فضائل القرآن للقاسم بن سلام

أبو عُبيد القاسم بن سلاّم

كتاب فضل القرآن ومعالمه وأدبه

§كِتَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ وَمَعَالِمِهِ وَأَدَبِهِ

باب فضل القرآن وتعلمه وتعليمه الناس

§بَابُ فَضْلِ الْقُرْآنِ وَتَعَلُّمِهِ وَتَعْلِيمِهِ النَّاسَ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْقَزْوِينِيُّ ثُمَّ الْهَمَذَانِيُّ. . . قَدِمَ عَلَيْنَا حَاجًّا، فَنَزَلَ بِالرِّبَاطِ الْمُجَاهِدِيُّ مُقَابِلَ دِجْلَةَ بِقِرَاءَةِ الشَّيْخِ الْأَجَلِّ الْإِمَامِ الْعَالِمِ الْحَافِظِ الْأَوْحَدِ حُجَّةِ الْإِسْلَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ فِي جُمَادَى الْأُولَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقَوَّمِيُّ الْقَزْوِينِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ بِالرَّيّ، قِيلَ -[42]- لَهُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْبَزَّازُ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَكِّيُّ، سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ هَذَا الْكِتَابَ قِرَاءَةً عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ، وَسَأَلْتُهُ نَرْوِي عَنْكَ مَا قُرِئَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: -[43]- حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي -[44]- عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ §مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى -[45]- بْنِ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ، فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ» ؟ قُلْنَا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُحِبُّ -[46]- ذَلِكَ. قَالَ: «فَلَأَنْ §يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَمِنْ ثَلَاثٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُحَرَّرِ، -[47]- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، يَقُولُ: إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ §الْفَتَى إِذَا تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَدِيثُ السِّنِّ، وَحَرَصَ عَلَيْهِ، وَعَمِلَ بِهِ، وَتَابَعَهُ، خَلَطَهُ اللَّهُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ، وَكَتَبَهُ عِنْدَهُ مِنَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَإِذَا تَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ وَقَدْ دَخَلَ فِي السِّنِّ، فَحَرَصَ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يُتَابِعُهُ، وَيَتَفَلَّتُ مِنْهُ، كَتَبَ لَهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ -[48]- يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ بِهِ مَاهِرٌ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ فَلَهُ أَجْرَانِ» -[49]- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا أَبُو الْيَقْظَانِ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ، أَوْ غَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، -[50]- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذَا §الْقُرْآنَ مأْدُبَةُ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا حَبَلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلُقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ؛ فَاتْلُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ {الم} [البقرة: 1] وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلَامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، -[51]- عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «إِنَّ كُلَّ مُؤَدِّبٍ يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى أَدَبُهُ، وَإِنَّ §أَدَبَ اللَّهِ الْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَبَّارُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ يُقْرِئُ قَوْمًا الْقُرْآنَ، أَوْ قَالَ: وَعِنْدَهُ قَوْمٌ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «§يَقْتَسِمُونَ مِيرَاثَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي -[52]- إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§لَا يَسْأَلُ عَبْدٌ عَنْ نَفْسِهِ، إِلَّا الْقُرْآنَ، فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ §يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَمُرُّ بِالْآيَةِ، فَيَقُولُ لِلرَّجُلِ: «خُذْهَا، فَوَاللَّهِ لَهِيَ خَيْرٌ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ، -[53]- قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: «§عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَتَعَلَّمُوهُ، وَعَلِّمُوهُ أَبْنَاءَكُمْ، فَإِنَّكُمْ عَنْهُ تُسْأَلُونَ، وَبِهِ تُجْزَوْنَ، وَكَفَى بِهِ وَاعِظًا لِمَنْ عَقَلَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: مَلَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَّةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {§اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزمر: 23] قَالَ: ثُمَّ نَعَتَهُ فَقَالَ: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: ثُمَّ مَلُّوا مَلَّةً أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنَا شَيْئًا فَوْقَ الْحَدِيثِ وَدُونَ الْقُرْآنِ، يَعْنُونَ الْقَصَصَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [يوسف: 1] إِلَى -[54]- قَوْلِهِ تَعَالَى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لِمَنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3] قَالَ: فَإِنْ أَرَادُوا الْحَدِيثَ دَلَّهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْحَدِيثِ، وَإِنْ أَرَادُوا الْقَصَصَ دَلَّهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْقَصَصِ: الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ الْمِصْرِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْمُصْعَبِ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَوْ كَانَ الْقُرْآنُ فِي إِهَابٍ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَجْهُ هَذَا عِنْدَنَا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِالْإِهَابِ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ وَجَوْفَهُ الَّذِي قَدْ وَعَى الْقُرْآنَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: -[57]- «§مَا جَالَسَ أَحَدٌ الْقُرْآنَ إِلَّا فَارَقَهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ» . قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " §عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ: الْقُرْآنِ وَالْعَسَلِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: -[58]- مَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَتْ: طُوبَى لِحِجْرٍ حَمَلَكَ، وَلِثَدْيَيْنِ رَضَعْتَ مِنْهُمَا فَقَالَ عِيسَى: «§طُوبَى لِمَنْ قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ ثُمَّ اتَّبَعَ مَا فِيهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {§إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} [آل عمران: 193] قَالَ: «هُوَ الْقُرْآنُ، لَيْسَ كُلُّهُمْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، -[59]- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ} [يونس: 58] قَالَ: «الْإِسْلَامُ» ، {وَبِرَحْمَتِهِ} [يونس: 58] قَالَ: «الْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَطِيَّةِ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ} [يونس: 58] قَالَ: «الْقُرْآنُ» ، {وَبِرَحْمَتِهِ} [يونس: 58] قَالَ: «أَنْ جَعَلَكُمْ مِنْ أَهْلِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 105] قَالَ: «الْقُرْآنُ وَالْإِسْلَامُ» . وَفِي قَوْلِهِ: {فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ} [البقرة: 209] قَالَ: «الْإِسْلَامُ وَالْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 78] قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ»

باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه

§بَابُ فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنَ وَالِاسْتِمَاعِ إِلَيْهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " §تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ، فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ فِيهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ {الم} [البقرة: 1] ، وَلَكِنْ أَلِفٌ وَلَامٌ وَمِيمٌ ". حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[62]- مَسْعُودٍ، مِثْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «أَلْفٌ وَلَامٌ وَمِيمٌ ثَلَاثُونَ سَنَةً» . حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ لَتُقِلُّ الصَّوْمَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ §يُضْعِفُنِي عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§مَنْ سَمِعَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تُتْلَى كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: بَيْنَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ، إِذْ جَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الْفَرَسُ، فَسَكَتَ فَسَكَنَتْ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتْ، فَانْصَرَفَ إِلَى ابْنِهِ يَحْيَى، وَكَانَ قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ، فَلَمَّا اجْتَرَّهُ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِمِثْلِ الظُّلَّةِ، فِيهَا أَمْثَالُ الْمَصَابِيحِ عَرَجَتْ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرِي مَا ذَاكَ» ؟ قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «§تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ -[64]- قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» . قَالَ ابْنُ الْهَادِ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، -[65]- أَنَّهُ كَانَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِهِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ حَسَنُ الصَّوْتِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ مِثْلَ هَذَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا أَنَا أَقْرَأُ الْبَارِحَةَ بِسُورَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى آخِرِهَا سَمِعْتُ رَجَّةً مِنْ خَلْفِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ فَرَسِي تُطْلَقُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ أَبَا عَتِيكٍ» مَرَّتَيْنِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ إِلَى أَمْثَالِ الْمَصَابِيحِ , مِلْءُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ أَبَا عَتِيكٍ» . فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضِيَ. فَقَالَ: «تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْأَعَاجِيبَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، -[66]- عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَشْيَاخَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَدَّثُوهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: أَلَمْ تَرَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ لَمْ تَزَلْ دَارُهُ الْبَارِحَةَ تُزْهِرُ مَصَابِيحَ؟ قَالَ: «§فَلَعَلَّهُ قَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ» . قَالَ: فَسُئِلَ ثَابِتٌ , فَقَالَ: قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ

باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه

§بَابُ فَضْلِ الْحَضِّ عَلَى الْقُرْآنِ وَالْإِيصَاءِ بِهِ وَإِيثَارِهِ عَلَى مَا سِوَاهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّ وَدَاعَةَ الْغَافِقِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، كَانَ بِجَنْبِ مَالِكِ بْنِ عُبَادَةَ الْغَافِقِيِّ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . فَقَالَ مَالِكٌ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَعَاقِلٌ أَوْ هَالِكٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: -[68]- «§عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّكُمْ سَتَرْجِعُونِ إِلَى قَوْمٍ يَشْتَهُونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَمَنْ عَقَلَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا أَوْ قَالَ مَقْعَدًا مِنْ جَهَنَّمَ» . قَالَ: لَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، §كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاحِدٌ فِيهِ الْأَحْمَرَ وَالْأَسْوَدَ، اقْرَءُوا، اقْرَءُوا، اقْرَءُوا، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقَدَحُ، -[69]- لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ» . حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْخَوْلَانِيِّ، أَحْسَبُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ قَبَاثِ بْنِ رَزِينٍ، -[70]- عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، نَتَدَارَسُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ: «§تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاقْتَنُوهُ» . قَالَ: وَحَسَبْتُ أَنَّهُ قَالَ: «وَاغْنُوا بِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ مِنَ الْعُقُلِ» حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «وَاقْتَنُوهُ وَتَغَنَّوْا بِهِ» ، وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْمُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، §لَا تَوَسَّدُوا الْقُرْآنَ، وَاتْلُوهُ حَقَّ -[71]- تِلَاوَتِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَغَنَّوْهُ، وَتَقَنَّوْهُ، وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: تَغَنَّوْهُ، يَقُولُ: اجْعَلُوهُ غِنَاكُمْ مِنَ الْفَقْرِ، وَلَا تَعُدُّوا الْإِقْلَالَ مَعَهُ فَقْرًا. وَقَوْلُهُ: تَقَنَّوْهُ، يَقُولُ: اقْتَنُوهُ كَمَا تَقْتَنُونَ الْأَمْوَالَ، وَاجْعَلُوهُ مَالَكُمْ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: «§إنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُبْسَطَ الْقَوْلُ وَيُخْزَنَ الْفِعْلُ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الْأَشْرَارُ وَتُوضَعَ الْأَخْيَارُ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقْرَأَ الْمُثَنَّاةُ عَلَى رُءُوسِ الْمَلَأِ لَا تُغَيَّرُ» . قِيلَ: وَمَا الْمُثَنَّاةُ؟ فَقَالَ: «مَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ» . قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَيْفَ بِمَا جَاءَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: «مَا أَخَذْتُمُوهُ عَمَّنْ تَأْمَنُونَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَدِينِهِ فَاعْقِلُوهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَتَعَلَّمُوهُ وَعَلِّمُوهُ أَبْنَاءَكُمْ فَإِنَّكُمْ عَنْهُ تُسْأَلُونَ، وَبِهِ تُجْزَوْنَ، وَكَفَى بِهِ وَاعِظًا لِمَنْ كَانَ يَعْقِلُ» . -[72]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْمُثَنَّاةُ أَرَاهُ يَعْنِي كُتُبَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَقِيَ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: إِنَّ إِخْوَانًا لَكَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقْرِئُونَكَ السَّلَامَ، وَيَأْمُرُونَكَ أَنْ تُوَصِّيَهُمْ. فَقَالَ: «أَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَمُرْهُمْ §فَلْيُعْطُوا الْقُرْآنَ بِخَزَائِمِهِمْ فَإِنَّهُ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْقَصْدِ وَالسُّهُولَةِ وَيُجَنِّبُهُمُ الْجَوْرَ وَالْحُزُونَةَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَصَبْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ، صَحِيفَةً، فَانْطَلَقْنَا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بِهَا، وَقَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ، أَوْ كَادَتْ تَزُولُ، فَجَلَسْنَا بِالْبَابِ، ثُمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ: «انْظُرِي مَنْ بِالْبَابِ؟» فَقَالَتْ: عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ. فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُمَا» . قَالَ: فَدَخَلْنَا، فَقَالَ: «كَأَنَّكُمَا قَدْ أَطَلْتُمَا الْجُلُوسَ» . قُلْنَا: أَجَلْ. قَالَ: «فَمَا مَنَعَكُمَا أَنْ تَسْتَأْذِنَا؟» قَالَا: خَشِينَا أَنْ تَكُونَ نَائِمًا، فَقَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنْ تَظُنَّا بِي هَذَا، إِنَّ هَذِهِ السَّاعَةَ كُنَّا نَقِيسُهَا بِصَلَاةِ اللَّيْلِ» . فَقُلْنَا: هَذِهِ صَحِيفَةٌ فِيهَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. فَقَالَ: «هَاتِهَا يَا جَارِيَةُ، هَاتِي الطَّسْتَ , فَاسْكُبِي فِيهَا مَاءً» . قَالَ: فَجَعَلَ يَمْحُوهَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: {نَحْنُ نَقُصُ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3] . فَقُلْنَا: انْظُرْ فِيهَا، فَإِنَّ فِيهَا حَدِيثًا عَجِيبًا فَجَعَلَ يَمْحُوهُ وَيَقُولُ: «§إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَاشْغَلُوهَا بِالْقُرْآنِ، وَلَا تَشْغَلُوهَا بِغَيْرِهِ» . -[74]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ أُخِذَتْ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلِهَذَا كَرِهَهَا عَبْدُ اللَّهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ جَوَامِعَ نَوَافِعَ. فَقَالَ: «نَعَمْ، §تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتَزُولُ مَعَ الْقُرْآنِ أَيْنَمَا زَالَ، وَمَنْ جَاءَكَ بِصِدْقٍ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَإِنَّ كَانَ بَعِيدًا بَغِيضًا، فَاقْبَلْهُ مِنْهُ , وَمَنْ جَاءَكَ بِكَذِبٍ وَإِنْ كَانَ حَبِيبًا قَرِيبًا فَارْدُدْهُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنٌ، -[75]- أَوْ مَعْنٌ، أَوْ أَحَدُهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: " §إِذَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104] فَارْعِهَا سَمْعَكَ؛ فَإِنَّهُ خَيْرٌ يُؤْمَرُ بِهِ أَوْ شَرٌّ يُنْهَى عَنْهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا §الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ، تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينَ، يَقُولُونَ: هَلُمَّ يَا عَبْدَ اللَّهِ؛ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بِقَوْلِهِ: فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران: 103]

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ، يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، وَذَكَرَ كَلَامًا، ثُمَّ قَالَ: «§جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَرِيكُكُمْ» . أَوْ قَالَ: «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§جَرِّدُوا الْقُرْآنَ لِيَرْبُوَ فِيهِ صَغِيرُكُمْ، وَلَا يَنْأَى عَنْهُ كَبِيرُكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ يُسْمَعُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كَانَ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ لِي جَارًا , فَقَالَ لِي يَوْمًا: «يَا هَنَاهْ، §تَقَرَّبْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا اسْتَطَعْتَ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَسْتَ تَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُعَتِّبٍ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ فَهُمُ الْعَقْلِ، وَنُورُ الْحُكْمِ، وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ عَهْدًا بِالرَّحْمَنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو نُوحٍ، عَنْ شَيْبَانَ أَبِي مُعَاوِيَةَ، -[78]- عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي غَلَّابٍ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ حِطَّانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ شَيَّعْنَاهُ إِلَى خُصِّ الْمُكَاتَبِ , فَقُلْنَا لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْصِنَا. فَقَالَ: «§مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَلَّا يَجْعَلَ فِي بَطْنِهِ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُنَتَّنُ مِنَ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ. وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يُهَرِيقُهُ كَأَنَّمَا يَذْبَحُ بِهِ دَجَاجَةً لَا يَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَلْيَفْعَلْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ؛ فَإِنَّهُ هُدَى النَّهَارِ وَنُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، فَاعْمَلُوا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ فَقَدِّمُوا أَمُوَالَكُمْ دُونَ دِمَائِكُمْ فَإِنْ تَجَاوَزَهَا الْبَلَاءُ فَقَدِّمُوا دِمَاءَكُمْ دُونَ دِينِكُمْ، فَإِنَّ الْمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ. إِنَّهُ لَا فَقْرَ بَعْدَ الْجَنَّةِ، وَلَا غِنَى بَعْدَ النَّارِ. إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أَسِيرُهَا، وَلَا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ» حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَذْكُرْ حِطَّانَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ بَعْدَ طَاعُونٍ كَانَ بِبِلَادِهِ، أَسْأَلُهُ عَنْ أَهْلِهِ، فَأَتَانِي كِتَابُهُ: «كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ أَهْلِي، وَإِنَّهُ §مَاتَ مِنْ حَامَّتِي سَبْعَةَ عَشَرَ، وَإِنِّي أَكْرَهُ الْبَلَاءَ إِذَا أَقْبَلَ، فَإِذَا أَدْبَرَ لَمْ يَسُرُّنِي أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ. وَعَلَيْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ بَهُوا بِهِ وَاخْتَارُوا عَلَيْهِ الْأَحَادِيثَ؛ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ. وَلَا تُمَارِيَنَّ بِهِ عَالِمًا وَلَا جَاهِلًا؛ فَإِنَّكَ إِذَا مَارَيْتَ الْجَاهِلَ خَشَّنَ بِصَدْرِكَ، وَلَمْ يُطِعْكَ، وَإِذَا مَارَيْتَ الْعَالِمَ خَزَنَ عَنْكَ عِلْمَهُ، وَلَمْ يُبَالِ مَا صَنَعْتَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ -[80]- الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ ثُمَّ قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «§إِيَّايَ وَالْمِزَاحَ، فَإِنَّهُ يَجُرُّ الْقَبِيحَةَ، وَيُورِثُ الضَّغِينَةَ، وَتَحَدَّثُوا بِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ، فَأَحَادِيثِ الرِّجَالِ. انْدَفِعُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ»

باب فضل اتباع القرآن وما في العمل به من الثواب وما في تضييعه من العقاب

§بَابُ فَضْلِ اتِّبَاعِ الْقُرْآنِ وَمَا فِي الْعَمَلِ بِهِ مِنَ الثَّوَابِ وَمَا فِي تَضْيِيعِهِ مِنَ الْعِقَابِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ §كَائِنٌ لَكُمْ ذِكْرًا، أَوْ كَائِنٌ لَكُمْ أَجْرًا، أَوْ كَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا، فَاتَّبَعُوا الْقُرْآنَ , وَلَا يَتْبَعَنَّكُمُ الْقُرْآنُ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتْبَعِ الْقُرْآنَ يَهْبِطْ بِهِ عَلَى -[82]- رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ يَتْبَعْهُ الْقُرْآنُ يَزُخُّ فِي قَفَاهُ حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» . حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، مِثْلَ ذَلِكَ سَوَاءً. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ مَوْلَى قُرَيْشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا كِنَانَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى، بِمِثْلِ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَجَا، وَمَنْ مَحِلَ بِهِ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ» -[83]- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: «§نِعْمَ الشَّفِيعُ الْقُرْآنُ» . قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيَلْبِسُ تَاجَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُكْسَى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَعْدَ رِضَاكَ شَيْءٌ. قَالَ: فَيَرْضَى عَنْهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُحَرَّرِ، عَنْ -[84]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ وَذَكَرَ قَارِئَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: " §إِذَا بُعِثَ تَكَلَّمَ الْقُرْآنَ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ هَذَا كَانَ حَرِيصًا عَلَى أَنْ يَتَّبِعَنِي وَيَعْمَلَ بِي فَآتِهِ أَجْرَهُ. قَالَ: فَيُكْسَى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَيُتَوَّجُ بِتَاجِ الْوَقَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هَلْ رَضِيتَ لِعَبْدِي هَذَا مَا أَعْطَيْتُهُ؟ فَيَقُولُ الْقُرْآنُ: يَا رَبِّ مَا رَضِيتُ مَا أَعْطَيْتُهُ، فَيُعْطَى النِّعْمَةَ فِي يَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ فِي شِمَالِهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ رَضِيتَ مَا أَعْطَيْتُ عَبْدِي هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا هَذَا ثَوَابُهُ، فَأَمَّا الْقُرْآنُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: -[85]- كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ §الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، إِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنِّي الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةِ ". قَالَ: " فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يَقُومُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالَ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا. قَالَ: فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّدُوسِيِّ، عَنْ مَعْفَسِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ -[86]- حِطَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا وَكَرَامَتُهُ عَمَّنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ: مَا فَضْلُهُ عَلَى مَنْ لَمْ يَجْمَعْهُ؟ فَقَالَتْ: «إِنَّ §عَدَدَ دَرَجِ الْجَنَّةِ بِعَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ، فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ مِمَّنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ» حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْفَسِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، يَقُولُ: سَأَلَ أَبِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ مَرْوَانَ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ عَائِشَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمِ ابْنِ -[87]- بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حَبِيشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُقَالُ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ فِي آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ بِهِ مَاهِرٌ، مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ، فَلَهُ أَجْرَانِ» حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وثنا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَوْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى §أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَهْلُ الْقُرْآنِ، هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»

باب إعظام أهل القرآن وتقديمهم وإكرامهم

§بَابُ إِعْظَامِ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَتَقْدِيمِهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى §جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَبْغَضُ أَوْ قَالَ: وَيَكْرَهُ سِفْسَافَهَا، فَإِنَّ مِنْ تَعْظِيمِ جَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ثَلَاثَةٍ: الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ، وَذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلَا الْجَافِي عَنْهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: «§إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَغَيْرِ جَرِيرٍ يَقُولُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: " §ثَلَاثَةٌ حَقَّ عَلَيْكَ تَوْقِيرُهُمْ: ذُو السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ، وَذُو الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلُ الْقُرْآنِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْحَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالُوا: كَيْفَ تَأْمُرُ بِقَتْلَانَا؟ فَقَالَ: «§احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ , وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» . قَالَ: فَقُدِّمَ أَبِي بَيْنَ يَدَيْ ثَلَاثَةٍ -[91]- حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ الْجَرْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ قَوْمِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يُصَلِّي لَنَا أَوْ بِنَا؟ فَقَالَ: «§أَكْثَرُهُمْ جَمْعًا أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، -[92]- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ عَائِشَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَنْهَا قَالَتْ: «§يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي ذَلِكَ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَرَاهَا أَرَادَتْ إِلَّا حُسْنَ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، §أَنَّ سَالِمًا، كَانَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، -[93]- وَعُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي بِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ، -[94]- أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ، تَلَقَّى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ: «مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟» فَقَالَ نَافِعٌ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ابْنَ أَبْزَى. فَقَالَ عُمَرُ: «وَمَا ابْنُ أَبْزَى؟» فَقَالَ نَافِعٌ: هُوَ مِنْ مَوَالِينَا. فَقَالَ عُمَرُ: «اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟» فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ. فَقَالَ عُمَرُ: " أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى §يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» . حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ , ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الْهِقْلِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي -[95]- ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، كَانَ عَلَى مَكَّةَ، فَاسْتَقْبَلَ عُمَرَ، فَذَكَرَ أَيْضًا مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا أَوْ نَحْوَهُ , وَلَمْ يَرْفَعْهُ , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لَهُ عُمَرُ: «اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ اللَّهِ رَجُلًا مِنَ الْمَوَالِي؟» وَزَادَ فِي آخِرِهِ: قَالَ: قَالَ عُمَرُ: «وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ»

باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه

§بَابُ فَضْلِ عِلْمِ الْقُرْآنِ وَالسَّعْيِ فِي طَلَبِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§إِذَا أَرَدْتُمُ الْعِلْمَ فَأَثِيرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّ فِيهِ خَبَرَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: «§مَا نَسْأَلُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا وَعِلْمُهُ فِي الْقُرْآنِ، وَلَكِنْ عِلْمُنَا قَصَّرَ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةً إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِيمَ أُنْزِلَتْ , وَمَا أَرَادَ بِهَا» . ثُمَّ قَالَ حَجَّاجٌ: أَوْ نَحْوَ هَذَا. وَأَحْسَبُهُ قَالَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: " إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْمَثَلِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْرِفُهُ، فَأَغْتَمُّ بِهِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43] "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ §آيَةً إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَكُلُّ حَرْفٍ حَدٌّ، وَكُلُّ حَدٍّ مَطْلَعٌ» . -[98]- قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا حَزَبَ أَحَدَهُمُ الْأَمْرُ قَالَ: قَدْ ضَرَبْتُ أَمْرِي ظَهْرًا لِبَطْنٍ، فَمَا وَجَدْتُ لَهُ فَرَجًا. وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنِ الْحَسَنِ تَفْسِيرًا آخَرَ أَنَّهُ قَالَ: الظَّهْرُ هُوَ الظَّاهِرُ، وَالْبَطْنُ هُوَ السِّرُّ، وَالْحَدُّ هُوَ الْحَرْفُ الَّذِي فِيهِ عِلْمُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالْمُطْلَعُ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: هَذَا الْكَلَامُ الْأَخِيرُ لَا أَدْرِي أَهُوَ فِي حَدِيثِ الْمُبَارَكِ أَوْ فِي حَدِيثِ غَيْرِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى §آيَةً إِلَّا لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ، وَكُلُّ حَرْفٍ حَدٌّ، وَكُلُّ حَدٍّ مَطْلَعٌ» . -[99]- قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ , مَا الْمَطْلَعُ؟ قَالَ: يَطْلُعُ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ: «§مَا مِنْ حَرْفٍ أَوْ آيَةٍ إِلَّا وَقَدْ عَمِلَ بِهَا قَوْمٌ، أَوْ لَهَا قَوْمٌ سَيَعْمَلُونَ بِهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: «§إِنَّ لِلْقُرْآنِ مَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، وَمَا يُشَبَّهُ عَلَيْكُمْ أَوْ قَالَ شُبِّهَ عَلَيْكُمْ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: -[100]- " §وَجَدْتُ هَذَا الْقُرْآنَ فِي خَمْسٍ: حَلَالٍ، وَحَرَامٍ، وَخَبَرِ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرِ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ، وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى خَمْسَةِ أَحْرُفٍ: حَلَالٍ، وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ، وَمُتَشَابِهٍ، وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ، فَأَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ، وَآمَنُوا بِمُتَشَابِهِهِ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعٍ» . ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ وَزَادَ فِيهِ: «وَخَبَرُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 7] قَالَ: «الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ» . وَفِي غَيْرِ قَوْلِ مُجَاهِدٍ قَالَ: انْتَهَى عِلْمُهُمْ إِلَى أَنْ قَالُوا {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «§اسْتَفْرَغَ عِلْمِيَ الْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «§لَوْ أَعْيَتْنِي آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا يَفْتَحُهَا عَلَيَّ إِلَّا رَجُلًا بِبُرْكِ الْغِمَادِ لَرَحَلْتُ إِلَيْهِ» . قَالَ: وَهُوَ أَقْصَى هَجَرَ بِالْيَمَنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْمُحَدِّثُ قَالَ: بِبُرْكِ بِالضَّمِّ، وَالصَّوَابُ: بِبِرْكِ بِالْكَسْرِ وَالْغُمَادُ بِضَمِّ الْغَيْنِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا تُبَلِّغُنِيهِ الْإِبِلُ أَحْدَثَ عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ مِنِّي لَأَتَيْتُهُ، أَوْ لَتَكَلَّفْتُ أَنْ آتِيَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَالَ: " §أَمَا إِنَّكَ تَشْتُمُنِي وَفِيَّ ثَلَاثُ خِلَالٍ: إِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَكَمِ مِنْ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ فَأَفْرَحَ، وَعَلَيَّ أَلَّا أُقَاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ يُصِيبُ مِنْ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ فَأَفْرَحَ بِهِ وَمَالِي بِهِ مِنْ سَائِمَةٍ، وَإِنِّي لَآتِي عَلَى الْآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَوَدَّ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ يَعْلَمُونَ مِنْهَا مَا أَعْلَمُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: -[103]- خَلَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: «كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ؛ وَقِبِلْتُهَا وَاحِدَةٌ؟» فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، §إِنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ فَقَرَأْنَاهُ، وَعَلِمْنَا فِيمَ نَزَلَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَنَا أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يَدْرُونَ فِيمَ نَزَلَ، فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهِ رَأْيٌ، فَإِذَا كَانَ لَهُمْ فِيهِ رَأْيٌ اخْتَلَفُوا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا اقْتَتَلُوا» . قَالَ: فَزَبَرَهُ عُمَرُ وَانْتَهَرَهُ، فَانْصَرَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَنَظَرَ عُمَرُ فِيمَا قَالَ، فَعَرَفَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ» . فَأَعَادَهُ عَلَيْهِ، فَعَرَفَ عُمَرُ قَوْلَهُ وَأَعْجَبَهُ

باب فضل قراءة القرآن نظرا وقراءة الذي لا يقيم القرآن

§بَابُ فَضْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ نَظَرًا وَقِرَاءَةِ الَّذِي لَا يُقِيمُ الْقُرْآنَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَضْلُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ نَظَرًا عَلَى مَنْ يَقْرَؤُهُ ظَاهِرًا كَفَضْلِ الْفَرِيضَةِ عَلَى النَّافِلَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ نَشَرَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ فِيهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: «§إِذَا رَجَعَ أَحَدُكُمْ مِنْ سُوقِهِ فَلْيَنْشُرِ الْمُصْحَفَ فَلْيَقْرَأْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا اجْتَمَعَ إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ نَشَرُوا الْمُصْحَفَ فَقَرَءُوا، وَفَسَّرَ لَهُمْ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فَقَالَ: «§هَذَا جُزْئِي الَّذِي أَقْرَؤُهُ اللَّيْلَةَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، صَحِبَهُمْ فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا حَدِيثًا مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَرَأَ فَحَرَّفَ أَوْ أَخْطَأَ كَتَبَهُ الْمَلَكُ كَمَا أُنْزِلَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «§إِذَا قَرَأَ الْأَعْجَمِيُّ وَالَّذِي لَا يُقِيمُ الْقُرْآنَ، كَتَبَهُ الْمَلَكُ كَمَا أُنْزَلَ»

باب فضل ختم القرآن

§بَابُ فَضْلِ خَتْمِ الْقُرْآنِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: كَانَ مُجَاهِدٌ وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ وَنَاسٌ يَعْرِضُونَ الْمَصَاحِفَ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي أَرَادُوا أَنْ يَخْتِمُوا فِيهِ أَرْسَلُوا إِلَيَّ وَإِلَى سَلَمَةَ، فَقَالُوا: " §إِنَّا كُنَّا نَعْرِضُ الْمَصَاحِفَ فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْتِمَ أَحْبَبْنَا أَنْ تَشْهَدُوا، لِأَنَّهُ كَانَ يُقَالُ: «إِذَا خُتِمَ الْقُرْآنُ نَزَلَتِ الرَّحْمَةُ عِنْدَ خَاتِمَتِهِ، أَوْ حَضَرَتِ الرَّحْمَةُ عِنْدَ خَاتِمَتِهِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَوْ حُدِّثْتُ عَنْهُ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ شَهِدَ خَاتِمَةَ الْقُرْآنِ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الْغَنَائِمَ حِينَ -[108]- تُقَسَّمُ، وَمَنْ شَهِدَ فَاتِحَةَ الْقُرْآنِ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ فَتْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . قَالَ وَقَالَ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ عَلَى أَصْحَابٍ لَهُ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ عَلَيْهِ الرُّقَبَاءَ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْخَتْمِ جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَشَهِدَهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ، قَالَ هُشَيْمٌ أَحْسَبُهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «§مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ» . قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا خَتَمَ الْقُرْآنَ جَمَعَ أَهْلَهُ ثُمَّ دَعَا وَأَمِّنُوا عَلَى دُعَائِهِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ §كَانَ يَجْمَعُ أَهْلَهُ عِنْدَ الْخَتْمِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: " §إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَإِذَا خَتْمَهُ أَوَّلَ اللَّيْلِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِ، قَالَ: فَكَانُوا يُحِبُّونَ أَنْ يَخْتِمُوا فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أَوْ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُرْوَى عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ: «وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ إِذَا خَتَمُوا مِنَ اللَّيْلِ أَنْ يَخْتِمُوا فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ -[110]- الْمَغْرِبِ، وَإِذَا خَتَمُوا مِنَ النَّهَارِ أَنْ يَخْتِمُوا فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ»

جملة أبواب قراء القرآن ونعوتهم وأخلاقهم

§جُمْلَةُ أَبْوَابِ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَنُعُوتِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ

باب حامل القرآن وما يجب عليه أن يأخذ به من أدب القرآن

§بَابُ حَامِلِ الْقُرْآنِ وَمَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ بِهِ مِنْ أَدَبِ الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§إِنَّ كُلَّ مُؤَدِّبٍ يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى أَدَبَهُ، وَإِنَّ أَدَبَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْقُرْآنُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى الْخُشَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ عَنْ خُلُقِ، رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: «§كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ؛ يَرْضَى لِرِضَاهُ، وَيَسْخَطُ لِسُخْطِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا: مَا كَانَ خُلُقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: " قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] ، §كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] قَالَ: «الدِّينُ» . وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] قَالَ: «أَدَبُ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: «§كُنَّا نَعْرِفُ قَارِئَ الْقُرْآنِ، أَوْ كَانَ يُعْرَفُ قَارِئُ الْقُرْآنِ بِصُفْرَةِ اللَّوْنِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أَرَى هَذَا إِلَّا لِلْخِلَالِ الَّتِي تَكُونُ فِي قُرَّاءِ الْقُرْآنِ مِمَّا يَرَوْنَ صِفَتَهُمْ فِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، -[113]- عَنْ رَجُلٍ، أَمَّا عَلِيٌّ فَلَمْ يُسَمِّهِ لَنَا وَسَمَّاهُ غَيْرُهُ قَالَ: أَبُو يَعْفُورٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " §يَنْبَغِي لِقَارِئِ الْقُرْآنِ أَنْ يُعْرَفَ بِلَيْلِهِ إِذَا النَّاسُ نَائِمُونَ، وَبِنِهَارِهِ إِذَا النَّاسُ مُفْطِرُونَ، وَبِبُكَائِهِ إِذَا النَّاسُ يَضْحَكُونَ، وَبِوَرَعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْلِطُونَ، وَبِصَمْتِهِ إِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ، وَبِخُشُوعِهِ إِذَا النَّاسُ يَخْتَالُونَ. قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَبِحزُنِهِ إِذَا النَّاسُ يَفْرَحُونَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «§مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَقَدْ حَمَلَ أَمْرًا عَظِيمًا، وَقَدِ اسْتُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يُوحَى إِلَيْهِ، وَلَا يَنْبَغِي لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ أَنْ يَحِدَّ فِيمَنْ يَحِدُّ، وَلَا يَجْهَلَ فِيمَنْ يَجْهَلُ، وَفِي جَوْفِهِ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ،

عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «§مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدِ اضْطَرَبَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَلْعَبَ مَعَ مَنْ يَلْعَبُ، وَلَا يَرْفُثَ مَعَ مَنْ يَرْفُثُ، وَلَا يَتَبَطَّلَ مَعَ مَنْ يَتَبَطَّلُ، وَلَا يَجْهَلَ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحُكِي لِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أُعْطِيَ الْقُرْآنَ فَمَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى شَيْءٍ مِمَّا صَغَّرَ الْقُرْآنُ فَقَدْ خَالَفَ الْقُرْآنَ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحجر: 88] وَقَوْلَهُ أَيْضًا: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زُهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131] . قَالَ: يَعْنِي الْقُرْآنَ، وَقَوْلَهُ أَيْضًا: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132] ، قَالَ: وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] قَالَ: هُوَ الْقُرْآنُ.

قَالَ: وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْفَقَ عَبْدٌ مِنْ نَفَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ نَفَقَةٍ فِي قَوْلٍ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الْقَوْلَ نَفَقَةٌ، وَيُرْوَى عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ: أَمْلِكْ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ، أَوْ أَمْسِكْ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ: أَنَّ شُرَيْحًا سَمِعَ رَجُلًا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ: «§أَمْسِكْ أَوِ أمْلِكْ عَلَيْكَ نَفَقَتَكَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِبِلٍ لِحَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو الْمُلَوِّحِ، أَوْ بَنُو الْمُصْطَلِقِ، قَدْ عَبِسَتْ فِي أَبْوَالِهَا مِنَ السَّمْنِ، قَالَ: §فَتَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ ثُمَّ قَرَأَ -[116]- هَذِهِ الْآيَةَ: " {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [طه: 131] "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَسْنَدَهُ إِلَى سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةَ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ. كَأَنَّهُمْ يَعْنُونَ الْفِرَارَ، فَقَالَ: «§بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِذَا»

باب ما يستحب لحامل القرآن من إكرام القرآن وتعظيمه وتنزيهه

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِحَامِلِ الْقُرْآنِ مِنْ إِكْرَامِ الْقُرْآنِ وَتَعْظِيمِهِ وَتَنْزِيهِهِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةِ، عَلَيْهَا السَّلَامُ وَالرِّضْوَانُ قَالَتْ: «§مَا بَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَقُولُ: «§مَا أَكَلْتُ الْكُرَّاثَ مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحُدِّثْتُ عَنِ الْفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ مُسَافِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، يَقُولُ: «§إِنَّ أَفْوَاهَكُمْ طُرُقٌ مِنْ طُرُقِ اللَّهِ تَعَالَى فَنَظِّفُوهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ» . قَالَ: فَمَا أَكَلْتُ الْبَصَلَ مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحُدِّثْتُ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ أَبِي جَمِيلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ لِمَنْ يُرِيدُ قِيَامَ اللَّيْلِ أَنْ يَأْكُلَ الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ §كَانَ إِذَا صَلَّى فَوَجَدَ رِيحًا أَمْسَكَ عَنِ الْقِرَاءَةِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§إِذَا تَثَاءَبْتَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأَمْسِكْ عَنِ الْقِرَاءَةِ، حَتَّى يَذْهَبَ تَثَاؤُبُكَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وثنا يَزِيدُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَلْيَسْكُتْ، وَلَا يَقُلْ هَاهَا وَهُوَ يَقْرَأُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَنْكُوسًا. قَالَ: «§ذَاكَ مَنْكُوسُ الْقَلْبِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَدَّادٍ الْحَدِيدِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيِّ، -[120]- عَنْ أَبِي حُكَيْمَةَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَكْتُبُ مُصْحَفًا، إِذْ مَرَّ بِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ يَنْظُرُ إِلَى كِتَابِي فَقَالَ: «§أَجْلِلْ قَلَمَكَ» . قَالَ: فَقَصَمْتُ مِنْ قَلَمِي قَصَمَةً ثُمَّ جَعَلْتُ أَكْتُبُ. فَقَالَ: «هَكَذَا نَوِّرْهُ كَمَا نَوَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ الْقُرْآنُ فِي الشَّيْءِ الصَّغِيرِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوَّ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ إِلَّا فِي شَيْءٍ طَاهِرٍ»

قَالَ: وَسَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: «§لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ حَيْثُ يُوطَأُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " §كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَدِّي أَنْ: لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ §كَانَ لَا يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَمَسَّ الْمُصْحَفَ وَإِنَّ كَانَ بِعِلَاقَتِهِ أَوْ قَالَ: فِي غِلَافِهِ أَوْ كَانَ عَلَى وِسَادَةٍ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ. قَالَ: «وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا إِكْرَامًا لِلْقُرْآنِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَجَلَسْتُ إِلَى مَعْمَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّخَعِيِّ بِالرَّقَّةَ، وَكَانَ مِنْ خَيْرِ مَنْ رَأَيْتُ، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَتَيْتَهُ فَكَلَّمْتَهُ. ‍‍‍‍‍فَقَالَ: قَدْ أَرَدْتُ إِتْيَانَهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ فَأَكْرَمْتُهُمَا عَنْ ذَلِكَ. أَوْ كَلَامٌ هَذَا مَعْنَاهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: صَحِبَ رَجُلٌ أُمَّ الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ لَهُ: «هَلْ تُحْسِنُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا؟» قَالَ: مَا أُحْسِنُ إِلَّا سُورَةً، وَلَقَدْ قَرَأْتُهَا حَتَّى أَدْبَرْتُهَا. قَالَ: فَقَالَتْ: «§وَإِنَّ الْقُرْآنَ لَيُدْبَرُ؟» ‍فَكَفَّتْ دَابَّتَهَا، وَقَالَتْ: «خُذْ أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَتْلُوَ الْآيَةَ عِنْدَ الشَّيْءِ يَعْرِضُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا كَالرَّجُلِ يُرِيدُ لِقَاءَ صَاحِبِهِ، أَوْ يَهُمُّ بِالْحَاجَةِ، فَتَأْتِيهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ، فَيَقُولُ كَالْمَازِحِ: {جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} [طه: 40] وَهَذَا مِنَ الِاسْتِخْفَافِ بِالْقُرْآنِ، -[124]- وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ شِهَابٍ: «لَا تُنَاظِرْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَلَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَقُولُ: لَا تَجْعَلْ لَهُمَا نَظِيرًا مِنَ الْقَوْلِ وَلَا الْفِعْلِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: سُورَةٌ صَغِيرَةٌ أَوْ قَالَ: قَصِيرَةٌ. فَقَالَ: «§أَنْتَ أَصْغَرُ مِنْهَا وَأَلَمُّ، الْقُرْآنُ كُلُّهُ عَظِيمٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَاصِمٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ لِابْنِ سِيرِينَ: سُورَةٌ خَفِيفَةٌ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: -[125]- " §مِنْ أَيْنَ تَكُونُ خَفِيفَةً وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5] ، وَلَكِنْ قُلْ: يَسِيرَةٌ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] "

باب ما يؤمر به حامل القرآن من تلاوته بالقراءة والقيام به في الصلاة

§بَابُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ حَامِلُ الْقُرْآنِ مِنْ تِلَاوَتِهِ بِالْقِرَاءَةِ وَالْقِيَامِ بِهِ فِي الصَّلَاةِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ -[127]- أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْمُهَاصِرِ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، §لَا تَوَسَّدُوا الْقُرْآنَ وَاتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنَ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدْ ذَكَرْنَا تَفْسِيرَ التَّوَسُّدِ عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ عَنْهُ , فَقَالَ: يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ , لَعَنَ اللَّهُ ذَاكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَدْ سَمَّاهُ أُرَاهُ عَمَّارَ بْنَ سَيْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: -[128]- " §قُرَّاءُ الْقُرْآنِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: فَصِنْفٌ اتَّخَذُوهُ بِضَاعَةً يَأْكُلُونَ بِهِ، وَصِنْفٌ أَقَامُوا حُرُوفَهُ وَضَيَّعُوا حُدُودَهُ، وَاسْتَطَالُوا بِهِ عَلَى أَهْلِ بِلَادِهِمْ، وَاسْتَدَرُّوا بِهِ الْوُلَاةَ كَثُرَ هَذَا الضَّرْبُ مِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ، لَا كَثَّرَهُمُ اللَّهُ، وَصِنْفٌ عَمَدُوا إِلَى دَوَاءِ الْقُرْآنِ فَوَضَعُوهُ عَلَى دَاءِ قُلُوبِهِمْ فَوَكَدُوا بِهِ فِي مَحَارِيبِهِمْ وَحَنُوا بِهِ فِي بَرَانِسِهِمْ، وَاسْتَشْعَرُوا الْخَوْفَ، وَارْتَدُوا الْحُزْنَ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَسْقِي اللَّهُ بِهِمُ الْغَيْثَ، وَيَنْصُرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَاللَّهِ لَهَذَا الضَّرْبُ فِي حَمَلَةِ الْقُرْآنِ أَعَزُّ مِنَ الْكَبْرِيتِ الْأَحْمَرِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي صَالِحٌ أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ مِعْضَدٌ: «§لَوْلَا ظَمَأُ الْهَوَاجِرِ، وَطُولُ لَيْلِ الشِّتَاءِ، وَلَذَاذَةُ التَّهَجُّدِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا بَالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوبًا»

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَرْقَمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: «§إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَطْرِقُ الْخِبَاءَ فَيَسْمَعُ فِيهِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، فَمَا لِهَؤُلَاءِ يَأْمَنُونَ مَا كَانَ أُولَئِكَ يَخَافُونَ؟»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَسَمِعْتُ شُجَاعَ بْنَ الْوَلِيدِ، يُحَدِّثُ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ رَجُلًا أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَقَامَ يُصَلِّي حَتَّى أَصْبَحَ وَمَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا , قَالَ: فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «§إِنِّي قُمْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ مِنَ السُّنَّةِ عِنْدَ دُخُولِ أَهْلِ الرَّجُلِ عَلَيْهِ، فَمَا زِلْتُ فِي عَجَائِبِ الْقُرْآنِ حَتَّى نَسِيتُهَا» . أَوْ كَمَا قَالَ

باب ما يوصف به حامل القرآن من تلاوته بالاتباع والطاعة له والعمل به

§بَابُ مَا يُوصَفُ بِهِ حَامِلُ الْقُرْآنِ مِنْ تِلَاوَتِهِ بِالِاتِّبَاعِ وَالطَّاعَةِ لَهُ وَالْعَمَلِ بِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {§الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] قَالَ: «يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ» . قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: " أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: فُلَانٌ يَتْلُو فُلَانًا، أَيْ يَتْبَعُهُ؛ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} [الشمس: 2] أَيْ تَبِعَهَا " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. -[131]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [النساء: 174] قَالَ: «الْقُرْآنُ» {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ} [النساء: 175] قَالَ: «بِالْقُرْآنِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [آل عمران: 187] قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَلَكِنْ نَبَذُوا الْعَمَلَ بِهِ» فَهَذَا يُبَيِّنُ لَكَ أَنَّ مَنْ نَبَذَ شَيْئًا فَقَدْ تَرَكَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ , وَقَوْلُهُ يَزُخُّ فِي قَفَاهُ: يَدْفَعُهُ؛ يُقَالُ: زَخَخْتُهُ أَزُخُّهُ زَخًّا

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ -[132]- سُحَيْمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: رَأَى حُذَيْفَةُ مِنَ النَّاسِ كَثْرَةً فَقَالَ: «يَا عَامِرَ بْنَ مَطَرٍ، §كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخَذَ النَّاسُ طَرِيقًا، وَأَخَذَ الْقُرْآنُ طَرِيقًا، مَعَ أَيِّهِمَا تَكُونُ؟» قُلْتُ: أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ؛ أَمُوتُ مَعَهُ، وَأَحْيَا مَعَهُ، قَالَ: «فَأَنْتَ إِذًا أَنْتَ، فَأَنْتَ إِذًا أَنْتَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ سَلْمَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ: «§كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اقْتَتَلَ الْقُرْآنُ وَالسُّلْطَانُ؟» قَالَ: أَكُونُ مَعَ الْقُرْآنِ. قَالَ: «أَنْتَ إِذًا أَنْتَ يَا ابْنَ أُمِّ زَيْدٍ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ -[133]- صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ بِابْنِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ. فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ غَفْرًا، إِنَّمَا جَمَعَ الْقُرْآنَ مَنْ سَمِعَ لَهُ وَأَطَاعَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، أَوْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَبُو سُهَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ. فَإِنْ لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ» . أَوْ قَالَ: «فَلَا تَقْرَأْهُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَكَذَلِكَ يُرْوَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ؛ حُدِّثْتُ عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبَانَ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: «§اقْرَأِ الْقُرْآنَ مَا نَهَاكَ، فَإِذَا لَمْ يَنْهَكَ فَلَسْتَ تَقْرَؤُهُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِهَذَا الْقُرْآنِ مَنِ اتَّبَعَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَقْرَؤُهُ»

باب ما يستحب لقارئ القرآن من البكاء عند القراءة في صلاة وغير صلاة وما في ذلك

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنَ الْبُكَاءِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةٍ وَغَيْرِ صَلَاةٍ وَمَا فِي ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَارِئٌ عَلَيْكُمْ سُورَةً , فَمَنْ بَكَى فَلَهُ الْجَنَّةَ» . فَقَرَأَهَا , فَلَمْ يَبْكِ أَحَدٌ، ثُمَّ أَعَادَ الثَّانِيَةَ ثُمَّ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «§ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ الْيَمَنِ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَسَمِعُوا الْقُرْآنَ فَجَعَلُوا يَبْكُونَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: «§هَكَذَا كُنَّا ثُمَّ قَسَتِ الْقُلُوبُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: «§انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ» يَعْنِي مِنَ الْبُكَاءِ

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: " §سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا، وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا} [المزمل: 13] قَالَ: فَصَعِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ -[137]- حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: {§إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَالَهُ مِنْ دَافِعٍ} قَالَ: فَرَبَا مِنْهَا رَبْوَةً عِيدَ مِنْهَا عِشْرِينَ يَوْمًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ صَلَاةَ الْفَجْرِ فَافْتَتَحَ سُورَةَ يُوسُفَ فَقَرَأَهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَ {§وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84] بَكَى حَتَّى انْقَطَعَ فَرَكَعَ " حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ، مِثْلَهُ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «الْعَتَمَةُ» . وَيُرْوَى: أَنَّهُ لَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] بَكَى حَتَّى سُمِعَ نَشِيجُهُ مِنْ وَرَاءِ الصُّفُوفِ. نَشِيجُ الشَّيْخِ مِثْلُ بُكَاءِ الصَّبِيِّ , إِذَا ضُرِبَ فَلَمْ يُخْرِجْ بُكَاءَهُ فَرَدَّدَهُ فِي صَدْرِهِ. وَلِذَلِكَ قِيلَ لَصَوْتِ الْحِمَارِ نَشِيجٌ. يُقَالُ مِنْهُ: قَدْ نَشِجَ يَنْشَجُ نَشْجًا وَنَشِيجًا وَإِنَّمَا يُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ يُرْفَعَ الصَّوْتُ بِالْبُكَاءِ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى يُسْمَعَ صَوْتُهُ، وَلَا يَقْطَعُ ذَلِكَ الصَّلَاةَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ، أَنَّهُ لَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالَ: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى -[138]- اللَّهِ} [يوسف: 86] بَكَى حَتَّى سُمِعَ نَشِيجُهُ مِنْ وَرَاءِ الصُّفُوفِ

وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ §رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي وَهُوَ يَتَرَجَّحُ وَيَتَمَايَلُ وَيَتَأَوَّهُ، حَتَّى لَوْ رَآهُ غَيْرُنَا مِمَّنْ يَجْهَلُهُ لَقَالَ: أُصِيبَ الرَّجُلُ، وَذَلِكَ لِذِكْرِ النَّارِ إِذَا مَرَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13] أَوْ شِبْهُ ذَلِكَ

وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ -[139]- سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَمَعَنَا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، فَمَرَرْنَا عَلَى حَدَّادٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَنْظُرُ إِلَى حَدِيدَةٍ فِي النَّارِ، فَنَظَرَ الرَّبِيعُ إِلَيْهَا فَتَمَايَلَ لِيَسْقُطَ. ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَضَى كَمَا هُوَ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ عَلَى أَتُّونٍ، فَلَمَّا رَآهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالنَّارُ تَلْتَهِبُ فِي جَوْفِهِ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {§إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان: 12] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13] قَالَ: فَصُعِقَ الرَّبِيعُ، فَاحْتَمَلْنَاهُ، فَجِئْنَا بِهِ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: وَرَابَطَهُ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى الظُّهْرِ فَلَمْ يَفِقْ، فَرَابَطَهُ إِلَى الْمَغْرِبِ فَأَفَاقَ، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى أَهْلِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: اسْتَمَعَ كَعْبٌ عَلَى رَجُلٍ قِرَاءَتَهُ أَوْ دُعَاءَهُ أَوْ بُكَاءَهُ أَوْ نَحْوَ هَذَا فَمَضَى وَهُوَ يَقُولُ: «§وَاهًا لِلْنَوَّاحِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى التَّيْمِيِّ، قَالَ: " §مَنْ أُوتِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَا يُبْكِيهِ فَلَيْسَ بِخَلِيقٍ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا يَنْفَعُهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ} [الإسراء: 107] لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ مَرْيَمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى السَّجْدَةِ {خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيَّا} [مريم: 58] فَسَجَدَ بِهَا، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: «§هَذِهِ السَّجْدَةُ قَدْ سَجَدْنَاهَا فَأَيْنَ الْبُكَاءُ؟»

باب ما يستحب للقارئ إذا مر في قراءته بذكر الجنة من المسألة، وبذكر النار من التعوذ

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْقَارِئِ إِذَا مَرَّ فِي قِرَاءَتِهِ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ مِنَ الْمَسْأَلَةِ، وَبِذِكْرِ النَّارِ مِنَ التَّعَوُّذِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ §فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةِ عَذَابٍ تَعَوَّذَ، وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَبَّحَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: -[142]- قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، §فَبَدَأَ، فَاسْتَاكَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ مَعَهُ، فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ، ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةَ النِّسَاءِ أَوْ قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ عَائِشَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَالرِّضْوَانُ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقُومُ لَيْلَةَ التَّمَامِ فَيَقْرَأُ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ إِلَّا دَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَرَغِبَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ إِلَّا دَعَا اللَّهَ تَعَالَى وَاسْتَعَاذَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؛ §فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ وَقَفَ عِنْدَهَا وَدَعَا

باب ما يستحب لقارئ القرآن من تكرار الآية وتردادها

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنْ تَكْرَارِ الْآيَةِ وَتِرْدَادِهَا

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قُدَامَةَ الْبَكْرِيِّ، أَوْ قَالَ الْعَامِرِيِّ عَنْ جَسْرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ الْعَامِرِيَّةِ، قَالَتْ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، §فَقَرَأَ آيَةً وَاحِدَةً اللَّيْلَ كُلَّهُ حَتَّى أَصْبَحَ، بِهَا يَقُومُ، وَبِهَا يَرْكَعُ، وَبِهَا يَسْجُدُ. فَقَالَ الْقَوْمُ لِأَبِي ذَرٍّ: أَيُّ آيَةٍ هِيَ؟ فَقَالَ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، أَنَّهُ أَتَى الْمَقَامَ ذَاتَ لَيْلَةٍ , فَقَامَ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ السُّورَةَ الَّتِي تُذْكَرُ فِيهَا الْجَاثِيَةُ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {§أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، هَذَا مَقَامُ أَخِيكَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ. ثُمَّ ذَكَرَ -[146]- مِثْلَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ صَلَّى لَيْلَةً قَالَ: فَذَكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: §هَذَا مَقَامُ صَاحِبِكُمْ مُنْذُ اللَّيْلَةِ يُرَدِّدُ آيَةً حَتَّى أَصْبَحَ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الْآيَةَ {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: §قُمْتُ خَلْفَ عَبْدِ اللَّهِ فِي صَلَاةِ النَّهَارِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] فَعَلِمْتُ أَنَّهُ يَقْرَأُ مِنْ سُورَةِ طه

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ، -[147]- أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، سَقَطَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَعُمَرُ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا وَيُكَبِّرُ وَيُسَبِّحُ ثُمَّ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «§لِأُمِّكَ الْوَيْلُ أَلَيْسَتْ تِلْكَ صَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ؟»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي قُدَامَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّ عَامِرًا، قَرَأَ لَيْلَةً مِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {§وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر: 18] قَالَتْ: فَكَظَمَ حَتَّى أَصْبَحَ، أَوْ قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: §افْتَتَحَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سُورَةَ الطُّورِ، فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] ذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ فِي حَاجَةٍ , ثُمَّ رَجَعْتُ وَهِيَ تُكَرِّرُهَا {وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] قَالَ: وَهِيَ فِي الصَّلَاةِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[148]- الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، §يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي الصَّلَاةِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَّفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْعِشَاءِ §إِذَا رَجُلٌ أَمَامِي قَدْ أَحْرَمَ فِي نَافِلَةِ فَاسْتَفْتَحَ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار: 1] قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ فِيهَا حَتَّى نَادَى مُنَادِي السَّحَرِ؟ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ لِي: هُوَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ

باب ما يستحب لقارئ القرآن من الجواب عند الآية والشهادة لها

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنَ الْجَوَابِ عِنْدَ الْآيَةِ وَالشَّهَادَةِ لَهَا

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: §أَخَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَصُلِّيَتْ، وَدَخَلَ فَكَانَ فِي ظَهْرِي، فَقَرَأْتُ: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1] حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] فَرَفَعَ صَوْتَهُ حَتَّى مَلَأَ الْمَسْجِدَ: «أَشْهَدُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، قَالَ: §دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَنْهُ الْمَسْجِدَ، وَقَدْ سُبِقَ بِبَعْضِ -[150]- الصَّلَاةِ، فَنَشَبَ فِي الصَّفِّ , وَقَرَأَ الْإِمَامُ {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] فَقَالَ عُمَرُ: «وَأَنَا أَشْهَدُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي عُمَرَ , زِيَادِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ رَجُلًا، يَقْرَأُ {§هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1] فَقَالَ: «يَا لَيْتَهَا تَمَّتْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، أَنَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، سَمِعَ رَجُلًا قَرَأَ {§هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1] فَقَالَ: «إِي وَعِزَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُ سَمِيعًا بَصِيرًا، وَحْيًا وَمَيِّتًا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةِ {§يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6] فَقَالَ: «جَهْلُهُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخَرَ، عَنْ آخَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فَوْقَ بَيْتٍ لَهُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] فَقَالَ: «§سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبَلَى» . فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ "

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] §فَقَالَ: «سُبْحَانَكَ وَبَلَى»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ -[152]- أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " مَنْ قَرَأَ {§لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 1] فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا، أَوْ بَلَغَ آخِرَهَا: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] فَلْيَقُلْ: بَلَى. وَإِذَا قَرَأَ {وَالْمُرْسَلَاتِ} [المرسلات: 1] فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا، أَوْ بَلَغَ آخِرَهَا: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلَ. وَمَنْ قَرَأَ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1] فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا، أَوْ بَلَغَ آخِرَهَا: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} [التين: 8] فَلْيَقُلْ: بَلَى "

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ:

" §إِذَا قَرَأْتَ {قُلْ هُوَ اللَّهَ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فَقُلْ أَنْتَ: اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ. وَإِذَا قَرَأْتَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] فَقُلْ أَنْتَ: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. وَإِذَا قَرَأْتَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] فَقُلْ أَنْتَ: أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُرْوَى عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، أَنَّ حُجْرًا الْمَدَرِيَّ قَامَ لَيْلَهُ يُصَلِّي، فَاسْتَفْتَحَ الْوَاقِعَةَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ، أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة: 59] فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ. ثُمَّ قَرَأَ {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 63] فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ. ثُمَّ قَرَأَ {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمَزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلَونَ} [الواقعة: 68] فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ. ثُمَّ قَرَأَ {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ، أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ} فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ "

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ {§سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ قَرَأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] فَقَالَ: «§سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَرَأَ {§سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ وِقَاءَ بْنِ إِيَاسٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ -[155]- صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ، قَالَ: " §إِذَا أَتَيْتَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] فَقِفْ عِنْدَهَا وَسَلِ اللَّهَ الْجَلِيلَ "

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ، بِإِسْنَادٍ لَا أَحْفَظُهُ قَالَ: " §كَانَ يُسْتَحَبُّ لِلْقَارِئِ إِذَا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ، أَوْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} [الأعراف: 97] أَنْ يَرْفَعَ بِهَا صَوْتَهُ "

باب ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والترتيل والتدبر

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ مِنَ التَّرَسُّلِ فِي قِرَاءَتِهِ وَالتَّرْتِيلِ وَالتَّدَبُّرِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4] قَالَ: «تَرَسَّلْ فِيهِ تَرْسِيلًا»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا §نَعَتَتْ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ -[157]- لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 2] . (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَكَأَنَّهُ عَجِلَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي رَتِّلْ، فَإِنَّهُ زَيْنُ الْقُرْآنِ» قَالَ: وَكَانَ عَلْقَمَةُ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي سَرِيعُ الْقِرَاءَةِ، وَإِنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَلَاثٍ فَقَالَ: «§لَأَنْ أَقْرَأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ فَأَدَّبَّرُهَا وَأُرَتِّلُهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ كَمَا تَقُولُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، -[158]- نَحْوَ ذَلِكَ. إِلَّا أَنَّ فِي حَدِيثِ حَمَّادٍ: «أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ أَجْمَعَ هَذْرَمَةً»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي سَبْعٍ , فَقَالَ: «حَسَنٌ، §وَلَأَنْ أَقْرَأَهُ فِي عِشْرِينَ أَوْ فِي النِّصْفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَهُ فِي سَبْعٍ، وَسَلْنِي عَنْ ذَلِكَ، أُرَدِّدُهُ، وَأَقِفُ عَلَيْهِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، وَيَحْيَى ابْنَيْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ تَبَّانٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: رَجُلٌ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، وَرَجُلٌ قَرَأَ الْبَقَرَةَ؛ قِيَامُهُمَا وَاحِدٌ، وَرُكُوعُهُمَا وَاحِدٌ، وَسُجُودُهُمَا وَاحِدٌ، وَجُلُوسُهُمَا وَاحِدٌ، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «§الَّذِي قَرَأَ الْبَقَرَةَ» . ثُمَّ قَرَأَ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106] "

باب ما يستحب للقارئ من تحسين القرآن وتزيينه بصوته

§بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْقَارِئِ مِنْ تَحْسِينِ الْقُرْآنِ وَتَزْيِينِهِ بِصَوْتِهِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ، يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى نَاقَتِهِ أَوْ جَمَلِهِ يَسِيرُ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ. ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ قِرَاءَةً لِينَةً وَرَجَّعَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْنَا لَقَرَأْتُ ذَلِكَ اللَّحْنِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» . قَالَ: نُسِّيتُهَا، فَذَكَّرَنِيهَا الضَّحَّاكُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§زَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَإِذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدِ، -[162]- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَانًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا الْحَدِيثُ بَعْضُهُمْ يَزِيدُ فِي إِسْنَادِهِ يَقُولُ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مَوْلَى فَضَالَةَ، عَنْ فَضَالَةَ. وَقَوْلُهُ: «أَشَدُّ أَذَانًا» هَكَذَا الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: «أَشَدُّ أَذَنًا» يَعْنِي الِاسْتِمَاعَ. وَهُوَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ» أَيْ مَا: اسْتَمَعَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَسَمِعَ قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» قِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: «§لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ» -[163]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي مُوسَى، مِثْلَ ذَلِكَ وَنَحْوَهُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ لِأَبِي مُوسَى

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، أَوْ نُبِّئْتُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: " §كَانَ أَبُو مُوسَى يُصَلِّي بِنَا، فَلَوْ قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ صَنْجٍ قَطُّ، وَلَا صَوْتَ بَرْبَطٍ قَطُّ، وَلَا شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ صَوْتِهِ "

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا رَأَى أَبَا مُوسَى قَالَ: «§ذَكِّرْنَا رَبَّنَا يَا أَبَا مُوسَى» فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ: وَكَانَ عُقْبَةُ أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ. قَالَ عُمَرُ: «يَا عُقْبَةُ، §اعْرِضْ عَلَيَّ سُورَةً» . قَالَ: فَعَرَضَ عَلَيْهِ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَا تَقُولُ فِي §الْقِرَاءَةِ عَلَى الْأَلْحَانِ؟ فَقَالَ: " وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ؟ سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ دَاوُدُ يَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا لِشَيْءٍ ذَكَرَهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْكِي بِذَلِكَ وَيُبَكِي. وَذَكَرَ شَيْئًا كَرِهْتُهُ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى تُحْمَلُ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي حُسْنِ الصَّوْتِ، إِنَّمَا هُوَ طَرِيقُ الْحُزْنِ وَالتَّخْوِيفِ وَالتَّشْوِيقِ، يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى: أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَمَعْنَ قِرَاءَتَهُ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَشَوَّقْتُ تَشْوِيقًا، أَوْ حَبَّرْتُ تَحْبِيرًا. فَهَذَا وَجْهُهُ لَا الْأَلْحَانُ الْمُطْرِبَةُ الْمُلْهِيَةُ، -[165]- وَقَدْ رُوِيَ فِي ذَلِكَ أَحَادِيثٌ مُفَسَّرَةٌ مَرْفُوعَةٌ وَغَيْرُ مَرْفُوعَةٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: «§الَّذِي إِذَا سَمِعْتُهُ رَأَيْتُهُ يَخْشَى اللَّهَ تَعَالَى» . أَوْ قَالَ: سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟ فَقَالَ: «الَّذِي إِذَا سَمِعْتُهُ رَأَيْتُهُ يَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: «§أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ أَخْشَاهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا، يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلِحُونِ الْعَرَبِ وَأَصْوَاتِهَا، وَإِيَّاكُمْ وَلِحُونَ أَهْلِ الْفِسْقِ وَأَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يُرَجِّعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيعَ الْغِنَاءِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ وَالنَّوْحِ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، مَفْتُونَةٌ قُلُوبُهُمْ وَقُلُوبُ الَّذِينَ يُعْجِبُهُمْ شَأْنَهُمْ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ، عَنْ عُلَيْمٍ، قَالَ: كُنَّا عَلَى سَطْحٍ، وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ: عَبْسٌ الْغِفَارِيُّ فَرَأَى النَّاسَ يَخْرُجُونَ فِي الطَّاعُونِ، فَقَالَ: مَا لِهَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: يَفِرُّونَ مِنَ الطَّاعُونِ. فَقَالَ: يَا طَاعُونُ، خُذْنِي. فَقَالُوا: أَتَتَمَنَّى الْمَوْتَ، وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ؟» فَقَالَ: «إِنِّي أُبَادِرُ خِصَالًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّفُهُنَّ عَلَى أُمَّتِهِ؛ بَيْعَ الْحُكْمِ، وَالِاسْتِخْفَافَ بِالدَّمِ، وَقَطِيعَةَ الرَّحِمِ، وَقَوْمًا §يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ، يُقَدِّمُونَ أَحَدَهُمْ، لَيْسَ بِأَفْقَهِهِمْ وَلَا أَفْضَلِهِمْ، إِلَّا لِيُغَنِّيَهُمْ بِهِ غِنَاءً» وَذَكَرَ خَلَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَابِسٍ الْغِفَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ §سَمِعَ رَجُلًا، يَقْرَأُ بِهَذِهِ الْأَلْحَانِ الَّتِي أَحْدَثَ النَّاسُ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَنَهَى عَنْهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: " نَهَانِي أَيُّوبُ أَنْ أُحَدِّثَ، بِهَذَا الْحَدِيثِ: «§زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا كَرِهَ أَيُّوبُ فِيمَا نَرَى أَنْ يَتَأَوَّلَ النَّاسُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الرُّخْصَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْأَلْحَانِ الْمُبْتَدِعَةِ، وَلِهَذَا نَهَاهُ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ سَمِعْتُ أَبَا الْحَارِثِ الْمَكْفُوفِ، يَسْأَلُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ فِي التَّعْبِيرِ، فَقَالَ: «بِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ» . قَالَ: «§مَا تَقُولُ فِي قِرَاءَةِ الْحُزْنِ؟» قَالَ: «فَاذْهَبْ فَحَزِّنَ نَفْسَكَ فِي بَيْتِكَ» . قَالَ: مَا تَقُولُ فِي قِرَاءَةِ الْأَلْحَانِ؟ قَالَ: «بِدْعَةٌ» . قَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، يَشْتَهِيهِ النَّاسُ. قَالَ: «لَكَ غَيْرُهُ»

باب القارئ يجهر على أصحابه بالقرآن فيؤذيهم بذلك

§بَابُ الْقَارِئِ يَجْهَرُ عَلَى أَصْحَابِهِ بِالْقُرْآنِ فَيُؤْذِيهُمْ بِذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَقَدْ عَلَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُنَاجِيهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ، يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ فِي صَلَاةِ النَّهَارِ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ حُذَافَةَ، §سَمِّعِ اللَّهَ وَلَا تُسْمِعْنَا»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا يَجْهَرُونَ بِالْقُرْآنِ فِي صَلَاةِ النَّهَارِ. فَقَالَ: «§ارْمُوهُمْ بِالْبَعْرِ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، -[170]- أَنَّ رَجُلًا، كَانَ يُصَلِّي قَرِيبًا مِنِ ابْنِ عُمَرَ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ نَهَارًا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ هَذَا الْأَحْمَقَ لَا يَعْقِلُ الصَّلَاةَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «فَلَعَلَّكَ أَنْتَ لَا تَعْقِلُ، أَتَقُولُ لِرَجُلٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لَا يَعْقِلُ؟» فَلَمَّا فَرَغَ الرَّجُلُ مِنْ صَلَاتِهِ دَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: «§إِنَّ الْقِرَاءَةَ بِالنَّهَارِ تُسَرُّ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَجُلٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ , فَقَالَ: قُلْ لَهُ: «§إِنَّ قِرَاءَةَ النَّهَارِ عَجْمَاءُ» . أَوْ قَالَ: «صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: جَاءَ الْأَعْلَمُ الْمُؤَذِّنُ فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ، فَحَصَبَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَقَالَ: «§أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا؟»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: صَلَّى رَجُلُ إِلَى جَنْبِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، فَجَهَرَ بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي، §أَفْسَدْتَ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ قَالَ فِي قِرَاءَةِ النَّهَارِ: «§أَسْمِعْ نَفْسِكَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجَهْرِ فِي قِرَاءَةِ النَّهَارِ، فَقَالَ: «§إِنْ لَمْ تُؤْذِ أَحَدًا فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ»

باب القارئ يمد صوته بالقرآن ليلا في الخلوة به

§بَابُ الْقَارِئِ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ لَيْلًا فِي الْخَلْوَةِ بِهِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: §كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ يَرْفَعُ طَوْرًا، وَيَخْفِضُ طَوْرًا

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهَا: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَيُسِرُّ الْقِرَاءَةَ، أَمْ يَجْهَرُ؟ فَقَالَتْ: «كُلُّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُهُ؛ §رُبَّمَا أَسَرَّ، وَرُبَّمَا جَهَرَ» . قَالَ: قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الْأَمْرِ سِعَةً

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: «§كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى عَرِيشِي» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تَعْنِي بِاللَّيْلِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُصَلِّي قَرِيبًا مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فَفَقَدَهُ مُعَاذٌ فَقَالَ: «§مَا فَعَلَ الَّذِي يُطْرِدُ الشَّيْطَانَ، وَيُوقِظُ الْوَسْنَانَ؟»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالُوا: كَيْفَ كَانَتْ قِرَاءَتُهُ؟ فَقَالَ: «§كَانَ يُسْمِعُ أَهْلَ الدَّارِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: بَاتَتْ عِنْدَنَا عَمْرَةُ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِمَرِيضٍ كَانَ فِينَا، فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ أُصَلِّي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ فَسَأَلَتْ، قَالَتْ: «§مَا مَنَعَكَ أَنْ تَرْفَعَ صَوْتَكَ؟ فَمَا كَانَ يُوقِظُنَا مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قِرَاءَةُ مُعَاذٍ الْقَارِئِ، وَأَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: §كَانَ ابْنُ أَبِي الْكَنُودِ الْأَزْدِيِّ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ خَالِدِ بْنِ ثَابِتٍ الْفَهْمِيِّ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا صَلَّى عَلَى ظَهْرِ بَيْتِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ بَيْنَ مَنْزِلَيهِمَا ذَوْدٌ فِي الْبُعْدِ

باب القارئ يقرن بين السورتين من القرآن معا

§بَابُ الْقَارِئِ يَقْرُنُ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ مَعًا

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَشْرَ سُوَرٍ فِي الرَّكْعَةِ. قَالَ عَاصِمٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَفْعَلُهُ، حَتَّى حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لِكُلِّ سُورَةٍ حَظُّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَاهُ فَقَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ أَوْ قَالَ: فِي رَكْعَةٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§أَفَعَلْتُمُوهَا؟ لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَهُ جُمْلَةً وَاحِدَةً، وَإِنَّمَا فَصَّلَهُ لَتُعْطَى كُلُّ سُورَةٍ حَظَّهَا مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَبَاثُ بْنُ رَزِينٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْمَعَافِرِ، ذَكَرَ مِنْهُ صَلَاحًا وَفَضْلًا، حَدَّثَهُ -[175]- أَنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ عَبَّادٌ كَانَ يَلْزَمُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَكَانَ امْرَأً صَالِحًا، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَيَقْرَنُ بَيْنَ السُّوَرِ فِي الرَّكْعَةِ الْوَاحِدَةِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَأَتَاهُ عَبَّادٌ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: «يَا خَائِنَ أَمَانَتِهِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى عَبَّادٍ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، أَيُّ أَمَانَةٍ بَلَغَكَ أَنِّي خُنْتُهَا؟ قَالَ: " أُخْبِرْتُ أَنَّكَ تَجْمَعُ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ فِي الرَّكْعَةِ الْوَاحِدَةِ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ ذَلِكَ. فَقَالَ: «§كَيْفَ بِكَ يَوْمَ تَأْخُذُكَ كُلُّ سُورَةٍ بِرَكْعَتِهَا وَسَجْدَتِهَا؟ أَمَا إِنِّي لَمْ أَقَلْ إِلَّا مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§أَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ، وَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ لَقَدْ عَلِمْتَ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، -[176]- أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ مِنَ الْفَرِيضَةِ بِالسُّورَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ وَالْأَرْبَعِ

باب القارئ يقرأ القرآن في سبع ليال أو ثلاث

§بَابُ الْقَارِئِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعِ لَيَالٍ أَوْ ثَلَاثٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَعَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، كُلُّهُمْ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: «§فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ» . فَقَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجً، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قِلَابَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، قَالَ: -[178]- §كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: §كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَمَانٍ، وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَبْعٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي سِتٍّ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَخْتِمُهُ فِي خَمْسٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سِتٍّ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي ثَلَاثٍ؟ §فَقَالَ: «نَعَمْ إِنِ اسْتَطَعْتَ» . قَالَ: فَكَانَ يَقْرَؤُهُ كَذَلِكَ حَتَّى تُوُفِّيَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ، عَنِ الطَّيْبِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَمْرَةُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ، تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَفْقَهُهُ مَنْ قَرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُقْرَأَ الْقُرْآنُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ فَهُوَ رَاجِزٌ» أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ ذَلِكَ سَوَاءً

أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ

أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ

باب القارئ يختم القرآن كله في ليلة أو في ركعة

§بَابُ الْقَارِئِ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ أَوْ فِي رَكْعَةٍ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُثْمَانَ التَّيْمِيَّ عَنْ صَلَاةِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ عَنْ صَلَاةِ عُثْمَانَ. فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: §لَأَغْلِبَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى الْحَجَرِ، يَعْنِي الْمَقَامَ، فَقُمْتُ. فَلَمَّا قُمْتُ، إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ مُتَقَنِّعٍ يَزْحَمُنِي، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَتَأَخَّرْتُ عَنْهُ، فَصَلَّى، فَإِذَا هُوَ يَسْجُدُ بِسُجُودِ الْقُرْآنِ، حَتَّى إِذَا قُلْتُ هَذِهِ هَوَادِي الْفَجْرِ، أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ لَمْ يُصَلِّ غَيْرَهَا. ثُمَّ انْطَلَقَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلَبِيَّةُ حَيْثُ دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَتْ: «§إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ، فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، §أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْبَيْتِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ §قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ. طَافَ بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا، ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى عِنْدَهُ، فَقَرَأَ الطُّوَلَ، ثُمَّ طَافَ أُسْبُوعًا، ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى عِنْدَهُ، فَقَرَأَ بِالْمِئِينَ، ثُمَّ طَافَ أُسْبُوعًا، ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى عِنْدَهُ، ثُمَّ قَرَأَ بِالْمَثَانِي، ثُمَّ طَافَ أُسْبُوعًا، ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَصَلَّى عِنْدَهُ فَقَرَأَ بَقِيَّةَ الْقُرْآنِ

أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرٍ، أَنَّ سُلَيْمَ بْنَ عِتْرٍ التُّجِيبِيَّ، §كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي اللَّيْلَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،

وَيُجَامِعُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ إِنَّكَ كُنْتَ لَتُرْضِي رَبَّكَ، وَتُرْضِي أَهْلَكَ. قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَخْتِمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُلِمُّ بِأَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَعُودُ فَيَقْرَأُ حَتَّى يَخْتِمُ، ثُمَّ يُلِمُّ بِأَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَقْرَأَ حَتَّى يَخْتِمَ، ثُمَّ يُلِمُّ بِأَهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فَيَخْرُجُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالَّذِي عَلَيْهِ أَمَرُ النَّاسِ أَنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ السُّوَرِ فِي الرَّكْعَةِ حَسَنٌ وَاسِعٌ غَيْرُ مَكْرُوهٍ، وَهَذَا الَّذِي فَعَلَهُ عُثْمَانُ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ وَغَيْرُهُمَا هُوَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ جَمْعٍ، وَمِمَّا يُقَوِّي ذَلِكَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي ذَكَرْنَا قَوْلَهُ: «قَدْ عَلِمْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ» . إِلَّا أَنَّ الَّذِي أَخْتَارُ مِنْ ذَلِكَ أَلَّا تَقْرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ، لِلْأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ مِنَ الْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ

باب القارئ يحافظ على جزئه وورده من القرآن بالليل والنهار في صلاة أو غير صلاة

§بَابُ الْقَارِئِ يُحَافِظُ عَلَى جُزْئِهِ وَوِرْدِهِ مِنَ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي صَلَاةٍ أَوْ غَيْرِ صَلَاةٍ

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي مَالِكٍ فَأَنْزَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ لَهُ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ قَالَ بَيْنَ الْمَسْجِدِ وَبَيْنَ أَهْلِهِ قَالَ: فَكَانَ يَأْتِينَا فَيُحَدِّثُنَا بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَهُوَ قَائِمٌ حَتَّى يُرَاوِحَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَكَانَ أَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُنَا شِكَايَتَهُ قُرَيْشًا وَمَا كَانَ يَلْقَى مِنْهُمْ. ثُمَّ قَالَ: كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ , فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، انْتَصَفْنَا مِنَ الْقَوْمِ، وَكَانَتْ سِجَالٌ الْحَرْبَ بَيْنَنَا عَلَيْنَا وَلَنَا. قَالَ: فَاحْتَبَسَ عَنَّا لَيْلَةً، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَبِثْتَ عَنَّا اللَّيْلَةَ أَكْثَرَ مِمَّا كُنْتَ تَلْبَثُ ‍فَقَالَ: «§نَعَمْ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أَقْضِيَهُ» -[185]- حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَزَادَ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: فَقُلْنَا لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ قَدْ حَدَّثَنَا أَنَّهُ قَدْ طَرَأَ عَلَيْهِ حِزْبُهُ مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ؟ قَالُوا: نُحَزِّبُهُ: ثَلَاثَ سُوَرٍ، وَخَمْسَ سُوَرٍ، وَسَبْعَ سُوَرٍ وَتِسْعَ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةٍ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبَ الْمُفَصَّلِ مَا بَيْنَ قَافٍ فَأَسْفَلَ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: «§مَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأَهُ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسِ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُ، أَوْ كَأَنَّهُ أَدْرَكَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ بِالْهَاجِرَةِ، فَحَبَسَنِي طَوِيلًا، ثُمَّ أَذِنَ لِي , وَقَالَ: «§إِنِّي كُنْتُ فِي قَضَاءِ وِرْدِي»

حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: -[186]- دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: «§هَذَا جُزْئِي الَّذِي أَقْرَأُ بِهِ اللَّيْلَةَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ §كَانَ يَقْرَأُ وِرْدَهُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأَنَّ حُسَيْنًا كَانَ يَقْرَؤُهُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْخَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: «§مَا تَرَكْتُ حِزْبَ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِنْ لَيْلَتِهَا مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا §كَانَا يَقْرَآنِ أَجْزَاءَهُمَا بَعْدَمَا يَخْرُجَانِ مِنَ الْخَلَاءِ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّآ

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§إِنِّي لَأَقْرَأُ جُزْئِي أَوْ قَالَتْ سُبْعِي وَأَنَا جَالِسَةٌ عَلَى فِرَاشِي، أَوْ عَلَى سَرِيرِي» حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، -[187]- أَنَّ مُعَاذًا، قَالَ لِأَبِي مُوسَى: «كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟» فَقَالَ: «§أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ، فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ؟» قَالَ: «أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ كَرَاي، فَأَقْرَأُ مَا كُتِبَ لِي، فَأَحْتَسِبُ نَوِّمِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمِي» . أَوْ قَالَ: «أَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي»

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «§كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْ جُزْئِهِ شَيْءٌ، فَنَشَطَ، قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ، أَوْ قَرَأَهُ مِنْ لَيْلَةٍ أُخْرَى» . قَالَ: «وَرُبَّمَا زَادَ أَحَدُهُمْ»

باب القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام

§بَابُ الْقَارِئِ يَقْرَأُ آيَ الْقُرْآنِ مِنْ مَوَاضِعَ مُخْتَلِفَةٍ أَوْ يَفْصِلُ الْقِرَاءَةِ بِالْكَلَامِ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يُخَافِتُ، وَمَرَّ بِعُمَرَ وَهُوَ يَجْهَرُ، وَمَرَّ بِبِلَالٍ وَهُوَ يَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَمَنْ هَذِهِ السُّورَةِ. فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «§مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُخَافِتُ» . فَقَالَ: إِنِّي أُسْمِعُ مَنْ أُنَاجِي. قَالَ: «ارْفَعْ شَيْئًا» . وَقَالَ لِعُمَرَ: «مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تَجْهَرُ» . قَالَ: أَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ. فَقَالَ: «اخْفِضْ شَيْئًا» . وَقَالَ لِبِلَالٍ: «مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَمَنْ هَذِهِ السُّورَةِ» . فَقَالَ: اخْلِطُ الطِّيبَ بِالطِّيبِ. فَقَالَ: «اقْرَأِ السُّورَةَ عَلَى وَجْهِهَا» . أَوْ قَالَ: «عَلَى نَحْوِهَا» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى عَفْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَبِلَالٍ مِثْلَ ذَلِكَ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لِبِلَالٍ: «إِذَا قَرَأْتَ السُّورَةَ فَأَنْفِدْهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَثِقُ بِهِ قَالَ: أَمَّ النَّاسَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْحِيرَةِ فَقَرَأَ مِنْ سُوَرٍ شَتَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ حِينَ انْصَرَفَ فَقَالَ: «§شَغَلَنِي الْجِهَادُ عَنْ تَعَلُّمِ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: «§لَقَدْ شَغَلَنِي الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا مُعَاذُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ سِيرِينَ عَنِ الرَّجُلِ، يَقْرَأُ مِنَ السُّورَةِ آيَتَيْنِ، ثُمَّ يَدَعُهَا وَيَأْخُذُ فِي غَيْرِهَا، ثُمَّ يَدَعُهَا وَيَأْخُذُ فِي غَيْرِهَا، فَقَالَ: «§لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْثَمَ إِثْمًا كَبِيرًا وَهُوَ لَا يَشْعُرُ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " §إِذَا ابْتَدَأْتَ فِي سُورَةٍ فَأَرَدْتَ أَنْ تُحَوِّلَ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا فَتَحَوَّلْ، إِلَّا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] فَإِذَا ابْتَدَأْتَ فِيهَا فَلَا تُحَوِّلْ مِنْهَا حَتَّى تَخْتِمَهَا "

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: -[190]- «§كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَقْرَؤُوا بَعْضَ الْآيَةِ وَيَدَعُوا بَعْضَهَا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْأَمْرُ عِنْدَنَا عَلَى الْكَرَاهَةِ لِقِرَاءَةِ هَذِهِ الْآيَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ كَمَا أَنْكَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ، وَكَمَا اعْتَذَرَ خَالِدٌ مِنْ فِعْلِهِ، وَلِكَرَاهَةِ ابْنِ سِيرِينَ لَهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّمَا وَجْهُهُ عِنْدِي عَلَى أَنْ يَبْتَدِئَ الرَّجُلُ فِي السُّورَةِ يُرِيدُ إِتْمَامَهَا، ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فِي أُخْرَى، فَأَمَّا مَنِ ابْتَدَأَ الْقِرَاءَةَ وَهُوَ يُرِيدُ التَّنَقُّلَ مِنْ آيَةٍ إِلَى آيَةٍ وَتَرَكَ التَّأْلِيفَ لِآي الْقُرْآنِ فَلَيْسَ هَذَا عِنْدَنَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْعِلْمِ , إِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْأَحْدَاثُ وَمَنْ لَا عِلْمَ لَهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَأَنْزَلَهُ عَلَى ذَلِكَ، أَوْ لَفَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَلَى أَنَّ حَجَّاجًا حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَبِلَالٍ مِثْلَ الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْهُمْ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ ذَلِكَ حَسَنٌ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَذَلِكَ أَثْبَتُ عِنْدِي لِأَنَّهُ أَشْبَهُ بِفِعْلِ الْعُلَمَاءِ

حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: §كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ، إِلَّا كَمَا أُنْزِلَ؛ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ، ثُمَّ يَتَكَلَّمَ، ثُمَّ يَقْرَأَ

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَرَأَ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِمَّا يُرِيدُ أَنْ يَقْرَأَهُ قَالَ: فَدَخَلَ يَوْمًا فَقَالَ: أَمْسِكْ عَلَيَّ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَأَمْسَكَهَا عَلَيْهِ. فَلَمَّا أَتَى عَلَى -[191]- مَكَانٍ مِنْهَا قَالَ: «§أَتَدْرِي فِيمَ أُنْزِلَتْ؟» قُلْتُ: لَا. قَالَ: «فِي كَذَا وَكَذَا» ثُمَّ مَضَى فِي قِرَاءَتِهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: إِنَّمَا رَخَّصَ ابْنُ عُمَرَ فِي هَذَا لِأَنَّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ وَسَبَبِهِ , كَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَصْحَابَهُ كَانُوا يَنْشُرُونَ الْمُصْحَفَ فَيَقْرَءُونَ، وَيُفَسِّرُ لَهُمْ , وَلَوْ كَانَ الْكَلَامُ مِنْ أَحَادِيثِ النَّاسِ وَأَخْبَارِهِمْ كَانَ عِنْدِي مَكْرُوهًا أَنْ تُقْطَعُ الْقِرَاءَةُ بِهِ

باب القارئ يقرأ القرآن على غير وضوء ويقرؤه جنبا

§بَابُ الْقَارِئِ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ وَيَقْرَؤُهُ جُنُبًا

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا وَرَجُلَانِ: رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ. أَحْسَبُهُ قَالَ: فَبَعَثَهُمَا وَجْهًا. وَقَالَ: إِنَّكُمَا عِلْجَانِ فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا. ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ رَآنَا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، لَا يَحْجِزُهُ عَنِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ، لَيْسَ الْجَنَابَةَ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ عَلَى كُلِّ حَالٍ إِلَّا الْجَنَابَةَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَيُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَرَأَ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَمَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ: أَتَقْرَأُ وَقَدْ أَحْدَثْتَ؟ فَقَالَ: «§أَمُسَيْلَمَةُ أَفْتَاكَ بِهَذَا؟» حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُمَرَ، مِثْلَ ذَلِكَ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَهُ ذَلِكَ الْقَوْلَ ضُبَيْحٌ أَوِ ابْنُ ضُبَيْحٍ. قَالَ: -[194]- وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ قَلْبَ عُمَرَ عَلَيْهِ بَعْضُ الشِّدَّةِ. قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ , فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ زَيْدًا بِيَدِي، وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ §أَقْرَأَ رَجُلًا بَعْدَمَا أَحْدَثَ مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، قَالَا: §أَتَيْنَا سَلْمَانَ، فَقَرَأَ عَلَيْنَا وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبَانَ، قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ إِلَّا وَهُمْ عَلَى طَهَارَةٍ؛ مِنْهُمْ عَسْعَسُ بْنُ سَلَامَةَ , قَالَ: فَلَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلْتُهُ: أَيَقْرَأُ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ -[195]- وَقَدْ هَرَاقَ الْمَاءَ؟ فَقَالَ: " §مَا هَرَاقَ الْمَاءَ؟ قُلْ: بَالَ ". قُلْتُ: بَالَ قَالَ: «نَعَمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ كِلَاهُمَا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا §كَانَا يَقْرَآنِ أَجْزَاءَهُمَا بَعْدَمَا يَخْرُجَانِ مِنَ الْخَلَاءِ قَبْلَ أَنْ يَتَوَضَّأَا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلٍ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ: §أَيَقْرَأُ الرَّجُلُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ؟ قَالَ: «الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ» حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكْمِلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «إِلَّا الْجُنُبَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ قُلْتُ: أَيَقْرَأُ الرَّجُلُ وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ؟ فَقَالَ: «§أَوَ لَيْسَ الْقُرْآنُ فِي جَوْفِهِ؟»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: أَيَقْرَأُ الْجُنُبُ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: «§أَوَلَيْسَ الْقُرْآنُ فِي جَوْفِهِ؟» . -[196]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ يَحْيَى أَوْ غَيْرُهُ، عَنْ شُعْبَةَ: إِنَّمَا حَدَّثَ بِهَذَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: نَذْهَبُ فِيمَا نَرَى إِلَى أَنَّ السُّنَّةَ قَدْ سَنَّتْ بِالْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ، وَسَعِيدٌ يُرَخِّصُ فِيهِ، مِنْ ذَلِكَ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا، وَفِيهَا سِوَاهَا أَيْضًا

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَعْلَبَةَ أَبِي الْكَنُودِ أَوِ ابْنِ أَبِي الْكَنُودِ، قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ جُنَادَةَ الْغَافِقِيِّ، وَقَالَ ابْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعُمَرَ: «§إِذَا تَوَضَّأْتُ وَأَنَا جُنُبٌ أَكَلْتُ وَشَرِبْتُ، وَلَا أُصَلِّي وَلَا أَقْرَأُ حَتَّى أَغْتَسِلَ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ §كَرِهَ لِلْجُنُبِ أَنْ يَقْرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، كُلُّهُمْ عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ أَبِي الْغَرِيفِ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ عَنِ الْجُنُبِ؛ أَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: «§لَا وَلَا حَرْفًا»

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: «§لَا يَقْرَأُ الْجُنُبُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ»

وَحَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَجَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُمَا §كَرِهَا أَنْ يَكْتُبَ الْجُنُبُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]

باب القارئ يعلم المشركين القرآن أو يحمله في سفر نحو بلاد العدو

§بَابُ الْقَارِئِ يُعَلِّمُ الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآنَ أَوْ يَحْمِلُهُ فِي سَفَرٍ نَحْوَ بِلَادِ الْعَدُوِّ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ قَالَ: وَكَانَ أَبَوَاهُ مَجُوسِيَّيْنِ فَدَفَعَهُ أَبُوهُ إِلَى مُعَلِّمٍ يُقَالُ لَهُ صَالِحٌ، مِنْ جُلَسَاءِ الْحَسَنِ، فَقَالَ: عَلِّمْهُ الْقُرْآنَ فَذَهَبَ بِهِ صَالِحٌ إِلَى الْحَسَنِ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «عَلِّمْهُ فَإِنَّهُ عَسَى» . قَالَ عَبَّادٌ: فَسَأَلْتُ أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «§لَا بَأْسَ أَنْ تُعَلِّمَهُ -[199]- الْقُرْآنَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ قُلْتُ: أُعَلِّمُ أَوْلَادَ أَهْلِ الذِّمَّةِ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، §أَوَ لَيْسَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ» . أَوْ قَالَ: «وَهُمَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ §أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذَ مُصْحَفًا، فَأَعْطَاهُ نَصْرَانِيًّا فَكَتَبَهُ لَهُ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ §كَانَ مَعَهُ غُلَامٌ مَجُوسِيُّ يَخْدُمُهُ، فَكَانَ يَأْتِيَهُ بِالْمُصْحَفِ فِي غِلَافِهِ. أَوْ قَالَ: فِي عِلَاقَةٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ النَّجَّارُ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الْأَعْرَجِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَمَسُّ الْقُرْآنَ إِلَّا -[200]- طَاهِرٌ» أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ مِنْ هَذَا كُلِّهِ، وَكَيْفَ تَكُونُ الرُّخْصَةُ لِأَهْلِ الشِّرْكِ أَنْ يَمَسُّوهُ مَعَ نَجَاسَتِهِمْ، وَقَدْ كَرِهَ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَمَسَّهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَهُوَ جُنُبٌ أَوْ غَيْرُ طَاهِرٍ؟

باب القارئ ينسى القرآن بعد أن قرأه وما في ذلك من التغليظ

§بَابُ الْقَارِئِ يَنْسَى الْقُرْآنَ بَعْدَ أَنْ قَرَأَهُ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّغْلِيظِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةِ وَالْبَعْرَةِ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَكْبَرَ مِنْ آيَةٍ أَوْ سُورَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أُوتِيهَا رَجُلٌ فَنَسِيَهَا» . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَكْبَرِ ذَنْبٍ تُوَافِي بِهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كَانَتْ مَعَ أَحَدِهِمْ فَنَسِيَهَا»

حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§إِنِّي لَأَمْقُتُ الْقَارِئَ أَنْ أُرَاهُ سَمِينًا نَسِيًّا لِلْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ: " §مَا مِنْ أَحَدٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30] وَإِنَّ نِسْيَانَ الْقُرْآنِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ "

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بِئْسَ مَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، لَيْسَ هُوَ نَسِيَ وَلَكِنْ نُسِّيَ، فَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ " حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أَصَابَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: -[204]- «§مَثَلُ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِذَا عَاهَدَ صَاحِبُهَا عَلَى عُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا أَغْفَلَهَا ذَهَبَتْ» حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَلَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ، قَالَ: «§أَمُوتُ وَأَنَا فِي زِيَادَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي نُقْصَانٍ» . قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَعْنِي نِسْيَانَ الْقُرْآنِ

باب القارئ يستأكل بالقرآن ويرزأ عليه الأموال وما في ذلك من الكراهة والتشديد

§بَابُ الْقَارِئِ يَسْتَأْكِلُ بِالْقُرْآنِ وَيُرَزَّأُ عَلَيْهِ الْأَمْوَالَ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالتَّشْدِيدِ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَغُلُّوا فِيهِ، وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ، وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ، وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ» أَوْ تَسْتَكْبِرُوا بِهِ ". قَدْ شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: -[206]- " §تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمُهُ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْقُرْآنَ يَتَعَلَّمُهُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: رَجُلٌ يُبَاهِي بِهِ، وَرَجُلٌ يَسْتَأْكِلُ بِهِ، وَرَجُلٌ يَقْرَؤُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اقْرَءُوا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقَدَحُ يَتَعَجَّلُونَ أَجْرَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ وَفَاءٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنِ أَبِي حَمْزَةَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ نَسِيَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: -[207]- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ مُهَاجِرٌ دَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ رَجُلًا فَكُنْتُ أُقْرِئْهُ الْقُرْآنَ، فَأَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدْتَهَا»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، أَقْرَأَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ سُورَةً، فَرَأَى عِنْدَهُ قَوْسًا. فَقَالَ: بِعْنِيهَا. فَقَالَ: لَا، بَلْ هِيَ لَكَ. فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «§إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُقَلَّدَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ فَخُذْهَا» حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ذَلِكَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لَوْ تَقَوَّسْتَهَا لَتَقَوَّسْتَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ» حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، بِمِثْلِ ذَلِكَ أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، -[208]- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «§أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ فُلَانٍ، فَارْدُدِ الْقَوْسَ عَلَيْهِ» . قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَيْهِ. وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ قَالَ: وَقَالَ أُبَيٌّ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى رَجُلٍ مَكْفُوفٍ أُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَكُنْتُ إِذَا أَقْرَأْتُهُ دَعَا لِي بِطَعَامٍ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ، فَحَاكَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنِّي آتِي فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فَأَقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَدْعُو لِي بِطَعَامٍ لَا آكُلُ مِثْلَهُ بِالْمَدِينَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ ذَلِكَ الطَّعَامُ طَعَامَهُ وَطَعَامَ أَهْلِهِ الَّذِي يَأْكُلُونَ فَكُلْ، وَإِنْ كَانَ طَعَامًا يَتَحَفُكَ بِهِ فَلَا تَأْكُلْ» . قَالَ: فَأَتَيْتُهُ نَحْوًا مِمَّا كُنْتُ آتِيَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا جَارِيَةُ , هَلُمِّي طَعَامَ أَخِي. فَقُلْتُ لَهُ: أَهَذَا طَعَامُكَ وَطَعَامُ أَهْلِكَ الَّذِي تَأْكُلُ وَيَأْكُلُونَ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَتْحَفُكَ بِهِ. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَانِي عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاقِدٍ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ خُلَيْدَةَ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: «§مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لِيَسْتَأْكِلَ النَّاسَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ أَنْ يُصَلِّي، بِالنَّاسِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَفْطَرَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَحُلَّةٍ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: «§مَا كُنْتُ لِآخُذَ عَلَى الْقُرْآنِ أَجْرًا»

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أُمِّ رَجَاءٍ الْأَشْجَعِيَّةِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «سَيَجِيءُ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ §يُسْأَلُ فِيهِ بِالْقُرْآنِ فَإِذَا سَأَلُوكُمْ فَلَا تَعْطُوهُمْ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَلْحَقْتُهُ فِي الْعَيْنِ فَقَالَ: «§أُفًّا أُفًّا، أَيُعْطَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟»

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ. قَالَ حُسَامُ: وَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي نَهِيكٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعْدٍ فَرَأَيْتُهُ رَثَّ الْمَتَاعِ رَثَّ الْمَالِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: «مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ» التَّغَنِّي: هُوَ الِاسْتِغْنَاءُ وَالتَّعَفُّفُ عَنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ وَاسْتِئْكَالِهِمْ بِالْقُرْآنِ، وَأَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ بِحَمْلِهِ الْقُرْآنَ غَنِيًّا، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمَالِ مُعْدِمًا

باب ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن والتعمق في إقامة حروفه وتعليمه غير أهله

§بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلْقَارِئِ مِنَ الْمُبَاهَاةِ بِالْقُرْآنِ وَالتَّعَمُّقِ فِي إِقَامَةِ حُرُوفِهِ وَتَعْلِيمِهِ غَيْرَ أَهْلِهِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: «§إِنَّ أَقْرَأَ النَّاسِ لِلْقُرْآنِ مُنَافِقٌ يَقْرَؤُهُ لَا يَتْرُكُ مِنْهُ وَاوًا وَلَا أَلِفًا يَلْفِتُهُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَلْفِتُ الْبَقَرَةُ الْخَلَاءَ بِلِسَانِهَا، لَا يُجَاوِزُ تَرْقُوَتَهُ» حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ عَنْ بَيَانٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هُشَيْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: «§أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيُّ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ يُثَقِّفُونَهُ وَلَيْسُوا بِخِيَارِكُمْ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مِسْكِينَةَ، قَالَ: قَالَ لِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ: " §خُذْ هَذَا الْمُصْحَفَ، وَأَمْسِكْ عَلَيَّ، وَلَا تَرُدَّنَّ عَلَيَّ أَلِفًا وَلَا وَاوًا، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُسْقِطُونَ مِنْهُ أَلِفًا وَلَا وَاوًا. قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ فَضَالَةُ يَدَيْهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِنْهُمْ» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي مِسْكِينَةَ، -[213]- عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، مِثْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَأْخُذَنَّ عَلَيَّ حَرْفًا إِلَّا آيَةً كَامِلَةً»

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: قَالَ الَّذِي يُعَلِّمُ وَلَدَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لِمُعَاوِيَةَ: قَدْ تَعَلَّمَ مِنْ وَلَدِ يَزِيدَ كَذَا وَكَذَا الْقُرْآنَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «§إِنَّ أَغَرَّ الضَّلَالَةِ الرَّجُلُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لَا يَفْقَهُ فِيهِ، فَيُعَلِّمُهُ الصَّبِيُّ وَالْمَرْأَةُ وَالْعَبْدُ، فَيُجَادِلُونَ بِهِ أَهْلَ الْعِلْمِ»

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " §تَعَلَّمَ هَذَا الْقُرْآنَ عَبِيدٌ وَصِبْيَانٌ لَمْ يَأْتُوهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، لَا يَدْرُونَ مَا تَأْوِيلُهُ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: 29] وَمَا تَدَبُّرُ آيَاتِهِ إِلَّا اتِّبَاعُهُ بِعِلْمِهِ، وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِهَذَا الْقُرْآنِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَقْرَؤُهُ، ثُمَّ يَقُولُ أَحَدُكُمْ: تَعَالَ يَا فُلَانُ، أُقَارِئُكَ مَتَى كَانَتِ الْقُرَّاءُ تَفْعَلُ هَذَا؟ مَا هَؤُلَاءِ بِالْقُرَّاءِ وَلَا الْحُكَمَاءِ وَلَا الْحُلَمَاءِ، لَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِي النَّاسِ أَمْثَالَهُمْ "

باب القارئ يصعق عند قراءة القرآن ومن كره ذلك وعابه

§بَابُ الْقَارِئِ يَصْعَقُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ وَعَابَهُ

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، يَقُولُ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ سَاقِطًا، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ أَوْ سَمِعَ اللَّهَ يُذْكَرُ خَرَّ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: «§وَاللَّهِ إِنَّا لَنَخْشَى اللَّهَ وَمَا نَسْقُطُ»

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سُئِلَتْ أَسْمَاءُ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَتْ: «§لَا، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا يَبْكُونَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّ قَوْمًا إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ صَعِقُوا. فَقَالَتْ: " الْقُرْآنُ أَكْرَمُ أَنْ -[215]- تَنْزِفَ عَنْهُ عُقُولُ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {§تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23] "

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ مُسَيِّبٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَوْمِ يُقْرَأُ عَلَيْهِمِ الْقُرْآنُ فَيَصْعَقُونَ. فَقَالَ: «§ذَلِكَ فِعْلُ الْخَوَارِجِ»

حَدَّثَنَا زَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحُبَابِ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُقْرَأُ عِنْدَهُ الْقُرْآنُ فَيَصْعَقُ، فَقَالَ: «§مِيعَادُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَنْ نَجْلِسَ عَلَى حَائِطٍ ثُمَّ يُقْرَأُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فَإِنْ وَقَعَ فَهُوَ كَمَا قَالَ»

جماع أبواب سور القرآن وآياته وما فيها من الفضائل

§جِمَاعُ أَبْوَابِ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَآيَاتِهِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْفَضَائِلِ

باب ذكر بسم الله الرحمن الرحيم وفضلها وحديثها

§بَابُ ذِكْرِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] وَفَضْلِهَا وَحَدِيثِهَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: كَيْفَ كَانَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ. فَقَالَ: «§ذَاكَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ كَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ " فَجَرَتْ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَجْرِي، ثُمَّ نَزَلَتْ {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] فَكَتَبَ «بِسْمِ اللَّهِ» فَجَرَتْ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَجْرِي، ثُمَّ نَزَلَتْ {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] فَكَتَبَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ» فَجَرَتْ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَجْرِي، ثُمَّ نَزَلَتْ {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أُرَاهُ قَالَ: «فَكَتَبَ بِذَلِكَ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ §كِتَابَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى قَيْصَرَ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْكِتَابَ لَمْ أَرَهُ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، §أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ، لَمْ يَزِدْ فِي كِتَابِهِ عَلَى مَا قَصَّ اللَّهُ عَنْهُ {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 31]

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " §إِنَّ أَوَّلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ التَّوْرَاةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] " ثُمَّ ذَكَرَ الْآيَاتِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانُوا لَا يَعْرِفُونَ انْقِضَاءَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] فَإِذَا نَزَلَتْ عَلِمُوا أَنْ قَدِ انْقَضَتِ السُّورَةُ وَنَزَلَتْ أُخْرَى "

حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: " §فَاتِحَةُ الْكِتَابِ سَبْعُ آيَاتٍ بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ". قَالَ: قَالَ الْمُفَضَّلُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] فَقَدْ تَرَكَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَغْفَلَهَا النَّاسُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] "

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: أَأَخْبَرَكَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] §آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟ " قَالَ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، §أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] حَتَّى يَسْتَفْتِحَ السُّورَةَ بَعْدَهَا

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: §كَانَ نَافِعٌ يُعَظِّمُ تَرْكَ قِرَاءَةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] وَيَقُولُ فِيهِ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ §سَمِعَ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ تَسْتَفْتِحُوا، بِـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] وَتَسْتَفْتِحُوا بِهَا فِي السُّورَةِ الْأُخْرَى

حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَجَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يَكْتُبَ الْجُنُبُ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، -[219]- §أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ بِسْمِ حِينَ يَبْدَأُ فَيُسْقِطُ السِّينَ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنَّهُ كَتَبَ لِابْنِ سِيرِينَ بِمَ، فَقَالَ: «§مَهْ، اكْتُبْ سِينًا، اتَّقُوا أَنْ يَأْثَمَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَوْنٍ، §أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَرَبَ كَاتِبًا كَتَبَ الْمِيمَ قَبْلَ السِّينِ. وَقَالَ أَحَدُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: فِيمَ ضَرَبَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: فِي سِينٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَمَّا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي تَرْكِ قِرَاءَةِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] فَلَيْسَ هُوَ عَلَى الْجَهْرِ بِهَا، إِنَّمَا غَلَّظُوا تَرْكَ قِرَاءَتِهَا فِي الصَّلَاةِ أَوْ غَيْرِ الصَّلَاةِ. إِلَّا أَنَّهُ يُسِرُّهَا فِي الصَّلَاةِ وَهَذَا عِنْدَنَا هُوَ السُّنَّةِ

باب فضل فاتحة الكتاب

§بَابُ فَضْلِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أُمَّ الْقُرْآنِ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا إِنَّهَا السَّبْعُ مِنَ الْمَثَانِي» . أَوْ قَالَ: «السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ» . حَدَّثَنِي نُعَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ. -[221]- وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ أَخْبَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَمْ يُسْنِدْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عَجْلَانَ، وَأَسْنَدَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَخَالَفَهُمَا مَالِكٌ فِي الْإِسْنَادِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَالزَّبُورَ وَالْفُرْقَانَ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: -[222]- «§هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] قَالَ: «§هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] قَالَ: «§هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ، اسْتَثْنَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَرَهَا لَهُمْ، حَتَّى أَخْرَجَهَا لَهُمْ، وَلَمْ يُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . قَالَ سَعِيدٌ: ثُمَّ قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَرَأَ فِيهَا {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي: أَفَأَخْبَرَكَ سَعِيدٌ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لَهُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] إِنَّهَا مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، -[223]- فِي قَوْلِهِ: {§وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ} [الحجر: 87] قَالَ: «هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «§أُمُّ الْقُرْآنِ قِرَاءَةٌ وَمَسْأَلَةٌ وَدُعَاءٌ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ كَلَامُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ يَقُومُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] فَيَقُولُ اللَّهُ: حَمَدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] فَيَقُولُ اللَّهُ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، أَوَّلُهَا لِي وَآخِرُهَا لِعَبْدِي، وَلَهُ مَا سَأَلَ، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] إِلَى آخِرِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَفَرًا، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلُدِغَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَرَقَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِأُمِّ الْكِتَابِ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ. فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «§مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ لَقَدْ أَخَذْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ. خُذُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ»

باب فضائل السبع الطول

§بَابُ فَضَائِلِ السَّبْعِ الطُّوَلِ

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أُعْطِيتُ السَّبْعَ الطُّوَلَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ، وَأُعْطِيتُ الْمِئِينَ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ، وَأُعْطِيتُ الْمَثَانِي مَكَانَ الزَّبُورِ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ» حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: -[226]- «أُعْطِيتُ السَّبْعَ الطُّوَلَ مَكَانَ التَّوْرَاةِ» ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَمْ يَحْفَظِ اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ هَذَا أَحَدُهَا

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ هِنْدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ فَهُوَ حَبْرٌ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] قَالَ: " §هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ: الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءُ وَالْمَائِدَةُ وَالْأَنْعَامُ وَالْأَعْرَافُ وَيُونُسُ ". قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: «هِيَ السَّبْعُ الطُّوَلُ» حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، مِثْلَ قَوْلِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَوَاءً إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَالَّتِي يُقَالُ لَهَا يُونُسُ. قَالَ: «وَهِيَ السَّابِعَةُ» وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَارِئُ شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنَّ يُونُسَ تُسَمَّى السَّابِعَةَ. قَالَ: وَقَالَ يَحْيَى: لَيْسَتْ تَعُدُّ الْأَنْفَالُ وَلَا بَرَاءَةٌ مِنَ السَّبْعِ الطُّوَلِ

باب فضل سورة البقرة وخواتيمها وآية الكرسي

§بَابُ فَضْلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَخَوَاتِيمِهَا وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيِّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَجْعَلُوهَا قُبُورًا، وَزَيِّنُوا أَصْوَاتَكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُنَفَّرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ الشَّيْطَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§إِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ يَسْمَعُ فِيهِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ»

وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا سَلَّامٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اقْرَءُوا الْبَقَرَةَ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكُهَا حَسْرَةٌ»

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أَشْيَاخَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَدَّثُوهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: أَلَمْ تَرَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، لَمْ تَزَلْ دَارُهُ الْبَارِحَةَ تَزْهَرُ مَصَابِيحَ؟ قَالَ: «§فَلَعَلَّهُ قَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ» . فَسُئِلَ ثَابِتٌ، فَقَالَ: قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «أَبَا الْمُنْذِرِ، §أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنٍ أَعْظَمُ؟» قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ فَقَالَ: -[230]- اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنٍ أَعْظَمُ؟ " فَقَالَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255] قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرَهُ وَقَالَ: «لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ لَهَا لَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ»

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ الشَّعْبِيُّ، قَالَ: الْتَقَى مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ وَشُتَيْرُ بْنُ شَكَلٍ، فَقَالَ شُتَيْرٌ لِمَسْرُوقٍ: إِمَّا أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَتُصَدِّقُنِي، وَإِمَّا أَنْ تُحَدِّثَنِي وَأَصْدُقُكَ. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: حَدِّثْ بِهِ وَأَصْدُقُكَ. فَقَالَ شُتَيْرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " §مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ وَلَا جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] " ثُمَّ قَرَأَهَا حَتَّى أَتَمَّهَا. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: صَدَقْتَ "

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ، حَدَّثَهُ -[231]- أَنَّهُ سَمِعَ سَلَمَةَ بْنَ قَيْصَرَ، وَكَانَ أَوَّلُ أَمِيرٍ كَانَ عَلَى إِيلِيَاءَ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِهَا: " §مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ أَعْظَمُ مِنْ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] " حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ

وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الْأَلْهَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: " §مَا أَرَى رَجُلًا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْ أَدْرَكَ عَقْلُهُ الْإِسْلَامَ يَبِيتُ أَبَدًا حَتَّى يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةِ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] الْآيَةَ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا هِيَ، إِنَّمَا أُعْطِيهَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَلَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ حَتَّى أَقْرَأُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ أَقْرَؤُهَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَفِي وِتْرِي، وَحِينَ آخُذُ مَضْجَعِي مِنْ فِرَاشِي ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وِتْرٌ وَوَتْرٌ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَفْتَحُونَ الْوَاوَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ مُغِيثًا الْقَاصَّ الشَّامِيَّ، يُخْبِرُ عَنْ كَعْبٍ، -[232]- أَنَّ مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُعْطِيَ أَرْبَعَ آيَاتٍ لَمْ يُعْطَهُنَّ مُوسَى، وَأَنَّ مُوسَى أُعْطِيَ آيَةً لَمْ يُعْطَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا. قَالَ: " وَالْآيَاتُ الَّتِي أُعْطِيهَا مُحَمَّدً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} [البقرة: 284] حَتَّى خَتَمَ الْبَقَرَةَ. فَتِلْكَ ثَلَاثُ آيَاتٍ، وَآيَةُ الْكُرْسِيِّ حَتَّى تَنْقَضِي قَالَ: وَالْآيَةُ الَّتِي أُعْطِيهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ لَا تُولِجِ الشَّيْطَانَ فِي قُلُوبِنَا وَخَلِّصْنَا مِنْهُ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ لَكَ الْمَلَكُوتَ وَالْأَيْدَ وَالسُّلْطَانَ وَالْمُلْكَ وَالْحَمْدَ وَالْأَرْضَ وَالسَّمَاءَ الدَّهْرَ الدَّاهِرَ أَبَدًا أَبَدًا آمِينَ آمِينَ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى §كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَأَنْزَلَ فِيهِ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَلَا تُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: -[233]- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§اقْرَءُوا هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ رَبِّي أَعْطَانِيهِمَا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§الْآيَاتُ الْأَوَاخِرُ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إِنَّهُنَّ لِمِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الزَّاهِرِيَّةِ، حَدَّثَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ اللَّهَ خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ أَعْطَانِيهِمَا مِنْ كَنْزِهِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَعَلَّمُوهُمَا، وَعَلِّمُوهُمَا نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، فَإِنَّهُمَا صَلَاةٌ وَقُرْآنٌ وَدُعَاءٌ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَاخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ: «§إِنَّهُنَّ قُرْآنٌ، وَإِنَّهُنَّ دُعَاءٌ، وَإِنَّهُنَّ يُرْضِينَ الرَّحْمَنَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، -[234]- §أَنَّ جِبْرِيلَ لَقَّنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ خَاتِمَةِ الْقُرْآنِ أَوْ قَالَ: عِنْدَ خَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ: آمِينَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: §كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ {فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286] قَالَ: آمِينَ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُعَلَّى، يُحَدِّثُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّهُ §كَانَ إِذَا قَرَأَ خَاتِمَةَ الْبَقَرَةِ يَقُولُ: آمِينَ آمِينَ. حَتَّى يَرْكَعُ، وَيَقُولُ وَهُوَ رَاكِعٌ حَتَّى يَسْجُدُ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§الْآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَتِهِ كَفَتَاهُ»

باب فضل سورة البقرة وآل عمران والنساء

§بَابُ فَضْلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ أَبَا سَلَّامٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِصَاحِبِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي ثَوَابَهُمَا. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: تَكَلَّمَ أَبُو عُبَيْدٍ بِهَذَا وَالسَّيْفُ يَوْمَئِذٍ يَقْطُرُ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَحْسَبُهُ عَنْ أَبِي مُنِيبٍ، عَنْ عَمِّهِ، -[236]- أَنَّ رَجُلًا، قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ كَعْبٌ: «أَقْرَأْتَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ اللَّهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ اسْتَجَابَ» . قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِهِ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُخْبِرُكَ وَلَوْ أَخْبَرْتُكَ لَأَوْشَكْتَ أَنْ تَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ أَهْلَكُ فِيهَا أَنَا وَأَنْتَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: " §إِنَّ أَخًا لَكُمْ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنَّ النَّاسَ يَسْلُكُونَ فِي صَدْعِ جَبَلٍ وَعْرٍ طَوِيلٍ وَعَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ شَجَرَتَانِ خَضْرَاوَانِ يَهْتِفَانِ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةْ؟ هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ: نَعَمْ، دَنَتَا مِنْهُ بِأَعْذَاقِهِمَا حَتَّى يَتَعَلَّقُ بِهِمَا فَتُخْطِرَانِهِ الْجَبَلَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، تَقُولُ: " §إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَغَارَ عَلَى جَارٍ لَهُ فَقَتَلَهُ، وَإِنَّهُ أَقْيَدُ مِنْهُ فَقُتِلَ، فَمَا زَالَ الْقُرْآنُ يَنْسَلُّ مِنْهُ سُورَةٌ سُورَةٌ، حَتَّى بَقِيَتِ الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ -[237]- جُمُعَةً، ثُمَّ إِنَّ آلَ عِمْرَانَ انْسَلَّتْ مِنْهُ، وَأَقَامَتِ الْبَقَرَةُ جُمُعَةً، فَقِيلَ لَهَا: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق: 29] قَالَ: فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا السَّحَابَةُ الْعَظِيمَةُ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أُرَاهُ يَعْنِي أَنَّهُمَا كَانَتَا مَعَهُ فِي قَبْرِهِ تَدْفَعَانِ عَنْهُ وَتُؤْنِسَانِهِ، فَكَانَتَا مِنْ آخِرِ مَا بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ

حَدَّثَنِي أَبُو مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، أَنَّ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيَّ، كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ «§مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ فِي يَوْمٍ، بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يُصْبِحَ» . قَالَ: فَكَانَ يَقْرَؤُهُمَا كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ سِوَى جُزْئِهِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ وِقَاءَ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ فِي لَيْلَةٍ كَانَ أَوْ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: -[238]- «§مَنْ قَرَأَ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَهُوَ غَنِيٌّ»

حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§نِعْمَ كَنْزُ الصُّعْلُوكِ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ يَقُومُ بِهَا الرَّجُلُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ» . قَالَ الْأَشْجَعِيُّ: يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِ» : مَا كَانَ مِنْ تَغَيُّرِ عَقْلِهِ

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرَّبٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ أَنْ «§تَعَلَّمُوا سُورَةَ النِّسَاءِ وَالْأَحْزَابِ وَالنُّورِ»

باب فضل المائدة والأنعام

§بَابُ فَضْلِ الْمَائِدَةِ وَالْأَنْعَامِ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: §نَزَلَتْ سُورَةُ الْمَائِدَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ فَانْصَدَعَ كَتِفُهَا، فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْمَائِدَةُ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ تَنْزِيلًا، فَأَحِلُّوا حَلَالَهَا وَحَرِّمُوا حَرَامَهَا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ: حَجَجْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لِي: «يَا جُبَيْرُ، هَلْ تَقْرَأُ الْمَائِدَةَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: «أَمَا إِنَّهَا §آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ، فَمَا -[240]- وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَلَالٍ فَاسْتَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: «§فِي الْمَائِدَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ فَرِيضَةٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: «§فِي الْمَائِدَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ فَرِيضَةٌ، وَلَيْسَ فِيهَا مَنْسُوخٌ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ هَلْ نُسِخَ مِنَ الْمَائِدَةِ شَيْءٌ؟ §فَقَالَ: «لَا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: «§الْأَنْعَامُ مِنْ نَوَاجِبِ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ بِمَكَّةَ لَيْلًا جُمْلَةً، وَنَزَلَ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجْأَرُونَ حَوْلَهَا بِالتَّسْبِيحِ»

باب فضل سورة براءة

§بَابُ فَضْلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ «§تَعَلَّمُوا سُورَةَ التَّوْبَةِ، وَعَلِّمُوا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ النُّورِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «§يُسَمُّونَهَا سُورَةَ التَّوْبَةِ، وَهِيَ سُورَةُ الْعَذَابِ يَعْنِي بَرَاءَةَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ. قَالَ: " §تِلْكَ الْفَاضِحَةُ، مَا زَالَتْ تَنْزِلُ {وَمِنْهُمْ} [التوبة: 49] . . . {وَمِنْهُمْ} [التوبة: 49] حَتَّى خَشِينَا أَنْ لَا تَدَعَ أَحَدًا ". قَالَ: قُلْتُ: فَسُورَةُ -[242]- الْأَنْفَالِ؟ قَالَ: «نَزَلَتْ فِي قِتَالِ بَدْرٍ» . قُلْتُ: فَسُورَةُ الْحَشْرِ؟ قَالَ: «نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، أَنَّهُ وَافَى الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ بِحِمْصَ عَلَى تَابُوتٍ مِنْ تَوَابِيتِ الصَّيَارِفَةِ، قَدْ فَضَلَ عَنْهُ عِظَمًا , قَالَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ، قَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكَ , أَوْ قَالَ: قَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ. فَقَالَ: " §أَبَتْ عَلَيْنَا سُورَةُ بَرَاءَةَ {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] " حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنِ الْمِقْدَادِ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، -[243]- أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ، كَانَ يَقُولُ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {§انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41] فَلَا أَجِدُنِي إِلَّا خَفِيفًا أَوْ ثَقِيلًا "

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ مَرَّةً، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُجَاعِلَ فِي بَعَثٍ خَرَجَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ فَتَجَهَّزَ، فَقُلْتُ: أَلَمْ تَكُنْ أَرَدْتَ أَنْ تُجَاعِلَ؟ فَقَالَ: «بَلَى، §وَلَكِنْ قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ سُورَةَ بَرَاءَةَ، فَسَمِعْتُهَا تَحُثُّ عَلَى الْجِهَادِ»

باب فضائل سورة هود وبني إسرائيل والكهف ومريم وطه

§بَابُ فَضَائِلِ سُورَةِ هُودٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ وَطه

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرَى فِي رَأْسِكَ شَيْبًا، فَقَالَ: «§كَيْفَ لَا أَشِيبُ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ؟»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «§مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كَانَ شُعْبَةُ فِيمَا يُرْوَى عَنْهُ يَزِيدُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَوْلَهُ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ كَمَا أُنْزِلَتْ. . . قَالَ: -[245]- وَقَرَأَهَا أَبُو مِجْلَزٍ: (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا) قَالَ: وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَسَمِعْتُ فِي غَيْرِ حَدِيثِ شُعْبَةَ: (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ وَكَانَ كَافِرًا) فَهَذَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ: كَمَا نَزَلَتْ

وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: كَانَ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ §يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكَانَتْ مَكْتُوبَةً لَهُ فِي لَوْحٍ يُدَارُ بِلَوْحِهِ عَلَى حَيْثُمَا دَارَ مِنْ نِسَائِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنَ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ حَفِظَ عَشَرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، ثُمَّ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ لَمْ يَضُرَّهُ، وَمَنْ حَفِظَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْكَهْفِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، يَقُولُ: «§مَنْ قَرَأَ آخِرَ سُورَةِ الْكَهْفِ لِسَاعَةٍ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَهَا مِنَ اللَّيْلِ قَامَهَا» . قَالَ: قَالَ عَبْدَةُ: فَجَرَّبْنَاهُ، فَوَجَدْنَاهُ كَذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: وَقَدْ جَرَّبْنَاهُ أَيْضًا فِي السَّرَايَا غَيْرَ مَرَّةٍ، فَأَقُومُ فِي السَّاعَةِ الَّتِي أُرِيدُ. قَالَ: وَأَبْتَدِئُ مِنْ قَوْلِهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ} [الكهف: 108] إِلَى آخِرِهَا

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ §بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفَ وَمَرْيَمَ وَطه مِنْ تِلَادِي وَهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الْأَوَّلِ» . -[247]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ شُعْبَةُ يُخَالِفُهُ فِي الْإِسْنَادِ، يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ: «مِنْ تِلَادِي» ، يَعْنِي مِنْ قَدِيمِ مَا أَخَذْتَ مِنَ الْقُرْآنِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ السُّوَرِ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: «§يُرْفَعُ الْقُرْآنُ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا طَهَ وَيس»

باب فضل سورة الحج وسورة النور

§بَابُ فَضْلِ سُورَةِ الْحَجِّ وَسُورَةِ النُّورِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنَّهُ سَجَدَ فِي الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ , وَقَالَ: «إِنَّ §هَذِهِ السُّورَةَ فُضِّلَتْ عَلَى السُّوَرِ بِسَجْدَتَيْنِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ صُؤَابٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْحَجِّ , فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ §هَذِهِ السُّورَةَ فُضِّلَتْ عَلَى السُّوَرِ بِسَجْدَتَيْنِ»

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «إِنَّ §هَذِهِ السُّورَةَ فُضِّلَتْ بِسَجْدَتَيْنِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: -[249]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى غَيْرِهَا بِسَجْدَتَيْنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْحَجِّ سَجْدَتَانِ؟ قَالَ: «§نَعَمْ فَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلَا يَقْرَأْهُمَا» حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «قَدْ §كَانَ قَوْمٌ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ فِي الْأَخِيرَةِ كَمَا أُمِرُوا»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§لَوْ كُنْتُ تَارِكًا إِحْدَاهُمَا لَتَرَكْتُ الْأُولَى»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ أَنْ «§عَلِّمُوا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ النُّورِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا ذَكَرَتْ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ، وَأَثْنَتْ عَلَيْهِنَّ خَيْرًا، وَقَالَتْ لَهُنَّ مَعْرُوفًا، وَقَالَتْ: «§لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ عَمِدْنَ إِلَى حُجَزِ أَوْ حُجُوزِ مَنَاطِقِهِنَّ فَشَقَّقْنَهَا فَجَعَلْنَ مِنْهَا خُمُرًا»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْمَوْسِمِ، §فَخَطَبَ خِطْبَةً لَوْ سَمِعَتْهَا الدَّيْلَمُ لَأَسْلَمَتْ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ النُّورِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: §قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُورَةَ النُّورِ، وَجَعَلَ يُفَسِّرُهَا، فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ سَمِعَتِ الدَّيْلَمُ هَذَا لَأَسْلَمَتْ

باب فضل تنزيل السجدة ويس

§بَابُ فَضْلِ تَنْزِيلِ السَّجْدَةِ وَيس

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَجِيءُ {الم تَنْزِيلُ} [السجدة: 2] السَّجْدَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهَا جَنَاحَانِ تُظِلُّ صَاحِبَهَا، تَقُولُ: لَا سَبِيلَ عَلَيْكَ، لَا سَبِيلَ عَلَيْكَ "

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ فُلَانٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمَلِكِ قَالَ: «§فِيهِمَا سِتِّينَ دَرَجَةً عَلَى غَيْرِهِمَا مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ»

قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: أَسَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ §يَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمَلِكُ؟ فَقَالَ: -[252]- لَيْسَ جَابِرٌ حَدَّثَنِيهِ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ صَفْوَانُ أَوِ ابْنُ صَفْوَانَ. شَكَّ أَبُو خَيْثَمَةَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: «§يُرْفَعُ الْقُرْآنُ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِلَّا طه وَيس»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، وَلَيْسَ بِالنَّهْدِيِّ قَالَ: -[253]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» يَعْنِي يس

باب فضل آل حم

§بَابُ فَضْلِ آلِ حم

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " §إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ لُبَابًا، وَإِنَّ لُبَابَ الْقُرْآنِ آلُ حم، أَوْ قَالَ: الْحَوَامِيمُ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِنْ بُيِّتُّمُ اللَّيْلَةَ فَقُولُوا: حم لَا يُنْصَرُونَ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَكَذَا يَقُولُ الْمُحْدِثُونَ بِالنُّونِ، وَإِعْرَابُهَا لَا يُنَصَرُوا

حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§آلُ حم دِيبَاجُ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «§إِذَا وَقَعْتُ فِي آلِ حم وَقَعْتُ فِي رَوْضَاتٍ دَمِثَاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ»

حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ يَبْنِي مَسْجِدًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ: «§أَبْنِي هَذَا الْمَسْجِدَ لِآلِ حم» . وَقَالَ مِسْعَرٌ: بَلَغَنِي أَنَّهُنَّ كُنَّ يُسَمَّيْنَ الْعَرَائِسَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " §رَأَى رَجُلٌ فِي الْمَنَامِ سَبْعَ نِسْوَةٍ حِسَانٍ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُنَّ -[256]- بَارَكَ اللَّهُ فِيكُنَّ؟ فَقُلْنَ: إِنَّنَا لَكَ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ، نَحْنُ الْحَوَامِيمُ، أَوْ قَالَ: آلُ حم "

حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، عَنْ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الْحَوَامِيمَ، وَيَقُولُ: آلُ حم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: آلُ حم كَمَا تَقُولُ: هَؤُلَاءِ آلُ فُلَانٍ، كَأَنَّكَ أَضَفْتَهُمْ إِلَيْهِ

باب فضل سورة الواقعة والمسبحات

§بَابُ فَضْلِ سُورَةِ الْوَاقِعَةِ وَالْمُسَبِّحَاتِ

حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: «§مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ نَبَأَ الْأَوَّلِينَ، وَنَبَأَ الْآخَرِينَ، وَنَبَأَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَنَبَأَ أَهْلِ النَّارِ، وَنَبَأَ الدُّنْيَا، وَنَبَأَ الْآخِرَةِ فَلْيَقْرَأْ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنِ السسَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ بَنَاتِي أَنْ يَقْرَأْنَ سُورَةً كُلَّ لَيْلَةٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةَ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ»

حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِلنِّسَاءِ: «§لَا تَعْجَزْ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَقْرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحِ بْنِ حُدَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْمُسَبِّحَاتِ، وَيَقُولُ: «§إِنَّ فِيهَا آيَةً كَأَلْفِ آيَةٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنِّي نَسِيتُ أَفْضَلَ الْمُسَبِّحَاتِ» فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَلَعَلَّهَا {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] قَالَ: «نَعَمْ»

باب فضل تبارك الذي بيده الملك

§بَابُ فَضْلِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمَلِكُ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ وَكَانَ يُسَمَّى مُرَّةَ الطِّيبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " §إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا مَاتَ أُوقِدَتْ نِيرَانٌ حَوْلَهُ، فَتَأْكُلُ كُلُّ نَارٍ مَا يَلِيهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَمَلٌ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، وَإِنَّ رَجُلًا مَاتَ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا سُورَةً ثَلَاثِينَ آيَةً، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ بِي، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ يَقُومُ بِي، فَأَتَتْهُ مِنْ قِبَلِ جَوْفِهِ فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ وَعَانِي. قَالَ: فَأَنْجَتْهُ ". قَالَ: فَنَظَرْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ فِي الْمُصْحَفِ فَلَمْ نَجِدْ سُورَةً ثَلَاثِينَ آيَةً إِلَّا تَبَارَكَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، نَحْوَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسًا الْجُشَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: -[261]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلَاثِينَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمَلِكُ»

باب فضل إذا زلزلت والعاديات

§بَابُ فَضْلِ إِذَا زُلْزِلَتْ وَالْعَادِيَاتِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقِتْبَانِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرِئْنِي شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أُقْرِئُكَ مِنْ ذَوَاتِ الر؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَاشْتَدَّ قَلْبِي، وَغَلُظَ لِسَانِي. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ» فَقَالَ الرَّجُلُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرِئْنِي سُورَةً فَاذَّةً جَامِعَةً. قَالَ: فَقَرَأَ إِذَا زُلْزِلَتْ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِهَا، فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا. ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ» مَرَّتَيْنِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يَمَانِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، -[263]- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزْنِيِّ، قَالَ: «§كَانَتْ إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ»

وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ، وَالْعَادِيَاتِ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ»

باب فضل قل يا أيها الكافرون

§بَابُ فَضْلِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ» . قَالَ: قُلْتُ: جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ عِنْدَ مَنَامِي. فَقَالَ: «§اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَيَزِيدُ، كِلَاهُمَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «§مَنْ قَرَأَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وأَطَابَ»

قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يَمَانِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ بِرُبُعِ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§كَانَتْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ بِرُبُعِ الْقُرْآنِ»

باب فضل قل هو الله أحد

§بَابُ فَضْلِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 2] فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَجَبَتْ» . فَسَأَلْتُهُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى الرَّجُلِ، فَأُبَشِّرَهُ، ثُمَّ فَرِقْتُ أَنْ يَفُوتَنِي الْغَدَاءُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَآثَرْتُ الْغَدَاءَ مَعَهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ ذَهَبَ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، -[267]- أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارًا يَقُومُ اللَّيْلَ فَمَا يَقْرَأُ إِلَّا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ؟ اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ» حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَوِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ امْرَأَةٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُلُثُ الْقُرْآنِ» حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يَمَانِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، مِثْلَ ذَلِكَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ -[269]- نِمْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: جَزَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ , فَقَالَ: «§قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ جُزْءٌ مِنْهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ بِإِسْنَادٍ لَا أَحْفَظُهُ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: «§سُورَةٌ يَرَاهَا النَّاسُ قَصِيرَةً، وَأُرَاهَا طَوِيلَةً، وَثَنَاءٌ بَحْتٌ لَا يَخْلِطُهُ شَيْءٌ، اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ إِلَى آخِرِهَا» حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «§إِذَا ابْتَدَأْتَ بِسُورَةٍ فَأَرَدْتَ أَنْ تُحَوِّلَ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا فَتَحَوَّلْ، إِلَّا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَا تَحَوَّلْ مِنْهَا حَتَّى تَخْتِمَهَا»

باب فضل المعوذتين وما جاء فيهما

§بَابُ فَضْلِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَمَا جَاءَ فِيهِمَا

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَوَقَعَتْ عَلَيْنَا ضَبَابَةٌ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى سَتَرَتْ بَعْضَ الْقَوْمِ عَنْ بَعْضٍ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ يَا ابْنَ خُبَيْبٍ» فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] فَقَرَأَهَا، وَقَرَأْتُهَا، ثُمْ قَالَ: «قُلْ» فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ فَقَالَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] وَقَرَأَهَا، وَقَرَأْتُهَا حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: «§مَا اسْتَعَاذَ، أَوِ اسْتَعَانَ أَحَدٌ بِمِثْلِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ قَطُّ»

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَايِشٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: -[271]- قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ابْنَ عَايِشٍ، §أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: " {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: اتَّبَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمِهِ، فَقُلْتُ: أَقْرِئْنِي مِنْ سُورَةِ هُودٍ، أَوْ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ. فَقَالَ: «§لَنْ تَقْرَأَ شَيْئًا أَبْلَغَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، وَيَزِيدُ، كِلَاهُمَا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ تُنْزَلْ عَلَيَّ مِثْلُهُنَّ قَطُّ: الْمُعَوِّذَتَانِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ , فَقَالَ: «§قِيلَ لِي فَقُلْتُ» . قَالَ أُبَيُّ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَحْنُ نَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «§مَنْ صَلَّى الْجُمُعَةَ ثُمَّ قَرَأَ بَعْدَهَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حُفِظَ، أَوْ كُفِيَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ إِلَى مِثْلِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْكَرْمَانِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَاجِرٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: «§مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ حِينَ يُسَلِّمُ الْإِمَامُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، سَبْعًا سَبْعًا، كَانَ ضَامِنًا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أُرَاهُ قَالَ: عَلَى اللَّهِ هُوَ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ

باب فضل آيات القرآن

§بَابُ فَضْلِ آيَاتِ الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} [آل عمران: 7] قَالَ: " §هِيَ الثَّلَاثُ الْآيَاتُ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: 151] إِلَى ثَلَاثِ آيَاتٍ، وَالَّتِي فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ، كَانَ يُقْرِئُ فِي مَسْجِدِ حِمْصٍ، وَفِيهِمْ كَعْبُ الْأَحْبَارِ، فَمَرُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] قَالَ كَعْبٌ: «رُدَّهَا عَلَيَّ» . فَرَدَّهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ كَعْبٌ: «§صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَالَّذِي بَعَثَ بِالْحَقِّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَبْلَهَا فِي التَّوْرَاةِ إِلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ تَعَالَوْا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: " §أَيَسُرُّكَ أَنْ تَلْقَى صَحِيفَةً مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَيْهَا خَاتَمُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَأَنَا أَرَى أَنَّهُ سَيَطْرِفُنِي، قَالَ: فَمَا زَادَنِي عَلَى هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، كِلَاهُمَا، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، قَالَ: قَالَ يَهُودِيُّ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ صَاحِبُهُ: لَا تَقُلْ نَبِيُّ، فَإِنَّهُ لَوْ سَمِعَكَ كَانَ لَهُ أَرْبَعُ أَعْيَنٍ. قَالَ: فَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَاهُ عَنْ تِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَقَالَ: «§لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فَيَقْتُلُهُ، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَةَ» . قَالَ: أَوْ قَالَ: «وَلَا تَوَلَّوْا يَوْمَ الزَّحْفِ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةَ يَهُودٍ أَنْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ» . قَالَ: فَقَبَّلَا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ. قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تَتَّبِعَانِي؟» . فَقَالَا: إِنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ دَعَا أَلَّا يَزَالَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ نَبِيُّ، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ تَابَعْنَاكَ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودٌ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:

الْتَقَى مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، وَشُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، فَقَالَ شُتَيْرٌ لِمَسْرُوقٍ: إِمَّا أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأُصَدِّقَكَ، وَإِمَّا أَنْ أُحَدِّثَكَ وَتُصَدِّقَنِي. فَقَالَ مَسْرُوقٌ: حَدِّثْ وَأُصَدِّقُكَ. فَقَالَ شُتَيْرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " §مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلَا أَرْضٍ، وَلَا جَنَّةٍ وَلَا نَارٍ، أَعْظَمَ مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255] " , ثُمَّ قَرَأَهَا حَتَّى أَتَمَّهَا، قَالَ مَسْرُوقٌ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ أَجْمَعُ لَخَيْرٍ وَلَا لِشَرٍّ مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ النَّحْلِ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَعْظَمُ فَرَجًا مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ الْغُرَفِ {يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: " مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ أَكْثَرُ تَفْوِيضًا مِنْ آيَةٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ الْقُصْرَى {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمَرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدَرًا} [الطلاق: 3] " قَالَ: صَدَقْتَ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، قَالَا: الْتَقَى ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَرْجَى؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: " قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] الْآيَةُ ". فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَكِنْ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: -[277]- 260] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَرَضِيَ مِنْهُ بِقَوْلِهِ بَلَى» . قَالَ: «فَهَذَا لِمَا يَعْتَرِضُ فِي الصَّدْرِ مِمَّا يُوَسْوِسُ بِهِ الشَّيْطَانُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيِّ، عَنْ أَبِي الْفُرَاتِ مَوْلَى صَفِيَّةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «§فِي الْقُرْآنِ آيَتَانِ مَا قَرَأَهُمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ عِنْدَ ذَنْبٍ إِلَّا غُفِرَ لَهُ» . قَالَ: فَسَمِعَ بِذَلِكَ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَأَتَيَاهُ، فَقَالَ: ائْتِيَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَإِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمَا شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ سَمِعَهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، فَأَتَيَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ لَهُمَا: «اقْرَأَا الْقُرْآنَ فَإِنَّكُمَا سَتَجِدَانِهِمَا» . فَقَرَآ حَتَّى بَلَغَا آلَ عِمْرَانَ: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ. . . . .} [آل عمران: 135] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَقَوْلَهُ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] فَقَالَا: قَدْ وَجَدْنَاهُمَا. فَقَالَ أُبَيُّ: «أَيْنَ؟» فَقَالَا: فِي آلِ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءِ. فَقَالَ: «هُمَا، هُمَا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " إِنَّ §فِي النِّسَاءِ خَمْسُ آيَاتٍ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْعُلَمَاءَ إِذَا مَرُّوا بِهَا يَعْرِفُونَهَا؛ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنْ تَجْتَنِبُوا -[278]- كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] وَقَوْلُهُ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفُهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] , وَقَوْلُهُ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] , وَقَوْلُهُ {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} , وَقَوْلِهِ {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] . قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي مَجْلِسٍ، وَمَعَهُ أَعْرَابِيُّ جَالِسٌ، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَاسَوْأَتَاهُ. مِرَارًا، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَقُولُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَقَدْ دَخَلَ قَلْبَ الْأَعْرَابِيِّ الْإِيمَانُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مُصَابًا مُرَّ بِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَرَأَ فِي أُذُنِهِ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]-[279]- حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ , فَبَرَأَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاذَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ؟» فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، §لَوْ أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ: " §أَرْبَعُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِذَا قَرَأْتُهُنَّ مَا أُبَالِي مَا أُصْبِحُ عَلَيْهِ وَمَا أُمْسِي: {مَا يُفْتَحُ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكُ فَلَا مُرْسَلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2] , وَقَوْلُهُ: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بُضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} [يونس: 107] , وَ {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7] , وَقَوْلُهُ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6] "

هذا جماع أحاديث القرآن وإثباته في كتابه وتأليفه وإقامة حروفه

§هَذَا جِمَاعُ أَحَادِيثِ الْقُرْآنِ وَإِثْبَاتِهِ فِي كِتَابِهِ وَتَأْلِيفِهِ وَإِقَامَةِ حُرُوفِهِ

باب تأليف القرآن وجمعه ومواضع حروفه وسوره

§بَابُ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ وَجَمْعِهِ وَمَوَاضِعِ حُرُوفِهِ وَسُورِهِ

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةٌ، دَعَا بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ، فَقَالَ: «§ضَعُوا هَذِهِ السُّورَةَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُذْكَرُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: -[281]- «§أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عِنْدَهُ عُمَرُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: «§إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا، فَيَذْهَبَ بِقُرْآنٍ كَثِيرٍ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ» . قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: «كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟» قَالَ لِي: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ ". فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لَهُ، وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَأَى عُمَرُ. قَالَ: قَالَ زَيْدٌ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تُكْتَبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ، فَاجْمَعْهُ» . قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلُ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ ". فَقُلْتُ: «كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: «هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ» . فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ صُدُورَهُمَا. فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَمِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، فَوَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ بَرَاءَةَ مِنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] إِلَى آخِرِهِ حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: فَكَانَتِ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ حَفْصَةَ

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، كَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، فَأَفْزَعُهُ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ «أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ، ثُمَّ نَرُدُّهَا عَلَيْكِ» . فَأَرْسَلَتْ حَفْصَةُ بِالصُّحُفِ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَإِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ: «§مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ» . قَالَ: فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ، بَعَثَ عُثْمَانُ فِي كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِنْ تِلْكَ الْمَصَاحِفِ الَّتِي نَسَخُوهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ، كُلُّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ تُخْرَقَ أَوْ تُحْرَقَ

قَالَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " §فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مِنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] قَالَ: فَالْتَمَسْتُهَا فَوَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ، أَوْ أَبِي خُزَيْمَةَ، فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا "

قَالَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، كَرِهَ أَنْ يُوَلَّى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ نَسْخَ الْمَصَاحِفِ -[283]- فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، §أَأُعْزَلُ عَنْ نَسْخِ كِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَوَلَّاهُ رَجُلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَسْلَمْتُ، وَإِنَّهُ لَفِي صُلْبِ رَجُلٍ كَافِرٍ؟» يَعْنِي زَيْدًا. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَوْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، اكْتُمُوا الْمَصَاحِفَ الَّتِي عِنْدَكُمْ وَغُلُّوهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] ". فَأَلْقُوا إِلَيْهِ الْمَصَاحِفَ. قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ رِجَالٌ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ الْيَمَامَةِ. ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدٍ، وَمَثَلَ حَدِيثِهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ حُذَيْفَةَ فِي مَقَالَتِهِ لِعُثْمَانَ، وَمَثَلَ حَدِيثِهِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي الْآيَةِ فِي الْأَحْزَابِ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: «§رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ» . -[284]- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي الْيَمَانِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدٍ، وَمَثَلَ حَدِيثِهِ عَنْ أَنَسٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا سِوَى ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي آخِرِهِ: فَلَمَّا كَانَ مَرْوَانُ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ أَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ يَسْأَلُهَا الصُّحُفَ لِيُمَزِّقَهَا، وَخَشِيَ أَنْ يُخَالِفَ الْكِتَابُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَنَعْتُهُ إِيَّاهَا. قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَتْ حَفْصَةُ أَرْسَلَ مَرْوَانُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ سَاعَةَ رَجَعُوا مِنْ جَنَازَةِ حَفْصَةَ بِعَزِيمَةٍ لَيُرْسِلَنَّهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى مَرْوَانَ فَمَزَّقَهَا مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ خِلَافٌ لِمَا نَسْخَ عُثْمَانُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَمْ يُسْمَعْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ أَنَّ مَرْوَانَ هُوَ الَّذِي مَزَّقَ الصُّحُفَ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " §أَدْرَكْتُ النَّاسَ حِينَ شَقَّقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، أَوْ قَالَ: لَمْ يَعِبْ ذَلِكَ أَحَدٌ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: -[285]- «§لَوْ وُلِّيتُ لَفَعَلْتُ فِي الْمَصَاحِفِ الَّذِي فَعَلَ عُثْمَانُ»

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: أَتَى عَلَيَّ رَجُلٌ، وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ §أَلَا أَرَاكَ تُصَلِّي وَقَدْ أُمِرَ بِكِتَابِ اللَّهِ أَنْ يُمَزَّقَ؟» . قَالَ: فَتَجَوَّزْتُ فِي صَلَاتِي، وَكُنْتُ لَا أَحْبِسُ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَلَمْ أَحْبِسْ، وَرَقِيتُ فَلَمْ أَحْبِسْ، فَإِذَا أَنَا بِالْأَشْعَرِيِّ وَإِذَا حُذَيْفَةُ وَابْنُ مَسْعُودٍ يَتَقَاوَلَانِ، وحُذَيْفَةُ يَقُولُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: «ادْفَعْ إِلَيْهِمِ الْمُصْحَفَ» . فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَدْفَعُهُ» . فَقَالَ: «ادْفَعْهُ إِلَيْهِمْ، فَإِنَّهُمْ لَا يَأْلُونَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ إِلَّا خَيْرًا» . فَقَالَ: «وَاللَّهِ لَا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِمْ؛ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً وَأَدْفَعُهُ إِلَيْهِمْ؟ وَاللَّهِ لَا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ نَاسًا، مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَدِمُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدِمْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْعِرَاقِ، فَأَخْرِجْ إِلَيْنَا مُصْحَفَ أُبَيٍّ؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: «§قَدْ قَبَضَهُ عُثْمَانُ» . فَقَالُوا: سُبْحَانَ اللَّهِ أَخْرِجْهُ إِلَيْنَا. فَقَالَ: «قَدْ قَبَضَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ، وَهِيَ مِنَ -[286]- الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا سَطْرَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ؟ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ، وَهُوَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةٌ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ فَيَقُولُ: «§ضَعُوا هَذِهِ السُّورَةَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُذْكَرُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا» ، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ نُزُولًا، وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا، فَظَنَنْتُهَا مِنْهَا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَمْرَهَا، قَالَ: فَلِذَلِكَ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَجْعَلْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَدْرِي إِلَى مَنْ أَسْنَدَهُ، «§أَنَّ الْأَنْفَالَ وَبَرَاءَةَ جُمِعَتَا؛ لِأَنَّ فِيهِمَا ذِكْرُ الْقِتَالَ» . قَالَ: يَقُولُ: «فَهُمَا جَمِيعًا سُورَةٌ وَاحِدَةٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ مِنَ أَهْلِ الْيَمَنِ، عَنْ هَانِئٍ الْبَرْبَرِيِّ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ، وَهُمْ يَعْرِضُونَ الْمَصَاحِفَ، §فَأَرْسَلَنِي بِكَتِفِ شَاةٍ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِيهَا «لَمْ يَتَسَنَّ» ، وَفِيهَا «لَا تَبْدِيلَ لِلْخَلْقِ» ، وَفِيهَا «فَأَمْهَلِ الْكَافِرِينَ» . قَالَ: فَدَعَا بِالدَّوَاةِ فَمَحَا إِحْدَى اللَّامَيْنِ، وَكَتَبَ {لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] ، وَمَحَا «فَأَمْهِلِ» ، وَكَتَبَ {فَمَهِّلِ} [الطارق: 17]-[287]-، وَكَتَبَ {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259] أَلْحَقَ فِيهَا الْهَاءَ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الْجَرَّاحِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَ عُثْمَانَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ زَيْدٌ: سَلْهُ عَنْ قَوْلِهِ: «لَمْ يَتَسَنَّ» أَوْ {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259] ؟ " فَقَالَ عُثْمَانُ: «§اجْعَلُوا فِيهَا الْهَاءَ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ عُرِضَتْ عَلَى عُثْمَانَ، فَوَجَدَ فِيهَا حُرُوفًا مِنَ اللَّحْنِ، فَقَالَ: " §لَا تُغَيِّرُوهَا فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتُغَيِّرُهَا، أَوْ قَالَ: سَتُعَرِّبُهَا بِأَلْسِنَتِهَا، لَوْ كَانَ الْكَاتِبُ مِنْ ثَقِيفٍ، وَالْمُمَلِّي مِنْ هُذَيْلٍ لَمْ تُوجَدْ فِيهِ هَذِهِ الْحُرُوفُ "

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ لَحْنِ الْقُرْآنِ: عَنْ قَوْلِهِ {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63] ، وَعَنْ قَوْلِهِ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [النساء: 162] وَعَنْ قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} فَقَالَتْ: «يَا ابْنَ أُخْتِي، §هَذَا عَمَلُ الْكُتَّابِ أَخْطَئُوا فِي الْكِتَابِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: -[288]- " §فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَكَانَ قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 62] : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُرْوَى عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ قَالَ: قُلْتُ لَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: مَا شَأْنُهَا كُتِبَتْ {وَالْمُقِيمِينَ} [النساء: 162] ؟ قَالَ: إِنَّ الْكَاتِبَ لَمَّا كَتَبَ قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ فَقِيلَ لَهُ: اكْتُبْ {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ} [النساء: 162]

باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن

§بَابُ الرِّوَايَةِ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي خُولِفَ بِهَا الْخَطُّ فِي الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، -[290]- أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَغَيْرِ الضَّالِّينَ)

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، §يَقْرَأُ: (صِرَاطَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، كِلَاهُمَا، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَطُوفَ بِهِمَا)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطَوَّقُونَهُ» . وَقَالَ: «§يُكَلَّفُونَهُ وَلَا يُطِيقُونَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَؤُهَا: «يُطَوَّقُونَهُ» . وَقَالَ: «§الشَّيْخُ الْكَبِيرُ يُطْعَمُ عَنْهُ نِصْفَ صَاعٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: هِيَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ: (§وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ إِلَى الْبَيْتِ) . قَالَ: «لَا يُجَاوَزُ بِالْعُمْرَةِ الْبَيْتَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: «§لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ» حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ: «فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: " هِيَ فِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «§وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ»

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: «§لِلَّذِينَ يُقْسِمُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ»

وَحُدِّثْنَا عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، -[292]- أَنَّهُ §قَرَأَهَا: «فَإِنْ فَاءُوا فِيهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ، قَالَ: أَمَرْتَنِي حَفْصَةُ فَكَتَبْتُ لَهَا مُصْحَفًا، فَقَالَتْ: إِذَا بَلَغَتْ آيَةَ الصَّلَاةِ فَأَخْبِرْنِي. فَلَمَّا بَلَغْتُ {§حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] قَالَتْ: « (وَصَلَاةِ الْعَصْرِ) ، أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ مُصْحَفًا لِحَفْصَةَ. ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ اللَّيْثِ سَوَاءً إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَرْفَعْهُ مَالِكٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَفْصَةَ، -[293]- مِثْلَ ذَلِكَ، غَيْرَ مَرْفُوعٍ أَيْضًا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَتْ: صَلَاةِ الْعَصْرِ بِغَيْرِ وَاو حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا أَمَرَتِ الَّذِي يَكْتُبُ مُصْحَفَهَا بِمِثْلِ مَا أَمَرَتْ بِهِ حَفْصَةُ، غَيْرِ مَرْفُوعٍ أَيْضًا، وَلَيْسَ فِيهَا وَاوٌ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَزِينِ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، §يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ: «وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَؤُهَا بِالْوَاوِ: «وَصَلَاةِ الْعَصْرِ» . -[294]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَنْ قَرَأَهَا بِغَيْرِ وَاو فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ جَعَلَهَا الْعَصْرَ نَفْسَهَا، وَتَصْدِيقُهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ شَغَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ، فَصَلَّاهَا بَيْنَ صَلَاتِي الْعِشَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا» حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَيَزِيدُ، كِلَاهُمَا، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمَنْ قَرَأَهَا: وَصَلَاةِ الْعَصْرِ. جَعَلَ الْوُسْطَى غَيْرَ الْعَصْرِ، وَفِي ذَلِكَ أَيْضًا أَحَادِيثُ تُصَدِّقْهُ، لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهَا

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ: «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي -[295]- يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ: «وَلَمْ تَجِدُوا كِتَابًا» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ: «كِتَابًا» حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَرَأَهَا كَذَلِكَ أَيْضًا: «وَلَمْ تَجِدُوا كِتَابًا» حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَرَأَهَا مِثْلَ ذَلِكَ: وَلَمْ تَجِدُوا كِتَابًا. وَقَالَ: قَدْ يُوجَدُ الْكَاتِبُ، وَلَا تُوجَدُ الصَّحِيفَةُ

حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قَالَ: «§هُوَ إِبْرَاهَامُ وَإِبْرَاهِيمُ، مِثْلُ يَعْقُوبَ وَإِسْرَائِيلَ» . قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَشْتَدُّ فِي تَرْكِ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيُّ وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ يَشْتَدَّانِ فِي ذَلِكَ أَيْضًا. -[296]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَلَّا يُقْرَأَ إِبْرَاهَامُ فِي مَوْضِعِهِ، يَقُولُ: سُمِّيَ بِاسْمَيْنِ كَمَا سُمِّيَ يَعْقُوبُ وَإِسْرَائِيلُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَتَتَبَّعْتُ اسْمَهُ فِي الْمَصَاحِفِ فَوَجَدْتُهُ كُتِبَ فِي الْبَقَرَةِ خَاصَّةً إِبْراهَمَ بِغَيْرِ يَاءٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ §صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَاسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَ: «الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيَّامُ» . قَالَ هَارُونُ: هِيَ فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ مَكْتُوبَةٌ: «الْحَيُّ الْقَيِّمُ»

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ §قَرَأَهَا: «الْحَيُّ الْقَيَّامُ» . قَالَ: قُلْتُ: " أَأَنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْهُ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي "

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقْرَأُ {§فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [آل عمران: 97] , ثُمَّ قَالَ: «لَا،» فِيهِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ «، وَهُوَ هَذَا الَّذِي فِي الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ وَضَّاحٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §قَرَأَ: «فِيهِ آيَةٌ بَيِّنَةٌ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ قَانِفٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقْرَأُ: «§وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌّ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمِّهِ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §قَرَأَ: «فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إِلَى أَجْلٍ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَنَا كَتَبْتُهَا عَلَيْكَ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، -[298]- أَنَّهَا §كَانَتْ تَقْرَأُ: «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَوْثَانًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: «بَلْ يَدَاهُ بُسْطَانِ»

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَحُدِّثْتُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ نُصَيْرٍ الطَّائِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّلْتُ، عَنْ حَامِيَةَ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} [المائدة: 82] فَقَالَ: دَعِ الْقِسِّيسِينَ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ، §أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ وَرُهْبَانًا»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: §فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: «فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ»

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، أَنَّ عُثْمَانَ، §كَتَبَ فِي آخِرِ الْمَائِدَةِ: «لِلَّهِ مَلَكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ سُمَيْعٌ -[299]- بَصِيرٌ» ، وَكَتَبَ: «وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (يَقْضِي بِالْحَقِّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى بَيِّنًا)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا فِي §قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: (وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قَبِيلًا) الَّتِي فِي الْأَنْعَامِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِينَ أَحْسَنُوا)

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ، §يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ سُورَةَ الْأَنْعَامِ وَيَقُولُ: (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَانِ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ الْأَصْفَرُ فِي سَمِّ الْخَيَّاطِ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخَيَّاطِ} [الأعراف: 40] قَالَ: «الْقَلْسُ مِنْ قَلُوسِ الْبَحْرِ» . قَالَ: وَكَانَ يَقْرَأُ (وَيَذَرُكَ وَإِلَاهَتُكَ) قَالَ هَارُونُ: وَفِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي مُصْحَفِهِ (وَقَدْ تَرَكُوكَ أَنْ يَعْبُدُوكَ وَآلِهَتُكَ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الْكَلَاعِيِّ، أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ: §أَخْبِرُونِي بِآيَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ تُكْتَبَا فِي الْمُصْحَفِ، فَلَمْ يُخْبِرُوهُ، وَعِنْدَهُمْ أَبُو الْكَنُودِ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ مَسْلَمَةُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَلَا أَبْشِرُوا أَنْتُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَالَّذِينَ آوُوهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَجَادَلُوا عَنْهُمُ الْقَوْمَ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أُولَئِكَ مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَعَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، §قَرَأَ: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارُ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) فَرَفَعَ الْأَنْصَارَ، وَلَمْ يُلْحِقِ الْوَاوَ فِي الَّذِينَ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] فَقَالَ عُمَرُ: (الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) فَقَالَ زَيْدٌ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ. فَقَالَ عُمَرُ: " ائْتُونِي بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أُبَيُّ: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] فَقَالَ عُمَرُ: «فَنَعَمْ إِذًا» . فَتَابَعَ أُبَيًّا

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ {§إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ. . . . .} [يونس: 24] إِلَى قَوْلِهِ: (كَذَلِكَ نُفَصَّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمَا أَهْلَكْنَاهَا إِلَّا بِذُنُوبِ أَهْلِهَا) قَالَ: هَكَذَا قَرَأَهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ: §فِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: (مَا أَتَيْتُمْ بِهِ سِحْرٌ) وَفِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، §يَقْرَأُ: (أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونِي صُدُورَهُمْ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ قَرَأَ «لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَةٌ لِلسَّائِلِينَ» قَالَ: قَالَ هَارُونُ: §وَفِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ «عِبْرَةٌ لِلسَّائِلِينَ» تَصْدِيقٌ لِقَوْلِ مُجَاهِدٍ، أَوْ قَالَ: لِقِرَاءَةِ مُجَاهِدٍ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ «أَفَلَمْ يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: «§إِنَّمَا هِيَ» أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ "

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (وَكُلُّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يَقْرَؤُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا الزُّخْرُفُ؟ حَتَّى وَجَدْتُ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (أَوْ يَكُونُ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §قَرَأَ (فَسَأَلَ مُوسَى فِرْعَوْنَ أَنْ أَرْسِلَ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي فِي قَوْلِهِ: (فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ: §كَتَبَ عُثْمَانُ: (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا) . -[304]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ يُحَدَّثُ هَذَا الْحَرْفَ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الكهف: 77] قَالَ: وَفِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: (لَأُوتِيتَ عَلَيْهِ أَجْرًا)

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ §قَرَأَهَا (فَخَاطَبَهَا مِنْ تَحْتِهَا)

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، §يَقْرَأُ: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا وَصَمْتًا)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، §كَانَ يَقْرَؤُهَا (وَإِنْ كَادَ مَكْرُهُمْ) بِالدَّالِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذُنَانِ، قَالَ: وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَانْيَلَ، -[305]- أَنَّ عَلِيًّا، §كَانَ يَقْرَؤُهَا (وَإِنْ كَادَ مَكْرُهُمْ)

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَؤُهَا (وَإِنْ كَادَ مَكْرُهُمْ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً بَعَثَنَا أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا فَمَكَرُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ) قَالَ: وَفِي قِرَاءَتِهِ (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئَاتُهُ عِنْدَ رَبِّكَ)

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَدْرِي أَهُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَمْ لَا، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًى) وَيَقُولُ: حَوِّلُوا الْوَاوَ إِلَى مَوْضِعِهَا (وَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §وَفِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ. . . . . . . . . لِلَّهِ) ، كُلُّهُنَّ بِغَيْرِ أَلْفٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ، قَالَ: §كَانَتْ فِي الْإِمَامِ مُصْحَفِ عُثْمَانَ الَّذِي كَتَبَهُ لِلنَّاسِ (لِلَّهِ. . . لِلَّهِ) كُلُّهُنَّ بِغَيْرِ -[306]- أَلْفٍ. فَقَالَ: قَالَ عَاصِمٌ: وَأَوَّلُ مَنْ أَلْحَقَ هَاتَيْنِ الْأَلِفَيْنِ فِي الْمُصْحَفِ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَرَأْتُ أَنَا فِي مُصْحَفٍ بِالثَّغْرِ قَدِيمٍ، بُعِثَ بِهِ إِلَيْهِمْ، فِيمَا أَخْبِرُونِي بِهِ قَبْلَ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَإِذَا كُلُّهُنَّ (لِلَّهِ لِلَّهِ) بِغَيْرِ أَلْفٍ

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافِّنْ) . حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (صَوَافِّنْ) . حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَ ذَلِكَ (صَوَافِّنْ) وَقَالَ: قِيَامًا

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ، سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] : «§هَلْ كَانَتْ جَاهِلِيَّةً غَيْرَ وَاحِدَةٍ؟» فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَمَا سَمِعْتَ أُولَى إِلَّا لَهَا آخِرَةٌ؟» فَقَالَ: «هَاتِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا يُصَدِّقُ ذَلِكَ» . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (جَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ كَمَا جَاهَدْتُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) "

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَؤُهَا (حَتَّى تُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا وَتَسْتَأْذِنُوا) وَقَالَ: (وَتَسْتَأْنِسُوا) وَهُمْ مِنَ الْكِتَابِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَؤُهَا (مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ)

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: §هِيَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (مِثْلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ) أَوْ قَالَ (مِثْلُ مَنْ آمَنَ بِهِ)

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ مِنْ ثِيَابِهِنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ) وَيَقُولُ: «§هُوَ الْجِلْبَابُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §وَهُوَ يَقْرَأُ الْآيَةَ فِي خَاتِمَةِ النُّورِ، وَهُوَ جَاعِلٌ أَصَابِعَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ يَقُولُ: (بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ)

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ: (§وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) قَالَ: كَذَلِكَ قَرَأَهَا

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الْجَاهِلِينَ)

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا أَنْظُرُ فِي كِتَابِ رَبِّي وَآتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} [النمل: 66]-[309]- قَالَ: (بَلَى آدَّرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) «§أَيْ لَمْ يُدْرِكَ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ قَرَأَهَا بِالِاسْتِفْهَامِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (أَمْ تَدَارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُنَبِّئُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ (وَأَنِ اتْلُ الْقُرْآنَ) عَلَى الْأَمْرِ، وَفِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (وَاتْلُ عَلَيْهِمِ الْقُرْآنَ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: §فِي الْقِرَاءَةِ الْأُولَى: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ أَنَّ الْجِنَّ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ)

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ §قَرَأَهَا (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (يَا حَسْرَةَ الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لَا مُسْتَقَرَّ لَهَا)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ (إِنْ كَانَتْ إِلَّا زَقْيَةً وَاحِدَةً) وَفِي قِرَاءَتِنَا {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: 29]

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي حَرْفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُ كَانَ فِي مُصْحَفِهَا «فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ» مِثْلُ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ (ثُمَّ إِنَّ مُنْقَلَبَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءِ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَرَأَ: (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ) وَفِي حَدِيثِ غَيْرِ ابْنِ كَثِيرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا يُبَالِي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ {عَلَى قَلْبِ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ جُبَارٍ}

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ عُبَّادَ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا) لَيْسَ فِيهِ {الَّذِينَ هُمْ} [الزخرف: 19]

حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، -[312]- أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، أَقْرَأَ رَجُلًا {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان: 44] §فَقَالَ الرَّجُلُ: (طَعَامُ الْيَتِيمِ) فَرَدَّدَهَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَسْتَقِمْ بِهِ لِسَانُهُ. فَقَالَ: «أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ (طَعَامُ الْفَاجِرِ) ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَافْعَلْ»

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَحْيَا وَنَمُوتُ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، قَالَ: §فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ (وَيُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبَّحُوا اللَّهَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُ أَهْلِ الْيَمَنِ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفِ (وَتُعَزِّزُوهُ) كِلْتَاهُمَا بِزَاي

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ قُلْتُ: -[313]- [البحر الطويل] وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعَ الْيَتَامَى عِصْمَةً لِلْأَرَامِلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ (جَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بِالْمَوْتِ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَكَذَا أَحْسَبُهُ قَرَأَهَا؛ قَدَّمَ الْحَقَّ وَأَخَّرَ الْمَوْتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ عَائِشَةَ تَمَثَّلَتْ بِبَيْتِ حَاتِمِ طَيِّئٍ: [البحر الطويل] إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا طُعْمَةَ، يَقْرَأُ (§عَلَى رَفَارِفَ خُضْرٍ وَعَبَاقِرِيٍّ حِسَانٍ) قَالَ: -[314]- وَكَانَ أَبُو طُعْمَةَ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا الْحَرْفُ يُرْوَى مَرْفُوعًا يُحَدِّثُونَهُ عَنِ الْأَرْطَبَانِيِّ، عَنْ عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُحَدِّثُونَ يُحَدِّثُونَهُ بِالْإِجْرَاءِ، وَلَا أَدْرِي أَمَحْفُوظٌ هُوَ أَمْ لَا، إِلَّا أَنَّهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ عَلَى تَرْكِ الْإِجْرَاءِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأٌ (وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تَكْذِبُونَ)

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَأَى مَعَهُ لَوْحًا مَكْتُوبًا فِيهِ {§إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ أَوْ مَنْ أَمْلَ عَلَيْكَ هَذَا؟ فَقَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. فَقَالَ: " إِنَّ أُبَيًّا كَانَ أَقْرَأَنَا لِلْمَنْسُوخِ. اقْرَأْهَا (فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَرَأَهَا عَبْدُ اللَّهِ (فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قَالَ: وَقَالَ: " §لَوْ كَانَتْ: (فَاسْعَوْا) لَسَعَيْتُ حَتَّى يَسْقُطَ رِدَائِي "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] §أَمَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِالسَّعْيِ -[315]- عَلَى الْأَقْدَامِ، وَلَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَأْتُوا الصَّلَاةَ، وَعَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، وَلَكِنَّهُ السَّعْيُ بِالنِّيَّةِ، وَالْإِخْلَاصُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §قَرَأَهَا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ)

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ §قَرَأَهَا (فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ (فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، §يَقْرَؤُهَا (فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبُلِ عِدَّتِهِنَّ) . قَالَ حَجَّاجٌ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنِ جُرَيْجٍ مِنْ مُجَاهِدٍ غَيْرَ هَذَا الْحَرْفِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ §قَرَأَ (لَيُزْهِقُونَكَ)

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ §قَرَأَ: (يَا أَيُّهَا الْكُفَّارُ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا الْحَرْفُ عَنْ عُمَرَ: (يَا أَيُّهَا الْمَرْءُ مَا سَلَكَكَ فِي سَقَرَ) يُحَدِّثُونَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا عُمَرُ فَلَمْ أَنْسَهَا بَعْدُ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: أَتَقْرَأُ عَلَيَّ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاقْرَأْ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] ، فَقَرَأْتُ: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى) قَالَ: فَضَحِكَ وَقَالَ: §هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا -[317]- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: يَا ابْنَ أَخِي، فَمَا زَالَ بِي هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونَنِي حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: " أَلَيْسَ مِنْكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ، وَالَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَصَاحِبُ الْوِسَادِ أَوِ السَّوَادِ، شَكَّ يَزِيدُ؟ قَالَ: صَاحِبُ السِّرِّ حُذَيْفَةُ، وَالَّذِي أُجِيرَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَمَّارٌ، وَصَاحِبُ الْوِسَادِ أَوِ السَّوَادِ ابْنُ مَسْعُودٍ. ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الْأُمَوِيِّ، قَالَ: §سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقْرَأُ (كَالصُّوفِ الْمَنْفُوشِ)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ §قَرَأَ (وَالْعَصْرِ، وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ لِخُسْرٍ، وَإِنَّهُ فِيهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ)

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: §سَمِعْتُ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ (وَيْلُ أُمِّكُمْ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ، رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ §قَرَأَ (إِذَا جَاءَ فَتْحُ اللَّهِ وَالنَّصْرِ)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §كَتَبَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فِي مُصْحَفِهِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ، وَاللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ. وَتَرَكَهُنَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَكَتَبَ عُثْمَانُ مِنْهُنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَزْرَةَ، قَالَ: §قَرَأْتُ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ (اللَّهُمَّ نَسْتَعِينُكَ) وَ (اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ)

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: §قَرَأْتُ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (اللَّهُمَّ نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ) إِلَى قَوْلِهِ (بِالْكَافِرِينَ مُلْحَقٌ)

باب ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف

§بَابُ مَا رُفِعَ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَ نُزُولِهِ وَلَمْ يُثْبَتُ فِي الْمَصَاحِفِ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " §لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ قَدْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَمَا يُدْرِيهِ مَا كُلَّهُ؟ قَدْ ذَهَبَ مِنْهُ قُرْآنٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ مَا ظَهْرَ مِنْهُ "

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " §كَانَتْ سُورَةُ الْأَحْزَابِ تُقْرَأُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَتَيْ آيَةٍ، فَلَمَّا كَتَبَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ لَمْ يَقْدِرْ مِنْهَا إِلَّا عَلَى مَا هُوَ الْآنَ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: يَا زِرُّ، كَأَيِّنْ تَعُدُّ؟ أَوْ قَالَ: كَأَيِّنْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ قُلْتُ: اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ آيَةً، أَوْ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ آيَةً. فَقَالَ: «§إِنْ -[321]- كَانَتْ لَتَعْدِلُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَإِنْ كُنَّا لَنَقْرَأُ فِيهَا آيَةَ الرَّجْمِ» . قُلْتُ: وَمَا آيَةُ الرَّجْمِ؟ قَالَ: (إِذَا زِنًا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللَّهِ. وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، أَنَّ خَالَتَهُ، قَالَتْ: " §لَقَدْ أَقْرَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةَ الرَّجْمِ (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ بِمَا قَضَيَا مِنَ اللَّذَّةِ)

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ فَقَالَ: " §أَلَا إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: مَا بَالُ الرَّجْمِ، وَإِنَّمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الْجِلْدُ؟ وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَمْنَا مَعَهُ. وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ قَائِلُونَ: زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ لَأَثْبَتُّهَا كَمَا أُنْزِلَتْ "

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: -[322]- " §لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَكْتُبَ فِي نَاحِيَةِ الْمُصْحَفِ: شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، مَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ، وَهُوَ أَبُوهُمْ) فَقَالَ عُمَرُ: «§لَا تُفَارِقْنِي حَتَّى نَأْتِيَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ» . فَأَتَيَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَالَ: «يَا أُبَيُّ، أَلَا تَسْمَعُ كَيْفَ يَقْرَأُ هَذَا هَذِهِ الْآيَةَ؟» فَقَالَ أُبَيُّ: «كَانَتْ فِيمَا أُسْقِطَ» . قَالَ عُمَرُ: " فَأَيْنَ كُنْتَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: شَغَلَنِي عَنْهَا مَا لَمْ يَشْغَلْكَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَتَيْنَاهُ، فَعَلَّمَنَا مِمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجِئْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " §إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: (إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ الثَّانِي، وَلَوْ -[323]- كَانَ لَهُ الثَّانِي لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ الثَّالِثُ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ. وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ) "

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: " §نَزَلَتْ سُورَةٌ نَحْوَ بَرَاءَةَ، ثُمَّ رُفِعَتْ، وَحُفِظَ مِنْهَا (إِنَّ اللَّهَ سَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ. وَلَوْ أَنَّ لِابنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا. وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ. وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ)

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: §كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ لَابْتَغَى الثَّالِثُ. وَلَا يَمْلَأُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ. وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ)

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: §كُنَّا نَقْرَأُ (لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِلْءَ وَادٍ مَالًا، لَأَحَبَّ إِلَيْهِ مِثْلَهُ. وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ. وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَا أَدْرِي أَمِنَ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا؟

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدَةَ بِنْتِ أَبِي يُونُسَ، قَالَتْ: قَرَأَ عَلَيَّ أَبِي، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً، §فِي مُصْحَفِ عَائِشَةَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وَعَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ الْأُولَى) قَالَتْ: قَبْلَ أَنْ يُغَيِّرَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ. قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ وَغَيْرِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فِي مُصْحَفِ عَائِشَةَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: §كُنَّا نَقْرَأُ (لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ) ثُمَّ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَكَذَاكَ يَا زَيْدُ؟ قَالَ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَلَمْ نَجِدْ فِيمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا أَنْ (جَاهِدُوا كَمَا جَاهَدْتُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ؟ فَإِنَّا لَا نَجِدُهَا فَقَالَ: §أُسْقِطَتْ فِيمَا أُسْقِطَ مِنَ الْقُرْآنِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذِهِ الْحُرُوفُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي هَذَيْنِ الْبَابَيْنِ مِنَ الزَّوَائِدِ لَمْ يَرْوِهَا الْعُلَمَاءُ، وَاحْتَمَلُوهَا عَلَى أَنَّهَا مِثْلُ الَّذِي بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ؛ وَلِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ. وَلَمْ يَجْعَلُوا مَنْ جَحَدَهَا كَافِرًا. إِنَّمَا تُقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ. وَيْحَكُمُ بِالْكُفْرِ عَلَى الْجَاحِدِ لِهَذَا الَّذِي بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ خَاصَّةً وَهُوَ مَا ثَبَتَ فِي الْإِمَامِ الَّذِي نَسْخَهُ عُثْمَانُ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَإِسْقَاطٍ لِمَا سِوَاهُ ثُمَّ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ، فَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي شَيْءٍ مِنْهُ، يَعْرِفُهُ جَاهِلُهُمْ كَمَا يَعْرِفُهُ عَالِمُهُمْ، وَتَوَارَثُهُ الْقُرُونُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ، وَتَتَعَلَّمَهُ الْوِلْدَانُ فِي الْمَكْتَبِ. وَكَانَتْ هَذِهِ إِحْدَى مَنَاقِبِ عُثْمَانَ الْعِظَامِ. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الزَّيْغِ طَعَنَ فِيهِ ثُمَّ تَبَيَّنَ لِلنَّاسِ ضَلَالُهُمْ فِي ذَلِكَ

حُدِّثْتُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ: §أَلَا تَعْجَبُ مِنْ حُمْقِهِمْ؛ كَانَ مِمَّا عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ تَمْزِيقِهِ الْمَصَاحِفَ، ثُمَّ قَبِلُوا مَا نَسْخَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ مَأْمُونًا عَلَى مَا أُسْقِطَ، كَمَا هُوَ مَأْمُونٌ عَلَى مَا نَسَخَ. وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ وُلِّيتُ الْمَصَاحِفَ لَصَنَعْتُ فِيهَا الَّذِي -[326]- صَنَعَ عُثْمَانُ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ حِينَ فَعَلَ عُثْمَانُ مَا فَعَلَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْكَرَ ذَلِكَ، يَعْنِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَالَّذِي أَلَّفَهُ عُثْمَانُ، هُوَ الَّذِي بَيْنَ ظَهْرِي الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ، وَهُوَ الَّذِي يُحْكَمُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا مِثْلَمَا يُحْكَمُ عَلَى الْمُرْتَدِّ مِنَ الِاسْتِتَابَةِ، فَإِنْ أَبَى فَالْقَتْلُ. فَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي لَمْ يُؤْخَذْ عِلْمُهَا إِلَّا بِالْإِسْنَادِ وَالرِّوَايَاتِ الَّتِي يَعْرِفُهَا الْخَاصَّةُ مِنَ الْعُلَمَاءِ دُونَ عَوَّامِ النَّاسِ، فَإِنَّمَا أَرَادَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْهَا أَنْ يَسْتَشْهِدُوا بِهَا عَلَى تَأْوِيلِ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، وَتَكُونُ دَلَائِلَ عَلَى مَعْرِفَةِ مَعَانِيهِ وَعِلْمِ وُجُوهِهِ، وَذَلِكَ كَقِرَاءَةِ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى صَلَاةِ الْعَصْرِ) وَكَقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (وَالسَّارِقُونَ وِالسَّارِقَاتُ فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمْ) ، وَمَثَلِ قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِنْ فَاءُوا فِيهِنَّ. . .) ، وَكَقِرَاءَةِ سَعْدٍ (فَإِنْ كَانَ لَهُ أَخٌّ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمِّهِ) وَكَمَا قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ) ، وَكَذَلِكَ قِرَاءَةِ جَابِرٍ (فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ لَهُنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) . فَهَذِهِ الْحُرُوفُ وَأَشْبَاهٌ لَهَا كَثِيرَةٌ قَدْ صَارَتْ مُفَسَّرَةً لِلْقُرْآنِ، وَقَدْ كَانَ يُرَى مِثْلُ هَذَا عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ فِي التَّفْسِيرِ فَيُسْتَحْسَنُ ذَلِكَ، فَكَيْفَ إِذَا رُوِيَ عَنْ -[327]- لُبَابِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَارَ فِي نَفْسِ الْقِرَاءَةِ؟ فَهُوَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنَ التَّفْسِيرِ وَأَقْوَى، وَأَدْنَى مَا يُسْتَنْبَطُ مِنْ عِلْمِ هَذِهِ الْحُرُوفِ مَعْرِفَةُ صِحَّةِ التَّأْوِيلِ. عَلَى أَنَّهَا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي لَا تَعْرِفُ الْعَامَّةُ فَضْلَهُ. إِنَّمَا يَعْرِفُ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ. وَكَذَلِكَ يَعْتَبِرُ بِهَا وَجْهُ الْقِرَاءَةِ، كَقِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ {يَقُصُّ الْحَقَّ} [الأنعام: 57] فَلَمَّا وَجَدْتُهَا فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (يَقْضِي بِالْحَقِّ) عَلِمْتُ أَنْتَ أَنَّمَا هِيَ يَقْضِي الْحَقَّ، فَقَرَأْتَهَا أَنْتَ عَلَى مَا فِي الْمُصْحَفِ، وَاعْتَبَرْتَ صِحَّتَهَا بِتِلْكَ الْقِرَاءَةِ. وَكَذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ {أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] لَمَّا وَجَدْتُهَا فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ (تُنَبِّئُهُمْ) عَلِمْتُ أَنَّ وَجْهَ الْقِرَاءَةِ تُكَلِّمُهُمْ. فِي أَشْيَاءَ مِنْ هَذِهِ كَثِيرَةٍ لَوْ تُدُبِّرَتْ وُجِدَ فِيهَا عِلْمٌ وَاسِعٌ لِمَنْ فَهِمَهُ

حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وهي اثنا عشر حرفا

§حُرُوفُ الْقُرْآنِ الَّتِي اخْتَلَفَتْ فِيهَا مَصَاحِفُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ، وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ حَرْفًا

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، §أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ، وَأَهْلَ الْعِرَاقِ اخْتَلَفَتْ مَصَاحِفُهُمْ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ. قَالَ: كَتَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ (وَأَوْصَى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ) بِالْأَلِفِ، وَكَتَبَ أَهْلُ الْعِرَاقِ {وَوَصَّى} [البقرة: 132] بِغَيْرِ أَلِفٍ. وَفِي آلِ عِمْرَانَ، كَتَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ (سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) بِغَيْرِ وَاو، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {وَسَارِعُوا} [آل عمران: 133] بِالْوَاوِ. وَفِي الْمَائِدَةِ (يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) بِغَيْرِ وَاو، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {وَيَقُولُ} [المائدة: 53] بِالْوَاوِ. وَفِيهَا أَيْضًا أَهْلُ الْمَدِينَةِ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) بِدَالَيْنِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ {مَنْ يَرْتَدُّ} [المائدة: 54] بَدَالٍ وَاحِدَةٍ.

وَفِي سُورَةِ بَرَاءَةَ، أَهْلُ الْمَدِينَةِ (الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا) بِغَيْرِ وَاو، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} [التوبة: 107] بِالْوَاوِ. وَفِي الْكَهْفِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ (لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهُمَا مُنْقَلَبًا) عَلَى اثْنَيْنِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} [الكهف: 36] عَلَى وَاحِدَةٍ. وَفِي الشُّعَرَاءِ، أَهْلُ الْمَدِينَةِ (فَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) بِالْفَاءِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {وَتَوَكَّلْ} [الشعراء: 217] بِالْوَاوِ. وَفِي الْمُؤْمِنِ، أَهْلُ الْمَدِينَةِ (وَأَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ {أَوْ أَنْ} [هود: 87] بِأَلِفٍ. وَفِي عسق، أَهْلُ الْمَدِينَةِ: (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) بِغَيْرِ فَاءٍ. وَأَهْلُ الْعِرَاقِ {فَبِمَا كَسَبَتْ} [الشورى: 30] بِالْفَاءِ. وَفِي الزُّخْرُفِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: {تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} [الزخرف: 71] بِالْهَاءِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ (تَشْتَهِي الْأَنْفُسُ) بِغَيْرِ هَاءٍ. وَفِي الْحَدِيدِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ (إِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) بِغَيْرِ هُوَ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24] . وَفِي الشَّمْسِ وَضُحَاهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ: (فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) بِالْفَاءِ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا} [الشمس: 15] بِالْوَاوِ

باب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا

§بَابٌ وَهَذِهِ الْحُرُوفُ الَّتِي اخْتَلَفَتْ فِيهَا مَصَاحِفُ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ وَقَدْ وَافَقَتْ أَهْلَ الْحِجَازِ فِي بَعْضٍ وَفَارَقَتْ بَعْضًا

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيِّ، قَالَ هِشَامٌ: وَحَدَّثَنَاهُ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَيْضًا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ هَذِهِ الْحُرُوفِ فِي مَصَاحِفِ الشَّامِ، وَقَدْ دَخَلَ حَدِيثُ أَحَدِهِمَا فِي حَدِيثِ الْآخَرِ، وَهِيَ ثَمَانٌ وَعِشْرُونَ حَرْفًا فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ: §فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ) بِغَيْرِ وَاوٍ. وَفِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ: (سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) بِغَيْرِ وَاوٍ. وَفِيهَا أَيْضًا: (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ) كُلُّهُنَّ بِالْبَاءِ. وَفِي النِّسَاءِ: (مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) بِالنَّصْبِ. وَفِي الْمَائِدَةِ: (يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا) بِغَيْرِ وَاو. وَفِيهَا أَيْضًا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ) بِدَالَيْنِ. وَفِي الْأَنْعَامِ: (وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ) بِلَامٍ وَاحِدَةٍ.

وَفِيهَا أَيْضًا: (وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلُ أَوْلَادَهُمْ شُرَكَائِهِمْ) بِنَصْبِ الْأَوْلَادِ وَخَفْضِ الشُّرَكَاءِ، وَيَتَأَوَّلُونَهُ قَتْلَ شُرَكَائِهِمْ أَوْلَادَهُمْ. وَفِي الْأَعْرَافِ: (قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ) بِتَاءَيْنِ. وَفِيهَا أَيْضًا: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا مَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ) بِغَيْرِ وَاو. وَفِيهَا أَيْضًا: فِي قِصَّةِ صَالِحٍ: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) بِغَيْرِ وَاو. وَفِيهَا أَيْضًا: فِي قِصَّةِ شُعَيْبٍ: (وَقَالَ الْمَلَأُ) بِالْوَاوِ. وَفِيهَا أَيْضًا: (وَإِذَا أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) بِغَيْرِ نُونٍ. وَفِي بَرَاءَةَ: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا) بِغَيْرِ وَاو. وَفِي يُونُسَ: (هُوَ الَّذِي يَنْشُرُكُمْ فِي الْبِرِّ وَالْبَحْرِ) بِالنُّونِ وَالشِّينِ. وَفِيهَا: (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَاتُ رَبِّكَ) عَلَى الْجِمَاعِ. وَفِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: (قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ) بِالْأَلْفِ عَلَى الْخَبَرِ. وَفِي الْكَهْفِ: (خَيْرًا مِنْهُمَا مُنْقَلَبًا) عَلَى اثْنَيْنِ. وَفِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ: (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ لِلَّهِ لِلَّهِ) ثَلَاثَتَهُنَّ بِغَيْرِ أَلِفٍ. وَفِي الشُّعَرَاءِ: (فَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) بِالْفَاءِ. وَفِي النَّمْلِ: (إِنَّنَا لَمُخْرَجُونَ) عَلَى نُونَيْنِ بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ.

وَفِي الْمُؤْمِنِ: (كَانُوا هُمْ أَشَدُّ مِنْكُمْ قُوَّةً) بِالْكَافِ. وَفِيهَا أَيْضًا: (وَأَنْ يُظْهَرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) بِغَيْرِ أَلِفٍ. وَفِي عسق: (مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) بِغَيْرِ فَاءٍ. وَفِي الرَّحْمَنِ: (وَالْحَبَّ ذَا الْعَصْفَ وَالرَّيْحَانَ) بِالنَّصْبِ. وَفِيهَا أَيْضًا: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) بِالرَّفْعِ. وَفِي الْحَدِيدِ: (إِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) بِغَيْرِ هُوَ. وَفِي الشَّمْسِ وَضُحَاهَا (فَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) بِالْفَاءِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَدْ ذَكَرْنَا مَا خَالَفَتْ فِيهِ مَصَاحِفُ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الشَّامِ مَصَاحِفَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَمَّا الْعِرَاقُ نَفْسُهَا فَلَمْ تَخْتَلِفْ مَصَاحِفُهَا فِيمَا بَيْنَهَا إِلَّا خَمْسَةَ أَحْرُفٍ بَيْنَ مَصَاحِفِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ. كَتَبَ الْكُوفِيُّونَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ: {لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 63] بِغَيْرِ تَاءٍ. وَفِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ} [الأنبياء: 4] بِالْأَلْفِ عَلَى الْخَبَرِ. وَفِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ: (قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ) عَلَى الْأَمْرِ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَلِكَ الَّتِي تَلِيهَا: (قُلْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا) مِثْلُ الْأُولَى. وَفِي الْأَحْقَافِ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانُ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} [الأحقاف: 15] . وَكَتَبَهَا الْبَصْرِيُّونَ: لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا بِالتَّاءِ. وَكَتَبُوا: (قُلْ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ) عَلَى الْأَمْرِ، بِغَيْرِ أَلِفٍ.

وَكَتَبُوا: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون: 112] بِالْأَلْفِ عَلَى الْخَبَرِ. وَكَذَلِكَ الَّتِي تَلِيهَا: {قَالَ إِنَّ لَبِثْتُمْ} [المؤمنون: 114] مِثْلُ الْأُولَى. وَكَتَبُوا: (بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) بِغَيْرِ أَلِفٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذِهِ الْحُرُوفُ الَّتِي اخْتَلَفَتْ فِي مَصَاحِفِ الْأَمْصَارِ، لَيْسَتْ كَتِلْكَ الزَّوَائِدِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي الْبَابَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ مُثْبَتَةٌ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، وَهِيَ كُلُّهَا مَنْسُوخَةٌ مِنَ الْإِمَامِ الَّذِي كَتَبَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ مِمَّا نَسَخَ بِمُصْحَفٍ، وَمَعَ هَذَا إِنَّهَا لَمْ تَخْتَلِفْ فِي كَلِمَةٍ تَامَّةٍ، وَلَا فِي شَطْرِهَا. إِنَّمَا كَانَ اخْتِلَافُهَا فِي الْحَرْفِ الْوَاحِدِ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ كَالْوَاوِ وَالْفَاءِ وَالْأَلِفِ وَمَا أَشْبَهُ ذَلِكَ، إِلَّا الْحَرْفَ الَّذِي فِي الْحَدِيدِ وَحْدَهُ: قَوْلُهُ (فَإِنَّ اللَّهَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فَإِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ زَادُوا عَلَى ذَيْنِكَ الْمِصْرَيْنِ (هُوَ) . وَأَمَّا سَائِرُهَا فَعَلَى مَا أَعْلَمْتُكَ لَيْسَ لِأَحَدٍ إِنْكَارُ شَيْءٍ مِنْهَا وَلَا جَحْدُهُ. وَهِيَ كُلُّهَا عِنْدَنَا كَلَامُ اللَّهِ، وَالصَّلَاةُ بِهَا تَامَّةُ إِذْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهَا

باب لغات القرآن وأي العرب نزل القرآن بلغته

§بَابُ لُغَاتِ الْقُرْآنِ وَأَيُّ الْعَرَبِ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا، قَالَ: فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِي فَقَالَ: «اقْرَأْ» . فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ» ، ثُمَّ قَالَ لِي: «اقْرَأْ» . فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنِ §نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ» -[335]- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ، ثُمَّ ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَيُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عُمَرَ، وَهِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِي حَدِيثِ عُقَيْلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فِي الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ: هِيَ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، كِلَاهُمَا، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: مَا حَكَّ فِي صَدْرِي شَيْءٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا أَنِّي قَرَأْتُ آيَةً وَقَرَأَهَا آخِرُ غَيْرَ قِرَاءَتِي فَقُلْتُ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْرَأْتَنِي كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «نَعَمْ» . وَقَالَ الْآخَرُ: أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَ: " §إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَتَيَانِي فَقَعَدَ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِي، وَقَعَدَ مِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، كُلُّ حَرْفٍ شَافٍ كَافٍ " حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلَيْنِ قَدِ اخْتَلَفَا فِي الْقِرَاءَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُقَيْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، -[337]- مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضًا

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جُهَيْمٍ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ كِلَاهُمَا يَزْعُمُ أَنَّهُ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَشِيَا جَمِيعًا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَبُو جُهَيْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَا تَمَارَوْا فِيهِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كَفَرٌ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، -[338]- أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: إِنَّمَا هِيَ كَذَا وَكَذَا بِغَيْرِ مَا قَرَأَ الرَّجُلُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيَاهُ، فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ أَصَبْتُمْ، فَلَا تَمَارَوْا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كَفَرٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقِيتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ أَحْجَارَ الْمِرَاءِ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُرْسِلْتُ إِلَى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالْغُلَامِ وَالْجَارِيَةِ وَالشَّيْخِ الْفَانِي الَّذِي لَمْ يَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَقَالَ: §إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» . قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ: قَدْ تَوَاتَرَتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا يُرْوَى عَنْ سَمُرَةَ

حَدَّثَنِي عَفَّانُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ» . قَالَ أَبُوعُبَيْدٍ: وَلَا نَرَى الْمَحْفُوظَ إِلَّا السَّبْعَةَ، لِأَنَّهَا الْمَشْهُورَةُ. وَلَيْسَ مَعْنَى تِلْكَ السَّبْعَةِ أَنْ يَكُونَ الْحَرْفُ الْوَاحِدُ يُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ، هَذَا شَيْءٌ غَيْرُ مَوْجُودٍ، وَلَكِنَّهُ عِنْدَنَا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ، فَيَكُونُ الْحَرْفُ مِنْهَا بِلُغَةِ قَبِيلَةٍ، وَالثَّانِي بِلُغَةٍ أُخْرَى سِوَى الْأُولَى، وَالثَّالِثُ بِلُغَةٍ أُخْرَى سِوَاهُمَا، كَذَلِكَ إِلَى السَّبْعَةِ. وَبَعْضُ الْأَحْيَاءِ أَسْعَدُ بِهَا وَأَكْثَرُ حَظًّا فِيهَا مِنْ بَعْضٍ، وَذَلِكَ يُبَيَّنُ فِي أَحَادِيثَ تَتْرَى

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عُثْمَانَ، قَالَ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَكْتُبُوا الْمَصَاحِفَ: §مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ يُحَدِّثُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «§نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ الْكَعْبَيْنِ؛ كَعْبِ قُرَيْشٍ وَكَعْبِ خُزَاعَةَ» . قِيلَ لَهُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ الدَّارَ وَاحِدَةٌ» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنَّ خُزَاعَةَ جِيرَانُ قُرَيْشٍ فَأَخَذُوا لُغَتَهُمْ

وَأَمَّا الْكَلْبِيُّ، فَإِنَّهُ يُرْوَى عَنْهُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ، مِنْهَا خَمْسٌ بِلُغَةِ الْعَجُزِ مِنْ هَوَازِنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَالْعَجُزُ هُمْ سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، وَجُشَمُ بْنُ بَكْرٍ، وَنَصْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَثَقِيفُ. وَهَذِهِ الْقَبَائِلُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا عُلْيَا هَوَازِنَ. وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ: أَفْصَحُ الْعَرَبِ عُلْيَا هَوَازِنَ وَسُفْلَى تَمِيمٍ، فَهَذِهِ عُلْيَا هَوَازِنَ، وَأَمَّا سُفْلَى تَمِيمٍ فَبَنُو دَارِمٍ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: §لَا يُمِلَّنَّ فِي مِصَاحِفِنَا إِلَّا غِلْمَانُ قُرَيْشٍ وَثَقِيفٍ -[341]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ عُمَرَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ خِرِّيتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمَّا كُتِبَتِ الْمَصَاحِفُ عُرِضَتْ عَلَى عُثْمَانَ، فَوَجَدَ فِيهَا حُرُوفًا مِنَ اللَّحْنِ، قَالَ: §لَا تُغَيِّرُوهَا فَإِنَّ الْعَرَبَ سَتُغَيِّرُهَا أَوْ قَالَ: سَتُعَرِّبُهَا بِأَلْسِنَتِهَا، لَوْ كَانَ الْكَاتِبُ مِنْ ثَقِيفٍ وَالْمُمَلِّي مِنْ هُذَيْلٍ لَمْ يُوجَدْ فِيهَا هَذِهِ الْحُرُوفُ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْمَصَاحِفَ مِنْ مُضَرٍ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §كُنَّا لَا نَدْرِي مَا الْأَرَائِكُ حَتَّى لَقِينَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ الْأَرِيكَةَ عِنْدَهُمُ الْحَجَلَةُ فِيهَا السَّرِيرُ

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي بِسْطَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، فِي قَوْلِهِ {§وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 15] قَالَ: سُتُورُهُ، أَهْلُ الْيَمَنِ يُسَمَّوْنَ السِّتْرَ الْمِعْذَارَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [النجم: 61] قَالَ: «الْغِنَاءُ» . قَالَ: " وَهِيَ يَمَانِيَةٌ , اسْمُدِي لَنَا: تَغَنِّي لَنَا "

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ §يُسْأَلُ عَنِ الْقُرْآنِ، فَيُنْشِدُ فِيهِ الشَّعْرَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْتَشْهِدُ بِهِ عَلَى التَّفْسِيرِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَوْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {§وَاللَّيْلِ وَمَا وَسْقَ} [الانشقاق: 17] قَالَ: «مَا جَمَعَ» . وَأَنْشَدَ: فَلَا تَسِقْنَ لَوْ تَجِدْنَ سَائِقًا

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 14] قَالَ: «الْأَرْضُ» . قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ: عِنْدَهُمْ لَحْمُ بَحْرٍ وَلَحْمُ سَاهِرَةٍ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §كُنْتُ لَا أَدْرِي مَا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ حَتَّى أَتَانِي أَعْرَابِيَّانِ يَخْتَصِمَانِ فِي بِئْرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فَطَرْتُهَا، يَقُولُ: أَنَا ابْتَدَأْتُهَا

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَبْسِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، فِي قَوْلِهِ {§خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] قَالَ: لَيْسَ بِخَاتَمٍ يُخْتَمُ، وَلَكِنْ خِتَامُهُ خِلْطُهُ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَرْأَةِ مِنْ نِسَائِكُمْ تَقُولُ لِلطِّيبِ خِلْطُهُ مِسْكٌ، خِلْطُهُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَحْسَبُ يَحْيَى أَسْنَدَ الْحَدِيثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ،

فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم: 24] قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ سَرِيًّا؛ يَعْنِي عِيسَى. قَالَ: فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ الْعَرَبَ تُسَمَّى الْجَدْوَلَ السَّرِيَّ. فَقَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الْقَبَائِلِ، وَالِاحْتِجَاجُ بِكَلَامِ الْعَرَبِ، بَيَّنَ لَكَ مَعْنَى السَّبْعَةِ الْأَحْرُفِ أَنَّهَا إِنَّمَا هِيَ اللُّغَاتُ. وَقَدْ حَمَلَ بَعْضُ النَّاسِ مَعْنَاهَا عَلَى الْحَدِيثِ الْآخَرِ: نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي سَبْعٍ؛ حَلَالٍ وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ، وَمُتَشَابِهٍ، وَخَبَرِ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرِ مَا بَعْدَكُمْ، وَضَرْبِ الْأَمْثَالِ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقَدْ عَرَفْتُ هَذَا الْحَدِيثَ، سَمِعْتُ حُجَّاجًا يُحَدِّثُهُ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، يَرْفَعُهُ. وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ، إِنَّمَا هَذَا «الْقُرْآنُ نَزَلَ فِي سَبْعٍ» ، وَمَعْنَاهُ سَبْعُ خِصَالٍ، أَوْ سَبْعُ خِلَالٍ، وَتِلْكَ الْأَحَادِيثُ إِنَّمَا هِيَ «نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» وَالْأَحْرُفُ لَا مَعْنَى لَهَا إِلَّا اللُّغَاتُ. مَعَ أَنَّ تَأْوِيلَ كُلِّ حَدِيثٍ مِنْهَا بَيِّنٌ فِي الْحَدِيثِ نَفْسِهِ. أَلَا تَرَى أَنَّ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأُ؟ فَكَذَلِكَ حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ حِينَ اخْتَلَفَ هُوَ وَغَيْرُهُ فِي الْقِرَاءَةِ، وَمِنْهُ اخْتِلَافُ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ غَيْرِهِ، وَمِثْلُهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. أَفَلَسْتَ تَرَى اخْتِلَافَهُمْ إِنَّمَا كَانَ فِي الْوُجُوهِ وَالْحُرُوفِ الَّتِي تُفَرِّقُ فِيهَا الْأَلْفَاظُ، فَأَمَّا التَّأْوِيلُ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ، وَيُبَيِّنُهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: -[347]- §إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ الْقُرَّاءَ فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنِ، فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ هَلُمَّ، وَتَعَالَ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: §إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ، وَتَعَالَ، وَأَقْبِلْ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَهُوَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (إِنْ كَانَتْ إِلَّا زَقْيَةً وَاحِدَةً) وَفِي قِرَاءَتِنَا: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} [يس: 29] . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكُلُّ هَذَا يُوَضِّحُ لَكَ مَعْنَى السَّبْعَةِ الْأَحْرُفِ

باب إعراب القرآن وما يستحب للقارئ من ذلك وما يؤمر به

§بَابُ إِعْرَابِ الْقُرْآنِ وَمَا يُسْتَحَبُّ لِلْقَارِئِ مِنْ ذَلِكَ وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ جَدِّهِ هَكَذَا قَالَ عَبَّادٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُقْبَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: §أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ عَرَبِيُّ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَزْهَرِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §لَأَنْ أُعْرِبَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْفَظَ آيَةً

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: §تَعَلَّمُوا إِعْرَابَ الْقُرْآنِ كَمَا تُعَلَّمُونَ حِفْظَهُ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §تَعَلَّمُوا اللَّحْنَ وَالْفَرَائِضَ وَالسُّنَنَ كَمَا تَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ

حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ: §يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْرِبُوا الْكَلَامُ كَي تُعَرِّبُوا الْقُرْآنُ» . قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: لَوْلَا الْقُرْآنُ وَإِعْرَابُهُ مَا بَالَيْتُ أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْهُ شَيْئًا

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَتَعَلَّمُ الْعَرَبِيَّةَ، أَمَا يَخَافُ أَنْ يَكُونَ يَزِيدُ -[350]- فِي الْهِجَاءِ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: §عَلَيْكُمْ بِالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَالتَّفَهُّمِ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَحُسْنِ الْعَبَارَةِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَجَّاجٌ، كِلَاهُمَا، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، الرَّجُلُ يَتَعَلَّمُ الْعَرَبِيَّةَ يَلْتَمِسُ بِهَا حُسْنِ الْمِنْطَقِ، وَيُقِيمُ بِهَا قِرَاءَتَهُ؟ فَقَالَ: حَسَنٌ يَا ابْنَ أَخِي، فَتَعَلَّمْهَا، §فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَقْرَأُ الْآيَةَ فَيَعْيَا بِوَجْهِهَا، فَيَهْلِكُ فِيهَا

حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَالَ: §حَسَنٌ مَا لَمْ تَبْغِ فِيهَا

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرَقِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: §نَزَلَ الْقُرْآنُ بِالتَّفْخِيمِ

حَدَّثَنِي هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، قَالَ: لَمَّا وَرَدَ عَلَيْنَا سَلْمَانُ أَتَيْنَاهُ نَسْتَقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَقَالَ: §إِنَّ الْقُرْآنَ عَرَبِيُّ فَاسْتَقْرِئُوهُ رَجُلًا عَرَبِيًّا. قَالَ: فَكَانَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يُقْرِئُنَا، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِ سَلْمَانُ، فَإِذَا أَخْطَأَ غَيَّرَ عَلَيْهِ، وَإِذَا أَصَابَ قَالَ: نَعَمْ أَيِّمٌ الْإِلَهِ

باب المراء في القرآن والاختلاف في وجوهه وما في ذلك من التغليظ والكراهة

§بَابُ الْمِرَاءِ فِي الْقُرْآنِ وَالِاخْتِلَافِ فِي وُجُوهِهِ وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّغْلِيظِ وَالْكَرَاهَةِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ الزَّرَّادِ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً وَسَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبَ، ثُمَّ قَالَ: «§كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ إِنَّ مَنْ قَبْلِكُمُ اخْتَلَفُوا فَأَهْلَكَهُمْ ذَلِكَ» . قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مِسْعَرٌ، وَرَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «فَلَا تَخْتَلِفُوا فِيهِ» . قَالَ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَلَكِنِّي أَشُكُّ فِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ أَسْمَرُ، لَهُ كَذَا وَكَذَا يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ وَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أَسَرَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ أَسْمَعَهُ، أَمْ عَلِمَ الَّذِي فِي نَفْسِهِ، فَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مَا عَلِمَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَدَاةَ، فَتَنَحَّى نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ حُجَرِ أَزْوَاجِهِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، فَتَنَازَعُوا فِي شَيْءٍ مِنْهُ، وَأَنَا مُنْتَبِذٌ عَنْهُمْ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا فَقَالَ: «§إِنَّ الْقُرْآنَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ. مَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَاقْبَلُوهُ، وَمَا لَمْ تَعَلَّمُوا مِنْهُ فَكُلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ» -[353]- قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَمَا اغْتَبَطَتْ نَفْسِي بِشَيْءٍ اغْتِبَاطِي بِانْتِبَاذِي عَنْهُمْ إِذْ لَمْ تُصِبْنِي عُتْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ نَاحِيَةً، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ كَثِيرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَمَّنْ لَا نَتَّهِمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ قَدِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَمَارَوْا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ»

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، أَوْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جُهَيْمٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَمَارَوْا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ»

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ»

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا اتَّفَقْتُمْ عَلَيْهِ أَوْ قَالَ: مَا اتَّفَقَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ فَقُومُوا عَنْهُ " حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّفْعَ -[355]- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَيَقُولُ لَنَا ذَلِكَ أَيْضًا وَلَمْ يَرْفَعْهُ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ذَلِكَ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ جُنْدُبٍ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيُّ إِذَا قَرَأَ عِنْدَهُ رَجُلٌ لَمْ يَقُلْ: لَيْسَ كَمَا تَقْرَأُ، وَيَقُولُ: أَمَّا أَنَا فَأَقْرَأُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ شُعَيْبٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: أَرَى صَاحِبَكَ قَدْ سَمِعَ أَنَّهُ §مَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلَّهُ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكُّ فِي قُلُوبِكُمْ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §لَيْسَ الْخَطَأُ أَنْ يُدْخِلَ بَعْضَ السُّورَةِ فِي الْأُخْرَى، وَلَا أَنْ يَخْتِمَ الْآيَةَ بِحَكِيمٍ عَلِيمٍ، أَوْ عَلِيمٍ حَكِيمٍ، أَوْ غَفُورٍ رَحِيمٍ، وَلَكِنَّ الْخَطَأَ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ، أَوْ أَنْ يُخْتَمَ آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ، أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ. -[356]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرَى عَبْدَ اللَّهِ إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا أَنَّهُ إِذَا سَمِعَ السَّامِعُ مَنْ يَقْرَأُ هَذِهِ الْحُرُوفَ مِنْ نَعْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجُزْ لَهُ أَنْ يَقُولَ: أَخْطَأْتَ، لِأَنَّهَا كُلَّهَا مِنْ نِعُوتِ اللَّهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: هُوَ كَذَا وَكَذَا عَلَى مَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ، وَلَيْسَ وَجْهُهُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ حَرْفٍ مِنْ هَذَا فِي مَوْضِعِ الْآخَرِ، وَهُوَ عَامِدٌ لِذَلِكَ. فَإِذَا سَمِعَ رَجُلًا خَتَمَ آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ، أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ، فَهُنَاكَ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَقُولَ: أَخْطَأْتَ. لِأَنَّهُ خِلَافُ الْحِكَايَةِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَهَذَا عِنْدَنَا مَذْهَبُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْخَطَأِ

باب عرض القراء للقرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة، واتباع السلف فيها والتمسك بما تعلمه به منها

§بَابُ عَرْضِ الْقُرَّاءِ لِلْقُرْآنِ وَمَا يُسْتَحَبُّ لَهُمْ مِنْ أَخْذِهِ عَنْ أَهْلِ الْقِرَاءَةِ، وَاتِّبَاعِ السَّلَفِ فِيهَا وَالتَّمَسُّكِ بِمَا تَعْلَمُهُ بِهِ مِنْهَا

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، §أَنَّ جِبْرِيلَ، كَانَ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِي سَائِرِ السُّنَّةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ §أَنَّ الْقُرْآنَ كَانَ يُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَيَرَوْنَ، أَوْ فَيَرْجُونَ أَنْ تَكُونَ قِرَاءَتُنَا هَذِهِ أَحْدَثَ الْقِرَاءَتَيْنِ عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الْأَخِيرَةِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " §إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ أَوْ -[358]- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَقَالَ: أَوَسَمَّانِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: فَبَكَى

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْأَجْلَحَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَعْرِضَ الْقُرْآنَ عَلَيْكَ» فَقَالَ: أَسَمَّانِي لَكَ ربُّكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَقَالَ أُبَيُّ: (بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا تَجْمَعُونَ) هَكَذَا الْقِرَاءَةُ بِالتَّاءِ. -[359]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ الْعَرْضِ عَلَى أُبَيٍّ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ الْقِرَاءَةَ، وَيَسْتَثْبِتُ فِيهَا، وَلِيَكُونَ عَرْضُ الْقُرْآنِ سُنَّةً، وَلَيْسَ هَذَا عَلَى أَنْ يَسْتَذْكِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ شَيْئًا بِذَلِكَ الْعَرْضِ

حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الضَّحَّاكِ عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْحَارِثِ الذِّمَارِيَّ، يَقُولُ: §كُنْتُ خَتَمْتُ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصِبِيِّ، وَقَرَأَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي شِهَابٍ الْمَخْزُومِيِّ، وَقَرَأَهُ الْمُغِيرَةُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ أَحَدٌ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، أَنَّهُ §قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: وَقَرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَلِيٍّ، وَقَرَأَ زِرٌّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ §أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، وَنَصَرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ §قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ الْحَذَّاءِ. قَالَ: وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ أَيْضًا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، وَقَرَأَ سُلَيْمَانُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ. قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّهُ كَانَ يُمْسِكُ الْمُصْحَفَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَعَنْهُ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّهُ كَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْحَرَّةِ، وَكَانَتِ الْحَرَّةُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ: وَكَانَ إِمَامَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي الْقِرَاءَةِ. قَالَ: وَكَانَ قَدِيمًا. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَتَى بِهِ أُمَّ سَلَمَةَ، وَهُوَ صَغِيرٌ، فَمَسَحَتْ رَأْسَهُ، وَبَرَّكَتْ عَلَيْهِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: ثُمَّ هَلَكَ شَيْبَةُ، فَتَرَكْتُ قِرَاءَتَهُ، وَقَرَأْتُ بِقِرَاءَةِ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، أَنَّهُ §قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أَقْرَأُ الْقُرْآنَ عَلَى قِرَاءَةِ مُجَاهِدٍ. وَعَنِ الْأَعْمَشِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ. وَعَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى حُمْرَانَ بْنِ أَعْيُنَ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْحُرُوفُ الَّتِي يَرْوِيهَا عَنِ الْأَعْمَشِ إِنَّمَا أَخَذَهَا عَنِ الْأَعْمَشِ أَخْذًا، وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ. وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ.

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا نَرَى الْقُرَّاءَ عَرَضُوا الْقِرَاءَةَ عَلَى أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِهَا، ثُمَّ تَمَسَّكُوا بِمَا عَلِمُوا مِنْهَا مَخَافَةَ أَنْ يَزِيغُوا عَمَّا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، وَلِهَذَا تَرَكُوا سَائِرَ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي تُخَالِفُ الْكِتَابَ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَذَاهِبِ الْعَرَبِيَّةِ فِيهَا إِذَا خَالَفَ ذَلِكَ خَطَّ الْمُصْحَفِ، وَإِنْ كَانَتِ الْعَرَبِيَّةُ فِيهَا أَظْهَرَ بَيَانًا مِنَ الْخَطِّ، وَرَأَوْا تَتَبُّعَ حُرُوفِ الْمَصَاحِفِ، وَحَفْظَهَا عِنْدَهُمْ كَالسُّنَنِ الْقَائِمَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَعَدَّاهَا، وَقَدْ وَجَدْنَا هَذَا الْمَعْنَى فِي حَدِيثٍ مَرْفُوعٍ وَغَيْرِ مَرْفُوعٍ

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «§إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي قَدْ §سَمِعْتُ الْقَرَأَةَ، فَوَجَدْتُهُمْ مُتَقَارِبَيْنِ، فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَالِاخْتِلَافَ وَالتَّنَطُّعَ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: هَلُمَّ وَتَعَالَ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَحَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: §إِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ مِنَ السُّنَنِ، فَاقْرَءُوهُ كَمَا أُقْرِئْتُمُوهُ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: §الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ. -[362]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَقَوْلُ زَيْدٍ هَذَا يُبَيِّنُ لَكَ مَا قُلْنَا؛ لِأَنَّهُ الَّذِي وَلِي نَسْخَ الْمَصَاحِفِ الَّتِي أَجْمَعَ عَلَيْهَا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَرَأَى اتِّبَاعَهَا سُنَّةً وَاجِبَةً. وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا:

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §كُلُّ السُّنَّةِ قَدْ عَلِمْتُ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَمْ لَا، وَلَا أَدْرِي كَيْفَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8] أَوْ قَالَ: (عِسِيًّا) ؟ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَرَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ السُّنَّةَ قَدْ لَزِمَتِ النَّاسَ فِي تَتَبُّعِ الْحُرُوفِ فِي الْقِرَاءَةِ، حَتَّى مُيِّزَ فِيهَا مَا بَيْنَ السِّينِ وَالتَّاءِ مِنَ الْعِتِيِّ وَالْعِسِيِّ، عَلَى أَنَّ الْمَعْنَى فِيهِمَا وَاحِدٌ، فَأَشْفَقَ أَنْ تَكُونَ إِحْدَى الْقِرَاءَتَيْنِ خَارِجَةً مِنَ السُّنَّةِ. فَكَيْفَ يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَسَهَّلَ فِيمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِمَّا يُخَالِفُ الْخَطَّ، وَإِنْ كَانَ ظَاهَرُ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟

باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره

§بَابُ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَذِكْرِ أَوَائِلِهِ وَأَوَاخِرِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ: " بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجُئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: §زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي قَالَ فَزَمَّلُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2]

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ §أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2]

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ هُوَ أَوَّلِ شَيْءٍ نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ: §كَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ بَعْضِ عُلَمَائِهِمْ، §أَنَّ أَوَّلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] إِلَى قَوْلِهِ {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] . قَالُوا: هَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ يَوْمَ حِرَاءَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ آخِرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: §إنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَنون وَالْقَلَمِ

حَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: -[365]- §أَوَّلُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ فِي الْقِتَالِ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [الحج: 39] ثُمَّ ذُكِرَ الْقِتَالُ فِي آيٍ كَثِيرٍ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَرِنِي مُصْحَفَكِ. فَقَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: لَعَلِّي أُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ، فَإِنَّا نَقْرَؤُهُ غَيْرَ مُؤَلَّفٍ. قَالَتْ: وَمَا يَضُرُّكَ أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ؟ §إِنَّمَا أُنْزِلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ سُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ، نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ. وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الْخَمْرَ، وَلَوْ نَزَلَ لَا تَزْنُوا لَقَالُوا لَا نَدَعُ الزِّنَا. وَلَقَدْ نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ بِمَكَّةَ أَلْعَبُ - {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46] ، وَمَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ. قَالَ: فَأَخْرَجَ الْمُصْحَفَ، فَأَمْلَيْتُ عَلَيْهِ أَنَا السُّوَرَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: §نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءِ، وَالْمَائِدَةِ، وَالْأَنْفَالِ، وَالتَّوْبَةِ، وَالْحَجِّ، وَالنُّورِ، وَالْأَحْزَابِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا، وَالْفَتْحِ، وَالْحَدِيدِ، وَالْمُجَادَلَةِ، وَالْحَشْرِ، وَالْمُمْتَحَنَةِ، وَالْحَوَارِيُّونَ يُرِيدُ الصَّفَّ وَالتَّغَابُنِ، وَيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ، وَيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ، وَالْفَجْرِ، وَاللَّيْلِ، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَلَمْ يَكُنْ، وَإِذَا زُلْزِلَتْ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ؛ وَسَائِرُ ذَلِكَ بِمَكَّةَ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ بِمَكَّةَ لَيْلًا جُمْلَةً، وَنَزَلَ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجْأَرُونَ حَوْلَهَا بِالتَّسْبِيحِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ §بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالْكَهْفَ، وَمَرْيَمَ، وَطه مِنْ تِلَادِي وَمِنَ الْعَتِيقِ الْأَوَّلِ. -[367]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ مِنْ تِلَادِي، يَقُولُ مِنْ أَوَّلِ مَا أَخَذْتُ مِنَ الْقُرْآنِ شَبَّهُهُ بِتِلَادِ الْمَالِ الْقَدِيمِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِمَكَّةَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §مَا كَانَ مِنْ حَدٍّ أَوْ فَرِيضَةٍ، فَإِنَّهُ أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ الْأُمَمِ وَالْعَذَابِ فَإِنَّهُ أُنْزِلَ بِمَكَّةَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ الْأَعْمَشَ، يُحَدِّثُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: §كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104] فَإِنَّهُ أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَمَا كَانَ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [الأعراف: 158] فَإِنَّهُ أُنْزِلَ بِمَكَّةَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: §مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} [الأعراف: 158] أَوْ {يَا بَنِي آدَمَ} [الأعراف: 26] فَإِنَّهُ مَكِّيُّ، وَمَا كَانَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [البقرة: 104] فَإِنَّهُ مَدَنِيُّ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §نَزَلَتْ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ بِالْمَدِينَةِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ -[368]- ذَلِكَ فِي عِشْرِينَ سَنَةً وَقَرَأَ: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106] قَالَ: وَلَا أَدْرِي كَيْفَ قَرَأَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ (فَرَقْنَاهُ) مُشَدَّدَةٌ أَمْ لَا؟ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عَلَى هَذَا التَّفْسِيرِ إِلَّا بِالتَّشْدِيدِ (فَرَّقْنَاهُ)

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: قَوْلُهُ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ. . .} [البقرة: 185] أَمَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي سَائِرِ السُّنَّةِ، إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ جِبْرِيلُ §كَانَ يُعَارِضُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَنْزِلُ فِي سَائِرِ السُّنَّةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ

حَدَّثَنِي نُعَيْمٌ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنَّا، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَى مُوسَى فِي سِتٍّ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَنَزَلَ الزَّبُورُ عَلَى دَاوُدَ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَنَزَلَ الْإِنْجِيلُ عَلَى عِيسَى فِي ثَمَانِي عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ الْفُرْقَانَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعِ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ»

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: §كَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ نُزُولًا

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: §آخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176]

حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §آخِرُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةُ الرِّبَا وَإِنَّا لَنَأْمُرُ بِالشَّيْءِ لَا نَدْرِي لَعَلَّ بِهِ بَأْسًا، وَنُنْهَى عَنِ الشَّيْءِ لَا نَدْرِي لَعَلَّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: §آخِرُ الْقُرْآنِ عَهْدًا بِالْعَرْشِ آيَةُ الرِّبَا وَآيَةُ الدَّيْنِ

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: §آخِرُ أَيَّةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281]

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §آخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ بَعْدَهَا سَبْعَ لَيَالٍ، وَبُدِئَ يَوْمَ السَّبْتِ وَمَاتَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ

باب ذكر قراء القرآن ومن كانت القراءة تؤخذ عنه من الصحابة والتابعين بعدهم

§بَابُ ذِكْرِ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَمَنْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ تُؤْخَذُ عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ

حَدَّثَنَا ابْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: سَمَرْنَا لَيْلَةً عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ فِي بَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْ حَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، إِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَقَامَ يَسْتَمِعُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْتَمْتَ، فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ، فَسَكَتُّ. فَقَرَأَ، وَرَكَعَ، وَسَجَدَ، وَجَلَسَ يَدْعُو وَيَسْتَغْفِرُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَلْ تُعْطَهْ» ثُمَّ قَالَ: «§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا قَرَأَهُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ» . قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: وَمَا سَابَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ -[372]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ قَرْثَعٍ، عَنْ قَيْسٍ أَوِ ابْنِ قَيْسٍ رَجُلٍ مِنْ جُعْفِي , عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآنِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§عَلِيٌّ أَقْضَى أُمَّتِي، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُهُمْ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ آمَنُهُمْ» . أَوْ قَالَ: «أَمِينُهُمْ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: §أَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ

حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: §جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنٌ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ الَّذِينَ يُقْرِئُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ سِتَّةٌ؛ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، وَمَسْرُوقٌ، وَعُبَيْدَةُ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ يُصَلِّي الصُّبْحَ فِي الْمَسْجِدِ، يَقُومُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ فَيَقُولُ: مَنْ أُقْرِئُ؟ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ فَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ حَتَّى تَطْلُعُ الشَّمْسَ، وَتُمْكِنُ الصَّلَاةُ، فَيَقُومُ فَيُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّي الظُّهْرَ، ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى تُصَلَّى الْعَصْرُ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى مَجْلِسِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ فَيَقُولُ: مَنْ أُقْرِئُ؟ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ فَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى تُصَلَّى الْعِشَاءُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَيَأْخُذُ أَحَدَ رَغِيفَيْهِ مِنْ سَلَّتِهِ، فَيَأْكُلُهُ، وَيَشْرَبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَضَعُ رَأْسَهُ، فَيَنَامُ نَوْمَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَقُومُ لِصَلَاتِهِ، فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَخَذَ رَغِيفَهُ الْآخَرَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ

باب تأول القرآن بالرأي، وما في ذلك من الكراهة والتغليظ

§بَابُ تَأَوُّلِ الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالتَّغْلِيظِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَفَاكِهَةٌ وَأَبًّا} [عبس: 31] فَقَالَ: §أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي، أَوْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي إِنْ أَنَا قُلْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ؟

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ {وَفَاكِهَةٌ وَأَبًّا} [عبس: 31] فَقَالَ: هَذِهِ الْفَاكِهَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا الْأَبُّ؟ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: §إِنَّ هَذَا لَهُوَ التَّكَلُّفُ يَا عُمَرُ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة: 5] ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] ؟ قَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لَتُحَدِّثَنِّي. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «§هُمَا يَوْمَانِ ذَكَرَهُمَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا» . فَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَمَا رَأَيْتَ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا، فَقَالَ سَعِيدٌ: §كَانَ لَا يَعْلَمُهَا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، -[377]- أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ: §أَنَا لَا أَقُولُ فِي الْقُرْآنِ شَيْئًا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: §لَا تَسْأَلْنِي عَنِ الْقُرْآنِ , وَسَلْ عَنْهُ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ. يَعْنِي عِكْرِمَةَ

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبِيدَةَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ: §اتَّقِ اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالسَّدَادِ، فَقَدْ ذَهَبَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ فِيمَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: §اتَّقُوا التَّفْسِيرَ، فَإِنَّمَا هُوَ الرِّوَايَةُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ مُسْلِمٍ قَالَ: §إِذَا حَدَّثْتَ عَنِ اللَّهِ حَدِيثًا فَقِفْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانَ أَصْحَابُنَا يَتَّقُونَ التَّفْسِيرَ وَيَهَابُونَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: §مَا سَمِعْتُ أَبِي يَتَأَوَّلُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَطٌ

باب كتمان قراءة القرآن وما يكره من ذكر ذلك وستره ونشره

§بَابُ كِتْمَانِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذِكْرِ ذَلِكَ وَسَتْرِهِ وَنَشْرِهِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَتَيْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ فَحَدَّثَنَا سَاعَةً، حَتَّى اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَمْ جُزْءًا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يَقْرَأُ أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ اللَّيْلَةَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لِأَنْ أُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ نَافِلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ ثُمَّ أُصْبِحُ فَأَقُولُ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ اللَّيْلَةَ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§حَظُّهُ مِنْ صَلَاتِهِ كَلَامُهُ» -[380]- حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قِيلَ لَهُ فِي رَجُلٍ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: حَظَّهُ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَلَامُهُ. أَوْ قَالَ: ذَلِكَ حَظُّهُ مِنْ قِرَاءَتِهِ

حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَرِيَّةِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَتْ: §كَانَ عَمَلُ الرَّبِيعِ سِرًّا كُلُّهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَدْخُلُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ فَيُغَطِّيهِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، قَالَ: §خَرَجْتُ عَلَى فَرَسٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ، يَعْنِي الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، فَلَمَّا سَمِعَ الصَّوْتَ، وَعَرَفَ الدَّابَّةَ أَمْسَكَ عَنِ الْقِرَاءَةِ، فَذَهَبْتُ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، تَحَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ أَسْمَعَ، فَلَمْ أَسْمَعْ شَيْئًا

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ، فَغَطَّاهُ، وَقَالَ: §لَا يَرَى هَذَا أَنِّي أَقْرَأُ فِي الْمَصَاحِفِ كُلَّ سَاعَةٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَمَعَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَنَزَلْتُ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ عَزَبٌ، فَكُنْتُ مَعَهُ فِي بَيْتٍ، فَصَلَّيْنَا الْعِشَاءَ، وَأَوَى كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا إِلَى فِرَاشِهِ، ثُمَّ §قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْمِصْبَاحِ

فَأَطْفَأَهُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى ذَهَبَ بِيَ النَّوْمُ، فَاسْتَيْقَظْتُ، وَإِذَا هُوَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ، ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ، مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَمْتَعُونَ} [الشعراء: 206] فَبَكَى، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْتُ: سَيَقْتُلُهُ الْبُكَاءُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، كَالْمُسْتَيْقِظِ مِنَ النَّوْمِ لِأَقْطَعَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَلَمَّا سَمِعَنِي، سَكَتَ فَلَمْ أَسْمَعْ لَهُ حِسًّا

باب الاسترقاء بالقرآن، وما يكتب منه ويتعلق للاستشفاء به

§بَابُ الِاسْتِرْقَاءِ بِالْقُرْآنِ، وَمَا يُكْتَبُ مِنْهُ وَيَتَعَلَّقُ لِلِاسْتِشْفَاءِ بِهِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: §كَانُوا يَكْرَهُونَ التَّمَائِمَ كُلَّهَا مِنَ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ، قَالَ: وَسَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: أُعَلِّقُ فِي عَضُدِي هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] مِنْ حُمَّى كَانَتْ بِي، فَكَرِهَ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: §سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ بِالْكُوفَةِ يَكْتُبُ مِنَ الْفَزَعِ آيَاتٍ، فَيَسْقِي الْمَرِيضَ، فَكَرِهَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ مِثْلَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَكِيعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدِ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُغْسَلَ الْقُرْآنُ، وَيُسْقَاهُ الْمَرِيضُ، أَوْ يُتَعَلَّقَ الْقُرْآنُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَالَ: أَجَعَلْتُمْ كِتَابَ اللَّهِ رُقًى؟ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا مَذْهَبُ الْكَرَاهَةِ فِيهِ. وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيثُ بِالرُّخْصَةِ فِي الِاسْتِشْفَاءِ بِالْقُرْآنِ، وَالْتِمَاسِ بَرَكَتِهِ، هِيَ أَعْلَى مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ إِذَا مَرِضَ يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرُّوا بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، فَلُدِغَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَالُوا: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَاقٍ؟ فَرَقَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِأُمِّ الْكِتَابِ، فَأُعْطِيَ قَطِيعًا مِنْ غَنْمٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ، فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَخَذْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ. -[384]- خُذُوا، §وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ»

حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَيَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَقِيتُ فُلَانًا، كَانَتْ بِهِ رِيحٌ فَبَرَأَ، وَاللَّهِ إِنْ رَقَيْتُهُ إِلَّا بِالْقُرْآنِ، فَأَمَرَ لِي بِقَطِيعٍ مِنَ الْغَنَمِ، أَفَآخُذُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ أَخَذَ بِرُقْيَةِ بَاطِلٍ، لَقَدْ أَخَذْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَزِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا يَهُودِيُّ يَرْقِيهَا، فَقَالَ: §ارْقِهَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ؛ الْقُرْآنِ وَالْعَسَلِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُرِيدُ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] وَالْآيَةَ الَّتِي فِي النَّحْلِ {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْقَارِئِ الْكُوفِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، قَالَ: §كَانَ يُقَالُ: إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ عِنْدَ الْمَرِيضِ، وَجَدَ لِذَلِكَ خِفَّةً. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى خَيْثَمَةَ، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقُلْتُ: إِنِّي أَرَاكَ الْيَوْمَ صَالِحًا، فَقَالَ: إِنَّهُ قُرِئَ عِنْدِي الْقُرْآنُ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، قَالَ: -[385]- سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الرَّجُلِ يُعَلِّقُ الشَّيْءَ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ كُلَّهُ هَذَا النَّحْوَ، فَقَالَ: §مَا سَمِعْنَا بِكَرَاهَةِ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِكُمْ مَعَاشِرَ أَهْلِ الْعِرَاقِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَخَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّهُمَا لَمْ يَرَيَا بِذَلِكَ بَأْسًا حَدَّثَنَا عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: «إِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ الْجُنُبِ وَالْحَائِضِ»

باب ما جاء في مثل القرآن وحامله والعامل به والتارك له

§بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَلِ الْقُرْآنِ وَحَامِلِهِ وَالْعَامِلِ بِهِ وَالتَّارِكِ لَهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورٌ فِيهِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَعَوَّجُوا، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ. فَإِذَا أَرَادَ أَحَدٌ فَتْحَ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْ، فَإِنَّكَ إِنْ فَتَحْتَهُ تَلِجْهُ. قَالَ: فَالصِّراطُ: الْإِسْلَامُ، وَالسُتُورُ: حُدُودُ اللَّهِ، وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ: مَحَارِمُ اللَّهِ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ: الْقُرْآنُ، وَالَّذِي مِنْ فَوْقِهِ: وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ "

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ قَالَ: -[387]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَامَ بِهِ فَهُوَ مِثْلُ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ كُلَّ مَكَانٍ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَرَقَدَ، فَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِيَ عَلَى مِسْكٍ.»

حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §مَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَلَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ، وَلَا طَعْمَ لَهَا. وَمَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْإِيمَانَ وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الَّذِي أُوتِيَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ. وَمَثَلُ الَّذِي لَمْ يُؤْتَ الْإِيمَانَ، وَلَمْ يُؤْتَ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا خَبِيثٌ، وَرِيحُهَا خَبِيثٌ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: -[388]- §مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَلَا يَعْمَلُ بِهِ، كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحَهَا طَيِّبٌ، وَلَا طَعْمَ لَهَا. وَمَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يَقْرَؤُهُ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا. وَمَثَلُ الَّذِي يَعْمَلُ بِهِ وَيَقْرَؤُهُ مِثْلُ الْأُتْرُجَّةِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَحْسَبُهُ قَالَ: طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَمَثَلُ الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِهِ وَلَا يَقْرَؤُهُ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ رِيحُهَا خَبِيثٌ، وَطَعْمُهَا خَبِيثٌ

هذا جماع أبواب المصاحف وما جاء فيها مما يؤمر به وينهى عنه

§هَذَا جِمَاعُ أَبْوَابِ الْمَصَاحِفِ وَمَا جَاءَ فِيهَا مِمَّا يُؤْمَرُ بِهِ وَيُنْهَى عَنْهُ

باب بيع المصاحف واشترائها وما في ذلك من الكراهة والرخصة

§بَابُ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَاشْتِرَائِهَا وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالرُّخْصَةِ

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ §كَرِهَ بَيْعَ الْمَصَاحِفِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: §اشْتَرِ الْمَصَاحِفَ، وَلَا تَبِعْهَا

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ: §أَبْتَاعَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبِيعَهَا

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: §اشْتَرِهَا، وَلَا تَبِعْهَا

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ §كَرِهَ بَيْعَهَا وَشِرَاءَهَا

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ،؛ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، أَنَّهُ §كَرِهَ بَيْعَهَا وَشِرَاءَهَا

حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ §كَرِهَ بَيْعَهَا وَشِرَاءَهَا

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: سَأَلْتُ ثَلَاثَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنْ شِرَاءِ الْمَصَاحِفِ؛ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، وَمَسْرُوقَ بْنَ الْأَجْدَعِ، وَشُرَيْحًا، فَكُلُّهُمْ قَالَ: §لَا تَأْخُذْ لِكِتَابِ اللَّهِ ثَمَنًا

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا مِجْلَزٍ عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: §إِنَّمَا بِيعَتْ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: قُلْتُ أَفَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: اسْتَعْمِلْ يَدَكَ بِمَا شِئْتَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَهَذَا مَا جَاءَ فِي الْكَرَاهَةِ وَقَدْ تَسَهَّلَ فِي ذَلِكَ بَعْضُهُمْ

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَارِقٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: §كَانَ حَبْرَا أَوْ خَيْرَا هَذِهِ الْأُمَّةِ، لَا -[391]- يَرَيَانِ بِبَيْعِهَا بَأْسًا، الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ §لَا يَرَى بَأْسًا بِبَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَاشْتِرَائِهَا

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: §إِنَّمَا يَأْخُذُ ثَمَنَ وَرَقِهِ وَأَجْرَ كِتَابَتِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي شِهَابٍ، مُوسَى بْنِ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: §هَلْ لَكَ فِي مُصْحَفٍ عِنْدِي، قَدْ كَفَيْتُكَ عَرْضَهُ، تَشْتَرِيَهُ؟

باب نقط المصاحف وما فيه من الرخصة والكراهة

§بَابُ نَقْطِ الْمَصَاحِفِ وَمَا فِيهِ مِنَ الرُّخْصَةِ وَالْكَرَاهَةِ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ نَقْطَ الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ لَنَا: §جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، لَا تَخْلِطُوا بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §جَرِّدُوا الْقُرْآنَ، وَلَا تَخْلِطُوهُ بِشَيْءٍ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُمَا §كَانَا يَكْرَهَانِ نَقْطَ الْمَصَاحِفِ

حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: §لَا بَأْسَ بِنَقْطِ الْمَصَاحِفِ. وَكَرِهَهُ ابْنُ سِيرِينَ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ نَقْطِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: §لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ تَبْغُوا

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: §كُنْتُ أُمْسِكُ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فِي مُصْحَفٍ مَنْقُوطٍ

باب تعشير المصاحف وفواتح السور والآي

§بَابُ تَعْشِيرِ الْمَصَاحِفِ وَفَوَاتِحِ السُّوَرِ وَالْآي

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ التَّعْشِيرِ فِي الْمُصْحَفِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ §كَانَ يَحُكُّ التَّعْشِيرِ مِنَ الْمُصْحَفِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ §كَرِهَ التَّعْشِيرَ وَالطِّيبَ فِي الْمُصْحَفِ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، -[395]- أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ الْفَوَاتِحَ وَالْعَوَاشِرَ الَّتِي فِيهَا قَافٌ وَكَافٌ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ السِّرَاجِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَزِينٍ: اكْتُبْ فِي مُصْحَفِي سُورَةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: §لَا، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْشَأَ قَوْمٌ لَا يَعْرِفُونَهُ فَيَظُنُّوا أَنَّهُ مِنَ الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: §مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ شَيْئًا مِمَّا أُحْدِثَ فِي هَذِهِ الْمَصَاحِفِ، إِلَّا هَذِهِ النُقَطَ الثَّلَاثَ عَلَى رُءُوسِ الْآيَاتِ

باب تزيين المصاحف وحليتها بالذهب والفضة

§بَابُ تَزْيِينِ الْمَصَاحِفِ وَحِلْيَتِهَا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: مُرَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بِمُصْحَفٍ قَدْ زُيِّنَ بِالذَّهَبِ فَقَالَ: §إِنَّ أَحْسَنَ مَا زُيِّنَ بِهِ الْمُصْحَفُ تِلَاوَتُهُ بِالْحَقِّ

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا رَأَى الْمُصْحَفَ قَدْ فُضِّضَ أَوْ ذُهِّبَ قَالَ: §أَتُغْرِونَ بِهِ السَّارِقَ، وَزِينَتُهُ فِي جَوْفِهِ؟

حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: §إِذَا حَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ، وَزَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، فَالدَّبَارُ عَلَيْكُمْ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، -[397]- أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ سَوَاءً

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ، الْمُصْحَفُ بِذَهَبٍ قَالَ: §وَكَانُوا يَأْمُرُونَ بِوَرَقِ الْمُصْحَفِ إِذَا بَلِي أَنْ يُدْفَنَ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ §كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَنْ يُزَيَّنَ الْمُصْحَفُ وَيُحَلَّى

باب كتاب المصاحف وما يستحب من عظمها، ويكره من صغرها

§بَابُ كُتَّابِ الْمَصَاحِفِ وَمَا يُسْتَحَبُّ مِنْ عِظَمِهَا، وَيُكْرَهُ مِنْ صِغَرِهَا

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَجَدَ مَعَ رَجُلٍ مُصْحَفًا قَدْ كَتَبَهُ بِقَلَمٍ دَقِيقٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: الْقُرْآنُ كُلُّهُ فَكَرِهَ ذَلِكَ، وَضَرَبَهُ، وَقَالَ: §عَظِّمُوا كِتَابَ اللَّهِ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ إِذَا رَأَى مُصْحَفًا عَظِيمًا سُرَّ بِهِ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شَدَّادٍ الْحَدِيدِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي حُكَيْمَةَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَكْتُبُ مُصْحَفًا، إِذْ مَرَّ بِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَامَ يَنْظُرُ إِلَى كِتَابِي، فَقَالَ: §أَجْلِلْ قَلَمَكَ. قَالَ: فَقَصَمْتُ مِنْ قَلَمِي قَصَمَةً، ثُمَّ جَعَلْتُ أَكْتُبُ، فَقَالَ: نَعَمْ، هَكَذَا نَوِّرْهُ كَمَا نَوَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، كِلَاهُمَا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ الْقُرْآنُ فِي الشَّيْءِ الصَّغِيرِ

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: -[399]- «§لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ إِلَّا فِي شَيْءٍ طَاهِرٍ» . قَالَ: وَسَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَا تَكْتُبُوا الْقُرْآنَ حَيْثُ يُوطَأُ

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ أَهْلِ الثَّغْرِ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ تُكْتَبَ الْمَصَاحِفُ مَشْقًا

حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ، عَنْ ضَمْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ §رَخَّصَ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَمَطَرٍ فِي الْأَخْذِ عَلَى كِتَابِ الْمَصَاحِفِ

باب المصحف يمسه المشرك أو المسلم الذي ليس بطاهر

§بَابُ الْمُصْحَفِ يَمَسُّهُ الْمُشْرِكُ أَوِ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَيْسَ بِطَاهِرٍ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَدِّي أَنْ: «§لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ §كَانَ لَا يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ

حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: §لَا يَحْمِلُ الْمُصْحَفَ أَحَدٌ بِعِلَاقَتِهِ وَلَا عَلَى وِسَادَةٍ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ، إِكْرَامًا لِلْقُرْآنِ. -[401]- قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا عِنْدَنَا هُوَ الْمَعْمُولُ بِهِ. وَقَدْ رَخَّصَ فِيهِ نَاسٌ عُلَمَاءٌ

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ §كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُمَسَّ الْمُصْحَفُ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، وَيَحْمِلُهُ إِنْ شَاءَ

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ §كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَأْخُذَ الْمُصْحَفُ بِعِلَاقَتِهِ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: §أَضَعُ الْمُصْحَفَ عَلَى الثَّوْبِ الَّذِي أُجَامِعُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ

حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ §أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذَ مُصْحَفًا، فَأَعْطَاهُ نَصْرَانِيًّا، فَكَتَبَهُ لَهُ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ، لَمْ يُسَمِّهِ إِسْمَاعِيلُ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مَعَهُ غُلَامٌ مَجُوسِيُّ يَخْدُمُهُ، §فَكَانَ يَأْتِيهُ بِالْمُصْحَفِ فِي عِلَاقَتِهِ. حَدَّثَنَا حَفْصُ النَّجَّارِ، مِنْ أَهْلِ وَاسِطٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ الْأَعْرَجِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَ ذَلِكَ

§1/1