنه. اه. وقد اشتهر في كتب المتأخرين أن آخر الحفاظ السخاوي والسيوطي وأن بهما ختم الفن، وممن نص على ذلك الشهاب الخفاجي على الشفا، فإنه بعد أن عرف الحافظ بما سبق عنه ققال: وكان آخر الحفاظ السيوطي والسخاوي. اه منه. ولما ذكر الشيخ كثير من شيوخنا المصريين البرهان إبراهيم الباجوري أول حواشيه على الشمائل قول الزهري: لا يولد الحافظ إلا في كل أربعين سنة، قال: لعل ذلك في الزمان المتقدم وأما في زماننا هذا فقد عدم فيه الحافظ. اه. وهو عجيب لأن الحافظ مادام كما وصفه به الحافظ ابن الجزري من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج إليه اه؛ وكما وصفه به الخفاجي من أنه من أكثر من رواية الحديث وأتقنها، فغير منطقع، ولم يختم بالسيوطي والسخاوي، فمن طالع وتوسع في تتبع تراجم الشاميين والمصريين واليمنيين والهنديين والمغاربة من القرن التاسع إلى الآن لم يجد الزمان خلا عمن يتصف بأقل ما يشترط فيمن يطلق عليه اسم الحافظ في الأعصرة الأخيرة. وغاية ما يشترط فيه عندي الآن " أن يكون على الأقل قد اشتهر بالتعاطي والإتقان لهذه الصناعة فأخذ فيها وأخذ عنه، وأذعن من يعتبر إذعانه لقوله

_ (1) شرح الشفا 1: 94 (المؤلف) .

فيها بعد تجريبه عليه الصدق والتحري فيما ينقل أو يقول وبعد الغور، وتم له سماع مثل الكتب الستة والمسانيد الأربعة على أهل الفن المعتبرين، وعرف الاصطلاح معرفة جيدة، ودرس كتب ابن الصلاح وحواشيه وشروح الألفية وحواشيها، وترقى إلى تدوين معتبر في السنة وعلومها أو عرف فيه بالإجادة قلمه، والاطلاع والتوسعة مذهبه، والاختيار والترجيح في ميادين الاختلاف نظره، مع اتساع في الرواية بحيث أخذ عن شيوخ إقليمه ما عندهم ثم شره إلى الرواية عمن هم في الأقاليم الأخر بعد الرحلة إليهم، وعرف العالي والنازل والطبقات والخطوب والوفيات، وحصل الأصول العتيقة والمسانيد المعتبرة والأجزاء والمشيخات المفرقة. وجمع من أدوات الفن ومتعلقاته أكثر ما يمكن أن يحصل عليه مع ضبطه وصونه لها واستحضاره لأغلب ما فيها وما لا يستحضره عرف المظان له منها على الأقل، ويشب ويشيخ وهو على هذه الحالة من التعاطي والإدمان والانقطاع له؛ فمن حصل ما ذكر أو تحقق وصفه ونعته به جاز أن يوصف بالحفظ عندي بحسب زمانه ومكانه. فلذلك أردت أن أرشدك إلى من وقفت على وصفه من الأئمة المعتبرين بالحفظ والإتقان وانه من كبار محدثي الزمان، ووجد مع الحافظ ابن حجر وبعده إلى الآن، لتعلم أن فضل الله لا ينحصر بزمان أو مكان أو جهة من الجهات، فهو سبحانه يعطي بلا امتنان ولا تحجير عليه من أهل الزمان: فمن أهل القرن التاسع: سليمان بن إبراهيم العلوي اليمني. ابن إبراهيم الوزير اليمني. التقي ابن فهد المكي. ابن قطلوبغا المصري الحنفي. أحمد الشرجي اليمني. يحيى ابن أبي بكر العاملي اليمني. محمد بن عبد الجليل التنسي. ومن أهل القرن العاشر: السخاوي المصري. السيوطي المصري. البرهان الناجي الشامي. عثمان

الديمي المصري. الديمي الصغير المصري. يوسف بن شاهين المصري. النجم ابن فهد المكي. العز ابن فهد. البرهان القلقشندي. القسطلاني المصري. الداودي المصري. أبو الفتح الأسكندري. ابن الديبع الميمني. محمد بن عليّ الشامي المصري. ابن الشماع الحلبي. يوسف بن عبد الهادي الصالحي الدمشقي. سقين العاصمي الفاسي. الغيطي المصري. ومن أهل القرن الحادي عشر: المناوي المصري. محمد حجازي الواعظ المصري. أحمد المقري الفاسي. أحمد بن يوسف الفاسي. عبد الله بن عليّ بن طاهر السجلماسي. النجم الغزي الدمشقي. البابلي المصري. عيسى الثعالبي المكي. ابن سليمان الرداني. يحيى الشاوي الجزائري دفين مصر. فرخ شاه الهندي. ومن أهل القرن الثاني عشر: الزرقاني المصري شارح وهب. عبد الله بن سالم البصري المكي. يوسف الهندي. يحيى بن عمر مقبول الأهدل اليمني. ابن الطيب الشركي. ابن إسماعيل الأمير الصنعاني. أبو العلاء العراقي الفاسي. عبد القادر بن خليل المدني. محمد البخاري النابلسي. ابن سنة الفلاني السوداني. ومن أهل القرن الثالث عشر: أبو الفيض مرتضى الزبيدي المصري. الجلال السباعي دفين مصر. صالح الفلاني المدني. ابن عبد السلام الناصري الدرعي. أوراس المعسكري الجزائري. الشوكاني اليمني. عابد السندي المدني. الشيخ السنوسي دفين جغبوب. وقد ترجمت هنا جميع هؤلاء ترجمة واسعة مناسبة فانظر كلا في حرف اسمه أو نسبته أو حرف أول اسم فهرسته إن كان لها اسم تعرف به.

المقدمة الثالثة: روينا من طريق أي العباس الدغولي قال: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول: إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها بالإسناد وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها إسناد موصول، إنما هي صحف في أيديهم وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم فليس عندهم تمييز ما نزل من التوراة والإنجيل وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي اتخذوها عن غير الثقات. قال الحافظ ابن حزم: نقل الثقة عن الثقة حتى يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم شيء خص به المسلمون دون جميع الملل والنحل، أما مع الإرسال والإعضال فيوجد في اليهود لكن لا يقربون به من موسى قربنا من نبينا، بل يقفون حيث يكون بينهم وبينه أكثر من ثلاثين نفسا، وإنما يبلغون إلى نوح وشمعون، وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق، وهذه الأمة الشريفة زادها الله شرفا بنبيها إنما تنقل الحديث عن الثقة المعروف في زمانه بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ والأطول فالأطول مجالسة لمن فوقه، فمن كان أقصر مجالسة، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها وأكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطوا حروفه ويعدوه عدا الخ. وفي شرح الاسم الثاني عشر ومائة من سراج المريدين للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري ما نصه: والله أكرم هذه الأمة بالاسناد، لم يعطه أحد غيرها، فاحذروا أن تسلكوا مسلك اليهود والنصارى فتحدثوا بغير إسناد فتكونوا سالبين نعمة الله عن أنفسكم، مطرقين للتهمة إليكم، وخافضين المنزلتكم، ومشتركين مع قوم لعنهم الله وغضب عليهم، وراكبين لسنتهم. ومن نسخة عليها خطه نقلت.

وأورد أيضا في شرح الاسم الحادي والعشرين والمائة من سراج المريدين قصة تضمنت كرامة لحافظ الإسلام بقي بن مخلد اتصل به من طريق أهل العراق فقال: أما غرابة سندها فرجل يعني نفسه رحل من إشبيلية فلقي بمدينة السلام رجلا حدثه عن رجل من أهل تيناعورا أخبره عن رجل كان بالأندلس، وهذا من مفاخر هذه الأمة، فالعلم حدثنا وأخبرنا وما سوى ذلك وسواس الشيطان اه. قال بعض الأعلام في صدر ثبت له: وكفى الراوي المنتظم في هذه السلسلة شرفا وفضلا وجلالة ونبلا أن يكون اسمه منتظما مع اسم المصطفى في طرس واحد، على رغم أنف الحاسد المعاند، وبقاء سلسلة الاسناد من شرف هذه الأمة المحمدية، واتصالها بنبيها خصوصية لها بين البرية. وقال الأستاذ أبو سعيد ابن لب: وحسبك بها شرفا تتعلق به لذوي الأمال، وتبذل في تعاطيه مع الأموال. ثم قال: والعجب من مسلم ينكر الرواية وهي نور الإسلام، ثم أنشد: وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: الإجازة في العلم رأس مال كبير أو كثير، اه. وقال ابن حجر الهيثمي: لكون الإسناد يعلم به الموضوع من غيره كانت معرفته من فروض الكفاية اه. وقال ابن رحمون في " الدر والعقيان ": كان من سنة علماء الحديث، طلب الإجازة في القديم والحديث، حرصا على بقاء الإسناد، ومحافظة على الشريعة الغراء إلى يوم التناد، وهي التي نسيت في مغربنا بهذه الأعصر

واكتفى أهله عن البسط بالحصر، وأهملوا السند والإجازة، وحسبوا أن العلم بمجرد التدريس والحيازة، اه. ونقل ابن حجر الهيثمي في فتاويه الحديثية عن الحافظ العراقي قال: نقل الإنسان ما ليس لديه به رواية غير سائغ بإجماع أهل الدراية. وعن الحافظ ابن خير الإشبيلي قال: أجمع العلماء على أنه لا يصح لمسلم أن يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا حتى يكون عنده ذلك القول مرويا ولو على أقل وجوه الرواية. وتعرض للجمع بين الأقوال بحمل الجواز على ما إذا كان لمجرد الاستنباط وعدمه على ما إذا كان للرواية عن القائل، اه. قلت: ولنا في المعنى رسالة اسمها " رفع الضير عن إجماع الحافظ ابن خير " انظر فيها بسط ما له وعليه. وفي مقدمة " فتح الباري " عن بعض مشايخ الحافظ: الأسانيد أنساب الكتب. وقال الحافظ أبو الفضل مرتضى الزبيدي في إجازته لأهل قسمطية: ثبت عند أهل هذا الفن أنه لا يتصدى لاقراء كتب السنة والحديث قراءة دراية أو تبرك ورواية إلا من أخذ أسانيد تلك الكتب عن أهلها ممن أتقن درايتها وروايتها، ورحل إلى البلدان فظفر بعوالي المرويات، وباحث الأقران فأحاط بمدارك الدرايات، وجلس في مجالس الإملاءات على الركب، وتردد إلى المشايخ بالخضوع والأدب، وهذا الآن أقل من قليل، فحسبنا الله ونعم الوكيل، اه. ونحوه لصاحب بذل النحلة (انظر صحيفة: 138 من عقد اليواقيت الجوهرية، وانظر كتابنا " الإجازة، إلى معرفة أحكام الإجازة ورسالتنا المسماة " بالردع الوجيز لمن أبى أن يجيز " تر عجبا) .

المقدمة الرابعة: قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث على ألفية الحديث: إن معرفة الوفيات وتاريخ الرواة مما عظم وقعه وقدم النفع به للمسلمين، بحيث لا يستغنى عنه ولا يعتنى بأهم منه، خصوصا ما هو القصد الأعظم منه، وهو البحث عن الرواة والفحص عن أحوالهم الثلاثة من الماضي والحال وما هو آت، فالتعريف به من الواجبات، وتعرف أحواله من آكد المهمات، ولذا قام به في القديم والحديث، نجوى الهدى ورجوم العدى أئمة الحديث، فوضعوا تواريخ كشفت ما للمترجم لهم من الحالات، واشتملت مع ذلك على تعيين أوقات سماع المرويات، ودخول البلاد في حق رسالة الرواة، وغير ذلك من المهمات. وقال صاعقة المغرب أبو عليّ اليوسي في فهرسته: كل ما يحتاج إليه كتاريخ سكة معلومة أو مكيال أو مسجد عتيق أو كون فلان من الرواة بفلان، أو مكان التقائه، أو كون فلان من المتقدمين أو المتأخرين أو من الصحابة أو لا أو غير ذلك، فهو داخل في العلوم الشرعية. (انظر تمامه في القانون والفهرسة ونشر المثاني) . وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: معرفة أعمار العلماء والوقوف على وفياتهم من علم خاصة أهل العلم، وأنه لا ينبغي لمن وسم نفسه بالعلم جهل ذلك، وانه مما يلزمه من العلم العناية به والقيام بحفظه (انظر الاستذكار له أو سنن المهتدين للمواق) . وقال الإمام أبو العباس أحمد بن الخطيب المعروف بابن قنفذ القسمطيني

في كتابه شرف الطالب (1) إن طلب الإجازة والرواية من شأن أهل العلم، وكذلك معرفة أفاضل الأئمة من صحابي وتابعي وفقيه، ومن الكمال تاريخ موتهم وولادتهم، ليتبين من سبق لمن يلحق. ولقد أخبرنا طالب من الطلبة عن مجلس عظيم اختلف فيه صاحب الدرس وآخر في مالك ومسلم بن الحجاج أيهما سبق بالوفاة، فقال صاحب الدرس: مسلم سبق وقال الآخر: مالك سبق والصواب معه. ومعرفة هذه الأمور تخرج الطالب من ظلمة الجهل، وكذلك معرفة من روى عنه شيخ لم يرو عنه الآخر وعدد من أخرج عنه البخاري ولم يخرج عنه مسلم، والعكس. واعلم أن معرفة الكتب وأسماء المؤلفين من الكمال ومعرفة طبقات الفقهاء وأزمانهم من مهمات الطالب، وكذلك ما ألف في عصر السائل، اه منه. ولقد قيل لي عن كبير انه افتخر في مجلس بان بخزانة كتبه نسخة من شرح الطيب بن كيران على مقدمة المرشد بخط أندلسي، وهذا ينبئ عن غفلة كبيرة، فأين الشارح المذكور الذي مات عام 1227 من الأندلس التي أخذت عام 899، وهذا شأن الغفلة عن تراجم النقلة.

_ (1) شرف الطالب: 90 (في ألف سنة من الوفيات) .

وهنا أردت الشروع في المقصود متكلا على حوله سبحانه وقوته قائلا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، مبتدئا المناسبات بحديث الرحمة المسلسل بالأولية فأقول وبه سبحانه أصول: الحديث المسلسل بالأولية أرويه عن نحو السبعين من المشايخ، ولكن لنقتصر هنا من الطرق على أعلاها وأغربها فنقول: حدثنا به شيخنا الأستاذ الوالد الشيخ أبو المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني الحسني الإدريسي وهو أول حديث سمعته منه أولية إضافية عام 1317، ومسند المدينة المنورة أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني، وهو أول حديث كتب به إلي منها سنة 132.، والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد أمين رضوان المدني، وهو أول حديث سمعته منه يوم عاشوراء بين الروضة والمقام من المسجد النبوي عام 1324، قالوا: حدثنا به محدث المدينة الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المدني، وهو أول حديث سمعناه منه في سنين مختلفة. ح: وأعلى منه بدرجة روايتي له عن الرئيس المعمر الناسك أبي البركات صافي بن عبد الرحمن الجفري المدني، وهو أول حديث سمعته منه بمكة المكرمة قال: هو والشيخ عبد الغني حدثنا به محدث الحجاز وحافظه الشيخ محمد عابد السندي الأنصاري المدني. والسيد الجفري المذكور آخر من كان بقي في الدنيا ممن رواه عنه.

ح: وأخبرني به عاليا شيخ محدثي العصر القاضي أبو الرجال حسين بن محسن الأنصاري الحيدرابادي كتابه من الهند سنة 1325، وهو أول حديث رواه لنا مطلقا عن شيخه القاضي أبي العباس أحمد بن محمد الشوكاني اليمني والمحدث محمد بن ناصر الحازمي، وهو أول حديث رواه عنهما، قال الثلاثة السندي والشوكاني والحازمي: حدثنا به محدث اليمن ومسنده الوجيه عبد الرحمن بن سليمان الأهدل وهو أول عن الشيخ أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي وهو أول عن المحدث الصوفي الشمس محمد بن أحمد بن محمد بن عقيلة المكي وهو أول. ح: وحدثنا به الفقيه المسند الصوفي الشهاب أحمد رضا عليّ خان البريلوي الهندي، وهو أول حديث سمعته منه بمكة عن الشيخ آل الرسول الأحمدي الهندي وهو أول ح: وأخبرنا به الشيخ محمد عليّ أكرم الصديقي الأروي الحنفي كتابة من الهند، وهو أول حديث كتب به إلي منه، قال: حدثني به شيخنا المعمر فضل الرحمن بن أهل الله المرادبادي وهو أول. قال هو وآل الرسول: أخبرنا به الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وهو أول، عن أبيه كوكب الهند أحمد ولي الله الدهلوي وهو أول، عن ابن عقيلة وهو أول ح: وحدثني به العالم المقري الناسك المعمر الشهاب أحمد أبو الخير مرداد المكي بمكة المكرمة، وهو أول حديث سمعته منه بها، وأبو الحسن عليّ بن ظاهر المدني كتابة منها وهو أول، كلاهما عن الشهاب أحمد منة اللة المالكي الأزهري، وهو أول. ح: وأخبرني الشيخ العارف بالله حبيب الرحمن الحسيني الهندي المدني كتابة منها وابن ظاهر كلاهما عن الشيخ عبد الغني الميداني الدمشقي وهو أول. ح: وحدثني به وهو أول مؤرخ مكة المكرمة الشهاب أحمد بن محمد

الحضراوي الشافعي المكي بها قال: حدثني به القاضي عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي الطرابلسي، وهو أول حديث سمعته منه بمكة. ح: وحدثني به عاليا مسند الشام عبد الله بن درويش السكري الحنفي الدمشقي، وهو أول حديث سمعته منه بدمشق، قال هو ومنة الله والميداني والرافعي: حدثنا به محدث الشام ومسنده الوجيه عبد الرحمن بن محمد الكزبري وهو أول، عن شمس الدين محمد بن بدير المقدسي، وهو أول، قال حدثنا أبو النصر مصطفى الدمياطي وهو أول، حدثنا به الشمس ابن عقيلة قال: حدثنا به الإمام المقري المسند المعمر الشهاب أحمد بن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي، وهو أول حديث سمعته منه. ح: وأخبرني به عاليا البدر عبد الله السكري وهو أول، عن عبد اللطيف ابن حمزة بن فتح الله البيروتي وهو أول، عن الشيخ أبي عبد الله المنجي الطرابلسي وهو أول، قال: حدثنا به أبو الفداء إسماعيل العجلوني. ح: وحدثني به القاضي المسند الخطيب المعمر أبو النصر نصر الله الخطيب بدمشق، وهو أول، عن والده عبد القادر، وهو أول، عن الخليل الخشة وهو أول، عن محمد خليل الكاملي، وهو أول، أنا أبو الفداء إسماعيل العجلوني، وهو أول، عن الشمس محمد الوليدي بمكة، وهو أول، عن ابن البنا المذكور، وهو أول، قال: حدثنا به المعمر محمد بن عبد العزيز الزيادي وهو أول، قال حدثنا به أبو الخير ابن عموس الرشيدي وهو أول، قال: ثنا به القاضي زكرياء الأنصاري وهو أول، قال: حدثنا به صدر الحفاظ أبو الفضل ابن حجر، وهو أول، قال: حدثنا به الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وهو أول حديث سمعته منه. ح: وحدثني به الشيخ الصوفي هداية الله بن عبد الله الفارسي الهندي

وهو أول حديث سمعته منه بمكة تجاه الكعبة المعظمة، عن الشيخ عبد القيوم الهندي الصديقي وهو أول منه. ح: وحدثني به المفسر المحدث الشيخ عبد الحق الإله ابادي، وهو أول حديث سمعته منه بمكة، عن الشيخ جعفر بن عليّ الهندي، وهو أول. ح: وحدثني به أديب الحجاز الشاعر المفلق المعمر الشيخ عبد الجليل بن عبد السلام براده المدني سماعا منه بمكة المكرمة عام 1323، وهو أول، عن شيخه سخاوة عليّ الهندي، وهو أول، قال الثلاثة عبد القيوم وجعفر بن عليّ وسخاوة عليّ الهنديون: حدثنا به محدث الهند الشيخ محمد إسحاق الدهلوي دفين مكة. ح: وحدثني به الشيخ العارف أبو عبد الله محمد بن عليّ الحبشي الاسكندري وهو أول حديث سمعته منه بها سنة1323، قال: حدثني به أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السلوي الفاسي، وهو أول حديث سمعته منه بفاس، قال: حدثني به المحدث العارف أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري وهو أول حديث سمعته منه بفاس. ح: وحدثني به عاليا آخر أصحاب الرضوي في الدنيا الفقيه المعمر حسين الطرابلسي الحنفي، وهو أول حديث سمعته منه بمصر سنة 1323، قال: حدثني به الرضوي المذكور بمصر سنة 1261، وهو أول حديث سمعته منه بها، قال هو ومحمد إسحاق الهندي: حدثنا به عالم مكة ومسندها أبو حفص عمر بن عبد الرسول المكي، وهو أول، عن النور عليّ بن عبد البر الونائي المكي والشمس محمد بن منصور الشنواني، وهو أول حديث سمعته منهما، قالا: حدثنا به خاتمة الحفاظ أبو الفيض مرتضى الزبيدي، وهو أول حديث سمعته منه، عن عبد الله بن موسى الحريري المكي، وهو أول، عن عبد اللطيف بن أحمد البقاعي، وهو أول، عن عبد القادر الثعلبي

وهو أول، عن عبد الباقي الحنبلي، وهو أول، عن المعمر بن عبد الرحمن البهوتي الحنبلي، وهو أول عن الجمال يوسف بن القاضي زكرياء، وهو أول، عن أبيه شيخ الإسلام زكرياء، وهو أول، قال: حدثني به الحافظ أبو الفضل ابن حجر، وهو أول. ح: وحدثنا به عاليا بدرجتين العلامة الصوفي المعمر الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري، وهو أول حديث سمعته منه بمصر، قال حدثني به شيخنا الشمس محمد عليّ البهي الطندتائي، وهو أول، عن السيد مرتضى، وهو أول، عن عمر بن عقيل الباعلوي المكي، وهو أول حديث سمعته منه عاليا بعناية جده لأمه بسنده السابق. ح: وحدثنا به محدث المدينة أبو اليسر فالح بن محمد الظاهري المدني، وهو أول حديث سمعته منه بها، عن ختم المحدثين محمد بن عليّ السنوسي المكي، قال: حدثنا به أحمد بن عبيد العطار الدمشقي، وهو أول، عن صالح بن إبراهيم الجنيني، وهو أول، عن محمد بن عبد الرسول البرزنجي، وهو أول، عن عبد الباقي الحنبلي، وهو أول، عن البهوتي به. ح: قال عمر بن عبد الرسول أيضا: حدثنا به المسند الصوفي أبو الحسن الونائي قال: حدثنا به البرهان إبراهيم بن محمد النمرسي، وهو أول، عن عيد النمرسي وهو أول ح: قال الونائي: وحدثنا به الشهاب أحمد الدردير المصري، وهو أول، عن الشمس محمد الدفري وهو أول، قال النمرسي والدفري وابن عقيل: حدثنا به الجمال عبد الله بن سالم المصري بسنده السابق. ح: وحدثنا به عاليا الشمس محمد أمين البيطار بدمشق وهو أول حديث سمعته منه، عن الشمس محمد التميمي، وهو أول، عن الشمس محمد الأمير

الكبير، وهو أول، عن الشهاب أحمد الجوهري، وهو أول، قال: حدثنا به البصري، وهو أول، بسنده. ح: وأخبرنا به المسند المعمر نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدر ابادي كتابة من الهند، وهو أول حديث أرويه عن أبيه بسماعه من السيد يوسف بن محمد بطاح الأهدل، قال: وهو أول حديث سمعته منه بالمسجد الحرام، قال: حدثني به أبو بكر بن عليّ الغزال الهتار، وهو أول، حدثني به يحيى بن عمر مقبول الأهدل، وهو أول قال: حدثني به عبد الله بن سالم البصري المكي، وهو أول، قال: حدثني به المسند محمد بن سليمان الرداني، وهو أول حديث سمعته منه، عن أبي عثمان سعيد ابن إبراهيم قدورة بالجزائر، وهو أول، قال: حدثني به سعيد المقري، وهو أول، عن الولي الكامل أبي العباس أحمد بن حجي الوهراني، وهو أول، عن شيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم التازي، وهو أول، قال: قرأت عن الإمام أبي الفتح محمد بن أبي بكر المراغي، وهو أول حديث قرأته عليه، قال: سمعته من لفظ شيخنا الحافظ زين الدين العراقي، وهو أول حديث سمعته منه مطلقا إن شاء الله، قال: حدثنا به الصدر محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول حديث سمعته منه. ح: وحدثني به الشمس محمد أمين بن رضوان المدني، وهو أول حديث سمعته بالمسجد النبوي كما سمعه مني أيضا، قال: حدثني به العارف الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد المجددي المدني، وهو أول، عن أبيه أحمد سعيد. ح: وحدثني به الصوفي الماجد المحدث المرشد الشيخ محمد عبد المجيد المعروف بالمعصوم بن عبد الرشيد بن الشيخ أحمد سعيد بن الشيخ أبي سعيد الدهلوي بمكة، وهو أول حديث سمعته منه بها عن عم والدة الشيخ عبد الغني، ووالده الشيخ عبد الرشيد، وعمه الشيخ محمد مظهر، الأول عن

أبيه أبي سعيد، والثاني والثالث عن والدهما أحمد سعيد، وهو ووالده أبو سعيد عن خاله الشيخ سراج أحمد المجددي، عن أبيه محمد مرشد المجددي، عن أبيه محمد أرشد المجددي، عن والده الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السهرندي. ح: وحدثني به الشيخ محمد عبد المجيد المعروف بالمعصوم المذكور، عن أبيه عبد الرشيد، عن أبيه أحمد سعيد، عن الشيخ عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه ولي الله الدهلوي، عن الحاج محمد أفضل السليكوتي، عن حجة الله محمد نقشبند المجددي، عن أبيه محمد المعصوم، عن والده الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السهرندي، عن القاضي بهلول البدخشي، عن الشيخ المحدث عبد الرحمن بن فهد، عن والده عبد القادر بن عبد العزيز وعمه جار الله بن فهد، كلاهما عن والدهما الحافظ عبد العزيز بن فهد، عن جده الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي، عن جمع من المشايخ أعلاهم البرهان الابناسي وقاضي القضاة أبو حامد المطري، كلاهما عن الخطيب صدر الدين أبي الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول. ح: وأخبرني به عاليا كتابة من الهند الشيخ محمد محيي الدين الجعفري الزينبي، وهو أول حديث أجازنيه كما سمعه بالأولية الحقيقية من المحدث الأثري أبي الفضل عبد الحق المناوي العثماني، وهو أول، عن القاضي محمد ابن عليّ الشوكاني، وهو أول، عن عبد القادر الكوكباني، عن الشمس محمد ابن الطيب الشركي المدني، وهو أول، عن أبي الأسرار حسن بن عليّ العجمي، وهو أول، عن زين العابدين بن عبد القادر الطبري، وهو أول، عن الحصاري عن المسند المعمر محمد الغمري، عن الحافظ ابن حجر، وهو أول. ح: وأخبرني به مكاتبة من المدينة المنورة مفتيها عثمان بن عبد السلام الداغستاني، وهو أول، قال: حدثني به محمد بن عثمان الدمشقي الدوماني

الشهير بخطيب دوما، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به شيخنا حسن بن عمر الشطي الدمشقي، وهو أول، قال: حدثني به عمر المجتهد وهو يرويه بأولية حقيقية عن الشمس محمد البخاري نزيل نابلس، قال: حدثني به جمال الدين محمد بن محمد الواسطي الزبيدي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به العلامة الشيخ بن باعلوي، وهو أول، قال: حدثني به الوجيه عبد الرحمن بن محمد الذهبي، وهو أول، عن المنلا إبراهيم الكوراني، وهو أول حديث سمعته منه بمنزله ظاهر المدينة سنة 1072، قال: حدثني به عفيف الدين عبد الله بن محمد اليمني، وهو أول، قال: حدثني به العلامة عز الدين عبد العزيز بن تقي الدين الحبيشي اليمني، وهو أول، قال: حدثني به الحافظ الرحالة محدث اليمن الطاهر بن حسن الأهدل الحسني، وهو أول، قال: حدثني به محدث الديار اليمنية الوجيه عبد الرحمن ابن عليّ المعروف بالديبع الشيباني الزبيدي، وهو أول، أنبأنا الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، وهو أول حديث سمعته منه. ح: وأرويه عاليا عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به شيخنا البهي الطندتائي، وهو أول، عن الحافظ مرتضى الزبيدي، وهو أول، قال: حدثني به المعمر داوود بن سليمان الخربتاوي، عن المعمر الشمس الفيومي، عن السيد يوسف الارميوني، عن الحافظ جلال الدين السيوطي، عن الجلال عبد الرحمن بن الملقن عن جده السراج عمر بن عليّ بن الملقن الأنصاري، عن الصدر الميدومي. وهذا أعلى ما وقع لنا، إذ بيني وبين السيوطي فيه ستة وسائط وبيني وبين الميدومي فيه تسعة، وهذا أعلى ما يكون. ح: وحدثني بحديث الأولية بشرطه بركة مكة وزاهدها النور أبو العلي حسين بن محمد الحبشي، عن أحمد بن عبد الله البار، وهو أول، عن الوجيه الكزبري، وهو أول، قال: حدثني به عبد الملك بن عبد المنعم

القلعي، وهو أول، عن عبد الله الشبراوي المصري، وهو أول، حدثنا الشهاب أحمد بن محمد الخليفي وهو أول، عن محمد بن داوود العناني، وهو أول، عن النور عليّ الحلبي، وهو أول، عن الجمال عبد الله الشنشوري، عن والده بهاء الدين، عن عثمان الديمي والسخاوي وزكرياء: حدثنا الحافظ أبو الفضل ابن حجر، وهو أول حديث سمعناه منه. ح: وبه إلى الجمال الشنشوري، عن المسند المعمر عبد الحق السنباطي، عن جمع من المشايخ منهم أبو الصفا خليل بن سلمة القابوني الدمشقي وأبو الطيب شعبان الكناني العسقلاني والمسندة أم محمد زينب بنت زين الدين العراقي والرئيسة أم المكارم أنس زوجة الحافظ ابن حجر العسقلاني والرحلة زين الدين الباقوسي وأبو الفتح محمد بن صلاح الدين الجزري الحنفي، قال ابن حجر والخمسة من أشياخ السنباطي: حدثنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وهو أول، قال: حدثنا به الصدر محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول، عن عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، وهو أول قال: حدثني به أبو الفرج ابن الجوزي الحافظ، وهو أول، حدثنا به أبو سعيد إسماعيل ابن أبي صالح المؤذن، وهوأول، عن أبي طاهر محمد بن محمش الزيادي، وهو أول، عن أبي حامد البزاز، وهو أول، قال: حدثني به عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم النيسابوري، وهو أول، قال: حدثني به سفيان بن عيينة، وهو أول، وفيه انقطع التسلسل، فإنه يرويه عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس، مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن مولاه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، حديث حسن صحيح أخرجه أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وتداولته الأمة واعتنى به أهل الصناعة، فقدموه في الرواية على غيره ليتم لهم بذلك التسلسل كما فعلنا، وليقتدي به طالب العلم فيعلم أن مبنى العلم على التراحم والتوادد والتواصل لا على التدابر والتقاطع، فإذا شب

الطالب على ذلك شبت معه نعرة التعارف والتراحم فيشتد ساعده بذلك، فلا يشيب إلا وقد تخلق بالرحمة وعرف غيره بفوائدها ونتائجها فيتأدب الثاني بأدب الأول، وعلى الله في الإخلاص والقبول المعول. وقد أفرد هذا الحديث بالتأليف لأهميته جماعة من المحدثين كابن الصلاح، وهو عندي في نحو كراسين، ومنصور بن سليم الرازي وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السمر قندي والحافظ السلفي والذهبي، له العذب السلسل في الحديث المسلسل، والتقي السبكي وابن ناصر الدمشقي والسراج ابن الملقن والحافظ العراقي وولده أبي زرعة وأبي فتح اللخمي، له العقد المفصل في الحديث المسلسل، والحافظ ابن الأبار التونسي له: المورد السلسل في حديث الرحمة المسلسل، وأبي البقاء خالد البلوي صاحب " تاج المفرق " له فيه مجموع كبير، والحافظ مرتضى الزبيدي، له فيه أربعة مؤلفات، والشمس الجوهري المصري وهو عندي والشيخ عطا المكي وغيرهم. ولنا فيه عدة رسائل بسطنا فيها القول في طرقه ورواياته ومعناه ولطائفه، كتبناها في الأوائل. وهذا حين الشروع في المقصود، مستعينا بالرب المعبود. كتب الأوائل: في الزمن الأخير لما كسلت الهمم وعدمت مصنفات الحديث أو كادت وثقل على الناس الرحلة بأسفار السنة الضخمة إلى البلاد ليسمعوها على المشايخ عدلوا إلى جمع أوائل المصنفات في كراسة أو أكثر، يحملها الطالب فيقرأها على مشايخه فيرجع من رحلته أو وجهته وهو يقول: أروي المصنف الفلاني عن شيخي سماعا لأوله وإجازة لباقيه. وأول من علمته جمع أوائل الكتب الحديثية وأفردها بالتأليف الحافظ ابن الديبع الشيباني الزبيدي، ذكر الوجيه

الأهدل في " النفس اليماني " أنه سمع أوائل السنة وأوائل غيرها مما جمع في رسالة الحافظ ابن الديبع على شيخه عبد الله بن سليمان الجرهزي. 1 - أوائل ابن الديبع (1) : نرويها وكل ما له مسلسلا ببني الأهدل سادات زبيد وأئمتها عن أبي الحسن عليّ بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي، لقيته بمكة، عن عبد القادر بن محمد ابن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه عن جده عن أبيه سليمان عن أبيه يحيى عن أبي بكر بن عليّ الأهدل، عن يوسف بن محمد البطاح الأهدل، عن السيد طاهر بن حسين الأهدل، عن الحافظ ابن الديبع، وهو خاتمة الآخذين عنه شفاها وبهذا السند نروي كل ما له من مؤلف ومروي، وهو كل ما له من مؤلف ومروي، وهو إسناد عجيب. 2 - أوائل ابن سليمان الرداني (2) : هو أحد مسندي القرن الحادي عشر العلامة الحكيم الشمس محمد بن سليمان الرداني المكي دفين دمشق المتوفي بها سنة 1094 - صاحب " صلة الخلف بموصول السلف "، أرويها بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف الراء (انظر الرداني، وانظر ما سيأتي عن هذه الأوائل لدى الكلام على أوائل سنبل) . 3 - أوائل تلميذه البصري (3) : هو مسند الحجاز عبد الله بن سالم البصري

_ (1) ابن الديبع عبد الرحمن بن علي الشيباني (944) صاحب بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد، وتمييز الطيب من الخبيث وغيرهما (انظر البدر الطالع 1: 335 والنور السافر: 212 شذرات: 255، والزركلي 4: 91 وسيترجم له المؤلف رقم: 207) . (2) محمد بن سليمان الرداني (1094) المحدث المغربي له ترجمة في صفوة من انتشر: 196 والزركلي 7: 22 وستأتي ترجمته رقم 214، وانظر خلاصة الاثر 4: 204 والأعلام بن حل مراكش 4: 334. (3) عبد الله بن سالم البصري (1134) الفقيه الشافعي مكي المولد والوفاة له الامداد بمعرفة علو الإسناد (سيأتي رقم: 59) انظر الزركلي 4: 219.

المكي له كراسة جمع فيها أوائل السنة ومسند الدارمي وموطأ مالك وسنن الدارقطني ومسند الشافعي ومسند أحمد وسنن أبي مسلم الكشي وسعيد بن منصور ومسند ابن أبي شيبة وشرح السنه للبغوي ومسند الطيالسي والحارث بن أبي أسامة والبزاز وأبي يعلى وابن المبارك ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ومعجم الطبراني وكتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي وتاريخ ابن معين ومصنفات عبد الرزاق وسنن البيهقي، فمجموع ما ذكر في أوائله من الكتب الحديثية 28 ولأهل مصر بها اعتناء، والذي جلبها لمصر على مصنفها الشهاب الملوي والشهاب الجوهري. وقد وقفت على إجازة البصري لهما بها، سمعتها بمصر على شيخ الجامع الأزهر العلامة المعمر سلبم البشري المالكي وهو عن معمر الشمس الصفتي المالكي عن الأمير الكبير عن الجوهري والملوي عن البصري. وسمعت أوائله أيضا على صديقنا العلامة الصوفي الشيخ سعيد ابن عليّ الموجي الشافعي الأزهر كما سمعها على شيخه البرهان إبراهيم السقا والشيخ محمد الانبابي الشافعي الأول عن حسن بن درويش القويسني قال أخبرنا داوود القلعي أنبأنا أحمد جمعة البجيرمي قال أنبأنا جامعها عبد الله ابن سالم البصري بها. قلت: هكذا حدثني وكتبت عنه رحمه الله، والصواب أن أحمد البجيرمي يروي عن الشهاب أحمد بن مصطفى الصباغ عن البصري. ح: ويرويها الأنبابي عن مصطفى الذهبي عن القويسني أيضا. ح: وسمعت بعضها عن عالم الديار المصرية الوجيه الشربيني، وأجازني بباقيها عن السقا والذهبي والباجوري ثلاثتهم عن القويسني به، وسمعتها في المدينة المنورة على عالمها الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي حسب روايته لها عن والده السيد إسماعيل عن الشيخ صالح الفلاني عن محمد بن عبد الله المغربي عن البصري عاليا. قلت: ويظهر لي أن الأوائل البصرية مقتبسة من الأمم للبرهان الكوراني شيخ البصري فإنه اعتنى بذكر أوائل المصنفات الحديثية التي يذكر فيها مع إسنادها.

4 - أوائل القلعي: هو قاضي مكة محمد تاج الدين بن القاضي عبد المحسن القلعي الحنفي المكي الطائي لقيه الكاتب الأديب السيد الجيلاني الإسحاق وترجمه في رحلته الحجازية محليا له: ب " الشيخ الإمام علم الأعلام، القائم بوظيفة الكتب الستة الحديثية ببلد الله الحرام، شيخ علا سنه وسناه، وبلغ من الأحاديث النبوية والمعارف السنية مناه، وممن يشار إليه في هذا المعنى بالأصابع، ولا يوجد فيه منازع ولا مدافع ". اه. وقفت على أوائله هذه برواق المغاربة بالجامع الأزهر بمصر، ذكر فيها من كل كتاب ذكره نحو عشرة أحاديث أو أقل عارية عن الاسناد، وعقبها بذكر أسانيده، وحاصلها أنه يروي عن عيسى الثعالبي ومحمد بن سليمان الرداني المكي وحسن العجيمي وعبد الله البصري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني. وأعلى ما وقع له روايته للسته عن أحمد بن محمد أبي الخير المرحومي الشافعي لقيه بمصر عام 11.1 وهو عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي بأسانيده. وروى الجامع الصغير وغيره عامة عن ابن عمه أحمد بن محمد بن سالم القلعي، وهو يروي عامة عن البابلي وعبد العزيز الزمزمي، ويروي البابلي الجامع الصغير عن السنهوري عن القلعي عن السوطي. قال: وذكر السنهوري انه سأل العلقمي كيف أخذتم الجامع من مؤلفه قال: كنا نذهب مع السيد الشريف يوسف الأرميوني إلى الروضة فنطرق باب الحافظ السيوطي فإن كان السيد يوسف معنا فتح الباب وإلا فلا، والسيد يوسف يقرأ ونحن نسمع، اه. قلت: كأن السيوطي كان لايرى خروجه لهم من الواجبات، فإذا علم بوجود البضعة النبوية معهم رأى الخروج لهم تأكد وصار أولى مما هو عليه من العزلة التي كان يراها واجبة في حقه. نروي الأوائل القلعية هذه وكل ما لمؤلفها بأسانيدنا المذكورة في الإرشاد إلى ولي الله الدهلوي عنه.

ح: وبأسانيدنا إلى الورزازي والصباغ والغرياني وعمر السقاف ومحمد سعيد سفر كلهم عنه. وبأسانيدنا الآتية إلى الحافظ مرتضى الزبيدي عن عبد الرحمن بن أسلم الحسيني المكي وإبراهيم بن سعيد المنوفي المكي وغيرهما عن تاج الدين القلعي. ح: وأخبرنا بها الوجيه السكري عن الكزبري عن عبد الملك القلعي عن أبيه عبد المنعم عن جده التاج، وهو مسلسل كما ترى بالعادلة. ح: وبأسانيدنا الآتية إلى الشهاب أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي عنه وذكر في إجازته له أنه يروي عامة عن ابن سليمان الرداني والبرهان الكوراني والشهاب النخلي وصالح الزنجاني وأحمد البشبيشي وابن أخيه عبد الرؤوف عامة ما لهم. 5 - أوائل العجلوني (1) : هو محدث الشام وعالمها الزاهد الورع العابد أبو الفدا إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجراحي العجلوني الدمشقي ولد بعجلون سنة 1.87 وتوفي سنة 1162 وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي ومحمد الكاملي والياس الكردي ونجم الدين الرملي وغيرهم، وممن أجازه عامة العارف النابلسي ومحمد بن عبد الرسول البرزنجي والبصري والتاج القلعي وابن عقيلة ومحمد الوليدي المكي ومحمد الضرير الاسكندراني ويونس الدمرداشي المصري وأبو طاهر الكوراني وأبو الحسن السندي والشهاب النخلي المكي وسليمان بن أحمد الرومي واعظ جامع أياصوفيا وغيرهم ممن حواه ثبته المسمى بحلية أهل الفضل والكمال المذكور في حرفه، له شرح على الصحيح، قال عنه تلميذه الشهاب أحمد العطار في ثبته: شرحه شرحا يرحل إليه، جعله خلاصة الشروح السابقة، وأطال فيه من الفوائد والنكات والأحكام، سماه الفيض الجاري، وصل فيه إلى كتاب التفسير واختر منه المنية قبل كماله، اه.

_ (1) انظر الزركلي 1: 324 ورقم 120 فيما سيأتي.

وله أيضا شرح الحديث المسلسل بالدمشقيين، وله أيضا كشف الخفا والالتباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (1) ، وله أوائل اشتهرت بالحجاز والهند والشام وطبعت مرارا سماها مؤلفها عقد الجوهر الثمين في أربعين حديثا من أحاديث سيد المرسلين جمع فيها ما ذكره البصري مع تحرير وزاد عليه مسند أبي حنيفة قال تنويها بأنه من أهل هذا الشأن والشفا وتاريخ الشام لابن عساكر وكتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا وجياد المسلسلات للسيوطي والدربة الطاهرة للدولابي ومشكاة الأنوار للحاتمي فصار المحصل أربعين حديثا من أربعين كتابا. وزاد على أوائل البصري بذكره إسناده كل كتاب بالهامش، فذكر أولا روايته للصحيح عن الشيخ عبد الغني النابلسي عن النجم الغزي عن أبيه البدر الغزي عن القاضي زكرياء عن الحافظ ابن حجر، ثم صار يحيل عليه في بقية الكتب، وقد أوقفني على شرحه لها صديقنا العلامة المحدث الشيخ جمال الدين بن قاسم الحلاق الدمشقي في مبيضته، ولا أدري هل أخرجه أم لا. أروي الأوائل العجلونية هذه سماعا على الوالد مرارا سنة 1318 فما بعدها كما سمعها على مسند المدينة أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري بالمدينة المنورة. ح: وأرويها عاليا عنه مكاتبة، وهو عن الشيخ عبد الغني الميداني الدمشقي والشهاب أحمد دحلان المكي كلاهما عن الوجيه الكزبري عن أحمد بن عبيد العطار عن العجلوني، وسمعتها في دمشق على مسنده أبي النصر الخطيب، كما سمعها على والده عبد القادر بن عبد الرحيم الخطيب الدمشقي، كما

_ (1) طبع باسم كشف الخفا ومزيل الالباس في جزءين ووقف عليه احمد القلاشي (الطبعة الثانية، مطبعة الرسالة، بيروت 1979) .

سمعها من مفتي بيروت عبد اللطيف بن عليّ بن حمزة، كما سمعها من الشمس محمد بن عبد الرحمن الكزبري ومحمد خليل الكاملي حسبما رواها الثاني عن مؤلفها. ح: ويرويها عبد القادر الخطيب عن عبد القادر بن أحمد الميداني عن الكاملي عن العجلوني. ح: ويرويها السيد عبد القادر الخطيب عن الشمس محمد بن مصطفى الرحمتي والشمس محمد العاني والوجيه الكزبري ثلاثتهم عن الشهاب العطار عن مؤلفها. ح: ويرويها شيخنا أبو النصر عن محمد عمر الغزي سماعا عليه عن الشهاب العطار ومحمد سعيد السويدي عن العجلوني ومؤلفها. وأرويها من طريق الشيخ محمد صالح الرضوي الآتي ذكره في حرف الراء عن محمد بن مصطفى الرحمتي الأيوبي عن زاهد الرومي بمكة عن العجلوني، وهو سياق عزيز الوجود. 6 - أوائل ابن الطيب الشركي (1) : هو الإمام المحدث المسند محمد بن الطيب الشركي المدني له أوائل نرويها بسندنا إليه (انظر حرف الشين) . 7 - أوائل سنبل (2) : هو علامة مكة ومفتيها الشيخ محمد سعيد بن محمد سنبل المكي الشافعي المتوفي بالطائف سنة 1175، ذكر في أولها أنه رأى أوائل لبعض الأعلام طول فيها، فأراد أن يلخص مما ذكر فيها أول حديث من أول كل كتاب، تاركا لباقيه روما للاختصار، ثم ذكر أنه يروي عامة عن

_ (1) محمد الطيب الشرقي (1170) هو شيخ الزبيدي وصاحب أسهل المقاصد (انظر رقم 45، 412) وترجمته في سلك الدرر 4: 91 وانظر الزركلي 7: 47 ورقم 598 فيما يلي. (2) الزركلي 7: 12.

أبي طاهر الكوراني وعيد بن عليّ الأزهري والشهاب أحمد النخلي المكي وعمر ابن أحمد بن عقيل، وقد قلد وتبع فيما ساقه غالبا أوائل التاج القلعي، وزعم بعضهم أنه اختصرها من أوائل الشمس محمد بن سليمان الرداني. قال صاحبنا الشيخ أحمد بن عثمان العطار: وام يذكر مستنده في ذلك ولم يأثره عن أحد، لكنا إلى الآن لم نقف على أوائل ابن سليمان بل ولم نسمع بها، من تعليقاته على الأوائل السنبلية. قلت: في ثبت الشيخ صالح الفلاني الكبير المسمى بالثمار اليانع وهو عندي بخطة حين ترجم لشيخه الشهاب أحمد الدردير واجتماعه به عام 1199 بمكة ما نصه: قرأت عليه أوائل الكتب للشيخ محمد بن سليمان الرداني، وكذا قال في ترجمة الشيخ التاودي ابن سودة: قرأت عليه أوائل الكتب للشيخ محمد بن سليمان الرداني، من خطه. وقال الفلاني في الثبت المذكور في ترجمة السيد عبد الله المرغني الطائفي: قرأت عليه شيئا من جمع الفوائد للشيخ محمد بن سليمان الرداني ومن أوائل الكتب له، ومن خطه نقلت ورأيت في فهرس مكتبة أبي الحسن بن ظاهر الوتري المدني التي كانت عنده أن منها رسالة الأوائل للرداني، وفي آخرها إجازة العارف النابلسي بخطة للمنيني. وقد ذيل على الأوائل السنبلية هذه مؤلفها أحاديث من عدة كتب أخر تقارب الثلاثين كان غفل عنها في الأصل، رواها عنه تلميذه الشيخ إسماعيل النقشبندي والشمس محمد بن سليمان الكردي المدني وغيرهما. وهذه الأوائل هي المستعملة بديار الهند والحجاز غالبا، وأرويها بأسانيدنا إلى السيد زين جمل الليل المدني والوجيه عبد الرحمن الكزبري والشيخ محمد عابد السندي والقاضي عبد الحفيظ العجيمي وعمر بن عبد الرسول وغيرهم عن محمد طاهر سنبل عن والده مؤلفها. وأرويها بأسانيدنا إلى الفلاني عن محمد سعيد سفر عن مؤلفها.

ح: وأرويها بأسانيدنا إلى السيد مرتضى الزبيدي والوجيه الأهدل كلاهما عن محمد بن سليمان الكردي عن مؤلفها. ح: وأرويها مسلسلة بالآباء عن الحكيم الرحلة المعمر الشيخ محمد طاهر ابن عمر بن عبد المحسن بن طاهر بن الشيخ سعيد سنبل المدني بها عن أبيه عمر عن جده عبد المحسن عن والده الشيخ محمد طاهر عن أبيه محمد سعيد صاحب الأوائل. تنبيه: من الغرائب ما ذكره تلميذه المؤلف الشيخ إسماعيل النقشبندي أن محمد سعيد سنبل أدرك الشيخ رضي الدين الآخذ عن والده وهو عن والده ابن حجر الهيثمي قال: هو أعلى ما عنده، وهو غير ممكن لأن رضي الدين مات سنة 1.41 كما للمحبي، فكيف يدركه المذكور والله أعلم. 8 - أوائل الشيخ عثمان الشامي (1) : هو أبو الفتح الشيخ عثمان بن محمد الأزهري الشهير بالشامي الحنفي نزيل المدينة المنورة يروي عن أبي الحسن الصعيدي ومحمد بن يونس الطائي الحنفي وعيسى البراوي والشيخ سليمان المنصوري وغيرهم. ترجمه الحافظ مرتضى في معجمه وحلاه بالإمام الفقيه العلامة، قال: لقيته في جامع قوصون وهو يقرأالملتقى فيلقي في تقريره ما يبهر العقول، وله حافظة جيدة واستحضار في الفروع ولايمسك كراساً عند إقرائه، اة. ولم يذكر وفاته. ومن العجب أن الجبرتي أرخ المذكور ممن مات سنة121. مع أني وقفت له على إجازة كتبها لمحمد الشعاب المدني مؤرخة سنة1213، له أوائل سمعها عليه الشيخ رفيع الدين القندهاري قال: قرأت عليه أوائله التي ذكر فيها أسانيده إلى الصحاح الستة وذكر من أول كل كتاب حديثاً، اه.

_ (1) الجبرتي 2: 263 والزركلي 4: 377.

نرويها عن المسند الشيخ محمد بن خضر بن عثمان الرضوي الهندي كتابة من الهند عن شهاب الدين العمري القندهاري عن رفيع الدين عنه. ح: وعن أبي عليّ حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول المكي عنه وعن الحبشي المذكور عن السيد عيدروس بن عمر بن عيدروس الحبشي عن أبيه عن السيد يس بن عبد الله المرغني المكي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الريسوني عن المترجم. 9 - أوائل السنوسي (1) : هو الإمام العارف بالله ختم المحدثين محمد بن علي السنوسي المكي ثم الجغبوبي المتوفى سنة1276، له الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية، اشتمل أول باب منه على أوائل بعض كتب الأئمة العشرة موطأ مالك ومسانيد الأئمة الثلاثة والكتب الستة، وثاني باب منه على أوائل بعض مشاهير السنن وهي عشرة، وثالث باب منه على بعض مشاهير المسانيد وهي عشرة، ورابع باب على بعض مشاهير الصحاح الزائدة على الستة وهي عشرة، وخامس باب على بعض مشاهير المعاجم وهي عشرة، وسادس باب على بعض مشاهير الجوامع وهي عشرة، وسابع باب على بعض مشاهير المختصرات وهي عشرة، وثامن باب على بعض مشاهير كتب الأحكام الجامعة وهي عشرة، وتاسع باب على بعض مشاهير كتب السير والشمائل وهي عشرة، وعاشر باب على بعض مشاهير الأربعينيات والأجزاء والمصنفات وحادي عشر على خمسة أنواع مشتملة على ما يزيد على مائة كتاب، وثاني عشر باب منها على نحو من أربعين تفسيراً وهي على قسمين الأول في تفاسير السلف والثاني في تفاسير الخلف، والخاتمة في أربعين طريقاً من طرق الصوفية.

_ (1) شجرة النور: 399 والزركلي 7: 192 وسيترجم له المؤلف برقم: 589.

وهذا ترتيب عجيب وأسلوب غريب بين كتب الأوائل والإثبات. وله أيضاً التحفة في أوائل الكتب الشريفة نسبها له حفيده الشيخ السيد أحمد الشريف في ثبته. نرويهما وكل ما له من طرق منها عن أبي البشر فالح الظاهري المهنوي المدني والقاضي أبي العباس أحمد بن طالب ابن سودة والمعمر عبد الهادي بن العربي العواد الفاسي ثلاثتهم عنه عالياً، ومنها عن البرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي المكي عن محمد بن حميد الشركي الحنبلي المكي وأحمد بن مهدي بن شعاعة التونسي كلاهما عنه. ح: وعن الشيخ محمد بن سليمان حسب الله المكي عن الشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المكي عنه. ح: وعن الشيخ أبي الخير أحمد بن عثمان العطار المكي عن صالح بن عبد الله العودي المكي عنه. ح: وعن شاعر الجزائر الشيخ المعمر عاشور الخنكي القسمطيني عن الشيخ المدني بن عزوز عنه. ح: وعن الشيخ محمد معصوم بن عبد الرشيد المجددي الدهلوي عن الشيخ صديق الهندي المكي عنه. ح: وعن الشيخ محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي عن الشبخ جمال ابن عمر المفتي المكي عنه، فهذه أسانيدنا إليه من طريق عشرة من كبار تلاميذه واتصلنا به من طريق غيرهم. 10 - أوائل القاوقجي تلميذ الذي قبله (1) : هو العلامة المحدث الصوفي

_ (1) تراجم علماء طرابلس: 58 (وسماه محمد بن إبراهيم) والرسالة المستطرفة: 153 - 154 وبروكلمان، التكملة 2: 776 والزركلي 6: 352 وانظر في ما يلي رقم 75، 130.

الفقيه المسند المعمر أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي الشامي الحنفي المولود سنة 1224 والمتوفى بمكة ليلة الأربعاء 7 ذي حجة سنة 1305 عن 81. هذا الرجل هو مسند بلاد الشام في أول هذا القرن، وعلى أسانيده اليوم المدار في غالب بلاد مصر والشام والحجاز، أخذ عن كثيرين كالشيخ عبد القادر الكوهن والشمس محمد البهي وهو أعلى شيوخه إسناداً والشمس محمد بن حمد التميمي الخليلي ومحمد بن صالح السباعي والبرهان الباجوري والشيخ السنوسي والسيد يس المرغني وابن أخيه الشمس عثمان محمد صاحب تاج التفاسير والشمس محمد العجيمي التطواني وعلي بن سلطان البيومي الأحمدي الدمرداشي المصري وعلي النجاري وعبد الله بن محمد بن حسين بن عبد الله الناصري الدرعي دفين أرض مصر ومحمد بن أحمد الودي الفاسي دفين طرابلس الشام وعبد الحق الحريشي الفاسي والسيد فضل بن علوي والسيد هاشم بن شيخ الحبشي المدني والسيد عيدروس بن عبد الله السقاف والسيد أحمد العطاس ومفتي يافا حسين الدجاني والشيخ عليّ سمني ابن الشيخ عمر الطرابلسي والشيخ محمود الدسوقي دفين طرابلس الشام والشيخ عابد السندي المدني ومحمد بن محمود الجزائري وأحمد بن حسن الحنبلي وأحمد الصعيدي المالكي وغيرهم. وألف نحو مائة تصنيف مابين مطول ومختصر ومنها في علوم السنة بالخصوص: الجامع الفياح للكتب الثلاثة الصحاح الموطأ والبخاري ومسلم، والذهب الإبريز شرح المعجم الوجيز للأستاذ السيد عبد الله المرغني وهو مطبوع في سفر (1) ، وتنوير الأبصار في الحديث، وأربع موالد للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعراجان وشرح لأحدهما، وكتاب الأربعين، والبهجة القدسية في الأنساب النبوية، ورسالة في مصطلح الحديث، وشرح غرامي صحيح، ومختصر الموطأ، والفتح المبين شرح الحصن الحصين لابن الجزري، ورسالة تشتمل على مائتي حديث جعلها على قواعد الإسلام الخمس لكل من

_ (1) طبع بالمطبعة الأدبية ببيروت سنة 1316.

الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج أربعين حديثاً، وحاشية على الأربعين النووية، واللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو أصله موضوع وهو مطبوع (1) . وكواكب الترصيف فيما للحنفية من التصنيف وغير ذلك، وله في هذه الصناعة الشريفة عدة مصنفات ستأتي في حروفها (انظر شوارق الأنوار وبوارق الأنذار، والغرر العالية، ورفع الأستار المسدلة) (2) وله الأسانيد العلية المتصلة بأربعين كتاباً من أشهر الكتب الحديثية، يذكر الكتاب ثم يذكر سنده فيه ثم يذكر طرفاً من ترجمة صاحبه ثم يأتي بأوائله، وغالب الكتب التي ذكر من الأوائل العجلونية. أرويها وسائر ما لأبي المحاسن القاوقجي من طريق عشرة من كبار أصحابه وهم مسند المدينة أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني، ومسند دمشق أبو النصر الخطيب الدمشقي، ومسند دمياط محمد الشريف بن عوض الدمياطي، وخطيب الأزهر أبو عليّ حسن بن محمد السقا الفرغلي المصري، وعبد الفتاح الزعبي الطرابلسي، وسليم بن خليل المسوتي الدمشقي، ومحمد بن سليمان المكي، والشيخ بسيوني بن عسل القرنشاوي المصري، والشهاب أحمد بن حسن الحضراوي، والمسند أحمد بن عثمان العطار عشرتهم عنه (تنبيه) لايصح لأحد ممن روى من المغرب في القرن الماضي عن أبي الحسن بن ظاهر أن يروي عنه القاوقجي لأنه إنما تحمل عنه بعد رجوعه من المغرب لقيه في جدة سنة 1298 فلو وجد له في إجازة أجزت لفلان ماصح وما سيصح ساغ للمجاز بها أن يروي عنه. 11 - أوائل تلميذه ابن ظاهر (3) : هو العلامة المحدث الأديب الصوفي الرحال مسند المدينة المنورة أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني الحنفي المولود سنة 1261 والمتوفى بها سنة 1322 فجأة ودفن بالبقيع، طلب العلم بالمدينة ثم

_ (1) طبع اللؤلؤ المرصوع بمصر دون تاريخ. (2) انظر رقم: 130، 488، 545. (3) الزركلي 5: 110 (عن فهرس الفهارس وحده) .

رحل إلى مكة فأخذ بها مجاوراً، وأجازه شيوخه بالتدريس وهو ابن 17 سنة ثم رحل إلى مصر والآستانة عام 1285، وإلى تونس والجزائر والمغرب الأقصى سنة 1287، ثم رحل إلى المغرب أيضاً عام 1297، ورحل إلى بخارى وسمرقند وزار قبر البخاري وذلك عام 1313. يروي المذكور عن أعلام الحجازيين كالشيخ عبد الغني الدهلوي ويوسف الغزي وأبي خضير الدمياطي وهاشم الحبشي وصديق كمال والشيخ الجمال وأحمد الدهان المكي وعلي الرهبيني وعبد الرحمن النابلسي وأحمد النحراوي ومحمد الكتبي والشهاب أحمد دحلان، أجازه عام 1277 وجددها له عام 1296، ومحمد الموافي الدمياطي والشمس محمد أبي خضير الدمياطي المدني والمفتي محمد بن عمر بالي المدني وشيوخنا عبد الجليل برادة والشيخ حبيب الرحمن الهندي وغيرهم. وعن أعلام المصريين كالمسند أحمد منة الله والبرهان السقا وعليش وحسن العدوي والشمس محمد الدمنهوري ومحمد التميمي وغيرهم. والشاميين كعبد الغني الميداني وأبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي سنة 1298. والعراقيين كداوود بن سليمان البغدادي. واليمنيين كالسيد عيدروس بن عمر الحبشي إجازة عامة مكاتبة بواسطة الشمس محمد بن سالم السري وذلك عام 1311 وأحمد بن محمد المعافي الضحوي سنة 1289. والتونسيين كالشيخ الشاذلي بن صالح التونسي لقيه بها عام 1287. والمغاربة كقاضي فاس محمد بن عبد الرحمن العلوي وقاضي مكناس المهدي بن الطالب ابن سودة الفاسي وخالنا جعفر بن إدريس الكتاني الفاسي تدبج معه بها عام 1297 وأبي محمد العربي بن داوود الشرقاوي البجعدي لقيه بمراكش سنة 1287. وأخذ القراءات بالمغرب عن الطيب بوفنار بالقصر، والطريقة الناصرية عن محمد الصروخ، والشاذلية عن المعمر محمد فنجيرو الفاسي، والبقالية عن عبد السلام عليّ البقالي، والباعلوية عن السيد هاشم الحبشي الباعلوي المدني بها، والنقشبندية عن الشيخ عبد الغني المدني بها، والخلوتية

عن منة الله، وسائر الأذكار والأحزاب إجازة عن أبي الحسن عليّ بن محمد ابن عمر الدباغ الحسني الفاسي سنة 1287، وبعض الأذكار الخاصة عن المحدث عبد القادر بن أبي القاسم العراقي الفاسي به سنة 1287. وبالجملة فشيوخه كثيرون ومن أغربهم روايته للطريقة المختارية عن باشا فاس عبد الله بن أحمد بن موسى البخاري عن ابن دح دفين المدينة، وبقي يستجيز من عام 1277 إلى عام 1311 وهذا نادر عن المتأخرين قال عن نفسه: كنت بحمد الله ممن وفق برهة من الزمان في أوائل العمر بإشارة مشايخي أرباب الأحوال وأعيان الأعيان لسماع الحديث من المسندين، وقراءة ماتيسرمن كتب هذا الفن على المعتبرين، فأفنيت الشباب في إتقان روايته ونصه، والبحث عن فقهه حتى وقفت من الغرض منه على نصه، ثم جردت صارم عزمي، وأرهفت حد فهمي، إلى خدمة السنة المطهرة بإقراء علومها وإفادة رسومها المستكثرة صارخاً في كل مجمع وناد وسمر وعداد، عباد الله، هلموا إلى شرف الدنيا والأخرى، والطريقة المثلى وبالأحرى: مناي من الدنيا علوم أبثها ... وأنشرها في كل باد وحاضر دعاء إلى القرآن والسنة التي ... تناسى رجال ذكرها في المحاضر له رحمه الله في هذا الفن مسلسلات وأوائل في كراسين جمع فيها أوائل من أربعين كتاباُ لخصها من أوائل العجلوني وثبت الأمير، وتفرد فيها بسياق أول حديث من كتاب جامع الأصول المنيفة من مسند أبي حنيفة لمحمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن ميمون الأندلسي الأصل الجزائري الدار، ولكن لم يذكر إسناده إلى أصحاب الكتب التي ساق أوائلها أوحديثاُ منها، وله إجازة مطبوعة نحو كراسة وهي التي كان يجيز بها أخبراً. أروي كل ما له عن شيوخنا خالنا أبي المواهب جعفر الكتاني وشيخنا الوالد وقاضي فاس حميد بن محمد بناني وأبي محمد عبد الملك العلمي ومحدث

زرهون محمد الفضيل ابن الفاطمي الأدريسي وأبي العلاء بن عبد الهادي ومسند الجزائر أبي الحسن عليّ بن موسى وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم الهاملي الجزائري ومسند اليمن أبي عبد الله محمد بن سالم التريمي وأحمد بن عثمان العطار وأبي عبد الله محمد المكي بن عزوز التونسي وأحمد الأمين بن المدني بن عزوز والشيخ محمد مراد القزاني وغيرهم عنه. ح: وعن الأستاذ المعمر أبي العباس أحمد بن محمد بن الخياط الوزير عن صالح بن المعطي التادلي الفاسي عنه. ح: وعن العلامة الصالح أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الإدريسي الشبيهي بزرهون عن الشيخين: والدنا أبي المكارم عبد الكبير وخالنا الشيخ أبي المواهب جعفر كلاهما عن أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري. ح: وعن الجماع المعتني الفقيه أبي العباس أحمد بن محمد بن المهدي عن العلامة النادرة أبي عبد الله محمد المدني بن عليّ ابن جلون الفاسي عنه. ح: وأروي عالياً عن أبي الحسن بن ظاهر المذكور إجازة عامة خاصة لي مكاتبة من المدينة المنورة إلى فاس عام132.، وأشرك فيها معي أولادي وأحفادي، وهذا هو الفخر التليد لهم، وهو مشاركتهم فيه لشيوخنا السابقين، وهذه من أعظم فوائد الإجازة، نعم الذين رووا عن أبي الحسن بن ظاهر من شيوخنا المغاربة قبل القرن المنصرم لايصح لهم أن يرووا عنه مايصح للسيد عيدروس الحبشي والقاوقجي لأنه إنما روي عنهما بعد رجوعه من المغرب كما سبق، وإنما أسهبت في مشيخة المترجم وترجمته تنويهاً بقدره حيث أنه أحيا موات الرواية بالمغرب بل وأنعشها بالمشرق حتى لكثرة الآخذين عنه أفردهم بديوان عندي عنه نسخة رتبهم على سني أخذهم عنه اشتمل على أهل كل بلد ومصر بالمشرق والمغرب ممن في طبقة أشياخه فما دون. وقد زرت قبره بالبقيع الشريف ووجدت مكتوباً عليه من إنشاء صاحبنا العالم الأديب أبي عبد الله محمد العمري الجزائري وأنشدنيه بلفظه:

إمام الحديث ونقاده ... سرى نعشه والأسى باهر خليفة عبد الغني الرضى ... يزينه حسب طاهر وفي جنة الخلد شاع اسمه ... فأرخ على إسمه ظاهر 29 جمادي الأولى سنة 1322 12 - الأوائل الكتانية: هي أوائل جمعها جامعه محمد عبد الحي الكتاني الحسني وافقت فيما سقته من الكتب فيها نحو العشرين مما لمن سبق، وزدت عليهم نحو العشرين حديثاً من عشرين كتاباً. سميتها سلاسل الإسعاد بأربعين حديثاً من أربعين كتاباً بإسناد، وربما ذكرت بدل أول الكتاب إعلاماً وقع لصاحبه، وقد أذكر الحديث الذي له كبير وقع بدل أوله، وهي في نحو كراسين. [الأربعون] : 13 - أربعون حديثاً (1) ، عن أربعين شيخاً، من أربعين قبيلة، في أربعين باباً من أبواب العلم، من أربعين مسنداً، عن أربعين من التابعين، بأربعين اسماً، من أربعين قبيلة، عن أربعين من الصحابة، بأربعين اسماً، من أربعين قبيلة: تخريج الإمام الحافظ أبي القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي الملاحي، أرويه وسائر مؤلفاته عن شيخنا الأستاذ الوالد أبي المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني الحسني عن شيخه الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المدني عن أبيه عن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي عن أبيه عن الشيخ أبي طاهر ابن إبراهيم الكوراني عن أبيه عن نجم الدين بن بدر الدين الغزي عن أبيه

_ (1) أبو القاسم الملاحي الحافظ الأندلسي (619 له ترجمة في التكملة: 609 وتذكرة الحفاظ: 1402 والذيل والتكملة 6: 413 وبرنامج الرعيني: 14 والوافي 4: 68.

عن القاضي زكرياء عن الحافظ عمر بن فهد المكي عن جمال الدين أبي المحاسن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي المكي عن أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن مبارك الغزي عن عليّ بن إسماعيل بن قريش، أنبأنا عبد الله بن أبي بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن موسى بن طلحة أنبأنا أبو القاسم الغافقي رحمه الله. 14 - الأربعون البلدانية (1) : لمحدث الشام الحافظ أبي القاسم عليّ بن عساكر المتوفى عام571 وهي عبارة عن أربعين حديثاًعن أربعين شيخاً من أربعين بلداً، لأربعين من الصحابة في أربعين باباً، نرويها بأسانيدنا إلى القاضي زكرياء عن الحافظ بن حجر عن أبي الحسن بن أبي المجد وأبي هريرة ابن الذهبي عن ابن أبي محمد القاسم بن المظفر بن عساكر عن أبي محمد عبد الله ابن عمر بن حموية عنه. 15 - الأربعون البلدانية (2) : لشيخ الجماعة المقدم في هذه الصناعة الحافظ أبي طاهر السلفي المتوفى عام576، وهي في نحو كراسين، في أولها أن الأئمة اعتنوا بجمع الأربعينيات حتى حصل له منها ما ينيف على سبعين، وتكاثر طلب أصحابه له في جمع أربعين، فخرج لهم هذه الأربعينية عن أربعين شيخاً بأربعين مدينة مبتدئاً بالحرمين الشريفين مكة والمدينة، قال: إذ في ذكرهما أوفى الزينة، ثم بغيرهما على نسق يقتضيه، على وجه أرتضيه، أبان فيها عن رحلة واسعة وأظهر فيها رتبة عالية وسماها كتاب: الأربعين المستغني بتعيين ما فيه عن المعين. قال هو عنها: هو ما لم يسبقني مؤلف فيما أظن إلى مثله، إذ لا يقدر عليه أحد، إلا من عرف الرحلة الواسعة من بلد

_ (1) هو علي بن الحسن بن هبة الله، انظر ابن خلكان 2: 309 والحاشية. (2) ترجمة السلفي في ابن خلكان 1: 105 وانظر مقدمة أخبار وتراجم أندلسية، وما يلي رقم: 565، 524.

إلى بلد في عنوان شبابه وابتداء طلبه للحديث، بائناً كان المقصد أو قريباً، ولم يبال بموته غريباً، ولا بأهله ومآله، وما قد خلفه من ماله. قلت: قد كان هو وابن عساكر في عصر واحد فلعل أحدهما لم يبلغه كتاب الآخر. وقد سمعت كتاب الأربعين هذا على شيخنا الأستاذ الوالد رضي الله عنه بلفظي من أصل عتيق عندي بخط الشهاب القسطلاني صاحب الإرشاد والمواهب وذلك سنة 1325، وهو يرويها بالإجازة بسنده السابق إلى القاضي زكرياء عن الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن أحمد بن أبي طالب الحجار عن أبي الفضل جعفر بن عليّ الهمداني عن مؤلفها الحافظ أبي طاهر السلفي رحمه الله. وقد كنت عارضتها أيام إقامتي بحلوان من بلاد مصر سنة 1324 بأربعين بلدانية خرجتها عن أربعين شيخاً من أربعين بلداً من بلاد الإسلام التي دخلتها أو كتب لي منها. ولأبي طاهر فهرسة كبرى وصغرى أرويهما بهذا السند إليه (انظر حرف السين) . من أسمه أحمد 1 - أحمد الأزدي (1) : هو أحمد بن عبد الله بن صالح بن أبي عمر الأزدي الشيخ الإمام، أروي فهرسته بالسند إلى الحافظ ابن حجر عن محمد ابن حيان بن أبي حيان، عن جده أثير الدين أبي حيان عن أبي الحسن بن الزبير الغرناطي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن السراج عن خاله الإمام أحمد بن أبي بكر بن خير عن مؤلفها قراءة منه عليه.

_ (1) أحمد بن عبد الله بن صالح الأزدي أشبيلي محدث ثقة عالي الرواية (447 - 536) انظر التكملة: 47 والذيل والتكملة 1: 137 وفهرسة ابن خير: 435.

2 - أحمد بن طريف (1) : هو الشيخ الفقيه أبو الوليد أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن عبد الله بن طريف، أروي فهرسته بالسند المذكور إلى الحافظ أبي بكر بن خير عنه إجازة مكاتبة. 3 - أحمد الباجي (2) : هو الفقيه أبوعمر أحمد بن الفقيه الراوية أبي محمد عبد الله بن محمد بن عليّ الباجي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن القاضي أبي مروان عبد الملك بن عبد العزيز الباجي عن أبيه وعمه عن الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله عن أبي عمر أحمد بن عبد الله المذكور. 4 - أحمد بابا التنبكتي (3) : هو أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت السوداني يعرف ببابا ولد سنة963 والمتوفى ببلاده عام1.32، العلامة المتبحر النظار المسند المحدث المؤرخ، يروي عن عمه أبي الثناء محمود عن جده أبي العباس عن السيوطي، ويروي أيضاً عن والده عن قطب الدين النهروالي المكي بأسانيده المعروفة، ويروي عن والده أيضاً عن السيد يوسف الأرميوني وبركات الحطاب وابن حجر الهيثمي وعبد العزيز اللمطي الآخر عن عمه عثمان بن عبد الواحد عن أبن غازي بأسانيده، ويروي أحمد بابا أيضاًعن أبي زكرياء يحيى الحطاب المكي وغيره. قال أبو العباس البور سعيدي عنه في " بذل المناصحة ": العلامة الحافظ

_ (1) ابن طريف قرطبي كان محدثاً أديباً نحوياً لغوياً، توفي سنة 520 (الصلة: 79 - 80 وفهرسة ابن خير: 427) . (2) أبو عمر الباجي إشبيلي كان عارفاً بالحديث إماماً في ذلك (332 - 396) (انظر الصلة: 16 وفهرسة ابن خير: 426) . (3) هو صاحب نيل الابتهاج وكتاب كفاية المحتاج ترجم له المحبي 1: 170 انظر صفوة من انتشر: 52 (والأرجح أنه توفي سنة 1036 والمؤلف يتابع المحبي في النقل وكذلك ورد في شجرة النور (رقم: 1157) : 298 - 299) وانظر أيضاً نشر المثاني: 271.

المحدث أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد " ثلاثة أهل شورى " المعروف ببابا من بلدة تنبكت، وليس هو من السودان بل من صنهاجة، بيته بيت علم وصلاح، توارث العلم فيه نحو الخمسمائة سنة. وأخبرت أن ولده أنجب بعده، وذكر لي بعض الأصحاب أنه رآه بمصر يقرأ علم التوقيت وينسخ فهرسة السيوطي فدل ذلك على أنه نجيب، اه. نروي ماله من طرق ومنها بأسانيدنا إلى أبي السعود عبد القادر الفاسي وأبي العباس المقري كلاهما عن أبي القاسم بن أبي النعيم الغساني الفاسي عنه عامة، وأخذ المقري مباشرة عنه أيضاً وبالسند إلى أبي سالم العياشي عن المعمر أبي بكر بن يوسف الكتاني المراكشي عنه. 5 - أحمد بن القاضي (1) : هو الإمام العلامة مسند فاس ومؤرخها أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عليّ بن أبي العافية المكناسي النجاري الفاسي الدار المعروف بابن القاضي من أولاد ابن القاضي الزناتيين المكناسيين الذين بفاس، قال في " البدور الضاوية ": كان حافظاً ضابطاً مؤرخاً أخبارياً ثقة، اه. ولد سنة 96. ومات سنة 1025 بفاس وقيل سنة 1026. أجاز له عامة القصار ومحمد بن يوسف الترغي ويعقوب بن يحيى البدري ومحمد بن محمد بن أبي بكر التواتي ويحيى بن عليّ الخصيبي المالكي وعبد الواحد الشريف المراكشي ومحمد بن أحمد الحضري الوزروالي وغيرهم، وحج فأجازه يحيى الخطاب المكي والنجم الغيطي وأحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي ومحمد بن عبد الرحمن البهنسي ومسند مكة الوجيه عبد الرحمن ابن فهد العلقمي ونور الدين عليّ بن أحمد القرافي كلاهما من أصحاب

_ (1) لابن القاضي ترجمة في تعريف الخلف 1: 198 واليواقيت الثمينة: 24 وصفوة من انتشر: 77 وإتحاف أعلام الناس 1: 326 وسلوة الأنفاس 3: 133 ومعجم المؤلفين 2: 147 وبروكلمان 2: 678 والزركلي 1: 225.

السيوطي. ومن عواليه روايته عن عبد الرحمن بن فهد المذكور عن عمه محمد جار الله عن أبيه عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد عن جده تقي الدين ابن فهد. وكان ابن القاضي من أطواد الرواية بفاس والمغرب حريصاً في هذا الباب، حتى إنه كان إذا قرأالصحيح يجيز الحاضرين آخر كل مجلس لتحصل الرواية ولو لمن سمع حديثاً واحداً. له فهرسة كبرى اسمها " رائد الصلاح " ومصنفات في الرجال منها درة الحجال ذيل على تاريخ ابن خلكان إلى الألف (1) ، وجذوة الاقتباس فيمن حل من الأعلام بفاس في مجلد طبعت بفاس (2) ، ولقط الفرائد (3) ، وغير ذلك. نرويها وسائر ماله من طرق منها عن شيخنا الأستاذ الوالد باسناده السابق إلى المنلا إبراهيم الكوراني المدني عن الشيخ عبد الباقي الحنبلي الدمشقي عن الشهاب أحمد المقري التلمساني ثم الفاسي عن أبي العباس ابن القاضي. ح: وبأسانيده إلى أبي سالم العياشي عن أبي العباس أحمد بن موسى الأبار عنه. 6 - الشهاب أحمد العجمي (4) : هو مسند مصر أحمد بن أحمد بن محمد ابن إبراهيم بن محمد بن عسلي بن محمد العجمي الشافعي الأزهري المصري، ولد سنة1.14 ومات سنة1.86، له مشيخة في نحو كراستين عدد فيها مشايخه. وممن أجازه منهم النور عليّ الحلبي صاحب السيرة والشمس محمد الشويري وسلطان المزاحي والشمس محمد الحموي والشهاب الدواخلي والوجيه الخياري المدني وغيرهم. ومن أعلامهم الشمس محمد حجازي الواعظ شارح الجامع الصغير والنور عليّ الأجهوري والشهاب أحمد المقري وغيرهم. وذكر المنلا إبراهيم الكوراني في " الأمم " انه يروي عن المترجم شرح

_ (1) طبع درة الحجال مرات، آخرها في ثلاثة أجزاء (تونس) . (2) طبع حجر سنة1309 وطبعة حديثة 19730. (3) طبع ضمن (ألف سنة من الوفيات) الرباط 1976. (4) ترجم له المحبي 1: 176 وذكر أنه رأى مشيخته وعليها خطه ونقل منها في خلاصة الأثر، وانظر رحلة الخياري 3: 46.

محمد حجازي الواعظ وتلميذه النور عليّ العزيزي على الجامع عنهما. ومشيخته هذه حلوة لطيفة، قال في آخرها: وبالجملة فإن بضاعتي مزجاة، وظلي فيها أقلص من ظل حصاة، أما الرواية فحديثة الميلاد، قريبة الاسناد، وأما الدراية فثمد لا يبلغ أفواهاً، وشيء لا يبل شفاها، وقد صدقت الفاحص عني وعن كنه روايتي ودرايتي، وأظهرت له قصارى سري وعلانيتي، وأطلعته على طلع أمري وألقيت إليه عجري وبجري، ووددت أن ذلك لم بك شيئاً مذكوراً، ولكن كان ذلك في الكتاب مسطوراً. وله فهرسة أخرى كتبها باسم والي مصر في وقته إبراهيم باشا. وقد حلاه ابن سليمان الرداني في صلته ب " بقية المسندين بالقاهرة، شهاب الرواية والدراية " ثم ذكر أنه آثره لعلو طبقته علماً وعملاً وسمتاً وهدياً. أروي جميع ماله بأسانيدنا السابقة إلى المنلا إبراهيم الكوراني والهشتوكي كلاهما عنه، وبأسانيدنا إلى الحفني الشبراوي كلاهما عن الخليفي عن أبي العز العجمي عن أبيه أحمد. ح: وبأسانيدنا إلى الرداني عنه. 7 - أحمد الشريف التونسي مفتي تونس (1) : هو الإمام المحدث المعمر العالم مفتي الديار الأفريقية، وشيخ جامع الزيتونة علماً وفضلاً، أبو العباس أحمد بن حسن الشريف، الشهير بإمام جامع دار الباشا في تونس، وفي ذريته إلى الآن نقابة الإشراف وخطابة جامع الزيتونة، توفي18 رجب عام1.92، كان قائماً على الكتب الستة وسائر العلوم بجامع الزيتونة، له ثبت أجاز به السيد أحمد بن عبد القادر الرفاعي المكي المدني، روى له فيه الشمائل عن شيخه العلامة المنفرد بعلم الحديث وضبطه بالبلاد الأفريقية أبي محمد ساسي بن نونية الأنصاري الأندلسي الخ، وروى له الصحيح عن الشيخ عامر

_ (1) سماه في شجرة النور (رقم 1188) أحمد بن حسين.

الشبراوي عن سالم السنهوري، وعن الشيخ أبي محمد ساسي بن محمد نونية الأنصاري الأندلسي وعن الشيخ محمد جمال الدين القيرواني (1) وعلي الأجهوري والشبراملسي ويس الحمصي بأسانيدهم، ويرويه ساسي عن العارف بالله أبي الغيث القشاشي عن العارف أبي المكارم نجم الدين محمد بن أبي الحسن البكري الشافعي عن أبيه عن القاضي زكرياء الأنصاري. نرويه بالسند السابق إلى الشيخ ولي الله الدهلوي عن عبد الرحمن بن الشهاب النخلي المكي عن أبيه عن أحمد بن عبد القادر الرفاعي المذكور عنه. وقد وقع غلط للشهاب النخلي فجعل شيخه الرفاعي يروي عن الجمال القيرواني مباشرة، والحال أنه بواسطة أحمد الشريف المذكور صاحب الثبت. ونروي ما له أيضاً من طريق الشيخ أبي سالم العياشي عن أبي حفص عمر ابن عبد القادر المشرقي الغزي الشامي عن المترجم. ولنا سند تونسي متصل بأحمد الشريف المذكور، ولكن في الصحيح فقط، وهو روايتنا عن مسند الديار التونسية الشيخ محمد الطيب بن محمد بن أحمد النيفر المالكي التونسي بها عن شيخ الإسلام محمد بن الخوجة الحنفي التونسي عن المفتي الشيخ سيدي حسن الشريف عن والده عبد الكبير الشريف عن والده أحمد الشريف عن عبد الرحمن الكفيف عن الشيخ سيدي سعيد الشريف الطرابلسي عن الشيخ سيدي أحمد الشريف هذا بأسانيده. والثبت المذكور عندي عليه إجازة بخط تلميذ المؤلف الرفاعي لصاحبه محمد البكفالوي الهندي بتاريخ 1094، وعندي إجازة أخرى بخط الرفاعي لمحمد بن تقي الدين العمري الدمشقي بتاريخ 1103. 8 - أحمد بن العربي ابن الحاج الفاسي (2) : هو الإمام العلامة الصالح قاضي فاس الجديد، ولد سنة 1040وحج سنة 1078 ومات سنة 1109،

_ (1) شجرة النور: الشيخ أبي القاسم بن جمال الدين القيرواني. (2) شجرة النور (رقم: 1281) : 327.

له فهرسة جمعها له تلميذه الشيخ محمد بن عبد السلام بناني تتضمن إجازته العامة من أبي السعود الفاسي والقاضي أبي عبد الله بن سودة من المغاربة وأبي الحسن الشبراملسي وأبي مهدي الثعالبي والكوراني والبرهان الميموني وعبد السلام اللقاني والبابلي والزين الطبري والخياري ويس الخليلي وعبد القادر بن الغصين الغزي وعبد الله الديري الدمياطي وعاشور القمسطيني ويوسف الجنيدي الخليلي من المشارقة، منهم من أجازه شفاهاً سنة حجه عام 1078، وباقيهم بالمكاتبة بواسطة صاحبه أبي سالم العياشي فإنه لما حج استدعى له الإجازة ممن لقيه كغيره من رفقائه، واستجاز هو لما حج لنفسه ولرفيقه القاضي أبي حامد العربي ابن أحمد بردلة من الزين الطبري وعبد السلام اللقاني والشبراملسي والخرشي والبرهان الكوراني كما في طبقات الحضيكي. أروي فهرسته المذكورة عن شيخنا الوالد عن البرهان إبراهيم السقا عن محمد بن محمد الأمير الصغير عن أبيه الأمير الكبير عن عليّ بن العربي السقاط عن ابن عبد السلام بناني المذكور عن أبي العباس ابن الحاج. وقد وقع للشيخ الأمير الصغير في رسالته في الحديث المسلسل بعاشوراء غلط فيما بين السقاط وابن الحاج المذكور وصوابه ماذكرناه. وأرويها أيضاً عن الشيخ فالح عن الأستاذ ابن السنوسي عن ابن عبد السلام الناصري عن الحضيكي عن المعمر الأستاذ أبي محمد صالح بن محمد الحبيب السجلماسي عن أبي إسحاق إبراهيم ابن عبد الرحمن الملاحفي عن ابن الحاج. كشف غلط: ذكر صاحب " تذكرة المحسنين " في ترجمة المترجم قوله " وتأليفه المدخل يدل على جلالته وعلو مقامه في العلوم " اه مع أن صاحب المدخل قديم الوفاة مصري الدار مضى وقضى قبل مولد المترجم بقرون كانت وفاته سنة 737، وهذا مما لا يختلف فيه اثنان، وفي حاشية رسالة الأمير على الحديث المسلسل بعاشوراء لدى ترجمة المترجم: وهو غير ابن الحاج صاحب

المدخل فإنه أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المتوفى سنة 737، وهو من المتقدمين، ومن مشايخ الشيخ خليل صاحب المختصر، اه. 9 - أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي: مسند الرباط بل المغرب في عصره، حلاه الحضيكي في فهرسته ب " خاتمة علماء المغرب ومدرسيه ونساكه "، وحلاه ابن التهامي بن عمرو الرباطي في فهرسته ب " الحافظ ". روى في المغرب عن أبي الحسن عليّ العكاري وأبي الحسن عليّ بركة التطاوني والشيخ أبي العباس ابن ناصر وأحمد بن يعقوب الولالي وغيرهم، وحج عام 1146 ولقي أعلاماً بالمشرق كأبي طاهر الكوراني وسالم بن عبد الله البصري وأحمد العماوي وتاج الدين القلعي والشهاب أحمد الجوهري ومحمد بن الشيخ حسن العجيمي المكي وسليمان بن أبي سلهام الحصيني ومحمد بن عبد الله السجلماسي المغربي المدني وغيرهم، فأجازوه عامة مالهم، ورجع مملوء الوطاب، ومع ذلك قال عما حصل عليه من ذلك في إجازته للشيخ التاودي ابن سودة: وهو وإن كان نزراً يسيراً جداً بالنسبة لما ثبت لسلف الأمة نستحي من عده شيئاً يعبأ به، لكن لتقاعس الزمان وتقاصر الهمم عن اقتفاء أثر من سلف فيجب لذاك الحمد على اليسير النزر منه، اه. وقد قال عنه الحضيكي في طبقاته: " سنده اليوم أعلى الأسانيد وكان يحب الموطأ كثيراً لايفارقه غالباً حضراً وسفراً ". اه. قلت: أسند وأجاز لكثيرين كولده الشمس محمد قاضي الرباط وحافظ المغرب أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي والشيخ التاودي ابن سودة وولده القاضي أبي العباس أحمد والقاضي أبي القاسم بن سعيد العميري المكناسي وأبي يعزى ابن أبي الحسن عليّ الحريشي الفاسي ومحدث سوس وراويته أبي عبد الله الحضيكي وعبد العزيز بن حمزة المطاعي المراكشي وعمر ابن محمد بن عليّ الحساني الطرابلسي ومحمد بن أبي القاسم الرباطي شارح العمل ويحيى الجراري السوسي وغيرهم من الأعلام. مات بالرباط سنة 1178.

أروي ماله من طريق (تو) والعراقي والحضيكي والرباطي والحساني كلهم عنه عامة وذلك من طرق منها عن شيخنا الوالد عن شيخه البرهان السقا والشمس عليش عن الأمير الصغير عن أبيه عن الشيخ التاودي لجميع ماله، ومنها عن أبي السير فالح الظاهري المهنوي المدني عن السنوسي عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ العراقي والتاودي والحضيكي ثلاثتهم عنه، ويروي الأستاذ السنوسي عن أحمد الطبولي الطرابلسي عن عمر الحساني الطرابلسي عنه، ومنها عن شيخنا حسين بن محمد الحبشي الباعلوي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول العطار المكي عن عبد العزيز بن حمزة المطاعي عنه، ومنها عن الوالد عن الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني عن عابد السندي عن صالح الفلاني عن المطاعي المذكور. وأتصل به عالياً في الصحيح عن شيخ الجماعة بمراكش أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي عن أبي العباس أحمد ابن محمد المرنيسي عن القاضي أحمد بن التاودي عن الحافظ الغربي رحمهم الله. ولا أعلى في أسانيد المغاربة من هذا السياق ولا أنقى، وهو متصل بالسماع لكله. أحمد بن عزيز الهلالي: (انظر حرف الهاء) (1) . أحمد بن عليّ ابن حجر: هو الحافظ (انظر حرف الحاء) (2) . أحمد بن حجر الهيثمي: (انظر حرف الحاء أيضاً) (3) . 1. - أحمد بن علوي (4) : جمل الليل باعلوي الحسيني المدني محدثها وبركتها، حلاه الوجيه الكزبري في ثبته ب " السيد الشريف والسند الغطريف صحيح النسب وكريم الحسب مسند المدينة المنورة ومحدث تلك البقاع المطهرة

_ (1) رقم: 617. (2) رقم: 136. (3) رقم: 137. (4) أحمد بن علوي له ترجمة في حلية البشر 1: 284.

السيد شهاب الدين أحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل " وأرخ وفاته سنة 1216، وممن أخذ عنه المترجم من المغاربة ابن عبد السلام الناصري وله ثبت نرويه من طريق الوجيه الكزبري عنه، ومن طريق السيد عيدروس ابن محمد بن عمر الحبشي عن أبيه عنه، والمترجم هو صاحب ذخيرة الكيس فيما سأل عنه عمر باجبير ومحمد باقيس. 11 - أحمد بن سيدي عمار بن عبد الرحمن بن عمار (1) : الجزائري علامة الجزائر ومحدثها ومسندها وصاحب الرحلة الحجازية التي طبع أولها بالجزائر، وغيرها من التآليف الجليلة، ومن أهمها كتاب لواء النصر في علماء العصر على نهج كتاب " قلائد العقيان " ترجم فيه لأهل مائتي سنة تقريباً. رحل إلى الحجاز عام 1172، يروي عامة عن أبي حفص عمر بن عقيل الباعلوي وأبي الحسن السندي والشمس محمد بن الطيب الشركي المدني وحسن بن محمد سعيد بن إبراهيم الكوراني والشمس الحفني والسيد جعفر البرزنجي وعطاء الأزهري وأبي الحسن الصعيدي والشيخ خليل بن محمد التوني بأسانيدهم وغيرهم. ويروي المترجم طريق القوم عن المعمر الصالح السيد عبد الوهاب العفيكي بمصر، وأخذ الطريقة الشاذلية وأحزابها عن أبي عبد الله محمد المنور التلمساني عن أبي عبد الله محمد بن أبي زيان القندوسي عن مبارك ابن عزي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي بسنده. ويروي صحيح البخاري عن خاله شقيق أمه محمد بن السيد الشهير بسيدي هدي المالكي وأبي عبد الله محمد بن الهادي كلاهما عن والد المترجم سيدي عمار بن عبد الرحمن ابن عمار عن أبي عبد الله محمد المقري التلمساني عن عمه أبي عثمان سعيد المقري والأجهوري بأسانيدهما. له ثبت يسمى منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد وهو من جمع تلميذه الشيخ إبراهيم السيالة

_ (1) انظر الزركلي 1: 178 (عن فهرس الفهارس وحده) .

التونسي، عندي نسخة منه عليها خط المترجم مجيزاً بها لإبراهيم السيالة المذكور بتاريخ سنة 1204، وفي " عمدة الإثبات ": لا أستحضر وفاته لكن كان مجاوراً بمكة سنة 1172، اه. فيتبين مما ذكرته أنه عاش إلى سنة 1204. وعلى أسانيد ابن عمار المذكور المدار عند الجزائريين، وأتصل به من طريقهم ومن طريق المكيين، فعن مفتي الجزائر المعمر الناسك أبي العباس أحمد بن محمد بوكندورة عن محدث الجزائر ومسندها المفتي أبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن الحفاف عن أبيه عن جده عنه وعن شيخنا حسين بن محمد الحبشي الباعلوي المكي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول المكي والسيد يس المرغني كلاهما عنه عالياً. أحمد بن عبيد العطار: (انظر حرف العين) (1) . 12 - أحمد بن حسون الوزاني: له فهرسة، ومن الناس من سماها تاريخاً، ترجم فيها لمشيخته من أهل فاس كأبي عبد الله المجاوي الجليلي التلمساني والشيخ الطالب ابن الحاج وغيرهم، كانت عند أبي عيسى محمد المهدي الوزاني بخط مؤلفها بلديه وكان يضن بها فلذلك لم أقف عليها ولا أستحضر الآن لي بصاحبها اتصالاً. 13 - أحمد بن محمد بن الطاهر الأزدي (2) : المراكشي دفين المدينة المنورة المتوفى بها سنة 1287، العلامة المشارك الناسك الرحلة المسند الراوية، قرأ بفاس وجلس به مدة مديدة، ثم رجع إلى بلده مراكش ثم هاجر إلى الحجاز، يروي عامة عن بدر الدين بن الشاذلي الحمومي (3) وأحمد بن

_ (1) رقم: 464. (2) أعلام بمن حل مراكش 2: 220 والزركلي 1: 234. (3) كانت وفاة الحمومي سنة 1265.

بونافع (1) ومحمد بن عبد الرحمن الحجرتي (2) وعبد القادر بن أحمد الكوهن (3) والعباس بن محمد بن كيران (4) وعبد الواحد بن أحمد بن التاودي ابن سودة (5) ومحمد بن حمدون ابن الحاج وأحمد المرنيسي (6) ومحمد العربي بن الهاشمي الزرهوني ومحمد بن سعد التلمساني (7) والعربي بن محمد الدمنتي ومحمد بن العربي قصارة ومحمد العربي بن عاشور الأندلسي وراوية المغرب الأوسط بن عبد الله سقط المشرفي المعسكري وغيرهم من المغاربة وفتح الله السمديسي المصري والبرهان السقا ومصطفى البولاقي (8) وحسن القويسني (9) وفتوح البجيرمي الشافعي وأبي الفوز أحمد المرزوقي المكي المالكي وأخيه المفتي أبي عبد الله محمد المرزوقي وغيرهم. له مجموعة نفيسة في أسانيده وإجازات مشايخه هؤلاء بخطوطهم، وقفتعليها بالمدينة المنورة من أحباس شيخنا أبي الحسن ابن ظاهر. نروي مجموع إجازاته وما له من المرويات عن أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني عنه رحمه الله، وأروي دلائل الخيرات عن المعمر الصالح أبي عبد الله محمد بن رشيد الإمغاري المدني بها عنه بأسانيده، وهي واسعة. ومن اللطائف التي تتعلق بالمترجم أنه كان يقرأ صحيح البخاري فسعى به ساع إلى الأمير وعظم له القضية، فوجد في نفسه ما يجده الملوك لمثلها، فرأى السلطان المذكور المصطفى عليه السلام في منامه وهو يقول له: إن الرجل عظم حديثي فإن آذيته انتقمت له، فقام السلطان مفجوعاً لها، وأرسل للشيخ مستعطفاً له شاكراً له أدبه مع السنة.

_ (1) انظر مايلي رقم: 14. (2) توفي الحجرتي سنة 1275. (3) توفي الكوهن سنة1254 (وستأتي ترجمته رقم: 282) . (4) توفي ابن كيران سنة 1271. (5) توفي ابن سودة سنة 1253 (ترجمته رقم: 98) . (6) توفي المرنيسي سنة 1277 (انظر الأنفاس 1: 259) . (7) توفي ابن سعد 1264. (8) هو مصطفى بن رمضان البولاقي (1263) . (9) توفي القويسني سنة 1254.

14 - أحمد بو نافع (1) : هو أحمد بن محمد بن عبد القادر بن أحمد بن عليّ بن صالح بن أحمد البدوي بن نافع المعروف ببو نافع الفاسي، من أهل فاس الجديد وبه دفن، العلامة المشارك المحقق التحرير الناظم النسابة أحد أعلام فاس في القرن الماضي، قال في " سلوة الأنفاس " (2) : كان حافظاً ضابطاً نزيهاً مشاركاً. قال: ويذكر أنه كان يقول: عندي أربعة وعشرون علماً لم يسألني عنها أحد، ثم حكى مايدل على اعتراف أعلام فاس له بالعلم والتحصيل. توفي بغريفة القرويين فجأة بعد زوال يوم الخميس 24 ذي القعدة سنة 1260، كما وجدته بخط تلميذه ابن رحمون. أخذ عن المغاربة والمشارقة ومن أكبرهم الشيخ التاودي ابن سودة وولده القاضي أحمد بن التاودي وكتبا له إجازة وفيها أنشدا للشيخ القصار. أجزت لكم باللفظ عني وبالخط ... على شرط أن ترووه بالضبط والنقط وأنشدا له فيها أيضاً: أجزته ابن فارس قد نقله ... وإنما المعروف قد أجزت له وله فهرسة كبرى سمعت أنها في مجلد، وقد وصفها في " سلوة الأنفاس " بقوله: ضمنها شيوخه الذين أخذ عنهم وانتفع بهم مع إجازاتهم له. نرويها وكل ما له عن أبي الحسن بن ظاهر عن أحمد بن الطاهر المراكشي عنه. وقفت على إجازته له العامة بخطه في مجموعة إجازاته بالمدينة، كما وقفت على إجازته العامة لأبي محمد التهامي ابن رحمون الفاسي، ووجدت بخط شيخنا أحمد بن الطالب بن سودة روايته للصحيح عن المترجم عن الشيخ التاودي بسنده، ولا أدري على أي صفة رواه عنه، فإذا رويناه من طريقه عنه فهو عال.

_ (1) له ترجمة في شجرة النور: 398 والزركلي 1: 233. (2) سلوة الأنفاس 3: 236.

15 - أحمد بن سليمان الأروادي الطرابلسي (1) : مسند طرابلس الشام في أواخر القرن المنصرم وشيخ الطريقة النقشبندية بها، وهو من أكبر خلفاء مولانا خالد النقشبندي دفين دمشق، يروي عن ابن عابدين والوجيه الكزبري والبرهان الباجوري والبولاقي وحسين الدجاني وأحمد التميمي وتلك الطبقة، وله التصانيف التي تجاوزت المائة، كتاريخ كبير وألفية في علوم الأدب والتبر المسبوك في نهاية السلوك، ورسالة في الطريقة الحاتمية، وله ثبت أرويه وكل ما له عن الشيخ أبي النصر الخطيب الدمشقي ومحمد سليم المسوتي الدمشقي كلاهما عنه عالياً، وأروي عن محمد بن عبد الرحيم النشابي الطندتائي ومحمد ابن سالم طموم المنوفي عن أحمد بن مصطفى الكمشخانوي نزيل الآستانة عن الأروادي المذكور فإنه شيخه رواية وطريقة، وقد أجاز الأروادي المذكور لأهل عصره عامة وذلك 9 صفر سنة 1272 وكانت وفاته في طرابلس الشام في حدود سنة 75 بعد المائتين وألف. 16 - أحمد بن إبراهيم بن عيسى: الشركي السديري النجدي العالم السلفي المسند، وهو شارح نونية ابن القيم فيما سمعت، يروي عن شيوخنا حسب الله المكي والقاضي حسين بن محسن السبعي الأنصاري وغيرهم، وعن عبد اللطيف بن عبد الرحمن النجدي الراوي عن أبيه وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب النجدي وأحمد رشيد الحنبلي وعبد الرحمن بن عبد الله عامة، ويروي شيخه عبد اللطيف المذكور الصحيح عن محمد بن محمود الجزائري سنة 1247 بالاسكندرية، كما يروي أحمد بن إبراهيم المذكور أيضاً عن عبد الرحمن بن حسن النجدي عن عبد الرحمن بن حسن الجبرتي صاحب عجائب الآثار بأسانيده، وعن حسن القويسني وعبد الله سويدان وإبراهيم الباجوري وغيرهم، وتدبج المترجم مع نعمان بن مفتي بغداد محمود الآلوسي

_ (1) ترجم له الزركلي 1: 130 (نقلاً عن فهرس الفهارس وحده) وهو مما يستدرك على " حلية البشر ".

الحنفي لما حج الآلوسي المذكور سنة 1295 ويروي أيضاً عن عبد الله بن إدريس السنوسي الفاسي نزيل طنجة الآن. له ثبت أرويه عن الشيخ محمد المكي بن عزوز عنه، وأرويه عن الشيخ أحمد أبي الخير العطار المكي عن نعمان الآلوسي عنه، ولا أتحقق وفاته. أحمد أبو الخير: (انظر النفح المسكي من حرف النون) (1) . 17 - أحمد الأمين بن عزوز: هو أحمد الأمين بن المدني بن المبروك ابن أحمد بن إبراهيم بن عزوز النفطي التونسي المدني، العالم الصالح المسند الجوال سليل المجد، روى عن شيوخنا المدنيين كالشيخ عبد الجليل برادة والشيخ حسب الله المكي وأبي الحسن عليّ بن ظاهر والشيخ عثمان الداغستاني وغيرهم، وعن شيوخنا التونسيين كالشيخ عمر بن الشيخ والشيخ الطيب النيفر والشيخ سالم بوحاجب وابن خاله الشيخ المكي بن عزوز وغيرهم، وزاد بالرواية عن الشيخ محمد بن القاسم الهاملي الجزائري وشيخ الإسلام بتونس الشيخ حميدة بن الخوجة والشيخ إبراهيم بن الحاج أحمد الشابيم والشيخ المكي ابن الصديق الحنفي والشيخ أحمد بوخريص والشيخ المختار بن الخليفة من ذرية سيدي عيسى بن عبد الرحمن والشيخ محمد النجار والشيخ محمد البشير التواتي. له مجموعة في إجازاته ممن ذكر وغيرهم، أوقفني عليها على ظهر البحر ومنها نقلت ما ذكر. أروي عن كل ماله، وقد أجزته أيضاً ورافقته في البحر حين ذهابي للحج عام1323، وحصل بيننا ود وارتباط، ولم يقدر لي الاجتماع به بعد، وهو حي الآن يسكن تونس ويتردد إلى الجزائر. من اسمه إبراهيم 18 - إبراهيم بن أبي بكر العلوي: هو أبو إسحاق إبراهيم بن عمر

_ (1) انظر رقم: 447.

ابن عليّ بن محمد بن أبي بكر العلوي نسبة إلى عليّ بن راشد بن بولان قبيلة مشهورة من قبائل عدي بن عدنان، محدث بلاد اليمن وبركتها الإمام العالم الكبير المحدث المسند، قال الشرجي في طبقات الخواص (1) : انتهت إليهمعرفة الحديث باليمن في زمانه، مع حبه الضبط لمواضع الاشكال، وما وجد بخطه مضبوطاً اعتمد عليه، وله تعاليق مفيدة على كتب الحديث وغيرها، وتولى تدريس الحديث بالمدرسة الصلاحية بزبيد إلى أن توفي752، أخذه بمكة عن الإمام رضي الدين الطبري وشيخ الإسلام هبة الله البارزي، وبالمدينة عن محمد بن أحمد بن خلف المصري الأنصاري وابن فرحون وغيرهم، وأجاز له جماعة منهم أبو حيان والحجار وابن تيمية والمزي والذهبي والبدر ابن جماعة وغيرهم، وناهيك بهؤلاء الأعلام حفاظ الإسلام، وأخذ بمدينة زبيد عن الحافظ المسند أحمد بن أبي الخير بن منصور الشماخي كثيراً، ولبس خرقة التصوف من جماعة من الكبار كطاووس الحرمين الحسن بن عليّ الواسطي ومحمد بن أحمد الأسدي اليمني، وله في لبس الخرقة طرق متنوعة ذكرها الشهاب أحمد الرداد في " كتاب الخرقة "، كما أفرد شيوخ المترجم وأسانيده بمدون حفيده الفقيه أبو القاسم، وهوفي قدر كراسة، وذكر منهم نحواً من سبعين شيخاً، وذكر ماأخذ عنهم من الكتب. أروي ماله من مروي وغيره من طرق منها - وهو مسلسل باليمنيين الأهدليين - عن أبي الحسن عليّ بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي عن عبد القادر ابن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه محمد عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه سليمان عن أحمد بن محمد شريف الأهدل عن يحيى بن عمر مقبول الأهدل عن أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل عن عمه يوسف بن محمد البطاح الأهدل عن محدث اليمن طاهر بن حسين الهدل عن حافظ اليمن عبد الرحمن بن عليّ

_ (1) طبقات الخواص: 11 - 12.

ابن الديبع الشيباني الزبيدي عن الحافظ أحمد بن أحمد بن زين الدين عبد اللطيف الشرجي الزبيدي صاحب " التجريد " و " طبقات الخواص " عن المعمر سليمان بن إبراهيم العلوي عن أبيه إبراهيم المذكور عامة، وهذا الإسناد إلى المترجم وهو عن الذهبي والمزي وابن تيمية والحجار وأبي حيان من أحسن ماتقلد به النحور، وذكر الشرجي في طبقاته المذكورة أيضاً أن مدار أسانيد أهل اليمن ترجع إلى إبراهيم المذكور، قلت: وهو كذلك فإن فهرسة السيد يحيى الأهدل مدار أسانيده فيها عليه، فيروي السيد يحيى كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي بسنده المذكور إلى المترجم عن الحافظ أحمد بن أبي الخير الشماخي عن أبيه عن محمد بن أبي النظر عن الحميدي، ومختصر مسلم للمنذري بالسند إلى الشماخي عن أحمد بن هشام الأندلسي عن المنذري، ومصابيح البغوي به إلى الشماخي عن أبيه والرضى الطبري كلاهما عن محمد ابن إسماعيل الحضرمي عن ابن أبي الصيف اليمني عن أبي موسى محمد بن أبي بكر الأصبهاني عن البغوي، وكتاب الكوكب والنجم المستخرج من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لأبي العباس الأقليشي بالسند إلى الشماخي عن أبيه عن محمد بن مسدي عن محمد بن عليّ بن عبد الحق المغربي عن الأقليشي، وكتاب المستصفى من حديث المصطفى لمحمد بن سعيد بن معن القريضي بالسند إلى الشماخي عن إسماعيل بن محمد الحضرمي عن القاضي أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد القريضي عن مؤلفه، وكتاب الشفا يرويه إبراهيم المترجم عن الحافظ الزبير بن سيد الكل المهلبي الأسواني عن أبي الحسن بن تامتيت عن تقي الدين يحيى بن محمد عرف بابن الصائغ عن عياض، وعمدة الحافظ عبد الغني المقدسي يرويها المترجم عن المزي عن ابن البخاري عن مؤلفها، وكتاب التبيان في آداب حملة القرآن للنووي بالسند إلى إبراهيم المذكور عن المزي عن النووي، وكتاب تقييد المهمل لأبي عليّ الغساني يرويه عن الشماخي عن أبيه عن أبي الحسن عليّ بن هبة الله عن السلفي عن محمد الباهلي عن الغساني، وعوارف السهروردي به إلى الشماخي عن مؤلفها، إلى غير ذلك.

19 - أبو إسحاق ابن الحاج (1) : هو إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن موسى النمري من أهل غرناطة، يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن الحاج، ولد بغرناطة سنة 713 وروى عن مشيخة بلده، وقيد واستكثر، وأخذ في رحلته للمشرق عن أناس شتى يعسر إحصاؤهم. له كتاب الأربعين حديثاً، البلدانية والمستدرك عليها من البلاد التي دخلها وروى فيها زيادة على الأربعين، والأربعون حديثاً التي رواها عن الأمراء والشيوخ الذين رووا عن الملوك والأمراء والشيوخ الذين رووا عن الملوك والخلفاء القريب عهدهم، ووصلها بخاتمة ذكر فيها فوائد مما رواه عن الملوك والأمراء وعن الشيوخ الذين رووا عن الملوك والأمراء، وكتاب اللباس والصحبة وهو الذي جمع فيه طرق المتصوفة المدعي انه لم يجمع مثله، ورحلته المسماة فيض العباب وإجالة قدح الآداب في الحركة إلى قسنطينة والزاب، وكتاب في التورية على حروف المعجم أكثره مروي بالأسانيد عن خلق كثير، وغيرذلك نتصل به من طريق أبي البركات ابن الحاج. إبراهيم التنوخي: (انظر البرهان الشامي) (2) . إبراهيم الحلبي: (انظر البرهان الحلبي في حرف الباء) (3) . 20 - إبراهيم بن القاسم (4) بن المؤيد اليمني: أروي فهرسته عن القاضي حسين بن محسن الأنصاري الهندي عن محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن

_ (1) ترجمة ابن الحاج في الإحاطة 1: 342 والنفح 7: 108 وجذوة الاقتباس: 87 ومن مؤلفاته أيضاً المساهلة والمسامحة وإيقاظ الكرام بأخبار المنام وتنعيم الأشباح بمحادثة الأرواح، وكانت وفاته سنة 768 (1367م) . (2) رقم: 73. (3) رقم: 74. (4) هو مصنف طبقات الزيدية وذكر أيضاً فيه مشايخه وما سمعه منهم، وكانت وفاته حوالي 1143، انظر البدر الطالع 1: 22 - 23 والزركلي 1: 52.

عليّ الشوكاني عن عليّ بن إبراهيم بن عامر عن أحمد بن يوسف بن الحسين ابن الحسن بن القاسم عن إبراهيم بن القاسم المذكور. إبراهيم بن هلال: (انظر حرف الهاء) (1) . 21 - إبراهيم اللقاني (2) : هو إبراهيم بن الحسن بن عليّ اللقاني المالكي المصري المتوفى سنة 1041 أبو إسحاق، عالم مصر وإمامها أحد الأعلام المشار لهم بسعة الاطلاع في علم الحديث والتبحر في بقية العلوم ومن مؤلفاته: قضاء الوطر في توضيح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر، وإجمال الرسائل (3) وبهجة المحافل في التعريف برواة الشمائل، هو عندي، وجمع جزءاً في مشيخته سماه: نشر (4) المآثر فيمن أدرك من أهل القرن العاشر، ذكر فيه كثيراً من مشايخه كالشيخ شمس الدين البكري والشمس الرملي والعبادي وعلي بن غانم المقدسي وعمر بن نجيح (5) وعبد الكريم البرموني وغيرهم. وذكر أنه لم يكثر عن أحد منهم مثل ماأكثر عن أبي النجا سالم السنهوري، ويليه الشمس محمد البهنسي لأنه كان يختم في كل ثلاث سنين كتاباً من أمهات الحديث في رجب وشعبان ورمضان ليلاً ونهاراً، ويليه الشيخ يحيى القرافي أمام الناس في الحديث تحريراً واتقاناً، وللقاني المذكور في الباب أيضاً تحفة ذرية عليّ لبهلول (انظر حرف التاء) (6) . أروي كتبه هذه وغيرها مما له من طريق أبي سالم العياشي عن أبي الحسن عليّ الشبراملسي وعبد الجواد الطريفي كلاهما عنه.

_ (1) رقم: 622. (2) ترجمة اللقاني في خلاصة الاثر 1: 6 وهو عنده إبراهيم بن إبراهيم ابن حسن. (3) خلاصة الأثر: الوسائل (4) خلاصة الأثر: نثر (5) خلاصة الأثر: نجيم (6) انظر رقم: 9 في ما يلي.

تنبيه: لام اللقاني بالفتح والتشديد، هذا هو المعروف، ولما ضبطه صاحب " اليانع الجني " بضم اللام كتب عليه مجيزنا مسند الجزائر أبو الحسن عليّ بن موسى: فيه نظر، فقد أثبت فتحها صاحب خلاصة الأثر (1) . وقد اعتذر المؤلف محسن الترهتي، آخر ثبته " اليانع الجني " هذا بأن الأسانيد والأنساب التقطها من نسخ لم يحسن قراءتها، اه. من خطه. تنبيه آخر: أجاز البرهان اللقاني لجميع أهل قطر المغرب، وروى عنه بها ابن سليمان الرداني (انظر الصلة والامداد) (2) . 22 - إبراهيم جعمان (3) : هو إبراهيم بن عبد الرحمن جعمان الزبيدي اليمني العلامة المحدث المسند سليل الأعلام، يروي الصحيح مسلسلاً عن آبائه اليمنيين، له فهرسة نسبها له البرهان الدرعي في ثبته، نرويها بالسند إلى الشهاب أحمد العطار الدمشقي عن محمد بن الطيب الشرقي عن المسند المعمر إبراهيم بن عليّ الدرعي عن إبراهيم جعمان مكاتبة من اليمن. إبراهيم الدرعي: (انظر الشموس الشارقة من حرف الشين) (4) . 23 - إبراهيم بن حسن السقا الأزهري المصري (5) : أحد أعلام مصر ومسنديها، يروي عن الأمير الصغير وثعيلب الضرير، وهو أعلى شيوخه

_ (1) قال المحيي: اللقاني بفتح اللام ثم قاف وألف ونون: نسبته إلى لقانة قرية من قرى مصر. (2) انظر ترجمة الرداني رقم: 214. (3) ترجم المحبي في خلاصة الاثر (1: 21) لمن اسمه إبراهيم بن عبد الله بن جعمان - بفتح الجيم - وهو يمني زبيدي وتوفي في بيت الفقيه سنة 1083، وانظر الزركلي 1: 43. (4) انظر ترجمة الرداني رقم: 214. (5) ترجمة إبراهيم السقا في حلية البشر 1: 30 وكانت وفاته سنة 1298.

إسناداً، ومحمد بن محمود الجزائري ومحمد صالح الرضوي البخاري وإبراهيم الرياحي والشمس محمد الفضالي وأحمد الدمهوجي وحسن العطار وأحمد بن الطاهر المراكشي الأزدي وغيرهم مالهم. أروي ما له عن الوالد وعبد الله الهاشمي ابن خضراء وأبي العلاء إدريس بن عبد الهادي وعبد الملك بن الكبير العلمي وعبد الله بن إدريس السنوسي وغيرهم من المغاربة، وابنه محمد الإمام، وسبطه حسن السقا الفرغلي، والشهاب الرفاعي والشيخ عبد الرحمن الشربيني والشيخ سليم البشري والشيخ حسن الطرابلسي والشيخ عبد البر بن أحمد منة الله وسعيد بن عليّ الموجي والشمس محمد بن محمد المرغني وغيرهم من المصريين، وأبي الحسن بن ظاهر والشيخ حسب الله وغيرهم من الحجازيين، ونصر الله الخطيب وخليل الهندي وعبد الله السكري ويوسف النبهاني وغيرهم من الشاميين، كلهم عنه. 24 - أمين رضوان المدني: هو محمد أمين بن أحمد رضوان شيخ الدلائل بالروضة النبوية الفقيه الصالح المسند ولد بالمدينة سنة 1252. يروي عن الشيخ عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد الحميد الشرواني الدغستاني والشيخ عثمان الخربوتي والشيخ سرور الزواوي الدمنهوري والشمس محمد بن أحمد أبو خضير الدمياطي المدني وعطية القماش الدمياطي وأحمد بن محمد المعافى الضحوي والشمس العزب الكبير المدني والشمس محمد الخاني الدمشقي وأحمد أبو الخير المكي وغيرهم عامة مالهم، وتدبج مع الأخير، وله ثبت مطبوع ضمنه روايته عن غالب المذكورين وختمه بأسانيد الكتب الستة من طريق الشيخ عبد الغني والحزب الأعظم ودلائل الخيرات ونحوه، وله إجازة أخرى مطبوعة تضمنت سنده في الدلائل. أروي ماله عنه مكاتبة ثم مشافهة بالمدينة المنورة، وأخذ عني أيضاً ولا أستحضر وفاته.

25 - أيوب (1) بن عبد الله الفهري: هو الإمام أبو الصبر أيوب بن عبد الله الفهري الشيخ الجليل، له برنامج نفيس أرويه من طريق ابن حوط الله. 26 - أيوب الخلوتي (2) : هو أيوب بن أحمد بن أيوب الأستاذ الكبير الحنفي الخلوتي، أصل آبائه من البقاع، ونشأ هو بصالحية دمشق. أخذ الحديث عن المحدث المعمر إبراهيم بن الأحدب الراوي عن ابن حجر الهيثمي والشيخ رضي الدين الغزي والشمس محمد بن طولون المحدث الدمشقي وغيرهم. وكانت ولادته سنة 994 ووفاته سنة 1071، قال المحبي في ترجمته: جمع جزءاً لمشايخه في الحديث، وأجمع كل من عاصره على أنه لم ير أحد مثله، جمع بين علم الشريعة والحقيقة. اه. نروي فهرسته بالسند الآتي إلى الشهاب أحمد بن عبيد العطار عن الشهاب أحمد بن عليّ المنيني عن أبي المواهب الحنبلي عنه. ح: وعن شيخنا السكري عن سعيد الحلبي عن محمد شاكر العقاد عن الوجيه عبد الرحمن الكزبري الكبير عن أبي المواهب الحنبلي عنه، وهذه الأسانيد مسلسلة بالدمشقيين، ونروي ماله أيضاً من طريق أبي سالم العياشي والعجيمي كلاهما عن الشيخ صالح محمد من ذرية الشيخ عدي بن مسافر الشامي، وهو عن المترجم عامة ماله. 27 - الأمير (3) : هو شيخ الشيوخ علامة الديار المصرية أبو عبد الله محمد ابن محمد بن أحمد بن عبد القادر الأمير، المالكي المغربي الأصل المصري الدار

_ (1) في الأصل: أبو أيوب. (2) خلاصة الاثر 1: 428. (3) حلية البشر: 1266 والجبرتي 4: 284 والفكر السامي 4: 130 وبروكلمان، التكملة 2: 738 والزركلي 7: 298 وشجرة النور: 362.

الأزهري، المتوفى عاشر ذي القعدة سنة 1232 والمولود سنة 1154 كما تلقاه عنه نفسه الجبرتي وذكره في تاريخه، فما في " تذكرة المحسنين " من أنه مات سنة 1228 عن مائة وثلاثين سنة وكذا مافي فهرسة أبي حامد الدمنتي انه مات سنة 38 غلط أيضاً على هذا الشيخ. وثبته مدار رواية المصريين ومعظم الحجازيين والمغاربة، وفهرسه هذا في نحو أربع كراريس مفيد جامع للمصنفات الحديثية والكتب، رتبها على الفنون والمسلسلات والطرق. قال عنه وعن ثبت رفيقه الشرقاوي النور حسن العطار شيخ الجامع الأزهر في إجازته للدمنتي: ومن أجل ثبت عليه الآن الاعتماد في طريق الإسناد ثبت شيخنا الأمير والشرقاوي، وغالب بقية الأشياخ المصريين عنهما آخذ وراوي، وثبتهما مشهور، وأمرهما في الفضل غير منكور، فهذان الثبتان من غرر مروياتي، وأفضل مااكتسبته في حياتي. اه. والذين أجازوا لصاحبه عامة أبو الحسن الصعيدي وشيخه محمد البليدي، وهو أعلى شيوخه إسناداً، والتاودي ابن سودة وعلي بن العربي السقاط وحسن الجبرتي ومحمد الحفني والجوهري والملوي وعطية الأجهوري وعبد الرحمن العيدروس وابن عبد السلام الناصري الدرعي وغيرهم، وأظن أنه عاش بعد تصنيفه وابتداء الاجازة به نحو الخمسين سنة، وهو من أحسن الأثبات وأجمعها وأخصرها. وقد أنشدني صهرنا الفقيه الناسك أبو العلاء إدريس بن محمد بن طلحة لنفسه في حق المترجم ومصنفاته الكثيرة: كلام الأمير أمير الكلام ... فلا حشو فيه ولا ما يلام إذا رمت تحقيق مسألة ... فلازم تآليفه والسلام نتصل به من طريق الشاميين والمصريين والمغاربة والحجازيين، وقد جمع بعض تلاميذه أسماء مؤلفاته في جزء لطيف سماه إرشاد آمل العرفان لأسماء

مؤلفات الأمير الحسان، وغيرهم. ولنصدر هنا بذكر أعلى ما حصل لنا من الاتصالات به، وذلك، أننا نتصل به في جميع ما يصح له أن يرويه بواسطتين من طريق اثني عشر رجلاً من تلاميذه الذين تأخرت وفاتهم إجازة معين لمعين في معين: الأول: الشمس محمد التميمي التونسي ثم المصري أجازنا عنه شيخنا عبد الله السكري الدمشقي ومحمد أمين البيطار، وهو عن الأمير الكبير. الثاني: محدث الشام الوجيه عبد الرحمن الكزبري الدمشقي، أجازنا عنه السكري ومحمد سعيد الحبال وهو عن الأمير مكاتبة من مصر لدمشق. الثالث: مقريء درس الشيخ الأمير الكبير وهو المعمر الشمس محمد الصفتي المالكي الأزهري، أجازني عنه الشيخ سليم البشري شيخ المالكية بالأزهر وهو عن الأمير. الرابع: الشيخ محمد الكتبي الكبير الحنفي المكي شيخ الإسلام بمكة، أجازني عنه نصر الله الخطيب الدمشقي والشيخ الطيب النيفر والشيخ حسين منقارة الطرابلسي ثلاثتهم عنه وهوعن الشيخ الأمير. الخامس: الشهاب أحمد منة الله المالكي الأزهري، أجازني عنه ولده الشيخ عبد البر والشهاب أحمد الرفاعي الفيومي والشيخ عبد الجليل برادة المدني والنور عليّ بن ظاهر الوتري المدني والشيخ الطيب النيفر التونسي، وهو عن الأمير كما صرح بإجازته له العامة فيما كتبه لشيخنا ابن ظاهر. السادس: الشيخ مصطفى المبلط المصري أجازني عنه شيخنا حسين الطرابلسي والشيخ عبد الله بن محمد البنا الاسكندري ومحمد بن سليمان المكي، وهو عن الأمير.

السابع: السيد محمد بن صالح البنا الأسكندري، أجازني عنه ولده البدر عبد الله، وهو عن الشيخ الأمير، وأوقفني شيخنا عبد الله المذكور على إجازة والده له العامة وعلى إجازة الأمير العامة لأبيه وأخذت صورتهما عن خطهما. الثامن: الشيخ عبد الغني الدمياطي المكي، أجازني عنه الشمس محمد بن سليمان المكي وعبد الله السكري، وهو عن الأمير. التاسع: الشمس محمد الخضري الدمياطي الكبير، أجازني عنه الشمس محمد الشريف الدمياطي وهو عن الأمير. العاشر: الشيخ يوسف الصاوي الضرير المدني، أجازني عنه البدر السكري وعبد الجليل برادة المدني، وهو عن الأمير. الحادي عشر: الشمس محمد بن صالح السباعي المصري، أجازني عنه الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري، وهو عن الأمير. الثاني عشر: النور عليّ بن عبد الحق القوصي المصري الأثري، وهو آخر من بقي على وجه الأرض من الآخذين عن الأمير، خلافاً لزعم أبي الحسن ابن ظاهر في حق شيخه أحمد منة الله أنه آخرهم، لأن منة الله مات سنة 1292، والقوصي هذا تأخر بعده إلى سنة 1294، وأجازني عنه شيخنا أبو اليسر المهنوي والأستاذ المقريء المعمر النور حسن العدوي الصعيدي، وهو عن الأمير. فهذه اتصالات عالية بواسطتين إلى الأمير من طريق اثني عشر من تلاميذه لا أظنها اجتمعت لأحد في زماننا والحمد لله. وقد جزم الشيخ أبو الحجاج يوسف النبهاني في كثير من تآليفه بأن الأمير أجاز لأهل عصره، وكنت قلدته في ذلك في بعض إجازاتي وإثباتي وكلامه يوهم وجود ذلك في إجازة الأمير لأبن عابدين، فطالعنا الإجازة المذكورة في آخر ثبته المطبوع، فوجدناها ليست صريحة في ذلك، فظننت

وجود نقص فيها، فلما دخلت في رحلتي للشام لبعلبك وقفت على عين الإجازة الأميرية عند ابن أخ ابن عابدين، وهو قاضيها إذ ذاك الشيخ أبو الخير ابن عابدين، فوجدت عبارتها هي المطبوعة حرفياً مع ثبت ابن عابدين المطبوع، والله أعلم. وأروي الثبت المذكور أيضاً عن المعمر عن الشيخ خليل الخربطلي المدني الحنفي عن يوسف الغزي المدني عن مصطفى البولاقي المصري عن الأمير. وأرويه أيضاً عن الشيخ محمود بن أحمد البريني الإسكندري عن الشيخ محمد أبي سلامة الرأس عن عليّ سالم اللقاني عن الأمير الكبير. ح: وعن البريني المذكور عن الشيخ خفاجي سيف الله عن الشيخ مصطفى عابدين والسيد الشيخ عبد الله الشريف كلاهما عن الشيخ حسن العطار شيخ الجامع الأزهر عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن أبي الحسن عليّ بن أحمد بن موسى الجزائري مكاتبة منها عن محمد بن هني بن معروف المجاجي عن الأخوين المرزوقين محمد وأحمد المكيين كلاهما عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً بأسانيدنا إلى الشهاب أحمد دحلان المكي عن عثمان الدمياطي عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن أصحاب البرهان السقا المصري عن الأمير الصغير عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن الشيخ فالح الظاهري والشهاب أحمد الحضراوي وعبد الرحيم النشابي الدمياطي وغيرهم عن الشيخ حسن العدوي المصري عن عليّ النجاري عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن الوجيه الشربيني والشهاب أحمد الرفاعي والبشري

وحسين الطرابلسي ونصر الله الخطيب وغيرهم عن البرهان الباجوري عن الفضالي عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن الشيخ عبد الحكيم الأفغاني والنبهاني وغيرهما عن محمد بن محمد بن عبد الله الخاني عن عثمان الدمياطي عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن الشيخ الطيب النيفر وأبي النجاة سالم بو حاجب كلاهما عن البرهان الرياحي عن الأمير الصغير عن أبيه الأمير الكبير. ح: وعن الشيخ عبد الرزاق البيطار وأبي الخير ابن عابدين كلاهما عن الشيخ يوسف بدر الدين المغربي عن الأمير الصغير. وعبد الرحمن الكزبري والقويسني وحسن العطار وابن عابدين كلهم عن الأمير الكبير. ح: وأرويه أيضاً عن الشيخ الطيب النيفر التونسي عن الشيخ محمد كمون شيخ رواق المغاربة بالأزهر عن الأمير الصغير عن الأمير الكبير. ح: وأرويه عن الشيخ عاشور الخنكي القسمطيني عن الشيخ محمد المدني ابن عزوز عن الأخوين محمد وأحمد المرزوقين كلاهما عن الأمير الكبير، وأخذه ابن عزوز المذكور عن السنوسي المكي والباجوري، وهما عن الأمير الصغير، والقويسني والفضالي كلهم عن الأمير الكبير. ح: وأرويه عن الشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي عن إبراهيم العكاوي الطرابلسي عن الباجوري عن الأمير الصغير والفضالي، كلاهما عن الأمير الكبير. ح: وعن أبي الحسن ابن ظاهر والسيد محمد أمين رضوان كلاهما عن محمد أبي خضير الدمياطي عن أحمد بشارة الدمياطي الشافعي عن الأمير الكبير. ح: وعن الشيخ بسيوني عسل القرنشاوي المصري عن هاشم التحريري عن إبراهيم بن محمد الجارح والرشيدي الشافعي عن الأمير الكبير.

ح: وأرويه أيضاً عن الشمس محمد بن محمد المرغني المصري عن محمد ابن سلطان الصعيدي عن عثمان الأسنوي عن الأمير الصغير عن أبيه، ويرويه المرغني أيضاً عنعلي الرهبيني دفين اسطنبول عن مشايخه الباجوري ومصطفى الذهبي ومصطفى المبلط عن الأمير الصغير عن أبيه الأمير الكبير. ح: وأرويه عن أبي عليّ الحسن بن عبد الرحمن الشدادي عن بن عبد الله سقط المشرفي عن الشهابين أحمد الصاوي وأحمد الدواخلي الشافعي المصري كلاهما عن الأمير الكبير. ح: وأرويه عن الشهاب أحمد بن الطالب بن سودة عن مصطفى بن الكبابطي عن عليّ بن الأمين الجزائري عن الأمير الكبير. فهذه اتصالاتنا به من طريق 28 من كبار أصحاب الأمير الكبير، وقل أن يجمع ذلك في ديوان، والحمد للمنان. ولنا به اتصال غريب أيضاً في صحيح البخاري وذلك عن مجيزنا مكاتبة العلامة أبي محمد عبد المعطي بن أحمد السباعي عن شيخه أبي محمد سعيد بن أحمد الكثيري السوسي الهشتوكي سماعاً وإجازة عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يبورك الاسغركيسي الشتوكي إجازة عامة منه له عام 1254، عن أبي محمد عبد الله بن محمد الخياط الرداني عن الشيخ الأمير بأسانيده في الصحيح المذكورة في ثبته وغيره. 28 - الألوسي (1) : هو مفتي بغداد، خاتمة المحققين من أعلام المشرق الشهاب محمود بن عبد الله الألوسي البغدادي صاحب التفسير المعجب المسمى روح المعاني، له رسالة ألفها في بيان حاله ومذهبه وكيفية اشتغاله وإجازته في العلوم العقلية والنقلية وتراجم من أخذ عنهم العلم. وهو ممن

_ (1) ترجمة الآلوسي في حلية البشر. 1450 وأعلام العراق: 21 والمسك الاذفر: 5 والزركلي 8: 53.

خدم العلم في القرن المنصرم خدمة تذكر ولا تكفر، له من الرحلات: نشوة الشمول في السفر إلى استامبول، وكتاب نزهة الألباب في الذهاب والإقامة والإياب، تعرض فيها لذكر أشياخه وما قرأه عليهم وأخذ منهم، وله أيضاً غرائب الاغتراب ونزهة الألباب (1) وله نشوة المدام في العود إلى دار السلام (2) . في هذه الرحال الثلاثة تفصيل رحلته إلى الآستانة ومن لقي في ذهابه وإيابه من رجال العلم والأدب، لا سيما شيخ الإسلام عارف حكمت بك وما جرى بينهما من المباحثة. وله مجلد نفيس في ترجمة شيخ الإسلام بالمملكة العثمانية عارف حكمت بك المذكور، وقفت عليه بمكتبته بالمدينة المنورة، وترجمته واسعة أفردها بالتأليف تلميذه عبد الفتاح الشواف في جزءين كبيرين سماه: حديقة الورود في ترجمة أبي الثناء محمود، وتوفي سنة 1270 ذكر الألوسي عن نفسه انه يروي نحو سبعين ثبتاً ولكن لم نتصل بتفاصيل أسمائها ولا كيفية اتصاله بها. روى عن عبد الرحمن الكزبري وعبد اللطيف بن حمزة فتح الله البيروتي والشمس محمد أمين بن عابدين مكاتبة، واجتمع في استامبول بشيخ الإسلام عارف الله بن حكمة الله، وأجاز كل منهما صاحبه، والشمس محمد التميمي الحنفي، وأخذ في العراق عن علاء الدين عليّ الموصلي وعلي بن محمد سعيد السويدي وعبد العزيز بن محمد الشواف والمعمر يحيى المزوري العماري ووالده وغيرهم. وأخذ عنه هو كثيرون. ونتصل بمروياته ومؤلفاته من طرق منها عن إبراهيم بن سليمان الحنفي المكي عن محمد بن حميد الشرقي مفتي الحنابلةبمكة المكرمة عنه، ومنها عن الشيخ أحمد أبي الخير المكي عن نعمان الألوسي عن أبيه، ومنها بأسانيدنا إلى عارف الله ابن حكمة الله عنه على طريق التدبيج.

_ (1) تحدث فيه عن رحلته إلى استانبول (ط بغداد 1317) وله أيضاً في رحلته إلى استانبول: نشوة الشمول. (2) طبع ببغداد سنة1291، 1293.

وقد روينا عن أصحاب مشايخ الألوسي الشاميين وهم: الكزبري والبيروتي، والاسلامبوليين عالياً كشيخ الإسلام والتميمي، فساوينا الآخذين عن المترجم والحمد لله. 29 - الأعلم (1) : هو الأستاذ أبو الحجاج يوسف بن سليمان بن عيسى النحوي المعروف بالأعلم، أروي فهرسته بالسند السابق إلى ابن أبي الأحوص عن أبي الحسن بن نجمة عن أبي الحجاج ابن فندلة عنه وعن أبي القاسم بن فرقد عن الخطيب أبي الحسن بن سلمة عن أبيه عنه، وبالسند السابق إلى أبي بكر ابن خير عن الوزير أبي بكر محمد بن عبد الغني بن عمر بن فندلة، وعن الوزير أبي الوليد إسماعيل بن عيسى بن حجاج اللخمي، وعن الخطيب أبي بكر محمد ابن إبراهيم بن غالب القرشي العامري. كلهم عنه. الأهدل: عبد الرحمن بن سليمان (انظر النفس اليماني) (2) . الأهدل: هو سليمان بن يحيى (انظر وشي حبر السمر من حرف الواو) (3) . الأهدل: هو يوسف البطاح (انظر يوسف من حرف الياء) (4) . الأهدل: يحيى بن عمر الأهدل (انظر من اسمه يحيى) (5) . الأهدل: أبو بكر بن أبي القاسم (انظر الكنى من حرف الألف) (6) .

_ (1) ترجمة الاعلم الشنتمري في وفيات الاعيان 7: 81 وفي الحاشية ذكر لمصادر أخرى، وكانت وفاة الاعلم سنة 476هـ. (2) رقم: 448. (3) رقم: 556 (4) رقم: 649 (5) رقم: 641 (6) رقم: 35

30 - ابن الأبار البلنسي (1) : هو الإمام الحافظ الحجة الكاتب الأبرع أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي الأندلسي البلنسي ثم التونسي، ولد سنة 595 وعني بالحديث وجال في الأندلس وكتب العالي والنازل، وكان بصيرا ًبالرجال عالماً بالتاريخ إماماً في العربية إخبارياً فصيحا. له تكملة الصلةً (2) وغيرها في ثلاثة أسفار، ندبه إلى وضعه أبو الربيع ابن سالم الكلاعي وقد صحبه بضعاً وعشرين سنة، ومعجم أصحاب ابن العربي المعافري، ومعجم أصحاب الصدفي (3) ، وخرج لنفسه معجماً مما روى من الآثار، وأربعين حديثاًمتنوعة بالأربعينيات وغير ذلك. قال الغبريني في " عنوان الدراية " (4) : ولو لم يكن له إلا كتاب اللجين في مراثي الحسين (5) لكفاه في ارتفاع درجته وعلو منصبه وسمو رتبته فكيف لا وله تصانيف دونه. مات بتونس قتيلاً سنة 658 مأسوفاً عليه وأحرق. قال ابن خلدون: وسيقت مجلدات كتبه وأوراق سماعه ودواوينه فأحرقت معه. قلت: وهذه والله شنعة مافوقها شناعة، ورزية مابعدها رزية، إلا قتله ثم حرقه، وهو عندي عديل ابن الخطيب وابن خلدون في الإنشاء وملكة الشعر، ويفوقهما بصناعة الحديث ومعرفته معرفة تامة ليس للتونسيين من يشاركه أو يضارعه فيها، ولفرط اعتنائه وعظيم اهتباله بها قال فيه الغبريني في " عنوان الدراية ": لا يكاد كتاب من الكتب الموضوعة في الإسلام إلا وله

_ (1) ترجمة ابن الابار في الذيل والتكملة 6: 253 واختصار القدح: 191 (وعنه نفح الطيب 3: 303، 2: 589 ورحلة ابن رشيد وعنوان الدراية: 309 والمغرب 2: 309 والوافي 3: 344 والبدر السافر: 120 وعقود الجمان للزركشي 287 والشذرات 5: 275 وعبر الذهبي 5: 249 والفوات 2: 450. (2) طبع بمدريد واستدرك عليه ابن أبي شنب (الجزائر: 192) ثم طبع بمصر (1955) في جزءين دون أن يستوفى (3) طبع بمدريد: 1885. (4) عنوان الدراية: 312. (5) اسم الكتاب: معدن اللجين في مراثي الحسين.

فيه رواية إما بعموم أو بخصوص، اة. ووصفه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (1) بالعلامة البليغ المنشئ الحافظ المحدث وقال: ذكرته في الممتع. وقال عنه ابن خلدون في تاريخه بعد أن وصفه بالحافظ: كان علامة في الحديث ولسان العرب بليغاً في الترسيل والشعر. أروي كل ما له من مؤلف ومروي من طريق السراج عن محمد بن أحمد المكناسي الحسني عن ابن رشيد الفهري عن أبي الحسن عليّ بن أبي القاسم التجيبي التونسي عنه. ح: وبالسند الآتي إلى الوادياشي عن محمد بن حيات الأوسي الأندلسي نزيل تونس عنه. 31 - ابن أبي (2) : أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن الربيع الأشعري القرطبي، روى وكتب إليه جماعة منهم عياض وابن رزق وابن غشليان وغيرهم، قال ابن الأبار: كان شيخاً جليلاً معتنياً بصناعة الحديث راوية [حدث] وأخذ عنه الناس، وله مشيخة في جزء مفيد، أرويه بالسند إلى ابن الأبار عن الكلاعي عنه. مات بقرب الجبوب صادراًعن مراكش سنة 585. قلت: الجبوب بين فاس ووادي مكنس بالقرب من الموضعالذي مات به أيضاً ابن العربي المعافري، رحمه الله. 32 - ابن أبي الأحوص (3) : هو حسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبي

_ (1) تذكرة الحفاظ: 1452 (2) ترجمة عبد الرحمن بن أحمد القرطبي في التكملة رقم: 1619، ومولده في شوال سنة 519. (3) ترجمته في الإحاطة 1: 463 وله ترجمة في صلة الصلة والذيل والتكملة، وانظر المرقبة العليا: 127 (وفيه أن وفاته 699 وهو خطأ، محرف عن 679) وبغية الوعاة 1: 535، وفي مطبوعة الإحاطة وهم شديد إذ جعل تاريخ ولادته سنة 650.

الأحوص القرشي الفهري الغرناطي الموطن البلنسي الأصل الجياني المولد، كان من فقهاء المحدثين، اعتنى بالرواية فأخذ عن ابن بقي وأبي الربيع بن سالم وأبي القاسم ابن الطيلسان وأبي الحسن الغافقي. قال السيوطي في البغيسة: كان من أهل الضبط والإتقان في الرواية ومعرفة الأسانيد، نفاذاً ذاكراً للأدب والتواريخ، له المسلسلات وأربعون سمعها منه أبو حيان، اه. روى عن نحو الستين، وله برنامج في رواياته، قال في الإحاطة: وهو نبيل، مولده سنة ثلاث وستمائة، وتوفي بغرناطة سنة تسع وسبعين وستمائة، كذا قال ابن الزبير، وقال ابن عبد الملك سنة ثمانين، قال السيوطي: وفي كلام ابن الزبير تحامل كبير عليه، وكان في أيام قضائه لا يحكم برأي ابن القاسم بل بما يرى انه صواب. أروي فهرسته بالسند السابق إلى أبي العباس المقري وأبي العباس ابن القاضي كلاهما عن محمد بن قاسم القصار عن الأستاذ أبي العباس التسولي عن الدقون عن المواق عن ابن سراج عن ابن لب عن أبي الحسن القيجاطي عنه. ح: وبالسند إلى القصار أيضاً عن الغزي عن عبد الحق السنباطي عن ابن حجر عن حفيد أبي حيان عن جده عنه. 33 - ابن الأحمر (1) : هو أبو الوليد إسماعيل بن الأمير أبي الحجاج يوسف ابن السلطان محمد الخزرجي المعروف بابن الأحمر الأنصار النصري المتوفى بفاس سنة سبع وثمانمائة المؤرخ الأديب العالم النسابة المتأصل في المملكة الأندلسية وهو صاحب كتاب نثير الجمان في شعر من نظمني وإياهم الزمان، ونثير أفراد الجمان في نظم فحول الزمان من أهل المائة الثامنة من فرسان الكتيبة

_ (1) انظر مقدمتي المحقق لكتابيه: نثير فوائد الجمان ونثير الجمان، وقد طبعا بتحقيق الدكتور رضوان الداية.

الكامنة، وجعله على فصلين: الأول في شعراء الأندلس والثاني في شعراء بر العدوة، وله أيضاً كتاب مشاهير بيوتات فاس (1) ، وهو الذي اختصره أبو زيد الفاسي في كتابه المطبوع، وله أيضاً تأنيس النفوس في إكمال نقط العروس لابن حزم، وله حديقة النسرين في أخبار بني مرين (2) ، وشرح على البردة، وكان ممن يعول عليه في التاريخ والأنساب ويلتفت إلى ماينقل ويفيد، أروي فهرسته بالسند إلى القصار عن التسولي عن ابن غازي عن أبي الحسن عليّ بن منون عن أبي زيد عبد الرحمن الجادري عن ابن الأحمر. الكنى 34 - أبو الأنوار ابن وفا (3) : هو محمد أبو الأنوار بن يوسف بن أبي التخصيص عبد الوهاب بن أبي الإسعاد يوسف الوفائي القرشي المغربي الأصل المصري الدار المالكي المذهب، شيخ السجادة الوفائية بمصر، المتوفى سنة 1228، روى عن الشهاب الملوي والجوهري عامة مالهما، وبخصوص الطريقة الشاذلية عن الثاني والتاودي ابن سودة إجازة بالأحزاب الشاذلية ودلائل الخيرات، وسمع منه حديث الأولية بقاعة أم الأفراح، والسيد عبد الوهاب العفيفي (4) لدلائل الخيرات وأبي الفوز إبراهيم الرئيس الزمزمي (5) المكي بمصر بالمسبعات. له معجم خرجه له الحافظ أبو الفيض مرتضى الزبيدي الحسيني، ناولنيه بالبيت الوفائي بمصر بقية هؤلاء القوم وشيخ سجادتهم بمصر السيد أحمد عبد الخالق الوفائي، ومنه نقلت ذكر ما اتصل بأبي الأنوار في طريقتهم عن السيد أحمد عبد الخالق المذكور عن أبيه أبي النصر أحمد بن

_ (1) طبع بالرباط سنة 1972 وفي مقدمة المحقق ان نسبة الكتاب كله لأبن الأحمر لا تصح لان فيه تواريخ متأخرة عن وفاته. (2) طبع باسم " روضة النسرين "، الرباط 1962. (3) ترجمته في حلية البشر 1: 97. (4) هو عبد الوهاب بن عبد السلام العفيفي المرزوقي. (5) حلبة: إبراهيم بن الرئيس محمد الزمزمي.

أبي الإقبال عن جده أبي التسهيل يوسف عن أخيه السيد أبي الأنوار المذكور. ح: وأتصل به من طريق الوجيه الأهدل عن أبيه عن إبراهيم الزمزمي المذكور عن المترجم. 35 - أبو بكر بن أبي القاسم الأهدل (1) : هو العلامة الكبير صاحب التآليف النافعة الواسعة في سائر العلوم يلقب سراج الإسلام في بلاد اليمن، أروي فهرسته المنتخبة من فهرسة شيخه المسند السيد الصديق بن محمد الخاص عن محمد بن سالم السري التريمي كتابة من مكة عن محمد بن ناصر الحازمي عن الوجيه الأهدل عن أبيه عن أحمد بن محمد مقبول الأهدل عن يحيى بن عمر عن أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل عن يوسف بن محمد البطاح عن أبي بكر جامع الفهرسة، وهو يروي فيها عن المعمر المسند أحمد بن عبد الرحمن الناشري عن ابن حجر الهيثمي ما له وعن شيخه الحافظ صديق بن محمد الخاص. 36 - أبو بكر بن شهاب (2) : هو الإمام العلامة المؤرخ المسند المحقق الأصولي الفيلسوف النظار أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عيدروس بن عليّ بن محمد بن الشيخ شهاب الدين العلوي الحسيني،

_ (1) خلاصة الاثر 1: 64 وملحق البدر الطالع: 14 والزركلي 2: 44 وترجم لنفسه في نفحة المندل وذكر أنه ولد سنة 984 بقرية تعرف بالجلة، أخذ العلم عن علماء زبيد ومنهم الصديق بن محمد الخاص الحنفي، ومن مؤلفاته: نظم التحرير في الفقه والبيان والاعلام بمهمات أركان الإسلام والاحساب العلية في الأنساب الأهدلية، وكانت وفاته 1035. (2) اعلام الزركلي 2: 240 وأعيان الشيعة 6: 159 ومعجم المؤلفين 3: 63، 64 وحلية البشر 1: 122 وأعلام الشيعة 1: 25 وإيضاح المكنون 1: 397 وهدية العارفين 1: 241 وآداب شيخو 3: 101 وبروكلمان، التكملة 2: 822.

ولد بالحصن قرية على نحو ميلين من تريم من أرض حضرموت باليمن سنة 1262 وبها نشأ، وأخذ عن مشيخة اليمن وحضرموت، ثم رحل إلى الحجاز والقسطنطينية العظمى وبلاد الهند، وبها ألقى عصا التسيار وبها توفي سنة 1342. يروي عامة عن والده الراوي عن القاضي الشوكاني والوجيه الأهدل وعبد الله بن أحمد باسودان وغيرهم، ويروي المترجم أيضاً عامة عن محمد ابن عبد الله باسودان، ولعله أعلى شيوخه إسناداً، ومحمد بن إبراهيم بلفقيه ومحمد بن عليّ بن عبد الله السقاف وأحمد بن محمد المحضار وأحمد بن زين ابن سميط وعمر بن محمد بن سميط وعبد الرحمن بن عليّ السقاف وعمر بن حسن الحداد وابن عمه عليّ بن حسن الحداد وطاهر بن عمر بن أبي بكر الحداد صاحب قيدون ومحمد بن حسين العطاس وأخيه محسن بن حسين وأحمد بن عليّ الجنيد وعيدروس بن عمر الحبشي صاحب العقد والسيد فضل الله ابن علوي ابن سهل مولى الدويلة وأحمد بن محمد العيدروس الأعرج والشهاب أحمد دحلان المكي وأحمد بن سعد الدهان المكي ومحمد الهجرسي المصري وغيرهم، كل هؤلاء أجازوا له عامة مالهم، وأخذ الطريقة الرفاعية عن السيد أبي الهدى الرفاعي، وتدبج أخيراً مع صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي. للمترجم من التآليف رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي، وشرح جمع الجوامع المسمى الترياق النافع بإيضاح جمع الجوامع في جزئين، وحدائق ذريعة الناهض إلى تعلم أحكام الفرائض، وشرحها الفرات الفائض لعلي بن القاسم العباسي، وتأليف عجيب في سلاسل آل باعلوي وأسانيدهم على سياق قل من نسج على منواله بالجداول والدوائر، وكل هذه التآليف مطبوعة، أروي كل ما له من مؤلف ومروي ونظم عنه مكاتبة من الهند سنة 1325.

37 - أبو جعفر ابن مضاء (1) : له برنامج في مشيخته. 38 - أبو الحسن السندي (2) : هو نور الدين محمد بن عبد الهادي التتوي المدني، محدث المدينة المنورة وأحد من خدم السنة من المتأخرين خدمة لا يستهان بها، له حواش على الكتب الستة وعلى مسند أحمد والأذكار النووية وحواشيه على البخاري والنسائي وابن ماجة مطبوعة، وحاشية على مسند الإمام أحمد، عندي منها الربع الأول لا يستغني عنها مطالعه أو قارئه، وله حاشية على شرح النخبة. قال عنه الشيخ إسماعيل بن محمد سعيد سفر في إجازته للدمنتي: كان أحد الحفاظ المحققين والجهابذة المدققين، اه. يروي عن السمس محمد بن عبد الرسول البرزنجي والبرهان الكوراني وعبد الله البصري وتلك الطبقة، وكانت وفاته سنة 1139 بالمدينة المنورة، وأتصل به بسند مسلسل بالسنديين عن الشيخ محمد سعيد زمان السندي عن عمه محمد حسين ابن مراد السندي عن أبي الحسن محمد بن صادق السندي عن الشيخ محمد حياة السندي (3) عنه. 39 - أبو الحسن السندي الصغير: محدث المدينة المنورة آخر القرن الثاني

_ (1) يكنى بأبي جعفر وأبي العباس وأبي القاسم، وهو أحمد بن عبد الرحمن بن محمد، له ترجمة في التكملة: 79 والذيل والتكملة 1: 212 وبغية الملتمس: 193 وغاية النهاية 1: 66 وبغية الوعاة 1: 323 والديباج: 47 وجذوة الاقتباس 1: 141 والاعلام بمن حل مراكش 1: 233. (2) ترجمة أبي الحسن السندي في سلك الدرر 4: 66 ومعجم سركيس: 1056 والزركلي 7: 132 والتتوي نسبة إلى تتة، قرية من بلاد السند. (3) انظر ترجمته في سلك الدرر 4: 34 ورقم: 155 فيما يلي وتوفي سنة 1136.

عشر، وهو محمد بن صادق السندي، يروي عامة عن محمد حياة السندي والشمس بن عقيلة وسالم بن عبد الله البصري وعطاء المكي وغيرهم، ولد سنة 1125 بالسند، ومات بالمدينة سنة 1187، له فهرسة ذكرها في إجازته للورزازي الصغير، أرويها وكل ما له من طريق صاحب " حصر الشارد " عن عمه محمد حسين عنه، ومن طريق الورزازي المذكور والفلاني وشاكر العقاد والحافظ مرتضى أربعتهم عنه، قال الأخير في الألفية: لازمته في جل ما أفادا ... أجازني وخصني الإرشادا وكان حبراً ثقة إماماً ... لم يعط حظ نفسه زماما وأخبرني الشيخ أحمد المكي عن المولوي فريد الدين بن فسيح الدين الكوكاري الحنفي عن الشيخ تقي الدين بن عليّ بن الشيخ تراب عليّ عن أمين الدين بن حميد الدين الكاكوري عن أبي الحسن السندي المذكور ثبته، وهذا سياق غريب، وللمترجم شرح النخبة، وشرع في شرح جامع الأصول لابن الأثير، فكتب منه مجلداً. وترجمه الفلاني في ثبته الكبير قائلاً: كان إماماً عالماً بالسنة وآثارها عاملاً بها مجتهداً لا عصبية فيه، قد يعمل بخلاف مذهبه فيما ظهر له فيه الحق على خلاف مذهب إمامه كشيخه محمد حياة السندي، اه. وقال عنه الشيخ التاودي في فهرسته: انه أعلم من لقي بالمدينة، اه. وقال المترجم في إجازته للشيخ شاكر العقاد: وأوصي الفاضل المذكور باتباع السنن والاهتداء بسيرها، وبتقديم الروايات الفقهية الموافقة للأحاديث على غيرها، اه.

40 - أبو رأس المعسكري (1) : هو محمد أبو رأس بن أحمد بن عبد القادر ابن محمد بن أحمد بن الناصر الجليلي المعسكري الجزائري حافظ المغرب الأوسط ورحالته، صاحب التآليف الكثيرة في الفقه والأدب والتاريخ والأنساب وغير ذلك، المتوفي ببلاد معسكر عشية يوم الأربعاء 13 جمادي الثانية سنة 1239 ودفن به، وعليه ضريح وقفت عليه، رحل ودخل فاساً وتونس وقسمطينة ومصر والشام والحجاز، ولقي أعلام هذه البلاد وذاكرهم وناظرهم وساجلهم، وأجازه الييد مرتضى الزبيدي والشيخ الأمير الكبير، ووصفاه في إجازتهما له بالحافظ، والشرقاوي ووصفه بشيخ الإسلام، وعبد الملك القلعي وعثمان الحنبلي وتلك الطبقة. له كتاب سماه لب أفياخي في عدة أشياخي (2) وله السيف المنتضى فيما رويته بأسانيد الشيخ مرتض (3) وله تخريج أحاديث دلائل الخيرات، وله در السحابة فيمن دخل المغرب من الصحابة، وذيل القرطاس في ملوك بني وطاس، وله رحلة ذكر فيها من لقي ووقائعه معهم، وله الزمردة الوردية في الملوك السعدية، وله مروج الذهب في نبذة من النسب ومن إلى الشرف انتمى وذهب، والخبر المعلوم في كل من اخترع نوعاً من العلوم، وفتح الاله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته. قال عنه تلميذه الأستاذ ابن السنوسي بعد أن حلاه بالإمام الحافظ: كان حافظاً متقناً لجميع العلوم عارفاً بالمذاهب الأربعة لا يسأل عن نازلة إلا يجيب عنها بداهة كأنها حاضرة بين شفنيه، محققاً لمذهب مالك غاية لا سيما مختصر خليل فله فيه الملكة التامة بحيث يلقيه على طلبته في أربعين يوماً، والخلاصة

_ (1) ترجمته في تعريف الخلف 2: 332 وبروكلمان، التكملة 2: 880 والزركلي 6: 242 (وهو مما يستدرك على حلية البشر) . (2) رقم: 158 في ما يلي. (3) رقم: 538 في ما يلي.

في عشرة أيام. وكان شيخنا المذكور حافظ عصره وإمام قطره، الشائع عنه أنه لا يزيد على مرة في مطالعة الدرس لما منحه الله من سيلان الذهن وسعة الحافظة، وله مؤلفات تزيد على الخمسين منها تفسير القرآن، وحاشية الخرشي، وحاشية المكودي، وشرح العقيقية، والحاوي الجامع بين التوحيد والتصوف والفتاوي، وقد ناهز التسعين، اه. وقد حدثني مفتي وهران الآن الشيخ الحبيب بن عبد الملك، المغربي الأصل، عن شيخه عالم وهران السيد الحبيب بن البخاري الوهراني عن أبيه وقد عاصر الشيخ أبا رأس أن جماعة من تلاميذه تذاكروا في قوة حافظته وكأنهم اتهموه بالاختلاق فركبوا اسماً نطق كل واحد منهم بحرف منه وجعلوه اسماً لملك، وسألوا الشيخ عنه فأملى لهم ترجمته وسيرته وأعماله، فاتفقوا على أن الشيخ كاذب، ولما طالت المدة وقف أحدهم على الاسم والسيرة في كتاب تاريخي على نحو ما كان أملاه الشيخ أبو رأس عليهم، فعلموا أن الشيخ صادق وهم مقصرون متهمون الشيخ مما هو منه برئ، وهذه حالة كبار الحفاظ مع القاصرين والجاهلين. وبكل أسف لم أجد له ذكراً في شيء من الفهارس التي بأيدينا لأهل المغرب والمشرق، نعم رأيت أبا عبد الله محمد بن العباس بن يس الفاسي (1) في فهرسته " المواهب القدوسية " (2) أسند أوراد الأيام السبعة التي من جمع الغزالي عن العارف أبي عمرو عثمان القادري قال: عن سيدي محمد بن محمد بو رأس المعسكري عن سيدي محمود بن أبي زيد الكردي عن الحفني، انظرها. كما بكل أسف لم نتصل به بإسناد عمومي ولكن في نحو الفقه والتفسير بإسناد محقق. نعم نروي عن أبي اليسر المهنوي عن الأستاذ ابن السنوسي تفسير الشيخ أبي رأس

_ (1) انظر رقم: 658 في ما يلي. (2) انظر دليل مؤرخ المغرب 2: 33.

عنه، والغالب على الظن أن الأستاذ السنوسي لا يغفل استجازته عامة. كما نتصل بالشيخ سقط المشرفي المعسكري عامة. ومن المشهور في المغرب الأوسط أنه كان خصيصاً بالمترجم وراوية علمه والله أعلم. وأروي الفقه المالكي وغيره عن المعمر أبي العلاء إدريس بن القاضي أبي محمد عبد الهادي بن عبد الله عن المعمر أبي عبد الله محمد بن الخضر المهاجي عن المترجم. وأروي مختصر خليل إجازة مكاتبة من تلمسان عن الشهاب أحمد بن البشير عن الشيخ الخلوي عن أبي الحسن عليّ بن الحاج عن الشيخ بن حمادوش المحفوظي عن الشيخ أبي رأس. ح: وأخذه ابن البشير عن الشيخ محمد بن الحمياني عن الشيخ سقط المعسكري عن الشيخ أبي رأس. 41 - أبو الحسن الزهري (1) : له برنامج أخذه عنه مفرج بن حسين الأنصاري الإشبيلي. 42 - أبو الحجاج ابن أيوب (2) : له برنامج في مشايخه. 43 - أبو البركات ابن الحاج البلفيقي (3) : هو القاضي المحدث الخطيب الأستاذ المقري المسند الراوية المكثر المحقق سليل العلماء ونتيجة البررة الأولياء، أبو البركات محمد بن الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد بن المحدث الرحال الراوية أبي إسحاق إبراهيم بن الحاج السلمي البلفيقي، أخذ عن أعلام الأندلس وغيرهم

_ (1) لعل المراد هنا هو علي بن أحمد بن عبد الرحمن الزهري أبو الحسن (567) وترجمته في التكملة رقم: 1861. (2) لعله يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أيوب الفهري أبو الحجاج الداني (التكملة رقم: 2085 وكانت وفاته سنة 592) . (3) ترجمته في الإحاطة 2: 143 وجذوة الاقتباس: 183 والمرقبة العليا: 164 وغاية النهاية 2: 235 والتعريف بابن خلدون: 61 والديباج المذهب: 291.

من أهل عصره، واستكثر وتبحر حتى قال عنه ابن خلدون: شيخنا شيخ المحدثين والفقهاء والأدباء والصوفية والخطباء بالأندلس وسيد أهل العلم بإطلاق والمتفنن في أساليب المعارف وآداب صحبة الملوك فمن دونهم، اه. وقال فيه أبو زكرياء السراج في فهرسته: لم ألق في هذه الطريقة أكبر منه، ولا أعلم بهذا الشأن، اه. وعمدته في الرواية من المغاربة أبو جعفر ابن الزبير وبقي يروي بعد سماعه منه نحو السبعين سنة قال ابن فرحون (1) : له أشياخ جلة كثيرون من أهل المشرق والمغرب يشق استقصاؤهم، وله كتاب قد يكبو الجواد في ذكر أربعين غلطة عن أربعين من النقاد، وهو من نوع تصحيف الدارقطني، وكتاب خطر فنظر ونظر فخطر، والإفصاح فيمن عرف بالأندلس بالصلاح، ومنها تأليف في أسماء الكتب والتعريف بمؤلفيها على حروف المعجم، ومنها مشتبهات مصطلحات العلوم، ومنها الغلسيات وهي ما صدر في مجالسه من الكلام على صحيح مسلم في التغليس، ومنها الفصول والأبواب في ذكر من أخذ عني من الشيوخ والأتباع والأصحاب، ومن أغرب تصانيفه كتاب سماه شعر من لا شعر له مما رواه من ليس الشعر له بصناعة من الأشياخ. ذكره له ابن الخطيب في الإحاطة في ترجمة أبي جعفر ابن الزبير، ومن شعره (2) : رعى الله إخوان الخيانة أنهم ... كفونا مؤنات البقاء على العهد فلو قد وفوا كنا أسارى حقوقهم ... نراوح مابين النسيئة والنقد أروي كل ما له من طرق أسناها طريق الراوية أبي زكرياء السراج عنه، توفي عام 771 عن نحو التسعين سنة.

_ (1) الديباج: 293. (2) البيتان في الاحاطة2: 16 وأبن فرحون: 295.

44 - أبو الحجاج المزي (1) : هو يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف القضاعي الكلبي الدمشقي المعروف بالمزي حافظ الدنيا ومسندها، عندي خطه وإمضاؤه هكذا: يوسف المزي، قال السيوطي عنه: لم تر العيون مثله، وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليه من علم الحديث ورجاله، مات سنة 742. قال الذهبي: أحفظ من رأيت أربعة ابن دقيق العيد والدمياطي وابن تيمية والمزي، فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث، والدمياطي أعرفهم بالأنساب، وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال. وقال التاج السبكي في ترجمته من الطبقات (2) : عاصرت أربعاً لا خامس لهم هؤلاء الثلاثة، يعني المترجم ووالده والذهبي والبرزالي، ولم أره، وكان يفوقهم في معرفة الأجزاء ورواتها الأحياء، وكانت الثلاثة تعظم المزي وتذعن له ويقرأون عليه ويعترفون بتقديمه. وبالجملة فشيخنا المزي أعجوبة زمانه يقرأ عليه القارئ نهاراً كاملاً، والطرق تضطرب والأسانيد تختلف وضبط الأسماء يشكل وهو لا يسهو ولا يغفل. وقال السبكي أيضاً عن نفسه: إنه كان كثير الملازمة للذهبي يمضي إليه كل يوم مرتين وإنه كان لا يمضي إلى المزي إلا مرتين في الأسبوع، وكان الوالد يحب أن ألازم المزي أكثر من ملازمة الذهبي لعظمة المزي عنده، وكنت إذا جئت من عند شيخ من شيوخي يقول هات ما استفدت ما قرأت، فأحكي له مجلسي معه، وإذا جئت من عند المزي يقول لي: جئت من عند الشيخ، ويملأ بها فمه ويرفع بها صوته ليثبت في قلبي عظمته ويحثني على ملازمته، اه. باختصار. وأشهر مؤلفات المزي كتابه في الأطراف (3) ، وهو كتاب عظيم عندي

_ (1) انظر مقدمة الجزء الأول من كتاب تهذيب الكمال، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف (ط. بيروت 1980) ففيها ترجمة مفصلة للمزي وذكر لمصادر ترجمته. (2) طبقات الشافعية 1: 395 (تحقيق الطناحي والحلو) . (3) طبع في حيدر آباد في عشر مجلدات.

منه بعض مجلدات عليها خط الحافظ ابن حجر رحمهم الله. أروي معاجمه ومروياته بالسند السابق إلى ابن القاضي عن الشمس العلقمي عن الحافظ السيوطي عن تقي الدين بن فهد والكمال محمد بن محمد بن أحمد بن الزين عن عايشة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية الصالحيه العمرية عن المزي، وقد أفرد المزي بمؤلف الحافظ أبو سعيد العلائي سماه " سلوان التعزي بالحافظ أبي الحجاج المزي ". 45 - أبو حيان الأندلسي دفين مصر (1) : هو الإمام فخر الأندلس أبو حيان محمد بن يوسف بن عليّ الإمام أثير الدين الغرناطي النفزي، نحوي عصره ولغويه ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، ولد سنة 654 وسمع الحديث بالأندلس، ثم رحل سنة 679 فسمع بسبتة وبجاية وتونس والإسكندرية ومكة ومنى وجدة وقوص ومصر والحجاز والشام من نحو أربعمائة وخمسين شيخاً، وأجاز له الشرف الدمياطي والتقي ابن دقيق العيد وأبو اليمن ابن عساكر، وأكب على الحديث وأتقنه وبرع فيه مع النحو واللغة والقراءات والأدب والتاريخ، وطار ذكره وأخذ عنه أكابر أهل عصره، كالتقي السبكي وولديه والجمال الأسنوي وغيرهم، واستدركه الحافظ ابن حجر في ذيله على طبقات الحفاظ لابن ناصر قائلاً: أخذ عنه طبقات الناس، أخذ عنه أبو جعفر بن الزبير شيخه وحفيده أبو حيان محمد بن حيان بن أبي حيان

_ (1) ترجمة أبي حيان الجياني أثير الدين في الوافي 5: 267 ونكت الهميان: 280 وأعيان العصر (ونقل المقري في النفح هذه الترجمة 2: 537 - 559) والفوات 4: 71 والكتيبة الكامنة: 81 والدرر الكامنة 4: 302 وبغية الوعاة 1: 280 وطبقات الشافعية 6: 31 (ط، الحسينية) وغاية النهاية 2: 285 والبدر السافر: 178 والزركشي: 315 والبلغة: 203 وشذرات الذهب 6: 145 وذيل عبر الذهبي: 243 والنجوم الزاهرة 10: 111 وذيول تذكرة الحفاظ: 23 وطبقات الاسنوي 1: 457 والإحاطة 3: 43.

وبين وفاتهما نحو مائة سنة، وخرج لنفسه جزءاً لطيفاً. حدثنا عنه حفيده أبو حيان والشيخ برهان الدين الشامي والشيخ سراج الدين البلقيني وآخرون. وذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ والحسيني في ذيله، اه. له الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية، والنظار ألفه في ذكر مبدئه واشتغاله وشيوخه ورحلته، وبغية الظمآن من فوائد أبي حيان، وفهرسة المرويات وغير ذلك. وعدد شيوخه الذين سمع منهم نحو خمسمائة، والمجيزون أكثر من ألف. ومن شيوخه الإمام أبو القاسم محمد بن أحمد العزفي السبتي أميرها صاحب " الدر المنظم في المولد المعظم " فإنه روى عنه كتابه المذكور كما ساق إسناده من طريقه الرداني في حرف الدال من الصلة، ووقع في إجازة وقفت عليها لأبي حيان كتبها لعبد الصمد البغدادي عدد فيها لنفسه عدة مؤلفات منها: الإدراك للسان الأتراك، ومنطق الخرس في لسان الفرس، وزهو الملك في نحو الترك. وذكر أن عبد الصمد المذكور سمع عليه - قال: وعلى معتقتي أم حيان زمرد - جميع الذي خرجته لها عن شيوخها وجميع ما تضمنه الجزء في سماعي عن شيوخها (انظر أول حقيبة الأسرار وجهينة الأخبار للجانيني) توفي أبو حيان سنة 745. أروي فهرسته وغيرها مما له بأسانيدنا إلى السيوطي عن ولي الدين السمنودي عن سراج الدين ابن الملقن عن أبي حيان، وأروي جميع ما له أيضاً بأسانيدنا إلى المقري عن عمه سعيد عن محمد بن عبد الجليل التنسي عن أبيه عن ابن مرزوق عن جده الخطيب عن أبي حيان. ح: وبأسانيدنا إلى السراج عن الرعيني عنه. ح: وبأسانيدنا عن الحافظ ابن حجر عن حفيد أبي حيان محمد بن حيان عن جده أبي حيان.

لطيفة: أنشد في بغية الوعاة للمترجم: وأوصاني الرضي وصاة نصح ... وكان مهذباً شهماً أبياً بأن لا تحسنن ظناً بشخص ... ولا تصحب حياتك مغربياً وعنى بالرضى محمد بن عليّ بن يوسف رضي الدين الأنصاري الشاطبي اللغوي. 46 - أبو الخير ابن عابدين (1) : هو محمد أبو الخير بن أحمد بن عابدين العلامة المسند الأديب الماجد مفتي دمشق يروي عامة عن والده أحمد ابن عبد الغني عابدين وابن عمه علاء الدين بن محمد أمين ومحمد بن حسن البيطار ومفتي الشام محمود بن حمزة ومفتي الشام أيضاً محمد طاهر بن عمر الآمدي وعبد الله الصوفي الطرابلسي وأحمد مسلم بن عبد الرحمن الكزبري وسليم العطار وعمر العطار وبكري العطار ومحمد الطنطاوي ومحمد طيرلي وحسين بن عمر الغزي وأبي المحاسن القاوقجي ويوسف بن بدر الدين المغربي وهو أعلى شيوخه إسناداً، اجتمعت به ببعلبك وهو على قضائها عام 1324 وأجازتي ما رواه وأجزته أيضاً، وناولني مجموع إجازاته وإجازات عمه الشمس ابن عابدين فقيه الشام، فانتخبت فوائدهما، وكان كثير الاعتناء بالرواية والجمع لكتبها والمحافظة على أوراقها، وكانت وفاته في سنة 1343 بدمشق، رحمه الله. 47 - أبو ذر الهروي (2) : هو عبد بن أحمد، أحد الأعلام الذين عليهم

_ (1) اعلام الزركلي 6: 248 ومنتخبات تواريخ دمشق 2: 703 والاعلام الشرقية 2: 66 ورياض الجنة 2: 29. (2) ترجمته في تبيين كذب المفتري: 255 وفهرسة ابن خير: 428 (وصفحات أخرى متعددة) ، وشجرة النور: 104 وكانت وفاته سنة 434 (أو 435 أو 436) .

مدار رواية الصحيح في الإسلام، له فهرسة أرويها بالسند السابق إلى ابن خير عن أبي الحسن شريح بن محمد عن أبيه وأبي عبد الله بن منظور كلاهما عن أبي ذر. ورواها ابن خير أبضاً عن أبي الحسن عليّ بن موهب عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر. 48 - أبو شامل الشمني (1) : هو الإمام المحدث أبو شامل محمد بن محمد ابن الحسن بن عليّ التميمي الشهير بالشمني الإسكندري من أصحاب الحافظ العراقي. أروي فهرسته بالسند السابق إلى ابن غازي عن أبي الفرج محمد بن محمد بن موسى الأموي المعروف بالطنجي عن الراوية أبي سعيد ابن أبي محمد عبد الله ابن أبي سعيد السلوي وابنه أبي عبد الله كلاهما عن أبي شامل الشمني. 49 - أبو سعيد السلوي (2) : هو أبو سعيد بن أبي عبد الله بن سعيد السلوي الخطيب الراوية، أروي فهرسته بهذا السند إليه. 50 - أبو الأصبغ الأسدي (3) : هو الفقيه الحافظ المحدث أبو الأصبغ عيسى بن سهل بن عبد الله الأسدي. له فهرسة أرويها بالسند إلى ابن خير عن عياض عنه، كذا في فهرسة ابن خير، والذي في فهرسة عياض أنه يرويها عن أبي إسحاق ابن الفاسي عنه، وعن أبي عبد الله بن نجاح الذهبي عن ابن سهل عنه.

_ (1) انظر عن الشمني فهرس ابن غازي: 44 - 59، 121. (2) انظر فهرس ابن غازي: 121. (3) فهرسة ابن خير: 436 وله ترجمة في الصلة: 415 وتوفي سنة 486 وقد شهر بكتابه في النوازل، ومنه نسخ متعددة. وانظر المرقبة العليا: 96 ومذكرات الأمير عبد الله، والغنية: 287 رقم: 16.

51 - أبو عبد الله ابن أخت غانم (1) : له فهرسة ارويها عنه إلى ابن خير عن عياض عنه. 52 - أبو عليّ البغدادي (2) : له فهرسة ارويها به إلى ابن خير عن أبي عبد الله محمد بن سليمان بن أحمد النفزي عن خاله الأديب أبي محمد غانم بن وليد بن عمر عن أبي عمر بن خيرون السهمي عن أبي القاسم أحمد بن أبان عن أبي عليّ البغدادي. 53 - أبو عمران الفاسي (3) : دفين القيروان، هو موسى بن عيسى بن أبي حاج الغفجومي الفاسي نزيل القيروان، أصله من فاس وبيته بها يعرف ببني الحاج، وإليه ينسب درب ابن أبي حاج من طالعة فاس إلى الآن، كان من ائمة الفقه والحديث، اشتهر به الشهرة التامة، ورحلت إليه طلبة العلم من البلاد، وظهرت إمامته. سمع الصحيح بمكة على أبي ذر الهروي، وكان لا يتكلم بشيء إلا كتب عنه، قليل الضحك حتى قيل مارئي ضاحكاً قط إلا مرة واحدة، مات سنة ثلاثين وأربعمائة. له فهرسة نرويها بالسند الآتي إلى أبي بكر بن خير عن عياض عن ابن عتاب وابن غلبون عنه. 54 - أبو عمرو المقري وتواليفه (4) : أروي فهرسته من طريق القاضي عياض عن أحمد بن محمد الخولاني عنه.

_ (1) فهرسة ابن خير: 427 وهو أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أحمد النفزي المشهور بابن أخت غانم، وهو أحد شيوخ غياض، انظر الغنية: 127، 288 (رقم: 22) . (2) أبو علي البغداد الشهير بالقالي إسماعيل بن القاسم، له ترجمة في انباه الرواة 1: 204 وفي الحاشية سرد لمصادر ترجمته، وانظر فهرسة ابن خير: 434. (3) ترجمته في الصلة: 577 ومعالم الإيمان 3: 159 والديباج المذهب: 344 وانظر الغنية: 286 (رقم: 70) . (4) الغنية: 288 (رقم: 23) .

55 - أبو عبد الله بن العباس التلمساني (1) : هو الإمام العالم المحقق. أروي فهرسته بالسند السابق إلى ابن غازي عن الورياجلي (2) عنه. 56 - أبو العز العجمي: محمد بن الشهاب أحمد بن محمد العجمي الوفائي القاهري خاتمة المسندين بمصر، قال عنه الحافظ الزبيدي في شرح القاموس (3) : وأبو العز محمد بن أحمد من أعظم مسندي مصر كأبيه. اه. سمع على الشمس البابلي الحديث المسلسل بالأولية ومن والده وغيرهما واستجاز له والده من الراوية الشمس محمد بن أحمد الشوبري الشافعي الأزهري بالكتب الستة، وابن سليمان الرداني والخرشي وأبي العباس بن ناصر، كما أجاز له والده أيضاً. أروي فهرسته بأسانيدنا إلى الأمير وأحمد بن عبيد العطار كلاهما عن الشهاب الملوي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشمس الحفني عن الشهاب أحمد الخليفي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى السيد مرتضى عن محمد بن محمد العشماوي والجوهري والملوي وحسن المدابغي والشيخ الصالح المعمر أحمد بن محمد أبي العز العجمي عن والد الأخير المذكور. 57 - أبو الفتح المزي الإسكندري: هو الإمام العلامة المسند المحدث المعمر من تلاميذ الحافظ ابن حجر، وصفه البدر الغزي في إجازته للمسند داوود العباسي بقوله:

_ (1) هو محمد بن العباس التلمساني، توفي سنة 871 (انظر درة الحجال 1: 298) . (2) الورياجلي هو محمد بن عبد الله بن عبد الواحد احد شيوخ ابن غازي (894) انظر شجرة النور 1: 266 ودرة الحجال 2: 341 وفهرس ابن غازي: 113 - 114. (3) تاج العروس (عزز) 4: 59.

والحافظ المرتفع الإسناد ... الملحق الأحفاد بالاجداد العالم العلامة الولي ... هو أبو الفتح السكندري يروي المذكور عالياً عن عايشة بنت عبد الهادي والشهاب الرسام وجده عليّ بن صالح النويري كلهم عن الحجار عالياً، وللحافظ ابن طولون تلميذ المترجم كتاب " الفتح العزي في معجم المجيزين لشيخنا أبي الفتح المزي ". 58 - أبو الفرج الطنجي (1) : الأستاذ الحافظ المحدث الصالح أبو الفرج محمد بن محمد بن موسى الأموي الفاسي الشهير بالطنجي، أخذ عن العبدوسي (2) والقوري (3) والصغير النيجي (4) وأبي سعيد السلوي (5) وغيرهم حسبما تضمنته فهرسته. أرويها من طريق ابن غازي عنه، وكانت وفاته سنة 893 بفاس. 59 - أبو الفضل بن إبراهيم بن الإمام (6) : هو الإمام العالم التلمساني. دخل الحجاز ومصر والشام وافريقية، وحمل عن الرجال ما جمعه في فهارس أرويها بالسند إلى أبي العباس المقري عن عمه سعيد عن أبي الحسن عليّ بن هارون عن ابن غازي عن أبي محمد عبد الله بن عبد الواحد الورياجلي عنه إجازة سنة 834.

_ (1) ترجمته في فهرس ابن غازي: 121 واشار محققه إلى مراجع أخرى. (2) هو أبو محمد عبد الله العبدوسي. (3) هو أبو عبد الله محمد بن قاسم القوري (فهرس ابن غازي: 7) . (4) في الأصل: التجيبي (وهو اوربي فلا يكون تجيبيا) ونيجة من اوربة. (5) هو أبو سعيد بن أبي محمد عبد الله بن أبي سعيد السلوي (انظر رقم: 49) . (6) لأبي الفضل ابن الإمام (المتوفى سنة 845) ترجمة في درة الجمال 1: 295 وانظر فهرس ابن غازي: 113 - 114.

60 - أبو القاسم الطرابلسي الأزهري: محدث الآستانة في آخر القرن الماضي ومسندها، توفي بها سنة 1298 عن 58 سنة يروي عن محمد بن صالح البنا الاسكندري والبرهان السقا، نروي ماله عن العلامة أعلم علماء الآستانة في الدور الأخير محمد فرهاد بن عمر الريزوي مكاتبه عنه، ونروي عالياً عن أصحاب شيخه المذكورين. أبو المواهب الحنبلي: (انظر الكواكب الزاهرة) (1) . 61 - أبو النصر الخطيب (2) : هو محمد أبو النصر نصر الله ناصر الدين ابن عبد القادر بن صالح الخطيب الدمشقي الشافعي مسند الشام، القاضي الخطيب المحدث المعمر، ولد سنة 1253 بدمشق، ذكر لي عن نفسه أنه حفظ في صغره نحو خمسة عشر ألف بيت من أغلب الفنون، ونحو عشرة آلاف حديث بأسانيدها، ورحل إلى الحجاز ومصر وجال في بلاد الشام وغيرها مراراً، وولي القضاء نحو عشرين سنة، وهو الشخص الوحيد الذي رأيته يحدث حفظاً بكثير من الأحاديث متناً وسنداً منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على كثرة من رأيت من أهل المشرق والمغرب. وقال عنه صاحبنا الشيخ أحمد أبو الخير لما نعاه لي: كان والله حافظ هذا العصر، وبقية ميندي الشام ومصر، اه. ومن خطه نقلت. يروي عامة عن والده عبد القادر بن صالح الخطيب وعن جده صالح ابن عبد الرحيم الخطيب الدمشقي عالياً وعمر بن عبد الغني الغزي العامري وهاشم التاجي وعبد الرحمن الكزبري وحامد بن أحمد بن عبيد العطار وعبد الرحمن الطيبي والبرهان الباجوري والسقا الدمنهوري والشمس محمد الكتبي

_ (1) رقم: 156 فيما يلي. (2) تراجم أعيان دمشق: 112 ومنتخبات التواريخ 2: 710 والزركلي 7: 82، وانظر رقم: 114 فيما يلي.

المكي ويوسف الغزي المدني ومحمد العزب المدني وعبد الكريم البخاري ثم المدني وإسماعيل بن زين العابدين البرزنجي المدني وابن خالة المترجم زاهد بن إسماعيل بن إدريس الرومي المدني وأحمد الحجار شنون الحلبي ومحدث حلب أحمد الترمانيني الحلبي وأبي المحاسن القاوقجي وأحمد بن سليمان الأروادي الطرابلسي وغيرهم، له ثبت كبير في مجلدة صغيرة ثم اختصره. أروي عنه عامة، وعليه في دمشق نزلت، وتنزل للأخذ عني أيضاً، وأخذ عنه كثيرون من أهل الحجاز والهند واليمن وغيرهم، ومات رحمه الله سنة 1325. ومن غرائب شيوخه عبد الله بن محمد التلي الشامي كان يذكر إدراكه للعارف النابلسي وإجازته له، فاستجازه له والده، وهذا إن صح من العوالي لأنه يكون بينه وبين ابن حجر خمية وسائط، حيث أن النابلسي يروي عن النجم الغزي عن أبيه البدر عن زكرياء عن الحافظ ابن حجر عامة. 62 - أبو الهدى الرفاعي (1) : هو ابن حسن الرفاعي الحلبي المولد الاسلامبولي الوفاة والمدفن، أشهر علماء العرب في دار الخلافة العثمانية أخيراً. يروي عامة عن محمود الدمشقي المفتي ومحمد بن عمر الأهدل اليمني نزيل الشغور وحسن الفخري الحسيني وعمه محمد مهدي الرديني الشهير بالرواس الرفاعي دفين بغداد وغيرهم. له كتاب أحاديث كبار واسط، وكتاب أسانيد الواسطيين، والثبت الجامع. والثبت الخاص، والنفحات المحمدية في الأحاديث الأربعين الأحمدية، وشفاء القلوب بكلام النبي المحبوب، والفرقان الدافع بالحق أباطيل أهل البهتان، ترجم في الأخير نفسه وذكر أسانيده وأحواله وتقلبات الدهر به.

_ (1) ترجمة أبي الهدى الصيادي في حلية البشر 1: 72 واسمه محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي، وانظر العقود الجوهرية: 11 وأدباء حلب: 105.

أرويها وغيرها مما بنسب له عنه مكاتبة من الآستانة، بعث لي منها إجازتين إحداهما عامة عدد فيها مؤلفاته، منها المجد المخلد في أسرار اسم محمد، وضوء الشمس في قوله عليه السلام بني الإسلام على خمس، وهو مطبوع في مجلد، والمتجر الأكبر في آل النبي الأطهر، وقواعد النسابة وتراجم الأئمة، والإيضاح المطرب في ذكر أخوالنا أدارسة المغرب، وبطون الآل الكرام، وأشرف السير خلاصة سيرة سيد البشر، والرحلة البغدادية، وغير ذلك مما عد نحو المائة. وإجازة أخرى خاصة بالطريقة الرفاعية وذلك سنة 1323. وفي كثير من مصنفاته يسند عن عمه بهاء الدين مهدي الصيادي الرواس المذكور أخيراً عن الأمير الكبير وثعيلب الضرير مع أنه يؤرخ في كتابه " قلادة الجواهر " وغيره دخول المذكور لمصر سنة 1238، والشيخ الأمير قد مات إذ ذاك، إلا أن يريد الأمير الصغير فإن كان هو مراده فلم يرو عن الماوي والجوهري والسفاط إلا بواسطة أبيه الأمير الكبير فاعلمه، فلعله يسقطه غلطاً وسهواً، مات المترجم له سنة 1327 ودفن بزاويته بالآستانة رحمه الله. ترجمه مجيزنا الشيخ عبد الرزاق البيطار الدمشقي في تاريخه وأخذ عنه السيد أبو بكر بن شهاب الباعولي تزيل الهند وقرظ أربعينه المسماة شفاء القلوب شيخنا مسند المدينة ابن ظاهر وشيخ الجامع الأزهر الشمس محمد الانبابي وغيره، وقال عنه صديقنا نقيب الأشراف بالديار المصرية الكاتب الشهير السيد توفيق البكري الصديقي في كتابه صهاريج اللؤلؤ (1) : رفيع العماد، كثير الرماد، رحب الصدر رحب الفؤاد، قد صرفت إليه وجوه الأمل، فكأن بيته قبة أطنابها السبل، معطاء غطريف، يرى أن شقاًفي باطن البرة قسم بينه وبين الضعيف، غياث المرمل الممتاح، وعصمة في الزمن الكلاح،

_ (1) صهاريج اللؤلؤ: 4 وانظر باقيه (المؤلف) .

عربي في سجايا مضر وزيد مناه، أجود بالجاه من المال وبالمال من الجاه، كعب في الكرم، والسموأل في الذمم، وعمرو بن العاصي في الرأي، والمغيرة في الدهي، والشعبي في العلم، وابن أبي دواد في الحكم، في قريض كاللآل، كل بيت شعر خير من بيت مال، وقال عنه الشمس محمد بن عبد الجواد القاياتي المصري في رحلته " روضة البشام في الرحلة إلى بلاد الشام " (1) : العالم المرشد الصالح الأستاذ الشيخ أبو الهدى أفندي الصيادي الرفاعي المقيم الآن بالآستانة العلية، في كنف الحضرة السلطانية، ونال من لدنه رتباً سامية ونياشين عالية ومراتب علية بهية، ومع كونه من أهل الطريق وخليفة من خلفاء الطريقة الرفاعية له إلمام بالسياسة وخبرة تامة في أحوال الوقت الحاضر والزمان الغابر بمطالعة تواريخ الأمم الماضين، فهو جدير بالإقبال والقبول ونيل المأمول، اه. 63 - أبو محمد ابن عبيد الله: له برنامج نقل عنه الحافظ ابن الأبار في التكملة. ما عرف اسمه من الفهارس وأوله حرف الألف 15 - أبواب السعادة وسلاسل السيادة (2) : للحافظ مرتضى الزبيدي، قال عنه الصفي أحمد بن حسن العطاس اليمني: هو كتاب عظيم مشتمل على غالب الطرق بأسانيدها، اه. أرويه عن السيد العارف أحمد بن حسن العطاس

_ (1) روضة البشام: 35 (المؤلف) (نفحة البشام: 4) . (2) مرتضى الزبيدي محمد بن محمد (1205) صاحب تاج العروس وعشرات من المؤلفات الأخرى له ترجمة في الجبرتي 2: 196، وحلية البشر 3: 1492 وبروكلمان، التكملة 2: 398، 620، 696 ومجلة المجمع العلمي 2: 56، 106 والزركلي 7: 297 (وانظر فيما يلي رقم: 22، 31، 42، 46، 58، 60، 100، 101، 121، 161) وله ترجمة ضافية رقم: 300.

الباعلوي المذكور عن الشيخين أبي بكر بن عبد الله العطاس وصالح بن عبد الله العطاس عن الوجيه عبد الرحمن الأهدل عن مؤلفه. 16 - الأمم لإيقاظ الهمم (1) : لمسند القرن الحادي عشر وعلامته البرهان إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني ثم المدني المتوفي سنة 1101. وفهرسته هذه أكبر فهارس المنلا إبراهيم وأمتعها وأكثرها فوائد حديثية وكلامية وصوفية وتاريخية، ساق فيها كثيراًمن أوائل الكتب الحديثية، وعنها أخذ من ألف في الأوائل، وانتخب فيها فوائد من بعض الكتب، وحرر القول في كثير من الأحاديث والنكت المهمة، وبالجملة فهو ثبت ممتع للغاية في نحو عشر كراريس، وقد طبع أخيراً في الهند (2) ، ولصاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير عليه تعليق مهم لو طبع لكانت الفائدة التامة بهما، وقد قال أبو طاهر الكوراني عن الأمم والكفاية للعجيمي إن كلاً منهما كاف لوصل أسانيد غالب الكتب المتداولة وفيها الغنية لأهل زماننا، اه. يروي عن الصفي القشاشي وسلطان المزاحي وعلي الشبراملسي والنجم الغزي وزين العابدين الطبري والشمس البابلي وعيسى الثعالبي ومنلا محمد شريف الكردي وعبد الكريم الكوراني وعبد الباقي البعلي وعبد الله اللاهوري وعلي ابن العفيف التعزي والشهاب أحمد العجمي ومباركة وزين الشرف أخوات (3) الشيخ الزين الطبري وغيرهم من المشارقة عامة، وعبد القادر بن عليّ الفاسي ومحمد بن سعيد المرغتي السوسي ومحمد بن محمد المرابط الدلائي ومحمد بن محمد بن سودة الفاسي وأبي سالم العياشي وأبي العباس ابن ناصر، كما أخذا عنه أيضاً، وغيرهم من المغاربة.

_ (1) ترجمة الكوراني صاحب " الأمم لإيقاظ الهم " في رحلة العياشي 1: 320، 398 والبدر الطالع 1: 11 وسلك الدرر 1: 5 وتحفة الاخوان: 27 وصفوة من انتشر: 210 والزركلي 1: 28 وصفحات متفرقة من الجبرتي (ج: 1) وانظر ما يلي رقم: 159، 283. (2) معجم سركيس 2: 1577 (في 134 صفحة) ولم يذكر تاريخ طباعته. (3) كذا وصوابه: أختي.

ويروي صحيح البخاري من طريق المعمرين عن الشيخ الصالح عبد الله ابن سعد الله اللاهوري والمعمر عبد اللطيف بن عبد الملك العباسي كتابة من بلد أحمد آباد من الهند ونور الدين بن مطير ثلاثتهم عن القطب النهروالي المكي بأسانيده. نتصل به عالياً من طرق منها عن عبد الله السكري الدمشقي عن الوجيه الكزبري عن السيد مرتضى الزبيدي عن محمد بن علاء الدين الزبيدي وإبراهيم ابن محمد سعيد المنوفي المكي وحسن بن محمد سعيد الكوراني ثلاثتهم عنه. ح: وبأسانيدنا إلى ولده أبي طاهر الكوراني وأحمد بن العربي بن الحاج عنه. ح: وبأسانيدنا الآتية إلى البصري والنخلي والعجيمي والبديري والتاج القلعي ومحمد بن عبد السلام بناني ومحمد بن عبد الرحمن الفاسي وأبي سالم العياشي والهشتوكي والتجموعتي والشيخ أبي العباس ابن ناصر كلهم عنه. ح: وأرويه أيضاً عن عبد المعطي بن أحمد السباعي عن عليّ بن عبد الصادق الرجراجي عن محمد بن أحمد السنوسي عن عبد القادر بن أحمد بن شقرون الفاسي عن حسين بن عبد الشكور الطائفي عن جده لأمه إبراهيم بن أحمد بن آدم عن العجيمي عن الكوراني وهو مع نزوله غريب السياق. ح: وبأسانيدنا إلى الغربي وولي الله الدهلوي ومحمد سعيد سنبل وغيرهم عن أبي طاهر الكوراني عنه. ومن أعلى اتصالاتنا به أيضاً عن محمد سعيد الحبال وعبد الله السكري كلاهما عن الوجيه الكزبري عن خليل بن عبد السلام بن محمد بن عليّ الكاملي الدمشقي عن أبيه عبد السلام عن البرهان الكوراني مكاتبة. وعندي إجازة بخط الكوراني لجماعة من الدمشقيين منهم عبد السلام المذكور، وهي بتاريخ 1096، وممن أجاز لهم فيها محمد بن محمود الحبال

وعبد الرحمن بن عبد الوهاب أبي الصفي وأولاد المستدعي لهم، وهو الشيخ عبد القادر بن عبد الهادي العمري، وهم محمد وعمر وعبد الكريم وابن عمه محمد بن تقي الدين العمريين، ومن سني اتصالاتنا به أيضاً عن الإمام حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي بمكة ومحمد بن سالم التريمي كلاهما عن المسند عيد روس بن عمر الحبشي الباعلوي الغرفي اليماني عن السيد عفيف الدين عبد الله بن الحسين بافقيه عن أبيه الحسين بن عبد الله بافقيه وخاله السيد عيدروس بن الإمام المسند عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه كلاهما عن والد الثاني الوجيه عبد الرحمن عن الملا إبراهيم عامة ما له. وهو كما ترى مسلسل بالأشراف آل باعلوي وباليمنيين. 17 - إنارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفوائد المسموعة (1) : للحافظ صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الشافعي المقدسي المولد سنة 694 والمتوفى ببيت المقدس 2 محرم عام 761، جمع فيه أسانيده ومسموعاته من أشياخه وهي في مجلد أوله " الحمد لله على نعمه المترادفة في الانسجام " موجودة نسخة منها بالمكتبة السلطانية بمصر وعليها خط المؤلف إجازة مؤرخة بعام 743 أوراقها 100 (انظر إسنادنا إليه في العلائي من حرف العين) (2) . 18 - إتحاف الأخلاء بأسانيد الأجلاء (3) : لرواية المغرب أبي سالم عبد الله

_ (1) ترجمة خليل بن كيكلدي في الدارس 1: 59 والدرر الكامنة 2: 179 والانس الجليل 2: 451 والزركلي 2: 369 وطبقات السبكي 6: 104 (الحسينية) وطبقات الداودي 1: 165 وطبقات الاسنوي وطبقات الحفاظ للسيوطي: 528 وذيول تذكرة الحفاظ: 43، 360 والشذرات 6: 190 والنجوم الزاهرة 10: 337 وسنأتي ترجمته رقم: 440 وانظر رقم: 79. (2) رقم: 440. (3) أبو سالم العياشي (1037 - 1090) صاحب الرحلة المشهورة، وهي حافلة بالفوائد، انظر ترجمته في اليواقيت الثمينة: 178 وصفوة من انتشر: 191 والزركلي 4: 273.

ابن محمد بن أبي بكر العياشي، وهو الثبت الثاني الذي ألفه أبو سالم ذكر فيه الاستدعاء الذي قدمه لمشايخه المشارقة يطلب فيه الإجازة لنفسه ولولده حمزة ولمن فيه قابلية من إخوانه وأبنائهم ولأخيه الأكبر عبد الكريم بن محمد ولابن أخته محمد بن محمد بن عبد الجبار ولإخوانه ولعثمان بن عليّ وعبد الرحمن ومحمد ابني شيخه عبد القادر الفاسي وأحمد بن العربي ابن الحاج والعربي بن أحمد بردلة ومحمد بن محمد ابن سودة ولغيرهم من أهل الصحراء، فأجازه على مقتضى طلبه يس بن الخليلي وإبراهيم بن عبد الرحمن الخياري المدني والمنلا إبراهيم الكوراني وزين العابدين الطبري وعيسى الثعالبي وخير الدين الرملي وعمر بن عبد القادر المشرقي ويوسف بن حجازي القاسمي الجنيدي الخليلي وعبد القادر بن الغصين الغزي وعبد الله بن محمد الديري وإبراهيم الميموني والخرشي عامة ما لهم، جمع إجازاتهم له ولمن ذكر في نحو كراسين، وسماه بما ذكر، وجعله آخر رحلته ماء الموائد إلا أن هذا الثبت لم يطبع معها. نرويه عن أبي اليسر المهنوي المدني عن الأستاذ محمد بن عليّ الشلفي عن ابن عبد السلام الناصري عن أبي عبد الله الحضيكي عن أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي عن أبي العباس أحمد الحبيب اللمطي عن محمد بن عبد الجبار العياشي عن خاله أبي سالم شفاهياً وعمن ذكر لشمول الاستدعاء له. ح: ويرويها الناصري المذكور عن أبي العباس الورزازي التطاوني عن أبي العباس أحمد بن ناصر عن أبي سالم. ح: ويرويها ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي عن أبي الحسن الحريشي عن أبي سالم. ح: ونرويها أيضاً بأسانيدنا إلى صاحب " المنح البادية " وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني وأبي عبد الله محمد بن الطيب الشركي وغيرهم عنه. ولنا بأبي سالم اتصال عجيب سأتحف به القراء في محل آخر.

19 - إتحاف الإخوان بأسانيد مولانا فضل الرحمن (1) : وهو أجل من يحدث عنه في الديار الهندية في هذا القرن وأعلاهم إسناداً، العارف بالله فضل الرحمن بن الشيخ هل الله الصديقي النقشبندي، ولد سنة 1208 ومات سنة 1313 يروي عالياً عن محدث الهند الشيخ عبد العزيز الدهلوي ومحدث الهند بعده محمد إسحاق الهندي الشهير عامة، فحصل له بالرواية عنهما الفخرالذي لا يدرك، واشأو الذي لا يلحق، لأنه لم يبق من أصحاب الأولفي أواخر القرن المنصرم أحد. أرويه عن جامعه للشيخ المذكور صاحبنا مسند الشرق الشيخ أحمد أبو الخير العطار، كما أروي ما فيه عن الشيخ عليّ أكرم آلاروي الصديقي الهندي وعبد الباقي اللكنوي كلاهما مكاتبة لي، الأول من الهند، والثاني من المدينة، عن مولانا فضل الرحمن بأسانيده. 20 - إتحاف رفيع الهمة بوصل أحاديث شفيع الأمة (2) : ويعرف بمسالك الأبرار للمنلا إبراهيم الكوراني ذكر فيه الكثير من المسلسلات. أرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في " الأمم ". 21 - إتحاف الرواة بمسلسل القضاة (3) : لرئيس فقهاء مصر ومحدثيها شهاب الدين أحمد بن محمد بن شيخ الإسلام أحمد بن يونس السعودي الشهير بابن الشلبي الحنفي المصري، حلاه في " خلاصة الأثر " ب " الإمام المحدث رئيس فقهاء زمانه ومحدثيه " وقال: كان له بعلم الحديث اعتناء كبير محتاطاً فيه عارفاً بطرقه وتقييداته وإقراء كتبه. وهو ثبت نفيس في نحو ثلاث كراريس عندي بخط مشرقي، وموضوعه عنده ذكر ما اتصل به من المرويات المسلسلة

_ (1) ذكر الزركلي " اتحاف الاخوان " وترجم لمؤلفه في أعلامه (5: 358) اعتماداً على فهرس الفهارس وحده. (2) راجع ما تقدم رقم: 16. (3) لابن الشلبي صاحب " اتحاف الرواة " ترجمة في خلاصة الاثر 1: 282.

بالقضاة، واستطرد فيه بعض الأوليات واللطائف التاريخية، وأتمه سنة 979 وكانت وفاته في نيف وعشرين وألف. أرويه بأسانيدنا إلى الشمس محمد بن العلاء البابلي الحافظ عنه. 22 - إتحاف الأصفياء برفع سلاسل الأولياء: لخاتمة حفاظ المشرق أبي الفيض الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إلى الشهاب العطار وابن عبد السلام الناصري وعبد الرحمن الكزبري وغيرهم عنه. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عنه مكاتبة. ح: وعن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي عن الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عنه شفاها ". 23 - إتحاف الأكابر بمرويات الشيخ عبد القادر: اسم فهرس شيخ الإسلام بمكة ومفتيها الشيخ عبد القادربن أبي بكر الصديقي الحنفي أبو الفرج محيي الدين، يروي عامة عن البرهان الكوراني والعجيمي وقريش الطبرية المكية وغيرهم، أجاز لجماعة من المغاربة منهم أحمد ومحمد ابنا الورزازي، نروي ثبته هذا من طريقهما (انظر حرف الواو) (1) ونرويه أيضاً عن الوجيه السكري عن عبد الرحمن الكزبري عن عبد الملك القلعي عنه. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عن القلعي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى ابن عابدين عن القلعي المذكور عنه. ح: وعن شيخنا الوالد عن الدهلوي عن عابد السندي عن القلعي أيضاً عنه. تنبيه: أفاد صاحبنا الشيخ أحمد أبو الخير أن المترجم من ذرية الشيخ محمد طاهر الفتني صاحب " مجمع بحار الأنوار " (انظر حواشيه على الأمم للكوراني) .

_ (1) انظر رقم 634، 635.

24 - إتحاف سيدي محمد خليل بمواهب مولانا الجليل (1) : لشيخ المحدثين بمصر الشيخ أبي مفلح خليل بن إبراهيم اللقاني المصري المالكي، ألفه باسم محمد بن خليل العجلوني، يروي عن والده والبابلي (2) وسالم السنهوري وأحمد المكي ومحمد حجازي الواعظ وعلي الأجهوري وغيرهم، نرويه بأسانيدنا إلى الشبراوي عنه. 25 - إتحاف ذوي الإرشاد لتحرير (3) ذوي الإسناد: هو فهرس العلامة المسند خليل بن إبراهيم اللقاني المالكي الأزهري صاحب الفهرس قبله، أرويه عن الشيخ موسى المرصفي الأزهري عن الشمس محمد الخناني عن حسن بن درويش القويسني عن أبي هريرة داوود بن محمد القلعي عن الشهاب السحيمي عن الجمال عبد الله الشبراوي عن خليل اللقاني المذكور. ح: وأرويه عالياً عن شيخنا السكري عن الكزبري عن عبد الملك القلعي عن الشبراوي عنه. 26 - إتحاف النفوس الزكية في سلاسل السادات القادرية: هو من الإثبات التي ذكر صاحب الباقيات الصالحات (4) أنها أجيزت له، فنرويها من طريقه. 27 - إتحاف الفرقة الفقرية الوفية بأسانيد الخرقة القادرية: أرويه عمن ذكر كذلك.

_ (1) لخليل اللقاني صاحب " اتحاف سيدي محمد خليل " ترجمه في شجرة النور: 317 (وكانت وفاته سنة 1105 أو التي قبلها) وسلك الدر 1: 81. (2) هو الشمس محمد بن علاء الدين البابلي. (3) سلك: بتحرير. (4) الباقيات الصالحات في الأسانيد والأوائل للكنوي (انظر رقم: 69 فيما يلي) .

28 - اتصال الرحمات الإلاهية في المسلسلات النورية: أرويه كذلك. 29 - إتحاف ودود بمقصد محمود: ثبت صغير ألفه قاضي رباط الفتح وناسكه العلامة الأستاذ المقري أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن التهامي البريري السلوي ثم الرباطي المتوفى به سنة 1326 باسم الفقيه الأديب الرحال محمد بن خليفة المدني في نحو كراسته، ذكر فيه أنه قرأ على والده أحد قضاة العدل بالمغرب أبي زيد عبد الرحمن، وأذن له في الإفادة على العموم، ثم أذن له في قراءة الصحيحين والرسالة ومختصر خليل وغير ذلك على الخصوص، وأخذ والده المذكور أولاً عن جده لأمه أبي العباس أحمد ابن الطاهر، قرأ عليه القرآن وربع العبادات من مختصر خليل كان يكتبه له بخط يده وغير ذلك. ومن شيوخ الجد المذكور في الرباط محمد بن مسعود الشيظمي أحد أصحاب الشيخ المعطي بن صالح صاحب " الذخيرة " وأبي العباس الهلالي، ثم رحل والده المذكور إلى فاس بعد وفاة جده المذكور فأخذ عن الأزمي وابن عبد الرحمن والحمومي والمكناسي والكوهن والعراقي وأبي غالب والعربي الدمنتي ولأمين الزيزي والعباس بن كبران وأحمد بن عبد الله الزناتي الفضالي، وعمدته في الفقه الأربعة الأولون من أهل فاس، وفي الحديث التهامي المكناسي والعراقي والدمنتي. وأجازه جماعة منهم ابن عبد الرحمن الحجرتي والكوهن والتهامي المكناسي. ثم ذكر أسانيدهم في الصحيح والفقه المالكي، ثم صرح بالإجازة العامة لمحمد بن خليفة المدني المذكور بكل ماتجوز له روايته عن هؤلاء الأئمة، قال: فبمقتضى أخذي عن سيدنا الوالد وبحكم الإذن منه لي بالإفادة قال وأذنت له أن يحدث عن هؤلاء الشيوخ بالأسانيد المذكورة وبغيرها مما صح عنهم من إثباتهم وإجازاتهم قال: وقد أحال كثير من الأئمة على ما ذكر من الإثبات والإجازات في مثل هذا المقام، ثم قال: ولا يخفى عليك أيها المحب ما عليه غالب أهل الوقت من الإقدام على قراءة الحديث من غير تحصيل لأدواته ولا أخذ عن أهله، وبعضهم يعتمد على إجازة

شيخه مع أن الاعتماد في ذلك على إجازة الشيوخ مجردة عن تحصيل ما لا مندوحة عنه من الأدوات ومعرفة مصطلح أهل هذا الشأن اغترار وجهالة، لتعليق المجيزين ذلك على الشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر، وبالضرورة انتفاء المشروط بانتفاء شرطه. وقد أومأ الراجز المصطلحي إلى شيء من ذلك بقوله: وإنما تستحسن الإجازة ... من عالم بها ومن أجازه طالب علم والوليد ذا ذكر ... عن مالك شرطاً وعن أبي عمر أن الصحيح أنها لا تقبل ... إلا لماهر وما لا يشكل فينبغي لمن أوتي الحكمة أن يكون ضنيناً بها عن غير أهلها، وفي كلام الإمام سفيان الثوري والإمام الشافعي والغزالي إرشاد إلى هذا المعنى، وله من الشهرة ما أغنى وكفى. وهي بتاريخ 6 شعبان عام 13.7، وقفت على نسخة منها عليها خط المجاز بها ابن خليفة، وبأثرها للشاعر الأديب السيد الغالي بن سليمان الأندلسي أصلاً الفاسي داراً قوله: سجلت حكمك بالإجازة فاهتدى ... منك القضاء مخاطباً لمحمد أنتم وانتم إن أجزتم، مرحباً ... بإجازة جاءت بفضل محمد أروي ما في هذا الثبت عن مؤلفه عالياً إجازة منه لي عامة لفظاً وكتابة بتاريخ سنة 1319 بالرباط ولا أظنه أجاز في عمره لأحد إلا للمذكور ولهذا الفقير، لشدة انقباضه وتثبته، ومما أغفل في هذه الإجازة سنده العالي في القراءات وقد سقته في حرف الميم، (انظر المنجرة) (1) . إتحاف الأكابر باسناد الدفاتر: (انظر الشوكاني من حرف الشين) (2) .

_ (1) انظر رقم: 324. (2) انظر رقم: 607.

إتحاف أهل الهداية والتوفيق والسداد بما يهمهم من فضل العلم وآدابه والتلقين وطرق الإسناد: لمحمد بن محمد بن عبد الرحمن بصري المكناسي (انظر بصري من حرف الباء) (1) . إتحاف أهل الدراية بما لي من الأسانيد والرواية: لشيخنا القادري (انظر حرف القاف) (2) . 30 - إجازة أبي سالم العياشي النظمية: التي كتبها باسم ولده أبي محمد حمزة وولد أخيه محمد بن عبد الرحمن أولها " الحمد لله المجيز ما استجيز " اشتملت على أربعة وخمسين ومائتي بيت، وهي على فصول: (1) أولاً إسناد تلقين الذكر. (2) سلسلة إسناد الفقه. (3) إسناد القراءات. (4) إسناد الحديث. (5) إسناد البيان. (6) إسناد النحو. (7) إسناد أصول الدين. (8) إسناد أصول الفقه. (9) سند مختصر السنوسي. (10) سند الخزرجية. نرويها بأسانيدنا إلى الحضيكي عن أبي محمد صالح بن محمد الحبيب عن أخيه الإمام أبي العباس أحمد الحبيب الصديقي عن أبي محمد حمزة بن أبي سالم عن أبيه. ح: وبأسانيدنا إلى الهلالي عن الشيخ أحمد الخطيب عن سيدي حمزة به. 31 - إجازة الحافظ مرتضى الزبيدي لأهل الراشدية: وهي في مجلد صغير، نرويها بأسانيدنا إليه المذكورة، في " ألفية السند " له. 32 - إجازة يوسف فكيهات الأندلسي: هو العلامة الأديب الصالح صاحب كتاب اللمحة السنية بذكر السيرة النبوية، وإجازته هذه في نحو

_ (1) انظر رقم: 84. (2) انظر رقم: 531.

الثلاثة كراريس، ألفها باسم الشهاب أحمد بن قاسم البوني، نرويها من طريقه عنه (انظر البوني) (1) . 33 - أجلى مسانيد على الرحمن في أعلى أسانيد عليّ بن سليمان (2) : هو الفقيه المحدث الصالح البركة الناسك صاحب التآليف العديدة ولي الله أبو الحسن عليّ بن سليمان الدمنتي البجمعوي المولود سنة 1234 بدمنات، والمتوفى بمراكش 28 ربيع الثاني سنة 1306، يروي عامة عن أبي العباس أحمد التمجدشتي السوسي وأبي العباس أحمد بن عمر الدكالي والشيخ عبد الغني الدهلوي المدني والشهاب دحلان ومحمد بن عبد الله بن حميد الشرقي الحنبلي المكي وحسين بن إبراهيم الأزهري المكي والشيخ الجمال بن عمر المكي وغيرهم. افتتح الدمنتي ثبته هذا بترجمة نفسه وبدايته، ثم أتى على أسانيد الكتب الستة وبقية مصنفات العلوم المتداولة، وختمها بأسانيده في الطريقة الشاذلية الناصرية حسب أخذه لها عن صهره البركة الناسك سيدي أبي بكر عليّ بن يوسف بن ناصر رحمهم الله. والثبت المذكور مطبوع بمصر، لخصه مؤلفه من اليانع الجني وأثبات الأمير والشواني والهلالي والحضيكي، وفيه تصحيف كثير وأوهام عديدة. وله من التصانيف دونها العدد العديد فمما يتعلق بعلم السنة: اختصار حواشي الأسيوطي على الكتب الستة، وهي مطبوعة، ولسان المحدث في أحسن ما به يحدث في مجلدين، جمع فيه مواد النهاية

_ (1) انظر رقم: 86. (2) ذكر هذا الفهرسة ابن سوده في دليل مؤرخ المغرب: 287 وانه طبع بالوهبية 1298، والبجمعوي تكتب أيضاً البوجمعاوي، وانظر معجم سركيس: 257: أجلى مساند.. على أسانيد.. الخ (ذكر للبجمعوي أحد عشر مؤلفاً) وانظر هدية العارفين 1: 776 وبروكلمان، التكملة 2: 737 والزركلي 5: 104.

والقاموس، والتوغيب والتوهيب في اختصار الترغيب والترهيب للحافظ المنذري، في سفر رباعي ضخم، وجوامع الكلم الحسنة المنتصرة في لوامع حكم السنة المختصرة، رتب فيه أحاديث " الجامع الصغير " على مراتبها الصحيحة على حدة، والحسان والضعاف على حدة على حسب ما وجده في نسخة وقف عليها في خزانة زاوية تمكروت، ومنظومة في اصطلاح الحديث وشرحها، وشرح العلوم المستخرجة من اسم محمد الشريف وخواصه، وهو الذي يحيل عليه كثيراً في مؤلفاته قائلاً: انظر شرح محمد، في مجلدات كبار سماه: منجزات جنان الشفا في معجزات جناب المصطفى، حسبما اقتضته ظروفه الأربعة واستنطقته حروف محمد الأربعة. رتبه على أربعة أبواب: الأول والثاني في شرح كلمة محمد وكل باب تحته أبواب، منها الباب الثلاثون في استخراج مذاهب الإسلام وأئمتها من اسم محمد، والباب الثاني والثلاثون في استخراج الفرق الثلاث والثلاثين، وقرظ على هذا المؤلف العجيب جماعة من أعلام المشرق والمغرب كحسن العدوي المصري ويوسف الحنبلي شيخ الحنابلة بمصر والبرهان إبراهيم السقا والشهاب أحمد دحلان المكي ومفتي الحنابلة بمكة محمد بن عبد الله بن حميد الشرقي وغيرهم. وكل هذه التآليف وقفت عليها بخطه، والأخير منها عندي معظمه، أرويها وكل ما له عن ولده الفقيه الخامل أبي عبد الله محمد وأبي عبد الله محمد بن عليّ المشيشي الفاسي وصديقنا القاضي أبي محمد المكي بن عليّ البطاوري وأبي عبد الله محمد الأمين ابن أحمد بن عليّ بن يوسف الناصري وأبي الحسن عليّ بن الحسين وأبي الحسن عليّ بن الحاج موسى الجزائري وأبي عبد الله محمد البلبيسي المصري بمصر، السبعة عنه. على أني أروي عن أقرانه الذين شاركوه فيما ذكر من أشياخه ومجيزيه عدا الدكالي رحمهم الله، وقد وهبني أبو عبد الله محمد بن عليّ المذكور نسخة من فهرسة والده المذكورة التي كانت عنده بخط أبيه رحمهم الله، وهو ممن أجاز عامة كل طلبته حسبما في طالعة الثبت المذكور.

34 - ارتقاء الرتبة باللباس والصحبة: للشيخ قطب الدين أبي بكر بن محمد القسطلاني: أرويه بالسند إلى ابن رشيد الفهري وأبي حيان، كلاهما عنه. إرسال الأسانيد واتصال المصنفات والمسانيد للشمس محمد بن الطيب الشركي المدني، هوثبته الصغير (انظر الشركي من حرف الشين) (1) . 35 - إرشاد المهتدي في مرويات المرشدي (2) : هو الإمام المسند الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي المكي الحنفي محدث مكة ومسندها، له مشيخة سماها بذلك، وله عدة تآليف كالأربعين المكية في أحاديث الفقهاء الحنفية. نرويها من طريق البرهان الكوراني عن الصفي القشاشي عن الشناوي عن الرملي عن زكرياء عن عمر بن فهد عن المرشدي ما له. 36 - الإرشاد إلى مهمات علم الإسناد (3) : لكوكب الديار الهندية الشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي الهندي رحمه الله سنة 111. والمتوفى بدهلي سنة 1176. كان هذا الرجل من أفراد المتأخرين علماً وعملاً وشهرة، أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار. والمترجم والله جدير بكل إكبار واعتبار، يروي عامة عن أبي طاهر الكوراني وابن عقيلة ومحمد وفد الله بن محمد بن سليمان الرداني المكي وعبد الرحمن بن أحمد النخلي، وهما من غرائب شيوخه، وتاج الدين القلعي، وهو أعلى شيوخه إسناداً، وسالم بن عبد الله البصري وغيرهم.

_ (1) انظر رقم: 598. (2) انظر ترجمة المرشدي رقم: 309. (3) لولى الله الدهلوي ترجمة في إيضاح المكنون 1: 65، 161 واكتفاء القنوع: 97 والزركلي 1: 145 وانظر اسماء بعض كتبه في معجم سركيس: 890، وانظر ما يلي قبل رقم: 62، ورقم: 63، وله ترجمة مستفيضة برقم: 632.

والإرشاد هذا ثبت نفيس في نحو كراسة مطبوع بالهند قال في أوله: " حداني على تأليفه احتياج أهل العصر بجهلهم بفضله يتخذونه سخرياً " اشتمل على مقدمة وفصول فقف عليه فإنه مهم. أروي ماله من المرويات وامؤلفات من طرق منها بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى قال: وصلت إليه بدهلي وقرأت عليه الحديث ولقنني الذكر وأجازني، اه. ومنها عن شيخنا الوالد عن الشيخ عبد الغني الدهاوي عن والده الشيخ أبي سعيد ومحمد إسحاق كلاهما عن جد الأخير لأمه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي عن أبيه ولا أحلى عندي من هذا السند ولا أجل لكون رجاله كانوا أئمة في الدين دعاة إلى الصراط السوي المستقيم. ح: وأروي عن الشيخ أحمد ابن عثمان العطار عن العلامة المعمر حسن شاه التقوي الجهاني الرامفوري الهندي عن عالم عليّ المرادابادي عن الشيخ محمد إسحاق الدهلوي به. ح: وأروي عالياًعن أحمد بن رضا عليّ خان البريولي الهندي عن المعمر آل الرسول الأحمدي الهندي عن عبد العزيز عن أبيه. ح: وأروي عن الشيخ محمد عليّ أكرم الأروي وعبد الباقي اللكنوي كلاهما عن فضل الرحمن الصديقي عن عبد العزيز عن أبيه. ح: وعن الشيخ خضر بن عثمان الرضوي عن مير أشرف عليّ بن سلطان عليّ الهندي عن محمد سلامة الله البدهاوني مكاتبة عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله عن أبيه. ح: وعن الشبخ عليّ أكرم الأروي أيضاً عن محمد سعيد العظيم ابادي عن سلامة الله البدهاوني عن الشيخ عبد العزيز عن أبيه. ح: وعن الشيخ حبيب الرحمن الهندي ثم المدني وعلي أكرم المذكور كلاهما عن عبد الرحمن الأنصاري البانيبتي عن محمد إسحاق الدهلوي عن عبد العزيز عن أبيه. ح: وعن أبي النصر الخطيب وأحمد بن إسماعيل البرزنجي كلاهما عن والد الثاني عن مولانا خالد الكردي النقشبندي عن عبد العزيز الدهلوي عن أبيه. ح: وعن الشيخ أحمد أبي الخير المكي عن إمام

الدين بن بار محمد البنجابي الهندي عن الشيخ حسين أحمد المحدث المليحابادي كتابة من لكنو عن الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي عام 1238 عن أبيه. 37 - أسانيد صحيح مسلم: ثبت صغير ألفته باسم قاضي الرباط فخر العدوتين العلامة الأديب المحب الخطيب الواعظ ابن العباس أحمد بن محمد بناني، خصصت له فيه وعممت. 38 - أسانيد حصر الشارد للشيخ عابد السندي: ثبت صغير كتبته باسم صديقنا محيي موات مذهب الشافعي الشهاب أحمد الحسيني المصري الشافعي على أول نسخته من حصر الشارد التي انتسخها من عندي، ومع ذلك تجد في حرف الحاء (1) من هذا الثبت ما ليس فيه بكثير. 39 - أسانيد كتب المالكية (2) : للإمام مفخرة تونس مسند المغاربة أبي عبد الله محمد بن جابر الوادياشي التونسي، له برنامج كتب المالكية وأسانيدها منه إلى مؤلفيها، ذكر له هذا المؤلف ابن فرحون في ترجمته من الديباج. نرويه وكل ما له بأسانيدنا إليه في حرف الواو (انظر الوادياشي) . 40 - الأسانيد العلية المتصلة بالأوائل السنبلية (3) : لصاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي العطار رسالة في إسانيده لأوائل الشيخ محمد سعيد سنبل ألفها

_ (1) رقم: 122 فيما يلي. (2) للوادياشي صاحب " أسانيد كتب المالكية " ترجمة في النفح 5: 202 والدرر الكامنة 4: 33 والديباج المذهب: 311 ودرة الحجال 2: 102 وغاية النهاية 1: 47 وانظر مقدمة الاستاذ محمد محفوظ على برنامج الوادياشي (بيروت 1980) وكانت وفاته سنة 749 (وفي نفح الطيب 779 وهو سهو على الأرجح) وسترد له ترجمة برقم: 628. (3) انظر ما تقدم رقم: 7.

في نحو أربع ورقات، وهي مطبوعة بمصر مع الأوائل المذكورة، أرويها عنه وقد شاركته في أكثر مشايخه المذكورين فيها وأخذ عن بعضهم بدلالتي. 41 - استدراك على أبي محمد القرطبي في تلخيص أسانيد الموطأ (1) : للحافظ ابن الأبار القضاعي، مثله أو قريب منه أرويه بأسانيدنا إليه. 42 - إسعاف الأصفياء بسلاسل الأولياء: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه. 43 - الإسعاد بالإسناد: للعلامة المعقولي الدراكة الشيخ محمد عبد الباقي ابن عليّ بن محمد معين بن ملا مبين اللكنوي الأنصاري الهندي ثم المدني، روى عامة عن شيوخنا الحجازيين كابن ظاهر والبرزنجي والمهنوي وأبي الخير مرداد وحسب الله والحضراوي وغيرهم، وعن شيوخنا الهنديين كمحمد نور الحسنين الحيدرأبادي وغيره، وزاد بالأخذ عن العارف محمد عبد الرزاق بن جمال الدين الأنصاري اللكنوي ومحمد نعيم بن عبد الحكيم اللكنوي ومحمد حسين الألهابادي وفضل الرحمن وعباس بن صديق المكي وأحمد بن عبد الله المرغتي المكي وصالح العودي المكي وغيرهم، ومن أعظم مشايخه عبد الحي اللكنوي صاحب المؤلفات العدة، ومن غرائب شيوخه روايته عن صاحب السجادة القادرية ببغداد السيد عبد الرحمن القادري الراوي عن عبد السلام البغدادي عن صفاء الدين البندينجي عن عثمان بن سند البصري عن السيد زين الباعلوي المدني بسنده. ومن غرائبه روايته الأربعين حديثاً عن محمد عبد الرزاق اللكنوي عن القاضي مهنية الصحابي الجني فبما ذكر عن

_ (1) انظر الذيل والتكملة 6: 258 واسم الكتاب فيه: " الاستدراك على أبي محمد بن القرطبي ما أغفله من طرق روايات الموطا ".

رسول الله صلى الله عليه وسلم. أروي ثبته المذكور وكل ماله عنه مكاتبة، ثم اجتمعت به في المدينة المنورة. 44 - إسعاف المريدين بأسانيد الصحبة والمشابكة والتلقين: هو من الإثبات التي ذكر صاحب " الباقيات الصالحات " أنها أجيزت له فنرويها من طريقه. 45 - أسهل المقاصد (1) بحلية المشايخ ورفع الأسانيد الواقعة في مرويات شيخنا الإمام الوالد: للعلامة المشارك المحقق أبي عبد الله محمد الطيب بن الشيخ أبي عبد الله بن عبد القادر الفاسي المتوفى بفاس سنة 1113، جعلها فهرسة لوالده المذكور في مقدار عشر كراريس، وقفت على نسخة منها بخط مؤلفها افتتحها بقوله: " الله استعين وإياه أحمد، وهو القوي المعين أحق من عليه عليه يعتمد ... الخ " وذكر في الخطبة أنه طلب الإجازة من أبيه لنفسه ولأخيه أحمد ولابن عمه صاحب المنح وللعلامة أبي الفرج عبد السلام بن محمد الرندي والعلامة أبي الحسن عليّ بن أحمد الحريشي والعلامة أبي اليمن عبد السلام بن حمدون جسوس والعلامة أبي عبد الله محمد بن العربي بن مقلب العلامة أبي الحسن عليّ بن منصور والعلامة أبي عبد الله محمد الصغير بن محمد بن أحمد ميارة وابن عمه الفقيه أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ميارة والعلامة أبي عبد الله محمد بن الحسن الأبار والعلامة أبي عبد الله محمد بن حمدون الشديد وأبي عبد الله محمد بن محمد بيوا. وفي خاتمة الفهرس المذكور الإجازة العامة من الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد القادر لولده وأخيه ومن ذكر بعدهما قائلاً: وكل من هؤلاء ما عدا الولد أحمد تلامذة الشيخ الوالد

_ (1) شجرة النور: 329 والزركلي 7: 47 والدليل: 290.

قد شاركوني في الأخذ عنه الخ. وقد قال عن الفهرس المذكور العلامة العراقي في " الدر النفيس ": " في جزء صغير مفيد في بابه جداً "، اه. والشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد القادر (1) هذا كان من أعلام فاس وحدثيها ورواتها وذوي الجاه العريض بها، له شرح ممتع على حصن ابن الجزري في مجلد، ولتلميذه القاضي التماق عليه حاشية، وشرح نظم عمه أبي حامد في الاصطلاح وهو المستعمل بفاس في هذا الفن، ولأهل فاس عليه حواش مطبوعة، يروي عامة عن أبيه وعن عم أبيه أبي حامد وغيرهما، وعن أعلام المشرق باستدعاء أبي سالم العياشي منهم له في حجته الثالثة، وهم الذين ذكرهم في " اقتفاء الأثر " فكان أبو عبد الله محمد بن عبد القادر يروي عن جميعهم مكاتبة، وإن وهم صاحب الصفوة والسلوة فجعلاه ممن حج، وإنما أخذه عنهم بالمكاتبة فقط. والمترجم لهم في " أسهل المقاصد " من شيوخ السماع: والده وأحمد بن عليّ ابن يوسف وولده أبو القاسم محمد وأحمد بن محمد الزموري وأحمد بن موسى الأبار وعلي الزرهوني وأجمد بن جلال التلمساني، ومن شيوخ الإجازة والمكاتبة عمه أبو حامد محمد العربي صاحب " المرآة " والشبراملسي والبرهان الميموني وعبد السلام اللقاني والبابلي والخرشي من المصريين، والشيخ عيسى الثعالبي وزين العابدين الطبري وإبراهيم الخياري والكوراني من الحجازيين، والشيخ يس الخليلي وعمر المشرقي ويوسف القاسمي وعبد القادر بن الغصين وعبد الله الديري وخير الدين الرملي من الشاميين، والشيخ عاشور القسمطيني. ومما لاحظته على المفهرس المذكور، وهو محل انتقاد، أنه لم يأت بما

_ (1) ترجمة أبي عبد الله محمد عبد القادر في شجرة النور: 329 وصفوة من انتشر: 215 والزركلي 7: 81.

يشعر بأن إجازة من ذكر من المشارقة لأبيه بواسطة أبي سالم واستدعائه، وهو عجيب، وإهمال التنصيص على ذلك هو الذي جعل الافراني والكتاني يعتقدان فيه أنه حج. وقد أجاز أبو عبد الله محمد الطيب بالفهرس المذكور لجماعة منهم العلامة محمد بن حمدون الشديد الفاسي وغيره، نروي مافيها بأسانيدنا إلى ابن عبد السلام بناني وصاحب المنح، كلاهما عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر. ح: ونرويها من طريق مؤلفها محمد الطيب وأخيه أحمد والحريشب وجسوس وميارة وغيرهم كلهم عنه. ح: ونرويها من طريق الهلالي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي عن والده المذكور. وأخبرنا عمر بن الشيخ التونسي عن الشاذلي بن صالح عن محمد بيرم (2) عن جده عن ابن المكودي عن أحمد بن مبارك اللمطي عن المسناوي عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر وأعلى منه عن عبد المعطي بن أحمد السباعي عن عليّ بن عبد الصادق عن بدر الدين الحمومي عن التاودي ابن سودة عن بناني عنه، وهذا أعلى ما يمكننا. وأما اتصالنا بها من طريق جامعها فهو عزيز الوجود، فنرويها من طريق المنور التلمساني عن محمد بن محمد بن حمدون بناني الفاسي عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر وولده أبي عبد الله محمد الطيب إجازة عامة (انظر المنور من حرف الميم) (1) . 46 - الإسعاف بالحديث المسلسل بالإشراف: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه. 47 - الإسعاف بالاسعاد الرباني في إجازة الشيخ يوسف النبهاني: هو

_ (1) انظر رقم: 326 فيما يلي.

اسم الثبت الذي ألفناه عام 1322 باسم بوصيري العصر المحب الشيخ يوسف ابن إسماعيل النبهاني (1) لما استجازني في السنة المذكورة، وهو في نحو كراسين. 48 - الاستذكار في الروايات وتسمية الشيوخ [الرواة] لها والإجازات (2) : وهي أربعة أجزاء للشيخ الراوية أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني بالسند إلى أبي بكر بن خير عن أبي الحسن شريح بن محمد المقري قال: حدثني به خالي الراوية أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني عن أبيه أبي عبد الله جامعها. إضاءة النور اللامع فيما اتصل من أحاديث النبي الشافع: (انظر الكفيري من حرف الكاف) (3) . 49 - أزاهر البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوان (4) : لأديب فاس أبي عبد الله محمد بن قاسم بن زاكور الفاسي المتوفى بفاس سنة 1120 صاحب: المعرب المبين بما تضمنه الأنيس المطرب وروضة النسرين المطبوع بفاس، والاستشفاء من الألم بذكر آثار صاحب العلم - يعني مولاي عبد السلام بن مشيش -، والدرة السيراء في حديث البراء.

_ (1) للشيخ يوسف النبهاني (1350هـ 1932م) ترجمة في حلية البشر، ومعجم سركيس: 1838 والزركلي9: 289 وقد قام بدراسة حياته ومؤلفاته الدكتور عيسى الماضي (ونال بها شهادة الدكتوراه من الجامعة الأزهرية1978) . (2) فهرسة ابن خير: 428، والخولاني صاحب الاستذكار قرطبي سكن إشبيلية، كان ثقة فيما رواه ثبتاً فيه، توفي بإشبيلية 448 (لبصلة: 507) . (3) رقم: 285 فيما يلي. (4) في ترجمة ابن زاكور انظر: شجرة النور: 330 وبروكلمان، التكملة 2: 684 والزركلي 7: 230 ومقدمة " المنتخب من شعر ابن زاكور " والأنيس المطرب: 19.

روى ابن زاكور، حسبما في الأزاهر المذكورة، عامة عن عمر بن محمد المانجلاتي الجزائري ومحمد بن عبد المؤمن الجزائري ومحمد بن سعيد قدورة وبتطوان عن أبي الحسن عليّ بن محمد بركتو بالسماع عن كثيرين من أهل فاس وغيرها، وهي فهرسة نفيسة طبعت بالجزائر في صحائف.74 وممن أجازه ولم يذكر نص إجازته له في الأزاهر المذكورة لأنه ليس على شرطه أبو عيسى المهدي بن أحمد بن عليّ الفاسي صاحب " مطالع المسرات " وقد ساق نص إجازته له وهي مفيدة العلمي في ترجمته من " الأنيس المطرب " (1) . نتصل بالمؤلف المذكور عن أبي الحسن عليّ بن ظاهر عن أحمد بن طاهر المراكشي عن أحمد بن أبي نافع عن الشيخ التاودي ابن سودة عن ابن عبد السلام بناني عنه. 50 - أعلام الأيمة الأعلام وأسانيدها بما لنا من المرويات وأسانيدها (2) : لخالنا العلامة الفقيه المحدث النسابة الصوفي صالح علماء فاس وحامل راية المذهب المالكي على كاهله به أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الحسني المتوفى بفاس سنة 1323 عن نيف وسبعين سنة. كان إماماً عالماً عاملاً ورعاً منقبضاً كثير الصمت والعزلة قليل التدريس كثير التصنيف والتقييد، معتقداً في طريق القوم منافحاً عنهم ناصراً لهم، مهاباً في أعين الخلق، محبباً للناس، بقي مدة وعليه المدار في النوازل والأحكام إلى قوله المرجع وتحريره القول الفصل، لا يحابي ولا يرابي ولا يداهن، قاربت مؤلفاته المائة، منها في السنة وعلومها: حواش على الصحيح لو تمت لكانت آية في بابها ملأها فقهاً

_ (1) انظر ص: 24 من الكتاب المذكور. (2) رياض الجنة 1: 173 وشجرة النور الزكية: 433 والفكر السامي 4: 141 والزركلي 2: 115 ومعجم المؤلفين 3: 133 وداغر 2/3: 1056 ودليل مؤرخ المغرب: 123 ومعجم سركيس: 1545 والأعلام الشرقية 2: 92.

محرراً. وحاشية على جامع الترمذي، وغيرهما. وختم الصحيح ومسلم وختم الموطأ وختم سنن أبي داوود، والرياض الربانية في الشعبة الكتانية، والشرب المحتضر في رجال القرن الثالث عشر، وهو مطبوع، ومولد نبوي، وشرح على همزية سيدنا الجد في الأمداح النبوية، في مجلد، وتأليف في حديث " إن الله يبغض أهل البيت اللحمين "، وهو مطبوع، وغير ذلك، وعدة أثبات ذكرت في حروفها أكبرها هذا، عدد فيه شيوخه من أهل فاس كابن عبد الرحمن وابن حمدون ابن الحاج والحاج الداودي وابن سعد والقاضي أبي محمد عبد الهادي بن عبد الله وطبقتهم، ولكن لم يستجز أحداً منهم، وإنما يروي بالإجازة عن شيخنا أبي الحسن عليّ بن ظاهر المدني لما ورد على فاس وروده الأخير عام 1297، واستجازه هو أيضاً، وهو التدبيج. فكل ما رواه في الثبت المذكور عن غيره فإنما هو سماع فقط. ترجم فيه شيوخه أولاً، ثم ساق أسانيد الكتب الستة ومصنفات العلوم المتداولة، وختمه بترجمة سيدنا الجد رحمه الله وسلاسل الطرق التي أخذ عنه فالقادرية والشاذلية والخلوتية والنقشبندية والسنوسية والكتانية وغيرها، وختمه بعد مؤلفاته التي قاربت المائة. والفهرس المذكور من جمع ابنه صديقنا العلامة أبي زيد عبد الرحمن بإعانتي، وهو مطبوع بفاس في 51 صحيفة وفيه يقول أبو زيد المذكور: فهرس جامع جليل جميل ... عامر كامل الكمالات فيه قد حوى لب ماحوته الفهاري ... س فذو اللب دائماً يقتفيه صح عالي إسناده فاروه عن ... شيخنا إذناًأو قراة فيه أروي مافي الثبت المذكور عن سيدنا الخال شفاهاً وإجازة مرات، بل أجاز في آخره لأهل عصره، وقد سبق منه ذلك أيضاً عام 1287، كما روى فيه بالإجازة العامة عن الشيخ عابد السندي رحمهم الله. وقد ختم المترجم

الصحيح بالزاوية الكتانية بفاس أزيد من عشرين مرة، كما أقرأ بها أيضاً بقية الكتب الستة عدا ابن ماجة، ولنا بلغت وفاته لمكة المكرمة صلى عليه بالمسجد الحرام صلاة الغائب، ولم يكن هناك أحد من آله، وأنجب عدة أولا د كانوا أطواد العلم، درسوا وخطبوا وأفتوا ونظموا ونثروا وحدثوا، رحم الله الجميع. 51 - أعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد: جمع كاتبه محمد عبد الحي الكتاني في أسانيد والده الطريقية. 52 - الإعلام بأسانيد الأعلام: لعلامة اليمن ومسنده الشهاب أحمد بن محمد قاطن الصنعاني اليمني، أرويه عن القاضي حسين السبعي الأنصاري عن محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن عليّ العمراني والوجيه الأهدل كلاهما عنه، وبأسانيدنا إلى السيد مرتضى الزبيدي عنه (وانظر أحمد قاطن من حرف القاف) (1) . 53 - إغاثة اللهفان بأسانيد أولي العرفان (2) : للعلامة نسابة المغرب المحقق أبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري الحسني الفاسي المتوفى سنة 1110 وولد سنة 1058، من أعلام علماء فاس وصدور أئمتها المشهود لهم بالتبحر في علوم العربية والبيان والمنطق والكلام والأصول والحديث، وكان نسابة لا سيما أنساب بني هاشم والعلويين منهم، وإليه كان يرجع فيها، أقر له بذلك مشايخه فضلاً عن أقرانه. قال عنه الهلالي في شرح نظمه في المنطق: " كان له

_ (1) انظر رقم: 534 فيما يلي ورقم: 89. (2) ترجمة عبد السلام بن الطيب القادري في اليواقيت الثمينة: 202 وطرفة الأنساب (المقدمة) ومعجم سركيس: 1478 والزركلي 4: 129 وقد طبعت بعض كتبه في مجموعة (فاس: 1309) وهي تضم الاشراف والدرالسني من كتبه (انظر معجم سركيس: 1967) .

اختصاص بمزيد معرفة في الأنساب لا سيما قريش لا يقاومه في ذلك أحد ولا يدانيه أصلاً، اه. وكتابه الدر السني بعد المدونة الجامعة لصرحاء الأدارسة من ذكر فيه فهو من أهل الطبقة الأولى في الشهرة والاعتبار. وله أيضاً نيل القربات بأهل العقبات، وشرح الصدر بأهل بدر، ونظمه: رجاء الإجابة بالبدريين من الصحابة، وإغاثة اللهفان هذه، ومنها منهاج الرشاد في لامية الإسناد، ونظم مختصر ابن فارس في السيرة، والدرة الخطيرة في مهم السيرة، وعقود اللآل ووسيلة السؤال بما له صلى الله عليه وسلم من الآل. وله قصيدة في رفع سند شيخه سماها الجوهرة والتماس البركة في أجوبة سيدي عليّ بركة في الحديث وغيرها، ونزهة النادي وطرفة البادي في أهل القرن الحادي، والمقصد الأحمد في التعريف بسيدنا ابن عبد الله أحمد، وهو مجلد كبير تفنن فيه ما شاء، وحرر في آخره القول في أسانيد الطريقة الشاذلية وتفاريعها، وله فهرسة ينقل عنها حفيده في نشر المثاني وغير ذلك. وأفرد ترجمة المترجم بالتأليف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي بجزء سماه " المورد الهني بأخبار مولاي عبد السلام القادري الحسني " هو عندي، عقد فيه الفصل الثالث لجملة من مقروءاته وذكر أسانيد مروياته ذكر فيه نظم المترجم نفسه سنده في الصحيحين كما نظم المترجم أيضاً سند الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي ووالده في الطريق. نتصل بالعلامة القادري المذكور في كل ماله من طريق المنور التلمساني وغيره عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن حمدون بناني الفاسي عن المترجم عامة ما له. وطالما بحثت عن اتصال عام بالمترجم حتى ظفرت به في إجازة بناني المذكور للمنور فخذه شاكراً، أما بالسماع ومطلق الأخذ فمن طريق

كثيرين كالشيخ المسناوي وابن عبد السلام بناني، ذكراه في مشيخنهما ولكن لم يذكرا أن لهما منه إجازة. 54 - الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع (1) : عن أربعين شيخاً عن أربعين صحابياً منهم العشرة لحافظ الإسلام ابن حجر، أرويها بالسند إلى أبي مهدي الثعالبي عن محمد بن عبد الفتاح الطهطائي سماعاً لها عليه من أصل عليه خط الحافظ بإجازته من عبد الرؤوف المناوي والبرهان اللقاني كلاهما عن الشيخ الرملي عن أبيه عن القاضي زكرياء عن شيخ الإسلام ابن حجر. وبالسند إليه قال في صدرها: " أما بعد فقد عزمت على إملاء أربعين حديثاً من مروياتي العاليات أقتصر فيها على أعلى أنواع التحمل، وهو السماع دون الإجازات والمناولات، وأن أكرر شيئاً من رجال أسانيدها لتبرز متونها ببينات، وأسانيدها متباينات، فابتدأت بالحديث المسلسل بالأولية، بأحاديث العشرة الزكية، ثم سردت من أسماء الصحابة على حروف المعجم الثمانبة والعشرين، وأضفت إلى ذلك حديثين عن ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وابن عمرو بن العاصي لتكمل فيها أحاديث العبادلة المشهورين، ووقع هنا حديث ابن الزبير مع أبيه، ثم ختمت بحديثين عن عائشة أم المؤمنين ليتم فيها أحاديث الصحابة المكثرين، والمكثرون من الصحابة ستة: أبو هريرة وحديثه مع حديث أبي بكر وجابر وأنس وحديثهما في حرف الألف والجيم، وابن عباس وابن عمر وعائشة وأحاديثهم في آخر الكتاب، وآخر مشتهر بكنيته مختلف في اسمه، وآخر غير مشتهر بكنيته واسمه معاً، وآخر غير مشتهر بكنيته مختلف في اسمه يشتمل على الكنى والألقاب، فيكثر الاعتناء بها

_ (1) أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852) : انظر ترجمته في التبر المسبوك: 230 والضوء اللامع 2: 36 والبدر الطالع 1: 87 والزركلي 1: 174 ولتلميذه السخاوي كتاب في ترجمته بعنوان " الجواهر والدرر " وسترد له ترجمة مفصلة فيما يلي رقم: 136.

والاغتناء وختمت بحديث أبي الدرداء وأناشيد، وتكلمت عقب كل حديث على شرح حاله، من عدل أو جرح من رجاله، فأوضحت ما فيها من العلل، وقومت ما وقع فيها من الخلل ". 55 - الإفادات والإنشادات (1) : للإمام المحدث المتبحر المحدث الاصولي النظار الجهبذ أبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي صاحب " الموافقات " و " الاعتصام " وغير ذلك، المتوفى في سنة تسعين وسبعمائة، قال في نيل الابتهاج (2) : " كتاب الإفادات في كراسين فيه طرف وتحف وملح وأدبيات (3) وإنشادات، اه. " قلت: وهو عندي، قال في أوله: " جمعت في هذه الأوراق جملةً من الإفادات المشفوعة بالإنشادات مما تلقيته عن شيوخنا الأعلام، وأصحابي من ذوي النبل والأفهام، قصدت بذلك تشويق المتفنن في المعقول والمنقول، ومحاضرة المستزيد من نتائج القرايح والعقول ... الخ " حدث فيه كثيراً عن أبي عبد الله المقري والخطيب ابن مرزوق والقاضي أبي القاسم الحسيني السبتي وغيرهم، وساق فيها كثيراً من المسلسلات واللطائف الاسنادية. أرويه وكل ما للشاطبي من طريق النجم بن فهد عن أبي عبد الله الراعي عن أبي الحسن بن سمعت عن الشاطبي، رحمه الله. 56 - الإفادات والإنشادات وبعض ما تحملته من لطائف المحاضرات: هو جزء لجامع هذه الشذرة، محمد عبد الحي الكتاني، عارضت به إفادات وأنشادات الشاطبي، وهو في نحو سبع كراريس، رويت فيه عن كثير من مشايخنا بالمشرق والمغرب فوائدهم وأشعارهم وفهومهم، رحم الله الجميع.

_ (1) إبراهيم بن موسى الشاطبي الغرناطي: له ترجمة في نيل الغبتهاج: 46 (على هامش الديباج) . (2) نيل الابتهاج: 48. (3) نيل: وملح أدبيات.

إقرار العين بإقرار الأثر بعد ذهاب العين: اسم الفهرس الكبير للعلامة المحدث المسند الراوية اللغوي الرحالة محمد بن الطيب الشركي الفاسي (انظر حرف الشين) (1) . الأفق المشرق بتراجم من لقيناه بالمشرق: للشمس ابن الطيب الشركي (أيضاً انظر حرف الشين) (2) . 57 - الإقليد في [بيان] الأسانيد (3) : للحافظ الضابط الثقة الزكي أبي محمد عبد الله ابن أحمد بن سعيد بن يربوع الإشبيلي القرطبي محدثها المتوفى سنة 522. أرويه بالسند إلى ابن بشكوال عنه، قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في حق ابن يربوع الشنتريني المذكور: كان أحد الحفاظ الثقات المصنفين عارفاً بالعلل والجرح والتعديل ومتون الأسانيد، ومن مصنفاته الاقليد في بيان الأسانيد اه. 58 - إكليل الجواهر العالية في روايات الأحاديث العالية: للسيد مرتضى الزبيدي أرويه بأسانيدنا إليه (انظرها في الألفية وحرف الميم) (4) . الإلمام ببعض من لقيته من علماء الإسلام: لمفتي مراكش أبي محمد عبد الواحد بن أحمد الشريف نزيل مراكش (انظر عبد الواحد من حرف العين) (5) .

_ (1) انظر رقم: 598. (2) انظر رقم: 598. (3) لابن يربوع ترجمة في الصلة: 283 ومن كتبه تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ، وكتاب المنهاج في رجال مسلم بن الحجاج وغير ذلك. (4) رقم: 60 ورقم: 300. (5) رقم: 433 في ما يلي.

إمداد ذوي الاستعداد إلى معالم الرواية والإسناد: (انظر الكوهن) (1) . 59 - الإمداد بمعرفة علو الإسناد (2) : اسم الفهرس الذي جمع في أسانيد مسند الحجاز على الحقيقة لا المجاز الأستاذ الكبير عبد الله بن سالم بن محمد بن سالم بن عيسى البصري أصلاً المكي مولداً ومدفناً الشافعي المولود سنة 1050 أو 1049 أو 1048 والمتوفى سنة 1134 وأرخ بعضهم وفاته بقوله: " اعلم الحديث ماتا " وآخر بقوله: " ابك له مات إمام الحديث " قال عنه الحافظ مرتضى في التعليقة الجليلة بعد وصفه للبصري بالإمام المحدث الحافظ: " قد اتفقوا على أنه حافظ البلاد الحجازية، اه " وقال عنه الشيخ إسماعيل بن الشيخ محمد سعيد سكر في إجازته للدمنتي: " أمير المؤمنين في الحديث ". وقال عنه الشيخ أبو العباس بن ناصر الدرعي في رحلته وقد لقيه وأخذ عنه: " زعم طلبة الحرم أنه فاق أهل الحرمين في الحديث وغيره من سائر العلوم، اه. ". والثبت المذكورفي نحو ثلاث كراريس طبع قريباً في الهند (3) ، وعندي منه نسخة مصححة عتيقة انتسخها في المسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة العلامة المؤرخ الضابط أبو العباس أحمد بن محمد الخياط بن أبي الفضل قاسم بن إبراهيم الفاسي بخطه عام 1126 وقرأ بها على الشيخ عبد الله بن سالم، وكتب له في آخرها الإجازة به بالتاريخ المذكور، وهي في ملكي والحمد لله. وعندي

_ (1) رقم: 282 في ما يلي. (2) ترجمة ابن سالم البصري في الجبرتي 1: 48 وهدية العارفين 1: 480 وتحفة الاخوان: 27 وبروكلمان، التكملة 2: 521 والزركلي 4: 219 ومعجم سركيس: 1295 (واسم أبيه عنده سليم خطأ) ويذكر المؤلف مصادر أخرى لترجمته منها التعليقة الجليلة لمرتضى الزبيدي والنفس اليماني للوجيه الاهدل وتسلية الفؤاد لآزاد الهندي. (3) انظر معجم سركيس: 1295.

منه نسخة أخرى عليها خط الشمس الحفني مجيزاً به لأبي محمد حمدون ابن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني بتاريخ 1166. يروي فيه عامة عن عيسى الثعالبي وشيخه البابلي والشمس محمد بن عليّ المكتبي الدمشقي ويحيى الشاوي المغربي وعبد الملك التجموعتي السجلماسي وعبد الله بن سعيد باقشير المكي ومنصور الطوخي وأحمد البشبيشي وعلي بن أبي بكر بن الجمال المكي والشهاب أحمد البنا الدمياطي وأحمد بن سليمان الصيني وعبد العزيز الزمزمي وزين العابدين الطبري وعلي بن عبد القادر الطبري ومحمد الشرنبلالي والبرهان الكوراني ومحمد بن سليمان الرداني وغيرهم من مشايخ الطريق، وهو من جمع ولده الشيخ سالم. ذكر في أوله أن والده قد انتهى إليه في هذا الزمان علو الإسناد، وألحق الأبناء والأحفاد بالأجداد، وورد له طلب الإجازة من كل مكان سحيق، وكثر الارتحال إليه من كل فج عميق، وكانت أسانيده مفرقة يخشى اندراسها، فجمعها في كتاب سماه: الإمداد بمعرفة علو الإسناد، فجاء اسمه تاريخاً لعام تأليفه من غير قصد على سبيل الاتفاق، اه، وبعد أن ذكر الشيخ الأمير في فهرسته ان اسمه جاء تاريخاً لعام تأليفه زاد سنة 1122. كذا نسخة بيدي، ووجدت في نسخة أخرى سنة 1136، وعليها بخط الشهاب أحمد بن الطاهرالمراكشي دفين المدينة ما نصه: بهامش نسخة شيخنا عبد القادر المشرفي مبيناً على الرمز هو 1126 فليحرر، اه. من خطه. وفي إجازة صاحبنا الشهاب العطار للشمس محمد أمين رضوان حين ذكر الامداد لسالم البصري هذا قال: وهو المتداول بين المشايخ، وقد أختصره من ثبت والده المسمى إيضاً بالامداد قاله الشيخ عمر بن عبد الرسول، كما رأيته بخطه. قلت: وقد رأيت الكبيرأيضاً، اه. من خطه، وهذا ما لم نسمع به قط، وسيأتي في ترجمة سالم البصري من حرف السين أنه أطلع الحافظ الغربي الرباطي على فهارس والده، فانظر هل أراد الفهارس المجاز بها، أو الفهارس التي ألف هو، أو ألفت له.

ومن شيوخ البصري الذين يترجم لهم في الإمداد مباركة وزين الشرف الطبريتان، ذكرهما في مشيخته الحافظ الزبيدي في " العقد المكلل ". أتصل بالبصري فيما له من طريق أغلب تلامذته كالجوهري والملوي والشبراوي وعبد الحي البهنسي والحافظ محمد بن إسماعيل الأمير وعلي بن العربي السقاط والسيد مصطفى البكري والعجلوني والمنيني وعبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه باعلوي وحسن بن عبد الرحمن عيديد الحسني وإبراهيم بن سعيد الإدريسي وعبد الله بن عمر الأمين الزبيدي والإمام محمد بن إسحاق ابن أمير المؤمنين الصنعاني والشمس محمد بن عبد الوهاب بن عليّ الطبري ومحمد بن حسن بن همات الدمشقي وعبد الرحمن بن أسلم الحسيني وعيد بن عليّ النمرسي وعبد المنعم بن التاج القلعي المكي وأبي الحسن السندي الكبير وابن عقيلة المكي والسبط عمر بن عقيل المكي وأبي طاهر الكوراني وعبد الله المحجوب المرغتي الطائفي ويحيى بن عمر الأهدل والشهاب أحمد بن محمد مقبول الأهدل ومحمد بن إبراهيم الحسيني الطرابلسي نزيل حلب وعبد الكريم الشراباتي الحلبي وعلي الدباغ الحلبي وأبي العباس ابن ناصر الدرعي كلهم عنه، إلا أن فيها ما هو نازل وما هو عال. وأعلى ما حصل لنا به من الاتصالات من طريق تلميذه العلامة المحدث المسند المعمر الشمس محمد بن محمد بن عبد الله المغربي المدني المتوفى سنة 1201 بعد موت البصري بست وستين سنة، فإنه لتأخر وفاته عن جميع أصحابه المذكورين حصل لنا الاتصال به بعلو، وقد اتصلت بالمغربي المذكور من طريق خمسة من تلاميذه وهم: صالح بن عمر الفلاني، وزين العابدين ابن علوي جمل الليل المدني ورفيع الدين القندهاري الدكني ومحمد شاكر العقاد الدمشقي وابن عبد السلام الناصري الدرعي وغيرهم.

ولنقتصر هنا على أعلاها وهو مسلسل بالمدنيين، أرويه عن الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي عن أبيه عن صالح الفلاني عن محمد بن عبد الله المغربي عنه. ح: وأرويه أيضاًعن الجمال عبد الله بن محمد بن صالح البنا الإسكندري عن أبيه عن السيد زين العابدين عن المغربي المذكور عنه. ح: ومساو لهما عن الشيخ محمد خضر بن عثمان الرضوي الحيدرابادي الهندي مكاتبة عن المعمر محمد شهاب الدين العمري المدراسي عن رفيع الدين القندهاري عن محمد بن عبد الله المغربي عن البصري. ح: ومساو لهم عن صاحبنا الشهاب العطار عن المعمر عليم الدين بن رفيع الدين القندهاري المذكور عن أبيه عن المغربي عن البصري، وهو أعلى ما حصل لصاحبنا العطار المذكور، فإنه بروايته عن عليم الدين المذكور ساوى كبار مشايخه وأشياخهم. وكانت وفاة شيخه المذكور سنة 1316 بحيدراباد وولادته كانت سنة 1232. ومساو له أيضاً عن المعمر عبد الله السكري ومحمد أمين البيطار كلاهما بدمشق عن المعمر شمس الدين محمد التميمي المصري عن العلامة الأمير الكبير عن الشهابين الجوهري والملوي كلاهما عن البصري ثبته. وأرويه أيضاً عالياً عن المعمر عبد الله السكري الدمشقي عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن الشهاب العطار والشيخ شاكر العقاد كلاهما عن الملوي والجوهري كلاهما عنه. وأرويه عن السكري عن الحلبي أيضاً عن إسماعيل ابن محمد المواهبي عن أبيه عنه. ح: وأرويه عن الشيخ فالح عن الشيخ السنوسي عن ابن عبد السلام الناصري عن أبي بكر ابن تامر القابسي عن عبد الله السوسي عنه. ح: وعن نصر الله الخطيب عن والده عبد القادر عن محمد بن مصطفى الرحمتي عن قاسم بن عليّ يبزير التونسي عن عبد الله السوسي التونسي عنه. ح: وأخبرنا نصر الله الخطيب وسليم المسوتي وغيرهما عن القاوقجي عن أحمد بن حسن الحنبلي عن محمد بن عبد الله بن فيروز الحنبلي الأحسائي

عن عبد الله بن عبد اللطيف الأحسائي عن البصري ثبته. ح: وعن الشيخ سليم البشري وعبد البر منة الله وغيرهما عن محمد الختاني عن حسن القويسني عن داوود القلعي عن أحمد البجيرمي عن الصباغ عن البصري. ولنا به اتصال غريب عن السيد شمس الدين محمد بن محمد سر الختم بن عثمان المرغني لقيته بالاسكندرية، عن أبيه محمد عثمان عن أبيه أبي بكر وعمه يس عن أبيهما أبي بكر عن أبيه عبد الله المرغني عن البصري. ح: وعن الشمس محمد الشريف الدمياطي عن الشيخ عطية القماش الدمياطي عن الشيخ مصطفى البدري الدمياطي عن الشمس محمد الشنواني عن عيسى البراوي عن الشيخ الدفري عن سالم بن عبد الله البصري به. ومن أغرب أسانيدنا المتصلة بالبصري وأحسن وإن كان نازلاً، وهو مسلسل بالهنديين والأقارب، روايتنا عن ظهير الدين أحمد الأجملي الهندي كتابة من إله اباد عن أبيه عليّ الشهير بميرنجان عن عليّ جعفر الإلهبادي عن خاله محمد أجمل العباسي عن ابن عمه غلام قطب الدين العباسي عن والده محمد فاخر العباسي عن محمد حياة السندي عن البصري. قال الشمس ابن عقيلة عن شيخه البصري: " المترجم تفرد في مكة بإقراء جميع الكتب الستة فكثرت النسخ بإقرائه وانتشرت بأيدي الناس بكتابتهم واستكتابه لها، وشرح البخاري وذكر فيه عيون مافي فتح الباري والكرماتي وغيرهما، فهو أبسط من القسطلاني وفتح الباري، ووصب إلى الثلث ونحوه، وأقرأ الموطأ وغيره، وانتهت الرياسة في ذلك إليه، اه ". وفي " النفس اليماني " (1) للوجيه الأهدل عن الجمال البصري هذا أنه قرأ صحيح البخاري في جوف الكعبة المشرفة مراراً، وأن شرحه على الصحيح

_ (1) النفس اليماني: 68.

عز أن يلقى له مثال، سماه " ضياء الساري " قال: " وهذا الاسم كاد أن يكون من قبيل المعمى، فإنه موافق لعام الشروع في تأليفه " قال: " ومن مناقبه تصحيحه للكتب الستة، حتى صارت نسخته يرجع إليها من جميع الأقطار " قال: " ومن أعظمها صحيح البخاري الذي وجد فيه ما في اليونينية وزيادة، أخذ في تصحيحه وكتابته نحواًمن عشرين سنة، وجمع مسند أحمد بعد أن تفرق أيادي سبا وصححه وصارت نسخته أمة، اه ". وإقراؤه لمسند أحمد في الروضة النبوية كان في 56 مجلساً عام 1121، وقال الشيخ الجليل أحمد (1) بن إدريس الشهير بالشماع الصعيدي المكي في ترجمة البصري: " جمع مسند الإمام أحمد بعد أن تفرق أيادي سبا، وكاد أن يكون كالهبا، وصحح منه نسخة صارت كعبة لمن أمها، نقل منها السادة العلماء نسخاً سارت في الأفاق، وانتشرت في الحرمين، انتشاراً طار في الخافقين، وأرسل ابنه البار نسخة أوقفت بطيبة الشريفة وأخرى بجامع مصر، تقبل الله بكرمه آمين، اه ". وفي الحطة نقلاً عن السيد آزاد البلجرامي الهندي في " تسلية الفؤاد " لما ترجم للبصري قال: (وله شرح على البخاري سار في الأنفس والآفاق سير الروح، ولعمري لقد عز أن يلقى له مثل في سائر الشروح، لكن ضاق الوقت عن إكماله، وضن الزمان بإفاضة نواله، والنسخة التي نسخها الشيخ بيده الشريفة هي أصل الأصول للنسخ الشائعة في الآفاق، رأيتها عند مولانا محمد أسعد الحنفي المكي من تلامذة الشيخ تاج الدين المكي ببلد أركات، كان أخذها الشيخ عن ولد المصنف بالاشتراء، فقلت للشيخ محمد أسعد: هذه

_ (1) هكذا سماه صاحب الحطة وعند غيره سالم ابن أحمد الشماع اه (المؤلف) .

النسخة المباركة حقها أن تكون في الحرمين ولا ينبغي أن تنقل منها إلى مواضع أخرى لاسيما إلى الديار الشاسعة، فقال الشيخ: هذا الكلام حسن ولكن ما فارقتها لفرط محبتي لها، ثم أرسل الشيخ كتبه من أركات إلى أورنقاباد احتياطاً لما رأى من هيجان الفتنة بتلك البلاد، فوصلت النسخة إلى أورنقاباد وهي موجودة بها إلى الآن حفظها الله " اه. بواسطة الحطة. قلت: رأيت في المدينة المنورة عند الحكيم المسند الشيخ طاهر سنبل نسخة عبد الله بن سالم البصري بخطه من الصحيح ثمانية، وهي نهاية في الصحة والمقابلة والضبط والخط الواضح، وأخبرني أنه أحضرها إلى الآستانة ليصحح عليها النسخة الأميرية التي طبعت هناك من الصحيح، وفرقها السلطان عبد الحميد على المساجد والآفاق وعليها ضبطت، ولا أدري من أين اتصلت بسلفه، كما عندي كراسة بخط البصري في ختم صحيح مسلم للحافظ السخاوي، وعندي إجازة بخطه أيضاً لمحمد بن مصطفى الفراوي الدمشقي وهي عامة بتاريخ 1127 وقال عن البصري أيضاً الحافظ أبو الفيض الزبيدي في إجازة له بعد أن ذكره هو ورفيقه النخلي والعجيمي: " وعلى هؤلاء الثلاثة مدار أسانيد الحرمين الشريفين بل وما والاهما من الأقطار النائية والبلدان الشاسعة، اه ". وقال عن البصري أيضاً المحدث المسند الشمس محمد بن أحمد الجوهري المصري: " محدث العصر وإمامه، وجهبذه وهمامه، أمير المؤمنين في الحديث ". 60 - ألفية السند: للحافظ مرتضى الزبيدي، ألفها سنة 1198، اشتملت على ألف وخمسمائة، وشرحها ناظمها في نحو عشر كراريس افتتحها ببيان أنواع الحديث ونقله وأنواع الإجازة، أولها: يقول راجي عفو ربي والرضى ... محمد هو الشريف المرتضى

إلى أن قال: وهذه ألفية منيفة ... منظومة رائقة ظريفة ضمنتها مالي من الإسناد ... عن الشيوخ السادة الأمجاد ممن لقيته من الأخيار ... في سائر البلدان والأقطار أوردتهم فيها على الولاء ... في نسق يشرف بالثناء وربما ذكرت من أجازا ... كتابة وذاك أمر جازا بالاتفاق قبل لما قلوا ... إن لم يصبها وابل فطل ... الخ، ترجم فيها لمجيزيه عامة، وهم محمد بن علاء الدين المزجاجي وعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي وسليمان بن أبي بكر الهجام ومشهور بن المستريح الأهدل وعبد الله بن عمر بن الأمين وعبد الله بن سليمان الجوهري وإسماعيل بن محمد المقري الزبيدي ومساوي بن إبراهيم الحشبيري وعبد الله ابن أحمد دائل والسيد عبد الله المرغني والوجيه العيدروس ونور الحق بن عبد الله المتوكلي وعمر بن عقيل السقاف وعبد الرحمن بن أسلم المكي وعطاء الله بن أحمد المكي وإبراهيم بن سعبد المنوفي واحمد بن عبد الرحمن الأشبولي وأبو الحسن السندي الصغير والسيد مشيخ باعبود وجعفر البرزنجي ومحمد بن الطيب الشركي والشهاب الملوي والجوهري والدمنهوري والشبراوي وحسن المدابغي والشمس محمد البليدي وعبد الحي البهنسي وعمر الطحلاوي وعلي بن النقيب وعبد الوهاب العفيفي ومحمد بن عيسى الدمياطي وإبراهيم بن عطاء الله البوصيري ومصطفى التميمي وشعيب الرفاعي وخليل الرشيدي ومحمد المنور التلمساني والمعمر محمد بن أحمد العشماوي والتاودي ابن سودة وعلي بن العربي السقاط وسالم بن أحمد وعلي الصعيدي وسليمان المنصوري والشهاب أحمد المنيني

ومحمد بن عبد الكريم السمان ومحمد بن صالح القادري والشمس السفاريني النابلسي ومحمد بن عليّ الغرياني التونسي وغيرهم، وختمها بوصابا نافعة. وهي منظومة معتبرة سلسة جامعة، نرويها بأسانيدنا إليه من طريق أغلب تلاميذه كالنور عليّ الونائي وعمر بن عبد الرسول العطار المكي وأحمد بن عبيد العطار الدمشقي ومحمد بن محمد البخاري النابلسي والشهاب أحمد الطبولي الطرابلسي وأبي حامد العربي بن المعطي الشرقي العمري وصالح الفلاني المدني وحمودة المقايسي الجزائري وابن عبد السلام الناصري الدرعي والشهاب أحمد بن عليّ الدمهوجي المصري والشمس محمد بن عليّ الشنواني المصري والشيخ محمد سعيد السويدي البغدادي وولده عليّ والسيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل الزبيدي وغيرهم. ولكن لنقتصر هنا على أعلاها، وذلك أنا نتصل به بواسطتين فقط في عموم ما له من طريق خمسة من تلاميذه: الأول: عمر بن مصطفى الآمدي الدياربكري ثم الدمشقي، أجازني عنه عامة عبد الله السكري الدمشقي العطار وهو عن الزبيدي مكاتبة. الثاني: علامة الشام حامد بن أحمد بن عبيد العطار الدمشقي، وهو يروي عنه باستدعاء والده له بمصر حسبما رأيت اجازته له بخط الزبيدي، أروي عنه بواسطة ثلاثة من تلاميذه هم آخر المجازين منه في الدنيا وهم: شيخنا عبد الله السكري وسعيد الحبال ونصر الله الخطيب. الثالث: الوجيه عبد الرحمن بن محمد الكزبري مسند الشام، أجازتي عنه عالياً عبد الله السكري والشيخ محمد سعيد الحبال وهو عن الزبيدي مكاتبة بواسطة الشهاب العطار، وهما آخر أصحابه في الدنيا.

الرابع: عبد اللطيف بن عليّ فتح الله البيروتي يروي عنه مكاتبة، أجاز لنا عنه عامة السكري. الخامس: الشمس محمد بن أحمد البهي الطند تائي، يروي عنه شفاهاً، أجاز لنا عنه آخر تلاميذه في الدنيا وهو الشهاب أحمد الجمال النهطيهي المصري الشافعي. وأتصل به أعلى من ذلك من طريق المعمر الشهاب أحمد بن صالح بن عليّ بن محمد سعيد السويدي البغدادي، وهو يروي عن السيد مرتضى بحق إجازته لجده محمد سعيد وأولاده وأولادهم وأحفادهم، وهو آخر حفدة جده المنلا عليّ المذكور، وكانت وفاته عن نيف وتسعين سنة 1324، وإجازته لنا كانت من مكة عام 1321 لما وردها حاجاً. إنالة الطالبين لعوالي المحدثين: للشيخ عبد الكريم الشراباتي الحلبي (انظر حرف الشين) (1) . 61 - أنموذج العلوم (2) : للعلامة الأستاذ المحقق الأجل جلال الدين محمد ابن أسعد بن محمد بن عبد الرحيم البكري الدواني، نسبة إلى دوان - بفتح المهملة وتشديد الواو وتخفيف النون - موضع ببلاد فارس مما يلي شيراز، الكازروني الشافعي. ترجمه الحافظ السخاوي في الضوء اللامع وقال: " سمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ عنه، اه ". وكانت وفاته عام 918. لكتابه الأنموذج هذا مقدمة فصل فيها الدواني أسانيده الحديثية وغيرها، ومن مشايخه محيي الدين الأنصاري الكوشكناري عن الحافظ ابن حجر، قال

_ (1) انظر رقم: 601 فيما يلي. (2) للجلال الدواني ترجمة في الضوء اللامع والبدر الطالع 2: 130 والنور السافر: 133 والشذرات 8: 160 والزركلي 6: 257.

الدواني: وقد أجاز الحافظ ابن حجر لأهل شيراز مطلقاً وكنت أنا من جملتهم ولي الرواية عنه من غير واسطة، اه. نروي أسانيده وكتبه من طريق ولي الله الدهلوي عن أبيه الشيخ عبد الرحيم عن السيد زاهد بن أسلم الهروي الأكبرأبادي المتصل السند بالدواني المذكور في أسانيده المفصلة، ونروي ماله من طريق البرهان الكوراني عن شيخه محمد شريف الكوراني الصديقي عن الفقيه عليّ بن محمد الحكمي عن عبد الرحمن بن عبد القادر بن عبد العزيز بن فهد المكي عن عمه جار الله بن عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي عن شرف الدين إسماعيل بن برهان الدين العلوي الزبيدي عن عفيف الدين عبد الرحمن الايجي عن الجلال الدواني بجميع تآليفه ومروياته. قال المنلا الكوراني في الأمم: " ولقد رأيت إجازة الدواني للعارف الأيجي هذا أطنب فيها جداً "، وذكر أن مدار رواية الدواني على والده عن ابن الجزري وغيره. إنسان العين في مشايخ الحرمين: لمحدث الهند ولي الله الدهلوي (انظر أسانيدنا إليه في الإرشاد وترجمته في حرف الواو) (1) . 62 - انتخاب العوالي والشيوخ والأخيار من فهارس ثبت شيخنا الشيخ إبراهيم العطار (2) : جمع ولده الشيخ محيي الدين. وإبراهيم المذكور هو ابن محمود بن محدث الشام أحمد بن عبيد العطار الدمشقي، يروي عامة عن الشيخ عبد الرحمن الطيبي ووالده محمود وعمه حامد وعبد الرحمن الكزبري وسعيد الحلبي وعمر الآمدي الدياربكري تلميذ السيد مرتضى الزبيدي وأحمد

_ (1) راجع ما تقدم رقم: 36 وانظر ترجمته رقم: 632. (2) ترجمة إبراهيم العطار في حلية البشر 1: 65 وتراجم أعيان دمشق 57 ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 705 وكحالة 1: 110 والاعلام الشرقية 2: 65.

الدياربكري وأبي بكر الكردي وأحمد الحلبي وهاشم الناجي البعلي وحسن الشطي وعبد الرحمن الحفار وغيرهم من الشاميين، والبرهان الباجوري والمبلط والشيخ الزرو وغيرهم من المصريين، والسيد محمد بن حسين الجشي المكي والسيد جمل الليل والشيخ العزب وغيرهم من الحجازيين. وأخذ مكاتبة عن الشيخ أحمد صلاح النابلسي سنة1275 وغيره. أروي ما فيه عن جامعه الفاضل الشيخ محيي الدين بن إبراهيم العطار الدمشقي عن أبيه. وثبته هذا مطبوع بالشام في 26 صحيفة أتم مؤلفه تأليفه سنة 1320، ومما ذكر فيه روايته للفتوحات عن والده الشيخ محمود العطار سماعاً عليه لطرفيها، وصبيحة يوم ختمها خبره أنه رأى الشيخ محيي الدين في العالم الروحاني وأباح له روايتها عنه. 63 - الانتباه في سلائل أولياء الله وأسانيد وارثي رسول الله (1) : للشيخ ولي الله الدهلوي، قال عنه صاحب " اليانع الجني ": " كتاب نفيس ترغب فيه الفحول، اه ". وقال عنه صاحبنا الشيخ أحمد أبو الخير المكي في " إتحاف الاخوان ": " من الكتب الكبار المطولات في الفن، من أجلها وأنفعها وأكبرها وأجمعها كتاب الانتباه، اه ". أرويه وكل ما للشيخ ولي الله باسانيدنا إليه المذكورة في الإرشاد. ومن أغرب أسانيدنا إلى هذا الثبت الهام أني أرويه مكاتبة عن الشيخ الصوفي حبيب الله بن صبغة الله الشطاري الحيدرأبادي الهندي عن السيد عبد الله كوجك البخاري عن القاضي ارتضا عليّ خان المدراسي عن أبي محمد مقيم الدين المدعو محمد مقيم الأحمدي عن أبيه أحمد الله الصديقي السهروردي عن أبي سعيد الحسني البريولي عن محمد عاشق الصديقي الفلتي عن الشيخ أحمد ولي الله

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 36.

الدهلوي قدس سره، ومما يتعلق بهذا الثبت أنا رويناه عن صاحبنا الشيخ أحمد بن عثمان العطار، وأخبرنا أنه يروي نصفه الأخير فقط عن محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي عن الشيخ محمد يعقوب الدهلوي المكي عن جده لأمه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله عن أبيه، وإنما كان يروي منه الجعفري المذكور نصفه الأخير فقط لأن الأول فيه أسانيد الطرق الصوفية وكان لا يقول بالطرق، قال الشيخ أحمد أبو الخير في " النفح المسكي ": " وهذا منه عجيب فإذا لم يكن يرى أن طرق التصوف أهلاً لأن تتلقى فلم يروي عن ولي الله الذي طال ما ألبس الخرقة ولبسها خصوصاً من طريق ابنه عبد العزيز الذي كان شيخ الطريقة النقشبندية يبايع عليها، اه ". 64 - الأحاديث المستعصميات الثمانيات (1) : تخريج الحافظ أستاذ دار الخلافة محيي الدين يوسف سبط الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي البغدادي للإمام أمير المؤمنين المستعصم بالله العباسي، وهي ثلاثة عشر حديثاً، قال في أولها: " قرأت على سيدنا الإمام المفترض الطاعة على جميع الأنام أبي أحمد عبد الله المستعصم بالله أمير المؤمنين وقبلة المسلمين ابن الإمام أبي جعفر المنصور، قلت له - رفع الله قواعد مجده العباسي بطول حياته، وقمع معاند الدين الحنيفي بطول سطواته - أنبأك - أيدك الله بالتوفيق الإلاهي - أبو الحسن المؤيد الطوسي في كتابه إليك من نيسابور ... الخ ". أرويها بالسند إلى ابن الفوطي المذكور في حرف الفاء وهو عن الحافظ أبي المظفر يوسف ابن الجوزي مخرجها عن المستعصم بالله، رحمهم الله، وعندي منها نسخة مسموعة قديمة جداً. 65 - الأنوار السنية في أسانيد الطريقة العروسية: للإمام العارف

_ (1) لسبط ابن الجوزي (656) ترجمة في ذيل مرآة الزمان 1: 332 وذيل طبقات الحنابلة 2: 258 والبداية والنهاية 13: 203 والشذرات 5: 286 والنجوم الزاهرة 7: 66 وابن خلكان 3: 142.

الشهير بالصقع الطرابلسي سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري المتوفى سنة 981 عن نحو مائة سنة، ذكر فيها اتصالاته بالشيخ الشهير العارف أبي العباس أحمد بن عروس دفين تونس الني من أشهرها أخذ الأسمر عن عبد الواحد ابن محمد الدكالي عن فتح الله بن أبي راس القيرواني عن أحمد بن عبد الله الرشيد الساحلي عن أبي راوي الفحل عن الشيخ أحمد بن عروس، وهو عن الشيخ فتح الله العجمي عن الشيخ ياقوت العرشي عن المرسي عن الشاذلي بأسانيده المذكورة في كتابه " الأنوار السنية " هذا الذي هو من آخر الكتب التي أملاها الشيخ الأسمر، وفي نظمه الذي يقول فيه: سميتها السلسلة الذهبية ... عن سادة أكابر مروية وقد ذيلها بنظم سنده إليه صاحبنا العلامة مفتي المنستير الشيخ محمد بن محمد بن عمر مخلوف المنستيري صاحب " طبقات المالكية " (1) وساقهما معاً في كتابه " مواهب الرحيم في مناقب الشيخ سيدي عبد السلام بن سليم " الذي اختصر فيه كتاب الشيخ كريم الدين البرموني شارح المختصر المسمى " روضة الأزهار ومنية السادة الأبرار " في مناقب الشيخ المذكور " (2) . نتصل بالمترجم عن الرحال الناسك الذاكر أبي عبد الله محمد بن عليّ بن محمد - فتحاً - بن حسين بن أحمد شهر بو حريص - بالحاء والخاء - الفيتوري الطرابلسي، صافحته بفاس سنة 1324، عن شيخه محمد بن عثمان بحيح عن أبيه عثمان دفين بنغازي، عن خاله محمد عن ولده محمد عن والده محمد عن والده بركة الفيتوري عن عبد السلام صاحب كتاب " فتح العليم " (3)

_ (1) يريد: شجرة النور الزكية. (2) انظر المواهب ص: 97 (المؤلف) . (3) صاحب هذا الكتاب هو أبو محمد عبد السلام بن صالح بن خلدة الأسمر الفيتوري (انظر شجرة النور: 318) .

عن الشيخ أبي راوي الفيتوري دفين جربة عن محمد بن عمر بن جحا عن والده محمد بنجحا عن الشيخ سيدي عبد السلام الأسمر بأسانيده. هكذا نقلت هذا السند من إجازة للمذكور عليها ختمه وبخطه لصاحبنا أبي العباس أحمد بن العباس البغراوي، ولعل فيه انقطاعاً من آخره. 66 - الأنوار القدسية في مقدمة الطريقة السنوسية: للشيخ الصالح العالم العامل الناسك أشهر مشاهير مشايخ الطرق الآن في الإسلام صديقنا السيد أبي العباس أحمد الشريف ابن الأستاذ محمد الشريف بن الحافظ السيد محمد بن عليّ السنوسي، الجغبوبي أصلاً، الأناضولي جولة، المكي الاستقرار الآن، وهي رسالة جامعة نافعة في الطريقة السنوسية وأركانها وتعاليمها وتراجم رجالها وأسانيد إمامها في الكتب الحديثية والطرائق الصوفية وآداب السلوك، طبعت في الآستانة في 117 صحيفة، قال في أولها " لما رأيت الناس جهلوا مبنى الطريقة المحمدية، وأسانيدها العليا العلية، وضعت هذا الكتاب مقدمة لمجموعة الأوراد والأحزاب، لينتفع بها أولو الألباب، إذ معرفة الأسانيد المتصلة من أعظم المهمات، وأولى ما اعتنى به ذوو التحصيل والرغبات، فإني أبدأ أولاً ببيان محل منشأ مشايخ هذه الطريقة وولادتهم ووفاتهم، ثم أسانيدهم في القرآن إذ هو الأصل العظيم، وهو أول أوراد هذه الطريقة، ثم أوضح أسانيد الأمهات الحديثية لأن مبنى هذه الطريقة على العمل بالكتاب والسنة الأحمدية، ثم أبين أسانيد مشايخ الطرق لتكون إن شاء الله شافية كافية ... الخ " ومدار رواية السيد أحمد الشريف فيها عن والده السيد محمد الشريف وعمه السيد محمد المهدي، وهو مستخلفه، وعن الأستاذين السيد عمران ابن بركة اليزليتني والسيد أحمد بن عبد القادر المازوني الأصل الريفي الشهرة، وهو عمدته، وأجازوه بما لهم أربعتهم عن جده الأستاذ ابن السنوسي بأسانيده. ويروي القرآن عن السيد المدني التلمساني وعن السيد محمد الزروالي عن جده

أيضاً ثم فصل أسانيده إلى الكتب الحديثية والطرائق الصوفبة، وربما كرر بعض الأسانيد وختمها بكلام نثري ونظمي لجده الإمام وغير ذلك من الفوائد النادرة فيما يتعلق بهذه الطريقة، إلا أن طابعها صحفها وحرف كثيراً من كلماتها وبعض التواريخ. أروي الرسالة المذكورة عن مؤلفها السيد أحمد الشريف مكاتبة، وكل ما له أبقاه الله وأعانه على ما يريد من جمع كلمة الإسلام آمين، وهو الآن في سن الخمسين، لأن ولادته كانت سنة 1284 حسبما أخبرني به ابن عمه الشيخ الجليل الماجد المرحوم الشيخ أحمد بن تكوك المستغانمي بفاس حينما شرف منزلنا سنة 1338. 67 - إيقاظ القوابل للتقرب بالنوافل (1) : لعالم المدينة البرهان إبراهيم الكوراني صاحب الأمم، إجازة لطيفة في نحو كراسين كتبها للعالم المتفنن الشيخ زكي الدين أبي الفتح ابن قطب الدين الملثاني، ذكر فيها أوراده وأوراد شيخه القشاشي وأسانيده في تلقين الذكر ولبس الخرقة من طريق الشيخ عبد القادر والسهروردي وكتب الحاتمي والسهروردي والشيخ عبد القادر ثم عمم له وبالخصوص سند مشكاة المصابيح للتبريزي، قال: ألا أنه المشهور قراء وإقراء عندهم بالنسبة إلى غيره وسمى له أخيراً بعض مؤلفاته، وهو ثبت لطيف أكثره متعلق بأسانبد طرق القوم، فرغ منه مؤلفه عام 1.77، عندي منه نسخة بخط تلميذ مؤلفه عبد الله بن محمد المينباري كتبها سنة 1078. أرويه وكل ما فيه بأسانيدنا إلى الكوراني المذكورة في الأمم وغيرها من إثباته. وأرويه بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى، وهو يرويه بالخصوص عن عبد الرحمن ابن عليّ بن الحسين الحسني البزاز صاحب الوادي باليمن عن والده عليّ بن الحسين الحسني عن المؤلف.

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 16.

68 - إهداء التهاني بإجازة نصر البنباني (1) : للإمام أبي الأسرار حسن بن عليّ العجيمي المكي، هو ثبت ألفه باسم المذكور، وقفت عليه بمكة المكرمة ورويته، ساق فيه روايته عن جماعة من المغاربة لم نستفد أخذه عنهم إلا من الثبت المذكور، وهم قاضي مكناس محمد بن أحمد الفاسي، وابن عمه عبد الوهاب بن العربي الفاسي، كلاهما أجازه مكاتبة كما أجازهما القصار عالياً، وكذا محمد بن محمد بن أبي القاسم ابن سودة، ومحمد بن سعيد المرغتي السوسي المراكشي، فإذا ضممت هؤلاء الأربعة إلى أبي السعود الفاسي والرداني والعياشي ويحيى الشاوي وأبي مهدي الثعالبي والعلمي المشيشي الذي أجازه بالمشيشية يجتمع للعجيمي من أشياخ المغرب عشرة ممن أجاز له، وهذا نادر في ذلك الزمن وبعده. ومما استفدته من الثبت المذكور رواية العجيمي لمؤلفات عليّ القاري المكي عن المسند زين العابدين الطبري عن والده عبد القادر عن ابن سلطان المذكور. أروي الثبت المذكور بسندنا إلى العجيمي (انظر حرف العين) . الأنيس المطرب فيمن لقيته من أدباء المغرب: للشمس محمد بن الطيب الشركي (انظر حرف الشين) (2) .

_ (1) حسن بن علي العجيمي (كنيته أبو الأسرار وفي رقم: 132 أبو علي وفي حرف العين أبو الأسرار وعند الزركلي 2: 223 أبو البقاء) ، وقد ترجم له العياشي في الرحلة 2: 212 وسيفصل المؤلف في ترجمته في حرف العين (رقم: 453) . (2) انظر رقم: 598 (والأرقام: 6، 45، 412) .

حرف الباء

حرف الباء 64 - البابلي (1) : هو الإمام الحافظ المسند أبو عبد الله محمد بن العلاء البابلي المصري الشافعي، وهو بكسر الباء الموحدة، كذا نحفظه وسمعنا النطق به من الشيوخ، وضبطه شيخنا الشهاب أحمد الحضراوي المكي في ثبته بضم الموحدة الثانية، قال: " نسبة إلى بابل بالضم من أعمال أفريقية " وهوغريب. كان المترجم له حجة مصر على الآفاق في صدر الألف الهجري، يذكر عنه أنه دعا لما بانت له ليلة القدر أن يكون في الحديث مثل الحافظ ابن حجر، فكان كذلك بالنسبة إلى زمانه، قال أبو الفيض الزبيدي في " المربي الكاملي فيمن روى عن البابلي "، وهذه شهادة منه كافية في حقه، وهو كما قال: " فإنا ما رأينا في العصر القريب من لدن الحافظ السخاوي من بلغ صيته واشتهاره وكثر نفعه وجلت تلاميذه مثله، اه " وناهيك بمثل هذه الشهادة منه. ولما أراد السيد الزبيدي أن يصل سلسلته بالحديث المسلسل بالحفاظ في مستخرجه على مسلسلات ابن عقيلة ووصل إلى المترجم قال: " اتفق أهل العصر على تسميته بالحافظ، ورأيت وصفه كذلك بخط الشيخ أبي مهدي عيسى الثعالبي وبخط المحدث محمد بن منصور الاطفيحي وبخط أبي مفلح خليل بن إبراهيم اللقاني وبخط الشهاب العجمي وابنه أبي العز محدثي مصر، اه ". وقال عنه الأمين المحيي في الخلاصة: " أحد الأعلام في الحديث والفقه، وهو أحفظ أهل عصره لمتون الأحاديث وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها

_ (1) محمد بن علاء الدين البابلي (1077) وله ترجمة في خلاصة الاثر 4: 39 وانظر الزركلي 7: 152 ونهيه عن التأليف الا في أحد أقسام سبعة - كما أورده الزركلي - أخذه بتمامه عن ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس (رسائل 2: 186، الفقرة: 17) .

وسقيمها، وكان شيوخه وأقرانه يعترفون له بذلك، اه ". ورايت الزرقاني شارح المواهب حلاه في إجازته لمحمد بن عليّ زروق المغربي ب " محدث العصر وحافظه، اه ". وكذا وصفه أبو الأسرار العجيمي في إجازته لأبي حامد البديري ب " خاتمة الحفاظ، شيخ زمانه في الحديث " (انظر الجواهر) . وقد أفرد ترجمته بالتأليف الحافظ أبو الفيض الزبيدي [في كتاب] سماه " الفجر البابلي في ترجمة البابلي ". كما أفرد الآخذين عنه بتأليف سبق ذكره، وناهيك بهذا في ترجمته. يروي المذكور عامة عن كافة أعلام مصر في صدر المائة الحادية عشرة، ومن أعلامهم الشمس الرملي والشمس محمد الوسيمي والشهاب أحمد بن الشلبي وسالم السنهوري وعبد الرؤوف المناوي والنور عليّ الزيادي والنور عليّ الحلبي والبرهان اللقاني والنور عليّ الأجهوري وغيرهم. وقد جمع أسانيده ومروياته تلميذه الخاص أبو مهدي عيسى الثعالبي في فهرسته " منتخب الأسانيد في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد " وقفت عليها في المكتبة السلطانية بمصر. قال الشهاب النخلي في ثبته " وقد استودع شيخنا الشيخ عيسى هذه المقروءات كلها في مؤلف سماه: منتخب الأسانيد، وقد قيد فيه أسماءها كلها وضبط أسانيدها إلى مؤلفيها وكل ذلك بإملاء حافظ الزمان الشيخ البابلي، اه ". نتصل بالبابلي المذكور من طريق أبي سالم العياشي وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي وأبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي وغيرهم من المغاربة، والبصري والنخلي والعجيمي والقلعي والثعالبي والرداني والزرقاني وعبد القادر الصفوري وإبراهيم الخياري وعبد الله بلفكيه وغيرهم من المشارقة، ولكثرة الآخذين عنه من الأعلام أفردهم الحافظ مرتضى بكتاب سماه " المربي الكاملي فيمن روى عن البابلي ". وأعلى مابيننا وبينه أربعة، وذلك عن شيخنا أبي النصر الخطيب عن عمر الآمدي عن الحافظ مرتضى الزبيدي عن أحمد بن

سابق بن رمضان بن عزام الشافعي الزعبلي المتولد بباب زعبل إحدى القرى المصرية سنة 1072 والمتوفى سنة 1172 إجازة له مشافهة في سائر ما يرويه، قال: أخبرني الحافظ البابلي إجازة مشافهة في سائر ما يرويه، قال الزبيدي في: العقد المكلل " وبهذا السياق ساويت شيوخي وأكثر مشايخ مشايخي، اه ". وقال أيضاً في إجازته لأبي محمد بن زيان العراقي الفاسي: " وفي هذا السند لطيفة وهي أن شيخنا المذكور بين سماعه وإسماعه مائة سنة، ولم يتفق هذا إلا للحجار، اه ". مات المترجم له سنة 1077، وولادته كانت في سنة ألف، ورثاه تلميذه البرهان الخياري بقصيدة تاريخها: قد ختم العلم به ... فأرخوه الخاتمة 65 - الباجي (1) : هو الحافظ أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد بن وارث الباجي المالكي، له فهرسة أرويها بأإسانيدنا إلى ابن خير عن أبي الأصبغ عيسى بن محمد بن أبي البحر قراءة عليه، وعن الشيخ أبي الحسن عليّ بن عبد الله ابن موهب وأبي الحسن عبد الرحيم بن قاسم بن محمد المقري الحجار، إجازة عن أبي محمد شعيب بن عيسى بن عليّ الأشجعي المقري مشافهة وإذناً، كلهم عن أبي الوليد الباجي. 66 - البجيرمي: هو الإمام العالم المحدث المسند أحمد بن أحمد بن

_ (1) لأبي الوليد الباجي (474) ترجمة في الصلة: 197 وبغية الملتمس رقم: 777 وترتيب المدارك 4: 802 والذخيرة 1/2: والمرقبة العليا: 95 والقلائد: 188 والمغرب 1: 404 والديباج: 120 وتهذيب ابن عساكر 6: 248 ومعجم الأدباء 11: 246 والإكمال 1: 486 وتذكرة الحفاظ: 1178 وعبر الذهبي 3: 280 وابن خلكان 2: 408 ومرآة الجنان 3: 108 والفوات 2: 64 والروض المعطار: 75 والنفح 2: 67.

جمعة البجيرمي الشافعي المصري المتوفى بمصر سنة 1197. قال عنه الحافظ مرتضى: " أكب على إقراء الحديث وألف في الفن وانتفع به الناس، اه ". وقال عنه تلميذه ابن عبد السلام الناصري في رحلته الكبرى: " هو والله من الزاهدين والأولياء العارفين، اه ". يروي عامة عن الشهابين الملوي والجوهري والشمس محمد بن أحمد العشماوي والشهاب أحمد الصباغ، كلهم عن البصري عامة، ويروي ثبت النخلي عن الصباغ عنه، ويروي أيضاً عن محمد بن محمد الدفري عن سالم ابن عبد الله البصري عن أبيه، ويروي المترجم عن الحفني وحسن المدابغي عن عيد بن عساكر النمرسي ومحمد بن عبد الله السجلماسي عن البصري أيضاً، نقلت هذا من إجازته لأبي الطوع سلامة الأشبولي المصري والونائي. ويروي المترجم الكتب الستة عن والده أحمد عن محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي عن الشمس محمد بن داوود العناني عن النور الحلبي عن الشمس الرملي. وروى حديث الأولية عن منصور المنوفي عن البشبيشي عن البابلي، وروى علم القراءات عالياًعن الشمس البقري عن عبد الرحمن اليمني، وأخذ الأسماء الإدريسية عن أبي الحسن عليّ البيومي عن عمر التطواني عن صاحب " المنح البادية "، وروى المصافحة والطريقة النقشبندية عن البدر حسن الخونكي عن الشهاب أحمد البنا الدمياطي بسنده المعروف، وأخذ الصلاة المشيشية عن والده عن عيد النمرسي عن النخلي والبصري، وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشهاب الجوهري عن عبد الله الكنكسي، وأخذ الخلوتية عن سيدي مصطفى البكري، وروى المسلسل بالفاتحة عن والده عن أبي العز العجمي عن أبيه عن عليّ الأجهوري، وتدبج مع عثمان بن عبد الرحمن الشامي راوي الصحيح عن أحمد بن عليّ الغزي عن عبد الرؤوف البشبيشي عن عمه عن سلطان المزاحي، وروى عن الصباغ والملوي والجوهري أثباتهم، كما سبق وروى عالياًعن أحمد بن سابق ابن رمضان عن البابلي. وللبجيرمي

المذكور ثبت وقفت عليه بالمكتبة الخديوية بمصر، ومنه نقلت بعض ماذكر. أتصل به في جميع ماله من طرق منها بأسانيدنا إلى الفلاني وعبد الرحمن الكزبري وغيرهما عن أبي الحسن عليّ بن عبد البر الونائي عنه. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن أبيه عن الشهاب أحمد بن عليّ الدمهوجي المصري عنه، وبأسانيدنا إلى ابن عبد السلام الناصري عنه. 67 - البخاري (1) : هو مسند الشام محمد بن أحمد بن محمد بن خير الله البخاري الأصل والشهرة الحنفي الأثري المحدث نزيل نابلس المولود سنة 1154 والمتوفى بنابلس سنة 1200 مطعوناً، قال عنه الحافظ الزبيدي في معجمه: " يعرف فن الحديث معرفة جيدة، لا نعلم في هذا العصر من يدانيه فيها مع ما عنده من قوة الحافظة والفهم السريع وإدراك المعاني الغريبة، اه ". وترجمة ابن عبد السلام الناصري في رحلته واصفاً له بالحافظ الحجة المتقي وأثنى عليه بالحفظ والاستحضار لتراجم الرجال والعلل، كثير الصمت إلا عن ذكر البر ومذاكرة العلم الشريف اه. قال عنه الجبرتي في تاريخه " رأساً في فن الحديث يعرف فيه معرفة جيدة لا نعلم من يدانيه في هذا العصر بعد شيخنا المذكور الحافظ الزبيدي، واسع الاطلاع على متعلقاته، اه ". وقال عنه الشمس ابن عابدين في ثبته: " كان في حفظ متون الأحاديث والرجال عديم المثيل، كاد أن يشبه بصاحب الصحيح لو كان أباه إسماعيل، اه ". وقال عنه تلميذه الشهاب أحمد العطار في ثبته: " خاتمة المحدثين والإخباريين والنسابين، روى عن أبي الربيع سليمان بن يحيى الأهدل وحسن بن عبد الرحمن عيديد نزيل مخا باليمن " قال المترجم عن هذا السيد: " وبه جل انتفاعي في فن الحديث، اه ". ومحمد بن علاء الدين الزبيدي ومحمد بن عبد ربه

_ (1) انظر الجبرتي 2: 126 - 127.

الشهير بابن الست وعبد الله بن موسى الحريري المحلي والشمس محمد بن محمد البقاني النابلسي ومحمد بن عبد الكريم السمان المدني والشمس محمد بن أحمد السفاريني النابلسي والحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم، قال الزبيدي المذكور: " وقد خرجت له معجم شيوخه في كراس، ونقلت منه نسخ وأرسل بها إلىالديار الشامية، اه ". قلت: قد رأيت معجمه المذكور بدمشق في مكتبة صديقنا بهجة تلك الديار المرحوم السيد محمد المبارك الجزائري. أتصل به في كل ما له عالياً من طرق منها: عن عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ شاكر العقاد عنه. ح: وبأسانيدنا إلى أبي حفص عمر بن عبد الرسول العطار المكي عن الشيخ مصطفى الكردي الشامي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشهاب أحمد بن عبيد العطار الدمشقي وابن عبد البر الونائي وابن عبد السلام الناصري والشهاب الدمهوجي والشمس الشنواني والعربي بن المعطي الشرقاوي البجعدي كلهم عنه. قلت: المترجم هو الذي ألف في ترجمته ابن تيمية كتابه " القول الجلي " المطبوع بهامش " جلاء العينين " وفي غيره من المجامع، وإن لم ينسبه له من ترجمه ولا عرف ترجمته من طبعه أو طالعه، وهذا عجيب. وعندي إجازة بخطه لمحمد بن مصطفى العيني وإمضاؤه فيها هكذا: محمد بن أحمد بن محمد الحنفي الأثري. 68 - البدر القرافي (1) : هو بدر الدين محمد بن يحيى بن عمر بن يونس

_ (1) ترجمة القرافي في خلاصة الاثر 4: 258 ونيل الابتهاج: 342 (بهامش الديباج) والفكر السامي 4: 106 ومعجم سركيس: 1502 والزركلي 8: 12 وبروكلمان، التكملة: 2: 436.

القرافي المصري المالكي، ولد سنة 939 ومات سنة 1008، له فهرسة ذكرها له المحيي في ترجمته من " خلاصة الأثر " وأبو سالم العياشي في " إتحاف الاخلاء بأسانيد الأجلاء " وقد وقفت عليها في مكتبة رواق المغاربة بالأزهر. ومحصل مافيها أنه يروي عامة عن زين الدين الجيزي ويوسف بن القاضي زكرياء والنجم الغيطي والمعمر بهاء الدين الشنشوري ومحمد بن أحمد الفيشي والنور القرافي ومحمد التتائي وغيرهم، وذكر مشيخة كل واحد من هؤلاء. ورأيت في زاوية أبي الجعد في مجموعة لفخرها أبي عبد الله محمد صالح بن المعطي الشرقي إجازة للبدر المذكور كتبها لعم جد المذكور ولي الله محمد المعروف بالمكناسي بن الشيخ الكبير الشأن أبي عبيد محمد الشرقي بتاريخ 1003 مضمنها أنه يروي الموطأ عن زين بن أحمد الجيزي عن الناصر اللقاني وشمس الدين اللقاني كلاهما عن البرهان إبراهيم (1) اللقاني عن الحافظ ابن حجر، ويروي الصحيح عن الجمال يوسف بن القاضي زكرياء والنجم الغيطي والناصر اللقاني، يرويه الأخير عن الحافظ عثمان الديمي عن الحافظ ابن حجر، وأخذه اللقاني أيضاً عن الجمال القلقشندي، ويرويه الديمي عن أحمد بن طريف الشاوي عن العراقي والهيثمي بأسانيدهم. أرويها وكل ما يصح له من مؤلف ومروي من طرق منها بأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي وأبي مهدي الثعالبي والشهاب العجمي والشمس البابلي وغيرهم عن أبي الحسن عليّ الأجهوري عنه. ح: وبأسانيدنا إلى القصار الفاسي عنه مكاتبة. 69 - البديري (2) : هو أبو حامد محمد بن محمد بنمحمد بن أحمد البديري الحسيني الدمياطي الشافعي المعروف بابن الميت وبالبرهان الشامي المتوفى سنة 1140 العلامة المحدث الصوفي المسند مفرد الزمان وحيد الأقران صاحب

_ (1) هذا اكبر واقدم من صاحب الجوهرة، اه (المؤلف) . (2) ترجمة البديري في الجبرتي 1: 88 وانظر الزركلي 7: 295؛ وانظر رقم 115 فيما يلي.

الشرح الحفيل على منظومة البيقوني في الاصطلاح، وإرشاد العمال فيما يطلب في عاشوراء من الأعمال وغيرها، يروي عامة عن أبي الحسن عليّ الشبراملسي والبرهان الكوراني وحسن بن عليّ العجيمي والسيدة قريش بنت عبد القادر الطبرية المكية وشرف الدين بن زين العابدين بن محيي الدين بن ولي الدين بن يوسف جمال الدين بن القاضي زكرياء الأنصاري ومحمد بن قاسم البقري واحمد بن عبد اللطيف البشبيشي ومحمد بن محمد المرابط الدلائي المغربي وغيرهم. وأخذ طريق القوم عن جماعة كأبي عبد الله المسطاري المكناسي وزين العابدين البكري وأخيه وأبي الارشاد يوسف الوفائي والجمال أحمد البنا الدمياطي وغيرهم. له ثبت نفيس اسمه " الجواهر الغوالي في الأسانيد العوالي " في نحو ست كراريس، هو عندي، بآخره إجازة مؤلفة به للشمس محمد بن سالم الحفني، أرويه بالسند إلى الحفني وإلى شيخه مصطفى البكري كلاهما عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عن الأخوين محمد ويوسف ابني سالم الحفني والحسن بن عليّ المدابغي ومحمد بن يوسف بن عيسى الدنجيهي الدمياطي ومصطفى بن عبد السلام المنزلي كلهم عن أبي حامد البديري ما له. ح: وأرويه مسلسلاً بالمحمدين والدمياطيين عن أبي عبد الله محمد الشريف بن عوض الدمياطي عن الشيخ عطية القماش الدمياطي والشيخ أحمد بشارة الدمياطي كلاهما عن الشيخ مصطفى البديري عن شمس الدين محمد المهدي عن القطب الحفناوي عنه. ح: ويرويه أبو عبد الله محمد الشريف عن محمد الخضري الدمياطي عن محمد الأمير الكبير عن محمد بن سالم الحفني عن محمد بن محمد البديري وهو يروي الحديث المسلسل بالمحمدين عن محمد البقري عن محمد ابن العلا البابلي بأسانيده المعروفة. تنبيه: ذكر المترجم في شرحه على البيقونية أنه سأل شيخه النور عليّ

الشيراملسي عن حكم قراءة الحديث مجوداً كتجويد القرآن من إمكان النون الساكنة والتنوين والمد والقصر وغير ذلك، هل هي مندوبة فأجابه بالوجوب ونقله له عن كتاب " الأقوال الشارحة في تفسير الفاتحة " قال: وعلل الشيخذلك بأن التجويد من محاسن الكلام ومن لغة العرب ومن فصاحة المتكلم وهذه المعاني مجموعة فيه صلى الله عليه وسلم، فمن تكلم بحديثه عليه السلام فعليه مراعاة ما نطق به عليه السلام، اه. 70 - بدر الدين الغزي (1) : مسند الشام الإمام العلامة محمد بدر الدين ابن الشيخ رضي الدين العامري الغزي الدمشقي الشافعي حلاه محدث حلب الشراباتي في ثبته ب " شيخ الإسلام حافظ ذلك العصر والأوان العالم العامل المفرد المحدث الأصولي، اه ". وهو صاحب التفسير المنظوم وشروح ألفية بن مالك الثلاثة، اثنان منها نظماً، وشرح نظم جمع الجوامع، ورحلة القدس، ورحلة بلاد الروم، والدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد، وغيرذلك مما يزيد على المائة تأليف، فيصح أن يستدرك على من أهمله ممن ألف في هذا الباب. ويروي عامة عالياً عن القاضي زكرياء والقاضي برهان الدين بن أبي شريف ومسند عصره الجمال القلقشندي وحافظ عصره الحافظ السيوطي والعلامة القسطلاني والمسند المعمر ملحق الأحفاد بالأجداد أبي الفتح محمد بن أبي الحسن المزي الاسكندري وتقي الدين البرزنجي ووالده رضي الدين الغزي، قال المترجم في إجازة له منظومة كتبها للمسند الرحال داوود بن عليّ العباسي الأصابي اليمني ساقها صاحب " النفس اليمني " (2) ومنها لخصت ما ذكر من شيوخه: وغيرهم وهم كثير جداً ... تمل إن شرعت فيهم عدا

_ (1) هو محمد بن محمد بن محمد: له مؤلفات كثيرة تربو على المائة، انظر شذرات الذهب 8: 403 وبروكلمان، التاريخ 2: 360 والزركلي 7: 288. (2) النفس اليماني: 263 - 266.

ومن أعلى ما حصل له روايته عن الإمام أبي الفتح الإسكندري عن عائشة بنت عبد الهادي والشهاب بن صديق الرسام وجده عليّ بن صالح النويري كلهم عن الحجار. أروي ماله من طريق ابن العجل عنه عالياً ومن طريق ولده النجم الغزي عنه عالياً (انظر حرف النون والغين) (1) ومن طريق الشيخ القصار عنه أيضاً إجازة مكاتبة، مات البدر هذا سنة 984. 71 - بدر الدولة المدراسي: هو بدر الدولة صبغة الله بن محمد غوث ابن ناصر الدين محمد بن نظام الدين الهاشمي المدراسي الهندي، يروي عن أبيه نظام الدين أحمد بن القاضي حسين البجابوري الشافعي عن السيد عوض ابن شيخ الضعيف السقاف عن الثعالبي والبابلي، وروى عامة عن محمد بن محمد بن علام الجداوي المكي نزيل مدراس وعمر بن عبد الرسول المكي مكاتبة، وروى الصحيح عن عبد الوهاب بن محمد شاكر الموصلي، وفي المدينة عن شيخ الحرم النبوي داوود باشا، وروى دليل الجزولي عن ولي الله بن محمد عظيم البهاري عن الوالي أحمد الله الخيرأبادي عن صبغة الله الحسيني عن أبي طاهر الكوراني عن والده، ويروي العلوم العقلية عن والده عن مرجع علماء الهند فيها مولانا بحر العلوم اللكنوي بأسانيده. له ثبت ذكره له الشيخ أحمد بن عثمان العطار وأجازه لي عن ولده المحدث المسند محمد سعيد خان الهاشمي المدراسي عن أبيه بدر الدولة، ووهبني إجازة له بخطه. 72 - البرزالي (2) : هو الإمام الحافظ مفيد الآفاق علم الدين أبو محمد

_ (1) انظر رقم: 348 وفي حرف الغين إحالة فقط. (2) ترجمة البرزالي في البدر الطالع 2: 51 والبداية والنهاية 14: 185 والدرر الكامنة 3: 321 والنجوم الزاهرة 9: 319 والفوات 3: 196 وطبقات السبكي 6: 246 (الحسينية) وطبقات الاسنوي 1: 292 والشذرات 6: 122 وتاريخ ابن الوردي 2: 327 والرد الوافر: 119 والزركشي: 248 والذيل على طبقات الحفاظ: 18 وذيل عبر الذهبي: 209 والدارس 1: 112.

القاسم بن البهاء محمد بن يوسف البرزالي الدمشقي، ولد سنة 665 وسمع كثيراً، ورحل وأمعن في طلب الحديث مع الاتقان والفضيلة، وخرج لنفسه معجماً في سبع مجلدات، كذا في طبقات الحفاظ للسيوطي. وقال الكتبي في فوات الوفيات: بلغ ثبته أربعاً وعشرين مجلداً أثبت فيه كل من سمع عليه وبلغ مشايخه بالسماع أكثر من الألفين، وبالإجازة أكثر من الألف، رتب ذلك وترجمهم في مسودات متقنة، وفي معجمه المذكور يقول الذهبي: إن رمت تفتيش الخزائن كلها ... وظهور أجزاء بدت وعوالي ونعوت أشياخ الوجود وما رووا ... طالع أو اسمع معجم البرزالي وقيل فيه أيضاً: يا طالباً نعت الشيوخ وما رأوا ... ورووا على التفصيل والاجمال دار الحديث انزل تجد ما تبتغي ... لك بارزاً من معجم البرزالي قال الذهبي (1) : " وهو الذي حبب إليّ طلب الحديث، قال لي: خطك يشبه خط المحدثين، فأثر قوله في وسعيت وتخرجت به في أشياء، اه ". قال السيوطي: " لم يخلف في معناه مثله، ومات سنة 737 " (2) أروي ما له من طريق الذهبي عنه. 73 - البرهان الشامي (3) : هو راوية الديار المصرية ومسندها الفقيه المحدث برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن سعيد التنوخي - بفتح الفوقية وضم النون الخفيفة وبالخاء المعجمة - البعلي، بالموحدة المفتوحة

_ (1) نقله في الفوات: 197 - 198. (2) ذكر الكتبي أن وفاته سنة 739. (3) له ترجمة في إنباء الغمر 2: 22.

والعين المهملة الساكنة، الشامي نزبل القاهرة. وجدت تحليته في سماع على الفخر عثمان الديمي ب " الشيخ الإمام العالم المقري المحرر المبرز ". ولد سنة 709، وأجاز له ابن عبد الدائم وأبو نصر ابن الشيرازي والقاسم بن عساكر وجمع كثير يزيد عددهم إلى الثلاثمائة، وروى أذكار النووي عن علاء الدين عليّ بن إبراهيم بن العطار عن النووي، ثم طلب الحديث بنفسه فسمع من جمع كثير يزيدون على المائتين، وسمع منه الحافظ الذهبي بعد الأربعين، وتفرد بكثير من مسموعاته. قال الحافظ ابن حجر: " قرأت عليه الكثير ولازمته طويلاً وخرجت له عشاريات ثم خرجت له المعجم الكبير في 24 جزءاً، مات فجأة سنة ثمانمائة " اه. من إنباء الغمر. وقال البرزلي في إجازته للحفيد ابن مرزوق: " ناولني فهرسته وأخبرني أنه قرأ على نيف وخمسمائة شيخ وأجازني بكل ما يرويه عامة، اه ". ومن اللطائف أن البرهان التنوخي هذا سمع منه الحافظ الذهبي كما علمت، ومات الذهبي سنة 748 وآخر أصحابه أبو العباس بن طريف الشاوي عنه مات سنة 884، وللحافظ السيوطي نظم في هذا المعنى سيأتي في ترجمته (انظر حرف السين) . أروي فهرسته من طريق ابن مرزوق الحفيد عن البرزلي عنه. ح: أومن طريق ابن حجر عنه ومن طريق السيوطي عن ابن طريف الشاوي. 74 - البرهان الحلبي (1) : هو الإمام الحافظ مفخرة الشام البرهان إبراهيم ابن محمد بن خليل أبو الوفاء الحلبي الشافعي المعروف بسبط ابن العجمي وبابن الغوف، ولد سنة 753 وسمع من جماعة من أصحاب الفخر ابن البخاري

_ (1) ترجمة أبي الوفاء الحلبي في البدر الطالع 1: 28 وإعلام النبلاء 5: 205 والزركلي 1: 62 وطبقات الحفاظ: 545 والضوء اللامع 1: 138.

وغيرهم، وأخذ علم الحديث عن الحافظ العراقي وبه انتفع، والبلقيني وابن الملقن، وحج عام813، واجتهد في الفن اجتهاداً كبيراً، وقرأ صحيح البخاري أكثر من ستين مرة، وصحيح مسلم نحو العشرين. وله من التصانيف: تعليق على سنن ابن ماجة، والتلقيح على الجامع الصحيح، والمقتفى في ضبط ألفاظ الشفا، ونور النبراس على سيرة ابن سيد الناس، وهو عندي في مجلدين، وحواشي على مسلم افتقدت في دخول تيمور لحلب، وحواشي على سنن أبي داوود، والتجريد، والكاشف، وتلخيص المستدرك، وميزان الأعتدال سماه: نثل (1) الهميان في معيار الميزان، وحواشي مراسيل العلائي، وشرح ألفية شيخه العراقي، وله نهاية السول في رواة الستة الأصول، والتبيين لأسماء المدلسين، وهو عندي، وتذكرة الطالب المعلم فيمن يقال انه مخضرم، والاغتباط بمن رمي بالاختلاط، وهو عندي، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، أفرد فيه الرواة الذين وصفوا بالوضع، وتلخيص مبهمات ابن بشكوال. مات مطعوناً سنة 841 وهو يتلو القرآن، وما في " التعليقات السنية " من أنه مات سنة 831 سبق قلم لأن عندي سماعاً بخطه على صحيح مسلم مؤرخاً بسنة 838. أروي ماله من طريق الحافظ ابن حجر وابن ناصر الدين الدمشقي كلاهما عنه. ح: وبأسانيدنا إلى القلقشندي عنه أيضاً. وكان للمترجم ولد أسمه أحمد، وكنيته أبو ذر (2) ، وصف أيضاً بالحفظ والإتقان والضبط له: التوضيح لمبهمات الجامع الصحيح، وعقد الدر واللآل فيما يقال في السلسال، ويقال انه أذهبه في آخر عمره، مات

_ (1) الزركلي: بل؛ وفي أصل المطبوعة: تنل. (2) أبو ذر أحمد بن إبراهيم: له ترجمة في الضوء اللامع1: 198 وإعلام النبلاء1: 25، 5: 279 والزركلي1: 85.

سنة 884 وعندي سماعات بخطه على كثير من الأجزاء الحديثية، وقد أخط سمينا أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي حيث زعم أن من نسب الولد المذكور للمترجم مخطيء كما بينته بأدلته فيما كتبته بهامش " إبراز الغي " له، رحم الله الجميع. قال الحافظ السيوطي لما ترجم للبرهان هذا في طبقات الحفاظ: " خرج له صاحبنا أبو القاسم عمر بن فهد معجماً، اه ". وفي الضوءاللامع للسخاوي ترجمة طنانة للمترجم أنظرها فيه. 75 - البراوي (1) : هو عيسى بن أحمد بن عيسى بن محمد الزبيري الشافعي القاهري الشهير بالبراوي العلامة المحقق، أخذ الحديث عن الشمس الدفري والديربي وعيد النمرسي ومصطفى العزيزي ومحمد الصغير وغيرهم، مات بمصر سنة 1182، ودفن بتربة المجاورين بمصر. له شرح على الجامع الصغير في مجلد، يذكر في كل حديث مايتعلق بالفقه خاصة. له ثبت نسبه له أبو حفص عمر بن عبد الرسول نرويه من طريقه عن الشيخ عثمان الشامي عنه. البريبري: انظر إتحاف ودود (2) . 76 - البكري (3) : هو شيخ المشايخ أبو المواهب مصطفى البكري الصديقي دفين مصر، صاحب الرحلة المسماة: الحلة الحقيقية لا المجازية في الرحلة الحجازية، والرحلة الرضوانية الدانية في الرحلة الحجازية الثانية، ورحلته القدسية الأولى والثانية، وجمع ما ورد في فضل الخلفاء الأربعة من الأحاديث في مجلد لطيف، وهو مطبوع، ونظم أربعين حديثاً مع مقدمة وخاتمة حفظها

_ (1) ترجمة البراوي في سلك الدرر 3: 273 والجبرتي 1: 312 وهدية العارفين 1: 811 وبروكلمان، التكملة 2: 445 والزركلي 5: 283. (2) انظر رقم: 59 فيما تقدم. (3) هو مصطفى بن كمال الدين بن علي البكري الصديقي الخلوتي: وترجمته في سلك الدرر 4: 190 - 200 وفيه أن مؤلفاته بلغت 222 ما بين صغير وكبير؛ والجبرتي 1: 165 ومعجم سركيس: 582 والزركلي 8: 141.

يعين، واليم المواج في ذكر أحاديث الإسراء والمعراج، وغير ذلك من التآليف العديدة. يروي عامة عن البديري والنخلي والبصري وابن عقيلة وأبي المواهب الحنبلي ومحمد بن إبراهيم الدكدكجي والنجم الرملي. أروي ما له من طرق منها بأسانيدنا إلى الهلالي والحفني والسفاريني وغيرهم عنه، وأعلاها وأغلاها عن أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عنه مشافهة، وهو من جيد الأسانيد وأصحها وأعمها. ولد الأستاذ البكري المذكور سنة 1099 ومات سنة 1162 وما في " الأشراف " من أنه مات سنة 1133 غلط. 77 - البطيوي (1) : هو العلامة الضابط أبو الحسن قاسم بن عليّ البطيوي الفاسي، يروي عن القصار والمنجور وأبي الحسن عليّ بن عمران وغيرهم، وعمدته الأول. له فهرسة نسبها له صاحب " التحفة القادرية " ذكر أنه أجاز بها لمولاي عبد الله الشريف، ولم أجد لها ذكراًعند أخص تلاميذه أبي عبد الله ميارة لما عرف به صدر تعليقه على الصحيح. نتصل به من طريق أبي سالم العياشي وغيره عن أبي عبد الله ميارة شارح المرشد عنه. 78 - البناني: هو شيخ المشايخ مسند فاس والمغرب في وقته العلامة المعمر أبو عبد الله محمد بن عبد السلام البناني الفاسي شارح الاكتفاء والشفاء وغيرهما من المصنفات العتيدة المتوفى سنة 1163 عن نحو الثمانين. قال عنه الحضيكي في طبقاته: " أدركناه مقفلنا من المشرق، وهو رئيس العلماء

_ (1) ترجم له الزركلي 7: 77 (اعتماداً على فهرس الفهارس) وله ترجمة في شجرة النور: 353 والدليل: 317، 318، 348.

والصلحاء وقتئذ في العلم والعمل، اه ". وفي تاريخ ابن الحاج أن شرح المترجم على الاكتفاء للكلاعي في السير ليس له نظير، في عدة أسفار، بلغ الغاية في تحرير كل ما يحتاج إليه وهو يدل على أن مؤلفه حاز من العلوم مقام الأئمة الأبرار. وذكر أن شيخه سيدي محمد بن عبد القادر الفاسي هو الذي أذنه في الشرح المذكور وقال له: قم بهذا الوظيف فإنه دين على المسلمين، وشرح منه نحو كراسين وذهب بهما إلى شيخه سيدي محمد فاستحسن صنيعه ولم يتيسر له التمام، لعدم وجود الكتاب في المغرب التي فيها المرام. ولما حج عام 1141 جمع الكتب من المشرق وأتى بها لهذه الحضرة وبقي في تبييضه ستة عشر عاماً وسمى هذا الشرح: " معاني الوفا بمعاني الاكتفا " ومن تصانيفه كتاب في فضائل الحرمين الشريفين وتوضيح حدودهما وأوليتهما وغير ذلك مما لا يجمل بالمؤمن جهله مع فضائل الحج ووجوبه وترتيب مناسكه ومتعلقاته، اشتمل على مقدمة وتسعة عشر باباً وخاتمة، منها الباب الثامن عشر في ذكر من لقيه بالحرمين الشريفين وغيرهما من علماء الإسلام، وقد وقفت على الكتاب المذكور وهو في مجلد إلا أنه في الباب المذكور أحال على رحلته الصغرى ولم يزد. يروي عامة عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي وأبي العباس أحمد بن العربي ابن الحاج وأبي عليّ اليوسي والقاضي أبي مدين بن الحسن السوسي المكناسي وأبي الحسن عليّ بركة التطواني والقاضي سعيد بن أبي القاسم العميري وأبي عبد الله المسناوي وأبي مروان عبد الملك التجموعتي والعارف أبي العباس أحمد بن ناصر الدرعي وأحمد بن يعقوب وأبي عبد الله محمد بن قاسم بن زاكور ومحمد بن الصيني وصاحب " المنح البادية " وغيرهم. واستجاز له والده من البرهان الكوراني وأبي عليّ العجيمي وأبي عبد الله الخرشي وأبي محمد عبد الباقي الزرقاني فأجازوه، وهذا علو نادر. وسمع أحاديث الأولية بمصر عن المعمر عبد الرؤوف البشبيشي آخر تلاميذ أبي الحسن الاجهوري في الدنيا

عنه كما سمعه هنا بشرطه عن الإمام أبي العباس ابن ناصر. ومن أغرب ما وقع له من العلو وأغبطه به ما ذكر عن نفسه في إجازته لولده محمد وأبي عبد الله ابن قاسم جسوس وهو قوله: " وأما الذين نروي عنهم بالإجازة من المغاربة فالشيخ أبو البركات عبد القادر بن عليّ الفاسي، عرضت عليه سوراً من القرآن، وناولني وعمني في إجازته لوالدي باستدعائه ذلك منه، كما فعل معي مثل ذلك بتعميم الإجازة لي الشيخ أبو سالم العياشي، اه " قلت: وهذا هو الفخر التليد لبناني المذكور لأنه لم يبق أحد في الدنيا يروي معه عن شيخه الفاسي وأبي سالم فإنه عاش بعدهما نحواً من سبعين سنة، وبعد الزرقاني والخرشي والكوراني نحو الستين، والعجيب هو إهمال تلاميذه الرواية عنه عمن ذكر في فهارسهم كالهلالي والشيخ التاودي وابن أخيه ابن الحسن الآتي بعده، ولكن الإهمال وعدم الاعتناء يصل بصاحبه إلى أكثر من هذا. جمع المترجم فهرسة لشيخه أبي العباس ابن الحاج، وجمع فهرسة لنفسه بناها على إجازته للشيخ جسوس وتلميذه محمد بن الحسن بناني وهي في نحو كراسين مفيدين جداً، ووقفت على نسخة أخرى منها أيضاً باسم ولده محمد أيضاً. نتصل بالمذكور في جميع ما يصح له من طريق تلاميذه المجازين منه عامة كالحافظ أبي العلاء العراقي وأبي العباس الهلالي وابن الحسن بناني وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس والشيخ التاودي وعلي بن العربي السقاط كلهم عنه كذلك. ح: وبأسانيدنا إلى ابن عبد السلام الناصري عن المعمر إسماعيل بن عبد الرحمن الفجيجي عنه. ولولد المترجم الحاج الأبر الفقيه عبد الكريم تأليف في والده سماه " تحفة

الفضلاء الأعلام بالتعريف بالشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد السلام " (1) . وقد وقفت على استدعاء من أبي العباس الهلالي يطلب فيه الإجازة من المترجم لنفسه ولجماعة من شرفاء سجلماسة مولاي أحمد بن الحفيد ومولاي محمد بن السيد ومولاي قاسم بن محمد وسيدي محمد أبي الرخاء ومحمد بن الحسن الوكيلي وأبي القاسم بن أحمد الفاسي ومحمد بن الشريف الحسني والمرابط عبد الوهاب بن عمر وأحمد بن عبد الحق وأبي بكر بن محمد بن عليّ الدادسي وعبد القادر بن عليّ صاحبهم وأحمد بن إبراهيم من لا يخاف والتاودي بن سودة ومحمد بن الطاهر بن عبد الوهاب بن محمد العلمي وتلوه الإجازة بخط ابن عبد السلام المذكور لمن ذكر، ولكن لا تحفظ اتصالاً بأحد منهم إلا بالشيخ التاودي والهلالي، ورأيت الشيخ فالحاً الظاهري في ثبته يذكر أن ابن عامر المعداني يروي عن المترجم، فإن صح فهو آخر من عاش من الآخذين عنه، والله أعلم. 79 - البناني (2) : هو محمد ضماً - بن الحسن البناني علامة فاس ومحققها في جيله المتوفى سنة 1194. قال الشيخ الرهوني: " وكان عالماً بالتفسير والحديث والفقه والأصول والكلام والتصوف، ذا دين متين وتؤدة عظيمة وهدي حسن، منقبضاًعن السلطان زاهداً في عطاياه " ... الخ " وانظر بسط ترجمته في فهرسة تلميذه بصري، وفي الجزء الذي أفرده في ترجمته أبو الربيع الحوات، وهو عندي " (3) . أخذ عن ابن عمه عبد السلام البناني المذكور قبله، وقفت على استدعائه منه الإجازة وإجازته له، وهي في كراسين وكتب له إجازة أخرى صغرى، وعن شيوخ فاس وأبي العباس الهلالي والورزازي وغيرهم، وحج

_ (1) الدليل: 197. (2) ترجمة محمد بن الحسن البناني في شجرة النور: 357 والدليل: 320. (3) الدليل: 19.

فأخذ بالمشرق عن كثيرين تضمنت مجموعة أسانيده نصوص استدعائه منهم وإجازاتهم له عقب استدعائه، كالشمس الحفني والشهب الثلاثة المحدث أحمد ابن مصطفى الصباغ والجوهري والملوي، وهي موجودة، وله فهرسة لطيفة تضمنت أسانيده في العلوم المتداولة وهي معروفة فيها نحو كراسة، وعندي نسخة منها بآخرها من إجازته بها لتلميذه أبي عبد الله بنيس شارح الهمزية. ومن العجب أنه لم يسند فيها إلا عن عمه والصباغ والحفني لشعوره بعلو الأولين ومقام الأخير الديني، مع أنه تلميذ الملوي والجوهري أيضاً، ولعل الشيخ بناني لم يكن يتفطن لعلوهما ولا حصل تفاصيل أسانيدهما. أروي كل ما للشيخ بناني المذكور بأسانيدنا إلى الحضيكي وتلميذه ابن عبد السلام الناصري وتلميذه محمد بن محمد الصادق ابن ريسون ثلاثتهم عنه بالإجازة والسماع، وأتصل بفهرسته ومروياته بإسناد عجيب عن قاضي تونس ومسندها المعمر الشيخ الطيب بن محمد النيفر عن صهره البرهان إبراهيم الرياحي عن المسند أبي عبد الله محمد بن محمد التهامي ابن عمرو الرباطي عن قاضي الرباط العلامة أبي العباس أحمد بن صالح الحكمي عن بناني المذكور. ح: وأتصل بفهرسته ومروياته أيضاً بإسناد غريب مسلسل بأهل الصحراء، وهو أني أرويها عن الشيخ الطائر الصيت أبي عبد الله محمد مصطفى ماء العينين الشنكيطي عن والده الشيخ محمد فاضل بن مامين عن الشيخ مصطفى الكحيل عن عبد الله بن إبراهيم العلوي، صاحب " مراقي السعود " وغيرها، عن الشيخ بناني والشيخ التاودي مالهما، وأتصل به في صحيح البخاري باسناد غريب عن مجيزنا مكاتبة العلامة الصالح أبي محمد عبد المعطي بن أحمد السباعي عن أبي عثمان سعيد الشريف الكثيرب السوسي عن الشيخين أبي عبد الله محمد بن عليّ بن سعيد الهلالي وابن حامد العربي بن إبراهيم السملالي إجازة منهما له عامة سنة 1254، كلاهما عن والد الأول أبي الحسن الهلالي إجازة منه لهما عن أبي العباس أحمد بن سعيد النظيفي عن المترجم له بأسانيده.

تنبيه: كان الشيخ بناني المذكور يكتب اسمه البناني بالتعريف وكذا كل من أجازه من المشرق يكتب اسمه كذلك، بل رأيت كاتب استدعائه للشهابين الملوي والجوهري الذي عقبه كتبا له ضبط بائه بالضم، والله أعلم. كما أن المترجم اسمه محمد ضماً - كما في النشر. وله أخ اسمه محمد بالفتح - قال عنه صاحب النشر على ما في بعض نسخه: " أكبر من أخويه سناً وعلماً، اه ". 8. - البناني المكي (1) : هو محمد بن محمد بن محمد العربي بن (2) عبد السلام بن حمدون بن عبد الواحد بن محمد - فتحاً - بن أحمد بوستة ابن عبد الله بن أبي القاسم البناني التفزي المغربي القلعي أصلاً المكي داراً مفتي المالكية بمكة المكرمة المتوفى في ربيع ثاني سنة 1245 شارح البخاري وغيره، يروي عن الفلاني والونائي والشهاب العطار ومحمد بن أحمد البناني المالكي والشرقاوي والشنواني وأحمد بن عمار الجزائري وعبد الملك القلعي وحسين ابن عليّ الزواوي والشمس محمد بن أحمد الجوهري ومحمد الجودي ومحمد الجيلاني السباعي ومحب الله السندي ومحمد التونسي وغيرهم. وله ثبت ذكر فيه المسلسلات العشرة المشتملة عليها فهرسة أبي سالم العياشي، ساقها بسنده عن الونائي عن الحافظ الزبيدي عن ابن الطيب الشركي عن أبي سالم، ثم ذكر إسناد الصحيح والموطأ وبقية الستة ومسند الشافعي وأحمد وشفاء عياض، ثم إسناد فهرس العياشي عمن ذكر. ومما ينتقد عليه فيه أكبر انتقاد أنه ساق فيه مثل إسناد المصافحة والمشابكة بسنده إلى الشركي قائلاً: صافحني العياشي، مع أن ابن الطيب الشركي ولد

_ (1) ترجم له الزركلي 7: 299 (اعتماداً على فهرس الفهارس) . (2) أخو محمد شارح الاكتفاء دفين الديوان بفاس اه (المؤلف) .

بعد موت العياشي بنحو العشرين سنة، وروايته عنه إنما هي بضمن إجازته لأبيه وأولاده، فاعلمه. نروي ما للمترجم بأسانيدنا إلى أبي حامد العربي الدمناتي عنه. ح: وعن أبي عليّ الحسن بن عبد الرحمن الشدادي عن بن عبد الله سقط الراشدي بإجازته لأبيه وأولاده عنه، وأظن أن شيخنا السيد الحبشي الباعلوي المكي أخبرني بإجازة المترجم لوالده السيد محمد بن حسين، أما أخذه عنه فمحقق. بناني: هو حميد بناني قاضي فاس (انظر حرف الحاء) (1) . 81 - باسودان اليمني (2) : هو العلامة العارف المسند عبد الله بن أحمد باسودان اليمني الدوعني المتوفى سنة 1266، أخذ عن أكابر آل باعلوي وعمدته منهم العارف عمر البار، وروى عامة عن الوجيه الأهدل الزبيدي والسيد عليّ بن محمد البيتي باعلوي المكي والشهاب أحمد بن علوي باحسين جمل الليل وعمر بن عبد الرسول العطار ومحمد بن صالح الرئيس وغيرهم. له عدة فهارس منها فيض الأسرار شرح سلسلة شيخنا الجامع للأسرار السيد عمر بن عبد الرحمن البار. أروي ما له عن جماعة من أصحاب السيد عيدروس بن عمر الحبشي كالشهاب أحمد بن حسن العطاس عنه عن عبد الله باسودان المذكور. ح: وأروي عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين الحسيني عن أبيه عن المترجم.

_ (1) رقم: 146 فيما يلي. (2) ترجم له الزركلي 4: 195 (واعتمد في ذلك على نيل الوطر 2: 60 ورحلة الاشواق القوية: 148) والدوعني نسبة إلى بادية دوعن باليمن؛ وانظر رقم: 117 فيما يلي.

82 - بشرى بن هاشم الجبرتي: العلامة المسند من أشياخ الشهاب دحلان المكي، يروي عامة عن الشهاب أحمد بن عليّ الدمهوجي وغيره. له مجموعة إجازات نرويها عن الشهاب أحمد بن حسن العطاس مكاتبة والسيد عمر شطا المكي شفاهاً، كلاهما عن السيد عيدروس الحبشي، شفاهاً للأول ومكاتبة للثاني، وهو عن محمد بن عبد الله باسودان وعلي بن عبد القادر باحسن الدوعني اليمني كلاهما عنه. 83 - البشير التواتي التونسي (1) : هو شيخ القراء بالديار التونسية العالم الصالح محمد البشير بن محمد الطاهر الشهير بالتواتي البجائي الأصل التونسي الدار، ولا علاقة له يتوات، إنما سمي على رجل صالح من أهل توات، المتوفى سنة 1311. أخذ القراءات عن الشيخ محمد بن الرايس التونسي عن الشيخ محمد المشاط التونسي عن الشيخ حمودة بن محمد بن إدريس الحسني عن الشيخ محمد الحرقافي الصفاقصي عن أبي الحسن عليّ النوري الصفاقصي عن أبي عبد الله الافراني المغربي عن الشيخ سلطان المزاحي بأسانيده المعروفة. وللشيخ المذكور ثبت اشتمل على أسانيده في القراءات أرويه عن الأستاذ محمد المكي بن المصطفى بن عزوز عنه سنة 1295. ح: وأرويه عن البرهان إبراهيم بن سليمان المرغاني عنه. وكانت للمترجم رواية عالية في الحديث، فالعجب من إغفال الأستاذ ابن عزوز الاتصال به فيها، وذلك أنه يروي عامة عن الشيخ محمد معاوية التونسي عن الشيخ حسن بن عبد الكريم الشريف عن الشمس محمد بن عليّ الغرياني عن ابن عقيلة بأسانيده. وروينا عنه عامة بواسطة أبي العباس أحمد الأمين بن المدني بن عزوز التونسي ومن إجازته له استفدت إسناده المذكور في الحديث.

_ (1) له ترجمة في شجرة النور: 415 وانظر الزركلي 6: 278.

84 - بصري المكناسي (1) : هو مسند مكناسة الزيتون، الفقيه المقريء المحدث المسند المؤرخ المعتني أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن ولي الله أبي موسى عمران البصري - بالتعريف - الأصل المكناسي الدار والمنشأ، هكذا وصف نفسه في استدعاءاته من مشايخه ويصفونه أيضاً، ويعرف آله بمكناس الآن بأولاد بصري. له ثبت كبير في نحو أربعين كراسة ليس في فهارس المغاربة أكبر منه سماه " إتحاف أهل الهداية والتوفيق والسداد بما يهمهم من فضل العلم وآدابه والتلقين وطرق الإسناد " وهو يدل على عناية كبيرة، واهتبال باهظ، ورحلة واسعة، قال في أوله: " رأيت هذا الأمر عليّ أكيداً، فقطعت على أخذ العلم دراية ورواية بعض مشارق الأرض ومغاربها برها وبحرها بريداًفي بريد، ومع ذلك تخاطب بلسان حالها امتلأت وأقول أما من الخيرات فلا نقنع بل هل من مزيد، ... الخ " وقال أيضاً في أوله: " سألني بعض الفضلاء، الأئمة النبلاء، ان أقيد إسناد ما أخذته عن أشياخي الأعلام من قرآن وحديث وتفسير، وما يرجع إليها من أصول عربية وبيان ولغة وطريق القوم وطب وتوقيت وهندسة وأدب " صدرها بمقدمة في مدح السند وفضله، ثم بدأ بسند القرآن ففصل أسانيده إلى أئمة القراءات في نحو كراسين، وقاعدته ضبط رجال السند والتعريف بأعلام الرواة والمؤلفين المتصل بهم سنده على نسق " كنز الرواية " ويعتمد كثيراً ثبت ابن الطيب الشركي في ذلك وغيره، وذكر أنه يروي علم القراءات عن الأستاذ أبي عبد الله المبارك بن سالم الشيظمي المتوفى سنة 1192 عن الأستاذين عليّ بن الخراز والمهدي بن أحمد بن موسى بارا، كلاهما عن أبي العلاء المنجرة، وعن شيخه ابن عبد السلام الفاسي عن أبي زيد المنجرة بأسانيدهم، ثم ترجم لسند الموطأ فذكر أنه يرويها عن الإمام السيد الغازي بن الحاج العربي بن عبود المكناسي المتوفى سنة 1187 عن شيخه أبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن عبود المتوفى سنة 1174 عن الحفني.

_ (1) دليل مؤرخ المغرب: 285.

ح: وعن شيوخه المصريين الحافظ مرتضى الزبيدي والشمس الأمير الكبير المالكي والشهاب أحمد بن موسى البيلي وعبد الوهاب الشبراوي وصالح بن يوسف الحنبلي المقدسي المصري شيخ الحنابلة بمصر وسليمان الجمل والشمس الجوهري والشهاب العروسي كلهم عن الحفني بأسانيده. ح: وروى الموطأ عن البنيس والتاودي والجنوي وبناني واليازغي وعبد القادر بن شقرون وغيرهم من أهل فاس بأسانيدهم. ح: وروى الموطأ عن أحمد بن عمار الجزائري بأسانيده، ويروي عن الشمس الجوهري عن خليل التوني المغربي عن عمر المنزلاوي عن الزرقاني شارح المواهب. ح: وعن الجوهري المذكور عن المعمر الشيخ حسن الإسكندري عن عليّ الأجهوري بأسانيده، وعن هؤلاء يروي بقية كتب الستة وسائر العلوم والمسلسلات والطرق. وسمع حديث الأولية بشرطه عن المعمر عبد العزيز بن حمزة المراكشي، وهو أول حديث سمعه منه بالحرم تجاه الكعبة المكرمة عن الحافظ مرتضى الزبيدي بشرطه بأسانيده، ومن أغربها وأعجبها سياقه له على هذه الصفة عن المذكور بشرطه عن الزبيدي وهو أول، قال حدثنا به الشيخ محمد بن محمد البليدي وهو أول الخ، قال حدثني به الشيخ سليمان الشبرخيتي وهو أول، قال حدثنا به الجزيري وهو أول، قال حدثنا به سلامة وهو أول، قال حدثني به الليثي وهو أول، قال حدثني به قاضي قضاة الجن شمهروش وهو أول حذيث سمعته منه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. ثم ساق أيضاً بالأولية الإضافية عن أحمد بن عمار الجزائري عن خليل التوني وهو أول، عن سالم النفراوي وهو أول، عن أحمد النفراوي وهو أول، عن الزرقاني شارح المواهب وهو أول، عن أبيه والبابلي والشبراملسي بأسانيدهم، ورواه التوني أيضاً عن عمر المنزلاوي وهو أول، عن الزرقاني وهو أول بأسانيده. وكان حج البصري المذكور ولقاؤه لمن ذكر من المشارقة سنة 1203 كما صرح بذلك لدى الحديث المسلسل بالضيافة.

وساق الحديث المسلسل بقراءة الفاتحة هكذا: " المسلسل بقراءة الفاتحة قرأتها على شيخنا الجزيري والأمير والبيلي ومرتضى والعروسي والجوهري والشبراوي وهم قرأوها على العدوي، وهو قرأها على عقيلة، وهو قرأها على أحمد النخلي، وهو قرأها على العلامة أبي مهدي عيسى الثعالبي، وهو قرأها على الشيخ عليّ الأجهوري. ح: قال: وقرأتها على شيخنا الجزيري المذكور، قال قرأتها على خالي، قال قرأتها على سيدي عبد الرحمن عمار، قال قرأتها على سيدي محمد المقري، قال قرأتها على سيدي عليّ الأجهوري، وهو قرأها على قاضي الجن صاحب النبي صلى الله عليه وسلم شمهروش الجني، قال قرأتها على النبي صلى الله عليه وسلم. ح: وقرأتها على شيخنا مرتضى، وهو قرأها على عمر بن عقيل، وهو قرأها على عبد الله بن سالم البصري، وهو قرأها على البرهان مؤدب الأطفال شيخ الجان، وهو قرأها على القاضي شمهروش، قال قرأتها على النبي صلى الله عليه وسلم. ح: وقرأتها على العروسي، وهو على سيدي محمد بن الطيب المدني، وهو على سيدي محمد ابن عبد القادر الفاسي، وهوعلى عبد الله بن محمد الديري الدمياطي، وهو على الزعتري، وهو على شمهروش صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال إثر هذه الأسانيد: " وفي هذا السند الرواية عن الجن وهي ضعيفة لكن يعمل بها في مثل هذا للتبرك بالقرب من سيد البشر، قال شيخنا مرتضى في ثبته: ومثله إن لم يكن معتبراً ... لكنه يذكر حتى ينظرا تبركاً بالسند الغريب ... وليس في السياق بالمعيب ثم نقل كلام السيوطي في " لقط المرجان في أخبار الجان " في الموضوع. ومن أغرب ما في الثبت المذكور من المسلسلات ما سياقه هكذا، ولم أره لغيره على كثرة ما رأيت: " وأما المسلسل بقول جعلك الله نوراً يستضاء بك في المشارق والمغارب في الأذن اليمنى، أقول جعل شيخنا الشبراوي فمه

في أذني اليمنى وقال لي جعلك الخ، ثم قال جعل الكنكسي فمه في أذني اليمنى وقال لي جعلك الخ، ثم قال جعل عبد القادر الفاسي فمه في أذني اليمنى وقال الخ، وهكذا فعل معه عم أبيه العارف، وهو القصار، وهو الجنوي، وهو سقين، وهو القاضي زكريا، وهو عبد الرحيم بن الفرات، وهو ابن جماعة، وهو ابن الزبير، وهو ابن خليل، وهو ابن زرقون، وهو الخولاني، وهو الطلمنكي، وهو عبيد الله بن عمر بن يحيى بن يحيى، وهو يحيى ابن يحيى، وهو مالك، وهو ربيعة، وهو أنس، وهو قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم فمه في أذني اليمنى وقال لي: جعلك الله نوراً يستضاء بك في المشارق والمغارب. ثم ساق إسناد كتب الفقه على المذاهب الأربعة وكثيرا ًمن كتب المتأخرين الفقهية وغيرها، وذكر ما قرأه على شيوخه ونصوص إجازاتهم له. وبكل أسف أن هذه الترجمة مع كونها أفيد هذا الفهرس لم توجد كاملة، والموجود منها يسير تضمن إجازة الشيخ التاودي والمحشي بناني وعبد الكريم اليازغي، له وهي عامة، وفي آخر الفهرس التصريح بأنه أتمه 19 شعبان عام 1206، والنسخة الموجودة عندنا ناقصة ولم أقف على من ترجم المترجم أو أجرى له ذكراً ولا أحفظ الآن به اتصالاً، نعم نتصل بمعظم شيوخه المذكورين وبكل مشايخ مشايخه حسبما يعلم عين اتصالنا بهم من تتبع مضامن هذا الكتاب. البصري: هو عبد الله بن سالم، تقدم إسناده والكلام على خدماته لعلوم السنة في " الإمداد " له (1) . البصري سالم ابن عبد الله: ولد الذي قبله (انظر حرف السين) (2) .

_ (1) راجع رقم: 59 فيما تقدم. (2) انظر رقم: 553 فيما يلي.

85 - البهنسي الخطيب: هو شهاب الدين أحمد، أروي فهرسته عن السكري عن الحلبي عن النقاد عن التركماني عن العلاء الحصكفي عنه. 86 - البوني (1) : هو الإمام العلامة المحدث المسند الجماع المطلع صاحب التآليف العديدة والأنظام الكثيرة، أبو العباس أحمد بن قاسم ابن أبي عبد الله محمد ساسي التميمي البوني من بونة التي تعرف الآن بعنابة من القطر الجزائري، المولود ببونة سنة 1063 والمتوفى سنة 1139 عن ست وسبعين سنة، ترجمه الأديب أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي في رحلته المسماة ب " نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية " و " التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق " قال: " لما دخلتها يعني بونة أممت دار الشيخ الرباني العالم العرفاني الذي بنيت هذه الرحلة المباركة على قواعد بركته أساسي أبي العباس أحمد بن الولي الصالح البر الناجح أبي عبد الله قاسم ابن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المعروف ساسي، فوجدته طلق المحيا، وأنزلني بمنزل لإكرام أضيافه مهيأ، فأقمت عنده ينزهني في كل يوم في رياض تآليفه الحديثية وغيرها، وينثر عليّ كل ساعة من فرائد فوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها، وكنت أحضر أثناء تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه، مع مشايخ بلده وولديه، ومما رويت عنه فسح الله في أجله وأسهب، وإن تآليفه بلغت ما ينيف على المائة ما بين مختصر ومسهب، ولما وقفت في علم الحديث على البحر العباب، والعجب العجاب، سألته الإجازة فيما وقفت عليه وغيره من تصانيفه ... " الخ كلامه. قلت: تآليف المترجم كثيرة عديدة عظيمة، منها في السنة وعلومها نظم الخصائص النبوية، والمستدرك على الحافظ السيوطي من خصائص الجمعة مائة أخرى وعشرين، ونظم الشمائل، وزاد المسير إلى دار المصير، وإظهار

_ (1) ترجمة البوني في شجرة النور: 329 والزركلي 1: 189.

نفائس ادخاري المهيأة لختم كتاب البخاري، واختصار مقدمة ابن حجر للفتح، وفتح الباري في شرح غريب البخاري، والثمار المهتصرة في مناقب العشرة، والرحلة الحجازية، وتنوير السريرة بذكر أعظم سيرة، ونظم نخبة ابن حجر مسمى بالدرر، ونفح الروانيد بذكر بعض المهم من الأسانيد، وتخميس القصيدة المسماة قرة العين بمدح الصحيحين لسيدي محمد ساسي، والنفحات العنبرية بنظم السيرة الطبرية، وطل السحابة في الصحابة لكنه لم يتم، والتيسير في إسنادنا في كتب جمع من التفاسير، وغير ذلك مما عدده في مؤلف له مخصوص سماه " التعريف بما للفقير من التواليف ". يروي عن أبيه وغيره من الجزائريين والتونسيين والمغاربة كالشيخ الشمس محمد بن سليمان الرداني والشيخ خليل بن إبراهيم اللقاني وأحمد بن عبد اللطيف البشبيشي ويحيى الشاوي والزرقاني والخرشي والشبرخيتي وغيرهم عامة، ويروي عن الشيخين المعمرين أكثر من مائة وعشرين سنة أبي الحسن عليّ الخضري الرشيدي الحنفي وأبي عبد الله محمد بن عبد العزيز المنوفي الشافعي، الأول عن الشيخ عبد الرؤوف المناوي عن الشعراني عن زكرياء، والثاني عن عبد الواحد البرجي (1) والشمس الرملي، الأول عن الحافظ السيوطي، والثاني عن زكرياء الأنصاري، كلاهما عن الحافظ ابن حجر. ويروي الشهاب البوني عن أبيه عامة، وهو يروي عامة عن أبي الحسن عليّ الأجهوري، وعندي إجازته له عليها ختمه، وهي عامة، وعن أبي مهدي عيسى الثعالبي وغيره، ويروي الشهاب البوني المذكور عن أبي الحسن الاجهوري بالإجازة العامة لأهل العصر قال: " فإنه أجاز لمن أدرك حياته " وكان هو وقت موت الأجهوري ابن نحو أربعة أعوام. وله أيضاً الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة. وهي الألفية الصغرى،

_ (1) هو عبد الواحد البرجي الرشيدي الشافعي المعمر مات سنة 1023 عن نحو مائة سنة ترجمه المحيي في خلاصة الاثر وعلي مبارك في خططه (المؤلف) .

وله الألفية الكبرى التي فيها 3 ... بيت، وقد عقد في الصغرى الباب الرابع منها لذكر شيوخه، وفيه فصول، الأول لذكر شيوخه المغاربة، الفصل الثاني: في ذكر شيوخه من بونة، الفصل الثالث: في ذكر شيوخه من باجة، الفصل الرابع: في ذكر مشيخته من أهل تاستور وسليمان، الفصل الخامس: في ذكر مشيخته من أهل القيروان، الفصل السابع: في ذكر مشيخته من أهل سوسة، الفصل الثامن: في ذكر مشيخته من أهل تونس. نتصل به في جميع ما يصح له وما له من الفهارس والمؤلفات من طرق، منها بأسانيدنا إلى السيد مرتضى الزبيدي عن حسن بن سلامة الطيبي عنه، ففي ترجمة حسن الطيبي المذكور من معجم الحافظ الزبيدي لدى عده من أجاز له: وأحمد بن قاسم البوني حين ورد ثغر رشيد في الحديث اه. ح: وبه إلى السيد مرتضى أيضاً عن خليل الرشيدي الخضري عن أحمد بن أحمد بن قاسم البوني عنه، ففي ترجمة الخضري المذكور من المعجم لدى عد من أجازه: وأحمد ابن أحمد بن قاسم البوني اه، وكذا في ترجمة المذكور من ألفية السند له قال: أحمد بن أحمد التميمي، اه. ولذلك يظهر لي أن شيخ الشيخ حسن الطيبي هو ولد الشهاب البوني المذكور أحمد بن أحمد بن قاسم لأنا لا نحفظ لأحمد بن قاسم المذكور دخولاً لرشيد آخر أمره حتى يمكن لهما الأخذ عنه. ومن شيوخ السيد مرتضى كما في " النفح المسكي " أحمد بن عبد اللطيف الحسني الشهير بزروق المستوطن بعنابة مفتيها إجازة كتابة من بلده سنة 1179 كما رأيته بخطه، اه. قلت: ولولا وصفه بالحسني لقلت إنه أحمد زورق بن أحمد البوني المذكور، ولكن وصفه بها وبكونه ابن عبد اللطيف يعكر عليه. ثم وجدت الحافظ الزبيدي نقل في طالعة شرحه على القاموس عن إجازة للمذكور عبر عنه بشيخ مشايخنا سيدي أحمد زروق بن محمد بن قاسم البوني الحسني التميمي، اه

منه، وقد ذكر أحمد زروق هذا والده في الدرة " المصونة " قائلاً: بأحمد الزروق أيضاً ولدي ... قوى به الله الكريم خلدي حوى فنوناً مع تقوى الله ... أحيا به سلفنا إلهي وقد أجاز أحمد زروق بن أحمد بن قاسم البوني أيضاً للحسين الورتلاني الزواوي صاحب " الرحلة الحجازية " المطبوعة في تونس، وقد وقفت على إجازة المترجم أحمد بن قاسم المذكور العامة لولده أحمد الملقب زروق ورفيقه محمد بن عليّ السعيدي الجعفري - نسبة إلى الجعافرة عرب بناحية قسمطينة - المعروف بمفتي قسمطينة، وهي في نحو أربع كراريس اشتملت على فوائد وغرائب عدد فيها شيوخه وأسانيد الستة وبعض المصنفات المتداولة في العلوم أتمها سنة 1136، وقد أجازني بها المسند الناسك أبو محمد عبد القادر ابن محمد بن عبد الرحمن بن الأمين الجزائري عن مصطفى بن أحمد بن سادات القسمطيني عن السيد محمد المكي بن الشيخ سعد البوطالبي مفتي قسمطينة وقاضيها، عن السيد عبد الملك الراشدي عن عمه شيخ الجماعة بقسمطينة وقاضيها السيد عبد القادر بن محمد الراشدي، عن أحد المجازين بهذه الفهرسة السيد محمد بن عليّ الجعفري المذكور، قلت: وهذا إسناد عجيب مسلسل بالقسمطينيين إلى المترجم، وهو عن أبيه عن الشيخ عليّ الأجهوري من الندرة بمكان. وعبد القادر الراشدي المذكور هو شيخ السيد مرتضى الزبيدي، أجازه مراسلة من قسمطينة، ترجمه في معجمه وحلاه ب " شيخنا الإمام المحدث الصوفي النظار " وأرخ وفاته سنة 1194. فعلى هذا يمكننا أن نروي ما للبوني المترجم بالسند إلى الحافظ الزبيدي عن الراشدي عن محمد بن عليّ الجعفري عن البوني. 87 - البوعناني: هو العلامة الأستاذ المجود المحدث المعمر أبو عبد الله محمد بن محمد البوعناني الحسني الفاسي، له فهرسة (1) نقل عنها أبو الربيع الحوات

_ (1) الدليل: 315.

في المقصد السادس من كتابه " البدور الضاوية " كلاماً في حق الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي. وقد أجرى ذكر المترجم أبو زيد الفاسي في " أزاهر البستان " وحلاه ب " الإمام الحافظ الكبير الأستاذ المقريء المجود الشهير " وذكر أن ولادته كانت سنة 988 ووفاته 1063، وأجرى ذكره أيضاً أبو سالم العياشي في فهرسته قائلاً: " هو خاتمة من روى عن القصار وكنت سمعت منه أشياء كثيرة، ولم أطلب منه الإجازة مع أنه كان حريصاً على ذلك، لحيائي منه، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت، اه ". وقد وقفت على عدة إجازات له ممضاة بخطه، عندي نصها، منها إجازة مكتوبة للعلامة الأديب أبي محمد عبد الله بن الرئيس أبي عبد الله محمد ابن أحمد العياشي بتاريخ 1047 أشرك فيها معه ولد المجاز محمد بن محمد البوعناني، وهي عامة، وبخصوص فهرس شيخه الشيخ القصار عن أبي عبد الله محمد ابن أبي بكر الدلائي عنه، وبخصوص الصحيحين عن أبي القاسم بن أبي النعيم وأبي العباس المقري والعارف الفاسي وأبي محمد عبد الواحد بن عاشر، وأخرى للمذكور أيضاً بالقراءات عن أبي عبد الله محمد بن أحمد المري عن أبي القاسم بن إبراهيم عن ابن غازي بأسانيده. وأخرى بالحديث المسلسل بالمصافحة للمذكور عن ابن أبي بكر الدلائي عن القصار وأبي العباس أحمد بن عليّ البوسعيدي صاحب كتاب " بذل المناصحة " قلت: وباسم المترجم ألف البوسعيدي كتابه المذكور. ومما يلاحظ أن المترجم اشتهر بأنه مجاز من القصار - كما سبق ويأتي - وفي الإجازة التي وقفت عليها ممضية بخطه يعبر عن القصار بشيخنا، ولكن يروي فهرسته بواسطة الدلائي عنه، صرح بذلك مراراً فدل ذلك على أنه تلميذه بالسماع لا بالإجازة، إلا أن يكون أراد أن يروي للعياشي من طريق الدلائي الذي كان مات تاريخ الإجازة المذكورة، والله أعلم. نتصل بالمذكور من طريق صاحب " المنح البادية " عن أبيه عنه.

88 - بيرم التونسي (1) : أعني به العلامة المسند الشيخ محمد بيرم الثالث المتوفى سنة 1259، ابن الشيخ محمد بيرم الثاني المتوفى سنة 1247، ابن الشيخ محمد بيرم الأول المتوفى سنة 1240. يروي عن أبيه الشيخ محمد بيرم الثاني وعن جده الشيخ محمد بيرم الأول عامة وبخصوص الصحيح عالياً عن أبي العباس أحمد بن الحسن الورنشاني المكودي الفاسي ثم التونسي عن أبي الحسن عليّ بن أحمد الحريشي الفاسي (2) وتلميذه أبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي (3) عامة مروياتهما ويروي الشيخ بيرم الثالث أيضاً عامة عن العلامة أبي عبد الله محمد بن قاسم المحجوب التونسي وأبي عليّ حسن بن عبد الكريم الشريف، الأول عن أبيه عن الشمس محمد بن عليّ الغرياني الطرابلسي نزيل تونس بأسانيده، والثاني عن أبيه، الصحيح بسنده المذكور سابقاً في أحمد الشريف، وعن الشمس الغرياني عالياً. ح: وعن أبي الحسن عليّ بن سلامة المحمودي عن أبي الحسن الصعيدي المصري. ح: ويروي الشيخ بيرم الثالث عن أبيه بيرم الثاني عن عالم تونس الشيخ محمد زيتونة الشريف محشي البيضاوي، وعن الزرقاني شارح المواهب بأسانيده. ح: ويروي عن محمد بيرم الأول عن محمد الهدة السوسي رئيس المفتين بسوسة عن الشمس الحنفي. ح: ويروي عن قاسم المحجوب عن محمد زيتونة أيضاً بسنده المذكور. نروي ما يصح للمذكور من طرق، منها عن مسند الديار التونسية الشيخ محمد الطيب بن محمد بن أحمد النيفر والشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة كلاهما عن والد الأول عن الشيخ بيرم الثالث. ح: وعن شيخ الجماعة بالديار التونسية الشيخ عمر بن الشيخ وأبي الحسن عليّ بن ظاهر مكاتبة منهما، الأول من تونس سنة 1327، والثاني من المدينة المنورة سنة 1320، كلاهما

_ (1) يعتمد الزركلي في تراجمه للبيرميين الأول والثاني والرابع (واغفل الثالث) على كتاب مخطوط عنوانه " نسب الأسرة البيرمية "؛ وانظر مؤلفات أفراد هذه الأسرة في معجم سركيس: 612 وما بعدها. (2) انظر دليل مؤرخ المغرب: 232، 317. (3) المصدر السابق: 29 - 21.

عن الشيخ الشاذلي بن صالح التونسي عن الشيخ بيرم الثالث. ح: وعن الشيخ الطيب النيفر والشيخ سالم بو حاجب كلاهما عن الشيخ محمد بيرم الرابع عن أبيه. تنبيه مهم: غالب مدار رواية التونسيين على هؤلاء الشيوخ البيارمة، وهم في الغالب يجيزون بثبت أبي السعود الفاسي، وهو مطبوع عندهم متداول، والذي طبعه أخيراًهو مجيزنا أبو حفص عمر بن الشيخ التونسي وصدره بإجازة شيخه الشاذلي بن صالح له، ثم أثبت صورة إجازة الشيخ بيرم الثالث لابن صالح، ثم إجازة بيرم الأول للثالث، ثم بإجازة المكودي لبيرم الأول، ثم بإجازة الشيخ أحمد بن مبارك للمكودي. ولايعلم التونسيون اتصال ابن مبارك بأبي السعود الفاسي في كل ما تضمنه ثبته لأنه ليس في الإجازة المباركية ما يصرح بالاتصال العام، والحقيقة أن ابن المبارك يروي عامة عن أبي عبد الله المسناوي الدلائي كما في إجازة ابن المبارك المذكورة، والمسناوي كما في كثير من إجازته يروي عامة عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي وأبي مروان عبد الملك التجموعتي وأبي العباس أحمد بن إبراهيم العطار المراكشي، ثلاثتهم عن الشيخ عبد القادر الفاسي في كل ما يصح له، ويروي المكودي عالياً عامة عن المحدث المسند الراوية أبي الحسن عليّ بن أحمد الحريشي الفاسي دفين المدينة المنورة، وهو عن أبي السعود الفاسي وأبي سالم العياشي والبرهان الكوراني وغيرهم عامة. ولكن العجب إهمال من ذكر لسياق إجازة الحريشي للمكودي فهي أعلى وأفيد وأبين اتصالاً، وهذا مما ادخر لنا ليستفاد، والحمد لله. 89 - بيرم الرابع (1) : هو الإمام العلامة المسند محمد بيرم المعروف بالرابع المتوفى سنة 1278، يروي عامة عن أبيه محمد بيرم الثالث، وعالياً عن جده الشيخ محمد بيرم الثاني وعن محمد بن قاسم المحجوب عن الشيخ

_ (1) ترجمة بيرم الرابع في عنوان الأريب 2: 117 والزركلي 7: 300.

الغرياني، ويروي أيضاً عامة عن علامة الرباط وأديبه ومسنده أبي عبد الله محمد ابن التهامي ابن عمرو الوسي الرباطي ومحمد بن محمود الجزائري والعلامة المعمر الصالح الشيخ بدر الدين بن الشاذلي الحمومي الفاسي، كما وقفت على إجازاتهم له بخطهم في تونس في مجموعة إجازاته في المكتبة العبدلية. وأخذ المترجم أخيراً عن الشيخ محمد صالح البخاري لما مر بتونس سنة 1261 الكتب الستة والمصافحة وغيرها عن غيرهم، وروى الطريقة الناصرية عن الحمومي المذكور وعن محمد بن محمد الطيب بن عبد الله بن محمد بن ناصر الدرعي عن ابن عبد السلام الناصري الدرعي بأسانيده. له مجموعة في مشايخه وإجازاتهم له، وقفت عليها بتونس. نتصل به في جميع مروياته من طرق أعلاها عن الشيخين المعمرين الكنزين المدخرين: الشيخ محمد الطيب بن محمد بن أحمد النيفر والشيخ سالم بو حاجب، كلاهما عنه عالياً. وهو من العوالي المدخرة والأسانيد المعتبرة. 90 - ابن الباذش (1) : هو أبو الحسن عليّ بن أحمد بن خلف بن محمد الأنصاري أبو الحسن المقري النحوي المعروف بابن الباذش الغرناطي، قال ابن الأبار في ترجمته من معجم أصحاب الصدفي: له " برنامج حافل في تسمية شيوخه وما أخذ عنهم جود فيه ذكر أبي عليّ الغساني، اه ". توفى وقد نيف على الثمانين سنة 528. أروي ما له من طريق أبي الفضل عياض عنه. 91 - ابن باذش: أروي فهرسته بالسند إلى ابن أبي الأحوص عن أبي محمد الكواب عن أبي خالد يزيد بن محمد بن رفاعة عنه.

_ (1) انظر ترجمة ابن الباذش في الصلة: 404 وبغية الملتمس: 406 ومعجم أصحاب الصدفي: 274 وانباه الرواة 2: 227 والديباج: 205 وغاية النهاية: 518 وبغية الوعاة 2: 142 والزركلي 5: 60.

92 - ابن بقي (1) : هو القاضي الأوحد أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي، له فهرسة تخريج تلميذه ابن الطيلسان الحافظ وتأليفه، أرويها من طريق ابن هارون الطائي التونسي عنه. 93 - أبو جعفر بن بشتغير (2) : له فهرسة، أرويها بالسند إلى عياض عنه مكاتبة. 94 - ابن بدير (3) : هو محمد بن بدير بن محمد بن محمود المقدسي الشهير بابن بدير، الإمام العلامة المحدث المسند الصوفي بدر الدين، من أجلاء خلفاء الشيخ محمود الكردي المصري، ولد في حدود الستين ومائة وألف، وروى عامة عن الملوي والجوهري والدمنهوري وعيسى البراوي ومحمد الفاسي الفارسكوري وأحمد الراشدي والحافظ مرتضى الزبيدي، وألف باسمه ثبتا ًسماه " قلنسوة التاج " وغيرهم، ومات 1220، وقد زرت قبره بجوار المسجد الأقصى. له ثبت أجاز به الوجيه عبد الرحمن الكزبري، نرويه عن طريقه عنه. 95 - ابن بشكوال (4) : هو الإمام الحافظ فخر الأندلس أبو القاسم خلف ابن عبد الملك ابن بشكوال أبو يوسف الأنصاري القرطبي بقية المسندين بها والمسلم له في حفظ أخبارها ومعرفة رجالها، له برنامج كبير في شيوخه

_ (1) توفي ابن بقي سنة 625، انظر ترجمته في التكملة: 115 والمرقبة العليا: 117 والزركلي 1: 257. (2) هو أحمد بن سعيد بن خالد بن بشتغير (516) كان واسع الرواية كثير السماع من الشيوخ ثقة في روايته عالياً في إسناده (الصلة: 78 والغنية: 166، 289) . (3) ترجمته في حلية البشر: 1351. (4) ترجمة ابن بشكوال في التكملة: 304 ومعجم أصحاب الصدفي: 82 ووفيات الأعيان 2: 240 والديباج: 114 والزركلي 2: 359.

ومروياته، وخرج لنفسه معجماً أسند فيه عن شيوخه نيفاً وأربعمائة كتاب ما بين كبير وصغير، أرويهما بأسانيدنا إلى القصار عن أبي النعيم رضوان الجنوي عن مسند المغرب سقين العاصمي عن أبي إسحاق القلقشندي عن الحافظ ابن حجر عن محمد بن حيان الحفيد عن جده عن ابن الزبير عن ابن السراج عن ابن بشكوال. وفهرسته هذه أثنى عليها ابن الأبار بالإجادة واعتمدها، وذكر في " التكملة " أن صناعة الحديث وروايته كانت بضاعته، والرواة عنه لعلو أسانيده وسعة المروي لا يحصون كثرة، مات سنة 578 عن ثلاث وثمانين سنة، بعد أن ألف خمسين تأليفاً منها " كتاب الغوامض والمبهمات " على منوال كتاب الخطيب البغدادي ذكر فيه من ذكره في الحديث مبهماً وعينه، في أثني عشر جزءاً، و " كتاب الفوائد المنتخبة ". وكتاب " الصلة " الذي عظمت فائدته واتسعت منفعته، وهو مطبوع بأوروبا (1) ومنها جزء في طرق حديث من كذب عليّ متعمداً، وغير ذلك. 96 - ابن البيطار (2) : هو أبو محمد عبد الحق بن عبد الملك بن بونة المعروف بابن البيطار الغرناطي، أجاز له ابن رشد والصدفي وأمثالهما، وكان مسنداً انفرد في آخره بالسماع على غالب بن عطية، وهو آخر من حدث عنه وعن ابن عتاب وطائفة من شيوخه بالسماع، وآخر من حدث عن الصدفي بإجازة، مولده سنة 504 ووفاته سنة 587، له برنامج نرويه من طريق ابني حوط الله وأبي الربيع سليمان الكلاعي عنه. 69 - الباقيات الصالحات للكنوي: الباقيات الصالحات في المسانيد والأوائل والمسلسلات، لمعاصرنا محمد قيام الدين عبد الباري الأنصاري

_ (1) طبع أيضاً بمصر سنة 1955. (2) ترجمته في التكملة: 1086 وجعل وفاته سنة 586.

اللكنوي الهندي، يروي عن شيوخنا الحجازيين الحسن بن ظاهر والشيخ حسب الله والسيد أحمد البرزنجي ومحمد أمين رضوان والشيخ فالح الظاهري والشهاب الحضراوي وغيرهم، وعن شيوخنا الهنديين نور الحسنين محمد حيدر الأنصاري وعبد الباقي اللكنوي وغيرهم، وتفرد بالأخذ عن جده المعمر محمد عبد الرزاق اللكنوي وعين القضاة اللكنوي والشيخ محمد حسين الإله أبادي والسيد عبد الرحمن القادري البغدادي. ومن غرائب روايته روايته لنيف وأربعين حديثاً عن جده محمد عبد الرزاق عن القاضي مهنية الجني الصحابي فيما ذكر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأخذ الطريقة عن جده وغيره. وقد اشتمل ثبته المذكور على أسانيد مشايخه المذكورين وسلاسله في القراءات والعلوم العقلية والنقلية ومنتخبات من الأوائل العجلونية وجل مسلسلات شيخنا أبي الحسن ابن ظاهر حسب روايته لها عنه، وأسانيد كثير من الكتب المتداولة بالفارسية والعربية. أرويه عن جامعه بالإجازة العامة لأهل العصر على مذهب من يرى ذلك ولا علم لي بخبره إلا من فهرسة المذكور، وهو مطبوع بالهند، اشتمل على صحائف 79، عندي منه نسخة. 70 - البدور السافرة في عوالي الأسانيد الفاخرة (1) : للأستاذ العارف أبي عبد الله محمد بن عليّ السنوسي المكي، لخصه من كتابه " الشموس الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة " اشتملت على ذكر غالب من لقيه الأستاذ السنوسي المذكور واستجازه، ألفها باسم أبي محمد عبد الله بن الإمام وأبي المكارم حسن بن محمد اليمني، ورتبها على مقدمة وثلاثة أبواب، فالمقدمة في أحوال مابعد وجوده إلى تمام التميز والرشد، والباب الأول: في ذكر بعض الأشياخ، وفيه سبعة فصول، والباب الثاني: فيما وصل إليه من العلوم الشرعية

_ (1) انظر ما تقدم (رقم: 9) ودليل مؤرخ المغرب: 291.

الأثني عشر، الباب الثالث: فيما وصل إليه من طريق الإجازة العامة التي لم تختص بكتاب معين ولا بنوع معين بل وقعت بلفظ العموم كمصنفات فلان ومرويات فلان، وفيه فصلان وتكملة، الأول: فيما وقع بلفظ مصنفات، والثاني بلفظ المؤلفات، والخاتمة فيها نوعان: الأول فيما وصل إلينا من المسلسلات، الثاني فيما وصل إلينا من طريق الصوفية. وفي مكتبتنا نحو كراستين منه، استنسختهما من خزانة الزاوية السنوسية بالمدينة المنورة، ثم وجدت أكثر منها في زاوية بوكرات التي بوادي شلف عمالة مستغانم مسقط رأس الشيخ فالح والشيخ عبد الهادي العواد والشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة، ثلاثتهم عنه. 71 - بذل النحلة في تسهيل سلسلة الوصلة إلى ساداتنا أهل القبلة (1) : للإمام العارف المحدث الصوفي المسند عفيف الدين عبد الله بن الحسين بن عبد الله بلفكيه المتوفى سنة 1266. هو ثبت لطيف في نحو كراسين، يروي فيه عامة عن والده المحدث العارف الشيخ الحسين بن عبد الله بلفكيه عن خاله السيد عيدروس بن الإمام المسند عبد الرحمن بن القطب عبد الله بلفكيه ووالده عبد الله بن شيخ علوي، كلاهما عن والد الأول السيد عبد الرحمن بلفكيه بأسانيده، ويروي الشيخ عبد الله المذكور عامة أيضاً عن السيد يوسف البطاح وعمر بن عبد الرسول العطار ومحمد صالح الرئيس المكي وعلي البيتي المكي وغيرهم من السادات آل باعلوي. ويروي إجازة مكاتبة عن القاضي محمد ابن عليّ الشوكاني الصنعاني وغيره. وثبته المذكور اشتمل على أسانيد الصحيح، وكثير من المسلسلات وسلاسل الطرق اليمنية وغيرها، قال في " بذل النحلة ": أكاد أجزم ألا

_ (1) ترجم له الزركلي 4: 210 (نقلاً عن تاريخ الشعراء الحضرميين 3: 189) وكانت ولادته 1198 في تريم وبها توفي.

كتاب مشهور أومهجور في علم من العلوم منثور أو منظوم، من فروع أو أصول، مما تلقته أئمة الدين بالقبول، أو خرقة مشهورة أو غير مشهورة، أو تلقين أو بيعة أو غير ذلك من اصطلاحات أهل التمكين، إلا ولي فيها اتصالات أكيدة من طرق عديدة، اه. نرويه عن الإمام أبي عليّ حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي والشيخ الصالح عمر شطا المكي وأبي الحسن عليّ بن ظاهر المدني والشهاب أحمد بن حسن العطاس الباعلوي والسيد عارف عليّ بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي وغيرهم، كلهم عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي عن مؤلفه سماعاً ومناولة وإجازة. 72 - بذل المناصحة في فعل المصافحة (1) : للإمام العالم الصالح المتبتل إلى الله الورع الزاهد أبي العباس أحمد بن عليّ البوسعيدي الصنهاجي الهشتوكي دفين فاس، ولد في حدود السبعين وتسعمائة ومات سنة 1046. كتاب جيد عظيم الفوائد كالفهرسة ترجم فيه لمشايخه وذكر أسانيدهم وإجازتهم له، وهو في نحو مجلد، وقفت على نسخة منه مبتورة، وهي التي كانت بيدي صاحب " نشر المثاني " وقد اعتمدها في تاريخه المذكور واستمد منها كثيراً. ترجم فيها للشيخ أبي النعيم رضوان الجنوي وأبي العباس أحمد بابا السوداني وأبي محمد عبد الله بن عليّ ابن ظاهر السجلماسي وأبي الحسن عليّ بن بلقاسم البطيوي وابن عاشر والشيخ أبي محمد عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحيحي وأبي زيد عبد الرحمن الفاسي محلياً للأخير ب " العلامة الفهامة " قائلاً في حقه " كان دراكة في المعقول والمنقول، وحيداً في فهم الكتاب والسنة في وقته، كان يذكر أحوال الناس وينسب منها إلى نفسه، سمعته يقول

_ (1) ترجمة البوسعيدي الهشتوكي في صفوة من انتشر: 69 وانظر الزركلي 1: 175 ونشر المثاني 1: 356 - 362 ودليل مؤرخ المغرب: 291.

وقد ذكرت المكاشفة: لو كنا نقاولهم بها ما دخل علينا أحد من ذلك الباب، وأشار إلى باب المصلاة، وعندي أن من اتصف بالعلم ويعلم ما يلزم المفتري من المقت واللعنة أن الصواب أن يسلم له ويعتقد صحة نسبته، والناس مصدقون على أنسابهم، اه ". وهو القول الفصل في هذا الباب. فمن علم علمه ودينه وتحريه وأثبت لنفسه شيئاً من مثل هذا مما يدخل تحت الإمكان صدق فيه. وللمترجم أيضاً: كتاب وصلة الزلفى (1) في آل البيت، وتأليفه في الصحابة البدريين وتراجمهم وأنسابهم، وآخر في التعريف بالعشرة الكرام والأزواج الطاهرة، وكلها مفيدة اشتملت على أبحاث جيدة ونقول متينة. نتصل بصاحب " بذل المناصحة " بالسند إلى الهشتوكي عن أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي عن المقري أبي عبد الله محمد بن محمد بن سليمان البوعناني عنه، وباسم البوعناني المذكور ألفها. ح: وبالسند إلى أبي السعود عبد القادر الفاسي عنه. 73 - البركة التامة في شيوخ الإجازة العامة: لصاحبنا الشهاب أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي أرويها عنه. 74 - البرقة المشيقة في الباس الخرقة الأنيقة: لشيخ الطريقة السيد عليّ ابن أبي بكر السكران باعلوي اليمني التريمي المتوفى سنة 895. كتاب يعتمد عليه في أسانبد اليمانيين وطرائق آل باعلوي حصل فيه فضل لباس الخرقة وأقسامها وفوائدها وعوائدها ومشايخها ومن لبسها منهم، وجعلها على قسمين: خرقة إرادة وهي المخصوصة بالسادات الصوفية، وخرقة تبرك للعموم، وفضل كل منهما مشهور. وذكر في البرقة مشايخه في الحديث وإجازات أئمة السنة له كالزين المراغي المدني العثماني فإنه سمع عليه الصحيح وأجازه ولأولاده

_ (1) النشر: صلة الزلفى، وانظر دليل مؤرخ المغرب: 12.

وزوجته، قال صاحب " المشرع الروي " عن البرقة: " جمع فيه الفوائد المشهورة والأحكام المسطورة، اه ". (انظر ترجمة مؤلفه في ص 72 من كنز البراهين) . نتصل بما فيه عن الشيخ الوالد والسيد سالم بن عيدروس البار والسيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب العلوي ثلاثتهم عن السيد فضل بن علوي بن سهل مولى الدويلة عن أبيه علوي بن محمد بن سهل المتوفى سنة 1260 عن أبيه محمد عن أبيه سهل مولى الدويلة عن السيد حسن بن القطب عبد الله الحداد المتوفى في رمضان سنة 1188 عن أبيه القطب عبد الله بن علوي الحداد عن السيد عمر العطاس عن الشريف محمد الهادي بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن عن والده شهاب الدين أحمد عن والده عبد الرحمن عن والده السيد عليّ بن أبي بكر، بأسانيده المذكورة في كتابه البرقة. 75 - البرقة المدهشة في لبس الخرقة الصوفية (1) : لأبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي الشامي، نرويها بأسانيدنا إليه وهي مذكورة في أوائله. 76 - بركة الدنيا والأخرى في الإجازة الكبرى (2) : لوجيه الدين عبد الرحمن ابن سليمان الأهدل الزبيدي اليمني: وقع تسمية هذا الثبت ونسبته للمذكور في إجازة الشمس محمد بن عبد الله بن حميد العامري الشركي الحنبلي مفتيهم بمكة للشيخ مصطفى بن خليل التونسي، قال فيها لدى ذكر من روى عنه حديث الأولية: " وأرويه عن السيد محمد بن المساوي الأهدل فقد أجازني به وبغيره، وأجازني عن السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ما حوته فهرسته الموسومة ببركة الدنيا والأخرى في الإجازة الكبرى، اه ".

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 10. (2) ترجمة الوجيه الاهدل في إيضاح المكنون 1: 370 ونيل الوطر 2: 30 والزركلي 4: 79 ومقدمة النفس اليماني.

أرويها بأسانيدنا إليه الآتية في " النفس اليماني ". ومما يستغرب سياقه هنا روايتنا لها من طريق من ذكر، وذلك عن البرهان إبراهيم بن سليمان المارغني التونسي أحد من تدبجت معه بها عن الشيخ مصطفى بن خليل التونسي المذكور عن محمد بن حميد الشركي. ح: وأنبأني عالياً البرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي المكي عن الشركي المذكور، وهو عن محمد المساوي الأهدل، وهو عن الشيخ سيدي عبد الرحمن. برنامج ابن مرزوق: هو الإمام فخر المغرب على المشرق أبو عبد الله محمد ابن مرزوق الجد (انظر محمد بن مرزوق في المحمدين) (1) . 77 - بغية الطالبين للشهاب النخلي المكي (2) : هو الإمام العلامة المحدث المسند المعمر الصوفي أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن عليّ الشهير بالنخلي بكسر النون كما [قال] القاوقجي في أوائله، والجاري على الألسنة شرقاً وغرباً فتحها، المكي الشافعي المتوفى في محرم الحرام فاتح سنة 1130، كما وجدته بخط صاحب " سلسلة الذهب المنقود " على أول ثبته عن 90 سنة. له بغية الطالبين لبيان الأشياخ المحققين المدققين، وهو فهرس نافع جامع عليه وعلى " إمداد البصري " المدار في الإسناد في القرن الثاني عشر وما بعده، فإن البصري والنخلي انتهت إليهما الرياسة في زمانهما في الدنيا في هذا الشأن لما حصلا عليه من العلو والعمر المديد والسمت الحديثي، ولما ذكر الشيخ أبو اليسر فالح المهنوي في أول " أنجح المساعي " له أن علم الحديث في القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته وارتفع له أعلى منار، قال " السبب

_ (1) انظر رقم: 297. (2) اترجمة النخلي (والاصوب بفتح النون) في تحفة الاخوان: 28 والزركلي 1: 230 والنفس اليماني: 70.

في ذلك بديارنا الحجازية وجود مسانيد الحجاز السبعة أولهم أبو مهدي الثعالبي ويليه ابن سليمان الرداني ويليه قريش الطبرية ويليها أبو البقاء العجيمي ويليه الشمس محمد بن أحمد النخلي ويليه البصري " قلت: النخلي أحمد بن محمد لا محمد بن أحمد، فإنه سبق قلم من الشيخ فالح رحمه الله. روى المترجم عامة عن محمد بن عمر بن يحيى الرديني اليمني وعبد الله ابن سعيد باقشير المكي والحافظ محمد بن العلاء البابلي ومنصور بن عبد الرزاق الطوخي المصري وأحمد بن عبد اللطيف البشبيشي ويحيى الشاوي الجزائري والمسند الحجة أبي مهدي عيسى الثعالبي والبرهان إبراهيم الكوراني ومحمد عليّ بن علان الصديقي المكي ولعله أعلى مشايخه اسنادً وأكثرهم تأليفاً وأقدمهم وفاة، لأن موت ابن علان سنة 1057، فعاش بعده النخلي 70 سنة، وهذا نادر. ويروي النخلي أيضاً عامة عن عليّ بن الجمال المكي والشهاب أحمد بن البنا الدمياطي وأحمد بن سليمان المصري وأحمد بن محمد بن عبد الرحمن السجلماسي ثم المدني الحسني الإدريسي وعبد العزيز الزمزمي والمسند زين العابدين الطبري المكي وعبد الله الديري المصري ومحمد بن محمد الشرنبلالي المصري وأبي مروان عبد الملك التجموعتي السجلماسي واحمد بن عبد العزيز المغربي وغيرهم. وروى الصحيح عن السيد أحمد بن عبد القادر الرفاعي، ولكن لم يعقد له ترجمة خاصة، وروى دلائل الخيرات عن جماعة: منهم السيد عبد الرحمن المحجوب المكناسي ثم المكي، قال الحافظ الزبيدي في " شرح ألفية السند ": " شارك النخلي البصري في غالب الشيوخ، وانفرد عنه بأشياخ، كالشيخ عليّ اليازدي وأحمد المفلحي ويونس الدمشقي ومحمد الميداني وإبراهيم العايوني وعبد الرحمن العمادي والقشاشي وخير الدين الرملي وأيوب الخلوتي وعبد الكريم الكوراني، اه ". قلت: لم يترجم هؤلاء في ثبته.

وثبت النخلي هذا في نحو أربع كراريس، طبع في الهند، رويناه وكل ما يصح لمؤلفه من طرق، منها بأسانيدنا السابقة في " الإرشاد " إلى ولي الله الدهلوي عن أبي طاهر الكوراني والشمس محمد بن عقيلة وعبد الرحمن بن الشهاب أحمد النخلي، ثلاثتهم عن والد الأخير أحمد النخلي مؤلفه. ح: ومنها بأسانيدنا إلى أبي طاهر الكوراني ومحمد سعيد سنبل وعلي بن العربي السقاط وابن عقيلة المكي والشيخ مصطفى البكري والشهاب أحمد الملوي والشهاب أحمد بن حسن الجوهري وعلي الدباغ الحلبي ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي والسيد عبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه الباعلوي والسيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل الزبيدي والسيد أحمد بن محمد مقبول الأهدل الزبيدي، كلهم عن الشهاب النخلي رحمهم الله. ولنا به أتصال غريب مسلسل بالآباء وذلك عن الشمس محمد بن محمد سر الختم بن عثمان بن أبي بكر بن السيد عبد الله المحجوب الميرغني الطائفي ثم المكي الاسكندري عن أبيه محمد عن أبيه عثمان عن أبيه أبي بكر وعمه ياسين عن أبيهما عبد الله عن النخلي. 78 - بغية الراوي فيمن أخذ عنه السخاوي (1) : في ثلاث مجلدات للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري، نرويها بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف السين (2) . 79 - بغية الملتمس في سباعيات الإمام مالك بن أنس (3) : للإمام الحافظ

_ (1) توفي السخاوي سنة 902، وهو صاحب الضوء اللامع والاعلان بالتوبيخ والتبر والمسبوك والتحفة اللطيفية وعشرات من المؤلفات الأخرى؛ انظر ترجمته في الضوء اللامع 8: 2 - 32 والكواكب السائرة 1: 53 والنور السافر: 16 وشذرات الذهب 8: 15 ومعجم سركيس: 1012 وبروكلمان، التكملة 2: 31 والزركلي 7: 67،. (2) انظر رقم: 562. (3) انظر رقم: 17 فيما تقدم؛ ورحلة البلوي 1: 258 وما بعدها (وخصوصاً ص: 260 - 261) ومقدمة تحقيق المراد.

شيخ الشيوخ صلاح الدين خليل بن الأمير كيكلدي العلائي، قال البلوي في رحلته: وهو ستة أجزاء خرجها من كتاب الموطأ، أرويه بالسند إلى السراج عن ابن باديس عنه سماعاً وإجازة به وبغيره عامة سنة 759. 80 - بوارق الأنوار الجلية في أسانيد السادات الصوفية (1) : لأبي المحاسن القاوقجي، أرويه عن الشمس محمد الشريف الدمياطي عن مؤلفه إجازة وسماعاً عام 1295. 81 - بيان المنن على قارئي السنن (2) : للإمام الحافظ أبي القاسم بن الطيلسان، أرويه بأسانيدنا إلى الوادياشي عن ابن هارون عنه. 82 - بيعة الإطلاق في السلاسل والخرق (3) : للإمام العارف أبي المواهب أحمد بن عليّ بن عبد القدوس الخامي الشناوي المدني، نرويه بسندنا إلى الصفي القشاشي عنه. 83 - البيان والتعليم لمتبع ملة إبراهيم (4) : للعارف الوجيه عبد الرحمن ابن مصطفى العيدروس دفين مصر، ألفه باسم البرهان إبراهيم بن محمد الرئيس الزمزمي المكي، ذكر فيه أسانيده، نرويه بأسانيدنا إلى السيد مرتضى وعبد الرحمن الأهدل، كلاهما عنه.

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 10، 75. (2) ابن الطيلسان هو القاسم بن محمد الأنصاري الأوسي القرطبي المتوفى سنة 642؛ ترجمته في التكملة رقم: 1976 وبغية الوعاة 2: 261 والزركلي 6: 17؛ وانظر رقم 113 فيما يلي. (3) توفي أبو المواهب الشناوي سنة 1028 وترجمته في خلاصة الاثر 1: 243 والزركلي 1: 174. (4) توفي عبد الرحمن العيدروس سنة 1192؛ انظر سلك الدرر 2: 328 والجبرتي 2: 27 - 37 والزركلي 4: 113 والنفس اليماني: 231.

حرف التاء والثاء

حرف التاء والثاء (1) تاج الدين القلعي: له ثبت، نرويه بأسانيدنا إليه المذكورة سابقاً في أوائله (انظر حرف الألف) (2) . 97 - التاجموعتي (3) : هو قاضي سجلماسة العلامة الأديب المحدث الخطيب النوازلي المسند أبو الوليد عبد الملك بن محمد التاجموعتي المتوفى سنة 1118. له فهرسة نسبها له تلميذه الشيخ المسناوي في إجازته لابن عاشر الحافي السلوي وهو يروي عن محمد بن سعيد الميرغتي. وقفت على إجازته منه العامة، وهي عندي، وأبي السعود الفاسي، وحج وجاور هناك سنوات، ودرس وألف بالحرمين الشريفين، وأجازه الحافظ البابلي والزرقاتي والخرشي وعمر الفكروني السوسي، نسبة إلى سوسة بين قابس والقيروان، والبرهان الكوراني عامة، وقرن فيها معه القاضي أبا عبد الله المجاصي. وصدر الكوراني فهرسته " الأمم " بخطبة بناها على اسمه وهي النسخة التي جلبها المترجم من المدينة إلى المغرب، فكان بعد رجوعه للمغرب يطعن في رواية المغاربة ويقدم رواية أهل المشرق عليها. ففي " نفحة المسك الداري " أبي الفيض ابن الحاج: " حدث العلامة سيدي الصغير الافراني المراكشي عن شيخه العلامة أبي عبد الله المسناوي أن الشيخ أبا مروان السجلماسي كان ينكر ولوع أهل المغرب برواية ابن سعادة في صحيح البخاري، ويعجب من تلقيهم لها بالقبول، مع أن رواية ابن سعادة من قبيل الوجادة، وكان أبو مروان تحمل عن أبي إسحاق الكوراني بطيبة المنورة، فلم يهتبل برواية المغاربة، وادعى أن المغرب شاغر

_ (1) يلاحظ أن المؤلف لا يميز في النطق بين هذين الحرفين ولدلك جعلهما في ترتيب الأعلام كأنهما حرف واحد. (2) انظر ما تقدم رقم: 4. (3) انظر دليل مؤرخ المغرب: 316 حيث تحدث عن فهرسته.

من صحيح الروايات، وقد أنكر عليه ذلك شيوخ العصر وحق لهم إنكاره، " (انظر ماسيأتي في ترجمة ابن سعادة من حرف السين) (1) . نروي ما للمترجم من طريق المسناوي وابن عبد السلام بناني والشهاب أحمد النخلي، ثلاثتهم عنه، وبأسانيدنا إلى الحضيكي عن أبي محمد صالح بن محمد الحبيب السجلماسي عن التاجموعتي بأسانيده. وللمترجم من التصانيف في السنة وعلومها: رسالة في العلم النبوي سماها " ملاك الطلب في جواب أستاذ حلب "، عنى به جدنا من قبل الأم الإمام العارف أبا العباس أحمد بن عبد الحي الحلبي دفين فاس، رد فيها على عصرية أبي عليّ اليوسي ثم رد عليه اليوسي برسالة صغيرة، ثم انتقدها عليه وردها حرفاً حرفاً المترجم بتأليف جليل سماه " خلع الأطمار اليوسية بدفع المطار اليوسية " وهو في نحو ثلاث كراريس، قلمه فيه سيال وحجته صائبة. وقعت لي نسخة منه عليها خط المؤلف بالتصحيح، وخط العلامة الافراني بالتأييد. وقد كان المترجم أعلم بالحديث وقواعده من اليوسي، كما صرح بذلك القاضي الشهاب أحمد بن التاودي ابن سودة بل حلاه تلميذه الشهاب النخلي في ثبته " بغية الطالبين " ب " حافظ عصره ووحيد دهره " وفي ترجمته من " نشر المثاني ": " كان إماماً محدثاً، وكان له وجاهة عند السلطان في الهيبة وتوقير يناسب منصب العلم يصدع له بالحق في مواطن، اه ". 98 - التاودي ابن سودة (2) : هو شيخ الجماعة بفاس العلامة المحدث الصالح المعمر إمام فقهاء المغرب أبو عبد الله محمد التاودي بن الطالب بن عليّ

_ (1) انظر رقم: 583 فيما يلي. (2) ترجمته في شجرة النور: 372 والفكر السامي 4: 127 وبروكلمان التكملة 2: 689 والزركلي 7: 40 ودليل مؤرخ المغرب: 321 (رقم: 1360، 1361) .

ابن قاسم بن محمد بن عليّ بن قاسم بن أبي محمد القاسم بن محمد بن أبي القاسم ابن سودة المري الفاسي المتوفى بفاس سنة 1209 وقد جاوز التسعين. قال عنه أبو عبد الله الرهوني أول " أوضح المسالك ": " حاز رياسة فاس والمغرب كله، فلا أعلم الآن أحداً ممن ينتمي إلى العلم بالمغرب إلا وله عليه منة التعليم، إما بواسطة أوبغير واسطة أو بهما معاً، وقد جمع مع ذلك الاجتهاد في العبادة والسخاء وحسن الخلق والمحبة العظيمة لآل البيت والطلبة وزيارة الصالحين، اه ". وقال عنه عالم مصر الشيخ الأمير في فهرسته لما ترجمه: " هلال المغرب وبركته، وحامل فتواه وقدوته ". وقال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند " له: ومنهم محمد بن الطالب ... التاودي العدل ذو المواهب رئيس فاس كاشف الغيوم ... وعالم المنطوق والمفهوم إليه في بلاده يشار ... عليه في المعارف المدار صحبته في مصر في وفادته ... فجاد بالكثير من إفادته أجازني بكل مايرويه ... من كل ما يفيد أو يمليه قلت: لخصت من " الروضة المقصودة " لأبي الربيع الحوات في ترجمته: ومن دؤوبه انه ثابر على إقراء صحيح البخاري حتى جاوزت ختماته حد الأربعين فلم يكن يدعه، لا سيما في شهر الصيام، من البدء إلى التمام، يفتتحه أول يوم منه ويختمه آخره، وكان يأتي في هذا الزمان القليل بتحقيقات، وله عليه " زاد المجد الساري " في نحم أربع مجلدات، وحاشيته هذه طبعت بفاس. وأقرأ أيضاً صحيح مسلم كثيراً لكنه لم يكن له غالباً بهجير، وله عليه تعليق، وأقرأ أيضاً سنن أبي داوود، وكانت بالمغرب عزيزة الوجود، فافتض (1)

_ (1) غاب عن الحوات أن سنن أبي داوود شرحها قديماً جماعة كالخطابي وابن القيم والسيوطي وغيرهم (المؤلف) .

بكرتها بحاشيته، وأقرأ بقية الكتب الستة، وحدث بأوائلها، وأقرأ مسند الدارمي بأمر سلطاني، والشفا بمراكش وفاس، والجامع الصغير ومشارق الصغاني، وأملى عليها شرحاً نفيساً، هو عندي، والشمائل للترمذي، وعلق عليها، وأقرأ الأربعين النووية، وكتب عليها شروحاً منها واحد طبع بفاس، والفتوحات الإلهية للسلطان سيدي محمد بن عبد الله، والألفيتين للعراقي، والكعبية لأبن زهير وشرحها، والبردة والهمزية مراراً، والتفسير في عدة سنوات، والألفية نحواً من ثلاثين مرة، وربما أقرأها في الشهر الواحد بدءاً وختماً، وأقرأ أحياناً التسهيل والمغني والكافية والشافية، وأما الأجرومية فلم يزل يقرئها خصوصاً للصغار من أعقابه وأبناء أهل المودة إلى وفاته. وأقرأكبرى السنوسي والمقاصد للسعد والمواقف للعضد والورقات وجمع الجوامع والحكم، وهي آخر مادرس، والمباحث الأصلية، وابن عاشر، والرسالة، حتى لم يكن يدعها، وأقرأ التهذيب حيناً من الدهر، وأقرأ مختصر خليل نحو الثلاثين مرة وربما أضاف إليه أحياناً الجامع وشرحه، وهو مطبوع بفاس، يبتديء قراءته قبله أو يختمه بعده وكان يختم المختصر غالباً في سنتين وتارة في أكثر وأخرى في أقل، وأقرأ بالجامع الأزهر بمصر الموطأ، حضره أعيان المذاهب الأربعة وكبار شيوخ مصر وصلحائها كالصعيدي والدردير وعبد العليم الفيومي الأزهري الضرير والشيخ سليمان الفيومي والشيخ حسن الجبرتي والسيد عبد الرحمن العيدروس والحافظ مرتضى الزبيدي والأمير المالكي الكبير ومحمود الكردي وغيرهم. وقد رزق سعداً عظيماً في التلاميذ، وجاهاً ودنيا في أيامه، وحاز المناصب السامية في الدولة ولأبنائه وأحفاده، ويذكر في باب سعة خاطره وتحمله أن تلميذه النقيب أبا الربيع الحوات أنشأ أبياتاً قال فيها: قولوا لشيخكم ابن سودة انه ... قرب الرحيل فهل له من زاد عاش القرون وفاز من أيامه ... بالمال والأولاد والأحفاد

حتى إذا وفى الرياسة حقها ... أمسى الحمام لديه بالمرصاد فلما بلغه أتى إليه ومسح بيده على ظهره وهو يقول: جزاك الله عنا خيراً إذ ذكرتنا يا ابن الرسول، وأشار إلى ذلك الحوات في كتابه " ثمرة أنسي في التعريف بنفسي " وذكر جماعة من أشياخه منهم المترجم فقال فيه: " هو شيخ ظاهر النفع كثير التلميذ طال عمره إلى ما جاوز التسعين - بتقديم المثناة - وهو متمتع بحاستي السمع والبصر، مع نحافة الجسم، وبلغ من الرياسة مع السلطان سيدي محمد ما لم يبلغه غيره حتى أكتسب بذلك هو وأولاده أموالاً كثيرة، وأكسبوا غيرهم ممن تعلق بهم ما فيه الغنى، واجتمع له ولأولاده من المناصب والولايات والأخذ من وفر الأوقاف ما لم ينفق لغيره قط. ولما مات السلطان المذكور أقره ولده مولانا اليزيد على ما كان عليه " اه. باختصار. يروي عامة عن شيوخ المغرب: أبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي صاحب " الذهب الابريز "، وهو عمدته. وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس وشيخهما أبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني، وهو أعلى شيوخه إسناداً، والحافظ أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي وأبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي وغيرهم، وبمكة عن المعمر عبد الرحمن بن محمد بن أسلم الحسيني المكي وحسين بن عبد الشكور الطائفي وأبي عبد الله محمد بن خالد الجعفري المكي ووالده أبي بكر، ولعله أعلى من لقي بالمشرق، وبالمدينة الشمس محمد بن عبد الكريم السمان المدني والبرهان إبراهيم بن أسعد المدني، وبمصر الوجيه العيدروس ومحمود الكردي وعيسى الشبراوي وحسن الجبرتي وأبي البركات أحمد بن عوض المقدسي، وتدبج فيها مع أبي العباس أحمد الدمنهوري المذاهبي وأبي الحسن عليّ الصعيدي العدوي، وسمع أول الصحيح والشمائل على الشيخ سيدي المعطي بن صالح الشرقي البجعدي صاحب " الذخيرة ".

ومن شيوخه في الطريقة الشيخ فتح الله العجمي التونسي، أخذ عنه طريقة مولاي عبد الله الشريف عنه عالياً، وهذا الشيخ ذكره له ابن رحمون في " فهرسة السلطان أبي الربيع سليمان " وأهمل ذكره التاودي نفسه والحوات في " الروضة " وغيرهما. وللشيخ التاودي فهرسة صغرى وكبرى ذكر في الأولى شيوخه من أهل العلم ونصوص إجازاتهم له، وفي الثانية من لقيه من الصالحين، ألفها في آخر عمره آخر المائة الثانية عشرة، قال في الأولى: " لما من الله على العبد بالرحلة لأرض الحجاز وظفر بزيارة الحرمين ونزل أرض مصر لقي من علمائها وفقهائها من يشار إليه بالنبل في العصر فطمحت نفوس طائفة لها بالعلم اعتناء وفي الأخذ عن مشايخ الغرب رغباء أن أقرأ لهم من كتب الحديث ماتيسر، وإن كنت في الحقيقة على جناح سفر، فأجمع الأمر على قراءة الموطأ بالجامع الأزهر، ولما افتتحناه وجرى في الدرس ذكر من أخذناه عنه أو رويناه وقع ذلك من السامعين موقعاً، وكأنهم يقولون لا نجد له مسمعاً ولا مرجعاً، فطلبوا مني أن أقيد لهم سندي في ذلك، وأن أصل حبلهم ورابطتهم من جهتي بالإمام مالك، مع سند الصحيحين، وذكر نبذة من مشايخي ممن شهد لي أو اشتهر وعلم) . نرويهما وكل ما يصح له من مؤلف ومروي من طرق تلامذته المجازين منه عامة، كالسيد مرتضى الزبيدي والشيخ الأمير المصري وأبي الحسن الصعيدي وأبي العباس الدمنهوري والشيخ عبد العليم الفيومي الضرير المصري وغيرهم من المشارقة، وأبي الحسن عليّ بن الأمين الجزائري وابن عبد السلام الناصري وأبي عبد الله محمد بن محمد الصادق ابن ريسون العلمي وعبد الله بن إبراهيم العلوي الشنكيطي والشيخ صالح الفلاني من المغاربة وغيرهم. ولنذكر أسانيدنا إليه من طريق آخر تلاميذه في الدنيا وهم ثلاثة: (1) أبوعبد الله محمد بن أحمد السنوسي، (2) وأبو العباس أحمد بن محمد

بونافع الفاسي (3) والشيخ بدر الدين بن الشاذلي الحمومي وهو آخر تلاميذه وفاة. فأما السنوسي فعن أبي محمد عبد الله بن إدريس بن محمد بن أحمد السنوسي وأبي محمد عبد الملك بن عبد الكبير العلمي الفاسي، كلاهما عن والد الأول عن أبيه، أخبرني بإجازة الشيخ التاودي للسنوسي المذكور حفيده المذكور جازماً بها معولاً عليها. وأما بو نافع فعن أبي الحسن بن ظاهر الوتري عن أبي العباس أحمد بن الطاهر الزدي المراكشي، عنه استفدت إجازة التاودي له من إجازته هو لابن الطاهر، ظفرت بها في المدينة. وأما الحمومي فعن أبي الحسن ابن ظاهر عن أحمد بن الطاهر الأزدي والمهدي بن الطالب ابن سودة كلاهما عنه سماعاً وإجازة عامة. ح: وعن عبد الله السنوسي وعبد الله بن الهاشمي ابن خضراء، كلاهما عن ابن سودة به أيضاً. ح: وعن الفقيه الصالح اللغوي عبد المعطي السباعي وأبي العباس أحمد التناني، كلاهما عن أبي الحسن عليّ بن عبد الصادق الرجراجي الصويري عن الشيخ بدر الدين ومحمد بن أحمد السنوسي السابق، ثلاثتهم عن الشيخ التاودي بن سودة عامة. ح: وأروي عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي وأبي محمد عبد الله الكامل بن محمد الامراني، كلاهما عن محمد بن المدني كنون عن بدر الدين الحمومي عن الشيخ التاودي. ح: وعن أبي العباس أحمد بن الخياط الزكاري عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بناني المراكشي عن الحمومي عنه. وهذا القدر الذي ذكرته في الاتصال بالشيخ التاودي يندر الحصول عليه في غير هذا الموضع، وقد حصل لنا من التعب في جمعه ما ليس بهين، وذلك لأن مدار أسانيد أهل المغرب على الشيخ التاودي، ولكن كثيراً ما يروون

عنه الكتاب الذي لم يسمعوه عليه بتمامه، مع أن الرواية بالسماع الذي لا يقترن بالإجازة الجابرة لما لم يسمع غرور وتدليس، فوصل الإسناد بما ذكر مجرد كذب، فإنك إذا جئت إلى أكبر من تراه وسألته عن كيفية روايته للصحيح مثلاً عن شيخه فلان يقول لك: قرأته عليه، فإذا سألته هل قرأت عليه جميعه قال: لا بل البعض، وهكذا شيخه مع شيخه، لا يضبطون سماعاً ولا يقابلون ولا يعارضون فرعاً بأصل، ورواية جميع الكتاب بمجرد حضور بعضه أفحش كذب وأنذل تدليس، بل رأينا من عمد الآن إلى شيخ حضر على شيخه في طرف من المختصر فصار يروي عنه عن ذلك الشيخ الكتب الستة والموطأ وهو لم يجز بها من شيخه ولا حضر عليه فيها ولا سمع منه أو عليه ولو حديثاً واحداً منها، وهذا ما يتنزه عنه أكذب الكذابين وأخبث الغاشين، ولذلك نرى أن الرواية التي يتعاطاها كثير من أهل المغرب ومن أخذ عنهم من غيرهم في الزمن الأخير والأسانيد التي يوصلون لا يفرح بها إلا من عري عن العلم وضرب بينه وبين أهل الرواية بأسوار، نعم من حقق سماعه لجميع كتاب على شيخه بحيث لم يفته منه شيء أوله منه إجازة جابرة ما لعله لم يسمع، فروايته صحيحة وإسناده معتبر، خصوصاً مع اتحاد النسخ والرواية، أما مع اختلافها وتباين رواياتها وانعدام الإجازة العامة فلا، فقد رأينا أيضاً من يأخذ نسخة من الصحيح من أحد الكتبية فيحضر بها ثم يصير يروي عن شيخه من طريق ابن سعادة، والحال أنه سمع عليه من نسخة القسطلاني الذي يعتمد رواية اليونيني، وهذا الجهل والكذب الفاحش. نادرة: تدبج الشيخ التاودي أيضاً مع الشيخ المعمر الصالح الرحال محمد المختار بن محمد امزيان المعطاوي الدمراوي نزيل تازا، وتآخى معه، وعاش بعده عشرات السنين، قال أبو الربيع الحوات في " الروضة المقصودة ": " وهو إلى الآن في قيد الحياة، اه ". قلت: مات المذكور سنة 1231. وهو يروي عامة عن الشيخ أحمد الحبيب وأخيه صالح والحافظ الزبيدي

والحفني ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن امزيان والسمان والعيدروس والشهاب الدردير وعبد القادر الراشدي وأحمد الهلالي وغيرهم. ووقفت على موآخاته مع الشيخ التاودي وإجازته له. وقال الحوات: " رأيت الشيخ التاودي أسند في بعض إجازاته عنه بعض ما أخذه عن مشايخه، اه ". وهذا عجيب، وأعجب منه عدم تفطن المغاربة وغيرهم له مع تأخره بعد الشيخ التاودي دهراً طويلاً، نعم تفطن لاستجازته القاضي عبد السلام المسناوي والمسند الكبير محمد التهامي بن رحمون الفاسي، وقفت على إجازته لهما مع ان ابن رحمون المذكور لم يأخذ عن الشيخ التاودي ولا عن كبار الآخذين عنه، ولله في خلقه عجب. تنبيه: أعلى من لقيه الشيخ التاودي وأخذ عنه بالمشرق المعمر العلامة أبو بكر بن خالد الجعفري المكي يروي عن اليوسي وأبي العباس ابن ناصر الدرعي لما شرقا، ويروي عالياً عن الشهاب أحمد بن عبد الغني الدمياطي المعروف بابن البنا، وهو يروي عن المنوفي عن الحصاري وأبي الخير ابن عموس الرشيدي الحصاري عن الشمس الغمري والرشيدي عن زكرياء، كلاهما عن الحافظ ابن حجر، وهذا علو عظيم لم يتفطن له حتى المترجم. 99 - التتائي (1) : هو شمس الدين محمد بن إبراهيم التتائي المالكي المصري، له فهرسة اشتملت على إسناد الحديث المسلسل بالأولية والجامع الصحيح والترمذي والحلية لأبي نعيم وكتاب الدعاء للمحاملي وجزء عاشوراء للمنذري والشفا والبردة وأذكار النووي وألفية ابن مالك، أرويها وكل ماله من طريق الاجهوري عن النور عليّ بن أبي بكر القرافي إجازة عنه (2) .

_ (1) ترجمة التتائي في نيل الابتهاج: 335 (على هامش الديباج) وشجرة النور: 272 والكواكب السائرة 2: 20 وبروكلمان، التكملة 2: 435 والزركلي 6: 192 وكانت وفاته سنة 942. (2) بعد هذا يقع في الأصل: الثبت المصري، وقد تجوزت بنقله إلى رقم: (186) وكان الأصل إعادة ترتيب حرفي التاء والثاء، ولكني وجدت ان ذلك يحدث اضطرابا كثيرا.

100 - التبريزي (1) : هو أبو الحسن عليّ بن إبراهيم التبريزي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي عبد الله محمد بن معمر عن أبي بكر المصحفي عنه. 101 - التجيبي (2) : محمد بن عبد الرحمن التجيبي نزيل تلمسان ومحدثها أبو عبد الله، رحل إلى المشرق واستوسع في الرواية وكتب العلم عن أزيد من مائة وثلاثين، من أعيانهم السلفي واختص به وأكثر عنه وقال له: تكون محدث المغرب إن شاء الله. جمع في أسمائهم برنامجاً على حروف المعجم، قال ابن الأبار: مفيد جداً أكثر فيه من الحكايات والآثار والأخبار. وله البرنامج الأكبر، والبرنامج الأصغر، ومعجم شيوخه في مجلد كبير، ومسلسلات في جزء، ومناقب السبطين، والفوائد الكبرى في مجلد، وكتاب مشيخة السلفي وغيره، توفي بتلمسان عام 610. أروي ما له من طريق ابن الأبار عنه، وعندي كراريس من مشيخته الصغرى، وقد ترجمه الذهبي في " طبقات الحفاظ ". 102 - التجيبي (3) : هو الإمام الراوية المحدث الرحال الحافظ الضابط

_ (1) انظر فهرسة ابن خير: 430. (2) ترجمة التجيبي في التكملة: 588 والذيل والتكملة 6: 352 والنفح 2: 379 والوافي 3: 234 وتذكرة الحفاظ: 1394 وجذوة الاقتباس: 172 والزركلي 7: 65. ومن مؤلفاته: الترغيب في الجهاد. المواعظ والرقائق، معجم شيوخه (أكثر فيه من إيراد الأخبار وإنشاد الأشعار فأعظم به الفائدة - مجلد كبير) وبرنامج رواياته الأكبر، مجلد متوسط، وبرنامج رواياته الأصغر، مجلد لطيف. (3) ترجمة ابي القاسم التجيبي في الدرر الكامنة 3: 240 ونيل الابتهاج 222 (على هامش الديباج) وهو صاحب الرحلة التي تسمى " مستفاد الرحلة والاغتراب " بقيت منها قطعة صالحة نشرتها الدار العربية للكتاب (ليبيا - تونس 1975) بعناية صديقنا المحقق عبد الحفيظ منصور؛ وله برنامج ضخم حافل بالفوائد وهو قيد النشر حين كتابة هذا التعليق.

المحقق أبو القاسم بن يوسف بن محمد بن عليّ بن القاسم التجيبي السبتي، له برنامج عظيم في مشيخته، أروي فهرسته من طريق أبي زكرياء السراج عن أبي عبد الله محمد بن سعيد الرعيني عنه، وهو صاحب رحلة عريضة ورواية واسعة وتدقيق في هذه الصناعة، بحيث يعد من أفراد المغاربة الذين رحلوا ودونوا. وله رحلة في مجلدات ترجم فيها لعبد المؤمن الدمياطي وابن دقيق العيد وأمثالهم من الأفراد. كنت وقفت على مجلد ضخم منها في تونس، ولا أظنها تكون أدون من رحلة ابن رشيد الفهري. التريمي: هو أبو عبد الله محمد بن سالم الباعلوي الحضرمي " انظر محمد ابن سالم ". 103 - الترغي (1) : هو محمد بن يوسف الترغي المراكشي الفقيه الأستاذ الراوية حافظ زمانه، هكذا حلاه تلميذه ابن القاضي في " درة الحجال " وذكر انه ولد سنة 943 وذكر أنه لا زال حياً وقت جمعه للدرة. يروي عامة عت أبي القاسم بن إبراهيم المشترائي ورضوان الجنوي وأبي عبد الله الخروبي الطرابلسي وغيره. خرج له ابن القاضي جزءاً في مسموعاته عليه نروبه بأسانيدنا إلى ابن القاضي عنه وكل ما له. 104 - التمجدشتي (2) : هو أبو العباس أحمد بن محمد الميموني السوسي الأقصوي الإجناني نسبة لواد بسوس كإنسان، التمجدشتي - بكسر المثناة من فوق وفتح الميم وجيم مشددة ودال مفتوحة وشين ساكنة ثم تاء

_ (1) ترجمته في الاعلام بمن حل مراكش 4: 209 وفيه أنه توفي سنة 1009 (والترغي نسبة إلى بني ترغة من قبائل جبال الريف) ودرة الحجال رقم: 638. (2) ترجم له الزركلي 1: 234 (اعتماداً على فهرس الفهارس) وانظر دليل مؤرخ المغرب: 229.

[ثم ياء] نسبة - لموضع سكناه، العالم الصالح الذي نفع الله به البلاد السوسية والأقطار الحوزية، توفي بسوس سنة 1274، وأفردت ترجمته وأسانيده بتأليف، وهو في مجلد وقفت عليه بزاوية رسموك التي يقام بها سوق عام بالحوز، ومنه نسخة موجودة بمكتبة المخزن بفاس، يروي عن والده ومحمد ابن يحيى الأوجي الصفصفي ومحمد بن الحسن الطويلي والفقيه الصوفي أحمد ابن إبراهيم الجرسيفي وعلي بن سعيد الهلالي وعبد الله الططائي البرجيلي وغيرهم، وأخذ الطريقة الناصرية، وكان عليه مدارها بسوس، عن محمد بن يحيى الأوجي عن الشمس الحضيكي عن الأحمدين العباسي والصوابي، كلاهما عن أبي العباس ابن ناصر. ح: وأخذها أيضاً عن محمد بن الحسن الطويلي الولتيني عن مسعود المرزكوني عن الشيخ ابن ناصر. أروي ما للمذكور من طرق منها بأسانيدنا إلى أبي الحسن عليّ بن سليمان الدمنتي عنه. ح: وعن السيد عبد المعطي السباعي عن الشيخ سعيد الكثيري الشريف الهشتوكي عنه إجازة عامة كتبها له سنة 1254 بسوس. ح: وأخذ الكثيري المذكور أيضاً عن أبي حامد العربي بن إبراهيم السملالي إجازة عامة كتبها له سنة 1254 أيضاً، وهو عن التمجدشتي عامة. ح: وعن الفقيه النحوي أبي عليّ الحسن بن أحمد بن مبارك الرسموكي عن أبيه عنه. ح: وعن المعمر أبي عبد الله محمد بن الطيب بن الحسين الوحدي عن أبي عليّ الحسين ابن عبد الرحمن السملالي السوسي دفين فاس عن الشيخ سيدي سعيد الشريف الكثيري عن المترجم. ح: وأروي عالياً عن المعمر عبد الله المغراوي عنه، وهو عال جداً، فنروي عن المغراوي عن التمجدشتي عن أحمد بن إبراهيم الكرسيفي عن جسوس وابن الحسن بناني. التميمي الفاسي: (انظر النجوم المشرقة من حرف النون) (1) .

_ (1) انظر رقم: 442 في ما يلي.

105 - التميمي المصري: هو محمد بن أحمد التميمي الخليلي المصري عالم الديار المصرية ومفتيها وشيخ الفقهاء الحنفية بها، روى عالياً عن الأمير الكبير، دخل عليه بمنزله وهو مفلوج، وسمع منه حديث الأولية بشرطه، كما أخذ عن طبقته أيضاً بمصر، ورزق السعد في التلاميذ، فروى عنه عارف الله بن حكمة الله شيخ الإسلام بالآستانة ومحمود الآلوسي مفتي بغداد وصاحب " روح المعاني " وغيرهما من الأعلام، فنروي ماله من طريقهم، ونروي عنه عالياً عن شيخنا عبد الله السكري ومحمد أمين البيطار، وكلاهما عنه عامة ماله. التمنارتي: (انظر الفوائد الجمة من حرف الفاء) (1) . التنوخي: هو البرهان الشامي (انظر حرف الباء) (2) . 106 - التنسي (3) : هو الإمام المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الجليل التنسي التلمساني، أخذ عن ابن مرزوق الحفيد والولي أبي إسحاق إبراهيم التازي وأبي الفضل بن الإمام وقاسم العقباني وغيرهم، وصفه أحمد ابن داوود البلوي الأندلسي ببقية الحفاظ، وذكر عن البلوي المذكور أنه لما خرج من تلمسان سئل عن علمائها فقال: العلم مع التنسي، والصلاح مع السنوسي، والرياسة مع ابن زكري. وهو صاحب " نظم الدر والعقيان في دولة بني زيان " وممن وصفه بالحافظ الونشريسي في " المعيار " وكانت وفاته سنة 899.

_ (1) انظر رقم: 469 في ما يلي. (2) الترجمة رقم 73 في ما تقدم. (3) لعبد الجليل التنسي ترجمة في الضوء اللامع 8: 120 ونيل الابتهاج: 329 وصفحات متفرقة من نفح الطيب وأزهار الرياض وشجرة النور: 267 وانظر مقدمة القسم الرابع من كتاب الدر والعقيان تحقيق نوري سودان (بيروت 1980) .

له فهرسة نرويها بأسانيدنا إلى أبي العباس المقري وسعيد قدورة، كلاهما عن عم الأول سعيد المقري التلمساني عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الجليل عن أبيه المذكور. الثعالبي: أبو زيد عبد الرحمن قطب الجزائر ومسندها (انظر " غنية الواجد " في حرف الغين وحرف العين فيمن اسمه عبد الرحمن) (1) . الثعالبي: أبومهدي عيسى (انظر " كنز الرواية " من حرف الكاف و " منتخب الأسانيد ومقاليد الأسانيد " و " المنح " من حرف الميم، ومن اسمه عيسى من حرف العين) (2) . 1.7 - ثعيلب الضرير: وهو ثعيلب بن سالم الفشني الأزهري الشافعي المصري الضرير المعمر، ولد كما في معجم السيد مرتضى الزبيدي سنة 1151 وقال: " سمع على شيخنا التاودي بعض الموطأ، وأجازه شيخنا الحفني، وروى كثيراً عن أقرانه من فضلاء الوقت، وهو إنسان حسن منصف له حافظة ومعرفة بارك الله فيه، اه ". قلت: عاش بعد السيد مرتضى نحو الأربعين سنة فإنه مات سنة 1239 روى عالياً عن الملوي والجوهري والحفني، ولا أظن أنه تأخر في الدنيا أحد معه يروي عن هؤلاء. أشهر تلاميذه المجازين منه الوجيه الكزبري والبرهان السقا والشيخ السنوسي آخرهم وفاة الثاني، وبروايته عنه حصل له الفخر التليد. نروي ماله من طريقهم عنه. 108 - التافلالتي (3) : هو محمد بن محمد التافلالتي المغربي المالكي ثم

_ (1) رقم: 487 والترجمة رقم: 39. (2) رقم: 152، 184، 196 والترجمة رقم: 449. (3) للتافلالتي ترجمة في سلك الدرر 4: 102 وبروكلمان 2: 463 والزركلي 7: 296 وعد عدداً من مؤلفاته وقال: " رأيتها جميعاً في المكتبة الخالدية بالقدس ".

الحنفي مفتي القدس الشريف، ولد بالمغرب الأقصى ومات ببيت المقدس سنة 1191، يروي عن الملوي والجوهري وعمر الطحلاوي والشمس الحفني وغيرهم. له ثبت جمع فيه مروياته من طريق شيخي شيخه الحفني محمد بن عبد الله المغربي والشمس البديري، نروي ماله من طرق منها عن عبد الله السكري عن سعيد الحلبي عن محمد شاكر العقاد عنه. وبأسانيدنا إلى ابن عابدين عن العقاد عنه. والمترجم ممن أفردت ترجمته بالتأليف. التغلبي: (انظر عبد القادر التغلبي في حرف العين) (1) . 109 - تقي الدين الفاسي (2) : هو السيد الشريف الإمام العلامة الحافظ المؤرخ قاضي القضاة تقي الدين أبو الطيب محمد بن قاضي القضاة بهاء الدين أبي العباس أحمد بن عليّ الحسني الفاسي المكي المالكي، ولد سنة 775، وأجاز له أبو بكر بن المحب وإبراهيم بن السيار ورحل وبرع وخرج، وأذن له الحافظ العراقي بالتحديث، ومات في كشف الظنون سنة 832. قال ابن حجر: " لم يخلف في الحجاز مثله " له: شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ومختصراته السبعة، والعقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، عندي منه المجلد الرابع بخط الحافظ عبد العزيز بن فهد، ومختصراته الثلاثة وغيرها، أرويها من طريق السنباطي عن السراج عمر بن فهد قال: " أنا مؤلفها الحافظ الفاسي.

_ (1) الترجمة رقم: 419. (2) ترجمته في الضوء اللامع 7: 18 وذيل طبقات الحفاظ: 291، 377 وتاريخ ثغر عدن: 199 ومعجم سركيس: 1429 وبروكلمان، التكملة 2: 221 والزركلي 6: 227 وقد طبع كتابه شفاء الغرام في جزءين 1956 وفيه مقدمة موجزة في حياته ومؤلفاته؛ كذلك قام الصديق فؤاد السيد رحمه الله بتحقيق كتابه " العقد الثمين " ونشر في ثمانية مجلدات.

ح: ومن طريق المقري عن عمه سعيد عن المعمر أحمد حجي الوهراني عن أبي إسحاق إبراهيم التازي عنه. 110 - تقي الدين ابن فهد المكي (1) : هو الإمام الحافظ الرحلة تقي الدين أبو الفضل محمد بن النجم محمد الشريف العلوي الشهير كسلفه بابن فهد المكي الشافعي، ولد سنة 787 بأصفون من بلاد مصر وانتقل به أبوه إلى مكة سنة 795، وسمع من البنوسي وابن صديق والزين المراغي وأبي اليمن الطبري وغيرهم ممن دب ودرج، ولقي باليمن الفيروزابادي، وأجاز له خلق كثير، وعرف العالي والنازل، وشارك في فنون الأثر، واجتمع له من الكتب مالم يجتمع لغيره من أهل بلده. له: طبقات الحفاظ، ومعجم الصحابة، وقف الحافظ الزبيدي على نسخة منه بخطه. مات بمكة سنة 871. نروي فهرسته وماله عن السكري عن الحلبي عن العقاد عن البخاري عن حسن عيديد عن حسن العجيمي عن عبد الرحيم بن الصديق الخاص عن مسند اليمن الطاهر الأهدل عن العلامة المسند شرف الدين أبي القاسم بن أبي السعادات المالكي عن المسند عمر بن تقي الدين بن فهد عن أبيه بأسانيده، وأعلى مابيننا وبينه ستة وسائط، وذلك عن الشهاب السويدي عن الزبيدي عن ابن سنة عن الواولاتي عن ابن أركماش عن السراج عمر عن أبيه تقي الدين ماله، وهو أعلى مايوجد في الدنيا (وانظر عمدة المنتحل له في حرف العين) (2) . 111 - التهامي ابن رحمون (3) : هو مسند فاس أواسط القرن المنصرم،

_ (1) ترجمته في البدر الطالع 2: 259 والزركلي 7: 277. (2) انظر رقم: 476. (3) الزركلي 6: 290 (عن الكتاني) .

أبو عبد الله محمد التهامي بن المكي بن عبد السلام بن رحمون الفاسي المتوفى بفاس سنة 1263، وقفت على تحليته في إجازة الكوهن له بخطه بما نصه " الشريف الفقيه الجليل، المبجل العدل الحسيب الأصيل، من له اعتناء بطريق الرواية، ومن له بها أتم رغبة وعناية، اه ". وحلاه العلامة الجوال الشيخ يوسف بدر الدين المغربي في إجازته له ب " سيد عصره، وسعد قطره، بهجة علماء الدهر، وفخار أهل العصر، اه ". قلت: لم أر لأحد في القرن الماضي من أهل فاس ما رأيت لهذا الرجل من الاعتناء بالرواية وجمع الفهارس والإثبات وتصحيحها ووصل المسلسلات، بحيث يستحيل أن يوجد راو في وقته بالمغرب إلا وله عنه رواية، ومع طول الزمن كل يوم نظفر له بغريبة أو غرائب في هذا الباب، ولكن ضيعه قومه، فلم أر من استجاز منه في فاس ولا في غيرها بعد طول البحث والتنقيب، بل ولا من ترجمه من أصحاب الفهارس والتقاييد، حتى صاحب " سلوة الأنفاس " لم يترجمه. والذي يغلب على ظني أن الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي لا يغفل الرواية عنه، فانا لم نقف إلى الآن على مجموع روايته. وقد كنت أظن كذلك رواية المترجم عن يوسف المغربي المذكور لما دخل لفاس أواسط القرن المنصرم، حتى ظفرت بذلك فيما قرب، وربك يخلق ما يشاء ويختار. فممن وقفت على إجازته العامة للمذكور محمد المختار بن محمد امزيان المعطاوي الدمراوي التازي، ولعله أعلى شيوخه إسناداً، لأنه كما تقدم من أشياخ الشيخ التاودي وشاركه في أكثر مشايخه المشارقة، وأحمد بن عبد السلام البناني ومحمد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموي المكناسي وأحمد بن النادي الحمدوني المساوي السريفي وإمام الضريح الإدريسي محمد بن أحمد السنوسي والمعمر الحاج بو بكر بن عبد الرحمن الحجوي القندوسي المتوفى عام 1244 عن مائة وإحدى وثلاثين سنة، وعبد السلام بن محمد شقشاق والعلامة

عبد الودود بن عمر التازي الشفشاوني دفين فاس والعلامة عبد السلام بن محمد ابن محمد بن أحمد بن الشاذلي الدلائي المعروف بالمسناوي الفاسي وعب الكريم ابن عبد السلام الحضري الشفشاوني وعلي بن محمد بن عبد الله بن بو زيد الخمسي العرايشي وأحمد الحبيب بن محمد اليعقوبي وقاضي فاس العربي بن الهاشمي الزرهوني وعثمان بن محمود القادري الهزاري البغدادي نزيل تازة والعلامة المحدث الرحلة أحمد بن طوير الجنة محمد الحميري الوداني الشنكيطي، صاحب الرحلة الحجازية، والشيخ حسونة بن عمر الدغيسي الحنفي الطرابلسي بفاس ومحمد الهاشمي بن عليّ بن أحمد الرتبي الصادقي الفاسي، وألف له ثبتاً سماه " الفتح الوهبي فيمن أجاز لأخينا سيدي الحاج الهاشمي الرتبي " - وسيأتي ذكره في حرفه - ومحمد بن المحشي بناني والمسند الراوية محمد بن محمد الصادق ابن ريسون العلمي ومحمد بن قدور الصبيحي الزرهوني والشمس محمد بن عامر المعداني والشهاب أحمد بو نافع والرحالة العربي الدمناتي الفاسي ومحمد بن الطاهر العلوي الفاسي والمؤرخ بلقاسم بن أحمد الزياني، ورأيته في بعض تقاييده أسند عنه حديث ختم المجلس عن الأمير الكبير، وفي بعض طرره أسند عنه حديث أبي ذر الطويل عن السلطان سيدي محمد بن عبد الله عن ابن عبد السلام بناني بأسانيده إلى ابن غازي بسياقه له في ترجمة النيجي من فهرسته، والحديث المذكور بهذا السياق مثبوت في رحلة الزياني (انظرها) . ومن شيوخ المترجم أيضاً ومجيزيه عامة محمد الأمين بن جعفر العلوي الصوصي السجلماسي ويوسف بن بدر الدين المغربي وأبو التوفيق العربي الدكالي وعبد الرحمن بن محمد الحايك التطواني وعبد الرحمن بن أحمد الشنكيطي وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن حمزة ابن أبي سالم العياشي وأحمد اليمني بن الحسين بن محمد ابن أبي زيان ومحمد بن أحمد بن أبي بكر بن ناصر مهاوش ومحمد بن السيد حمزة بن محمد بن قاسم بن الشيخ أبي العباس أحمد الحبيب اللمطي السجلماسي والحاج البخاري بن الحاج بو طاهر التبزاوي الفلالي وعبد القادر بن أحمد الكوهن صاحب " الإمداد "، وعندي إجازته له بخطه بعث

له بها بعد ذهابه للحج، والشيخ بن عبد الله سقط المشرفي والمعمر يحيى الجراري السوسي والشيخ قمر الدين بن حميد الدين بن نصير الدين الهندي الكواليري والسيد حسين بن محمود الهزاري القادري البغدادي، وذكر له إسناداً عالياً مسلسلاً بالمعمرين، بينه وبين الشيخ عبد القادر فيه ثلاثة وسائط عن شيخه المعمر خمسمائة سنة على ما ذكر، وهو محمد الطاهر بن عبد الله بن حمدان الأصبهاني المولود عام 731 والمتوفى عام 1235، عن المعمر 169 شهاب الدين أحمد بن عليّ الموصلي عن المعمر 139 شمس الدين محمد الطويل الهروي، عن الشيخ عبد القادر، وهو من الغرابة بمكان. وأخذ كثيراً من طرق القوم عمن له الاذن فيها كالقادرية والشاذلية والريسونية والجزولية وغيرها، منهم: عبد الله بن عليّ الشجدالي العميري ومحمد بن عبد الحفيظ القادري الفاسي وبلقاسم الشجدالي ومحمد بن عليّ الولالي الفاسي الوزيري طريقة وأجازه بالتلقين وبكتابه المسمى ب " السيف القاطع والحصن المانع بمدح الرسول الشافع " وذلك عام 1228، ومحمد بن عبد الله القادري نزيل تارودانت بتاريخ الذي قبله، ومحمد بن أحمد الولالي ساكن السفالات من تافلالت، ومحمد بن أحمد بن موسى العلمي، وروى صلوات الهروشي عن شيخه أحمد بن محمد بن موسى بن عبد القادر بن يوسف بن صابر الجعفري التواتي الملقب زروق المتوفى سنة 1247 عن عمه الفقيه أبي زيد عبد الرحمن بن موسى المذكور عن محمد بن محمد الخياط الهروشي الفاسي ثم التونسي مؤلف الصلوات وعن غيره بأسانيده، ورأيت بخطه على أول فهرسة القصار أنه يرويها عن أبي التوفيق الدكالي عن محمد بن محمد بن العربي بناني المكي عن صالح الفلاني عن ابن سنة عن مولاي الشريف عن العارف الفاسي عن القصار قال. ح: وعن الحايك، يعني التطواني عن جسوس عن سيدي محمد الفاسي عن والده سيدي عبد القادر عن عم أبيه عن القصار، كما رأيت يخطه أيضاً على أول فهرسة المنجور أنه يرويها عن شيخه عبد القادر

ابن عبد الله بن مصطفى المشرفي المعسكري عن محمد صالح الرئيس الزمزمي المكي عن صالح الفلاني عن ابن سنة عن مولاي عبد الله بن عليّ بن طاهر عن المنجور قال، ح: وأخذتها عن شيخنا أبي المحاسن يوسف بن بدر الدين المدني عن شيخه السيد زين بن جمال الليل الباعلوي عن ابن سنة به، كما رأيت بخطه أيضاً على أول فهرسة أبي محمد يحيى بن عبد الله الجراري السوسي المسماة " ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح " أنه يرويها عن مؤلفها إجازة منه له بها وبجميع مروياته وكذا المذكور أجاز بها لأولاده. واختصر المترجم فهرس الزياني المؤرخ المشهور الذي جمع للسلطان أبي الربيع سليمان في مشيخته، وهو عندي في نحو أربع كراريس، مفيد جداً، وزاد على الأصل زيادات مهمة وسماه " الدر والعقبان فيما قيدته من جمهرة التيجان "، قال: حذفت في مواضع منها التكرار، ورتبتها على ترتيب فهارس الأبرار، وزدت في بعض المواضع منها أسانيد كثيرة لكتب مشهورة، وفوائد جمة، ومسائل أكيدة مهمة. وله تأليف في المسبعات العشر، ومجموعة في إجازاته عمن ذكر، وهي في مجلد، إلا أن كتبه وأخباره تفرقت أيادي سبأ وذهبت شذر مذر، ولله في خلقه ما أراد. 112 - ابن تيمية (1) : هو إمام السنة الحافظ الكبير تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني الحنبلي الأثري الدمشقي، ولد سنة 661 وسمع الحديث على جماعة من المسندين كالفخر ابن البخاري وغيره،

_ (1) ترجمة ابن تيمية في الفوات 1: 74 والوفيات 7: 15 وأعيان العصر: 74 وذيل ابن رجب 2: 387 وتذكرة الحفاظ: 1496 والدرر الكامنة 1: 144 والبدر الطالع 1: 63 والبداية والنهاية 14: 135 وتاريخ ابن الوردي 2: 284 والنجوم الزاهرة 9: 271 وأفرد ابن عبد الهادي له ترجمة بعنوان العقود الدرية (ط) وكذلك ابن ناصر في الرد الوافر، حققه الصديق زهير الشاويش (المكتب الإسلامي، بيروت 1393) وغيرهما، وذكر المؤلف بعضهم.

وكتب الطباق والإثبات، ولازم السماع بنفسه عدة سنين، وقل أن سمع شيئاً إلا حفظه، وبلغ عدد شيوخه أكثر من مائتي شيخ، وهو أول من كتب على الاستجازة الكبيرة المعروفة بالألفية التي هي بخط المحدث أبي عبد الله محمد بن يحيى بن سعيد المقدسي التي سأل فيها الإجازة من مشايخ العصر لأكثر من ألف إنسان مؤرخة بسنة 721. والتمس منه صاحب سبتة أن يجيز له مروياته وينص على أسماء جملة منها، فكتب في عشر ورقات جملة من ذلك بأسانيدها من حفظه، قال الحافظ الذهبي: بحيث يعجز أن يعمل بعضه أكبر محدث يكون. قلت: وكان صدور هذه الإجازة منه وهو معتقل بثغر الإسكندرية سنة 709. وقد اقتديت به أيضاً فأجزت لكثيرين من معتقلي أيام المملكة الحفيظية، وأمليت هناك مجموعة تعرف ب " ما علق بالبال في أيام الاعتقال " وهي مجلدة نفيسة ذكرت في حرفها. وللمترجم إجازة أيضاً كتبها لأهل غرناطة وإجازة لأهل أصبهان وإجازة لبعض أهل تبريز. وخرج أمين الدين الواني لابن تيمية جزءاً عن كبار شيوخه الذين سمع منهم ذكوراً وإناثاً، وحدث به الشيخ تقي الدين فسمعه منه جماعة فيه أربعون حديثاً عن أكابر شيوخه وعواليهم سنة 717، وهو مطبوع. وخرج لابن تيمية أيضاً الحافظ الفخر أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البعلبكي الدمشقي جزءاً في مروياته العالية، وانتقى ابن تيمية جزءاً فيه مائة حديث من صحيح البخاري مشتملة على الثلاثيات الإسناد وموافقات وإبدال وعوالي وغير ذلك، وكانت وفاته رحمه الله سنة 728 بدمشق. قال الحافظ ابن ناصر في شرح بديعته: " أنبأنا الحافظ أبو بكر وآخرون عن الحافظ الذهبي انه قال: أحفظ من رأيت أربعة ابن دقيق العيد والدمياطي وابن تيمية والمزي، فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث، والدمياطي أعرفهم بالأنساب، وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال، اه ".

أفرد ترجمة المترجم جماعة من الأعلام بالتصنيف منهم الحافظ الذهبي ومنهم سراج الدين عمر بن عليّ بن موسى بن الخليل البغدادي الأزجي البزار له كتاب " الأعلام العلية في مناقب الإمام ابن تيمية ". وللحافظ أبي المظفر يوسف السرمري " الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية " ومنهم الحافظ الناقد أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي الصالحي الحنبلي ترجمه أيضاً في مجلد و " الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " للحافظ محمد بن ناصر الدين الدمشقي وهو مطبوع، وقرض له عليه جماعة من الأعلام منهم الحافظ ابن حجر، و " الكواكب الدرية في مناقب الإمام ابن تيمية " للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي المصري، و " القول الجلي في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي " لصفي الدين الحنفي البخاري النابلسي، وقد طبع أيضاً مراراً، و " الاختيارات العلية في اختيارات الشيخ ابن تيمية ". وهو من الأفراد الذين كثر الخبط في شأنهم بين مكفر وبين ذاهب بهم إلى منزلة المعصومين، والإنصاف فيه قول الحافظ ابن كثير: " كان من كبار العلماء وممن يخطئ ويصيب لكن خطأه بالنسبة إلى صوابه كنقطة في بحر لجي وخطأه أيضاً مغفور له كما في الصحيح، اه ". قال الحافظ الذهبي في حقه من تذكرة الحفاظ بعدما أطراه: " رأيت له بعد موته منامات حسنة، وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها، وهي مغمورة في بحر علمه، فالله يسامحه ويرضى عنه، فما رأيت مثله، وكل واحد يؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا " اه. كلامه، وهو الإنصاف فيه. قال الذهبي: " وما يبعد أن تصانيفه تبلغ خمسمائة مجلدة " ولما ذكر الذهبي في تاريخه أن شيخ الإسلام الصابوني جلس بثغر سلماس مدة يعظ الناس، فلما ارتحل قال: يا أهل سلماس لي عندكم أشهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها ولو بقيت عندكم سنة لما تعرضت لغيرها، قال: " قلت: هكذا كان شيخنا ابن تيمية بقي أزيد من

سنة في تفسير سورة نوح وكان بحراً لا تكدره الدلاء، اه ". ومن أبشع وأشنع ما نقل عنه رحمه الله قوله في حديث ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل " كنزولي هذا " قال الرحالة ابن بطوطة في رحلته (1) : " وشاهدته نزل درجة من المنبر الذي كان يخطب عليه ". وقال القاضي أبو عبد الله المقري الكبير في رحلته " نظم اللآلي في سلوك الأمالي " حين تعرض لشيخيه ابني الإمام التلمساني ورحلتهما: " ناظرا تقي الدين ابن تيمية وظهرا عليه وكان ذلك من أسباب محنته، وكانت له مقالات شنيعة من إمرار حديث النزول على ظاهره، وقوله فيه " كنزولي هذا "، وقوله فيمن سافر لا ينوي إلا زيارة القبر الكريم: لا يقصر، لحديث لا تشد الرحال، اه ". ونقله عنه حفيده أبو العباس المقري في أزهار الرياض (2) وأقره مع أن تآليفه المتداولة الآن بالطبع ليس فيها إلا التوريك في مسألة إبقاء المتشابه على ظاهره، مع التنزيه والتنديد بالمؤولين، وهو على الإجمال مصيب في ذلك، وأما مسألة الزيارة فإنه انتدب للكلام معه فيها جماعة من الأئمة الأعلام، وفوقوا إليه فيها السهام، كالشيخ تقي الدين السبكي والكمال ابن الزملكاني وناهيك بهما، وتصدى للرد على ابن السبكي ابن عبد الهادي الحنبلي، ولكنه ينقل الجرح ويغفل عن التعديل، وسلك سبيل العنف والتشديد، وقد رد عليه وانتصر للسبكي جماعة منهم الإمام عالم الحجاز في القرن الحادي عشر الشمس محمد عليّ بن علان الصديقي المكي له " المبرد المبكي في رد الصارم المنكي " ومن أهل عصرنا البرهان إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري سماه " نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي " وكذا الحافظ ابن حجر له " الإنارة بطرق حديث الزيارة " وانظر مبحثاً من فتح الباري وامواهب اللدنية وشروحها. ومن أشنع مانقل عن ابن تيمية أيضاً قوله في حق شفاء القاضي عياض (3)

_ (1) رحلة ابن بطوطة: 95 وأزهار الرياض 5: 11. (2) أزهار الرياض 5: 11. (3) أزهار الرياض 5: 9.

" غلا هذا المغيربي " وقد قال في ذلك شيخ الإسلام بأفريقية الإمام العلم أبو عبد الله بن عرفة التونسي (1) : شفاء عياض في كمال نبينا ... كواصف ضوء الشمس ناظر قرصها فلا غرو في تبليغه كنه وصفه ... وفي عجزه عن وصفه كنه شخصها وإن شئت تشبيهاً بذكر امارة ... بأصل ببرهان مبين لنقصها وهذا بقول قيل عن زائغ إلا ... عياض فتبت ذاته عن محيصها ذكرهم له تلميذه البسيلي في تفسيره والمقري في " أزهار الرياض ". وفي حواشي البخاري لشيخ الجماعة بفاس أبي السعود عبد القادر الفاسي: " لم يقل بلزوم الذكر النبوي يعني في الصلاة دون غيره إلا ابن تيمية، قال الشيخ زروق: وهو مطعون عليه في العقائد، وذكر غيره أنه ظاهري يقول بالتجسيم، اه ". وإنما نقلنا لك هذا تصديقاً لما أشرنا له سابقاً من أن الناس غلوا فيه بين مكفر ومنبىء، وخير الأمور الوسط، فكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، وترجمته واسعة في طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب فيها نحو كراستين وبها ختم. أروي ما للإمام ابن تيمية المذكور من طريق الحافظ أبي الحجاج المزي عنه، وأروي ما له بأسانيدنا إلى السخاوي عن ابن الفرات عن ابن الجزري عن عايشة بنت محمد المقدسية عن الحافظ ابن القيم عنه وبأسانيدنا إلى إبراهيم ابن سليمان العلوي اليمني عنه، وبأسانيدنا إلى القاضي زكرياء عن النجم عمر ابن فهد عن الشيخ زين بن سليمان بن داوود بن عبد الله الموصلي الدمشقي عن الحافظ ابن رجب عن الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن القيم الدمشقي عن الحافظ ابن تيمية، وبهذا السند إلى ابن رجب وابن القيم أروي ما لهما أيضاً.

_ (1) الأبيات في أزهار الرياض 5: 10.

113 - ابن التهامي بن عمرو (1) : هو الإمام العالم الأديب اللغوي الأصولي المسند الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد التهامي بن محمد بن عمرو من أولاد ابن عمرو الذين ينتسبون للأنصار، الرباطي الدار دفين مكة المكرمة، توفي بها سنة 1244. روى حديث الأولية عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري عن جسوس، وروى الصحيح بالرباط عن أبي عبد الله محمد بن الحافظ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي عن والده (وتو) بأسانيدهما، وروى أيضاً عن أبي محمد عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي عن مرتضى الزبيدي، وروى الصحيح أيضاً عن عبد القادر ابن شقرون وأحمد بن (تو) وبنيس والشيخ الرهوني بأسانيدهم، وروى فهرسة الشيخ ابن الحسن بناني عن القاضي أحمد بن صالح الحكمي الرباطي عن مؤلفها، وروى عامة عن ابن عبد السلام الناصري الدرعي، ومن طريقه يروي الصحيح مسلسلاً بالمحمدين عن محمد بن الحسن الجنوي ومحمد بن الحسن بناني ومحمد بن قاسم جسوس بأسانيدهم، ويروي " الرحلة العياشية " عن الناصري المذكور عن أحمد بن محمد الورزازي التطواني المتوفى سنة 1177 عن الإمام أبي العباس ابن ناصر عن أبي سالم العياشي، ويروي " الرحلة الناصرية " عن الناصري أيضاً عن الحافظ أبي العلاء العراقي عن أبي الحسن عليّ الحريشي عن أبي سالم، ويرويها أيضاً عن أعجوبة الدهر حافظ العصر عبد الله بن محمد الزينبي الجعفري عن شيخه المولى عبد الودود عن أبي العباس أحمد الخطاط عن أبي العباس ابن ناصر عن أبي سالم، ويروي عن الجوال أحمد بن الفغوردوا السوداني فهرسة أبي عمرو عثمان بن محمد المعروف بابن فودي السوداني، ويروي " القاموس " عن الناصري المذكور وأبي عبد الله الرهوني، كلاهما عن محمد ابن الحسن بناني بأسانيده.

_ (1) ترجم له الزركلي 7: 299 (اعتماداً على فهرس الفهارس) وانظر شجرة النور: 382 ودليل مؤرخ المغرب: 323، 350، 391، 465.

استفدت هذه الأسانيد من إجازة وقفت عليها بخطه بمكتبة تونس أجاز بها البرهان إبراهيم الرياحي لما مر بتونس يريد الحج، وكان خروجه بهذا الصدد من الرباط 10 ربيع النبوي عام 1243، ومعه ولده محمد وابن أخيه التهامي ابن التهامي، فلم يرجع من وجهته تلك، ومر بمصر وروى فيها عامة عن الشهاب الدمهوجي والأمير الصغير والشمس محمد بن أحمد العروسي، وبتونس عن الشمس محمد الآبيس والرياحي والشمس محمد بن أحمد بن الخوجة والشيخ بيرم الثاني والشيخ بيرم الثالث والشيخ محمد المحجوب والشيخ مصطفى بيرم وشيخ الطريقة الشاذلية محمد الشاذلي بن عمر، وبمكة عن أبي الحسن عليّ البيتي الباعلوي المكي حسبما وقفت على إجازات من ذكر من المشارقة له بخطوطهم، وعندي بعضها. وتدبج في تونس مع البرهان الرياحي وشيخ الإسلام محمد بن الخوجة وغيرهم ممن ذكر من التونسيين. أروي كل ما يصح له من المرويات من طريق التونسيين عن الشيخ الطيب النيفر عن الشيخ محمد بيرم الرابع ومحمد بن الخوجة كلاهما عنه. أما ما رواه في الحجاز ومصر فلو وجد أنه قال في إجازته للتونسيين أجزتهم بما صح وما سيصح، ساغت لهم روايته أيضاً، وإلا فلا. وقد وقفت على إجازة المترجم العامة لولده الحسن وأخويه محمد وعبد الواحد وبنيهم وبني عمهم الهاشمي والتاودي والمكي وأبو بكر وعمر وعثمان، وهي بتاريخ ربيع النبوي عام 1243، وهي سنة رحلته، بل تاريخها يعطي أنه كتبها لهم حين سفره للحج مودعاً بها عند آله روايته وسنده. وبكل أسف لم نجد عن هؤلاء راوياً ولا مستجيزاً ولا من بلغه خبر ذلك، لسكر الناس بخمرة الإهمال والتضييع، ولله في خلقه ما أراد. ثم وقفت على إجازة من عمر بن الهاشمي بن محمد بن التهامي بن عمرو، وهي عندي بخطه، بصيغة صلاة وهي: اللهم صل على سيدنا محمد وأزواجه وذريته لمحمد بن عبد السلام بن محمد القادري حسب روايته لها عن عمه المترجم المذكور، عن الفقيه السيد الطيب بن عبد الكريم

ابن زاكور التطواني بها، عن شيخه أبي محمد عبد الوهاب التازي، أنه أمره بكتب الصلاة المذكورة في ابتداء الكتابة وقال: ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره بها. ثم عمم عمر المذكور في الإجازة للقادري المذكور بكتب الحديث والفقه واللغة والأوراد والأذكار، قال: كما أجازني عمي المترجم كذلك، والإجازة المذكورة بتاريخ 8 شعبان عام 1277. وأظن أن المجاز المذكور هو الفقيه العدل الأخير المسن أبو عبد الله محمد بن عبد السلام القادري الفاسي إمام مسجد الديوان من فاس، أدركناه يتعاطى الشهادة بسماط العدول بها ويشار له بالتحري والتثبت، وجالسناه وذاكرناه وشهدنا له، وهو شيخ شيخنا أبي عبد الله محمد بن قاسم القادري في الورد القادري وعنه أسنده في فهرسه قال: عن الفقيه ابن عمرو عن ابن دح، وكنا نظن أن ابن عمرو المذكور فاسي الدار، وكان شيخنا ابن قاسم المذكور يذكر لنا أنه أدرك ابن عمرو وأنه أخذ دلائل الخيرات عنه، وأنه كان بفاس يلازم الضريح الإدريسي، فانظر هل هو غير المذكور أو هو، ولكن الإهمال يصل بصاحبه إلى أكثر من هذا، والله أعلم. وقد وقفت على فهرسة المترجم، ورحلته الحجازية، وكناشته، وديوان شعره، والفهرسة في كراريس مبعثرة مفرقة أيادي سبا، ولو تممت وأخرجت لكانت مفخرة للرباط والرباطيين، فإن الرجل كان يتيمة عقدهم ونادرة صقعهم، ولكنهم ضيعوه، والأمر لله من قبل ومن بعد. وقد شاركه في الأخذ عن مشايخه الحجازيين والمصريين رفيقه العلامة محمد بن محمد بنعيسى السلوي، فإنه سمي في جميع إجازاته ولكن لا خبر له في هذا الباب ولا أثر أيضاً. 84 - اتباع الأثر في رحلة ابن حجر: قال النور عليّ بن عمر النبتيني المصري في كتابه " السر الصفي في مناقب الشيخ سيدي شمس الدين الحنفي " إن الحافظ ابن حجر لما حفظ القرآن وأتقنه اشتغل بعلم الحديث، وارتحل من مصر لداخل البلاد وبلاد العجم والهند والروم واليمن وغير ذلك من الأقاليم

واجتمع بكثير من المشايخ، أخذ عنهم علم الحديث حتى لم يبق في عصره مثله، واحتاج الناس إليه وأخذوا عنه، وله في ذلك كتاب اسمه " اتباع الأثر في رحلة ابن حجر " جمع فيه شيوخه الذين قرأ عليهم وأخذ عنهم وصار يذكر بشيخ الإسلام وكان أعطاه الله الدنيا والدين، (1) اه ". قلت: دخول الحافظ إلى الهند وبلاد العجم والروم في عهدته. 85 - تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ (2) : للإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن يربوع القرطبي، أرويه بالسند إلى ابن بشكوال عنه. 86 - تاج المعاجم (3) : للإمام المحدث شهاب الدين أبي الطاهر إسماعيل ابن حامد الأنصاري القوصي نزيل دمشق المتوفى بها سنة 653، أفتى ودرس بجامع دمشق سنين، وتولى وكالة بيت المال. جمع لنفسه معجماً سماه بما ذكر، أشتمل على أربع مجلدات، ذكر من المحدثين وتكلم عليهم، وفيه كما قال الكمال الادفوي في " الطالع السعيد " مواضع تحتاج إلى تحقيق. وذكره الحافظ عبد المؤمن الدمياطي في معجمه ونص على أن معجمه هذا مشحون بكثرة الوهم والغلط. أرويه بالسند إلى الحافظ الدمياطي المذكور عنه. 87 - تحفة أهل الصديقية في أسانيد الطائفة الجزولية والزروقية (4) ، أو تحفة أهل التصديق بأسانيد الطائفة الجزولية والزروقية من أهل الطريق: للمؤرخ الضابط المحدث المتقن السيري الصوفي أبي عيسى محمد المهدي بن أحمد

_ (1) السر الصفي ص: 7 (المؤلف) . (2) انظر ما تقدم رقم 57. (3) ترجمة أبي الطاهر القوصي في الطالع السعيد: 157 وذيل الروضتين: 189 وميزان الاعتدال 1: 104 ومرآة الجنان 4: 129 والبداية والنهاية 13: 186 ولسان الميزان 1: 397 والدارس 1: 438 والزركلي 1: 308. (4) لمحمد المهدي صاحب تحفة أهل الصديقية ترجمة في صفوة من انتشر: 211 وبروكلمان، التكملة 2: 703 والزركلي 7: 333 والدليل: 294.

ابن عليّ ابن أبي المحاسن يوسف الفاسي المولود سنة 1033 والمتوفى 9 شعبان عام 1109، ذكر في أولها انه لما كان غالب طريق أهل الله بقطرنا في هاتي المائتين العاشرة والحادية عشرة ترجع إلى شيخين: الجزولي وزروق، أردت أن أجمع أسانيد من عرفت منهم وطرق اتصالهم بالشيخين المذكورين، وطلب مني بعضهم أن أحلي كل واحد بوصفه الخاص به المناسب له، وأذكر وفاته ولو تقريباً بذكر العشرة ان لم يكن تحقيقاً بذكر السنة، قال: وجعلته بالطبقات، وهو كتاب مهم جامع لذكر متأخري صلحاء المغرب واتصالاتهم، مع ضبط ما يشتبه من أنسابهم وأساميهم وسلاسلهم، قال في وسطه: " وفي الرواية بيننا وبين الشيخ زروق وكذا بيننا وبين أشياخه ثلاث وسائط، اه ". وللمؤلف المذكور إجازة حافلة تتبع فيها أسماء مشيخته والمهم من أسانيدهم، كتبها لأبي عبد الله محمد بن قاسم بن زاكور الفاسي، ساقها له بنصها العلمي في " الأنيس المطرب " (1) وأهملها المجاز في أزاهره. نرويه وكل ما يصح لمؤلفه أبي عيسى من طريق المنور التلمساني عن الشيخ الصالح أبي عبد الله محمد صالح بن المعطي الشرقي البجعدي عن مؤلفه، وكتاب التحفة هذا في جزء صغير، عندي منه عدة نسخ، وله أختصار لأبي حامد العربي بن الطيب القادري (انظر حرف الطاء) (2) . ولأبي عيسى المذكور عدة كتب في السيرة النبوية أكبرها " سمط الجوهر الفاخر في سيرة سيد الأوائل والأواخر " في مجلد ضخم جامع مفيد ينبىء عن اطلاع عظيم لو لم يؤلف إلا هو لكفاه، وشروح ثلاثة على دلائل الخيرات حرر القول فيها في مسائل من السيرة والأصول والفروع والطريق واصطلاح أهلها و " ممتع الأسماع وذيله " وعليهما المدار في معرفة أولياء المغرب خصوصاً رجال القرن العاشر والقرن الحادي، وبمطالعتهما تعلم سعة حوصلة مؤلفهما

_ (1) الأنيس المطرب: 24. (2) انظر رقم: 149.

وإلى أي درجة وصل في التصديق وحسن النية وسلامة الطوية، فهو قدوة صاحب " الساوة " فيما سلك وعليه عرج، رحمهما الله. وله أيضاً " العقد المنضد من جواهر مفاخر سيدنا محمد " وهو في سفر كبير و " كفاية المحتاج من خبر صاحب التاج واللواء والمعراج " وهو في سفر صغير، و " داعي الطرب في أنساب العرب " وغير ذلك. 88 - تحفة الراغب: اسم مشيخة الإمام الأوحد القاضي جمال الدين أبي بكر محمد بن مكين الدين أبي محرز عبد العظيم بن عليّ بن سالم الشافعي، عرف بابن السقطي، تخريج الإمام تقي الدين عبد الله بن محمد بن عباس الأسعردي. أرويها بالسند إلى أبي زكرياء السراج عن أبي القاسم محمد بن القاضي الراوية أبي عليّ حسن بن يوسف بن أحمد بن يحيى الحسيني عن ابن السقطي. 89 - تحفة الإخوان (1) : لمحدث اليمن ومسنده وأثريه الشهاب أحمد بن محمد قاطن الصنعاني، وهي منظومة نظم فيها سنده للصحيح، وشرحها شرحاً عظيماً، وترجم في النظم المذكور لأكثر مشايخه كسالم بن عبد الله البصري والشمس محمد الدقاق الرباطي ومحمد حياة السندي ويحيى بن عمر مقبول الأهدل والحافظ محمد بن إسماعيل الأمير وهاشم بن يحيى الشامي وغيرهم، وشرحه هذا في عدة كراريس، رأيته في المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة، كان من كتب الشيخ محمد عابد السندي، أسانيدنا إليه سبقت في الأعلام. 90 - تحفة ذرية عليّ ابهلول بأسانيد جوامع أحاديث الرسول (2) : للبرهان

_ (1) ترجمة أحمد قاطن صاحب تحفة الاخوان في تحفة الاخوان للجرافي: 26 والبدر الطالع 1: 113 ونبلاء اليمن 1: 274 - 283 والزركلي 1: 231 والنفس اليماني: 186 ورقم: 52. (2) انظر ما تقدم رقم: 25.

إبراهيم اللقاني المالكي المصري، نرويها بأسانيدنا إلى ولده الشيخ خليل عنه وقد سبقت في " إتحاف ذوي الإرشاد " ونروي عنه باعتبار إجازته لأهل المغرب عامة. قلت: وذرية عليّ أبهلول المذكور بأفريقية أكبرهم سيدي محمد الذي قال فيه ابن أبي محلي في كتابه " منجنيق الصخور ": " ما في وقتنا هذا من يقتدى به إلا أربعة اثنان في المغرب عبد الرحمن بن عليّ من لا يخاف بسجلماسة وسيدي رضوان بفاس، واثنان بالمشرق سيدي محمد البنوفري بمصر وسيدي محمد بن عليّ أبهلول بأفريقية. 91 - تحفة الأبرار في التعريف بالشيوخ والسادات الأخيار (1) : لصاحبنا الفقيه الأستاذ المجود أبي العباس أحمد بن عبد السلام بن الطاهر العلمي السريفي الصفصافي، يروي القراءات عن والده الفقيه الناسك الأستاذ أبي محمد عبد السلام بن الطاهر الحراق السريفي عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن قاسم السريفي البجدياني عن أبي العباس أحمد التلمساني السماتي عن ابن عبد السلام الفاسي بأسانيده كما في فهرسته وأول المحاذي له. وأخذ فن القراءات أيضاً عن الأستاذ الصالح العلامة أبي العباس أحمد ابن المكي بن يرمق السماتي تلميذ أبي عليّ الحسن كنبور اللجائي، وأخذها أيضاً عن الناسك المجود أبي محمد الهاشمي بن الحسن السريفي الدفني، وهو عن والد صاحب التحفة، وقد فصل في التحفة المذكورة مروياته عمن ذكر وأسانيدهم، ألفها إجازة لتلميذه صاحبنا الخليفة المبجل أبي حفص عمر بن السلطان أبي عليّ الحسن بن محمد ملك الغرب الأقصى، رحمهم الله. ويروي المؤلف المذكور عامة عن أبي عبد الله كنون وقاضي فاس المحدث أبي محمد عبد الهادي بن أحمد الصقلي الحسيني الفاسي دفين المدينة المنورة سنة 1311،

_ (1) انظر ترجمة السريفي في أعلام الزركلي: 1: 145 ومعجم المؤلفين 1: 274 والدليل: 294.

وأبي عبد الله محمد بن التهامي الوزاني، وعن خالنا أبي محمد جعفر بن إدريس الكتاني، وعن شيخنا الوالد وغيرهم. أروي عنه ما صح ويصح له أن يرويه، وناولني تحفته هذه وهب في نحو أربع كراريس مفيدة في أسانيده في القراءات وتراجم رجال سلاسلها وفوائد الفن وضوابطه فقهاً وقراءة، وقد أجزت له أيضاً وأجاز هو لأولادي وأحفادي أيضاً عام 1319، وهو إلى الآن في الأحياء، ثم بلغتني وفاته قتيلاً في الفتنة الريفية حوالي عام 1344، رحمه الله رحمة واسعة. التحفة في أوائل الكتب الشريفة: للشيخ السنوسي، نرويها بأسانيدنا إليه (انظر الأوائل) (1) . 92 - تحفة المستفيد في الأحاديث الثمانية الأسانيد: الرشيد يحيى بن عليّ العطار، أرويه بالسند إلى الحافظ ابن حجر عن أبي المعالي عبد الله بن عمر الحلاوي عن محمد بن أحمد القماح عنه. 93 - تلخيص القاضي أبي عبد الله المقري: فيه أصل نسبه وقراءته وأسماء شيوخه، ذكره له الشيخ أبو إسحاق الشاطبي في " الإفادات والإنشادات " (2) . " انظر إسنادنا إليه في حرف النون، انظر نظم اللآلي " (3) . 94 - تلخيص أسانيد الموطأ من رواية يحيى بن يحيى (4) : للإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن الحسن القرطبي الأنصاري المتوفى سنة 611، قال ابن الأبار عنه: " وهو مما دل على سعة حفظه وحسن ضبطه، اه ". أرويه بالسند إلى ابن الأبار عن أصحابه عنه.

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 9. (2) هو رقم: 55 فيما تقدم. (3) رقم: 428 فيما يلي. (4) ترجمة أبي محمد القرطبي الانصاري في التكملة: 879.

95 - تنوير الزمان بقدوم مولانا زيدان (1) : اسم فهرسة الفقيه النحوي أبي محمد قاسم بن محمد بن محمد بن قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي الفاسي، مولده سنة ستين من القرن العاشر ومات بفاس سنة 1022. أخذ عن أبي زكرياء السراج وابن مجبر المساري والمنجور والقدومي وأبي الصبر يعقوب البدري وأحمد بن عثمان اللمطي وغيرهم. أخذ عنه عامة أهل وقته بفاس وغيرها كصاحب " مرآة المحاسن " قال فيها: " كان وحيد عصره في معرفة مذاهب النحاة وحفظ أقوالهم، اه ". وكان المترجم من الملحوظين عند أبي العباس المنصور سلطان المغرب، ولما مات المنصور وبويع لولده زيدان لم يقدم عليه المترجم لمراكش فخاف منه، واتفق قدوم زيدان بعد ذلك لفاس فألف فهرسة مشايخه هذه بقصد أن يطلعه عليها لعله يكف ضرره عنه. قال القادري في نشر المثاني: " ولم يطره فيها سوى ما أنشده من نحو ستة أبيات متفرقة متمثلاً في مدحه، اه ". وقد نقل القادري في ترجمته كثيراً من فوائد الفهرسة المذكورة وإنشاداتها. نتصل بمؤلفها من طريق صاحب المرآة عنه: ح: ومن طريق صاحب " استنزال السكينة " عن عم أبيه وشيخ القراء بالمغرب أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي، كلاهما عن والد الثاني وهو مؤلفها. التذكرة في مشيخة ابن الرومية: للحافظ الناقد أبي العباس أحمد بن محمد الأموي النباتي (انظر حرف الراء) (2) . 96 - الثمار اليانع في رفع طرق المسلسلات والأجزاء والجوامع، وذكر طرق التصوف وما لها من التوابع (3) : أو إحياء مراسم الأسانيد

_ (1) الدليل: 295. (2) الترجمة رقم: 232. (3) ترجمة صالح الفلاني صاحب " الثمار اليانع " في الزركلي 3: 281 وسيأتي في " الفلاني " ترجمة مسهبة له.

العالية بعد اندراسها، وتوثيق عرى المسلسلات السامية بعد انفصامها، وإيضاح الطرق الهادية بعد خفاء أعلامها، لمسند الحجاز والمالكية في أول القرن المنصرم صالح بن محمد بن نوح الفلاني المالكي المدني المتوفى سنة 1218، وهو ثبته الكبير، ذكر في طالعته أنه رتبه على أقسام ثلاثة، وأنه يذكر في طالعته مشايخه وما سمعه على كل واحد منهم، ثم سابقة مشتملة على ذكر شيء من فضائل علو الاسناد، ثم القسم الأول في أسانيد المصنفات الحديثية والقرآنية وما يتبعها من كتب العقائد والأصول والفقه، والثاني في المسلسلات، والثالث في أسانيد كتب العربية وما عداها من كتب العلوم العقلية والنقلية، ثم ذيل الأقسام الثلاثة بلاحقة تشتمل على طرق الصوفية، ويذكر في آخره بعض وصايا الأنبياء والعلماء والحكماء. وقد ظفرت بما وجد من هذا الثبت العظيم بخط مصنفه، وهو عندي، في نحو ثلاثة كراريس بخطه الضيق، اشتملت على تراجم مشايخه بالسودان وفاس ومراكش وتونس ومصر والحجاز واليمن والشام، وعلى أسانيد الستة والموطأ فقط، ولعله لم يكمله. أرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في الفلاني " انظر حرف الفاء " (1) . 97 - التعلل برسوم الاسناد بعد ذهاب أهل المنزل والناد (2) : اسم فهرس عالم المغرب وروايته المحدث المقرىء الفقيه الحيسوبي الفرضي صاحب الحواشي على الصحيح وغيره أبي عبد الله محمد بن محمد بن عليّ بن غازي العثماني المكناسي نزيل فاس ودفينها سنة 919؛ هكذا نسب نفسه بخطه في أول فهرسته المذكورة حسبما رأيته في أول نسخة منها بخطه. وهو فهرس نفيس جداً في نحو سبع كراريس، ما أعذب سياقه وأجمل طرقه

_ (1) الترجمة رقم: 519. (2) قد نشر هذا الفهرس بتحقيق محمد الزاهي (الدار البيضاء 1979) وفي عنوانه " بعد الانتقال "، وفي مقدمة المحقق ترجمة لابن غازي وذكر أهم المصادر التي ذكرت فيها ترجمته، وانظر ما يلي رقم: 128 وترجمة لابن غازي رقم: 506.

وأصح وأعذب موارده، بناه على استدعاءات وردت عليه من تلمسان سنة 894 فما بعدها، افتتحها بحديث الأولية، ثم يترجمة مشايخه وعددهم سبعة عشر الذين أجازوه منهم أبو عبد الله محمد بن الحسن بن حمامة الأوربي التجيبي الشهير بالصغير، وأبو العباس أحمد بن سعيد بن الحباك المكناسي، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن يحيى بن أحمد النفزي الشهير بالسراج الفاسي، والقاضي أبو محمد عبد الحق الورياكلي، وأبو عبد الله محمد بن يحيى البادسي، وأبو الفرج محمد بن محمد الطنجي، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الوهاب البكري المقدسي الشافعي الوارد على المغرب سنة 880. واستجاز له صديقه الشيخ الشهير أبو العباس زروق من حافظي مصر في زمانها الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي والفخر عثمان الديمي المصري فأجازاه عامة سنة 885 ولجماعة من فقهاء فاس. وأكمل الشيخ ابن غازي ثبته المذكور سنة 896 وبعد إكماله أجاز له العلامة ابن مرزوق الكفيف عامة بجميع أسانيده عن سلفه وغيرهم في كراسة ألحقها به تعرف بالذيل، وقد وقفت عليهما في مجموع مع " الروض الهتون " ثلاثتهم بخط الإمام ابن غازي، فصححت نسختي من الفهرسة وذيلها على خطه، وكان رحمه الله بديع الخط متقن الضبط، وعلى أول الثبت بخطه إجازته به، وبذيله إجازة عامة لولديه أحمد ومحمد وللقاضي عبد الواحد بن أحمد الونشريسي وأبي الحسن عليّ بن موسى ابن هارون، وللأخوة الجلة محمد وعبد الرحمن وأحمد وأبي القاسم أولاد أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الدكالي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الغزال، والإجازة المذكورة غير مؤرخة. وبلغني أن نسخة أخرى بخط ابن غازي كالمذكورة موجودة بالاسكوريال من بلاد اسبانيا " وانظر الكلام على ابن غازي أيضاً في حرف الغين " (1) . وقد قال المنلا أبو طاهر الكوراني في إجازته للشهاب أحمد الورزازي التطواني بعد أن مدح فهرس والده " الأمم "

_ (1) الترجمة رقم: 506.

وشيخه العجيمي " كفاية المستطلع ": " فمن أراد وصل سند إلى مؤلف كتاب وجده فيهما فإن فيهما غنية لأهل زماننا لأن أهل هذا الشأن أمة قد خلت، ولهذا وسم العلامة ابن غازي ثبته بالتعلل برسوم الاسناد بعد ذهاب أهل المنزل والناد، اه. ". نروي فهارس ابن غازي من طرق منها بأسانيدنا إلى أبي عليّ العجيمي المكي عن أبي سالم العياشي وأبي عبد الله محمد بن سعيد المرغتي السوسي، كلاهما عن أبي بكر بن يوسف الكتاني المراكشي عن الشيخ أبي القاسم بن محمد الدرعي عن العلامة أبي عبد الله محمد بن مجبر. ح: قال العجيمي: وعن الشيخ محمد بن محمد المقري عن عمه سعيد بن أحمد المقري عن عليّ ابن هارون. ح: قال العجيمي: وأنا بها عالياً بدرجة عبد القادر بن عليّ الفاسي عن أبي القاسم بن محمد بن أبي النعيم الغساني عن ابن مجبر، هو ابن اهارون، عن ابن غازي وهذا عال. ح: ويرويها الشيخ عبد القادر الفاسي عن عميه أبي زيد عبد الرحمن وأبي حتمد العربي، كلاهما عن القصار عن الأستاذ أبي العباس التسولي وأبي القاسم بن عبد الجبار الفجيجي وأبي القاسمإبن إبراهيم الدكالي الفاسي كلهم عن ابن غازي.؛: ومن طريق المنجور عن سقين وعبد الواحد الونشريسي ةالبسيتني وابن هارون، كلهم عن ابن غازي. ح: ونرويها من طريق أبي العباس أحمد بن القاضي صاحب " رائد الإصلاح " عن محمد بن يوسف الترغي عن أبي الحسن عليّ بن هارون وأبي القاسم ابن إبراهيم، كلاهما عن ابن غازي ما في فهرسته. ونرويها من طريق أبي مهدي الثعالبي عن أبي محمد عبد الكريم الفكون القسمطيني عن أبي القدس طاهر بن زيان الزواوي القسمطيني عن الإمام أبي العباس أحمد زروق الصغير عن ابن غازي ما في فهرسته، وهو اسناد إليه مسلسل بالقسمطينيين. ح: ويرويها أبو سالم العياشي وأبو العباس ابن ناصر عن والد الثاني الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر

الدرعي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد المصمودي عن أبي زكرياء السراج عن ابن هارون عن ابن غازي. وقد قال أبو العباس الهشتوكي في إجازة كتبها على لسان أبي العباس ابن ناصر لأولاد أبي الحسن عليّ النوري الجربي الصفاقسي ناظماً هذا السند: وإسناد شيخنا الإمام ابن ناصر ... روى علمه عن منتهى العلم في القطر محمد المصمودي العالم الذي ... تفرد بالتجقيق في كل ما يقري روى علمه عن منتهى القول جملة ... ولكن لدى السراج نور به يسري كما أخذ السراج عن غير واحد ... ويكفي ابن هارون دليلاً على الغير وأما ابن هارون عليّ فقد روى ... علوماً ولكن لا يعد من الكثر على علم الدنيا ابن غازي وحسبنا ... به ثبتاً أعلى لدى كل ما حبر فإن شئت باقي المسندين رواية ... فحصل فهاريس الأئمة بالسبر تنادي على ما لابن غازي وقدرة ... وتدري الذي ما كنت من قبله تدري إلى أن قال: وفهرسة الشيخ ابن غازي مفيدة ... عليك بها فهي النهاية في الأمر (1) قلت: أعلى أسانيدنا لابن غازي فيما له ثمانية عن القاضي أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة عن مصطفى بن الكبابطي عن عليّ بن الأمين عن التاودي ابن سودة وعلي بن العربي السقاط كلاهما عن ابن عبد السلام بناني عن أبي السعود الفاسي عن ابن أبي النعيم عن ابن مجبر عن ابن غازي ما له. 98 - تقييد: في أشياخ المحدث المقري الورع الزاهد الخاشع الأستاذ المعمر أبي عليّ الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز كنبور بقاف معقودة

_ (1) انظر الرحلة الناصرية: 167 ط. فاس (المؤلف) .

الورياكلي الأصل اللجائي المولد والمدفن خاتمة أعلام أيمة القراءات بالمغرب ومحدثيه، ذكر فيه مشيخته في العلم من أهل المغرب، كالشيخ الطيب بن كيران وأبي الفيض حمدون ابن الحاج وأبي الربيع الحوات وأبي العلاء إدريس ابن زيان العراقي وابن عمرو الزروالي وأبي بكر بن إدريس بن عبد الرحمن المنجرة، وهو عمدته، وأبي محمد بدر الدين بن الشاذلي الحمومي، والمشرق، كالشيخ الأمير الكبير وأبي الحسن عليّ الميلي التازي الأصل وطبقته، وفي القراءات المعمر محمد بن إبراهيم الزروالي العصفوري عن أبي الحسن عليّ الحساني عن أبي زيد المنجرة بأسانيده. ح: وأخذ العصفوري أيضاً عن ابن عبد السلام الفاسي وعبد السلام المشهور بالشريف الزروالي، كلاهما عن المنجرة المذكور بأسانيده (وهي مذكورة في حرف الميم) (1) وأخذ كنبور الطريقة الناصرية عن القاضي أبي العباس أحمد بن التاودي ابن سودة وأبي عبد الله محمد بن قدور الزرهوني، كلاهما عن والد الأول التاودي، عن محمد التزاني دفين تازا عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر، وأخذها أيضاً في برقة عن الحاج مؤمن المالكي البرقي، وفي مصر عن الشيخ الميلي. نروي ما للمذكور عن قاضي فاس العلامة النحرير أبي محمد عبد السلام ابن محمد بن الطاهر الهواري الفاسي المتوفى سنة 1328 عن كنبور المذكور، وقد لخص التقييد المذكور في الترجمة التي عقدها لشيخه المترجم وهي في نحو كراسين. وأتصل بكنبور في علم القراءات أيضاً عن تلميذيه المعمرين الأستاذين حمان بن محمد اللجائي الفاسي ومحمد بن العربي اللجائي، كلاهما عن جد الثاني لأمه أبي عليّ كنبور رحمه الله عالياً، وأخذها الثاني عن أمه الفقيهة البارعة المشاركة المباركة السيدة عائشة عن والدها المترجم، وكانت وفاته 17 ربيع 2 سنة 1283 ودفن بقبيلة الجاية رحمه الله.

_ (1) الترجمة رقم: 324 فيما يلي.

وقد وقفت على إجازة بخط كنبور المذكور كتبها للطيب بن عمر السلامني ولا أعلم مجازاً منه عدا من ذكر. وكان الهواري المذكور يحدثني عن شيخه المعقولي العلامة العابد المحدث أبي العباس أحمد بن أحمد بناني أنه كان شديد الاعتراف للمترجم بالعلم الحديث والاطلاع فيه، وقال فيه القاضي المذكور في الترجمة التي عقد: " له المعرفة التامة بالحديث حافظاً لمسائله قل من نعرفه ممن رأينا مثله عارفاً لرجاله ولوعاً به، يتكلم فيه فيجيد، ويبدي ويعيد فيه، مداوماً لمطالعة كتبه حتى إنه يتكلم على الوقائع والغزوات وأسماء الصحابة والأزواج فيتخيل السامع أنه كان موجوداً في زمنهم، وبالجملة فله مشاركة حسنة، ولكن غلب عليه علم القراءات والحديث فهو القدوة فيهما وإليه المفزع في ذلك، وكان معتنياً بضبط ما يقع بيده من الكتب الحديثية ومقابلتها وكتابة تعاليق عليها " قلت: صار إليّ مجلد من فتح الباري عليه خطه على هذه الصفة، رحمه الله رحمة واسعة. 99 - التقييد في معرفة رواة الكتب والأسانيد (1) : للحافظ معين الدين محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المعروف بابن نقطة صاحب المستدرك على إكمال ابن ماكولا، ولد ببغداد سنة 576 ومات سنة 629، نرويه وكل تآليفه بالسند إلى النجم عمر بن فهد المكي عن الإمام شهاب الدين أحمد بن عليّ بن يوسف الحنفي عن الحافظ أبي اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب ابن عساكر عن مؤلفه. 100 - التعليقة الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة (2) : للحافظ أبي الفيض

_ (1) ترجمة ابن نقطة صاحب " التقييد " في وفيات الأعيان 4: 392 وتذكرة الحفاظ: 1412 والوافي 3: 267 وذيل طبقات الحنابلة 2: 182 وعبر الذهبي 5: 117 والشذرات 5: 132 والرسالة المستطرفة: 117 والزركلي 7: 80. (2) انظر ما تقدم رقم: 15.

مرتضى الزبيدي الحسيني دفين نمصر. هو ثبت كالمستخرج على مسلسلات ابن عقيلة، ذكر في أوله أن طلبة الحديث لما سمعوا عليه المسلسلات المذكورة وجدوا في بعض ما أورده ابن عقيلة انقطاعاً يخل بالشرط، فرغبوا إليه في تعليق ما علقه وإيصال ما قطعه، مع بيان حال متن الحديث الذي أورده في بعض المواضع، وهي تعليقة نفيسة أفادتنا فوائد مهمة، في نحو أربع كراريس ذكر في آخرها أنه جمعها في ثلاثة مجالس سنة 1189، نرويها بأسانيدنا إليه المذكورة في " ألفية السند " له. 101 - التغريد في الحديث المسلسل يوم العيد: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه (انظر الألفية) . 102 - التساعيات والعشاريات: مما انفردت به أم المساكين زينب بنت العفيف عبد الله بن أسعد اليافعي تخريج النجم محمد المدعو عمر بن محمد ابن فهد بالسند إلى أبي البقاء محمد بن العماد العمري عنه. 103 - التيسير في أسانيدنا إلى كتب التفسير (1) : للإمام أبي العباس أحمد ابن قاسم البوني، ذكر فيه اسناد نيف وعشرين تفسيراً، أرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في البوني (انظر حرف الباء) . 104 - تشييد منار الإسناد: للعلامة أبي العباس أحمد الشهير ببابا التنبكتي، ولعله دون صاحب [كذا] " الكفاية " و " النيل ". نرويه من طريق الفلاني عن العلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد الشهير ببابا. قال في ثبته الكبير: " اجتمعت به في تنبكت، أجازني على الإطلاق قائلاً بعد كلام: وكل ذلك بأسانيد والدي المذكورة في رسالته المسماة " تشييد منار الاسناد والأثر " اه. ومن خطه نقلت.

_ (1) انظر رقم: 86 في ما تقدم.

حرف الجيم

105 - تطويل الأسفار لتحصيل الأخبار (1) : لنجم الدين أبي حفص عمر ابن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي الحنفي، روى فيه عن خمسمائة وخمسين شيخاً، وجمع أيضاً أسماء شيوخه. ولد سنة 462 ومات بسمر قند سنة 537 (ترجمه ابن قطلوبغا في طبقات الحنفية) (2) . أرويه بالسند إلى الشمس ابن طولون عن أبي البقاء محمد بن العماد العمري عن عائشة بنت إبراهيم ابن الشرائحي عن أبي حفص عمر بن أميلة عن الفخر ابن البخاري عن أبي المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني عنه. 106 - الثبت المصري (3) : للحافظ السخاوي في ثلاث مجلدات، نرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف السين (4) . حرف الجيم 114 - الجادري (5) : هو العلامة المحدث الميقاني أبو زيد عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن المديوني الجادري، بها عرف، الفاسي، ولد سنة 777 بفاس، وكان بها عدلاً مبرزاً، وولي توقيت جامع القرويين بها. يروي عن الترجالي والبرهان ابن صديق والرئيس ابن الأحمر والمكودي وأبي الحسن ابن الإمام وأبي عبد الله بن الفخار وغيرهم.

_ (1) ترجمة النسفي في الجواهر المضية 1: 394 ولسان الميزان 4: 327 ومعجم الأدباء 6: 53 وبروكلمان، التكملة 1: 758 والزركلي 5: 222. (2) انظر تاج التراجم: 47 (رقم: 140) . (3) انظر رقم 78 فيما تقدم. (4) الترجمة رقم: 562. (5) ترجمة الجادري في نيل الابتهاج: 171 (بهامش الديباج) ودرة الحجال 3: 87 (رقم: 1010) وجذوة الاقتباس: 404 وفي نسبته أيضاً الجاديري والجديري.

له فهرسة مليحة عد فيها مشيخته، وشرح على البردة، وهو عندي. أروي بالسند إلى ابن غازي عن أبي الحسن عليّ بن منون المكناسي عنه. مات المترجم له سنة 818 على ما في الجذوة وغيرها أو سنة نيف وأربعين وثمانمائة أو سنة 39، ودفن داخل باب الفتوح بفاس. 115 - جار الله ابن فهد (1) : هو الإمام المحدث الرحلة المسند محمد جار الله بن الحافظ عبد العزيز بن الحافظ عمر بن الحافظ التقي بن فهد الهاشمي المكي، يروي عن والده الحافظ عبد العزيز بن فهد والقاضي برهان الدين بن أبي شريف والتقي بن أبي بكر بن قاضي عجلون وشرف الدين إسماعيل بن إبراهيم العلوي والشهاب أحمد بن عمر الشرعي، ويروي عن النور عليّ السمهودي المدني تواريخه الثلاثة للمدينة المنورة، ويروي أيضاً عن محدث الشام الكمال محمد بن حمزة الحسيني الدمشقي والحافظ السيوطي والقاضي زكرياء الأنصاري وعبد الخالق بن محمد الصالحي، عرف بالعقاب، والمعمر عبد الحق السنباطي والحافظ السخاوي وغيرهم. أروي فهرسته عالياً عن عبد الله السكري عن الوجيه الكزبري عن الحافظ مرتضى الزبيدي عن عمر بن عقيل عن حسن بن عليّ العجيمي عن زين العابدين ابن عبد القادر الطبري المكي عن أبيه عن القاضي عليّ بن جار الله بن ظهيرة القرشي الحنفي عنه. ح: وبالسند إلى الشناوي وابن القاضي عن عبد الرحمن ابن عبد القادر بن فهد المكي عن عمه محمد جار الله المذكور. ح: وبالسند إلى الخفاجي عن عليّ بن جار الله بن ظهيرة القرشي المكي عنه. والمذكور هو

_ (1) محمد بن عبد العزيز ابن فهد المكي (891 - 954) صاحب التحفة اللطيفة في بناء المسجد الحرام والكعبة الشريفة، وتحفة الايقاظ تتمة ذيل طبقات الحفاظ، وتحفة اللطائف في فضائل ابن عباس ووج والطائف وغيرها؛ انظر ترجمته في النور السافر: 241 وذيول طبقات الحفاظ: 383 وبروكلمان، التكملة 2: 538 والزركلي 7: 79.

صاحب " نوافح النفح المكي بمعجم جار الله بن فهد المكي " (1) وصاحب " القول المؤتلف في الخمسة بيوت المنسوبين للشرف ". 116 - الجيلالي السباعي: هو الجيلالي بن أحمد بن المختار السباعي المغربي ثم المدني، حلاه صاحب " إتحاف الخل المواطي في مناقب السكياطي " (2) ب " شيخنا الذي عم صيته الأقطار نادرة الدهر الحافظ الحجة، حافظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم وكوكب سمائه " قال الأوبري في كتابه المذكور: " له من الحفظ ما تحار فيه الأفكار ويلتبس بشبهة الأنكار، يحكى عته أنه قال: ما ألقته ولو مرة أذني أو عيني في مخيلتي ارتسم نحو الستة أشهر في حفيظتي. وقد حدثني القيم على سيدنا عبد الله بن عباس في الطائف قال: خرج معنا مرة عشية فسردنا عليه نحواً من ثلاثة كراريس في الحديث جمعها بعض العلماء في تحريم لبس الحرير، ثم خرجنا من الغد فسردها علينا كلها من حفظه بمجرد سماعه، قال: وكان يقرأ التفسير بين العشاءين بالمسجد النبوي، فقضينا العجب من حفظه، وكان تفسير القرطبي قرأه في صغره حفظاً. قال: ووجه له السلطان مولاي سليمان مائتي دينار بالتثنية مع الفقيه الزروالي وقال له: إنها لم تدخل بيدي بل كما أتت من دار الأعشار بالرباط فاقبلها قال فقال له المترجم: إن كانت كما قلت فليقض دينه الذي عليه أو على أبيه فإن الدين لا يقضى إلا من الحلال، وأما أنا فأغناني الله عنها، وردها عليه. وذكر أيضاً أنه أخبره أن السلطان المذكور أرسل له يطلب منه الدعاء قائلاً: " إني أتكلف العدل ما أمكنني، قال فقلت له: فكيف تعدل وأنت تولي على المسلمين العمال الظالمين مثل فلان وفلان لو كنت تريد العدل لوليت العلماء الأتقياء مثل ابن عبد السلام الفاسي وسيدي عليّ بن أحمد الوزاني قال: فقلنا له: مثل من ذكرت لا يتولون، قال: يجبرهم على الولاية، أهم خير من أبي بكر وعمر قال: وكان السلطان المذكور أرسل إلى الشيخ الرهوني ليوليه القضاء

_ (1) انظر رقم: 439 في ما يلي. (2) هو أبو الفضل التهامي الاوبري (- 1246) .

في وازان فامتنع، فقال له سيدي عليّ بن أحمد الوزاني: أطع السلطان، فقال: بشرط أن تكون أنت عدلاً معي " (انظر إتحاف الخل المواطي) . وفي ذيل محمد بن عمر بن عمر اليبركي السوسي على فهرسة الحضيكي ترجمة عظيمة للمذكور قال عنه: " لا يوجد في زماننا مثله، ولا يبعد أن يكون هو المجدد على رأس المائة لكثرة ما جمع من العلوم مع اتساع الباع في الحفظ والفهم، ة حتى قيل إنه استظهر القاموس حفظاً واتقاناً، اه ". ووجدت بهامش الإتحاف منقولاً عن الشيخ صالح الفلاني انه قال: " ورد علينا من المغرب حافظان محمد المجيدري من آل بارك الله والسباعي، يعني سيدي الجيلالي بن المختار، أحدهما يبقى ما في حفظه ستة أشهر، والآخر يبقى ما في حفظه عاماً " اه. أخذ المترجم له عن الحضيكي وأحمد أوز والرداني وغيرهم. نتصل به عن الشيخ أبي النصر الخطيب الدمشقي عن أبيه عن محمد بن مصطفى الرحمتي المدني عن المترجم عامة ما له. مات رحمه الله بقرية يقال لها أحكاز بالقطر المصري عام 1213 (انظر إتحاف الخل المواطي) . 117 - جمال الدين يوسف الأنصاري: هو يوسف بن القاضي زكرياء الأنصاري الشافعي المصري المسند الشهير شيخ الشيوخ، روى عن والده والحافظ الأسيوطي والبرهان إبراهيم بن أبي شريف المقدسي والكمال ابن حمزة الدمشقي وأبي الجود بن النجار الدمياطي وعبد البر بن الشحنة الحنفي والبرهان إبراهيم بن الكركي بكاف وراء مفتوحتين ثم كاف مكسورة وغيرهم. له فهرسة واسعة تكلم عليها الشيخ عليّ النوري الصفاقسي في فهرسته فقال: " التي جمعها له تلميذه العلامة أحمد بن الشلبي الحنفي ومن زعم من شيوخ شيوخنا أن هذا الكتاب لا أصل له فلقلة اطلاعه، فكان عند شيخنا

شرف الدين بن شيخ الإسلام نسخة بخط المؤلف " وقال فيما كتب إلي " ثم وقعت لي نسخة أخرى بخط المؤلف أيضاً وجدتها في تركة ابن المؤلف، اه ". ولما تكلم الشهاب أحمد العجمي في مشيخته على أخذه عن حميد المؤلف المعمر محيي الدين بن ولي الدين بن حمال الدين هذا قال: " أجازنا بما رواه عن جده الجمال يوسف عن جده وغيره بأسانيد الجمال المذكورة في ثبته الذي ناولنيه بيده، فسطرته وقيدته وحررته ولله الحمد، اه ". ونرويها بسندنا إلى البدر القرافي عنه، ونرويها أيضاً بسندنا إلى البديري عن الشيخ شرف الدين يحيى أبي المواهب بن زين العابدين أبي هادي بن محيي الدين عبد القادر بن ولي الدين أحمد أبي زرعة بن جمال الدين يوسف ابن زكرياء الأنصاري عن أبيه الزين وجده محيي الدين عبد القادر عالياً. وأخذ محيي الدين عن جده المترجم عالياً. ح: وبأسانيدنا إلى الشبراملسي والشهاب أحمد العجمي عن محيي الدين عن جده يوسف بأسانيده. وبأسانيدنا إلى أبي المواهب الحنبلي عن أبيه عن أحمد العرعاني القاعي عن يوسف المذكور. جمال الدين ابن قاسم بن محمد سعيد القاسمي (انظر الطالع السعيد في حرف الطاء) (1) . جمال الليل: لقب لفخذ كبير من آل باعلوي ظهر فيهم كثير من الأفراد كالإخوان الثلاثة السيد أحمد وأخيه السيد زين، كلاهما من أشياخ الوجيه الكزبري، ومحمد صالح جمل الليل والد السيد محمد حسين المدني الذي أخذت عن أصحابه وأفردنا بالترجمة هنا السيد زين والسيد أحمد (انظر كلاً في حرفه) (2) .

_ (1) انظر رقم: 143 فيما يلي. (2) ترجمة أحمد جمل الليل رقم: 11 وترجمة زين العابدين جمل الليل رقم: 241.

118 - جعفر القيسي (1) : جعفر بن محمد بن الحافظ مكي بن أبي طالب القيسي المقرىء هو الوزير أبو عبد الله جعفر. أروي فهرسته بأسانيدنا إلى الحافظ أبي بكر ابن خير قراءة منه عليه. 119 - جعفر الكتاني (2) : هو جعفر بن إدريس الكتاني الحسني الإدريسي الفاسي سبق ذكره في الاعلام (انظر حرف الألف) وله ثبت آخر صغير ألفه باسم شيخنا محدث المدينة المنورة أبي الحسن عليّ بن ظاهر وقفت عليه في مجموعة إجازات ابن ظاهر، وآخر وقفت عليه بخطه ألفه باسم أخص تلاميذه وأنجبهم العلامة أبي عبد الله محمد المدني ابن جلون الفاسي، والأخير عندي بخطه، وله آخر في أسانيد سيدنا الجد الطريقية، ألفه باسم العالم المحدث اللغوي الصالح أبي العباس أحمد بن الشمس الشنكيطي دفين المدينة المنورة، نروي عنه ما له شفاهاً مراراً رحمه الله (وانظر " الكتاني " من حرف الكاف) . 120 - الجمل (3) : هو الشيخ أبو داوود سليمان الجمل المصري الشافعي محشي الجلالين، ترجمه ابن عبد السلام الناصري في رحلته الكبرى فقال: " هذا الرجل آية الله الكبرى في خلقه مع كونه أمياً لا يحسب ولا يكتب بل ولا يطالع، ودأبه أن يأتي بمن يطالع له حصته في سائر ما يريد تدريسه من الفنون، فيسرد عليه ويحفظ هو جميع ذلك، ولم يتزوج قط، وله بالمشهد الحسيني درس كبير يحضره الجم الغفير في التفسير، حضرناه، وله حاشية نفيسة على تفسير الجلالين، وهي سائرة مع النصاب، فعادته أن يأتي أخ له كل يوم مع طالب من تلامذته إلى بيته فيسردون على الشيخ التفاسير فيأمرهم بالكتب، وله شرح على دلائل الخيرات، وشرح حزب البحر للشاذلي " قال الناصري: " إن لم يكن المترجم ولياً فليس لله بمصر من ولي ". يروي

_ (1) فهرسة ابن خير: 427 وترجمة جعفر بن محمد بن مكي الوزير في الصلة: 129 وكانت وفاته سنة 535. (2) راجع ما تقدم رقم: 50 وليس في حرف الكاف الا احالة. (3) الجبرتي 2: 183 ومعجم سركيس: 710 والزركلي 3: 194.

عن الحفني وأحمد الاشبولي والجوهري والملوي وحسن المدابغي وأحمد الصباغ والشمس محمد الدفري وبالحجاز عن أبي الحسن السندي وإبراهيم أسعد المدني وإبراهيم الرئيس الزمزمي وعن غيرهم، وأعلى أسانيده روايته عن الدفري عن البديري عن أسانيده، وله ثبت نسبه له بصري في فهرسته، نرويه بالسند إلى ابن عبد السلام الناصري عنه. الجمني: (انظر الهاشمي من حرف الهاء) (1) . 121 - الجنان (2) : هو إمام مسجد الشرفاء بفاس العلامة المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد الجنان الأندلسي الفاسي ولد سنة 953 وتوفى سنة 1050 عن نحو من مائة سنة، له حاشية على مختصر خليل مختصرة جداً. يروي عن المنجور والسراج والحميدي والبدري وأبي عبد الله الحضري وغيرهم. له فهرسة ذكرها له ابن سعيد المرغتي صاحب " المقنع " في إجازته لأبي عليّ اليوسي ولم أقف عليها، ولكنا نروي ما له من طريق الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر وأبي عليّ اليوسي والبرهان الكوراني وأبي مروان عبد الملك التجموعتي، أربعتهم عن الشمس محمد بن سعيد المرغتي السوسي عنه. 122 - الجنيني (3) : صالح بن إبراهيم بن سليمان الجنيني الدمشقي العلامة الرحلة مسند الشام في عصره وأعلى أهل الدنيا إسناداً في زمانه، كان يروي باستجازة والده له كما في ترجمته من " سلك الدرر " عن المسند الكبير محمد ابن سليمان الرداني وحسن بن عليّ العجيمي وزين العابدين الصديقي ومحمد بن عبد الرسول البرزنجي ومحمد بن عليّ المكتبي شيخ عبد الله بن سالم البصري

_ (1) الترجمة رقم: 615 في ما يلي. (2) ترجمته في شجرة النور: 302. (3) صالح الجنيني (نسبة إلى جنين أو جينين بفلسطين) ابن إبراهيم، وإبراهيم تلميذ خير الدين الرملي وصاحبه ومرتب فتاويه، وللابن ترجمة في سلك الدرر 2: 108 وللأب ترجمة في المصدر نفسه.

وأبي الحسن ابن إبراهيم الكوراني وغيرهم، وأجازه والده وغيره. ولد سنة 1094 ومات بدمشق سنة 1170 فهو آخر من بقي في الدنيا ممن يروي عن الرداني والبرزنجي والمكتبي وأمثالهم. له ثبت ذكره له ابن عابدين في ثبته. نروي ما له من طريق ابن عابدين عن محمد سعيد الحموي عنه. وأعلى أسانيدنا إليه عن مسند الدنيا عبد الله السكري عن مسند الدنيا عبد الرحمن الكزبري عن مصطفى الرحمتي الأيوبي عن الجنيني المذكور عمن ذكر. ح: ومسائله عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عنه عالياً أيضاً ولاأعلى في زماننا من هذا، فإنه لم يحصل على هذا العلو من مسندي شيوخنا وشيوخهم إلا من شاركنا في الرواية عمن ذكر أو عن أقرانهم، فخذه شاكراً. الجفري: (انظر النتيجة في حرف النون) (1) . 123 - الجوهري (2) : بضم الجيم كما في ثبت بصري المكناسي هو الإمام الزاهد المعمر المحدث مسند مصر وعالمها الشهاب أحمد بن الحسن بن عبد الكريم بن يوسف الكريمي الجوهري الشافعي الأزهري المتوفى سنة 1181 والمولود سنة 1096 قال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند " له: شيخ الحديث الألمعي الأوحد ... سر الزمان اللوذعي المفرد حاوي العلوم الفرد قطب السنة ... عالي الأسانيد قوي المنه سمع بمصر والحرمين، يروي عالياً عن البصري والنخلي بمكة لما لقيهما بها سنة 1120 والهشتوكي وابن زكري الفاسي ومحمد بن منصور الاطفيحي المصري وأبي المواهب البكري وأبي السعود الدنجيهي وعبد الحي الشرنبلالي

_ (1) انظر رقم: 427 فيما يلي. (2) ترجمة الجوهري في الجبرتي 1: 309 والزركلي 1: 109.

ومحمد بن عبد الرحمن المليجي وأبي العز النجمي وأحمد المرحومي وأحمد النفراوي وعيد الديوي وأحمد الخليفي ومحمد بن عبد الله المغربي ومحمد الصغير الورزازي المصري وعبد الرؤوف البشبيشي والشيخ أحمد بن ناصر والهشتوكي والشهاب أحمد البنا، ولعله أعلى مشايخه إسناداً لأنه من مشايخ العجيمي والبصري وأمثالهما. له ثبت تضمن خصوص إجازاته من مشايخه الخمسة عشر الأولين، وقفت عليه بمصر، وإثره إجازة به منه لتلميذه الشهاب أحمد بن أحمد السجاعي، وعندي منه نسخة. أرويه وكل ما له من طريق الأمير والسيد مرتضى الزبيدي وابن الحسن بناني ومحمد شاكر العقاد وأحمد بن عبيد العطار وثعيلب الضرير ومصطفى الرحمتي وولده الشمس محمد بن الجوهري وعبد القادر بن خليل كدك زاده المدني وغيرهم عنه. وأخبرني به النور ابن ظاهر عن محمد أبي خضير الدمياطي عن عليّ خفاجي عن الشمس محمد الجوهري عن أبيه الشهاب أحمد بن حسن المترجم. ح: وأخبرنا الشيخ عثمان الداغستاني المدني عن عطية القماش الدمياطي عن محمد أبي المعالي الجوهري عن والده محمد أبي هادي عن والده الشهاب الجوهري ما له. قلت: ومن غرائب شيوخ المترجم له روايته عن الشيخ عنبر مملوك العلامة الخرشي المصري عنه بأسانيده، وقد ذكر عنبر المذكور ووصفه بالعلم ابن عبد السلام الناصري في رحلته، وذكر أنه زار قبره، وأسند من طريق الجوهري عنه عن مولاه الخرشي بأسانيده أبو عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الرحمن بصري المكناسي في فهرسة " إتحاف أهل العناية والسداد " " فانظرها ". ومن مؤلفات المترجم: فيض الإله المتعال في إثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الانتقال. 124 - جيكان الحافظ (1) : هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن منصور

_ (1) فهرسة ابن خير: 434.

المعروف بجيكان الحافظ. أروي فهرسته من طريق ابن خير عن القاضي أبي القاسم أحمد بن محمد بن عمر بن ورد التميمي عن أبي محمد عبد الله بن العسال الزاهد، قال: أنبأنا القاضي أبو زيد عبد الرحمن بن عيسى [الحشاء] القرطبي عنه. ابن جابر: (انظر الوادياشي) (1) . 125 - ابن الجزري (2) : هو الإمام الحافظ علم القراء شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي ولد سنة 751 وسمع من أصحاب الفخر ابن البخاري وغيره، وصفة الحافظ ابن حجر بالحافظ في غير موضع من " الدرر الكامنة " قال الشمس البديري في فهرسته في حق المترجم: " إن سبب إشتغاله بالحديث بعد أن كان مكباً على علم القراءات أن بعض أشياخه قال له ذات يوم: إن علم القراءات كثير التعب قليل الجدوى وأنت ذهنك رائق وفهمك فائق، ومن كان هكذا فعليه بعلم الحديث، فاجتهد فيه حتى حفظ مائة ألف حديث بأسانيدها، وألف في مصطلح الحديث أرجوزة خمسمائة بيت أغزر علماً من ألفية الحافظ العراقي، وشرحها السخاوي وغيره، وقد شرعت أيضاً أنا في شرحها، اه ". وقال السيوطي في " طبقات الحفاظ ": " لانظير له في القراءات في الدنيا في زمانه حافظاً للحديث وغيره أتقن منه ولم يكن له في الفقه معرفة، اه ". وكانت له إجازة من العز بن جماعة ومحمد بن إسماعيل الخباز وغيرهما.

_ (1) انظر الترجمة رقم: 628. (2) لابن الجوزي ترجمة في الضوء اللامع 9: 255 وغاية النهاية 2: 247 وطبقات الحفاظ للسيوطي: 543 والانس الجليل 2: 109 والبدر الطالع 3: 257 وذيل تذكرة الحفاظ: 376 وشذرات الذهب 7: 204 وطبقات الداودي 2: 59.

وقال الحافظ ابن حجر في فهرسته: " خرج لنفسه أربعين عشارية التقطها من أربعين شيخنا العراقي وغير فيها أشياء ووهم فيها كثيراً، وقد بينت وهمه في كراسة، وخرج جزءاً فيه مسلسلات بالمصافحة وغيرها، جمع أوهامه فيه في جزء مفرد حافظ الشام ابن ناصر الدين، وقفت عليه وهو مفيد، اه ". توفي سنة 833 وعقد له ترجمة طنانة الحافظ عمر بن فهد في معجم شيوخ والده تقي الدين، فعدد له في السنة من التصانيف: الجمال في أسماء الرجال، وبداية الهداية في علوم الحديث والرواية، والحصن الحصين ومختصريه: العدة والجنة، والتوضيح في شرح المصابيح في ثلاث مجلدات، وعقود اللآلي، والمسند الأحمد في ما يتعلق بمسند أحمد، والتعريف بالمولد الشريف، ومختصره عون التعريف، وأسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب (وهذا مطبوع) وغير ذلك. أروي ما لهذا الإمام بأسانيدنا إلى السيوطي وزكرياء عن التقي محمد بن فهد وأبي الفضل محمد بن محمد المرجاني وأبي الفتح محمد بن أحمد بن العماد وغيرهم عنه، وبأسانيدنا إلى السخاوي عن العز عبد الرحيم بن الفرات عن ابن الجزري، وبأسانبدنا إلى القصار والأجهوري عن البدر القرافي عن المعمر قريش البصير العثماني عنه. ونتصل به عالياً عن السكري عن الكزبري عن الرحمتي عن النابلسي عن النجم الغزي عن أبيه البدر عن قريش المذكور عنه. ونتصل به مسلسلاً بالمحمديين. ح: وبأسانيدنا إلى ابن حجر عنه، قال في فهرسته: أجازني ولولدي وكتب لي في الاستدعاء ما نصه. إني أجزت لهم رواية كل ما ... أرويه من متن الحديث ومسند وكذا الصحاح الخمس ثم معاجم ... والمشيخات وكل جزء مفرد وجميع نظم لي ونثر والذي ... ألفت كالنشر الزكي ومنجد ح: ونتصل به عالياً إلى ابن العجل عن القطب النهروالي عن أبيه عن أبي الفتوح الطاوسي عنه.

126 - ابن جزي (1) : هو الإمام العالم الحافظ المدرس الشهير خطيب الجامع الأعظم بغرناطة أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المتوفى شهيداً سنة 741، وصفه تلميذه الحضرمي في فهرسته بالحفظ والإتقان، وله من التصانيف في السنة وعلومها: وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم، والأنوار السنية في الألفاظ السنية من الأحاديث النبوية، وهي التي شرح الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك القيسي بشرح سماه " مناهج الأخبار في تفسير احاديث كتاب الأنوار " ثم الإمام القلصادي، والثاني عندي، وكتاب الدعوات والأذكار المخرجة من صحيح الأخبار، والتفسير المشهور الذي حشى عليه الشيخ التاودي ابن سودة، وهو عندي. ولما ترجمه تلميذه ابن الخطيب في " الإحاطة " قال: " له فهرس كبير اشتهر واشتمل على جملة كبيرة من أهل المشرق والمغرب ". وقال عنه تلميذه الحضرمي في فهرسته: " برنامج لا بأس به، اه " أرويه بالسند إلى السراج عن أبي القاسم عبد الله بن رضوان عنه إجازة ومناولة. قال ابن الخطيب في الإحاطة عن المترجم: " كان جماعة للكتب ملوكي الخزانة، اه ". 127 - ابن جماعة (2) : هو الحافظ عز الدين عبد العزيز بن القاضي البدر محمد بن إبراهيم بن جماعة المقدسي أحد من عني بهذا الشأن وأكثر السماع وبلغ شيوخه إلى ثلاثمائة، مات بمكة سنة 767. أروي بأسانيدنا إلى أبي الحسن عليّ الأجهوري والقصار، كلاهما عن البدر القرافي عن المعمر فوق المائة قريش البصير العثماني المقري، عن الحافظ ابن الجزري عنه؛ وبأسانيدنا إلى الحافظ الأسيوطي عن أحمد بن محمد بن عليّ الشهاب الحجازي

_ (1) انظر الدرر الكامنة 3: 356 وازهار الرياض 3: 174 ونفح الطيب 5: 514 والكتيبة الكامنة: 46 والديباج: 295 ونيل الابتهاج: 235 والاحاطة 2: 256. (2) ترجمة ابن جماعة في ذيل طبقات الحفاظ: 41 والدرر الكامنة 2: 489.

ومحمد بن أحمد البوصيري والجمال يوسف بن عليّ السعيدي وغيرهم، كلهم عنه، وإلى شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري عن عليّ بن إبراهيم بن عليّ بن راشد الآبي والنجم عمر بن محمد بن فهد وغيرهما عنه. وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن الحافظ العراقي عنه. وبهذه الأسانيد إلى ابن جماعة نروي ما تضمنه كتاب " بيان الصناعة لعشرة من أصحاب ابن جماعة " ليوسف بن شاهين سبط الحافظ ابن حجر. 128 - أبو بكر بن أبي جمرة القاضي (1) : له برنامج عظيم وهو من أكابر المسندين وأعلام الرواة والمحدثين. أروي ما له من طريق الحافظ ابن الأبار عنه مكاتبة، وترجمه في التكملة ترجمة طنانة قف عليه فيها. 129 - ابن جلون: هو العلامة النحوي الضابط أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جلون الفاسي محشي المكودي، ولد سنة 1076 ومات سنة 1136، له فهرسة في مشايخه ومقروءاته ذكرها له أبو الربيع الحوات في " الروضة المقصودة " لما ترجمه. نتصل به إجمالاً من طريق الشيخ التاودي عنه. ابن جلون: هو أبو عبد الله محمد المدني بن عليّ ابن جلون الفاسي (انظر في سفر الإجازات في حرف السين) (2) . 130 - ابن جعدون: هو شيخ الجماعة بالجزائر أبو عبد الله محمد:

_ (1) هو محمد بن أحمد بن عبد الملك المعروف بابن أبي جمرة (599) ازدي مرسي، تقلد قظاء مرسية وبلنسية وشاطبة واوريولة في مدد مختلفة، وكان فقيهاً حافظاً بصيراً بمذهب مالك ومن مؤلفاته: نتاج الابكار، وله برنامج مقتضب من كتاب الاعلام بالعلماء الاعلام من بني ابي حمرة والانباء بانباء بني خطاب وهو الفهرست الذي وقف عليه ابن الابار قال: وباختلاف نسخه وجد منافسوه السبيل إليه (التكملة: 561 - 566 والذيل والتكملة 6: 5 وغاية النهاية 2: 69) . (2) انظر رقم: 526 فيما يلي.

وقفت على إجازة الشمس الحفني له بالطريقة بتاريخ 1171، وله ثبت نسبه له الشيخ السنوسي في ثبته، أرويه بالسند إليه عن الشيخ أبي طالب المازوني عنه. 131 - ابن جوبر (1) : هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم إبن جوبر، له فهرسة نرويها من طريق أبي إسحاق الغافقي عنه. 132 - ابن الجوزي (2) : هو عالم العراق وواعظ الآفاق المكثر المعجب نادرة العالم حجة الإسلام أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ البكري الصديقي البغدادي المعروف بابن الجوزي الحنبلي صاحب التصانيف السائرة في الفنون. في حوادث سنة عشر وخمسمائة من مرآة الزمان لسبطه (3) : فيها ولد جدي رحمه الله على وجه الاستنباط لا على وجه التحقيق، اه ". وأبتدأ سماع الحديث أيضاً سنة 519. وفي حوادث سنة عشرين وخمسمائة من المرآة أيضاً (4) : " قال جدي: في هذه السنة حملت إلى أبي القاسم عليّ بن يعلى العلوي وأنا صغير السن، فلقنني كلمات من الوعظ وألبسني قميصاً [من القطن] ثم جلس لوداع أهل بغداد عند السور، ورقاني إلى المنبر، ورددت

_ (1) الجيم في جوير مشربة صوت الشين والباء مشربة صوت الفاء (أي Chaupar) ، انصاري بلنسي كان يتحرف بتجارة يديرها بقيسارية سبتة بعد أن نزح من بلنسية، وتوفي سنة 655 (انظر الذيل والتكملة 6: 340 وغاية النهاية: 160) . (2) لابن الجوزي ترجمة في وفيات الأعيان 3: 140 والبداية والنهاية 13: 28 وذيل الروضتين: 21 ومرآة الزمان 8: 481 وذيل طبقات الحنابلة 1: 399 وتذكرة الحفاظ: 1342 وعبر الذهبي 4: 297 والشذرات 4: 329 وابن الأثير 12: 171 وقد صنع الأستاذ عبد الحميد العلوجي ثبتاً بأسماء مؤلفاته (بغداد 1965) ونشر كتاب مشيخة ابن الجوزي بتحقيق الأستاذ محمد محفوظ (بيروت 1980 ط. ثانية) وفي مقدمته ومقدمات كتب أخرى نثرت له دراسات عنه. (3) مرآة الزمان 8: 62. (4) مرآة الزمان 8: 116.

الكلمات، وحزر الجمع يومئذ فكانوا خمسين ألفاً، وكان يورد الأحاديث بأسانيدها، قال: وسمعت منه الحديث وأجاز لي، اه " وبلغ عدد من سمع منه ابن الجوزي 87 ولازم الوعظ والتذكير إلى ان مات. قال الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته: " بلغت تواليفه ألف تأليف، منها التفسير الكبير في ألف جزء، وحسبت أيام عمره وأوراق تأليفه فخرج لكل يوم ثلاث كراريس أو أكثر، هكذا هكذا وإلا فلا، اه ". وقال الحافظ السيوطي في " تاريخ الحفاظ " (1) " ما علمت أن أحداً صنف ما صنف وحصل له من الحظوة في الوعظ ما لم يحصل لأحد قط، قيل انه حضره في بعض المجالس مائة ألف، وحضره ملوك ووزراء وخلفاء، وقال على المنبر في آخر عمره: كتبت بيدي ألفي (2) مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفاً، اه ". وقال سبطه في " مرآة الزمان " (3) : " أقل ما كان يحضر مجلسه عشرة آلاف، وربما حضر عنده مائة ألف، وأوقع الله له في القلوب الهيبة والقبول، وما مازح أحداً قط ولا لعب مع صبي ولا أكل من جهة حتى يتيقن حلها، وما زال على ذلك الأسلوب حتى توفاه الله " وسمع الناس منه أكثر من أربعين سنة، وحدث بمصنفاته مراراً إلا أنه يتساهل في الموضوعات. ومن أغرب ما وقع له أنه ذكر في الموضوعات حديثاً من صحيح البخاري وآخر من مسلم (انظر التغقبات على الموضوعات للحافظ السيوطي) . وفي رحلة الرداني " أنه يضرب المثل به في الوعظ، وحكى أن مجلسه يقدر بمائة ألف (ذكره ابن طولون) قال. وليتأمل، اه ". وفي طبقات الحفاظ للسيوطي (4) قال الذهبي في التاريخ الكبير: لا يوصف ابن الجوزي بالحفظ عندنا باعتبار الصفة بل بكثرة اطلاعه وجمعه.

_ (1) طبقات الحفاظ: 478. (2) في الأصل: ألف وصوبته عما في طبقات الحفاظ ومرآة الزمان. (3) مرآة الزمان 8: 482. (4) طبقات الحفاظ: 478.

له جامع المسانيد، ومشكل الصحاح، والموضوعات، والواهبات، وتلقيح فهوم الأثر، وأشياء يطول شرحها أو استيعابها. وقد قال عن نفسه في كتابه " صيد الخواطر ": ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز. ولقد نظرت الكتب الموقوفة وكتب مشايخنا وكانت أحمالاً، ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر، وأنا بعد في الطلب ". اه. . . الخ. وقال عنه الحافظ ابن رجب في " طبقات الحنابلة " (1) : " وكان لا يضيع من زمانه شيئاً، يكتب في اليوم أربع كراريس، يرتفع له كل سنة من كتابته ما بين خمسين مجلداً إلى ستين، وله في كل علم مشاركة، لكنه كان في التفسير من الأعيان، وفي الحديث من الحفاظ، وفي التواريخ من المتوسعين، اه ". توفي سنة 597 وقيل له الجوزي لجوزة كانت في دارهم لم تكن بواسط سواها، وكل من قال إلى الجوز ببيع أو غيره لم يحرره (انظر كتابنا الأجوبة النبعة) . أروي مشيخته ومروياته من طريق الحاتمي وغيره عنه. وأروها أيضاً بأسانيدنا إلى ابن مرزوق الحفيد عن ابن الكويك أنبأنا الحافظ البرزالي وغيره عن الفخر ابن البخاري عنه سائر تصانيفه، وأرويها مسلسلة بالشاميين عالياً عن السكري عن الكزبري عن أبيه عن جده عن أبي المواهب الحنبلي عن أبيه عن الشمس محمد الميداني عن الطيبي عن كمال الدين ابن حمزة أنبأنا أبو العباس ابن الهادي أنبأنا الصلاح ابن أبي عمرو أنبأنا الفخر ابن البخاري عن ابن الجوزي بسائر كتبه على كثرتها. وانظر ترجمته وعد مؤلفاته على الفنون في مرآة الزمان لسبطه، فقد استغرقت ترجمته منها سبع ورقات من القالب الكبير، وما أحقه بأن يفرد بالتأليف، وقد أطلت في ترجمته في كتاب الأجوبة النبعة (انظرها ولا بد) .

_ (1) ذيل طبقات الحنابلة 1: 412 (وهو من كلام الموفق عبد اللطيف) .

107 - جدول الأسانيد: للعالم الصالح المعمر مفتي جاوى عثمان بن عبد الله بن عقيل بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني الجاوي، هو مؤلف قال عنه ولده السيد عقيل بن عثمان في مكتوب له عجيب لم ينسج على منواله جعل فيه علامات وخطوطاً للاتصال بالمشايخ وضوابط وقواعد ليسهل بها معرفة تشعب الطرق، اه ". وهو مطبوع. أرويه عن مؤلفه إجازة مكاتبة من جاوى. جمع الفرق لرفع الخرق: للحافظ أحمد بن أبي الفتوح الطاووس (انظر حرف الفاء) (1) . 108 - الجزء اللطيف في علم التحكيم الشريف (2) : لشيخ شيوخ اليمن السيد أبي بكر العيدروس بن عفيف الدين عبد الله العيدروس بن الشيخ أبي بكر ابن عبد الرحمن السقاف باعلوي، ألفه في أسانيده في لبس الخرقة والصحبة وشروطهما وأسانيدهما، وترجم لمشايخه فيهما، وهم والده ومحمد بن عليّ المعروف بصاحب عيديد وسعد بن عليّ بامذحج وعمه أحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وعلي بن أبي بكر الحسيني وجمال الدين محمد بن محمد بافضل وإبراهيم بن محمد باهرمز والإمام المحدث يحيى بن أبي بكر العامري وأبو القاسم المكي وعبد الله بن عقيل وعبد اللطيف بن أحمد الشرجي الزبيدي وعبد اللطيف بن موسى المشرع وغيرهم. وهو مؤلف نفيس فيه مهمات وآداب صوفية بلسان قديم، وذكر فيه أسانيد الطريقة الباعلوية والقادرية والرفاعية والكازرونية والسهروردية والشاذلية وغير ذلك، وفيه أسانيد غريبة لا توجد في أكثر الكتب، وهو في نحو الخمس كراريس، انتسخته من المدينة المنورة من مجموعة كانت لشيخ بعض شيوخنا السيد هاشم الحبشي الباعلوي المدني.

_ (1) الترجمة رقم: 529. (2) لأبي بكر العيدروس صاحب " الجزء اللطيف " ترجمة في الكواكب السائرة 1: 113 والنور السافر: 81 وشذرات الذهب 8: 39 والزركلي 2: 41.

نتصل به من طريق شيوخنا آل باعلوي عن أفضل وأعلم من لقيناه منهم: شيخنا السيد حسين الحبشي، صافحني وشابكني وألبسني وأجازني كما فعل معه ذلك والده السيد محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي، عن الحبيب طاهر بن حسين العلوي، ح: وأروي عالياً عن المعمر السيد صافي الجفري المدني عن السيد طاهر المذكور عن السيد عبد الله بن أحمد بن عمر الهندواني عن أبيه عن السيد محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي صاحب " المشرع الروي " وهو عن والده الإمام أبي بكر بن أحمد عن شيخه العارف بالله عمر بن عبد الله العيدروس عن صنوه وشيخه الشيخ محمد عن والده الشيخ العارف بالله أبي بكر ابن عبد الله العيدروس، بجميع طرقه وأسانيده المذكورة في كتابه: " الجزء اللطيف في التحكيم الشريف " وهو اسناد عجيب ينزر الحصول عليه إلا هنا، وقد أخذ عن السيد أبي بكر المذكور كثيرون منهم المحدث حسين بن صديق الأهدل والحافظ جار الله ابن فهد، وترجمه في معجمه، وكانت وفاته سنة 914 بعدن. 109 - جناح النجاح بالعوالي الصحاح (1) : للبرهان إبراهيم الكوراني المدني ويسمى أيضاً " لوامع اللآلي في الأربعين العوالي " خرج فيها أربعين حديثاً من العوالي الصحاح وقدمها بمقدمات في شرف أصحاب الحديث، وطرق حديث من حفظ على أمتي أربعسين حديثاً، ثم أتى بالعشاريات السيوطية باسناده الموصل إلى السيوطي، ثم ترجمة البخاري وتفريع أسانيده إليه من طريق أبي ذر والمعمرين وغيرهم، ثم ساق أربعين حديثاً من رباعيات البخاري، ثم أتى بخاتمة اشتملت على تنبيهات ساق فيها ثلاثيات البخاري، ثم أتى بعشرين حديثاً مسلسلة بالصوفية، وهو في نحو ثلاث كراريس، مفيد جداً لطالب هذا الشأن، أتمه سنة 1083، وعندي نسخة منه أخذت من النسخة التي أرسلها المؤلف برسم الهدية إلى الشيخين عبد الرحمن ومحمد ابني عبد القادر

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 16.

الفاسي وأجازهما به. وذلك سنة 1087، نرويها بأسانيدنا إليهما عنه، وبأسانيدنا إليه المذكورة في الأمم (انظر حرف الألف) . 110 - الجنابذ للمقري: نرويها بأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي عن أحمد ابن موسى الأبار وغيره عنه. 111 - جوهرة التيجان وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمرجان (1) في الملوك العلويين وأشياخ مولانا سليمان للمؤرخ الرحال الأديب الكاتب الجماع المعمر وزير الدولة المغربية وسفيرها أبي القاسم بن أحمد الزياني الفاسي. وقفت على تحليته بخط تلميذه ابن رحمون ب " العلامة المؤرخ الصدر المشارك، سيدي بلقاسم بن الخير الناسك، السيد الحاج أحمد بن عليّ بن إبراهيم الصياني، اه ". وحلاه عصريه المسند محمد بن محمد الصادق بن ريسون أول فهرسته ب " الفقيه العلامة النحرير الفهامة الكاتب البارع الجامع المانع المشتغل بما ينفعه دنيا وأخرى، وملكته عليه قاصرة من نشر العلم وتأليفه وتدوينه على أسلوب حسن واصطلاح مستحسن لم يسبق إليه ولم يعرج من قبله عليه، فتآليفه كلها حسنة رفيعة نفيسة بديعة، يستحسنها كل من رآها ويغتبط بها كل من يقرؤها، وذلك دليل على سعادته وحسن نيته وجميل طويته، الشيخ الأشهر والعلم الأطهر الضابط للألفاظ المحقق للمعاني، سيدي أبو القاسم قاسم بن أحمد الزياني، اه ". وهي فهرسة عجيبة على نسق بديع وتحبير غريب في عدة كراريس، وقد أختصرها تلميذه المذكور المسند ابن رحمون (وانظر ما سيأتي في سليمان من حرف السين) (2) .

_ (1) انظر ترجمة الزياني صاحب " جوهرة التيجان " في اليواقيت الثمينة 1: 104 والزركلي 6: 6 وقد نشرت رحلته في " الترجمانة الكبرى " (المغرب 1967) بتحقيق عبد الكريم الفيلالي (انظر ص: 41 - 42 من المقدمة حيث سرد مصادر ترجمته) . (2) انظر الترجمة رقم: 557 فيما يلي.

والزياني المذكور هو أبو القاسم بن أحمد بن الأستاذ أبي الحسن عليّ بن إبراهيم الزياني، ولد بفاس سنة 1147 وأخذ بها عن أحمد بن الطاهر الشركي وابن الطيب القادري صاحب النشر والقاضي بو خريص وأبي حفص الفاسي والتاودي ابن سودة وبناني ونسخ حاشيته على (ز) ، ورحل إلى الحجاز عام 1169 صحبة والده، ثم رحل ثانياً إلى الآستانة سفيراً عن السلطان سيدي محمد ابن عبد الله عام 1200 ثم سنة 16 أيضاً، ولقي باصطنبول الشيخ كمال الدين أحمد بن ركن الدين مصطفى بن خير الدين، واختصر تأليفه في التاريخ وأجازه به وبمؤلفاته، ولقي بمصر الشيخ سليمان الفيومي والمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وإسماعيل العباسي المؤرخ، ولقي بدمشق سعد الدين حفيد الشيخ عبد الغني النابلسي وكمال الدين الغزي وغيرهما، وروى إجازة عن السلطان سيدي محمد بن عبد الله حديث أبي ذر الطويل عن ابن عبد السلام بناني من طريق ابن غازي كما في فهرسته. وألف في التاريخ رحلته الكبرى في مجلد، والترجمان المعرب عن دول المشرق والمغرب، في مجلد ضخم، والروضة السليمانية في الدولة الاسماعيلية ومن تقدمها من الدول الإسلامية، واثلاثة عندي، و " البستان الظريف في دولة أولاد مولاي عليّ الشريف " في مجلد كبير، وألفية السلوك في وفيات الملوك، وتحفة الحادي المطرب في ذكر شرفاء المغرب، وهو أحد التصانيف التي سماها صاحب " السلوة " آخرها ولم يعرف مصنفها وهي للمترجم، وقد أدرجها في تأليفه البستان الظريف، ورسالة السلوك فيما يجب على الملوك، والسدرة السنية الفائقة في كشف مذاهب أهل البدع من الخوارج والروافض والمعتزلة والزنادقة، ورحلة الحذاق لمشاهدة البلدان والآفاق، وجوهرة التيجان وفهرسة اللؤلؤ والياقوت والمرجان في الملوك العلويين وأشياخ مولانا سليمان، وهي هذه، والتاج والأكليل في مآثر السلطان الجليل، وتحفة النبهاء في التفرقة بين الفقهاء والسفهاء، وقد أدرج هذا في الذي قبله، وهو عجيب، وإباحة الأدباء والنحاة في الجمع بين الأخوات الثلاث وهي رحلته الثالثة، وتحفة الأخوان والأولياء في صنعة

السيمياء، وكشف أسرار المحتالين الأشقياء الذين يزعمون علم الكيمياء. مات بفاس عصر يوم الأربعاء 4 رجب عام1249 عن نحو مائة سنة وخمس سنوات كما قيده بذلك القاضي أبو الفتح ابن الحاج، ودفن بالزاوية الناصرية بفاس. وقد أجاز الزياني للسلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي وللمسند ابن رحمون مختصر فهرسته هذه، ولقاضي فاس أبي محمد مولاي عبد الهادي ابن عبد الله العلوي، وقفت على استدعائه منه بخطه. فنتصل به من طريق ولده العالم الفاضل الناسك المعمر أبي العلاء إدريس عن أبيه عنه. 112 - الجواهر المكللة (1) : للإمام الحافظ أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي المصري، أرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف السين (انظر السخاوي) . 113 - الجواهر المفصلة في الأحاديث المسلسلة (2) : للحافظ أبي القاسم بن الطيلسان: مسلسلات ابن الطيلسان هذه أعجب كتاب وقفت عليه لأهل المشرق والمغرب في المسلسلات، لأنه رتب الأحاديث المسلسلة فيه على الأبواب كترتيب كتب السنن، وهي في مجلد وسط عندي بخط أندلسي عتيق إلا أن التلاشي أتى عليها، نرويها بأسانيدنا المتكررة إلى الوادياشي والذهبي، كلاهما عن ابن هارون عنه. 114 - الجوهر الفريد في علو الأسانيد (3) : لمجيزنا الشيخ أبي النصر نصر الله الخطيب الدمشقي المسند المعمر، وهو ثبت كبير في مجلد وسط ساق

_ (1) انظر رقم: 78، 106 فيما تقدم والترجمة رقم: 562 فيما يلي. (2) انظر رقم: 81 فيما تقدم. (3) انظر رقم: 61 فيما تقدم، والرقم: 173 فيما يلي.

حرف الحاء

فيه كثيراً من المسلسلات والأوائل والأسانيد والإجازات، واختصره في كراريس (انظر مختصر الجوهر وأبا النصر في الكنى من حرف الألف) . 115 - الجواهر الغوالي في الأسانيد العوالي (1) : لأبي حامد البديري، هو مؤلف نفيس لخصه من " الأمم " الكوراني وفنن فيسه الطرق، وترجم لكثير من المشايخ الشاميين والحجازيين والمصريين والمغاربة، وهو عندي في نحو ستة كراريس، أرويه بأسانيدنا السابقة في البديري (انظر حرف الباء) . 116 - جياد المسلسلات (2) : للحافظ الأسيوطي قال في أولها، " هذا جزء انتقيته من المسلسلات الكبرى تخريجي اقتصرت فيه على أجودها متناً وأعلاها إسناداً " وبدأ بحديث الأولية قال عنها بعض المتأخرين. " هي أقوم المسلسلات مرتبة وأرفعها درجة وأن السيوطي ذكر فيها جملة صالحة لم يسبق إليها ولكنه مختصر، اه ". أرويها بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف السين. حرف الحاء 133 - الحاتمي (3) : هو الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن عليّ بن العربي

_ (1) انظر رقم: 69 فيما تقدم. (2) الجلال السيوطي (911) : تجد ترجمته في الكواكب السائرة 1: 226 والضوء اللامع 4: 65 وحسن المحاضرة وشذرات الذهب 8: 51 وهو من المكثرين في التأليف، وقد نشرت سيرته بقلمه وعنوانها " التحدث بنعمة الله " تحقيق إليزابت ماري سارتين (مطبعة جامعة كيمبردج 1975، وصف بمصر ورقم إيداعه بدار الكتب 3377 /1972) . (3) انظر ترجمة ابن عربي الصوفي في الوافي 4: 173 والفوات 3: 435 والزركشي: 296 والبداية والنهاية 13: 156 والشذرات 5: 190 وعبر الذهبي 5: 198 والنفح 2: 161 والتكملة: 652 والذيل والتكملة 6: 493 وعنوان الدراية: 156 والنجوم الزاهرة 6: 339 ومرآة الزمان: 736 ولسان الميزان 5: 211؛ والدراسات عنه في العصر الحديث، والانتصار له والردود على من ينتصرون له أكثر من أن تحصى.

الطائي الندلسي دفين دمشق، ولد سنة 560 ومات سنة 638، ترجمه جماعة من الحفاظ في معاجمهم كابن مسدي والمنذري وابن خاتمة في كتابه " مرآة المرية " والغبريني في " عنوان الدراية " ووصفه بالشيخ الفقيه الجليل الحافظ المتصوف المحقق، والحافظ ابن النجار في معجمه، وممن مدحه وأثنى عليه اإمام النووي ومجد الدين الفيروزبادي مؤلف القاموس وغيرهم من أعلام الأيمة. وسئل عنه شيخ الجماعة بالمغرب الحافظ أبو عبد الله القوري فقال: " هو أعلم بكل فن من أهل كل فن " وقال الشيخ زروق في أحد شروحه على الحكم: " قلت لشيخنا أبي العباس الحضرمي إنهم ينكرون على ابن العربي الحاتمي فقال والله إنه يستحق الإنكار لكن ممن أعلى منه لا ممن هو في السنادس، اه ". وفي الأجوبة المكية للحافظ أبي زرعة العراقي كلام فيه طويل، محصله ومداره على أنه يتكلم في الكلام بما يعطيه ظاهره أو تاب من ذلك قبل موته، وأنت تعلم أن هذا بعد ثبوت المقالة عنه ثبوتاً لا مرد له واين ذلك عنه الآن. له إجازة حافلة كتبها للملك المظفر بهاء الدين غازي بن الملك العادل أبي بكر ابن أيوب وأولاده وعمم فيها الإجازة لمن أدرك حياته فهي كالثبت له، قال الغبريني في ترجمته (1) : " كان يحدث بالإجازة العامة عن أبي طاهر السلفي، وقد روى عن غيره، وأجاز لأهل عصره ولمن أحب الرواية عنه، اه ". وبوقوفك على الإجازة المذكورة تعرف مقدار اهتمام كبار العارفين بالرواية واهتبالهم بتعمير أسواقها ودورانهم على رجالها وأيمة أدوارها. سمي في الإجازة المذكورة ممن أجاز له عامة القاضي أبا محمد عبد الله البيادي الفاسي والقاضي أبا بكر محمد بن أحمد بن حمزة والقاضي أبا عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون الأنصاري والمحدث العارف أبا محمد عبد الحق

_ (1) عنوان الدراية: 158.

الأزدي الأشبيلي وأبا شجاع زاهر بن رستم الاصبهاني إمام المقام بالحرم المكي وأبا عبد الله محمد بن علوان وأبا وائل ابن العربي ابن عم القاضي أبي بكر بن العربي وأبا الثنا محمود بن المظفر اللباد ومحمد بن محمد البكري وضياء الدين عبد الوهاب بن عليّ بن سكينة شيخ الشيوخ ببغداد وأبا الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني وأبا طاهر السلفي الأصبهاني ومحمد بن مصبار البيهقي وجابر بن أيوب الحضرمي ومحمد بن أسعد القزويني والحافظ أبا القاسم ابن عساكر صاحب " تاريخ دمشق " وأبا الاسم خلف بن بشكوال والحافظ أبا الفرج ابن الجوزي وابن عبد الكريم التميمي الفاسي وغيرهم. وقد ذكر الحاتمي كثيراً من أسانيده في كتب السنة والتواريخ والأنساب والأدب صدر كتاب " المسامرات " له وهو كتاب لا شك في نسبته له لأني رأيت نسخة منه بتونس عليها خطه الذي أعرفه يقيناً. وترجم مشايخه في كتابه " الدرة الفاخرة فيمن انتفعت به في طريق الآخرة " وهو في مجلدين وذكر كثيراً من مشيخته رجالاً ونساء منها في رسالته " روح القدس " وهي مطبوعة (1) . وله رضي الله عنه في المصنفات في السنة: " المصباح في الجمع بين الصحاح، واختصار صحيح البخاري، واختصار صحيح مسلم، واختصار جامع الترمذي، واختصار المحلى لابن حزم، والاحتفال بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من سني الأحوال، والأربعون المتقابلة في الحديث، والأربعون الطوال، والأربعون القدسية، خرجها باسناده وقد سمعتها بدمشق. وله أيضاً البغية في اختصار الحلية لأبي نعبم، وترتيب الرحلة ذكر فيها رحلته إلى بلاد المشرق ومشايخه الذين اجتمع بهم وما سمع منهم، والرياض الفردوسية في الأحاديث القدسية، وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وكنز الأبرار فيما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية والأذكار، ومختصر

_ (1) نشرت بتحقيق آثن بلاسيوس (مدريد غرناطة 1939) ثم أعيد نشرها حديثاً في المشرق.

السيرة النبوية، والمحجة البيضاء في الحديث صنفخ في مكة، ومفتاح السعادة في الجمع بين الصحيحين، وقسم من الترمذي، وله الكوكب الدري في مناقب ذي النون المصري، وله التفسير في (64) مجلداً وصل فيه إلى أثناء سورة الكهف سماه " الجمع والتفصيل في أسرار المعاني والتنزيل " وأما التفسير المطبوع في مجلدين المنسوب له فليس له. أروي كل ما للشيخ محيي الدين بن مروي ومؤلف من طريق الحافظ السيوطي عن محمد بن مقبل عن أبي طلحة الحراوي الزاهد عن الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عن سعد الدين بن الشيخ الأكبر عن أبيه. ح: وقال السيوطي: عن خديجة بنت الزين الأرموي عن عائشة بنت محمد بن عبد الهادي عن الحجار عن الحافظ محب الدين ابن النجار عنه. ح: وأرويها عن العارف بالله محمد بن عليّ الحبشي بالاسكندرية شفاهاً عن محمد بن إبراهيم السلوي بفاس عن الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري عن رفيع الدين القندهاري عن محمد بن عبد الله المغربي عن عبد الله بن سالم البصري عن البرهان الكوراني عن العارف القشاشي عن الشهاب الشناوي عن الشمس الرملي عن القاضي زكرياء عن أبي الفتح المراغي عن الحافظ بهاء الدين العثماني المكي عن الحافظ أبي نصر محمد بن محمد الشيرازي عن الحاتمي قدس سره. ولم يخل فهرس من فهارس المتقدمين والمتأخرين للفقهاء والمحدثين عن ذكر أسناد مؤلفاته وفتوحاته، آخرهم الشوكاني وطبقته. وإذا أردت أن تعرف مقداره وحجة المدافعين عنه فقف على كتاب " الرد المتين على متنقص العارف محيي الدين " للشيخ عبد الغني النابلسي الدمشقي في مجلد. الحافي: (انظر حرف العين في ابن عاشر) (1) . حامد بن عليّ العمادي الدمشقي (انظر حرف العين) (2) .

_ (1) الترجمة رقم: 477. (2) الترجمة رقم: 466.

134 - حاتم الطرابلسي (1) : له فهرسة نرويها بأسانيدنا إلى ابن خبر عن أبي الحسن يونس بن مغيث وأبي محمد بن عتاب عنه. الحبال: (انظر عبد القادر) (2) . 135 - الحبشي (3) : بكسر الحاء والباء الساكنة والشين المعجمة لقب لأحد بيوتات بني علوي اليمنيين، اشتهر منهم في زماننا شيخنا مفتي الشافعية بمكة المكرمة سابقاً أبو عليّ حسين بن محمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ الحبشي الباعلوي المكي بركة مكة ومسندها، ولد سنة 1258 بسيون أحد بلاد حضرموت وبها نشأ، ثم رحل إلى مكة. يروي عالياً عن محمد بن ناصر الحازمي والشيخ محمد العزب الدمياطي المدني وعبد القادر بن محمد ابن عبد الرحمن بن سليمان الأهدل مفتي زبيد والشهاب دحلان المكي ووالده المسند العارف محمد بن حسين الحبشي الذي بلغت مشايخه نحو المائة والسيد هاشم بن الشيخ الحبشي المدني والسيد جعفر البرزنجي المدني والشيخ أبي خضير الدمياطي المدني والمسند عيدروس بن عمر الحبشي الغرفي والسيد أحمد بن عبد الله بن عيدروس البار والسيد عمر الجفري المدني والسيد محمد بن إبراهيم بلفكيه باعلوي والشيخ سعيد الحبال الدمشقي وشيخنا الوالد، استدعى منه الإجازة بواسطتي، والشيخ محمد الشريف الدمياطي والسيد محمد بن عبد الباري الأهدل وغيرهم. ولبس الخرقة الصوفية وأخذ طريق القوم وأوراد سلفه عن والده، وعالياً عن شيخ مشايخه السيد عبد الله بن حسين بن طاهر والسيد أبي بكر بن عبد الله العطاس والسيد هاشم الحبشي والسيد أحمد بن عبد الله البار والسيد

_ (1) هو أبو القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي، انظر فهرسة ابن خير: 431. (2) الترجمة رقم: 421. (3) انظر الزركلي 2: 283 وفيه إحالة على الجزء الرابع من تاريخ الشعراء الحضرميين.

محسن بن علوي السقاف والسيد عبد الرحمن بن سقاف والسيد عبد القادر ابن حسن بن عمر بن سقاف مؤلف " تفريج القلوب " والسيد حامد بافرج والسيد عمر الجفري المدني والسيد محمد بن " براهيم بن عيدروس ابن عبد الرحمن بلفكيه والسيد أحمد المحضار وغيرهم، وتدبج على كبر شانه ووافر حرمته معي، وبالجملة فهو من مفاخر مشيختنا المشارقة علماً وتقى وزهادة ورفعة شأن وجلالة في النفوس، مات رحمه الله سنة 1330، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وأفرد بعض أصحابه أسانيده وأحواله ومشيخته في مؤلف مخصوص أروي ما فيه عن السيد الحبشي مكاتبة ثم شفاهاً، رحمه الله. 136 - الحافظ ابن حجر (1) : حافظ الدنيا ومفخرة الإسلام ذهبي عصره ونضاره، وجوهره الذي ثبت بها على كثير من الأعضار افتخاره، أمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، مرجع الناس في التضعيف والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في التعديل والتجريح، قضى له كل حاكم بارتقائه في علم الحديث إلى أعلى الدرج، حتى قيل فيه حدث عن البحر ولا حرج. عائلته ولقبه: وعائلته من آخر بلاد الجريد من أرض قابس، حكومة تونس، وفي شرح ابن سلطان على " توضيح النخبة " للمترجم قال الشيخ أصيل الدين: " ابن حجر هو لقب الشيخ وإن كان بصيغة الكنية، اه ". ويحتمل أنه كانت له جواهر كثيرة فسمي به، وقيل لقب بذلك لجودة ذهنه وصلابة رأيه بحيث يرد اعتراض كل معترض، ولا يتصرف فيه أحد من أقرانه، ولذا قال بعض الظرفاء في حقه " رجح بنا فاء ابن حجر " يقرأ طرداً وعكساً كقوله تعالى " كل في فلك " وقيل سمي به لكونه أسم أبيه الخامس وكان يحمل الحجر اه، وفي شرح الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي الهندي

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 54، 84.

على " شرح توضيح النخبة " أيضاً " لقب به لكثرة ماله وضياعه حتى قيل ابن حجر فالمراد بالحجر الذهب والفضة "، اه منه. ذكر ثناء الناس عليه ومركزه في الأمة: قال الحافظ السيوطي في " طبقات الحفاظ " (1) عنه " شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي فبلغها وزاد، ولما حضرت العراقي الوفاة قيل له من تخلف بعدك قال: ابن حجر ثم ابني أبي زرعة ثم الهيثمي، وقد أغلق بعده الباب وختم به هذا الشأن " اه منها. وقال الشمس البديري الدمياطي في ثبته: " الطرق المتقدمة وإن كثرت تتصل كلها بالحافظ ابن حجر، ولذا قيل: لولا هو وشيخه لم يكن لأهل مصر سند في الحديث " وقال البرهان اللقاني: " أجل نعمة الله على المؤمنين بعد الإيمان وجود الشهاب ابن حجر العسقلاني وكان يدعى في حياته بأمير المؤمنين في الحديث، اه ". وقال عنه تلميذه البرهان القلقشندي في ثبته: " شيخ الإسلام والحفاظ المجدد لهذه الأمة دينها " اه منه. ولما نقل في " سلوة الأنفاس " (2) عن أبي حفص الفاسي في حق أبي العلاء العراقي أنه أحفظ من ابن حجر قال: " وقد ذكروا في [الحافظ] ابن حجر أنه أمير المؤمنين في الحديث وأنه سيد حفاظ زمانه (3) ، وأنه جاوز في مرتبة الذهبي وأضرابه، وأنه بلغ فيه مرتبة لم يبلغها أحد بعده ولا كثير ممن قبله، وأن عليه المدار فيه في الدنيا بأجمعها [وإليه المرجع فيه] شرقاً وغرباً باطباق من بعده ومن طالع كتبه الحديثية [وكتب غيره] علم صحة هذا وتيقنه، اه ". ذكر ثناء الناس على فتح الباري له الذي هو أعظم مصنفاته: لما نقل صاحب " الحطة " عن ابن خلدون أن شرح صحيح البخاري دين على هذه الأمة قال: " ذلك الدين أدي بشرح الحافظ ابن حجر، ولذلك لما قيل لشيخ

_ (1) طبقات الحفاظ: 547. (2) سلوة الأنفاس 1: 142 (وقد ذكر ذلك المؤلف) . (3) السلوة: وأنه سيد حفاظه.

شيوخنا الكاملين مولانا محمد بن عليّ الشوكاني أما تشرح الجامع الصحيح للبخاري كما شرحه الآخرون فقال: لاهجرة بعد الفتح، يعني " فتح الباري " للحافظ ابن حجر ولا يخفى ما فيه من اللطف، اه " وقال عن الفتح أيضاً الحافظ السيوطي: " لم يصنف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله (انظر طبقات الحفاظ له) (1) وفي " التحفة القادرية ": إن الشيخ القصار كان يقول في فتح الباري للحافظ " ما ألف في ملة الإسلام شرح على جميع المصنفات في علم الحديث مثل هذا الشرح، اه " وأن القصار " استصغر جميع مؤلفات السيوطي بالنسبة لما ألفه ابن حجر، اه " وفي محل آخر منها أيضاً " لم يؤلف أحد من المسلمين مثل ما ألف هو حتى الذهبي والسيوطي. وله على صحيح البخاري سبعة شروح " وقال: " ورأيت مكتوباً على ظهر أول ورقة من أوسط شروحه على صحيح البخاري وهو " فتح الباري " بخط القصار " أعلم أنه لم يؤلف في فقه معاني الحديث مثل هذا الشرح في الإسلام، وحسبك قول هذا الإمام، اه " قلت: ولا يخلو ذلك من مبالغة فإن أكبر مؤلفات ابن حجر جرماً " فتح الباري " وجرمه لا يعادل ولا ربع مؤلفات السيوطي المتوسطة، وكون الفتح من أوسط شروحه على الصحيح، في عهدته، ولا شك أنه غلط. سلسلة الحفاظ من ابن حجر إلى رجال الدور الول، وكون كل منهم لم يرأحفظ منه: قال الحافظ السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخه شيخ الإسلام ابن حجر ": " والله ما رأيت أحفظ من صاحب الترجمة يعني الحافظ وهو ما رأى أحفظ من شيخه أبي الفضل العراقي، وهو ما رأى أحفظ من شيخه أبي الفضل العلائي، وهو ما رأى أحفظ من شيخه المزي، وهو ما رأى أحفظ من الدمياطي، وهو ما رأى أحفظ من المنذري، وهو

_ (1) طبقات الحفاظ: 547.

ما رأى أحفظ من أبي الفضل المقدسي، وهو ما رأى أحفظ من الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، وهو ما رأى أحفظ من أبي موسى المديني، إلا أن يكون أبا القاسم ابن عساكر لكن لم يسمع منه إنما رآه، وهما ما رأيا أحفظ من غسماعيل التميمي، وهو ما رأى أحفظ من الحميدي، وهو ما رأى أحفظ من الخطيب البغدادي، وهو ما رأى أحفظ من أبي نعيم الأصبهاني، وهو ما رأى أحفظ من أبي إسحاق إبراهيم بن حمزة، وهو ما رأى أحفظ من أبي جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري، وهو ما رأى أحفظ من أبي زرعة الرازي، وهو ما رأى أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، وهو ما رأى أحفظ من وكيع، وهو ما رأى أحفظ من سفيان، وهو ما رأى أحفظ من مالك، وهو ما رأى أحفظ من الزهري، وهو ما رأى أحفظ من ابن المسيب، وهو ما رأى أحفظ من أبي هريرة، اه " قال الشمس الخليلي في ثبته: " فإذا اتصل سندك بابن حجر اتصل سندك بهؤلاء الحفاظ الذين لم ير الآخذ عنهم أحفظ منهم، فهو من عوالي الأسانيد لجلالتهم وحفظهم، اه ". أماليه الحديثية ومن أفرده بالتصنيف، وأن الرحلة إليه في زمانه من سائر الأقطار كانت كالواجب، ومذهبه: قد أملى نحو ألف مجلس إلى أن مات سنة 852 كما في " التدريب " وذكر الحافظ السخاوي في " الضوء اللامع " (1) أنه ألف في ترجمة شيخه ابن حجر تأليفاً سماه " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " قال: " وهو في مجلد شهد له الأكابر أنه غاية في بابه، اه " وفي ترجمة المؤرخ عبد الله بن زين الدين البصروي الشافعي الدمشقي من " سلك الدرر " (2) للمرادي أنه ترجم الحافظ ابن حجر في مجلد، وفي " كشف الظنون " (3) قيل انه كان قلم ابن حجر سيئاً في مثالب الناس ولسانه

_ (1) الضوء اللامع 2: 40. (2) سلك الدرر 3: 87. (3) كشف الظنون 1: 618.

حسناً، وليته عكس ليبقى الحسن ولذلك صنف العلم البلقيني " العجر والبجر في ترجمة ابن حجر " ووقف عليه في حياته وكتب عليه، اه " وقال السخاوي في " فتح المغيث ": " كانت الرحلة إلى الحافظ ابن حجر من سائر الأقطار كالواجبة وما رحلت [إلى غيره] إلا بعد موته، اه " ونحوه للحافظ السخاوي أيضاً في الضوء اللامع. وقال الحافظ السيوطي في " حسن المحاضرة " (1) عن المترجم " انتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه وأماى أزيد من ألف مجلس وبه ختم الفن " اه منها. مذهبه: ومن الغرائب التي تتعلق بترجمته ما في ثبت الشهاب أحمد بن القاسم البوني أن الحافظ انتقل في آخر عمره لمذهب مالك قال: كما رأيت ذلك بخطه في مكة المكرمة، قلت: ولعل رجوعه في مسألة أو مسألتين، والله أعلم. شيوخه: على طبقات أفردهم بمؤلفات أكبرها " المعجم المفهرس " في نحو مجلدين، ذكر فيه نحو ستمائة شيخ عدا من تحمل عنه من الأقران، رأيته بخطه في مكتبة الجامع الأزهر. قال الوجيه الأهدل في " نفسه " (2) عنه: " من أكبر الفهارس وأوسعها وأبسطها، في مجلد ضخم، وهي لدي بخط الحافظ السخاوي، اه " وله " اتباع الأثر " (انظر حرف التاء) (3) وله " المجمع المؤسس " (انظر حرف الميم) و " فهرس المرويات " (انظر حرف الفاء) (4) . اتصالاتنا به: نتصل به من طرق: منها بأسانيدنا إلى الحافظ السخاوي

_ (1) حسن المحاضرة 1: 363. (2) النفس اليماني: 268. (3) رقم: 84 في ما تقدم. (4) انظر ما يلي رقم: 508

والسيوطي والديمي وابن مرزوق الكفيف والبرهان القلقشندي وغيرهم عنه. ح: وبالسند إلى الرداني عن أبي مهدي عيسى الكتاني عن المنجور عن الغيطي عن زكرياء عنه. ح: وبالسند إلى الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر واليوسي والرداني والكوراني وغيرهم عن محمد بن سعيد المرغتي عن عبد الله بن عليّ بن طاهر عن الشمس العلقمي عن زكرياء عنه. ح: وبالسند إلى العياشي والثعالبي والعجيمي والرداني وغيرهم عن أبي الإرشاد عليّ الاجهوري والشهاب الخفاجي، كلاهما عن الشمس الرملي وعمر بن الجاي والبدر الكرخي، ثلاثتهم عن زكرياء عنه. ح: وبالسند إلى الرداني عن الشهاب أحمد بن سلامة القيلوبي عن الرملي به. ح: وبه إلى الرداني عن المعمر المسند محمد بن عمر الشويري عن النور الزيادي عن الشهاب الرملي عن كل من زكرياء والبرهان بن أبي شريف وشمس الدين عثمان الديمي والسخاوي كلهم عنه. ح: وبه إلى الرداني عن يقية المسندين بالشام محمد بن بدر الدين البلباني الصالحي وسيد النقباء محمد النقيب بن كمال الدين بن محدث الشام كمال الدين محمد ابن حسين الحسيني، وهما عن الشمس محمد بن محمد بن يوسف الميداني والشهاب المقري، وهو عن عمه سعيد عن سقين عن زكرياء به والميداني عن البدر الغزي والشريف يونس العيتاوي ومنصور بن المحب والشمس الرملي والشهاب أحمد بن أحمد الطيبي، زاد الصالحي: وعن الشهابين أحمد بن عليّ المفلحي الوفائي وأحمد بن يونس العيتاوي، وهما عن خاتمة المسندين محمد بن عليّ بن طولون الصالحي الحنفي، زاد الشهاب العيتاوي: وعن والده أحمد الطيبي، وزاد المفلحي: وعن عبد الله الغزي وموسى الحجاوي، وزاد النقيب: وعن محمد بن منصور ابن المحب عن الخطيب محمد البهنسي عن ابن طولون، وهو كما ترى مسلسل بالمحمدين، ويونس العيتاوي والطيبي وابن طولون والحجاوي، وأربعتهم عن كمال الدين ابن حمزة والغزي وابن المحب والرملي عن زكرياء، زاد بن طولون: عن أبي الفتح المزي ومحمد ابن محمد بن ثابت وأبي البقاء محمد بن العماد العمري ومحمد بن أبي الصدق

العدوي وإبراهيم بن عليّ القلقشندي ومحمد بن محمد الافاقي، كلهم عن الحافظ بأسانيده المذكورة في فهارسه ومعاجم أشياخه، فهذه اتصالاتنا به من طريق ثلاثة عشر من تلاميذه. آخر أصحابه في الدنيا: أخبرني نور الحسنين بن محمد حيدر كتابة من الهند، وكان بقية المسندين به، عن الشيخ عبد الحفيظ العجيمي عن عبد القادر الصديقي عن عارف الفتني عن حسن العجيمي عن زين العابدين الطبري عن المعمر المسند عبد الواحد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم الحصاري الشافعي الأثري الخطيب المولود مستهل رجب عام 910 إجازة له بمكة سنة 1011 عن المعمر محمد بن إبراهيم الغمري عنه، والغمري المذكور آخر أصحاب الحافظ كما في " شرح ألفية السند " للحافظ الزبيدي. وأعلى منه عن الشيخ محمد سعيد القعقاعي عن محمد بن عمر بن عبد الرسول المكي عن أبيه عن خديجة الطبرية عن الحصاري المذكور عن الغمري عن ابن حجر. ونروي ما له عالياً أيضاً عن الشيخ عبد الله السكري عن عبد الرحمن الكزبري عن مصطفى الرحمتي عن عبد الغني النابلسي عن النجم الغزي عن والده بدر الدين عن زكرياء وغيره عنه. ح: ومساو له عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عن عمر الشيباني عن النابلسي عن عبد الباقي الحنبلي عن محمد حجازي الشعراوي عن محمد بن اركماش الحنفي عن الحافظ. ح: ومساو له عن السكري عن الكزبري عن مرتضى الزبيدي عن أحمد سابق ابن رمضان الزعبلي عن البابلي عن الشعراوي به. وأعلى منه بدرجة عن شيوخنا أحمد بن إسماعيل البرزنجي وعبد الجليل برادة وأبي النصر الخطيب عن والد الثاني. ح: وعن الشيخين السكري ومحمد سعيد الحبال عن عبد الرحمن الكزبري، كلاهما عن صالح الفلاني عن المعمر محمد بن سنة عن مولاي الشريف عن ابن اركماش عنه.

وأعلى منه بدرجة، وهو أعلى ما يوجد في الدنيا عن الشهاب أحمد بن صالح السويدي البغدادي عن السيد مرتضى بإجازته العامة التي فيها نوع تخصيص عن ابن سنة بالعامة. فبيننا وبين الحافظ على هذا خمس وسائط ولا شك أن خمس وسائط لمن بينك وبينه خمسة قرون، واحد للقرن، نهاية العلو. ومن أغرب أتصالاتنا به روايتنا بالأسانيد السابقة إلى البرهان اللقاني والنور عليّ الزيادي، كلاهما عن المعمر محمد الوسيمي المصري الشافعي، وهو عن الحافظ ابن حجر، ذكرأخذه عنه جازماً به الحافظ الزبيدي في " العقد المكلل "، وهو عندي بعيد، وقد ترجم للوسيمي المذكور المحبي في " الخلاصة " قائلاً (1) : " رأيت ترجمته بخط الشيخ مصطفى بن فتح الله فقال فيها: أخذ عن شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري ولازمه سنين، وأدرك الحافظ ابن حجر، وله عنه روايات، وبلغني أن شيخ الإسلام زكرياء كان يجله لذلك كعادته مع كل من أدرك الحافظ ابن حجر. ونقل شيخنا الحافظ محمد بن العلاء البابلي عنه أنه كان يقول في شأن الحافظ ابن حجر: الحديث فنه والشعر طبعه والفقه يتكلف فيه؛ روى عنه النور الزيادي وسالم الشبشيري والبرهان اللقاني والنور الاجهوري كثيراًُ، وكان لا يترك قراءة الحديث صيفاً وشتاء، وكانت وفاته سنة 1006 بمصر، قال المحبي: وعلى روايته عن الحافظ ابن حجر يكون عمر فوق المائة والخمسين سنة، وهذا غريب جداً والله أعلم، اه ". قلت: وإذا صح أن الوسيمي المذكور من أصحاب ابن حجر ومات سنة 1006، وضممته إلى ما في " إنباء الغمر " (2) للحافظ في ترجمة عبد اللطيف بن أبي بكر الشرجي الزبيدي المتوفى سنة 802 من أنه سمع على الحافظ الحديث فهذا هو السابق والأحق، فبين وفاة الوسيمي والشرجي نحو من مائتي

_ (1) خلاصة الاثر 4: 285 286. (2) انباء الغمر 2: 121.

سنة، وسيأتي عن الحافظ في ترجمة السلفي أن أكثر ما وقف عليه في هذا الباب مائة وخمسون سنة، وزاد عليه السخاوي من بينهما في الوفاة نحو مائة واثنتين وخمسين، فما حصل للحافظ لم يحصل لأحد في الإسلام على هذا ولم يسبقني أحد فيما أعرف إلى استدراكه والتنبه له والحمد لله. وأغرب من مسألة الوسيمي والغمري وأعجب بكثير، ما أخبرنا به العالم الفاضل سليل المجد والرفعة السيد أحمد الشريف بن محمد الشريف بن الأستاذ محمد بن عليّ السنوسي الخطابي الطرابلسي في كتابه إلي من بلاد الأناضول " أن جده المذكور أخذ عن شريف معمر اسمه عبد العزيز نزيل أرض الحبشة عاش أزيد من خمسمائة سنة، كتب للشيخ السنوسي إجازة عامة كما هي له من ابن حجر الحافظ، وأن الرجل المذكور مات في 21 صفر عام1276 بعد موت جده المذكور بثلاثة عشر يوماً، ثم وجدت السيد أحمد السنوسي المذكور نقل في ثبته عن جده الأستاذ السنوسي في حق عبد العزيز المذكور أنه ولد بوادي فاطمة في القرن الثامن سنة 56 وعاش من العمر خمسمائة وعشرين سنة، اه ". ونقل لي السيد أحمد الشريف صورة إجازة المعمر المذكور لجده، وهي عامة، فعلى هذا نروي عن المعمر الناسك عبد الهادي بن العربي عواد عن الأستاذ السنوسي عن الحبشي المذكور عن الحافظ ابن حجر. قلت: لعل هذا الحبشي هو المذكور في كتاب " المجد الطارف والتالد على أسئلة الناصري سيدي أحمد بن خالد " للعلامة الأديب المؤرخ الجوال محمد الأمين الصحراوي الشنكيطي المراكشي قال: " حدثني العلامة الصوفي سيدي الحاج عمر ابن سودة ونحن بدكالة عام 1284 قال لي انه رأى أيام موسم الحج بمكة رجلاً جاء من الحبشة، وأن له من العمر نحو ستمائة سنة، وكان أخبرني بهذا الرجل بعض الحجاج قبله الذين ذهبوا إلى بلاد الحبشة، وزاد أنه تسقط أسنانه بمدة وتنبت في موضعها أسنان أخر، اه ".

قلت: وقد كان ورد على فاس بعد غيبة طويلة عنه الأستاذ المقري المعمر الناسك أبو العباس أحمد بن أبي العلاء إدريس البدراوي الفاسي، وقد طاف المشرق والمغرب، فاجتمعت به عام1320، وكان يذكر لقاءه لحبشي معمر وأخذه عنه عن الشيخ عبد العزيز بن الشيخ عبد القادر، وكنا نستغرب ذلك في الصغر ونعتبره خرافة، حتى وجدت في " أمالي " السيد المرتضى أبي القاسم عليّ بن الطاهر الحسيني المتوفى سنة 436 بحثاً في التعمير وإمكانه ملخصة (1) إن سأل سائل كيف يصح ما أوردتموه من تطاول الأعمار وامتدادها، وقد علمتم أن كثيراً من الناس يحيل ذلك وينكره، ويقول انه لا قدرة عليه ولا سبيل، وفيهم من ينزل في إنكاره درجة فيقول: إنه وإن كان جائزاً من طريق القدرة والإمكان فإنه مما يقطع بانتفائه لكونه خارقاً للعادات، وأن العادات إذا وثق الدليل بأنها لا تنخرق إلا على سبيل الإبانة والدلالة على صدق نبي من الأنبياء علم بها أن جميع ما روي من زيادة الأعمار على العادة باطل مصنوع لا يلتفت إليه؛ الجواب: إن من أبطل تطاول الأعمار من حيث الإحالة وأخرجه من باب الإمكان فقوله ظاهر الفساد، لأنه لو علم ما العمر في الحقيقة، وما المقتضي لدوامه إذا دام وانقطاعه إذا انقطع، علم من جواز امتداده ما علمنا. والعمر هو استمرار كون من يجوز أن يكون حياً وغير حي حياً، وإن شئت أن تقول هو استمرار الحي الذي لكونه على هذه الصفات ابتداء حياً، وإنما شرطنا الاستمرار لأنه يتعذر أن يوصف من كان حاله واحدة حياً بأن له عمراً، بل لا بد أن يراعوا في ذلك ضرباً من الامتداد والاستمرار وإن قل، وشرطنا أن يكون ممن يجوز أن يكون غير حي أو يكون لكونه حياً ابتداء، لئلا يلزم عليه القديم تعالى، لأنه تعالى جلت عظمته ممن لا يوصف بالعمر وإن استمر كونه حياً، وقد علمنا أن المختص بفعل الحياة هو القديم تعالى، وفيما تحتاج إليه الحياة من البنية والمعاني ما يختص به

_ (1) أمالي المرتضى 1: 270 272.

عز وجل ولا يدخل إلا تحت مقدوره كالرطوبة وما يجري مجراها، فمتى فعل القديم تعالى الحياة وما تحتاج إليه من البنية وهي مما يجوز عليه البقاء، وكذلك ما تحتاج إليه، فليست تنتفي إلا بضد يطرأ عليها أو بضد ينفي ما تحتاج إليه، والأقوى أنه لا ضد لها في الحقيقة، وإنا ادعى قوم بأنه لا يحتاج إليه ولو كان للحياة على الحقيقة لم يخل بما قصدناه في هذا الباب، فمهما لم يفعل القديم ضدها، أو ضد ما تجتاج إليه ولا نقض منا ناقض بنية الحي استمر كون الحي حياً، ولو كانت الحياة لا تبقى على مذهب من رأى ذلك لكان ما قصدناه صحيحاً، لأنه تعالى قادر على أن يفعلها حالاً فحالاً ويوالي بين فعلها وفعل ما تحتاج إليه، فيستمر كون الحي حياً، فأما ما يعرض من الهرم بامتداد الزمان وعلو السن وتناقض بنية الإنسان، فليس مما لا بد منه، وإنما أجرى الله العادة بأن يفعل ذلك عند تطاول الزمان، ولا إيجاب هناك ولا تأثير للزمان على وجه من الوجوه، وهو تعالى قادر على أن يفعل ما أجرى العادة بفعله. إذا ثبتت هذه الجملة، ثبت أن تطاول العمر ممكن غير مستحيل، وإنما أتي من أحال ذلك من حبث اعتقد أن استمرار [كون] الحي حياً موجب عن طبيعة وقوة لهما مبلغ من المادة مهما انتهتا إليه انقطعتا واستحال أن تدوما، ولو أضافوا ذلك إلى فاعل مختار [متصرف] لخرج عندهم من باب الإحالة. فأما الكلام في دخول ذلك في العادة أو خروجه عنها فلا شك بأن العادة قد جرت في الأعمار بأقدار متفاوتة (1) يعد الزائد (2) عليها خارقاً للعادة، إلا أنه ثبت أن العادة قد تختلف في الأوقات وفي الإمكان أيضاً، ويجب أن يراعى في العادة إضافتها إلى من هي عادة له في المكان والوقت، وليس يمتنع أن يقل ما كانت العادة جارية به على تدريج حتى يصير حدوثه خارقاً للعادة بغير خلاف، وان يكثر الخارق للعادة حتى يصير حدوثه غير خارق لها على خلاف فيه، وإذا صح ذلك لم يمتنع أن تكون العادات في الزمان الغابر كانت جارية

_ (1) أمالي المرتضى: متقاربة. (2) في الأصل المطبوع: نعد الزيادة.

بتطاول الأعمار وأمتدادها، ثم تناقص ذلك على تدريج، ثم صارت عادتنا الآن جارية بخلافه، وصار ما بلغ مبلغ تلك الأعمار خارقاً للعادة، وهذه جملة فيما أردناه كافية، اه ". وبتأمل ذلك تتسع دائرة الإمكان لما سبق هنا، وفي ترجمة التهامي بن رحمون من روايته بواسطة عن معمر عاش خمسمائة سنة. تنبيه: كنت أعتقد أن البدر الغزي الدمشقي يروي عن أبيه رضي الدين عن الحافظ ابن حجر لاشتهار ذلك في أثبات كثير من المتأخرين، وجزم به الحافظ مرتضى في " ألفية السند " له وبصري في ثبته، حتى وجدت في " شذرات الذهب " (1) لابن العماد الدمشقي أن والد البدر الشيخ رضي الدين الغزي ولد سنة 862، فصار عندي من المحال أخذه عن ابن حجر لأنه ولد بعده بعشر سنين إلا أن يكون الحافظ أجاز لوالده وأولاده، نعم لعل رضي الدين الذي يروي عن ابن حجر والد رضي الدين المذكور وهو جد البدر، فإن البدر الغزي بن القاضي رضي الدين أبي الفضل محمد بن رضي الدين محمد ابن أحمد الغزي العامري، وكانت وفاة الرضي الأول جد البدر سنة 860، والله أعلم. ثم وجدت في ثبت الشمس ابن عابدين أن النجم الغزي يروي الصحيح عن والده البدر محمد عن والده الرضي محمد عن والده الرضي أيضاً محمد عن والده الشهاب أحمد عن الحافظ ابن حجر، فظهر سبب كون أغلب رواية النجم عن البدر عن زكرياء وطبقته عن الحافظ ابن حجر وجود الرواية عن زوجة ابن حجر وولده وسبطه، للحافظ ابن حجر ولد اسمه محمد وكنيته أبو السعادات ولقبه بدر الدين، وروى عنه الحافظ السيوطي عن أبيه، وله سبط اسمه يوسف يعد من الحفاظ (انظر يوسف بن شاهين من حرف الياء) (2)

_ (1) شذرات الذهب 8: 209. (2) انظر ما يلي رقم: 645.

وله زوجة تعرف بالرئيسة أنس تروي عن زوجها الحافظ وعن شيخه الحافظ العراقي، روى عنها هي الشيخ عبد الحق السنباطي " كما سيأتي في ترجمته من حرف السين " (1) . تصانيفه: ألف الحافظ تآليف عظيمة في الفن منها: الفتح الذي سار بمسيره الركبان، وشرح آخر أكبر منه لم يتم سماه " هدي الساري " واختصره ولم يتم، وتعليق التعليق ومختصره يسمى " بالتشويق " ومختصر المختصر يسمى " التوفيق "، وتقريب الغريب في غريب البخاري، والأحتفال ببيان أحوال الرجال زيادة على ما في تهذيب الكمال، وشرح الترمذي لم يكمل، واللباب في شرح قول الترمذي وفي الباب، وإتحاف المهرة بأطراف العشرة: الموطأ ومسند الشافعي وأحمد وصحيح ابن خزيمة والدارمي وابن حبان وأبي عوانة ومنتقى ابن الجارود ومستدرك الحاكم، وأطراف كتاب شرح معاني الآثار للطحاوي وسنن الدارقطني. وأطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي، وتهذيب التهذيب، وترغيب التهذيب، وطبقات الحفاظ، والشاف في تخريج أحاديث الكشاف، والاستدراك عليه لم يتم، والواف بآثار الكشاف، واختصار نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية وهو مطبوع، وهداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة، والإعجاب ببيان الأنساب، وتخريج أحاديث الأذكار في أربعة أسفار كبار، عندي بعضه، وتخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب، والتمييز في تخريج أحاديث شرح الوجيز، والإصابة في تمييز الصحابة في ثمان مجلدات، وهو أشهر مؤلفاته وأعظمها بعد الفتح، وتسديد القوس في أطراف مسند الفردوس، وزهر الفردوس، والاحكام لبيان مافي القرآن من الابهام، والنخبة، وشرحها وهو مطبوع، والإيضاح بنكت ابن الصلاح، والاستدراك على نكت ابن الصلاح لشيخه العراقي لم يتم، ولسان الميزان وهو مطبوع في ست مجلدات، وتحرير الميزان، وتبصير المنتبه بتحرير

_ (1) انظر ما يلي رقم: 569.

المشتبه، والإيناس وهو بمناقب سيدنا العباس رضي الله عنه، وتقريب المنهج بترتيب المدرج، والامتنان في رواية الأقران، والمغترب في بيان المضطرب، وشفاء الغلل في بيان العلل، والزهر المطلول في الخير المعلول، والتفريج على التدبيج، ونزهة الألباب في الألقاب، ونزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين، والمجموع العام في آداب الشراب والطعام ودخول الحمام، وخبر الثبت في صيام يوم السبت، وتبيين العجب فيما ورد في صوم رجب، وزوائد الأدب المفرد للبخاري، وزوائد مسند الحارث على الستة ومسند أحمد، والبسيط المبثوث بخبر البرغوث، وكشف الستر بركعتي الوتر، وردع المجرم في الذب عن عرض المسلم، وأطراف الأحاديث المختارة للضياء المقدسي، وتعريف الفئة فيمن عاش في هذه الأمة مائة، وإقامة الدلائل على معرفة الأوائل، وترتيب المبهمات على الأبواب، وأطراف الصحيحين على الأبواب والمسانيد، والتذكرة الحديثية عشرة أجزاء، والتذكرة الأدبية في أربعين جزءاً، والخصال المكفرة في الذنوب المتقدمة والمتأخرة وهو مطبوع، وتخريج الأحاديث المنقطعة في السيرة الهاشمية، والشمس المنيرة في تعريف الكبيرة، والمنحة فيما علق الشافعي القول به على الصحة، وتوالي التأسيس بمعالي ابن إدريس وهو مطبوع، والتحفة، وفهرسة المرويات، وتأليف فيمن روى عن أبيه وجده، والأنوار بخصائص المختار، والآيات النيرات بخوارق المعجزات، والقول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد وهو مطبوع، وتعريف أولي التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس وهو مطبوع، والمطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية، وإنباء الغمر ببناء العمر، والدرة الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وقفت عليه بخطه، ونزهة القلوب في معرفة المبدل والمقلوب، وهو عندي، ومزيد النفع بمعرفة ما رجح فيه الوقف على الرفع، والبيان الفصل بما رجح فيه الإرسال على الوصل، وتقويم السناد بمدرج الاسناد، وتعجيل المنفعة في رجال الأربعة وهو مطبوع، والرحمة الغيثية بالترجمة الليثية وهو مطبوع، والاعلام بمن ولي مصر في الإسلام، ودفع

الإصر عن قضاة مصر، وانتقاض الاعتراض مجلد أجاب فيه عن اعتراض العيني عليه في شرح البخاري، وبلوغ المرام في أحاديث الأحكام وهو مطبوع، وقوت الحجاج في عموم المغفرة للحاج، والخصال الموصلة للضلال، والاعلام بمن سمي محمداً قبل الإسلام، وجزء في الكلام على الخيل، والإيثار برجال الآثار لمحمد بن الحسن، وبذل الماعون في فضل الطاعون، والمختار المعتمد من مسند البزار على الكتب الستة ومسند أحمد، وأسباب النزول، ومعجم شيوخه وفهرسة مروياته، والنبأ الأنبه في بناء الكعبة، ونزهة النواظر مجموعة، وأفراد مسلم على البخاري، وزيادات بعض الموطآت على بعض، وطرق حديث صلاة التسبيح، وطرق حديث لو ان نهراً أيظن أحدكم، وطرق جديث من صلى على جنازة فله قيراط، وطرق حديث جابر في البعير، وطرق حديث نضر الله أمرءاً، والإنارة بطرق حديث الزيارة، وطرق حديث الغسل يوم الجمعة من رواية نافع عن ابن عمر خاصة، وطرق حديث تعلموا الفرائض، وطرق حديث المجامع في رمضان، وطرق حديث: القضاة ثلاثة، وطرق حديث: من بنى لله مسجداً، وطرق حديث المغفرة، وطرق حديث الأئمة من قريش يسمى لذة العيش، وطرق حديث من كذب عليّ متعمداً، وطرق حديث يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة، وطرق حديث الصادق المصدوق، وطرق حديث قبض العلم، وطرق حديث المسح على الخفين، وطرق حديث ماء زمزم لما شرب له، وطرق حديث حج آدم موسى، وطرق حديث أولى الناس بي، وطرق حديث مثل أمتي كالمطر، والنكت على نكت العمدة للزركشي، والكلام على حديث ان أمرأتي لا ترد يد لامس، والمهمل من شيوخ البخاري، والأصلح في غير الأفصح، والبحث عن أحوال النفث، وتلخيص التصحيف للدارقطني، وترتيب العلل على الأنواع، ومختصر تلبيس إبليس، والجواب الجليل الوقعة فيما يرد على الحسيني وأبي زرعة، والنكت الظراف على الأطراف، والأعتراف بأوهام الأطراف، والامتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع، والأربعون المهذبة في الأحاديث الملقبة، وبيان ما أخرجه البخاري عالياً عن شيخ أخرج ذلك الحديث أحد الأيمة عن

واحد عنه، ومناسك الحج، وشرح مناسك المنهاج للنووي، وعشاريات الصحابة، والمقصد الأحمد فيمن كنيته أبو الفضل وأسمه أحمد، والإجزاء بأطراف الأجزاء على المسانيد، والفرائد المجموعة بأطراف الأجزاء المسموعة على الأبواب والمسانيد. ومما شرع فيه وكتب منه اليسير: حواشي الروضة، والمقرر في شرح المحرر، والنكت على شرح ألفية العراقي، ونكت على شرح مسلم للنووي، ونكت على شرح المهذب، ونكت على تنقيح الزركشي، ونكت على شرح العمدة لابن الملقن، ونكت على جمع الجوامع، وتخريج أحاديث شرح التنبيه للزنكلوني، وتعليق على مستدرك الحاكم، وتعليق على موضوعات ابن الجوزي، ونظم وفيات المحدثين، والجامع الكبير من سنن البشير النذير، وشرح ألفية السيرة للعراقي، وكتاب المسألة السريجية، والمؤتمن في جمع السنن، وزوائد الكتب الأربعة مما هو صحيح، وتخريج أحاديث مختصر الكفاية، والاستدراك على تخريج أحاديث الإحياء للعراقي. ومما رتبه: ترتيب المتفق والمفترق للخطيب، وترتيب مسند الطيالسي وترتيب غرائب شعبة لابن منده، وترتيب مسند عبد بن حميد، وترتيب فوائد سمويه، وترتيب فوائد تمام. ومما خرجه: المائة العشارية من حديث البرهان الشامي، والأربعون المتباينة والعشارية من حديث العراقي، والمعجم الكبير للشامي، ومشيخة ابن أبي المجد الذين تفرد بهم، ومشيخة ابن الكويك الذين أجازوا له، والأربعون العالية لمسلم على البخاري، وضياء الأنام بعوالي البلقيني شيخ الإسلام، والأربعون المختارة عن شيوخ الإجازة للمراغي، ومشيخة القباني وفاطمة، وبعضها عندي، وبغية الراوي بابدال البخاري، والابدال العوالي والأفراد الحسان من مسند الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن، وثنائيات الموطأ وخماسيات

الدارقطني، والابدال المستصفيات من الثقفيات، والابدال العليات من الخلعيات لأبي الحسن الخلعي، وتلخيص مغازي الواقدي، وتلخيص البداية والنهاية لابن كثير، وتلخيص الجمع بين الصحيحين، وتلخيص الترغيب والترهيب للمنذري، وتجريد الوافي للصفدي، والأجوبة المشرقة على المسائل المفرقة، وعجب الدهر في فتاوي شهر، وديوان شعر، ومختصر يسمى ضوء الشهاب، ومختصر منه يسمى السبع السيارة، وديوان الخطب الأزهرية، وديوان الخطب القلعية، ومختصر العروض، والأمالي الحديثية وعدتها أكثر من ألف مجلس، وله غير ذلك ما يرجع للفن، ومع ذلك قال تلميذه الحافظ السخاوي في " الضوء اللامع ": " سمعته أي الحافظ يقول: لست راضياً عن شيء من تصانيفي لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتسن لي تحريرها، سوى شرح البخاري ومقدمته والمشتبه والتهذيب ولسان الميزان، وأما سائر المجموعات فهي كثيرة العدد، واهية العدد، ضعيفة القوى، خافبة الروى " توفي رضي الله عنه سنة 852 بمصر، ودفن خارجها بالقرافة، زرت قبره بها وعليه بناء ضخم. 137 - ابن حجر الهيتمي (1) : هو أحمد بن محمد بن عليّ بن حجر الهيتمي من الهياتم قرية بمصر، ويقال هي محلة ابن الهيثم بالمثلثة فغيرتها العامة، وقال الأمير في فهرسته بالمثناة الفوقية نسبة إلى الهياتم من قرى مصر، السعدي المكي الفقيه المحدث الصوفي صاحب التآليف العديدة التي عليها المدار عند الشافعية في الحجاز واليمن وغيرهما، قال فيه الشهاب الخفاجي في " الريحانة " (2) لما ترجمه: " علامة الدهر خصوصاً الحجاز فكم حجت وفود الفضلاء لكعبته، وتوجهت وجوه الطلب إلى قبلته، ان حدث عن الفقه والحديث،

_ (1) ترجمة ابن حجر الهيثمي في النور السافر: 287 وفي خلاصة الاثر 2: 166 (في ترجمة حفيده) والشذرات 8: 370 والريحانة 1: 435 (رقم: 70) . (2) ريحانة الالبا 1: 435.

لم تتقرط الآذان بمثل أخباره في القديم والحديث، فهو العلياء والسند. ولد سنة 899، وتوفي سنة 974، وما يفهم من عبارة صاحب " خلاصة الأثر " من أن وفاته سنة 995 غلط، وما ذكرناه هو ما في " المشرع الروي " (1) ونحوه في " تاج العروس " في مادة " هثم، فتح "، وما في فهرسة الدمنتي الكبير أنه مات في 3 رجب964 غلط. يروي عن القاضي زكرياء والمعمر الزين عبد الحق السنباطي وشيخ الإسلام كمال الدين بن حمزة والشمس المشهدي والشمس السمنودي وابن عز الدين السنباطي والأمين الغمري، كلهم من تلاميذ الحافظ ابن حجر، والحافظ السيوطي وأبي الحسن البكري وغيرهم. وله معجم في مجلد وسط ذكر فيه إجازات مشايخه والكتب التي أجازوه بها، وقفت على نسخة منه بخط حفيده الشيخ محمد رضي الدين ابن عبد الرحمن بن أحمد بن حجر المذكور، فرغ من نسخه عام 1030، وهي موجودة بالمكتبة الخديوية بمصر، ونقلت منه: " واعلم أن شيخنا العارف بالله ابن أبي الحمائل السابق ذكره كان يذكر أنه اجتمع بجني تابعي من أصحاب بعض الجن من الصحابة الذين اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأقرأهم بعض القرآن، وكان شيخنا يقول لمن يعتني به من أصحابه: أجزتك بما أجازني به فلان الجني التابعي بما أجازه به شيخنا فلان الجني الصحابي، وكذا تلقينا عنه. وهذا وإن لم يثبت به حكم عند المحدثين لكن يتبرك به من مثل هذا العارف الذي لا يتطرق إليه عند من سبر أحواله وعلم طريقته ونزاهته وكرامته الباهرة التي شاهدناها نحن وغيرنا كالشمس، وإذا تقرر التبرك فقد أجزت مولانا المنوه به بذلك ليتبرك بذلك أيضاً، فإن الظن هنا بل العلم ناظر بصدق الشيخ في ذلك، فاستفد ذلك فإنه مما ينبغي أن يحرص على استفادته " اه منه. وذكر فيه أيضاً أن شيخه ابن الناصح

_ (1) المشرع الروي 1: 599 " المؤلف ".

ألبس جماعة عن المعمر جمال الدين عبد الله العجمي الذي ذكر أنه بلغ من العمر مائة وخمساً وثمانين سنة عن الشيخ عبد القادر. وله أيضاً فهرسة صغرى رأيت النقل منها ولم أرها. نروي المعجم المذكور وكل ما لابن حجر المذكور من مروي ومؤلف وهي زهاء ثمانين تصنيفاً منها: شرح الشمائل، وشرح الأربعين حديثاً النووية (1) ، والفتاوى الحديثية في مجلد وهو مطبوع (2) ، وللعلامة المحقق عبد الله العبادي عليها حاضية ذكرها له في " النفس اليماني " وجزء فيما ورد في المهدي، وجزء في العمامة النبوية، وترجمة الإمام أبي حنيفة مسماة ب " الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان " (3) ، والصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة (4) وترجمة معاوية بن أبي سفيان، والمولد النبوي، وجمر الغضا ممن تولى القضا، والأربعون حديثاً في العدل، والأربعون في الجهاد، والإيضاح عن أحاديث النكاح، وغير ذلك (5) ، من طرق منها: عن السكري عن الكزبري عن أبيه عن جده عن أبي المواهب الحنبلي عن أبيه عبد الباقي عن الشهاب أحمد العرعاني البقاعي عنه. ومنها بأسانيدنا إلى العياشي وأبي مهدي الثعالبي وابن سليمان الرداني وغيرهم عن الشهاب أحمد الخفاجي عن أبيه عنه. ومنها بأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي ورفقائه عن البرهان إبراهيم الميموني والبابلي عن الشهاب أحمد السنهوري المالكي عنه. ومنها بأسانيدنا إلى أبي سالم أيضاً عن يس بن غرس الدين الخليلي عن عبد العزيز الزمزمي المكي عن أبيه عن جده لأمه ابن حجر الهيثمي. وبأسانيدنا إلى النخلي عن عبد العزيز

_ (1) طبع سنة 1307 (في 256 صفحة) . (2) طبع مرات أولها 1307. (3) طبع سنة 1305 بمصر. (4) طبع سنة 1307. (5) انظر معجم سركيس: 81 84 فقد عد عشرين كتابا.

الزمزمي المذكور عن والده محمد بن عبد العزيز الزمزمي عن جده لأمه ابن حجر، وهذا أجود. وأخبرنا نصر الله الخطيب عن عبد الله التلي عن النابلسي عن النجم الغزي عن الفتح محمود البيلوني عنه وهذا أعلى. وللشهاب ابن حجر المترجم ولد كان من أهل العلم اسمه محمد، وكنيته أبو الخير، أخذ عنه بعض اليمنيين " أنظر ترجمة أحمد صاحب الخال من خلاصة الأثر " (1) ووجدت ترجمة أبي الخير المذكور في ريحانة الخفاجي (انظرها) (2) . وقد ترجم لابن حجر السيد عبد القادر العيدروس في " النور السافر " (3) . 138 - الحجري (4) : هو أبو محمد ابن عبيد الله، أروي فهرسته بالسند إلى السراج عن ابن الحاج عن الغافقي عن أبي عبد الله الأزدي عنه. ح: ومن طريق ابن جابر عنه، وأرويه من طريق العبدري الحيحي عن أبي عبد الله ابن صالح القسمطيني عن ابن السراج عنه. حجازي: محمد حجازي الشعراوي المعروف بالواعظ (انظر حرف الواو) (5) . 139 - الحجار (6) : هو مسند الدنيا في وقته ورحلتها أحمد بن أبي طالب ابن نعمة الصالحي الدمشقي المعروف بالحجار الشهير بابن الشحنة المتوفى سنة

_ (1) خلاصة الأثر 1: 325. (2) ريحانة الألبا 1: 434. (3) قد أشرت إليه في مصادر ترجمته. (4) هو عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجري أبو محمد: وانظر طريق العبدري في الرواية عنه في رحلته: 252. (5) الترجمة رقم: 638. (6) ترجمة الحجار في الدرر الكامنة 1: 152 (وفيه نقل عن الذهبي) وفي نسبه " ابن أبي النعم " وفيه أن وفاته سنة 730.

733 - قال السخاوي في " فتح المغيث " (1) " الحجار جاوز المائة بيقين لأنه سمع البخاري على ابن الزبيدي في ثلاثين وستمائة، وأسمعه في سنة ثلاثين وسبعمائة، وكان عامياً لا يضبط شيئاً ولا يعقل كثيراً، ومع هذا تداعى الأيمة والحفاظ فضلاً عمن دونهم إلى السماع منه لأجل تفرده، بحيث سمع منه فوق مائة ألف أو يزيدون، اه ". قلت: ممن سمع من الحجار في سنة ثلاثين: من المغاربة أبو الحسن عليّ ابن أبي بكر بن سبع ابن مزاحم المكناسي المتوفى بفاس حسب سماعه له على ابن الزبيدي سنة ثلاثين، قال أبو عبد الله المقري في رحلته: " وهذا مما لم يعرف له نظير في الإسلام، وقد قال عبد الغني الحافظ: لا يعرف في الإسلام من وازى عبد الله بن محمد البغوي في قدم السماع فإنه توفي سنة 317، قال ابن خلاد: سمعناه يقول أخبرنا إسحاق وإسماعيل الطالقاني سنة 225، اه. " نروي ما للحجار من المرويات والمشيخات بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عنه، وبأسانيدنا إلى أبي حيان عنه. ولأمير الدين ابن الواني جزء فيه سبعة وتسعون حديثاً عن مائة واثنين وعشرين شيخاً من مشايخ بغداد الذين أجازوا للحجار سنة 632. 140 - الحرار: هو أبو المحاسن العلامة مصطفى بن أحمد بن العلامة السيد محمد المعروف بابن الأمين الحرار، نسبة لخدمة الحرير، الجزائري المالكي، له ثبت كتبه باسم صهره حسن بن بريهمات الجزائري، تضمن روايته عن عليّ بن المانجلاتي وأحمد بن الكاهية الحنفي والشيخ مصطفى بن الكبابطي وشيخ الإسلام محمد بن إبراهيم بن موسى والشيخ محمد واعزيز والشيخ صالح البخاري وغيرهم. ويروي عالياً عن شيخ هؤلاء ما عدا الأخير: عليّ بن الأمين، وعن الشيخ حمودة المقايسي وغيرهم. ووقفت على إجازته

_ (1) انظر ص 310 من فتح المغيث (المؤلف) .

من شيخه محمد صالح البخاري بخطه له، وهي عامة، قال: " بجميع الكتب في أي علم كان، اه " وكانت وفاته سنة 1273. نروي ثبته المذكور من طرق أعلاها عن أبي الحسن عليّ بن موسى الجزائري مكاتبة عنه، وهو عمدته من شيوخه. ونروي عن جماعة من الآخذين عن أبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن بن محمد ابن والي الجزائري مفتي وهران عنه عن المترجم أيضاً وعن أبي حفص عمر بن الطالب بن سودة حسب ما وقفت على إجازة الأخير لابن عبد الرحمن أيضاً، وهي عامة. 141 - الحريري (1) : هو أبو محمد ابن قاسم الحريري، نروي فهرسته من طريق السراج عن ابن الحاج عن جدته للأم أم أبي الفضل بنت الخطيب بالمرية أبي بكر محمد بن مغفل بن مهيب عنه. 142 - الحريشي (2) : قال ابن عجيبة في طبقاته والقادري في تاريخه الكبير: " بضم أوله وفتح ثانيه فياء تحتية ساكنة على صيغة المصغر بياء النسب، " اه. وفي " تحفة المحبين والأحباب فيما للمدنيين من الأنساب " (3) : " لم أقف على حقيقة هذه النسبة، وسمعت من بعض الجهال أنه مصحف بالقريشي، اه ". وهو شيخ الشيوخ أبو الحسن عليّ بن أحمد الفاسي دفين المدينة المنورة، العلامة المحدث المسند المعمر الرحال، وجدته محلى في " فتح البصير " لتلميذه الحافظ العراقي ب " شيخنا الكبير العالم الواعية المحدث الراوية، اه ".

_ (1) هو عبد الله بن قاسم بن عبد الله اللخمي أبو محمد، أندلسي أشبيلي (591 - 646) كان يعرف بالحرار فحولها إلى الحريري، ومعجم شيوخه يسمى " الدرر والفرائد " (انظر التكملة: 902 والزركلي 4: 254) . (2) ترجمة الحريشي في سلك الدرر 3: 205 وشجرة النور: 336 والزركلي 5: 65. (3) تحفة المحبين: 181.

ووجدته محلى بخطه أيضاً ب " شيخنا سيدنا وسندنا وقدوتنا إلى ربنا العالم العلامة المشارك الفهامة المحدث الراوية، اه ". وناهيك بذلك من مثل هذا التلميذ الفذ. وحلاه أيضاً تلميذه الشيخ جسوس في إجازته لصاحب النشر ب " إمام وقته في علم الحديث، اه " ولد بفاس سنة 1042 كما في " سلك الدرر ". له شرح على الموطأ في أسفار ثلاثة، هكذا كنا نسمع وهو الذي في ترجمته من " سلك الدرر ". ووجدت الشيخ صالح الفلاني في ثبته الكبير وصفه بأنه في ثمان مجلدات ضخام، وذكر له أيضاً: شرح مختصر خليل قال في أربع مجلدات كبار. ومن العجيب ما في " تحفة المحبين والأحباب " للشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن عبد الكريم الأنصاري المدني لما ترجم للمترجم قال (1) : " درس الموطأ بالمسجد النبوي وحضرنا درسه، وله شرح عليه عظيم، وتوفي قبل إتمامه، وأتمه والدنا سنة 1142، اه ". وذكر له الفلاني أيضاً من التآليف: شرح عقيدة الصفاقسي فانظره، وللمترجم أيضاً شرح على الشفا في سفرين وقفت عليه بخطه. وفي سلك الدرر أنه في ثلاث مجلدات كبار، وشرح نظم ابن زكري التلمساني في الاصطلاح، وهو عندي، واختصار الإصابة في الصحابة، واختصار اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، واختصار نفح الطيب، وتخريج أحاديث النصيحة الزروقية وغير ذلك. يروي عالياً عن أبي السعود الفاسي وولديه واليوسي والكوراني وأبي سالم وابن سليمان الرداني وشاهين الحنفي والخرشي والزرقاني وغيرهم. له فهرسة أحال عليها في لإجازته للحافظ أبي العلاء العراقي رحمه الله، نرويها وكل ما له بأسانيدنا إلى أبي العلاء العراقي، وأبي العباس ابن مبارك، وأبي حفص الفاسي، ومحمد منور التلمساني، وأبي العباس أحمد المكودي التةنسي، وابن الطيب الشركي، كلهم عنه عامة. وبأسانيدنا إلى الفلاني والوجيه الأهدل

_ (1) تحفة المحبين: 182.

عن أبي عليّ حسين بن عبد الشكور الطائفي عن العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحريشي عن عمه المترجم. وبأسانيدنا إلى الشيخ محمد سعيد سفر المدني عن المترجم. ح: وأعلى ما بيننا وبينه في كل ما له عن الشيخ فالح عن الشيخ السنوسي عن ابن عبد السلام الناصري عن أبي العلاء العراقي عنه، وهو كما ترى مسلسل بالمحدثين والمؤلفين في السنة. مات بالمدينة المنورة في غرة جمادى الأولى سنة 1143 كما في " سلك الدرر ". وفي " طبقات " ابن عجيبة انه مات سنة 1144، قال ابن الحاج في " الدر المنتخب ": " كانت له وجاهة عظيمة بفاس، تهابه الرؤساء وجميع الناس مراعاة لولده الذي كان كاتباً لبو عليّ الروسي، وأدرك من أحباس الكراسي ما لم يدركه غيره في وقته، وبسبب ذلك كانت المنافسة بينه وبين علماء وقته، توجه للحج ودفن بالبقيع، اه " (وانظر أصله للقادري في تاريخه الكبير، انظر ترجمته منه) . 143 - الحلبي (1) : هو شيخ الإسلام نور الدين عليّ بن إبراهيم بن أحمد ابن عليّ بن عمر الحلبي الشافعي المصري صاحب السيرة الشهيرة بالسيرة الحلبية، وهي في مجلدات ثلاثة غاية في الجمع والإمتاع، وله حاشية على معراج النجم الغيطي، وقال الصفوري في فهرسته: " أجازني به وبشرحه على مختصر السيرة لأنه أختصر سيرة أبي الفتح اليعمري وسمى المختصر: إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، وسمى شرحه: كحل الجلاء المكنون بشرح إنسان العيون، سمعنا منه بعض مسائل بلفظه، وأجازني بها خصوصاً. ولد بمصر سنة 975 ومات سنة 1044، يروي عامة عن الشمس الرملي والأستاذ محمد البكري والنور الزيادي والشهاب العبادي وإبراهيم العلقمي وصالح البلقيني وأبي النصر الطبلاوي وعبد الله الشنشوري وعلي بن غانم المقدسي ومحمد النحريري

_ (1) ترجمة نور الدين الحلبي في خلاصة الاثر 3: 122 وانظر بروكلمان، التكملة 2: 418 والزركلي 5: 55.

وسالم السنهوري سائر ما تجوز لهم روايته. له جزء في مشايخه قال عنه الشهاب أحمد العجمي في مشيخته: " وقد جمع جزءاً في أسماء مشايخه وما أخذ عنهم مفصلاً وعول عليه في إجازته لي ". ولم أقف على ذلك الجزء مع كثرة البحث عنه، أرويه من طريق الشهاب العجمي والنور الشبراملسي والشمس البابلي والصفوري وغيرهم عنه. 144 - الحميدي (1) : هو أبو عبد الله محمد بن أبي النصر الحميدي، أروي فهرسته من طريق أبي عبد الله ابن الزبير عن أبي النعمة عن أبي الحسن عباد بن سرحان عنه. 145 - حمودة بن محمد المقايسي: بضم الميم وفتح القاف كذا ضبطه الحافظ مرتضى في إجازته له، وكما وجدته بخط المترجم في إجازته لمحمد بن عبد الرحمن الجزائري بخطه وإمضاؤه فيها هكذا " حمودة بن محمد المقايسي المالكي الأزهري " اه. قلت: كان من أعلام الجزائر ومسنديها، يروي عامة عن الشيخ مرتضى الزبيدي وعندي إجازته له بخطه، وهي عامة حلاه فيها ب " الشيخ الصالح الوجيه الورع الفاضل المفيد السيد الجليل والماجد النبيل " وذكر فيها أنه أسمعه حديث الأولية بشرطه، حيث لم يسمعه من أحد، ثم عمم له الإجازة، وبخصوص مؤلفاته قال: " التي نافت إلى وقت تسطيره عن مائتين " كما وقفت على صورة إجازة الأمير له بثبته وغيره بتاريخ 1205، وإجازة الشيخ محمد الدسوقي وحجازي بن عبد المطلب العدوي

_ (1) هو محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح الازدي الميورقي الاندلسي تلميذ ابن حزم وصاحب جذوة المقتبس وغيره من المؤلفات، توفي سنة 488، انظر الصلة: 530 وبغية الملتمس: 113 (رقم: 257) والوفيات 4: 282 والمنتظم 9: 69 والوافي 4: 317 وتذكرة الحفاظ: 1218 وعبر الذهبي 3: 323 والشذرات 3: 393 ونفح الطيب 2: 112 والرسالة المستطرفة: 173.

المالكي. ومن أشياخه أيضاً شيخ الإسلام حسن العطار وغيرهم، ولعله يروي عن الشيخ صالح الفلاني أيضاً فقد رأيته جمع أسانيده في الصحاح الستة. أروي ما له عن أبي العباس أحمد بن محمد بو قندورة الجزائري عن الشيخ عليّ بن الحفاف عن الشيخ العربي بن حسن فر صادوا عنه. ح: وأروي عن أبي الحسن عليّ بن موسى الجزائري مكاتبة عن أبيه أحمد عن العربي فر صادوا المذكور عنه. ح: وعن الوالد عن البرهان السقا عن محمد بن محمود الجزائري عنه. 146 - حميد بناني (1) : هو قاضي الجماعة بفاس، حميد بن محمد بن عبد السلام البناني الفاسي، أخذ بالسماع عن طبقة عالية كالشيخ بدر الدين الحمومي ومحمد بن أحمد السنوسي، كلاهما بقية تلاميذ الشيخ التاودي ابن سودة بفاس، وسمع الصحيح والتفسير على الشيخ محمد صالح البخاري عام الستين، ولكن لم يوفق لاستجازتهم، وإنما روى بالإجازة عن العالم الصالح أبي محمد عبد السلام بو غالب الفاسي وتلميذه أبي العباس أحمد بن أجمد بناني الفاسي، واستجاز من أهل المشرق أبا الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني حين ورد للمغرب وروده الثاني عام 1297 وعليه نزل في طنجة، وجده قاضياً بها، مقتصراً عليه، مع أنه حج قديماً عام 1257 صحبة باشا فاس عبد الله بن أحمد بن موسى، ولكنه لم يأخذ عن أحد بمصر ولا بالحجاز، وهو إهمال عجيب، وروى المصافحة أخيراً عن أبي الحسن عليّ بن عبد الله الفاسي عن أبي حفص عمر بن المكي الشرقاوي. له ثبت صغير ترجم فيه لمشايخه، وذكر بعض أسانيد الكتب المستعملة والمسلسلات، جمعه له رفيقنا وابن خالنا العلامة أبو زيد عبد الرحمن بن جعفر الكتاني رحمه الله بإعانتي. نروي عن القاضي حميد المذكور إجازة عامة شفاهية وخطاً مراراً في كل

_ (1) ترجم له في معجم المؤلفين 4: 183 (اعتماداً على فهرس الفهارس) .

ما له من مروي ومسموع وأذن لي أن أجيز عنه، مات رحمه الله سنة 1327 بفاس. 147 - الحصني: هو أبو الحسن عليّ بن محمد، أروي فهرسته عن السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن عليّ التركماني عن علاء الدين الحصكفي عن والده عليّ بن محمد الحصني. 148 - الحصكفي (1) : هو الشيخ علاء الدين محمد بن عليّ الحصني الأصل المعروف بالحصكفي الدمشقي الملقب علاء الدين مفتي الحنفية بدمشق، ولد الذي قبله، المحدث الكثير الحفظ والمرويات، له تعليق على صحيح البخاري في مجلد، وأجازه محمد المحاسني والصفي القشاشي وغيرهما، وبروى عن أبيه عليّ بن محمد ومحمد بن علاء الدين الطرابلسي وأحمد البهنسي الخطيب والشيخ صالح ابن صاحب " التنوير " والشيخ عبد النبي الخليلي وأحمد المقري وفتح الله البيلوني الحلبي وخير الدين الرملي وعمر القاري فهارسهم وما لهم. أروي فهرسته هو عن السكري عن الحلبي عن الشيخ شاكر العقاد عن عبد الرحمن المجلد عن علاء الدين الحصكفي المذكور. مات بدمشق سنة 1088 عن 63 سنة. 149 - الحضراوي (2) : هو مؤرخ مكة أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد ابن عبيدة بن أحمد بن حسن بن سعد بن مسعود الحضراوي المكي الشافعي الفقيه المحدث الصوفي، صاحب تخريج أحاديث كشف الغمة المسمى " سراج

_ (1) خلاصة الاثر 4: 63، أجاز العلاء الحصكفي اجازة عامة سنة 1062 وارتحل إلى الرملة فأخذ بها الفقه عن خير الدين الرملي ثم دخل القدس وأخذ بها إلى عن الفخر بن زكرياء المقدسي، وحج سنة 1067، وسافر إلى الروم 1073 وتحسنت أحواله المادية بعد أن كان فقيراً. (2) الزركلي 1: 249 (ط1979) ومعجم المؤلفين 2: 64 ومجلة العرب (السنة الخامسة) : 759 ومجلة المنهل 7: 345 وإيضاح المكنون 1: 184.

الأيمة في تخريج أحاديث كشف الغمة عن جميع الأمة " وله أيضاً: الحصن الأسنى والمورد الأهنى في شرح أسماء الله الحسنى، وله أيضاً كتاب في فضائل مكة والمدينة، وتاريخ الأعيان، وغير ذلك، ولد بالاسكندرية سنة 1252، وانتقل به والده إلى مكة وهو ابن سبع سنين، يروي عن النور العدوي المصري وأبي المحاسن القاةقجي وعبد الغني الرافعي الطرابلسي والقاضي يحيى بن المجاهد اليمني الصنعاني والعارف محمد بن مسعود الفاسي وغيرهم. له ثبت أرويه عنه وكل ما له لما لقيته بمكة، وتنزل للأخذ عني أيضاً، وناولني مؤلفاته المذكورة، وثبته هذا في مسودته، فوجدته لخص أكثره من ثبت الشوكاني. ومات بمكة رحمه الله سنة 1327، وجده عبيدة ترجمه الحافظ مرتضى في معجمه وأرخ وفاته سنة 1194، وجد جده سعد بن مسعود له ضريح شهير بالمنصورة من الإقليم المصري. 150 - الحضرمي (1) : هو الإمام الأوحد إمام المحدثين وعلم المسندين العالم العلم رئيس الكتاب بالحضرة السلطانية وكاتب العلامة بها أبو محمد عبد المهيمن ابن الفقيه القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد المهيمن الحضرمي السبتي الدار التونسي القرار، المتوفى سنة 747 بتونس ومولده بسبتة سنة 677 قال عنه اللؤلؤي في تاريخه: " كان إماماً في الحديث وحجة في حفظه ورجاله، له أربعينيات في الحديث، اه " وقال عنه ابن خلدون في تاريخه " كانت بضاعته في الحديث والفقه والأدب والعربية وسائر الفنون مضبوطة كلها مقابلة لا يخلو ديوان منها عن ضبط بخط بعض شيوخه المعروفين في سنده إلى مؤلفه حتى الفقه والعربية الغربية الاسناد إلى مؤلفهما في هذه العصور، اه " وقال

_ (1) ترجمة عبد المهيمن الحضرمي في التعريف بابن خلدون: 20، 38 ومستودع العلامة: 50 وتاريخ ابن خلدون 7: 247 وجذوة الاقتباس: 444 ونفح الطيب 5: 240، 464 ونثير الجمان: 223 والإحاطة 4: 11.

في محل له آخر: " برز في علم الاسناد وكثرة المشيخة وكتب له أهل المغرب والأندلس، اه ". قلت: وقفت على صورة استدعاء منه ومن جماعة من أعلام المغرب كتب عليه بالإجازة له ولهم جماعة من الأيمة، والكل بخط المترجم، وهو عندي أعز من بيض الانوق، لانه يشخص لنا كيفية استدعاءات من سبق ونسقهم في الإجازات، ويعرفنا خط الحضرمي الذي يضرب به المثل في الإبداع. وممن أجاز له مالك بن المرحل وأبو الفتح بن سيد الناس، ومن المشرق الابرقوهي وابن عبد الهادي وخليل المراغي وأبو حيان والدمياطي وست الفقهاء بنت الواسطي وخلق. أروي كل ما له من طريق السراج عن الشريف أبي القاسم محمد بن القاضي أبي عليّ حسن بن يوسف الحسني وولده أبي سعيد محمد بن عبد المهيمن الحضرمي كلاهما عن والد الثاني. ومن شعره: أبت همتي أن يراني أمرؤ ... على الدهر يوماً له ذا خنوع وما ذاك إلا لأني أتقيت ... بعز القناعة ذل الخضوع قال اللؤلؤي في تاريخه: " جلس للتدريس بتونس أيام الدولة المرينية بمجلس السلطان أبي الحسن، فقرأ القارىء وهو الشيخ ابن عرفة في كتاب مسلم حديث مالك بن مغول، بكسر الميم وفتح الواو من مغول، فقال له عبد المهيمن أو الفقيه الصباغ: مغول، بفتح الميم وكسر الواو، فأعاد هذا القارىء قاصداً خلافه كما قرأها، فضحك السلطان وأدار وجهه إاى عبد المهيمن وقال له: أراه لم يسمع منك فأجابه بقوله: (لا تبديل لخلق الله) قال اللؤلؤي " وقد ضبط النووي اللفظ بالوجهين في كتاب الإيمان إلا أنه قال:

ما قاله القارىء هو الفصيح فانظره، اه (1) ". قلت: لم أجد في شرح النووي إلا ما نصه: مغول بكسر الميم وإسكان الغين المعجمة وفتح الواو، اه. ونحوه للسيوطي في الديباج، وغيرهما. وكانت للمترجم بنت اسمها ست العرب أجاز لها ابن رشيد الفهري عام وفاته كما في " أزهار الرياض " (2) . قلت: وهناك حضرمي آخر يعرف بأبي عبد الله الحضرمي له فهرسة ينقل عنها كثيراً صاحب " النيل " (3) وقال فيه مرة انه كان صاحب البلوي مؤلف الرحلة، وليس هو المترجم هنا قطعاً لأنه مات كما علمت سنة 747، وهذا الذي ينقل عنه صاحب النيل متأخر عنه جداً، لأن صاحب النيل نقل عنه وفاة أبي البركات ابن الحاج التي كانت سنة 771. ثم وقفت على ذكر حضرمي عند المقري في " أزهار الرياض " (4) نقل عن ابن خاتمة تحليته بصاحبنا القاضي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي له " الدر النفيس من شعر ابن خميس " والأقرب انه هو الذي ينقل عنه صاحب النيل، والله أعلم. ثم وقفت على " التقاط الدرر " للقادري فوجدته لما رفع سلسلته في النحو إلى المنتوري قال: عن الخطيب أبي جعفر ابن سالم عن القاضي أبي عبد الله الحضرمي عن ابن آجروم فقال: " هكذا في فهرسة أبي عبد الله الطيب بن محمد الفاسي ولم أدر من أبو جعفر هذا وكذا أبو عبد الله الحضرمي، اه ". ثم وجدت في ترجمة الراعي شارح الجرومية من " نفح الطيب " (5) وفي حرف الجيم من " صلة

_ (1) تاريخ اللؤلؤي: 73 (المؤلف) . (2) أزهار الرياض 2: 355. (3) يريد نيل الابتهاج، انظر مثلاً ص: 43 (بهامش الديباج) . (4) أزهار الرياض 2: 303. (5) الراعي أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الأندلسي الغرناطي 782 853 " ترجمته في النفح 2: 694 والضوء اللامع 9: 203 والشذرات 7: 278 وقد اخذ الجرومية عن المنتوري عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن سالم الجذامي عن القاضي أبي عبد الله محمد إبراهيم الحضرمي عن مؤلفها.

الخلف " للرداني أن الراعي روى المتن المذكور عن شيخه المنتوري عن الخطيب أبي جعفر أحمد بن محمد بن سالم الجذامي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي عن مؤلفها أبي عبد الله محمد بن محمد بن آجروم؛ فظهر أن الحضرمي المذكور هو القاضي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم صاحب " الدر النفيس " وصاحب كتاب " السلسبيل العذب من المنهل الأحلى المرفوع للخلافة العزيزية التي لا تزال مناقبها على ممر الدهر تتلى في سلك من تحلى سلكهم في الأربعين في الجيلين جيل فاس ومكناسة وسلا " وهو كتاب عجيب حلو السياق في نحو أربع كراريس. ولم أقف على فهرسته المذكورة ولا على شيء من ترجمته الآن، ولا أحفظ به أتصالاً. وقد كانت وفاة ابن آجروم شيخه بفاس سنة 723، فعلى هذا أخذ عمن مات سنة 23 من المائة الثامنة وعمن مات سنة 71 بها أيضاً. ثم وجدت في ترجمة ابن آجروم من " سلوة الأنفاس " ان من الآخذين عنه القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد المهيمن الحضرمي فانظر هل المراد ابن إبراهيم كما في " نفح الطيب " و " والتقاط الدرر " وغيرهما فتصحف عليه، أو ابن عبد المهيمن حقيقة، وهو إما والد عبد المهيمن المترجم أو ولده، والله أعلم. 151 - الحضيكَي: هو العلامة المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الجزولي الحضيكي شهرة، نزيل زاوية آسي بسوس، المولود سنة 1118 المتوفى سنة 1189، راوية سوس الأقصى. رحل في طلب هذا الشأن وجال شرقاً وغرباً وكاتب من لم يلقه من سوس إلى تطوان ومكناس وفاس والرباط وبجعد ومصر وزوايا سوس وغيرها، بحيث يستغرب ذلك من طالع مجاميعه وفهارسه وفهارس أصحابه من أهل سوس، إذ عليه مدار الإسناد في تلك البقاع. قال عنه تلميذه الاصغركيسي في فهرسته: " كان عديم النظير في زمانه ورعاً ونزاهة، وعلماً ونباهة، له اليد الطولى في علم السير والحديث وإليه

المفزع في ذلك، وانفرد من أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء وطبقاتهم ومعرفة أيامهم، بحيث لا يجارى في ذلك ولا يبارى، شديد الاتباع للسنة في سائر أحواله حتى في لباسه وأكله وفي أنواع العبادات والعادات، سالكاً مسلك ابن أبي جمرة وابن الحاج وأضرابهم، مثابراً على التعليم مكباً على المطالعة قائماً على البخاري وغيره من كتب الحديث " وقال في محل آخر منه: " كان آية من آيات الله في حفظ السير النبوية والتنقيب على أحوال الصحابة والسلف الصالح، يوشح مجالسه بذلك ". له على البخاري شرح، وقفت على المجلد الأول منه بمراكش، وحاشية على سيرة الكلاعي، وشرح على الهمزية، وهو عندي، وشرح على الشفا، وعلى الطرفة في الاصطلاح، واختصار الإصابة، وطبقات علماء سوس، وهو عندي، والرحلة الحجازية (1) . يروي عامة عن الشهاب أحمد بن مصطفى الصباغ الاسكندري والشهاب أحمد العماوي وأبي الحسن الصعيدي والمسند أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي وأبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي وحافظ المغرب أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي وأبي عبد الله جسوس وأبي محمد صالح ابن محمد الحبيب السجلماسي الصديقي وأبي العباس أحمد بن محمد الورزازي التطواني وأبي عبد الله محمد بن الحسن بناني وأبي عبد الله محمد بن الحسن الجنوي والعارف أبي عبد الله محمد المعطي بن صالح الشرقي البجعدي وأبي حفص الفاسي والخطيب أبي مدين بن أحمد بن محمد الفاسي وغيرهم من أهل سوس والجبل. وقد ملكت والحمد لله مجموعة إجازته المتضمنة لخطوط كل من ذكر. وله فهرسة مفردة كنت لخصتها، وستذكر في حرفها، نرويها وكل ما له من مؤلف ومروي من طرق منها عن أبي عبد الله محمد بن أحمد البلبيسي المصري

_ (1) انظر الدليل: 266، 320، 348.

ومحمد بن عليّ العلمي وأبي عبد الله محمد بن عليّ الدمنتي، ثلاثتهم عن والد الأخير أبي الحسن عليّ بن سليمان عن أحمد بن محمد الميموني. ح: وأروي عالياً عن المعمر غبد الله المغراوي المراكشي عن الميموني المذكور عن محمد بن يحيى الأوجي عن الحضيكي. ح: وبأسانيدنا إلى ابن عبد السلام الناصري عنه بإجازته له العامة المؤرخة بسنة 1186، وقفت عليها بخطه في مجموعة الناصري المذكور الجامعة لإجازات مشايخه المشارقة والمغاربة، وإن كنت لم أره أسند عنه قط في إجازاته التي رأيت لأهل المشرق والمغرب، والغالب أنه لمشاركته له في بعض أشياخه كجسوس والعراقي وأبي حفص والجنوي وبناني والورزازي والله أعلم. كما وقفت على إجازة كتبها الحضيكي في مرض موته لجماعة من علماء سوس، وهي عامة، سمى فيها أولاده أحمد وعبد الله والحسن، ومحمد ابن عمر اليبركي وأحمد بن عليّ أكزالا الهلالي وأخاه محمد بن عليّ ومحمد بن عبد الله الزغنغيني الهلالي وعبد الله بن محمد الملوسي الهلالي وأحمد بن أحمد الحاج الترختي ومحمد بن موسى الترختي ومحمد بن أحمد بن سعيد الترختي ومحمد بن يحيى الووجوئي والحسن بن محمد التملي وأحمد بن عبد الله الصنهاجي وعبد الكريم بن مسعود المدنسيري وبلقاسم التضركيني الهشتوكي، كما وقفت على إجازة أخرى منه لمحمد بن عمر ومحمد بن الحسين اليبركي الهشتوكي. 152 - الحفني (1) : هو شيخ الإسلام بالديار المصرية وأشهر المشاهير بالديار الشرقية، شمس الدين محمد بن سالم الحفني الشافعي الأزهري محشي " الجامع الصغير " وشارح الهمزية لابن حجر، وصاحب " الثمرة البهية في أسماء الصحابة البدرية ". هذا الرجل وقع له من القبول في عصره في جميع

_ (1) قد عد المؤلف من مصادر ترجمته عجائب الآثار للجبرتي (1: 289) وسلك الدرر (4: 49) وثبت ابن عابدين (60) ومعجم المرتضى الزبيدي (ما يزال مخطوطاً) وانظر بروكلمان، التكملة 2: 445 ومعجم سركيس: 781 والزركلي 7: 4.

الأقطار الإسلامية ما لم يحصل لغيره، واستجاز من أعلام المغرب مكاتبة العدد العديد كالقادري صاحب " النشر " وأبي حفص الفاسي وأبي عبد الله محمد الجنوي، دون من أخذ عنه شفاهاً بمصر منهم، كالهلالي والشيخ بناني والحضيكي والزبادي. ومن أشهر من أخذ عنه من رجال الطريق بالمغرب: العارف الشهير مولاي أحمد الصقلي دفين زاويته بالبليدة من فاس، والمعمر السيد عبد الوهاب التازي والشيخ محمد بن عبد الرحمن الزواوي الجزائري وغيرهم. ويروي هو عامة عن عيد الديوري ومحمد بن عبد الله المغربي الكبير والشمس البديري الدمياطي وهو من عمده، وقفت على إجازته له العامة إثر ثبته، وهي مؤرخة بسنة 1137، والشهاب أحمد الخليفي ويوسف الملوي والكمال عبد الرؤوف البشبيشي وعيد النمرسي والشهاب أحمد بن الفقيه، كذا سماهم في إجازته للشمس محمد الجنوي دفين مراكش. ووهم ابن الطيب القادري في ترجمته فنسب له الأخذ عن عبد الله بن سالم البصري، والحال أن عندي بخط الحفني على ثبت البصري ما نصه: " أعلم أن ما في هذا التأليف لم أروه عن الشيخ سالم، وإنما أرويه عن شيخنا الشيخ عيد النمرسي عن والد الشيخ سالم الشيخ عبد الله البصري، كتبه محمد بن سالم الحفناوي " اه من خطه بلفظه وإثره طابعه. وممن اعتنى بجمع أسانيده من كبار تلاميذه الحافظ مرتضى الزبيدي اختصر للمترجم ثبت شيخه الشمس البديري الدمياطي، فكان يجيز به عنه والشمس ابن عبد الله الفرغلي وغيرهما. أروي ما له من طرق عديدة بأسانيدنا إلى الهلالي وابن الحسن بناني والجنوي وأبي حفص الفاسي وابن جعدون الجزائري والغرياني وعلي بن الأمين الجزائري ومحمد الهدة السوسي ومحمد بن عبد الرحمن الجزائري وغيرهم من المغاربة، والأمير والشنواني والشرقاوي وثعيلب الضرير والكزبري

وشاكر العقاد والدردير وعلي القناوي ومحمد المهدي الحفني والحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم من المشارقة، كلهم عنه. ومات الحفني بمصر سنة 1181. وأروي ما له عن القاضي أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة عن أبي عبد الله محمد بن عليّ السنوسي المكي عن ابن المهل المازوني عن ابن عبد الرحمن الزواوي عنه. ح: وأعلى منه عن أبي الحسن بن ظاهر وغيره عن أحمد منة الله عن الأمير عنه. وأروي ما له مسلسل بالمحمدين والدمياطيين عن السيد محمد الشريف ابن عوض الدمياطي عن محمد الخضري الدمياطي عن محمد الأمير عنه؛ ح: وعن محمد الشريف عن عطية القماش الدمياطي عن الشيخ مصطفى البدري الدمياطي عن الشمس محمد المهدي عن القطب الحفني عن البديري الدمياطي. وقد ترجم للمترجم من المغاربة تلميذه بالمكاتبة: الشمس محمد بن الطيب القادري في " نشر المثاني " الكبير والصغير و " التقاط الدرر " وأبو السعود الزبادي في رحلته الحجازية، وأخوه أبو عبد الله محمد في " سلوك الطريق الوارية " وهما ممن أخذ عنه بمصر، والشيخ أبو عليّ الحسين الورتلاني الزواوي في رحلته (وانظر عجائب الآثار للجبرتي، وسلك الدرر للمرادي وثبت ابن عابدين ومعجم الحافظ مرتضى) . وممن أفرد ترجمته بالتأليف الشمس محمد الفوي في مجلد وسط، وهو عندي. 153 - الحسين الدرعي (1) : الحسين بن محمد بن ناصر الدرعي التمكروني شقيق الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر، الشهير العالم الصالح النحوي المحصل المتوفى سنة 1091. له فهرسة ذكر فيها أخذه عن أخيه ومشايخه الشمس البابلي والشبراملسي وعلي الزعتري والمرغتي وأمثالهم. نتصل به من طريق الجوهري والملوي والدمنهوري، ثلاثتهم عن الشهاب أحمد الهشتوكي عنه في الجملة.

_ (1) دليل المؤرخ: 208، 315.

154 - حسب الله (1) : هو شيخنا عالم مكة وعابدها الشيخ محمد بن سليمان، المصري الأصل المكي الدار الشهير بحسب الله الضرير الشافعي. له ثبت ومجموعة تضمنت إجازات مشايخه بخطوطهم، ناولنيها بيده بمكة، وأجازني بها وبكل ما له من مؤلف ومروي مكاتبة ثم شفاهاً. يروي عامة عن الشيخ عبد الغني الدهلوي والبرهان السقا والشهاب أحمد الدمياطي والشيخ عبد الغني الدمياطي والشيخ عبد الحميد الداغستاني والشهاب أحمد منة الله المالكي والشيخ حسين ابن إبراهيم الأزهري المكي وأبي المحاسن القاوقجي وغيرهم. وكان رحمه الله كلفاً بشهود رمضان في المدينة مع عماه وكبر سنه محافظاً على ذلك إلى أن تم له صيام سبعين رمضان بها، وختم البخاري في جوف الكعبة. وهذا نادر لم يسمع إلا عن أفراد من الأولين. 155 - حياة السندي (2) : هو محمد حياة بن إبراهيم، السندي الأصل المدني المولد والوفاة الحنفي المذهب، محدث الحجاز. حلاه في " النفس اليماني " (3) ب " الشيخ الحافظ " أخذ عن أبي الحسن السندي الكبير ولازم مجلسه بعد موته أربعاً وعشرين سنة، وأجاز له كما في " سلك الدرر " عبد الله بن سالم البصري وأبو طاهر الكوراني (4) وحسن العجيمي وغيرهم. وله شرح على الترغيب والترهيب للمنذري في مجلدين، وشرح على الأربعين النووية، ومختصر الزواجر، وشرح الأربعين حديثاً من جمع المنلا على القاري، والإيقاف على سبب الاختلاف، وتحفة الأنام في العمل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام. قال الشيخ عبد القادر الكوكباني في إجازته لبني الأهدل في حق المترجم (5) : صحبته زمناً طويلاً لم أسمعه يتكلم بمباح. أروي ما له من طريق السيد مرتضى الزبيدي والحافظ الشوكاني، كلاهما

_ (1) ترجمة محمد حسب الله (1244 - 1335) في الزركلي 7: 23 ومعجم سركيس: 751 وبروكلمان، التكملة 2: 813. (2) انظر سلك الدرر 4: 34. (3) النفس اليماني: 33. (4) هو أبو الطاهر محمد بن إبراهيم الكوراني. (5) النفس اليماني: 174.

عن عبد القادر الكوكباني عنه. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد الغزي عن محمد سعيد السويدي عنه، وهو عال جداً. توفي بالمدينة المنورة سنة 1163، ودفن بالبقيع. 156 - حيون (1) : حيون بن خطاب بن محمد من أهل تطيلة، الأندلسي يكنى أبا الوليد، رحل وأخذ بالمشرق عن الداودي والقابسي والبرادعي وغيرهم، له كتاب جمع فيه رجاله الذين لقيهم، حدث عنه أبو عبد الله محمد بن سمعان النفزي. 157 - ابن حبيب: هو الإمام الحافظ المحدث أبو القاسم عمر بن الحسين بن عمر بن حبيب الدمشقي ثم الحلبي محتسبها، ولد سنة 663، وأول سماعه سنة 75، وسمع من الفخر وغيره وعني بالرواية، وعمل لنفسه فهرساً حافلاً، وخرج له الذهبي معجماً عن أزيد من خمسمائة شيخ، وكان خبيراً بالحديث والأسانيد والمتون، وغيره أتقن منه، ومات سنة 726. أروي ما له من طريق الذهبي عنه. 158 - ابن حبيش (2) : هو أبو بكر بن محمد بن الحسن بن يوسف بن حبيش بفتح الحاء كما في رحلة العبدري ونفح الطيب، أو بضمنها كما في فهرسة أبي إسحاق ابن هلال، وهو الجاري على الألسنة. أروي فهرسته من طريق ابن جابر عن ابن الغماز عن أبي الربيع الكلاعي، وهو مخرج فهرسة ابن حبيش هذا عنه، كما خرج له فهرسة أخرى أبو العباس الأشعري، وهي جامعة، ولما وقف عليها ابن حبيش كتب له عليها ما ساقه ابن رشيد والعبدري في رحلتهما ثم المقري في نفح الطيب (3) .

_ (1) ترجمته في الصلة: 152. (2) نفح الطيب 4: 311 (وصفحات متفرقة أخرى) ورحلة ابن رشيد (اسكوريال رقم 1736) ورحلة العبدري: 51، 268 - 269. (3) انظر نفح الطيب 2: 502 (المؤلف) .

ابن حجر العسقلاني: (انظر الحافظ أولاً) (1) . ابن حجر الهيثمي: (سبق ذكره إثر العسقلاني أول هذا الحرف) (2) . 159 - ابن الحذاء (3) : هو الشيخ الفقيه الوزير القاضي أبو عمر أحمد بن أحمد بن يحيى بن الحذاء التميمي، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن يونس بن محمد بن مغيث قال: قرأت جميعها على القاضي أبي عمر ابن الحذاء في منزله بقرطبة في ذي القعدة سنة 465. 160 - ابن حرزوز: هو أبو عليّ الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن حرزوز المكناسي. وقفت له على ثبت صغير اشتمل على إسناده في لبس الخرقة وكتب السنة، فذكر أنه لبسها سنة 902 من يد أبي حفص عمر بن أبي الحسن عليّ بن أبي الربيع سليمان الراشدي نسباً الجزائري مسكناً التونسي موطناً، كما لبسها هو من يد شيخه أبي إسحاق إبراهيم التازي عن المراغي بسنده فيها، واشتمل على إسناد حديث المصافحة عن المذكور عن التازي عن الزواوي بأسانيده، وكذا حديث المشابكة وحديث السبحة، وذكر حديث الضيافة وحديث التلقين، ثم ذكر عمن ذكر أيضاً حديث الأولية، ثم تقيد إثر ذلك إسناده في الكتب الستة والموطأ عن الحافظ عثمان الديمي سماعاً وإجازة بتاريخ خمس وتسعمائة. وكانت وفاة ابن حرزوز آخر مكناسي أيضاً له " اختصار الصحيح " في جزء وسط، وقفت عليه في الصويرة. 161 - ابن حزم (4) : هو الفقيه الحافظ فخر الأندلس والإسلام أبو محمد

_ (1) الترجمة رقم: 137. (2) الترجمة رقم: 137. (3) ترجمته في الصلة: 65 وكانت وفاته 467 بأشبيلية. (4) ترجمته في الجذوة: 290 (وبغية الملتمس رقم: 1204) وطبقات صاعد: 86 والصلة، 395 والمطمح: 55 والذخيرة 1/1: 167 والمعجب: 30 والمغرب 1: 354 ونفح الطيب 1: 77 وتاريخ الحكماء للقفطي: 516 وتذكرة الحفاظ: 1146 وعبر الذهبي 3: 239 ومسالك الأبصار (ج:8) ومعجم الأدباء 12: 235 ووفيات الأعيان 3: 325 والشذرات 3: 299، وطوق الحمامة في كثير من جوانبه سيرة ذاتية له؛ أما الدراسات والبحوث التي كتبت عنه فأنها أكثر من أن تحصر (راجع رسائل ابن حزم ج1 ط. بيروت 1980) .

عليّ بن أحمد بن سعيد ابن حزم الفارسي الفقيه المحدث الأثري المتوفى سنة 456، قال فيه الحافظ الذهبي في كتابه " سير النبلاء " بعد ذكر مناقبه ومعايبه. " وأنا أميل إلى محبة أبي محمد لمحبته بالحديث الصحيح ومعرفته به، وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل والمسائل البشعة في الأصول والفروع، وأقطع بخطأه في غير مسألة، ولكن لا أكفره ولا أضلله، وأرجو له العفو والمسامحة وأخضع لفرط ذكائه وسعة علمه ". أروي فهرسته بسنده إلى ابن خير عن الخطيب أبي الحسن شريح بن محمد ابن شريح المقري قراءة عليه، قال حدثني بها أبو محمد ابن حزم رضي الله عنه ورحمه. ح: ومن طريق ابن أبي الأحوص عن ابن بقي عن أبي الحسن شريح ابن محمد إجازة له مع أبيه. 162 - ابن حميد (1) : له برنامج ينقل عنه ابن الزبير في التكملة. 163 - ابن حوط الله (2) : هو أبو محمد عبد الله بن سليمان بن داوود بن عبد الرحمن الأنصاري الحارثي الأندلسي من أهل أندة عمل بلنسية وبها ولد ونشأ، ترجمه الذهبي في " التذكرة " وحلاه ب " الحافظ الإمام محدث الأندلس " قال " وأخذ عن أبيه ثم رحل وجال في بلاد الأندلس وبها

_ (1) انظر صلة الصلة: 64 في برنامج ابن حميد. (2) ترجمة ابن حوط الله أبي محمد في التكملة: 883 وبغية الوعاة 2: 44 الإحاطة 3: 416 وتذكرة الحفاظ: 1397.

يومئذ بقية من الرواة وجلة من المحدثين والنحاة يأخذ القراءة من المقرئين والحديث عن المسندين، فأكثر عن ابن بشكوال وأخذ عن ابن رشد والسهيلي وغيرهم ممن يطول عده، وكتب إليه من أعيان المشرقيين وأعلامهم أبو الطاهر ابن عوف وأبو محمد ابن عساكر وأبو الطاهر الخشوعي وغيرهم؛ قال ابن الأبار: واعتنى بذلك من لدن صغره إلى كبره، وروى العالي والنازل، وكان إماماً في صناعة الحديث حافظاً لأسماء الرجال واقفاً على المعدلين والمجرحين، يجمع إلى الاحتفال بالرواية حسن الاستقامة بالدراية، وألف كتاباً في مشيخة شيوخ البخاري ومسلم وأبي داوود والنسائي والترمذي نزع فيه منزع الكلاباذي، ولم يتم، وقضى بعدة مدن منها سلا. مات سنة 612 ". وقال السيوطي في ترجمته من " البغية ": " حصل من السماع ما لم يحصل لأحد من أهل المغرب ". له الفهرسة الحافلة أرويها بالسند إلى المنتوري عن أبي عبد الله ابن عمر عن أبي الحسن ابن سليمان القرطبي عنه. 164 - ابن حوط الله (1) : داوود بن سليمان الأنصاري، أخو الذي قبله، ترجمه أيضاً الذهبي في " تذكرة الحفاظ " وحلاه ب " الحافظ المفيد ". أكثر عن ابن بشكوال ولازمه وقيد الكثير وكتب إليه من المشرق ابن عوف وأبو عبد الله ابن الحضرمي وابن الخشوعي وأبو اليمن الكندي وأبو عبد الله ابن أبي الصيف اليمني وألف في أشياخه كتاباً أرويه بالسند إلى ابن الأبار قال: قرأته عليه بعد ما كتبته من خطه، وعدد من روى عنه فيه يزيد على مائتي رجل، وذكر أن أغلب ما أورده من حفظه. وكان شديد العناية بالرواية، كانت أغلب عليه من الدراية، فمال إلى الجمع والإكثار، وأخذ عن الكبار والصغار، هو وأخوه السابق كانا أوسع أهل الأندلس رواية في وقتهما، لا ينازعان في ذلك ولا يدافعان مع الجلالة والعدالة، مات المترجم له سنة 621 بمالقة.

_ (1) ترجمة ابن حوط الله داود في: التكملة: 316 وتذكرة الحفاظ: 1398 (ولم يفرد له ترجمة) .

165 - ابن حيان الأوسي: هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حيان بن محمد بن حيان الأوسي الأنصاري أبو عبد الله الشيخ المقرىء المحدث الراوية، ولد سنة 631، أجاز له جماعة من أهل المشرق والمغرب، وله فهرسة شيوخه رتبها على حروف المعجم ولم تكمل، نرويها من طريق ابن رشيد عنه، مات سنة 718 بتونس. حاطب ليل وجارف سيل: اسم معجم الحافظ السيوطي الكبير في أسماء شيوخه (انظر حرف السين) (1) . 117 - حدائق الأفراح في بيان طريق الهدى والصلاح (2) : للعلامة المسند الصوفي عبد الله بن أحمد باسودان اليمني، فصل فيه ذكر من أخذ عنهم من المشايخ، أجاز مؤلفه روايته للسيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي سنة 1265، نرويه من طريقه، (انظر باسودان من حرف الباء) . 118 - حديقة الأزهار في ذكر معتمدي من الأخيار (3) : للعلامة الأديب المشارك المفتي أبي عبد الله محمد بن المعطي بن أحمد يعرف بحدو ابن محمد الشيخ، وبه عرف، ابن يوسف بن أحمد بن منصور السرغيتي المراكشي المتوفى بها سنة 1296، شارح البردة وغيرها، ومدفنه بجوار ضريح القاضي عياض بمراكش. فهرسته هذه في مجلد، ومع ذلك بها خصاص في أصل المؤلف الذي بخطه، وهي أشبه شيء بمجموعة أدبية، نعم ترجم فيها لجماعة من مشايخه المراكشيين والفاسيين وغيرهم من المهاجرين كوالده وجده والقاضي عبد القادر بن سحنون الراشدي ومحمد بن أبي دينة النتبفي وأبي عليّ الحسن الهشتوكي المعروف بالصالح وأبي عبد الله آكنسوس صاحب " الجيش " وأبي عبد الله ابن دح والقاضي محمد الطالب ابن الحاج وغيرهم، ويروي

_ (1) الترجمة رقم: 575. (2) انظر ما تقدم رقم: 81. (3) الدليل: 297.

بالإجازة عن أبي العباس أحمد بن محمد المرنيسي وأبي العباس أحمد بن محمد بناني وأبي حفص عمر بن الطالب ابن سودة وأبي عبد الله محمد بن أحمد ابن دح الازموري دفين المدينة المنورة. نروي ما له عن العلامة الصالح سعيد القطاريني الطرابلسي ثم المغربي نزيل مدرسته بأولاد دليم بين مراكش وآسفي، عنه إجازة. حسن الوفا لاخوان الصفا: ثبت شيخنا فالح الظاهري (انظر حرف الفاء) (1) . 119 - الحطة في ذكر الصحاح الستة (2) : للأمير المحدث الأثري صديق خان ملك بوهبال بالهند المتوفى سنة 1307 والمولود 1248، وهو كتاب نفيس جداً (فيه 137 صحيفة من القالب الكبير، وقد طبعت بالهند سنة 1283، بعد إكمال مؤلفها لها بسنة) جمع فيها كل ما يتعلق بالكتب الستة والموطأ ومسند أحمد من تراجم المؤلفين ومن خدمها واصطلاحها وغير ذلك من اللطائف التي كانت مفرقة فجمعها، ضمنها فاتحة وستة أبواب، وخاتمة عقدها لترجمته، وساق إجازات شيوخه له كمجيزنا مكاتبة القاضي حسين ابن محسن السبعي وأخيه زين العابدين ومحمد يعقوب الدهلوي المكي وغيرهم. قال المؤلف عن كتابه المذكور: " إنها أولى ما يحفظه قراء الصحاح الستة الطاهرة وخدامها، استيقظت لها والناس نيام، ووردت ماءها والناس حيام ". وذكر أنه ألفها لمن ينتفع بها خصوصاً ولده نور الحسين. قلت: وفيما ذكر أنه تيقظ لجمع ما يتعلق بالصحاح الستة والناس نيام نظر، فإن صاحب " اليانع الجني " سبقه إلى التأليف في ذلك لأنه أتم اليانع سنة 1208، وصديق حسن إنما ألفها بعده

_ (1) الترجمة رقم: 514. (2) ترجم له الزركلي 7: 36 باسم محمد صديق خان بن حسن بن علي أبو الطيب (انظر مصادره) وذكر ان له نيفاً وستين مصنفاً بالعربية والفارسية والهندية، ولكنه لم يذكر الحطة بين ما ذكره منها.

بثلاث سنوات. وقد وقع في الحطة أوهام تصدى لبيانها عصرية أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي في " ظفر الأماني ". أروي الحطة هذه وما تضمنته عن الشيخ أحمد بن عثمان العطار عن الأمير صديق. 120 - حلية أهل الفضل والكمال باتصال الأسانيد بكمل الرجال (1) : لمحدث الشام أبي الفداء إسماعيل العجلوني، نرويها بأسانيدنا السابقة إليه في أوائله، ونرويها مسلسلة بالتونسيين عن صديقنا الشيخ محمد المكي بن عزوز عن الشيخ محمد القزاح التونسي عن الشيخ العداري الشريف عن أحمد بن الحاج الصغير المساكني عن الشيخ أحمد بن عبد الصادق عن عبد الرحمن بن أحمد الدمشقي عنه؛ ونرويها عالياً عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي، عن العجلوني عالياً. 121 - حلاوة الفانيد في إرسال حلاوة الأسانيد (2) : للحافظ مرتضى الزبيدي الحسيني. أرويه بأسانيدنا إليه. 122 - حصر الشارد من أسانيد محمد عابد (3) : هو ثبت شيخ بعض شيوخنا محدث الحجاز ومسنده عالم الحنفية به الشيخ محمد عابد بن أحمد بن عليّ السندي الأنصاري المدني الحتنفي المتوفى بالمدينة المنورة سنة 1257، وهو في مجلد ضخم، قسمه إلى ثلاثة أقسام: قسم لأسانيد المصنفات التي ذكرها على ترتيب حروف المعجم، وقسم للمسلسلات، وقسم لسلاسل الخرق الصوفية. وصفه في إجازته لتلميذه الوجيه عبد الله البخاري ثم المكي المعروف بكوشك بقوله: " فجمعت في ثبتي أسانيد غالب الكتب التفسيرية والحديثية

_ (1) قد تقدم الحديث عن العجلوني في أوائله رقم: 5. (2) انظر رقم: 15 فيما تقدم. (3) ترجمة محمد السندي في الرسالة المستطرفة: 64 وإيضاح المكنون 1: 196 ونيل الوطر 2: 279 وسماه محمد عابدين، والزركلي 7: 49 (وذكر مصادر أخرى) .

والفقهية والصوفية والنحوية والبيانية والمنطقية والطبية مجملاً ومفصلاً وسردت فيه المسلسلات، فذاك كتاب لا يستغني عنه كل مسترشد، وأوصي المجاز أن لا يكف نفسه عن مطالعة ما لا بد منه للمحدث والعالم، اه ". وقال عنه مجيزنا عالم الجزائر ومسندها المعمر أبو الحسن عليّ بن أحمد بن موسى: " هو الثبت الحافل، الذي لم يوجد له في الدنيا نظير ولا مماثل "، اه من خطه في إجازاته لصديقنا الأستاذ ابن عزوز رحمهم الله. وقال عنه مجيزنا محدث الحجاز ومسنده أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني في إجازة وقفت عليها بخطه: " هذا الفهرس لا يوجد على ما نعلم أوسع منه وأصح، اه ". ومدار روايته فيه على مشايخه اليمنيين: السيد أحمد بن سليمان الهجام وأخيه السيد أبي القاسم بن سليمان الهجام والشيخ صديق بن عليّ المزجاجي والسيد عبد الرزاق البكاري ومفتي زبيد السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، وهو أشهرهم وأعلمهم، ويوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي، ولعله أعلى مشايخه إسناداً فإنه من مشايخ الذي قبله. ومن مشايخه من غير اليمنيين عمه محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري السندي والشيخ حسين المغربي مفتي المالكية بمكة والشيخ محمد زمان السندي والمسند الشيخ محمد طاهر سنبل المكي، إجازة عامة سنة 1211، والشيخ صالح الفلاني، وهو أكثر مشايخه عنه رواية، وروى كتاب " حل الرمز عن متن الكنز " عن الشيخ عبد الملك القلعي عن أبيه بسائر مؤلفاته، وروى " العدة حاشية شرح العمدة " عن عبد الله ابن محمد بن إسماعيا الأمير الصنعاني. وروى كتاب " القرى لقاصد أم القرى " (1) عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب النجدي عن أبيه إمام الطائفة الوهابية النجدية عن البصري. وهذا مما يدل على توسعه في مقام الرواية ليكون قدوة لأمثالنا الآن في

_ (1) لمحب الدين الطبري أحمد بن عبد الله كتاب بهذا الاسم نشر بتحقيق أستاذنا مصطفى السقا رحمه الله، القاهرة 1948.

الرواية عن عبد الله السنوسي وأحمد بن إبراهيم السديري وأمثالهم، نعم ما ذكره من أن محمد بن عبد الوهاب أخذ عن البصري فيه عندي نظر، لأن المعروف في تاريخ الوهابية أن محمد بن عبد الوهاب ولد سنة 1111 ومات سنة 1207، وهو الذي في " الخلاصة الدحلانية " فإذاً إنما عاصر البصري بنحو العشرين سنة، لأن وفاة البصري كانت سنة 1134، وعلى ما في " التوضيح " لحفيده سليمان أن ولادته كانت سنة 1110 وكذا في " الحطة " لصديق حسن، فعلى هذا يستبعد أخذه عنه وهو بمكة وابن عبد الوهاب في نجد، والمعروف ان ابن عبد الوهاب إنما أخذ عن طبقة كبار تلاميذ البصري وتلاميذ تلاميذه كعلي الداغستاني الدمشقي وعبد اللطيف الأحسائي ومحمد العفالقي. وفي " الحطة " أنه أخذ عن عبد الله بن إبراهيم النجدي تلميذ الشيخ أبي المواهب الحنبلي، وانظر كتب أولاده كالتوضيح لسليمان بن عبد الله ابن محمد بن عبد الوهاب وغيره مما لهم، والله أعلم. ولو صح أخذ محمد ابن عبد الوهاب عن البصري لكان آخر تلاميذه في الدنيا، مع أن آخرهم موتاً فيما نحفظ الشمس محمد بن عبد الله المغربي، مات قبله سنة 1201، كما سبق في " الامداد " للبصري. وقد وقفت على مجموعة إجازات الشيخ عابد من مشايخه بين كتبه الموقوفة منه على المسجد النبوي بالمدينة المنورة. أروي " حصر الشارد " هذا من طريق 26 رجلاً من كبار تلاميذه: الأول: الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني العمري لقيه بالمدينة عام 1205، وسمع عليه مسلسلات " حصر الشارد " وكتب له إجازة حافلة، عندي نسختها، أجاز المذكور لنحو العشرين من أشياخنا كالوالد وأبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي وعبد الملك بن عبد الكبير العلمي وعبد الله بن إدريس السنوسي من المغاربة، وأبي الحسن عليّ بن ظاهر وعبد الجليل برادة وحبيب

الرحمن الهندي المدني وفالح بن محمد الظاهري المدني ومحمد بن سليمان حسب الله المكي وتاج الدين إلياس المدني وأحمد بن إسماعيل البرزنجي الحجازيين، وخضر بن عثمان الحيدرابادي وغيره من الهنديين. الثاني: شيخ الإسلام بلآستانة عارف الله بن حكمة الله التركي، وقفت على إجازة الشيخ عابد له العامة، نروي عن الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي عن أبيه عنه. الثالث: السيد هاشم بن شيخ الحبشي الباعلوي المدني، أجاز له الشيخ عابد وأجاز هو لمحمد بن سالم السري باهارون وأبي الحسن عليّ بن ظاهر وأبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي وغيرهم من مشايخنا. الرابع: الشيخ حسن الحلواني المدني من كبار تلاميذ الشيخ عابد المدنيين، لازم درسه في الكتب الستة فسمعها عليه مراراً وأجاز لمجزنا أبي جيدة الفاسي. الخامس: المحدث المسند محمد بن ناصر الحازم أجاز له الشيخ عابد، وهو أجاز للسيد حسين بن محمد الحبشي ومحمد بن سالم السري باهارون التريمي والقاضي حسين السبعي الأنصاري وغيرهم ممن أجاز لنا. السادس: مفتي الحنفية بمكة الشيخ جمال ابن الشيخ عمر المكي أجاز له الشيخ عابد، وهو أجاز للشيخ حبيب الرحمن الهندي ولمحمد بن سر الختم المرغني وغيرهم ممن أجاز لنا. السابع: عالم الديار التونسية البرهان إبراهيم بن عبد القادر الرياحي، أجاز له الشيخ عابد، وأجاز هو للشيخ محمد بوهاها القيرواني، وأجاز هو لقاضي القيروان الشمس محمد العلاني الأنصاري الذي أجاز لنا. ونروي

عالياً عن البرهان الرياحي عامة بواسطة، وذلك عن الشيخين صهره الشيخ الطيب بن محمد النيفر والشيخ سالم بوحاجب وهما عنه. الثامن: الشيخ عبد الله أمكنه الشهير بكوجك البخاري، أجاز له الشيخ عابد ونص إجازته له عندي، وأجاز هو لجماعة من مشايخنا كأحمد أبي الخير مرداد المكي وحبيب الله بن صبغة الله الشطاري ومحمد سعيد القعقاعي المكي والبرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي المكي ومحمد بن محمد المرغني الأسكندري. التاسع: الشيخ السيد داوود بن سليمان البغدادي الخالدي الشافعي، أجاز له الشيخ عابد عامة كما صرح بذلك في إجازته للشيخ أبي الخير الخطيب الدمشقي، وأجاز هو للشيخ بكري بن حامد العطار الدمشقي عام 1266، وهوة أجاز للسيد محمد المبارك الجزائري وغيره ممن أجاز لنا، وأجاز الشيخ داوود المذكور أيضاً للسيد أحمد شهاب الدين الراوي البغدادي، وهو للشيخ عبد المجيد الدرغوتي الطرابلسي، وهو لأبي محمد بن أبي بكر الشاذلي الذي أجاز لنا أيضاً. العاشر: أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي، أجاز له الشيخ عابد وهو أجاز لكثير ممن أجاز لنا كالشهاب الحضراوي ومحمد بن محمد المرغني والشيخ حسب الله وأبي النصر الخطيب وعبد الفتاح الزعبي وغيرهم. الحادي عشر: الشيخ محمد برهان الحق بن العلامة محمد نور الحق بن الشيخ أحمد أنوار الحق الأنصاري اللكنوي الهندي، اجتمع بالشيخ عابد واستكتب ثبته " حصر الشارد " واستجازه فيه فكتب له إجازة بخطه على ظهر ثبته، والنسخة موجودة بفرنجي محل من الهند. نروي عنه بواسطة ولده الشيخ لمعان الحق اللكنوي الذي أجاز لنا مكاتبة عن أبيه.

الثاني عشر: المعمر العالم الشيخ عليم الدين بن الشيخ العارف مولانا رفيع الدين العمري القندهاري الجيدرابادي المتوفى سنة 1316، يروي عن الشيخ عابد عامة، وهو أجاز لأبي الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الذي تدبجت معه. الثالث عشر: محمد حيدر بن المنلا محمد مبين الأنصاري الحيدرابادي، أجاز له الشيخ عابد، وأجاز هو لولده محمد حسنين الذي أجاز لنا كتابة وكذا فيما بعده من الهند. الرابع عشر: أشرف عليّ بن سلطان العلي الحسيني الحيدرابادي، أجاز له الشيخ عابد، وأجاز هو للشيخ خضر بن عثمان الرضوي الحيدر أبادي الذي أجاز لنا كتابةً من الهند. الخامس عشر: العلامة الشيخ سليمان بن محمد الشوبري الجداوي الخطيب والإمام بالحرم المدني يروي عامة عن الشيخ عابد وعبد الحفيظ العجيمي المكي. نتصل به فيما رواه عن الشيخ أحمد أبي الخير المكي عن المولوي فريد الدين بن فسيح الدين الكاكوري الهندي الحنفي عن المسند آل أحمد بن محمد الفلواري دفين البقيع عن محمد بن يحيى الشنكيطي المغربي المدني عن الشوبري المذكور. السادس عشر: العالم المحدث الأثري أبو الفضل عبد الحق العثماني المكي المناوي مدفناً المتوفى بمنى سنة 1286، أجازه الشيخ عابد عامة بالهند ثم باليمن، وأجاز هو للشمس محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي، وقد أجاز لنا الجعفري المذكور صهره الشيخ محيي الدين الجعفري الطياري الالهابادي مكاتبةً من الهند، بل روى الشيخ محيي الدين المذكور حديث الأولية عالياً عن عبد الحق المذكور.

السابع عشر: الشيخ محمد زمان السندي العارف، أجاز له الشيخ عابد عامة كما أخذ عنه هو الشيخ عابد الطريقة النقشبندية، وأجاز هو لولده المرشد الكبير محمد حسن زمان السندي، وأجاز هو لولده المرشد الكبير المعمر الشيخ محمد سعيد زمان السندي الذي لقيناه بمكة سنة موته بها عام 1323، وأجاز لنا عامة وبخصوص " حصر الشارد " عن أبيه عن جده عن مؤلفه. الثامن عشر: محمد حسين بن محمد صالح جمل الليل المكي، يروي عن الشيخ عابد عامة، وأجاز هو لأحمد رضا عليّ خان الهندي وغيره ممن أجاز لنا. التاسع عشر: القاضي ارتضا عليّ خان العمري الصفوي المدراسي الهندي، أجاز له الشيخ عابد عامة مؤلفاته وأجاز هو للشهاب دحلان وعبد الله كوجك وكلاهما أجاز لجماعة من شيوخنا، فعن دحلان محمد سعيد بابصيل وغيره، وعن كوجك محمد المرغني وحسب الله والشطاري وغيرهم. الموفى عشرين: مصطفى الياس الحنفي المدني، أجاز له الشيخ عابد، وأجاز هو لولده المفتي تاج الدين الياس وهو أجاز لنا بالمدينة المنورة. الحادي والعشرون: العلامة المعمر السيد داوود بن عبد الرحمن حجر مقبول الأهدل الزبيدي المتوفى سنة 1314، يروي عامة عن الشيخ عابد، وأجاز هو لأحد من تدبجت معه وهو العالم الصالح أبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد البطاح الأهدل الزبيدي حين لقيته بمكة المكرمة سنة 1323. الثاني والعشرون: مفتي الحنفية بالمدينة المنورة المعمر محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني، رأيت في إجازة تلميذه مفتي المالكية بالمدينة المنورة السد أحمد بن أحمد بن عبد القادر الجزائري المدني المالكي لصديقنا مفتي القيروان الفقيه المؤرخ المسند الراوية الجماع للكتب الشمس محمد بن صالح

الجودي المالكي وهي بتاريخ سنة 1332 روايته لحصر الشارد عن مؤلفه ولم أر ذلك لغيره، فقد وقفت على إجازة محمد أمين المذكور لمجيزنا أبي الحسن ابن ظاهر بخطه وذكر له فيها مشيخته كالعطوشي والغزي وعليش، وهي بتاريخ سنة 1301، وترجمه صاحبنا الشيخ أحمد المكي في معجمه وذكر من شيوخه من ذكر ولم يزد وأرخ وفاته بسنة 1304، وعلى كل حال فشمول إجازة الشيخ عابد العامة له محقق. فنروي عنه بواسطة ابن ظاهر عن الشيخ أحمد أبي الخير كلاهما عنه ع الشيخ عابد السندي. الثالث والعشرون: المعمر محمد أمين الحسيني النويني الشرواني النقشبندي، يروي عن الشيخ عابد وشيخه الأهدل كما في " عمدة الاثبات " ولكن لا أدري هل بالإجازة العامة أم بنوع خاص، أجاز المذكور للأستاذ ابن عزوز سنة 1319 بالآستانة قال: وسافر إلى بلاده عام 1320 وبعده بسنتين أو ثلاثة توفي. فنروي عنه عمن ذكر عن السندي. الرابع والعشرون: الحافظ القاضي الحسن بن أحمد بن عبد الله عاكش أجاز له الشيخ عابد، وأجاز هو لأحمد بن محمد بن المعافى الضحوي، وأجاز هو لأبي الحسن ابن ظاهر مجيزنا. وقد أجاز الشيخ عابد في آخر ثبته لكافة من أدرك حياته إجازة عامة وذلك بتاريخ سنة 1240 فشملت بالخصوص من له عليه سماع وكان له به اتصال، كشيخنا أبي البركات صافي الجعفري المدني، سمع منه حديث الأولية، وشيخنا عبد الجليل برادة، جاوره ولازمه وسمع عليه الحديث والفقه وغيرهما وشملتهما إجازته العامة، وهما ممن أجاز لنا، فهذه اتصالاتنا بالشيخ عابد من طريق ستة وعشرين ممن لهم الرواية عنه، ولا أظن أنه يحصل هذا العدد لأحد من أهل عصرنا، فخذه شاكراً وبالخير ذاكراً. علو سام: مدار رواية الشيخ عابد كما علمت على الشيخ صالح الفلاني

والوجيه الأهدل، فإذا روينا عنهما من طريقه كان أعلى مابيننا وبينهم ثلاثة. ونروي عنهم بواسطتين من غير طريقه. فأما الفلاني فمن طريق تلميذيه الوجيه الكزبري والسيد إسماعيل البرزنجي، أخذنا عن أصحابهما عالياً، وأما الأهدل فمن طريق السيد محمد بن حسين الحبشي ومحمد بن ناصر الحازمي وغيرهما ممن أخذنا عن أصحابهم. كما يروي الشيخ عابد عن الشيخ طاهر سنبل وعبد الملك القلعي والفلاني، وقد شاركه فيهم قاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي الذي أجاز للشيخ محمد حيدر الأنصاري وأولاده، ومنهم مجيزنا الشيخ المعمر محمد حسنين، فبيننا وبين ثلاثة أيضاً من أشياخ السندي وسائط2 وهذا نهاية العلو. وبالجملة فالشيخ عابد رحمه الله كأنه لم يعتن بالرواية في أول أمره، ولذلك غالب روايته نازلة، ألا ترى أنه لم يعش بعد عمدته الأهدل إلا نحو سبع سنوات وعلى كل حال فعليه المدار اليوم في هذه الصناعة، وهو إمام أهلها، وناهيك بحصر الشارد الذي لم يدون أحد في جيله ما يشبهه أو يقاربه في الجمع والتفنن والجرم، فجازاه الله عن السنة وأهلها خيراًُ، آمين. 123 - حظيرة الإيناس في مسلسلات سليمان بن طه أبي العباس (1) : تأليف العلامة سليمان بن طه الاكراشي ابن أبي العباس أحمد بن أحمد بن سليمان الحريشي الشافعي الحسيني المصري من أخص تلاميذ الحافظ الزبيدي المتوفى سنة 1199، فرغ منها مؤلفها عام 1189، أولها " الحمد لله الذي رفع العلماء بعلو الاسناد " قال في أولها: " هذا مجموع لطيف ومصنف ظريف، جمعت فيه ما وقع لي من الأحاديث المسلسلات الشريفة والأسانيد الظريفة،

_ (1) لسليمان بن الاكراشي ترجمة الجبرتي 2: 97 وهدية العارفين 1: 404 والزركلي 3: 189 (وذكر خطط مبارك 8: 81 ولم يتنبه لفهرس الفهارس وقال: وكلهم يسمون جده أبا العباس وهو في مسلسلاته " عباس ") .

وهي أربعون حديثاً " يوجد بالمكتبة السلطانية بمصر نسخة من هذه الحظيرة بخط محمد الشامي، فرغ منها عام 1240، وقد ترجم الاكراشي المذكور الجبرتي في تاريخه وذكر انه منسوب إلى اكراش وهي قرية شرقي مصر (انظره) . نتصل بشيخه الحافظ الزبيدي بأسانيدنا إليه وهي معروفة. 166 - حكم الجذامي: له برنامج نقل عنه ابن الأبار في التكملة. ابن الحاج: هو أحمد بن العربي قاضي فاس الجديد (تقدم في أحمد) (1) . ابن الحاج: هو محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج قاضي فاس (انظر حرف الطاء) (2) . ابن الحاج: أبو البركات (انظر حرف الألف) (3) . 167 - ابن الحاج (4) : هو الشيخ الفقيه القاضي الشهيد أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن خلف بن إبراهيم النجيبي المعروف بابن الحاج. أروي فهرسه بسندنا إلى الحافظ ابن خير عنه قراءة عليه. ابن حمزة: هو محمود بن حمزة الحسيني الدمشقي صاحب التفسير بالحروف المهملة (انظر عنوان الأسانيد في حرف العين) (5) .

_ (1) الترجمة رقم: 8 فيما سبق. (2) الترجمة رقم: 251 فيما يلي. (3) الترجمة رقم: 43. (4) انظر فرسة ابن خير: 434؛ وقد توفي ابن الحاج 528، انظر ترجمته في الصلة: 550. (5) انظر رقم: 478 فيما يلي.

حرف الخاء

حرف الخاء 168 - خالد الكردي (1) : هو الإمام العلامة خاتمة أيمة الطريقة النقشبندية في الشام، أبو الضياء مولانا خالد بن حسن النقشبندي العثماني المجددي الكردي الشهرزوري الشهير بالحضرة، دفين دمشق الشام، المتوفى بها سنة 1242. يروي عن الشيخ عبد الله الدهلوي الهندي المعروف بشاه غلام علي، وهو شيخ إرشاده وسلوكه، والشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري وعمر بن عبد الغني الغزي الدمشقي ومصطفى الكردي الدمشقي، وسمع حديث الأولية أيضاً من علامة العراق النور عليّ بن محمد سعيد البغدادي السويدي، وتدبج مع الشمس ابن عابدين الفقيه الشامي. له ثبت نرويه بأسانيدنا إلى ابن عابدين عنه، حسب إجازته له التي كتبها له على ظهر ثبته المذكور. ح: وبأسانيدنا إلى الاروادي عنه. ح: وعن الشهاب أحمد البرزنجي عن أبيه إسماعيل عنه. وقد اجتمع به شيخنا محمد سعيد الجمال، وعادت عليه نظرته. ومما يدلك على عظمة المترجم كثرة من أفرد ترجمته بالتأليف ناهيك أن منهم تلميذه الشهاب الآلوسي ومفتي الشام والشمس ابن عابدين، والشيخ عثمان بن سند النجدي البصري له كتاب " أصفى الموارد من سلسال أحوال الإمام خالد " وغيرهم، وهذه التآليف موجودة في خزانتنا. وله من المؤلفات في علم الحديث: حاشية على جمع الفوائد من كتب الحديث وصفها الخاني في ترجمته من " الحدائق الوردية " بقوله: " تكتب

_ (1) في حلية البشر (1: 571 - 587) انه خالد بن أحمد بن حسين أبو البهاء ضياء الدين النقشبندي، وكذلك ورد عند الزركلي 2: 334 وانظر سائر المراجع التي اعتمدها.

بماء الذهب، قد جردتها بخطي فجاءت مجلداً لطيفاً، اه ". قال: وله شرح على حديث جبريل، جمع فيه عقائد الإسلام إلا أنه باللغة الفارسية، وله: جلاء الأكدار والسيف البتار في الصلاة على النبي المختار، قال: ذكر فيه أسماء أهل بدر على حروف المعجم، وتوسل بها على طراز لم يدركه من تقدم. وذكر البرهان إبراهيم فصيح البغدادي في " المجد التالد " أن محدث العراق النور عليّ السويدي البغدادي لما دخل المترجم لبغداد أختبره بقلبه لثلاثين إسناداً لثلاثين حديثاً من الكتب الستة، فرد المترجم عليه القلب، وأملى عليه الأحاديث بأسانيدها الأصلية، فأذعن المحدث المذكور. وذكر تلميذهما الشهاب الآلوسي في كتابه " نزهة الألباب " أن السويدي المذكور قال للمترجم في ملأ عظيم: " بئس ما يفعله أكثر علماء الأكراد اليوم لاشتغالهم بالعلوم الفلسفية وهجرهم لعلوم الدين كالتفسير والحديث عكس ما يفعله علماء العرب " فقال له المترجم: " كلا الفريقين طالب بعلمه الدنيا الدنية وطلبهاب قال أرسطو أو قال أفلاطون خير من طلبها ب قال الله وقال رسوله فإن الدني يطلب بدني مثله " فسكت السويدي. 169 - الخالص ابن عنقا (1) : هو الشيخ الإمام محمد بن عليّ بن عنقا الملقب بالخالص وبالمحض اليمني، له فهرس مدار إستاده فيه على شيخه الإمام أبي محمد عبد اللطيف بن عليّ القصيعي الراوي عن أحمد بن قاسم العبادي وعبد الرحيم المخلافي وعبد القادر الفاكهي وغيرهم، نرويها مسلسلة باليمنيين عن السيد محمد بن سالم السري باهارون التريمي عن محمد بن ناصر الحازمي عن الوجيه الأهدل عن أبيه عن السيد أحمد بن محمد شريف الأهدل عن يحيى بن عمر الأهدل عن المقري عبد الباقي المزجاجي عن نور الدين عليّ بن محمد بن الديبع الشيباني عن عماد الدين يحيى بن محمد الحرازي عن صاحب الفهرسة محمد الخالص ابن عنقا.

_ (1) النفس اليماني: 266.

170 - خازم (1) : هو الشيخ الإمام الفقيه أبو بكر خازم بن محمد بن خازم، أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير قال: حدثني بها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروحي ومحمد بن نجاح الذهبي وأحمد بن عليّ بن زرقون المرسي الجزيري كلهم عنه. 171 - الخليلي (2) : هو الإمام المحدث الصوفي شمس الدين محمد بن محمد ابن شرف الخليلي المقدسي الشافعي، كان من أهل العناية والتحصيل والشهرة الواسعة، وله عدة رسائل منها تأليف في أسرار الأسم الشريف (محمد) وأنواره، وله ثبت صغير هو عندي عليه خطه، يروي فيه عن محمد بن داوود العناني عن النور عليّ الحلبي عن الرملي عن القاضي زكرياء، ويروي أيضاً عن الشمس محمد البقري عن بلديه محمد البقري عن أبي الخير ابن عموس الرشيدي عن السيوطي. ويروي حديث الأولية عن أحمد ابن البنا الدمياطي بسنده. نرويه وكل ما له من طريق البجيرمي عن أبيه عنه ومن طريق الحافظ مرتضى الزبيدي عن أحمد بن أحمد المعروف بابن الموقت المقدسي، لقبه ببيت المقدس عام 1168، والشمس محمد بن حسن المنير كلاهما عنه إجازة. ونرويه من طريق الحضيكي عن أحمد بن محمد الورزازي عنه. 172 - خروف التونسي (3) : هو الإمام المحدث العلامة المعقولي المسند جار الله أبو عبد الله خروف الأنصاري التونسي الفاسي، كان قرأ بتونس ومصر وغيرهما وامتحن بالأسر، ففداه سلطان فاس أبو العباس أحمد بن محمد المريني الوطاسي آخر ملوكهم، وأقام بفاس تؤخذ عنه العلوم العقلية،

_ (1) فهرسة ابن خير: 433 وقد توفي خازم سنة 496 وقال فيه ابن بشكوال: ولم يكن بالضابط لما رواه (الصلة: 178) . (2) ترجم صاحب سلك الدرر (4: 49 - 97) لمحمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي الصوفي وجعل وفاته سنة 1147 فلعله هو، ولكنه لم يذكر له شيئاً من المؤلفات. (3) هو محمد بن خروف كما في نشر المثاني 1: 91 وشجرة النور: 281

وهو مجدد سند تعليمها وعنه أخذت بالمغرب على الحقيقة [إلى] لآن، مات بفاس سنة 966، وصفه الشيخ القصار في ثبته بالمنفرد بالمنطق والكلام وأصوله والفقه والبيان بفاس. له رحلة واسعة ذكر فيها مروره على تونس، وقفت على بعضها. يروي عن سقين العاصمي وغيره، وبالمشرق عن جماعة منهم كمال الدين محمد بن عليّ الطويل القادري والناصر اللقاني وأخوه شمس الدين، حسب رواية الأول عن شهاب الدين الحجازي عن ابن أبي المجد عن الحجار بأسانيده، ورواية الثاني والثالث عن زروق بأسانيده، ويروي الطويل القادري عن الشرف المناوي عن الولي العراقي بأسانيده، ويروي عن الشيخ أبي الحسن المالكي الشاذلي المصري شارح الرسالة وغيره. أروي فهرسته ورحلته من طريق الشيخ القصار والمنجور وابن عبد الجبار الفجيجي الثلاثة عنه. ح: ومن طريق الشهاب أحمد المقري عن عمه سعيد عنه. 173 - ابن خليل التونسي: هو العلامة الشيخ مصطفى بن خليل التونسي قرأ بالأزهر ومكة المكرمة، وأجيز فيهما من السيد عبد الله كوجك البخاري والبرهان السقا والشهاب دحلان والشيخ محمد الخضري الأزهري والشمس عليش والشمس الأنبابي ومحمد بن عبد الله بن حميد الحنبلي المكي الشرقي ومحمد حسن الهواري والشيخ محمد نواب المكي الحكيم والشيخ رحمة الله الهندي صاحب " إظهار الحق " والشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله سراج المكي والشيخ حسن العدوي المصري والشمس محمد الأشموني والشيخ حسن المرصفي والشيخ حسين المغراوي الشافعي والشيخ عبد الهادي نجا الأبياري وغيرهم. وممن أجازه من شيوخنا المصريين الوجيه الشربيني المصري والشهاب أحمد الرفاعي المصري، ومن غرائب شيوخه الشهاب أحمد بن عبد الرحيم الطهطائي المصري الشافعي والشيخ عليّ خليل الأسيوطي حسب رواية الأخير عن المعمر عبد الواحد بن منصور الرياني

عن السيد داوود القلعي عن الحافظ مرتضى الزبيدي. ويروي ابن خليل المذكور عن الزياني والبرهان الباجوري كلاهما عن الشرقاوي. ولابن خليل المترجم مجموعة تضمنت إجازات مشايخه المذكورين له ومشايخهم وهي في مجلد لطيف، أطولها وأفيدها إجازة ابن حميد الشرقي والطهطائي والبخاري، نروي كل ما له عن المقرىء المعمر البرهان إبراهيم بن سليمان المارغني المالكي التونسي بها عنه تدبيجاً عنه. خليل اللقاني: (انظر الاتحاف) (1) . 174 - خليل التوني المغربي: يروي عن عمر المقري المزلاوني وجاد الله البناني، كلاهما عن الزرقاني شارح " المواهب " ويروي مؤلفات الزرقاني المذكور عن سالم النفراوي عن الشهاب أحمد النفراوي عن مؤلفها. ولخليل المذكور ثبت نسبه له أبو عبد الله بصري المكناسي في فهرسته، نرويه من طريق أحمد بن عمار الجزائري المذكور عنه، ونرويه أيضاً من طريق ابن عبد السلام الناصري عن الشمس محمد بن أحمد الجوهري عنه أيضاً. 175 - الخفاجي (2) : هو شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي نسبة إلى خفاجة بالفتح والتخفيف حي من بني عامر، وجدته مضبوطاً بخط صاحب " المنح البادية " بكسر الخاء، وهو خلاف المعروف المسموع، المصري الحنفي قاضي القضاة المتوفى 12 رمضان عام 1069 وقد أناف على التسعين، شارح الشفا في أربع مجلدات ضخمة طبع مراراً (3) ، لا أفيد منه

_ (1) تقدم برقم: 24. (2) ترجمة الخفاجي في خلاصة الاثر 1: 331 وصفوة من انتشر: 128 والزركلي 1: 227 ومقدمة الريحانة بتحقيق عبد الفتاح محمد الحلو (القاهرة 1967) 1: 3 - 39. (3) اسمه: نسيم الرياض في شرح شفا القاضي عياض طبع الأستانة 1267 في أربعة مجلدات.

ولا أوسع في شروح الشفا كلها المشارقة والمغاربة. وله في السنة أيضاً وعلومها: التمامة في صفة العمامة، يعني النبوية " أشار له في شرحه المذكور ص 589 ج1 " وأهمل ذكره ابن الخال في " الدعامة ". وللمترجم أيضاً الريحانة استوعب فيها ذكر مشايخه ومن لقي من العلماء والمحدثين والشعراء. وأخذ عن والده الشمس الخفاجي وخاله الشنواني والشمس الرملي وإبراهيم العلقمي وعلي بن غانم المقدسي الحنفي ومحمد الصالحي الشامي وداوود البصير الطبيب وسعد الملة والدين ابن حسن الرومي سائر ما يجوز لهم. نروي ما له من طريق العياشي والثعالبي والعجيمي والرداني وغيرهم، كلهم عنه، قال عنه أبو سالم العياشي في " الإتحاف " (1) : " شيخنا هذا ممن اتسعت رحلته في أقطار الأرض وبعد صيته وعمر وبلغ في التحقيق مبلغاً يعجز من وراءه عن إدراكه، وله ملكة قوية في سائر العلوم الشرعية والفلسفية، اه " وقال عنه الرداني في آخر صلته: " شهاب الحفاظ والنقاد وملحق الأحفاد والأجداد " (باختصار) . 176 - الخولاني: له برنامج نقل عنه ابن الأبار. 177 - ابن الخياز (2) : هو محمد بن يوسف بن مفرج بن سعيد البناني من أهل بلنسية المتوفى سنة 593، له برنامج نرويه من طريق ابن الأبار عن شيوخه أبي الحسن بن خيرة والكلاعي، كلاهما عنه. 178 - ابن خزرج (3) : هو الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل ابن محمد بن خزرج اللخمي، له فهرسة مرتبة على حروف المعجم، أرويها بأسانيدنا إلى ابن خير عن الخطيب شريح بن محمد المقري عنه.

_ (1) يعني إتحاف الاخلاء رقم: 18 فيما تقدم. (2) التكملة: 552. (3) فهرست ابن خير: 432 وترجمة ابن خزرج في الصلة: 275 وتوفي سنة 478.

179 - ابن الخطيب (1) : هو الإمام ذي الوزارتين لسان الدين والدنيا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد ابن الخطيب السلماني الغرناطي، ولد سنة 713 وقتل سنة 776، سمع من أبي عبد الله ابن جابر وأخيه أبي جعفر وأبي البركات ابن الحاج وأبي محمد ابن سلمون وأخيه أبي القاسم وأبي عبد الله ابن عبد الملك وأبي العباس ابن يربوع وأبي محمد ابن أيوب المالقي خاتمة أصحاب أبي عليّ ابن أبي الأحوص. وله رواية عالية وكتب في التاريخ والطب والأدب والفلسفة والتصوف وكتابه " نفاضة الجراب فيمن جمعني وإياه الاغتراب " حاو لرواية واسعة وتراجم كثير من كبار من أجاز له فهو كالفهرس له، عندي بعضه مأخوذ بالتصوير الفوتوغرافي عن أصل أندلسي موجود الآن في مكتبة الاسكوريال ببلاد أصبانيا، وقد نقل عنه ابن غازي كثيراً من تراجم المكناسيين في كتابه " الروض الهتون " مما يدل على تهافت ابن الخطيب على الرواية والراوين. ولما ترجم ابن غازي في الروض لأبي عبد الله ابن الصباغ قال: " ذكر ابن الخطيب في بعض فهارسه ". نروي كتبه وروايته وشعره وفهارسه من طريق المنتوري عن أبي بكر أحمد ابن أبي القاسم ابن جزي، وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن أبي القاسم ابن عليّ الفاسي وهو وابن جزي عنه، وقد قاتل القاضي ابن السكاك: ان

_ (1) للسان الدين ابن الخطيب ترجمة في نفح الطيب (الأجزاء 5 - 7) وترجمة كتبها بنفسه في آخر الإحاطة، ومعلومات عنه في أعمال الاعلام والكتيبة الكامنة وغيرها من كتبه؛ وقد نشر عدد كبير من كتبه، وصدرت عنه دراسات منها كتاب للأستاذ محمد عبد الله عنان وثان للفقيه التطواني محمد بن أبي بكر وثالث للأستاذ عبد الهادي أبو طالب؛ ومن مؤلفاته التي نشرت في الأيام الأخيرة: روضة التعريف، وهو في التصوف، والصيب والجهام وهو مختار من ديوان شعره، ونفاضة الجراب، وكناسة الدكان، وجيش التوشيح، وغير ذلك.

ابن الخطيب دخل بيده من كتب التواريخ وطالع منها ما لا يمكن أن يدخل إلا بيد ملك شامخ الملك كالحكم المستنصر في زمانه، فتحقق ذلك، اه. 180 - ابن الخلد (1) : هو أبو عبد الله، أروي فهرسه من طريق القاضي عياض عن أبي محمد ابن عتاب عن أبي عمر ابن الحذاء عن أبيه. 181 - ابن الخلصة: هو الشيخ الفقيه المقري أبو جعفر أحمد بن محمد ابن إبراهيم بن خلصة الحميري التونسي جد عبد الله بن هارون الطائي لأمه، له فهرس أرويه من طريق ابن جابر الوادياشي عن عبد الله بن هارون عنه. 182 - ابن خليفة: هو أبو عبد الله ابن خليفة القاضي، له برنامج نقل عنه ابن الأبار في " التكملة ". 183 - ابن خليفة المدني (2) : هو الفقيه الأديب المسند الرحال أبو عبد الله محمد بن خليفة المدني، أصله من تونس، ويعرف أهله فيها بأولاد الرقاع، وكان يكتب في إمضائه " المسعودي " ووصفه بعض مجيزيه من الفاسيين والرباطيين بالشريف الحسني الإدريسي، وهو عجيب. رحل في صغره إلى المدينة وتديرها ثم رحل إلى مصر وتونس والقيروان والجزائر وفاس ومراكش والصويرة وآسفي والرباط ومكناس وقت ما كان الجولان في هذه البلاد يحتاج إلى صبر وعناء، وروى عن مؤلفي زمانه مؤلفاتهم، كالشيخ رحمة الله الهندي صاحب " إظهار الحق " ورحمة الله محمد حفني النازلي صاحب " خزينة الأسرار " والشهاب أحمد دحلان والشيخ محمد أبي خضير المدني وعمر بن إبراهيم بري المدني ومحمد بن عمر بالي الحنفي المدني وأبي المحاسن محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي، وهو أعلى من لقي وأعظمهم شهرة،

_ (1) الغنية: 287 (رقم: 19) . (2) ترجمة محمد بن خليفة التونسي المسعودي في شجرة النور: 415 - 416.

والسيد جعفر بن إسماعيل البرزنجي المدني والشمس محمد الانبابي المصري مفتي المالكية وعبد الهادي الابياري المصري وإسماعيل الحامدي المصري مفتي المالكية، وخالنا وشيخنا أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني، ونجله الشمس محمد بن جعفر صاحب " سلوة الأنفاس " وغيرهم. روى عامة عن دحلان والانبابي والحامدي والابياري ومفتي القيروان محمد الصدام وحمودة الصدام ومحمد عظوم ومحمد الجدي شيخ الإسلام بالمانستير والحاج صالح رفيقه، ومجيزنا الشيخ عمر بن الشيخ، وجيزنا الشيخ الطيب النيفر، ومجيزنا الشيخ سالم بو حاجب، وقاضي القيروان الشيخ محمد بوهاها والشيخ أحمد بو خريص التونسي والشيخ أبو خضير ومحمد بالي وعمر بري وشيخنا عبد الجليل برادة والسيد جعفر البرزنجي والبرهان إبراهيم الدسوقي والشيخ رابح والشيخ حمدة الشاهد التونسي والشيخ محمد النجار التونسي، ومجيزنا أبي عليّ الحسن بن أحمد بن موسى الجزائري، وتدبج معه، وأبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن مفتي وهران، ومجيزنا قاضي فاس حميد بن محمد بناني، ومجيزنا القاضي أبي محمد عبد الله بن الهاشمي بن خضراء السلوي، ومجيزنا قاضي مكناس الشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة الفاسي وقاضي فاس أبي محمد عبد الهادي بن أحمد الصقلي الحسيني الفاسي والنقيب أبي محمد عبد الله بن إدريس البدراوي الفاسي والمعمر أبي محمد عبد الملك بن محمد العلوي الضرير الفاسي، ومجيزنا قاضي الرباط أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري السلوي ثم الرباطي وأبي إسحاق إبراهيم التادلي الرباطي والحاج محمد أزنيط المراكشي وأبي الحسن عليّ بن الخفاف الجزائري وأبي حامد العربي بن السائح الشرقاوي الرباطي وغيرهم. وتدبج في الصويرة مع مجيزنا أبي العباس أحمد الوعزوني التناني، وفي الرباط مع قاضيه أبي العباس أحمد بن محمد بن الحسن بناني، أحد من تدبجت معه أيضاً وغيرهم. وروى كتب الثعالبي عن أبي العباس أحمد بو قندورة الجزائري، وروى الطريقة

الشاذلية وأذكارها وأعمالها عن أبي الحسن القاوقجي الطرابلسي، و " تنبيه الأنام " عن سليل مؤلفه الشمس محمد بن محمد بن عظوم القيرواني، و " دلائل الخيرات " عن أبي العباس أحمد بن محمد بن رضوان المدني والشهاب أحمد الكسراوي والحاج محمد أزنيط المراكشي، وكثيراً من الأذكار والأسماء عن الشمس محمد بن المكي بن التهامي بن الشيخ أبي الحسن عليّ بن أحمد الوزاني، والطريقة القادرية عن أبي الحسن عليّ بن حيدر القادري. وكان جماعاً للكتب والدواوين بالشراء والاستنساخ فحصل على عدة صناديق ضاعت وتفرقت بموته في مكناس غريباً سنة 1313 شذر مذر. أروي جميع ما له من طرق منها عن ثلاثة ممن تدبجوا معه، وقد تدبج معي أيضاً ثانيهما، وهم أبو الحسن عليّ بن أحمد بن موسى الجزائري، والقاضي أبو العباس أحمد بناني، وأبو العباس أحمد الثناني دفين آسفي، وأبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي، وأبو محمد ابن أبي بكر الشاذلي وغيرهم، خمستهم عنه. ومن العجيب أن ثلاثة من صدور مشايخه ومجيزيه إلى الآن في الأحياء وهم: الشيخ الطيب النيفر، والشيخ سالم بوحاجب، وابن خالنا صاحب " السلوة " أبو عبد الله ابن جعفر الكتاني، وقد شاركتهم في جميعهم كغيرهم ممن سبق (1) . وممن روى عن المترجم بالرباط الفقيه الصوفي أبو محمد زين العابدين بن أبي بكر بناني الرباطي، فقد وقفت على إجازته له وهي عامة ختمها المترجم ببيت نصه: ذا سندي فإن قبلت حبذا ... أو لم يناسب خلف ظهرك انبذا 184 ابن الخوجة التونسي (2) : هو العلامة شيخ الإسلام العادل في

_ (1) بعدما عاشوا ما شاء الله أتى عليهم أيضاً الموت وحصدهم الفوت فمات الأول وهو الشيخ النيفر في رجب عام 1340 والثاني وهو الأستاذ بو حاجب 14 رجب 1342 والثالث وهو الكتاني بفاس في 16 رمضان عام 1345 رحمهم الله (المؤلف) . (2) شجرة النور: 439 (عرضاً) .

قضائه شمس الدين محمد بن المفتي الشهاب أحمد بن حمودة بن محمد بن الحاج عليّ بن الخوجة الحنفي التونسي المتوفى في يوم عاشوراء سنة 179. قال بعض التونسيين: " في لفظ عاشوراء تاريخ له ". له مجموعة تضمنت إجازاته أمن مشايخه وإجازات مشايخ مشايخه لهم، وإجازات الشمس الغرياني والمحجوب والكواشي والرياحي وأمثالهم من أعلام التونسيين. فمن مجيزيه هو الشيخ بو المحاسن يوسف بن بدر الدين المغربي الدمشقي والشمس محمد بن التهامي ابن عمرو الأوسي الرباطي والشهاب أحمد بن محمود الآبي التونسي والبرهان الرياحي والشمس محمد بن محمد بن محمد بيرم الثالث والشيخ إسماعيل بن محمد التميمي وغيرهم، فيوسف بدر الدين وابن عمر والرياحي بأسانيدهم المذكورة في تراجمهم هنا، وأما الآبي فيروي عن الشيخ بيرم الثاني عن المكودي عن الحريشي عن الفاسي بأسانيده، وأما التميمي فيروي عامة عن صالح الكواشي وعمر بن قاسم المحجوب، حسبما يروي الأخير عن أبيه قاسم عن محمد زيتونة عن شارح " المواهب " وكما أجاز لعمر المحجوب المذكور محمد بن حسن الهدة السوسي عن الحنفي بأسانيده، وكما أجاز لعمر المحجوب أيضاً محمد بن عليّ الغرياني عن مشايخه. ويروي المترجم الصحيح عن حسن الشريف عن والده عبد الكبير عن والده أحمد الشريف الأصغر عن عبد الرحمن الكفيف عن شيخه سعيد الشريف عن أبي العباس أحمد الشريف عن عبد الله الشبراوي عن سالم السنهوري عن الغيطي عن زكرياء عن ابن حجر. أروي ما للمذكور عن الشيخ الطيب النيفر عنه، وهو عال جداً. 185 - ابن الخوجة الصغير (1) : هو شيخ الإسلام أحمد المعروف بحميده ابن محمد بن أحمد بن الخوجة الحنفي ولد سنة 1245، ودخل الزيتونة عام 1258، وولي الافتاء بها سنة 1269، ثم ولي القضاء عام 1277، ثم رفع الى الافتاء عام 1280 وولي مشيخة الإسلام عام 1294 بدلاً عن الشيخ معاوية، ومات سنة 1313 بتونس. له محموعة في إجازاته وإجازات مشايخه، فمن مجيزيه

_ (1) ترجمته في عنوان الأريب 2: 137 والزركلي 1: 235.

هو عامة البرهان الرياحي ووالده شيخ الإسلام محمد بن الخوجة أجازه عام 1271، والشيخ محمد بيرم الرابع، وإجازته له نظماً وهي في غاية السلاسة والحلاوة. نروي ما له من طرق منها عن الشيخ المكي ابن عزوز وابن عمه الشيخ أحمد الأمين بن المدني ابن عزوز، كلاهما عنه، ونروب عن الشيخ الطيب النيفر عن مجيزيه الثلاثة عامة، وهو عال جداً. 186 - ابن الخشاب: هو أبو القاسم محمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن محمد بن عليّ بن عمر الأنصاري الشهير بابن الخشاب الغرناطي الفقيه الأستاذ الخطيب الراوية المسند، روى عن أهل بلده كوالده وخاله وأخيه للأب وغيرهم، وروى بالإجازة عن أعلام مشارقة كالحافظ أبي الحجاج المري والعلم البرزالي وأبي حيان وابن عبد السلام الهواري التونسي وابن جابر الوادياشي مسند تونس، وعبد المهيمن الحضرمي السبتي وغيرهم جميع ما لهم، قال عن نفسه: " وأشياخي باللقاء والإجازة يقاربون في العدد أربعمائة شيخ قد ضمنت ذكرهم وفوائدهم معجماً كبيراً في نحو عشرين جزءاً، اه ". نرويه وكل ما له من طريق أبي زكرياء السراج عنه مكاتبة من غرناطة سنة 766. 187 - ابن خير (1) : هو الإمام الحافظ فخر الأندلس أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي بفتح الهمزة من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر، وأبوه خير يكنى أبا الحسن، أخذ عن شريح واختص به إلى أن مات، وسمع منه ومن ابن العربي وابن حبيش، وأجاز له من الأندلس ابن عتاب والرشاطي وغيرهم، ومن المشارقة السلفي والمازري، وكان من المكثرين لتقييد الآثار والمعتنين بتحصيل الرواية بحيث يأخذ عن أصحابه الذين شاركهم في السماع

_ (1) ترجمة أبي بكر بن خير في التكملة: 523 وتذكرة الحفاظ: 1366 وغاية النهاية 2: 139 وعبر الذهبي 4: 225 وتاج العروس (خير) والشذرات 4: 252 والزركلي 6: 354 ومقدمة فهرسة ابن خير (مترجمة عن الإسبانية) .

من شيوخه. وقال فيه الحافظ السهيلي: " أحد الأيمة المشهورين بالاتقان والضبط، اه ". وقال الحافظ السيوطي في ترجمته من " طبقات الحفاظ " (1) : " لم يكن له نظير في هذا الشأن، اه ". وتغالى الناس بعد موته في كتبه، وبمكتبة القرويين بفاس إلى الآن نسخته من صحيح مسلم التي قابلها مراراً وسمع فيها وأسمع بحيث يعد أعظم أصل موجود من صحيح مسلم في افريقية، وهو بخط الشيخ الأديب الكاتب أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر الأموي الإشبيلي المالكي، فرغ منه سنة 573، وعليه بخط المترجم أنه عارضه بأصول ثلاثة معارضة بنسخة الحافظ أبي عليّ الجياني شيخ عياض وغيره من الأعلام، وكتب المترجم بهامشه كثيراً من الطرر والفوائد والشرح لغريب ألفاظه وشروح بعض معانيه، وفرغ من ذلك سنة 573 أيضاً. وهو من المشهورين بسعة الرواية والتبحر في علومها، وعدد من سمع منهم أو كتب له نيف ومائة رجل، قد احتوى على أسمائهم برنامجه الضخم، وهو في غاية الاحتفال والإفادة لا يعلم لأحد من طبقته مثله، قاله ابن الأبار في " التكملة ". وقال جابر بن أحمد القرشي: " كتب إلي يعني ابن خير يخبرني أن فهرسته هذه عشرة أجزاء، كل جزء منها ثلاثون ورقة " رتبه على ما سيذكر ما رواه عن شيوخه من الدواوين المتعلقة بالقرآن ثم الموطأ ثم المصنفات المتضمنة للسنن، مع فقه الصحابة والتابعين والمسانيد وسائر كتب الحديث وشرح غريب وعلل وتواريخ وسير وأنساب، ثم فقه وأصول وأشربة وفرائض وتعبير الرؤيا وزهد ورقائق وآداب وأشعار العرب والمحدثين، ثم الفهاريس التي اتصلت به، وقد ذكرنا جميع ما وقع له منها هنا، ثم تسمية من لقبه وأخذ عنه وكتب له، وهو في مجلد ضخم طبع بأوربا (2) . نرويه من طريق ابن الزبير عن أبي الحسن أحمد بن محمد السراج عن خاله أبي بكر ابن خير، وقد كانت وفاة ابن خير بقرطبة سنة 575 عن 73 سنة.

_ (1) طبقات الحفاظ: 484. (2) طبع بسرقسطة سنة 1893 ثم أعيدت طباعته في بيروت سنة 1963.

188 - ابن خيرون: هو أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم البغدادي الحافظ. أروي فهرسته من طريق عياض عن أبي عليّ الصدفي عنه، بل أجاز ابن خيرون بها لجميع المسلمين الموجودين في وقت الإجازة وكانت سنة 486 كما كتب ذلك بخطه على نسخة أبي عليّ الصدفي منها. 189 - خير الدين الرملي (1) : هو خير الدين بن أحمد بن نور الدين الأيوبي العليمي الفاروقي الرملي الإمام المفسر المحدث المسند الراوية الفقيه شيخ الحنفية في عصره، وصاحب الفتاوي السائرة، ولد سنة 993 وتوفى سنة 1081. يروي عامة عن الجنبلاطي والشيخ سالم السنهوري وعالم الأزهر عبد الله النحريري ومحمد بن محمد سراج الدين الحانوتي والإمام أحمد بن محمد أمين الدين ابن عبد العالي، حسب رواية الأخير عن والده عن شيخ الإسلام زكرياء عن ابن حجر عامة. نروي ما له من طريق أبي سالم والرداني وعيسى الثعالبي وإبراهيم بن عبد الرحمن الخياري ومحمد بن كمال الدين بن حمزة الدمشقي ويحيى الشاوي وغيرهم، كلهم عنه، وهو ممن أجاز لأهل عصره. ونروي ما له من طريق أهله مسلسلاً بالرمليين والحنفيين عن مفتي الرملة أبي المحاسن يوسف بن قاضي الرملة أحمد بن عبد الرزاق بن أحمد بن مفتي القدس نجم الدين الصغير بن الشيخ خير الدين لقيته بالرملة، وعليه بها نزلت عام 1324، وأجازني وأجزته، وهو عن أبيه أحمد عن آبائه إلى جده خير الدين الرملي المذكور بأسانيده.

_ (1) ترجمة الرملي في خلاصة الاثر 2: 134 وهي مخلصة مما كتبه تلميذه إبراهيم الجينيني في أول الفتاوى وقد قام الجينيني بجمع تراجم شيخه أيضاً من مصادر أخرى، وفي رحلة العياشي معلومات هامة عنه وكذلك في نفحة الريحانة 2: 254 وانظر دراسة كتبتها عنه وعن فتاواه في الكتاب التذكاري المقدم للأستاذ رويمر في عيد ميلاده (بيروت 1978) .

وأروي فهرسته عالياً عن السكري عن الحلبي عن العقاد عن التركماني عن العلاء الحصكفي عنه. وأروي ما له عالياً، وهو أعلى ما يوجد، عن السكري والحبال، كلاهما عن الوجيه الكزبري عن خليل بن عبد السلام الكاملي عن أبيه عن خير الدين الرملي، حسب إجازته لوالده محمد بن عليّ الكاملي وأولاده. فبيننا وبينه أربعة، ولا يمكن أن يكون أعلى من هذا في الدنيا الآن. وذكر أبو سالم العياشي عن المترجم أنه أخبره أنه غرس بيده ما يزيد على مائة ألف شجرة كلها أطعمت وأكل من ثمرها، قال: وأخبرني الثقة عنه أنه بنى ما يزيد على ألف عتبة، اه، وما ولي قط ولاية ولا منصباً. 190 - ابن أبي الخير: هو القاضي أبو عبد الله، له برنامج رواه عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موجوال العبدري نزيل إشبيلية. 191 - ابن الخياط (1) : هو أحمد بن محمد بن عمر الزكاري المعروف بابن الخياط الفاسي العلامة المشارك المتمكن الصوفي الحيسوبي الفرضي الأصولي البياني المعمر، آخر من بقي بفاس من وعاة الفقه المالكي وحملته على كاهلهم العارفين بأصوله وفروعه الخائضين فيه أكبر وأوسع خوض عرف عن المتأخرين، مع التحري والتثبت. ولد سنة 1252 منتصف شعبان، أخذ عن شيوخ فاس أواخر المنصرم سماعاً كابن عبد الرحمن الحجرتي والمرنيسي وأبي غالب والحاج الداودي وأبي زيد عبد الرحمن الشدادي وأمثالهم، وأقدمهم وفاة منهم الأخير، فإنه مات سنة 1268، ولو وفق لاستجازتهم لكان غرة في جبهة الراوين. والذين أجازوه عامة قاضي سجلماسة أبو عبد الله محمد الصادق بن الهاشمي العلوي المدغري دفين مراكش، وهو أعلى ما عنده وأقدم مجيزيه

_ (1) شجرة النور الزكية 1: 436 واعلام الزركلي 1: 236 ومعجم المؤلفين 2: 139 ورياض الجنة 1: 127 والاعلام الشرقية 2: 82.

وفاة، وأبو العباس أحمد بن أحمد بناني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الطيب البناني، الفاسي أصلاً المراكشي داراً المعروف فيها ببونو المتوفى سنة 1317 حين ورد لفاس عام 1306، وأبو محمد عبد الملك بن محمد العلوي الضرير عام 1313، وأبو العباس أحمد بن محمد بن حمدون ابن الحاج، وشيوخنا: القاضي حميد بن محمد بناني، وخالنا أبو المواهب جعفر ابن إدريس الكتاني والشيخ ماء العينين الشنكيطي وأبو جيدة الفاسي وعبد الله ابن إدريس السنوسي على ما أخبرني به المجيز المذكور وغيرهم. وتدبج مع أبي محمد عبد الله بن إدريس البدراوي والوزير أبي محمد صالح بن المعطي التادلي، واستجاز أخيراً ابن خالنا أبا عبد الله بن جعفر الكتاني لما رجع من المشرق، مع أنه من قدماء تلاميذه، وتدبج بمحضري مع صاحبنا أبي حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني لما ورد على فاس أخيراً، وروى حديث المصافحة عن أبي حامد العربي بن الصديق العلوي، وروى دلائل الخيرات عن أبي إسحاق إبراهيم اليحياوي السوسي بسنده، والطريقة الناصرية عن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الناصري، والشاذلية عن أبي محمد عبد الواحد بناني، وحضر درساً واحداً في الشفا على قاضي مكناس أبي محمد العباس بن كيران. وله من التصانيف في الحديث: حاشية على الطرفة في الاصطلاح، طبعت بفاس مراراً، وله شرح على أبيات الشيخ الرهوني في الأحاديث الأربعة الموجودة في الموطأ ولم توجد مسندة، وله فهارس ثلاثة (1) : أكبرها في نحو ثلاث كراريس عدد فيها مقروءاته ومشايخه الفاسيين وغيرهم في العلم والطريق، ولخص منها فهرسة صغرى في نحو ثلاث ورقات ذكر فيها إسناده في الصحيح والشفا والمختصر وعدد مقروعاته ومشايخه، وله ثبت آخر مفيد ألفه باسم قاضي فاس حينه صاحبنا العلامة أبي فارس عبد العزيز بناني وذكر فيه من أشياخه ومجيزيه ما لم يذكر في الأولين، وختم بعد تآليفه التي قاربت المائة.

_ (1) قارن بالدليل: 327.

حرف الدال

نروي جميع ما له من مؤلف ومروي عنه سنة 1318 وما بعدها إجازةً مرات، وهو الآن في الأحياء محفوظ الحواس مستحضر لمسائل الفقه وغيرها كأنه حررها بالأمس، وله منذ أجيز من شيخه القاضي محمد الصادق نحو خمس وستين سنة، وله منذ سمع الشمائل على شيخه أحمد بن أحمد بناني ثلاث وسبعون سنة، وهذا نادر، وأغرب منه أن له منذ مات شيخه الشدادي إلى الآن 76 سنة، وهذا عز نظيره عن المتأخرين. ثم مات رحمه الله يوم الاثنين 12 رمضان عام 1343 ودفن بالرميلة من فاس. 124 - اختصار مشيخة أبي عبد الله البياني: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه. 125 - خير العمل في تراجم فرنكي محل: لعالم الهند ونظاره أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الأنصاري الحنفي الأثري. في كتابه " ظفر الأماني " ليطلب تفصيل إجازات مشايخي من رسالتي " خير العمل " التي أنا مشتغل بتأليفها، اه " (وانظر: عبد الحي من حرف العين) (1) . حرف الدال 192 - داوود العباسي: هو الشيخ المسند داوود بن عليّ بن شعبان العباسي الأصابي اليمني، طاف البلاد والأقطار في طلب الاسناد، وأخذ عن جمع كثير من مسندي الشام، منهم البدر الغزي، أجاز للمذكور إجازات متعددة كلها نظم، ساقها بنصها في " النفس اليماني " (2) . وممن أجازه أيضاً نجم الدين الغيطي ومحمد بن أحمد الطبلاوي وابن حجر الهيثمي والزيادي وابن

_ (1) الترجمة رقم: 386 فيما يلي. (2) النفس اليماني: 262 266.

زياد الزبيدي، وكلهم كتب له إجازات. نروي له بأسانيدنا إلى السيد صديق الخاص عنه (انظر حرف الصاد) (1) . 193 - دحلان (2) : هو أبو العباس أحمد بن زيني دحلان المكي الشافعي مفتيهم بمكة، العلامة المشارك الصالح، أحد من نفع الله به الإسلام في الزمن الأخير في تلك الربوع العربية. أخذ عن محمد سعيد المقدسي وعلي سرور وعبد الله سراج الحنفي وبشرى الجبرتي والشيخ حامد العطار وغيرهم من الواردين. أخذ الفقه الحنفي عن السيد محمد الكتبي، يروي عن الوجيه الكزبري والشيخ عثمان الدمياطي وهو عمدته والقاضي ارتضا عليّ خان المدراسي الهندي والشمس محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي ويوسف الصاوي ومفتي المالكية أبي الفوز المرزوقي وغيرهم عامة ما لهم، وأكثر أعتماده على أسانيد المصريين وأثباتهم. ولد سنة 1231 ومات بمكة سنة 1304 وطريقته كانت طريقة آل باعلوي، يرويها عن السيد محمد بن حسين المذكور والعارف عمر بن عبد الله الجفري المدني والسيد عبد الرحمن بن عليّ السقاف الباعلوي وأحمد بن سالم الجفري والعارف أبي بكر بن عبد الله العطاس، قرأ عليه مختصر أسانيد الباعلويين للسيد عبد الله بن أحمد بلفكيه، بحضور جمع في مجلس واحد، وطلب منه الإجازة في ذلك وأجازه عام 1279، وغيرهم. وله من التصانيف في السنة: السيرة النبوية وهي مشهورة ووقع عليها

_ (1) انظر ترجمة صديق الخاص رقم: 373. (2) تحفة الرحمن في سيرة دحلان وحلية البشر 1: 181 وهدية العارفين 1: 191 وإيضاح المكنون (صفحات متفرقة) واكتفاء القنوع: 422 والزركلي 1: 125 وكحالة 1: 229 وآداب شيخو 2: 97 وداغر 2: 364 ومعجم سركيس: 990 والاعلام الشرقية 2: 75 والموسوعة الإسلامية (ط. ثانية) 2: 91 وبروكلمان، التكملة 2: 649 ومجلة العرب (السنة الخامسة) 814.

الإقبال، طبعت مراراً (1) وكتابات على الكتب الستة، وله في التاريخ عدة مصنفات سارت بها الركبان، منها تاريخ طبقات العلماء رتبهم بترتيب عجيب، جمع الشافعية على حدتهم، والحنفية على حدتهم، وهكذا بقية المذاهب، ومنها تاريخ مجدول لخص فيه " المشرع الروي في مناقب السادات آل باعلوي " وهو الذي سعى لدى سلطان المغرب أبي عليّ الحسن في طبع شرح الأحياء، وكان مفقوداً بالمشرق بأجمعه. وله ثبت، وكان مدمناً على الدرس خصوصاً الحديث حتى قالوا صار البخاري عنده ضرورياً كالفاتحة. أجاز لنا عنه أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي العلوي الفاسي والقاضي أبو محمد عبد الله بن الهاشمي السلوي وأبو محمد عبد الملك العلمي الفاسي وأبو العباس أحمد بن محمد بناني الرباطي وأبو جيدة الفاسي والشيخ محمد الطيب النيفر التونسي والشيخ المكي بن عزوز وغيرهم من المغاربة، والسيد حسين الحبشي الباعلوي المكي والشيخ محمد سعيد بابصيل المكي والسيد سالم بن عيدروس الباعلوي المكي والسيد عمر شطا المكي والشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي والنور عليّ بن ظاهر المدني والشيخ حبيب الرحمن الهندي المدني والشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي وغيرهم من الحجازيين، والشمس محمد بن محمد المرغني الاسكندري ومحمد الإمام بن إبراهيم السقا المصري والشيخ حسين بن محمد منقارة الطرابلسي ومحمد شريف الدمياطي وغيرهم من المصريين، والشهاب أحمد بن حسن العطاس وغيره من اليمنيين، ونور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرابادي وأحمد رضا عليّ خان البريلوي والسيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الباعلوي وغيرهم من الهنديين، هؤلاء النيف والعشرون كلهم أجازوني عامة حسب إجازته لهم. ومن اللطائف أني تدبجت على حقارتي وصغر سني مع من تدبج معه،

_ (1) هي السيرة النبوية والآثار المحمدية في جزءين ط. الوهبية 1258 ومصر 1295 كما طبعت على هامش سيرة الأمين المأمون.

وهو صديقنا الأستاذ أبو عبد الله المكي بن عزوز، فإن الشهاب دحلان عقب إجازته له طلب منه الإجازة، وذلك آخر القرن المنصرم، ثم تدبجت أنا مع الأستاذ ابن عزوز في حدود ثلاثين وثلاثمائة وألف، والحمد لله على ما هدى ووهب. وقد أفرد ترجمته بالتأليف تلميذه السيد أبو بكر شطا الدمياطي المكي برسالة مطبوعة سماه " نفحة الرحمن في مناقب شيخنا سيدي أحمد دحلان " وفي هذه الترجمة التي عقدناها له هنا الكثير مما ليس فيها، ولله الحمد. 194 - الداودي (1) : هو الحافظ شمس الدين محمد الداودي المصري الشافعي، وقيل المالكي، العلامة المحدث الحافظ، هكذا وصفه العمادي في " شذرات الذهب " وقال: كان شيخ أهل الحديث في عصره. أثنى عليه المسند جار الله ابن فهد والبدر الغزي وغيرهما، قال الشمس محمد بن طولون: وضع ذيلاً على " طبقات الشافعية للسبكي " وجمع ترجمة شيخه الحافظ السيوطي في مجلد ضخم، وله دليل على " لب اللباب في الأنساب " للسيوطي وطبقات المفسرين، مات في 28 شوال سنة 945. نتصل به من طريق المكتبي عن والده أبي الحسن عليّ عن الإمام الداودي. 195 - الدباغ (2) : هو المحدث الراوية المتفنن أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عليّ بن عبد الله الأنصاري الأسدي من ولد أسيد بن حضير، ويعرف بالدباغ القيرواني صاحب كتاب " معالم الإيمان "، ولد سنة 605 وروى وأخذ في تونس وغيرها، ناف شيوخه على الثمانين، له برنامج ضم فيه أسماءهم وما روى عنهم، وله الأربعون السباعية من تخريجه، وجلاء

_ (1) شذرات الذهب 8: 264 والكواكب السائرة 1: 71 والزركلي 7: 184 ومعجم المؤلفين 10: 304 وكشف الظنون 2: 1107 وبروكلمان، التاريخ 2: 289 وقد طبع كتابه طبقات المفسرين في جزءين (القاهرة 1972) بتحقيق علي محمد عمر. (2) رحلة العبدري: 66 (وعنه الحلل السندسية 1: 262) والزركلي 4: 105.

الأفكار في مناقب الأنصار، وله كتاب معالم الإيمان، وقد طبع، يدل على اطلاع واسع وتثبت عميق، وناهيك بكتاب يسعى مثل الإمام ابن دقيق العيد في استنساخه من الإسكندرية إلى تونس، ذكر ذلك العبدري الحيحي في رحلته عنه. وقال عنه ابن ناجي: كان حافظاً للحديث عارفاً به. أروي كل ما للمذكور من طريق العبدري المذكور عنه قائلاً: وقد أعطاني أكثر من عشرة أجزاء من فوائده وفوائد شيوخه وفهارسهم قائلاً: أنت أولى بها مني فإني شيخ على الوداع وأنت في عنوان عمرك، اه. وأروي فهرسته من طريق ابن جابر الوادياشي عنه أيضاً، وكانت وفاة المترجم سنة 699. 196 - الدردير (1) : هو الشهاب أحمد بن محمد الدردير العدوي المالكي الأزهري شيخ الطريقة الخلوتية وأحد المنسوب لهم التجديد على رأس المائة الثانية عشرة من المالكية، وصفه بذلك الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف " يروي عن أحمد الصباغ والحفني والصعيدي والملوي والشمس محمد الدفري، وأجازوه عامة ما لهم ما عدا الأول فلا أتيقن ذلك. له كما قال الحافظ مرتضى في ترجمته مجموع ذكر فيه أسانبد الشيوخ، اه. وكان أكثر ما يجيز به على إجازة الصعيدي له، تلو إجازة عبد الله المغربي له، تلو إجازة شارح المواهب له. نروي كل ما له من طريق الفلاني والونائي وابن عبد السلام الناصري والصاوي والطبولي وعلي بن الأمين الجزائري، كلهم عنه. ولد سنة 1127 ومات سنة 1201. وأعلى ما حصل لنا بالشهاب الدردير من الاتصالات أنا نروي عنه بواسطتين وهو أعلى ما يوجد، وذلك عن الشيخ محمد حسنين ابن محمد حيدر الأنصاري الحيدرابادي عن قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش العجيمي المكي بإجازته لأبيه وأولاده وهو عن الدردير عامة ما له. وأروي ثبت الشهاب الدردير هذا عن الشيخ عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي

_ (1) للدردير ترجمة في الجبرتي 2: 147 وشجرة النور: 359 والزركلي 1: 232.

نقيب الأشراف بها لما لقيته ببيروت عن الشيخ عبد القادر أبي رياح الدجاني عن الشيخ فتح الله المصري عن أبي العباس الصاوي عن الدردير. ح: وأتصل به عن المعمر الشيخ عاشور الخنكي القسمطيني الحنفي عن الشيخ المدني بن عزوز النفطي عن أبيه الشيخ محمد المبروك وعمه محمد كما أخذا وتخرجا بالشيخ رويجيع بن العربي البوزيدي عن الشيخ الغدامسي عن الدردير، وهو مع نزوله غريب، وأخبرنا الوجيه عبد الله بن محمد بن صالح البنا بالاسكندرية عن أبيه عن الشهاب الصاوي عن الدردير. 197 - الدلائي (1) : أرو ي فهرسته وتصانيفه بأسانيدنا إلى القاضي عياض عن الحافظ أبي عليّ الصدفي والجياني وأبي بحر الأسدي والقاضي ابن عيسى والقاضي ابن رشد وغيرهم عنه. 198 - الدلائي (2) : هو الإمام المحدث العارف الطائر الصيت، قبلة العلماء مأوى الأشراف والصلحاء، مفخرة المغرب أبو عبد الله محمد فتحاً ابن الشيخ أبي بكر الدلائي شيخ زاوية الدلاء التي هي أعظم زاوية كانت بالمغرب، وموقعها بآيت إسحاق بزيان، إحدى قبائل جبل درن بالمغرب الأقصى، انتشر منها العلم وانتعش بعد أن أضمحل بالمغرب أو كاد، وفي " نزهة الأخيار " للمفتي أبي محمد عبد الودود بن عمر التازي فيهم: " هم أحبوا العلم وأظهروه بعد ان كان بالمغرب درس وضاع، فصار غيرهم إن

_ (1) انظر الغنية: 285 (رقم: 2) والدلائي المعني هنا منسوب إلى بلده دالية Dalias بالأندلس، وهو العذري نفسه أعني أبا العباس أحمد بن عمر بن أنس، وكانت وفاته سنة 478 (انظر الصلة: 69) . (2) ترجمة محمد بن أبي بكر الدلائي في صفوة من انتشر: 67 ونشر المثاني 1: 170 (ط. فاس الحجرية) وانظر تاريخ زاوية الدلائية لصديقنا الدكتور محمد الحجي: 76 - 81 وفيه إشارة إلى مرآة المحاسن لأبي حامد الفاسي: 225 - 227 وإلى مخطوطة البدور الضاوية لسليمان الحوات وشرح درة التيجان لمحمد بن أحمد الفاسي وهو مخطوط أيضاً.

ذكر بفاس إنما يذكر بعدهم بحسب الاتباع " ولد المترجم تقريباً سنة 967، وربي في حجر والده، ورحل إلى فاس فأخذ عن أهلها، وأعتمد الشيخ أبا عبد الله القصار، أخذ عنه علوم السنة وأدواتها وأجازه باجازة رائقة عقب فهرسته، نصها بعد الحمدلة والصلاة: يقول كاتبه محمد بن قاسم بن محمد بن عليّ القصار القيسي الغرناطي أصلاً وأباً القصار لقباً، عفا الله عنه وعمن دعا له: كان من نعم الله عليّ لقاء الفقيه المتفنن الصالح مربي طلبة العلم والدين الكثير الإحسان إلى الضعفاء والمساكين حاج بيت الله الحرام سيدي محمد بن ولي الله باتفاق الشهير ذكره في الآفاق سيدي أبي بكر بن محمد أبقاه الله فخراً للإسلام ونفعاً للفقراء والأيتام آمين، فطلب من محبه إجازة فقلت: أجزت لكم مروينا مطلقاً وما ... لنا سائلاً أن تتحفوا بدعاء وسمع من لفظي بعض صحيح البخاري وأجزت له جميعه والموطأ وبقية الستة ومسند أحمد وسائر مصنفات الحديث الشريف وما في الأوراق قبله، وجميع ما اشتملت عليه فهارس ابن الزبير والزين العراقي وابن حجر والشيخ زكرياء وسيدي يحيى السراج زالنيسابوري وابن غازي ومشيخة ابن النجار، وأجزت له جميع مروياتي بأنواعها وجميع ما لي، وكتب محمد المذكور أول ربيع الثاني عام اثني عشر وألف، مسلماً على من يقف عليه وسائلاً دعاءه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً، اه. بلفظها. وعاش الدلائي المجاز بعد هذه الإجازة نحو 35 سنة لأنه مات سنة 1046، ودفن بزاوية الدلائي، وحج عام خمس وألف، ولقي بمصر الشيخ زين العابدين البكري الصديقي، وأخذ عنه كما أخذ عن غير من ذكر. وقد ترجم أبو الربيع الحوات في " البدور الضاوية في أهل الزاوية الدلائية " وهي في مجلد ضخم لأسانيد أشياخه المذكورين قائلاً: " لا شك أن أسانيد هذا الشيخ للحافظ ابن حجر من فهارس بطرقها العالية والسافلة عامرة، ثم ذكر

أسانيده في حديث الأولية وأسانيده ف كتب التفاسير، وسمى نحو 11 تفسيراً والكتب الستة والمسانيد وكتب السير وأسانيد بقية العلوم والطرق والأوراد والأوفاق وغير ذلك، وإسناد نحو فهارس سبعة، وبعض المسلسلات في نحو كراسة من البدور الضاوية، ثم ساق نظم الشيخ أبي محمد عبد السلام بن الطيب القادري الفاسي لسند المترجم ووالده في الطريق بنصه، وفي " ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح " لأبي زكرياء الجراري أن أسانيد المترجم مذكورة في اختصار فهرسته المشهورة بأسانيده المسطورة، اه. (انظرها) وفي " جهد المقل القاصر " للشيخ أبي عبد الله المسناوي أن أبا العباس أحمد بن يوسف الفاسي ألف في أسانيد والد المترجم تأليفاً لما شد الرحلة إليه وأخذ عنه بعد وفاة والده الشيخ أبي المحاسن رحمهم الله. قال في " البدور الضاوية ": " كان معمراً أوقاته الليلية والنهارية بتدريس العلوم على اختلاف أنواعها إقراء بحث واستنباط وتحصيل وارتباط، وبناء الروع على الأصول، عارفاً بطرق الاستدلال من الكتاب والسنة والاجماع والقياس، لم يأل جهداً في التصحيح والترجيح مع الحفظ والضبط والاتقان، بحيث تصحح نسخ الكتب الستة من فبه ولا سيما الصحيحان " وقال في محل آخر: " كان ذاهباً في علم الحديث على أمتن سنن، كأنه واحد من رجال الصحيحين أو السنن، ولم يكن أحفظ منه في البوادي والأمصار، بعد شيخه أبي عبد الله القصار، اه " ونقل في محل آخر منها عن " بذل المناصحة " لأبي العباس أحمد بن عليّ البوسعيدي: " كان يعرف صحيح البخاري ويتقن ضبطه، اه " وعن أبي العباس أحمد بن يعقوب الولالي في " مباحث الأنوار " انه كان له فهم خاص في علم الحديث. وذكر في محل آخره من البدور أنه كان يختم صحيح البخاري كل سنة، وكان يحضر مجلسه جمع كثير من الأعلام، ويحتفل ليوم الختم بما لم يسمع مثله من أنواع الطعام، ويأتيه الناس للتبرك والاستفادة من بعيد الامكنة وتنطلق بالثناء عليه الألسنة نثراً ونظماً، وذكر في محل آخر أنه جمع أربعين حديثاً نبوية وذكر خلف كل حديث حكاية مناسبة. وفي " المورد الهني " لأبي عبد الله

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي: " من المقرر عند الأشياخ أن العلم إنما أحياه بالمغرب من الشيوخ سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي وسيدي محمد بن ناصر في درعة وسيدي عبد القادر الفاسي بفاس، اه ". ولما وقع نحو ذلك في " نشر المثاني " كتب بهامش نسخته منه المطلع الاخباري أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري صاحب " التحفة " في حق المترجم: " إنه كان يكرم طلبة العلم ويواصلهم بالعطاء الجزيل إعانة لهم على طلب العلم وكان مرتباً عنده بباب داره من طلبة العلم أزيد من ثلاثة عشر مائة، اه ". وذكر أبو الربيع الحوات في محل آخرمن " البدور " أيضاً أنه كان يعدل ويجرح في حفاظ زمانه على التعيين، ولا يبالي في الحق كأنه يحيى بن معين، فقد روينا من طريق خاتمة العلماء الراسخين من أعقابه الشيخ الإمام المحقق أبي عبد الله محمد ابن أحمد بن المسناوي بن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، قال حدثني الثقة الصدوق أبو عبد الله محمد المهدي بن أحمد بن عليّ ابن يوسف الفاسي رحمهم الله قال: " حدثني أبو عبد الله البيجري المكناسي أن الشيخ أبا عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي رضي الله عنه كان يقول: حفاظ المغرب في وقتنا ثلاثة: حافظ ضابط ثقة وهو أحمد بن يوسف الفاسي، وحافظ ضابط غير ثقة وهو فلان، وعين الثالث، رحم الله الجميع، اه ". قال الحوات: " قلت: وهكذا كانت طريقة المحدثين الأثبات يعدلون ويجرحون في الرواة، وإن كانوا ممن بلغ النهاية في الشهرة بالعلم والولاية، فقد قالوا في أهل الطبقة السادسة من المجرحين إنهم الغالب عليهم الصلاح والعبادة لم يتفرغوا إلى ضبط الحديث وحفظه والاتقان فيه فاستخفوا بالرواية، وكان خلف بن سالم يقول: " من استخف بالحديث استحف الحديث به " ثم الجرح وإن كان فيه خطر فلا بد منه، فالنصح في الدين حق واجب كحفظ الحقوق من الدماء والأموال والأعراض ولكون ذلك نصيحة لا يعد غيبة فيهم، وقد أجمع المسلمون قاطبة بلا اختلاف بينهم أنه لا يجوز الاحتجاج في أحكام الشريعة إلا بحديث

الصدوق العاقل، قال أبو عبد اله الحاكم: " ففي هذا الإجماع دليل على إباحة الإبانة عن حال من ليست هذه صفته، اه "، وإذا عرفت هذا فكل ما ذكره شيخنا العلامة الصالح أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري الحسني في تاريخه الكبير في رد هذا التقسيم مشنعاً على قائله بالتشنيع العظيم، فهو خارج عن قصد قائله السابق الذكر، وهو شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن أبي بكر لأن قصده رضي الله عنه إنما يتوجه باعتبار مصطلح المحدثين في القديم، وحاشا لله أن يتوجه إلى مجرد الوقوع في هؤلاء الأيمة الذين كانوا في وقته من خيار هذه الأمة، فما فر منه حينئذ شيخنا أبو عبد الله القادري المذكور من الوقوع في مثل هذا المحظور فقد وقع [فيه] في ظنه السوء بهذا الإمام الذي اتفق على رسوخه في العلم والدين جميع الأنام، وإنما أخفى ذكر أسمه لئلا يتوجه إليه في حقه الملام. وما نقله عن الشيخ أبي عبد الله المسناوي من كونه تعوذ من هذه المقالة، يكاد أن يكون في حكم الاستحالة، كيف وقد نقلتها من خطه مسندة برواية هي عنده معتمدة، ولا تعوذ من شيء منها ولا تعرض إليها برده، مع أنه رضي الله عنه كان لا يزيغ عن الحق ولو كان في جده، والظن بالجميع جميل، والله على ما نقول وكيل " اه كلام الحوات في " البدور الضاوية " بلفظه، وكتب نحوه بخطه على هامش نسخته من " نشر المثاني ". وقد نقل كلام أبي الربيع الحوات هذا وسلمه جماعة من أعلام عصره فمن بعده وأقروه، منهم مؤرخ الدولة العلوية أبو القاسم الزياني في " الترجمانة الكبرى في أخبار هذا العالم براً وبحراً ". ومنهم العلامة الجماع المطلع أبو العباس أحمد بن عبد السلام البناني الفاسي في كتابه العجيب المسمى " تحلية الآذان والمسامع في نصرة الشيخ ابن زكري العلامة الجامع " قائلاً في حق أبي عبد الله ابن الطيب القادري: " إنه لما رام التعدي على الشيخ الكبير الشهير أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي فقد شنع عليه تشنيعاً عظيماً، وأورد أعتراضاً ظنه قوياً جسيماً، وذاك في قوله: حفاظ المغرب في زماننا

ثلاثة الخ. . . قيض الله من رد عليه ذلك موضحاً ما انبهم عليه من تلك المسالك، وهو سيدنا الشريف الحبر العلامة المحقق العمدة النقاد أبو الربيع يليمان بن محمد بن عبد الله العلمي الموسوي الشهير بالحوات ثم ساق كلامه، ومنهم شيخ الجماعة بالمغرب أبو عبد الله محمد بن المدني كنون، فقد وجدت في كناشة بخطه، وهو عندي، نقل كلام الحوات المذكور مستحسناً له. ومن أغرب ما يلاحظ على أبي عبد الله القادري المذكور نقله إنكار هذه المقالة عن المسناوي، مع أن المسناوي نسبها لجده المذكور في كتابه " جهد المقل القاصر " جازماً بها غير هياب ولا وجل من أمرها ونصه: " وقد كان شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي بكر يقسم من يعرفه من حفاظ علماء زمانه إلى من هو حافظ ضابط ثقة، وإلى من هو حافظ ضابط غير ثقة، وإلى من هو حافظ غير ضابط ولا ثقة، ويمثل لكل واحد من الأقسام الثلاثة بقصد التعريف والتحذير، اه منه. وقد سبق عن أبي الربيع الحوات قوله رويناها من طريق أبي عبد الله المسناوي لها وجزمه بها عن جده، ووجدت بخط شيخ بعض شيوخنا القاضي العلامة المطلع المحصل أبي عيسى المهدي بن الطالب ابن سودة على هامش " التقاط الدرر " للقادري في المحل المذكور مانصه: " رد على هذا المؤلف العلامة أبو الربيع الحوات وكذا بعض تلاميذه، اه " وناهيك بهؤلاء. ومن أوجه التوقف عند القادري كما في تاريخه الكبير أن البيجري الناقل لهذا الكلام عن المترجم له مجهول عنده قال: " لا يعرف له ذكر مع أهل العلم ولم نعثر على من وصفه بالعلم أو ذكره أو سماه، ولم يذكره أحد لا في تقييد ولا في فهرسة ولا نقل ولا مؤلف، مع مطالعتنا لكثير من ذلك كفهرسة سيدي عبد القادر الفاسي وولديه والشيخ اليوسي والمرآة والممتع والروضة والابتهاج والمقصد والالماع وتحفة الأكابر وأزهار البستان وكثير من الكنانيش والتقاييد ولم نعثر على من ذكر البيجري المذكور. . . " الخ.

هذا كلام القادري في " النشر الكبير " وهو عجيب صدوره منه رحمه الله، فإن صاحب " الممتع " و " الالماع " وغيرهما هو الذي نقل عن البيجري المذكور كما بخط المسناوي، ولولا أنه ثقة عنده عدل مزكى لما أعتمده في أمر جلل كهذا. والتفاصيل التي عند المحدثين في المجهول الحال والاسم لا تجرى في البيجري المذكور. وقد سبق عن أبي الربيع الحوات أن الشيخ المسناوي ساق هذا التقسيم برواية مسندة هي عنده معتمدة، اه نصه، وكفى هذا توثيقاً للبيجري المذكور. وما ذكره من كونه لا ذكر له في فهارس الفاسيين واليوسي وغيرها من الكتب التي ذكر لا يكون حجة له لأن هذه الكتب لا تذكر إلامن دعت الضرورة أهلها أن يذكروه لعلاقة بالمؤلف فيه. ومن تتبعها لا يجد فيها ذكراًُ لأحد من أهل مكناس مع كثرة من كان به من الفقهاء والقراء والأدباء، فهل اولئك الأعلام المكناسيون الذين كانوا في ذلك العصر ولا نجد لهم ذكراً في فهارس الفاسيين واليوسي نحكم عليهم بالجهالة هذا ما لا أراه يقبله عاقل فضلاً عن فاضل. وأولاد البيجري بمكناس بيت شهير، وعلم في الفضل منير، تعدد فيهم القضاة والعلماء والأدباء منهم أبو محمد عبد السلام البيجري مات بمكناس عام 1132، ومنهم القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد السلام البيجري، وله شرح على صغرى السنوسية سماه " فتح الرحمن لاقفال أم البرهان " وهو في مجلد ضخم، وقفت على نسخة منه بخط أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد السلام البيجري، تعرض لذكره الأديب الكاتب ابن عثمان المكناسي في رحلته الحجازية وأبو عبد الله بصري في فهرسته وغيرهما. على أن " الابتهاج " الذي عدده من جملة الكتب التي لم يجد فيها ذكراً للبيجري، سبحان الله، ألم يجد فيه ما نقله البيجري عن الدلائي ففي ترجمة الحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي من " ابتهاج القلوب " ما نصه: " وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن

أبي بكر الدلائي الصنهاجي يقول: حفاظ المغرب ثلاثة: حافظ ضابط ثقة، وهو سيدي أحمد بن يوسف الفاسي، ةوحافظ ضابط غير ثقة، وعين الثاني، وحافظ غير ضابط ولا ثقة، وعين الثالث، اه " وفي " جواهر الأصداف " لأبي عيسى المهدي بن الطاهر الفاسي نزبل تطوان: ثلاثة قالوا حفاظ المغرب ... المقري والفلالي قل لمغربي ثالثهم أبو العباس أحمد ... بالعلم والسر له تفرد فالضبط في المقري ولا تبالي ... والحفظ لا غيره في الفلالي وفي ابن يوسف له قد جمعا ... الضبط والثقة منذ صدعا هذا الذي روينا عن أعيان ... أشياخ وقتنا زهر الزمان نروي ما للدلائي المترجم من طريق أبي مهدي الثعالبي صاحب " كنز الرواية " وهو عن شيخه وعمدته الإمام المحدث العلامة أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي عن المترجم، إجازة منه له بكل ما له بعد أن لازمه 23 سنة، أخذ عنه فيها صحيح البخاري نحو 11 مرة، قال الثعالبي: كلها قراءة بحث وتحقيق وكشف وتدقيق، جلها سماعاً من لفظه مع شروحه وحواشيه لابن حجر والكرماني والقسطلاني وزكرياء والسيوطي والدماميني والزركشي والمشارق لعياض والاستيعاب ومسلم وشروحه والشفا وشروحها وغير ذلك. ح: وبالسند إلى ابن سليمان الرداني وصاحب المنح والعجيمي واليوسي والكوراني خمستهم عن أبي عبد الله محمد المرابط بن محمد بن أبي بكر الدلائي عن أبيه المترجم. وعندي بخط المترجم إجازة ممضاة بخطه لبعض الأشراف في الحديث المسلسل بالمصافحة بتاريخ عام 1042 وإمضاؤه فيها بخطه هكذا: " أفقر خلق الله إلى رحمته، مملوك أهل البيت النبوي عبد الله غبار نعال الصالحين وخديم المساكين محمد بن أبي بكر حقق الله دعواه، وأصلح علانيته ونجواه، بنبيه ومصطفاه

صلى الله عليه وسلم ". وبمحول ما ذكر إجازة أخرى عامة بالتاريخ المذكور، وامضاؤه فيها أيضاً هكذا: " قال عبيد آل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيد الله تعالى محمد بن أبي بكر، وفقه الله لما فيه رضاه وجنبه اتباع هواه، اه ". 199 - الدمنتي (1) : وهو كما قال أبو الحسن عليّ بن سليمان الدمنتي منسوب لدمنة كسدرة؛ القاموس: " اسم هندي قيل أول من خط هذه القرية المنسوبة إليه قبيلتنا " دمنات " رجل مشرقي فلم أشك أنه هندي، وقياس النسبة إليه دمني بحذف تائه، ولكن جرت عادتهم أن ينسبوه لجمع سالم مؤنث وكثيراً مانسب إليه بلا ألف، اه " والمراد هنا العلامة المسند الأديب كاتب الدولة السليمانية البارع أبو حامد العربي بن محمد الدمنتي الفاسي، كان من عشاق الرواية والاسناد، وله فهرس نادر بالنسبة لأهل جيله ومصره، وذكر من شيوخه السلطان أبا الربيع سليمان بن محمد العلوي والرهوني وغيرهما. يروي عن أهل فاس: القاضي أبي العباس أحمد بن التاودي ابن سودة وطبقته، وروى في الحجاز عامة عن المكيين: محمد صالح الرئيس وأبي الحسن عليّ البيتي ومحمد عربي البناني وعبد الحفيظ العجيمي وعمر بن عبد الرسول وعبد الله بن عبد الرحمن سراج ومحمد بن الحسن الحنبلي، والمدنيين: أبي بكر الداغستاني وحسن البوسنوي وإبراهيم بري وأمين الزلالي وإسماعيل سفر وعبد الباقي الشعاب وأحمد بن إدريس اليمني العارف المشهور، والمصريين: الأمير الصغير وأحمد الصاوي وعلي الميلي وحسن العطار ومصطفى البناني وحسن البطايحي والقويسني والشمس محمد العروسي وثعيلب الضرير وأحمد ابن وفا الحنفي، والتونسيين: إسماعيل التميمي ومحمد المحجوب وأحمد

_ (1) ذكره ابن سوده في دليل مؤرخ المغرب: 331 وسمى فهرسته " سمط الجوهر في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر "، وله أيضاً رحلة (ص: 350 من الدليل) .

اللبي ومحمد المناعي والبرهان الرياحي، والقسمطينيين: أحمد العباسي ومحمد ابن عبد الكريم الفكون، والجزائريين: عليّ القلانتي وأحمد بن الكاهية وغيرهم. وروى عالياً فهرسة أبي العباس الهلالي عن آخر تلاميذه المعمر محمد بن صالح الزكزوتي الرداني عنه. مات المترجم المذكور 27 شعبان عام 1253. أجاز هو عامة لمحمد بن عبد القادر الكردودي الفاسي ولقاضي فاس أبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج وأبي العباس أحمد بن الطاهر الأزدي المراكشي دفين المدينة المنورة، حسبما وقفت على إجازة الدمنتي المذكور لهم، وهي عامة، بتاريخ 22 صفر الخير عام 1247، عقب استدعاء الأول لنفسه ولرفيقيه المذكورين، كما وقفت على إجازة الدمنتي المذكور أيضاً للمسند محمد التهامي بن المكي ابن رحمون الفاسي، كتب له عدة إجازات كلها عامة، منها إجازة وقفت عليها بخط المترجم كتبها له على ظهر مجموعة إجازاته ممن سبقت تسميته من المشارقة وهي في عدة كراريس، وعندي أكثرها بخط تلميذه ابن رحمون رحمهم الله. اتصالنا به من طريق أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري عن أحمد بن الطاهر المراكشي عنه. ح: وعن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الزكاري عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بناني المراكشي عن القاضي ابن الحاج عنه. ح: وعن أبي محمد الطاهر بن حم الحاجي الشيظمي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد ابن سودة الفاسي عن شيخه الكردودي عنه. ونروي الصحيح إجازة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي عن أبيه عن الدمنتي. ح: وأروي عن أبي عبد الله السباعي المراكشي عن أبي حفص عمر ابن سودة عنه أيضاً لكن لا أجزم باقتران السماع لهم فيه بالإجازة، فلذلك لا أفرح الآن بهذا الاتصال. الدمناتي: أبو الحسن عليّ بن سليمان دفين مراكش (انظره في فهرسته

المسماة " أجلى مساند على الرحمن " (1) . ولهم دمناتي آخر من العلماء أسمه محمد بن عبد الله الكيكي (2) له تأليف في حكم حوز القبائل وحاشية على نوازل العباسي لا أستحضر له الآن ترجمة ولا اتصالاً. 200 - الدمنهوري (3) : هو الإمام أبو العباس أحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدمنهوري، ولد بدمنهور من أراضي مصر سنة 1101 ومات بمصر سنة 1192، قال عنه الشيخ التاودي في فهرسته: " بحر لا ساحل له وشيخ ما لقيت مثله، اه " وقال فيه الحوات: " أعلم أهل عصره بالديار المصرية في جميع الفنون النقلية والعقلية، اه " قال التاودي: " قيل أن عدة تآليفه تقرب من تآليف السيوطي، اه " ومن مؤلفاته في علم الحديث وغيره: نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، وهو شرح على أربعة أبيات من ألفية الحافظ العراقي في أقسام الحديث الضعيف، وله أيضاً: الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني، قال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند " له: " إمام أهل العصر في المعارف ... علامة الوقت مجير الخائف نيطت به رغبة كل راغب ... في فهم فقه سائر المذاهب وكم له من كتب مؤلفة ... في كل فن قد غدت مشرفة "

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 33. (2) انظر دليل مؤرخ المغرب: 485 (رقم: 2292) ، والكيكي بكافين معقودين نسبة إلى جبل خارج مدينة مراكش توفي سنة 1185 وله: مواهب ذي الإجلال في نوازل البلاد السايبة والجبال (هذا من باب الترجيح فاسمه عند ابن سودة محمد بن عبد الله الكيكي ولا ادري ان كان المؤلف يشير إلى شخص آخر) . (3) ترجمة الدمنهوري في الجبرتي 2: 25 والزركلي 1: 158 وأشار إلى خطط مبارك 11: 34 في مصادره ولم يذكر فهرس الفهارس.

اه. قال في شرحها: " كان يكتب تحت اسمه بعد الشافعي: الحنفي المالكي الحنبلي، استجاز بذلك من شيوخه ". يروي عامة عن عبد الله الكنكس والشهاب أحمد الهشتوكي والسيد محمد السلموني سنة 1129 ومحمد بن عبد العزيز الزيادي الحنفي والشهاب أحمد بن عوض المرداوي الحنبلي وغيرهم. له ثبت جمع فيه إجازاتهم له اسمه " اللطائف النورية في الأسانيد الدمنهورية " قال الحافظ الزبيدي في " شرح ألفية السند " له: " وكان عالي الإسناد رفيع العماد، ألحق الأحفاد بالأجداد، ونزل الناس بموته درجة إذ هو آخر من كان بينه وبين الحافظ البابلي واحد، اه " قلت: وفي ذلك نظر لأنه هو وأمثاله ممن روى عن الزعبلي، بينهم وبين البابلي واحد، وابن عبد الله المغربي الذي مات بعد المائتين يروي عن البابلي بواسطة واحدة فاعلمه. نرويه وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي والشيخ التاودي والشنواني وغيرهم عنه. وأخبرنا به الشيخ موسى بن محمد المرصفي المصري عن الشمس محمد الخناني الشافعي عن أبي عليّ حسن بن درويش القويسني عن أبي هريرة داوود بن محمد القلعي عن الشهاب الدمنهوري، وربما روى الخناني عن القلعي شفاهاً. 201 - الدمهوجي (1) : هو أحمد بن عليّ بن أحمد الدمهوجي، نسبة إلى دمهوج قرية بقرب بنها العسل من أراضي مصر، الشافعي شيخ الجامع الأزهر، مات سنة 1246، سمع الأولية من الحافظ مرتضى الزبيدي وتلميذه ابن عبد السلام الناصري حسب رواية الأخير لها عن جسوس عن ابن عبد السلام بناني عن أبي العباس بن ناصر عن والده عن البابلي. ويروي عنهما عامة وعن

_ (1) ترجمة الدمهوجي في حلية البشر 1: 305.

أعبد العزيز بن عباس الأمطاعي المراكشي والشهاب أحمد بن أحمد بن جمعة البجيرمي وعبد الله الشرقاوي ومحمد بن أحمد البخاري النابلسي ومحمد بن حمد الجوهري وغيرهم. له مجموعة في إجازاته أجاز بها للشهاب أحمد منة الله والبرهان السقا، ولعله آخر تلاميذه وفاةً، وابن التهامي ابن عمرو الرباطي والشيخ العزب المدني وبشرى بن ههاشم الجبرتي والشيخ عبد القادر بن عبد الرحيم الخطيب الدمشقي وغيرهم. فأما ابن طاهر والسقا فأسانيدنا إليهما معروفة في حروفها، وأما الشيخ العزب والخطيب فمن طريق ولد الأخير أبي النصر الخطيب عنهما، وأما بشرى الجبرتي فعنه محمد بن عبد الله باسودان اليمني وعنه أبو بكر ابن شهاب العيدروس نزيل الهند الذي أجاز لنا مكاتبة. ح: وأخبرنا الشمس محمد بن سليمان المعروف بحسب الله المكي عن الشهاب المعمر أحمد النحراوي المكي عن الدمهوجي ما له. 202 - الدمياطي (1) : هو الإمام حافظ الدنيا ونسابتها أمير المؤمنين في الحديث ذو الكنيتين أبو محمد وأبو أحمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، بإعجام الذال وإهمالها لغتان فيها، قاله الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته، المتوفى سنة ست أو خمس وسبعمائة فجأة بعد أن قرىء عليه الحديث، فأصعد إلى بيته مغشياً عليه. رحل في طلب العلم ولقي من أهله أعداداً منهم ابن خليل، حمل عنه حمل دابة كتباً وأجزاء وألف وروى حتى صار أوحد

_ (1) ترجمة شرف الدين الدمياطي في رحلة العبدري: 132 والفوات 2: 409 والدرر الكامنة 3: 30 وطبقات السبكي 6: 132 والاسنوي 1: 552 وتذكرة الحفاظ: 1477 والبداية والنهاية 14: 40 والسلامي: 120 وغاية النهاية 1: 372 ودرة الحجال رقم: 1134 والنجوم الزاهرة 8: 212 وحسن المحاضرة 1: 357 وطبقات الحفاظ للسيوطي: 512 والشذرات 6: 12 والدارس 1: 22 والبدر الطالع 1: 403 والرسالة المستطرفة: 103 وبروكلمان 2: 88 والزركلي 4: 318. وقد نشر فايداً بالفرنسية تلخيصاً لمعجمه (باريس 1962) .

وقته في ذلك. قال الحافظ الذهبي: " سمعت أبا الحجاج الحافظ يعني المزي، وما رأيت أحفظ منه في هذا الشأن يقول: ما رأيت في الحديث أحفظ من الدمياطي، اه " قال الكتبي في فوات الوفيات حين ترجمه: " حمل على الظعائن عشرين مجلداً من تصنيفه في الحديث واللغة ". ومن تآليفه: العقد المثمن فيمن اسمه عبد المؤمن في مجلد، الأربعون المتباينة الإسناد المخرجة على الصحيح من حديث أهل بغداد في مجلد، ومختصر هذه الأربعين وهي الأربعون الصغرى، وله كتاب الأربعين الأبدال التساعيات للبخاري ومسلم، ومنه الآن نسخة موجودة بالمكتبة الخالدية ببيت المقدس، قرئت عليه سنة 688، وله المائة التساعية في الموافقات والأبدال العالية والتساعيات المطلعة، والأربعون الحلبية في الأحكام النبوية، والأربعون في الجهاد، والمجالس البغدادية، والمجالس الدمشقية، وكتاب ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده وأسلافه، وله جزء محتو على عوالي وأبدال ووموافقات وتساعيات ومصافحات وأناشيد ومقطعات، وله كتاب في الخيل، وله مشيخة، قال الكتبي: تشهد له بالحفظ والعلم. قلت: ومعجمه في أسماء شيوخه ومن لقيه وأخذ عنه في أي فن كان في أربعة أسفار موجود الآن بخط مؤلفه في مكتبة تونس، وفي " كشف الظنون " أنه مشتمل على ألف شيخ. وفي " درة الحجال " عددهم يزيد على ألف وثلاثمائة شيخ، ونحوه للذهبي في ترجمته من " تذكرة الحفاظ " وابن ناصر الدين في " شرح البديعية " والسيوطي في " طبقات الحفاظ ". قال العبدري وقد لقيه في رحلته وذكر معجمه هذا: " سمعته يقول إنهم ينيفون على ألف ومائة وسبعين، فقال له بعض الحاضرين، وهل كانوا كلهم أيمة فقال: لو لم أكتب إلا عن العلماء الأيمة ما كتبت عن خمسة، اه ". أرويه وكل ما له من طريق ابن رشيد وأبي القاسم التجيبي والعبدري وأبي

حيان والجافظ البرزالي وغيرهم من حفاظ المشرق والمغرب، كلهم عنه. قال العبدري: " لما استجزته ولولدي محمد وقف على الاستدعاء لذلك فقال لي: ألك غيره فقلت: نعم ثلاثة، فقال: ولم لم تستجز لهم جميعاً فقلت له: لأنهم صغار وهذا الذي استجزت له حفظ القرآن، فقال لي: أنا أكتب لك ولهم جميعاً حتى يكون من يكتب في الاستدعاء بعد خطي يجيزكم جميعاً، فكتب الإجازة بكل ما يحمل وكل ما له من تخريج لي ولجميع الأولاد وكنى أحد المحمدين أبا عليّ والآخر أبا بكر، وقيد خطه بذلك في الاستدعاء ". قلت: انظر حرص هذا الإمام حافظ الإسلام على تعميم الإجازة لأولاد العبدري رغبة في تعميم الخير وتوسعة على الناس، وهذا باب قد طوي اليوم بساطه وانعدم نشاطه، ولله في خلقه ما أراد، وقد جريت على ما أحب الدمياطي، فاستجزت لأولادي من كافة من لقيت، وربما كنت أجد صعوبة من بعض المشايخ في التعميم، وقد قال الإمام أبو العباس أحمد البوسعيدي في كتابه " بذل المناصحة ": " توسع بعض الناس في الإجازة سيما المحدثون فمنهم من يجيز أهل مجلسه، ومنهم من يجيز أهل البلد وأهل العصر، ويقولون بالشرط المعتبر فيوسعون لمن أدرك الدرجة أن يحدث إذا حصل الشرط ولو لم يره ولا لقيه، الحاصل أن مطلق الإجازة عندهم لا يدل على الإتقان ولا على الدراية، وإنما توسعوا مجازاً إعادة وإدماجاً وإدراجاً لمن حصل الشرط ولو بعد حين، فمن تنتقل به القدم تقدم وإلا فلا يتكلم، وقلت مرة لسيدي عبد الواحد ابن عاشر: هؤلاء الذين تجيزون لهم شهدتم لهم بالإتقان فقال: لو لم يجيزوا إلا لمن أتقن ما بلغنا شيء " اه منها. قلت: وهذه الإجازة هي أغلب ما يصدر منا، فقد أجزت لكثيرين إجازة قصدنا بها إباحة الرواية، فاستعملوها بمعنى الشهادة، وصاروا يدلون بها للتصدير وانالة الوظائف لأن هذا أغلب ما يعرف المغاربة من الإجازة ومعناها، وليس ما يريدونه ويقصدون ويفهمون منها هو المراد عند أهل هذا الشأن

حسبما يعلم ذلك من كتابنا " الردع الوجيز لمن أبى أن يجيز ". وقد أنشد العبدري للحافظ الدمياطي هذا: علم الحديث له فضل ومنقبة ... نال العلاء به من كان معتنيا ما حازه ناقص إلا وكمله ... أو حازه عاطل إلا به حليا الدواني: (انظر أنموذج العلوم) (1) . 203 - الديمي (2) : بكسر الدال المشددة وفتح الياء المشددة، هكذا وجدته بخط الإمام ابن غازي مضبوطاً في فهرسته. هو الحافظ الكبير أبو عمرو فخر الدين عثمان بن شمس الدين محمد بن فخر الدين عثمان بن ناصر الدين الديمي، نسبة إلى قرية من قرى مصر، الشافعي المصري من كبار المتخرجين بسيد الحفاظ ابن حجر والمعترف لهم بسعة الحفظ والرواية والإكثار، حلاه الحافظ السخاوي في إجازته لولده المذكور بعده ب " سيدنا وحبيبنا الصالح شيخ المحدثين مفتي المسلمين بركة الطالبين، اه " وحلاه تلميذه ابن غازي في فهرسته ب " الإمام العلامة تاج المحدثين وإمام المسندين " وقال: " كان أخونا الأود والخلاصة الصفي الفقيه المحدث الفقير الصوفي أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الشهير بزروق استجازه لي ولأحمد ولدي ولأبي مهدي عيسى الماواسي ولأبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي ولأبي عمران موسى العقدي ولقاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن محمد بن عيسى بن علال المصمودي وذلك عام 885، فأجاز لنا جميعاً "، (باختصار) ووقفت على تحليته في

_ (1) انظر رقم: 61 فيما تقدم. (2) ترجمة الديمي في فهرس ابن غازي: 128 - 147 والضوء اللامع 5: 140 والكواكب السائرة 1: 259 والزركلي 4: 377 (وفيه ان وفاته كانت سنة 908 وهو مخالف لما ذكره المؤلف هنا في آخر هذه الترجمة) .

طبقة سماع أذكار النووي عليه ب " الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام محيي سنة النبي عليه السلام ". وهو يروي عن ابن حجر وأبي عبد الله الرشيدي والمسند المعمر عبد الرحيم ابن جمال الدين الأسيوطي والحافظ قطب الدين الجوجري وبرهان الدين بن صدقة الحنبلي الصالحي وتقي الدين ابن فهد الهاشمي وعبد الرحيم بن الفرات وهاجر بنت محمد المقدسي وغيرهم. أروي كل ما له من طريق الونشر يسي وابن غازي وزروق عنه، مكاتبة للأول والثاني وشفاهاً لزروق. ح: وبالسند إلى البدر القرافي عن المسند المعمر بهاء الدين محمد الشنشوري العجمي الشافعي المصري عنه. ح: وبالسند إلى محمد حجازي الواعظ عن المسند أحمد بن سند عن الديمي، وهو عال جداً. وفي طبقات الشعراني الصغرى عن الحافظ السيوطي " أن الشيخ عثمان الديمي هذا كان يحفظ عشرين ألف حديث، اه ". وفي فهرسة الشيخ أبي سالم العياشي: " أنشدني الشيخ الطحطاوي للجلال السيوطي يخاطب السخاوي حين وقعت بينهما منافرة، يعرض بنفسه وبالحافظ الديمي: قل للسخاوي ان تعروك مشكلة ... علمي كبحر من الأمواج ملتطم والحافظ الديمي غيث الغمام فخذ ... " غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم " وفيه تورية عجيبة وتضمين حسن. وقد ذكر هذه المخاطبة للسيوطي الثعالبي في ترجمة السيوطي من " الكنز " وعقبها بقوله: " قال بعض الفضلاء والحق أن كلاً من الثلاثة كان فرداً في فن مع المشاركة في غيره، فالسخاوي في معرفة علل الحديث، والديمي في أسماء الرجال، والسيوطي في حفظ المتون، اه " قلت: لا أحفظ وفاة الديمي ولكن كان حياً عام 907. 204 - الديمي الصغير: هو الإمام صلاح الدين محمد بن الحافظ فخر

الدين عثمان الديمي، قال عنه الحافظ الزبيدي: " كان يوصف بالحفظ والمعرفة مع كمال همة، أخذ عن السخاوي وطبقته ". قلت: قد وقفت على إجازة السخاوي له وهي عامة حلاه فيها ب " الشيخ الفاضل البارع الأوحد مفيد الطالبين بركة المستفيدين ". نتصل به من طريق النجم الغيطي عنه. 205 - الديربي (1) : بفتح الدال المشددة وفتح الياء المثناة التحتية وإسكان الراء وآخره باء موحدة مشبعة هو شهاب الدين أحمد بن عمر الديربي الغنيمي الخزرجي الأنصاري صاحب " المجربات " وغيرها. أخذ عن البرهان الشبرخيتي وصالح الحنبلي وعلي الشبراملسي وخليل اللقاني والحرمتي والبقري والبرهان البرماوي، يروي الأخير عن البابلي والشبراملسي والشهاب القليوبي وطبقتهم، وسمع حديث الأولية عن منصور الطوخي عن سلطان المزاحي بسنده، وروى الصحيح عن شمس الدين محمد بن منصور الاطفحي عن الحافظ البابلي بأسانيده، وروى حديث المصافحة عن الشهاب أحمد النخلي بسنده، وعن الشيخ حسين بن عبد الرحيم المكي عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر عن البرهان إبراهيم الشبرخيتي عن أبي مهدي الثعالبي بأسانيده. وله ثبت ذكر فيه مشايخه وقفت بمصر على اوراق عديدة منه، قال أخيراً: " وقد ذكرت جميع مشايخي ولم أترك أحداً منهم ممن علمته ولم أكن مثل ما قال شيخنا أحمد البشبيشي وعلماء زماننا لو لم يخافوا من تكذيب الناس لهم والجس عليهم لأنكروا مشايخهم وادعوا أنهم أخذوا العلم عن جبريل عن الله تعالى ونعوذ بالله من ذلك، اه ". أروي كل ما له من طريق الصعيدي عنه، رأيت إجازاته له بمصر، ومنها نقلت بعض ما ذكر من أسانيده.

_ (1) ترجمة الديربي في الجبرتي 1: 161 والزركلي 1: 181 ومن مراجعة خطط مبارك 11: 72 وكانت وفاة الديربي سنة 1151؛ وانظر في مؤلفاته معجم سركيس: 898.

206 - ابن الدباغ (1) : هو محدث الأندلس الإمام الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن يوسف اللخمي المعروف بابن الدباغ، أحد الأيمة المهرة المتفننين في صناعة الحديث وجهابذته النقاد، روى عن أبي عليّ الصدفي واختص به وأكثر عنه واعتمده، قال فيه أبو العطاء وهب بن لب بن نذير، وكان ممن لازمه: " خاتمة أيمة المحدثين " وذكر كثرة شيوخه وأنه أفرد لذكرهم تأليفاً ذكر فيه نسب كل واحد منهم ونبذة من أخباره وبلده ونحلته التي كان ينتحلها، وشيوخه الذين روى عنهم، قال: " فجاء تأليفاً بليغاً أنبأ عن حفظه وتفهمه وإتقانه ورياسته في صنعة الحديث وإمامته فيه في وقته، اه ". وألف أيضاً معجم شيوخ شيخه القاضي الصدفي وطبقات المحدثين والفقهاء. وترجمه الذهبي في " طبقات الحفاظ " قائلاً: " له جزء لطيف في أسماء الحفاظ بدأه بابن الشهاب الزهري وختمه بأبي طاهر السلفي، اه ". توفى سنة 546 بدانية ونقل إلى مرسية فدفن بها. أروي ما له بسندنا إلى ابن خير عن الفقيه أبي الحسين عبد الملك بن محمد بن هشام القيسي عنه، وبأسانيدنا إلى القاضي عياض عنه. 207 - ابن الديبع (2) : هو الإمام حافظ اليمن ومسنده ومؤرخه ومحيي علوم الأثر به، وجيه الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ الديبع الشيباني العبدري الزبيدي الشافعي. والديبع ضبطه تلميذه القطب النهروالي في كتابه " البرق اليماني في الفتح العثماني " (3) بفتح الدال المهملة وبالياء المثناة التحتية الساكنة فالباء الموحدة المفتوحة آخره عين، ومعناه بلغة السودان الأبيض، وهو لقب جده عليّ بن يوسف. ولد سنة 866 بزبيد وغاب والده عن زبيد في تلك السنة ولم ير المترجم والده بعد، وإنما نشأ في حجر جده لأمه أبي المعروف

_ (1) ابن الدباغ (481 - 546) له ترجمة في الصلة: 644 وتذكرة الحفاظ: 1310 والزركلي 9: 314. (2) راجع رقم: 1 فيما تقدم وبغية المستفيد: 327. (3) لم يرد ضبط في البرق اليماني للفظ الديبع حسب فهرس الكتاب.

إسماعيل بن محمد مبارز الشافعي. أخذ عن خاله جمال الدين محمد الطيب ابن إسماعيل مبارز الشافعي. قال في " النور السافر " هو الإمام الحافظ الحجة مسند الدنيا أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين، ملحق الأواخر بالأوائل، أخذ عمن لا يحصى كثرة، اه " كالحافظ السخاوي والحافظ السيوطي وأحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي والحافظ العامري وجده لأمه الشرف إسماعيل ابن مبارز الزبيدي وتلك الطبقة. وانتهت إليه رياسة الرحلة في علم الحديث، وقصده الطلبة من نواحي الأرض. وهو صاحب تيسير الوصول إلى جامع الأصول في مجلدين، جمع فيه أحاديث الكتب الستة جمعاً متقناً مفيداً مختصراً، وهو كتاب عظيم الفائدة، طبع مراراً بالهند ومصر (1) وخدمه جماعة فقد شرحه الوجيه عبد الرحمن الأهدل اليمني والشيخ عابد السندي ثم المدني وقاضي فاس أبو محمد عبد الهادي ابن عبد الله بن التهامي العلوي الفاسي، والثلاثة كانوا أواسط القرن المنصرم. وله أيضاً تأليف جمع فيه الأحاديث القدسية، ومصباح المشكاة، والمولد النبوي والمعراج، وبغية المستفيد في أخبار زبيد (2) ، وقرة العيون في أخبار اليمن الميمون (3) ، وغاية المطلوب ومعظم المنة فيما يغفر الله به الذنوب ويوجب الجنة، وتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على الألسنة من الحديث (4) ، وهو مطبوع اختصر فيه مقاصد شيخه السخاوي. ومن شعره قوله في الصحيحين البخاري ومسلم كما نسبها له ابن العماد في ترجمته من " شضرات الذهب " والثعالبي في " الكنز " خلافاً لما في " نفحة المسك الداري " من نسبتها للهلالي:

_ (1) طبع تيسير الوصول بكلكته 1301 وبمصر 1331. (2) نشره مركز الدراسات اليمنية بتحقيق عبد الله الحبشي 1979. (3) نشرته المطبعة السلفية بتحقيق القاضي محمد بن عليّ الاكوع. (4) طبع نمصر سنة 1324 " في 254 صفحة " ومنه طبعة حديثة بدار الكتاب العربي بيروت دون تاريخ.

تنازع قوم في البخاري ومسلم ... لدي وقالوا أي ذين يقدم فقلت لقد فاق البخاري صنعةً ... كما فاق في حسن الصناعة مسلم وله فيهما أيضاً: قالوا لمسلم سبق ... قلت البخاري جلا قالوا المكرر فيه ... قلت المكرر أحلى وله في كتابه التيسير: كتابي تيسير الوصول الذي حوى ... أصول الحديث الست عز نظيره فمن بمعانيه اعتنى ودروسه ... وتحصيله استغنى ودام سروره وحج سنة 885 ثم سنة 896، وفيها لقي السخاوي. وله مجيزاً لمن أدرك حياته: أجزت لمدرك وقتي وعصري ... رواية ما تجوز روايتي له من المقروء والمسموع طراً ... وما ألفت من كتب جزيله وما لي من مجاز عن شيوخ ... من الكتب القصيرة والطويلة وأرجو الله يختم لي بخير ... ويرحمني برحمته الجزيلة توفي بزبيد ضحى يوم الجمعة 26 رجب عام 944، وما في " المنح البادية " لدى المسلسل باليمنيين وهو المسلسل 57 من أنه مات سنة 911 غلط فادح، إذ في آخر تيسيره أنه أكمل تصنيفه سنة 916. وقبره رحمه الله بزبيد في قبة الشيخ إسماعيل الجبرتي ترجم المترجم لنفسه ترجمة واسعة في ذيل كتابه " بغية المستفيد ". وله رحمه الله فهرسة نرويها بأسانيدنا إليه وقد ذكرت في الأوائل

ونرويها أيضاً بالسند إلى أبي سالم العياشي عن أبي الحسن عليّ بن الديبع الزبيدي عن أبي إسحاق محمد بن إبراهيم بن جعمان عن السيد إبراهيم بن محمد بن جعمان عن السيد طاهر بن حسين الأهدل عن الحافظ ابن الديبع. ح: وبأسانيدنا إلى القطب النهروالي عن ابن الديبع. ح: وبأسانيدنا إلى ابن العجل عن الطاهر الأهدل خاتمة الآخذين عن ابن الديبع سماعاً. ومن اللطائف ما في " النفس اليماني " (1) : " خرج الحافظ ابن الديبع من جامع زبيد أيام إملاء صحيح البخاري هو وتلامذته، فصادف في الطريق بعض عقلاء المجانين فقال للحافظ الديبع: أعطني لسانك هذه التي تقرأ بها حديث المصطفى عليه السلام امصها فاستحيى الحافظ وامتنع، فبمجرد ذلك أصابه لقوة، فوصل لبيته وأنشأ أبيات استغاثة بالله، فأغاثه الله وشفاه، اه ". 208 - ابن دري (2) : هو أبو الحسن عليّ بن محمد بن دري الأنصاري المقري الطليطلي الغرناطي من أهل الضبط والاتقان، له برنامج في مشيخته، حدث عنه أبو عبد الله ابن عبد الرحيم الخزرجي. 126 - الدرر البهية في المسلسلات النبوية: للعلامة العارف المحدث المتفنن سيدي عبد الله بن أحمد بلفكيه المتوفى سنة 1112، يروي عامة عن الصفي القشاشي وتلميذه الكوراني والثعالبي وعلي وزين العابدين الطبريين وعبد العزيز الزمزمي وإسحاق ابن إبراهيم جعمان وغيرهم، وأخذ هو عنه جماعة، قال في آخر كتابه " الدرر ": " هذا وقد أجزت بهذا الكتاب أولادي الذكور والإناث وجميع الآخذين عنا أو المترددين إلينا من أهل بلدنا تريم

_ (1) النفس اليماني: 37. (2) علي بن محمد بن دري كان خطيباً بمسجد غرناطة الجامع أخذ عن أبي مروان ابن سراج وابنه وابن الخشاب والغساني، توفي سنة 520 (الصلة: 404) .

وغيرها فليرووا ذلك عني، اه ". نتصل به من طرق منها عن السيد أبي بكر ابن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي كتابة من الهند عن السيد محمد بن إبراهيم ابن عيدروس بن عبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه عن أبيه إبراهيم وعمه أحمد عن والدهما عيدروس ابن عبد الرحمن عن أبيه عن السيد عبد الله بلفكيه. الدرر السنية فيما حلا من الأسانيد الشنوانية: لمحمد بن عليّ الشنواني المصري (انظر حرف الشين) (1) . الدرروالعقبان فيما قيدته من جوهرة التيجان: اسم اختصار الفهرسة التي ألفها الزياني للسلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي (انظر التهامي ابن رحمون) (2) . 127 - دوحة الناشر لمحاسن من كان بالمغرب من مشايخ القرن العاشر (3) : للعلامة الصوفي المؤرخ أبي عبد الله محمد بن عليّ بن عمر بن الحسين بن مصباح المعروف بابن عسكر، قال في أولها: " هذه فهرسة أذكر فيها جميع من لقيته من المشايخ بالمغرب وأخذت عنه رواية وقرأت عليه واستفدت منه بركة منذ نشأت إلى تاريخ كتبه، بل وأعرف بالمشاهير من مشايخ القرن العاشر بالمغرب، وإن كنت لم أدرك البعض منهم ولا عاصرته " وهي في نحو عشر كراريس إليها المرجع في أخبار أهل القرن العاشر من المغاربة " وقد طبعت بفاس سنة 1309، وهي أول فهرسة طبعت هنا " (4) .

_ (1) انظر ما يلي رقم: 604 وقد سماه هنالك محمد بن منصور، فتأمله. (2) انظر ما تقدم رقم: 111 (3) توفي ابن عسكر سنة 986 1578 ذكره ابن سوده في دليل مؤرخ المغرب 97، 259 ومن كتبه ديوان الشرفاء وانظر مقدمة الدوحة. (4) طبع دوحة الناشر حديثاً سنة 1977 بتحقيق الدكتور محمد حجي.

حرف الذال

حرف الذال 209 - الذهبي (1) : هو إمام الحفاظ زينة المحدثين وإمامهم الحكم العدل في الجرح والتعديل، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي الفارقي الأصل الدمشقي الدار، ولد سنة 673، وسمع ببلاد الشام والحجاز ومصر وغيره وعمره 18 سنة، فسمع الكثير وعني بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه وأذعن له الناس. وحكي عن الحافظ ابن حجر انه قال: " شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ " حلاه السيوطي في " طبقات الحفاظ " ب " مؤرخ الإسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة ". وألف المؤلفات العظيمة في سائر فنون الحديث وعلومه. وله معجم أشياخه وهم ألف وثلاثمائة شيخ، وله أيضاً معجم آخر صغير وأصغر مختص بالمحدثين، وعندي بعضه، ةوتاريخ الإسلام، عندي منه جزء، وهو عشرة أجزاء كبار، رتبه على السنين من أول الهجرة فجعل كل عشر من السنين طبقة فصار سبعين طبقة إلى آخر المائة السابعة (2) ، وهو كتاب حافل لم يدع شاذة ولا فاذة مما تتشوق إليه النفوس في علم التاريخ إلا ذكرها مع الاختصار، فكأنما جمعت له الدنيا وأهلها في صعيد واحد، قاله عنه أبو سالم العياشي في

_ (1) ترجمة الذهبي في الواقي 2: 163 ونكت الهميان: 241 والفوات 3: 315 والزركشي: 270 والدرر الكامنة 3: 426 وطبقات السبكي 5: 216 وذيول تذكرة الحفاظ: 34 والبداية والنهاية 14: 225 وذيل عبر الذهبي: 268 وغاية النهاية 2: 71 والشذرات 6: 153 والنجوم الزاهرة 10: 182 وتاريخ ابن الوردي 2: 349 والدارس 1: 78 والبدر الطالع 2: 110 وطبقات الحفاظ: 517. (2) طبع من تاريخ الإسلام ستة أجزاء (بعناية القدسي) ثم تجددت النية لنشره فصدر منه الجزء الأول بتحقيق د. محمد عبد الهادي شعيرة، وأصدر منه صديقنا المحقق الدكتور بشار عواد معروف المجلد الثامن عشر وفيات 601 610 (القاهرة 1977) .

رحلته. وله أيضاً تاريخ النبلاء في عشرين مجلداً، والدول الإسلامية (1) ، وطبقات القراء، وطبقات الحفاظ، وهي مطبوعة (2) ، والميزان طبع مراراً (3) . مشتبه النسبة مطبوع بأوربا في مجلد (4) ، تذهيب التهذيب منه في خزانة القرويين بعض أسفار، اختصار سنن البيهقي في خمس مجلدات، تنقيح أحاديث التعليق لابن الجوزي، اختصار المحلى لابن حزم، المغني في الضعفاء وهو مختصر نفيس ذيل عليه السيوطي (5) ، العبر في أخبار من غبر (6) ، الكاشف في رجال الستة (7) في مجلد عندي، اختصار المستدرك مع تعقب عليه عندي منه مجلد، اختصار تاريخ ابن عساكر عشر مجلدات، توقيف أهل التوفيق على مناقب الصديق مجلد، نعم السمر في ترجمة عمر مجلد، التبيان في مناقب عثمان مجلد، منح الطالب في أخبار عليّ بن أبي طالب. وله التجريد في أسماء الصحابة وهو مطبوع بالهند (8) ، اختصار كتاب الجهاد لابن عساكر في مجلد، ما بعد الموت مجلد، اختصار كتاب القدر للبيهقي، هالة البدر في عدد أهل بدر، اختصار تقويم البلدان لصاحب حماة، نفض الجعبة في أخبار شعبة، ترجمة عبد الله بن المبارك، كتاب العلو للعلي الأعلى طبع مراراً، والزخرف القصري في ترجمة الحسن البصري، اختصار كتاب العلم لابن عبد البر، كتاب سيرة الحلاج، وجزء في عواليه خرجه لنفسه

_ (1) طبع في جزءين صغيرين بحيدر آباد 1333. (2) مطبوعة بحيدر آباد الدكن باسم تذكرة الحفاظ. (3) طبع ميزان الاعتدال في الهند 1884 و1301 ومصر 1325 ومنه طبعة حديثة نسبياً (مصر 1963) بنحقيق عليّ محمد البجاوي. (4) طبع المشتبه بليدن سنة 1881 وفي مصر1962 بتحقيق عليّ محمد البجاوي (في جزءين) . (5) طبع في جزءين بمصر بتحقيق نور الدين عتر. (6) طبع في خمسة أجزاء في الكويت 1960 1966 بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد. (7) طبع في ثلاثة أجزاء (القاهرة 1972) بتحقيق عزت عطية وموسى الموشي. (8) تجريد أسماء الصحابة في جزءين ط. حيدر آباد 1315.

وهو عندي في كراسة صغيرة، وله جزء صغير فيمن تكلم فيه وهو موثق أو صالح الحديث وهو في نحو أربع كراريس عندي منه نسخة عليها خط الذهبي مجيزاً بها للحافظ أحمد بن أيبك الحسام وهي بتاريخ 6 شوال عام 740، وعلى أول الجزء بخطه أيضاً أثر اسمه لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز (1) . وقال الحافظ السيوطي في " طبقات الحفاظ " (2) : والذي أقول إن مدار المحدثين الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة المزي والذهبي والعراقي وابن حجر، اه " إذ له في أسماء الرجال وتراجمهم ما لم يأت به أحد. ورثاه التاج ابن السبكي بقصيدة أولها: من للحديث وللسارين في الطلب ... من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي من للرواية من للاخبار بنشرها ... بين البرية من عجم ومن عرب من للدراية والآثار بحفظها ... بالنقد من وضع أهل الغي والكذب من للصناعة يدري حل معضلها ... حتى يريك جلاء الشك والريب وكانت وفاته بدمشق سنة 748 عن 75 سنة. أروي ما له من طريق ابن جابر الوادياشي عنه فإنهما تدبجا، ومن طريق الحافظ ابن حجر عن أبي هريرة ابن الذهبي وابنه أبي عبد الله محمد ابن أبي هريرة وابن عمته أبي محمد بن عليّ الدمشقي المعروف بابن القمر ثلاثتهم عن والد الأول الحافظ الذهبي. ومن شعره (3) :

_ (1) من مؤلفاته سير أعلام النبلاء " سماه: تاريخ النبلاء " وقد طبعت منه ثلاثة أجزاء بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد بالقاهرة ثم توقف العمل في إنجازه فتولاه بالتحقيق الشيخ شعيب الارنؤوط فظهر منه الأجزاء الثمانية الأولى، عن دار الرسالة ببيروت. (2) طبقات الحفاظ: 518 (3) الفوات 3: 317.

العلم قال الله قال رسوله ... إن صح والإجماع فاجهد فيه وحذار من نصب الخلاف جهالة ... بين الرسول وبين رأي فقيه ومن شعره أيضاً (1) : إذا قرأ الحديث عليّ شخص ... وأخلى موضعاً لوفاة مثلي فما جازى بإحسان لأني ... " أريد حياته ويريد قتلي " وله أيضاً (2) : لو أن سفيان على (3) حفظه ... في بعض همي نسي الماضي نفسي وعرسي ثم ضرسي سعوا (4) ... (5) في غربتي والشيخ والقاضي أنشدهما له الكتبي في " فوات الوفيات ". ومن قول الناس فيه ما قرأته في ترجمة الشيخ " 129 " من " طرق السلامة من مشيخة الفقيه عليّ بن سلامة " تخريج الحافظ تقي الدين بن فهد أنشدني الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم الموصلي البعلي ناظم " طوالع الأنوار " لابن قرقول في الحافظ الذهبي: ما زلت بالسمع أهواكم وما ذكرت ... أخباركم قط إلا ملت من طرب وليس من عجب إن ملت نحوكم ... فالناس بالطبع قد مالوا إلى الذهب وكان للحافظ المترجم عدة اولاد منهم: مسند الشام أبو هريرة عبد

_ (1) الفوات 3: 317. (2) المصدر السابق نفسه. (3) في الأصل المطبوع: فطنته. (4) في الأصل: سفري. (5) في الأصل: ثم القاضي.

الرحمن، أحضره أبوه على كثيرين وخرج له أربعين حديثاً منتقاة عن أربعين شيخاً وحدث بها في حياة أبيه سنة 747، ترجمه بذلك الحافظ ابن حجر وقال " أجازنا غير مرة، اه " قال الشيخ أبو عبد الله المسناوي في " جهد المقل القاصر " " لعل والده سماه بأبي هريرة لشغفه بعلم الحديث تفاؤلاً لأن يكون في حفظ الحديث والإكثار كأبي هريرة رضي الله عنه " قلت: وجدت في ترجمة يحيى بن سيرين من " طبقات ابن سعد " أن سيرين بعث بنيه إلى أبي هريرة، فلما قدموا كان ابنه يحيى أحفظهم فكناه أبا هريرة لحفظه، اه " فهو سلف الحافظ الذهبي في ذلك. مات أبو هريرة عبد الرحمن المذكور سنة 799 عن 84 سنة. 210 - ابن ذي النون العبسي (1) : هو الفقيه الزاهد أبو الحسن عليّ بن خلف بن ذي النون العبسي المقري، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن الفقيه الخطيب أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد رضا المقري عنه. فائدة: أفرد الحافظ أبو طاهر السلفي بمؤلف من اسمه ذو النون. ذروة العز والمجد بمشايخ ابن فهد: (انظر عبد العزيز بن فهد من حرف العين) (2) . 128 - ذيل ابن غازي على فهرسته (3) : بعد أن أتم ابن غازي فهرسته المذكورة في حرف التاء أجاز له مكاتبة من تلمسان العلامة المسند أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن مرزوق المعروف بالكفيف التلمساني، وذلك سنة

_ (1) فهرسة ابن خير: 435، وعلي بن خلف كان من جلة المقرئين وعلمائهم، ثقة ضابطاً لما كتبه ولم يزل طالباً للعلم إلى أن توفي بقرطبة سنة 498 (الصلة: 402) . (2) انظر ما يلي رقم: 414. (3) انظر ما تقدم رقكم: 97 وهذا الذيل قد نشر ملحقاً للفهرس نفسه ص: 174 - 192.

896 - إجازة عامة له ولولده أحمد بما يصح له عن سلفه وباقي مشبخته، وأناب من كتبها عنه، فلخص ابن غازي بعض مروياته وجمعها في نحو كراسة عرفت بالذيل، رأينها بخط ابن غازي نفسه تلو فهرسة في المجموعة التي أحلت عليها سابقاً، وعندي نسخة منه كنت انتسختها قديماً بسلا. نروي الذيل المذكور بأسانيدنا إلى ابن غازي المذكورة في فهرسته، (انظر حرف التاء) . ومما يستظرف في هذا الذيل (1) إسناد شفاء القاضي عياض المسلسل بالآباء من طريق سلالة القاضي عياض، وذلك أن ابن مرزوق الكفيف يرويها عن أبيه محمد بن مرزوق الحفيد عن أبيه محمد وعمه أبي الطاهر أحمد عن أبيهما الخطيب ابن مرزوق قال: حدثني بجميعه الفقيه الأصيل أبو المجد أحمد بن الفقيه أبي عبد الله محمد بن الفقيه القاضي المحدث الصالح أبي الفضل عياض مصنفه؛ قال الخطيب ابن مرزوق: " هذا طريق شريف نال اللقب المعروف عند المحدثين بالعالي. وبهذا الطريق أرويه عن المعمر الصالح أبي عبد الله محمد بن عليّ الأنصاري الونجري من قرى غرناطة عن القاضي أبي عبد الله حفيد ولد المصنف بإذنه العالي، وقد لقيه وحضر مجلسه غير مرة وأخذ عنه، وهو عال غريب جداً، وقد تحققت من شيوخنا الأندلسيين إذنه العام لمن عاصره، وكان هذا الشيخ يقول إنه سمع تحديثه وإجازته، اه ". وفي فهرسة الشيخ عبد العزيز بن هلال بعد سياق هذه الأسانيد: " هذا سند عزيز وجوده لما اشتمل عليه من المعالي، وهو قول الرجل حدثني أبي

_ (1) انظر الفهرس ص: 187 وهذه الفقرة قد اضطربت كثيراً في النسخة، وكان في مقدور المحقق ان يفيد مما أورده الكتاني هنا، وان لم يخل من اضطراب، إذ يبدو ان النسخة التي اعتمد عليها كانت تامة.

حرف الراء

عن جدي، وقد قال مالك في قوله تعالى " وإنه لذكر لك ولقومك " هو قول الرجل حدثني أبي عن جدي ". كذا في فهرسة ابن هلال، وقال ابن غازي: " وهذا سند عزيز وجوده لما اشتمل عليه من المعالي ". قلت: نتصل به بوصف التسلسل بالآباء الأكابر أيضاً عن شيخنا الأستاذ الوالد عن الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي عن أبيه عن كوكب الهند عبد العزيز بن الشاه ولي الله الدهلوي عن أبيه عن المنلا أبي طاهر الكوراني عن أبيه المنلا إبراهيم بن حسن الكوراني المدني عن عبد القادر بن الغصين عن الشهاب أحمد المقري عن عمه سعيد بن أحمد المقري عن محمد بن محمد بن عبد الجليل التنسي عن أبيه عن الإمام محمد بن مرزوق المعروق بالحفيد عن أبيه عن جده به، وهذه الأسانيد مما يفتخر بها لتسلسلها بالأعلام والآباء، والحمد لله. حرف الراء 211 - الرازي (1) : هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي له فهرسة نرويها بأسانيدنا إلى القاضي عياض عنه. 212 - محمد ارتضا عليّ خان العمري: هو ارتضا عليّ خان العمري الصفوي المدراسي الهندب أبو عبد الله محمد العلامة المحدث المسند القاضي، ولد سنة 1198 ومات سنة 1270 في البحر بين جدة والحديدة، وهو راجع من الحج. يروي ثبت المحدث أحمد ولي الله الدهلوي المسمى بالانتباه عن أبي سعيد الحبشي البريلوي عن محمد عاشق الصديقي الفلتي عن ولي الله الدهلوي.

_ (1) انظر الغنية: 287 (رقم: 15) .

ويروي مكاتبة عن عمر بن عبد الرسول المكي وعن الشيخ محمد عابد السندي الأنصاري عامة ما لهما. وله ثبت سماه " مدراج الإسناد عن أحقر العباد " وقفت عليه بمكة وبتونس، جمع فيه مروياته من طريق شيخه عمر بن عبد الرسول المكي. نرويه وكل ما له من طريق الشهاب دحلان المكي عنه. ح: وعن الشيخ حبيب الله الشطاري والشيخ أحمد أبي الخير مرداد المكي والشمس محمد سعيد القعقاعي ثلاثتهم عن السيد عبد الله كوجك البخاري المكي عنه. 213 - الرحمتي (1) : هو أبو البركات زين الدين مصطفى بن محمد بن رحمة الله بن عبد المحسن الأيوبي الأنصاري الشهير بالرحمتي الدمشقي، ولد بدمشق سنة 1135 ومات سنة 1205، اختصر شفاء القاضي عياض اختصاراً جليلاً وشرحه يشرح لم تكتحل عين الزمان بمثله تحريراً وتحبيراً. يروي عامة عالياً عن الأستاذ عبد الغني النابلسي، اجتمع به سنة وفاته وهو ابن ثمان أو تسع سنين، وعن السيد مصطفى البكري والشهاب أحمد الجوهري وعمر بن أحمد بن عقيل المكي الباعلوي والشمس محمد بن عقيلة المكي والشمس محمد بن الطيب المغربي ومحدث حلب الشيخ عبد الكريم الشراباتي ومحمد سعيد سنبل المكي والشيخ عبد الرحمن الفشني والشيخ عبد الله الجنيني الدمشقي وغيرهم. وكان المذكور من أقران السيد مرتضى الزبيدي، وماتا في سنة واحدة، إلا أن المترجم له يزيد عليه بنحو عشر سنوات، وزاد عليه بالأخذ عن

_ (1) ترجمة الرحمتي في روض البشر: 242 ومنتخبات التواريخ لدمشق 2: 677 وهدية العارفين 2: 454 والزركلي 8: 144.

النابلسي وابن عقيلة والبكري والشراباتي والعجلوني والصباغ وأمثالهم ممن لم يرو عنهم السيد الزبيدي إلا بواسطة، ومع ذلك لم يتفطن لعلو إسناد المترجم إلا القليل ممن عاصره. نروي كل ما يصح له من طريق الفلاني وشاكر العقاد والوجيه الكزبري كلهم عنه، ومن أعلى ما حصل بيننا وبينه روايتنا عن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عنه. 214 - الرداني (1) : هو الإمام المحدث المسند الرحال فرد الدنيا في العلوم وقوة المشاركة، حكيم الإسلام أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الفاسي، وهو اسم له، بن طاهر السوسي الرداني ثم المكي دفين دمشق. جال في المغرب الأقصى والأوسط ودخل مصر والشام والاستانة والحجاز واستوطنه ورئس فيه. وله من التآليف في السنة: الجمع بين الكتب الستة وغيرها المسمى " جمع الفوائد لجامع الأصول ومجمع الزوائد " اشتمل على أحاديث صحيحي البخاري ومسلم وبقية الستة والموطأ ومسند أبي داوود والدارمي وأحمد وأبي يعلى الموصلي والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة وغيرها. قال عنه الشهاب أحمد ابن قاسم البوني: " ان جمعه أحسن من جمع الهيثمي، اه " ولمولانا خالد الكردي دفين دمشق عليه تعليقة خرجت في مجلد. ولد الرداني سنة 1037 بتارودانت، ومات بدمشق سنة 1094. يروي عامة عن القاضي أبي مهدي عيسى الكتاني المراكشي وأبي الحسن عليّ الأجهوري والشهاب الخفاجي وأحمد بن سلامة القليوبي ومحمد بن عمر الشوبري والمعمر محمد بن بدر الدين البلباني الصالحي والنقيب محمد بن كمال الدين محمد بن حمزة وخير الدين الرملي والحافظ البابلي ومحمد بن المرابط الدلائي والبرهان إبراهيم الميموني وسلطان المزاحي وسعيد قدورة الجزائري، قال في " خلاصة الأثر ": وهو أجل مشايخه، ومحمد بن سعيد المرغتي السوسي

_ (1) انظر رقم: 2 فيما تقدم.

والشهاب أحمد العجمي (1) وأبي مهدي الثعالبي وأبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي، وبه تخرج، والولي العارف أبي عبد الله الواوزغتي، وعلى يده فتح له، وغيرهم. وكان نادرة من نوادر المغرب وراوية من رواة الدنيا، حلاه تلميذه الشهاب أحمد البوني ب " الإمام الحافظ الحجة المحدث الناقد. . الخ " وحلاه الشيخ محمد سعيد سنبل في أوائله بالحافظ، وقال عنه تلميذه الشيخ عبد القادر بن عبد الهادي الدمشقي حسبما نقله عنه في " خلاصة الأثر ": " إنه كان يعرف الحديث معرفة ما رأينا من يعرفها ممن أدركناه، اه ". وفهرسته " صلة الخلف بموصول السلف " نادرة في بابها جودة واختياراً وترتيباً، ليس في فهارس أهل ذلك القرن الحادي عشر بالمشرق والمغرب ما يشابهها أو يقاربها عدا كنز أبي مهدي الثعالبي فأنه أجمع وأوسع، وبالجملة فنفسه فيها نفس المتقدمين، قال عنه الشمس ابن عابدين في " عقود اللآلي ": " انه سلك فيها سبيل الاطناب وأتي فيها بالعجب العجاب، اه " ومعتمده فيها غالباً أسانيد الشمس ابن طولون محدث الشام، ابتدأها بأسانيده العمومية إلى كبار المسندين كابن حجر، ثم بحديث الأولية، ثم بأسانيد الكتب العشرة، ثم أسانيد المصنفات مرتبة على حروف المعجم، ثم ختمها بأسانيده للفقه على المذاهب الأربعة وبقية العلوم، وختم بأسانيد طريق القوم وتسمية بعض من لقي منهم ورأى من عجائبهم، وهي في مجلد وسط، وقفت على نسخة منها عند ابن خالنا أبي عبد الله صاحب " السلوة " عليها خط مؤلفها ابن سليمان مجيزاً لأبي عبد الله محمد بن عبد العزيز بن القاضي الفاسي، وهي بتاريخ 1086. ومن هذه النسخة العتيقة نقلت الفرع من الصلة الموجود بمكتبتنا والحمد لله. وكنت وقفت على نسخة أخرى عند الشيخ حمد أبي الخير المكي بمكة على أولها بخط النور العجيمي: " وبعد فقد استجاز العبد حسن بن عليّ

_ (1) ذكر رواية المترجم عنه فهرسة ابن عابدين في فهرسته ولم أجد له ذكراً في صلة المترجم (المؤلف) .

العجيمي الحنفي لنفسه وللمنلا إبراهيم بن حسن الكوراني والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدنيين والشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي والشيخ عبد الله بن محمد العياشي من مصنف هذه الفهرسة، فأجاز لي ولهم جميع مروياته، وأسمعني الأولية بشرطها، وكتب خطه بذلك " اه. كلام العجيمي، وإثره تصحيح ذلك بخط الشيخ الرداني بتاريخ 1086. وبخط الرداني على هذه النسخة أيضاً بصلته لمحمد بن عبد الرسول البرزنجي ولأولاده، وعليها بخط السيد الحسن البرزنجي: " أجاز لي الثبت شيخنا عبد الله بن سالم البصري عن مؤلفه، اه " وتوجد نسخة أخرى منها أيضاً بمكتبة باريز العمومية. كما استفدت بتتبع التواريخ والإثبات أن المؤلف أجاز بصلته أيضاً لجماعات كالياس بن إبراهيم الكوراني ومحدث الشام أبي المواهب ابن عبد الباقي الحنبلي والبصري وأبي طاهر ابن المنلا إبراهيم الكردي وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي وأبي الحسن عليّ بن أحمد الحريشي، دفين المدينة المنورة، والبرهان إبراهيم الدرعي السباعي والمعمر محمد ابن سنة الفلاني السوداني والشهاب أحمد بن قاسم البوني الجزائري والوجيه عبد الرحمن بن محيي الدين المجلد الدمشقي وعبد الكريم بن محمد بن كمال بن حمزة الدمشقي ومحمد بن عمر بن سالم شيخا الباعلوي ومحمد أمين بن فضل الله المحبي صاحب " خلاصة الأثر " وغيرهم. نروي ما له من طريق جميع من ذكر عدا عبد الكريم ابن حمزة ومن ذكر بعده، ونروى الصلة أيضاً عن الشيخ أحمد رضا عليّ خان، عن آل الرسول الأحمدي، عن عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه ولي الله، عن محمد وفد الله ابن الشيخ محمد بن سليمان وأبي طاهر الكوراني، كلاهما عن والد الأول المترجم. ح: ونرويها عن أبي اليسر المهنوي المدني، عن الأستاذ ابن السنوسي، عن ابن عبد السلام الناصري، عن أبي العلاء العراقي، عن أبي الحسن الحريشي عن الرداني.

ووقفت في مكتبة المسجد الحرام بمكة المكرمة على نسخة أخرى من الصلة عليها خط الشيخ صالح الفلاني المدني، وعليها بخط إجازته بها لعلي بن عبد الفتاح القباني قال: " حسبما أجازنيه الشيخ الشريف سليمان بن محمد الدراوي عن مؤلفه محمد بن محمد بن سليمان الدراوي وكتبه صالح بن محمد الفلاني " اه من خطه. ونرويها من طريق الفلاني عن سليمان الدرعي المذكور من مؤلفها وهو سياق غريب. وأعلى مابيننا وبينه أربعة عن شيخنا السكري والحبال، كلاهما عن الوجيه الكزبري. ح: وعن أبي النصر الخطيب، عن عمر الغزي الدمشقي، كلاهما عن مصطفى الرحمتي، عن صالح الجنيني عن ابن سليمان عامة. ومنها عن الشهاب أحمد البرزنجي وغيره، عن أبيه، عن إسماعيل، عن صالح الفلاني عن ابن سنة الفلاني، وسليمان الدراوي عن مؤلفها عالياً. ولا شك ان هذا السند والذي قبله في غاية العلو لمن عرف العالي والنازل لأن ابن سليمان منذ مات إلى الآن نحو المائتين وخمسين سنة، فأربعة وسائط في هذه المدة تيسير عجيب. ولكن أين هذا مما ذكر الذهبي لما ترجم لأبي القاسم البغوي فإنه قال: له منذ مات أربعمائة سنة وثماني سنين وهذا الشيخ الحجار بينه وبين البغوي أربعة أنفس وهذا شيء لا نظير له في الاعصار، اه " (1) . تنبيه: كان للمترجم ولد اسمه محمد ولقبه وفد الله، نتصل به من طريق ولي الله الدهلوي عنه عن أبيه. ولغرابة ترجمته بل خبره ربما أنكر وجوده بعض من لقيناه بالمشرق قائلاً لعل رجلاً دخل الهند فنسب نفسه إلى الرداني، ولكن قد عرفه وعرف به وترجمه الكاتب المؤرخ النسابة أبو محمد عبد القادر المدعو الجيلاني السحاقي من أعيان الدولة الإسماعيلية المغربية في رحلته الحجازية التي دون فيها حجة الأميرة خناثة بنت بكار زوجة سلطان المغرب المولى إسماعيل إبن الشريف العلوي، قال: " وممن لقيناه بالمسجد الحرام وتكررت

_ (1) ميزان الاعتدال 2: 72 (المؤلف) " قلت: انظر 2: 493 ط. البجاوي "

مجالستنا معه الفقيه الوجيه السري النزيه السيد محمد بن الفقيه العلامة الرحالة الورع الزاهد السيد محمد بن سليمان الرداني، وولده هذا له دار قرب المسجد الحرام ورثها عن أبيه ملاصقة للحرم الشريف، تنوسيت فيه النسبة إلى سوس بالكلية: وما يلد الإنسان غير الموافق ... ولا أهله الأدنون غير الأصادق وذكر انه وقف معهم في شراء دار من ورثة الشيخ عبد الله بن سالم البصري لتحبسها الأميرة المذكورة (انظر الجزء الأول من الرحلة المذكورة وهو موجود بخزانة القرويين بفاس ". ومن شيوخ محمد وفد الله المذكور دون والده العجيمي والبصري، ويروي الأحزاب القادرية والشاذلية والنووية والمشيشية والزروقية عن محمد بن أحمد العياشي عن شارح الوظيفة الزروقية عبد الرحمن بن أحمد العياشي عن حمزة بن أبي سالم عن أبيه بأسانيده. تنبيه: قد علمت أن الرداني مات سنة 1094، وقد كنت أظن أن آخر من عاش من المجازين منه الشيخ صالح الجنيني الذي مات سنة 1170 بدمشق، ثم وجدت في ترجمة مفتي المالكية بدمشق المعمر أبي الفتح جمال الدين يوسف ابن محمد بن محمد بن يحيى المالكي الدمشقي المتوفى سنة 1173 عن نحو التسعين من " سلك الدرر " (1) أنه أجاز له المترجم، فيكون آخر من عاش من المجازين منه. وإن صح أن ابن سنة الفلاني أجيز من الرداني أيضاً، وهو ما للفلاني في فهرسه الكبير، يكون آخر الرواة عنه مطلقاً لأنه مات سنة 1186 كما للفلاني أيضاً، والله أعلم. 215 - الرندي (2) : أبو عليّ عمر بن عبد المجيد بن عمر الأزدي المعروف بالرندي من أهلها، روى عن أبي زيد السهيلي وعنه أخذ الأدب والعربية

_ (1) سلك الدرر 4: 244. (2) ترجمة الرندي في التكملة رقم: 1828 وصلة الصلة: 67 (رقم: 126) والإحاطة 4: 107.

وبه تفقه وإياه اعتمد، وأخذ عن غيره بمالقة وغرناطة وقرطبة وإشبيلية وسبتة والجزيرة الخضراء، وأجاز له جماعة من أهل المشرق كبير عددهم، وذكرهم في برنامجه، كالخشوعي والارتاحي والحرستاني وغيرهم، وحدث عن السلفي الحافظ بإجازته العامة التي كان قد كتبها في رمضان سنة ستين وخمسمائة لكل من كان موجوداً من أهل أصبهان وغيرها من بلاد المسلمين في التاريخ، وردت منها نسخة للمغرب وعليها خط السلفي بالتصحيح، وجلبها إلى بلاد المغرب أبو الحجاج ابن الشيخ، وبها حدث الرندي عن السلفي. وقد أطلق بعض من أخذ عن الرندي عنان العبارة وذكر السلفي في شيوخ الرندي، ولم يبين وجه الحمل جهلاً منه أو تجاهلاً، فإن هذا الضرب من الإجازة ضعيف جداً والمنكرون له كثير، فالوجه لمن روى به أن يبين. وكذلك حدث الأستاذ أبو عليّ الرندي أيضاً عن أبي مروان بن قزمان بإجازته العامة سنة 604، والحال كالأول سواء، وقد عمل الأستاذ أبو عليّ على هذا فأجاز أيضاً كل من كان موجوداً في شعبان سنة 613، والله ينفعهم بمقاصدهم. ألف أبو عليّ برنامجاً جامعاً حافلاً هو من معتمدات البرامج، حرر فيه أسانيده وأتقنها غاية وأمعن، مات سنة 616. أروي ما له من طريق ابن مرزوق الخطيب عن أبي عبد الله الطنجالي عنه. 216 - الرصاع (1) : هو قاضي الجماعة بتونس أبو عبد الله محمد بن قاسم الأنصاري التونسي، أخذ عن جماعة من أصحاب ابن عرفة كالبرزلي وأبي القاسم العيدروي وابن عقاب. له تذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين،

_ (1) ترجمة الرصاع في شجرة النور: 259 والضوء اللامع 8: 287 والبستان: 283 والحلل السندسية: 689 ودرة الحجال: 140 والزركلي 7: 228 وإيضاح المكنون 1: 276 وهدية العارفين 1: 95 وقد طبع فهرست الرصاع بتونس (1967) بتحقيق محمد العنابي.

وجزء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وشرح على البخاري اختصر فيه فتح الباري، وشرح حدود ابن عرفة، وأفرد الشواهد القرآنية من مغني اللبيب لابن هشام ورتبها على السور، وكل هذه المؤلفات عندي وخصوصاً شرح البخاري، فإن جزءاً منه عندي عليه خطه. مات سنة 894 " ترجمة الحافظ السخاوي في الضوء اللامع " له فهرسة جيدة ملأها بأخبار مشايخه ووقائعهم ونوادرهم وهي حلوة، وقفت عليها بتونس، نتصل به من طريق الشيخ زروق عنه. 217 - الرضي الطبري (1) : أروي فهرسته من طريق ابن جابر عنه ومن طريق ابن الأحمر عن ابن الخشاب عنه. 218 - الرضوي: هو الإمام العارف المحدث المسند الطبيب الماهر الرحال الجوال أبو عبد الله محمد صالح، الرضوي نسباً السمرقندي أصلاً ومولداً البخاري طلباً للعلم وشهرة الاورنقاباذي نزيلاً ومفتياً ثم المدني مسكناً ومدفناً، المتوفى بها سنة 1263. حلاه في " تذكرة المحسنين " ب " سيدنا وشيخنا العلامة الشهير، الحجة المشارك النحرير، العامل العالم الواقف مع الكتاب والسنة في سائر أحواله، العارف بالله المتبحر في العلمين الحافظ لحديث رسول الله وصحيح أقواله، اه " وحلاه تلميذه أبو عبد الله كنون الفاسي ب " العلامة الحافظ المحصل البركة " " باختصار ". هذا الشيخ أصله من سمرقند وبه ولد، ودخل بخارى والهند واليمن والحجاز وتونس والجزائر ومصر والمغرب الأقصى، وأخذ عنه ورزق سعداً

_ (1) هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري الشافعي المكي (636 - 722) ؛ وانظر ترجمته في الدرر الكامنة 1: 56 وذيل عبر الذهبي: 124 ورحلة التجيبي: 380 ودرة الحجال 1: 187 وبرنامج الودياشي: 80.

في التلاميذ وإقبالاً عظيماً بحيث أخذ عنه في كل بلد ومصر أعيانه وكباره، وما في " عمدة الإثبات من " أن مما يتعجب منه أن المترجم مع جولاته شرقاً وغرباً ما وجد مجازاً منه في غير الجزائر إلا قليلاً، اه " نشأ من عدم جولان الأستاذ ابن عزوز في مصر والحجاز والمغرب الأقصى، بل لم يطلع رحمه الله على رواية بلديه ووزير دولته الشيخ عبد العزيز بوعتور التونسي عن المترجم، ولله في خلقه شؤن. وللمترجم مؤلفات أكثرها في التصوف وعلوم الأسرار والاسناد والمسلسلات، وعمدته في الهند رفيع الدين القندهاري، وفي الحجاز عمر بن عبد الرسول العطار والسيد عليّ البيتي الباعلوي يروي عنهم عامة ما لهم. ورحل إلى المغرب بقصد لقاء الشيخ العارف الأديب الرحلة أبي حفص عمر بن المكي الشرقاوي البجعدي فأخذ عنه وأجازه، وبقي بفاس إلى أن مات شيخه المذكور فغسله وصلى عليه، وحين أقبره بارح المدينة. ويروي أيضاً عن الشمس محمد ابن مصطفى الأيوبي الرحمتي سنة 1247، عن زاهد أفندي بمكة، عن العجلوني أوائله. وروى المسلسل بالفاتحة عن صالح جمل الليل عن عبد المحسن العلوي عن إبراهيم أسعد المدني عن ابن الطيب المغربي عن أبي العباس ابن ناصر عن عبد المؤمن الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد حصل بجولان المترجم في أفريقية، خصوصاً ببلاد الجزائر والمغرب الأقصى، روجان لعلم الحديث ورواته فإنه نشر أسانيده وبث علومه، ولا يزال ذكره بالجزائر إلى الآن غضاً طرياً كأنه خرج منها البارحة، فجزاه الله خيراً ومثوبة وأجراً. أجاز المذكور لكثيرين شرقاً وغرباً: فبمصر البرهان السقا وتلميذه الشمس الأنبابي وأبي العز الباقي نزيل مصر وأبي خضير الدمياطي المدني وشيخنا حسين بن محمد منقارة الطرابلسي الأزهري، وأرانا إجازته له الممضاة بخطه، ومضطفى المبلط الأزهري، وبتونس الشيخ محمد بيرم الرابع والشيخ محمد

ابن سلامة مفتي تونس والشيخ محمد العذاري باشا مفتي صفاقس والشيخ عبد العزيز بوعتور وزير تونس، وقفت على إجازته له بخطه عند سبطه صديقنا قاضي تونس العلامة الشيخ محمد طاهر بن محمد ابن عاشور السلوي أصلاً التونسي داراً، وغيرهم، والجزائر شيخ الجماعة بها عليّ بن الخفاف والشيخ عبد الرحمن بن الأمين والشيخ مصفى بن الحرار والشيخ حميدة بن محمد العمالي ومحمد بن مصطفى غرناوط والشمس محمد بن القزادري وعلي بن عبد الرحمن ابن خوجة المعروف بابن سماية وغيرهم ممن يقرب عددهم من العشرين عندي أسماؤهم بخط الثاني، بل كلفه يكتب أسانيده في ورقات بيضاء وختمها بختمه وأعطاها له ليجيز بها عنه من أراد، فكانت بيده شبه وكالة عنه في الإجازة. وقد ظفرت في الجزائر ببعض هذه الأوراق البيضاء مختومة بختمه رحمه الله. وبفاس أجاز لقاضيها محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج ومحمد بن المدني كنون ومحمد بن إبراهيم السلوي الفاسي وعمر بن الطالب ابن سودة وعبد الكبير بن المجذوب الفاسي، وقفت على إجازته له بخطه، وعلي بن محمد بن عمر الدباغ، وعندي إجازته له بخطه، ومحمد مسطس السلوي، وقفت على صورة إجازته له وهي عندي، وإدريس بن محمد بن أحمد السنوسي، وقفت على إجازته له الممضاة بخطه عند ولد المجاز بطنجة، وصالح بن التهامي ابن المير الشرقاوي الأزموي دفين سطات وغيرهم، وبمكناس لقاضيها العباس بن محمد بن كيران، وعندي صورة إجازته له وهي مطولة، وبالعرائش لجماعة، وبالمدينة المنورة للسيد هاشم بن محمد الحبشي ومحمد العزب الدمياطي ومحمد أمين الكردي وعطية القماش الدمياطي، وبمكة لعبد الله كوجك البخاري وغيرهم، مما استوعبه كتابنا المؤلف في أخباره وآثاره ومشيخته وتلاميذه وكتبه، وهو كتاب نفيس يخرج في مجلد. قال في " النفح المسكي ": " تزوج عشرة نساء وأولد له منها وخلف أبناء صغاراً في بلدة أورنقاباذ، ولم يجز أحداً منهم، رأيت بعضهم حين دخلت أورنقاباذ فوجدته لم يمس شيئاً من العلم، وهذه سنة الله جارية، اه ".

نروي عنه من طريق جل من ذكر من أصحابه، وأتصل به عالياً عن شيخنا مسند الجزائر عليّ بن أحمد بن موسى وحسين بن محمد منقارة الطرابلسي، كلاهما عنه، عامة للأول وإجازة بالكتب الستة والموطاً وفقه الحنفية وبعض المسلسلات للثاني، وكل منهما أجازني، الأول مكاتبة من الجزائر، والثاني مشافهة بمصر. وأما نازلاً بواسطتين فعن عبد الله الكامل بن محمد الامراني عن كنون والفاسي، كلاهما عنه، وعن عبد الله بن إدريس السنوسي وعبد الملك العلمي، كلاهما عن والد الأول عنه، وعن محمد بن إبراهيم السباعي وشيخنا محمد الفضيل بن الفاطمي الشبيهي الزرهوني والشيخ سالم بوحاجب والشيخ الطيب النيفر وغيرهم عن أبي حفص عمر بن الطالب ابن سودة عنه. وأخبرنا الأستاذ محمد المكي ابن عزوز عن ابن الحفاف وابن االقزادري وابن سماية ثلاثتهم عنه، وأخبرنا المعمر الشيخ أحمد بوكندورة الجزائري عن ابن الحفاف عنه، وأخبرنا الشيخ عبد الحليم بن عليّ خوجة عن أبيه عنه، وأخبرنا الخطيب أبو جيدة الفاسي عن هاشم الحبشي ومحمد أمين الكردي كلاهما عنه، وأخبرنا الشيخ محمد الشريف الدمياطي عن الشمس الانبابي وعطية القماش ومحمد أبي خضير كلهم عنه. ح: وأخبرنا الشيخ الطيب النيفر وسالم بوحاجب كلاهما عن الشيخ محمد بيرم الرابع عنه، وأخبرنا أبو الحسن بن ظاهر عن الشمس أبي خضير الدمياطي والبرهان السقا كلاهما عنه، وأخبرنا الشيخ عبد الجليل برادة عن عبد الكبير الفاسي وغيره عنه، وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عليّ الحبشي بالإسكندرية عن محمد بن إبراهيم السلاوي عنه، وأخبرنا الشيخ أبو الخير مرداد المكي الحنفي ومحمد بن محمد المرغني بالإسكندرية، كلاهما عن عبد الله بن كوجك. (وانظر مسلسلات الرضوي في حرف الميم) (1) . 219 - رضوان الجنوي (2) : رضوان بن عبد الله الجنوي محدث فاس

_ (1) انظر رقم: 416 فيما يلي. (2) ترجمته في صفوة من انتشر: 6 واليواقيت الثمينة 1: 151 وتاج العروس 10: 78 والزركلي 3: 53 (وأغفل ذكر فهرس الفهارس) .

وورعها وزاهدها الذي قال فيه الشيخ القصار: " لو أدركه أبو نعيم لصدر به حليته ". ووقفت على تحليته بخط الشيخ أبي محمد عبد الواحد ابن عاشر في إجازة له ب " الشيخ الشهير الكبير الإمام الصالح العامل محيي السنة بعد اندراسها ومحيي الطريقة الصوفية بعد انطماسها الخاشع المتبتل الزاهد العابد ". يروي عن سقين العاصمي ما له قاله البوسعيدي في " بذل المناصحة " عقب سياقه إجازة شيخه مولاي عبد الله بن عليّ له بعدة فهارس: " لم يذكر فهرسة سيدي رضوان عن سقين، فقد حدثني بعض الشرفاء أنه قال فرطنا في أسانيد أو قال فهرسة سيدي رضوان، وبعث لمن يبحث له عنها في مدينة فاس وكتب له منها جملة ". اه. وأخذ أيضاً عن أبي عبد الله الخروبي الطرابلسي وأبي عبد الله محمد بن عليّ الشطيبي الزروالي والشيخ أبي محمد عبد الله الغزواني دفين مراكش وغيرهم. أروي ما له من طريق الشيخ القصار عنه. مات سيدي رضوان بفاس سنة 991، وأفرد ترجمته بالتأليف تلميذه المرابي (1) وهو عندي بخطه. وللمترجم تخريج أحاديث الشهاب للقاضي القضاعي، وفي شرح أبي حامد العربي بن يوسف الفاسي على منظومته في الاصطلاح: " أن سيدي رضوان كان في الحديث إمام وقته، وكان هو أخذه عن محدث المغرب في وقته شيخ الإسلام سقين، ولازمه واختص به السنين الطويلة محصلاً ما عنده، وسيدي رضوان هو الذي خلفه لما مات، اه " وفي " معين القاري لصحيح البخاري " للشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي نقلاً عن شيخه أبي الحسن عليّ البطيوي في حق المترجم: " كان له باع طويل في معرفة الصحيحين، وقال لي شيخنا القصار عنه انه قال: بقيت مدة طويلة وأنا أميز بين ما انفرد به البخاري من الأحاديث وما انفرد به مسلم وما اتفقا على تخريجه، ثم اختلط عليه ذلك آخر عمره، اه " وفي " مرآة المحاسن " عنه " إمام أهل الزهد والورع والعلم والعمل على سنن السلف الصالح وحفظ الحديث وروايته في وقته، اه " وكان خط

_ (1) هو أحمد بن موسى المرابي الأندلسي، وله كتاب " تحفة الإخوان ".

سيدي رضوان هذا في غاية الجودة والرونق، وقفت على مجموعة كانت له بخزانة تازا نقلت من خطه فيها: أنشد العلامة ابن غازي في آخر شرحه لرجزه في الحساب لخلف الأحمر: لنا صاحب مولع بالخلاف ... كثير الخطاء قليل الصواب ألج لجاجاً من الخنفساء ... وأزهى إذا ما مشى من غراب ومن خط سيدي رضوان أيضاً: يقول كاتب هذه الحروف رضوان ابن عبد الله، أحسن الله قبول سعيه: سمعت الشيخ سيدي عبد الرحمن سقين وهو على المنبر يوم جمعة يخطب أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلاً فقال فيما أوصاه به لا تتهم الله في شيء قضاه عليك، اه. من خطه رحمه الله. 220 - الرعيني (1) : هو الإمام المحدث الرحالة أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن عثمان، الأندلسي النجار الفاسي الدار المعروف بالرعيني وبالسراج، أخذ عن نحو الستين شيخاً من المغاربة والمشارقة كأبي حيان وابن رشيد وابن سيد الناس اليعمري وابن الشاط وأبي القاسم التجيبي، وأجازه ابن خليل السكوني ومحمد بن عليّ الصديني الغماري والمشدالي وابن عبد الرفيع التونسي وابن عبد السلام الهواري وابن البنا وأبو الحسن الواني وغيرهم. ولد سنة 685 ومات سنة 771. أروي فهرسته من طريق ابن الأحمر والمنتوري والسراج كلهم عنه، قال ابن الأحمر في فهرسته: " أجازني إجازة عامة " ومن تآليف المترجم: المغرب في جملة من صلحاء المشرق والمغرب، وتحفة الناظر ونزهة الخواطر في غريب الحديث، ونظم مراحل الحجاز، والروضة البهية في البسملة والتصلية.

_ (1) ترجمة الرعيني في جذوة الاقتباس: 235 وشجرة النور: 236 (وفيه أن وفاته كانت سنة 779) ودرة الحجال: 270 والزركلي 7: 11.

ولهم رعيني آخر (انظر معجم الرعيني من حرف الميم وعيسى من حرف العين) (1) . 221 - رفيع الدين القندهاري: هو رفيع الدين بن شمس الدين بن القاضي عبد الملك العمري القندهاري الإمام المحدث العارف المسلك المعمر، ولد بقندهار قرة بقرب حيدراباد الدكن من أرض الهند سنة 1164، أخذ عامة عن خير الدين السورتي الهندي والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني آخر تلاميذ البصري في الدنيا، وعنهما كان يروي ثبته الأول عن محمد حياة السندي عن البصري والثاني عن البصري عالياً، وأخذ أيضاً عن السيد زين العابدين البرزنجي المدني وعثمان الشامي، وأخذ رواية القرآن الكريم والحديث المسلسل بالضيافة عن محمد حياة بن طالب عليّ خان الدهلوي كما أضافه هو محمد صفور في الحادة محل بين مكة وجدة وهو أضافه أبو الحسن السندي في المدينة، كما أضافه هو محمد حياة السندي، كما أضافه عبد الله بن سالم البصري، بأسانيده. مات رفيع الدين المذكور بقندهار سنة 1241. له رسالة في التعريف بنفسه وشيوخه وأسانيده ألفها بالفارسية اسمها " أنوار القندهار ". نروي ما له من طريق تلميذه الرضوي، وهو شيخ سلوكه وإليه ينتسب، بأسانيدنا إليه السابقة عنه، وعن الشيخ خضر بن عثمان الرضوي عن شهاب الدين العمري القندهاري أحد نسباء رفيع الدين عنه، وعن صاحبنا أحمد بن عثمان العطار عن الشيخ الصالح الناسك شاه عليم الدين بن رفيع الدين المذكور الحيدرابادي المولود في حدود سنة 1232 والمتوفى سنة 1316 بحيدرأباد عن أبيه عالياً. وكان صاحبنا المذكور يفخر بلقي هذا الرجل، وهو جدير بذلك لأنه شارك الرضوي في شيخه، وبينه وبين البصري وسائط ثلاثة، فعلا سنده عن معاصريه بدرجة. 222 - الرياحي (2) : هو عالم الديار التونسية وشيخ الجماعة بها أبو إسحاق

_ (1) انظر ما يلي رقم: 223 ورقم: 448. (2) اليواقيت الثمينة 1: 89 وشجرة النور: 386 ومعجم سركيس: 1381 والزركلي 1: 41 (وأغفل فهرس الفهارس) .

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد بن إبراهيم الطرابلسي الأصل الرياحي التونسي الدار المالكي، ولد سنة 1180 بتستور وقدم تونس أواخر القرن الثاني عشر، وأخذ بتونس عن مشيختها حمزة الحباش المتوفى عام 1217 وعن المحجوب والشيخ إسماعيل التميمي والشيخ صالح الكواشي المتوفى سنة 1218 ومحمد الفاسي فمن دونهم، وروى عامة عن حسن بن عبد الكريم الشريف عن الغرياني وغيره، ويروي حسن الشريف الصحيح بسنده عن آبائه وعن أبيه عبد الكريم عن أحمد المكودي عن الحريشي بسنده، ودخل المغرب الأقصى عام 1216 فاستجاز في سلا مسندها وأديبها ومفتيها أبا عبد الله محمد الطاهر بن المير السلوي المتوفى بها سنة 1220، وروايته عنه من أعلى ما حصل له، ودخل مصر سنة 1241 فاستجاز الشيخ الأمير الصغير في ثبت والده فأجازه، وسمع الأمير الصغير من المترجم حديث الأولية بشرطه، ودخل الحجاز مرة ثانية سنة 1252 فأخذ عن حافظه الشيخ عابد السندي وأجازه بثبته " حصر الشارد " وتدبج سنة 1243 مع مسند الرباط ابن التهامي ابن عمرو الأنصاري لما ورد لتونس، وكتب له إجازة مطولة في خصوص الرحلة العياشية وما تضمنته، ورفع له السند فيها عن ابن عبد السلام الناصري عن راهب الإسلام أحمد بن محمد الورزازي التطواني عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر عن أبي سالم العياشي. ح: وعن شيخه الناصري المذكور عن أبي عبد الله جسوس عن أبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي عن أبي سالم وعن الشيخ الرهوني محشي الزرقاني والناصري كلاهما عن الشيخ التاودي ابن سودة عن أبي الحسن الحريشي عن أبي سالم. ويرويها الناصري أيضاً عن الحافظ مرتضى الزبيدي بسنده، ويرويها ابن التهامي عن عبد الله الجكني الصحراوي عن والده عبد الودود الجكني عن والده عبد الودود عن أبي العباس الخطاط عن أبي العباس ابن ناصر عن أبي سالم. قلت: انظر لم أغفل صاحب " تعطير النواحي " سياق مثل هذه الإجازة الفائقة، وإن كان في بعض الأسانيد المساقة فيها نظر.

أجاز البرهان الرياحي لكثيرين كالشمس محمد بن الخوجة وولده شيخ الإسلام أحمد والشمس محمد بن أحمد النيفر وشيخ الإسلام أحمد بن حسين والشمس محمد بيرم الرابع والشيخ محمد بن سلامة القاضي المالكي بتونس وشيخ الإسلام بالآستانة عارف حكمت واقف مكتبة المدينة بإجازة نظمية وغيرهم، وتوفي المترجم في 27 رمضان عام 1266 بتونس ودفن بها. ومن النوادر عنه أن الشيخ محمد النيفر استجازه وكان بين يديه نسخة من القطب على الشمسية فهم المترجم أن يكتب له عليه الإجازة ثم رغب أن يحضر كتاباً آخر في فن آخر قال: لاختلاف العلماء في جواز الاشتغال بالمنطق فكتب له على الزرقاني على (خ) الإجازة. نروي ما له من الأسانيد والمؤلفات من طرق: منها عن قاضي القيروان محمد العلاني عن الشيخ محمد بوهاها القيرواني عنه، ومنها عن الشيخ الوالد وغيره من أصحاب البرهان السقا المصري عنه عن المترجم، ومنها عن مفتي تونس الشيخ محمد بن يوسف الحنفي الجركسي عن شيخ الإسلام أحمد بن حسين الكافي التونسي عنه، ومنها عن الشيخ فالح المدني عن محمد بن الطاهر الغاتي عنه، ومنها وهو أعلاها عن بقية تلاميذه في الدنيا صهره الشيخ الطيب النيفر والشيخ سالم بوحاجب كلاهما عنه. وأنشدني الشيخ الطيب المذكور لشيخه المترجم: أهل الحديث طويلة أعمارهم ... ووجوههم بدعا النبي منضرة وسمعت من بعض المشايخ أنهم ... أرزاقهم أيضاً به متكثرة للمترجم مولد نبوي مستعمل بالقطر التونسي، وختم صحيح البخاري، ورد على الوهابية، قرظه شيخ الإسلام الشيخ محمد بيرم الثالث، وغيرها (وانظر بسط ترجمة المترجم في " مسامرة الظريف " من صحيفة 142 إلى صحيفة 250) .

223 - ابن رافع (1) : هو الإمام الحافظ تقي الدين أبو المعالي محمد بن رافع السلامي، أكثر جداً عن شيوخ مصر والشام، ترجمه الحافظ ابن حجر في " انباء الغمر " قال: " قدمه السبكي على ابن كثير وغيره، وقال لي شيخنا العراقي: كان يقدمه لمعرفته بالأجزاء وعنايته بالرحلة والطلب، قال الحافظ: والانصاف ان ابن رافع أقرب إلى وصف الحفظ على طريقة أهل الحديث من ابن كثير، اه ". وفي " تدريب الراوي ": " سأل شيخ الإسلام ابن حجر شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي عن أربعة تعاصروا أيهم أحفظ: مغلطاي وابن كثير وابن رافع والحسيني، فأجاب، ومن خطه نقلت، أن أوسعهم اطلاعاً وأعلمهم بالأنساب مغلطاي على أغلاط تقع منه في تآليفه، وأحفظهم للمتون والتواريخ ابن كثير، وأقعدهم بطلب الحديث وأعلمهم بالمؤتلف والمختلف ابن رافع، وأعرفهم بشيوخ المتأخرين وبالتاريخ الحسيني وهو أدونهم في الحفظ. وجمع ابن رافع معجمه في أربع مجلدات وهو غاية في الضبط والاتقان، وله أيضاً الذيل على تاريخ بغداد لابن النجار، والذيل على تاريخ دمشق للبرزالي، وخرج له الحافظ الذهبي جزءاً حدث به مرات، وذكره في معجمه المختص ومعجم شيوخه. ولد بمصر سنة 704 ومات بدمشق سنة 774. أرويه وكل ما له من طريق السيوطي عن التقي بن فهد عن الحافظ جمال الدين ابن ظهيرة وعلي بن سلامة كلاهما عنه. 224 - ابن ربيع (2) : القاضي أبو الخير محمد بن ربيع له برنامج.

_ (1) الدرر الكامنة 4: 56 وأنباء الغمر 1: 47 وشذرات الذهب 6: 234 وذيل طبقات الحفاظ: 52 والزركلي 6: 360. (2) أكبر الظن أن المؤلف يعتمد صلة الصلة في ترجمة يحيى بن محمد ابن يحيى السكوني (ص 196 رقم: 388) إذ جاء فيها: روى عنه صاحبنا القاضي أبو الحسين (لا أبو الخير) محمد بن ربيع وذكره في برنامجه.

225 - ابن ربيع (1) : هو القاضي أبو عامر يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن ربيع الأشعري من أهل قرطبة، له برنامج. ابن رجب الحنبلي الحافظ: (انظر المشيخات في مشيخة ابن رجب) (2) . 226 - ابن رزق (3) : هو الفقيه أبو بكر يحيى بن محمد بن رزق، له فهرسة نرويها بسندنا إلى الحافظ ابن خير عن مؤلفها صاحبها بروايته لها عنه. 227 - ابن رزين (4) : هو أبو الحسن عليّ بن محمد بن أبي القاسم بن رزين التونسي المرسي، له رواية واسعة وأجازه خلق كثير، وله في ذلك فهرسة جمعها فحسن ونمق أرويها من طريق العبدري الحيحي عنه. 228 - ابن رضوان (5) : هو الشيخ الفقيه النحوي الكاتب البليغ الخطيب أبو القاسم عبد الله بن الوزير أبي الحجاج يوسف بن رضوان المالقي الفاسي الأنصاري، أروي فهرسته من طريق السراج وابن الأحمر كلاهما عنه. 229 - ابن عبد الرفيع: أروي فهرسته من طريق ابن جابر عنه. 230 - ابن الرفيق: هو أبو عبد الله محمد بن حوا المعروف بابن الرفيق المستغانمي، له فهرسة نرويها من طريق الأستاذ ابن السنوسي عن عمه السيد محمد العربي بن السنوسي وغيره عنه.

_ (1) في الأصل: بحر بن عبد الرحمن، وهو خطأ وصوابه من التكملة رقم: 2068 وصلة الصلة: 195 (رقم: 387) وذكر أن له برنامجاً. (2) رقم: 293. (3) فهرسة ابن خير: 437 وليحيى بن محمد بن رزق ترجمة في الصلة: 636 توفي سنة 560. (4) رحلة العبدري: 252 - 255. (5) راجع دراسة كتبتها عن ابن رضوان وكتابه الشهب اللامعة في كتاب العيد المئوي للجامعة الأميركية (1966) وفيها ثبت باهم المصادر عنه.

231 - ابن الرقاق (1) : هو الشيخ الراوية أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي ويعرف بابن الرقاق، نروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عنه إجازة. 232 - ابن الرومية (2) : هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن أبي الخليل مفرج الأموي الإشبيلي المعروف بابن العشاب وبابن الرومية، وهي أشهرها وألصقها به، قال ابن الخطيب في " الإحاطة ": " كان نسيج وحده وفريد دهره إماماً في الحديث حافظاً ناقداً ذاكراً تواريخ المحدثين وأنسابهم وموالدهم ووفياتهم وتعديلهم وتجريحهم، عجيبة نوع الإنسان في عصره وما قبله وما بعده في معرفة النباتات وتمييز العشب وتحليتها، قام على الصناعتين لوجود القدر المشترك بينهما، وهما الحديث والنبات إذ موادهما الرحلة والتقييد وتصحيح الأصول وتحقيق المشكلات اللفظية وحفظ الأديان والأبدان " اه. كلام الإحاطة فيه، ونقلته للاعتبار به. ومشيخته البحر الذي لا نهاية له، روى بالأندلس والمغرب وكاتب أهل الجهات ورحل سنة 612 وأقام في رحلته ثلاث سنوات. قال ابن الخطيب: " وبرنامج روايته يشتمل على مئين عديدة مرتبة أسماؤهم على البلاد العراقية وغيرها لو أتينا بها لاستغرقت الأوراق

_ (1) فهرسة ابن خير: 436؛ وابن موهب من أهل المرية روى عن أبي العباس العذري الدلائي وغيره، وله في تفسير القرآن كتاب مفيد، توفي سنة 532 (الصلة: 405) . (2) ترجمة أبي العباس ابن الرومية في الإحاطة 1: 207 والتكملة 1: 121 والذيل والتكملة 1: 487 والديباج المذهب: 42 والوافي 8: 45 واختصار القدح: 181 وتذكرة الحفاظ: 1425 وابن أبي أصيبعة 2: 81 والشذرات 5: 184.

وخرجت عما قصدت " وأفرد بالتأليف. ولد سنة 561 ومات بإشبيلية سنة 637. وله المعلم في زوائد البخاري على صحيح مسلم، ونظم الدراري فيما انفرد به مسلم عن البخاري. أروي ما له من طريق أبي إسحاق البلفيقي عنه. 233 - ابن رشيد (1) : هو الإمام المحدث ذو الفنون فخر فاس وحافظها ومسندها أبو عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن رشيد الفهري السبتي محب الدين، ويعرف بابن رشيد، دفين فاس مات بها سنة 721. قال عنه ابن الخطيب: " كان كثير السماع عالي الاسناد صحيح النقل تام العناية بصناعة الحديث قيماً عليها بصيراً بها محققاً فيها ذاكراً للرجال " وقال عنه ابن خلدون: " كبير مشيخة المغرب وشيخ المحدثين الرحالة وسد أهل المغرب، له الرحلة الكبرى في ست مجلدات المسماة " ملء العيبة بما جمع في طول الغيبة في الوجهة الوجيهية بمصر والشام ومكة وطيبة " قال عنها ابن الخطيب في " الإحاطة ": " فيها فنون وضروب من الفوائد العلمية والتاريخ وطرق من الأخبار الحسان والمسندات العوالي والأناشيد، وهي ديوان كبير لم يسبق إلى مثله، اه " قال عنها السيوطي في " طبقات النحاة ": " هي ست مجلدات مشتملة على فنون وقد وقفت عليها بمكة المكرمة، اه ". ونحوه في شرح الزرقاني على المواهب في مبحث الزيارة. وقال عنها المقري في " أزهار الرياض ": " إنها في أربعة أسفار أودع فيها ذكر أشباخه وجمع فيها من الفوائد الحديثية والأدبية كل عجيبة وغريبة " وذكر أبو سالم العياشي أنه رأى منها عدة أجزاء بمكة عند شيخه أبي مهدي الثعالبي، قال: " وكانت في وقف المغاربة برباط الموفق، وعلى هذه النسخة خط المصنف في أماكن وخط تلميذه الإمام عبد المهيمن الحضرمي، وكانت النسخة ملكاً. وذكر أبو سالم في رحلته ما انتقاه منها من الفوائد العلمية والأناشيد الأدبية وذلك ما ينيف على أربعين مسألة (انظرها

_ (1) ترجمة ابن رشيد في الدرر الكامنة 4: 229 وجذوة الاقتباس: 289 وبغية الوعاة 1: 199 وأزهار الرياض 2: 347 - 356 والإحاطة 3: 135.

إن شئت) وبلغني أن بمكتبة الاسكوريال ببلاد أسبانيا منها الآن عدة مجلدات (1) منها ما هو بخط المؤلف وربما يخرج من مجموعها نسخة كاملة أو أكثر. ولابن رشيد أيضاً إيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب، وكتاب ترجمان التراجم أطال فيه النفس في إبداء مناسبات تراجم صحيح البخاري، ومنها السنن الأبين في السند المعنعن ولم يكمل، وله إفادة التصحيح في رواية الصحيح. قال الحافظ الذهبي: " كان على مذهب أصحاب الحديث في الصفات يمرها ولا يتأول، وكان يسكت لدعاء الاستفتاح ويسر بالبسملة، فأنكروا عليه وكتبوا عليه محضراً بأنه ليس مالكياً، فاتفق ان القاضي الذي شرع في المحضر مات فجأة وبطل المحضر، اه " وفي " أزهار الرياض ": " ذكر بعضهم أنه كان ظاهرياً والمعروف انه مالكي، والله أعلم، اه. " أخذ بمصر والشام والحجاز عن طائفة منهم الحافظ شرف الدين الدمياطي وأبو اليمن ابن عساكر والقطب القسطلاني وتلك الطبقة ممن تضمنته رحلته. أرويها وفهرسته وكل ما له من طريق السراج عن أبي العباس أحمد القباب الفاسي عن يحيى بن محمد بن عمر بن رشيد عن أبيه المذكور، ومن طريق السراج أيضاً عن أبي البركات ابن الحاج البلفيقي والقاضي الراوية أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي بكر بن عليّ الشهير بابن مسلم القصري السبتي كلاهما عنه. ح: ومن طريق القصار عن أبي العباس التسولي عن الدقون عن المواق عن المنتوري عن أبي بكر بن جزي عن الحافظ ابن رشيد، رحمه الله ورضي عنه. 234 - ابن أبي الربيع: هو الأستاذ أبو الحسين ابن أبي الربيع القرشي، أروي فهرسته التي هي من جمع تلميذه أبي القاسم ابن الشاط من طريق السراج عن أبي عبد الله الرعيني عن أبي القاسم قاسم بن عبد الله بن الشاط عنه، وبه

_ (1) منها في الاسكوريال أربع قطع، ولا تصنع نسخة كاملة.

إلى السراج عن أبي عبد الله محمد بن حياتي عن شيخ الجماعة بجزيرة الأندلس أبي عبد الله محمد بن عليّ بن الفخار عنه. 235 - ابن ريسون (1) : هو باقعة صقعة عميد الأشراف العلامة المسند المحدث الضابط النسابة الرحلة الراوية الصالح أبو عبد الله محمد بن العلامة المحدث أبي عبد الله محمد الصادق ابن ريسون الحسني العلمي اليونسي التطواني، رحل إلى فاس 1177 وروى بها عن جسوس، وأبي حفص الفاسي، وابن الحسن بناني والتاودي ابن سودة، ومحمد بن الحسن الجنوي، وعبد القادر بو خريص، وأجازوه إجازة عامة، كما أجازه أيضاً بالمغرب محمد بن أبي القاسم الرباطي شارح " العمل " ومحمد بن عليّ الورزازي وابن عبد السلام الناصري الدرعي، الأخير عام 1216، وحج عام 1216 فإجازه جماعة بالمدينة: عثمان الشامي المدني والسيد زين العابدين جمل الليل المدني، وبمصر عبد الله الشرقاوي والأمير الكبير وعبد المنعم العماري المالكي وأحمد العريشي الحنفي والشمس محمد الدسوقي وسالم ابن مسعود الطرابلسي الأزهري وعبد العليم الفيومي الضرير، وبتونس الشيخ محمد بيرم الأول، وبطرابلس البرهان إبراهيم بن محمد بن عليّ بن عبد النور البزليتني الطرابلسي، وغيرهم. وروى الحديث المسلسل بالفاتحة عن الأستاذ أبي زيد عبد الرحمن المنجرة من طريق شمهروش الجني، وأخذ بمراكش عن المقري المحدث النحوي حاج الحرمين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المندلاوي تلميذ المذكور قبله، وأخذ بها أيضاً عن الشيخ المشارك الأديب المؤرخ أبي عبد الله محمد بن العباس الشرادي، وأخذ الطريقة الشاذلية عن أبي محمد الطيب بن محمد الوزاني، وطريقة سلفه عن محمد بن عليّ بن الحسين بن ريسون وعن أبيه محمد الصادق عن جده أحمد عن أبيه الحسين عن أبيه محمد عليّ بن مولاي عبد الله ابن حسين المغاري التمصلوحتي، وأخذ الطريقة الخلوتية عن القطب أبي العباس أحمد الصقلي دفين زاويته بفاس وتلميذه المعمر عبد الوهاب التازي قال:

_ (1) الدليل: 116، 322 وهو عنده " محمد بن عبد الصادق ".

المتوفى عن نحو المائة، وعبد العليم الفيومي وغيرهم، ومات بوازان سنة 1234 كما وجدته بخط تلميذه ابن رحمون، وبخط شيخنا القاضي ابن سودة سنة 1236. له فهرسة حافلة ألفها باسم أبي القاسم الزياني صاحب الرحلة ومنها نقلت ما ذكر، أجاز المترجم للسلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي والتهامي ابن رحمون والشهاب أحمد بن عبد الرحمن الطرابلسي الطبولي المتوفى بطرابلس سنة 1254 ومن طريق الأخير نتصل به عن الشيخ فالح الظاهري عن الشيخ السنوسي وأبي موسى عمران الياصلي، كلاهما عن الطبولي عنه. رائد الإصلاح: اسم فهرس الشهاب ابن القاضي (انظر أحمد بن القاضي في حرف الألف) (1) . 129 - رفع الأستار عن مفاتيح الأنوار (2) : لزينة اليمن ومحدثه ومسنده السيد عبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه العلوي الحسيني الشافعي المتوفى سنة 1163، ذكر فيه مشايخه الذين أخذ عنهم من الحضرميين واليمنيين والحجازيين والشاميين وجعله شرحاً على قصيدته مفاتيح الأسرار في تنزل الأنوار وإجازة الأبرار التي أولها: سبحان رب العزة المتعالي ... عن كل ما يصفون من أقوال جل العظيم عن الحروف ووضعها ... وعن الحدود وعن قيود البال والشرح المذكور أثبته برمته السيد شيخ الجفري المدني في كتابه " كنز البراهين " (وهو فيه من ص 486 إلى ص 552) . ألف السيد عبد الرحمن المذكور الشرح المذكور باسم عالم زبيد ومسنده السيد يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل المجاز بالنظم أيضاً المسمى مفاتيح الأنوار، قال فيه: فأجزته فيها وفيما قلته ... من نظم أو نثر وحل سؤال

_ (1) انظر رقم: 5 فيما تقدم. (2) النفس اليماني: 73.

وكذاك كل أخ وطالب حكمة ... ومرافق للحق بالإقبال وذلك سنة 1155. يروي الشارح المذكور عامة عن والده والقطب عبد الله الحداد والبرهان الكوراني، وهو أعلى ماعنده، ومحمد بن عبد الرسول البرزنجي والعجيمي والبصري والنخلي وإبراهيم بن محمد بن حمزة الدمشقي الحسني وأبي المواهب الحنبلي وغيرهم. نرويه من طريق الوجيه الأهدل عن أبيه والسيد عبد الرحمن ابن مصطفى العيدروس كلاهما عنه، وإلى الحافظ الزبيدي عن حسن بن حامد العلوي عنه. 130 - رفع الأستار المسدلة في الأحاديث المسلسلة (1) : لمسند طرابلس أبي المحاسن القاوقجي في مجلد وسط، وقفت عليه في دمشق. رويناه عن السيد محمد الشريف الدمياطي وأبي الخير ابن عابدين تسلسلاً وعملاً لبعضه وإجازة لكله عنه. 131 - رسائل الحاج السيكلوتي: هو الإمام المتبحر في علوم الحديث محمد أفضل، المعروف بالحاج السيكلوتي الدهلوي، كان من أجلة أصحاب الشيخ عبد الأحد بن خازن الرحمة محمد بن الإمام أحمد بن عبد الأحد السهرندي انتفع به كثيراً وأسند الحديث عنه عن آبائه، ثم ارتحل الحاج السيكلوتي إلى الحجاز، فأخذ فيه عن سالم بن عبد الله البصري، ثم عاد لدهلي وأشاع علومه، وأسانيده مذكورة في رسائله، نرويها بأسانيدنا إلى ولي الله الدهلوي المذكورة في الإرشاد عنه. 132 - رسالة العجيمي في الطرق (2) : هو مسند مكة والحجاز وصوفية

_ (1) انظر رقم: 15 فيما تقدم ورقم: 75. (2) انظر ما تقدم رقم: 68.

أبو عليّ حسن (1) بن عليّ العجيمي اليمني أصلاً المكي داراً المتوفى سنة 1113. له رسالة في الطرق الصوفية المستعملة إلى زمانه في العالم الإسلامي مع ذكر آدابها وأعمالها وأذكارها وأصلها وسلسلته إلى صاحبها وسلسلة صاحبها إلى مراجع الطرق، اشتملت على أربعين طريقة، وهي رسالة نفيسة جداً في نحو كراسين، ذكر فيها الطريقة المحمدية. الأويسية. قلندرية. صديقية. ملامتية. كبروية. همدانية. ركينية. نورية. خلوتية. مولوية. جهرية. برهانية. أحمدية. سهروردية خفيفية. شاذلية. وفائية. زروقية. بكرية. جزولية. خواطرية. عيدروسية. مشارعية. حاتمية. قادرية. عرابية. مدينية. قشيرية. رفاعية. خرازية. جشتية. مدارية. شطارية. عشقية. نقشيندية. غوثية. حلاجية. جنيدية. سهلية. قال عن هذه الرسالة أبو سالم العياشي في رحلته (2) : " جمع صاحبنا العجيمي رسالة استوعب فيها طرق ائمتنا الصوفية الموجودة في هذه الأزمنة غالباً، وذكر ما يتميز به أهل كل طريق، وذكر سنده إلى إمام تلك الطريقة، وكيفية اتصاله بها، وهي غاية في الباب مستوعبة أتم استيعاب، ما رأيت مثلها لأحد قبله ممن سلك الطريق وعد من أولئك الفريق، وهي دالة على سعة اطلاعه وكثرة اعتنائه بالطرق ولقاء أهلها ". ثم نقل عن العجيمي صاحبها من كتاب بعث به إليه في شأنها " ما أحب إظهارها بل أستغفر الله على ما أقدمت عليه فيها من إفشاء أسرار ذوقية عز بذلها عند كثير من أهل التحقيق في الطريق هذا مع عدم منازلتي لذلك بكمال الذوق، وكان كثيراً ما يختلج بقلبي محوها لذلك، لكن لما جاءني مكتوبكم ما أمكنني إلا إرسالها، فلعلكم تشرفوها بحلول نظركم السعيد عليها والتصرف فيها بما تستحسنوه من تقديم وتأخير وزيادة وحذف بل ومحو إن لم تعجبكم، وإن رأيتم أن تجعلوا لها خطبةً وتنسبوها إليكم إن ناسبتكم فلا بأس، لكن يا سيدي لا تطلعوا عليها إلا من تتحققوا منه الإيمان بكلام أهل الطريق وسلوك أحسن سبل

_ (1) في الأصل: حسين. (2) رحلة العياشي 2: 214 217.

أحسن التأويل للغامض من إشاراتهم، اه " ولعمري إن من يقرأ هذه الجمل من كلام العجيمي يتحقق انه ممن ذاق مذاق القوم وتهذب وبأسرارهم تأدب. وفي آخر " المنح البادية ": ألف في لباس الخرقة وتلقين الذكر جماعة كالقطب القسطلاني، ونور الحدق للجلال الكركي، والشاطبي وابن أبي الفتوح وغيرهم، وكذا التعريف بالطرق فقد جمع شيخنا أبو الأسرار حسن بن عليّ العجيمي المكي الحنفي أربعين طريقاً وبين وميز كل طريق وإلى من تنتسب. وقد ذكر غيره طرقاً فقد ذكر الشيخ زروق طريق الحراني والحاتمي والشاذلي والباجي والهمداني والجيلاني وأبي يعزى، وذكر ابن قنفذ القسمطيني طرق المغرب وهي الغماتية والشعيبية والصنهاجية. وأما التسترية فقد ذكرها صاحب كتاب " المقاليد " والمشيشية مذكورة في المقصد وغيره، والهزميرية في " إثمد العينين " والعبادية في الرسائل، وطريقة أبي محمد صالح في " المنهج الواضح " اه " وعلى كل حال فمدار رواية العجيمي في رسالته على شيخه العارف القشاشي الذي سبقه بالكتابة في موضوعه أيضاً. أتم العجيمي رسالته هذه سنة 1073، وكان اختصرها عصريه، وأحد من تدبج معه، وهو أبو سالم العياشي في رحلته " ماء الموائد " ثم اختصرها بعده أبو عبد الله محمد بن المدني كنون الفاسي. نروي رسالة العجيمي عن شيخنا الأستاذ الوالد عن سيدنا الجد أبي المفاخر محمد بن عبد الكبير الكتاني عن الأستاذ ابن السنوسي المكي عن عبد الحفيظ العجيمي المكي عن طاهر سنبل عن عارف الفتني عن الشيخ أبي عليّ العجيمي، وأرويها عالياً عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي بمصر عن الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عن الحافظ مرتضى الزبيدي عن عمر بن عقيل المكي الباعلوي عن العجيمي، وهو مسلسل بالسماع والتلقين والمصافحة والإجازة ولا يوجد أعلى منه اليوم مطلقاً، والحمد لله. 133 - رسالة أبي الفتوح ابن حسن الجفري في سند طريقته (1) : وهي

_ (1) النفس اليماني: 236.

رسالة اشتملت على ست وعشرين طريقة صوفية ذكرها له الوجيه العيدروس في إجازته لوالد الوجيه الأهدل التي ساقها في نفسه، نرويها بالسند إليه. 134 - روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس (1) : للمقري صاحب " نفح الطيب " وهو مما لم يرج ويشتهر من مؤلفاته، ورأيت أسمه في برنامج المكتبة السلطانية التي بفاس ولم أقف عليه، ورأيت أبا عليّ المعداني التادلي أثبت في كتابه " الروض اليانع " في مناقب أبي عبد الله محمد صالح الشرقاوي البجعدي مكتوباً من أبي عبد الله محمد بن حمزة العياشي المذكور يقول فيه: " وقد وقع بيدنا طرف من كتاب المقري سماه " الروضة العاطرة الأنفاس فيمن لقيت بمراكش وفاس " فيها ترجمة الفشتالي والزياتي وأضرابهم من علماء حضرة الدولة الذهبية، وجلب مقطعات من أشعارهم، وهي مفيدة في بابها غاية، ان من الله علينا بكمالها فإن ما عندنا منها مبتور الأول والآخر " اه منه؛ أرويه بأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي عن أحمد بن موسى الأبار الفاسي عنه. روض البهار في ذكر شيوخنا الذين فضلهم أجلى من شمس النهار: للقاضي أبي عبد الله محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج الفاسي (انظر حرف الطاء) (2) . 135 - روض أهل الجنة في آثار أهل السنة (3) : للإمام محدث الشام ومسنده تقي الدين الشيخ عبد الباقي بن عبد الباقي بن إبراهيم الحنبلي البعلي

_ (1) قد طبعت روضة الآس بالمطبعة الملكية بالرباط سنة 1964 (وفي 352 صفحة من القطع الكبير) وترجمة الفشتالي فيها: 112 وترجمة الزياتي: 345. (2) انظر ما يلي رقم: 251. (3) ترجمة عبد الباقي البعلي في خلاصة الاثر 2: 283 والزركلي 4: 45.

الشهير بابن فقيه فصة بفاء مكسورة وصاد مهملة قرية ببعلبك من جهة دمشق، ولد سنة خمس وألف وملت سنة 1071، شارح صحيح البخاري بشرح لم يكمل، يروي عامة عن النجم الغزي والمعمر عبد الرحمن البهوتي والشمس الميداني والشهاب أحمد المقري والشهاب أحمد الوارئي والشهاب أحمد العرعاني البقاعي وعمر القاري ومحمد حجازي الواعظ، وهو أعلى مشايخه إسناداً، وعبد الرحمن الخياري وعبد الرحمن المرشدي الحنبلي المكي وابن علان المكي ومنصور البهوتي الحنبلي ومرعي الحنبلي المقدسي ومحمد بن جلال الدين البكري وعبد الجواد الجنبلاطي وعامر الشبراوي وعبد القادر الدنوشري وأبي الحسن الخطيب الشربيني وعلي اللقاني وغيرهم. وثبته هذا ألطف ما كتبه أهل الشام في القرن الحادي عشر وأجمع وأفيد، وهو في مجلد وسط، عندي منه نسخة عليها خط ولده الشيخ أبي المواهب، وقد بنى الشيخ عبد الباقي المذكور ثبته هذا على إجازته للمنلا إبراهيم الكوراني المدني وباسمه ألفه سنة 1064. نرويه من طريق البرهان المذكور وولد مؤلفه الشيخ أبي المواهب ومحمد بن عبد الرسول البرزنجي وغيرهم كلهم عنه، ونرويه عالياً عن السكري عن الكزبري عن أبيه عن جده عن أبي المواهب عن أبيه. 136 - الروضة الأنيقة في أسماء أهل الطريقة: قصيدة رجزية في مشايخ العارف السيد عمر بن عبد الرحمن البار باعلوي شرحها العلامة عبد الله باسودان اليمني شرحاً كبيراً اسمه " فيض الأسرار " (انظر حرف الفاء، وباسودان من حرف الباء) (1) . 137 - رياض الإجازة المستطابة (2) : لعلامة التحقيق وفهامة التدقيق الوجيه عبد الخالق بن عليّ المزجاجي اليمني ذكر فيه مشايخه من أهل اليمن

_ (1) انظر ما يلي رقم: 516 وما تقدم رقم: 81. (2) النفس اليماني: 108.

والحرمين ومصر والشام، بينهم أكمل بيان بما أروى الغليل وشفى العليل، كما ترجم أيضاً لجماعة من الآخذين عنه. نرويها بسندنا إلى الوجيه الأهدل عنه. وأخبرنا بها أحمد بن عثمان العطار عن محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي عن عبد الحق العثماني المكي المناوي عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير عنه. 138 - ريحان القلوب في التوصل إلى المحبوب (1) : للعارف الكبير أبي المحاسن جمال الدين يوسف بن عبد الله المعروف بالعجمي الكوراني ثم المصري، محيي الطريق بمصر، ذكر فيها قواعد تلقين الذكر وأخذ العهد وإلباس الخرقة وأصل مناولة السبحة والمصافحة والمشابكة ونحو ذلك، مدار روايته فيه على شيخه نجم الدين محمود الاصفهاني عن النورلا عبد الصمد عن النجيب الشيرازي عن الشعاب السهروردي بأسانيده. نتصل به من طريق أبي مهدي الثعالبي وغيره عن أبي الحسن عليّ الأجهوري عن أبي الحسن عليّ بن أحمد المطوعي الحمصاني عن الشيخ سليمان الخضيري عن الشيخ سيدي مدين الأشموني عن خاله الشيخ مدين الكبير عن العارف أبي العباس أحمد الزاهد الفاوي عن الولي أبو العرفان حسن الشتري عن العارف الكوراني بسنده المذكور. 139 - الرسالة الترمسية في إسناد القراءات العشرية: لعصرينا الشيخ محمد محفوظ بن عبد الله الترمسي المكي في أسانيده في القراءات العشر " طبعت بمكة عام 1330 في صحائف8 " صدرها بإجازة شيخه الشيخ محمد الشربيني الدمياطي المكي له بالقراءات عام 1318، حسب أخذه لها عن الشيخ أحمد اللخبوط عن الشيخ محمد شطا عن الشيخ حسن بن أحمد العوادي عن أحمد بن

_ (1) ترجمة يوسف الكوراني العجمي (768) في الدرر الكامنة 4: 238 وبروكلمان، التكملة 2: 282 والزركلي 9: 317 وسمى الزركلي فهرسته " ريحانة القلوب ".

حرف الزاي

عبد الرحمن البتيهي عن عبد الرحمن الشافعي عن أحمد بن عمر الإسقاطي عن سلطان المزاحي بأسانيده. نتصل بالإسناد المذكور من طريق الإسقاطي المذكور، وذلك عن شيخ القراء بالديار المصرية الشمس محمد بيومي الأزهري الشافعي المصري إجازة لي بمصر عام 1323، والشيخ حبيب الرحمن الهندي المدني إجازة مكاتبة من المدينة المنورة عام 1322، كلاهما عن الشيخ حسن بدير الجريسي عن الشمس محمد بن أحمد المتولي عن الشيخ أحمد التهامي عن الشهاب أحمد بن محمد الشهير بسلمونة عن الشيخ سليمان البيباني عن السيد صالح الزجاجي عن السيد عليّ بن محمد البدري العوضي الحسيني الرفاعي عن شيخ القراء أحمد بن عمر الاسقاطي الحنفي المذكور وهو عن أبي السعود ابن أبي النور وشمس الدين المنوفي وأحمد البنا الدمياطي، ثلاثتهم عن الشيخ سلطان المزاحي بأسانيده المعروفة في إثبات المصريين والتونسيين. واثبات الواسطة بين الإسقاطي والمزاحي كما ذكرنا هو المنصوص عليه في إجازة البيومي لي. وفي إجازة الشيخ صالح الزجاجي للشيخ سليمان بن مصطفى البيباني التي وقفت عليها بمكتبة الشيخ الدردير بمصر خلافاً لما في ثبت الترمسي المذكور من إسقاطهما فهو غلط، وسليمان المذكور لنا أيضاً به اتصال، وذلك عن الشيخ محمد بيومي المذكور عن الشيخ عليّ الشبراوي عن الشيخ أحمد بن محمد سلمونة عن الشيخ سليمان المذكور عن السيد صالح الزجاجي بأسانيده. حرف الزاي الزبيدي: هو الحافظ أبو الفيض مرتضى (انظر حرف الميم) (1) .

_ (1) انظر ما يلي رقم: 300.

236 - ابن الزبير (1) : هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي الغرناطي المسند الشهير، قال ابن الخطيب فيه من " الإحاطة ": " كان خاتمة المحدثين ومن صدور العلماء والمقرئين، انتهت إليه الرياسة بالأندلس في العربية وتجويد القرآن ورواية الحديث " وقال عنه الحافظ ابن ناصر: " كان حافظاً علامة أستاذ القراء وشيخ الاسناد، عني بالحديث ونظر في الرجال وذيل على صلة ابن بشكوال، وكان ثقة وعمدة، اه " وقال أبو حيان فيه: " كان محدث الأندلس بل المغرب في زمانه، ولد سنة 28 أو 627 وتوفي بغرناطة سنة 708، وشيوخه نحو الأربعمائة ". قال ابن القاضي في " درة الحجال ": " له فهرسة جيدة، اه " وقال أبو إسحاق الدرعي في فهرسته عن فهرسة ابن الزبير هذه " أجمع الفهارس، اه ". أروي فهرسته من طريق المنتوري عن أبي عبد الله القيجاطي عن اللوشي عنه. ح: ومن طريق السراج عن أبي البركات ابن الحاج عنه. ح: ومن طريق المنتوري عن أبي بكر بن جزي عن أبيه عنه. ح: ومن طريق المواق عن ابن سراج عن ابن لب عن القاضي أبي نصر عبد الله بن بكر المالقي عنه. ومن طريق ابن الأحمر والسراج عن ابن رضوان عن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الطنجالي عن أبيه عنه. ومن طريق سقين والقلقشندي عن زكرياء عن ابن الفرات عن ابن جماعة عنه. ومن طريق أبي زيد الثعالبي عن ابن مرزوق الحفيد عن جده عن أبي حيان عنه. ح: ومن طريق السراج عن محمد ابن يوسف اليحصبي اللوشي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى القصار عن الغزي عن عبد الحق السنباطي عن ابن الفرات.

_ (1) ترجمة ابن الزبير في الذيل والتكملة 1: 39 والدرر الكامنة 1: 89 والإحاطة 1: 188 والبدر الطالع 1: 33 وشذرات الذهب 6: 16 ودرة الحجال (رقم: 11) وتذكرة الحفاظ 4: 275 وغاية النهاية 1: 32 والديباج المذهب: 42 وبغية الوعاة 1: 291 والمنهل الصافي 1: 197 والوافي 5: 123.

237 - ابن الزبير الصغير: هو أبو الحسن عليّ ولد الذي قبله، وله أخ يقال له محمد ترجمه ابن الخطيب في " الإحاطة " (1) وقال: " استجاز له والده الطم والرم من أهل المشرق والمغرب مات سنة 765 ". أروي ما له بالسند إلى ابن الخطيب السلماني عن أبي عمرو ابن الأستاذ أبي جعفر ابن الزبير ما له وله رواية عالية. 238 - زروق (2) : هو الإمام العارف المحدث الرحال الصوفي الفقيه أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي دارا الشهير بزروق دفين مسراته المولود سنة 846، يروي عن الحافظ السخاوي والديمي والثعالبي والمشدالي وإبراهيم التازي والسنهوري والرصاع وحاولوا والحباك والأخضري والماواسي والتنسي وغيرهم، وأعلى أسانيده روايته للصحيح عن الشهاب أحمد بن عبد القادر بن طريف الشاوي عن ابن أبي المجد عن الحجار بسنده، وهو الذي استجاز من الأولين لابن غازي. له حاشية على الصحيح عندي منها جزء، وله كتاب النصح الأنفع والجنة للمعتصم من البدع بالسنة، وهو نظير كتابه: عدة المريد الصادق من أسباب المقت في بيان الطريق وحوادث الوقت، وكاد أن يكون هو، وله غير ذلك الكثير الطيب في الفقه والتصوف، وكلامه في تصانيفه كلها كلام من حرر وضبط العلم وعرف مقاصده ومدار التشريع بحيث يعتبر قلمه وعلمه وملكته قليلي النظير في المغاربة. له فهرسة ذكرها له ابن القاضي في ترجمته من " درة الحجال "، وكناش الأخير عندي، وأخذ عنه خلق كالقسطلاني والشمس اللقاني والحطاب الكبير وطاهر القسمطيني، وغيرهم من الأعلام بهذه الديار وتلك. نروي كل ما له من طريق أبي العباس المقري عن عمه سعيد عن

_ (1) الإحاطة 3: 156. (2) ترجمة زروق في الضوء اللامع 1: 222 ودرة الحجال رقم: 126 وشذرات الذهب 7: 363 والبستان: 45 وجذوة الاقتباس: 128 والمنهل العذب 1: 181 ومعجم سركيس: 965 والزركلي 1: 87.

الخروبي عنه، وبالسند إلى أبي سالم العياشي عن أحمد بن موسى الأبار عن ابن القاضي عن أبي زكرياء الحطاب عن والده عن الشيخ زروق. ح: ويروي ابن القاضي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الحضري عن الخروبي عن زروق. 239 - الزرقاني (1) : هو محدث الديار المصرية العلامة النحرير الطائر الصيت أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن علوان الزرقاني المالكي المصري المتوفى بمصر سنة 1122، وصفه تلميذه الشبراوي في ثبته ب " خاتمة الحفاظ " والجبرتي في " عجائب الآثار " ب " خاتمة المحدثين ". سمع حديث الأولية على والده والنور عليّ الشبراملسي بشرطها، كلاهما عن الأجهوري، وأخذها هو عن الفتح البيلوني الحلبي عن أحمد الشماع الحلبي وإبراهيم الربعي الحلبي وابن أبي بكر العزازي عن مسند الحجاز محمد بن عمر بن فهد عن جده تقي الدين ابن فهد والمراغي والمرشدي بأسانيدهم، كما سمعها المترجم أيضاً عن الحافظ البابلي، وأجازه هؤلاء وعليهم مدار روايته، وأدرك أيضاً الأجهوري وأخذ عنه. وهو شارح المواهب في ثمانية أسفار، طبع مراراً (2) ، وشارح الموطأ في ثلاثة أسفار، طبع أيضاً مراراً (3) وهو عندي بخطه، وشرح البيقونية في الاصطلاح (4) ، ومختصر المقاصد الحسنة للسخاوي، ثم اختصر هذا المختصر في نحو كراسين بإشارة والده وعم نفعه واعتمده الناس وزينوا به بيوتهم، حتى كان قاضي الجماعة بفاس العلامة المحدث السيري أبو محمد عبد الهادي ابن أحمد الصقلي الحسيني الفاسي دفين المدينة المنورة يقول: " أول ما يبيعه

_ (1) ترجمة الزرقاني في سلك الدرر 4: 320 والجبرتي 1: 69 والرسالة المستطرفة: 143 ومعجم سركيس: 967 والزركلي 7: 55 وبروكلمان، التكملة 2: 439. (2) طبع شرحه على المواهب في بولاق 1278، 1291 (في ثمانية أجزاء) . (3) طبع شرح الموطأ في سنة 1280 و1310. (4) طبع بمصر سنة 1305، 1310.

الطالب إذا افتقر شرح الزرقاني على المختصر. وآخر ما يبيع الزرقاني على المواهب " وكان معجباً بالكتاب المذكور، وهو جدير بذلك لحسن سبكه ومتانة تعبيره ووسع اطلاعه وجمعه. وله أيضاً: اختصار تأليف السخاوي في الخصال الموجبة للضلال وغير ذلك، وله ثبت صغير يروي فيه عن البابلي والشبراملسي، وقد قال عن الأخير في طالعة شرحه على المواهب: " وكم صغى لي، وسمع ما أقول وكتب أنقالي، وحثني على إحضار ما أراه من النقول إذا رأى ملالي، ولم أزل عنده بالمحل الأرفع العالي، والله أعلم أني لم أقل ذلك للفخر، وأي فخر لمن لا يعلم حاله في القبر، بل امتثالاً للأمر، بالتحدث بالنعمة، كشف الله عني كل غمة، اه ". نروي ماله من طريق الصعيدي عن عبد الله بن جاد الله البناني عنه، ومن طريق الصباغ والعماوي والعشماوي وابن الطيب الشرقي والسقاط والشبراوي والملوي والجوهري كلهم عنه، وبأسانيدنا إلى الحافظ الزبيدي أيضاً عن المعمر محمد بن محمد البليدي والمعمر عبد الحي بن الحسن البهنسي والشهابين الجوهري والملوي، كلهم عن المترجم. واتصل به باسناد مسلسل بالتونسيين عن الشيخ الطيب النيفر عن الشيخ محمد بن الخوجة عن أبي الفداء إسماعيل التميمي المالكي قاضي تونس عن عمر المحجوب عن والده قاسم المحجوب المتوفى سنة 1190 عن الشيخ محمد زيتونة التونسي المالكي مؤلف " مطالع السعود على تفسير أبي السعود " في نيف وأربعين مجلداً عن الزرقاني به. وقد عد الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف " المترجم من مجددي المائة الحادية عشرة من المالكية، ولعمري انه لجدير بذلك بما ترك من الآثار العلمية للناس. 240 - زكرياء الأنصاري (1) : قاضي القضاة بالديار المصرية ومسندها

_ (1) ترجمة زكريا بن محمد الأنصاري في الضوء اللامع 3: 234 والكواكب السائرة 1: 196 والنور السافر: 120 ومعجم سركيس 483 والزركلي 3: 80 (وفيه أن وفاته 925) . وخطط مبارك 12: 62.

شيخ الإسلام بها الإمام الصوفي المعمر المتوفى سنة 925 عن نحو المائة سنة، ترجمه تلميذه ابن حجر الهيثمي في معجمه ترجمة طنانة قال فيها: " وعمر حتى انفرد في وقته بعلو الاسناد، ولم يوجد في عصره إلا من أخذ عنه مشافهة، وتارة عن غيره ممن بينه وبينه سبع وسائط، وهذا لا نظير له في أحد من أهل عصره، اه " وترجمه السخاوي في " الضوء اللامع " مع أنه مات قبله بنحو ربع قرن وأرخ ولادته سنة 826. وترجمه أيضاً الحافظ ابن فهد وأرخ وفاته سنة 926. له شرح على الصحيح سماه تحفة القاري (1) طبع بمصر، والإعلام بأحاديث الأحكام، وشرحه فتح العلام، وشرح البردة، وشرح على ألفية العراقي في الاصطلاح، وغير ذلك. وعده تلميذه الشهاب ابن حجر الهيثمي في " شرح المشكاة " من المجددين. وله فهرس جامع في نحو الخمس كراريس خرجه له الحافظ السخاوي، وفي ملكي منه نسخة بخط الشيخ أبي بكر بن يوسف السجتاني انتسخها بمكة سنة 1054، افتتحه بحديث الأولية، ثم باسناد كتب الحديث، ثم سائر العلوم وطريق القوم، وختمه بأسماء جماعة ممن أجازه رتبهم على حروف المعجم، فذكر منهم أبا الفتح المراغي وأبا الفضل النويري والكمال ابن الهمام وأبا الفضل المرشدي ومحمد بن محمد الكازروني والمحب محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطبري وأبا اليمن النويري وأبا السعادات ابن ظهيرة والتقي محمد ابن محمد بن فهد ومحمد بن محمد الكمال البارزي وابن الشحنة الحلبي ومسند الدنيا محمد بن مقبل الحلبي وأحمد بن البرهان الحلبي وغيرهم، ونحو العشرين امرأة، وتكلم على هذا الفهرس النور عليّ الصفاقصي في فهرسته فقال: " التي جمعها العلامة أبو عبد الله السخاوي وهي عندي بخطه، وقد وهم بعض شيوخنا فظن أن شيخ الإسلام زكرياء هو الذي جمعها وليس كذلك، اه ".

_ (1) في معجم سركيس: تحفة الباري، وقد طبع سنة 1325.

أرويه وسائر ما له من طريق ابن حجر الهيثمي والشعرائي والبدر الغزي والشهاب أحمد الرملي وولده الشمس الرملي والنجم الغيطي وأبي الخير بن عموس الرشيدي وسقين العاصمي وغيرهم عنه. ومن طريق القصار عن الغزي عنه، وعن يحيى الحطاب إجازة مكاتبة عن أبيه عنه، وعن البدر القرافي عن الجمال بن يوسف بن زكرياء عن أبيه. وأخبرنا السكري به عن الكزبري عن الزبيدي عن ابن عقيل عن العجيمي عن البرهان إبراهيم الميموني عن الشمس الرملي عنه، وهذا غاية في العلو. 241 - زين العابدين جمل الليل (1) : هو مسند المدينة المنورة ومفتيها أبو عبد الرحمن السيد زين العابدين بن علوي بن السيد باحسن جمل الليل الحسيني المدني المتوفى بها سنة 1235، وصفه أمين الحلواني في " تاريخ بغداد " ب " علامة الكون ومحدث العصر بقية العترة وملحق الأحفاد بالأجداد، اه " وترجمه صاحب " أصفى الموارد " فقال: " دخل مصر وزبيد، للرواية عن كل معيد، ودخل العراق فروى عنه جلة علماء بغداد، رغبة منهم في علو الاسناد، وقرأ صحيح البخاري في مجمع حافل، فلم يدع مقالاً لسامع وناقل، اه ". ومن تآليفه راحة الأرواح بذكر الفتاح نحو الحزب الأعظم وتخريج أحاديثه، وله كتاب في مشتبه النسبة، واختصار المنهج للقاضي زكرياء، وشرحه. يروي عامة عن الدردير وطاهر سنبل وحسين بن عبد الشكور الطائفي والشمس الكزبري ومحمد بن سليمان الكردي ومحمد بن عبد الله المغربي، ولعله أعلى شيوخه إسناداً، وعبد الله بن سليمان الجرهزي وصالح الفلاني وابن عبد السلام الناصري وغيرهم.

_ (1) ترجمة زين العابدين جمل الليل في مطالع السعود: 63 والزركلي 3: 105.

له ثبت كبير كما نسبه له شيخه الفلاني حسبما وجدته بخطه، نرويه وسائر ما له من طريق الكزبري عنه. ح: وأخبرنا الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي وأبو الخير ابن عابدين كلاهما عن يوسف بن بدر الدين المغربي عنه. ح: وأخبرنا البدر عبد الله بن محمد صالح البناء الإسكندري بها عن أبيه عن المترجم، وهذا أعلى ما يمكن. ونروي حديث الأولية نازلاً عن الشيخ أحمد بن عثمان المكي عن المعمر المحدث محمد سعيد بن صبغة الله المدراسي عن أبيه عن محمد بن محمد بن علام الجداوي المكي نزيل مدراس عن الشيخ عثمان بن سند البصري عن المترجم السيد زين العابدين بالبصرة سنة 1222 عن الشهاب الدردير بالمدينة المنورة عام 1198 بأسانيده. 242 - زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم المقدسي: أروي مشيختها بالسند إلى عائشة المقدسية وابن جماعة كلاهما عنها، وعندي جزء خرجه لها الحافظ علم الدين البرزالي من مرويات أم عبد الله زينب هذه، فيه أحاديث 31 وهي عن شيخين بالسماع وعن خمسة بالإجازة، وعله عدة سماعات لعدة من الأيمة. 243 - زيان العراقي (1) : هو العلامة النحوي الأديب أبو الحسن عليّ زين العابدين بن هاشم العراقي الحسيني الفاسي المتوفى سنة 1194. له فهرسة بناها على إجازته للنسابة الأديب المؤرخ أبي الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله الحوات الشفشاوني الفاسي في نحو أربع كراريس، قال عنها المجاز المذكور في " الروضة المقصودة ": " وهي فهرسة مفيدة، جامعة للأسانيد العديدة، اه ". وقال عنها ولد مؤلفها الفقيه أبو محمد هاشم في تأليفه في " الشعبة العراقية ": " إجازة مفيدة تضمنت فوائد عديدة من التعريف بنسب المجيز والمجاز وذكر بعض ما يتعلق بأنساب شرفاء العلم وغير ذلك من المواعظ والوصايا وفضائل

_ (1) انظر دليل مؤرخ المغرب: 320 (رقم: 1352) وهو يعتمد على فهرس الفهارس.

العلم وجميع مقروءاته ومروياته وأسانيد شيوخه "، اه من خط المؤلف وانظر " الدر النفيس ". والثبت المذكور عندي بخط ولد مؤلفه أبي محمد هاشم، صدره بالكلام على نسب العلميين آل المجاز، وختمه بالكلام على نسب العراقيين فريق المجيز، ذكر له فيها إسناده في الصحيح عن جماعة من مشايخه منهم ابن عمه الحافظ أبو العلاء وشيوخه في الفقه والنحو والعروض ونحوه؛ وبتناولها يعرف أنه لم تكن له إجازة إلا بالكتب الستة من الشيخ التاودي ابن سودة، وهذا عجيب، نعم قال فيها: " وقد أخذت الفاتحة عن شيخنا أبي زيد عبد الرحمن المنجرة عن أبيه عن شيخه إسماعيل المكي عن الشبراملسي عن الحلبي صاحب السيرة عن شمهروش الجني الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذت الفاتحة أيضاً عن شمهروش المذكور من طريق الشيخ الرباني أبي العباس الشرادي بواسطة ولده الإمام العارف أبي عبد الله محمد، ووالده أبو العباس أخذه عن الشيخ الأستاذ الضرير المرسلي التامجروتي عن الشيخ سلطان المزاحي عن شمهروش الجني، قال: وأخذتها عن الشيخ العارف أبي العباس أحمد الحبيب بواسطة القاضي عبد القادر بوخريص التزمي الكاملي، اه ". قلت: ليس لي اتصال عام بالفهرس المذكور؛ نعم أتصل بولد مؤلفه العلامة أبي العلاء إدريس بن زيان العراقي في كل ما له، وهو في الغالب يكون مجازاً من والده وإن لم نتحقق بذلك الآن، فأروي عامة عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي بمراكش وفاس عن أبي عبد الله محمد بن حمادي المكناسي عامة ما له، عن أخيه القاضي أبي الفتح محمد التهامي بن حمادي دفين الرباط عامة ما له، عن أبي العلاء المذكور عامة ما له عن أبيه، وأتصل به في الصحيح ولكن بالسماع فقط عن الشيخ الوالد وغيره عن أبي العباس أحمد بن أحمد بناني عن أبي محمد الوليد بن العربي العراقي. ح: وعن الوالد عن سيدنا الجد عن أبي محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن، كلاهما عن

أبي العلاء إدريس بن زيان العراقي عن أبيه. ح: ومن طريق الشيخ الطالب ابن الحاج عن التهامي المكناسي عن الشيخ أبي العلاء إدريس العراقي عن أبيه زيان. وأتصل بسند الفاتحة عن طريق الشرادي المذكور عن أبي العباس أحمد بن يوسف الدرعي، عن مولاي سرور بن إدريس بن السلطان أبي الربيع سليمان، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله محمد الشرادي، عن أبيه بسنده المذكور، والله أعلم. وأتصل بالفاتحة من طريق الشيخ أحمد الحبيب الصديقي السجلماسي من طريق الفقيه المعمر أبي عبد الله محمد بن محمد الكيري لما ورد على فاس سنة 1319، عن شيخه الأستاذ أبي عبد الله محمد بن التهامي بن الطيب العثماني الغرفي بلداً المنسيفي داراً ومنشأ عن أبي عبد الله التهامي بن عمر النسب عن أبي الفداء إسماعيل اللمطي السجلماسي عن الشيخ أبي محمد صالح بن محمد الحبيب اللمطي عن أخيه الإمام العارف أبي العباس أحمد بن محمد الحبيب اللمطي الصديقي عن شمهروش الجني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لطيفة: كنا نظن أن السابق واللاحق النوع المعروف في الاصطلاح لم يقع إلا للمتقدمين، وهو من عدم التتبع، فإن المترجم أبا محمد زيان روى كما علمت عن أبي عبد الله الشرادي ومات سنة 1194، وعاش مشاركة في الشرادي المذكور وهو ولده الفقيه المعمر أبو عيسى المهدي إلى سنة 1294، فمات بفاس بالقطانين منها، ودفن بضريح القاضي ابن العربي، ولكن بكل أسف لم يتفطن للأخذ عنه، وبين وفاته ووفاة العراقي مائة سنة، وهو السابق واللاحق. 244 - الزبادي: هو الفقيه المؤرخ الناسك المعمر البركة أبو عبد الله محمد الزبادي الفاسي، له فهرسة نقل عنها صاحب " سلوة الأنفاس " في

ترجمة أبي زيد المنجرة (1) ولم أقف عليها ولا على من ذكرها له دونه. ثم وجدت النقل عنها أيضاً لدى الكلام على نسب المنجريين في " تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب " لأبي القاسم الزياني محلياً للزبادي المذكور ب " الشريف المؤرخ أبي عبد الله محمد الزبادي. . . الخ " فهو سلف صاحب السلوة، واظن أنها الكتاب المعروف للمذكور ب " سلوك الطريق الوارية في الشيخ والمريد والزاوية " وهو في مجلد عندي، ترجم فيه لكثير من العلماء والأولياء والصالحين والمجاذيب والبهاليل، اعتمده غالباً صاحب السلوة، وهو كتاب ممتع في أخبار المغاربة، وليس لي بمؤلفه اتصال، وكانت وفاته سنة 1209 ودفن خارج باب الفتح من فاس (2) . 245 - الزيزاري (3) : هو عبد الرحمن بن داود بن عليّ الواعظ من أهل مصر يعرف بالزيزاري وبالسقسيني يكنى أبا البركات وأبا القاسم ويلقب بركن الدين، قدم على الأندلس وتجول في بلادها واعظاً ومذكراً وسمع منه جماعة. له فهرسة ذكر فيها مشايخه وتكلم في أخذه عن بعضهم، توفي بتونس، أرويها بالسند إلى الوادياشي عن ابن هارون عن ابن الطيلسان عنه. 246 - الزبار (4) : هو عمر بن أحمد بن موسى الأنصاري من أهل إشبيلية. كان ساكناً بطريانة ومكتباً بها، يكنى أبا عليّ ويعرف بالزبار، أخذ وروى في الأندلس وكتب له من أهل المشرق السلفي وغيره، وله برنامج في أشياخه ورواياته من جمع أبي محمد الحريري، مات سنة 645. نروي ما له من طريق أبي عمر ابن حوط الله وابن أبي الأحوص، كلاهما عنه.

_ (1) سلوة الأنفاس 2: 27 (كذا قال المؤلف والصواب: 270) . (2) انظر ترجمته في سلوة الأنفاس 2: 189 (كذا قال المؤلف والصواب: 188) . (3) ترجمة الزيزاري في التكملة رقم: 1655 (ولم يذكر تاريخ وفاته) ولكنه لقي ابن الابار ببلنسية سنة 608. (4) ترجمة الزبار في صلة الصلة: 70 (رقم: 127) .

الزياني: هو المؤرخ الرحال أبو القاسم صاحب الرحلة الشهيرة (انظر سليمان من حرف السين، وجوهرة التيجان من حرف الجيم) (1) . 247 - ابن الزرقالة: هو أبو عليّ ابن أبي العباس ابن الزرقالة، له مشيخة ذكرها ابن الزبير في " الصلة " (2) . 248 - ابن رزقون (3) : هو الفقيه المقرىء أبو العباس أحمد بن عليّ بن أحمد بن رزقون المرسي الجزيري، له شيوخ أملاهم على ابن خير بلفظه ر بالجزية، وقرأ عليه بعد الإملاء، فنرويهم بأسانيدنا إلى ابن خير عنه. 249 - ابن زغيبة: هو محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكلابي أبو عبد الله المعروف بابن زغيبة من أهل المرية، له برنامج في شيوخه، نرويه بسندنا إلى ابن الأبار عن أبي القاسم ابن بقي عن أبي خالد وابن رفاعة عنه. 250 - ابن زهر الأيادي (4) : هو الفقيه أبو بكر محمد بن مروان بن زهر، له فهرسة نرويها بالسند إلى ابن خير عن الشيخ أبي محمد ابن عتاب عن أبي القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي وأبي حفص الزهراوي، كلاهما عنه. ابن زاكور: (انظر أزاهر البستان) (5) .

_ (1) انظر ما يلي رقم: 557 وما مر رقم: 111. (2) لعلها في القسم الذي لم يطبع من صلة الصلة. (3) فهرسة ابن خير: 433؛ وفي أصل فهرس الفهارس: زرقون بتقديم الزاي على الراء، وضبطه ابن عبد الملك بالراء والزاي (الذيل والتكملة 1: 295) وانظر أيضاً التكملة: 54 ومعجم أصحاب الصدفي: 34 والديباج المذهب: 52 وبغية الوعاة 1: 341 (نقلاً عن صلة الصلة) . (4) فهرسة ابن خير: 435؛ وكانت وفاة محمد بن مروان بن زهر سنة 422؛ انظر الذخيرة 1/2: 219 والمطرب: 293 والصلة: 487 والوافي 5: 16 وعبر الذهبي 3: 150. (5) انظر رقم: 49 فيما تقدم.

حرف الطاء

140 - زاد المسير (1) : للحافظ السيوطي اسم فهرسته الصغيرة، قال في أولها: " هذا جزء لطيف لخصته من فهرسي الكبير ". قال عن هذا الفهرس أبو إسحاق الدرعي وأبو سالم العياشي في فهرستهما: " من أجمع الفهارس وأحسنها وأخصرها " أرويها بالسند إلى الدرعي المذكور عن أبي سالم عن الخفاجي عن الشمس العلقمي عن أخيه البرهان إبراهيم عن السيوطي. 141 - زاد المسافر وأنس المسامر (2) : لابن جابر الوادياشي وهو تأليف بديع ذكر فيه بلداناً دخلها وما فيها من الأشياخ (انظر حرف الواو) . حرف الطاء 251 - الطالب ابن الحاج (3) : هو آخر قضاة العدل بفاس أبو عبد الله محمد الطالب ابن جد جدي من قبل أمه غلإمام أبي الفيض حمدون ابن الحاج السلمي الفاسي العلامة الفقيه المؤرخ النسابة المتوفي بفاس سنة 1274 على قضائها، ولم يوجد في تركته ما يقوم بتجهيزه، مع إنه بقي على قضاء مراكش قبل فاسي نحواً من 13 سنة، وكان صاحب فراسة صادقة وتحر ونثبت تام واعتقاد صحيح واطلاع واسع ومشاركة حسنة. له شرح على " إحياء الميت في فضائل آل البيت " للسيوطي، والأزهار الطيبة النشر في مبادي العلوم العشر، وهي مطبوعة، وله غير ذلك في الفقه والتصريف والتاريخ والأنساب منها: رياض الورد في ترجمة والده، وعقد الدرر واللآل في شرفاء عقبة ابن صوال، ألفه في نسب الكتانيين، والإشراف على من بفاس من مشاهير الأشراف. وله فهرسة سماها " روض البهار في ذكر شيوخنا الذين فضلهم

_ (1) لم يذكره في كتاب " التحدث بنعمة الله ". (2) ذكر محقق برنامج الوادياشي (22) انه موجود بالاسكوريال تحت رقم: 2، وانظر ما يلي رقم: 628. (3) شجرة النور: 401 والفكر السامي 4: 133 وبروكلمان، التكملة 2: 882 والزركلي 7: 40 وصفحات متفرقة من الدليل.

أجلى من شمس النهار " لم أقف عليها. يروي عامة عن ابي حامد العربي الدمنتي وأبي محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن، وباسمه ألف فهرسته، وقاضي مراكش أبي محمد التهامي بن حمادي المكناسي والشيخ محمد صالح الرضوي البخاري وغيرهم. ويروي دلائل الخيرات عن أبي عبد الله محمد بن حفيد القادري. نروي ما له من مروي ومؤلف عن أبي العباس أحمد بن محمد بن حمدون، كلاهما عنه. 252 - الطاهر المشرفي: الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله بن محمد المدعو ابن دح المشرفي العسكري العلامة الجليل قاضي وهران ودفينها على عهد الترك، وشارح " النصيحة الزروقية " أخذ العلم بفاس، وأجازه من شيوخها عبد القادر ابن شقرون وتلميذه الشيخ الطيب ابن كيران عامة ما لهما. له ثبت نرويه عن أبي عليّ الحسن الشدادي عن الشيخ بتعبد الله سقط المعسكري عنه، وعندي صورة إجازة مؤلفه به المذكور. الطاوسي: (انظر ابن أبي الفتوح) (1) . 253 - طارق (2) : طارق بن موسى بن يعيش أبو الحسن له برنامج في مشيخته. 254 - الطبني (3) : أبو مروان، أروي فهرسته من طريق عياض عن الجياني عنه.

_ (1) انظر ما يلي رقم: 529. (2) ورد في أصل الكتاب " طارف " بافاء، وقد وردت في ترجمته في بغية الملتمس رقم: 865 ولكنه لم يذكر له برنامجاً، فالمؤلف يعتمد مصدراً آخر. (3) انظر الغنية 287 (رقم: 13) وأبو مروان الطبني هو عبد الملك ابن زيادة الله، له ترجمة في الصلة: 343 والجذوة: 265 وبغية الملتمس رقم: 1065 والمغرب 1: 92 والذخيرة 1/1: 535 والنفح 2: 496 وبغية الوعاة 2: 109 والمسالك 11: 398.

255 - الطبولي: هو الإمام المسند المعمر أبو العباس أحمد بن أبي زيد عبد الرحمنت ابن أبي طبل المالكي الطرابلسي المعروف فيها بالطبولي الضرير، يروي عامة عن محمد بن محمد الصادق ابن ريسون وعمر بن محمد بن عليّ الحساني الطرابلسي المعروف بالسوداني، والصعيدي والحفني والدردير ومرتضى الزبيدي والدسوقي ومحمد الكاتمي الفزاني المالكي، وغيرهم، مات سنة 1254 تقريباً. نروي ما له عن الشيخ فالح عن أبي موسى عمران الياصلي والشيخ السنوسي كلاهما عنه. وممن أخذ عنه الفقيه الأديب السيد حسن المدعو حسونة بن محمد بن حسونة الدغيسي الأزروملي الطرابلسي الحنفي الوارد على فاس عام 1246 والمتوفى باصطنبول عام1258 فإنه أجاز لأبي محمد التهامي المكي بن رحمون عن المترجم. الطبري: (انظر حرف الفاء في فيض الأحد) (1) . الطبرية: (انظر قريش في حرف القاف) (2) . 256 - الطحطاوي (3) : هو أحمد بن محمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي المصري شيخ الحنفية بالديار المصرية المتوفى سنة 1231. يروي عامة عن الحسن الجداوي والأمير وعبد العليم الفيومي، ثلاثتهم عن الصعيدي. نروي ثبته عن عبد الله بن محمد بن صالح البنا الإسكندري عن أبيه عنه، وأوقفني على نص إجازته لأبيه وإجازة والده له. ح: وعن أبي الحسن ابن

_ (1) انظر ما يلي رقم: 517. (2) انظر ما يلي رقم: 536. (3) ترجمة الطحطاوي (أو الطهطاوي) في خطط مبارك 13: 56 والزركلي 1: 232.

ظاهر عن أبي خضر الدمياطي عن عبد المولى بن عبد الله المغربي الطرابلسي الحنفي عنه. 257 - الطحلاوي (1) : هو أبو حفص عمر بن عليّ بن يحيى الطحلاوي المالكي المصري، له ثبت نسبه له بصري المكناسي في ثبته، حلاه الحافظ أبو الفيض الزبيدي في معجمه ب " الإمام الثبت العلامة، سمع الحديث على الشهاب أحمد العماوي وأبي الحسن عليّ الحريشي الفاسي وغيرهما، وكان للناس فيه اعتقاد حسن وعليه هيبة ووقار، مات في 11 صفر عام 1181، حضرت درسه في الموطأ وأجاز لي سائر مروياته، اه " وترجمه أيضاً الجبرتي في تاريخه وعلي مبارك باشا في خطط مصر. نروي ثبته المذكور من طريق الزبيدي عنه. 258 - الطرطوشي (2) : الإمام أبو بكر، نروي مروياته من طريق عياض عنه مكاتبة. 259 - الطلمنكي (3) : هو الشيخ الفقيه الحافظ أبو عمر أحمد بن محمد المقري الطلمنكي، نروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي الحسن يونس ابن مغيث عن أبي عمر أحمد بن يحيى بن الحذاء عن مؤلفها.

_ (1) ترجمة الطحلاوي في الجبرتي 1: 288 وخطط مبارك 13: 31. (2) في أصل الكتاب " أبو الوليد " وهو سهو فيما أقدر، إذ الطرطوشي اسمه محمد بن الوليد وكنيته أبو بكر (الا أن تكون له كنيتان) وهو صاحب سراج الملوك، توفي سنة 520؛ وانظر الغنية: 130، 288 (رقم: 27) ووفيات الأعيان 4: 262 والصلة: 545 وبغية الملتمس رقم: 295 والمغرب 2: 242 والديباج المذهب: 276 وعبر الذهبي 4: 48 وحسن المحاضرة 1: 92 والشذرات 4: 62 ونفح الطيب 2: 85 وأزهار الرياض 3: 16. (3) فهرسة ابن خير: 435، وقد مرت ترجمة ابن الحذاء.

الطنجي: (أبو الفرج الطنجي انظر الكنى) (1) . 260 - الطيوري (2) : أبو الحسن، أروي فهرسته من طريق عياض عن أبي عليّ الصدفي عنه. الطيب الفاسي: (انظر " أسهل المقاصد " في حرف الألف) (3) . 261 - ابن طاهر (4) : هو الإمام العالم المحدث الصالح الحافظ أبو محمد مولاي عبد الله بن عليّ بن طاهر الحسني السجلماسي المتوفى سنة 1044 كما في الاشراف، ودفن بمدغرة من أعمال سجلماسة، حلاه تلميذه المرغتي في إجازته للشيخ أبي عبد الله ابن ناصر ب " خاتمة الحفاظ بالمغرب، وقال: ما رأيت أسرع منه دمعة عند سماع القرآن، فلا يكاد يجود الطالب لوحه إلا بكى لله مرة أو أكثر، وكذلك عند ذكر الله وذكر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر المدينة وعند ذكر الأولياء والصالحين، ما رأيت في مغربنا أتبع للسنة منه، حركاته وسكناته كلها كانت علوماً وفوائد، اه ". يروي عن المنجور فهرسته. يروي قهرسته خروف التونسي عن المنجور والقصار وابن عبد الجبار الفجيجي عنه، وفهرسة الونشريسي عن الفجيجي عن أبيه عنه، وفهرسة ابن غازي عن المنجور عن ابن هارون عنه، وجميع فهرسة سقين عن المنجور عنه، وجميع فهرسة ابن حجر عن المنجور عن سقين عن زكرياء عنه وعن العلقمي إجازة عن زكرياء عنه، وجميع فهرسة المنتوري عن القصار عن التسولي عن الدقون عن المواق عنه، وجميع فهرسة

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 58. (2) الغنية: 289 (رقم: 33) . (3) انظر ما تقدم رقم: 45. (4) ترجمته في صفوة من انتشر: 3 والزركلي 4: 244 (وجعل تاريخ وفاته 1045 ولم يذكر فهرس الفهارس) .

ابن الزبير عن العلقمي إجازة عن زكرياء عن ابن الفرات عن ابن جماعة عنه، كذا كتب الشيخ المترجم في إجازنه لأبي العباس أحمد بن عليّ البوسعيدي السوسي الفاسي. نروي ما له من طريق أبي عليّ اليوسي عن ابن سعيد المرغتي السوسي عن مولاي عبد الله بن عليّ بن طاهر ما له، ونروي بالسند إلى أبي سالم العياشي عن أحمد بن موسى الأبار عنه. ح: نروي بالسند إلى أبي مهدي الثعالبي عن عليّ بن عبد الواحد الأنصاري عنه إجازة عامة. وترجمة هذا الشيخ طويلة طنانة تراجع في " بذل المناصحة " للبو سعيدي و " النشر " و " الصفوة " وغيرها. قال البوسعيدي في محل آخر من " بذل المناصحة " له: " وفهارس سيدي عبد الله المذكور محيطة بأسانيده الكثيرة وكفيلة بإحاطة علم هذه الأمة، اه ". قال عنه البوسعيدي المذكور أيضاً " سيدي عبد الله من كبار الشرفاء وعظماء العلماء كان ثاقب زمانه في حفظ أيام الصحابة وأنساب العرب وسير السلف الصالح وذا بصيرة بالمذاهب السنية والابتداعية لسان الانتقاد على الفرق الباغية، اه ". وفي " بذل المناصحة " أيضاً: " سمعت سيدي عبد الله يقول في حديث الصحيح ايتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا ووقع التنازع، فقال عمر: حسبنا كتاب الله، وقال بعضهم الرزية كل الرزية ... الخ. قال سيدي عبد الله: الصواب أنه لا يسعه ترك الكتب لما قال لهم: قوموا عني، لأنه أرسل ليبين للناس ما أنزل إليهم. وقد قال له سبحانه (وإن لم تفعل) بأن تركت البعض الذي منه كتب هذا الكتاب (فما بلغت رسالاته) ولكن لو وقع وأتوا بكتاب لكتب حملهم على القرآن وسنته زيادة التأكيد لما علموا وتقرر عندهم، لكن لما رأى من فهم عنه ذلك وهو عمر، إذ قال له: حسبنا كتاب الله، علم صلى الله عليه وسلم أن الله حفظ دينه كما وعد به، وأنه لم يبق ما يؤكد به

عليهم، فمن أجل ذلك قال: قوموا عني، اكتفاءً بفهم عمر، وقد علم أنه الخليفة من بعده، اه ". قلت: ولولد المترجم ولد اسمه عبد الهادي كان من أعيان علماء عصره اشتغل بالحديث وفاق فيه، وله في اصطلاحه منظومة لامية شرحها في مجلد بشرح نفيس يسوق فيه الأحاديث بأسانيدها، ولعله وأبا سالم بعده آخر من رأيناه يفعل ذلك من أعلام المغرب، أجازه والده والقصار وأبو العباس ابن القاضي. نروي ما له أيضاً من طريق أبي عليّ اليوسي عن محمد المرابط ابن محمد بن أبي بكر الدلائي عنه. ح: وبالسند إلى البديري أيضاً عن محمد المرابط الدلائي عنه، ومات مولاي عبد الهادي المذكور بالمدينة المنورة. 262 - ابن الطراز (1) : هو أبو عبد الله محمد بن سعيد بن عليّ بن يوسف الأنصاري من أهل غرناطة، يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الطراز، روى عن جماعة مغاربة ومشارقة، وكان شديد العناية بالرواية معروفاً بالضبط والإتقان، حدث وأخذ عنه. له فهرسة مشتملة على أسماء شيوخه وما روى عنهم نقل منها ابن الأبار، مات سنة 645. 263 - ابن طريف (2) : نروي فهرسته من طريق ابن خير عن الشيخ الفقيه أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف مؤلفها إجازة مكاتبة.

_ (1) ترجمة ابن الطراز في التكملة: 659 والذيل والتكملة: 6: 210 والديباج المذهب: 297 والإحاطة 3: 41 (وفيه نقل عن صلة الصلة) وقال فيه ابن عبد الملك: وكان شديد العناية بشأن الرواية كثير الاهتمام بلقاء حملة العلم ممن أطال الرحلة في طلبه بالأندلس والعدوة، وكان ضابطاً لما قيد وروى ثقة فيما يحدث به أبرع الناس خطا وأنبلهم تقييداً ... (2) فهرسة ابن خير: 427؛ وكانت وفاة ابن طريف سنة 520 (الصلة: 79) .

264 - ابن الطلاع (1) : هو الإمام أبو عبد الله محمد بن فرج المشهور بابن الطلاع، نروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي قراءة عليه عنه. 265 - ابن الطلاء (2) : هو الإمام المحدث أبو الحسين عبد الملك بن محمد ابن هشام القيسي ويعرف بابن الطلاء، نروي فهرسته من طريق ابن خير عنه قراءة عليه. 266 - ابن طولون (3) : هو الإمام العلامة المحدث مسند الشام ومفخرته وحافظه شمس الدين محمد بن عليّ بن أحمد المدعو بابن خمارويه وبابن طولون الصالحي الدمشقي الحنفي، ولد بدمشق سنة 880، وأخذ علم القراءات عن مشيختها، وتلقى الحديث عن شيوخ ومسندين يبلغ عددهم خمسمائة، أعظمهم الحافظ السيوطي وأعلى ما حصل له روايته عالياً عن أم عبد الرزاق خديجة بنت عبد الكريم الأرموية عن أم محمد عائشة بنت محمد بن الزين عن الحجار. ويروي ابن طولون عن كمال الدين ابن حمزة الدمشقي وأبي الفتح المزي ومحمد بن محمد بن ثابت وأبي البقاء محمد بن العماد العمري ومحمد أبي الصدق العدوي وإبراهيم بن عليّ القرشي ومحمد بن محمد بن الافاقي وأبي بكر محمد بن أبي بكر بن أبي عمر، ثمانيتهم عن الحافظ ابن حجر بأسانيده. وسمع في مكة على حافظها عز الدين ابن فهد، وفي دمشق على مؤرخها القاضي محيي

_ (1) فهرسة ابن خير: 431؛ وتوفي ابن الطلاع سنة 497 (الصلة: 534) . (2) فهرسة ابن خير: 433؛ وكانت وفاة ابن الطلاء سنة 551 (التكملة رقم: 1715 والذيل والتكملة 5: 42 ومعجم أصحاب الصدقي: 251 وبغية الملتمس رقم: 1055) . (3) ترجمة الشمس ابن طولون في الكواكب السائرة 2: 52 والفلك المشحون (ترجمة ذاتية) والشذرات 8: 298 والزركلي 7: 184 وبروكلمان 2: 481 والتكملة 2: 494 ومجلة المجمع العلمي العربي 3: 33، 5: 188، 216، 25: 236.

الدين النعيمي والمحدث جمال الدين ابن المبرد، واجتمع عام عشرين وتسعمائة بالإمام المسند بدر الدين حسن ابن فهد الهاشمي المكي فأجازه بما يرويه عن عمه الحافظ تقي الدين والحافظ ابن حجر وأبي الفتح المراغي وطبقتهم، وأخذ طريقة التصوف عن الشيخ أبي عراقية. واشتغل بعدة علوم وألف فيها التآليف العديدة التي برنامجها في نحو كراسين، قرأه علينا صاحبنا العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي بدمشق من مجموع كان عنده، منها مما يتعلق بموضوعنا: [حرف الألف] : الأحاديث المسموعة في دور القرآن بدمشق وضواحيها، الأحاديث المسموعة في جوامع دمشق وضواحيها، الأحاديث المسموعة في أحد مدارس الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة بدمشق وضواحيها، الأربعون الأحد عشرية الإسناد بالإجازة، الأربعون الأثنا عشرية الإسناد بالسماع المتصل مع الكلام على أحاديثها، الأربعون بسند واحد متصل بالسماع مع تعقب كل حديث بتخريجه، الأربعون حديثاً عن أربعين شيخاً مذيلة بالكلام على الأحاديث وتراجم الشيوخ، الأربعون حديثاً عن أربعين شيخاً في أربعين باباً من حديث الإمام الأعظم أبي حنيفة، الأربعون حديثاً عن أربعين صحابياً كل حديث منها منتقى من أربعين مفردة بالتصنيف من أربعين نوعاً، الأربعون المسلسلات، الأربعون حديثاً المنتقاة من فضائل القرآن للحافظ المقدسي، الأربعون الملتقطة من أربعين مشيخة، الأربعون المخرجة من مصنفات أربعين، الأربعون من مرويات أربعين قرية، الأربعون من أربعين حديثاً مفردة بالتصانيف أولها هذه الأربعينات وثانيها ثانيهن وهكذا عن أربعين صحابياً في أربعين باباً من أبواب العلم، الأربعون حديثاً المخرجة من مرويات أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، الأربعون البلدانية، الأربعون من الإبدال العوالي، الأربعون من الموافقات العوالي، الأربعون عن أربعين شيخاً من مشايخ مشايخهم مفتتحة بتراجمهم مشتملة على أربعين باباً في الفقه

في الدين لأربعين صحابياً، الأربعون المستخرجة من الموطأ رواية محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، الأربعون حديثاً من حديث أبي أيوب الأنصاري بسند واحد. بل لابن طولون أربعينيات تزيد على ثلاثمائة وستين كما في صلة الرداني. حرف التاء: التاج المكلل في الحديث المسلسل، الترشيح على الجامع الصحيح، وهو عبارة عن انتقاء مائة حديث بمائة سند إليه، التمتع بالإقران بين تراجم الشيوخ والأقران. حرف الثاء: الثلاثون حديثاً البلدانية. حرف الحاء: حث الطالب الحثيث على الاشتغال بعلم الحديث. حرف الدال: الدرر الغوالي في الأحاديث العوالي. الراء: الروض النزيه في الأحاديث التي رواها أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن أخيه. السين: السير الحثيث إلى لطائف الأحاديث، السفينة الطولونية في الأحاديث النبوية تشتمل على ثلاثمائة وستين حديثاً منتقاة من ثلاثمائة وستين جزءاً حديثية. العين: عقود اللؤلؤيات في الأحاديث الثلاثيات. الغين: غاية الأمنية في الأحاديث العشرة العشارية لخصه من كتاب " نهاية الطلب "، غاية الطلب في الكلام على حديث سلسلة الذهب. الفاء: فهرسة المرويات " وقد تكلمنا عليها في الفاء "، الفتح العزي في

معجم المجيزين لشيخه أبي الفتح المزي، فتح العليم في المسلسلات بحرف الميم، الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون. الميم: المسلسلات، مشيخة الطالبين في ألغاز المحدثين، مواهب الرحمن في الرواية عن الجان. النون: نهاية الطلب والمراد في العشرة أحاديث العشارية الاسناد، النجوم الزاهرة فيمن روى عن أسلافه الطاهرة، نزهة السامعين في المسلسل بالدمشقيين، نور النيرين في رواية أحمد في الصحيحين، نشر الخزام في مرويات الشيخين المحيوي وابن هشام. وغير ذلك. أروي كل ما للمذكور من مؤلف ومروي على كثرتها وتباين أنواعها بسند مسلسل بالدمشقيين عن شيخنا عبد الله السكري الدمشقي عن عبد الرحمن الكزبري الدمشقي عن مصطفى الرحمتي الأيوبي الدمشقي عن صالح بن إبراهيم الجنيني الدمشقي عن محمد بن سليمان الرداني دفين دمشق عن المعمر بقية المسندين محمد بن بدر الدين البلباني الصالحي الدمشقي عن الشهابين أحمد بن عليّ المفلحي الوفائي وأحمد بن يونس العيتاوي، كلاهما عن مسند دمشق ابن طولون الدمشقي عامة ما له. ح: وأخبرنا نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن الشهاب العطار عن أحمد المنيني عن أبي المواهب الحنبلي عن محمد بن كمال الدين ابن حمزة تقيب دمشق عن محمد بن منصور بن المحب عن الخطيب محمد البهنسي عن الشمس محمد بن طولون، وهو كما ترى مسلسل بالدمشقيين وآخره بالمحمدين. مات الشمس ابن طولون المذكور سنة 953 بدمشق. ابن الطيب: أبو عبد الله محمد بن الطيب الشركي الفاسي المدني (انظر الشركي من حرف الشين) (1)

_ (1) انظر ما يلي رقم: 598.

267 - ابن الطيلسان (1) : هو الإمام الحافظ محدث الأندلس أبو القاسم بن أحمد بن محمد بن سليمان الأنصاري القرطبي، ولد سنة 575، روى عن جده لأمه أبي القاسم ابن الشراط وأبي الحكم ابن حجاج وأجاز له عبد المنعم ابن الفرس وأبو القاسم بن سمجون، وشيوخه يزيد عددهم على المائتين. كان متقدماً في صناعة الحديث متقناً لها، ترجمه الذهبي في " طبقات الحفاظ " وعد من مؤلفاته: بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن، والجواهر المفصلات في المسلسلات، وغرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين، توفى سنة 642. أروي ما له بأسانيدنا إلى الذهبي قال: " كتب إلي ابن هارون من أفريقية أنه سمع من ابن الطيلسان غير شيء من كتاب " الوعد والإنجاز " في عوالي الحديث وأجاز له ما يجوز له روايته، وكتب له: سأل مني فلان أن أجيز له ما رويته وجمعته فأجبته أسمى الله قدره وأعلى ذكره، اهتبالاً بسؤاله، وامتثالاً للطاعة التي لا تجب إلا لأمثاله، فأجزت له ولابنه أحمد، بارك الله فيه، وأقر به عين أبيه في سنة 641، اه ". 142 - طرق السلامة إلى مشيخة الفقيه عليّ بن سلامة: تخريج الحافظ تقي الدين محمد بن محمد بن أبي الخير بن فهد الهاشمي المكي في مجلد، عندي منها أجزاء، انتهاؤها الشيخ106، رتبهم على حروف المعجم، يترجم للشيخ في حرفه أول اسمه ثم يخرج عنه حديثاً بسنده ثم يترجم له. نرويها بالسند إلى التقي ابن فهد عن ابن سلامة. 143 - الطالع السعيد في مهمات الأسانيد (2) : للعلامة المحدث الأصولي

_ (1) تذكرة الحفاظ: 1426 (وقد تقدمت ترجمة ابن الطيلسان واسمه القاسم وكنيته أبو القاسم) . (2) صاحب " الطالع السعيد " هو جمال الدين القاسمي المحدث المشهور، انظر ترجمته في حلية البشر 1: 435 ورياض الجنة 1: 177 والفتح المبين 3: 168 ومذكرات محمد كرد علي 3: 687 والزركلي 2: 131 وكحالة 3: 157 وآداب شيخو 3: 50 وداغر 2/3: 1000 ومعجم سركيس: 1483 ومجلة المشرق 18: 1036 ومجلة المقتبس 8: 105 ومجلة المنار 17: 558، 628.

النظار جمال الدين بن الشيخ محمد سعيد الدمشقي بن الشيخ محمد قاسم الحلاق الشافعي الأثري، يروي عن أبيه الأديب أبي عبد الله محمد سعيد أبي الخير عن جده الشيخ قاسم بن صالح الحلاق الدمشقي عن الوجيه الكزبري. ويروي أيضاً عن الشمس محمد الخاني والشيخ سليم العطار، وسمع منه مسلسلات ابن عقيلة بأعمالها، ومحمد محمود الحمزاوي، وسمع منه حديث الأولية، ونعمان الألوسي وغيرهم من الشاميين والعراقيين. وأجاز له من فاس خالنا أبو المواهب جعفر الكتاني، وتدبج مع ولده أبي عبد الله محمد صاحب " السلوة " عام 1322. لقيته بدمشق وتردد إلي في سكون وثبات واستحضار واطلاع، وقد تدبجت معه، وأوقفني على ثبته هذا في مسودته فلم أستوعبه، مات في نحو سنة 1338، وكان رحمه الله ممن جمع وصنف ونشر، أوقفني في دمشق على مؤلف له في الاصطلاح أجاد فيه، وهو في مجلد، وعلى شرحه على الأربعين العجلونيه، وله غير ذلك في الفقه والأثر والكلام والأدب والتاريخ كترجمة الإمام البخاري وهي مطبوعة، وبيت القصيد في ديوان الإمام الوالد السعيد، ودلائل التوحيد، واختصار الأحياء، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد، وهو نفيس، ولوالده " الثغر الباسم بترجمة والده الشيخ قاسم " أخبرني بذلك رحمه الله. 144 - الطالع السعيد إلى المهم من الأحاديث المسلسلة بيوم العيد: لجامعه محمد عبد الحي الكتاني في كراسين. 145 - الطب الروحاني المحشو في أسانيدنا المجاز بها محمد بن المعطي العمراني: اسم ثبت صغير ألفته باسم صاحبنا العالم الصوفي الأديب البليغ أبي عبد الله محمد بن المعطي السرغيني المراكشي المتوفى بها عام 1328 وهو صاحب " حل الطلاسم " المطبوع بمصر. 146 - الطوالع الفخرية في السلاسل القادرية: لجامع هذه الشذرة نحو

كراسة، ألفته باسم المعمر الرحال الصوفي أبي مدين شعيب بن الجلالي الغوغي الصحراوي نزيل الدار البيضاء، رحمه الله. 147 - الطرق الموضحة للأسانيد المصححة (1) : هو ثبت جمعه الشيخ شمس الدين بن عبد الله الفرغلي السبرباوي المصري المترجم في معجم الحافظ مرتضى، من مرويات شيخه الشمس محمد الحفني، جمع فيه بعض أسانيد كتب الحديث والفقه والمسلسلات وتلقين الذكر على الطريقة الخلوتية، وغالب أسانيده من طريق النمرسي عن البصري، والمسلسلات من طريق البديري، وكتب له عليه بعد إكماله الشمس الحنفي، وقد وقفت على الأصل من الثبت المذكور الذي عليه خط الحفني، وختمه الفرغلي المذكور بوفيات رجال سند الصحيح والفقه الشافعي، وإثره إجازة منظومة للحافظ مرتضى الزبيدي أجازه بها مراسلة سنة 1178. أرويه عن ابن ظاهر وغيره عن أحمد منة الله عن الفرغلي المذكور، وفي هذا السند إليه عندي وقفة لتحقق أن ولادة أحمد منة الله كانت بعد وفاة الفرغلي المذكور. 148 - الطرفة في اختصار التحفة (2) : لأبي حامد العربي بن الطيب القادري الحسني الفاسي المؤرخ النسابة المتفنن الصوفي المتوفى سنة 1106، ودفن خارج باب الفتوح من فاس، اختصر فيها " التحفة الصديقية " لأبي عيسى المهدي الفاسي، وهي في نحو كراسين، استوعب فيها أسانيد أرباب الزوايا والضرائح بالمغرب حاضره وبأدبه عرباً وبربراً، وهو اختصار جامع لطيف جداً، قال أبو الربيع الحوات عن أبي حامد المذكور: " كان حافظاً ضابطاً

_ (1) السبرباوي نسبة إلى سبرباي قرب طنطا بمصر (وعند الزركلي: البربائي؛ انظر 3: 256 والجبرتي 2: 263 وخطط مبارك 12: 6. (2) صاحب الطرفة: هو محمد العربي بن الطيب بن محمد، ترجمته في سلوة الأنفاس 2: 245 - 247 (وفيه نقل عن الإبريز والزهر الباسم) .

حرف الظاء

للتاريخ والأنساب والحديث ورجاله، محققاً مع الورع والزهد ولزوم الذكر، اه " (وقد ذكرنا أتصالنا بالتحفة في حرف التاء، انظره هناك) (1) . حرف الظاء ابن ظاهر: هو أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني (انظر الأوائل) (2) . حرف الكاف 268 - كمال الدين بن حمزة: هو شيخ الإسلام بدمشق المحدث المسند المتفنن السيد الشريف كمال الدين محمد بن حمزة الحسني الدمشقي سبط الحافظ الحسيني، مولده في حدود الخمسين وثمانمائة ووفاته عام 933، ومن مشايخه بالإجازة الحافظ ابن حجر والبدر العيني وابن فهد باستدعاء والده، وطلب وسمع بنفسه، ومن عواليه روايته عن أبي العباس ابن عبد الهادي الصالحي الدمشقي عن الصلاح أبي عمر عن الفخر ابن البخاري بأسانيده، ويروي أيضاً عن المسند المعمر تقي الدين أبي بكر بن عبد الله المعروف بابن قاضي عجلون عن الحافظ ابن ناصر الدمشقي. ح: ويروي المترجم أيضاً عن أبي المعالي عبد الكافي المعروف بابن الذهبي عن أبي هريرة ابن الحافظ شمس الدين الذهبي وغيره بأسانيده. له مشيخة فيها أربعون حديثاً، بعد كل حديث نكتة من رائق الأشعار، وبعد ذلك شيء من مروياته ومشايخه، خرجها له الحافظ جمال الدين يوسف ابن المبرد الحنبلي وقد لخصها صاحب " رياض الجنة " نرويها بالسند إلى

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 87. (2) انظر ما تقدم رقم: 11.

الغيطي والشمس ابن طولون، كلاهما عنه سماعاً وإجازة، بالقاهرة للأول وللثاني بدمشق. 269 - الكمال الغزي (1) : هو الشيخ كمال الدين محمد الغزي العامري الدمشقي ابن سبط الشيخ عبد الغني النابلسي، له معجم سماه " إتحاف ذوي الرسوخ "، وله طبقات للحنابلة سماها النعت الأكمل في تراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وله الورد الأنسي بترجمة جده الشيخ عبد الغني النابلسي. أجرى ذكره الشمس محمد خليل المرادي في ترجمة الشيخ عبد الغني من " سلك الدرر " قائلاً: " صنف ابن سبطه صاحبنا العالم كمال الدين محمد الغزي العامري في ترجمته كتاباً مستقلاً سماه " الورد القدسي " فمن أراد الزيادة على من ذكرناه فعليه به فإنه جامع العجب العجاب، اه ". ولم أقف له على ترجمة ولا ذكر في شيء مما بيدنا، نعم نتصل به فيما له عن الشيخ نصر الله الخطيب الدمشقي عن محمد عمر الغزي العامري عن عمه المترجم الشمس السفاريني وغيره. 270 - الكاملي (2) : هو الإمام العلامة المحدث شمس الدين محمد بن نور الدين عليّ الدمشقي الشهير بالكاملي، ولد بدمشق سنة 1044 ومات سنة 1131، يروي عامة عن النور الشبراملسي والكوراني وعبد العزيز الزمزمي المكي وخير الدين الرملي والصفي القشاشي وعبد القادر الصفوري ومحمد بن يحيى البطيني الدمشقي وسلطان المزاحي، وأشرك معه في الإجازة أولاده، والشبرخيتي والبابلي وعبد الباقي الزرقاني والنجم الغزي وعبد الباقي الحنبلي

_ (1) سلك الدرر 3: 38 (في ترجمة الشيخ عبد الغني النابلسي) وفي أصل الكتاب هو الشيخ شمس الدين وهو مخالف لما في العنوان " الكمال ". ولذلك غيرته؛ وانظر الجبرتي 2: 196 وروض البشر: 199 والزركلي 7: 298 وكانت وفاة كمال الدين الغزي محمد بن محمد شريف بن محمد شمس الدين سنة 1214. (2) ترجمة الكاملي في سلك الدرر 4: 67.

وغيرهم. له ثبت في نحو كراسين جمعه له المنلا الياس بن إبراهيم الكوراني ساق فيه نصوص إجازات مشايخه هؤلاء، وختمه ببعض المسلسلات، وهو عندي، أرويه عن السكري عن الكزبري عن خليل بن عبد السلام الكاملي عن أبيه عن جده محمد بن عليّ الكاملي، رحمه الله. 271 - الكتبي: هو محمد بن حسن الكتبي المكي الحنفي شيخ الحنفية بمكة المكرمة، العلامة الفقيه، يروي عن الأمير الكبير والطحطاوي والأمير الصغير والشهاب الصاوي وغيرهم عامة ما لهم. له ثبت شهير. نروي ما له عالياً عن حسين الطرابلسي وأبي النصر الخطيب وغيرهما عنه. ح: وعن الشيخ محمد أبي الخير ابن عابدين عن عبد الله الصوفي الطرابلسي عنه. 272 - الكتاني (1) : جدنا الأستاذ العارف الكبير الشيخ أبو المفاخر محمد ابن عبد الواحد المدعو الكبير الكتاني الحسني، جمع أسانيده الطريقية تلميذه خالنا الشيخ أبو المواهب جعفر بن إدريس الكتاني في ثبت صغير ألفه في إجازة لصديقنا العالم الصالح التاسك أبي العباس أحمد بن الشمس الشنكيطي دفين المدينة المنورة، ذكر فيه اسناد الجد في الطريقة القادرية والخلوتية والنقشبندية والشاذلية والناصرية والعيساوية والسنوسية ونحوها. نروي عن شيخنا الوالد وخالنا جامعه عنه رضي الله عنه. وقد أخذ سيدنا الجد عن نحو الأربعين شيخاً بالمشرق والمغرب، من أعيانهم الحافظ السنوسي الجغبوبي والشمس محمد بن صالح السباعي المصري الخلوتي والشمس محمد بن صالح البنا، وأخذ هو عن الجد أيضاً، والشمس محمد بن قاسم القندوسي الفاسي، وإليه كان ينتسب، وأبو محمد عبد الواحد الدباغ الفاسي وابن عمه أبو محمد الطائع بن هاشم الكتاني المعروف بحمامة المسجد والمعمر أبو محمد عبد الله البزراتي والشمس محمد جويرا الطنجاوي

_ (1) شجرة النور: 403 والزركلي 7: 135 (وأغفل فهرس الفهارس) .

والشيخ عبد الباقي قيوم الزمان النقشبندي والشهاب أحمد الصفار المكناسي والهادي ابن العناية بوحد المكناسي والشيخ عبد الرحمن السن الشامي. وسمع الحديث على جماعة كأبي محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن وأبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي وغيرهم ممن تضمنته رحلته، فقد ذكر أسانيده في خصوص الصحيح والشفا ونحوهما، مات رضي الله عنه عام 1289، ودفن بزاويته بأعلى القطانين من فاس عن نيف وخمسين، وقد أفردت ترجمته بتأليف سميته " عبير الند في ترجمة سيدنا الجد " (1) لم يكمل. الكتاني: خالنا العلامة شيخ الشيوخ جعفر بن إدريس الكتاني الحسني (انظر الأعلام وحرف الجيم) (2) . الكتاني: والدنا الإمام العارف أبو المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني (انظر حرف العين) (3) ألفت باسمه عدة فهارس وكذا في أسانيده في الطرق والمسلسلات (انظر منية القاصد والمسلسلات وأعذب الموارد وفتح القدير في حروفها) (4) . الكتاني: ابن خالنا أبو عبد الله محمد بن جعفر (انظر من اسمه محمد من حرف الميم) (5) . 273 - الكتاني: محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني جامع هذه الشذرة، له في خصوص علم الإسناد والرواية عدة مصنفات، ذكرت هنا في حروفها انظر " الطب الروحاني " و " مطية المجاز إلى من لنا في الحجاز

_ (1) راجع دليل مؤرخ المغرب: 235. (2) انظر ما تقدم رقم: 50، 119. (3) انظر ما يلي رقم: 402. (4) رقم: 187، 425، 451، 492. (5) انظر ما يلي رقم: 293.

أجاز " و " نفح العطر الذكي في اختصار فهرس الحضيكي " و " ما علق بالبال أيام الاعتقال " و " فتح الملك الناصر في إجازة ملك تونس محمد الناصر " رحمه الله و " مجالي الامتنان فيما روي لنا بالتسلسل من آي القرآن "، جزء أسانيد صحيح مسلم، والمعجم الأكبر، والمنهج المنتخب المستحسن، والنجوم السوابق الأهلة، واللآلي الدرية في زبدة عقد اليواقيت الجوهرية، وأسانيد حصر الشارد، والمسلسلات الكتانية، وتلخيص النفح المسكي، والفجر الصادق، ونقد فهرس الشيخ فالح، ونقد فهرس الكوهن، ونقد إجازة الشيخ شعيب الجليلي، وفهرس الشيخ الشبيهي، وأعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد، والإفادات والإنشادات وبعض ما تحملته من لطائف المحاضرات، والطالع السعيد في المهم من الأحاديث المسلسلة بيوم العيد، وفتح القدير في أسانيد والدي الشيخ عبد الكبير، ومنية القاصد في أسانيد الشيخ الوالد، والطوالع الفخرية في السلاسل القادرية، وسلاسل البركات الموصولة بدلائل الخيرات، والاسعاف، وعدة إجازات لجماعات بالمشرق والمغرب لوجمعت لخرجت في عدة مجلدات، وغير ذلك. 274 - الكردي (1) : هو العلامة المسند محمد بن سليمان الكردي المدني الشافعي شيخ الشافعية بالمدينة المنورة، ولد سنة 1125 على ما بخط الفلاني أو سنة 1127 على ما في ثبت ابن عابدين، وتوفي سنة 1094. يروي عن أبي طاهر الكوراني ومصطفى البكري والجوهري وحامد بن عمر العلوي ومحمد سعيد سنبل وعبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه وغيرهم. نروي ما له من طريق الحافظ مرتضى والوجيه الأهدل والفلاني وشاكر والشمس الكزبري وغيرهم عنه، وبأسانيدنا إلى الوجيه الكزبري عن عبد الله بن محمد بن سليمان عن أبيه المذكور، وهو كما ترى مسلسل بالمعبدين.

_ (1) ترجمته في سلك الدرر 4: 111 والفكر السامي 4: 182 وثبت ابن عابدين: 420 والنفس اليماني: 228 ومعجم سركيس: 1155 وبروكلمان 2: 511 والزركلي 7: 23.

275 - الكردودي (1) : هو قاضي طنجة أبو عبد الله محمد بن عبد القادر ابن أحمد الكردودي الفاسي صاحب الشرح على اصطلاح القاموس، وخطبة ألفية ابن مالك، المتوفى في 11 رمضان عام 1268، ودفن بالقباب، وكانت ولادته في رمضان عام 1217، كما وجدته بخط تلميذه شيخنا القاضي أبي العباس ابن سودة. يروي عن القاضي أبي الفتح محمد التهامي ابن حمادي الحمادي المكناسي، وبه عرف، المتوفى بالرباط 21 صفر عام 1249، وقفت على إجازته له عقب الاستدعاء مقروناً برفيقه القاضي ابن الحاج بتاريخ سنة 1246، وعن أبي المحامد العربي الدمنتي، وأجازه عقب استدعاء وقفت عليه قرن معه فيها رفيقه ابن الحاج أيضاً، وأحمد بن الطاهر المراكشي، وهي بتاريخ 22 صفر الخير سنة 1247، وعن أبي محمد عبد القادر بن أحمد الكوهن وباسمه مع القاضي ابن الحاج والعراقي، ألف فهرسة الامداد، وعن غيرهم. للكردودي المذكور فهرسة نسبها له في ترجمته في " سلوة الأنفاس " ولم أقف عليها. نروي ما له عن أبي العباس أحمد التناني وأبي محمد طاهر بن حم الشيظمي، كلاهما هن أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد ابن سودة، عنه عامة ما له، وأجاز لنا كثير من تلاميذ الكردودي عالياً، كخالنا أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني والقاضي أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة والقاضي أبي العباس حميد بن محمد بناني، ولكن لم تكن لهم منه إجازة. 276 - الكزبري الكبير: هو العلامة المحدث الفقيه أبو زيد عبد

_ (1) للكردودي الدر المنضد الفاخر بما لا، لاد مولانا علي الشريف من المحاسن والمفاخر (دليل: 148 - 149) وكشف الغمة في بيان أن حرب النظام واجب على هذه الأمة (دليل: 471) وانظر سلوة الأنفاس 2: 303.

الرحمن بن محمد زين الدين الدمشقي الشافعي الشهير بالكزبري، ولد في حدود المائة وألف. يروي عن النابلسي ومحمد بن عليّ الكاملي وأبي المواهب الحنبلي وعبد القادر المجلد التغلبي وعبد الرحمن السليمي الحنفي وابن عقيلة وغيرهم. له كراسة جمع فيها أسانيده في الصحيحين وبعض الكتب، نرويها وكل ما له من طريق ولده الشمس محمد بن عبد الرحمن الكزبري وشاكر العقاد، كلاهما عنه، ومات سنة 1185. 277 - الكزبري الوسيط (1) : محمد ابن عبد الرحمن المذكور قبله، الإمام العلامة محدث الديار الشامية ومسندها، ولد سنة 1140 وملت سنة 1221 ودفن بدمشق، وقفت على قبره. يروي عامة عن والده وخال والده عليّ الكزبري والمنيني وعبد الرحمن بن جعفر الكردي وعلي الداغستاني وعبد الرحمن الفتني ومصطفى أسعد اللقيمي ومحمد سعيد الجعفري وأحمد بن عبد الله البعلي الحنبلي ومحمد بن سليمان الكردي والتافلاتي وعلي بن عمر القناوي شفاهاً، وبالمكاتبة عن الملوي والجوهري والحفني وعطية الاجهوري وغيرهم. له ثبت صغير نرويه من طريق ولده عبد الرحمن وشاكر العقاد وابن عابدين والفلاني وسعيد الحلبي وعمر بن عبد الرسول العطار، وغيرهم، كلهم عنه، وأرويه أيضاً عن الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي وعبد الخليل برادة وأبي النصر الخطيب، ثلاثتهم عن والد الأول عن خالد الكردي دفين دمشق عنه. 278 - الكزبري الصغير (2) : هو محدث الشام الإمام المعمر الصالح العلامة مسند الدنيا أبو المحاسن وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن

_ (1) منتخبات التواريخ لدمشق 2: 679 وحلية البشر 1: 164 (والحاشية) 3: 1227 والزركلي 7: 70. (2) منتخبات التواريخ لدمشق 2: 666 وحلية البشر 1: 165، 2: 833 وإيضاح المكنون 1: 345 والزركلي 4: 110.

الكزبري، حلاه الشيخ يوسف بدر الدين المغربي في إجازته للمسند ابن رحمون الفاسي ب " خاتمة المحققين وإمام المحدثين، من في الحقيقة ننتسب إليه، وجل انتفاعنا على يديه، رئيس العلماء بالديار الشامية، وحامل لواء الحديث بمسجد بني أمية ". ولد بدمشق سنة 1184، ودرس تحت قبة النسر بالجامع الأموي نحو الخمسين سنة، وأخذ عنه الصادر والوارد من جميع الآفاق، وحج مرات مات في آخرها بمكة 19 ذي الحجة سنة 1262، ودفن بالمعلاة، وبموته نزل الاسناد في الدنيا درجة لأنه آخر من روى عن كثيرين من الأعلام المسندين، لم يبق أحد معه يروي عنهم، وشارك شيخه الشيخ صالح الفلاني في سبعة من شيوخه، وعاش بعده نحو الخمس والأربعين سنة، وأخذ عن ثلاثة من طبقة مشايخ الحافظ مرتضى الزبيدي، ساواه بالأخذ عنهم، مع أنه عاش بعده نحو ستين سنة. فمن شيوخه الذين أجازوا له عامة والده، والشهاب العطار، وخليل بن عبد السلام الكاملي، وابن بدير المقدسي، ومصطفى الرحمتي الدمشقي، وأحمد بن علوي باحسن الشهير بجمل الليل، والنور عليّ الونائي، وصالح الفلاني وعبد الملك القلعي، وعبد الغني بن محمد هلال المكي، ومحمد طاهر ومحمد عباس ومحمد أولاد سعيد سنبل، وزين العابدين بن علوي جمل الليل والأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، وعبد اللطيف الزمزمي، وحسين بن عليّ المكي المالكي، ومحب الله بن حبيب الله الهندي المكي، وعبد القادر الصديقي المكي، ومحمد بن عمر المكي، وأحمد بن رشيد الحنبلي، وعبد الرحمن الدياربكري، وأبو بكر اليمني المكي، وأحمد بن حسن بن حماد، وقاسم بن عليّ المغربي التونسي، وعبد الله بن محمد بن سليمان الكردي، وعبد الله بن محمد الراوي البغدادي، وعبد الرحمن القادري شيخ السجادة القادرية ببغداد. وكتب له من مصر بالإجازة العامة الشرقاوي والأمير الكبير والعروسي

وعبد الرحمن المقري النحراوي والشنواني وعلي الخياط وثعيلب ومحمد السقاط وعبد الوهاب البخاتي وحسن البقلي ومصطفى العقباوي. واستجاز له شيخه الشهاب العطار عام 1203 من الحافظ مرتضى الزبيدي لما دخل مصر. وكتب له من حلب إبراهيم دار عزة ابن أخت أبي بكر الشهير بهلال الخلوتي، وأجازه من حلب إسماعيل بن محمد بن صالح المواهبي عن أبيه عن البصري والنخلي وابن عقيلة، وأجازه عام 1208 عبد الله بن محمد العقاد، وبعد ذلك يونس الخليلي الغزالي ببيت المقدس، وكتب له من بيروت أحمد بن عبد اللطيف البربير، وممن أجازه أيضاً عثمان الكردي والمعمر تقي الدين محمد الشاذلي الحنبلي عن النابلسي عالياً، وروى في مكة عام 1258 عن عبد الله بن عمر العلوي الحضرمي، الشهير بصاحب البقرة وأخذ عنه المذكور أيضاً، وروى في حجة أخرى آخر عمره عن الشمس محمد العطوشي الطرابلسي ثم المدني، وأشرك معه في هذه الإجازة ولده أحمد مسلم الكزبري. وقد أخذنا عمن شاركه في الرواية عن الأخيرين وهما العطوشي وصاحب البقرة فأما الأول فالسكري، وأما الثاني فالسيد صافي الجفري المدني بمكة، والسيد عثمان ابن عقيل مكاتبة من جاوى وهما عنه. نروي ما للوجيه الكزبري المذكور من طريق جمهور تلاميذه الشاميين كعبد القادر الخطيب الدمشقي وحسن البيطار الدمشقي وقاسم الحلاق ومحمد ابن حسن البيطار وولده أحمد مسلم الكزبري وعبد الغني الميداني ومحمد سليم العطار ومحمد بن عبد الله الحاني وولده محمد وإبراهيم مراد الحموي ومحمود الحمزاوي وحسن الشطي الحنبلي ويوسف بن بدر الدين المغربي، قال في إجازته لابن رحمون: لازمته المدد العديدة، وحضرت دروسه المفيدة، وسمعت منه الأمهات الست وغيرها، وكتب لي إجازة حافلة مطلقة عامة شاملة، وغيرهم. ومن طريق جمهور تلاميذه الحجازيين: أحمد دحلان وصديق ابن عبد الرحمن كمال المكي وهاشم بن شيخ الحبشي وغيرهم، من المصريين: أحمد منة الله المالكي، ومن

البغداديين: محمود الألوسي المفسر وأبو بكر الكردي، ومن اليمنيين: محمد ابن ناصر الحازمي الأثري وعبد الله بن عمر صاحب البقرة وأحمد بن عبد الرحمن بن عيدروس الباعلوي البار، ولكن بواسطتين أو أكثر. وقد من الله عليّ مع تأخر رحلتي وصغر سني أني أتصلت به بواسطة واحدة، وذلك عن اثنين من تلاميذه، وهما عبد الله السكري ومحمد سعيد الحبال، فأجازا لي بدمشق كما أجاز لهما بعد السماع المتكرر والملازمة، والحمد لله، فعنهما ومن طريق كل من ذكر نروي ثبته، والحمد لله. 279 - الكلبي: هو أبو المظفر، أروي فهرسته من طريق السراج عن أبي القاسم البرجي عن أبي محمد عبد المهيمن بن محمد بن عبد المهيمن الحضرمي عنه. 280 - الكلاعي (1) : هو أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي البلنسي المتوفى سنة 734، آخر حفاظ الأندلس والبلغاء المترسلين، سمع أبا القاسم ابن حبيش وخلقاً، وأجاز له عبد الحق صاحب " الأحكام " والمنذري من مصر. قال السيوطي: " اعتنى بهذا الشأن أتم عناية " وقال تلميذه الحافظ ابن الأبار: " كان إماماً في صناعة الحديث بصيراً به حافظاً حافلاً عارفاً بالجرح والتعديل ذاكراً للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك، وبحفظ أسماء الرجال، خصوصاً من تأخر زمانه وعاصره ". له كتاب الأربعين عن أربعين شيخاً عن أربعين صحابياً، والأربعين السباعية، والسباعيات من حديث الصدفي، وحلية الأمالي في الموافقات العوالي. والمسلسلات والإنشادات، والمعجم في مشيخة شيخه أبي القاسم ابن حبيش، وبرنامج روايته، والاكتفاء، وكتاب معرفة الصحابة والتابعين، حافل وغير ذلك.

_ (1) ترجمة الكلاعي في التكملة رقم: 1991 والذيل والتكملة 4: 83 وبرنامج الرعيني: 66 والمقتضب من تحفة القادم: 129 وإعتاب الكتاب: 249 والمرقبة العليا: 119 والديباج: 122 وتذكرة الحفاظ: 1417 ونفح الطيب (انظر الفهرست) .

أروي فهرسته وما له من طريق ابن جابر عن أبي إسحاق إبراهيم بن الحاج التجيبي عنه. ح: وأرويه من طريق العبدري الحيحي عن ابن الغماز التونسي عنه. ح: ومن طريق الحافظ ابن الأبار عنه، وهو شيخ التخريج لابن الأبار قال: " أخذت عنه كثيراً وانتفعت به في الحديث كل الانتفاع، وحضني على هذا التاربخ (تكملة الصلة) وأمدني من تقييداته وطرقه، اه ". 281 - الكمشخانوي (1) : هو الشيخ العارف المحدث ضياء الدين أحمد بن مصطفى الكمشخانوي الحنفي الاصطنبولي شيخ الطريقة النقشبندية بها، صاحب كتاب راموز الحديث في مجلد ضخم على ترتيب الجامع الصغير، وشرحه في عدة أسفار، وذيوله، وغرائب الأحاديث، والكل مطبوع. أخذ الحديث والطريق عن الشهاب أحمد بن سليمان الأروادي الطرابلسي السابق الذكر بأسانيده. نروي ما له من مروي ومؤلف وغيره عن صديقنا علامة الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي والشمس محمد بن سالم الشبرباصي المنوفي المالكي المصري والسيد محمد عبد الرحيم النشابي الطندتائي كلهم عنه. وممن روى عن المترجم من أعلام عصرنا الشيخ عالم جان البارودي القفقاسي ولم أتصل به، وعندي إجازة الكمشخانوي المذكور بخطه على شرحه لذيله على الراموز لمصطفى بن يوسف الصعيدي المصري إمام الضريح الحسيني بتاريخ 1296، وإمضاؤه فيها هكذا " كمشخانوي أحمد بن مصطفى ضياء الدين " وفي ختمه " راجي فيض ربه الصمدي أحمد بن مصطفى الخالدي ". وقد ترجم الكمشخانوي المذكور، صديقنا شيخ الطريقة النقشبندية

_ (1) ترجمة الكمشخانوي في إيضاح المكنون 1: 546 والأعلام الشرقية 2: 78 والزركلي 1: 242 (وأغفل فهرس الفهارس) والكمشخانوي نسبة إلى كمشخانة بولاية طرابزون بالأناضول وكانت وفاته سنة 1311 1893.

بمكة محمد مراد القازاني في " ذيل الرشحات " له، وهو مطبوع، وذكر لقاءه به بالآستانة سنة 1306، ولا أتحقق سنة وفاته. وممن شرح كتابه الراموز هذا من أهل هذه البلاد الشيخ الشهير محمد مصطفى ماء العينين الشنكيطي رحمه الله، وكان إبان شرحه له لا يعلم أن مصنفه سبقه بشرحه حتى أخبره بذلك الأخ رحمه الله، ووهب له نسخة كان أتى بها من المشرق. 282 - الكوهن (1) : هو عبد القادر بن أحمد بن أبي جيدة الكوهن الفاسي العلامة المحدث الصوفي أبو محمد شارح فاتحة البخاري وخاتمته وغير ذلك. له فهرسة تعرف ب " امداد ذوي الاستعداد إلى معالم الرواية والإسناد " وهي مشهورة بفاس، في نحو كراسين، ألفها باسم القاضي أبي عبد الله محمد الطالب ابن الحاج وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر الكردودي وأبي القاسم ابن عبد الله ابن الحافظ أبي العلاء العراقي، ولعلها من إنشاء وجمع الأول، ترجم فيها لشيوخه الثمانية: ابن شقرون والهواري وابن كيران والعراقي والشفشاوني والزروالي وابن الحاج وابن منصور، إذ هم عمده، ثم ذكر غيرهم من غير ترجمة، ثم ساق حديث الأولية عن أبي زيد عبد الرحمن ابن حمد الشنكيطي المتوفى بفاس سنة 1224، عن الفلاني بشرطه، وعندي إجازته له به، وانظر لم لم يثبتها في فهرسته، ثم ساق إسناد الموطأ والصحيحين وسنن أبي داوود وسنن الدارمي والشمائل والشفا والاكتفاء والألفيتين العراقيتين عن أشياخه ممن ذكر، وسند حديث المصافحة عن محمد الأمين بن جعفر الصوصي العلوي عن الأمير الكبير، ثم إسناد التفسير والفقه والأصلين والنحو والمنطق والعروض والتصوف. وروى دليل الخيرات عن المعمر يحيى بن عبد الله بن شعيب البكري السوسي عن والده عن جده عن القطب أبي العباس أحمد بن موسى السملالي عن الغزواني عن التباع عن الجزولي، وهو سياق غريب، ورواه أيضاً عن محمد بن الحفيد بن هاشم القادري عن التاودي والحافظ مرتضى

_ (1) شجرة النور: 397 ودليل مؤرخ المغرب: 288، 351.

والعربي بن المعطي بأسانيدهم. وأخذ الطريقة الدرقاوية عن إمامها الشيخ أبي حامد مولاي العربي، وذكر أصولها ومبناها وسندها بما أفاد فيه وأجاد، وأتم تصنيفها سنة 1245. ومما يلاحظ عليه أنه لم يذكر أن أحداً من مشايخه أجازه، فرواياته كلها بالسماع، وربما صرح أنه قرأ على الشيخ بعض الكتاب، ثم يروي عنه جميعه، وهذا غير سائغ ولا معروف عند أهل الصناعة، وقد بسطت ذلك في نقدنا لفهرسته رحمه الله. وفي فهرسة مسند المغرب أبي زيد عبد الرحمن سقين أن مرجع سنده في صحيح مسلم ابن عبد الدايم يرويه عن ابن صدقة الحراني قال: سماعاً، خلا من قوله: ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، وكتاب الصوم بكماله، فاجازه قال: وكان ابن عبد الدايم يحلف أنه أعيد له، يعني الفوت المذكور على شيخه المذكور، وفي جميع الفهارس والمشيخات أن يحيى بن يحيى الليثي كان يروي الموطأ عن مالك عدا ما فاته سماعه من مالك، وهو مقدار يسير كان يرويه عن زياد بن عبد الرحمن بن شبطون عن مالك لا عن مالك، فانظر إلى تحري من تقدم والصدق في الرواية وإلى ما وصل إليه الحال الآن من تعمد أحدهم إلى سياق أسانيد الكتب الستة من طريق شيخ عن شيخ له لم يحضر عليه إلا في فرائض المختصر، وليست له منه إجازة، فبمجرد الحضور عليه في دروس معينة روى عنه كل ما لعله لم يروه هو أيضاً، وإنا لله على ضياع العلم وانقطاع سلسلته، ثم إذا أرادوا وصل سلسلة وصلوها بالكذب والتزوير: الله أخر موتتي فتأخرت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا وهذه نفثة مصدور جرت إليها هنا المناسبة. ثم بعد سفر الشيخ الكوهن للحج استجاز من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن سراج مفتي مكة فأجازه، ولقي الشيخ الحافظ أبا عبد الله السنوسي فأخذ

عنه الطريقة الإدريسية وأجازه بها، كما رأيت أخذه عن الأول في رحلته الحجازية التي لم تكمل، وهي عندي، وعن الثاني بخط المجيز في أوراق كانت عند خالنا أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني، وصورة الإجازة له عندي، وبذلك نتحقق أنه لم يكن تقلد عهد بعض الطرق التي تشترط على المتمسك بها الإنسلاخ عن كل ورد وطريق، وما بعد ما في فهرسته من إشهار الطريق الشاذلية من حجو وبرهان. أجاز هو بفهرسته للثلاثة المذكورين: ابن الحاج والكردودي والعراقي، ولأبي محمد الطالب السراج الفاسي والتهامي ابن رحمون، كطما هندي صورة إجازته للرابع، وإجازته للخامس بخطه كتبها له من مكناس وهي عندي، ولأبي العباس أحمد بن عليّ الدبدوبي، وعندي إجازته له بخطه على أول هذا الثبت وهي بتاريخ 1246، ولقاضي الرباط أبي زيد عبد الرحمن البريبري الرباطي، كما أخبرني بذلك ولده القاضي أبو عبد الله محمد، ولأبي العباس أحمد بن الطاهر الأزدي المراكشي، ومن طريق الأخيرين مع ابن الحاج والكردودي نتصل بها: فأما الكردودي فقد أجاز لمحمد بن عبد الواحد ابن سودة، وهو أجاز لمجيزنا الطاهر ابن حم الحاجي الشيظمي وأحمد بن عليّ التناني، وأما ابن الحاج فقد أجاز لمحمد بن أحمد بن الطيب بناني المدعو بونوا المراكشي، وهو أجاز لأبي العباس أحمد الزكاري وغيره ممن أجاز لنا. وقد وقفت على إجازة ابن الحاج والكردودي بها لأبي العباس أحمد بن محمد العلوي السلاوي بتاريخ 22 شعبان عام 1259، ولكن لم نجد به اتصالاً، وأما البريبري فعن والده العلامة القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الرباطي إجازة منه لي عام 1319 به عن أبيه المذكور عن الكوهن، وأما ابن الطاهر الأزدي فعن شيخنا أبي الحسين عليّ بن ظاهر الوتري عنه. وقد سمعت حديث الأولية عن جماعة من أشياخنا أصحاب أبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي الشامي، وهو عن الشيخ الكوهن بسماعه منه بمصر لما دخلها يريد الحج عام

1253 - ولا أعلم هل له إجازة منه أم لا، وقد صافحت المعمر الناسك العلامة أبا محمد سعيد بن محمد الطرابلسي، كما صافح أبا عبد الله آكنسوس المراكشي كما صافح الكوهن، بسنده كما في فهرسته. وأما دلائل الخيرات فأرويه عن الزكاري عن بناني عن محمد الطالب ابن الحاج عن شيخ الكوهن فيه القادري المذكور، وأما شيخ الكوهن فيه يحيى بن عبد الله السوسي فما عرفته، ولا وجدت له ذكراً، ثم تحقق عندي أنه صاحب " ضوء المصباح " (انظره في حرفه) (1) . وسمعت كثيراًُ من أهل العلم يذكرون أن أبا عبد الله آكنسوس المراكشي وأبا حامد العربي بن السائح الشرقاوي الرباطي ممن لهما الإجازة من الكوهن، ولكن لم أتحقق ذلك، أما أخذهما عنه بالسماع ولنحو الحديث المسلسل بالمصافحة فمحقق. والذي أجاز لنا من المجازين من ابن السائح المذكور عامة العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد الامراني المكناسي الفاسي، رحمه الله، وقفت على إجازة ابن السائح له العامة، وعندي صورتها. ولي حاشية على فهرس الكوهن تتبعت فيها أوهامه وهي نحو العشرين على عدد أوراقها، والله أعلم. مات الكوهن المذكور سنة 1253 بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع كما وجدته بخط شيخنا القاضي أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة رحمه الله رحمة واسعة، ولم يترك عاقباً، نعم أدركت وجالست من عرفه وعاشره من أقاربه. 283 - الكوراني (2) : المنلا إبراهيم (انظر الأمم) . حلاه النور حسن العجيمي في إجازته لأولاده ب " شيخ الإسلام، أستاذ العلماء الأعلام، حجة الصوفية، ومحيي طريقهم السنية، سيدي وصديقي وشيخي ورفيقي، اه ".

_ (1) رقم: 453 والدليل: 305. (2) انظر رقم: 16، 109، في ما تقدم.

وهو ممن راجت به صناعة الحديث والرواية والإسناد في العالم الإسلامي، فإنه طالما استجاز من الواردين والمقيمين بالحجاز، وكاتب أهل الآفاق بالهند والمغرب وغيره، وألف في هذه الصناعة المصنفات العدة، سيقت في حروفها، أشهرها: الأمم، وجناح النجاح، ووقفت بخط تلميذه الشمس الدكداكجي الدمشقي على ظهر الأمم أن له أيضاً الثبت الأوسط والكبير، اه. ألف المترجم ذلك بعد أن كان يقطع بانعدام هذه الصناعة من العالم الإسلامي واندثارها، حتى ذكر الشيخ أبو سالم العياشي حين ترجمه انه قال له: " ما كنت أظن أنه بقي على وجه الأرض أحد يقول حدثنا وأخبرنا حتى وصلت إلى بلاد العرب بالشام ومصر والحجاز، اه ". وفيها أيضاً: " أنه بلغ من حفظه انه لو نظر مسألة في كتاب وغاب عنه سبع سنين ثم سئل عنها لقال هي في كتاب كذا صفحة كذا في سطر كذا، وقد انثال الناس إليه في علوم الرواية من كل حدب، ولو وفق من جمع الرواة عنه لكانوا أكثر من الكثير ". وقرأت في مجموعة الشيخ أن عبد الحي الداودي الدمشقي بالشام [قال] : " سمعت شيخنا العارف الياس الكوراني يقول: إن الذي أدين الله به أن المجدد على رأس المائة الحادية عشرة شيخنا المرحوم إبراهيم الكوراني، اه " وممن جزم بأنه المجدد على رأس المائة الحادية عشرة صاحب " عون الودود على سنن أبي داوود ". وهو ممن أجاز لكل من أدرك حياته. قال الشهاب أحمد المنيني الدمشقي في ثبته " القول السديد ": " أخبرنا بذلك الشيخ محمد بن الطيب المغربي نزيل المدينة المنورة وهو ثقة، اه " (وانظر بسط ترجمة المذكور في الرحلة العياشية فقد أطال فيها وأطاب مما يؤول بمعرفته لحقيقة الرجل) . 284 - الكوراني (1) : أبو طاهر محمد بن إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي الكوراني الشهرزوري ثم المدني، العلامة المحدث مسند المدينة المنورة

_ (1) ترجمة محمد بن إبراهيم الكوراني في سلك الدرر 4: 27 والزركلي 6: 195.

ومفتيها، ولد سنة 1081 ومات 4 رمضان سنة 1145، وقفت على تحليته منقولة عن خط ابن الطيب الشركي: ب " الصالح الفاضل المشارك الدراكة مسند الحرمين الشريفين أبي طاهر محمد عبد السميع بن أبي العرفان إبراهيم، اه " وحلاه الحافظ الغربي الرباطي في إجازته للحافظ العراقي ب: " عالم المدينة المنورة في وقته وارث والده الجهبذ الكبير العلامة الشهير، وقال: فاوضته في عدة مسائل مما يتحصل منه أنه ذو باع عريض في علم الحديث واصطلاحه وعلم الأصول وغير ذلك، اه " وقال الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي في ثبته " لطائف المنة ": " رأيت من ديانته ونسكه وتواضعه وخفض جناحه ما لم أره على أحد من مشايخنا، ما خلا المنلا الياس الكوراني فإنه كان يقاربه في ذلك، اه ". يروي عن والده المنلا إبراهيم وحسن بن عليّ العجيمي المكي، وهو عمدته، وكان المترجم قارىء دروسه، وسمع عليه الكتب الستة بكمالها، وقد وقفت على إجازة العجيمي له بخطه، وهي التي ساقها العميري في فهرسته. وكتب إلي الشيخ أبو الخير المكي أنه وقف على إجازة العجيمي للمترجم وإخوته، قال: " رغب فيها إلي الشباب الأفاضل البالغون في الكمالات مبالغ الشيب الأحباب الأماثل الفائزون من نافع العلم وأحسن العمل بأوفى حظ وأكمل نصيب ألا وهم الشيخ محمد أبو سعيد والشيخ محمد أبو الحسن والشيخ محمد أبو طاهر، اه ". ويروي المترجم أيضاً عن الشمس محمد بن عبد الرسول البرزنجي وأبي حامد البديري والسيد أحمد الإدريسي وعبد الملك التجموعتي ومحمد سعيد الكوكني ويونس بن يونس الصعيدي ومحمد بن داوود العناني وأحمد البنا الدمياطي والبصري، وسمع عليه المترجم مسند أحمد بكماله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الإرشاد، والنخلي، وشملته إجازة المنلا عبد الله بن سعد الله الاهوري العامة المتوفي بالمدينة المنورة عام 1083، كما في تعليقة الشيخ أحمد أبي الخير على " الأوائل السنبلية " وانظر

لمَ لم يكن المترجم يعرج عليها، فانا نراه يروي البخاري من طريق المعمرين عن أبيه عن الأهوري المذكور، وكيف لا يعتبر الإجازة العامة وقد اعتبرها والده من قبل، فإن رواية الأهوري عن قطب الدين النهروالي إنما هي بالعامة فقط كما صرح بذلك المنلا إبراهيم نفسه في " جناح النجاح " والله أعلم. واستجاز للمترجم والده أيضاً من أبي السعود الفاسي وولده أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر ومحمد بن سليمان الرداني وغيرهم. وأما ما ذكره الحافظ مرتضى في " العقد " من أخذه عن جده لأمه الصفي القشاشي قال: " كما في السمط المجيد " فهو غلط، كما كتب لي بذلك الشيخ أحمد أبو الخير من مكة قائلاً: " اغتر السيد بقول القشاشي في سمطه أجزت فلاناً، وإبراهيم بن حسن وابنه محمداً، فظن السيد أن محمد بن إبراهيم هو أبو طاهر إذ اسمه أيضاً محمد، ولا شك أن اسمه محمد ولكن من المعلوم لدى الماهر بالفن أن للكوراني أبناء ثلاثة يسمى كل منهم بمحمد، ويتميز كل واحد منهم بالكنية التي انفرد بها عن أخيه، وقد كان ولد للكوراني في حياة القشاشي ابنه الأكبر فأجازه جده، وأما أبو طاهر فهو أصغر إخوته ولد بعد موت جده القشاشي، وهذا الولد الأكبر هو الذي عناه الكوراني في " مسالك الأبرار " بأنه روى الأولية عن القشاشي وقال: " اسمع سبطه ولدي محمد وأنا حاضر، اه ". " باختصار " من خطه رحمه الله. ثم كتب لي بعد ذلك أيضاً " أن أولاد المنلا: محمد أبو سعيد والآخر محمد أبو الحسن والثالث محمد أبو الطاهر، وهو أصغر الثلاثة واسمه عبد السميع، اه ". وكان الشيخ أبو طاهر كثير النسخ بيده حتى قيل إنه أكمل بيده نحو السبعين مجلداً كما في " النفس اليماني " وعندي مجلد بخطه اشتمل على " شروح الفصوص " للشيخ الأكبر. نروي كل ما يصح للمذكور من طريق محمد سعيد سنبل والعارف السمان المدني والغربي الرباطي والورزازي وغيرهم كلهم عنه.

285 - الكفيري (1) : هو الشيخ محمد بن زين الدين الكفيري الشامي من تلاميذ الشيخ عبد الغني النابلسي والشيخ أيوب الخلوتي، له ثبت نقل عنه ابن عابدين، ولا أحفظ به اتصالاً الآن، وكنت قرأت في مجموعة الشيخ ابن عبد الحي الداودي الشامي ببعلبك مانصه: " قرأتها يعني الفاتحة على شيخنا محمد الكفيري الدمشقي، وهو على محمد رمضان المطيعي الحنفي قرأها على محمد الدلجموني الوفائي المالكي الفرضي، قرأها على محمد بن أبي القاسم الجزري، قرأها على شمهروش، قرأها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وهذا السند كما ترى على غاية من القرب، وفيه من اللطائف أن رجاله محمدون، أجازني عامة، اه ". ثم وجدت ترجمة المذكور في " سلك الدرر " وأنه محمد بن زين الدين عمر الكفيري الحنفي الدمشقي المولود سنة 1043 والمتوفى سنة 1130، أخذ عن الشيخ أبي المواهب الحنبلي والعجيمي والنخلي وخير الدين الرملي وتلك الطبقة، وذكر له عدة تآليف منها ثبته المسمى " إضاءة النور اللامع فيما أتصل من أحاديث النبي الشافع " وأن لجد أبيه العلامة الشمس محمد الكفيري شرحاً على البخاري في ست مجلدات (انظره) . (الكاف المعقودة) كنبور: هو المحدث المقري أبو عليّ الحسن (انظر تقييد من حرف التاء) (2) 286 - كنون (3) : بالكاف المعقودة، هو شيخ الجماعة بفاس العلامة

_ (1) ترجمة الكفيري في سلك الدرر 4: 41 - 48 والزركلي 7: 208. (2) انظر رقم: 98 فيما تقدم. (3) ترجمة فنون في شجرة النور: 429 والفكر السامي 4: 136 ومعجم سركيس 716 والزركلي 7: 314 والدليل: 94، 208.

المطلع الصاعقة الطائر الصيت صاحب التآليف الكثيرة الذائعة أبو عبد الله محمد ابن المدني بن عليّ كنون الفاسي من أولاد كنون الذين بفاس، أخذ عن ابن عبد الرحمن الحجرتي وشيخه أبي عبد الله محمد بدر الدين الحمومي وأبي العباس أحمد المرنيسي وأجازوه، وعن أبي محمد الوليد العراقي وأبي محمد عبد السلام بوغالب والقاضي ابن الحاج وغيرهم. ولما ورد على فاس الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري حضر درسه وأجازه. وله المصنفات الكبيرة في الفقه والبدع، وله في الحديث تكمبل ما يخص من حاشية ابن زكري على الصحيح، وشرح سيرة ابن فارس في السيرة لم يكمل، وشرح حديث لا عدوى ولا طيرة، وتعليق على الموطأ وهو في سفرين مطبوع كالذي قبله. مات رحمه الله بفاس سنة 1302، عن ثلاث وستين سنة. قال الفقيه ابن المختار التاشفيني في تاريخه حين ترجمه: " ألف تأليفاً ذكر فيه أشياخه وذكر فيه سلاسلهم في الحديث إلى الإمام البخاري، وفي الفقه إلى مالك، وفي النحو إلى سيبويه، وهكذا، ومن أراده فليراجعه، اه ". وفي التأليف المعنون ب " ذكر من اشتهر أمره وانتشر، ممن بعد الستين من أهل القرن الرابع عشر " لأديب فاس أبي عبد الله محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي الفاسي حين ترجم للمذكور أيضاً " وله فهرس ذكر فيه أشياخه، " اه منه. ولم أر من عد للمترجم في مؤلفاته الفهرس المذكور عدا من ذكر. ثم أخبرني بعض العلماء من تلاميذه أنه وقف على فهرسه المذكور بخطه، وهو في نحو كراسين. نروي ما للمذكور عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي وأبي محمد صالح بن المدني وأبي محمد عبد الله الامراني الفاسي وغيرهم، كلهم عن المذكور إجازة عامة، وهو آخر من أقام ناموس العلم بالمغرب وظهر بمظهر الجلال والعظمة من أهله، رحمه الله رحمة واسعة. 149 - كتاب الأسانيد لكتب حديث صاحب النصر والتأييد: لجمال الدين قطب العيني الحنفي، ذكر فيه سنده للموطأ ومسند أبي حنيفة والشافعي

وأحمد والدارمي والشمائل والشفا والمصابيح والمشكاة ومعالم التنزيل ومشارق الأنوار وشرح معاني الأنوار وجامعي السيوطي والحصن والدلائل. روى فيه عن أبي الحسن السندي عن محمد حياة السندي عن البصري بأسانيده. نرويه بأسانيدنا إلى عبد الله سراج عن العلامة صديق بن محمد صالح النهاوندي المجاور بمكة عن جمال الدين الحنفي المذكور. 150 - كتاب تراجم الشيوخ (1) : للأستاذ محمد [بن] زين العابدين البكري بن الإمام أبي السرور زين العابدين بن تاج العارفين أبي المكارم محمد بن القطب أبي الحسن البكري الصديقي المصري المتوفى بمصر سنة 1087، العالم العارف بقية السلف من بيت العلم والولاية والصلاح والرياسة الدنيوية والأخروية. له مصنفات في الحديث والفقه والأصول والتصوف والتاريخ والأدب منها: الدرة العصماء في طبقات الفقهاء، والروضة الندية في طبقات الصوفية، وعين اليقين في تاريخ المؤلفين على أسلوب " أخبار المصنفين " لأبي الحسن عليّ بن أنجب البغدادي، وهو في عدة مجلدات. وله: تراجم الشيوخ ذكر فيه من أخذ عنه من العلماء والصوفية والفقهاء، وله كتاب قطف الأزهار من الخطط والآثار، وكتاب الدرر في الأخبار والسير ثلاثون مجلداً. نتصل به من طريق أبي سالم العياشي قال: " لقيته بمكة وصافحني ولقنني وهو أخذ عن أبيه عن جده، اه ". وترجمته مبسوطة في " خلاصة الأثر " و " عمدة التحقيق " للعبيدي و " كتاب بيت الصديق " لصديقنا السيد توفيق البكري المصري، شفاه الله.

_ (1) ترجمة محمد زين العابدين البكري الصديقي في خلاصة الاثر 3: 465 وقد جاء فيه: محمد بن زين العابدين بن محمد بن علي، ذكره الخياري في رحلته 3: 21 وكذلك والد المحبي في رحلته المصرية، وخطط مبارك 3: 126 وبيت الصديق: 73، 78 والزركلي 7: 293.

151 - كتاب الرجال الذين لقيهم أبو عليّ الغساني الحافظ (1) : أرويه من طريق عياض عنه. 152 - كنز الرواية المجموع في درر المجاز ويواقيت المسموع (2) : لمسند الدنيا في زمانه أبي مهدي عيسى الثعالبي الجزائري ثم المكي المالكي الأثري المتوفى كما في ثبت ابن الطيب الشركي في 24 رجب سنة 1080، كنزه هذا من أعظم الكنوز وأثمنها وأوعاها، في مجلدين، كما لابن الطيب الشركي، وفي " أسهل المقاصد " " انه كتاب حافل في نحو مجلدين، اه " ظفرت منه بالمجلد الأول، وهو عندي عليه خط مؤلفه بالمقابلة والتصحيح، ثم نسخة بخط عبد الله بن عليّ الشروري في شعبان عام 1075 قبل وفاة الشيخ أحمد أبا الخير المكي مع واسع رحلته واطلاعه كان كتب لي من الهند يقول لي: إنه لم يره وكذا " كتاب المقاليد " قال: " مع زعمي المهارة والاطلاع في الفن، قال: وهو عيب عظيم لمثلي ونقص كبير، فعسى أن أقف عليهما وأستفيد منهما، وليست هي بأول إفادتكم يا آل أبي العلاء، اه ". مع أن نسخة من الكنز ناقصة كانت بالمدينة المنورة وقفت عليها هناك عند السيد محمد أمين رضوان المدني، و " المقاليد " رأيتها بالمكتبة الدولية بمصر. وقد قال أبو سالم العياشي عن كتاب الكنز: " هذا تأليف سلك فيه مسلكاً نفيساً (3) ورتبه ترتيباً غريباً جمع فيه من غرائب الفوائد شيئاً كثيراً

_ (1) انظر الغنية: 201 - 204، 286 (رقم: 11) . (2) لصاحب كنز الرواية: عيسى بن محمد بن محمد الثعالبي (نسبة إلى وطن الثعالبة بالجزائر) ترجمة في خلاصة الأثر 3: 240 وتعريف الخلف 1: 77 وصفوة من انتشر: 163 والرحلة العياشية 2: 126 وبروكلمان، التكملة 2: 691، 939 والزركلي 5: 294 وانظر ما يلي رقم: 449. (3) رحلة العياشي: مسلكاً عجيباً.

وهو إلى الآن لم يكمل وإذا من الله بإكماله يطلع في عدة أجزاء والمسلك الذي سلك فيه أنه رتبه على أسماء شيوخه، يبدأ (1) أولاً بالتعريف بالشيخ وذكر مؤلفاته ومقروءاته وأسماء شيوخه حتى يستوفي جميع ذلك، ثم يذكر مقروءاته هو عليه وما قرأ عليه من المؤلفات، ثم يذكر سند شيخه إلى ذلك المؤلف فيكتب شيئاً من أوله، ثم يعرف بمؤلف ذلك الكتاب أبسط تعريف مع ما يتبع (2) ذلك من الفوائد والضبط، وكذلك يفعل في كل شيخ من شيوخه وفي كل مؤلف قرأه عليه أو شيئاً منه، فاستوفى بذلك تواريخ غالب الأيمة المؤلفين وأسانيد مؤلفاتهم، وذلك مما يدل على اعتناء عظيم وحفظ عظيم (3) ومطالعة واسعة. والحاصل أن هذا المؤلف نزهة الناظرين وغبطة السامعين ورغبة الطالبين، وقد وهب لي خليلي الشيخ حسن بن عليّ العجيمي نسخة بخطه مما وجد من هذا المؤلف، اه ". قلت: الجزء الذي عندي ترجم فيه لأبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي الجزائري، وأبي الحسن الأجهوري، وأبي محمد عبد الكريم الفكون القسمطيني، والشمس محمد بن عبد الفتاح الطهطائي القاهري، والشيخ تاج الدين بن أحمد المالكي المكي، وأبي القاسم ابن جمال الدين القيرواني، وأبي عثمان سعيد بن إبراهيم الجزائري، المعروف بقدورة، استغرق المجلد كله تراجم هؤلاء الشيوخ السبعة، وذلك أنه يذكر ترجمة الشيخ ومقروءاته عليه، فإذا ذكر كتاباً ذكر طالعته وعرف بصاحبه وبعض فوائده وأشعاره إلى ضبط غريب وذكر وفاة وتحرير نسب ونحوه مما صار به هذا الثبت حجة المتأخرين على المتقدمين، وديوان خير علماء الأمة أجمعين، ولو كمل لخرج في مجلدات عشرة أو أكثر، لأن أبا مهدي كان كثير الأشياخ.

_ (1) الرحلة: فيبدأ. (2) الرحلة: يستتبع. (3) الرحلة: وحفظ تام.

فمن أشياخه دون من ذكر العارف الشيخ محمد المعصوم بن المجدد أحمد ابن عبد الأحد السهرندي العمري الهندي وعبد الرحمن الهواري وعبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الزمزمي وعلي بن الجمال المكي والحافظ البابلي، وهو من كبار مشايخه المصريين، والصفي القشاشي وزين العابديسن الطبري المكي والشهاب الخفاجي والبرهان الميموني والشهاب القيلوبي والعارف عليّ بن محمد المصري والسري محمد بن إبراهيم القاهري وسلطان المزاحي وعلي الشبراملسي وزين العابدين ابن حفيد القاضي زكرياء الأنصاري وعلي بن أبي بكر ابن الجمال المكي وتاج العارفين البكري التونسي وحنيف الدين ابن عبد الرحمن المرشدي المكي الحنفي. واستجاز له أبو سالم من خير الدين الرملي وعمر بن عبد القادر المشرقي ويوسف بن حجازي القاسمي الجنيدي وعبد القادر بن الغصين الغزي وعبد الله ابن محمد الديري وأبي السعود الفاسي وغيرهم، وقد قال أبو سالم العياشي: " وهو ممن شارك أبا مهدي الثعالبي في معظم مشايخه المشارقة ثم أخذ عنه أيضاً عن الثبت المذكور في فهرسة " إتحاف الأخلاء " لم يؤلف مثله في هذا الفن وهو نافع جداً يطلع في مجلدين "، اه منه. وأبو سالم هو الذي عمل له الخطبة الموجودة في أوله الآن بطلب مؤلفه منه، وقد أثبتها في رحلته " ماء الموائد ". نرويه وسائر ما لمؤلفه من طريق أبي سالم وولدي أبو السعود الفاسي وابن الحاج وبردلة والكوراني والعجيمي والبصري والنخلي والتاج القلعي وغيرهم كلهم عنه. وأعلى ما بيننا وبينه خمسة، وذلك عن عبد الله بن محمد بن صالح البنا الاسكندري عن أبيه عن زين العابدين جمل الليل عن محمد بن عبد الله المغربي عن البصري عنه. وأرويه بأسانيدنا إلى الصباغ عن إبراهيم الفيومي عن الثعالبي. ونتصل به مسلسلاً بالجزائريين القسمطينيين عن عبد القادر بن الأمين الجزائري عن مصطفى بن سادات القسمطيني عن المكي بن سعد البوطالبي

عن عبد الملك الراشدي عن عمه عبد القادر الراشدي عن محمد بن عليّ الجعفري عن أحمد بن قاسم البوني عن أبيه عن أبي مهدي الثعالبي المذكور بأسانيده، وهو مع نزوله عال بتسلسله وعظم مقام معظم رجاله. 153 - كنز البراهين الكسبية (1) والأسرار الوهبية الغيبية لسادات مشايخ الطريقة الحدادية العلوية الحسنية والشعيبية: للعلامةالعارف السيد شيخ بن محمد بن شيخ بن حسن الجفري (2) الباعلوي المدني صاحب كاليكوت المتوفى سنة 1222، وهو اسم شرحه على نظمه في أسماء مشايخه وسلسلتهم في الطريقة على طريق الاسهاب والاستطراد " مطبوع بمصر سنة 1281 " (3) وهو عندي في مجلد كبير. نرويه وما له عن أبي عليّ الشدادي عن ابن عبد الله سقط عن محمد صالح الرئيس الزمزمي عنه، وبأسانيدنا إلى عبد الله باسودان عنه. ح: وعن المعمر أبي البركات صافي الجفري المدني بمكة، ألبسني وأجازني، وهو كذلك عن عمدته العارف المعمر السيد عمر الجفري المدني عن السيد شيخ عالياً. ح: وعن أبي عليّ الحبشي عن السيد هاشم بن شيخ الحبشي المدني عن شيخه السيد أحمد بن عبد الله بافقيه العلوي صاحب الشحر المتوفى بمكة المكرمة عام 1264، عن المترجم له. 154 - كفاية المستفيد لما علا للترمسي من الأسانيد (4) : اسم ثبت للعالم الفاضل الشيخ محمد محفوظ بن الشيخ عبد الله بن عبد المنان الترمسي المكي الفقيه الشافعي من علماء مكة في عصرنا هذا " في عشرين صحيفة طبع بمصر سنة 1332 " افتتحه بذكر مشايخه بالسماع كوالده ومحمد صالح السماراني

_ (1) ترجمة الجفري صاحب " كنز البراهين " في الزركلي 3: 266 اعتماداً على تاريخ الشعراء الحضرميين 2: 218. (2) في الأصل: الجعفري. (3) انظر معجم سركيس: 702. (4) ذكر سركيس في معجمه: 634 كتاب الترمسي " منهج ذوي النظر " (مصر 1332 في 408 صفحات) ولم يذكر له كفاية المستفيد.

والشيخ أحمد المنتناوي المقري وعمر بن بركات الشامي ومصطفى بن محمد بن سليمان العفيفي والسيد أحمد الزواوي والشيخ محمد الشربيني الدمياطي وشيوخنا السيد حسين الحبشي والشيخ محمد سعيد بابصيل المكي ومحمد أمين رضوان المدني، وهو الذيب أجازه مع شيخه وعمدته السيد أبي بكر شطا المكي. صدره بأسانيد علم التفسير، ثم علم الحديث وعلم الفقه الذي تلقاه عن والده عبد المنان الترمسي عن السيد محمد شطا والد الشيخ أبي بكر عن الشيخ عبد الله الشرقاوي عن الحفني بأسانيده، وتفقه والده أيضاً عن الشيخ زيد السلوي عن الشيخ أحمد النحراوي وأحمد الدمياطي، ثم إسناد علم الآلات وعلم الأصوليين ثم علم التصوف والأوراد، وأتمه سنة 1320 بمكة المكرمة، ولم يسبق فيه مايستغرب سياقه عن أثبات المتأخرين عدا سيرة دحلان، رواها عن شيخه بكري شطا عن مؤلفها، وعدا كتاب أدل الخيرات رواه عن الشيخ محمد أمين رضوان عن الشيخ عبد الغني الدهلوي عن مؤلفه الشيخ إسماعيل بن إدريس المدني. وللشيخ محفوظ من التآليف: شرح ألفية السيوطي في الاصطلاح سماه " منهج ذوي النظر في شرح ألفية علم الأثر " وهو مطبوع، وله أيضاً: المنحة الخيرية في أربعين حديثاً من أحاديث خير البرية وشرحها، والسقاية المرضية في أسماء كتب أصحابنا الشافعية. نروي ما في الثبت المذكور من طريق أمين رضوان عنه وما فيه عن بكري شطا عن دحلان من طرقنا إلى دحلان (انظر حرف الدال) (1) . 155 - كفاية المستطلع لما ظهر وخفي من مرويات شيخنا أبي عليّ الحسن بن عليّ العجيمي الحنفي أو كفاية المستطلع ونهاية المتطلع: وهو في مجلدين، كما في ثبت عمر بن عبد الرسول العطار المكي، ألفه في أسانيد النور العجيمي تلميذه الفاضل العلامة تاج الدين أحمد الدهان المكي، وقد وقفت على مجلد منه بمكة المكرمة، واستفدت منه. وقد قال عنه المنلا أبو

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 193.

طاهر الكوراني في إجازته لأبي العباس الورزازي التطواني وعن " الأمم " لوالده: " وفي ذكر هذين الثبتين كفاية فالصيد كل الصيد في جوف الفرا، فمن أراد وصل سند إلى مؤلف كتاب وجده فيهما، ففيهما غنية لأهل زماننا، اه ". نرويه وكل ما له بأسانيدنا إلى العجيمي (انظر حرف العين) (1) . الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية: للحافظ محمد بن عليّ السنوسي انظر الأوائل (2) . 156 - الكواكب الزاهرة في آثار الآخرة (3) : للإمام العلامة محدث البلاد الشامية ومسندها أبي المواهب محمد بن الشيخ تقي الدين عبد الباقي بن عبد القادر الحنبلي البعلي الدمشقي مفتي الحنابلة بدمشق، ولد بها وأخذ عن أبيه ثم رحل إلى مصر فأخذ عن شيوخها ومات في شوال سنة 1126 عن ثلاث وثمانين سنة، وعندي إمضاؤه في إجازة له بثبت والده الصالح الدادغي مؤرخ سنة 1124 هكذا " محمح أبو المواهب الحنبلي خادم السنة المحمدية بدمشق المحمية ". وثبته هذا الكواكب اختصره من ثبت والده الشيخ عبد الباقي. ذكره الشهاب أحمد البعلي في إجازته للشيخ شاكر العقاد ولم أقف عليه لكنه يروي عامة عن والده الشيخ عبد الباقي وشيخه النجم الغزي ومحمد بن علان المكي والصفي القشاشي وسلطان المزاحي وعلي الشبراملسي والحافظ البابلي وابن سليمان الرداني والبرهان الكوراني المدني وإسماعيل بن عبد الغني النابلسي وأيوب الخلوتي العدوي والشمس محمد بن كمال الدين بن حمزة النقيب الدمشقي وغيرهم. وأعلى أسانيده روايته عن والده عن محمد حجازي

_ (1) انظر ما يلي رقم: 453. (2) انظر رقم: 9 في ما تقدم. (3) لأبي المواهب الحنبلي البعلي صاحب " الكواكب الزاهرة " ترجمة في الجبرتي 1: 72 وسلك الدرر 1: 67 وبروكلمان، التكملة 2: 455 والزركلي 7: 55.

الواعظ عن ابن أركماش الحنفي عن الحافظ ابن حجر وعن النجم الغزي عن أبيه البدر عن زكرياء عن ابن حجر. وقفت على تسمية مجيزيه العامة هؤلاء في إجازة كتبها عنه تلميذه الخاص العلامة المحدث الصوفي الشمس محمد بن إبراهيم الشهير بابن الدكدكجي الدمشقي لمحمد بن مصطفى الفراوي البعلي الدمشقي، وهي ممضاة بخط أبي المواهب بتاريخ 1124، ومنها عرفت خط الدكدكجي، فإني وقفت عليه كثيراً وكنت لا أتحقق لمن هو، وكان الحافظ الزبيدي يقلده فيه فخطه كخطه تماماً. أروي ما لأبي المواهب المذكور عن السكري والحبال، كلاهما عن الوجيه الكزبري عن أبيه محمد عن جده عبد الرحمن عنه. وبأسانيدنا إلى المنيني ومصطفى البكري ومحمد بن أحمد السفاريني الحنبلي ومحمد بن عبد الرحمن الغزي كلهم عنه. 157 - الكوكب الثاقب في أسانيد الشيخ أبي طالب: هو العالم المعمر الصالح أبو طالب محمد بن عليّ بن عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن الشارف المازوني المتوفى بمازونة سنة 1233 عن أزيد من المائة، للفقيه الأديب عبد القادر بن المختار الخطابي الجزائري دفين مصر. قرأ بمازونة على عالمها الشيخ أبي رأس المازوني سليل الجدين أبي طالب لأبيه وأبي رأس لأمه، ثم سافر لتونس سنة 1318 فبقي بها نحو السنة، ثم إلى مصر وفيها أكمل مؤلفه هذا سنة 1329، ولعل وفاته كانت سنة 1336 بمصر. والثبت المذكور في مجلد وسط، وقفت عليه بمازونة بلد الفقه بالقطر الجزائري، وعمله في المؤلف المذكور أنه يظن أن أبا طالب المذكور ممن شملته إجازة أبي مهدي الثعالبي العامة لأهل العصر، فروى له جميع مرويات الثعالبي، فساق في مؤلفه أسانيد جل الكتب المتداولة والعلوم المشهورة

وفي الغالب كلما ساق إسناد كتاب يعرف بصاحبه، مقلداً في ذلك فهرسة أبي الحسن عليّ بن سليمان الدمنتي، لم يبق منها شيئاً، وفيما ظن نظر، لأن أبا مهدي إن كان أجاز عامة لمن أدرك حياته فأتى للشيخ أبي طالب إدراكها لأنه مات سنة 1233 عن نحو مائة قيل وثلاثين، فكيف يمكنه إدراك حياة أبي مهدي الذي مات سنة 1080، فبينهما عشرات السنين. وقد قال الشيخ السنوسي المكي في كتابه " البدور السافرة ": " كان مولد أبي طالب على ما أخبرني به بعض أصحابه أواخر المائة الحادية عشرة أو مقارناً لأول الثانية، وهو يروي عن جده عن الثعالبي واللقاني بإجازتهما العامة، اه ". ولا عجب فالمؤلف المذكور يظن أن أبا طالب كان معاصراً للشيخ مصطفى الرماصي وشيخ شيوخه أبي الحسن عليّ الأجهوري، وهو باطل فإن أبا طالب لم يأخذ عن الرماصي فضلاً عن شيخ مشايخه الأجهوري، وإن كان أهل مازونة يظنون أن الرماصي من تلاميذ أبي طالب. ومن العجب أني لما حدثت بذلك ممن يظن به الاعتماد في مازونة كانت بيدي حاشية جده أبي طالب المذكور على الخرشي، فأريته وجهاً منها نقل فيه عن الرماصي تسع مرات، والذي يدلك على مقدار الوهم في أخذ أبي طالب عن الرماصي والثعالبي فضلاً عن الأجهوري أن أبا محمد عبد القادر الكوهن ساق في ثبته إسناد الفقه المالكي وإسناد شرحي الخرشي والزرقاني عن شيخ الجماعة بفاس أبي محمد عبد السلام ابن أبي زيد البازمي عن الشيخ أبي طالب المازوني المذكور، قال: عن أبيه عليّ وكان من المعمرين جاوز المائة، عن الشيخ مصطفى بن عبد الله بن موسى الرماصي القلعي المعسكري المتوفى سنة 1136 عن سن عالية جاوز التسعين، عن الخرشي والزرقاني، كلاهما عن الأجهوري. يتصل إسنادنا الفقهي بأبي طالب المذكور عن خالنا أبي المواهب الكتاني وأبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة وأبي العباس حميد بن محمد بناني وأبي عبد الله محمد الفضيل بن الفاطمي الشبيهي الزرهوني وأبي عبد الله محمد

حرف اللام

ابن إبراهيم المراكشي السباعي وغيرهم، كلهم عن شيخ الجماعة بفاس أبي عبد الله ابن عبد الرحمن الحجرتي الفاسي عن اليازمي عن الشيخ أبي طالب المذكور. ونتصل به من طريق آله المازونيين عن الفقيه المعمر السيد الحاج محمد بن محمد بن أحمد بن هني بن الشيخ أبي طالب المازوني بها، كما أخذ عن أخيه الشيخ المدرس المعمر أبي رأس وابن عمه الشيخ محمد بن عبد الرحمن كلاهما عن والد الأول محمد بن أحمد بن هني وعن جدهما الشيخ أحمد ابن هني عن جده الشيخ أبي طالب. وأخبرنا بمازونة أيضاً عالمها أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي رأس عن أبيه وابن عمه محمد بن عبد الرحمن بسندهما المذكور. ونروي ما للشيخ أبي طالب المذكور من حديث وغيره عن الشيخ فالح وغيره عن الشيخ السنوسي يروي عن والده عن جده عن الثعالبي واللقاني بإجازتهما العامة، ويروي أيضاً عن العجيمي وقريش الطبرية المتوفاة سنة 1107 والكوراني، ومن أهل قطره الشيخ ابن عليّ الشريف الزواوي والشيخ ابن جعدون الجزائري بأسانيدهم المذكورة في أثباتهم. حرف اللام 287 - اللبيدي (1) : أبو القاسم، أروي رواياته من طريق عياض عن ابن عتاب وأحمد بن غلبون عنه. 288 - اللخمي (2) : هو الشيخ الفقيه الراوية أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحاج اللخمي الباجي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن شريح بن محمد المقري عن أبي الحسن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله عن

_ (1) الغنية: 286 (رقم: 7) . (2) فهرسة ابن خير: 425.

جده أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله، قال: حدثني بها جدي الراوية أبو محمد عبد الله بن محمد بن عليّ جامعها. اللكنوي: (انظر عبد الحي، وخير العمل) (1) . اللقاني: (انظر إبراهيم اللقاني، ونشر المآثر، والتحفة) (2) اللقاني: (انظر إتحاف محمد خليل، وإتحاف ذوي الإرشاد كلاهما في حرف الألف) (3) . 289 - ابن لب (4) : هو الإمام أبو الحسن عليّ بن محمد بن لب القيسي المقري، أروي فهرسته من طريق ابن خير عنه قراءة عليه في مسجده. 290 - ابن لباج (5) : هو الشيخ الصالح الفقيه أبو محمد عبد الله بن سعيد ابن لباج الشنتجالي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي محمد ابن عتاب عنه. 291 - ابن ليون التجيبي (6) : هو سعيد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد التجيبي من المرية بالأندلس، يكنى أبا عثمان ويعرف بابن ليون،

_ (1) انظر رقم: 386 و125. (2) انظر رقم: 21، 90 (وليس في مادة " نشر المآثر " في حرف النون ألا إحالة) . (3) انظر رقم: 24، 25. (4) فهرسة ابن خير: 435. (5) فهرسة ابن خير: 433 وكانت وفاته سنة 436 وانظر ترجمة ابن لباج في الصلة: 263. (6) ترجمة ابن ليون في الإحاطة الورقة: 365 والكتيبة الكامنة: 86 ونفح الطيب 5: 543 ونيل الابتهاج: 105 (ط. فاس) .

وهو كما في " نفح الطيب " من أعلام الأيمة الذين أفرغوا جهدهم في العلم والزهد والنصح. أخذ عن الأستاذ أبي جعفر أحمد بن عبد النور وأجازه كما أجازه أيضاً الشيخ الراوية أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شعيب والقاضي أبو الحجاج يوسف بن عليّ الحيصابي الجياني والأستاذ الضرير أبو عبد الله محمد بن عليّ القيسي الهمداني والخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن أبي العاصي وأبو القاسم ابن سهل الوزير الأزدي وأبو زكرياء يحيى بن أحمد بن محمد واش الفناسي نزيل فاس والخطيب أبو عبد الله ابن رشيد الفهري وأبو جعفر ابن الزبير وأبو بكر محمد بن عليّ بن الفخار الأركشي والخطيب أبو الحسن فضل بن فضيلة والوزير أبو عبد الله بن ربيع الأشعري والقاضي أبو عبد الله بن برطال والخطيب أبو جعفر أحمد بن الحسن بن الزيات والولي أبو عبد الله الطنجالي والخطيب أبو محمد بن أبي السداد الباهلي والأستاذ أبو القاسم بن الشاط، ومن أهل المشرق ابن جماعة الكناني وأبو الحسن عليّ بن عمر بن بكري الدني والبرهان الجعبري وأبو عليّ منصور المشدالي والخطيب محمد بن محمد بن غيرون وغيرهم. وكان المترجم من أهل التفنن في العلم وله نظر في الحديث وألف فيه أرجوزة، واختصر شعب الإيمان للقصري، وعوارف السهروردي، وبهجة (1) المجالس لابن عبد البر، والرسالة العلمية لأبي الحسن الشتري، وأدب الدنيا والدين للماوردي، والفصوص لصاعد، وغير ذلك من التآليف التي تزيد على المائة. وهو ممن أهمله صاحب كتاب " عقود الجوهر في تراجم من لهم خمسون تصنيفاً إلى خمسمائة أو أكثر " فلم يترجمه مع انه على شرطه.

_ (1) في الأصل: ومحاسن المجالس (وهذا لابن العريف) وفي النفح: وبهجة المجالس.

أخذ عنه أبو العباس أحمد بن خاتمة المري تواليفه مابين سماع وقراءة، وتوفي بالمرية سنة 750 وله العماد في علوم الإسناد، نرويه وكل ما له من طريق الوزير ابن الخطيب السلماني عن ابن ليون إجازة، وبأسانيدنا إلى المنتوري عن أبي بكر بن زكرياء عن ابن ليون. 158 - لب افياخي في عدة اشياخي (1) : لحافظ المغرب الأوسط الشيخ أبي رأس المعسكري (انظر أبا رأس في حرف الألف) وقد سبق هناك أني لم أظفر عنه باسناد عمومي محقق، ثم بعد ذلك وقفت له على عدة إجازات عامة كتبها للشيخ المسند الرحال عثمان بن محمود القادري الموسوي البغدادي ثم التازي وهو قد أجاز للمسند ابن رحمون وأولاده وأحفاده، فأروي عن المعمر الناسك أبي العلاء إدريس ابن الطائع وهو عن عثمان المذكور بحكم ماذكر عن الشيخ أبي رأس رحمه الله عامة ما له. 159 - لبس المرقعة: لأبي مهدي الرتجي. 160 - لطائف المنة في آثار خدمة السنة (2) : للشمس محمد بن عبد الرحمن بن زين العابدين الغزي الدمشقي الشافعي العلامة المحدث النحرير المتضلع المتمكن العجب العجاب في علم التاريخ والأنساب، ولد بدمشق سنة 1096، وأجازه عامة أبو المواهب الحنبلي والبديري والدمياطي وعبد القادر التغلبي الحنبلي وعمه عبد الكريم الغزي والبرهان إبراهيم بن محمد بن الكمال ابن حمزة الحسيني النقيب الدمشقي وأحمد النخلي والعارف النابلسي، وسمع حديث الأولية عن أبي طاهر الكوراني لما حج عام 1144 ومحمد بن الخليلي لما قدم دمشق. وله الثبت المذكور، وشرح البخاري، أرويهما عالياً عن السكري عن الكزبري عن العطار عنه، مات المذكور سنة 1167 بدمشق.

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 40. (2) الشمس الغزي صاحب " لطائف المنة " ترجمة في سلك الدرر 4: 53 والزركلي 7: 70.

161 - لقط اللآلي من الجواهر الغوالي (1) : للحافظ مرتضى الزبيدي ألفه في أسانيد شيخه الحفني، وكتب له عليه إجازة سنة 1167، وذلك عام قدوم الشيخ مرتضى إلى مصر، فكانا يجيزان به، نرويه بأسانيدنا إليهما. 162 - لوامع اللآلي في الأربعين العوالي (2) : للبرهان إبراهيم الكوراني، جمعه في رباعيات البخاري فكانت أربعين حديثاً وختمها بالثلاثيات، وسماها أيضاً جناح النجاح (انظر حرف الجيم والألف) . اللطائف النورية في المنح الدمنهورية: (انظر الدمنهوري) (3) . 163 - اللآلي المفصلة في الأحادسث المسلسلة (4) : وهي أربعون حديثاً تخريج أبي البركات عبد الرحمن بن داوود المعروف بالزيزاري المصري دفين تونس، أرويها بالسند إلى الوادياشي عن ابن هارون عن ابن الطيلسان عنه. 164 - اللآلي الدرية في زبدة عقد اليواقيت الجوهرية: في نحو الثلاث كراريس لجامع هذا الفهرس محمد عبد الحي الكتاني سامحه مولاه آمين، اختصرت فيه ثبت مسند حضرموت السيد عيدروس الباعلوي (انظر عقد اليواقيت) (5) .

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 15. (2) انظر ما تقدم رقم: 16، 109، 162، 283. (3) انظر رقم: 200 في ما تقدم. (4) انظر رقم: 245 في ما تقدم. (5) انظر رقم: 460.

حرف الميم

حرف الميم 292 - محمد بن إسماعيل (1) : الإمام المتوكل على الله محمد بن إسماعيل ابن صلاح الأمير الصنعاني الحسني، ويعرف بابن الأمير. حلاه الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " ب " أمير المؤمنين في الحديث " (2) ونقل عن إجازة ولده السيد إبراهيم تحلية والده المذكور ب " إمام السنة النبوية حامل أعلام الكتاب والسنة المصطفية مجدد الماية الثانية عشرة في الأقطار ومحيي ما اندرس من علوم الآثار، اه ". وقال عنه الحافظ مرتضى الزبيدي في مستخرجه على مسلسلات ابن عقيلة: " الإمام المسند المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الحسني المعروف بابن الأمير، اتفق أهل العصر على خطه ووثوقه، وله مؤلفات وأمالي تدل على سعة روايته، اه ". وحلاه أيضاً في معجمه ب " الإمام المحدث البارع صاحب الفنون وقال: " أحد من انتهى إليه الحفظ في زمانه، وهو من بيت الرياسة والمجد ولد بصنعاء وقرأ على فضلاء عصره، وحج فاجتمع بالشيخ عبد الله بن سالم البصري، فقرأ عليه وأجازه، ورجع إلى صنعاء فأقبل على الإفادة فانتفع به كثيرون، وانتهى إليه المعرفة بالفنون في الحديث، وله مؤلفات في غالب الفنون، ونظم النخبة للحافظ ابن حجر وسماه " قصب السكر " غاية في السلاسة والعذوبة، ثم شرحه، أجازني في سنة 1166، اه ". ووصفه الشيخ صالح الفلاني في ثبته الكبير ب " سيد المسندين الحفاظ ". وترجمه تلميذ تلاميذه الحافظ الشوكاني في " البدر الطالع " فقال: " الإمام الكبير المجتهد المطلق، ولد سنة 1099 ورحل إلى مكة، قرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة، وبرع في جميع العلوم، وتفرد برياسة العلم في صنعاء

_ (1) ترجمة محمد الأمير في البدر الطالع 2: 133 - 139 وتحفة الاخوان: 57 وعنوان المجد 1: 53 وبروكلمان، التكملة 2: 562 والزركلي 6: 263. (2) النفس اليماني: 179.

وتظاهر بالاجتهاد، وعمل بالأدلة وزيف ما لا دليل عليه من الأقوال، وله شرح " بلوغ المرام " للحافظ ابن حجر، ومنها العدة جعلها حاشية على شرح العمدة لابن دقيق العيد، ومنها شرح التنقيح في علوم الحديث، قال: " وبالجملة فهو من الأيمة المجددين لمعالم الدين، اه ". وقال الشهاب أحمد بن عبد القادر الحفظي الشافعي في " ذخيرة الآمال في شرح عقد جواهر اللآل ": " السيد المجتهد المحدث الكبير، مسند الديار، ومجدد دين هذه الأقطار، صنف أكثر من مائة مصنف، وهو لا ينسب إلى مذهب، بل مذهبه الحديث، اه ". ومن شيوخه أبو طاهر الكوراني وسالم البصري وعبد القادر البدري وغيرهم. ومن مصنفاته منحة الغفار حاشية ضوء النهار، وإسبال المطر على قصب السكر، وجمع التضتيت شرح أبيات التشتيت، وتوضيح الأفكار شرح تنقيح الأذكار وغير ذلك. وله الشعر العذب الحلو العالي. ولما ظهر في زمانه محمد بن عبد الوهاب صاحب المذهب الوهابي مدحه بقصيدة طنانة وبعث له بها، ثم لما بلغه أنه يكفر أهل الأرض كلهم ويفتي بسفك دمائهم إلا من اعتنق مذهبه رجع عنها وعن مدحه. توفي سنة 1182، وقد كتب في مناقب المترجم وأحواله ولده العلامة إبراهيم الأمير. نروي ما له من طريق الحافظ الزبيدي عنه، ومن طريق الشوكاني عن عبد القادر الكوكباني عنه، ومن طريق أحمد قاطن الصنعاني عنه، ومن طريق الفلاني والكزبري كلاهما عن ولده إبراهيم عنه. ح: وعن الشمس محمد بن سالم السري باهارون التريمي عن محمد بن ناصر الحازمي عن أحمد ابن زين الكبسي ومحمد بن عليّ العمراني، كلاهما عن الحسن بن يحيى الكبسي عن قاسم بن محمد الكبسي عن المترجم. ح: وبأسانيدنا إلى الوجيه عبد الرحمن الأهدل صاحب " النفس اليماني " عن أولاد المترجم الثلاث إبراهيم وقاسم وعبد الله، ثلاثتهم عن والدهم الإمام محمد بن إسماعيل، رحمه الله رحمة واسعة.

293 - محمد بن جعفر الكتاني (1) : ابن خالنا الفقيه المحدث المؤرخ الصوفي صاحب المؤلفات العديدة، والأبحاث والدقائق المفيدة، القابض على دينه بيد حديدية، إلى نفس أبية، وهمة علية، السني القدوة، ولد في نحو أربع وسبعين ومائتين وألف بفاس، وأخذ سماعاً عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد ابن سودة، والقاضي أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن السجلماسي الفاسي، وأبي عبد الله محمد المدني ابن عليّ ابن جلون، وهو الذي دربه على الاشتغال بالعلوم الحديثية وحببها إليه، وهو عمدته وإليه ينتسب، وأمثالهم. وسمع " المسلسلات الرضوية " على الحاج الرحلة شيخنا محمد بن عليّ الحبشي الاسكندري لما ورد على فاس، وروى حديث المصافحة والمشابكة عالياً عن أبي عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ، ويروي عامة عن والده: سمع عليه الصحيح نحواً من عشرين مرة، وعن شيخ الجماعة بفاس أبي العباس أحمد بن أحمد بناني، سمع عليه الكثير من أوائل كتب الحديث، وابن السبكي وغيره وهو عمدته في ذلك، وأبي محمد عبد الملك العلوي الضرير وأبي محمد عبد الله بن إدريس البدراوي، وأبي محمد الطيب بن أبي بكر بن كيران وأبي العباس أحمد بن محمد بن حمدون بن الحاج وشيخنا القاضي أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة ومجيزنا المحدث المسند أبي الحسن عليّ ابن ظاهر الوتري المدني لما ورد على فا قدومه الثاني عام 1297، وسمع منه كثيراً من المسلسلات والأوائل، وسمع عليه كثيراً من الصحيح بالزاوية الكتانية بفاس، وجميع الشفا في ثلاثة مجالس بزرهون، ولازمه وهو عمدته في الرواية والتحديث، وأبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي، سمع عليه الكثير من مسلسلات " حصر الشارد " وغيرهم من أعلام المغرب.

_ (1) ترجمة محمد بن جعفر الكتاني في شجرة النور: 436 والفكر السامي 4: 141 ومعجم سركيس: 1545 وبروكلمان، التكملة 2: 890 والزركلي 6: 300 ورياض الجنة 1: 77.

ورحل إلى الحجاز عام 1321 فأخذ هناك عن شيوخنا العارف الشيخ حبيب الرحمن الهندي المدني، وسمع منه حديث الأولية، وأبي العباس أحمد ابن إسماعيل البرزنجي، والشيخ فالح بن محمد الظاهري المهنوي، والسيد حسيت بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي، ومحمد سعيد بابصيل اليمني المكي، والشهاب أحمد الحضراوي المكي، والشيخ عبد الله القدومي النابلسي وغيرهم. وبالشام عن محمد أمين البيطار وعبد الحكيم الأفغاني وجمال الدين القاسمي وبدر الدين المغربي والشيخ يوسف النبهاني وغيرهم. وبمصر عن الشيخ سليم البشري والشيخ عبد الرحمن الشربيني والشمس محمد ابن محمد المرغني وغيرهم. وقد شاركته في جميع هؤلاء المشارقة ماعدا الشيخ بدر الدين فإني لقيته بدمشق وحضرت درسه بالجامع الأموي يوم الجمعة ولم أستجزه لأني لم أجد عنده رواية عن غير البرهان السقا. ثم حج سنة 1325 ورجع عام 1326 ثم هاجر بأهله وأولاده عام 1328 إلى المدينة فلا زال بها إلى سنة 1338، فانتقل إلى دمشق ولا زال بها إلى الآن. ولقي جماعة من أيمة الطريق بالمشرق والمغرب كسيدنا الجد الشيخ أبي المفاخر محمد بن عبد الكبير الكتاني والشيخ أبي محمد عبد السلام بن عليّ بن ريسون، لقيه عام 1298 وأخذ عنه الطريقة الريسونية بتطوان، والشيخ ماء العينين، لقيه بفاس عام 1320، وعن أبي عبد الله محمد بن أحمد الغياثي دفين فاس وصحبه، والسيد العارف أحمد بن حسن العطاس الضرير، لقيه بمكة، والسيد عيدروس بن حسن بن أحمد العيدروس الحضرموتي، لقيه بمكة، والشيخ أبي بكر بن الحداد بمصر والشمس المرغتي بالاسكندرية وأبي الحسن عليّ بن عبد الواحد العلوي ومجيزنا المعمر أبي محمد عبد الهادي العواد الفاسي وشيخنا الأستاذ الوالد، وهو رفيقه من الصغر وصاحبه في السفر والحضر، واستجاز من الوالد حين هجرته الأخيرة وقال لي بعد رجوعه من

المشرق: " كل خصلة حميدة رأيتها في فمن والدك تعلمتها " وتدبج أخيراً مع صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي الهندي. وهو رحمه الله ممن خاض في السنة وعلومها خوضاً واسعاً واطلع اطلاعاً عريضاً على كتبها وعويصاتها، بحيث صار له في الفن ملكة وإشراف لم يشاركه فيهما أحد من أقرانه بفاس والمغرب، وتم له سماع وإسماع غالب الكتب الستة، وقرر عليها وأملى وقيد وضبط، وعرف بملازمة السنة في هديه ونطقه وفعله وشدة التثبت والتحري في علمه وعمله، واشتهر أمره في مشارق الأرض ومغاربها بذلك، وافتخر أعلام بالأخذ عنه والانتماء إليه. له مجموعة في إجازاته ومسانيده ناولنيها في مجلدة، وله عدة إجازات ما بين مطول ومختصر، من أهمها إجازته التي حوت إسناده للأثبات، وهي نحو كراسة ذكر فيها نحو الخمسين. وله من المصنفات العتيدة نحو الستين، منها في السنة وعلومها: نظم المتناثر في الحديث المتواتر طبع بفاس، والدعامة للعامل بسنة العمامة طبع بمصر، والرسالة المستظرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة وما يتبعها من كتب الوسائل التي تنبغي للقاصد والسائل طبع ببيروت (1) ، وشرح آخر حديث في صحيح مسلم، وآخر حديث من الموطأ، وتخريج أحاديث القضاعي لم يكمل، والمولد النبوي الذي ألفه قديماً وطبع مراراً بفاس، وألف آخر أنفس من الأول وأجمع وأنقى وطبع بالرباط، ورحلة حجازية لم تكمل، وسلوة الأنفاس من علماء وصلحاء فاس في ثلاث مجلدات اشتغل به نحو أربع عشرة سنة طبع بفاس، والأزهار العاطرة الأنفاس في ترجمة قطب المغرب وتاج مدينة فاس مولانا إدريس طبع بفاس مراراً في مجلد، وألف أيضاً في القبض كتابه: سلوك السبيل الواضح في أن القبض في الصلوات كلها مشهور وراجح، وألف في حديث البسملة وحكم الجهر بها واسرارها تآليف ثلاثة، وألف في مسألة العلم النبوي كتاباً عظيماً أوعب فيه وحطب وتوسع يخرج في مجلدين ضخمين، وألف في البيت الكتاني وغير ذلك.

_ (1) وطبع أيضاً بدمشق 1964.

ثم رجع للمغرب سنة 1345 وبقي به نحو ستة أشهر افتتح فيها في القرويين مسند الإمام أحمد من المحل الذي كان وقف به في الشام، إلى أن مرض مرض الموت فتوفي بفاس 16 رمضان عام 1345 ودفن بروضة الشيخ أبي محمد مولاي الطيب الكتاني بالقباب من باب الفتوح. ولم يخلف بعده في هديه وسمته العلمي وانقباضه مثله بحيث بتغميضه عينيه ودعنا آخر مثال لرجال الدين السابقين والعلماء العاملين لأخراهم رحمه الله رحمة واسعة. وكنت أراه لما رجع للمغرب بعد انقطاعه عنه نحو 18 سنة كميت بعث بعد الموت لأنه وجد أشياخه وأقرانه الذين عرفهم وعرفوه ماتوا، وكذا كبار الطبقات الأولى التي أخذت عنه فرأى البلاد غير البلاد التي عرف والأهل والسكن غيرهم، نعم انتابت إليه العامة وكثير من الخاصة وناهيك بدرسه لمسند أحمد بن حنبل فقل أن رأت القرويون مشهداً أكبر ولا أجمع من ذلك المحفل. أما يوم وفاته فكنت ترى الناس كالسيل الجارف وكأنه ما بقي أحد بالبلد إلا وأنثالها، ولا شك أن أهل السنة يعرفون بجنائزهم. نروي عنه كل ما له من مؤلف ومروي شفاهاً بفاس إذناً عاماً، وذلك سنة 1319. 294 - محمد بن أشرف النقشبندي: محمد بن محمد بن أشرف بن آدم النقشبندي أبو المكارم السندي. له ثبت يشتمل على أسانيد الأمهات الست والمشكاة وسند حديث الضيافة على الأسودين، روى فيه عن محمد هاشم السندي التتوي وتاج الدين القلعي وأحمد الجراني وعبد الباقي، برواية الأول عن عبد القادر الصديقي المكي، وهو عن العجيمي والبصري والنخلي، وبرواية الثلاثة الآخرين عن العجيمي والبصري والنخلي والقلعي عن أبي الخير المرحومي وأحمد البشبيشي والبابلي والثعالبي وابن سليمان الرداني، ورواية المفتي عبد القادر عن ابن سليمان أيضاً، وقد أجاز به مؤلفه لمحمد موفق الدين وخير الدين زاهد الهاشمي السورتي الحنفي النقشبندي الإمام الشهير أحد مشايخ

الحافظ مرتضى، فنرويه من طريقه ومن طريق رفيع الدين القندهاري عن خير الدين المذكور عن مؤلفه. 295 - محمد بن حميد الشركي: محمد بن حميد الشركي المكي الحنبلي مفتي الحنابلة بمكة، العامري، نسبة إلى عامر بن صعصعة، العلامة الأديب المؤرخ المسند مذيل " طبقات الحنابلة " للحافظ ابن رجب، يروي عامة عن الإمام محمد بن عليّ السنوسي المكي وعن محمود بن عبد الله الألوسي المفسر، ويروي عن الأخير حديث الأولية، وكذا يرويه عن السيد محمد المساوي الأهدل، وأجازه أيضاً عامة بعد أن قرأ عليه أوائل كتب الحديث، وأجازه عن السيد عبد الرحمن الأهدل ما حوت فهرسته الكبرى. ويروي المترجم أيضاً عن إبراهيم السقا إجازة عامة، وقرأ فقه الحنابلة على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين قال: " ولم تر عيني مثله وقد ترجمته في كتابي السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، وهو أخذ عن الشيخ عبد الله بن طراد عن محققي الشام كالبعلي والسفاريني وأشباههما ". قال المترجم: " وقرأت أيضاً على محمد بن أحمد الهديبي التميمي الزبيدي مولداً المكي منشأ المدني مدفناً وأجازني بمروياته عن إبراهيم بن ناصر بن جديد الزبيري نسبة إلى مقام الزبير بن العوام، وهي بلدة من أعمال البصرة، عن أحمد البعلي الدمشقي عن عبد القادر التغلبي عن عبد الباقي الحنبلي عن مشايخه كما في ثبته، قال: وقرأت على شيخي عبد الجبار بن عليّ النقشبندي الزبيري المصري دفين المدينة المنورة سنة 1285. وأروي الفقه عن الشيخ أحمد اللبدي النابلسي عن عبد القادر بن مصطفى بن محمد بن أحمد السفاريني عن أبيه عن جده ما حوته إجازته التي ألفها لمرتضى الزبيدي، اه ". وروى المترجم أيضاً عن عثمان بن عبد الله النابلسي عن عبد القادر بن مصطفى المذكور بأسانيده. ح: وروى شيخه الهديبي أيضاً عن ابن فيروز الحنبلي عن أبي الحسن السندي الصغير عن محمد حياة السندي عن عبد الله بن سالم

البصري ثبته. ح: وروى شيخ المترجم عبد الجبار البصري عن مصطفى ابن سعد الرحيباني السيوطي الدمشقي عن الشمس السفاريني الحنبلي الكبير بأسانيده. وكان المترجم يروي ثبت الكزبري الصغير عنه بحق إجازته لأهل مكة العامة ولمن أجتمع به، قال: وأنا منهم. وكان يروي ثبت عمر بن عبد الرسول العطار المكي عن شيخه محمد بن حميد الهديبي عنه، ويروي بعض المسلسلات عن شيخ الإسلام بمكة الشهاب أحمد دحلان الشافعي. مات ابن حميد المترجم له بالطائف كما نقلته من خط صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي 12 شعبان سنة 1295. نروي كل ما له عن عبد الباقي اللكنوي عن ابن خالته أبي الحسنات عبد الحي اللكنوي عنه. ح: وعن محمد بن عليّ بن سليمان عن أبيه عنه. ح: وعن البرهان المرغاني عن ابن خليل التونسي عنه. ح: وأروي عالياً عن البرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي عنه بمكة. محمد بن سليمان الكردي (انظر حرف الكاف) (1) . محمد بن الطيب الشركي (انظر حرف الشين) (2) . 296 - محمد الشريف التونسي: هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الكبير بن محمد بن أحمد الشريف إمام مسجد الباشا بتونس، الشيخ الصالح الجامع بين الشرفين المنور المجاب الدعوة المفتي المالكي والإمام الأول بالجامع الأعظم وخطيبه ونقيب الأشراف، ولد سنة 1234، وقرأ بالزيتونة على مشايخ الإسلام البيرمي والخوجي ومعاوية ومحمد النيفر الأكبر والشيخ الشاذلي ابن صالح وغيرهم، وحصل على إجازات كثيرة في كتب الحديث.

_ (1) انظر رقم: 274 فيما تقدم. (2) انظر ما يلي رقم: 598.

له ثبت تضمن أسانيده في الكتب الستة والموطأ، روى فيه الصحيح مسلسلاً بالمحمدين عن الشيخ محمد ابن الخوجة عن محمد بيرم الثالث عن محمد المحجوب عن والده قاسم والشمس الغرياني بأسانيده، ويرويه محمد المحجوب عن الشيخ محمد الهدة السوسي الأفريقي عن الشمس محمد بن سالم الحفني بأسانيده، ويروي أيضاً الصحيح عن محمد ابن الخوجة المذكور عن جده الشريف المفتي المؤلف الشيخ عبد الرحمن الكفيف عن الشيخ سعيد الشريف الطرابلسي عن القطب سيدي أحمد الشريف إمام مسجد دار الباشا عن الشيخ الشبراوي المصري عن سالم السنهوري عن الغيطي بأسانيده، ويروي المترجم أيضاً الصحيح عن الشيخ محمد بيرم الرابع عن الشمس محمد بن التهامي الرباطي عن ابن عبد السلام الناصري عن محمد بن الحسن الجنوي عن الشمس الحفني عن محمد بن عبد العزيز الزيادي عن الحافظ البابلي بأسانيده، وهو كما ترى مسلسل أيضاً بالمحمدين. نروي ثبته المذكور عن الشيخين عمر بن الشيخ ومحمد المكي ابن عزوز مكاتبة منهما وهما عنه. توفي المذكور سنة 1306 بتونس. 297 - محمد بن مرزوق الأكبر (1) : عرف بالجد، ويعرف بالخطيب، هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي من أهل تلمسان، يكنى أبا عبد الله، ويلقب بشمس الدين الإمام فخر المغرب على المشرق نادرة الدنيا، شارح البخاري، والشفا، والعمدة في خمس مجلدات كبار، والاحكام، وصاحب الأربعين المسندة في الخلافة والخلفاء، وكتاب الإمامة، وإيضاح المراشد فيما تشتمل عليه الخلافة من الحكم والفوائد، وجنى الجنتين

_ (1) ترجمة ابن مرزوق الجد في شجرة النور: 436 والتعريف بابن خلدون: 49 - 54 وتاريخ ابن خلدون 7: 312 ونيل الابتهاج: 267 (بهامش الديباج) والديباج: 305 والبستان: 184 - 190 وجذوة الاقتباس: 225 وبروكلمان، التكملة 2: 335 والزركلي 6: 226 ونفح الطيب 5: 390 والدرر الكامنة 3: 450 وإنباء الغمر 1: 206 ووفيات ابن قنفذ: 86 وبغية الوعاة 1: 46 والإحاطة 3: 103 وشذرات الذهب 6: 71 وتعريف الخلف 1: 136.

في شرف الليلتين ليلة القدر وليلة المولد، وهو كتاب عظيم ينبىء عن اطلاع واسع موجود في مكتبتنا، وغير ذلك. قال عن نفسه للسلطان المريني: " لي ثمانية وأربعون منبراً في الإسلام شرقاً وغرباً وأندلساً ليس يوجد اليوم من يسند أحاديث الصحاح سماعاً من باب إسكندرية إلى البرين والأندلس غيري، وقرأت على نحو مائتين وخمسين شيخاً، وجاورت أثني عشر عاماً، وختمت القرآن في داخل الكعبة، والاحياء في محراب النبي صلى الله عليه وسلم والإقراء بمكة، أفلا يراعى لي الصلاة بمكة ستاً وعشرين سنة " (انظر كلامه في ذلك في ترجمته من نيل الابتهاج) وقال عنه ابن قنفذ في وفياته: " كان له طريق واضح في الحديث، ولقي أعلاماً من الناس، وأسمعنا حديث البخاري وغيره في مجالس مختلفة، ومجلسه مجلس جمال ولياقة معاملة، وله شرح جليل على العمدة في الحديث، اه ". وقد ترجمه الحافظ ابن حجر في " انباء الغمر " وفي " طبقات الحفاظ " الذي جعله ذيلاً على طبقاتهم لابن ناصر الدمشقي. وشيوخه الذين أخذ عنهم وروى مذكورون في " برنامج المرويات " له وفي مشيخته " عجالة المستوفز المستجاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أيمة المغرب والشام والحجاز " نحو الألفين كما في " طبقات النحاة " للسيوطي و " اختصار الديباج " لابن هلال، منهم: الفتح بن سيد الناس الحافظ وأبو حيان والتقي السبكي ومحمد بن جابر الوادياشي وابن المنير الاسكندري وغيرهم، وقد سمى جماعة منهم ابن فرحون في ترجمته من " الديباج " في نحو ورقتين. وتوفي سنة 781 على ما في " كفاية المحتاج " وفي وفيات ابن قنفذ سنة ثمانين، وكانت ولادته سنة 711 كما في ترجمته من " إنباء الغمر ". وأعلى أسانيده في صحيح البخاري روايته له عن الخطيب الصالح أبي عبد الله محمد بن أبي جعفر بن أحمد بن يوسب الطنجالي عن جده عن أبي

عبد الله محمد بن عبد العزيز بن سعادة الشاطبي وأبي الخطاب بن واجب عن الإمام محمد بن يوسف بن سعادة عن الحافظ أبي عليّ الصدفي. قال ابن مرزوق عن هذا السند: " انه أعلى ما يوجد اليوم على وجه الأرض من هذا الطريق " واستجاز من الطنجالي المذكور لأولاده أحمد ومحمد ومحمد المكنى بأبي القاسم، فعلى هذا نرويه عالياً من طريق الحفيد عن أبيه أحمد عنه، ويروي عالياً عن جده بإجازته له في صغره. ح: وبأسانيدنا إلى أبي زيد عبد الرحمن الثعالبي عن ابن القرشية عنه. تنبيه: قال الحافظ ابن مرزوق هذا في كتابه " جني الجنتين في التفضيل بين الليلتين، ليلة المولد وليلة القدر " وهو من أبدع كتبه بعد أن تكلم على الأحاديث الأربعة التي لم يجدها مسندة أبو عمر ابن عبد البر، وهي في الموطأ: " توهم بعض العلماء أن قول الحافظ أبي عمر ابن عبد البر يدل على عدم صحتها، وليس كذلك، إذ الانفراد لا يقتضي عدم الصحة لا سيما من مثل مالك. وقد أفردت قديماً جزءاً في إسناد هذه الأربعة الأحاديث. وقد أسند منها اثنين أحدهما في ذكري وغالب ظني الحافظ ابن أبي الدنيا في " اقليد التقليد " له وقد بينت أسانيدها في غير هذا المقتضب " اه. كلام ابن مرزوق، وهي فائدة عظيمة يسافر لسماعها إذ من زمن ابن عبد البر والحفاظ ينقلون كلامه في هذه الأربعة ويمرون ولا من تعرض لاسنادها، حتى جاد بما رأيت الحافظ ابن مرزوق. وقد تكلمت في كتابي " الإفادات والإنشاءات " على وصل ابن الصلاح لها أيضاً، والله أعلم. 298 - محمد بن مرزوق الحفيد (1) : هو الإمام الأستاذ الحافظ النظار

_ (1) ترجمة ابن مرزوق الحفيد في الضوء اللامع 7: 5 ونيل الابتهاج: 293 والبستان: 201 - 214 ونفح الطيب 5: 420 - 433 والزركلي 6: 228 وبروكلمان، التكملة 2: 345 وتعريف الخلف 1: 134.

المحدث المسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، عرف بالحفيد، ولد سنة 766 ومات سنة 842 بتلمسان وقبره بها إلى الآن شهير يزار، وقفت عليه بها، قال عنه تلميذه ولي الله الثعالبي: " أجمع الناس من المغرب إلى الديار المصرية على فضله لا أعلم نظيره في وقته، اه ". ووصفه تلميذه التنسي برئيس علماء المغرب على الإطلاق. أخذ عن أبيه وعمه وجده وسعيد العقباني، وبتونس عن ابن عرفة وأبي العباس القصار، وبفاس عن ابن حياتي والمكودي، وبمصر عن الزين العراقي والسراج ابن الملقن وابن خلدون وغيرهم، وتدبج مع الحافظ ابن حجر. ومن عواليه روايته عن البرهان ابن صديق الدمشقي والحافظ نور الدين الهيثمي والسراجح البلقيني وأبي الطاهر محمد بن أبي اليمن ومحمد بن عبد اللطيف بن الكويك والبدر الماميني وأبي القاسم البرزولي ومسند غرناطة أبي عبد الله الحفار وأبي عبد الله القيجاطي وأبي محمد عبد الله بن جزي الكلبي وأبي زرعة العراقي ومحمود العيني الحنفي والمجد الفيروزابادي صاحب " القاموس " والحافظ ابن علاق الأندلسي، وأجازه جميع من ذكرنا الإجازة العامة بما لهم من المصنفات والمرويات، وهذا فخر كبير اجتماع هؤلاء كلهم له، وناهيك منهم بجده والعراقي وابن عرفة وابن خلدون وصاحب " القاموس " وابن الملقن والبلقيني والعيني والبرزولي، فقل ان يجتمع لأحد مثل هؤلاء في مشيخته من مجيزيه. وتخرج به هو كذلك فحول العلماء وتدبج مع الولي أبي زيد الثعالبي. وله منظومتان في علم الحديث سمى أحداهما " الروضة " جمع فيها بين الفيني العراقي وابن ليون في ألف وسبعمائة بيت، والأخرى سماها " الحديقة " وفي منظومته في الإصلاح قال مصوباً أن الموطأ أصح كتب الإسلام: وقول شافعينا أصح ما ... بعد كتاب الله من تحت السما موطأ لمالك قد أولا ... لأنه قبلهما قد جعلا

قلت بل الصواب إطلاق الإمام ... إذ مالك نجمهم على التمام إلا إذا اعتبر ما تضمنا ... من المسائل وفقه يقتنى وغير من ذا زائد على الصحيح ... فمسلم من هاهنا هو الرجيح وله أيضاً: أنوار الدراري في مكررات البخاري، ونور البقين في شرح حديث أولياء الله المتقين، وشروح ثلاثة على البردة: الأكبر والأوسط والأصغر المسمى " بالاستيعاب لما في البردة من البيان والاعراب "، ومنها المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرجب الفسيح في شرح الجامع الصحيح، لم يكمل. نروي ما له من طريق الثعالبي عنه. ح: ومن طريق الحافظ ابن حجر عنه. ح: ومن طريق ابن غازي عن ابن مرزوق الكفيف عنه. ح: ومن طريق المقري عن عمه سعيد عن محمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنسي وسقين الأول عن أبيه الحافظ عنه، والثاني عن زروق عن الثعالبي عنه، وهذا أعلى ما يمكن. 299 - محمد بن مرزوق الكفيف (1) : هو الإمام محمد بن محمد بن أحمد ابن الخطيب بن مرزوق العجيسي التلمساني، عرف بالكفيف وصفه الونشريسي في وفياته بالفقيه الحافظ المصقع، وغيره بالمحدث المسند الراوية، وقال عنه الإمام أبو عبد الله محمد بن الإمام أبي العباس التلمساني في رحلته: " علم الأعلام حجة الإسلام آخر جفاظ المغرب ". حج سنة 861، وأخذ عنه بالمشرق وترجمه السخاوي في " الضوء اللامع " وكانت وفاته سنة 901. يروي عامة عن أبيه الحفيد وأبي الفضل ابن إبراهيم بن أبي زيد بن الإمام

_ (1) ترجمة ابن مرزوق الكفيف في نيل الابتهاج: 354 (وعنه النفح 5: 419) والضوء اللامع 9: 46 وتعريف الخلف 1: 145.

التلمساني والقاضي المعمر أبي القاسم ابن سعيد العقباني وأبي العباس أحمد بن عيسى اللجائي الفاسي وأبي زيد عبد الرحمن الثعالبي الجزائري والقاضي محمد ابن محمد بن أبي إبراهيم بن عقاب الجذامي التونسي وأبي محمد عبد الله بن أبي الربيع الجيزي التونسي والحافظ ابن حجر، وكل هؤلاء أجازوه بالسماع، إلا ابن حجر فبإجازته لأولاد ابن مرزوق سنة 29، وقد ساق أبو إسحاق ابن هلال في فهرسته مضمن إجازات هؤلاء للمترجم بتواريخها وتسميته مروياتهم. نروي ما للمذكور من طريق ابن غازي عنه مكاتبة من تلمسان لفاس وخص لإجازته ومروياته ذيلاً ألحقه بفهرسته، وقد ذكر في حرفه، ومن غرائب مرويات المترجم روايته للشفا عن أبيهما محمد بن مرزوق الحفيد عن أبيه محمد وعمه أبي الطاهر أحمد عن أبيهما الخطيب أبي عبد الله محمد بن مرزوق، وهو أخذها من طريق آل القاضي عياض وقد سقت سندها في ذيا ابن غازي (انظر حرف الدال) . 300 - الشيخ منحمد مرتضى الزبيدي (1) : هو محمد مرتضى بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني العلوي الزبيدي النسب، هكذا وصفه أعلم الناس به شيخه الوجيه العيدروس في ديوانه " تنميق الأسفار "، وقال غيره: هو المكنى بأبي الفيض وبأبي الوقت الملقب مرتضى محمد بن أبي الغلام محمد ابن القطب أبي عبد الله محمد بن الولي الصالح الخطيب أبي الضياء محمد بن عبد الرزاق الحسيني من قبيل أبي عبد الله محمد المحدث الكبير بن أحمد المختفي ابن عيسى مؤتم الأشبال ابن زين العابدين بن الحسين. وفي " الإشراف على من بفاس من مشاهير الإشراف " للقاضي ابن الحاج: " ومن ذرية زيد الشهيد، يعني ابن عليّ زين العابدين بن الحسين عليهم السلام، خاتمة الحفاظ

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 15 ويضاف: النفس اليماني: 239.

بالديار المصرية الشيخ مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي، اه "، الواسطي العراقي أصلاً الهندي مولداً الزبيدي تعلماً وشهرة المصري وفاة الحنفي مذهباً القادري إرادة النقشبندي سلوكاً الأشعري عقيدة، هكذا يصف نفسه في كثير من إجازاته التي وقفت عليها بخطه. مسقط رأسه: أصله من بلجرام قصبة على خمسة فراسخ من قنوج وراء نهر جنج الهند، وبها ولد سنة 1145 كما أرخ هو نفسه ولادته في آخر إجازته لعمر بن حمودة الصفار التونسي، وهي عندي بخطه. واشتغل على المحدث محمد فاخر بن يحيى الالهابادي والشاه ولي الله الدهلوي، فسمع عليه الحديث وأجازه، ثم أرتحل لطلب العلم، فدخل زبيد وأقام بها مدة طويلة حتى قيل له الزبيدي وبها اشتهر، وحج مراراً وأخذ عن نحو من ثلاثمائة شيخ ذكرهم في معاجمه الكبير والصغير وألفية السند وشرحها، حتى قال عن نفسه في ألفيته: وقل أن ترى كتاباً يعتمد ... إلا ولي فيه اتصال بالسند أو عالماً إلا ولي إليه ... وسائط توقفني عليه واشتهر أمره وانتشر في الدنيا خبره بعد استيطانه بمصر، وكان أول دخوله لها سنة 1167، وكناه السيد أبو الأنوار ابن وفا شيبخ الطريقة الوفائية سنة 1182 بأبي الفيض، وأكمل " شرح القاموس " في عشر مجلدات ضخمة سنة 1181، ومات سنة 1205 شهيداً بالطاعون، ودفن بالضريح المنسوب لسيدتنا رقية بنت عليّ بن أبي طالب في مصر، تجاه مسجد الدر بقرب السيدة سكينة، وقفت على قبره هناك، ومات ولم يعقب لا ذكراً ولا أنثى ولا رثاه

أحد من القراء، ولم يعلم أحد بموته من أهل الأزهر مع عظيم الشهرة التي كانت له بأرجاء المعمورة لاشتغال الناس بأمر الطاعون، كما أنه لم يرثه أحد من أهله إلا زوجته. هذا الرجل كان نادرة الدنيا في عصره ومصره، ولم يأت بعد الحافظ ابن حجر وتلاميذه أعظم منه اطلاعاً ولا أوسع رواية وتلماذاً ولا أعظم شهرة ولا أكثر منه علماً بهذه الصناعة الحديثية وما إليها، كاتب أهل الأقطار البعيدة بفاس وتونس والشام والعراق واليمن وكاتبوه، وقد كنت في صغري وقفت على أوراق تتضمن ورود أستدعاء على الحافظ أبي العلاء العراقي من المشرق فلم أشك أنها للمترجم حتى ظفرت بعد ذلك بما أيد ظني، فهو خريت هذه الصناعة، ومالك زمام تلك البضاعة. وكان الناس يرحلون إليه ويكاتبونه لتحرير أنسابهم وتصحيحها من المشرق والمغرب، ويظهر من ترجمته وآثاره أن هذه الشعلة الضئيلة من علوم الرواية الموجودة الآن في بلاد الإسلام إنما هي مقتبسة من أبحاثه وسعيه وتصانيفه ونشره، وإليه فيها الفضل يعود، لأنه الذي نشر لها الألوية والبنود. قال تلميذه الجبرتي في تاريخه: " لم يزل المترجم يحرص على جمع الفنون التي أغفلها المتأخرون كعلم الأنساب والأسانيد وتخاريج الأحاديث واتصال طرائق المحدثين المتأخرين بالمتقدمين، وألف في ذلك رسائل وكتباً ومنظومات وأراجيز جمة، وذكر أنه أحيا إملاء الحديث على طريق السلف في ذكر الأسانيد والرواة والمخرجين من حفظه على طرق مختلفة، وكل من قدم عليه يملي عليه حديث الأولية برواته ومخرجيه، ويكتب له سنداً بذلك وإجازة وسماع الحاضرين، وكان إذا دعاه أحد الأعيان من المصريين إلى بيوتهم يذهب مع خواص الطلبة والمقرىء والمستملي وكاتب الأسماء فيقرأ لهم شيئاً من الأجزاء الحديثية أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه وأولاده وبناته ونساؤه من خلف الستائر ويكتب الكاتب أسماء

الحاضرين والسامعين حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ، ويكتب الشيخ تحت ذلك " صحيح ذلك " وهذه كانت طريقة المحدثين في الزمان السالف كما رأيناه في الكتب القديمة، اه ". ولعظم شهرته كاتبه ملوك النواحي من الترك والحجاز والهند واليمن والمغرب والسودان وفزان والجزائر، واستجازوه، وممن أخذ عنه من ملوك الأرض خليفة الإسلام في وقته السلطان عبد الحميد الأول ووزيره الأكبر محمد باشا بالمكاتبة، واستدعي للآستانة للحضور فاعتذر، وذكر الجبرتي عن المترجم أنه كان يعرف اللغة التركية والفارسية بل وبعض لسان الكرج. ذكر الثناء عليه من أعلام الآخذين عنه: قال عنه تلميذه الوجيه الأهدل في نفسه: " إمام المسندين خاتمة الحفاظ النحدثين المعتمدين الحري بقول القائل: كل يقال له ويمكن وصفه ... ويجاب عن إبريزه ولجينه إلا الذي لم يأتنا بنظيره ... دور الزمان ولا رآه بعينه وقال عنه من أعلام المغرب الحافظ ابن عبد السلام الناصري في رحلته لما ترجمه فيها وقد استغرقت فيها نحو عشر كراريس بعد أن حلاه فيها ب " الحافظ الجامع البارع المانع " " ألفيته عديم النظير في كمال الاطلاع والحفظ للغة والأنساب، فقد طار صيته في هذه البلاد المشرقية حتى بالعراق واليمن والشام والحرمين وأفريقية: المغرب تونس طرابلس وغيرها، تأتي إليه الأسئلة الحديثية وغيرها من أقطار الأرض، جمع الله له من دواوين الحديث والتفسير واللغة وغيرها

من أشتات العلوم ما لم يجمعه أحد فيما شاهدنا من علماء عصرنا شرقاً وغرباً، ولا شيخنا الحافظ إدريس العراقي، تراه يشتري وينسخ دائماً بالأجرة، يستعير من الأقطار البعيدة ويؤتى إليه بالكتب هدية، ومع ذلك يحبس ويعطي، وله اليد الطولى في التأليف فهو والله سيوطي زمانه، انخرق له من العوائد فيها ما انخرق لابن شاهين وابن حجر والسيوطي، ولو انهم جمعوا لديه لتيقنوا أن الفضيلة لم تكن للأول، اه ". وقال عنه أبو الربيع الحوات في " السر الظاهر ": " الإمام الحافظ النسابة العارف أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني اليمني، وهو حي لهذا العصر، ملأ البسيطة بعلومه ومعارفه أمتع الله به، اه " وقال عنه محدث الشام الوجيه عبد الرحمن الكزبري في ثبته: " إمام المسندين وخاتمة المحدثين "، وقال عنه عالم مصر الشمس محمد بن عليّ الشنواني الأزهري في ثبته: " شيخ الإسلام علامة الإنام ناشر لواء السنة المحمدية وواصل الأسانيد النبوية أبو الجود وأبو الفيض " (باختصار) . وقال عنه عالم مكة المكرمة عمر بن عبد الرسول المكي: " شيخ الحفاظ في وقته ومرجع أهل الأثر من كثر الأخذ عنه، حتى ارتحل إليه من كل فج عميق وجيء إليه من كل مكان سحيق "، اه. من إجازة له ذكرت في " عقد اليواقيت "، وقال في إجازة له أخرى: " أشهر علماء الحديث ورواته وحامل لوائه وروايته المسند الكبير العالم الشهير، اه ". وقد ترجمه ترجمة طنانة تلميذه الجبرتي في تاريخه لكنه ما سلم من حسده، وقد تجرد له من متأخري المصريين محمد إبراهيم فني المصري في جزء صغير سماه " الجوهر المحسوس في ترجمة صاحب شرح القاموس " وهو عندي بخطه. وقد كانت سنة الإملاء انقطعت بموت الحافظ ابن حجر وتلاميذه كالحافظين السخاوي والسيوطي وبهما ختم الإملاء فأحياه المترجم بعد مماته، ووصلت أماليه إلى نحو أربعمائة مجلس، كان يملي في كل اثنين وخميس فقط، وقد

جمع ذلك في مجلدات، ولكني بعد البحث لم أظفر بها إلى الآن. وقد قال هو رحمه الله في خطبة شرحه على القاموس: " حللت بوضعه ذروة الحفاظ، وحللت بجمعه عقدة الألفاظ ". مشيخته: وقفت على معجمه الأكبر والصغير وها أنا أنقل لك هنا الصغير بنصه بعد الحمدلة والصلاة " يقول العبد الفقير كثير الجرم والتقصير أبو الفيض محمد مرتضى بن المرحوم السيد محمد بن القطب الكامل السيد محمد الحسيني الواسطي نزيل مصر وخادم علم الحديث بها، غفر الله ذنوبه وستر عيوبه، بمنه وكرمه آمين: هذا برنامج شيوخي الذين لقيتهم في سياحتي وأسفاري مرتباً لهم على حروف النعجم، ثم أتبعهم بذكر شيوخ الإجازة، ثم بما لي من المؤلفات، وعلى الله أتوكل وبه أستعين. هذا بيان الشيوخ: أحمد بن عبد الفتاح الملوي الشافعي. أحمد بن الحسن ابن عبد الكريم الخالدي الشافعي. أحمد بن عبد الرحمن الأشبولي الشافعي. إبراهيم بن خليل الشافعي الزبيدي. أحمد بن محمد الموقت الخليلي. أحمد بن محمد بن أجمد العجمي الشافعي. أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري المذاهبي. أحمد بن محمد السجيمي المالكي. أحمد بن محمد أبي حامد العدوي. إبراهيم ابن عطاء الله الأبوصيري الشافعي. إبراهيم بن عليّ الفوي. إبراهيم بن عبد الله الدمياطي. إسماعيل بن عبد الله الحنفي المدني. أبو بكر بن خالد الجعفري المدني. أبو بكر بن يحيى الزبيدي المدني. إسماعيل بن محمد المقري الحنفي إمام مسجد الأشاعرة بزبيد. إسماعيل بن أحمد الرفاعي. إدريس بن محمد العراقي. أبو الحسن ابن محمد صادق المدني السندي. أبو القاسم الجماعي سعد بن عبد الله العتاقي الحنفي المكي. الحسن بن عليّ المدابغي الشافعي. الحسن ابن سلامة الرشيدي المالكي. الحسن بن منصور الحسني المحلي. حسن بن

إبراهيم الجبرتي. خليل بن شمس الدين الرشيدي. خير الدين بن محمد زاهد السورتي. داوود بن سليمان أحمد الخربتاوي المالكي. سليمان بن يحيى ابن عمر الحسني الشافعي الزبيدي. سليمان بن أبي بكر الهجام الحسني الشافعي. سليمان بن مصطفى المنصوري الحنفي. سالم بن أحمد النفراوي المالكي. سعيد ابن محمد الكبودي الشافعي الزبيدي. شعيب بن إسماعيل الحلبي الشافعي. عبد الخالق بن أبي بكر الزبيدي الحنفي. عبد الله بن سليمان الجرهزي الشافعي الزبيدي. عثمان بن عليّ الشافعي الزبيدي. عبد الله بن خليل الشافعي الزبيدي. عبد الله بن الحسن الشريف صاحب الوادي. عبد الله بن أحمد دائل الحسني الضرير صاحب اللحية. عبد الرحمن بن أسلم الحسني المكي الحنفي. عطاء الله بن أحمد المصري الشافعي المكي. عليّ بن محمد السوسي. عمر بن أحمد ابن عقيل الحسني الشافعي المكي. عبد الوهاب بن عبد السلام العفيفي. عبد الله ابن محمد الشبراوي شيخ الجامع الأزهر. عبد الله بن محمود الأنطاكي. عمر ابن عليّ بن يحيى الطحلاوي المالكي. عيسى بن أحمد بيري الشافعي. عبد الكريم بن عليّ المشيشي الحسني. عليّ بن محمد الشناوي. عليّ بن العربي السقاط. عليّ بن إبراهيم الحنفي العطار. عليّ بن موسى الحنفي الحسني. عبد الحي بن الحسن الحسني البهنسي المالكي. عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس. عبد الله ابن إبراهيم المرغني الحسني الطائفي. عبد الرحمن بن عبد المنعم بن أحمد الأنصاري. عليّ بن صالح بن موسى الشاوري. عليّ بن أحمد العدوي المالكي. عطية بن عطية الأجهوري. عليّ بن الزين المزجاجي الحنفي. عليّ بن خضر العروسي المالكي. عبد الله بن سلامة البصري المؤذن. عبد الرحمن بن عبد الله الأجهوري المقري. عبد الله بن محمد حسين السندي. عبد الله بن موسى المحلي الحسيني. فيض الله بن وفا العلمي المقدسي. مساوي بن إبراهيم الحشبيري. مشهور بن المستريح الأهدل الحسيني. محمد بن حسن الموقري. محمد بن الطيب الشركي. محمد بن سالم الحنفي. محمد بن عليّ الحنفي الأزهري. محمد ابن عبد الله بن أيوب التلمساني. محمد بن محمد الحسيني البليدي شيخ ابن

جعفر العلوي. محمد بن عيسى الدمياطي. مصطفى بن أحمد السنداوي. مصطفى بن عبد السلام المنزلي. محمد بن حسن السمنودي. مصطفى بن عبد الفتاح النابلسي الحنفي. محمد بن مصطفى بن أحمد بن بركات الطنطاوي ابن أخ الشيخ عبد الوهاب الطنطاوي. محمد بن أبي بكر الحسني البغدادي. محمد ابن عبد الوهاب الطبري. محمد بن علاء الدين المزجاجي الحنفي الزبيدي. محمد بن الطالب الفاسي. محمد بن منصور الحسني المحلي. محمد سعيد بن أمين الدين المكي. محمد بن حجازي العشماوي، محمد فاخر بن محمد يحيى العباسي. نور الحق بن عبد الله الحسني نزيل مكة. ولي الله الدهلوي. ياسين العباسي نزيل أكبر أباديس بن محمد الخيلي. وأما مشايخ الإجازة بالمراسلة من البلاد المختلفة فمنهم: أبو العباس أحمد ابن عليّ المنيني الحنفي الدمشقي. الجمال محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي. وشيخ الشيوخ أبو المواهب محمد بن أحمد بن صالح بن رجب الحنفي الحنبلي القادري. وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن خليفة الغرياني التونسي. وعبد الغني بن محمد البحراني نزيل مخا. ومحمد بن زين باسميط العلوي صاحب شبام في حضرموت، والشريف العلامة أحمد بن محمد الحلوي الحسني الحنفي القادري. ومحمد بن إبراهيم الحسيني الطرابلسي نزيل حلب. وعبد القادر بن أحمد الشكعاوي. وأحمد بن عبد الله السوسي التونسي. وأحمد ابن الحسين بن نعمة الله الرشيدي. وعمر بن عبد الله بن عمر قاضي الجماعة بفاس. وعيسى بن رزيق صاحب اللحية. وإبراهيم بن أحمد بن عيسى الحسني الشافعي. وعبد القادر بن أحمد إمام كوكبان، وغير هؤلاء، ومن مشائخي غير من ذكرت، وفي هؤلاء من روى عن عبد الله بن سالم البصري وحسن العجيمي وأحمد النخلي وهم كثيرون، ومنهم من روى عن إبراهيم الكردي وعن الحافظ البابلي وهو أعلى ما يكون والحمد لله، اه " هكذا نقلت من خط صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي العطار من معجمه " النفح المسكي " وهو نقله من خط صاحبه الحافظ مرتضى.

زاد في النفح عقبه: " قلت لا شك أن للشيخ مرتضى مشايخ آخرين غير هؤلاء، وإنه لم يستوعب في هذا البرنامج جميع شيوخه، فإني وقفت على عدة شيوخ آخرين له منهم الشيخ الإمام المحدث صفة الله الحسني الخير أبادي الحنفي، والشيخ أبو المعارف حسن بن عبد الرحمن باعيديد الحسني المخائي، والشيخ عبد الله ابن عمر بن الأمين الزبيدي، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني المكي، والسيد الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الأندلسي، والسيدان الجليلان محمد بن إسماعيل الأمير ومحمد بن إسحاق بن أمير المؤمنين كتابة من صنعاء، وأبو الفضل حسن بن أحمد بن العلامة إبراهيم الكوراني المدني كتابة، والعلامة المحدث نور الدين محمد القبولي نسبة إلى قبولة بالفتح حصن منيع بالهند لقيه بدهلي وبها توفى سنة 1190، والصالح الصوفي العمالجي بن المغبش " كمحدث "، ومحمد بن حسن بن همات، ويوسف الحفني والمحدث أحمد بن عبد اللطيف الحسني الشهير بزروق المستوطن بعنابة مفتيها إجازة كتابة من بلده سنة 1179 كما رأيته بخطه ". اه من النفح المسكي. قلت: قد أغفل السيد في معجمه المذكور عدة من شيوخه دون ما استدركه عليه صاحب النفح فمنهم: إبراهيم بن أحمد بن يحيى الحسيني الشبامي من شبام كوكبان، وأحمد الطهطائي الشاذلي، وأحمد بن عبد المتعال السملاوي الحنفي، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الزيادي الحنفي الأزهري، وإبراهيم ابن محمد سعيد المنوفي المكي الإدريسي الشافعي، أجازه عالياً عن البرهان الكوراني ترجمه في " ألفية السند " له قال في حق روايته عمن ذكر: ومن عواليه التي تحرر ... إجازة الكوراني فيما يذكر وليس بدعاً أن يكون قد روى ... عنه صغيراً وهو أعلى ما حوى، اه وإسماعيل بن أبي المواهب محمد بن صالح القادري الحلبي، وجعفر بن

حسن البرزنجي المدني، وعبد أفندي الخلوتي شارح الفصوص، وعبد الباري بن نصر الرفاعي العشموي، وعبد الحليم بن مصطفى بن عبد العظيم ابن شرف الدين بن زين العابدين بن محيي الدين بن ولي الدين أحمد بن يوسف بن القاضي زكرياء الأنصاري، وعبد الله بن عبد الرزاق المحلي الحريري. وعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي الزبيدي، وعبد الرحمن بن عليّ بن الحسن الحسيني البزاز صاحب الوادي باليمن، وعبد الرحمن بن يوسف الشهاوي، وإبراهيم بن محمد الطرابلسي المعمر النقيب، ودرويش بن مصطفى المدني، وأحمد قاطن الصنعاني، وعيسى رزيق، وإبراهيم بن حسين الحنفي الحسني الشامي، وعبد القادر بن محمد بن أحمد التونسي المصري المعمر، وعبد القادر الراشدي القسمطيني، وعبد الكريم بن عليّ الرجراجي المعمر، وعبد الوهاب بن أحمد الفيومي الشناوي، والأستاذ عبد الوهاب العفيفي المرزوقي، وعثمان الجبلي الزبيدي، وعطاء الله بن أحمد الأزهري نزيل الحرمين الشريفين، وعلي بن أحمد البكري الصديقي، وعلي بن صادق الداغستاني نزيل دمشق، وعلي بن عبد الباقي المالكي، وعيسى البروي، ومحمد كشك الشاذلي، وعلي ابن محمد الكاف الحسني باعلوي، وعمر بن أحمد بن عليّ المنيني الدمشقي، وعمر بن المختار الشنكيطي، ومحمد بن أحمد بن عبد المنعم البكري شيخ السجادة البكرية بمصر، ومحمد بن حسن الوفائي المصري، ومحمد بن الزين ابن عبد الخالق المزجاجي، ومحمد بن زين باحسن جمل الليل التريمي العلوي، ومحمد بن سليمان الكردي المدني مفتي الشافعية بها، ومحمد بن سليمان الطهطائي المصري، ومحمد بن سعيد بن سعد الظاهري المعمر، ومحمد سعيد سنبل المكي، ومحمد سعيد بن عبد الله السويدي البغدادي العباسي، ومحمد سعيد السمان الدمشقي، وأحمد بن الحسن الموقري الصوفي الزبيدي، ومحمد بن مسعود الطرنباطي الفاسي شارح الألفية من أكبر الآخذين عن المترجم من أهل فاس وعندي بخط السيد مرتضى عقب قصيدة الشيخ المسناوي التي نظمها لتشيع بها جنازته ما نصه: " سمعت هذه القصيدة من لفظ الشيخ

الفاضل العلامة مفيد المدرسين كنز المتقين سيدي محمد بن مسعود الطرنباطي الفاسي، قدم علينا مصر سنة 1194 قال: سمعتها من لفظ الإمام الفقيه أبي عبد الله محمد الفاسي بن طاهر، وهو سمعها بين يدي جنازة الشيخ قائلها، رحمه الله ونفعنا به، وقد أجازني، كتبه محمد مرتضى الحسيني غفر له، " اه لفظ السيد بخطه ومحمد بن عبد الرحمن التادلي، ومحمد بن عليّ الصالحي من دمشق. وأعلى من لقيه السيد مرتضى وأخذ عنه العالم المعمر سابق بن رمضان ابن عرام الزعبلي الشافعي، قال الحافظ في كتاب كتبه لشيخه السيد تقي الدين سليمان بن يحيى الأهدل الزبيدي عن الزعبلي المعمر المذكور " أدرك الحافظ البابلي وأجازه لأنه ولد سنة 1068 والبابلي وفاته سنة 1078، وتوفي شيخنا المذكور سنة 1182 بعد وفاة شيخنا البشراوي، فهذا الرجل أعلى من وجدته سنداً بالديار المصرية، وكان له درس لطيف بالجامع يحضر عليه بعض الأفراد ولم يتفطن لعلو سنده إلا القليل لاشتغالهم بأحوالهم " اه منه. وانظر لم أهمل ذكره في معظم أثباته ومعاجمه كالمعجم المختص والمعجم الصغير وألفية السند فإنه عجب. ومع كثرة شيوخ المترجم كثرة مهولة بالنسبة إلى مشايخه ومعاصريه كان غير مكتف بما عنده بل دائم التطلب والأخذ ومكاتبة من بالآفاق حتى اني رأيت بخطه في كناشة ابن عبد السلام الناصري استدعاء كتبه لمن يلقاه ابن عبد السلام المذكور، ونصه بحروفه: " الحمد لله على جزيل أفضاله وعميم نواله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وصحبه وآله، وبعد فالمؤمل من صدقات موالينا السادات العلماء الأعلام أدام الله لهم العز والاحتشام وأتم بهم نظام الإسلام الإجازة لهذا العبد الفقير إلى مولاه، الكاتب أسمه أدناه، بما يجوز لهم وعنهم روايته في معقول أو منقول أو فروع أو أصول، مع ذكر مشايخهم على قدر الإمكان، وذكر أسانيدهم إن تيسر، وكتب العبد إلى الله أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد بن محمد الحسيني الواسطي العراقي الأصل

الزبيدي نزيل مصر غفر له منه يوم الخميس 16 ربيع سنة 1197 حامداً مصلياً ... " الخ. وان تعجب فاعجب لهذه الهمة والحرص من هذا الحافظ العظيم الشأن وعدم شبعه وكثرة نهمه فإنه عاش بعد كتب هذا الاستدعاء نحو الثمان سنوات، وهذا نظير ما وجدته من كتب اسم الحافظ ابن الأبار في استدعاء مؤرخ بقريب من سنة وفاته، ومنهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا، كما وقفت على استدعاء كتبه السيد مرتضى لشيخه مفتي زبيد السيد سليمان الأهدل يستجيز منه فيه لنفسه ولجماعة من أصحابه سماهم قال: " ومنهم فتاي بلال الحبشي وزوجه (1) زبيدة بنت المرحوم ذو الفقار الدمياطي وفتياتي سعادة ورحمة الحبشتيان " اه. وقد أثبت الاستدعاء المذكور صاحب " النفس اليماني " فقف عليه فيه (2) . ذكر تآليفه في هذه الصناعة الاسنادية خاصة: أكبرها معجمه الأكبر، وقفت عليه بالمدينة المنورة في مكتبة شيخ الإسلام وقد انتسخته منها، اشتمل على نحو ستمائة ترجمة من مشايخه والآخذين عنه، وقد رأيته أهمل في تسمية كثير من شيوخه وتلاميذه لم يترجمهم في حروفهم كما ترى ذلك مبسوطاً في الكلام عليه، وله المعجم الصغير، وهو الذي نقلته لك بنصه، وألفية السند في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشر كراريس، وعقد الجوهر الثمين في الحديث المسلسل بالمحمدين، والعقد المكلل بالجوهر الثمين في طرق الالباس والذكر والتلقين، وإتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء، والتعليقة الجليلة بتعليق مسلسلات ابن عقيلة، والتغريد في الحديث المسلسل بيوم العيد، والإشغاف بالحديث المسلسل بالاشراف، وعقد الجمان في أحاديث الجان، والمرقاة العلية في شرح الحديث المسلسل بالأولية، والمواهب الجلية فيما يتعلق بحديث الأولية، والعروس المجلية في طرق حديث الأولية، والهدية المرتضية في المسلسل بالأولية، ومعجم شيوخ العلامة عبد الرحمن الأجهوري شيخ القراء

_ (1) النفس: وزوجي. (2) النفس اليماني: 246 253.

بمصر، ومعجم شيوخ شيخ السجادة الوفائية، وأسانيد شيخه القطب العيدروس المسمى " النفحة القدوسية "، ونشق الغوالي من تخريج العوالي عوالي شيخه عليّ بن صالح الشاوري، وحلاوة الفانيد في إرسال حلاوة الأسانيد، واختصار مشيخة أبي عبد الله البياني، وإكليل الجواهر الغالية في رواية الأحاديث العالية، والمربي الكاملي فيمن روى عن البابلي، والفجر البابلي في ترجمة البابلي، وقلنسوة التاج في بعض أحاديث صاحب الأسراء والمعراج، وعقيلة الأتراب في سند الطريقة والأحزاب، والأمالي الحنفية في مجلد، والأمالي الشيخونية في مجلدين، وقد بلغت أربعمائة مجلس إلى تاريخ إجازاته لأبي الامداد محمد بن إسماعيل الربعي اليمني وذلك عام 1195، ومناقب أصحاب الحديث منظومة في مائتين وخمسين بيتاً، إجازته لأهل قسمطينة في مجلد صغير، إجازته لأهل الراشدية، إجازته لأولاد شيخه الغرياني. وهذا العدد العديد من التصانيف في باب واحد من أبواب الحديث قل من تيسر له أو ذكر في ترجمته من المتأخرين، ولو جمعت إجازته لأهل الأقطار أو عدت لقاربت المئات، وسبحان المعطي الوهاب. كما ألف في الصناعة الحديثية من حيث هي: الجواهر المنيفة في أصول أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة مما وافق فيه الايمة الستة وهو كتاب حافل رتبه ترتيب كتب الحديث من تقديم ما روي عنه في الاعتقادات ثم العمليات على ترتيب كتب الفقه، وشرح الصدر في أسماء أهل بدر في أربعين كراساً، وبلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب، وجزء في حديث نعم الادام الخل وهو عندي عليه خطه، وجزء طرق حديث: أسمح يسمح لك وهو أيضاً عندي عليه خطه، وبذل المجهود في تخريج حديث شيبتي هود وهو عندي، ورسالة في طبقات الحفاظ، ورفع الكلل عن العلل وهي أربعون حديثاً انتقاها من كتاب الدارقطني وتكلم معه فيها، وإنجاز وعد السائل في شرح حديث أم زرع من الشمائل في ثمانية كراريس، والابتهاج بختم صحيح مسلم بن الحجاج

وتحفة الودود في ختم سنن أبي داوود، والروض المؤتلف في تخريج حديث يحمل هذا العلم من كل خلف، وأربعون حديثاً في الرحمة، والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة وهو الذي أختصره الأمير صديق حسن وهو مطبوع بالهند، وتخريج أحاديث الأربعين النووية، والعقد الثمين في حديث اطلبوا العلم ولو بالصين، رسالته في تحقيق لفظ الإجازة، وإيضاح المدارك عن نسب العواتك وهي رسالة لطيفة عندي، والقول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح، والتحبير في الحديث المسلسل بالتكبير. يروي عن المترجم أعلام كل بلد ومصر: فمن المصريين: كالشنواني وعلي الونائي وداوود القلعي ومحمد بن أحمد البهي الطندتائي والشهاب أحمد الدمهوجي والعلامة الشيخ مصطفى الدهني المصري والشهاب أحمد السجاعي والشيخ مصطفى الطائي والشيخ سليمان الاكراشي وعلي الميلي المصري وعبد المولى الدمياطي الحنفي وعبد الرحمن بن حسن الجبرتي ومحمد بن مصطفى العشابي، وعندي إجازته للأخير مؤرخة سنة 1194 وغيرهم. والحجازيين: كإبراهيم الرئيس الزمزمي المكي وعبد الحفيظ العجيمي قاضي مكة وإسماعيل بن محمد سعيد بن محمد أمين سفر المدني وعمر بن عبد الرسول العطار المكي وغيرهم. والشاميين: كالشمس محمد البخاري النابلسي والشهاب أحمد العطار وأولاده، خصوصاً حامد قال: وكذا أجزت لكل من يدلي إليه بقرابة أو صهارة على مذهب من يرى ذلك، والوجيه الكزبري وابن بدير المقدسي والسيد حمزة بن النقيب الدمشقي، عندي مبيضة إجازة السيد مرتضى له، والشهاب أحمد البربير وعبد اللطيف بن حمزة فتح الله وغيرهم.

والعراقيين: كمحمد سعيد السويدي وولده عليّ وحفيده شيخنا أحمد بن صالح وعمر الآمدي الديار بكري، وعندي صورة إجازته له، والشريف الصالح الراوية عثمان بن محمود الهزاري القادري البغدادي الوارد على المغرب وبه توفي عام 1238، عندي كثير من إجازات المترجم له، ومنها واحدة بتاريخ 10 رجب عام 1205، ولعلها آخر إجازة كتبها المترجم لأنه مات بعدها بنحو شهر في شعبان عامه. والجزائريين: كالشيخ أبي رأس المعسكري وله " السيف المنتضى في أسانيد الشيخ مرتضى " وشيخ الجماعة بمستغانم محمد بن الجندوز والسيد مصطفى بن عبد القادر الراشدي وعبد القادر بن دح الراشدي وجميع أهل الراشدية، وعندي نص إجازته لهم، ومحمد السنوسي وابن سعد التلمساني وحمودة المقايسي، وقفت على إجازته له بخطه وهي عندي. والطرابلسيين: كأحمد بن عبد الرحمن الطبولي الطرابلسي والشمس محمد ابن خليل بن محمد بن غلبون الخولاني الأندلسي الأصل الطرابلسي الدار. والتونسيين: كعمر بن المؤدب الشاذلي وأولاد شيخه الغرياني الذين أجازهم بثبت مخصوص هو عندي سماه " العقد المكلل بالدر العقياني في إجازة أولاد شيخنا الغرياني " قال فيه: " وكذا أجزت لسائر طلبة العلم الملازمين في حلقة دروس والدهم ولسائر أحبابهم وأصحابهم ممن فيه أهلية التحمل لهذا العلم، اه " ومحمد بن حمودة الحسني التونسي الشهير بالصفار، وعندي إجازته له ولعمر المؤدب بخطه مؤرخة بسنة 1194، وحسونة القصري وغيرهم. والمغاربة: صالح الفلاني وعبد العزيز بن حمزة المصطاعي المراكشي وابن عبد السلام الناصري الدرعي، بل قال في إجازته له: " وكذا أجزنا كل من تأهل لحمل هذا الفن من طلبة العلم بالزاوية الناصرية، اه "، وابن قدور الزرهوني وأحمد بن عبد الكريم مهيرز المكناسي وحمدون ابن

الحاج، ومحمد بنيس شارح الهمزية، وعندي صورة إجازته له، وعبد القادر ابن شقرون والمعمر محمد المختار بن محمد بن عليّ بن عثمان المعطاوي الشهير بالدمراوي ساكن تازا، وقفت على إجازته له وهي عامة، ومحمد بن حفيظ ابن هاشم القادري الفاسي، وقفت على إجازته له بدلائل الخيرات، والطرنباطي شارح الألفية، وعندي صورة إجازته له، ومولاي التهامي بن عبد الله العلوي والعربي بن المعطي بن صالح الشرقي، وعندي صورة إجازته له، وعبد الواحد الفاسي والعلامة أبي عبد الله محمد البخاري بن الحاج بو طاهر النيزاوي الفلالي، وقفت على إجازته له وهي عامة بتاريخ سنة 1203، وسيدي الحاج بلقاسم بن عليّ زين العابدين بن هاشم العراقي الفاسي، وقفت على إجازته له بخطه وهي عامة، ومحمد بن عبد الرحمن بصري المكناسي وأبي الأمانة جبريل ابن عمر السوداني وولده أبي التوفيق عمر السوداني. واليمنيين: كأولاد النفيس سليمان الأهدل ذكوراً وإناثاً والشمس محمد بن إسماعيل الربعي الأشعري، وغيرهم من الأعلام. نتصل به من طريق جل من ذكر وغيرهم. وأعلى أسانيدنا إليه روايتنا عن عبد الله السكري عن عمر الآمدي الديار بكري وعبد الرحمن الكزبري، كلاهما عنه إجازة عامة لهما وقفت عليها بخطه للأول والثاني حسبما في ثبته. وأخبرنا نصر الله الجيلي وسعيد الحبال كلاهما عن حامد العطار عنه باستدعاء والده له منه. وقد رأيت أسمه في إجازة الحافظ مرتضى لهم بخطه في دمشق. ح: وأخبرنا السكري عن عبد اللطيف ابن حمزة عنه. ح: وأخبرنا الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري عن محمد بن أحمد بن يوسف البهي الطندتائي عنه. ح: وأنبأنا الشيخ المسند نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرابادي كتابة من الهند عن شيخ والده قاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي بإجازته لأبيه وأولاده عنه. ح: وأنبأنا أعلى من ذلك كله الشهاب أحمد بن صالح السويدي البغدادي في إجازته إلي من مكة عام 1321 عنه باعتبار إجازته لجده وأولاده وأحفاده.

وهذا ظهر لنا الاقتصار عليه، وإلا فلو أردت استيعاب ما وصل إلي من طرق الآخذين وذكر إجازاته بخطه التي في ملكي لاحتجنا إلى كراريس، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وفي النية إفراد هؤلاء الحفاظ المتأخرين بترجمة كل على حدة، وهم المترجم والحافظ العراقي الفاسي وتلميذهما الناصري، أستوعب فيها تراجم أصحابهم والرواة عنهم وذكر اتصالاتنا بهم على أتم وجه يسر الله آمين. وفي " الاشراف " للقاضي ابن الحاج " أن ترجمته مبسوطة في كتابنا " نيل السرور والابتهاج " اه. وفي " تذكرة المحسنين في وفيات الأعيان وحوادث السنين ": " حدثني الفقيه العلامة سيدي محمد بن سعد التلمساني أن الشيخ المذكور لما توفي قومت كتبه بخمسة وعشرين ألفاً فبلغ الخبر إلى السلطان التركي فقال: لقد بخستموها، فجعل لها خمسة وسبعين ألفاً وجعلها حبساً على طلبة العلم بمصر. وكان صاحب الترجمة بعث له سلطان المغرب يعني سيدي محمد بن عبد الله صلة جزيلة مع شيخ الحجيج، فلما بلغته الرسالة ومكنه منها قال له: إني سائلك هل علماء المغرب يستوفون حقهم من بيت المال قال: نعم، قال: فهل أشرافهم وضعفاؤهم ليس بهم خصاصة فسكت وقال: لا يحل لي أخذ شيء من ذلك وإني في غير إيالته، ثم رجع بها لمحله، وبعد مدة من شهر أو أكثر طلبه وقال له: ادفع المال لرجل عينه وأمره أن يبني به مسجداً ففعل، ويعرف بزاويته إلى الآن يقام به الذكر ونوافل الخيرات، اه ". (وانظر ما يتعلق بهذه الصلة ورد المترجم لها في ترجمته من عجائب الآثار) . مهمة: لما أوتيه المترجم من سعة المدارك وقوة الحافظة وعظيم المشاركة وبعد الصيت وكثرة التأليف وعظيم التلاميذ كثر حسدته وأعداؤه إلى الآن وقد قال السيوطي: " ما كان كبير في عصر قط إلا كان له عدو من السفلة، إذ الأشراف لم تزل تبتلى بالأطراف " وقال الحافظ ابن حجر: " ما علمت عصراً سلم أهله من ذلك غير عصر الصحابة والتابعين، اه " وفي ذلك وقفة كما يعرف من طالع أخبار ذلك العصر أيضاً، ولعله أراد الأكثر والغالب

لقلة ذلك في زمانهم بالنسبة لمن بعدهم. وقد بلغ الحسد ببعض معاصري المترجم إلى أن قال في " شرحه على القاموس " بعد اطلاعه عليه: أقول لشارح القاموس لما ... أتى فيه بشبه الفارسية لقد شبهت مجد الدين قوساً ... فأحدث فيه شبه الفارسية فليتك أن تكون إمام نحو ... فتحسن ما بمتن الأجرومية تفوز من الأجور بضرب عشر ... بعشر ثم ذاك الأجر ميه وعارضه بعض من قرب زمنه منا من الفاسيين، وهو الفاضل المسند المعمر أبو محمد عبد الكبير بن المجذوب فقال: أقول لشارح القاموس لما ... أتى فيه بعقيان ودر بنيت وقاية للدين قوساً ... وقاك الله من سوء وضر تنبيه: عد الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف " وصاحب " عون الودود على سنن أبي داوود " المترجم من المجددين المحدثين على رأس المائة الثانية عشرة. وممن رأيته وصفه بذلك تلميذه العلامة الأديب الشهاب أحمد ابن عبد اللطيف البربير البيروتي في كتابه " عقود الجمان فيمن اسمه سليمان " ولعمري إنه لجدير بذلك لتوفر أغلب شروط التجديد فيه، وهو أيضاً ممن أجاز عامة من أدرك حياته. وفي آخر ألفيته: نظمتها للآخذين عني ... وبعضهم قد استجاز مني فقد أجزت كل ما ذكرته ... لكل راغب له علمته وكل من قد استجاز مني ... في الأخذ والعلم بكل فن وكل ما ألفته في علم ... أو قلته في النثر أو في النظم فليرو من شاء على أي صفة ... إجازة فيها التقى والمعرفة

بسم الله الرحمن الرحيم تنبيه آخر: كان نقش خاتم المترجم الذي كان يطبع به اجازاته ومكاتيبه بيت شعر نصه: محمد المرتضى يرجو الأمان غدا ... (1) بجده وهو أوفى الخلقِ بالذممِ [تتمة حرف الميم] 301 - محمد بن مقبل الحلبي الصيرفي: مسند الدنيا في عصره وملحق الأحفاد بالأجداد، يروي عالياً عن محمد بن علي بن يوسف الحراوي عن الحافظ عبد المؤمن الدمياطي بأسانيده، ويروي عالياً أيضاً عن الصلاح محمد أبن إبراهيم بن أبي عمر المقدسي الصالحي الحنبلي آخر أصحاب الفخر ابن البخاري في الدنيا. وابن مقبل آخر من بقي على وجه الأرض ممن يروي عن المذكور وعن ابن البخاري بواسطة، فلذلك حصل الفخر التليد لمن روى عنه من الحفاظ كالسخاوي، وأخذ عنه بحلب، والسيوطي وزكرياء السنباطي، مكاتبة من حلب إلى مصر، وتاريخ إجازته للسيوطي سنة 869 في رجب، وفي السنة التي بعدها توفي. وللحافظ السيوطي لما بلغته وفاته كما في معجمه: في عام سبعين قبيل سنةٍ ... بعد ثمانِ مائةٍ بالحصرِ لم يبق في الزمانِ من قبل له ... أخبركم واحد عن الفخر؛ اه

_ (1) هذا لاحق بالجزء السابق، ونأسف لوقوعه هنا بسبب السهو.

وأخذ ابن مقبل أيضا عن الحجار عالياً كما في ثبت الفلاني. 302 - محمد المدني الناصري: هو العلامة البارع أبو عبد الله محمد المدني ابن الحافظ محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي، ولد سنة 1204 ومات في حياة أبيه في رجب سنة 1238، وانقرض عقبه، أخذ رحمة الله عن أبيه وأجازه وقدمه في طريقتهم في حياته، وعندي شرحه بخطه على غرار في صحيح ذكر فيه أنه صنفه وهو ابن خمس وعشرين سنة وأتمه سنة 1226، قال وأخبر الواقف عليه انه من فتح الباري على كاتبه فلم أستودعه إلا ما أفادنيه مجالس أشياخي ووالدي وما تعلق بحفظي من نصوص الأيمة في هذا الشأن. له فهرس أحال عليه في إجازته عامة كتبها له عام 1125، أرسل لي من طريق الشيخ السنوسي عنه إجازة عامة كتبها له عام 1125، أرسل لي صورتها حفيد المجاز الشيخ سيدي أحمد الشريف السنوسي حفظه الله. 303 - محمد المدني ابن عزوز: هو المدني بن احمد بن إبراهيم بن عزوز البرجي التونسي الخلوتي شيخ الشيوخ بالمملكة التونسية والجزائرية، العلامة الصوفي النفاعة المتوفى عام 1285. وقفت على إجازته العامة من الشيخ السنوسي، لقيه بمكة وأجاز له ولأخيه محمد الصغير ابن عزوز بعدما سمعا عليه الأوائل العشرة وأضافهما وصافحهما، ومن الشيخ عبد الله أبي المعالي السناري المصري بفهرس الأمير وكتب له على ظهرها، ومن البرهان الباجوري وهي أيضاً عامة، ومن الأخوين محمد وأحمد المرزوقيين المكيين بما في فهرسة شيخها الأمير عنه، ومن مصطفى بن الكبابطي الجزائري إجازة بالصحيح عام 1264 عن شيخه الأمير ابن ابن الأمين عن الصعيدي، ومن علي أبي سالم ابن محمد ابن عبد المؤمن بن إبراهيم بن عزوز البرجي حسب روايته للفقه المالكي ومختصر خليل عن شيخه المبروك بن عزوز عن الفاضلين الخضر ومحمد وهما عن موسى الجمي عن عمر عن الخرشي والرزقاني بأسانيدهم.

استفدت ما ذكر من نصوص إجازات السبعة المذكورين للمترجم من مجموعة ولد المترجم العالم الناسك المسند الرحال أحمد الأمين لما لقيته بمالطة، وأوقفني على أعيانها وما كتبه شاعر الجزائر الشيخ عاشور الخنكَي في آخر ديوانه من كون المترجم يروي عن الأمير الكبير وما في نقده لفخر القطر الجزائري ونادرته الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي البوسعادي من أنه إنما روى عن الأمير الصغير كله وهم، بل لم يروِ لا عن الأمير الكبير ولا عن الصغير وإنما أخذ عن تلاميذهما. وما في " عمدة الإثبات " في تردده في روايته عن الباجوري كله في غير محله. أروي ما للمذكور عن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن كثير من أصحابه عنه. ح: وأخبرنا ولده الشيخ أحمد الأمين بن المدني عن إبراهيم بن الحاج أحمد الشابيح إجازة له عام 1303 والمختار بن الخليفة الأحدابي الجزائري كلاهما عن الشيخ المدني حسب إجازته لهما عامة، وأروي ما له عالياً عن آخر تلاميذه شاعر آل البيت المعمر المشارك الشيخ عاشور الخنكَي القسمطيني إجازة شفاهية ببرج بوعريرج بالجزائر وهو آخر تلاميذه مطلقاً. 304 - محمد بن عبد الله باسودان اليمني (1) : هو العلاّمة الصوفي المسند يروي عامة عن محمد بن عيدروس الحبشي الباعلوي ووالده عبد الله بن أحمد باسودان وعبد الرحمن بن سليمان الأهدل سنة 1244 ويوسف بن محمد بن يحيى بن أبي بكر البطاح الأهدل ومحمد صالح الرئيس الزمزمي وعمر بن عبد الرسول المكي والسيد طاهر بن الحسين بن طاهر سنة 1238 وعمر بن أبي بكر الحداد والسيد عبد الله بن حسين بلفكَيه وبشرى بن هاشم الجبرتي تلميذ الدمهوجي وتدبج مع صاحبه السيد عيدروس الحبشي صاحب " العقد " وغيره ولبس

_ (1) ترجمة باسودان في الزركلي 121:7 اعتمادا على تاريخ الشعراء الحضرميين 196:3 (وأغفل فهرس الفهارس) .

خرقة الطريقة الباعلوية من والده عبد الله بن أحمد باسودان مراراً، وهو لبس من شيخه السيد العارف عمر بن عبد الرحمن البار، وهو ألبسه شيخه السيد حسن بن عمر، وهو ألبسه شيخه والده القطب عمر بن عبد الرحمن البار، وهو ألبسه شيخه القطب عبد الله بن علوي الحداد بأسانيده؛ ولبس المترجم أيضاً من مشايخه أعلام بني علوي كالسيد عبد الله ابن حسن بن طاهر والسيد عبد الله بن أبي بكر عيدين والسيد عبد الله بن حسين بلفكَيه، كما لبس عن أبيه حسين وخاله عيدروس بن عبد الرحمن بن عبد الله بلفكَيه، كما لبسا من والد الثاني السيد عبد الرحمن بن عبد الله، كما لبس من أبيه، كما لبس من الصفي القشاشي بأسانيده. له مجموعة في إجازاته نرويها عن السيد عمر شطا المكي عن عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي عنه، وأروي عالياً عن السيد أبي بكر بن شهاب الدين الباعلوي كتابة من الهند عن محمد بن عبد الله باسودان المذكور المتوفى سنة 1281. محمد بن عربي البناني المكي: (انظر حرف الباء) (1) . 305 - محمد بن علاء الدين الطرابلسي: أروي ثبته عن الحبال عن الحلبي عن العقاد عن التركماني عن علاء الدين الحصكفي عنه. 306 - مكي بن أبي طالب (2) : أروي فهرسته بأسانيدنا إلى ابن بشكوال وابن بونه عن أبي محمد ابن عتاب عنه. ح: وبأسانيدنا إلى ابن أبي الأحوص عن أبي الحسن الكتاني عن أبي بكر حازم بن محمد عنه. 307 - مهيرز المكناسي: هو العالم المسند الرواية أبو العباس أحمد بن

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 80. (2) ترجمة مكي بن طالب (437) في الصلة: 597 وغاية النهاية 309:2.

عبد الكريم المعروف بمهيرز الزرهوني ثم المكناسي، له رواية واسعة عن الشيخ (تو) ابن سودة والحافظ الزبيدي وابن عبد السلام الناصري وطبقتهم، له فهرسة عظيمة في مجلد، أخبرني من رآها بالمكتبة السلطانية بفاس، وهو ابن خالنا العلاّمة النحرير أبو زيد عبد الرحمن بن جعفر الكتاني، ولا أدري أين هي الآن، وكانت وفاة مهيرز المذكور في عشر الثلاثين بعد مائتين وألف، رحمه الله. المكي ابن عزوز: (انظر ابن عزوز) (1) . المجلد: (انظر عبد الرحمن) (2) . 308 - المرسي (3) : هو الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن محمد النفزي ويعرف بالمرسي، أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عنه. 309 - المرشدي (4) : هو محدث مكة الجمال محمد بن إبراهيم المرشدي، يحتمل أن يكون نسبة إلى أحد أجداده أو إلى منية رشيد قرية بمصر (انظر إرشاد المهتدي من حرف الألف) . 310 - المرحومي (5) : هو العلاّمة المتقن ذو التصانيف الكثيرة أبو الحسن نور الدين علي بن علي المرحومي المصري صاحب " عقد اللآلي في الأسانيد العوالي " وهو ممن ورد على زبيد فانتفع به أهلها. ومن مشايخه الشمس محمد البهوتي الحنبلي الآخذ عن الشهاب الغنيمي عن أحمد بن قاسم العبادي عن ابن

_ (1) انظر رقم:490. (2) انظر رقم: 394. (3) فهرسة ابن خير: 436 والصلة: 285 (وكانت وفاته 538) . (4) انظر ما تقدم رقم: 35. (5) انظر ما يلي رقم: 459. والنفس اليماني: 268.

حجر الهيثمي عن زكرياء عن ابن حجر (انظر أسانيدنا إليه في حرف العين وانظر ترجمته في " النفس اليماني ") . 311 - المراغي الكبير (1) : هو أبو حفص عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة المراغي المزي الدمشقي ولد سنة 682 وسمع على ابن البخاري مشيخته وذيلها وغير ذلك، وأخذ عن كثيرين. خرج له مشيخته الياسوفي، وعمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد وحدث نحواً من خمسين سنة. سمع عليه القدماء وذكروه في معاجمهم، كالذهبي وابن رافع، وحمل عنه العراقي والهيثمي والابناسي وغيرهم، وكان صبوراً على التسميع، ومات سنة 787. وهو ممن أجاز لمن أدرك حياته. نروي ما له من طريق زكرياء عن القبابي عنه. 312 - المراغي الصغير: هو الولي العالم الرباني أبو الفتح محمد بن زين الدين المراغي، له فهرسة نرويها بأسانيدنا إلى العجيمي المكي عن عبد الرحيم ابن الصديق الخاص الزبيدي عن الحافظ المسند الطاهر بن الحسين الأهدل عن المسند المعمر أبي القاسم بن أبي السعادات المالكي عن المسند عمر بن تقي الدين بن فهد المكي عنه. 313 - المرغتي (2) : هو الإمام العلاّمة المعمر محمد بن سعيد المرغتي، من غيرياء كما هو جار على الألسنة، ووجد بخط بعض من يعتمد بالياء قبل الراء، السوسي. قال عنه صاحب الصفوة: " شيخ الإسلام خاتمة المحدثين سراج المريدين كان إماماً في علوم الحديث والسير، له اليد الطولى في ذلك، وإليه المرجع فيما هنالك، وله " مختصر سيرة اليعمري " ونظمه ولده نظماً حسناً، اهـ - ". وقال عنه جدنا من قبل الأم الإمام الأديب أبو العباس أحمد بن

_ (1) ترجمته في الدرر الكامنة 3: 235. (2) ترجمة المرغتي في صفوة من أنتشر: 177 والدليل: 120، 306.

عبد الحي الحلبي في " شرح مناجاة البرناوي ": " كنت أجلس أمامه وقبالة وجهه، ولم أرَ منه شعرة تتحرك ولا طرفة وكنت أنظر إلى حدقته ساكنة حتى كأنه ميت، ولو فرض أن الأرض انقلبت بأهلها والسماء سقطت على الأرض لم تتحرك منه شعرة حتى تطلع الشمس فيتحرك حينئذ، رأيت منه هذه الحالة سنة، وهي مدة إقامتي بمراكش، وذلك لأنه كان يعبد الله بالفكرة، وأخذت عنه علوماً وأجازني في أربعة عشر علماً من العلوم الظاهرة الإسلامية، اه ". وقال عنه أيضاً تلميذه الشيخ سيدي محمد المعطي بن عبد الخالق الشرقي في ثبته " الموائد السنية " - " متبع للسنة مجتنب للبدعة منفر عنها غاية التنفير كثير المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولقد رأيته يغلبه الوجد في بعض الأحيان من ذكره صلى الله عليه وسلم فيرتعد ويتغير لونه، وقد قالوا: من علامة محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن يتلذذ محبه بذكره الشريف ويطرب عند سماع اسمه المنيف، اه - " (انظر " الروض اليانع الفائح " فإن فيه ترجمته عن الفهرس المذكور مطولة) . يروي عامة عن أبي محمد عبد الله بن علي بن طاهر العلوي السجلماسي عام 1037 وعن أبي بكر ابن يوسف السكتاني وأبي محمد عبد الواحد بن عاشر الفاسي وغيرهم. له فهرسة في مجلد ولكنها ليست على نسق الفهارس، بل مجموعة طب وفقه وحكم وأشعار بلا تقيد بسند وما في معناه مما هو موضوع الفهارس، قال عنها صاحب " الدرر المرصعة " حين ترجمه " فهرسته حسنة اشتملت على فوائد وفتاوى وغير ذلك، اه - " وأصله لصاحب " الصفوة ". وله ثبت صغير ألفه باسم أبي عبد الله محمد ابن ناصر وأخيه أبي علي الحسين إجازة لهما عام 1051 ساقه بنصه صاحب " فتح الملك الناصر في مرويات بني ناصر ". نروي فهرسته هذه وكل ماله من طريق أبي عبد الله محمد ابن ناصر المذكور وأبي علي اليوسي والتجموعتي وأبي إسحاق السباعي والبرهان الكوراني وحسن

ابن علي العجيمي شفاهاً للأربعة الأولين ومكاتبة للأخيرين، وذكر في إجازته لليوسي أن السند الذي لا يوجد في الدنيا أعلى منه عن مولاي عبد الله بن علي ابن طاهر عن القصار عن خروف التونسي عن الطويل القادري عن شهاب الدين عن ابن أبي المجد عن الحجار عن أبي الوقت عن الداودي عن السرخسي عن الفربري عن البخاري أحد عشر وهو العدد الذي بيننا وبينه الآن، ونحن في أواسط القرن الرابع عشر، وهو كان في القرن الحادي عشر، مات رحمه الله سنة 1089 وكانت ولادته سنة 1007. 314 - المرغني: هو الفقيه الصوفي الوجيه شمس الدين محمد بن محمد سر الختم بن عثمان بن أبي بكر المرغني الحسيني الحنفي المكي الإسكندري، أخذ الطريقة الميرغنية عن أبيه محمد سر الختم وعمه السيد جعفر وجده العالم العارف السيد محمد عثمان صاحب " تاج التفاسير " وغيره، وهو صاحب الطريقة. وأخذ عامة عن دحلان والبرهان السقا والشيخ الجمال المكي وعبد الله كوجك البخاري والقاوقجي وعبد المتعال ابن أبي العباس أحمد بن إدريس ومحمد بن سلطان الصعيدي دفين أرض الحبشة وصابور الزبيدي وعلي الرهبيني دفين القسطنطينية والشمس محمد أبي خضير الدمياطي المدني والشمس محمد عليش المصري، ولبس الخرقة من سيد المراوعة محمد بن عبد الباري الأهدل، وروى الطرق الخمس النقشبندية والقادرية والجشتية والكبروية والسهروردية عالياًعن المعمر العارف قاسم الهندي عن الشيخ عبد الله الدهلوي السهرندي شيخ الشيخين أبي سعيد والد الشيخ عبد الغني الدهلوي ومولانا خالد الكردي، ودخل في إجازة العارف بالله أحمد بن إدريس العرائشي لما أجاز لأهل اليمن ومن في أصلابهم لأنه ولد هناك، وروى طريقة جده الأعلى القطب عبد الله الملقب المحجوب المرغني نزيل الطائف. ومؤلفاته ومروياته عن والده السيد محمد الملقب سر الختم عن والده السيد محمد عثمان عن والده السيد أبي بكر

وعمه السيد يس، كلاهما عن والدهما العارف السيد عبد الله المرغني، وهو عن البصري والنخلي بأسانيدهما. وللمترجم ثبت في أسانيد الطرق، وهو عندي في جزء، نرويه وكل ما يصح له من نظم ونثر عنه مكاتبة ثم شفاهاً بالإسكندرية سنة 1323. المزي: (انظر أبا الحجاج في الكنى) (1) . 315 - المكَيلدي (2) : هو العلاّمة قاضي فاس الجديد أزيد من أربعين سنة أحمد بن سعيد المكَيلدي شيخ الجماعة في إقراء خليل بفاس، كان يختمه كل سنة، واختصر المعيار. يروي عن أبي السعود الفاسي وأحمد بن أبي بكر الدلائي والقاضي عبد المؤمن التغجدتي وأحمد بن عمران الفاسي وعبد الله بن الإمام التنغراسي التلمساني وأبي سالم العياشي، وله ألف فهرسته الأولى، ثم رحل فأخذ بمصر عن الخفاجي وبالحجاز عن الكوراني والثعالبي وغيرهم وهو من أشياخ أبي علي اليوسي ترجمه في فهرسته. نروي ما له من طريق الغربي الرباطي عن أبي الحسن علي العكاري عن أحمد بن يعقوب الولالي عنه. ح: وبالسند إلى ابن عبد السلام بناني عن أحمد بن يعقوب الولالي عن المكَيلدي. وقد وقفت على إجازة كتبها أبو العباس أحمد بن يعقوب الولالي لإبي عبد الله محمد ين حمزة العياشي نسب فيها للمترجم فهرسة ولم أقف على من ذكرها له دونه. 316 - المكتبي (3) : هو الشمس محمد بن علي بن سعد الدين بن رجب بن

_ (1) أنظر ما تقدم رقم: 44. (2) أحمد بن سعيد المفيلدي (توفي سنة 1094) له ترجمة في إتحاف أعلام الناس 324:1 والزركلي 126:1 والدليل: 450. (3) ترجمة المكتبي في خلاصة الأثر 4: 73.

علوان المعروف بالمكتبي الدمشقي المحدث الفقيه الاخباري الرواية، يروي عن والده والشمس الميداني والشهاب المقري وأحمد العرعاني وعبد الرحمن العمادي ومحمد بن علان والحافظ البابلي والصفي القشاشي وعز الدين الخليلي وخير الدين الرملي وأيوب الخلوتي وعبد الباقي الحنبلي ويحيى الشاوي وغيرهم. له ثبت نرويه من طريق البصري وصالح الجنيني، كلاهما عنه، ولد سنة 1020 ومات بدمشق 1096 (ترجمه في خلاصة الأثر) . 317 - المكودي: هو الشهاب أحمد بن الحسن بن محمد المعروف بالورشان الملقب بالمكودي منشأه بفاس وبها قرأ، وحج ونزل تونس، واعتمده أهلها وإليه مرجع أسانيدهم، وولي الفتيا بها ومات سنة 1169. حلاه تلميذه مفتي تونس الشيخ بيرم الثاني بقوله: " حافظ المغرب في عصره الشيخ الإمام مفتي الأنام العلاّمة المحقق البحر المدقق أبو العباس أحمد بن الحسن المكودي " هذا لفظه. ووقفت على تحليته بالشرف لغير واحد من التونسيين وغيرهم، منهم تلميذه عالم قسمطينة الشيخ عبد القادر الراشدي، كما وقفت على تحلية المترجم لنفسه به في إجازته للشيخ حمودة ابن عطاء الله القيرواني بتاريخ 1162 وإمضاؤه هكذا " أحمد بن الحسن بن محمد الورشاني الحسني المعروف بالمكودي، اهـ - " وفيما كتبه على أول ورقة من تأليف شيخه ابن مبارك في قبول الأعمال المسمى " تحرير مسألة القبول على ما تقتضيه قواعد الأصول والمعقول " ثم وقفت على تحليته بالشرف من شيخه أبي الحسن الحريشي في إجازته له أيضاً، وهو بلديه أعرف الناس به. والله أعلم. يروي المترجم عامة عن أبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي وأبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي، وقفت على إجازتهما له العامة في مجموعة إجازته بتونس بالمكتبة العبدلية. ومن شيوخه الشمس المنور التلمساني دفين

مصر وممن أخذ عن المترجم بمصر خليل الرشيدي. نروي ثبته عن الشيخ عمر بن الشيخ عن الشيخ الشاذلي بن صالح عن محمد بيرم الثالث عن أبيه عن جده عن الشهاب المذكور بأسانيده. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عن عبد القادر الراشدي القسمطيني عنه. 318 - الملوي (1) : هو الإمام المعمر شيخ الشيوخ المسند أحمد بن عبد الفتاح بن عمر المجيري - بضم الميم وكسر الجيم - كما لبصري في ثبته، الملوي الشافعي الأزهري، حلاه الحافظ مرتضى في معجمه ب " الإمام العلاّمة المتقن المعمر مسند الوقت شيخ الشيوخ، اه - ". وذكر السيد عبد الرحمن العيدروس في ديوانه أنه شرح البخاري (أنظر ص163 منه) . ولد المترجم سنة 1088 ومات بمصر سنة 1182. أخذ عن الكبار من ذوي الإسناد العالي وألحق الأحفاد بالأجداد، فأخذ عن أبي العز العجمي والزرقاني شارح المواهب وعبد الرؤوف البشبيشي وأبي الأنس المليجي وعبد الله الكنكسي وأحمد الهشتوكي وابن زكري الفاسي ومحمد بن أحمد الورزازي، وأجازه البصري والنخلي وأبو طاهر الكوراني وإدريس اليمني والمنلا إلياس الكوراني، ودخل تحت إجازة المنلا إبراهيم الكوراني في العموم. ومن غرائبه روايته لحديث الأولية والصحيح وغيره من الكتب الستة عن المنلا إلياس بن إبراهيم الكوراني الدمشقي عن عمر بن البلوي الشامي عن المعمر مائة سنة محمد الزفتاوي عن القاضي زكرياء عن ابن حجر. قال الزبادي في رحلته عن المترجم: " انه وجد ان تصانيفه التي تقرأ بالأزهر نحو العشرين، اه - " مع أن المترجم عاش بعد لقي الزبادي به أزيد من عشرين سنة.

_ (1) ترجمة الملوي في سلك الدرر 1: 116.

له ثبت صغير أدمج فيه ثبت أبي السعود الفاسي، وعندي منه نسخة عليها إجازته بختمه للشيخ عبد الخالق بن عناية الزبادي الدمشقي، نرويه وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى والأمير وشاكر العقاد والكزبري الوسط والعطار وابن الحسن بناني وغيرهم، كلهم عنه. 319 - المناوي (1) : هو الإمام عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي الحدادي المناوي - بضم الميم كما في كشف الظنون - أو المنوي كما لغيره قائلاً انه نسبة إلى منى، قرية من قرى مصر، وهي اليوم خربة، واقتصر البرهان السقا على الأول قائلاً إنه نسبة إلى منية ابن خصيب، ضبطه بذلك السيوطي في ترجمة جده يحيى ثم القاهري الشافعي. وصفه بالحافظ جماعة منهم صاحب " نشر المثاني " بل حلاه بخاتمة الحفاظ المجتهدين اه -. ولاشك انه كان أعلم معاصريه بالحديث وأكثرهم فيه تصنيفاً وإجادة وتحريراً، بل قال عنه المحبي في " خلاصة الأثر ": " هو أجل أهل عصره من غير ارتياب ". وقال أيضاً: " هو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً ". وناهيك بهذا من مثله. ثم وجدت أبا مهدي الثعالبي حلاه في ترجمة تلميذه الشمس الطهطاوي بخاتمة الحفاظ. ووصفه الحافظ المقري في " فتح المتعال " بالعلاّمة محدث العصر علاّمة مصر وقال عنه: " لقيته بالقاهرة وزرته في بيته وجاءني إلى منزلي " ثم نقل عن شرحه الكبير على الجامع الصغير فقال: " الذي مزج فيه الشرح بالمشروح امتزاج الحياة بالروح " اه -. ولد سنة 952 ومات بمصر سنة 1031. أخذ التفسير والحديث عن النور علي بن غانم المقدسي والنجم الغيطي والشمس الرملي، وأخذ التصوف عن جماعة منهم الشيخ منصور الغيطي والشعراني وغيرهما. ولم يخل من طاعنٍ

_ (1) اسمه محمد عبد الرؤوف ولقبه زين الدين، وله ترجمة في خلاصة الأثر 412:2 وخطط مبارك 50:16 ومعجم سركيس:1798 والزركلي 75:7 وخاتمة نشر المثاني، وبروكلمان، التكملة 417:2.

وحاسد حتى دسّ عليه السم لكون أهل عصره كانوا لا يعرفون مرتبة علمه لانزوائه عنهم وانقطاعه للتصنيف. ومن تصانيفه في الحديث وعلومه شرح على متن النخبة كبير سماه " نتيجة الفكر " وآخر صغير، وشرح على شرح النخبة سماه " اليواقيت والدرر " وهو عندي في جزء، وشرح على الجامع الصغير سماه " فيض القدير " في عدة مجلدات ضخمة، عندي جله، وشرح آخر أصغر منه سماه " التيسير " وهو مطبوع في مجلدين كبيرين (1) . وشرح قطعة من زوائد الجامع الصغير سماها " مفتاح السعادة "، وله كتاب جمع فيه ثلاثين ألف حديث وبيّنَ ما فيها من الزيادة على الجامع الكبير، وعقب كل حديث ببيان رتبته سماه " الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور " وهو في ثلاث مجلدات، وكتاب آخر في الأحاديث القصار عقب كل حديث ببيان رتبته سماه " المجموع الفائق من حديث خاتمة رسل الخلائق "، وكتاب انتقاه من " لسان الميزان " بيّن فيه الموضوع والمنكر والمتروك والضعيف ورتبه كالجامع الصغير، وكتاب في الأحاديث القصار جمع فيه عشرة آلاف حديث في عشرة كراريس كل كراسة ألف حديث، في كل ورقة مائة، في كل وجه خمسون، وفي كل سطر حديثان، كل حديث في نصف سطر، يقرأ طرداً وعكساً سماه " كنز الحقائق في حديث خير الخلائق " رتبه على حروف المعجم لكن من غير ذكر للصحابي المروي عنه، وهو مشحون بالأحاديث الموضوعة والضعيفة، وفي النسخة المطبوعة منه بمصر (2) تحريف كبير وقلب في المخرجين المرموز لهم بالحروف، وقد كانت بيدي منه نسخة بخط مشرقي قديم مباينة بكثرة للنسخة المطبوعة، ولبعض الشاميين عليه شرح في أسفار

_ (1) طبع ببولاق سنة 1286. (2) طبع ببولاق سنة 1286 ثم طبع مرة اخرى سنة 1305، وفي طبعة ثالثة على هامش الجامع الصغير.

كنت وقفت عليه بمصر بخط مؤلفه، وكذا لصاحبنا فخر الجزائر أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الديسي الهاملي عليه تعليق أوقفني عليه في مبيضته. وللمنوي شرح على الأربعين النووية هو أحسن شروحها، ورتب كتاب " الشهاب " للقضاعي وشرحه وسماه " إمعان الطلاّب بشرح ترتيب الشهاب "، وشرح الباب الأول من الشفا، وشرح الشمائل بشرحين، أكبرهما مطبوع (1) وشرح ألفية السير بشرحين أكبرهما سماه " الفتوحات السبحانية " في مجلد وهو عندي، وشرح الخصائص للسيوطي بشرحين سمى أحدهما " فتح الرؤوف المجيد " والكبير " توضيح فتح الرؤوف المجيد "، واختصر شمائل الترمذي وزاد عليه أكثر من النصف وسماه " الروض الباسم في شمائل المصطفى أبي القاسم " وخرج أحاديث القاضي البيضاوي، وكتاب في الأدعية المأثورة هو عندي، وكتاب في اصطلاح الحديث سماه " بغية الطالبين لمعرفة اصطلاح المحدثين "، والطبقات الكبرى سماها " الكواكب الدرية " عندي في مجلدين، والصفوة بمناقب آل بيت النبوة وهي عندي، والاتحافات السنية بالأحاديث القدسية مرتبة على حروف المعجم وهي في مجلد، وغير ذلك. نروي ماله من طريق الحافظ البابلي والحافظ المقري والنور علي الأجهوري كلهم عنه. ح: ومن طريق مولاي الشريف الواولاتي عنه أيضاً. ح: وبالسند إلى الثعالبي عن الشمس محمد بن عبد الفتاح الطهطائي عنه. ح: وبالسند إلى الشهاب أحمد بن قاسم البوني عن أبي الحسن علي الحضري الرشيدي عنه. 320 - المنذري (2) : هو الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام زكي الدين

_ (1) يعني شمائل الترمذي (لخص فيه شرحي العصام الاسفرايني وابن حجر الهيثمي، وطبع مع كتاب جمع الوسائل لملا علي القاري) . (2) قد أستوفى الدكتور بشار عواد معروف دراسة المنذري وحصر مصادر ترجمته في كتابه " المنذري وكتاب التكملة " (النجف 1968) كما قام بتحقيق التكملة (النجف 1968، وطبعة ثانية صدرت عن مؤسسة الرسالة ببيروت 1981) .

عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي المصري، ولد سنة 581 وطلب هذا الشأن وبرع فيه، وصحب الحافظ أبا الحسن ابن المفضل المقدسي وتخرج به، وعمل معجمه في مجلدين، واختصر صحيح مسلم وسنن أبي داوود، وله كتاب الترغيب والترهيب وهو كتاب عظيم الفائدة شرحه جماعة وعلقوا عليه، واختصره الحافظ ابن حجر، وعلق عليه البرهان الناجي، وشرحه الفيومي، وهو موجود في خزانة القرويين بخط مؤلفه في عدة مجلدات، واختصر شرحه هذا أبو الحسن شارح الرسالة وعندي الجزء الأول منه. وممن شرحه الشيخ محمد حياة السندي المدني. معجمه انتقى منه الحافظ الذهبي جزءاً، وله التكملة لوفيات النقلة. وقال عنه الدمياطي: " كان عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه، عالماً بصحيحه من سقيمه ومعلوله وطرقه، متبحراً في معرفة أحكامه ورعاً متثبتاً " اهـ - أروى ما له من طريق الحافظ الدمياطي عنه. قال الدمياطي: " هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئاً وفارقته مفيداً، توفي سنة 656 " اهـ -. قلت: وعندي خطه على مجلد من سنن أبي داوود ومسند الدارمي. 321 - المدابغي (1) : هوحسن بن علي الشافعي المصري الأزهري الفقيه المحدث الورع، قال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند ": ذو البحث والتحقيق والإفاده ... والحفظ والإتقان والإجاده سمع الأولية بشرطها من محمد بن عبد الله المغربي، وروى عن كثيرين كمحمد الورزازي وعمر بن عبد السلام التطواني وعيد النمرسي وعبد الجواد

_ (1) ترجمة المدابغي في الجبرتي 1: 209 (123:2) ومعجم سركيس: 1719 والزركلي 223:2.

الميداني والمنوفي ومحمد بن عبد الله السجلماسي وأحمد الخليفي وأبي العز العجمي والبديري والعشماوي وغيرهم. ومن عواليه روايته عن شيخه الميداني عن البابلي بسنده. وله حاشية على شرح ابن حجر على الأربعين النووية وهي مطبوعة (1) واختصار سيرة ابن الميت الدمياطي، وغير ذلك له ثبت جمعه له الحافظ مرتضى الزبيدي في كراسة وأجازه به، نرويه من طريقه عنه. مات بمصر سنة 1170 (2) . 322 - المنتوري (3) : هو الإمام العلاّمة راوية المغرب ومسنده أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن عبد الله القيسي المعروف بالمنتوري - بكسر الميم وسكون النون وضم التاء وكسر الراء - كذا ضبطه البلوي، ورأيته بخط المنتوري نفسه المتوفى سنة 834 على ما في " ذيل الديباج " للسوداني ونحوه في " الدرة ". وما وجدته بخطّ الافراني المراكشي صاحب " الصفوة " على جزء المبشرات للمنتوري من أنه مات سنة 761 غلط فاحش، إذ في الجزء المذكور بخط مؤلفه أنه أتمه سنة 824. حلاه رفيقه أبو زكرياء السراج في فهرسته ب - " الفقيه القاضي النزيه الأستاذ المحقق الحافظ ". يروي عامة عن أبي عبد الله القيجاطي وابن عرفة وأبي سعيد فرج بن لب وصهره الأستاذ محمد بن سعيد ابن بقي وأبي عبد الله محمد بن عمر اللخمي والحافظ العراقي وغيرهم من أعلام المشرق والأندلس والمغرب. له فهرسة كبيرة عظيمة الشأن، عندي من أولها كراريس، جاء في الخطبة منها: " الحمد لله الذي خصّ هذه الأمة المحمدية بالاسناد، وصلى الله

_ (1) طبعت بهامش الفتح المبين لابن حجر الهيثمي (مصر 1307) . (2) في الأصل: 1187 وهو مخالف لما في المصادر المذكورة. (3) ترجمته في نيل الابتهاج: 291 (بهامش الديباج) ودرة الحجال رقم: 808 والزركلي 129:7 وأنظر الدليل: 310.

على سيدنا محمد الهادي إلى سبل الرشاد، هذا كتاب يشتمل على ما حملته من شيوخي ورويته، بأي نوع أخذته وتلقيته، فابدأ أولاً بذكر ما رويته بالقراءة والسماع لجميعه أو لبعضه من الكتب المفردة، ثم أتبع ذلك بما أخذته بالإجازة من التآليف على اختلافها وتنوع أصنافها "، اه. وهذه الكراريس التي بيدي منها كلها استغرقت أسانيد تصانيف كتب القراءات والتفاسير فقط. وبالجملة فهي كما قال الشيخ القصار في إجازة له وقفت عليها بخطه لما أجرى ذكرها: " قد اشتملت على أمر عظيم "، اه -. وناهيك بهذه الكلمة منه مع ما وقف عليه من فهارس أهل الأندلس القريب عهده بهم. وعلى أول هذه الكراريس التي بيدي من أوائل فهرس المترجم بخطّ أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم الفاسي ذاكراً أنه يرويها عن شيخه أبي العباس أحمد بن يوسف بن الحسن الشهير بالدقون عن شيخه الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف العبدري، عرف بالمواق، عن مؤلفها المنتوري إجازة عامة. وقال عن الفهرس المذكور ابن القاضي في الدرة: " حازت غالب التواليف الإسلامية "، اه. وللمنتوري الأمالي في الأحاديث العوالي، والمسلسلات، وكتاب الغريب، وتحفة الجليس وبغية الأنيس، وله جزء فيما اتصل به من المقطعات الشعرية في الوصايا والمواعظ ذاكراً لها بسنده ويعرف بجزء المقطعات الشعرية، وله جزء فيما اتصل به باسناد من المرائي المنامية وكلا الجزءين عندي بخطه. نتصل به في كل ما له من طريق القصّار عن أبي العباس التسولي وأبي القاسم ابن إبراهيم المذكور كلاهما عن الدقون به. ح: وأرويها من طريق ابن غازي عن محمد بن أبي القاسم السراج عن أبيه أبي القاسم محمد عن المنتوري. ح: وبه إلى السراج الكبير عن المنتوري فهرسته، قال السراج في ترجمته: " أجازني ولولدي أبي القاسم محمد وأبي عبد الله محمد، وسمع من لفظه أبو القاسم حديث الرحمة المسلسل بشرطه إجازة عامة بشروطها وتلفظ لنا بذلك وهو الآن بقيد الحياة "، اه. قلت: عاش المنتوري بعد السراج نحو الثلاثين سنة.

323 - المنجور (1) : هو الإمام علاّمة فاس ومسندها أحمد ابن كبير دار المملكة الوطاسية وأمينها والقيم على أمورها أبي الحسن علي بن الأمين أبي زيد عبد الرحمن المنجور المتوفى بفاس سنة 995. قال الافراني: " انفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء على طبقاتهم ومعرفة أيامهم. اه ". وفي " درة الحجال ": " كان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ وغيره، وكانت له معرفة برجال الحديث، صارت الدنيا تصغر بين عيني كلما ذكرت أكل التراب للسانه والدود لبنانه " اه. وحلاه أبو سالم العياشي في رحلته ب " حافظ المغرب من المتأخرين وإمام المحققين " (2) وفي طبقات الحضيكَي: " كان شديداً في اتباع السّنة في أحواله كلها حتى كان تلميذه مولاي عبد الله ابن علي بن طاهر إذا سئل عن شيء يقول: اصبروا حتى أنظر هل فعله الشيخ المنجور أم لا فإنه لا يفعل إلاّ السنة، وقد سئل هل لبس النبي صلى الله عليه وسلم السراويل فسأل زوجته فأخبرته بأن الشيخ يلبسه دائماً، فرجع وأخبر السائل بأنه صلى الله عليه وسلم لبسه واحتجَّ بأنه لو لم يلبسه ما لبسه الشيخ "، اهـ -. (وانظر جواب المسناوي وابن زكري في القضية) . له فهرس جليل ألفه باسم سلطان المغرب أبي العباس أحمد المنصور السعدي قال في أوله: " وبعد فلما تاقت الهمم العلية، والنفس الكريمة المنصورية، من مولانا أمير المؤمنين إلى أن تضرب في علم السند بحظ وافر، وتنظم من معرفة الأشياخ الذين عليهم الاعتماد، وإليهم المرجع في الاسناد، عقداً يكون من أجل الذخائر، أجزته أيده الله فيما أخذته عن مشايخي من

_ (1) ترجمته في درة الحجال رقم: 186 وجذوة الاقتباس: 135 وروضة الآس:285 ونيل الابتهاج:95 وشجرة النور:287 والاستقصاه: 191 ودوحة الناشر: 95 (وفي حاشيته ذكر لمصادر أخرى) وسلوة الأنفاس 60:3 وصفوة من انتشر: 4 وإتحاف أعلام الناس 319:1 والزركلي 174:1 والدليل:312. (2) أنظر رحلة العياشي 274:2 (المؤلف) .

فنون تفصيلاً أو إجمالاً، وأقيده فهرسة في تاريخ موالدهم ووفياتهم وأنسابهم تحقيقاً وتقريباً، وأشياخهم وما قرأوا عليهم رواية، وأخذوه عنهم مجرد دراية، وما علق بحفظي من محاسنهم، فبادرت إلى ذلك، وان لم يحضرني في سفري هذا من مقيداتي وكنانيشي ما يكمل به المقصود، ولكن الإنفاق من الموجود، والتكلف يفيت المقصود الخ " وهي فهرسة ممتعة في أربع كراريس، ترجم فيها لمشيخته وختمها بتعداد مؤلفاته ثم صرح بالإجازة العامة بها لأبي العباس المنصور، وأتمها بتاريخ سنة 989. وله أيضاً فهرسة أخرى ذكرها له ابن القاضي في الجذوة. يروي في الأولى عن اليسيتني وسقين العاصمي وعلي بن هارون وعبد الواحد الونشريسي والزقاق وغيرهم من المغاربة. وممن صرح بإجازته العامة له منهم سقين وعلي بن هارون المطغري. ومن العجيب أن جماعة كصاحب " أزهر البستان " ذكروا روايته عن الغيطي مكاتبة، لم أجد ذلك في فهرسته هذه، ولعله ذكر ذلك في الأخرى. نرويهما وكل ما له من طريق أبي العباس أحمد بابا وأبي القاسم ابن أبي النعيم الغساني وابن القاضي كلهم عنه، وبأسانيدنا إلى الرداني عن المعمر أبي مهدي عيسى السكتاني عنه، وإلى المرغتي عن مولاي عبد الله بن علي بن طاهر السجلماسي عنه، وبأسانيدنا إلى أبي السعود الفاسي عن ابن أبي النعيم عن المنجور. وعلى فهرس المنجور وابن غازي مدار أسانيد أهل المغرب، وهما البرزخ العظيم بين المغاربة والأندلسيين والمغاربة والمشارقة، وفيها يقول الشهاب أحمد الهشتوكي السوسي: وفهرِسةُ المنجورِ فيها كفايةٌ ... أتت بالمهمِّ دونَ حدٍّ ولا حصرِ

324 - المنجرة الكبير (1) : هو شيخ الجماعة بالمغرب العلاّمة الصالح أبو العلاء إدريس بن محمد بن أحمد المنجرة إمام القراء بفاس، المولود بها سنة 1076 والمتوفى بها سنة 1137. له ثبت صغير في نحو ثلاث كراريس سماه " عذب الموارد في رفع الأسانيد "، وقفت على نسخة منه بخط حفيده العلاّمة المفتي أبي بكر بن عبد الرحمن بن إدريس المنجرة، قال في أوله: " أريد أن أسطّر ذكر بعض أشياخي في التعليم والتربية، وبعض من اجتمعت به من السادات بالمغرب حضوراً وغيبة، وبالمشرق في رحلتي إليه مكة وطيبة، تبركاً لا دعوى أني منهم " ثم عدد مشايخه في العلم والطريق والقراءات بالمشرق والمغرب وسوس والصحراء. وعمدته في العلم بالمغرب ابن عبد القادر الفاسي والمسناوي وغيرهما، وممن أجازه من أهل مصر منصور المنوفي الضرير وأحمد بن محمد بن الفقيه وعبد الحي الشرنبابلي والمعمر صالح بن حسن الفرضي المصري ومحمد ابن قاسم البقري وأحمد البقري، وممن لقي من صلحاء المغرب المشايخ أحمد ابن ناصر الدرعي وأحمد بن إدريس اليمني وأحمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي الفاسي وأحمد الحبيب السجلماسي ومحمد بن أبي زيان القندوسي وبو جمعة بن أحمد الرجراجي ومحمد العياشي الحمري دفين مصر وغيرهم. وقد ظفرت في آخر نسخة أخرى من الثبت المذكور بصورة إجازة مؤلفه به لولده، أبي زيد عبد الرحمن المنجرة المذكور بعده، وهي عامة مطلقة، بعد تسميته ما قرأ عليه وخصوصاً في علم القراءات، وعقبها بخط المسناوي مدح المجاز والمجيز والدعاء لهما ثم إمضاؤه بتاريخ 1130. ولم أتصل بالمنجرة المذكور بإجازة عامة ولكن أتصل في علم القراءات به من طريق ابن عبد السلام الفاسي عن ابنه أبي زيد عبد الرحمن المذكور عنه.

_ (1) ترجمته في سلوة الأنفاس 272:2 وانظر الدليل: 305.

ونتصل به عالياً عن قاضي فاس المقري أبي محمد عبد الله بن الهاشمي ابن خضراء السلوي عن المعمر الأستاذ أبي محمد عبد الله المغيلي السلوي المكناسي وفاة عن الأستاذ المعمر أبي عبد الله محمد بن أحمد بن خضراء جد القاضي المذكور عن شيخه وعمدته أبي زيد المنجرة عن أبيه أبي العلاء المذكور بأسانيده في القراءات، وبهذا السند يصير بيني وبين المنجرة المذكور ثلاثة، فساويت جميع شيوخنا الآخذين عن أصحاب أبي العلاء البدراوي وطبقته. وأنزل منه بدرجة روايتنا للقراءات السبع إجازة عن الأستاذ قاضي الرباط وناسكه أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري عن الأستاذ أبي محمد الهاشمي بن أحمد الزياني عن الأستاذ أبي محمد بناصر بن مبارك الحداوي البيضاوي عن الأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن خضراء السلوي عن أبي زيد عبد الرحمن المنجرة عن أبيه إدريس بأسانيده في فهرسته هذه. ح: وعن الأستاذين المعمرين أبي عبد الله محمد بن العربي اللجائي وحمان بن محمد اللجائي، كلاهما عن خاتمة أساتذة المغرب أبي علي الحسن بن محمد كَنبور عن المعمر محمد بن إبراهيم الزروالي العصفوري وهو أبي الحسن علي الحساني عن أبي زيد المنجرة بأسانيده. 325 - المنجرة الصغير (1) : هو إمام القراءات بالمغرب، إمام الحرم الإدريسي وخطيبه الأستاذ أبو زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة الفاسي، ولد بها سنة 1111 وأخذ عن أبيه والمسناوي، وأجازه والده كما سبق. وله فهرسة في نحو كراستين هي عندي، صدَّرها بالكلام على نسبه وختمها بأحواله وتنقلاته في البلاد، وطرزها بذكر أسانيده في القراءات وكتبها وأسانيد بعض كتب العلوم المتداولة في زمانه وسنده في الطريقة الشاذلية. مات بفاس سنة 1179. نتصل به من طريق ابن عبد السلام الفاسي وأبي عبد الله ابن خضراء السلوي كلاهما عنه.

_ (1) ترجمته في سلوة الأنفاس 2: 270 وانظر الدليل: 284.

326 - المنور (1) : هو محمد بن عبد الله بن أيوب المعروف بالمنور التلمساني دفين مصر العلاّمة الأديب المسند الرحالة، قال عنه الحافظ الزبيدي في ترجمته من " ألفية السند " له: *العالم الفاقد للاشباه* ... الجهبذ البارعُ في الفنون ... عالم قطر المغربِ الميمون له مجموعة في إجازاته من مشايخه تضمنت إجازته العامة من (1) - أبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي (2) - وشيخه أبي عبد الله المسناوي بتاريخ 1133 (3) - وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن زكري الفاسي المجاز من محمد بن أبي السعود الفاسي وأحمد بن العربي ابن الحاج وبردلة والمسناوي ومحمد القسمطيني وغيرهم (4) - ومن أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد ابن الحاج، كما أجاز له هو بردلة والمسناوي وميارة الحفيد وعبد السلام جسوس وابن زكري وبناني وغيرهم " (5) - ومن محمد بن محمد بن حمدون بناني كما أجاز له هو محمد بن عبد القادر الفاسي وولده محمد الطيب ومحمد الكماد وبردلة والتجموعتي وعلي بركة وعبد السلام القادري ومحمد بن أحمد الحريشي وغيرهم (6) - ومن المعمر العلاّمة القاضي محمد العربي بن أحمد بردلة ولعله أعلى شيوخه إسناداً لأنه شارك أبا سالم في أشياخ رحلته الثالثة (7) - ومن المعارف أبي عبد الله محمد الصالح بن المعطي الشرقاوي البجعدي عامة كما أجيز هو من أبي علي اليوسي وأبي العباس ابن ناصر وأبي عيسى محمد المهدي بن أحمد الفاسي وصافحه كما يروي المصافحة عن والده محمد المعطي عن ابن سعيد المرغتي عن مولاي عبد الله بن علي عن المنجور بأسانيده، وشابكه كما شابكه ابن ناصر عن أبي مهدي الثعالبي بأسانيده، (8) - ومن أبي الحسن علي بن أحمد الحريشي عامة، كما أجازه أبو السعود الفاسي وغيره (9) - ومن صاحب

_ (1) انظر له ترجمة موجزة في تاج العروس 3: 590 (ن ور) .

المنح أبي عبد الله بن عبد الرحمن الفاسي. وعندي إجازات مشايخه الثمانية هؤلاء كلهم بخطوطهم في مجموعة ظفرت بها في مصر، ما عدا إجازة صاحب المنح وما عدا الشيخ مصطفى الرماصي الجزائري وأبي علي ابن رحال فإنه روى عنهما أيضاً كما في " ألفية السند ". توفي المنور المذكور كما في " تاج العروس " 12 شوال 1173 (1) بمصر بعد رجوعه من الحج. نتصل به في جميع ما له من المرويات من طريق الحافظ مرتضى عنه، قال في ألفيته: لقيته بمصر لما وردا ... أجازني ونلتُ منه المددا ونتصل به من طريق أهل الجزائر وذلك عن علامة القطر ومفخرته الشمس محمد بن عبد الرحمن الديسي البوسعادي الجزائري (2) والشيخ الحاج محمد بن أبي القاسم الهاملي كلاهما عن عم الأخير العارف أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم صاحب زاوية الهامل عن شيخه العارف أبي محمد المختار بن عبد الرحمن الجلالي عن أبي الحسن علي بن عمرو الطولكَي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عزوز البرجي عن الشيخ سيدي عبد الرحمن بن أحمد تارزي عن الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الزواوي عن محمد بن عبد الله بن أيوب المترجم إجازة عامة. المنيني: (انظر القول السديد في حرف القاف) (3) .

_ (1) في التاج 1172. (2) انظر له ترجمة ضافية في تعريف الخلف 2: 399 وما بعدها. (3) رقم:521 في ما يلي.

327 - المنصور السعدي (1) : فخر ملوك المغرب البعيد الشأو الضخم المملكة العظيم الهمة المتوفى بفاس سنة 1012 ونقل إلى مراكش فدفن بها. له فهرسة نقل منها صاحب الصفوة في ترجمة أبي القاسم علي بن مسعود الشاطبي قاضي مراكش (2) ، وأظنها مصحفة بالمنجور، وإن كان المنصور السعدي استجاز من كثيرين من المشارقة والمغاربة، فمن المشارقة: الإمام العارف أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن البكري، وأبو عبد الله محمد بن يحيى المصري الشهير ببدر الدين القرافي صاحب " ذيل الديباج " ومن المغاربة: الحافظ أبو العباس المنجور، وأبو النعيم رضوان ابن عبد الله الجنوي وغيرهما، مما يدل على عظيم رغبة المنصور في اتصال حبل السند واقتفائه لا حب ذلك الطريق الأسدّ، ومن اللطائف أن السيد البكري قال عقب تصريحه له بالإجازة العامة: " وكذلك مجاز أهل العصر إجازة عام بعام، ليكون أبناء الوقت جميعاً على مائدة فضل مولانا وتحت ظل ذلك الانعام، في تحصيل ذلك المرام الخ " والإجازة المذكورة بتاريخ 992 ولكن لم نجد من ذكر له فهرسة إلاّ فهرسة المنجور التي ألف باسمه. 328 - المنير: هو الإمام العارف المتفنن المقرئ المعمر محمد بن حسن بن محمد الشافعي الأحمدي السمنودي الأزهري المعروف بالمنير - بتشديد الياء - ولد بسمنود سنة 1099، سمع الحديث على أبي حامد البديري وأبي عبد الله محمد بن محمد الخليلي والشمس ابن عقيلة وأجازوه، وأخذ الطريقة عن السيد البكري وخليفته الحفني، واشتهر أمره وراج، قال عنه تلميذه الحافظ

_ (1) له تراجم مطوّلة في الكتب التاريخية مثل مناهل الصفا للفشتالي والمنتقى المقصور لابن أبي العافية، وقد صدَّر المقري كتابه روضة الآس بترجمته 371. وانظر الاستقصا3: 42 ونزهة الحادي: 78 وخلاصة الأثر 1: 222 والزركلي 1: 224. (2) صفوة من انتشر: 99 (المؤلف) .

مرتضى: " أقرأ القرآن مدة وانتفع به الطلبة، وكان صعباً في الإجازة لا يجيز أحداً إلاّ إذا قرأ عليه الكتاب الذي يطلب الإجازة فيه بتمامه، ولا يرى الإجازة المطلقة ولا المراسلة حتى إن جماعة من طلبة زبيد أرسلوا يطلبون منه الإجازة فلم يرض بذلك، وهذه الطريقة عسيرة اليوم. وردت عليه ببلده سنة 1174، وكتبت صورة استجازة ذكرت فيها بعض أسانيده من طريق الشيخين الخليلي وابن عقيلة فكتب عليها الإجازة، مات سنة 1199 ولم يخلف في مجموع الفضائل في فنه مثله "، اهـ -. وقال عنه ابن عبد السلام الناصري في رحلته الكبرى: " إمام وقته في القراءات والتصوف والحديث وفن الأفاق " وقال: " حدثني عن نفسه أنه أخذ عن جماعة من المغاربة، قال: وإذا ذكر العلماء فحيهلا بالإمام ابن زكري الفاسي وذلك أنه أخذ عنه لما حج كابن عبد السلام بناني وابن عبد الباقي الزرقاني "، اه. نروي ما له بالسند إلى الزبيدي والشنواتي كلاهما عنه. 329 - المصحفي (1) : هو الشيخ الوزير أبو بكر محمد بن هشام بن محمد بن هشام المصحفي، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي عبد الله محمد ابن عبد الرحمن بن معمر المذحجي عنه. 330 - المغيلي (2) : هو الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني المتوفى سنة 909 يروي عن الثعالبي ويحيى بن بدير وغيرهما، له فهرسة نرويها من طريق الفجيجي عن أبيه عنه.

_ (1) توفي سنة 481 وكان دمث الأخلاق متسع المعرفة مثابراً على المطالعة؛ انظر الصلة: 526 وفهرسة ابن خير: 429. (2) ترجمته في نيل الابتهاج: 330 وتعريف الخلف: 1: 166 والبستان: 253 وبروكلمان، التكملة2: 363 والزركلي 7: 85 ومعجم المؤلفين 1: 191 ومعجم أعلام الجزائر: 157.

المقري الكبير: (انظر نظم اللآلي) (1) . 331 - المقري الصغير (2) : هو الإمام الحافظ المؤرخ المسند أبو العباس أحمد ابن محمد المقري التلمساني الفاسي دفين مصر بعد وفاته بها سنة 1041 تحقيقاً، وما في " المنح البادية " و " الصفوة " وغيرهما من أنه توفي بالشام غلط واصح لنصّ كثيرٍ من مؤرخي الشام ومصر على وفاته ودفنه بمصر، منهم المحبي الدمشقي في " خلاصة الأثر " وهو الذي جزم به تلميذه ميارة في شرحه الكبير على المرشد والشيخ المسناوي في " جهد المقل القاصر " ورجحه ابن الطيب القادري في " نشر المثاني " ونحوه للحافظ الزبيدي في شرحه " ألفية السند " له. وقال تلميذه الشيخ عبد الباقي الحنبلي الدمشقي في ثبته: " عزم على سكنى الشام وذهب ليأتي بأهله من مصر ولم يبقَ إلاّ أن يخرج منها فاخترمته المنية بمصر ودفن بتربة المجاورين سنة إحدى وأربعين "، اه. وبذلك تعلم مقدار غلط اليفراني في رسالة " الواشي العبقري " حيث قال: " وتوفي بالشام لا بمصر، كما وهم فيه ميارة ". قال الحنبلي المذكور: " دخلت مصر سنة 28 فوجدته في صحن الجامع الأزهر يقرأ العقائد وله مجلس عظيم فلم يستنكر عليه ما كان يورده من الأعاجيب، لأن العقائد فن أهل المغرب فلما دخل رجب أفتتح البخاري

_ (1) رقم: 428 في ما يلي. (2) ترجمة المقري صاحب النفح وأزهار الرياض وروضة الآس وغيرها في خلاصة الأثر 320:1 وصفوة من أنتشر:72 واليواقيت الثمينة 29:1 ونشر المثاني157:1 (ط. فاس) وريحانة الألبا 174:2 وتعريف الخلف 44:1 والبستان:155 ومقدمة روضة الآس، وكتاب الزاوية الدلائية: 108 ومقدمة نفح الطيب 5:1 وقد كتبت عنه دراستان إحداهما قام بها الأستاذ الحبيب الجنحاني (تونس 1955) والأخرى ابن عبد الكريم (بيروت 1970) وانظر الزركلي 226:1 ومعجم المؤلفين78:2 ومعجم أعلام الجزائر: 42.

فأتى بما أعجب وكان حافظاً أديباً "، اه. ثم ذكر أنه أحال في إجازته له على فهرسته المتضمنة لأسانيده. وله في هذا الباب الجنابذ وروض الآس العاطر الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس (انظر كلاً في حرفه) وأعلى أسانيده روايته عامة عن عمه أبي عثمان سعيد المقري مفتي تلمسان والقصار وأبي العباس ابن القاضي وأبي القاسم بن أبي النعيم وأبي العباس أحمد بابا السوداني وأبي العباس أحمد بن أبي القاسم الصومعي التادلي وغيرهم من المغاربة؛ وعن أبي الحسن الأجهوري وعبد الرؤوف المناوي والنجم الغزي وغيرهم من المشارقة. وكان يروي الكتب الستة عن عمه أبي عثمان سعيد عن أبي عبد الله التنسي عن والده الحافظ محمد بن عبد الجليل التنسي عن البحر أبي عبد الله ابن مرزوق عن أبي حيان عن أبي جعفر ابن الزبير عن أبي الربيع ابن ربيع عن أبي الحسن الغافقي عن القاضي عياض بأسانيده المذكورة في الشفا. والأحاديث المسندة في الشفا جميعها ستون حديثاً أفردها بعضهم بجزء، فمن أراد رواية الكتب الستة من طريقه فليأخذها من كتاب الشفا أو من الجزء المذكور. ومن عوالي المترجم روايته عامة عن عمه سعيد عن أبي عبد الله محمد الخروبي الطرابلسي عن الشيخ زروق ما له من مؤلف ومروي، ويروي أيضاً عن عمه عن علي بن هارون وسقين كلاهما عن ابن غازي ما له من مؤلف ومروي. ومن تأليف المقري في السنة تأليفه في النعال النبوية المسمى بفتح المتعال، وفي العمامة النبوية سماه زهر الكمامة، ألف كلاً منهما في المدينة المنورة، الأول عند رجله عليه السلام بالمسجد النبوي، والثاني عند رأسه الشريف. وله كتاب في الأسماء النبوية، وله نفح الطيب، وأزهار الرياض، وتاريخ دمشق، قال تلميذه الشيخ عبد الباقي الحنبلي في ثبته: " لم يؤلف أحسن منه قرأ

لنا جملة منه بمصر بحضرة المرحومين المفتي العمادي ويوسف أفندي الإمام "، اه. وقد وصفه أبو سالم العياشي في موضع من رحلته " ماء الموائد " بحافظ المغرب. وفي " النشر الكبير " للقادري: " لا نعلم في وقت صاحب الترجمة أحفظ منه "،اه. وفي " بذل المناصحة " لأبي العباس البوسعيدي حين ذكر خروجه من فاس للمشرق: " وخلت البلاد عن مثله ومضاهيه "، اه. فأين هذا من قول اليوسي فيه: الفقيه الأديب وقال القاضي ابن الحاج في " رياض الورد " في حق المترجم: " وناهيك بتأليفه نفح الطيب فإنه يدل على باعه وجودة فكره حفظاً واطلاعاً واتقاناً وضبطاً، ولا التفات لمن نقل عنه أنه غير ثقة بل هو من أعظم علماء الإسلام ثقة وديانة وحفظاً وفهماً ". نروي ما له من طرق منها بأسانيدنا إلى أبي المواهب الحنبلي عن أبيه عنه. ح: وبأسانيدنا إلى عيسى الثعالبي عن أبي الحسن علي بن عبد الواحد الأنصاري وتاج الدين ابن أحمد المكي المالكي وأبي القاسم ابن جمال الدين المسراتي القيرواني كلهم عنه إجازة عامة شفاهية. ح: وبأسانيدنا إلى عبد القادر الصفوري الدمشقي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الرداني عن بدر الدين البلباني الصالحي ومحمد بن الكمال بن حمزة كلاهما عنه. وبأسانيدنا إلى العلاء الحصكفي والمكتبي كلاهما عنه. ح: وبأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي عن أحمد بن موسى الأبار الفاسي عنه. ح: وبالسند إلى أبي سالم أيضاً عن الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الخياري المدني عن أبيه عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشراباتي عن محمد بن علي الكاملي عن أحمد الشاهيني الدمشقي عنه. وقد أفرد اليفرني صاحب الصفوة ضبطه برسالة سماها " الوشي العبقري في ضبط الإمام المقري " أتمها سنة 1156. 332 - المسوري: هو القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري اليمني، نروي ثبته بأسانيدنا إلى الحافظ الشوكاني عن السيد عبد القادر الكوكباني عن

أحمد بن عبد الرحمن الشامي عن الشيخ حسين بن أحمد زبارة عن القاضي أحمد بن أبي الرجال عنه. 333 - المشرفي: هو العلاّمة المحدث المسند الراوية زين العابدين عبد القادر عرف ب - " بنعبد الله " وهو اسمه الحقيقي اسما مركباً على قاعدة أهل معسكر والحشم، وعرف بسقط لضرب سبع له وهو راكب على فرس مجروحاً فصار يعرف بسقط، أخبرني بذلك فقيه المشرفيين بالمعسكر السيد أبو عبد الله محمد بن عب، وهو ابن مصطفى بن أبي محمد عبد القادر بن عبد الله المشرفي الغريسي الراشدي المعسكري دفين مكناسة الزيتون. هذا الرجل هو مسند المغرب الأوسط في وسط القرن المنصرم، له عدة إجازات من المشارقة والمغاربة لو جمعت لخرجت في مجلد ومع ذلك ضيعه قومه، ولا يحفظ أهل المغرب الأوسط الآن من شيوخه إلاّ الشيخ أبا راس المعسكري. قال عنه العالم الرحالة المعمر أبو حامد العربي بن عبد القادر المشرفي دفين فاس في كتابه " ياقوتة النسب الوهاجة في نسب أهل مجاجة ": " كان حافظاً حجة في السيرة النبوية لا يفوته فيها سؤال وإن أعضل، يحفظ البخاري متناً وإسناداً، وكذا صحيح مسلم، أعلم أهل زمانه بالتاريخ وأنساب العرب العرباء وشيوخ المذهب، طأطأ له العلماء الرؤوس، حج واعتمر ولقي أشياخاً أخذوا عنه وأخذ عنهم، وفهرسته تشهد له بذلك "، اه. وذكر العربي المذكور أن الشيخ أبا راس المعسكري كان يبيت مجداً في المطالعة والتتبع فتشفق عليه بنته زولة وتستعطفه في الاقتصار فيقول لها: كيف ينام والدك وخلفه سقط قلت: وعندي من إجازات مشايخه له إجازة محمد بن محمد بن عربي البناني المكي المالكي وعلي بن محمد الميلي ومحمد بن محمد الشعاب الأنصاري المدني، أجاز له ولأولاده وتلاميذه معه عموماً، والهادي بن محمد الحسني ومحمد بن حسن

الميقاتي الاسكندري المالكي ومحمد سعيد الملقب بدرويش القادري وعمر بن عبد الرسول العطار المكي، أجاز له ولأولاده من وجد ومن سيوجد، والشمس محمد بن علي الشنواني ومحمد صالح الرئيس الزمزمي المكي ومفتاح الدين بن حسام الدين البخاري وحسن بن علي القويسني، له ولأولاده الموجودين ومن سيوجد وتلامذته، ومن يطلب الإجازة منه، والشهاب أحمد الدواخلي الشافعي المصري، له ولأولاده وكل من استجازه عن الأمير والشرقاوي. وممن أجازه أيضاً الشيخ الأمير الكبير قال: أجزته وجميع من ذكر بما ذكر وما طلب، والشهاب أحمد الصاوي، ومحمد الطاهر بن عبد القادر بن عبد الله ابن محمد بن دح المشرفي المعسكري، وعبد القادر بن محمد السنوسي بن محمد المعروف بابن عبد الله بن محمد المعروف بالهاشمي بن زرفة الراشدي المعسكري، وغيرهم من أعلام عصره، والأخير يروي عن أبيه وجده، والحافظ مرتضى الزبيدي وعلي بن عبد القادر بن المين وحسين بن مصطفى بن خليل التونسي وحمزة العلام التونسي والشمس المحدث محمد بن علي الغرياني ومحمد بن قاسم المحجوب التونسي. وورد المترجم الشيخ بنعبد الله سقط أخيراً على سلطان المغرب أبي زيد عبد الرحمن بن هشام، وذلك آخر مدة إمارة الأمير عبد القادر الجزائري بالمغرب الأوسط، وصار يحضر معه مجلس الصحيح، حدثني بذلك من كان يحضر معهم إذ ذاك، وهو المعمر الفقيه أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي العلوي، ومدح السلطان المذكور بقصيدة جيمية مطلعها: إن المليحة فاس لا يقاسُ بها ... إيوانُ كسرى ولا صرحٌ لذي سُرُجِ احتوت على ملح وأمثال سُرَّ بها الممدوح وأثابه عليها، وبمكناس مات، قيل مات مسموماً، وقيل مخنوقاً، ودفن بالقرب من ضريح الشيخ أبي عبد الله محمد بن عيسى.

أجاز المذكور في فاس للعلاّمة أبي العباس أحمد بن الطاهر الأزدي المراكشي وأبي زيد عبد الرحمن بن الإمام أبي العباس أحمد الشدادي الفاسي عامة ما له مطلقاً بتاريخ 1247، وقفت عليها بخطة في كناشة الأول بالمدينة المنورة، قال فيها: إجازة عامة تتناول من وجد منهما من الأولاد ومن سيوجد منهم من الأحفاد وكل من استجازهما. نتصل به عن أبي الحسن علي بن ظاهر المدني عن أحمد بن الطاهر عنه، ونروي عالياً أيضاً عن المعمر العدل أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الشدادي الفاسي عن المترجم بحق إجازته لأبيه وأولاده، وأروي صحيح البخاري عن الشيخ مراد القازاني بمكة عن الشمس محمد بن صالح الزواوي المكي عن عبد القادر بن مصطفى الأحمر المشرفي دفين مصر عن الشيخ سقط بأسانيده. ح: وأرويه إجازة مكاتبة عن الفقيه المعمر شيخ الجماعة بتلمسان أبي العباس أحمد بن البشير المختاري التلمساني الضرير عن شيخه حسن بن محمد الشريكَي والطيب بن المختار سماعاً عليهما وهما عن المترجم بأسانيده، وأجازني المذكور بالفقه المالكي ومختصر خليل عن الشيخ محمد بن الحمياني عن المترجم عن الشيخ أبي راس بأسانيده. 334 - محمد بن سالم: هو العالم الصالح المسند شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن سالم بن علوي السري باهارون جمل الليل الحسيني الحضرمي التريمي مسند تريم بل اليمن وحرزه المؤتمن، روى عالياً عن الشمس محمد بن ناصر الحازمي والسيد هاشم بن شيخ الحبشي المدني والشمس محمد العزب المدني والسيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي صاحب العقد والشمس محمد بن محمد ابن عبد الله الخاني النقشبندي الدمشقي والسيد أحمد بن عبد الله بن عيدروس البار والشيخ عمر بن محمد باعثمان والسيد عبد الله بن سالم عيديد والسيد محمد بن صالح بن تقي الدين الرفاعي والسيد عمر بن حسن الحداد والسيد علي

ابن حسن الحداد والسيد عبد القادر بن أحمد بن طاهر الباعلوي والشيخ بكري شطا وغيرهم وشيوخنا أبي اليسر المهنوي المدني وأبي الحسن علي بن ظاهر والشمس محمد بن سليمان المعروف بحسب الله المكي والشهاب أحمد الحضراوي والشهاب أحمد البرزنجي وغيرهم. له ثبت نرويه عنه مكاتبة من مكة المكرمة لما وردها حاجاً سنة 1321، واستجاز له مني أيضاً بعض أصحابه اليمنيين فأجزت له عام 1323 وغابت عنا أخباره رحمه الله، وكانت له مرافقة مع الشيخ أحمد أبي الخير في السماع على بعض مشايخ الحجاز في سنين متعددة، وقد رأيت في كناش أبي الحسن ابن ظاهر وصفه بمزيد الاعتناء بالمشايخ والعلماء والأخذ عنهم وكتابة الكتب الغريبة النفسية، وهو الذي استجاز لشيخنا ابن ظاهر من السيد عيدروس الحبشي صاحب العقد. 335 - ابن مسرة (1) : هو الفقيه المشاور أبو مروان عبد الملك بن مسرة اليحصبي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عنه. 336 - ابن مسدي (2) : هو الإمام المسند إمام الحرم المكي أبو المكارم محمد ابن يوسف بن مسدي المهلبي الأندلسي الغرناطي المكي، قال الذهبي: " أحد من عني بهذا الشأن وله تصانيف كثيرة "، اهـ -. له جزء ذكر فيه من كساه الخرقة من الشيوخ واتصال السند فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرويه بالسند إلى العبدري الحيحي عن الشيخ الصالح أبي محمد عبد الله بن يوسف الأندلسي عنه.

_ (1) فهرسة ابن خير: 433 وله ترجمة في الصلة: 348 وكانت وفاته سنة 552. (2) رحلة العبدري: 245 ولابن مسدي ترجمة في تذكرة الحفاظ: 1448 وقال انه قتل غيلة بمكة سنة 663 ونفح الطيب 2: 112.

337 - ابن مغيث (1) : هو القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، أروي فهرسته هذه من طريق أبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث عن جده مغيث بن محمد بن يونس وأبي عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن الحداد عن الوزير القاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث. 338 - ابن موهب (2) : هو أبو الحسن، أروي فهرسته من طريق ابن الأبار عن أبي الربيع ابن سالم عن أبي محمد عبد الله الحجري عن أبي الحسن ابن موهب. 339 - ابن المحب (3) : هو محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي الصالحي أبو بكر ابن المحب الحافظ الكبير الشهير بابن الصامت، أسمعه والده على طائفة كبيرة حضوراً، ومن شيوخه القاسم بن عساكر وسمع العالي والنازل وكتب عن الأصاغر والأكابر، رتب مسند أحمد فأتقن وأجاد، وصنف كتاب التذكرة في الضعفاء، وخرج للمزي أربعين حديثاً متباينة الاسناد والمتن. قال الحافظ ابن ناصر: " كان يطوف على المكاتب فيسمع الأولاد وبذلك حصل لنا منه الإجازة والسماع "، اه. فنروي ما له بالسند إلى ابن ناصر عنه. 340 - ابن الملجوم (4) : هو عبد الرحيم له برنامج.

_ (1) توفي ابن مغيث سنة 429، أنظر ترجمته في الصلة: 646 والجذوة: 362 وبغية الملتمس: 1498 وترتيب المدارك 4: 739. (2) هو علي بن عبد الله بن محمد بن موهب الجذامي المتوفى سنة 532 (الصلة: 405) . (3) توفي أبو بكر ابن المحب سنة 789، أنظر ترجمته في أنباء الغمر 343:1 والدرر الكامنة 84:4 وذيل تذكرة الحفاظ: 636 والشذرات 309:6 وطبقات الحفاظ: 535 والرد الوافر: 47. (4) هو عبد الرحيم بن عيسى بن يوسف أبو القاسم أبن الملجوم، أصله من فاس ودخل الأندلس فلقي ابن بشكوال وغيره من علمائها وكانت وفاته سنة 524 (التكملة رقم: 1674) .

341 - مصطفى بن درويش: هو مصطفى بن درويش بن علي الكَريتلي التركي، نروي ثبته عن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن الشيخ علي رضا أفندي التركي الكَريتلي بالإجازة والمناولة بثغر إزمير وهو عنه بلا واسطة. 342 - مفتي بعلبك: هو العلاّمة المسند الشيخ هبة الله بن محمد بن يحيى الشهير بمفتي بعلبك، يروي عن الشيخ صالح الجنيني وعطية الاجهوري المصري والشهب الثلاثة الملوي والجوهري والدمنهوري وغيرهم. وثبته معروف وسنده مذكور في أول حاشية تلميذه ابن عابدين على الدر. نروي ثبته من طريق ابن عابدين عنه، ونرويه أيضاً عن الشيخ محمد فرهاد الريزي كتابة من القسطنطينية عن أحمد حازم أفندي الاستانبولي عن محمد أسعد إمام زاده عنه. ح: ونرويه أيضاً مسلسلاً بالأيمة الأتراك كالذي قبله عن الشيخ ابن عزوز عن العلاّمة أبي الفداء إسماعيل المناستيري الزعيمي عن أبي المحاسن يوسف ضياء الدين أفندي الاستانبولي عن حافظ سيد أفندي عن محمد أسعد المعروف بإمام زاده عن عثمان أفندي عنه. 343 - ابن المقير: هو أبو الحسن علي بن الحسين المعروف بالمقير البغدادي، له ثبت لخص منه الشيخ عبد الباقي الحنبلي في ثبته (وانظر كتاب الأربعين الزاهرة في الأحاديث النبوية الفاخرة عن أربعين شيخاً في أربعين باباً من أبواب العلم مخرجة عن أربعين مصنفاً من مرويات أبي الحسن علي بن المقير المذكور في صلة الرداني) (1) . نروي ما له بالسند إلى عائشة المقدسية وابن جماعة عن أبي النون يونس بن إبراهيم الدبوسي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن أبي الفرج الغزي عن أبي النون عنه. 165 - ما تشتد إليه في الحال حاجة الطالب الرحال: عنوان الثبت الصغير

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 214.

لشيخنا محدث المدينة ومسندها أبي اليسر فالح الظاهري المهنوي المدني (أنظر حرف الفاء) (1) . 166 - ما علق بالبال أيام الاعتقال: للعبد المستغفر محمد عبد الحي الكتاني الحسني جامع هذه الشذرة، في مجلدة لطيفة فيه تراجم كثيرة وتحير وفيات وتحصيل في أسانيد والاتصال بمؤلفات كثير من المتأخرين وأسانيد حديث المصافحة والمشابكة ولبس الخرقة وغير ذلك، أمليتها أيام اعتقالنا سنة 1327 بدار المخرن بفاس. 167 - مجموع أسانيد الشمس محمد الشلي (2) : العلاّمة المسند الصوفي المؤرخ الثبت محمد بن أبي بكر الباعلوي المعروف بالشلي صاحب " المشرع الروي في مناقب بني علوي " في مجلدين (3) مطبوع وغيره، ولد سنة 1030، وروى عامة عن البابلي وعيسى الثعالبي والصفي القشاشي وعبد العزيز الزمزمي وعبد الله بن سعيد بن باقشير وعلي بن الجمال وزين العابدين الطبري ومحمد بن سليمان الرداني وغيرهم. مات سنة 1093. نروي ما له عن السيد حسين الحبشي المكي عن أبيه عن الوجيه الأهدل عن أبيه سليمان عن الشهاب أحمد ابن محمد مقبول الأهدل عن العلاّمة إدريس بن أحمد المكي عنه. مجموع إجازات وأسانيد الشيخ عابد السندي (انظر عابد في حرف العين، وحصر الشارد في حرف الحاء) (4) .

_ (1) انظر ما يلي رقم: 514. (2) ترجمة الشلي (1030 1093) في خلاصة الأثر 3: 336 والمشرع الروي 2: 17 وبروكلمان، التاريخ 383:2 والتكملة له 2: 25 والزركلي 6: 286 ومن مؤلفاته: السنا الباهر بتكميل النور السافر؛ وعقد الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر وعدد من الرسائل في علم الميقات وما يتصل به. (3) طبع بالمطبعة الشرفية سنة 1319. (4) رقم: 379 في ما يلي ورقم: 122.

168 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: للحافظ ابن حجر، رتب مشايخه فيه على طبقات رأيته بخطه في مكتبة مصر. أرويه بأسانيدنا إليه (وقد سيقت في حرف الحاء) (1) وقرأت بخط الحافظ السخاوي في كناشه وهو عندي عن خط شيخه ابن حجر أن شيوخه الذين ذكر فيه بالسماع والإجازة والإفادة بلغوا إلى أربعمائة وخمسين نفساً، وذكر غيره أن شيوخه بلغوا إلى ستمائة نفس سوى من سمع منه من الأقران (وقد سبق ذلك في اسمه) . 169 - مختصر معجم الشيوخ للذهبي: اشتمل على ألف شيخ أرويه بأسانيدنا إليه (انظر حرف الذال) (2) . 170 - مختصر ثبت البديري: للشمس الحفني أرويه بأسانيدنا إليه (انظر حرف الحاء) (3) . 171 - مختصر ثبت ابن عقيلة: عندي منه نسخة عليها خط ابن عقيلة مجيزاً به لقاسم بن علي الحلبي البكرجي. أرويه بأسانيدنا إلى الصعيدي عن ابن عقيلة، وقد أدرج الصعيدي الاختصار المذكور في ثبته لم يترك منه شيئاً. وأرويه عن نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي عن ابن عقيلة وهو أعلى ما يمكن. 172 - مختصر النفح المسكي: لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني وهو في أربع كراريس، كتبته على قدم استعجال، جله وأنا محرم بمنىً وعرفة، وأتممته قبيل ظهر يوم الثلاثاء 19 ذي الحجة عام 1323 تجاه الكعبة المعظمة بحضرة صاحب النفح الشيخ أبي الخير أحمد بن عثمان العطار

_ (1) رقم: 136. (2) رقم: 209 في ما تقدم. (3) رقم: 152 في ما تقدم.

المكي الهندي (1) وكان يمر على جميعه. وسبب اختصاري للمعجم المذكور أني لما أوقفني عليه مؤلفه وجدته يخرج في مجلد ضخم لا يمكنني نسخه إذ ذاك فلتحققي بأنه جمع ووعى من أخبار المتأخرين وأسانيدهم وإجازاتهم ما شذ مجموعه عن كثير من أهل العصر أردت تلخيص ما لا بد منه للراغب الشائق أتيت فيه بترجمة سبعين من مشايخه. 173 - مختصر الجوهر الفريد في علو الأسانيد (2) : للشيخ أبي النصر نصر الله ابن عبد القادر الخطيب الدمشقي الشافعي القاضي المسند المعمر في جزء وسط، وهو مختصر ثبته الكبير، وسبب اختصاره له أنه لما حج سنة 1320 - وهي حجته العاشرة - استجازه بكثرة جماعة من أهل الحجاز والهند والسند وخراسان واليمن وغيرهم من علماء الأقطار، فحصل تعب في كتب الإجازات عنه لتلميذه صاحبنا الشيخ عبد الستار المكي بحيث كتب عنه نحو الثمانين إجازة، فسأله بعض أقاربه اختصار ثبته الجوهر الفريد في علو الأسانيد فاختصره في نحو النصف أو أقل، وسماه مختصر الجوهر الفريد في علو الأسانيد، ترجم فيه لنفسه وعدَّد مشايخه ورحلاته إلى الأقطار، وساق نصوص إجازات بعض مشايخه وما يستندر الوقوف عليه من إجازات مشايخهم، ثم اسناد بعض المسلسلات والمصنفات الحديثية. انتسخت بعضه بالمدينة المنورة، وأجازني به بدمشق لما نزلت عليه بها وكتب لي عليه بخطه، رحمه الله. مدارج الاسناد: للقاضي ارتضا علي خان الهندي (انظر حرف الراء) (3) .

_ (1) هو الذي ترجم له عمر عبد الجبار في كتابه سير وتراجم: 73 (الطبعة الثانية) ، ولد سنة 1277 (ولم يذكر تاريخ وفاته) ، وأنظر ما تقدم في " إتحاف الإخوان بأسانيد مولانا فضل الرحمن " من هذا الكتاب. رقم: 19. (2) قد تقدمت ترجمة أبي النصر الخطيب، رقم: 61. (3) رقم: 212ص: 423 في ما تقدم.

174 - مرقعة الصوفية: للعارف عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني، في ستين كراسة، نرويها بأسانيدنا إليه (انظر عبد الرحمن) (1) . 175 - مرقعة الفقهاء: له أيضاً، أرويها بأسانيدنا إليه. 176 - المرقاة العلية في الحديث المسلسل بالأولية: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه. 177 - مرآة الشموس في سلسلة القطب عيدروس: في خمس كراريس، للوجيه عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني نزيل مصر (انظر عبد الرحمن) . 178 - معدن اللآلي في الأسانيد العوالي: لأبي المحاسن القاوقجي، الطرابلسي، ولعله أكبر أثباته (انظر الأوائل له) (2) . 179 - مسالك الأبرار من أحاديث النبي المختار: للبرهان الكوراني في مسلسلاته، أرويها بأسانيدنا إليه (وقد سيقت في الأمم، وانظر إتحاف رفيع الهمة) (3) . 180 - مسند ثلاثيات البخاري: للبرهان الكوراني، جزء صغير نرويه بأسانيدنا إليه. 181 - مسالك الهداية إلى معالم الرواية (4) : هي فهرسة أبي سالم العياشي

_ (1) رقم: 398 في ما يلي. (2) رقم: 10 في ما تقدم. (3) رقم: 16،20. (4) ستأتي ترجمة العياشي رقم: 472 وانظر ما تقدم رقم: 18 (ص168) .

الأولى، قال: وإن شئت أن تسميها العجالة الموفية بأسانيد الفقهاء والمحدثين الصوفية، أو اقتفاء الأثر بعد ذهاب أهل الأثر، في نحو خمس كراريس، ألفها باسم القاضي ابن سعيد المكَيلدي إجازة له، وفي بعض نسخها تصدير خطبتها باسم أبي سعيد عثمان بن علي اليوسي الشهير، هو المجاز بها، ترجم فيها لمشايخه المغاربة كوالده وأبي السعود الفاسي وأبي العباس أحمد بن موسى الأبار، وهو أعلى شيوخه إسناداً من المغاربة، وأبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة وأبي بكر يوسف السجستاني وأبي عبد الله ابن ناصر الدرعي، وقد أجازة إجازة عامة، ونص إجازته له مثبوت في " الزهر الباسم " لحفيد أبي سالم، وكمشايخه المشارقة: أبي الحسن علي الأجهوري وإبراهيم الميموني والشهاب الخفاجي وعبد القادر بن جلال الدين المحلي الصديقي المصري وعبد الجواد الطريبي والشهاب أحمد بن موسى القليوبي وعلي الشبراملسي وعيسى الثعالبي ومحمد الطحطاوي والبابلي وتاج الدين المكي والزين الطبري وعلي الطبري وعلي الديبع الزبيدي وعلي باحاج اليمني وإبراهيم الخياري، يروي عن جميع هؤلاء عامة ما لهم، ما عدا والده فإنه أخذ عنه الطريق فقط، كما أخذ عن بدر الدين القادري الطريقة القادرية، وأبي اللطف الوفائي الوفائية، ومحمد باعلوي الحضرمي المكي الباعلوي وعبد الرحمن الزناتي المكناسي المكي والصفي القشاشي وزين العابدين البكري الصديقي الطريقة البكرية، وعبد الكريم الفكَون القسمطيني وغيرهم. وقد ساق بعد تراجم مشايخه هؤلاء أسانيد بعض الكتب المشهورة، ثم إسناد بعض الفهارس نحو الخمسة عشر، ثم بعض الانشادات، ثم ختم بسياق كتاب " النادريات من الأحاديث العشاريات " للسيوطي، فهي للسيوطي عشاريات وللعياشي بثلاث عشرة واسطة، وهي ثلاثة أحاديث يأتي الكلام عليها في حرف النون. وأتم أبو سالم هذا الثبت سنة 1068 وبالجملة فهو ثبت حلو السياق جيد الأسانيد نفيس الاختيار لا ألطف منه في أثبات المغاربة بعد فهرس

ابن غازي. قال عنه أبو عبد الله محمد المكي بن موسى الناصري في " الروض الزاهر في التعريف بالشيخ ابن ناصر وأتباعه الأكابر ": " من أراد أن يعرف قدر مبلغ أبي سالم في العلم فليطلع على كتابه اقتفاء الأثر والرحلة يجده بحراً لا ساحل له "، اه. نرويه وكل ما لأبي سالم بأسانيدنا إلى العجيمي والبرزنجي والكوراني وصاحب المنح والحريشي والمكَيلدي وولده حمزة بن أبي سالم وابن أخته محمد ابن عبد الجبار وغيرهم، كلهم عنه. ومن ألطف اتصالاتنا به وأقربها عن الشيخ فالح عن السنوسي عن ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي عن الحريشي عنه. ح: ويري الناصر عن العلاّمة الورزازي التطواني عن أبي العباس أحمد بن ناصر عن أبي سالم، وهذا عال جداً مسلسل بأيمة الحديث المؤلفين فيه وأعاظم رواته بالمشرق والمغرب. وأرويها أيضاً عن الشيخ الطيب النيفر التونسي عن شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع عن محمد بن التهامي ابن عمرو الرباطي دفين مكة عن أعجوبة دهره عبد الله بن محمد الزينبي عن عبد الودود الصحراوي عن أبي العباس أحمد الخطاط عن ابن ناصر عن أبي سالم. وأروي ما لأبي سالم عالياً أيضاً عن عبد الله المغراوي عن التمجدشتي عن الحضيكَي عن أبي مدين بن أحمد الفاسي عن حمزة ابن أبي سالم عن أبيه وعن مشايخه المشارقة الذين أخذ عنهم في رحلته الثانية. 182 - مشجر الأسانيد (1) : لصاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي، ذكر فيه أسانيد الكتب الستة والموطأ ومسند الدارمي والشمائل وتنوع أسانيده لابن حجر والحجار وابن البخاري والدمياطي والتنوخي والبلقيني وابن الجزري وغيرهم من كبار المسندين. وهو مشجر عجيب على نسق غريب جعله دوائر وكل دائرة يكتب فيها اسم راوٍ ويصلها بأخرى يكتب داخلها اسم الراوي

_ (1) انظر ما تقدم رقم 172 (ورقم: 19) .

عنه وهكذا إلى اسم جامعه الشيخ أحمد أبي الخير، وهو عندي بخط جامعه وهبنيه بمكة المكرمة، جزاه الله خيراً، أرويه عنه. 183 - مطية المجاز (1) إلى من لنا في الحجاز أجاز: ثبت ألفته في طنجة عام 1322 قبل رحلتي للحجاز في كراسين، لم يخرج إلى الآن. 184 - منتخب الأسانيد (2) في وصل المصنفات والأجزاء والمسانيد: جمع الإمام أبي مهدي عيسى الثعالبي المكي في أسانيد شيخه البابلي الحافظ المصري، ولما وقف عليه الشمس البابلي قال: " جزاه الله خيراً قد عرفنا بأسانيدنا التي كنا لا نعرفها " نرويه بأسانيدنا إلى الثعالبي والبابلي. وما ذكرنا من كون المنتخب للثعالبي هو المعروف، وهو الذي للبصري والنخلي، الأول في إجازته للشهاب الجوهري والثاني في ثبته المعروف، وقولهما حجة لأنهما أعرف الناس به، ونحوه في إجازة تاج الدين القلعي للشهاب الغربي الرباطي، وكتب لي الشيخ أحمد أبو الخير من الهند أنه تملك منه نسخة كتبها الشيخ يوسف ابن عبد الكريم الأنصاري المدني لشيخه الشمس محمد بن الطيب الشركَي بالمدينة في شعبان عام 1144 فرأى اسم الكتاب بالطرة هكذا: " ثبت الشيخ محمد البابلي جمع الإمام العلاّمة حسن العجيمي " وبآخر النسخة بخط مغربي كأنه خط الشمس ابن الطيب الشركَي: " بلغ مقابلة ومذاكرة مع أخوينا العالمين الفاضلين أبي الفضل حسن وأبي طاهر أقر الله منهما العين في أواخر شعبان عام 1144) ، اه. وفي ترجمة أحمد بن محمد مقبول الأهدل من " النفس اليماني ": " أخذ المذكور عن عبد الله بن سالم البصري، وكتب له على منتخب الأسانيد، ومن خطه نقلت، وبعد فهذه الفهرسة المسماة بمنتخب الأسانيد جمع مولانا وشيخنا عيسى بن محمد الثعالبي الذي قرأ جميع

_ (1) انظر الدليل: 300. (2) ترجمة عيسى الثعالبي رقم: 499 وما تقدم رقم: 152 (ص: 500) .

ما تضمنت على شيخنا البابلي، وذلك عام مجاورته بمكة سنة 1070 وأجاز جميع من حضر، وكان الفقير من جملتهم "، اه. وفي الإرشاد لولي الله الدهلوي: " أما البابلي فأجازني بجميع ما في منتخب الأسانيد الذي جمعه الشيخ عيسى له شيخنا الثقة الأمين أبو طاهر الكردي عن أبيه وعن العجيمي والبصري والنخلي كلهم عن البابلي "، اه. وبتأمل ذلك لا يبقى شك في أن الجامع له الثعالبي. 185 - منتخب الأسانيد: ثبت الشهاب أحمد بن عمار الجزائري جمع تلميذه إبراهيم بن عبد الله السيالة في نحو كراسين أتمه سنة 1203، عندي منه نسخة عليها خط ابن عمار بالإجازة للمذكور. أرويه بأسانيدنا إلى ابن عمار (انظر أحمد بن عمار فيمن اسمه أحمد) (1) وإبراهيم السيالة المجاز منه به هو مؤرخ دولة باي تونس المولى حمودة باشا باي (2) . 186 - منار الاسعاد في طرق الاسناد (3) : لعبد الرحمن الدمشقي الحنبلي. 187 - منية القاصد في بعض أسانيد الأستاذ الوالد: لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني، هو فهرس في أسانيد الشيخ الوالد ألفته باسم صديقنا العالم الصالح الناسك المعمر قاضي تلمسان الشيخ شعيب الجليلي في نحو كراسين وتناقله الناس وانتشر. 188 - المباحث الحسان المرفوعة إلى قاضي تلمسان: في مباحث إسنادية انتقادية تتعلق بإجازات قاضي تلمسان المذكور قبله من شيوخه، أبقاه الله معافى، في كراسة بقلم الفقير.

_ (1) رقم: 11 في ما تقدم. (2) انظر مسامرة الظريف للسنوسي ص: 38 (المؤلف) . (3) ترجمة عبد الرحمن الدمشقي الحنبلي رقم: 395.

189 - منحة الفتاح الفاطر باتصال أسانيد السادات الأكابر: للسيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي، أرويه بأسانيدنا إلى مؤلفه المذكورة في عقد اليواقيت (انظر حرف العين) (1) . 190 - المجد الشامخ (2) فيمن اجتمعت به من أعيان المشايخ: للعالم الصوفي الخطيب المدرس المرشد العابد الناسك أبي محمد فتح الله بن الشيخ الصوفي أبي بكر بناني شيخ الطريقة الشاذلية. ولد المذكور بالرباط سنة 1281 وأخذ عن أخيه وشيخ الجماعة بالرباط أبي إسحاق التادلي وتلاميذه، وأجازه محمد ابن خليفة المدني حين ورد للرباط، وحج عام 1309 ثم رحل عام 1317 إلى مصر والشام والآستانة وطرابلس الغرب، وأجاز له في دمشق شيخنا عبد الله السكري والشيخ بكري العطار، وبطرابلس الشيخ محمد الحسيني صاحب التفسير والشيخ عبد المجيد الدرغوتي، وببيروت الشيخ يوسف النبهاني، وأخذ في الآستانة عن الشيخ محمد ظافر بن محمد بن حمزة وغيرهم. وأجازه بالشفا عام 1306 بفاس شيخنا الوالد، وعامةً ابنُ الخال صاحب السلوة. وله عدة تآليف منها: رفد القاري بما ينبغي تقديمه عند افتتاح صحيح البخاري. تدبجت معه عام 1319،وأجاز فيما بعدد لأولادي عامة ما له، وهو من خلاصة أهل ودنا وبقية رجال الطريق بالمغرب المحافظين على السمت الشاذلي، بارك في أنفاسه وأمتع به آمين. وكتابه هذا في نحو مجلد ترجم

_ (1) رقم: 460 في ما يلي. (2) توفي فتح الله بناني سنة 1353 (الدليل:198) وقد كتب ابن الموقت في التعريف به كتاب " معارج المنى والأماني " (الدليل: 225) كما كتب أبو عبد الله محمد بن سباطة الرباطي كتاباً آخر في التعريف به (الدليل: 237) واعتقد أن هنا وهما لان المعرف توفي قبل المعرَّف به. وأنظر الحديث عن المجد الشامخ (ص: 300) ومن مؤلفاته " إتحاف أهل العناية الربانية " (الدليل: 435) والنصيحة الوافية الكافية (الدليل:486) .

فيه لمن أخذ عنه وأجازه أو لقيه من رجال العلم والطريق بالمغرب والمشرق، وهم عدد عديد، وأثبت فيه نصوص إجازتهم له. 191 - المربي الكاملي فيمن روى عن البابلي: للحافظ مرتضى الزبيدي، ترجم فيه أولاً لمشايخه وغالب تراجمهم مأخوذ من " خلاصة الأثر " للمحبي، ولكن لا يذكر غالباً ما أخذ عنهم وهل له إجازة منهم أم لا، ثم ترجم لتلاميذه على الطريقة المذكورة أولاً، وكلما ترجم لتلميذ ذكر من أخذ عنه من أصحابه، فهو شبه معجم خاص بالبابلي شيوخاً وتلاميذ، ولعله آخر محدثي الإسلام الذين أفرد الحفاظ شيوخه وتلاميذه بالتأليف، فقد ألف في شيوخ البابلي الثعالبي كما سبق، وفي أصحابه الحافظ مرتضى، وناهيك بهما. أرويه بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى المذكورة في اسمه. 192 - المطرب المعرب (1) الجامع لأهل المشرق والمغرب: للحافظ الرحلة عبد القادر بن خليل كَدك زاده المدني دفين نابلس. هو ثبت عظيم على مثال معاجم من سبق من الحفاظ، جال في الدنيا لجمعه، وقال في أوله: " وقد ارتحل لطلب الاسناد جمع من السلف والخلف، رحل جابر بن عبد الله إلى مصر لأجل حديث واحد، وكذلك رحل أحمد بن حنبل وغيرهما، وكنت منذ كنت في غاية الأمنية في اتباع هذه السنة السنية، والعمل بها والعمل بالنية " إلى أن قال: " رحلت إلى مصر وغزة والرملة والقدس والشام وآيدين والروم ونلت ما نلت من ذلك، غير أن طالب العلم منهوم ولا يرضى بالقليل، حيث لقيت " الخ كلامه. (انظر أسانيدنا إليه في عبد القادر) . 193 - المكتوب اللطيف إلى المحدث الشريف: جمع معاصرنا العالم المحدث الأثري أبي الطيب محمد شمس الحق العظيمابادي الهندي، ألفه

_ (1) ستأتي ترجمة عبد القادر بن خليل كَدك زاده رقم: 420.

في أسانيد شيخه محدث الهند السيد ندير حسين بن جواد علي الرضوي العظيمابادي نزيل دهلي الأثري المتوفى 11 رجب عام عشرين بعد ثلاثمائة وألف، وذكر مشايخه بالسماع والإجازة الخاصة من أهل الهند، وذكر من شملته إجازاتهم العامة من أهل اليمن والشام، كالوجيه الأهدل والوجيه الكزبري ومحمد عابد السندي وعبد اللطيف بن علي فتح الله البيروتي. تكلم فيه أولاً على صحة الرواية بالإجازة العامة وعرَّف بالشيوخ الأربعة المجيزين بها المذكورين وذكر من أجازهم أو أخذوا عنه، ونقل صورة ما أمكنه نقله من صيغ إجازاتهم العامة لأهل عصره، وهو خطاب لشيخه المذكور يجيب فيه عمن عابه بقلة الشيوخ وسأله بيان رأيه في الإجازة العامة والرواية بها، ويطلب منه إن كان يراها أن يجيز كذلك عامة لأهل عصره، والمكتوب المذكور مفيد جداً. أتمه مؤلفه بمكة المكرمة عام 1312 وطبع بالهند، وطبع بأثره جواب شيخه ندير حسين المذكور المتضمن أنه من القائلين بجوار الإجازة العامة، وأنه دخل في إجازة الشيوخ الأربعة، وأنه أجاز عامة كافة من أدرك حياته ولو كان صبياً لا يميز في أي بلد كان من العرب والعجم، خصوصاً من أهل الهند والحجاز والمشرق واليمن، وذلك بتاريخ شهر جمادي الثانية عام 1313. نروي ما للشيخ ندير حسين المذكور عن عبد الله بن إدريس السنوسي وأحمد بن عثمان العطار عنه شفاهاً، للأول بمكة المكرمة وللثاني بالهند سنة 1302، بعد سماعه عليه الشمائل والأوائل السنبلية، وهو من شيوخه الذين لم يترجمهم في معجمه تقية لاشتهاره بالمذهب الوهابي. ونروي عنه بحكم ما ذكر. وشمس الحق جامع المكتوب المذكور هو محدث الهند في زماننا هذا، ولد في آخر ذي القعدة عام 1273، له شرح كبير على سنن أبي داوود سماه " غاية المقصود في حل سنن أبي داوود " طبع بعضه كما طبع اختصاره المسمى بعون المعبود وهو في أربع مجلدات. وللشيخ شمس الحق أيضاً حاشية

على سنن الدارقطني، وإعلام أهل العصر بما ورد في ركعتي الفجر، وعقود الجمان في جواز تعليم الكتابة للنسوان، والمطالب الرفيعة في المسائل النفيسة، وغير ذلك من الأجوبة والرسائل في الحديث ومصطلحه. كنت أجزت له بمكة عام حجي باستدعاء الشيخ أحمد أبي الخير مني له وروايته هو عن المذكور وعن مجيزنا القاضي حسين السبعي الأنصاري ونعمان الآلوسي وأحمد الشركَي النجدي وغيرهم ممن حواه ثبته المسمى " نهاية الرسوخ في معجم الشيوخ ". 194 - المنتقى: من مرويات الشيخ أبي نصر محمد بن محمد بن محمد الشيرازي من محدثي القرن الثامن، في نحو الثلاث كراريس، توجد نسخة منه بالمكتبة السلطانية بمصر وعليها عدة سماعات، نرويه بالسند إلى الحافظ الذهبي عن الشيرازي. المنتقى: اسم المعجم الصغير للحافظ السيوطي (انظر أسانيدنا إليه في حرف السين) (1) . 195 - المنجَّم في المعجم (2) : للحافظ السيوطي، أوله بعد البسملة: " هذا معجم ذكرت فيه أعيان الشيوخ الذين سمعت منهم الحديث أو أجازوا لي، وهم ثلاث طبقات " ورمز للعليا منهم (ط) وللتي تليها (طب) ولمن دونها (طس) قال: " ولم أذكر أحداً من الطبقة الرابعة، وهي الصغرى، كأصحاب أبي زرعة ابن العراقي والشمس ابن الجزري والبرهان الحلبي " توجد نسخة منه بالمكتبة الخديوية بمصر، ويظهر أنها مسودة المؤلف، وعدد أوراقها 273 وبها بياض. وذكر محمد بن شرف الدين الخليلي في ثبته أن

_ (1) رقم: 575 في ما يلي. (2) ذكره بروكلمان (التاريخ: 157) وهو يقع تحت رقم: 284 من كتب السيوطي وفي فهرسة الخديوية (رقم: 161، 369 ويمثل مسودة المؤلف) وقد ذكره مرة أخرى في الكلمة 2: 196 ولم يضف شيئاً.

عدد من عدَّ من مشايخه فيه نحو مائة وخمسين. أرويه بأسانيدنا إليه (انظر حرف السين) . 196 - المنح البادية في الأسانيد العالية (1) : لأبي مهدي عيسى الثعالبي، نسبها له الوجيه الأهدل في آخر " النفس اليماني " له، نرويها بأسانيدنا إليه المذكورة في الكنز وعيسى. 197 - المنح البادية في الأسانيد العالية (2) والمرويات الزاهية والطرق الهادية الكافية: للعالم الصوفي المسند أبي عبد الله محمد المعروف بالصغير بن عبد الرحمن ابن عبد القادر الفاسي بلداً ولقباً، المتوفى سنة 1134، وهي في جزء صغير أوله: " الحمد لله الذي رفع حجاب الغفلة عن قلوب أصفيائه، أما بعد فهذه بعض الأسانيد لبعض التآليف العلمية خصوصاً الكتب الحديثية والطرق الصوفية، مقتصراً على الأسانيد العالية، تاركاً الأسانيد النازلة، حسبما سئلت عن ذلك " ورتبه على ثلاثة أقسام: القسم الأول في التآليف العلمية مبتدئاً بالكتب الحديثية، والقسم الثاني في المسلسلات البهية، والقسم الثالث في الطرق الصوفية المرضية وإلباس الخرقة العلية، صدرها بترجمة مشايخه الذين أجازوه عامة، فمن المغاربة: والده عبد الرحمن وعمه محمد وجده عبد القادر بن علي وابن عمه محمد بن أحمد بن يوسف قاضي مكناس والقاضي أحمد بن محمد بن عيسى آدم الرباطي ومحمد بن محمد بن عبد الجبار العياشي ومحمد بن يوسف العياشي ومحمد بن محمد المرابط بن أبي بكر الدلائي وأبو سالم العياشي ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وابن سليمان الرداني، ومن المشارقة: الزرقاني والخرشي والكوراني والعجيمي، وهو الخامس عشر ممن ترجم، وذكر أنه أجاز له ولولده عبد الله ولمن يتولد له من الأولاد والأحفاد، وروايته

_ (1) النفس اليماني: 267 وانظر رقم: 152، ورقم: 449. (2) الدليل: 301.

عن هؤلاء المشارقة بالمكاتبة لا بالمشافهة خلافاً لقول ابن عجيبة في طبقاته: انه حج فأجازه الخرشي والزرقاني وغيرهما، اه. قال صاحب المنح: " فهؤلاء الخمسة عشر كلهم أجازوني وتركت غيرهم ممن هو مساوٍ لهم في السند ممن لم تقع لي منه إجازة كأحمد ابن الحاج والقاضي محمد بن إبراهيم الشتوكي ومحمد الشاذلي الدلائي وأبي العباس ابن عمران وغيرهم، وتركت غيرهم ممن هو نازل عنهم، وكذلك جماعة من المشارقة كالشبرخيتي والفلاني وغيرهما ممن لم نستحضر سنده أو كان مساوياً للمذكورين. وروى داخل المنح عن جماعة لم يترجمهم أولها كأبي علي اليوسي، واصفاً له بالإمام العلاّمة أبي الوفا الحسن بن مسعود اليوسي، وأبي العباس أحمد بن محمد بن ناصر، روى عنهما الطريقة الغازية، وشهدا له بالرؤية، وأبي محمد المعطي بن عبد القادر الشرقي البجعدي دفين مراكش، روى عنه الطريقة الخضرية، والملامتي صاحب الأحوال أحمد بن يحيى البادسي الفاسي، أخذ عنه الطريقة الملامتية، والطريقة الصديقية عن الأستاذ صاحب الأحوال أبي عبد الله محمد بن محمد المدغري عن روحانية أبي بكر الصديق، وأخذ عن خاتم أولياء زمانه أحمد بن موسى الشاوي المدعو الشعير الطريقة الأويسية. وذكر صاحب المنح عن نفسه أنه أخذ عن روحانية الحاتمي وأنه لقنه وأجازه ببعض مؤلفاته، قال: " ورأيت عيسى عليه السلام إلاّ أني لم آخذ عنه لكن في جمعة فتح لي في علم الأوائل والتعاليم من طب وتوقيت وغيرهما " وقد افتخر بأخذه عن عيسى بعض الآخذين عنه، وهو العلاّمة الافراني صاحب الصفوة والنزهة وغيرهما فقال في قصيدة له ذكرها له تلميذه صاحب " الدرر المرصعة " (1) :

_ (1) هناك كتاب " الدرر المرصعة بأخبار أعيان درعة " لأبي عبد الله محمد المدعو المكي بن موسى الناصري الدرعي (الدليل: 46) .

وبعض مشايخي الأبرار لاقى ... نبيُّ الله عيسى دون فرضِ فقل لشيوخ مراكشْ هلموا ... بإنصافٍ لتصطحبوا بروض ومراده صاحب المنح فإنه أمن شيوخه عليه بفاس في هذه الصناعة. وقسم المسلسلات من المنح اشتمل على نيف وثمانين مسلسلاً، وقسم الطرق أتى على أغلب الطرق المذكورة في رسالة العجيمي، وزاد عليه بعض الطرق المغربية والأندلسية، والكتاب كله في نحو خمس عشرة كراسة متوسطة. ومن الغريب أن شيخ الجامع الأزهر بمصر ونقيب الأشراف بها السيد أبا الحسن علي بن محمد البابلاوي المالكي رحمه الله ونعمه قال في " الأنوار السنيّة على رسالة الأمير الصغير في المسلسل بعاشوراء " (1) : " إن المنح كتاب جليل يقرب من حمل بعير كما قيل "، اهـ -. بلفظه. ومن عجيب الاتفاق أني أدركت زمن دخولي مصر الأول حياة الشيخ المذكور فدخلت عليه بمنزله وهو مريض مرض الموت بكتاب المنح هذا فأريته إياه، فاعتذر عنه بعض الحاضرين بأن سبب ذلك تقليد المؤلفين للطرر الغير الموثوق بها. ومن اللطائف أني لما دخلت لمصر المرة الثانية وقفت بحانوت كتبي فأخرج لي قطعة من المنح البادية يعرضها للبيع جازماً بأنها جميع المنح، فرددته بأنها أكثر من ذلك فعاند، فأريته وصف مقدارها من رسالة السيد البابلاوي. ومن طغيان القلم قول صاحب " عناية أولي المجد " (2) في ترجمة صاحب المنح هذه: " انه كان ممتع الرواية جداً فأجازه من لا يحصى كثرة حسبما تضمنته فهرسته الجامعة النافعة " اه منها، مع أنك علمت مما سبق أنه إنما

_ (1) طبع هذا الكتاب بمصر سنة 1305 في عشر صفحات (المؤلف) . (2) هو كتاب عناية أولي المجد بذكر آل الفاسي ابن الجد لأمير المؤمنين السلطان أبي الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، طبع بفاس سنة 1347 (1928) ؛ انظر الدليل: 113.

ترجم فيها من شيوخه خمسة عشر رجلاً بين مشرقي ومغربي، وكان في ذلك العصر أعلام في سائر الجهات أغفل الرواية عنهم. وعلى كل حال فالمنح هذه منح للمتأخرين لأنها جمعت جملة أسانيد الفاسيين بل المغاربة وأظهرتها في ثوب قشيب، واعتمدها المتأخرون وانتشرت وراجت أسانيدها وفرائدها. وقد وقفت على ما يفيد إجازة مؤلفها بها لجماعة كالعلاّمة محمد الصغير الافراني المراكشي، وقفت على إجازته العامة له بتاريخ 1131، والمؤرخ اللغوي المسند أبي عبد الله محمد بن الطيب الشركَي الفاسي المدني، والفقيه الناسك المعمر أبي محمد عبد الله بن الخياط القادري الفاسي المتوفى سنة 1198، ذكرها ولده عبد السلام في " التحفة القادرية "، والعالم العامل أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الشريف الجعدي الجزائري، كما وجد بخطه ونقل في ترجمته من " تعريف الخلف " (1) مؤرخاً بعام 1133، وأبي الوفاء عبد الخالق الندرومي كما وجدت ذلك في تاريخ أبي العباس أحمد الغزاوي المكناسي، وأبي حفص عمر لوكس التطواني، ومحمد بن عبد الله المغربي المدني، ومحمد بن عبد السلام بناني الفاسي، وولده حمدون، وأبي عبد الله جسوس، ومحمد بن عبد الله بن أيوب التلمساني المعروف بالمنور وغيرهم، أما الافراني فلم نتصل باسانيدها من طريقه، ولا أعلم منه مجازاً إلاّ محمد ابن محمد السالك الجرني المراكشي، فقد وقفت على إجازة الافراني له بخطه وهي عامة بتاريخ سنة 1135 بالمنح البادية إثر نقله إجازات الافراني من مشايخه كصاحب المنح والحريشي وابن مبارك وابن رحال. نعم عندي جزء من المقطعات الشعرية للمنتوري بخط مؤلفه على أوله بخط الافراني المذكور

_ (1) وردت ترجمة الشريف الجعدي الجزائري في تعريف الخلف 2: 530 والنص المشار أليه ورد على الصفحة: 532.

روايته له عن صاحب المنح وقال بعده: " فمن أراد أن يتصل سنده به من طريقنا فقد أذنت له في ذلك إجازة عامة في سائر الاسنادات المذكورة في ذلك، وكتب محمد المذكور أواخر رجب 1143 والله يرحم الجميع بمنه "، اه. من خط الافراني. وكأنه إجازة عامة، ولكن لم يذكر هل أراد الإجازة للمعاصرين أو للآخذين عنه فقط، أو لهم ولمن يأتي والعبارة واسعة، والله أعلم. وأما ابن الطيب الشركَي فأخذه عن صاحب المنح وجدته بخطه، وهو معروف، وكثيراً ما يسند عنه الحافظ الزبيدي عن المترجم، وما وجدت الآن من صرح بإجازته له العامة غير الشمس محمد بن محمد بن عربي في إجازته للشيخ سقط المشرفي المعسكري فيعتمد في ذلك. وأما القادري والندرومي والجزائري فليس لي بهم الآن اتصال ولا أحفظ للآخرين ترجمة. وأما لوكس ومن ذكر بعده فنتصل بها من طريقهم بأسانيدنا إلى السقاط عن لوكس وابن عبد السلام بناني كلاهما عنه. وأما المنور فبأسانيدنا إليه عنه، وقد ذكر إجازة صاحب المنح له الحافظ مرتضى في " تاج العروس ". وأما بناني فاستفدت إجازة صاحب المنح له من إجازة بناني المذكور للحافظ أبي العلاء العراقي، وقفت عليها بخطهما على أول ورقة من الموطأ وهي عندي بخط المجاز، وإن كان ابن عبد السلام لم يذكر شيئاً من ذلك في إجازته وفهارسه التي وقفت عليها. ثم بعد ذلك ظفرت بنص إجازة صاحب المنح لابن عبد السلام المذكور وهي عامة مطلقة مؤرخة بسنة عشرين ومائة وألف وأجاز فيها أيضاً لولده حمدون، كما وقفت على ذلك في كناشة المسند أبي عبد الله محمد التهامي بن رحمون ناقلاً صورة الإجازة المذكورة لمن

ذكر، وإجازة حمدون بناني لمحمد المختار امزيان الدمراوي التازي، وعقب ذلك إجازة الدمراوي لابن رحمون وهي عامة أيضاً. وأما جسوس فاستفدت إجازة صاحب المنح له من ثبت الفلاني الكبير راوياً ذلك عن ابن عبد السلام الناصري. وأما محمد بن عبد الله المغربي فاستفدت ذلك من ثبت الفلاني وغيره، وكان ابن عبد الله المذكور يجيز في المشرق بالمنح، وقفت على إجازة بخطه على أول ورقة منها للشيخ طه الجبريني الحلبي، وعندي نسخته. ويروي الحافظ الزبيدي كثيراً عن المسنّ الصالح البركة أبي الحسن علي ابن محمد السوسي عن صاحب المنح ولا أدري هل يروي عن المذكور عن الفاسي عامة أو لشيء مخصوص، والله أعلم. وأعلى ما بيننا وبين صاحب المنح أربعة وخمسة وذلك من طرق، فأخبرنا بها مسلسلة بالمحمدين محمد الشريف الدمياطي عن محمد الخضري الدمياطي عن محمد الأمير الكبير عن الشمس محمد بن سالم الحفني عن محمد بن عبد الله المغربي المدني عن صاحب المنح، وأخبرني بها مساوٍ له أيضاً الوجيه عبد الله ابن محمد صالح البنا الاسكندري عن أبيه عن زين جمل الليل المدني عن محمد ابن محمد بن عبد الله المغربي عن أبيه صاحب المنح، وبأسانيدنا إلى الأمير الكبير عن علي السقاط عن عمر لوكس التطواني وابن عبد السلام بناني كلاهما عن مؤلفها. وأعلى من ذلك روايتنا عن السكري والحبال عن الكزبري عن مرتضى عن المنور التلمساني عن صاحب المنح، وهذه سلاسل وثيقة معتبرة. ومن أعلى اتصالاتنا بصاحب المنح في الحديث المسلسل بالمصافحة أني صافحت بمصر الشمس محمد بن سالم بن محمد طموم الشبرباصي المالكي الأزهري، كما صافح شيخه الشيخ عبد الغني الملواني المالكي، كما صافح الشيخ محمد

نافع، كما صافح العارف أبا الحسن علي البيومي، كما صافح عمر لوكس التطواني المذكور، كما صافح صاحب المنح بأسانيده المذكورة في المسلسل بالمصافحة. ح: وصافح البيومي المذكور عيسى الطولوني، كما صافح الشهاب أحمد بن العجل بسنده المعروف له. وما وقع في المسلسل عاشوراء للأمير الصغير من أنه يروي الحديث المذكور عن أبيه عن علي السقاط عن أحمد بن العربي بن الحاج وعمر بن عبد السلام لوكس كما أخذاه عن صاحب المنح تخليط لأن أحمد بن العربي بن الحاج من أشياخ صاحب المنح لا تلميذه، ومات قديماً لم يدرك السقاط الآخذ عنه؛ نعم أخذ السقاط عن محمد بن أحمد بن العربي بن الحاج المذكور فانقلب عليهم الابن بالأب وهو وهم واضح. وأما روايته لها عن عمر لوكس عن صاحب المنح فصحيح. وقد وقفت على إجازة صاحب المنح وهي عامة للوكس المذكور وعلى إجازة لوكس للسقاط وهي عامة أيضاً، والحمد لله. وما وقع بخط مجيزنا أبي الحسن ابن ظاهر وفهرسة خالنا أبي محمد جعفر ابن إدريس الكتاني من أن السقاط يروي عن صاحب المنح منحه فهو في عهده الأول، ولم يذكره غيره، وما في فهرسة الكوهن وغيرها من الفهارس من سياق عدة أسانيد من طريق ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي الحسيني عن صاحب المنح في عهدتهم، لأن العراقي المذكور سيأتي في ترجمته أنه ابتدأ في طلب العلم عام 1134، وهي السنة التي مات فيها صاحب المنح، ورأيته في " فتح البصير " يعبر عنه بشيخ شيخنا، وفي أول نسخته من الموطأ وهي عندي ساق سنده فيها عن ابن عبد السلام بناني عنه. نعم لو وجد التصريح بإجازته له لكان غاية في العلو. ومن الأغلاط المتعلقة بكتاب المنح هذا أن صديقنا المفتي أبا عيسى المهدي ابن محمد الوزاني صاحب " المعيار الجديد " نسب في فهرسته المنح للطيب بن محمد

الفاسي وهو غلط، وإنما هي لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر، لا إشكال ولا شك في ذلك، وإنما لأبي عبد الله محمد الطيب بن محمد " أسهل المقاصد " المذكور في حرفه، والله أعلم. ولصاحب المنح هذا من التآليف في الحديث والتاريخ والسير اختصار طبقات السبكي، واختصار الإصابة إلى حرف العين، نسبهما له ابن عجيبة في طبقاته، قال: " كان ذاكراً للحديث، بصيراً بالفنون، مكباً على التقييد، عارفاً بأيام الناس "، اهـ -. وله أيضاً كشف الغيوب من رؤية حبيب القلوب، والكوكب الزاهر في سير المسافر، ذكرهما له الحضيكي في طبقاته. وقفت على تحلية صاحب المنح في رسالة الشيخ الأمير في الحديث المسلسل بعاشوراء ب - " عالي الاسناد، ومن عليه في اتصال كلّ سند في كل فن أقوى اعتماد، الحجة الثبت السند ". ولكن كتب عليه محشيه السيد البابلاوي: " إن المقصود من هذه العبارة وأمثالها المبالغة في المدح كما هو معلوم "، اهـ -. ومما يلاحظ على السيد المذكور أنه يكتب مثل هذه التحشية في تراجم المغاربة كثيراً، تأمل ما سيأتي عنه في ترجمة السقاط أيضاً، والله أعلم. 198 - المنهج المنتخب المستحسن (1) فيما أسندناه لسعادة مولاي عبد الحفيظ ابن السلطان مولاي الحسن: ثبت ألفته باسم المذكور أيام خلافته عن أخيه السلطان مولاي عبد العزيز لما اجتمعت به بمراكش عام 1321، وهو في نحو أربع كراريس، اشتمل على فرائد وأسانيد كثير من الفنون والمسلسلات والفهارس. 199 - المنهل الروي الرائق (2) في أسانيد العلوم وأصول الطرائق: للإمام

_ (1) انظر الدليل: 301. (2) انظر الدليل: 301، ورقم: 9 في ما تقدم ورقم: 589 في ما يلي.

العارف أبي عبد الله محمد بن علي السنوسي الجغبوبي، في نحو سبع كراريس، وهو فهرس ممتع، ذكر الشيخ في أوله أنه وقع له الاجتماع في رحلاته بجماعة أخذوا عنه من الجهابذة بنواحي الأعراض وأطراف الجريد وطرابلس الغرب، وآخرون مراسلون من تونس وما حولها من زوايا برقة ومصر، فحصل بينه وبينهم التعارف فتشوقت أنفسهم للاستجازة فاستخار الله وأجاز لهم ما وصله من مشايخه وأحالهم على فهارس مشايخه ومشايخهم وفهارسه التي ألف، فاختصر كل ذلك في ثبت مختصر ذكر فيه إسناد الكتب العشرة والسنن العشرة والمسانيد العشرة والصحاح العشرة والمعاجم العشرة والجوامع العشرة والمختصرات العشرة وكتب الأحكام العشرة إلى غير ذلك من كتب التخاريج والسير والشمائل ونحو الستين تفسيراً ثم طرائق القوم مما لخص أكثره من رسالة العجيمي. أرويه وكل ما لمؤلفه بأسانيدنا إليه (وهي مذكورة في الأوائل وفي حرف السين) . 200 - المنح الصفية بالأسانيد اليوسفية (1) : للشيخ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي المتوفى سنة 1921 ببوزيري، ألفه في أسانيد والده الشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي الطريقية فقط، قال أبو حامد الفاسي في شرحه على نظمه في الاصطلاح في حق أخيه المذكور: " كان إمام وقته بعد القصّار في الحديث، لازمه في الحديث وغيره سنين كثيرة، وجدَّ في الطلب مع قوة الحفظ وتوقد الذهن، إلى أن صار نسيج وحده لا يدرك في ذلك شأوه، وكان لا يشذّ عنه شيء من حديث الصحيحين " وقال أيضاً في حقه من المرآة " منفرداً بعلم الحديث لا يجارى فيه ولا يبارى، حافظاً لحديث الصحيحين مستحضراً لما اتفقا عليه وما انفرد به أحدهما، وللاختلاف في لفظ متن أو سند تصحح نسخ البخاري ومسلم من حفظه، كلام ابن حجر والآبي نصب

_ (1) ترجمة أحمد بن يوسف الفاسي في نشر المثاني 161:1 وهو ينقل عن المرآة.

عينيه، عارفاً بالرجال والعلل، معتنياً بجمع الطرق، محصلا لفائدة ذلك، عارفاً بالتعادل والتراجح، محققاً للصناعة ممارساً على سنن أهلها، مستعملاً للسنة محافظاً عليها ملاحظاً لها في جميع أحواله "، اه. وقال عنه أيضاً حفيد أخيه في " ابتهاج القلوب ": " سلطان الحفاظ في الآثار النبوية، ورئيسهم وأعلمهم بالصناعة الحديثية، وزير أبيه ولسانه، وآيته وترجماته " ثم قال: " بلغ حفظه حدَّ الاعجاز، تصحح النسخ من حفظه. وكان الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي يقول: حفاظ المغرب ثلاثة حافظ ضابط ثقة وهو سيدي أحمد بن يوسف، وحافظ ضابط غير ثقة، وعيّن الثاني، وحافظ غير ضابط ولا ثقة، وعين الثالث. وقد تكلم معه يوماً لما زار سيدي أبا بكر الدلائي هو ومن حضر في شأن " الاستيعاب " لابن عبد البر فقال: إنه لو عدم لكان هنا من يؤلف مثله، يشير إلى نفسه وبلوغ حفظه تلك المرتبة ". اه -. وله من التآليف في السنة وعلومها: شرح عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي، وشرع في حاشية على صحيح مسلم فكتب منها جزءاً، وتأليف في أسانيد الشيخ سيدي أبي بكر الدلائي. نتصل بوالده بطريق الصحبة والانتفاع من طرق منها عن الوالد عن الجد عن العارف أبي محمد عبد الواحد الدباغ والأستاذ أبي عبد الله البزراتي كلاهما عن الشيخ أبي حامد العربي بن أحمد. ح: وعن المعمر الناسك أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن الصنهاجي عن العارف أبي عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ عن العارف أبي محمد عبد القادر العلمي دفين مكناس، كلاهما عن أبي الحسن علي الجمل عن أبي محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي عن أبيه عن أبي محمد قاسم الخصاصي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله عن أبي المحاسن الفاسي بأسانيدنا المذكورة فيه. وتلقنت وصحبت أبا فارس

عبد العزيز بن أحمد بن عبد الحفيظ الدباغ كما صحب الشيخ أبا محمد عبد الواحد الدباغ المذكور وأبا زيان الغريسي، وهما عن الشيخ أبي حامد عالياً. ح: وأعلى من ذلك أني صافحت وصحبت العارف أبا عبد الله محمد بن عبد القادر الشاوي أصلاً الفاسي داراً، وهو صحب أبا حامد العربي ابن أحمد الدرقاوي بسنده. 201 - مقاليد الأسانيد (1) في أسانيد عيسى الثعالبي، ألفه له تلميذه العياشي كما في " عمدة الإثبات " ولم أرَ ذلك لغيره، فإن صح فنرويها بأسانيدنا إليهما. ثم وجدت الشاه ولي الله الدهلوي في " الإرشاد " قال عن شيخه أبي طاهر الكوراني: " ناولني كتاب مقاليد الأسانيد فطالعته وراجعته فيما أشكل من الفن " ثم قال لدى تفضيله أسانيد الشيوخ: " أما الشيخ عيسى فناولني مقاليدَ الأسانيد تأليفَه شيخنا أبو طاهر عن مشايخه عنه "، اه -. وفي إجازة القلعي للغربي الرباطي: " منتخب الأسانيد " للشيخ عيسى جمع فيه مرويات شيخه البابلي، و " مقاليد الأسانيد " جمع فيه مروياته عن بقية المشايخ الاعلام " اه منها، وهي عبارة مفيدة قاطعة للنزاع. 202 - المسعى الحميد في بيان تحرير الأسانيد (2) : لعصرينا العلاّمة التحرير الشهاب أحمد رافع الطهطاوي المصري من كبار تلاميذ الشمس الانبابي والمجازين منه، واستجاز أخيراً ابن خالنا صاحب " السلوة " مكاتبة

_ (1) سترد ترجمة عيسى الثعالبي في ما يلي رقم: 449 وراجع رقم 152 (ص500) . (2) هو أحمد رافع بن محمد بن عبد العزيز الطهطاوي (1275 1355) فقيه حنفي، عمل في التدريس بالأزهر، وله عدة مؤلفات منها، شرح الصدر بتفسير سورة القدر وغيره (انظر ترجمته في الثغر الباسم من تأليفه، والكنز الثمين: 140 وصفوة العصر 1: 511 والزركلي 1: 121 ومعجم المؤلفين 2: 119 والأعلام الشرقية 2: 72 ومعجم سركيس: 1245 وإيضاح المكنون 1: 196 وبروكلمان، التكملة 2: 745) .

من دمشق، ويغلب على ظني أن شيخ الحنابلة بمصر السيد أحمد البسيوني الحنبلي المصري كان ذكره لي لما كنت بمصر عام 1323 واستجازني له، وسمعت أن ثبته المذكور في مجلد أو أكثر، وأن عنايته فيه بتحرير الأسانيد وضبط الرجال والتعريف بهم، وأنه لا رواية لصاحبه عن غير الأنبابي وطبقته من المصريين، والله أعلم. 203 - المشرع السلسل في الحديث المسلسل: للإمام ابن أبي الأحوص، أرويه بالسند إلى الخطيب ابن مرزوق عن أبي حيان عنه. 204 - مجالي الامتنان فيما روي لنا بالتسلسل من سور القرآن: لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني الحسني الفاسي، ثبت كتبته بمصر. 205 - مورد الراوين (1) في مورد الرواية والدواوين: للشيخ الجليل الراوية أبي الحجاج يوسف بن موسى بن سليمان الجذامي المنتاشقري، أرويه بالسند إلى أبي زكرياء السراج عن أبي سعيد محمد بن عبد المهيمن الحضرمي السبتي عن مؤلفه كتابةً من رندة، قال في إجازته له: " أطلقت الاذن العالي للفقيه أبي سعيد في تحمل ما لي من رواية على اختلاف تحملي لها عن أشياخي الجلة العلماء حسبما تضمنه هذا التأليف، وما يصح لديه مما لي من نظم ونثر وتصنيف، ومن ذلك كتاب " ملاذ المستفيد في خصائص سيد المرسلين في الأحاديث الأربعين " وكتاب مشيختي، وغير ذلك ". 206 - الموارد السلسلة (2) من عيون الأسانيد المسلسلة: للشمس محمد بن الطيب الشركَي الفاسي ثم المدني، قال عنه الحافظ الشوكاني في ثبته: " جمع

_ (1) ترجمة يوسف المنتاشقري في الإحاطة 4: 377 وذكره أيضاً في التاج المحلّى والكتيبة الكامنة: 19 والنفح 6: 138 وقد ذكر لسان الدين أنه كان حيا سنة 761. (2) انظر رقم: 6 في ما تقدم (ص: 100) .

فيه أحاديث لا توجد في غيره مسلسلة، وتكلم بعد كل حديث على إسناده ومن أخرجه من المصنفين "، اهـ -. من الاتحاف. قلت: وقد وقفت على المسلسلات المذكورة في المدينة، وهي في مجلد، أرويها بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عنه، وبأسانيدنا إلى القاضي الشوكاني عن عبد القادر الكوكباني عنه (وسيأتي ذكرها أيضاً في المسلسلات) . 207 - المواهب الجزيلة (1) في مرويات الفقير إلى الله محمد بن أحمد بن عقيلة: وهو الثبت المذكور للعلاّمة المحدث الصوفي المسند الشمس محمد بن أحمد بن سعيد المشتهر والده بابن عقيلة الحنفي المكي، محدث الحجاز ومسنده في عصره، حلاه في غير موضع في " النفس اليماني " بالحافظ، وهو صاحب المصنفات العديدة منها: عنوان السعادة فيما خص به نبينا قبل الولادة، وكتاب لسان الزمان في أخبار سيد العربان وأخبار أمته من الأنس والجان، وهو تاريخ مرتب على السنين وصل فيه إلى سنة 1123، وعروس الأفراح في معنى حديث الأرواح، والإحسان في علوم القرآن، اختصر فيه " الإتقان " للحافظ السيوطي واستدرك عليه نحواً من ستين نوعاً، وغير ذلك عندي خطه كثيراً، وكذا من تآليفه كتاب المواهب هذا، وهو مجلد وسط جمعه بنفسه، قال في صدره: " أحببت أن أثبت في هذا الثبت ما تيسر من الأسانيد، وقد ظفرت بروايات عن مشايخ كبار أخيار، فاخترت أن أصدر ما أورده بتراجم مشايخي بالاختصار، ثم آتي على ما أردت من ذكر أسانيد الكتب الحديثية وغيرها، وأعقب ترجمة كل شيخ بما صحَّ لي من الروايات، ليسهل على الناظر معرفة ما وصل إلي من طريقه " - صدره بترجمة شيخه عبد الله البصري ثم الشهاب النخلي ثم المنلا إلياس بن إبراهيم الكوراني نزيل دمشق

_ (1) ترجمة ابن عقيلة في سلك الدرر 4: 30 والرسالة المستطرفة: 84 والزركلي 6: 239 وتاج العروس 8: 30 وبروكلمان، التاريخ 2: 386 وتكملته2: 522.

ثم أبي المواهب الحنبلي والشهاب أحمد بن محمد البنا الدمياطي ثم تاج الدين الدهان المكي ثم الشيخ حسن العجيمي المكي، ثم أطال بذكر أسانيده إلى المصنفات ورتبها على الفنون، ثم ختم بذكر مشايخ لم يترجم لهم بالخصوص، ثم ختم بذكر أسانيد بعض الفهارس فذكر منها نحو الخمسة عشر، وبذلك تم الثبت، وهو أجمع وأوعب من ثبتي شيخه البصري والنخلي وأمثالهما. نرويه وكل ما لمؤلفه عن الحبال والسكري عن الكزبري عن أبيه عن جده عنه. وأعلى من ذلك عن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عنه 1145، حين ورد ابن عقيلة بغداد، وسنّ السويدي إذ ذاك نحو خمس سنوات، وهو أعلى ما يوجد في الدنيا ومساوٍ له عن المعمر أبي البركات صافي الجفري المدني بمكة عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سليمان الأهدل الزبيدي عن أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي عن ابن عقيلة. وكانت وفاة ابن عقيلة هذا سنة 1150. 208 - المورد السلسل (1) في حديث الرحمة المسلسل: للحافظ أبي عبد الله ابن الأبار القضاعي الأندلسي شهيد تونس، قال عنه في " معجم أصحاب الصدفي " (2) لدى ترجمة عياض: " كلفني من أُوجبُ حقه وأُوثر وفقه تخريج أسانيد حديث الرحمة وجمع طرقه المتصلة، فاجتمع لي من ذلك جزء وسمته ب - " المورد السلسل " وهنالك من الكلام عليه ما انتهت معرفتي إليه "، اهـ -. وناهيك بهذا. أرويه بالسند إلى أبي زيد الثعالبي عن الحافظ محمد بن مرزوق الحفيد عن جده الخطيب عن أبي عبد الله ابن جابر الوادياشي عن أبي عبد الله محمد بن حياتي الأوسي الأندلسي نزيل تونس عن مؤلفه ابن الأبار. المواهب السنية: (انظر ابن ياسين) (3) .

_ (1) مرت ترجمة ابن الأبار رقم: 30 (ص: 142) . (2) معجم أصحاب الصدفي: 298. (3) الترجمة رقم: 658 في ما يلي.

209 - المواهب السنية (1) في مسلسلات إمام الحنفية: هو الشيخ جار الله ابن محمد بن عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي، أرويه بأسانيدنا إلى النخلي عن محمد بن علان الصديقي المكي عن نور الدين علي بن أحمد الحميري عن وجيه الدين عبد الرحمن ابن فهد عنه. 210 - الموائد السنية والأسانيد السنية (2) : للعالم الصالح أبي عبد الله محمد المعطي بن عبد الخالق الشرقي التادلي البجعدي دفين مراكش المتوفى بها سنة 1092، قال في أوله: " أذكر فيه ما تحملته من الأحاديث الشريفة، وأسمّي من رويت ذلك عنه، منتظماً في سلك سلسلتهم المنيفة، هذا وإن لم أكن منهم، فهم القدوة لا يشقى جليسهم " قال: " وأذكر مع شيوخ الاسناد من صحبته من المباركين، وإذا ذكرت من أخذت عنه من الشيوخ وما استفدت منه أعقبته بالتعريف بنسبه وبلده وفضله، ومن وقع له مع أهل زمانه ما يوهم غضاً أو ارتياباً في مزيته أخذتُ بالذبّ عنه بوجه واضح " الخ. ترجم فيها لعمدته ابن سعيد المرغتي عالم مراكش فأطال وأطاب ورفع بعض أسانيده. نتصل بالشيخ المذكور من طريق المنور التلمساني وهو عن أبي عبد الله محمد الصالح بن المعطي الشرقاوي عن والده الشيخ سيدي المعطي دفين باب الدباغ بمراكش رحمهم الله. ح: وبأسانيدنا إلى صاحب المنح عن صاحب الموائد. المعاجم: المعجم عبارة عن الكتاب الذي يترجم فيه الشيخ شيوخه مرتبين على حروف المعجم، ويذكر ما رواه عن كل واحد في ترجمته من حرفه. وتوسع المتأخرون فسموا المعجم الكتاب الذي يخصه الشيخ بشيوخه وأقرانه

_ (1) مرت ترجمة جار الله ابن فهد في ما تقدم رقم: 115 (ص:296) . (2) قارن بالدليل: 302.

أو من أخذ عنه، أو يفرده أحد المحدثين بشيوخ حافظ أو تلاميذه، كمعجم شيوخ الصدفي لعياض، ومعجم تلاميذه لابن الأبار، سمي بذلك لذكرهم الرواة فيه على ترتيب حروف المعجم تسهيلاً للمطالع والمستفيد. وقال الحافظ السخاوي في شرحه على الجزرية ومن نسخة كتبت في حياته نقلت: " المعاجم الكتب المصنفة على حروف المعجم في شيوخ المصنف كالمعجم الصغير والأوسط للطبراني، أو في أسماء الصحابة كالمعجم الكبير له أيضاً، وهو أعظمها وأوسعها، والكبير صفة للمعجم لا للمؤلف " اهـ -. وفي الحطة " المعجم في الاصطلاح ما يذكر فيه الأحاديث على ترتيب الشيوخ سواء بعد تقدم وفاة الشيخ أو توافق حروف التهجي أو الفضيلة أو التقدم في العلم والتقوى، ولكن الغالب هو الترتيب على حروف الهجاء، ومن هذا القسم المعاجم الثلاثة للطبراني، قلت: والمشيخات في معنى المعاجم إلاّ أن المعاجم يرتب المشايخ فيها على حروف المعجم بأسمائهم بخلاف المشيخات، قاله الحافظ ابن حجر، كذا في ثبت شيخ شيوخنا محمد عابد السندي "، اه. من الحطة. وهذا القسم هو الذي نذكر هنا فنقول: 211 - معجم أبي ذر الهروي (1) : هو الإمام الحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الأنصاري إمام الرواة وحجة المسندين في بلد الله ومن عليه في الدنيا

_ (1) مرت ترجمة أبي ذر الهروي في ما تقدم رقم: 47 (ص: 157) ويضاف إلى ما ذكر هناك من مصادر: تاريخ بغداد 141:11 وتذكرة الحفاظ: 1103 وشذرات الذهب 254:3 وطبقات الداودي:366 والعبر 180:3 والنجوم الزاهرة 36:5 ونفح الطيب 70:2 وطبقات الحفاظ:425 والرسالة المستطرفة: 23 والزركلي 41:4.

المدار في رواية صحيح البخاري، ولد سنة 355 وتوفي بمكة سنة 435، له معجم في مجلد قال في أوله: " الحمد لله أحمده وأستغيثه، وأومن به وأتوكل عليه، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيئات عملي، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له " إلى أن قال: " وبعد فإني أذكر في هذا عن شيوخي الذين كتبت عنهم في سائر البلدان عن كل واحد ما تيسر على حروف المعجم، باب الألف منهم: من أسمه أحمد " ولأبي ذر جزء آخر فيه أسماء شيوخ كثيرة رآهم ولم يكتب عنهم، وعدة من في معجمه هذا المذكور ثلاثمائة رجل وثلاثون رجلاً إلاّ رجلين، وله عن امرأة واحدة، وعدة ما فيه من الأحاديث ستمائة وعشرون حديثاً. أرويه من طريق عياض عن أبي علي الغساني عن ابن عبد البر عنه. عجيبة: حدث أبو ذر الهروي هذا بكتاب الموطأ رواية محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة عن أبي علي الصواف عن أحمد بن محمد بن مهراز عن محمد بن الحسن عن مالك، فلنا أن نرويها من طريق ابن عبد البر عنه به، مع أن إسناد رواية محمد بن الحسن نادر في فهارس المتأخرين فكيف بالمتقدمين. 212 - معجم مشايخ أبي علي الحداد: وهو الحسن بن أحمد الحافظ، نرويه بأسانيدنا إلى أبي الحجاج ابن خليل عن مسعود بن أبي منصور الخياط عنه. 213 - المعجم المحبر (1) : لأبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ،

_ (1) ترجمة السمعاني صاحب الأنساب وغيره في ابن خلكان 209:3 وطبقات السبكي 259:4 وتذكرة الحفاظ:1316 وعبر الذهبي 178:4 والشذرات 205:4 والنجوم الزاهرة 563:5 وأنظر مقدمة الأنساب تحقيق الشيخ عبد الرحمن اليماني ومقدمة التحبير تحقيق منيره ناجي سالم (بغداد: 1975) ، وفي المقدمة وخاصة (ص: 19) مزيد من مصادر ترجمته؛ ولعل التحبير في المعجم الكبير هو ما يسميه المؤلف هنا " المعجم المحبر ".

نرويه بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن أبي الحسن علي بن أبي المجد عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن عيسى بن عبد العزيز اللخمي عن مؤلفه إجازة، وهو آخر من حدث عنه. 214 - معجم ابن الأعرابي (1) : هو أبو سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي، أرويه بأسانيدنا إلى ابن حجر عن أبي هريرة بن الذهبي، أنا يحيى بن محمد بن سعد عن الحسن بن يحيى بن الصباح، أنا عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، أنا عبد الرحمن بن عمر النحاس، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي. 215 - معجم ابن المقري: أرويه بأسانيدنا إلى ابن حجر أيضاً عن أبي الفرج عبد الرحمن بن الغزي عن قطب الدين عبد الكريم الحلبي، أنا شامية، أنا المؤيد ابن عبد الرحيم، أنا سعيد بن أبي الرجاء أنا منصور بن الحسين وأبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي، أنا ابن المقري. 216 - معجم الطبراني الأوسط (2) : فيه أسماء شيوخه وأكثره من غرائب أحاديثهم، نرويه بأسانيدنا إلى أبي الحجاج ابن خليل عن سعيد بن أبي الرجا الزازاني عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم الأصبهاني عنه.

_ (1) ترجمة ابن الأعرابي الصوفي: في حلية الأولياء 1: 375 والبداية والنهاية11: 226 والمنتظم 371:6 والنجوم الزاهرة 3: 45 وطبقات السلمي: 427 (وكانت وفاته سنة 341) . (2) للطبراني (المتوفى سنة 360) معاجم ثلاثة كبير وأوسط وصغير، وقد طبع من المعجم الكبير 11 جزءاً بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي (بغداد: 1978 1980) ، وترجمة الطبراني في ابن خلكان 2: 407 وتهذيب ابن عساكر 6: 240 وتذكرة الحفاظ: 912 وعبر الذهبي 2: 315 والنجوم الزاهرة 4: 59.

217 - معجم ابن جميع (1) : أرويه بالسند إلى ابن حجر عن النور الهيثمي عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الخباز، أنا المسلم بن محمد بن علان، أنبأنا عبد الصمد بن محمد الحرستاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي، أنا أبو نصر الحسين بن أحمد بن طلاب، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني. 218 - معجم السفر للحافظ أبي طاهر (2) : أرويه بالسند إلى ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن أبي الحسن علي بن يحيى الشاطبي، أنا عثمان بن علي بن عبد الرجمن المعروف بابن خطيب القرافة، أنا السلفي. 219 - المعجم المترجم (3) : للزكي المنذري، أرويه بالسند إلى القاضي زكرياء عن أبي الفتح محمد بن أبي بكر العثماني عن أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن مبارك الغزي عن أبي المحاسن يوسف بن عمر بن حسين الخشني عن

_ (1) أبو الحسين ابن جميع (305 402) محدث صيداوي، وقد ترجم له الذهبي في الطبقة الثانية والعشرين من سير أعلام النبلاء؛ وانظر الزركلي 205:6، وفي الحديث عن معجمه انظر العبر 305:4 - 306 وأنباء الغمر (دهمان) 48:1. (2) هو أبو طاهر السلفي، انظر ما تقدم رقم: 15 (ص: 111) وله ترجمة في تذكرة الحفاظ: 1298 وأزهار الرياض 167:3 283 وطبقات الشافعية 43:4 ومرآة الزمان 361:1 والأنساب (السلفي) وكتاب أخبار وتراجم أندلسية مستل من معجم السفر في تراجم الأندلسيين خاصة، وقد نشرت الدكتورة بهيجة الحسيني الجزء الأول من معجم السفر (بغداد:1978) وقدمت له بمقدمة تفصيلية نسبياً عن المؤلف، واعتمدت في التحقيق على نسخة مكتبة عارف حكمت ونسخة تشستربيتي، ولكن المدقق في هذا الجزء يجد أن الكتاب غير قابل للنشر في حالته الراهنة لما فيه من أضطراب وبتر وضياع أوراق. (3) يراجع كتاب " المنذري وكتاب التكملة " دراسة وضعها الدكتور بشار عواد معروف.

الزكي المنذري. ح: وبأسانيدنا إلى البرهان التنوخي عن إسحاق بن الوزير الزاهد عنه. 220 - معجم شيوخ أبي بكر الجرجاني (1) : وهو أحمد بن إبراهيم، جمعه لنفسه، نرويه به إلى السلفي عن أبي المعالي ثابت بن بندار عن أبي بكر أحمد بن محمد البرقاني عنه. 221 - معجم يوسف بن خليل الحافظ الدمشقي (2) : أرويه بالسند إلى ابن حجر عن محمد بن أحمد بن عثمان الفارقي عن زينب بنت الكمال عن يوسف ابن خليل الحافظ. 222 - معجم ابن مسدي (3) : وهو الحافظ أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى الغرناطي المعروف بابن مسدي المتوفى سنة 660، في ثلاث مجلدات، وهو كثير الفوائد إلاّ أنه لا يكاد يذكر أحداً من الأعيان إلاّ ثلاثة. ولما لم يذكر المنذري ولم يوفه حقه رماه جمع من أصحاب المنذري كلّ منهم بنبله، ووضع من قدره ونبله، والدنيا دار [بلاء] . أرويه بالسند إليه (وقد سبق في ابن مسدي) . 223 - معجم الرعيني (4) : هو الحافظ المتقن أبو موسى عيسى بن سليمان الرندي المالقي، أرويه بالسند إلى ابن الأبار عنه.

_ (1) أحمد بن إبراهيم الجرجاني (297 - 371) : له ترجمة في المنتظم 7: 108 وعبر الذهبي 2: 358 والشذرات 3: 75 والزركلي 1: 83. (2) للحافظ يوسف بن خليل (555 - 648) ترجمة في تذكرة الحفاظ: 1410 وعبر الذهبي 5: 201 وذيل ابن رجب 2: 244 والشذرات 5: 243 وطبقات الحفاظ: 495 والنجوم الزاهرة 7: 22 والرسالة المستطرفة: 99. (3) انظر ما تقدم رقم: 336. (4) للرعيني الحافظ (- 632) ترجمة في تذكرة الحفاظ: 1457 وطبقات الحفاظ: 506 وتكملة ابن الأبار رقم: 1929.

224 - معجم البرزالي: هو الحافظ علم الدين أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي المتوفى سنة 738 اشتمل على نحو ألفي شيخ كما في " كشف الظنون " (أرويه بما سبق في حرف الباء) . 225 - معجم الشيوخ: لأبي محمد ابن سفيان. 226 - المعجم المحكم: للرشيد أبي الخير الحسين بن يحيى بن علي العطار، بالسند إلى ابن حجر عن أبي الفرج بن أحمد الغزي عن أبي الحسن علي بن إسماعيل بن قريش عن مؤلفه. 227 - معجم النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحنفي الحراني (1) : تخريج أبي العباس أحمد بن محمد الظاهري الحنفي به إلى ابن حجر عن أبي المعالي الأزهري عن عائشة بنت علي بن عمر الصنهاجية عن النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم. 228 - معجم المقدسي (2) : بأسانيدنا إلى ابن حجر عن أبي المعالي عبد الله ابن محمد الأزهري عن البدر محمد بن أحمد بن خالد الفارقي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي. 229 - المعجم العلي للحافظ الحنبلي: أرويه بأسانيدنا إلى ابن حجر عن

_ (1) ترجمة عبد اللطيف الجراني (المتوفى سنة 672) في السلامي: 117 والنجوم الزاهرة 7: 244 وشذرات الذهب 5: 336 والرسالة المستطرفة: 100 والزركلي 4: 183. (2) للمقدسي محمد بن إبراهيم هذا ترجمة في ذيل ابن رجب 2: 294؛ ولد بدمشق سنة 603 وهاجر إلى مصر وسكنها إلى أن مات (سنة 676) وقد ترجم له البرزالي والذهبي والقطب اليونيني.

فاطمة بنت محمد بن أحمد بن المنجا عن سليمان بن حمزة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي. 230 - المعجم للدبوسي (1) : وهو أبو النون يونس بن إبراهيم الدبوسي تخريج أبي الحسين أحمد بن أيبك الحسامي، وهو في ستة أجزاء، أرويه بالسند إلى ابن حجر عن أم عيسى مريم بنت أحمد الأدرعي بسماعها من مؤلفه. 231 - المعجم الكبير للذهبي: تخريجه لنفسه به إلى ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي وأبي هريرة بن الذهبي قالا: أنا الذهبي. 232 - المعجم اللطيف للذهبي: تخريجه أيضاً لنفسه، وقفت على نسخة مسموعة منه تداولتها أيدي جماعة من الحفاظ، وهو في نحو كراسين، افتتحه بالرواية عن ابن النعمة المقدسي بسماعه عليه سنة 694، وكلما أورد حديثاً عقبه بحكمه ورتبته. نرويه بأسانيدنا إلى ابن حجر عن العماد أبي بكر ابن إبراهيم بن العز المقدسي بسماعه له على الذهبي. 233 - معجم السبكي (2) : وهو الإمام تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي، تخريج أبي الحسين ابن المستكن، فبه إلى ابن حجر عن سارة بنت الشيخ تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي بسماعها من والدها وبالسند إلى الذهبي عنه.

_ (1) يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الدبابيسي (630 - 729) : كان ديناً صبوراً على السماع مع أميته؛ ومعجمه الذي خرجه له ابن أيبك أفرد منهم أصحاب السلفي في جزء ثم ذيل على المعجم بذيل (الدرر الكامنة 5: 295) وانظر ما يلي رقم: 299. (2) لتقي الدين السبكي (683 - 756) ترجمة في طبقات الشافعية 6: 146 والدرر الكامنة 3: 134 وحسن المحاضرة 1: 321 وغاية النهاية 1: 551 وخطط مبارك 12: 7 والزركلي 5: 116 وبروكلمان، التاريخ 2: 86 وتكملته 2: 102 ورقم: 585 في ما يلي.

233 - ب معجم السبكي المذكور أيضاً: تخريج أبي الحسين بن أيبك، به إلى الحافظ ابن حجر عن سارة بنت المخرج له عنه. (وانظر السبكي في حرف السين) . 234 - معجم التقي سليمان بن حمزة ابن أبي عمر (1) : تخريج أبي عبد الله الذهبي به إلى الحافظ عن فاطمة بنت المنجا عن المخرج له. 235 - معجم الفخر علي بن أحمد بن البخاري (2) : عن شيوخه المجيزين له والمسمعين، تخريج أبي العباس أحمد بن محمد الظاهري الحنفي بأسانيدنا إلى الفخر. 236 - معجم أبي الفتح محمد بن الزين أبي بكر المراغي (3) : تخريج النجم محمد المدعو عمر بن فهد المسمى ب " الفتح الرباني بمعجم شيوخ أبي الفتح العثماني " بأسانيدنا إلى أبي فهد المذكور عنه. 237 - معجم السلامي: وهو الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن عثمان السلامي الطرابلسي من طرابلس الغرب، خرجه له الحافظ

_ (1) سليمان بن حمزة من بني قدامة المقدسيين (715) شارك في العربية والفرائض والحساب وكان مشهوراً بالعدل بارعاً في الفقه جيد التدريس (انظر ترجمته في الدرر الكامنة 2:241 والبداية والنهاية 14:75 ودول الإسلام 2: 171 وذيل ابن رجب 2: 364 والدارس 1: 52 والزركلي 3: 158) . (2) مقدسي حنبلي توفي سنة 690؛ انظر ترجمته في ذيل ابن رجب 2:325 والرسالة المستطرفة:142، وسيذكره في المشيخات برقم: 289. (3) محمد بن أبي بكر المراغي أبو الفتح شرف الدين القرشي (775 - 859) فقيه عارف بالحديث ولد بالمدينة وتوفي بمكة وله " المشرع الروي " وغيره من المؤلفات، وقد مرت ترجمته رقم: 312 في ما تقدم دون تخريج، ومصادر ترجمته: الضوء اللامع 7: 162 والبدر الطالع: 2: 146 والزركلي 6: 283.

ابن رافع، نرويه من طريق التقي ابن فهد عن علي بن سلامة عنه. معاجم السيوطي: تقدمت (انظر حاطب في حرف الحاء، والمنتقى في حرف الميم، والمنجم في المعجم) . 238 - معجم شيوخ الصدفي (1) : للقاضي عياض، ترجمه في أوله في أوراق، وعدَّ له نحو المائة وستين شيخاً أرويه بالسند إليهما (وقد سبق) . 239 - معجم أصحاب الصدفي (2) : للحافظ ابن الأبار، وهو مطبوع في مجلد ضخم، مما يدل على سعة حفظ ابن الأبار وقوة عارضته، أرويه بأسانيدنا إلى السراج عن أبي عبد الله محمد بن أحمد المكناسي عن ابن رشيد الفهري عن أبي الحسن علي بن محمد بن أبي القاسم التجيبي التونسي سماعاً عليه سنة 685 عن مؤلفه. وأرويه أيضاً وكل ما له من طريق المقري عن عمه سعيد عن محمد بن عبد الجليل التنسي عن أبيه عن الحفيد ابن مرزوق عن محمد ابن جابر الوادياشي عن المحدث أبي عبد الله محمد بن حيان الأوسي نزيل تونس عنه. 240 - معجم شيوخ ابن الأبار: اشتمل على أسمائهم وإجازاتهم له، من جمعه، أرويه بهذه الأسانيد إليه.

_ (1) الحافظ الصدفي هو أبو علي الحسين بن محمد بن فيره ويعرف بابن سكرة استشهد في موقعة قتندة سنة 514؛ قال القاضي عياض (الغنية: 194) وقد جمعت شيوخه في كتاب المعجم الذي ضمنته ذكره وأخباره وشيوخه وأخبارهم وهم نحو مائتي شيخ (انظر ترجمته في الغنية: 193 وتهذيب ابن عساكر 4:359 والصلة 1: 143 وبغية الملتمس رقم: 655 وتذكرة الحفاظ: 1253 وازهار الرياض 3: 151 والنفح 2: 90 وفهرس ابن عطية: 74 والشذرات 4: 43 وشجرة النور: 128) ، وانظر الرسالة المستطرفة: 141. (2) طبع هذا المعجم في مجريط سنة 1885.

معجم ابن الخشاب: (سبق في حرف الخاء) (1) . 241 - المعجم الكبير للحافظ الشامي: تخريج الحافظ ابن حجر، أرويه بالسند إليه (وقد سبق) معجم الحافظ ابن حجر العسقلاني: (انظر ابن حجر في حرف الحاء) (2) . معجم ابن النجار: الحافظ المتوفى سنة 643 (انظر حرف النون) (3) . 242 - معجم من أخذ عن السخاوي: له نفسه في مجلد ضخم، نرويه بأسانيدنا إليه. 243 - معجم شيوخ ابن فهد (4) : هو الحافظ عز الدين عبد العزيز بن نجم الدين بن فهد المكي المتوفى سنة 921 اشتمل معجمه على نحو ألف شيخ، أرويه من طريق ابن طولون الشامي عنه إجازة مراراً. 244 - معجم البقاعي (5) : هو أبو الحسن برهان الدين إبراهيم بن عمر ابن حسن البقاعي المصري الشافعي المتوفى سنة 870 على ما في " كشف الظنون " المطبوع، واسم المعجم المذكور " عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران " وهو موجود بكتبخانة المرحوم محمد باشا الكوبريلي بالآستانة تحت عدد 1119.

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 186 (ص: 384) . (2) انظر ما تقدم رقم: 136 (ص: 321) . (3) انظر رقم: 357 في ما يلي. (4) انظر رقم: 115 (ص: 296) في ما تقدم. (5) إبراهيم بن عمر البقاعي: سكن دمشق ورحل إلى بيت المقدس والقاهرة وله عدة مؤلفات، وكتابه " نظم الدرر في تناسب الآيات والسور " طبع بحيدر آباد، وكانت وفاته سنة 885 لا كما ذكر في كشف الظنون. انظر البدر الطالع 1: 19 والضوء اللامع 1: 101 والشذرات 7:339 ونظم العقيان: 24 والزركلي 1: 50.

وكان البقاعي المذكور من أكابر أصحاب الحافظ ابن حجر. نرويه وكل ما له من المؤلفات: كمناسبات السور والآي، وشرحه على ألفية الحافظ العراقي، وشرحه على الهداية للحافظ ابن الجزري، وإظهار العصر لأسرار أهل العصر ذيّل به إنباء الغمر لشيخه ابن حجر، بأسانيدنا إلى الغيطي عن الشمس الدلجي عن البقاعي. معجم شيوخ ابن فهد: (هو الحافظ نجم الدين انظره في حرفه) (1) . معجم شيوخ ابن فهد: (انظر نوافح النفح المسكي) (2) . 245 - معجم الشعراء (3) : الذين سمع منهم الحافظ جار الله ابن فهد، فأرويه بالسند إليه (انظر حرف الجيم) . معجم ابن حجر الهيثمي: (انظر ابن حجر) . 246 - معجم السيد محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي المكي (4) : وهو صاحب " المشرع الروي في مناقب آل باعلوي " له معجم صغير ضمنه أسانيده من طريق البابلي والثعالبي والقشاشي والزمزمي، وقد ترجم لنفسه في " المشرع الروي ". نرويه بالسند إلى الوجيه الأهدل عن أبيه عن أحمد بن محمد مقبول الأهدل عن إدريس بن أحمد المكي عنه. معجم الأجهوري: هو الأستاذ المقري عبد الرحمن الأجهوري (انظر حرف العين) (5) .

_ (1) انظر الترجمة رقم: 525 في ما يلي. (2) انظر رقم: 439 في ما يلي. (3) انظر ما تقدم رقم: 243. (4) انظر ما تقدم رقم: 167. (5) انظر رقم: 396 في ما يلي.

معجم عبد القادر بن خليل كدك زاده: (انظر من اسمه عبد القادر) (1) . 247 - المعجم المختص: لخاتمة الحفاظ أبي الفيض مرتضى الزبيدي الحسيني المصري، عندي منه المجلد الأول وهو ضخم، انتسخته من النسخة التي بخط مؤلفه الموجودة بمكتبة شيخ الإسلام عارف بالمدينة، انتهاؤه إلى حرف الميم، قال في أوله: " هذا معجم مختص بذكر من أخذت عنه العلوم والمعارف من شيوخي وآبائي، ومن جالسته أو جالسني من طلبة الحديث من رفيق وصاحب وصالح، أو تبركت به من أرباب الكشف والأحوال الصادقة، أو من المشاهير، وقد أذكر فيه من أحبني في الله ورسوله وأحببته، أو أنشدني شيئاً أو أنشدته، أو أستفدت منه شيئاً أو سمعت بأخباره فكاتبته أو كاتبني، وبعضهم أميز في هذا الشأن من غيره، وبعضهم مزجى البضاعة، كما أنبه عليهم بنعومتهم، وبعضهم ليس له عناية بهذا الشأن، ولكني أذكره لأني بلوت منه معروفاً، مرتباً ذلك على حروف التهجي، مراعياً الترتيب في اسم أبيه ومن لم أجد اسم أبيه ذكرته في آخر الحرف "، اه. وقد اشتمل المجلد الأول الذي عندي منه على نحو ستمائة ترجمة، وفيه من تراجم المالكية والمغاربة نحو المائة والخمسين ترجمة. وقد كان الحافظ مرتضى يشتغل به في آخر عمره ومع ذلك أهمل في أكثر الحروف كثيراً من كبار مشايخه، كصالح بن الحسين الكواشي لم يترجمه في حرفه، وهو من مشايخه كما صرح به في ترجمة محمد بن خالد العنابي من معجمه وفي غيره من إجازاته، وكحسن الجبرتي المصري ذكره بشيخنا في ترجمة عبد الباري ابن نصر الرفاعي ولم يترجمه في حرفه، وكالسيد شيخ باعبود ذكره في ترجمة الشيخ بدرخوج وكعلي بن العربي السقاط حلاه بشيخنا في غير ما اجازة له، وكعبدي أفندي الخلوتي شارح الفصوص ذكره في ترجمة عبد الله بن محمود

_ (1) الترجمة رقم: 420 في ما يلي.

الانطاكي، وكمحمد كشك المصري ذكره في ترجمة علي بن محمد الحبال، ومحمود الكردي ذكره في ترجمة ابن بدير وأبي حفص عمر الفاسي ذكره في معجمه الصغير، ومحمد بن علي الغرياني ذكره في " ألفية السند " له وغيرها، وكأحمد بن سابق بن رمضان الذي هو أعلى شيوخه إسناداً لم يترجم له أصلاً لا في المعجم ولا في ألفية السند. كما أهمل من كبار الآخذين عنه جماعة لم يترجم لهم؛ كصالح الفلاني، والشهاب أحمد العطار، وحمدون ابن الحاج، وأحمد الطبولي الطرابلسي، وعمر بن عبد الرسول العطار، والعربي بن المعطي الشرقاوي، وإبراهيم بن خليل العباسي الاسكندري، وأحمد البربير البيروتي، وعبد اللطيف بن حمزة، وعمر الآمدي، والتهامي بن عبد الله العلوي السجلماسي، وحمودة المقاييسي، وداوود القلعي المحدث، وعلي بن حرازم برادة الفاسي الجامع لجواهر المعاني، وصالح بن محمد بن يس الحبشي الزجاجي، وأحمد بن رمضان الطرابلسي، ومحمد بن حفيد القادري الفاسي، وعبد القادر بن شقرون الفاسي، وابن عبد السلام الناصري، وأحمد بن علي الدمهوجي، ومحمد بن علي الشنواني، وبهاء الدين محمد بن أحمد البهي المرشدي الطندتائي، ومحمد بن الحاج بن سعد التلمساني، ومحمد بن قدور الزرهوني، وعلي السويدي البغدادي، وحمزة بن النقيب الدمشقي، وعثمان بن محمود القادري البغدادي، ومحمد بن خليل بن محمد بن غلبون الأندلسي الأصل الطرابلسي الدار، ومحمد البخاري بن الحاج بوطاهر الفلالي التزاوي السجلماسي، وأحمد بن عبد الكريم الزرهوني ثم المكناسي المعروف بمهيرز، ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن بصري المكناسي صاحب الاتحاف، وجل هؤلاء عندي إجازته لهم إما بخطه أو منقول عن خطه، ومع ذلك لم يترجمهم في حروفهم من معجمه المذكور، ولكن كأني بالسيد " تكاثرت الظباء على خراش " فقد صار محط الأنظار، ومقصد الحجاج والزوار، وجل من لا يسهو

ومن أغرب ما يذكر هنا أن هذا المعجم هو من أكبر مواد الجبرتي في تاريخه، فلو شئت أن تقول إن جميع تراجم العلماء من أهل القرن الثاني عشر التي فيه مأخوذة باللفظ من هذا المعجم لم يبعد حتى إنه ينقل قول السيد: حدثني فلان بلفظه ولا يتنبه، ويسوق الترجمة بنصها، ويكون السيد لم يذكر وفاته لكونه عاش بعده، فإذا جاء للوفاة غلط فيها وأخطأ، وهذا نظير ما وقع للعيني مع ابن دقماق في تاريخه، قال الحافظ ابن حجر في " إنباء الغمر ": " إن العيني يكتب من تاريخ ابن دقماق الورقة بعينها متوالية ويقلده فيما يَهِمُ فيه حتى في اللحن الظاهر مثل أخلعَ على فلان، وأعجبُ منه أن ابن دقماق يذكر في بعض الحوادث ما يدلّ على أنه شاهدها فيكتب البدر كلامه بعينه، وتكون تلك الحادثة وقعت بمصر وهو بعد في عينتاب "، اهـ. وإنما زاد الجبرتي بتراجم بعض الأمراء والقواد ورؤساء الأجناد وبعض اليهود، وبالجملة فنفسه في تراجم المشاهير ممن ترجم لهم الحافظ الزبيدي نفس المحدثين والمؤرخين، ولما انقطع ما كتبه السيد صار يكتب على غير تلك الطريقة، ومع ذلك قال في ترجمة خليل المرادي من تاريخه " عجائب الآثار ": " ان المعجم المذكور في نحو العشر كراريس " وهذا عجيب فإنه عندي في نحو الثلاثين كراسة، وهو أيضاً بخط السيد مرتضى في مجلدة كبيرة، قال: " ثم كانت الأوراق المذكورة غالب ما فيها من الآفاقيين من أهل المغرب والروم والشام والحجاز بل والسودان والذين ليس لهم شهرة وأهمل من يستحق أن يترجم " قلت: كوالده الشيخ حسن فإن السيد لم يترجمه رغماً عن كونه من مشايخه ولعل هذا الإهمال من السيد لأبيه هو الذي جرَّ عليه ذلك السيل الهادر من تعصب الجبرتي، وما عابه به من اعتنائه بتراجم الغرباء عجيب، وهل التاريخ يقتصر فيه على أهل بلد المؤلف لا لا، بل حيث ألفه فيمن لقيه أو كاتبه فعليه أن يذكر الآفاقي كما يذكر البلدي، واستفادتنا نحن بذكر الآفاقيين أعم وأفيد، ولله عاقبة الأمور، ومع أكْلِ الجبرتي لمعجم السيد هذا أكلاً لمّا، لم يكن يبقي ولا يذر قدحاً فيه ولمزاً، والحسد قتال، وعند الله تجتمع الخصوم.

المعجم الصغير للحافظ مرتضى أيضاً: هو الذي سقته لك بنصه قبل في ترجمته، أرويه بأسانيدنا إليه أيضاً. معجم الشيخ أحمد أبي الخير المكي: (انظر حرف النون) (1) . 248 - معجم كاتبه محمد عبد الحي الكتاني: يخرج في عدة مجلدات، صورة إجازات المشايخ في مجلدة كبرى، وبقية المجلدات في تراجم المشايخ الذين لقيت أو كاتبت، ونصوص إجازات مشايخهم لهم وأسانيدهم وفرائد المسموعات لهم، وما يتعلق بأحوال الكل من أنساب ووفيات ومصنفات، لكنه لم يخرج من مسودته ولا رتب إلى الآن، يسر الله الصعب آمين. واعلم أن المعاجم أكثر من هذا بكثير لا يحصى عددها، وإنما اقتصرت هنا على بيان ما لا بد منه منها. المشيخات: والمشيخات من معنى المعاجم، إلا أن المعاجم يرتب المشايخ فيها على حروف المعجم بعينها في أسمائهم بخلاف المشيخات، قاله الحافظ ابن حجر، وقد سبق. وقال صديقنا الشيخ أحمد أبو الخير المكي في تعليقه على " الأمم ": المشيخة بفتح الميم وكسرها وفتح التحتية وضمها وأيضاً وفتح الميم وكسر الشين المعجمة أي وإسكان إلياء جمع شيخ بالفتح، وهو لغةً من استبان فيه السن. قلت: ويطلق الشيخ مجازاً على المعلم والأستاذ لكبره وعظمه، وجمعه شيوخ. ثم استعملت المشيخة علماً على الكراريس التي يجمع الإنسان فيها شيوخه وهو اصطلاح قديم " اه. من خطه. 249 - مشيخة أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري (2) : قاضي المارستان،

_ (1) انظر النفح المسكي رقم: 447. (2) هو البزاز، حنبلي بغدادي، توفي سنة 535 وله ثلاث وتسعون سنة (عبر الذهبي 4:96 - 97) .

الصغرى تخريج أبي سعد ابن السمعاني به إلى الفخر ابن البخاري عن ابن طبرزد عن المخرَّجةِ له. 250 - مشيخته الكبرى: به إلى أبي الحجاج المزي عن عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني عن الضياء بن أبي القاسم بن الخريف عنه. 251 - مشيخة أبي المحاسن فضل الله بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الجيلي: تخريج والده له، أرويها بالسند إلى زينب بنت الكمال عن المخرَّجةِ له. 252 - مشيخة ابن الحطاب (1) : وهو الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي الشافعي، تخريج الحافظ السلفي، أرويها بالسند إليه (وقد سبق) (2) . 253 - مشيخة النجيب الحراني الكبرى (3) : تخريج أحمد بن محمد ابن الظاهري في أربعة عشر جزءاً، والصغرى وهي تخريج أبي القاسم أحمد بن محمد الحسيني، أرويهما بالسند إلى السيوطي عن الجلال القمصي عن أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي عن عمر بن عبد الرحيم بن أبي القاسم الجزري عن النجيب. 254 - مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي (4) : وهو في ستة أجزاء على

_ (1) سيكرر المؤلف ذكرها باسم " مشيخة الرازي " فأنظرها رقم: 276. (2) في المطبوعة: ابن الخطاب، وهو خطأ وتصويبه من تبصير المنتبه. (3) انظر ما تقدم رقم: 227. (4) يعقوب بن سفيان الفسوي (- 227) ؛ له ترجمة في تذكرة الحفاظ: 583 وتهذيب التهذيب 11: 385 والبداية والنهاية 11: 59 واللباب (الفسوي) والنجوم الزاهرة 3: 77 والشذرات 2: 171 ومقدمة المعرفة والتاريخ؛ وكتابه المعرفة والتاريخ قد نشر في ثلاثة مجلدات بتحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري (بغداد: 1974) ومشيخته وصلنا منها الجزء الثاني والثالث وهما بالمكتبة الظاهرية بدمشق، وأنظر الرسالة المستطرفة: 140.

البلاد، تخريجه لنفسه، بالسند إلى ابن حجر عن أبي هريرة بن الذهبي عن أبيه، أنا العماد أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي، أنا إبراهيم بن عثمان الكاشغري، أنا أبو المظفر أحمد بن صالح، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنا أبو علي ابن شاذان، أنا ابن درستويه، أنا يعقوب ابن سفيان. 255 - مشيخة ابن شاذان (1) : وهو الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن شاذان البزاز، وهي كبرى وصغرى، والصغرى عندي في نحو كراستين، فيها لطائف ونوادر استنسختها من مكتبة الوفائيين بمصر من نسخة مسموعة تداولتها أيدي جماعة من الحفاظ. أرويها بالسند إلى السيوطي عن علاء الدين صالح بن عمر البلقيني عن عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان البالسي عن زينب بنت الكمال عن أبي القاسم يحيى بن أبي السعود عن شهدة الكاتبة، أنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، أنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن شاذان. 256 - مشيخته الصغرى: بالسند إلى ابن حجر عن محمد بن منيع الوراق الشبلي عن أبي الحجاج المزي، أنا محمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري عن يحيى بن جعفر الدامغاني عن أبيه عن أبي مسلم عبد الرحمن بن عمر الفانيذي عن ابن شاذان. 257 - مشيختا الجوهري (2) : وهو أبو محمد الحسن بن علي الجوهري،

_ (1) لابن شاذان (339 - 425) ترجمة في تاريخ بغداد 7: 279 وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ: 1075 وحلاه ب " مسند العراق " وانظر المنتظم 8: 86 (وفيات: 426) وما يلي رقم: 38 وفي الحديث عن مشيخته انظر أنباء الغمر (دهمان) 1: 53. (2) توفي الجوهري سنة 454، انظر ترجمته في تاريخ بغداد 7: 393 والمنتظم 8: 227 والبداية والنهاية 12: 88 والشذرات 3: 292 وغير الذهبي 3: 231.

الكبرى والصغرى أرويهما، بالسند إلى السيوطي عن ابن مقبل عن الصلاح ابن أبي عمر، أنبأنا الفخر بن البخاري، أنا عمر بن محمد بن طبرزد، أنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء (1) ، أنا الجوهري. 258 - مشيخة العشاري: وهو أبو طالب محمد بن علي العشاري، به إلى ابن حجر عن أبي العباس أحمد بن الحسن بن محمد الزينبي، أنا أحمد ابن الحسن بن علي الصيرفي عن سامية بنت الحافظ أبي علي الحسن بن محمد البكري، أنا عمر بن طبرزد، أنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري. ح: وبالسند إلى ابن البخاري عن ابن طبرزد به. 259 - مشيخة أبي بكر ابن ذكوان: هو محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن ذكوان الهمداني المعدل أرويها بالسند إلى التجيبي عن الحافظ السلفي عن أبي صادق محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان الفقيه، قال التجيبي في مشيخته: وهي مفيدة. 260 - مشيخة ابن عبد الدائم (2) : وهو الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد الدائم المقدسي الحنبلي به إلى محمد بن أبي بكر بن أبي عمر عن خديجة بنت علي بن أبي عمر عن محمد بن إسماعيل بن الخباز عنه. 261 - مشيخته تخريج أبي الفداء إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز (3)

_ (1) كانت وفاة ابن البناء سنة 527 (راجع عبر الذهبي 4:71) . (2) هو ابن نعمة المقدسي (668) له ترجمة في نكت الهميان: 99 والوافي 7: 34 والفوات 1: 81 وذيل ابن رجب 2: 278 ومنتخب السلامي: 29 والشذرات 5: 523 وعبر الذهبي 5:228 والزركلي 1: 141 وفي مشيخته انظر معجم الوادياشي: 322 وقد خرجها له أبو العباس احمد بن محمد بن عبد الله الظاهري (رقم: 262) . (3) توفي إسماعيل سنة 703؛ انظر ترجمته في ذيل ابن رجب 2: 350 والدرر الكامنة 1: 386 ومرآة الجنان 4: 239 وذيل العبر: 24 وقال ابن حجر: " خرج لابن عبد الدايم وخرج المعجم ".

به إلى ابن الجزري عن محمد بن إسماعيل بن الخباز عن المخرَّجة له. 262 - مشيخته تخريج أبي العباس أحمد بن الظاهري الحنفي، في خمسة أجزاء به إلى الحافظ عن أبي الفرج الغزي عن علي ابن رزق الله النابلسي عن المخرَّجة له. 263 - مشيخة أبي بكر أحمد بن عبد الدائم (1) : تخريج أبي محمد القاسم بن محمد البرزالي به إلى التنوخي عن المخرجة له. وكذا بهذا السند: 264 - مشيخة أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن النحاس. 265 - ومشيخة أبي الفداء إسماعيل بن يوسف القيسي. 266 - مشيخة الخفاف (2) : أرويها بالسند إلى القاضي زكرياء الأنصاري عن أبي النعيم رضوان المستملي عن الكمال ابن ظهيرة عن أبي العباس أحمد بن محمد بن الحسن الجزائري قال: أخبرنا بها يوسف الخفاف وهي تخريج الحافظ المحب ابن النجار. ح: وأرويها بأسانيدنا إلى ابن حجر الحافظ عن عبد الله ابن عمر الأزهري عن التقي محمد بن محمد الطلحي عنه. 267 - مشيخة محيي الدين أبي نصر محمد بن شرف الدين أحمد العباسي: تخريج جمال الدين يوسف بن محمد بن مسعود السرمري الحنبلي، وهي في

_ (1) ذكر هذه المشيخة ابن حجر في أنباء الغمر (دهمان) 1: 316. (2) هو يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أبو الفتوح، توفي سنة 601، انظر عبر الذهبي 5: 3 والشذرات 5: 6.

كراسة، أرويها بالسند إلى القبابي عن يوسف السرمري الحافظ بقراءته على المخرجة له، وهي عندي في كراسة عليها سماعات وإجازات. 268 - مشيخة ابن عساكر (1) : وهو المسند بهاء الدين أبو محمد القاسم ابن مظفر بن عساكر الدمشقي الشافعي تخريج الحافظ علم الدين القاسم ابن أبي الفضل محمد بن يوسف البرزالي الإشبيلي الشافعي، وهي في نحو كراستين، أرويها من طريق ابن مرزوق الجد عن ابن جابر الوادياشي عن المخرجة له سماعاً عليه بدمشق سنة 622، وعندي أصل سماع الوادياشي المذكور وعليه خط ابن مرزوق الجد. 269 - مشيخة أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله التجيبي (2) : من أهل شاطبة، أرويها من طريق ابن الأبار عن أبي الربيع بن سالم الكلاعي عنه. 270 - مشيخة ابن أبي المجد الذين تفرد بهم: تخريج الحافظ ابن حجر، أرويها بالسند إليه. 271 - مشيخة أبي الحسين ابن حسنون (3) : أرويها بالسند إلى السيوطي

_ (1) القاسم بن مظفر بن عساكر (629 - 723) ؛ له ترجمة في الدرر الكامنة 3: 323 والبداية والنهاية 14: 108 وذيل العبر: 130 والشذرات 6: 61 ودرة الحجال رقم: 1327 وفي مشيخته انظر برنامج الوادياشي 81، 322 ويقول الوادياشي: " وخرجت له مشيختان: صغرى خرجها له علم الدين البرزالي وكبرى خرجها له أبو عبد الله محمد بن طغريل الصيرفي تحتوي على نحو ستمائة شيخ وشيخة ". (2) عبد الله بن محمد التجيبي (574 - 635) ؛ انظر التكملة: 899. (3) يعرف بابن النرسي وكنيته في المصادر ابو الحسين (وأخطأ المؤلف فكتبها مرة: ابو الخير ومرة ابو الحسن) وكانت وفاته سنة 456؛ انظر تاريخ بغداد 1: 356 والعبر 3: 240 والشذرات 3: 301 قال الذهبي " روى في مشيخته عن محمد بن اسماعيل الوراق وطبقته ".

عن صالح البلقيني عن عمر بن محمد البالسي عن أبي الحجاج المزي، أنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني، أنا أبو علي ضياء بن القاسم بن الخريف، أنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون. 272 - مشيخة أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله (1) ، الكبرى: به إلى الحافظ عن أحمد بن الحسن الزينبي عن محمد بن أحمد الفارقي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقدسي عن داوود بن أحمد بن ملاعب عن محمد ابن عمر الأرموي عنه. 273 - مشيخته الصغرى: به إلى الفخر ابن البخاري عن ابن طبرزد عن يحيى بن علي الطراح عنه. 274 - مشيخة القزاز (2) : وهو أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز به إلى الفخر ابن البخاري عن ابن طبرزد عنه. 275 - مشيخة ابن النقور (3) : وهو أبو بكر عبد الله بن محمد بن النقور، أرويها بالسند إلى البرهان التوخي عن أبي بكر بن عبد الدائم عن محمد بن إبراهيم الاربلي عنه.

_ (1) يرجع في نسبه إلى الخليفة المهتدي بالله العباسي، توفي سنة 465 وقد نيف على التسعين وكنيته في المصادر أبو الحسين (وفي اصل المطبوعة أبو الحسن فصوبته) ؛ انظر المنتظم 3: 283 وعبر الذهبي 3: 260 ومرآة الجنان 3: 93 والشذرات 3: 324، وفي مشيخته انظر الرسالة المستطرفة: 141 (وكتب خطأ فيها: ابن المهدي) . (2) هو الشيخ الخامس والثلاثون من شيوخ ابن الجوزي (توفي سنة 535) ؛ انظر مشيخة ابن الجوزي: 116 والمنتظم 10: 90 وعبر الذهبي 4: 95 والشذرات 4: 106. (3) توفي أبو بكر ابن النقور سنة 565، انظر ترجمته في العبر 4: 190 والشذرات 4: 215.

276 - مشيخة الرازي (1) : تخريج أبي طاهر السلفي، أرويها بالسند إلى ابن حجر عن أحمد بن الحسن بن محمد السويداوي عن عائشة بنت علي بن عمر الصنهاجي، أنا عبد الله بن عبد الواحد بن علان، أنا إسماعيل بن صالح بن برياسان، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب الرازي. 277 - مشيخة وجيه بن طاهر الشحامي (2) : بالسند إلى ابن حجر عن أبي العباس أحمد بن بلغا والكنجي عن زينب بنت الكمال عن عبد الخالق ابن أنجب بن المعمر المارديني، أنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي النيسابوري. 278 - مشيخة أبي الخير محمد بن أحمد ابن الباغبان (3) : به إلى زينب بنت الكمال عن عجيبة عن أبي الخير. 279 - مشيخة مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي الأصبهاني: أرويها إلى السيوطي عن البلقيني عن عمر بن أحمد بن سليمان البالسي عن أبي الحجاج المزي، أنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني عن عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحافظ بسماعه عن أبي محمد مسعود بن الحسن. 280 - مشيخة ابن كليب: وهو أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب

_ (1) الرازي هذا هو محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن الحطاب (وقد تقدم ذكر مشيخته بتخريج السلفي رقم: 252) وانظر الرسالة المستطرفة: 99 حيث ذكر انه توفي سنة 525 وعبر الذهبي 4: 65 والشذرات 4: 75. (2) ترجمة وجيه بن طاهر الشحامي في العبر 4: 113 والشذرات 4: 130 (وفيات: 541) . (3) الباغبان يعني حافظ الباغ وهو البستان؛ انظر العبر 4: 168 والشذرات 4: 187 (وفيات: 559) .

ابن كليب، به إلى الحافظ عن أبي العباس بن الحسن السويداوي عن أحمد بن علي المتولي عن النجيب الحراني عنه. 281 - مشيخة الكندي (1) : وهو أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، به إلى الفخر ابن البخاري عنه. 282 - مشيخة السلمي: وهو القاضي أبو المعالي محمد بن إبراهيم تخريج الشهاب ابن حجي عن سبعة عشر شيخاً به إلى أبي الفتح المزي عن الشهاب أحمد بن الفخر عثمان المصري عن المخرجة له. 283 - مشيخة ابن الشيرازي (2) : هو أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي تخريج النجيب نصر الله بن أبي العز الصفار به إلى المزي عن الشهاب المصري عن أبي العباس السويداوي عن البدر محمد بن أحمد الظاهري عن والده عن المخرجة له. 284 - مشيخة ابن طبرزد (3) : تخريج محمد بن يحيى الواسطي بالسند إلى السيوطي عن ابن حجر عن الحافظ العراقي عن محمد بن الخباز عن أبي القاسم علي بن القاسم بن أبي القاسم ابن عساكر، أنا عمر بن طبرزد.

_ (1) هو تاج الدين الكندي النحوي المشهور (520 - 613) ؛ انظر ترجمته في أنباه الرواة 2: 10 وذيل الروضتين: 95 وغاية النهاية 1: 297 ومعجم الأدباء 11: 171 وابن خلكان 339: 2 والخريدة (قسم الشام) 1: 100 والجواهر المضية 1: 246 والنجوم الزاهرة 6: 216 وبغية الوعاة 1: 570. (2) أبو نصر ابن الشيرازي الدمشقي شمس الدين (549 - 635) ؛ ذكر الذهبي مشيخته في العبر 145:5 وأنها في جزء؛ وانظر الشذرات 174:5. (3) أبو حفص موفق الدين عمر بن محمد بن معمر الدارقزي المؤدب المعروف بابن طبرزد (516 - 607) ؛ انظر العبر 24:5 والشذرات 26:5.

285 - مشيخة أبي المنجا (1) ابن اللتي: به إلى السيوطي عن عائشة بنت جار الله بن صالح الطبرية عن إبراهيم بن صديق عن الحجار عن أبي المنج عبد الله بن عمر بن علي بن زيد البغدادي. 286 - مشيخة السلفي (2) : تخريج الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي التلمساني أرويها من طريق ابن الأبار القضاعي عنه. 287 - مشيخة ابن الجوزي (3) : وهو الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي البغدادي، تخريجه لنفسه، نرويها بالسند إلى الذي بعده ابن البخاري عنه. 288 - مشيخة ابن البرهان: هو الوجيه محمد بن عبد الرحمن الأزدي عرف بابن البرهان تخريج المنصور بن سليم الاسكندري به إلى أبي حيان عنه. 289 - مشيخة الفخر ابن البخاري (4) : هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن الإمام أحمد بن عبد الواحد المقدسي المعروف هو ووالده بابن البخاري الفقيه الحنيلي، ولد سنة 596 وتوفي سنة 690، ومشيخته هذه في مجلد ضخم، رأيتها بالمشرق، وهي وحدها تدل على حفظه وواسع روايته، وله مشيخات ذكر له صاحب الصلة منها المشيخة التي خرج له أبو

_ (1) هو مسند وقته عبد الله بن عمر بن علي الحريمي القزاز المشهور بابن اللتي (545 - 635) ؛ وانظر العبر 143:5 والشذرات 171:5. (2) انظر الرسالة المستطرفة: 141 وذكرها ابن الأبار في ترجمة محمد بن عبد الرحمن التجيبي (التكملة: 588 - 591) . (3) نشرت هذه المشيخة بتحقيق الأستاذ محمد محفوظ (بيروت 1980 الطبعة الثانية) وتحتوي 89 بين شيخ وشيخة. (4) قد مر ذكر الفخر ابن البخاري في المعاجم رقم: 235؛ وانظر في ترجمته عبر الذهبي 368:5 والشذرات 414:5 والرسالة المستطرفة: 142.

العباس أحمد ابن محمد الظاهري، والمشيخة التي خرج له أبو الحسن علي بن بلبان المقدسي. أرويها بالسند إلى القاضي زكرياء عن العز بن الفرات عن أبي حفص عمر ابن أميلة المراغي عن الفخر ابن البخاري. ح: وبأسانيدنا إلى السيوطي وزكرياء عن ابن مقبل عن الصلاح بن أبي عمر عنه. ومن اللطائف أن الفخر ابن البخاري هذا سمع منه الحافظ المنذري والصلاح ابن أبي عمر ومات المنذري سنة 656 والصلاح سنة ثمانين وسبعمائة، وهذا هو السابق واللاحق عند المحدثين، وهو من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين وفاتهما، وللخطيب فيه كتاب حسن سماه " السابق واللاحق " ومن فوائده حلاوة علو الاسناد في القلوب وأن لا يظن سقوط شيء من الاسناد. قلت: وعرف والد المترجم بالبخاري لكونه أقام ببخارى مدة يقرأ على الرضي النيسابوري. ذكره الحافظ ابن رجب الحنبلي (1) ونقله عنه البرهان الكوراني في " الأمم) وابن الطيب الشركَي في ثبته والشيخ عابد السندي في " حصر الشارد " وأقرّوه، وهو المعروف. ومما يتضاحك منه ما وقع في فهرسة الصباغ وتلميذه ابن الحسن بناني وتبعه تلميذه أبو الربيع الحلوات في " السر الظاهر " وتلميذه الكوهن في فهرسته من أنه بالنون والجيم النجاري وهو غلط فادح، فتحققه ولا تكن إمَّعة. ثم وجدت صاحب " التحفة القادرية " نقل عن ابن البخاري نفسه ما ذكر عن ابن رجب ذكر ذلك في ترجمة والده من مشيخته فقف عليها. مشيخة ابن السقطي: (انظر تحفة الراغب) (2) .

_ (1) ذيل ابن رجب 168:2 (وكانت وفاته سنة 623) . (2) رقم: 88 (ص: 284) .

290 - مشيخة ابن النجار (1) : هو الإمام الحافظ مفيد العراق محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي صاحب تاريخ مدينة السلام في ثلاثمائة جزء، اشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، أرويها بالسند إلى أحمد بن أبي طالب الحجار وغيره عنه. 291 - مشيخة القزويني (2) : هو الحافظ سراج الدين أبو حفص عمر ابن علي بن عمر بن علي القزويني الشافعي الشافعي رواها عنه مرة ثانية مسعود بن المظفر البزيزي الشافعي سنة 734. مشيخة الفيروزبادي: (انظر حرف الفاء) (3) . 292 - المشيخة الباسمة للقبابي وفاطمة (4) : لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر، عندي نحو النصف منها من نسخة مصححة بخط الحافظ السخاوي وكانت على ملكه، ومراده بالقبابي المسند زين الدين أبو زيد عبد الرحمن بن عمر اللخمي المصري القبابي المقدسي، ومراده بفاطمة المسندة المعمرة الأصيلة فاطمة بنت الشيخ صلاح الدين بن أبي الفتح المقدسي، وجمعهما لاشتراكهما في المشايخ الذين أجازوا لهما في استدعاء مؤرخ سنة 754، ترجم للشيخ والشيخة صاحب " الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل " (5) كما ترجم

_ (1) ستأتي ترجمته برقم: 357. (2) عمر بن علي بن عمر القزويني الحافظ الكبير محدث العراق (683 - 750) عمل الفهرست، أجاد فيه (الدرر الكامنة 256:3) . (3) رقم: 522 في ما يلي. (4) الأنس الجليل 260:2 (ط.1973) وفي هذه الطبعة " القياتي " بدل " القبابي "، وهي غير محققة فلا يمكن الركون اليها، خصوصاً بعد أن ضبط السخاوي في الضوء اللامع (113:4) لفظ القبابي بكسر القاف وموحدتين نسبة لقباب حماة لا للقباب الكبرى من قرى اشموم الرمان بالصعيد. (5) انظر الأنس الجليل: 596 (المؤلف) .

لهما أيضاً يوسف سبط الحافظ ابن حجر في كتابه " بيان الصناعة بعشرة من أصحاب ابن جماعة " وهي أيضاً عندي. وجملة ما في المشيخة الباسمة هذه مائة وستة وستون شيخاً، وعدة ما اتفقا فيه 52، وعدة ما أنفرد به القبابي 84 نفساً، وعدة ما انفردت به فاطمة 30 نفساً، فجميع شيوخ القبابي 136 نفساً، وجميع شيوخ فاطمة 82 نفساً. نروي المشيخة المذكورة بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عنهما. 293 - مشيخة الحافظ ابن رجب (1) : هو الإمام الحافظ عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي صاحب " طبقات الحنابلة " وشرح حديث لبيك اللهم لبيك، وشرح حديث بعثت بالسيف بين يدي الساعة، وشرح حديث عمار بن ياسر اللهم بعلمك الغيب، وشرح حديث إن أغبط أوليائي عندي، وغاية النفع بتمثيل المؤمن بالخامة من الزرع، وشرح حديث يتبع المؤمن ثلاث، وشرح حديث مثل الإسلام، وشرح حديث اختصاص الملأ الأعلى، وشرح حديث بدأ الإسلام غريباً، وشرح الأحاديث الخمسين التي عليها مدار الإسلام وغير ذلك. وقد ترجمه الحافظ في " إنباء الغمر " فقال: " ولد في بغداد سنة 736 وسمع بمصر من الميدومي وبدمشق من ابن الخباز، ووافق شيخنا الحافظ العراقي في السماع كثيراً، ومهر في فنون الحديث أسماء ورجالاً وعللاً وطرقاً واطلاعاً على معانيه، صنف شرح الترمذي فأجاد فيه نحو عشرين مجلداً، وكان صاحب عبادة، ونقم عليه إفتاؤه بمقالات ابنن تيمية، ثم أظهر الرجوع عن ذلك فنافره التيميون، فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء،

_ (1) ترجمة الحافظ ابن رجب في الدرر الكامنة 428:2 (وفيه انه ولد سنة 706) وأنباء الغمر 460:1 والشذرات 339:6 والدارس 76:2 وذيل تذكرة الحفاظ: 367 وطبقات الحفاظ: 536 والزركلي 67:4.

وكان قد ترك الافتاء بأخرة، وتخرج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق، مات سنة 795 "، اه. باختصار. وفي المواهب اللدنية: حكى الشيخ ولي الدين العراقي أن والده كان معادلاً الشيخ زين الدين ابن رجب الدمشقي في التوجه إلى بلد الخليل، فلما دنا من البلد قال: نويت الصلاة في مسجد الخليل، ليحترز عن شد الرحال لزيارته على طريق ابن تيمية، قال فقلت له: نويت زيارة قبل الخليل، ثم قلت له: أما أنت فقد خالفت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال: لا تشُشَدُّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد، وقد شددت الرحل إلى مسجد رابع، وأما أنا فأتبعت النبي عليه السلام لأنه قال: زوروا القبور، فقال: الا قبور الأنبياء، فبهت، اهـ. منها. أرويها وكل ما له بالسند إلى القاضي زكرياء الأنصاري عن النجم عمر بن فهد المكي عن الشيخ زيد الدين سليمان بن داوود بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي عنه، وهو يروي عن ابن القيم عن ابن تيمية ما لهم. 294 - مشيخة الملك المعظم (1) : عيسى بن السلطان صلاح الدين بن أيوب، أرويها بالسند إلى السيوطي عن نشوانة بنت عبد الله عن إبراهيم بن أبي بكر ابن السلار عن الشرف عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عنه. 295 - المشيخة البغدادية (2) : للحافظ أبي طاهر السلفي جمع فيها الجم

_ (1) الملك المعظم ابن صلاح الدين اسمه " تورانشاه " (توفي سنة 648) وانتقى له عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (مشيخة) كما يقول المؤلف هنا، أما المعظم عيسى فهو ابن الملك العادل (انظر شفاء القلوب: 688) وكان أيضاً ذا عناية بالغة بالعلم والعلماء (شفاء القلوب: 276) . (2) انظر العبر 228:4 حيث يقول " وعمل معجماً لشيوخ بغداد " وانظر الرسالة المستطرفة: 137.

الغفير مع الفوائد التي لا تحصى وجملتها تزيد على مائة جزء وهي موجودة بمكتبة الاسكوريال باصبانيا، أرويها بالسند إليه (انظر حرف السين) (1) . مشيخة ابن العجمي: (انظر من أسمه أحمد) (2) . مشيخة المرشدي: (انظر إرشاد المهتدي) (3) . 296 - مشيخة ابن رشيق (4) : وهو علم الدين أبو الحسن محمد بن الحسين ابن رشيق، تخريج أبي محمد عبد الغفار بن محمد السعدي بأسانيدنا إلى ابن طولون عن أبي الفتح المزي عن الشهاب أحمد بن الفخر عثمان المصري عن أبي المعالي عبد الله بن عمر الحلاوي عن أحمد بن أبي بكر الزبيدي عن المخرجة له. 297 - مشيخة الأذرعي (5) : وهو القاضي أبو الربيع سليمان بن عمر الأذرعي، تخريج قاسم بن محمد البرزالي بهذا إلى المصري وإلى الحافظ وهما عن أبي الفرج الغزي عن المخرجة له. 298 - مشيخة الواني (6) : وهو النور علي بن عمر الواني: تخريج الشهاب أحمد بن أيبك إليهما عن محمد بن أحمد المهدوي عن المخرجة له.

_ (1) الترجمة رقم: 565 وراجع رقم: 218 عن " معجم السفر ". (2) الترجمة رقم: 6 (ص: 115) . (3) رقم: 35 (ص 178) . (4) محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق الربعي المصري علم الدين (- 680) انظر الرسالة المستطرفة: 142. (5) قاضي القضاة جمال الدين سليمان بن عمر الاذرعي (ولد بأذرعات) المشهور بالزرعي الشافعي، ولي قضاء مصر ثم قضاء دمشق وتوفي سنة 734؛ انظر الدرر الكامنة 255:2 ورفع الاصر 250:2 والبداية والنهاية 167:14 والنجوم الزاهرة 304:9 وذيل عبر الذهبي: 181. (6) صوفي توفي سنة 727 عن اثنتين وتسعين سنة. انظر ذيل عبر الذهبي: 152 والدرر الكامنة 163:3.

299 - مشيخة الدبوسي (1) : وهو فتح الدين أبو النون يونس بن إبراهيم الدبوسي، تخريج أبي العباس أحمد بن أيبك به إليه. 299ب - مشيخة الجزري (2) : وهو أبو العباس أحمد بن علي الجزري تخريج العز أبي القاسم أحمد بن محمد الحسيني به إلى البرهان التنوخي عنه. 300 - مشيخة ابن جماعة (3) : وهو الإمام البدر محمد بن إبراهيم بن جماعة: مشيخته التي خرج لنفسه، ومشيخته التي خرج له المعشراني، ومشيخته التي خرج البرزالي وغير ذلك من مصنفاته كالفوائد الغزيرة في أحاديث بريرة، والتنقيح من أحكام الجامع الصحيح، والإطاعة في فضل الجماعة، والتنبيه والتنزيه في دفع حجج التشبيه، ومسند الاجناد في آلات الجهاد، وأدب العالم والمتعلم، بأسانيدنا إلى ولده العز عنه. 301 - مشيخة ابن السبط: وهو أبو الحسن بن المظفر بن الحسن ابن السبط، به إلى الضياء المقدسي عن هبة الله بن الحسن بن المظفر عن أبيه عن أبيه صاحبها.

_ (1) مسند مصر المعمر فتح الدين يونس بن إبراهيم الدبابيسي (رقم 230 في ما تقدم) ، انظر ذيل العبر: 161 ودول الإسلام 180:2 (ويعرف ايضاً بالدبوسي) . أما احمد بن أيبك (أبو العباس أو أبو الحسين كما تقدم) فله ترجمة في الدرر 116:1 وتوفي في الطاعون سنة 749 قال: وخرج للدبوسي معجماً ولغيره من الشيوخ. (2) هو مسند الشام (توفي سنة 743) . انظر ذيل العبر: 232 والدرر الكامنة 220:1 والبداية والنهاية 206:14. (3) توفي البدر ابن جماعة سنة 733؛ انظر ترجمته في الدرر الكامنة 367:3 ودول الإسلام 183:2 وذيول تذكرة الحفاظ: 107 وطبقات السبكي 230:5 والوافي 18:2 ونكت الهميان: 235 والفوات 297:3 والبداية والنهاية 163:14 وقضاة دمشق 82 وذيل العبر: 178 ومرآة الجنان 287:4 والشذرات 105/6 والنجوم الزاهرة 298:9 وبروكلمان، التكملة 80:2 والزركلي 188:6.

302 - مشيخة النرسي: وهو أبو الغنائم محمد بن علي النرسي، به إلى أبي طاهر السلفي عنه. 303 - مشيخة ابن أبي الصقر: وهو أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، به إلى أبي الحسن بن المقير عن أبي بكر ابن الزعفراني عنه. 304 - مشيخة الزازاني: وهو أبو محمد سعيد بن أبي رجاء الزازاني، به الى الزين العراقي عن محمد بن أبي الفتح القلانسي عن المؤنسة بنت الملك العادل عن المؤيد بن عبد الرحيم الزاهد عنه. 305 - مشيخة ابن الخل (1) : وهو أبو الحسن بن محمد بن الخل، به إلى الشهاب الحجار عن أبي بكر محمد بن أحمد القطيعي عنه. 306 - مشيخة ابن المندائي (2) : وهو أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائي، له إلى الحافظ عن عبد الله بن عمر عن محمد بن أحمد الفاروقي الأزهري عن عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني عنه. 307 - مشيخة ابن سكينة (3) : وهو الضياء أبو أحمد عبد الوهاب بن علي

_ (1) أبو الحسن ابن المبارك فقيه شافعي بغدادي (توفي سنة 552 انظر المنتظم 179:10 وابن خلكان 227:4 والوافي 381:4 وطبقات السبكي 96:4 وعبر الذهبي 150:4 والشذرات 164:4 والزركلي 239:7. (2) أبو الفتح المندائي محمد بن احمد بن بختيار الواسطي المعدل مسند العراق (517 - 605) ؛ انظر عبر الذهبي 14:5 والشذرات 17:5 (وفيه الميداني) . (3) مسند العراق ومحدثه ضياء الدين ابو احمد ابن سكينة (519 - 607) له ترجمة في ذيل الروضتين: 70 وغاية النهاية 480:1 وعبر الذهبي 23:5 وطبقات السبكي 324:8 (تحقيق الحلو والطناحي) والبداية والنهاية 61:13 والشذرات 25:5 والنجوم الزاهرة 201:6.

ابن سكينة، تخريج إبي النجاد في ثمانية أجزاء، به إلى الحافظ عن أحمد بن الحسن المقدسي عن محمد بن أحمد الفاروقي عن محمد بن عبد المنعم ابن الخيمي عنه. 308 - مشيخة الحرستاني (1) : وهو أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني، به إلى الحافظ عن عبد الله بن عمر الأزهري عن محمد بن أحمد الفاروقي عن محمد بن أحمد بن إبراهيم المقدسي عنه. 309 - مشيخة البهاء ابن شداد القاضي (2) : به إلى عائشة المقدسية عن أبي نصر محمد بن محمد بن الشيرازي عنه. 310 - وكذا مشيخة عمر بن محمد السهروردي (3) . 311 - مشيخة ابن الأنجب (4) : وهو صائن الدين أبو الحسن محمد بن الأنجب

_ (1) قاضي القضاة أبو القاسم ابن الحرستاني الشافعي (520 - 614) . انظر ترجمته في ذيل الروضتين: 106 وعبر الذهبي 50:5 والبداية والنهاية 77:13 وطبقات السبكي 196:8 (تحقيق الحلو والطناحي) والشذرات 60:5 والنجوم الزاهرة 220:6. (2) أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم المعروف بالقاضي بهاء الدين ابن شداد (539 - 632) له ترجمة مطولة عند تلميذه ابن خلكان 84:7 وانظر غاية النهاية 395:2 وذيل الروضتين: 163 وعبر الذهبي 132:5 والشذرات 158:5 وطبقات الاسنوري 115:2 وطبقات السبكي 151:5 (ومصادر أخرى ذكرت في حاشية وفيات الأعيان) . (3) ذكرت مشيخته في الرسالة المستطرفة: 141 (وكانت وفاة السهروردي ببغداد سنة 632) وانظر ذيل الروضتين: 163 وابن خلكان 446:3 والحوادث الجامعة: 74 ومرآة الزمان: 679 وعبر الذهبي 129:5 والبداية والنهاية 138:13 وطبقات الشافعية 143:5 والشذرات 153:5. (4) الصائن النعال: هو محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله البغدادي الصوفي (575 - 659) . انظر عبر الذهبي 255:5 والشذرات 299:5.

النعال، تخريج الرشيد أبي بكر ابن الزكي المنذري، به إلى البرهان التنوخي عن أحمد بن أبي بكر الأرموي القرافي عن المخرجة له. 312 - مشيخة ابن أبي الفخار: وهو أبو تمتم علي بن أبي الفخار البغدادي به إلى الحافظ عن أبي هريرة بن محمد الذهبي عن عبد الرحمن بن محمد البجدي عنه. 313 - مشيخة ابن بنت الجميزي: وهو البهاء أبو الحسن علي بن هبة الله ابن بنت الجميزي، تخريج الرشيد يحيى بن عبد الله العطار، به إلى الأستاذ ابن الجزري عن محمود بن خليفة المنجي عن محمد بن أبي بكر بن طارق عنه. 314 - مشيخة الرشيدي: هو مسلمة الأموي، به إلى الحافظ عن أبي الحسن ابن أبي المجد عن عبد الرحيم بن يحيى بن الفرج عن عمه أحمد بن الفرج الزاهد عنه. 315 - مشيخة ابن أمين الدولة: هو أبو الحسن علي بن أبي طاهر بن أمين الدولة، به إلى الحافظ عن أحمد ابن أبي بكر بن العز عن عبد القادر بن محمد الصعبي عنه. 316 - مشيخة أبي الدر: هو النجيب أبو الدر لؤلؤ بن عبد الله الضرير، به إلى الحافظ عن عبد الله بن عمر الأزهري عن محمد بن غالي الدمياطي عنه. 317 - مشيخة ابن الوزان: وهو أبو عبد الله محمد بن محمد بن رمضان الوزان، تخريج الكمال محمد بن علي الصابوني، به إلى ابن طولون عن أبي البقاء محمد بن العماد عن عبد الرحمن بن يوسف الطحال عن محمد بن عبد الله الصامت عن أحمد بن الزكي الموصلي عنه.

318 - مشيخة البياني: وهو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البياني، تخريج الزين العراقي، به إلى الشمس ابن طولون عن يوسف بن حسن بن عبد الهادي عن محمد بن محمد الخيضري عن أبي ذر عبد الرحمن بن محمد الزركشي عن المخرجة له. 319 - مشيخة ابن القرقشندي: هو تقي الدين أبو بكر بن محمد القرقشندي، تخريج الزين عبد الكريم ابن أخيه، به إلى الشمس ابن طولون عن الكمال محمد بن العز الدمشقي عنه. 320 - مشيخة ابن المطعم: هو أبو محمد عيسى بن عبد الرحمن بن المطعم الدلال، تخريج الحافظ الذهبي، به إلى البرهان التنوخي عنه. 321 - مشيخة خطيب مردا (1) : هو عماد الدين محمد بن إسماعيل بن أبي الفتح خطيب مردا الحنبلي، تخريج الضياء المقدسي، به إلى زينب الكمالية عن المخرجة له. 322 - مشيخة القيسي: هو أبو محمد عبد الهادي بن عبد الكريم القيسي، تخريج أبي القاسم عبيد بن محمد الأسعردي، به إلى التنوخي عن أبي نعيم أحمد بن عبيد الأسعردي عن المخرجة له. 323 - مشيخة أبي العز الحراني: هو عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني، تخريج أبي العباس الظاهري في ثلاث مجلدات، به إلى الحافظ عن إسماعيل بن إبراهيم الحنفي عن محمد بن أحمد بن صبح عن المخرجة له. 324 - مشيخة البروجردي: هو أبو إبراهيم إسحاق بن محمود

_ (1) خطيب مردا (566 - 656) (ومردا قرية من قرى نابلس بفلسطين) له ترجمة في عبر الذهبي 235:5 والشذرات 283:5.

البروجردي، تخريج الرشيد أبي بكر ابن الزكي المنذري، به إلى الحافظ عن أبي العباس السويداوي عن محمد بن غالي الدمياطي عن المخرجة له. 325 - مشيخة المراغي (1) : هو الصفي خليل المراغي الزاهد، تخريج أبي محمد مسعود بن الحسن الحارثي، به إلى الحافظ عن السويداوي عن محمد ابن أحمد الفارقي عن المخرجة له. 326 - مشيخة الآمدي (2) : وهو العفيف إسحاق بن يحيى الآمدي، به إلى الحافظ عن خديجة بنت إبراهيم بن سلطان عنه. 327 - مشيخة ابن سعد (3) : هو أبو زكرياء يحيى بن محمد بن سعد، تخريج الحافظ الذهبي، به إلى الحافظ عن أبي هريرة ابن الذهبي عن المخرجة له. 328 - مشيخة المشايخ: وهو أبو بكر محمد بن عنبر الزاهد، وأبو بكر محمد بن الرضي، وأم محمد زينب بنت الكمال (4) المقدسي، وحبيبة بنت الزين (5) الذين اشتركوا في الرواية عنهم، وعدتهم اثنان وعشرون شيخاً، به إلى الحافظ عن أم محمد آس بنت أحمد بن حسان عنهم.

_ (1) هو الصفي خليل بن أبي بكر بن محمد بن صديق المراغي الفقيه الحنبلي المقريء توفي سنة 685 وقد قارب التسعين. انظر عبر الذهبي 325:5 والشذرات 390:5. (2) عفيف الدين اسحاق بن يحيى الامدي الحنفي شيخ الظاهرية، توفي سنة 725 عن ثلاث وثمانين سنة. انظر ذيل عبر الذهبي: 141 والدرر الكامنة 381:1 والبداية والنهاية 120:14 والدارس 357:1 وخرج له ابن المهندس معجماً. (3) يحيى بن محمد بن سعد المقدسي، توفي سنة 721 عن تسعين سنة وتسعة اشهر، انظر ذيل عبر الذهبي: 121 والدرر الكامنة 201:5 والشذرات 56:6. (4) سيأتي ذكرها في مشيخة مستقلة رقم: 310. (5) هي حبيبة بنت الزين عبد الرحمن بن أبي بكر محمد المقدسي أم عبد الرحمن ولدت سنة 645 وحضرت على خطيب مردا وأسمعت من أحمد بن عبد الدائم وحدثت بالكثير وماتت سنة 733 ولم تتزوج (الدرر الكامنة 85:2) .

329 - مشيخة الختني (1) : هو أبو المحاسن يوسف بن عمر، به إلى الحافظ بن إبراهيم بن محمد بن الشيخة عنه (2) . 330 - مشيخة ابن أبي التائب (3) : هو أبو محمد عبد الله بن الحسين (4) ابن أبي التائب، به إلى عائشة المسندة عنه. 331 - مشيخة ابن عبد الغني المقدسي (5) : هو الشرف عبد الله بن عبد الغني المقدسي، تخريج أبي الحسن علي بن عمر الواني، به إلى التنوخي عن المخرجة له. 332 - مشيخة ابن فضل الله (6) : هو القاضي أبو المعالي يحيى بن فضل الله الصالحي، تخريج ابن أيبك بالسند السابق إليه.

_ (1) يوسف بن عمر الختني (بضم المعجمة وفتح المثناة الخفيفة بعدها نون) توفي سنة 730؛ انظر ذيل عبر الذهبي: 167 والدرر الكامنة 242:5 والشذرات 97:6 ودول الإسلام 181:2 والنجوم الزاهرة 287:9. (2) في المطبوعة: الخشني، وصوبناه اعتماداً على ضبط ابن حجر في الدرر. (3) بدر الدين عبد الله بن الحسين بن أبي التائب الدمشقي الأنصاري مسند الوقت، توفي سنة 735 عن قريب من تسعين. انظر ذيل عبر الذهبي: 185 والدرر الكامنة 362:2 وذيل تذكرة الحفاظ: 15 ودول الإسلام 184:2 والشذرات 110:6. (4) في المطبوعة: الحسن. (5) ترجم له في طبقات الحفاظ: 495 وذكر أن لقبه جمال الدين (لا شرف الدين) وله ترجمة في تذكرة الحفاظ: 1408 وذيل ابن رجب: 185:2 وعبر الذهبي 114:5 والشذرات 131:5 وكانت وفاته سنة 629. (6) القاضي يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان أبو المعالي (645 - 738) تقلب في وظائف الدولة في الشام ومصر؛ انظر الدرر الكامنة: 199 ونقل عن الذهبي قوله: خرج له أبو الحسين أبن أيبك معجماً؛ وذيل عبر الذهبي: 201 والبداية والنهاية 183:14 ودول الإسلام 185:2 والنجوم الزاهرة 316:9.

333 - مشيخة ابن الخيمي (1) : هو المحب إبراهيم بن علي بن الخيمي، به إلى الحافظ عن عبد الله بن أحمد الحلاوي عنه. 334 - مشيخة الحوراني: هو أبو عبد الله محمد بن يوسف الحوراني، به إلى الحافظ عن العماد أبي بكر بن إبراهيم عنه. 335 - مشيخة ابن طرخان: هو أبو بكر محمد بن أبي بكر بن طرخان، تخريج أبي زكرياء يحيى بن محمد بن سعد (2) بهذا السند إلى إبراهيم عنه. 336 - مشيخة ابن الحنبلي (3) : هو أبو المحاسن يوسف بن يحيى بن نجم ابن الحنبلي، به إلى الحافظ عن الزين عبد الرحمن بن أحمد ابن ناصر [قّيم] الصاحبة عنه. 337 - مشيخة ابن القرشية (4) : وهو عبد القادر ابن القرشية، بالسند إلى الحافظ عن أبي اليسر أحمد بن عبد الله بن الصائغ عنه.

_ (1) ترجم ابن حجر (الدرر 49:1) لاثنين بهذا الاسم، وكلاهما لقبه مجد الدين، والأول منهما ترجمته مضطربة سقطت منها سنة الميلاد والوفاة. والثاني توفي سنة 738 قال ابن حجر: وخرج له التقي عبيد مشيخة. (2) انظر ما تقدم رقم: 227. (3) ترجم في ذيل العبر: 283 ليوسف بن يحيى بن عبد الرحمن بن نجم الحنبلي المتوفى سنة 751 ولكنه كناه " أبا المظفر " وقد درَّس هذا في مدرسة الصاحبة بالجبل من دمشق وكذلك الزين عبد الرحمن بن أحمد بن ناصر (انظر الذيل: 264 حيث سماه أبن قيم الصاحبة) والدارس 84:2. (4) هو عبد القادر بن أبي البركات بن أبي الفضل بن أبي علي الدمشقي محيي الدين ابن القرشية (الدرر: القريشة) البعلي (652 - 749) انظر الدرر الكامنة 3: 3.

338 - مشيخة ابن أبي عمر (1) : وهو محمد بن العز إبراهيم بن أبي عمر، به إلى الحافظ عن أحمد بن داوود العطار عنه. 339 - مشيخة ابن أبي العز: وهو البهاء عبد الرحمن بن أبي العز عمر المقدسي، به إلى الحافظ عن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الهادي عنه. 340 - مشيخة البرزالي (2) : وهو الحافظ أبو محمد القاسم بن محمد البرزالي في الذين حدثوه عن ابن طبرزد والكندي وحنبل، به إلى الحافظ عن عائشة عنه. 341 - مشيخة الميدومي (3) : وهو الصدر محمد بن محمد الميدومي، تخريج أبي القاسم أحمد بن محمد الحسني، به إلى الحافظ عن الزين العراقي عنه. 342 - مشيخة ابن الخباز (4) : وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن الخباز، به إلى الحافظ عن محمد بن أبي بكر بن السراج عنه. 343 - مشيخة القاري: وهو أبو عبد الله القاري، تخريج الزين العراقي، به إلى الحافظ عن المخرجة له. 344 - ومشيخة ابن أبي المجد: وهو أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد، تخريج الحافظ بنفسه، بأسانيدنا إليه عنه.

_ (1) عز الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي الصالحي الحنبلي توفي سنة 748 عن خمس وثمانين سنة (ذيل عبر الذهبي: 266 والدرر الكامنة 374:3 والدارس 97:2 قال ابن حجر: خرَّج له ابن المحب مشيخة. (2) انظر الترجمة رقم: 72 (ص: 219) في ما تقدم. (3) صدر الدين أبو الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي المصري المسند المعمر (664 - 754) انظر الدرر الكامنة 274:4 وذيل عبر الذهبي: 307 والشذرات 181:6. (4) هو مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الخباز (667 - 756) ، انظر الدرر الكامنة 4:4 وذيل عبر الذهبي: 307 والشذرات 181:6.

345 - ومشيخة الطيبي: وهو العز عبد العزيز بن محمد الطيبي، تخريج الحافظ أيضاً به إليه. 346 - مشيخة المناوي: وهو الصدر محمد بن إبراهيم المناوي، تخريج أبي زرعة أحمد بن العراقي بالسند إلى الحافظ ابن حجر عن المخرجة له. 347 - مشيخة العماد ابن الكركي: تخريج أبي زرعة به إليه عن المخرجة له. 348 - مشيخة المجد الحنفي: وهو إسماعيل ابن إبراهيم الحنفي، تخريج الغرس خليل بن أحمد الأقفهسي، به إلى الحافظ عن المخرجة له. 349 - مشيخة الفاسي (1) : هو القاسم بن علي البياني ثم الفاسي المالكي، تخريج الغرس أيضاً به إلى الحافظ عن المخرجة له. 350 - مشيخة المولى سنقر (2) : هو مسند حلب علاء الدين أبو سعيد سنقر بن عبد الله الأشدي عتيق القاضي عبد الله بن عبد الرحمن بن علوان، تخريج عثمان بن بلبان المقاتلي (3) ، به إلى أبي الوفاء البرهان إبراهيم بن محمد الحلبي عن أبي الفضل محمد بن عبد الله الصوفي عن المخرجة له.

_ (1) توفي المناوي سنة 803، انظر ترجمته في الضوء اللامع 249:6 والرسالة المستطرفة: 187 والزركلي 190:6. (2) توفي سنقر في سنة 706؛ انظر ذيل عبر الذهبي: 36 والدرر الكامنة 271:2 وأعلام النبلاء 540:4 قال الذهبي: وخرجت له مشيخة (انظر الرقم التالي وأنباء الغمر (بدران) 80:1) . (3) ولد عثمان المقاتلي سنة 675 وسمع من علماء عصره، وخرَّج لبعضهم وتوفي في شوال سنة 717 (الدرر الكامنة 52:3 وذيل عبر الذهبي: 95) .

351 - مشيخته الصغرى: تخريج الحافظ الذهبي، به إلى ابن طولون عن محمد بن أبي الصدق عن أبي الوفاء المذكور. 352 - مشيخة الاربلي (1) : هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الاربلي، تخريج ولي الدين محمد بن يوسف البرزالي إلى ابن طولون عن أبي الوفاء عن عبد الله بن علي بن خطاب عن العرموس بن علي الحسيني عن المخرجة له. 353 - مشيخة ابن المقدسية (2) : وهو الشرف أبو بكر محمد بن الحسن السفاقسي المعروف بابن المقدسية، تخريج أبي المظفر منصور بن سليم الهمداني، بهذا إلى ابن طولون عن محمد بن يحيى السفاقسي عن ابن عم أبيه المخرجة له. 354 - مشيخة ابن أبي عمر المقدسي (3) : هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي، تخريج أحمد بن مسعود الحارثي به إلى البرهان التنوخي عن أحمد بن السيف بن أبي عمر عن المخرجة له. 355 - مشيخة ابن النحاس: هو أبو بكر عبد الله بن الحسن بن محاسن ابن النحاس، به إلى ابن طولون عن أبي البقاء محمد بن العماد عن أبي الوفاء إبراهيم بن محمد الحلبي عن جمال الدين إبراهيم بن محمد بن جرادة عن الكمال محمد بن نصر الله بن النحاس عن المخرجة له.

_ (1) لقبه فخر الدين، وفي باربل سنة 633 (عبر الذهبي 135:5 والشذرات 161:5) . (2) ابن المقدسية الاسكندرانية السفاقسي الأصل (573 - 654) : انظر عبر الذهبي 219:5 والشذرات 266:5 قال: وله مشيخة خرجها منصور بن سليم الحافظ. (3) هو عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد وأبو الفرج ابن الشيخ أبي عمر (597 - 682) انظر ذيل ابن رجب 304:2؛ قال: وخرَّج له أبو الحسن ابن اللبان مشيخة في أحد عشر جزءاً، وأخرج له الحافظ الحارثي أخرى.

356 - مشيخة ابن حامد: هو الشمس محمد بن حامد المقدسي، تخريج المحدث محمد بن محمد القدومي، به إلى ابن طولون عن إبي الوفاء عن المخرجة له. 357 - مشيخة ابن البطي (1) : هو أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي تخريج أبي عبد الله ابن الشعار، بهذا إلى ابن طولون عن أبي الوفاء عن محمد ابن محمد الحراني عن البهاء إبراهيم بن عبد الرحمن المقدسي عن أحمد بن الفرج الأموي عن المخرجة له. 358 - مشيخة ابن الطراح (2) : هو أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح به إلى ابن طولون عن محمد بن أبي الصدق عن أبي الوفاء المذكور عن محمد بن أحمد الصالحي عن عمر بن محمد الدارقزي عنه. 359 - مشيخة ابن حبيب (3) : هو الكمال محمد بن عمر بن حبيب، تخريج أخيه الشرف الحسين بن عمر، به إلى أبي الوفاء المذكور عن المخرجة له.

_ (1) هو مسند العراق توفي سنة 564 وله سبع وثمانون سنة (انظر عبر الذهبي 188:4 والشذرات 213:4) . (2) هو الشيخ الرابع والعشرون في شيوخ ابن الجوزي (مشيخة ابن الجوزي: 98) توفي سنة 536، وله ترجمة في عبر الذهبي 101:4 والشذرات 114:4 والمنتظم 101:10 والبداية والنهاية 218:12. (3) كمال الدين محمد بن عمر بن حسين بن عمر بن حبيب الدمشقي الأصل الحلبي (702 - 777) : ترجمته في انباء الغمر (دهمان) 140:1 والدرر الكامنة 222:4 ولأخيه شرف الدين الحسين بن عمر (أنباء الغمر 124:1) مشيخة أيضاً.

360 - مشيخة الصلاح بن أبي عمر (1) : هو محمد بن أحمد بن أبي عمر، تخريج صدر الدين سليمان بن يوسف، بهذا إلى ابن طولون عن أبي الوفاء عن المخرجة له. 361 - مشيخة ابن حمزة (2) : هو ناصر الدين داوود بن حمزة بن أحمد، تخريج المحب عبد الله ابن المحب، بهذا إلى ابن طولون عن أبي الوفاء عن أبي بكر محمد بن المخرج عن أبيه عن المخرجة له. 362 - مشيخة القاضي سليمان بن حمزة بن أبي عمر (3) : به إلى العز ابن جماعة عنه. 363 - مشيخة البرهان الحلبي (4) : هو الحافظ أبو الوفاء إبراهيم بن محمد الحلبي، تخريج النجم محمد المدعو عمر بن محمد بن فهد، وهي في مجلد ضخم، بين فيها أسانيده وتراجم شيوخه، به إلى ابن طولون عن أبي

_ (1) هو صلاح الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي الحنبلي مسند الدنيا في عصره (684 - 780) : انظر أنباء الغمر (دهمان) 214:1 والدرر الكامنة 392:3، قال ابن حجر: وخرج له الياسوفي مشيخة، والياسوفي هو سليمان بن يوسف الدمشقي (أنباء الغمر 408:1) وهو قد خرَّج لجماعة من الشيوخ. (2) توفي سنة 701، انظر الدرر الكامنة 187:2 وذيل ابن رجب 466:2. (3) سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي ابو الفضل، توفي سنة 715 وله ثمان وثمانون سنة. انظر الدرر الكامنة 241:2 وذيل عبر الذهبي: 85 وذيل ابن رجب 364:2؛ وله معجم في مجلدين عمله ابن الفخر. (4) له ترجمة ضافية في الضوء اللامع 138:1 - 145؛ توفي سنة 841 بحلب، ويعرف بسبط ابن العجمي، وانظر أيضاً البدر الطالع 28:1 وأعلام النبلاء 205:5 والزركلي 62:1، وحديث ابن حجر عن مشيخته أورده السخاوي ص: 143 - 144.

البقاء ابن العماد عن المخرجة له. وله مشيخة أخرى خرجها له الحافظ ابن حجر تكلم عليها الحافظ السخاوي في ترجمة الحلبي المذكور من " الضوء اللامع ". 364 - مشيخة ابن حمزة: هو السيد كمال الدين ابن حمزة الحسني الدمشقي به إليه. 365 - مشيخة ابن خليل الدمشقي: هو البرهان إبراهيم بن خليل الدمشقي، تخريج أبي عبد الله ابن رواحة به إلى العز ابن جماعة عن أبي الفتح نصر بن سليمان المنبجي عن المخرجة له. 366 - مشيخة ابن مشرف: هو أبو عبد الله محمد بن أبي العز بن مشرف الصالحي، به إلى ابن طولون عن الجلال السيوطي عن رجب ابنة أحمد المطيجي عن جدتها لأمها سارة بنت التقي السبكي عن والدها عنه. 367 - مشيخة طه زاده الحلبي: هو طه بن مصطفى الشهير بطه زاده الحلبي المتوفى سنة 1137 بحلب، ممن أخذ عن الشيخ عبد الغني النابلسي والمنلا إلياس الكوراني وتلك الطبقة، وله ذكر في " الورد الأنسي " للكمال الغزي الدمشقي، لا أحفظ به اتصالاً. مشيخات النسوان 368 - مشيخة بنت المهراني (1) : هي أم عبد الله أسماء بنت المهراني

_ (1) أسماء ابنة الجمال المهمراني، كنيتها عند السخاوي (الضوء اللامع 6:12) أم الحسن لا أم عبد الله؛ قال السخاوي: خرج لها الشهاب ابن اللبودي مشيخة ماتت قبل اكمالها، والخيضري عن ثمانية عشر من شيوخها ثلاثين حديثاً، توفيت في صفر سنة 867.

الدمشقية، تخريج القطب محمد بن محمد الخيضري، به إلى الشمس ابن طولون عن يوسف بن حسن بن عبد الهادي عن المخرجة له. 369 - مشيخة عايشة المقدسية (1) : هي أم محمد عايشة بنت محمد بن عبد الهادي به إليها (انظر حرف العين) . 370 - مشيخة أم عبد الله زينب بنت الكمال (2) : به إليها. 371 - مشيخة بنت اليافعي (3) : هي أم المساكين زينب بنت العفيف عبد الله بن أسعد اليافعي الصوفي الشهير المسماة ب " الفوائد الهاشمية " تخريج النجم محمد المدعو عمر بن فهد، به إلى طولون عن محمد بن أبي الصدق العدوي عنها. 372 - مشيخة أم محمد أمة الله بنت عبد الرحمن القرشي: به إلى الحافظ عن عبد الله بن عمر الحلاوي عن محمد بن غالي الدمياطي عنها. 373 - مشيخة أم محمد سيدة بنت موسى المارانية: به إلى الزين العراقي عن محمد بن أبي الفتح القلانسي عنها.

_ (1) توفيت سنة 816؛ لها ترجمة في الضوء اللامع 81:12 والزركلي 6:4. (2) هي مسندة الشام زينب بنت الكمال احمد بن عبد الرحيم المقدسية، توفيت سنة 740 عن أربع وتسعين سنة، انظر ذيل عبر الذهبي: 213 والدرر الكامنة 209:2 وانظر ما تقدم رقم: 242 (ص: 460) . (3) توفيت سنة 861؛ انظر التبر المسبوك: 51 والضوء اللامع 43:12 والزركلي 107:3 قال السخاوي: وخرج لها النجم ابن فهد مشيخة حدثت بها وبغيرها؛ وانظر ما تقدم رقم: 102 (التساعيات) .

374 - مشيخة أم محمد زينب بنت يحيى بن عبد السلام (1) : به إلى الحافظ عن العماد أبي بكر بن إبراهيم بن العز عنها. 375 - مشيخة أم محمد وجيهة بنت علي الاسكندرانية (2) : به إلى الحافظ عن التاج عبد الوهاب بن محمد عنها. 376 - مشيخة أم محمد عايشة بنت محمد بن المسلم الحرانية (3) : به إلى الحافظ عن عمر بن محمد البالسي عنها. 377 - مشيخة أم محمد زينب بنت إسماعيل بن الخباز (4) : به إلى الحافظ عن الفخر عثمان بن محمد الكركي عنها. 378 - مشيخة أم الحسن فاطمة بنت العز إبراهيم بن أبي عمر (5) : به إلى الحافظ عن محمد بن إبراهيم الأرموي عنها.

_ (1) زينب بنت يحيى بن عز الدين بن عبد السلام السلمية، توفيت سنة 735 عن سبع وثمانين سنة. انظر الشذرات 110:6 وذيل عبر الذهبي: 187 والدرر الكامنة 215:2. (2) زين الدار وجيهة بنت علي بن يحيى بن سلطان الأنصارية (639 - 732) خرج لها كل من ابن رافع وتقي الدين ابن عرام مشيخة. انظر البدر الطالع 325:2 والدرر الكامنة 180:5 والزركلي 125:9. (3) عائشة بنت محمد المسلم الحرانية أخت محاسن المحدث، توفيت سنة 736 عن تسعين سنة. انظر الشذرات 113:6 وذيل عبر الذهبي: 192 ومرآة الجنان 292:4 والدرر الكامنة 342:2. (4) زينب بنت إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز ويقال لها أمة العزيز أيضاً، توفيت سنة 750. انظر ذيل عبر الذهبي: 281 والدرر الكامنة 211:2. (5) فاطمة بنت العز إبراهيم بن الخطيب شرف الدين عبد الله بن أبي عمر المقدسية، ذكر ابن حجر (الدرر الكامنة 300:3) أنها أم إبراهيم وأنها توفيت سنة 747 وانظر أيضاً ذيل عبر الذهبي: 259.

379 - مشيخة ست الأهل بنت الطبري (1) : تخريج الغرس خليل بن أحمد الاقفهسي، به إلى الحافظ عنها. 380 - مشيخة شهدة الكاتبة (2) : هي ست الكتبة بنت أحمد، تخريج أبي محمد بن الأخضر، به إلى السيوطي عن البلقيني عن أبي إسحاق التنوخي عن المزي عن ست الأهل بنت علوان البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي عن شهدة بنت أحمد بن عمر. ح: وبأسانيدنا إلى الحجار عن أبي الفضل عبد العزيز بن داود الزاهد عنها. واعلم أن المشيخات كثير عددها لا يحصى عدها، وإنما اقتصرت على هذا المقدار للاختصار. المسلسلات 381 - مسلسلات أبي بكر ابن شاذان (3) : وهو محدث بغداد أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن شاذان البغدادي البزار المتوفى سنة 455، أرويها بالسند إلى ابن حجر عن عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان المكي عن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الطبري، أنا علي بن هبة الله بن سلامة الحميري، أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو الحسن ابن الطيوري، أنا عبد الكريم ابن أحمد المحاملي، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.

_ (1) ذكر السخاوي ست الأهل بنت الرضى محمد بن المحب محمد الطبري وان اسمها حسنة (وترجم لها أيضاً في حبيبة) (انظر الضوء اللامع 19:12، 53:20) . (2) شهدة بنت احمد بن الفرج بن عمر الابري (482 - 574) . انظر ترجمتها في ابن خلكان 477:2 ومرآة الزمان 353:8 وعبر الذهبي 220:4 والشذرات 248:4 ونزهة الجلساء: 61. (3) قارن بالرسالة المستطرفة: 82.

382 - مسلسلات أبي نعيم الأصبهاني (1) : بالسند إلى ابن حجر عن أحمد بن أبي بكر المقدسي عن محمد بن علي بن ساعد عن يوسف بن خليل الحافظ، أنا أبو سعيد خليل بن بدر، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم. 383 - مسلسلات أبي سعد السمان (2) : به إلى ابن حجر عن أحمد بن أبي بكر بن العز أحمد بن عبد الحميد عن سليمان بن حمزة، أنا جعفر بن علي الهمداني، أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن السمان. 384 - مسلسلات الإبراهيمي (3) : به إلى ابن حجر عن أبي محمد بن محمد ابن مفلح الحنبلي عن عبد الله بن محمد بن القيم، أنا الفخر بن البخاري، أنا أبو اليمن الكندي، أنا الحسين بن علي الخياط المقري، أنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن عطاء الله الإبراهيمي به. 385 - مسلسلات القاضي أبي بكر ابن العربي المعافري (4) : به إلى ابن حجر عن أحمد بن أبي بكر عن الفخر عثمان بن محمد التوزري، أنا محمد ابن يوسف بن مسدي، أنا محمد بن الحسن بن إبراهيم بن بردة الأنصاري الغرناطي عن ابن العربي. 386 - مسلسلات ابن بشكوال (5) : أرويها بالسند إليه (وقد سبق في حرف الباء) .

_ (1) قارن بالرسالة المستطرفة: 83. (2) هو إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه الرازي البصري المعروف بالسمان، توفي سنة 445؛ وانظر الرسالة المستطرفة: 142. (3) هو عبد الله بن عطاء الله الهروي الحافظ الإبراهيمي. توفي سنة 476. انظر عبر الذهبي 284:3. (4) ستأتي ترجمته، رقم: 488. (5) راجع ما تقدم رقم: 95 (ص: 244) .

387 - مسلسلات الدمياطي (1) : هو الإمام حافظ الدنيا عبد المؤمن بن خلف، أرويها بالسند إليه (وقد سبق في حرف الدال) . 388 - مسلسلات ابن مسدي (2) : وهو الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف الأزدي المهلبي الأندلسي القرطبي نزيل مكة المتوفى بها سنة 663، به إلى ابن حجر عن أحمد بن محمد بن عثمان الغزي الخليلي عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن سعد الله ابن جماعة، أنا محمد بن أبي بكر بن خليل المكي عن أبي بكر ابن مسدي. 389 - مسلسلات التيمي (3) : وهي ثمانية أجزاء، به إلى ابن حجر عن أبي هريرة بن الذهبي عن أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف البعلي، أنا محمد ابن إسماعيل المرداوي الخطيب عن يحيى بن محمود الثقفي، أنا جدي لأمي الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي صاحبها وأولها المسلسل بقص الأظافر يوم الخميس. 390 - مسلسلات أبي الحسن اللبان: به إلى السيوطي عن الجلال البلقيني عن أبي الفرج عبد الرحمن بن مكي، أنا السلفي، أنا أبو الفتح برديا بن مسعود الغزنوي، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللبان.

_ (1) راجع الترجمة رقم: 202 (ص: 406) . (2) تقدمت ترجمته برقم: 336. (3) توفي أبو القاسم التيمي الحافظ سنة 535. انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ: 1277 وعبر الذهبي 94:4 والمنتظم 90:10 والبداية والنهاية 217:12 وطبقات الداودي 112:1 وطبقات الحفاظ: 463 والشذرات 105:4 ومرآة الجنان 263:3 والنجوم الزاهرة 267:5 والرسالة المستطرفة: 57.

391 - مسلسلات الغرافي (1) بالغين لا بالقاف -: وهو أبو الحسن علي بن أحمد، نرويها بأسانيدنا إلى الحافظ عن المجد الفيروزبادي عن محمد بن أبي القاسم الفارقي عنه. 392 - مسلسلات الديباجي (2) : وهو أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الديباجي، كان السلفي يرميه بالكذب، فكان هو يقول: كل من بيني وبينه شيء فهو في حل إلاّ السلفي فبيني وبينه وقفة بين يدي الله. نرويها بأسانيدنا إلى الحجار عن جعفر بن علي بن هبة الله عنه. 393 - مسلسلات الطريثيثي (3) : وهو أبو بكر أحمد بن علي، بأسانيدنا إلى العز بن جماعة عن الشرف الدمياطي عن البهاء علي بن هبة الله ابن بنت الجميزي عن عبد الله بن محمد بن أبي عصرون عن الحسين بن نصر بن حسين عنه. 394 - مسلسلات الحافظ ابن الجوزي (4) : وهي في مجلد، أرويها بالسند إليه (وقد سبق) . 395 - مسلسلات التجيبي (5) : وهو الحافظ الراوية أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي التلمساني، أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف التاء) .

_ (1) تاج الدين علي بن احمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي: توفي سنة 704 عن ست وسبعين سنة، انظر الدرر الكامنة 85:3 وذيل تذكرة الحفاظ: 90 وذيل عبر الذهبي: 29 والنجوم الزاهرة 214:8 والراء في الغرافي مشددة. (2) هو محدث الإسكندرية، توفي سنة 572. انظر عبر الذهبي 214:4 والشذرات 241:4 والرسالة المستطرفة: 83. (3) نسبة إلى طريثيث من نواحي نيسابور، ويعرف أبو بكر الطريثيثي بابن زهيرا وكان من أعيان الصوفية، عاش ستاً وثمانين سنة وتوفي سنة 497. انظر عبر الذهبي 346:3 والشذرات: 3. (4) انظر الترجمة رقم: 132 (ص: 308) . (5) انظر الترجمة رقم: 102 (ص: 264) .

396 - مسلسلات ابن الطيلسان (1) : نرويها بأسانيدنا إليه (السابقة في حرف الجيم والطاء) . 397 - مسلسلات ابن الجزري (2) : (تقدم اسنادها في حرف الجيم وغيره) . 398 - المسلسلات الأربعينية (3) : للحافظ أبي الحسن ابن المفضل وهي أربعون حديثاً بشروطها أرويها بالسند إلى أبي زيد الثعالبي عن أبي محمد الغرياني التونسي عن أبيه عن الحافظ ابن جابر الوادياشي عن أبي حيان والذهبي كلاهما عن عبد المؤمن الدمياطي عن الحافظ زكي الدين المنذري عن الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي، وهو كما ترى مسلسل بالحفاظ. 399 - مسلسلات الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي (4) : به إليه. 400 - مسلسلات الكازروني: وهو شيخ المحدثين في بلاد فارس، العلامّة سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني المتوفي سنة 758، في نحو كراريس سبعة، أتمها سنة 742، منها نسخة بالمكتبة السلطانية بمصر بخط نسيم بن محمد بن سعيد بن مسعود الكازروني فرغ منها سنة 772، وهذه المسلسلات هي التي يريدها الحافظ ابن الجزري حيث يقول المسلسلات السعيدية. 401 - مسلسلات الحافظ محمد بن ناصر الدين الدمشقي (5) : نرويها

_ (1) رقم: 113 (ص: 315) ورقم: 267 (ص: 476) . (2) رقم: 125 (ص:304) . (3) شرف الدين أبو الحسن اللخمي المقدسي ثم الاسكندراني الفقيه المالكي (544 - 611) انظر عبر الذهبي 38:5 والشذرات 47:5. (4) سترد ترجمته رقم: 377. (5) ترجمته رقم: 354 في ما يلي.

بأسانيدنا إلى الشمس ابن طولون عن السراج عمر بن علي الخطيب وغيره عنه (وانظر النفحات) قال الحافظ السخاوي في الفتح: " اعتنى حافظ دمشق الشمس ابن ناصر الدين بإفراد ما وقع له من المسلسلات في تخريج " اهـ. 402 - مسلسلات النجم عمر بن فهد (1) : نرويها بأسانيدنا إلى الشمس ابن طولون عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أيوب عنه، والنجم المذكور هو المراد بقول السخاوي في مبحث المسلسل له وعده من أفرادها: " وكذا حافظ مكة من أصحابنا " اهـ. 403 - مسلسلات الحافظ السخاوي (2) : (انظر الجواهر المكللة) وهي مائة مسلسل أفردها مبيناً شأنها كما في " فتح المغيث " له وذكر فيها أن الذين صنفوا في المسلسلات نحو الخمسين وعدهم، قاله في " التحفة المدنية في المسلسلات الوترية " (انظر السخاوي في حرف السين) 404 - المسلسلات الكبرى (3) : للحافظ السيوطي وهي خمسة وثمانون حديثاً، وله أيضاً جياد المسلسلات، أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف السين) . 405 - المسلسلات الكبرى (4) : للحافظ محمد بن طولون الدمشقي. 406 - المسلسلات الوسطى: له أيضاً، تحتوي على مائة وتسعة وأربعين مسلسلاً.

_ (1) قارن بالرسالة المستطرفة: 84 وانظر رقم: 347 في ما يلي. (2) قارن بالرسالة المستطرفة: 84 ورقم: 112 (ص: 315) والترجمة الآتية رقم: 562. (3) انظر الرسالة المستطرفة: 84 وترجمة السيوطي رقم: 575. (4) مرت ترجمة ابن طولون، رقم: 266 (ص: 472) .

407 - المسلسلات الصغرى: له أيضاً، أرويها بالسند إليه (وقد سبق في حرف الطاء، انظر ابن طولون) . 408 - مسلسلات ابي الفتح المزي (1) : وهو محمد بن محمد الدمشقي، نرويها بأسانيدنا إلى ابن طولون عنه وغالب طرقها عجيبة التسلسل. 409 - مسلسلات الجمال يوسف بن حسن المبرد (2) : به إلى الشمس ابن طولون عنه، إلاّ أن غالبها منقطع التسلسل. 410 - مسلسلات النجم الغيطي (3) : أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف الغين) . 411 - مسلسلات العجيمي (4) : أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف العين) . مسلسلات ابن عقيلة: (انظر الفوائد الجليلة في حرف الفاء) (5) . 412 - مسلسلات ابن الطيب الشرقي (6) : وهي كما في " سلك الدرر " تنوف على ثلاثمائة حديث مسلسلة، أرويها بأسانيدنا إليه (انظر الموارد السلسلة وحرف الشين) .

_ (1) انظر ما تقدم: 57 (ص: 160) والمزي هذا هو محمد بن محمد ابن علي العوفي الإسكندري فقيه شافعي متصوف، رحل في طلب العلم واستقر بالمزة في ضواحي دمشق، وكانت وفاته سنة 906. انظر الكواكب السائرة 14:1 والشذرات 30:8 وبروكلمان، التاريخ: 122 وتكملته 58:2 والزركلي 282:7. (2) ترجمته في ما يلي رقم 647. (3) الترجمة رقم: 505. (4) الترجمة رقم: 453 وراجع رقم 68، 132. (5) رقم: 489 في ما يلي ورقم: 171. (6) قارن بالرسالة المستطرفة رقم: 85 وانظر رقم: 206 والترجمة رقم: 598.

413 - مسلسلات ولي الله الدهلوي (1) : وهي مطبوعة بالهند تقدمت (انظر الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين في حرف الفاء، وانظر ولي الله الدهلوي في حرف الواو، والإرشاد في حرف الألف) . مسلسلات الاكراشي: (انظر حظيرة الإيناس) (2) . 414 - مسلسلات الحافظ مرتضى الزبيدي: وهي كثيرة أفرادها برسائل وتعليقة كالمستخرج على مسلسلات ابن عقيلة، وقرأت بخط الحافظ مرتضى في إجازته لمحدث الشام العطار الدمشقي: " وأجزته بالمسلسلات التي بلغت إلى ثلاثمائة مسلسل قال منها ما سمعه مني) ، اهـ. وله الإسعاف بالحديث المسلسل بالإشراف يعني حديث لا إله إلاّ الله حصني، وله أيضاً " المرقاة العلية في شرح الحديث المسلسل بالأولية "، أرويها وكل ما له من طرق (انظر أسانيدنا إليه في الألفية وفي اسمه) . 415 - مسلسلات الأشبولي: هو المسند المعتني أبو الطوع سلامة بن محمد الاشبولي الحنفي المصري، في جزء صغير جل روايته فيها عن الحافظ الزبيدي المذكور قبله، اشتريتها بمصر ثم أدخلت لخزانة المخزن بفاس. نروي ما فيها من طريق السيد مرتضى بأسانيدنا إليه وقد سبقت، لخص جلها من مسلسلات ابن عقيلة، ومستخرجها. 416 - مسلسلات محمد صالح الرضوي (3) : أرويها عن الشيخ الوالد

_ (1) رقم: 36 (ص: 178) و 495 والترجمة رقم: 632. (2) رقم: 125 (ص: 371) وقد وردت هنالك باسم حظيرة الإيناس ثم كتبت في هذا الموضع " الاستئناس ". (3) قد تقدم ذكر الرضوي رقم: 218 (ص: 431) دون إثبات ترجمة له.

بأعمالها، وهو عن أبي عبد الله محمد بن علي الحبشي الاسكندري عن محمد بن إبراهيم السلوي عن الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري صاحبها. ح: وأرويها عالياً عن الحبشي المذكور بالاسكندرية لما وردت عليها بها سنة 1323 بسنده المذكور، وهي في نحو كراسة، ذكر فيها المسلسل بالأولية والمسلسل بسورة الصف وبالفقهاء وبيوم العيد وبالمصافحة والمشابكة بتعدد طرقها، وهي أول مسلسلات عرفت ورويت. 417 - مسلسلات الأمير الكبير التي ختم بها فهرسه: أرويها بأعمالها عن الشهاب أحمد الرفاعي الفيومي المصري بمصر عن أبي إسحاق الباجوري عن الأمير الصغير عن أبيه مسلسلة بأعمالها، وأروي غير الموقت منها بأعمالها عن الوجيه عبد الرحمن الشربيني عن الباجوري به. 418 - مسلسل عاشوراء: للعلاّمة الشمس محمد بن محمد الأمير الصغير المالكي الأزهري المصري، في ورقات، ذكر فيها إسناده في الحديث المسلسل بيوم عاشوراء عن والده عن أبي الحسن علي السقاط عن أحمد ابن العربي ابن الحاج وعمر لوكس، كلاهما عن صاحب " المنح البادية " عن عبد السلام اللقاني عن أبيه بسنده. وفي هذا السياق نظر فإن أحمد بن العربي ابن الحاج من أشياخ صاحب " المنح البادية " لا من تلاميذه، وصاحب المنح لم يأخذ عن اللقاني المذكور لا مشافهة ولا مكاتبة ولم يذكره في منحه من مشايخه، نعم ذكره من أشياخ عمه وأبيه. ورسالة عاشوراء هذه مستعملة بمصر، كتب عليها جماعة من علماء الأزهر كالشيخ حسن العدوي وتلميذه النور علي البابلاوي ولم ينبها معاً على أغلاطها الاسنادية التي ذكرنا. وأروي الرسالة المذكورة عن الشيخ الوالد

وغيره عن الشيخين البرهان السقا والشمس عليش، كلاهما عن الأمير الصغير مؤلفها. ح: وأروي الحديث المذكور عالياً عن الشمس محمد أمين رضوان بالمدينة المنورة سماعاً عليه بالمسجد النبوي يوم عاشوراء عام 1324 عن النور أبي علي الحسن العدوي الحمزاوي كذلك عن الشيخ مصطفى البولاقي المصري سماعاً عليه كذلك عن الشمس محمد الأمير الكبير بسنده. ح: وأخبرنا به يوم عاشوراء أديب الحجاز الشيخ المعمر عبد الجليل برادة المدني إجازة لي منه بمكة يوم عاشوراء عن الشهاب أحمد منة الله المالكي الأزهري بالمدينة يوم عاشوراء عن الأمير الكبير المذكور بسنده، ولنا في الحديث رسالة. 419 - مسلسلات الباجوري (1) : وهي المسلسلات المذكورة في فهرس الأمير، جردها على حدة، أرويها عن الشهاب أحمد الرفاعي المصري بمصر بأعمالها عن البرهان الباجوري، رحمه الله. 420 - المسلسلات العشرة المنتخبة: من فهرس إبي سالم العياشي، انتخاب الحافظ محمد بن علي السنوسي المكي، أرويها بأعمالها عن الشيخ فالح عن الشيخ السنوسي. ح: وأرويها نازلاً عن الشهاب العطار عن شرف الدين ابن محمد غزن الفيشاوري الهندي بمكة عام 1305 عن السيد عبد المتعال ابن الشيخ سيدي أحمد بن إدريس، لقيه بأرض الريف من مصر، بروايته لها عن جامعها الحافظ السنوسي. 421 - مسلسلات حصر الشارد (2) : للشيخ عابد السندي، قد جردت على حدة، أرويها بأعمالها عن الخطيب أبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي سماعاً

_ (1) هو إبراهيم بن محمد بن أحمد الباجوري شيخ الجامع الأزهر (1198 - 1277) . انظر خطط مبارك 2:9 ومعجم سركيس: 507 وإيضاح المكنون 244:1 وهدية العارفين 41:1 والزركلي 67:1. (2) انظر رقم: 122 (ص: 363) والترجمة رقم: 379.

عليه بفاس بين سنة 1318 و 1319 وهو عن الشيخ عبد الغني الدهلوي عن الشيخ عابد. 422 - مسلسلات البدر عبد الله بن علي (1) باسودان اليمني، نرويها بالسند السابق إليه (في حرف الباء) . 423 - مسلسلات الشمس محمد بن ناصر الحازمي اليمني الأثري المشهور: ذكرها له شيخنا القاضي حسين السبعي الأنصاري في إجازته للأمير صديق حسن خان الهندي، أرويها عن القاضي حسين السبعي والشمس محمد بن سالم مكاتبة، وهما عنه وعن شيخنا السيد حسين الحبشي شفاهاً عنه أيضاً. مسلسلات أبي المحاسن القاوقجي: تقدمت، وقد قال عنها بعض المتأخرين " إن أجمع المسلسلات وأكملها مسلسلات حصر الشارد ومسلسلات القاوقجي هذه، فلو أخذهما رجل عن مشايخه لاستغنى عن غيرهما " (2) اهـ. 424 - مسلسلات ابن ظاهر (3) : هو مسند المدينة المنورة أبو الحسن علي ابن ظاهر المدني، له المسلسلات الخمسون، جردها وانتخبها من مسلسلات " حصر الشارد " وهي مطبوعة ببلاد قازان، سماها " التحفة المدنية في المسلسلات الوترية " (في 99 صحيفة) ومما يلاحظ عليه رحمه الله أنه اقتصر فيها على سياق " حصر الشارد " ولم يتوسع مع أن في إمكانه في مثل المسلسل بالمالكية والشافعية والمسلسل بالدمشقيين والمصريين والمغاربة أن يسوقه عن

_ (1) رقم: 81 (ص: 230) . (2) انظر رقم: 10 (ص:104) 80 (ص: 254) وأرقاماً أخرى متعددة. (3) رقم 11 (ص:106) .

حرف النون

مشايخه منهم ليتم التسلسل، ولعله جمعها عن استعجال رحمه الله رحمة واسعة. أرويها بأعمالها عن ابن خالنا صاحب السلوة عام 1319، عنه عام 1297 بفاس، وأرويها بالإجازة عن ابن ظاهر مكاتبة (وانظر الأوائل من حرف الألف) . 425 - مسلسلات الوالد رحمه الله -: وهي من جمعي في نحو كراسين، أرويها عنه بأعمالها سماعاً عليه عام 1317 وهو عن الشيخ عبد الغني الدهلوي ومحمد بن علي الحبشي وغيرهم بأسانيدهم المذكورة فيها، تضمنت الحديث المسلسل بالأولية وبالعيد وبالمصافحة وبالمشابكة وبسورة الصف وبالفاتحة والمسلسل بالفقهاء ورواية الصحيح من طريق أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم. 426 - المسلسلات الكتانية: وهي من جمع الفقير، جمعت فيها ما حصل لي بالسماع المتصل عن أعيان من لقيته بالمشرق والمغرب، تخرج في مجلد وسط، ذكرت فيها جميع مسلسلات ابن عقيلة وحصر الشارد وغيرهما. واعلم أن ما ذكرته من المسلسلات ليس هو غاية ما وجد، وإنما اقتصرت على ما قل مما كثر للاختصار. حرف النون 344 - النابتي: له برنامج ينقل عنه ابن الأبار في " التكملة ". 345 - الناصر لدين الله (1) : الإمام أحمد بن المستضيء بالله العباسي

_ (1) انظر ترجمة الناصر في ابن الكازروني: 242 (قال: ثم انه جمع كتاباً في الأحاديث النبوية سماه: روح العرافين) ونكت الهميان: 63 والوافي 310:6 وخلاصة الذهب المسبوك: 280 وتاريخ الخلفاء: 480 والفوات 66:1 والمنهل الصافي 264:1 والنجوم الزاهرة 261:6.

البغدادي، ولد سنة 553، وبويع بالخلافة في ذي القعدة سنة 575، ومات ببغداد سنة 622 عن تسع وستين سنة. وفي سنة 607 ظهرت الإجازات التي أخذت له من الشيوخ، وذكرهم في كتاب " روح العارفين " الذي شرحه الحافظ يوسف سبط ابن الجوزي صاحب " مرآة الزمان " وكان وقفاً بدار الحديث الأشرفية بدمشق، ودفع الخليفة إلى أهل كل مذهب إجازة عليها مكتب بخطه: " أجزنا لهم ما طلبوا على شرط الإجازة الصحيحة، وكتب العبد الفقير إلى الله أبو العباس أحمد أمير المؤمنين " وسلمت إجازة أصحاب الشافعي إلى ضياء الدين عبد الوهاب بن علي الصوفي، وإجازة أصحاب أبي حنيفة إلى الضياء أحمد بن مسعود التركستاني، وإجازة أصحاب أحمد إلى أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر، وإجازة أصحاب مالك إلى التقي ابن جابر الزاهد المغربي. وفي سنة 608 أمر الخليفة المذكور أن يقرأ مسند أحمد بمشهد موسى بن جعفر بحضرة صفي الدين محمد بن سعد الموسوي بإجازته من الخليفة نروي ما للخليفة المذكور من طريق يوسف سبط ابن الجوزي المذكور عنه. قلت: لعل هذا المظهر من خلفاء بني العباس في باب التحديث والرواية هو الذي أراد السلطان سليمان العثماني أعظم ملوك الترك وأعلمهم أن ينسج عليه، فقد ذكر الرحالة أبو القاسم الزياني في رحلته الكبرى (1) أنه وقف في المكتبة السليمانية بأصطنبول على فهرسة السلطان سليمان المذكور مكتوبة في أوراق من فضة على شكل أوراق القصدير كتابتها بالتركي، منحوتة في الفضة مطعومة (2) بحروف، قال: " ذكر له القيم على هذه المكتبة أن فيها نسبه إلى جده سليمان شاه وعمود نسبه إلى يافث بن نوح، قال: وصارت هذه الفهرسة عندهم أصلاً معتبراً لكل من ملك منهم، يأتون بها محمولة

_ (1) الترجمانة الكبرى: 103. (2) الترجمانة: مطعمة.

في كدش (1) إلى دار السلطان ويحملونها على رؤوسهم وهم يذكرون الله علانية، وتوضع بين يدي السلطان وشيخ الإسلام والقضاة والعلماء والوزراء فيتبركون بها، ويكتب شيخ الإسلام البيعة فيها، ويرفع نسبه إلى سليمان، وفيها ذكر أشياخه الذين أخذ عنهم، ويضعون خواتمهم فيها ويردونها إلى محلها " اهـ. 346 - الناجي (2) : هو الحافظ محدث الديار الدمشقية شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم بن محمد بن محمود المحدث الشافعي المشهور بالناجي الدمشقي، من الحفاظ المعاصرين للسخاوي والسيوطي وتلك الطبقة، إلاّ أن الحافظ السيوطي قال عنه: " لم يكن في حفظ الحديث نصيب ". ولعله من باب ما يجري بين المتعاصرين عادة. ومن مؤلفاته تعليق على الترغيب للمنذري. نتصل به من طريق النجم الغيطي عن الشمس الدلجي شارح الشفا عنه. ح: ومن طريق العيثاوي عن أبي بكر بن محمد بن عمر البلاطنسي عن الحافظ الناجي. وكانت وفاة الناجي سنة 900. وفي " شذرات الذهب " للعمادي عن يونس العيثاوي قال: " أول اجتماعي بالشيخ كمال الدين بن حمزة شيخ الإسلام بدمشق سألني عن محل إقامتي فقلت بميدان الحصا، فقال لي: هذه المحلة خصّها الله بثلاثة أيمة كل منهم انفرد بعلم لا يشاركه فيه غيره، فذكر منهم الشيخ إبراهيم الناجي بعلم الحديث " (انظر ترجمة كمال الدين ابن حمزة المذكور) .

_ (1) في الأصل المطبوع: كوش. (2) ترجمة برهان الدين الناجي في الضوء اللامع 166:1 وشذرات الذهب 365:7.

347 - نجم الدين بن فهد (1) : هو الإمام الحافظ المؤرخ الرحال نجم الدين أبو القاسم وأبو حفص محمد المدعو عمر بن الحافظ تقي الدين أبي الفضل محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي المتوفى في رمضان سنة 885 عن 73 سنة كما في أول " إرشاد الساري " له عدة فهارس ومشيخات لنفسه ولغيره والمسلسلات وإتحاف الورى بأخبار أم القرى، والدر الكمين بذيل العقد الثمين، والتيسير بتراجم الطبريين، ونور العيون بما تفرق من الفنون. نروي كل ما له من طريق السيوطي والسنباطي وغيرهما عنه. ح: وبالسند إلى ابن القاضي عن الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد عن عمه الرحلة محمد جار الله بن فهد عن أبيه الحافظ عبد العزيز بن فهد عن أبيه الحافظ نجم الدين. 348 - نجم الدين الغزي (2) : هو نجم الدين محمد بن بدر الدين محمد بن رضي الدين الغزي العامري الدمشقي الشافعي مسند الدنيا في عصره ومصره، الإمام المعمر الرحلة شيخ الإسلام ملحق الأحفاد بالأجداد المنفرد بعلو الاسناد، قال عنه الشيخ ابن شاشو في " تراجم أعيان دمشق ": " ناشر راية الاجتهاد، رافع رواية الاسناد، شيخ أئمة الحديث، في قديمه والحديث، انفرد بعلو الاسناد بآبائه وأجداده، وعمَّ سائر العباد فيضُ مدده وأمداده، إذا أخذ البخاري وشرع يمليه، قلت ذلك فضل الباري من شاء يؤتيه، أو غيره من الأسانيد، لم ترَ ثم غير سامع مستفيد، فما الجامع الكبير غير صدره، وما

_ (1) ترجمة النجم ابن فهد في الضوء اللامع 126:6 والبدر الطالع 512:1 والزركلي 225:5 وبركلمان، التاريخ 175:2 وتكملته 225:2. (2) نجم الدين الغزي: له ترجمة في خلاصة الأثر 189:4 ومقدمة الكواكب السائرة والزركلي 292:7 وبروكلمان، التاريخ 291:2 وتكملته 402:2 وتراجم أعيان دمشق لابن شاشو: 101 وقد ترجم نفسه في كتاب بلغة الواحد، وانظر مقدمة لطف السمر: 11 - 152.

الكوكب المنير غير فكره، وما مشكاة الأنوار غير آرائه، فلو صاحب الفتح رآه، ودَّ أنْ حاكاه " (1) ولد بدمشق سنة 977 وتوفي سنة 1061. يروي عامة عن والده الشيخ بدر الدين إجازة خاصة، وفي حزبه الذي ألف لمفتي مكة قطب الدين النهروالي، وعن شيخ الإسلام أبي الفضل محمد محب الدين القاضي الحنفي وعن قاضي القضاة بحلب محمد بن محمد بن حسن المسعودي لما ورد لدمشق سنة 899، وبخصوص تفسير المولى أبي السعود العمادي، وعن الشمس الرملي المصري، وعن الأستاذ زين العابدين البكري المصري، وعن محدث حلب شيخ الإسلام محمود بن محمد البيلوني، وسمع منه حديث الأولية، وعن محدث مكة الشمس محمد بن عبد العزيز الزمزمي الشافعي سنة 1007 وغيرهم. ومن مؤلفاته: بلغة الواجد في ترجمة شيخ الإسلام الوالد وفي ضمنه أربعون حديثاً من مسموعاته، وكتاب التنبه في التشبه في مجلدات سبعة، ذكر فيه ما ينبغي للإنسان أن يتشبه به من أفعال الأنبياء والملائكة والحيوان، وهو موجود بخطه في دمشق. وله إتقان ما يحسن في الأحاديث الواردة على الألسن (2) وله أيضاً الكواكب السائرة في أهل المائة العاشرة (3) ، وذيله لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر (4) ، وله ثبت لطيف لخصه الشيخ عبد الباقي الحنبلي في فهرسته. وفي " خلاصة الأثر " (5) حكى الشيخ العالم التقي الشيخ حمزة بن يوسف

_ (1) ينقل المؤلف بشيء من الإيجاز. (2) منه نسخة بمكتبة البلدية بالإسكندرية. (3) قام بتحقيقه الدكتور جبرائيل جبور في ثلاثة أجزاء ونشره سنة 1945 - 1958. (4) منه نسخة بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم: 549 تاريخ، وقد نشر في جزئين بدمشق (1981) تحقيق محمود الشيخ. (5) خلاصة الأثر 199:4.

الدوماني الحنبلي أنه حج في آخر حجة حجها المترجم عام 1059 قال: " بينما نحن بالحرم إذا بضجة عظيمة، قال: فخرجت فإذا بالمترجم بين الناس وهم يقولون أجزنا، ومنهم من يقول هذا حافظ العصر، ومنهم من يقول هذا حافظ الدنيا، فوقف عند باب الزيارة وقال لهم: أجزتكم بشرط أن لا يلحقنا أحد حتى نطوف، قال: فما وصل المطاف إلاّ وخلفه أناس أكثر من الأول، فوقف وأجازهم وقال: بشرط أن لا يشغلنا أحد عن الطواف، قال: فوقف أناس، وطاف الشيخ ولم يكون معه إلاّ أناس قلائل كأنما أُخْليَ له المطاف " (1) قال المحبي: " وبالجملة فهو آخر (2) حفاظ الشام "، اهـ. نروي ما له بأسانيدنا إلى الشيخ عبد الباقي الحنبلي وولده أبي المواهب والعارف النابلسي والبرهان الكوراني والعجيمي والعلاء الحصفكي وغيرهم عنه. وأخبرنا الشيخ نصر الله بن عبد القادر الخطيب عن عمر الغزي الدمشقي عن عبد القادر بن إبراهيم النابلسي وعمر التغلبي الشيباني كلاهما عن عبد الغني ابن إسماعيل النابلسي عنه. ح: ويروي الخطيب عن عبد الله التلي المعمر عن النابلسي عنه وهو عن أبيه عن زكرياء والسيوطي والقسطلاني، فبيننا وبين زكرياء والسيوطي من طريقة خمسة، وهذا أعلى ما يكون، وما في " عمدة الأثبات " من أن الشهاب العطار يروي عن المترجم فيه نظر لأن بين وفاة المترجم وولادة العطار نحو القرن. النبهاني: (انظر هادي المريد) (3) . النخلي: (انظر بغية الطالبين له) (4) .

_ (1) ينقل المؤلف هنا بإيجاز شديد. (2) الخلاصة: خاتمة. (3) رقم: 554 في ما يلي. (4) رقم: 77 (ص: 251) في ما تقدم.

349 - الندرومي: هو العلاّمة أبو الوفاء عبد الخالق الندرومي، له فهرسة أثبت فيها كثيراً من كلام شيخه أبي عبد الله محمد الفاسي المعروف بالصغير في فنون العلم، وكان الندرومي من أنظار ابن يعقوب الولالي ومعاصريه من أهل الطبقة الثانية من علماء الدولة الإسماعيلية هكذا قال عنه أبو القاسم الغزاوي المكناسي في تاريخه، ولا أعلم من حاله شيئاً زائداً على ما ذكر (واتصالي بشيخه صاحب المنح قد ذكر في حرف الميم) (1) . النمرسي: (انظر عبد في حرف العين) (2) . 350 - نعمان بن محمود الآلوسي (3) البغدادي الحنفي العلاّمة الجليل: ولد سنة 1252، يروي عامة عن أبيه محمود المفسر وصديق حسن القنوجي الهندي وشيخه مجيزنا القاضي حسين السبعي الأنصاري وحسين الكردي وعيسى صفاء الدين البندنيجي البغدادي وعبد الغني الميداني الدمشقي والمعمر كاكه أحمد البرزنجي ومحمود الحمزاوي الدمشقي المفسر وغيرهم وتدبج مع أحمد بن إبراهيم السديري النجدي، وأخذ الطريقة النقشبندية عن أبي بكر ابن محمد الهاشمي الكردي عن عثمان الطويلي عن مولانا خالد الكردي، وأجازه عيسى البندنيجي السابق عن مولانا خالد المذكور وداوود باسا والي بغداد وشيخ الحرم النبوي عامة ما لهما. مات نعمان المذكور ببغداد سنة 1317. له ثبت صغير، نروي ما له عن الشيخ أحمد أبي الخير العطار وجمال الدين الحلاّق، كلاهما عنه.

_ (1) رقم: 197 في ما تقدم. (2) رقم: 447 في ما يلي. (3) ترجمة الآلوسي في أعلام العراق: 57 والدر المنتثر: 34 والمسك الاذفر: 51 ومعجم سركيس: 7 وبروكلمان، التكملة 789:2 والزركلي 9:9 (وجعل وفاته سنة 1317) .

351 - النفزي (1) : هو الشيخ الأديب أبو عبد الله محمد بن سليمان بن أحمد النفزي، أروي فهرسته من طريق ابن خير عنه. 352 - النوري الصفاقسي (2) : هو العلاّمة الواسع العارضة محيي السنن وعلم القراءات بالقطر التونسي، أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي صاحب كتاب " غيث النفع في القراءات السبع " ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثّ العلم والإرشاد وإحياء السنّة، حتى صار فريد العصر ورحلة الدهر، وانتفع به أمم من المقيمين والواردين إلى أن مات بها سنة 1118. وذكره الشيخ أبو العباس أحمد بن ناصر في رحلته الكبرى (3) قائلاً فيه: " من عباد الله الصالحين أهل العلم والعمل أحيا الله به العلم والسنّة في هذا القطر " الخ. ووقعت تحلية المترجم في " ذيل بشائر الإيمان " (4) ب " العلامّة شيخ مشايخ العصر والزمان، وفريد الدهر والأوان، السالك طريق السلف الصالح المدرس المربي " الخ. واستجاز له الشمس محمد بن أحمد المكني الطرابلسي من أبي علي اليوسي لما مر بطرابلس يريد الحج عام 1101 فأجازهم نظماً في بيت منها يخص المترجم قوله: كذا الماجدُ النحريرُ عينُ صفاقس ... أبو الحسن النوريّ ذو المجدِ والفخرِ

_ (1) انظر فهرسة ابن خير: 427 والصلة: 549 والغنية: 127 وبغية الوعاة: 116، 180؛ وهو ما لقي روى عن خاله غانم بن وليد والعذري وغيرهما، وتوفي سنة 473. (2) ترجمته في رحلة ابن ناصر 164:2 وذيل بشائر الإيمان: 162. (3) انظر الرحلة 164:2 (المؤلف) . (4) انظر ص: 162 من الكتاب المذكور (المؤلف) .

وللمترجم له ثبت أحال عليه شيخ القراءات يتونس الشيخ حمودة بن محمد إدريس الشريف في إجازة له، وذكر أن المترجم أخذ القراءات عن الشيخ علي الخياط المغربي الرشيدي فيما كاتبه به، عن الشيخ اليمني، عن الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي، عن يوسف بن القاضي زكرياء عن أبيه عن علي النويري عن ابن الجزري بأسانيده. ويروي المترجم أيضاً عن علي الخياط الرشيدي المذكور قبل عن الشيخ علي الهروي عن الشيخ عمر الشواف عن ميمون العفريت الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ظفرت بالثبت المذكور ونسخته، وهو في كراريس، بناه على إجازته للشهاب أحمد المكني، ذكر فيه روايته عامة عن البرهان الميموني وأبي عبد الله ابن ناصر وشرف الدين بن زين العابدين والشيخ يحيى الشاوي المغربي وعلي الشبراملسي والشهاب أحمد العجمي والشمس محمد بن محمد الافراني المغربي السوسي وعلي الخياط المغربي الرشيدي والخرشي وعبد السلام اللقاني وأحمد ابن عبد الرحمن المغربي والشيخ جلال الدين الصديقي والشهاب أحمد البشبيشي والبرهان الشبرخيتي والشهاب أحمد العناني الكناني وغيرهم. نتصل بالمذكور في القراءات عن شيخ القراء بتونس البرهان إبراهيم بن أحمد بن سليمان المارغني التونسي صاحب المؤلفات العدة في القراءات، وقد تدبجت معه بها، عن الشيخين الشمس محمد بن علي يالوشه وشيخه الأستاذ الكبير الشيخ محمد البشير التواتي عن الشيخ محمد بن الرائس التونسي عن الشيخ محمد المشاط التونسي عن الشيخ محمد الحركافي (1) البصير الصفاقسي عن أبي الحسن النوري بسنده. وأجاز لي حديث المصافحة مراسلة من سلمان بلدة قرب تونس قاضيها العالم المعمر الشهاب أحمد ابن قاضيها الشيخ محمد بن

_ (1) مترجم في ذيل بشائر الإيمان ص 162 وذكر أن الشيخ النوري أجازه بالقراءات السبع والعشر (المؤلف) .

محمد ماضور الأندلسي أصلاً السلماني بلداً الشاذلي طريقة، كما صافح والده الشيخ محمد ماضور، كما صافح جده الشيخ محمد ماضور، قال: صافحني شيخنا الشيخ علي بن خليفة المساكني، قال: صافحني النور علي النوري الصفاقسي، قال: صافحني شمهروش الجني بسنده. وذكر المترجم في فهرسته انه صافح الشيخ شرف الدين الأنصاري كما صافح والده وجده بسنده إلى جدهم الأكبر القاضي زكرياء الأنصاري. وللمترجم عقب طيب لقينا منهم العالم الخير الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري، ورد علينا لفاس، واستجاز من الشيخ الوالد رحمهم الله، وأصيب بالطاعون فدفن بصحن الزاوية الناصرية من فاس عام 1322، رحمه الله. 353 - النوري: أبو الحسين أحمد المارهروي الهندي، له ثبت مطبوع بالهند، مات في وسط العقد الثالث من هذا القرن ولا أعلم من حاله غير ما ذكرت، ثم تبين لي أنه حفيد المعمر الشيخ الشاه آل الرسول الأحمدي الهندي وخليفته، يروي عن الشيخ علي حسين المرادابادي الهندي، أجاز لنا عنه الشيخ أحمد رضا علي خان البريلوي الهندي بمكة. 354 - ابن ناصر الدمشقي (1) : هو الحافظ محدث البلاد الشامية شمس الدين محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي الشهير بابن ناصر الدين، ولد سنة 777 بدمشق، فطلب الحديث بنفسه، وتخرج بابن الشرايحي ولازمه مدة، وسمع على غير واحد ببلده والواردين عليها، منهم

_ (1) انظر ترجمته في مقدمة الرد الوافر والضوء اللامع 103:8 والبدر الطالع 198:2 وطبقات الحفاظ: 545 والدارس 41:1 (وهو فيهما محمد بن أبي بكر بن عبد الله كما أورده المؤلف في الأصل) وذيل تذكرة الحفاظ: 378 وبروكلمان، التاريخ 76:2 وتكملته 83:2 والزركلي 115:7.

أبو هريرة بن الذهبي، ورافق الحافظ صلاح الدين الاقفهسي، وكتب الطباق، وشارك في العلوم، وصنف تصانيف حسنة، منها شرحه الكبير على منظومة له في الاصطلاح عندي عليه خطه في مجلد، وله عليها شرح صغير أيضاً، وله مورد الصادي بمولد الهادي، وله الجامع المختار في مولد المختار في ثلاث مجلدات، وبديعة البيان عن موت الأعيان، وشرحها التبيان وهو عندي في مجلد، والاعلام بما وقع في " مشتبه النسبة " للذهبي من الأوهام في ثلاثة أسفار، وريع الفرع في شرح حديث أم زرع، وبرد الأكباد عن فقد الأولاد وهو عندي، ومنهاج السلامة في ميزان يوم القيامة، والرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر وهو مطبوع (1) ، وخرج الأربعين المتباينات المتون والاسانيد، وله أيضاً كتاب السراق والمتكلم فيهم من الرواة وذكر طبقاتهم وتراجمهم وهو عندي بخطه، فرغ منه سنة 805، وله أيضاً كشف القناع عن حال من ادعى الصحبة أو له اتباع، وهو أيضاً عندي بخطه، وله افتتاح القاري لصحيح البخاري وإتحاف السالك برواة الموطأ عن مالك في مقدار عشر كراريس أوصلهم إلى 83 راوياً عنه، وقفت على نسخة منه بخط محمد بن عبد الله الخيضري راويه عن مؤلفه في مكتبة زاوية الشيخ الدردير بمصر، وله أيضاً عقود الدرر في علوم الأثر، وله في المعراج، والوفاة النبوية، ونفحات الأخيار. وشيوخه كثيرون. وجوَّد الخط على طريقة الذهبي بحيث صار يحاكي خطه غالباً، وكتب به الكثير. ترجمه الحافظ ابن حجر في القسم الأخير من معجمه، والحافظ السخاوي، والحافظ ابن فهد، وابن خطيب الناصرية في " تاريخ حلب " وغير واحد. مات سنة 842 بدمشق ودفن بمقبرة باب الفراديس. قال السخاوي: " ولم يخلف فيها مثله " وترجمه السيوطي في " طبقات الحفاظ " وقال: " صنف

_ (1) منه طبعة بتحقيق صديقنا الأستاذ زهير شاويش (المكتب الإسلامي - بيروت 1393) .

تصانيف حسنة وتخرج به صاحبنا نجم الدين عمر بن فهد وصار محدث البلاد الدمشقية " اه. نروي ما له من طريق ابن طولون الدمشقي عن الحافظ عبد العزيز بن فهد عن والده الحافظ نجم الدين بن فهد الهاشمي المكي عنه. 355 - ابن ناصر الدرعي (1) : هو الإمام العارف السني القدوة الحجة المحدث أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي التمكَروتي، ولد سنة 1057 وتوفي في 18 ربيع الثاني عام 1129، كان ممن نصر السنّة في المغرب، وحبذ أعمالها وآدابها، وتعصب لها تعصب الغيور الهصور، وكان له تأكيد في اتباع العلم وتحكيمه، يؤخذ ذلك من رسائله لزواياه. وله رحلة حجازية في مجلد لخص جلها من رحلة شيخه العياشي، ذكر فيها من لقيه وأجازه بالمشرق، وهي مطبوعة بفاس (2) . وكان قائماً على البخاري وغيره من الكتب الحديثية استنساخاً وقراءة وشراء من المشرق والمغرب، بحيث يضرب المثل بمكتبة زاويته التي بدرعة، وفي " الروض الزاهر ": " أنه كان معتنياً بشراء الكتب واقتنائها حتى قيل انه اشترى بمصر في آخر حجاته مائة مثقال ذهب من الكتب، ولا يمنعها من مستحقها حتى انه اشترى نسخة من صحيح البخاري بمكة بثلاثة وسبعين مثقال ذهباً. وهو أول من أدخل اليونينية للمغرب ولم تر قبله ولا بعده " اهـ. قلت: اشتهر في كتب المتأخرين أن الشيخ المترجم أدخل النسخة اليونينية للمغرب، وكنا نفهم ونسمع من الناس أنه أدخل الأصل اليونيني بنفسه،

_ (1) ترجمة أحمد بن ناصر في صفوة من انتشر: 221 واليواقيت الثمينة: 42 وشجرة النور: 332 ومعجم سركيس 782:1 والزركلي 229:1. (2) طبعت رحلة الدرعي سنة 1320.

ثم تحقق أنه أدخل بعض فروعه المقابلة على الأصل اليونيني. وقد وقفت على الفرع المذكور الذي جلبه الشيخ المترجم من المشرق، وهو في عشرة أسفار بخط مشرقي واضح نقي، كاتبه إبراهيم بن علي القيصري المكي الحنفي، فرغ منه سنة 1117 تجاه الكعبة المعظمة. وذكر أن ناسخ الأصل اليونيني محمد ابن عبد المجيد أتمه سنة 669، وعلى الفرع المذكور بخط المترجم: " ملك لله بيد أحمد بن محمد بن ناصر كان الله له بمكة المشرفة بثمانين ديناراً ذهباً "، اهـ من خطه. وفي مكتبة الزاوية الناصرية فرع من هذا الفرع في ثلاثين جزءاً بخط محمد بن محمد بن محمد حجي الفاسي أتمه نسخاً عام 1128 على أوله: " هذا السفر الأول من اليونينية من أحباس الزاوية الناصرية مما أمر بنسخه الإمام الكبريت الأحمر أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حسين ابن ناصر بن عمرو "، اهـ باللفظ. ولابن عبد السلام الناصري في " كتاب المزايا " (1) التنصيص على أن النسخة اليونينية يعني التي عندهم مقابلة على أصل صحيح مقابل من أصل اليونيني (انظرها) ورواية اليونيني دخلت المغرب قبل ذلك ضمن شرح القسطلاني المسمى بالإرشاد فإنه عليها اعتمد فيه. وناهيك في حق المترجم وزاويته بقول المؤرخ الصاعقة أبي القاسم الزياني في رحلته: " أحسن ما في مغربنا من الزوايا الزاوية الناصرية الموسومة بزاوية البركة، المقتدون بعمل أهل المدينة ومكة، المتمسكون بالسنّة في السكون والحركة، فطائفتهم أحسن الطوائف سمتاً، وأحسنهم في حال الذكر صمتاً، وأصبرهم على الميثاق في طلب العلم اعتكافاً وسبتاً، وبالجملة لا ترى في سيرتهم عوجاً ولا أمتاً "، اهـ. وفي المزايا لابن عبد السلام الناصري: " وكان الشيخ أبو عبد الله ابن

_ (1) المقصود هنا محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي (- 1239) مؤلف كتاب " المزايا فيما حدث من البدع بأم الزوايا " (أنظر الأعلام بمن حل مراكش 189:5 والدليل: 56 - 57) .

ناصر يعمر ما بين الظهرين دائماً في أيام السنة بقراءة الكتب الستة دراية، فكلما ختم واحداً ابتدأ آخر، وفي رمضان يعود لسرد البخاري على عادة ابن غازي، فتابعه الشيخ على ذلك، وكان يتولى ذلك بنفسه أو بعض العلماء من أولاده وتلامذته، لا ما أفضى إليه الزمان اليوم من سرده على الحالة التي وصفنا، ولعلها هي السبب في إنكار سرده بتمسل وتر غليل وغيرها من مداشر درعة زمن الدولة الإسماعيلية، فأمر مولاي محمد أو مولاي الشريف الشك مني عن أمير المؤمنين بمنع أهل الوادي من قراءته عدا الشيخ سيدي أحمد ابن ناصر ومن بدائرته من العلماء، أبقاهم على ما هم عليه لما علم من علمهم وأهليتهم لصلاحيتهم إذ ذاك. وفي نزهة السيد أحمد بن عبد القادر التاستوني سؤال وجواب فيما يقرأ إذ ذاك بدرعة بتر غليل وغيرها، أرعد المجيب وأبرق في منعهم من القراءة، وأظن المجيب أبا علي اليوسي فليراجع "، اهـ. وفي " المزايا " أيضاً: " كتب الإمام أبو محمد عبد القادر الفاسي إلى الشيخ ابن ناصر إذ ذاك: نعتقد أن الطائفة المشار لها في حديث الصحيح: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى قيام الساعة، عندكم. ونقل الإمام ابن ناصر أن الشيخ أبا محمد المذكور قال لأولاده وتلامذته في ابن ناصر وأتباعه: فاتنا أولئك القوم بالسنّة، فقال ابن ناصر في جواب القائل: وهم فاتونا بالأدب، يريد تعاطي فنونه "، اهـ باختصار. وحج المترجم مراراً، كان في كل وجهة يأخذ عن غالب من يلقى، ويروي عامة عن أبيه وأبي سالم العياشي والكوراني وعبد الله بن سالم البصري، ولعله آخر مشايخه بالحجاز، وعلي الزعتري والعناني ومحمد بن القاسم البقري وغيرهم. له فهرسة نسبها له القادري في تاريخه الكبير في ترجمة جده ولم أرّ ذلك لغيره، ثم وجدت صاحب الصفوة لما ترجمه قال: " وبقية أخباره في الكتب الإسلامية والدواوين العلمية نطلب من فهارسه "،اهـ

نروي ما له بأسانيدنا إلى الورزازي الكبير عنه، وبأسانيدنا إلى ابن الطيب الشرقي والجوهري وغيرهما عنه، وقد أفرد ترجمة المذكور بالتصنيف جماعة منهم رفيقه أبو علي حسين بن محمد بن الشرحبيل البوسعيدي، ومنهم شيخه أبو العباس الهشتوكي له " إنارة البصائر في مناقب القطب ابن ناصر " وانظر تفصيل أحواله وما يتعلق به في " طلعة المشتري في النسب الجعفري " (1) . الناصري: هو الشمس محمد بن عبد السلام الناصري ابن عم الذي قبله (انظر ابن عبد السلام في حرف العين " (2) . 356 - ابن نجاح (3) : هو الفقيه أبو عبد الله محمد بن نجاح الذهبي، أروي فهرسته بالسند إلى أبي بكر ابن خير عنه إذناً ومشافهة بقرطبة. 357 - ابن النجار (4) : هو الحافظ محمد بن محمود البغدادي أحد الحفاظ الكبار، سمع من خلق من الرواة، وروى عنه هو خلق منهم الزين أحمد بن أبي طالب الحجار، وكانت رحلته سبعاً وعشرين سنة في الاقطار. وله كتاب القمر المنير في المسند الكبير، وجنة الناظرين في معرفة التابعين، والكمال في أسماء الرجال، وذيل لتاريخ بغداد ستة عشر مجلداً، ونزهة الورى في ذكر أم القرى، والدرر الثمينة في أخبار المدينة، وروضة الأولياء في مسجد

_ (1) طلعة المشتري 117:2 - 125 (المؤلف) . (2) الترجمة رقم: 479 في ما يلي. (3) فهرسة ابن خير: 437 والصلة: 552 (توفي سنة 532) . (4) ترجمة ابن النجار في فوات الوفيات: 36:4 والرسالة المستطرفة: 59 وطبقات الشافعية 41:5 ومفتاح السعادة 210:1 والحوادث الجامعة: 205 والشذرات 226:5 والوافي بالوفيات 9:5 والبدر السافر: 166 وتذكرة الحفاظ: 1428 وطبقات الاسنوي 502:2 ومعجم الأدباء 49:19 ومرآة الجنان 111:4 والبداية والنهاية 169:13 وعبر الذهبي 180:5.

إيلياء، وكتاب المحمديات، وغير ذلك من المصنفات (انظر إسنادنا إليه في المعاجم والمشيخات) . ابن نقطة: (انظر التقييد في معرفة رواة الكتب والأسانيد) (1) . 358 - ابن النعمة (2) : هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن خلف الأنصاري المتوفى سنة 567 له برنامج حافل وشرح سنن النسائي، قال ابن الأبار: " بلغ فيه الغاية في الاحتفال والإكثار " نروي ما له بالسند إلى ابن الأبار عن محمد بن علي بن الزبير القضاعي البلنسي عنه، قال ابن الأبار في المذكور: " هو خاتمة علماء شرق الأندلس " وذكر له ري الظمآن في تفسير القرآن في عدة مجلدات. 359 - ابن أبي النعيم الغساني (3) : عالم فاس وقاضيها وخطيبها ومسندها، الإمام المعمر العظيم الشان أبو القاسم ابن محمد بن أبي النعيم الغساني نسباً الفاسي داراً ومنشأ المتوفى قتيلاً بها سنة 1032، أخذ عن القصار والسراج وأبي مالك الحميدي. له فهرسة اعتمدها الافراني في صفوته، وكان يروي عامة عن المنجور وأبي العباس أحمد بابا السوداني وغيرهما. نرويها بأسانيدنا إلى أبي السعود الفاسي عنه حسب إجازته له العامة المؤرخة بأواسط جمادى الأولى عام 1032، ولم يعش بعدها إلاّ يسيراً. وكان المجاز المذكور ابن 26 سنة إذ ذاك. وبأسانيدنا إلى المقري عنه أيضاً. وترجمه في " بذل المناصحة " فقال: " وبلغني عن سيدي أحمد بابا أنه

_ (1) رقم: 99 (ص: 293) . (2) لابن النعمة ترجمة في التكملة رقم: 1803. (3) ترجمة ابن أبي النعيم في نشر المثاني 254:1 وهو ينقل عن المرآة وبذل المناصحة، وقد أورد ابن الطيب القادري نص إجازته لعبد القادر الفاسي، وانظر الدليل: 314.

كان يعيب عليه وعلى غيره من الخطباء إيرادهم الأحاديث الموضوعة في الخطبة، فإن الموضوع تحرم روايته كما نص عليه علماء الحديث قديماً وحديثاً "، اهـ. 427 - نتيجة إشكال قضايا مسلك جوهر الجوهرية (1) وبرهان سلطان مشايخ الطريقة العيدروسية القادرية: للشيخ العارف السيد شيخ بن محمد بن شيخ بن حسن الجفري الباعلوي المدني، ألفه في سند الطريقة العيدروسية القادرية التي أخذها عن شيخه السيد الجليل محمد بن حامد بن الشيخ عبد الله ابن علي صاحب الوهط. أرويه عن أبي البركات صافي بن عبد الرحمن الجفري بمكة عن العارف السيد عمر الجفري المدني عنه. ونرويه أيضاً هو وكتابه السابق " كنز البراهين " الكبير من طريق السيد عيدروس الحبشي وهو عن مشايخه السادة: الحسين بن صالح البحر وعبد الله بن علوي بن شهاب الدين وعبد الله بن أحمد باسودان وغيرهم كلهم عنه، ويروي أيضاً عن عمه عن محمد صالح الرئيس الزمزمي وغيره عنه. 428 - نظم اللآلي في سلوك اللآلي (2) : لقاضي الجماعة بفاس الإمام نادرة المغرب أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد المقري التلمساني المولد والمنشأ الفاسي المسكن المتوفى بفاس سنة 759 ونقل إلى تلمسان، وهو الذي أفرده ابن مرزوق الجد بمؤلف سماه " النور البدري في التعريف بالفقيه المقري " له في مشيخته وفوائده عنهم النظم المذكور، وقد أتى بملخصه المقري في نفحه وأزهاره، وله في ذلك تلخيص (سبق ذكره في حرف التاء " أرويه

_ (1) شيخ بن محمد الجفري (1137 - 1222) له ترجمة عند الزركلي 266:3 واعتماده على تاريخ الشعراء الحضرميين 218:2. (2) ترجمة المقري الجد في المرقبة العليا: 169 والتعريف بابن خلدون: 59 والإطاحة 191:2 ونيل الابتهاج: 249 ونفح الطيب 203:5 - 341 وسلوة الأنفاس 271:3 وقد سمى فهرسته في النفح " نظم اللآلي في سلوك الامالي ".

من طريق ابن الخطيب السلماني عنه، وبالسند إلى القصار عن التسولي عن الدقون عن المواق عن أبي الحسن المنتوري عن صهره أبي عبد الله ابن بقي عن أبي عبد الله المقري كل مؤلفاته. وقد ساق سند مؤلفاته بهذا السياق بصري المكناسي في ثبته. ح: وأروي ما له من طريق النجم ابن فهد عن الراعي عن أبي الحسن بن سمعة عن أبي إسحاق الشاطبي صاحب الإفادات والإنشادات وغيرها عنه إجازة عامة. 429 - نظم سند الطريقة الشاذلية: للشمس محمد بن علي الحبشي الاسكندري، سمعته عليه بها سنة 1323 وهو نظم سلس مطبوع. 430 - نظم سندها أيضاً: للعالم الصوفي المعمر الناسك القاضي أبي مدين شعيب بن علي بن عبد الله الجليلي التلمساني، سمعته عليه بها سنة 1339 وأجازه لي قبل ذلك سنة 1330. 431 - نظم الزبرجد في الأربعين المسلسلة بأحمد (1) : للبرهان الكوراني، نرويه عن الشهاب أحمد الرفاعي عن أحمد منة الله عن أحمد العطار عن أحمد المنيني عن أحمد النخلي عنه، وهو كما ترى مسلسل بالأحمدين. 432 - نفح الروانيد في ذكر المهم من الأسانيد (2) : ثبت منظوم للشهاب أحمد البوني التميمي 433 - نفح العطر الذكي من تلخيص فهرس الحضيكي والبيركي: جمع الفقير محمد عبد الحي الكتاني، لخصت فيه مضمن فهرسة الشمس محمد بن أحمد الحضيكي السوسي وتلميذه البيركي بعد رفع سندي إلى الأول، ذكرت فيه مشايخهما والمهم من أسانيدهما.

_ (1) انظر رقم 67 (ص: 208) . (2) انظر رقم: 86 (ص: 236) .

434 - نفحات الأخيار في مسلسلات الأبرار (1) : للحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدمشقي بالسند إلى الحافظ ابن طولون الدمشقي عن عبد العزيز ابن فهد عن والده الحافظ نجم الدين ابن فهد عنه. 435 - نقد فهرس شيخنا الشيخ فالح الظاهري المدني: المسمى " حسن الوفا "، ألفته باسم صاحبنا الشهاب أحمد أبي الخير العطار الهندي، ووجهته إليه وهو كراسة لطيفة. 436 - نشر الروائح السندسية في سلاسل السادات الأحمدية: هو من الأثبات التي ذكر صاحب " الباقيات الصالحات " أنه يرويها وأجيزت له، فنرويها من طريقه. 437 - نشق الغوالي في العوالي: وهو تخريج عوالي علي بن صالح للحافظ مرتضى الزبيدي، نرويه بأسانيدنا إليه. نشر المآثر فيمن أدركتهم من أهل القرن العاشر: للبرهان اللقاني (انظر إبراهيم اللقاني) (2) . 438 - نهاية الرسوخ في معجم السيوخ: لمحدث الهند عصرينا أبي الطيب محمد شمس الحق العظيمابادي الهندي (انظر المكتوب اللطيف إلى المحدث الشريف في حرف الميم) (3) . 439 - نوافح النفح المسكي (4) بمعجم جار الله ابن فهد المكي: للشيخ

_ (1) انظر رقم: 354. (2) انظر رقم: 21 (ص:130) . (3) رقم: 193 في ما تقدم. (4) رقم: 115 (ص: 296) وانظر رقم: 525 (حيث سيوسع الكتاني في ترجمته) .

الرحالة محمد جار الله عبد العزيز بن فهد الهاشمي المكي، أرويه عن الوجيه عبد الله السكري عن الكزبري عن الحافظ مرتضى عن حسن بن علي عيديد اليمني عن حسن العجيمي المكي عن زين العابدين الطبري عن أبيه عبد القادر عن القاضي جار الله بن ظهيرة القرشي الحنفي عنه. ح: وبالسند إلى عبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد عن جار الله بن عبد العزيز بن فهد مؤلفه. 440 - نور الحدق في لبس الخرق: للشيخ الزاهد المسلك أحمد جلال الدين بن محمد خير الدين الكركي البرهاني، نرويه بأسانيدنا إلى الحافظ الزبيدي عن محمد بن منصور المصري الشافعي مكاتبة عن خاله محمد بن عبد السلام بن خير الدين الكركي البرهاني الشافعي عن جده عن البرهان إبراهيم الكركي عن أبيه السيد أحمد جلال الدين الكركي. 441 - النجوم السوابق الأهلة فيمن لقيته أو كتب لي من الأجلة: ثبت كبير في نحو العشر كراريس، ألفته إجازة لصاحب التآليف العديدة والواية الواسعة العالم مسند مكة في عصرنا هذا الشيخ عبد الستار الهندي ثم المكي الحنفي بسبب استدعاء ورد علي منه من مكة المكرمة عام 1321، ترجمت فيه لمائة ممن أخذت عنه من المشايخ أو لقيته، رتبتهم على حروف المعجم، وختمته بإسناد نحو المائة والخمسين من الأثبات، وهذا مما يستكثر على أمثالنا في ذلك السن وذلك الزمن وقبل الرحلة إلى المشرق، لفلله الحمد في الآخرة والأولى. 442 - النجوم المشرقة (1) في ذكر من أخذت عنه من كل ثبت وثقة: للإمام الصالح المحدث أبي عبد الله محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد

_ (1) انظر ترجمة محمد بن قاسم في التكملة: 682 قال ابن الأبار: وتوفي ببلده آخر سنة ثلاث أو أول سنة 604 وذكر انه أقام في رحلته المشرقية خمسة عشر عاماً لقي فيها نحواً من مائة شيخ.

الكريم التميمي الفاسي من رجال المائة السادسة، وهو صاحب " كتاب المستفاد ". يروي عن ابن قرقول وابن حسين وابن الرمانة وغيرهم، وأقام بالمشرق نحو الست عشرة سنة. أخذ عن السلفي وأبي الصبر أيوب الفهري وأبي القاسم الشاطبي وغيرهم. له الثبت المذكور، واختصاره في مجلد لطيف، ولم يكن في ضبطه بذاك، حدث بالمشرق والمغرب، وكان إماماً بمسجد جامع الخيل المعروف بالجامع الأزهر بفاس، وله عدة تصانيف منها اللمعة في ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده السبعة، وله أيضاً المستفاد بمناقب العباد " سمعنا عليه هذا الكتاب بقراءته، أظنه سنة مات بفاس " نروي ثبته هذا وكل تآليفه من طريق الحاتمي وابن فرتون كلاهما عنه. 443 - النبراس (1) : ثبت نسب لمفتي الحنفية بمكة الشيخ عباس بن جعفر ابن عباس بن محمد صديق الصديقي الفتني أصلاً المطي وطناً، والد صاحبنا مفتي الحنفية بمكة أيضاً الشيخ عبد الله صديق. ولد سنة 1241 ودخل اليمن وغيره، وأخذ الفقه ونحوه عن صديق بن محمد كمال ومحمد الكتبي وغيرهما، وأجازه الشهاب دحلان المكي، ودخل في إجازة الأهدل والكزبري وابن حمزة البيروتي العامة، ولم تكن له إجازة خاصة إلاّ من الشهاب دحلان. نروي ما له عن الشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي عنه. 444 - النادريات من العشاريات: للحافظ جلال الدين السيوطي، وهي ثلاثة أحاديث خرجها من معجم الطبراني، وقعت له عشاريات بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها عشر وسائط، قال في أولها: وبعد فإن الاسناد العالي سنة محبوبة، وللقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم رتبة مطلوبة،

_ (1) توفي عباس بن جعفر سنة 1320 (راجع ترجمته في سير وتراجم بعض علمائنا لعمر عبد الجبار ص: 195) .

ولذلك اعتنى أهل الحديث بتخريج عواليهم وأعلاها، وأرفعها في الدرجة وأسناها، فخرجوا الثلاثيات ثم الرباعيات ثم الخماسيات ثم السداسيات ثم السباعيات ثم الثمانيات، وكلها قبل السبعمائة، وخرجوا بعد السبعمائة التساعيات والعشاريات وممن خرجها قبل الثمانمائة حافظ العصر شيخ شيوخنا زين الدين العراقي، ووقعت بعده العشاريات لجماعة منهم حافظ العصر شيخ الإسلام الشهاب ابن حجر، وقد منّ الله علي بالاسناد العالي مع تأخر اشتغالي بالحديث، وكون زماني ممن وقع لهم العشاريات بعيداً غير حديث، فكان أكثر ما يقع لي غالباً أحد عشر ولا شك في ارتفاعه وعلوه، فإنه إذا لم يقع للحافظ العراقي إلاّ العشاري يكون لنا اثني عشرياً إذ يكون هو الحادي عشر والراوي لنا عنه الثاني عشر، وقد فحصت بعون الله فوقع لي أحاديث بسيرة عشارية فوقعت مني موقع الزلال من الصادي، بل ثلجت ثلج الضال في المهمة ببزوغ الهادي، فخرجتها في هذا الجزء وسميته " النادريات " ثم ساقها، وهي في نحو ورقتين. وقد أثبت هذا الجزء بتمامه الشيخ أبو سالم العياشي آخر ثبته " مسالك الهداية " قائلاً إنها أعلى ما رويت بل أعلى ما يروى في زماننا هذا، لأن بيننا وبين السيوطي واسطتين، وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشر وسائط، فيكون بيننا وبين حبيب الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر رجلاً، ولا شك أن هذا أعلى ما يوجد، فإن شيخ مشايخنا القصار قال: أعلى ما حصل له في ثلاثيات البخاري أربعة عشر رجلاً فرأى أنه حصل له بذلك فضل كبير وخير كثير، كذلك في ثنائيات الموطأ وقد ذكر ذلك في فهرسته ثم ساقها بنصها راوياً لها عن الشهاب الخفاجي عن البرهان العلقمي عن السيوطي، اهـ. قلت: وتحصل لنا هذه العشاريات السيوطية، لكن منها ما هو مروي بالإجازة العامة بستة عشر، لأن بيننا وبين السيوطي خمسة وذلك عن المعمر أحمد بن صالح السويدي، عن الحافظ مرتضى الزبيدي، عن ابن سنة الفلاني

بالإجازة العامة لأهل عصره، عن مولاي الشريف، عن العلقمي عنه ولا أعلى من هذا السند الآن، لأن بيننا وبين وفاته أربعمائة وثلاثين سنة، وبيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها ست عشرة واسطة. وأعلى من ذلك ما حصل لنا في ثلاثيات البخاري، فإن بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فيها أربع عشرة واسطة فقط، وهذا لا أعلى منه في الدنيا. ومن العجائب أني وقفت بمراكش على نسخة من " فتح الملك ناصر في إجازات بني ناصر " لمحمد المكي بن موسى الناصري بخطه، فلما ساق عشاريات السيوطي بواسطة إجازة البرهان إبراهيم السباعي لأبيه كتب عليها العلاّمة المؤرخ محمد الصغير الافراني المراكشي بخطه ما نصه ومنه نقلت: " هذه العشاريات التي أفردها السيوطي بالتأليف سبقه لها أبو حيان، والعجيب من السيوطي كيف ينسبها لنفسه، قاله محمد الصغير الافراني "، اهـ. وهذا غريب، كأن الافراني رحمه الله لم يتصور الأمر كما هو وقت كتبه لما ذكر، فإن السيوطي وصلها بأسانيده فصار لخ بحصولها له عشارية غاية الفخر، إذ حصول العشاري للسيوطي وهو في القرن العاشر أعجب وأفخر من حصوله لأبي حيان وهو قبله بقرون، ولو صحَّ الانتقاد على السيوطي بتخريجها لانتقد على أبي حيان أيضاً لكون الطبراني سبقه إلى إخراجها في معجمه. ولعل الافراني ما طالع خطبة كتاب " النادريات ". وقد فهم الأمر على وجهه الشهاب ابن إبراهيم الدكالي الفاسي صاحب " سلسلة الذهب " فإنه كتب بهامش رسالة السيوطي: " هذه الأحاديث الثلاثة بعينها ثمانيات لأبي حيان أوردها الشيخ المقري في ترجمته في تاريخ الأندلس " (1) . وقد وجدت عشاريات السيوطي في بعض المجاميع تحت عنوان " الكواكب السيارات في الأحاديث العشاريات " ثم وقعت لي منها نسخة أخرى عتيقة

_ (1) انظر نفح الطيب: 561:2 - 563.

مروية بخط صاحب سلسلة الذهب المنقود تحت عنوان " الكواكب الساريات " النادريات من العشاريات " ثم وقفت على جزء للشهاب أحمد العجمي المصري في عواليه أدخل فيه عشاريات السيوطي هذه، وعقب بشرح غريبها وأحال فيه على تأليف آخر للحافظ السيوطي مسمى ب " الفيض الجاري في طريق الحديث العشاري " (انظره) ثم وجدت لبعضهم أن من جملة مؤلفات السيوطي " جزء السلام من سيد الأنام " وهو جزء جمع فيه ما وقع له عشارياً وهي ثلاثة وعشرون حديثاً فعلى هذا للسيوطي في العشاريات أربع مصنفات، والله أعلم. 445 - نهزة الناظر ونزهة الخاطر (1) : من الفوائد المنقاة والأحاديث العوالي الموافقات والابدال والتساعيات والمصافحات والأناشيد المنتخبات: لشرف الدين أبي محمد الحسين بن علي بن عيسى بن الحسن بن علي اللخمي الصيرفي المتوفى في 24 ذي الحجة عام 699، منه نسخة في مكتبة الاسكوريال باصبانيا. النزهة المستطابة: اسم فهرس الشيخ عبد الخالق بن علي المزجاجي اليمني (انظر حرف العين) (2) . 446 - النفحة القدوسية بواسطة البضعة العيدروسية (3) : قال الحافظ

_ (1) انظر بروكلمان، التكملة 628:1 وقد سمى كتابه: نهزة الخاطر ونزهة الناظر، وهو برقم 1800 في الاسكوريال. (2) انظر رقم: 338 في ما يلي. (3) ترجمة عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس في النفس اليماني: 231 وسلك الدرر 328:2 وخطط مبارك 11:5 والجبرتي 27:2 (175:3 في وفيات سنة 1192) والزركلي 113:4 وهو يعتمد أيضاً على ثبت ابن عابدين: 47 وتاريخ الشعراء الحضرميين 189:2.

مرتضى في ترجمة العارف عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس (1) : " لما كثر عليه الواردون من الديار البعيدة وصاروا يتلقون عنه طرق الصوفية وكان هو في غالب أحواله في مقام الغطوس، أمرني أن أجمع أسانيده فألّفت باسمه كتاباً في عشرة كراريس، وسماها " النفحة القدوسية (2) بواسطة البضعة العيدروسية " وذلك سنة 1171 وقد نقلت منها نسخ كثيرة وعم بها النفع " اهـ. من المعجم. والنفحة هذه في نحو عشرة كراريس اشتملت على أسناد مائة وسبعين طريقة كاملة بأسانيدها، نرويها بأسانيدنا إليهما. 447 - النفح المسكي في شيوخ أحمد المكي (3) : هو معجم صديقنا مسند الشرق ولا أستثني الاخباري الراوية المحدث الرحال المعتني بضبط الأسماء والوفيات الماهر في معرفة الخطوط والعالي والنازل الشيخ أحمد أبي الخير بن عثمان بن علي جمال العطار المكي الأحمدي الهندي، ولد بمكة المكرمة كما أخبرني به بلفظه وقيدته عنه يوم الاثنين 2 ذي القعدة سنة 1277، وابتدأ في طلب العلم عام 1295 بمكة، ورحل إلى الهند عام 1296، واعتنى بالرواية والحديث والرحلة لأجلهما، وكتب ونسخ وسمع على الشيوخ وقرأ عليهم بنفسه، وتم له سماع الكتب الستة، رُزق سعداً عظيماً في هذا الباب، ولا يكاد يخفى عليه اسم ولا طبقة راوٍ بالمشرق قديماً كان أو حديثاً، واعتناؤه بالمتأخرين أكثر، وقع بيده من كتب هذه الصناعة ودواوينها ما له بال، إلاّ أن ترحاله الطويل كان يقضي عليه بمفارقة ما يدخل بيده من الأصول والدواوين، وربما اتجر في الكتب الحديثية المطبوعة فيجلب غريبها للحجاز

_ (1) انظر الجبرتي 189:3 (ط/ 1965) . (2) الجبرتي: القدسية. (3) انظر ما تقدم رقم: 7، 19، 40 وللعطار الهندي ترجمة في سير وتراجم بعض علمائنا لعمر عبد الجبار ص: 73 كما ترجم له الزركلي 161:1 اعتماداً على فهرس الفهارس، وكانت وفاته سنة 1335.

وغريب ما في الحجاز للهند، وبقي يتردد بين الهند والحجاز واليمن نحو خمس عشرة سنة. وصنف في هذا العلم الدواوين المعتبرة، لف در السحابة في صحة سماع الحسن البصري من جماعة من الصحابة في نحو عشر كراريس بخطه الدقيق يخرج في مجلد ضخم جمع فأوعى نفسه فيه نفس المتقدمين، وله حصول المنى بأصول الألقاب والكنى، وله الهدية الأحمدية في الذرية المجددية آل الشيخ عبد الغني الدهلوي وهو باللغة الفارسية مطبوع بالهند رأيته عند الشيخ محمد مراد القازاني بمكة، وله البركة العامة في شيوخ الإجازة العامة، وله فهرس شيخه مولانا فضل الرحمن الهندي المسمى " إتحاف الإخوان بأسانيد مولانا فضل الرحمن " وهو مطبوع (ذكر في حرفه) (1) ورسالة في شأن المعمر الواقع في سند المصافحة من طريق أبي عبد الله الصقلي المغربي، ومعجم وسط في الآخذين عنه وتراجمهم بالاختصار، وله غير ذلك من الإجازات الطويلة الجامعة والتقارير، وله حاشية على الأمم للبرهان الكوراني تتبعها ضبطاً ونقداً وتعريفاً برجالها المذكورين فيها، كان مهتماً بطبعها مع الأمم ونسخته من الأمم بحاشيتها هذه هي في ملكي الآن والحمد لله. وكتب لي رحمه الله من بور سعيد بتاريخ 1325 يقول: " وإن وفقني الله بالمدينة المنورة أؤلف كراسة أذكر فيها أسماء الفارس والأثبات والإجازات المتفرقات الموجودة عندي مرتباً على حروف المعجم، فقد جمع عندي من ذلك كثير "، اهـ. ولا أدري هل وفى بهذا الوعد أم لا. قال الشيخ أبو الحسن علي بن ظاهر الوتري في برنامج الآخذين عنه عام 1306: " الشيخ العالم المحدث المعتني بضبط الأسماء والرجال، اجتمعت به بالمدينة عام 1302 فسمع مني حديث الأولية وقرأ علي "، اه.

_ (1) انظر رقم: 19 (ص: 170) .

ومعجمه المذكور هنا من أنفس ما ألفه المتأخرون على الإطلاق وأوعبه عند أهل الأذواق، ترجم فيه لسبعين من مشايخه ممن أجازه عامة من الحجازيين واليمنيين والهنديين والمصريين والشاميين والمغربيين والبغداديين، استوعب أخبارهم ونقل نصوص إجازتهم له ونصوص إجازات مشايخهم لهم، أوقفني عليه بخطه الدقيق الجيد، يخرج بخط غيره في مجلدة ضخمة، ولشدة إعجابي به اختصرته. وهذا برنامج من ترجم له فيه ممن أجاز له ما عنده رتبتهم على ترتيبهم في معجمه: حرف الألف: أحمد دحلان. أحمد البرزنجي. أحمد الحضراوي. إبراهيم الخنكَي المكي. إبراهيم بن محمد سعيد الفتة المكي تلميذ عابد السندي وعمر بن عبد الرسول ومحمد صالح الرئيس وهو أعلى من أدركه بمكة. أسد الله ابن محمد كريم العثماني الالهابادي الهندي إسماعيل بن الحكيم محمد نواب الكابلي المكي وتدبج معه إمام الدين بن يار محمد البنجابي الطونكي. إمداد الله بن محمد أمين الأدهمي العمري المكي شيخ الطريقة الجشتية. أمين بن حسن بن مصطفى البسنوي المدني. أيوب بن قمر الدين الصديقي الفلتي البوفالي. الجيم: جمال الدين بن الحاج عبد الشكور البهاري. جمال الدين بن وجيه الدين الصديقي الدهلوي. الحاء: حسن شاه النقوي الرامفوري. حسن الزمان بن قاسم علي الدكني. القاضي حسين السبعي الأنصاري الحديدي الهندي وهو شيخ تخريجه وعمدته. حسين الحبشي الباعلوي المكي. محمد حسين العمري الالهابادي الجشتني. الخاء: خضر بن عثمان الرضوي الحيدرابادي.

الراء: رحمة الله ابن خليل الرحمن الهندي صاحب كتاب إطهار الحق. رضا علي بن سخاوة علي العمري البنارسي. الزاي: زين العابدين بن القاضي محسن السبعي الأنصاري. السين: محمد سعيد بن عبد الله القعقاعي المكي. محمد سعيد بن صبغة الله المدراسي محمد سعيد بن واعظ علي العظيمابادي. الشين: شرف الدين بن مرتضى الأحمدابادي:. شرف الدين بن محمد غزن الفيشاوري. محمد شكور بن أمانة علي الطياري الهندي. الصاد: صالح بن عبد الله المطلبي المكي. محمد صالح بن عبد الرحمن الزواوي المكي. الأمير صديق حسن بن أولاد حسن القنوجي. العين: عباس بن صديق الفتني المكي. عبد الجليل برادة المدني، عبد الحكيم ابن بركة الله الدهلوي. عبد الحي اللكنوي وهو أعلم مشايخه بالهند. عبد الرحمن الأنصاري اليانيبتي الدهلوي. عبد الرحمن بن محمد أبو خضير الدمياطي المدني، عبد القادر بن أحمد الطرابلسي المدني. عبد القيوم بن عبد الحي البدهانوي الحنفي. عبد الله بن إدريس السنوسي المغربي. عثمان بن عبد السلام الداغستاني المدني. علي أكرم بن علي أحسن الأروي. علي بن ظاهر الوتري المدني. عليم الدين بن رفيع الدين القندهاري وهو أعلى مشايخه إسناداً عمر بركات البقاعي. الفاء: فالح الظاهري المهنوي المدني، فريد الدين بن فسيح الدين الكاكوري. فضل الرحمن بن أهل الله الصديقي المرادابادي أعظم مشايخه قدراً وإليه ينتسب في الطريق. الكاف: كريم بخش بن إمام بخش الصديقي المشلي.

الميم: محمد بن سليمان حسب الله المكي. محمد أبو خضير الدمياطي. محمد بن الشيخ أبي العباس أحمد بن إدريس اليمني لقيه باليمن. محمد أمين ابن رضوان المدني وأخذ عنه أيضاً. محمد بن أحمد بن رضوان مسند المتأخرين. محمد خليل القاوقجي الطرابلسي الشامي. محمد بن سالم عائش الحديدي اليمني. محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي. محمد بن علي الكناني المكي. محمد أمين ابن عمر بالي زاده المدني. محيي الدين ابن عليم الدين الجعفري الالهابادي. مصطفى بن سليمان العفيفي المكي. النون: نعمان بن محمود الآلوسي البغدادي. نعيم اللكنوي الهندي. نور الحسنيين بن محمد حيدر الأيوبي الحيدرابادي. الياء: يحيى بن وجيه الله العظيمابادي. يعقوب علي خان الأفغاني البريلوي. يوسف بن علي العثماني الجوفاموي. يوسف بن عبد القيوم الصديقي. وبه كمل سبعون شيخاً له. ومن شيوخه الذين لم يترجم لهم في معجمه: ندير حسين الدهلوي. أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الهندي وتدبج معه. أحمد بن حسين العطاس. علي بن محمد بن حسين الحبشي اباعلوي الحضرمي. عبيد الله بن محسن بن علي السقاف. أبو النصر الخطيب الدمشقي. محمد بن سالم التريمي الباعلوي. يوسف ابن إسماعيل النبهاني بواسطتي. وطاهر سنبل المدني بارشادي. واستجاز لي ولنفسه بعد انفصالي من الحجاز من لمعان الحق بن محمد برهان الحق الأنصاري اللكنوي ومن حبيب الله الشطاري وغيرهما من أهل الهند، فكل من أروي عنه من الهنديين مكاتبة فبواسطته، جزاه الله خيراً، وخصوصاً شيخه وولي نعمته القاضي حسين السبعي شيخ كافة محدثي هذا العصر، فإني ما كنت أعلم أنه في الأحياء إلاّ بعد لقيه، وعجبت من ذلك أكبر إعجاب، لأنا كنا نراه من مشايخ كبار من مضى من أهل القرن المنصرم وهذا، وناهيك أنه أجاز للأمير صديق حسن عام 1281 أو قبلها، فحقق

لنا حياته وسهل علينا استجازته وكتب مكتوباً بقي عنده نسويده بخطه، فأجازنا رحمه الله بموجبه عام 1325 بعد إجازته للأمير القنوجي بنحو 44 سنة، وأشرك معي في هذه الإجازة الأولاد والأحفاد وهي منقبة لي وله تشكر ولا تكفر. واستجزت أنا له من جماعة المغاربة من شيخنا الأستاذ الوالد ومن أبي العباس أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري وشيخه قاضي فاس حميد بن محمد بناني الفاسي وأبي جيدة بن عبد الكبير الفاسي وغيرهم. ودخل لمصر بعد رجوعي للمغرب فأخذ عن سليم البشري وسمع حديث الأولية من حسن السقا وتدبج مع الشيخ عبد البر ابن أحمد منة الله المالكي وغيرهم. ودخل طندتا فسمع بها من بعض أصحاب القاوقجي وغيره، وتدبج في المدينة المنورة أخيراً مع ابن خالنا أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني. أجازني المذكور بكل ما له، كما أجزت له أيضاً جميع ما اتصل بي ولم تنقطع بيننا المكاتبة من الهند والحجاز إفادة واستفادة، إلى أن حالت بين مواصلتنا الحرب العالمية فانقطع عني خبره، ولا أدري ما فعل الله به، والمقطوع به ارتحاله إلى رمسه، إذ لو كان في الأحياء لواصلني بالأقدام بعد مداولة الأقلام، والمكاتب التي جرت بيننا وبينه في هذه الصناعة لو جمعت لخرجت في جزء وسط. وأنتسخ لي " النفس اليماني " وغيره من الكتب النفسية، وكلما تذكرت موته وأكل الدود لسانه صَغُرَ بين عيني ما بين يدي، لكن كلُّ من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. 448 - النفس اليماني والروح الريحاني (1) في إجازة القضاة الثلاثة بني الشوكاني: لمسند عصره وإمام عصره مفتي زبيد وجيه الدين عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل الزبيدي اليمني الشافعي الأثري. نَفَسُهُ

_ (1) ترجمة الوجيه الأهدل مرت برقم: 76.

هذا من أنفس ما ألف وأرفع ما صنف في القرن المنصرم، اتساع رواية وعلو إسناد، وضم المكي للهندي والخراساني لليمني والمغربي للمصري. ألفه باسم أولاد الحافظ الشوكاني، وهم القضاة الثلاثة: جمال الإسلام علي وعز الإسلام أحمد وشرف الإسلام يحيى اجازةً لهم، قال في أوله: " لما كان طلب الإجازة من الأعلى والمساوي والدون، طريقةً سلكها من أهل العلم الأولون وتبعهم الآخرون، تكرر طلب ذلك من الحقير الذي من قسم الدون من الولد القاضي العلاّمة الجهبذ الفهامة " ... الخ رتب مشايخه على ثلاثة طبقات: الطبقة الأولى: الذين قرأوا على جده الإمام يحيى بن عمر مقبول الأهدل وأجازهم، منهم والده الإمام سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل مفتي زبيد والمعمر عبد الله بن عمر الخليل وعبد الله بن سليمان الجرهزي وأحمد بن حسن الموقري وأبو بكر بن محمد الغزالي الهتاري والمعمر أمر الله بن عبد الخالق ابن الزين المزجاجي الزبيدي فهؤلاء من هذه الطبقة ستة ممن أجازهم جده يحيى وأجازوا له. الطبقة الثانية: ممن روى عن السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل منهم والده سليمان بن يحيى وأبو بكر بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل ويوسف ابن حسن البطاح الأهدل وعثمان بن علي الجبيلي وعبد الرحمن بن محمد المشرع وعبد الخالق بن علي المزجاجي ويوسف بن محمد بن علاء المزجاجي وإسماعيل بن أحمد الربعي ووالده محمد بن إسماعيل الربعي. الطبقة الثالثة: الذين أخذوا عن والده سليمان بن يحيى بن عمر منهم أبو بكر بن علي البطاح الأهدل ويوسف بن محمد البطاح الأهدل والطاهر بن أحمد الأنباري.

ثم ترجم لمشايخه الآفاقيين الذين وردوا لزبيد فمنهم حامد بن عمر باعلوي التريمي وعبد القادر بن خليل كدك زاده المدني وعلي بن عمر القناوي المصري وعبد الصمد بن عبد الرحمن الجاوي ومحمد بن الحسين بن إبراهيم الاسلافي وحسين بن عبد الشكور الطائفي والصفي أحمد بن إدريس العرايشي دفين صبيا باليمن. ثم ترجم لمشايخه الذين أجازوه من صنعاء اليمن فمنهم عبد القادر بن احمد الكوكباني ومنهم الاعلام الثلاثة إبراهيم وعبد الله وقاسم أولاد الأمير محمد بن إسماعيل المعروف بالأمير الصنعاني وأحمد بن محمد قاطن الصنعاني. ثم ترجم لمشايخه من أهل الحجاز فذكر منهم أحمد بن عبد القادر بن بكر العجيلي وإبراهيم بن محمد الزمزمي المكي ومحمد صالح بن إبراهيم المذكور، وفي ترجمة المذكور صرح الأهدل بروايته عن ابن سنة الفلاني بعموم إجازته لأهل عصره وعبد الملك القلعي وعبد القادر بن خليل كدك زاده المتقدم في عداد الواردين إلى زبيد وابن عبد الشكور وسالم بن أبي بكر الكوراني المدني ومحمد بن سليمان الكردي. ثم ترجم لمشايخه المصريين فمنهم عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني والحافظ مرتضى الزبيدي وهم ختام ذلك الدور وآخر أيمة هذا الشأن. فجملة مشايخ الوجيه الأهدل الذين أجازوه عامة مروياتهم نحو الأربعين، وأنت إذا علمت أن فيهم من مشايخ الحافظ مرتضى أربعة عشر كسليمان الأهدل وعبد الرحمن العيدروس والجرهزي وابن الخليل والموقري والجبيلي وأحمد قاطن والكردي وابن عبد الشكور وغيرهم. مع كون الأهدل عاش بعد الحافظ مرتضى نحو الخمسين سنة، علمت أن الوجيه الأهدل كان خاتمة من يرحل إليهم في الدنيا لعلو إسناده ووافر جاهه وبعد صيته وكبير علمه. وقد ختم كتابه " النفس " هذا بالإجازة العامة لكافة من أدرك حياته سيما من

وقعت بينهما المعرفة، خصوصاً من وقعت بينهما الاستفادات العلمية وأولادهم ومن سيولد لهم. وكانت ولادته هو رحمه الله بزبيد سنة 1179 ومات بها ليلة الثلاثاء 12 رمضان سنة 1250 وكان من الدعاة إلى الأثر والهدي النبوي مع كونه كان متولياً إفتاء زبيد، انظر إلى قوله في ترجمة الصفي أحمد بن إدريس العرايشي بعد وصفه بأنه لم يكن يقلد أحداً بل يعمل على الحديث ما نصه كما هي طريقة خلائق من الاعلام ثم أنشد (1) : ومذهبي كل ما صح الحديث به ... ولا أبالي بقالٍ (2) فيه أو زاري (وأنظر ما يأتي عنه أيضاً في ترجمة جد أبيه يحيى) . ومن تآليفه: شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر إلاّ أنه لم يكمله، والمنهج السوي حاشية المنهل الروي وفيه دلالة كما قال صاحب " فتح الرحمن " على كماله في علوم الحديث وأنه من أجل أيمته، وله فرائد الفوائد وقلائد الخرائد في مجلدين جمع فيهما فأوعى. أفرد المترجم بالتصنيف تلميذه العلاّمة سعد بن عبد الله سهيل اليمني في مجلد لطيف سماه " فتح الرحمن في مناقب سيدي عبد الرحمن " أتمه سنة 1263. أخذ عن الوجيه الأهدل الناس طبقة بعد طبقة كالأخوين محمد وعمر ابني عيدروس الحبشي وعلوي بن عبد الله بن علوي الحبشي وأحمد بن عمر ابن سميط وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عيدروس وعبد الله بن أبي بكر

_ (1) النفس اليماني: 161. (2) النفس: بلاح.

صاحب البقرة وعبد الله بن الحسين الحبشي ومحمد بن حسين الحبشي وعمر بن محمد بن سميط وعبد الله بن أحمد باسودان ومحمد بن محمد السقاف باعلوي ويس بن عمر الجبرتي ومحمد بن المساوي الأهدل ومحمد بن أحمد بن إدريس وعبد الرحمن ابن أحمد بن حسن البهكلي ومحمد بن محمد باقيس الحضرمي وسعيد بن عبد الله سهيل اليمني وأحمد بن محمد ناصر الزبيدي ومحمد بن محمد صالح الشعاب الأنصاري وحافظ الحجاز عابد السندي وحسن بن عبد الباري الأهدل ومحمد ابن ناصر الحازمي وسيد المراوعة محمد بن عبد الباري الأهدل وأولاد الشوكاني الثلاثة ومحمد عثمان المرغني ومحمد بن طاهر الأنباري ومحمد بن أحمد المشرع وعمر بن عبد الرسول العطار المكي وعباس بن صالح الخباشي اليمني المكي الشافعي وولده محمد بن عبد الرحمن وغيره من أولاده وأحفاده وبني عمه. نتصل به من طريق جميع من ذكر، وأروي كتاب النفس هذا وكل ما له عن السيد حسين الحبشي الباعلوي عن أبيه والعلاّمة الصالح أحمد بن عبد الله بن عيدروس ومحمد بن ناصر الحازمي ثلاثتهم عنه. ح: وأرويه أيضاً عن القاضي حسين السبعي الأنصاري عن الحازمي والقاضي أبي العباس أحمد ابن محمد بن علي الشوكاني وحسن بن عبد الباري الأهدل عنه. ح: وأرويه أيضاً عن أبي الحسن علي بن ظاهر ومحمد أمين رضوان المدني كلاهما عن أحمد بن محمد المعافى الضحوي عن الحافظ القاضي الحسن بن أحمد بن عبد الله عاكش عنه. وأروي عن محمد سعيد القعقاعي المكي عن قاضي مخا محمد سعيد عن سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه عن جده. ح: وعن السيد حسين الحبشي والسيد علي بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي كلاهما عن السيد عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عنه. ح: وعن القاضي حسين السبعي عن سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عنه. ح: وعن الشيخ خضر بن عثمان الرضوي الهندي عن الشيخ يس بن عمر الجبرتي عن الوجيه الأهدل. ح: وعن السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن شهاب

العيدروس كتابة من الهند عن أبيه عن الوجيه الأهدل. وأرويه عن أبي الحسن علي بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي لقيته بمكة حجاجاً عام 1323 وهو عن العلاّمة سعيد بن عبد الله سهيل اليمني الزبيدي وأحمد بن محمد ناصر الزبيدي كلاهما عن الوجيه الأهدل عالياً، وأرويه مسلسلاً بالأهدليين عن السيد علي ابن محمد الأهدل المذكور عن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه عنه. وأروي عن السيد علي المذكور أيضاً وهو عن علي بن أحمد المزجاجي الحنفي المتوفي سنة 1301 عن السيد عبد الباقي بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه وأروي عالياً أيضاً عن المعمر السيد صافي بن عبد الرحمن الجفري بمكة عن السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه بل شارك السيد محمد بن عبد الرحمن الأهدل المذكور والده في كثير من أشياخه. 449 - النشر المعطار في أسانيد جملة من الأحزاب والأذكار: هو من الأثبات التي ذكر صاحب " الباقيات الصالحات " أنها أجيزت له، فنرويها من طريقه. 450 - النفحات الغوالي في الأسانيد العوالي (1) : هو ثبت صغير لطيف للمحدث أحمد قاطن الصنعاني اليمني، ذكر فيه عواليه من طريق المعمرين والخضر والعالم الروحاني وغير ذلك هو عندي، أهداني نسخة منه الشهاب أحمد أبو الخير بمكة. روى فيه عن يحيى بن عمر الأهدل وابن الطيب الشرقي وعبد الخالق بن الزين المزجاجي ثلاثتهم عن العجيمي وغيره. قرأت أحاديثه على شيخنا حسين الحبشي يوم التروية بمكة المكرمة عام 1323، وأجازني به عن شيخه محمد بن ناصر الحازمي عن شيخ صنعاء اليمن الشمس محمد بن علي العمراني عن مؤلفه الحافظ أحمد بن محمد قاطن.

_ (1) ترجمة أحمد قاطن مرت، انظر رقم: 89 (ص: 284) .

451 - النوادر من أحادين سيد الأوائل والأواخر (1) : لمحدث الهند الشيخ أحمد ولي الله الدهلوي، أرويه بأسانيدنا إليه وهي معروفة (انظر الانتباه والإرشاد والفضل المبين وولي الله من حرف الواو) ذكر له هذا الثبت شيخنا المحدث الشيخ عبد الحق بن محمد الدهلوي المكي في إجازته التي كتب لي بمكة عام 1323. حرف الصاد 360 - الصاحبان (2) : هما الحافظان أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبيدة ابن ميمون ونظيره الإمام الأوحد الحافظ أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن جرير اين شنظير، كان أبو جعفر حافظاً للغة راوية للحديث مقبلاً على الآخرة، مات سنة 400 عن 47، وكان هو وابن شنظير كفرسي رهان في العناية الكاملة لهما في البحث عن الرواية والضبط، رحل الناس إليهما، ثم انفرد ابن شنظير ومات سنة 402 عن 50. لهما برنامج ينقل عنه ابن الأبار في الذيل على الصلة، وقد ترجم لهما بلفظ الصاحبان في حرف الصاد السيوطي في " طبقات الحفاظ " 361 - الصابوني (3) : هو أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني، أروي برنامجه من طريق ابن الأبار عن غير واحد من أصحاب يونس بن محمد ابن مغيث عن أبي عبد الله ابن بشير عن الصابوني.

_ (1) انظر رقم: 36، 63، 495، 632. (2) انظر طبقات الحفاظ: 422 في ترجمة الصاحبين وتذكرة الحفاظ: 1091 والصلة: 20 في ترجمة احمد بن محمد بن عبيدة وتذكرة الحفاظ: 1092 والصلة: 89 في ترجمة إبراهيم. (3) ترجمة الصابوني في الصلة: 615 (وكانت وفاته سنة 423) .

362 - الصباغ (1) : هو الأمام المحدث الصالح أبو العباس أحمد بن مصطفى بن أحمد الصباغ الاسكندري المالكي المتوفي سنة 1162، قال عنه الزبادي الفاسي في رحلته: " لم أرَ في علماء عصرنا أكثر منه خشوعاً ولا أغزر منه دموعاً إلى أخلاق حسان " اهـ. وقال عنه الحضيكي في طبقاته: " كان عظيم المحبة في النبي صلى الله عليه وسلم، مولعاً بأحواله، معتنياً بسنّته وسيرته، عارفاً بأحوال الصالحين والعلماء العارفين، ويقول عليكم بعلوم الشرع: الفقه والحديث والتفسير، وكنت جاورت بالحرمين الشريفين نحو خمس سنين فما رأيت أحداً يسأل عن مسائل البيان والمنطق وإنما سؤالهم عن الفقه والسنّة فالعاقل يعطي كليته وهمته لذلك ولا يغتر بالشقشقات "، اه. يروي عامة عن البرهان إبراهيم الفيومي ولازمه كثيراً حضر عنده في مختصر خليل نحو خمس وعشرين سلكة وفي التتائي على الرسالة نحو الثلاثين مرة وفي شرح الزرقاني على العزية نحو خمس مرات، كما يروي عامة عن عبد الله بن سالم البصري والنخلي ومنصور المنوفي ومحمد بن عبد الله المغربي والشمس محمد زيتونة التونسي البصير وابن الميت البديري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وتاج الدين القلعي ومحمد بن عبد الله السجلماسي والشهاب أحمد النفراوي شارح الرسالة وغيرهم. له ثبت مشهور في كراريس أتمه سنة 1158، قال عنه الزبادي في رحلته: " فهرسته كبيرة جامعة لمرويات كثيرة من أسانيد الكتب الحديثية والتفسيرية والقراءات والمسلسلات وكتب الفقه والتصوف والأحزاب وأسانيد طرق القوم من مصافحة ومشابكة ومناولة السبحة وتلقين الذكر وإلباس الخرقة وغير ذلك "، اه. وقد اختصره العلاّمة أبو الفضل محمد الهادي ابن محمد بن

_ (1) ترجم له شجرة النور: 338 والكتاني يعتمد رحلة الزبادي وطبقات الحضيكي في ترجمته؛ وذكره الجبرتي عرضاَ 141:2 (ط/ 1965) .

عبد الله العراقي الحسيني الفاسي، قال الزبادي في رحلته: " والاختصار طويل لا يناسب هذه الأوراق فلذلك لم أسقه هنا "، اهـ. وثبته هذا معتمد عند التونسيين جلبه إليهم من المغرب البرهان الرياحي فعنه عرفوه. نرويه عن الشيخ الطيب النيفر وأبي النجاة سالم بوحاجب كلاهما عن البرهان الرياحي عن محمد الطاهر بن المير السلوي بها سنة 1216 عن عمر بن عبد الصادق الششتي سنة 1190 عن مؤلفه. ويرويه السلوي المذكور عن أبي عبد الله محمد ابن الهادي مدينه، به عرف، التطواني عن الشيخين عبد الوهاب العفيفي ومحمد بن عيسى، عرف بالزهار، كلاهما عن الصباغ. ونرويه بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عن القطب عبد الوهاب العفيفي عن الصباغ. ونرويه من طريق المصريين عم علاّمة الديار المصرية الوجيه عبد الرحمن الشربيني الشافعي عن مصطفى الذهبي عن حسن بن درويش القويسني عن سليمان البجيرمي المعمر عن الشهاب الصباغ. ونرويه أيضاً عن المعمر الشيخ موسى المرصفي عن محمد الخناني عن حسن بن درويش القويسني عن أبي هريرة داوود القلعي عن أحمد بن أحمد جمعة البجيرمي عن الصباغ. ونرويه بأسانيدنا إلى ابن الحسن بناني والحضيكَي والعشماوي كلهم عنه. وقد رواه عن مؤلفه من أعلام فاس العلاّمة محمد عبد الهادي العراقي والأديب العلاّمة عبد المجيد بن علي الزبادي، ولكن لم يتصل بنا من طريقهما، كما رواه عن مؤلفه من الجزائريين الشيخ عبد الرزاق بن حمادوش وساقه بنصه في رحلته. وأعلى ما بيننا وبين الصباغ عن الشيخ أحمد الجمل النهطيهي المصري عن الشمس محمد البهي الطندتائي عن يوسف الشباسي الضرير عنه، وهذا عال جداً. ومن أغرب ما في الثبت المذكور إسناد حديث " من شكا ضرورته وجبت معونته " عن شيخه الإمام سليمان الشبرخيتي عرف بالبعلي عن السيد محمد

الثعالبي الجزائري عن الإمام سلامة بن شعيب عن الإمام محمد جاكي الليثي عن القاضي شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم، فنرويه بأسانيدنا إلى الصباغ به فهو عشاري لنا من طريقه. وقد روى الحافظ مرتضى الحديث المذكور، في " ألفية السند " له عن الشمس محمد بن أحمد البليدي المالكي المصري عن الشبرخيتي المذكور، فكأنه رواه عن الصباغ مع أنه مات قبل دخول السيد مرتضى لمصر. وقد روينا الحديث المذكور عالياً باسناد مغربي عن قاضي سطات أبي عبد الله محمد بن القاضي بوشتي الكَداني ومحمد بن علي ابن قاسم المزميزي، كلاهما عن والد الأول عن صالح بن التهامي الشرقاوي عن محمد صالح البخاري عن علي بن إبراهيم عن المعمر محمد بن عبد الفتاح الجني عن شمهروش عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد حدثنا بالحديث المذكور عالياً الشيخ المعمر الصالح أبو عبد الله محمد بن المدني الشرقاوي بآنفي عام 1321 عن عمه صالح بن التهامي المذكور عن زوج أخته أبي حفص عمر ابن المكي الشرقاوي عن شمهروش عالياً، فهو على هذا لنا رباعي، وقد حصل للسيد مرتضى سداسياً فأفتخر به قائلاً في " ألفية السند " له في ترجمة شيخه البلدي: وخذ لإسنادِ حديثٍ عال ... من طرقِ الجنّ بالاتصالِ عن شيخنا الماضي الشهير الصيتِ ... عن شيخه منسوبِ شبرخيتِ أعني سليمانَ عن الجزيري ... ذي الفضل والتحقيق والتحرير عن شيخه سلامةَ الإمامِ ... وذا عن الليثيّ بالإعلامِ عن شيخه شمهروش الولي ... قاضي قضاة الجن ذي الرقي عن النبيّ من شكا ضرورته ... ذا أولُ الحديث فانقلْ صورتَهْ تنبيه: ما في " عمدة الأثبات " من رواية الحافظ مرتضى عن المترجم لا يصحُّ بل بواسطة.

363 - الصبان (1) : هو الإمام العلاّمة المتفنن أبو العرفان محمد بن علي الصبان الشافعي المصري، يروي عامة عن الملوي وحسن المدابغي والعشماوي والبليدي والحفني والشبراوي والجوهري وعطية الأجهوري والصعيدي وحسن الجبرتي وغيرهم، وأخذ الطريقة عن العارف العفيفي وأبي الأنوار أبي وفا، وهو الذي كناه بأبي العرفان. وللمترجم من التآليف في الحديث منظومة في اصطلاح الحديث في ستمائة بيت، وأخرى عارض بها قصيدة ابن فرح، ومنظومة في ضبط رواة الصحيحين، ونظم أسماء أهل بدر، وله ثبت أحال عليه في إجازته لابن عبد السلام الناصري قال: فصلت فيه ما أخذته عنهم. أرويه وكل ما له من طريق الناصري المذكور وغيره عنه، مات بداء السل، عافانا الله منه، سنة 1206. 364 - الصدفي (2) : هو الإمام الحافظ فخر الأندلس أبو علي حسين بن فيرُّه بن حيون الصدفي ويعرف بابن سكرة، له برنامج في أسماء شيوخه، وأفرد شيوخه بالتأليف القاضي عياض فعدَّ له مائة وستين شيخاً، وأفرد تلاميذه أيضاً الحافظ ابن الأبار التونسي وغيره (انظر المعاجم) وهو ممن أقام للحديث السوق العظيم الذي فيه نفقت بضائعه فخضعت له فيه الرقاب وشدت له الرحال من داني البلاد وقاصيها، لوافر علمه وواسع تدقيقه وطول رحلته، وفي " الديباج " (3) : " قال أبو علي الصدفي لبعض الفقهاء: خذ الصحيح فأذكر أي متن أردت أذكر لك سنده وأي سند أردت أذكر لك متنه "، اه.

_ (1) ترجمة الصبان في الجبرتي 201:4 (ط/ 1965) (227:2) وخطط مبارك 84:2 ومعجم سركيس: 1194 وبروكلمان، التاريخ 288:2 وتكملته 399:2 والزركلي 189:7. (2) تقدمت ترجمة الصدفي، انظر رقم: 238. (3) الديباج: 105.

وذكروا أن صهره أبا عمران موسى ابن سعادة سمع عليه الصحيح نحو ستين مرة في نسخته المعروفة بنسخة ابن سعادة، وهي من أحباس مكتبة القرويين عندنا بفاس، كان استعارها السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن فبقيت بدار المخزن بفاس يسافر بها الملوك تبركاً وتيمناً إلى أن أخرجها معه المولى عبد الحفيظ للرباط، وبعد خلعه صحبها معه لطنجة فبقية بين كتبه، وهي الآن بمكتبة المدرسة العليا بالرباط، وقفت عليها مراراً ونقلت منها. نروي ما للصدفي من طريق عياض وابن حكم وابن بشكوال عنه، وبأسانيدنا إلى ابن خير عن الشيخين أبي الحسين أحمد بن سراج وأبي محمد عبد الله بن سعيد العبدري كلاهما عنه. وفي " درر الحجال في مناقب سبعة رجال " للعلاّمة الافراني المراكشي: " وأهل مراكش الآن كثير منهم يزعم أن أبا علي الصدفي دفين مراكش، وأن قبره برحبة موسى بن الغازي، وهناك قبر يزورونه بتلك النية، وذلك باطل لأن أبا علي توفي في وقعة قتندة (1) وكانت سنة 514، وكانت الهزيمة على المسلمين، ففقد أبو علي ولم تظهر جثته كما في " الغنية " وغيرها، اهـ. ومن خط المؤلف نقلت. وقد وقفت في خزانة الجامع الأعظم بتازا على الجزء الأول من جامع الترمذي على أوله بخط الحافظ الصدفي المترجم إجازة به للفقيه الأمين أبي الفضل مبارك مولى إبراهيم بن عيسى الأنصاري قال: " بعد سماعه له عليه وللصحيح " وهي بتاريخ جمادى الأولى عام ستة وخمسمائة (506) ومبارك المذكور من أصحاب الصدفي الذين أغفلهم الحافظ ابن الأبار في معجمهم ولذلك استدركته عليه. أعجوبة: وقد عثر المتأخرون بطرابلس الغرب عام 1211 على أصل عظيم من الصحيح بخط الحافظ الصدفي أسهبوا في وصفه ونعته، وها أنا أنقل لك كلامهم في شأنه، قال الحافظ ابن عبد السلام الناصري في كتابه " المزايا "

_ (1) في المطبوعة: قنترة، وهي خطأ.

بعد أن تكلم على نسخة ابن سعادة التي هي من أحباس خزانة القرويين: " وقد عثرت على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به البلاد بخطه بطرابلس في جلد واحد مدموج لا نقط به أصلاً على عادة الصدفي وبعض الكتّاب، إلاّ أن بالهامش منه كثرة اختلاف الروايات والرمز عليها، وفي آخره سماع عياض وغيره من الشيخ بخطه، وفي أوله كتابة بخط ابن جماعة والحافظ الدمياطي وابن العطار والسخاوي قائلاً: " هذا الأصل هو الذي ظفر به شيخنا ابن حجر العسقلاني وبنى عليه شرحه الفتح واعتمد عليه لأنه طيف به في مشارق الأرض ومغاربها الحرمين ومصر والشام والعراق والمغرب فكان الأولى بالاعتبار كرواية تلميذه ابن سعادة، ولقد بذلت لمن اشتراه في عدة كتب من أهل طرابلس الغرب باصطنبول بثمن تافه صُرَّةَ ذهب فأبى من بيعه وبقي ضائعاً في ذلك القطر، وكان من مدح ابن العطار له بخطه ما نصه: قد دام بالصدفَّي العلمُ منشراً ... وجلَّ قدر عياضِ الطاهرِ السلفي ولا عجيب إذا أبدى لنا درراً ... ما الدرُّ مظهره إلاّ من الصدف (ي) قال ابن العطار: وقلت أيضاً في سيدنا ومولانا قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة، وقد حملت هذه النسخة لمجلسه بالصالحية في العشر الأول من رجب سنة 802 فنظر فيها وقال: لو كتبت نسخة واضحة بخط حسن وقوبلت على هذه لكانت أحسن لأن كاتبها رجل جليل القدر: رأى البخاري بخطّ الحافظِ الصدفي ... قاضي القضاةِ إمام النبلِ والسلفِ جمالُ واسطةِ العقدِ الثمين له ... ولا عجيبٌ بميل الدرّ للصدف (ي) ونحو هذا لابن عبد السلام الناصري أيضاً في رحلته الصغرى قائلاً: " عليها من سماعات العلماء في القرون السابقة عياض فمن دونه إلى ابن حجر العجب "، اه.

وممن رأيته أفاض في وصف هذه النسخة الفقيه المدرس أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أبي محمد عبد القادر الفاسي في رحلته الحجازية الواقعة عام 1211 قال: " لطيفة، وقفت بمحروسة طرابلس على نسخة من البخاري في سفر واحد في نحو من ست عشرة كراسة، وفي كل ورقة خمسون سطراً من كل جهة، وكلها مكتوبة بالسواد لا حمرة بها أصلاً، وهي مبتدأة بما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد نبيه، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند تمام كل حديث صورة، اهـ. ولا نقط بها إلاّ ما قل، وبآخرها عند التمام ما صورته: آخر الجامع الصحيح الذي صنفه أبو عبد الله البخاري رحمه الله والحمد لله على ما منَّ به، وإياه أسأل أن ينفع به، وكتبه حسين بن محمد الصدفي من نسخة بخط محمد بن علي بن محمود مقروءة على أبي ذر رحمه الله وعليها خطه، وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة 21 محرم عام ثمانية وخمسمائة والحمد لله كثيراً كما هو أهله وصلواته على محمد نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم كثيراً أثيراً، وعلى ظهرها: كتاب الجامع الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلك وسنّته وأيامه تصنيف أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رضي الله عنه رواية أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري عنه رحمه الله، لحسين بن محمد الصدفي، أوقفني على هذه النسخة المباركة محبنا الفقيه الناسك ذو الأخلاق الحسنة سيدي الحاج أحمد بوطبل، وذكر لي حفظه الله أنه اشتراها من اصطنبول، وحيث اشتراها اجتمع علماؤها وقالوا له: أخليتَ اصطنبول، ثم قال: وعليها إجازة الصدفي للقاضي عياض في جملة الفقهاء بسماعهم له في المسجد الجامع بمرسية وعلى ظهرها أيضاً: هذه النسخة جميعها بخط الإمام أبي علي الحسين بن محمد الصدفي شيخ القاضي عياض، وهي أصل سماع القاضي عليه كما ترى في الطبقة المقابلة لهذه، وهي الأصل الذي يعتمد عليه ويرجع عند الاختلاف إليه، وقد اعتمد عليها شيخنا الحافظ ابن حجر حالة شرحه للجامع الذي سماه فتح الباري " اهـ. كلام الرحلة الفاسية.

وفي الرحلة الناصرية الصغرى لابن عبد السلام الناصري أنه راود أبا طبل المذكور بإبدالها بنسخةٍ أخرى جليلة مذهبة يناهز ثمنها السبعين ديناراً في جزء أيضاً فأبى، وعرضت عليه الثمن مضاعفاً فأبى ويأبى الله إلاّ ما أراد "، اهـ. وفي " المزايا " أيضاً عقب قوله: وبقي ضائعاً في ذلك القطر " ثم حملتني الغيرة والحمد لله على أن أبلغت خبره لامامنا المنصور أبي الربيع سيدنا سليمان ابن محمد، فوجه إليه حسبما شافهني به ألف مثقال أو ريال الشك مني فأجابه من هو بيده أنه يقدم به لحضرته، وما منعه إلاّ فتنة الترك فيما بين تونس والجزائر، ثم لما طال الأمر أعاد الكَتْبَ بذلك، وإلى الآن لم يظفره الله به. ولقد داعبته ذات مرة قائلاً على سأن سماع الصدفي المذكور وماذا لمبلغ هذه الخصلة فوعدني ووعد الملوك تحقيق أنه ان ظفر به خرَّج منه فرعاً وأعطاني أحدهما على اختياري "، اهـ. منها. قلت: وقد انقطع خبر هذه النسخة من عام 1211 لم أرَ لها ذاكراً ولا ناعتاً من الرحالين والبحاثين، فإن لم تكن دخلت خزانة الزاوية السنوسية بصحراء طرابلس فلا تكن إلاّ انتقلت إلى بعض مكاتب أوربا، والله أعلم. ثم صدق الله الظن فأخبرني بعض طلبتنا ممن كان هاجر إلى المشرق ولقي صديقنا الماجد الأصيل الشيخ سيدي أحمد الشريف بن محمد الشريف السنوسي وصحبه وخالطه أن الأصل المذكور بخط الصدفي موجود في كتب السيد المذكور، صانه الله وحفظه، فالحمد لله على وصوله ليد هذا السيد الذي يعرف قيمة الكتب ويصونها ويقدرها قدرها. ثم كتبت له أسأله عن ذاك فأجابني بما نصه: " نسخة البخاري التي بخط الصدفي عندي في الكتب التي بجغبوب يحفظها الله " اهـ. كلامه من خطه، حفظه الله. 365 - الصديني (1) : أروي فهرسته من طريق أبي زكرياء يحيى السراج

_ (1) انظر الدليل: 308 (وهو يعتمد على فهرس الفهارس) .

عن أبي سعيد محمد بن عبد المهيمن الحضرمي وأبي عبد الله الرعيني، كلاهما عن الشيخ الفقيه الأستاذ المقري أبي القاسم ابن محمد بن داود الصديني المكناسي صاحب الفهرسة. 366 - الصرصي (1) : هو أبو الحسن علي بن أحمد الصرصري اللنجري المتوفي سنة 1027 له فهرس في أشياخه وسلاسله الطريقية نسبه له القادري في " التحفة " نتصل به بأسانيدنا الآتية في عبد الله الشريف وبأسانيدنا إلى عبد القادر الفاسي وهما عنه، وخصوصاً الأول فهو عمدته وإليه ينتسب في الطريق. 367 - الصنهاجي (2) : هو أبو عبد الله محمد بن علي بن حماد بن عيسى ابن أبي بكر الصنهاجي العلاّمة المحدث الأديب المؤرخ، أصله من قرية تعرف بحمزة من حوز قلعة بني حماد بالجزائر، من كبار الأيمة وفضلائهم، أخذ العلم ببلده وبجاية، ولقي جلة بالجزائر وتلمسان وغيرهما من بلاد المغرب، منهم الشيخ أبو مدين. له برنامج ذكر فيه شيوخه ومقروءاته من الكتب، يشتمل على إسناد مائتي كتاب واثنين وأربعين كتاباً كلها مسندة إلى مؤلفيها. قال الغبريني لما ترجمه في " عنوان الدراية " (3) : ما رأيت برنامجاً احسن منه لأن أكثر البرنامجات تقع فيها الإحالات إما في الكل وإما في البعض، إلاّ هذا البرنامج فإنه ما أحال فيه على كتاب اصلاً، قال: " واشتهر عنه من

_ (1) الصرصري هذا نسبة إلى جبل صرصر بالمغرب، وقد ترجم له القادري في نشر المثاني 237:1 وقال: " توفي فيما أظن في أواخر العشرة الثالثة بعد الألف؛ وهذا الذي يعتمد في وفاته خلافاً لما في فهرسة العلامة سيدي الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي من أنه قبل ذلك بنحو عشرة أعوام أو أكثر) والقادري ينقل عن ممتع الأسماع وعن الابتهاج) . (2) ترجمة ابن حماد الصنهاجي في عنوان الدراية: 218. (3) عنوان الدراية: 219.

التحصيل والعلم أكثر مما اشتمل عليه برنامجه، والذي يدل عليه برنامجه من علومه هو علم القرآن والحديث وعلم الأصول وعلم النحو وعلوم الأدب والرقائق والأذكار، وله كتاب الاعلام بفوائد الأحكام لعبد الحق الإشبيلي والنبذة المحتاجة في أخبار صنهاجة بإفريقية وبجاية، مات سنة 628 وهو ينيف على الثمانين "، اهـ. يتصل اسنادنا به من طريق الغربيني المذكور عن الفقيه أبي عبد الله الخطيب عن أبي محمد ابن برطله عنه. 368 - الصفدي (1) : هو الإمام نادرة عصره وأديبه الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي صاحب أعيان العصر في ست مجلدات، ونكت الهميان في نكت العميان (2) والوافي بالوفيات في اثنين وستين مجلداَ (3) وشرح لامية العجم (4) والديوان وهو عندي. قال عنه السبكي في الطبقات: " عني بالحديث، سمع أخيراً من جماعة ولازم الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس وبه تمهر في الأدب، وصنف الكثير في التاريخ والأدب، قال لي انه كتب أزيد من ستمائة مجلد تصنيف "، اهـ. يروي عامة عن أبي حيان والحافظ الذهبي وغيره من الأعلام. أروي كل ما له من طريق ابن الفرات عنه. ح: ومن طريق الرداني عن النقيب ابن حمزة عن محمد بن منصور ابن المحب عن الخطيب محمد بن البهنسي عن الشمس محمد بن طولون عن البقاء محمد بن العماد عن أبي سليمان داوود ابن سليمان الموصلي عن الحافظ عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي عنه.

_ (1) ترجمة الصفدي في طبقات الشافعية 94:6 والدرر الكامنة 176:2. (2) قد ظهرت عدة أجزاء من الوافي بعناية جمعية المستشرقين الألمان. (3) قد ظهرت عدة أجزاء من الوافي بعناية جمعية المستشرقين الألمان. (4) طبع هذا الشرح بالأزهرية في جزئين سنة 1305 ثم أعيد طبعه دون تحقيق بدار الكتب العلمية - بيروت.

369 - الصفاقسي (1) : هو أبو عمرو عثمان بن أبي بكر بن حمود الصفاقسي، أروي فهرسته من طريق الحافظ ابن خير عن أبي محمد بن عتاب عنه. الصفاقسي: هو أبو الحسن النوري (انظر حرف النون) (2) . الصفوري: (انظر عبد القادر) (3) . 370 - الصعيدي (4) : هو أبو الحسن علي بن أحمد الصعيدي العدوي المالكي شيخهم بالأزهر، أحد أعلام الشيوخ، حلاه الشيخ الأمير في شرح مجموعة ب " خالفة السادة الأول، وخاتمة من جمع بين العلم والعمل، شمس بدور سماء العلوم، إنسان عين التحقيق والمفهوم، قال محشيه: كان حريصاً على السنّة والعمل بها مع شدة اعتنائه بالعلم والبحث عليه وعلى إفادته وبارك الله في أصحابه طبقة بعد طبقة، وعمر حتى انحصر أهل الأزهر ما بين تلامذته وتلامذ تلامذته "، اهـ. له في الحديث حاشية على شرح زكرياء على " الألفية الاصطلاحية " في مجلد ضخم، هي عندي. قال الحافظ مرتضى في معجمه: " اتفق أني سمعت عليه حديث من بنى لله مسجداً من البخاري، دراية وبحثاً، وقد أملى ذلك اليوم على هذا الحديث ما يبهر العقول، وسمع ذلك منه كبار

_ (1) فهرسة ابن خير: 435 ويعرف بالضابط، دخل الأندلس (سنة 436) بعد أن تجول بالمشرق وأخذ عن علمائها ومحدثيها، وكانت له رواية واسعة، وتوفي بعد سنة 440 (الجذوة: 385 والصلة: 387) . (2) رقم: 352 في ما تقدم. (3) رقم: 417 في ما يلي. (4) سلك الدرر 206:3 وخطط مبارك 94:9 وبروكلمان، التاريخ 415:2 وتكملته 439:2 والزركلي 66:5 ومن مصادره أيضاً ثبت الأمير (2، 3) .

العلماء نحو التسعين ما عدا العوام. توفي سنة 1189، قال الأمير: " كنا نقول مدة حياته عز لأنه ولد سنة 1112 ". من أعلى شيوخه إسناداً محمد البليدي المالكي وعبد الله المغربي وإبراهيم الفيومي، كلهم عن الخرشي. وكان يروي عامة عن محمد ابن زكري الفاسي ومحمد بن قاسم جسوس تلميذه لما شرَّقا ودخلا مصر، والشهاب أحمد الديربي والشمس محمد بن عقيلة المكي والسيد محمد بن عبد الله المغربي والسيد المنزلاوي وغيرهم. له ثبت مختصر من تبت ابن عقيلة جمعه له تلميذه محمد الأمير الكبير، بيدي منه عدة نسخ عليها خط الصعيدي، أرويه وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى وصالح الفلاني والأمير والشيخ التاودي والشنواني والشرقاوي والحضيكي وعلي بن عبد القادر بن الأمين ومحمد بن عبد الرحمن الزواوي وعلي بن سلامة التونسي وغيرهم، كلهم عنه. وأرويه عن الشيخ عبد الرزاق البليطار عن يوسف بن بدر الدين المغربي عن الشيخ عوض السنبلاوي الصعيدي عنه. 371 - الصومعي (1) : هو الإمام العارف الصوفي البعيد الصيت أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن سالم بن عبد العزيز بن شعيب الهروي، صاحب زاوية الصومعة بتادلا، وأحد المكثرين من التصنيف من أهل برّ العدوة وجمع الكتب، لقي الكثير من أصحاب الشيخ التباع واعتمد الشيخ أبا الحسن علي ابن إبراهيم دفين أكَرض بتادلا، وقد أخذ عن الشيخ الخروبي ومحمد بن عبد الرحمن الشريف وغيرهم. ترجمه تلميذه الحافظ أبو العباس المقري ترجمة طنانة وقال: " استجزته فأجازني بكل ما يجوز له وعنه روايته وما أخذ عن شيوخه كالإمام الشهير أبي عبد الله الخروبي الطرابلسي وغيرهم ممن

_ (1) ترجمة الصومعي التادلي في روضة الآس: 300 - 303.

يطول تعداده " وذكر له من التصانيف جزءاً يحتوي على من لقيه من العلماء الأعلام وأرباب التصوف أهل المقام، قال المقري: " ويوم استجزته أخرج لي ستين مجلداً كلها من تصنيفه، وسألني وأكّد علي أن أستجيز له من مولاي العم أبي عثمان (1) مع مشاركته له في الخروبي وغيره وقاربه في السن " اهـ. ومات المترجم له أوائل ربيع الأول عام 1013، ودفن بالصومعة من بني ملال ببلاد تادلا بالمغرب الأقصى، وقفت على قبره. أروي ما له من طريق المقّري عنه. 372 - صالح ابن صاحب التنوير (2) : أروي فهرسته عن السكري عن الحلبي عن العقاد عن التركماني عن العلاء الحصفكي عنه. 373 - صديق بن محمد الخاص اليمني: هو الشيخ الحافظ العلاّمة المسند الكبير حلاه في " النفس اليماني " (3) في غير موضع ب الحافظ المسند ". له فهرسة نرويها وكل ما له بأسانيدنا إلى الكوراني والعجيمي وغيرهما عن النور علي بن محمد الديبع الزبيدي عن محمد بن الصديق الخاص اليمني عن أبيه، وصديق المذكور يروي عن السيد طاهر الأهدل عن عبد الرحمن الديبع الشيباني صاحب " التيسير " وغيره عن السخاوي، كما يروي صديق المذكور عن العلاّمة ابن زياد مفتي زبيد وقطب الدين الحنفي مفتي مكة وحميد بن عبد الله السندي حسب رواية الأخير عن أبي الحسن البكري عن ابن حجر الهيثمي وعن نور الدين علي بن عراق وعن الشيخ جار الله بن فهد المكي تلميذ السخاوي، وأخذ الصديق المذكور عن الحافظ الطاهر الأهدل عن ابن الديبع

_ (1) يعني سعيد بن احمد المقري عم صاحب النفح. (2) المقصود بصاحب التنوير هنا شمس الدين محمد بن عبد الله بن تمرتاش الغزي الحنفي المتوفى سنة 1004، وصالح ابنه توفي سنة 1055 وله ترجمة في خلاصة الاثر 239:2 والزركلي 281:3. (3) انظر مثلاً ص: 261 من النفس اليماني.

وأحمد بن أبي بكر الطنبداوي وعبد الرحمن بن زياد وإسماعيل بن إبراهيم العلوي، وأخذ صديق الخاص أيضاً عن الرملي عن زكرياء، وأخذ أيضاً عن المسند المعمر داوود بن علي العباسي الأصابي تلميذ البدر الغزي. صديق بن حسن الهندي: (تقدم إسناد فهاريسه وترجمته في الحاء والسين، انظر الحطة وسلسلة المسجد) (1) . 374 - الصلاح ابن أبي عمر (2) : هو مسند الدنيا صلاح الدين محمد بن أحمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي ثم الصالحي، ترجمه الحافظ ابن حجر في " المجمع المؤسس للمعجم المفهرس " وذكر أنه ولد سنة 684 وسمع على الفخر ابن البخاري مشيخته ومعظم مسند الإمام أحمد، لم يفته منه إلاّ اليسير، والشمائل، وحدث بالكثير، وكان صبوراً على السماع، مات في 27 شوال سنة 780 وترجمه الحافظ في " انباء الغمر " فقال: " تفرد بالسماع من الفخر ابن البخاري، سمع منه مشيخته، أسمع الحديث أكثر من خمسين سنة، وقد أجاز لأهل عصره خصوصاً في عموم، فدخلنا في ذلك، مات في شوال عن 96 سنة ونزل الناس بموته درجة، ولد سنة ثلاث أو أول سنة أربع وثمانين فأكمل ستاً وتسعين سنة وأشهراً "، اهـ. نروي ما له من طريق الحافظ ابن حجر ومحمد بن مقبل الحلبي كلاهما عنه. 375 - ابن صالح (3) : هو الشيخ الفقيه الخطيب المحدث أبو عبد الله ابن صالح القسمطيني، له برنامج في أسماء شيوخه، أرويه من طريق العبدري الحيحي عنه، لقيه ببلده قسمطينة لما دخلها (انظر الرحلة العبدرية) .

_ (1) رقم: 119 (ص: 362) ورقم: 529. (2) ترجمة صلاح الدين المقدسي الصالحي في الدرر الكامنة 3: 392. (3) انظر في ترجمة ابن صالح رحلة العبدري: 276 - 277.

376 - ابن أبي الصيف اليمني (1) : هو أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل الزبيدي نزيل مكة الحافظ الجليل، له برنامج نقل عنه ابن الزبير في تكملته، وله أيضاً كتاب سماه " الميمون " جمع فيه الأحاديث الواردة في فضائل اليمن وأهله، وجمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً من أربعين بلدة، وكان عالي الاسناد وأكثر أسانيد أهل اليمن تنتهي إليه، مات بمكة سنة 609، ترجمه الشرجي في " طبقات الخواص ". نتصل به من طريق الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي عنه. صلة الخلف بموصول السلف: لابن سليمان الرداني (انظر حرف الراء) (2) . 452 - الصفح السعيد في اختصار الأسانيد (3) : للشيخ سيدي محمد المكي ابن عزوز، رأيت اسمه في برنامج تآليفه بزاوية الهامل ولم أقف عليه لأدري هل أكمل أم لا، ولكني أروي ما فيه عن مؤلفه مكاتبة. حرف الضاد 377 - ضياء الدين المقدسي (4) : هو الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي أروي ما له من المرويات بأسانيدنا إلى شمسة قلائد الاسناد أم عبد الله عائشة بنت محمد المقدسية الصالحية عن أم زينب بنت عبد الرحمن البحري عنه.

_ (1) طبقات الخواص: 141. (2) رقم: 214 في ما تقدم. (3) رقم: 214 في ما تقدم. (4) ترجمة ضياء الدين المقدسي في الفوات 426:3 والوافي 65:4 والزركشي: 294 وتذكرة الحفاظ: 1405 وذيل ابن رجب 236:2 وعبر الذهبي 179:5 والبداية والنهاية 169:13 والشذرات 224:5 والنجوم الزاهرة 354:6 (كانت وفاته سنة 643) .

378 - ابن الضحاك (1) : له برنامج نقل عنه ابن الزبير في التكملة. 453 - ضوء المصباح في الأسانيد الصحاح (2) : رأيت بخط شيخنا قاضي مكناس الشهاب أحمد بن الطالب ابن سودة النقل عنه مباشرة ولم يسم مؤلفه، ثم وقفت على الفهرس المذكور فإذا هو للمعمر البركة أبي محمد يحيى بن عبد الله بن مسعود ابن العالم الصالح إبي مدين شعيب بن مبارك البكري الجراري السوسي، وهو فهرس جامع في نحو الستة كراريس، عندي، أوله: " الحمد لله حمد الحامدين " ذكر في خطبته: " وان من منن الله تعالى علي، وأجلّ مواهبه لديّ، أن يَسّر لي ملاقاة جماعة من الأعلام، وظفّرني منهم بما عليه المدار من كتب الإسلام، بأسانيد عوالي، أنفَس من اليواقيت الغوالي، وقد سألني من لا يسعني رده أن ألخص تلك الأسانيد بأبينِ جواب فأجبته إلى ما سأل ". صدَّرها بذكر شيوخه الخمسة عشر الذين أجازوه إجازة عامة، وهم 1 والده عبد الله، 2 وأبو عبد الله محمد فتحاً بن يحيى الشبي الزريفي السملالي الحامدي، 3 والشهاب أحمد بن محمد العباسي السملالي، 4 والمسند الشهاب أحمد بن محمد الصوابي، 5 والمعمر البرهان إبراهيم بن علي الدغوغي الولتيتي، 6 وسيدي بلعباس بن عبد الله الشرادي، 7 والشهاب أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي، 8 والشمس محمد بن محمد بن عبد الله الورزازي الدرعي، 9 والشهاب أحمد بن محمد ابن مسعود السوسي التديسي، 10 والوجيه عبد الرحمن بن يحيى التمنارتي، 11 ومحمد بن عبد الرحمن التمنارتي الروداني وأجازه بفهرسة والده

_ (1) اسمه عبد المنعم بن علي بن محمد الفزاري، كانت وفاته في حدود سنة 606 (انظر صلة الصلة: 20 والتكملة رقم: 2173 وقد أخلت بترجمته مطبوعة الإحاطة بتحقيق الأستاذ محمد عبد الله عنان) . (2) قارن بالدليل: 305.

الفوائد الجمة، 12 وأحمد بن عبد الرحمن شقيق الذي قبله وأجازه كذلك، 13 والشيخ سيدي أحمد الحبيب السجلماسي، 14 والشيخ سيدي المختار الكنتي، 15 وأبو يعقوب يوسف الناصري، قال: وتركت غيرهم ممن هو مساوٍ لهم في السند. افتتحها بأسانيد القرآن ورواياته والتجويد، راوياً له عن والده عبد الله عن جده المعمر مائة وخمسة وثلاثين سنة مسعود بن شعيب الجراري المتوفي عام 1078 عن عبد الله بن المبارك الأقاوي السوسي عن محمد بن إبراهيم التمنارتي عن الحسن بن عثمان التملي عن أبي غازي بأسانيده، ثم بأسانيد كتب التفسير، ثم بأسانيد كتب الصحاح وما ألحق بها، منها الصحيح: رواه عن المعمر البرهان إبراهيم بن علي الدغوغي الولتيتي عن ابن سعيد المرغتي، وأبي مروان عبد الملك التجموعتي بأسانيدهما، ثم بأسانيد كتب السير والمغازي، ثم كتب التوحيد وأصول الفقه والنحو واللغة والمنطق والبيان والأدب والعروض والفرائض والحساب والتوقيت والتعديل والطب والتاريخ والأنساب والهندسة والأوقاف والتفسير وديوان الشعراء الستة والفقه وعلم الأسماء وخواصها والحروف وكتب التصوف وطرق القوم، منها " دلائل الخيرات " رواه عن والده عبد الله المتوفى عام 1134 عن عمه أحمد البهلول بن شعيب (1) المتوفي سنة 1108 عن 152، عن المعمر بل بن محمد بن شبيب الجراري المتوفى سنة 1044 عن 102، عن الشيخ التباع عن الجزولي. ح: وأخذه والده عبد الله عن جده مسعود ابن شعيب المتوفى عام 1041 عن أبي العباس أحمد بن موسى السملالي عن التباع. ح: وأخذ جده مسعود عن العارف أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي وغيره مما له إجازة عامة.

_ (1) صالح عليه قبة مدفون مع سيدي عبد الجبار بقري سوق الحد الذي يقام الآن بأولاد جرار وهم من أهل الركادة وله عقب بدكالة، أخبرني بذلك الفقيه الجراري بمراكش (المؤلف) .

وروى المفهرس المذكور الطريقة الوازانية عن أبي العباس أحمد بن مولاي الطيب الوازاني المتوفي عام 1194، والطريقة القادرية عن الشيخ سيدي المكتار الكنتي عن سيدي أحمد بونعامة الغلاوي عن سيدي عبد المجيد الكنتي عن المعمر عبد الشكور عن المعمر روح الله عن الشيخ الإله أبادي عن الشيخ عبد القادر، ثم ختمها ببعض المسلسلات كالأولية والمصافحة والمشابكة. ولم أجد ليحيى الجراري المذكور ذكراً فيما وقفت عليه من الفهارس والكنانيش والتواريخ والأسانيد ولا لآبائه الذين ذكر إلاّ فهرسة الكوهن فإن صاحبها أسند " دلائل الخيرات " قائلاً: " أرويه عن المعمر البركة أبي محمد يحيى بن عبد الله بن مسعود بن شعيب البكري السوسي عن والده عن جده عن القطب سيدي أحمد بن موسى " الخ. وقد سبق في ترجمة الكوهن من حرف الكاف أن يحيى المذكور ما وجدت له ذكراً وذلك قبل أن أقف على فهرسته هذه، ورأيت على أول الأصل الذي وقع بيدي منها بخط المسند أبي عبد الله محمد التهامي بن رحمون الفاسي: " أجازني شيخنا سيدي يحيى مؤلف الفهرسة حوله () بجميع ما اشتملت عليه إجازةً عامة وبجميع مروياته وكذا أجاز جميع أولادي "، اهـ. نعم شأن يحيى المذكور وآبائه عجيب جداً في التعمير ولقائهم لأولئك الأعلام مع عدم ورود ذكرهم في ثبت أو تاريخ، ولكن الإهمال مغربي، ففي المغرب الأقصى ولد وباض وفرخ وتناسل وتكاثر، فلا يدل إهمالهم لشيء على عدم وجوده، ولا شك أن رواية مثل ابن رحمون والكوهن عن المترجم كافية في تعديله واطمئنان القلوب لأمره، ويكفي من اهتبال المسند ابن رحمون بأمره استجازته منه لأولاده أيضاً، وهو ما لم أره وقع منه إلاّ لأفراد ممن لقي على كثرتهم، والله أعلم. نعم أتعجب كثيراً من الكوهن الذي لم يروِ عن الجراري المذكور غير " دلائل الخيرات " مع كونه بهذه المنزلة من العلو في رواية سائر كتب الإسلام الأصلية والفرعية، وناهيك أنه يروي عن مثل سيدي أحمد الحبيب السجلماسي والغربي الرباطي

اللذين يروي عنهما شيوخ الكوهن بعدة وسائط، بل يروي الجراري عن رجلين شاركا اليوسي وشيخه وشيخ شيخه المرغتي في شيخهم، وهو أبو زيد التمنارتي صاحب " الفوائد الجمة " ولله في خلقه عجب، والله أعلم. نتصل بالمذكور في " دلائل الخيرات " من طريق الكوهن عنه. 454 - الضوابط الجلية في الأسانيد العلية (1) : للأديب الميقاتي المجود القاضي شمس الدين أبي عبد الله فتح الفرغلي السبربائي نسبة إلى برباء قرية قرب طندتا ببلاد مصر المتوفى بها سنة 1210، ألفه سنة 1176 في سنده عن أبي الحسن علي بن العربي السقاط الفاسي دفين مصر. نروي ما فيه بأسانيدنا إلى السقاط (انظر حرف السين) (2) . 455 - ضياء الأنام بعوالي البلقيني شيخ الإسلام: للحافظ ابن حجر أرويه بالسند إليه. حرف العين 379 - عابد السندي (3) : هو محدث الحجاز ومسنده، العالم الجامع المحدث الحافظ الفقيه المتبحر الزاهد في الدنيا وزخارفها، محيي السنن حين عفت رسومها وهجرت علومها، محمد عابد بن الشيخ أحمد بن شيخ الإسلام محمد مراد بن يعقوب الأنصاري الخزرجي السندي مولداً الحنفي مذهباً النقشبندي طريقة، من ذرية أبي أيوب الأنصاري، ولد ببلدة سيون، بلد على

_ (1) ترجمة الفرغلي في الجبرتي 265:4 (ط/ 1965) . (2) رقم: 573 في ما يلي. (3) قد تقدمت ترجمة محمد عابد السندي تحت رقم 122 (ص: 363) ويضاف إلى المصادر: البدر الطالع 2: 227.

شاطيء النهر حوالي حيدراباد السند، ثم هاجر إلى بلاد العرب مع أهله، وأقام بزبيد وولي قضاءها مدة مديدة كما في " التحفة المدنية " حتى جعله الساباطي في فهرسته من أهلها، واستفاد من علمائها خصوصاً الوجيه الأهدل، ودخل صنعاء ومكث بها برهة يتطبب لإمامها، وقرأ بها على القاضي الشوكاني، وذهب بطريق السفارة من إمام صنعاء إلى مصر مدة الأمير محمد علي باشا فأكرم وفادته، ورجع إلى اليمن وأخذ عن العارف الكبير أبي العباس أحمد ابن إدريس دفين صبيا وإن لم يجر له ذكراً كالشوكاني في ثبته " حصر الشارد "، ثم رجع للحجاز وولاه محمد علي باشا المصري رياسة العلماء بتلك الديار، ولم يزل مجتهداً في بث السنن والصبر على جفاء أبناء الزمن والتصنيف والجمع. فمن مؤلفاته: المواهب اللطيفة عن مسند أبي حنيفة، اقتصر فيه على رواية موسى بن زكرياء الحصفكي، ورتب أحاديثه على أبواب الفقه، وأكثر فيه من المتابعات والشواهد لأحاديثه وبيّن من أخرجها، وشمر ذيله لإيضاح مشكلها، ووصل منقطعها ورفع مرسلها، وتكلم في مسائل الخلاف بقدر ما وسعه الحال، قاله في " اليانع الجني ". وفي أوائل تلميذه القاوقجي لدى الكلام على مسند الشافعي: " رتّبه شيخنا السندي على الأبواب الفقهية، وحذف منه ما كان مكرراً لفظاً ومعنى "، اهـ. ومنها شرح تيسير الوصول لابن الديبع، وصل فيه إلى حرف الحاء، بسط القول فيه بسطاً لائقاً. ومنها شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر ولم يكمله أيضاً. ومنها وهو أشهرها " حصر الشارد من أسانيد محمد عابد " في مجلد ضخم. ومنها منال الرجا في شروط الاستنجا، ورسالة في جواز الاستغاثة والتوسل وصدور الخوارق من الأولياء المقبورين عمد فيها إلى الاستشهاد بالآثار لا كما يفعله الغير في هذا الباب من الاقتصار على حَطْبِ أقوال المتأخرين الذين لا يقيم لهم الخصم وزناً، وهي في كراسين من أحسن ما كتب في هذا الباب وأفيد وأجمع، ورسالة أخرى في كرامات الأولياء: هل هي جائزة الوقوع وهل التصديق

بها واجب أم جائز سواء وقت في حال الحياة أو غيره وهل ورد في الأحاديث أن الصحابة كانوا يقبلون يد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريمة أو رأسه أو قدميه الشريفتين أم لا وهي في كراسة، كلاهما عندي في مجموعة سندية الخط، وهما من الغرابة بمكان. وله عدة مجموعات وحواشٍ على كتب الفقه الحنفي، وله مجموعة في إجازات مشايخه له وأسانيدهم نظماً ونثراً، وقفت عليها بين كتبه بالمدينة المنورة ولم يتيسر لي تلخيصها، وإني آسف على ذلك كثيراً. وكان مدة مقامه بالمدينة مثابراً على إقراء كتب السنّة حتى إنه كان يختم الكتب الستة في ستة أشهر، بل حدثني المسند الخطيب السيد أبو جيدة بن عبد الكريم الفاسي أنه حدثه شيخه المعمر العلاّمة الشيخ حسن الحلواني المدني أنه سمع على شيخ عابد الكتب الستة في شهر وأخذها عنه دراية في ستة أشهر، وهذا الصبر عجيب عن المتأخرين. وحدثني أيضاً عن الحلواني المذكور أن الشيخ عابد كان يقول: " لمثلي فليُسْعَ لأن بيني وبين البخاري تسعة " اهـ. وخلف مكتبة نفيسة أوقفها في المدينة المنورة اشتملت على نفائس وأصول عتيقة عليها سماعات أعلام الحفاظ، ومن أهمها وأغربها وأنفسها سفر واحد اشتمل على الموطأ والكتب السة وعلوم الحديث لابن الصلاح مقروءة مهمشة بخط واضح، وهو سفر لا نظير له فيما رأيت من عجائب ونوادر الآثار العلمية على كثرتها في أطراف الدنيا. مات رحمه الله يوم الاثنين 18 ربيع الأول سنة 1257، ودفن بالبقيع قبالة باب قبر عثمان. انظر أسانيدنا إليه لدى الكلام على كتابه " حصر الشارد " من حرف الحاء. 380 - عارف الله أحمد باي التركي (1) : هو الشيخ شهاب الدين أحمد

_ (1) لعارف حكمت ترجمة في إيضاح المكنون 37:1 وهدية العارفين 188:1، 553 والزركلي 138:1 والزهراء 430:2 والكتاني يشير أيضاً إلى النفح المسكي وعمدة الإثبات والى ترجمة مفردة له كتبها الشهاب محمود الآلوسي.

عارف ويدعى بعصمة الله ابن إبراهيم عصمة الله ابن أبي الوليد إسماعيل بن إبراهيم باشا زاده الحنفي الحسيني الاسلامبولي شيخ الإسلام بالمملكة العثمانية وواقف المكتبة العظمى بالمدينة المنورة حلاه مؤرخ تونس الوزير ابن أبي الضياف في مقدمة تاريخه ب " عالم الأمة وفخر الأيمة، شيخ الإسلام الطائر الصيت " ثم ذكر ونقل عنه ما رأى منه مما يدل على جودة الحافظة ورسوخ القدم في العلم (انظره) وأفرد ترجمته بالتأليف عالم بغداد ومفتيه الشهاب محمود الآلوسي صاحب تفسير " روح المعاني " في جزء نفيس وقفت عليه بمكتبته. ولد سنة 1201 وولي شياخة الإسلام بالآستانة سنة 1262 ومات سنة 1272 باصطنبول على ما في " النفح المسكي " أو في سنة 1275 على ما في " عمدة الأثبات ". هذا الرجل هو أعلم علماء الآستانة في القرن المنصرم، وكان له بعلماء العرب ارتباط كبير واتصال عظيم، وكان له بالرواية اعتناء باهظ، واستجاز من دونه في المراتب الدولية ولو بالمكاتبة مما يعلم منه أنه جدير بقوله عن نفسه: ألم تعلم بأنَّ سماءَ فكري ... تجولُ بأُفقِهِ شمسُ المعارفْ تفرَّسَ والدي فيَّ المعالي ... فيومَ ولدتُ سمّاني بعارف يروي عامة عن الأمير الكبير والسيد زين العابدين جمال الليل المدني والشيخ عابد السندي وعمر بن عبد الرسول العطار وحسن القويسني، وأملى عليه أوائل الكتب للبصري من حفظه، وحسن بن محمد العطار والشيخ علي الصيرفي مفتي الشافعية برشيد ومصطفى البناني ومحمد بن محمد صالح الشعاب وأحمد المالكي الشنكَيطي وعبد الله بن عبد الرحمن سراج المكي والشمس محمد التميمي ونصر الكافي الكافي التونسي وابن عابدين الدمشقي ومحمد أمين الزيله لي ومحمد بن سليمان العلاّف الاسكندري وعلي الساداتي وأحمد الروي وإسماعيل المحامدي وأحمد الطحطاوي وهبة الله القاضي الشامي ومحمد عمر الغزي الدمشقي ويوسف

ابن محمد البطاح الأهدل الزبيدي والشهاب أحمد بن محمد الكردي الاصطنبولي الحنفي والبرهان إبراهيم الرياحي التونسي، وقفت على إجازته له نظماً كتبها به بالآستانة، وحسن البيطار الدمشقي ومحمود بن عبد الله الآلوسي مفتي بغداد، وتدبج مع الأخيرين، وغيرهم. استفدت أسماء جلّ من ذكر ووقفت على عين إجازات جلهم له أثناء تفتيشي بمكتبته التي وقفها بالمدينة المنورة ومن ترجمة الآلوسي له. أروي كل ما له من طريق الآلوسي عنه. ح: وعن الشيخ عبد الرزاق ابن حسن البيطار الدمشقي عن أبيه الشيخ أبي علي حسن وأخيه الشمس محمد بن حسن البيطار والشيخ يوسف بدر الدين المغربي، ثلاثتهم عن المترجم ما له. ح: وعن الشيخ أبي الخير بن عابدين عن الشمس محمد بن حسن البيطار والشيخ يوسف بدر الدين، كلاهما عنه. وأروي القرآن والبردة ودلائل الخيرات عن زوجه المعمرة الناسكة الفريدة فاطمة شمس جهان الجركسية المدنية، لقيتها بالمدينة المنورة فأجازتني بما ذكر عن زوجها، وأجزت لها أيضاً كما عندي إجازتها بختمها. عبد الباقي الحنبلي: تقدم في فهرسته (انظر رياض أهل الجنة في حرف الراء) (1) . 381 - عبد الحفيظ ابن المهلا: هو ابن عبد الله المتوفى سنة 1077، له ثبت موجود بالخزانة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 123. 382 - عبد الحق الصقلي وتصانيفه (2) : أرويها بالسند إلى القاضي عياض عن أبي المطرف ابن هارون الفهمي عنه.

_ (1) انظر رقم: 135 (ص: 450) حيث سماه " روض أهل الجنة ". (2) انظر الغنية: 285 وفي ترجمة عبد الحق راجع العرب في صقلية: 99 وما بعدها وبركلمان، التكملة 299:1، 661.

عبد الحق بن عطية: (انظر ابن عطية الأندلسي آخر هذا حرف) (1) . 383 - عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي (2) : هو محدث الهند العلاّمة المسند صاحب المؤلفات العدة كشرحه على المشكاة المسمى باللمعات، وشرح كتاب " الصراط المستقيم " للمجد الفيروزبادي صاحب " القاموس " وغيره. قال الأمير صديق حسن في " الحطة ": " هو أول من جاء بالحديث لإقليم الهند وأفاضه على سكانه في أحسن تدريج، ثم تصدى له ولده الشيخ نور الحق المتوفي سنة 1073 وكذلك بعض تلامذته على القلة. ولود المترجم الشيخ سلام الله الحنفي شرح على البخاري بالفارسية سماه " تيسير القاري " ذكره له صاحب " الحطة "، وشرح على الشمائل ذكره له عبد الحي اللكنوي في حواشيه على الموطأ. يروي المترجم عامة عن نور الدين عبد الوهاب المتقي القادري الحسيني وغيره الراوي عن العلاّمة المحدث الصالح أبي الحسن علي بن حسام الدين المتقي المعروف بابن الهندي المتوفى سنة 977 تقريباً مبوب الجامعين الصغير والكبير، بل ذكر الحافظ مرتضى في " ألفية السند " له أن المترجم يروي عن المتقي مباشرة، وكذا عن ابن حجر الهيثمي وعن علي القاري، وناهيك بهؤلاء الثلاثة. وللمترجم ثبت حافل في مشايخه وأسانيده عنهم أوقفني عليه الشيخ أحمد أبو الخير بمنى، أرويه وكل ما له من طريق العجيمي عن محمد حسين الخافي

_ (1) انظر رقم: 492 في ما يلي. (2) انظر بروكلمان، التكملة 603:2 (وهو يعتمد على الكتاني) وكانت وفاته سنة 996 وعدَّ له من المؤلفات: الدرة البهية، ولمعة التنقيح، وما ثبت في السنة، وشرح المقدمة الجزرية، والطريق القويم في شرح السراط المستقيم وفتح المنان لمذهب النعمان وغيرها.

النقشبندي عنه عامة، والخافي هذا هو صاحب كتاب " الطريقة المحمدية في بيان الطريقة النقشبندية " وغيرها من كتب التصوف، وليس هو صاحب الطريقة المحمدية التي شرحها النابلسي والخادمي وغيرهما، وكنت أظنه هو حتى نبهني لكونه غيره صاحبنا الشهاب العطار في كتابه إليّ من مكة المكرمة قائلاً: " والخافي هذا هو تلميذ الشيخ عبد الحق الدهلوي والراوي عنه عامة، وقد وقفت على إجازة الشيخ عبد الحق له بخطه الشريف، وأدركه الشيخ حسن العجيمي وأخذ عنه، ومن طريق العجيمي عنه نروي مؤلفاته ومؤلفات الشيخ عبد الحق ومروياته، ولولا هذا الشيخ الخافي وروايته عن الدهلوي عامة لما كنا اتصلنا بالشيخ علي المتقي لرواية " كنز العمال " وغيره، وهذه فائدة نفيسة قل من يعلمها، حتى إن سيادتكم مع اعتقادي أنكم أحفظ أهل العصر على الإطلاق ما قرع سمعكم بها، وها أنا أتمها بالعزو فأقول: استفدتها من ثبت العجيمي الذي ألفه له تلميذه التاج الحنفي الدهان، كنت وقفت على بعضه بالهند، والنسخة موجودة بالطائف في خزانة بعض من كان فبان "، اهـ. من خطه رحمه الله. قلت: ولنا بالشيخ عبد الحق اتصال غريب مسلسل بالهنديين. أروي مكاتبة عن العلاّمة بقية المسندين الشيخ شرف الدين بن مرتضى بن مصطفى ابن محمد بن مصطفى المشهدي الأحمد أبادي كتابة من أحمدأباد الهند سنة 132 باستدعاء الشيخ أحمد أبي الخير منه، جزاه الله خيراً، عن جده محمد ابن مصطفى الموساوي المشهدي عن السيد مير عالم الإسماعيلي الجعفري الالهابادي عن السيد سيف الله العسكري الكردي الأحمدأبادي عن المنلا أحمد ابن سليمان الأحمدأبادي عن أبيه عن أبي أحمد المنلا سليمان بن محمد قاسم الكردي الأحمدأبادي عن الشيخ عبد الحق بأسانيده. قال شيخنا الشيخ شرف الدين: " وهذا سند مسلسل بالهنديين قل أن يوجد مثله "، اه. قال الشيخ أحمد المكي: " ولم يكن الشيخ شرف الدين يحفظ سنده إلاّ إلى أبي أحمد

المنلا فأخبرته أن من جملة شيوخه الشيخ عبد الحق الدهلوي، ولم يكن المجيز يعلم ذلك، وأنا إنما استفدته لما روى أبو إسحاق الكوراني " شرح المشكاة " للدهلوي من طريقه عنه. والعجيب أن أبا إسحاق لم يذكر أخذه عنه في الإتحاف ولا في الأمم وذيله " اهـ. من خطه من رسالة بعث إليّ بها من حيدرأباد الدكن من الهند. تنبيه: قول الشيخ أحمد أبي الخير فيما سبق لولا الشيخ الخافي وروايته عن المترجم ما اتصلنا بالمتقي صاحب الكنز هو غفلة منه عما في " ألفية السند " للحافظ الزبيدي من روايته عن الوجيه عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس عن السيد المصطفى بن عمر المحضار وأخويه محمد والحسن ثلاثتهم عن السيد جعفر الصادق بن مصطفى عن القطب علي بن عبد الله المقبلي عن أخيه السيد أحمد عن السيد جعفر الصادق عن المترجم له الشيخ عبد الحق الدهلوي قال: عن الشهاب الهيثمي والمتقي ... مبَوّب الجامع نعم المتقي وعن علي الهرويّ القاري ... وكلهم رووا بلا إنكارِ (انظر ترجمة الوجيه العيدروس منها) فائدة: قال الشيخ عبد الحق الدهلوي المترجم: " أوصاني سيدي عبد الوهاب المتقي بأنه ينبغي للمحدث أن يختار لنفسه من الأسانيد التي حصلت له من مشايخه سنداً واحداً يحفظه ليتصل به إلى سيد المرسلين وتعود بركته على حامله في الدنيا والآخرة، فاختصرت لوصية شيخي سنداً من طريق البخاري وآخر لمسلم واكتفيت بهما ففيهما البركة فقلت: قال العبد الضعيف حدثنا شيخنا الولي المقتدي عبد الوهاب الحنفي قال: حدثنا شيخنا علي بن حسام الدين المتقي قال: حدثنا أبو الحسن البكري قال: حدثنا الزين زكرياء الأنصاري عن ابن حجر. ح: وحدثنا الشيخ عبد الوهاب المتقي قال ثنا المسند علي بن

أحمد الجناتي الأزهري الشافعي حدثنا شيخ الإسلام الجلال السيوطي حدثنا الشهاب ابن حجر. 384 - عبد الحق الهندي (1) : ابن الشيخ شاه محمد بن الشيخ يار محمد الالهابادي المكي الصوفي المحدث المفسر الناسك المعمر صاحب الحاشية على تفسير النسفي، وهو من كبار أصحاب الشيخ عبد الغني الدهلوي وقدمائهم، ومنه سمع الشيخ أبو جيدة الفاسي أولاً حديث الدعاء في الملتزم، وروىالمترجم حديث الأولية عن العلاّمة السيد جعفر بن علي الهندي بشرطه، وروى حديث المصافحة والمشابكة عن المولوي محمد قطب الدين الدهلوي والعلاّمة محمد بن عبد الرحمن الهندي، كلاهما من أصحاب محدث الهند الشيخ محمد إسحاق. وروي عامة عن المحدث المفسر محمد قطب الدين الدهلوي المكي وعن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي الهندي المدني وغيرهما. له ثبت في مروياته عمن ذكر، أرويه وكل ما له من مؤلف ومروي عنه مشافهة بمكة وأجزته أيضاً. 385 - عبد الحق بن بونه (2) : أبو محمد له برنامج. 386 - عبد الحي بن عبد الحليم اللكنوي الأنصاري الهندي (3) أبو الحسنات: خاتمة علماء الهند وأكثرهم تأليفاً وأتمهم تحريراً واطلاعاً وإنصافاً

_ (1) محمد عبد الحق الالهابادي: له ترجمة في الزركلي 57:7 وانظر معجم سركيس: 1673، 1674. (2) عبد الحق بن عبد الملك بن بونه (504 - 587) له ترجمة في التكملة رقم 1806 وصلة الصلة: 7. (3) محمد عبد الحي اللكنوي له ترجمة في الزركلي 59:7 ومعجم سركيس: 1595 والرسالة المستطرفة: 217؛ وقد طبع من مؤلفاته الرفع والتكميل، والأجوبة الفاضلة، وإقامة الحجة، وكلها بتحقيق الأستاذ عبد الفتح أبو رغدة (ط. حلب) .

وتوسطاً، ولد سنة 1264، وحفظ القرآن وهو ابن عشر، ثم اشتغل بالعلم على والده وغيره من أصحابه، وكان صاحب همة لا تعرف الملل، واعتناء بالتقييد والجمع والمطالعة لم يمس الكلل، مع النباهة وسلامة الإدراك. أجازه والده عامة ما له كما أجازه هو الشهاب دحلان والشيخ الجمال ومحمد العزب والشيخ عبد الغني الدهلوي والشيخ حسين أحمد المحدث المليحابادي الأخير عن عبد العزيز الدهلوي عامة وغيرهم. ثم حج المترجم فأجازه هو دحلان والشيخ عبد الغني وغيرهما من شيوخ أبيه وزاد بالأخذ عن مفتي الحنابلة بمكة محمد بن عبد الله بن حميد الشرقي المكي. وألف التآليف العديدة النافعة، خصوصاً في علم الحديث والتاريخ والفقه من أهمها: حاشيته على موطأ محمد بن الحسن، وكتاب الأنوار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، وترجم والده برسالة سماها " حسرة العالم في وفاة مرجع العالم "، والفوائد البهية في تراجم علماء الحنفية (1) ، والتعليقات السنيّة على الفوائد البهية، وخير الخبر باذان خير البشر، وتحفة الاخيار في إحياء سنة سيد الأبرار، وتعليقه المسمى " نخبة الانظار "، وزجر الناس عن إنكار أثر ابن عباس، والأجوبة الفاصلة عن الأسئلة العشرة الكاملة، ودافع الوسواس في أثر ابن عباس، وتأليف في الأحاديث المشتهرة، ورسالة في تراجم فضلاء الهند، وطرب الأماثل بتراجم الأفاضل، وغير ذلك من التصانيف في الحكمة والطب والمنطق والفقه. وتفصيل أسانيده ومشايخه ومشايخ مشايخه في رسالته " إنباء الخلان بأنباء علماء هندستان ". قال المترجم عن نفسه في كتابه " النافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير ": " من منحه تعالى أني رزقت التوجه إلى فن الحديث وفقهه، ولا أعتمد على مسألة ما لم يوجد أصلها من حديث أو آية، وما كان خلافَ الحديث الصحيح الصريح أتركه، وأظن المجتهد فيه معذوراً بل مأجوراً، ولكني لست ممن

_ (1) طبع مع التعليقات، وأعادت إصداره دار المعرفة، بيروت.

يشوّش على العوام الذين هم كالأنعام، بل أكلم الناس على مقدار عقولهم. ومن منحه تعالى أني رزقت الاشتغال بالمنقول أكثر من المعقول، وما أجد في تدريس الحديث وفقهه من اللذة والسرور ولا أجده في غيره. ومن منحه تعالى أن جعلني سالكاً بين الإفراط والتفريط، لا تأتي مسألة معركة الآراء بين يدي إلاّ ألهمت الطريق الوسط فيها، ولست ممن يختار طريق التقليد البحث بحيث لا يترك قول الفقهاء وإن خالفته الأدلة الشرعية، ولا ممن يطعن عليهم ويهجر الفقه بالكلية " الخ. كلامه الذي كله جواهر ودرر. وله في مسألة زيارة القبر النبوي وشد الرحال له عدة مصنفات منها: الكلام المبرر في نقض القول المحكم، والكلام المبرور في رد القول المنصور، والسعي المشكور في رد المذهب المأثور، قال رحمه الله: " ألفتها رداً لرسائل من حج (1) ولم يزر قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحرم زيارة قبره المعهودة في العصور الإسلامية " اهـ. من كتابه " أبرز الغي الواقع في شفاء العي ". وكتبه هذه الثلاثة هي كالرد على " الصارم المنكي " لابن عبد الهادي الحنبلي الذي قال عنه المترجم أيضاً في محل آخر: " راجعته فوجدته منقلباً على نحر شيخه ودعوى انه لم يقدر أحد من المخالفين على معارضته صادر عن الغفلة، فقد رده على أحسن وجه ابن علان، ورددت كثيراً من مواضعه في السعي المشكور " اهـ. مات رحمه الله سنة 1304. أروي ما له عن الشيخ أحمد أبي الخير المكي وابن خالة المترجم الشيخ عبد الباقي اللكنوي، كلاهما عنه، وقد أوقفني الأول على إجازته العامة من المترجم، وأرجو الله أن أكون له خير خلف لاشتراكي معه في الاسم ومعظم أحرف بلده واتفاقي معه في غالب ميوله ومبادئه وأفكاره.

_ (1) هو الأمير صديق حسن القنوجي (المؤلف) .

387 - عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي الزبيدي الحنفي: إمام السنّة ومقتدى الأمة، قال عنه الشيخ عبد القادر الكوكباني: " صحبته زماناً طويلاً لم أسمع منه كلمة مباحة "، اهـ. ولد بزبيد سنة 1100 وأجازه من مكة حسن العجيمي بعناية والده، وسمع على ابن عقيلة والشيخ محمد حياة السندي ومحمد طاهر الكوراني المدني الحديث وهو عمدته فيه. له ثبت نرويه من طريق السيد مرتضى الزبيدي عنه. ومات بمكة سنة 1181. 388 - عبد الخالق بن علي المزجاجي اليمني (1) : أخذ عن الذي قبله ومحمد بن علاء الدين المزجاجي ويحيى بن سليمان الأهدل وعبد القادر بن خليل المدني وغيرهم. له ثبت كبير سماه " النزهة المستطابة " ترجم فيه لمشايخه والآخذين عنه. نرويه وكل ما له من طريق الوجيه الأهدل عنه. 389 - عبد الرحمن البلقيني (2) : هو شيخ الإسلام جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن عمر بن رسلان البلقيني المصري الشافعي ولد سنة 763 ومات سنة 824 بالقاهرة، قال الحافظ ابن فهد في " طبقات الحفاظ ": " ارتحل به أبوه في سنة 69 إلى الشام، فلو وجد من يعتني به حينئذ لأدرك الاسناد العالي، ولم تكن لأبيه في تسمعيه عناية وإنما سمع اتفاقاً شيئاً من السنن للبيهقي بنزول، وسمع من أبيه غالب الكتب الستة بغير شرط السماع لما كان يقع في غضون كلامه من كثرة اللغط في البحث المفرط المخل بصحة السماع، لكن قد استجاز له الحافظ أبو العباس بن حجي من جماعة كابن أميلة وابن كثير والصلاح ابن أبي عمر، أخرج له عنهم الحافظ ابن حجر فهرساً بالكتب

_ (1) ترجمة عبد الخالق بن علي في النفس اليماني: 108 والتاج المكلل: 499 وانظر رقم: 137 في ما تقدم. (2) ترجمة البلقيني في الشذرات 166:7 والزركلي 93:4 وهو يعتمد على لحظ الالحاظ لابن فهد وغيره (انظر ذيل طبقات الحفاظ: 282) .

المشهورة فكان يحدث بها، قال الحافظ ابن حجر: " كان يحب فنون الحديث محبة مفرطة وتأسف على ما ضيع منها ويحب أن يشغل فيها) ، اهـ. وقال الحافظ ابن ناصر في " شرح البديعة ": " له على صحيح البخاري تعليقات " قلت: له الافهام لما في البخاري من الإبهام. نروي ما له من طريق الحافظ تقي الدين ابن فهد عنه. 390 - عبد الرحمن الثعالبي (1) : هو الإمام بركة الجزائر عالمها ومسندها ولي الله أبو زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي الجزائري المالكي المتوفي سنة 875 عن نحو التسعين. ترجم الشيخ نفسه في كتابه " الجامع " فذكر أنه رحل من الجزائر في طلب العلم سنة 802 ودخل تونس عام 805 فأخذ عن أصحاب ابن عرفة، ثم رحل إلى مصر فأكثر الحضور على الحافظ ولي الدين العراقي شيخ المحدثين، قال: " فحضرت عليه علوماً جمة ومعظمها علم الحديث، وفتح الله سبحانه لي فتحاً عظيماً، وكتب لي بخطه وأجازني " قال: " ثم رجعت إلى تونس، قال: فأخذت عن البرزالي رواية البخاري، ولم يفتني من سماعه إلاّ اليسير، ولم يكن يومئذ بتونس من أعلمه يفوقني في الحديث منةً من الله وفضلاً، وإذا تكلمت فيه أنصتوا وتلقوا ما أرويه بالقبول، فضلاً من الله ثم تواضعاً منهم وإنصافاً وإذعاناً للحق واعترافاً به، وكان بعض فضلاء المغاربة هناك يقول لي: لما قدمت علينا من المشرق رأيناك آية للسائلين في علم الحديث، ومع ذلك لا أسمع بمجلس يروى فيه الحديث إلاّ حضرته "، اهـ. قلت: حلاه شيخه الحافظ ابن مرزوق الحفيد في إجازته له ب " سيدي

_ (1) ترجمة عبد الرحمن الثعالبي في نيل الابتهاج: 173 وتعريف الخلف 67:1 والضوء اللامع 152:4 وشجرة النور: 265 والزركلي 107:4 ومعجم سركيس: 661 وبروكلمان، التاريخ 249:2 وتكملته 351:2 وأعلام الجزائر: 88.

وبركتي الشيخ الإمام الفقيه المصنف الحاج العالم المشارك الخيِّر الديِّن الأكمل أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي " وهي بتاريخ 810. وحلاه في أخرى ب " سيدي الشيخ الأجل الفقيه الأنبل المشارك الأحفل المحدث الراوية الرحلة الأفضل الحاج الصالح المبارك الأكمل " الخ. وحلاه الحافظ أبو زرعة العراقي في إجازته ب " الشيخ الصالح الفاضل الكامل المحرر المحصل الرحال أبي زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي " الخ. لأبي زيد الثعالبي المذكور فهرس سماه " غنيمة الواجد وبغية الطالب الماجد " في نحو كراسين، وهو ثبت لطيف ذكر فيه مصنفات الحديث التي اتصلت به وبعضَ أسانيدها وأسماء مؤلفاته، ومدار روايته فيه على الحافظ ولي الدين العراقي، لقيه بمصر سنة 817، والمعمر أبي محمد عبد الواحد بن إسماعيل الغرياني وابن مرزوق الحفيد، وأخذ عنه هو أيضاً، وأبي محمد عبد الله بن مسعود بن علي القرشي الشهير بابن القرشية، يرويان عالياً عن ابن مرزوق الجدّ بأسانيده، وغيرهم من التونسيين والبجائيين. أرويها وكل ما له من طريق ابن غازي عن محمد ابن يحيى البادسي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشيخ زروق والسنوسي التلمساني كلاهما عنه، وأروي كل ما له باسنادنا المسلسل بالجزائريين إلى الشهاب أحمد بن قاسم البوني عن أبيه عن أبي مهدي عيسى الثعالبي عن أبي محمد عبد الكريم الفكَون القسمطيني عن العلاّمة أبي زكرياء يحيى بن سليمان الأوراسي القسمطيني عن أبي القدس طاهر بن زيان الزواوي القسمطيني عن الإمام أبي العباس أحمد زروق عنه، ويروي الفكَون عن الأوراسي المذكور عن أبي القدس ابن زيان عن أبي محمد عبد العزيز بن غانم الصحراوي عن أبي مهدي عيسى بن أحمد بن يوسف المليكَش عن الثعالبي. ح: قال الصحراوي أيضاً عن أبي زيد عبد الرحمن بن موسى بن سليمان الرشيدي، قال ابن زيان: وأخبرني عالياً عما قبله الإمام زروق الكبير

قال هو والبادسي والمليكَش والبرشوي أخبرنا بها وبجميع ما عمله وجميع ما ألفه جامعها أبو زيد الثعالبي. 391 - عبد الرحمن بن عتاب (1) : هو أبو محمد عبد الرحمن بن محمد ابن عتاب، أروي فهرسته من طريق ابن خير عنه إجازة كتب بها إليه. 392 - عبد الرحمن بن فهد: هو العلاّمة المسند أبو زيد عبد الرحمن ابن عبد القادر بن الحافظ عبد العزيز بن الحافظ نجم الدين عمر بن الحافظ تقي الدين محمد بن فهد الهاشمي المكي. قال في " اليانع الجني ": " كان من أجلة المحدثين في زمانه "، اهـ. يروي عن عمه الحافظ محمد جار الله بن فهد والشهاب ابن حجر الهيثمي وغيرهما. مات بمكة سنة 995، ولعله آخر فقهاء ومسندي بني فهد بمكة المكرمة فإنه انقطع ذكرهم من بعد المترجم في الفهارس والأثبات التي وقفت عليها. نروي ما له من طريق أبي العباس أحمد ابن القاضي عنه، لقيه بمكة سنة 987. ح: ومن طريق الصفي القشاشي عن شيخه الشهاب أحمد بن علي الشناوي عنه. ح: ومن طريق النخلي عن المحدث محمد علي بن علان الصديقي المكي عن نور الدين علي بن محمد الحميري عنه. ح: ومن طريق البرهان الكوراني عن الشيخ محمد شريف الكوراني عن علي بن محمد الحكمي عن المترجم.

_ (1) في المطبوعة: هو أبو زيد عبد الرحمن بن عتاب المكناسي، وهو مثل من الأوهام التي يقع فيها المؤلف؛ فالذي أجاز ابن خير كنيته أبو محمد وهو ليس مكناسياً، وانما هو قرطبي ترجم له ابن بشكوال ترجمة إضافية وكانت وفاته سنة 531 (الصلة: 332 وفهرسة ابن خير: 427) .

393 - عبد الرحمن الفاسي (1) : هو العلاّمة المشارك الجماع المطلع نادرة عصره في مصره أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر بن علي الفاسي بلداً ولقباً المتوفي بفاس سنة 1096. يروي عامة عن أبيه وعم أبيه أبي حامد العربي صاحب " المرآة " وغيرهما من المغاربة، ويروي بالإجازة مكاتبة عن شيوخ أبي سالم العياشي الذين تضمنتهم رسالته " اقتفاء الأثر " باستدعائه منهم وله ولأخيه وغيرهم. له " استنزال السكينة في تحديث أهل المدينة " (2) إجازة ألفها باسم المنلا إبراهيم الكوراني وولده أبي طاهر وغيرهما، ملأها بأسانيد المغاربة ولطائف مروياتهم في نحو الأربع كراريس، ادخل جل ما فيها ولده في المنح، وهو جامع ثبت والده المطبوع بتونس. نرويها بسندنا إلى الكوراني وولد المترجم صاحب المنح وأبي العباس الهشتوكي كلهم عنه، والاتصال بالمذكور عزيز فانا لا أعرفه إلاّ لمن ذكر لأن اعتناءه كان بالتأليف لا بالتدريس لذلك قل الآخذون عنه، ولكونه لم يعش بعد والده إلاّ نحو الخمسة أعوام وكان كثير الكتابة. له في الفن " مفتاح الشفاء " جارى به شفاء عياض في نحو مجلدين، وهو كتاب واسع النقل كبير الإفادة يدل على سعة حوصلة مؤلفه وكبير تصديقه بكلام أهل الحقائق وطاماتهم. وله في الفن أيضاً " غاية الوطر في علم السير " وهي ألفية عجيبة، ومنظومة في الاصطلاح سماها " استطابة التحديث بمصطلح الحديث " وجمع تقارير والده على الصحيح وهي مطبوعة بفاس، وغير ذلك في أكثر الفنون. وله " ابتهاج القلوب في مناقب جده وشيخه المجذوب " (3)

_ (1) ترجمة عبد الرحمن الفاسي في اليواقيت الثمينة: 195 والدرر الفاخرة: 13 وصفوة من انتشر: 201 والزركلي 82:4 وصفحات متعددة من دليل مؤرخ المغرب. (2) انظر الدليل: 289. (3) انظر تفصيل الكلام عن هذا الكتاب في الدليل: 175 - 176.

ختمه بالكلام على الأنساب، وقامت عليه فتنة بسبب ذلك، حتى أزال أخوه العلاّمة المتمكن الرزين الصوفي أبو عبد الله سيدي محمد الكراسةَ التي فيها ذلك وأسقطها من التأليف (انظر ترجمته من النشر) ولكن ألحقت فيه ثانياً بعد موته، رحم الله الجميع. قال في " نشر المثاني " عن الابتهاج المذكور: " من أفيد الكتب وأتقنها لولا إتيانه في بعض مسائله بما لا يسوغ شرعاً ولا يستحسن وضعاً، وعيب به في مواضع كثيرة منه " اهـ. (وانظر الروضة والدر النفيس) . وله أيضاً: " أزاهر البستان في مناقب جده أبي زيد عبد الرحمن " (1) وتأليف في مناقب شيخ والده الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن الفاسي (2) . وقد أفرد المترجم بالتأليف ولده صاحب المنح سماه " اللؤلؤ والمرجان في مناقب الشيخ عبد الرحمن " (3) عدد له فيه من التآليف ما يزيد على مائة وخمسة وسبعين تأليفاً كما في " تذكرة المحسنين " وجمع بعض مخاطباته حفيده أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، رحمهم الله. 394 - عبد الرحمن المجلد (4) : هو محيي الدين السليمي الحنفي المعروف بالمجلد الدمشقي، الإمام العالم العامل المعمر، ولد تقريباً بعد الثلاثين وألف، وحضر دروس النجم الغزي، وأجازه جماعة من المحدثين والفقهاء منهم ابن سليمان الرداني ويحيى الشاوي ومحمد العناني وغيرهم، وانتفع به الناس

_ (1) سماه مؤلف الدليل: 185 " بستان الأذهان أو أزهار البستان ". (2) اسمه: عوارف المنة في مناقب أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن محيي السنة (الدليل: 236) . (3) انظر الدليل: 217. (4) سلك الدرر 327:2.

طبقة بعد طبقة، ومات بدمشق سنة أربعين ومائة وألف. أروي ثبته بأسانيدنا إلى سليمان الأهدل والحافظ مرتضى والبخاري كلهم عن السفاريني عنه. عبد الرحمن المنجرة (انظر المنجرة في حرف الميم) (1) . 395 - عبد الرحمن الحنبلي (2) : هو ابن عبد الله بن أحمد بن محمد الحنبلي البعلي الدمشقي أبو الفرج نزيل حلب، الشيخ العالم الصالح المقري المسند، ولد سنة عشر ومائة وألف، وأخذ في طلب العلم عام عشرين، فلازم دروس الشيخ أبي المواهب الحنبلي مدة من خمسة عشرة سنة، ثم لازم حفيده الشيخ محمد المواهبي نحو تسع سنين والشيخ عبد الغني النابلسي ومحمد بن عيسى الكناني وأجازوه، واستجاز من الواردين على حلب، كابن عقيلة، والمقيمين كالشراباتي ومحمد بن صالح المواهبي القادري ووالده صالح ابن رجب، ويروي الصحيح عن الأخير مسلسلاً بالحلبيين مشايخ الإسلام، وهو عن شيخه الشيخ العارف قاسم الخاني، عن شيخ الإسلام أبي الوفاء العرضي الحلبي المتوفى عام 1071، عن والده شيخ الإسلام عمر شارح الشفا، عن والده شيخ الإسلام عبد الوهاب العرضي الحلبي، عن شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري، عن الحافظ بأسانيده. ومن تصانيف المترجم في السنّة: مختصر الجامع الصغير للسيوطي سماه " نور الأخبار وروض الأبرار في حديث النبي المصطفى المختار " اقتصر فيه على ما رواه أحمد والبخاري ومسلم، له عليه شرح سماه " فتح الستار وكشف الاستار "، وله أيضاً رحلة ذكر فيها ما رآه في سياحته من عجائب البر والبحر. نتصل به عن البدر عبد الله السكري عن الوجيه عبد الرحمن الكزبري

_ (1) رقم: 325 في ما تقدم. (2) سلك الدرر 304: 2.

عن عبد الله بن محمد العقاد الحلبي عنه. ح: وعن الشيخ السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن شمس الدين محمد بن عثمان العقيلي الحلبي العمري عن محمد خليل المرادي صاحب " سلك الدرر " تدبيجاً، وهو عن المترجم ما له، وغيرهم. وأعلى أسانيده في الصحيح روايته له عن ابن عقيلة عن العجيمي وعن الكناني عن الكوراني. قال المرادي في ترجمته من " سلك الدرر " (1) : " في كل من السندين بين صاحب الترجمة وبين البخاري عشرة، والبخاري حادي عشرهم، وبالنسبة إلى ثلاثياته يكون بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر، وهذا السند عال جداً ولا يوجد أعلى منه، وكانت وفاته بحلب عام 1192. له ثبات سماه " منار الاسعاد في طريق الاسناد " وهو فهرس ممتع جداً يدل على سعة رواية وتفنن، أجاز في آخره به لولديه عبد الله ومحمد. 396 - عبد الرحمن الأجهوري (2) : هو عبد الرحمن بن عبد الله بن حسن المالكي المصري سبط القطب الخيضري (3) ، أخذ القراءات عن عبد ربه ابن محمد السجاعي وشمس الدين السجاعي وأبي السماح البقري وغيرهم، وأخذ العلوم عن الشبراوي والعماوي والنفراوي وغيرهم، وسمع الحديث من الاسكندري (4) ومحمد الدقاق الرباطي (5) وغيرهما، ودخل الشام فسمع الأولية من العجلوني (6) وتدبج مع الحافظ مرتضى، وخرج له معجماً في

_ (1) سلك الدرر 305:2. (2) ترجمة الاجهوري في الجبرتي 283:3 (ط/ 1965) وهو عنده عبد الرحمن بن حسن بن عمر. (3) الجبرتي: الخضيري. (4) هو أحمد الاسكندراني عند الجبرتي. (5) محمد بن محمد الدقاق. (6) هو الشيخ إسماعيل العجلوني.

شيوخه بأسانيدهم، قال الزبيدي: " وكتب منه عدة نسخ واغتبط به كثيراً، وكانت وفاته بمصر سنة 1198 ". أروي معجمه هذا بالسند إلى الحافظ مرتضى وقد سبق عنه، وبأسانيدنا إلى الونائي عنه أيضاً. ورأيته أسند عنه القرآن في إجازة له عن البليدي وأبي السماح البقري، كلاهما عن محمد بن قاسم البقري عن البابلي عن خاله سليمان عن محمد بن أحمد الاسكندري عن الشبلي عن قطب الدين بن الحنفي عن الشمس ابن ناصر الدين الدمشقي عن أبي بكر بن أبي قدامة عن ابن جابر الوادياشي عن ابن الغماز بأسانيده. 397 - عبد الرحمن عطائي: هو عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الشهير بعطائي، كان موجوداً عام 1116. له ثبت موجود بالخزانة التيمورية في قسم المصطلح تحت عدد 126. 398 - عبد الرحمن العيدروس (1) : هو الإمام العارف المسند أبو المراحم عبد الرحمن بن مصطفى بن شيخ العيدروس الحسيني العلوي نسباً التريمي المصري بلداً، المتوفى بمصر سنة 1194 وولد سنة 1125، وأجازه والده وجده والوجيه عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه، وهما أعلى مشايخه اسناداً، وبالأخير تفقه، والسيد عبد الله بن عمر المحضار العيدروس صاحب الشحر والسيد محمد فضل الله العيدروس ومحمد حياة السندي ومحمد فاخر العباسي الهندي وأبي الحسن السندي ويوسف السورتي وابن الطيب الشركَي وعمر بن عقيل والسيد عبد الخالق الوفائي بمصر، وألبسه الخرقة الوفائية وكناه أبا المراحم، وأجازه أن يكني من شاء، وتدبج مع الشمس الحفني والجوهري

_ (1) تقدمت ترجمة عبد الرحمن العيدروس تحت رقم: 446.

والملوي ويوسف الحفني وغيرهم، حتى قال في إجازته لبني الأهدل بعد تسميته لبعض شيوخه: وعن مشايخَ لا تُحْصى لراقمها ... بل لستُ من كثرةِ العددِ إلاّ إذا طال لي وقتي وطاوعني ... أكادُ أذكرهمْ في مُجْمَلِ السّنَدِ وجال في الدنيا فدخل اليمن والشام والحجاز والهند وجاوة وبلاد الروم، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وبقي بمصر نحو نصف قرن، وله في العالم الإسلامي طنطنة حتى إن الأديب العلاّمة أبا محمد عبد المجيد بن علي الزبادي الفاسي ترجمه في رحلته للحجاز الواقعة عام 1158 ترجمة طنانة، وذكر أن المترجم إذ ذاك وقت لقيه به كان ابن ثماني عشرة سنة، وأخذ عنه طريقة سلفه وغيرها، وهذا عجيب من الزبادي، رحمه الله، فقد أرخ ولادة الوجيه العيدروس المذكور أعلم الناس بحاله وهو الحافظ مرتضى بما ذكرناه سنة 1125 فعلى هذا كان ابن ثلاثٍ وثلاثين سنة وقت لَقْيِ الزبادي به، وفي ثبت ابن عابدين و " سلك الدرر " أن ولادته كانت سنة 1135 (1) ، فعلى هذا كان وقت لقيه به ابن ثلاث وعشرين سنة، وما ذكرناه أولاً هو الصواب، وإن مشى الغلط فيه على أبي الربيع الحوات في ترجمته من " الروضة المقصودة ". وبقي حال المترجم في ازدياد إلى أن مات بمصر سنة 1194، قال الحافظ مرتضى: " ولم يخلف بعده مثله " اهـ. وفي " سلك الدرر ": " كان من أفرد العالم علماً وعملاً وقالاً وحالاً " اه. له من التصانيف نحو الستين، وله في الحديث والاسناد: البيان والتفهيم لمتبع ملة إبراهيم، التعريف بتعدد شق صدره الشريف، الرحلة، ذيلها سلسلة الذهب المتصلة بخبر العجم والعرب، القول الأنبه في حديث من عرف

_ (1) وكذلك هو تاريخ ولادته عند الجبرتي.

نفسه عرف ربه، مرقعة الصوفية، مرقعة الفقهاء، مرآة الشموس بذكر سلسلة القطب العيدروس، النفحة الأنسية في بعض الأحاديث القدسية نظم، وغير ذلك. وأفرد له فهرساً عظيماً جمع له فيه ما له من الأسانيد الحافظ الزبيدي سماه " النفحة القدوسية بواسطة البضعة العيدروسية " اشتمل على إسناد مائة وسبعين طريقة من طرق الصوفية، وهو في نحو عشرة كراريس. نروي ما له من مروي ومؤلف نظم ونثر من طريق الحافظ مرتضى والحفني والأمير والصبان وشاكر العقاد والشيخ التاودي ابن سودة والسيد سليمان الأهدل وولده السيد عبد الرحمن صاحب " النفس اليماني " ولعله آخر المجازين منه وفاةً وغيرهم. ونتصل به بسند مسلسل بالباعلويين الأشراف سادات اليمن، وذلك عن العارف بالله أحمد بن حسن العطاس، عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي، عن عبد الله بن الحسن بلفقيه، عن السيد حسين بن مصطفى العيدروس، عن أبيه، عن السيد عبد الرحمن المذكور ح: وعن السيد المعمر البركة عيدروس بن حسين بن أحمد العيدروس الحسيني نزيل الهند إجازة عامة خاصة عن الأخوين حسين وزين العابدين ابني أحمد ابن حسين العيدروس، عن أبيهما أحمد، عن الوجيه عبد الرحمن المذكور، وهو إسناد جليل. مهمة: سمعت شيخنا مسند مكة وبركتها أبا علي حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي الحسني يحدث عن المترجم أنه دخل في مصر على العلماء في الأزهر وهم ينتخبون من يصلح لإمامةٍ مات صاحبها، فاستشاروه فقال: لا أؤهل لها إلاّ من يعد لصلاة واحدة خمسمائة سنة يستحضرها، فعجبوا لذلك وطلبوه في عدها فعدها لهم. قلت: ومنذ سمعت الحكاية المذكورة من شيخنا هذا وأنا أستهولها وأستعظم أمرها، حتى وجدت في معجم ياقوت الحموي نقلاً عن كتاب " التقاسيم " للحافظ أبي حاتم ابن

حبّان إنه قال في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة، اهـ. ثم صرت أتتبع أحواله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وحركاته فكاد يجتمع العدد المذكور أو أزيد، ومن ترك العجلة أصاب واستفاد وأفاد. 399 - عبد الرحمن التغرغرتي السوسي: حلاه أبو الحسن علي الدمنتي في فهرسته ب " العالم محدث سوس الحافظ وذكر عنه انه ساق سنده في صحيح البخاري بعشرين واسطة قائلاً لا يعلم أعلى منه بالمغرب والمشرق " اهـ. وسألت عنه بعض علماء سوس فقال لي: إنه منسوب إلى تغرغرت قرية من قرى سكتانة بسوس. كان علاّمة كبيراً، له شرح على البخاري في أربع مجلدات كامل، مات في آخر الدولة الرحمانية بسوس، وله ذرية وشهرة بذلك الصقع، اهـ. ولا أعلم عنه شيئاً دون ما ذكرت. 400 - عبد الرحمن بن علي القادري: هو العلاّمة شيخ الطريقة القادرية ببغداد ونقيب الأشراف بها، من أهل هذا القرن، يروي الطريقة القادرية عن والدته زينب بنت السيد محمد القادري عن عمها النقيب السيد محمود بن زكرياء القادري بسنده، ويروي عامة عن عبد السلام البغدادي عن ضياء الدين البندنيجي عن عثمان بن سند والوجيه الكزبري كلاهما عن زين العابدين بن علوي جمل الليل، وروى المترجم أيضاً عن المولوي حيدر علي والمولوي فضل الرسول الهنديين وغيرهما. له ثبت نرويه عن الشيخ عبد الباقي الأنصاري اللكنوي المدني عنه. 401 - محمد عبد الرزاق الفرنكي محلي الهندي: العالم المسلك المعمر الشهير بديار الهند يروي عن المحدث الشيخ أحمد اللكنوي من تلاميذ عبد العزيز الدهلوي، ويروي أيضاً عن مرزا حسن علي بن الشيخ عبد العلي، ويروي أيضاً عن الشيخ محسن بن محمد بدر المدني عن أبيه سليمان المكي عن

داوود المكي عن أبي طاهر الكوراني بأسانيده. ومن غرائب المذكور روايته لنيف وأربعين حديثاً عن القاضي مهنية الجني، قال: من جن نصيبين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي حديث المصافحة عن أبيه عمدة المفسرين مولانا جمال الدين أحمد عن أبيه ملك العلماء علاء الدين أحمد عن مولانا بحر العلوم عبد العلي محمد اللكنوي. وأخذها أيضاً عن المولوي عبد الوحيد عن أبيه المولوي عبد الواحد عن بحر العلوم أيضاً. ح: وأخذها أيضاً المترجم عن المولوي محمد المدراسي عن بحر العلوم عالياً عن المولوي أمين الدين السيد فوزي عن الحاج صفة الله الخيرأبادي عن الشيخ عبد الله الجني المعمر، قال: عن عبد الله المعمر صاحب علم النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويروي المصافحة بحر العلوم عن أبي بكر الصديق بطريق الغيب. للمترجم ثبت نرويه من طريق الشيخ عبد الباقي اللكنوي الأنصاري عنه. 402 - عبد الكبير الكتاني (1) : هو عبد الكبير بن شيخه الشيخ أبي المفاخر محمد بن عبد الكبير الحسني الإدريسي المعروف بالكتاني، شيخ السنة وإمامها إمام الهداية ومقيمها، الأستاذ الأكبر العارف بالله وبرسوله، والدي ومربي روحي أبو المكارم قدس الله أسراره وعطر مزاره. ولد بفاس سنة 1268 وربي في كنف والده الإمام محفوفاً بعنايته مشمولاً برعايته حتى شب واكتهل. نشا في جلال الدين يرتضعُ العلا ... فجاء تقىً يختالُ في الرتب الشم روى سماعاً وحضوراً عن أعلام فاس كالأخوين عمر وأبي عيسى المهدي ابني الطالب ابن سودة، كلاهما عن أبي محمد عبد السلام الأزمي عن الشيخ التاودي ابن سودة، كما أخذ عن غيرهما ممن تضمنته فهارسه

_ (1) ترجم له الزركلي 175:4 (اعتماداً على فهرس الفهارس ومعجم الشيوخ 74:2) وصفحات متفرقة من الدليل، وانظر رياض الجنة 74:2 فقد افاض في ترجمته وجامع كرامات الأولياء 227:1.

كصهره وابن عمه أبي المواهب جعفر بن لإدريس الكتاني وأبي عبد الله محمد ابن المدني كَنون وشيخهما أبي العباس أحمد بناني، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم السلوي والوزير صالح بن المعطي التادلي والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن العلوي وأبي عيسى المهدي بن محمد بن حمدون بن الحاج وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن التاودي ابن سودة وأبي عبد الله محمد المقري المدعو الزمخشري وأبي العباس أحمد العلمي السريفي، وسمع المسلسلات الرضوية على أبي عبد الله محمد بن علي الحبشي الاسكندري بفاس وغيرهم، وحج عام 1286، ودخل تونس وطرابلس ولقي جماعة من الأعلام ثم حج عام 1295، وروى هناك سماعاً. وإجازة عن محدث الحجاز الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي المدني وتلميذه أبي الحسن علي ابن ظاهر الوتري المدني، كلاهما بها، وسمع علي الوتري جميع الشفا وهو زميله على الجمل بين مكة والمدينة في عشرة أيام، وسمع جميعها عليه مرة أخرى ثانية في زرهون في ثلاثة أيام، وروى سماعاً وإجازة أيضاً عن أبي إسحاق إبراهيم السقا المصري وأبي عبد الله محمد عليش شارح المختصر، كلاهما بمصر، وسماعاً فقط عن أبي العباس أحمد بن زيني دحلان سمع عليه سيرته بمكة، وأجازة كتابةً من الهند بواسطتي شيخُنا القاضي حسين ابن محسن السبعي الأنصاري وشيخنا شرف الدين المشهدي وشيخنا نور الحسنين ابن محمد حيدر بن الملا مبين الحيدرأبادي وغيرهم. ولقي أمماً من رجال الطريق بالمشرق والمغرب كالشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي النقشبندي المدني والعارف الشيخ محمد منتظر الطرابزوني صاحب الصلوات المنتظرية والشيخ عبد القادر بن عبد الوهاب الاسكندري وأبي عبد الله محمد بن عبد الحفيظ الدباغ الفاسي وأبي عبد الله محمد بن قاسم فنجيروا. والمعمر أحمد ابن عبد السلام المصوري المغربي وأبي محمد عبد السلام بن علي بن ريسون بتطوان والسيد فضل بن علوي ابن سهل مولى الدويلة وأخذ عنهم. وعمدته والده الشيخ أبو المفاخر فإليه ينتسب وعليه يعول.

وكان حلساً من أحلاس العلماء والصالحين، بيته وزاويته موطناً لهم، ألفوه وقصدوه من المشارق والمغارب، محكماً للسنة في أحواله أقوالاً وأعمالاً حركو وسكوناً، حتى تجسدت به، لا مذهب له ولا طريقة دون الكتاب والسنّة، كتابه المصف. مات وهو يكتب القرآن في اللوح مع أنه كان شديد الحفظ له من صغره، وديوانه الصحيح، ختمه نحو الخمسين مرة ما بين قراءته له على المشايخ وإسماع له، وكان يعرفه معرفة جيدة يستحضر نوادره ومخبآته، ويستحضر " فتح الباري " استحضاراً عظيماً، وأتم سماعَ وإسماعَ الكتب الستة، ولم يبق بفاس في عصره ولا بالمغرب من تمَّ له ذلك، يعرف الناس له منةَ إحياء السنّة وكتبها بفاس والقيامَ عليها قيام النقاد المهرة، يستحضر أحاديث الكتب الستّة كأصابع يده وإن أنس فلا أنس أني كنت مرة أسمع عليه كتاب " المجالس المكية " لأبي حفص الميانسي المكي من أصل عتيق بخط الحافظ أبي العلاء العراقي، فوصلنا فيه إلى حديث عثمان في كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فمع عزو الميانسي له إلى مسلم ذكر فيه المسح على الأذنين، فقال لنا الشيخ الوالد: مسح الأذنين في الوضوء لا يوجد في الصحيحين من حديث عثمان ولا غيره، فقمت بعد ذلك على ساق في مراجعة نسخ صحيح مسلم العتيقة المسموعة وغيرها من المستخرجات والمصنفات الأثرية، فلم أجد لذلك ذكراً فيها، فأيقنت بحفظ الرجل وقوة استحضاره وخوضه في السنّة. وله رضي الله عنه في الشؤون النبوية عدة مؤلفات كالخضاب والشيب والوفرة، وحواشي على الصحيح والشمائل، وجزء في المبشرين بالجنة من الصحابة أوصلهم إلى نحو المائتين، وكتاب في حديث كنت نبيئاً وآدم بين الروح والجسد. وله مبرد الصوارم والأسنّة في الذب عن السنّة، كتاب عظيم القيمة واسع البحث والاطلاع، وله أيضاً ختم الصحيح، وختم الشمائل

وختم المواهب، وشرح حديث النية، وتأليف في آل البيت في مجلد نفيس (1) وعدة رسائل تخرج في عدة مجلدات أكثرها في الحديث والتصوف والفقه. وهو أجمع من رأيناه وأخذنا عنه لخصال الخير والمثابرة على العلم والعمل والتمسك بالسنّة في جميع الأحوال وتطلب معرفتها والقيام عليها قيام أعلام الرجال، تذكّر الله رؤيته وتؤثر في أقسى القلوب موعظته، مع سعة الأخلاق التي عم خبرها وأثرها الآفاق، وخضعت له الرقاب ووقفت ببابه الصدور من أهل القرن الماضي، وهذا مع الإنسلاخ التام عن الدعوى والبعد الكلي عن إثبات شيء لنفسه مع التنزل للعباد في التذكير والتعليم، يخاطب كل طائفة على حسب فهمها وإدراكها، ويفيد في صفة المستفيد، ثم يزيد في صفة المستزيد، مع حقارة الدنيا في عينه، وقيام جليسه بعظمة الله وقد استولت عليه. قال عنه نادرة العصر الشيخ أبو المحاسن يوسف النبهاني في كتابه " جامع كرامات الأولياء " (2) : " هو الإمام العلاّمة المحدث المحقق العارف بالله صاحب التآليف الكثيرة النافعة ولا سيما علم الحديث، وقد استجزته فأجازني من فاس كتابة فسررت بإجازته، وأهداني معه مؤلفاً نافعاً في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخضابه، وهو فريد في بابه مشتمل على فرائد الفوائد، جزاه الله خيراً ونفعني والمسلمين ببركاته " اه. وقال عنه شامة العصر أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني في ترجمته من كتابه الكبير في البيت الكتاني: " لما توفي والده اتخذه أصحابه مكانه في زاويتهم يجتمعون عليه كما كانوا يجتمعون على والده، وهو مع ذلك في الترقي والزيادة خالياً عن الدعوى متبرئاً منها عاكفاً على مطالعة كتب القوم ومجالسة الصالحين والعلماء العاملين مذكراً لهم مستفيداً منهم زواراً لهم، مع المحبة التامة لآل البيت والتعظيم لهم، وأما

_ (1) أسمه الانتصار لآل النبي المختار (الدليل: 72) . (2) جامع كرامات الأولياء 227:1 (المؤلف) .

محبته في الجانب النبوي العظيم فلا تسأل عنها فاق فيها جميع أهل عصره فيما رأينا وأوانِه، وكثيراً ما كنت أذهب معه إلى زرهون فتمر بنا هناك أيام يفخر الزمان بها علماً ومذاكرة وذكراً وتوجهاً،. وأما أخلاقه مع الصديق والعدو والمحب والمبغض فلا تسأل عنها، لا يلقى أحداً إلاّ بغاية البشاشة ونهاية اللطف مع الإكرام التام واللين المفرط العام، ولا يذكر أحداً قط بغيبة ولا يكاد يذكر في مجلسه أحد بذلك أيضاً، بل مجالسه كلها مجالس ذكر وتذكير وعلم وتعليم ووعظ ونصح لا تكاد تخرج عن ذلك، وبالجملة فهو وحيد عصره وفريد أوانه ودهره، وقد استجزته عند هجرتي من فاس إلى المدينة في طريقتهم الكتانية فأجازني "، اهـ. باختصار كثير. وعنه أخذنا وبه تربينا، فله علينا في هذا الباب المنة العظمى والمرتبة الزلفى، جزاه الله خير الجزاء. وقد خرجت له عدة فهارس وكتبت عنه عدة إجازات ذكرت في حروفها (انظر أعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد، وفتح القدير في أسانيد والدي الشيخ عبد الكبير، ومنية القاصد في أسانيد الشيخ الوالد، والمسلسلات) أجازني غير مرة وخلفني وحباني، وبكل ما عنده هداني. انتقل إلى جوار ربه ضحى يوم الخميس 26 ربيع الأول عام 1333، ودفن بزاوية والده الكتانية من فاس رحمه الله ورضي عنه. ونروي عنه أيضاً بواسطة أعلام العصر شرقاً وغرباً، ولنقتصر على عشرة: 1 فعن أخينا الأستاذ الشهير أبي عبد الله محمد، 2 وعالم زرهون أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الإدريسي الشبيهي، 3 وقاضي الرباط أبي العباس أحمد بن محمد البناني، 4 وشيخنا زاهد مكة ومسندها أبي علي حسين بن محمد الحبشي الباعلوي الشافعي، 5 ومسند الشرق الشيخ أحمد أبي الخير المكي الهندي، 6 والمحدث المسند الشيخ خضر بن عثمان الحيدرأبادي الهندي، 7 ومسند افريقية الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي نزيل الآستانة، 8 وبوصيري العصر أبي المحاسن يوسف بن

إسماعيل النبهاني، 9 وفقيه القطر الجزائري قاضي تلمسان أبي مدين شعيب ابن علي الجليلي، 10 ونادرة العصر إبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني نزيل دمشق، وغيرهم من الأعلام، كلهم عنه. ولصديقنا وابن خالنا العلاّمة المفتي الأديب الخطيب أبي زيد عبد الرحمن ابن جعفر الكتاني ناظماً سنده في الصحيح من طريق العمرين عن شيخنا الوالد: رويتُ جامعَ البخاريَّ الشهيرْ ... عن الهمام سيدي عبدِ الكبيرْ عن شيخه عبد الغني عن عابد ... عن صالح الشهير الماجد عن ابن سنة عن العجل عن ... شيخه قطب الدين فافهم واعلمن عن شيخه أبي الفتوح أحمدْ ... عن يوسف الهروي عن محمد عن شيخه يحيى عن الفربري ... عن البخاريّ عظيم القدرِ وقد ترجمته بترجمة طنانة وذكرت أحواله وثناء الناس عليه في كتابي " المظاهر السامية في النسبة الكتانية " وفي " أداء الحق الفرض في الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض " وأفردت ترجمته بالتأليف ولعلها تخرج في مجلد ضخم، يسر الله علي إكماله آمين. 403 - عبد الله الشريف: اليمحلي العلمي المصمودي دفين وزان وإمام الطريقة الوزانية الزروقية الشاذلية بالمغرب، الشيخ الزاهد السني العارف الطائر الصيت الكثير الأتباع المتوفى سنة 1089. له ثبت جمع فيه جميع طرق أشياخه من الصوفية إلى منتهاها، وجمع فيه أيضاً أكثر ما في الفهارس من الأسانيد الحديثية المروية فيها، نسبها له صاحب " التحفة القادرية " وذكر أنها كانت بزاويته بفاس ثم فقدت، وأن نجل المترجم الشيخ سيدي محمد أجاز بها لجده أبي عبد الله محمد بن علال القادري الفاسي، وقد ساق أسانيد الشيخ المذكور في كل علم في مجلدين ممتعين هما عندي.

نتصل بالشيخ المذكور في طريق القوم وأذكارهم عن سليله المعمر الناسك الوجيه أبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار الوزاني بفاس عام 1325 عن أبيه محمد عن أبيه عبد الجبار عن أبيه الشيخ أبي الحسن علي عن أبيه أبي العباس أحمد عن أبيه الشيخ أبي محمد مولاي الطيب عن أخيه الشيخ أبي محمد مولاي التهامي وأبيهما أبي عبد الله سيدي محمد عن أبيه أبي محمد مولاي عبد الله المذكور بسنده. ح: وعن المعمر البركة الوجيه صاحب التقاييد العديدة أبي حامد العربي بن عبد الله بن محمد التهامي بن الحسني ابن الشيخ أبي محمد التهامي ابن محمد بن عبد الله الشريف الوزاني الرباطي، وهو عن المسنين الجليلين أبي العباس أحمد بن علي وأبي محمد عبد الله بن علي، كلاهما عن والدهما أبي الحسن علي ابن أحمد بسنده وهو أعلى (1) . ح: وعن المعمر الذاكر البركة أبي محمد عبد السلام بن الطيب بن محمد الحاج بن محمد الشاهد (2) بن أحمد الشاهد بن الشيخ مولاي التهامي الوزاني اللجائي عن ابن عمه البركة المعمر الشهير أبي حامد العربي ابن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الوزاني، ولعله آخر من بقي من تلاميذه في الدنيا، وهو عن أبيه أبي الحسن علي بن أحمد المذكور بسنده. وأعلى أسانيدنا إلى الشيخ المترجم روايتنا عن المعمر الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري عن المعمر الشمس محمد البهي الطندتائي عن الشهاب أحمد الملوي عن عبد الله الكنكسي عن المترجم عالياً. وبيننا وبينه في الرؤية ثلاثة فإني رأيت المعمر المفضل بن جلون بفاس، وهو رأى الشيخ التاودي ابن سودة وحضر جنازته، وهو أخذ عن الشيخ فتح الله العجمي التونسي، وهو

_ (1) وأبو حامد المذكور هو صاحب كتاب " بلوغ المنى والآمال فيمن لقيته من المشايخ وأهل الفضل والكمال " أرويه عن مؤلفه مناولة وإجازة (المؤلف) . (2) محمد الشاهد هذا من أشياخ الحافظ مرتضى الزبيدي وترجمه في معجمه ومن أشياخ محمد طاهر سنبل أيضاً (المؤلف) .

عن المترجم له عالياً. وطريقة المترجم مبنية كما في الاشراف لابن الحاج علي السنّة جميع الأقوال والأفعال، ومجانبة البدع وإطعام الطعام والتبري من الدعوى، وكثرة الاستغفار والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اهـ. وهو ممن أفردت ترجمته وترجمة أفراد ذريته بكثير من التصانيف منها " التحفة القادرية " في مجلدين و " التحفة الطاهرية " في جزء وهو مطبوع بفاس. ولعصرينا الشريف أبي محمد عبد الله بن الطيب بن أحمد بن عبد الله ابن الشيخ مولاي الطيب بن محمد بن المترجم له كتاب سماه " الروض المنيف في التعريف بأولاد مولانا عبد الله الشريف " وقفت على المجلد الأول منه. عبد الله بن سالم البصري: محدث الحجاز وحافظه (انظر الكلام عليه في الإمداد والأوائل) (1) . 404 - عبد الله الميورقي (2) : هو أبو محمد مولى الرئيس أبي عثمان سعيد ابن حكم صاحب ميورقة، الفقيه المحدث من أهل التهمم بالعلم والاعتناء بالرواية، ذكره العبدري في رحلته قائلاً: " وقفت على فهرسة شيوخه فرأيته ذا همة (3) وقد شاركته في بعض شيوخه الذين ذكرهم ولم يقض لي أن أجتمع به ". 405 - عبد الله بن محمد السوسي (4) : هو السكتاني نسباً المسكاتي داراً ومنشأ التونسي إقامة ومدفناً المالكي، يروي عامة عن عبد الله بن سالم البصري والبرهان إبراهيم بن عبد الله الجمني وتلميذه علي بن أحمد بن علي بن عبد الحق

_ (1) انظر رقم: 3 (ص: 95) ورقم: 59 (ص: 193) . (2) رحلة العبدري: 280. (3) الرحلة: فرأيت صنع فاضل ذي همة. (4) ترجمة عبد الله السكتاني في شجرة النور: 345 (وكانت وفاته في حدود سنة 1169) .

التميمي والبرهان إبراهيم الفيومي ومنصور المنوفي الضرير ومحمد أبي العز العجمي، وقد وقفت على نصوص إجازاتهم له بالقيروان عدا الأول والأخير بتاريخ 1130. ويروي المذكور الطريقة الناصرية عن إمامها أبي العباس أحمد ابن محمد بن ناصر، وله نظم في سندها من طريقه، ويروي " دلائل الخيرات " عن الشيخ محمد الوليدي المكي مدرس دار الخيزران بمكة عن النخلي. له ثبت ظفرت به في القطر التونسي، نرويه وما له من طريق السيد مرتضى الزبيدي عن الشهاب أحمد بن عبد الله السوسي والسيد عبد القادر الراشدي القسمطيني، كلاهما عن والد الأول مؤلفه وهو المترجم هنا. ح: ومن طريق الشيخ التاودي عن محمد المختار المعطاوي التازي عن عبد القادر الراشدي المذكور عنه. ح: ومن طريق ابن عبد السلام الناصري عن المعمر أبي بكر ابن تامر القابسي عنه عالياً. 406 - عبد الله بن الوليد (1) : هو الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر المالكي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن الشيخ أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي والشيخ أبي عبد الله محمد بن فرج بن الطلاع عنه. 407 - عبد الله الباجي (2) : هو أبو محمد عبد الله بن محمد الباجي الشيخ الراوية، له برنامج حمله عنه عبد الله بن سمحون الطنجي وأجاز له سنة 447 (3) قرأ الإجازة ابن الأبار. 408 - عبد الله الحلبي: أروي ثبته عن الشيخ محمد المكي بن عزوز

_ (1) فهرسة ابن خير: 432 والصلة: 267 (وكانت وفاته بالشام سنة 448) . (2) ابن سمحون (بالحاء المهملة) انظر التكملة: 789. (3) في التكملة أن الإجازة كانت في رمضان سنة 397.

عن محمد صالح الأدقي الصوفي عن الشيخ عبد الغني الرافعي عن الشيخ أعراب أفندي الزيلعي عنه. ح: وأعلى منه عن الشهاب أحمد الحضراوي المكي عن الشيخ عبد الغني الرافعي المذكور، وإن كان عبد الله الحلبي المذكور هو ابن الشيخ سعيد الحلبي الشهير، فنروي عنه عالياً بواسطة الشبيتي، وذلك عن الشمس محمد أمين البيطار الدمشقي عنه، والله أعلم. 409 - عبد الله الدمياطي: هو أبو محمد ابن إبراهيم بن مُحمد ابن مَحمد الشبيتي الدمياطي من بيت علم وصلاح، له رحلة إلى بلاد الروم، أجازه البديري، وله ثبت نرويه من طريق الحافظ مرتضى عن ولده الشيخ الصالح إبراهيم، ذكره في ترجمته من معجمه. 410 - عبد الله سراج: هو مفتي مكة المكرمة العلاّمة عبد الله بن عبد الرحمن سراج الحنفي المكي الصديقي، وصفه الشيخ الكوهن في رحلته بالشيخ القدوة العلاّمة من له الباع الطويل في التفسير والحديث والفتوى، ثم وصف درسه للتفسير وما يجلبه من الكلام على كل آية من عدة علوم (فانظرها) . روى عن مشايخ لا يحصون يقاربون المائة أعلاهم إسناداً خاتمة الدور الأول الحاج أحمد الملطيلي المكي وعثمان بن خضر البصري وعبد الملك القلعي ومحمد بن هاشم الفلاني تلميذ الشيخ صالح الفلاني والشيخ صديق بن محمد صالح النهاوندي وأحمد الشنكَيطي والحاج مرزيجان الداغستاني وغيرهم. له ثبت كتبه باسم أبي حامد العربي الدمنتي عدد فيه مشايخه ومروياته، نرويه وكل ما له من طريق الدمنتي المذكور عنه. ح: وعن الشيخ حبيب الرحمن الهندي والشيخ أحمد أبي الخير مرداد المكي ومحمد بن محمد المرغني، كلهم عن الشيخ جمال بن عمر المفتي بمكة عنه. ح: وعن الشيخ أحمد رضا علي خان البريلوي الهندي والشيخ محمد مراد القازاني المكي، كلاهما عن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ عبد الله سراج عن الشيخ الجمال المذكور عنه.

ح: وعن الشيخ فالح الظاهري عن أبي الحلم عبد الرحيم البرقي الزموري عنه. ح: وعن الشيخ محمد معصوم المجددي عن أبيه الشيخ عبد الرشيد الدهلوي والشيخ صديق كمال، كلاهما عنه. ح: وعن صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي عن المعمر جمال الدين بن عبد الشكور البهاري الهندي بكلكته عن عبد الله سراج المذكور. ح: وعن الشيخ محمد أبي الخير بن عابدين الدمشقي الحنفي عن عبد الله الصوفي الطرابلسي عن الشيخ الجمال المكي عن عبد الله سراج بأسانيده. 411 - عبد الله ابن أبي الربيع (1) : هو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي الربيع المتوفى عام 688، له برنامج موجود بمكتبة الاسكوريال جمعه له بعض أصحابه، أوله: " الحمد لله الذي أنعم علينا بهدايته وبعد فلما كان شيخنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد ابن أبي الربيع القرشي الأموي العثماني أعلم من لقيناه ولم يكن تقدم إلى تأليف برنامج في ذكر شيوخه " الخ. تمَّ كتبه عام 898 (وانظر حرف الراء) . 412 - عبد اللطيف البيروتي (2) : هو عبد اللطيف بن المفتي الشيخ علي نور الدين فتح الله البيروتي الحنفي العلاّمة الفهامة المحدث المتفنن، تولى الافتاء ببيروت سنة 1209 واستمرّ عليه إلى سنة 1221، ثم رحل إلى دمشق وانتفع به الناس وتوفي بدمشق سنة نيف وخمسين ومائتين وألف. يروي عن أعلام الدمشقيين والحجازيين والمصريين والحلبيين والقدسيين والبيروتيين والطرابلسيين والصيداويين وغيرهم. ومن أعلام شيوخه محدث

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 234. (2) ترجم له الزركلي 183:4 اعتماداً على مقال لعيسى إسكندر المعلوف في مجلة المشرق 738:31 (وذكر أن وفاته كانت سنة 1260) .

الشام ومسنده الشهاب العطار والشمس الكزبري وخليل بن عبد السلام الكاملي والشهاب البربير والشهاب العروسي والشرقاوي والشنواني وثعيلب الضرير والحافظ مرتضى الزبيدي وعبد الملك القلعي والشهاب أحمد جمل الليل المدني ومصطفى الرحمتي والشمس محمد بن بدير وإسماعيل المواهبي والشيخ شمس الدين محمد بن حسن أبي نصر الطرابلسي والشيخ عبد القادر الرافعي الطرابلسي وغيرهم. له ثبت نرويه من طريق الآلوسي عنه، وأرويه عالياً عن شيخنا السكري شفاهاً بدمشق عنه، وهو آخر أصحابه في الدنيا والمذكور ممن أجاز عامة لأهل عصره. عبد المهيمن الحضرمي: (انظر حرف الحاء) (1) . 413 - عبد النبي الخليلي: أروي ثبته عن الوجيه السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن التركماني عن العلاء الحصفكي عنه، وهو عبد النبي بن عبد القادر الأزهري الخليلي الحنفي، يروي عن الشيخ محمد ابن عبد الله التمرتاشي الغزي وغيره. 414 - عبد العزيز بن فهد (2) : هو الحافظ عز الدين أبو الخير وأبو فارس عبد العزيز ابن الحافظ نجم الدين أبي القاسم وأبي حفص عمر ابن الحافظ تقي الدين أبي الفضل محمد الشريف العلوي الشهير كسلفه بابن فهد، المكي الشافعي، ولد سنة 850 بمكة، وسمع على والده وجده تقي الدين، واستجاز له والده

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 150 (ص: 348) . (2) ترجمة عبد العزيز ابن فهد في الشذرات 100:8 والضوء اللامع 224:4 والكواكب السائرة 238:1 وبروكلمان، التكملة 224:2 والزركلي 149:4 (وجعل وفاته سنة 920) .

جماعة منهم ابن حجر وأسمعه على المراغي والزين الأسيوطي والبرهان الزمزمي وغيرهم، ثم رحل بنفسه إلى المدينة والديار المصرية وسمع بهما وبالقدس وغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماة وغيرها مما لا يحصى وجد واجتهد وتميز وقرأ بنفسه على القاضي زكرياء والشرف عبد الحق السنباطي ولازم السخاوي وغيره، وانتسخ بخطه عدة كتب بيدي كثير منها كتاريخ النقي الفاسي وغيره، وأخذ في الحجاز عن السيد السمهودي والبرهان ابن ظهيرة والنور الفاكهي، وأخذ في اليمن عن جماعة من أعظمهم ابن إبراهيم الوزير صاحب " الزهر الباسم " وغيره. قال المترجم عن الشهاب القسطلاني: " اجتمعت به في أول رحلتي وأجازني بمروياته ومؤلفاته، وفي الرحلة الثانية عظمني واعترف لي بمعرفة فني وتأدب معي "، اهـ. قال ابن العماد في ترجمته من " شذرات الذهب ": " وبرع في الحديث وتميز فيه بالحجاز، له معجم في شيوخه وهم نحو ألف (ذكر في حرفه) وفهرسة مروياته، وجزء في المسلسل بالأولية، وكتاب في المسلسلات، ورحلته في مجلد، وترتيب طبقات القراء للذهبي، وتاريخ على السنين، ونزهة ذوي الأحلام بأخبار الخطباء والأيمة وقضاة بلد الله الحرام. وله قال: وليس لي من النظم غيرها: الراحمون لمن في الأرض يرحمهم ... من في السماء كذا عن سيّدِ الرسل فارحمْ بقلبكَ خَلْقَ اللهِ وارعهمُ ... به تنالُ الرضى والعفوَ عن زللِ أنشدهما له الشهاب أحمد العجمي المصري في جزء له. وقال عنه الحافظ الزبيدي: " أبوه وجده وجد أبيه حفاظ، ومشايخه بالإجازة والسماع نحو من ثلاثمائة نفس، أوردهم في كتاب له سماه " ذروة العز والمجد لمشايخ ابن فهد " ساوى في الكثير مشايخ والده ". أروي ما له من طريق الحافظ ابن طولون والنجم الغيطي، كلاهما عنه

وذكر الأول أنه أجازه مراراً وسمع منه المسلسل بالأولية ثم المسلسل بالمحمدين ثم المسلسل بحرف العين وذلك سنة 920. ح: ومن طريق ابن أخيه عبد الرحمن بن فهد عن عمه الرحلة محمد جار الله بن الحافظ عز الدين عبد العزيز عن أبيه. ح: ومن طريق النجم الغزي عن محمود بن محمد البيلوني الحلبي عن أحمد بن إبراهيم الشماع المشهور بابن الطويل عنه. ح: وأروي ما له أيضاً عن السكري عن الكزبري عن الحافظ الزبيدي عن عمر بن عقيل وحسن عيديد عن العجيمي عن ابن العجل عن يحيى بن مكرم الطبري عنه، وهذا سند عال جيد، وكانت وفاته سنة 921 كما ترجمه فيمن مات في هذه السنة العمادي في " شذرات الذهب " وكنت اعتمدته حتى وجدت أبا الحسنات عبد الحي اللكنوي نقل في " تذكرة الراشد " عن خط ابن المترجم جار الله في هوامش الضوء أنه مات سنة 922. فائدة: قد وقفت على إجازة بخط المترجم عبد العزيز بن فهد لولدي الإمام ابن غازي محمد وأحمد كتبها لهما على فهرسة والدهما قال فيها: " وكذا أجزت لأولادهما وإخوانهما وأقربائهما وخدمهما ومن يلوذ بهما ولجميع أهل بلدهما بل ولجميع المسلمين على مذهب من يرى ذلك " وإمضاؤه فيها هكذا: " محمد عبد العزيز بن عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي الشافعي خادم الحديث بالحرم المكي "، اهـ. من خطه رحمه الله. عبد العزيز الدهلوي: محدث الهند (انظر العجالة) (1) . 415 - عبد الغني النابلسي (2) : هو الأستاذ العارف بركة الشام وعارفها

_ (1) رقم: 473 في ما يلي. (2) ترجمة النابلسي في سلك الدرر 30:3 والجبرتي 154:1 ومعجم شركيس: 1832 وبروكلمان، التكملة 473:2 (وذكر من مصادر ترجمته كتاباً مفرداً بعنوان: الورد الاسنى (الانسي) والوارد القدسي في ترجمة العارف عبد الغني النابلسي وهو لابن سبطه، وله ترجمة في كتاب عقود الجوهر) وتراجم أعيان دمشق لابن شاشو: 67 والزركلي 158:4 وعدَّ له بروكلمان 144 مؤلفاً.

وعالمها المتوفى بدمشق سنة 1143 عن نحو التسعين، يروي عالياً عن النجم الغزي وأبي الحسن علي الشبراملسي ووالده أبي الفداء إسماعيل النابلسي وأبي المواهب الحنبلي عامة ما لهم، ويروي أيضاً عن الشيخ عبد الباقي الحنبلي وكمال الدين بن حمزة النقيب وعبد القادر الصفوري ومحمد المحاسني وإبراهيم الفتال والشمس محمد العيثاوي وغيرهم، وتدبج مع مسند الحجاز حسن بن علي العجيمي، وقفت على إجازة النابلسي له نظماً. وعاش النابلسي بعدما مات العجيمي نحو الثلاثين سنة، وناهيك بهذا. له فهارس وإجازات، وإزالة الخفا عن حلية المصطفى، ورحلة طرابلس (1) والذهب الإبريز في الرحلة إلى بعلبك وبقاع العزيز، والحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز، والحضرة الأنسية في الرحلة القدسية (2) ، وذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث وهو أطراف للكتب السبعة أعني كتب الحديث الستة والموطأ، ذيل نفحة الريحانة للمحبي الدمشقي في الرجال، وروض الأنام في بيان الإجازة في المنام، كنز الحق المبين في أحاديث سيد المرسلين، ونهاية السول في حلية الرسول، ورسالة في قوله عليه السلام: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً، والانس الوافر من قال أنا مؤمن فهو كافر، وهذه عندي، وغير ذلك. قال عن المترجم المرادي في " سلك الدرر ": " وهو أعظم من ترجمته علماً وولاية وزهداً وشهرة ودراية " اهـ. نروي ما له من طريق السفاريني والمنيني وعبد الرحمن الكزبري الكبير والعجلوني والعجيمي ومحمد بن عبد الرحمن الغزي ومصطفى البكري ومصطفى الرحمتي وغيرهم عنه وأعلى ما بيننا وبينه ثلاثة وذلك عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن النابلسي

_ (1) طبعت في بيروت بتحقيق المستشرق بمؤسسة (1971) . (2) طبعت سنة 1902 بمطبعة الإخلاص.

عالياً مكاتبة باستدعاء والده له منه، وعن السكري والحبال كلاهما عن الكزبري عن مصطفى الرحمتي وتقي الدين الحنبلي كلاهما عنه. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عن المعمر عمر الشيباني والسيد عبد القادر ابن إسماعيل ابن الأستاذ عبد الغني النابلسي، كلاهما عن جد الثاني الأستاذ المترجم. وأروي عنه عالياً عن أبي النصر الخطيب عن عبد الله التلي عنه. وأروي عن المعمر محمد سعيد الحبال الدمشقي مكاتبة ثم مشافهة بدمشق والشيخ سليم المسوتي، كلاهما عن الشمس محيي الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد العاني الدمشقي عن أبيه محمد عن أبيه محمد عن أبيه أحمد عن العارف النابلسي. وأروي عن أبي الحسن ابن ظاهر والمسوتي عن عبد الغني الميداني عن عبد الغني السقطي عن الشهاب المنيني وعلي السليمي، كلاهما عنه. وأروي عالياً أيضاً عن المعمر عبد الرزاق البيطار عن أبيه حسن البيطار عن الشيخ علي السليمي عن الأستاذ النابلسي عالياً. والمترجم ممن أفردت ترجمته بعدة مصنفات منها: الفتح الطري الجني في بعض مآثر شيخنا الشيخ عبد الغني لتلميذه الشيخ مصطفى البكري، ومنها تأليف ابن سبطه العلاّمة الشيخ محمد كمال الدين الغزي العامري الدمشقي فيه وهو في مجلده سماه " الورد الأنسي والوارد القدسي " رتبه على أبواب، أوقفني عليه بصالحية دمشق، حيث مدفنه قدس سره، سلالته الفاضل الشيخ صالح بن عبد الغني بن عبد الجليل بن مصطفى بن إسماعيل بن الشيخ عبد الغني، رحم الله السلف وبارك في الخلف. 416 - عبد الغني الدهلوي: هو بهجة المحدثين وزينة المسندين العالم العامل العارف الشيخ عبد الغني، ابن العارف الكبير الشيخ أبي سعيد، نجل العارف الكبير الشيخ صفي القدر، شبل العارف الكبير الشيخ عزيز القدر، فرع العارف الكبير الشيخ محمد عيسى، نتيجة العارف الكبير الإمام محمد معصوم، نجل اإمام المجدد الشهاب أحمد بن عبد الأحد العمري السهرندي

الدهلوي المدني المهاجر الحنفي الأثري المذهب النقشبندي الطريقة. حلاه شيخنا أبو الحسن ابن ظاهر ب " حامل لواء أهل الرواية والأثر، في بلدة سيد البشر "، اهـ. ولد بدهلي في شعبان سنة 1235، هاجر إلى المدينة سنة 1272، وبها مات عام 1296، بعد أن صار المحدث بين لابتيها حتى قال عنه تلميذه الترهتي في " اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني ": " هو اليومُ عُذَيْقها المرجَّب والمحدث بين لابتيها، لا تكاد تسمع أذناك عند غيره فيها حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه إلاّ قليلاً "، اهـ. وكان منقطعاً للرواية والتحديث رؤوباً على إسماع الكتب الستة، حدثني بعض شيوخنا انه في ملأ كانوا يسمعون عليه سنن أبي داوود، وبيد كل سامع نسخة، فتنبه الشيخ لإسقاط راوٍ في السند اتفقت النسخُ الحاضرةَ على إسقاطه،، فحاصروا فأوقفهم المترجم على ضرورة إثبات الواسطة من كلام أيمة الصناعة ورجال الطبقات، فعجبوا من نباهة الشيخ واطلاعه الدقيق وأصلحوا نسخهم. وفي " اليانع الجني ": " كان من أجل نعم الله عليه أن صرفه عن الإشغال بمُحْدَثات العلوم ومبتدعات الرسوم التي جدواها قليل وعدواها كبير، ووفقه لحلية المتقين وبغية الأبرار من العلوم النافعة في الدين "، اهـ. قلت: وكان شديد التمسك بالسنّة في عمله وقوله وملبسه، زاهداً متقشفاً حتى كان يرفع في تنفلات الصلاة على مقتضى حديث ابن عمر مع أنه حنفي، ولشدة تمسكه بالأثر صنّف الشيخ رضا علي بن سخاوة علي العمري البنارسي من متعصبي علماء الحنفية بالهند في الردّ عليه، ولكنه في السماء ومنتقده في الأرض. اجاز للمترجم والده بكل ما وصله عن أشياخه وحافظ الحجاز محمد عابد السندي بعد أن سمع عليه مسلسلات ثبته، وذلك سنة 1250 والمترجم إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة، وأبو زاهد إسماعيل بن إدريس الاسلامبولي ثم المدني، أخذ عنه أيضاً في التاريخ المذكور، وهما عمدته في الراوية

وكتبا له إجازة حافلة، وعندي صورة إجازتهما له، والعجب من عدم إدراجها في " اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني ". ويروي سماعاً وإجازة أيضاً عن محدث الهند الشيخ محمد إسحاق الدهلوي والشيخ مخصوص الله بن رفيع الدين الدهلوي العمري ويروي عن والده الشيخ أبي سعيد عن خاله العالم العارف سراج أحمد عن أبيه محمد مرشد عن أبيه محمد أرشد عن أبيه المولوي محمد فرخشاه عن أبيه خازن الرحمة محمد سعيد محشي " مشكاة المصابيح " عن أبيه مجدد الألف الثاني أحمد بن عبد الأحد السهرندي عن مولانا يعقوب الكشميري عن الشهاب ابن حجر الهيثمي. ويروي أيضاً عن والده عن القطب عبد الله غلام علي الدهلوي عن شيخه مظهر جانانان عن محمد أفضل السيلكوتي عن سالم بن عبد الله البصري وعبد الأحد ابن خازن الرحمة محمد سعيد الأخير عن أبيه عن جده المجدد، والعجب إهمال صاحب " اليانع الجني " لمثل هذه الأسانيد المسلسلة بالأقارب مع نفاستها وأهميتها، وقد ظفرت بها في إجازة الشيخ عبد الغني لِسَمِيّي محمد عبد الحي اللكنوي. ويروي الشيخ عبد الغني أيضاً عن السيد عبد الله المرغني مفتي الحنفية بمكة، كما ذكر ذلك الشيخ خضر الرضوي في إجازته لي عنه وهو يروي عن عبد الملك بن عبد المنعم القلعي بسنده. وأشهر أسانيد الشيخ عبد الغني عن أبيه ومحدث الديار الهندية الشيخ محمد إسحاق، كلاهما عن جد الأخير لأمه الشيخ عبد العزيز الدهلوي عن أبيه ولي الله عن أبي طاهر الكوراني عن أبيه المنلا إبراهيم عالم المدينة ومسندها عن النجم الغزي عن أبيه البدر عن أصحاب الحافظ ابن حجر، لا أتقن ولا أوثق في سلاسل المتأخرين من هذه السلسلة، لأنها مع علوها مسلسلة بأيمة الاعصار والأمصار وأقطاب السنّة ورجال العلم والعمل، ولذلك إذا اردت رويت عن الوالد عن الشيخ عبد الغني بها كأني أقول بالنسبة لزماننا والقرون الأخيرة حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر فأجد لهذا السياق من الحلاوة والقبول

والعظمة ما تنهدّ له جبروتية الشباب، وتقف عنده صولة علوم الشقشقة، حشرني الله في زمرتهم وألحقني بهم مع الرعيل الأول من السابقين الأولين. أخذ عن الشيخ عبد الغني الناسُ بالحجاز والهند والمغرب طبقةً بعد طبقة: فمن أهل الحجاز: شيخنا الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي، وشيخنا الشيخ حسب الله المكي، أوقفني عن إجازته له بخطه، وشيخنا الشيخ عبد الجليل برادة، ومجيزنا السشيد أمين رضوان، وشيخنا الشيخ فالح ابن محمد الظاهري المهنوي، ومجيزنا الشيخ عثمان الداغستاني المدني، ومجيزنا المفتي تاج الدين الياس المدني، والشيخ عبد القادر الحفار الطرابلسي المدني، ومجيزنا أبو الحسن علي بن ظاهر الوتري الحنفي، وقفت على إجازته له بخطه. ومن أهل الهند: مجيزنا الشيخ حبيب الرحمن الردولوي المدني الحنفي، والشيخ العارف محمد حسين العمري الالهابادي، وعلامة الهند الشيخ عبد الحليم الأنصاري، وولده أبو الحسنات محمد عبد الحي صاحب التآليف الذائعة الفائقة، وحفيد أخيه مجيزنا الشيخ محمد معصوم بن عبد الرشيد بن أحمد سعيد بن الشيخ أبي سعيد المجددي، والسيد حسن شاه بن شاه النقوي الرامفوري، والشمس محمد بن عبد العزيز الجعفري، أجازه المترجم كتابة من دهلي عام 1269، وعليم الدين البلخي، ومجيزنا الشيخ خضر بن عثمان الحيدرأبادي، والشيخ منظور أحمد الهندي المدني هجرة الحنفي، وتلميذه مجيزنا الشيخ عبد الحق الالهابادي وابن أخيه العارف الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد بن أبي سعيد المجددي المدني صاحب " المقامات السعيدية " وعقد له فيها ترجمة لطيفة (1) ، ومحمد محسن الترهتي الفريني الهندي صاحب " اليانع الجني " ومات قبله، وصدر المدرسين بدار العلوم الدينية بالهند أبو ميمونة

_ (1) انظر المقامات السعيدية للمجدوي: 65 (المؤلف) .

محمود الحسن الجشني، وخليل أحمد الأنصاري الأيوبي، والشيخ محمود بن الشيخ صبغة الله بن محمد غوث الهندي، وغيرهم. ومن أهل المغرب: شيخ الجماعة بفاس أحمد بن أحمد بناني، وعبد القادر بن أبي القاسم العراقي الحسيني الفاسي، وقفت على إجازته له بخطه، وعلي بن سليمان الدمنتي دفين مراكش، والمعمر أحمد بن عبد الرحمن التملي الرداني، وعبد الكبير بن المجذوب الفاسي، وأولاده مجيزينا أبي جيدة الفاسي ومحمد طاهر وعلي بن محمد بن عمر الدباغ الحسني الفاسي، وقفت على إجازته للأربعة بخطه، ومجيزنا عبد الله بن إدريس السنوسي، وهو الذي بقي الآن في الأحياء من تلاميذه، ومجيزنا عبد الملك بن عبد الكبير العلمي الفاسي وشيخنا ووالدنا الشيخ عبد الكبير الكتاني، وعمنا إبراهيم بن محمد الكتاني، عندي إجازته لهما بخطه على ظهر ثبته، والباشا زروق التونسي، والمختار بن الخليفة نزيل جبل الاحداب من أعمال الجزائر، ورئيس مجلس قفصة الشرعي الشيخ أحمد بن علي القفصي، ومحمد الأمين الشهير باخوندجان البخاري المرغناني، وغيرهم من أعلام العصر. للمترجم حاشية على سنن ابن ماجه سماها " إنجاح الحاجة عن سنن ابن ماجه " وهو شرح مختصر طبع في دهلي على هامش السنن المذكورة أوله: " الحمد لله نحمده ونستعينه " الخ، وقد ذكرها له عصريّه الأمير صديق حسن في " الحطة " محلّياً للمترجم: ب " الشيخ الصالح التقي ". وله أيضاً تخريج أحاديث مكتوبات جده الإمام الرباني، وترجمة شيخ والده مولانا عبد الحق الدهلوي سماها " خلاصة الجواهر العلوية " وكلاهما مطبوع أيضاً ومعرب. نرويها وكل ما يصح للشيخ عبد الغني من طريق نحو العشرين من أصحابه منهم مباشرة وهم الذين صدّرتُ اسمهم بشيخنا أو مجيزنا وكلهم عنه، وباقيهم نروي عن أصحابهم. والعجب أن أكثر الآخذين عن الشيخ من الهند والمغرب، وأما أهل الشام ومصر واليمن فلم أقف على من روى عنه

منهم، ولله في خلقه عجب (وانظر الكلام على " اليانع الجني " في أسانيد الشيخ عبد الغني في حرف الياء) (1) . عبد القادر الصديقي: هو عبد القادر بن أبي بكر الصديقي المكي (انظر إتحاف الأكابر) (2) . 417 - عبد القادر الصفوري (3) : هو عبد القادر بن مصطفى بن يوسف الصفوري الأصل الدمشقي الشافعي المتوفي سنة 1081، مفتي الشام، الإمام العلاّمة المسند المحقق البعيد الصيت الفقيه المحدّث الأصولي النحوي، يروي عن الشمس الميداني وإبراهيم اللقاني والشهاب المقري ومحمد بن النقيب البيروتي نزيل دمياط وغيرهم، وجمع لنفسه مشيخة أكثر الرواية فيها عن ابن النقيب المذكور، ومن عواليه وغرائب شيوخه روايته عن الشهاب أحمد بن العجل اليمني، ويروي عامة عن النور الحلبي صاحب السيرة أخذ عنه تقي الدين الحصني وغيره. أروي فهرسته من طريق ابن الطيب الشركَي عن البرهان الدرعي عنه. 418 - عبد القادر الفاسي (4) : هو عبد القادر بن علي الفاسي عالم فاس وإمامها ومسندها وبركتها المتوفى بها سنة 1091 بعد أن انتهت إليه رياسة

_ (1) رقم: 563 في ما يلي. (2) رقم 23 (ص: 171) في ما تقدم؛ ولعبد القادر الصديقي ترجمة في سلك الدرر 49:3. (3) ترجمة عبد القادر الصفوري في خلاصة الاثر 467:2. (4) ترجمة عبد القادر بن علي الفاسي في خلاصة الاثر 444:2 وصفوة من انتشر: 181 واليواقيت الثمينة: 208 وشجرة النور: 314 وبروكلمان، التكملة 708:2 (ويعتمد على نشر المثاني 58:2) ونشر ازاهر البستان لابن زاكور: 57 وسلوة الأنفاس 309:1 والدرر البهية للفضيلي 267:2 والزركلي 166:4 وصفحات متفرقة من الدليل.

العلم في هذه الديار، فلا قاضٍ ولا محكّم ولا مفتٍ ولا راوٍ إلاّ وهو ينسب إليه، قدّمه لذلك سنه وعلمه وجاهه الموروث، والحظوةُ لدى السلطان، والترفع عن السفاسف، وتعميم العلم في عشيرته وأهله، وإنزالهم له منزلة اليعسوب من النحل والقطب من الرحى، إلى حبّ صحيح في آل البيت الطاهرين، وانتماء خصوصي واعتقاد كبير في طريق القوم ورجالها وذبّ عن تعاليمها وأعمالها وأحوال أهلها، حسبما تنطق بذلك فتاويه وتقاريره ومؤلفات أولاده. يروي رحمه الله عامة عن عمه أبي حامد العربي بن يوسف وعم أبيه أبي زيد عبد الرحمن وأبي القاسم بن أبي النعيم الغساني وهو أعلى شيوخه إسناداً، ولم أقف له على مجيز. دوّن له رحمه الله حواشي على الصحيح جمعت من تقاريره، فيها فوائد وتحصيلات وكان قائماً على الصحيحين انتساخاً وسماعاً وإسماعاً واعياً لمخابئهما، مستحضراً للجمع بين مشكليهما، مقرراً لمضامنهما بلسان الفقه والتصوف والحديث. وانتهت إليه رياسة الأخذ فيهما بفاس والمغرب. قال القادري في " مطلع الإشراق " بعد أن ذكر أن رياسة الحديث انتهت في فاس لسيدي رضوان الجنوي ثم لتلميذه القصار ثم لتلميذه العارف الفاسي ثم لتلميذه المترجم قال " فكان صاحب وقته فيه، فهي من سيدي رضوان إليه سلسلة الذهب والتبريز في علم الحديث رواية محدث إمام عن محدث إمام "، اهـ. وقال حفيد ولد المترجم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي في " المورد الهني في أخبار أبي محمد عبد السلام القادري الحسني ": " مرجع سائر الشيوخ المذكورين من أشياخ القادري فيما ذكر لي الشيخ عبد القادر الفاسي فهو القطب الذي عليه المدار الذي يستقر به القرار "، اهـ. قال أبو عبد الله محمد بن الطيب القادري في تاريخه الكبير في ترجمة أبي الحسن علي الحريشي: " استجازه شيخنا سيدي أحمد بن مبارك السجلماسي عن سيدي عبد القادر الفاسي عن عم أبيه سيدي عبد الرحمن عن القصار صحيح

البخاري وغيره، لكن فيه نظر لأنه لم يتصل بالسماع بل تخللته الإجازة في مواضع، كما في فهرسة القصار المذكور "، اهـ. وفي نسخة النشر المطبوعة بفاس ما نصه: " فإن ذكر هذا السند تبركاً فمسلم، وإن كان لقصد اتصال روايته ففيه نظر، لأنه لم يتصل بالسماع بل تخلله الانقطاع في مواضع، منها أن الشيخ القصار لم يسمع من سيدي رضوان صحيح البخاري كله، وإنما سمع جله، وكل حديث سنده عنه يحتمل أنه ليس هو المسموع منه، على أن ذلك السند معروف عند أربابه بعدم الاتصال لاطلاقهم بالتحديث به الإجازة على السند، ولم يبينوا محلها فتحقق هذا بمراجعة الفهارس كفهرسة القصار والمنجور وابن غازي وابن حجر والمنتوري "، (اهـ. كلام النشر) (1) . وكلامه لمن تأمله يقتضي أنه رحمه الله إما لم يستوعب قلمه ما كان يختلج بذهنه، وإما يشير لطعن التجموعتي في رواية المغاربة الذي ذكر في ترجمته وترجمة ابن سعادة، أو يشير إلى ترجيح القول بعدم صحة الرواية بالإجازة، وإلاّ فالمقرر الآن وقبله بدهور وأزمان أن الإجازة جابرة لما لعله لم يسمع من الكتاب، ولا شك أن كل واحد من شيوخ سلسلة المترجم المعروفة إلى ابن حجر وهم عمه والقصار والجنوي وسقين وزكرياء أجاز تلميذه الراوي عنه، فما لم يروه عنه بالسماع يرويه بالإجازة الجابرة، وفي ألفية العراقي في الاصطلاح: وينبغي للشيخ أن يجيزَ معْ ... إسماعه جبراً لنقصٍ إن وقعْ قال ابن عتّاب ولا غناءَ عَنْ ... إجازةٍ مع السّماع تَقْتَرِنْ فمهما صحت الإجازة ألا ولا معنى لهذا التوقف. نعم كلام صاحب النشر يردُ ولا بدَّ فيمن بعد ابن المبارك والشيخ التاودي إلى زماننا هذا، فإن أكثرهم إن لم نقل كلهم إنما يروون بمجرد الحضور فقط الغير المقترن بإجازة، بل ربما كان الطالب يحضر درساً من الصحيح أو عشرة ومع ذلك يتجاسر على

_ (1) نشر المثاني 155:2 (المؤلف) .

رواية جميع الصحيح مثلاً بحضوره لبعض مجالس منه فقط، وهذا كذب وبهتان، والله الموفق. وقد أفردَ المترجمَ بتأليفين ولدُهُ أبو زيد عبد الرحمن أشهرهما " تحفة الأكابر " (1) والآخر سماه " ابتهاج البصائر " ألفه في تلاميذه. وكان يتعيش من الوراقة وأكثر نسخه صحيح البخاري، وعندي بخطه منه نسخة خماسية في غاية الاتقان قال في " تحفة الأكابر ": " وكان أكثر ما يكتب من كتب السنّة صحيح البخاري ومسلم مع إدمان قراءتهما ونسخهما، لا يغرب عنه منهما حرف ولا حركة ولا راو ولا ما يتعلق بهما من اللغة وغيرها، وكان يدمن قراءتهما بزاويته، ويبتديء البخاري بزاوية الشيخ سيدي محمد بن عبد الله نصف جمادى الأولى كل عام، ويختمه في آخر رمضان ليلة القدر، وكان له استحضار عظيم للحديث لا سيما ما يتعلق بالصحيحين، وقد وقف يوماً على كلام السيوطي في شرح نقايته وهو ما هو في ؤالحفظ للحديث في كلام على اطلاق الصانع على الله ومن أخذه من قوله (صُنْعَ اللهِ الذي أتقن كلّ شيء) ثم قال السيوطي: بل ورد إطلاقه في حديث صحيح لم يستحضره من اعترض ولا من أجاب وهو ما رواه الحاكم وصححه البيهقي من حديث حذيفة مرفوعاً ان الله صانع كل صانع وصنعته، فكتب عليه شيخنا صاحب الترجمة: وفي صحيح مسلم في كتاب الذكر أن الله صانع ما شاء لا مكره له ". قال ولده في " تحفة الأكابر ": " فانظر هذا الاستحضار وهذا الحفظ والضبط، والسيوطي بلغ الغاية في حفظ الحديث وشرح الكتب الستة، والله يختص برحمته من يشاء " الخ (انظرها) . قلت: بسط السيوطي نحو ما في النقاية في " بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة " (انظر ترجمة الضياء القزويني منها) (2) .

_ (1) انظر الدليل: 196. (2) انظر بغية الوعاة: 271 (المؤلف) .

ولما ذكر في ترجمته من " نشر المثاني " انه لولا ثلاثة لانقطع العلم من المغرب لكثرة الفتن به وهم: سيدي محمد بن أبي بكر الدلائي وسيدي محمد بن ناصر في درعه والمترجم له بفاس، كتب بهامش نسخته منها المطلع الاخباري أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري الفاسي في حقّ المترجم: " انع اعتنى بتدريس علوم الحديث والمغازي والسير، فإن أهل فاس كانوا اشتغلوا بطلب علم الفقه والعلوم العقلية وتركوا علوم الحديث فاعتنى المترجم بها حتى أحياها "، اه. ومن خطه نقلت. قلت: للمترجم عدة إجازات وألفت باسمه عدة فهارس بسبب ما كان يرد عليه من الاستدعاءات مشرقاً ومغرباً، منها استدعاء أبي سالم العياشي لنفسه وذلك بتاريخ 1063، ومنها استدعاؤه الإجازة ثانياً لنفسه ولجماعة من مشايخه وأقرانه: كأبي مهدي عيسى الثعالبي والمنلا إبراهيم الكوراني وأولاده وأبي العباس أحمد بن عبد الله المنوي المكي وحسن بن علي العجيمي المكي وأبي العباس أحمد باقشير المكي اليمني والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي وأبي إسحاق إبراهيم الخياري وأولاده ولولدي المجيز عبد الرحمن ومحمد وأحمد بن العربي بن الحاج وأبي حامد العربي بردلة ومحمد العربي بن محمد الشريف البوعناني ومحمد بن مبارك المغراوي وعبد الواحد بن إدريس الطاهري وميارة الحفيد ولولد أبي سالم حمزة وابني أخته وصاحبه عثمان بن علي وذلك بتاريخ 1076، فكتب ولده أبو زيد عبد الرحمن عنه إجازة لهم ضمنها مشهور أسانيده ومعظم اتصالاته، وهي فهرسة لطيفة في نحو كراسين، وكتب إثرها والده الإجازة لمن ذكر بضمنها، ولا زال المترجم يجيز بالفهرس المذكور فاشتهر. فوقفت على إجازته به للشهيد أبي محمد جسوس وللمسند أبي الحسن علي ابن أحمد الحريشي الفاسي، وهي عامة بتاريخ 1081، وللعلاّمة المحدث أبي العباس أحمد بن العربي بن سليمان الغرناطي الفاسي، وهي عامة وقفت

عليها بخط الشيخ عبد القادر، وللعلاّمة أبي حامد العربي السقاط وهي عامة، وقفت عليها بزاوية الهامل بالجزائر، وللعلاّمة أحمد الهشتوكي، وللعلاّمة أبي محمد عبد الله الكنكسي، وللعلاّمة أحمد بن محمد بن حمدان التلمساني، وذكر إجازته لهم بها الشهاب أحمد الدمنهوري والشهاب الملوي في ثبتهما، ولأبي الحسن العكاري السوسي المراكشي وأخيه أبي عبد الله محمد بن محمد. كما وقفت على إجازته بها أيضاً لأبي الحسن علي الشيخ بن أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي وجماعة من أهل صقعهم معه وغيرهم. كما وقفت على إجازة أخرى من أبي السعود به لأولاد الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر وهم عبد الله ومحمد الكبير. كما وقفت على إجازة أخرى للشيخ أبي السعود بالثبت المذكور أيضاً لعالم تطوان محمد بن قاسم بن قريش التطواني المتوفى سنة 1103. وتلاميذ المترجم كثيرون أفردهم بتأليف ولده أبو زيد عبد الرحمن في " ابتهاج البصائر فيمن قرأ على الشيخ عبد القادر " ورتبهم على حسب العشرات. ثم اشتهر الثبت المذكور في المغرب، فكان مَنْ ذكر ممن أجيز به يجيزون به عن المترجم وأشهرهم ولده أبو عبد الله محمد بن عبد القادر شارح الحصن، فقد وقفت على إجازة له به أجاز بها لجماعة من أهل سجلماسة بخطه على أول ورقة منه وهي عندي، واشتهر في مصر أدخله إليها الهشتوكي وابن حمدان والكنكسي فأخذه عنهم الدمنهوري والملوي والجوهري وتلك الطبقة، واشتهر يتونس ذهب به إليها الشهاب أحمد المكودي الفاسي الراوي له عن الحريشي فكان يجيز به، ثم تسلسل للتونسيين من طريق المكودي حتى إلى شيخنا عمر بن الشيخ المالكي شيخ الجماعة بالديار التونسية فطبعه وكان يجيز به. ولروجان الثبت المذكور نقل للغة الفرنسية وطبع بفرنسا مع تراجم رجال أسانيده ووفياتهم بقلم صاحبنا المؤرخ البحاثة أبي عبد الله محمد بن أبي شنب اللمداني الجزائري في مجلد، أهدانيه المذكور بالجزائر لما زرتها عام

1339 - كما وقفت على استدعاء مهمّ قدمه أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر لوالده المترجم المذكور يستجيز منه لنفسه ولمن شملته إجازته من قبل أن يروي عنه بخصوص أسانيد الفهارس واتصال أسانيده إليها بالإجازة العامة والخاصة مع تخصيص اسناد الصحيحين من طرقها بعد سماعها عليه مراراً عديدة في النسخ العتيقة الفريدة وسأله أن يتفضل بالإجازة لأولاده وأولاد أخيه وسائر من سمع عليه من أصحابه، أن يروي الجميع عنه عموماً وخصوصاً ما ذكر وما اشتملت عليه فهارس القصّار والمنجور وابن غازي والبدر القرافي وزكرياء وابن حجر، ثم عدد نحو الخمسين فهرسة، وساق إسناد الصحيحين وطرق القوم وعدّد منها نحو الثلاثين، أغلبها مذكورة في رسالة العجيمي في الطرق، والاستدعاء مؤرخ بسنة 1083، وقفت عليه بخط صاحب المنح. ثم ظفرت بنسخة أخرى منه بخط أبي العباس أحمد بن العربي بن سليمان الغرناطي الفاسي، وهي عندي. ولما طولع المترجم باستدعاء ولده هذا كتب عقبه: " أجزت الجماعة المذكورة بالأسانيد المذكورة في جميع ما سطر قبله، وكتب عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي في التاريخ أعلاه ". وهذه الإجازة من أبي السعود شملت كل من سمع عليه شيئاً وأولاده هو وأحفاده، وهي فائدة مهمة. وآخر من علمته بقي في المشرق ممن روى وسمع وأجيز من المترجم إجازة عامة خاصة أبو الحسن الحريشي المتوفى سنة 1143، فعاش بعد المترجم 43 سنة، وعاش بعد إجازته له 63 سنة، وهذا نادر. وآخر من بقي في الدنيا مطلقاً ممن رآه وسمع عليه وأجيز منه إجازة خاصة ابن عبد السلام بناني المسند المعمر الشهير الذي لم يكن أهل زمانه يعرفون له قيمته الاسنادية، فإنه عاش بعد المترجم 73 سنة، وهذا نادر في المغرب أولاً وأخيراً، ولو وفق أن يستجيز منه الكبار للصغار لكان لهم بالرواية عنه غاية الفخر، ولكنه مغربي في المغرب فلم يكن يخطر ذلك على بال أحدٍ منهم إذ ذاك.

نتصل بالمترجم له أبي السعود الفاسي من طريق أبي سالم العياشي والكوراني وولده أبي طاهر والعجيمي والثعالبي وأبي العباس الهشتوكي وابن حمدان والكنكسي وابن الحاج وبردلة والحريشي وابن عبد السلام بناني والسقاط واليوسي والتجموعتي والمكَيلدي وولديه أبي عبد الله وأبي زيد وأحمد بن إبراهيم العطار المراكشي وأبي الحسن علي بركة التطواني والعكاري وغيرهم، ومن أعلى ما بيننا وبينه خمسة بالسماع المتصل في خصوص الصحيح وذلك عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي، سماعاً لبعضه وإجازة لكله عن أبي العباس أحمد بن محمد المرنيسي الفاسي، سماعاً له وإجازة لكله عن أبيس العباس أحمد بن التاودي ابن سودة، سماعاً لكله عن الحافظ أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي سماعاً وإجازة عن أبي الحسن علي العكاري، سماعاً وإجازة وهو كذلك عن أبي السعود الفاسي، وهو إسناد نقي لا يوجد في أسانيد المغاربة أنقى ولا أثبت منه لاقتران السماع فيه بالإجازة الجابرة ما لعله لم يسمع. ونتصل بأبي السعود أيضاً في كل ما يصح له بخمسة وسائط عنه، وذلك عن الشيخ فالح الظاهري المدني عن أبي عبد الله السنوسي عن العارف أبي العباس أحمد بن إدريس الميسوري. ح: وبأسانيدنا إلى الأمير والحافظ مرتضى وعلي بن عبد القادر بن الأمين أربعتهم عن الشيخ التاودي ابن سودة عن ابن عبد السلام بناني عنه، ويروي السنوسي عن ابن عبد السلام الناصري عن محمد ابن قاسم جسوس عن البناني وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر وابن أخيه صاحب " المنح " وغيرهم، كلهم عنه أيضاً، وهذا أعلى ما يمكن. وبيننا وبين أبي السعود في الرؤية ثلاثة وذلك أني رأيت المعمر المفضل بن العربي ابن جلون الفاسي وهو رأى الشيخ التاودي وهو رأى ابن عبد السلام بناني وهو رآه. وربما يُتساءل عن الاتصال العام بأبي السعود المذكور من طريق عقبه مسلسلاً متصلاً بهم إلينا، فالجواب أنا لم نظفر به فقد وقفت على إجازة أبي السعود

المذكور لأولاده وأحفاده بتاريخ 1083، ولعلها مقيدة بالموجودين إذ ذاك وإن كانت مطلقة، فقد شملت حفيده أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد القادر المتوفي بفاس سنة 1164 أيضاً، وقد عاش بعد ابن عبد السلام بناني سنة وأجاز للهلالي، كما وقفت على إجازة من أبي عبد الله محمد بن عبد القادر لأولاده خصوصاً منهم أبا العباس أحمد المذكور، كما وقفت على استدعاء كتبه أبو القاسم بن أحمد بن محمد المذكور لوالده أحمد المذكور فأجازه تلوه، وصرح فيه بإجازة والده محمد له بالفهرسة التي جمعها له أخوه الطيب وهي بتاريخ 1158، ولو كان يعرف شمول إجازة جده له لكانت أولى بالذكر والتصدير، كما لم أظفر بإجازة أحمد المذكور لولديه أبي مدين ومحمد، نعم وقفت على إجازة الخطيب أبي مدين بن أحمد بن محمد بن عبد القادر وهي عامة لولديه عبد الحفيظ وأخيه أبي جيدة، ثم منهما انقطعت الوصلة فانا لم نقف على إجازة منهما أو أحدهما للخطيب المعمر أبي محمد المجذوب ابن عبد الحفيظ، ولا إجازة المذكور لولده الخطيب المسند أبي محمد عبد الكبير بن المجذوب، ولا بإجازة المذكور لولديه الفاضلين الخطيبين المسندين أبي جيدة وأبي عبد الله محمد الطاهر، رجمهما الله. وإذا كان أبو حفص خاتمة أعلامهم لا يروي عن سلفه عامة إلاّ بواسطة الحريشي فكيف بمن بعده، ولله الأمر من قبل ومن بعد. 419 - عبد القادر التغلبي (1) : -[تغلب] بفتح التاء وكسر اللام وتغلبي بفتح اللام وقد يكسرونها في النسبة وهو عبد القادر بن عمر بن عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب الشيباني الحنبلي الصوفي الدمشقي أبو التقى العلاّمة الكبير، ولد سنة 1052، ولازم الشيخ عبد الباقي الحنبلي وولده والشيخ محمد البلباني وأجازه بمروياته واجتمع بالبرهان الكوراني وغيرهم. له ثبت وافٍ بتعداد مشايخه وما أخذ عنهم، جمعه له الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي، وهو

_ (1) ترجمته في سلك الدرر 58:3.

موجود بخطه في المكتبة التيمورية بمصر، بخط مخرجه ابن الغزي المذكور ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 49، أرويه عن شيخنا عبد الله السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن الشهاب أحمد البعلي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشمس السفاريني عنه. مات المترجم سنة 1135 ودفن بدمشق. 420 - عبد القادر بن خليل (1) : هو عبد القادر بن خليل بن عبد الله كدك زاده الرومي الأصل المدني الدار خطيب المسجد النبوي، ولد بالمدينة سنة 1140 وبها نشأ وطلب، قال عنه الحافظ مرتضى في معجمه: " كان مهتماً غاية الاهتمام بتلقي الحديث وجمع رجاله والتمهر في الاسناد، فجمع من ذلك شيئاً كثيراً، وشرع في عمل المعجم لشيوخه في بلده وفي رحلته الى البلاد، فكنت أنا المعين على إخراجه "، اه. وقال عنه الوجيه الأهدل في نَفَسه في حقه: " المحدث الحافظ المسند الرحلة، وفد على مدينة زبيد ناشراً فيها علوم الاسناد إلى خير العباد بعد أن جال في البلاد شرقاً وغرباً (2) ولقي من المشايخ المسندين عالماً كبيراً "، اه. قلت: دخل مصر وغزة والرملة والقدس والشام وآيدين والروم والآستانة، وهو الذي استجاز للسيد مرتضى الزبيدي من كثيرين من أهل حلب وطرابلس الشام وكوكبان وشبام وغيرهم. وكان موته بنابلس سنة 1187 بدار قاضيها الشيخ موسى التميمي، كما في معجم الحافظ مرتضى وتاريخ الجبرتي. وما في ترجمته في " سلك الدرر " من انه مات بالمدينة ودفن بالبقيع غلط.

_ (1) ترجمة عبد القادر كدك في سلك الدرر 3: 56 والتاج المكلل: 503 والنفس اليماني: 129 وتحفة الإخوان: 27 والجبرتي 1: 378 وهدية العارفين 1: 604 والزركلي 4: 164. (2) قلت: في عهدته جولانه في المغرب (المؤلف) . (بالنسبة للاهدل يمثل جولانه غلابا دخوله الشام ومصر وليس من الضروري ان يكون قد جال في المغرب، قاله المحقق) .

يروي رحمه الله عامة عن الشمس الحفني وحسن الكوراني والشمس محمد الدقاق الرباطي المدني وداوود بن سليمان الخربتاوي وعلي التهامي والملوي والجوهري والبليدي وابن الطيب الشرقي ومحمد حياة السندي، وسمع أكثر كتب الحديث عليهما بقراءته مع ملازمته لابن الطيب ملازمة كلية حتى صار معيداً لدروسه، وأبي المواهب القادري وإبراهيم بن محمد الطرابلسي النقيب الحلبي ودرويش بن مصطفى الملقي وعبد القادر الشكعاوي الطرابلسي والسيد عبد القادر بن أحمد الكوكباني والشيخ عيسى بن رزيق اللحياني وأحمد قاطن الصنعاني والشمس محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي وسليمان بن يحيى الأهدل الزبيدي والحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم ممن حواه معجمه المسمى " المطرب المعرب، الجامع لأهل المشرق والمغرب " ولكنه ضاع. قال الحافظ الزبيدي في المعجم المختص: " كان معه بنابلس لما مات كُتُبُه وما جمعه في سفره من شعره، والمعجمُ الذي جمع في الشيوخ والأجزاء والأمالي التي حصل من عندي ومن عند غيري فكاتبت قاضي نابلس بأن يرسلها إليّ ولم أظفر بالمراد، ولله في خلقه ما أراد "،اه. قلت: ومن أعلى رواياته عن أبي بكر ابن خالد بن محمد المكي عن أبيه عن الشمس الرملي عن القاضي زكرياء عن ابن حجر، ودخل تحت إجازة الشمس البديري الدمياطي صاحب " الجواهر " في العموم. وله " السر المؤتمن في الرحلة إلى اليمن " نرويه ومعجمه من طريق السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل وإخوته ووالدهم السيد سليمان ومصطفى الرحمتي وولده الشمس محمد الرحمتي وعبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير وغيرهم، كلهم عنه. وأخبرنا به البدر عبد الله السكري بدمشق عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن الشيخ إسماعيل المواهبي الحلبي عن المترجم عامة ما له. ح: نروي ما له أيضاً عامة عن الشيخ فالح الظاهري وغيره عن الشيخ محمد بن علي السنوسي المكي عن قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش العجيمي

المكي عنه. ح: وأروي غالباً عن المعمر محمد نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرأبادي كتابة منها عن القاضي العجيمي بحق إجازته لأبيه وأولاده عن الشيخ عبد القادر بن خليل زاده الرومي المدني، وهذا من العلو بالمكان الذي علونا فيه على الشيوخ وكافة الأقران. 421 - عبد القادر الحبال (1) : هو علاّمة حلب الشهباء ومسندها أبو محمد عبد القادر بن عمر بن صالح الحبال، الزبيري نسباً الحنفي مذهباً، ولد سنة 1237، وأكثر أخذه عن الشهاب أحمد الحجار، وأجازه من دمشق الوجيه عبد الرحمن الكزبري ومن مصر البرهان السقا وأخذ الطريقة القادرية عن البرهان إبراهيم الهلالي وألف في الفقه والأوراد والفرائض. مات بحلب في 27 شعبان عام ثلاثمائة وألف. له ثبت نسبه له في " عمدة الاثبات "، نرويه عن الأستاذ محمد المكي بن مصطفى ابن عزوز كتابة من الآستانة عن الشيخ محمد صالح الصوفي اللاذقي عنه. 422 - عبد السلام بن الطيب القادري (2) الحسني الفاسي العلاّمة نسابة فاس: له فهرسة نقل عنها حفيده في " نشر المثاني " في ترجمة أبي عبد الله محمد المدعو الصغير العافية الفاسي بلفظ: " قال سيدي الجد في فهرسته " كذا في نسخة عندي خطية من النشر بخط بعض الأشراف القادريين المعروفين، وفي نسخة النشر المطبوعة وكذا في نسخة أخرى عندي أيضاً خطية: " قال سيدنا الجد في تقييده في أشياخه "، ولما وقع في ترجمة الشيخ أبي محمد عبد القادر الفاسي من النشر أيضاً أَخْذُ أبي علي اليوسي عنه قائلاً: وما ذكره بعض الأشياخ من أن الشيخ اليوسي لم يأخذ عنه يعني على وجه القراءة كتب المؤرخ النقاد المطلع أبو محمد عبد السلام بن الخياط القادري بهامش

_ (1) ترجم له الزركلي في 167:4 (ولم يذكر مصادره) . (2) مرت ترجمته تحت رقم: 53 (ص: 188) .

نسخته بخطه: " إن مراد صاحب النشر ببعض الأشياخ جده عبد السلام في فهرسته "، اهـ. ولم أرَ من نسب المذكور الفهرسة على كثرة من ترجمه أو أفرده بالتأليف. نروي ما له بأسانيدنا إليه المذكورة في " إغاثة اللهفان " (انظر حرف الألف) (1) . 423 - عبد الواحد السجلماسي (2) : هو عبد الواحد بن أحمد أبي الحسن الشريف الحسني السجلماسي النجار المراكشي الدار أبو مالك، المحدث الرحلة الأديب مفتي مراكش، يروي عن أبي النعيم رضوان الجنوي وشيخه أبي زيد سقين العاصمي أجازه مع والده، وأجاز له في المشرق ابن فهد وأبو عمران موسى النشابي وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقدسي والشمس محمد العلقمي ومحمد بن أحمد الفيشي المالكي وغيرهم. له فهرسة سماها " الإعلام ببعض من لقيته من علماء الإسلام " نرويها بالسند إلى أبي العباس ابن القاضي عنه، قال: " أجازها لي وجميع ما اشتملت عليه وكتب خطه بذلك في شوال عام 998 ومولده سنة 933 ". قلت: وكانت وفاته بمراكش 25 رجب سنة 1003. 424 - عبد الوهاب القاضي (3) : أروي تصانيفه وفهرسه من طريق القاضي عياض عن ابن عتاب عن ابن شماخ عنه.

_ (1) رقم: 53 (ص: 188) . (2) ترجمة عبد الواحد السجلماسي في نشر المثاني 30:1 وهو ينقل عن مرآة المحاسن ودرة الحجال رقم: 1096. (3) الغنية: 286 (رقم: 8) وهو عبد الوهاب بن نصر المالكي البغدادي، واه ترجمة في الذخيرة 4/2:515 وطبقات الشيرازي: 168 وتاريخ بغداد 31:11 والمنتظم 61:8 وترتيب المدارك 691:4 والديباج: 159 ومرآة الجنان 41:3 وابن خلكان 219:3 والمرقبة العليا: 40 والبداية والنهاية 32:12 والشذرات 223:3 والفوات 419:2 والزركشي 202:2 وتبيين كذب المفتري: 249 والنجوم الزاهرة 276:4.

425 - عباس بن أصبغ (1) : هو الشيخ الفقيه أبو بكر عباس بن أصبغ الحجاري أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن موهب الجذامي عن أبي عمر ابن عبد البر النمري الحافظ عن أبي الوليد الفرضي عن عباس بن أصبغ رحمه الله. 426 - عثمان الداني (2) : هو الشيخ الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد المقري الداني، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن الإمام أبي الحسن علي ابن محمد بن لُب عن أبي عبد الله محمد بن فرج المقري عنه. 427 - عثمان بن حسن الدمياطي الشافعي الأزهري المكي: وقعت تحليته في إجازة وقفت عليها بخط تلميذه أبي العباس دحلان ب " خاتمة العلماء المحققين وخلاصة أهل الله الواصلين " اهـ. ولد بدمياط سنة 1196 على ما في " النفح المسكي " أو سنة 97 كما وجدته بخط تلميذه دحلان، وحضر على مشايخ دمياط إلى عام 12، فارتحل إلى مصر فحضر على الدسوقي والمهدي والدمهوجي والأمير والشرقاوي والبخاتي والطحطاوي والقلعاوي، وروى حديث الأولية عن الأخير وهو الشيخ مصطفى الصفوي القلعاوي الشافعي عن الشهاب أحمد السحيمي الشافعي، عن الوجيه عبد الله الشبراوي بسنده، وبقي بمصر إلى سنة 1248، ثم ارتحل إلى الحجاز وبقي به إلى أن مات سنة

_ (1) انظر فهرسة ابن خير: 435 وانظر ترجمته في ابن الفرضي 342:1 وجذوة المقتبس:299 (وبغية الملتمس: 1244) (وكانت وفاته سنة 386) . (2) انظر فهرسة ابن خير: 428 وانظر ما تقدم رقم: 54 (ص:159) حيث جرى ذكر أبي عمرو المقري وان المؤلف يروي فهرسته عن طريق القاضي عياض؛ ولابي عمرو ترجمة في الصلة: 385 والديباج: 188 وغاية النهاية 503:1 ومعجم الأدباء 125:12 وجذوة المقتبس: 286 وبغية الملتمس (ص: 1185) والنفح 135:2 والنجوم الزاهرة 54:5 وبروكلمان، التاريخ 516:1 وتكملته 719:1.

1265 - وصلى عليه إماماً ابن أخيه الشهاب أحمد الدمياطي. ودفن بالمعلاة قريباً من السيدة خديجة. له ثبت يروي فيه عامة عن الأمير والشرقاوي والشنواني والدسوقي وحسن البقلي المالكي وغيرهم. أفرد ترجمته بالتأليف تلميذه دحلان، ومن طريقه نروي ما له. وأخبرني زاهد دمشق الشيخ عبد الحكيم الأفغاني وغيره عن الشمس محمد بن محمد بن عبد الله الخاني الدمشقي عنه، وحدثني بحديث احتلام المرأة من الصحيح شيخنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن سليمان المعروف بحسب الله المكي عنه سماعاً. 428 - عثمان بن محمد بن عثمان المعروف بابن فودي (1) : الشيخ الفقيه أبو عمرو السوداني له تأليف صغير الحجم في أسانيده روى فيه الحديث المسلسل بالفاتحة من طريق الجن عن شيخه أبي الأمانة جبريل بن عمر وولده أبي التوفيق عمر، وهما عن الحافظ مرتضى الزبيدي بأسانيده. نرويه عن شيخنا الشيخ الطيب النيفر التونسي عن الشيخ محمد بيرم الرابع عن الشمس ابن التهامي ابن عمرو الرباطي عن الفقيه الناسك الحاج الأبرّ الجوال السيد أحمد ابن الفغوردو السوداني، ومن كناش ابن التهامي المذكور استفدت خبر عثمان ابن فودي هذا وفهرسه. 429 - عتيق بن عيسى (2) : هو الشيخ أبو بكر عتيق بن عيسى بن أحمد ابن مؤمن القرطبي، نروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عنه.

_ (1) يعد ابن فودي من اكبر علماء السودان (نيجيريا) ، انظر بروكلمان، التاريخ 510:2 وتكملته 894:2 وراجع الدعوة إلى الإسلام لآرنولد: 265 (من الطبعة الإنجليزية) ونور الألباب. (2) انظر فهرسة ابن خير: 438 وصلة الصلة: 55 والتكملة رقم: 2425 (وكانت وفاته سنة 548) .

430 - عيسى بن علي بن سعيد العبدري: له برنامج. 431 - عطية الأجهوري (1) : هو عطية الله ابن عطية البرهاني القاهري الشافعي الشهير بالأجهوري العلاّمة الشهير، أخذ عن الشهاب الملوي والشمس العشماوي، وله التآليف العديدة، منها حاشية على شرح الزرقاني على البيقونية في الاصطلاح وهي مطبوعة، وكتاب أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وحاشية الجلالين في عدة أسفار رأيتها في خزانة زاوية تاغيا. ترجمه هبة الله البعلي في ثبته قائلاً: " سمعت منه ما لا أذن سمعت ولا خطر على قلب شارح أو محشّي " اه. وكذا ترجمه صاحب " سلك الدرر " والأمير والشرقاوي في ثبتيهما، وكانت وفاته سنة 1194 بمصر. له ثبت أحال عليه في إجازته لشاكر العقاد، نروي بأسانيدنا إلى الأمير والشرقاوي وشاكر العقاد وغيرهم عنه. 432 - العربي الشرقاوي (2) : هو العربي بن وليد الله المعطي بن صالح بن المعطي بن عبد الخالق بن عبد القادر بن الشيخ أبي عبيد محمد الشرقي البجعدي العالم الصالح المحدث الناسك المجذوب السالك، المتوفى بأبي الجعد أواخر جمادى الثانية سنة 1234، وقعت تحليته في إجازة الشهاب أحمد بناني المعروف بالبلح لابن رحمون ب " الشيخ الفقيه الحافظ العالم الصالح القدوة البركة " اه. ووقفت بخط قاضي مكناس أبي العباس أحمد بن عبد الملك العلوي على هامش " البستان الظريف " للزياني في الموضع الذي وقع فيه المترجم: " السيد العربي هذا آيةٌ في الحفظ واستحضار الحديث والتفسير وسرد الصيام وإحياء

_ (1) ترجمته في سلك الدرر 3: 265 والجبرتي 2: 4 وخطط مبارك 8: 34 وثبت ابن عابدين: 61 والزركلي 5: 33. (2) انظر الدليل: 237.

الليل دائم في القيام وإطعام الطعام "، اه. وكان المترجم كثير الاعتناء بعلم الحديث وبخصوص الصحيح. يروي عن مشايخه المغاربة التاودي ابن سودة ومحمد بن أبي القاسم الرباطي، كلاهما من تلاميذ والده، وإجازة الأخير له عندي مؤرخة بسنة 1183، وأجازه بالمشرق سنة 1190 الحافظ مرتضى الزبيدي وكناه بأبي الذخائر وأبي الفيض، وحلاه في إحدى إجازاته له ب " سيدنا ومولانا سلالة الصالحين وخلاصة العلماء العاملين شرف الدين محمد العربي بن شيخ الجماعة ولي الله سيدي محمد المعطي بن الصالح العمري الشرقي التادلي " وذلك في الإجازة التي كتب له على فهرس الهلالي، وكتب له بإزاء غالب الكتب التي ذكرت فيها أعلى ما وقع له، والشمس محمد بن الحريري الأزهري وأحمد جاد الله الحناني الأزهري والشهاب أحمد الدمنهوري المذاهبي، ولعله أعلى من لقي، ومحمد العقاد الفيومي والمحدث المسند الشمس محمد بن أحمد البخاري النابلسي وسبط الشمس الحفني محمد ومحمد بن إبراهيم المصيلحي وحسن بن علي الجداوي وحسن بن علي الكفراوي وأحمد المكي وعبد الباسط السنديوني الأزهري وغيرهم. وقد ساق نصوص إجازات مشايخه هؤلاء له حفيده الفقيه البركةُ الناسكُ أبو حامد العربي بنداوود بن العربي في كتابه " الفتح الوهبي في مناقب الشيخ سيدي العربي " وهو في مجلد، وقد اختصرته في أبي الجعد في كراسة. وبلغ من تعظيمه لمشايخه أن كان استعار من أولاد شيخه المحشي بناني الفاسي ثلث حاشية والدهم علي الزرقاني بخطه فسافر به فلحقه معيره له فأبى من رده عليه واشترى له في مقابلته داراً، حدثني بذلك أكبر من أدركت منهم بفاس.

أجاز المترجم عامة للسلطان أبي الربيع سليمان وأبي حامد العربي بن أحمد ابن التاودي ابن سودة وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد البناني البلح الفاسي وأبي عبد الله محمد بن شيخه أبي عبد الله محمد بن الحسن البناني ومحمد بن عبد الرزاق الفاسي، حسبما وقفت على إجازته للأخير بخطه، وعندي صورتها، ومحمد بن عبد الواحد ابن الشيخ، به عرف، الأموي نسباً المكناسي داراً، وقفت على إجازته له وإمضاؤه فيها هكذا: " كتبه خديم آل رسول الله محمد العربي بن المعطي ابن صالح الشرقي العمري التادلي " وغيرهم، ولكن اتصالنا به عن أبي الحسن علي بن ظاهر الوتري عن أبي العباس أحمد بن الطاهر المراكشي عن القاضي أبي حامد العربي بن الهاشمي الزرهوني عنه عامة ما له. ونروي ما اتصل به من طرقٍ وأوراد عن المعمر محمد المهدي بن العربي بن الهاشمي العزوزي عن أبيه بإجازته لأولاده قبيل موته، كما وقفت على ذلك بخطه، وهو عن المترجم للمترجم مجموعة إسنادية هي التي أدرج حفيده في " الفتح الوهبي ". قلت: ووالد المترجم هو الإمام العارف الكبير فخر المغرب أبو الذخائر محمد المعطي ابن الصالح الشرقي دفين بجعد صاحب كتاب " الذخيرة في السيرة النبوية " وهي من أعظم الكتب التي فاق بها المغاربة على غيرهم لأنها في نيف وسبعين مجلداً من القالب الكبير كما للشيخ (تو) في فهرسته، بإنشاء بديع وبلاغة فائقة يفرغ السيرة النبوية في قالب صيغة صلاة، وكل مجلد أو أكثر من هذه المجلدات في موضوع من مواضيع السيرة، فله في المعراج سبع مجلدات، وفي الحج والزيارة وأماكنهما مجلدات سبعة، وفي الشمائل النبوية سبعة أسفار أيضاً وسفر في المولد، وسفر في الوفاة النبوية، وسفر في النعال النبوية، وسفر في الأسماء النبوية، وسفر في الأعضاء النبوية، وهكذا. وقد اشتهر هذا الكتاب وانتشر فقلَّ أن تخلو خزانة بالمشرق والمغرب من جزء منه أو أجزاء، ويوجد كاملاً في المنكتبة المخزنية بفاس الجديد أدخله لها السلطان

المقدس أبو علي مولاي الحسن رحمه الله وقد قرضه ومدحه أعلام عصر مؤلفه بالحجاز ومصر وتونس وغيرها من بلاد افريقية كالشمس الحفني والشهاب الجوهري ومفتي مكة عبد القادر الطبري وعبد القادر الراشدي القسمطيني ومحمد العربي التلمساني المصري والسيد جعفر البرزنجي المدني والشمس محمد بن علي الغرياني التونسي وعبد الله السوسي التونسي وأبي مدين الفاسي خطيب القرويين وأبي حفص الفاسي والقاضي أبي القاسم العميري وغيرهم من علماء مراكش وسوس وشنكَيط وتطوان وتازا وغيرهم من البلاد، وهذه التقاريض مجموعة في مجلد يعرف عند آل المترجم بسفر الإجازات وهو سفر التقاريض. وبالجملة فكتاب الذخيرة هذا كتاب عظيم من تأمله علم أن مؤلفه كما قال فيه الشهاب الجوهري في تقريضه: " امتزجت محبة النبي صلى الله عليه وسلم بلحمه وعظمه وشعره وعروقه ودمه "، اه. نرويه من طريق الحضيكَي عن مؤلفه قال الحضيكَي في طبقاته: " أجازنيه وكتب لي فيه الإجازة بخطه " اه. ولله در الشهاب المحدث أحمد البجيرمي حيث أنشد في تقريضه على الذخيرة: الغرب شيء نفيس ... ولي عليه أدله الشمس تغرب منه ... ومنه تبدو الأهله 433 العربي الزرهوني: هو العربي بن الهاشمي العزوزي الزرهوني الفاسي دفين الصويرة عام 1260 عن نيف وستين، العلاّمة قاضي فاس ومفتيها، شارح " المرشد " وغيره أخذ عن محمد العربي القسمطيني وابن عبد السلام الناصري وغيرهما، يروي عامة عن أبي حامد العربي بن المعطي الشرقاوي ومحمد بن عامر المعداني الفاسي إجازة عامة، وبخصوصٍ فهرسَ الهلالي، كلاهما عن أبي عبد الله محمد ابن أبي القاسم الرباطي عنه، وأخذ عن الشمس محمد بن قدور الزرهوني " دلائل الخيرات " وهن محمد بن حبيب الله الصغير الشنكَيطي الطريقة المختارية عن سيدي محمد عن أبيه الشيخ سيدي المختار

ويروي الطريقة القادرية عن ابن المعطي المذكور عن التاودي، والطريقة الوزانية عن الفقيه الصالح سيدي الشاهد بن التهامي دفين البقيع وعن ولي الله أبي حامد سيدي الحاج العربي بن علي بن أحمد، والطريقة الصادقية عن المعمر محمد بن عبد الهادي بن عبد الكريم بن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الصادق الرتبي عن شيخه العباس بن صالح السكوري عن والده ابن عبد الصادق. وأجاز هو عامة لمحمد التهامي بن المكي ابن رحمون، وعندي صورة إجازته له، ولمحمد المكي بن الحافظ ابن عبد السلام الناصري، حسبما وقفت على إجازته له بخطه في كناشة والده، وللشهاب أحمد بن الطاهر الأزدي المراكشي سنة 1249، حسبما وقفت على إجازته له في كناشته بالمدينة المنورة، ولعلي بن عبد الصادق الصويري، حسبما أخبرني بذلك تلميذ له ثقة، وغيرهم. نتصل به من طريق الأخيرين عنه، ونؤروي ما يصح له روايته من طريق القوم وأحزابهم عن آخر من بقي من أولاده، وهو المعمر أبو عيسى محمد المهدي سنة 1328، عنه بحكم إجازته لأولاده، فقد وجدت بخطه: " أجزت ولدي أصلحه الله ومن سيوجد من الأولاد في قراءة " دلائل الخيرات " وسائر ما لنا من الأوراد إذناً تاماً عاماً مطلقاً، وأذنت لهم في الإذن لمن طلب، محمد العربي الزرهوني " اه. من خطه الذي ناولنيه الولد المذكور، رحم الله الجميع. ولي في المترجم رسالة جمعتها في ترجمته اسمها " إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد " في كراريس وقد تضمنت هذه الترجمة ما ليس فيها. 434 - علي الأجهوري (1) : هو علي بن محمد الملقب زين العابدين بن

_ (1) ترجمة علي الاجهوري في خلاصة الأثر 157:3 وخطط مبارك 33:8 وصفوة من انتشر: 126 والزركلي 167:5 ويحيى الكتاني على كنز الرواية للثعالبي إذ له فيه ترجمة مفصلة.

الشيخ عبد الرحمن الأجهوري مسند الدنيا ومفتي المالكية وحامل رايتهم في عصره، الإمام الكثير التلماذ والتصنيف، أبو الحسن المصري المالكي المولود سنة 975 المتوفى سنة 1066 عن غير عقب لأنه لم يتزوج قط وإنما تسرى، يروي عامة عن المسند الكبير سراج الدين عمر بن الجاي الحنفي وبدر الدين ابن الكرخي الحنفي ومحمد بن إبراهيم التتائي والشمس الرملي وصالح البلقيني ومحمد البنوفري وكريم البرموني وبدر الدين القرافي ونور الدين علي القرافي والبرهان العلقمي والشمس الفيشي وأحمد بن قاسم العباسي وعثمان الغزي وغيرهم، وتدبج سنة 1035 مع عالم قسمطينة الشيخ عبد الكريم الفكَون، وروى حديث الأولية عن أبي الثناء محمود بن محمد الحلبي المعروف بالبيلوني وهو أول، عن البرهان إبراهيم العمادي وهو أول، عن المعمر أحمد بن إبراهيم بن الشماع الحلبي الشهير بابن الطويل وهو أول، عن المسند أبي الخير محمد بن الحافظ نجم الدين بن فهد عن جده الحافظ تقي الدين بن فهد وهو أول، عن المصدر الميدومي بأسانيده السابقة، هكذا ساقه عنه تلميذه محدث مصر الشهاب أحمد العجمي في جزء له. وقد روى عن محمود البيلوني المذكور حديث الأولية أيضاً النجم الغزي وساقه عنه في تاريخه عن ابن العماد عن الحافظ عبد العزيز بن نجم الدين بن فهد سماعاً عنه عام 915، قال: " حدثني به والدي الحافظ نجم الدين ابن فهد " عن الصدر الميدومي بأسانيده. انتهت إليه رياسة مذهب مالك في المشرق وانتفع الناس به طبقة بعد طبقة من سائر المذاهب، ورحل الناس إليه من سائر الآفاق فألحق الأحفاد بالأجداد، وعمر حتى قارب المائة. له شرح على ألفية العراقي في السير، وحاشية على شرح النخبة للحافظ ابن حجر، وقفت عليها في زاوية سيدي الحسين بجبال زواوا عمالة قسمطينة، وشرح مختصر ابن أبي جمرة، ومجلد لطيف في المعراج، وكتابة على الشمائل لم تخرج، وغير ذلك. وفي " مسالك الهداية " لأبي سالم العياشي أنشدني الشيخ الطحطاوي في حق الشيخ الاجهوري:

أبعد سليمى مطلب ومرام ... وقفت على ثبت له صغير بقسمطينة وعليه ختمه إجازة منه به لأبي [عبد الله] القاسم ابن ساسي التميمي البوني والد الشهاب أحمد بن قاسم البوني السابق الذكر، وهي مؤرخة بسنة 1064 قبل وفاته بسنتين، قال فيه: " أجازني بعلم الحديث عمر بن الجاي كما أجازه الحافظ الأسيوطي بل وأشياخ السيوطي كالشهاب الحجازي والشمس ابن الجزري " قلت: وفي الأخير نظر لأنه من أشياخ أشياخ السيوطي، ومات قبل ولادته بنحو الست عشرة سنة، قال: " وعلى هذا فيكون شيخنا مساوياً للسيوطي. وممن أجازني بعلم الحديث البدر الكرخي عن القاضي زكرياء وعن التتائي، وممن أجازني بعلم الحديث الشمس الرملي ومحمد البنوفري، كما أجاز للأخير جدي عبد الرحمن الأجهوري وهو أجازه إبراهيم القلقشندي عن الحافظ ابن حجر ". كما ذكر في الثبت المذكور أسانيده في الفاتحة الشمهروشية والصحيح وإسناد الفقه المالكي وطريق القوم. ومن أعلى ما حصل له روايته عن النور علي القرافي عن المسند المعمر قريش العثماني عن الحافظ ابن الجزري بأسانيده. وترجمة الأجهوري هذا واسعة وروايته عريضة، وقد استغرقت ترجمته من " كنز الرواية " لأبي مهدي الثعالبي سبعة كراريس (انظرها ترَ عجباً) . نروي كل ما له من طريق الشبراملسي والبابلي والثعالبي وأبي سالم العياشي وابن سليمان الرداني وقاسم بن ساسي البوني وسعيد قدورة والفكَون والزرقاني والخرشي والشبرخيتي وإبراهيم الفيومي وغيرهم عنه، بل أجاز الأجهوري لأهل عصره عامة كما في ثبت الشهاب البوني. 435 - علي بن الأمين الجزائري (1) : وهو علي بن عبد القادر بن عبد

_ (1) ترجم له مؤلف معجم أعلام الجزائر: 115 (اعتماداً على فهرس الفهارس وحده) .

الرحمن بن علي بن علي بن علي بن الأمين، وبه عرف، العلوي النسب، الأندلسي الأصل، الجزائري الدار، المالكي الشاذلي، المتوفى سنة 1236 بالجزائر، مفتي المالكية بها ومسندها ومجدد رونق العلم بها، طلب العلم في مصر، ويروي عامة عن أبي الحسن الصعيدي والشهاب الدردير والأمير الكبير والشمس محمد بن أحمد الجوهري الصغير والوجيه عبد الرحمن العيدروس وعلي بن العربي السقاط والتاودي ابن سودة، هكذا عدّهم هو في إجازته للسيد السنوسي الراشدي المعسكري، وقفت عليها في مصر، وهي مؤرخة بسنة 1189، وفي " عمدة الإثبات " أن ممن أجاز له الشمس الحفني والملوي والشبراوي والجوهري. قلت: وقد اشتهرت روايته عن الجوهري الكبير والذي صرح به هو أنه قرأ عليه واستجازه فوعده بالكتابة واخترته المنية فأجازه ولده. أروي كل ما له عن أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة عن الشيخ مصطفى الكبابطي الجزائري عالياً عنه. ح: وعن أبي الحسن علي بن أحمد ابن موسى الجزائري مراسلة منها عن الشيخ مصطفى بن الحرار عن الشيخين أحمد بن الكاهية الحنفي وعلي بن المانجلاتي المالكي كلاهما عنه. ح: ويروي عالياً ابن الحرار عنه، وهو ممن أجاز عامة لأهل عصره. ح: وعن الشيخ الوالد وغيره عن البرهان السقا عن محمد بن محمود الجزائري عنه. ومن طرقنا إليه عن المعمر أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الشدادي الفاسي عن مسند المغرب الأوسط الشيخ سقط المعسكري دفين مكناس عن عبد القادر ابن السنوسي الراشدي عن والده عنه. له ثبت صغير نحو كراسة هو عندي. 436 - علي بن أحمد بن عبد الصادق: هو علي بن أحمد بن عبد الصادق بن علي الرجراجي أصلاً الصويري قراراً، عالمها وقاضيها ومسندها وبركتها. أخذ بفاس عن أبي الحسن التسولي وأبي حامد العربي الزرهوني وأبي محمد عبد القادر الكوهن وابن عبد الله المجاوي والحاج الداودي التلمساني

وغيرهم، وروى بالسماع والإجازة عن آخر تلاميذ الشيخ التاودي بالمغرب، وهما محمد بن أحمد السنوسي وبدر الدين بن الشاذلي الحمومي، وعن شيخ الجماعة محمد بن عبد الرحمن الحجرتي وأبي محمد الوليد بن العربي العراقي والشمس محمد قصارة، وذلك عقب استدعائه منهم، وإجازات الخمسة وهم السنوسي فمن بعده عندي بخطوطهم له بتاريخ سنة 1256، وهي عامة. وحج قديماً وسط القرن المنصرم وأقام بمصر والحجاز مدة، ولعله لا يغفل الرواية عن أهلها في تلك الجهات، لكن لم نتصل بتفاصيل ما حصل عليه هناك. كما أخذ أخيراً بالصويرة عن أبي زيد عبد الرحمن بن أحمد النابلسي المدني لما دخل الصويرة عام 1281 أجازهُ عامةَ ما له كما له الإجازة من الشيخ عبد الغني بن خليل باشا الميداني الدمشقي. ويروي المترجم عامة أيضاً عن عالم سوس وتارودانت المعمر أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله التملي الجشتمي الرداني، وذلك بتاريخ سنة 1282، وهو عن والده وغيره، وعن الشيخ عبد الغني الدهلوي والشيخ العزب المدني وغيرهم. وأخبرني أخص تلاميذ المترجم، وهو الفقيه أبو العباس أحمد بن علي التناني بآسفي سنة 1331 أنه مجاز أيضاً من أبي حامد الزرهوني والتسولي والكوهن صاحب " الامداد " وأبي الحسن علي بن جلون صاحب التعاليق على شرح الابي على مسلم. أروي كل ما للمترجم عن العلاّمة الصالح عبد المعطي ابن أحمد السباعي مكاتبة من مدرسته بأولاد ابن السباع بين مراكش والصويرة عام 1332 إجازة عامة، وهو كذلك عن أبي الحسن علي بن عبد الصادق إجازة له عامة كتبها له بثغر الصويرة عام 1289. ح: وأجازني عنه أيضاً أخص تلاميذه أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم التناني العزوني بآسفي عن المترجم عامة ما له بعد ملازمته له نحواً من اثنتي عشرة سنة. مات المترجم المذكور بالصويرة عام 1308 عن نحو التسعين، رحمه الله، ولم ترَ الصويرة قبله ولا بعده مثله في حب العلم وأهله وآل البيت والاعتناء

بالرواية وسعة الرحلة ومن العجيب أن شيخه الأخير أبا العباس الجشتمي الرداني تأخرت وفاته إلى عام 1327. ونروي عنه هو بواسطة أبي عبد الله محمد بن علي الدمنتي الناصري، رحمه الله، إجازة كتبها له عامة، أوقفني عليها وهي مؤرخة بسنة 1320. ومن نوادر المترجم أنه كان اشترى عبداً وبعد ذهابه معه سأله عن اسمه فقال: محمد، فقال له: اذهب حيث شئت فإن مثلي لا يملك محمداً. تنبيه: اشتهر كتب السويري بالصاد نسبة إلى الصويرة والذي رأيته بخط المترجم في الاستدعاءات التي كتب لمشايخه عن نفسه السويري بالسين، وهكذا رسمه مشايخه في إجازتهم له بخطوطهم وهي عندي، كالشيخ أبي محمد الوليد بن العربي العراقي وأبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي إمام الضريح الإدريسي، وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن التملي الجشتمي، وكذلك رسمه بالسين أيضاً شيخه أبو محمد بدر الدين بن الشاذلي الحمومي في مكتوب وقفت عليه بخطه للمترجم وهو عندي، والله أعلم. علي السقاط: هو علي بن العربي السقاط الفاسي ثم المصري (انظر السقاط في حرف السين) (1) . 437 - علي علاء الدين الموصلي: هو علي علاء الدين بن صلاح الدين يوسف بن رمضان الموصلي الحنفي المتوفى سنة 1243، يروي عن والده وعيسى الحلبي، الأول عن جده حسين أفندي القادري الشافعي عن علي القناوي المصري الحنفي ومحمد بن علاء الدين المزجاجي وعبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي بأسانيدهم، والثاني عن الكزبري الكبير بأسانيده، ويروي المترجم أيضاً عن السيد زين العابدين ابن جمل الليل المدني وعن نجيب أفندي

_ (1) انظر ما يلي رقم: 573.

الشامي مكاتبة تلميذ مصطفى الرحمتي، وروى الفقه عن محمد بن عمر بن شرف الدين الجيلاني وغيرهم. له ثبت تضمن أسانيده في الكتب الستة ونحوها وهو عندي. نروي ما له عن البرهان إبراهيم الخنكَي المكي عن محمد بن حميد الحنبلي المكي عن محمود الآلوسي البغدادي عنه، وهو أخص تلاميذه. ح: وعن أبي علي الحسن بن عبد الرحمن الشدادي عن عبد القادر سقط المشرفي عن مفتاح الدين ابن حسام الدين البخاري عن والد المذكور صلاح الدين يوسف الموصلي بأسانيده، وهو عال. 438 - علي بن الحاج موسى الجزائري: هو أبو الحسن علي بن أحمد ابن الحاج موسى، وبجده المذكور شهر، ابن عبد العزيز بن أحمد زروق ابن الحسين بن الشيخ العارف أبي عبد الله محمد الكبير، المعروف بشائب الذراع، بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن مقبل البوزكَزاوي بالقاف المعقودة نسبة إلى جبل بني زكَزوك قرب جبل عمال خارج بلد الجزائر، حيث زاويتهم هناك بجبل بني زكَزوك، كذا وجدت بخط المترجم هذا العمود والنسبة عن نفسه وذويه. وهو العلاَمة المشارك المحدث بركة الجزائر ومسندها وعالمها المعمر أبو الحسن، ولد سنة 1244 بالجزائر وأخذ العلم بها عن والده والشيخ مصطفى ابن الحراري وطبقتهم، وأجازه الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري لما ورد على الجزائر عام 1261 ومصطفى بن الحرار ومحمد بن هني بن معروف المجاجي دفين تونس سنة 1265 وأبو حامد العربي بن علي المشرفي المعسكري دفين فاس سنة 1294 وأبو الحسن علي بن ظاهر الوتري المدني لما دخل الجزائر سنة 1297 وابن خالنا أبو عبد الله محمد بن جعفر مكاتبة من فاس بالصحيح عام 1301 وأبو محمد التاودي بن المهدي ابن الطالب ابن سودة سنة 1303، وسمع منه هو أيضاً الحديث المسلسل بالفاتحة، والشيخ المكي ابن عزوز التونسي وابن خليفة المدني دفين مكناس سنة 1306، كلاهما تدبج معه

وكتبا لبعضهما عدة إجازات صار لي جلها. وأخذ الطريقة الشاذلية والقادرية وغيرهما من الطرق عن جماعة من الجزائريين والحجازيين والشاميين. له مجموعة في إجازته عمن ذكر قد صارت إلي وكان ابتدأ تدوين فهرس باسمي حسبما أخبرني به في كتابه إلي عام 1322، ووجدت عنوانه بين كتبه وأوراقه بالجزائر. أرويه وكل ما له عنه مراسلة من الجزائر سنة 1322. وكاتبني في الموضوع ومات رحمه الله سنة 1330، ولم يخلف بعده في القطر الجزائري مثله ثلوج صدر بإيمان وسعة أخلاق وهمة بعيدة في جمع الكتب ونسخها، والبذل والمعروف وإنزال الناس منازلهم والهمة العالية في الرواية، رحمه الله رحمة واسعة. وقد ذكره الشيخ بيرم في " صفوة الاعتبار " (1) وكذا غيره من الرحالين، وحلوه ببعض ما كان فيه. 439 - علوي بن سقاف الجفري: هو العلاّمة الجهبذ المحقق الصوفي علوي بن عبد الرحمن سقاف بن محمد بن عيدروس بن عبد الله بن شيخان الجفري الباعلوي اليمني المتوفى سنة 1273. يروي عامة عن والده أبي جعفر عبد الرحمن السقاف والسيد أحمد بن عمر بن زين ابن سميط والسيد عبد الله ابن علي شهاب الدين والسيد عبد القادر بن محمد بن حسين الحبشي والسيد عبد الله بن حسين بن طاهر والسيد عبد الله بن حسين بلفقيه والسيد عبد الله ابن عمر بن يحيى العلوي وعبد الله بن أحمد باسودان والسيد هارون بن هود العطاس والحسن بن صالح البحر وغيرهم من آل باعلوي. وأعلى ما عنده الرواية عن المعمر أحمد بن سعد باحنشل اليمني، أجازة عامة مروياته، كما له الإجازة عالياً عن السيد سليمان الأهدل، ويروي السيد علوي المذكور عامة عن الفقيه عبد الله بن سمير والسيد يوسف البطاح والسيد علي البيتي والسيد عقيل بن حسن الجفري وغيرهم. له ثبت في كراريس، نرويه عن السيد محمد بن سالم السري باهارون عن السيد عيدروس بن عمر الحبشي عنه عامة، وهو الشيخ الخامس عشر من رجال " العقد ".

_ (1) صفوة الاعتبار 16:4.

440 - العلائي (1) : هو الحافظ أبو سعيد صلاح الدين خليل بن الأمير كيكلدي بن عبد الله العلائي الشافعي الدمشقي نزيل بيت المقدس، الإمام العلاّمة حجة الحفاظ عمدة العلماء، قال صاحب " الأنس الجليل ": " سمع الكثير ورحل وبلغ عدة شيوخه بالسماع سبعمائة وأخذ عن مشايخ الدنيا " اه. وقال الذهبي في " المعجم المختص ": " حافظ مستحضر للرجال والعلل تقدم في هذا الشأن "، اه. وسئل السبكي: من تخلف بعدك فقال: العلائي. ولد سنة 694، أخذ عنه الحافظ العراقي وقال فيه: " مات حافظ المشرق والمغرب صلاح الدين في ثالث محرم عام 761 " قال الاسنوي: " كان حافظ زمانه إماماً في الفقه وغيره ذكياً نظاراً. ترجمه الحفاظ الخمسة، الذهبي والحسيني وابن ناصر وابن حجر والسيوطي خمستهم في طبقات الحفاظ. له مصنفات مفيدة منها: الأربعون حديثاً الكبرى والوسطى والصغرى، والكبرى سماها كتاب الأربعين في أعمال المتقين في 46 جزءاً، والوسطى سماها كتاب الأربعين المغنية بفنون فنونها عن المعين في اثني عشر جزءاً، وله الأربعون الإلاهية، وعوالي مالك السباعيات في ستة أجزاء سماها " بغية الملتمس في عوالي مالك بن أنس " (انظر حرف الباء) (2) ، والمجالس المبتكرة عشرة أجزاء، والمسلسلات ثلاثة أجزاء، وتحقيق منصب الرتبة لمن ثبت له شرف الصحبة، وإنارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفوائد المسموعة بين فيها شيوخه ومسموعاته منهم، وسلوان التعزي بالحافظ أبي الحجاج المزي، والأربعون حديثاً مع أربعين حكاية وأربعين من الإنشادات كل ذلك متباين المتن والاسناد وهي مشتملة على أربعينيات، وله كتاب القواعد وهو كتاب نفيس اشتمل على علم الأصول والفروع، وله كتاب جامع التحصيل لأحكام المراسيل لخصه الشيخ عبد الغني المرشدي وهو عندي،

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 17 (ص: 168) . (2) انظر رقم: 79 في ما تقدم ص: 253.

والوشي المعلم فيمن روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في مجلد، وله عقيلة الطالب في ذكر أشرف الصفات والمناقب في مجلد لطيف، وجمع الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وله الكلام على حديث ذي اليدين في مجلد، وشرع في أحكام كبرى علق منها قطعة لطيفة، وغير ذلك. نروي ما له من طريق الحافظ ابن حجر عن ولده المعمر أحمد وأبي هريرة ابن الذهبي والحافظ العراقي كلهم عنه. وكان للمترجم بنت اسمها أسماء وصفها في " الأنس الجليل " (1) بالمسندة الصالحة البركة وقال: " سمعتْ على والدها وغيره وحدثتْ بالكثير من مسموعاتها وأجازت بالفتوى لحفيدها شيخنا القرقشندي، ماتت سنة 795 "، اه. وولده أحمد ولد سنة 723 ومات سنة 803، ولعله أعلى مجيزي الحافظ ابن حجر إسناداً، وهو آخر من حدث عن أبي حيان بالبلاد الشامية لأن والده بكر به إلى السماع والاستجازة منه. 441 - عمر بن خطاب الأزدي (2) : هو الشيخ أبو حفص عمر بن خطاب ابن هلال بن يوسف الأزدي، روى عن أبيه وغيره، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن عمر بن عياد بن أيوب اليحصبي عنه. 442 - عمر القاري: أروي فهرسته عن السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن علي التركماني عن علاء الدين الحصفكي عنه.

_ (1) الانس الجليل 162:2. (2) فهرست ابن خير: 433 (وعندي الماردي في موضع الازدي، ولعله وهم من الكتاني) وانظر ترجمته في صلة الصلة: 62 والتكملة رقم: 2231.

عمر بن فهد: (تقدم في نجم الدين) (1) . 443 - عمر العرضي الحلبي (2) : هو محدث حلب شيخ الإسلام عمر بن عبد الوهاب العرضي أوحد وقته في فنون الحديث والفقه والأدب، أخذ عن محمود البيلوني ورضي الدين الحنبلي، وبه تخرج، ومحمد بن المسلم التونسي الحصيني، وأجازه البدر الغزي مكاتبة من دمشق. ومن أفخر أسانيده روايته عن والده عبد الوهاب عن زكرياء عن ابن حجر، ومن أعظم مؤلفاته " شرح الشفاء " في أربعة أسفار ضخام سماه " فتح الغفار بما أكرم الله به نبيه المختار " اشتغل به نحو اثنتي عشرة سنة، وله " مناهج الوفا فيما تضمنه من الفوائد اسم المصطفى " وله معجم كبير، وشرح على ألفية السيوطي في الاصطلاح. نروي ما له من طريق عمر بن عقيل عن مصطفى الحموي عن محمود بن عبد الله الموصلي عن أبي الوفاء العرضي عن أبيه عمر، رحمهم الله. وكانت وفاته بحلب 16 شعبان عام 1024. 444 - عمر بن عقيل (3) : هو أبو حفص عمر بن عقيل بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن السيد عبد الرحمن آل عقيل الحسيني العلوي المكي الشافعي الشهير بالسقاف، والسقاف لقب جده الأعلى السيد عبد الرحمن من آل باعلوي. حلاه تلميذه الحافظ الزبيدي في " شرح ألفية السند " ب " الإمام المحدث المسند شيخ الحديث في الحجاز نجم الدين ولد بمكة سنة 1102، وقال في المتن: أسندُ من لقيتُ بالحجازِ ... حقيقةً ما فهتُ بالمجازِ " وروى عن جده لأمه عبد الله بن سالم البصري والعجيمي والنخلي وتاج

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 347. (2) ترجمته في خلاصة الاثر 215:3 وسلك الدرر 82:2 واعلام النبلاء 200:6 وبروكلمان، التاريخ 341:2 وتكملته 470:2 والزركلي 213:5. (3) ترجمة ابن عقيل في عجائب الآثار 211:2 (ط/1959) واسمه عمر بن احمد بن عقيل.

الدين القلعي وعبد القادر الصديقي وابن عقيلة وإدريس بن أحمد اليماني وعبد الوهاب الطنطاوي ومصطفى بن فتح الله الحموي، ولعله أغرب شيوخه وأعلاهم، وسمع الأولية عالياً من الشهاب أحمد البنا بعناية جده لأمه سنة 1110، سمع منه كبار الشيوخ وانتفع به الطلبة، ومن أعظمهم انتفاعاً به وأكثرهم ملازمة له الحافظ مرتضى، وأول أخْذِهِ عنه سنة 1162 ومات سنة 1174. نروي ما له من طريق الزبيدي المذكور قال: " سمعت منه الكتب الستة والكثير من الأجزاء والمشيخات، وكتب لي إجازة مطولة ذكر فيها أسماء الكتب التي أجازني بها، وسمعت منه المسلسلات بشروطها "، اه. ومن طريق حسن الجبرتي والوجيه عبد الرحمن العيدروس وولي الله الدهلوي الهندي ومصطفى الرحمتي ومحمد سنبل وغيرهم كلهم عنه. ح: وأروي عن الشيخ نصر الله ابن عبد القادر الخطيب الدمشقي عن المعمر محمد عمر الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن المترجم، وهو عال جداً. كشف وهم عظيم: هذا الرجل كما علمت من أعظم شيوخ الحافظ مرتضى وهو كلما روى عنه قال: " عن خاله عبد الله بن سالم البصري " حتى قال في ترجمته من معجمه أولاً: " ابن أخت عبد الله البصري " ثم قال: " روى عن خاله المذكور " ثم قال: " سمع الأولية بعناية خاله " ثم قال: " أباح لي كتب خاله " وقال الأستاذ ابن عزوز في " عمدة الأثبات ": " والسيد عمر هذا هم ابن أخت عبد الله البصري، يروي عن خاله المذكور، ويروي عنه خاله المذكور، وقد ترددنا مرة في أنه خاله أو جده لأمه لأن بعض علماء العصر ذكر أنه جده لأمه جازماً، ثم ظفرت بما حقّقَ أنه ابن أخت البصري لا ابن ابنته، وجدت ذلك في فهرس السيد مرتضى الذي كتبه لأهل الراشدية مؤرخاً عام 1194، فارتفع الإشكال لأنه أعرف الناس به لا سيما وقد نقل ذلك عن السيد عمر نفسه فلا وجه للتوقف فيه "، اه. وذلك لا يجديه رحمه الله شيئاً فإن الحافظ مرتضى لم يصرح قط أنه سمع من عمر بن

عقيل أنه ابن أخت البصري لا في ثبته لأهل الراشدية المذكور ولا في غيره، وأكبر نص قاطع فيما ذكر هو ما في إجازة السيد عمر بن عقيل المذكور نفسه للشيخ حسن الجبرتي المصري قال فيها أولاً لدى عدّه مشايخه: " أجلهم سيدي وجدي لأمي " وقال فيها أخيراً " كتبه عمر بن أحمد بن عقيل السقاف باعلوي حفيد مولانا الشيخ عبد الله بن سالم البصري "، اه. وقد نقلها بركتها. ومنها ما ذكر ولد المجاز بها المؤرخ الشهير عبد الرحمن بن حسن الجبرتي في تاريخه (1) وما بعد اعتراف الرجل عن نفسه وجده من ادعاء أو توهم. على أن من وقفنا على كتاباته من أصحاب السيد عمر بن عقيل المذكور إنما ينسبونه سبطاً للبصري لا ابن أخته، منهم محدث الهند الشاه أحمد ولي الله الدهلوي فإنه قال في " الإرشاد " لدى كلامه على صلة الرداني: " وأجازني بجميعه السيد عمر ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم عن جده عنه "، اه. وقال لدى كلامه على ثبت البصري: " أجازني به وبجميع ما تصح روايته عنه السيد عمر عن جده الشيخ عبد الله المذكور "، اه. منه. ومنهم العلاّمة المسند فقيه الشام مصطفى الرحمتي الأيوبي الدمشقي قال في إجازته للفلاني: " وفي مكة أسمعني حديث الأولية وأوائل الكتب الستة وأجازني بجميع مروياته السيد عمر بن أحمد عن جده لأمه عبد الله بن سالم البصري " اه. من ثبت الفلاني الكبير ومن خطه نقلت. ومنهم محدث الجزائر ومسندها أبو العباس أحمد بن عمار فإنه في ثبته كلما روى عن المترجم قال: " عن جده لأمه عبد الله بن سالم " وثبته هذا عندي عليه خطه. ومنهم شيخ الإسلام بالآستانة إسماعيل بن محمد القسطنطيني الحنفي الشهير بكاتب زاده قال في إجازته للشيخ شاكر العقاد لدى عده أشياخه: " والشيخ عمر بن أحمد باعلوي السقاف ابن بنت الشيخ عبد الله بن سالم البصري " (2) . وممن جرى على

_ (1) انظر تاريخ الجبرتي 394:1 ط. سنة 1297 بمصر (المؤلف) . (2) انظر نصها في ص: 52 من ثبت ابن عابدين (المؤلف) .

الصواب أيضاً من المؤرخين محمد خليل المرادي في " سلك الدرر " فإنه في ترجمة عبد الله السويدي قال: " أخذ بمكة عن عمر بن عقيل سبط عبد الله ابن سالم البصري " (1) . وكذا في ترجمة والده علي المنيني قال: " أخذ عن السيد عمر باعلوي سبط عبد الله بن سالم المكي (2) وكذا في ترجمة علي الشيرواني المدني لدى عدّ شيوخه قال: " والسيد عمر المكي العلوي سبط عبد الله بن سالم (3) "، اه. ومن العجيب أن الحافظ مرتضى في متن ألفية السند له لما وصل لشيخه المترجم قال فيه عن خاله البصري وفي شرحها جرى على الصواب. فإنه قال فيه: " سبط محدث الحجاز عبد الله بن سالم البصري " اه. ولما وصل لذكر أخذه عنه قال: " وأباح لي كتب جده " اه. من شرح ألفية السند له. وهذا يدل على رجوعه إلى الصواب آخر عمره، والرجوع إلى الحق فريضة. ثم وجدت ما لعله يفيد أن إطلاق الخال على الجد للأم اصطلاح أو عرف بعض الجهات أو بعض الناس، وذلك أن الحافظ الزبيدي قال في ترجمة الحافظ ابن الديبع من " تاج العروس " (4) : " وسمع على خاله محمد بن إسماعيل بن مبارز "، اه. مع أن المذكور جده لأمه، كما اعترف به الحافظ مرتضى أيضاً في ترجمة ابن مبارز المذكور فإنه قال أيضاً: " وعنه سبطه الوجيه عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني " اه. وقد قال صاحبنا الشهاب العطار في حاشيته على " الأمم " بعد أن نظر بما يقع من الحافظ مرتضى في المترجم وذكره البصري خالاً له مع أنه جد لأم: " لا أدري لم يستعمل الخالَ في موضع الجدّ أبي الأمّ، وعسى الله أن يمنَّ علي بالفتح "، اه.

_ (1) انظر سلك الدرر: 85:3 (المؤلف) . (2) انظر سلك الدرر 221:3 (المؤلف) . (3) سلك الدرر: 231:3 (المؤلف) . (4) التاج 325:5.

وأما ما ذكره صاحب " عمدة الأثبات " من أن البصري أخذ عن المترجم أيضاً فهو في عهدته وغير مقبول، وكأني به غرته عبارة الجبرتي في ترجمة ابن عقيل المذكور من " عجائب الآثار " فإنه خبط فيها خبط عشواء، وناهيك أنه مع نقله في ترجمة والده عن ابن عقيل نفسه انه ابن بنت البصري قلد الحافظ مرتضى في غلطه المذكور، فإنه ساق كعادته ترجمته من معجمه باللفظ غير متنبه ولا عاز، وهذا أعظم عيوب المؤرخ: الإغراق في التقليد الأعمى إلى اتباع الأوهام الساقطة التي تدل على أن الناقل أو الناسخ كان لا يتأمل ما يقرأ ويجري به قلمه، ولله عاقبة الأمور. 445 - عمر بن عبد الرسول: هو عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول العطار المكي الشافعي العلاّمة المحدث الصالح مسند مكة المكرمة وعالمها المتوفى بها بالطاعون عام 1249. عمدته النور أبو الحسن علي الونائي المصري، وأجازه واستجاز له من كثيرين من مشايخه. وبالجملة فالمذكور كان راوية مكة الأكبر في عصره. يروي عامة عن عبد الملك القلعي وطاهر سنبل وأبي الفتح ابن محمد بن حسن العجيمي وصالح الفلاني ومصطفى بن محمد الرحمتي الدمشقي والشيخ سليمان الشامي والحافظ مرتضى الزبيدي والشمس الشنواني المصري والشمس محمد بن أحمد الجوهري ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري والشهاب أحمد بن عبيد العطار ومصطفى الكردي الشامي وعبد العزيز بن حمزة المراكشي والشهاب أحمد بن عمار الجزائري والسيد عبد الرحمن ابن سليمان الأهدل وغيرهم. وقد قال عن المترجم شيخه الأخير الوجيه الأهدل في نَفَسه لما تكلم على الطاعون الذي مات به: " وفي هذه السنة مات من علماء مكة الشيخ العلاّمة الولي عمر بن عبد الرسول، ووقع عليه من الخاص والعام الأسف العظيم لأنه كان به النفع للمسلمين ". اه. له ثبت صغير نرويه وكل ما له من طريق محمد صالح البخاري وبن عبد الله سقط المشرفي والعربي الدمنتي ومحمد بن علي السنوسي الجغبوبي وارتضا علي خان

المدراسي ومحدث الهند محمد إسحاق الدهلوي ومحمد بن خضر البصري والشيخ صبغة الله ببدر الدولة المدراسي والشيخ حسن البوصنوي المدني وغيرهم كلهم عنه. وأروي ما له عالياً عن السيد أبي علي حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي عن أبيه والعلاّمة الصالح السيد أحمد بن عبد الله بن عيدروس البار كلاهما عنه. ح: وعن محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي عن الشمس محمد بن عمر الرسول المكي عن أبيه المترجم. ح: وعن الشيخ أبي الخير بن عابدين عن الشيخ محمد تلوه عنه. 446 - عياض (1) : هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى اليحصبي القاضي أبو الفضل المحدث الحافظ الحافل، استقر أسلافه في القديم بحمة بسطة ثم انتقلوا إلى فاس ثم إلى بستة، وبها ولد، وأخذ عن مشيختها، ثم رحل إلى الأندلس فدخل قرطبة ثم مرسية، قدمها سنة 508 وأبو علي الصدفي قبل ذلك بأيام قد استحفى لنبذه خطة القضاء من غير أن يعفى، ووجد الرحالين إليه قد نفدت نفقاتُ بعضهم ومنهم من ابتدأ كتاباً لم يتمه، فأخذ أكثرهم في الرجوع إلى مواطنهم، وتربص بعضهم، فمكث هو بقية صفر وربيع الأول لا يقع له على خبر سوى الظن بكونه هناك، وقابل أثناء ذلك بأصوله وكتب منها ما أمكن على يد خاصة من أهله ولا يشك أن تصرفه بذلك لم يكن إلاّ بأمره، ولقد شافهه بعد خروجه بما معناه أنه لو طال تغيبه لأشعره بالترحال إلى موضع لا يوجد به لكونه يقع الاختيار عليه فيجد

_ (1) من أهم مصادر ترجمته: كتابه الغنية وكتاب ابنه التعريف بالقاضي عياض (تحقيق الدكتور بنشريفه، المغرب) وأزهار الرياض للمقري والصلة: 429 وبغية الملتمس (رقم: 1296) وقلائد العقيان: 222 وانباه الرواة 363:2 ومعجم اصحاب الصدفي: 298 والاحاطة 222:4 وقضاة النباهي: 101 وتذكرة الحفاظ: 1304 وعبر الذهبي 122:4 وابن خلكان 483:4 والديباج: 168 والشذرات 138:4 والنجوم الزاهرة 285:5 وجذوة الاقتباس: 277 والعدد 19 من مجلة المناهل المغربية.

ما يرغب فيه من سماعاته حتى يبلغ غرضه لما وقع في نفسه من إخفاق رغبته وتعطيل رحلته، فشكره على ذلك. وشيوخ عياض يقاربون المائة، لقي من أعلامهم بسبتة أبا عمران ابن أبي تليد وأبا بكر ابن عطية وابن العربي، وأجاز له أبو علي الغساني وأبو عبد الله الخولاني، وكتب إليه من شيوخ المشرق أبو نصر النهاوندي وأبو بكر الطرطوشي وأبو طاهر السلفي، واستجاز منه أيضاً، وأبو عبد الله المازري من المهدية وغيرهم. حلاه الذهبي في " تذكرة الحفاظ " بعالم المغرب ووصفه بالحافظ وقال: " صنف التصانيف التي سارت بها الركبان " ونقل قول ابن خلكان فيه: " إمام الحديث في وقته وأعرف الناس بعلومه " وقال: كل تآليفه بديعة. وذكر ابن صعد في ترجمته من " النجم الثاقب " عنه انه قال: " ما وقفت قط على خبر أو أثر إلاّ وعندي إسناده " وقال الحافظ ابن الأبار في " معجم أصحاب الصدفي " لما ترجمه: " وكان لا يُدْرَكُ شأوه ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار وخدمة العلم، مع حسن التفنن والتصرف الكامل في فهم معانيه، إلى اضطلاعه بالأدب وتحققه بالنظم والنثر، ومهارته بالفقه، وبالجملة فكان جمال العصر ومفخر الأفق وينبوع المعرفة ومعدن الإفادة، وإذا عُدَّتْ رجالات المغرب فضلاً عن الأندلس حسب فيهم صدراً " اه. وقال عنه الحافظ السخاوي: " أعرف الناس في وقته بعلوم الحديث وبالنحو واللغة وكلام العرب وأنسابهم " اه. توفي بمراكش مغرباً عن وطنه يوم الجمعة 7 جمادى الآخرة سنة 544 وأقبر بباب ايلان داخل المدينة، وقفت على قبره بها غير مرة، ودفنه بمراكش هو المعروف لدى مؤرخي المغرب وغيرهم كافة، وهو الذي لابن بشكوال في " الصلة " وابن الأبار في " معجم أصحاب الصدفي " وابن خلكان في

تاريخه وابن فرحون في طبقاته وابن الخطيب في " الإطاحة " واليفرني وابن الطيب الشركَي في فهرسته وغيرهم من الأعلام. ومن الغريب ما وقع في تاريخ ابن خلدون (1) من أن عياضاً لما تولى كبر دفاع عبد المؤمن بن علي عن سبتة وكان رئيسها يومئذ بدينه وأبوته ومنصبه قال: " فسخطته الدولة آخر الأيام حتى مات مغرباً عن سبتة بتادلا مستعملاً في خطة القضاء بالبادية "، اه. وأقطع نص لظهر الخصم في هذا قول ولد عياض القاضي أبو عبد الله محمد في الجزء الذي عقده لترجمة والده (2) أن عياضاً نهض لمراكش من سبتة 25 جمادى الثانية عام 543 فاجتمع فيها بعبد المؤمن، وأمر بلزومه محله، إلى أن خرج عبد المؤمن لغزو دكالة فخرج صحبته، فمرض بعد مسير مرحلة فأذن له في الرجوع، فرجع إلى حضرة مراكش فأقام بها مريضاً نحواً من ثمانية أيام، ثم مات ليلة الجمعة نصف الليل التاسع من جمادى الآخرة عام 544، ودفن بها في باب ايلان داخل السور " اه. كلام ولده، رحمهما الله، فلم يذكر لوالده ولاية بالبادية ولا غيرها، ونص على وفاته بمراكش ودفنه به، وبذلك كله تعلم ما في " الفتح الفياض في شرح شفاء القاضي عياض " لأبي الحسن علي الحريشي الفاسي أن عياضاً مات خارج مراكش بأميال ونقل إليها، قال: " ومن الغريب ما حكاه الشعراني في طبقاته الكبرى من أنه مات فجأة في الحمام يوم دعا عليه الغزالي إذ بلغه أنه أفتى بحرق كتاب الاحياء، وقيل إن المهدي (3) هو الذي أمر بقتله في الحمام بعد أن ادعى عليه أهل بلده باليهودية إذ كان لا يخرج يوم السبت لأنه كان يصنف كتابه الشفا يوم السبت " اه. باختصار، فإنه لا يصح، وإنما نبهنا عليه لئلاّ يغتر به من يقف عليه " اه. كلام الحريشي، ومن نسخة عندي منه بخط تلميذه الحافظ أبي العلاء العراقي نقلت.

_ (1) تاريخ ابن خلدون 230:6 (المؤلف) . (2) انظر التعريف بالقاضي عياض: 12. (3) يعني مؤسس دولة الموحدين (المؤلف) .

ونحوه العلاّمة أبي محمد المكي بن مريدة المراكشي دفين فاس الجديد في كتابه " الكواكب السيارة في الحث على الزيارة " وهو اسم شرحه ونقده لخطبة السلطان أبي الربيع سليمان بن محمد العلوي في " المواسم والطوائف "، ومثله ما ذكر الشيخ الأمير في ثبته، والشيخ ابن الحسن بناني في فهرسته، والشمس القاوقجي في أوائله، من أن عياضاً مات مسموماً بمراكش سمه يهودي، وقد حكى ذلك أيضاً ابن فرحون قال في " الديباج ": " توفي بمراكش وقيل انه مات مسموماً سَمّهُ يهودي " اه. وفي " نسيم الرياض " للخفاجي: " وما قيل من أنه قتل لا أصل له " اه. وفي مقدمة " درة الحجال " لمحمد الصغير الافراني عالم مراكش ومؤرخها " شاع الآن على الألسنة أن يقولوا لولا عياض ما ذكر المغرب، ولم أقف عليه لأحد من المتقدمين، ولا يبعد ذلك من حاله، فقد كان مفخرة من مفاخر المغرب، وآية عن جلالة أهله تعرب، وليس للشافعية ولا للمالكية مثله. ونظير ما شاع على الألسنة ما أخبرني به الفقيه أبو عبد الله ابن المبارك قال لما قدم أبو علي اليوسي لزيارة ضريح عياض في حدود المائة وألف عرض له جيران ضريحه فقالوا له: " يا سيدي نريد حد حرم أبي الفضل، يعنون من ضريحه إلى باب حومته، فقال لهم أبو علي: المغرب كله حرم لأبي الفضل، وليس على الله بمستنكر ... أن يجمعَ العالمَ في واحدِ " اه. ومن خط الافراني نقلت. ووجدت في طرة بخط قديم بهامش " النجم الثاقب فيما لأولياء الله من المفاخر والمناقب " لابن صعد التلمساني: " قال بعض الشيوخ كانت الشمس تطلع على الناس من المشرق وتغرب في المغرب وجاءنا نحن أهل المشرق شمس أخرى من المغرب الأقصى وهي كتاب الشفا لعياض " اه.

ألف المترجم في هذه الصناعة الشريفة الكتب التي لا نظير لها، ناهيك منها ب: 1 - الشفا قال عنها ابن فرحون في ديباجه (1) : " أبدع فيه كلَّ الإبداع وسلم له أكفاؤه كفاءته فيه ولم ينازعه أحد في الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه، بل تشرفوا للوقوف عليه، وأنصفوا في الاستفادة منه وحمله الناس وطارت نسخه شرقاً وغرباً " اه. 2 - والمشارق قال عنه ابن فرحون أيضاً (2) : " هو كتاب لو كتب بالذهب أو وزن بالجوهر لكان قليلاً في حقه " اه. 3 - 10 والإكمال، والمدارك (3) ، وبغية الرائد في معرفة ما في حديث أم زرع من الفوائد، والإلماع إلى معرفة الرواية وتقييد السماع (4) ، أخبار العلويين، وأخبار سبتة، وأخبار القرطبيين وغير ذلك. وذكر له الذهبي في " تذكرة الحفاظ " كتاب جامع التاريخ، قال: الذي أرَبى على جميع المؤلفات جمع فيه أخبار ملوك الأندلس والمغرب واستوعب أخبار سبتة وعلمائها (انظرها) . ومما له في الموضوع معجم شيوخ ابن سكرة في سفر، وفهرسته المسماة بالغنية (5) في شيوخه وهي في نحو الثمانية كراريس، قال في أولها (6) " وبعد أيها الراغبون في تعيين رواياتي، وإجازة مسموعاتي

_ (1) الديباج: 170. (2) المصدر نفسه. (3) طبع هذا الكتاب ببيروت في أربعة أجزاء بتحقيق د. محمود بكير، كما صدرت منه طبعة في المغرب ظهر منها حتى اليوم خمسة أجزاء بتحقيق عدد من العلماء. (4) طبع كتاب الالماع بتحقيق الأستاذ السيد احمد صقر القاهرة) تونس 1970) . (5) صدر عن الدار العربية للكتاب (ليبيا - تونس) بتحقيق د. محمد ابن عبد الكريم (1978) . وعن دار الغرب الإسلامي (1982) بتحقيق ماهر جرار. (6) الغنية: 97 - 98 (ابن عبد الكريم) .

ومجموعاتي، فقد تعين بحكم الحاكم (1) علي، ومدكم أيدي الرغبات إليّ، أن أنصّ لكم من ذلك على عيون، وأخص أوراقي بما لعله يفي بالمضنون، وأحيل على فهارس الأشياخ على العموم، في سائر أنواع العلوم، وأسمي أشياخي الذين أخذت عنهم قراءة وسماعاً ومناولة وإجازة، ومن كتب إليّ ولم ألقه، وذكرت في خبر كل واحد منهم ما يعطي الحال وفقه، من الاختصار والإيجاز، بحكم ما أدت إليه الحال من الرحلة والانحفاز، وذكرت أثناء ذلك أسماء جلة من لقيتهم وجالستهم وذاكرتهم ولم أروِ عنهم أو سمعت منهم اليسير، إما لقاطع قطع أو لسبب منع، أو لأنهم لم يكونوا أصحاب رواية، ولا أهل إتقان لما رووا ودراية "، ابتدأ بمن اسمه محمد منهم، واصطلاحه فيه أنه يذكر الشيخ ونسبه وتقلبات الدهر به ومشيخته، ثم يذكر مسموعه عليه وإسناده فيه، وافتتح فيها بترجمة محمد بن عيسى التميمي من أجل شيوخ سبتة، وكلما عرض له فيها ذكرُ عليّ بن يوسف بن تاشفين وصفه بأمير المؤمنين، وختمها بترجمة يوسف بن عبد العزيز الطليطلي، وقال (2) : هذه مائة ترجمة، وقد تركت جماعة ممن لقيناهم وذاكرناهم وحضرنا مجالس نظرهم من الفقهاء والرواة ممن لم نحمل عنهم الكتب ولا الحديث اقتصاراً على ما ذكرناه، ثم أتى بإسناد نحو الخمس والعشرين من الفهارس لأهل المشرق والمغرب، وقد ذكرناها في حروفها عنه، ثم ختمها بقوله: " والله ينفعنا بما علمناه، ويجعل سعينا في ذلك فيما يرضاه، ويعصمنا بتوفيقه ويشعرنا تقواه " وختم. ومما يرجع إليه في أسانيده كتابه الشفا فإن أحاديثه المسندة فيه أفردها بعضهم بالتأليف وهي ستون حديثاً. قال الشهاب العجمي في مشيخته: " فمن أراد رواية الكتب الستة من طريق عياض فليأخذها من كتاب الشفا أو من الجزء المذكور " ونحو ما للعجمي في ترجمة المقري من " خلاصة الأثر ".

_ (1) كذا ولعلها: " الحاحكم ". (2) الغنية: 187.

وقد افرد القاضي عياضاً بالتأليف ولده القاضي أبو عبد الله محمد في مجلد صغير ما أظرفه وهو عندي، ومسند افريقية محمد بن جابر الوادياشي التونسي (1) ، والمقري له " أزهار الرياض في أخبار عياض " في مجلدين ضخمين بناه على روضات ثماني أتى فيه منها بستّ وبقي عليه على ما في النسخ التي بيدنا وبتونس وغيرها الروضة السادسة والسابعة (2) فلم أجدهما في النسخ التي بأيدينا منه وكذا بيد من عرفناه، فإما لم يكتبهما المقري أو كتبهما وضاعتا، ولله الأمر من قبل ومن بعد. أروي كل ما للقاضي عياض من مروي ومؤلف من طرق، منها بأسانيدنا إلى ابن حوط الله عن الخطيب أبي جعفر أحمد بن علي بن حكم عنه. ح: ومن طريق ابن الزبير عن القاضي أبي عبد الله محمد بن غاز الأنصاري السبتي وعن أبي الخطاب محمد بن واجب عن أبيه أحمد بن خليل بن واجب وهو وابن غاز عن القاضي عياض. ح: وبأسانيدنا إلى ابن غازي المكناسي عن أبي عبد الله محمد السراج عن أبيه عن جده أبي زكرياء عن قاضي الجماعة أبي البركات ابن الحاج عن القاضي أبي إسحاق الغافقي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي عن القاضي أبي عبد الله بن غاز عن القاضي عياض، وهو كما ترى مسلسل بالقضاة. وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن محمد بن جابر الوادياشي عن عبد الله بن محمد بن هارون عن أبي الحسن سهل بن مالك عن أبي جعفر أحمد بن حكم الغرناطي. ح: قال الوادياشي: أخبرنا به أبو المواهب ربيع بن أبي عامر يحيى بن عبد الرحمن

_ (1) قال الوادياشي (برنامج: 218) جمعت قطعة جيدة تضمنت التعريف بالقاضي عياض وتواليفه وما قيل فيها، وما وقع لدي مما خاطب به الحافظ السلفي وغيره، وما وجدت له من نظم أو قيل فيه. (2) رغم أن " أزهار الرياض " قد اكتمل طباعة ج4، 5 على يد سعيد احمد اعراب ومحمد بن تاويت ود. عبد السلام الهراس) فأن الروضة السادسة والسابعة غير موجودتين في ما ظهر منه.

ابن ربيع إجازة عن الحسن بن علي الغافقي عن القاضي عياض، وبه إلى الحافظ أيضاً عن البرهان التنوخي عن الحجار عن أبي الفضل جعفر بن علي الهمذاني عن الحافظ أبي طاهر السلفي عن عياض، قال الشيخ عابد إثر ذكر بعض هذه الأسانيد في حرف الشين من " حصر الشارد ": " وأروي جميع الكتب الستة وكتب الأحاديث المسندة والمعاجم والأجزاء من طريقه بهذه الأسانيد وأسانيده إلى مصنفها مشهورة " اه. تنبيه: قال الأديب أبو عبد الله محمد الأمين الصحراوي نزيل مراكش في كتابه " المجد الطارف والتالد ": " مقام عياض مثل مقام البخاري والأيمة الأربعة، فهم حملة الشريعة وعلومهم التي يبثون في صدور الرجال بالتلقين أو التأليف هي أورادهم والوسيلة التي بينهم وبين الله، وذلك أجلّ الأوراد وأجدرها نفعاً وأبقى للثواب بعد المدد البعيدة، ذبو عن الشريعة بسيوف علومهم، فبقيت علومهم خالدة تالدة إلى الأبد، وكم من ولي لله كان معهم وبعدهم بكثير كان له تلاميذ وأوراد وانقطعت تلك الأوراد وباد المريدون بمرور الأزمنة ولم يبق النفع إلاّ بذكرٍ إن بقي، وأيمة العلم المذكورون لا زالوا بعلومهم كأنهم أحياء، وكل من استفاد مسألة علمية من كتبهم فهم أشياخه إلى يوم القيامة. وانظر إلى عياض فلا ترى تأليفاً معتبراً من تواليف أهل الحديث ولا أصحاب السير والفقهاء إلاّ وجدته مشحوناً بكلامه، مع أنه لم يرتحل إلى المشرق. ولا يضرّ منصبه كون صاحب " التشوف " لم يذكره من رجال التصوف مع أنه أقدم وفاة من جميع من ذكر فيه، ووجه العذر أنه التزم فيه ذكر الزهاد العباد أي الذين انقطعوا لذلك (انظر بقية كلامه فيه ص 243 من نسختنا) قلت: صدر ابن صعد في " النجم الثاقب " ترجمة عياض بقوله فيه: " كان عمدة أولياء الله بالبلاد المغربية، وممن أجمع على فضله وعلمه علماء الفقه وأكابر الصوفية " اه.

عيدروس الحبشي: هو عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي (انظر عقد اليواقيت الجوهرية له) (1) . 447 - عيد النُّمْرُسي (2) : هو عيد بن علي النمرسي، قال الشرقاوي في " شرح التجريد " بضم النون والراء بينهما ميم ساكنة اهـ الشافعي الأزهري المتوفى بالمدينة سنة 1140، يروي عامة عن البصري والنخلي والشمس محمد البرزنجي وعلي بن خليل الجزائري ومحمد الشرنبلالي ومحمد بن قاسم البقري ومنصور المنوفي وأحمد البشبيشي وأحمد السندوبي وأحمد النفراوي وعبيد الديوي وغيرهم. له ثبت بناه على إجازته للشمس الحفني في نحو كراسة، أتمه بتاريخ 1136، ذكر فيه سند حديث الأولية عن محمد بن عبد الله المغربي عن البصري بشرطه وأسانيد الستة وبعض كتب الحديث والتفسير عمن ذكر قبل، وأحال في آخره على ثبتي البصري والنخلي وشيخهما ابن سليمان الرداني، وهو عندي. نرويه وكل ما للمؤلف من طريق الشمس الحفني عنه. ح: وأخبرنا به السكري عن الحلبي عن العقاد عن عبد الرحمن الفتني عنه. ح: وأعلى من ذلك عن المعمر نور الحسنين ابن المنلا محمد مبين الأنصاري الحيدرأبادي كتابة من الهند عن قاضي مكة عبد الحفيض بن درويش العجيمي المكي عن الشيخ محمد طاهر سنبل المكي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الشيخ عابد السندي عن محمد طاهر سنبل المذكور عنه أيضاً. 448 - عيسى الرعيني (3) : هو عيسى بن سليمان الرعيني، يكنى أبا محمد

_ (1) انظر رقم: 460 في ما يلي. (2) ترجمته في سلك الدرر 273:3. (3) ترجمة عيسى الرعيني في صلة الصلة: 51 والتكملة رقم: 1929.

الرندي، أصله من رندة وسكن مالقة، كان من أهل الاعتناء بالرواية والتقييد والاسناد، روى بالأندلس عن جماعة، وحج وأخذ في رحلته عن أصحاب أبي الوقت وسكن دمشق وأخذ عن الشيوخ ودام مقامه هناك 23 سنة. وكان ضابطاً لما رواه مقيداً متقناً عارفاً بالرجال والأسانيد ناقداً فاضلاً بارع الخط حسن التقييد وألف كتاباً في الصحابة عندي بعضه، ومعجم أشياخه، وجلب كثيراً من الكتب التي لم تكن وصلت المغرب والأندلس، ومات سنة 632. نروي ما له من طريق ابن مرزوق الخطيب عن المحدث أبي عبد عبد الله الطنجالي عنه. 449 - عيسى الثعالبي (1) : هو عيسى بن محمد بن أحمد بن عامر بن عياد الثعالبي، قال في " المنح البادية ": " من وطن الثعالبة قومه، وهم من عمالة الجزائر، وعشيرته ينتسبون إلى جعفر بن أبي طالب " اه. وفي " تاج العروس ": " وهو منسوب إلى موضع بالمغرب يسمى آية ثعالب " اه. الجزائري أصلاً، المكي هجرة ومدفناً، مات بها سنة 1082 على ما في أول " أنجح المساعي " أو ثمانين على ما في " نشر المثاني " نقلاً عن فهرسة أبي محمد الطيب الفاسي وهو الذي في " تاج العروس " أيضاً. وفي " الزهر الباسم في كلام أبي سالم " لأبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي سالم العياشي في حق المترجم: " المتوفى ضحى يوم الأربعاء 24 من رجب عام ثمانين، ودفن آخر النهار بالحجون من المصلى في دكة فوق مقبرة ابن عراق " اه. هو مسند الحجاز والمغرب، والنادرة الفذ الذي كان حاله عن قوة العارضة واتساع الرواية يعرب، بحيث لا يعلم في ذلك العصر أعلم منه بهذا الشأن، ولا أكثر اطلاعاً ولا أتقن معرفة / مع التوسع في العلوم الأخرى

_ (1) تقدمت ترجمته تحت رقم: 152 (ص: 500) وانظر أيضاً رقم: 184، 196 وترجمته في تعريف الخلف مأخوذة عن نشر المثاني، ويضاف إلى مصادر ترجمته رحلة الناصري الدرعي 209:1.

والدين المتين والتصون والرفعة. حلاه صاحب " المشرع الروي " ب " خاتمة الحفاظ وفارس المعاني والألفاظ " اه. وقال فيه الزبادي في رحلته " هو مسند الدنيا في زمانه "، اه. وقال عنه أبو سالم العياشي في رحلته (1) : " عكف في آخر أمره على سماع الحديث وإسماعه، فجمع من الطرق العوالي والأسانيد الغريبة والفوائد العجيبة ما لم يجمع غيره، وكتب الكثير وسمع وأسمع من المسانيد والمعاجم والأجزاء ما لم يتفق لغيره مثل ذلك ولا قريب منه لأهل عصره " وقال أيضاً بعد ذلك (2) : " قرأ من الأجزاء الحديثية والمسانيد الغريبة ما صار به فرد وقته في رواية الحديث، وأعطي القبول التام عند المشايخ وأصحابهم بحيث لا يبخلون عليه بشيء (3) ولا يضجرون منه عند إرادة سماع، وقد أخبرني أن شيخنا الأجهوري مع أخذ الكبر منه غايته وضجره من طنين الذباب في أغلب الأوقات كان إذا دخل عليه يبتدئه قبل أن يطلب منه السماع فيقول له: شنف الأسماعَ، علماً منه أنه لا يأتي إلاّ لسماع حديث أو رواية غريبة، وما دخل على أحد قط من المشايخ فيخرج إلاّ بفائدة له وللحاضرين، ولو قيل إن مشايخه كانوا يستفيدون منه أكثر مما يستفيد منهم لم يبعد، لأن غالب استفادته منهم إنما هي الرواية وهم يستفيدون منه في درايته وتحقيق معانيه. وقد أخبرني أن الشيخ البابلي كان يقول له: ما وصل إلينا من المغرب أحفظ من الشيخ المقّري ولا أذكر منك فأقول له: يا سيدي إنما تقول ذلك لإنصافك " اه. وقال بعد ذلك أيضاً (4) : " لما استقر بمكة واستوطنها تفرغ لنشر ما جمع ونشر ما كتب وإقراء ما قرأ ولإسماع ما سمع، وجمع من عوالي السند وغرائب المسلسلات ونوادر التواريخ ما تقاصر عن أدناه همم أهل زمانه، وتتبع الخزائن الكبار بمصر

_ (1) رحلة العياشي 126:2. (2) رحلة العياشي: 128:2. (3) الرحلة: بكتاب. (4) رحلة العياشي: 132:2.

والحجاز فاستخرج منها غرائب المصنفات، وقيد الكثير منها وانتقى الثنائيات والثلاثيات والرباعيات من الأحاديث وما فوق ذلك إلى العشاريات، من كثير من المصنفات أعلى ما فيه، وضبط من الأسماء والأنساب ما قلَّ أن يوجد عند غيره، وأظهر من طرق الرواية ما كان خفياً، وبالجملة فهو نادرة الوقت ومسند الزمان، ولما علمت أني وإن اجتهدت فوق طاقتي وطفت ما عسى أن أطوف على المشايخ لا يمكنني أن أجمع ما جمع ولا أن أحصل من النفائس ما حصل رأيت أنه قد كفاني المثونة وأن الله قد جمع له ما كان مفرقاً: فرأيت كلَّ العالمين كأنما ... ردَّ الإلهُ نفوسَهُمْ والأعصُرا اه. كلامه في الرحلة. وقال فيه أبو سالم أيضاً في الخطبة التي جعلها لكتابه " كنز الرواية " (1) : " المبعوث في آخر الزمان لتجديد معالم الإيمان، المرجو من الله حياته في عافية، إلى رأس المائة الآتية، ليكون من خير فئة، المجددين في كل مائة، فيحسن أن يقتبس له بالإشارة، على سبيل البشارة، من صريح العبارة، في قول خير من ركب العيس: لا مهديّ إلاّ عيسى " اه. انظر بقيتها في الرحلة وأول الكنز، وفيه كفاية في ترجمة الرجل. وكانت رحلة المترجم من الجزائر إلى مصر في حدود 1066، واستجاز لتلميذه البرهان إبراهيم بن عبد الرحيم الخياري المدني من كل من لقي من كبار العلماء الموجودين إذ ذاك في القاهرة كما كان يفعل أبو سالم أيضاً مع رفقائه المغاربة والمشارقة، وقبلهم الشيخ زروق وغيره. نروي كل ما لأبي مهدي الثعالبي من طريق العياشي والكوراني والعجيمي والرداني والبصري

_ (1) يسميه العياشي " كنز الرواة " والخطبة التي وضعها العياشي لهذا الكتاب قد أوردها في رحلته 133:2 - 137.

والنخلي وأحمد ابن الحاج وبردلة وغيرهم، كلهم عنه، وفهارسه ذكرت في حروفها (انظر الكنز والمقاليد والمنح) (1) . 450 - العاني (2) : هو العلاّمة المدقق الوليد الرباني الشيخ محيي الدين بن محمد بن الشيخ أحمد العاني الحسيني الدمشقي، غالب قراءته على والده الشيخ أبي عبد الله محمد وأجازه، وهو عن والده الشيخ محمد، عن والده الشهاب أحمد العاني، عن القطب الشيخ عبد الغني النابلسي بأسانيده. له ثبت ذكره له تلميذه بركة دمشق شيخنا الشيخ محمد سعيد الحبال الدمشقي في إجازته لنا ذاكراً أنه يرويه عنه. 451 - العبدري (3) : هو العلاّمة الأديب المحدث المسند الناقد الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن مسعود العبدري الحيحي المعروف فيها (حاحة) بأبي البركات، وعليه بها اليوم مشهد عظيم ومدرسة مقصودة. أروي فهرسته من طريق أبي القاسم ابن رضوان الكاتب عنه، ومن طريق أبي زكرياء السراج عن أبي عبد الله ابن حياتي الغافقي عنه، حسب إجازته له ما تصح روايته له إذا ثبت ذلك عنده، كما في ترجمة ابن حياتي من فهرسة السراج، وهو يروي كما في رحلته البديعة عن ابن الدباغ والدمياطي وابن هارون القرطبي التونسي. وقد استوعب مروياته عنهم في رحلته، وهي عندي في مجلد من أنفس ما كتبه المغاربة قلماً وشجاعة ونقداً واتساع رواية، وبالجملة فهي رحلة جامعة، وقد اختصرها ابن قنفذ صاحب الوفيات.

_ (1) رقم: 152، 196،201. (2) ترجمته في حلية البشر 1487:3 وذكر انه ولد سنة 1221 وتوفي بدمشق سنة 1290. (3) انظر مقدمة الرحلة بتحقيق محمد الفاسي (الرباط 1968) وجذوة الاقتباس: 286 وشجرة النور: 217 والزركلي 260:7.

452 - العجمي (1) : هو الإمام مسند الديار المصرية الشهاب أحمد بن القاضي شهاب الدين أحمد بن محمد الشهير بالعجمي الشافعي الأزهري صاحب المشيخة، وقد سبق ذكره في حرف الألف. له جزء صغير لطيف في نحو كراسة ذكر فيه سنده في حديث الأولية من طريق شيخيه أبي الحسن علي الأجهوري وسري الدين الدروري الحنفي، الأول من طريق الحلبيين كما سبق في ترجمته، والثاني عن الجمال يوسف بن القاضي زكرياء الأنصاري، ثم سنده في الأحاديث العشاريات السيوطية عن الأجهوري والمعمر جلال الدين المحلي، كلاهما عن النور علي القرافي عن السيوطي إجازة، ثم ساق عشاريات السيوطي المذكورة وشرح غريبها وتكلم على أسانيدها. وللعجمي المذكور أيضاً شرح على ثلاثيات البخاري وقفت عليه في مكتبة جامع الزيتونة بتونس، وله ملخص الفهرس الصغير للسيوطي وهو موجود بالمكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 122. نرويه وكل ما به بأسانيدنا إليه (وقد سبقت في أحمد العجمي انظرها) وقد وقعت لي نسخة من الجزء المذكور بخط العلاّمة أبي العباس أحمد بن إبراهيم الدكالي الفاسي حسب روايته له عن ولد مؤلفه مسند مصر الشيخ أبي العز محمد العجمي عن أبيه. 453 - العجيمي (2) : المتوفى بالطائف عام 1113، هو أبو الأسرار حسن بن علي بن محمد بن عمر العجيمي المكي الدار، مسند الحجاز على الحقيقة لا المجاز، الفقيه الصوفي المحدث العارف، أحد من رفع الله به منار الحديث والرواية في القرن الحادي عشر وأول الثاني، تعاطى هذه الصناعة بتلهف فصار قطب رحاها وعليه مدارها. قال عنه أبو سالم العياشي في رحلته (3) : " جد في طلب علم الحديث كلَّ الجد، وبلغ في الاعتناء به غاية (4) الحد،

_ (1) مرت ترجمة أحمد العجمي تحت رقم: 6 (ص: 115) . (2) انظر ما تقدم رقم: 68، 132، 155. (3) رحلة العياشي 213:2. (4) الرحلة: منتهى.

ولازم شيخنا أبا مهدي الثعالبي فسمع منه الكثير، وروى عنه غالب مروياته، ولا يقدم أحدٌ من علماء الآفاق على الحرمين الشرفين إلاّ جدَّ في لقائه والأخذ عنه، ورُزق في ذلك سعادة وإقبالاً من المشايخ فكثرت بذلك مروياته واتسعت مسموعاته " اه. مع أن المترجم عاش بعد شهادة أبي سالم فيه بما ذكر نحو الأربعين سنة. وقد قال عنه أيضاً تلميذه أبو طاهر الكوراني: " كان له قوة على طول المجلس بحيث كنا نجلس للقراءة عقب شروق الشمس ويستمر إلى قبيل العصر لا يقوم إلاّ لصلاة الظهر " اه. وذكر أنه قرأ عليه الموطأ في أحد عشر مجلساً. روى عن أكابر علماء عصره بالشام والمغرب والحجاز والهند واليمن ومصر، كابني عبد القادر الطبري: علي وزين العابدين، وبناته: قريش وزين الشرف ومباركة، ذكر أخذه عن الأخيرتين الحافظ الزبيدي في " العقد ". ومن شيوخ العجيمي أيضاً علي بن أبي بكر الجمال الأنصاري المكي وأبو مهدي الثعالبي والقشاشي، وهو شيخ سلوكه وإليه ينتسب، والكوراني ومسند الشام محمد بن بدر الدين البلباني والعياشي، وتدبجا، ومحمد بن كمال الدين بن حمزة بن النقيب ومسند اليمن الشهاب أحمد بن العجل الزبيدي وولده موسى والشمس محمد الشوبري وعبد الرحيم الخاص وعلي بن الديبع وإبراهيم جعمان اليمني وعلي الشبراملسي والنجم الغزي والشهاب الخفاجي وعلي الأجهوري وابن علان الصديقي وعبد القادر الصفوري وأحمد بن البنا الدمياطي وإبراهيم الميموني وعبد القادر الفاسي وابن سليمان الرداني ومحمد بن سعيد المرغتي ومحمد بن المرابط الدلائي ومحمد بن محمد بن سودة وعبد الوهاب ابن العربي الفاسي ومحمد بن أحمد الفاسي والمعمر علي بن أحمد بن البغال الغمري الأنصاري المكي وعبد السلام اللقاني وإبراهيم بن حسين بيري المكي وعبد الوهاب بن الشيخ عبد الرحمن الاسلامبولي المعروف بعرب زاده ومحمد حسين الخاني النقشبندي وعلي باحاج اليمني وأحمد بن محمد الحموي وعبد الغني

النابلسي، وتدبجا، ومفتي مكة محمد صادق بادشاه وأحمد سعيد اللاهوري والمعمر عاشور التونسي ويحيى الشاوي وأحمد المالكي القرشي ومحمد السروري وعبد الفتاح الخاص، وغيرهم ممن حوته رسائله وأثباته وإجازاته وهي كثيرة (انظر كفاية المستطلع ورسالة الطرق) . وكان يروي الصحيح مسلسلاً بالمعمرين عن المعمر عبد الملك بن عبد اللطيف بن عبد الملك العباسي والنور علي بن محمد بن مطير والشهاب أحمد بن عجيل كتابة من اليمن، ثلاثتهم عن القطب النهروالي المكي بأسانيده. نروي ما له من طريق ابن عقيلة المكي والبديري والتاج القلعي وأبي طاهر الكوراني وغيرهم عنه. وبأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى عن عمر بن عقيل وابن الطيب الشركَي وعبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي وحسن بن إبراهيم الكوراني وحسن بن عبد الرحمن عيديد خمستهم عنه. وبأسانيدنا إلى الشهاب الهلالي عن أبي عبد الله محمد بن حسن العجيمي عن أبيه المترجم. ح: وأنا النور حسين بن محمد الحبشي ومحمد بن سالم السري باهارون التريمي والقاضي حسين السبعي عن الشمس محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن علي العمراني عن أحمد بن محمد قاطن الصنعاني عن أحمد بن عبد الرحمن الشامي عن محمد بن حسن العجيمي عن أبيه ما له. ح: وأنا البدر عبد الله السكري عن سعيد الحلبي عن إسماعيل المواهبي الحلبي عن حسين بن عبد الشكور الطائفي عن محمد بن حسين العجيمي عن والده المترجم. وأعلى ما بيننا وبينه أربعة: وذلك عن السكري والحبال، كلاهما عن الكزبري عن الرحمتي عن الجنيني عنه. ح: وعن حسين بن محمد الحبشي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول عن أبي الفتح بن محمد العجيمي عن أبيه عنه، وهو مسلسل بالآباء كما رأيت. وعن المعمر نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدرأبادي عن القاضي عبد الحفيظ بن درويش العجيمي المكي عن طاهر سنبل عن محمد عارف جمل الفتني عن العجيمي، ويروي القاضي عبد الحفيظ أيضاً عن محمد هاشم بن

عبد الغفور السندي عن عبد القادر الصديقي المكي عنه، فبيننا وبينه فيه أربعة أيضاً، وهو عال مع متانة الرجال وعظيم قدرهم. وآخر من علمته بقي من المجازين منه في الدنيا المحدث المسند حسن بن عبد الله البخشي الحلبي المتوفى بحلب عام 1190، فإن والده المحدث الشيخ عبد الله البخشي استجاز له من المترجم وعاش بعده 79 سنة، والله أعلم. وقد خلف العجيمي هذا ولده الشمس محمد بن حسن روى عن أبيه ما له، وأخذ عنه الهلالي وحسين بن عبد الشكور الطائفي وغيرهما، وكان لمحمد هذا ولد يعرف بأبي الفتح روى عن أبيه محمد عن جده حسن وأخذ عنه هو السيد علي الونائي وعمر بن عبد الرسول. وللعجيمي المترجم حفيد آخر هو قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش بن محمد بن حسن العجيمي المكي أجاز للشيخ السنوسي ومحمد صالح الرضوي البخاري والعربي الدمنتي، وعندي نص إجازته له، وللعلاّمة المعمر محمد حيدر بن محمد مبين الأنصاري الهندي وأولاده، ومن طريق ولده المعمر نور الحسنين نتصل به عنه عالياً. العجلوني: هو أبو الفداء إسماعيل الجراح الدمشقي (انظر الأوائل له، وحلية أهل الفضل في حرف الألف والحاء) (1) . 454 - العجلوني (2) : هو العلاّمة الشمس محمد بن خليل العجلوني الجعفري نزيل دمشق، ولد سنة 1060 ومات سنة 1148، أخذ بدمشق عن العلاء الحصفكي وطبقته، وبمصر عن أحمد الحموي وخليل اللقاني وطبقته. له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية بمصر بخط كمال الدين الغزي ضمن مجموعة

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 5 (ص: 98) ورقم: 120 (ص: 363) ويضاف الى مصادر ترجمته: سلك الدرر 259:1 وحلية البشر 160:1. (2) ترجمته في سلك الدرر 38:4 - 39.

في علم المصطلح تحت عدد 125، نتصل به من طريق ولده المذكور بعده وبه إلى السليمي عنه. 455 - العجلوني: هو أبو الفتح محمد بن محمد بن خليل العجلوني الدمشقي المولد والوفاة، ولد الذي قبله، ولد سنة 1128 وأخذ عن والده وأجازه، ثم رحل إلى مصر فأخذ عن الملوي والحفني وطبقتهما، ومات سنة 1193. له ثبت بالمكتبة التيمورية في قسم المصطلح تحت عدد 125. نتصل بمؤلفه إجمالاً عن شيخنا السكري عن الحلبي عن العقاد عنه سماعاً. 456 - العذري (1) : هو الفقيه أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري ثم الدلائي أروي فهرسته من طريق ابن خير عن علي بن موهب وأبي القاسم ابن بقي ومحمد بن سليمان النفزي كلهم عنه. 457 - العذاري (2) : هو العالم الصالح محمد بن الحاج العذاري الشريف المساكني، ومساكن بلدة من سواحل تونس دخلتها عام 1340. نروي ثبته عن الشيخ المكي ابن عزوز عن خليفة المترجم الصالح محمد القزاح المساكني عنه، وسند العذاري هذا مذكور في فهرس العجلوني (انظر حرف الحاء) (3) . 458 - العراقي الكبير (4) : هو الإمام الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد

_ (1) تكرر في الدلائي من قبل رقم: 197 (ص 197) وانظر فهرس ابن خير: 430. (2) ترجمة العذاري في شجرة النور: 391 (وذكر أن وفاته سنة 1281) . (3) انظر ما تقدم رقم: 120 (ص: 363) . (4) ترجمة العراقي في أنباء الغمر 276:2 والضوء اللامع 171:4 وذيل طبقات الحفاظ: 220 وغاية النهاية 382:1 ومعجم سركيس: 1317 وحسن المحاضرة 360:1 والزركلي 119:4.

الرحيم بن حسين العراقي، نسبة إلى عراق العرب لكون أصل أجداده منه، الأثري نسبة إلى الأثر، قال السخاوي: " وحسن الانتساب إليه ممن يصنف في فنونه " اه. المصري الشافعي المتوفى سنة 806. من حفاظ الإسلام، ومسندي الحجاز ومصر والشام، ولد في 9 جمادى الأولى عام 725، وعني بالفن فبرع فيه وتقدم، بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه في المعرفة كالسبكي وابن كثير والعلائي والعز ابن جماعة وغيرهم. نقل عنه الجمال الأسنوي في " المهمات " وغيرها ووصفه بحافظ العصر مع كونه من تلامذته، قال السخاوي: " وهذا وأمثاله مما يعد من مفاخر كل من الناقل والمنقول عنه " اه. وقال عنه الحافظ ابن فهد في " طبقات الحفاظ " (1) : " حبب إليه هذا الفن فانهمك فيه وانتهت إليه رياسته في البلاد الإسلامية مع الحفظ والاتقان (2) بلا ريب ولا مرية بحيث لم يكن له في وقته نظير (3) في عصره، شهد له بالتفرد فيه عدة من حفاظ عصره، وقصد من مشارق الأرض ومغاربها، وكتب عنه جميع الأيمة، له مؤلفات في الفن بديعة ". قال تلميذه الحافظ ابن حجر: " شرع في إملاء الحديث من سنة 79فأحيا الله به السنّة بعد أن كانت دائرة فأملى أكثر من أربعمائة مجلس، غالبها من حفظه، متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية " اه. وقال السيوطي في " التدريب ": " كان الإملاء دَرَس بعد موتِ ابن الصلاح إلى أواخر أيام الحافظ العراقي، فافتتحه سنة 796 فأملى أربعمائة مجلس وبضعة عشر مجلساً إلى سنة موته سنة 806 " اه.

_ (1) ذيل طبقات الحفاظ: 227، والكتاني ينقل بايجاز وتصرف. (2) الذيل: مع المعرفة والإتقان والحفظ. (3) الذيل: لم يكن له فيه نظير.

قال السخاوي في " فتح المغيث ": " كان الإملاء انقطع قبل العراقي دهراً، وحاوله التاج السبكي ثم الزين العراقي حثَّه ولده الولي العراقي على إحيائه فكان يتعلل برغبة الناس عنه وعدم موقعه منهم وقلة الاعتناء به إلى أن شرح الله صدره لذلك واتفق شروعه فيه بالمدينة المنورة وبعدة أماكن من القاهرة " اه. وترجمه الحافظ في " إنباء الغمر " (1) : فقال: " لم نر في هذا الفن أمتن منه، وعليه تخرج غالبُ أهلِ عصره، ومن أخصهم به صهره شيخنا نور الدين الهيتمي، وهو الذي درّبه وعلّمه كيفية التخريج والتصنيف، وهو الذي يعمل له خطب كتبه وينسبها له، وصار الهيتمي لشدة ممارسته أكثر استحضاراً للمتون من شيخه، حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة " اه. منه. وهو ممن وصف بالتحديد على رأس المائة الثامنة. ومن تآليفه: الألفية الاصطلاحية والحيثية، وقد سارت بهما الركبان في كل مكان وزمان، وشرحهما، والمستدرك على مستدرك الحاكم، والمستدرك على مستدرك الدارقطني، وشرح الترمذي جعله تكملة لشرح الحافظ ابن سيد الناس، وتخريج أحاديث الاحياء الكبير في خمس مجلدات، والصغير في مجلد وهو مطبوع سماه " المغني "، وألفية في علوم القرآن، والنكت على علوم الحديث لابن الصلاح وهي عندي عليها خطه، والأحكام الصغرى، والكبرى، ونظم اقتراح ابن دقيق العيد، وغير ذلك، وتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي. ولولده الحافظ ولي الدين أبي زرعة أحمد مؤلف في ترجمة والده سماه " تحفة الوارد في ترجمة الوالد " ذكره له صاحب " كشف الظنون " (2) . وفي " تدريب الراوي " (3) نقلاً عن تذكرة الحافظ يوسف بن شاهين:

_ (1) انظر ما تقدم ص: 73. (2) كشف الظنون 376:1. (3) تدريب الراوي: 277.

" أربعة تعاصروا السراج ابن الملقن والسراج البلقيني والزين العراقي والنور الهيتمي، أعلمهم بالفقه ومداركه البلقيني، وأعلمهم بالحديث ومتونه العراقي، وأكثرهم تصنيفاً ابن الملقن، وأحفظهم للمتون الهيتمي " اه. وقال السخاوي في حقه: " كان منقطع القرين في فنون الحديث وصناعته، ارتحل فيه إلى البلاد النائية، وشهد له بالتفرد فيه أيمة عصره وعولوا عليه فيه، وسارت تصانيفه فيه، وهو في مجموعه كلمة إجماع " اه. ومما له في الباب: مشيخة القاضي ناصر الدين ابن التونسي، وذيل مشيخة القاضي أبي الحرم القلانسي تخريج ابن رافع، ومشيخة لابن القاري عبد الرحمن، ومعجم اشتمل على تراجم جماعة من أهل القرن الثامن غالبهم شيوخ شيوخه وفيهم من شيوخه، وأربعون تساعية للميدومي، وأربعون عشارية ذكرت في حرفها وهي عندي، وأربعون تساعية، وعشرة ثمانية، كلاهما من رواية البياني، وأربعون بلدانية لم تكمل بقي عليه منها أربعة بلدان قرأها عليه الحافظ أبو حامد ابن ظهيرة. نروي ما له بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر والنور الهيثمي كلاهما عنه. وبأسانيدنا إلى السيوطي عن العلم البلقيني والحافظ تقي الدين ابن فهد كلاهما عنه. وبأسانيدنا إلى عبد الرحمن الثعالبي عن أبي زرعة العراقي عن أبيه. وبأسانيدنا إلى أبي المواهب الحنبلي عن الشمس الميداني عن الطيبي عن الكمال الحسيني عن أبي إسحاق ابن الباعلوني عنه. ح: وبأسانيدنا إلى المنتوري عنه. ح: ومن طريق أبي زكريا يحيى السراج عنه. ح: ومن طريق القصار عن خروف عن الكمال الطويل عن شرف الدين المناوي عن الحافظ أبي زرعة العراقي عن أبيه. تنبيه: من العلماء من عدَّ المترجم هو المجدّد على رأس المائة الثامنة، كما سبق، ومنهم من عدَّ البلقيني، قال الشهاب أحمد بن الشلبي في " إتحاف

الرواة بمسلسل القضاة ": " ومن العجائب أن المشايخ الثلاثة البلقيني وابن الملقن والعراقي كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن الثامن، فالبلقيني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي، وابن الملقن في كثرة التصانيف، والعراقي في معرفة الحديث وفنونه، وكل من الثلاثة ولد قبل الآخر بسنة ومات قبله بسنة. العراقي الصغير: هو ولي الدين أحمد أبو زرعة بن الحافظ عبد الرحيم ابن الحسين (سيأتي في الواو) (1) . 459 - العراقي الفاسي (2) : هو أبو العلاء إدريس بن محمد بن حمدون العراقي الحسيني الفاسي، فخر فاس بل المغرب، قال عن نفسه في أول كتابه " فتح البصير ": " كان يعني والده يذكر لي أن ولادتي كانت سنة عشرين ومائة وألف تقريباً، وأنه لما شرع في طلب العلم عام 1134 أولع بعلم الحديث وطلب كتبه فوقف على مثير منها " الخ، وكانت وفاته بفاس عام 1183 أو 84 عن نيف وستين سنة، وقبره الآن عن يمين محراب الزاوية الصقلية التي بالسبع لويات تحت الخزانتين الصغيرتين هناك، قبالة ضريح الشيخ أبي العباس أحمد الصقلي. للمترجم شرح على شمائل الترمذي، وشرح الثلث الأخير من المشارق للصغاني في مجلد كبير ضخم، وشرح إحياء الميت للسيوطي، ثلاثتهم عندي بخطه، وقرض له على الأخير مشايخه ابن مبارك وابن زكري وابن سليمان، وله أيضاً تخريج أحاديث الشهاب للقضاعي، وتكميل مناهل الصفا في تخريج

_ (1) انظر ما يلي رقم: 631. (2) ترجمته في سلوة الأنفاس 282:1 وفيه إحالة على نشر المثاني، والتقاط الدرر، والدر النفيس؛ والكتاني يعتمد في هذه الترجمة على مصادر أخرى منها معجم الزبيدي والاشراف لابن الحاج.

أحاديث الشفا للسيوطي، ولد الدرر اللوامع في الكلام على أحاديث جمع الجوامع، وفتح البصير في التعريف بالرجال المخرج لهم في الجامع الكبير، وثلاثتهم عندي الموجود منهم بخطه، وغير ذلك من الأجوبة الحديثية والطرر المفيدة على سائر ما وقع بيده من الكتب. واختصر كما في " فتح البصير " له: كامل ابن عدي، وتاريخ الخطيب، وخرج كتاب الحضرمي في الرقائق، وهذه لم نقف عليها. قال ابن عمه العلاّمة المحقق أبو محمد الوليد بن العربي العراقي في " التذييل المنتخب فيما لفضلاء الشعبة العراقية من المآثر وجب " في حق المترجم: " كان إماماً في علم الحديث محققاً فيه، وانفرد بذلك في وقته فكان لا يقاومه فيه أحد، واعترف له بذلك علماء زمانه وشيوخه وأقرانه، فكان يلقب بسيوطي زمانه، وقد حصل بيده من كتب هذا الفن جملة وافرة وعدة متكاثرة، وكان يستحضر ما يسأل عنه من مراتب الأحاديث غالباً مشاراً له في ذلك، ولم يكن له عند ابتداء أمره وجهة لغير ذلك من العلوم، فخلا ذهنه عنها كلها بعد أن أتقن القدر المحتاج إليه من فقه وعربية على عادة الأقدمين، وكان شيخه العلاّمة الحافظ المتبحر أبو العباس أحمد بن مبارك اللمطي يبالغ معه في تحقيق بعض مسائل الحديث، وكان يشير إلى الرجوع إليه فيه، كان الشيخ ابن المبارك يدرس كبرى الشيخ السنوسي، فجرى ذكره لبعض الأحاديث، فسأل صاحب الترجمة عمن خرجه، فذكر له على البديهة ستة طرق فقال له: لله درك لقد تعب ابن حجر ولم يخرج له إلاّ طريقين. أخبرني الثقة عن العلاّمة المحدث الأديب التاريخي أبي عبد الله محمد بن عامر التادلي أنه سمع شيخه الصدر أبا حفص عمر بن عبد الله الفاسي يقول في شأن صاحب الترجمة: انه أحفظ من ابن حجر؛ وبالسند إلى الشيخ المذكور أنه كان يقول لتلامذته في شأن صاحب الترجمة: قوموا إلى سيدي وسيدكم. وكان الشيخ الشهير أبو محمد عبد الكريم اليازغني الزهني يجيء

إلى باب دار صاحب الترجمة يسأله، وكذلك غير واحد من فقهاء عصره، وناهيك بهذا شرفاً. وحدثني الثقة أن شيخ شيوخنا أبا عبد الله محمد التاودي ابن سودة تنازع مع صاحب الترجمة في مسألة من علم الحديث، وانفصل المجلس بينهما على ذلك، فرأى في المنام كأن النبي صلى الله عليه وسلم في دار، فرام أن يدخل عليه، فوجد صاحب الترجمة بواباً على تلك الدار فمنعه من ذلك، فذهب إليه من الغد وطلب منه السمح واعترف له بالفضل، وأنَّ ما قال هو الحق، وهذه رؤيا تدل على انه يذب عن الحديث " اه. باختصار. وقال عنه شيخه أبو عبد الله محمد بن قاسم جسوس في إجازته له: " انه ممن حاز قصب السبق في علم الحديث حفظاً ورواية ودراية، ووصل في ذلك إلى غاية الغاية، بحيث لم يصل إليها أحد من أهل عصرنا فيما نعلم " اه. ومن خطه نقلت: وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي في إجازته للمترجم أيضاً: " هو في المحل الأعلى، والموضع الأعز الأجلى، حفظاً ولإتقاناً وتمييزاً لحال المتون ورواتها من الصحيح الثابت فما دونه، يكاد أن لا يشذ عنه متن إلاّ ويعرفه ويعرف الرواة من طبقات العدالة وطول الصحبة إلى ما دون ذلك " اه. ومن خطه أيضاً نقلت. وقال عنه الحافظ أبو الفيض مرتضى الزبيدي المصري في معجمه لما ترجمه بعد أن حلاه بحافظ العصر: " اعتنى بعلم الحديث حفظاً وضبطاً رواية ودراية حتى مهر فيه، ودرس للطالبين وأفاد، وانتفع به كثيرون، وأقرأ الكتب الغريبة مع تحقيق وإتقان ومراعاة للفن، فلم يكن في وقته من يدانيه في هذا الفن حتى أشير عليه بالحفظ. ولقد حكى لي صاحبنا محمد عبد السلام ابن ناصر، وهو أحد طلبته الملازمين له، من رسوخه في الفن وحسن ضبطه وحفظه ما يقضى منه العجب، ولما قرأ " الجامع الكبير " للحافظ السيوطي

استدرك عليه نحو عشرة آلاف حديث كان يقيدها في طرة نسخته، بحيث لو نقل ذلك في كتاب جاء مجلداً، وشرع في شرح " الجامع الصغير " فوصل إلى مائة حديث، وتكلم على كل حديث على طريقة الحفاظ ولم يكمل، وتعليقه على الشفا والشمائل والشهاب للقضاعي في نحو ثلاثين كراساً، وتكلم مع الحافظ ابن حجر في أربعة عشر موضعاً ومع الحاكم في المستدرك، وله في التفسير كلام عالٍ، كتب على تفسير الثعلبي من أوله إلى آخره مناقشات عجيبة، وشرح ربع مجمع البحرين (ط) الذي للصغاني (1) ، نصيبه الذي أمره به السلطان في الغاية " اه. وقال عنه نده ومعاصره ابن الطيب القادري في " نشر المثاني الكبير ": " كان مقبلاً على مطالعة كتب السير وعلوم الحديث، استغرق في ذلك مدة عمره، ودخل بيده من كتبه الغريبة والأطراف والأفراد والناسخ والمنسوخ وكتب التجريح والتعديل والضعفاء والوضاعين فضلاً عن التقاة المحتج بهم فكان يستحضر رجال تهذيب الذهبي والستة والميزان واللسان لابن حجر والكاشف للذهبي والكلاباذي وموضوعات ابن الجوزي وتاريخ الخطيب والجامع الكبير وغالب كتب الحديث، فحصل له من ذلك ما لم يحصل لغيره، وانتهى إليه السؤال عن ذلك، فكان يستحضر ما يسأل عنه ويجيب عقب فراغ السائل من غير تأمل ولا مطالعة، [سواء] كان السؤال عن حديث أو مرتبته أو عن أحوال الرجال أو مراتبهم، فكان هو المشار إليه في ذلك، ولم يكن له حال قراءته اعتناء ببعض العلوم نحو النحو والبيان والمنطق، ومع ذلك كان إذا سرد كتاباً لا يلحن في شيء، منه بل فصيح النطق قوي الدراية ولا ينطق بشيء غير مستقيم. وكان شيخنا ابن المبارك يشير إلى الرجوع إليه مع ما علم من

_ (1) شرح المترجم مشارق الأنوار لا مجمع البحرين (المؤلف) . (استدرك المؤلف ذلك في باب الخطأ والصواب فلم نر وجها لتغييره، لان النص منقول عن غيره) .

مخالفته لغيره وأجاز له غالب أهل عصره في الرواية عنهم، وله تقاييد مفيدة اشتملت على فوائد غزيرة يقصر الباع عن إدراكها لعدم وجود الكتب المنقولة منها عند غيره، مع ما اشتملت عليه من التحقيق، لو وجدتها لجمعتها ليحصل بذلك انتفاع الناس بها " اه. وقال عنه العلاّمة المحدث المسند أبو عبد الله محمد بن محمد الصادق بن ريسون في فهرسته: " شيخنا المحدث الحافظ سيوطي زمانه وفريد عصره وأوانه، وقد انفرد بعلم الحديث في وقته " اه. وقال عنه القاضي ابن الحاج في " الاشراف ": " العلاّمة خاتمة حفاظ الحديث بالديار المغربية، فاق أهل عصره في الصناعة الحديثية لفظاً ورواية وضبطاً وإتقاناً إلى القدم الراسخ في معرفة طرق التجريح والتعديل " اه. أخذ المترجم عن والده والشيخ المسناوي وابن زكري وأبي الحسن علي الشدادي وميارة الصغير ومحمد الصغير الفاسي، وغيرهم من أهل فاس ومكناس، ويروي عامة عالياً عن أبي الحسن علي بن أحمد الحريشي الفاسي والمحدث الشهير أبي القاسم أحمد بن سليمان الأندلسي الفاسي والحافظ أبي العباس أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني الفاسي وأبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، وسمع عليه من كتب الحديث ما يستغرب سماعه فضلاً عن وجوده، وضبط عليه وقيد وطبق، وأبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي عامة ما لهم، حسبما وقفت على إجازات جلهم له بخطوطهم، وربما استقلَّ هؤلاء من مجيزيه، ولكن هذا الذي ظفرت به، مع أن صاحب النشر قال كما سبق عنه: " أجاز له غالب أهل عصره في الرواية عنهم " اه، والله أعلم. وله فهرس في كراريس جمع فيها له نصوص إجازاته من مشايخه

المذكورين مصدرة بترجمته عن كتابه " فتح البصير " وهي عندي. وقد وقفت على كثير من إجازات المترجم لكثير من أهل البوادي بالمغرب، وأما الحواضر فلا، وهذا عجيب، كأن الناس كانوا لا يظنون أن ما كان عنده علم، على أنه العلم الثمين الذي إذا نادى المنادي يوم القيامة أين العلماء لم يجبه إلاّ هو وأمثاله ومن سلك مسلكه. ومن مميزات الحافظ العراقي عن محدثي المتأخرين تجاهره بإحياء السنن الميتة في العبادات وغيرها حاطاً من شأن ما جرى به العمل كيفما كان إذا كان يخالفها، فقد ذكر عنه تلميذه الحافظ ابن عبد السلام الناصري في " المزايا " قائلاً: " سنة القبض والرفع في المواطن الثلاثة كان محافظاً عليها شيخنا إدريس ابن محمد العراقي الفاسي، وكان يحملنا عليها أيام قراءتنا عليه، فلقد كنت القاريء عنده الموطأ بعد صلاة العصر بجامع الرصيف، وقد حانت صلاة العصر، فقال لي: إن اجتمع الناس قبل أن أفرغ من تجديد الوضوء فتقدم إماماً صلَّ بالناس، ففعلت، فأدرك الصلاة معنا مأموماً، فلما سلم وفرغ من راتبة المغرب سلمت عليه، وقال لي: لم لم أرك قبضت ورفعت في الثلاث ما صليت خلفك، من شدة ما كان يحضنا على إحياء هاتين السنتين " اه. نتصل بالحافظ المذكور في كل ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي والحافظ ابن عبد السلام الناصري، مراسلة للأول قال في " معجمه الأكبر ": " أرسلت إليه الاستدعاء في سنة 1182 صحبة الركب الشريف، وعاد إليّ الخبر من حامل الاستدعاء ثاني عام أن المترجم قد أجاز لفظاً ولم يمكنه أن يكتب خطه لأعذار شغلته " اه، وإجازة وسماعاً للثاني. وقفت على إجازته العامة للثاني في مجموع إجازاته بمراكش. ح: ومن طريق الحضيكَي عنه أيضاً عامة، وعندي إجازته له بخطه في كناشة. ونتصل به مسلسلاً بالمحدثين عن الشيخ فالح المدني، ولم نأخذ في المشرق عن أعلى منه رتبة في الحديث علوّ إسناد ومعرفة وإتقاناً وتدويناً في فقهه عن الحافظ محمد بن علي

السنوسي، وكان إمام الحديث وأهله علماً وعملاً ورواية عصره، وهو عن خاتمة الحفاظ بالمغرب محمد بن عبد السلام الناصري عن المترجم، رحمه الله ونفع به آمين. ونتصل به في علم الحديث إجمالاً عن المعمر الناسك أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الصقلي الحسيني إجازةً، المتوفى بفاس عام 1322 عن قريب من المائة، عن والده الفقيه الصالح أبي العباس أحمد، عن والده العالم المحدث الصالح أبي عبد الله محمد بن أحمد، عن المترجم، وكان خصيصاً به. ح: وعن الشيخ الوالد وغيره عن شيخه وعمدته في الحديث بالمغرب أبي العباس أحمد بن أحمد البناني الفاسي عن عمدته فيه أبي محمد الوليد ابن العربي العراقي الحسيني الفاسي عن أبي العلاء إدريس ابن زيان العراقي عن أبيه عنه، وهو عمدته فيه، وهذه السلسلة هي معتمد أهل فاس ومن أخذ عنهم علوم الحديث والسنّة، وما أحسنها لو ثبتت إجازة أبي العلاء المترجم لأبي محمد زيان، وإجازة أبي محمد زيان المذكور لولده أبي العلاء، وإجازة أبي العلاء لأبي محمد الوليد بن العربي، رحمهم الله، وهكذا القول في السلسلة التي قبله من طريق الصقليين، فما أعلاها لو تحقق اتصالها بالإجازة الجابرة لما لعله لم يسمع. ونروي سماعاً وإجازة عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي عن أبي عبد الله محمد بن حمادي المكناسي سماعاً وإجازة، عن أخيه القاضي أبي عبد الله التهامي بن حمادي المكناسي سماعاً وإجازة، عن أبي العلاء إدريس بن زيان العراقي الحسيني سماعاً وإجازة، وهو عن أبيه عن المترجم. إلاّ أنا لا نتحقق أيضاً إجازة المترجم لزيان ولا إجازة زيان لودله إدريس. وعقب الحافظ المترجم عبد الله وعبد الرحمن وصفهما ابن الحاج في " الاشراف ": ب " الأخوين العالمين المحدثين الواعظين الناسكين، وقال: ماتا سنة 1234، اختصر الأول " الحلية " لأبي نعيم وكمل شرح والده للثلث الأخير من الصغاني، وللثاني مختصر في الصحابة والجرح والتعديل جمع فيه

بين الاستيعاب والميزان والإصابة " اه. قلت: وهو تخليط فإن أبا زيد عبد الرحمن العراقي له تأليف في الصحابة على استقلاله اختصر فيه " الإصابة " ولم يكمله وصل فيه إلى حرف العين، وهو عندي بخطه، وله اختصار " لسان الميزان " لابن حجر على استقلاله، وقفت عليه بخطه، في نحو 25 كراسة بخطه الدقيق، ونتصل به من طريق الشيخ السنوسي دفين جغبوب، وهو قد أخذ عنه بفاس، سمع عليه الصحيح وأجازه، ولا أدري هل أجازه والده أم لا. وأما ما نسبه من التآليف للولد الثاني أبي محمد عبد الله فصحيح، وكل من اختصار الحلية وتكميل شرح والده على الصغاني عندي بخطه، رحمه الله. وبالجملة فإن هذه الشجرة المباركة التي أصلها الحافظ أبو العلاء وفروعها عبد الله وعبد الرحمن خدموا علوم السنّة خدمة تذكر بالتأليف والنسخ والتحرير وكتابة الهوامش، ولو قيض الله من ذريتهما من وفق لنشر تصانيفهم فيها ومجموعاتهم لكان لهم بها نهاية الفخر وأشرف الذكر، وكل شيء عند الله بمقدار. ولوالد المترجم أبي عبد الله محمد شرحُ على منظومة أبي محمد عبد السلام ابن الطيب القادري في السير، عندي بعظه بخطه. 460 - العروسي الكبير (1) : هو العلاّمة شيخ الجامع الأزهر أبو الصلاح الشهاب أحمد بن موسى بن داوود العروسي الشافعي الأزهري، ولد سنة 1133 ومات سنة 1208. قال عنه الناصري في رحلته: " له المشاركة التامة في العلوم سيما الأدب، وله قوة وداعية للتدريس ومزيد حفظ وفهم " اه. يروي عامة عن الشهاب الملوي والشبراوي وغيرهما، ويروي حديث الأولية سماعاً بشرطه عن ابن الطيب الشركَي عن البصري بسنده، وسمع عليه الشمائل، وأخذ الطريقة عن سيدي مصطفى البكري وغيره، ومن تآليفه شرحه على نظم كتاب " التنوير في إسقاط التدبير " لشيخه الملوي.

_ (1) ترجمته في الجبرتي 254:2 وحلية البشر 171:1.

أروي ثبته عن الشيخين سعيد الموجي وبسيوني بن حسن عسل القرنشاوي، كلاهما عن مصطفى عز والشمس محمد الانبابي الشافعي، كلاهما عن الشيخ مصطفى العروسي محشي شرح الشيخ زكرياء على الرسالة القشيرية عن أبيه محمد عن أبيه أحمد العروسي. ح: ومن طريق ابن عبد السلام الناصري عنه. 461 - العروسي الصغير (1) : هو الشمس محمد العروسي ولد الذي قبله، يروي عامة عن أبيه والأمير والشرقاوي وثعيلب الضرير، سماهم هكذا في إجازته التي كتبها لابن التهامي ابن عمرو الرباطي ورفيقه ابن عيسى، وهما عندي بتاريخ 1243. أرخ أبو حامد الدمناتي في فهرسته التي عندي بخطه وفاة المترجم بشهر ذي الحجة عام 1244. أروي ما له عن الموجي عن مصطفى عز عن مصطفى العروسي عن أبيه. 462 - العزفي السبتي (2) : أروي فهرسته من طريق المنتوري عن أبي عمر ابن أبي سليمان عن ابن أبي الربيع عن أبي العباس أحمد بن محمد العزفي. ح: ومن طريق ابن الأحمر عن ابن الخشاب عن أبي حاتم أحمد بن أبي القاسم العزفي عن أبيه عن جده أبي العباس المذكور. ح: وبسند ابن الخشاب عن ابن منظور عنه. 463 - العلقمي (3) : نسب له النور علي النوري الصفاقسي في ثبته والمرغتي في إجازته فهرسة ولا أدري هل يريد الشمس أو البرهان:

_ (1) انظر فهرست عجائب الآثار (ص: 185) . (2) ترجمة أبي العباس العزفي في نيل الابتهاج: 59 (بهامش الديباج) والتشوف: 391 والأعلام بمن حل مراكش 339:1 (وكانت وفاته سنة 603) . (3) لإبراهيم العلقمي برهان الدين وأخيه محمد شمس الدين معا ترجمة في ريحانة الألبا 77:2؛ ولإبراهيم ترجمة في الكواكب السائرة 77:3 والشذرات 433:8 ولمحمد ترجمة في الكواكب 41:2، 62:3 والشذرات 338:8 وقد اختلف في وفاة شمس الدين بين 969 و 963.

أما الشمس فهو محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي بكر العلقمي صاحب " الكوكب المنير في شرح الجامع الصغير " وهو في مجلدين. قال عنه الخفاجي في " الريحانة ": " شيخ الحديث، في القديم والحديث، لم تزل سحب إفادته في رياض الفضل ذوارف، حتى صار وهو العلم المفرد من أعرف المعارف، قد تحل بخدمة الجلال السيوطي كمالاً، ورقي سماء المعالي فزاد جمالاً، وأما البرهان إبراهيم فللفضل خليل، وطبعه يحكيه النسيم لولا أنه عليل، له كتاب " تهذيب الروضة للنووي ". وقال الخفاجي أيضاً لما ترجم نفسه في " الريحانة " وعدَّ أشياخه (1) ومنهم العلاّمة الفهامة خاتمة حفاظ المحدثين إبراهيم العلقمي، قرأت عليه " الشفا " وأجازني به وبغيره، وشملني نظره ودعاؤه ". وقال الخفاجي أيضاً أول شرحه على الشفا: " اعلم أن سندي في هذا الكتاب وغيره من كتب الحديث سلسلة الذهب، أعلاها روايتي عن خاتمة المحدثين الشيخ إبراهيم العلقمي وهو عن أخيه الشمس العلقمي شارح " الجامع الصغير " عن الجلال السيوطي " اه. فنروي ما للعلقمي الصغير بأسانيدنا إلى الخفاجي عنه وهو عن أخيه الشمس بأسانيدهما. ح: وبأسانيدنا إلى مولاي عبد الله بن علي بن طاهر وأبي محمد عبد الواحد الشريف المراكشي وأبي العباس ابن القاضي، ثلاثتهم عن الشمس العلقمي المذكور. 464 - العطار (2) : هو محدث الشام أحمد بن عبيد العطار الدمشقي الشافعي، قال عنه الحافظ ابن عبد السلام الناصري في رحلته: " أمثل من رأيته في سفري من لدن خروجي من مقره " اه، وناهيك بهذه الشهادة منه بعد تطوافه في الأرض من درعة إلى مكة براً، وقال: " سألته أترفع نسبك

_ (1) الريحانة 328:2 - 329. (2) ترجمته في حلية البشر 239:1 وفيه احمد بن عبيد الله.

لصحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا قد توهمت فيه الشرف المصطفوي، فقال: لا يرفع نسبه إلاّ من تقدم في آبائه علم، وأنا لم يتقدم في آبائي علم، فازددت بكلامه هذا محبة لما لاح عليه من الصدق ومراقبة الله " اه. وانظره مع ما نقله الشيخ محيي الدين العطار في ثبت والده نقلاً عن عمه الشيخ حامد العطار أنه جلس على ركبته وحلف بالله العظيم أن نسبتنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الذكور صحيحة ما تخللتها نساء، وقال: حلفت كما حلف لي والدي، اه. يعني بوالده المترجم. مات رحمه الله عام 1281، ورثاه الشهاب البربير بقصيدة مطلعها: صاحِ عّدْ فاليومَ ماتَ البخاري ... مُذْ رُزِئنا بشيخنا العطّارِ يروي عامة عن الشيخ علي الكزبري وشراح البخاري الثلاثة الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي، وأبي الفداء العجلوني، والشهاب أحمد المنيني، وغيرهم من الدمشقيين. وأجازه من الواردين عليها: محمد بن سليمان الكردي المدني ومحمد بن محمد التافلالتي المقدسي والمحدث محمد بن محمد البخاري النابلسي، ومن مجيزيه بالمكاتبة السيد جعفر البرزنجي وعبد الرحمن الفتني الطائفي، كلاهما من الخباز، والشهاب الجوهري والملوي والشمس الحفني وأخوه يوسف وعطية الأجهوري وغيرهم من المصريين، وتدبج في مصر مع الحافظ ابن عبد السلام الناصري الدرعي، وروى حديث الأولية عالياً عن صالح الجنيني عن الشمس ابن عبد الرسول البرزنجي بأسانيده. وللعطار المذكور ثبت صغير جلبته من دمشق، وهو من جمع الكزبري الصغير. نرويه وكل ما له من طريق صالح المدني وعمر بن عبد الرسول العطار والسيد عبد الرحمن الأهدل والشيخ شاكر العقاد وابن عابدين وعبد الرحمن الكزبري وحامد العطار وغيرهم عنه. وأعلى ما بيننا وبينه روايتنا عن الحبال والسكري كلاهما عن الكزبري عنه. ح: وعن الحبال عن الشيخ حامد

العطار عن أبيه المترجم. ح: وعن أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي وحامد العطار، كلاهما عن والد الثاني. ح: وعن السكري عن سعيد الحلبي الدمشقي عنه. والمترجم ممن أجاز عامةً لأهل عصره. 465 - العطار (1) : هو بقية السلف العالم المحدث المعتني أبو الحسن علي ابن إبراهيم بن داوود العطار الدمشقي الشافعي صاحب الشيخ محيي الدين النووي وجامع ترجمته في مجلد وقفت عليه بدمشق وعليه خطه، وترجمه الذهبي في " التذكرة " وقال: هو الذي استجاز لي ولأبي من ابن الصيرفي وابن أبي الخير وعدة، وكان صاحب معرفة حسنة وأجزاء وفصول خرجت له معجماً في مجلد، مات سنة 724 عن سبعين، مرض بالفالج سنين " اه. وللمترجم اختصار كتاب " نصيحة أهل الحديث " للخطيب البغدادي وهو مطبوع بالهند. أروي ما له من طريق الذهبي عنه. 466 - العمادي (2) : هو حامد بن علي بن إبراهيم بن عماد الدين الحنفي الدمشقي، المشهور كأسلافه بالعمادي، مفتي الحنفية بدمشق، ولد بها سنة 1103، وأخذ عن أعلامها، وأجازه عامة أبو المواهب الحنبلي ومحمد بن علي الكاملي وعبد الجليل المواهبي الحنبلي وعبد الله البصري والنخلي ومحمد الاسكندري المكي، ووهبه تفسيره المنظوم في عشر مجلدات، وعبد الكريم الهندي نزيل مكة والتاج القلعي، وسمع منه حديث الأولية، ومحمد الوليدي المكي وابن عقيلة وعبد الكريم بن عبد الله الخليفتي العباسي وأبو طاهر الكوراني والعارف النابلسي وابراهيم بن أحمد بن عبد الله بري المدني وغيرهم. له مجموعة في أسانيده وإجازاته وقفت عليها بدمشق، نرويها وكل ما له عن شيخنا السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن مصطفى الرحمتي عن

_ (1) ترجمة العطار في الدرر الكامنة 73:3 وتذكرة الحفاظ: 1504 (والذهبي أخوه لأمه من الرضاعة) . (2) للعمادي ترجمة في سلك الدرر 11:2 وذكر له عدة مؤلفات.

حامد العمادي. ومساوٍ له عن أبي النصر الخطيب عن أبيه عن محمد بن مصطفى الرحمتي عن أبيه عنه. مات المترجم المذكور سنة 1171 بدمشق. 467 - العمراني (1) : هو محدث صنعاء اليمن المعمر أبو عبد الله محمد ابن علي العمراني، نسبة إلى عمران بلدة باليمن بينها وبين صنعاء شمالاً مسافة يوم، وهو صاحب كتاب " فقه الحديث " المتوفى سنة 1269. يروي عن الشهاب أحمد بن محمد قاطن الصنعاني والحسن بن يحيى الكبسي وغيرهم، وهو من شايخ الشيخ السنوسي دفين واد الجغابيب من أرض طرابلس الغرب. نروي ثبته عن السيد حسين بن محمد الحبشي الباعلوي ومحمد بن سالم السري باهارون التريمي كلاهما عن المسند محمد بن ناصر الحازمي عن العمراني ثبته. ح: وبأسانيدنا إلى الشيخ السنوسي عنه. 468 - العماوي: هو العلاّمة المحدث صدر المدرسين شهاب الدين أحمد بن أحمد العماوي المالكي الأزهري الدمرداشي، يروي عن الشبراملسي والخرشي والزرقاني والشبرخيتي وإبراهيم الفيومي والزرقاني شارح الموطأ وعبد الرؤوف البشبيشي ومنصور المقدسي وأحمد النفراوي والبصري وغيرهم، وكان إماماً ثبتاً محدثاً أصولياً، تصدر في محل شيخه الشبراملسي وانتفع به الناس طبقة بعد طبقة، مات سنة 1155، وهو والد الشيخ عبد المنعم العماوي الشهير. نروي ثبته من طريق الغرياني وأحمد بن عبد الله الغربي الرباطي والحضيكَي كلهم عنه، ومن طريق الشمس الجوهري عنه، ووهم صاحب " العمدة " فذكر أن شيخ الإسلام عارف حكمت يروي عنه، وهو غير ممكن، لتقدم وفاته بنحو نصف قرن على ولادة شيخ الإسلام المذكور.

_ (1) ترجمته في الزركلي 191:7 (اعتماداً على نيل الوطر 289:2) وذكر أن وفاته سنة 1264.

469 - العميري (1) : هو قاضي مكناس أبو القاسم بن سعيد العميري الحابري التادلي المكناسي العلاّمة الأديب القاضي العدل، حلاه القادري في " النشر الكبير " ب " عدل قضاة الزمان " ولد بمكناس سنة 1103 ومات ليلة الجمعة قبل الفجر بنحو ساعة 19 من جمادى الآخرة سنة 1178، عن خمس وسبعين سنة، أخذ عن أبيه وغيره من شيوخ فاس ومكناس، وحج صحبة خناتة بنت بكار، أم السلطان مولاي عبد الله، وبكل أسف لم يستجز هناك أحداً، نعم سمع التاج القلعي بمكة يحدث بحديث الأولية، وأجازه بعد ذلك عامة الحافظ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي عام 1166 مكاتبة من الرباط والشيخ عبد الكبير بن محمد السرغيني الفاسي من فاس، بالصحيح والمرشد المعين، قال: ولا رواية لي بغير ما ذكرت. وأخذ المترجم الطريقة الناصرية عن الشيخ سيدي المعطي بن صالح الشرقي عام 1154. له فهرسة في مجلد وسط، وهي أشبه بديوان أدبي منها بثبت، وقد اشتملت على فوائد وتراجم نفيسة، وهي عندي، وقد أجاز بها مؤلفها للعلاّمة الأديب محمد المكي بن موسى الناصري الدرعي بعد استدعائه الإجازة منه. نتصل بها عن أبي الحسن علي بن ظاهر المدني عن أحمد بن الطاهر المراكشي عن العربي بن الهاشمي الزرهوني عن محمد بن أبي القاسم الرباطي عن العميري. استفدت إجازة العميري لابن أبي القاسم المذكور من خط تلميذ الأخير محمد ابن عبد السلام الضعيف الرباطي، صاحب التاريخ الذي ظهر قريباً، في مجموعة له وقفت عليها في الرباط بخطه، انتسخ فيها بعض تآليف شيخه المذكور، وهي بمكتبة صديقنا العلاّمة شيخ الجماعة بالرباط إبي عبد الله محمد المكي بن علي البطاوري، امتع الله به. وللمترجم مؤلف في السيرة والتاريخ كالشكول، وهو في مجلد ضخم وقفت على نسخة منه بخط مؤلفه.

_ (1) انظر الدليل: 319.

470 - العشماوي: هو الإمام المحدث الفقيه المسند المعمر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى حجازي العشماوي الشافعي المصري، يرفع نسبه إلى مدين نجل الشيخ أبي مدين شعيب دفين تلمسان، يروي عن أبي العز محمد ابن أحمد العجمي وطبقته عالياً، وسمع على الزرقاني شارح المواهب، وبعد وفاته سمع الكتب الستة على تلميذه الشهاب أحمد بن عبد اللطيف المنزلي والشهاب أحمد الديربي وغيرهم. نروي فهرسته عن طريق الغرياني والحافظ مرتضى الزبيدي، كلاهما عنه، قال الزبيدي عن المترجم: " انفرد بعلو الاسناد وسمع منه عالياً فضلاء العصر، وكان محباً للحديث وأهله، أدركته في آخر زمن وهو مريض، فعدته في منزله وهتوفي يوم الأربعاء 18 جمادى الأولى عام 1167 " اه، وقال عنه أيضاً في " ألفية السند ": ومنهُمُ إمامُ كلّ راوي ... محمد بن أحمد العشماوي شيخُ الحديثِ الألمعيُّ المسندُ ... ذو السندِ العالي الفقيهُ الأوحدُ أدركته في آخِرِ الأنفاسِ ... وكان شيخاً باهي الأنفاس وفزتُ بالإجازةِ الغَرّاءِ ... بها عَلوتُ سُمُكَ السَّماءِ 471 العباسي: هو أحمد بن سعيد العباسي عالم قسمطينة ومحدثها، قرأ بتونس، وله رواية عن حسن الشريف وغيره، توفي سنة 1251. وله ثبت في أسانيده في الصحاح الستة جمعه له تلميذه الشيخ عبد الحميد الصائغ الحركاتي، أرويه عن السيد حسين الحبشي عن السيد عيدروس بن عمر الباعلوي عن محمد نور الإدريسي المغربي عنه. 472 - العياشي (1) : نسبة إلى آل عياش قبيلة من البربر تتاخم بلادهم الصحراء من أحواز سجلماسة، ويقال للواحد منهم بلغتهم فلان أعياش،

_ (1) قد تقدم تخريج ترجمته في رقم: 16 (ص: 168) وانظر أيضاً رقم: 181.

قاله الشيخ المسناوي في كتابه " جهد المقل القاصر " وهو رحالة المغرب الإمام العلاّمة مسند صقعه في عصره أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي الذي قال عنه الافراني: " أحد من أحيا الله بهم طريق الرواية بعد أن كانت شمسها على أطراف النخيل، وجدّد من فنون الأثر كلَّ رسم محيل "، اه. المتوفى ضحوة يوم الجمعة 18 ذي القعدة عام 1090 بالطاعون عن 53 سنة وأشهر، لأن ولادته كانت على ما قيده بخطه سنة 1037. له فهارس (انظر الإتحاف والمسالك في حروفها) . وهو ممن أفردت ترجمته بالتآليف، ألف فيه حفيده أبو عبد الله محمد ابن حمزة بن أبي سالم كتابه " الزهر الباسم في جملة من كلام أبي سالم "، وهو عندي في مجلد، قال فيه عن جده المترجم: " كان كلفاً بالرواية مستريحاً إليها من أثقال الدراية، علماً منه أن علو الاسناد مرغب فيه عند جميع النقاد: بقلائِدِ الاسنادِ كُنْ متقلداً ... وبقرطه متقَرَّطاً ومشَّنفا فأخذ قدس سره عن الأعلام الذين أدركهم بالغرب قليلاً، فلم يشفه ما لديهم مما يجد غليلاً، لاقتصارهم كما قال في " الاقتفاء " من الكتب على ما اشتهر، واستغنائهم عما غاب بما ظهر، دون المسلسلات والأجزاء الصغار، وعوالي الاسناد وغرائب الأخبار، ثم ارتحل إلى الحرمين الشريفين عام 1059، ثم في سنة 1064، ثم في سنة 1072 ثالثة، وفي هذه الحجة الثالثة ألف رحلته الشهيرة في مجلدين كبيرين "، اه. وهي مطبوعة بفاس قال عنها الشيخ المسناوي في " جهد المقل القاصر ": " جمة الفوائد، عذبة الموارد، غزيرة النفع جليلة القدر، جامعة من المسائل العلمية المتنوعة ما يفوت الحصر، سَلِسَةُ المساق والعبارة، مليحة التصريح والإشارة، كرحلة العلاّمة الضابط أبي عبد الله ابن رشيد الفهري المسماة بملء العيبة " اه، من جهد المقل القاصر. قلت: وعندي من " الرحلة العياشية " هذه نسخة خطية عليها تصحيح ولد

مؤلفها العالم الصالح. أبي محمد حمزة الذي به شهرت الآن زاويتهم فيقال لها الحمزاوية. ولأبي سالم من التصانيف في السنة: إظهار المنة على المبشرين بالجنة يعني من الصحابة وهو عندي بخطه، وله في الأمداح النبوية الكثير كالمضريات في إصلاح الوتريات ونقل الشمس ابن الطيب الشركَي في حواشيه على القاموس عن مسند أبي مهدي الثعالبي قال: الذي جمعه له تلميذه شيخنا الراوية الرحلة أبو سالم العياشي (انظرها) . وآخر من بقي في المغاربة بالمشرق ممن كان يروي عن المترجم الشمس محمد بن الطيب الشركَي الفاسي ثم المدني المتوفى سنة 1170، شملته إجازة أبي سالم لوالده وأولاده (كما سيأتي في ترجمة ابن الطيب المذكور من حرف الشين) (1) فكان يقول فيه شيخنا مع أنه إنما ولد بعده بنحو عشرين سنة. وآخر من عاش بالمغرب من الراوين عن أبي سالم المعمر الشمس ابن عبد السلام بناني المتوفى سنة 1163 بفاس، عاش بعد أبي سالم 73 سنة، وكان استجاز منه له والده أيضاً فأجاز للوالد وولده المذكور، بل أجاز أبو سالم لأهل عصره وكافة من أدرك حياته، رحمه الله. ومن الغريب أن رجلاً عاش إلى أوائل القرن المنصرم يروي عن أبي سالم العياشي بواسطة واحدة، وهو العلاّمة الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي العباس بن عبد الله بن مبارك الشرادي الزراري القضاعي دفين زاويتهم التي بقرب مراكش، رأيت في إجازته التي كتب للسلطان أبي الربيع سليمان ابن محمد العلوي وهي عامة بتاريخ 1212 روايته لفهرس أبي سالم العياشي عن والده أبي العباس قال: " حدثني عن شيخه الإمام أبي سالم العياشي كل ما احتوت عليه فهرسته المشهورة وبالأسانيد التي بها مسطورة " اه. ووالده أبو العباس الشرادي المذكور يروي أيضاً عن أبي علي اليوسي والمرسلي التمكَروتي وغيرهما، وأخذ عنه هو السلطان أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله أوراد

_ (1) رقم: 598 في ما يلي.

الشاذلية، ويروي عنه عامة المعمر أبو زكرياء يحيى بن عبد الله الجراري السوسي الذي عاش إلى أواسط القرن الثالث عشر، وهو يروي عن أبي سالم بواسطة واحدة، إن هذا لعجب عجاب، وأعجب منه وأغرب إهمال الناس له ما عدا ابن رحمون، ولله في خلقه شئون، وأغرب منه أن المهدي ولد أبي عبد الله الشرادي المذكور عاش بفاس مرحلاً مزعجاً عن وطنه وزاويتهم إلى عام 1294 ففيها مات، رحمهم الله. 473 - العياشي (1) : هو الفقيه العالم الزاهد الورع الولي الصالح الرحال أبو عبد الله محمد العياشي ابن علي بن علي بن مرزوق بن محمد بن الحسن المعروف بالعياشي، قال في " تحفة المحبين والأحباب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب ": " نسبة إلى أل عياش قبيلة مشهورة من بربر المغرب الأقصى "، اه. وفي رحلة الزبادي أنه عرف بالعياشي لقباً لا نسباً. وقال غيره: أصله من رحامنة سوس من أولاد محمد منهم، ولذلك يقال له المحمدي نسباً ومولداً، وقال تلميذه الهاروشي: قيل في نسبه إنه من دكالة والأصح أنه لا يعرف نسبه وقد سأله مرة رجل فقال: يا سيدي من أي القبائل أنت فقال من بني تراب. قرأ العلم بالزاوية الناصرية وبفاس وأكثر إقامته بها، سكن سنين بمدرسة الوادي بفاس، وسكن أيضاً بصفرو، وأخذ به عن العلاّمة أبي حامد العربي العدلوني ولازمه، أخذ عنه جميع الفنون المستعملة ثم انتقل إلى الحجاز فجاور بالمدينة المنورة مدة. قال في " تحفة المحبين ": " قدم إليها عام 1134، وكان رجلاً صالحاً مباركاً يعلّم الصبيان القرآن، وكانت له اليد الطولى في معرفة الطلاسم والأوفاق " اه. وقال غيره: " كان كثير الجولان في الأرض،

_ (1) تحفة المحبين: 367 والكتاني يعتمد أيضاً على نشر المثاني ورحلة الزبادي والمناقب المعزية وغير ذلك.

طولها وعرضها، ينزل البلد فإذا عرف فيه وكثر قاصدوه انتقل إلى غيره، وكان الناس في الغالب لا يعرفون من هو فقيل فيه الدالي والتلمساني والصواب الرحماني، قاله العدلوني في طبقاته ". وله فهرسة ذكرها له في ترجمته صاحب " نشر المثاني " قائلاً: " أخذ صاحب الترجمة عن مشايخ كثيرين حسبما تضمنته فهرسته، أخبرني من رآها بمصر ولم أقف عليها "، اه. وله أيضاً الرحلة ذكرها له الزبادي في رحلته قائلاً: " إنه وقف عليها بخطه في مجلد كتبه بخزانة رواق المغاربة بالأزهر "، اه. وشيخه هو في الطريقة أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن الولي الشهير أبي العباس أحمد بن موسى الساوري المعروف ببوفجلة الكرزازي وعن غير واحد من أهل عصره، وأخيراً انتقل لمصر ومات بها سنة 1149 على ما هو المعروف، وفي " تحفة المحبين " سنة 1148، ودفن بالقرافة إزاء قبر ابن أبي جمرة، قال في " النشر ": " أخبرني بعض الحجاج أن بينهما نحو ذراع "، اه. وقد أفرده بالترجمة العلاّمة عبد المجيد الزبادي الفاسي، انتخبها من " الرحلة المغربية " للمترجم. وفي " تحفة المحبين ": " وأعقب من الأولاد أحمد، مولده عام 1140 وهو موجود اليوم، وله ولدان عبد الله وعبد القادر "، اه. اتصالنا به في طريق القوم عن الفقيه الناسك المعمر شيخ الزاوية الكرزازية بالصحراء سيدي بوفجلة بن محمد بن عبد الرحمن الكرزازي، لقيته بوجدة، عن ابن عمه أبي عبد الله محمد بن علي الكرزازي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الكرزازي ومحمد بن محمد بن عبد الله الكرزازي عن والده محمد بن عبد الله عن أبي الحسن علي بن حسون عن عمه عبد الرحمن بن محمد الكبير عن شقيقه محمد بن محمد عن والده محمد بن عبد الرحمن عن شيخه محمد العياشي المترجم.

وقد ترجم له أبو عبد الله محمد بن محمد الكرزازي في كتاب " المناقب المعزية في مآثر الأشياخ الكرزازية " ولخصت كلامه فيه في كتابي " الاهتزاز لأطواد كرزاز "، كما ألم بشيء من ترجمته القادري في " النشر " والعدلوني في طبقاته والأنصاري في تحفته، وترجمه أبو العلاء المنجرة في فهرسته محلياً له ب " الفقيه الصوفي الزاهد الورع الرحالة محمد العياشي الحمري " قال: " لقيته أولاً بصفرو عند ضريح أبي البركات سيدي أبي سرغين " (انظره) وترجمه أيضاً الشيخ أبو محمد عبد الله الخياط بن محمد الهروشي الفاسي التونسي في شرحه على صلواته وقال فيه: " ما رأيت ولا سمعت أعرف بأخبار الصالحين منه، ومع ذلك لا يتكلم إلاّ في مقام التوبة وشروطها وأمور البدايات وعلوم المعاملات وينفر من الغيبة كثيراً، وقال لي مرة: ما اغتبت أحداً " اه، وغيرهم. وشيخ المترجم أبو زيد عبد الرحمن الكرزازي أخذ عن عبد الرحمن ابن أحمد القصباوي الحمزاوي عن محمد بن محمد أفراد الساوري عن شيخ الطريقة أبي العباس أحمد بن موسى صاحب كرزاز عن محمد بن عبد الرحمن السهلي عن الملياني عن زروق بأسانيده. ح: وأروي الطريقة الكرزازية عن الوالد وغيره عن أبي الحسن علي بن عبد الواحد بن السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي الفاسي عن أبي عبد الله محمد بن علي الكرزازي المذكور بسنده إلى المترجم. وأتصل بالمترجم عالياً عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي عن محمد البهي الطندتائي عن محمد المنير عن الحفني عن محمد بن علي الأحمدي البولاقي عن المترجم. 474 - العيثاوي (1) : هو الإمام العلاّمة المعمر الرحلة شهاب الدين أحمد

_ (1) ترجمته في خلاصة الأثر 369:1 ولطف السمر، الورقة: 43 (نسخة عارف حكمت) والبوريني 43:1 وقد كتبه المؤلف " العيتاوي) بالتاء باثنتين - حيثما ورد - وهو في المصادر بالثاء.

ابن يونس العيثاوي الدمشقي الشافعي، ولد سنة 942، وقفت على ذلك في استدعاء كتبه محمد بن محمد بن عبد المعطي البعلي المحيوي الشافعي يستدعي فيه الإجازة من العيثاوي المذكور لنفسه وللقاضي محمود العدوي الصالحي، عدد في هذا الاستدعاء أسانيده، عندي منه كراسة ذكر فيها أنه يروي عن والده بركة الشام يونس وشيخ الإسلام الشمس محمد بن علي بن طولون الحنفي الصالحي، وهو عمدته في الحديث، وعلاء الدين علي بن عماد الدين الشافعي. ويروي العيثاوي المذكور الصحيح عن والده عن شيخ الإسلام أبي الصدق تقي الدين أبي بكر بن محمد بن محمد بن عبد الله البلاطسي الشافعي والشيخ تقي الدين يرويه عن والده ومحمد بن عبد الرحمن اللخمي الفرياني وعن شيخ الإسلام نجم الدين بن قاضي عجلون وأخيه تقي الدين والحافظ البرهان الناجي والجمال الباعوني، قال الفرياني: حدثنا شيخنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن موسى بن عيسى الأنصاري البطرني عن الحجار بأسانيده، ثم ساق أسانيد العيثاوي في بقية الستة والموطأ ومسند الشافعي وأحمد ومسند الفردوس وتفسير البغوي ومصابيحه وتفسير الثعلبي والقرطبي وترغيب المنذري وإحياء الغزالي ومؤلفات النووي وعوارف السهروردي وتبصرة ابن الجوزي. ويروي العيثاوي المذكور عن والده وابن طولون وأحمد الطيبي والبدر الغزي والرملي والكمال ابن حمزة عن زكرياء ما له، وكانت وفاته سنة 1025 عن 84، قال المحبي: " وعمَّر حتى لم يبقَ من أقرانه في دمشق وحلب ومصر والحجاز أحد ". أروي ما للمذكور بالسند إلى الرداني عن الشمس محمد بن بدر الدين البلباني الصالحي عن العيثاوي المذكور.

475 - العيني (1) : هو بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى العينتابي الأصل والمولد، المصري الدار، قاضي القضاة بالديار المصرية وعالمها ومؤرخها، ولد سنة 762، ممن صنف وجمع وبرع في علوم كثيرة منها الحديث والتاريخ، وهو شارح الصحيح في عدة مجلدات، وشارح " الكلام الطيب " لابن تيمية، وشارح قطعة من سنن أبي داوود، وقطعة كبيرة من سيرة ابن هشام، وشارح " معاني الآثار " للطحاوي في اثنتي عشرة مجلدة، وكتاب طبقات الحنفية، وله معجم في مشايخه في مجلد، مات سنة 855، نروي ما له من طريق الحافظ السخاوي عنه، ولبعض أفاضل بحاثي الأتراك من أهل عصرنا تأليف سماه " تذهيب التاج اللجيني في ترجمة البدر العيني ". 476 - ابن عابدين (2) : هو محمد بن عمر الشهير بابن عابدين الدمشقي الحنفي، ولد سنة 1198 ومات سنة 1252، فقيه الشام ومفتيه، صاحب التآليف العديدة، والفتاوى الجيدة والمجموعات المفيدة، وهو عند فقهاء المشرق كالرهوني عندنا في فقهاء المغرب، وله ذيل على " سلك الدرر) للمرادي، وتأليف في قصة المولد النبوي. يروي عامة عن محمد شاكر العقاد وسعيد الحلبي والشمس الكزبري

_ (1) ترجمته في الضوء اللامع 131:10 والتبر المسبوك: 375 والشذرات 286:7 والجواهر المضية 165:2 والبدر الطالع 294:2 وخطط مبارك 10:6 وأعلام النبلاء 255:5 ومعجم سركيس: 1402 وبروكلمان، التاريخ 52:2 - 53 وتكملته 50:2 والزركلي 39:8. (2) هو محمد أمين بن عمر: له ترجمة في حلية البشر 1230:3 وروض البشر: 220 ومعجم سركيس: 150 - 154 والزركلي 267:6 (وقد ذكر الكتاني أن وفاته كانت سنة 1257 فغيرته اعتماداً على ما جاء في المصادر) وقد عدّ سركيس من مؤلفاته المطبوعة أربعين مؤلفاً.

والشهاب العطار وعبد القادر وإبراهيم ابني إسماعيل بن الأستاذ عبد الغني النابلسي ومحمد سعيد الحموي ومحمد صالح الزجاج والأستاذ خالد الكردي ومحمد عبد الرسول الهندي وهبة الله البعلي ومحمد نجيب القلعي. وأخذ بالمكاتبة عن الشيخ صالح الفلاني والأمير الكبير وعبد الملك القلعي المكي، وإن كان ثبته الذي جمع له لم يشتمل على إجازة الأخير له مع انها مثبوتة في ثبت الشيخ أبي النصر الخطيب الدمشقي. جمع المذكور ثبتاً لشيخه شاكر العقاد سماه " عقود اللآلي في الأسانيد العوالي " في جزء (انظر حرف العين) (1) وقد طبع مذيلاً بمرويات المترجم وإجازاته من مشيخته وأخباره من جمع ابن أخيه الفقيه المسند أبي الخير ابن عابدين. اتصالنا بالمترجم في جميع مروياته من طرق، منها عن أبي الحسن علي ابن ظاهر والشيخ سليم المسوتي، كلاهما عن الشيخ عبد الغني الميداني عنه. ح: وعن أبي الخير ابن أحمد بن عابدين عن أبيه السيد أحمد وابن عمه علاء الدين والشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي ومحمد بن حسن البيطار أربعتهم عن عمه محمد أمين المذكور. ح: وأرويه عن الشيخ عبد الرزاق البيطار عن أبيه حسن وأخيه محمد بن حسن ويوسف بن بدر الدين عنه أيضاً. ح: وعن أحمد أبي الخير مرداد المكي ومحمد بن محمد المرغني الاسكندري ومحمد سعيد القعقاعي عن الشيخ جمال بن عمر المكي عنه. ح: وعن النقيب السيد عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي عن السيد علاء الدين بن عابدين عنه. ح: وعن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن الشيخ أحمد العمري مفتي العسكر العثماني عن سليم طه الشامي الشافعي عن الشيخ عبد الرحمن الحفار الشافعي عن ابن عابدين. وبأسانيدنا السابقة إلى الآلوسي وشيخ الإسلام عارف حكمت بك

_ (1) انظر رقم: 461 (ص: 869) .

كلهم عنه. فهذه اتصالاتنا به من طريق عشرة من كبار تلاميذه وهي من القوة بمكان. وقد أدركت بحمد الله في دمشق من شارك ابن عابدين في عمدته من مشايخه وهو الشيخ سعيد الحلبي ذاك مسند الشام وشيخنا عبد الله السكري الحنفي، ولقينا في المدينة المنورة المعمر البركة الناسك الشيخ عمر بن أحمد العقاد فأجاز لي ما سمعه على ابن عابدين المذكور من فقه وحديث، ولكن لم تكن له منه إجازة خاصة. 477 - ابن عاشر (1) : هو العلاّمة الأديب المؤرخ أبو العباس أحمد بن عاشر بن عبد الرحمن الحافي السلوي عالم سلا وواعية أخبارها، له كناشة نفيسة وعدة كتابنا بهوامش كتب الحديث عندي الكثير منها، وله تحفة الزائر في ترجمة فخر سلا أبي العباس ابن عاشر، استفدت من كناشته أنه كان يقرأ بفاس، وحضر مجالس الكماد وسيدي أحمد بن عبد الله وأبي العباس أحمد بن عبد الحي الحلبي وقال: جالسناه ودعا لنا، وأخذ أيضاً عن أبي مدين السوسي وأحمد بن ناجي وأحمد بن يعقوب ومحمد بن أحمد بن الحاج والعربي بردلة وغيرهم. وله ثبت عندي منه نحو ثلاثة كراريس، قال في أوله: " وبعد فاني أذكر في هذه الأوراق شيوخي الذين تعلمت منهم واستفدت منهم " فترجم لمحمد بن عبد السلام مرصوا وشقيقه عبد السلام وعبد السلام ابن علي المراكشي وأبي القاسم بن الحسين الغريسي المعروف بابن زايدة والقاضي أحمد بن ناجي السجلماسي والقاضي محمد السوسي المنصوري وأبي الحسن علي العكاري ومحمد بن محمد الدقاق وموسى بن راحل الدغمي وعبد السلام الرندي الفاسي وأبي سرحان مسعود جموع، وأجازه، وأبي بكر الفرجي الدكالي وابن زكري الفاسي، وأجازه، وأبي عبد الله المسناوي الدلائي،

_ (1) دليل مؤرخ المغرب: 196 (وهو عنده احمد بن محمد بن عاشر) .

وأجازه أيضاً. وأخذ الطريق عن الأخوين أبي العباس أحمد بن عبد القادر التستاوتي والعياشي، وله معهما محاورات ومخاطبات تخرج في مجلدات وعندي بعض ما كان يجري بينهما بخطهما. لم أجد به اتصالاً ولكن أتصل بجل أشياخه المذكورين حسبما يعلم بتتبع هذا الثبت. وكانت وفاة المترجم سنة 1163، وقبره بسلا معروف. ترجمه العكاري في البدور وغيره. 478 - ابن عبد البر (1) : هو الإمام حافظ الأندلس فخر المالكية شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النمري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التآليف العديمة النظر في الإسلام، ولد سنة 368 ومات سنة 463 فعاش مائة سنة (2) . قال فيه الحافظ الذهبي في كتابه " سير النبلاء ": " علا سنده وجمع وصنف ووثق وضعّف، وسارت بتصانيفه الركبان وخضع لعلمه علماء الزمان، وكان أولاً ظاهرياً فيما قيل، ثم تحول مالكياً مع ميل بيّن إلى فقه الشافعي في مسائل، ولا ينكر له ذلك فإنه ممن بلغ رتبة الأيمة المجتهدين، ومن نظر مصنفاته بان له منزلته من سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن "، اه. وقد ترجمه الحافظ ابن كثير في " طبقات الشافعية " قال: " ولا يشك أنه مالكي المذهب، والحامل على إيراده مع الشافعية قول أبي عبد الله الحميدي: كان يميل في الفقه إلى مذهب الشافعية، ومن جملة ميله تصنيفه في الجهر بالبسملة وانتصاره لذلك "، اه. وفي الرحلة الناصرية لابن عبد السلام: " يا عجباً من غيرة الشافعية على من رأوه حافظاً في مذهب غيرهم، فهذا السبكي ترجم لابن عبد الحكم وابن دقيق العيد وغيرهم من المالكية في " طبقات الشافعية " بل وترجموا للمجتهدين الذين

_ (1) ترجمة أبي عمر ابن عبد البر في الصلة: 640 وبغية الملتمس (رقم:1442) وجذوة المقتبس: 344 والمطمح: 61 والمغرب 407:2 والديباج: 357 وترتيب المدارك 808:4 وتذكرة الحفاظ: 1128 وعبر الذهبي 255:3 وابن خلكان 66:7 والشذرات 314:3. (2) هذا خطأ، وصوابه خمس وتسعون سنة وخمسة أيام.

لم يتمذهبوا إلاّ بالحديث كبعض أرباب الكتب الستة كابن خزيمة وأضرابهم "، اه. وأقول: من تتبع كتب ابن عبد البر علم أنه أبعد الناس عن التقليد الأعمى والاسترسال فيه، وتحقق أنه كان يختار مع اعتماده ورجوعه لأصول مالك ومذهبه رحمه الله، وأقل نظرة يرسلها الرجل في كتاب " فضل العلم " له ير الأمر جلياً. أروي فهرسته ومؤلفاته من طريق الحجري عن أبي الحسن ابن موهب عنه. ح: ومن طريق أبي علي الغساني عنه. ح: ومن طريق ابن أبي الأحوص عن ابن عمر خال ابن موهب عنه، وابن واجب عن ابن الفرس عن ابن عتاب عنه. 479 - ابن عبد السلام الناصري (1) : هو الإمام الفقيه المحدث المسند الرحلة الجماع نادرة المغرب ومسنده، أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد الكبير بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي التمكَروتي، أعلم علماء البيت الناصري بالفقه والحديث، وأوسعهم رواية وأجسرهم قلماً وأعلاهم إسناداً. يروي عامة عن شيخ الجماعة بفاس أبي عبد الله محمد بن قاسم جسوس، أجازه عامة سنة 1182، وتلامذته: ابن الحسن بناني أجازه عامة سنة 1182، والتاودي ابن سودة أجازه عامة سنة 1195، ومحمد بن أحمد الحضيكَي السوسي أجازه عامة سنة 1186 وغيرهم كأبي العباس أحمد بن محمد الورزازي التطواني، ومحمد بن أبي القاسم الرباطي شارح العمل أجازه عامة سنة 1198، وعن أكبر شيوخه بالمغرب في الصناعة الحديثية أبي العلاء العراقي الفاسي ولازمه وخالطه وبه تخرج، ولم تنقطع المواصلات بينهما بعد رجوعه

_ (1) انظر الأعلام بمن حل مراكش 189:5 والدليل: 56 - 57.

من فاس حتى فصل بينهما الموت. وقد وقفت على إجازات هؤلاء الشيوخ الستة له بخطوطهم في مجموعة إجازاته ما عدا الخامس، أوسعها وأنفسها إجازة العراقي، وهي عامة بتاريخ أوائل ذي القعدة عام 1182 قبل موته بسنة، ولعله آخر من عاش من أصحابه. إذ عاش الناصري بعده ستاً وخمسين سنة. وحج المترجم سنة 1196 وأجازه في رحلته تلك جماعة كالمعمر إسماعيل ابن عبد الرحمن الفجيجي الأغواطي وقاضي قابس أبي بكر بن أحمد بن تامر المعروف بكَنونوا والشمس محمد بن عبد الله المغربي المدني، ولعله أعلى من لقي في وجهته لأنه شارك عم أبيه أبا العباس ابن ناصر في الرواية عن البصري، والشمس محمد بن أحمد الجوهري المصري وسليمان الجمل ومحمد بن محمد النابلسي البخاري والشهاب أحمد البجيرمي والشمس محمد المنير ومحمد بن إبراهيم المصيلحي والشيخ محمد بن الست الشلبي وحسن الجداوي وأحمد بن موسى العروسي وأحمد بن عبد الوهاب السمنودي وسليمان البجيرمي وعبد الرحمن البناني ومحمد بن علي الصبان وأبي الحسن التونسي وإبراهيم النمرسي المغربي المصري وعبد القادر الأندلسي وغيرهم، جل الذين بمصر بدلالة أبي الحسن الونائي وأعظم من لقي بالمشرق وأعلم الحافظ مرتضى الزبيدي الحسني، صادف منه أكبر إقبال، وأجازه نظماً ونثراً، ووهب له عدة أسفار نادرة أخرجها من مكتبته وأعطاها له، وقد صار إلى مكتبتي بعضها والحمد لله، وأجازه جميع هؤلاء بجميع ما لهم من المرويات والمصنفات وقفت على إجازة جلهم بخطهم في كناشته، وساقها في رحلته الحجازية الكبرى وهي ممتعة في مجلدين كبيرين، استخرجت نسخة منها من خطه. ثم تدبج في هذه الوجهة مع الشهاب العطار محدث الشام والشيخ الأمير الكبير، أجاز كل منهما له كما جازهما هو أيضاً، وقد أسند عنه الشيخ الأمير في ثبته إسناد طريقة ابن ناصر حسب رواية المترجم لها عن عم أبيه أبي يعقوب يوسف بن محمد بن ناصر ثم حج سنة 1212 ودون في هذه الوجهة

الثانية رحلة أخرى صغيرة، وهي عندي أيضاً، وهي نادرة الوجود، وفي هذه الوجهة وقف على نسخة الصحيح التي بخط الصدفي في طرابلس الغرب كما ساق قصتها في كتابيه " المزايا " وفي الرحلة الصغرى، وقد نقلنا كلامه فيها عنهما في ترجمة الصدفي (انظرها) (1) ورأيته في إجازته لمحمد الصادق بن ريسون يقول: إن أجل من أجازه من المغاربة الشيخ جسوس، ومن المشارقة الحافظ مرتضى الزبيدي. للمترجم فهرسة نسبها له الأستاذ السنوسي وأبو عبد الله محمد بن قدور الزرهوني في إجازته له، وله مجموعة تضمنت استدعاءه الإجازة من مشايخه مغاربة ومشارقة، وعقبها الإجازة له بخطوطهم، وهي في مجلد تعرف بكناشة ابن عبد السلام الناصري، وقفت عليها ولخصت فوائدها وفيها درر، وله شرح على أربعين حديثاً من جمع شيخه الشمس محمد بن أحمد الجوهري المصري في ترك الظلم قال في أوله: " وهب لي الشيخ يعني الجوهري منها نسخة وكتب على ظهرها: أجزتكم بها وأرجو أن تشرحوها إذا وصلتم مع ذكر سندها ورتبتها والاقتصار على بيان المعاني مع الاختصار ما أمكن، فقلت له مشافهة: إني لست من خيل ذلك الميدان، ولا ممن يليق به أن يتجاسر على الأحاديث النبوية فيخط فيها ببنان ". نروي ما له من رواية وتصنيف من طريق جماعة من أعلام المغرب والمشرق الذين أجاز لهم: كالشهاب أحمد الدمهوجي والشهاب أحمد العطار والأمير الكبير وأبي الحسن علي بن عبد البر الونائي وعبد العليم الفيومي الضرير المصري، وعلماء فاس: الشيخ الطيب ابن كيران ومسند الرباط ابن التهامي ابن عمرو الأنصاري ومسند تطوان ابن الصادق الريسوني وصالح الفلاني ومحمد بن علي السنوسي الجغبوبي، كلهم عنه علمة. ومن طريق آخرهم نتصل به عالياً، وذلك عن الشيخ فالح المدني وغيره

_ (1) ص: 706 - 709.

عن السنوسي عنه، وهذا من أعلى الأسانيد إليه وأوثقها، وأتصل به عن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن محمد الصالح الجمني المطماطي عن الهاشمي الجمني المطماطي عن والده موسى بن عمر بن عبد اللطيف الجمني عن الأستاذ الكبير الرحلة محمد بن عبد اللطيف الجمني عنه. ح: وأروي ما له أيضاً عن المسند أبي النصر نصر الله الخطيب الدمشقي عن أبيه السيد عبد القادر بن عبد الرحيم عن أبي إسحاق إبراهيم باشا الاسكندري عن الشيخ الصالح عبد العليم الفيومي عن ابن عبد السلام. ح: وأروي عن الشيخ أبي النصر المذكور عن أبيه عن الشهاب أحمد بن علي الدمهوجي عن ابن عبد السلام بأسانيده. ح: وأروي ما لابن عبد السلام الناصري أيضاً عن شيخنا مسند الدنيا البدر عبد الله بن درويش السكري الدمشقي عن المعمر العلاّمة عبد اللطيف بن علي حمزة فتح الله البيروتي عن العلاّمة الصوفي عبد القادر الرافعي العمري الطرابلسي عن ابن عبد السلام الناصري. وأروي ما له أيضاً عن العالم الصالح أبي محمد عبد المعطي السباعي عن القاضي أبي الحسن علي بن عبد الصادق السويري عن أبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي دفين فاس عنه، فقد وقفت على إجازة المترجم له وهي عامة مطلقة، وبخصوص " المنح البادية " بتاريخ 2 صفر عام 1216، وعندي إجازة السنوسي العامة للسويري المذكور بخطه، وإجازة السويري المذكور للسباعي. ح: وأروي ما له أيضاً عن الفقيه الخامل الناسك أبي عبد الله محمد بن علي ابن سليمان الدمنتي بمراكش، عن المعمر نحو التسعين عبد الله الوزكَتي الزناكَي من آيت باهي، عن العلاّمة المعمر نحو المائة محمد العمري التمكَروتي عنه، وكان العمري خصيصاً به وهو الذي غسله بإيصاء منه، رحمه الله. وأروي عن الدمنتي المذكور أيضاً وأبي عبد الله محمد الأمين بن أحمد بن علي ابن يوسف الناصري التمكَروتي، كلاهما عن العلاّمة المعمر محمد بن علي بن الحسين بن عبد السلام الناصري الدرعي المتوفى سنة 1334 إجازة عامة

أوقفني عليها الأول مؤرخة بسنة 1320، وهو يروي عن المعمر أبي الحسن علي التدغي عن ابن عبد السلام الناصري أيضاً. مات ابن عبد السلام الناصري المذكور في صفر عام 1239، وقد أفردته بترجمة طنانة في كتابي " إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد ". وممن أجاز لهم المترجم عامة مروياته السلطان أبو الربيع سليمان بن محمد كما في فهرسته، وأبو الفيض حمدون ابن الحاج ومحمد بن منصور الشفشاوني الفاسي، كما في فهرسة الكوهن، وعبد الكريم بن عبد السلام الحضري الشفشاوني الفاسي وأبو عبد الله محمد البخاري ابن الحاج بو طاهر التبزاوي الفلالي وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن الشيخ الأموي المكناسي والمعمر البركة محمد بن أحمد بن موسى العلمي التازي المتوفى ببني وراين عام 1225، استفدت إجازته للأربعة من كناش ابن رحمون، وشيخ القراء بالقبائل الحوزية التهامي الأوبيري الحمري كما في " إتحاف الخلّ المواطي " له، وغير هؤلاء. وفي فهرس الكوهن إطلاق " خاتمة الحفاظ بالمغرب " على المترجم، ولا شك أن الحفظ ما دام نسبياً وعلى حسب الزمان والمكان فهو حافظ صقعه، ولم يكن في تلاميذ شيخه العراقي بالمغرب أشهر منه وأكبر سعة رواية وعلو إسناد وطول بحث وتنقيب وجمع ولقاء أهل الفن واغتباط بما عندهم، وقد ساق هو في رحلته الكبرى من إجازة شيخه أبي الفيض الزبيدي له قوله فيه: وقد سألتُ ربنا سبحانَهْ ... له على ما قَصَدَ الإعانهْ حتى يصيرَ حافظَ الزمانِ ... وعالماً بعلمهِ الربّاني وأقرب الناس إلى التسمية بالحافظ من الافريقيين بعده تلميذه الشيخ السنوسي، وقد كنت متشككاً في أخذ السنوسي عنه عامة، وإن سمعتها من

الشيخ فالح ودوَّن ما يقتضيها في ثبته حتى كتبت لحفيد الشيخ السنوسي وهو السيد الجليل الماجد أبو العباس أحمد الشريف ابن محمد الشريف بن الشيخ سيدي محمد بن علي السنوسي فأجابني من بلاد الأناضول ما حقق ذلك قائلاً: " وسألت حضرتكم عن إجازة الشيخ سيدي محمد بن عبد السلام ونجله للأستاذ ابن السنوسي، نعم فإن الوالد والولد كلاهما أجازه حين خرج من فاس، وقرأ عليهما في الحديث وغيره، وأجازه إجازة عامة مطلقة تامة في كل مقروء ومسموع، وإن شاء الله ترسل لكم صورة الإجازة مرة أخرى. وأخذ سيدي عن سيدي محمد بن عبد السلام القرآن الكريم بالقراءات السبع "، اه. ملخصاً من خطه من كتابه إليَّ، وبعد ذلك أرسل لي صورة إجازة المترجم المذكورة لجده وكذا إجازة ولده محمد المدني له أيضاً. 480 - ابن عبد السلام الفاسي (1) : هو خاتمة المنفردين بتحقيق توجيه أحكام القراءات بالمغرب، العالم النحوي التصريفي الجليل أبو عبد الله محمد ابن عبد السلام بن محمد بن العربي بن يوسف بن عبد السلام الفاسي لقباً وداراً المتوفى بفاس سنة 1214 عن نحو 85 سنة، وهو آخر أعلام الشجرة الفاسية، وكتابه " المحادي في علم القراءات " أوسع ما كتبه من تأخر في هذا العلم، وهو عندي بخط مؤلفه، وعندي منه نسخة أخرى بخط تلميذه أبي عبد الله السنوسي قرأ بها عليه. وله: طبقات المقرئين وفهرسة أشياخه المعتبرين نثرية، وأخرى منظومة، وتأليف في إثبات صحبة شمهروش الجني، وهو عندي بخطه في أربع ورقات. وهو ممن أجيز من الحافظ أبي العباس أحمد ابن عبد العزيز الهلالي السجلماسي، وهو آخر مشايخه، يروي في ثبته عن شيخه إمام القراءات بالمغرب أبي زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة الفاسي صاحب الفهرسة عن والده صاحب الفهرسة أيضاً بأسانيدهم. نتصل به في

_ (1) ترجم له الزركلي 77:7 (اعتماداً على فهرس الفهارس وحده) وانظر سلوة الأنفاس 318:2 والدليل: 267، 425.

إسنادنا القرآن الكريم ورواياته عن المعمر أبي عبد الله محمد المدعو حمان بن محمد اللجائي كَنبور اللجائي، عن المحدث المقري أبي عبد الله محمد بن أحمد السنوسي عن المترجم. ح: وعن العالم المعمر أبي محمد سالم بن العربي الحمري الجنيدي إجازة عن الزاهد الفقيه أبي الطيب بن أبي مهدي الطواجيني وولده أبي عبد الله محمد، فالوالد عن أبي محمد عبد الله السكياطي الشيظمي، والوالد عن أبي محمد التهامي الأوبيري الحمري، كلاهما عن ابن عبد السلام الفاسي. ح: وعن المقري الصوفي الناسك العالم العابد أبي محمد عبد الملك بن عبد الكبير العلمي الفاسي عن الأستاذ أبي حامد العربي بو عياد الفاسي عن إمام القراء بفاس أبي العلاء إدريس البدراوي الفاسي عنه. ح: وعن الأستاذ المعمّر الناسك أبي محمد عبد الله ابن عبد الحفيظ التلمسّي الشيظمي عن ولي الله الأستاذ أبي عبد الله محمد ازوين الأودي عن التهامي الأوبيري عنه أيضاً. وأروي القراءات عن المعمر الأستاذ أبي عبد الله محمد بن عبد السلام ابن حسين المزكَكلدي بفاس سنة 1319، عن شيخه الأستاذ الصالح أبي محمد عبد السلام الطويل، من مرن صوار، عن الفقيه أبي العباس أحمد التلمساني السماتي، عن ابن عبد السلام بسنده. وفي فهرسة ابن عبد السلام الفاسي المنظومة قال: أخذتُ عن سيدنا الأمامِ ... العالِم الدّراكَةِ الهمامِ شيخ الجماعة بقطرِ فاس ... الحسنيَّ عاطرِ الأنفاسِ الحافظُ النحرير ذو الإتقان ... الألمعيُّ عابد الرحمان عن الرضا والده أبي العلا ... ثم عن أبي الفدا شيخ الملا فالشبراملسي عليّ ثمّ عن ... الحلبيّ صاحبِ الهدْي الحسنْ

عن شمهروش صاحب الرسول ... عنه عن الأمين جبرئيل يعمهم ربهم أزكى سلامْ ... مع صلاةٍ مستمرةِ الدوامْ 481 ابن عبد الله المغربي (1) : هو العلاّمة النحرير المسند الشهير أبو عبد الله محمد بن عبد الله السجلماسي أصلاً، الفاسي مولداً وتعلماً، المدني هجرة، المعروف بالمغربي المالكي. حلاه شيخه أبو العباس بن مبارك في تعريف بخطه ب " صاحبنا وكبير أهل مجلسنا الفقيه الوجيه، العلامة النزيه، الدراكة الحافظ المتبحر في علمي المنقول والمعقول، أبو عبد الله محمد بن عبد الله السجلماسي " اه. قرأ بفاس وأخذ بها وأجيز من صاحب " المنح " وسعيد العميري وغيرهما، ثم رحل إلى الحجاز سنة 1125، وأخذ به عن أبي طاهر الكوراني وعبد الله بن سالم البصري وطبقتهما، وسمع على البصري مسند أحمد في ستة وخمسين مجلساً في الروضة الشريفة النبوية، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة. له كراسة في أسانيده تلقاها عنه الشمس محمد بن سالم الحفني وكان يجيز بها عنه، نرويها وكل ما له من طريق الحفني وولده المعمر الآتي إثره والشهاب الجوهري وغيرهم عنه عامة ما له، مات بالمدينة المنورة سنة 1141. 482 - ابن عبد الله المغربي الصغير (2) : هو المحدث الفقيه مسند عصره المعمر، محمد بن محمد بن عبد الله المغربي الأصل المدني المالكي، ولد الذي قبله، ولد سنة 1119، وصار عالم المدينة ومنارها، وشمس تلك الديار ونهارها. يروي عن والده، وشاركه في شيخه عبد الله بن سالم البصري، ولعله آخر تلاميذه في الدنيا. قال المترجم في إجازته للشيخ شاكر العقاد: " ومن أجلّ مشايخي في هذا الشأن مولانا الشيخ عبد الله بن سالم البصري، فقد أجازني بجميع مروياته عندما قرأت عليه أوائل الكتب الحديثية بمكة

_ (1) ترجمته في سلك الدرر 60:4. (2) ترجمته في حلية البشر 1240:3.

المكرمة، قرأتها عليه بالغيب من صدري من غير أن أنظر في كتاب ببصري، فأخذه الإعجاب إلى الغاية، ودعا لي بدعوات أرجو نفعها في البداية والنهاية "، اه. ويروي أيضاً عن الشمس محمد الدقاق الرباطي المدني وابن الطيب الشركَي، ومات بالمدينة المنورة نهار الجمعة 11 جمادى الأولى سنة 1201، وكان قد أقعد قبل موته بسنتين وأربعة أشهر، وبما ذكر من أخذه عن البصري وتأخره إلى أول القرن الثالث عشر تعلم ما في قول الحافظ الزبيدي في حق الشهاب الدمنهوري من شرح " ألفية السند " له: " هو آخر من بينه وبين الحافظ البابلي واحد "،اه فالمترجم بينه وبين البابلي واحد، بل الزبيدي نفسه بينه وبين البابلي واحد هم المعمر الزعبلي نروي ما للمترجم من طريق صالح الفلاني وشاكر العقاد وابن عبد السلام الناصري ورفيع الدين القندهاري وزين العابدين جمل الليل المدني والشهاب أحمد بن محمد الكردي الاصطنبولي الحنفي والشيخ محمد حسين بن محمد مراد الأنصاري السندي وغيرهم كلهم عنه بن عبد الله سقط المشرفي: (انظر حرف الميم في المشرفي) (1) . 483 - ابن عتيق (2) : هو أبو الحسن، أروي فهرسته من طريق أبي الحسن الغافقي عنه. 484 - ابن عتاب (3) : أروي فهرسته من طريق عياض عن ابنه أبي محمد عنه.

_ (1) رقم: 333 في ما تقدم. (2) لعل المقصود هنا هو علي بن أبي بكر عتيق القرطبي وكانت وفاته سنة 559 (صلة الصلة: 96) . (3) ابن عتاب هو أبو عبد الله محمد بن عتاب وابنه ابو محمد عبد الرحمن أحد شيوخ القاضي عياض (توفي سنة 462) ؛ انظر الغنية: 225، 286.

485 - ابن عجيل (1) : هو الإمام عالم اليمن المجمع على فضله وعرفانه أبو العباس أحمد بن موسى بن علي بن عمر بن عجيل اليمني، كان إماماً من أيمة المسلمين المنتفع بهم علماً وعملاً وجاهاً وبركة، حصل على ظهور تام بإقليم اليمن وذكرى فاخرة بما نشر من العلم، مع كمال العبادة والورع والزهد والتقلل من الدنيا إلى حد الغاية، ونفع الخلق والسعي في مصالحهم، مات 25 ربيع الأول عام 690، ودفن بقريته المعروفة ببيت الفقيه إلى الآن، ومن ذريته الفقهاء المعروفون ببني المشرع من بني عجيل. له ترجمة طنانة في " طبقات الخواص " للشهاب الشرجي وقال: " وله كتاب جمع فيه مشايخه وأسانيده في كل فن " اه وفي " حصر الشارد " أنه جمع فيه الأسانيد على اختلاف أنواعها، اه. أرويه من طريق سليمان بن إبراهيم العلوي عن أبيه إبراهيم بن عمر عن أحمد ابن أبي الخير الشماخي عن مؤلفه. 486 - ابن العجل (2) : بفتح العين وكسر الجيم على ما هو الصواب كما في " خلاصة الأثر " وغيرها. وفي شرح " ألفية السند " للحافظ الزبيدي: أحمد بن العجل ككتف، اه. وما في " المنح البادية " من أنه بضم العين وهم. هو صفي الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد العجل أبو الوفاء اليمني، الإمام الضرير العارف المسند المسلك الشهير، ولد سنة 983 وتوفي سنة 1074. أخذ عن والده محمد بن العجل وأجازه، وحج فأخذ عن شيوخ الحرمين كالقاضي جار الله ابن ظهيرة والمعمر حميد بن عبد الله السندي المدني، وأجازه من علماء زبيد الصديق الخاص ومسند اليمن الطاهر ابن الحسين الأهدل خاتمة الآخذين عن ابن الديبع بالسماع، ويروي بالإجازة

_ (1) طبقات الخواص: 13 - 17. (2) ترجمة ابن العجل في خلاصة الأثر 346:1.

أيضاً عن الإمام بدر الدين بن الرضي الغزي الدمشقي. قال المحبي في ترجمته من الخلاصة (1) : " وروايته عن البدر الغزي غير بعيدة بأن يكون أبوه استجاز له منه بالمكاتبة، ويكون إذ ذاك سنه سنة واحدة، فإن وفاة البدر سنة 984 وولادة صاحب الترجمة سنة 983 ومسافة الطريق سنة فصح ما قلته "، اه. وشملته إجازة جماعة منهم الشيخ قطب الدين الحنفي المكي والإمام يحيى الطبري والشيخ محمد بن عبد العزيز الزمزمي والشيخ محمد النحراوي الحنفي المصري وعبد الرحمن بن عبد القادر بن فهد وغيرهم، وصار مقصوداً للرواية والإرشاد وعمر حتى ألحق الأحفاد بالأجداد إلى أن مات. ومن عواليه روايته للقرآن الكريم عن حميد السندي عن ابن حجر المكي عن محمد بن أبي الحمائل السروري عن تابعيّ معمر من الجن عن صحابيّ جني عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن عواليه روايته عن يحيى الطبري المكي عن السخاوي والسيوطي وشيخ الإسلام زكرياء وعبد الحق السنباطي وعبد العزيز بن فهد، خمستهم عن الحافظ ابن حجر، وهو علو نفيس. ويروي يحيى المذكور عن جده الإمام محب الدين أبي المعالي محمد بن أحمد الطبري عن ابن الجزري والزين المراغي وعائشة بنت عبد الهادي والإمام أبي اليمن الطبري، ويروي محمد بن عبد العزيز الزمزمي عن أبيه رضي الدين وزكرياء والسيوطي وابن حجر الهيثمي والقسطلاني والبرهان بن أبي شريف وغيرهم. نروي ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي عن عبد الله بن أحمد دائل الضرير اليمني عن عبد الخالق الصنعاني عن ابن العجل. ح: وروى الحافظ مرتضى أيضاً عن السيد مشهور بن المستريح الأهدل اليمني وعلي الرحومي الزبيدي عن عبد الله بن عبد الباقي عن ابن العجل. ح: ونروي ما له عن السكري عن الكزبري عن الزبيدي عن عمر بن عقيل عن العجيمي عن ابن

_ (1) خلاصة الأثر: 347:1.

العجل إجازة لفظاً باستدعاء شيخه الشيخ علي الديبع له منه، وأمر بكتابة الإجازة فكتبها بأمره الشيخ عبد الله بن علي المزجاجي، وتوفي بعده بنحو أربعة أشهر. ح: وأخبرنا نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي عن ابن عقيلة عن أحمد بن البنا الدمياطي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى عبد القادر الصفوري الدمشقي عنه. ح: وأخبرنا الشهاب أحمد بن صالح السويدي عن الزبيدي عن ابن سنة عنه، وهذا أعلى. 487 - ابن عجيبة (1) : العالم العارف أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة اللنجري التطواني، صاحب التفسير الشهير في أربع مجلدات ضخمة، وحاشية الجامع الصغير للسيوطي، وشرح البردة والهمزية، والأربعين حديثاً في الأصول والفروع، وطبقات الفقهاء المالكية إلى زمانه على ترتيب وجودهم، وشرح الحصن وتأليف في الأذكار النبوية، وغير ذلك. يروي عامة عن التاودي ابن سودة ومحمد بن أحمد بنيس شارح الهمزية والشمس محمد بن علي الورزازي التطواني. وله فهرسة افتتحها بالكلام على نسبه وذكر آبائه ثم ذكر نشأته وتربيته، وفيها ذكر أن ولادته كانت سنة 1161، ثم ترجم لابتداء طلبه للعلم ثم لأسانيده في الحديث والفقه ثم لإجازات مشايخه المذكورين، ثم ترجم لذكر ما ألفه، ثم انتسابه لطريق القوم وتجرده وسياحته ومحنته، ثم سنده في طريق القوم، ثم ترجم لشهادة الاعلام له، ثم لمن أخذ عنه الطريق، وهي في نحو خمس كراريس، أتمها سنة 1224، وفيها مات عند إسفار يوم الأربعاء 7 شوال عام 1224 بالطاعون. نتصل به إجمالاً بمجرد اللقي والتبرك عن شيخنا الأستاذ الوالد عن ولده ولي الله الفقيه المفتي المعمر الناسك المرشد سيدي الحاج عبد القادر بن أحمد

_ (1) اليواقيت الثمينة: 70 ومعجم سركيس: 170 (وذكر ان وفاته في حدود سنة 1226) .

ابن عجيبة التطواني المتوفى 6 رمضان عام 1313، بداره بمدشر الزيج من قبيلة أنجرة ودفن هناك، عن الشيخ المبارك أبي الحسن علي اللغميش خليفة المترجم عنه ولم يدرك الحاج عبد القادر الأخذ عن والده لأنه تركه ابن ستة أشهر، كما كتب لي بذلك خليفته الفقيه المسن الصوفي الناسك القاضي أبو عبد الله محمد المفضل بن الحسن ازيات الخرشفي الخمسي أصلاً، الشفشاوني داراً، السعيدي انتقالاً، نفع الله به. ونتصل بالمترجم أيضاً في رواية تفسيره من طريق الحافظ السنوسي عن غير واحد من أصحابه عنه. 488 - ابن العربي (1) : هو الإمام القاضي مفخرة المذهب بل الإسلام أبو بكر ابن العربي المعافري الأندلسي دفين فاس، قال عنه تلميذه الحافظ ابن بشكوال: " الحافظ المتبحر ختام علماء الأندلس وآخر أيمتها وحفاظها "، وقال عنه الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في " شرح بديعية البيان ": " كان أحد الحفاظ المشهورين والأيمة المعتبرين من الثقات الأثبات "، اه. ترجمته معروفة. أروي فهرسته من طريق عياض وابن خير وابن بشكوال والحجري وابن حبيش والسهيلي كلهم عنه. ح: ومن طريق ابن أبي الأحوص عن القاسم بن عمر بن عبد المجيد عن غير واحد من أصحابه كابن حبيش والسهيلي وأبي عبد الله ابن الفخار كلهم عنه. 489 - ابن العزفي (2) : هو المحدث الجليل أبو العباس أحمد، له برنامج.

_ (1) ترجمة أبي بكر ابن العربي الفقيه في: الصلة: 558 والمطمح: 62 وبغية الملتمس رقم: 179 والغنية: 133 والمرقبة العليا: 105 والمغرب 249:1 والديباج: 281 وابن خلكان 296:4 وتذكرة الحفاظ: 1294 وعير الذهبي 125:4 وأزهار الرياض 262:3، 86 - 96 والنفح 25:2 والوافي 330:3 والشذرات 141:4 وجذوة الاقتباس: 160 ومقدمة العواصم من القواصم، ومقالتين لي نشرتهما بمجلة الأبحاث (بيروت 1963، 1968) . (2) هذا مكرر، إذ ذكر أبا العباس العزفي تحت مادة " العزفي " رقم: 462 وذكر ان له فهرسة.

490 - ابن عزوز (1) : هو صديقنا الإمام العلاّمة المحدث المقري الفلكي الفرضي الصوفي المسند الشهير الشيخ أبو عبد الله سيدي محمد المكي بن ولي الله سيدي مصطفى بن العارف الكبير أبي عبد الله محمد بن عزوز البرجي النفطي مولداً التونسي تعلماً القسطنطيني هجرة ومدفناً، ولد في حدود سنة 1270، وسماه بالمكي عمه الشيخ محمد المدني بن عزوز وكنّاه بأبي طالب تيمناً بأبي طالب المكي صاحب القوت (2) وقرأ بتونس وتصدر للتدريس بها، وولي الإفتاء ببلد سكناه نفطة عام 1297 وهو ابن 26 سنة ثم قضاءها، ثم انتقل إلى السكنى بتونس سنة 1309، وفي سنة 13 انقل إلى الآستانة فبقي بها إلى أن مات بها على وظيفة معلم الحديث الشريف بدار الفنون ومدرسة الواعظين. هذا الرجل كان مسند أفريقية ونادرتها، لم نر ولم نسمع فيها بأكثر اعتناءاً منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم والاطلاع على الخبايا والغرائب من الفنون والكتب والرحلة الواسعة وكثرة الشيوخ، إلى طيب منبت وكريم أرومة وكان كثير التهافت على جمع الفهارس وتملكها حتى حدثني بزاوية الهامل الشمس محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري الضرير عنه أنه اشترى ثبتَ السقّاط وهو في نحو الكراسين بأربعين ريالاً، وهذا بذلٌ عجيبٌ بالنسبة لحاله، وأعجب ما كان فيه الهيام بالأثر والدعاء إلى السنّة مع كونه كان شيخ طريقة ومن المطالعين على الأفكار العصرية، وهذه نادرة النوادر في زماننا هذا الذي كثر فيه الإفراط والتفريط، وقلَّ من يسلك فيه طريقَ الوسط والأخذ من كل شيء بأحسنه، عاملاً على قوله تعالى (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) وكانت وفاته رحمه الله

_ (1) انظر بروكلمان، التكملة 888:2 وإيضاح المكنون 60:1 والزركلي 330:7 (وفيه اعتماد على فهرس الفهارس) . (2) يعني كتاب " قوت القلوب ".

بالقسطنطينية العظمى سنة 1334، ورثاه جماعة من أدباء القطرين الجزائر وتونس بيدي بعضها. حلاه شيخ الإسلام بمكة الشهاب دحلان في إجازته له بقوله: " قد اشتهر في الأقطار بلا شكّ ولا مين، ولا سيما في الحرمين الشريفين، بالعلم والحلم نخبة العلماء الأعيان، وخلاصة الأعيان من ذوي العرفان، سراج أفريقية، بل بدر تلك الأصقاع الغربية، الأستاذ الكامل، جامع ما تفرق من الفضائل والفواضل " الخ. وهذه الحلاة نادرة من مثل الشيخ دحلان، يعلم ذلك من تتبع حلاه في إجازته لأهل المشرق والمغرب وهي كثيرة. وقال فيه عالم الطائف العلاّمة عبد الحفيظ القاري أثناء سؤال قدمه له: من نرتجي للدينِ يكشفُ غُمّةً ... عمّتْ على الإسلام بالإغماءِ غير ابن عزّوز إماماً للهدى ... بالحقّ يُفتي لا بأخذ رشاء من مغربٍ في مشرقٍ يبدي السنا ... في المطلعين له ضياً كذُكاء إن كان فينا قائمٌ فهو الذي ... بالعلم يرقى ذروة الجوزاء شيوخ المترجم يقرب عددهم من الثمانين، وهذه أسماء مجيزيه، منهم: 1 مجيزنا مسند الجزائر أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى وأخذ عنه أيضاً 2 السيد شيخ بن محمد بن حسين الحبشي الحضرمي، 3 شيخ الإسلام حميدة بن الخوجة التونسي، 4 العمعمر يونس وهبي أفندي قاضي العسكر التركي بالآستانة، 5 مجيزنا المعمر محمد فرهاد المدرس بها أيضاً، 6 محمد بن دلال اليمني الصنعاني، 7 المعمر أحمد أمين النويني الحسيني الشرواني، 8 أحمد دحلان، واستجازه أيضاً مكاتبة عام 1301، 9 بكري بن حامد العطار الدمشقي مكاتبة منه

10 - محمد بن أبي القاسم الخلوتي شيخ زاوية الهامل ببوسعادة بالجزائر، وهو شيخ سلوكه وإليه ينتسب، 11 أحمد بن إبراهيم بن عيسى السديري النجدي المكي، 12 الأمير محمد باشا نجل الأمير عبد القادر الجزائري، 13 المعمر محمد بن العنابي الحنفي الأثري علاء الدين، 14 علي بن نعمان الآلوسي، 15 محمد بن جعفر الكتاني مراسلة من المدينة، 16 والده جعفر بن إدريس الكتاني بالإجازة العامة لأهل العصر، 17 محمد أبو خضير الدمياطي المدني، 18 محمد المكي بن الصديق الخنكَي الجزائري، 19 الحاج محمد النوري بن أبي القاسم النفطي، 20 عمر اليزيدي النفطي، 21 علي بن سلطان القنطري، 22 عبد الرحيم دليم بن محمد بن المبروك بن عزوز، 23 إبراهيم البختري قاضي توزر، 24 عبد القادر بن البغدادي المجاجي التونسي، 25 إسماعيل حقي ابن إبراهيم الزعيمي المنستيري، 26 علي رضا بن سليمان الكريدي التركي، 27 عمر أحمد الأزهري، 28 محمد البشير بن الطاهر التواتي شيخ القراء بتونس، 29 أحمد السنوسي كبير مفتي قفصة، 30 الشيخ الشاذلي بن صالح التونسي، 31 شيخنا فالح الظاهري المدني بالعامة لأهل العصر، 32 محمد القزاح الشريف المساكني التونسي، 33 أحمد بن علي النفطي، 34 شيخنا عبد الجليل برادة، 35 مجيزنا علي بن ظاهر المدني، 36 محمد الربيع بن مبارك البلقيشي الجزائري، 37 والده الشيخ مصطفى بن عزوز، 38 علي بن عثمان، 39 محمد صالح بن محيي الدين الصوفي الادقي، 40 علي بن الحفاف مفتي الجزائر أجازه قبل موته بيوم، 41 محمد بن القزادري الجزائري، 42 علي بن عبد الرحمن خوجة الجزائري جده لأمه، 43 الشيخ ابن أبي القاسم الديسي الجزائري، 44 محمد الشريف التونسي، 45 محمد العربي بن محمد التارزي بن عزوز، 46 شيخنا حسين بن محمد الحبشي المكي مكاتبة منها، 47 ومجيزنا عمر بن الشيخ

التونسي، 48 محمد النجار المفتي المالكي التونسي، 49 وشيخنا سالم بو حاجب التونسي، 50 أحمد العمري مفتي العسكر العثماني في أسكودار من الآستانة، 51 مجيزنا أبو الخير محمد أحمد بن عابدين الدمشقي مكاتبة منها، 52 محمد الصالح بن محمد الجمني قاضي نفزاوة من بلاد الجريد التونسي، 53 محمد نور أمين الفتوى بالآستانة، 54 مجيزنا يوسف النبهاني مكاتبة، 55 عمر بن مصطفى بويراز الجزائري ثم التونسي، 56 محمد شكري بن حسين الأنفروي، 57 وشيخنا الأستاذ الوالد أجاز له باستدعائي له منه، 58 مجيزنا عالم مراكش محمد بن إبراهيم السباعي استجزته له عام 1331، 59 الشيخ عمر الطيبي الشريف المالكي رأيته أسند عنه في بعض إجازاته ثبت الأمير حسب روايته له عن الإمام، 60 محمد المرزوقي مفتي مكة عن الأمير فهرسته، 61 والشيخ محمد المكي المرزوقي رأيته أسند عنه أيضاً في بعذ إجازاته ثبت الأمير حسب روايته له عن ابن عم المترجم الشيخ محمد المدني ابن عزوز عن الشيخ مصطفى بن الكبابطي عن علي بن الأمين عن الأمير، ولإهمال المترجم سياق هذا السند والذي قبله في " عمدة الأثبات " أثبته هنا، 62 ومحمد بن عثمان بن محمد أحمد الكبير الطرابلسي الأصل الاسكندري داراً وقراراً، 63 وشيخنا الشيخ محمد الطيب بن محمد النيفر التونسي، 64 ومحمد السقاط التونسي أخذ عنه صلاة البرهان الرياحي عنه 65 وعلي بن صابر الوادي أخذ عنه صلوات ابن ملوكة التونسي عنه، ورأيت بخطه في طنجة استدعاءه الإجازة من عبد الله بن إدريس السنوسي عنده، وبمازونة استدعاءه الإجازة من عالمها الشيخ أبي راس المازوني، ولا أدري هل حصل عليهما منهما أم لا. وهذه الكثرة نادرة عن المتأخرين. وقد شاركته في نحو الخمسة عشر منهم وهم: علي بن موسى والخال وولده وفالح الظاهري وبرادة وابن

ظاهر والسيد الحبشي الكبير وابن عابدين وعمر بن الشيخ وبوحاجب والنبهاني والوالد والنيفر والسباعي وفرهاد الريزي، ويروي كما علمت عن الشيخين خالنا وأبي اليسر الهندي بإجازتهما العامة لأهل العصر فقط، وقد لقيتهما وسمعت عليهما وأجازا لي إجازة خاصة عامة شفاهية. ويروي عن برادة وابن ظاهر والحبشي والوالد وابن الخال والنبهاني والسباعي مكاتبة، وأروي عنهم شفاهاً، ويروي عن القاضي حسين السبعي الأنصاري بواسطتين وأكثر، وقد أجازني خصوصياً من الهند، ويروي عن الشيخ حسب الله المكي بواسطة، وقد لقيته شفاهاً وأجاز لي قبل ذلك مكاتبة. ولعل أعلى شيوخه إسناداً محمد أمين النويني فإنه يروي عن الوجيه الأهدل وتلميذه عابد السندي، ومن العجيب أنا لم نسمع به إلاّ منه مع أن وفاته تأخرت بعد العشرين. للأستاذ محمد المكي ابن عزوز: الصفح السعيد في اختصار الأسانيد وهو منظوم، وله أيضاً الثبت الجامع لأسانيده في كل فن، وعمدة الأثبات التي هي أفيد وأوسع ما كتب في هذه الصناعة ألفها باسمنا عام 1330 بالآستانة، ولعلها آخر ما ألف (انظر الكلام عليها فيما يأتي) (1) وله رسالة في أصول الحديث طبعت سنة 1332 بالآستانة، وله السيف الرباني وهو مطبوع بتونس، وله طريق الجنة في تحليات المؤمنات بالفقه والسنّة، وله الذخيرة السنية في الخزانة المدنية، ومورد المحبين في أسماء سيد المرسلين، وبرق المباسم في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم، ومغانم السعادة في فضل الإفادة على العبادة. ومما لم يتم عمدة الشيوخ في الناسخ والمنسوخ، والرحلة الهاملية، واختصار الشفا، وتعديل الحركة في عمران المملكة، والنصح المتين في زلقات العامة وبعض المتطلبين، ونظم جمع الجوامع، والفائدة في تفسير المائدة، والتفصيل الجامع في رفع الأصوات بالأمداح في المجامع، نظم الجغرافية التي لا تتحول بمقالبة الدول، وله غير ذلك.

_ (1) أنظر رقم: 477 في ما يلي.

أروي عن المذكور كل ما له من مؤلف ومروي ونظم ونثر إجازة عامة راسلني بها من الآستانة بتاريخ 22 ربيع الثاني عام 1329 وأشرك فيها معي أولادي، واستجازني أيضاً فأجزته رحمه الله رحمة واسعة، وطالت مكاتبتي ومراسلتي معه واتصالي به إلى أن مات، بحيث لو جمعت المكاتبات التي جرت بيني وبينه لخرجت في مجلدة متوسطة، وكلما تذكرت موته أظلمت الدنيا في عيني، رحمه الله رحمة الأبرار. 491 - ابن عطية الفاسي (1) : هو الشيخ الصوفي المسند العارف أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن عطية الزناتي الأندلسي السلوي ثم الفاسي دفين الرميلة من فاس. قال في " الصفوة ": " ممن له شهرة عظيمة بالصلاح، تلمذ له قوم، وأخذ هو عن أبي الحسن علي الحارثي وغيره. وله تأليف في الطريق " قلت: وله اختصار كتاب الجنة بشرط العمل بالكتاب والسنّة للشطيبي. أخذ عن القصار وابن عاشر والجنان وغيرهم، ولقي أبا العباس ابن القاضي وأبا الحسن علي بن عمران، وأخذ عن كلًّ جزءاً من مروياته، وابن حسون بسلا، واعتمد أبا الحسن الحارثي. له فهرس ذكر فيه مقروءاته ومروياته، قال عنها أبو محمد عبد السلام ابن الخياط القادري الفاسي في " تحفته ": " إنها تدل على اطّلاع عظيم لا ينحصر، وأنه وقف على أصل الفهرسة بخط يد مؤلفها، وأنها احتوت على مجلد ضخم مع الاختصار والضبط والإتقان والتحرير للمسائل، وما من مسألة تشتهي النفس أن تسمعها إلاّ أودعها فيها، وقد احتوت على اطلاع عظيم كأن الأمة قد جمعت في صعيد واحد وأخبر عنها خبر من علمها، فهي كالبحر والفهارس منها كالأنهار، جمع فيها طرق جميع من تقدّمه،

_ (1) قد عدَّ الكتاني مصادر ترجمته ومنها التقاط الدرر، والتنبيه، والتفكير والاعتبار، وسلوة الانفاس 369:1 وصفوة من انتشر: 80 ونشر المثاني وانظر الدليل: 314.

وذكر من الأسانيد المتصلة لعدد من طرق الصوفية نحو مائة طريق، وذكر أن الفقيه الشيخ سيدي محمد بن مولاي عبد الله الشريف الوزاني ذكر في إجازته لجد القادري المذكور أبي عبد الله محمد بن علال القادري ولشيخنا ووالدنا مولاي عبد الله الشريف أسانيد أخر في الطريق وفي رواية جميع الكتب العلمية، حسبما أخذ ذلك كله عن شيخه سيدي محمد بن عطية السلوي الأندلسي وأجاز له أن يروي عنه جميع ما احتوت عليه فهرسته حسبما وقفت أنا على الإجازة له مكتوبة على ظهر أول ورقة من فهرسة ابن عطية بخطه "، اه. مات المذكور عن سن عالية سنة 1052، ودفن بزاويته بالجبيل من حومة الرميلة بفاس وهو مترجم في " النشر " و " التقاط الدرر " و " الصفوة " و " التنبيه " وكتاب " التفكر والاعتبار " و " السلوة " وغيرها. نتصل به إجمالاً من طريق مولاي عبد الله بن إبراهيم الشريف عنه. 492 - ابن عطية (1) : هو الإمام الفقيه المشاور القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحيم بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي الأندلسي، مولده سنة 481 ووفاته عام 546، وهو صاحب التفسير المعروف بالوجيز الذي قال عنه ابن الخطيب في " الإطاحة ": " أحسن فيه وأبدع وطار بحسن نيته كل مطار "، اه. يروي عن أبيه أبي بكر غالب بن عطية وأبي علي الغساني وأبي عبد الله محمد بن فرج القرطبي المعروف بابن الطلاع وعبد العزيز

_ (1) ترجمة ابن عطية المفسر في صلة الصلة 2 والصلة: 367 ومعجم أصحاب الصدفي رقم: 340 وبغية الملتمس رقم: 1103 والديباج: 182 والقلائد: 208 والإحاطة 539:3 والنفح 526:2 والمرقبة العليا: 109 وبغية الوعاة 73:2 وبروكلمان، التكملة 732:1 والزركلي 53:4 ومقدمة كتابه التفسير الوجيز (وفي تاريخ وفاته اختلاف بين 541، 542، 546) .

ابن عبد الوهاب بن غالب القيرواني وأبي الحسن علي بن خلف بن ذي النون العبسي وأبي المطرف عبد الرحمن بن قاسم والحافظ أبي علي الصدفي وأبي الحسن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري وأبي محمد عبد الرحمن بن عتاب وأبي بحر سفيان بن العاص وأبي الحسين يحيى بن أبي زيد المرسي وأبي عبد الله محمد بن علي بن الثعلبي وأبي عبد الله محمد بن فتوح الأنصاري ومحمد بن منصور الحضرمي الاسكندري وأبي الحسن علي بن أحمد بن مكرز الأنصاري وأبي القاسم ابن الحصار المعروف بابن النحاس وأبي القاسم الهوزني وأبي محمد الالبيري وأبي حفص عمر بن خلف الهمداني وأبي جعفر الغساني والمازري وابن السيد البطليوسي وغيرهم. له برنامج في نحو أربع كراريس ترجم فيه لمشايخه المذكورين، وعدد مسموعاته عليهم وإسنادها، وهو عندي، ومنها نسخة أخرى بمكتبة الاسكوريال باصبانيا. قال عنه ابن الزبير في " التكملة ": " حرر وأجاد "، اه. وقال ابن الخطيب في ترجمته من " الإحاطة ": " ألف برنامجاً ضمه من رواياته وأسماء شيوخه وحرر وأجاد " اه. منها. أرويه وكل ما له من طريق ابن حبيش عنه. ابن عقيلة: هو محمد بن أحمد بن عقيلة المكي (انظر إسنادنا إليه في المواهب وعقد الجواهر والمسلسلات) (1) . 493 - ابن عون الحنفي الدمشقي (2) : له ثبت اعتمده الشيخ عبد الباقي الحنبلي في " رياض أهل الجنة " ولا أعلم عنه أزيد مما ذكر، ثم وجدت في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لعبد الحي بن العماد الحنبلي الدمشقي

_ (1) الأرقام: 207، 458، 498. (2) شذرات الذهب 73:8.

في وفيات عام 916 ترجمة الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عون بن مسلم بن مكي بن رضوان الهلالي الدمشقي الحنفي المعروف بابن عون مفتي الحنفية بدمشق فقال: " ولد سنة 855، وأخذ الحديث عن جماعة منهم الحافظ السخاوي والديمي، وترجمه الثاني في إجازته بالشيخ الإمام الأوحد المقري المجود العالم المفيد، وتفقه بجماعة منهم ابن قطلوبغا، وأخذ عنه ابن طولون، توفي ليلة الأحد 16 شوال بدمشق ودفن بباب الصغير قبل جامع جراح "، اه. فالظاهر أنه هو نتصل به من طريق ابن طولون عنه. 494 - عائشة المقدسية: هي شمس قلائد الاسناد، ملحقة الأحفاد بالأجداد، أم عبد الله عائشة بنت عبد الهادي المقدسية الصالحية، نروي ما لها من المرويات العالية بأسانيدنا إلى زكرياء والأسيوطي والكمال ابن حمزة كلهم عن التقي ابن فهد والكمال محمد بن محمد بن الزين عنها، وهي تروي مرويات الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي عن أم محمد زينب بنت عبد الرحمن البحري عنها. عجالة المستوفز والمجتاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أيمة المغرب والشام والحجاز للخطيب ابن مرزوق الجد (انظر محمد بن مرزوق) (1) . عذب الموارد في رفع الأسانيد (انظر المنجرة الكبيرة في حرف الميم) (2) . 456 - عقد الجوهر الثمين في الحديث المسلسل بالمحمدين: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه.

_ (1) رقم: 297 (ص: 521) . (2) رقم: 423 (ص: 568) .

457 - عقد الجمان في أحاديث الجان: للحافظ مرتضى الزبيدي أرويه بأسانيدنا إليه. 458 - عقد الجواهر في سلاسل الأكابر (1) : للشمس محمد بن أحمد بن سعيد بن مسعود المعروف بابن عقيلة المكي، ألفه كما قال في أوله في سلاسل مشايخه أهل الذوق والعرفان في طرق القوم، وهو ثبت في نحو كراسين، ذكر فيه الطريقة الخضرية والأحمدية والسطوحية والشطارية والقادرية وطريقة آل باعلوي والنقشبندية والعيدروسية والقادرية اليمنية، والقادرية من طريق المعمرين، والقادرية من طريق السقاف، والحبشية والخلوتية والنقشبندية من طريق آخر دون الذي سبق، والباعلوية والسهروردية والشاذلية والسعدية والرفاعية والقادرية من طريق أولاد الشيخ، مجموع الطرق التي ذكر فيها 18. روى فيها عن المسند محمد بن علي الأحمدي باعلوي عن الشيخ عيسى الشناوي عن الشهاب أحمد الشناوي بأسانيده وعن السيد سعد الله بن غلام السورتي الهندي والسيد عبد الله بن علي باحسين السقاف والسيد علي بن عبد الله العيدروس السندي وحسين بن عبد الرحيم المكي والشهاب النخلي والشيخ تاج الدين برهان المكي والشيخ قاسم بن محمد البغدادي الرومي. أرويه وكل ما له عن الشيخ السكري والشيخ محمد سعيد الحبال، وكلاهما تلقنت منه وألبسني الخرقة، كما فعل معهما كذلك شيخهما الوجيه الكزبري، كما فعل معه كذلك والده محمد بن عبد الرحمن الكزبري، كما فعل معه كذلك والده الشيخ عبد الرحمن الكزبري الكبير كما فعل معه كذلك الشمس ابن عقيلة وأجازه بأسانيده المذكورة في العقد. والثبت المذكور عندي منه نسخة، ومنه نسخة أخرى موجودة بالمكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 52.

_ (1) قد مرت ترجمة ابن عقيلة في رقم: 207 (ص: 607) .

459 - عقد اللآلي في الأسانيد العوالي: لأبي الحسن علي بن علي المرحومي الشافعي الضرير نزيل مخا من اليمن. أروي ثبته هذا عن السيد حسين الحبشي عن أبيه عن الوجيه الأهدل عن أبيه عن السيد أحمد بن مقبول الأهدل عنه، وبأسانيدنا إلى السيد مرتضى عن مشهور بن المستريح الأهدل الحسيني عنه. 460 - عقد اليواقيت الجوهرية (1) وسمط العين الذهبية بذكر طريق السادات العلوية: للإمام الصوفي المسند المعمر الصالح السيد عيدروس بن عمر الحبشي الباعلوي الحضرمي مسند اليمن في القرن الرابع عشر، المتوفى ليلة الاثنين 9 رجب سنة 1314 بالغرفة من حضرموت، وهو من أكبر الأثبات المطبوعة في الدنيا شرقاً وغرباً بعد ثبت أبي بكر ابن خير، اشتمل على جزءين: أولهما: في 149 صحيفة، وثانيهما في 144 صحيفة أيضاً، ترجم فيه لمشايخه من آل باعلوي الذين أخذ عنهم ببلاد اليمن مع من أخذ عنه منهم ومن غيرهم من أهل الحجاز وبلاد الاحساء والمغرب، وبالجملة فهو ديوان أخبار وتاريخ ووفيات لأهل القرن المنصرم وصدر الذي نحن فيه لا يعزز بثانٍ، ولاغتباطي به لما وقفت عليه كنت اختصرته في نحو كراسين سنة 1322. روى فيه عن أبيه وعمه والسيد أحمد بن عمر بن سميط ومحمد بن أحمد ابن جعفر الحبشي والحسن بن صالح بن عيدروس البحر والسيد عبد الله بن الحسين بن طاهر وعلي بن عمر السقاف وعبد الله بن علي بن شهاب الدين ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن حسين الحداد وأحمد بن علي بن هارون الجنيد وعبد الله بن عمر بن يحيى وعبد الله بن الحسين بن عبد الله بلفكَيه ومحسن ابن علوي السقاف وعبد الله بن الحسن بن عبد الله بن طه الحداد وعلوي بن سقاف بن محمد الجفري ومحمد بن حسين الحبشي المكي وعمر بن محمد بن

_ (1) ترجم له الزركلي 283:5 اعتماداً على الجزء الرابع من تاريخ الشعراء الحضرميين ونيل الوطر 4:1 وانظر نزهة النظر: 468.

سميط وأحمد بن محمد المحضار وعبد القادر بن محمد الحبشي ومحمد بن عبد الله ابن قطبان السقاف وعبد الله بن أبي بكر عيديد وعمر بن أبي بكر الحداد وعبد الله بن عيدروس بن عبد الرحمن البار وعمر بن زين الحبشي وعلوي بن عبد الله بن سهل الحبشي والحسن بن أحمد بن حسن الحداد وشيخ بن عمر بن سقاف وعمر بن عبد الله الجفري المدني، وتدبج مع السيد حسين بن عمر بن سهل مولى الدويلة وحامد بن عمر بافرج ومحمد بن إبراهيم بلفكَيه وغيرهم. وأخذ من غير الباعلويين عن الشيخ عبد الله بن أحمد باسودان وولده محمد بن عبد الله وعبد الله بن سعد بن سمير والمعمر الأجل الشيخ أحمد بن سعيد باحنشل الدوعني بقية تلاميذ مسند اليمن ومفتيه السيد سليمان الأهدل ولعله أعلى مشايخه إسناداً، إذ صحب باحنشل المذكور السيد سليمان إحدى عشرة سنة وأجازه إجازة عامة وعاش إلى عشر الستين بعد المائتين. ويروي صاحب العقد أيضاً عن سعيد بن محمد باعنتر وعبد الله بن مصلح الخراساني ومحمد بن حاتم بن عبد الرحمن الاحسائي مكاتبة من عمان والشهاب أحمد دحلان ومحمد بن محمد بن محمد السقاف باعلوي وعلي بن عبد القادر باحسين وولي الله الخامل محمد بن عمر بن عبد الرسول العطار المكي وعبد الله ابن عبد الباقي بن محمد الشعاب المدني ومحمد النور الإدريسي المغربي المدني والشيخ محمد العزب الدمياطي المدني وغيرهم. أروي فهرسه هذا عن أبي الحسن علي بن ظاهر، مكاتبة من المدينة، والسيد محمد بن سالم باهارون التريمي، كتابة من مكة، والسيد أبي بكر بن عبد الرحمن الباعلوي، كتابة من الهند، ثلاثتهم عنه، مكاتبة للأول من الغرفة من تريم من أرض اليمن سنة 1311، وشفاها للثاني والثالث. ح: وأرويه أيضاً عن السيد عمر بن شطا الدمياطي المكي والسيد حسين الحبشي الباعلوي، شفاها منهما بمكة المكرمة، وهما عنه إجازة، مكاتبةً للأول ومشافهة للثاني.

وأجازني به أيضاً الشهاب أحمد بن حسن العطاس، مكاتبة عن مؤلفه شفاها، وأروي عنه باعتبار إجازته العامة لأهل العصر التي أخبرني بها الشيخ أحمد بن عثمان العطار، رحمه الله. وعلى هذا السيد المدار اليوم في اليمن في علم الإسناد والتحديث خصوصاً عند السادات آل باعلوي. ومن ألطف ما وقع في إجازة العارف السيد أحمد ابن محمد المحضار الباعلوي الدوعني اليمني له قوله: " إن السيد عيدروس ابن عمر الذي أخرج شطأه بأبيه عمر فآزره بعمه محمد فاستغلظ بابن سميط فاستوى على سوقه بحسن بن صالح يعجب الزراع من بقية الآل والأشبال " اه. فائدة: روايتنا للعقد المذكور عن الشيخين محمد بن سالم السري مكاتبة، وعمر شطا شفاهاً بمكة، كلاهما عن مؤلفه، شفاها للأول ومكاتبة للثاني، في حكم ومنزلة الرواية بالسماع عن السماع؛ قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر في معجمه ": " كان محمد بن أحمد بن عرام الاسكندري يقول: إذا سمعت الحديث من شيخ وأجازنيه شيخ آخر سمعه من شيخ رواه الأول عنه بالإجازة فشيخ السماع يروي عن شيخ الإجازة وشيخ الإجازة يرويه عن ذلك الشيخ بعينه بالسماع، كان ذلك في حكم السماع على السماع " اه. قال السيوطي إثره: " وشيخ الإسلام يصنع ذلك في أماليه وتخاريجه، فظهر لي من هذا أن يقال إذا رويت عن شيخ بالإجازة الخاصة عن شيخ بالإجازة العامة وأروي عن آخر بالإجازة الخاصة عن الإجازة الخاصة ن مثال ذلك أن أروي عن شيخنا أبي عبد الله محمد بن محمد السكري، وقد سمعت عليه فأجاز لي خاصة عن الشيخ جمال الدين الاسنوي فإنه أدرك حياته ولم يجزه خاصة، وأروي عن الشيخ أبي الفتح المراغي بالإجازة العامة عن الأسنوي بالخاصة " اه.

461 - عقود اللآلي في الأسانيد العوالي (1) : المتصلة بشيوخ الشيوخ الشيخ محمد شاكر بن علي بن سعد مقدم سعد العمري الشهير بالعقاد الدمشقي الحنفي، جمع تلميذه مفتي الشام الشمس محمد بن عمر بن عابدين الحنفي الدمشقي، أتمه سنة 1221، وهو ثبت نفيس جامع في مجلد وسط طبع الشام (في ص 192) رتبه مؤلفه على ثلاثة أبواب وخاتمة: الباب الأول: في ذكر الأشياخ وتراجمهم وصور إجازاتهم. الباب الثاني: في ذكر بعض المسلسلات. الباب الثالث: في ذكر الأسانيد في الكتب الستة وبعض المسانيد وغيرها من الكتب الشرعية. وأتبعه بفصل ذكر فيه سند العقاد في الفقه الحنفي والخاتمة في ذكر بعض أسانيد طرق الصوفية والإلباس والتلقين. ذيله مجيزنا الشيخ أبو الخير ابن عابدين بإجازات عمه الشمس ابن عابدين وأسانيده وترجمته. نروي ما فيه بأسانيدنا السابقة إلى ابن عابدين عنه، وأعلى من ذلك عن شيخنا السكري عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن شاكر العقاد. ولد العقاد المذكور شسنة 1157 ومات سنة 1222، يروي عن الشمس الكزبري والوجيه الكزبري الكبير والمنلا علي التكماني الدمشقي والشهاب أحمد بن عبد الله البعلي الحنبلي وعلي الداغستاني والمعمر علي السليمي ومصطفى

_ (1) ترجمة العقاد في الزركلي 27:7 وهو يعتمد على عقود اللآلي نفسه ص: 7، 192 - 196.

الرحمتي والشهاب العطار وإبراهيم بن خليل الغزي الصلحاني، ومن مجيزيه عامة من الواردين محمد بن سليمان الكردي المدني ومحمد التافلاتي المقدسي والشمس والبخاري النابلسي والوجيه العيدروس والمعمر منصور السرميني الحلبي وإسماعيل بن محمد القسطنطيني المشهور بكاتب زاده، ومن مجيزيه بالمكاتبة إبراهيم بن مصطفى الحلبي القسطنطيني ومحمد بن محمد بن عبد الله المغربي المدني وأبو الحسن السندي المدني الحنفي وعبد الرحمن الفتني والشهاب الملوي والجوهري والحفني وعطية الأجهوري والشمس السفاريني النابلسي الحنبلي وغيرهم. 462 - عقود الآلي في الأحاديث المسلسلة والعوالي (1) : للحافظ ابن الجزري. قال في خطبتها: " أما بعد فهذه أحاديث مسلسلات صحاح وحسان، وعوالي صحيحة عشارية غالية الشان، لا يوجد في الدنيا أعلى منها، ولا يحسن بمؤمن الإعراض عنها، إذ قرب الإسناد وعلوه قرب من الله ورسوله، ثم إني أختمها باتصال تلاوة القرآن العظيم إلى النبي الكريم، ثم باتصال الصحبة، ولبس خرقة التصوف العالية الرتبة. ألفتها برسم سلطان الإسلام، مولى ملوك الأنام، معلي كلمة الإيمان، مقر الملة والشريعة والدين شاه رخ بهادر سلطان، نصر الله به الإسلام على ممر الزمان " الخ، افتتحها بحديث الأولية. أرويها بالسند إلى السيوطي عن أبي القاسم عمر بن فهد وأبيه تقي الدين محمد عن مخرجها الحافظ ابن الجزري.

_ (1) ابن الجزري: محمد بن محمد بن محمد بن شمس الدين الدمشقي (توفي سنة 833) ؛ انظر ترجمته في الضوء اللامع 9: 255 وغاية النهاية 2: 247 وطبقات الداودي 2: 59 وذيل تذكرة الحفاظ: 376 وطبقات الحفاظ: 543 والشذرات 7: 204 والأنس الجليل 2: 109 ومعجم سركيس: 62 وبروكلمان، التكملة 2: 274 والزركلي 7: 274.

463 - عقد الجوهر الثمين في الحديث المسلسل بالمحمدين: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه. 464 - عقود الأسانيد: لأبي عبد الله محمد أمين السفرجلاني الدمشقي إمام ومدرس جامع السنجقدار، هو ثبت منظوم طبع بالشام سنة 1319، روى فيه مؤلفه حديث الأولية عن علي الحلواني الرفاعي عن محمد بن مصطفى الرحمتي عن أبيه عن العارف النابلسي عن شمهروش الجني عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى الصحيح مسلسلا بالمحمدين عن محمد بن أحمد المنيني عن محمد الجوخدار عن محمد سعيد الحلبي عن محمد بن عبد الرحمن الكزبري بسنده، وروى عامة عن محمود الحمزاوي وأحمد مسلم الكزبري وسليم العطار ومحمد العطار وأبي الخير الخطيب وعلي الحلواني وأحمد المنير الشافعي ومحيي الدين العاني ومحمد الجوخدار ومجيزنا عبد الحكيم الأفغاني ومحمد المنيني العثماني وبكري العطار وغيرهم. وروى الطريقة الشاذلية و " دلائل الخيرات " عن جده عن عمه صالح المعمر عن جده عبد الرزاق عن محمد بن علي السفرجلاني عن محمد المسطاري المكناسي عن سيدي أبي القاسم السقياني دفين واد رضم عن الشيخ أبي عبيد محمد الشرقي دفين جعيدان، وروى الطريقة الأكبرية عن علي المنير عن أحمد ابن سليمان الأروادي، وروى الرفاعية عن علي الحلواني عن حسين الدجاني عن سليم الدجاني بأسانيده، وروى القادرية عن عبد الفتاح الزعبي، والطريقة الخلوتية عن الحلواني عن الدجاني وعن محمد صالح عن محمد المهدي المغربي عن علي بن عيسى عن الشيخ ابن عبد الرحمن الزواوي عن الحفني، والنقشبندية عن الحلواني عن الأروادي عن مولانا خالد الكردي، والطريقة الإدريسية عن محمد الدندراوي وصاحبنا الشيخ محمد صالح الدويجي المكي، كلاهما عن عم الثاني الشيخ إبراهيم الرشيد عن سيدي أحمد بن إدريس. شاركت محمد أمين المذكور في بعض شيوخه كالأفغاني والزعبي، وأروي عن أصحاب

جل من ذكر من أشياخه ما روى عنهم، وعن أشياخ أشياخ أشياخه جميع ما ساق من طريقهم. 465 - العقد الفريد في اتصال الأسانيد: هو ثبت العلامة إبراهيم بن أحمد الحسني العلوي الشهير بابن قضيب البان، كان موجودا عام 1204 موجودة منة نسخة بالمكتبة التيمورية بمصر، بآخره إجازة من مؤلفه للعلامة السيد محمد طاهر الجزائري بخطه كتبها له سنة 1204 وعليها خاتمه، انظر قسم المصطلح نمرة 58. 466 - العقد المكلل بالجوهر الثمين في الذكر وطرق الالباس والتلقين: للحافظ مرتضى الزبيدي دفين مصر، هو كتاب جليل الفائدة في الطرق الصوفية المعروفة على عهده في بلاد الإسلام وبيان أعمالها وسلاسلها، في نحو العشر كراريس، ظفرت به في مكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة واستنسخته منها، رتب فيه الطرق على حروف المعجم، ألفه باسم أبي الحمائل محمد بن علي بن أحمد الموجه، افتتحه بمقامات في الذكر وآدابه والتلقين وشروطه وكيفياته والأخذ والرابطة ونحو ذلك، اشتمل على نحو مائة وثلاثين طريقة. نرويه بأسانيدنا إليه (وقد سبقت في اسمه وألفيته وغيرهما) ونرويه عاليا عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي، لقنني وصافحني وأجازني كما فعل معه كذلك الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عن السيد مرتضى كذلك بأسانيده. 467 - العقد المكلل بالدر العقياني في إجازة أولاد شيخنا الغرياني: ثبت مهم للحافظ مرتضى الزبيدي الحسيني، ألفه باسم محمد الصالح ومحمد السوسي ومحمد الشاذلي أبناء شيخه مسند تونس المحدث الشمس محمد بن علي الغرياني، وهو في نحو كراسين أتمه عام 1194، ساق فيه أولا حديث الأولية، ثم عدد أسانيده المتنوعة إلى السيوطي والسخاوي وابن حجر والبخاري

ثم عدد ما اتصل به من المسلسلات، ثم عدد مشاهير الطرق التي اتصلت به، وختمها بفوائد ولطائف، وهي إجازة حلوة وقفت عليها في تونس بخطه، وتسميتها بما ذكر على أول وجه منها، واستنسختها بحمد الله، نرويها بأسانيدنا إليه وهي معروفة. 468 - العقد الثمين الغال في ذكر أشياخي ذوي الإفضال: هو ثبت منظوم صغير للحافظ مرتضى الزبيدي ألفه باسم الشيخ شمس الدين بن فتح الفرغلي المصري، قال في أوله: يقول راجي العفو عما قد مضى ... محمد نجل الحسين المرتضى الحمد لله على وصل السند ... إليه بالرفع الصحيح المعتمد إلى أن قال: راسلني بنظمه ونثره ... جواهرا مكنونة من سره يحث في إنجاز ما وعدت له ... إجازة حافلة مطوله حاوية لذكر أشياخ اليمن ... ومن إليهم نسبي طول الزمن سميتها " العقد الثمين الغالي " ... في ذكر أشياخي ذمي الإفضال نرويه بأسانيدنا إليه وهي معروفة. 469 - عقيلة الأتراب في سند الطريقة والأحزاب: للحافظ الزبيدي أيضا، نسبه له الجبرتي في ترجمته وقال: صنفها للشيخ عبد الوهاب الشربيني، نرويها بأسانيدنا إليه وهي معروفة. 470 - العقد الثمين في مشيخة خطيب المسلمين: للحافظ أبي الخير السخاوي المصري، أرويها بالسند إليه (انظر حرف السين) (1) .

_ (1) رقم: 562 في ما يلي.

471 - العقد النضيد في متصل الأسانيد (1) : للحافظ عبد الكريم بن عبد الله اليماني الصنعاني، أرويه عن الشيخ سيدي محمد المكي ابن عزوز عن السيد محمد بن دلال اليمني الصنعاني عنه، وفي " عمدة الإثبات " تحلية جامعه بالحافظ فتتبعه. 472 - العقود اللؤلؤية في الأسانيد العلوية (2) : للعلامة نادرة العصر السيد أبي بكر ابن شهاب العيدروس الباعلوي الهندي، ألفه في الآستانة، وطبع بإشارة الأمير العارف السيد فضل بن علي بن سهل مولى الدويلة، وهو ثبت مشجر مجدول، عجيب في أسلوبه غريب في بابه، وطبعه في غاية النفاسة. أرويه عن مؤلفه إجازة مكاتبة، وأرسل لي منه نسخة من الهند إلى فاس، جزاه الله خيرا. 473 - العجالة النافعة (3) : للعلامة المحدث المسند سراج الهند ومحدثه وعالمه الشيخ عبد العزيز بن أحمد ولي الله الدهلوي الهندي، ولد سنة 1150 ومات سنة 1239، على ما في " عون المعبود على سنن أبي داوود " وفي ترجمته من " اليانع الجني ": " أخبرت أنه توفي سنة 1249 والله أعلم " اه. وفي " القول الممجد على موطأ محمد ": " المتوفى على ما قيل سنة 1239 " اه. أخذ عن أبيه وشملته إجازته وعنايته، وأخذ بعده عن جماعة من أصحابه

_ (1) عبد الكريم بن عبد الله بن محمد، أبو طالب توفي سنة 1309 وقد ترجم له تلميذه الجرافي ترجمة وافية نقل عنها مؤلف نزهة النظر: 364 - 365 وعدَّ من مؤلفاته تفسير القرآن في أربعة مجلدات والعقد النضيد في الأسانيد (وهو المذكور هنا) والتخصيص المنتزع من معاهد التنصيص وغيرها. (2) قد جرى تخريج مصادر ترجمته تحت رقم: 36 (ص: 146) . (3) ذكر المؤلف مصادر ترجمة عبد العزيز الدهلوي وهي: إتحاف النبلاء ونهاية الرسوخ واليانع الجني (ص: 73 بحسب ما أورده الزركلي 4: 138) وانظر أيضاً إيضاح المكنون 1: 182.

كالشيخ محمد عاشق الفلتي والشيخ محمد أمين الكشميري الدهلوي، تدارك بهم ما فاته عن أبيه. ألف التصانيف العجيبة، منها في الفن كتابة بستان المحدثين، قال في " اليانع الجني ": " جمع فيه علوم الحديث مهذبة، واختصرها منقحة، وله التفسير المسمى فتح العزيز، والتحفة الاثنا عشرية في الرد على الرافضة والشيعة، وله في الباب ثبت سماه " العجالة النافعة " ألفه في أسانيده. وترجمة الرجل عريضة انظر تفاصيلها في " اليانع الجني " و " إتحاف النبلاء " للأمير صديق حسن و " نهاية الرسوخ " للشيخ شمس الحق الهندي. أروي كل ما له عن الشيخ الوالد وغيره عن الشيخ عبد الغني عن والده الشيخ أبي سعيد والشيخ محمد إسحاق الدهلوي كلاهما عنه. ح: وأرويها عاليا عن الشيخ أحمد رضا علي خان البريلوي الهندي عن المعمر آل الرسول الأحمدي الهندي عنه. ح: وعن الشيخ عبد الباقي اللكنوي وأحمد بن عثمان العطار عن مولانا فضل الرحمن الهندي المعمر عن الشيخ عبد العزيز عاليا. 474 - العجالة: ثبت صغير للشهاب أحد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي ذكر فيها أسانيده في حديث الأولية والمصافحة والمشابكة والمسلسل بالمحبة وثلاثيات البخاري ودلائل الخيرات، وهي في أربع ورقات، وقفت على نسخة منها وإثرها إجازة الهلالي بها للقاضي مولاي الفضيل ابن علي العلوي السجلماسي، ثم إجازة المجاز المذكور لمحمد الأمين بن جعفر الصوصي بها بتاريخ 1214، ثم إجازة المذكور للتهامي ابن رحمون بها. نرويها بأسانيدنا إلى الهلالي (انظر حرف الهاء) (1) . 475 - العروس المجلية بسند حديث الأولية: للحافظ مرتضى الزبيدي، أرويه بأسانيدنا إليه.

_ (1) انظر رقم: 617 في ما يلي.

476 - عمدة المنتحل وبلغة المرتحل (1) : للحافظ تقي الدين أبي الفضل الشيخ محمد بن نجم الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن فهد الهاشمي المكي، أحد حفاظ الحجاز المشاهير الذين عرفوا بالاعتناء والجمع وكثرة السماع وكتبوا عمن دب ودرج. قال عنه الحافظ السخاوي: " أكثر من المسموع والشيوخ وجد في ذلك وجمع له ولده معجما وفهرسا استفدت منهما كثيرا " اه. ومن مصنفاته في السنة وعلومها نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب، جمع فيه بين تهذيب الكمال ومختصريه للذهبي وابن حجر وغيرهما، والنور الباهر الساطع من سيرة ذي البرهان القاطع في السيرة النبوية، والجنة باذكار الكتاب والسنة، وطرق الإصابة بما جاء في الصحابة، وغاية القصد والمراد من الأربعين العالية الاسناد، ولحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، وهي التي ذيلها حفيد ولده الحافظ جار الله بن فهد بكتابة " تحفة الايقاظ بتتمة ذيل طبقات الحفاظ " وغيرها، وقد تقدمت ترجمته. وكتابه العمدة هذا هو ثبت ضمنه أسانيد أربعين حديثا من أربعين كتابا لأربعين إماما رواها بالسماع عن أربعين شيخا متصلين بأربعين صحابيا، منهم العشرة والعبادلة، مرتبة أسماء هؤلاء الصحابة على حروف المعجم، مع إخراج حديث كل من أصحاب المذاهب الأربعة والكتب الستة، وأردفها بأحاديث عشارية الاسناد وحكايات وأناشيد، فرغ منه سنة 804. توجد منها نسخة بالمكتبة الخديوية المصرية بخط الحافظ نجم الدين عمر بن فهد أتم كتابتها بمكة سنة 867، أرويها بأسانيدنا إلى القاضي زكرياء الأنصاري عنه. وذكر الشيخ عبد الباقي الحنبلي أنه يرويها عن الشهاب المقري عن أحمد بن القاضي عن عبد العزيز بن فهد عن عمه تقي الدين صاحب العمدة هذه. قلت:

_ (1) ترجمة أبي الفضل ابن فهد (- 871) في البدر الطالع 2: 259 ومقدمة ذيل تذكرة الحفاظ: 2 والزركلي 7: 277.

وقع له فيه قلب فإن ابن القاضي يروي عن عبد الرحمن بن فهد عن عمه جار الله بن عبد العزيز عن والده العز عن التقي المذكور، هذا هو الصواب في سياقه. 477 - عمدة الإثبات في الاتصال بالفهارس والإثبات (1) : للأستاذ العلامة المحدث المسند المتبحر النظار الشيخ أبي عبد الله محمد المكي ابن عزوز التونسي دفين الآستانة العلية، وهو اسم الثبت الذي ألفه باسمنا، قال في أوله: " الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد فإن أندر العلوم في هذا الزمان علم الحديث ومعالم السنة مع كونه أرفعها وأشرفها وأنفعها، إذ لا يقبل تحرير أي مسألة من مسائل الدين ومطالع اليقين إلا به، ولا يعتد بعمل صالح إلا ما كان يسير فيه على منهاجه، حتى إنه لا يقال زيد عالم في الحقيقة إلا إذا كان عالما بهذا الشأن وما سواه فعالم مجازا: وما قلت الطلاب إلا لأنه ... إذا عظم المطلوب قل المساعد وبهذا ثبت مدلول الحديث النبوي: بدأ الدين غريبا، فبينما أنا آسف وباك، وإلى الله شاك، إذ جاءت الركبان والبريد من أقاصي البلدان بأخبار تنعش الروح وتداوي القلب المجروح بإحياء السنن وإفاضة المنن من منابع عرفانية ومطالع ربانية من صفوة العصر زينة المغرب السادات الكتانية، وتواترت الأخبار وانتشرت الآثار، فحمدنا الله على وجود الطائفة القائمة بأمر الله الداعية إلى الله الهادية على بصيرة إلى منهج رسول الله، ومن رجالها الكاملين وأطوادها الراسخين حضرة العلامة المكين ذي الفهم المتين والنصح المبين أبي عبد الله الشيخ سيدي محمد عبد الحي بن العلم الشهير البدر المنير جمال العارفين وبهجة الواصلين سيدي عبد الكبير الكتاني الحسني الإدريسي، أفاض الله على العالم بركاتهم، وأضاء في الخافقين نور مشكاتهم، وقد تنازل

_ (1) قد تقدمت ترجمة ابن عزوز برقم: 490 (ص: 856) .

تواضعا للعبد الحقير يطلب إجازته، كيف يطلب البدر من الثرى ضياء، أو يستقي البحر من الساقية ماء! ثم إني أعدها من نعم الله على عبده العاجز حيث وجه إلي همة هذا الأستاذ في أخذ ما أمضيت فيه العمر الثمين وجلبته من مشارق الأرض ومغاربها من الاتصالات بأيمة الإسلام في تصانيفهم ومسلسلاتهم ولطائف ما أنتجت مساعيهم بالجد والاجتهاد وما والى ذلك من الإفادات، حتى لا أوصف يوم القيامة بكتم العلم، ولا أتحسر لعدم إيداع ما لدي لأهل العقل والحلم، وإن كان تلقى مني زمر وجماعات، وأفراد تعد بالمئات، فإن لهذا السيد درجة ممتازة في تطويقه قلادة الإجازة، لأنه من أئمة هذه الصناعة، ومن الداعين إلى التعلق والتخلق والتحقق بالأنفاس النبوية، فهو ممن يقول ويعمل لا كمن يأخذ ويعطي الإجازة ويدرس الصحيحين ولا يقتدي بما فيهما ولا يعتمد على إفادتهما استغناء بأوهام الآراء وعصارة الأذهان، والسلاح إنما يعمل في يد من يقاتل به، وإلا فهو كمغزل في يد امرأة، فأجبت الأستاذ المذكور وأنا في خجل، ومثله لا يجاز كما يجاز سواه من نشر الأسانيد لكل كتاب، فمن ألمعيته أنه رفع الإشكال بأن نقتصر على وسائطنا لأصحاب الفهارس وإن كان بما لديه غنية عن بضاعتنا المزجاة، وإنما الأعمال بالنيات. ثم صرح بالإجازة العامة لي ولأولادي ولنسلي متمثلا بقول من قال: إجازة تعمه ونسله ... حاوية معنى الذي سيقت له ثم ذكر أن الذين أجازوا له عامة ينوف عددهم على الثمانين شيخا، منهم نحو اثني عشر بالمراسلة والباقي شفاها، ثم افتتحا بسند حديث الأولية، ثم بذكر أسانيد الاثبات بعد ترتيبهم على حروف المعجم، وذلك وفق اقتراحي كما ذكر، فغاية ما ذكر منها نحو 148، وأما باعتبار مؤلفيها فعدد من ذكر 129، لأن بعضهم له فهارس متعددة كمرتضى والكوراني وابن عقيلة، ثم ساق إسناده العالي في القراءات من طريق الجن عن شيخه علي بن

الحفاف الجزائري ثم إسناد المسلسل بالفاتحة، ثم المسلسل بأني أحبك فقل، ثم المسلسل بالمحمدين، ثم إسناد الصحيح مسلسلا بالمالكية وسند الفقه المالكي من طريق آله مسلسلا بالعزوزيين، ثم المسلسل بالاشراف، ثم السند العالي للصحيح من طريق المعمرين، ثم إسناده أيضا بالطريق الكشفي، ثم السند الأعلى من طريق شمهروش ثم سند آخر عال كشفي، ثم المسلسل بيوم العيد، وكتبه لنا يوم العيد عام 1329 قصدا، ثم ساق إسناد مشابكة نبوية عالية السند، وكنت تلقيتها قديما عن بعض أصحابه، وذكرتها عنه بواسطة في بعض تصانيفي المطبوعة، وقال في آخرها: " وحيث أن إجازتنا كتابية هذه لا لقائية فإني شابكت هنا يدي ناويا بذلك النيابة عنكم اقتداء بفعل المصطفى عليه السلام في وقعت الحديبية " ثم ساق إسناده في صلاة الرياحي وصلوات ابن ملوكة، ثم مسلسل بآخر سورة البقرة ذكر فيه مبشرة نبوية له، ثم بعض دعوات لقنها في عالم الأرواح، وهي في نحو خمس كراريس. ولما وجه لي العمدة المذكورة أصحابها بكتاب قال فيه: " ها عمدة الإثبات أتتكم في خجل واستحياء وأخبرونا بقبولها ونظرها بعين الرضى، وأنجزوا لي وعدكم بالإجازة ومن سيدنا الوالد ولو سطرين للبركة، وننبهكم إلى ثبت الهلالي والكوهن والقادري، اذكروا ذلك بوسائطكم إليهم، ولا تتركوا سندا ترون عندي مثله أو أعلى فالتمسك بأذيالكم هو المقصود " اه. وبوقوفك على العمدة المذكورة تعلم وتتحقق أن الأستاذ ابن عزوز كان فذ مصره في سعة الرواية والاعتناء وعلو الاهتمام والهمة، وان الصقع التونسي ما أنجب مثله في هذا الباب منذ أحقاب، ولكنه مم ضيعه قومه، ولله الأمر من قبل ومن بيعد. 478 - عنوان الأسانيد (1) : لمفتي الشام وبهجته محمود حمزة الحسيني

_ (1) هو محمود بن محمد نسيب بن حسين بن يحيى الحسيني الحمزاوي: له ترجمة في تراجم أعيان دمشق: 15 وتراجم مشاهير الشرق 2: 201 ومنخبات التواريخ: 768 ومعجم سركيس: 1706 وهدية العارفين 2: 420 وبروكلمان، التكملة 2: 775 والزركلي 8: 63 (وهو يعتمد كثيراً على رسالة مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم: 973 تاريخ - تيمور) . وقد عد له سركيس عشرين مؤلفاً مطبوعاً منها: إيضاح المقال في الدرهم والمثقال (1303) رسالة في قواعد الأوقاف (1288) مجموعة رسائل (دمشق 1303) .

الحنفي الدمشقي المتوفى في 9 محرم عام 1305، وهو اسم ثبته الصغير، وقفت عليه بدمشق، صرح فيه بأنه يروي عامة عن الوجيه الكزبري وسعيد الحلبي وحسن الشطي الحنبلي وحامد العطار وعمر الآمدي وعبد القادر الميداني وعبد اللطيف البيروتي وسعدي العمري وعبد الله الكردي وغيرهم، وسمع حديث الأولية عن والده محمد نسيب الحمزاوي بشرطه، كما سمع هو كذلك عن الشيخ شاكر العقاد عن التافلالتي عن الحفني بأسانيده، وأسند فيه الصحيح عن عبد اللطيف البيروتي وعبد القادر الميداني عن الشيخ خليل الكاملي عن صالح الجنيني عن العجيمي بأسانيده، وأسند موطأ محمد بن الحسن، عن سعيد الحلبي عن العقاد عن الرحمتي عن النجم الرملي عن أبيه خير الدين بأسانيده، وأسند فيه الحديث المسلسل بالإخراج من الجيب عن أبيه عن العقاد عن الكزبري عن أبيه عن ابن عقيلة. نرويه وكان للمؤلف عن جماعة من أصحابه المجازين منه كأبي الخير ابن عابدين وأبي المحاسن النبهاني وجمال الدين الحلاق، كلهم عنه. 479 - عشاريات العراقي (1) : هو الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الشافعي المصري، عنوانها " كتاب الأربعين العشاريات الإسناد "، أولها " الحمد لله الذي فضل سيدنا محمد على جميع أنبيائه ورسله، وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ ما أمر به حتى مضى لسبيله ونقل إلى رفيع محله، وأمر بتبليغ ما بلغه إلى من يبلغه

_ (1) قد مرت ترجمة العراقي وتخريجها في رقم: 458.

ليدوم اتصال نقله فبلغ عند جهابذة النقلة وقاموا بأعباء حمله، ونصحوا لله ورسوله في نشر ذلك حتى انتشر فلا يعذر الجاهل في جهله، فكان اتصال هذه الشريعة المطهرة بالأسانيد مما خص الله به هذه الأمة بفضله. ولقد كانت مجالس الحديث عامرة بأهله، حتى وسد الأمر لغير أهله فانقطعت مجالس الإملاء لتقاعد الهمم عنها ورغبة الطالبين عن عقد ذلك وحله، وقد روينا أنه كان يحضر مجلس أبي مسلم الكجي بالبصرة أربعون ألف محبرة خارجا عمن يحضر ممن ليس الاستملاء من شغله، وقد لبثت آسف على ذلك أن لو وجدت راغبا في قبول بذله، فلما كنت بالمدينة المنورة رغب إلى جماعة من أهل العلم الواردين إليها في ذلك ليقتفي المملي والمستملي سنة من مضى من قبله، ورغبوا أن يكون ذلك من الأحاديث العالية الإسناد المتصلة بنقله، فاستخرت الله في إملاء أربعين حديثا عشارية الإسناد فهي أعلى ما يقع اليوم للشيوخ مع ثقة رجال الإسناد ووصله، فأوردت فيها الأحاديث الصحاح والحسان وربما أوردت الغريب إذا كان راويه غير معروف بتعمد الكذب وفعله " الخ، وهي في كراسين افتتحها بحديث الأولية، وعندي منها نسخة عتيقة مسموعة، نرويها وكل ما للحافظ العراقي من طريق الحافظ ابن حجر وولي الدين العراقي وغيرهما عنه، بل شارك ولي الدين والده في جميع الشيوخ الذين روى عنهم والده فيها. 480 - عشاريات الحافظ ابن حجر: وهي أحاديث عشاريات الإسناد حصلت له بعلو أفردها بمؤلف قال فيه: " أما بعد فهذه أحاديث عشاريات الأسانيد تتبعها من مسموعاتي والتقطتها من مروياتي، ومن العلوم أن هذا العدد هو أعلى ما يقع لعامة مشايخي الذين حملت عنهم، وقد جمعت ذلك فقارب الألف من مسموعاتي، وأما هذه الأحاديث فإنها وإن كان فيها قصور عن مرتبة الصحاح فقد تحريت فيها جهدي، وانتخبها من مجموع ما عندي، وأثبت علة كل حديث بعقبه، وأوضحت ما فيه للمنتبه " اه.

وقد قال الحافظ السخاوي في " فتح المغيث ": " وقعت العشاريات لشيخنا بالأسانيد المتماسكة، ولشيوخه بالأسانيد الصحيحة ونحوها وأملى من ذلك جملا، وخرج منها مرويات شيخه التنوخي مائة وأربعين حديثا، ومن مرويات (المص) يعني العراقي - ستين كمل بها الأربعين التي كان الشيخ خرجها لنفسه " اه. أرويها عاليا من طريق ابن أركماش عنه، وذلك عن السويدي عن الزبيدي عن الزبيدي عن ابن سنة عن الواولاتي عن ابن أركماش، فيصير بيننا وبين النبي عليه السلام فيها ستة عشر واسطة ولا أعلى من هذا الآن في الدنيا. 481 - عشاريات الحافظ محمد بن جابر الوادياشي (1) : وهي أربعون حديثا، نرويها بأسانيدنا إلى أبي زيد الثعالبي عن أبي محمد عبد الواحد الغرياني عن والده الوادياشي. عشاريات السيوطي: (انظر النادريات) (2) . 482 - عشاريات الشيوخ: للحافظ السخاوي، نرويها بأسانيدنا إليه (انظر السخاوي) (3) . عيون الموارد السلسلة في عيون الأسانيد المسلسلة: لابن الطيب الشركي (انظر المسلسلات) (4) . العماد في علم الاسناد: لابن ليون التجيبي (انظر حرف اللام) (5) .

_ (1) سترد ترجمة الوادياشي رقم: 628 وقد تقدم تخريجها في رقم: 39. (2) انظر ما تقدم رقم: 444. (3) انظر ما يلي رقم: 562. (4) رقم: 412 في ما تقدم. (5) رقم: 291 (ص: 509) .

حرف الغين 495 - غالب العوفي (1) : هو غالب بن محمد بن هشام العوفي القاضي المحدث المصنف الحافظ من أهل الأندلس يكنى أبا تمام، له برنامج ضمنه مروياته ومن كتب عنه من الجلة، أروي فهرسته من طريق ابني حوط الله، كلاهما عنه إجازة منه لهما سنة 584. 496 - غانم بن وليد (2) : هو أبو محمد غانم بن وليد بن عمر المخزومي، له فهرسة أرويها بالسند إلى ابن خير عن محمد بن سليمان بن أحمد النفري عن خاله غانم المذكور. 497 - الغبريني (3) : هو العلامة القاضي الأديب أبو العباس أحمد بن الشيخ الأثيل الصالح أبي العباس أحمد بن أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي الغبريني البجائي المتوفى في 2 ذي القعدة عام 714، له برنامج ختم به كتابه " عنوان الدراية في عيون من كان من العلماء في المائة السابعة ببجاية " في نحو كراسة، وهو جامع لأسانيد غالب الكتب المتداولة في عصره ومصره. وكتابه " عنوان الدراية " هذا رأيت ابن الخطيب نقل عنه في ترجمة أبي الحسن

_ (1) لغالب العوفي ترجمة في صلة الصلة: 168 والتكملة رقم: 1958. (2) فهرسة ابن خير: 427 والصلة: 433 والجذوة: 306 وبغية الملتمس رقم: 1279 والمطمح: 60 والذخيرة 2/1: 853 والمغرب 1: 317 والمطرب: 84 ومعجم الأدباء 16: 17 وبغية الوعاة: 2: 241 وصفحات متفرقة من نفح الطيب، وأدباء مالقة: 179. (3) انظر مقدمة عنوان الدراية (ط. ابن أبي شنب) والديباج: 79 والمرقبة العليا: 132 ووفيات ابن قنفذ: 338 (ألف سنة من الوفيات: 76 واسمه أحمد بن محمد، ووفاته سنة 704 وذكر ابن أبي شنب أن وفاته سنة 714 وتابعه الكتاني هنا والزركلي 1: 87 وشجرة النور: 215.

الششتري من " الإحاطة " ترجمته (وهو مطبوع في 226ص) نتصل به من طريق الحافظ ابن مرزوق الحفيد عن أبي الطيب ابن علوان التونسي عنه (1) . 498 - الغافقي (2) : هو الأستاذ أبو الحسن علي الغافقي الشاري، أروي فهرسته من طريق ابن الزبير عنه، ومن طريق السراج عن ابن الحاج عن عمه أبي القاسم محمد عنه، وبه إلى السراج أيضا عن أبي عبد الله محمد بن حياتي الغافقي عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الفخار الخولاني عنه. 499 - الغافقي: أبو إسحاق، أروي فهرسته من طريق المنتوري عن أبي عبد الله البلنسي عن أبي عبد الله الفخار عنه. 500 - الغافقي (3) : هو أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي يعرف بالملاحي، والملاحي نسبة لقرية على بريد من غرناطة، المحدث الرواية الأديب، كان كثير الرواية من أهل الضبط والتقييد والإتقان، نقادا حافظا للأسانيد سمع من خاله وأبيه وابن الفرس وابن أبي زمنين، وشيوخه الذين قيد أسماءهم بخطه نحو مائة وستة وثلاثين، وحدث بالإجازة العامة عن السلفي وأبي مروان ابن قزمان. قال ابن الأبار: " كان مقدما في صناعة الحديث، شديد العناية بالرواية، حسن الخط جيد الضبط، حافظا لأسماء الرواة عارفا بأخبارهم ".

_ (1) أعاد الأستاذ عادل نويهض تحقيق عنوان الدراية (بيروت 1969) وصدره بمقدمة مفيدة، وهو يرجح في تعليقاته على وفيات ابن قنفذ أن يكون تاريخ وفاة الغبريني سنة 704 اعتمادا على ما ورد عند ابن خلدون. (2) علي بن محمد بن علي الغافقي الشاري من أهل السنة (والشاري نسبة إلى شارة فليين شمالي مرسية بالأندلس) وتوفي بمالقة سنة 649؛ له ترجمة وافية في صلة الصلة: 149 - 153 وانظر التكملة رقم: 1922 وجذوة الاقتباس: 485. (3) قد مر تخريج ترجمة الملاحي في رقم: 13 (ص: 110) .

وهو صاحب كتاب الأربعين التي صدرنا بها، وكتاب فضائل القرآن الذي سماه " لمحات الأنوار ونفحات الأزهار " في ثواب قارئي القرآن، وهو عندي في مجلد، وقد سبق أني نقلت عنه في كتابي " كشف اللبس عن حديث وضع اليد على الرأس " (1) غير جازم بأنه للغافقي، ثم حققت ذلك بعد، فلذا استدركته هنا، وللغافقي أيضا برنامج رواياته. مولده سنة 549 ومات سنة 619 ببلده، أروي ما له من طريق ابن الأبار عنه. 501 - الغربي: هو أحمد بن عبد الله محدث الرباط، له فهرسة نسبها له أبو الربيع الحوات في ترجمته من " الروضة المقصودة " (انظر الأحامدة هنا من حرف الألف) (2) . 502 - الغرياني (3) : هو الإمام العلامة محدث تونس ومسندها أبو عبد الله محمد بن علي الغرياني الطرابلسي الأصل التونسي الدار، له مجموعة في إجازته من مشايخه المصريين والحجازيين، وقفت على نسخة منها بوجدة عليها خطه. يروي عن الشمس محمد البليدي والجمال محمد بن علي بن فضل الطبري الملقب بالجمال الأخير ومحمد الأسكندري وسليمان المنصوري وتاج الدين القلعي المكي والعماوي وابن عقيلة المكي والشمس الحفني والشمس محمد العشماوي، ويروي الغرياني الفقه المالكي عن أبي حفص عمر الجمني عن إبراهيم الجمني عن الخرشي والزرقاني، ويروي " دلائل الخيرات " عاليا عن سليمان المنصوري عن المعمر محمد الباعلوي الأحمدي عن المعمر عبد الشكور عن الجزولي، وكان الشمس الغرياني من أهل الاعتناء بالرواية

_ (1) انظر هذا الكتاب ص: 7،8ط. طنجة 1326 (المؤلف) . (2) هو رقم: 9 (ص: 119) وقارن بالدليل: 319. (3) توفي الغرياني سنة 1195 ومن مؤلفاته شرح على مقدمة السنوسي وحاشية على الخبيصي وغير ذلك (شجرة النور: 349) .

واستجاز لأولاده من الحافظ مرتضى الزبيدي فأجازهم، ووقفت على استدعائه الإجازة لهم من الشيخ محمد المعطي بن صالح الشرقاوي صاحب " الذخيرة " كتبه من تونس إلى أبي الجعد، وهذه همة عالية. نروي ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي عنه مكاتبة. ح: وعن الشيخ الطيب النفير عن البرهان الرياحي عن حسن الشريف عنه. ح: وعن الشيخ عمر بن الشيخ والشيخ علي بن ظاهر. كلاهما عن الشيخ الشاذلي بن صالح عن بيرم الثالث. ح: وعن الشهاب أحمد بن الطالب بن سودة والشيخ الطيب النيفير، كلاهما عن والد الثاني عن الشيخ بيرم الثالث عن حسن الشريف عنه. ح: وعن الشيخ الطيب النيفر عن الشيخ محمد بن الخوجة عن علامة الديار التونسية الشيخ إسماعيل التميمي التونسي عن القاصي عمر بن قاسم المحجوب عن الغرياني. ح: وعن الشيخ عبد الرزاق البيطار الدمشقي عن والده حسن عن عارف حكمت الرومي عن نصر الكافي عن صالح الكواش المتوفي سنة 1218عن الغرياني. ح: وعن الشيخ المكي ابن عزوز عن الشيخ محمد الصالح بن محمد الجمني قاضي نفزاوة عن محمد الهاشمي الجمني عن والده موسى عن الأستاذ محمد بن عبد اللطيف الجمني عن الغرياني. ح: وأخذ الهاشمي أيضا عن الرياحي عن حسن الشريف عنه. الغزي: (انظر بدر الدين في حرف الباء) (1) . الغزي: (انظر نجم الدين في حرف النون) (2) . الغزي: (انظر كمال الدين في حرف الكاف) (3) . وقد فاتنا أن نذكر

_ (1) رقم: 70 (ص: 218) . (2) رقم: 348 (ص: 669) . (3) رقم: 269 (ص: 480) .

هناك وفاته فإنها سنة 1214 وله تذكرة في عدة مجلدات بالنقل عن المجلد السابع منها، وطبقات الحنابلة. الغزي: محمد بن عبد الرحمن (انظر حرف اللام من لطائف المنة) (1) . 503 - الغساني (2) : هو الشيخ الفقيه الحافظ أبو علي حسين بن محمد بن أحمد الغساني المعروف بالجياني، قال عنه القاضي عياض: " شيخ الأندلس في وقته، وصاحب رحلتهم، وأضبط الناس لكتابه وأتقنهم لروايته (3) ، مع الحظ الوافر من الأدب والنسب والمعرفة بأسماء الرجال وسعة السماع، ورحل الناس إليه من الأقطار وحملوا عنه، وألف كتابه على الصحيحين المسمى " تقييد المهمل وتمييز المشكل " وهو كبير الفائدة، مولده سنة 427، وتوفي في شعبان عام 498 " اه. من " الغنية " له. قلت: وكتابه " تقييد المهمل " هذا كتاب عظيم الشأن، وقفت على نسخة منه بمكتبة الجامع الأعظم بمكناسة الزيتون، وقد اعتمده الحافظ ابن حجر في " هدي الساري " كثيرا. أروي فهرس أبي علي الغساني من طريق ابن بشكوال وابن حبيش عن أبي عبد الله بن أبي الخصال عنه. ح: وبسندنا إلى ابن خير، قال: حدثني بها المحدث أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن طاهر القيسي قراءة عليه عن مؤلفها أبي علي قراءة عليه. ح: وأرويها من طريق عياض قال: كتب إلي يجزيني فهرسته الكبرى وجميع رواياته. ومن طريق أبي محمد عبد الحق

_ (1) رقم: 160 (ص: 511) . (2) ترجمته في الغنية: 201 والصلة: 141 وأزهار الرياض 3: 149 وبغية الملتمس ص: 249 وابن خلكان 2: 180 وتذكرة الحفاظ: 1233 وانظر صفحات متفرقة من فهرسة ابن خير. (3) الغنية: واضبط الناس لكتاب وأتقنهم لرواية.

ابن عطيه عنه، ومن طريق ابن خير عن أبي عمران موسى بن سيد بن إبراهيم الأموي عنه. الغساني: هو ابن أبي النعيم (انظر حرف النون) (1) . 504 - الغساني (2) : أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم من أهل المرية، قاضي مراكش والمتوفى بها سنة 536 ممتحنا، له برنامج أرويه من طريق ابن بشكوال وأبي بكر بن أبي جمرة، كلاهما عنه. 505 - الغيطي (3) : هو الإمام حافظ الديار المصرية ومسندها نجم الدين محمد بن أحمد الغيطي بفتح الغين المعجمة المصري الشافعي المتوفى سنة 982، كما رمز بذلك من قال: قضى حافظ العصر نجم الهدى ... ونال الرضى من غفور رحيم وقد ساء كل الورى فقده ... وقد حل في مصر فقد عظيم ومن سعده جاء تاريخه ... إمام الحديث مع اهل النعيم (انظر فضائل " رمضان " لعلي الأجهوري، وحاشيتها البرهان السقا) وما في " الدرة " من أنه مات سنة 968 غلط.

_ (1) رقم: 359 (ص: 681) . (2) ترجمته في الصلة: 553 ومعجم أصحاب الصدفي: 126 والاعلام بمن حل مراكش 3: 2. (3) ترجمة الغيطي في شذرات الذهب (وفيات 984) 8: 406 ودرة الحجال رقم: 752 وخطط مبارك 8: 26 ومعجم سركيس: 1422 والزركلي 6: 234 وبروكلمان، التاريخ 2: 338 وتكملته 2: 467 والرسالة المستطرفة: 200 والغيطي نسبة إلى غيطة العدة بمصر لأنه كان يسكن بها (وفي الرسالة المستطرفة أن وفاته كانت سنة 981) .

يروي عن القاضي زكرياء والشرف عبد الحق بن محمد السنباطي وكمال الدين بن محمد والكمال القادري والأمين ابن النجار والبدر المشهدي والشمس الدلجي والشمس التتائي وأبي الحسن الشاذلي المالكي والشهاب أحمد الفتوحي الحنبلي ومحيي الدين عبد القادر بن جماعة المقدسي وغيرهم من مشايخه، وجل هؤلاء يروي عن ابن حجر والعيني والسيوطي والسخاوي وغيرهم. هذا ما لخصته من مشيخته وهي في نحو العشر كراريس، وقفت عليها بمكتبة الوفائيين بمصر، عليها خط الحافظ مرتضى الزبيدي وفي " تاج العروس " أنها تتضمن سبعا وعشريين شيخا. قلت: وقد كنت ابتدأت نسخها فلم تتم، وأفاد صاحبنا الشيخ أحمد العطار في حاشيته على " الأمم " أن مشيخة النجم الغيطي هذه إجازة أرسلها إلى بعض وزراء الحضرة الفاسية. قلت: ولم أجد هذا في أول النسخة التي وقعت بيدي منها، إذ فيها: " وبعد فلما تفضل الله علي ووفقني لطلب الحديث، والأخذ عن رواته ومسنديه في القديم والحديث، رأيت أن أقتفي سنن أهل الحديث قبلي، بجمع أسانيد الكتب والأجزاء التي وقعت لي، فأثبت في هذه الفهرسة ما رويته كلا أو بعضا بالقراءة أو السماع، ولم أثبت من الرواية بالإجازة إلا ما يحتاج إليه لأجل اتصال السند وعدم الانقطاع، وقصدت بذلك الاندراج في زمن المحدثين، وأن انتظم في سلك رواة أحاديث الصادق الأمين، لأكون بسبب ذلك من الناجين " ... الخ افتتحها بذكر الحديث المسلسل بالأولية، ثن بالحديث المسلسل بسورة الصف ... الخ. وللنجم الغيطي أربعون حديثا في تارك الصلاة ومانع الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوصية بالجار والأجوبة، وهي كثيرة منها فيمن تصدى للطريق بغير علم وجواب له في الأقطاب والأوتاد والمسلسلات.

وممن أخذ عن الغيطي من المغاربة الفاسيين بالإجازة مكاتبة أبو القاسم محمد بن إبراهيم الدكالي وعبد الوهاب بن محمد الزقاق ومحمد بن عبد الرحمن ابن جلال التلمساني وأبو القاسم بن عبد الرحمن الحميدي وأبو عبد الله محمد ابن القاسم الشهير بابن القاضي ويحيى السراج وأحمد بن محمد بن عيسى الماواسي وأحمد بن علي المنجور وعبد الواحد الحميدي وأحمد الزموري والقصار وأحمد ادفال الدوعي، وغيرهم من الأعلام، وممن أخذ عنه شفاها من أعلام فاس الشهاب أحمد ابن القاضي وغيره. وصف صاحب " المطمح " والشيخ عبد الله الشرقاوي في " شرح التجريد " المترجم: ب " خاتمة الحفاظ والمحدثيين بالديار المصرية " وقال عنه الحافظ ابو الفيض الزبيدي في مستخرجه على مسلسلات ابن عقيلة: " كان يوصف بالحفظ والمعرفة وكثرة الشيوخ ". أروي مشيخته عن نصر الله الخطيب عن عبد الله التلي المعمر عن المعارف النابلسي عن النجم الغزي عن الشيخ محمود بن محمد البيلوني عنه، مكاتبة من مصر لحلب، وهذا أعلى ما يوجد الآن. وأرويها أيضا عن السكري عن الكزبري عن عمر بن عقيل عن العجيمي عن الحافظ البابلي وعبد السلام بن أبراهيم اللقاني كلاهما عن سالم السنهوري عنه. ح: وبأسانيدنا إلى عبد الباقي الحنبلي عن أحمد البقاعي عنه. وبأسانيدنا إلى أبي سالم العياشي عن عبد الجواد الطريني عن يس الحمصي عن الغيطي. ح: وبأسانيدنا إلى القصار والمنجور، كلاهما عن الغيطي مكاتبة. 506 - ابن غازي (1) : (انظر التعلل برسوم الاسناد له في حرف التاء) ولد بمكناسة الزيتون سنة 858 وانتقل لفاسواستوطن منها حومة البليدة سنة 891، وداره بها هي البقعة التي صارت اليوم زاوية للطائفة الصادقية،

_ (1) راجع ما سبق رقم: 197 (ص: 288) ورقم 128 (ص: 421) .

قال تلميذه الونشريسي في فهرسته: " كان متقدما في الحديث حافظا له واقفا على أحوال رجاله وطبقاتهم ظابطا لذلك كله معتنيا به، ذاكرا للسير والمغازي والتواريخ والأدب، فاق في ذلك جلة أهل زمانه وألف في الحديث حاشية على البخاري في أربعة كراريس، وهي أنزل تواليفه، واستنبط من حديث " أبا عمير ما فعل النغير " مائتي فائدة، وله في التاريخ " الروض الهتون " وفهرسة شيوخه، وكان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري " قال: " وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين " اه. مات سنة 919 بفاس، قلت: وقبره بها معروف إلى الآن بباب الحمراء. وفهرسته تدل على شغف بالرواية عظيم لأنه أخذ وروى بفاس ومكناسعن أهلهما وعن الواردين عليهما من الآفاق، واستجاز مكاتبة لمصر من الحافظين السخاوي والديمي، واستجاز مكاتبة من تلمسان ابن مرزوق الكفيف، وناهيك بهذا في ذلك العصر، وسياق فهرسته وترتيبه فيها يدل على علم بالفن وبراعة فيه رحمه الله، ولما تكلم ابن عبد السلام الناصري في " المزايا " على عادة جده أبي عبد الله ابن ناصر من سرد البخاري في رمضان من كل سنة قال: " على عادة ابن غازي بفاس، إذ هو الذي ابتدأ سرده به ولازمه في رمضان فتابعه الشيخ وغيره على ذلك " قلت: ولازال الناس في فاس ومكناس وغيرهما من بلاد المغرب يعتنون بقراءة صحيح البخاري في شهر رمضان إلى الآن على سنة ابن غازي رحمه الله، وكان لسلفنا الكتانيين بذلك اعتناء كبير. وتعليق المترجم على الصحيح في نحو ثمانية كراريس في القالب الرباعي سماه " إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب " قال في أوله: " أودعته نكتا يخف حملها، ويسهل إن شاء الله تناولها ونقلها، انتقيتها من كلام شراح البخاري، قال: وجعلته كالتكملة لتنقيح الزركشي فلا أذكر غالبا إلا ما أغفله ".

507 - ابن غالب (1) : هو الشيخ الأستاذ الخطيب أبوبكر محمد بن إبراهيم ابن غالب القرشي العامري. أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عنه إجازة كتبها له بخطه ووجه بها إليه من شلب بلده. 508 - ابن غلبون: هو ابن غلبون الخولاني أبو عبد الحق. أروي فهرسته بالسند إلى عياض عن ابنه أحمد عنه. 509 - ابن غمرون: هو أبو أيوب القاضي، له برنامج نقل عنه ابن الأبار في " التكملة ". 510 - ابن غشليان (2) : هو الشيخ الفقيه أبو الحكم عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان الأنصاري أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير حسب روايته له عنه في جزء كتب به إليه. 511 - ابن غانم (3) : هو الإمام نور الدين علي بن محمد بن علي الشهير بابن غانم، المقدسي الأصل، القاهري المولد والسكن، الخزرجي الحنفي، مولده في ذي القعدة عام 920، يروي عن قاضي القضاة محب الدين أبي الجود السوسي الحنفي وشهاب الدين ابن النجار والشهاب ابن الشلبي والناصر الطبلاوي والناصر اللقاني والشهاب الرملي وشهاب الدين بن محمد الشهير

_ (1) انظر فهرسة ابن خير: 437 وله ترجمة في الصلة: 551 وكانت وفاته سنة 532. (2) فهرسة ابن خير: 434 وترجمته في الصلة: 336 وهو سرقسطي أجاز له جماعة من علماء المشرق، وسكن قرطبة وبها توفي سنة 541. (3) ترجمته في خلاصة الاثر 3: 180 والبدر الطالع 1: 491 وبروكلمان، التاريخ 2: 312 وتكملته 2: 395، 429 والزركلي 5: 166.

بمغوش التونسي والمسند محمد بن شرف الدين السكندري سائر مروياتهم، مات سنة 1004. نروي ما له من طريق النور علي الحلبي والخفاجي، كلاهما عنه. 512 - ابن الغماز (1) : أروي فهرسته من طريق ابن جابر عنه، ومن طريق ابن الأحمر عن ابن الخشاب عنه، ومن طريق العبدري الحيحي عنه، وهو قاضي القضاة بتونس الإمام الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن حسين ابن محمد بن الغماز بمعجمتين الخزرجي، ترجم له العبدري ترجمة طنانة في رحلته، وكان قاضي تونس ومسندها، مات سنة 693 (انظر مشتبه النسبة) (2) وهو من كبار أصحاب الحافظ أبي الربيع الكلاعي، رحمهم الله. 483 - غاية الأستناد في أغلاط إمداد ذوي الاستعداد: هو اسم تعليقنا على فهرس الكوهن الذي تنبعث فيه أوهامه، وهو في نحو كراسين. 484 - غاية الابتهاج لمقتفي أسانيد كتاب مسلم بن الحجاج: للحافظ مرتضى الزبيدي، توجد منه نسخة خطية بمكتبة أحمد تيمور باشا بمصر في قسم الاصطلاح تحت عدد 141، أرويه بأسانيدنا إليه. 485 - غرائب المسندين ومناقب آثار المهتدين (3) : للحافظ أبي القاسم ابن الطيلسان، أرويه بالسند إلى الوادياشي عن ابن هارون الطائي عنه.

_ (1) انظر رحلة العبدري: 240 - 243 والذيل والتكملة 1: 409 - 413 (وفيه ذكر لمصادر ترجمته) وشجرة النور: 199 وعنوان الدراية: 119 والمرقبة العليا: 122 وبرنامج الوادياشي: 38 (وقد ذكر المحقق مصادر أخرى أيضاً) . (2) مشتبه النسبة: 473. (3) قد مرت ترجمة ابن الطيلسان رقم: 81 (ص: 254) ويضاف إلى ما ذكرته هنالك من مصادر كتاب الذيل والتكملة 5: 557 - 566 وطبقات الحفاظ: 499 وطبقات الداودي 2: 42 وغاية النهاية 2: 23 ومعجم المؤلفين لكحالة 8: 113 وانظر أيضاً رقم: 113 (ص: 315) .

486 - غنى الطالبين بالأحاديث الأربعين (1) : من مرويات الحافظ أبي عمر عز الدين عبد العزيز بن محمد بن جماعة، أرويها بالسند إلى أبي زيد الثعالبي عن ابن مرزوق الحفيد عن أبي الطاهر بن أبي اليمن بن الكويك عن العز بن جماعة. 487 - غنية الواجد وبغية الطالب الماجد: للإمام عبد الرحمن الثعالبي هي فهرسته التي عدد فيها مروياته في نحو كراسة، وهي لطيفة (انظر أسانيدنا إليه في عبد الرحمن) (2) . الغنية: اسم فهرس القاضي عياض (انظر حرف العين في عياض) (3) 488 - الغررالعالية في الأسانيد العالية: لآبي المحاسن القاوقجي، نرويها بأسانيدنا إليه (انظر الأوائل) (4) حرف الفاء 513 - الفاسي: هو ابو عبد الله بن عبد الكريم التميمي الفاسي، له فهرسة ينقل عنها ابن الأبار في " التكملة " وقد سبق الكلام عليها في حرف النون (انظر النجوم المشرقة) (5)

_ (1) ابن جماعة (694 - 767) له ترجمة في الدرر الكامنة 2: 489 وذيل طبقات الحفاظ: 363 وطبقات الحفاظ: 531 والشذرات 6: 208 والبدر الطالع 1: 359. (2) راجع ما تقدم رقم:390 (ص:732) . (3) رقم: 446 (ص: 797) . (4) رقم: 16 (ص: 104) . (5) رقم: 442. (ص: 685) .

الفاسي: أحمد بن يوسف (انظر المنح الصفية) (1) . الفاسي: هو عبد القادر بن علي (انظر عبد القادر من حرف العين) (2) . الفاسي: صاحب المنح (انظر حرف الميم) (3) . الفاسي: ابن عبد السلام (انظر حرف العين) (4) . الفاسي: محمد بن عبد القادر وولده الطيب (انظر اسهل المقاصد) (5) . الفاسي: عبد الرحمن بن عبد القادر (انظر استنزال السكينة وحرف العين) (6) . 514 - فالح الظاهري المدني (7) : هو محدث المدينة المنورة ومسندها وبقية ذوي الاسناد العالي فيها المتبحر في علوم الأدب واللغة والتصوف، المتقد في طريق أهله العارف بفقه الحديث وفنه، الداعي إلى السنة والأثر قولا وعملا واعتقادا، أبو اليسر فالح بن محمد بن عبد الله بن فالح الظاهري نسبة إلى عرب الظواهر، قبيلة في الحجاز، ويكتب في نسبه المهنوي نسبة إلى بني منهى منهم. وجدت بخطة مكتوبا وجهه لبعض أصحابنا المكيين في نسبه ما نصه: " وأما بنو مهنى ابن ظاهر فهم الشعبة الذين منهم الفقير، وهم من بني جعفر بن الحجة قطعا، وأما بنو مهنى بن داوود في ففي نسبهم اختلاف، وعلى كل حال فمنهم الأمراء المشاهير والناس لايعرفون سواهم " اه.

_ (1) رقم: 200. (ص: 603) . (2) رقم: 418 (ص: 763) . (3) رقم: 197. (ص: 595) . (4) رقم: 480 (ص: 848) . (5) رقم: 45 (ص: 182) . (6) رقم: 538 في ما يلي، ورقم: 393 (ص: 735) . (7) محمد فالح الظاهري: له ترجمة في معجم الشيوخ 2: 131 وتحفة الإخوان: 35 وبروكلمان، التكملة 2: 815 والزركلي 7: 217 ومعجم سركيس: 1433 ورياض الجنة 2: 131.

قلت: أما بنو مهنى أمراء المدينة لعهد ابن خلدون والتنسي فهم من بني الحسين الأصغر، وقد ألف فيهم بعضهم تأليفا سماه " بغية القلب المهنى " اه. صرح المترجم في كتابه: " أنجح المساعي " في كتاب الصيام بأنه كان في سنة 1971 دون البلوغ، ودخل المدينة فاجتمع فيها بعمدته وسنده الأستاذ العارف الشيخ السنوسي نزيل جغبوب، وذلك 25 ذي القعدة عام 1268، وكان حينئذ قد جمع القرآن، واستظهر بعض المنظوم الوجيز، فلما مثل قائما بين يديه أقبل عليه ولازمه من ذلك الوقت سفرا وحضرا سبع سنوات، وحج معه ثلاث مرات، وألبسه الخرقة، وسمع عليه الكتب الستة ونصف ابن ماجة، وسمع عليه الحديث المسلسل بالأولية والعيد والصف وأضافه على الأسودين وصافحه وشابكه ولقنه، وخاطب جماعة هو فيهم بقوله: أجزتكم مروينا كله وما ... سيؤثر عني راجيا لدعائي ولازم أيضا مدة طويلة المعمر أبا موسى عمران الياصلي الحسني، والعابد الناسك محمد الطاهر الغاتي وأبا الحلم عبد الرحيم بن أحمد الزموري البرقي، وبالأخير تخرج في قرض الشعر، ولقي بمكة المكرمة عام 1269 العلامة المحدث المعمر أبا الحسن علي بن عبد الحق القوصي الأثري، وأجازه إجازة عامة، وبالمدينة المنورة محدثها الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي العمري، وبمصر الشمس عليش والنور حسن العدوي الحمزاوي، وأجازه جميع هؤلاء جميع ما لهم عن مشايخهم وتدبج (1) مع أحد من ندبجت معه، وهو

_ (1) من اللطائف أن صديقنا الشيخ احمد أبا الخير الهندي كتب لي مرة من الحجاز يقول أن بعض الناس ساءهم قولكم إن الشيخ فالح تدببج مع بعض الآخذين عني وقال ما أراد بذلك قال فقلت له لم يرد بذلك إلا ما أراد ابن الضحاك السلمي الضرير في جامعه بقوله ان محمدا يعني البخاري سمع منه هذا الحديث اه. قلت: قال ذلك الترمذي في حديث الطير المشوي من كتاب المناقب، انظر الجامع المؤلف) .

مسند دمياط الشمس محمد الشريف بن عوض الدمياطي، ويروي بالإجازة العامة عن الوجيه الأهدل بإجازته لمعارفه ومن يولد لهم، وكان والده من معارفه، ودخل مصر مرارا أولها عام 71 وآخرها عام 1323، وفيها تدبج مع من ذكر، ودخل الآستانة وعين فيها لقراءة الحديث بالقصر السلطاني، وله حواش على الصحيح والموطأ في عدة أسفار رأيتهما عنده، ومنظومة في الاصطلاح أولها: خير الأمور الوسط الوسيط ... وشرها الإفراط والتفريط وهذه منظومة في المصطلح ... يقبلها كل فؤاد قد صلح ذكرت فيها كل حد جيد ... يحمدني عليه كل سيد وشرحها، ومدون في الفقه على مذهب الأثر كبير وصغير، الكبير أسمه " أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي " (في 581 صحيفة) (1) والثاني اسمه " صحائف العامل بالشرع الكامل " (في 42 صحيفة) قال في أوله: " وضعت هذه الصحائف عبارة عن معنى الأحاديث الشفوية، والأفعال المصطفوية، وأضفت إليها بعض الافهام، لأيمة السلف الأعلام، فمن جعلها سميره بل أميره فهو المدني الماهر، والبقية الذي لم يزل على الحق ظاهر " اه. وكلاهما طبع بمصر، والثبت الكبير والصغير الوسط، فاسم الكبير " شيم البارق من ديم المهارق " والوسط " ما تشد إليه في الحال حاجة الطلب الرحال " والصغير هو المطبوع اسمه " حسن الوفا لاخوان الصفا) (2) وهذب وعلق على كتاب " المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب " وهو مطبوع فيها.

_ (1) طبع أنجح المساعي سنة 1331 بالمطبعة الحسينية، ويبدو أن الطبعة غير التي رآها الكتاني، إذ يذكر سركيس أن عدد صفحات طبعة الحسينية: 159. (2) طبع حسن الوفا بالاسكندرية سنة 1323 (في 69ص) .

ومن غرائبه روايته عن الشيخ السنوسي والشيخ أبوموسى عمران الياصلي، كلاهما عن الشهاب الطبولي الطرابلسي، وروايته عن الطاهر الغاتي عن مصطفى البولاقي عن الأمير وطبقته، ويروي الغاتي ايضا عن البرهان الرياحي التونسي، ويروي شيخه الزموري عن أستاذهما السنوسي وعلي بن عبد الحق وعبد الله سراج المكي وغيرهم، أجازني المترجم كتابة من المدينة على ظهر ثبته، ثم لقيته بالمدينة المنورة مرارا وسمعت عليه جميع مسلسلات ثبته، ولقنني وألبسني وسمعت عليه بعض الصحيح وناولني جميعه وأجازني بكل ما عنده إجازة عامة لي ولأولادي وهو ممن يحصل الفخر بلقائه لعلو إسناده، وروايتنا عنه عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن علي السنوسي عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي الفاسي والحافظ أبي الفيض مرتضى الزبيدي بأسانيدهما من أعلى الأسانيد وأفخمهما. وقال مرة لأمير من أمراء العرب وقد وجدته عنده: " أنت أمير السيف وهذا وأشار إلي - أمير القلم " وأجازني بعد ذلك بالحديث المسلسل بيوم عاشوراء حسب استدعاء صاحبنا الشهاب العطار منه يومها بعد رجوعي للمغرب، وراجعته لما كنت أسمع عليه ثبته المطبوع في بعض أوهامه فيه فلم أجد فيه قابلية للمباحثة لكبره وضعف قواه، وقد ذكرتها في غير هذا الموضع. مات في 9 شوال عام 1328 بالمدينة المنورة رحمه الله رحمة واسعة. 515 - الفتح البيلوني (1) : هو فتح الله بن الشيخ محمود بن محمد الحلبي

_ (1) ترجمة والده محمود بن محمد الحلبي في خلاصة الاثر 4: 320 وقطف السمر، الورقة: 95 (نسخة عارف حكمت) وكنيته أبو الثناء ولقبه نور الدين؛ وكانت وفاة الوالد سنة 1007 أما فتح الله نفسه فله ترجمة في خلاصة الاثر 3: 254 واعلام النبلاء 6: 239 وسلافة العصر: 398 وبروكلمان، التاريخ 2: 274 وتكملته 2: 385 والزركلي 5: 334 ومن مؤلفاته: حاشية على تفسير البيضاوي، وخلاصة ما يعول عليه الساعون في أدوية دفع الوبا والطاعون وله مجاميع اشتملت على تعاليق غريبة وله شعر كثير. والبيلوني نسبة إلى البيلون وهو نوع من الطين يستعمل في الحمام.

المعروف بالبيلوني الشافعي الأديب المشهور، أخذ عن والده البدر محمود وغيره، وكان واسع الرحلة، دخل بلادا كثيرة منها مكة والمدينة والقدس ودمشق وطرابلس وبلاد الروم وألف التآليف الفائقة وأخذ عنه خلق كثير، مات سنة 1042. له ثبت موجود بالخزانة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 126، أرويه عن شيخنا عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ شاكر العقاد عن النور علي التركماني عن علاء الدين الحصكفي عنه. 516 - الفكيكي (1) : هو الإمام المحدث الصالح الرحال سيدي بلقاسم بن لإمام أبي عبد الله محمد بن الإمام الكبير الحافظ أبي محمد عبد الجبار بن أحمد ابن موسى البرزوزي الفكيكي أحد مشاهير المغرب الذين لهم الصيت الطائر، وهو شارح منظومة الصيد لعمه أبي إسحاق إبراهيم المسمى ب " الفريد في تقييد الشريد وتوصيد الوبيد " وهو شرح ممتع في مجلد عندي. وتجول في الآفاق وأخذ عن أعلامها، وعمدته في الطريق سيدي محمد بن أبي الحسن البكري عن أبيه عن زروق، وروى عن والده عن ابن غازي والونشريسي والدقون والسنوسي وابن مرزوق والضرير والقلصادي وغيرهم، ويروي أيضا عن والده عن أبي إسحاق إبراهيم التازي عن أبي الفتح المراغي عن ابن الفرات عن ابن جماعة عن المنتوري بأسانيده. مات سنة 1021. وبيت بني عبد الجبار بفكيكك له شهرة بالعلم والدين، وكانت لهم خزائن كتب عظيمة حتى نقل الشيخ أبو عبد الله التاودي ابن سودة في أول فهرسته عن الإمام أبي العباس الهلالي أنه مكث بها مدة من يومين لم يتصفح فيها ولا أوائل كتبها، وفي رحلة ابن عبد السلام الناصري الكبرى: " كانت لهذا

_ (1) صفوة من انتشر: 141.

الإمام يعني المترجم - وبنيه من بعده خزانة كتب عظيمة احتوت على دواوين غريبة، ثم تلاعبت بها أيدي الحدثان، وممر الدهور والأزمان، فتفرقت شذر مذرحتى لم يبق منها الإ الأثر " اه. وكان دخوله لفكيكك عام 1197. نروي ما له بأسانيدنا إلى القصار وقد مات قبله عنه. ح: ونتصل في صحيح البخاريبه من طريق أبي سالم العياشي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الفاسي عنه أيضا. 517 - الفرغلي: هو الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الفرغلي المصري، ألف وألفت باسمه عدة أثبات (انظر الضوابط الجلية، وانظر السقاط، وانظر العقد الثمين الغالي، وانظر الطرق الموضحة) (1) . 518 - محمد فرخ شاه الهندي: ابن الإمام العارف محشي " مشكاة المصابيح " الشيخ محمد سعيد ابن الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السهر ندي الهندي الدهلوي، أخذ عن أبيه محمد سعيد وغيره قال في " اليانع الجني ": " يقال كان يحفظ سبعين ألف حديث متنا وإسنادا وجرحا وتعديلا، ونال منزلة الاجتهاد في الأحكام الفقهية، ويذكر عنه مع ذلك أنه كتب رسالة في المنعمن الإشارة بالمسبحة عند التشهد، وهذا يقضي منه العجب، والله أعلم " (2) اه منه. نتصل به من طريق الشيخ عبد الغني الدهلوي عن أبيه عن خاله سراج أحمد عن أبيه محمد مرشد عن أبيه محمد أرشد عن أبيه المولوي محمد فرخ شاه المترجم عن أبيه عن جده عن تلاميذ ابن حجر الهيثمي.

_ (1) رقم: 454 ورقم: 573 ورقم: 468 ورقم: 147 (ص:478) . (2) انظر اليانع الجني: 65 (المؤلف) .

519 - الفلاني (1) : هو الإمام المحدث الحافظ المسند الأصولي الأثري فخر المالكية صالح بن محمد بن نوح بن عبد الله بن عمر العمري نسبة إلى عمر ابن الخطاب، يصعد نسبة إليه من طريق الحافظ عليم الأندلسي الشاطبي، وهو مترجم في تكملة ابن الأبار (2) ، المسوفي الشهير بالفلاني نسبة إلى فلان بضم الفاء - قبيلة بالسودان، ولادة ومنشأ، المدني هجرة ومدفنا، المالكي الأثري، وما ذكر من كونه عمري النسب هو الموجود بخطه رافعا عموده إلى سيدنا عمر، فما في أوائل القاوقجي من وصفه بالعمري قال باسكان الميم - غلط واضح. رأيته محلى في إجازة تلميذه عبد الرحمن بن أحمد الشنكيطي في حديث الأولية للشيخ الكوهن الفاسي ب " شيخنا الفقيه المحدث النحوي البياني العالم بجميع فنون المعقول والمنقول، القاطن بالمدينة في داره المعروفة بدار السلام " اه. وحلاه الشيخ عابد السندي ب " الإمام الذي لا يجارى، والفهامة الذي لا يمارى، ملحق الأصاغر بالأكابر " اه. وقال فيه الشمس القاوقجي: " كاد أن يكون مجتهدا " اه. وممن جزم ببلوغه رتبة الاجتهاد صاحب كتاب " الدين الخالص " وكتابه " إيقاظ الهمم " ينم عن ذلك ولذلك ترجمته في كتابي " فيمن ادعى الاجتهاد أو ادعي فيه ". وذكره محدث الشام الوجيه الكزبري في ثبته بقوله: " ومن سادات أشياخي الشيخ الإمام العلامة المتفنن الهمام المشهور بالاسناد العالي، ذو الذهن الوقاد المتلالي، علم الدين الشيخ صالح بن محمد الفلاني " اه. وله من التصانيف: الثبت الكبير " الثمار اليانع " والصغير " قطف الثمر "، وكتابه العجيب إيقاظ الهمم، هو مطبوع في الهند في مجلد، وله كتاب في الأحاديث القدسية، وتحفة الأكياس بأجوبة الإمام خير الدين الياس يعني به تاج الدين الياس المفتي المدني - وهي نظم أسئلة السيوطي في ألف باء.

_ (1) انظر ما سبق رقم: 96 (ص: 287) . (2) التكملة 2: 696 (المؤلف) وانظر أيضا صلة الصلة: 162.

وجعله صاحب " الحطة " و " عون الودود على سنن أبي داود " من المجددين على رأس المائة الثالثة عشرة. ولد سنة 1166 في بلد أسلافه (نس) من إقليم (فوت جلوا) ونشأ بها، ثم ارتحل لطلب العلم وعمر إذ ذاك نحو اثني عشر عاما سنة 1178، فدخل بلدان القبلة، مكث بها نحو السنة عند محمد بن بونه، ثم وصل إلى باغي ولازم فيها الشيخ محمد بن سنة ست سنين، ثم ارتحل إلى تنبكت ولازم فيها الشيخ محمد الزين سنة كاملة، ودخل درعة ومكث في الزاوية الناصرية سنة، ودخل مراكش ومكث بها ستة أشهر، ودخل تونس وأخذ عن علمائها كالغرياني والكواشي والسوسي وغيرهم، ودخل مصر وبقي فيها نحو ثلاثة أشهر ملازما لعلمائها كالصعيدي وغيره، ودخل ارض الحجاز وزار القبر النبوي سنة 1187، ولم يزل يرتع في جنان الرياض النبوية مترددا إلى الرحاب الحرمية إلى أن مات بالمدينة المنورة سنة 1218. يروي عن أعلام منهمابن سنة الفلاني وهو أعلى شيوخه إسنادا، ومنهم خاله عثمان بن عبد الله الفلاني الشهيد الراوي عن مولاي الشهير محمد بن عبد الله الواولتي والصوابي بإجازة الأخير لوالده عبد الله ومن يولد له، ومنهم صالح بن محمد بن عبد القادر الفلاني العمري عن محمد بن المختار بن الأعمش الشنكيطي إجازة مراسلة، ومنهم إبراهيم البار أجاره، ومنهم محمد بن أحمد الشهير ببابا أجازه في فهرس والده " نشييد المآثر "، ومنهم محمد الشهير بالفغ اب أجازه عن ابن زاكور الفاسي، ومنهم الشيخ محمد سعيد سفر المحدث الشهير، ومنهم ولده أحمد، ومنهم المعمر محمد بن محمد بن عبد الله المغربي المدني أجازه عامة، كما أجازه البصري وأجازه بالمنح البادية عن والده عن مؤلفها، ومنهم محمد بن سليمان الكردي أجازه عامة عن مشايخه منهم حسن بن عبد الرحمن عيديد عن البصري وعبد الرحمن ابن عبد الله بلفكيه، ومنهم علي بن محمد الشرواني أجازه عامة كما إجازه

هو محمد حياة السندي وغيره، ومنهم الشيخ التاودي ابن سودة لقيه بطرابلس الغرب وهو راجع من الحج وقرأ عليه أوائل ابن سليمان الرداني وبعض التحفة ومنسكه الذي صنف والنووية وأجازه عامة، ومنهم إبراهيم الرئيس بن محمد الزمزمي المكي أجازهعامة عن لبن الطيب الشرقي وعيد البرلسي وعبد الوهاب الطنطاوي، ومنهم الأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني وأجازه عن والده وأبي الحسن السندي وسليمان الأهدل وغيرهم، ومنهم عبد الملك بن عبد المنعم بن الشيخ تاج الدين القلعي أجازه عامة وهو ممن عاش بعد الفلاني مدة، ومنهم أبو الحسن الصعيدي أجازه أيضا عامة ولازمة مدة مقامه بمصر، ومنهم مصطفى الرحمتي الدمشقي أجازه عامة عن عبد الغني النابلسي والبكري وتلك الطبقة، ومنهم العارف عبد الله المرغني الطائفي أجازه عامة، ومنهم: تلميذه حسين بن عبد الشكور الطائفي أجازه عامة عن محمد بن حسين العجيمي وغيره، ومنهم الشهاب أحمد الدردير سمع منه الأولية وأجازه عن الحفني والصعيدي، ومنهم عبد الله بن سليمان الجرهزي الزبيدي أجازه عامة عن محمد بن علاء الدين المزجاجي وأحمد بن محمد مقبول الأهدل، ومنهم محمد بن عبد الرحمن الكزبري أجازه عامة، ومنهم محمد المصيلحي المصري أجازه عامة عن عيد البرلسي عن البصري وغيره، ومنهم محمد بن عبد السلام الناصري الدرعي وأجازه عامة وبخصوص " المنح البادية " عن جسوس عن مؤلفها وشهد له بالرؤية وذلك عام 1212وعاش بعد الفلاني مدة مديدة، ومنهم أبو الحسن ابن محمد صادق السندي المدني أجازه عامة عن سالم البصري ومحمد حياة السندي وعطاء المكي، ومنهم محمد بن عبد الكريم السمان المدني أجازه عامة عن أبي طاهر الكوراني والبكري وغيرهما ولقنه، ومنهم الشهاب أحمد بن عبيد العطار الدمشقي أجازه عامة، ومنهم عبد العزيز بن حمزة المطاعي المراكشي قاضيها أجازه أيضا عامة، ومنهم أبو الحسن علي بن عبد البر الونائي أجاز كل منهما صاحبه، ومنهم أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي المصري لقيه بمصر سنة 1187 وأجازه إجازة عامة.

ومن شيوخه أيضا سليمان بن محمد الدراوي روى عنه " صلة الخلف " للردائي عن مؤلفها، كما قرأت ذلك بخطه على أول ورقة منها في نسخة بمكتبة المسجد الحرام بمكة مجيزا بها لعلي بن عبد الفتاح القبابي. ومن شيوخه أيضا الشيخة أم الزين زوجة المرحوم الشيخ محمد سعيد سفر المدنية، فقد وجدت في إجازة الشيخ إسماعيل بن سعيد سفر للعربي الدمناتي أن الفلاني قرأ عليها ولكن لم يترجمها كالذي قبلها في ثبته الكبير الذي منه نقلت ما رأيت من أسماء شيوخه، ولعله لم يكمله، نعم وجدته ذكرها في ترجمتة شيخه العلامة الشهاب أحمد بن محمد سعيد سفر على أنها من شيوخه وأن ولادتها كانت سنة 1153. وأم الزين هذه قال عنها ولدها الشيخ إسماعيل ابن محمد سعيد سفر المدني في إجازته للدمنتي: " هي شيخة مشايخ الحرمين ومن وجد الآن بهما من المدرسين يأخذ عنها بواسطة أو واسطتين أو أكثر، وحيدة في العلوم المتطوق والمفهوم، حفظت القرآن بالعشر والخمسة وعشرين متنا من سائر الفنون وهي بنت سبع سنين، وجاء بها والدها إلى والدي محمد سعيد فقال له: أقرئها الكتب الستة والبيضاوي والكشاف، وأخذت عن خالها عمر المالكي ". (انظر بقية كلامه عليها في الإجازة المذكورة) . نروي ما للفلاني في الثبتين الكبير والصغير وكل ما له من مؤلف وبحث من طريق جل الآخذين عنه، كمحدث الشام الوجيه الكزبري وعالم مكة ومسندها عمر بن عبد الرسول العطار وعلي البيتي الباعلوي المكي ومسند مصر علي بن عبد البر الونائي وإسماعيل بن إدريس الرومي المدني ومفتي المدينةإسماعيل ابن زيد العابدين البرزنجي ومحمد صالح جمل الليل ومحمد أمين بن حسن الزيله لي المدني ومحمد بن صالح الشعاب المدني ومحمد صالح بن إبراهيم الرئيس الزمزمي المكي والحافظ عابد السندي ومحمد بن هاشم الفلاني ويس المرغتي المكي والبركة الشيخ علي الرئيس الزمزمي المكي الزبيري وأحمد بن حسن الحنبلي وأديب الشام أحمد بن عبد اللطيف البربير وقاضي مكة عبد

الحفيظ العجيمي المكي ومسند المدينة زين العابدين جمل الليل الباعلوي المدني والشهاب أحمد بن محمد الكردي الأصطنبولي الحنفي ومفتي الشام الشمس ابن عابدين الدمشقي وغيرهم. وأعلى ما بيننا وبينه الرواية بواسطتين، وذلك عن مشايخنا الشهاب أحمد ابن إسماعيل البرزنجي وأبي النصر الخطيب وعبد الجليل برادة، ثلاثتهم عن والد الأول السيد إسماعيل عنه. ح: وعن العلامة نور الحسنيين ابن محمد حيدر الأنصاري الهندي كتابة منه عن القاضي العجيمي المكي عن الفلاني. ومن أغرب وألطف اتصالاتنا به روايتنا عن الفقيه الرحال الناسك الشمس محمدي ابن محمد الشنكيطي عن أبيه أحمدي بن محمد بن عبد الله ابن أحمد بن الفقيه بن الفقيه عبد الله القاضي الشنكيطي عن أبيه محمد عن العلامة محمد الحافظ بن المختار بن حبيب بن اكريش العلوي الشنكيطي، إجازة بالعموم متصفة، وهو عن الشيخ صالح الفلاني، وقفت على إجازته له بخطة وهي عامة مؤرخة بشعبان عام 1217 عند مجيزنا بالسند المذكور لما لقيته بأبيار عباس بالحجاز عام 1324، وأوقفني على إجازة جده محمد لأبيه أحمدي وعلى إجازة محمد الحافظ لجده، وكل منهما عامة مطلقة. وأشهر أسانيدنا إليه عن الشيخ الوالد عن الشيخ عبد الغني عن الشيخ عابد وإسماعيل ابن إدريس الرومي كلاهما عنه. ومن أنزل أسانيدنا إليه روايتنا لثبته عن صاحبنا العطار عن ابي مهدي يحيى بن وجيه الله العلائي العظيمابادي عن شاه عليم الدين البلخي الجونفوري عن الشيخ عبد الغني الدهلوي عن الشيخ عابد السندي عن الوجيه عبد الرحمن الأهدل عن محمد صالح الرئيس الزمزمي المكي عنه، وهو مع نزوله عال لعظمة رجاله. ومن أغرب اتصالاتنا به عن الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار

الدمشقي عن الرحلة الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي الدمشقي عن الوجيه الكزبري والسيد يس المرغتي المكي وأبي الحسن علي الرئيس الزمزمي المكي الزببري ثلاثتهم عن الفلاني ثبته. ونتصل به في الحديث الأولية من طريق أبي المحاسن القاوقجي عن محدث فاس أبي محمد عبد القادر الكوهن عن أبي زيد عبد الرحمن الشنكيطي دفين فاس الجديد عن الفلاني. مهمة: تأخر رجل بعد الفلاني نحو السبعين سنة وشاركه في اثنين من كبار مشايخه وهو المعمر الفاضل الناسك المسند الشمس محمد بن عمر بن عبد الرسول المكي، ولد سنة 1210 وسمع بعناية والده حديث الأولية من أبي الحسن علي الونائي، واستجار له منه وعن مفتي مكة عبد الملك القلعي، وهما من مشايخ الفلاني، فأجازه، وأجاز والده أيضا، وعاش إلى 4 محرم عام 1297، ومع ذلك لم يتفطن للأخذ عنه إلا القليل، آخرهم شيخنا الشمس محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي، فقد أجازني عنه بمكة المكرمة. 520 - الفلبق (1) : هو أبو الحسن ابن أفلح، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن خاطب الباجي قراءة عليه بإشبيلية. 521 - الفهري (2) : هو أبو جعفر أحمد بن يوسف اللبلي التونسي الأستاذ المحدث الرواية، حج ولقي أعلاما بالاسكندرية ومصر والشام والحجاز،

_ (1) هو عبد الرحمن بن محمد بن يونس بن أفلح النحوي من أهل رية (توفي سنة 490) وقد وضعه الكتاني في حرف الفاء وورد اسمه عند ابن خير: 316 والصلة: 328 القلبق - بالقاف - وليس له فهرسة يرويه ابن خير وإنما له كتاب في النحو. (2) رحلة العبدري: 43 وبغية الوعاة 1: 402 وهدية العارفين 1: 100 والزركلي 1: 260 (وكانت وفاة اللبلي سنة 691.

له برنامجان كبير وصغير في أسماء شيوخه، أرويها من طريق العبدري الحيحي عنه، لقيه بتونس وأجاز له عامة. 522 - الفيروزبادي (1) : هو الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي مؤلف " القاموس " وغيره، مجدد علم اللغة على رأس المائة الثامنة، ومهر فيها وهو شاب، وتفقه فطلب الحديث وجال في البلدان، وكان له فيها الحظوة التامة حتى عند الملوك، وفي شيوخه كثرة: منهم التقي السبكي وولده التاج ومحمد بن يوسف الزرندي المدني وابن القيم والعلائي وابن جماعة وابن جهبل وغيرهم. وله فهرسة ومعجم ومشيخة ذكر فيها من لقي وما حمل عنهم، خرجها له الجمال ابن موسى المراكشي، وفيها أن مروياته الكتب الستة وسنن البيهقي ومسند أحمد وصحيح ابن حيان ومصنف ابن أبي شيبة وغير ذلك على مشايخ عديدة وجم غفير قاله في ترجمته من " أزهار الرياض ". وترجم الحافظ تقي الدين ابن فهد في ذيل " طبقات الحفاظ " (2) لمحمد ابن موسى المراكشي المكي الشافعي المذكور فقال: رحلت أنا وهو في سنة ست عشرة إلى اليمن لنسمع على القاضي مجد الدين الفيروزبادي مشيخة خرجها له فلم يتيسر له قراءتها، واجتهدت أنا حتى قرأت عليه ما فيها من الأحاديث جميعها والآثار والشعر من غير كلام مخرجها من المسودة، وألبسني

_ (1) ترجمة الفيروزبادي في العقد الثمين 2: 392 وذيل تذكرة الحفاظ: 256 والضوء اللامع 10: 79 وبغية الوعاة 1: 237 - 275 والعقود اللؤلؤية 2: 264، 278، 297 وأزهار الرياض 3: 38 ومفتاح السعادة 1: 103 والشقائق النعمانية 1: 32 وتاج العروس 1: 13 والبدر الطالع 2: 280 وروضات الجنات 207 والشذرات 7: 126 ومقدمة بصائر ذوي التمييز، ومقدمة المغانم المطابة ومقدمة البلغة (وخاصة 21م حيث أورد ثبتاً بمصادر ترجمته) . (2) ذيل طبقات الحفاظ: 275، والكتاني يعتمد الحذف عند النقل.

خرقة التصوف، وحرصت على تحصيل نسخة من المشيخة فلم يتيسر لي ذلك، غير أني كتبت أحاديث من أولها ولم أظفر بالمشيخة بعد موته لأنه احتمل جملة كتبه إلى زبيد، فلما عزم على الحج تركها عند زوجته، فمات بمكة بعد قضاء نسكه، واستولت الزوجة على الكتب وذهبت شذر مذر، و [ذهب] جميع ما ألفه وجمعه. وخرج لمشايخه من ذلك العلامة زين الدين أبو بكر بن الحسين الأموي مشيخة سمعتها عليه بقراءته، وكتبت منها نسخة، وأربعين حديثا [منها عشرون] موافقات وعشرون أبدالا لجماعة من المشايخ، ومشيخة الجمال المرشدي "،اه. قلت: وللمجد الفيروزبادي شرح على البخاري سماه " فتح الباري بالسيح الفسيح الجاري في شرح البخاري " كمل منه ربع العبادات في عشرين مجلدا، وله كتاب في الأحاديث الضعيفة في أربع مجلدات، وتسهيل طريق الوصول في الأحاديث الزائدة على جامع الأصول وهو في أربع مجلدات، والدر الغالي في الأحاديث العوالي، وسفر السعادة وهو مطبوع، ولها خاتمة في الأحاديث المشتهرة ونظمها بعض الشاميين، وشوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية للصغاني في أربع مجلدات، وعدة الاحكام في شرح عمدة الاحكام للتقي المقدسي في مجلدين، والصلاة والبشر في الصلاة على خير البشر، ومنية السول في دعوات الرسول، والنفحة العنبرية في مولد خير البرية، والمغانم المستطابة في معالم طابة (1) ، والتخاريج في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح، والمتفق وضعا المختلف صنعا، وطبقات الحنفية، وطبقات الشافعية، وزاد المعاد في وزن بانت سعاد وشرحها في مجلدين، وغير ذلك. مات سنة 818 وقد جاوز التسعين ممتعا بحواسه. نروي: ما له بالسند إلى الحافظ ابن حجر عنه. ح: وبالسند إلى الحافظ

_ (1) نشر أستاذنا العلامة الشيخ حمد الجاسر الباب الخامس من هذا الكتاب (منشورات دار اليمامة - الرياض1969) .

السيوطي عن الحافظ تقي الدين محمد بن محمد بن فهد وأخيه ولي الدين أبي الفتح عطيه وولديه محب الدين أبي بكر والحافظ نجم الدين عمر وآسية بنت جار الله بن صالح الطبري وصفية بنت ياقوت المكية ورقية بنت عبد القوي ابن محمد البجادي وأم محمد حبيبة بنت أحمد بن موسى الشويكي وكمالية بنت أحمد بن محمد بن ناصر المكي وأم الفضل هاجر بنت الشرف المقدسي وغيرهم، كلهم عن الفيروزبادي ماله، وهو إسناد عجيب فيه أكبر أحدونة عن انتشار العلم في ذلك الزمن حتى أخذ السيوطي كتاب " القاموس " عن ست من النسوة، أخذ الست القاموس وروينه وغيره عن مؤلفه. وقد قال أبو الحسن علي الخزرجي في " العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية " في حق المترجم: " كان من الحفاظ المشهورين والعلماء المذكورين وهو أحق الناس بقول أبي الطيب المتنبي: أديب رست للعلم في أرض صدره ... جبال جبال الأرض في جنبها قف " وفي التاريخ المذكور أن القاضي مجد الدين لما فرغ من كتابه " الاصعاد إلى الاجتهاد " حمل إلى باب السلطان مرفوعا بالطبول والأغاني، وحضر سائر الفقهاء والقضاة والطلبة وساروا بالكتاب إلى باب السلطان وهو ثلاث مجلدات يحمله ثلاثة رجال على رؤوسهم، فلما دخل على السلطان أجاز مؤلفه بثلاثة آلاف دينار، وفي " الرد على من أخلد إلى الأرض " للسيوطي أن المترجم ادعى الاجتهاد وصنف في ذلك كتابه الاصعاد المذكور. وقد ترجم للفيروزبادي تلميذه الحافظ ابن حجر في ذيله على طبقات الحافظ لابن ناصر قائلا: " وهو آخر الرؤوس الذين أدركناهم موتا فإني أدركت على رأس القرن رؤوسا في كل فن، كالبلقيني والعراقي والغماري وابن عرفة وابن الملقن والمجد الشيرازي هذا ".اه. ومن غريب ما تسمع وتقرأ أن الحافظ ابن حجر نقل مرة في الفتح عن القاموس للمترجم فانتقده العيني بأن ما ذكره

يحتاج إلى نسبته إلى أحد من أيمة اللغة المعتمد عليهم. اه (انظر ص 843 من الجزء الأول) فطبقه على حال من يحتج اليوم بكلام " المنجد " و " أقرب الموارد " كأنه وحي يوحى مع أن قرب الفيروزبادي من العيني كقرب هؤلاء منا أو أكثر، فانا لله من ضعف العلم أو قلة المتمكنين فيه. 523 - ابن الفخار (1) : هو أبو عبد الله الإمام الحافظ، له برنامج نقل عنه ابن الابار في " معجم أصحاب الصدفي ". 524 - ابن فرتون (2) : هو أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فرتون السلمي يكنى أبا العباس، ويعرف بابن فرتون، من أهل مدينة فاس، ونزل سبتة وبها مات. [قال] صاحب " ذيل التكملة " (3) : روى عن أهل فاس وسبتة ودخل الأندلس سنة 635 فأخذ عمن وجد هناك، واجتمع له سماع جم وكتب بخطه كثيرا وقيد واعتنى غاية الاعتناء. قال ابن الزبير: " حتى كان آخر المكثرين، وكان ذاكرا للرجال والتاريخ وقسطا صالحا من الجرح والتعديل ولكثير من متون الأحاديث. صنف برنامجا ضمنه ما رواه " نرويه وكل ما له من طريق ابن الأبار عنه مكاتبة من سبتة، وعاش المترجم بعده، حدث عنه ابن الأبار في ترجمة مجاهد الأندلسي من " معجم أصحاب الصدفي " ومات ابن فرتون سنة 660 عن سن عالية. 525 - ابن فهد: أبناء فهد في الرواة كثير، وهم بيت كبير بمكة انقرضوا اليوم منهم:

_ (1) معجم أصحاب الصدفي: 153 (في ترجمة محمد بن محمد بن عبد الرحمن الأموي) . (2) انظر معجم أصحاب الصدفي رقم: 179. (3) غير واضح ما يعنيه ب " ذيل التكملة ".

تقي الدين ابن فهد (انظر عمدة المنتحل وحرف التاء) (1) . ومنهم ولده الحافظ نجم الدين عمر بن فهد (2) خرج معجما للبرهان الحلبي سماه " مورد الطالب الظمي من مروياته الحافظ الحلبي سبط ابن العجمي " وهو مما لم يذكر في ترجمته سابقا، وقد وقع غلط فيما سبق في برنامج الحفاظ الذين أتوا بعد ابن حجر (في ص79 من الجزء الأول) فعد هناك من أهل القرن العاشر، والحال أنه من أهل القرن التاسع. ومنهم ولده الحافظ عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد (3) ، له معجم (انظر ذروة [العز و] المجد) . ومنهم ولده أبو الفضل محب الدين محمد جار الله ابن عبد العزيز ابن فهد (4) ، له معجم اسمه " نوافح النفح المسكي في معجم جار الله ابن فهد المكي " (وقد سبقت ترجمة جار الله في حرف الجيم) وذكر معجمه هذا في حرف النون. وفاتنا أن نذكر هناك أن ولادته كانت سنة 891 بمكة المكرمة، ونشأ بها في كنف والديه وأحضر على الحافظ السخاوي وهو في الرابعة فسمع من لفظه وبقراءة أبيه وغيره أشياء، ثم سمع عليه بعد ذلك أشياء، وأحضر على المحب الطبري في ختم مسلم وثلاثيات البخاري والربع الأول من تساعيات العز ابن جماعة، كل ذلك بعد المسلسل، وأجاز له جماعة كعبد الغني البساطي وغيره ممن أجازت له عائشة بنت عبد الهادي والشمس محمد بن

_ (1) انظر الرقم: 110 (ص:270) ورقم: 476. (ص:876) . (2) انظر رقم: 347 (ص: 669) . (3) انظر رقم: 414 أما ذروة العز والمجد (ص: 421) فليس فيها سوى إحالة. (4) الترجمة رقم: 115 (ص:296) وانظر نوافح النفح المسكي رقم: 439. (ص: 684) .

الشهاب أحمد البوصيري وغيره ممن سمع على ابن الكويك، وأخذ عن والده الحافظ عز الدين عبد العزيز بن فهد والحافظ السيوطي وسمع على محب الدين أبي الثناء محمود بن محمد بن خليل بن أجا التدمري الأصل الحلبي ثم القاهري الحنفي المعروف بابن أجا قال في " سبائك الذهب " لما ترجمه: " قرأ عليه المسند جار الله ابن فهد عشرين حديثا عن عشرين شيخا خرجها له في جزء سماه " تحقيق الرجا لعلو المقر بن رجا " اه. ورحل الشيخ جار الله إلى الديار المصرية والشامية ودخل إلى حلب وأخذ عن جماعة سبق ذكرهم في ترجمته السابقة في حرف الجيم، وكان بينه وبين الحافظ ابن طولون مراسلات يكتب هذا إليه وفيات الشام كل عام، وذلك يفعل مثله في الحجازيين، وتواريخ ابن طولون طافحة بالنقل عنه، وله دون المعجم المذكور وتحقيق الرجا: " تحفة الايقاظ بتتمة ذيل طبقات الحفاظ " ذيل بها على ذيل جده الحفاظ تقي الدين المسمى " لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ " وله تاريخ مفيد في معرفة وفيات المترجمين في الضوء اللامع لشيخه السخاوي، وله أيضا التحفة اللطيفة في بناء المسجد الحرام والكعبة الشريفة، وتحقيق الصفا في تراجم بني الوفا رتبهم على الحروف، وغير ذلك. وكانت وفاته رحمه الله سنة 954، وهو ممن ظهر لي أنه يصح إدراجه في حفاظ القرن العاشر، وفاتنا أن نذكر اسمه في برنامجهم الذي سبق (في الجزء الأول) فاستدركته هنا والأمر سهل. ومنهم عبد الرحمن بن فهد (1) (انظر كلاً في حرفه) . وأنت إذا تأملت قل أن نجد في بيت في الإسلام أربعة من الحفاظ في سلسلة واحدة من بيت واحد يتوارثون الحفظ والإسناد غير هذا البيت العظيم.

_ (1) الترجمة رقم: 392 (ص: 734) في ما تقدم.

526 - ابن فرقد (1) : هو إبراهيم بن خلف ابن فرقد العامري القرشي الإشبيلي، مات سنة 572، له برنامج ممتع ذكر فيه شيوخه وكيفية أخذه عنهم. 527 - ابن فرقد (2) : حفيد أخ الذي قبله، محمد بن عامر بن فرقد الفهري من أهل مورور وسكن إشبيلية، روى عن جماعة كثيرة جمعهم في فهرسة حافلة له، من أعيانهم عم أبيه إبراهيم بن خلف بن فرقد وغيره، وأجاز له من أهل المشرق طائفة كثيرة، توفي سنة 627 (3) ودفن خارج إشبيلية. 528 - ابن الفرات (4) : هو الإمام قاضي القضاة مسند الديار المصرية ملحق الأصاغر بالأكابر والأحفاد بالأجداد، عز الدين أبو محمد عبد الرحيم ابن ناصر الدين محمد بن عز الدين عبد الرحيم بن علي بن الفرات المصري الحنفي، ولد سنة 759 وسمع على كثيرين، وأجاز له العز بن جماعة فهرسة مروياته وخليل بن أيبك الصفدي وعمر بن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمود ابن خليفة المنبجي والتاج السبكي والبرهان القيراطي وأبو هريرة بن الذهبي، وجمع وتفرد بجمع من المشايخ، وصارت الرحلة إليه من الآفاق لعلو سنده، ومات قبل الحافظ ابن حجر بسنة، وشارك بعض مشايخه في مشايخهم، وكانت وفاته سنة 851 عن نيف وتسعين بمصر. ترجمة يوسف سبط الحافظ ابن حجر في مشيخته " بيان الصناعة بعشرة من أصحاب ابن جماعة " وبه

_ (1) ترجمة ابن فرقد في التكملة: 153. (2) ترجمة محمد بن عامر ابن فرقد في الذيل والتكملة 6: 421 والتكملة: 625 وبرنامج شيوخ الرعيني: 134. (3) في المطبوعة: 687 (وهو خطأ واضح) . (4) ترجمته في الضوء اللامع 8: 51 وذيل طبقات الحفاظ: 242 وبروكلمان، التاريخ 2: 50 وتكملته 2: 49 والزركلي 7: 73.

صدر. وقفت في كناشة الحافظ السخاوي على تسمية أربعين شيخا ممن أجاز للمترجم في استدعاء مؤرخ بسنة 761 عدهم، قال: وأجاز له أيضا باستدعاء مؤرخ 773 مائة وسبعة وعشرون شيخا سماهم، منهم إبراهيم ابن صديق وعبد الرحيم بن الحسين العراقي والنور الهيثمي. نروي ما له من طريق القاضي زكرياء الأنصاري وغيره. 529 - ابن أبي الفتوح (1) : هو الحافظ أبو الفتوح أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح الطاوسي الابرقوهي الحنفي الصوفي له كتاب " جمع الفرق لرفع الخرق " وهي ثمانية خرق لها ثمانية وسائط متصلة عنده بالنبي صلى الله عليه وسلم، الواسطة الأولى الخضر، والثانية اليأس، الثالثة أبو بكر الصديق، الرابعة عمر، الخامسة علي، السادسة عبد الله بن عباس، السابعة سيد أهل الصفة أبو الدرداء، الثامنة القطب أبو البيان ابن محفوظ القرشي، كذا في " الرحلة العياشية " وللسيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس في إجازته لبني الأهدل (2) " أن رسالة ابن أبي الفتوح تشتمل على ست وعشرين طريقة صوفية " اه. وعلى كل حال فأروي ما تضمنته الرسالة المذكورة من طريق أبي مهدي الثعالبي والكوراني والعجيمي والعياشي وغيرهم عن الصفي القشاشي عن الشنواني عن السيد غضنفر بن جعفر النهروالي المدني عن الخطيب تاج الدين عبد الرحمن ابن مسعود بن محمد الكازروني عن جده الحافظ أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح الطاوسي فيما له (3) . وباسانيدنا إلى ابن العجل عن القطب النهروالي المكي عن أبي عن أبي الفتوح الطاوسي، وقد ساق سند الطاوسي المذكور في الطريقة النقشبندية المنلا إبراهيم الكوراني في " الأمم " لدى الكلام على تصانيف

_ (1) انظر رحلة العياشي 1: 207 - 208. (2) النفس اليماني: 236. (3) انظر ص: 256 من الجزء الأول من الرحلة العياشية (المؤلف) . قلت: صوابه ما أثبتناه أعلاه تحت رقم: 529 اعتمادا على طبعة فاس.

المولى الجامي، فذكر أنه لبس من السيد الشريف الجرجاني عن علاء الدين العطار عن خواجه بهاء الدين النقشبند بأسانيده. ويروي الطاوسي أيضا الطريقة التسترية عن يونس الشنبكي عن والده. ويروي أيضا عن جمال الدين يحيى السجستاني عن الشرف الغوري عن شيخ الطائفة الركنية علاء الدولة ركن الدين السجستاني. ويروي الطاوسي المذكور أيضا طريقة المولوية عن شيخها صدر الدين أيوب بن عبد الرحمم الطاوسي. ويروي الطريقة الحلاجية عن أمين الملة والدين محمد البلياني. 530 - ابن الفوطي (1) : هو المحدث المفيد مؤرخ الآفاق مفخر أهل العراق كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي، منسوب إلى جد أبيه لأمه، ويعرف أيضا بابن الصابوني، مولده سنة 642 وأسر في واقعة التتر ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجا نصير الطوسي سنة 660، سمع الكثير وعني بهذا الشأن وكتب وجمع؛ قال الذهبي: " فلعله يكفر عنه، كتب من التواريخ ما لا يوصف، ومصنفاته وقر بعير، تولى كتب الرصد ببغداد بضع عشرة سنة فظفر بكتب نفيسة، وولي خزانة كتب المستنصرية فبقي عليها واليا إلى أن مات، وليس في البلاد أكبر من هاتين الخزانتين، وعمل تاريخا لم يبيضه، وآخر دونه في خمسين مجلدا سماه " [مجمع] الآداب في معجم الألقاب " (2) وألف كتاب درر الأصداف في غرر الأوصاف، وهو كبير جدا ذكر أنه جمعه من

_ (1) ترجمة ابن الفوطي في الفوات 2: 319 وتذكرة الحفاظ: 1493 والدرر الكامنة 2: 474 ولسان الميزان 4: 10 والبداية والنهاية 14: 106 وذيل العبر: 128 وطبقات السبكي 5: 175 والسلوك 2: 252 والشذرات 6: 60 والنجوم الزاهرة 9: 260 ولمحمد رضا الشبيبي محاضرة مطبوعة عنه، والزركلي 4: 124 ومقدمة مجمع الآداب. (2) طبع منه أربعة مجلدات بتحقيق الدكتور مصطفى جواد رحمه الله، بعنوان: " تلخيص مجمع الآداب في معجم الألقاب ".

ألف كتاب مصنفة من [التواريخ و] الدواوين والأنساب والمجاميع عشرون مجلدا، والدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة في عدة مجلدات "، قال: " ومشايخي يبلغون خمسمائة شيخ منهم الصاحب محيي الدين يوسف بن الجوزي، وسمع بمراغة من مبارك ابن الخليفة المعتصم سنة 666 ". قال الذهبي في التذكرة: " وهو في الجملة اخباري علامة ما هو بدون أبي الفرج الأصبهاني، وبينهما اشتراك وخصوص، ومات سنة 723 ببغداد عن 81 سنة ". أروي ما له من طريق الذهبي عنه مكاتبة. فاغية الغالية: اسم ثبت العلامة نعمان الآلوسي (انظر حرف النون وهم مطبوع، صدر مؤلفه أيضا غالية المواعظ) (1) . 489 - فتح الملك الناصر (2) في إجازات مرويات بني ناصر: للعلامة الأديب المؤرخ أبي عبد الله محمد المكي بن أبي عمران موسى بن محمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر الدرعي، قصد مؤلفه جمع الإجازات التي حصلها سلفه، وكانت كما قال متفرقة بين الأوراق أو هامش بعض الكتب، قسمه إلى ثلاثة فصول: الأول في إجازة جده الأكبر أبي عبد الله ابن ناصر وأخيه أبي علي الحسين، الثاني في إجازات أولاده، الثالث في إجازات أحفاده. فذكر في الفصل الأول إجازة ابن سعيد المرغتي السوسي لأبي عبد الله محمد وأخيه الحسين، وهي مطولة اشتملت على فوائد، وإجازة الحافظ البابلي لهما أيضا وهما عامتان. وذكر في الفصل الثاني إجازة محمد بن عبد الرحمن التلمساني نزيل

_ (1) رقم: 350 في ما تقدم. وغالية المواعظ في مجلدين، طبع بمصر مرتين (انظر الدر المنثر:35) . (2) قارن بالدليل: 307.

تارودانت لوالده محمد بن الشيخ سيدي محمد بن ناصر وهي عامة كما [ذكر] إجازة المرغتي وإجازة الشهاب أحمد بن قاسم البقري للخليفة أبي العباس أحمد ابن ناصر في القراءات وإجازة أبي الحسن علي الزعتري أيضا وعبد الله بن سالم البصري المكي وإسماعيل خطيب الحرم في القراءات وكتب الحديث من طريق الجن. ونص إجازة مجهول كاتبها وإجازة أبي زيد عبد الرحمن بن القاضي لأبي الحسن علي بن محمد بن ناصر في الشمائل ثم إجازة أبي السعود الفاسي لأبي الحسن علي بن محمد بن ناصر، وهي عامة له ولأخيه أبي بكر وغيرهما، ثم إجازة أبي سالم العياشي لأولاده الشيخ ابن ناصر وهي عامة لهم ولإبراهيم ابن علي قال: ولمن أحب من الإخوان. وفي الفصل الثالث إجازة المعمر الأستاذ إبراهيم بن علي الدرعي المعروف بالسباعي لموسى بن محمد بن محمد بن ناصر التي أشرك معه فيها الأديب محمد ابن عبد الله الحوات الشفشاوني ومحمد بن عبد الكريم التدغي والسيد جعفر ابن موسى المذكور وصنوه السيد محمد الأصغر المدعو المكي مؤلف " الدرر المرصعة " وجامع الثبت المذكور ولمن سيولد منهم، وهي بتاريخ 1132. قلت: قد دخل في هذه الإجازة أبو الربيع سليمان بن عبد الله الحوات، ولعله لم يكن يتفطن لها، والسباعي المذكور شارك أبا سالم العياشي في معظم شيوخه المشارقة والمغاربة وهو أكبر مشايخ ابن الطيب الشركي وأعلاهم إسناده، وعاش الحوات بعد ابن الطيب أزيد من الستين سنة وهو يشاركه فيه وهذا عجيب. ثم ذكر إجازة محمد بن عبد الله الحوات المذكور لأحمد بن موسى ابن محمد بن محمد بن ناصر ومحمد بن محمد بن عبد الله الخطيب، وهي عامة، ثم إجازة احمد بن إبراهيم السباعي لمؤلف الفتح المذكور محمد المكي، وهي عامة بتاريخ1141، وبذلك تمت الفهرسة المذكورة، وكان كمال جمعها

من مؤلفها سنة 1150. وقفت عليها بخط المؤلف في مجموعة من كتب الزاوية الناصرية بدرعة، وعندي منها نسخة. نتصل بكل ما فيها من الأسانيد والمرويات من طرق تعلم من خلال هذه المجموعة فالمرغتي ومروياته إسنادنا إليه في حرف الميم، وأما البابلي فقد ذكر إسنادنا إليه في حرفه، وأما مرويات الخليفة أبي العباس ابن ناصر ففي حرف النون، وأما إجازة أبي السعود الفاسي فأسانيدنا إليه في عبد القادر، وأما فهرسة السباعي فقد ذكرت في حرف الشين (انظر الشموس) (1) . ومما يلاحظ أن مؤلف الفتح المذكور أهمل من المجيزين لأبي العباس ابن ناصر الكوراني وأمثاله ولعل عذره أنهم أجازوه لفظا، كما أهمل إثبات إجازة القاضي أبي القاسم العميري له هو بفهرسته، وقد أثبتها شيخه المذكور فيها، ولعلها صدرت له بعد تتميم الفتح، كما لعل الناصري المذكور أول من تنبه لجمع إجازات بيت كبير مغربي في مجموعة مخصوصة، ولو وفق اليوم باحث من بني ناصر يضم إجازات الحافظ ابن عبد السلام ومن جاء بعده لما جمعه المترجم لجاءت مجموعة مهمة تبرهن عن مجد ذلك البيت الجليل، وتحفظ لنا حلى الأكابر لإفرادهم وتخطيطهم لهم فيما يرجع لنسبهم وعلاهم، ويذكرونا بما كانوا يقرءون ويسمعون من الكتب في زمانهم، جزى الله المعتني خيرا وأهمل المهمل حياة وقبرا. 490 - فتح الرضا في نشر العلم والاهندا (2) : اسم إجازة كتبها عالم مكة الشيخ عبد العزيز الزمزمي سبط ابن حجر الهيثمي للشيخ رضي الدين ابن عبد الرحمن بن الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي المكي، سماها له بذلك

_ (1) رقم: 543. (2) عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز البيضاوي: ترجمته في خلاصة الاثر 2: 426.

شيخه أيضا أحمد بن أبي الفتح الحكمي، قال في " خلاصة الأثر ": وهي إجازة حافلة " اه. ولد الشيخ عبد العزيز المذكور سنة 977 بعد وفاة جده أحمد بن حجر الهيثمي بثلاث سنين، ومات بمكة المكرمة سنة 1072. يروي عن والده محدث مكة محمد بن عبد العزيز عن ابن حجر الهيثمي وغيره. ونروي ما له من طريق الشهاب النخلي عن مؤلفها الزمزمي، وذكر الشيخ إسماعيل النقشبندي تلميذ الشيخ محمد سعيد سنبل صاحب " الأوائل " أنه أي سنبل أدرك الشيخ رضي الدين المجاز بفتح الرضا والأخذ عن والده وهو عن والده الشيخ ابن حجر قال: وهو أعلى ما عنده، اه. من خطه، بواسطة الشيخ أحمد أبي الخير، وفي اعتماد ذلك نظر، لأن الشيخ رضي الدين مات كما في " خلاصة الأثر " سنة 1041، فكيف يمكن لمحمد سعيد سنبل إدراكه إلا إذا فرضنا أنه مات عن مائة وأربعين سنة على الأقل، وهذا السن لو كان بلغه سنبل لوصف به، والله اعلم. 491 - فتح الملك ناصر لعبده أمير البلاد التونسية محمد الناصر: اسم ثبت صغير ألفته إجازة لملك تونس الفاضل المحبوب لدى شعبه أبي عبد الله محمد الناصر باي المتوفى سنة 1341، كتبته بتونس سنة 1341، سقت له فيه إسناد الأربعين حديثا المسلسلة بالاشراف والصحيح والدور الأعلى ونحوه، وهو في كراسة لطيفة. 492 - فتح الغدير بأسانيدنا والدي الشيخ عبد الكبير: هو فهرس كنت جمعته في مرويات الشيخ الوالد ومشيخته عام 1319 في نحو الست كراريس، أروي ما فيه عن والده رحمه الله.

الفتح الغربي: اسم فهرس الحافظ السخاوي (انظر حرف السين) (1) . 493 - الفتح الوهبي فيمن أجاز لسيدي الحاج الهاشمي الرتبي: ثبت جمعه المسند أبو عبد الله محمد التهامي بن المكي بن زحمون الفاسي لشيخه العلامة الصوفي أبي عبد الله محمد الهاشمي بن الحاج علي بن أحمد الصادقي الرتبي الفاسي في مشيخته وإجازتهم له، فمن المغاربة: قاضي فاس العباس ابن أحمد بن (تو) بن سودة وأحمد الحبيب اليعقوبي الراشدي والعباس بن كيران وعثمان بن محمود القادري البغدادي التازي، ومن المشارقة: عباس ابن صالح الخباشي اليمني المكي وممد صالح الزمزمي المكي والشهاب أحمد الصاوي المصري وهؤلاء من مشايخه الذين أجازوه عامة ما لهم بتاريخ 1235. أوله: " الحمد لله الذي شرح صدور أوليائه لقبول المواهب الربانية " الخ وهو في نحو كراسين، قال في خطبته: " لما رأى الصادقي الرتبي المذكور ما سنه الشيوخ من إيصال السند، وأطلعني على إجازات له من شيوخه الأعلام ورأيت من ذلك ما يذهل العقول، فصغت هذا التقييد مقتصرا فيه على شيوخه الذين أجازوه من غير مزيد " وسماه بما ذكر، وقفت على نسخة منه بخط جامعه وعلى ظهره الإجازة به من الهاشمي الرتبي المذكور له ولأولاده وأحفاده، أذن له ولهم أن يحدثوا عنه ويرووا كيف شاءوا وبأي لفظ شاءوا. أرويه وكل ما للهاشمي المذكور عن المعمر أبي العلاء إدريس بن الطائع ابن التهامي عن الهاشمي المذكور، بحكم ما ذكر، ولم أسمع بالهاشمي المذكور إلا من الفهرس المذكور، ولا أستحضر له ترجمة، وبخط ابن

_ (1) انظر رقم: 562. - قارن بالدليل: 308 وقد مرت ترجمة التهامي ابن رحمون في رقم 111 (ص:270) .

رحمون أنه مات في ذي الحجة عام 1240، ولم يبين محل موته فضلا عن مدفنه، رحم الله الجميع، وبمكتبتنا نسخة من الفتح المذكور نقلتها عن خط جامعها. 494 - الفجر الصادق في إجازة الشيخ محمد الصادق: اسم فهرس لجامعه محمد عبد الحي، ألفته باسم قاضي المالكية بتونس الآن سليل المجد العالم الوجيه الفقيه المدرس النفاعة الشيخ محمد الصادق بن الشيخ الطاهر النيفر لما ورد لفاس عام 1329، في نحو الست كراريس، عددت فيه مشايخي ثم إسناد الستة والمسانيد الأربعة ونحوها من الكتب الرائجة، ثم إسناد الفقه المالكي وإسناد كثير من الفهارس على حروف المعجم، وهو ثبت نافع أجمع ما صدر مني إلى الآن وأفيد في بابه، وختمته ببعض الإنشادات المسندة والوصايا. 495 - الفضل المبين في المسلسل من حديث النبي الأمين: للشيخ ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي في مسلسلاته، أرويه عن والدي الشيخ عبد الكبير الكتاني عن الشيخ عبد الغني الدهلوي عن أبيه عن الشيخ عبد العزيز الدهلوي عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي. 496 - الفوائد المنتقاة الغرائب العوالي عن الشيوخ الثقات: رواية الشيخ أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن المخلص، الجزء الأول منها موجود بمكتبة الاسكوريال باصبانيا. 497 - الفوائد المخرجة من الأصول: هي مشيخة ابن المهتدي بالله المتوفى سنة 465، موجود بخط قديم في المكتبة التيمورية بمصر في القسم الحديثي تحت عدد 154. 498 - الفوائد الجلية في مسلسلات ابن عقيلة: هو اسم مسلسلات

الشمس محمد بن أحمد بن عقيلة المكي المسند الشهير، وهي أربعون مسلسلا مستعملة مروية عند المتأخرين خصوصا بالحجاز واليمن والشام، وقد سمعت جميعها على شيخنا المعمر عبد الجليل بن عبد السلام برادة المدني بأعمالها في مجلس واحد بداره من مكة المكرمة سنة 1323، كما سمعها كذلك على الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني بها، كما سمعها على شيخه الشيخ عابد السندي، كما سمعها كذلك على شيخه الوجيه عبد الرحمن بن سليمان الأهدل، كما سمعها كذلك على شيخه عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي، وهو سمعها عملا كذلك على مؤلفها الشمس محمد بن عقيلة المكي رحمه الله. ولعلي منفرد الآن بالمغرب بسماعها بأعمالها والحمد لله، وهي المسلسلات التي وضع عليها شبه المستخرج الحافظ مرتضى الزبيدي، وقد سبق ذكره في حرف التاء (انظر التعليقة) وهذه المسلسلات هي مادة الشيخ عابد السندي في الجزء الثاني من ثبته " حصر الشارد " الذي خصه المسلسلات. 499 - الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة (1) : للعلامة المحدث المسند المؤرخ الضابظ الأديب أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن محمد بن أحمد المغافري الجزولي التمنتري، نسبة إلى تمنارت قاعدة بلاد جزولة بسوس، ومنها عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين بالمغرب الأقصى، ثم الرداني دارا ومحتدا، قاضي الجماعة بتارودانت ومفتيها وعالمها، شهد له الشيخ اليوسي أنه أعلم عالم وجده بتارودانت. ثبته هذا في مجلد وسط في غاية الإفادة والإجادة والسلاسة والجمع لتراجم أعلام سوس وتلك الجهات وفوائد أهلها، وعليه اعتمد كثيرا

_ (1) عبد الرحمن بن محمد التمنارتي (أو التمنرتي) : ترجم له في الصفوة: 155 واليواقيت الثمينة: 193 والزركلي 4: 108.

صاحب " الصفوة " في تراجم أهل ذلك الصقع، وهو عندي، قال في أولها: " إني أذكر في هذا التقييد معتمد مشايخي ومشايخهم وحميد سيرهم وأخبارهم ووفياتهم وأقطارهم، فإن أولى الناس بالإحياء بالذكر من كان أصل سيادتك وسبب سعادتك ودليل رشدك وهدايتك " ثم قال: " إن فضيلة التاريخ تظهر في شيئين " في حفظ الأفاضل وإعطاء كل ذي حق حقه، وفي حفظ أسانيد الرواية حتى لا ترى لغير أهلها مستحقة " قال: " ومن شأن الطالب النبيه، الفحص عن ذلك حتى لا يقع في الخطأ فيه، وهذا الفن لم أر له في بلادنا السوسية مع تقادم الأجيال وتوفر الرجال ناظرا. ولا سمح لي من خلفهم من رسم في سلف أفاضلهم أولا وآخرا " قال: " ورتبت هذا التقييد في أربعة أبواب: الأول في ذكر مشايخي ومشايخهم وحميد سيرهم ووفياتهم، الثاني: في الأسانيد التي حصلت لي ممن ثبت عندي صحة إسناده وأخذه، وهو معظم قصد التقييد لأن به تتصل النسبة إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بها الشرف والسعادة، الثالث: فيما تلقيته من الغرائب وسمعته من العجائب، الرابع: في المرائي الحسان، الدالة على إمداد الله لعبده الضعيف بلطائف البر والإحسان ". فذكر في الباب الأول ممن أجازه عامة مروياته: الشيخ أحمد بابا السوداني صاحب " النيل " وغيره، أجاز له مكاتبة، وأبو زيد عبد الرحمن ابن أبي عبد الله محمد التلمساني خطيب الجامع الأعظم بتارودانت، أجاز له عامة كما أجاز له هو الرحلة الجوال إمام الدين ابن المعمر محمد بن يوسف البطائحي المقدسي الشافعي عن مشايخه البدر الغزي والخطيب الشربيني والشمس الرملي وجمال الدين الأنصاري كلهم عن القاضي زكرياء ما له، وممن أجاز أيضا للتمنرتي المذكور الأستاذ محمد بن علي الجزولي الكفيف وأبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم المجاز من الإمام الصالح المحدث المسند أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد الدرعي المعروف بآدفال السوساني بكل ماله.

وصدر الباب الثاني الذي عقد للأسانيد بالتصريح بإجازته العامة لمن انتاب من إخوانه لحضور دروسه الحديثية بالجامع الأعظم بتارودانت، قال: " قصدا لإحياء أسانيد مشايخه واستبلاغا في نصح الأمة بنشرها وإفشائها " قال: " وأجزت أيضا لكل فاضل حضر مجلسي في يوم الإجازة 28 رمضان عام 1036، ولولديه محمد وأحمد " قال: " على الإحاطة والشمول " ثم صدر بإسناد حديث الأولية فذكر أنه يرويه عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن محمد بن عيسى التمنرتي والقدوة أبي زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد بن عبد المنعم الحاحي والخطيب أبي زيد عبد الرحمن بن محمد الوقاد التلمساني، وهو أول حديث سمعه منهم، فالأول يرويه عن محمد بن إبراهيم الجزولي التمنرتي وأبي زيد عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عبد العزيز الجزولي عن العادل أبي العباس ابن الإمام القائم بأمر الله مولانا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الشريف الحسني، قال: حدثني السيد الفاضل سالم بن محمد، قال: حدثني الفاضل إبراهيم بن علاء الدين القلقشندي وهو أول، عن أحمد بن محمد المقدسي وهو أول، عن أبي الفتح محمد بن محمد المقدسي وهو أول، عن أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني عن ابن الجوزي بسنده. ح: ورواه الثاني عن أبي العباس أحمد آدفال السوساتي عن بركة بن الإمام محمد بن عبد الرحمن الحطاب وابن أخيه يحيى الحطاب بسندهم. ح: ويرويه أيضا عن أحمد بابا السوداني إجازة عن القطب النهروالي المكي عن زين الدين عبد الحق السنباطي المصري الشافعي، قال: هو أول حديث سمعته من لفظ بالمسجد الحرام لما قدم لمكة ليموت بها أحد شهور سنة 931، وتوفي بما مهل رمضان، عن مشايخه، وروى قطب الدين أيضا عن شيخ الإسلام زكرياء الأنصاري. وروى التمنرتي طريق القوم عن أبي زكرياء يحيى بن عبد الله بن سعيد ابن عبد المنعم الحاجي عن أحمد آدفال عن الشيخ محمد بن عيسى التلمساني المدني عن ولي الله عبد الوهاب الهندي المكي عن ولي الله علي بن حسام الدين

الشهير بالمتقي الهندي صاحب " كنز العمال " عن الشمس محمد بن محمد السخاوي عن الشيخ طاهر بن زيان الزواوي عن أحمد بن موسى النبتيتي عن صالح الزواوي عن ابن مخلص عن مغلطاي عن أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن الشاذلي عن أبيه، أتم التمنرتي فهرسته المذكورة في منتصف رمضان سنة 1045. نتصل به من طريق المرغتي واليوسي كلاهما أخذا عنه. ومن العجيب أن رجلا عاش إلى أواسط القرن المنصرم وهو المعمر أبو زكرياء يحيى بن عبد الله بن مسعود الجراري السوسي وهو يروي عن ولدي التمنارتي المذكور وهما محمد وأحمد، وأجازاه وناولاه فهرسة والدهما " الفوائد الجمة " فعلى هذا عاشا بعد والدهما نحو المائة سنة على الأقل، لأن وفاة والدهما عبد الرحمن التمنارتي المترجم له هنا كانت كما للحضيكي في طبقاته سنة ستين وألف، أو في حدود السبعين كما لليفرني في صفوته، والله أعلم بغيبه وأحكم. كما وقفت على استدعاء كتبه مسند سوس أبو عبد الله الحضيكي للبركة المعمر المحجوب بن أحمد بن عبد الرحمن التمنارتي الرداني أجازه عقبة إجازه عامة قال: " بكل ما حصل لي عن والدي أحمد بن عبد الرحمن، فعلى هذا نتصل به من طريق الحظيكي عن المحجوب عن أبيه أحمد عن أبيه عبد الرحمن. 500 - الفوائد السرمرية من المشيخة البدرية (1) : خرجها الحافظ الرحال أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود السرمري الحنبلي نزيل دمشق وبه مات، من مرويات الشيخ الحافظ بدر الدين أحمد بن محمد المعروف بابن الجوخي (2)

_ (1) ترجمة السرمري في الدرر الكامنة 5: 249 وذيل طبقات الحفاظ: 160 والشذرات 6: 249 وبغية الوعاة 2: 360 وبروكلمان، التاريخ 2: 162 وتكملته 2: 204 والزركلي 9: 231. (2) ابن الجوخي (683 - 764) : له ترجمة في الدرر الكامنة 1: 265 والدارس 1: والزركلي 1: 216.

فرغ منها مخرجها سنة 757، وهي في نحو عشر كراريس عندي منها نسخة عتيقة مسموعة على جماعة من المسندين، منهم البرهان بن أبي شريف وغيره. ترجم فيها سنة وأربعين شيخا، قال المخرج: " أردت أن أجبر له ما أماته المقصرون من الرواية بالإجازة، المحرومون عما في ضمنها من جزيل الفوائد الممتازة، إذ نسوا أن الراوي بالسماع لا يتعدى ما سمع، وأن الراوي بالإجازة له المجال المتسع، فخرجت عن كل شيخ شيئا من مسموعاته، مبتدئا بشيء من ترجمته وذكر مولده ووفاته، ولا معول على من ظفر بالإجازة وأهملها، ولا التفات إلى من وهنها وأبطالها، فإن الله تعالى كاتب موسى بالتوراة، ونبينا كاتب الملوك وغيرهم، والخلفاء الراشدون ومن بعدهم كاتبوا أمراءهم وكل عمل بما كوتب، وإذا صح العمل بالكتابة فصحة الرواية بها أولى " الخ. أرويها من طريق ابن الفرات عن المخرجة له، وقد افتتحها مخرجها بحديث الأولية، وختمها بقصيدة ميمية نبوية حلوة سلسة على نسق " غرامي صحيح " وهي للمخرج المذكور، قال: وقلت أمدح النبي صلى الله عليه وسلم على لسان أهل الحديث وما اصطلحوا عليه من العبارات، ورتبت ذلك على فصول منظومي " المعسول في علوم الحديث الرسول " اه. وأرويها أيضا من طريق الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي عن إبراهيم ابن الحافظ أبي المظفر السرمري عن أبيه. وهو صاحب عقود اللآلي في الأمالي، وغيث السحابة في فضل الصحابة، وتخريج الأحاديث الثمانيات، ونشر القلب الميت بنشر فضائل أهل البيت، وكتاب الأربعين الصحيحة، وعمدة الدين في فضل الخلفاء الراشدين، وشفاء الآلام في طب أهل الإسلام. وقد ترجمته الحافظ ابن رافع في معجمه وذكر أن تصانيفه بلغت مائة، ولد بسر من رأى في 27 رجب عام 694، ومات بدمشق 21 (1) جمادي [الأولى] عام 776.

_ (1) في البغية: حادي عشر.

501 - الفيوضات الربانية (1) في إجازة الطريقة السنوسية الأحمدية الإدريسية: للعامل العامل الناسك الرئيس الأنجد، الشهم الغيور الأمجد، صديقنا السيد أحمد الشريف بن السيد محمد الشريف بن الأستاذ الكبير الحافظ محمد ابن علي بن السنوسي نزيل مكة المكرمة الآن، إجازة (طبعت بالآستانة في صحائف 16 في القالب الكبير) ذكر فيها أسانيده في القرآن والصحاح الستة والمسانيد وأسانيد الطريقة السنوسية والشاذلية والنقشبندية وغيرها من الأحزاب والأوراد، وهي إجازة مهمة لم يطبع أفيد منها في بابها يعطيها لحلفائه في الطريقة، ذكر فيها روايته عن والده وعمه السيد المهدي وهو عمدته ومستخلفه وشيخهما أيضا العالم الصالح المعمر السيد أحمد بن عبد القادر الريفي المتوفى بالتاج سنة 1329، أجازه الأخير عامة ما يرويه عن جده وختمها بالإحالة على إثبات جده الستة " الشموس الشارقة " ومختصرها " البدور السافرة " و " المنهل الروي الرائق " و " التحفة " و " السلسل المعين " و " سوابغ الأيد ". وللسيد أحمد الشريف المذكور كتاب الدر الفريد الوهاج في الرحلة من الجغبوب إلى التاج، وكتاب فيوض المواهب الرحمانية وهو كبير جدا فصل فيه أحوال سلفه ومعارفهم ووارداتهم وتراجم أصحابهم، رتبهم على ثلاث طبقات، وهم عنده نحو ثلاثمائة، وهو تاريخ مهم في نحو مجلدين، يسر الله طبعه، وفي كتاب الفيوضات الربانية هذا أغلاط كثيرة مطبعية وأخريات من مخرجها من مبيضتها وبعض أمور اشتباهية من أكبرها أن السيد ابن السنوسي وشيخه الإمام ابن إدريس في " النفحات " نقلا عن العجيمي قال عن شيخه الصفي القشاشي مخططا له بالدجاني بالدال فتصحفت على الناقل

_ (1) أحمد الشريف السنوسي (1284 - 1351) له ترجمة في رياض الجنة 1: 136 وأعلام ليبيا: 35 والزركلي 1: 132 وكحالة 1: 243 ومجلة المنار 23: 134 والموسوعة الحركية 1: 155.

الدال ظنها تاء، وجعل كلام العجيمي المسوق في " النفحات الكبرى " مقولا من جده في حق الشيخ التيجاني دفين فاس، وهذه آفة قلة المقابلة. ومنها انه ذكر المعمر عبد العزيز الحبشي الذي أخذ عنه جده وأرخ وفاته بسنة ست وسبعين ومائتين وألف وذكر أنه عاش من المعمر خمسمائة وعشرين سنة وأنه أدرك زمن الحافظ ابن حجر ومن في طبقته وأخذ عنه قال: " وأدرك السيد عبد الرزاق ابن الأستاذ الكبير مولاي عبد القادر الجيلاني وأخذ عنه " اه. مع أن من ولد سنة 756 كما ذكر، كيف يمكنه الأخذ عن السيد عبد الرزاق الذي مات سنة 603، إلا أن يكون إدراكه وأخذه عن أحد حفدته وأقاربه المتأخرين عنه ممن سمي بعبد الرزاق، فقد كثر في القادريين هذا الاسم والله أعلم. ثم كتب لي السيد أحمد المذكور من المدينة المنورة يخبرني بمكاتبته رجلا كرديا معمرا اسمه حسين بن عبد الله له، وهو تلميذ تلميذ للسيد عبد العزيز المذكور، فحقق له كتابة من بلاد الكردان ولادة السيد عبد العزيز الحبشي المذكور بالتحقيق، كانت في اليوم الثالث من ربيع الأول عام 581، وأنه عاش سبعمائة سنة إلا خمس سنين، وأنه مشى إلى بغداد وأخذ عن الشيخ عبد الرزاق وإلى دمشق فأخذ عن الشيخ محيي الدين ابن عربي وأخذ عن الفخر ابن البخاري. قال لي السيد السنوسي في كتابه: وقد فرحت بتصحيح هذا السند فرحا لا مزيد عليه، اه. من خطه. وكتب لي كتابا آخر من المدينة المنورة يقول فيه انه في موسم الحج اجتمع بالسيد حبيب من ذرية السيد عبد العزيز الحبشي المعمر، فأخبره أن بين جده المذكور وبين النبي صلى الله عليه وسلم 17 أبا، وهذا عجيب فينبغي أن يستدرك الحبشي المذكور على الحافظ ابن الجوزي في تأليفه فيمن عاش من الأعيان مائة إلى ألف. أروي عن السيد أحمد الشريف ما له مكاتبة من الأناضول غير مرة. 502 - فهرسة محمد بن عبد الله ابن حمزة: موجودة بخط قديم ضمن مجموعة من المجاميع الموجودة بالخزانة التيمورية تحت عدد 255.

503 - فهرسة أبي محمد ابن فرج (1) : أرويها بالسند إلى عياض عن القاضي شريح عنه. 504 - فهرسة الشبيهي: هو شيخنا المحدث العلامة الوجيه خطيب الحرم الإدريسي بزرهون ومفتية أبو عبد الله محمد الفضيل ابن العلامة الخطيب أبي عبد الله محمد الفاطمي الإدريسي الشبيهي (2) الزرهوني، لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني، أروي ما فيها عنه سماعا وإجازة منه عام 1318 بزرهون، وهو صاحب " الفجر الساطع على الصحيح الجامع " أنفس وأعلى ما كتبه المتأخرون من المالكية على الصحيح مطلقا، وهو في أربع مجلدات أنا متفرد الآن في الدنيا بروايته عن مؤلفه، قال في أوله: " إني وإن كنت مستمدا من تآليف من تكلم قبلي على هذا الكتاب كالمشارق والنكت والكواكب والبهجة والفصيح والتنقيح والفتح والعمدة والمصابيح والتوضيح والتحفة والإرشادين والمعونة والتشنيف والترشيح، وغير ذلك من التآليف الموضوعة عليه وعلى غيره المرجوع إليها عند الترجيح والتصحيح، فقد فتح الله علي بنكت غريبة، وأتحفني سبحانه بتحقيقات عجيبة، وتوشيحات مصيبة، تقف دونها الأفكار، وتبذل في تحصيلها نفائس الأعمار ". يروي عامة عن أبي حفص عمر بن سودة وأبي العباس بناني كلا وأبي الحسن ابن ظاهر الوتري المدني بأسانيدهم، وقد استدرك في شرحه المذكور على الصحيح، وانتقد أمورا على الحافظ ابن حجر وفق لها وغفل عنها من قبله من الحفاظ مما يعلم منه أن الفتح بيد الله، وبالجملة فالرجل من مفاخر المتأخرين وممن يبتهج به صف شيوخنا، رحمهم الله.

_ (1) الغنية: 289 (رقم: 31) . (2) الشبيهيون من ذرية الولي أبي العباس احمد الشبيه الجوطي دفين مكناسة الزيتون، وبها عقبة، وانتقل بعضهم إلى زرهون (رياض الجنة1:40) .

505 - فهرسة مستعجل وعلالة متحمل: للحافظ ابن حجر، أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف الحاء) وفي " التحفة القادرية " بعد أن ذكر أن ابن عطية السلوي دفين الرميلة من فاس يروي مصنفات الحديث من طريق فهرسة ابن حجر قال: " وما احتوت عليه فهرسة ابن حجر من مصنفات علوم الحديث لا يدرك ولا ينحصر، ويكفيه في الرواية فهرسة ابن حجر " اه. 506 - فهرس الفهارس (1) (2) : للعلامة المحدث المسند الأوحد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن حسن المعروف بابن همات زاده بهاء مكسورة وميم مشددة بعدها ألف كما ضبطه به الحافظ الزبيدي - التركماني الأصل، الشامي مولدا، الاصطنبولي الموطن. ولد سنة 1091 ورحل إلى مكة وأخذ بها عن عبد الله بن سالم البصري والتاج القلعي والشمس البديري وغيرهم، واشتهر برواية الحديث، وله تخريج أحاديث البيضاوي سماه " تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي " وهو من أمتع كتبه، كانت توجد منه نسخة خطية في مكتبة تلميذه شيخ الإسلام ولي الدين بالآستانة ونسخة ثانية في خزانة أسعد أفندي نقيب الأشراف بالآستانة، وله أيضا كتابه التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث خاتمة سفر السعادة، وهو كاتب مهم انتقد فيه خاتمة " سفر السعادة " للمجد الفيروزبادي، موجود بدمشق، وله شرح حافل على نخب ابن حجر منه نسخة في المكتبة السلطانية بمصر. مات سنة 1175.

_ (1) وقع في برنامج أسماء مؤلفات الشهاب احمد البوني أن له زاد المسير إلى دار المصير فقال عقب ذكره: " وهذا الاسم وان كنت مسبوقا به فلا حرج في ذلك إذ قد فعله قبلنا كثير من الاعلام، الحافظ ابن حجر فمن دونه، وتفسير ذلك يطول " اه. فكتب ولده أحمد زروق بهامشه " لعل مراده انه من قبيل أسماء الأعلام المشتركة ويميز بينها بالمشخصات والأوصاف ونحو ذلك ولا ضرر في هذا " اه. (المؤلف) . (2) ترجمة محمد همات في سلك الدرر 4: 37 والرسالة المستطرفة: 186 وبروكلمان، التاريخ 2: 309 وتكملته 2: 423 والزركلي 6: 322 (ويعتمد أيضاً على انتقاد المغني: 3) .

وفهرسته هذه كما في " عمدة الإثبات " فهرس كبير ضخم، نرويه بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى الزبيدي عنه. قلت: رواية الحافظ الزبيدي عنه مكاتبة من الآستانة، والعجب أنه لم يترجمه في معجمه الكبير ولا أجرى له ذكرا في معجمه الصغير ولا في غيره من إجازته التي وقفت عليها على كثرتها، ثم وجدت الشيخ أحمد العطار ذكره في مشايخه في ذيله على معجمه، وقد ذكرته في محمد مرتضى وكأنه أخذ ذلك من " المربي الكاملي " لدى عده من روى له عن البصري. أرويها مسلسلا بالحنفية الدمشقيين عن الجمال السكري الدمشقي الحنفي عن الشيخ سعيد الحلبي الدمشقي عن الشيخ شاكر العقاد الدمشقي الحنفي عن الشيخ الإسلام حافظ إسماعيل بن محمد بن محمد القسطنطيني الحنفي الشهير بكتاب زاده قاضي دمشق ثم المدينة المنورة، المتوفى بها سنة 1201، عن ابن همات، وقد ذكر ابن همات المذكور في إجازة كاتب زاده للعقاد (1) . 507 - فهرس المرويات: للحافظ ابن حجر بالسماع والعرض والإجازة اشتمل على غالب كتب الإسلام الحديثية من الجوامع والمسانيد والأجزاء وما شذ عنها إلا النادر، هكذا قال عنها الثعالبي في " الكنز " وقال أبو الحسن النوري الصفاقسي في فهرسته عن فهرسة الحافظ هذه التي جمعها بنفسه وجمع فيها ما تفرق عند غيره: " رأيت منها نسختين كاملتين كل نسخة نحو ثلاثين كراسا في الكامل بخط الحافظ السخاوي " أرويه بأسانيدنا إليه (انظر حرف الحاء) . 508 - فهرس المرويات: يسمى " نشاب الكتب في أنساب الكتب " للحافظ السيوطي، في مجلد، أرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف السين.

_ (1) انظر ثبت ابن عابدين: 51 (المؤلف) .

509 - فهرس المرويات (1) : للحافظ مسند الشام محمد بن طولون الصالحي الدمشقي الحنفي له الفهرس الأكبر والأصغر والأوسط في ثلاث مجلدات، رتبه على ثمانية أبواب وخاتمة: الأول في عدة من غرر الأحاديث المسلسلة، الثاني في أسانيد القراءات العشر، الثالث في كيفية أخذ العهد ولبس الخرقة وتلقين الذكر، الرابع في سلسلة فقه الحنفية وما تيسر من سلاسل غيره من العلوم العقلية، الخامس في طريق جملة من أحاسن أعالي الأجزاء الحديثية، السادس في أسانيد الكتب الستة وأسانيد الأيمة الأربعة، السابع في بقية الكتب والأسانيد وغيرهما، الثامن في نبذ من غرائب الواقعات والأشعار والحكايات، والخاتمة في ذكر مشايخه وأحوالهم، وهو موجود بخطه، وتوجد منه نسخة بالخزانة التيمورية، صورت بالقاهرة سنة 1245 بالتصوير الشمسي في قسم مصطلح الحديث تحت عدد 140 كما أخبرني بذلك البحاثة المعتني الجماع الشهاب أحمد تيمور المصري، ضمن البرنامج الذي وجه لي من فهرسه المخصوص بالفهارس والاثبات الموجودة عنده، وهي نحو السبعين. أروي ما له بأسانيدنا المذكورة في حرف الطاء. 510 - فهرس البهي: هو مسند الديار المصرية وشيخ الطريقة الشاذلية بها الشمس بهاء الدين محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد البهي المرشدي المالكي الطندتائي المصري، أخذ عن الشمس محمد المنير الخلوتي والحافظ الزبيدي وطبقتهما، ويروي الطريقة الشاذلية عن محمد بن الست المصري عن عبد الرحمن السالمي عن ابن عياد صاحب " المفاخر الشاذلية " بأسانيده، وأخذها أيضا عن عبد الرحمن الغريني عن عبد الوهاب العفيفي عن الكنكسي عن عن مولاي عبد الله الشريف واليوسي، ويروي أيضا عن يوسف السباسي الضرير ما له وغيرهم. له ثبت موجود بمصر في الخزانة التيمورية بخط مغربي

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 266 (ص: 472) .

في قسم المصطلح تحت عدد 55. نروي ما له من طريق القاوقجي عنه ح: وعن الشيخ عبد البر بن أحمد منة الله المالكي عن أبيه عنه. ح: وأخبرني عاليا المعمر الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري عنه، رحمه الله. مات المذكور عام 1260، أخبرني بذلك شيخنا المعمر البدر حسين منقارة الطرابلسي الحنفي بمصر لما لقيته بها. 511 - فهرس المبلط: هو العلامة النحرير الشيخ مصطفى المبلط الشافعي المصري أحد مشاهير المتأخرين بها، أخذ عن الشيخ الأمير الكبير والشنواني وطبقتهما. له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية تحت عدد 120 في قسم المصطلح، نرويه عاليا عن شيخنا الرفاعي والشربيني والبنا كلهم عنه، ومات رحمه الله سنة 1284. 512 - فهرس الموصلي: هو العلامة محمد بن فتح الله الموصلي المفتي بدرنده، له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية تحت عدد 96 في قسم المصطلح. 513 - فهرس البغال: هو العلامة أحمد بن بكري البغال، له ثبت موجود بخطه في المكتبة التيمورية ضمن مجموعة في الاصطلاح تحت عدد 49. 514 - فهرسة الكاملي (1) : هو العلامة الإمام المعمر المسند صفي الدين أبو الصفا خليل بن عبد السلام بن محمد بن علي الكاملي الدمشقي المتوفى عام 1207، يروي عن والده عبد السلام أجازه في سنته الأولى، وهو عن والده محمد عن والده علي والنجم الغزي وتلك الطبقة. له ثبت موجود بالمكتبة التيمورية بخط كمال الدين الغزي كتبه سنة 1206 ضمن مجموعة في الاصطلاح

_ (1) ولد الكاملي بدمشق سنة 1146 ونشأ بها ولازم العلماء وبرع في الفنون (حلية البشر 1: 591) .

تحت عدد 125، نرويه وكل ما لمؤلفه عاليا عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عنه. 515 - فهرس الشيخ منقارة: هو العالم المعمر مفتي الأوقات بالديار المصرية، نور الدين أبو علي حسين بن محمد بن مصطفى منقارة الطرابلسي الحنفي المصري، أخذ بطرابلس عن الشمس القاوقجي والشمس محمد بن مصطفى بن عبد القادر الرافعي، ورحل إلى مصر عام 1261 فأخذ بها عن السيد أحمد المرصفي الكبير والمبلط والسقا والباجوري وتلك الطبقة، وحج فأخذ بالحجاز عن دحلان ومحمد الكتبي وطبقتهما، وسمع بمصر حديث الأولية من الشمس محمد صالح الرضوي البخاري وأجازه بالصحيحين والموطأ وبقية الكتب الستة والفقه الحنفي و " دلائل الخيرات " حسبما أوقفني على إجازته له بخطه فيما ذكر، رحمهم الله، كما أخبرني بإجازة جميع أشياخه المذكورين له، وسمعت منه رحمه الله حديث الأولية، وأجازني عامة ما له ولأولادي وأحفادي، واستجازني فأجزته، وله ثبت موجود بالخط ضمن مجموعة في مصطلح الحديث نمرة 122 بالمكتبة التيمورية ولا علم لي به إلا من برنامجها. 516 - فيض الأسرار بشرح سلسلة شيخنا الجامع للأسرار عمر بن عبد الرحمن البار: للعلامة المسند الصوفي عبد الله بن محمد باسودان اليمني، وهو شرح مبسوط في مجلدين كبيرين على منظومة رجزية للسيد عمر البار اسمها " الروضة الأنيقة في أسماء أهل الطريقة " ذكر في الشرح المذكور أسماء المشايخ المذكورين في الروضة، وترجم لهم بحسب ما بلغه عنهم وتلقاه عنه، ومنهم من لم يذكره في النظم المذكور بل ذكرهم في ثبت آخر وساق فيه نصوص إجازات مشايخ باسودان له وما تيسر من مناقبهم. نرويه وكل ما له بأسانيدنا المذكورة في باسودان.

517 - فيض الأحد في العلم بعلو السند (1) : للعلامة المحدث المسند محمد ابن علي بن فضل الطبري الحسيني المكي الشافعي الملقب بالجمال الأخير إمام المقام الأبراهيمي صاحب المؤلفات التي تزيد على الخمسين: كالتفسير في ثلاث مجلدات، وتاريخ مكة، ومنتهى السول في الصلاة على النبي الرسول. يروي عن أبيه عن جده فضل، ويروي المترجم عاليا عن إدريس بن أحمد الصعدي اليمني المكي الشافعي عن جد المترجم الإمام فضل بن عبد الله الحسيني الطبري، وأخذ أيضا عن بنت عم جده السيدة قريش بنت الإمام عبد القادر الطبري، كما أجاز لهما البابلي، وتروي قريش عن والدها عبد القادر عن الرملي عن زكرياء عن ابن حجر. نروي فهرسته هذه وما له من مروي ومؤلف بأسانيدنا إلى الشمس محمد ابن علي الغرياني وهو عنه عامة، وقفت على إجازته له بوجدة، وقد ترجم للمذكور الاسحاقي في رحلته وذكر أنه أجاز له عامة. حرف القاف القادري: هو النسابة أبو محمد عبد السلام بن الطيب (انظر إغاثة اللهفان) (2) . 531 - القادري (3) : هو شيخنا الدراكة المشارك الفهامة البركة الماجد بن الأماجد أبو عبد الله محمد فتحاً - بن قاسم بن محمد بن عبد الحفيظ بن

_ (1) انظر الزركلي 7: 189 ومراجعه. (2) رقم: 31 (ص:188) . (3) ترجمة القادري في الفكر السامي 4: 150 وفهرس المؤلفين: 260 ومعجم الشيوخ 1: 52 وبروكلمان، التكملة 2: 890 والزركلي 7: 230 (وأغفل فهرس الفهارس) .

هاشم القادري الحسني الفاسي، جده هو محمد بن عبد الحفيظ الراوي عن الحافظ مرتضى والعربي بن المعطي " دلائل الخيرات " وعنه عبد القادر الكوهن والطالب بن الحاج وإبراهيم بن محمد الصقلي، وحفيده المترجم كان من أعيان علماء فاس وأكثرهم تلماذا وإقبالا، كثير التنزل مع الطلبة لا يستنكف من مراجعتهم له وبحثهم معه، له مولد نبوي، وحاشية على شرح الأزهري على البردة في السير وهي مطبوعة في مجلد، وله فهرس مطبوع بفاس ولكن ليس فيه إلا الرواية بالحضور والسماع فقط ولم يكن أجازه أحد لا والده ولا جده فضلا عن غيرهما، فلما اهتم بجمع الفهرس رأى من النقص ألا تكون له إجازة بالكتب الستة، فاستجاز بدلالتي شيخنا القاضي أبا العباس أحمد بن الطالب ابن سودة وأنا كتبت له أسانيدها من طريقه حسب استخراجي، فأثبتها فيها، ولعل المذكور لم يجزه عامة. وفهرسته هذه في نحو ثلاث كراريس ألفها بطلبنا، قال في أولها: " أما بعد فقد طلب مني بعض الطلبة المعتنين والفئة المهتدين أن أؤلف فهرسة لمسنداتي وأخبرهم فيها بمقروآتي، فأجبتهم لما طلبوا جبرا للخاطر، ورعبا للنفع الظاهر، ورتبتها على مقدمة ومقصدين وخاتمة، المقدمة في الحض على الاسناد، الذي هو سلم لكل خير وعماد، والمقصد الأول في ذكر أسانيدي في العلوم، والثاني في التعريف بمن توفي من أشياخي، والخاتمة في المقصود من التآليف وسميتها ب " إتحاف أهل الدراية بما لي من الأسانيد والرواية " ساق فيها أسانيد الموطأ والستة والشمائل والشفا والهمزية والبردة والطرفة وعلم الفقه والمنطق والأصول والنحو والبيان والعروض والقوافي، وسند الطريقة القادرية عن الشيخ ماء العينين وغيره، ولكن هذه الكتب التي روى فيها غير الستة لم يجزه شيوخه فيها فيصبح له روايتها عنهم إجمالا. ومن العجب أنه ذكر أنه يروي الصحيح برواية عياض وهو لم يرها قط ولا نحن ولا أحد من مشايخه ولا أجازه أحد بها من الذين سمع عليهم الصحيح وذكر أنه يرويها

من طريقهم، وهم أبو عيسى ابن الحاج والقاضي أبو عبد الله ابن عبد الرحمن وأبو عبد الله كنون، وإنما عرف الشيخ بهذه الرواية من كتاب " التحفة القادرية " بإقافنا له عليها لينقل منها كلام الحافظ العراقي الفاسي في ترجيح رواية عياض على رواية ابن سعادة. نروي عن الشيخ المذكور كل ما له من مؤلف ومروي إجازة مرات، وهو من عمدنا في القرويين، حضرنا عليه في الحديث والفقه والكلام بحاشيته على الشيخ الطيب والنحو والأصول وغير ذلك، وكانت وفاته سنة 1331 فجأة، رحمه الله ورضي عنه، ومدفنه بروضة الصقليين داخل باب عجيشة. 532 - القبابي (1) : هو أبو حفص سراج الدين عمر بن عبد الرحمن بن الحسين بن يحيى بن عبد المحسن القبابي بكسر القاف وموحدتين مخففتين بينهما ألف - نسبة إلى القباب من قرى أشمون بمصر، سمع من عيسى بن المطعم والحجاز وغيرهما، خرج له الحسيني مشيخة، مات سنة 755، نرويها بسندنا إلى الحافظ ابن حجر عن فاطمة عنه. القاسمي: هو جمال الدين بن قاسم بن سعيد الحلاق المعروف بالقاسمي (انظر حرف الجيم والطالع السعيد من حرف الطاء) (2) . 533 - القاسم الزيدي (3) : هو القاسم بن محمد من أيمة اليمن الزيدية، وله أولاد ثلاثة محمد والحسين وإسماعيل حفاظ مسندون لهم فهارس معلومة،

_ (1) ترجمة القبابي في الدرر الكامنة 3: 244 والشذرات 6: 178 (القباني) . (2) انظر رقم: 143 (ص: 476) وليس في حرف الجيم (ص: 299) سوى احالة على الرقم السابق. (3) القاسم بن محمد ويلقب المنصور بالله (967 - 1029) بويع بالإمامة سنة 1 - 16 (انظر ترجمته في البدر الطالع 2: 47 وبلوغ المرام: 65 والذريعة 2: 30 والزركلي 6: 17) .

نرويها بأسانيدنا إلى القاضي الشوكاني عن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الشهيد عن حامد بن حسن شاكر عن أحمد بن يوسف بن الحسين بن القاسم عن العلامة إبراهيم بن القاسم بن المؤيد عن الحسين بن أحمد زبارة عن أحمد بن صالح بن أبي الرجال عن القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم قال: أنبأنا الإمام القاسم بن محمد بأسانيدنا. القاوقجي: (انظر الأوائل له وشوارق الأنوار والغرر الغالية ومعدن اللآلي في الأسانيد والعوالي كلا في حرفه) (1) . 534 - أحمد قاطن الصنعانيانظر الأرقام: 10، 75، 130، 178، 488، 546. (2) : هو العلامة المحدث المسند الأثري صفي الإسلام أحمد بن محمد بن عبد الهادي المعروف بقاطن الصنعاني اليمني، كان من أجل أعلام عصره ومسندي دهره، ترجمه في " النفس اليماني " بترجمة حافلة، أخذ عن الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وزين بن محمد بن الحسن وهاشم بن يحيى بن محمد الشامي وطه بن عبد الله الساده ويحيى ابن عمر الأهدل، وله من الأخير والأول ومحمد بن الحسن العجيمي وسالم ابن عبد الله البصري ومحمد الدقاق الرباطي المدني ومحمد حياة السندي إجازات، وما في " عمدة الأثبات " من كون المترجم يروي عن عبد الله البصري وهم. له تحفة الاخوان نظم فيها سنده للصحيح وشرحها شرحا عظيما، أوضح فيها أحوال فيها أحوال مشايخه، وقد سبق ذكره، وله النفحات الغوالي بالأحاديث العوالي، والإعلام بأسانيد الأعلام وقد سبقا، وقرة العيون في أسانيد الفنون وغير ذلك. نروي ما له بأسانيدنا إلى الوجه الأهدل وأبيه السيد سليمان والحافظ

_ (1) انظر الأرقام: 10، 75، 130، 178، 488، 546. (2) وردت ترجمة أحمد قاطن ص: 284 (رقم: 89) .

مرتضى الزبيدي وعبد القادر بن خليل المدني كلهم عنه، وعلى أسانيد المترجم مدار اعتمادا أهل صنعاء اليمن إلى الآن، خصوصا علامتها سلطان اليمن اليوم الإمام يحيى بن الإمام حميد الدين محمد بن يحيى الزيدي نسبا ومذهبا المولود بصنعاء عام 1286 المبايع سلطانا عام 1322، فقد وقفت على إجازة له بكتب التاريخ كتبها عام 1345 للبحاثة النقادة الكاتب المصري الشهير أحمد زكي باشا قال فيها: " إن طرق روايتنا لما نحن بصدده متعددة على قدر تعدد مشايخنا وتعدد طرقهم، ومن أخصر الطرق وأمتعها ما نرويه بالسند المتصل إلى القاضي العلامة أحمد بن محمد قاطن اليمني لما رواه عن مشايخه الأعلام في مؤلفه " الاعلام بأسانيد الأعلام " وهو مؤلف نفيس حاوي من الأسانيد ودواوين التواريخ ما يروي الغلة ويزيل العلة، ونحن نروي ما حواه ويتصل سندنا بمؤلفه عن شيخنا العلامة شرف الدين القاضي الحسين بن علي العمري، عمره الله، عن شيخه أحمد بن محمد السياغي عن القاضي الحسن بن أحمد الرباغي عن القاضي أحمد بن محمد قاطن " ثم رفع الإمام يحيى سنده من طريق المترجم إلى سيرة ابن هاشم واكتفاء الكلاعي وروض السهيل وكامل ابن الأثير ووفيات ابن خلكان وأغاني الأصبهاني وفتوح مصر لابن عبد الحكم والعقد الحسن في طبقات أهل اليمن لأبي الحسن الخزرجي صاحب الخلاصة وقرة العيون بأخبار اليمن الميمون وبغية المستفيد في أخبار زبيد لابن الديبع، ومما يلاحظ على المستجيز المذكور أنه كان يمكنه الأخذ عن شيخ الإمام يحيى في ذلك وهو القاضي الحسين بن علي العمري فإنه في الاحياء إذ ذاك وإلى الآن فيما أظن، وعلى كل حال فالأخذ عن الامام المذكور فائدة مهمة إذ لعله خاتمة ملوك الإسلام الذين أجيزوا وأجازوا. 535 - القدومي: هو شيخنا عالم الحنابلة بالحجاز والشام وإمامهم، الشيخ عبد الله صوفان بن عودة بن عبد الله بن الشيخ عيسى (1) بن الحاج سلامة

_ (1) مترجم في سلك الدرر (المؤلف) .

القدومي النابلسي الحنبلي الأثري مذهبا المدني جوارا الإمام المعمر الفقيه المحدث الصالح الناسك العابد الخاشع، أعلم من لقيناه من الحنابلة وأشدهم تمسكا بتعاليم السلف والاعتناء بحفظ الأحاديث واستحضارها بألفاظها مع الانقطاع إلى الله والإكباب على العلم والعمل به. ولد بقرية كفر القدوم من أعمال نابلس سنة 1247 وبها نشأ وشب على الطاعة والرغبة في العلم، ثم رحل إلى دمشق وبها حصل، ثم رجع إلى وطنه مملوء الوطاب علما وعملا وسكن نابلس، وانقطع لبث العلم إلى أن هاجر للمدينة عام 1318، وأقام بها مدة مديدة عم فيها الأقطار عطره، وأخذ عنه الرحالون، ثم رجع إلى بلده وبها مات عام 1331 وهو ساجد. له رحلة صغيرة سماها " الرحلة الحجازية والرياض الأنسية في الحوادث والمسائل العلمية " ملأها فوائد وساق فيها مباحثة جرت لي معه، وله جزء صغير في أسانيده للصحيح سمعناه عليه بمكة، وله من التصانيف أيضا المنهج الأحمد في درء المثالب التي تنمى لمذهب أحمد، وهداية الراغب مرتب ترتيب أبواب البخاري وغيرهما. وعمدته في العلم والرواية الشيخ حسن بن عمر الشطي الدمشقي إمام الطائفة الحنبلية بالشام، لازمه بدمشق سنين، وشملته إجازة الكزبري وسمع حديث الأولية أخيرا في الحجاز من شيخنا الشيخ فالح الظاهري المهنوي المدني. يروي الشطي المذكور الصحيح عن مصطفى الرحيباني عن الشهاب أحمد البعلي بأسانيده، ويروي الشطي عن الكزبري الصغير أيضا ويحيى المصيلحي الحلبي عن الكزبري الكبير عن العارف النابلسي، ويروي الشطي أيضا عن الشيخ علي بن محمد سعيد السويدي البغدادي عن والده الشيخ محمد سعيد عن والده الشيخ عبد الله عن العجلوتي، ويروي الشطي أيضا عن خليل الخشنة عن يوسف السمي عن علي السليمي عن النابلسي، ويروي الشطي

أيضا عن عبد الرحمن الطيي وغنام الزبيري، كلاهما عن الشهاب العطار بأسانيدهم. نروي عن القدومي المذكور كل ما له من مروي وإفادة إجازة مكاتبة من المدينة لفاس، ثم شفاها بمكة بعد أن سمعت عليه كثيرا من ثلاثيات مسند أحمد ورباعياته. 536 - قريش الطبرية: بنت الإمام عبد القادر بن محمد بن يحيى بن مكرم بن المحب الطبري المكية، حلاها تلميذها الشمس البديري في ثبته ب " العالمة الفاهمة الصالحة ذات الشيم المرضية والأخلاق الرضية، قريش بنت الإمام عبد القادر الطبرية الحسينية المكية " وقال: " قرأت عليها في بيتها طرفامن الكتب الستة وطرفا من الموطأ ومسند الشافعي وأحمد باقي المسانيد وأجازتني بقلمها ولسانها حسب روايتها عن أبيها إمام المقام السيد عبد القادر الطبري عن الشيخين الرملي وعبد الرحمن الحصاري المعمر، الأول عن زكرياء، والثاني عن الشرف عبد الحق السنباطي والشمس محمد بن إبراهيم الغمري، كلاهما عن الحافظ ابن حجر. ونروي أيضا عن الحافظ البابلي، أيضا عن الرملي، بل تروي عن شيخ والدها المحدث الخطيب المسند المعمر الشيخ عبد الواحد بن إبراهيم الحصاري، نسبة إلى الحصار مدينة عظيمة بالهند، المعمر المولود سنة 910 حسب إجازته له ولأولاده. وقد جعل الشيخ فالح بن محمد الظاهري المدني طالعه كتابه " أنجح (1) المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي " قريش المذكورة من مسانيد الحجاز السبعة الذين هم عنده السبب في كون الحديث في القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته، وعلت في الخافقين رتبته، وهم عنده: الثعالبي الأول، ويليه ابن سليمان الرداني، ثم البرهان الكوراني، قال: ويليه الفقية المسندة قريش الطبرية آخر الفقهاء الطبريين. تروي عاليا عن الإمام عبد الواحد بن

_ (1) الزركلي: أنجع.

إبراهيم الحصري المكي عن السيوطي وزكرياء ووفاتها سنة 1107 قال: سويليها العجيمي، ثم النخلي، ثم البصري. قلت: وعند محدث الهند الشيخ ولي الله الدهلوي في " الإرشاد ": " قد اتصل سندي والحمد لله بسبعة من المشايخ الجلة الكرام، الأيمة القادة الأعلام، من المشهورين بالحرمين الشريفين، المجمع على فضلهم من بين الخافقين: محمد بن العلاء البابلي، وعيسى الثعالبي، وابن سليمان الرداني، وإبراهيم الكوراني، وحسن العجيمي، وأحمد النخلي، وعبد الله البصري " اه. فزاد الشيخ فالح المترجمة وحذف البابلي، كأنه حذفه لأنه مصري الدار. نروي ما لقريش المذكورة من طريق البديري عنها عامة ما لها. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب عن عمر الغزي عن عبد الملك القلعي عن عبد القادر ابن أبي بكر الصديقي المكي عنها، ح: وبأسانيدنا إلى الغرياني عن محمد بن علي الطبري عنها: ح: وبأسانيدنا إلى النور حسن بن علي العجيمي عنها وعن أختيها وأخويها. ومن اللطائف أن الشيخ فالح الظاهري لما تكلم في " صحائف العامل " على إمامة المرأة قال: " ولو حضرت قريش الطبرية أو عائشة المقدسية أو كريمة المروزية، وهن من النسوة المسندات، لصليت وراءهن غير مرتاب ولا متشكك " (1) (اه. منه) . ونحو هذه العبارة له في " أنجح المساعي " أيضاً (2) ، وزاد عجيبة الباقدرائية حيث ذكر أنه عليه السلام أمر أم ورقة ابن نوفل الأنصارية أن تؤم أهل دارها، فاستظهر جوازا الإتمام بمن كان مثلها في الفضل والديانة ثم قال: " ولو حصرت قريش " الخ. وكانت قريش هذه تكتب في صغرها الإجازة عن أختيها زين الشرف ومباركة ففي " نشر المثاني " لدى ترجمة أبي عبد الله محمد المرابط بن محمد

_ (1) صحائف العامل: 13 (المؤلف) . (2) أنجح المساعي: 37 (المؤلف) .

ابن أبي بكر الدلائي نقلا عن ولده الحافظ أبي عبد الله محمد فيما كتبه على " مطلع الإشراق " لجد صاحب النشر: " ولله در والدي عبدكم المقيم على عهدكم لما حل بالحرم الشريف لقيه شيخ الإسلام أبو مهدي عيسى الثعالبي، فأخبره وأنا شاهد بالفيقهتين الجليلتين الحسينيتين السيدة مباركة والسيدة زين الشرف بني الشيخ العلامة المتفنن عبد القادر الطبري، فأجازتا له جميع ما يجوز لهما روايته، فمن ذلك الحديث المسلسل بالأولية كما هو مرسوم الآن عنده، وسورة الفاتحة عن الشيخ الخطيب المعمر عبد الواحد الحصاري المصري، ورفعنا له السند إلى قاضي الجن شمهروش قال: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان السماع والإجازة من الشيختين للوالد يوم الاثنين 20 ذي الحجة عام 1079، وكتبت قريش عن إذن أختيها مباركة وزين الشرف ومن خطها نقلت، فما رأيت والدي سر بإجازة عالم قط ما سر بإجازة هاتين الشيختين، قال: " لا أدري بأيهما أفرح بالإجازة الشريفة أم بوجود هاتين الفقهيتين الشريفتين، الكائنتين أهلا للأخذ عنهما، لا سيما وهما من سلالة سلسلة الذهب، لأن وجود سلالة هذه السلسلة الذهبية على هذه الصورة أشهى للنفس من الماء البارد " اه. باختصار. وأما ما سبق عن الشيخ فالح من أن المترجمة آخر فقهاء الطبريين فيرد عليه محمد بن علي الطبري المترجم هنا في حرف الفاء لدى ثبته المسمى " فيض الأحد " (1) فإنه تأخر عن قريش هذه وأخذ عنها، ولعل صواب العبارة آخر فقيهات البيت الطبري ليخرج الرجل المذكور. ومن أشياخ الحافظ مرتضى الزبيدي، الشمس محمد بن عبد الوهاب بن علي الطبري، حدثه عاليا عن عبد الله بن سالم البصري، كما في إجازة رأيتها بخطه كتبها لمحمد بن حمودة الصفار التونسي وهي عندي، ولا شك أنه متأخر عن محمد بن علي المذكور أيضا فتعين استثناؤه أيضا، كما سيأتي في ترجمة الونائي من أهل القرن الثالث عشر انه استجاز سنة 1209 من خديجة

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 517 (ص:935) .

بنت عبد الوهاب بن علي بن عبد القادر الطبرية عن الحصاري عاليا، فعلى هذا بينها وبين قريش أكثر من مائة سنة. وقد اشتد بحثي في مكة المكرمة أيام رحلتي إليها عن بقية فقهاء وفقيهات هذا البيت العظيم فوجدتهم دخلوا تحت خبر كان، وكل من عليها فان. 537 - القرطبي: هو أبو الحسن، أروي فهرسته من طريق المنتوري عن ابن عمر عنه. 538 - القزويني (1) : هو السراج عمر بن علي بن عمر الحافظ الكبير محدث العراق، ولد سنة 683 وسمع من الرشيد أبي سعد بن أبي القاسم ومحمد بن عبد المحسن الدواليبي وخلائق وصنف التصانيف، وله فهرسة أجاد فيها، مات سنة 750. نروي ما له من طريق الحافظ ابن حجر عن المجد الفيروزبادي صاحب " القاموس " عنه. 539 - قطب الدين (2) النهروالي (3) : هو الإمام المحدث مسند عصره قطب الدين أبو عبد الله محمد بن علاء الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن أحمد بن جمال الدين قاضي خان بن بهاء الدين محمد بن يعقوب بن حسين بن علي النهروالي الأصل، نسبة إلى نهروالة بلدة من توابع كجرات الهند، اللاري المكي الدار والوفاة الحنفي القادري طريقة، مفتي مكة المكرمة

_ (1) ترجمة القزويني في الدرر الكامنة 3: 256 وغاية النهاية 1: 594 وذيل طبقات الحفاظ: 358 وطبقات الحفاظ: 526 والزركلي 5: 218 (وتوفي سنة 748) . (2) ترجمة النهروالي في البدر الطالع 2: 57 ومقدمة البرق اليماني بتحقيق أستاذنا العلامة الشيخ حمد الجاسر (1967) ففيها اعتماد على مصادر ترجمته وخاصة رحلته إلى الاستانة وكتابه الاعلام وانظر الزركلي 6: 234. (3) نهروالة: بفتح النون وإسكان الهاء وفتح الراء المهملة بعدها واو فألف ولام مفتوحة قبل الهاء (المؤلف) .

وصحاب تاريخها المسمى الاعلام باعلام بيت الله الحرام وهو مطبوع، وطبقات الحنفية، والبرق اليماني في الفتح العثماني وغيرها، والجمع بين الكتب الستة. يروي غالبا عن الشهاب أحمد بن محمد السويدي المكي عن جده لأمه التقي ابن فهد، ويروي أيضا عن أبيه عن الحافظ السخاوي. ويروي قطب الدين عن زكرياء والسنباطي عاليا عن ابن حجر أخذ عنه عام 931. ويروي قطب الدين حديثا تساعيا عن والده خاتمة المحدثين مفتي المسلمين أبي العباس أحمد بن علاء الدين المكي الحنفي والعارف عماد الدين عبد العزيز ابن جمال الدين العباسي الأفزري القطبي الشافعي وعلامة الآفاق جمال الدين محمد بن نظام الدين محمود الأنصاري السعيدي الخرقاني وشيخ الكل مولانا زين الدين علي القرماني الحنفي ووالدة القطب الماجدة الزاهدة خسران بنت الشيخ شمس الدين محمد بن عمرو الأنصاري الشافعي، وهولاء الخمسة عن الشيخ قطب الدين أبي يزيد بن محيي الدين بن نظام الدين محمود الأنصاري الشافعي، قال: أخبرنا شيخنا الرحلة مولانا نور الدين أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح بن أبي الخير بن عبد القادر الحكيم الطائي، قال: أخبرني الفاضل صدر الدين أبو الفضل بن فضل الله، قال: أنبأنا عبد الرحيم الأوالي نا أبو عمر الصديقي عن أحمد بن محمد بن نياق عن أبي بكر بن نصر، قال: سمعت عثمان بن الخطاب المعمر يقول: سمعت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أعرض الله عن العبد أورثه الإنكار على أهل الديانات. ويروي أيضا حديثا تساعيا بالسند المذكور إلى ابن أبي الفتوح قال: أخبرنا إبراهيم بن صديق عن أبي عبد الله الأوالي عن محمد بن شاذبخت عن أبي بكر ابن العيد عن المعمر عن علي رفعه: الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها

فهو أحق بها. ويروي المترجم قطب الدين عاليا عن المعمر المسند عبد الحق السنباطي في شهور سنة 931 والقاضي زكرياء الأنصاري، كلاهما عن الحافظ ابن حجر والقاضي ابن الفرات بأسانيدهما، ويروي أيضا عن عبد الرحمن ابن الديبع صاحب " التيسير " وغيره إجازة مكاتبة. له ثبت كتبه باسم أهل التكرور آل الشيخ أحمد بابا السوداني حين وردوا عليه بمكة سنة 988، وهم: الشيخ عبد الكريم بن محمد بن علي الجناوي، وعبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن الجناوي، وأشرك معهما في الإجازة القاضي العاقب بن الفقيه محمود بن عمرأقيت، والفقيه أحمد بن الفقيه الحاج أحمد ابن عمر بن محمد أقيت، والفقيه محمد بن الفقيه محمود بن عمر بن محمد أقيت، والفقيه محمد بن الفقيه محمود بغيغ (1) وجميع أهل التكرور وتنبكت ممن أدرك حياته، وقال في أوله: " اعلم هداك الله أن اتصال السند بين راوي الحديث وبين النبي صلى الله عليه وسلم معدود من أشرف الكرامات، لأنه يوصل الراوي بواسطة سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقربه إليه، وكلما كان رجال السند عاليا، ويكون الراوي أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقرب إلى قرنه الشريف بالنسبة إلى من كان سنده أكثر، فيحصل له حصة من الخيرية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، لهذا ثابر علماء الحديث على طلب السند العالي، ورحلوا من أوطانهم إلى أقطار الدنيا للأخذ عن علماء الحديث خصوصا إذا كان لهم سند عام، وطالما رحلوا إلى البلاد الشاسعة لأخذ حديث واحد عن محدث انحصرت روايته فيه توسلا إلى التقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، ودخولا في زمرة ناقلي حديثه، ورجاء أن يشملهم دعاؤه عليه السلام حيث قال: نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها. وكنت في صغري أحضرني والدي المقدس في دروس

_ (1) انظر فتح الشكور: 28، 30.

أكثر العلماء والمحدثين، واستجاز لي من الحاضرين والغائبين، ورحلنا لطلب هذا الشان لمصر والشام وحلب وغيرها من بلاد العرب، وهي مشمولة بالعلماء العظام والمحدثين الكرام، بعدما خط عذاري، فصرت الآن أعلى سندا من جميع أهل عصري ممن لم يدرك أولئك الأعلام، وتميزت بذلك وليس ذلك لعلو قدري، وإنما ذلك لتقهقر الزمان وذهاب الأعيان. خلت الدسوت من الرخا ... خ ففرزنت فيها البيادق " ثم صدر بسند الأحاديث العشارية المعروفة من طريق معجم الطبراني الصغير ثلاثية عن شيخه المعمر عبد الحق السنباطي عن ابن الفرات عن الصلاح ابن أبي عمر عن ابن البخاري بسنده المعروف إلى زهير بن صرد وأنس وقال بعد سياقهما: " وهذان الحديثان قد حازا أعلى سند في عصرنا، لأن بين شيخنا الذي رويناهما عنه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرة أنفس، وقد افتخر قبل هذا بنحو مائة وخمسين عاما بعشاري السند رواه الحافظ ابن الجزري في النشر، فعيني عاشرة عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال: " ومن نعم الله علي أنه شرفني بسند أعلى مما ذكرته، وأهلني لهذه الرتبة، لا أعلم أحدا من أهل عصري له سند أعلى منها أو مثلها، وهو حديث عشاري بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم عشرة أنفس، فتكون عيني عاشرة عين رأت من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن روى عني هذا الحديث تكون عينه حادية عشرة عينا رأت من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن نعم الله علي أني أروي حديثا تساعيا بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم تسعة أنفس، فتكون عيني تاسعة عين رأت من رأى رسول الله عليه وسلم، وتكون عين من روى عني هذا الحديث عاشرة عين رأت من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا اعلم الآن في عصري سندا أعلى من ذلك " ثم ساق الحديث العشاري والتساعي، وقد صدرت بهما على نحو سياقه. وقد اشتمل الثبت المذكور أيضا على سند حديث الأولية وسند

الأربعين الابريزية المسلسلة بالأشرافحسب روايته لها عن السنباطي وزكرياء عن الحافظ ابن حجر عن عبد الله النيسابوري عن أبي القاسم ابن فتوح عن الشريف أبي جعفر أحمد بن محمد بن جعفر الحسني عن سراج الدين الناشري الأنصاري عن بقية السادات ببلخ أبي محمد الحسن بن علي بسنده وسند الصحاح الستة والموطأ وجامع الأصول لابن الأثير، يروي الأخير عن والده عن الحافظ السخاوي وتيسير ابن الديبع عن مؤلفه مكاتبة، وكذا شمائل الترمذي وشفا عياض. نروي كل ما لقطب الدين المذكور بالسند إلى أحمد بابا السوداني عن والده والفقيه القاضي عاقب بن الفقيه محمود والفقيه محمد بن الفقيه محمود والفقيه محمد بن الفقيه ممود بغيغ عن قطب الدين، ويروي أحمد بابا عن قطب الدين بعموم إجازته لأهل تنبكت وبأسانيدنا إلى ابن العجل عنه. تنبيه مهم: ولد الشيخ قطب الدين المذكور بلاهور عام 917 ومات سنة 990، هكذا أرخ ولادته ووفاته العجيمي وصاحب المنح والفلاني في " الثمار اليانع " وصاحب " اليانع الجني " ووفاته فقط كذلك أبو التوفيق العربي الدكالي الدمنتي في فهرسته المسماة " سمط الجوهر "، ووالده علاء الدين أحمد بن الشمس محمد النهروالي المكي ولد سنة 870 ومات سنة 949 كما في المنح والثمار أيضا و " سمط الجوهر " و " اليانع الجني " ومن طريق القطب يروى البخاري اليوم من طريق المعمرين عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي عن المعمر محمد بن شادبخت الفارسي الفرغاني عن المعمر أبي لقمان يحيى ابن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني بسماعه عن الفربري عن البخاري. هكذا ساقه المنلا إبراهيم الكوراني في " الأمم " راويا للصحيح عن المعمر الصالح عبد الله بن منلا سعد الله اللاهوري نزيل المدينة عن الشيخ قطب الدين بالسند المذكور، وقال عقبه: " فبيننا وبين البخاري ثمانية وأعلى أسانيد ابن حجر أن يكون

بينه وبين البخاري سبعة فباعتبار العدد كأني سمعته من الحافظ ابن حجر وصافحته، وكأن شيخنا اللاهوري سمعه من التنوخي وصافحه، وبين وفاتهما مائتا سنة وبضع وثمانون سنة، فان اللاهوري توفي بالمدينة سنة 1083 والتنوخي سنة 800 وهذا عال جدا، وأعلى أسانيد السيوطي إلى البخاري أن يكون بينه وبين البخاري ثمانية فساويت فيه السيوطي والحمد لله " اه. كلام " الأمم ". وفي " اليانع الجني ": " عبد الله بن سعد اللاهوري من أخيار الصوفية، اسمه عبد الله وقيل سعد الدين، ولد ابن سعد سنة 985 وتوفى سنة 1083 " اه. وقد اعتمد الناس هذا السند وتلقوه بالقبول من زمن الكوراني إلى الآن بالحجاز والشام واليمن والهند والمغرب وغيرها من بلاد الإسلام حتى قال عنه مسند الحجاز الشيخ صالح الفلاني حسبما نقله عنه مسند مكة عمر بن عبد الرسولفي ثبته: " هذا أقصى ما وجدته من أقصى المغرب إلى الحرميين " اه. وقال تلميذه محدث الشام الوجيه الكزبري في ثبته: " قد تلقى الأيمة الكبار الفحول هذا السند بالقبول وعدوه من جملة نعم الله عليهم للقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم " اه. وفي " اليانع الجني ": " اتفقوا على انه أعلى ما وقع لهم من عوالي إسناد الجامع " اه. وفي " اليانع الجني " أيضاً (1) : " فيه مفخرة عظيمة لمشايخنا من أهل الهند ومن شاركهم في هذا السند، ولا غرو فإنا نحن الآخرون السابقون، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " اه. وأقول وبالله أصول: يعكر عليه أن قطب الدين كما في ثبته هذا الذي نقلنا عنه ما رأيته بنفسه يفخر بروايته عن أبي الفتوح الطاوسي بواسطة والده وأمه وغيرهما عن قطب الدين أبي يزيد بن محيي الدين الأنصاري عن أبي الفتوح الطاوسي، فلو كان لأبيه الرواية عنه مباشرة لما تعمد إلى زيادة واسطة بينهما، ثم أعظم من ذلك في الإشكال ما في " النزهة المستطابة " للشيخ عبد الخالق بن علي المزجاجي، ونقله عنه الشيخ صالح الفلاني في " قطف الثمر "

_ (1) اليانع الجني: 34 (المؤلف) .

من انه صح أن قطب الدين روى صحيح البخاري عن الحافظ أبي الفتوح الطاوسي من غير واسطة والده " اه. ونقله ابن عابدين في ثبته، وأقره هو وغيره من المتأخرين. وفي " حصر الشارد " للحافظ السندي: " ذكر الشيخ يحيى الشاوي والشيخ العمادي والشيخ الصوابي أن قطب الدين روى عن أبي الفتوح بغير واسطة أبيه أيضاً " اه. منه. ونحوه للقاوقجي وغيره. ومما يعكر عليه ما في " النزهة المستطابة " للمزجاجي أيضاً وأعتمده الفلاني والسندي صاحب " اليانع الجني " وغيره من المتأخرين من ان أبا الفتوح المذكور كان من أهل المائة الثامنة، اه. وقد علمت مما سبق عن المنح و " الثمار اليانع " أن ولادة قطب الدين كانت سنة 917 فمن يولد أوائل القرن العاشر كيف يأخذ عمن كان في القرن الثامن وكذا ولده علاء الدين سبق أنه إنما ولد عام 870 فمن ولد أواخر القرن التاسع كيف يأخذ هو فضلاً عن ولده عمن كان في القرن الثامن نعم قد تكلم على عائلة الطاوسي الحافظ الزبيدي (1) فذكر أن الطائفة الطاوسية بفارس أكبرهم صفي الدين أحمد الصابي الطاوسي، وان من ولده غياث الدين أبا الفضل محمد بن عبد القادر، مات بشيراز سنة 812، وأخاه الجلال أبا الكرم عبد الله بن عبد القادر، أجاز له ابن أميلة والصلاح ابن أبي عمر وابن رافع وابن كثير، توفي سنة 833، وولد الثاني الحافظ شهاب الدين أحمد بن عبد الله وهذا هو أبو الفتوح الطاوسي، قال الزبيدي: حدث عن أبيه وعميه والسيد الشريف الجرجاني وأجازه ابن الجزري وآخرون " اه. وبالأسف لم يذكر وفاته، وعلى كل حال فهو يفيد في الجملة تأخره عن المائة الثامنة إلى نحو أواسط التاسعة إن لم نقل أواخرها، فيخف بعض الانتقاد من جهة أن وفاة والد أبي الفتوح سنة 833 فالغالب في مثل هذا أن يكون الوالد على الأقل تأخر إلى أواسط القرن التاسع إن لم نقل إلى آخره. ثم بعد هذا بمدة وقفت للحافظ السخاوي ثم لمحدث اليمن أحمد

_ (1) انظر مادة (ط وس) من تاج العروس 4: 182 (المؤلف) .

قاطن الصنعاني في " النفحات الغوالي " وتلميذه المسند الوجيه الأهدل في نفسه على ما أفاد لقاء الطاوسي المذكور شيخه بابا يوسف الهروي عام 822، وعليه فيجب أن يعد من أهل المائة التاسعة لا الثامنة قطعاً (انظر ما يأتي في التنبيه بعد عن السخاوي) . ثم بعد كتب هذا بمدة وقفت على فهرسة أبي التوفيق الدمنتي المسماة " سمط الجوهر " فوجدته أرخ وفاة أبي الفتوح الطاوسي بسنة أربع وتسعمائة " 904 " فعلى هذا تأخرت وفاة أبي الفتوح إلى أول القرن العاشر، فمن الممكن أخذ والد قطب الدين عن أبي الفتوح الطاوسي، أما ولده القطب فغير ممكن، وقد أومأ إلى شيء من هذا صاحب " اليانع الجني " فإنه قال: " القطب عن الطاوسي، هكذا وجدته في بياض شيخنا العلامة يعني الشيخ عبد الغني الدهلوي رحمه الله وكذلك رأيته في نسخة من ثبت الفلاني، وزاد فيه محمد ابن عبد الرحمن الفاسي وسميه الدمشقي الكزبري فقالا: القطب عن والده عن الطاوسي فذكرا الواسطة بينهما وهذا يحتمل وجوهاً ان يكون سقط في الأول فيكون منقطعاً، أو يكون الثاني من قبل المزيد في متصل الأسانيد ويكون القطب تحمل عنهما فحدث عن هذا مرة وعن هذا أخرى. فمن هاهنا اختل عليه فروى أبو الوفاء ابن العجل كما تقدم عن القطب عن أبي الفتوح الطاوسي، وخالفه عبد الله بن سعد ونور الدين ابن مطير، كلاهما عن القطب، فقالا عن والده، وروى الفاسي عن شيخه الكردي عن عبد الله اللاهوري ثم المدني ونور الدين ابن مطير، كلاهما عن قطب الدين عن والده علاء الدين أحمد النهروالي ثم المكي عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد الطاوسي بسنده، وكذلك رواه الدمشقي عن أبيه عبد الرحمن الكزبري وعلي الكزبري وأحمد المنيني كلهم عن إلياس بن إبراهيم الكوراني وزاد المنيني عن أبي طاهر الكوراني، كلاهما عن البرهان الكوراني بسنده، ولم يذكر فيه ابن مطير " اه. وأصرح من كلام صاحب " اليانع " وأبلغ ما في حاشيته صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي على " الأمم " فإنه قال ما نصه: " قيل انه أي قطب الدين النهروالي روى الصحيح عن الحافظ أبي الفتوح الطاوسي بلا واسطة

أبيه أيضاً، لكن لم أجزم به بل إني متوقف في روايته للصحيح عن والده أيضاً بهذا السند، وعسى الله ان يمن عليّ بما يطمئن قلبي وما ذلك عليه بعزيز " اه. ومن خطه منها نقلت. وشافهني رحمه الله بمكة وبمنى بشديد توقفه في هذا السياق وأنفته منه واستبعاده له. والذي يظهر لي بعد طول التأمل والتروي مدة تزيد على العشرين سنة مع مشايعتي للناس فيه ان أبا الفتوح الطاوسي غن لم يكن له في إجازته لعلاء الدين، إن كان أجازه، أو لشيخه الذي هو الواسطة بينه وبينه، صيغة تشعربتعميم الإجازة للشيخ علاء الدين وأصحابه وأولادهم أو لعلاء الدين واولاده فلا مبرر له، والغالب أن من تعمد سياقه واعتمده كالعجيمي والكوراني وابن الطيب الشركي والحافظ مرتضى ثم الشوكاني وأمثالهم من النقاد العلماء بهذا الشأن إما لعدم تأملهم له أو وقفوا على ما يبرره ويدعمه. وعبارة الحافظ الشوكاني في " إتحاف الأكابر " (1) : " بين شيخنا وبين البخاري عشرة، وبيني وبين البخاري أحد عشر رجلاً، هذا على تقدير صحة ماتقدم ان القطب النهروالي يرويه عن أبيه عن أبي الفتوح كما أثبت ذلك إبراهيم الكردي في " الأمم " وإن لم يكن بين القطب النهروالي وبين أبي الفتوح واسطة فبين شيخنا السيد عبد القادر وبين البخاري تسعة وبيني وبين البخاري عشرة، وقد وقفت على إجازة من الحافظ محمد بن الطيب المغربي شيخ شيخنا ولفظها هكذا: " عن القطب النهروالي عن أبي الفتوح الطاوسي " وإذا صح ما حكيناه عن ابن الطيب فيكون مساوياً لابن حجر شيخ السيوطي " اه. ملخصاً. وكان عنده التردد في رواية قطب الدين عن أبي الفتوح مباشرة أو بواسطة والده لا في أخذ والده نفسه عن أبي الفتوح، مع انك علمت ما فيه أيضاً، والحافظ الزبيدي لا يكاد يسوق هذه السلسلة من طريق القطب إلا قال: عن والده عن أبي الفتوح مع اطلاعه قطعاً على ما يحكى

_ (1) إتحاف الأكابر: 61 (المؤلف) .

عن شيخه ابن الطيب وطبقته مما سبق (انظر العقد المكلل بالدرر العقياني له وغيره) ، فإنه ساق إسناد الصحيح فيه عالياً عن شيخه محمد بن علاء الدين المزجاجي عن الكوراني عن اللاهوري والمعمر عبد اللطيف بن عبد الملك العباسي كتابة من مدينة أحمد أباد عن القطب قال: أخبرنا والدي قال: أنا الحافظ الطاوسي فذكره، ثم قال: وهو أعلى ما يوجد اليوم على وجه الأرض، إذ بيني وبين البخاري عشرة وأعلى أسانيد السيوطي والسخاوي أن يكون بينهما وبين البخاري ثمانية، فكأني سمعته منهما " اه. ونحوه له في إجازته لشيخ بعض شيوخنا النور عمر بن مصطفى الامدي الديار بكري، وقد وقفت عليها بخطه في بعلبك، وهي مؤرخة بغرة رجب عام 1204 قبيل موت الزبيدي بنحو سنة. وفي مادة فربر من " تاج العروس " (1) له لما ذكر من أخذ الصحيح عن الفربري: " والشيخ المعمر أبو لقمان يحيى بن عمار بن شاهان الختلاني، ومن طريق الأخير يقع لنا إلى البخاري صاحب الصحيح عشرة انفس وهو عال جداً " اه. منه. وكذا في " ألفية السند " له، نظم إسناده من طريق المعمرين في ترجمة محمد بن علاء الدين المزجاجي فقال: وبالعلو قد روى البخاري ... عن إبراهيم بالكتاب الساري أعني فتى كوران الشهرزوري ... عن شيخه المعمر اللاهوري وهو عن القطب محمد عن ... والده المحدث المفنن عن أحمد المعروف بالطاوسي ... عن يوسف المعمر المنوس عن ابن شاذبخت الفرغاني ... عن ابن شاهان هو الختلان عن الفربري عن المصنف ... وذا العلو بغية للمنصف كأنني بذا السياق الحاوي ... مصافح للحافظ السخاوي

_ (1) تاج العروس 3: 467.

وعنون الحافظ الزبيدي عن هذا السند في ترجمة المذكور بقوله: " بيان إسناد البخاري من طريق المعمرين " فمن تأمل ذلك علم انه كان لا يعتبر ما ينقل عن العمادي والصوابي لأنهم أجانب عن هذه الصتاعة الاسنادية التاريخية، وبلد الصوابي يبعد جداً عن أصقاع الطاوسيين والنهرواليين، فكيف يسوغ اعتمادهم في ذلك وكأنه اشتهر حذف الواسطة بين القطب والطاوسي لما انتشرت هذه السلسلة عن الشيخ صالح الفلاني ومن أخذ عنه كالشيخ عابد السندي، ثم من أخذ عنه كالشيخ عبد الغني، ثم من أخذ عنه كأبي الحسن عليّ بن ظاهر. والله أعلم. تنبيه ثان: قال الوجيه الأهدل في نفسه (1) : " وهذا الحافظ أبو الفتوح الطاوسي ذكره السيد العلامة أبو بكر بن أبي القاسم الأهدل في ثبته، ووصفه بأنه الشيخ الإمام الحافظ نور الدين أبو الفتوح أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح الطاوسي الصوفي، روى عن جماعة من الأيمة الأعلام كالعلامة أبي الفضل ابن فضل الله والحافظ إبراهيم بن محمد بن صديق وعمه المولى ظهير الدين الطاوسي وغيرهم، وله في رواية [صحيح] البخاري طريقان: إحداهما عن عمه الملى ظهير الدين أبي إسحاق الطاوسي بسماعه عن عمه المولى صدر الدين عبد الرحمن (2) بن أبي الخير، بسماعه عن جده المولى نور الدين عبد القادر الحكيم الأبرقوهي، بسماعه عن الشيخ المعمر أحمد بن شاذبخت الفرغاني، والثانية وهي أعلى بدرجتين واشتهرت عنه لتسلسلها بالمعمرين، وهي روايته له عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي بفتح الهاء والراء بعدها واو نسبة إلى هراة إحدى مدائن خراسان، وهذا الشيخ يشهر بسيصدساله، ومعناه المعمر ثلاثمائة سنة (3) ، ذكر ذلك الشيخ العلامة إبراهيم بن حسن الكوراني

_ (1) النفس اليماني: 175. (2) في المطبوعة: عبد الخير، والتصويب عن النفس اليماني. (3) اضطرب النص هنا في النفس اليماني إذ جاء فيه: " وهذا الشيخ يشتهر بصيد له ومعناه عن ثلثمائة سنة " وما هنا صواب.

المدني في " لوامع اللآلي في الأربعين العوالي " عن المعمر محمد بن شاذبخت الفرغاني عن المعمر أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني. ورأيت بخط شيخنا الوالد ما لفظه: رأيت الحافظ السخاوي قال في ترجمة بابا يوسف الهروي ما لفظه: يوسف بن عبد الله الضياء بن الجمال الهروي ويعرف ببابا يوسف، لقيه الطاوسي سنة 822 بمنزله في ظاهر هراة، وذكر أنه زاد سنه على ثلاثمائة سنة سبع سنين، واشتهر الطاوسي لذلك بان عدة من شيوخ بلده قالوا نحن رأيناه في طفوليتنا على هيئته الآن، وأخبرني آباؤنا بمثل ذلك، وحينئذ قرأ عليه الطاوسي شيئاً بالإجازة العامة، والله أعلم " اه. وفي " عقد الجوهر الثمين في الذكر وطرق الإلباس والتلقين " للحافظ مرتضى لدى حرف الجيم أنه يروي الطريقة الجامية من طريق قطب الدين النهروالي عن أبيه عن أبي الفتوح الطاوسي، قال: " لبستها أي خرقتها من يد المعمر بابا يوسف الهروي، وهو من يد صاحب الطريقة يعني شيخ الإسلام قطب الدين أحمد النامقي الجامي " قال الحافظ المذكور: " وهو أعلى ما يوجد الآن، وكذا ذكر لدى كلامه على الطريقة الكبروية من حرف الكاف أن أبا الفتوح لبس خرقتها من يد المعمر بابا يوسف الهروي، وهو عن صاحبها الإمام أبي الجناب نجم الدين أحمد بن عمر الخوارزمي المعروف بالطامة الكبر " اه. قلت: بابا يوسف الهروي هذا وتعميره مشكلة اكبر من أختها، فإن تعميره ثلاثمائة سنة اشتهر في أثبات المتأخرين شهرة زائدة، ولما ذكر الحافظ الزبيدي في مادة " شوه " من " تاج العروس " (1) يحيى بن شاهان الختلاني قال: " وعنه الشيخ المعمر ثلاثمائة سنة بابا يوسف الهروي وذكره الشيخ أبو الفتوح الطاوسي ومن طريقه روينا البخاري عالياً " اه. منه. وفي " اليانع الجني " (2) " ويوسف الهروي عمر ثلاثمائة سنة كما رآه الكزبري بخط

_ (1) تاج العروس 9: 396. (2) اليانع الجني: 29 (المؤلف) .

الشريف مرتضى الزبيدي " اه. منه. وقد وقع في رحلة ابن بطوطة (1) التي فرغ من إملائها سنة 757 أن ابن بطوطة وصل في سفره من هراة إلى الهند إلى جبل يشاء ووجد به زاوية الشيخ الصالح أطا أولياء، ومعناه بالتركية الأب وأولياء باللسان العربي، معناه أبو الأولياء، ويسمى أيضاً بسيصد صاله (2) ، ومعناه بالفارسية ثلاثمائة سنة، وهم يذكرون أن عمره ثلاثمائة وخمسون عاماً، ولهم فيه اعتقاد حسن ويأتون لزيارته من البلاد والقرى، ويقصده السلاطين [والخواتين] وأكرمنا ونزلنا على نهر عند زاويته، ودخلنا إليه فسلمت عليه وعانقني، وجسمه رطب لم أر ألين منه، ويظن رائيه أن عمره خمسون سنة، وذكر لي أنه في كل مائة سنة ينبت له الشعر والأسنان، وسألته عن رواية الحديث فأخبرنا (3) بحكايات، وشككت في حاله، والله أعلم بصدقه " " اه. منها " فلا يخلو الحال إما أن يكون بابا يوسف المذكور شيخاً للحافظ أبي الفتوح هو الرجل بعينه الذي لقيه ابن بطوطة قبله بنحو مائة سنة، لأن أبا الفتوح لقيه عام822 وابن بطوطة لقي الرجل المذكور في القرن الذي قبله، فإن كان هو فقد بلغ به دعوى السن زمن لقي الطاوسي أكثر من أربعمائة سنة، وإن يكن غيره وهو الظاهر فإنما اتفقا في مجاورة هراة والسن المديد، والله أعلم. ويؤيد أنه غيره أن الذي لقيه الطاوسي سماه يوسف، والذي لقيه ابن بطوطة يعرف بأطا أولياء، وإطلاق سيصدساله عليه كإطلاقه على الذي قبله لبلوغه ذلك الحد من التعمير لا أنه علم خصوصي على شخص معين، فتأمل ذلك. تنبيه ثالث: لما تكلم في " حصر الشارد " على طريقة المعمرين إلى البخاري من طريق المترجمين قال: وهذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ

_ (1) رحلة ابن بطوطة: 391 (ط. صادر، بيروت 1960) والمؤلف يحيل على طبعة مطبعة وادي النيل بمصر سنة 1288 ص: 240. (2) في المطبوعة: بصيد. (3) الرحلة: فأخبرني.

أشياخ مشايخنا كالشيخ المعمر عبد الله بن سعد الله اللاهوري، وهذه الطريقة لم تبلغ الحافظ ابن حجر ولا السيوطي لأنهما كانا بمصر، والحافظ أبو الفتوح من رجال المائة الثامنة كان بأبرقوه مدينة بخراسان العجم، وكان موصوفاً بالصلاح، ذكره الشيخ عبد الخالق المزجاجي في نزهته المستطابة " اه. وقد نقل كلام المزجاجي هذا قبل السندي شيخه الفلاني في " قطف الثمر " ثم الفريني في " اليانع الجني " والقاوقجي في أثباته وغيرهم من أصحاب الفهارس وسلموه، وفي ذلك وقفة من وجهين: فأما أولاً من جهة زعمهم أن هذه الطريقة لم تبلغ الحجاز إلا مع اللاهوري وطبقته مع ان اللاهوري والأحمد أبادي وابن مطير ليسوا من أهل الحجاز، بل ابن مطير من اليمن والأحمد أبادي واللاهوري من الهند. نعم أستوطن أخيراً اللاهوري المدينة، وكيف يمكن ان يأتوا بها هم إلى الحجاز، وهم إنما يروونها عن حجازي وهو الشيخ القطب الدين النهروالي فإن القطب كان مفتي مكة وإمامها ومؤرخها، وفي المسجد الحرام باب يعرف به. وكان صواب العبارة أن يقول هذه الطريقة المعمرية إنما اتصلت بأشياخ أشياخنا من طريق اللاهوري وأمثاله. وفي إجازة الشيخ ابن عبد السلام بناني للشيخ التاودي ابن سودة ساق أعلى أسانيده في صحيح البخاري عن الشيخ الكوراني عن الصفي القشاشي عن أبي المواهب الشناوي عن قطب الدين النهروالي بسنده المعروف، وأنت تعلم أن القشاشي والشناوي كل منهما من أهل الحجاز، على ان هؤلاء: ابن مطير واللاهوري والأحمد أبادي، لم يرووها عن قطب الدين بالسماع أو الإجازة الخاصة وإنما بالإجازة العامة التي شماتهم من قطب الدين لما أجاز أهل عصره أو مصره، كما صرح بذلك تلميذهم الكوراني نفسه في " لوامع اللآلي " وغيره، فأراد الكوراني والعجيمي أن يتصلوا به بعلو فاستجازوا هؤلاء بقصد ربط السلسلة والعلو، ولو على أضعف أنواع التحمل وهي الإجازة العامة مثلاً، كما فعل الطاوسي فإنه لما وجد بابا يوسف الهروي استجازه حيث أن الهروي المذكور كان شملته إجازة ابن شاهان الختلاني العامة كما تفيده عبارة السخاوي

السابقة فإنه قال وحينئذ أي بعد تأكد الطاوسي تعميره قرأ عليه شيئاً بالإجازة العامة، تأمله. وقد كانت طريق المعمرين هذه رائجة في الحجاز قبل اللاهوري وطبقته، فإن الكوراني كان بروي الصحيح عن شيخه الصفي القشاشي عن شيخه أحمد بن عليّ الشناوي العباسي عن العلامة السيد غضنفر النقشبندي عن تاج الدين عبد الرحمن بن شهاب الدين الكازروني عن أبي الفتوح الطاوسي عن بابا يوسف الهروي وغيره، وقد ساقه من هذه الطريقة صاحب " حصر الشارد " وغيره. وقد ساق الفلاني في " قطف الثمر " الصحيح من طريق ابن العجل اليمني عن الإمام يحيى بن مكرم الطبري عن جده محب الدين عن البرهان بن صديق الدمشقي عن عبد الرحيم الأوالي عن ابن شاذبخت بسنده، وأنت تعلم أن الطبري وجده المحب كلاهما من أعيان علماء الحجاز، وكانا فيه قبل اللاهوري بقرن وأكثر. وساق صاحب " المنح البادية " و " التحفة القادرية " رواية الشيخ القصار الفاسي الصحيح عن خروف التونسي عن الكازروني عن أبي الفتوح الطاوسي عن عمه المولى ظهير الدين عبد الرحمن عن عمه المولى بدر الدين أبي إسحاق عن جده المولى نور الدين عبد القادر الحكيم الأبرقوهي عن أبي عبد الرحمن محمد بن شاذبخت الفرغاني، قال في المنح. ح: وبه إلى الحافظ أبي الفتوح الطاوسي وهو أعلى بدرجتين عن الشيخ بابا يوسف الهروي عن ابن شاذ بخت ... الخ، وهذا يدل على ان طريقة المعمرين هذه دخلت إلى المغرب الأقصى فضلاً عن الحجاز، واتصل بها مثل خروف والآخذين عنه كالقصار قبل ميلاد عبد الله اللاهوري وطبقته. وأما ثانياً فقولهم إنها لم تبلغ الحافظ ابن حجر عجيب، فإن هذه الطريقة وصلت إلى شيخه الإمام محدث الشام مسند الدنيا البرهان إبراهيم بن محمد بن صديق الدمشقي الشهير بابن الرسام بفتح الراء والسين المهملتين المشددتين فإنه كان يروي الصحيح كما في " قطف الثمر " نفسه أيضاً عن الشيخ عبد الرحيم الأوالي عن ابن شاذبخت الفرغاني

قال ابن عقيلة: كان عمره مائة وأربعين سنة وأجاز عموماً سنة 720، وولد ابن صديق سنة 719، وطريقة ابن صديق هذه شهيرة في فهارس المتأخرين، وهي التي كان يعتمدها غالباً النور العجيمي، يتصل بها من طريق شيخه ابن العجل عن يحيى بن مكرم الطبري عن جده الإمام المحب الطبري عن البرهان ابن صديق عن الأوالي عن الفرغاني، وهذه السلسلة من طريق ابن صديق هي الشهيرة بمصر وغيرها. وعليها اقتصر الصعيدي والأمير في ثبتيهما، وقالوا: إنها أعلى الأسانيد لهم، ونظمها مفتي الشام السيد محمود ابن حمزة الحسني فقال: يقول محمود بن حمزة راوياً ... هذا الصحيح بحمد ذي الإحسان عن قدوتي [الشيخ] سعيد الشامي ... عن شيخه محمد ذي الشان أعني بهذا الكزبري عن شيخه ... أبيه وهو عابد الرحمن عن شيخه عقيلة محمد ... عن حسن محدث الزمان عن شيخه أبي الوفاء أحمد ... عن شيخه يحيى أخي الرجحان عن شيخه الطبري محب الدين ... عن شيخه إبراهيم أي برهان عن شيخه عبد الرحيم سنه ... مائة وأربعون ذا الفرغاني عن شيخه محمد بن شاذ بخت ... عن شيخه يحيى أبي لقمان هو الذي عمر نحو ما مضى ... عن الفربري صاحب الإتقان عن البخاري شيخه محمد ... قدوتنا إمام هذا الشان وأخذ الحافظ عن ابن صديق معروف لا يشك فيه أحد من أهل الرواية والصناعة. وقد ترجمه الحافظ في " إنباء الغمر " فقال فيه (1) : " مسند الدنيا من الرجال، سمعت منه بمكة، ومات سنة ست وثمانمائة عن خمس

_ (1) انباء الغمر 2: 270 271.

وثمانين سنة، سمع من الحجار الكبير وابن تيمية وطائفة تفرد بالرواية عنهم ". وسيأتي في ترجمة أبي الحسن الونائي روايته للصحيح عن خديجة بنت عبد الوهاب الطبري عن المعمر الحصاري عن زكرياء عن ابن حجر عن البرهان ابن صديق هذا عن عبد الرحيم الأوالي عن ابن شاذبخت بسنده، ولعل الحافظ كان لا يعتمدها فلذلك لم تشتهر عنه لأن ابن صديق يروي عن عبد الرحيم بالعامة لأهل العصر في الغالب، والله أعلم. تنبيه رابع: وجدت طريقة المعمرين هذه تروى من طريق راو آخر مغربي عن قطب الدين، وجدت ذلك في ثبت صغير لعمر بن عبد الرسول مسند مكة ساق فيه الصحيح عن شيخه النور عليّ بن عبد البر الونائي، عن المعمر مائة وثماني وعشرين سنة السيد عبد القادر بن أحمد بن محمد الندلسي، عن المعمر مائة وإحدى وعشرين سن محمد بن عبد الله الإدريسي، عن المعمر قطب الدين النهروالي عن والده به. ولا شك ان عبد القادر المذكور هو الأندلس الأصل المصري الدار الذي ترجمه الحافظ الزبيدي في معجمه، وذكر ان ولادته كانت سنة 1091 ووفاته سنة 1198، وشيخه الإدريسي لا أعرفه. وطريقة الونائي هذه هي التي كان يعتمد شيخنا النور حسين الحبشي المكي حسب روايته لها عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول عن الونائي به، والله أعلم. ولا شك أن هذا الاغراب من المتأخرين القصد منه عندهم هو طي المسافات بينهم وبين سيد السادات، نفعهم الله بنياتهم آمين. تنبيه خامس: كل ما قيل عن سند المعمرين إلى البخاري من طريق المترجم يأتي في سند الموطأ من طريق المعمرين المذكورين أيضاً، فإن الشيخ صالح الفلاني أسند في " قطف الثمر " له الموطأ من طريق قطب الدين النهروالي عن أبي الفتوح الطاوسي عن الهروي عن ابن شاذبخت عن ابن شاهان عن

إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب الزهري عن مالك (1) ، وفي الإجازة التي كتب حافظ الحجاز الشيخ عبد السندي للشيخ عبد الغني الدهلوي: " ويروي الختلاني عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك موطأه " اه. فابن شاهان الذي يروي الصحيح عن الفربري يروي الموطأ ايضاً عن ابن الصمد الهاشمي عن أبي مصعب على ما ذكره، وهو سياق عجيب عال جداً سنتكلم عليه في محل آخر، ان شاء الله. تنبيه سادس: اشتهر في أسانيد بعض متأخري التونسيين والجزائريين سياق سند الصحيح من طريق المعمرين هذا إلى الفربري ثم يقولون عن البخاري ومسلم، وهو في عهدة الشيخ محمد صالح الرضوي أو بعض الآخذين عنه بالجزائر وتونس، ولم نعرف قط ولم نسمع بان للفربري الأخذ أيضاً عن مسلم صحيحه، على كثرة ما طالعنا من المشيخات والمعاجم والفهارس والطبقات والتواريخ والمسانيد، وقد نبهت على ذلك بعذ المنصفين من التونسيين والجزائريين فمنهم من اعترف ومنهم من توقف، والله أعلم. 540 - القطب الحلبي (2) : هو الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها أبو عليّ أو أبو محمد عبد الكريم بن عبد النور المعروف بقطب الدين، الحلبي الأصل والمولد، الحنفي المصري، قال الذهبي: " أحد من تجرد للعناية بالرواية وتعب، وحصل وكتب، عن أصحاب ابن طبرزد فمن بعدهم وصنف التصانيف " اه. وقال قاسم بن قطلوبغا في " طبقات الحنفية ": " كتب العالي والنازل وخرج وألف، وبلغ شيوخه الألف " اه. وخرج

_ (1) انظر ص: 10 من قطف الثمر (المؤلف) . (2) ترجمة القطب الحلبي في غاية النهاية 1: 402 والبداية والنهاية 14: 171 والسلوك 2: 388 والنجوم الزاهرة 9: 306 وحسن المحاضرة 1: 358 وذيل طبقات الحفاظ: 13 وطبقات الحنفية لابن قطلوبغا: 38 والزركلي 4: 177.

لنفسه عدة أربعينات من التساعيات والبلدانيات والمتباينات، وشرح معظم البخاري في عدة مجلدات، وله القدح المعلى في الكلام على بعض أحاديث المحلى، والاهتمام في أحاديث الأحكام، وشرح سيرة الحافظ عبد الغني المقدسي شرحاً كبيراً أسماه " المورد العذب الهني في الكلام على سيرة الحافظ عبد الغتي "، وعمل تاريخ مصر فبلغ مجلدات، ومات سنة 735. نروي ما له من طريق التاج السبكي عنه. القلعي: تقدم في الأوائل (1) . 541 - القلصادي (2) : هو أبو الحسن عليّ بن محمد بن عليّ القرشي السطي الشهير بالقلصادي، الفقيه الأستاذ المتفنن الراوية الرحالة آخر من ألف التآليف العديدة من أهل الأندلس، أخذ العلم هناك ثم رحل إلى المشرق فلقي الكثير وانتفع بهم، يروي عن ابن مرزوق وابن عقاب والحافظ ابن حجر والجلال المحلي والتقي السمني وأبي الفتح المراغي، له رحلة وفهرسة في شيوخه وهم نيف وعشرون رجلاً، وفهرسته ينقل منها ابن أبي مريم في " البستان " ومات سنة 891، هكذا أرخه ابن أبي مريم وأرخ غيره موته سنة 912، ولعل الول أقرب إلى الصواب. أروي كل ما له من طريق السنوسي التلمساني عنه. له شرح الأنوار

_ (1) رقم: 4 (ص: 97) . (2) ترجمة القلصادي في البستان: 141 ونظم العقيان: 131 ونيل الابتهاج: 209 (بهامش الديباج) والضوء اللامع 5: 14 ونفح الطيب 2: 692 وشجرة النور: 261 ومعجم المطبوعات: 1519 والزركلي 5: 163 ومقدمة رحلة القلصادي تحقيق صديقنا الأستاذ محمد أبو الأجفان الأستاذ بالكلية الزيتونية بتونس (تونس 1978) وهو يرجح أن تكون وفاة القلصادي سنة 891 وللأستاذ محمد السويسي دراسة عن القلصادي نشرت بالحوليات التونسية (العدد: 9 سنة 1972) .

السنية في الحديث لابن جزي في جزء، وهو عندي، وله أيضاً شرح على البردة وعلى قصيدة القاضي ابن منظور في الأسماء النبوية، وشرح الحكم وغير ذلك. 542 - القلقشندي (1) : هو برهان الدين أبو الفتح إبراهيم بن شيخ الإسلام علاء الدين أبي الفتح عليّ بن القاضي قطب الدين أحمد بن إسماعيل بن علان القرشي الشافعي جمال الدين القلقشندي بقاف مفتوحة ثم لام ساكنة ثم قاف مفتوحة ثم شين معجمة ثم نون ساكنة ثم دال مهملة مكسورة بعدها ياء نسبة إلى قرية من قرى مصر، الإمام العلامة الحافظ الرحلة القدوة. هكذا حلاه ابن العماد في " سبائك الذهب " (2) ورأيته محلى في طبقة سماع عليه لثلاثيات مسند أبي داوود الطيالسي ب " شيخ مشايخ الإسلام والحفاظ " وهو بتاريخ عام 919 وإمضاؤه هو في تصحيح الطبقة هكذا: إبراهيم بن علاء القرشي القلقشندي. ورأيته محلى أول إجازة المترجم لسقين العاصمي ب " مجتهد الأمة الحافظ المحدث الرحلة شيخ مشايخ الإسلام والمسلمين رحلة الحفاظ والمحدثين " اه. وكذا حلاه الشهاب ابن الشلبي في " إتحاف الرواة " ب " قاضي القضاة شيخ الإسلام والحفاظ جمال الدين أبي الفتح " ... الخ. أخذ عن جماعة منهم: الحافظ ابن حجر والعز ابن الفرات ووالده العلاء القلقشندي وجده قطب الدين والبدر الحسن بن أيوب النسابة والقطب الجوجري والكاتبة أم محمد كلثوم بنت عمر بن صالح النابلسية والقاضي الكمال بن البارزي وجلال الدين ابن الملقن ومريم الهورينية وغيرهم. قال البدر العلائي: " إنه آخر من يروي عن الشهاب الواسطي وأصحاب الميدومي والتقي الغزنوي وعائشة الكنانية وغيرهم "، اه.

_ (1) ترجمة القلقشندي في الشذرات 8: 104. (2) كذا سماه، وما ذكره ورد في شذرات الذهب.

وروى صحيح البخاري من جماعة يزيد عددهم عن ثمانين شيخاً، وروى حديث الأولية كما في فهرسته عن جمع من المشايخ يزيد عددهم عن مائة وعشرين شيخاً، أعلاهم سنداً مسند عصره الشهاب أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي المقدسي، قال: وأظن أني انفردت به وهو عن مسند الآفاق الصدر الميدومي، اه. انتهت إليه الرياسة وعلو السند في الكتب الستة والمسانيد والإقراء، كان لا يخرج من داره إلا لضرورة شرعية، توفي فقيراً بحصر البول عاشر جمادى الآخرة عام 922 عن إحدى وتسعين سنة لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً، قال الشعراني في ترجمته: " وكأن الشمس كانت في مصر فغربت، أي عند موته " اه. له كتاب الأربعين من عوالي مسموعاته من تخريجه لنفسه، والأربعين العشاريات له حملهما عنه سقين العاصمي محدث فاس والمغرب في وقته، وله الثبت الذي أجاز به سقين المذكور، وهو عندي بخط العارف الفاسي، وموجود بالمكتبة التيمورية بمصر أسانيد ابن القلقشندي هذا ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 125. نرويه بالسند إلى القصار عن أبي النعيم رضوان وخروف التونسي، كلاهما عن سقين عنه. ح: وبأسانيدنا إلى النجم الغزي عن أبيه البدر عنه وهو عال لنا جداً. ح: وبالسند إلى البابلي عن الشمس الرملي عن الجمال القلقشندي. والمترجم ممن أجاز لكل من أدرك حياته عموماً ولأهل حلب خصوصاً كما في " تاريخ حلب " للرضي الحنبلي. 543 - القنازعي (1) : هو أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن القنازعي، أروي فهرسته من طريق ابن خير عن أبي محمد ابن عتاب عن أبيه عنه.

_ (1) فهرسة ابن خير: 436 والصلة: 309 (توفي سنة 413) ومن مؤلفاته تفسير الموطأ، وكتاب في الشروط وغير ذلك.

544 - القنطري (1) : هو الفقيه أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن محمد بن مسعود القنطري الشلبي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عنه. 545 - القصار (2) : هو شيخ الأعصار والأمصار، محدث المغرب الأقصى ومسنده، أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار الغرناطي الأصل الفاسي النشأة والدار، المتوفى سنة 1012، ودفن بمراكش في قبة القاضي عياض، أو بإزاء روضة الشيخ أبي العباس السبتي. كان عديم النظير في علم الحديث ومتعلقاته وروايته بفاس، ورث ذلك عن الشيخ أبي النعيم رضوان الجنوي الآخذ ذلك عن شيخه سقين العاصمي الذي جلبه من المشرق من أعلامع كالقلقشندي وابن فهد وامثالهما. قال الشيخ أبو حامد العربي بن يوسف الفاسي في شرحه على منظومته في الاصطلاح: " كان شيخنا القصار حتامل راية الحديث في هذه الأقطار المغربية بعد شيخه، وانفرد بذلك غير مدافع عنه ولا منازع، أجازه فيه جماعة من أهل المشرق والمغرب حتى أقرانه " اه. وقال الشيخ أبو محمد عبد السلام ابن الطيب القادري في " مطلع الإشراق ": " سمعت غير واحد ممن قرأت عليه القول إن هذا التحقيق في العلم الذي يوجد عندهم أعني أولاد الشيخ أبي المحاسن الفاسي إنما هو إرث عن الشيخ القصار " اه. وكان للقصار معرفة بالتاريخ والأنساب، شديد الأعتناء بأنساب الأشراف وكان يفتخر بمصاهرتهم، وسمعت بعض المشايخ يقول إنه ما علا زوجته الشريفة قط أدباً مع جدها عليه السلام، وجمع خزانة عظيمة من الكتب تفرقت بعد موته أيادي سبا.

_ (1) فهرسة ابن خير: 437. (2) ترجمة القصار في خلاصة الاثر 4: 121 والسعادة الأبدية: 44 ونشر المثاني 1: 86 وهو ينقل عن المطمح وله ترجمة في صفوة من انتشر: 16 وفي المرآة أيضاً.

أخذ عن الجنوي وهو عمدته، وعن خروف التونسي وأجازاه كما أجازه أيضاً أبو القاسم ابن عبد الجبار الفكيكي، وهو قرينه ومشاركه في الأخذ وعاش بعد القصار، وأبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم الدكالي الفاسي، وأبو العباس التسولي وغيرهم. وروى بالإجازة مكاتبة من مصر عن النجم الغيطي، والبدر الغزي الدمشقي، ولعله المراد بأبي الطيب الغزي الذي يروي عنه كثيراً في فهرسته عالياً عن زكرياء، وأحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي، ويحيى الحطاب، وشيخ الإسلام زين العابدين البكري. له فهرسة جمعت رواياته في الفقه والحديث، وثبت آخر صغير في كراسة لطيفة اشتمل على سنده في الصحيحين والموطأ وتصانيف عياض والعراقي وابن حجر وزكرياء وابن الصلاح ورسالة ابن أبي زيد ومختصر ابن الحاجب وتصانيف البيضاوي وجمع الجوامع والقوت والأحياء، وختمها بالاتصال بكبار أرباب الطرق كالشيخ عبد القادر والشاذلي، وبعض الوصايا، منها ما أنشد لابن ليون التجيبي: قال ابن سيرين ونصف العلم ... هو التثبت لأجل الوهم وجنة العالم لا أدري فإن ... أخطأها أمكن منه الممتحن وأكملها سنة 998. نرويها وكل ما للشيخ القصار من طريق المقري وابن القاضي والدلائي وعبد الهادي بن عبد الله العلوي كلهم عنه، ومن طريق أبي السعود الفاسي عن عم أبيه أبي زيد عبد الرحمن وأبي حامد العربي كلاهما عنه. ح: وبالسند إلى العجيمي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الفاسي وعبد الوهاب بن العربي النسب كلاهما عنه، قال أبو سالم العياشي في ترجمة شيخه أحمد بن موسى الأبار من " مسالك الهداية ": " ان البوعناني خاتمة من روى عن القصار " اه. وفيه نظر لأن البوعناني مات سنة 1063 وعاش بعده أبو محمد عبد الوهاب

ابن العربي الفاسي إلى سنة 1073، وهو ممن أجازه القصار كما في ترجمته من " ابتهاج القلوب " وغيره، وعاش بعدهما أيضاً قاضي مكناس أبو عبد الله محمد بن أحمد الفاسي إلى سنة 1087، وقد قال في ترجمته من الابتهاج: " أجازه القصار في صغره حسبما وقفت على إجازته له بخط يده بقرب مولده بتاريخ 27 ربيع عام 1011 " اه. قلت: وقفت على نسخة إجازة القصار له مسجلة على قاضي الوقت وهي عامة، وقد أجازا لأبي عليّ الحسن العجيمي مكاتبة ولم يتفطن لعلو إسنادهما العياشي ولا غيره من أهل المغرب، والكمال لله. 546 - القسطلاني (1) : هو شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني الشافعي المصري الإمام العلامة الحجة الرحلة المحدث المسند، وصفه الإمام بدر الدين الغزي في إجازته المنظومة للمسند داوود بن عليّ العباسي بقوله: الحافظ المسند ذي الاتقان ... أحمد المعروف بالقسطلاني وممن وصفه بالحافظ ابن العماد الصالحي في ترجمته من " شذرات الذهب " والسيد عبد القادر العيدروس في " النور السافر في أهل القرن العاشر " وغيرهم. ولد سنة 851، وقرأ البخاري على الشاوري في خمسة مجالس، وجاور بمكة، وأخذ عن جماعة من الحفاظ كالسخاوي والنجم ابن فهد، وكتب بخطه كثيراً لنفسه ولغيره، وعندي مجلد بخطه ومجموع حديثي كذلك، وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان في حياته، منها في السنة وعلومها كتاب المواهب اللدنية، وهو شهير متداول، قال عنه في " النور السافر ": " كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع ليس له نظير في بابه، وإرشاد الساري

_ (1) ترجمة القسطلاني في الكواكب السائرة 1: 126 والنور السافر: 113 والشذرات 8: 121 والضوء اللامع 2: 103 والبدر الطالع 1: 102 وخطط مبارك 6: 11 والزركلي 1: 221.

على صحيح البخاري في عشر مجلدات طبع مراراً، قال عنه صاحب " النور السافر ": " لعله أجمع شروح البخاري وأحسنها " اه. قلت: وكان بعض شيوخنا يفضله على جميع الشروح من حيث الجمع وسهولة الأخذ والتكرار والإفادة، وبالجملة فهو للمدرس أحسن وأقرب من " فتح الباري " فمن دونه، ولابن الطيب الشركي عليه حاشية في مجلدين، واختصره الشمس الحضيكي السوسي، عندي منه المجلد الثاني. وله منهاج الابتهاج شرح مسلم بن الحجاج في ثمانية أجزاء، وشرح على الشمائل، والبردة للبوصيري، واختصار " الضوء اللامع " لشيخه السخاوي، واختصار " إرشاد الساري " لم يكمله، وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري، وله نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس، وتوفي سنة 923. له فهرسة نسبها له ابن رحمون فيما وقفت عليه بخطه، أرويها وكل ماله بأسانيدنا إلى العياشي عن الخفاجي عن البرهان العلقمي عن أخيه الشمس عن القسطلاني، وبه إلى أبي الحسن عليّ الأجهوري عن غالبدر القرافي عن الوجيه زين الدين عبد الرحمن بن عليّ الأجهوري عنه. ح: وبه إلى أبي سالم أيضاً عن عبد الجواد الطريني عن يس المحلي وهو أعلى. لطيفة: في " مسالك الهداية " لأبي سالم العياشي: أنشدني بعض الأخوان بالقاهرة لبنت الباعوني زوجة القسطلاني في كتابه المواهب: كتاب المواهب ما مثله ... كتاب جليل وكم قد جمع إذا قال غمر له مشبه ... يقول الورى منك لا يستمع وكتاب المواهب هذا اشتهر وخدمه الناس، وشرحه النور الشبراملسي بحاشية نفيسة في أسفار خمسة هي عندي، وتلميذه الزرقاني في ثمان مجلدات، وحشاه الصفي القشاشي والبرهان إبراهيم الميموني والشمس محمد بن أحمد الشوبري المصري والنور عليّ القاري وغيرهم، واختصره جماعة منهم

عصرينا الشيخ أبو المحاسن النبهاني وقد طبع. ويحكى ان الحافظ السيوطي كان يغض منه ويقول إنه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب لها، وانه ادعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكرياء، فألزمه ببيان ما ادعاه، فعدد مواضع قال إنه نقل فيها من كتب البيهقي بواسطة كتبه، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن اغلبيهقي. وعندي مقامة عجيبة ألفها الحافظ السيوطي في قضاياه مع المترجم سماها " الفارق بين المصنف والسارق " في نحو كراسة. وحكى الشيخ جار الله ابن فهد ان المترجم رحمه الله قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي، فمشى من القاهرة إلى باب دار السيوطي بالروضة ودق الباب فقال: من فقال: أنا القسطلاني جئت إليك حافياً مكشوف الرأس ليطيب خاطرك عليّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك ولم يفتح له الباب ولم يقابله، اه، بواسطة شذرات الذهب لعبد الحي العمادي (1) . قلت: ونحو هذه الحكاية وقعت في " كشف الظنون " (2) المطبوع. ورأيت في بعلبك عند قاضيها إذ ذاك الشيخ أبي الخير ابن عابدين مجموعة للشيخ ابن عبد الحي الداودي الدمشقي فيها مانصه: " حدثنا شيخنا أحمد المقري تحت القبة بجامع بني أمية ان الإمام القسطلاني زوج عائشة الباعونية وصاحب المواهب ذهب إلى دار الحافظ السيوطي فدخل على عادته فاستأذن عليه فلم يأذن له بالدخول لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ذلك الوقت جالساً عند الشيخ وهو يملي أحاديثه صلى الله عليه وسلم " اه فظهر من هذه الرواية السبب الذي من أجله لم يأذن السيوطي للقسطلاني، وانه كان في حال انجماع باطني وتشخيص خاص، فكره أن يقطع عليه حالته وتوجهه. وفي

_ (1) الشذرات 8: 122 123. (2) كشف الظنون 2: 1897.

ترجمة العلامة المعمر قاضي قابس أبي بكر بن تامرا من رحلة ابن عبد السلام الناصري: " أخبرني أن الحافظ السيوطي لما أدعى بمصر الاجتهاد المطلق أنكر عليه علماء عصره منهم القسطلاني، فانعزل عنهم بخلوة على ساحل النيل، فذهب نحوه القسطلاني فدق الباب، فقال السيوطي: من هذا فقال: فلان بن فلان جاءك متنصلاً تائباً فاقبله، فقبله، قلت: هذا مما يستدل به على جلالة القسطلاني وديانته " اه. 547 - القشاشي (1) : - بقاف معقودة بين القاف والكاف كما لبصرى في ثبته، وفي " جهد المقل القاصر " للشيخ المسناوي انه بضم القاف وتخفيف الشين المعجمة نسبة إلى القشاشة، وهي سقط المتاع من الأشياء التي تسترخص ولا يشتريها غالباً إلا الفقراء، ويقال له في عرفنا بفاس السقاطة، ولقب بذلك يونس جد الشيخ الصفي. هو الإمام العارف صفي الدين أحمد بن محمد بن يونس المدعة عبد النبي القشاشي المقدسي الأصل المدني الدار المتوفى بها سنة 1071، يروي عن والده وكان من أكابر عصره المتوفى سنة 1044، والشهاب أحمد بن عليّ الشناوي وهو عمدته وإليه ينتسب، وعن أعلام اليمن لأن والده دخل به إليه عام 1011، وبالمدينة أيضاً عن أحمد بن الفضل بن عبد النافع بن العارف محمد بن عراق، ومن أعلى مشايخه إسناداً المعمر عبد الكريم الكجراتي خاتمة أصحاب الغوث صاحب " الجواهر الخمس " عنه، ومن كبار شيوخه العلامة السيد غضنفر النهروالي السيراوي ابن أخت المنلا الجامي وغيرهم، بحيث بلغ شيوخه مائة. وللصفي القشاشي في هذه الصناعة فهرسة تسمى " السمط المجيد " طبعت

_ (1) ترجمة القشاشي في خلاصة الاثر 1: 343 والرحلة العياشية 1: 407 - 429 وصفوة من انتشر: 119.

في الهند ولم أظفر بها، وله رسالة في أسانيده إلى طرق القوم مقتبسة من شرح الجواهر لشيخه العارف الشناوي في نحو كراسين وهي عندي، وله حاشية على الشفا، وحاشية أخرى على " المواهب اللدنية " وعندي إجازة بخطه ذكر فيها انه يروي الصحيح عن شيخه الشناوي أحمد بن عليّ عن والده عليّ بن عبد القدوس عن الشعراني وابن حجر الهيثمي، كلاهما عن القاضي زكرياء وعبد الحق السنباطي والمسند النور المشهدي والأمين الغمري والشمس السمهودي والحطاب المالكي والكمال قاضي القضاة القادري وغيرهم. وقد عقد له ترجمة طنانة تلميذه أبو سالم العياشي في فهرسته ورحلته، قال في الرحلة: " ما رأيت كلام أحد من عارفي زماننا ومن قبله يساوي كلام الصفي في مزج الحقائق بالأحاديث النبوية، حتى لا يكاد كلام له يخلو من آية اوحديث، فكأن كتب الحديث كلها جمعت له جمعاً فهو يأخذ منها ماشاء متى شاء، مع زيادة عزو الحديث لراويه ومخرجيه، وذلك قل ما يوجد في كلام غيره من أهل الحقائق، إن أتوا بحديث أطلقوه بلا نسبة، إذ ليس ذلك من وظيفهم " اه منها. نروي كل ما له من طريق البرهان الكوراني والعجيمي والعلاء الحصفكي وأبي المواهب الحنبلي والشلي وعبد الله بلفكيه وغيرهم، كلهم عنه. 548 - القوصي (1) : وهو شهاب الدين أبو الطاهر إسماعيل بن حامد الأنصاري القوصي نزيل دمشق المتوفى بها سنة 653، له معجم في أربع مجلدات.

_ (1) ترجمة الشهاب القوصي في الطالع السعيد: 157 ولسان الميزان 1: 397 وميزان الاعتدال 1: 104 والشذرات 5: 260 ومرآة الجنان 4: 129 والبداية والنهاية 13: 186 والنجوم الزاهرة 7: 35 وحسن المحاضرة 1: 414 وخطط مبارك 14: 138 والدارس 1: 438 والزركلي 1: 308 وكحالة 2: 263.

549 - ابن قطلوبغا (1) : هو الإمام الحافظ زين الدين أبو العدل قاسم ابن قطلوبغا بن عبد الله المصري الحنفي صاحب كتاب " تاج التراجم " (2) ولد سنة 802 وأخذ عن الحافظ ابن حجر وابن الهمام والتاج أحمد الفرغاني، واشتدت ملازمته للأخير وبه تخرج، حلاه الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي في " الخيرات الحسان " ب " الإمام الحافظ الذي انتهت إليه رياسة مذهب أبي حنيفة " اه. وأقر له شيخه الحافظ ابن حجر وغيره بالحفظ والإتقان. ألف التصانيف العديدة النفيسة منها: شرح المصابيح للبغوي، وتخريج أحاديث الإحياء سماه " تحفة الاحياء فيما فات من تخاريج الاحياء " وشرح قصيدة ابن فرح في الاصطلاح، وشرح منظومة ابن الجزري، وحواشي شرح ألفية العراقي، ةوحواشي على شرح النخبة، وتخريج أحاديث العوارف، وأحاديث الاختيار شرح المختار، وأحاديث البزدوي، وأحاديث الشفا، وأحاديث أبي الليث، وأحاديث " جواهر القرآن " للغزالي، وأحاديث " منهاج العابدين " له، وأحاديث " شرح العقائد السفية "، وترتيب مسند أبي حنيفة لابن المقري، وتبويب مسنده للحارثي، والأمالي على مسند أبي حنيفة، وعوالي أبي الليث، وعوالي الطحاوي، وتعليق مسند الفردوس، وأسماء رجال شرح معاني الآثار للطحاوي، ورجال موطأ محمد بن الحسن، ورجال كتاب الآثار له، ورجال مسند أبي حنيفة، وترتيب التمييز للجوزقاني، وأسئلة الحاكم للدارقطني، والاهتمام الكلي في اصطلاح ثقات العجلي، وزوائد العجلي، وزوائد رجال الموطأ، ومسند الشافعي، وسنن الدارقطني على الستة، وتقويم اللسان في الضعفاء، وحواشي مشتبه النسبة لابن حجر، والأجوبة عن اعتراض ابن أبي شيبة على أبي حنيفة، وتاج التراجم فيمن

_ (1) ترجمة ابن قطلوبغا في الضوء اللامع 6: 184 والشذرات 7: 326 والبدر الطالع 2: 45 وبروكلمان، التكملة 2: 93 والزركلي 6: 14. (2) طبع أول مرة في ليبسك سنة 1862 ثم أعيد طبعه ببغداد سنة 1962.

صنف من الحنفية وهو مطبوع بأروبا، وتراجم مشايخ المشايخ، وتراجم مشايخ شيوخ العصر، وتعليق على تقريب ابن حجر، ورسالة في من روى عن أبيه عن جده، وغريب أحاديث شرح الأقطعي على القدوري، ورسالة في البسملة، ورسالة في رفع اليدين في الصلاة، مات سنة 879. أروي ما له بالسند إلى الحافظ السخاوي، قال: " سمعت منه مع ولدي حديث الأولية فكتبت عنه من نظمه وفوائده وقرأت عليه شرح ألفية العراقي " قال: " وقد انفرد عن علماء مذهبه الحنفية الذين أدركناهم في التقدم في هذا الفن وصار بينه وبينهم مواقف مع توقف الكثير منهم في شأنه وعدم إنزاله منزلته جرياً على عادة المعاصرين " اه. وبالسند إلى الحافظ السيوطي أيضاً عنه. ح: وبالسند أيضاً إلى العجيمي والرداني عن السيد النقيب ابن حمزة عن شمس الدين محمد بن منصور عن شيخ الإسلام محمد البهنسي عن قطب الدين محمد بن سلطان مفتي دمشق عنه. 550 - ابن قنترال (1) : عتيق بن عليّ بن خلف الأموي من أهل مربيطر سكن مالقة وأقرأ بها، وكان يعرف بابن قنترال، أخذ وروى بالأندلس، ثم أخذ في طريق حجه عن أبي الطاهر السلفي وأبي الطاهر ابن عوف وغيرهم، له برنامج في مشيخته، توفي سنة 612. أروي ما له من طريق ابن الزبير عن أبي بكر ابن العاصي عنه. 551 - ابن قنفذ القسمطيني (2) : هو الإمام العلامة المسند الرحال المؤرخ

_ (1) ترجمة ابن قنترال في صلة الصلة: 57 والتكملة رقم: 1940 وبرنامج الرعيني: 76. (2) ترجمة ابن قنفذ في نيل الابتهاج: 75 (على هامش الديباج وفيه بعض المصادر الأخرى ان اسم والده " حسين ") وجذوة الاقتباس: 154 ودرة الحجال رقم: 150 ونشر المثاني 1: 12 والبستان: 308 والاعلام بمن حل مراكش 2: 16 والزركلي 1: 114 (أحمد حسين) واعلام الجزائر: 20 - 22 (وفيه سرد لمراجع أخرى) ومقدمة كتاب الوفيات.

أبو العباس أحمد بن حسن الشهير بابن الخطيب، صاحب " شرف الطالب " (1) في شرح قصيدة ابن فرح في اصطلاح الحديث، والوفيات، وشرح حديث بني الإسلام على خمس المسمى " أنوار السعادة " والتزم فيه ان يسوق في كل قاعدة من الخمس أربعين حديثاً وأربعين مسألة، وله أيضاً وسيلة الإسلام بالنبي عليه السلام وهو من أجل الموضوعات في السيرة لاختصاره له، وأنس الفقير في ترجمة الشيخ أبي مدين وأصحابه وطبقته (2) ، هو كالفهرسة له، في غاية الإفادة والإجادة. ووفيات المترجم (3) التي جعلها خاتمة لشرحه قصيدة ابن فرج قال عنها صاحب " نشر المثاني ": " صدره صغر جرماً وغزر علماً في وفيات العلماء والصالحين، مرتب على المئين، بوجه لم يسبق إليه، من الهجرة النبوية إلى المائة التاسعة. وذيله أبو العباس أحمد بن محمد بن القاضي الفاسي وابتدأ من أول المائة الثامنة إلى المائة العاشرة " اه. وكل من الأصل والذيل عندي. أروي مؤلفاته ومروياته من طريق ابن مرزوق الحفيد عنه، وهو يروي عامة عن قاضي غرناطة أبي القاسم محمد بن أحمد الشريف شارح الخزرجية وغيرها، وعن ابن عرفة وحسن بن باديس شارح سيرة ابن فارس. روى حزاب الشاذلي عن أبي عبد الله البطريني التونسي عن أبي العزم ماضي ابن سلطان عن الشاذلي، وأجاز ابن قتفذ المذكور كما في ىخر وفياته لمن رآه أو رأى من رآه أن يحدث بما صح لديه من مروياته وما شاء من مصنفاته، وكانت وفاته سنة 810.

_ (1) طبع مع كتابين آخرين بعنوان ألف سنة من الوفيات، (الرباط: 1976) . (2) طبع بالرباط سنة 1965. (3) طبع ببيروت سنة 1971 (وقبل ذلك بالهند سنة 1911 ونشره هنري بيريس سنة 1939) .

ابن القاضي: هو أبو القاسم " انظر تنوير الزمان " (1) . ابن القاضي: " انظر من اسمه أحمد من حرف الألف " (2) . 518 - قرة العيون في أسانيد الفنون: للشهاب أحمد قاطن الصنعاني، قال عنها في إجازته للسيد سليمان الأهدل، " ذكرت فيه مشايخي الأجلاء الأعلام، النبلاء الكرام، أولي التحقيق والإفادة، والنظر المؤيد بالنقادة، مجتهدي عصرنا، وفخر دهرنا " اه. (انظر أسانيدنا إليه في اسمه من هذا الحرف) (3) . قرى العجلان على إجازة الأحبة والإخوان: لأبي العباس أحمد الهشتوكي " انظر حرف الهاء " (4) . 519 - قطف الثمر (5) : هو الثبت الصغير لصالح الفلاني، وقد طبع، وهو مهم جداً جامع الأسانيد وكتب أهل المشرق والمغرب. " انظر أسانيدنا إليه في حرف الفاء " ومن الغريب ما وقع في " الباقيات الصالحات " (صحبفة 4 طبعة الهند) من نسبة قطف الثمر للعجيمي، وهي نسبة وهمية خيالية وإلا فهو للفلاني قطعاً. 520 - قلنسوة التاج (6) : هو ثبت للحافظ مرتضى الزبيدي مختص بأسانيده إلى الصحيح ألفه باسم العلامة الشمس ابن بدير المقدسي، وذلك أن

_ (1) رقم: 95 (ص: 287) . (2) رقم: 5 (ص: 114) . (3) رقم: 534 (ص: 938) في ما تقدم. (4) رقم: 618 في ما يلي. (5) انظر ما تقدم رقم: 519 (ص: 901) . (6) انظر إيضاح المكنون 2: 240.

الحافظ المذكور كان ارسل إليه كراريس من أول شرحه على القاموس المسمى بالتاج ليطلع عليه شيخه عطية الأجهوري ويقرضه، فكان ذلك، وأعاد إليه الجواب طالباً في ضمنه قلنسوة من ذلك التاج، وذلك عام 1182، فكتب له هذا الثبت وسماه بقلنسوة التاج، وقد ساق اولها الحافظ مرتضى في ترجمة ابن بدير من المعجم الكبير ثم الجبرتي في تاريخه (انظر ترجمتهما) نرويها بأسانيدنا إلى الحافظ مرتضى وهي معروفة، وبأسانيدنا إلى الوجيه الكزبري عن ابن بدير المجاز بها. 521 - القول السديد في متصل الأسانيد (1) : للعلامة المحدث المسند الشهاب أحمد بن عليّ المنيني المولد الدمشقي المنشأ الحنفي المذهب، ولد سنة 1089، يروي عامة عن أبي المواهب الحنبلي والعارف النابلسي (2) والتغلبي والكاملي والمجلد والبصري والنخلي (3) ومحمد الوليدي والتاج القلعي وابن عقيلة ومحمد بن سلامة الاسكندري وعبد الكريم الخليفتي العباسي وأبي طاهر الكوراني وحسن البرزنجي ومحمد شمس الدين الرملي وغيرهم. توفي سنة 1172. له شرح على الصحيح وصل فيه إلى كتاب الصلاة سماه " إضاءة الدراري في شرح صحيح البخاري "، وقفت عليه بدمشق، ونظم " أنموذج اللبيب " للسيوطي نحو ألف ومائتي بيت من كامل الرجز سماه " مواهب المجيب فيما يختص بالحبيب " وشرحه في نحو ثلاثين كراسة وسماه " فتح المجيب " وقفت عليه بتونس، واستنزال النصر بالتوسل بأهل بدر وهو عندي، ومطلع النيرين في إثبات النجاة لوالدي سيد الكونين، والاعلام بفضائل الشام.

_ (1) ترجمته في سلك الدرر 1: 133 وإيضاح المكنون 1: 103 2: 249 والزركلي 1: 175. (2) يريد الشيخ عبد الغني النابلسي. (3) عبد القادر التغلبي وعبد الرحيم الكاملي وعبد الرحمن المجلد وعبد الله ابن سالم البصري واحمد النخلي المكي.

وثبته هذا نفيس حداً وقفت عليه بمكتبة شيخ الإسلام بالمدينة المنورة، وتوجد منه نسخة أخرى بالمكتبة التيمورية بخط ولد المؤلف إسماعيل في أول مجموعة بقسم المصطلح تحت رقم 38، وفيه ذكر ان والده أخذ عن قاضي الجن عبد الرحمن الملقب بشمهروش الجني لما اجتمع به عام 1073 وصافحه وآخاه وأمره بقراءة شيء من القرىن، فلما أتمه قال: هكذا قرأه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأبطح ومكة، قال المترجم: وبهذا السند يكون بيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسائط عن اخيه عبد الرحمن عن أبيه عليّ عن شمهروش، قال: ويصح أن يعد الوالد من التابعين لاجتماعه بصحابي من الجن (1) . نروي الثبت المذكور وكل ما يصح لمؤلفه من طريق الحافظ مرتضى والشهاب أحمد العطار، وهما عنه مراسلة للأول وشفاهاً للثاني، وقال السيد مرتضى في معجمه: " استجزته في مصر سنة 1171 فأجازني لفظاً ولم تتيسر كتابة، وكان الواسطة في ذلك رجل من أهل الشام يقال له محمد الوريكي كما اخبرني في كتابه والعهدة عليه " اه. وفي " ألفية السند " للسيد مرتضى أيضاً: أجازني كتابة من بلده ... ولي أباح كل ما في سنده وأروي عالياً عن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي عن المنيني ثبته هذا عالياً. 522 - القول الجميل في بيان سواء السبيل (2) : لولي الله الدهلوي، ألفه في الأذكار والطرق القادرية والجشتية والنقشبندية وأعمالها وأسانيدها، وذكر

_ (1) أنظره وترجمة المترجم من سلك الدرر، الجزء الأول: 134 (المؤلف) . (2) انظر إيضاح المكنون 2: 248.

فيه تصرفات النقشبندية ولطائفهم، وختمها بفوائد شتى عن والده. نرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في " الإرشاد " وأرويه عن الشيخ أحمد المكي عن كريم بخش الصديقي المسلي شهر الهندي سماعاً عليه عن شيخه تقي عليّ الكاكوري قراءة عليه عن والده تراب عليّ عن والده شاه محمد كاظم عن أبي سعيد البريلوي عن ولي الله الدهلوي. 523 - القول الوجيز في شرح سلسلة الابريز (1) : وهو شرح على الأربعين حديثاً المسلسلة بالأشراف ورواية الأبناء عن الآباء للعلامة النمازي اليمني المتوفى سنة 975، موجود بالمكتبة التيمورية بمصر (انظر عدد 280 من قسم المجاميع) وقد سبق لي أني خرجت متون الأحاديث المذكورة بسند واحد مسلسل بالأشراف مني إلى سيدنا علي، وحفظها عني جماعة من الأصحاب بالمشرق والمغرب، وهي أربعون حديثاً قصيرة الألفاظ كثيرة المعاني تكلم عليها السخاوي في " شرح الألفية " وغيره. حرف السين 552 - سالم النفراوي: هو الإمام العلامة المفتي سالم بن أحمد النفراوي المالكي الزهري المصري الضرير، أخذ عن شارح المواهب وغيره، وانتهت إليه رياسة المالكية بمصر وبها مات سنة 1168، ومن العجيب ما في ترجمته من " عجائب الآثار " من أنه أخذ عن الشبراملسي والبابلي، فإذا صح يكون عمر فوق المائة، ولم يذكر ذلك من ترجمه، كما أنه غلط فجعل والده محمد مع انه أحمد. له ثبت خطي موجود بالمكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 122. نتصل به من طريق الحافظ الزبيدي عنه، وقد ترجمه في معجمه و " ألفية السند " له.

_ (1) ترجمته في عجائب الآثار للجبرتي 2: 88.

553 - سالم البصري (1) : ابن عبد الله بن سالم البصري أصلاً المكي داراً المسند الشهير المتوفى سنة 1160، جامع ثبت والده وهو المعروف بثبت عبد الله بن سالم البصري، وقد تقدم الكلام عليه في " الإمداد " وقد قال عن سالم المذكور الحافظ أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي في إجازة كتبها لأبي القاسم العميري أثبتها في فهرسته: " لقيته ولم يزل مبالغاً في الإحسان في كل ما أرومه خصوصاً في الكتب العلمية، فإن بيتهم بيت علم ونباهة وثروة، ولهم من الكتب ما لا يوجد عند غيرهم في العادة، ومن جملة إحسانه ان له خزائن من الكتب عدة، كل خزانة قيمها مملوك حبشي بيده دفتره فيه تقييد الكتب التي في الخزانة، وله بذلك مزيد ممارسة حتى انه لو جاء ليلاً إلى الخزانة لم يصعب عليه إخراج ما طلب منه، وكان كثيراً ما يرسل إلي بعض المماليك يسلم عليّ ويقول: يقول لك مولاي راجع هذا الدفتر لكتاب يأتي في يده وانظر أي كتاب تريد منه يأتيك، فيترك الدفتر عندي ساعة أراجع فيه وأقيد، فيذهب ويأتي بكل ما قيدت، وأباح لي منزلين جيدين بجوار الحرم أحدهما أشاهد منه البيت ليلاًونهاراً، وهو وإن لم يكن له مزيد أخذ ولا كثير علم فقد اعانه على حوز المنصب شهرة بيتهم بذلك وكثرة كتبهم وبعض نباهة، وأطلعني على فهارس والده وأجازني بسائر مرويات والده كلها، وأطلعني على إجازة والده " اه. منه. نروي كل ما له من طريق أحمد الغربي المذكور عن سالم. ح: ومن طريق ولي الله الدهلوي عن الحاج السيلكوتي الدهلوي عن سالم المذكور، ثم أخذ ولي الله عن الشيخ سالم مباشرة بعد رحلته للحجاز. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب الدمشقي عن محمد عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عن سالم البصري.

_ (1) مرت ترجمته رقم: 59 (ص: 193) .

554 - سبط عاشور المقدسي: هو العلامة الشمس محمد سبط عاشور المقدسي، له ثبت موجود بخط المؤلف في المكتبة التيمورية بمصر في قسم المصطلح عدد 54 لا أعلم عنه أزيد مما ذكر. 555 - سليمان بن إبراهيم العلوي التعزي اليمني: نفيس الدين أبو الربيع، أخذ الحديث باليمن ومكة عن أهله ووالده، وطال عمره وانتشر ذكره، وكتب إليه بالإجازة جماعة من كبار علماء مصر والشام وغيرهما، وأعلى رواياته عن والده المنلا إبراهيم بن عمر العلوي السابق الذكر، وشرف المحدثين موسى بن موسى بن عليّ الدمشقي الشهير بالغزولي وغيرهما، أفرده بترجمة مستقلة أبو الحسن عليّ الخزرجي، وذكره البدر حسين الأهدل في تاريخه وأثنى عليه كثيراً وذكر انه أتى على صحيح البخاري نحواً من مائتين وثمانين مرة قراءة وسماعاً واقراء، وإليه انتهت الرحلة من نواحي اليمن في فن الحديث. وله كتاب الأربعين، ذكره له تلميذه ابن الوزير اليمني في " الروض الباسم " (1) مات رحمه الله بمدينة تعز باليمن سنة 825، نروي ما له من طريق الحافظ ابن الديبع عن الشهاب أحمد بن أحمد الشرجي عنه، وعنه أسند الشرجي الصحيح أول تجريده وممن وصفه بالحافظ الوجيه الأهدل في " النفس اليماني ". 556 - سليمان الكريدي: هو شيخ مشايخ العاصمة العثمانية في أواسط القرن الماضي، له ثبت معروف لم أقف عليه. 557 - سليمان سلطان المغرب (2) : هو أبو الربيع سليمان بن السلطان

_ (1) الروض الباسم 1: 92 (المؤلف) قلت: وابن الوزير يقول ان شيخه النفيس العلوي اليمني استوفى ذكر أحاديث الرؤية في كتابه الأربعين. (2) ترجمة السلطان أبي الربيع سليمان العلوي في الاستقصا 4: 129 - 172 والدرر الفاخرة: 67 وشجرة النور: 380 والزركلي 3: 197.

أبي عبد الله محمد بن عبد الله العلوي سلطان المغرب الأقصى المتوفى 13 ربيع الول عام 1238 بمراكش وبها دفن، الفقيه البياني النحرير الناسك، له حواش وتعاليق على الموطأ وشرحها للزرقاني والمواهب وغيرها، وحاشية عليّ الخرشي في مجلدين، حلاه أبو التوفيق الدمنتي في فهرسته ب " السلطان الجليل، العلامة النبيل، الشريف الأفضل، الحجة الأكمل ". له فهرس جمعه له كاتبه المؤرخ أبو القاسم الزياني سماه " جمهرة التيجان وفهرسة اللؤلؤ والياقوت والمرجان في ذكر الملوك وأشياخ مولانا سليمان " في جزء صغير، واختصرها تلميذ الزياني المسند ابن رحمون الفاسي في نحو الخمس كراريس، ولعل الاختصار أفيد من الأصل وأجمع، ذكر فيها رواية السلطان المذكور عامة عن عبد الرحمن بن الشيخ أبي العباس أحمد الحبيب السجلماسي تلميذ الهلالي وعن أحمد بن التاودي وابن شقرون والطيب ابن كيران والهواري وابن عبد السلام الفاسي والعربي بن المعطي بن صالح الشرقاوي وابن أبي القاسم الرباطي والزياني عامة ما لهم عن التاودي الموطأ والستة. ومن غرائب شيوخه العلامة الصالح محمد بن أبي العباس الشرادي الزراري القضاعي الراوي لفهرسة أبي سالم العياشي عن أبيه عنه وأجاز بها للسلطان المذكور، ويروي السلطان المذكور عن مولاي الصادق بن الهاشمي ومولاي محمد بن السيد العلويين عن الهلالي عامة ما في فهرسه، ويروي " دلائل الخيرات " عن أبيه والشرادي وابن أبي القاسم الرباطي والتاودي حسب رواية والده السلطان سيدي محمد له عن مولاي عبد الله المنجرة عن أبيه مولاي إدريس بأسانيده كما في فهرسته، ويروي السلطان سيدي محمد ابن عبد الله عن الشرادي عن اليوسي وأبي سالم العياشي كلاهما عن ابن ناصر عن المرغتي عن ابن طاهر عن القصار عن الجنوي عن الغزواني عن التباع عن الجزولي، ويروي " دلائل الخيرات " عن الشيخ التاودي من طريق

شمهروش، ونظم سنده فيه الزياني نظماً ساقطاً مكسوراً على عادته في انظامه فقال: سليمان سنده في ذل الدليل ... عن شيخه التاودي الحبر الجليل عن شيخه الهلالي ذاك ابن عبد العزيز ... عن شيخه التلمساني القطب المجيز عن شمهروش عن رسول الله ... فاعرف به ولا تكن بساه فهذه نتقبة لدى الإمام ... نجل الرسول المصطفى خير الأنام نتصل بالسلطان أبي الربيع المذكور في رواية " دلائل الخيرات " والطريقة الناصرية الشاذلية والمسلسل بقراءة الفاتحة ونحو ذلك عن القاضي أبي العباس أحمد بن يوسف الدرعي عن مولاي سرور بن إدريس بن السلطان المذكور عن أبيه إدريس عن والده عن السلطان أبي الربيع، وهو يروي " دلائل الخيرات " عن أبيه السلطان سيدي محمد وأبي عبد الله الشرادي كلاهما عن والد الثاني عن اليوسي وأبي سالم العياشي، كلاهما عن ابن ناصر. وبهذا السند إلى ابن ناصر يروي الطريقة الناصرية، كما يرويها أبو الربيع أيضاً عن الشخ التاودي وابن عبد السلام الناصري الحافظ وأبي الحسن عليّ بن يوسف الناصري بأسانيدهم، فالأول عن محمد بن عليّ التزاني التازي عن أبي العباس ابن ناصر، والثاني والثالث عن والد الثالث أبي يعقوب يوسف بن محمد عن الشيخ أبي العباس، وبهذه الأسانيد يروي السلطان المذكور حزب البحر والزروقية ونحوها، ونرويها من طريقه عمن ذكر قبل به. ونروي عن الدرعي المذكور عن مولاي سرور عن أبيه عن جده السلطان المذكور الحديث المسلسل بالمصافحة والحديث المسلسل بالفاتحة، ويروي السلطان المذكور حديث المصافحة عن الحافظ ابن عبد السلام الناصري عن الحافظ أبي العلاء العراقي وعمه أبو يعقوب يوسف، كلاهما عن ابن عبد السلام بناني عن الشبخ أبي العباس ابن ناصر بأسانيده، وصافح السلطان أبو الربيع

أيضاً عبد الرحمن بن أحمد الحبيب اللمطي السجلماسي كما صافح الهلالي كما صافح الحفني كما صافح البديري بأسانيده كما في ثبته، وصافح السلطان المذكور التاودي كما صافح أحمد بن عبد الله الغربي كما صافح سالم بن عبد الله البصري كما صافح والده بأسانيده كما في فهرسته. ويروي السلطان المذكور مسلسل الفاتحة عن ابن عبد السلام الفاسي بأسانيده (كما في حرف العين من هذه الفهرس) والله أعلم. وكان السلطان أبو الربيع هذا نادرة مننوادر ملوك البيت العلوي في الاشتغال بالعلم وإيثار أهله بالاعتبار، قال القاضي ابن الحاج في " الاشراف ": " كان لا يجالس إلا الفقهاء، ولا يبرم أمراً من أمور مملكته إلا بعد مشاورتهم ولا يقبل منهم إلا النص الصريح، ويبالغ في الثناء عليهم وتعظيمهم وصلتهم ومودتهم وتفقد أحوالهم وأحوال كل من له صلة بهم " اه. وكان له اشتغال بقراءة التفسير والحديث غريب، انقطع لذلك وعكف عليه. ومن اللطائف كما في " الاشراف " انه كان بمجلس البخاري فعطس والقارىء يتلو يرحمك الله من حديث أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال وليقل له اخوه وصاحبه يرحمك الله ... الحديث، وفي ذلك يقول الوالد أبو الفيض حمدون ابن الحاج. عطست ورواي الحديث يقول ... يرحمك الله قول الرسول فكان الرسول المشمت إذ ... عطست وذلك أعظم سول وقد وقفت على نسخة إجازة مثبوتة من خط السلطان أبي الربيع المذكور كتبها لأبي العباس أحمد بن التادي الحمدوني السريفي العلمي نصها بعد الحمدلة والصلاة: " هذا عقد أخوة وإذن لمحبنا في الله الفقيه المشارك السيد أحمد بن السيد أحمد بن التادي الحمدوني الموسوي السريفي الحسني العلمي

في جميع مروياتي وأورادي عن أشياخي، كفقيه وقته وعالمه بلا دفاع سيدي عبد الرحمن حفيد الشيخ الحبيب والشيخ التاودي ابن سودة والفقيه العلامة سيدي محمد ابن أبي القاسم الفلالي وغيرهم، وقد انخرط في سلك سلسلة هؤلاء الأشياخ في جميع ما أرويه عنهم من كتب حديث ودلائل الخيرات وورد ابن ناصر وغير ذلك، كما هو في فهرستي، وقد ناولته إياها بما فيها إذ لم اكن للإجازة اهلاً، وفقنا الله وإياه وجعلنا من الذين انعم الله عليهم آمين، كتبه غرة شوال عام 1233 عبد ربه سليمان بن محمد لطف الله به آمين " اه. وأجاز ابن التادي المذكور للمسند أبي عبد الله محمد التهامي بن رحمون ولأولاده وأحفاده، كما رأيت ذلك بخطه، وقد اجازني عنه منهم الشاهد الناسك المعمر أبو العلاء إدريس ابن الطائع بن التهامي اليونسي بحكم ماذكر، وهو عن السلطان المترجم إجازة عامة، وهو إسناد لطيف عال، وبتأملك لنص الإجازة المسوقة لك بنصها مع الوقوف على فهرسته تعلم ان السلطان المذكور لم يكن قد انسلخ عن الطريق والأوراد كما يظن ظانون من خطبته المعروفة في البدع الحادثة في الطرق، فقد كان رحمه الله ينكر البدع الحادثة في بعض الطرق لا الطرق الصوفية من حيث هي، وبتأملك لنص الإجازة المذكورة بتاريخها تعلم أنه لم يكن تقلد عهد بعض الطرق التي لا تبيح لمعتنقها الاشتغال بغيرها من الطرق والأوراد. 558 - سعيد الحلبي (1) : هو فقيه الشام وعلامته أبو عثمان سعيد بن حسن بن أحمد الشامي الحنفي الشهير بالحلبي الدمشقي، ولد بحلب سنة 1188 وقدم دمشق سنة 1227. يروي عامة عن الشمس الكزبري والشهاب العطار وشاكر العقاد والأخوين عبد الرحمن ومحمد ابني أبي الفضل عثمان العقيلي الحلبي وإسماعيل بن محمد المواهبي ونجيب بن أحمد القلعي ومحمد مكي القلعي الحلبي.

_ (1) ترجمته في حلية البشر 2: 667.

له ثبت جمع له فيه نصوص من إجازات مشايخه الخمسة الأولين، وهي عامة، ومعها تفاصيل نروياتهم وأسانيدهم، وأشياخ عبد الرحمن ومحمد القلعيين، فإنهما يرويان عن والدهما أبي الفضل عثمان العمري العقيلي عن طه الجبريني الحلبي عن البصري، ويروي عبد الرحمن عن محمد الريحاوي الحلبي والشهاب العطار ومنصور السرميني الحلبي وقاسم التونسي المالكي، ويروي الريحاوي عن الملوي عن البصري، ويروي الشمس محمد بن عثمان العقيلي عامة عن والده وعطاء الله المكي وعبد الكريم الشراباتي ومنصور السرميني وتدبج مع خليل المرادي صاحب " سلك الدرر ". وأما شيخ المترجم إسماعيل المواهبي فيروي عامة عن والده الشمس محمد المواهبي ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي وعبد الكريم الشراباتي الحلبي وابن الطيب الشركي والملوي والحفني والشهاب محمد الجوهري وحسين ابن عبد الشكور الطائفي وعبد القادر بن خليل كذك زادة المدني وغيرهم. وكانت وفاته سنة 1218 بحلب. ووالده الشمس محمد المواهبي يروي عن والده صالح عن الشهاب النخلي، ويروي محمد المواهبي عن أبي السعود الكواكبي عن العجيمي، ويروي محمد المواهبي أيضاً عن البصري وابن عقيلة والياس الكردي، ويروي شيخ المترجم محمد مكي القلعي الحلبي عن يوسف الشامي ثبته. وإجازات المترجم مجموعة في ثبت نفيس اسمه " عماد الاسناد في إجازات الأستاذ " جمعه خليل بن عبد الرحمن العمادي الدمشقي، والنسخة الأصلية التي عليها خط المترجم إجازة به لجامعه المذكور عندي ملكتها بدمشق. مات سعيد الحلبي المذكور بدمشق عام 1254 ودفن بالذهبية. أروي ما له من طريق ابن عابدين عنه، وأروي عنه عالياً بواسطة العلامة المعمر الكنز المدخر عبد الله السيكري الحنفي الدمشقي آخر تلاميذ المترجم في

الدنيا، دخلت عليه بمنزله في دمشق، وأجازني عامة ما يرويه عن شيخه المذكور، وكان أهل الشام في غفلة عن إسناده وعلوه حتى نبهتهم إليه، والحمد لله. 559 - سفر: هو الشيخ محمد سعيد بن المرحوم محمد امين سفر المدني الحنفي الأثري نزيل مكة والمدرس بحرمها، العلامة الفقيه المحدث الأثري، ولد بمكة عام 1114 ومات سنة 1194 ليلة الجمعة من رمضان، هكذا أرخه ولده العلامة الشيخ إسماعيل سفر في إجازته لأبي حامد العربي الدمنتي، وأرخ غيره وفاته بسنة 1192، وولده به أعلم. حلاه الشيخ صالح الفلاني في ثبته الكبير ب " جامع أشتات علوم الخبر، وبدر خفايا لطائف علم الأثر، محيي رسوم الرواية بعدما عفت آثارها، ومشيد مبانيها بعدما انهد منارها، خاتمة الحفاظ الأعلام جهبذ أهل الرواية والاسناد " إلى أن قال بعد إطراء كبير: " هو أجل شيوخي بالمدينة لازمته ست سنين ". يروي عن أبي الحسن ابن عبد الهادي السندي الكبير والشيخ محمد حياة السندي وأبي الحسن السندي الصغير، وسمع عليهما الكتب الستة، عدا ابن ماجه، ومسند أحمد. ويروي المترجم أيضاً عن محمد بن عبد الله المغربي وعيد الأزهري وأبي طاهر الكوراني وأبي الحسن عليّ بن أحمد الحريشي وغيرهم، وسمع على ابن عقيلة والتاج القلعي وصهره ابن الطيب الشركي وغيرهم. له ثبت منظوم في أشياخه على حرف النون، وعدد من ذكر فيه منهم خمسة وعشرون، وله أيضاً قصيدة في الشكوى على لسان أهل المدينة تشبه قصيدة السيد جعفر البرزنجي أيضاً، وله قصيدة عجيبة في الحض على السنة والعمل بها والرد على متعصبة المقلدة سماها " رسالة الهدى ". أروي كل ما له من طريق الفلاني وغيره منه. ح: وأروي عالياً عن المعمر نور الحسنين

ابن محمد حيدر الأنصاري الحيدر أبادي عن أبي سليمان عبد الحفيظ بن درويش العجيمي عن المترجم. 560 - سفيان بن العاصي (1) : هو الفقيه المحدث أبو بحر (2) سفيان بن أحمد بن العاصي، أروي فهرسته وما له من طريق ابن خير عنه إجازة مكاتبة، وبأسانيدنا إلى القاضي عياض عنه أيضاً. سقط: (انظر المشرفي في حرف الميم) (3) . 561 - سقين (4) : هو رواية المغرب الأقصى مفتي فاس وخطيبها ومحدثها، أبو زيد عبد الرحمن بن عليّ بن أحمد العاصمي السفياني القصري ثم الفاسي عرف بسقين قال في " تاج العروس ": بالضم وتشديد القاف المفتوحة لقب والد أبي محمد عبد الرحمن بن عليّ العاصمي المحدث، اه، أذعن له أعلام المغرب وأخذوا عنه الحديث، لمعرفتهم بتحقيقه وضبطه وسعة روايته فيه وكثرة من لقي من مشايخه، وفي " تحفة الاخوان " للمرابي أن شيخ فاس أبا النعيم رضوان الجنوي كان يملأ فمه بذكره ويقول: " لم أر مثله في فنه، وكان يقول: من أعظم النعم عليّ معرفتي بالشيخين الغزواني وسقين، فإن الغزواني غرس وحرث، والشيخ عبد الرحمن سقى ونقى " اه.

_ (1) فهرسة ابن خير: 428 والصلة: 225 (توفي سنة 520) . (2) في المطبوعة: أبو الحسن (والتصويب عن الصلة وفهرسة ابن خير) . (3) رقم: 333 (ص: 577) . (4) ترجمته في دوحة الناشر: 58 ودرة الحجال رقم: 1022 وجذوة الاقتباس: 154 وسلوة الأنفاس 2: 159 ونيل الابتهاج: 176 وشجرة النور: 279 وفهرس المنجور: 59 والفكر السامي 4: 102.

أخذ عن ابن غازي وزروق وشاركهما في بعض مشايخهما، وارتحل إلى المشرق فأخذ عن القلقشندي وزكرياء النصاري وشيخ الإسلام عبد العزيز ابن فهد والسخاوي المدني، وكلهم عن الحافظ ابن حجر، وبقي هناك زمناً طويلاً لأخض الحديث وسنده وضبط ألفاظه ومشايخ السند حتى حصل له من ذلك علم كثير ورواية واسعة لم تحصل لغيره من علماء فاس، ودخل السودان وحدث بمحضر ملوكهم، وأجلسوه للتحديث على الفرش الرفيعة، وقيد بخطه من فوائد الحديث والأدب ما لم يقيده غيره من معاصريه، يشكل ويضبط ما يحتاج إليه ويقارب في الإتقان شيخه ابن غازي، أنفق أموالاً كثيرة في نسخ الكتب، قاله عنه تلميذه المنجور في فهرسته، قال: " وكان كثير من شيوخنا كاليسيتني والزقاق وغيرهم يأخذون عنه الحديث ويروونه عنه لاعترافهم بتحقيقه فيه وسعة روايته فيه وكثرة من لقي من مشايخه " قال: " وقد انقطع ذلك الفن بعده، فإنا لله وإنا إليه راجعون ": قال " وبالجملة فقد كان أحيا ذلك الفن الذي هو عمدة الدين، وطريق السلف الصالح من المسلمين، أحسن فيه وأجاد، وألحق الأحفاد بالأجداد، وكان يلازم إقراء العمدة والموطأ، وكان يقعد غالب النهار لمن أراد أن يروي عنه شيئاً من الكتب الستة: البخاري ومسلم والموطأ وأبي داوود والترمذي والنسائي وغيرهم مما احب، وذلك بباب مصرية الخطيب بجامع الندلس، وكانت وفاته بفاس سنة 956 عن قريب من التسعين ". نروي ما له من طريق القصار عن سيدي رضوان عنه. ح: ومن طريق المنجور عنه. ح: ومن طريق أبي العباس المقري عن عمه أبي عثمان سعيد مفتي تلمسان عن المترجم. ح: ومن طريق أبي مهدي الثعالبي وابن سليمان الرداني، كلاهما عن أبي عثمان سعيد قدورة الجزائري عن سعيد المقري عن سقين ما له، وعليه المعمول في رواية المغاربة.

562 - السخاوي (1) : هو الإمام الحافظ الشهير شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، نسبة إلى سخا قرية من أعمال مصر، المصري الشافعي، ولد في ربيع الأول عام 831، وحفظ القرآن واشتغل بالعلم، وأوقع الله في قلبه محبة شيخه الحافظ ابن حجر فلازمه واختص به في هذا الشأن. قال عنه ابن روزبهان في " شرح الشمائل ": " الشيخ أبو الخير رحلة الزمان وحافظ العصر فريد مصره، لازم المشايخ وصاحب الحافظ ابن حجر سنين متطاولة، وأثنى عليه الحافظ ابن حجر في كتبه سيما في الطبقات، وله تصانيف تنيف على أربعمائة مجلد كما ذكر وفصل في كثير من إجازته، وكان له مائة وعشرون شيخاً في صحيح البخاري " اه. وهو ممن أحيا سنة الاملاء المعروفة عند أهل الحديث قال: " اقتديت في ذلك بشيخنا ابن حجر بإشارة بعض محققي شيوخي فأمليت بمكة وبعدة أماكن من القاهرة، وبلغ عدد ما أمليته من المجالس إلى الآن نحو الستمائة، والأعمال بالنيات " قاله عن نفسه في " فتح المغيث " له. وكان الحافظ ابن حجر ينوه بالمترجم ويشير له بالتقدم، وأخذ في حياة شيخه عمن دب ودرج بحيث صار اكثر أهل عصره مسموعاً وأوسعهم رواية، وأفرد تراجم من أخذ عنهم في ثلاث مجلدات سماه " بغية الراوي عمن أخذ عنه السخاوي والامتنان بمشايخ محمد ابن عبد الرحمن " وكتب العالي والنازل، كل ذلك وشيخه يمده بالأجزاء والفوائد. ومن مصنفاته الحديثية التي سمى له تلميذه ابن غازي في فهرسته: القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، قلت: وهو مطبوع بالهند وعندي نسخة منه بخط مؤلفه، وعمدة القارىء والسامع في ختم الصحيح الجامع،

_ (1) ترجمة الحافظ السخاوي في رقم: 78 (ص: 353) قلت: وللسخاوي ترجمة ذاتية ما تزال مخطوطة، وله ترجمة أيضاً في فهرسة ابن غازي: 148 - 169.

وغنية المحتاج في ختم صحيح مسلم بن الحجاج، وهو عندي بخط البصري، والانتهاض في ختم الشفا للقاضي عياض، والغاية في شرح منظومة ابن الجزري، عندي منه نسخة عليها خطه في مجلد لطيف، شرح نظم الاقتراح في الاصطلاح سماه " الإيضاح " في مجلد لطيف، النكت على الألفية الحديثية في مجلد، وشرحها سماه " فتح المغيث " بشرح ألفية الحديث في مجلد ضخم مع السبك البديع، ولا أظن ان الناس ألفوا اجمع منه في الاصطلاح ولا أوسع وهو مطبوع، وعندي النصف الثاني عليه خطه، وأقرب الوسائل في شرح الشمائل، والايضاح المرشد من الغي في الكلام على حديث: حبب من دنياكم إلي، ونظم اللآل في حديث الأبدال، والجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، وترجمة النووي، والقول المرتقي في ترجمة البيهقي، وله الكتاب الحافل في الرجال الذي بلغت عدة رزمه زيادة على مائتين وسبعين رزمة، وطبقات المالكية وهي إن بيضت تكون في ثلاثة أسفار، ومن تآليفه عدا ما ذكر: تخريج الأربعين النووية في مجلد لطيف، والقول البار في تكملة تخريج الأذكار، وتخريج أحاديث العادلين لأبي نعيم، وتخريج الأربعين الصوفية للسلمي، والبغية في تخريج الغنية المنسوبة للشيخ عبد القادر، وتخريج طرق حديث إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً، والتحفة المنيفة في أحاديث أبي حنيفة، والأمالي المطلقة، وتوضيح لها، وشرح التقريب للنووي في مجلد، وعندي منه نسخة عليها خطه، وبلوغ الأمل بتلخيص كتاب العلل للدارقطني كتب منه الربع، وتكملة تلخيص المتفق والمفترق لابن حجر، وتكملة شرح الترمذي للعراقي كتب منه أكثر من مجلدين، وحاشية أماكن من شرح البخاري لابن حجر، والقول المفيد في إبضاح شرح العمدة لابن دقيق العيد، وشرح ألفية السيرة للعراقي، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ، والاهتمام بترجمة ابن هشام، والقول المبين في ترجمة عضد الدين، والاهتمام بترجمة ابن الهمام، وتاريخ المدنيين في مجلد، والتاريخ المحيط في نحو ثلاثمائة رزمة، وتجريد حواشي شيخه ابن حجر على طبقات السبكي الوسطى، وترتيب طبقات المالكية لابن فرحون، وتقفيص ما اشتمل عليه الشفا من الرجال

والقول المنبي في ترجمة ابن عربي، وعمدة الأصحاب في معرفة الألقاب، وترتيب شيوخ الطبراني، وترتيب شيوخ أبي اليمن الكندي، وختم صحيح البخاري وأبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة ودلائل النبوة للبيهقي وسيرة ابن هشام وابن سيد الناس والتذكرة وغيرها، والمقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة وهي مطبوعة، والفخر العلوي بالمولد النبوي، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب آل الرسول وذوي الشرف، وتحرير المقال في حديث كل أمر ذي بال، والإرشاد والموعظة لزاعم رؤية النبي بعد موته في اليقظة، وغير ذلك. كان يروي حديث الأولية عن نحو مائة وعشرين شيخاً، ولما عرف الحافظ ابن حجر اعتمده وأوقع الله حبه في قلبه فلازم مجلسه وعادت عليه بركته في هذا الشأن الذي باد جماله، وحاد عن السنن المعتبر عماله، فأقبل عليه بكليته بحيث تقلل عما عداه من الفنون الأخر لقول الخطيب: إن الحديث لا يعلق إلا بمن قصر نفسه عليه، وقول الشافعي لبعض أصحابه، أتريد ان تجمع بين الفقه والحديث. هيهات، وكثير من أيمة الحديث وحفاظه وصفوا باللحن، هذا قول السخاوي عن نفسه في " الضوء اللامع " في ترجمة نفسه. وذكر ان عدد شيوخه بمصر وتوابعها زادوا على أربعمائة نفس. وبعد وفاة ابن حجر رحل إلى بلاد الشام فأخذ بها عن نحو مائة نفس، قال هو: " ولعمري إن المرء لا ينبل حتى يأخذ عمن فوقه ومثله ودونه " اه. وأعلى ما وقع له روايته عن محمد بن مقبل الحلبي الموصوف بمسند الدنيا مكاتبة، مات المترجم سنة 902 بالمدينة المنورة وقد ترجم لنفسه في " الضوء اللامع " فأحسن وأجاد. له فهارس ومعاجم وأربعينيات وعوالي ومسلسلات منها: العقد الثمين في مشيخة خطيب المسلمين، والفتح الغربي في مشيخة الشهاب العقبي، والأربعينيات، والبلدانيات، وبغية الراوي فيمن أخذ عنه السخاوي في ثلاث

مجلدات، وفهرسة مروياته في ثلاثة أسفار ضخمة، وعشاريات الشيوخ في عدة كراريس، والرحلة الإسكندرية مع تراجمها، والرحلة الحلبية مع تراجمها، والرحلة المكية، والثبت المصري في ثلاث مجلدات، والتذكرة في مجلدات، وجامع الأمهات والمساند كتب منه مجلداً، ولو تم لكان في مائة مجلد، وجمع الكتب الستة كتب منه أيضاً مجلداً، إلى غير ذلك. أرويها وكل ما له من طريق ابن غازي وزروق والقسطلاني وغيرهم عنه. ح: وبأسانيدنا إلى العجيمي والعياشي عن عبد الله الديري الدمياطي عن نور الدين السنهوري عن الشهاب الرملي عنه. ح: وبه إليهما أيضاً عن الشبراملسي عن نور الدين الزيادي عن الرملي عنه. ح: وبه إليهما عن الزين الطبري عن أبيه عن جده يحيى بن مكرم عنه. ح: وبه إلى الزين الطبري وإخوته عن المعمر الحصاري عنه، قال العجيمي: أخبرنا عبد الرحيم بن الصديق الخاص عن الطاهر الأهدل عن ابن الديبع، كلهم عنه. ح: وأخبرنا السويدي عن الزبيدي عن ابن سنة عن ابن العجل عن يحيى الطبري عنه وهو أعلى. تتمة: قال الشهاب أحمد بن عبد اللطيف البربير دفين دمشق في " الشرح الجلي ": " لا يقدح في الحافظ السخاوي ما قاله الحافظ السيوطي، ولا ما قاله هو فيه، لأن المعاصرة توجب المنافرة، والاتحاد في الصنعة، يغير من كل من المتعاصرين طبعه، وقد ورد ان عدو المرء من يعمل بعمله، وذلك لشدة حرص الإنسان على الانفراد وفسحة أمله "، اه منه. وقد ألف الحافظ السيوطي في الرد على المترجم عدة تآليف منها: القول المجمل في الرد على المهمل، والكاوي في تاريخ السخاوي، قال في أحدهما: " غالب ما ألفه في فن الحديث والأثر، مسودات ظفر بها من تركة الحافظ ابن حجر ".. الخ. قال المنتصر له في " النجم الهاوي على منشىء الكاوي ": " ما نسبه له من الإغارة على شيخه ابن حجر، غير معتمد ولا معتبر، إذ المنقولات تستلزم الاشتراك في العبارات، مع اختلاف المقاصد والإشارات، ومثل الحافظ لا يظن به ذلك

لطول باعه وممارسته للعلوم، ومع ذلك فلا بدع إذ هو ربيب مهده، ورضيع لبانه، ومطر سحابنته، وثمر غرسه، وعين جماعته وخليفته في درسه، والولد البار لشيخه في حياته، والمشيد بنيانه بعد وفاته "، اه. منه. وقال القاضي الشوكاني في تاريخه " البدر الطالع " (1) في ترجمة السيوطي: " السخاوي وإن كان إماماً كبيراً غير مدفوع، لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه " الضوء اللامع " فإنه لا يقيم لهم وزناً بل لا يسلم غالبهم من الحط منه عليه "، اه. وقال الشوكاني أيضاً في ترجمة السيوطي: " ليته صان - أي السخاوي - ذلك الكتاب أي " الضوء اللامع " عن الوقيعة في أكابر العلماء من أقرانه "، اه. 563 - السراج (2) : هو مسند فاس والمغرب أبو زكرياء يحيى بن أحمد النفزي الحميري المعروف بالسراج الأندلسي الفاسي المتوفى سنة 805، يروي عن والده وابن عباد وأبي عليّ حسن بن باديس القسمطيني ومحمد بن سعيد الرعيني والقباب وأبي البركات ابن الحاج وأبي الحسن عليّ بن محمد الخزاعي ومحمد بن عبد المهيمن الحضرمي وفرج بن لب ومحمد بن عبد الملك المنتوري، وعاش بعد السراج نحو ثلاثين سنة، وعلي بن محمد الجذامي المالقي وغيرهم. له فهرسة جامعة وقفت على المجلد الأول منها بخط مؤلفها، وبيدي منه فرع، افتتحها بخمسة أبواب: الأول في فضل الحديث وأهله، ووجوب التثبت في حمله ونقله، والثاني: فيما ورد في القول بالإجازة وضمنها وأنواع

_ (1) البدر الطالع 1: 333. (2) ترجمة السراج في جذوة الاقتباس: 539 ودرة الحجال رقم: 1428 وسلوة الأنفاس 2: 143 ونيل الابتهاج: 356 (بهامش الديباج) وبروكلمان، التاريخ 2: 246 وتكملته 2: 344 ودليل مؤرخ المغرب: 346 والزركلي 9: 163.

طرق التحمل، الثالث: في أسماء الشيوخ الذين أخذ عنهم، الرابع: في تعيين الكتب المروية، الخامس: في ذكر بعض الأسانيد. وهي أجمع ما ألفه أهل فاس في هذا الباب وأوسع، قال في خطبتها: " أما بعد فإنه ورد في نعض الآثار أن الإسناد من الدين، ومن خصوصية هذه الأمة من بين الأمم المتقدمين، وبه عرف العلماء الصحيح من السقيم، وصان الله دينه عن كل أفاك أثيم، فلا شرف أعظم ولا فخر أضخم ممن أتصل أسمه باسم النبي صلى الله عليه وسلم في سلسلة الإسناد، وانتظم في ذلك السلك الشريف إلى يوم التناد، ولما كان الاسناد بهذه الفضيلة، ذا درجة رفيعة جليلة ذكرت في هذا الكتاب أسماء شيوخي الذين أعول في الرواية عليهم، وأرجع في النقل إليهم، جاعلاً المقصد الأول المعتمد إفادة ولدي أبي القاسم محمد ". أرويها من طريق ابن غازي عن الشيخ المبارك أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن يحيى السراج عن أبيه عن جده أبي زكرياء يحيى. ح: وبأسانيدنا إلى المنتوري عنه. وكان المترجم من كبار محدثي المغرب، صاحب سماع عظيم ورحلة واسعة، قال ابن القاضي في الجذوة: " وقلما تجد كتاباً في المغرب ليس عليه خطه، اتهت إليه رياسة الحديث وروايته "، اه. 564 - السكسكي: هو أبو بكر محمد بن موسى السكسكي، أروي فهرسته من طريق السراج عن القاضي أبي عبد الله القشتالي عن أبي زكرياء يحيى بن أحمد بن واش عن جامع برنامجه الأستاذ أبي مروان عبد الملك بن موسى الأنصاري. 565 - السلفي (1) : هو أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني نزيل الإسكندرية مسند الدنيا وشيخ الأرض الإمام المكثر، دخل العراق والشام وبلاد الجبل وخراسان والحجاز ومصر، وروى العالي والنازل، ولقي الكبار

_ (1) راجع ما تقدم رقم: 15 (ص: 111) ورقم: 524.

والصغار، وعمر حتى عاد له النازل عالياً، وكان قدومه للإسكندرية في أول سنة 511 للسماع من أبي عبد الله بن الحطاب الرازي وفي نيته اختراق بلاد المغرب والأندلس للأخذ عن أصحاب ابن عبد البر ثم العود إلى أصبهان بلده، فشغله أهلها بالسماع منه والإحسان إليه، فأقام بها إلى أن مات الرازي فخلفه في الإسماع وطال عمره. وفي " مرآة الزمان ": " طاف الدنيا ولقي الشيوخ وكان يمشي حافياً لطلب الحديث "، اه. وفي " فتح المغيث " للحافظ السخاوي: " وحيث رحلت فبادر للقاء من يخشى فوته بموته، ولا تتوان فتندم، واقتد بالحافظ السلفي الأصبهاني فإنه ساعة وصوله إلى بغداد لم يكن له شغل إلا المضي إلى ابن البطر، هذا مع علته بدماميل كانت في مقعدته من الركوب، بحيث صار يقرأ عليه وهو متكىء للخوف من فقده لكونه كان المرحول إليه من الآفاق في الاسناد "، اه. ومن الإسكندرية كتب السلفي إلى أعلام المغرب كأبي عمران ابن أبي تليد وأبي محمد ابن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي عليّ ابن سكرة وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي الوليد ابن رشد، فأجاز له جميعهم إذ فاته السماع منهم، وكان يهتبل بأمر أبي عليّ الصدفي منهم، ويعجب من نقاء حديثه ونباهة شيوخه، وحدث في الإسلام نيفاً وسبعين سنة، وفي أشياخه كثرة، والنساء منهم عدة، حكى التجيبي أن شيوخه يزيدون على ألف، وأن بعض أصحابه جمع أسماء النساء منهم على حروف المعجم، وهذا اتساع عظيم. واول سماعه للحديث بأصبهان سنة 488، وكمل له في طلب العلم والتجوال 38 سنة، وأملى بثغر سلماس مجالسه الخمسة سنة 500، وذكره عياض في مشيخته، وعاش هو بعد عياض نحو الأربعين سنة، وأسند عنه أبو الوليد ابن الدباغ أيضاً هو وجماعة ماتوا قبله. قال أبو الربيع ابن سالم: " أخذ عنه أهل الأرض جيلاً بعد جيل، وسمع الناس على أصحابه، وهو لم يبعد عهده بشبابه، كأبي بكر ابن فتحون روى عنه بواسطة ومات قبله بستين سنة، قال: واتفق له في هذا المعنى ما لم

نعلمه اتفق في الإسلام لأحد قبله ولا لأبي القاسم البغوي "، اه. قلت: وهو القائل: ليس على الأرض في زماني ... من شأنه في الحديث شأني نقلاً ونقداً ولا علواً ... فيه على رغم كل شأني قال الحافظ ابن ناصر في حقه: " أسند من بقي في الحديث وأعلم ولم ير فيمن رأى مثل نفسه، وكانت وفاته بالإسكندرية في ربيع الأول سنة 576 وقد جاوز المائة ممتعاً بحواسه وذهنه، وذلك ببركة الحديث ". قال المنتوري في فهرسته: " روى عنه عياض وأبو جعفر ابن الباذش ومن في طبقتهما، ثم روى عنه أهل طبقة ثانية كالخطيب أبي القاسم ابن حبيش ومن في طبقته، ثم روى عنه أهل طبقة ثالثة كالحاج أبي عمر ابن عات، ثم أهل طبقة رابعة كالأستاذ أبي عليّ الشلوبين وأبي الخطاب ابن خليل شيخ أبي جعفر ابن الزبير، وابن خليل آخر من حدث بالأندلس عن السلفي، وتوفي ابن خليل 11 شعبان عام 662، وتوفي أبو جعفر بن الباذش 2جمادى الآخرة عام 554، فبين وفاتهما مائة سنة واثنا عشر عاماً، وهما يحدثان عن شيخ واحد، وهو من أغرب ما يوجد "، اه. قلت: المعروف عند أيمة المشرق ان آخر أصحاب السلفي في الدنيا سبطه أبو القاسم ابن عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي، مات سنة خمسين وستمائة، كما في " تدريب الراوي " ولذلك يذكر من العجائب ان أبا البرداني الحافظ سمع من السلفي حديثاً رواه عنه ومات على رأس الخمسمائة، وآخر أصحاب السلفي سبطه المذكور الذي مات سنة خمسين وستمائة. قال الحافظ ابن حجر: " وهذا أكثر ما وقفت عليه في باب السابق واللاحق " هكذا نقل عنه في التدريب. وقال السخاوي في " فتح المغيث " بعد نقله: " وهو محمول على السماع وإلا فقد تأخر بعد السبط جماعة منهم محمد بن الحسن بن عبد السلام أبو بكر السفاقسي، ويعرف بابن المقدسية لكون أمه أخت الحافظ ابن المفضل المقدسي، مات في سنة أربع وخمسين

وهو ممن يروي عن السلفي حضور الحديث المسلسل بالولية فقط، وتأخر بعده قليلاً جماعة لهم إجازة من السلفي كابن خطيب القرافة وغيره، على أن وفاة البرداني كانت في جمادى كما قاله ابن السمعاني وتبعه ابن الأثير، أو شوال كما جزم به الذهبي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وحينئذ فالمدة أزيد مما ذكره شيخنا بنحو سنتين " اه. وقد علمت من كلام المنتوري أن ابن خليل عاش إلى سنة 662. للسلفي ثلاثة معاجم: معجم لمشيخته بأصبهان في مجلد يكون ازيد من ستمائة شيخ، وله معجم لمشيخة بغداد وهو كبير في أجزاء 35، ومعجم لباقي البلاد سماه " معجم السفر ". نروي ما له من طرق منها بأسانيدنا إلى أبي زكرياء السراج عن الحاج أبي عبد الله محمد بن سعيد الرعيني عن نور الدين أبي الحسن عليّ بن عمر الواني عن أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي ابن الحاسب عن جده للأم أبي طاهر السلفي، ومن طريق أبي الحسن ابن الزبير عن القاضي أبي الخطاب ابن واجب عنه، ومن طريق القاضي عياض عنه ح: وبأسانيدنا إلى ابن خير عن غير واحد من أصحابه عنه، وعنه أيضاً إجازة كتب بها إليه من الإسكندرية له ولجماعة من أصحابه. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن التنوخي عن الحجار عن أبي الفضل جعفر بن عليّ الهمذاني عنه. ح: وبأسانيدنا إلى زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم المقدسية عن أبي الفرج عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي عنه. تنبيه: قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " عن المنذري: " كان السلفي مغرماً بجمع الكتب وما حصل له من المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كتب لا يتفرغ للنظر إليها ". تتمة أخرى: أنشد الحافظ السلفي لنفسه: ليس حسن الحديث قرب رجال ... عند أرباب علمه النقاد

بل علو الحديث بين أولي الحف ... ظ في الإتقان صحة الإسناد وإذا ما تجمعا في حديث ... فاغتنمه فذاك أقصى المراد 566 السليمي (1) : هو عليّ بن محمد بن سليم الدمشقي الصالحي الشافعي الشهير بالسليمي الإمام المحدث المسند المعمر، ولد سنة 1113 ومات سنة 1200، روى عن العارف النابلسي ومحمد بن خليل العجلوني وعبد الله البصروي والعجيمي وابن عقيلة وتلك الطبقة، عاش نحو التسعين، له ثبت نرويه من طريق السيد مرتضى الزبيدي ومصطفى الرحمتي وشاكر العقاد عنه، مكاتبة للأول وشفاهاً للآخرين، ونروي ما له عالياً عن الشيخ عبد الرزاق البيطار عن أبيه الشيخ حسن عنه. ح: وعن الشيخ أبي الخير ابن عابدين عن الشيخ محمد تلوه عن الشيخ عبد الغني السقطي عنه. 567 - السمرقندي (2) : هو أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم إمام الهدى، صاحب تفسير القرىن، وتنبيه الغافلين، المتوفى سنة 373 وهو بفتح السين المشددة والميم وسكون الراء وفتح القاف وسكون النون وفي التلمساني على الشفا انه بسكون الميم وفتح الراء، ورد بقول " القاموس " إسكان الميم وفتح الراء لحن، اه. أروي فهرسته وما له من طريق القاضي عياض عن أبي بحر سفيان ابن العاصي الأسدي عنه لجميع ما رواه. 568 - السنوسي (3) : محمد بن يوسف عالم تلمسان وإمامها وبركتها،

_ (1) ترجمة السليمي في سلك الدرر 3: 219 والزركلي 5: 169 (وهو يعتمد على الروضة الغناء أيضاً: 140) . (2) له ترجمة في الجواهر المضية 2: 196 وبروكلمان، التكملة 1: 347 والزركلي 8: 348 (وسرد عدداً آخر من المراجع كما ذكر الاختلاف في تاريخ وفاته بين 375، 383، 393) . (3) ترجمة محمد بن يوسف السنوسي في دوحة الناشر: 121 ونيل الابتهاج: 325 والبستان: 237 وتعريف الخلف 1: 176 ومعجم سركيس: 1058 وبروكلمان، التاريخ 2: 250 وتكملته 2: 352 والزركلي 8: 29 ودليل مؤرخ المغرب: 292 وإيضاح المكنون 2: 199، 448، 651 وكحالة 2: 132 واعلام الجزائر: 189 (وفيه ذكر لمراجع أخرى) .

صاحب العقائد، وحواشي الصحيح وغيرهما، المتوفى سنة 895، ودفن بتلمسان، زرت قبره بها. له حاشية على صحيح مسلم قال المشدالي: " هو من أحسن الشروح وانفعها " اه. قلت: اختصر فيه " مكمل الإكمال " للآبي وهو مطبوع. وله أيضاً شرح عجيب على البخاري لم يكمله، وحاشية لطيفة على مشكلاته وغير ذلك. وله ثبت صغير ذكر فيه إسناد حديث الأولية وحديث الضيافة على الأسودين والمصافحة والمشابكة ولبس الخرقة ومناولة السبحة وتلقين الذكر من طريق شيخه أبي إسحاق إبراهيم التازي، عندي منه نسخة بخط أبي العباس أحمد بن أبي عسرية الفاسي. وكان الشيخ السنوسي المذكور يروي عامة عن أبي زيد عبد الرحمن الثعالبي، وبخصوص فهرسته حسب إجازته له ولأخيه لمه عليّ التلوتي، وعن أبي القاسم المكناسي، أجازهما أيضاً بجميع ما له عن أبي الحجاج يوسف ابن أحمد بن محمد الشريف الحسني، وعن أبي الحسن عليّ القلصادي أجاز للشيخ السنوسي عامة ما له من مروي ومؤلف، وعن غيرهم، كمتا في " المواهب القدوسية " لتلميذه الملالي. أروي كل ما له من مروي ومؤلف من طريق المقري عن محمد بن عبد الرحمن بن جلال عن أبي عثمان سعيد المنوي التلمساني الشهير بالكفيف عنه. السنوسي: هو ختم المحدثين محمد بن عليّ صاحب جغبوب (انظر الأوائل وابن السنوسي وفهارسه الست في حروفها) (1) .

_ (1) انظر رقم: 9 (ص: 103) وستأتي ترجمته برقم: 589 في ما يلي.

569 - السنباطي (1) : هو الإمام المحدث المسند المعمر شرف الدين عبد الحق بن محمد بن عبد الحق السنباطي، ويعرف كأبيه بابن عبد الحق، الشافعي، ولد سنة 842 بسنباط ومات سنة 931 بمكة المكرمة، وعمر فأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة وألحق الأحفاد بالأجداد. يروي بالإجازة عن الحافظ ابن حجر والعيني وخليل بن سلمة القابوني والمسندة أم محمد زينب بنت الزين العراقي والرئيسة أم المكارم أنس زوجة ابن حجر والحافظ نجم الدين ابن فهد وأبي الفتح محمد وأبي الفرج ابني القاضي الزين المراغي وغيرهم. ويروي بالقراءة والسماع عن التقي الشمني والجلال المحلي والكمال بن الهمام والشرف يحيى المناوي والجلال البلقيني وغيرهم. ترجمه السخاوي ومات قبله بنحو الثلاثين سنة، وفي " النور السافر ": " كان شيخ الإسلام، وصفوة العلماء الأعلام، رحل إلى مكة بأهله ليموت بأحد الحرمين فانتعشت به البلاد واغتبط (2) به العباد، وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وألحق الأحفاد بالأجداد " اه. للمترجم مشيخة تجمع مروياته ومشايخه، نتصل به من طريق أبي العباس ابن القاضي عن أحمد بن أحمد بن عبد الحق المذكور عن أبيه عن جده. ح: وبأسانيدنا إلى الغيطي عنه. ح: وأخبرنا بها عبد الله السكري عن الكزبري عن الحافظ مرتضى عن عمر بن عقيل عن حسن العجيمي عن أبي الوفاء ابن العجل عن قطب الدين النهروالي عنه؛ قال العجيمي: وهذا سند لا يوجد أعلى منه مطلقاً، اه. قلت: ومساو له رواية العجيمي عن عليّ بن عبد القادر الطبري عن المعمر عبد الواحد الحصاري الهندي عن السنباطي عالياً أيضاً. السندي: هو أبو الحسن محمد بن عبد الهادي (تقدم في حرف الألف انظر الكنى) (3) .

_ (1) ترجمته في النور السافر: 152. (2) في المطبوعة: وانتشط. (3) انظر رقم: 38 (ص: 148) .

السندي: هو محمد حياة (تقدم في حرف الحاء) (1) . السندي: هو محمد عابد الأنصاري (انظر حرف الحاء في " حصر الشارد " وحرف العين) (2) . السندي: محمد هاشم (انظر حرف الهاء) (3) . 570 - محمد سعيد الزواوي: هو أبو عبد الله محمد السعيد بن عبد الرحمن ابن محمد بن أحمد بن محمد عليّ بن سليمان ابن أبي داوود الزواوي صاحب زاوية أقبو من بلاد زواوة، وهي زاوية من اكبر زوايا القطر الجزائري، انتشر عنها العلم لا سيما الفقه المالكي، حتى قال بعضهم: " هي أم الزوايا العلمية في القرون الثلاثة الأخيرة ومنها انتشر الفقه والنحو والفلك والحساب في بلاد زواوة وما والاها إلى قسمطينة شرقاً وإلى الأغواط جنوباً وإلى المدية غرباً " اه. والمدرسون فيها هم آل المذكور وبهم اشتهر ذكرها. أخذ المترجم عن أبيه أبي زيد عبد الرحمن عن علامة زواوة أبي عليّ الحسين أعراب الزواوي عن شيخه الخرشي بأسانيده. ح: وأخذ المترجم أيضاً عن العارف الشهير أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الزواوي المعروف بالزهري دفين حامة الجزائر عن الحسين أعراب أيضاً بسنده وعن مشايخه المصريين كالحفني والصعيدي وعلي العمروسي والدردير ومن أعظمهم الشمس محمد المنور التلمساني دفين مصر وغيرهم. ح: ويروي المترجم عن والده عبد الرحمن وهو كان يروي رسالة ابن أبي زيد القيرواني عن أبيه محمد عن أبيه أحمد عن أبيه إلى مؤلفها، ومات محمد السعيد المترجم المذكور سنة 1246.

_ (1) رقم: 155 (ص: 356) . (2) رقم: 122 (ص: 363) والترجمة رقم: 379 (ص: 720) . (3) ستأتي ترجمته برقم: 614.

أروي سنده الفقهي عن الشيخ المكي بن عزوز والشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي البوسعادي الهاملي والشيخ محمد بن الحاج محمد بن أبي القاسم الهاملي، وكلهم عن العارف أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم الهاملي الشهير. ح: وأجازني به عالياً المعمر عالم زاوية الديس ومدرسها السيد دحمان بن السنوسي بن الفضيل الديسي، وهو من مشايخ الشيخ ابن عبد الرحمن، وهو والشيخ ابن أبي القاسم الكبير المذكور كلاهما اخذ عن الشيخ أبي العباس أحمد بن أبي القاسم عن والده أبيس القاسم المتوفى سنة 1255 عن جده محمد السعيد المذكور. ح: ويروي الشيخ ابن عبد الرحمن الديسي عن الشيخ سيدي محمد الطيب وأخيه للأب الشيخ سيدي أبي القاسم، كلاهما عن والد الثاني الشيخ سيدي أحمد بن أبي القاسم بسنده المذكور. ح: وأعلى ما بيننا وبين المترجم روايتنا عن الشمس محمد بن عبد الرحمن المذكور إجازة عامة وهو عن المعمر المحدث أبي عبد الله محمد المازري الديسي المتوفى سنة 1284 عن المترجم. 571 - السفاريني (1) : هو الإمام محدث الشام وأثريه مسند عصره وشامته أبو العون شمس الدين محمد بن أحمد بن [سالم بن] سليمان السفاريني النابلسي الحنبلي الزاهد الصوفي، حلاه الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " (2) ب " مسند الشام الحافظ الكبير " وحلاه مفتي الحنابلة بمكة الشمس محمد بن حميد الشركي المكي في طبقات الحنابلة المسماة " بالسحب الوابلة ": ب " المسند الحافظ المتقن " وحلاه الحافظ أبو الفيض الزبيدي في معجمه المختص ب " شيخنا الإمام المحدث البارع الزاهد الصوفي " وقال فيه: " كان ناصراً

_ (1) قد أشار المؤلف إلى معظم المصادر التي أوردت ترجمة السفاريني مثل: سلك الدرر 4: 31 والجبرتي 1: 409 وطبقات الحنابلة للغزي والمعجم المختص للمرتضى وغير ذلك،؛ وانظر أيضاً معجم سركيس: 1028 وثبت ابن عابدين: 62 والزركلي 6: 240. (2) النفس اليماني: 130.

للسنة قامعاً للبدعة قوالاً بالحق مقبلاً على شأنه ملازماً لنشر علوم الحديث محباً في أهله " وقال فيه في " ألفية السند " له: مسند عصره الإمام المعتلي ... الأثري الزاهد السجادا ... بعلمه قد رفع العمادا وقال الحافظ الزبيدي عنه أيضاً في إجازته لحفيد المترجم عبد الرحمن ابن يوسف بن محمد السفاريني: وجده محمد بن أحمدا ... شيخ الحديث قد هدا وسددا قد كان عمر الله في نابلس ... بقية الأخيار عالي النفس أوحد من كانت له العناية ... في حفظ هذا الفن فوق الغاية ولد في قرية سفارين من أعمال نابلس سنة 1114 ونشأ بها، ثم رحل إلى دمشق وأخذ عن أعيانها، وأجازه الشيخ عبد القادر التغلبي وعبد الغني النابلسي وعبد الرحمن المجلد وإسماعيل العجلوني وأحمد بن عليّ المنيني والشيخ مصطفى البكري وحامد العمادي وعبد الله البصراوي وسلطان المحاسني وغيرهم، وحج فسمع على الشيخ حياة السندي وصهره محمد الدقاق، وسمع بدمشق على حامد العمادي المسلسل بالأولية وثلاثيات البخاري وبعض ثلاثيات مسند أحمد. له شرح على ثلاثيات أحمد بن حنبل وعدتها 363، والشرح المذكور في مجلدين سماه " نفثات صدر المكمد بشرح ثلاثيات المسند " والدرر المصنوعات في الحاديث الموضوعات اختصر فيه موضوعات ابن الجوزي في مجلد ضخم، ومؤلف في مجلدين في السيرة النبوية، وشرح عمدة الأحكام سماه " كشف اللثام بشرح عمدة الأحكام " في سفرين، وشرح نونية الصرصري في السيرة النبوية سماه " معارج الأنوار في سيرة النبي المختار " في

مجلدين، وحجر الوفا بسيرة المصطفى في مجلد ضخم، والقول الجلي في شرح حديث سيدما عليّ الذي املاه على كميل بن زياد، نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار أودع فيه غرائب فيه نحو سبع كراريس، منتخب كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل حذف منه المكرر والأسانيد، شرح فضائل الأعمال للضياء المقدسي، وشرح منظومة ابن فرح في الاصطلاح سماه " الملح الغرافية بشرح منظومة ابن فرح اللامية "، وتناضل العمال بشرح حديث فضائل الأعمال، ولوائح النوار السنية في شرح منظومة أبي بكر بن داوود الحائية، والدرة المضية في اعتقاد الفرقة الأثرية. وله ثبت ألفه لما استجازه من دمشق العلامة شاكر العقاد، قال في " عقود اللآلي ": " فأجازه وأرسل إليه كراسة جعلها كالثبت له، وذكر فيها بعض مشايخه وأسانيده ومروياته وبعض المسلسلات وسنده في الصحيحين والمسانيد وغير ذلك، إجازة مطولة جامعة شافية مشتملة على الأسانيد العالية والمرويات الغالية "، اه. وقال الحافظ الزبيدي في ترجمته من " المعجم المختص ": " كتبت إليه أستجيزه فكتب إلي إجازة حافلة في عدة كراريس حشاها بالفوائد والغرائب، وكان وصول هذه الإجازة في عام 1179، ثم كالتبته ثانياً عام 82 وأرسلت إليه الاستدعاء باسم جماعة من الأصحاب منهم المرحوم عبد الخالق بن خليل والسيد محمد البخاري وجماعة من أهل زبيد، فاجتهد وحرر إجازة حسنة حشاها بفوائد غريبة في كراريس "، اه. قلت: ممن استجاز له السيد مرتضى من الزبيديين المشار لهم: شيخه وعمدته السيد سليمان الأهدل وكذا لخيه السيد أبي بكر وعثمان الجبيلي وغيرهم، وفي ترجمة عبد القادر بن خليل المدني من معجم الزبيدي المذكور: " استجزت له من شيخنا السفاريني، فكتب له إجازة طويلة في خمسة كراريس فيها فوائد جمة " اه. مات رحمه الله ورضي عنه بنابلس سنة 1188، قال الحافظ أبو الفيض الزبيدي: " ولم يخلف بعده مثله "، اه.

نروي ما له من مؤلف ومروي من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي وعبد القادر بن خليل كدك زاده والسيد محمد بن محمد البخاري نزيل نابلس والشيخ شاكر العقاد الدمشقس والسيد سليمان الأهدل وغيرهم كلهم عنه. ونتصل به مسلسلاً بالحنابلة عن البرهان إبراهيم الخنكي الحنبلي اعتقاداً، عن محمد بن حميد الشركي، عن الشهاب أحمد اللبدي النابلسي وعثمان بن عبد الله النابلسي، كلاهما عن عبد القادر بن مصطفى بن محمد السفاريني عن أبيه عن جده. ح: وأخذ ابن حميد عن عبد الجبار بن عليّ البصري عن مصطفى الرحيباني عنه. ح: وأعلى منه عن شيخ الحنابلة في زمانه عبد اله القدومي بمكة، عن حسن بن عمر الشطي، عن مصطفى بن سعد الرحيباني، عن الشمس السفاريني. قال السفاريني في إجازته للعقاد: " ليس كتاب متداول بين الناس إلا ولنا به أسانيد نتصل بها إليه وذلك ضمن ثبت شيخ مشايخنا الشيخ عبد الباقي الأثري، وكذا ضمن ثبت شيخنا عبد القادر التغلبي، وضمن أثبات شيخنا العارف عبد الغني النابلسي، وإثبات شيخ مشايخنا إبراهيم الكوراني، فإني أرويها بواسطة عدة من مشايخي من أجلهم عبد القادر التغلبي "، اه. وترجمة المترجم مبسوطة في معجمي الحافظ مرتضى، والكمال الغزي، و " سلك الدرر " للمرادي و " عجائب الآثار " للجبرتي و " طبقات الحنابلة " للغزي المذكور، وابن حميد الشركي وغيرهم. ويظهر لي انه لا يبعد عد المترجم في حفاظ القرن الثاني عشر لأنه ممن جمع وصنف وحرر وخرج وأخذ عنه واستجيز من الأقطار البعيدة حتى من مصر والحجاز واليمن، وقد فاتنا عده في برنامجهم المذكور (1) فيستدرك هناك ولمن أراد تجريد تراجمهم على حدة في جزء مخصوص أن يلحق المترجم بهم.

_ (1) ص: 79 من الجزء الأول (المؤلف) .

572 - السقا: هو أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ السقا (انظر إبراهيم من حرف الألف) (1) . وفاتنا ان نذكر هناك تاريخ حياته، فإن ولادته كانت بالدويداري من مصر القاهرة عام 1212، وله عدة تآليف منها حاشية على فضائل رمضان للأجهوري مطبوعة، ورسالة في الطب النبوي مستخرجة من " المواهب اللدنية "، وبلوغ المقصود مختصر السفر المحمود في تأليف العساكر والجنود، ورسالة في الكلام على انشقاق القمر سأله فيها أهل اليمن، وأشهر مؤلفاته حاشية على تفسير أبي السعود سمع بعضها عليه شيخنا الوالد رحمه الله بمنزله، وكانت وفاته رحمه الله 14 جمادى الآخرة عام 1298. 573 - السقاط (2) : هو أبو الحسن نور الدين عليّ بن محمد بن العربي السقاط، الفاسي مولداً، المصري مدفناً، العلامة المحدث المسند المعمر الشهير. قال عنه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند ": ومنهم المعروف بالسقاط ... محدث العصر بلا إفراط عليّ بن العربي الفاسي ... شيخ العلوم الطاهر النفاس وقال عنه المرادي في " سلك الدرر ": " كان فرداً من أفراد العالم فضلاً وعلماً وديانة وزهداً وولاية "، اه. ووصفه الشمس الأمير الصغير في رسالته في الحديث المسلسل بعاشوراء: بالإمام الحافظ ذي الأسانيد العالية، ولكن كتب عليه محشيه النور عليّ البابلاوي تبعاً لشيخه النور أبي عليّ حسن العدوي الحمزاوي بان مراده بالحافظ المتقن بحسب زمانه وليس المراد به الحافظ بالمعنى المعلوم عندهم، وهو من حفظ مائة ألف حديث بأسانيدها لبعد ذلك في تلك الأزمان، اه.

_ (1) انظر رقم: 23 (ص: 131) . (2) ترجمة السقاط في سلك الدرر 3: 229.

أجازه عامة العلامة أبو حفص عمر بن عبد السلام لوكس بضم اللام وفتح الكاف وسكون السين التطواتي بتاريخ 1143، وبخصوص " المنح " حسب إجازة مؤلفها له بها، والشمس محمد بن عبد السلام بناني المعمر، وقفت على إجازتهما له وهما عامتان، كما أجازه أيضاً عامة البصري والنخلي لما حج عام 1114 وعلي بن أحمد الغرقاوي وإبراهيم الفيومي ومحمد بن عبد الرحمن ابن زكري وعبد المجيد الزبادي صاحب الرحلة ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني شارح المواهب والبديري الدمياطي ومصطفى البكري وغيرهم. ويروي فهرسة أبي السعود الفاسي وكل ما له عن عمر التطواني عن صاحب المنح واحمد بن العربي بن سليمان الأندلسي كلاهما عن جد الأول عامة، وقفت على إجازة كل شيخ من هؤلاء العامة للآخذ عنه. وللمذكور ثبت وقفت على بعضه بزاوية الهامل فاستفدت منه انه يروي طريقة الغزالي وتآليفه عن محمد بن أحمد بن العربي بن الحاج عن والده عن أبي السعود الفاسي، ويروي مؤلفات ابن زكري الفاسي عنه منها: الفوائد المتبعة في الرد على أهل العوائد المبتدعة، ويروي حزب الشاذلي عن عمه الأستاذ البركة أبي البركات عبد القادر بن عليّ السقاط عن أبي السعود الفاسي، ويروي حزب الشاذلي عن إبراهيم بن أحمد المحلاوي الفندقجي عن الشريف محمد باحسن العلاوي عن المعمر عبد الشكور عن الاسفرايني عن المرسي عن الشاذلي، وروى الحزب الكبير والحزب الصغير وسيف النصر عن أبي المحاسن يوسف بن محمد ابن ناصر، قال: وكتب لي في الإجازة بخطه قال: كما اخذناهم عن أشياخنا عن عمنا الشيخ أحمد ابن ناصر، ويروي " دلائل الخيرات " وحزب الفلاح عن عمه شيخ القراء وملجأ الفقراء عبد القادر بن عليّ بن محمد العربي السقاط عن أبي السعود الفاسي. ح: وعن ابن خالته العلامة المحقق محمد بن أحمد بن جلون عن أبي عيسى المهدي الفاسي شارح الدليل وعن ابن عبد السلام بناني وعمر لوكس والبديري، ورأيته نقل في

ما وقفت عليه من ثبته المذكور كلاما عن صاحب " المنح البادية " فعبر عنه بشيخ شيوخنا، والواسطة بينه وبينه عمر لوكس التطواني، وقفت على إجازة صاحب المنح له وإجازته هو لعلي السقاط، فما في كتب بعض المصريين كمسلسل عاشوراء للأمير الصغير من أنه يروي عن صاحب المنح مباشرة مرة ومرة بواسطة أحمد بن العربي ابن الحاج غلط، فإن صاحب المنح لم يأخذ عنه السقاط، وأحمد بن العربي ابن الحاج شيخ لصاحب المنح لا تلميذه فاعلمه. كما أفرد أسانيد المترجم بالتدوين شمس الدين ابن فتح الفرغلي المصري بثبت سماه " الضوابط الجلية " (انظر في حرف الضاد) (1) كما جرد ما رواه المترجم من المسلسلات الشيخ عبد العالي بن محمد القريني، وهي موجودة بالمكتبة التيمورية بمصر (انظر القسم الحديثي عدد 260) . نروي ثبت السقاط المذكور وكل ما له من طريق الحافظ مرتضى الزبيدي والشيخ الأمير المصري وعلي بن عبد القادر بن الأمين الجزاري وعبد العليم الفيومي وعبد الله الشرقاوي وغيرهم، كلهم عنه عامة. مات السقاط المذكور سنة 1183 بمصر. 574 - السويدي (2) : هو محدث العراق العلامة المسند أبو المعالي علي بن العلامة المحدث المسند الراوية أبي السعود محمد سعيد بن علامة بغداد محدث العراق أبي البركات عبد الله بن الحسين بن مرعي العباسي البغدادي المعروف بالسويدي، كان من أيمة الحديث والبراعة فيه وفي غيره، وقيل كان يحفظ عشرين ألف حديث من الكتب الصحاح، وهو صاحب كتاب " العقد الثمين في مسائل الدين " قال في خطبته: " أرى الناس قد ارتبكت عقائدهم بشبه فلسفية كدحوا بها أذهانهم، وأشغلوا بها أنفسهم ليلهم ونهارهم، وجميع

_ (1) رقم: 454 (ص: 720) . (2) ترجمة السويدي في المسك الأذفر: 73 وروض البشر: 178 وحلية البشر 2: 1095 والزركلي 5: 170 (ومن مراجعه جلاء العينين: 27) .

ذلك من تلبيس إبليس، وما ألقاه عليهم من التمويه والتدليس، فترى أحدهم إذا سمع بشيء من علوم الكتاب والسنة ولى مدبرا كأن في أذنيه وقرا، وإذا قرىء عليه ما تزعمه الفلاسفة إخوان الشياطين في ضلالاتهم من بيان العقول والنفوس وأمثال هذه الترهات التي ما أنزل الله بها من سلطان أقبل عليهم متبصرا علنا وسرا، فكأنهم أمروا باتباع سنة أفلاطون من الأوهام والظنون "، اه. وقد ترجمه تلميذه مفتي بغداد أبو الثناء الآلوسي المفسر في كتابه " نزهة الألباب " و " المجموعة الوسطى " قال: " كان لأهل السنة برهانا، وللعلماء المحدثين سلطانا، ما رأينا أكثر منه حفظا، ولا أعذب منه لفظا، ولا أكثر منه بمعرفة الرجال علما " اه. أخذ عن أبيه رواية العراق ومسنده الحافظ أبي عبد الله محمد سعيد وعمه عبد الرحمن الكزبري وشيخ المحدثين الحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم، وأخذ الطريقة النقشبندية عن مولانا خالد الكردي وأذعن له كما نصره من بعده ولد المترجم محمد أمين السويدي بعدة رسائل، وسلوكه أخيرا على يد الشيخ المذكور يقضي برجوعه عن أكثر ما في كتابه " العقد الثمين " من المبادئ إن كان كل ما فيه من قلمه. وكان أكثر إقامة النور السويدي بدمشق، وورد على بغداد آخر عمره، فأخذ عنه بجماعة منهم المفتي الآلوسي ووالي بغداد العالم الفاضل داوود باشا، ثم تحول إلى دمشق وانتفع به هناك، وكان يجيز بعشرة إثبات تلقاها عن أيمة إثبات أعظمهم وأشهرهم الحافظ مرتضى الزبيدي ووالده الشمس محمد سعيد السويدي وطبقتهما، مات بدمشق سنة 1237، ودفن بسفح جبل قاسيون المطل على دمشق.

نروي ما له من طريق الآلوسي عنه. ح: وأروي الصحيح عن شيخنا عبد الله القدومي الحنبلي عن شيخ الحنابلة بالشام البدر حسن الشطي الدمشقي عنه، وأروي حديث الأولية عن الشيخ أبي النصر الخطيب بشرطه عن محمد عمر الغزي عن مولانا خالد الكردي النقشبندي عن المترجم وهو عن الشمس الكزبري عن العجلوني بأسانيده. ح: وأجازني من مكة مكاتبة حفيد المترجم العلامة المعمر أحمد بن صالح بن علي السويدي رحمه الله تعالى. ح: وعن الشيخ أحمد المكي عن محمد سعيد بن صبغة الله المدراسي عن أبيه عن محمد بن محمد بن علام الجداوي المكي عن عثمان بن سند البصري عن المنلا علي السويدي. ووالد المترجم الشيخ محمد سعيد السويدي كان رواية بغداد في عصره ومحدث العراق، يروي عن أعلام المسندين كالشمس ابن عقيلة المكي، أجازه لما ورد بغداد وهو في الخامسة من عمره عام 1145، واستجاز له والده قبل ذلك من الشيخ عبد الغني النابلسي وتلميذه البكري وابن عقيل وسالم البصري ومحمد حياة السندي وابن الطيب الشركي وأبي الفداء العجلوني وأحمد المنيني وصالح الجنيني وعبد الكريم الشراباتي وطه الجبريني وعلي الدباغ وطائفة كبيرة، ووقفت على إجازة كتبها له الحافظ مرتضى الزبيدي مؤرخة بعام 1204 أجاز فيها له ولأولاده وأحفاده وأسباطه ولمحمد خليل المرادي صاحب " سلك الدرر " حلاه السويدي فيها بالحافظ اللافظ، والله أعلم. 575 - السيوطي (1) : هو الإمام فخر المتأخرين، علم أعلام الدين،

_ (1) قد تقدم ذكر المصادر الهامة لترجمة السيوطي في رقم: 116 (ص: 316) وقد فاتني أن أذكر هنالك أن الأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال قد أصدر جزءاً بعنوان " مكتبة الجلال السيوطي " (الرباط 1977) ورفع عدد مؤلفاته إلى 725 أخرجت منها المطابع ما ينيف عن مائتين؛ وقد اعتمد عدة مصادر - مما لم أذكره من قبل - في تحرير هذه الترجمة.

خاتمة الحافظ أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي المصري المتوفى بها سنة 911. هذا الرجل كان نادرة من نوادر الإسلام في القرون الأخيرة حفظا واطلاعا ومشاركة وكثرة تآليف، قال عنه ابن العماد الحنبلي في " السبائك " (1) والشعراني في " الطبقات الصغرى ": " كان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجالا وغريبا ومتنا وسندا واستنباطا للأحكام منه " وأنشد له: عاب الإملاء للحديث رجال ... قد سعوا في الضلال سعيا حثيثا إنما ينكر الأمالي قوم ... لا يكادون يفقهون حديثا وقال عنه تلميذه الشعراني في " طبقاته الصغرى ": " قد بيض ابن حجر لعدة أحاديث لم يعرف من خرجها ولا مرتبتها، فخرجها الشيخ وبين مرتبتها من حسن وضعف وغير ذلك، وأرسل شيخ الإسلام تقي الدين الأوجاقي أحاديث بيض لها الحافظ ولم يعرف مرتبتها وقلب رواتها فردها الشيخ المترجم إلى أصولها وبين مرتبتها، فذهب شيخ الإسلام إليه وقبل يده وقال: والله ما كنت أظن أنك تعرف شيئا من هذا فاجعلني في حل، طالما تغديت وتعشيت بلحمك ودمك "، اه. أحضره والده في صغره مجلس الحافظ ابن حجر وشملته إجازته، قال المترجم عنه في " طبقات الحافظ " (2) : " ولي منه إجازة عامة ولا أستبعد أن تكون لي منه إجازة خاصة فإن والدي كان يتردد إليه وينوب في الحكم عنه، وإن يكن فاتني حضور مجالسه والفوز بسماع كلامه والأخذ عنه فقد انتفعت في الفن بتصانيفه واستفدت منها الكثير " اه. ونقل عنه مرة في " بغية الوعاة "

_ (1) كذا يسميه هنا أيضا، وما أورد موجود في شذرات الذهب 8:53. (2) طبقات الحافظ: 548.

فقال فيه (1) : " شيخ شيوخنا الحافظ ابن حجر ". وانظر ما يتعلق بأخذه عن ابن حجر في آخر تأليفنا " كشف اللبس " (2) . محفوظ السيوطي: وحج المترجم وشرب ماء زمزم على أن يكون في الحديث كابن حجر وفي الفقه كالسراج البلقيني، وكذلك كان فعل ابن حجر فإنه شرب ماء زمزم على أن يكون كالحافظ الذهبي، فبلغهما الله أملهما. وفي " التحفة القادرية " ذكر في ترجمة السيوطي أنه حفظ القرآن وهو دون ثمان سنين وألفية ابن مالك والعمدة ومنهاج الفقه في الأصول قبل البلوغ. ونقل الشعراني في " الطبقات الصغرى " عن السيوطي أنه قال عن نفسه إنه يحفظ مائتي ألف حديث قال: ولو وجدت أكثر لحفظته، ولعله لا يوجد على وجه الأرض أكثر من ذلك، اه. وفي ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني عن المترجم أنه حفظ ثلاثمائة ألف حديث، وكان مراده أن يجمع جميعها كلها في كتاب واحد، فجمع ثمانين ألفا في جامعه الكبير، ومات رحمه الله فلم يرد الله جمع الأحاديث كلها في كتاب واحد، اه. منه؛ وقد فسر ذلك بعض العصريين بأن معنى ذلك أنه معنى ذلك أنه كان يحفظ العدد المذكور في خزانته، وهو تأويل أبعد فيه قائله النجعة ووسع الخطأ، إذ ما ذكره ليس بموضوع فخر الأفراد مثل الأسيوطي، لأن خزائن الوقف كانت في زمانه أكثر من خزانته بكثير، ولو كان يريد حفظ الخزانة لكان المحفوظ فيها أكثر من هذا العدد كيفما كان المراد، وانظر مقدمة التدريب في مقدار محفوظ السلف (3) تر عجبا، والعلماء مثله مصدقون فيما يقولون عن أنفسهم، وبالجملة فهذه أمور لا يفقهها كل الفقه إلا من ذاقها ذوقا جيدا وعرف دواخل الفن، وحقق كيف قصر خدام السنة عمرهم على تقييد شواردها

_ (1) بغية الوعاة: 232 (المؤلف) . (2) طبع بطنجة عام 1325 (المؤلف) . (3) تدريب الراوي: 8 (ومن أمثلة ذلك قال الحاكم في المدخل: كان الواحد من الحفاظ يحفظ خمسمائة ألف حديث وقال أبو بكر الرازي كان أبو زرعة يحفظ سبعمائة ألف حديث الخ.) .

والتفكر في متشابهها والجمع بين متعارضها، وكيف امتزج أهل هذا الشأن بالسنة امتزاج اللحم بالعظم، فإذا ناموا ناموا وهم فيها يفكرون، وإذا استيقظوا اشتغلوا بها في حال فقرهم وسعتهم وسفرهم وحضرهم ومرضهم وصحتهم ومن صغرهم إلى كبرهم، فمن ذاق وجرب عرف وصدق، ومن استمرر ما يستحليه هؤلاء قاسهم عليه، ومن جعل الناس سواء ليس لحمقه دواء، فافهم. شيوخ السيوطي: روى المترجم ورحل وكاتب أهل الأقطار البعيدة، أخذ العلم عن ستمائة شيخ، هكذا لتلميذه الشعراني في طبقاته الصغرى، والذي في ترجمته من " حسن المحاضرة " له وهو الذي لتلميذه الحافظ الداودي في ترجمته ونحوه في " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لابن العماد أنهم بلغوا إلى مائة وإحدى وخمسين، ورتبهم الداودي على حروف المعجم، ولكن الشعراني قال بعد ما سبق عنه من عدهم انه قد نظمهم في أرجوزة قال: وهم أربع طبقات: [الأولى] : من يروي عن أصحاب الفخر ابن البخاري والشرف الدمياطي ووزيرة والحجاز وسليمان بن حمزة وأبي نصر ابن الشيرازي ونحوهم. الثانية: من يروي عن السراج البلقيني والحافظ أبي الفضل العراقي ونحوهما، وهي دون التي قبلها في العلو. الثالثة: من يروي عن الشرف ابن الكويك ونحوه، وهي دون الثانية. الرابعة: من يروي عن أبي زرعة ابن الزين العراقي وابن الجزري ونحوهما، قال: وهذه لتكثير العدة وتكبير المعجم، ولم أرو عنها شيئا لا في الإملاء ولا في التخريج ولا في التأليف. وظفر بالأخذ عن أربعة من أصحاب الصدر الميدومي، وله في ذلك معاجم.

ومن نظمه وقد أورده في معجم شيوخه في ترجمة ابن طريف الشاوري وقال انه أخر من روى عن التنوخي: للتنوخي فضيلة ... ساقها حافظ الأثر قد روى عنه قبله ... الذهبي الذي اشتهر وروى الشاوري أخيرا ... عنه شيخ ومعتبر وقضى عام أربع ... وثمانين بالقدر بينه في الوفاة ... والذهبي الذي غبر مائة ثم ستة ... وثلاثون تستطر فهو في سابق ولا ... حق اعدده يدخر أيها البارع الذي ... في ذرى العلم قد بهر اه. قلت: ولعل روايته عن المذكور مع روايته عن محمد بن مقبل الحلبي أعلى ما حصل له. ومن شيوخه التقي الشمني والعلم صالح البلقيني ومحيي الدين الكافيجي وبدر الدين محمد بن الحافظ ابن حجر ووجيه الدين أبو الجود عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم المرشدي وشرف الدين عيسى ابن سليمان الطنوبي وخديجة بنت عبد الرحمن بن علي العقيلي وشرف الدين أحمد بن محمد العقيلي والحافظ تقي الدين ابن فهد وأخوه ولي الدين أبو الفتح عطية ووالدهما مجيب الدين أبو بكر والحافظ نجم الدين محمد وشرف الدين إسماعيل ابن بكر الزبيدي وآسية بنت جار الله بن صالح الطبري وصفية بنت ياقوت المكية والفخر أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم المرشدي ورقية بنت عبد القوي ابن محمد الجائي وأم حبيبة بنت أحمد بن محمد بن موسى السويكي وكمالية بنت أحمد بن محمد بن ناصر المكي والرضى أبو حامد محمد بن محمد بن ظهيرة المكي وأخوه ولي الدين محمد والإمام محب الدين محمد بن محمد الطبري وأم الفضل هاجر بنت الشرف المقدسي وخديجة بنت علي بن الملقن وأختها صالحة

وسارة بنت محمد البالسي وأم هانيء بنت أبي الحسن الهوريني وكمالية بنت محمد بن محمد المرجاني وغيرهم، ولم يأخذ عن السخاوي ولاعده من شيوخه هو ولا من وقفت على كلامه من أصحابه، بل رأيته نقل عنه مرة في " بغية الوعاة " فقال (1) : " رأيت بخط صاحبنا المحدث شمس الدين السخاوي، فعده من مشيخته وهم. مؤلفات السيوطي: له التآليف الممتعة في جل الفنون قد عد بعضها في ترجمته من " حسن المحاضرة " له منها ما يتعلق بخصوص الصناعة الحديثية كتابه كشف المغطى في شرح الموطا، اسعاف المبطا برجال الموطا وهو مطبوع (2) التوشيح على الجامع الصحيح، الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، مرقاة الصعود على سنن أبي داود، قوت المغتذي على جامع الترمذي، زهر الربى على المجتبى للنسائي وهو مطبوع، تنوير الحوالك على موطأ مالك وهو مطبوع، شرح ابن ماجه المسمى مصباح الزجاجة، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي وهو مطبوع، شرح ألفية العراقي الألفية وتسمى نظم الدرر في علم الأثر وهي مطبوعة، شرحها المسمى قطف الدرر، التهذيب في الزوائد على التقريب، عين الإصابة في معرفة الصحابة، كشف التلبيس عن قلب أهل التدليس، توضيح المدرك في تصحيح المستدرك، اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة الكبرى وهي مطبوعة، والصغرى وهي عندي في مجلد، النكت البديعيات على الموضوعات، الذيل على القول المسدد، القول الحسن في الذب عن السنن، لب الألباب في تحرير الأنساب وهو مطبوع بأروبا، تقريب القريب، المدرج إلى المدرج، تذكرة المرتسي فيمن حدث ونسي، تحفة النابه بتلخيص المتشابه، الروض المكلل والورد

_ (1) بغية الوعاة: 313 (المؤلف) . (2) قد كنت أشير أحيانا إلى المؤلفات المطبوعة وموضع طباعتها، ولكن هذا متعذر في حال السيوطي لكثرة ما طبع منها.

المعلل في المصطلح، منتهى الآمال في شرح حديث إنما الأعمال، المعجزات والخصائص النبوية وهي كبرى وصغرى، والكبرى مطبوعة في الهند في مجلد ضخم، والصغرى سيأتي اسمها، شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور وهو مطبوع، البدور السافرة عن أمور الآخرة وهي مطبوعة، ما رواه الواعون في أخبار الطاعون، فضل موت الأولاد، اللمعة في خصائص يوم الجمعة وهي مطبوعة مرارا، منهاج السنة ومفتاح الجنة، تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش، بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للضلال، مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة وهو مطبوع، مطلع البدرين فيمن يؤتى أجره مرتين، سهام الإصابة في الدعوات المجابة، الكلم الطيب والقول المختار في المأثور من الدعوات والأذكار، الطب النبوي، كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة، الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة، ويسمى " التعظيم والمنة في أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة " بل له في هذا الباب ستة مؤلفات مطبوعة، المسلسلات الكبرى، جياد المسلسلات، أبواب السعادة في أسباب الشهادة، تزيين الأرائك في أخبار الملائك، الثغور الباسمة في مناقب السيدة آمنة، مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا وهي مطبوعة، الألماس في مناقب بني العباس، در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة وهي مطبوعة، زوائد شعب الإيمان للبهيقي، لم الأطراف وضم الأتراف على حروف المعجم، أطراف الاشراف بالاشراف على الأطراف، جامع المسانيد، الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة، تخريج أحاديث الدرة الفاخرة يسمى " تجربة العناية "، الحصر والإشاعة لاشراط الساعة، الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة وهي مطبوعة، زوائد الرجال على تهذيب الكمال، الدر المنظم في الاسم المعظم، جزء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، من عاش من الصحابة مائة وعشرين وهو مطبوع، جزء في أسماء المدلسين، اللمع في أسماء من وضع، الأربعون المتباينة، در البحار في الأحاديث القصار، الرياض الأنيقة في أسماء خير الخليقة، المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية، الآية

الكبرى في شرح قصة الإسرا، أربعون حديثا من رواية مالك عن نافع ابن عمر وهي عندي ولبعض المعاصرين عليها شرح، فهرسة المرويات، بغية الرائد في الذيل على مجمع الزوائد، أزهار الاكام في أخبار أحاديث الأحكام، الهيئة السنية في الهيئة السنية، تخريج أحاديث شرح العقائد، الكلام على حديث ابن عباس احفظ الله يحفظك، قال: وهو تصدير أمليته لما وليت درس الحديث بالشيخونية، أربعون حديثا في فضل الجهاد، أربعون حديثا في رفع اليدين في الدعاء وهي مطبوعة، التعريف بآداب التأليف وهو مطبوع، العشاريات، القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربه، كشف النقاب عن الألقاب، نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير من الصغير، من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة، ذم زيارة القبور، زوائد نوادر الأصول للحكيم الترمذي، الجواب الجزم عن حديث التكبير جزم، جزء في صلاة الضحى، المصابيح في صلاة التراويح، أنموذج في خصائص اللبيب الحبيب. الجامع الكبير والجامع الصغير ومنته بهما عن المسلمين: ومن أهمها وأعظمها وهو أكبر مننه على المسلمين كتابه الجامع الصغير، وهو مطبوع مع عدة شروح عليه واختصارات وشرح بعضها أيضا. وأكبر منه وأوسع وأعظم الجامع الكبير، جمع فيهما عدة آلاف من الأحاديث النبوية مرتبة على حروف المعجم، وهما المعجم الوحيد الآن المتداول بين المسلمين الذي يعرفون به كلم نبيهم ومخرجيها ومظانها ومرتبتها في الجملة وقل من رأيته أنصف من الكاتبيين اليوم وعرف مزية المترجم بكتابيه هذه ومنته على المسلمين. وقد قال الداهية الشيخ صالح المقبلي في كتابه " العلم الشامخ " بعد أن استغرب أنه لم يتصد أحد لجمع جميع الأحاديث النبوية على الوجه المقرب: " لعلها مكرمة ادخرها الله لبعض المتأخرين، وإذا الله قد أكرم بذلك وأهل له من لم يكد يرى مثله في مثل ذلك الإمام السيوطي في كتابه المسمى

بالجامع الكبير " الخ (1) ومن لم يعرف للجامعين قيمة إذا بلي بالبحث عن حديث ضل به الخطأ وعميت عينه عن المطلوب وبقي في وادي الجهل والقصور يهيم، وتلويث سمعتهما بأنه خالف في بعض ما ساقه فيهما ما التزمه مرة وما في كتبه في الأحاديث الموضوعة أخرى، من الجهل المطبق، أليس الاجتهاد يتغير والذهول من شأن البشر! وقد كنت مرة عزمت على الكتب في هذا الموضوع وتتبعه نقدا وتوسعا فعاقتني عوائق أعوذ برب الفلق من شر ما خلق. وبالجملة فأقول كما قال صاحب " العلم الشامخ ": " اللهم اجز أول النقلة وآخرهم عنا أفضل الجزاء، ولا تحرمنا كرامتهم "، اه. وله أيضا: تاريخ الصحابة، طبقات الحفاظ وهي مطبوعة بأروبا وجدد اليوم طبع القسم الأخير منها بدمشق، طبقات النحاة الكبرى والوسطى والصغرى وهي مطبوعة، طبقات المفسرين وهي مطبوعة بأروبا قديما، طبقات الأصوليين، طبقات الكتاب، حلية الأولياء، طبقات شعراء العرب، تاريخ الخلفاء وهو مطبوع، تاريخ مصر وهو مطبوع، تاريخ أسيوط، معجم شيوخه الكبير يسمى " حاطب ليل وجارف سيل "، المعجم الصغير ويسمى " المنتقى "، ترجمة النووي، ترجمة البقليني، الملتقط من الدرر الكامنة، تاريخ العمر وهو ذيل إنباء الغمر، رفع الباس عن بني العباس، النفحة المسكية والتحفة المكية على نمط عنوان الشرف، الرحلة الفيومية، الرحلة المكية، الرحلة الدمياطية، المنى في الكنى، الشماريخ في علم التاريخ، مختصر تهذيب الأسماء للنووي، تحفة الذاكرين المنتقى من تاريخ ابن عساكر، ترجمان القرآن، التفسير المسند، اختصاره الدر المنثور في التفسير بالمأثور وهو مطبوع في ست مجلدات ضخمة من طالعه بتمعن أدهشه وأبهته وأسكته، ومن لم يطالعه أو طالع منه حريفات انتقد واستمرر ما يراه غيره حلوا،

_ (1) العلم الشامخ: 392 (المؤلف) .

ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، لباب النقول في أسباب النزول مطبوع، مفحمات الأقران في مبهمات القرآن مطبوع، خمائل الزهر في فضائل السور، اليد البسطى في الصلاة الوسطى، الإتقان وهو مقدمة التفسير الكبير مطبوع. قال أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي في حواشيه على الموطأ: " وتصانيفه كلها مشتملة على فوائد لطيفة وفرائد شريفة تشهد كلها بتبحره وسعة نظره ودقة فكره وأنه حقيق بأن يعد من مجددي الملة المحمدية في بدء المائة العاشرة وآخر التاسعة كما ادعاه بنفسه، وشهد بكونه حقيقا به من جاء بعده كعلي القاري المكي في المرآة شرح المشكاة " اه. وللقاري في شرح المشكاة منكتا على عد ابن حجر الهيتمي شيخه القاضي زكرياء من المجددين (1) : " شيخ شيوخنا السيوطي هو الذي أحيا علم التفسير في الدر المنثور، وجمع جميع الأحاديث المتفرقة في جامعه المشهور، وما ترك فنا إلا فيه له متن أو شرح مسطور، بل وله زيادات ومخترعات يستحق أن يكون هو المجدد في القرن العاشر كما ادعاه وهو في دعواه مقبول ومشكور " اه. وقال الشعراني: " لو لم يكن للسيوطي من الكرامات إلا إقبال الناس على تآليفه في سائر الأقطار بالكتابة والمطالعة لكان في ذلك كفاية " اه. قلت: هذا أمر جدير بالاعتبار، فإن مؤلفاته بالنسبة لمعاصريه وشيوخه حصلت على إقبال عظيم عند الأمة الإسلامية لم يحصل عليها غيره، ولا تكاد تجد خزانة في الدنيا عربية أو عجمية تخلو عن العدد العديد منها بخلاف مؤلفات أقرانه وشيوخه فإنها أعز من بيض الأنوق. وقال ابن القاضي في " درة الحجال ": " إن تصانيفه لا تحصى تجاوز الألف " اه. وقال ابن العماد في " الشذرات ": " إن تلميذه الحافظ الداودي استقصى أسماء مؤلفاته الحافلة الكبيرة الكاملة الجامعة النافعة المتقنة المحررة المعتمدة المعتبرة، فنافت عدتها أي الكاملة - على خمسمائة مؤلف، وقد اشتهر أكثر مؤلفاته في حياته في أقطار الأرض شرقا وغربا، وكان آية

_ (1) شرح المشكاة، الجزء الأول: 347 (المؤلف) .

كبرى في سرعة التأليف، قال تلميذه الداودي: " عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاث كراريس تأليفاً وتحريراً، وةكان مع ذلك يملي الحديث ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة " اه. وفي مشيخة البدر القرافي لدى ترجمة شيخه أبي عبد الله محمد بن أبي الصفا شهاب الدين أحمد البكري: أنه قرأ على شيخه الحافظ السيوطي فهرس أسماء مؤلفاته قال: وهي ستمائة مؤلف، اه. ونشر في آخر " كشف الظنون " المطبوع قديماً بأوربا فهرس مؤلفات السيوطي أوصلت فيه إلى خمسمائة وأربعة كتب، وقد ظفرت في مصر بكراسة من تأليف السيوطي عدد فيها تآليفه إلى سنة 904 قبل موته بسبع سنين، أوصل فيها عدد مؤلفاته إلى 538، فعدد ما له في علم التفسير 73، وفي الحديث 205، والمصطلح 32، والفقه 71، وأصول الفقه والدين والتصوف 20، واللغة والنحو والتصريف 66، والمعاني والبيان والبديع 6، والكتب الجامعة من فنون الطبقات والتاريخ 30، الجميع 538 (1) ، ومن الغريب ما في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني أن شيخنا له سماه من أهل المغرب أخبره أن المترجم له الجلال السيوطي شرح مختصر خليل قال: " وهو حبس في رواق سيدنا عثمان بالمدينة المنورة " وأغرب من هذه ما ذكره البوني أيضاً من أن السيوطي كان شافعياً، ثم انه تنقل لمذهب المالكية، والصواب أن السيوطي ما مات حتى كان يجتهد ويختار. وله في الباب: المعجم الكبير، والصغير، والمنتقى، وفهرسة المرويات، وحاطب ليل، وزاد المسير، وجياد المسلسلات ونسخة منها في المكتبة التيمورية بمصر (انظر رقم 941 من فن الحديث) والمسلسلات الصغرى، وترتيب طبقات شيوخه المنظوم (انظر كلاً في حرفه) . وكانت سنة الإملاء المعروفة عند المحدثين اندثرت من موت الحافظ ابن حجر سنة 752 فافتتحه وأحياه السيوطي أول سنة 872، فأملى نحواً من

_ (1) مجموع ما عده يساوي 503 فهناك خطأ في بعض الأرقام.

ثمانين مجلساً ثم خمسين أخرى (1) قال: وإنما اخترت الإملاء يوم الجمعة بعد الصلاة اتباعاً للحفاظ المتقدمين كالخطيب البغدادي وابن السمعاني وابن عساكر، خلاف ما كان عليه العراقي وولده وابن حجر فإنهم كانوا يملون يوم الثلاثاء. وفي " النور السافر في أخبار القرن العاشر " (2) للسيد عبد القادر العيدروسي أن المترجم ولي المشيخة في مواضع متعددة من القاهرة، ثم إنه زهد في جميع ذلك وانقطع إلى الله بالروضة، ومرض ثلاثة أيام مرض موته، قلت: تعبيره هذا أسلم من قول من قال: انقبع في قعر داره. نروي كل ما له من طريق الشعراني وابن حجر الهيتمي ويوسف الارميوني وبهاء الدين الشنشوري والشمس العلقمي والبدر الكرخي والسراج عمر بن الجاي والنور عليّ بن أبي بكر القرافي والبدر الغزي وغيرهم عنه. ولنذكر هنا سنداً غريباً إليه من طريق أهل الصحراء الإفريقية، وهو مسلسل بالآباء عن الشيخ العارف محمد مصطفى ماء العينين الشنكيطي دفين تزنيت، رحمه الله ونعمه، عن أبيه الشيخ محمد فاضل، عن أبيه مامين، عن أبيه الطالب أخيار، عن أبيه الطالب محمد أبي الأنور، عن والده الجيه المختار، عن والده محمد الحبيب، عن أبيه محمد علي، عن أبيه سيدي محمد، عن أبيه يحيى الصغير، عن أبيه محمد، عن شيخه الشيخ العلي، عن الحافظ الأسيوطي بأسانيده. ولنا سند آخر مثله في الغرابة من طريق علماء الروم عن صديقنا الأستاذ محمد المكي ابن عزوز عن العالم الصالح محمد نوري أفندي الفوزاني عن مصطفى القونوي عن الحاج محمد بن مصطفى اليغليجوي عن قره خليل

_ (1) التدريب للسيوطي: 176 (المؤلف) . (2) النور السافر: 55.

القونوي عن أبي سعيد الخادمي عن والده مصطفى عن الشيخ الأركولي نسبة إلى بلد اسمه أركلي. لكن الياء تنطق بالياء الساكنة، عن الحافظ السيوطي. وأروي فهارسه بسندنا إلى أبي المواهب الحنبلي عن أبيه عن عبد الرحمن البهوتي المصري الحنبلي عن الشمس العلقمي عنه. ح: وبالسند إلى أبي المواهب عن الصفي القشاشي عن الشهاب أحمد بن عليّ الشناوي عن البرهان العلقمي عن أخيه عنه. ح: وأعلى من ذلك عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عن الحافظ الزبيدي عن عمر بن عقيل عن العجيمي عن الزين الطبري المكي عن المعمر الحصاري عنه، وهو عال جداً. أفرد ترجمة السيوطي بالتآليف كما سبق تلميذه الحافظ الداودي وهو في مجلد ضخم، وكذا الشيخ عبد القادر الشاذلي المصري وغيرهما، ولعصرينا الشهاب أحمد تيمور باشا رسالة نفيسة في تحقيق محل مدفنه وهي مطبوعة. تنبيه: تكلم الحافظ السيوطي على الاجتهاد في علم الحديث حيث جعل الاجتهاد يتعلق بكل علم فقال: قال الحافظ المزي أقل مراتب الحافظ أن يكون الرجال الذين يعرفهم ويعرف تراجمهم وأحوالهم وبلدانهم أكثر من الذين لا يعرفهم ليكون الحكم للغالب، وأما ما يحكى عن المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث فهو بحسب زمانهم، وكان الحافظ ابن حجر يقول: الشروط التي إذا اجتمعت في الإنسان سمي حافظاً هي الشهرة بالطلب، والأخذ من أفواه الرجال، والمعرفة بالجرح والتعديل، والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم وتمييز الصحيح من السقيم، مع استحضار الكثير من المتون، فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ "، اه.

576 - السيوطي الحنبلي (1) : هو العلامة مصطفى بن سعد بن عبده الرحيباني مولداً الدمشقي الحنبلي الشهير بالسيوطي المتوفى سنة 1242 أو سنة 1240، من أكبر تلاميذ محدث الشام الشمس السفاريني، له ثبت خطي موجود بالمكتبة التيمورية ضمن مجموعة في الاصطلاح تحت عدد 49، نتصل بمؤلفه عن شيخنا القدومي عن شيخه حسن الشطي عنه. 577 - السوداني (1) : هو محمد بن محمد الفلاني الكنتاوي (3) الدانكوي السوداني روض العلوم والمعارف، وكنز الأسرار واللطائف، أخذ عن محمد بن سليمان النوالي البرناوي والأستاذ محمد بندور ومحمد قودوا وغيرهم، حج ومر بعدة ممالك واجتمع بملوكها وعلمائها، ودخل مصر وبها مات سنة 1154 بمنزل الشيخ حسن الجبرتي، ودفن ببستان المجاورين، ومن شعره (4) : طلبت المستقر بكل أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرا تبعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أني قنعت لكنت حرا وهو صاحب كتاب " بهجة الآفاق وإيضاح اللبس والإغلاق في علم الحروف والأوفاق " في مجلدين، وغيره من المؤلفات العديدة. له برنامج في مشيخته، نتصل به من طريق الدمنهوري وحسن الجبرتي، كلاهما عنه. 578 - الساباطي: له فهرسة نقل منها صاحب " اليانع الجني " (5) قائلاً في حق الشيخ عابد السندي: " أقام باليمن دهراً حتى عده ابن ساباط

_ (1) ترجمة السيوطي في روض البشر: 243 ومنتخبات التواريخ لدمشق: 678 وحلية البشر 3: 1541 والزركلي 8: 135. (1) ترجمة السيوطي في روض البشر: 243 ومنتخبات التواريخ لدمشق: 678 وحلية البشر 3: 1541 والزركلي 8: 135. (3) الزركلي: الكشناوي. (4) هذا وهم فقد روى ابن خلكان (2: 144) البيتين وذكر أن الحلاج انشدهما وهو على الخشبة. (5) اليانع الجني: 55 (المؤلف) .

في فهرسه الملحق بكتابه " البراهين الساباطية " من علماء زبيد " اه. وقال: (1) " جعله الساباطي في فهرسه من علمائها " اه (انظره) . 579 - ابن سراج (2) : هو الوزير الأديب أبو مروان عبد الملك بن سراج، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي قراءة عليه عن صاحبها. 580 - ابن سرحان (3) : هو أبو الحسن عباد بن سرحان بن مسلم المعافري، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي قراءة عليه عن صاحبها. 581 - ابن سليمان (4) : هو العلامة المحدث الكبير أبو القاسم أحمد بن العربي بن الحاج سليمان الأندلسي الغرناطي أصلاً الفاسي داراً، كان أحد كبار علماء فاس ومشاهيرها، حلاه صاحب " نشر المثاني " ب " الإمام الحافظ المحدث الفقيه " وقال: " اشتهر بتدريس علم الحديث والسير وحفظ اصطلاح ذلك ومارس كتبه وكان مولعاً بنسخ الكتب، ومن براعته في ذلك أنه نسخ نسخة من ابن حجر على البخاري في سفر واحد، وهو عند حفدته إلى الآن " اه. قلت: ولا زال عندهم إلى الآن. يروي المترجم عن الشيخ أبي محمد عبد القادر بن عليّ الفاسي، سمع عليه وأجازه إجازة عامة وقفت عليها بخطه عقب فهرسته المعروفة، وكذا أجازه ولده أبو عبد الله شارح الحصن وعندي إجازته له بخطه، وغيرهما.

_ (1) اليانع الجني: 100 (المؤلف) . (2) فهرسة ابن خير: 432 والصلة: 346 (توفي سنة 489) . (3) فهرسة ابن خير: 436 والصلة: 428 (قال فيه: وكان يدعي معرفة الحديث ولا يحسنه عفا الله عنه؛ توفي سنة 543) . (4) سلوة الأنفاس 2: 324 ونشر المثاني (حسب قول المؤلف) .

وممن أخذ عن المترجم الحافظ أبو العلاء العراقي قال في " فتح البصير " له: " سمعت بعض مجالس من التفسير والبخاري ومواهب القسطلاني على شيخنا الكبير المحدث الشهير أبي القاسم سيدي أحمد بن سليمان، وقرأت عليه " إحياء الميت في فضائل البيت " للسيوطي وكتب لي به إلى مؤلفه، ولما جمعت شرحي عليه كتب لي عليه بخطه، وتوفي ليلة النصف من رجب عام 1141 ودفن بداره " اه. قلت: أجاز المترجم لولديه محمد وعبد الرحمن كما رأيت ذلك بخطهم، وللعلامة أبي حفص عمر بن عبد السلام لوكس التطواني، وقفت على إجازته للأخير وهي عامة، قال: أجزته فيما قرأ عليّ من الكتب المعتمدة في الحديث كالعشرة والمسلسل بالأولية ... الخ، ثم عدد عدة مسلسلات وهي بتاريخ 1127، فنروي ما له من طريق السقاط عن عمر لوكس المذكور عنه، رحمه الله. 582 - ابن سنة (1) : هو الإمام العلامة المسند المعمر، أكثر المتأخرين شيوخاً وأعلاهم إسناداً، أبو عبد الله محمد بن محمد بن سنة وهو بكسر السين وفتح النون المشددة كما وجدته بخط الفلاني، وهكذا تحفظه، ومن الغريب ما وجدته بخط العلامة الرحال الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق في إجازته للوزير الشيخ عبد العزيز بوعتور التونسي من ضبطه له بضم السين، وهو غير معروف ولا سمعنا أحداً ينطق به ممن لقيناه من أهل المشرق والمغرب، الفلاني نسبة إلى فلان وهو قطر عظيم كالمغرب في السودان المغربي العمري النسبة. حلاه الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " (2) ب " الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري " وقال عنه تلميذه الفلاني: " أكبرهم - يعني شيوخه -

_ (1) ترجمة ابن سنة في بروكلمان، التكملة 2: 217 والزركلي 7: 296 (وهو يعتمد فهرس الفهارس) . (2) النفس اليماني: 212.

سناً وعلماً وأوسعهم حفظاً وفهماً، شيخنا الإمام الشهير الصدر الكبير خاتمة الحفاظ الأعلام، والمرجع إليه عند التباس الأوهام بالأفهام، بغية الرائح والساري، ونهاية الراوي والقاري " اه. من إجازته للشمس ابن عابدين. وقال عنه الفلاني أيضاً في محل آخر: " هو أجل شيوخي على الإطلاق، وأحفظ من رأت عيني، وأطول صلاة وصياماً، وأنصح للطلبة، وما نفعني شيخ قط مثل نفعه " اه. ومن خطه نقلت. مع أن الفلاني رأى مثل الحافظ مرتضى وتلميذه ابن عبد السلام الناصري ومحمد سعيد سفر وأبي الحسن السندي والأمير إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني ومحمد بن عبد الرحمن الكزبري وأحمد بن محمد العطار الدمشقي، وهؤلاء محدثو ذلك العصر وخدمة السنة في الشرق والغرب. ولد المترجم رحمه الله عام 1042، وجال في بلاد الصحاري والبراري لطلب هذا الشأن، ودخل أرض السودان مراراً وسوس الأقصى ودخل شنكيط وتوات وتنبكت وأزوان (1) وولات وتشيت (2) وفاس ومراكش وسجلماسة، ولازم الإمام محمد بن أحمد بن محمود بن أبي بكر بغيغ الونكري (3) التنبكتي إلى أن مات سنة 1067، وأجازه عامة، ومن مقروءاته عليه رسالة ابن أبي زيد بشرحها " تحقيق المباني " وكان يحفظ الشرح المذكور عن ظهر قلب كالفاتحة بعد ما بلغ من العمر مائة وأربعين سنة، ودعا له شيخه المذكور مراراً، وكان آخر ما دعا له به أن يرزقه الله العلم النافع ويطول عمره على طاعة الله بلا وهن في البدن، وأخذ شعر رأسه وقال: حتى يبيض هذا ثم يصفر ثم يسود. ثم بعد موته رحل إلى ولات فلازم الشريف أبا عبد الله الولاتي اثنتين وثلاثين سنة وأجازه عامة، ولما حج مولاي الشريف استخلفه

_ (1) دشرة في مقدم ازوات محاذية لتنبكتو. (المؤلف) . (2) مدينة ذات نخيل بينها وبين تنبكت عشرة أيام. (المؤلف) . (3) نسبة إلى ونكرة بلد بالسودان. (المؤلف) .

في التدريس والإمامة، وجميع من لقيه مولاي الشريف في رحلته من العلماء فأجازه أو دعا له يشركه معه في الإجازة والدعاء، ولازم مولاي الشريف إلى أن مات سنة 1102، ثم لازم ولده مولاي الشريف محمد بن محمد بن عبد الله إلى أن مات. وأجازه جماعة من أهل فاس ومصر والحرمين والشام واليمن ولم يرهم، وذلك بواسطة مولاي الشريف أبي عبد الله محمد. فممن أجازه ولم يره من أهل المدينة: القشاشي والشيخ إبراهيم الكوراني ومن أهل مكة: العجيمي، ومن أهل اليمن: الشيخ أحمد بن العجل وغيره، ومن أهل مصر: الخرشي والزرقاني. وأجازه أيضاً محمد بن سليمان الرداني ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وأبو سالم العياشي ومحمد بن أحمد الفاسي وعبد الرحمن بن عبد القادر وأبو السعادات محمد بن عبد القادر ووالدهما عبد القادر بن عليّ الفاسي ومحمد بن قاسم ابن زاكور وعمر بن محمد المنجلاتي ومحمد بن عبد المؤمن الجزائري ومحمد بن سعيد قدورة ومحمد بن خليفة الجزائري والشيخ عيسى الثعالبي وعبد السلام اللقاني ومحمد بن أحمد ميارة ومحمد بن أحمد الجنان والأبار الفاسي وأحمد بن محمد الزموري والنجم الغزي وعبد الباقي الحنبلي واليوسي ومحمد الصغير الافراني صاحب " ياقوتة البيان ". وذكر في فهرسته أنه روى ما بين إجازة وسماع عن تسعمائة وعشرين (920) شيخاً. قال تلميذه الفلاني في ثبته الكبير حين ترجمه بما ذكرته وعدهم وبين ولادة كل واحد ووفاته، اه. روى عنه الشيخ صالح الفلاني، وهو الذي شهر أسانيده ومن طريقه عرفها الناس، قال الفلاني في ثبته الكبير: " رحلت إليه عام 79 ولازمته أربع سنين " ثن عدد مقروءاته عليه وهي كثيرة وافرة قال: " وأجازني جميع مروياته وناولني فهرسته بعد أن قرأتها عليه ودعا لي مراراً وألبسني قميصه وعمامته وقلنسوته وشيعني لما ودعته، وبالجملة فهو أجل شيوخي، وبلغني أنه توفي سنة 1186 ".

قلت: وتلقى أسانيد ابن سنة هذا عن الفلاني بالقبول كل من أخذ عنه من أهل المشرق والمغرب خصوصاً أهل بلده كأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الشنكيطي نزيل فاس الجديد بفاس، وعلامة شنكيط محمد الحافظ بن المختار ابن حبيب بن أكريش العلوي الشنكيطي، فإنهما أخذاها عن الفلاني وافتخرا بها عنه، وتلقاها بالقبول تلاميذ محمد الحافظ المذكور من أهل الصحراء وهم عيونها، كمحمد بن عبد الله بن أحمد بن الفقيه وولده أحمدي مؤلف " العضب اليماني " وأولاده محمدي ومحمد الأمين وغيرهم. وممن تلقاها عن الفلاني من أهل الصحراء بلديه وصاحبه محمد بن قورد الفلاني، فقد ذكر في " اليانع الجني " أنه وقف على نسخة من " قطف الثمر " له بخطه وفي آخرها خط الشيخ صالح الفلاني، قال: وهي نسخة جيدة، اه. والشيخ محمد هاشم الفلاني يروي عن صالح الفلاني بأسانيده المذكورة، وعن المذكور تلقى " قطف الثمر " شيخ الإسلام بمكة عبد الله بن عبد الرحمن سراج المكي وعنه تلقى هذا السند جماعة من أعلام المغرب والمشرق الذين تتصل أسانيدنا بهم. وربما يتساءل هل وجد لابن سنة المذكور وتعميره ذكر في غير ما ذكر من السلاسل، وهل تابع الفلاني عنه غيره قلت: كان شيخ بعض شيوخنا المسند العارف أبو عبد الله محمد بن أحمد العطوشي الطرابلسي الأصل المدني الدار يسند الصحيح من طريق المعمرين عن شيخه محمد السياح الفاسي عن ابن سنة الفلاني بالسند المعروف له، وممن تلقاه عنه كذلك جماعة من أهل الجزائر وتونس والشام والحجاز واليمن والهند، كالعلامة الشيخ سعيد الأسطواني الدمشقي، وشيخ بعض شيوخنا الجزائريين محمد بن هني بن معروف المجاجي الجزائري دفين تونس، والشيخ عبد القادر بن مصطفى المشرفي المعسكري دفين مصر، ومفتي الحنفية بالمدينة محمد أمين بن عمر بالي زاده الحنفي المدني، ومحمد سعيد العظيمابادي الهندي، والشمس محمد ابن حمودة قوبعة السفاقسي، وغيرهم.

وفي ثبت مسند اليمن الشمس محمد بن سالم السري التريمي أنه يروي فهرسة ابن سنة الفلاني عن شيخه محمد بن ناصر الحازمي عن محمد بن حمد العطوشي المدني عن الشيخ محمد الفاسي عن ابن سنة فهرسته، اه. وقد كان يخطر ببالي أن محمد الفاسي المذكور هو محمد الفاسي الذي كان بتونس أول القرن الثالث عشر، وأخذ عنه بها البرهان الرياحي وغيره، ثم صرت أستبعد ذلك بعد الوقوف على ترجمة المذكور في تاريخ الوزير ابن أبي الفياض وغيره، فترجح عندي أنه غيره. ولا تستغرب عدم ذكر ابن سنة المذكور في بطون التواريخ الموجودة لأنا لم نقف ولم يقع بيدنا إلى الآن فهرس ولا تاريخ لأهل ذلك الصقع بعد زمن الشيخ أحمد بابا، ولم نجتمع بأحد من بحاثي تلك الجهات لنستفيد منهم أخبار الرجل المذكور وتعميره، ولا تيسر لنا دخولها ولا أن ذلك بالهين. وأما التواريخ الموجودة فقد تبحث عن الرجل الذي يكون جاراً لمؤلفها فلا تجد له عندهم أدنى ذكر، مع أنه مستحق التدوين، فكيف يلزم الفاسي ترجمة الفلاني، هذا من تكليف ما لا يطاق! فلذلك نقول: عدم العثور لا يدل على عدم الوجود، فعلى هذا نكف عن الخوض في ذلك بأزيد مما ذكر، مع كون الفلاني إن ذكر أنه قرأ وسمع على شيخه ابن سنة ما يستغرب من الكتب والمصنفات فكتابه " إيقاظ الهمم " ينم عن اطلاع كبير ووقوف على أكثر من تلك الكتب وأغرب، ولا نحب أن نكون كصاحب الفار في القصة التي ساقها ابن خلدون لأجل ابن بطوطة وغرائبه، فكن على بال من كلامه والله أعلم بالحقيقة. ثم وجدت الوجيه الأهدل وهو من هو قال في " النفس اليماني "، (1) و " هذا الشيخ المعمر الحافظ الشهير محمد بن سنة العمري هو شيخي بالإجازة العامة، وقد ذكرت في حاشيتي على المنهل الروي المسمى " المنهج السوي ": وأروي بالإجازة العامة عن الشيخ العارف المسند الحافظ المعمر ابن سنة المغربي

_ (1) النفس اليماني: 212.

عن ابن العجل (1) عن البدر الغزي عن السيوطي، حصلت لي إجازة ابن سنة المذكور بالعموم لأنه أجاز لأهل عصره الموجودين وكانت وفاته في عشر التسعين بتقديم التاء ومائة وألف، كما أفادني بذلك جمع من علماء الحرمين رووا عن تلميذه العلامة صالح الفلاني المغربي عنه وأجازوني بذلك " ا. هـ كلام النفس. ثم من حسن الصدف أن ورد على فاس أخيراً راجعاً من الحج والزيارة العالم الأديب الناسك الشيخ محمد الأمين بن دحان القلقمي الحوضي التشيتي فحرر لي شهرة الشيخ صالح الفلاني وشيخه ابن سنة ببلاد فلان وتلك الأصقاع الشنكيطية التي يعرفها معرفة ضرورية كافية. 583 - ابن سعادة (2) : هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرحمن الناصر، من أهل مرسية، سكن شاطبة، ودار سلفه بلنسية، له فهرسة توسع فيها، قال عنها ابن الأبار في ترجمته من " الصلة ": " جمع فهرسة حافلة " اه. مات سنة 566. أرويها من طريق ابن الأبار عن أبي بكر بن أبي جمرة المرسي عنه، وهو صهر أبي عليّ الصدفي والراوي عنه، قال في " نفح الطيب ": " سمع أبا عليّ الصدفي واختص به وأخذ عنه، وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح لصهر كان بينهما " اه. وروايته وعمه لصحيح البخاري عن الصدفي هي معتمد المغاربة وبها يفتخرون، وقد كان الشيخ أبو محمد عبد القادر الفاسي يقول كما في " المنح " وغيرها: " رواية ابن سعادة هي من أفضل الروايات التي عند الحافظ ابن حجر، وإن ابن حجر لم يعثر عليها، وهي المعتمدة عندنا بالمغرب وهي مسلسلة بالمالكية " اه. وفي نظم مقدمة ابن حجر لأبي الفيض حمدون بن الحاج السلمي المرداسي:

_ (1) النفس: عن الشيخ أبي أحمد بن محمد العجلي. (2) ترجمة ابن سعادة في التكملة: 505 والديباج: 287 والوافي بالوفيات 5: 250 (رقم: 2325) وبغية الوعاة 1: 277 والنفح 2: 158 والزركلي 8: 8: 23.

وأسناه ما بالغرب طلعة شمسه ... وآسد في أرجائها يتبسم عن ابن سعادة الذي له نسخة ... بها كل قراء البخاري ترنموا ومن غض من رواية له زاعماً ... بأنها وجادة فقط لا يكلم لخرقه للإجماع من أهل مغرب ... وأندلس والحق لا يتلثم وأشار بالبيتين الأخيرين إلى ما سبق في حرف التاء (1) عن أبي مروان عبد الملك التجموعتي من إنكاره على المغاربة ولوعهم برواية ابن سعادة هذه، وتعجبه من تلقيهم لها بالقبول، مع أن رواية ابن سعادة من قبيل الوجادة التي هي أضعف أنواع التحمل عند المحدثين، وذلك أن نسخة الجامع الصحيح صارت إليه من أبي عليّ الصدفي لصهر كان بينهما، وكانت بخط أبي عليّ نهاية في الصحة والضبط، فحدث بها ابن سعادة من غير إجازة ولا سماع، قال أبو الفيض ابن الحاج: " وقد أنكر عليه ذلك شيوخ العصر وحق لهم إنكاره، فإن تواريخ الأندلس قاطبة ناطقة ببطلان دعواه، وأن ابن سعادة سمع الصحيح قراءة على أبي عليّ وأجازه فيه، وقوله وكانت بخط أبي عليّ فيه نظر، بل بخط عمه موسى بن سعادة ورثها عنه ابن أخيه الذي اعتمدت المغاربة روايته عن أبي عليّ بدون واسطة عمه، وكتب الصدفي بخطه الإجازة له على ظهر النسخة، قال في " نفح الطيب " في حق محمد بن يوسف: " سمع أبا عليّ الصدفي واختص به وأخذ عنه " اه. أقول: كأني بأبي مروان ما كان ينكر أو يذكر كل ما نقل عنه، إذ إنكاره أخذ محمد بن يوسف المترجم عن الصدفي بعيد، إذ هو من مثله إنكار لمحسوس، إذ على النسخة السعادية الآن مشاهداً بخط الصدفي على أول الجزء الخامس ما نصه: " سمع جميعه على محمد بن يوسف بن سعادة،

_ (1) راجع ما تقدم ص: 255.

وتم سماع جميعه من أوله إلى آخره في شهر ربيع الآخر من سنة عشر وخمسمائة، كتبه حسين بن محمد الصدفي بخطه " اه. ومن خط الصدفي نقلت، والحمد لله. ولعله كان ينكر تفضيلها على سائر روايات البخاري فقط، وهذا ربما يكون له وجه، أو كان ينكر اتصال المغاربة بها إذ كان يرى أن أغلب اتصالاتهم بها ليست على طريق الرواية المعهودة عند أهل الرواية والصناعة، على أن ممن كان ينكر تفضيل رواية ابن سعادة على باقي الروايات الحافظ أبو العلاء العراقي الفاسي، وهو من هو، فقد قال تلميذه الاخباري المطلع الواعية أبو محمد عبد السلام ابن الخياط القادري في تحفته: " رواية موسى بن سعادة قال فيها بعض الطلبة (1) من المغاربة هي أفضل من الروايات التي عند ابن حجر، وان ابن حجر لم يقف عليها، قال شيخنا الحافظ المحدث مولاي إدريس العراقي: هذا باعتبار ما ظهر له، وإلا فرواية عياض عن الصدفي أفضل من رواية ابن سعادة عن الصدفي، ولا يمكن أن نجزم بأن ابن حجر لم يقف عليها، كما لا نجزم بأن ابن حجر وقف عليها أو أحدهما، فالأمر محتمل " ثم قال القادري: " قد وقفت عليها نسخة رواية عياض عن الصدفي المشار لها عند مولاي إدريس المذكور، وسمعت عليه جلها، وأنا أقابل عليه معها نسخة ابن سعادة المشار لها، فباعتبار ما ظهر لنا قول شيخنا مولاي إدريس صحيح " اه. قلت: وقوف ابن حجر على رواية الصدفي محقق، وناهيك بما سبق عن النسخة التي ظهرت بطرابلس بخط الصدفي في عام 1211 وعليها بخط السخاوي: أن شيخه ابن حجر عليها كان يعتمد وقت شرحه للبخاري (انظر الصدفي من حرف الصاد (2) تر عجباً، وانظر كتابنا " إتحاف الحفيد بترجمة جده الصنديد " وتأليفنا " التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة ") . 584 - ابن سعدون (3) : هو الشيخ الفقيه أبو عبد الله محمد بن سعدون

_ (1) يعني به سيدي عبد القادر الفاسي (المؤلف) . (2) الترجمة رقم: 364 (ص: 705) . (3) فهرسة ابن خير: 434 والصلة: 570 (توفي بأغمات سنة 485) .

ابن عليّ القيرواني أروي فهرسته بسندنا إلى ابن خير عن أبي بكر عبد العزيز ابن خلف الأزدي إجازة عنه. 585 - ابن السبكي الكبير (1) : هو عليّ بن عبد الكافي بن عليّ بن تمام السبكي الشافعي أبو الحسن الإمام الحافظ المجتهد النظار، له: إبراز الحكم من حديث رفع القلم، وأحاديث رفع اليدين، وأجوبة سؤالات في الحديث أوردها بعض المحدثين على كتاب " تهذيب الكمال " للحافظ المزي، وأجوبة مسائل حديثية وردت من الديار المصرية، وضياء المصابيح في اختصار المصابيح للبغوي، والسيف المسلول على من سب الرسول، والنكت على صحيح البخاري في مجلد وقفت عليه بمكتبة مكناسة. ترجمة الذهبي في معجمه المختص بالمحدثين قال: " سمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ تقي الدين أبي الحسن عليّ بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف، ولد سنة 683، وسمع من ابن الصواف والدمياطي، وبدمشق عن أبي جعفر بن الموازيني، وهو ثقة جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوي الذكاء من أوعية العلم " اه، فقف على وصفه له بفخر الحفاظ وكونه من أوعية العلم وناهيك بذلك، وقال عنه في كتابه " مشتبه النسبة " (2) : " ورفيقنا الإمام عليّ بن عبد الكافي السبكي كتب عني وكتبت عنه " اه. وعده الحافظ الذهبي أيضاً في رسالته " بيان زغل

_ (1) ترجمة السبكي الكبير في طبقات الشافعية 6: 146 والدرر الكامنة 3: 134 وغاية النهاية 1: 551 وحسن المحاضرة 1: 321 وبغية الوعاة 2: 176 وطبقات الحفاظ: 521 وذيل تذكرة الحفاظ: 39، 352 وطبقات الداودي 1: 412 والبداية والنهاية 14، 252 والنجوم الزاهرة 10: 318 والشذرات 6: 180 وخطط مبارك 12: 7 وبروكلمان، التاريخ 2: 86 وتكملته 2: 102 والزركلي 5: 116. (2) مشتبه النسبة: 292 طبع أروبا (المؤلف) قلت: ص: 389 من الطبعة المصرية بتحقيق عليّ محمد البجاوي.

العلم والطلب " من الجماعة الذين حمد الله على وجودهم في الوقت ويفهمون هذا الشأن ويعتنون بالأثر، وهم عنده: المزي وابن تيمية والبرزالي وابن سيد الناس والقطب الحلبي والتقي السبكي. وترجمه الحافظ أبو المحاسن الحسيني الدمشقي في " ذيل طبقات الحفاظ " (1) للذهبي فقال: " الشيخ الإمام الحافظ العلامة قاضي القضاة بقية المجتهدين " ثم قال: " عني بالحديث أتم عناية، وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئاً كثيراً من سائر علوم الإسلام، وهو ممن طبق الممالك ذكره، ولم يخف على أحد خبره (2) ، وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان، وكان ممن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والشعر والفصاحة والزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه، وتخرج به طائفة من العلماء وحمل عنه " أمم " اه. باختصار. وقال في ترجمة محدث مصر الحافظ شهاب الدين أبي الحسن أحمد بن أيبك الحسامي المعروف بالدمياطي: (3) " خرج لشيخنا قاضي القضاة تقي الدين السبكي معجماً في عشرين جزءاً ولم يستوعب شيوخه " اه. وترجمه الحافظ السيوطي في " طبقات الحفاظ " (4) له فقال فيه: " شيخ الإسلام إمام العصر، وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفاً، وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث ". وترجمه أيضاً الحافظ ابن ناصر الدمشقي في " طبقات الحفاظ " له أيضاً فقال: " شيخ الإسلام وأحد الأيمة المجتهدين الاعلام، مولده في صفر سنة 683، وحدث عن الحافظ مسعود الحارثي وأبي نصر الشيرازي وآخرين، وعنه ولده القاضي أبو نصر عبد الوهاب وأبو المعالي ابن رافع وطائفة من

_ (1) ذيل الطبقات: 39. (2) ذيل الطبقات: ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره. (3) ذيل الطبقات: 55. (4) طبقات الحفاظ: 522.

المحدثين، وكان إماماً مبرزاً ثقة نبيلاً علامة، حديثاً وفقهاً وأصولاً، خرج له الحافظ شهاب الدين أحمد ابن أيبك الحسامي الدمياطي معجماً نفيساً سمعه عليه الحفاظ كالمزي والذهبي وانتقى منه ولده أبو نصر أربعين حديثاً حدث بها وبغيرها من المرويات، ولم يزل متصدياً للتصنيف والإفادة إلى أن مات " اه. وترجمه أيضاً المسند الرحال القاضي أبو البقاء خالد بن أحمد البلوي الأندلسي في رحلته المسماة " تاج المفرق في تحلبة علماء المشرق " (1) فقال: " وممن سمعت عليه، وترددت إليه، واختلفت إلى منزله، واعترفت بفضله وتطوله، الشيخ العلم الكبير تقي الدين أبو الحسن عليّ بن عبد الكافي السبكي إمام من أيمة الشافعية، وعالم من كبار علماء الديار المصرية، ومن يعترف له بالرتب (2) العلية، ويرشح للخطة الكبيرة القاضوية، له عدالة الأصل وأصالة القول (3) وإصابة النقل ورزانة العقل، وجزالة القول والفعل، ومتانة الدين والفضل، إلى تحصيل وتفنن وتأصيل في المنقولات والمعقولات، وتمكن نظر راجح وحفظ راسخ، وتقدم في الحديث والرواية عال شامخ، كريم شهد له العيان، إليه يعزى البيان، ومن بحره يخرج اللؤلؤ والمرجان، إلى آداب غضة، وفضائل من فضة " إلى أن قال: " لقيته بمنزله من القاهرة وسمعت عليه، ورسم لي الإجازة التامة العامة بخطه (انظر الرحلة المذكورة) نعم إن لقاء البلوي للتقي السبكي في وسط أمره، لأن رحلته كانت سنة 736، ومات ابن السبكي سنة 756، فانظر ما يقول فيه لو لقيه آخر عمره. وترجمه أيضاً ابن قاضي شهبة في " طبقات الشافعية " فقال: " سمع عليه خلائق منهم الحافظان أبو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي " اه. وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في شرحه على " جمع الجوامع " لولد المترجم:

_ (1) تاج المفرق 1: 237. (2) التاج: بالرتبة. (3) التاج: العدل.

" قلت لشيخنا الإمام سراج الدين البلقيني: ما يقصر بالشيخ تقي الدين السبكي عن الاجتهاد وقد استكمل آلته وكيف يقلد فسكت، فقلت له ما عندي، وهو أن الامتناع للوظائف التي قررت للفقهاء على المذاهب الأربعة، وأن من خرج عن ذلك واجتهد لم ينله شيء، وامتنع الناس من استفتائه فينسب للبدعة، فتبسم ووافقني على ذلك " اه. قال الشيخ المسناوي في " جهد المقل القاصر ": " المناسب هنا هو الأمر الأخير، فإن الشيخ أجل من أن يكون له اعتبار بما قبله والتفات إليه حسبما هو معلوم من حاله " اه. منه. ومن الغريب ان الشهاب الخفاجي ذكر في شرح الشفا (1) أن تقي الدين المذكور مات عن خمس وعشرين سنة، مع أنك علمت مما سبق أنه مات عن أزيد من سبعين سنة، لأنه ولد سنة 683 وملت سنة 756، ثم ظهر لي أنه سرى له الوهم من ترجمة عقدها الحافظ السيوطي في " طبقات الحفاظ " (2) لعلي بن عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي الشافعي، فإن الحافظ المذكور قال فيه: " مات سنة 672 وله ست وعشرون سنة ولو عاش لما تقدمه أحد " اه. من الطبقات. فلموافقة هذا المترجم للسبكي في اسمه واسم أبيه وبلده ومذهبه ظنه الخفاجي هو، والكمال لله. ومن الأغلاط المتعلقة بسنة وفاة السبكي أن طابع " طبقات الحفاظ " بالهند جعل من كلام الحافظ الذهبي فيها تحديد وفاة السبكي هذا سنة 756، مع أن الذهبي مات قبله بنحو ثماني سنوات، وهذا مما يدلك على أن أرباب المطابع لا يعتنون بالتصحيح والمقابلة، ولا يكلفون بكل كتاب العالم بموضوعه والله أعلم. أروي كل ما للسبكي من طريق ولده الآتي بعده. ح: وبأسانيدنا إلى

_ (1) شرح الشفا 2: 574 من الطبعة الأولى (المؤلف) . (2) طبقات الحفاظ: 514.

الحافظ السيوطي عن العلم البلقيني عن والده سراج الدين البلقيني عنه، وقد ظفرت في المكتبة الخالدية ببيت المقدس لما زرته عام 1324 بمجموعة بخط المترجم له الشيخ تقي الدين السبكي اشتملت على عدة مؤلفات، منها: الأدلة في إثبات الأهلة، ورسالة في مضمار القصيدة النونية المتضمنة الرد على الأشاعرة وهي 25 ورقة في القالب الكبير كتبت سنة 749، والاعتبار ببقاء الجنة والنار كتبت 748 تتضمن تضليل من قال بفناء النار من أهل عصره، وغير ذلك، وهي مجموعة قيمة لا ثمن لها، من النفاسة بمكان. 586 - ابن السبكي الصغير (1) : هو تاج الدين عبد الوهاب بن عليّ بن عبد الكافي، ترجمه الحافظ ابن حجر في " طبقات الحفاظ " التي جعلها ذيلاً على " شرح البديعية " لابن ناصر، فقال: " ولد سنة 728 وأجاز له الحجار وسمع من جماعة وختم القرآن صغيراً وطلب العلم وهو ابن عشر سنين بدمشق، وعني بالحديث، ولازم الذهبي، وسمع الكثير على شيوخ عصره، ومهر في الفنون، وولي قضاء دمشق بعد أبيه إلى أن مات، وصرف مراراً ويعاد، وجرت له بسبب ذلك محن وقضايا يطول شرحها، وهو مع ذلك مكباً على الاشتغال والتصنيف، حتى خرج له مع قصر عمره من التصانيف في الفقه وأصوله وغير ذلك ما يتعجب منه. وله شرح مختصر ابن الحاجب في غاية الحسن، وشرح منهاج البيضاوي، والطبقات الكبرى والوسطى والصغرى، ومن الطبقات تعرف منزلته في الحديث، وله الترشيح في فقه أبيه، ورتب فتاوى أبيه على الأبواب في أربع مجلدات " اه.

_ (1) ترجمة تاج الدين السبكي في الدرر الكامنة 3: 39 وحسن المحاضرة 1: 328 والبداية والنهاية لابن كثير (صفحات متفرقة من الجزء الرابع عشر) وتاج العروس (سبك) والشذرات 6: 221 والنجوم الزاهرة 11: 108 وبروكلمان، التاريخ 2: 108 والتكملة 2: 105 والزركلي 4: 335 ومقدمة طبقات الشافعية تحقيق الطناحي والحلو (القاهرة 1964) .

قلت: وترجمه أيضاً الحافظ الذهبي في " المعجم المختص " فقال: " عبد الوهاب ابن شيخ الإسلام تقي الدين عليّ بن عبد الكافي، القاضي تاج الدين أبو نصر السبكي الشافعي، ولد سنة 728 كتب عني أجزاء نسخها وأرجو أن يتميز في العلم، درس وأفتى وعني بهذا الشأن " اه. ومات في ذي الحجة سنة 771. قلت: من تأمل ترجمة ابن السبكي هذا بقلم الحافظ ابن حجر مع ترجمة أبيه السابقة بقلم الحفاظ الأعلام الذهبي وابن ناصر والحسيني والسيوطي في " طبقات الحفاظ " يعلم عظمة الرجلين، لأن من ذكر خصوصاً الذهبي وابن ناصر كانا كالخصمين لهم لتشيعهما لابن تيمية وحزبه، خصوصاً ابن ناصر كان يعادي بعداوته ويحب بحبه، ومع ذلك ما وسعهما إلا الاعتراف للأب والابن بما ذكر، لتعلم أن الحق أحق بالاتباع، فما يتقوله بعض من لا علم له بأن السبكي إنما مجده وقدسه ولده في الطبقات لا غيره هو الدليل بعينه على جهل قائله وكذبه. وقال الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته في حق المترجم: " الإمام المجمع على جلالة قدره وتمام بدره، بل قيل لو قدر إمام خامس مع الأيمة الأربعة لكان ابن السبكي، وهو صاحب التائية التي في معجزات المصطفى عليه السلام، وقد جمع فيها ما لم يجمع في غيرها " اه. أروي ما للمذكور من طريق الحافظ السيوطي عن قاضي القضاة عز الدين أحمد بن إبراهيم الحنبلي والجلال أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد القمصي، كلاهما عن الجمال عبد الله بن عليّ الكناني عن التاج السبكي، سماعاً لبعضها وإجازة لكلها. 587 - ابن سلمون (1) : هو أبو القاسم سلمون بن عليّ بن عبد الله بن

_ (1) الإحاطة 4: 309 - 310 وذكر ابن الخطيب أن ولده عام 685 ولم يذكر تاريخ وفاته.

سلمون الكناني الغرناطي، كان صدر وقته في معرفة الشروط إلى الرواية والمشاركة، له الوثائق المرتبطة بالأحكام، وله برنامج روايته وصفه ابن الخطيب في ترجمته بقوله: نبيه (انظر الإحاطة) . 588 - ابن السمعاني (1) : هو تاج الإسلام الحافظ أبو سعد عبد الكريم ابن الحافظ معين الدين أبي بكر بن أبي المظفر منصور التميمي السمعاني المروزي صاحب التصانيف، ولد سنة 506، وحمله والده إلى نيسابور آخر سنة 9 فأسمعه على المسندين، ومات أبوه وتربى مع أعمامه وأهله، وحفظ القرآن والفقه، ثم حبب إليه هذا الشأن ورحل إلى الأقاليم النائية، وسمع من الفراوي وزاهر الشحامي وطبقتهما بنيسابور وبغداد وبخارى وسمرقند ودمشق وأصبهان والكوفة. قال الحافظ ابن كثير في تاريخه خطاباً للحافظ ابن الجوزي: " وقد علم العالمون بالحديث أنه يعني ابن السمعاني أعلم منك بالحديث والطرق والرجال والتاريخ وما أنت وهو بسواء، وأين من أفنى عمره في الرحلة والفن خاصة، وسمع من أربعة آلاف شيخ ودخل الشام والعراق والحجاز والجبال وخراسان وما وراء النهر، وسمع في أكثر من مائة مدينة وصنف التصانيف الكثيرة إلى من لايسمع إلا ببغداد، ولا روى إلا عن بضعة وثمانين نفساً، فأنت لا ينبغي أن يطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا، بل باعتبار رأيك: ذا قوة حافظة وعلم واسع وفنون كثيرة واطلاع عظيم " اه. وترجمه للذهبي في التذكرة (2) فذكر أنه عمل المعجم في عدة مجلدات، وأنه كتب عمن دب ودرج، وأنه درس وأفتى ووعظ وأملى، واسع الرحلة،

_ (1) راجع ما مر رقم: 213 (ص: 611) . (2) التذكرة: 1316.

ونقل عن ابن النجار أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، فقال: " وهذا شيء لم يبلغه أحد " ثم عدد مؤلفاته الكثيرة الكبيرة وذكر مقاديرها، وقال: " ذهب أبو سعد إلى بيت المقدس وزاره، والنصارى يومئذ ولاته، وذكر في كتابه " التحبير " تراجم شيوخه فأفاد وأجاد، وذكر الحافظ ابن ناصر أن معجم شيوخه في عشر مجلدات. ولما ترجم المناوي في أول " فتح القدير " للحاكم صاحب " المستدرك " وذكر أنه أكثر الرحلة والسماع حتى سمع في نيسابور من نحو ألف شيخ ومن غيرها أكثر، قال: " ولا تعجب من ذلك فإن ابن النجار ذكر أن أبا سعد السمعاني له سبعة آلاف شيخ " اه منه. مات ابن السمعاني سنة 562 بمرو وله ست وخمسون سنة. قلت: عندي من مؤلفاته كتاب في الأنساب، وهو بحر في علم الأنساب والأدب والوفيات وهو كالمعجم أيضاً لأنه قل أن يذكر بلدة أو قرية أو حلة إلا يذكر من أخذ عنه من أهلها. أروي ما له بالسند المذكور في المعجم (انظر حرف الميم) . 589 - ابن السنوسي (1) : هو الإمام العارف الداعي إلى السنة والعمل بها، ختم المحدثين والمسندين، الكبريت الأحمر والهمام الغضنفر، حجة الله على المتأخرين، أبو عبد الله محمد بن عليّ السنوسي الخطابي الشلفي أصلاً، المكي هجرة، الجغبوبي مدفناً، ويعرف في مسقط رأسه بابن السنوسي ولذلك ترجمته هنا. ولد بمستغانم 12 ربيع الأول عام 1202، وأخذ العلم بالواسطة وفاس عن أعلامهما، ثم دخل مصر والحجاز فروى فيهما عامة عن العارف الكبير المحدث الأثري الشهير أبي العباس أحمد بن إدريس، وهو عمدته في طريق القوم وإليه ينتسب، وقاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي

_ (1) انظر رقم: 9 (ص: 103) في ما تقدم؛ ويضاف إلى ما ذكر من مراجع: المنهل العذب 1: 374 وهدية العارفين 2: 400 وكحالة 11: 14 وبروكلمان: التكملة 2: 883 ودليل مؤرخ المغرب: 11 وأعلام الجزائر: 168 (وفيه ذكر لمراجع أخرى) .

وعمر بن عبد الرسول العطار المكي، وأجازه بمصر الأمير الصغير والنور القويسني والشمس الفضالي وحسن العطار والبدر الميلي والمعمر ثعيلب الضرير والنور عليّ النجاري والشهاب الصاوي وفتح الله السمديسي وغيرهم، وممن أجازه من الجزائريين سيبويه زمانه عبد القادر بن عمور المستغانمي، ومن أعلى شيوخه الجزائريين إسناداً وأعظمهم شهرة الشيخ أبو طالب المازوني ومحمد بن التهامي البوعلفي والشمس محمد بن عبد القادر وابن أبي زوينة المستغانمي، وأجازه في طرابلس عامة: الشهاب أحمد الطبولي الطرابلسي، ومن شيوخه بسلا أحمد بن المكي السدراتي السلوي شارح الموطأ، وأجازه من أهل درعة فخرها ابن عبد السلام الناصري الدرعي وولده محمد المدني، وأجازه من أهل فاس الشيخ حمدون بن الحاج والشمس محمد بن عامر المعداني مختصر " الإبريز " ومحمد بن أبي بكر اليازغي الزهني والطيب بن هداج والسيد أبو بكر الإدريسي القيطوني وأبي زيد عبد الرحمن بن إدريس العراقي الحسيني وغيرهم، وسمع حديث: لا إله إلا الله حصني، من تلميذه العلامة المحدث محمد سعيد العظيمبادي الهندي، من طريق مسلسلات ولي الله الدهلوي، وأخذ الطريقة الشاذلية بالمغرب عن آله وعن أبي حامد مولاي العربي الدرقاوي وسيدي محمد بن أبي جد بن الريفي وغيرهم، وأخذ بالمشرق عن جماعات طرقهم: كالقادرية والنقشبندية وغيرهما، ورحل إلى الجبل الأخضر من أرض طرابلس الغرب سنة 1255، ثم انتقل إلى الجغبوب سنة 1273. ألف الشيخ ابن السنوسي في هذه الصناعة التآليف العديدة ذكرت في حروفها " انظر الأوائل، وسوابغ الأيد، والمنهل الروي الرائق، والسلسل المعين، والمسلسلات، والبدور السافرة، والشموس الشارقة " (1) وألف في العمل بالسنة والوقوف على الأدلة: كتابه بغية السول في الاجتهاد والعمل

_ (1) انظر الأرقام: 9، 70، 199، 420، 532، 533، 549.

بحديث الرسول، وكتابه بغية القاصد وخلاصة المراصد وهو مطبوع بمصر، وإيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن وهو مطبوع أيضاً بالجزائر، وغير ذلك. وبالجملة فقد كان في القرن المنصرم شامته الواضحة وغرته الناصعة بما نشر من السنة وعلومها وربى وهذب من الخلائق، مع الاعتدال والفرار من الدعوى وكانت له همة عالية ورغبة عظمى في العلم وجمع الكتب، وكان ينتدب جماعات من طلبته الأنجاب كل واحد أو أكثر يوجهه لجهة يقصد جمع الكتب شراءً وانتساخاً ومهما سمع بمعاصر ألف كتاباً في الحديث إلا وكتب له عليه على بعد الديار وطول المسافة، ومن ذلك انه لما سمع بأن قاضي فاس أبا محمد عبد الهادي بن عبد الله العلوي شرح تيسير ابن الديبع كتب له عليه حتى نسخ له، أخبرني بذلك ولد الشارح المذكور مجيزنا المعمر الوجيه الأسنى الناسك أبو العلاء إدريس بن عبد الهادي دفين المدينة المنورة، وأخبرني أن مكتوب المترجم لوالده بذلك لا زال بيده، فأنعم بها من همة سامية ورغبة وحرص لا يعرف الكلل ولا الرجوع قهقرى. وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، كالأخوين عمر وقاضي مكناس أبي العباس أحمد ابني الطالب ابن سودة وجدي أبي المفاخر محمد بن عبد الكبير الكتاني والشمس القاوقجي ومحمد حقي النازلي صاحب " خزينة الأسرار " (1) والشيخ صديق جمال المكي ومفتي الحنفية بمكة الشيخ الجمال الحنفي المكي ومحمد بن عبد الله بن حميد الشركي مفتي الحنابلة بمكة ومحمد المدني بن عزوز البرجي النفطي ومحمد سعيد العظيمابادي وأحمد بن المهدي التونسي ومفتي الحنفية بالمدينة الشيخ مصطفى الياس المدني والشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المكي مفتيهم بمكة ومحمد بن صالح الزواوي وصالح العودي وغيرهم.

_ (1) معجم سركيس: 784 785.

ولنا فيه وفي أصحابه ومشايخه مجلدة نفيسة، كما ألف فيه أيضاً أبو عبد الله محمد بن عيسى السعيدي القاسمي الجزائري " المواهب الجليلة في التعريف بإمام الطريقة السنوسية " في جزء وسط. وأعلى طرقنا إليه عن شيوخنا أبي اليسر فالح المهنوي والقاضي أحمد بن الطالب ابن سودة والمعمر عبد الهادي ابن العربي العواد، ثلاثتهم عنه في كل ما له من مروي ومؤلف منظوم ومنثور. مات الأستاذ المذكور في 9 صفر سنة 1276 ولم يخلف بعده مثله في هديه وسمته وعظيم همته وبعد صيته وكثرة تلاميذه (وانظر الكلام على أوائله في حرف الألف) وبالجملة فلم يجلب ذكره هنا إثر ابن السمعاني وابن السبكي حرف شهرته فقط، بل لكونه كان يحذو حذوهم ويقفو أثرهم على حسب زمانه ومكانه، رحمه الله. قال مفتي الحنابلة بمكة المكرمة المؤرخ العلامة محمد بن عبد الله بن حميد الشركي الحنبلي في إجازة له: " أعظمهم قدراً يعني مشايخه وأشهرهم ذكراً وأشدهم اتباعاً للسنة النبوية وأمدهم باعاً في حفظ الأحاديث المروية وأكثرهم لها سرداً وأوفرهم لكتبها جمعاً وتتبعاً العلامة المرشد الكامل مولانا السيد محمد بن عليّ السنوسي الحسني، فقد روى لي الحديث المسلسل بالأولية أول تشرفي بطلعته، ثم لازمته مدة مديدة وحضرت عليه سنين عديدة، وكان يقرأ صحيح البخاري في شهر، ومسلم في خمسة وعشرين يوماً، والسنن في عشرين يوماً، مع التكلم على بعض المشكلات، ولا أعد هذا إلا كرامة له، ثم أجازني بجميع ما حواه ثبته الجامع المسمى ب " البدور الشارقة فيما لنا من أسانيد المغاربة والمشارقة " وهو في مجلدين، وكان أصله مالكي المذهب، لكن لما توسع في علوم السنة رأى أن الاجتهاد متعين عليه، فصار يعمل بما ترجح عنده من الأدلة " اه. منها. قلت: على ذكر عمله بمقتضى الأدلة أذكر ان مسند الديار التونسية وقاضيها الأستاذ المعمر الشيخ محمد الطيب النيفر حدثني بها أنه لما لقي الشيخ

في حجته الأولى قدم له نسخة من تهذيب البرادعي كان وجهها له معه أحد أحبائه، فسأل الشيخ عما يريد منها مع ما يعرف عنه من ميلانه للأختيار والترجيح فقال: لأجيب منها إذا سألني سائل عن المذهب المالكي. وعلى ذكر سرعة القراءة والصبر على السماع أردت أن أسوق هنا ما للعالم الصالح الحافظ أبي عبد الله محمد بن صعد التلمساني الأنصاري في كتابه " روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين " ونصه: " رأيت النقل عن الشيخ سيدي محمد بن مرزوق أنه كان يقول سيدي أبو القاسم حافظ المغرب في وقته وإمام الدنيا يعني العيدروسي الفاسي نزيل تونس إن الله أجرى عادته في علماء الإسلام أن يبارك لأحدهم في قراءته، والآخر في إلقائه وتفهيمه، والآخر في نسخه وجمعه، والآخر في عبادته، وسيدي أبو القاسم ممن جمع الله له ذلك كله وبارك له في قراءته وإلقائه ونسخه وجمعه وعبادته. وحدث عنه بعض من قيد عنه قال: سمعت سيدي أبا القاسم يقول: قرأت البخاري في حصار فاس الجديد في يوم واحد، أبتدأته بعد أذان الفجر وختمته بعد العتمة بقليل، قلت: كان سيدي أبو القاسم ممن فتح عليه في حفظ البخاري والقيام عليه نسخاً وفهماَ وقراءة، رأيت في بعض التقاييد أنه نسخ منه ثماني نسخ وربما فعل أكثر، أكثرها في سفر واحد، ونسخ أيضاً من صحيح مسلم تسع نسخ، وأما غيرهما من كتب الحديث والفقه فنسخ من ذلك ما لا يأتي عليه العد والإحصاء، وخصوصاً الشمائل والشفا لعياض فإنه نسخ منهما كثيراً، وهذذا من أعظم الكرامات " اه. كلام ابن صعد. وفي ترجمة أبي الحسن عليّ بن عبد الله بن أحمد العلوي، التوقادي أصلاً، المصري داراً، الحنفي من معجم الحافظ مرتضى الزبيدي: " قرأ عليّ الصحيح في اثني عشر مجلساً في رمضان سنة 1188 في منزل، ثم سمع الصحيح ثاني مرة مشاركاً مع الجماعة مناوبة في القراءة في أربعة مجالس وكان مدة القراءة من طلوع الشمس إلى بعد كل عصر، وصحيح مسلم

في ستة مجالس مناوبة بمنزلي " اه منه. ونحوه ذكر الجبرتي في ترجمة السيد عليّ المذكور من تاريخه. وفي " الحطة " نقلاً عن السيد جمال الدين المحدث عن أستاذه السيد أصيل الدين أنه قال: " قرأت صحيح البخاري نحو مائة وعشرين مرة في الوقائع والمهمات لنفسي وللناس الآخرين فبأي نية قرأته حصل المراد وكفى المطلوب " اه. وفي ترجمة الحافظ برهان الدين الحلبي من " الضوء اللامع " للسخاوي أنه قرأ البخاري أكثر من ستين مرة ومسلم نحو العشرين " اه. وفي ترجمة الحجار من تاريخ الحافظ ابن حجر أنه حدث بالصحيح أكثر من سبعين مرة بدمشق وغيرها، وفي ترجمة البرهان إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم البقاعي الحنبلي من " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " (1) للعلامة عبد الحي ابن العماد العكري الحنبلي الدمشقي أنه قرأ على البدر الغزي البخاري كاملاً في ستة أيام، أولها يوم السبت 11 رمضان عام 930، وصحيح مسلم كاملاً في رمضان عام 931 في [خمسة] أيام متفرقة في عشرين يوماً " اه. وقد قال الحافظ السخاوي حكى الحافظ الذهبي عن الحافظ شرف الدين أبي الحسن اليونيني أنه سمعه يقول إنه قابل نسخته من صحيح البخاري وأسمعه في سنة إحدى عشرة مرة (انظر الشهاب الهاوي على منشىء الكاوي) وفي " طبقات الخواص " للشهاب أحمد الشرجي اليمني في ترجمة سليمان بن إبراهيم العلوي (2) أنه أتى على البخاري نحواً من مائتين وثمانين مرة، قراءة وسماعاً وإقراء، وفي ترجمة غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي الغرناطي الندلسي من " الغنية " (3) للقاضي عياض: " بلغني عنه ولم أسمعه منه أنه قال: كررت البخاري سبعمائة مرة " اه. وفي ترجمة المذكور من " صلة " (4) الحافظ ابن بشكوال يذكر أنه كرر صحيح البخاري سبعمائة مرة، اه. مع أن غالباً المذكور عاش 78 سنة، خذ منها ما قبل

_ (1) الشذرات 8: 206. (2) لم أجد هذه الترجمة في طبقات الخواص. (3) الغنية: 255. (4) الصلة: 450 (المؤلف) قلت: ص: 433 من الطبعة المصرية.

بلوغه إلى وفاته يبقى عندك ستين سنة، فعلى هذا كان يقرؤه في كل سنة نحو عشر مرات، في كل شهر مرة تقريباً، وفي أول " تاج العروس " (1) للحافظ أبي الفيض الزبيدي نقلاً عن إجازة لشيخ مشايخه أحمد زروق بن محمد (2) ابن قاسم البوني التميمي: " ومن أغرب ما منح الله به المجد صاحب القاموس أنه قرأ بدمشق بين باب النصر والفرج تجاه نعل النبي صلى الله عليه وسلم على ناصر الدين أبي عبد الله محمد بن جهبل صحيح مسلم في ثلاثة أيام وافتخر بذلك فقال: قرأت بحمد الله جامع مسلم ... بجوف دمشق الشام جوفاً لإسلام على ناصر الدين الإمام ابن جهبل ... بحضرة حفاظ مشاهير أعلام وتم بتوفيق الإله وفضله ... قراءة ضبط في ثلاثة أيام قلت: والقصة في " أزهار الرياض " (3) . ووجدت في ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني: " رأيت خط الفيروزبادي في آخر جزء من صحيح الإمام البخاري قال: إنه قرأ صحيح البخاري أزيد من خمسين مرة " اه. وذكر القسطلاني عن نفسه أنه قرأ البخاري على رحلة الآفاق أبي العباس أحمد بن طريف الحنفي في خمسة مجالس وبعض مجلس، قال: متوالية مع ما أعيد لمفوتين أظنه نحو العشر، وذلك عام 882. وفي تاريخ الحافظ الذهبي في ترجمة إسماعيل بن أحمد الحيري النيسابوري الضرير ما نصه: " وقد سمع عليه الخطيب البغدادي بمكة صحيح البخاري في ثلاثة مجالس " قال: " وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه " اه. وفي

_ (1) تاج العروس 1: 14. (2) كذا وصوابه احمد، اه. (المؤلف) . (3) أزهار الرياض 3: 48 وانظر أيضاً فتح المتعال: 365 366.

مشتبه النسبة " (1) للحافظ الذهبي: " وإسماعيل ابن أحمد الحيري (2) الضرير صاحب التفسير قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس وهذا أمر عجيب وذلك في ثلاثة أيام وليلة " اه. وذكر غيره أن إسماعيل المذكور كان يبتدىء من المغرب ويقطع القراءة في وقت الفجر، ومن الضحى الى المغرب، والثالث من المغرب إلى الفجر (انظر فتح المتعال للمقري (3) والمشرع الروي للشمس الشلي وخلاصة الأثر للمحبي الدمشقي) وفي " كنز الرواية " لأبي مهدي الثعالبي لدى ترجمة الخطيب: " قرأ صحيح البخاري بمكة في خمسة أيام على كريمة المروزية، وقرأه على أبي عبد الرحمن إسماعيل ابن أحمد الحيري النيسابوري الضرير في ثلاثة مجالس، قال الخطيب اثنان منهما في ليلتين بحيث أبتدأ القراءة وقت المغرب وقطعها عند صلاة الفجر، الثالث قرأ من ضحوة النهار إلى المغرب ثم من المغرب إلى طلوع الفجر ففرغ الكتاب، قال الذهبي: وهذا شيء لا أعلم أحداً في زماننا يستطيعه " اه. وذكر السخاوي أن شيخه الحافظ ابن حجر قرأ سنن ابن ماجة في أربعة مجالس، وصحيح مسلم في أربعة مجالس سوى مجلس الحتم وذلك في نحو يومين وشيء، قال: وهو أجل مما وقع لشيخه المجد الفيروزبادي، وقرأ كتاب النسائي الكبير على الشرف ابن الكويك في عشرة مجالس، كل مجلس منها نحو أربع ساعات، قال (4) : وأسرع شيء وقع له أنه قرأ في رحلته الشامية معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين الظهر والعصر، وهذا أسرع ما وقع له، وقال: هذا الكتاب في مجلد يشتمل على نحو ألف حديث وخمسمائة حديث. وفي ذيل الحافظ تقي الدين ابن فهد على ذيل الشريف أبي المحاسن الحسيني الدمشقي لطبقات الحفاظ للذهبي ما نصه (5) : " قرأ

_ (1) مشتبه النسبة: 123 (المؤلف) قلت: ص: 184 في الطبعة المصرية. (2) في المطبوعة: الجبري، والتصويب عن المشتبه. (3) فتح المتعال: 367. (4) انظر فتح المتعال: 366. (5) ذيل الطبقات: 223.

الحافظ أبو الفضل العراقي صحيح مسلم على محمد بن إسماعيل بن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية، قرأ في آخر مجلس منها أكثر من ثلث الكتب، وذلك بحضور الحافظ زين الدين ابن رجب وهو يعارض بنسخته " اه. وقال التقي المذكور في ترجمة الحافظ ابن حجر من ذيله المذكور (1) : " بلغ ابن حجر الغاية القصوى في الكتابة والكشف والقراءة، فمن ذلك أنه قرأ البخاري في عشرة مجالس من بعد صلاة الظهر إلى العصر، ومسلماً في خمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم، والنسائي الكبير في عشرة مجالس كل مجلس منها قريب من أربع ساعات، وأغرب ما وقع له في الإسراع انه قرأ في رحلته الشامية المعجم الصغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتي الظهر والعصر، وفي مدة إقامته بدمشق، وكانت شهرين وثلث شهر، قرأ فيها قريباً من مائة مجلد مع ما يعلقه ويقضيه من أشغاله " اه. قلت: ممن ذكر قراءة الحافظ ابن حجر لمعجم الطبراني الصغير في مجلس واحد الحافظ تقي الدين الفاسي في كتابه " ذيل التقييد " لابن نقطة قائلاً: " قرأ المعجم الصغير للطبراني بمجلس واحد بصالحية دمشق فألحق الحافظ ابن حجر بخطه: " تحدثاً بنعمة الله بهامش التذييل المذكور بين الظهر والعصر " كما قرأت الترجمة وملحقاتها بخط الحافظ السخاوي في كناشته ناقلاً عن خط شيخه ابن حجر رحمهم الله. وذكر المنلا أبو طاهر الكوراني في بعض إجازاته أنه قرأ الموطأ على شيخه أبي الأسرار العجيمي في أحد عشر مجلساً، وفي " الغنية " (2) للقاضي عياض حين ترجم لأبي القاسم خلف بن إبراهيم المعروف بابن النخاس قال: " حدثني برسالة ابن أبي زيد بقراءتي عليه في مجلس واحد في داره بقرطبة " اه. وفي ترجمة عبد الله بن أحمد بن عمروس الشلبي من " تكملة " ابن الأبار (3)

_ (1) ذيل الطبقات: 336 وانظر فتح المتعال: 366. (2) الغنية: 210 وضبط (النخاس) بالخاء المعجمة، وهي في المطبوعة من فهرس الفهارس بالمهملة. (3) التكملة: 832.

" أنه قرأ التلقين للقاضي عبد الوهاب عليّ ابن العربي في مجلس واحد وبقراءته سمع أبو بكر ابن خير وذلك في سنة 532 " اه. وسبق في ترجمة الشيخ عابد السندي (في حرف العين) (1) أنه كان يختم الكتب الستة في شهر واحد روايةً، ودراية في ستة أشهر. وفي فهرس مولانا فضل الرحمن الهندي الذي جمعه له صاحبه الشيخ أحمد أبو الخير المكي أنه قرأ الصحيح على شيخه الشيخ محمد إسحاق الدهلوي بالهند في بضعة عشر يوماً. وجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني قرأ صحيح البخاري تدريساً بعنزة القرويين وغير قراءة تحقيق وتدقيق في نحو خمسين مجلساً، لم يدع شاذة ولا فاذة تتعلق بأبوابه ومحل الشاهد منها إلا أتى عليها، مع غير ذلك من الطائف المستجادة، ولعله أغرب وأعجب من كل ما سبق، والله خالق القوى والقدر. 590 - ابن السيد: هو قاضي مدغرة العلامة أبو عبد الله محمد فتحاً بن أحمد بن السيد بن محمد بن عبد العزيز الحسني العلوي السجلماسي، واشتهر بالنسبة لجده السيد لما فيه من التمييز لعدم مشاركة غيره له في بلده، وهو من مشاهير تلاميذ الإمام أبي العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي المجازين منه، بل واستجاز الهلالي للمترجم من شيخه شيخ الجماعة بفاس أبي عبد الله محمد بن عبد السلام البناني (كما سبق في ترجمة البناني المذكور) . وللمترجم ثبت نسبه له بصري في ثبته لدى الحديث المسلسل بالمصافحة، وقد وقفت عليه، وهو في نحو كراسة ضمنه أسانيد شيخه الهلالي مقتصراً عليها، فهو شبه اختصار فهرسة شيخه المذكور، وللمترجم نظم رسالة السمرقندي في الاستعارات، ثم شرح النظم، ذكر فيه أنه ألفه سنة 1186 بخزانة السلطان سيدي محمد بن عبد الله لما كلفه بمقابلتها، وبآخره تقريض عليه للعلامة القاضي أبي محمد عبد القادر ابن شقرون الفاسي، وكتب في

_ (1) رقم: 379 (ص: 722) في ما تقدم.

إمضائه هكذا: عبد الأشراف وغبار نعالهم. ولا أعلم عن حاله الآن أكثر مما ذكرت. وممن علمته روى عن المترجم عامة مولاي الصادق بن الهاشمي العلوي أحد أشياخ السلطان مولاي سليمان العلوي، وهو دون مولاي الصادق بن هاشم العلوي المدغري دفين مراكش شيخ أبي العباس ابن الخياط وطبقته، فإن الأول أقدم منه طبقة وقد أجرى ذكر المترجم صاحب " الاشراف " وأرخ وفاته بسنة 1197. ثم وقفت على إجازة من ابن السيد المذكور لمحمد بن مهدي بن عبد الرحمن السجلماسي وهي عامة، قال: بما حصل لنا من إجازات الأشياخ كسيدي أحمد الحبيب وتلميذه الهلالي وابن عبد السلام بناني إجازة عامة مطلقة. 591 - ابن السيد (1) : هو الأستاذ النحوي اللغوي أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد بكسر السين المشددة وسكون الياء البطليوسي صاحب كتاب " أسباب الأختلاف " وهو كتاب عظيم لم يصنف مثله ولم يسبقه أحد إليه وهو مطبوع، وكتاب الفرق بين الحروف المشكلة من حروف المعجم التي يغلط فيها كثير من الناس وهو في نحو خمس عشرة كراسة، وقفت على نسخة منه بخط مؤلفه بالإجازة به لأحمد بن عثمان بن هارون اللخمي بتاريخ 515، وعندي خطه أيضاً على جزء أسباب الاختلاف بالإجازة أيضاً والحمد لله، وله شرح على الموطأ، وأخذ عنه القاضي عياض وترجمه في " الغنية " وهو ممن أفردت ترجمته بالتصنيف، ألف فيه الفتح بن خاقان صاحب

_ (1) ترجمة ابن السيد في الغنية: 218 والصلة: 282 والقلائد: 193 والذخيرة 2/3: 890 والخريدة 2: 478 وغاية النهاية 1: 449 والمغرب 1: 385 والديباج: 140 وأزهار الرياض 2: 101 والنفح (صفحات متفرقة) وابن خلكان 3: 96 ومرآة الجنان 3: 228 وبغية الوعاة 2: 55 والشذرات 4: 64.

" المطمح " و " القلائد ". وكانت وفاته في رجب سنة 521. نروي فهرسته من طريق ابن أبي الأحوص عن أبي عبد الله بن الزبير عن أبي الحسن ابن النعمة وأبي عمرو ابن بشير عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم وابن النعمة أيضاً معاً عنه. 524 - سباعيات ابن العربي (1) : نرويها عنه بأسانيدنا إليه (انظر حرف العين) . 525 - سداسيات الحافظ أبي طاهر السلفي: بانتقائه من مسموعات أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الرازي الشافعي المعروف بابن الخطاب في سنة 512، منها نسخة موجودة بمكتبة الاسكوريال باصبانيا، نرويها بأسانيدنا إلى السلفي (انظرها في حرف السين) . 526 - سرور القلب وقرة العيون (2) في معرفة الآداب في الظهور والبطون: للعالم الصالح أبي الأنس محمد محيي الدين بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أبي الحسن ابن الشيخ شرف الدين المليجي الشافعي المصري، وهو ثبت نفيس نادر الوجود، ألفه في سلاسل الطرق الصوفية وإلباس الخرقة والمصافحة في نحو السبع كراريس، وقعت إلي منه نسخة، ذكر في أوله أن بعض إخوانه سأله ان يذكر له من ألبسه الخرقة من سادات عصره، فساعده لما يرجو بالاتصال بسند أهل العلم من الاشتمال على نسب " طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني " فانا لا نعلم بركة المربي حتى يتسلسل السند ويضم النسب العفيف، ثم ترجم لمشايخه أبو الامداد شرف الدين يحيى بن عبد الرحمن بن الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة 1065، وولده أبو الصلاح عبد

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 488 (ص: 855) . (2) انظر ما تقدم رقم 565 (ص: 994) ورقم 15 (ص: 111) وقارن بالرسالة المستطرفة: 99.

الحليم بن يحيى بن عبد الرحمن ابن الشيخ الشعراني المتوفى سنة 1073 ووالده عبد الرحيم المليجي والشمس محمد بن قاسم البقري الأنصاري وشيخ الحجاز حسن بن عليّ العجيمي المكي، ثم ذكر إسناد الطريقة العباسية والرفاعية والبدوية والدسوقية والشاذلية والسهروردية والنقشبندية والجشتية والوفائية والدمرداشية والقشيرية والمدينية والفردوسية والخلوتية والأويسة والهمدانية والطيفورية والشطارية والبكرية والعمرية والجنية والخضرية والهنداونية والشناوية والأدهمية والعزيزية، وذكر كل طريق في مقصد، فكملت في ثلاثين مقصداً، ثم ختم بأسانيد المصافحة ونحو ذلك من إشارات رجال الطرق في الزمن الأول، ومدار روايته فيه على والده عن خاله عبد الواحد بن عبد القادر الشعراني عن عمه الشيخ عبد الوهاب، وأخذ والده أيضاً عن أبيه عبد الرحمن عن الشعراني وأخذ أيضاً عن الشمس البقري عن عمه موسى عن الشعراني وأخذ أيضاً عن عيسى الشناوي عن كمال الدين الشناوي الطويل عن أحمد الشناوي الخامي عن والده عليّ عن والده عبد القدوس عن الشعراني. وروى الطريقة البكرية عن سيدي محمد أبي المواهب. وأغرب ما في الثبت المذكور الطريقة العباسية وسلسلة ما فيها من طريق الخلفاء العباسيين الذين كانوا ببغداد، كتب له سندها العجيمي. ومن أغرب مافيها المقصد الرابع والعشرون في طريقة الجن التي أخذها عن شيخه عيسى الشناوي عن كمال الدين الشناوي عن الشهاب الشناوي، وهو عن شخص من صالحي الجن وملوكهم، وهوز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الطريق أربعة أنفس. ومن غرائبه روايته للطريقة الخضرية بالسند المذكور إلى الشناوي الخامي عن سيدي محمد بن أبي الحسن البكري عن والده عن رجل من رجال الغيب عن أمه. قال أبو الحسن البكري ذكر ولدها عنها إنها حضرت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ورأته وصافحته وتلقت منه الوصية بالحق والصبر، وكان اجتماعنا به

في المدينة، وكان بصحبتي سيدي عبد القدوس الشناوي وأبو الخير النبابي قال: وذكر هذا الرجل انه ولد في خلافة عمر بن الخطاب وكان الاجتماع به في أول القرن العاشر وأمه في ذلك الوقت معه، وهي جميلة الصورة معتدلة المزاج، قال: ولا عجب من فعل الله وأمره، نقل عنه ذلك الصفي القشاشي، قال: فبيني وبين النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أنفس. وروى حديث المصافحة بأسانيده السابقة إلى الشعراني عن إبراهيم القيرواني كما صافح الشريف المنشاوي بمكة وهو صافح بعض الجن الذين صافحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفرغ المليجي من كتب ثبته المذكور سنة 1106. أرويه وما فيه وما لمؤلفه عن شيخنا أحمد الجمل النهطيهي المصري عن الشمس محمد البهي الطندتائي عن السيد مرتضى الزبيدي عن الشهابين الملوي والجوهري، كلاهما عنه. 527 - سفر الإجازات (1) : للعلامة المحقق المشارك المحدث المطلع النقاد نادرة فاس في عصره المنتفع به فيها أبي عبد الله محمد المدني بن علال ابن جلون الكومي الفاسي، ولد بفاس سنة 1264 وتوفي ليلة 14 ربيع سنة 1298، ولم يصل للأربعين. كان صاحب همة لا تعرف الكلل وسهر لم يمس الملل، وكانت دروسه بالقرويين والزاوية الكتانية مشهودة قال فيه صاحب " السلوة ": " ما رأيت قراءة أعجب من قراءته ولا أشد تحقيقاً ولا أعظم تلخيصاً وجمعاً " اه. وقل كتاب حديثي يوجد بفاس إلا وعليه نقرة أو نقرات من خطه وتحريره. وله من التصانيف في السنة وعلومها جزء في الأحاديث المتواترة وهو مطبوع بفاس، وجزء في من غير المصطفى اسمه وهو أيضاً مطبوع، وكتابات على شرح الزرقاني على المواهب لو جردت لخرجت في أجزاء، وله كتاب

_ (1) سلوة الأنفاس 2: 363 وفيه " ابن علي " بدل " ابن علال ".

نفيس في الفرج بعد الشدة سماع " انتشاق الفرج بعد الأزمة من حضرة المسمى عين الرحمة " في مجلد وسط، عندي منه نسخة يتيمة عليها بخطه إجازة كتبها للعلامة الأديب أبي الحسن عليّ بن محمد النناني أصلاً الصويري قراراً وهي عامة، قال: بما أخذناه قراءة أو إجازة عن أشياخنا خصوصاً سيدنا الوالد وهي بتاريخ منتصف جمادى عام 1296، وله أسباب النضارة بالأربعين المختارة لم يكملها، وشرحها لم يكمله أيضاً، وله أيضاً سفر الاجازات هذا، وهي مجموعة إجازاته من مشيخته بخطوطهم كشيخنا أبي الحسن عليّ بن ظاهر، كتبها له بفاس عام 1297، وخالنا أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني، كتبها له عام 1287، وشيخنا أبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة، كتبها له عام 1290، والحسن بن عبد الرحمن السملالي السوسي، أجازه عام 1287، ومحمد بن عبد السميح الصويري، أجازه بالصويرة عام قضاء المجاز بها، ومحمد بن إبراهيم السلوي الفاسي عام 1284، وعبد الكبير بن المجذوب الفاسي وإدريس بن محمد السنوسي دفين المدينة المنورة، كتبها له عام 1286، والشمس محمد بن أحمد عليش المصري، استجاز له منه الشيخ الوالد، وحدثني بعض أصحابه أنه مجاز أيضاً من الأخوين العلمين المهدي وعمر ابني الطالب ابن سودة. وأخذ الطريقة النقشبندية والأحزاب الشاذلية والدلائل وأعمال الجواهر الخمس وغيرها من أبي الحسن عليّ بن محمد بن عمر الدباغ، وقفت على إجازته له بذلك عام 1290 بخطه، حسب أخذه لذلك عن والده والشيخ محمد صالح البخاري، وأخذ الطريقة الشاذلية وأعمالها عن شيخنا الشمس محمد بن عليّ الحبشي الاسكندري وغيرهم، والمجموعة المذكورة عندي. أروي ما له عن أخص تلامذته الجماع النادرة المفتي أبي العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن العباس عنه. 528 - السكر القصري في إجازة الشيخ حسونة القصري: هو ثبت في نحو كراسة للحافظ مرتضى الزبيدي، كتبه باسم الشيخ حسونة بن عمر

القصري التونسي إجازة له، وأجاز فيه أيضاً لوزير تونس حمودة بن عبد العزيز التونسي المؤرخ، والثبت المذكور موجود إلى الآن بخط الحافظ الزبيدي عند صاحبنا البحاثة الأثري السيد حسن حسني عبد الوهاب التونسي كما اخبرني بذلك بنفسه. وقد ترجم السيد مرتضى للشيخ حسونة المذكور في معجمه قائلاً: " ورد علينا سنة 1192 فسمع مني الأولية والفاتحة من طريق الجان ومن طريق ابن عربي، وكتبت له إجازة حافلة، ولم يزل يكاتبنا إلى ان توفي في سنة 1198 " اه. منه ملخصاً. قلت: ومنصل بالمجاز المذكور في الطريقة الشاذلية عن المسند المعمر الشيخ الطيب النيفر بتونس عن الشيخ الشاذلي ابن عمر الملقب بالمؤدب شيخ المغارة الشاذلية بتونس عن والده عمر المؤدب والد شيخ شيخنا المذكور عالياً عن السيد مرتضى عالياً حسبما عندي إجازة السيد له بخطه، وهي عامة. 529 - سلسلة العسجد في ذكر مشايخ السند (1) : للأمير أبي الطيب صديق ابن حسن خان القنوجي البوهبالي الهندي الأثري، ألفه باللغة الفارسية، وهو ثبته الجامع لمروياته عن مجيزيه: شيخنا القاضي حسين السبعي الأنصاري وأخيه زين العابدين ومحمد صدر الدين مفتي دهلي ومحمد يعقوب بن محمد أفضل نزيل مكة وعبد الحق الهندي المنوي المحمدي، ولم يرو صديق حسن عن أحد غير من ذكر، فما يوجد في كتبه من قوله في القاضي الشوكاني شيخنا فتجوز أو تدليس، وكيف يمكنه الأخذ عن الشوكاني وهو في قطر والآخر في غيره، إلا أن يكون أجاز لأهل عصره، ولا نتحققه، قاله تلميذه الشيخ أحمد المكي في " النفح المسكي ".

_ (1) انظر ما تقدم رقم 119 (ص: 362) وانظر معجم سركيس: 1201 ويذكر المؤلف هنا مصادر أخرى عامة وأخرى أفردت في ترجمته.

أروي الثبت المذكور وكل ما يصح لصديق حسن من مروي ومؤلف عن صاحبنا الشيخ أحمد بن عثمان العطار المكي عنه، قال لي: اجتمعت به في بوهبال سنة 1296 وكان أميراً بها فسمعت منه حديث الأولية، وهو أول حديث سمعته منه، وكان بيده ثبته المسمى " سلسلة العسجد " فلما وصل إلى شيخ شيخه الحازمي فوصفه بالحسيني فقلت: بل الحسني بالتكبير، ثم لما وصل لإبراهيم التازي ذكره بالنون، قلت: له بل بالتاء نسبة إلى مدينة تازا، ثم لما وصل إلى إسماعيل بن أبي صالح المؤذن جعله ابن صالح، فقلت: له ابن أبي صالح، فرجع، وكان ذلك بمحضر شيخنا القاضي حسين وبواسطته دخلت عليه، ثم أجازني كل ما يصح له من مؤلف ومروي، ولازمته بعد ذلك أعواماً، وفوض إلي مكتبته، وبعد عزله عن الإمارة جلس يؤلف رسائل باللغة الهندية إلى ان مات ختم جمادى الثانية عام 1307، ودفن ببهوبال، اه. قلت: وخلف ولدين أكبرهما أبو الخير محمد الحسن استجاز له مني صاحبنا المحدث العطار رحمه الله رحمة الأبرار، وهو صاحب الشرح المطبوع على " بلوغ المرام " للحافظ ابن حجر. ولوالده الأمير صديق حسن المذكور من التصانيف في الحديث: شرح تجريد الصحيح للشرجي اسمه " عون الباري " وهو مطبوع (1) ، وشرح اختصار مسلم للمنذري وهو مطبوع أيضاً، وأبجد العلوم وهو ينقسم إلى قسمين القسم الأول سماه " الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم " والقسم الثاني سماه " السحاب المركوم في بيان أنواع الفنون وأسماء العلوم " في ثلاث مجلدات مطبوع بالهند (2) ، وهدية السائل إلى أدلة المسائل، ويقظة أولي الأعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار، ومسك الختام شرح بلوغ المرام باللغة الفارسية في مجلدين، والروضة الندية في شرح الدرر البهية للشوكاني لا نظير له

_ (1) طبع في بهوبال 1299 وبهامش نيل الاوطار، بولاق 1297. (2) طبع أبجد العلوم في بهوبال سنة 1296.

في فقه الحديث، ومنهج الوصول إلى اصطلاح أحاديث الرسول، وإتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين، والإدراك في تخريج أحاديث الإشراك، والإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة، أربعون حديثاً في فضائل الحج والعمرة، إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ، بلوغ السول من أقضية الرسول، تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي، الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة، الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون، الحطة بذكر الصحاح الستة، رياض الجنة في تراجم أهل السنة، غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري، فتح المغيث بفقه الحديث، قطف الثمر من عقائد أهل الأثر، وتأليف في الهجرة، وآخر في الغزو، وسلسلة العسجد هذه وغير ذلك مما يقرب عده من السبعين مؤلفاً، مطبوع جلها في الهند ومصر والآستانة (انظر عدها في كتابه أبجد العلوم وغيره) وقد رأيت لبعضهم أن مصنفات السيد صديق حسن بلغت 222 منها 40 باللغة العربية و45 بالفارسية ونحو 139 باللغة الهندية. وبالجملة فهو من كبار من لهم اليد الطولى في إحياء كثير من كتب الحديث وعلومه بالهند وغيره، جزاه الله خيراً، وقد عد صاحب " عون الودود على سنن أبي داوود " المترجم له أحد المجددين على رأس المائة الرابعة عشرة، وما لبعض المسيحيين في كتاب له اسمه " اكتفاء القنوع بما هو مطبوع " (1) من أن المترجم كان عامياً وتزوج بملكة بوهبال فعندما اعتز بالمال جمع إليه العلماء وأرسل يبتاع الكتب بخط اليد وكلف العلماء بوضع المؤلفات ثم نسبها لنفسه، بل كان يختار الكتب القديمة العديمة الوجود وينسبها لنفسه ... الخ، فكلام أعدائه فيه، والا فالتآليف تآليفه ونفسه فيها متحد، نعم وقعت له فيها غلطات وتقدمات ألف في الرد عليه لأجلها عصريه أبو الحسنات عبد الحي اللكنوي كتابه " تذكرة الراشد برد تبصرة الناقد " و " إبراز الغي الواقع في شفاء العي " وكل منهما لا يخلو تصنيفه

_ (1) هو فانديك، انظر اكتفاء القنوع: 497.

ورده وجوابه من فوائد، جزاهما الله خيراً. قال ولد المترجم في " الروض البسام ": " ومن سيرته المرضية أنه لا يناظر أحداً وإن رد عليه أحد من الجهلة لا يجيبه أبداً لانه لا يرى في علماء الوقت من يستحق المناظرة، وأكثرهم حساد مغمورون في جهالاتهم، متغمصون في خزعبلاتهم، لم يرزقوا الإنصاف، وإنما رضعوا بلبن الاعتساف " اه. وهي مبالغة فادحة، رحم الله الجميع، وقد أورد لصديق حسن ترجمة طنانة نعمان الآلوسي البغدادي في كتابه " جلاء العينين " له فانظرها، كما أفرد ثناء أعلام عصره عليه وتقريضهم على تآليفه بتصنيف أحد أتباعه سماه " قرة الأعيان ومسرة الأذهان في مآثر الملك الجليل النواب صديق حسن ختن " (وقد طبع بمطبعة الجوائب بالآستانة سنة 1298) ، وعندي منه نسخة أهداها لي الشيخ أحمد أبو الخير، وألف فيه أيضاً كتاب " قطر الطيب في ترجمة الإمام أبي الطيب " وسرد مؤلفاته أيضاً صاحب المواهب و " كنز الرغائب " وانظر " الحطة " ونقدها. 530 - سلسلة الأنوار في نظم درر السادات الأخيار (1) : لمحمد بن أحمد بن عليّ الوافلاوي في أسانيد الشيخ أبي العباس ابن ناصر الطريقية، اعتمد فيها ما في فهرسة أبي عليّ اليوسي وفصل ذلك تفصيلاً، قال في أولها: وبعد فاعلم أن بعض الفضلا ... من فضلاء عصرنا والنبلا طلب مني رجزاً قد اشتمل ... عن سند أصح مما قد نقل معنعن الاسناد في الأشياخ ... العاملين الثابتي الأرساخ مخصصاً أشياخ ذي الطريقة ... الجامعين الشرع والحقيقة والناظم المذكور من أصحاب أبي عليّ الحسين بن الشرحبيل الدرعي أكبر أصحاب الشيخ أبي العباس ابن ناصر وخليفته، ومنه أبتدأ في نظم

_ (1) قارن بالدليل: 429.

السلسلة. اتصل بما فيها من طريق الشيخ أبي العباس ابن ناصر ووالده (انظر ابن ناصر في حرف النون) . 531 - سلاسل البركات الموصولة بدلائل الخيرات: لجامع هذه الشذرة محمد عبد الحي الكتاني. 532 - سوابغ الأيد في مرويات أبي زيد (1) : للشيخ السنوسي المذكور غير مرة، أرويه عن أصحابه عنه. 533 - السلسل المعين في السلاسل الأربعين (2) : للشيخ السنوسي المكي ثم الجغبوبي وهو المذكور قبله، اسم فهرس لخص فيه رسالة العجيمي في الطرق الأربعين، ووصل سلاسله بها من طريقه، وزاد عليها بعض أسانيد مشايخه، وهي في نحو الست كراريس، رأيتها في زاوية بقيرات من ضواحي مستغانم، وبالمكتبة العمومية بطنجة. ومما استغربت في الثبت المذكور روايته للصلاة المشيشية من طريق العجيمي الذي قال: " وأما الصلاة المنسوبة إلى سيدي القطب عبد السلام فأخبرني بها حماعة منهم صاحبنا الشيخ الفاضل الصالح الكامل مولانا السيد محمد بن أحمد الحسني الإدريسي قراءة عليه، قال أنبأنا بها والدي أحمد عن والده محمد بن عمر بن عيسى بن عبد الوهاب بن محمد ابن إبراهيم بن يوسف بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن محمد بن القطب سيدي عبد السلام برواية كل عمن فوقه إليه، ثم ساقها. أروي الثبت المذكور عن العارف أبي عبد الله محمد بن محمد سر الختم المرغني الاسكندري بها سنة 1323، عن سيدي عبد المتعال بن الشيخ سيدي أحمد بن إدريس عن الشيخ السنوسي صاحبها.

_ (1) انظر ما تقدم من إحالات في رقم: 589. (2) انظر ما تقدم من إحالات في رقم: 589.

534 - سمط الجوهر (1) في الأسانيد المتصلة بالفنون والأثر: للعلامة الأديب الكاتب الشهير أبي التوفيق محمد العربي بن محمد بن عليّ الدكالي الشهير بالدمناتي، قال في أوله: " قد سألني من يجب عليّ إسعافه، ولا يسعني خرفه، أن أقيد له أسانيد مشايخي الأعلام، فأحجمت إلى ورا، لعلمي أني من أجهل الورى، قال: هذه بعض الأسانيد لبعض التآليف العلمية خصوصاً الكتب الحديثية والتفاسير البهية وبعض الكتب السنية والمسلسلات وبعض طرق السادات الصوفية وكتبهم المرضية، مقتصراً على أسانيد علماء المشرق وبعض المغاربة الأعيان، ورتيتها على مقدمة وستة فصول وخاتمة، فالمقدمة في فضائل حملة السنن والآثار وما ورد في ذلك من صحيح الأخبار، الفصل الأول: فيما لا بد منه من إتقان الدراية قبل الشروع في الرواية، الفصل الثاني: في فضل طلب الحديث، الفصل الثالث: في شرف فضل الاسناد، الفصل الرابع: في كيفية الأخذ عن المشايخ بالتحمل والسماع والمناولة في الحيازة وما يتعلق بذلك من أنواع الإجازة، الفصل الخامس: في تقسيم مراتب الشيوخ، الفصل السادس: في آداب المتعلم مع الشيخ والأصحاب، الخاتمة في ذكر الأسانيد وعدد مشايخه الذين يروي عنهم فيها، وهم عنده 61 شيخاً 23 مغاربة مالكيةو38 مشارقة، ظفرت بنسخة من هذا الثبت مبتورة الأول ثم ظفرت بعد مدة مديدة بكراريس من أوله بخط المسند ابن رحمون رحمه الله، ومنها استفدت اسمه، فلذلك ذكرته هنا في هذا الحرف، وانظر أسانيدنا إليه في الدمناتي من حرف الدال. ومما استفدته من عنوان هذا الثبت أن الدمنتي المذكور هو أبو التوفيق الدكالي شيخ ابن رحمون، وقد كنت أظنه غيره، ولذلك ذكرته بالعنوانين (في ترجمة ابن رحمون من حرف التاء) والصواب أن أبا التوفيق الدكالي هو العربي الدمنتي.

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 199 (ص: 402) حيث سماه العربي بن محمد وكناه أبا حامد، وص: 272 (ترجمة التهامي بن رحمون) سماه العربي الدمنانتي كما ذكر العربي الدكالي.

535 - السمط المجيد في تلقين الذكر (1) والبيعة وإلباس الخرقة وسلاسل أهل التوحيد: للإمام العارف صفي الدين أحمد بن محمد بن يونس بن أحمد ابن عليّ المقدسي الدجاني ثم المدني الأنصاري المعروف بالقشاشي، قال عنه تلميذه أبو سالم العياشي في رحلته: " ذكر فيه طرق رواياته وأسانيده عن مشايخه وأكثرها في طريق القوم، فقد استوفى غالب طرقهم وساق أسانيده إلى أصحابها بأسانيدهم إلى منتهاها، مع ذكر شيء من حكاياتهم ومآثرهم "، اه، منها. قلت: وهو مطبوع بالهند، انظر أسانيدنا إليه في القشاشي. 536 - السمط المكلل بالجوهر الثمين من الأربعين المسلسلة بالمحمدين: للحافظ أبي الفيض الزبيدي، نرويه بأسانيدنا إليه المذكورة في " ألفية السند " ومحمد مرتضى. 537 - سند المرعشي: هو العلامة الصالح محمود بن أحمد بن محمد المرعشي الحلبي المتوفى سنة 1201، موجود بالمكتبة التيمورية بمصر ضمن مجموعة في المصطلح تحت عدد 96، أجاز للمذكور الشهاب العطار وابن بدير المقدسي ومحمد الدرنداوي وأحمد بن حسن الاركوني الأماسي، وأخذ الفقه الحنفي عن الشهاب أحمد الدمنهوري المذاهبي. ومن غرائب ما اشتمل عليه ثبته سنده في الآذان تلقاه عن السيد عليّ بن حسن المعروف برئيس المؤذنين في الحرم النبوي عن مشايخه إلى بلال المؤذن، لا أحفظ بالمترجم اتصالاً. 598 - استنزال السكينة بتحديث أهل المدينة (2) : إجازة كتبها العلامة أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي للمنلا إبراهيم الكوراني وهي في نحو أربع كراريس فيها لطائف ونوادر، وقفت عليها، وقد ساق جميع

_ (1) انظر رقم: 547 (ص: 970) . (2) انظر رقم: 393 (ص: 735) .

ما فيها ولده في " المنح البادية ". نرويها من طريق الكوراني والهشتوكي كلاهما عنه (وانظر من اسمه عبد الرحمن) . 539 - السيف المنتضى (1) فيما رويته بأسانيد الشيخ مرتضى: لحافظ المغرب الأوسط الشيخ أبي راس المعسكري، أرويه عن المعمر أبي العلاء إدريس ابن الطايع بن التهامي اليونسي بفاس عن العارف أبي عمرو عثمان بن محمود القادري بإجازته لجده وأولاده وأحفاده عنه عالياً (وانظر أبو راس حرف الألف) . حرف الشين 592 - شمس الدين البكري (2) : هو الشيخ أبو المكارم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن البكري الصديقي المتوفى سنة 994، له ثبت فيما رواه عن والده سيدي أبي الحسن البكري، موجودة منه نسخة خطية بالخزانة التيمورية بمصر في قسم المصطلح تحت عدد 156، والمذكور كان استجازه المنصور السعدي مكاتبة وكذا الشيخ القصار، فكتب للأول رسالة استوعب فيها تفاصيل نشأته وتربيته والمشايخ الذين أخذ عنهم ومآثرهم. نروي ما له بالسند إلى القصار عنه. 593 - الشامي (3) : هو الإمام الحافظ محدث الديار المصرية ومسندها شمس الدين محمد بن يوسف بن عليّ بن يوسف الشامي الصالحي الدمشقي

_ (1) انظر رقم: 40 (ص: 150) . (2) ترجمة البكري الصديقي في النور السافر: 414 والشذرات 8: 431 وخطط مبارك 3: 126 وجامع كرامات الأولياء 1: 187 وبروكلمان، التاريخ 2: 339 والزركلي 7: 289. (3) ترجمته في الشذرات 8: 250 والرسالة المستطرفة: 151 وبروكلمان، التاريخ 2: 304 وتكملته 2: 415 والزركلي 8: 30.

نزيل برقوقية الصحراء خارج باب النصر بمصر، من أجل تلاميذ الحافظ السيوطي، حلاه عصريه الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي المكي طالعة كتابه " الخيرات الحسان " ب " صاحبنا الشيخ العلامة الصالح الفهامة الثقة المطلع الحافظ المتبع الشيخ محمد الشامي الدمشقي ثم المصري " وحلاه الشيخ أبو سالم العياشي ب " إمام المحدثين " وغيره ب " خاتمة الحفاظ ". وهو صاحب السيرة المعروفة بالسيرة الشامية التي هي أجمع وأفيد ما ألفه المتأخرون في السيرة النبوية والأحوال المصطفية في نحو سبع مجلدات ضخمة هي عندي سماها " سبل الرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد " جمعها من ألف كتاب، وتحرى فيها الصواب، وختم كل باب بإيضاح ما أشكل فيه وبعض ما اشتمل عليه من النفائس المستجدات، مع بيان غريب الألفاظ وضبط المشكلات، خرج بعضها من مسودة المؤلف تلميذه العلامة الشمس محمد بن محمد بن أحمد الفيشي المالكي من أثناء باب السرايا، وله أيضاً الآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد أهل الدنيا والآخرة رتبه على سبعة أبواب ثم ظفر بأشياء فألحقها وسماه " الفصل الفائق في معراج خير الخلائق "، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ومطلع النور في فضل الطور وقمع المتعدي الكفور، وعقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان، وهو الذي لخصه ابن حجر الهيثمي في كتابه " الخيرات الحسان في مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان " عقد فيه باباً مهماً لذكر المسانيد السبعة عشر المجموع فيها حديث أبي خنيفة رضي الله عنه، وجود سياق أسانيده إليها عن شيوخه ما بين سماع وقراءة وإجازة، مشافهة أو كتابة، بأسانيدهم إلى مخرجيها، وله الإتحاف بما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف. أخذ عن الحافظ السيوطي والشهاب القسطلاني والشيخ شاهين بن عبد الله الخلوتي المصري وشجاع الدين عمر بن عبد الله الخلوتي المقيم بقرافة مصر وغيرهم، وكانت وفاته يوم الاثنين 14 شعبان عام 942. أتصل به من

طريق البدر القرافي عن الشمس محمد بن محمد الفيشي عنه. ح: ومن طريق أبي سالم العياشي عن الشمس محمد الطحطاوي المالكي المصري عن الشيخ محمد الكلبي عن الشامي المذكور. 594 - شرف الدين الأنصاري (1) : هو شرف الدين ويكنى بأبي المواهب واسمه يحيى، ولكن بلقبه المذكور اشتهر وعرف، وهو الذي كان يكتب في إمضائه، ولذلك ترجمه المحبي في حرف الشين فتبعته، وهو ابن الشيخ زين العابدين، ويكنى بأبي هادي، ابن محيي الدين عبد القادر بن أحمد ولي الدين ويكنى بأبي زرعة، ابن الشيخ جمال الدين، المكنى بأبي المحاسن، وهو يوسف بن القاضي زكرياء الأنصاري الشافعي، الإمام العلامة الوجيه الصدر المسند الكبير. أخذ عن والده وجده محيي الدين عبد القادر، وجده المذكور أخذ عن جده الشيخ يوسف جمال الدين، وهو عن والده القاضي زكرياء، وأخذ أيضاً عن الشمس الشوبري والنور الشبراملسي وأجازه شيوخه، ويروي أيضاً عن والده، وهو أخذ عن والده والشهاب أحمد الشلبي، وكل منهما أخذ عن جمال الدين يوسف عن والده شيخ الإسلام. وكان له اعتناء تام بالأسانيد ومعرفة الشيوخ وموالدهم ووفياتهم، وكانت كتبه كثيرة بحيث انه اجتمع عنده كتب جده شيخ الإسلام ومن جاء بعده من أسلافه على كثرتها، وأضاف إليها مثلها شراء واستكتاباً، فكان إذا أتاه كتاب أي كتاب للبيع لا يخرجه من بيته ولو بزيادة ثمن مثله، وكان حريصاً على خطوط العلماء ضنيناً بها، وذكر المؤلف مصطفى فتح الله الحموي أنه أخبره أن عنده من " طبقات السبكي " ثماني عشرة نسخة، وثمانية وعشرين شرحاً على البخاري، وأربعين تفسيراً، ولما مات فرقت كتبه شذر مذر وكانت تباع بالزنبيل بعد أن كان يشح بورقة. ولد سنة 1030 تقريباً وتوفي

_ (1) خلاصة الاثر 2: 222.

في رجب سنة 1092. له " الطبقات " ذكر فيها شيوخه وعلماء عصره وله إجازة كتبها لأبي الحسن عليّ النووي الصفاقسي سماها " الشرف الطاهر الجلي " ذكرت في حرفها، وكان يروي طريق القوم عن جده، وجده عن جده يوسف والعارف الشعراني. نروي كل ما له من طريق الشمس البديري الدمياطي عنه. 595 - شقرون الوهراني (1) : هو أبو عبد الله محمد شقرون بن محمد بن أحمد بن أبي جمعة المغراوي الوهراني الفاسي المتوفى بها سنة 929، عرف بشقرون لأنه كان أشقر اللون أحمر العينين جهير الصوت، قدم على فاس ودرس بها، وكان من الفقهاء الأعلام، وصف بالحفظ والضبط، أخذ عن ابن غازي ورثاه يوم موته، وأخذ أيضاً عن أبي العباس الدقون، وأجاز له ما رواه عن الإمام المواق بقوله: أجاز لك الدقون يانجد سيدي ... أبي جمعة المغراوي كل الذي روى فحدث بما استدعيت فيه إجازةً ... وسلم على من خالف النفس والهوى له جزء لطيف جمع فيه مروياته، وهو صاحب كتاب " الجيش الكمين في الرد على من يكفر عوام المسلمين ". نتصل به من طريق المقري عن عمه أبي عثمان سعيد عنه. 596 - الشبراوي (2) : هو الإمام الفقيه المحدث الأصولي المتكلم الشاعر الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين الشبراوي الشافعي

_ (1) ترجمته في البستان: 155 ونيل الابتهاج: 129 واعلام الجزائر: 97. (2) ترجمة الشبراوي في سلك الدرر 3: 107 والجبرتي 2: 120 (ط 1959) وبروكلمان، التاريخ 2: 362 والزركلي 4: 274 وتاج العروس (شبر) .

الأزهري، من بيت العلم والجلالة، حلاه الحافظ الزبيدي في مادة " شبر " من " شرح القاموس " ب " خاتمة المسندين " اه. ولد تقريباً سنة 1092 ومات سنة 1171. أول من شملته إجازته أبو عبد الله الخرشي المالكي، وعمره إذ ذاك نحو ثمان شنوات، أجازه بالبخاري وبقية الستة، وذلك بعناية خاله الشهاب الخليفي وذلك سنة ألف ومائة، ومات الخرشي بعد ذلك بسنة، ثم الشيخ خليل بن إبراهيم اللقاني والشهاب أحمد الخليفي ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وعبد الله بن سالم البصري وغيرهم. له ثبت هو عندي في نحو كراسين ألفه باسم وزير الدولة العثمانية عبد الله باشا الكابورلي الغازي سنة 1142 ختمه بنبذة نافعة من وفيات مشايخه ومشايخهم إلى القرون الأولى، وعليه يعول كثير من المصريين في الأسانيد. نرويه عن أعلامهم: الشيخ سليم البشري والوجيه عبد الرحمن الشربيني والشهاب أحمد الرفاعي والشيخ حسين الطرابلسي وغيرهم، عن البرهانين إبراهيم الباجوري والسقا، كلاهما عن حسن بن درويش القويسني العلوي، عن أبي هريرة داوود القلعي، عن الشهاب أحمد بن محمد السحيمي الأزهري عن مؤلفه. ح: وأخبرني به عالياً الشيخ المعمر موسى بن محمد المرصفي والشيخ سليم البشري كلاهما عن الشمس محمد الخناني عن القويسني به. وأرويه من طريق الحافظ مرتضى عنه. 597 - الشرجي (1) : هو الإمام محدث الديار اليمنية ومسندها أبو العباس أحمد بن أحمد بن زين الدين عبد اللطيف الشرجي الزبيدي الحنفي المتوفى بزبيد سنة 893، كان مدرساً بمدينة تعز كأبيه وجده، وألف: طبقات

_ (1) ترجمة الشرجي في الضوء اللامع 1: 214 ومعجم المطبوعات: 1113 والزركلي 1: 87.

الخواص، والتجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، جرد فيه أحاديث الصحيح من غير تكرار وجعلها محذوفة الأسانيد ولم يذكر من الأحاديث إلا ما كان مسنداً متصلاً وتحافظ على الألفاظ النبوية ما أمكنه، وقد اشتهر وشرحه جماعة كالشيخ عبد الله الشرقاوي والأمير صديق حسن خان، وكلا شرحهما مطبوع، والعزي وغيرهم. وله أيضاً المختار من مطالع الأنوار، وهو مؤلف جمع فيه أربعين حديثاً وأورد عقب كل حديث حديثاً نبوياً في الطب، وفائدة من كتاب الله وغيره، وحكاية لطيفة رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكان الشرجي يروي الصحيح وغيره عن نفيس الدين سليمان بن إبراهيم العلوي وأبي الفتح المراغي والحافظ ابن الجزري الدمشقي والحافظ تقي الدين الفاسي وزبن الدين المراغي والمجد الفيروزبادي وغيرهم من المشايخ الذين يطول تعدادهم، وهو عمدة الحافظ ابن الديبع فعنه أخذ وبه النتفع، وعاش المترجم وهو يحدث عن شيخه العلوي نحو السبعين سنة لأنه روى عنه عام 823 ومات سنة 893، وقد حلاه بالحافظ جماعة كالوجيه الهدل في نفسه والشرقاوي في شرحه على تجريده وغيرهما. أروي ما له من طريق ابن الديبع عنه، فإنه يروي عنه جميع مؤلفاته كما ذكر ذلك العلامة جار الله محمد بن عبد العزيز ابن فهد في معجم شيوخه. 598 - الشركي (1) : هو الإمام العلامة اللغوي المحدث المسند فخر المغرب على المشرق، شمس الدين محمد بن الطيب، وبه عرف، ابن محمد بن موسى الفاسي المدني المعروف بالشركي بالقاف المعقودة لا بالفاء إجماعاً نسبة إلى شراكة على مرحلة من فاس، وقد أخطأ خطأ فاحشاً من ذكره بالفاء وعده من أولاد الشرفي الأندلسيين الذين بفاس وليس منهم، بل هو من

_ (1) راجع رقم 6 (ص: 100) ورقم: 45 (ص: 182) ورقم 412 (ص: 661) .

أولاد الصميلي كما وجدته بخط القاضي أبي الفتح محمد الطالب ابن الحاج، وكما للزيادي في رحلته وغيرهما. ولد المذكور بفاس سنة 1110 ومات سنة 1170، ودفن بالمدينة المنورة. كان هذا الرجل نادرة عصره في اتساع الرواية وقوة العارضة ورزق فيها سعداً مبيناً، وأخذ عنه بالشام والحجاز والعراق ومصر وغيرها من البلاد، وقال فيه تلميذه الحافظ الزبيدي في " ألفية السند ": محدث العصر الفقيه الماهر ... وكم له بين الورى مفاخر وحلاه القاضي الشوكاني في ثبته والوجيه الأهدل في " النفس اليماني ": ب " الشيخ الحافظ " وفي ترجمته من " سلك الدرر ": " كان فرداً من أفراد العالم فضلاً وذكاء ونبلاً وله حافظة قوية وفضله أشهر من أن يذكر " اه. وقال عنه ابن الحاج: " لم يكن في زمانه أحفظ منه بالنحو واللغة والتصريف والأشعار إماماً في التفسير والحديث والتصوف والفقه " اه. وقد بلغ عدد شيوخه نحو 180 شيخاً كما عندي بخطه في إجازته لولد ابن عبد السلام بناني، وهذا ما بعد العهد به عن أقرانه في المغرب منذ قرون، واستجاز له والده من أبي الأسرار حسن بن عليّ العجيمي المكي وعمره سنتان، قال الحافظ مرتضى في " ألفية السند " لما ترجمه: وصح أن حسن العجيمي ... أجازه كتباً بغير ضيم وطاف الأرض طولها والعرض حتى أشار في ديباجة حاشية على القاموس أنه ما أملى سطراً منها إلا في شطر من الأرض وأنشد: يوماً بفاس وفي مكناسة زمناً ... وتارة في زوايا العم والخال وبرهة سفري صفرو وآونة ... تازا وطوراً أرى أفلى الفلا الخالي وأقام بمكة سنتين، وختم بالمسجد الحرام الصحاح الستة وغيرها، من

الأصول الحديثية ومن طالع حاشيته على القاموس بالدقة يجد أمراً مهولاً من سعة حفظه واستحضاره وكثرة تآليفه وواسع رحلته، وأعجب ما تجد فيها ما في أولها من أنه ألفها حالة مفارقته لأصوله وكتبه، قال: " إلا ما علق بالبال، أو علق في طرس بال " وقال بعد شرح الخطبة: " وقد أشرت في الخطبة إلى أن هذا الكتاب طلب منا ونحن في أثناء أسفار، ليس معنا من مواده ورقة فضلاً عن أسفار " ... الخ. وهي عندي في أربع مجلدات. قال تلميذه الحافظ الزبيدي في طالعة شرحه على القاموس (1) : " وهو عمدتي في هذا الفن، والمقلد جيدي العاطل بحلي تقريره المستحسن ". وقال في محل آخر من مقدمة التاج (2) : " لا أدعي فيه دعوى فأقول شافهت أو سمعت أو شددت أو رحلت أو أخطأ فلان أو أصاب، أو غلط القائل في الخطاب، فكل هذه الدعاوى لم يترك فيها شيخنا لقائل مقالاً، ولم يخل لأحد فيها مجالاً، فإنه عني في شرحه عمن روى، وبرهن عما حوى، ويسر في خطبته فادعى، ولعمري لقد جمع فأوعى، وأتى بالمقاصد فوفى " اه. قلت: أما رويت ورحلت وسمعت فلم يخل منها " تاج العروس " أبداً، ومن تتبعه علم صدق الحديث: من عير أخاه فضلاً عن شيخه بما فيه لم يمت حتى يعمله، وأي عيب عليهما معاً في ذلك وإن أردت ان لا تتعب نفسك بتتبع مجلدات الحافظ الزبيدي العشر فانظر إلى قوله في خاتمة الشرح: " إن كتابي هذا لا يوفق لمثله إلا من ركب في طلب الفوائد كل طريق، فغار فيه وأنجد، وتقرب فيه وأبعد ". وقد روى المترجم بفاس والمغرب عن أبيه والمسناوي وأبيه أحمد وأبي عبد الله العربي بردلة الفاسي وعبد السلام جسوس وأبي عبد الله محمد بن عبد

_ (1) تاج العروس 1: 3. (2) تاج العروس 1: 5.

القادر الفاسي وابن أخيه صاحب " المنح " ومحمد بن الصغير ميارة وسعيد العميري والشيخ أبي العباس ابن ناصر الدرعي والمعمر أبي إسحاق إبراهيم المعروف بالسباعي، وهما أعلى مشايخه من المغاربة، ومحمد بن عبد السلام بناني وبناني الكبير والوجاري ومحمد بن عبد الله الحوات ومحمد بن العربي بن مقلب وأبي الحسن عليّ الحريشي والمحدث أبي العباس أحمد بن سليمان ومحمد ابن الشاذلي الدلائي والعلامة المحدث الكبير أبي الحسن عليّ التدغي مختصر " الحلية " لأبي نعيم وابن زكري وغيرهم. وروى بالمشرق عن أبي طاهر الكوراني والزرقاني شارح " المواهب " وعبد الرءوف البشبيشي والسيد عمر البال الباعلوي وغيرهم، وأخذ عنه هو أمم، وجمع عدة فهارس ومسلسلات اشتملت على نحو ثلاثمائة حديث مسلسلة. وله حاشية على شرح القسطلاني للصحيح في مجلدين، وشرح على كل من سيرة ابن الجزري وابن فارس، وحاشية على الشمائل، وشرح المضرية في مدح خير البرية، وحاشية على المزهر سماها " المسفر عن خبايا المزهر "، وسمط الفرائد فيما يتعلق بالبسملة والصلاة من الفوائد، والفهرسة الكبرى المسماة " إقرار العين بإقرار الأثر بعد ذهاب العين " والصغرى الموسومة " إرسال الأسانيد وإيصال المصنفات والمسانيد "، والأنيس المطرب في من لقيته من أدباء المغرب، وافق في تسميته كتاب عصريه أبي عبد الله محمد العلمي الفاسي دفين مصر في أدباء المغرب، وكتاب العلمي مطبوع بفاس في مجلد، وهذا لم نقف عليه وإنما رأيت نسبته له في الترجمة التي عقدها للمترجم القاضي أبو الفتح ابن الحاج في أحد كنانيشه، وللمترجم أيضاً الرحلة الحجازية الأولى والثانية، والأفق المشرق بتراجم من لقيناه بالمشرق، والاستمساك بأوثق عروة في الأحكام المتعلقة بالقهوة، إلى غير ذلك من المصنفات والرسائل التي تنيف على الخمسين.

ومن غرائب شيوخه روايته عن عمته الشيخة التقية زهرة بنت محمد زوجة أبي عليّ اليوسي عن زوجها المذكور بأسانيده، ومن أعلى رواياته روايته عن الشيخ أبي سالم العياشي باجازته لأبيه وأولاده ومن سيولد له، صرح بذلك ابن الطيب في الحديث المسلسل بالفاتحة من مسلسلاته قائلاً: " أروي عن أبي سالم صاحب الرحلة في عموم إجازته للوالد واولاده ومن يولد له " اه. أروي ما له من طريق الحافظ الزبيدي الذي هو أشهر تلاميذه وأكثرهم انتفاعاً به ومصطفى الرحمتي وعبد القادر بن خليل كدك زاده والهلالي وسليمان الأهدل والشمس الجوهري ومحمد سعيد سفر وغيرهم عنه، وعندي إجازة بخطه كتبها للعلامة حمدون بن الشيخ بن عبد السلام بناني الفاسي وإمضاؤه فيها هكذا: " محمد بن الطيب بن محمد الشركي المغربي الفاسي ". ونتصل به أيضاً عالياً عن الشيخ عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ إسماعيل المواهبي الحلبي عنه. ح: وعن الشيخ أبي النصر الخطيب عن محمد عمر الغزي الدمشقي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عنه (وانظر إقرار العين له، والأفق المشرق له في حرف الألف، والمسلسلات في حرف الميم) . 599 - الشرقاوي (1) : هو شيخ الإسلام بالديار المصرية عبد الله بن حجازي بن إبراهيم الشرقاوي الأزهري الشافعي الخلوتي، ولد في حدود الخمسين ومائة ألف ومات سنة 1227. له عدة مصنفات منها في الحديث: اختصار الشمائل، وشرحه، وشرح تجريد أحاديث الصحيح للشرجي في ثلاث مجلدات مطبوع، وله تاريخ مصر، وطبقات الشافعية، وغير ذلك. يروي عامة عن الشمس الحفني وهو عمدته ومحمود الكردي والملوي

_ (1) ترجمته في حلبة البشر 2: 1005 والجبرتي 4: 159 وخطط مبارك 3: 63 والزركلي 4: 206 (وذكر مراجع أخرى) .

والجوهري والصعيدي وعطية الأجهوري، هؤلاء الذين رأيته سماهم من مجيزيه عامة في إجازة وقفت عليها بخطه لسيدي الحاج بلقاسم بن عليّ زين العابدين بن هاشم العراقي الفاسي. وللشرقاوي ثبت وهو عندي في نحو كراسين أوله: " الحمد لله الذي بعث رسلاً مبشرين ومنذرين " قال: " طلب مني بعض الإخوان أن أذكر له أسانيد مشايخنا في علوم الشريعة الثلاثة: التفسير والحديث والفقه، وفي الأحزاب والأوراد وغير ذلك، على وجه مختصر، فأجبته إلى ذلك، وإن لم أكن أهلاً لما هنالك " بدأه بأسانيد كتب التفسير ثم كتب الحديث وختمه بأسانيد أحزاب الشاذلي، أتمه يوم السبت 2 شعبان عام 1217، وقفت عليه بالحجاز وتونس، ورأيت منه نسخة بالمغرب عليها إجازة به من مؤلفه وهي عامة لأبي عبد الله محمد الأمين بن جعفر الصوصي السجلماسي الرتبي وابن عمه السيد أحمد بن محمد العربي وهي مؤرخة في 11 جمادي الآخرة عام 1227 وبأثرها إجازة من الأمين المذكور به للمسند أبي عبد الله محمد التهامي ابن رحمون الفاسي به، وهي عامة، وقد سبق ما قاله عن الثبت المذكور الشيخ حسن العطار لدى الكلام على ثبت الشيخ الأمير فانظره في حرف الألف هناك (1) . نرويه بأسانيدنا إلى الشهاب دحلان عن الكزبري وعثمان الدمياطي، كلاهما عنه، وعن شيخنا السكري عن يوسف بن مصطفى الصاوي عنه، وعن الوالد عن الشيخ عبد الغني عن إسماعيل الرومي عنه، وعن الشيخ حسب الله المكي عن الشيخ عبد الغني الدمياطي عنه وهو عال. ح: وعن القاضي حسين السبعي الهندي كتابة منه عن محمد بن ناصر الحازمي عن أبي الفوز أحمد المرزوقي ويوسف بن مصطفى الصاوي، كلاهما عن الشرقاوي ثبته. ح: وعن

_ (1) انظر ما تقدم ص: 134.

الشيخ محمود فتح الله البيلوني الإسكندري بها عن الشيخ خفاجي سيف الله عن الشيخ مصطفى عابدين والسيد عبد الله الشريف عن الشيخ حسن العطار شيخ الجامع الأزهر عن العلامة الشرقاوي ثبته. 600 - الشريف الواولاتي: هو الإمام المعمر عالي الاسناد، المتفرد بذلك في أقاصي البلاد، أبو عبد الله محمد الشهير بمولاي الشريف، وهو محمد بن عبد الله الإدريسي الواولاتي بواوين كما وجدته بخط الشيخ صالح الفلاني في ثبته، وضبطه بضم الواو الثانية القاوقجي في أوائله، والصواب فيه الولاتي نسبة إلى ولاته بفتح الواو، مدينة من مدن الحوض، وهو قطر كالغرب يطلق على أهله الشناكطة، هكذا قال لي عالم شنكيطي يعرف تلك الجهات وتربى فيها. ولد المترجم كما في ثبت الفلاني الكبير سنة 961 ومات سنة 1101، وفي " الغرر الغالية في المحاسن القاوقجية " أنه ولد سنة 981 ومات سنة 1102، ونحوه لأحد من تدبج معه الفلاني وهو النور عليّ بن عبد البر الونائي في " المنح الإلهية في شرح الأوراد البكرية " (1) . ولما ترجم الشيخ صالح الفلاني في ثبته الكبير خاله الشيخ عثمان بن عبد الله الفلاني وهو أول شيوخه قال: " إنه أخذ عن أعلام شهيرة أجلهم مولاي الشريف محمد بن عبد الله الواولاتي، ولد الشريف عام 1046 وتوفي في رجب سنة 1146 " اه، من خط الفلاني. وفي الثبت المذكور أيضاً حين ترجم لشيخه ابن سنة الفلاني قال: " ولازم الشريف أبا عبد الله الواولاتي اثنتين وثلاثين سنة، وكانت ولادة الشريف محمد عام 960، وحج مع والده سنة 975، ودخل معه بغداد ودمشق وحلب والروم، ولقي جماعة من العلماء منهم محمد أفندي الرومي البركلي صاحب كتاب " الطريقة المحمدية " وأجازه جميع مصنفاته

_ (1) انظر ص: 60 من المنح الإلهية (المؤلف) .

وأكرمه إكراماً كثيراً، وتوفي البركلي المذكور سنة 981، ولقي في حجته الثالثة عام 1030 الشيخ محمد الزفتاوي تلميذ القاضي زكرياء الأنصاري، قال في فهرسته ورحلته أيضاً: " وقد من الله عليّ بسند عال في الحديث لما دخلنا زقتا أخبرونا ان شيخاً علامة من أهل العلم والصلاح منقطعاً في بيته وقد جاوز المائة والعشرين، فذهبنا إليه وأجازنا بصحيح البخاري وغيره من كتب الحديث وجميع ما يصح لشيخه القاضي زكرياء " اه. ثم ذكر الفلاني أيضاً أن مولاي الشريف أخذ عن محمد بن محمود بغيغ وعبد الكريم الفكون القسمطيني وسالم السنهوري وعبد الرؤوف المناوي والنور الزيادي وعلي بن سلطان القاري المكي إجازة بواسطة والده، وغيرهم من الأعلام الذين أخذ عنهم أبو سالم العياشي وصاحب " المنح " وجده أبو السعود وغيرهم، سماهم طبقة بعد طبقة على ترتيب ذكرهم في أثبات هؤلاء مما لعله يستغرب عادة، بحيث ذكر الفلاني في شيوخه عليّ القاري المتوفى سنة 1014وحسن العجيمي المتوفى سنة 1113، وهذا ربما يستغرب لأن زمان وجود القاري يؤخذ عنه لم يخلق حسن العجيمي، ولكن ربما يقرب ذلك ان الرجل طال عمره، فمنهم من أستجاز له منه والده كما صرح به في حق القاري، ومنهم من أخذ عنه لما حج مع والده حجته الأولى وهو صغير ثم والى حجه مرات، وكلما دخل بلداً أو وجد إماماً ظهر بها تلميذ له، والله أعلم، أو وجد الفلاني أسماءهم وترتيبهم على غير ما رتبهم عليه لتخليط في الأوراق التي نقل عنها وكان لا يعرف طبقاتهم، ولكني أراه يذكر ولادتهم ووفياتهم، وربما كانت وفاة شيخ هي سنة ولادة الشيخ الذي يذكر بعده أو بعدها بمدة، والله أعلم بالحقيقة. أما تردد الفلاني في تاريخ ولادته فمشكلة المشكلات وعقدة العقد، وربما يتساءل هل لابن سنة متابع عن المترجم له مولاي الشريف فالجواب: أن الفلاني لما ترجم خاله ومجيزه الشيخ عثمان الفلاني الشهير قال: " أخذ عن

مولاي الشريف محمد بن عبد الله الولاتي " ولما ترجم لشيخه ابن سنة وأخذه عن المترجم قال: " لازمه إلى أن مات ثم لازم ولده محمد بن محمد بن عبد الله إلى أن مات " اه. ومن خط الفلاني نقلت. وربما يكون ولد المترجم محمد بن محمد بن عبد الله الشريف هو الذي أرخ الفلاني ولادته بسنة 46 بعد الألف، والله أعلم بغيبة وأحوال عبيده. وقد ورد على فاس بعد الحج والزيارة العالم الفاضل محمد الأمين بن دحان الحوضي التشيتي فحرر لي شهرة مولاي الشريف المذكور بولاته بالعلم والشرف، وقد دخل هو ولاته مراراً وعرفها وعرف أهلها، وأن من ذرية مولاي الشريف المشاهر أولاد حمزة ولد الواثق، والواثق إما ولد مولاي الشريف أو حفيده، ووقع في إجازة النور عمر بن عبد الرسول العطار المكي للأخوين محمد وعمر ابني عيدروس الحبشي، حسبما ساقها ولد الثاني السيد عيدروس في " عقد اليواقيت "، أنه يروي الصحيح عالياً عن المعمر مائة وثماني وعشرين سنة عبد القادر بن أحمد بن محمد الأندلسي عن المعمر مائة وإحدى وعشرين سنة محمد بن عبد الله الإدريسي عن قطب الدين النهروالي بسنده (1) فانظر هل اإدريسي المذكور هو الولاتي المترجم أو غيره، وعبد القادر الأندلسي الذي روى عنه قال عنه النور عليّ الونائي إنه أعلى الشيوخ الذين أدركهم سناً، روى له عن البرهان الكوراني، وكتب الفلاني في ترجمة الونائي من ثبته عنه أنه أعلى أسانيده. ووجدت الحافظ الزبيدي ترجم لعبد القادر المذكور فذكر أنه ولد سنة 1091 ومات سنة 1198، فعلى ما للحافظ الزبيدي يكون عمره 108 سنين، ولا شك أنه به أعلم ولترجمته أتقن. نعم قال ابن عبد السلام الناصري في رحلته لما ترجمه: " وسألته عن سنة حج أبي العباس ابن ناصر الأخيرة فقال: اجتمعت به إذ ذاك وهو نازل بالبندقين بمصر وأنا شيخ " اه. وعلى كل حال فروايته عن الإدريسي المذكور

_ (1) انظر عقد اليواقيت: 78 (المؤلف) .

والكوراني بالإجازة العامة لأهل العصر، والله أعلم بغيبه. نروي ما لمولاي الشريف الولاتي من طريق الفلاني عن ابن سنة الفلاني عنه. 601 - الشراباتي (1) : هو الإمام العلامة محدث حلب ومسندها، عبد الكريم بن أحمد بن علوان الشراباتي، والشراباتي في الشام الذي يصنع المشروبات كما في " القاموس ". ولد بحلب سنة 1106 وأخذ عن علمائها ثم رحل إلى دمشق فأخذ عن أبي المواهب الحنبلي والعارف النابلسي وعبد القادر التغلبي والياس الكردي وأحمد الغزي وعبد الرحمن المجلد ومحمد بن عليّ الكاملي الدمشقي، وأجازه ب " فتح المتعال في مدح النعال " للشهاب المقري عن المولى الفاضل أحمد الشاهيني الدمشقي وهو عن المقري، وحج عام 1123، وأخذ عن البصري والنخلي وأبي طاهر الكوراني، ثم حج سنة 43 بعد أن كف بصره، وأخذ عن محمد حياة السندي ومحمد الدقاق الرباطي، ولما ورد على حلب محمد بن عقيلة المكي ومصطفى البكري أخذ عنهما. له تعليق على " الشفا " وعلى " كنوز الحقائق " للمناوي، والعطايا الكريمية في الصلاة على خير البرية، ورسالة في الفرق بين القرآن العظيم والأحاديث القدسية الواردة على لسان المصطفى عليه السلام، وثبته " إنالة الطالبين لعوالي المحدثين " وهو ثبت نفيس منه نسخة في المكتبة الخالدية التي ببيت المقدس، ونسخة أخرى منه موجودة في مكتبة المدرسة الصديقية في محلة قاضي عسكر بحلب. قال في " سلك الدرر ": " انتهى إليه في زمانه علو الإسناد وألحق بالآباء والأجداد والأبناء والأحفاد، مات بحلب سنة 1178. أروي ثبته عن السكري عن سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن المنلا عليّ التركماني الدمشقي والشيخ

_ (1) ترجمة الشراباتي في سلك الدرر 3: 63 واعلام النبلاء 7: 34 والزركلي 4: 176.

مصطفى الرحمتي، كلاهما عنه، وإجازته للتركماني عندي بخطه. ح: وأعلى منه عن الشيخ نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن الرحمتي ومحمد سعيد السويدي، كلاهما عنه. ح: وعن السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن إسماعيل بن محمد المواهبي الحلبي ومحمد بن عثمان العقيلي الحلبي، كلاهما عن الشراباتي عالياً. الشلبي: (انظر إتحاف الرواة بمسلسل القضاة) (1) . 602 - الشلوبين (2) : هو أبو عليّ عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي الإشبيلي، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بالشلوبين، والشلوبين الأبيض الأشقر، وكان أبو عليّ كذلك فعرف به، وليست شلوبين ببلد كما نبه عليه ابن الطيب في حواش " القاموس ". إمام العربية بالمغرب والمشرق منغير مدافع، روى عن ابن عطية وأبي بكر ابن الجد وأبي بكر ابن خير والسهيلي وابن حبيش وعبد الحق صاحب الاحكلم وجماعة، وكتب إليه من أهل المشرق السلفي. له برنامج في مروياته من جمع أبي محمد الحريري، توفي سنة 562. نرويه وكل ما له من طريق ابن حوط الله ابن أبي الأحوص، كلاهما ممن رحل إليه وأخذ عنه، رحمهم الله.

_ (1) انظر رقم 21 (ص: 170) . (2) ترجمة الشلوبين في الذيل والتكملة 5: 460 والتكملة رقم: 1829 والمغرب 2: 129 والمقتطف من أزاهر الطرف، الورقة: 80 واختصار القدح: 152 ومعجم البلدان (شلوبين) وانباه الرواة 2: 232 والبدر السافر، الورقة: 44 وعبر الذهبي 5: 186 وابن خلكان 3: 451 والروض المعطار (شلوبينة) والديباج: 185 وبغية الوعاة 2: 224 والشذرات 5: 232 والنجوم الزاهرة 6: 358.

603 - الشمني (1) : هو أبو شامل (2) محمد بن محمد بن الحسن بن عليّ الشمني التميمي الداري، له برنامج أوله: " الحمد لله المتفضل بإجابة السؤال إذا توجه إليه، أما بعد فإن الفقيه أبا سعيد ولد القاضي أبي محمد عبد الله بن أبي سعيد السلوي سألني أن أجيزه وأجيز ولده النجيب أبا عبد الله محمداً ما رويته من الكتب جميعاً، مجازاً كان أو مسموعاً، وأن أذكر أسانيدي فيها موصولة إلى مؤلفيها، فأجبته إلى ذلك " ... الخ. ألفه عام 876، ومنه نسخة موجودة بنكتبة الاسكوريال باصبانيا (انظر إسنادنا إليه في أبو شامل (3) الشمني في الكنى) . 604 - الشنواني (4) : هو محمد بن علي (5) الشنواني العلامة أحد كبار علماء الزهر وشيوخه المتوفى سنة 1233، له حاشية على مختصر ابن أبي جمرة للبخاري وهي مطبوعة، وله غير ذلك. روى عامة عن عيسى بن أحمد البراوي ومحمد الفارسي وعطية الأجهوري ومحمد المنير السمنودي وأحمد الراشدي الشافعي وأحمد الدمنهوري والحافظ مرتضى الزبيدي والصعيدي ومحمد البخاري النابلسي والشهاب أحمد بن عبيد العطار الدمشقي. له ثبت لطيف وقفت عليه في مكة اسمه " الدرر السنية " (وقد ذكرته في حرف الدال أيضاً) (6) ومنه لخصت ما ذكرت، أرويه عن أصحاب

_ (1) انظر ما تقدم رقم: 48 (ص: 158) . (2) في المطبوعة: عبد الله. (3) في المطبوعة: أبو سعيد. (4) ترجمة الشنواني في حلية البشر 3: 1270 والجبرتي 4: 294 وخطط مبارك 12: 142 والزركلي 7: 190. (5) في المطبوعة: منصور، وصوبته بحسب ما ورد في المصادر وما ورد قبلاً لدى مؤلف الكتاب نفسه. (6) ص: 416 في ما تقدم.

دحلان عن عثمان الدمياطي عنه، وبأسانيدنا إلى الكزبري عنه وعن شيخنا السكري عن يوسف الصاوي عنه أيضاً. ح: وعن الشمس محمد بن سليمان حسب الله وعبد الله البنا، كلاهما عن مصطفى المبلط عنه أيضاً، وعن الشمس محمد بن سالم السري باهارون التريمي وغيره عن محمد بن ناصر الحازمي عن يوسف بن مصطفى الصاوي وأبي الفوز المرزوقي المكي عن الشنواني ثبته. 605 - الشعراني (1) : هو الإمام الفقيه المحدث الصوفي العارف المسلك أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد الشعراني أو الشعراوي بالنون والواو مكا وجد بخطه الشافعي، وقفت على تحليته بخط أبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي هكذا: " سيدنا الإمام ولي العلماء عالم الأولياء مربي السالكين وبقية الأيمة العارفين المهتدين " ولد سنة 898، حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين. قال تلميذه المناوي: " وحبب إليه الحديث فلازم الإشتغال به، ومع ذلك لم يكن عنده جمود المحدثين، وأخذ عن مائتي شيخ بالتثنية كما في رحلة الزبادي، وأخذ الطريق عن نحو مائة شيخ أيضاً، فجميع شيوخه ثلاثمائة، وقد ذكر عدداً عديداً منهم في الطبقات والذيل، وذكر منهم جملة في أول كتابه المسمى ب " الفلك المشحون في بيان أن علم التصوف هو ما تخلق به العلماء العاملون " قال في أوله: " هذا كتاب نفيس لم يسبقني أحد إلى تأليف مثله فيما أظن، جمعت فيه جملة صالحة من أخلاق العلماء الذين أدركناهم أوائل القرن العاشر في مصر وقراها، وهم نحو مائة وخمسين شيخاً ذكرنا أسماءهم ومناقبهم في كتاب الطبقات " اه. وتآليفه تزيد على ثلاثمائة كتاب في علوم الشريعة وآلاتها، قال الزبادي

_ (1) ترجمة الشعراني في الكواكب السائرة (انظر الفهرست) وخطط مبارك 14: 109 وشذرات الذهب 8: 372 ومعجم سركيس: 1129 - 1134 وبروكلمان، التاريخ 2: 441 والزركلي 4: 331، وقد ذكر الكتاني ما أفرد في ترجمته من مؤلفات.

في رحلته: " اطلع على سائر أدلة المذاهب غالباً المستعملة والمندرسة، وعلم استنباط كل مذهب منها لكثرة محفوظاته، وتآليفه منها ما هو في خمس مجلدات ضخمة، وغالبها في مجلدين ضخمين " اه. وقال المناوي عنه: " كان جيد النظر، صوفي الخبر، له دراية بأقوال السلف، ومذاهب الخلف، وكان ينهى عن الحط على الفلاسفة وينفر ممن يذمهم بحضرته " اه. كان مواظباً على السنة مخالفاً للبدعة مبالغاً في الورع مؤثراً لذي الفاقة على نفسه " اه. وترجمته أفردت بتآليف منها " السر الرباني في طريقة الشعراني " و " تذكرة أولي الألباب في مناقب سيدي عبد الوهاب " كلاهما لأبي الأنس المليجي الشافعي الأزهري، وفي الكبير استيفاء تراجم أولاده وأحفاده وتلاميذه، وتوفي بمصر سنة 973 كما في رحلة العياشي والزبادي وغيرهما، وفي " السر الظاهر " وكناش أبي حامد العربي بن الطيب القادري أنه رأى ما يقتضي أنه كان حياً بعد الثمانين وتسعمائة، قال الحوات: " فلعل الصواب ثلاث وتسعون بتقديم المثناة على السين لا سبعين بتقديم السين على الموحدة " اه. قلت: الصواب أنه مات سنة 973، بذلك أرخه تلميذه وبلديه الحافظ المناوي في طبقاته وهو به أعلم، ونحوه في الرحلة العياشية عن خط شيخه أبي مهدي الثعالبي، وجزم به صاحب " نشر المثاني " والحضيكي في طبقاته وغيرهما، قال المناوي في ترجمته: " مضى وخلف ذكراً باقياً وثناءً عاطراً ذكياً ومدداً لا ينكره إلا معاند أو محروم، ولا يجحده إلا باهت مذموم " اه. له منح المنة في التلبس بالسنة وهو مطبوع (1) والبدر المنير في غريب حديث البشير النذير وهو مطبوع (2) ، وكشف الغمة جمع فيه أدلة المذاهب الأربعة في الحديث وهو مطبوع (3) في مجلد من أنفع كتبه إلا أنه يسوق

_ (1) طبع منح المنة بمصر سنة 1279 (في 154 صفحة) . (2) طبع بمصر سنة 1277 (في 148 صفحة) . (3) طبع بمصر طبع حجر وطبع حروف 1277، 1281، 1303 وبهامش سفر السعادة للمجد، بمصر 1318 1322.

الحديث من غير تخريج، قال: اكتفاء بعلم أهل كل مذهب بمن خرج دليلهم والغالب انه أعتمد فيه كنز ابن الهندي، وقد اعتنى بتخريج أحاديثه شيخنا الشهاب الحضراوي المكي. قال الشعراني: ثم صنفت بعده كتاب المنهج المبين في بيان ادلة المجتهدين، عزوت فيه كل حديث إلى من خرجه فكان كالتخريج لأحاديث " كشف الغمة "، وله أيضاً كتاب مشارق الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية [قال] : جمعت فيه أحاديث الترغيب والترهيب وجعلته على قسمين مأمورات ومنهيات، وله اختصار قواعد الزركشي، ومنهاج الوصول إلى علم الأصول جمع فيه بين شرح المحلى على جمع الجوامع وحاشية ابن أبي شريف، وكتاب مفحم الأكباد في مواد الاجتهاد، ولوائح الخذلان على كل من لم يعمل بالقرآن، وكتاب حد الحسام على من أوجب العمل بالإلهام، وكتاب التتبع والفحص على حكم الإلهام إذا خالف النص، وكتاب البروق الخواطف لبصر من عمل بالهواتف، وغير ذلك من المؤلفات في السنة والفقه والتصوف والنحو والأصول، منها كشف الران عن اسئلة الجان، وقعت إلي منه نسخة بمراكش بخط الحافظ الجهبذ أبي العباس ابن مبارك اللمطي قال عنه: " الأجوبة هذه في غاية الحسن ونهاية المعرفة وهي على طريقة النظار أهل الأفكار غير مشكلة ولا تقرب من الاشكال رأساً " اه. ومن خطه رحمه الله نقلت. إلا أنه استثنى بعض أمور نبه عليها بهامش النسخة المذكورة باحثة فيها. يروي عامة عن القاضي زكرياء والحافظ الأسيوطي والكمال الطويل القادري والقلقشندي وتلك الطبقة من أصحاب الحافظ ابن حجر، ويروي أيضاً عن القسطلاني، وله فهرس مطبوع جمع فيه مروياته عن السيوطي، نرويه وكل ما له من طرق منها عن الشيخ الأبر عبد البر بن أحمد منة الله المالكي الأزهري عن أبيه عن الشيخ الأمير عن الشمس محمد بن سالم الحفني عن مسند الدنيا الشمس محمد بن عليّ الأحمدي العلوي البولاقي عن محمد بن

سعد الدين عن محمد بن الترجمان عن الشعراني. ح: وأخذ محمد بن عليّ العلوي أيضاً عن المعمر محمد بن قاسم البقري عن عمه أبي عمران موسى عن الشعراني أيضاً ما له. وأنا عبد الله البنا عن أبيه عن الأمير عن محمد البليدي المعمر عن محمد البقري المذكور عن عمه المعمر أبي عمران موسى البقري عن الشعراني ما له وهذا عال جداً. ح: وبأسانيدنا إلى محمد حجازي الواعظ الشعراني عنه. ح: وبأسانيدنا إلى القشاشي عن أحمد بن عليّ الشناوي عن أبيه عنه. وصافحت المعمر عمر بن الطاهر بن عمر بن الشريف بن زين العابدين ابن السلطان أبي الفداء إسماعيل ابن الشريف العلوي المكناسي، كان معمراً جاوز المائة، لقيته بداره بمكناس عام 1321، وهو صافح أبا حامد العربي ابن المعطي الشرقاوي، كما صافح الحافظ مرتضى الزبيدي، كما صافح المعمر محمد بن حسن الوفائي، كما صافح المعمر محمد بن يوسف الطولوني، كما صافح الشعراني وهو صافح المتبولي عن الخضر عليه السلام، فبيني وبين الشعراني في الرؤية والمصافحة خمسة، وهذا عال جداً. الشعراوي: هو محمد حجازي الشهير بالواعظ (انظر حرف الواو في الواعظ) (1) . 606 - الشيخ بن عليّ الزواوي: له ثبت ذكره له العارف السنوسي في " البدور السافرة " وذكر أنه يروي عن الشيخ أبي طالب المازوني عنه. نتصل به بأسانيدنا إلى الشيخ السنوسي. 607 - الشوكاني (2) : نسبة إلى شوكان، وهي قرية من قرى السجامية

_ (1) رقم: 638 (ص: 1125) في ما يلي. (2) ترجمة الشوكاني في: البدر الطالع 2: 214 ونيل الوطر 1: 3، 2: 297 ومعجم سركيس: 1160 وبروكلمان، التكملة 2: 818 والزركلي 7: 190 ومقدمة نيل الأوطار، ومقدمة السيل الجرار.

إحدى قبائل خولان، بينها وبين صنعاء دون مسافة يوم بالقرب من ذمار. هو الإمام خاتمة محدثي المشرق وأثريه، العلامة النظار الجهبذ القاضي محمد ابن عليّ الشوكاني ثم الصنعاني. ولد رحمه الله بصنعاء اليمن 28 ذي القعدة عام 1172، وبها نشأ وقرأ القرآن وجد واجتهد في الطلب، وأقر أعين أولي الرغب. أخذ عن والده وأحمد بن محمد الحرازي، ولازمه 13 سنة وبه انتفع، وأخذ أيضاً عن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد وعن عبد الله بن إسماعيل النهمي والإمام عبد القادر والكوكباني، وهو أعظم مشايخه، وربما بلغت دروسه في اليوم والليلة 13 درساً. ثم تصدى للتدريس والفتوى والتصنيف فأتى بالعجيب الغريب زعامة وإقداماً وتحريراً واطلاعاً ونقداً. ومن أكبر مصنفاته في السنة وعلومها نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار وهو مطبوع في ثمان مجلدات (1) ، وهو من خير وأجمع ما ألفه المتأخرون في السنة وفقهها. وله أيضاً شرح على الحصن سماه " تحفة الذاكرين " شرح عدة الحصن الحصين، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وهي مطبوعة بالهند (2) قال في طالعته: " من كان عنده هذا الكتاب فقد كان عنده جميع مصنفات المصنفين في الموضوعات مع زيادات وقفت عليها في كتب الجرح والتعديل وتراجم رجال الرواية وتخريجات المخرجين وتصنيفات المحققين " اه. لكن قال عنه أبو الحسنات عبد الحي اللكنوي: " أدرج فيه كثيراً من الأحاديث التي لم تبلغ درجة الوضع وأحاديث صحاحاً وحساناً تقليداً للمشددين المتساهلين في الموضوعات " اه. وقال أيضاً في " ظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني ": " فيها أي رسالة الشوكاني المذكورة أحاديث صحاح وحسان قد أدرجها بسوء فهمه وتقليده للمشددين المتساهلين

_ (1) طبع ببولاق سنة 1297. (2) طبع سنة 1303.

في الموضوعات فعلى العارف الماهر التوقف في كلامه وتنقيح مرامه في هذا الباب بل في جميع المسائل الدينية، فإن له في تأليفاته الحديثية والفقهية اختيارات شنيعة مخالفة إجماع الأمة وتحقيقات مخالفة للمعقول والمنقول كما لا يخفى على ماهر في الأصول والفروع " اه. ومن تآليفه في علم الحديث حاشية شفاء الأورام في مجلد، و " الدرر البهية " (1) وشرحها الدراري المضية في مجلد، وإتحاف المهرة في الكلام على حديث لا عدوى ولا طيرة، وإرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي، والقول المقبول في رد الخبر المجهول من غير صحابة الرسول، والتوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح، والأبحاث الوضيئة في الكلام على حديث: حب الدنيا رأس كل خطيئة، وكشف الرين عن حديث ذي اليدين، وشبه المشتبهات بين الحلال والحرام، والسيل الجرار على الأزهار في الفقه (2) ، وقطر الولي على أحاديث الولي (3) ، ونثر الجوهر على حديث أبي ذر، ودر السحابة في مناقب القرابة والصحابة في مجلد، والرسالة المكملة في أدلة البسملة، وزهر النسرين في حديث المعمرين، ورسالة في قول المحدثين: رجال إسناده ثقاة، ورسالة على حديث: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه. وللشوكاني أيضاً التاريخ الحافل المسمى " البدر الطالع بمحاسن من كان بعد القرن التاسع " (4) ذيل به على " الضوء اللامع " للحافظ السخاوي ابتدأ كتبه بذكر عابد اليمن إبراهيم الولي المشهور. وكانت وفاته رحمه الله سنة 1255 على ما في مواضع من كتب صديق حسن، وفي بعضها

_ (1) يقول محققو السيل الجرار ان الدرر البهية مطبوع (دون تعيين للمكان والزمان) . (2) طبع في جزءين بعنوان: السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار، بتحقيق عدد من المحققين، القاهرة 1970 1971. (3) يقول محققو السيل الجرار أن هذا الكتاب مطبوع محقق باسم " ولاية الله والطريق إليها ". (4) مطبوع في جزءين ومعه ملحق لمحمد زيارة (القاهرة 1348) .

سنة 1250، وهو الصواب، وبذلك أرخه جماعة من اليمنيين الذين هم أعلم الناس به. وعمدته رحمه الله في علوم الأثر الإمام المحدث عبد القادر بن أحمد الكوكباني الحسني، والمحدث عليّ بن إبراهيم بن عامر الشهيد، يروي عنهما عامة، وعن يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي الزبيدي، وصديق بن عليّ المزجاجي، الأول والرابع عن سليمان الأهدل، والثالث عن أبيه محمد ابن علاء الدين الزبيدي. وروى شيخه الكوكباني عن محمد حياة السندي والإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني وابن الطيب الشركي وغيرهم. ويروي المترجم أيضاً عن شيخه العلامة الحسن بن إسماعيل بن الحسين بن محمد المغربي شارح " بلوغ المرام " وهو منسوب إلى قرية من أعمال صنعاء اليمن لا إلى المغرب، وغيرهم. هؤلاء الذين إجازتهم له من عامة شيوخه، وقد جمع مروياته عنهم في ثبت سماه " لإتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر " أتمه عام 1214 " وقد طبع في الهند سنة 1328 ضمن مجموعة إسنادية "، يشتمل الإتحاف المذكور على صحائف 118، وهو ثبت جامع مهم، قال: " جمعت في هذا المختصر كل ما ثبت لي روايته بإسناد متصل بمصنفه سواء كان من كتب الأيمة من أهل السنة أو من كتب غيرهم من سائر الطوائف الإسلامية في جميع فنون العلم " ... الخ. وهذا ما لم نر أحداً التزمه من أصحاب الفهارس، ولذلك استفدنا منها أسانيد كتب أيمة الزيدية وغيرهم، ولم نظفر بذلك إلا فيها، ورتب ما ذكره فيه من الكتب على حروف المعجم، وذكر في حرف الميم إسناد مؤلفات جماعة من العلماء على العموم ليكون ذلك أكثر نفعاً وأتم فائدة، وقال في آخره: " هذه الأسانيد التي أشرنا إليها قد اشتملت على أسانيد كتب الإسلام في جميع الفنون، وقد جمعنا ما فيها في هذا المختصر على هذا الترتيب الذي لم أسبق إليه، مع المبالغة في الاختصار من دون خلال.

وله أيضاً مجموع أسانيده (أحال عليه في ص 10من الإتحاف، انظره) وله الاعلام بالمشايخ الأعلام والتلامذة الكرام، جعله كالمعجم لشيوخه وتلاميذه. نروي الثبت المذكور وكل ما لمؤلفه عن العلامة المحدث القاضي أبي الرجال حسين بن محسن النصاري الحديدي كتابة من الهند عن القاضي أبي العباس أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني ومحمد بن ناصر الحازمي عن الحافظ الشوكاني والد الأول. ح: وعن مؤرخ مكة الشهاب أحمد ابن محمد الحضراوي المكي عن مفتي تعز يحيى بن أحمد المجاهد بن عليّ اليمني التعزي عن والده عن الشوكاني. ح: وأخذ شيخنا المذكور عن أحمد ابن حسن المجاهد عن الشوكاني أيضاً. ح: وعن أبي الحسن ابن ظاهر ومحمد أمين رضوان، كلاهما عن أحمد بن محمد المعافي الضحوي عن الحافظ الحسن بن أحمد عبد الله عاكش عن الشوكاني. ح: وعن محمد بن سالم السري باهارون التريمي مكاتبة من مكة عن السيد عيدروس بن عمر العلوي عن عبد الله بن الحسين بلفكيه مكاتبة عنه. ح: وعن السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين الباعلوي كتابة من الهند عن أبيه عن الشوكاني بصنعاء، أقام عنده بها مدة يقرأ عليه مؤلفاته. ح: وعن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن محمد بن دلال الصنعاني عن النحرير أحمد بن عليّ الشرفي اليمني عن القاضي أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني عن أبيه. ح: وعن الشيخ أحمد أبي الخير العطار عن محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي عن أبي الفضل عبد الحق العثماني المكي المناوي عن القاضي الشوكاني، فهذه اتصالاتنا بالشوكاني من طريق ثمانية من تلاميذه، وهي من القوة بمكان. وقد كان الشوكاني المذكور شامة في وجه القرن المنصرم، وغرة في جبين الدهر، انتهج من مناهج العلم ما عمي على كثير ممن قبله، وأوتي فيه من طلاقة القلم والزعامة ما لم ينطلق به قلم غيره، فهو من مفاخر اليمن بل العرب، وناهيك في ترجمته بقول الوجيه عبد الرحمن الأهدل من " النفس

اليماني " لما ترجم شيخهما عبد القادر الكوكباني (1) : " وممن تخرج بسيدي الإمام عبد القادر بن أحمد، ونشر علومه الزاهرة، وانتسب إليه وعول في الاقتداء في سلوك منهاج الحق عليه، إمام عصرنا في سائر العلوم، وخطيب دهرنا في إيضاح دقائق المنطوق والمفهوم، الحافظ المسند الحجة، الهادي في إيضاح السنن النبوي إلى المحجة، عز الإسلام محمد بن عليّ الشوكاني: إن هز أقلامه يوماً ليعملها ... أنساك كل كمي هز عامله وإن أقر على رق أنامله ... أقر بالرق كتاب الأنام له فإن المذكور من أخص الآخذين عن شيخنا الإمام عبد القادر، وقد منح الله هذا الإمام ثلاثة أمور لا اعلم إنها في هذا الزمن الأخير جمعت لغيره: الأول سعة التبحر في العلوم على اختلاف أجناسها وأنواعها، الثاني كثرة التلاميذ المحققين أولي الأفهام الخارقة الحقيق أن ينشد عند جمعهم الغفير: إني إذا حضرتني ألف محبرة ... تقول أخبرني هذا وحدثني صاحت بعقوتها الأقلام قائلة ... " هذي المكارم لا قعبان من لبن " الثالث: سعة التآليف المحررة، ثم عدد معظمها كالتفسير ونيل الأوطار وإرشاد الفحول والسيل الجرار، ثم نقل أن مؤلفاته الآن بلغت مائة وأربعة عشر تأليفاً مما قد شاع ووقع في الأمصار الشاسعة الانتفاع بها فضلاً عن القريبة، ثم أنشد: كلنا عالم بأنك فينا ... نعمة ساعدت بها الأقدار فوقت نفسك النفوس من الش ... ر وزيدت في عمرك الأعمار " ثم أشار إلى من أفرد ترجمته بالتأليف.

_ (1) النفس اليماني: 176 178.

وممن أرعب في ترجمته تلميذه القاضي العلامة عبد الرحمن بن أحمد البهكلي في كتابه " نفح العود في أيام الشريف حمود " ختمها بقوله: " وعلى الجملة فما رأى مثل نفسه ولا رأى من رأى مثله علماً وقياماً بالحق، بقوة جنان وسلاطة لسان " اه. ونسب له الأمير صديق حسن الهندي في " الحطة " التجديد. تنبيه: ولد القاضي الشوكاني الشهاب أحمد، وصفه تاميذه شيخنا القاضي حسين السبعي الأنصاري في الإجازة التي كتب لنا ب " حافظ وقته ومصره صفي الإسلام القاضي أحمد " واستفدت من تاريخ اليمن المسمى " فرجة المهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن " أنه كان قاضياً بصنعاء عام 1267، ولم يتصل بي من أخباره شيء دون ما ذكر. 608 - ابن الشرائحي (1) : هو الإمام الحافظ المفيد أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن خليل البعلبكي الدمشقي، ولد سنة 748، ونشأ أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وكان حافظاً لا يدانى في معرفة الأجزاء والعوالي، وآية في حفظ الرواة المتأخرين يذاكر فيهم مذاكرة دالة على حافظة باهرة، مع حظ من معرفة الرجال المتقدمين وغريب الحديث، وكان اعتماده في ذلك على حفظه، وكان يستعين بمن يقرأ له، وخرج للقمني مشيخة ولجماعة من أقرانه ومن هو دونهم، ومات بدمشق أواخر سنة 819، اتفق على ذلك الحفاظ الثلاثة ابن حجر والتقي الفاسي وابن ناصر الدين الدمشقي، ثم رجع ابن حجر إلى انه مات سنة عشرين وثمانمائة، وفي " طبقات الحفاظ " أنه مات سنة 821 وكان آخر ما حدث به صحيح مسلم، عاش بعد ختمه يوماً وليلة، رحمه الله.

_ (1) ترجمة ابن الشرائحي في الضوء اللامع 5: 3 وذيل تذكرة الحفاظ: 374 وطبقات الحفاظ: 542.

609 - ابن شريح (1) : أروي فهرسته من طريق ابن أبي الأحوص عن القاضي أبي القاسم أحمد بن يزيد بن بقي عن الخطيب أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح عنه. 610 - ابن الشماع المراكشي (2) : هو الإمام الخطيب الأستاذ الأصولي الفرضي، أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم النصاري الشهير بابن الشماع، أجازه ابن جابر الوادياشي والشريف الغرناطي والخطيب ابن مرزوق وطبقتهم. أروي فهرسته من طريق ابن الأحمر وابن مرزوق الحفيد وأبي زكرياء السراج وولده أبي القاسم، أربعتهم عنه. 611 - ابن الشاط (3) : هو أبو محمد قاسم بن عبد الله بن محمد بن الشاط الأنصاري نزيل سبتة، ويكنى أبا القاسم، الشيخ الأصولي النظار نسيج وحده في أصالة النظر ونفوذ الفكر، أجازه أبو القاسم ابن البراء وأبو العباس ابن الغماز وأبو محمد ابن أبي الدنيا وأبو جعفر ابن الطباع وأبو الحسن ابن الجياب وأبو بكر ابن فارس الأنباري وأبو العباس ابن عليّ الغماري: له فهرسة قال عنها ابن الخطيب في " الإحاطة " وابن فرحون في " الديباج ": " حافلة ". وكانت وفاته سنة 723، وقد استكمل الثمانين. نروي فهرسته بالسند إلى أبي زكرياء السراج عن المعمر أبي عبد الله محمد بن سعيد الرعيني الفاسي عنه

_ (1) فهرسة ابن خير (صفحات متفرقة) والصلة: 229 (وكانت وفاته سنة 539) . (2) ترجمة الشماع المراكشي في وفيات ابن قنفذ (ترجمة محمد بن حياتي - وفيات 781) ص: 86 - 87 والاعلام بمن حل مراكش 2: 10 (وهو يعتمد فهرس السراج) وانس الفقير: 68 والدليل: 309. (3) ترجمته في الإحاطة 4: 259 والديباج: 225، ومن مؤلفاته أيضاً: غنية الرائض في علم الفرائض، وتحرير الجواب في توفير الثواب؛ وانظر الدليل: 309.

مكاتبة، وذكر السراج عن الرعيني المذكور: " كان شيخنا أبو عبد الله ابن رشيد يقول: " ما رأيت عالماً بالمغرب إلا ابن البناء بمراكش وابن الشاط بسبتة، وهو صاحب " أنوار البروق في تعقب القواعد والفروق ". 612 - ابن الشماع الحلبي (1) : هو الإمام الحافظ زين الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عليّ بن محمود بن الشماع الحلبي الشافعي الفقيه المحدث المسند الأثري، ولد سنة 880 تقريباً، واشتغل على محيي الدين ابن الأبار والجلال النصيبي وغيرهما من علماء حلب، وأخذ الحديث عن التقي المعمر أبي بكر الحبشي الحلبي وغيره بحلب، ورحل إلى القاهرة فاعتمد شيخها وحافظها الجلال السيوطي والقاضي زكرياء والبرهان ابن أبي شريف ونور الدين المحلي والشهاب ابن شعبان الغزي، وتدبج أخيراً مع شمس الدين ابن العجيمي المقدسي لما ورد إلى حلب، وجاور بمكة مرات وحرص فيها على التحصيل والأخذ عن كل حقير وجليل من الرجال والنساء، وسافر في طلب الحديث إلى حماة وحمص ودمشق وبيت المقدس وصفد والقاهرة وبلبيس والحرمين الشريفين، حسبما بسط ذلك في فهرسته الصغيرة المسماة " تحفة الثقات بأسانيد ما لعمر الشماع من المسموعات " وبالجملة فقد أكثر من الشيوخ والأخذ عمن دب ودرج، حتى استجيز لأهل مكة، فكتب لهم سنة 933 إجازة بعد استدعاء سطره الشيخ جار الله وضمنها أن شيوخه بالسماع والإجازة الخاصة زادوا على المائتين، وبالإجازة العامة مع الولين ثلاثمائة، مع قبول الزيادة عليها، وكان لا يبخل في الرواية والاسماع إذا حضر إليه جماعة، ويكتب طبقتهم عنده، مثبتاً ما سمعوه عليه أو أجازهم إياه.

_ (1) ترجمة الشماع الحلبي في الكواكب السائرة 2: 224 والشذرات 8: 218 واعلام النبلاء 5: 480 وبروكلمان، التكملة 2: 415 والزركلي 5: 197.

ونقل الشيخ جار الله ابن فهد عن الشيخ علوان الحموي في شأن الشيخ زين الدين: " انتهت إليه رياسة الحديث النبوي ومعرفة طرقه، وكان محافظاً على السنة واقتفاء أثر السلف الصالح، وله المؤلفات العدة، منها ما يتعلق بالفن: مورد الضمآن في شعب الإيمان، ومختصر تنبيه الوسنان إلى شعب الإيمان، وبلغة المقتنع في آداب المستمع، والدر الملتقط من الرياض النضرة في فضائل العشرة، والجواهر والدرر من سيرة خير البشر وأصحابه العشر الغرر، ومحرك همم القاصرين بذكر الأئمة المجتهدين، ونزهة العين في رجال الصحيحين، والعذب الزلال في فضائل الآل، واللآلي اللامعة في تراجم الأيمة الأربعة، وعرف الند المنتخب من مؤلفات بني فهد، والمنتخب المرضي من مسند الشافعي، ولقط المرجان في مسند النعمان، وإتحاف العابد الناسك بالمنتقى من موطأ مالك، والدر المنضد من مسند أحمد، واليواقيت المكللة في الأحاديث المسلسلة، والقبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي، وعيون الخبار فيما وقع لي في الإقامة والأسفار، وله الكواكب النيرات في الأربعين البلدانيات وهي أربعون حديثاً تلقاها في أربعين بلداً موجودة في المكتبة المولوية بحلب، وله ثبت في مجلدين صغيرين موجود أحدهما بمكتبة المجلس البلدي بالإسكندرية. أروي ماله من طربق الحافظ مرتضى وولي الله الدهلوي، كلاهما عن عمر بن عقيل المكي عن مصطفى بن فتح الله الحموي عن محمود بن عبد الله الموصلي الحنفي عن أبي الوفا العرضي الحلبي عن أبيه عمر عن أبيه عن عبد الوهاب عن ابن الشماع. توفي بحلب 12 صفر عام 936. 613 - ابن أبي الشرف: هو الشريف أبو عليّ ابن أبي الشرف. للحافظ أبي عبد الله ابن رشيد الفهري " الإشراف على أعلى الشرف في التعريف برجال البخاري من طريق الشريف أبي عليّ ابن أبي الشرف " منه نسخة بمكتبة الاسكوريال باصبانيا.

540 - شذا الروانيد في ذكر بعض الأسانيد (1) : هو اسم ثبت الشهاب أحمد بن قاسم البوني، نرويه بأسانيدنا إليه السابقة في اسمه (انظر حرف الباء، وانظر حرف النون أيضاً) فإن الثبت المذكور هنا هكذا سماه في " عمدة الإثبات " والذي يحيل عليه البوني بنفسه في تآليفه هو " نفح الروانيد في ذكر المهم من الأسانيد " فلما تشككت في هل له ما ذكر هناك وهنا ذكرتهما معاً، والبوني كان كثير التصنيف. 541 - شد الآدب في علوم الإسناد والدب (2) : هو اسم فهرس الأمير الكبير على ما في بعض نسخه الموجودة بمصر (انظر إسنادنا إليه في حرف الألف تحت عنوان: الأمير) . 542 - شرح الحافظ مرتضى الزبيدي على ألفية السند له: نرويه بأسانيدنا إليه السابقة في الألفية واسمه، وشرحه هذا في نحو عشر كراريس، عندي بعضه، وهو ممتع في غاية الإجادة والاختصار ولا بد منه للمستجلي خبايا الألفية. 543 - شرح المرغني: هو شرح العارف محمد عثمان بن أبي بكر ابن القطب عبد الله المرغني المكي صاحب " تاج التفاسير " على النظم المسمى " الدرر اللآل في عدة رجال شيخنا ذي الكمال " المسمى ب " النفحات المكية واللمحات الختمية في شرح أساس الطريقة الختمية " والنظم المذكور لأحد تلاميذه، وهو المراد بشيخه ذي الكمال، وهو شرح تتبع فيه أحواله ومشايخه، وترجم فيه لسيدي أحمد بن إدريس. أرويه وما له عن حفيده الشمس محمد بن محمد المرغني عن جده المذكور،

_ (1) انظر رقم: 86 (ص: 236) ورقم: 432 (ص: 682) . (2) انظر رقم: 27 (ص: 133) .

وأيضاً يروي الحفيد عن جد والدته أبي بكر ابن إبراهيم عن شيخه محمد عثمان وأيضاً عن والده محمد سر الختم وعميه جعفر والحسن وأبي المحاسن القاوقجي، كلهم عن جده محمد عثمان. 544 - شفاء الفؤاد بإيضاح الإسناد: للإمام الهمام المسند عفيف الدين عبد الله بن الحسين بلفكيه الباعلوي اليمني التريمي، لعله هو الذي أراده في قوله في إجازته لصاحب " العقد " بقوله: " وأنا ألبست الخرقة العلوية التي اشتملت على جملة من الخرق، فإن الخرق نحو 27 خرقة بعضها منفرداً، وذكرت بعض أسانيدها في ثبت نحو سبع كراريس ولم يكمل " (1) . اه. أرويه عن السيد حسين الحبشي وغيره عن السيد عيدروس الحبشي عنه، وقد مر في " بذل النحلة " (2) . 545 - شفاء العليل: أرويه عن القاضي حسين السبعي النصاري ومحمد بن سالم السري عن محمد بن ناصر الحازمي عن أحمد بن زيد الكبسي وعلي بن إسماعيل، كلاهما عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني. 546 - شوارق الأنوار في طرق السادات الصوفية الأخيار: أو " شوارق الأنوار الجلية في طرق السادات الصوفية " في مجلد ضخم لأبي المحاسن القاوقجي الشامي دفين مكة المكرمة، نرويه عن السيد عبد الفتاح الزعبي وغيره عنه، وفي ترجمته أن له أيضاً " شوارق الأنوار الجلية في أسانيد الشاذلية " ولم أقف عليه. 547 - الشرف الطاهر الجلي (3) بإجازة سيدي عليّ: ثبت ألفه الشيخ شرف الدين ابن زين العابدين النصاري باسم الشيخ أبي الحسن عليّ النوري

_ (1) العقد: 131 (المؤلف) . (2) انظر ص: 247. (3) رقم: 594 (ص: 1064) في ما تقدم.

الصفاقسي، قال عنها المذكور: " وهي كتابة طويلة عجيبة نبه فيها على أمور غريبة " (انظر أسنادنا إليه في حرف الشين) . 548 - الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة (1) : لأبي إسحاق إبراهيم بن عليّ بن محمد بن أحمد بن منصور بن داوود بن مسلم الدرعي الشهير بالسباعي، ولد سنة 1034 ومات سنة 1155 عن نحو المائة (2) وعشرين وصفه العلامة أبو محمد زيان العراقي الفاسي في فهرسته ب " شيخ الشيوخ البركة المعمر المحدث الحافظ الراوية المقرىء الضابط الرحلة الواعية، الذي أسراره لأهل البصائر ظاهرة بادية، أبو إسحاق السباعي " وحلاه تلميذه أبو عبد الله محمد المكي بن موسى الناصري في " الدرر المرصعة في صلحاء درعة " ب شيخنا الإمام العارف المقرئ المحقق الأستاذ الرحلة، أحد العلماء الأفراد ". أخذ الطريقة عن الشيخ أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وكذا علوم الشريعة، وكان مخصوصاً بمزيد الالتفات، وأختصه لتأديب ولده الإمام أبي العباس أحمد وإقرائه القرآنوغيره من العلوم، وعاش هو بعد تلميذه المذكور دهراً، بل شارك والده الشيخ ابن ناصر الكبير في شيخه المرغني، وأخذ بفاس عن أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي وأبي السعود الفاسي وأبي سالم العياشي، وله رحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة من الأعلام كالزرقاني والخرقي والحافظ البابلي والبقري والشبراملسي والشبرخيتي وأبي مهدي الثعالبي والبرهان الكوراني وابن سليمان الرداني وغيرهم من الحجازيين. وأخذ بدمشق عن عبد القادر

_ (1) قارن بالدليل: 332، وقد جزم الكتاني بأن السباعي لم ترد له ترجمة الا في " الدرر المرصعة ". (2) ذكر ابن سودة أن وفاته كانت سنة 1138 وتعقب ما قاله الكتاني في هذا الوضع (وهما متفقان في تاريخ ولادته) .

الصفوري والشيخ أبي المواهب عبد الباقي الحنبلي ومنصور الفتال المصري ومنصور الطوخي المصري وأبي السعود ابن تاج الدين الخزرجي الشامي، ويروي عن الشيخ إبراهيم بن عبد الله جعمان اليمني كتابة من اليمن إلى المدينة، وغيرهم، يروي عن جميع هؤلاء ما لهم عامة. ومن غرائب مشايخه الشيخة المعمرة المسندة الفقهية الصالحة فاطمة بنت شكر الله ابن أسد الله الكورانية الخالدية المدنية، سمع عليها كثيراً من كتب الحديث وأجازته عامة، وهي تروي عامة عن الشمس الرملي عن القاضي زكرياء، وهذا أعلى ما حصل للمترجم من المرويات، وتروي فاطمة المذكورة أيضاً عن الفقيه عليّ بن محمد بن مطير الحكمي عن الشيخ ابن حجر الهيثمي والحافظ السيوطي، وكان سماعه عليها وإجازتها له عام 1081 بالمدينة المنورة بمنزلها. قلت: ومن العجيب ما رأيته في شرح مفتي المدينة مجيز بعض مجيزينا السيد جعفر البرزنجي المدني على مولد السيد جعفر البرزنجي الأكبر من أن فاطمة هذه هي أم جده الإمام محمد بن عبد الرسول البرزنجي المدني، وانظر لم أهمل ذلك من عرف به وأهمل الرواية عنها أيمة الرواية في ذلك العصر مع اعتنائهم بالرواية عن الطبريتين، والله أعلم. ومن طريق فاطمة المذكورة يروي المترجم عشاريات السيوطي عن ابن مطير عنه، فيصير بينه فيها وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة واسطة، قال: وهو أعلى ما يوجد في هذه الأعصار، فإن القصار قال في فهرسته: أعلى ما حصل لي في ثلاثيات البخاري وثنائيات الموطأ أربعة عشر رجلاً، فرأى أنه حصل له بذلك خير كبير وفضل كثير، وإنه لكذلك، وقد تقدم زمانه عنا بكثير، فقد توفي عام 1012، وقد ساويناه في هذه الثنائيات مع تأخر زماننا عنه بأزيد من مائة سنة، اه. وفهرسته هذه جمعت باسم أبي عبد الله الحوات، وبناها على إجازته له

كما في " البدور الضاوية " لولده أبي الربيع، وأجاز السباعي المذكور عامة للشيخ أبي عمران موسى بن محمد بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن ناصر والأديب العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد الله العلمي المعروف بالحوات الشفشاوني ومحمد بن عبد الكريم التدغي سبط الشيخ ابن ناصر والأديب أبي محمد جعفر ابن موسى الناصري وصنوه الشيخ محمد المكي الأصغر صاحب " الدرر المرصعة " وغيرها. وكان المكي المذكور وقت إجازته له ابن أربع سنين، ثم عمم المترجم في الإجازة لمن ذكر ولمن ولد وسيولد لهم إجازة عامة بتاريخ 1132، نقل لفظها الخير في كتابه " فتح الملك الناصر في مرويات بني ناصر " كما أجاز المترجم أيضاً عامة لولده العلامة أبي العباس أحمد بن إبراهيم الدرعي كما في الفتح المذكور أيضاً، ولقاضي درعة أبي محمد عبد الكبير ابن أحمد بن عبد الكبير الدرعي كما في ترجمته من الدرر أيضاً. نتصل بالفهرس المذكور وكل ما لمؤلفه من طريق ابن الطيب الشركي الفاسي عنه عامة، ومن العجيب إهمال أبي الربيع الحوات الرواية عن المترجم مع شمول إجازته له ضمن أولاد والده العلامة الأديب أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحوات كما سبق، ويمكن انه لم يكن أطلع على نصها الذي أشرنا إليه، وإلا فإجازة المترجم لأبي عبد الله معروفة، حتى ذكرها له سيدي زيان العراقي في الفهرسة التي بناها على إجازته لأبي الربيع الحوات قائلا لدى تحليته ووصفه لوالده: " وقد كمل بدر علمه بالأخذ عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر، رحل إليه إلى درعة " قال: " وأخذ هناك عن شيخ الشيوخ أبي إسحاق السباعي، لازمه مدة طويلة وانتفع به في جميع العلوم، حتى أجازه مراراً باللفظ والكتابة على الخصوص والعموم " اه. باختصار منها. وللحوات المذكور أرجوزة ذكر فيها أخذه عن المذكور ساق كلامه منها في " الدرر المرصعة " وذكر أنها بكمالها في " فتح الملك الناصر " ولم أجدها فيه، وهذا قول الحوات فيه من أرجوزته:

وقد أجازني به رواية ... مفيدنا بعلمه دراية العالم المشارك التقي ... العابد المعمر النقي واحد مسندي رجال المغرب ... وقد علا في سند ورتب إمامنا الدرعي إبراهيم ... وهو السباعي الرضي الحميم قلت: الدرعي هذا من كبار المسندين، وعمدة من أعمدة أيمة القراءات المغربيين، وبقية من كانت الرحلة إليهم على المحدثين كالواجبة، وناهيك بكونه شارك أبا سالم العياشي في معظم شيوخه المشارقة والمغاربة، وعاش بعده 45 سنة، فهذا عجيب، وبكل أسف أنه لم يتفطن لعلو إسناده من المغاربة غير ابن الطيب الشركي، فإنه الذي نتصل به من طريقه، وقد حلاه في إجازة عندي بخطه كتبها لأبي محمد حمدون ابن أبي عبد الله محمد بن عبد السلام بناني ب " المعمر الأستاذ الكبير الرحلة البرهان أبو إسحاق إبراهينم بن محمد الدرعي " قال: " بروايته عن فاطمة الخالدية عن الرملي عن زكرياء وعن الشيخ عيسى الثعالبي وغيره، شارك أبا سالم العياشي في جميع شيوخه المشرقيين " اه منها. وأن تعجب فاعجب لكون المترجم لا تجد له ترجمة في غير " الدرر المرصعة في صلحاء درعة " وانظر كيف أهمله صاحب " الصفوة " و " النشر " خصوصاًُ الأول لقرب درعة منه ومعاصرته له. 549 - الشموس الشارقة (1) في أسانيد بعض شيوخنا المغاربة والمشارقة: للحافظ محمد بن عليّ السنوسي المكي، وهو كتاب عظيم في مجلدين، وصفه لنا حفيد مؤلفه الأستاذ الجليل أبو العباس أحمد الشريف في كتابه إلي بأنه لا زال مبيضته، وأن اختصاره أيضاً عندهم في مجلدين، واختصاره هو المسمى بالبدور، وقد سبق، نرويه عن الشيخ فالح الظاهري وغيره من مؤلفه.

_ (1) انظر رقم: 589 (ص: 1040) .

حرف الهاء

550 - شيوخ ابن عبد البر (1) : جمع الشيخ أبي القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوال، ورتبهم على حروف المعجم، أروي الجمع المذكور بأسانيدنا إلى ابن خير عنه. ح: وبأسانيدنا إلى ابن بشكوال (انظر حرف الباء) . 551 - شيوخ أبي محمد ابن الجارود: لأبي عليّ الصدفي، أرويه من طريق عياض وابن بشكوال وغيرهما عنه. 552 - شيوخ العبسي (2) : هو أبو عمر أحمد بن عبد الرحمن بن مروان ابن عبد القاهر بن حسن بن عبد الملك العبسي الإشبيلي بالسند إلى ابن خير عن القاضي أبي بكر ابن العربي عن أبيه عن أبي عمر العبسي. 553 - شيم البارق (3) : اسم الثبت الكبير لشيخنا محدث المدينة ومسندها أبي اليسر فالح الظاهري المالكي، قال عنه مؤلفه في بعض كتاباته: " هو ثبت محرر جامع في غاية الضبط " اه. (انظر حرف الفاء) . نروي ما فيه عن مؤلفه. حرف الهاء هبة الله التاجي: (انظر مفتي بعلبك من حرف الميم) (4) . 614 - محمد هاشم بن عبد الغفور السندي: العالم المحدث المسند، له ثبت يروي فيه من طريق الشيخ عبد القادر الصديقي المكي وغيره، نتصل به من طريق الشيخ عابد السندي عن عمه الشيخ محمد حسين السندي عن أبيه

_ (1) فهرسة ابن خير: 432 وما تقدم: 95 (ص: 244) . (2) فهرسة ابن خير: 436. (3) انظر رقم: 514 (ص: 895) . (4) رقم: 342 (ص: 582) في ما تقدم.

الشيخ مراد السندي عن الشيخ محمد هاشم المذكور. ح: وعن الشيخ محمد مراد القزاني بمكة عن الشيخ محمد صالح الزواوي المكي عن الشيخين محمد ابن عليّ السنوسي ومحمد بن خضر البصري، كلاهما عن قاضي مكة عبد الحفيظ بن درويش العجيمي المكي عن المترجم. ح: ونتصل به عالياً وهو أعلى ما يوجد عن الشيخ محمد حسنين النصاري الحيدرأبادي عن قاضي مكة المكرمة عبد الحفيظ بن درويش العجيمي المكي عن المترجم، فساويت فيه الشيخ عابد السندي، مع موته قبل ولادتي بنحو الخمسين سنة، ولله الحمد. 615 - الهاشمي الجمني: هو العلامة التقي محمد الهاشمي بن عمر بن عبد اللطيف الجمني، من بلاد جمنة من قرى الجريد، المطماطي، نسبة إلى جبال مطماطة في أطراف أعماتل تونس، التونسي. يروي عن الرياحي وأحمد بن الطاهر الساحلي والشيخ ابن ملوكة التونسي ووالده موسى بن عمر وصالح بن عبد اللطيف الجمني والشيخ الطيب ابن المقداد الجمني، أخذ والده ومن بعده عن الرحلة محمد بن عبد اللطيف الجمني الراوي عن الغرياني وابن عبد السلام الناصري والأمير الكبير وعبد العليم الفيومي وأحمد بن يونس المصري، الأخير عن الحسن العجيمي عالياً. نروي ثبت الهاشمي المذكور عن الشيخ المكي ابن عزوز عن الشيخ صالح الجمني قاضي نفزاوة عن الهاشمي المذكور. 616 - الهادي بن محمد الشريف: يروي عن عبد القادر الراشدي القسمطيني عن أحمد المكودي وغيره. له ثبت أجاز به لبنعبد الله سقط المشرفي، نرويه عنه بأسانيدنا إليه (انظر المشرفي في حرف الميم) (1) . 617 - الهلالي (2) : هو علامة المنقول والمعقول بالمغرب أبو العباس أحمد

_ (1) ص: 577 في ما تقدم. (2) للهلالي ترجمة في نشر المثاني والروضة المقصودة وطبقات الحضيكي (حسب قول الكتاني) وانظر الدليل: 318، 348.

ابن عبد العزيز بن رشيد بن محمد بن عبد العزيز بن عليّ بن محمد فتحاً بن محمد ضماً بن الإمام باز النوازل أبي إسحاق إبراهيم بن هلال الهلالي السجلماسي المولود سنة 1113 والمتوفى بها في 12 ربيع الأول عام 1175. قال عنه صاحب " نشر المثاني ": " ممن عز نظيره في زماننا علماً وديانة ومروءة ومحبة للفقراء والصالحين وأهل البيت النبوي، وحرصاً على الخير وإخماد الفتن والظلم، وبعداً عن الرياسة وعدم الاكتراث بالجاه، وخصال الصلاح مجموعة فه " اه. وفي " الروضة المقصودة ": " إن السلطان أبا عبد الله محمد بن عبد الله العلوي سأل الشيخ أبا حفص الفاسي حين بويع على أعلم الناس وأعملهم فقال له: الأحمدون يعني أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي وأحمد بن عبد الله الغربي الرباطي وأحمد بن محمد الورزازي الذي كان قاطناً بتطوان، فصدقه ووافقه، وكان بالمجلس أعيان علماء الحضرة الفاسية كالشيخ التاودي وغيره " اه. وقال الحضيكي في طبقاته: " كان أعلم أهل زمانه وأتقاهم وأزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة وأحبهم لله ولأهل حزبه وأورعهم وأحرصهم على إقامة الدين وأشدهم تمسكاً بالسنة المطهرة واتباعها " اه. يروي عامة عن شيوخه المغاربة: أبي العباس أحمد الحبيب الصديقي وهو عمدته وإليه ينتسب، وأحمد بن أبي القاسم الغنجاوي السجلماسي، ومحمد بن عبد السلام بناني الفاسي، وأحمد بن محمد بن عبد القادر الفاسي، وقفت على استدعائه من الأخيرين وإجازتهما له بعد استدعائه، وهما أعلى مجيزيه إسناداً لروايتهما عالياً عن جد الأخير أبي السعود عبد القادر الفاسي، وإن لم يذكر هو ذلك في فهارسه، وابن الطيب الشركي نزيل المدينة المنورة. والمشارقة: عن مصطفى البكري الشامي دفين مصر، وتلميذه الشمس محمد ابن سالم الحفني، ومحمد بن حسن العجيمي المكي، وعبد الوهاب بن محمد الطنتي المكي، ومحمد السجيني، والشهاب أحمد العجيمي، والشهاب أحمد

الملوي، وناصر السنة محمد بن غلبون الطرابلسي وغيرهم. وأخذ الدلائل بمصر عن أبي حامد العربي التلمساني وغيره. له رحلة حجازية وثبت كبير في نحو كراسين، ذكر فيه أسانيد الكتب الستة ومشاهير كتب العلوم المتداولة وبعض المسلسلات، وله فهرس آخر صغير " سبق ذكره في حرف العين " (1) وله فهرس آخر وسط ملخص من الكبير، وهو في تسع ورقات، وقفت على نسخة منه بخط سوسي جيد، عليه إجازة به بخط العلامة أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الجشتمي التملي بتاريخ سنة 1182 لمحمد بن محمد الوهميني السملالي حسب روايته له عن الشيخين أبي الحسن عليّ بن محمد بن ناصر الناصري ومقداد بن الحسن، كلاهما عن مؤلفه. قلت: وعبد الله الجشتمي المذكور هو جد المعمر أحمد ابن عبد الرحمن الجشتمي الرداني المتوفى أخيراً بسوس، وقد ذكر في ترجمة عليّ بن عبد الصادق الصويري. نروي فهارس الهلالي المذكور وكل ما له من طريق ابن عبد السلام الناصري عن شيوخه الثلاثة التاودي ابن سودة والحضيكي وابن أبي القاسم الرباطي شارح العمل، كلهم عنه عامة ما له، وأرويها أيضاً عن أبي الحسن ابن ظاهر عن أحمد بن الطاهر عن العربي الدمنتي عن المسن الراوية المعمر محمد صالح الفلالي الزكزوتي أصلاً الرداني داراً عنه، وبأسانيدنا إلى أحمد بن الطاهر عن العربي الزرهوني عن العربي ابن المعطي الشرقاوي عن ابن أبي القاسم الرباطي عنه. وأروي إجازة وسماعاً عن الفقيه المدرس الوجيه المعمر أبي العلاء إدريس ابن قاضي فاس أبي محمد عبد الهادي بن عبد الله عن والده، وهو شارح تيسير ابن الديبع، عن جده العلامة أبي محمد التهامي بن عبد الله الشريف العلوي عن الهلالي. ح: وأروي أيضاً عن أبي عبد الله محمد بن

_ (1) هو العجالة، وهو برقم 474 (ص: 875) .

إبراهيم السباعي عن قاضي سجلماسة مولاي الصادق بن محمد الهاشمي بن الكبير بن الحسين العلوي المدغري دفين مراكش عن أبيه عن الهلالي وهو عال جداً. ولا زلت لم أتحقق صحة إجازة الهلالي للهاشمي، ولا إجازته هو لولده مولاي الصادق، أما مطلق الأخذ فمحقق. وأروي حديث الأولية عن أبي العباس الزكاري والسباعي، كلاهما عن الصادق المذكور عن عبد الله ابن محمد الحمزاوي عن مولاي الفضيل بن عليّ العلوي عن الهلالي، وآخر أصحاب الهلالي في الدنيا محمد بن صالح الزكزوتي الرداني مات في 24 رمضان عام 1241، فعاش بعد الهلالي 66 سنة. 618 - الهشتوكي (1) : هو العلامة المشارك الناسك أبو العباس أحمد بن محمد بن داوود بن يعزى بن يوسف الجزولي التملي، نسبة إلى بلد بدرعة يدعى انتملت، وهو واد ذو نخل وأشجار متنوعة، ولقب المترجم احزي بفتح الهمزة وضم الحاء المهملة وكسر الزاي (2) لقباً، المنصوري مولداً، الهشتوكي شهرة، الدرعي داراً، رفيق الإمام أبي العباس ابن ناصر وشيخه. له فهرس سماه " قرى العجلان على إجازة الأحبة والإخوان " في نحو كراسين، وقعت لي منه نسخة بخط الحضيكي في كناشته، صدره بخطبة أنيقة أكثر فيها من التورية بأسماء الكتب، ذكر في أوله أسماء مشاهير الآخذين عنه من أهل سوس وسجلماسة والصحراء، ثم ترجم لمشايخه ومقروءاته عليهم، كأبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وأخيه أبي عليّ الحسين وأبي عليّ اليوسي وابن حمدان التلمساني وغيرهم، وأسهب في ذكر أشياخ أشياخه المذكورين، وتنقلات شيخه اليوسي بما لا يوجد في غيره، وجملة من أجازه

_ (1) قارن بالدليل: 181، 345، 370. (2) ضبطه في الدليل بفتح الزاي وان القول بكسرها في فهرس الفهارس سبق قلم وان الياء ساكنة (181) ثم كتبه في موضع آخر (170) أحوزى.

عامةً: الشيخ ابن ناصر وابن سعد المرغتي وعبد القادر بن عليّ الفاسي وولده أبو زيد عبد الرحمن وأبو سالم العياشي واليوسي والخرشي والزرقاني والشهاب أحمد العجمي وأحمد بن حمدان التلمساني والمنلا إبراهيم الكوراني وغيرهم. وذكر الحضيكي في طبقاته ان للمترجم فهارس أرويها وكل ما يصح للمذكور من طرق أجلها عن الوجيه عبد الرحمن الشربيني المصري عن البرهان إبراهيم الباجوري عن حسن بن درويشس القويسني عن أبي هريرة داوود القلعي عن أبي العباس أحمد الدمنهوري والجوهري والملوي كلهم عنه. مات الهشتوكي المذكور سنة 1127 بدرعة ودفن بتمكروت، وله رحلة حجازية ذكر فيها من لقي (1) وله " إنارة البصائر في ذكر مناقب الإمام ابن ناصر وأتباعه الأكابر ". 619 - الهدة (2) : هو محمد بن حسين الهدة السوسي، نسبة إلى سوسة بلدة على ساحل البحر بين القيروان وتونس، دخلتها، وللمترجم زاوية بها، وحاشية على شرح الحطاب على الورقات في الأصول، وهي عندي. وقعت تحليته في ترجمة تلميذه عمر بن محمد السوسي المعروف بأبي راوي عن معجم الحافظ مرتضى بالقطب، يروي عن الشمس الحفني عامة ما له وبخصوص " الأمم " للبصري. له ثبت. نتصل بالمذكور في كل ما له من مروي ومؤلف عن الشيخ محمد الطيب النيفر عن الشيخ محمد بن الخوجة عن الشيخ محمد بيرم الثالث عن الشيخ محمد

_ (1) هي بعنوان: هداية الملك العلام إلى بيت الله الحرام والوقوف بالمشاعر العظام وزيارة النبي عليه السلام (وكانت رحلته الأولى سنة 1096) ويذكر مؤلف الدليل (370) أن صديقنا الأستاذ إبراهيم الكتاني وقف عليها بخزانة تمكروت وإنها في مجلد ضخم. (2) في شجرة النور: 350 ترجمة لمن اسمه حسن بن عبد الرزاق الهدة السوسي عالم سوسة ومتولي الفتيا فيها.

المحجوب رئيس المفتين المالكية المتوفى سنة 1243 عنه، وهو كما ترى مسلسل بالمحمدين، ويروي النيفر المذكور عن محمد بيرم الرابع عن محمد المحجوب المذكور عن الهدة. 620 - ابن هارون التونسي (1) : هو مسند أفريقية بل المغرب، كما حلاه بذلك الذهبي في التذكرة، المعمر الأديب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي التونسي، يكنى أبا محمد، ولد سنة 603 ومات سنة 702، ودفن بالزلاج من تونس، وفي " تذكرة الحفاظ " للذهبي انه مات عن 99 سنة. أخذ عن جده لأمه أبي جعفر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن خصلة الحميري والقاضي أبي القاسم أحمد بن يزيد بن بقي، وصحب أبا القاسم ابن الطيلسان وأخذ عنه كثيراً، وأخذ عن جماعة من أهل الأندلس وبالعدوة جمع أسماءهم في برنامج له. وله أيضاً اللآلي المجموعة من باهر النظام وبارع الكلام في وصف مثال نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسبب جمعه على ما قال انه سئل منه نظم أبيات تكتب على مثال النعل المشرفة، فكتب في ذلك قطعة وندب أدباء قطره الأندلس لذلك فأجابوا، وكتب عن ذلك ما وصل إليه، وجملة ما فيه من المقطعات ما ينيف على مائة وثلاثين بين صغيرة وكبيرة، ولم يطلع على هذا التأليف الحافظ المقري مع سعة حفظه وكثرة اطلاعه ومبلغه من التنقير والتفتيش عما قيل في النعل، ولم يطلع لمن قبله إلا على عدد أقل من هذا بكثير، وغالب ما اودعه في " فتح المتعال " كلامه وكلام أهل عصره، ولو اطلع عليه لاغتبط به كثيراً. أروي برنامجه وما له من طريق ابن مرزوق الجد عن محمد بن جابر

_ (1) ذكره الذهبي في التذكرة: 1483 في من توفوا سنة 702 ولم يترجم له، وله ترجمة في الدرر الكامنة 2: 409 والديباج: 143.

الوادياشي عنه، وأروي ما له أيضاً من طريق الغيطي عن القاضي زكرياء عن أبي إسحاق الصالحي عن ابن عرفة عن ابن هارون عامة ما له. ح: وأروي ما له بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر وابن مرزوق الحفيد، كلاهما عن ابن عرفة به. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن حفيد أبي حيان عن جده عن ابن هارون. ح: وبالسند إلى ابن حجر أيضاً عن محمد بن عبد اللطيف ابن الكويك عن الحافظ الذهبي عن ابن هارون أيضاً. ح: وأخذ ابن حجر أيضاً عن التنوخي وابن عرفة، كلاهما عن ابن جابر الوادياشي عن ابن هارون. 621 - ابن هارون (1) المطغري (2) هو أبو الحسن عليّ بن موسى بن عليّ ابن موسى بن هارون، وبه عرف، من مطغرة تلمسان، الإمام العلامة المؤرخ المتفنن مفتي فاس وخطيب جامع القرويين، انتقل من تلمسان جده عام 818 وسكن فاساً وأخذ المترجم بها عن ابن غازي، وكان قارئه في اكثر دروسه ولازمه 29 سنة وأجازه عامة، وأخذ أيضاً عن أبي العباس الونشريسي والقاضي المكناسي وأدرك أبا مهدي الماواسي وأبا الفرج الطنجي، وتوفي بفاس سنة 951 (3) وقد ناف على الثمانين. أروي ما له من طريق أبي العباس المقري عن عمه سعيد بن محمد المقري التلمساني عنه. ح: ومن طريق المنجور عنه. وقال في فهرسته لما ترجمه: إفاداته كثيرة لا ساحل لها كأنه لا يتنفس إلا بفائدة، وأما حفظه لأخبار من أدركه من العامة شيوخاً وعجائز وغيرهم فخارجة عن الحصر، ولم يخلف بعده في فنه مثله ".

_ (1) ترجمة المطغري في نيل الابتهاج: 212 وفهرس المنجور: 40 ودرة الحجال رقم: 1293 ولقط الفرائد (في األف سنة من الوفيات) : 298 وجذوة الاقتباس: 477 وسلوة الأنفاس 2: 82 والفكر السامي 4: 100 ودوحة الناشر: 51 وأعلام الجزائر: 123. (2) بالطاء المهملة وهي موضعان: أحدهما من أعمال تلمسان والآخر من أعمال تازا (انظر نور البصر للهلالي) . (المؤلف) . (3) جعل ابن القاضي وفاته سنة 952.

622 - ابن هلال (1) : هو الإمام عالم سجلماسة ومفتيها أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن علي، الصنهاجي نسباً، السجلماسي بلداً ومدفناً المتوفى سنة 903، وما ذكر في نسبه من كونه " صنهاجي " هكذا وجدته بخط ولده في الاستدعاء الذي كتبه لابن مرزوق الكفيف ورب الدار أعرف بها، فما وقع في فهرسة الكوهن من أنه عمري غير صحيح، بل وجدت لبعضهم رفع عموده إلى عمر بن الخطاب، فجعل بينه وبينه سبعة، وكيف يصح ذلك وقاعدة النسب أن لكل قرن ثلاثة على الأقل، وهذه القاعدة اعتبرها الفيلسوف ابن خلدون وأسسها، واعتبرها الفطاحلة بعده، فقد قال البرهان البقاعي في معجمه: " سمعت ابن حجر ينقل قاعدة عن ابن خلدون وهي أنا إذا شككنا في نسب حسبنا كم بين من في أوله ومن في آخره من السنين، وجعلنا لكل مائة سنة ثلاثة انفس فإنها مطردة، ويحكى عن ابن حجر انه قال: ولقد اعتبرنا بها انساب كثيرين ممن يتكلم في أنسابهم فانخرمت " اه، وإن كان بعض من لقيناه من أعلام المغرب الوسط يقول إنها أغلبية لا مطردة. أخذ المترجم بفاس عن ابن أملال والقوري وغيرهما، ويروي عامة عن أبي الفرج محمد بن محمد الأموي الطنجي، حسب إجازته له العامة سنة 882 بفهرسة شيخه أبي سعيد السلوي وابنه أبي عبد الله ثم أجاز له ابن مرزوق الكفيف إجازة عامة ضمن إجازته لولده عبد العزيز. وله فهرسة بناها على إجازة الأخير له، ومروياته في نحو ثلاث كراريس عندي منها نسخة بخطه، أروي ما فيها من طريق شيخه ابن مرزوق بأسانيدنا إليه (وقد سبقت) وله

_ (1) ترجم في دوحة الناشر: 89 لمن اسمه إبراهيم بن هلال السجلماسي وكناه " أبا سالم "، وذكر أن وفاته في العشرة الأولى من القرن العاشر؛ وانظر جذوة الاقتباس: 97 ودرة الحجال رقم: 270 وشجرة النور: 268.

من المؤلفات اختصار شرح البخاري لابن حجر واختصار الديباج المذهب لابن فرحون، وهو عندي. 623 - ابن هلال الصغير: هو عبد العزيز بن إبراهيم بن هلال المذكور قبل، استجاز من تلمسان ابن مرزوق الكفيف فأجازه عامة له ولأبيه إبراهيم وشقيق المترجم عبد الرحيم ومن يولد لهم إن قدر على الشرط المعروف، وسطر في الاستدعاء كثيراً من أسانيده إلى المصنفات الحديثية وغيرها، ويعرف بفهرس ابن هلال الصغير وهو في نحو كراستين، تقيد عقب ذلك إجازة ابن مرزوق كتبها عنه لعدم نظره أحمد بن محمد المجيز وأحمد بن يحيى وامزيان التجاني له ولمن ذكر في الاستدعاء. ونص على ان جميع ما تقيد قبله من مروياته صحيح قائلاً: " وإن كان والد السيد عبد العزيز في غنىً عن هذه الإجازة بما عنده من رواية وعلم ودراية وذلك بتاريخ 897، أشهد المجيز بذلك على نفسه وهو بحال كمال، وقد صارت الآن الفهرسة المذكورة الأصلية بعينها إلي، والحمد لله. أروي ما فيها بالسند إلى ابن مرزوق وقد سبق. ابن همات التركي: (انظر فهرس الفهارس) (1) . 554 - هادي المريد إلى طرق الأسانيد (2) : هو ثبت بوصيري العصر، الأديب الشاعر المفلق الطائر الصيت المحب الصادق أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن إسماعيل بن حسن بن محمد ناصر الدين النبهاني البيروتي

_ (1) انظر رقم: 506 (ص: 930) في ما تقدم. (2) قد ذكرت بعض مصادر ترجمة الشيخ يوسف النبهاني في ص: 185 من الجزء الأول، ويضاف إلى ما ذكر هنالك رياض الجنة 2: 161 ومعجم سركيس: 1838 - 1842 حيث عدَّ له ثمانية وأربعين كتاباً.

الشافعي، ولد سنة 1266 بقرية إجزم (1) بشمالي فلسطين من أرض الشام، ورحل إلى الأزهر بمصر عام 1283، ولا زال به إلى عام 1289، فخرج منه مجازاً من شيوخه، وأول دخوله في سلك القضاة عام 1291، وجال في بلاد الشرق العربي وبر الترك، فدخل الآستانة والموصل وحلب وديار بكر وشهرزور وبغداد وسامرا وبيت المقدس والحجاز، وولي قضاء بيروت عام 1305 وحج عام 1310، ثم دخل الحجاز بعد ذلك وأقام به، وأول ما ظهر من مؤلفاته كتابه " الشرف المؤبد لآل سيدنا محمد " (2) ثم همزيته وبها اشتهر، وتناقل الناس ما له من خبر، لبلاغتها وانسجامها وطلاوتها، ثم عظم ذكره بما صنف ونظم ونثر وطبع ونشر، خصوصاً في الجانب المحمدي الأعظم. وثبته هذا في جزء صغير لخصه من ثبتي ابن عابدين والكزبري، وختمه بترجمته وبعض الفوائد، فرغ منه سنة 1318 وطبع ببيروت، يروي فيه عامة عن المعمر الشمس محمد الدمنهوري، ومنه سمع حديث الأولية، والبرهان السقا المصري والشمس محمود حمزة الدمشقي ومحمد بن عبد الله الخاني الدمشقي، كلاهما بدمشق، والشمس الانبابي المصري وعبد الهادي الابياري المصري وإبراهيم الزرو الخليلي المصري والمعمر محمد أمين البيطار والشيخ أبي الخير بن عابدين، وكلاهما ممن تدبجت معه بدمشق أيضاً، وعبد الله ابن إدريس السنوسي وغيرهم. وروى فيه الطريق الإدريسية عن الشيخ إسماعيل النواب نزيل مكة، والرفاعية عن الشيخ عبد القادر أبي رباح الدجاني اليافي، والخلوتية عن الشيخ حسن رضوان الصعيدي، والشاذلية عن الشمس محمد بن مسعود الفاسي وعلي نور الدين اليشرطي، والنقشبندية عن

_ (1) في المطبوعة: اجزت، وصوبه المؤلف في فهرس الخطأ والصواب، وتبعد إجزم حوالي 25 كم إلى الجنوب من حيفا بفلسطين. (2) طبع في بيروت سنة 1309.

غياث الدين الاربلي وإمداد الله الهندي، والقادرية عن حسن بن حلاوة الغزي وغيرهم. وروى أيضاً عامة عن شيخنا محمد سعيد الحبال الدمشقي، كما في " حجة الله على العالمين " له، وروى أيضاً بعد طبع ثبته عن مجيزنا العارف أحمد بن حسن العطاس مكاتبة وشيخنا سليم المسوتي الدمشقي وشيخنا حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي، كلاهما ممن تدبجت معه، وتدبج مع ابن خالنا أبي عبد الله صاحب " السلوة " ببيروت، واستجاز بعد ذلك من شيخنا عبد الله السكري الحنفي الدمشقي بإرشادي له ومن شيخنا الوالد ومن اخينا أبي عبد الله محمد بواسطتي وغيرهم. وأخذ في المدينة المنورة " دلائل الخيرات " عن محمد سعيد المغربي وغيره، وهو أبقاه الله ممن خدم السيرة المحمدية والجناب النبوي أرفع الخدمات، أوقف حياته على ذلك، فنشر وكتب ما لم يتيسر لغيره في عصرنا هذا ولا عشر معشاره، أثابه الله وأحسن إليه. فمن مؤلفاته (1) حفظه الله في السنة وعلومها: وسائل الوصول إلى شمائل الرسول، الأنوار المحمدية مختصر المواهب اللدنية، أفضل الصلوات على سيد السادات، الأحاديث الأربعين في وجوب طاعة أمير المؤمنين، النظم البديع في مولد الشفيع، الهمزية الألفية الطيبة الغراء في مدح سيد الأنبياء، الأحاديث الأربعين في فضائل سيد المرسلين، الأحاديث الأربعين في أمثال أفصح العالمين، حجة الله على العالمين في معجزات سيد المرسلين في مجلد ضخم، سعادة الدارين في الصلاة على سيد المرسلين، رياض الجنة في اذكار الكتاب والسنة، نجوم المهتدين في معجزات سيد المرسلين، أحسن الوسائل نظم أسماء النبي الكامل، والأسمى فيما لسيدنا محمد من الأسما، شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق في مجلد ضخم، وهو من امتع مؤلفاته وأنفسها،

_ (1) ذكر سركيس اكثر ما ورد هنا محدداً تاريخ الطباعة (حيث أمكنه ذلك) وعدد الصفحات أو الأجزاء، فليراجع.

حرف الواو

ولي عليه تقريض طبع معه عام 1323، البرهان المسدد في نبوة سيدنا محمد، جواهر البحار في فضائل النبي المختار، وهو أجمع كتاب نشره وأمتع في مجلدين ضخمين ما أنفسه وأوسعه، اختصار رياض الصالحين للنووي، إتحاف المسلم بأحاديث الترغيب والترهيب من البخاري ومسلم، الأربعين أربعين من أحاديث سيد المرسلين، منتخب الصحيحين، الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير، حاشية دلائل الخيرات. وكل هذه التصانيف مطبوعة تداولها الأيدي في سائر بلاد الإسلام. أروي عنه كل ما له من نظم ونثر مكاتبة من بيروت لفاس عام 1323، ثم شفاهاً ببيروت وعليه فيها نزلت، وكان بي براً معتنياً، واستجازني أيضاً، وألفت ثبتاً باسمه ذكر في حرفه، وهو من أخص اصدقائنا بالشام ومن يضمرون لنا ولبيتنا خالص الود، أحياه الله حياة طيبة ونفع به الإسلام والمسلمين. 555 - الهدية المرتضية بسند حديث الأولية: للحافظ مرتضى الزبيدي أرويها بأسانيدنا إليه. حرف الواو 624 - الورزازي الكبير (1) : نسبة إلى ورزازة بناحية سوس، وهم بيت علم، وأشهرهم الاخوة محمد فتحاً بن محمد ضماً شارح لامية الزقاق المتوفى بمكة عام 1166، وأحمد المتوفى بتطوان عام 1169، وابن عمهما وشيخهما محمد بن أحمد المعروف بالصغير المتوفى بمصر سنة 1137، ودفن بمقابر المالكية بمصر. وقد كان هؤلاء بنو الورزازي من

_ (1) قد ذكر الكتاني أهم مصادر ترجمته، وقارن بالدليل: 319.

أصهار الشيخ ابن ناصر حتى قال أبو عمران موسى بن المكي الناصر في تائيته: وللورزازيين الأجلة صحبة ... لنا ثم صهر في تمام مودة والمسند منهم هو الثاني، وهو حبر تطوان وفخرها، العلامة المحدث الأثري الصاعقة أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الورزازي الدرعي التطواني المتوفى بها سنة 1179، حلاه أبو الربيع الحوات ب " الشيخ العلامة الحافظ الصالح القائل بالحق العامل به " حج مرتين وزار بيت المقدس، ووقعت له مع علماء مصر مناظرة ثم أجازوه، قال تلميذه أبو عجيبة عنه: " كان شديد الشكيمة على أهل البدع، لا يبالي بولاة زمانه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا يخاف منهم، وإذا قيل له في ذلك يقول لم يبلغ قدري أن أموت على كلمة الحق. وكان اتهم بالاعتزال وامتحن بذلك حتى دخل السجن ثم خلصه الله منه، فزاد عزه وبعد صيته واتفق الناس على تعظيمه "، اه. (انظر ترجمته في طبقات الحضيكي وازاهر البستان لابن عجيبة وتاريخ أبي عبد الضعيف الرباطي في حوادث عام 1177) . يروي رحمه الله عامة عن أبي العباس أحمد بن ناصر الدرعي وأبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي وأبي طاهر الكوراني ومحمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي وعبد الرحمن بن محيي الدين بن سليمان السليمي الحنفي الدمشقي (1) وعبد القادر الصديقي المكي الحنفي والتاج القلعي، أجاز له ولاخوته محمد الكبير وعبد الله ومحمد الصغير. وله فهرسة جمع فيها مروياته عمن ذكر وهي عندي، أرويها بأسانيدنا إلى الحضيكي وابن عبد الصادق الريسوني، كلاهما عن محمد بن الحسن الجنوي عنه. ح: وبالسند إلى الريسوني عن الشمس محمد بن عليّ

_ (1) الراوي عن عبد القادر البغدادي عن الخفاجي (المؤلف) .

الورزازي المذكور بعد عن المترجم، وهو من أشياخ الشيخ بناني، ورأيت إمضاءه في إجازته لابن حمادوش الجزائري هكذا، أحمد بن عبد الله الورزازي داراً ومنشأ الدليمي الحمري. 625 - الورزازي الصغير (1) : هو العلامة الصالح أبو عبد الله محمد بن عليّ الورزازي أصلاً، التطواني داراً وسكناً ومدفناً، حلاه تلميذه بالإجازة أبو محمد عبد الودود بن عمر التازي دفين فاس في إجازته لابن رحمون: ب " الفقيه العلامة الحجة البركة العارف بالله " اه. يروي عامة عن الأخوين محمد بن محمد الورزازي وأحمد المذكور قبله سنة 1168، والتاودي ابن سودة عام 1175، وشيخه جسوس أجازه بالتاريخ المذكور، وأبي حفص عمر بن أبي بكر السوداني الطرابلسي والحافظ الغربي الرباطي أجازه بتطوان بعد رجوعه من الحج، وبمصر الشمس البليدي والملوي والصعيدي والحفني وعمر الطحلاوي، وبالمدينة عن محدثها أبي الحسن السندي الحنفي وغيرهم. له فهرسة في نحو ثلاث كراريس وهي عندي، ساق فيها نصوص إجازات من ذكر له، وذكر فيها أنه قصد فاساً بقصد القراءة عام 1163 ابن عبد السلام بناني، وسمع على سيدي صالح الحبيب صحيح مسلم بالزاوية الحمزاوية. ولم أقف على وفاته غير ان إجازته لابن عجيبة بفهرسته مؤرخة بسنة 1214. نروي ما له من طريق ابن ريسون عنه، ومن المجازين من المترجم العالم الصوفي أبو محمد عبد الودود التازي كما في إجازته لابن رحمون رحمهم الله، ومن تلاميذه أيضاً الشيخ الرهوني.

_ (1) قارن بالدليل: 322 (فهو يعتمد على فهرس الفهارس) .

626 - الوازاني (1) : هو أبو عيسى المهدي بن الأستاذ أبي عبد الله محمد ابن الخضر الوازاني مولداً، الفاسي تعلماً وسكنأً ووفاة، أصله من دشراقلال بمصمودة، عمالة وازان، وآله يعرفون فيه بأولاد مقشر، وأول من سكن وازان والده، وبه ولد ولده المترجم، صديقنا الفقيه المدرس المفتي الكبير المشارك الطائر الصيت الكثير التلماذ والجولان البهي الأخلاق اللطيف الأذواق وحسن محاضرة وكريم محاورة والتآليف العديدة في جل الفنون المتداولة بفاس أعظمها كتاب " المعيار الجديد " في أحد عشر مجلداً، وله أيضاً حاشية على " شرح الطرفة " في المصطلح، وكلاهما مطبوع بفاس. يروي عامة عن أبي العباس أحمد بن أحمد بناني قبل ذهابه للحج وأبي عبد الله محمد بن المدني كنون وصالح بن المعطي التادلي الفاسي، وهو أغرب مشايخه وأوسعهم رواية، وشيوخنا: الشيخ ماء العينين وأحمد بن الطالب ابن سودة وتلميذهما محمد بن قاسم القادري وغيرهم. ولي معه مواقف ومطارحات في مسائل، منها مسألة القبض، وفي نقد مؤلفاته فيه ألفت كتابي " البحر المتلاطم الأمواج المذهب لما في سنة القبض من العناد واللجاج " في مجلد ضخم. له ثبت صغير في نحو كراسة طبعه بفاس، افتتحه بإسناد الموطأ عن التادلي المذكور عن محمد بن حمدون ابن الحاج عن أبيه عن التاودي ومرتضى الزبيدي بأسانيدهما، ثم بالشفا رواها عن التادلي المذكور عن قاضي مكناس العباس ابن كيران عن عبد القادر ابن شقرون عن أبي حفص الفاسي عن ابن مبارك عن المسناوي عن ابن الحاج بسنده، والشمائل عن المهدي بن محمد بن حمدون بن الحاج عن أبيه عن جده، قال: وضاع لي بقية السند، قلت:

_ (1) انظر الدليل: 193، 419، 494 ومعجم الشيوخ 2: 48 وفهرس المؤلفين: 291 ومعجم سركيس: 1915 - 1917 وشجرة النور: 435 والزركلي 7: 335..

يرويها أبو الفيض حمدون ابن الحاج عن ابن عبد السلام الناصري عن أبي العلاء العراقي عن الحريشي عن أبي السعود الفاسي بأسانيده، ثم مسلم عن أحمد بناني عن الشيخ عبد الغني الدهلوي بأسانيده، ثم الصحيح عن التادلي المذكور بأسانيده منها عن شيخه العلامة الحاج الداوودي التلمساني عن الأمير الكبير بأسانيده ويرويه التادلي عن ابن إبراهيم السلوي عن محمد صالح البخاري، ثم سند القرآن الكريم عن أبي محمد عبد الله البدراوي إجازة عن أبيه عن ابن عبد السلام الفاسي بأسانيده، ثم سند الفقه المالكي والمختصر وجمع الجوامع والمرشد المعين وبذلك تم ما أراده وهو ترتيب غريب. نرويها وكل ما له من مروي ومؤلف عنه إجازة لي في آخر عمره، رحمه الله. مات في صفر عام 1342 ودفن بالقباب من فاس. 627 - الونائي: هو أبو الحسن عليّ بن عبد البر بن عليّ الونائي الشافعي المصري المكي الفقيه المحدث المسند الصوفي الإمام العلامة، ولد سنة 1170 ومات سنة 1212. هذا الرجل كان من نوابغ المصريين ولو طال عمره لأنسى ذكر كثير من مشايخه، قال عنه شيخه الحافظ مرتضى: " لازمني ملازمة تامة، وطبق الطباق وضبط الأسماء وعرف الأسانيد والرجال، وتدرج في فنون الحديث وناولته شرحي على الإحياء وأمرته بمطالعته من أوله، فنظر فيه بالإمعان ونبه على مواضع منه، فأصلحته فيما يحتاج إليه، وهكذا إلى قريب الآخر، ولاحت عليه الأنوار، وله في معاملة القلوب قدم راسخ "، اه وناهيك بهذا من مثل هذا الشيخ. روى عامة عن شيخه المذكور ومحمد بن عبد ربه بن الست المالكي، وهو أعلى شيوخه المصريين، والشهاب أحمد الدردير والشنواني وأحمد جمعة البجيرمي وابن عبد السلام الناصري الدرعي وغيرهم، وروى حديث الأولية عن محمد بن الست المالكي عن التاج القلعي بأسانيده، ومن كبار شيوخه المصريين الحفني وعيسى البراوي وعطية الجهوري وعلي الصعيدي

وطبقتهم، ومن عواليه روايته عن المعمر بدرخوج المكي عن الشمس محمد الطبري المكي عن عبد الواحد بن إبراهيم الحصاري عن أبي الحسن الشاذلي شارح الرسالة والغمري الأخير عن الحافظ ابن حجر بأسانيده، وتدبج مع الشيخ صالح الفلاني وغيره. وأعلى شيوخه إسناداً المعمر الإمام عبد القادر بن أحمد بن محمد بن القاسم الأندلسي الأصل نزيل مصر المعمر مائة وثمانية وعشرين على ما للمترجم، وروى له عن البرهان الكوراني والخرشي والعربي التلمساني وأمثالهم، واستجاز المترجم من خديجة بنت الإمام عبد الوهاب بن عليّ بن عبد القادر الطبري عامة، وهي عن المعمر الحصاري إجازة عامة، فإنه أجاز لجدها وذريته عن زكرياء عن ابن حجر عن البرهان إبراهيم بن صديق عن عبد الرحيم الأوالي إجازة [عامة] ، فإنه أجاز لأهل عصره سنة 720، وولد ابن صديق سنة 719، عن ابن شاذبخت الفارسي الفرغاني بسنده، قال الونائي: وقد أجازت خديجة معي عمر بن عبد الرسول وشيخنا محمد العجيمي، كتب ذلك سنة 1209. أجاز الونائي لعمر بن عبد الرسول المكي وولده محمد بن عمر وصالح الفلاني ومحمد صالح الرئيس والمسند محمد بن مصطفى البسنوي المدني وصديق ابن عبد الله ربيع العطار وحسن بن إبراهيم البسناتي الحنفي وعبد الرحمن الجبرتي ومحمد شفيع الهندي الحنفي وعبد الرحمن بن محمد الرئيس الشافعي عامة، بل أجاز الونائي يوم الخميس 2 ذي الحجة عام 1207 لأهل مكة الموجودين بها حالة الإجازة ومن يولد منهم ما دام موجوداً بها. له ثبت مهم وآخر صغير في خصوص ما رواه من طريق شيخه أحمد جمعة البجيرمي. وقد كتب لي الشيخ أحمد أبو الخير من الهند عام 1325 يذكر لي أنه ظفر بثبت صغير للشريف الونائي هذا عليه إجازة بخطه كتبها للشيخ محمد صالح الرئيس الزمزمي المكي، وله فيه وهم، وهو أنه ساق سنده إلى المنلا الياس بن إبراهيم الكوراني ثم قال: عن أبيه الشيخ إبراهيم

الكوراني، وهو وهم، والصواب عن إبراهيم يحذف كلمة أبيه، فإن هذا من النوع الذي ذكره الحافظ في نخبته، وهو من وافق اسم أبيه اسم شيخه، فإن إبراهيم اسم لوالد المنلا الياس واسم لشيخه أيضاً، وإبراهيم الذي يروي عنه المنلا الياس ليس هو والده بل هو الشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني الشهرزوري مسند المدينة المنورة، اه. نروي ما له عن حسين بن محمد الحبشي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول ومحمد صالح الرئيس وغيرهما عنه، وعن الشيخ أحمد أبي الخير المكي عن المعمر محمد أمين البسنوي المدني عن أبيه حسن بن مصطفى عن المترجم. ح: وعن الشهاب البرزنجي وأبي النصر الخطيب، كلاهما عن والد الأول عن الفلاني عنه. ح: وعن محمد سعيد القعقاعي الأديب المكي عن محمد بن عمر ابن عبد الرسول عنه، باستدعاء والده له منه، وهذا أعلى ما بيننا وبينه، ومساو له عن شيخنا السكري عن الكزبري عنه. 628 - الوادياشي (1) : هو الإمام الحافظ مسند الدنيا أبو عبد الله محمد بن جابر بن محمد بن القاسم بن حسان القيسي التونسي مولداً ووفاة، يكنى بأبي عبد الله، ووالده بأبي سلطان. هو شيخ شيوخ الإسلام في وقته، رحل مرات ودوخ الأرض، حج وسمع بالحجاز والشام والعراق ومصر والأندلس وبلاد المغرب، فأدرك أعلاماً وأيمة أصبح بهم نسيج وحده انفساح رواية وعلو إسناد، وروى بالمكاتبة عن نحو مائة وثمانين من أهل المشرق والمغرب، قيد وصنف وروى وألف وأفاد واستفاد. قال عنه ابن فرحون في " الديباج ": " جال في البلاد المشرقية والمغربية، واستكثر من الرواية، ونقب عن المشايخ، وقيد الكثير حتى أصبح جماعة

_ (1) راجع رقم: 39 (ص: 180) في ما تقدم.

المغرب وراوية الوقت، " اه. وقال الذهبي في " طبقات القراء ": " دخل أقصى المغرب، وعبر إلى الأندلس واشتهر أمره "، اه. وله برنامج في شيوخه ومروياته حافل جداً، وله زاد المسافر وقد سبق، وله الإنشادات البلدانية، وأربعون حديثاً بلدانية قال عنها ابن فرحون في الديباج: " أغرب فيها بما دل على سعة خاطر وانفساح رحلة " وله أيضاً أسانيد كتب المالكية يرويها إلى مؤلفيها، وترجمة عياض. توفي سنة 749 ودفن خارج تونس. نروي ما له من طريق أبي زيد الثعالبي عن أبي محمد الغرياني عن والده وأحمد بن مسعود وعبد الواحد بن نزال عنه. ح: وبأسانيدنا إلى السراج عن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الشماع والراوية أبي الحجاج يوسف بن الحسن التسولي كلهم عنه. ونروي ما له أيضاً بالسند إلى الحافظ ابن حجر عن ابن عرفة وابن خلدون وابن مرزوق كلهم عنه. ح: ومن طريق المنتوري عن ابن لب عنه. 629 - الوادياشي (1) : هو أبو العباس أحمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ ابن عبد الرحمن بن خلف البلوي الوادياشي الأندلسي، له برنامج أوله: " الحمد لله ذي النعم، التي منها وجودنا من العدم، أما بعد فإن بعض أرباب الرواية أحب أن أقيد له أسماء من لقيته من شيوخي الجلة، زمن مقامي بتونس وفي زمن الرحلة، وأسمي لهم ما أخذته عنهم، وجعلته له في جزأين كما أمل، في أحدهما أسماء الشيوخ وأنسابهم وكناهم، وفي الآخر ذكر المأخوذ

_ (1) إن المقدمة التي يوردها الكتاني هنا هي تلك التي وردت في البرنامج المنشور بتحقيق الأستاذ محمد محفوظ (بيروت 1980) والذي ينسب إلى الوادياشي أبي عبد الله السابق الذكر (رقم: 628) فمن أين جاء الكتاني باسم الوادياشي أبي العباس أحمد بن علي، ونسب له نسخة الاسكوريال، وهي إحدى النسختين اللتين اعتمد عليهما الأستاذ محفوظ، ولم يشر محقق البرنامج إلى هذا الذي أورده الكتاني، فهل نحن إزاء وهم يسير أو خطير.

عنهم مضافاً لهم ما فيه علو سند ولكن بالإجازة معتمداً في ذلك طريق ذوي الإستجازة " ... الخ نسخة منه موجودة بمكتبة الاسكوريال باصبانيا، ولا أعلم عنه شيئاً غير ما ذكرت. 630 - الواني (1) : هو الحافظ أمين الدين محمد بن إبراهيم الواني الحنفي الدمشقي، أحد كبار الرواة وعظماء المسندين، وله مجلد في ذكر إسانيد رواياته، موجود بخطه في الخزانة الظاهرية بدمشق. قال فيه ابن رافع: " طبق الدنيا بالسماع "، اه. مات في ربيع الأول عام 735، ترجمه السيوطي في " طبقات الحفاظ ". 631 - ولي الدين العراقي (2) : هو الإمام الحافظ المتفنن أحمد بن الحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي المصري قاضيها، ولد سنة 762، واعتنى به والده فأحضره عند أبي الحسن القلانسي واستجاز له من أبي الحسن العرضي وغيره، ثم رحل به إلى دمشق في الثالثة من عمره فأحضره على جمع من أصحاب الفخر ابن البخاري وابن عساكر ونظرائهما، ورحل به أيضاً إلى الحجاز غير مرة وأسمعه بالحرمين، ثم سمع من أبيه وطائفة منهم جويرية بنت الهكاري، ولما ترعرع طلب بنفسه وطاف على الشيوخ واشتغل بالعلوم على والده وغيره، وألف التصانيف البديعة في هذا الشأن، وحدث مع أبيه ببعض المرويات، وكان أحد فقهاء الحفاظ، أملى أكثر من ستمائة مجلس، ومات سنة 826 (3) وفي " التدريب ": " أملى إلى أن مات سنة 26 ستمائة مجلس وكسر "، اه.

_ (1) ترجمة الواني في الدرر الكامنة 3: 379 وذيل تذكرة الحفاظ: 358 وطبقات الحفاظ: 527. (2) كنيته أبو زرعة، وكانت وفاته بالقاهرة، وفيها كان يتولى القضاء بعد الجلال البلقيني؛ راجع ترجمته في الضوء اللامع 1: 336 ورفع الإصر 1: 81 وانباء الغمر 3: 311 (وفيات سنة 826) والبدر الطالع 1: 72 والزركلي 1: 144 (ومن مصادره لحظ الألحاظ: 284) والرسالة المستطرفة: 82، 214. (3) في المطبوعة: 828 (والتصويب عن المصادر السابقة) .

ومن تصانيفه: المستفاد من مبهمات المتن والإسناد، والتوضيح لمن خرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح، وذيل تذييل والده على العبر للذهبي، والأحكام التي صنفها على ترتيب سنن أبي داوود، وتمم شرح والده على ترتيب المسانيد وتقريب الأسانيد، وقفت عليه بمكتبة طندتا من مصر، ونفحات التحصيل في ذكر رواة المراسيل، وذيل الكاشف والأطراف بأوهام الإطراف للمزي، وشرح سنن أبي داوود، والأجوبة المرضية عن الأسئلة المكية التي سأله عنها الحافظ تقي الدين ابن فهد هي عندي، وتحفة الولد بترجمة الوالد، وكشف المدلس، وجمع طرق حديث المهدي، والأربعون الجهادية محذوفة الأسانيد، والقطع المتفرقة على نظم الاقتراح لوالده، وتخريج مشيخة الشهاب ابن المنفر، وغير ذلك. نروي ما له من مؤلف ومشيخة ومروي بأسانيدنا إلى أبي زيد الثعالبي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى المقري عن أبي العباس ابن القاضي عن البرهان العلقمي والنور القرافي، كلاهما عن السيوطي عن شرف الدين المناوي عنه، وعندي خطه على أول تخريج أحاديث المنهج للبيضاوي لوالده، وإمضاؤه فيه هكذا: أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي. 632 - ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المحدث (1) : ولد 4 شوال عام 1114، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وفرغ من العلوم الرسمية حين كان عمره خمس عشرة سنة، ورحل للحجاز عام 1143، وعاد إلى الهند عام 45، ومات سنة 1176 وقيل 1174، وفي " اليانع الجني " عن المترجم: " نشر أعلام الحديث وأخفق لواءه، وجدد معالمه حتى سلم له الناس أعشار الفضل، وأنه رئيس المحدثين، ونعم الناصر لسنن

_ (1) قد أشرت إلى بعض مصادر ترجمته في رقم 36 (ص: 178) ويضاف إليها اليانع الجني: 79 وأبجد العلوم: 912.

سيد المرسلين، وهذه فضيلة له لا يختلف فيها اثنان، ولا يجحده فيها أعداؤه فما ظنك بالخلان، ولم يتفق لأحد قبله ممن كان يعتني بهذا العلم من أهل قطره ما اتفق له ولأصحابه من رواية الأثر وإشاعته في الأكناف البعيدة، ولم يقدر الله ذلك لغيرهم، فتلك فضيلة خلاها الله له وأظهرها على يديه وأيدي من تبعه من حملة الآثار ونقلة الأخبار، ولقد كان قبله أجلة طالما اشتغلوا بهذا العلم غير أنهم لم يقم به أصحابهم من بعدهم فانمحت آثارهم واندرست، فلا ترى لهم بين الناس إسناداً وأما ولي الله فمسندهم، به يصولون وعليه يعولون: أفلت شموس الأولين وشمسنا ... أبداً على أفق العلا لا تغيب اه. وقال الأمير صديق حسن في " الحطة " في حق المترجم وبنيه: " عاد بهم علم الحديث غضاً طرياً، بعد ما كان شيئاً فرياً، تشهد بذلك كتبهم وفتاويهم، ونطقت به زبرهم ووصاياهم، ومن كان يرتاب في ذلك، فليرجع إلى ما هنالك، فعلى الهند واهلها شكرهم مادامت الهند وأهلها "، اه. وكان من مذهبه رحمه الله الاهتمام بالموطأ وتقديمه على سائر كتب الحديث حتى البخاري ومسلم فضلاً عما دونهما، حتى قال في بعض إفادته: " فالمطلوب العمل على الموطأ وتعطيل التخريجات والاكتفاء بما يترشح من ظاهر الحديث " كذا في " القواعد " له. وقال في كتابه " التفهيمات " لما تكلم على المجدد: " وأقرب الناس إلى المجددية المحدثون القدماء كالبخاري ومسلم وأشباههم، ولما تمت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجددية فعلمت علم الجمع بين المختلفات، وعلمت أن الرأي في الشريعة تحريف، وأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة روحانية أن مراد الحق منك ان يجمع شملاً من شمل الأمة المحمدية بك " اه. قال الأمير صديق حسن خان الهندي إثره في " الحطة ": " وهو كما قال ولله الحمد " اه. وفي " اليانع الجني ": " أما أصول الحديث فله فيها باع رحيبة كأنه قد حاز القدح المعلى منها

وقد أشار ابنه الشيخ عبد العزيز إلى أن للشيخ فيها تحقيقات مستظرفات لم يسبق إليها وتدقيقات لم يقع حافر عليها " اه. ومن مؤلفات ولي الله في الحديث وفقهه: كتاب المسوى في فقه الحديث باللغة العربية رتب فيه أحاديث الموطأ ترتيباً يسهل تناوله وترجم على كل حديث بما استنبط منه وبين فيه ما تعقبه الأيمة على الإمام مالك بإشارة لطيفة حيث كان التعقب بحديث صريح صحيح، وله أيضاً المصفى باللغة الفارسية شرح فيه الموطأ جرد فيه الأحاديث والآثار وحذف أقوال مالك وبعض بلاغاته وتكلم فيه ككلام المجتهدين، ومنها شرح تراجم الصحيح وقد طبع (1) ، وله حجة الله البالغة في أسرار الحديث وحكم التشريع وقد طبع مراراً (2) ، وله في هذه الصناعة الإرشاد إلى مهمات الاسناد وهو مطبوع، والانتباه في سلاسل أولياء الله، وإنسان العين في مشايخ الحرمين، والقول الجميل (انظرها وأسانيدنا إليه في حروفها) (3) والنوادر، وله أيضاً الدر الثمين في منشرات النبي الأمين، وفيوض الحرمين، وأنفاس العارفين، وإزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء، وفتح الرحمن في ترجمة القرآن، والنوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر، والتفهيمات الإلهية، وتأوبل الحديث، وغير ذلك. قال أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي في حواشيه على الموطأ: " وتصانيفه كلها تدل على أنه كان من أجلاء النبلاء، وكبار العلماء موفقاً من الحق بالرشد والإنصاف، متجنباً عن التعصب والاعتساف، ماهراً في

_ (1) طبع بحيدر آباد سنة 1323. (2) طبع بالهند 1286 وببولاق في جزءين 1294 وبمصر 1322. (3) رقم: 36، 63، (ص: 178، 204) و (ص: 203) ، 522 (ص: 977) .

العلوم الدينية متبحراً في المباحث الحديثية " اه. قلت: وهو ممن ظهر لي أنه يعد من حفاظ القرن الثاني عشر لأنه ممن رحل ورحل إليه، وروى وصنف واختار ورجح وغرس غرساً بالهند أطعم وأثمر وأكل منه خلق، وقد فاتنا ذكره في برنامجهم السابق (1) ويكفي في ترجمة ولي الله المذكور أن ممن تخرج به الحافظ الزبيدي، فإنه أخذ عنه في الهند قبل رحلته إلى البلاد العربية. 633 - الونشريسي (2) : هو الإمام حافظ المذهب المالكي بالمغرب حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن عليّ الونشريسي التلمساني الأصل والمنشأ، الفاسي الدار والمدفن، هو الذي قال عنه ابن غازي: " لو أن رجلاً حلف بالطلاق انه أحاط بمذهب مالك أصوله وفروعه لم تطلق عليه زوجته لكثرة حفظه وتبحره ". أخذ عن الكفيف ابن مرزوق مرويات سلفه الإمام الجد والوالد والحفيد وابن زكري وغيرهم، وبعد رحلته لفاس عام 874 صار يحضر مجلس القاضي المكناسي. وفهرسته نرويها من طريق القصار عن أبي القاسم ابن أبي عبد الله ابن عبد الجبار الفكيكي عن أبيه عنه، وباسمه ألف فهرسته، وأرويها بالسند إلى اليوسي عن ابن سعيد المرغتي السوسي عن عبد الله بن عليّ بن طاهر عن الفكيكي المذكور عن أبيه عنه. وكانت وفاة الونشريسي سنة 914 بفاس،

_ (1) انظر الجزء الأول ص: 79 (المؤلف) . (2) الونشريسي صاحب المعيار ترجمة في جذوة الاقتباس: 156 ودرة الحجال رقم: 130 ودوحة الناشر: 47 والبستان: 53 وسلوة الأنفاس 1: 253 وشجرة النور: 274 والزركلي 1: 255 وتعريف الخلف 1: 58 وألف سنة من الوفيات: 281 ونيل الابتهاج: 87 وإيضاح المكنون 1: 113، 2: 592 ومعجم سركيس: 923 والدليل: 317 وأعلام الجزائر: 49 وانظر بحثاً عنه وعن المدرسة من خلال المعيار للدكتورة وداد القاضي في مجلة الفكر العربي، العدد: 21 ص 61 - 86، والفكر التربوي الإسلامي، بيروت 1981.

وهو صاحب " المعيار المعرب في فتاوى أهل أفريقية والمغرب " في تسع مجلدات (1) طبع بفاس، من أعظم الكتب التي كادت تحيط بمذهب مالك. 634 - الوليد بن مخلد (2) : هو الوليد بن بكر بن مخلد الأندلوسي النحوي الفقيه المالكي، صاحب كتاب " الوجازة في صحة الإجازة " وذكر فيها من شيوخ العلم نيفاً على ألف شيخ. أروي كنابه هذا من طريق ابن عبد البر عن أبي ذر الهروي عنه، ورواية أبي ذر عنه هذه ذكرها الشنتجالي والعذري. 635 - ابن الوليد (3) : هو الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر المالكي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن الفقيه أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن فرج بن الطلاع عنه. 636 - ابن واجب (4) : هو أحمد بن محمد بن عمر بن واجب القيسي أبو الخطاب، أحد المحدثين الأعيان، قال ابن ناصر: " كان بشرق الأندلس حامل راية الرواية عالي الإسناد بالغ [الشأو] في الدراية، له بهذا الشان عناية " اه. وفي " الديباج ": " كان من أعظم الناس عناية بالرواية ولقاء الشيوخ، كامل الاشتغال بالحديث حافظاً له متسع الرواية " اه. حدث عن جده عنه وابن هذيل، وأجاز له أبو بكر ابن العربي فيما يذكرون. له برنامج، ولد

_ (1) هو في اثني عشر مجلداً، وقد أعيد طبعه ببيروت 1982. (2) سرقسطي يكنى أبا العباس رحل وسمع ولقي في رحلته ما يزيد على الف شيخ بين محدث وفقيه وتوفي بالدينور سنة 392 (انظر الصلة: 607 والنفح 2: 380) وكتابه يسمى الوجازة في صحة القول بالإجازة؛ وهو الذي رويت عنه الإشعار الأندلسية التي ضمنها الثعالبي كتاب اليتيمية (اليتيمية 2: 36) . (3) فهرسة ابن خير: 432 والصلة: 267؛ وقد رحل ابن الوليد إلى المشرق سنة 384 واستوطن مصر، وتوفي بالشام سنة 448. (4) ترجمة ابن واجب في الذيل والتكملة 1: 470 - 472 والتكملة: 106 وبرنامج الرعيني: 47 - 49 والمرقبة العليا: 116 والديباج: 56 والاعلام بمن حل مراكش 1: 347.

سنة 535 ومات سنة 614. نتصل به من طريق ابن الزبير عن أبي الخطاب ابن خليل السكوني عن ابن واجب. 637 - ابن الوزير اليمني (1) : هو الإمام العلامة الجهبذ النظار المحدث الكبير أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عليّ المرتضى بن الفضل الحسني القاسمي، المعروف بابن الوزير اليمني الصنعاني، ولد بهجرة الظهراوي من شظب، وهو جبل عال باليمن، في رجب عام 775، وعانى النظم فبرع فيه، وأخذ عن نفيس الدين سليمان العلوي والحافظ جمال الدين محمد بن ظهيرة المكي، كما استفدت أخذه عنهما من كتبه، ويعبر عن عصريه ابن حجر بحافظ العصر مع أنه مات قبله باثنتي عشرة سنة. وصنف في الرد على الزيدية كتابه " العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم " في عدة مجلدات ثم اختصره في الروض الباسم عن سنة أبي القاسم وقد طبع الأخير قريباً في مجلد (2) ، وهو من أنفس الكتب التي انتشرت أخيراً، حرر فيه أهمية علم الحديث بين علوم الإسلام وتفوق كتب البخاري ومسلم، وقلمه فيه واسع الاطلاع جيد البحث سلس العبارة وهو صاحب كتاب تنقيح الأنظار في علوم الآثار، ونصر العميان في التنفير من شعر أبي العلاء، والقواعد المهمة فيمن نسب إليه مخالفة الأيمة، وكتاب إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق، وهو مطبوع في مجلد (3) وعندي منه نسخة خطية كانت على ملك الشيخ صالح الفلاني أيضاً، وغير ذلك ذكره الحافظ ابن حجر في " إنباء الغمر " في ترجمة أخيه الهادي فقال: " له أخ يقال له محمد مقبل على الاشتغال بالحديث شديد الميل إلى السنة بخلاف أهل بيته " اه. وذكره الحافظ تقي الدين ابن فهد في معجمه وأنشد له:

_ (1) ترجمة ابن الوزير في الضوء اللامع 6: 272 والبدر الطالع 2: 81 والتاج المكلل: 340 والزركلي 6: 191 (وفيه ذكر لمصادر أخرى) . (2) هو في جزءين، طبع إدارة الطباعة المنيرية بمصر، وأعيد في بيروت 1979 وعنوانه: الروض الباسم في الذب ... الخ. (3) منه طبعة بمصر سنة 1318.

العلم ميراث النبي كذا أتى ... في النص والعلماء هم وراثه فإذا أردت حقيقة تدري بها ... وراثه وعرفت ما ميراثه ما ورث المختار غير حديثه ... فينا وذاك متاعه وأثاثه فلنا الحديث وراثةً نبوية ... ولكل محدث بدعة إحداثه وكان لقاء ابن فهد له سنة عشر وثمانمائة. وقال عن المترجم الحافظ الشوكاني: " الإمام الكبير المجتهد المطلق " وقال عنه الأمير صديق حسن الهندي في كتابه " التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول ": " كان من كبار حفاظ الحديث والعلماء المجتهدين اليمانيين، مات في 27 محرم سنة أربعين وثمانمائة ". نتصل به من طريق ابن العجل اليمني عن يحيى ابن مكرم الطبري عن عبد العزيز بن فهد بن محمد بن إبراهيم الوزير (انظر الإيثار من فهرسة الشوكاني) . 638 - الواعظ: هو أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله القلقشندي بلداً الشعراوي الخلوتي الشهير بحجازي، الواعظ المصري، الإمام المعمر المحدث المسند المقري، خاتمة علماء عصره، قال عنه الحافظ الزبيدي بعد وصفه بشيخ المحدثين: " وكان يوصف بالحفظ والمعرفة وقد رحل إليه من أقطار البلاد وألحق الأحفاد بالأجداد " اه. أخذ عن أعلام كالنجم الغيطي والجمال يوسف بن القاضي زكرياء ويوسف الأرميوني وأحمد بن أحمد بن عبد الحق السنباطي والقطب الشعراني والشمس الرملي وشحادة اليمن والشمس العلقمي وكريم الدين الخلوتي، وأجازه المحدث المسند أحمد بن سند بصحيح البخاري بعد سماعه عليه في حدود السبعين وتسعماية، قال أخبرنا الحافظ عثمان الديمي عن الحافظ ابن حجر، وأخذ المترجم أيضاً عن عضد الدين محمد بن أركماش اليشبكي التركي الحنفي رفيق الشيخ عبد الحق الكافيجي، قال المترجم: " وهو أعلى

من لقيناه لسبقه بالسن " وذكر المترجم في إجازته للشيخ عبد الباقي الحنبلي: " أروي بحق الإجازة عن الشيخ محمد بن أركماش (1) الحنفي المعمر الساكن بغيط العدة بمصر إلى موته، بحق إجازته من شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، وبحق اجتماعه مع الحافظ السيوطي قال أحدهما عن محيي الدين الكافيجي، فبفضل الله هذا الاسناد انا منفرد به شرقاً وغرباً " اه. قال المحبي في " خلاصة الأثر ": " قد تكلم في لحوق ابن أركماش لابن حجر فاستبعد، وأنا رأيت ترجمته في " طبقات الحنفية " التي ألفها القاضي تقي الدين اليمني فقال: " محمد بن أركماش اليشبكي عضد الدين النظامي نسبة للنظام الحنفي لكونه ابن أخته ولد سنة 842 ومات والده وهو صغير فرباه خاله المذكور، وحفظ القرآن وعرض على ابن حجر وغيره، واشتغل على الديري والزين قاسم، وحج غير مرة، وكتب بخطه الكثير، وجمع تذكرة في مجلدات " اه. وأنت إذا عرفت مولده لم تستبعد أنه أخذ عن ابن حجر، فإن وفاة ابن حجر سنة 852 فقد ثبت لحوقه لابن حجر، وأما لحوق المترجم له فلا مطعن فيه، وبالجملة فقد نال المترجم بهذا السند شأناً عظيماً مع ان له مشايخ كثيرين يبلغون ثلاثمائة شيخ " اه. قلت: وهذا العدد في المشايخ مما بعد العهد بمثله، ولعله آخر من بلغ هذا العدد من رجال الألف الأول، وبعده الحافظ مرتضى فإن شيوخه نحو ثلاثمائة عنه، والفقير جامع هذه الشذرة، فقد تجاوزه والحمد لله، وقد سبق في ترجمة ابن سنة ما هو أغرب، وأين كل ذلك مما سبق عن ابن السمعاني أن شيوخه بلغوا سبعة آلاف شيخ.

_ (1) نجد بمصر جزءاً من تذكرة ابن حمدون بخط محمد بن اركماش الطويل اليشبكي الحنفي أتمه نسخاً عام 868 فلعله هذا وان يكنه وهو الظاهر فقد كان عام 868 يكتب وينسخ، وفي المكتبة السلطانية بفاس كتاب الدر الثمين فيما ورد في أمهات المؤمنين لابن اركماش الحنفي هذا فلعله هذا ا. هـ. (مؤلفه) .

وممن وصف بالإكثار من الشيوخ من المتقدمين خلق من الحفاظ كالثوري وابن المبارك وأبي داوود الطيالسي والبخاري وابن منده والقاسم بن داوود البغدادي قال: كتبت عن ستة آلاف شيخ، وممن زادت شيوخه على الألف سوى هؤلاء أبو زرعة الرازي ويعقوب بن سفيان والطبراني وابن عدي وابن حبان وأبو الوليد بن بكير وأبو صالح المؤذن وأبو سعيد السمان، كان له ثلاثة آلاف شيبخ وستمائة، وابن عساكر وابن السمعاني وابن النجار وابن الحاجب والدمياطي والقطب الحلبي والبرزالي، فشيوخه ثلاثة آلاف شيخ منها ألف بالإجازة، والفخر عثمان التوزري، بلغ شيوخه نحو الألف، والذهبي وابن رافع والعز ابن جماعة والحافظ ابن حجر، بلغ شيوخه نحو ستمائة، والحافظ تقي الدين الفاسي، بلغ شيوخه نحو خمسمائة، والسخاوي ومن لا يحصى كثرة، لكن ضعف الحال في القرن التاسع وانقطع أو كاد في العاشر، وكل شيء إلى الله راجع. أخذ عن الواعظ المذكور عامة شيوخ مصر وغيرها في زمنه كالحافظ البابلي وعبد الباقي الحنبلي والشهاب أحمد العجمي ومحمد بن علان الصديقي المكي وسلطان المزاحي والمعمر عليّ بن أحمد بن البقال الغمري الأنصاري المكي ومولاي الشريف بن عبد الله الواولاتي المعمر ومحمد بن عبد الكريم الجزائري وعبد القادر بن جلال المحلي الصديقي خطيب الجامع الأزهر وغرس الدين محمد الخليلي عم الشيخ يس. ومن طريق هؤلاء العشرة نروي ما له من مروي ومؤلف كشرح الجامع الصغير في اثني عشر مجلداً، كل مجلد خمسون كراساً، سماه " فتح الملى النصير بشرح الجامع الصغير " وشرح ألفية السيوطي في الاصطلاح، وشرح الأربعين السيوطية المضاهية للأربعين النووية، وشرح مختصر ابن أبي جمرة للصحيح، ووثوق اليدين بما يجاب به عن حديث ذي اليدين، والسراج الوهاج في إيضاح رأيت ربي وعليه التاج، والموارد المستعذبة بمصادر العمامة والعذبة، والاستعلام

عن رؤية النبي في المنام، وكشف النقاب في حياة الأنبياء إذا تواروا في التراب، وغير ذلك. قلت: وهو ممن ظهر لي انه يصح إدراجه في حفاظ القرن الحادي عشر، ولد رحمه الله سنة 957 ومات بمصر سنة 1035. الوجيه الأهدل: (انظر النفس اليماني) (1) . الوجيه الكزبري: (انظر حرف الكاف) (2) . 556 - وسيلة العبد الغريق بأيمته في الطريق (3) : هو نظم رجزي للشيخ أبي سالم العياشي في نحو كراسة، ترجم فيه لمشايخه الصوفية المشارقة والمغاربة على طريق التوسل، وأفرد لكل شيخ ترجمة مستقلة، وفيها نظم سنده، قال عن هذا النظم صاحب " الروض المطيب في مناقب الشيخ سيدي أبي الطيب " يعني دفين ميسور: " في غاية الحسن والجمال جمع فيه طرق الأيمة بأسرها وهي في ثلاثمائة بيت " اه، ومن غرائب مشايخه الذين ترجم لهم فيه سيدي صالح بن أحمد دفين كتاوة من بلاد درعة. نرويها وكل ما لأبي سالم بأسانيدنا إليه " وقد سبقت في المسالك واقتفاء الأثر، وانظر العياشي وإجازته ". 557 - وشي حبر السمر في شيء من أحوال السفر: للإمام العلامة المحدث الصوفي مسند اليمن مفتي زبيد سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل الزبيدي، ذكر فيه مشايخه الذين لقي، كمحمد حياة السندي وابن الطيب الشركي وحسن بن محمد سعيد بن إبراهيم الكوراني والشمس محمد بن أحمد الجوهري ومحمد هلال سنبل وأبي الحسن المغربيس التونسي وعطاء المصري

_ (1) رقم: 448 (ص: 695) في ما تقدم. (2) رقم: 278 (ص: 485) . (3) انظر الأرقام: 18 (ص: 168) 30 (ص: 175) 181 (ص: 586) 472 (ص: 832) .

وشيخ بن جعفر الصادق باعلوي الحبشي وجعفر بن حسن البرزنجي وعبد الله المرغتي، ونقل فيها إجازات هؤلاء له جميعاً. ويروي المترجم عالياً عن مسند اليمن الوجيه عبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه والشهاب أحمد مقبول الهدل وغيرهم. والمترجم هو عمدة الحافظ الزبيدي وعليه في اليمن عول وترجمه في " ألفية السند " له ترجمة طنانة. نروي كل ما يصح للمذكور من طريق ولده الوجيه عبد الرحمن والحافظ مرتضى، كلاهما عنه، بل أخذ مرتضى عن جل هؤلاء، وأجاز المترجم لأهل عصره عامة، وكانت وفاته 4 شوال عام 1197، وآخر تلاميذه في الدنيا الشيخ أحمد بن سعيد باحنشل الدوعني اليمني صحبه إحدى عشرة سنة وأجازه. 558 - وصلة السالكين بوصل البيعة والتلقين: للسيد عبد الله بن أحمد بلفكيه الباعلوي اليمني المتوفى سنة 1110، وبلفكيه المعروف انه بفتح الباء وسكون اللام وفتح الفاء وكسر القاف المعقودة، وذكر بصري في ثبته أنه بكسر الفاء والقاف المفتوحة وهو غريب. نرويها بأسانيدنا إلى الوجيه الأهدل عن أبيه وعبد الرحمن بن مصطفى العيدروس، كلاهما عن عبد الرحمن بن عبد الله بلفكيه عن أبيه صاحبها (1) . 559 - الوجازة في صحة القول بالإجازة (2) : لأبي العباس الوليد بن بكير العمري من أهل سرفسطة بالأندلس، ذكر انه لقي في رحلته ما ينيف على ألف شيخ بين محدث وفقيه، سمع منهم وحدث، ومات بالدينور عام

_ (1) انظر النفس اليماني: 232. (2) انظر رقم: 634 (ص: 1123) وما أورده المؤلف هنا لا يعدو أن يكون تكراراً.

392 - أرويها بأسانيدنا إلى أبي القاسم ابن بشكوال عن القاضي محمد بن عبد العزيز عن أبي العباس العذري عن عبد بن أحمد الهروي عنه. 560 - الوجازة في الإجازة لكتب الحديث مع ذكر بعض الأحاديث الممتازة: للإمام المحدث الكبير الشيخ أبي الحسن محمد بن عبد الهادي السندي المدني محشي الكتب الستة وغيرها، أرويها بأسانيدنا إلى محمد حياة السندي عنه (وانظر أبو الحسن في حرف الألف) (1) . 561 - الوجيز في ذكر المجاز والمجيز: للإمام الحافظ أبي طاهر السلفي، أرويها بأسانيدنا إليه (انظر حرف السين) (2) وفيها كلام جيد في تصحيح الرواية بالإجازة والعمل بها نقله أبو التوفيق الدكالي في " سمط الجوهر " أنظره ولا بد. 562 - الوعد والإنجاز (3) في العجالة المستخرجة للطالب الممتاز: للحافظ أبي القاسم محمد بن أحمد بن الطيلسان، جمع فيه أحاديث بأسانيده لمن سأله جمعها ليرويها عنه، أرويها بالسند إلى الوادياشي عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي عنه. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عن عبد الله ابن عمر الحلاوي عن الضياء ابن أبي زكنون عن عبد الله بن هارون القرطبي عنه.

_ (1) انظر رقم: 38 (ص: 148) . (2) رقم: 565 (ص: 994) والحديث عن سمط الجوهر في رقم: 534 (ص: 1060) . (3) لمحمد بن أحمد ابن الطيلسان ترجمة في التكملة: 533 والذيل والتكملة 6: 40 ولكن كنيته هنالك " أبو عبد الله " ووفاته سنة 581 فأما من كنيته أبو القاسم فاسمه القاسم وعلى ذلك يكون صواب العبارة للحافظ أبي القاسم (القاسم) بن محمد وقد مر من قبل في رقم: 81 (ص: 254) ورقم 113 (ص: 315) ورقم 267 (ص: 476) .

حرف الياء

حرف الياء 639 - يحيى بن أبي بكر العامري (1) اليمني الشافعي: محدث بلاد اليمن وشيخها وحافظها، حلاه تلميذه السيد أبو بكر ابن عبد الله العيدروس في " الجزء اللطيف " ب " الإمام الحافظ المحدث الحبر " وغيره ب " محدث اليمن وحافظه ". ولد سنة 816، وسمع بمكة من أبي الفتح المراغي والحافظ ابن فهد المكي، ورحل إليه الناس وانتهت إليه الرياسة بإقليمه. له الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيح من الصحابة وهي مطبوعة بالهند (2) ، وله بهجة المحافل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل وهي مطبوعة بحاشيتها لمحمد الأشخر اليمني بمصر (3) ، وله كتاب عظيم في رجال الصحيحين وقفت عليه بمصر في مكتبة السيد أحمد الحسيني في مجلدين، له مقدمة بها من الفوائد ما لا يوجد في غيرها، وله غربال الزمان في التاريخ. مات رحمه الله سنة 893 باليمن. وفي " المشرع الروي " رأى المصطفى عليه السلام في منامه ومسح على ظهره بيده الكريمة فاستيقظ وأثر الأصابع النبوية ظاهرة يراها الناس في ظهره، وبقي كذلك مدة حياته، واشتهر ذلك في جهات اليمن، وممن رآها وتبرك بها قطب اليمن السيد أبو بكر ابن عبد الله العيدروس صاحب " الجزء اللطيف " (4) .

_ (1) له ترجمة في البدر الطالع 2: 327 وتحفة الاخوان: 48 ومعجم سركيس: 1261 وبروكلمان، التكملة 2: 225 والزركلي 9: 168 (وهو يذكر الدر الفريد: 42 والعقيق اليماني وهو مخطوط؛ كما أن الكتاني يذكر كتاب الجزء اللطيف في مصادره) . (2) طبعت في بهوبال سنة 1303 (في 600 صفحة) . (3) في جزءين بمطبعة الجمالية بمصر 1330. (4) انظر الجزء اللطيف، ص 35 من الجزء الثاني منه (المؤلف) .

نتصل به من طريق السيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل عن السيد أبي بكر ابن عليّ البطاح الأهدل عن السيد طاهر بن الحسين الأهدل عن جمال الدين محمد بن عبد المحسن الأهدل عن العامري (انظر حرف الباء من حصر الشارد) (1) . 640 - يحيى الشاوي (2) : هو فخر الجزائر أبو زكرياء يحيى بن الفقيه أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى النائلي، نسبة إلى قبيلة أولاد نائل بالقطر الجزائري، الملياني الشاوي تسمية لا نسباً، الجزائري المالكي المتوفى على ظهر البحر عام 1096، ثم نقل إلى مصر فدفن بها بمقبرة المالكية. قال فيه تلميذه المحبي في " خلاصة الأثر ": " هو الأستاذ الذي ختمت بعصره أعصر الأعلام، وأصبحت عوارفه كالأطواق في أجياد الليالي والأيام، ولد بمدينة مليانة، ونشأ بالجزائر، وأخذ بها عن أعلام أعلاهم سنداً أبو محمد سعيد قدورة وعلي بن عبد الواحد الأنصاري ومحمد بن محمد بهلول الزواوي السعدي، وأجازه شيوخه، وروى كتب الشيخ السنوسي عن عبد الله بن عمر الشريف عمن اجتمع بالشيخ السنوسي، وروى حزب البحر للشاذلي عن عبد الرحمن الهواري عن سيدي أبي عليّ عن أخيه سيدي محمد بن عليّ عن الشيخ أحمد بن يوسف الملياني عن الشيخ زروق بأسانيده، وقدم مصر حاجاً عام 1074 وأجازه بها الشمس البابلي والنور الشبراملسي والشيخ سلطان المزاحي وأخذ عنه أهلها وأذعنوا له " قال المحبي: " كانت حافظته مما يقضى منها بالعجب " اه. وقال تلميذه الشهاب أحمد بن قاسم البوني في ثبته: " كان يحفظ شرح

_ (1) رقم: 122 (ص: 363) في ما تقدم. (2) ترجمة الشاوي في خلاصة الاثر 4: 486 وتعريف الخلف 1: 187 وشجرة النور: 316 وهدية العارفين 2: 533 والفكر السامي 4: 116 وبروكلمان، التكملة 2: 701 والزركلي 9: 214 وأعلام الجزائر.

التتائي الكبير وشرح الإمام بهرام الوسط وغيرهما، بل يحفظ ستين كتاباً من الكتب الكبار كمختصر ابن عرفة الفقهي، وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب، حتى إنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولاً منسوبة لقائلها وأمثال ذلك، وأما التواليف التي هي كراريس قليلة يحفظ منها ما لا يحصى، كيف لا وهو يحفظ من ثلاث عرضات لا غير فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين، ثم اشتهر بالحفظ وحدة الذهن وجودة الإدراك حتى عبر عنه شيخنا سيدي بركات بن باديس القسمطيني بقوله: " إنه عالم الربع المعمور " اه. وفي حاشية الشيخ التاودي ابن سودة على الصحيح لما ذكر امتحان أهل بخارى لفخر بلدهما الإمام أبي عبد الله البخاري بقلبهم له الأسانيد " قلت: يشبه هذه القصة ما حكى لي بعض المصريين على الشيخ يحيى الشاوي، كان ظهر على أهل مصر بحفظه وذكائه، ثم كتب إليهم سلطان اصطنبول أن ابعثوا لي عالماً لمناظرة رجل ظهر هنا زعم أنه لا يقدر عليه أحد، فقالوا له: نبعث له هذا المغربي فإن ظهر عليه قلنا ليس منا، فبعثوه، فلما استقر به المجلس قال لهم: أنا فلان بن فلان فمن هذا قالوا: فلان بن فلان، ولهذا فلان ابن فلان ... الخ فمن أنا فلم يجد أحداً يحفظ نسبه " اه. وقد ترجمه النور عليّ النوري الصفاقصي في فهرسته وحلاه ب " أشعري الزمان، وسيبويه الأوان، وقال: لم أر أسرع منه نظماً، قال: وقرأنا عليه شرح المرادي على الألفية، وكنا نصحح نسخنا على حفظه، ولما كتب لي الإجازة قال: مؤرخة بمجموع الاسم واللقب، فعددت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ، فتعجبت من شدة فطانته " اه. وترجمه الشهاب النخلي في فهرسته وعظم شأنه أيضاً، وذكر أنه أجازه بجميع مروياته ومؤلفاته، قال: منها الترجيح في بيان ما للبخاري من التصحيح

وحواشي التسهيل والألفية وفيما له في علم الكلام وفي إعراب الكلمة المشرفة، وذكر النور عليّ النوري أنه جمع فهرسة لشيخه الحافظ البابلي وأنه نظم جواباً في إثبات حياة الخضر في أبيات 36 في درجين، ونظم قصيدته اللامية في إعراب كلمة الشهادة في ساعة بين العشائين، وهو يتحدث مع بعض الأصحاب، وذكر البوني أنه زل عليه في داره بمصر سنة فكان يرد عليه في كل يوم نحو العشرين سؤالاً وأكثر، فيجيب عنها بلا كلفة ولا مطالعة، قال: الحاصل أنه لا نظير له، وما ذكرت من وصفه حتى العشر، وطوبى لعين رأته ولو مرة في الدهر " اه. وللمترجم ترجمة نفيسة، في " نزهة دائرة الأنظار في علم التواريخ والأخبار " للشيخ محمود بن سعيد مقديش الصفاقصي (1) من أغرب ما فيها انه ولي مشيخة الجامع الأزهر، والله أعلم. قلت: قد صعد إلى بلاد المشرق من بلاد المغرب الأقصى والوسط في القرن الحادي عشر أفراد ملأ البلاد اسمهم طولاً وعرضاً، وخلدوا لنفسهم ولبلادهم أكبر ذكر وأوفى عظمة، وناهيك منهم بأبي العباس المقري، وعبد الكريم الفكون القسمطيني، وأبي مهدي عيسى الثعالبي، ويحيى الشاوي هذا من المغرب الوسط، وأبي سالم العياشي، وأبي عبد الله ابن ناصر الدرعي، وابن سليمان الرداني، وابن المرابط الدلائي وعبد الملك التجموعتي من أهل المغرب الأقصى. وفي القرن الثاني عشر: أبو عليّ اليوسي، والشيخ أبو العباس ابن ناصر الدرعي، وابن عبد الله المغربي وأبو الحسن الحريشي، وابن الطيب الشركي، وابن عبد السلام بناني، وأبو الحسن السقاط، والشيخ التاودي ابن سودة، والشيخ صالح الفلاني وأمثالهم، وفي القرن الثالث عشر: عبد العزيز ابن حمزة المراكشي، وابن عبد السلام الناصري، وأبو العباس أحمد بن إدريس العرايشي دفين صبية باليمن، وتلميذه الشيخ السنوسي دفين جغبوب،

_ (1) انظر نزهة دائرة الأنظار 2: 173 ط. تونس (المؤلف) .

والأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري دفين دمشق، وسيدنا الجد، والحاج المهدي ابن سودة وشيخنا الوالد، ومن هذا القرن: أبو عبد الله محمد محمود بن التلاميذ الشنكيطي، وشقيقنا الشيخ أبو عبد الله، وابن خالنا صاحب السلوة رحمهم الله، فإن جميع هؤلاء رفعوا لبلادهم المنار بما نشروا من علم وهدى، فرحم الله تلك الأسامي والمسميات الضخمة، وحيا الله كل جاد مجد مجتهد، وقاتل كل ميت متماوت كسل [عاش] كلا على الحياة وأهلها. نروي ما للمترجم بأسانيدنا إلى البصري والنخلي، كلاهما عنه. 641 - يحيى الأهدل (1) : هو يحيى بن عمر مقبول الأهدل الزبيدي محدث ديار اليمن ومفتي زبيد، مات بها سنة 1147 عن 74 سنة، غلب عليه علم الحديث حتى نسب إليه، وكان يحفظ صحيح البخاري ومسلم، وكان في معرفة الحديث وروايته والأسانيد والصحيح والحسن والضعيف وشديد الضعف إماماً صلى خلفه أهل زمانه، وقدمه دهره على سائر أقرانه، ونقل الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " تحليته ب " حافظ العصربالاتفاق، ومحدث الإقليم بلا شقاق ". وكان له السند العالي الذي هو أعلى ما يكون في اليمن وفي " النفس اليماني " لولد حفيده: " كان السيد يحيى من الدعاة إلى الترغيب في الإقبال على علمي التفسير والحديث، وفهم معاني الكتاب والسنة، والتفقه في ذلك، والعمل بما صح به الدليل، حتى أن بعض الفروعيين بسبب هذا الشأن كان يقول السيد يحيى بن عمر خرج عن مذهب الإمام الشافعي، والسيد يحيى يبلغه ذلك ولا يصغي لقول قائل، ولا يرعوي لعذل عاذل، ولسان حاله ينشد: لإذا اختار جل الناس في الدين مذهبا ... وصيره رأيا وحققه فعلاً

_ (1) ترجمته في الزركلي 9: 203 (ويعتمد أبجد العلوم: 852) وهدية العارفين 2: 534 وانظر النفس اليماني: 60 - 61.

فإني أرى علم الحديث وأهله ... أحق اتباعاً بل أسدهم سبلا ورأيهم أعلى وأولى لكونهم ... يؤمؤن ما قال الرسول وما أملى أخذ عن العلامة أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل (1) والقاضي أحمد بن إسحاق جعمان وعبد الله المزجاجي، وأجازه من أهل الحجاز حسن بن عليّ العجيمي وغيره، وممن أجازه أيضاً أحمد بن عمر الحشبيري وأحمد التنبكتي المالكي وغيرهم، بل قال عن نفسه: " أجازني أهل عصري ما عدا أفراداً معدودين ربما لا يصلون إلى جمع القلة " اه. وله فهرسة شائقة ملأها بأسانيده اليمنية المعتبرة، وهي في نحو أربع كراريس، أجد لها من الحلاوة والطلاوة والعزة لا ظاجد لغيرها، ذكر فيها أسانيد جل الكتب الحدبيثية المتداولة، والتفاسير وكتب الفقه والرقائق والنحو والتاريخ والأدب، أرويها وكل ما لمؤلفها بأسانيدنا إلى الوجيه عبد الرحمن الأهدل صاحب " النفس اليماني " عن والده سليمان عن يحيى بن عمر عن شيخه أحمد بن محمد مقبول الأهدل جامعها، ويرويها الوجيه أيضاً عالياً عن عبد الله بن سليمان الجوهري وأبي بكر الغزالي وأحمد بن حسن الموقري كلهم عن جده يحيى. ح: وبأسانيدنا إلى الحافظ الزبيدي عن عبد الخالق بن عليّ المزجاجي ومحمد ابن علاء الدين المزجاجي، كلاهما عن المترجم. ح: وأرويها مسلسلة بالأهدلين على المعمر الناسك الفقيه أبي الحسن عليّ بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي عن عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى الأهدل عن أبيه عن جده عبد الرحمن عن أبيه عن جده يحيى، رحمه الله. يحيى الجراري السوسي: (انظر ضوء المصباح) (2) .

_ (1) له ترجمة في النفس اليماني: 118. (2) رقم: 453 (ص: 717) .

يحيى السراج: (انظر السراج في حرف السين) (1) . 642 - يحيى ابن أبي عامر: له برنامج نقل عنه ابن الأبار في التكملة. 643 - يس المرغتي: هو يس بن الإمام العارف عبد الله المرغتي الشهير بالمحجوب الحسيني اليماني المكي الإمام العلامة المسند، يروي عامة عن والده وعبد الله الشرواني وعبد الغني هلال وعبد الرحمن التادلي المغربي وإبراهيم الفتني وحسن بن محمد عليّ وعبد الرحمن الديار بكري وعثمان الشامي ومصطفى الرحمتي وصالح الفلاني وأحمد جمل الليل المدني وعثمان ابن خضر البصري وطاهر سنبل وعبد الملك القلعي ومحمد الجيلاني وأحمد بن عمار الجزائري عن مشايخهم كما في أثباتهم. نروي مجموع أسانيده عن محمد بن سالم السري باهارون عن عيدروس ابن عمر الحبشي عن أبيه عمر عنه، إجازة عامة مؤرخة سنة 1234. ح: وأروي عن السيد محمد بن محمد سر الختم المرغني عن أبيه عن جده عثمان بن أبي بكر عن عمه يس. ح: وعن السيد حسين الحبشي عن السيد هاشم الحبشي المدني عنه، وعن محمد بن سليمان المكي وغيره عن محمد بن خليل الطرابلسي عنه، وهذا والذي قبله أعلى. ح: ومساو لهما عن الشيخ عبد الرزاق البيطار الدمشقي والشيخ أبي الخير ابن عابدين، كلاهما عن الشيخ يوسف بدر الدين المغربي الدمشقي عنه. 644 - يس بن عمر الجبرتي: هو العلامة المحدث المسند المعمر ملحق الأصاغر بالأكابر، صحب باليمن أعلاماً كالوجيه الأهدل، روى عنه الصحيحين سماعاً تاماً، والمعمر العلامة إبراهيم المزجاجي، وهو أجل شيوخه، صحبه سنين وأجيز من كل منهما، وكذا أخذ في اليمن عن أولاد

_ (1) رقم: 562 (ص: 993) .

ابن الأمير، وبالحجاز عن محمد صالح الرئيس وعمر بن عبد الرسول وعبد الله سراج وغيرهم من الواردين الزائرين، وحج وزار مراراً وجاور سنين عديدة ودخل حيدر أباد الدكن سنة 1290 فأخذ عنه أهلها، ومن أخصهم الشيخ محمد خضر بن محمد عثمان الرضوي الهندي، لازمه وتم له عليه سماع الصحيحين وباقي الكتب الستة تماماً وأجازه عامة. نروي ما له عن المذكور عنه. 645 - يوسف سبط ابن الجوزي (1) : هو الحافظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قز أوغلي سبط الحافظ أبي الفرج ابن الجوزي، صاحب مرآة الزمان وغيره من المصنفات العظيمة، يروي عن جده الحافظ أبي الفرج وغيره، وسمع أبا الفرج ابن كليب وابن طبرزد، وسمع أيضاً بالموصل ودمشق وحدث بهما وبمصر. وله منتهى السول في سيرة الرسول، واللوامع في أحاديث المختصر والجوامع، وهو صاحب كتاب مرآة الزمان، ذلك التاريخ العظيم الذي ملأ فراغاً عظيماً في تاريخ الإسلام، واعتنى الحفاظ به، فذيله جماعة منهم كالبرزالي وابن الجزري وسعد الدين محمد بن العربي الحاتمي وغيرهم، وعندي منه عدة مجلدات، وبعضه مطبوع بأوربا. قال الصلاح الصفدي: " وأنا ممن حسده على تسميته فإنها لائقة بالتاريخ، كأن الناظر فيها يعاين من ذكر فيها، قال: إلا أن المرآة فيها صدأ المجازفة منه في أماكن " قال في الذيل: " وهذا من الحسد فإنه في غاية التحرير، ومن أرخ

_ (1) ترجمة سبط ابن الجوزي في ذيل الروضتين: 195 وذيل المرآة 1: 39 والجواهر المضية 2: 320 وميزان الاعتدال 4: 471 والتبر المسبوك: 171 والسلوك 1: 401 والبداية والنهاية 13: 194 وتاج التراجم: 83 والشذرات 5: 266 والنجوم الزاهرة 7: 39 ومرآة الجنان 4: 136 ومفتاح السعادة 1: 208 والنجوم الزاهرة 7: 39 والدارس 1: 478 وعرضا في ابن خلكان 3: 142 وفي مرآة الزمان معلومات كثيرة عنه؛ وبروكلمان، التاريخ 1: 347 وتكملته 1: 589 والزركلي 9: 324.

بعده فقد تطفل عليه لا سيما الذهبي والصفدي فإن نقولهما منه في تاريخهما ". اه توفي سنة 654، ترجمه قاسم بن قطلوبغا في " طبقات الحنفية " وغيره. نروي ما له من طريق الحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي عنه. 646 - يوسف بن شاهين سبط الحافظ ابن حجر (1) : هو يوسف بن أحمد بن أبي بكر بن شاهين الكركي المصري الحنبلي القادري، ويكتب في بعض الأحيان عن نفسه يوسف السبط، الشيخ الإمام العلامة الحافظ المسند الكبير جمال الدين. ولد كما وجدته بخط السخاوي في ربيع الثاني عام 828، وهو صاحب " رونق الألفاظ بمعجم الحفاظ " رأيت منه مجلداً ضخماً، وهو الثاني منه، بالمكتبة الخالدية ببيت المقدس، عليه خط الحافظ زين الدين قاسم بن قطلوبغا، وله أيضاً المجمع النفيس بمعجم أصحاب ابن إدريس رأيته بالمكتبة الوفائية بمصر عام زيارتي لها، وله أيضاً النجوم الزاهرة بتلخيص أخبار قضاة مصر القاهرة، لخص فيه كتاب جده المسمى " رفع الاصر عن قضاة مصر "، وله أيضاً بيان الصناعة بعشرة من أصحاب ابن جماعة، وقفت عليه بخطه في المكتبة الوفائية بمصر أيضاً، انتسخته من خط المؤلف وهو في نحو الكراسين، قال في أوله: " وبعد فقد قام بالبال أن أجمع من مروياتي عشرة أحاديث غالبها من الموافقات والأبدال، عن عشرة من مشايخي المسندين المعمرين الأبطال، من أصحاب العز ابن جماعة شيخ الإسلام، اقتداءً بأيمة هذا الشأن، مع علمي بأني لست من فرسان هذا الميدان، لكن اقتديت في ذلك بسميي يوسف بن خليل الحافظ الجواد، أخرج عشرة أحاديث عن عشرة من أصحاب أبي عليّ الحداد، ترجم فيها لعبد الرحيم بن الفرات ومحمد بن أحمد الكازروني وعبد الله بن أبي بكر الهيثمي وحسين بن

_ (1) لسبط ابن حجر ترجمة في البدر الطالع 2: 354 (وكانت وفاته سنة 899) .

عليّ بن سبع البوصيري وعبد الرحمن القبابي وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز وأحمد بن الكلاباتي وأم الفضل عائشة بنت عليّ الكناني وفاطمة بنت الصلاح الحنبلية وتاج الدين محمد بن موسى الحنفي. والفهرس المذكور يدل على حسن انتقاء ورغبة، وأكثر الذين سمع عليهم أو أجازوا له بقراءة جده شيخ الإسلام عليهم أو استجازته له منهم. وللسبط المذكور تجريد رباعيات سنن الترمذي، وقفت عليه بخطه أيضاً، وله أيضاً التذكرة، وبكل أسف انا لا نحفظ للمترجم وفاة، ولا ترجمة ولا ذكراً في شيء من مصنفات المتأخرين غير اسمه الذي يتردد كثيراً في السماعات والطباق بكثرة، فقل كتاب حديثي تعاطاه أهل ذلك العصر وقبله إلا تجد اسمه عليه في طبقات السماع، وما ذكرته في أول ترجمته هنا مما جمعته في عدة سنوات، فخذه شاكراً. ثم وجدت الحافظ السيوطي نقل عنه في آخر التدريب (1) قائلاً: رأيت في تذكرة صاحبنا الحافظ جمال الدين يوسف سسبط ابن حجر ... الخ. وممن ثبت عندي إجازة المترجم له إجازة عامة، عبد الباسط بن القاضي أثير الدين بن الشحنة الحلبي التادفي عم الرضي الحنبلي أجازه عام 887، وإبراهيم بن يوسف الحلبي والد الرضي الحنبلي، بل ذكر الرضي المذكور أن يوسف بن شاهين هذا والمحب بن الشحنة وأولاده محمد والسري عبد البر والقاضي زكرياء الأنصاري والجمال القلقشندي والقطب الخيضري والحافظ عثمان الديمي أجازوا لوالده المذكور وعمه يحيى ووالدهما ولمن أدرك حياتهم خصوصاً ولأهل حلب عموماً (2) فنتصل به من طريقهم، وذلك

_ (1) التدريب: 277 (المؤلف) . (2) انظر ص: 10 الجزء 6 من أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء لمؤرخ حلب في عصرنا الشمس محمد راغب الطباخ (المؤلف) .

عن شيخنا عبد الله السكري الدمشقي عن الوجيه الكزبري عن مصطفى الرحمتي عن العارف عبد الغني النابلسي عن النجم الغزي عن محمود بن محمد البيلوني الحلبي عن الشيخ برهان الدين إبراهيم بن يوسف المشهور بابن الحنبلي والد الرضي الحنبلي المؤرخ المتوفى عام 909 عن المترجم، باستدعاء والده منه له ولولده ولأهل حلب كافة. 647 - يوسف بن المبرد الصالحي (1) : هو الحافظ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي الشهير بابن المبرد بكسر الميم وسكون الباء الصالحي الحنبلي، المتوفى 16 محرم عام تسعة وتسعماية، من أعيان محدثي القرن العاشر، والمشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية. ولد سنة أربعين وثمانمائة، وحضر دروس جماعة، وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب الحافظ ابن حجر وابن العراقي والجمال ابن الحرستاني والصلاح بن أبي عمرو بن ناصر الدين وغيرهم. قال العمادي في " شذرات الذهب ": " كان إماماً علامة يغلب عليه علم الحديث "، اه. وممن وصفه بالحافظ النجم الغيطي في مشيخته. وقد أفرده تلميذه الحافظ ابن طولون بمؤلف ضخم سماه " الهادي إلى ترجمة المحدث الجمال ابن عبد الهادي ". ومن تآليفه في علوم الحديث: الاقتباس في حل سيرة ابن سيد الناس، تذكرة الحفاظ، تخريج أحاديث المقنع، الدرة المضية والشجرة النبوية في السيرة الشريفة وهي مطبوعة، شرح حديث قس بن ساعدة، شرح النخبة في المصطلح، ضبط من غير فيمن قيده ابن حجر، توجد منه نسخة بمكتبة دمشق فرغ من كتابتها عام 877، عوالي النظام في الحديث، قرة العين في

_ (1) ترجمته في الكواكب السائرة 1: 316 والضوء اللامع 10: 308 والشذرات 8: 43 وبروكلمان، التاريخ 2: 107 وتكملته 2: 130، 947 والزركلي 9: 299 (وسرد كثيراً من مؤلفاته وذكر عدداً آخر من مراجع ترجمته) .

مناقب السبطين، المخرجات الميسرة في حل مشكلات السيرة، مناقب أبي بكر، مناقب عمر، فحص البيان في مناقب عثمان، مناقب علي، مناقب طلحة، مناقب الزبير، مناقب سعد، مناقب سعيد، مناقب أبي عبيدة، مناقب عبد الرحمن بن عوف، مناقب الإمام أحمد، مناقب مالك، مناقب الشافعي، مرآة الزمان في أوهام المشايخ الأعيان، وله الرياض اليانعة في أعيان المائة التاسعة، وغي ذلك مما أفرد تعداده في رسالة مخصوصة. نتصل به من طريق ابن طولون عنه. 648 - يوسف الهندي السورتي: وصفه الوجيه العيدروس ب " محدث العصر وخاتمة الحفاظ ". نروي مال هـ من طريق الوجيه عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس عنه فإنه أجازه عامة (انظر آخر العقد) وهو على كل حال من محدثي القرن الثاني عشر، ولا أحفظ عنه أزيد مما ذكرته. 649 - يوسف بدر الدين (1) : هو يوسف بن بدر الدين بن عليّ بن شاهين ابن عبد الله بن محمد بن مصطفى الحسني المدني الحنفي مذهباً القادري طريقة، هكذا وصفه تلميذه المسند التهامي بن رحمون الفاسي فيما قرأته بخطه على ظهر فهرس الصعيدي، وفي إجازة المترجم للمذكور إمضاؤه فيها هكذا،: كتبه محبكم جار رسول الله وغبار نعال أهل الله وخادم شريعته بنشر أحكامها في روضته عبيد الله يوسف بن بدر الدين بن عليّ بن شاهين المدني الحنفي الحسني، وهي مؤرخة بسنة 1258. وكتب له إجازة أخرى إمضاؤه فيها: يوسف بن بدر الدين المدني. والرجل يعرف في دمشق بيوسف بدر الدين المغربي، وقد سألت ولده الطائر الصيت الشيخ بدر الدين بن يوسف لما اجتمعت به بمدرسة دار الحديث بدمشق عن نسب والده هذا، وإلى أي المغاربة

_ (1) ترجمته في حلية البشر 3: 1602.

ينتسب، وعن أول وارد من آبائه إلى الشام، فلم يفد بشيء، فذكرت له حينئذ الحديث المسلسل بالسؤال عن الاسم وتوابعه وأقول: والده المترجم المذكور كان من كبار المسندين والعلماء الرحالين. يروي عامة بمصر عن الشيخ عبد الله الشرقاوي والأمير الصغير والشيخ حسن العطار وفتح الله السمديسي الحنفي والبدر حسن القويسني والعارف بالله بهاء الدين محمد بن أحمد بن يوسف بن أحمد البهي المرشدي المالكي المصري شيخ الطريقة الشاذلية، وبالحجاز عن مسند المدينة زين العابدين جمل الليل الباعلوي وعمر بن عبد الرسول العطار المكي والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن سراج الصديقي المكي وعلي الرئيس الزمزمي المكي والسيد يس المرغني المكي، وبالشام عن مسند الدنيا في زمانه عبد الرحمن بن محمد الكزبري والشمس محمد بن عابدين الحنفي الدمشقي ومحمد أمين بن عبد الله الحنبلي الدمشقي الشامي، وباصطنبول عن حسن الأسطى الشافعي الخلوتي الاسلامبولي والشيخ حسن تفاحة الشافعي الاسلامبولي وشيخ الإسلام بالديار العثمانية أحمد عارف الشهير بعصمة الله الحنفي الاسلامبولي، وببغداد عن شيخ السجادة القادرية السيد عبد العزيز القادري البغدادي الموسوي ويحيى المزوري البغدادي وغيرهم، بل صرح تلميذه مفتي القيروان الشيخ محمد بوهاها القيرواني في إجازة له عنه انه مجاز من نحو مائة شيخ من أهل المشرق ثم وجدت في إجازته للمسند ابن رحمون الفاسي بعد ان سمى بعض من ذكر من أشياخه قوله: وقد أخذت عن غير هؤلاء ممن تلاقيت معهم في أيام رحلتي، وتشرفت بالأخذ عنهم في سياحتي بالحجاز ومصر والروم والعراق والشام من الأكابر الأعلام. فزيادة على المائة كلهم مشاهير وأطواد أكابر. وقال في إجازة أخرى كتبها لابن رحمون المذكور: " ولي شيوخ كرام غير هؤلاء العظام ربما ناف على المائة عددهم "، اه. ومن خطه نقلت. وممن تدبج معه في مصر الشهاب أحمد بن عبد الرحيم الطهطائي الشافعي

الأزهري، وروى عن المترجم أحاديث ثلاثة من طريق شمهروش الجني، قال الطهطاوي المذكور: وليس بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث ثقات راجحة كقوله عليه السلام إن الله لا يطعمكم ناراً. وقوله ابردوا بالطعام فإن الحار لا بركة فيه. وبكل أسف لا نعلم من ترجمة المترجم وأسماء شيوخه غير ما ذكرت بعد طول البحث مدة من عشرين سنة في المشرق والمغرب، وقد دخل لفاس وتونس، أما المغرب الأقصى فلا نعلم من أخذ عنه فيه سوى المسند ابن رحمون وموقت منار القرويين أبي عبد الله محمد بن الطاهر الحبابي الفاسي، وكان خروجه من فاس 4 ذي القعدة سنة 1258، وودعه الوزير ابن إدريس بقطعة نونية ضمن رسالة نبوية وجهها معه للحجرة الشريفة، وأما تونس فأجاز فيها لشيخ الإسلام محمد بن محمد بن أحمد بن الخوجة الحنفي التونسي وبخصوص فهرس الأمير عن شيوخه المذكورين قبل، وساق له سند الصحيح من طريق المعمرين عن الكزبري والزين باعلوي، كلاهما عن الفلاني، وبخصوص حزب النووي عن الكزبري والعارف بالله محمد المرشدي، الأخير عن يوسف الشباسي الضرير عن الصباغ عن شارح المواهب بأسانيدهم. وأجاز في تونس أيضاً لوزيرها بعد العلامة محمد العزيز بن محمد الحبيب بوعتور التونسي إجازة عامة وهي بتاريخ 1261. ووقفت على مجموعة تونسية تضمنت إجازة المترجم بالحديث المسلسل بالقسم وبالفاتحة لمحب الصالحين مصطفى البهلواني، حسب رواية المجيز لذلك عن الشيخين الأمير الصغير والكزبري الصغير عن والد الأول عن الحنفي عن البديري بسنده، وهي بتاريخ 1261. وأجاز في القيروان مفتيه العلامة محمد بن حمودة بوهاها الرعيني القيرواني وهي عامة. وأما الشام فأجاز في دمشق للعلامة أحمد بن عبد الغني بن عابدين وولده مجيزنا الشيخ أبي الخير محمد بن أحمد بن عابدين إجازة منظومة، أوقفني عليها الأخير ببعلبك أيام قضائه بها. وأجاز في دمشق أيضاً

للعلامة الشيخ عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي، وأجاز في بيت المقدس لمصطفى حامد بن موسى الخالدي المقدسي إجازة عامة وقفت عليها في المكتبة الخالدية ببيت المقدس لما زرته عام 1324. وأما في الحجاز فأخذ عنه العارف المسند السيد هاشم بن شيخ الحبشي الباعلوي المدني. وكان بين المترجم والأمير عبد القادر الجزائري مواصلة وكبير وداد، وله فيه قصائد طنانة نقلها ولده الأمير محمد في " تحفة الزائر " أهمها الحائية والنونية (1) وشملته إجازة الأخير عبد القادر بالصحيح يوم ختمه بمدرسة دار الحديث بدمشق سنة 1274 وهو عن أبيه عن الحافظ مرتضى، كما روى عنه هو الأمير عبد القادر عامة كما في " عمدة الأثبات " (انظر حرف الزاي منها) . نتصل بالمذكور في كل ما يصح له عن الشيخين الطيب النيفر وسالم بوحاجب، كلاهما عن الشمس محمد بن الخوجة عنه. ح: وأخبرني قاضي القيروان الشمس محمد ين محمد العلاني الأنصاري القيرواني المالكي عن شيخه المفتي محمد بوهاها الكبير عنه. ح: وعن الشيخ طاهر بن محمد بن عاشور عن جده لأمه العلامة السيد عبد العزيز بن محمد الحبيب عنه. ح: وأروي عالياً عن الشيخين الدمشقيين عبد الرزاق البيطار وأبي الخير بن عابدين كلاهما عنه، وهو أعلى ما يوجد، وقد سمع منه الأخير حديث الأولية بشرطه، وسمعته منه كذلك. وأتصل به نازلاً بدرجات في خصوص الصحيح عن المسند عبد القادر بن الأمين الجزائري عن مصطفى الدلسي القسمطيني عن محمد بن العربي غيلان الوازاني عن شيخ الإسلام بتونس أحمد بن الخوجة عن أبيه عن المترجم له يوسف المغربي. وأتصل بأحد من تدبج معه وهو الأمير عبد القادر الجزائري عالياً في جميع ماله عن العلامة المقرىء المعمر عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي عنه. وأتصل عالياً أيضاً بأحد من تدبج

_ (1) قد أورد الشيخ البيطار القصيدة الحائية في الحلية: 1604 1607.

معه المترجم وهو الشهاب أحمد بن عبد الرحيم الطهطائي فيما له عن شيخ الجامع الأزهر المعمر الشيخ حسونة النووي عنه. مات يوسف بدر الدين المذكور بدمشق سنة 1278 (1) كما أفادني ذلك تلميذه الشيخ أبو الخير ابن عابدين ببعلبك. وهذه الترجمة من التراجم التي لا تجدها مجموعة هكذا في كتاب، ولا في ذهن أحد من مؤرخي العصر، ولا أوراق أو حافظة ولد المترجم الشيخ بدر الدين المغربي الدمشقي المدعى فيه اليوم أنه حافظ العصر ومحدثه، فخذها شاكراً، فإني جمعت كل سطر منها وكلمة من بلد وفم في ظرف نحو العشرين سنة. لطيفة: رأيت في إجازة المترجم للمسند أبي محمد التهامي بن المكي بن رحمون الفاسي قوله في حق الصلاة المشيشية قالوا: إنها تعدل " دلائل الخيرات " قال حتى لو حلف بالطلاق الثلاث ليصلين على النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل الصيغ تنحل يمينه بقراءتها لأن فيها قوله صلاة تليق بك منك إليك كما هو أهله، وإن كان للعلماء كلام ليس هذا محله، اه. منها. يوسف بن القاضي زكرياء: انظر جمال الدين في حرف الجيم " (2) . 650 - يوسف البطاح (3) : هو يوسف بن محمد بن يحيى بن أبي بكر بن عليّ البطاح الأهدل الزبيدي المكي العلامة الفقيه المحدث الصالح ضياء

_ (1) بل ذكر البيطار أن وفاته كانت سنة 1279. (2) رقم: 117 (ص: 298) . (3) ترجمة يوسف بن محمد البطاح الاهدل في نيل الوطر 2: 424 وحلية البشر 3: 161 والنفس اليماني: 124 ومعجم سركيس: 568 والزركلي 9: 334 (وفيه ذكر لمراجع أخرى) .

الإسلام، له ثبت ألفه باسم أحمد بن عبد الله الحضرمي، ذكر له فيه إسناد الحديث والفقه والعقائد، أتمه بمكة عام 1243، وهو في نحو كراسين، موجود بالمكتبة السلطانية بمصر ضمن بعض المجاميع. ورأيت في مكتبة شيخنا الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي بالمدينة المنورة شرح المترجم على " بلوغ المرام من أدلة الأحكام " للحافظ ابن حجر بخط مؤلفه سماه " إفهام الأفهام من شرح بلوغ المرام " وهو في مجلدين، وذكر في أوله أنه يروي جميع مؤلفات ابن حجر وغيره عن محدث اليمن سليمان بن يحيى الأهدل وأبي بكر الغزالي الهتار وعبد الله بن سليمان الجرهزي بأسانيدهم، وروى مؤلفات الشمس محمد بن إسماعيل الأمير عن ولده عبد الله عن أبيه، ثم ذكر أنه يروي بأسانيد الأولين جميع كتب السنن والسيوطي وغيره، ووجد بخطه أيضاً أن من مشايخه يوسف بن حسن البطاح وعبد الله بن عمر الخليل وعثمان بن عليّ الجبيلي وعبد الخالق المزجاجي ويوسف بن محمد المزجاجي، ومن المكيين طاهر سنبل وعثمان بن خضر بإسناد الجميع إلى البصري والنخلي، ومن المدنيين أحمد جمل الليل والياس الكردي ومحمد بن سليمان الكردي بسنده كما في ثبته، ومن المصريين محمد الجوهري وأحمد الصاوي وعلي القناوي وغيرهم. مات السيد يوسف البطاح المذكور عام 1246 (1) وهي السنة التي مات فيها الشيخ عمر بن عبد الرسول وغيره من المكيين. نروي ما له عالياً عن السيد أبي بكر ابن الشهاب العيدروس، مكاتبة من الهند، عن محمد بن عبد الله باسودان عنه ما له. ح: وعن أبي الحسن عليّ ابن محمد البطاح الأهدل شفاهاً لي بمكة عن عمه السيد إبراهيم بن أحمد البطاح عن عم أبيه يوسف المترجم، وهو كما ترى مسلسل بالأقارب ورواية الرجل عن عمه. ح: وأروي ما له أيضاً عن العلامة المعمر نور الحسنيين

_ (1) في المطبوعة: 1249 وهذا مخالف لما في المصادر المذكورة.

ابن الشيخ محمد حيدر بن المنلا محمد مبين الأنصاري اللكنوي عن أبيه عنه. وأخبرني الشيخ المذكور بحديث الأولية وهو أول حديث كتب به إلي عن والده حضوراً وهو عن المترجم له يوسف البطاح الأهدل بشرطه، قال حدثني به السيد أبو بكر بن عليّ الغزالي الهتار وهو أول، قال حدثني به السيد يحيى بن عمر الأهدل الزبيدي وهو أول، قال حدثني به عبد الله بن سالم البصري بسنده المعروف. وقد ترجم للمترجم في " النفس اليماني ". 651 - يوسف الحلبي (1) : هو يوسف بن حسين بن درويش الحسيني الحنفي الدمشقي ثم الحلبي نقيب الأشراف بها ومفتيها، الإمام المحدث البارع المسند الناظم الناثر، ولد بدمشق سنة 1073، وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي والعارف النابلسي وطبقتهما، ورحل إلى الروم وغيره، ومات سنة 1153 عن نحو ثمانين سنة. ألف ثبتاً حافلاً جامعاً لشيوخه وإجازته سماه " كفاية الراوي والسامع وهداية الرائي والسامع " لم أقف عليه، وذكر العلامة عصرينا الشيخ كامل بن محمد بن أحمد الهبراوي الحلبي في إجازة أن الثبت المذكور موجود بخط مؤلفه في مكتبته، قال: " وهو ثبت كبير لا يستغنى عنه "، اه. قلت: ألفه كما قال في آخره برسم عمدة المدرسين الكرام الشيخ محمد أبي اليمن البيلوني العمري الحلبي وأجازه بما فيه. ترجم للمترجم الشيخ عبد الرحمن الحنبلي في ثبته المسمى " منار الإسعاد في طرق الإسناد محلياً له بقدوة المحدثين وعمدة المفسرين شيخ الإسلام، وذكر أنه لازم دروسه ومذاكرته نحو تسع سنين وأجازه ما يجوز له عنه روايته، وكذا ترجمه المرادي في " سلك الدرر " وغيرهما.

_ (1) له ترجمة في سلك الدرر 4: 261 وأعلام النبلاء 6: 514 والزركلي 9: 302.

أروي ثبته المذكور عن الشيخ عبد الله السكري عن الشيخ سعيد الحلبي عن شاكر العقاد عن مصطفى الرحمتي عن عبد الكريم الشراباتي الحلبي عنه. ح: ونرويه أيضاً من طريق الشيخ عبد الرحمن الحنبلي الشامي عنه، ووهم صاحب " العمدة " فذكر أنه يروي الثبت المذكور من طريق الآلوسي عن عبد اللطيف بن حمزة البيروتي عنه، مع أنه بينهما مهامه إلا ان يكون أراد المذكور بعده يليه، ووهم أيضاً الشيخ كامل الهبراوي الحلبي فذكر أنه يرويه من طريق ابن عابدين عن الشراباتي عن الرحمتي عنه، مع أن ابن عابدين لا يروي عن الشراباتي ولا عن تلاميذه، والشراباتي من أشياخ الرحمتي لا من تلاميذه، وصواب سياقه عن ابن عابدين عن شاكر العقاد عن الرحمتي عن الشراباتي عنه، والله أعلم. وقد ظفرت أخيراً لثبت المترجم باسناد لطيف مسلسل بالحلبيين والآباء عن مؤرخ الديار الحلبية الشيخ محمد راغب بن محمود الطباخ مكاتبة عن العالم الصالح الشيخ كامل الموقت الحلبي عن والده الشيخ أحمد الموقت عن والده شيخ القراء والمحدثين بحلب عبد الرحمن الموقت الحنبلي الحلبي عن والده العلامة موفق الدين الشيخ عبد الله عن والده محدث حلب ومسندها الشيخ عبد الرحمن الشامي الحلبي صاحب الثبت المعروف بمنار الإسعاد وهو عن المترجم سماعاً وإجازة وبهذا السند إلى الشيخ عبد الرحمن الحنبلي. نروي ثبته منار الإسعاد وبه إليه عن الشراباتي الحلبي. نروي ثبته أيضاً وهو إسناد لطيف مسلسل بالحلبيين ظفرت به قريباً فألحقته هنا وفاتنا ذكره في عبد الرحمن الحنبلي وثبته المسمى " منار الإسعاد من حرفي العين والميم (1) والشراباتي من حرف الشين (2) .

_ (1) رقم: 395 (ص: 737) و186 (ص: 590) . (2) رقم: 601 (ص: 1076) .

652 - يوسف الشامي: هو يوسف أفندي الحلبي الشهير بالشامي، له ثبت أرويه عن شيخنا البدر عبد الله السكري وأملى عليّ بلفظه أنه يرويه عن الشيخ سعيد الحلبي عن الشيخ محمد مكي القلعي الحلبي عنه، ولست على تمام اليقين من أن هذا غير الذي قبله (1) . يوسف العجمي: (انظر ريحان القلوب) (2) . يوسف النبهاني: (انظر هادي المريد له) (3) . 653 - يوسف الشباسي الضرير المصري: هو الإمام العلامة الحافظ المسند، يروي عالياً عن الشهاب أحمد الصباغ الاسكندري والشهاب أحمد الملوي وعمر الطحلاوي والسيد البليدي والمدابغي والجوهري والدمنهوري وسالم النفراوي ولكن عمدته في الرواية الصباغ، يروي عنه كل ما في ثبته. وللمترجم ثبت يعرف ب " الأسانيد المرضية للعلوم النافعة الشرعية " في نحو كراسة ذكر فيه أسانيد الكتب المتداولة للعلوم المعروفة. ورأيت في إجازة المسند الشهاب أحمد منة الله المصري لمفتي مراكش أبي عثمان سعيد أجيمي أن المترجم أملى ثبته هذا على تلميذه الشيخ البهي من حفظه قال: " وكان يحفظ معظم كتب الأيمة "، اه. ولا أستحضر وفاته، ولا أزيد من هذا في ترجمته. نروي الثبت المذكور عن المعمر الشيخ عبد البر بن أحمد منة الله العميري المصري مناولة وإجازة عن أبيه عن الشمس محمد بن أحمد البهي الطندتائي عنه. ح: وعن الشمس محمد بن سليمان المكي عن القاوقجي عن البهي عن يوسف المذكور. ح: وأرويه عالياً عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي

_ (1) الأرجح أن هذا هو المترجم له برقم: 651 قبله. (2) رقم: 138 (ص: 452) . (3) رقم: 554 (ص: 1107) .

المصري عن البهي عالياً عن الشباسي عن الصباغ، فبيني وبين الصباغ بالسند الأخير وسائط ثلاثة، وهذا أعلى ما يمكن لكبار شيوخنا. وأروي حزب النووي عن الشيخ أبي الخير ابن عابدين الدمشقي عن الشيخ يوسف بن بدر الدين المغربي دفين دمشق عن الشمس محمد البهي المرشدي عن يوسف المترجم عن الصباغ بأسانيده. يوسف فكيهات: (انظر إجازة من حرف الألف) (1) . يونس بن مغيث: (انظر ابن مغيث من حرف الميم) (2) . 654 - يونس المصري (3) : هو يونس بن أحمد الكفراوي الشافعي نزيل دمشق ومدرس الحديث بها وأعجوبة الدهر في قوة الحافظة وطلاقة العبارة، ولد سنة 1029، وأخذ عن أهل بلده، ثم رحل لمصر فأخذ عن الشوبري والأجهوري واللقاني والميموني والقليوبي والشبراملسي والبابلي والمزاحي وابن المرابط الدلائي وغيرهم، ثم رحل إلى دمشق عام 1070 وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي ومحمد البلباني الصالحي وأبي الفلاح عبد الحي العمادي الصالحي وغيرهم، وولي تدريس الحديث بجامع بني أمية. وله ثبت في ذكر شيوخه ومروياته موجود بالخزانة التيمورية بمصر منه نسخة بخط الشمس محمد بن البرهان إبراهيم الدكدجي ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 49، نرويه عن شيخنا السكري عن الوجيه الكزبري عن الشهاب العطار عن محمد بن عبد الرحمن الغزي عنه، وأرويه بأسانيدنا إلى ابن عقيلة عن إلياس الكوراني عنه. مات يونس المذكور سنة 1120.

_ (1) رقم: 32 (ص: 175) . (2) رقم: 337 (ص: 581) . (3) ترجمة الكفراوي في سلك الدرر 4: 265 والزركلي 9: 343.

655 - اليازغي (1) : هو الإمام العلامة الحافظ أبو محمد عبد الكريم ابن عليّ بن عمر بن أبي بكر ابن إدريس الزهني، نسبة إلى بني زهنة من قبيلة بني يازغة، المعروف باليازغي، قدم جده منها لفاس، وولد المترجم بها، كان مفرطاً في السمن بحيث كان الناس يتعجبون من قوة حفظه وسرعة إدراكه لفرطه في السمن، وه أحد من انتهت إليهم رياسة العلم بفاس أواخر القرن الثاني عشر، أخذ عن أبي حفص الفاسي وجسوس وطبقتهما، له حاشية على الزرقاني على المختصر، كان شيخ الجماعة بفاس أبو عبد الله ابن عبد الرحمن السجلماسي يقرر بها في درسه ويعتمدها كمنا للمشرفي في الحسام، وله أيضاً حاشية على المحلى استخرجها من طرره تلميذه ابن منصور، وله فهرسة تعرض فيها لترجمة شيخه في الطريقة مولاي أحمد الصقلي وغيره، نسبها له صاحب " سلوة الأنفاس " لما ترجمه، وكانت وفاته بفاس سنة 1199. نروي ما له من طريق الشيخ الطاهر المشرفي عن الشيخ الطيب ابن كيران عنه. ح: وعن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي عن أبيه عن أبي محمد التهامي المكناسي عن ابن كيران عن المترجم، وقد وقفت على إجازة له بتاريخ 1194 كتبها لأبي محمد عبد السلام بن الشيخ سيدي المعطي ابن صالح الشرقي البجعدي دفين فاس، وهي عامة، أسند له فيها البخاري ومسلم عن شيخه جسوس وأبي العباس الورزازي، الأول عن الحريشي بأسانيده والثاني عن التاج القلعي بأسانيده، وهي معروفة. 656 - اليافي: هو العلامة أبو العباس أحمد بن عليّ الشريف الأزهري اليافي تلميذ الشهاب أحمد الجوهري الكبير، له ثبت موجود بالخط في المكتبة

_ (1) ترجمة اليازغي في سلوة الأنفاس 2: 115 ودليل مؤرخ المغرب: 321.

التيمورية ضمن مجموعة في المجاميع تحت عدد 250 (انظر ص 286 منه) وليس لي به اتصال ولا أعلم ما فيه. 657 - اليبوركي (1) : هو العلامة محمد بن عمر بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ولي الله سدي يبورك ابن الحسين الهشتوكي الأسغركيسي، فخذ من هشتوكة إحدى قبائل سوس. يروي عن شيخه الأستاذ الحضيكي عامة، وعن جماعة من تلاميذه كابن عمه المحدث الصوفي اللغوي محمد بن الحسن وعبد العزيز الترختي ومحمد بن محمد يحيى الشبي الحامدي والتاودي ابن سودة، أجازه هؤلاء الخمسة إجازة عامة، وثالثهم باستدعاء شيخه الحضيكي لنفسه وله ولجماعة معه. لليبوركي المذكور فهرسة في نحو خمس كراريس، لخص في أولها فهرسة شيخه الحضيكي، أتى بجلها، ثم ترجم لمن ذكر، وترجم أيضاً لولي الله سيدي محمد بن أحمد التسكاتي الهلالي ومحمد بن محمد الولاتي الترموتي وعبد الله ابن الحاج أحمد الترختي وأحمد بن عبد الله الهوزيري وغيرهم، وكلهم أجازوه أيضاً، وختم بترجمة الشيخة الصالحة المعمرة الفقيهة نفيسة زمانها وربيعة أوانها من بلغ صيتها الآفاق، العالمة السالكة فاطمة بنت محمد الهلالية من وعل، الآخذة عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر وغيره، وكان الشيخ المعطي بن صالح يرسل من أبي الجعد إلى سوس يطلب دعاءها، توفيت سنة 1207، وبها ختم المذكور فهرسه. وقد وقفت له على ذيل آخر للفهرس المذكور وترجم فيه لشيخه عبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن يبورك بن الحسين الهشتوكي الأسغركيسي

_ (1) دليل مؤرخ المغرب: 287، 322 (وهو يكتب البيركي - بتقديم الباء بواحدة - في غير موطن) .

من الآخذين عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر وأصحابه، ونقل عنه أنه دخل على شيخه ابن ناصر وعنده خليفته الحسين بن شرحبيل ورجل آخر لم يعرفه حاد البصر ساكت لا يتكلم، فلما خرج من عنده قال له السيد الحسين المذكور: هل تدري من الرجل الذي لا يتكلم عند الشيخ قال: لا، قال: هو رئيس الجان المسمى بشمهروش يقرأ عليه الشيخ، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وترجم فيه أيضاً للعلامة الزكي الصالح محمد الجلالي بن أحمد ابن المختار السباعي تلميذ الحضيكي، لقبه بمراكش، وذكر أنه قيل استظهر القاموس حفظاً، وترجم فيه أيضاً لأبي المحاسن يوسف بن محمد الناصري قال: كانا أي المذكور والحضيكي كفرسي رهان في الولاية والصلاح وإن كان الحضيكي زاد على الناصري بالحفظ فالناصري زاد عليه بالحسب. وترجم أيضاً للعابد الناسك أحمد بن سعيد الواغزاني المعمر فوق المائة قال: لقي أبا العباس ابن ناصر وتلميذه الشرحبيلي وغيرهما، وذكر انه التقى مع شمهروش عند شيخه ابن ناصر رآه عنده ساكتاً لا يتكلم، ولن شيخه ابن ناصر كان يقرأ عليه. وترجم أيضاً لمجيزه عامة العارف عمر بن عبد العزيز الجرسيفي، وكمل الذيل المذكور سنة 1212. لم أجد الآن اتصالاً باليبوركي المذكور وإنما أتصل ببعض مشايخه الذين ترجم لهم حسبما يعلمه متتبع هذا الفهرس يالتدقيق. 658 - اليوسي (1) : المتوفى عام 1102 وما في " عجائب الآثار للجبرتي من أنه مات عام 1111 غلط. هو عالم المغرب ونادرته وصاعقته في سعة

_ (1) ترجمة اليوسي في صفة من انتشر: 206 ونشر المثاني والجبرتي 1: 68 واليواقيت الثمينة 1: 133 وشجرة النور: 328 ومعجم سركيس: 1102 والزركلي 2: 237 وعبقرية اليوسي لعباس الجراري الدار البيضاء 1981، وفي محاضراته ذكر لنسبه ومعلومات عن حياته ورحلاته (بتحقيق الدكتور محمد حجي وأحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1982) ويستفاد منها أن يوسي هي يوسفي كما ينطق به أهل تلك النواحي.

الملكة وفصاحة القلم واللسان، مع الزعامة والإقدام، والصدع بما يتراءى له، وكثرة التصنيف على طريق بعد العهد بمثله، وهو الكلام المرسل الخالي عن النقل إلا ما لابد منه، أبو عليّ الحسن بن مسعود بن محمد بن عليّ بن يوسف بن داوود ابن يدارسن اليوسي البوحديوي من آيت بوحدوا، هكذا لأبي التوفيق الدمنتي في فهرسته، ولغيره بعد داود: ابن حدوا ابن أويس المعروف باليوسي اليدراسني، ومن العجيب أن المترجم له في محاضراته لما ذكر أنه ابن مسعود بن محمد بن عليّ بن يوسف قال: وهو أبو القبيلة، وهو عجيب، فإن جده يوسف هذا رابع الآباء، ومع قربه من زمنه تفرعت منه خلائق فإن قبيلته اليوم وقبله كبيرة كثيرة جداً من أعظم قبائل المغرب. وكونه من آيت يوسي القبيلة البربرية هو الذي صرح به المترجم عن نفسه في كتابه " المحاضرات " وهو الموجود في التواريخ والفهارس. ورأيت عصريه ونده القاضي التجموعتي أشعر في كتابه المسمى " خلع الأطمار اليوسية عن الأسطار اليوسية " بأن المترجم من آيت كايس، وهم فخذ من آيت يوسي أهل كيكو، والمترجم يشعر في رسالته الكبرى للسلطان أبي الأملاك الملى إسماعيل بأنه من أهل النسب، والله أعلم. جال المترجم في بلاد المغرب حاضرةً وباديةً لأجل طلب العلم، وخصوصاً بالصحراء وبلاد البربر وسوس وبلاد الساحل، وأخذ عن أعلام فصل أخذه عنهم تلميذه الهشتوكي في " قرى العجلان " وإن لم يذكر ذلك هو في فهرسته، على أنه لم يكملها. نعم يروي عامة عن أبي عبد الله ابن ناصر الدرعي وشيخه ابن سعيد المرغتي السوسي ومحمد بن محمد بن أبي بكر الدلائي المعروف بالمرابط وأبي السعود عبد القادر الفاسي، وعمدته في طريق القوم الأول، هؤلاء الذين أجازوه آخر عمره، فإجازة الثاني له مؤرخة سنة 1083، والثالث سنة 1079، والرابع سنة 1081، وذلك قبل موته بنحوعشرين سنة، وهذا إهمال غريب يصدق قول تلميذه الشيخ المسناوي فيه: " لم يكن

له كبير اعتناء بالرواية وإنما كان الغالب عليه الدراية " (1) ، اه. من إجازة له. ومن العجيب أن من معتمديه أحمد بن سعيد المكيلدي وهو من الآخذين عن أبي سالم العياشي المجازين منه. ولليوسي فهرسة ملأها علماً وتطاولاً بعد العهد بمثله، وكان يريد إخراجها في جزء كبير، ولكن لم يكملها، والذي تم منها في نحو خمس كراريس، قال في أولها إنه رتبها على مقدمة تشتمل على فوائد وخمسة فصول: الفصل الأول: في ذكر أشياخه في التعلم مع الإلمام بشيء من الفوائد الواقعة معهم، الثاني: في ذكر الأشياخ في الدين ولو بطريق التبرك، الثالث: في ذكر شيء مما ألهم الله في آية أو حديث أو شعر أو كلام من فهم على طريق الإشارات، الرابع: في ذكر شيء مما خوطبت أو خاطبت به من نثر أو نظم، الخامس: في جمع الفوائد الملقوطة من أي نوع كان. قال في " نشر المثاني ": وهي فهرسة جيدة وقد أشار فيها إلى علوم كثيرة وفوائد غزيرة "، اه. وإني أتعجب منه لما حج لم لم يستجز أحداً بمصر والحجاز والمغرب الأوسط، مع جلوسه بمصر نحو أربعة أشهر، ووجود كثير من أقطاب العلم والرواية إذ ذاك بتلك الديار كالعجيمي والبصري والنخلي في الحجاز، وأحمد ابن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي والشمس البقري والعجمي والخرشي ومحمد بن منصور الاطفيحي وعبد الحي الشرنبلالي وشاهين الأرمناوي في مصر، وهؤلاء كل أو جل أقرانه الذين رحلوا قبله وبعده أخذوا عنهم، خصوصاً العجيمي والخرشي، وهو إهمال كبير منه، ولعله لم يجد من

_ (1) من الطريف أن اليوسي يقول في محاضراته (ص: 174) (وهذا الاعتناء بالأخبار والوقائع والمساند ضعيف جداً في المغاربة فغلب عليهم في باب العلم الاعتناء بالدراية دون الرواية، وفيما سوى ذلك لا همة لهم) .

يملأ عينه هناك. وقد كان المترجم نافراً من عصريه المنلا إبراهيم الكوراني، منفراً مما كان يراه شاذاً فيه، كالكلام في مسألة الكسب حسبما وقفت على رسالة بخط أبي عليّ اليوسي كتبها للقادرين بفاس في ذلك، لكن الشذوذ الفكري عن المتعارف في بعض المسائل لا يوجب الغض من كرامة الرجل وعلمه المستفيض الذي طبق الأرض إذ ذاك، فأبو سالم العياشي والتجموعتي ورفقاؤهما من الفاسيين كانوا أسعد حظاً بالكوراني وأفطن لبعد مداركه من المترجم. وقد وجدت الأديب الجيلالي الاسحاقي ذكر في رحلته الحجازية قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه سمع شيخنا أبا عليّ الحسن بن مسعود اليوسي بعد ما رجع من حجته يقول: " ما بقي بالبلاد المشرقية من تشد له الرحال في طلب العلم "، اه. ثم وجدت في رحلة ولد أبي عليّ اليوسي، وهو أبو عبد الله محمد المرافق له في حجته تلك ما نصه: " ما كنا نسمعه قبل مشاهدتنا وحضورنا هذه البلدة من إفشاء العلم والحث عليه وكثرة العلماء وتعاطي الفنون ومداولتها لم نر شيئاً من ذلك، إما لدثوره وانقراضه بموت أهله، وإما من مجازفة المارين بهذه البلاد وهذرهم وافتخارهم بذلك بكونهم لقوا أهل العلم والصلاح، وقد قيل حدث عن البحر ولا حرج، وحدث عن مصر ولا حرج "، اه. ولعل اليوسي وولده ما عرفا إلا من أتى إليهما فلم يقصدا أحداً، لذلك عميت عنهم مقامات رجال ذلك الدور، وهذا شأن الكثير من أهل المغرب إلى الآن، وحتى الآن استقر في طباعهم الاكتفاء بالقليل الذي عندهم. كما أني لم أر مستجيزاً من اليوسي في ذلك الدور إلا ما ندر، كالخرشي، فقد ذكر ولد المترجم في رحلة أبيه الحجازية وهي عندي بخطه انه استجاز من والده كما ذكر أن بطرابلس استجاز من المترجم الفقيه الشمس محمد بن

أحمد بن محمد الملقب المكني لنفسه ولإخوانه من أهل طرابلس ولأبي الحسن عليّ النوري الصفاقسي فأجاز لهم نظماً قال فيه: أجزت لكم في كل ما قد رويته ... وما قلت قبل من نظام ومن نثر كذا الرفقاء الماجدون تعمهم ... إجازتنا من قاطنين بذا المصر كذا الماجد النحرير عين سفاقس ... أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر وحدثتكم في ذلكم عن شيوخنا ... ذوي العلم والعرفان والفضل والقدر ومن شاء يستقصي ففهرسة لنا ... تضيء لهم كالنجم في الطالع الزهر على شرطها المعتاد في كل دورة ... من الفهم والتحصيل والصدق في الذكر اه. ومما يستغرب أن شيخ كثير من شيوخنا المغاربة الفقيه المعمر الصوفي أبا حفص عمر بن الطالب ابن سودة حدث في مصر بحديث الأولية عن شيخه الأزمي عن التاودي ابن سودة عن ابن المبارك عن اليوسي عن الزرقاني شارح المختصر، وقد ساق هذه السلسلة الابياري في حاشيته على مقدمة القسطلاني معتمداً عليها، مع أن اليوسي إنما دخل مصر بعد موت الزرقاني الذي مات سنة 1099، وخروج اليوسي من فاس بقصد الحج كان بتاريخ يوم السبت 14 جمادي الثانية عام أحد ومائة وألف (1101) كما في رحلة ولده الذي كان مصاحباً له، فكيف يأخذ عنه ويسمع منه حديث الأولية، وابن المبارك اللمطي لم ير اليوسي وإنما دخل من الصحراء إلى المغرب سنة عشر ومائة وألف (1110) ، فلو ساقها من طريق (تو) عن ابن عبد السلام بناني عن العجيمي أو الكوراني كان أسلم وأوثق. ومن نمط هذا ما وقع في الشرح الصغير للبرهان إبراهيم بن عليّ اللقاني المالكي المصري على جوهرته لدى قوله فيها في الشطر الثاني من البيت الثالث: " وقد حلا الدين عن التوحيد " أخبرني بعض أصحابنا الموثوق بهم أنه أخذ عني

نسخة حلا ... الخ، زاد البرهان الباجوري في حواشيه على الجوهرة: ومراده ببعض الأصحاب الشيخ اليوسي، كما وجد في بعض الهوامش بمصر الصحيحة " اه. منه (1) وهذا أغرب من كل غريب، فإن اللقاني مات عام 1041 قبل مولد اليوسي بسنة وقبل أن يصعد اليوسي للمشرق بستين سنة، فكيف يلقاه ويصحح عنه، فهذه غفلة أوجبها الثقة بالطرر وعدم استحضار أعصار الرجال ووفياتهم وتواريخ تنقلاتهم. نروي ما لأبي عليّ اليوسي المذكور من طريق ابن عبد السلام بناني وأحمد الهشتوكي عنه. ح: ومن طريق الغربي الرباطي عن أبي الحسن عليّ العكاري وغيره عنه. ح: وبأسانيدنا إلى ابن الطيب الشركي عن عمته الزهراء بنت محمد الشركية زوجة أبي عليّ اليوسي عنه. ونتصل به في الطريقة الناصرية عالياً عن عبد الهادي العواد عن الشيخ السنوسي عن محمد بن أبي جدين الريفي عن أبيه عنه، وهذا أعلى ما يمكن الآن. غريبة: وقع في نسخة ظفرت بها من " نشر المثاني " عتيقة عليها طرر وإلحاقات بخط من يعتمد من القادريين في ترجمة الشيخ أبي محمد عبد الله بن عليّ بن طاهر السجلماسي: " قال الإمام أبو عليّ الحسن اليوسي في فهرسته لما ذكر أخذه عن أبي بكر بن عليّ التطافي شيخ اليوسي وكان أي التطافي رحمه الله ما يذكر أمير المؤمنين مولانا أحمد الذهبي المنصور بالله إلا ذكره بإنكار ثم يقول كذا أي لعنه الله، قال الشيخ اليوسي: ولعله ورث ذلك من شيخه الإمام العارف بالله أبي محمد عبد الله بن عليّ بن طاهر فإنه كان له قدم في الزهد راسخ "، اه. وهذه غريبة كبرى وطامة عظمى فإن نسخ فهرسة اليوسي التي بيدي، وهي نحو العشرة، ليس فيها شيء من ذلك، وإنما فيها في ترجمة التطافي المذكور: " وكان رحمه الله ما يذكر الذهب

_ (1) انظر الشرح على الجوهرة ص: 13ط. سنة 1279 (المؤلف) .

إلا ذكره بإنكار ثم يقول لعنه الله، وكأنه ورث ذلك من شيخه الإمام العارف أبي محمد عبد الله بن عليّ فإنه كان له قدم راسخ في الزاهد " اه، ومن نسخة بخط أبن أخي اليوسي سعيد بن محمد بن مسعود نقلت، أتم نسخها من خط عمه مؤلفها سنة أربع ومائة وألف (1104) . فلعن التطافي للذهب المعدن المعروف لافتتان الناس به واشتغالهم به عن الله لا للسلطان المنصور السعدي المعروف بالذهبي قطعاً، ويؤيد ذلك وصفه لشيخ شيخه بالزهد، وكأن أحد الحاسدين للمنصور ودولته بعد انقراضهم دس على اليوسي ما قرأ للقادري واعتمده، وإلا فالمنصور من أعظم المفاخر بين ملوك المغرب، ودولته من خير الدول، فلعنة الله على الكاذبين. ولما رأيت هذه الفاضحة المخزية أردت التنبيه عليها في هذا الموطن ليتعلم الناس التثبت والتروي، ويرجعوا لما قرره الأيمة من شرط المقابلة في الكتب التي ينقل منها بصيغة الجزم، وأن تكون المقابلة على أصول مروية لئلا يكون الناقل عرضة للاغترار بالمدلسين والمزورين، وما أكثرهم في كل زمان، خصوصاً زماننا هذا، فإن الناس اليوم تهافتوا على نقل جميع ما يكتبه جميع الكتبة من غير تفريق بين ما يصح نقله وصدوره من قائله المنسوب له أم لا، والله أعلم. والمترجم له ممن أفردت ترجمته بالتأليف، وهو جدير بذلك، لتمام مشاركته وسعة تبحره وطلاقة قلمه وقوة قلبه وشجاعته، وفي ترجمته من " نشر المثاني ": " وهو ممن يستحق أن يوضع في ترجمته مجلدات " اه. وكتابه المحاضرات عجيب في بابه، غريب في ترتيبه وأسلوبه، وكأنه في ترجمة نفسه ألفه، بسبب ما كان وقع بينه وبين أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي رحمهم الله، لما افتتح التفسير بالقرويين، والكتاب المذكور كاف في معرفة مقدار تصرفه وسيلان قلمه الزاخر، وأود لو وفق للتصنيف في التفسير أو لو وضع شرحاً على الموطأ أو أحد الصحيحين، ولكن بكل أسف إنه وغيره غالباً يؤلفون بحسب البضاعة النافقة في زمانهم لا على حسب

مقدرتهم ومعلوماتهم. وقد قال شيخ الجامع الأزهر علامة مصر أبو عليّ حسن العطار في إجازته لأبي حامد الدمنتي: " لما كان لكل زمان رجال، ولكل حادثة مقال، اقتضت الحكمة الإلهية أن يقوم في كل عصر من يدون لأهل ذلك العصر على شاكلة عقولهم، ويقرب إليهم كلام من تقدم على قدر قرائحهم وفهومهم، طلباً للتسهيل، وروماً للتحصيل " ... الخ كلامه. وأرى ان الناس لو بقوا في مجراهم لانقطع العلم من العالم الإسلامي فإن التدوين والنشر يجب أن يكونا على حسب حاجة الأمة وملكة الناشر والمدون، ومع ذلك يراعى حالة العصر وقوابل أهله في الجملة، وإلا فالنافع هو الذي يجب أن يؤثر بالاهتبال والحكم لله العلي المتعال (وانظر كتاب العلم من " شرح الإحياء " لدى حله ونقده لكلام المترجم في تحريم السيوطي الاشتغال بعلم المنطق) . 659 - ابن يس: هو الفقيه المسند الصوفي أبو عبد الله محمد بن العباس ابن الحسن بن محمد بن يس الجزولي السوسي محتداً، الفاسي داراً ومولداً، له ثبت نفيس في سلاسل الطرق سماه " المواهب القدوسية في أسانيد بعض المشايخ الصوفية مع بعض المصنفات البهية والمسلسلات النبوية " ذكر فيه روايته للطريقة القادرية عن الشيخ التاودي وعثمان بن محمد القادري البغدادي، كلاهما عن السمان والعارف العيدروس، وروايته لطريقة الخلوتية عن عبد الله الشرقاوي، لقيه بمصر سنة 1211 وكتب له الإجازة بها، وعثمان القادري، كلاهما عن الحفني، والنقشبندية عن محمد الأمين بن جعفر الصوصي قاطن أولاد عميرة بالرتب، وعثمان القادري، كلاهما عن الأمير الكبير، وزاد الأخير بالأخذ عن الحافظ مرتضى الزبيدي، والوزانية عن عثمان القادري وأبي الحسن عليّ بن أحمد الوزاني والتاودي ابن سودة، الأخير عن مولاي الطيب، والثاني عن أبيه عن جده بسنده، والناصرية عن عثمان القادري وأبي يعقوب يوسف بن محمد الناصري وعمه عبد الله بن عبد السلام بن يس

المراكشي الدار والقرار، حسب أخذ الأول عن الثاني وأخذ الثاني وعمه لها عن أبي العباس ابن ناصر، والبقالية عن عثمان القادري عن عبد الرحمن بن محمد الزياني عن عبد الوهاب بن الشيخ الأموي المكناسي عن سيدي عبد السلام بن الحاج البقال عن والده سيدي الحاج المفضل عن والده عليّ الحاج بسنده، وطريقة سيدي أحمد الحبيب عن الأمين بن جعفر الصوصي عن مولاي الفضيل بن عليّ العلوي عن الهلالي عن صاحبها، والصادقية عن الأمين ابن جعفر المذكور عن محمد بن عبد الهادي الرتبي الصادقي عن العباس الدرعي البسكري السكتاوي عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الصادق صاحب الطريقة، وطريقة سيدي محمد بن منصور الجلولي صاحب جزيرة البسابس ببلاد الغرب من المغرب أخذها عن عثمان القادري عن أبي حامد العربي بن عبد الله معن عن أبيه بسنده، وطريقة إبراهيم التازي عن عثمان القادري عن أبي يعقوب الناصري عن عمه بأسانيده، والأوراد السبعة عن عثمان القادري عن محمد بن محمد بوراس المعسكري عن محمود الكردي عن الحفني بسنده. وعقد الباب الثاني لذكر إسناد دلائل الخيرات فأسنده عن عمه عن أبي العباس ابن ناصر عن أبيه عن المرغتي. ح: وعن شيخه عثمان القادري عن الحفني ومرتضى الزبيدي وأخذه ابن يس المذكور عن التاودي، والمسبعات العشر عن التاودي وعثمان القادري، كلاهما عن محمود الكردي عن الخضر، والدور الأعلى عن عثمان القادري عن الكردي عن الحفني بسنده، وحزب النووي عن القادري عن ابن الحسن بناني، وكتب زروق عن محمود الرباطي عن الحفني. ثم عقد الباب الثالث لبعض المسلسلات فأسند حديث الأولية بشرطه عن عثمان القادري والأمين الصوصي، الأول عن عبد الرحمن الحبيب اللمطي عن الهلالي، والثاني عن مولاي الفضيل العلوي عن الهلالي، وكذلك الحديث

المسلسل بالمشابكة والمصافحة، وحديث الضيافة على الأسودين، والحديث المسلسل بالسؤال عن الاسم وتوابعه ومناولة السبحة. ثم ختم بنص إجازات مشايخه عبد الله الشرقاوي المصري له، وهي خاصة بالطريقة الخلوتية بتاريخ 1211، وعثمان بن محمد الهزاري البغدادي لقيه بفاس وأجازه إجازة عامة مطلقة، والأمين بن جعفر الصوصي وهي عامة، وبخصوص الطريقة النقشبندية عن شيخه الحاج الطيب التازي عن جده لأمه عبد الوهاب التازي وهي بتاريخ 1221، وأبو الحسن عليّ محمود الرباطي وبه ختم. ولم أقف قط على من أجرى ذكر ابن يس المذكور ولا عده في عدد العلماء أو الصوفية، وهذا نهاية الإهمال. نعم عمه من أشياخ الشيخ التاودي ابن سودة وإن لم يترجمه في فهرسته فقد عده منهم أبو الربيع الحوات في " الروضة المقصودة " قائلاً: " ومنهم الشيخ الصالح البركة المسن الرحال الجوال أبو محمد الحاج عبد الله بن عبد السلام بن يس، ينتسب رهطه للإمام الصالح عبد الله بن يس المصمودي الجزولي المجاهد المذكور في دولة المرابطين من اللمتون، وهو المدفون في محلة المواسين من مراكش. كان صاحب الترجمة شيخاً حسن الأخلاق متمسكاً بالسنة في عامة أفعاله على الإطلاق حج مراراً وزار ولقي جماعة من الأشياخ وناهيك بأبي حامد العربي التلمساني. وكان صاحب الترجمة أخذ أولاً عن أبي عبد الله محمد بن الفقيه المصمودي، وبعده عن الشيخ أبي العباس ابن ناصر، رأيت الشيخ يعني التاودي أسند عنه في بعض الإجازات: دلائل الخيرات والحزب الكبير وبردة المديح، وكانت وفاته سنة 1185 بثغر رباط الفتح بعد أن كان يتردد بالسكنى بينه وبين مراكش وفاس، لما ألقى عصا التسيار وجعل المغرب دار القرار "، اه. باختصار. فاستفدنا منه ان المترجم سينه مكسورة.

وما ذكره من ان عبد الله بن يس مدفون بمراكش ليس بصحيح، بل هو مدفون بكريفلة من بلاد زعير، ذكره البكري في مسالكه وغيره من المتقدمين والمتأخرين، آخرهم الزياني في ترجمانته، وعليه الآن بها قبة ومسجد وخزين ماء يروي ألوف الخلق، وذلك بقية آثار المرابطين بالمغرب، وقد وقفت على هذه الآثار وتكلمت عليه في رحلتنا الدرنية. وعبد الله بن يس دفين مراكش هو دغوغي من بني دغوغ أخ لعبد الخالق بن يس دفين بلاد الوداية الآن بالقرب من مراكش، وممن جزم بذلك من المتأخرين الأديب الرحال أبو عبد الله محمد الأمين الشنكيطي دفين مراكش في كتابه " الطريفة والتالدة " قائلاً إنه المشار إليه في ترجمة محمد بن محمد الجزولي من " التشوف " قائلاً أخذ عنه أبو محمد عبد الله بن يس فقيه المصامدة الآن. وذكر بعد ذلك أن عبد الله بن يس صاحب المرابطين هو الذي مات شهيداً مع الأمير أبي بكر اللمتوني في برغواطة، وذلك قبل بناء مراكش، قال: " وعلى مقامه اليوم قبة ببلاد الشاوية، وهي برغواطة في القديم، وكثير من الناس يعتقدونه هو عبد الله بن يس الذي بالمواسين " اه. قلت: كريفلة التي بها قبر عبد الله بن يس المصمودي تعد اليوم من بلاد زعير، وكانت في القديم يصل إليها حكم برغواطة وتعد من بلادهم، ولا يعلم لعم صاحب الترجمة عبد الله ترجمة ولا مدفن بالرباط، وآله بقيت منهم بقية بمراكش إلى ما قرب عهده منا، وقفت على بعض آثارهم العلمية هناك، والله أعلم. 660 - ابن يعقوب: هو الأديب الكاتب المؤرخ المعتني الضابط أبو عبد الله محمد بن محمد بن يعقوب الأيسي المراكشي من أدباء الدولة السعدية المنصورية، ذكره الشيخ أبو العباس أحمد بابا في " كفاية المحتاج " وأثنى عليه وقال: " لم ألق بالمغرب أثبت ولا أصدق ولا أعرف بطرق العلم منه "، اه. قال التمنارتي في " الفوائد الجمة ": " وقوله في ابن يعقوب هذا جموح عن

شهادة العيان، فإن ابن يعقوب لم يبلغ شسع نعل الأيمة الذين كانوا يأخذون عنه أي بابا كأبب الحسن ابن عمران وأبي عبد الله الرجراجي وأبي العباس ابن القاضي وابن أبي النعيم وأضرابهم " اه. قلت: كأن التمنارتي ما فهم مراد بابا، فإن مدحه وإطراءه ابن يعقوب من جهة علم تراجم الرجال وأخبارهم ووفياتهم لا من جهة علم الفقه والمعقول الذي كان هؤلاء أيمته عند التمنارتي، فافهم. للمترجم له فهرسة حافلة نرويها بالسند إلى أبي العباس ابن القاضي عنه، وقد تدبجا. 661 - ابن يعيش (1) : هو الشيخ الحاج أبو الحسن طارق بن موسى بن يعيش المخزومي، أروي فهرسته بالسند إلى أبي بكر ابن خير عنه إجازة كتب بها إليه من بلنسية. 563 - اليانع الجني: في أسانيد الشيخ عبد الغني الدهلوي المدني الحنفي، هو ثبت لطيف لاأحلى منه في أثبات المتأخرين، في جزء صغير مطبوع بالهند، مؤلفه الشاب المحدث البارع العلامة أبو عبد الله محمد يحيى المدعو بالمحسن الترهتي الفريني الهندي. ووجدت بخط مجيزنا أبي الحسن عليّ بن أحمد بن موسى الجزائري على هامش " قطف الثمر " في حق محمد يحيى المذكور نقلاً عن شيخنا أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري أنه توفي بالمدينة المنورة في أوائل العشرة الأخيرة من القرن المنصرم بحرق أنوار جذب عرضت له، رحمه الله، لم يطق حملها، قال: " عالجت تسكينه فأعياني أمره، وقوي حاله إلى ان كانت به منيته وهو في حدود الثلاثين من عمره " اه. وقد اشتمل الثبت المذكور على إسناد الموطأ والكتب الستة فقط، ولكن ذيل هذه الأسانيد بكتابة مفيدة عن رجال هذه الكتب ومنزلتها بين كتب

_ (1) فهرسة ابن خير: 434.

حرف الهمزة [الممدودة]

الإسلام وتراجم رجال السند، وختمه بتراجم لطيفة للشيخ عبد الغني ووالده وسلفه ومشيخته بالهند والحجاز، وخصوصاً آل ولي الله الدهلوي نجوم السنة في الهند. وفي حق الثبت المذكور أنشد شيخنا عبد الجليل برادة لنفسه: أيا طالباً علم الحديث مسلسلاً ... وبالسند العالي المعنعن قد عني عليك إذا ما رمت تظفر بالمنى ... وتجني ثمار العلم باليانع الجني وبالجملة فإن الثبت المذكور هو أحلى أثبات المتأخرين وأوثقها سياقاً وأعذبها مورداً وأفصحها كتابة وأفيدها في الضبط، ولا أعجب من إنشاء مؤلفه بالعربي مع أنه عجمي اللسان والنسب، ولله في خلقه عجب. نروي مافيه عن الوالد وغيره عن الشيخ عبد الغني، وقد سبق تفصيل اتصالاتنا به في حرف العين (انظر عبد الغني) (1) . حرف الهمزة [الممدودة] 662 - آلي: هو آلي أفندي الرومي القسطنطيني صاحب الثبت المشهور في الروم، نرويه عن الشيخ نصر الله الخطيب عن عمر الغزي عن محمد سعيد السويدي البغدادي عنه، وقد أجرى ذكر الثبت المذكور المرادي في ترجمة عبد الله السويدي المذكور من تاريخه " سلك الدرر ". [خاتمة] وهنا انتهى ما قصدت جمعه وأملت نفعه من كتاب " فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات " قائلاً ولا أحتشم، وأدعو إلى النزال كل بطل في العلم: " اعلم أن كتاباً كهذا لا يقوم

_ (1) رقم: 416 (ص: 758) .

بمثله إلا من أيد بالتوفيق والاسعاد، وركب في التقاط درره الأغوار والأنجاد، وتغرب فيه وارتكب الطرق البعاد، وتفرغ لجمع أصوله في عصر الشباب وحرارته، وساعده العمر بامتداده وكفايته، وتربع في دوائر الحرص وإمارته، نعم وإن كنت أستصغر ما ترى من هذه الكراريس العديدة وأستقلها فلعمري إنها لكثيرة، وأما الاستيعاب فأمر لا يفي به طول الأعمار، ويحول مانعاً دونه العجز والبوار، وكان يخطر بالبال أن يكون أدون من هذا المقدار حجماً، وأنقص جرماً، مراعاة لهمم أهل العصر، ورغبات النفوس في كل مصر، ولكن هذا ما كتب أن يكون، قدمته لأجده ذخراً يوم المنون، وأسأل الله أن لا يحرمنا ثواب التعب فيه، ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه، وأن يجعله خالصاً لوجهه، وسبباً للاتصال بمصطفاه ونبيه، مجيزاً به وبكل ما صح لي أو سيصح من المرويات والمؤلفات أولادي محمد عبد الأحد وعبد الرءوف وأبو بكر وعبد الرحمن وعبد الكبير، أصلح المولى أحوالهم ووفقهم لاتباع أثر أسلافهم، وأطلب الله أن يجعل هذه الصناعة أكبر علومهم، وأكثر شواغلهم وهمومهم، إجازة عامة مطلقة تامة، ولأولادهم وأحفادهم، وكذا أجزت بمثل ذلك لابن خالتنا وعمنا الشريف الكاتب النبيه أبي حفص عمر بن ولي الله أبي عليّ مولاي الحسن بن عمر الكتاني، ولمحبنا بهجة تونس ونادرتها مفتي المالكية بها العلامة الأستاذ الشيخ سيدي بلحسن بن مفتي المالكية بها أيضاً الأستاذ الكبير الشيخ سيدي محمد النجار الشريف المالكي ولنجليه الكريمين أبي عبد الله سيدي محمد الهادي وأبي عبد الله سيدي محمد الصادق، وكذا أجزت بمثل ذلك لحفيده أبي عبد الله سيدي محمد الطاهر ابن أخيه سيدي محمد، وكذا أجزت بمثل ذلك لصفينا في الله الفقيه المحدث العالم العامل الرحال أبي حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني المدرس بالحرم المكي الآن، ولمحبنا باشا سلا العلامة الفاضل الأديب المفضال أبي عبد الله محمد بن الباشا الحاج الطيب الصبيحي السلوي وأنجاله، ولأبناء خلنا وخلاصة أهل ودنا بهجة مكناسة الزيتون ومؤرخها وأديبها ونقيب الأشراف

العلويين بها مولاي عبد الرحمن بن زيدان العلوي الإسماعيلي وهم السادة الأماجد مولاي المصطفى ومولاي المهدي ومولاي الطيب ومولاي سلمة ومولاي الحسن، أثمر الله غرسهم وزكى بالتقوى روحهم ونفسهم آمين، ولذي الفكرة الوقادة والاستعداد والإجادة أبي عبد الله محمد بن محبنا الفقيه الصوفي القاضي السيد أبي بكر التطواني السلوي، وأقول منبهاً لهم ومرشداً إلى قول أبي سالم العياشي بعد سياقه في فهرسته لإسناد نحو السبعة عشر فهرساً " وهذه الفهارس المتقدمة تجمع غالباً ما وجد من كتب الأمة المشرفة فمن اتصل سنده بها اتصل بحبل الكتب الإسلامية على اختلاف أنواعها " اه. وإلى قول أبي الحسن عليّ النوري الصفاقصي في فهرسته بعد أن أحال على فهاريس عشرة: " فالغالب لا تجد كتاباً للمتقدمين ولا للمتأخرين في جميع العلوم إلا ولنا به اتصال إلى مؤلفه إما بسماع أو بقراءة كله أو بعضه أو لحضورنا لمن يقرؤه كذلك أو بإجازة خاصة أو عامة، أو بكتابة " اه. وإلى قول الحافظ الشوكاني في ثبته بعد ان ذكر أسانيده لنحو أثني عشر ثبتاً، قال: " وبالجملة فهذه الأسانيد التي أشرنا إليها قد اشتملت على أسانيد كتب الإسلام في جميع الفنون " اه. قلت: فليت شعري ماذا يقول من اتصل سنده بهذه الفهارس الاثني عشر مائة كلها ووصل حبله بهؤلاء الأعلام مؤلفيها: قد رشحوك لأمر لو فطنت له ... فأربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل متمثلاً بما أنشده البدر القرافي في آخر إجازة له وقفت عليها بأبي الجعد: بثثتك ما قد حزته وجمعته ... وجدت بما أبديته ووصلته فكن حافظاً هذا لمقدار حقه ... وكن داعياً لي فوق ما قد طلبته وخاتمة الحسنى لغاية مطلبي ... وإني لأرجو الله ما قد طلبته

وأقول متمثلاً أيضاً: بالله يا آخذاً عني إجازة ما ... أروي من الكتب في شتى الإجازات سل لي خواتم أعمال تيسر لي ... إجازة الحشر في يوم المجازات وأنشدني إجازة شيخنا البدر عبد الله السكري بداره من دمشق عن مسند الدنيا عبد الرحمن الكزبري الدمشقي عن أبيه عن جده، أنا أبو المواهب الحنبلي الدمشقي عن أبيه قال أنبأنا الميداني عن الطيبي عن البقاء كمال الدين ابن حمزة، أنبأنا أبو العباس ابن عبد الهادي، أنا الصلاح ابن أبي عمر أنا الفخر ابن البخاري، أنبأنا القاسم بن أحمد الأندلسي من لفظه لنفسه: يا ناظراً فيما عمدت لجمعه ... اعذر فإن أخا البصيرة بعذر واعلم بأن المرء لو بلغ المدى ... في العمر لاقى الموت وهو مقصر فإذا ظفرت بزلة فافتح لها ... باب التجاوز فالتجاوز أجدر ومن المحال بأن ترى أحداً حوى ... كنه الكمال وذا هو المتعذر فالنقص في كنه الطبيعة كامن ... فبنو الطبيعة نقصهم لا ينكر وبسندنا إلى السلفي عن أبي منصور أحمد التميمي لنفسه: على جل أصحاب الحديث سلامي ... أفديهم روحي معاً وكلامي وددت لو اني عندهم متمنطق ... بحمل غواشيهم كمثل غلام وكانت مدة الاشتغال بكتابي فهرس الفهارس هذا الذي جعلته ذيلاً على " طبقات الحفاظ " للحافظين السيوطي وابن ناصر من زمانهما إلى زماننا هذا نحو شهر، وقد انتهى والحمد لله وكفى ظهر يوم الثلاثاء متم شوال الأبرك عام 1342 بفاس حرسها الله، ثم أعدت الالتفات إليه فاشتغلت به

وانقطعت له نحو السنة، أزيد وأنقص، أقدم وأؤخر، وأستدرك وأصحح، وألحق، فتم تحريراً وتهذيباً وتصحيحاً على حسب الطاقة في 8 شوال 1344، بقلم جامعه المستغفر خادم الحديث والإسناد والأنساب محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني الحسني الأدريسي، تاب عليه مولاه آمين، قائلاً: " سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ". انتهى

تقريظات 1 - تقريض علامة الديار المصرية ونادرة الأقطار الشرقية مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي أطال الله بقاءه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الذي رفع قدر من اختاره لإقامة دينه القويم، ووصل من انقطع لبابه بأن وفقه لاكتساب العلوم بالسند المتين، ليحفظه من عبث العابثين، وليكون الدين بذلك مصوناً من الدخيل، وميسوراً لمن ارتاده من العلماء الأعلام وأجازهم على هذا العمل الحسن، بأن رفعهم أعلى منازل العاملين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد القائل: نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها، وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار. أما بعد، فقد اطلعت على الكتاب المسمى بفهرس الفهارس والاثبات، ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، الذي ألفه حافظ العصر ومحدثه، وإمام التاريخ وفلسفته، العلامة الأكبر الشهير، والدراكة الأوحد النحرير، الشيخ عبد الحي الكتاني ابن شمس الآفاق الشيخ عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني الفاسي، فوجدته جامعاً لأسانيده المتصلة بأثبات أهل هذا الشأن، ذاكراً ترجمة من له في السنة تأليف من أهل القرن الثامن إلى الآن، فهو ذيل لكتابي الحافظين السيوطي وابن ناصر المسمى كل منهما بطبقات الحفاظ والمحدثين، كمل به المؤلف نقصاً طالما تشوفت النفوس لإكماله، وأحيا به ذكر جماعة من العلماء وملأ فراغاً طالما تطلعت الأنظار إلى مثله، فهو لعمري من الأعمال النافعة، التي لأعلى الدرجات رافعة، واشتغال بأشرف الطاعات

إذ طلب العلم من أعظم العبادات، فجزى الله مؤلفه على هذا الصنع الجميل أحسن الجزاء، وأدام النفع به وحفظه من الأسواء، بجاه من هو للأنبياء ختام، عليه الصلاة والسلام. رجب الفرد سنة 1347. مفتي الديار المصرية سابقاً محمد بخيت المطيعي الحنفي غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين آمين 2 - وكتب شيخ الجماعة بالرباط العلامة الدراكة الأكبر صاحب التآليف العديدة التي قاربت المائة أبو عبد الله محمد المكي البطاوري حفظه الله: الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً. الحمد لله الذي اختص من شاء من خواصه بما شاء من مزايا اختصاصه، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد جامع الكمالات والفضائل، ووسيلة الوسائل، وعلى آله الكرام، وصحابته الأعلام. أما بعد فقد أسعد الدهر بالاطلاع على هذا الكتاب، بل العجب العجاب، الآخذ بمجامع القلوب والألباب، ألا وهو فهرس الفهارس، وزينة المكاتب والمدارس، وأنس المجالس والمجالس، فطالعت منه جميع الجوامع، وهمع الهوامع، كيف وراقم وشيه فخر الزمان، وفرد الأوان، من تعطر بطيب نشره كل حي، الجوهر الفرد الشيخ أبو السعود مولانا عبد الحي ابن الشيخ الكبير، بل البدر المنير، بل الكنز والاكسير، من ليس له في العصر ثاني، مولانا الشيخ عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني، أمد الله الوجود بمددهم وبركاتهم آمين. وماذا عسى أقول في ذلك الكتاب، الذي تحار في وصفه أقلام الكتاب:

أمولاي غلضت فكرتي وتبلدت ... طباعي فلا شعر لدي ولا نثر بل أقول: هو الكتاب الذي عز في العصر نظيره، فسار مسار الروح في الكون مسيره: كتاب له في عالم العلم رتبة ... تفوق وتعلو من يروم لحاقيا فنسامح إذا ما لم ترقك عبارة ... وإن أشكلت يوماً فخذها كما هيا وتلخيص ما دندنت بالقول حوله ... إذا قمت بالباقي فلا زلت باقيا بجاه سر الوجود، وقبلة السجود، عليه الصلاة والسلام. كتبه الفقير إلى مولاه العلي، المكي بن محمد بن علي، كان الله له خير ولي. 3 - تقريض من ألف هذا الكتاب لأجله وبطلبه، وهو العلامة النحرير المشارك المحدث سليل المجد الشيخ محمد حبيب الله الجكني الشنكيطي نزيل مصر الآن: الحمد لله الذي جعل اتصال الأسانيد من خصائص هذه الأمة، كما أخرجه الحاكم في أول مستدركه، فكان ذلك حفظاً للشريعة وللأمة رحمة، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه نجوم الإسناد، وأدلة أنواع الهدى والمعارف والإرشاد، وعلى تابعيهم من أيمة القرآن والحديث، السائرين إلى تحرير أسانيد العلوم السير الحثيث. أما بعد، فقد أطلعت على الجزء الأول من كتاب فهرس الفهارس

والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، لعلامة الزمان، ومسند العصر والأوان، من خصه الله تعالى بمعرفة طرق الحديث وتراجم الرجال، أبي الإسعاد وأبي الأقبال، الأستاذ السيد عبد الحي ابن الأستاذ السيد الشهير أبي المكارم السيد عبد الكبير الكتاني الفاسي رحمه الله، وجعل الجنة مثوانا ومثواه. وحيث أني قد كنت من أسباب هذا التأليف المفيد، وما اجتمع فيه من فرائد الفوائد والنقل الحميد، رغبة في تكثير طرق الإسناد، لتبقى سلسلته متصلة في سائر البلاد، وقد كنت جمعت في هذا الغرض معجماً جامعاً مع الاختصار، لاتصالاتنا بإثبات العلماء الكبار، ولما حصل لي العم بأن هذا الأستاذ المذكور، ضاعف الله لي وله أكمل الجور، هو جذيل هذا الفن المطلع على دقائقه، المتحلي في الحقيقة بشوارده وحقائقه، طلبت منه نحو هذا التأليف قصداً للإحاطة بما من ذلك أمكن، فقام بذلك جزاه الله تعالى عليه بسعادة الدارين وإتمتم المنن. فناسب ذلك تقريظي له بعدما أرسله إلي من فاس، واشتهر أني من أسبابه بين أفاضل الناس، قلت في تقريظه: أنه لعجب عجاب، وبحر خضم عباب فكم أفاد من جلب فائدة كانت قبله معضلة، وكم أجاد في إزالة إشكال مسألة كانت مشكلة، وكم أظهر من أثبات كانت قبله كالغامض، لم يطلع على اتصال الأسانيد بها إلا من هو في بحور المعارف خائض، فلله دره من إمام همام، ومسند مطلع على ما لم يكن لمعاصريه به إلمام، لا زالت أعلام مجده بالمعارف منشورة، وفضائله بين أفاضل الناس مدونة مشهورة. وقد سمحت القريحة القريحة، والطبيعة الجامدة الجريحة، بتقريظ هذا الثبت العظيم بهذه الأبيات الوافرية، وإن لم تستوف بيان فوائده وهباته الحاتمية، وهي: لعبد الحي أسندت المعالي ... باسناد تسلسل في الأصول أصول في المكارم لا تضاهى ... لنسبتها إلى شرف الرسول

صلاة الله دائمة عليه ... تعم الآل كالصحب العدول فعبد الحي كان كمثل بحر ... خضم إذ تدفق بالسيول فأبدى فهرس الإثبات دراً ... نفيساً إذ تأسس بالنقول فحز نهج الشريعة منه صرفاً ... ولا تخش الملامة من عذول به ظهرت مهارة خير شهم ... إمام في الحديث وفي الأصول وفي كل العلوم له رسوخ ... تراثاً من أوائله الفحول فأبدى بالذكاء وحسن حفظ ... لأرباب المعارف والعقول من الإثبات أشتاتاً وكانت ... لطول العهد دارسة الطلول وبالجملة فهو كتاب لم يتقدم له نظير، لا زال مؤلفه حرسه الله تعالى بعنايته على نحو هذا السير يسير، حتى ينتفع بمؤلفاته أهل العلم في سائر البلاد، ويعم نفعها كل من هو أهل لحمل العلم من العباد. قاله بلسانه، وكتبه بقلمه وبنانه، أسير ذنوبه، المتشبث دائماً بعيوبه، خادم نشر العلم بالحرمين الشريفين: محمد حبيب الله بت الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسباً، الشنكيطي إقليماً، المدني مهاجراً، نزيل مصر القاهرة حالاً، في غرة شوال سنة 1347. 4 - وقال علامة الديار التونسية ومفتي المالكية بها الأستاذ الشيخ سيدي بلحسن النجار الشريف في مكتوب له ما نصه: كتاب فهرس الفهارس وهو جمع الجوامع أو همع الهوامع. أو سمه بما شئت فإنه لم يؤلف مثله فيما علمت في الإسلام ولا أن أحداً جمع ما جمعت

ولا استوعب ما استوعبت، ولا اعتنى عنايتك، ولا اهتدى هدايتك، فشكراً لك شكراً وهناك الله بما اولاك، وأثابك على ما ألهمك وأولاك. اه من خطه حفظه الله. 5 - وقال الأستاذ الكاتب الكبير أحمد زكي باشا في مكتوب خاطب به المؤلف: بأي بنان أسطر لك آيات الشكر، وبأي لسان أترنم أمامك بعواطف البشر، وأنت قد أدخلت على قلبي سروراً لا يعادله سرور، انك ترشدنا إلى أعلام الإسلام في زمان الانحطاط، أي منذ القرن الثامن إلى الآن، وأقول الانحطاط بكل أسف ولوعة، ولكن الحق أبلج والمريض إذا عرف داءه وشكاه للعارف ما به كان جديراً بأن يعود إلى الرحمة والعافية: ففي هذه الحقبة التي تدهورت فيها الأمة الإسلامية في درجات التدلي والسقوط كان الله قد بعث فيها رجالاً اختارهم للأحتفاظ بتقاليد أجدادنا المجيدة، ولكنها بقيت في الخبايا والحنايا والزوايا، إلى أن اختارك الله لإخراجها للناس ليكون بها التمهيد إلى استئناف العمل وإلى الاستمرار فيما كان عليه المسلمون من الاهتمام بالدنيا وشئونها، والسياسة وصروفها، والاستعمار وأسبابه، بجانب الاحتكاك بالدين، والتحلي بمكارم الأخلاق. فأنت يرجع لك الفضل في إرشادنا إلى ما تقدم به أجدادنا الأقربون في هذا السبيل، فشكر الله لك هذا الصنيع (باختصار) . 6 - وقال بهجة مكناسة الزيتون ومؤرخها وأديبها ونقيب أشرافها أبو زيد مولاي عبد الرحمن بن زيدان العلوي الإسماعيلي في تقريظه:

إنكم قمتم بأمر جليل، وشأن يعجز عنه الكثير والقليل، وسرتم والناس نيام، وخلدتم ذكراً يبقى على صفحات الأيام، إلى يوم القيامة، ونفعتم عشاق العلم والدراية، نفعاً لا تطوى له في جميع الأقطار راية. ولقد رأينا والحمد لله من عظيم إطلاعكم، وجسيم اضطلاعكم، وسعة حفظكم، وطول باعكم، في العلوم الحديثية ما أنسانا ذكر من مضى وغبر، ممن برعوا في تلك العلوم كالبخاري وابن حجر ... الخ. 7 - وقال العلامة الجهبذ المشارك المطلع نادرة صقعه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الرافعي نزيل الجديدة حفظه الله من كتاب له طويل الذيل: ازددت بما طالعت وتدبرت بمقامكم علماً على علم، وكان لي ذلك برهاناً على ما قدمته من وصفكم وما أنا واصفكم به، وإن جناب مجدكم جبل الرواية وعلم الدراية، ورأس التحصيل والمحقق في الإجمال والتفصيل، والمتنبه لما نام عنه غير واحد من النقاد، والمهتم بالفحص عما يعلي شأن الإسلام بين العباد، والذاب عن حمى السنة الطاهرة، بسيوف التحقيق الباترة، والمفني شبابه في إعادة تاريخ رجال الرجال، وأيمة النقد الذين تفتخر بهم كل الأجيال، مثل ابن عدي والدارقطني وعبد الغني المقدسي وابن عساكر وأبي موسى المديني وابن عبد البر وابن حزم وابن بشكوال والمنذري والدمياطي والمزي والذهبي والعلائي وابن حجر والسخاوي والسيوطي وأبي الفيض الزبيدي. فلعمري لقد أحييت مجدهم، وأسميت ذكرهم، وأعدت ذكراهم، ومثلت لنا تجسيماً وتشخيصاً تحقيقاتهم، بفنون الرواية في تحقيقاتك، وتحتوائهم حتى على شاذ ذلك وفاذه في استحواذك وإحاطتك. ولقد خدمت بفهرس الفهارس السنة المطهرة أولاً، وخدمت بها ثانياً وطنك المغربي خدمة صادقة بما أوضحت من تراجم كثير من أعلام المغرب وحفاظ الآثار وأصحاب

الفهارس والتصانيف النافعة في السنة وعلومها، وما كان لهم من الاتصال والارتباط بعلماء المشرق، وأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، فطوقت المغاربة منناً لا تنساها لك، ويجب على كل مصنف أن لا ينساها أو يتناساها (باختصار) . 8 - وكتب قاضي الجديدة العلامة المشارك النحرير صاحب التآليف العديدة والرسائل المفيدة النادرة أبو العباس السيد أحمد سكيرج حفظه الله: أقف أمامكم معرباً عما خامرني من السرور بمطالعتي لكتابكم فهرس الفهارس، وهو بهجة المجالس، الذي يبتهج بمطالعته كل عالم وعارف ومتخرج من سائر المدارس، فهو الأم التي إليها كل مؤلف في رجال الأسانيد يضم، واني لمعجب به وطروب، وقد صادف مني موضعاً لم يبق لي التفاتاً إلى البحث عن غيره في الموضوع الذي قام فيه بالواجب، وكنت حريصاً على الظفر بأسامي بعض الفهارس فضلاً عن الوقوف عليها، فقرت العين بما وقفت عليه، وكنت أظن أني اشتملت خزانتي على نفائس الكتب التي من جملتها بعض الفهارس التي كنت أظن أنها لا توجد عند غيري، فإذا بها نقطة من كتابكم هذا، ولم تدع كبيرة ولا صغيرة إلا أحصيتها فيه فلم يمكني إلا أن أبادر بركعتي الشكر لله، بالدعاء لكم بطول الحياة، للنفع والانتفاع. ولم أعتمد على قول من انكر تينك الركعتين فإن قلبي اطمأن بالعمل بهما في حقكم، ولكم من الله الجزاء الأوفى، فقد جئتم في هذا العصر بما لم يحىء به غيركم، وهي الكرامة التي ينبغي أن تعد من الكرامات الخارقة للعادات. على ان هذا الكتاب إنما هو كعنوان لما لديكم من المعارف، وإلا فإن معارفكم واسعة، وكتبكم كلها نافعة. فواهاً ثم واهاً لأبناء قطرنا الذين لم يغرقوا فيه من بحركم الطامي، ويعترفوا لكم بما اعترف به لكم غيرهم من ذوي الفضل، وأيم الله لقد خجلت عندما طالعت هذا الكتاب وبين يدي

تأليفي المسمى ب " قدم الرسوخ فيما لمؤلفه من الشيوخ " وكدت أن أمزق ما كتبته، وصغر بيت عيني ما فيه رسمته واستقللته، ولكن حمدت الله الذي أحيا بكم هذا الفن، والتزمت بأن أنقل عنكم فيما أحتاج عليه مما لم أكن نقلته من قبل، وأنسب لكم ما انقله ولك الفضل في ذلك، ولولا أن التأليف ابن الروح لأدخلت كتابي في خبر كان، اكتفاء بما كتبتم، فلله أبوكم لا بر من يجفوكم ... الخ. 9 - وكتب شيخ المؤرخين بالعدوتين وزعيمهم الكاتب البحاثة الأثري المعتني الفقيه أبو عبد الله محمد بن عليّ الدكالي السلوي: كتابكم فهرس الفهارس أعجز أهل عصرنا، ووقفوا أمامه حيارى باهتين، فتبارك الله رب العالمين. 10 - وكتب العلامة المفتي الناسك الأديب شيخ مدرسة بو عنيفر بأولاد أبي السباع، أبو عبد الله محمد بن العلامة الزاهد الصالح أبي محمد عبد المعطي السباعي حفظه الله: الحمد لله وبه أوثق، وعليه أتوكل، وما توفيقي إلا به، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه. أما بعد، فمن محمد بن عبد المعطي السباعي، إلى ذكاء الآفاق، وحافظها ومحدثها ومسندها على الإطلاق، الشيخ الشهير، القدوة النحرير، سيد ناديه، وثمال عافيه، أبي الأسعاد، مولاي عبد الحي ابن الشيخ مولانا عبد الكبير الكتاني، سلام ورحمة الله وبركاته، ما سبح في البحر السمك، وسبح في السماء الملك، فانا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، فموجبه أنا لا زلنا على عهدتنا، ولا نزال عليه بحول ربنا، ولا زائد سوى تذكاركم، والاشتياق

لجميل أخباركم، لا حرمنا الله من الاجتماع السلامي بكم على أحسن ما يرتجى. وقد وافانا كتاباك الرائقان العجيبان: فهرس الفهارس، والتراتيب الإدارية، فشكرناك وبما يجمل ذكرناك، ودعونا لك بالفلاح، والنجاح والصلاح، وان يصلح أنجالكم البررة وان يبقي بيتكم بيت العلم والعمل يقتفي التالي الأول إلى يوم الدين، آمين آمين آمين. وإني مررت على كثير من كتاب فهرس الفهارس، واستحسنته غاية، ولا بأس بالاقتراح عليك، لما تعلمه منا من الصفاء غيبة وبين يديك، فكنت أرجو ان تبلغ الأسانيد إلى أهل السنة الستة، وتعطي للقلم عنانه في المترجمين مما قيل فيهم أو قالوه، إذ المقال ينبغي فيه بسط الكلام، ونعلم أنك راعيت الشغف بالاختصار، كما هو عادة الأخيار والأحبار. وقد قلت هذه القصيدة فيكم وفيه على سبيل التقريظ له، ولعلكم تستحسنونها لما فيها من الاستعارات، ولوائح الإشارات، وانسجام العبارات، فنسأل منكم قبولها، وبيتوا لنا منكم نزولها: ركبت لتحصيل المعاني شوامسا ... فأبرزت للعشاق خوداً عرائسا ولم تأل جهداً في اقتناص صيودها ... وطرزت بالديباج منها الملابسا ودأبك بث العلم في كل بلدة ... تقرب للأذهان منها الطوامسا وغصت بفكر صائب منك أبحراً ... ونافست فيه انفساً ونفائسا فصرت على رغم الحسود مقدماً ... وجاءت لك الأقوام تسعى نواكسا فهذي مزايا جمة قد حويتها ... وأعجزت ركباناً لها والفوارسا فهذا كتاب جامع بلغ المدى ... كمالا فهاكه رفيقاً مؤانسا فواهاً له وما أحيسن صنعه ... تراجمه تحكي عقوداً ترامسا ولم لا وراويه الهمام الذي غدا ... هو التاج والأقوام أضحت قلانسا

فأحييت (عبد الحي) آثار سنة ... بها قد محوت ضدها والدسائسا ولا زلت شمس الكون ندباً تفيدنا ... بحق يزيح الترهات البسابسا ودام لك الإسعاد واليمن والهنا ... وباعدك المولى الكريم المناحسا عبد ربه وأسير كسبه محمد بن عبد المعطي السباعي، تيب عليهما آمين. 11 - وكتب النابغة الأديب البارع الكاتب المنشيء الشاعر المطبوع قاضي قصبة بن أحمد، أبو العباس أحمد بن أبي شعيب الآزموري بعد الحمدلة والصلاة: فذ الحفاظ الجلة، الشافي ببلسم الحديث كل علة، الشيخ الكبير، العلم الشهير، من أظهره الله تعالى في العصر آية، لا ينكرها إلا أعشى ذو عماية، سليل الرسول، وسيف العلم المسلول، الحافظ المحدث المفسر، المؤرخ جماعة الفنون والآثار، وفخر هذه الديار، شيخنا سيدي محمد عبد الحي، أحيا الله بكم العلوم، وأظهر الله بكم تلك الآثار الغابرة والرسوم، وسلام كريم عليكم من المتمسك بحبلكم، الذاكر لفضلكم، عبيدكم الفقير أحمد ابن أبي شعيب الآزموري. أما بعد، فقد اتصلت بي هديتكم السنية، وهي الجزء الأول من إحدى مشيخاتكم التي طبعت وألحقت الأحفاد بالأجداد حقيقة، وأحيت من ميت الاسناد تلك الطريقة، فجزاكم الله خيراً عن الاعتناء بالفن الغريب، الصعب سلوكه حتى على النجيب، وأبقى فضلكم الذي لا ينكره المكابر، ولا يجهله إلا خاسر، فإنكم الشمس المضيئة في هذا العصر، وخصوصاً على هذا المصر، الذي أعليتم شأنه بعالي إسنادكم، وظاهر إمدادكم، وأقر عينكم بالأنجال الكرام، الأشراف العظام. ولا تسألوا يا سيدنا عن فرحنا بتلك الهدية السنية، والتحفة البهية، التي أفادتنا كثيراً، وعلمتنا علماً كبيراً، وترجمت لنا خافياً وشهيراُ، بفوائد

لا تكون إلا منكم، ولا تصدر إلا عنكم. وقد أنشأت أبياتاً استحييت من تقصيري ان تقدم لكم، وإذا علمتم ما عليه الحال، من شغل البال، عذرتم الخديم، وذلك شان العظيم، وعيد سيدنا سعيد، لازالت السعادة تبسم لكم في كل عيد، ونسألكم الدعاء الصالح لنا ولأهلنا ولجميع المسلمين، والسلام على حضرتكم الكريمة ورحمة الله، في 9 ذي الحجة عام 1347: هب لي اليراعة كي أخط مرادي ... من شكر سيدنا أبي الإسعاد الواقف العمر النفيس لخدمة التأليف والإقراء والإسناد ... والجامع الفذ الذي آثاره ... تركت له ما شاء من حساد الحافظ الفرد المواصل ليله ... بنهاره في حرفه الافراد سبق الحديث له فكون آية ... في جمعه بذكائه الوقاد سار الوفود حديثهم اخباره ... وأتى بذاك جماعة الوراد ويراعه السيال أكبر شأنه ... فمداده كم جال بالامداد وصلت إلي هدية من فيضه ... صلتي بها عيد من الأعياد مجموعة السند التي إيجادها ... من معجزات العلم في الإيجاد ما شئت من ناس ومن كتب ومن ... طرق تدل على الهدى برشاد موصولة السند العلي المنتقى ... مبنية الآساس بالأطواد حشر الرجال بها فكل لابس ... تعريفه من مختف أو باد بمسلسلات عاليات القدر قد ... لحقت بها الأحفاد بالأجداد مولاي عذر العي فاقبل مدحةً ... قلت ففضلك غالب تعدادي يكفي تذكري المقال (1) لشاعر ... زيدت ثلاثته (2) على إنشادي:

_ (1) هو ابن الرومي (المؤلف) (2) الأبيات الثلاثة الأخيرة (المؤلف) .

" يا من رأى حساده استحقاقه ... للحظ فاستدعى هوى الحساد " " كم من يد بيضاء قد اوليتها ... تثني إليك عنان كل وداد " " شكر الإله صنائعاً أسديتها ... سلكت مع الأرواح في الأجساد " أحمد الآزموري 12 - ونشرت مجلة الزهراء الغراء المصرية في عددها 4 مجلد 5 تاريخ شوال 1347 مانصه: فهرس الفهارس والإثبات: (المطبعة الجديدة في فاس 453 ص) للعالم المحدث الشيخ محمد عبد الحي الإدريسي الكتاني شهرة ذائعة بالمغرب الأقصى والمشرق، أحرزها يطول باعه في علوم الحديث وكثرة رحلاته في سبيل روايته، وقد طلب منه العلامة الشيخ عبد الله بن مايابا الجكني الشنكيطي المقيم بمكة ان يجيزه بمروياته، ويبيح له التحديث عنه بمسنداته ومجموعاته، مقترحاً عليه ان تكون الإجازة مشتملة على ما أتصل به من الفهارس والإثبات، فما كان من السيد الكتاني إلا ان جمع كتاباً نافعاً مستوفى كل الاستيفاء في هذا الموضوع، سماه " فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات " فجاء كما وصفه قاموساً عالماً لتراجم المؤلفين في الحديث، من القرن الثامن إلى الآن وذيلاً على طبقات الحفاظ والمحدثين للحافظين ابن ناصر والسيوطي التي وقفا فيها على أواسط القرن التاسع. وبين أيدينا الآن الجزء الأول من هذا الفهرس وفيه تراجم عدد كبير من رجال الحديث والرواية في العصور القريبة من حجازيين وأندلسيين ومصريين وشاميين ويمنيين وهنديين وسنديين وترك وفرس وعراقيين وتونسيين وقيروانيين وجزائريين وتلمسانيين وفاسيين ومراكشيين وسودانيين، وغيرهم ممن روى كتبهم أو اتصل إسناده في الحديث بهم، أو أجازوه كتابة أو مشافهة، وهذا الجزء مطبوع طبعاً حسناً على ورق جيد.

§1/1