فضائل الأعمال للمقدسي

المقدسي، ضياء الدين

مقدمة

مُقَدّمَة ... كتاب فَضَائِل الْأَعْمَال تأليف: الْحَافِظ ضِيَاء الدّين الْمَقْدِسِي الْحَافِظ ضِيَاء الدّين الْمَقْدِسِي مؤلف فَضَائِل الْأَعْمَال هُوَ أَبُو عبد الله ضِيَاء الدّين: مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد، الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي، ولد سنة (569هـ) وَسمع من: الدمشقيين، والبغدايين، والأصفهانيين، والنيسابوريين، والهرويين، وَكتب عَن أَكثر من خَمْسمِائَة شيخ، وَكتب وصنف، وَصحح ولين، وجرح، ووثق وَعدل، قَالَ تِلْمِيذه عمر بن الْحَاجِب: "شَيخنَا أَبُو عبد الله، شيخ وقته، ونسيج وَحده فِي الرِّوَايَة، مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة" وَقَالَ فِيهِ الْحَافِظ الْمزي: "الضياء أعلم بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَال من الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ، روى عَنهُ: الْحَافِظ ابْن نقطة، وَابْن النجار، والبرزلي، وَعمر بن الْحَاجِب، وَتُوفِّي سنة (643هـ) وَله مصنفات فِي أَكثر الْعُلُوم، وأجلها مصنفاته فِي علم الحَدِيث، وَمِنْهَا كِتَابه الْمَشْهُور "الْأَحَادِيث المختارة" الَّتِي صحّح فِيهَا مَا لم يسْبق إِلَى تَصْحِيحه، وَسلم لَهُ قَوْله فِيهَا، وَذكر ابْن تَيْمِية وَالزَّرْكَشِيّ، أَن تَصْحِيحه أعلا مزية من تَصْحِيح الْحَاكِم، وَأَنه قريب من تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان. وَكَانَ من مؤلفاته الحديثية: "فَضَائِل الْأَعْمَال" وَهُوَ جيد فِي بَابه، نفع الله بِهِ، وأثاب مُؤَلفه وقارئه وَالْعَامِل بِهِ، آمين.

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْحَافِظ ضِيَاء الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَغفر لَهُ. الْحَمد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على مُحَمَّد أشرف الْمُرْسلين. أما بعد فَهَذَا كتاب جمعته مَحْذُوف الْأَسَانِيد، وعزيته إِلَى كتب الْأَئِمَّة رَحِمهم الله، فَإِذا كَانَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَو أَحدهمَا لم أعزه إِلَى غَيره غَالِبا وَإِن كَانَ فِي بعض السّنَن، لِأَن الْمَقْصُود معرفَة صِحَّته لَا كَثْرَة الروَاة لَهُ، ورجوت أَن ينفعنا الله بِهِ وَمن كتبه أَو سَمعه إِنَّه حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل.

كتاب الطهارة والصلاة

كتاب الطَّهَارَة وَالصَّلَاة فِي فضل الْوضُوء ... فِي فضل الْوضُوء عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من تَوَضَّأ وَأحسن الْوضُوء خرجت خطاياه من جسده حَتَّى تخرج من تَحت أَظْفَاره" رَوَاهُ مُسلم. عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا تَوَضَّأ العَبْد الْمُسلم أَو الْمُؤمن فَغسل وَجهه خرج من وَجهه كل خَطِيئَة نظر إِلَيْهَا بِعَيْنيهِ مَعَ المَاء أَو مَعَ آخر قطر المَاء، فَإِذا غسل يَدَيْهِ خرج من يَدَيْهِ كل خَطِيئَة كَانَ بطشتها يَدَاهُ مَعَ المَاء أَو مَعَ آخر قطر المَاء، فَإِذا غسل رجلَيْهِ خرجت كل خَطِيئَة مشتها رِجْلَاهُ مَعَ المَاء أَو مَعَ آخر قطر المَاء، حَتَّى يخرج نقيا من الذُّنُوب" رَوَاهُ مُسلم. عَن عَمْرو بن عَنْبَسَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا مِنْكُم رجل يقرب وضوءه فيمضض ويستنشق فينتثر إِلَّا جرت خَطَايَا وَجهه وَفِيه وخياشمه، ثمَّ إِذا غسل وَجهه كَمَا أمره الله إِلَّا جرت خَطَايَا وَجهه من أَطْرَاف لحييْهِ مَعَ المَاء، ثمَّ يغسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين إِلَّا جرت خَطَايَا يَدَيْهِ من أنامله مَعَ المَاء، ثمَّ يمسح رَأسه إِلَّا جرت خَطَايَا رَأسه من أَطْرَاف شعره مَعَ المَاء، ثمَّ يغسل قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلَّا جرت خَطَايَا رجلَيْهِ من أنامله مَعَ المَاء، فَإِن هُوَ قَامَ فصلى فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ومجده بِالَّذِي هُوَ لَهُ أهل، وَفرغ قلبه لله، إِلَّا انْصَرف من خطيئته كَهَيئَةِ يَوْم وَلدته أمه" رَوَاهُ مُسلم.

فضل الوضوء على المكاره

فضل الْوضُوء على المكاره وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أَلا أدلكم على مَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيرْفَع بِهِ الدَّرَجَات"، قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: "إسباغ الْوضُوء على المكاره، وَكَثْرَة الخطا إِلَى الْمَسَاجِد، وانتظار الصَّلَاة بعد

الصَّلَاة فذلكم الرِّبَاط، فذلكم الرِّبَاط" رَوَاهُ مُسلم.

فضل الشهادة بعد الوضوء

فضل الشَّهَادَة بعد الْوضُوء عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من تَوَضَّأ فَأحْسن وضوءه، ثمَّ قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية يدخلهَا من أَيهَا شَاءَ"، رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ بِمَعْنَاهُ وَلم يذكر مُسلم: "اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من التوابين واجعلني من المتطهرين ".

فضل الأذان وما يقول الذي يستمع

فضل الْأَذَان وَمَا يَقُول الَّذِي يستمع 5 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "لَا يسمع مدى صَوت الْمُؤَذّن جن وَلَا إنس وَلَا شَيْء إِلَّا يشْهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ البُخَارِيّ. 6 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا لاستهموا عَلَيْهِ، وَلَو يعلمُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ، وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبوا" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 7 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قَالَ حِين يسمع النداء اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة وَالصَّلَاة الْقَائِمَة آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الَّذِي وعدته، حلت لَهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ البُخَارِيّ. 8 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من أذن سبع سِنِين محتسبا كتب لَهُ بَرَاءَة من النَّار". أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 9 - عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذّن فَقولُوا مثل مَا يَقُول، ثمَّ صلوا عَليّ فَإِنَّهُ من صلى عَليّ

فضل الدعاء بين الأذان والإقامة

(فضل الدُّعَاء بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة) 16 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَا يرد الدُّعَاء بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن.

فضل بناء المسجد

فضل بِنَاء الْمَسْجِد1 17 - عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من بنى مَسْجِدا يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله بنى الله لَهُ مثله فِي الْجنَّة" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 18 - عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من بنى مَسْجِدا يذكر فِيهِ اسْم الله بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 19 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من بنى مَسْجِدا كمفحص قطاة أَو أَصْغَر، بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا.

_ 1 - من بنى مَسْجِدا فَكتب اسْمه عَلَيْهِ فَهُوَ بعيد فِي الْإِخْلَاص لِأَن المخلص يَكْتَفِي بِرُؤْيَة الْمَعْمُول مِنْهُ، وَقد كَانَ حسان بن سِنَان يَشْتَرِي أهل الْبَيْت فيعتقعم وَلَا يُخْبِرهُمْ من هُوَ (إِعْلَام الْمَسَاجِد) .

أجر من كنس مسجدا

أجر من كنس مَسْجِدا 20 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "عرضت عَليّ أجور أمتِي حَتَّى القذاة يُخرجهَا الرجل من الْمَسْجِد، وَعرضت عَليّ ذنُوب أمتِي فَلم أر ذَنبا أعظم من سُورَة من الْقُرْآن أَو آيَة أوتيها الرجل ثمَّ نَسِيَهَا" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

فضل المشي إلى الصلاة، وفضل صلاة الجماعة

فضل الْمَشْي إِلَى الصَّلَاة، وَفضل صَلَاة الْجَمَاعَة 21 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "صَلَاة الرجل فِي جمَاعَة تضعف على صلَاته فِي بَيته وسوقه خمْسا وَعشْرين ضعفا، وَذَلِكَ أَنه إِذا تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد لَا يُخرجهُ إِلَّا الصَّلَاة لم يخط خطْوَة إِلَّا رفعت لَهُ بهَا دَرَجَة وَحط عَنهُ بهَا خَطِيئَة، فَإِذا صلى لم تزل الْمَلَائِكَة تصلي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، اللَّهُمَّ صلى عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحمه، وَلَا يزَال فِي صَلَاة مَا انْتظر الصَّلَاة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ. 22 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "صَلَاة الْجَمَاعَة أفضل من صَلَاة الْفَذ بِسبع وَعشْرين دَرَجَة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 23 - عَن أبي مُوسَى عبد الله بن قيس رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أعظم النَّاس أجرا فِي الصَّلَاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، وَالَّذِي ينْتَظر الصَّلَاة حَتَّى يُصليهَا مَعَ الإِمَام أعظم أجرا من الَّذِي يُصَلِّي ثمَّ ينَام" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 24 - عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من صلى الْعشَاء فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا قَامَ نصف اللَّيْل، وَمن صلى الصُّبْح فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا صلى اللَّيْل كُله" رَوَاهُ مُسلم. 25 - عَن أبي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ رجل لَا أعلم رجلا أبعد من الْمَسْجِد مِنْهُ، وَكَانَ لَا تخطئه صَلَاة، قَالَ: فَقيل لَهُ أَو قلت لَهُ: لَو اشْتريت حمارا تركبه فِي الظلماء وَفِي الرمضاء، قَالَ: مَا يسرني أَن منزلي إِلَى جنب الْمَسْجِد، إِنِّي أُرِيد أَن يكْتب لي ممشاي إِلَى الْمَسْجِد، ورجوعي إِذا رجعت إِلَى أَهلِي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "قد جمع الله لَك ذَلِك كُله" رَوَاهُ مُسلم. 26 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَت دِيَارنَا نائية من الْمَسْجِد، فأردنا أَن نبيع بُيُوتنَا فنقرب من الْمَسْجِد، فنهانا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "إِن لكم بِكُل خطْوَة دَرَجَة" رَوَاهُ مُسلم.

27 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من تطهر فِي بَيته ثمَّ مَشى إِلَى بَيت من بيُوت الله ليقضي فَرِيضَة من فَرَائض الله كَانَت خطواته إِحْدَاهمَا تحط خَطِيئَة وَالْأُخْرَى ترفع دَرَجَة " رَوَاهُ مُسلم، وَعنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من غَدا إِلَى الْمَسْجِد أَو رَاح، أعد الله لَهُ فِي الْجنَّة نزلا كلما غَدا أَو رَاح" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 28 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من خرج من بَيته متطهرا إِلَى صَلَاة مَكْتُوبَة فَأَجره كَأَجر الْحَاج الْمحرم، وَمن خرج إِلَى تَسْبِيح الضُّحَى لَا ينصبه إِلَّا إِيَّاه فَأَجره كَأَجر الْمُعْتَمِر، وَصَلَاة على أثر صَلَاة لَا لَغْو بَينهمَا كتاب فِي عليين" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 29 - عَن بُرَيْدَة بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "بشر الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلم إِلَى الْمَسَاجِد بِالنورِ التَّام يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب، وَعَن أنس بن مَالك مثله، رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 30 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "المشاؤون إِلَى الْمَسَاجِد فِي الظُّلم أُولَئِكَ الخواضون فِي رَحْمَة الله" 31 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ليبشر المشاؤون فِي الظُّلم إِلَى الْمَسَاجِد بِنور تَامّ يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُمَا ابْن مَاجَه

فضل الصف الأول

فضل الصَّفّ الأول 32 - عَن أبي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا الصُّبْح، فَقَالَ: " أشاهد فلَان" قَالُوا: لَا، قَالَ: "أشاهد فلَان" قَالُوا لَا، قَالَ: "إِن هَاتين الصَّلَاتَيْنِ أثقل الصَّلَوَات على الْمُنَافِقين، وَلَو تعلمُونَ مَا فيهمَا لأتيتموهما وَلَو حبوا على الركب، وَإِن الصَّفّ الأول على مثل صف الْمَلَائِكَة وَلَو علمْتُم فضيلته لابتدرتموه، وَإِن صَلَاة الرجل مَعَ الرجل أزكى من صلَاته وَحده، وَصلَاته مَعَ الرجلَيْن أزكى من صلَاته مَعَ الرجل، وَمَا كثر فَهُوَ أحب إِلَى الله تَعَالَى" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد

وَابْن مَاجَه فِي سُنَنهمَا. 33 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَو تعلمُونَ مَا فِي الصَّفّ الْمُقدم لكَانَتْ قرعَة" رَوَاهُ مُسلم وَقد تقدم فِي مَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَعنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "خير صُفُوف الرِّجَال أَولهَا وشرها آخرهَا، وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا وشرها أَولهَا" رَوَاهُ مُسلم. 34 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "صَلَاة الْمَرْأَة فِي بَيتهَا أفضل من صلَاتهَا فِي حُجْرَتهَا، وصلاتها فِي مخدعها أفضل من صلَاتهَا فِي بَيتهَا" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

فضل التأمين

فضل التَّأْمِين 35 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أَمن الإِمَام فَأمنُوا، فَإِنَّهُ من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

فضل التحميد

فضل التَّحْمِيد 36 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِذا قَالَ الإِمَام سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا اللَّهُمَّ رَبنَا وَلَك الْحَمد، فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

فضل الصلوات الخمس

فضل الصَّلَوَات الْخمس 37 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "أَرَأَيْتُم لَو أَن نَهرا بِبَاب أحدكُم يغْتَسل فِيهِ كل يَوْم خمْسا مَا تَقول ذَلِك يبْقى من درنه"، قَالُوا: لَا يبْقى من درنه شَيْئا، قَالَ: "فَذَلِك مثل الصَّلَوَات الْخمس، يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

فضل يوم الجمعة وفضل الرواح وذكر الساعة التي فيها

فضل يَوْم الْجُمُعَة وَفضل الرواح وَذكر السَّاعَة الَّتِي فِيهَا 41 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "خير يَوْم طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة، فِيهِ خلق آدم، وَفِيه أَدخل الْجنَّة، وَفِيه أخرج مِنْهَا، وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا فِي يَوْم الْجُمُعَة" رَوَاهُ مُسلم. 42 - عَن أَوْس بن أَوْس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن من أفضل أيامكم يَوْم الْجُمُعَة، فِيهِ خلق آدم، وَفِيه قبض، وَفِيه النفخة وَفِيه الصعقة، فَأَكْثرُوا عَليّ من الصَّلَاة فِيهِ، فَإِن صَلَاتكُمْ معروضة عَليّ"، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُول الله كَيفَ تعرض صَلَاتنَا عَلَيْك وَقد أرمت؟ قَالَ: يَقُولُونَ: بليت، فَقَالَ: "إِن الله عز وَجل حرم على الأَرْض أجساد الْأَنْبِيَاء"، وَقَالَ: بَعضهم: "أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه. 43 - عَن سلمَان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَا

يغْتَسل رجل يَوْم الْجُمُعَة، ويتطهر مَا اسْتَطَاعَ من طهر، ويدهن من دهنه، أَو يمس من طيب بَيته، ثمَّ يخرج فَلَا يفرق بَين اثْنَيْنِ ثمَّ يُصَلِّي مَا كتب لَهُ، ثمَّ ينصت إِذا تكلم الإِمَام، إِلَّا غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة الْأُخْرَى " رَوَاهُ البُخَارِيّ. 44 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة غسل الْجَنَابَة، فَكَأَنَّمَا قرب بَدَنَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّانِيَة فَكَأَنَّمَا قرب بقرة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّالِثَة فَكَأَنَّمَا قرب كَبْشًا أقرن، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الرَّابِعَة فَكَأَنَّمَا قرب دجَاجَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الْخَامِسَة فَكَأَنَّمَا قرب بَيْضَة، فَإِذا خرج الإِمَام حضرت الْمَلَائِكَة يَسْتَمِعُون الذّكر" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 45 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ أَتَى الْجُمُعَة فاستمع وأنصت، غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام، وَمن مس الْحَصَى فقد لَغَا" رَوَاهُ مُسلم. 46 - عَن أَوْس بن أَوْس رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من غسل واغتسل وَغدا وابتكر ودنا من الإِمَام وَلم يلغ، كَانَ لَهُ بِكُل خطْوَة عمل سنة صيامها وقيامها" وَفِي رِوَايَة: "وَمَشى وَلم يركب " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 47 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن فِي الْجُمُعَة لساعة لَا يُوَافِقهَا مُسلم قَائِم يُصَلِّي يسْأَل الله خيرا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه، وَقَالَ بِيَدِهِ يقللها يزهدها" هَكَذَا أخرجه مُسلم وَأخرجه البُخَارِيّ بِنَحْوِهِ. 48 - عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ لي عبد الله بن عمر، أسمعت أَبَاك يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَأْن سَاعَة الْجُمُعَة؟ قَالَ: قلت: نعم، سمعته يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "هِيَ مَا بَين أَن يجلس الإِمَام إِلَى أَن تقضى الصَّلَاة" رَوَاهُ مُسلم.

49 - وَعَن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن فِي الْجُمُعَة سَاعَة لَا يسْأَل العَبْد فِيهَا شَيْئا إِلَّا أَتَاهُ"، قَالُوا: يَا رَسُول الله أَيَّة سَاعَة هِيَ؟ قَالَ: "حِين تُقَام الصَّلَاة إِلَى الِانْصِرَاف مِنْهَا" أخرجه ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 50 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لأي شَيْء سمي يَوْم الْجُمُعَة؟ قَالَ: "لِأَن فِيهِ طبعت طِينَة أَبِيك آدم وفيهَا الصعقة والبعثة، وفيهَا البطشة، وَفِي آخر ثَلَاث سَاعَات مِنْهَا سَاعَة من دَعَا الله فِيهَا اسْتُجِيبَ لَهُ" رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد. 51 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "يَوْم الْجُمُعَة اثْنَا عشر سَاعَة فِيهَا سَاعَة لَا يُوجد عبد مُسلم يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاه، فالتمسوها آخر سَاعَة بعد الْعَصْر" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ.

فضل ركعتي الفجر وغيرهما من السنن

فضل رَكْعَتي الْفجْر وَغَيرهمَا من السّنَن 52 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رَكعَتَا الْفجْر خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " رَوَاهُ مُسلم. 53 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من ثابر على اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة دخل الْجنَّة، أَرْبعا قبل الظّهْر وَرَكْعَتَيْنِ بعْدهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل الْفجْر" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب1. 54 - عَن أم حَبِيبَة رَضِي الله عَنْهَا زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من حَافظ على أَربع رَكْعَات قبل الظّهْر وَأَرْبع بعْدهَا، حرمه الله على النَّار" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب.

_ 1 - قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيث عَائِشَة حَدِيث غَرِيب من هَذَا الْوَجْه.

فضل ركعتي الفجر والوصية بهما

فضل رَكْعَتي الْفجْر وَالْوَصِيَّة بهما 55 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: "أَوْصَانِي خليلي بِثَلَاث: بصيام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر، وركعتي الضُّحَى، وَأَن أوتر قبل أَن أرقد" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 56 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "يصبح على كل سلامى من أحدكُم صَدَقَة، فَكل تَسْبِيحَة صَدَقَة، وكل تَحْمِيدَة صَدَقَة، وكل تَهْلِيلَة صَدَقَة، وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة، وَأمر بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَة، وَنهي عَن الْمُنكر صَدَقَة، وَيُجزئ من ذَلِك رَكْعَتَانِ يركعهما من الضُّحَى" رَوَاهُ مُسلم. 57 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "أَوْصَانِي حَبِيبِي بِثَلَاث لن أدعهن مَا عِشْت، بصيام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر، وَصَلَاة الضُّحَى، وَبِأَن لَا أَنَام حَتَّى أوتر" رَوَاهُ مُسلم. 58 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من حَافظ على شُفْعَة الضُّحَى غفرت ذنُوبه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر" أخرجه ابْن مَاجَه. 59 - عَن أم حَبِيبَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من عبد مُسلم يُصَلِّي لله كل يَوْم اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة تَطَوّعا غير فَرِيضَة إِلَّا بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة" رَوَاهُ مُسلم.

ومن فضل صلاة الضحى أيضا

وَمن فضل صَلَاة الضُّحَى أَيْضا 60 - عَن معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قعد فِي مُصَلَّاهُ حِين ينْصَرف من صَلَاة الصُّبْح حَتَّى يسبح رَكْعَتي الضُّحَى لَا يَقُول إِلَّا خيرا غفر لَهُ خطاياه وَإِن كَانَت أَكثر من زبد الْبَحْر " أخرجه أَبُو دَاوُد. 61 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

يَقُول: "من صلى الضُّحَى ثنتى عشرَة رَكْعَة بنى الله لَهُ قصرا فِي الْجنَّة من ذهب " أخرجه ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 62 - عَن نعيم بن همار قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "يَقُول الله عز وَجل: ابْن آدم لَا تعجزن أَربع رَكْعَات فِي أول نهارك أكفك آخِره" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

فضل الأربع قبل العصر

فضل الْأَرْبَع قبل الْعَصْر 63 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "رحم الله امْرأ صلى قبل الْعَصْر أَرْبعا" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب.

فضل السجود للواحد المعبود

فضل السُّجُود للْوَاحِد المعبود 64 - عَن معدان بن أبي طَلْحَة الْيَعْمرِي قَالَ: لقِيت ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: أَخْبرنِي بِعَمَل أعمله يدخلني الله بِهِ الْجنَّة، أَو قَالَ: قلت: أحب الْأَعْمَال إِلَى الله عز وَجل، فَسكت، ثمَّ سَأَلته فَسكت، ثمَّ سَأَلته الثَّالِثَة فَقَالَ: سَأَلت عَن ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "عَلَيْك بِكَثْرَة السُّجُود، فَإنَّك لَا تسْجد لله سَجْدَة إِلَّا رفعك بهَا دَرَجَة وَحط عَنْك بهَا خَطِيئَة"، قَالَ معدان: ثمَّ لقِيت أَبَا الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ فَسَأَلته فَقَالَ لي مثل مَا قَالَ لي ثَوْبَان"رَوَاهُ مُسلم. 65 - عَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "مَا من عبد مُسلم يسْجد لله سَجْدَة إِلَّا كتب الله لَهُ بهَا حَسَنَة ومحا عَنهُ بهَا سَيِّئَة وَرفع لَهُ بهَا دَرَجَة فاستكثروا من السُّجُود" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 66 - عَن ربيعَة بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ، قَالَ: كنت أَبيت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَيْته بوضوئه وَحَاجته، فَقَالَ لي: "سل"، فَقلت: أَسأَلك مرافقتك فِي الْجنَّة، قَالَ: "أَو غير ذَلِك"، قلت: هُوَ ذَاك، قَالَ: "فأعني على نَفسك بِكَثْرَة السُّجُود". رَوَاهُ مُسلم.

فضل قيام شهر رمضان

فضل قيام شهر رَمَضَان 68 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَمن قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. فضل قيام شهر رَمَضَان مَعَ الإِمَام 69 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: صمنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يقم بِنَا شَيْئا من الشَّهْر، حَتَّى بَقِي سبع فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذهب ثلث اللَّيْل، فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة السَّادِسَة لم يقم بِنَا، فَلَمَّا كَانَت الْخَامِسَة قَامَ بِنَا حَتَّى ذهب شطر اللَّيْل، فَقلت: يَا رَسُول الله لَو نفلتنا قيام هَذِه اللَّيْلَة، قَالَ فَقَالَ: "إِن الرجل إِذا صلى مَعَ الإِمَام حَتَّى ينْصَرف حسب لَهُ قيام لَيْلَة"، قَالَ: فَلَمَّا كَانَت الرَّابِعَة لم يقم بِنَا، فَلَمَّا كَانَت الثَّالِثَة جمع أَهله نِسَاءَهُ وَالنَّاس فَقَامَ بِنَا حَتَّى خشينا أَن يفوتنا الْفَلاح، قَالَ قلت: وَمَا الْفَلاح؟ قَالَ: السّحُور، ثمَّ لم يقم بِنَا بَقِيَّة الشَّهْر" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

فضل صلاة النافلة في البيوت

فضل صَلَاة النَّافِلَة فِي الْبيُوت 70 - عَن زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ، احتجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجيرة بخصفة أَو حَصِير فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِيهَا، قَالَ: فتتبع إِلَيْهِ رجال وَجَاءُوا يصلونَ بِصَلَاتِهِ، قَالَ: ثمَّ جَاءُوا لَيْلَة فَحَضَرُوا وَأَبْطَأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهُم، قَالَ: فَلم يخرج إِلَيْهِم، فَرفعُوا أَصْوَاتهم وحصبوا الْبَاب، فَخرج إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مغضبا، فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا زَالَ صنيعكم حَتَّى ظَنَنْت أَنه

فضل قيام الليل

فضل قيام اللَّيْل 72 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يعْقد الشَّيْطَان على قافية رَأس أحدكُم إِذا هُوَ نَام ثَلَاث عقد، بِضَرْب مَكَان كل عقدَة عَلَيْك ليل طَوِيل فارقد، فَإِن اسْتَيْقَظَ فَذكر الله انْحَلَّت عقدَة، فَإِذا تَوَضَّأ انْحَلَّت عقدَة، فَإِن صلى انْحَلَّت عقدَة، فَأصْبح نشيطا طيب النَّفس، وَإِلَّا أصبح خَبِيث النَّفس كسلان" رُوَاة البُخَارِيّ وَمُسلم 73 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رحم الله رجلا قَامَ من اللَّيْل فصلى وَأَيْقَظَ امْرَأَته فَإِن أَبَت نضح فِي وَجههَا المَاء، رحم الله امْرَأَة قَامَت من اللَّيْل فصلت وأيقظت زَوجهَا فَإِن أَبى نضحت فِي وَجهه المَاء" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه. 74 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ الرجل فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رأى رُؤْيا قصها على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فتمنيت أَن أرى رُؤْيا أقصها على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكنت غُلَاما شَابًّا، وَكنت أَنَام فِي الْمَسْجِد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرَأَيْت فِي النّوم كَأَن ملكَيْنِ أخذاني فذهبا بِي إِلَى النَّار، فَإِذا هِيَ مطوية كطي الْبِئْر، وَإِذا لَهَا قرنان، وَإِذا فِيهَا نَاس قد عرفتهم، فَجعلت أَقُول أعوذ بِاللَّه من النَّار، قَالَ: فلقينا ملك آخر فَقَالَ لي: لم ترع، فقصصتها على حَفْصَة فقصتها حَفْصَة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: "نعم الرجل عبد الله لَو

كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل"، فَكَانَ بعد لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا، رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم أَيْضا. 75 - عَن عبد الله بن سَلام قَالَ: لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، انجفل النَّاس إِلَيْهِ، وَقيل قدم رَسُول الله فَجئْت فِي النَّاس لأنظر إِلَيْهِ، فَلَمَّا استبنت وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرفت أَن وَجهه لَيْسَ وَجه كَذَّاب، فَكَانَ أول شَيْء تكلم بِهِ أَن قَالَ: "يَا أَيهَا النَّاس افشوا السَّلَام وأطعموا الطَّعَام وصلوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيام تدْخلُوا الْجنَّة بِسَلام" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 76 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أفضل الصّيام بعد شهر رَمَضَان شهر الله الْمحرم، وَأفضل الصَّلَاة بعد الْفَرِيضَة صَلَاة اللَّيْل" رَوَاهُ مُسلم.

فضل الصلاة بين العشاءين

فضل الصَّلَاة بَين العشاءين 77 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من صلى بعد الْمغرب سِتّ رَكْعَات لم يتَكَلَّم فِيمَا بَينهُنَّ بِسوء، عدلن لَهُ بِعبَادة اثْنَتَيْ عشرَة سنة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 78 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من صلى بَين الْمغرب وَالْعشَاء عشْرين رَكْعَة بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 79 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ فِي هَذِه الْآيَة {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} قَالَ: "كَانُوا يتيقظون مَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء يصلونَ"، وَكَانَ الْحسن يَقُول: "قيام اللَّيْل". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

فضل طول القيام في الصلاة

فضل طول الْقيام فِي الصَّلَاة 80 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:

فضل الوتر آخر الليل

فضل الْوتر آخر اللَّيْل 82 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من خَافَ أَلا يقوم آخر اللَّيْل فليوتر أَوله، وَمن طمع أَن يقوم آخِره فليوتر آخر اللَّيْل، فَإِن صَلَاة آخر اللَّيْل مَشْهُودَة وَذَلِكَ أفضل" رَوَاهُ مُسلم.

ومن فضائل الأذكار بعد المكتوبة

وَمن فَضَائِل الْأَذْكَار بعد الْمَكْتُوبَة 83 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، أَن فُقَرَاء الْمُهَاجِرين أَتَوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثُور وَالْأَمْوَال بالدرجات العلى وَالنَّعِيم الْمُقِيم، قَالَ: "وَمَا ذَاك"؟ قَالُوا: يصلونَ كَمَا نصلي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نتصدق، ويعتقون وَلَا نعتق، فَقَالَ رَسُول الله: "أَفلا أعلمكُم شَيْئا تدركون بِهِ من سبقكم، وتسبقون بِهِ من بعدكم، وَلَا يكون أحد أفضل مِنْكُم إِلَّا من صنع مثل مَا صَنَعْتُم"؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: "تسبحون وتكبرون وتحمدون فِي دبر كل صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مرّة"، قَالَ أَبُو صَالح: فَرجع فُقَرَاء الْمُهَاجِرين إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: سمع إِخْوَاننَا أهل الْأَمْوَال مَا فعلنَا فَفَعَلُوا مثله، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 84 - عَن زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: أمرنَا أَن نُسَبِّح فِي دبر كل صَلَاة ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَة وَنَحْمَد ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ تَحْمِيدَة ونكبر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ تَكْبِيرَة، قَالَ: فَرَأى رجل فِي الْمَنَام فَقَالَ: أمرْتُم بِثَلَاث وَثَلَاثِينَ تَسْبِيحَة وَثَلَاث

فضل الذكر عند الانتباه من النوم

فضل الذّكر عِنْد الانتباه من النّوم 88 - عَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من تعار من اللَّيْل فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير الْحَمد الله وَسُبْحَان الله وَالله أكبر وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لي أَو دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِن تَوَضَّأ قبلت صلَاته" أخرجه البُخَارِيّ.

ومن فضائل الذكر في جميع الأوقات

وَمن فَضَائِل الذّكر فِي جَمِيع الْأَوْقَات 89 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير، فِي يَوْم مائَة مرّة، كَانَت لَهُ عدل عشر رِقَاب، وكتبت لَهُ مائَة حَسَنَة، ومحيت عَنهُ مائَة سَيِّئَة، وَكَانَت لَهُ حرْزا من الشَّيْطَان فِي يَوْمه ذَلِك حَتَّى يُمْسِي، وَلم يَأْتِ أحد أفضل مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أحد عمل أَكثر من ذَلِك، وَمن قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمه مائَة مرّة، حطت خطاياه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر " رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 90 - عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قَالَ لَا إِلَه الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَلَهو على كل شَيْء قدير عشر مَرَّات، كَانَ كمن أعتق أَرْبَعَة أنفس من ولد إِسْمَاعِيل" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 91 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كلمتان خفيفتان على اللِّسَان ثقيلتان فِي الْمِيزَان حبيبتان إِلَى الرَّحْمَن، سُبْحَانَ الله الْعَظِيم سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 92 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَالَ حِين يسمع يصبح وَحين يُمْسِي، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ مائَة مرّة، جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة بِأَفْضَل مَا جَاءَ بِهِ أحد إِلَّا أحد قَالَ مثل مَا قَالَ أَو زَاد عَلَيْهِ" أخرجه مُسلم.

93 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لِأَن أَقُول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر، أحب إِلَيّ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس" أخرجه مُسلم. 94 - عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "أَيعْجزُ أحدكُم أَن يكْسب كل يَوْم ألف حَسَنَة"، فَسَأَلَهُ سَائل من جُلَسَائِهِ كَيفَ يكْسب أَحَدنَا ألف حَسَنَة؟ قَالَ: "يسبح الله مائَة تَسْبِيحَة فَيكْتب لَهُ ألف حَسَنَة أَو يحط عَنهُ ألف خَطِيئَة" رَوَاهُ مُسلم.

أحب الكلام اله الله عز وجل

أحب الْكَلَام اله الله عز وَجل 95 - عَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِي الله عَنهُ قَالَ، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أحب الْكَلَام الى الله عز وَجل سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله ,الله أكبر لَا يَضرك بأيهن بدأت" رَوَاهُ مُسلم. 96 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن أحب الْكَلَام إِلَى الله عز وَجل، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ"، وَفِي رِوَايَة: سُئِلَ أَي الْكَلَام أفضل، قَالَ: "اصْطفى الله لملائكته أَو لِعِبَادِهِ، سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ". رَوَاهُ مُسلم. 97 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "أفضل الذّكر لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأفضل الدُّعَاء الْحَمد الله" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب.

ومن فضائل الذكر أيضا

وَمن فَضَائِل الذّكر أَيْضا 98 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ أَيْضا، أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا رَسُول الله، ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ، يصلونَ كَمَا نصلي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُول أَمْوَالهم، قَالَ: "أوليس قد جعل الله لكم مَا تصدقُونَ، إِن كل تَسْبِيحَة صَدَقَة، وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة، وكل

فضل الذكر المضاعف

فضل الذّكر المضاعف 108 - عَن جوَيْرِية رَضِي الله عَنْهَا، قَالَت: مر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين صلى الْغَدَاة أَو بعد مَا صلى الْغَدَاة وَهِي فِي مَسْجِدهَا، ثمَّ رَجَعَ بعد أَن أضحى وَهِي جالسة فَقَالَ: "مازلت على الْحَال الَّتِي فارقتك عَلَيْهَا"، قَالَت: نعم، قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لقد قلت بعْدك أَربع كَلِمَات ثَلَاث مَرَّات، لَو وزنت بِمَا قلت مُنْذُ الْيَوْم لوزنتهن، سُبْحَانَ الله عدد خلقه ورضى نَفسه وزنة عَرْشه ومداد كَلِمَاته"، وَفِي رِوَايَة: " سُبْحَانَ الله عدد خلقه، سُبْحَانَ الله رضى نَفسه، سُبْحَانَ الله زنة عَرْشه، سُبْحَانَ الله مداد كَلِمَاته" أخرجه مُسلم. 109 - عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ، أَنه دخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على امْرَأَة وَبَين يَديهَا نوى أَو حَصى تسبح بِهِ، فَقَالَ: "أخْبرك بِمَا هُوَ أيسر عَلَيْك من هَذَا وَأفضل"، فَقَالَ: "سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق فِي السَّمَاء، وَسُبْحَان الله عدد مَا خلق فِي الأَرْض، وَسُبْحَان الله عدد مَا بَين ذَلِك، وَسُبْحَان الله عدد مَا هُوَ

خَالق، وَالله أكبر مثل ذَلِك، وَالْحَمْد لله مثل ذَلِك، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه مثل ذَلِك" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 110 - عَن صَفِيَّة رَضِي الله عَنْهَا، قَالَت: دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين يَدي أَرْبَعَة نواة أسبح بهَا، فَقَالَ: "لقد سبحت بِهَذِهِ، أَلا أعلمك بِأَكْثَرَ مِمَّا سبحت"، فَقلت: عَلمنِي، فَقَالَ: "قولي سُبْحَانَ الله عدد خلقه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 111 - عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِهِ وَهُوَ يُحَرك شَفَتَيْه، فَقَالَ: "مَا تَقول يَا أَبَا أُمَامَة"، قَالَ: أذكر رَبِّي، قَالَ: "أَلا أخْبرك بِأَكْثَرَ أَو أفضل من ذكر اللَّيْل مَعَ النَّهَار وَالنَّهَار مَعَ اللَّيْل، أَن تَقول سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق، وَسُبْحَان الله عدد مَا فِي الأَرْض وَالسَّمَاء، وَسُبْحَان الله مَلأ مَا فِي الأَرْض وَالسَّمَاء، وَسُبْحَان الله عدد مَا أحصى كِتَابه، وَسُبْحَان الله عدد كل شَيْء، وَسُبْحَان الله مَلأ كل شَيْء، وَتقول الْحَمد لله مثل ذَلِك، وَلَا إِلَه إِلَّا الله مثل ذَلِك، وَالله أكبر مثل ذَلِك " رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 112 - عَن تَمِيم الدَّارِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "من قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، إِلَهًا وَاحِدًا أحدا صمدا، لم يتَّخذ صَاحِبَة وَلَا ولد، وَلم يكن لَهُ كفوا أحد، عشر مَرَّات، كتب الله لَهُ أَرْبَعِينَ ألف حَسَنَة". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب.

فضل التهليل في السوق

فضل التهليل فِي السُّوق 113 - عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من دخل السُّوق فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيي وَيُمِيت وَهُوَ حَيّ لَا يَمُوت بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كل شَيْء قدير كتب الله لَهُ ألف ألف حَسَنَة، ومحا عَنهُ ألف ألف سَيِّئَة، وَرفع لَهُ ألف ألف دَرَجَة" هَكَذَا رَوَاهُ

التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه بِنَحْوِهِ.

ذكر الله عز وجل عند القيام من المجلس

ذكر الله عز وَجل عِنْد الْقيام من الْمجْلس 114 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من جلس فِي مجْلِس يكثر فِيهِ لغطه فَقَالَ قبل أَن يقوم من مَجْلِسه ذَلِك، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك، إِلَّا غفر لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسه ذَلِك" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب.

فضل الاستغفار

فضل الاسْتِغْفَار 115 - عَن شَدَّاد بن أَوْس رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سيد الاسْتِغْفَار أَن تَقول: اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت خلقتني وَأَنا عَبدك وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ وأبوء بذنبي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، فَإِن قَالَهَا بعد مَا يُمْسِي فَمَاتَ من ليلته دخل الْجنَّة، وَإِن قَالَهَا بعد مَا يصبح فَمَاتَ من يَوْمه فَمَاتَ من يَوْمه دخل الْجنَّة" أخرجه البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ. 116 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: " إِن كُنَّا لنعد لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمجْلس الْوَاحِد مائَة مرّة قبل أَن يقوم، رب اغْفِر لي وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الغفور " أخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب. 117 - عَن عبد الله بن بسر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "طُوبَى لمن وجد فِي صَحِيفَته اسْتِغْفَارًا كثيرا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 118 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من لزم الاسْتِغْفَار جعل الله لَهُ من كل هم فرجا وَمن كل ضيق مخرجا ورزقه

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله

فضل لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه 124 - عَن أبي مُوسَى عبد الله بن قيس رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر، فَقَالَ: "يَا عبد الله بن قيس أَلا أدلك على كنز من كنوز الْجنَّة"، فَقلت: بلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: "قل لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 125 - عَن قيس بن سعد رَضِي الله عَنهُ، قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَلا أدلك على بَاب من أَبْوَاب الْجنَّة"، قلت: بلَى، قَالَ: "لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب. 126 - عَن حَازِم بن حَرْمَلَة الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: مَرَرْت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لي: "يَا حَازِم أَكثر من قَول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، فَإِنَّهَا من كنوز الْجنَّة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الصلاة والسلام على النبي

فضل الصَّلَاة وَالسَّلَام على النَّبِي 127 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من صلى عَليّ وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا". رَوَاهُ مُسلم. 128 - عَن أبي طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ ذَات يَوْم والبشر فِي وَجهه، فَقُلْنَا إِنَّا لنرى الْبشر فِي وَجهك، فَقَالَ: " إِنَّه أَتَانِي الْملك فَقَالَ: يَا مُحَمَّد إِن رَبك يَقُول أما يرضيك أَنه لَا يُصَلِّي عَلَيْك أحد إِلَّا صليت عَلَيْهِ عشرا، وَلَا يسلم عَلَيْك أحد إِلَّا سلمت عَلَيْهِ عشرا" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 129 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من صلى عَليّ صَلَاة وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشر صلوَات، وحطت عَنهُ عشر خطيئات، وَرفعت لَهُ عشر دَرَجَات" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

شهادة أن لا إله إلا الله عند الموت

شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله عِنْد الْمَوْت 130 - عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لقنوا مَوْتَاكُم لَا إِلَه إِلَّا الله" رَوَاهُ مُسلم.

كتاب الجنائز وغيره

كتاب الْجَنَائِز وَغَيره فضل غسل الْمَيِّت وتكفينه 133 - عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من غسل مَيتا وكفنه وحنطه وَحمله وَصلى عَلَيْهِ وَلم يفش مَا رأى خرج من خطيئته مثل يَوْم وَلدته أمه" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الصلاة على الميت وإتباع الجنائز

فضل الصَّلَاة على الْمَيِّت وإتباع الْجَنَائِز 134 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من شهد الْجِنَازَة حَتَّى يصلى عَلَيْهَا فَلهُ قِيرَاط، وَمن شَهِدَهَا حَتَّى تدفن فَلهُ قيراطان"، وَقيل: وَمَا القيراطان؟ قَالَ: "مثل الجبلين العظيمين" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 135 - عَن ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من صلى جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط، فَإِن شهد دَفنهَا فَلهُ قيراطان، القيراط مثل أحد" رَوَاهُ مُسلم.

الشفاعة للميت والثناء عليه

الشَّفَاعَة للْمَيت وَالثنَاء عَلَيْهِ 136 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من ميت يصلى عَلَيْهِ أمة من الْمُسلمين يبلغون مائَة، كلهم يشفعون لَهُ إِلَّا شفعوا فِيهِ" رَوَاهُ مُسلم. 137 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعت رَسُول الله

فضل من مات له أطفال

فضل من مَاتَ لَهُ أَطْفَال 141 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من مُسلم يتوفى لَهُ ثَلَاثَة أَطْفَال لم يبلغُوا الْحِنْث إِلَّا أدخلهُ الْجنَّة بِفضل رَحمته إيَّاهُم" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 142 - عَن أبي سعيد رَضِي الله عَنهُ أَن النِّسَاء قُلْنَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اجْعَل لنا يَوْمًا من نَفسك، فقد غلبنا عَلَيْك الرِّجَال، فواعدهن فلقيهن فوعظهن وأمرهن، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: "مَا من امْرَأَة تقدم ثَلَاثَة من وَلَدهَا إِلَّا كَانُوا لَهَا

حِجَابا من النَّار" قَالَت امْرَأَة: وَاثْنَانِ، قَالَ: "وَاثْنَانِ" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِمَعْنَاهُ. 143 - عَن عتبَة بن عبد السّلمِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من مُسلم يَمُوت لَهُ ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يبلغُوا الْحِنْث إِلَّا تلقوهُ من أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية، من أَيهَا شَاءَ دخل" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 144 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قدم لَهُ ثَلَاثَة من الْوَلَد لم يبلغُوا الْحِنْث كَانُوا لَهُ حصنا حصينا من النَّار" فَقَالَ أَبُو ذَر: قدمت اثْنَيْنِ، قَالَ: "واثنين "، قَالَ أبي بن كَعْب أَبُو الْمُنْذر سيد الْفُقَرَاء: قدمت وَاحِدًا، قَالَ: "وواحدا " رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب.

فضل السقط

فضل السقط 145 - عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن السقط ليراغم ربه إِذا أَدخل أَبَوَيْهِ النَّار، فَيُقَال: أَيهَا السقط المراغم ربه أَدخل أَبَوَيْك الْجنَّة، فيجرهما بسرره حَتَّى يدخلهما الْجنَّة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 146 - عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن السقط ليجر أمه بسرره إِلَى الْجنَّة إِذا احتسبته" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الاسترجاع عند المصيبة

فضل الاسترجاع عِنْد الْمُصِيبَة 147 - عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "مَا من عبد تصيبه مُصِيبَة فَيَقُول إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، اللَّهُمَّ أجرني فِي مصيبتي واخلف لي خيرا مِنْهَا إِلَّا آجره الله فِي مصيبته وأخلف لَهُ خيرا مِنْهَا"، قَالَت: فَلَمَّا توفّي أَبُو سَلمَة قلت كَمَا أَمرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخلف الله لي خيرا مِنْهُ، رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أخرجه مُسلم. 148 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "يَقُول الله عز وَجل، يَا ابْن آدم إِن صبرت واحتسبت عِنْد الصدمة الأولى لم أَرض لَك ثَوابًا

فضل من عزى مصابا

فضل من عزى مصابا 150 - عَن عَمْرو بن حزم رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "مَا من مُؤمن يعزي أَخَاهُ بمصيبة، إِلَّا كَسَاه الله عز وَجل من حلل الْكَرَامَة يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 151 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من عزى مصابا فَلهُ مثل أجره" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب.

فضل عيادة المريض

فضل عِيَادَة الْمَرِيض 152 - عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من أَتَى أَخَاهُ الْمُسلم عَائِدًا مَشى فِي خرافة من الْجنَّة حَتَّى يجلس، فَإِذا جلس غمرته الرَّحْمَة، فَإِن كَانَ غدْوَة صلى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يُمْسِي، وَإِن كَانَ مسَاء صلى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألف ملك حَتَّى يصبح" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ، وَلم يذكر أَوله وَزَاد: "وَكَانَ لَهُ خريف فِي الْجنَّة" وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 153 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من عَاد مَرِيضا نَادَى مُنَاد من السَّمَاء: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الْجنَّة نزلا" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه. 154 - عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمُؤمن إِذا عَاد أَخَاهُ الْمُسلم لم يزل فِي خرافة الْجنَّة" رَوَاهُ مُسلم بِنَحْوِهِ.

فضل دعاء المريض

فضل دُعَاء الْمَرِيض 156 - عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا دخلت على مَرِيض فمره يَدْعُو لَك، فَإِن دعاءه كدعاء الْمَلَائِكَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الأمراض

فضل الْأَمْرَاض 157 - عَن صُهَيْب رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "عجبا لأمر الْمُؤمن إِن أمره كُله خير إِن أَصَابَته سراء شكر فَكَانَ خيرا لَهُ، وَإِن أَصَابَته ضراء صَبر كَانَ خيرا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِك لأحد إِلَّا لمُؤْمِن" رَوَاهُ مُسلم. 158 - عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي النَّاس أَشد بلَاء، قَالَ: "الْأَنْبِيَاء ثمَّ الصالحون ثمَّ الأمثل فالأمثل من النَّاس يبتلى الرجل على حسب دينه، فَإِن كَانَ فِي دينه صلابة زيد فِي بلائه، وَإِن كَانَ فِي دينه رقة خفف عَنهُ، وَمَا يزَال الْبلَاء بِالْعَبدِ حَتَّى يمشي على ظهر الأَرْض وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِنَحْوِهِ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 159 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا يُصِيب الْمُؤمن من وصب وَلَا نصب وَلَا حزن وَلَا هم وَلَا غم حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها إِلَّا كفر الله من خطاياه" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِمَعْنَاهُ. 160 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَا يزَال الْبلَاء بِالْمُؤمنِ أَو المؤمنة فِي جسده وَفِي مَاله وَفِي وَلَده حَتَّى يلقى الله وَمَا عَلَيْهِ من خَطِيئَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 161 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل

الأجر على ذهاب البصر إذا احتسب صاحبه وصبر

الْأجر على ذهَاب الْبَصَر إِذا احتسب صَاحبه وصبر 165 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن الله عز وَجل إِذا ابتلى عبدا من عباده بحبيبتيه فَصَبر عوضه مِنْهُمَا الْجنَّة" يُرِيد عَيْنَيْهِ. رَوَاهُ البُخَارِيّ. 166 - عَن زيد بن أَرقم رَضِي الله عَنهُ قَالَ: رمدت فعادني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "يَا زيد أَرَأَيْت لَو أَن عَيْنَيْك كَانَت لما بهما"، فَقلت: يَا رَسُول الله أَصْبِر وأحتسب، فَقَالَ: "إِذا لقِيت الله وَلَا ذَنْب لَك" أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد.

ما يكتب للمريض

مَا يكْتب للْمَرِيض 167 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ يَقُول: "من كَانَ لَهُ عمل يعمله فَشَغلهُ عَنهُ مرض أَو سفر فَإِنَّهُ يكْتب لَهُ صَالح مَا كَانَ يعْمل وَهُوَ صَحِيح مُقيم" أخرجه البُخَارِيّ بِنَحْوِهِ.

كتاب الصيام

كتاب الصّيام فضل الصّيام ... كتاب الصّيام فضل الصَّوْم 168 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "كل عمل ابْن آدم يُضَاعف، الْحَسَنَة عشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف، قَالَ الله عز وَجل إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي وَأَنا أجزي بِهِ، يدع شَهْوَته وَطَعَامه من أَجلي، للصَّائِم فرحتان، فرحة عِنْد فطره، وفرحة عِنْد لِقَاء ربه، ولخلوف فِيهِ أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك" وَفِي رِوَايَة: " وَالصِّيَام جنَّة، فَإِذا كَانَ يَوْم صَوْم أحدكُم فَلَا يرْفث وَلَا يسخب، فَإِن سابه أحد أَو قَاتله فَلْيقل إِنِّي امْرُؤ صَائِم " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ مُسلم وَالْبُخَارِيّ بِنَحْوِهِ. 169 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن فِي الْجنَّة بَابا يُقَال لَهُ الريان، يدْخل مِنْهُ الصائمون يَوْم الْقِيَامَة، لَا يدْخل مِنْهُ أحد غَيرهم، يُقَال: أَيْن الصائمون فَيدْخلُونَ مِنْهُ، فَإِذا دخل آخِرهم أغلق فَلم يدْخل مِنْهُ أحد" أَخْرجَاهُ أَيْضا وَاللَّفْظ لمُسلم. 170 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: مرني بِأَمْر آخذه عَنْك، قَالَ: "عَلَيْك بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 171 - عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله نُودي من أَبْوَاب الْجنَّة يَا عبد الله هَذَا خير، فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة نُودي من بَاب الصَّلَاة وَمن كَانَ من أهل الْجِهَاد دعِي من بَاب الْجِهَاد، وَمن كَانَ من أهل الصّيام دعِي من بَاب الريان، وَمن كَانَ من أهل الصَّدَقَة دعِي من بَاب الصَّدَقَة"، فَقَالَ أَبُو بكر: بِأبي وَأمي أَنْت يَا رَسُول الله، مَا على من دعِي من تِلْكَ الْأَبْوَاب من ضَرُورَة، فَهَل يدعى أحد من تِلْكَ الْأَبْوَاب كلهَا، قَالَ: "نعم وَأَرْجُو أَن تكون مِنْهُم" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

فضل رمضان وفضل صيامه

فضل رَمَضَان وَفضل صِيَامه 172 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا دخل رَمَضَان فتحت أَبْوَاب السَّمَاء وغلقت أَبْوَاب جَهَنَّم، وسلسلت الشَّيَاطِين" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ مُسلم: "فتحت أَبْوَاب الْجنَّة". 173 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا كَانَ أول لَيْلَة من شهر رَمَضَان صفدت الشَّيَاطِين ومردة الْجِنّ، وغلقت أَبْوَاب النَّار فَلم يفتح مِنْهَا بَاب، وَفتحت أَبْوَاب الْجنَّة فَلم يغلق مِنْهَا بَاب، وينادي مُنَاد: يَا باغي الْخَيْر أقبل وَيَا باغي الشَّرّ أقصر، وَللَّه عُتَقَاء، وَذَلِكَ كل لَيْلَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه. 174 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَتَاكُم رَمَضَان شهر مبارك فرض الله عَلَيْكُم صِيَامه تفتح فِيهِ أَبْوَاب السَّمَاء وتغلق فِيهِ أَبْوَاب الْجَحِيم، وتغل فِيهِ مَرَدَة الشَّيَاطِين، لله فِيهِ لَيْلَة خير من ألف شهر من حرم خَيرهَا فقد حرم" رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه. 175 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: دخل رَمَضَان، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن هَذَا الشَّهْر قد حضركم وَفِيه لَيْلَة خير من ألف شهر من حرمهَا فقد حرم الْخَيْر كُله، وَلَا يحرم خَيرهَا إِلَّا كل محروم" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل السحور وتأخيره والفطر وتعجيله

فضل السّحُور وتأخيره وَالْفطر وتعجيله 176 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تسحرُوا فَإِن فِي السّحُور بركَة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 177 - عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "فضل

مَا بَين صيامنا وَصِيَام أهل الْكتاب أَكلَة السّحُور" رَوَاهُ مُسلم. 179 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا عجلوا الْفطر " رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 180 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "قَالَ الله عز وَجل أحب عبَادي إِلَيّ أعجلهم فطرا" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 181 - عَن رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يتسحر، فَقَالَ: "إِنَّهَا بركَة أَعْطَاكُم الله إِيَّاهَا فَلَا تَدعُوهُ" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 182 - عَن أبي عَطِيَّة قَالَ: دخلت أَنا ومسروق على عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا، فَقُلْنَا: يَا أم الْمُؤمنِينَ رجلَانِ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَحدهمَا يعجل الْإِفْطَار ويعجل الصَّلَاة، وَالْآخر يُؤَخر الْإِفْطَار وَيُؤَخر الصَّلَاة، فَقَالَت: أَيهمَا الَّذِي يعجل الْإِفْطَار ويعجل الصَّلَاة، قَالَ: قُلْنَا: عبد الله بن مَسْعُود، قَالَت: "كَذَلِك كَانَ يصنع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم". رَوَاهُ مُسلم. 183 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يزَال الدّين ظَاهرا مَا عجلوا الْفطر، لِأَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى يؤخرون" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

صوم داود عليه السلام وهو أفضل الصيام

صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أفضل الصّيام ... صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أفضل الصّيام عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي أَقُول وَالله لأصومن النَّهَار ولأقومن اللَّيْل مَا عِشْت، فَقلت لَهُ بِأبي أَنْت وَأمي، قَالَ: "فَإنَّك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك، فَصم وَأفْطر، ونم وقم، وصم من الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا، وَذَلِكَ مثل صِيَام الدَّهْر"، قلت: إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك، فَقَالَ: "فَصم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا فَذَلِك صِيَام دَاوُد وَهُوَ أفضل الصّيام"، فَقلت: فَإِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَا أفضل من ذَلِك" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم إِلَّا أَن فِي مُسلم "أعدل الصّيام" بدل "أفضل الصّيام" وَفِي رِوَايَة

لمُسلم: "صم أفضل الصّيام عِنْد الله عز وَجل صِيَام دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا". 185 - وَعَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أحب الصّيام إِلَى الله صِيَام دَاوُد، كَانَ يَصُوم نصف الدَّهْر، وَأحب الصَّلَاة إِلَى الله صَلَاة دَاوُد، كَانَ يرقد شطر اللَّيْل ثمَّ يقوم ثمَّ يرقد آخِره، يقوم ثلث اللَّيْل بعد شطره" رَوَاهُ مُسلم.

فضل صيام عاشوراء ويوم عرفة وغير ذلك

فضل صِيَام عَاشُورَاء وَيَوْم عَرَفَة وَغير ذَلِك 186 - عَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن صِيَام الدَّهْر فَقَالَ: "لَا صَامَ وَلَا أفطر أَو مَا صَامَ وَمَا أفطر" قَالَ: فَسئلَ عَن صَوْم يَوْمَيْنِ وإفطار يَوْم، قَالَ: "وَمن يُطيق ذَلِك"، قَالَ: وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم وإفطار يَوْمَيْنِ، قَالَ: "لَيْت أَن الله قوانا لذَلِك"، وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم وإفطار يَوْم، قَالَ: "ذَاك صَوْم أخي دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام"، قَالَ: وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم الْإِثْنَيْنِ قَالَ: "ذَاك يَوْم ولدت فِيهِ وَيَوْم بعثت فِيهِ، أَو أنزل عَليّ فِيهِ"، قَالَ: فَقَالَ: "صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر، ورمضان إِلَى رَمَضَان صَوْم الدَّهْر"، قَالَ: وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم عَرَفَة، فَقَالَ: "يكفر السّنة الْمَاضِيَة والباقية" قَالَ: وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم عَاشُورَاء فَقَالَ: "يكفر السّنة الْمَاضِيَة" رَوَاهُ مُسلم. 187 - سُئِلَ ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن صِيَام يَوْم عَاشُورَاء فَقَالَ: "مَا علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَامَ يَوْمًا يطْلب فَضله على الْأَيَّام إِلَّا هَذَا الْيَوْم، وَلَا شهرا إِلَّا هَذَا الشَّهْر" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 188 - عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من صَامَ يَوْم عَرَفَة غفر لَهُ سنة أَمَامه وَسنة بعده" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل صيام المحرم

فضل صِيَام الْمحرم 189 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أفضل الصّيام بعد رَمَضَان شهر الله الْمحرم، وَأفضل الصَّلَاة بعد الْمَكْتُوبَة صَلَاة اللَّيْل" رَوَاهُ مُسلم. 190 - عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ سَأَلَهُ رجل فَقَالَ: أَي شهر تَأْمُرنِي أَن أَصوم بعد شهر رَمَضَان، فَقَالَ لَهُ: "مَا سَمِعت أحدا يسْأَل عَن هَذَا إِلَّا رجلا سمعته يسْأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا قَاعد، فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَي شهر تَأْمُرنِي أَن أَصوم بعد شهر رَمَضَان، قَالَ: "إِن كنت صَائِما بعد شهر رَمَضَان، فَصم شهر الله الْمحرم، فَإِنَّهُ شهر الله، تَابَ فِيهِ على قوم، وَيَتُوب فِيهِ على قوم" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب.

فضل ستة أيام من شوال

فضل سِتَّة أَيَّام من شَوَّال 191 - عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من صَامَ رَمَضَان ثمَّ أتبعه سِتا من شَوَّال، كَانَ كصيام الدَّهْر" رَوَاهُ مُسلم. عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "من صَامَ سِتَّة أَيَّام بعد الْفطر كَانَ تَمام السّنة، من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الصيام في سبيل الله عز وجل

فضل الصّيام فِي سَبِيل الله عز وَجل 192 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيل الله باعد الله وَجهه عَن النَّار سبعين خَرِيفًا " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 193 - عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيل الله باعد الله مِنْهُ جَهَنَّم مسيرَة مائَة عَام" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

فضل صيام يوم الإثنين والخميس

فضل صِيَام يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس 194 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "تعرض الْأَعْمَال يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس، فَأحب أَن يعرض عَمَلي وَأَنا صَائِم" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 195 - وَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: "كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتحَرَّى صَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه. 196 - عَن حَفْصَة بنت عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم ثَلَاثَة أَيَّام من الشَّهْر الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس والإثنين من الْجُمُعَة الْأُخْرَى" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ. 197 - عَن أُسَامَة بن زيد قَالَ: قلت يَا رَسُول الله إِنَّك تَصُوم حَتَّى لَا تكَاد تفطر وتفطر حَتَّى لَا تكَاد أَن تَصُوم إِلَّا يَوْمَيْنِ إِن دخلا فِي صيامك وَإِلَّا صمتهما، قَالَ: "أَي يَوْمَيْنِ"؟ قلت: يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس، قَالَ: "ذَانك يَوْمَانِ تعرض فيهمَا الْأَعْمَال على رب الْعَالمين، وَأحب أَن يعرض عَمَلي وَأَنا صَائِم" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لَفظه.

فضل صوم ثلاثة أيام والوصية بذلك

فضل صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام وَالْوَصِيَّة بذلك 198 - عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر صَوْم الدَّهْر كُله" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. قد تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الْجُزْء الأول بِالْوَصِيَّةِ بصيام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر، وَحَدِيث أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ، عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "أَوْصَانِي حَبِيبِي بِثَلَاث لَا أدعهن إِن شَاءَ الله أبدا: أَوْصَانِي بِصَلَاة الضُّحَى، وَالْوتر قبل النّوم وبصيام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

199 - وَعَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من صَامَ ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر فقد تمّ صَوْم الشَّهْر أَو فَلهُ صَوْم الشَّهْر" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه بِنَحْوِهِ وَكَذَلِكَ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 200 - عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "صِيَام حسن ثَلَاثَة أَيَّام من الشَّهْر" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 201 - عَن قُرَّة بن إِيَاس رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من الشَّهْر صَوْم الدَّهْر وإفطاره" رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه.

فضل صيام أيام البيض

فضل صِيَام أَيَّام الْبيض 202 - عَن جرير بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "صِيَام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر صِيَام الدَّهْر، وَهِي أَيَّام الْبيض صَبِيحَة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 203 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأرنب قد شواها فوضعها بَين يَدَيْهِ، فَأمْسك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يَأْكُل وَأمر الْقَوْم أَن يَأْكُلُوا، وَأمْسك الْأَعرَابِي، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا مَنعك أَن تَأْكُل" قَالَ: إِنِّي أَصوم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر، قَالَ: "إِن كنت صَائِما فَصم الغر" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 204 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نَصُوم من الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام الْبيض، ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لفظ حَدِيثه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن. 205 - عَن قَتَادَة بن ملْحَان رَضِي الله عَنهُ، وَفِي نُسْخَة للنسائي قدامَة بن ملْحَان قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرنَا بصيام أَيَّام الْبيض، ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ.

فضل صيام أيام العشر والتعبد فيها

فضل صِيَام أَيَّام الْعشْر والتعبد فِيهَا 206 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من أَيَّام الْعَمَل الصَّالح فِيهَا أحب إِلَى الله عز وَجل من هَذِه الْأَيَّام"، يَعْنِي أَيَّام الْعشْر، قَالُوا: يَا رَسُول الله وَلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، قَالَ: "وَلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل الله إِلَّا رجل خرج بِنَفسِهِ وَمَاله فَلم يرجع من ذَلِك بِشَيْء" أخرجه البُخَارِيّ. 207 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من أَيَّام أحب إِلَى الله أَن يتعبد فِيهَا من أَيَّام الْعشْر، وَإِن صِيَام يَوْم فِيهَا ليعدل صِيَام سنة وَلَيْلَة فِيهَا بليلة الْقدر" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب.

فضل الصوم في شعبان

فضل الصَّوْم فِي شعْبَان 208 - عَن أُسَامَة بن زيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت يَا رَسُول الله لم أرك تَصُوم شهرا من الشُّهُور مَا تَصُوم من شعْبَان، قَالَ: "ذَلِك شهر يغْفل النَّاس عَنهُ بَين رَجَب ورمضان وَهُوَ شهر ترفع فِيهِ الْأَعْمَال إِلَى رب الْعَالمين، فَأحب أَن يرفع عَمَلي وَأَنا صَائِم" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

ما ينبغي من ترك الكلام في الصوم

مَا يَنْبَغِي من ترك الْكَلَام فِي الصَّوْم 209 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فَلَيْسَ لله حَاجَة فِي أَن يدع طَعَامه وَشَرَابه" رَوَاهُ البُخَارِيّ.

فضل من فطر صائما

فضل من فطر صَائِما 210 - عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من فطر صَائِما كَانَ لَهُ مثل أجرهم من غير أَن ينقص من أُجُورهم شَيْئا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ فِي آخِره: "غير أَنه لَا ينقص من أجر الصَّائِم شَيْئا" وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح.

فضل الصائم إذا أكل عنده

فضل الصَّائِم إِذا أكل عِنْده 211 - عَن أم عمَارَة بنت كَعْب الْأَنْصَارِيَّة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا فَقدمت لَهُ طَعَاما، فَقَالَ: "كلي"، فَقَالَت: إِنِّي صَائِمَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الصَّائِم يُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة إِذا أكل عِنْده" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن وروى ابْن مَاجَه بِمَعْنَاهُ. 212 - عَن بُرَيْدَة بن الْحصيب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِبلَال الْغَدَاء يَا بِلَال فَقَالَ: إِنِّي صَائِم، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "نَأْكُل أرزاقنا وَفضل رزق بِلَال فِي الْجنَّة أشعرت يابلال إِن الصَّائِم يسبح عِظَامه وَتَسْتَغْفِر لَهُ الْمَلَائِكَة مَا أكل عِنْده" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل دعاء الصائم

فضل دُعَاء الصَّائِم 213 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ثَلَاثَة لَا ترد دعوتهم: الإِمَام الْعَادِل، والصائم حَتَّى يفْطر، ودعوة الْمَظْلُوم يرفعها الله عز وَجل دون الْغَمَام يَوْم الْقِيَامَة وتفتح لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء وَيَقُول: بعزتي لأنصرنك وَلَو بعد حِين" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن. 214 - عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "للصَّائِم عِنْد فطره دَعْوَة مَا ترد" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

ما يستحب الفطر عليه للصائم

مَا يسْتَحبّ الْفطر عَلَيْهِ للصَّائِم 215 - عَن سلمَان بن عَامر الضَّبِّيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِذا أفطر أحدكُم فليفطر على تمر، فَإِن لم يجد فليفطر على مَاء فَإِنَّهُ طهُور" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث صَحِيح. 216 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفْطر

فضل ليلة القدر ومتى تتحرى

فضل لَيْلَة الْقدر وَمَتى تتحرى 217 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ1. 218 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رجَالًا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أروا لَيْلَة الْقدر فِي الْمَنَام فِي السَّبع الْأَوَاخِر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت فِي السَّبع الْأَوَاخِر فَمن كَانَ متحريها فليتحرها فِي السَّبع الْأَوَاخِر" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 219 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: اعتكفنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشْر الْأَوْسَط من رَمَضَان، فَخرج صَبِيحَة عشْرين فَخَطَبنَا وَقَالَ: "أريت لَيْلَة الْقدر ثمَّ أنسيتها أَو نسيتهَا فالتمسوها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر فِي الْوتر " أَخْرجَاهُ. 220 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " تحروا لَيْلَة الْقدر فِي الْوتر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان" أَخْرجَاهُ. 221 - عَن عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليخبرنا بليلة الْقدر فتلاحى رجلَانِ من الْمُسلمين فَقَالَ: "خرجت لأخبركم بليلة الْقدر فتلاحى فلَان وَفُلَان فَرفعت، وَعَسَى أَن يكون خيرا لكم، فالتمسوها فِي التَّاسِعَة وَالسَّابِعَة وَالْخَامِسَة" أخرجه البُخَارِيّ، وَقَوله: "فِي التَّاسِعَة" تاسعة تبقى من الشَّهْر وَكَذَلِكَ السَّابِعَة وَالْخَامِسَة فَإِنَّهُ مُبين فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا.

_ 1 - وَهَذَا لفظ مُسلم.

الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان والاعتكاف فيه

الِاجْتِهَاد فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان وَالِاعْتِكَاف فِيهِ 222 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: "كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل الْعشْر شدّ مِئْزَره وَأَحْيَا ليله وَأَيْقَظَ أَهله". أَخْرجَاهُ. 223 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان". 224 - وَعَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا مثله وَفِيه: "حَتَّى توفاه الله تَعَالَى ثمَّ اعْتكف أَزوَاجه من بعده". أخرجهُمَا البُخَارِيّ وَمُسلم.

كتاب الزكاة ونحوها

كتاب الزَّكَاة وَنَحْوهَا فضل أَدَاء الزَّكَاة 225 - عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَخْبرنِي بِعَمَل يدخلني الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار، قَالُوا: مَاله مَاله، قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أرب مَاله، تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة، وَتصل الرَّحِم" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 226 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: "أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: دلَّنِي على عمل إِذا عملته دخلت الْجنَّة، قَالَ: "تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة وتؤتي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان"، قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيد على ذَلِك"، فَلَمَّا ولى قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا" أَخْرجَاهُ. 227 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "بني الْإِسْلَام على خمس شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة، وَحج الْبَيْت وَصَوْم رَمَضَان" أَخْرجَاهُ. 228 - عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَا: خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ" ثَلَاث مَرَّات ثمَّ أكب فأكب كل رجل منا يبكي، لَا نَدْرِي على مَاذَا حلف، ثمَّ رفع رَأسه وَفِي وَجهه الْبُشْرَى، وَكَانَت أحب إِلَيْنَا من حمر النعم، ثمَّ قَالَ: "مَا من عبد يُصَلِّي الصَّلَوَات الْخمس، ويصوم رَمَضَان، وَيخرج الزَّكَاة، ويجتنب الْكَبَائِر السَّبع إِلَّا فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة، وَقيل لَهُ ادخل الْجنَّة بِسَلام" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

فضل الصدقة من الكسب الحلال

فضل الصَّدَقَة من الْكسْب الْحَلَال 229 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من تصدق بِعدْل تَمْرَة من كسب طيب، وَلَا يقبل الله إِلَّا الطّيب، فَإِن الله يقبلهَا بِيَمِينِهِ ثمَّ يُرَبِّيهَا لصَاحِبهَا كَمَا يُربي أحدكُم فلوه حَتَّى يكون مثل الْجَبَل" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ. 230 - عَن عدي بن حَاتِم رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة، فَإِن لم تَجدوا فبكلمة طيبَة" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم. 231 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَيهَا النَّاس إِن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا، وَإِن الله أَمر الْمُؤمنِينَ بِمَا أَمر بِهِ الْمُرْسلين قَالَ الله عز وَجل: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر أَشْعَث أغبر يمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء يَا رب يَا رب، ومطعمه حرَام ومشربه حرَام وملبسه حرَام وغذي بالحرام فَأنى يُسْتَجَاب لَهُ" رَوَاهُ مُسلم. 232 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَا رَسُول الله أَي الصَّدقَات أعظم أجرا؟ قَالَ: "أَن تصدق وَأَنت صَحِيح شحيح تخشى الْفقر وَتَأمل الْغنى، وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا وَقد كَانَ فلَان" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 233 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله: إِمَام عَادل، وشاب نَشأ فِي عبَادَة الله وَرجل قلبه مُعَلّق فِي الْمَسَاجِد، ورجلان تحابا فِي الله اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ، وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة ذَات منصب وجمال فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف الله، وَرجل تصدق بِصَدقَة فأخفاها حَتَّى لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه، وَرجل ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ

عَيناهُ" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ. 234 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن الصَّدَقَة تُطْفِئ غضب الرب وتدفع ميتَة السوء" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 235 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الصَّدَقَة أفضل؟ قَالَ: "صَدَقَة فِي رَمَضَان " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 236 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ على هَلَكته فِي الْحق، وَرجل أَتَاهُ الله حِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا" رَوَاهُ البُخَارِيّ.

خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بما تعول

خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى وابدأ بِمَا تعول 237 - عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وابدأ بِمن تعول، وَخير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى، وَمن يستعف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ مُسلم إِلَى قَوْله: "تعول". 238 - عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى، وابدأ بِمن تعول" رَوَاهُ البُخَارِيّ. 239 - عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: أعتق رجل من بني عذرة عبدا لَهُ عَن دبر، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أَلَك مَال غَيره؟ " قَالَ: لَا، فَقَالَ: "من يَشْتَرِيهِ مني"، فَاشْتَرَاهُ نعيم بن عبد الله الْعَدوي بثمانمائة دِرْهَم فجَاء بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَفعهَا إِلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: "ابدأ بِنَفْسِك فَتصدق عَلَيْهَا، فَإِن فضل شَيْء فلأهلك، فَإِن فضل عَن أهلك شَيْء فلذي قرابتك، فَإِن فضل عَن ذِي قرابتك شَيْء فَهَكَذَا وَهَكَذَا"، يَقُول: فَبين يَديك وَعَن يَمِينك وَعَن شمالك" رَوَاهُ مُسلم هَكَذَا، وروى البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ.

عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تصدقوا" فَقَالَ رجل: عِنْدِي نصف دِينَار، قَالَ: "تصدق بِهِ على نَفسك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "تصدق بِهِ على زَوجتك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "تصدق بِهِ على ولدك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "تصدق بِهِ على خادمك"، قَالَ: عِنْدِي آخر، قَالَ: "أَنْت أبْصر" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لَفظه.

فضل الإنفاق

فضل الْإِنْفَاق 240 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من يَوْم يصبح الْعباد فِيهِ إِلَّا ملكان ينزلان فَيَقُول أَحدهمَا: اللَّهُمَّ أعْط منفقا خلفا، وَيَقُول الآخر: اللَّهُمَّ أعْط ممسكا تلفا" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 241 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله قَالَ لي: أنْفق أنْفق عَلَيْك"، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن يَمِين الله ملأى لَا يغيضها نَفَقَة، سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَإِنَّهُ لم يغض مَا فِي يَمِينه، قَالَ: وعرشه على المَاء وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْض يرفع ويخفض" رَوَاهُ مُسلم. 242 - وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: "ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جبتان من حَدِيد قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى ثديهما وتراقيهما، فَجعل الْمُتَصَدّق كلما تصدق بِصَدقَة انبسطت عَنهُ حَتَّى تغشى أنامله وَتَعْفُو أَثَره، وَجعل الْبَخِيل كلما هم بِصَدقَة قلصت وَأخذت كل حَلقَة مَكَانهَا، قَالَ: فَأَنا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول بإصبعه فِي جيبه فَلَو رَأَيْته يوسعها وَلَا توسع" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم. 243 - عَن أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنفقي أَو انضحي أَو انفحي وَلَا تحصي فيحصي عَلَيْك وَلَا توعي فيوعى عَلَيْك" أَخْرجَاهُ. 244 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "على كل مُسلم

صَدَقَة"، قَالُوا: يَا رَسُول الله فَمن لم يجد، قَالَ: "يعْمل بِيَدِهِ فينفع نَفسه وَيتَصَدَّق"، قَالُوا: فَإِن لم يجد، قَالَ: "يعين ذَا الْحَاجة الملهوف"، قَالُوا: فَإِن لم يجد، قَالَ: "يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر، وليمسك عَن الشَّرّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَة" أَخْرجَاهُ بِنَحْوِهِ. 245 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كل سلامى من النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَة كل يَوْم تطلع فِيهِ الشَّمْس"، قَالَ: "تعدل بَين الِاثْنَيْنِ صَدَقَة، وَتعين الرجل فِي دَابَّته فتحمله عَلَيْهَا أَو ترفع لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعه صَدَقَة"، قَالَ: "والكلمة الطّيبَة صَدَقَة، وَبِكُل خطْوَة تمشيها إِلَى الصَّلَاة صَدَقَة، وتميط الْأَذَى عَن الطَّرِيق صَدَقَة" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

فضل الصدقة على القرابة

فضل الصَّدَقَة على الْقَرَابَة 246 - عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: كنت فِي الْمَسْجِد فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "تصدقن وَلَو من حليكن"، وَكَانَت زَيْنَب تنْفق على عبد الله وأيتام فِي حجرها، فَقَالَت لعبد الله: سل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتجزئ عني أَن أنْفق عَلَيْك وعَلى أَيْتَام فِي حجري من الصَّدَقَة، فَقَالَ لي: سَلِي أَنْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْطَلَقت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوجدت امْرَأَة من الْأَنْصَار على الْبَاب، حَاجَتهَا مثل حَاجَتي، فَمر علينا بِلَال، فَقُلْنَا: سل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أتجزئ عني أَن أنْفق على زَوجي وأيتام فِي حجري، فَقُلْنَا: لَا تخبر بِنَا فَدخل فَسَأَلَهُ: فَقَالَ: "من هما؟ " قَالَ: زَيْنَب، قَالَ: "أَي الزيانب؟ " قَالَ: امْرَأَة عبد الله، قَالَ: "نعم لَهَا أَجْرَانِ مرَّتَيْنِ أجر الْقَرَابَة وَأجر الصَّدَقَة" هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ. وَرَوَاهُ مُسلم بِمَعْنَاهُ وَعِنْده "أتجزئ الصَّدَقَة عَنْهُمَا على أزواجهما وعَلى أَيْتَام فِي حجورهما". 247 - عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلِي أجر أَن أنْفق على بني أبي سَلمَة؟ إِنَّمَا هم بني، قَالَ: "أنفقي عَلَيْهِم وَلَك أجر مَا أنفقت عَلَيْهِم" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ. 248 - عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أفضل دِينَار

يُنْفِقهُ الرجل دِينَار يُنْفِقهُ على عِيَاله، ودينار يُنْفِقهُ الرجل على دَابَّته فِي سَبِيل الله، ودينار يُنْفِقهُ على أَصْحَابه فِي سَبِيل الله" رَوَاهُ مُسلم. 249 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "دِينَار أنفقته فِي سَبِيل الله، ودينار أنفقته فِي رَقَبَة، ودينار تَصَدَّقت بِهِ على مِسْكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الَّذِي أنفقته على أهلك" أخرجه مُسلم. 250 - عَن أبي مَسْعُود البدري رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الْمُسلم إِذا أنْفق على أَهله نَفَقَة وَهُوَ يحتسبها كَانَت لَهُ صَدَقَة" أَخْرجَاهُ. 251 - عَن سراقَة بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أَلا أدلك على أفضل الْأَعْمَال، الصَّدَقَة على ابْنَتك مَرْدُودَة إِلَيْك لَيْسَ لَهَا كاسب غَيْرك" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 252 - عَن مَيْمُونَة بنت الْحَارِث رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا أعتقت لَهَا وليدة فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: "لَو أعطيتهَا لأخوالك كَانَ أعظم لأجرك" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 253 - عَن طَارق الْمحَاربي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قدمنَا الْمَدِينَة فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم يخْطب النَّاس وَيَقُول: " يَد الْمُعْطِي الْعليا، ابدأ بِمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك، ثمَّ أدناك أدناك " رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 254 - عَن سلمَان بن عَامر رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الصَّدَقَة على الْمِسْكِين صَدَقَة، وعَلى ذِي الرَّحِم اثْنَان صَدَقَة وصلَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ. 255 - عَن أنس بن مَالك قَالَ: "كَانَ أَبُو طَلْحَة أَكثر الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ مَالا، وَكَانَ أحب أَمْوَاله إِلَيْهِ بيرحاء، وَكَانَت مُسْتَقْبل الْمَسْجِد، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدخلهَا وَيشْرب من مَاء فِيهَا طيب، قَالَ أنس: فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة

{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أَبُو طَلْحَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن الله يَقُول فِي كِتَابه {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وَإِن أحب أَمْوَالِي إِلَيّ بيرحاء، وَإِنَّهَا صَدَقَة لله أَرْجُو برهَا وَذُخْرهَا عِنْد الله فضعها يَا رَسُول الله حَيْثُ شِئْت، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "بخ ذَلِك مَال رابح، ذَلِك مَال رابح، ذَلِك مَال رابح، قد سَمِعت مَا قلت فِيهَا، وَإِنِّي أرى أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين"، فَقَسمهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَاربه وَبني عَمه". أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم.

ذكر أجر المرأة والخازن والعبد

ذكر أجر الْمَرْأَة والخازن وَالْعَبْد 256 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أنفقت الْمَرْأَة من طَعَام بَيتهَا غير مفْسدَة، كَانَ لَهَا أجرهَا بِمَا أنفقت، ولزوجها أجره بِمَا كسب، وللخازن مثل ذَلِك، لَا ينقص بَعضهم أجر بعض شَيْئا" أَخْرجَاهُ. 257 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "للخازن الْمُسلم الْأمين الَّذِي ينفذ وَرُبمَا قَالَ: يُعْطي مَا أَمر بِهِ كَامِلا موفرا طيبَة نَفسه فيدفعه إِلَى الَّذِي أَمر لَهُ بِهِ أحد المتصدقين" أَخْرجَاهُ. 258 - عَن عُمَيْر مولى أبي اللَّحْم، قَالَ: أَمرنِي مولَايَ أَن أقدد لَحْمًا، فَجَاءَنِي مِسْكين فأطعمته، فَعلم بذلك مولَايَ فضربني، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت لَهُ ذَلِك لَهُ، فَدَعَاهُ، فَقَالَ: "لم ضَربته؟ " فَقَالَ: يُعْطي طَعَامي من غير أَن آمره، فَقَالَ: "الْأجر بَيْنكُمَا"، وَفِي رِوَايَة: كنت مَمْلُوكا فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتصدق من مَال مولَايَ؟ قَالَ: "نعم وَالْأَجْر بَيْنكُمَا نِصْفَانِ" أخرجه مُسلم.

قوله عليه الصلاة والسلام: "كل معروف صدقة"

قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: "كل مَعْرُوف صَدَقَة" 259 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كل مَعْرُوف صَدَقَة، وَمَا أنْفق الرجل على أَهله وَنَفسه كتب لَهُ صَدَقَة، وَمَا وقى

ذكر جهد المقل

ذكر جهد الْمقل 262 - عَن عبد الله بن حبشِي الْخَثْعَمِي رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ أَي الْأَعْمَال أفضل، قَالَ: "إِيمَان لاشك فِيهِ، وَجِهَاد لَا غلُول فِيهِ، وَحجَّة مبرورة"، قيل: فَأَي الصَّلَاة أفضل؟، قَالَ: "طول الْقُنُوت"، قيل: فَأَي الصَّدَقَة أفضل؟، قَالَ: "جهد الْمقل"، قيل: فَأَي الْهِجْرَة أفضل؟، قَالَ: "من هَاجر مَا حرم الله عَلَيْهِ"، قيل: فَأَي الْجِهَاد أفضل؟، قَالَ: "من جَاهد الْمُشْركين بِمَالِه وَنَفسه"، قيل: فَأَي الْقَتْل أشرف؟، قَالَ: "من أهريق دَمه وعقر جَوَاده" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لفظ حَدِيثه. 263 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "سبق دِرْهَم مائَة ألف دِرْهَم"، قَالُوا: يَا رَسُول الله وَكَيف؟ قَالَ: "كَانَ لرجل دِرْهَمَانِ فَأخذ أَحدهمَا فَتصدق بِهِ، وَرجل لَهُ مَال كثير فَأخذ من عرض مَاله مائَة ألف دِرْهَم فَتصدق بِهِ" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 264 - عَن أبي مَسْعُود قَالَ: "أمرنَا بِالصَّدَقَةِ، قَالَ: كُنَّا نحامل على ظُهُورنَا، قَالَ: فَتصدق أَبُو عقيل بِنصْف صَاع، قَالَ: وَجَاء إِنْسَان بِأَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ المُنَافِقُونَ: إِن الله عز وَجل لَغَنِيّ عَن صَدَقَة هَذَا، وَمَا فعل هَذَا الآخر إِلَّا رِيَاء، فَنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلاَّ

جُهْدَهُمْ} " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 265 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي مجهود، فَأرْسل إِلَى بعض نِسَائِهِ فَقَالَت: "وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا المَاء"، ثمَّ أرسل إِلَى أُخْرَى فَقَالَت مثل ذَلِك، حَتَّى قُلْنَ كُلهنَّ مثل ذَلِك، لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا عندنَا إِلَّا المَاء، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من يضيف هَذِه اللَّيْلَة رَحمَه الله"، فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو طَلْحَة: أَنا يَا رَسُول الله، فَانْطَلق بِهِ إِلَى رَحْله، فَقَالَ لامْرَأَته: هَل عنْدك شَيْء؟ قَالَت: لَا إِلَّا قوت صبياني، قَالَ: فعلليهم بِشَيْء فَإِذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أَنا نَأْكُل، فَإِذا أَهْوى ليَأْكُل فقومي إِلَى السراج حَتَّى تطفئيه، قَالَ: فقعدوا وَأكل الضَّيْف، فَلَمَّا أصبح غَدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "قد عجب الله عز وَجل من صنيعكما بضيفكما اللَّيْلَة"، قَالَ: فَنزلت هَذِه الْآيَة {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} أَخْرجَاهُ، وَهَذَا لفظ مُسلم.

فضل المنيحة

فضل المنيحة 266 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "نعم المنيحة اللقحة تَغْدُو وَتَروح بعساء إِن أجرهَا لعَظيم" رَوَاهُ مُسلم وَمَعْنَاهُ الْعس وَهُوَ الْقدح الْكَبِير. 267 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من منح منيحة غَدَتْ لَهُ بِصَدقَة صبوحها وغبوقها" رَوَاهُ مُسلم. 268 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَرْبَعُونَ خصْلَة أعلاهن منيحة العنز، مَا من عَامل يعْمل بخصلة مِنْهَا رَجَاء ثَوَابهَا وتصديق موعودها إِلَّا أدخلهُ الله الْجنَّة بهَا"، قَالَ حسان بن عَطِيَّة: "فعددنا مَا دون منيحة العنز من رد السَّلَام، وتشميت الْعَاطِس، وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَنَحْوه

فَمَا استطعنا أَن نبلغ خمس عشرَة خصْلَة". رَوَاهُ البُخَارِيّ. 269 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى أَرض تهتز زرعا، فَقَالَ: لمن هَذِه؟ فَقَالُوا: أكراها فلَان، فَقَالَ: "أما إِنَّه لَو منحها إِيَّاه كَانَ خيرا لَهُ من أَن يَأْخُذ عَلَيْهَا أجرا مَعْلُوما" وَقَالَ بَعضهم: خرجا مَعْلُوما. 270 - عَن الْبَراء بن عَازِب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من منح منيحة لبن أَو ورق أَو هدى رقاف كَانَ لَهُ مثل عتق رَقَبَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب.

ذكر أن ترك الشر صدقة

ذكر أَن ترك الشَّرّ صَدَقَة 271 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْعَمَل أفضل؟ قَالَ: "إِيمَان بِاللَّه وَجِهَاد فِي سَبيله"، قلت: فَأَي الرّقاب أفضل؟ قَالَ: "أغلاها ثمنا وأنفسها عِنْد أَهلهَا"، قَالَ: قلت: فَإِن لم أفعل قَالَ: "تعين صانعا أَو تصنع لأخرق"، فَإِن لم أفعل، قَالَ: "تدع النَّاس من الشَّرّ فَإِنَّهَا صَدَقَة تصدق بهَا على نَفسك" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ.

فضل الغراس والزرع وإن ما أكل منه كان صدقة

فضل الْغِرَاس وَالزَّرْع وَإِن مَا أكل مِنْهُ كَانَ صَدَقَة 272 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من مُسلم يغْرس غراسا أَو يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ طير أَو إِنْسَان أَو بَهِيمَة إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 273 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من مُسلم يغْرس غرسا إِلَّا كَانَ مَا أكل مِنْهُ لَهُ صَدَقَة وَمَا سرق مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أكل السَّبع مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَمَا أكلت الطير فَهُوَ لَهُ صَدَقَة، وَلَا يزرأه أحد إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة"، وَفِي رِوَايَة: "لَا يغْرس غرسا وَلَا يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إِنْسَان وَلَا دَابَّة وَلَا شَيْء إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة" رَوَاهُ مُسلم.

فضل وفاء دين الميت

فضل وَفَاء دين الْمَيِّت 274 - عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ أُتِي بِجنَازَة فَقَالُوا: صل عَلَيْهَا، قَالَ: "هَل عَلَيْهِ دين؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: "فَهَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: لَا، فصلى عَلَيْهِ، ثمَّ أُتِي بِجنَازَة أُخْرَى فَقَالُوا: يَا رَسُول الله صل عَلَيْهَا، قَالَ: "هَل عَلَيْهِ دين؟ " قيل: نعم، قَالَ: "فَهَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: ثَلَاثَة دَنَانِير، فصلى عَلَيْهِ، ثمَّ أُتِي بالثالثة، قَالُوا: صل عَلَيْهَا، قَالَ: "هَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: لَا، فَهَل عَلَيْهِ دين؟ قَالُوا: ثَلَاثَة دَنَانِير، قَالَ: "صلوا على صَاحبكُم"، قَالَ أَبُو قَتَادَة: صل عَلَيْهِ يَا رَسُول الله وَعلي دينه، فصلى عَلَيْهِ". رَوَاهُ البُخَارِيّ. 275 - عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "مَاتَ رجل فغسلناه وكفناه وحنطاه ووضعناه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ تُوضَع الْجَنَائِز عِنْد مقَام جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، ثمَّ آذنا رَسُول الله فِي الصَّلَاة، فجَاء مَعنا خطا ثمَّ قَالَ: "أَعلَى صَاحبكُم دين؟ " قَالُوا: نعم دِينَارَانِ، فَتخلف، فَقَالَ لَهُ رجل منا يُقَال لَهُ أَبُو قَتَادَة: يَا رَسُول الله هما عَليّ، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول "هما عَلَيْك وَفِي مَالك وَحقّ الرجل عَلَيْك، وَالْمَيِّت مِنْهُمَا بَرِيء"، قَالَ: نعم، فصلى عَلَيْهِ، فَجعل رَسُول الله يَقُول إِذا لَقِي أَبَا قَتَادَة: "مَا صنعت فِي الدينارين" حَتَّى كَانَ آخر ذَلِك قَالَ: قضيتهما يَا رَسُول الله، قَالَ: "الْآن حِين بردت عَلَيْهِ جلده". رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ. 276 - وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أُتِي بِجنَازَة لم يسْأَل عَن شَيْء من عمل الرجل وَيسْأل عَن دينه، فَإِن قيل عَلَيْهِ دين كف عَن الصَّلَاة، وَإِن قيل لَيْسَ عَلَيْهِ دين صلى عَلَيْهِ، فَأتي بِجنَازَة فَلَمَّا قَامَ ليكبر سَأَلَ رَسُول الله أَصْحَابه "هَل على صَاحبكُم دين؟ " قَالُوا: نعم دِينَارَانِ، فَعدل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالُوا: "صلوا على صَاحبكُم"، فَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: هما عَليّ بَرِيء مِنْهُمَا، فَتقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: "جَزَاك الله خيرا، فك الله رهانك كَمَا فَككت رهان أَخِيك، إِنَّه لَيْسَ من ميت يَمُوت وَعَلِيهِ دين إِلَّا وَهُوَ مُرْتَهن بِدِينِهِ، وَمن فك رهان ميت فك الله

رهانه يَوْم الْقِيَامَة"، فَقَالَ بَعضهم: هَذَا لعَلي خَاصَّة أم للْمُسلمين عَامَّة، فَقَالَ: "بل للْمُسلمين عَامَّة". رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ، وَرَوَاهُ أَيْضا عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ نَحوه وَقَالَ فِيهِ: وَإِن عليا قَالَ: أَنا ضَامِن لدينِهِ.

الصدقة عن الميت وفضل سقي الماء

الصَّدَقَة عَن الْمَيِّت وَفضل سقِِي المَاء 277 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن أُمِّي افتلتت نَفسهَا وَلم توص وأظنها لَو تَكَلَّمت تَصَدَّقت أفلها أجر إِن تَصَدَّقت عَنْهَا؟ قَالَ: "نعم". أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم. 278 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن سعد بن عبَادَة توفيت أمه وَهُوَ غَائِب عَنْهَا، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن أُمِّي توفيت وَأَنا غَائِب عَنْهَا فَهَل ينفعها شَيْء إِن تَصَدَّقت عَنْهَا؟ قَالَ: "نعم"، قَالَ: فَإِنِّي أشهدك أَن حائطي المخراق صَدَقَة عَنْهَا. رَوَاهُ البُخَارِيّ. 279 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أبي مَاتَ وَترك مَالا وَلم يوص فَهَل يَكْفِي عَنهُ إِن تَصَدَّقت عَنهُ، قَالَ: "نعم". رَوَاهُ مُسلم. 280 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "بَينا رجل يمشي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطش، فَنزل بِئْرا فَشرب مِنْهُ، ثمَّ خرج فَإِذا هُوَ بكلب يَلْهَث يَأْكُل الثرى من الْعَطش، فَقَالَ: لقد بلغ هَذَا مثل الَّذِي بلغ بِي، فَمَلَأ خفه ثمَّ أمسك بِفِيهِ ثمَّ رقى فسقى الْكَلْب، فَشكر الله لَهُ، فغفر لَهُ" قَالُوا: يَا رَسُول الله وَإِن لنا فِي الْبَهَائِم أجرا؟ قَالَ: "فِي كل كبد رطبَة أجر" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ. 281 - وَعَن سعد بن عبَادَة رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أم سعد مَاتَت فَأَي صَدَقَة أفضل؟ قَالَ: "المَاء "، قَالَ: فحفر بِئْرا وَقَالَ: هَذِه لأم سعد. أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه، وَلَفظ ابْن مَاجَه: قلت: يَا رَسُول الله أَي الصَّدَقَة

أفضل؟ قَالَ: "سقِِي المَاء". 282 - وَعَن سراقَة بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ضَالَّة الْإِبِل تغشى حياضي قد لطتها فَهَل لي من أجر إِن سقيتها، فَقَالَ: "نعم فِي كل ذَات كبد حرى أجر". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 283 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يصف أهل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة صُفُوفا، فيمر الرجل على الرجل فَيَقُول: يَا فلَان أما تذكر يَوْم استيقيت فسقيتك شربة، قَالَ: فَيشفع لَهُ، ويمر الرجل على الرجل فَيَقُول لَهُ: أما تذكر يَوْم ناولتك طهُورا، فَيشفع لَهُ". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

ذكر ما يلحق الميت بعد موته

ذكر مَا يلْحق الْمَيِّت بعد مَوته 284 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عَنهُ عمله إِلَّا من ثَلَاث، صَدَقَة جَارِيَة، أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ". أخرجه مُسلم. 285 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن مِمَّا يلْحق الْمُؤمن من عمله وحسناته بعد مَوته، علما علمه ونشره، وَولدا صَالحا تَركه، ومصحفا وَرثهُ أَو مَسْجِدا بناه أَو بَيْتا لِابْنِ السَّبِيل بناه، أَو نَهرا أكراه أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته وحياته تلْحقهُ من بعد مَوته". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

ومن فضائل الصدقات وغيرها

وَمن فَضَائِل الصَّدقَات وَغَيرهَا 286 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "قَالَ رجل لأتصدقن اللَّيْلَة بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد زَانِيَة، فَأَصْبحُوا يتحدثون تصدق اللَّيْلَة على زَانِيَة، قَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد على زَانِيَة، لأتصدقن اللية بِصَدقَة فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد غَنِي، فَأَصْبحُوا يتحدثون تصدق على غَنِي، قَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد على غَنِي، لأتصدقن بِصَدقَة فَخرج بِصَدَقَتِهِ

فضل الاستعفاف

فضل الاستعفاف 291 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن نَاسا من الْأَنْصَار سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نفد مَا عِنْده، فَقَالَ: "مَا يكون عِنْدِي من خير فَلَنْ أؤخره عَنْكُم، وَمن يستعف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله، وَمن يتصبر يصبره الله، وَمَا أعطي أحد عَطاء خيرا وأوسع من الصَّبْر ". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ. 292 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فيحتطب على ظَهره خير لَهُ من أَن يَأْتِي رجلا فيسأله أعطَاهُ أَو مَنعه". رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَفِي مُسلم: "لِأَن يَغْدُو أحدكُم فيحتطب على ظَهره فَيتَصَدَّق بِهِ ويستغني عَن النَّاس خير لَهُ من أَن يسْأَل رجلا أعطَاهُ أَو مَنعه".

293 - عَن الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فَيَأْتِي بحزمة حطب على ظَهره فيبيعها فيكف الله بهَا وَجهه خير لَهُ من أَن يسْأَل النَّاس أَعْطوهُ أَو منعُوهُ" رَوَاهُ البُخَارِيّ. 294 - عَن عمرَان رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ على الْمِنْبَر وَذكر الصَّدَقَة وَالتَّعَفُّف وَالْمَسْأَلَة: "الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى، وَالْيَد الْعليا هِيَ المنفقة والسفلى هِيَ السائلة" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

التعفف عن المسألة

التعفف عَن الْمَسْأَلَة 295 - عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَانِي ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي، ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي، ثمَّ قَالَ: "إِن هَذَا المَال خضرَة حلوة فَمن أَخذه بِطيب نفس بورك لَهُ فِيهِ، وَمن أَخذه بإشراف نفس لم يُبَارك لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع، وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى" أَخْرجَاهُ. 296 - عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "كُنَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِسْعَة أَو ثَمَانِيَة أَو سَبْعَة فَقَالَ: " أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم" وَكُنَّا حَدِيث عهد ببيعة، فَقُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله، ثمَّ قَالَ: "أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله"، قُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله فعلى مَا نُبَايِعك، قَالَ: "على أَن تعبدوا الله لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا والصلوات الْخمس وتطيعوا"، وَأسر كلمة خُفْيَة، "وَلَا تسألوا النَّاس شَيْئا"، فَلَقَد رَأَيْت بعض أُولَئِكَ النَّفر يسْقط سَوط أحدهم فَمَا يسْأَل أحدا يناوله إِيَّاه". رَوَاهُ مُسلم. 297 - عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من أَصَابَته فاقة فأنزلها بِالنَّاسِ لم تسد فاقته، وَمن أنزلهَا بِاللَّه أوشك الله لَهُ بالغنى، إِمَّا بِمَوْت عَاجل أَو غنى عَاجل". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب. 298 - عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من تكفل

لي أَن لَا يسْأَل النَّاس شَيْئا وأتكفل لَهُ بِالْجنَّةِ" فَقَالَ ثَوْبَان: أَنا فَكَانَ لَا يسْأَل شَيْئا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد. 299 - عَن سَمُرَة بن جُنْدُب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْمَسْأَلَة كد يكد بهَا الرجل وَجهه إِلَّا أَن يسْأَل الرجل سُلْطَانا أَو فِي أَمر لابد مِنْهُ". هَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه بِنَحْوِهِ. 300 - عَن عَائِذ بن عمر رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ فَأعْطَاهُ، فَلَمَّا وضع رجله على أُسْكُفَّة الْبَاب قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَو تعلمُونَ مَا فِي الْمَسْأَلَة مَا مَشى أحد إِلَى أحد يسْأَله". رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

فضل بر الوالدين

فضل بر الْوَالِدين 301 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله تَعَالَى؟ قَالَ: "الصَّلَاة على وَقتهَا"، قَالَ: ثمَّ أَي قَالَ: "بر الْوَالِدين"، قَالَ: ثمَّ أَي قَالَ: "الْجِهَاد فِي سَبِيل الله"، قَالَ: حَدثنِي بِهن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَو استزدته لزادني. أَخْرجَاهُ. 302 - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله من أَحَق بِحسن صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "أَبوك". أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ، وَفِي لفظ مُسلم "ثمَّ أدناك أدناك". 303 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رجل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أأجاهد؟ قَالَ: "أَلَك أَبَوَانِ؟ " قَالَ: نعم، قَالَ: "ففيهما فَجَاهد". أَخْرجَاهُ وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.

304 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رغم أَنفه، رغم أَنفه"، قيل: من يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "من أدْرك أحد أَبَوَيْهِ عِنْد الْكبر أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا فَلم يدْخل الْجنَّة". رَوَاهُ مُسلم. 305 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن من أبر الْبر صلَة الرجل ود أَبِيه بعد أَن تولى". أخرجه مُسلم. 306 - عَن مُعَاوِيَة بن حيدة الْقشيرِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت يَا رَسُول الله من أبر؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: "أمك"، قَالَ: قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: "ثمَّ أَبَاك ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 307 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد، وَسخط الله فِي سخط الْوَالِد". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ. 308 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ، أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: "إِن لي امْرَأَة وَإِن أُمِّي تَأْمُرنِي بِطَلَاقِهَا"، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "الْوَالِد أَوسط أَبْوَاب الْجنَّة فأضع ذَلِك الْبَاب أَو احفظه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 309 - عَن كُلَيْب بن مَنْفَعَة عَن جده أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله من أبر؟ قَالَ: "أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الَّذِي يلى ذَلِك حق وَاجِب ورحم مَوْصُولَة ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 310 - عَن أبي أسيد مَالك بن ربيعَة السَّاعِدِيّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحن عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَهُ رجل من بني سَلمَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله هَل بَقِي من بر أَبَوي شَيْء أبرهما بِهِ بعد مَوْتهمَا؟ قَالَ: "نعم الصَّلَاة عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَار لَهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهمَا، وصلَة الرَّحِم لَا توصل إِلَّا بهما، وإكرام صديقهما". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد.

311 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ، أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله مَا حق الْوَالِدين على ولدهما؟ قَالَ: "هما جنتك ونارك". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل بر الخالة

فضل بر الْخَالَة 312 - عَن برَاء بن عَازِب رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْخَالَة بِمَنْزِلَة الْأُم". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح. 313 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي أصبت ذَنبا عَظِيما فَهَل لي من تَوْبَة؟ قَالَ: "هَل لَك من أم؟ " قَالَ: لَا قَالَ: "أَلَك خَالَة؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: "فبرها". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.

فضل صلة الرحم

فضل صلَة الرَّحِم 314 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سره أَن يبسط عَلَيْهِ"، وَفِي رِوَايَة "فِي رزقه، وينسأ فِي أَثَره فَليصل رَحمَه". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 315 - عَن جُبَير بن مطعم رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع". أَخْرجَاهُ. 316 - عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "قَالَ الله: أَنا الرَّحْمَن وَهِي الرَّحِم شققت لَهَا من اسْمِي من وَصلهَا وصلته وَمن قطعهَا بتته". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد. 317 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من سره أَن يبسط لَهُ فِي رزقه وَأَن ينسأ لَهُ فِي أَثَره، فَليصل رَحمَه". أخرجه البُخَارِيّ.

فضل السعي على الأرملة واليتيم والبنات والأخوات

فضل السَّعْي على الأرملة واليتيم وَالْبَنَات وَالْأَخَوَات 325 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "السَّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فِي سَبِيل الله"، وَأَحْسبهُ قَالَ: "وكالقائم لَا يفتر، وكالصائم لَا يفْطر". أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَفِي لفظ البُخَارِيّ "أَو كَالَّذي يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل". 326 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كافل الْيَتِيم لَهُ أَو لغيره، أَنا وَهُوَ كهاتين فِي الْجنَّة"، وَأَشَارَ الرَّاوِي بالسبابة وَالْوُسْطَى. رَوَاهُ مُسلم. 327 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قبض يَتِيما من بَين أَبَوَيْهِ إِلَى طَعَامه وَشَرَابه أدخلهُ الله الْجنَّة الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يعْمل ذَنبا لَا يغْفر". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 328 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَنا وكافل الْيَتِيم فِي الْجنَّة هَكَذَا"، وَقَالَ بِأُصْبُعَيْهِ السبابَة وَالْوُسْطَى. رَوَاهُ البُخَارِيّ. 329 - عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَتْنِي امْرَأَة مَعهَا ابنتان تَسْأَلنِي فَلم تَجِد عِنْدِي غير تَمْرَة وَاحِدَة، فأعطيتها إِيَّاهَا فقسمتها بَين ابنتيها، ثمَّ قَامَت فَخرجت، فَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحَدَّثته فَقَالَ: "من بلي من هَذِه الْبَنَات بِشَيْء فَأحْسن إلَيْهِنَّ كن لَهُ سترا من النَّار". أَخْرجَاهُ بِنَحْوِهِ. 330 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من عَال جاريتين حَتَّى تبلغا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ"، وَضم أَصَابِعه. رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَلَفظه: "من عَال جاريتين دخلت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة كهاتين"، وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ.

331 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يكون لأحدكم ثَلَاث بَنَات أَو ثَلَاث أَخَوَات فَيحسن إلَيْهِنَّ إِلَّا دخل الْجنَّة". وَفِي رِوَايَة: "أَو ابنتان أَو أختَان فَأحْسن صحبتهن وَاتَّقَى الله فِيهِنَّ، فَلهُ الْجنَّة". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد بِنَحْوِهِ وَفِيه "وزوجهن". 332 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من كَانَت لَهُ أُنْثَى فَلم يئدها وَلم يهنها وَلم يُؤثر وَلَده عَلَيْهَا" قَالَ، يَعْنِي الذُّكُور، "أدخلهُ الله الْجنَّة". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 333 - عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَنا وَامْرَأَة سفعاء الْخَدين كهاتين يَوْم الْقِيَامَة"، وأومى بعض الروَاة بالسبابة وَالْوُسْطَى، "امْرَأَة آمت من زَوجهَا ذَات منصب وجمال حبست نَفسهَا على يتاماها حَتَّى بانوا وماتوا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 334 - عَن أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من مسح على رَأس يَتِيم لم يمسحه إِلَّا لله كَانَ فِي كل شَعْرَة مرت عَلَيْهَا يَده حَسَنَات، وَمن أحسن إِلَى يتيمة أَو يَتِيم عِنْده كنت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة كهاتين"، وَفرق بَين إصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى. أخرجه الإِمَام أَحْمد. 335 - عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من كَانَ لَهُ ثَلَاث بَنَات فَصَبر عَلَيْهِنَّ وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن لَهُ حِجَابا يَوْم الْقِيَامَة من النَّار". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 336 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من رجل تدْرك لَهُ ابنتان فَيحسن إِلَيْهِمَا مَا صحبتاه إِلَّا أدخلتاه الْجنَّة". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 337 - وروى أَيْضا عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من عَال ثَلَاثَة من الْأَيْتَام كَانَ كمن قَامَ ليله وَصَامَ نَهَاره وَغدا وَرَاح شاهرا سَيْفه فِي سَبِيل الله وَكنت أَنا وَهُوَ فِي الْجنَّة أَخَوَيْنِ كهاتين أختَان"،

وألصق إصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى.

فضل القرض

فضل الْقَرْض 338 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من مُسلم يقْرض مُسلما قرضا مرَّتَيْنِ إِلَّا كَانَ كصدقتهما مرّة". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 339 - وروى أَيْضا عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي على بَاب الْجنَّة مَكْتُوبًا الصَّدَقَة بِعشر أَمْثَالهَا، وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر، فَقلت: يَا جِبْرِيل مَا بَال الْقَرْض أفضل من الصَّدَقَة، قَالَ: لِأَن السَّائِل يسْأَل وَعِنْده، والمستقرض لَا يستقرض إِلَّا من حَاجَة".

فضل من أنظر معسرا أو تجاوز عنه

فضل من أنظر مُعسرا أَو تجَاوز عَنهُ 340 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "كَانَ رجل يداين النَّاس، فَكَانَ يَقُول لفتاه إِذا أتيت مُعسرا فَتَجَاوز عَنهُ لَعَلَّ الله يتَجَاوَز عَنَّا، فلقي الله نتجاوز عَنهُ ". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 341 - عَن أبي قَتَادَة أَنه طلب غريما لَهُ فتوارى عَنهُ ثمَّ وجده فَقَالَ: إِنِّي مُعسر قَالَ آللَّهُ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من سره أَن ينجيه الله عز وَجل من كرب يَوْم الْقِيَامَة، فلينفس عَن مُعسر أَو يضع لَهُ". رَوَاهُ مُسلم. 342 - عَن حُذَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن رجلا مَاتَ فَدخل الْجنَّة، فَقيل لَهُ: مَا كنت تعْمل فإمَّا ذكرُوا وَإِمَّا ذكر، فَقَالَ: إِنِّي

كتاب الحج

كتاب الْحَج فَضَائِل الْحَج 346 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: "إِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله"، قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "جِهَاد فِي سَبِيل الله؟ " قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حج مبرور". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَعنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من حج لله فَلم يرْفث وَلم يفسق رَجَعَ كَيَوْم وَلدته أمه". أَخْرجَاهُ. 347 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تابعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة فَإِنَّهُمَا ينفيان الْفقر والذنُوب كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد". رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 348 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تابعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة فَإِنَّهُمَا ينفيان الْفقر والذنُوب كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد وَالذَّهَب وَالْفِضَّة، وَلَيْسَ للحجة المبرور ثَوَاب إِلَّا الْجنَّة". رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب. 349 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْحَاج والعمار وَفد الله، إِن دَعوه أجابهم وَإِن استغفروه غفر لَهُم". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 350 - وروى عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الْغَازِي سَبِيل الله والحاج والمعتمر وَفد الله، دعاهم فَأَجَابُوهُ، وسألوه فَأَعْطَاهُمْ".

351 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الْعمرَة إِلَى الْعمرَة كَفَّارَة لما بَينهمَا، وَالْحج المبرور لَيْسَ لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 352 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "وَفد الله ثَلَاثَة: الْغَازِي، والحاج والمعتمر". رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 353 - عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "تابعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة فَإِن الْمُتَابَعَة بَينهمَا تَنْفِي الْفقر والذنُوب كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد ". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل التلبية

فضل التَّلْبِيَة 354 - عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "جَاءَنِي جِبْرِيل فَقَالَ: يَا مُحَمَّد مر أَصْحَابك فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ فَإِنَّهَا من شعار الْحَج". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 355 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من مُسلم يُلَبِّي إِلَّا لبّى مَا عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله من حجر أَو شجر أَو مدر حَتَّى تَنْقَطِع الأَرْض من هَهُنَا وَهَهُنَا". وَرَاه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه. 356 - عَن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: "العج والثج" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه. 357 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من محرم يُضحي لله يَوْمه يُلَبِّي حَتَّى تغيب الشَّمْس إِلَّا غَابَتْ بذنوبه فَعَاد كَمَا وَلدته أمه". رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الوقوف بعرفة

فضل الْوُقُوف بِعَرَفَة 358 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من يَوْم يعْتق

فضل الدعاء بعرفة والمزدلفة

فضل الدُّعَاء بِعَرَفَة والمزدلفة 359 - عَن عَبَّاس بن مرداس رَضِي الله عَنهُ "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا لأمته عَشِيَّة عَرَفَة بالمغفرة، فَأُجِيب أَنِّي غفرت لَهُم مَا خلا الظَّالِم فَإِنِّي آخذ للمظلوم مِنْهُ، قَالَ: "أَي رب إِن شِئْت أَعْطَيْت للمظلوم من الْجنَّة وغفرت للظالم" فَلم يجب عشيته، فَلَمَّا أصبح بِالْمُزْدَلِفَةِ أعَاد الدُّعَاء فَأُجِيب إِلَى مَا سَأَلَ، قَالَ: فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو قَالَ: تَبَسم، فَقَالَ أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا: بِأبي أَنْت وَأمي إِن هَذِه لساعة مَا كنت تضحك فِيهَا، فَمَا الَّذِي يضحكك أضْحك الله سنك؟ قَالَ: "إِن عَدو الله إِبْلِيس لما علم أَن الله عز وَجل قد اسْتَجَابَ دعائي، وَغفر لأمتي، أَخذ التُّرَاب يحثو على رَأسه وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور فأضحكني مَا رَأَيْت من جزعه". أخرجه ابْن مَاجَه.

فضل استلام الركنين

فضل استلام الرُّكْنَيْنِ 360 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ليَأْتِيَن هَذَا الْحجر يَوْم الْقِيَامَة وَله عينان يبصر بهما وَلِسَانًا ينْطق بِهِ، يشْهد على من استلمه بِحَق". رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 361 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "نزل الْحجر الْأسود من الْجنَّة وَهُوَ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن، فسودته خَطَايَا بني آدم" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح. 362 - عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه قيل لَهُ: مَا أَرَاك تستلم إِلَّا هذَيْن الرُّكْنَيْنِ قَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن مسحهما يحط الْخَطِيئَة". رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

فضل الطواف بالبيت

فضل الطّواف بِالْبَيْتِ 365 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من طَاف بِالْبَيْتِ وَصلى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كعتق رَقَبَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه، وَقَالَ النَّسَائِيّ: "من طَاف سبعا فَهُوَ كَعدْل رَقَبَة". 366 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من طَاف بِالْبَيْتِ سبعا وَلَا يتَكَلَّم إِلَّا بسبحان الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه حجبت عَنهُ عشر سيئات وكتبت لَهُ عشر حَسَنَات وَرفع لَهُ عشر دَرَجَات وَمن طَاف وَتكلم وَهُوَ فِي تِلْكَ الْحَال خَاضَ فِي الرَّحْمَة برجليه كخائض المَاء برجليه" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 367 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من طَاف بِالْبَيْتِ خمسين مرّة خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب وَقَالَ البُخَارِيّ: إِنَّمَا يرْوى هَذَا عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَوْله. 368 - عَن عبيد بن عمرَان أَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ يزاحم على الرُّكْنَيْنِ فَقلت: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن إِنَّك تزاحم على الرُّكْنَيْنِ زحاما مَا رَأَيْت أحدا

من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزاحم عَلَيْهِ، قَالَ: إِن أفعل فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن مسحهما كَفَّارَة للخطايا"، وسمعته يَقُول: "من طَاف بِهَذَا الْبَيْت أسبوعا فأحصاه كَانَ كعتق رَقَبَة"، وسمتعه يَقُول: "لَا يضع قدما وَلَا يرفع قدما أُخْرَى إِلَّا حط الله عَنهُ بهَا خَطِيئَة وكتبت لَهُ حَسَنَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 369 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الطّواف حول الْبَيْت مثل الصَّلَاة، إِلَّا أَنكُمْ تتكلمون فِيهِ، فَمن تكلم فِيهِ فَلَا يتكلمن إِلَّا بِخَير" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: وَقد روى عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا مَوْقُوفا.

فضل الطواف في المطر

فضل الطّواف فِي الْمَطَر 370 - قَالَ أَبُو عقال: طفت مَعَ أنس بن مَالك فِي مطر، فَلَمَّا انْصَرف قضينا الطّواف، أَتَيْنَا الْمقَام فصلينا رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لنا أنس: ائتنفوا الْعَمَل فقد غفر لكم، هَكَذَا قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطفنا مَعَه فِي مطر. أخرجه ابْن مَاجَه.

فضل ما يعطي الحجاج بجمع

فضل مَا يُعْطي الْحجَّاج بِجمع 371 - عَن بِلَال بن رَبَاح رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ غَدَاة جمع: "يَا بِلَال أسكت النَّاس أَو أنصت النَّاس"، ثمَّ قَالَ: "إِن الله تطاول عَلَيْكُم فِي جمعكم هَذَا، فوهب مسيئكم لمحسنكم وَأعْطى محسنكم مَا سَأَلَ ادفعوا باسم الله" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل العمرة في رمضان

فضل الْعمرَة فِي رَمَضَان 372 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لامْرَأَة من الْأَنْصَار يُقَال لَهَا أم سِنَان: "مَا مَنعك أَن تَكُونِي حججْت مَعنا؟ " قَالَت: كَانَ ناضحان كَانَا لأبي فلَان (زَوجهَا) حج هُوَ وَابْنه على أَحدهمَا وَكَانَ الآخر

فضل الحلق

فضل الْحلق 373 - عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رحم المحلقين"، قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله، قَالَ: "رحم الله المحلقين"، قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله، قَالَ: "رحم الله المحلقين"، قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله، قَالَ: "والمقصرين". رَوَاهُ مَالك، وَعبيد الله بن عمر عَن نَافِع، ذكر مَالك والمقصرين فِي الثَّالِثَة، وَقَالَ عبيد الله فِي الرَّابِعَة، أخرج البُخَارِيّ وَمُسلم حَدِيث مَالك، وروى مُسلم حَدِيث عبيد الله وَنبهَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ. 374 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين"، قَالُوا: يَا رَسُول الله والمقصرين، قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين"، قَالُوا: يَا رَسُول الله والمقصرين، قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين"، قَالُوا: يَا رَسُول الله والمقصرين، قَالَ: "والمقصرين". أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 375 - عَن أم الْحصين رَضِي الله عَنْهَا: " أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع دَعَا للحلقين ثَلَاثًا وللمقصرين مرّة"، رَوَاهُ مُسلم وَلم يقل وَكِيع فِي حجَّة الْوَدَاع. 376 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلق رَأسه فِي حجَّة الْوَدَاع". أَخْرجَاهُ.

فضل حصى الجمار

فضل حَصى الْجمار 377 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول الله: "هِيَ الْجمار الَّتِي يَرْمِي بهَا كل عَام فنحسب أَنَّهَا تنقص"، فَقَالَ: "إِنَّه مَا تقبل مِنْهَا رفع، وَلَوْلَا ذَلِك لرأيتها أَمْثَال الْجبَال" رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ.

فضل ماء زمزم

فضل مَاء زَمْزَم 378 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 379 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ، إِن شربته تستشفى بِهِ شفاك الله، وَإِن شربته يشْبع أشبعك الله بِهِ، وَإِن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وَهُوَ هزمة جِبْرِيل، وسقيا الله إِسْمَاعِيل" رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ. 380 - عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: كنت عِنْد ابْن عَبَّاس جَالِسا فجَاء رجل فَقَالَ: من أَيْن جِئْت قَالَ: من زَمْزَم قَالَ: فَشَرِبت مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي، قَالَ: وَكَيف؟ قَالَ: "إِذا شربت مِنْهَا فَاسْتقْبل الْكَعْبَة وَاذْكُر اسْم الله عز وَجل" فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن آيَة مَا بَيْننَا وَبَين الْمُنَافِقين لَا يتضلعون من زَمْزَم" أخرجه ابْن مَاجَه وَالدَّارَقُطْنِيّ وَاللَّفْظ لِابْنِ مَاجَه.

فضل الصلاة بمكة

فضل الصَّلَاة بِمَكَّة 381 - عَن الأرقم أَنه جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "أَيْن تُرِيدُ؟ " قَالَ: أردْت يَا رَسُول الله هَهُنَا، وأومئ بِيَدِهِ إِلَى حَيْثُ بَيت الْمُقَدّس، قَالَ: "مَا يخْرجك إِلَيْهِ أتجارة؟ " قَالَ: لَا وَلَكِن أردْت الصَّلَاة فِيهِ، قَالَ: "فَالصَّلَاة هُنَا"، وأومئ بِيَدِهِ إِلَى مَكَّة "خير من ألف صَلَاة"، وأومئ بِيَدِهِ إِلَى الشَّام " رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده.

فضل صوم شهر رمضان بمكة

فضل صَوْم شهر رَمَضَان بِمَكَّة 382 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من أردك رَمَضَان بِمَكَّة فصامه وَقَامَ مِنْهُ مَا تيَسّر لَهُ، كتب الله لَهُ مائَة ألف شهر رَمَضَان فِيمَا سواهَا، وَكتب لَهُ بِكُل يَوْم وكل لَيْلَة عتق رَقَبَة، وكل يَوْم حملان

فضل الإحرام من بيت المقدس

فضل الْإِحْرَام من بَيت الْمُقَدّس 383 - عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من أهل بِحجَّة وَعمرَة من الْمَسْجِد الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر، أَو وَجَبت لَهُ الْجنَّة"، شكّ الرَّاوِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه بِنَحْوِهِ، وَلَفظ حَدِيث ابْن مَاجَه، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من أهل بِعُمْرَة من بَيت الْمُقَدّس غفر لَهُ" وَفِي رِوَايَة: "كَانَت كَفَّارَة لما قبلهَا من الذُّنُوب".

فضل زيارة قبر المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم

فضل زِيَارَة قبر الْمُصْطَفى عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم 384 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من حج فزار قَبْرِي بعد وفاتي فَكَأَنَّمَا زارني فِي حَياتِي". 385 - وَعَن حَاطِب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من زارني بعد موتِي فَكَأَنَّمَا زارني فِي حَياتِي، وَمن مَاتَ بِأحد الْحَرَمَيْنِ بعث من الْآمنينَ يَوْم الْقِيَامَة". 386 - وَعَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من زار قَبْرِي وَجَبت لَهُ شَفَاعَتِي". هَذِه الثَّلَاثَة الْأَحَادِيث أخرجهَا الدَّارَقُطْنِيّ. 387 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من أحد يسلم عَليّ إِلَّا رد الله روحي حَتَّى أرد عَلَيْهِ السَّلَام" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

فضل الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 388 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "صَلَاة فِي

فضل المساجد الثلاثة

فضل الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة 392 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَربع سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأعجبنني وأيقنني "أَن لَا تُسَافِر الْمَرْأَة مسيرَة يَوْمَيْنِ لَيْسَ مَعهَا زَوجهَا أَو ذُو محرم، وَلَا صَوْم يَوْمَيْنِ يَوْم الْفطر والأضحى، وَلَا صَلَاة بعد صَلَاتَيْنِ بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس وَبعد الصُّبْح حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَلَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد الْمَسْجِد الْحَرَام، ومسجدي وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ. 393 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مساجدي: مَسْجِدي هَذَا وَالْمَسْجِد الْحَرَام وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ.

فضل المسجد الأقصى وفضل الصلاة فيه

فضل الْمَسْجِد الْأَقْصَى وَفضل الصَّلَاة فِيهِ 394 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله أَي مَسْجِد وضع فِي الأَرْض أَولا: قَالَ: "الْمَسْجِد الْحَرَام"، قلت: ثمَّ أَي، قَالَ: "الْمَسْجِد الْأَقْصَى"، قلت: كم بَينهمَا، قَالَ: "أَرْبَعُونَ عَاما"، قلت: ثمَّ أَي، قَالَ: "ثمَّ حَيْثُ مَا أردكتك الصَّلَاة فصل فَكلهَا مَسْجِد" أَخْرجَاهُ بِمَعْنَاهُ. 395 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام لما بنى بَيت الْمُقَدّس سَأَلَ الله عز وَجل ملكا لَا يَنْبَغِي لأحد من بعده فأوتيه، وَسَأَلَ الله عز وَجل حِين فرغ من بِنَاء الْمَسْجِد أَن لَا يَأْتِيهِ أحد لَا ينهزه إِلَّا الصَّلَاة فِيهِ، أَن يُخرجهُ من خطيئته كَيَوْم وَلدته أمه ". أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه. 396 - عَن أبي عبد الله الألتهاني عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صَلَاة الرجل فِي بَيته بِصَلَاة وَاحِدَة، وَصلَاته فِي مَسْجِد الْقَبَائِل بِخمْس وَعشْرين صَلَاة وَصلَاته فِي الْمَسْجِد الَّذِي يجمع فِيهِ بِخَمْسِمِائَة صَلَاة، وَصلَاته فِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ ألف صَلَاة، وَصلَاته فِي مَسْجِدي بِخَمْسِينَ ألف صَلَاة، وَصلَاته فِي الْمَسْجِد الْحَرَام بِمِائَة ألف صَلَاة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الصلاة في مسجد قباء

فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد قبَاء 397 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يزور قبَاء رَاكِبًا وماشيا " أَخْرجَاهُ فِي الصحيحن، وَفِي رِوَايَة: "كَانَ يَأْتِي قبَاء كل سبت رَاكِبًا وماشيا". 398 - عَن سهل بن حنيف قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من خرج حَتَّى يَأْتِي هَذَا الْمَسْجِد مَسْجِد قبَاء فصلى فِيهِ كَانَ لَهُ عد عمْرَة" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه.

عَن أسيد بن ظهير الْأنْصَارِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الصَّلَاة فِي مَسْجِد قبَاء كعمرة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب، وَلَا نَعْرِف لأسيد بن ظهير شَيْئا يَصح غير هَذَا الحَدِيث.

فضل الأضحية

فضل الْأُضْحِية 400 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا عمل ابْن آدم يَوْم النَّحْر عملا أحب إِلَى الله عز وَجل من هراقة دم، وَإنَّهُ ليَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة بقرونها أظلافها وَأَشْعَارهَا وَإِن الدَّم ليَقَع من الله عز وَجل بمَكَان قبل أَن يَقع على الأَرْض، فطيبوا بهَا نفسا" أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَهَذَا لَفظه، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن غَرِيب. 401 - عَن زيد بن أَرقم رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا هَذِه الْأَضَاحِي؟ قَالَ: "سنة أبيكم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام"، قَالُوا: فَمَا لنا فِيهَا يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "بِكُل شَعْرَة حَسَنَة"، قَالُوا: فالصوف يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "بِكُل شَعْرَة من الصُّوف حَسَنَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 402 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "خير الْكَفَن الْحلَّة، وَخير الضَّحَايَا الْكَبْش الأقرن" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه، وَلم يقل التِّرْمِذِيّ الأقرن. 403 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "ضحى رَسُول الله بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بِيَدِهِ وسمى وَكبر وَوضع رجله على صفائحهما" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 404 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: "أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بكبش يطَأ فِي سَواد ويبرك فِي سَواد وَينظر فِي سَواد فَأتى بِهِ ليضحى بِهِ قَالَ لَهَا: "يَا عَائِشَة هَلُمِّي المدية"، ثمَّ قَالَ: "اشحذيها"، وَأخذ الْكَبْش فأضجعه ثمَّ ذبحه، ثمَّ قَالَ: "بِسم الله اللَّهُمَّ تقبل من مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد وَمن أمة مُحَمَّد، ثمَّ ضحى بِهِ" رَوَاهُ مُسلم.

كتاب الجهاد

كتاب الْجِهَاد فضل الغدو والرواح فِي سَبِيل اللع عز وَجل ... كتاب الْجِهَاد فضل الغدو والرواح فِي سَبِيل الله عز وَجل 405 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لغدوة فِي سَبِيل الله أَو رَوْحَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَلَهُمَا عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ. 406 - عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الغدوة يغدوها العَبْد فِي سَبِيل الله خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" أخرجه مُسلم. 407 - عَن أبي أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "غدْوَة فِي سَبِيل الله أَو رَوْحَة خير مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وغربت" رَوَاهُ مُسلم.

فضل الجهاد في سبيل الله عز وجل

فضل الْجِهَاد فِي سَبِيل الله عز وَجل 408 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "انتدب الله لمن خرج فِي سَبيله لَا يُخرجهُ إِلَّا إِيمَان بِي وتصديق برسلي، أَن أرجعه بِمَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة، أَو أدخلهُ الْجنَّة، وَلَوْلَا أَن أشق على أمتِي مَا قعدت خلف سَرِيَّة، ولوددت أَنِّي أقتل فِي سَبِيل الله، ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل، ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ، وَفِي رِوَايَة: "وَلَكِن لَا أجد مَا أحملكم عَلَيْهِ، وَلَا يَجدونَ مَا يتحملون، ويشق عَلَيْهِم أَن يتخلفوا بعدِي، ولوددت أَنِّي أقتل فِي سَبِيل الله فأقتل، ثمَّ أَحْيَا فأقتل، ثمَّ أَحْيَا فأقتل".

409 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قيل: يَا رَسُول الله أخبرنَا بِمَا يعدل الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، قَالَ: "لَا تستطيعونه"، قَالُوا: بلَى، قَالَ الرَّاوِي: فَمَا أَدْرِي أقَال لَهُم فِي الثَّالِثَة أَو فِي الرَّابِعَة: "مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله كَمثل الصَّائِم الْقَائِم الَّذِي لَا يفتر من صِيَام وَلَا صَلَاة حَتَّى يرجع الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله" أخرجه مُسلم. 410 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: دلَّنِي على عمل يعدل الْجِهَاد، قَالَ: "لَا أَجِدهُ، هَل تَسْتَطِيع إِذا خرج الْمُجَاهِد تدخل مَسْجِدا، فتقوم لَا تفتر وتصوم لَا تفطر"، قَالَ: من يَسْتَطِيع ذَلِك. رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 411 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أَي النَّاس أفضل؟ قَالَ: "رجل يُجَاهد فِي سَبِيل الله بِمَالِه وَنَفسه، قَالَ: ثمَّ مُؤمن فِي شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع النَّاس من شَره" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 412 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من خير معاش النَّاس رجل مُمْسك بعنان فرسه فِي سَبِيل الله، يطير على مَتنه كلما سمع هيعة أَو فزعة طَار عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقِتَال وَالْمَوْت مظانه، وَرجل فِي غنيمَة فِي رَأس شعفة من الشعف، أَو بطن وَاد من هَذِه الأودية، يُقيم الصَّلَاة ويؤتي الزَّكَاة ويعبد الله حَتَّى يَأْتِيهِ الْيَقِين لَيْسَ من النَّاس إِلَّا فِي خير" أخرجه مُسلم بِمَعْنَاهُ. 413 - عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "يَوْم فِي سَبِيل الله خير من ألف يَوْم فِي مَا سواهُ" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

ذكر أن الله تعالى عز وجل يرفع المجاهد مائة درجة

ذكر أَن الله تَعَالَى عز وَجل يرفع الْمُجَاهِد مائَة دَرَجَة 414 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من آمن بِاللَّه وَرَسُوله، وَأقَام الصَّلَاة، وَصَامَ رَمَضَان، كَانَ حَقًا على الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة، جَاهد فِي سَبِيل الله أَو جلس فِي أرضه الَّتِي ولد فِيهَا"، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله

أَفلا نبشر النَّاس بذلك؟ قَالَ: "إِن فِي الْجنَّة مائَة دَرَجَة أعدهَا الله للمجاهدين فِي سَبِيل الله، مَا بَين الدرجتين كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، فَإِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ الفردوس، فَإِنَّهُ أَوسط الْجنَّة، وَأَعْلَى الْجنَّة"، أرَاهُ قَالَ: "وفوقه عرش الرَّحْمَن، وَمِنْه تفجر أَنهَار الْجنَّة". أخرجه البُخَارِيّ. 415 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "يَا أَبَا سعيد، من رَضِي بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبيا، وَجَبت لَهُ الْجنَّة"، قَالَ: فَعجب لَهَا أَبُو سعيد، فَقَالَ: أعدهَا يَا رَسُول الله، فَفعل، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "وَأُخْرَى يرفع الله بهَا العَبْد مائَة دَرَجَة فِي الْجنَّة، مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض"، قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "الْجِهَاد فِي سَبِيل الله" أخرجه مُسلم.

ذكر أن الجهاد من أفضل الأعمال

ذكر أَن الْجِهَاد من أفضل الْأَعْمَال 416 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: "الصَّلَاة لأوّل وَقتهَا"، قلت: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَاد فِي سَبِيل الله"، قلت: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "بر الْوَالِدين" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 417 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: "إِيمَان بِاللَّه عز وَجل"، قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "الْجِهَاد فِي سَبِيل الله"، قيل: ثمَّ مَاذَا؟، قَالَ: "حج مبرور" أَخْرجَاهُ أَيْضا. 418 - عَن النُّعْمَان بن بشير رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: "كنت عِنْد مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رجل: مَا أُبَالِي أَن لَا أعمل عملا بعد الْإِسْلَام، إِلَّا أَن أَسْقِي الْحَاج، وَقَالَ آخر: إِلَّا أَن أعمر الْمَسْجِد الْحَرَام، وَقَالَ آخر: الْجِهَاد فِي سَبِيل الله أفضل مِمَّا قُلْتُمْ، فزجرهم عمر رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ: لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم عِنْد مِنْبَر رَسُول الله، وَهُوَ يَوْم الْجُمُعَة، وَلَكِن إِذا صلينَا الْجُمُعَة دَخَلنَا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلْنَاهُ، فَنزلت {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ

بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ} . أخرجه مُسلم. 419 - عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من قَاتل فِي سَبِيل الله من رجل مُسلم فوَاق نَاقَته وَجَبت لَهُ الْجنَّة" أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح.

فضل الرباط في سبيل الله عز وجل ومن مات مرابطا

فضل الرِّبَاط فِي سَبِيل الله عز وَجل وَمن مَاتَ مرابطا 420 - عَن سلمَان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "رِبَاط يَوْم وَلَيْلَة خير من صِيَام شهر وقيامه، وَإِن مَاتَ جرى عَلَيْهِ عمله الَّذِي كَانَ يعمله وأجرى عَلَيْهِ رزقه وَأمن الفتان" رَوَاهُ مُسلم. 421 - عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِع سَوط أحدكُم من الْجنَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، والروحة يروحها أحدكُم فِي سَبِيل الله أَو الغدوة خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا" أخرجه البُخَارِيّ. 422 - عَن فضَالة بن عبيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من ميت يَمُوت إِلَّا ختم على عمله، إِلَّا من مَاتَ مرابطا فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عمله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، وَأمن من فتْنَة الْقَبْر" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 423 - عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من رابط لَيْلَة فِي سَبِيل الله كَانَت لَهُ كألف لَيْلَة صيامها وقيامها" أخرجه ابْن مَاجَه فِي سنَنه. 424 - عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من مَاتَ مرابطا فِي سَبِيل الله،

فضل النفقة في سبيل الله

فضل النَّفَقَة فِي سَبِيل الله 425 - عَن أبي سعيد الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَاقَة مخطومة، فَقَالَ: يَا رَسُول الله هَذِه فِي سَبِيل الله، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة سَبْعمِائة نَاقَة مخطومة" أخرجه مُسلم. 426 - عَن خريم بن فاتك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من أنْفق نَفَقَة فِي سَبِيل الله كتبت بسبعمائة ضعف" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. 427 - عَن عَليّ بن أبي طَالب وَأبي الدَّرْدَاء وَعبد الله بن عمر، وَعبد الله بن عَمْرو، وَأبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ، وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُم، كلهم عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: "من أرسل بِنَفَقَة فِي سَبِيل الله وَأقَام فِي بَيته فَلهُ بِكُل دِرْهَم سَبْعمِائة دِرْهَم، وَمن غزا بِنَفسِهِ فِي سَبِيل الله وَأنْفق فِي وَجهه ذَلِك فَلهُ بِكُل دِرْهَم سَبْعمِائة ألف دِرْهَم"، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ} ، رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَهُوَ روامة الْحسن عَن هَؤُلَاءِ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم، وَمَا أَظُنهُ سمع من أحد مِنْهُم. 428 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أفضل الصَّدقَات، ظلّ فسطاط فِي سَبِيل الله، ومنيحة خَادِم فِي سَبِيل الله، أَو طروقة فَحل فِي سَبِيل الله" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

فضل الغبار ومن اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل

فضل الْغُبَار وَمن اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله عز وَجل 429 - عَن أبي عبس عبد الرَّحْمَن بن جبر رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله، حرمهما الله عز وَجل على النَّار" رَوَاهُ

البُخَارِيّ. 430 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَا يجْتَمع غُبَار فِي سَبِيل الله ودخان جَهَنَّم فِي وَجه رجل أبدا، وَلَا يجْتَمع الشُّح وَالْإِيمَان فِي قلب عبد أبدا" رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وروى التِّرْمِذِيّ ذكر الْغُبَار بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح، وروى ابْن مَاجَه: "لَا يجْتَمع غُبَار فِي سَبِيل الله ودخان جَهَنَّم فِي جَوف عبد مُسلم". 431 - وَعَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من رَاح رَوْحَة فِي سَبِيل الله، كَانَ لَهُ بِمثل مَا أَصَابَهُ من الْغُبَار مسكا يَوْم الْقِيَامَة " رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الحرس في سبيل الله

فضل الحرس فِي سَبِيل الله 432 - وَعَن أبي رَيْحَانَة وَهُوَ الْأَزْدِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "حرمت النَّار على عين سهرت فِي سَبِيل الله عز وَجل" رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه. 433 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "حرس لَيْلَة فِي سَبِيل الله أفضل من صِيَام رجل وقيامه فِي أَهله ألف سنة، السّنة ثلثمِائة يَوْم، وَالْيَوْم كألف سنة " رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل الصوم في سبيل الله

فضل الصَّوْم فِي سَبِيل الله 434 - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيل الله باعده الله من جَهَنَّم مسيرَة سبعين خَرِيفًا" رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: تقدم فِي الصَّوْم حَدِيث أبي سعيد وَحَدِيث عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنْهُمَا. 435 - وَعَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيل الله جعل الله بَينه وَبَين جَهَنَّم خَنْدَقًا كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب.

فضل الرمي في سبيل الله عز وجل

فضل الرَّمْي فِي سَبِيل الله عز وَجل 436 - عَن أبي نجيح السّلمِيّ وَهُوَ عمروبن عَنْبَسَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من رمى بِسَهْم فِي سَبِيل الله فَبلغ فَهُوَ عدل مُحَرر" رَوَاهُ النَّسَائِيّ، وروى التِّرْمِذِيّ طرفا مِنْهُ وَصَححهُ، وَفِي رِوَايَة للنسائي وَابْن مَاجَه: "فَبلغ الْعَدو أَخطَأ أَو أصَاب كَانَ لَهُ عدل رَقَبَة"، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ: "بلغ الْعَدو أَو لم يبلغ كَانَ كعتق رَقَبَة". 437 - عَن كَعْب بن مرّة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سمعته يَقُول: "ارموا من بلغ الْعَدو بِسَهْم رَفعه الله بِهِ دَرَجَة" قَالَ ابْن النحام: يَا رَسُول الله والدرجة؟ قَالَ: "مَا بَين الدرجتين مائَة عَام" رَوَاهُ النَّسَائِيّ. عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الله تبَارك وَتَعَالَى يدْخل ثَلَاثَة نفر الْجنَّة بِالسَّهْمِ الْوَاحِد، صانعه يحْتَسب فِي صَنعته الْخَيْر، والرامي بِهِ، ومنبله" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه.

فضل الجراحة في سبيل الله

فضل الْجراحَة فِي سَبِيل الله فضل من قَاتل فِي سَبِيل الله عز وَجل فوَاق نَاقَة 439 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يكلم أحد فِي سَبِيل الله وَالله أعلم من يكلم فِي سَبيله، إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وجرحه يثعب، اللَّوْن لون الدَّم، وَالرِّيح ريح الْمسك" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ. 440 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَيْسَ شَيْء أحب إِلَى الله من قطرتين وأثرين، قَطْرَة من دموع فِي خشيَة الله، وقطرة دم تهراق فِي سَبِيل الله، وَأما الأثران، فأثر فِي سَبِيل الله، وَأثر فِي فَرِيضَة من فَرَائض الله" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.

441 - عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من قَاتل فِي سَبِيل الله من رجل مُسلم فوَاق نَاقَة، وَجَبت لَهُ الْجنَّة، وَمن سَأَلَ الله الْقَتْل من عِنْد نَفسه صَادِقا ثمَّ مَاتَ أَو قتل فَلهُ أجر شَهِيد، وَمن جرح جرحا أَو نكب نكبة فَإِنَّهَا تَجِيء يَوْم الْقِيَامَة كأغزر مَا كَانَت كالزعفران وريحها كالمسك، وَمن جرح جرحا فِي سَبِيل الله فَعَلَيهِ طَابع الشَّهِيد" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وروى مِنْهُ التِّرْمِذِيّ إِلَى قَوْله: "كالمسك"، وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح، وَفِي رِوَايَة: "من خرج بِهِ خراج فِي سَبِيل الله، فَإِن عَلَيْهِ طَابع الشُّهَدَاء". 442 - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مر رجل من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشعب فِيهِ عُيَيْنَة من مَاء عذبة فَأَعْجَبتهُ لطيبها، فَقَالَ: لَو أعتزل النَّاس فأقمت فِي هَذَا الشّعب وَلنْ أفعل حَتَّى أَسْتَأْذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "لَا تفعل فَإِن مقَام أحدكُم فِي سَبِيل الله أفضل من صلَاته فِي بَيته سبعين عَاما، أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم فيدخلكم الْجنَّة، اغزوا فِي سَبِيل الله، من قَاتل فِي سَبِيل الله فوَاق نَاقَة وَجَبت لَهُ الْجنَّة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن.

فضل غزو البحر

فضل غَزْو الْبَحْر 443 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: "كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدْخل على أم حرَام بنت ملْحَان فتطعمه، وَكَانَت أم حرَام تَحت عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ، فَدخل عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم فأطعمته ثمَّ جَلَست تفلي رَأسه فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك، قَالَت: فَقلت: مَا يضحكك يَا رَسُول الله، فَقَالَ: "نَاس من أمتِي عرضوا على غزَاة فِي سَبِيل الله يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكا على الأسرة أَو مثل الْمُلُوك على الأسرة" (شكّ أَيهمَا قَالَت) فَقلت: يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم، فَدَعَا لَهُم، ثمَّ وضع رَأسه فَنَامَ، ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك قَالَت: فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "نَاس من أمتِي عرضوا عَليّ غزَاة فِي سَبِيل الله" كَمَا قَالَ فِي الأولى، قَالَت: فَقلت: يارسول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم، قَالَ: "أَنْت من الْأَوَّلين"، فركبت أم حرَام الْبَحْر فِي زمَان مُعَاوِيَة ابْن أبي سُفْيَان رَضِي الله عَنْهُمَا

فصرعت عَن دابتها حِين خرجت من الْبَحْر فَهَلَكت" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 444 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "غَزْوَة فِي الْبَحْر مثل عشر غزوات فِي الْبر، وَالَّذِي يسدد فِي الْبَحْر كالمتشحط فِي دَمه فِي سَبِيل الله " رَوَاهُ ابْن مَاجَه من رِوَايَة لَيْث بن أبي سليم. 445 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "شَهِيد الْبَحْر مثل شهيدي الْبر، والمائد فِي الْبَحْر كالمتشحط فِي دَمه فِي الْبر، وَمَا بَين الموجتين كقاطع الدُّنْيَا فِي طَاعَة الله، وَإِن الله وكل ملك الْمَوْت بِقَبض الْأَرْوَاح إِلَّا شَهِيد الْبَحْر فَإِنَّهُ يتَوَلَّى قبض أَرْوَاحهم وَيغْفر لشهيد الْبر الذُّنُوب كلهَا إِلَّا الدّين، ولشهيد الْبَحْر الذُّنُوب وَالدّين" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل من جهز غازيا أو خلفه في أهله

فضل من جهز غازيا أَو خَلفه فِي أَهله 446 - عَن يزِيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من جهز غازيا فِي سَبِيل الله فقد غزا، وَمن خَلفه فِي أَهله فقد غزا" أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. 447 - عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من جهز غازيا حَتَّى يسْتَقلّ، كَانَ لَهُ مثل أجره حَتَّى يَمُوت أَو يرجع" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

ذكر الاستنصار لضعفاء المسلمين

ذكر الاستنصار لِضُعَفَاء الْمُسلمين 448 - عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ أَنه رأى أَن لَهُ فضلا على من دونه، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "هَل تنْصرُونَ وترزقون إِلَّا بضعفائكم" أخرجه البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ، زَاد النَّسَائِيّ: "بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم". 449 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "ابغوني ضعفائكم فَإِنَّمَا ترزقون وتنصرون بضعفائكم" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح، قَالَ النَّسَائِيّ: "فَإِنَّمَا تنْصرُونَ

فضل القتل في سبيل الله عز وجل

فضل الْقَتْل فِي سَبِيل الله عز وَجل 450 - عَن أبي قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِن قتلت فِي سَبِيل الله صَابِرًا محتسبا مُقبلا غير مُدبر كفر الله خطاياي؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن قتلت فِي سَبِيل الله محتسبا مُقبلا غير مُدبر كفر الله خطاياك إِلَّا الدّين، كَذَا قَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام" أخرجه مُسلم، وَله عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْقَتْل فِي سَبِيل الله كفر كل شَيْء إِلَّا الدّين". 451 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من أحد يدْخل الْجنَّة يحب أَن يرجع وَله مَا على الأَرْض من شَيْء، إِلَّا الشَّهِيد فَإِنَّهُ يتَمَنَّى أَن يرجع إِلَى الدُّنْيَا فَيقْتل عشر مَرَّات لما يرى من الْكَرَامَة" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. عَن الْمِقْدَاد بن معد يكرب رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "للشهيد عِنْد الله سِتَّة يغْفر لَهُ فِي أول دفْعَة، وَيرى مَقْعَده من الْجنَّة، ويجار من عَذَاب الْقَبْر، ويأمن من الْفَزع الْأَكْبَر، وَيُوضَع على رَأسه تَاج الْوَقار، الياقوتة مِنْهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" وَفِي رِوَايَة أَحْمد: "ويزوج اثْنَتَيْنِ وَسبعين زَوْجَة من الْحور الْعين، ويشفع فِي سبعين من أَقَاربه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب صَحِيح. 452 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يشفع الشَّهِيد فِي سبعين من أهل بَيته" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 453 - عَن مَسْرُوق قَالَ: سَأَلنَا عبد الله يَعْنِي ابْن مَسْعُود عَن هَذِه الْآيَة: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قَالَ: أما إِنَّا قد سَأَلنَا عَن ذَلِك فَقَالَ: "أَرْوَاحهم فِي جَوف طير

خضر، لَهَا قناديل معلقَة بالعرش، تسرح من الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت، ثمَّ تأوي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل، فَاطلع إِلَيْهِم رَبهم إِطْلَاعَة، فَقَالَ: هَل تشتهون شَيْئا، قَالُوا: أَي شَيْء نشتهي وَنحن نَسْرَح من الْجنَّة حَيْثُ شِئْنَا، فَفعل بهم ذَلِك ثَلَاث مَرَّات، فَلَمَّا رَأَوْا أَنهم لن يتْركُوا من أَن يسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رب نُرِيد أَن ترد أَرْوَاحنَا فِي أَجْسَادنَا حَتَّى نقْتل فِي سَبِيلك مرّة أُخْرَى، فَلَمَّا رأى أَن لَيْسَ لَهُم حَاجَة تركُوا" رَوَاهُ مُسلم. 455 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "ذكر الشُّهَدَاء عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "لَا تَجف الأَرْض من دم الشَّهِيد حَتَّى تبتدره زوجتاه كَأَنَّهُمَا طيران أضلتا فصيليهما فِي براح الأَرْض وَفِي يَد كل وَاحِدَة حلَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 456 - عَن كَعْب بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن أَرْوَاح الشُّهَدَاء فِي طير خضر تعلق من ثَمَر الْجنَّة أَو شجر الْجنَّة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَهَذَا لفظ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

ذكر ما يجد الشهيد من الألم

ذكر مَا يجد الشَّهِيد من الْأَلَم 457 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الشَّهِيد لَا يجد مس الْقَتْل إِلَّا كَمَا يجد أحدكُم القرصة يقرصها" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن غَرِيب صَحِيح. ذكر عدد الشُّهَدَاء 458 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا تَعدونَ الشَّهِيد فِيكُم؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله من قتل فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد، قَالَ: "إِن شُهَدَاء أمتِي إِذا لقَلِيل"، قَالُوا: فَمن هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "من قتل فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد، وَمن مَاتَ فِي الطَّاعُون فَهُوَ شَهِيد، وَمن مَاتَ فِي الْبَطن فَهُوَ شَهِيد،

والغريق شَهِيد" وَفِي رِوَايَة: "وَصَاحب الْهدم شَهِيد" رَوَاهُ مُسلم. 459 - عَن جَابر بن عتِيك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الشَّهَادَة سبع سوى الْقَتْل فِي سَبِيل الله، المطعون شَهِيد، والغريق شَهِيد، وَصَاحب ذَات الْجنب شَهِيد، والمبطون شَهِيد، وَصَاحب الْحَرِيق شَهِيد، وَالَّذِي يَمُوت تَحت الْهدم شَهِيد، وَالْمَرْأَة تَمُوت بِجمع شَهِيد" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وروى ابْن مَاجَه شَيْئا مِنْهُ. 460 - عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قتل دون مَاله فَهُوَ شَهِيد" رَوَاهُ البُخَارِيّ. 461 - عَن سعيد بن زيد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قتل دون مَاله فَهُوَ شَهِيد، وَمن قتل دون أَهله فَهُوَ شَهِيد، وَمن قتل دون دينه فَهُوَ شَهِيد، وَمن قتل دون دَمه فَهُوَ شَهِيد" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لَفظه. 462 - عَن سُوَيْد بن مقرن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قتل دون مظلمته فَهُوَ شَهِيد" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

ذكر أن الجنة تحت ظلال السيوف

ذكر أَن الْجنَّة تَحت ظلال السيوف 463 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن أَبْوَاب الْجنَّة تَحت ظلال السيوف" أخرجه مُسلم. 464 - عَن عبد الله بن أبي أوفى رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي بعض أَيَّامه الَّتِي لَقِي فِيهَا الْعَدو ينْتَظر حَتَّى إِذا مَالَتْ الشَّمْس قَامَ فِي النَّاس فَقَالَ: "يَا أَيهَا النَّاس لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو واسألوا الله الْعَافِيَة، فَإِذا لقيتموه فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَن الْجنَّة تَحت ظلال السيوف"، ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "اللَّهُمَّ منزل الْكتاب ومجري السَّحَاب وهازم الْأَحْزَاب اهزمهم وَانْصُرْنَا عَلَيْهِم" أخرجه البُخَارِيّ.

ذكر أن الكافر لا يجتمع هو وقاتله في النار إذا سدد القاتل

ذكر أَن الْكَافِر لَا يجْتَمع هُوَ وقاتله فِي النَّار إِذا سدد الْقَاتِل 465 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا يجْتَمع كَافِر وقاتله فِي النَّار أبدا" رَوَاهُ مُسلم، وَله رِوَايَة: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّار اجتماعا يضر أَحدهمَا الآخر"، قيل: من هم يَا رَسُول الله قَالَ: "الْمُؤمن قتل الْكَافِر ثمَّ سدد".

ذكر من سأل الله الشهادة صادقا

ذكر من سَأَلَ الله الشَّهَادَة صَادِقا 466 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سَأَلَ الله الشَّهَادَة أعطيها وَلَو لم تصبه" رَوَاهُ مُسلم. 467 - عَن سهل بن حنيف رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من سَأَلَ الله الشَّهَادَة بِصدق بلغه الله منَازِل الشُّهَدَاء وَإِن مَاتَ على فرَاشه" رَوَاهُ مُسلم. 468 - عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من سَأَلَ الله الْقَتْل من عِنْد نَفسه صَادِقا ثمَّ مَاتَ أَو قتل فَلهُ أجر شَهِيد" رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

فضل ارتباط الخيل في سبيل الله عز وجل

فضل ارتباط الْخَيل فِي سَبِيل الله عز وَجل 469 - عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من احْتبسَ فرسا فِي سَبِيل الله إِيمَانًا بِاللَّه وَتَصْدِيقًا بوعده فَإِن شبعه وريه وروثه وبوله [حَسَنَات] فِي مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة" أخرجه البُخَارِيّ بِنَحْوِهِ. 470 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "الْخَيل لرجل أجر ولرجل ستر ولرجل وزر، فَأَما الَّذِي هِيَ لَهُ أجر فَرجل يربطها فِي سَبِيل الله فَأطَال لَهَا فِي مرج أَو رَوْضَة فَمَا أَصَابَت فِي طيلها ذَلِك من المرج أَو الرَّوْضَة كَانَت لَهُ حَسَنَات وَلَو أَنَّهَا قطعت طيلها فاستنت شرفا أَو شرفين كَانَت آثارها وأرواثها حَسَنَات وَلَو مرت بنهر فَشَرِبت مِنْهُ وَلم يرد ان يسْقِي بمكانه ذَلِك

فضل توديع الغازي

فضل توديع الْغَازِي 471 - عَن معَاذ بن أنس رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لِأَن أشيع مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله فاكفه على رَحْله غدْوَة أَو رَوْحَة، أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

ذكر أن كلمة العدل من الجهاد

ذكر أَن كلمة الْعدْل من الْجِهَاد 472 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن من أعظم الْجِهَاد كلمة عدل عِنْد سُلْطَان جَائِر" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

كتاب النكاح وغيره

كتاب النِّكَاح وَغَيره فَضَائِل النِّكَاح 473 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وَأحْصن لِلْفَرجِ، وَمن لم يسْتَطع فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ إِنَّه لَهُ وَجَاء" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 474 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "النِّكَاح من سنتي فَمن لم يعْمل بِسنتي فَلَيْسَ مني، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم، وَمن كَانَ ذَا طول فَلْيَنْكِح، وَمن لم يجد فَعَلَيهِ بالصيام فَإِن الصَّوْم وَجَاء لَهُ" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 475 - عَن ثَوْبَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "لما نزل فِي الْفضة وَالذَّهَب مَا نزل قَالُوا: فَأَي المَال نتَّخذ؟ قَالَ: "ليتَّخذ أحدكُم قلبا شاكرا، وَلِسَانًا ذَاكِرًا، وَزَوْجَة مُؤمنَة تعين أحدكُم على أَمر الْآخِرَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 476 - عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِنَّمَا الدُّنْيَا مَتَاع وَلَيْسَ من مَتَاع الدُّنْيَا أفضل من الْمَرْأَة الصَّالِحَة" رَوَاهُ مُسلم. 477 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تنْكح الْمَرْأَة لأَرْبَع، لمالها وجمالها ودينها وحسبها، فاظفر بِذَات الدّين تربت يداك" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم.

478 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول: "مَا اسْتَفَادَ الْمُؤمن بعد تقوى الله خيرا لَهُ من زَوْجَة صَالِحَة، إِن أمرهَا أَطَاعَته، وَإِن نظر إِلَيْهَا سرته، وَإِن أقسم عَلَيْهَا أَبرته، وَإِن غَابَ عَنْهَا نَصَحته فِي نَفسهَا وَمَاله" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 479 - عَن أبي أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَربع من سنَن الْمُرْسلين، الْحيَاء والتعطر والسواك وَالنِّكَاح" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 480 - عَن معقل بن يسَار رَضِي الله عَنهُ قَالَ: "جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي أصبت امْرَأَة ذَات منصب وَحسب إِلَّا أَنَّهَا لَا تَلد أفأتزوجها، فَنَهَاهُ، ثمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَة فَنَهَاهُ، ثمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَة" فَقَالَ: "تزوجوا الْوَدُود الْوَلُود، فَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَهَذَا لَفظه.

فضل من زوج لله عز وجل

فضل من زوج لله عز وَجل 481 - عَن رجل من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من زوج لله توّجه الله تَاج الْكَرَامَة" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.

ذكر معونة الله عز وجل الناكح يريد العفاف

ذكر مَعُونَة الله عز وَجل الناكح يُرِيد العفاف 482 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "ثَلَاثَة على الله عونهم: الْمكَاتب الَّذِي يُرِيد الْأَدَاء، والناكح الَّذِي يُرِيد العفاف، والمجاهد فِي سَبِيل الله" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.

فضل من أعتق جاريته ثم تزوجها

فضل من أعتق جَارِيَته ثمَّ تزَوجهَا 483 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ثَلَاثَة يُوفونَ أجرهم مرَّتَيْنِ، رجل كَانَت لَهُ أمة فأدبها، ثمَّ أعقتها

فضل الشفاعة في النكاح

فضل الشَّفَاعَة فِي النِّكَاح 484 - عَن أبي رهم السمعي رَضِي الله عَنهُ (الْأَصَح أَنه من التَّابِعين، قَالَه فِي أَسد الغابة) قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من أفضل الشَّفَاعَة أَن تشفع بَين الِاثْنَيْنِ فِي النِّكَاح" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ البُخَارِيّ: أَبُو رهم تَابِعِيّ.

فضل المملوك إذا أطاع الله وأدى حق سيده

فضل الْمَمْلُوك إِذا أطَاع الله وَأدّى حق سَيّده 485 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "للْعَبد الْمَمْلُوك المصلح أَجْرَانِ " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 486 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ثَلَاثَة على كُثْبَان الْمسك، أرَاهُ قَالَ يَوْم الْقِيَامَة، عبد أدّى حق الله وَحقّ مواليهن وَرجل أم قوما وهم بِهِ راضون، وَرجل يُنَادي بالصلوات الْخمس كل يَوْم وَلَيْلَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب.

فضل الكسب

فضل الْكسْب 487 - عَن الْمِقْدَام بن معد يكرب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا أكل أحد طَعَاما خيرا من عمل يَدَيْهِ، إِن نَبِي الله دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُل من عمل يَده" أخرجه البُخَارِيّ. 488 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أطيب مَا أكل الرجل من كسب يَده، وَإِن وَلَده من كَسبه" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه.

فضل التاجر الصدوق الأمين

فضل التَّاجِر الصدوق الْأمين 489 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "التَّاجِر الصدوق الْأمين مَعَ النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 49 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "التَّاجِر الْأمين الصدوق الْمُسلم مَعَ الشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

ذكر بركة البيع إذا صدق البائعان وبينا

ذكر بركَة البيع إِذا صدق البائعان وَبينا 491 - عَن حَكِيم بن حزَام رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا، فَإِن صدقا وَبينا بورك لَهما فِي بيعهمَا، وَإِن كذبا وكتما محقت بركَة بيعهمَا" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم.

فضل بركة البيع إلى أجل

فضل بركَة البيع إِلَى أجل 492 - عَن صُهَيْب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ثَلَاثَة فِيهِنَّ الْبركَة، البيع إِلَى أجل، والمقارضة، وإخلاط الْبر بِالشَّعِيرِ للبيت لَا للْبيع" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل من كان أحسن القضاء

فضل من كَانَ أحسن الْقَضَاء 493 - عَن أبي رَافع أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استسلف من رجل بكرا، فَقدمت عَلَيْهِ إبل من إبل الصَّدَقَة، فَأمر أَبَا رَافع أَن يقْضِي الرجل بكرا، فَرجع إِلَيْهِ أَبُو رَافع فَقَالَ: لم أجد فِيهَا إِلَّا خيارا رباعيا، فَقَالَ: "أعْطه إِيَّاه، إِن خِيَار النَّاس أحْسنهم قَضَاء" رَوَاهُ مُسلم. 494 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: اسْتقْرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا

فضل الإقالة في البيع

فضل الْإِقَالَة فِي البيع 496 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من أقَال قادما أقاله الله عثرته" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَزَاد " يَوْم الْقِيَامَة ".

فضل السماحة في البيع

فضل السماحة فِي البيع 497 - عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَدخل الله رجلا الْجنَّة كَانَ سهلا بَائِعا ومشتريا" أخرجه النَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه. 498 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "رحم الله عبدا سَمحا إِذا بَاعَ سَمحا إِذا اشْترى وَإِذا اقْتضى" أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه هَكَذَا. 499 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الله يحب سمح البيع سمح الشرى سمح الْقَضَاء" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب.

فضل كيل الطعام

فضل كيل الطَّعَام 500 - عَن الْمِقْدَام بن معد يكرب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه. 501 - عَن الْمِقْدَام عَن أَيُّوب الْأنْصَارِيّ عَن عبد الله بن بسر الْمَازِني عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ".

فضل التبكير في الأشغال

فضل التبكير فِي الأشغال 502 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي بكورها يَوْم الْخَمِيس" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 503 - عَن صَخْر الغامدي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي بكورها"، وَكَانَ إِذا بعث سَرِيَّة أَو جَيْشًا بَعثهمْ أول النَّهَار، قَالَ: وَكَانَ صَخْر رجلا تَاجِرًا فَكَانَ يبْعَث تِجَارَته فِي أول النَّهَار فأثرى وَكثر مَاله" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَهَذَا لَفظه. وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن.

فضل اتخاذ الغنم

فضل اتِّخَاذ الْغنم 504 - عَن أم هَانِئ رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: "اتخذي غنما فَإِن فِيهَا بركَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 505 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الشَّاة من دَوَاب الْجنَّة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه أَيْضا. 506 - عَن عُرْوَة الْبَارِقي (هُوَ ابْن الْجَعْد أَو ابْن الْجَعْد صَحَابِيّ سكن الْكُوفَة) رَضِي الله عَنهُ يرفعهُ قَالَ: "الْإِبِل عز لأَهْلهَا، وَالْغنم بركَة، وَالْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ ابْن مَاجَه.

فضل العتق

فضل الْعتْق 507 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من أعتق رَقَبَة مُؤمنَة أعتق الله بِكُل عُضْو مِنْهُ عضوا من أَعْضَائِهِ من النَّار حَتَّى يعْتق فرجه بفرجه" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لَفظه. 508 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أَيّمَا امْرِئ مُسلم

فضل الحاكم العدل

فضل الْحَاكِم الْعدْل 509 - عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِذا حكم الْحَاكِم فاجتهد فَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ، وَإِذا اجْتهد فَأَخْطَأَ فَلهُ أجر" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم. 510 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا حكم الْحَاكِم فاجتهد فَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ، وَإِذا اجْتهد فَأَخْطَأَ فَلهُ أجر" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 511 - عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن المقسطين عِنْد الله على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرَّحْمَن عز وَجل وكلتا يَدَيْهِ يَمِين، الَّذين يعدلُونَ فِي حكمهم وأهليهم وَمَا ولوا " رَوَاهُ مُسلم.

ذكر تسديد من لم يطلب قضاء

ذكر تسديد من لم يطْلب قَضَاء 512 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من طلب الْقَضَاء واستعان عَلَيْهِ وكل إِلَيْهِ، وَمن لم يَطْلُبهُ وَلم يستعن عَلَيْهِ أنزل الله ملكا يسدده" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَهَذَا لفظ أبي دَاوُد وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: "أنزل الله ملكا يسدده" وَقَالَ ابْن مَاجَه: "أنزل الله إِلَيْهِ ملكا فسدده". 513 - عَن عبد الله بن أبي أوفى رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الله مَعَ القَاضِي مَا لم يجر، فَإِذا جَار تخلى عَنهُ، وَلَزِمَه الشَّيْطَان" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب.

كتاب فضائل القرآن

كتاب فَضَائِل الْقُرْآن فضل تعلم الْقُرْآن وتعليمه ... كتاب فَضَائِل الْقُرْآن فضل تعلم الْقُرْآن تَعْلِيمه 514 - عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه" رَوَاهُ البُخَارِيّ. 515 - عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 516 - عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: خرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن فِي الصّفة، فَقَالَ: " أَيّكُم يحب أَن يَغْدُو وكل يَوْم إِلَى بطحان أَو العقيق فَيَأْتِي بناقتين كوماوين فِي غير إِثْم وَلَا قطع رحم؟ " قُلْنَا: يَا رَسُول الله كلنا نحب ذَلِك، قَالَ: "أَفلا يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِد فيتعلم فِيهِ أَو يعي آيَتَيْنِ من كتاب الله خير من ناقتين وَثَلَاث خير من ثَلَاث وَأَرْبع خير من أَربع وَمن أعدادهن من الْإِبِل" رَوَاهُ مُسلم. 517 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يَا أَبَا ذَر لِأَن تَغْدُو فتعلم آيَة من كتاب الله خير لَك من أَن تصلي مائَة رَكْعَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. فضل الماهر بِالْقُرْآنِ 518 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام البررة، وَالَّذِي يقرأه وَهُوَ عَلَيْهِ شاق يتتعتع لَهُ أَجْرَانِ" أخرجه مُسلم بِمَعْنَاهُ.

فضل الماهر بالقرآن

فضل الماهر بِالْقُرْآنِ 518 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام البررة، وَالَّذِي يقرأه وَهُوَ عَلَيْهِ شاق يتتعتع لَهُ أَجْرَانِ" أخرجه مُسلم بِمَعْنَاهُ.

ذكر ما لتالي القرآن ونزول السكينة عليه

ذكر مَا لتالي الْقُرْآن ونزول السكينَة عَلَيْهِ 519 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده" أخرجه مُسلم. 520 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "أَيُحِبُّ أحدكُم إِذا أرجع إِلَى أَهله أَن يجد فِيهِ ثَلَاث خلفات عِظَام سمان؟ " قُلْنَا: نعم، قَالَ: "فَثَلَاث آيَات يقرأهن أحدكُم فِي صلَاته خير لَهُ من ثَلَاث خلفات سمان عِظَام" رَوَاهُ مُسلم.

ذكر أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته

ذكر أَن أهل الْقُرْآن هم أهل الله وخاصته 521 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن لله أهلين من النَّاس"، قَالُوا: وَمن هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "أهل الْقُرْآن هم أهل الله وخاصته" رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ.

فضل قراءة القرآن

فضل قِرَاءَة الْقُرْآن 522 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَرَأَ حرفا من كتاب الله فَلهُ حَسَنَة، والحسنة بِعشر أَمْثَالهَا، لَا أَقُول الم حرف وَلَكِن ألف حرف وَلَام حرف وَمِيم حرف " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب. 523 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَجِيء الْقُرْآن يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُول: يارب حلّه فيلبس تَاج الْكَرَامَة، ثمَّ يَقُول: يَا رب زده فيلبس حلَّة الْكَرَامَة، ثمَّ يَقُول: يَا رب ارْض عَنهُ فيرضى عَنهُ، فَيُقَال لَهُ: اقْرَأ وارق وَيُزَاد بِكُل آيَة حَسَنَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح. 524 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا أذن الله لعبد فِي شَيْء أفضل من رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهمَا، وَإِن الْبر ليذر على رَأس العَبْد مَا دَامَ فِي صلَاته، وَمَا تقرب الْعباد إِلَى الله بِمثل مَا خرج مِنْهُ " قَالَ أَبُو النَّصْر يَعْنِي الْقُرْآن. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 525 - وَقَالَ عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "يُقَال لصَاحب الْقُرْآن اقْرَأ وارق ورتل كَمَا كنت ترتل فِي الدُّنْيَا، فَإِن منزلتك عِنْد آخر آيَة تقرأها" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. 526 - عَن سهل بن معَاذ الْجُهَنِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قَرَأَ الْقُرْآن وَعمل بِمَا فِيهِ، ألبس والداه تاجا يَوْم الْقِيَامَة ضوؤه أحسن

من ضوء الشَّمْس فِي بيُوت الدُّنْيَا لَو كَانَت فِيكُم، فَمَا ظنكم بِالَّذِي عمل بِهَذَا" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 527 - عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَرَأَ الْقُرْآن فاستظهره، فأحل حَلَاله وَحرم حرَامه، أدخلهُ الله الْجنَّة، وشفعه فِي عشرَة من أَهله كلهم قد وَجَبت لَهُ النَّار" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يذكر ابْن مَاجَه "فاستظهره فأحل حَلَاله وَحرم حرَامه"، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث غَرِيب. 528 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "تعلمُوا الْقُرْآن واقرأوه وأقرئوه، فَإِن مثل الْقُرْآن لمن تعلمه فقرأه وَقَامَ بِهِ كَمثل جراب محشو مسكا يفوح بريحه فِي كل مَكَان، وَمثل من تعلمه فيرقد وَهُوَ فِي جَوْفه كَمثل جراب أوكئ على مسك" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَهَذَا لَفظه وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن. 829 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ الرب عز وَجل: من شغله الْقُرْآن عَن ذكري ومسألتي أَعْطيته أفضل مَا أعطي السَّائِلين، وَفضل كَلَام الله على سَائِر الْكَلَام كفضل الله على خلقه" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 830 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رجل يَا رَسُول الله، أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله؟ قَالَ: "الْحَال المرتحل"، قَالَ: وَمَا الْحَال المرتحل؟ قَالَ: "الَّذِي يضْرب من أول الْقُرْآن إِلَى آخِره كل مَا حل وارتحل" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب.

فضل سورة الفاتحة

فضل سُورَة الْفَاتِحَة 531 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أم الْقُرْآن: "هِيَ السَّبع المثاني وَهِي الْقُرْآن الْعَظِيم" أخرجه البُخَارِيّ.

532 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن نَفرا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مروا بِمَاء فيهم لديغ أَو سليم، فَعرض لَهُم رجل من أهل المَاء فَقَالَ: "هَل فِيكُم من ذاق أَن فِي المَاء رجلا لديغا أَو سليما، فَانْطَلق رجل مِنْهُم فَقَرَأَ بِفَاتِحَة الْكتاب على شَاءَ فبرأ، فجَاء بالشاء إِلَى أَصْحَابه فكرهوا ذَلِك، وَقَالُوا أخذت على كتاب الله أجرا، حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة فَقَالُوا: يَا رَسُول الله أَخذ على كتاب الله أجرا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن أَحَق مَا أَخَذْتُم عَلَيْهِ أجرا كتاب الله" انْفَرد البُخَارِيّ بِإِخْرَاجِهِ. 533 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ أَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا فِي سفر، فَمروا بحي من أَحيَاء الْعَرَب، فاستضافوهم فَلم يضيفوهم، فَقَالُوا لَهُم هَل فِيكُم من راق؟ فَإِن سيد الْحَيّ لديغ أَو مصاب فَقَالَ رجل مِنْهُم نعم، فرقاه بِفَاتِحَة الْكتاب فبرئ الرجل فَأعْطِي قطيعا من الْغنم فَأبى أَن يقبلهَا وَقَالَ حَتَّى أذكر ذَلِك لرَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله مَا رقيت إِلَّا بِفَاتِحَة الْكتاب فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: "مَا أَدْرَاك أَنَّهَا رقية" ثمَّ قَالَ: " خذوها واضربوا لي بِسَهْم مَعكُمْ"، وَفِي رِوَايَة: "يقْرَأ أم الْقُرْآن وَيجمع بزاقه ويتفل" أخرجه. أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ مُسلم.

فضل سورة البقرة وآية الكرسي

فضل سُورَة الْبَقَرَة وَآيَة الْكُرْسِيّ 534 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ قبورا فَإِن الْبَيْت الَّذِي يقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة لَا يدْخلهُ الشَّيْطَان" رَوَاهُ مُسلم. 535 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لكل شَيْء سَنَام وَإِن سَنَام الْقُرْآن سُورَة الْبَقَرَة، وفيهَا آيَة وَهِي سيدة آي الْقُرْآن آيَة الْكُرْسِيّ" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب. 536 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَرَأَ

حم الْمُؤمن إِلَى وَإِلَيْهِ الْمصير وَآيَة الْكُرْسِيّ حِين يصبح حفظ بهما حَتَّى يُمْسِي وَمن قرأهما حِين يُمْسِي حفظ بهما حَتَّى يصبح" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب.

فضل الآيتين من آخر سورة البقرة

فضل الْآيَتَيْنِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة 537 - عَن أبي مَسْعُود البدري رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْآيَتَانِ من آخر الْبَقَرَة من قرأهما فِي لَيْلَة كفتاه" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم.

فضل البقرة وآل عمران

فضل الْبَقَرَة وَآل عمرَان 538 - عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "اقرأوا الْقُرْآن فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة شَفِيعًا لأَصْحَابه، اقرأوا الزهراوين الْبَقَرَة وَسورَة آل عمرَان، فَإِنَّهُمَا يأتيان يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو كَأَنَّهُمَا غيايتان أَو كَأَنَّهُمَا فرقان من طير صواف يحاجان عَن أصحابهما، اقرأوا سُورَة الْبَقَرَة فَإِن أَخذهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلَا يستطيعها البطلة" قَالَ مُعَاوِيَة بن سَلام بَلغنِي أَن البطلة السَّحَرَة. رَوَاهُ مُسلم. 539 - عَن النواس بن سمْعَان الْكلابِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "يُؤْتى بِالْقُرْآنِ يَوْم الْقِيَامَة وَأَهله الَّذين كَانُوا يعْملُونَ بِهِ تقدمه سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان" وضربهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة أَمْثَال مَا نسيتهن بعد، قَالَ: "كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو ظلتان سوداوان بَينهمَا شَرق، أَو كَأَنَّهُمَا فرقان من طير صواف يحاجان عَن صَاحبهمَا" رَوَاهُ مُسلم.

ذكر الكهف

ذكر الْكَهْف 540 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من حفظ عشر آيَات من أول سُورَة الْكَهْف عصم من الدَّجَّال"، وَقَالَ شُعْبَة "من آخر الْكَهْف"، وَقَالَ همام: "من أول الْكَهْف".

ذكر يس

ذكر يس 542 - عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن لكل شَيْء قلبا وقلب الْقُرْآن يس، وَمن قَرَأَ يس كتب الله بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب (وهرون أَبُو مُحَمَّد رجل مَجْهُول) . 543 - عَن معقل بن يسَار رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "اقرأوا يس على مَوْتَاكُم" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة.

ذكر الدخان

ذكر الدُّخان 544 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة، أصبح يسْتَغْفر لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 545 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة الْجُمُعَة غفر لَهُ" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ.

ذكر آخر سورة الحشر

ذكر آخر سُورَة الْحَشْر 546 - عَن معقل بن يسَار رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قَالَ حِين يصبح ثَلَاث مَرَّات أعوذ بِاللَّه السَّمِيع الْعَلِيم من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَقَرَأَ ثَلَاث آيَات من آخر سُورَة الْحَشْر وكل الله بِهِ سبعين ألف ملك يصلونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِي وَإِن مَاتَ فِي ذَلِك الْيَوْم مَاتَ شَهِيدا، وَمن قَالَهَا حِين يُمْسِي كَانَ بِتِلْكَ الْمنزلَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب.

ذكر سورة الملك

ذكر سُورَة الْملك 547 - عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: "ضرب بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خباءه على قبر وَهُوَ لَا يحْسب أَنه قبر، فَإِذا قبر إِنْسَان يقْرَأ سُورَة الْملك حَتَّى خَتمهَا، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي ضربت خبائي على قبر وَأَنا لَا أَحسب أَنه قبر، فَإِذا فِيهِ إِنْسَان يقْرَأ سُورَة الْملك حَتَّى خَتمهَا"، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "هِيَ الْمَانِعَة هِيَ المنجية تنجيه من عَذَاب الْقَبْر" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب. 548 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن سُورَة من الْقُرْآن ثَلَاثُونَ آيَة، شفعت لرجل حَتَّى غفر لَهُ، وَهِي سُورَة تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة.

ذكر إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون

ذكر إِذا زلزلت وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ 549 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَرَأَ إِذا زلزلت عدلت لَهُ بِنصْف الْقُرْآن، وَمن قَرَأَ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ عدلت [لَهُ] بِربع الْقُرْآن "1. 550 - وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا زلزلت تعدل نصف الْقُرْآن2، وَقل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ تعدل ربع الْقُرْآن" رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيّ وَقَالَ عَنْهُمَا غَرِيب. 551 - عَن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول عَلمنِي شَيْئا أقوله إِذا أويت إِلَى فِرَاشِي، فَقَالَ: "اقْرَأ قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ

_ 1 - بَقِيَّة حَدِيث التِّرْمِذِيّ: من قَرَأَ قل هُوَ الله أحد عدلت لَهُ ثلث الْقُرْآن ج2 ص 113 طبعة دهلي 2 - بَقِيَّة الحَدِيث: وَقل هُوَ الله أحد تعدل ثلث الْقُرْآن ج2 ص113 طبعة دهلي

فَإِنَّهَا بَرَاءَة من الشّرك" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة.

فضل قراءة سورة من القرآن عند النوم

فضل قِرَاءَة سُورَة من الْقُرْآن عِنْد النّوم 552 - عَن شَدَّاد بن أَوْس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من مُسلم يَأْخُذ مضجعه يقْرَأ سُورَة من كتاب الله إِلَّا وكل الله بِهِ ملكا فَلَا يقربهُ شَيْء يُؤْذِيه حَتَّى يهب مَتى هَب " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة.

فضل سورة الإخلاص

فضل سُورَة الْإِخْلَاص 553 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه: "أَيعْجزُ أحدكُم أَن يقْرَأ ثلث الْقُرْآن فِي لَيْلَة، فشق ذَلِك عَلَيْهِم" وَقَالُوا أَيّنَا يُطيق ذَلِك يَا رَسُول الله، قَالَ: "قل هُوَ الله أحد ثلث الْقُرْآن" أخرجه البُخَارِيّ بِنَحْوِهِ. 554 - عَن قَتَادَة ابْن النُّعْمَان، أَن رجلا قَامَ فِي زمن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ من السحر قل هُوَ الله أحد يُرَدِّدهَا لَا يزِيد عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَى رجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن فلَانا بَات اللَّيْلَة يقْرَأ من السحر قل هُوَ الله أحد، يُرَدِّدهَا لَا يزِيد عَلَيْهَا كَأَن الرجل يتقالها، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لتعدل ثلث الْقُرْآن" أخرجه البُخَارِيّ. 555 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: خرج علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "أَقرَأ عَلَيْكُم ثلث الْقُرْآن، فَقَرَأَ قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد حَتَّى خَتمهَا" رَوَاهُ مُسلم وَله عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "أَيعْجزُ أحدكُم أَن يقْرَأ فِي لَيْلَة ثلث الْقُرْآن"، قَالُوا: كَيفَ نَقْرَأ ثلث الْقُرْآن، قَالَ: "قل هُوَ الله أحد تعدل ثلث الْقُرْآن". 556 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا كَانَ يلْزم قِرَاءَة قل هُوَ الله أحد فِي الصَّلَاة مَعَ كل سُورَة وَهُوَ يؤم أَصْحَابه فَقَالَ لَهُ رَسُول الله: "مَا

فضل المعوذتين

فضل المعوذتين 559 - عَن عبد الله بن حبيب الْأَسْلَمِيّ قَالَ: خرجنَا فِي ظلمَة شَدِيدَة نطلب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليُصَلِّي لنا فأدركناه فَقَالَ: "قل"، فَلم أقل شَيْئا، قَالَ: "قل"، فَلم أقل شَيْئا، ثمَّ قَالَ: "قل"، قلت: يَا رَسُول الله وَمَا أَقُول؟ قَالَ: "قل هُوَ الله أحد والمعوذتين حِين تمسي وَحين تصبح ثَلَاث مَرَّات تكفيك من كل شَيْء" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب، وَهَذَا لفظ أبي دَاوُد. 560 - عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ألم تَرَ آيَات أنزلت عَليّ اللَّيْلَة لم تَرَ مِثْلهنَّ قل أعوذ بِرَبّ الفلق وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس" رَوَاهُ مُسلم.

561 - عَن عقبَة بن عَامر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: "يَا عقبَة قل"، فَقلت: مَا أَقُول يَا رَسُول الله؟، فَسكت عني، ثمَّ قَالَ: "يَا عقبَة قل"، فَقلت: مَاذَا أَقُول يَا رَسُول الله؟ فَسكت عني، فَقلت: اللَّهُمَّ اردده عَليّ فَقَالَ: "يَا عقبَة قل"، فَقلت: مَا أَقُول يَا رَسُول الله؟، قَالَ: "قل أعوذ بِرَبّ الفلق"، فقرأتها حَتَّى أتيت على آخرهَا، ثمَّ قَالَ: "قل"، فَقلت: مَا أَقُول يَا رَسُول الله؟، قَالَ: "قل أعوذ بِرَبّ النَّاس"، فقرأتها حَتَّى أتيت على آخرهَا، ثمَّ قَالَ عِنْد ذَلِك: "مَا سَأَلَ سَائل مثلهمَا وَلَا استعاذ مستعيذ بمثلهما" رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

كتاب العلم

كتاب الْعلم فضل الْخُرُوج فِي طلب الْعلم ... كتاب الْعلم فضل من خرج فِي طلب الْعلم 562 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما سهل الله لَهُ بِهِ طَرِيقا إِلَى الْجنَّة" أخرجه مُسلم. 563 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من خرج فِي طلب الْعلم فَهُوَ فِي سَبِيل الله حَتَّى يرجع" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 564 - عَن سَخْبَرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من طلب الْعلم كَانَ كَفَّارَة لما مضى" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب. 565 - عَن زر بن حُبَيْش قَالَ: أتيت صَفْوَان بن عَسَّال الْمرَادِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مَا جَاءَ بك؟ قلت: جِئْت أطلب الْعلم، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "مَا من خَارج يخرج من بَيته فِي طلب الْعلم إِلَّا وضعت الْمَلَائِكَة أَجْنِحَتهَا رضَا بِمَا يصنع" أخرجه الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن مَاجَه فِي سنَنه وَقَالَ: قلت أنبط الْعلم بدل أطلب. 566 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من سلك طَرِيقا يطْلب فِيهِ علما سلك الله بِهِ طَرِيقا من طرق الْجنَّة، وَإِن الْمَلَائِكَة لتَضَع أَجْنِحَتهَا رضَا لطَالب الْعلم" أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ، وَقَالَ فِي

رِوَايَة: "طَرِيقا إِلَى الْجنَّة" وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَقَالَ: "سهل الله لَهُ طَرِيقا ". 567 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يَا أَبَا ذَر لِأَن تَغْدُو فتعلم آيَة من كتاب الله خير لَك من أَن تصلي مائَة رَكْعَة، وَلِأَن تَغْدُو فتعلم بَابا من الْعلم عمل بِهِ أَو لم يعْمل خير من أَن تصلي ألف رَكْعَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 568 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "عَلَيْكُم بِهَذَا الْعلم قبل أَن يقبض، وَقَبضه أَن يرفع"، وَجمع بَين أصبعيه الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا الْإِبْهَام هَكَذَا، ثمَّ قَالَ: "الْعَالم والمتعلم شريكان فِي الْأجر وَلَا خير فِي سَائِر النَّاس" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

قوله صلى الله عليه وسلم:"من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"

قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من يرد الله بِهِ خيرا يفقه فِي الدّين" (حم ق عَن مُعَاوِيَة حم ن عَن ابْن عَبَّاس هـ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُم) 569 - عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من يرد الله بِهِ خيرا يفقه فِي الدّين، وَإِنَّمَا أَنا قَاسم وَيُعْطِي الله وَلنْ تزَال هَذِه الْأمة قَائِمَة على أَمر الله لَا يضرهم من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون " أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم، وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من يرد الله بِهِ خيرا يفقه فِي الدّين" رَوَاهُ ابْن مَاجَه، عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من يرد الله بِهِ خيرا يفقه فِي الدّين" رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح.

فضل تعلم الفرائض

فضل تعلم الْفَرَائِض 570 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يَا أَبَا هُرَيْرَة تعلمُوا الْفَرَائِض وعلموها، فَإِنَّهُ نصف الْعلم، وَهُوَ ينسى، وَهُوَ أول شَيْء

فضل من يعلم الناس

فضل من يعلم النَّاس 572 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ: "وَالله لِأَن يهدي الله بك رجلا وَاحِدًا خير لَك من حمر النعم" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَهَذَا لفظ مُسلم. 573 - عَن أبي مُوسَى عبد الله بن قيس رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن مثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ من الْهدى وَالْعلم كَمثل غيث أصَاب أَرضًا فَكَانَت مِنْهَا طَائِفَة طيبَة قبلت المَاء، فأنبتت الْكلأ والعشب الْكثير، وَكَانَت مِنْهَا أجادب أَمْسَكت المَاء فنفع الله بِهِ النَّاس فَشَرِبُوا وَسقوا ورعوا "، وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ "وزرعوا، وَأصَاب مِنْهَا طَائِفَة أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قيعان لَا تمسك مَاء وَلَا تنْبت كلأ، فَذَلِك مثل مَا فقه فِي دين الله ونفعه بِمَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعلم وَعلم، وَمثل من لم يرفع بذلك رَأْسا وَلم يقبل هدى الله الَّذِي أرْسلت بِهِ" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 574 - وَعَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ذكر لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلَانِ أَحدهمَا عَابِد وَالْآخر عَالم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "فضل الْعَالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن الله وَمَلَائِكَته وَأهل السَّمَاوَات وَالْأَرْض حَتَّى النملة فِي جحرها وَحَتَّى الْحُوت ليصلون على معلم النَّاس الْخَيْر" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب. 575 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن الْعَالم ليَسْتَغْفِر لَهُ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض وَالْحِيتَان فِي جَوف المَاء، وَإِن فضل الْعَالم على العابد كفضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر على سَائِر الْكَوَاكِب، وَأَن

الْعلمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء وَأَن الْأَنْبِيَاء لم يورثوا دِينَارا وَلَا درهما إِنَّمَا ورثوا الْعلم، فَمن أَخذ بِهِ أَخذ بحظ وافر" أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه بِنَحْوِهِ. 576 - عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من علم علما فَلهُ أجر من عمل بِهِ لَا ينقص من أجر الْعَامِل "رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 577 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "فَقِيه وَاحِد أَشد على الشَّيْطَان من ألف عَابِد" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه. 578 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أفضل الصَّدَقَة أَن يتَعَلَّم الْمُسلم علما ثمَّ يُعلمهُ أَخَاهُ الْمُسلم" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 579 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "من جَاءَ مَسْجِدي هَذَا لم يَأْته إِلَّا لخير يتعلمه أَو يُعلمهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَة الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله، وَمن جَاءَهُ لغير ذَلِك فَهُوَ بِمَنْزِلَة الرجل ينظر إِلَى مَتَاع غَيره" أخرجه ابْن مَاجَه. 580 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من غَدا إِلَى الْمَسْجِد لَا يُرِيد إِلَّا أَن يتَعَلَّم خيرا أَو يُعلمهُ كَانَ لَهُ كَأَجر حَاج تَامّ حجَّته" هَذَا إِسْنَاد على شَرط مُسلم صَحِيح مُسلم وَالله أعلم.

فضل من دعا إلى هدى

فضل من دَعَا إِلَى هدى 581 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من دَعَا إِلَى هدى كَانَ لَهُ من الْأجر مثل أجور من تبعه لَا ينقص من أُجُورهم شَيْئا، وَمن دَعَا إِلَى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ من الْإِثْم مثل آثام من تبعه لَا ينقص من آثامهم شَيْئا" رَوَاهُ مُسلم. 582 - عَن جرير بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سنّ سنة خير فَاتبع عَلَيْهَا فَلهُ أجره وَمثل أجور من اتبعهُ غير مَنْقُوص من

أُجُورهم شَيْئا، وَمن سنّ سنة شَرّ فَاتبع عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وزره وَمثل أوزار من اتبعهُ غير مَنْقُوص من أوزارهم شَيْئا" رَوَاهُ مُسلم بِمَعْنَاهُ. 583 - عَن عَمْرو بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِبلَال بن الْحَارِث رَضِي الله عَنهُ: "اعْلَم أَنه من أَحْيَا سنة من سنتي قد أميتت بعد موتِي كَانَ لَهُ من الْأجر مثل من عمل بهَا من غير أَن ينقص من أُجُورهم شَيْئا، وَمن ابتدع بِدعَة ضَلَالَة لَا يرضاها الله وَرَسُوله كَانَ عَلَيْهِ مثل آثام من بهَا لَا ينقص من أوزار النَّاس شَيْئا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن.

ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن بلغ عنه حديثا

ذكر دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمن بلغ عَنهُ حَدِيثا 584 - عَن زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "نضر الله امْرأ سمع منا حَدِيثا فحفظه حَتَّى يبلغهُ غَيره، فَرب حَامِل فقه إِلَى من هُوَ أفقه مِنْهُ، وَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 585 - عَن عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "نضر الله امْرأ سمع منا شَيْئا فَبَلغهُ كَمَا سَمعه، فَرب مبلغ أوعى من سامع" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح. وَقد روى هَذَا الحَدِيث جمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم.

فضل من كان مفتاحا للخير

فضل من كَانَ مفتاحا للخير 586 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن من النَّاس مَفَاتِيح للخير مغاليق للشر، وَإِن من النَّاس مَفَاتِيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مَفَاتِيح الْخَيْر على يَدَيْهِ، وويل لمن جعل الله مَفَاتِيح الشَّرّ على يَدَيْهِ" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 587 - عَن سهل بن سعد رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن هَذَا

باب في فضل الذكر

بَاب فِي فضل الذّكر قَالَ الله عز من قَائِل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} 588 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يَقُول الله عز وَجل أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي وَأَنا مَعَه حِين يذكرنِي إِن ذَكرنِي فِي نَفسه ذكرته فِي نَفسِي وَإِن ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ خير مِنْهُ وَإِن تقرب إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا وَإِن تقرب إِلَيّ ذِرَاعا تقربت إِلَيْهِ باعا، وَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة" أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم هَذَا لَفظه. 589 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن لله مَلَائِكَة يطوفون فِي الطّرق، يَلْتَمِسُونَ أهل الذّكر، فَإِن وجدوا قوما يذكرُونَ الله تنادوا هلموا إِلَى حَاجَتكُمْ قَالَ: فيحفونهم بأجنحتهم إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا، قَالَ: فيسألهم رَبهم وَهُوَ أعلم بهم مَا يَقُول عبَادي قَالَ: يَقُولُونَ يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قَالَ: فَيَقُول: هَل رأوني، قَالَ يَقُولُونَ: لَا وَالله مَا رأوك، قَالَ: فَيَقُول كَيفَ لَو رأوني، قَالَ: يَقُولُونَ لَو رأوك كَانُوا أَشد لَك عبَادَة وَأَشد لَك تمجيدا وتحميدا وَأكْثر لَك تسبيحا، قَالَ: فَيَقُول فَمَا يَسْأَلُونِي قَالُوا: يَسْأَلُونَك الْجنَّة، قَالَ: يَقُول وَهل رأوها قَالَ يَقُولُونَ: لَا وَالله يَا رب مَا رأوها، قَالَ: يَقُول فَكيف أَنهم لَو رأوها قَالَ يَقُولُونَ: لَو أَنهم رأوها كَانُوا أَشد عَلَيْهَا حرصا وَأَشد لَهَا طلبا وَأعظم فِيهَا رَغْبَة، قَالَ: فمم يتعوذون، قَالَ: يَقُولُونَ من النَّار، قَالَ: يَقُول هَل رأوها، قَالَ: يَقُولُونَ لَا وَالله يَا رب مَا رأوها، قَالَ: يَقُول كَيفَ لَو رأوها، قَالَ يَقُولُونَ: لَو رأوها كَانُوا أَشد مِنْهَا فِرَارًا وَأَشد لَهَا مَخَافَة، قَالَ يَقُول: فأشهدكم أَنِّي قد غفرت لَهُم، قَالَ: يَقُول ملك من الْمَلَائِكَة فيهم فلَان لَيْسَ مِنْهُم، إِنَّمَا جَاءَ

لحَاجَة، قَالَ: هم الجلساء لَا يشقى بهم جليسهم" أَخْرجَاهُ وَهَذَا لفظ مُسلم. 590 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسير فِي طَرِيق مَكَّة، فَمر على جبل يُقَال لَهُ حمدَان، فَقَالَ: "سِيرُوا هَذَا حمدَان سبق المفردون" قَالُوا: وَمَا المفردون يَا رَسُول الله؟ قَالَ: "الذاكرون الله كثيرا وَالذَّاكِرَات" أخرجه مُسلم. 591 - عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا أَنَّهُمَا شَهدا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يقْعد قوم يذكرُونَ الله إِلَّا حفتهم الْمَلَائِكَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده" أخرجه مُسلم. 592 - عَن مُعَاوِيَة بن سُفْيَان رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج على حَلقَة من أَصْحَابه فَقَالَ: "مَا أجسكم؟ " قَالُوا: جلسنا نذْكر الله ونحمده على مَا هدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَمن بِهِ علينا، قَالَ: "الله مَا أجلسكم إِلَّا ذَاك؟ " قَالُوا: الله مَا أجلسنا إِلَّا ذَاك، قَالَ: "أما إِنِّي لم أستحلفكم لتهمة لكم، وَلكنه أَتَانِي جِبْرِيل فَأَخْبرنِي أَن الله يباهي بكم الْمَلَائِكَة" رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَهَذَا لَفظه وَقَالَ: حسن غَرِيب. 593 - عَن عبد الله بن بسر رَضِي الله عَنهُ أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله إِن شرائع الْإِسْلَام قد كثرت عَليّ، فَأَخْبرنِي بِشَيْء أتشبث بِهِ قَالَ: "لَا يزَال لسَانك رطبا من ذكر الله عز وَجل" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب، وَقد تقدم هَذَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من قَالَ حِين يصبح اللَّهُمَّ أَصْبَحْنَا نشهدك ونشهد حَملَة عرشك وملائكتك وَجَمِيع خلقك أَنَّك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت وَحدك لَا شريك لَك وَأَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك، إِلَّا غفر لَهُ مَا أصَاب فِي تِلْكَ اللَّيْلَة من ذَنْب" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: غَرِيب وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 594 - عَن مُسلم بن الْحَارِث التَّمِيمِي رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

أَنه أسر إِلَيْهِ فَقَالَ: "إِذا انصرفت من صَلَاة الْمغرب فَقل قبل أَن تَتَكَلَّم، اللَّهُمَّ أجرني من النَّار سبع مَرَّات، فَإنَّك إِذا قلت ذَلِك ثمَّ مت فِي ليلتك، كتب لَك جوَار مِنْهَا، وَإِذا صليت الصُّبْح فَقل كَذَلِك، فَإنَّك إِذا مت من يَوْمك كتب لَك جوَار مِنْهَا" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 595 - عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قَالَ حِين يصبح وَحين يُمْسِي، اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، خلقتني وَأَنا عَبدك وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت أَبُوء لَك بنعمتك وأبوء بذنبي فَاغْفِر لي فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت فَمَاتَ من يَوْمه أَو من ليلته دخل الْجنَّة" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَهَذَا لَفظه وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَقد تقدم فِي الْجُزْء الأول حَدِيث شَدَّاد بن أَوْس نَحْو هَذَا. 596 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثهمْ: "أَن عبدا من عباد الله قَالَ: يَا رب لَك الْحَمد كم يَنْبَغِي لجلال وَجهك ولعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فَلم يدريا كَيفَ يكتبانها، فصعدا إِلَى السَّمَاء، وَقَالا: يَا رَبنَا إِن عَبدك قد قَالَ مقَالَة لَا نَدْرِي كَيفَ نكتبها، قَالَ الله عز وَجل وَهُوَ أعلم بِمَا قَالَه عَبده: مَا قَالَ عَبدِي؟ قَالَا: يَا رب إِنَّه قد قَالَ: لَك الْحَمد كَمَا يَنْبَغِي لجلال وَجهك وعظيم سلطانك فَقَالَ الله عز وَجل لَهما: اكتباها كَمَا قَالَ عَبدِي حَتَّى يلقاني فأجزيه بهَا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 597 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة"، قَالُوا: فَمَاذَا نقُول يَا رَسُول الله، قَالَ: "سلوا الله الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حسن. 598 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا من دَعْوَة يَدْعُو بهَا العَبْد أفضل من اللَّهُمَّ أَسأَلك المعافاة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 599 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا سُئِلَ الله شَيْئا

أحب إِلَيْهِ من الْعَافِيَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. 600 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء أفضل؟ قَالَ: "سل رَبك الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة"، ثمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي، فَقَالَ: يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء أفضل؟ قَالَ: "سل رَبك الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة"، ثمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْم الثَّالِث فَقَالَ: يَا نَبِي الله أَي الدُّعَاء أفضل؟ قَالَ: "سل رَبك الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، فَإِذا أَعْطَيْت الْعَفو والعافية فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فقد أفلحت" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَاللَّفْظ لَهُ، وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن. 601 - عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قلت يَا رَسُول الله عَلمنِي شَيْئا أسأله الله عز وَجل، قَالَ: "سل الله الْعَافِيَة"، فَمَكثت أَيَّامًا ثمَّ جِئْت فَقلت: يَا رَسُول الله عَلمنِي شَيْئا أسأله الله، فَقَالَ لي: "يَا عَبَّاس يَا عَم رَسُول الله، سل الله الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حسن صَحِيح. 602 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "مَا على وَجه الأَرْض أحد يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، كفرت خطاياه وَلَو كَانَت مثل زبد الْبَحْر" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حسن، وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 603 - وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الله اصْطفى من الْكَلَام أَرْبعا، سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر، وَمن قَالَ سُبْحَانَ الله كتب لَهُ عشرُون حَسَنَة، وَحط عَنهُ عشرُون سَيِّئَة، وَمن قَالَ: الله أكبر فَمثل ذَلِك، وَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله فَمثل ذَلِك، وَمن قَالَ الْحَمد لله رب الْعَالمين من قبل نَفسه كتب لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَة، وَحط عَنهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَة" رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي الْمسند. 604 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من قَالَ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم وَبِحَمْدِهِ، غرست لَهُ نَخْلَة فِي الْجنَّة" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ

وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 605 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "قُولُوا: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ مائَة مرّة، من قَالَهَا مرّة كتبت لَهُ عشرا، وَمن قَالَهَا عشرا كتبت لَهُ مائَة، وَمن قَالَهَا مائَة كتبت لَهُ ألفا، وَمن زَاد زَاد الله، وَمن اسْتغْفر الله غفر لَهُ" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حسن غَرِيب، وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 606 - عَن بُرَيْدَة الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سمع رَسُول الله رجلا يَدْعُو وَهُوَ يَقُول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بِأَنِّي أشهد أَنَّك أَنْت الله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت الْأَحَد الصَّمد، الَّذِي لم يلد وَلم يُولد، وَلم يكن كفوا أحد"، قَالَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لقد سَأَلَ الله باسمه الْأَعْظَم الَّذِي إِذا دعِي بِهِ أجَاب وَإِذا سُئِلَ بِهِ أعْطى" أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه، وَاللَّفْظ لِلتِّرْمِذِي وَقَالَ: حسن غَرِيب. 607 - عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "دَعْوَة ذِي النُّون إِذْ دَعَا وَهُوَ بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين، فَإِنَّهُ لم يدع بهَا رجل مُسلم فِي شَيْء قطّ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ" رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 608 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ أَنه كَانَ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا، وَرجل يُصَلِّي ثمَّ دَعَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك بِأَن لَك الْحَمد لَا إِلَه إِلَّا أَنْت المنان بديع السَّمَاوَات وَالْأَرْض يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام، يَا حَيّ يَا قيوم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لقد دَعَا الله باسمه الْأَعْظَم، الَّذِي إِذا دعِي بِهِ أجَاب، وَإِذا سُئِلَ بِهِ أعْطى" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَهَذَا لَفظه، وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَزَاد فِيهِ: "لَا إِلَه إِلَّا أَنْت وَحدك لَا شريك لَك المنان، فَلم يذكر يَا حَيّ يَا قيوم". 609 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من سَأَلَ الله الْجنَّة ثَلَاث مَرَّات قَالَت الْجنَّة اللَّهُمَّ أدخلهُ الْجنَّة، وَمن استجار من النَّار ثَلَاث مَرَّات قَالَت النَّار: اللَّهُمَّ أجره من النَّار" روا التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ

فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة.

ما يقول من رأى صاحب بلاء

مَا يَقُول من رأى صَاحب بلَاء 610 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من فجأه صَاحب الْبلَاء فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي عافاني مِمَّا ابْتُلِيَ بِهِ، وفضلني على كثير مِمَّن خلق تَفْضِيلًا، عوفي من ذَلِك الْبلَاء كَائِنا مَا كَانَ" زَاد التِّرْمِذِيّ "مَا عَاشَ وَعِنْده من رأى صَاحب بلَاء" رَوَاهُ ابْن مَاجَه من حَدِيث ابْن عمر وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب. 611 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من رأى مبتلى فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي عافاني مِمَّا ابتلاك بِهِ، وفضلني على كثير مِمَّن خلق تَفْضِيلًا، لم يصبهُ ذَلِك الْبلَاء " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ وروى عَن جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ أَنه قَالَ: "إِذا رأى صَاحب بلَاء يتَعَوَّذ يَقُول ذَلِك فِي نَفسه وَلَا يسمع صَاحب الْبلَاء".

دعاء الفزع عند النوم والأرق

دُعَاء الْفَزع عِنْد النّوم والأرق 612 - عَن عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا فزع أحدكُم فِي النّوم فَلْيقل أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من غَضَبه وعقابه وَشر عباده وَمن همزات الشَّيَاطِين وَأَن يحْضرُون، فَإِنَّهَا لن تضره"، وَكَانَ عبد الله بن عَمْرو رَضِي الله عَنْهُمَا يعلمهَا من بلغ من وَلَده، وَمن لم يبلغ مِنْهُم كتبهَا فِي صك ثمَّ علقها فِي عُنُقه" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَهَذَا لَفظه وَقَالَ: حسن غَرِيب، وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة. 613 - وروى أَن خَالِد بن الْوَلِيد شكا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله مَا أَنَام اللَّيْل من الأرق، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِذا أويت إِلَى فراشك فَقَالَ: اللَّهُمَّ رب السَّمَاوَات السَّبع وَمَا أظلت، وَرب الْأَرْضين وَمَا أقلت، وَرب

دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب

دُعَاء الْأَخ لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب 614 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من مُسلم يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب إِلَّا قَالَ الْملك وَلَك بِمثل" رَوَاهُ مُسلم. 615 - عَن عبد الله بن عمر بن الْعَاصِ رَضِي الله عَنهُ, أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن أسْرع الدُّعَاء إِجَابَة دَعْوَة غَائِب لغَائِب". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب.

فضل إتباع السيئة الحسنة

فضل إتباع السَّيئَة الْحَسَنَة قَالَ الله عز من قَائِل: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات} 616 - عَن أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "اتَّقِ الله حَيْثُمَا كنت, وأتبع السَّيئَة الْحَسَنَة تمحها, وخالق النَّاس بِخلق الْحسن". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن.

ذكر الأمر الذي إذا فعله المرء كتب شاكرا صابرا

ذكر الْأَمر الَّذِي إِذا فعله الْمَرْء كتب شاكراً صَابِرًا 617 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ, سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "خصلتان من كَانَتَا فِيهِ كتبه الله شاكراً صَابِرًا, وَمن لم يَكُونَا فِيهِ لم يَكْتُبهُ صَابِرًا شاكراً, من نظر فِي دينه إِلَى من هُوَ فَوْقه فاقتدى بِهِ, وَنظر فِي دُنْيَاهُ إِلَى من هُوَ دونه فَحَمدَ الله شاكرا صَابِرًا، وَمن نظر فِي دينه إِلَى من هُوَ دونه، وَنظر فِي دُنْيَاهُ إِلَى من هُوَ فَوْقه فأسف على

فضل الخلق الحسن

فضل الْخلق الْحسن 620 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا, قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن الْمُؤمن ليدرك بِحسن خلقه دَرَجَة الصَّائِم الْقَائِم". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد. 621 - عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ, أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "مَا من شَيْء أثقل فِي ميزَان الْمُؤمن من خلق حسن, وَأَن الله ليبغض الْفَاحِش الْبَذِيء". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح, زَاد التِّرْمِذِيّ فِي رِوَايَة لَهُ "وَإِن صَاحب الْخلق يبلغ دَرَجَة صَاحب الصَّوْم وَالصَّلَاة" , وَقَالَ غَرِيب. 622 - وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ, قَالَ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَكثر مَا يدْخل النَّاس الْجنَّة, فَقَالَ: "تقوى الله وَحسن الْخلق" , وَسُئِلَ عَن أَكثر مَا يدْخل النَّاس النَّار, فَقَالَ: "الْفَم والفرج". رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث صَحِيح غَرِيب.

صفة الأكياس

صفة الأكياس 623 - عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ, كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم, فجَاء رجل من الْأَنْصَار فَسلم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ, يَا رَسُول الله أَي الْمُؤمن أفضل؟ قَالَ: "أحْسنهم خلقا". قَالَ فَأَي الْمُؤمن أَكيس؟ قَالَ "أَكْثَرهم

فضل الصمت

فضل الصمت 625 - عَن أبي شُرَيْح الْخُزَاعِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ, قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من كَانَ مُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الْأُخَر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت". أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم. 626 - عَن أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ قَالَ, سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي الْمُسلمين أفضل؟ قَالَ: "من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده". أَخْرجَاهُ. 627 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ, قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من صمت نجا" , رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب.

فضل الصبر

فضل الصَّبْر 628 - عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ, أَن أُنَاسًا من الْأَنْصَار سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَاهُمْ, ثمَّ سَأَلُوا فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نفد مَا عِنْده, قَالَ: "مَا يكون عِنْدِي من خير فَلَنْ أدخره عَنْكُم, وَمن يسْتَغْن بغنيه الله, وَمن يستعف يعفه الله, وَمن يتصبر يصبره الله, وَمَا أعْطى أحد شَيْئا هُوَ خير وأوسع من الصَّبْر". رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ.

فضل الحلم والأناة

فضل الْحلم والأناة 629 - عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا, أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لأشح عبد الْقَيْس: "إِن فِيك خصلتان يحبهما الله وَرَسُوله, الْحلم والأناة". أَخْرجَاهُ.

فضل الرفق

فضل الرِّفْق 632 - عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا, أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "يَا عَائِشَة إِن الله رَفِيق يحب الرِّفْق, وَيُعْطِي على الرِّفْق مَالا يُعْطي على العنف, لَا يكون فِي شَيْء إِلَّا زانه, وَلَا ينْزع من شَيْء إِلَّا شانه". رَوَاهُ مُسلم. 633 - عَن جرير بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا, أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "من يحرم الرِّفْق يحرم الْخَيْر". رَوَاهُ مُسلم أَيْضا.

ذكر تتريب الكتاب

ذكر تتريب الْكتاب 634 - عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنْهُمَا, أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "تربوا صحفكم أنجح لَهَا, إِنَّا التُّرَاب مبارك". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَهَذَا لَفظه.

فضل إقامة الحدود

فضل إِقَامَة الْحُدُود 635 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا, أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِقَامَة حد من حُدُود الله خير من مطر أَرْبَعِينَ لَيْلَة فِي بِلَاد الله عز وَجل" , رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 636 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ, قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "حد يعْمل بِهِ فِي الأَرْض خير لأهل الأَرْض من مطر أَن تمطروا أَرْبَعِينَ صباحا" رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ, وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ "ثَلَاثِينَ صباحا".

فضل الغرباء وصفتهم

فضل الغرباء وصفتهم 637 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ, قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ, فطوبى للغرباء" , رَوَاهُ مُسلم. 638 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا, عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ" , رَوَاهُ مُسلم. 639 - عَن عبد الله ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ, قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا وَسَيَعُودُ غَرِيبا فطوبى للغرباء؟ " قَالَ وَقيل: وَمن الغرباء؟ قَالَ: "النزاع1 من الْقَبَائِل" , رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب وَلم يذكر, قيل من الغرباء إِلَى آخِره. 640 - عَن عَمْرو بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ, أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الدّين بَدَأَ غَرِيبا, وَيرجع غَرِيبا, فطوبى للغرباء الَّذين يصلحون مَا أفْسدهُ النَّاس من بعدِي من سنتي" , رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن. 641 - عَن معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ قَالَ, سَمِعت رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "إِن يسير الرِّيَاء شرك, وَإِن من عادى لله وليا فقد بارز الله بالمحاربة, إِن الله يحب الْأَبْرَار الأتقياء الأخفياء الَّذين إِذا غَابُوا لم يفتقدوا, وَإِن حَضَرُوا لم يدعوا وَلم يعرفوا, قُلُوبهم مصابيح الْهدى, يخرجُون من كل غبراء مظْلمَة" , رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

_ 1 - النزاع جمع نَازع وَهُوَ الْغَرِيب الَّذِي نزع عَن أَهله وعشيرته ذكره ابْن الْجَوْزِيّ رَحمَه

فضل الزهد في الدنيا وغيره

فضل الزّهْد فِي الدُّنْيَا وَغَيره 642 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ, عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: "إِن الله يَقُول يَا ابْن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غناً وَأسد فقرك, وَإِن لَا تفعل مَلَأت يدك شغلاً وَلم أَسد فقرك" رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب.

643 - عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ, قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "من كَانَت الْآخِرَة همه جعل الله غناهُ فِي قلبه, وَجمع الله شَمله وأتته الدُّنْيَا وَهِي راغمة, وَمن كَانَت الدُّنْيَا همه جعل الله فقره بَين عَيْنَيْهِ, وَفرق عَلَيْهِ شَمله وَلم يَأْته من الدُّنْيَا إلاّ مَا قدر لَهُ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ 644 - عَن أبي أَيُّوب رَضِي الله عَنهُ, قَالَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم, فَقَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي وأوجز, قَالَ: " إِذا قُمْت فِي صَلَاتك فصل صَلَاة مُودع, وَلَا تكلم بِكَلَام يعْتَذر مِنْهُ, واجمع الْيَأْس مِمَّا فِي أَيدي النَّاس". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 645 - عَن سهل ابْن سعد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَتَى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله دلَّنِي على عمل إِذا أَنا عملته أَحبَّنِي الله وأحبني النَّاس فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "ازهد فِي الدُّنْيَا يحبك الله, وازهد مِمَّا فِي أيد النَّاس يحبك النَّاس ". رَوَاهُ ابْن مَاجَه. 646 - عَن عَطِيَّة السَّعْدِيّ رَضِي الله عَنهُ وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "لَا يبلغ العَبْد أَن يكون من الْمُتَّقِينَ حَتَّى يدع مَالا بَأْس بِهِ حذرا لما بِهِ الْبَأْس". رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب. 647 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "يَا أَبَا هُرَيْرَة كن ورعا تكن أعبد النَّاس وَكن قانعا تكن أشكر النَّاس وَأحب للنَّاس مَا تحب لنَفسك، وَأحسن جوَار من جاورك تكن مُسلما وَأَقل الضحك فَإِن كَثْرَة الضحك تميت الْقلب" رَوَاهُ ابْن مَاجَه.

فضل سعة رحمة الله تعالى

فضل سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى 648 - عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "إِن لله مائَة رَحْمَة أنزل مِنْهَا رَحْمَة وَاحِدَة بَين الْجِنّ وَالْإِنْس والبهائم والعوام، بهَا يتعاطفون وَبهَا يتراحمون وَبهَا تعطف الْوَحْش على وَلَدهَا وَأخر الله تِسْعَة وَتِسْعين رَحْمَة يرحم بهَا عباده يَوْم الْقِيَامَة" رَوَاهُ مُسلم وَقد روى البُخَارِيّ نَحوه.

649 - وَعَن سلمَان الْفَارِسِي رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: "خلق الله يَوْم خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض مائَة رَحْمَة كل رَحْمَة طباقا مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَجعل مِنْهَا فِي الأَرْض رَحْمَة، فبها تعطف الوالدة على وَلَدهَا والوحش وَالطير بَعْضهَا على بعض فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أكملها بِهَذِهِ الرَّحْمَة" رَوَاهُ مُسلم. 650 - عَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبي، فَإِذا امْرَأَة من السَّبي تحلب ثديها تَسْقِي إِذا وجدت صَبيا فِي السَّبي أَخَذته وألصقته بِبَطْنِهَا وأرضعته، فَقَالَ لنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتَرَوْنَ هَذِه طارحة وَلَدهَا فِي النَّار"، قُلْنَا: لَا وَهِي تقدر على أَن لَا تطرحه، فَقَالَ: "الله أرْحم بعباده من هَذِه من بِوَلَدِهَا" رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم بِنَحْوِهِ. 651 - عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: "وَعَدَني رَبِّي أَن يدْخل الْجنَّة من أمتِي سبعين ألفا، لَا حِسَاب عَلَيْهِم وَلَا عَذَاب مَعَ كل ألف سَبْعُونَ ألفا وَثَلَاث حثيات من حثيات رَبِّي " رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن غَرِيب. 652 - عَن عبد الله بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض غَزَوَاته، فَمر بِقوم فَقَالَ: " من الْقَوْم؟ " قَالُوا: نَحن الْمُسلمُونَ، وَامْرَأَة تحلب تنورها وَمَعَهَا ابْن لَهَا، فَإِذا ارْتَفع وهج التَّنور تنحت بِهِ، فَأَتَت بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: أَنْت رَسُول الله؟ قَالَ: "نعم"، قَالَت: بِأبي وَأمي أَلَيْسَ الله بأرحم الرَّاحِمِينَ؟ قَالَ: "بلَى"، قَالَت: أوليس الله بأرحم بعباده من الْأُم بِوَلَدِهَا؟ قَالَ: "بلَى"، قَالَت: فَإِن الْأُم لَا تلقي وَلَدهَا فِي النَّار، فأكب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبكي، ثمَّ رفع رَأسه إِلَيْهَا فَقَالَ: "إِن الله لَا يعذب من عباده إِلَّا المارد المتمرد، الَّذِي يتمرد على الله، وأبى أَن يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله" رَوَاهُ ابْن مَاجَه. آخر كتاب فَضَائِل الْأَعْمَال تأليف الْحَافِظ ضِيَاء الدّين مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي رَحمَه الله تَعَالَى.

وَقد وَقع الْفَرَاغ من تَحْرِير هَذَا الْكتاب على يَد أَضْعَف الْعباد عبد الله بن مُوسَى رحمهمَا الله تَعَالَى غفر الله لَهُ وَلِجَمِيعِ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات، بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ فِي سنة خمس وَخمسين وَمِائَة وَألف فِي شهر شَوَّال فِي لَيْلَة أَربع عشر بعد صَلَاة الْعشَاء بعون الله تَعَالَى.

§1/1