غريب الحديث لإبراهيم الحربي

إبراهيم الحربي

بقية الحديث التاسع والثلاثين

§غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بَقِيَّةُ الْحَدِيثِ التَّاسِعِ وَالثَّلَاثِينَ

باب: سجر

§بَابُ: سجر

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ , حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى , عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , حَدَّثَنِي أُبَيٌّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: 6] " قَالَتِ الْجِنُّ لِلْإِنْسِ: نَحْنُ نَأْتِيكُمْ بِالْخَبَرِ , فَانْطَلَقُوا إِلَى الْبَحْرِ , فَإِذَا هُوَ نَارٌ تَأَجَّجُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سُجِّرَتْ} [التكوير: 6] : أُوقِدَتْ , وَقَالَ آخَرُونَ: مُلِئَتْ نَارًا , وَقَالَ آخَرُونَ: فَاضَتْ , وَقَالَ آخَرُونَ: يَبِسَتْ وَالسَّجْرُ: إِلْقَاؤُكَ الْحَطَبَ فِي التَّنُّورِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6]

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنِ مُوسَى عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 6] : الْمُوقَدِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَيْزَكٍ , عَنِ الْخَفَّافِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ: " {§الْمَسْجُورِ} [الطور: 6] الْمُمْتَلِئِ "، حَدَّثَنَا سلمة عَنِ الْفَرَّاءِ: {الْمَسْجُورِ} [الطور: 6] الْمَمْلُوءِ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَسْجُورُ: الْمَلْآنُ , سَجَرَ السَّيْلُ الْفُرَاتَ أَوِ النَّهَرَ يَسْجُرُهُ: إِذَا مَلَأَهُ , وَهَذَا مَاءٌ سَجْرٌ: إِذَا كَانَتْ بِئْرًا قَدْ مَلَأَهَا الْمَاءُ , وَأَوْرَدُوا مَاءً سُجُرًا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمَسْجُورُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ مِنَ الْمَاءِ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: [البحر المتقارب] إِذَا شَاءَ طَالَعَ مَسْجُورَةً ... تَرَى حَوْلَهَا النَّبْعَ وَالسَّأْسَمَا سَقَتْهَا رَوَاعِدُ مِنْ صَيِّفٍ ... وَإِنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَمَا

النَّبْعُ وَالسَّأْسَمُ: عِيدَانٌ يُعْمَلُ مِنْهَا الْقِسِيُّ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: قَالَ الْعَجَّاجُ: [البحر الرجز] كَعُنْقُرَاتِ الْحَائِرِ الْمَسْجُورِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: " السُّجْرَةُ: حُمْرَةٌ فِي الْعَيْنِ قَلِيلَةٌ كَالذَّرِّ فِي الْعَيْنِ , وَيُقَالُ لِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَصْفُوَ: إِنَّهُ لَأَسْجَرُ , وَإِنَّ فِيهِ لَسُجْرَةً , وَيُقَالُ: شَعْرٌ مُنْسَجِرٌ , وَهُوَ الطَّوِيلُ الْمُسْتَرْسِلُ , قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الوافر] وَأَسْحَمَ كَالْأَسَاوِدِ مُسْبَطِرًّا ... عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَجِرًا جُفَالَا قَالَ أبو عمرو: سَجَرْتُهُ: أَوْجَرْتُهُ , أَسْجُرُ سَجْرًا , وَسَجَرَتِ النَّاقَةُ فِي صَوْتِهَا , وَأَرْضٌ مَسْجُورَةٌ إِذَا سَجَرَهَا السَّيْلُ: أَيْ مَلَأَهَا , -[6]- وَالْمُسَاجَرَةُ: الْمُخَالَمَةُ , أَنْ تُحَدِّثَ الْمَرْأَةَ , وَالسَّجِيرُ: الَّذِي سَجَرَهُ السَّيْلُ حَتَّى بَدَتْ عُرُوقُهُ

باب: جرس

§بَابُ: جرس

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ قَالَ: «§لَعَلَّ نَحْلَهُ جَرَسَتِ الْعُرْفُطَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ «§أَمَرَ قُطْبَةَ أَنْ يَسِيرَ اللَّيْلَ , وَيَكْمُنَ النَّهَارَ , فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ يَدِبُّونَ وَيُخْفُونَ الْجَرْسَ» حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: " الصَّلْصَالُ: الْحَصْبَةُ الْجَرِسَةُ "

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ , عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ طَلْحَةُ لِعُمَرَ: " - §حِينَ شَاوَرَهُ فِي غَزْوَ نَهَاوَنْدَ -: «قَدْ حَنَّكَتِ الْأُمُورُ , وَجَرَّسَتِ الدُّهُورُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ , عَنْ عِمْرَانَ: «كَانَتْ §نَاقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْعَضْبَاءُ نَاقَةً مُجَرَّسَةً»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا مُعَاذٌ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ زُرَارَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ» قَوْلُهُ: «جَرَسَتْ نَحْلُهُ الْعُرْفُطَ» حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: جَرَسَتِ النَّحْلُ , فَهِيَ تَجْرُسُ جُرُوسًا: إِذَا أَكَلَتِ الثَّمَرَ لِتُعَسِّلَ , وَالْجَوَارِسُ: اللَّوَاحِسُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ , وَالْغَنَمُ تَجْرُسُ الْبَقْلَ إِذَا لَحَسَتْهُ , -[9]- قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر الطويل] تَظَلُّ عَلَى الثَّمْرَاءِ مِنْهَا جَوَارِسٌ ... مَرَاضِيعُ زُغْبُ الرِّيشِ صُهْبٌ رِقَابُهَا قَوْلُهُ: الثَّمْرَاءُ شَجَرٌ مُثْمِرٌ جَوَارِسُ: نَحْلٌ تَأْخُذُ مِنَ الشَّجَرِ مَرَاضِيعُ: مَعَهَا نَحْلٌ صِغَارٌ. قَالَ سَاعِدَةُ: [البحر الكامل] وَكَأَنَّ مَا جَرَسَتْ عَلَى أَعْضَادِهَا ... حِينَ اسْتَقَلَّ بِهَا الشَّرَائِعُ مَحْلَبُ قَوْلُهُ: جَرَسَتْ: أَخَذَتْ. عَلَى أَعْضَادِهَا: الْجِبَالُ. حِينَ اسْتَقَلَّ بِهَا. الشَّرَائِعُ: مَذَاهِبُهَا. مَحْلَبُ: أَرَادَ حَبَّ الْمَحْلَبِ , لِبَيَاضِهِ وَقَوْلُهُ: يُخْفُونَ الْجَرْسَ: هُوَ الصَّوْتُ الْخَفِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَجْرَسَ الطَّائِرُ وَالسَّبْعُ إِجْرَاسًا إِذَا سَمِعْتَ جَرْسَهُ , -[10]- وَجِرْسَهُ؛ وَهُوَ صَوْتُهُ , وَهُوَ صَوْتُ أَكْلِ النَّحْلِ الْوَرَقَ. وَأَجْرَسَ الطَّائِرُ: إِذَا ظَهَرَ جَرْسُهُ , أَيْ: صَوْتُهُ , وَسَمِعْتُ جِرْسَهُ وَجَرْسَهُ: أَيْ: حَرَكَتَهُ , وَأَنْشَدَنَا: وَارْتَجَّ فِي أَجْيَادِهَا وَأَجْرَسَا وَقَوْلُهُ: «جَرَّسَتِ الْأُمُورُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: جَرَّسَتْهُ الْأُمُورُ تَجْرِيسًا: أَيْ أَحْكَمَتْهُ وَحَنَّكَتْهُ وَجَرَّبَتْهُ وَقَالَ غَيْرُهُ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجَرْسُ: الدَّهْرُ , وَالْعِوَضُ , وَالْمُسْنَدُ , وَالْأَزْلَمُ الْجَذَعُ , وَالْأَزْنَمُ الْجَذَعُ , وَالْحُقُبُ ثَمَانُونَ سَنَةً قَوْلُهُ: " نَاقَةٌ مُجَرَّسَةٌ , يَقُولُ: مُجَرَّبَةٌ مُؤَدَّبَةٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] إِذْ نَحْنُ فِي ضَبَابَةِ التَّسْكِيرِ ... وَالْعَصْرِ قَبْلَ هَذِهِ الْعُصُورِ مُجَرَّسَاتٍ غِرَّةَ الْغَرِيرِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , وَزُهَيْرٌ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي -[11]- قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ , عَنْ عِمْرَانَ: ذَكَرَ نَاقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ هَذِهِ , فَقَالَ: «§كَانَتْ نَاقَةً مُنَوَّقَةً» , وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «كَانَتْ نَاقَةً مُتَوَّقَةً» وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ , مَا مُتَوَّقَةٌ؟ قَالَ: مِثْلُ قَوْلِكَ: فَرَسٌ تَئِقٌ , أَيْ جَوَادٌ. وَكَانَ تَفْسِيرُهُ أَعْجَبَ مِنْ تَصْحِيفِهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَمَا سَمِعْتُ «نَاقَةٌ تَئِقٌ» أَيْ: جَوَادٌ , إِنَّمَا هِيَ الْمُنَوَّقَةُ؛ بِالنُّونِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ السَّعْدِيُّ: الْمُنَوَّقُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّذِي قَدْ رَيِضَ وَقَالَ أَبُو الْخَرْقَاءِ: الْمُنَوَّقُ مِنَ الرِّجَالِ: الْمُؤَدَّبُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ: نَوِّقْ بَعِيرَكَ , أَيْ ذَلِّلْهُ , وَالْمُنَوَّقُ: الْمُذَلَّلُ وَأَنْشَدَنَا: وَقَفْتُ بِهَا حَتَّى تَجَلَّتْ عَمَايَتِي ... وَمَلَّ الْوُقُوفَ الْعَنْتَرِيسَ الْمُنَوَّقُ -[12]- وَسَأَلْتُ أَبَا نَصْرٍ , فَقَالَ: الْمُنَوَّقَةُ: الَّتِي قَدْ أُدِّبَتْ , وَعُلِّمَتِ الْمَشْيَ، قَوْلُهُ: «رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ» : هُوَ صَوْتُ الْمُحْتَقِنِ , كَصَوْتِ الْجُلْجُلِ يَخْرُجُ مِنْ جَوْفِهِ

باب: جسر

§بَابُ: جسر

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ رَجُلٍ: «أَنَّ §قَوْمًا غَرِقُوا بِجِسْرِ مَنْبِجَ , فَوَرَّثَ عُمَرُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْجِسْرُ وَالْجَسْرُ: مَا عُبِرَ عَلَيْهِ مِنْ قَنْطَرَةٍ وَغَيْرِهَا، وَرَجُلٌ جَسْرٌ: جَسُورٌ عَلَى الْأُمُورِ , وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْإِبِلِ , نَاقَةٌ جَسْرَةٌ , وَلَا يُقَالُ: جَمَلٌ جَسْرٌ قَالَ: [البحر المتقارب] قَطَعْتُ إِذَا خَبَّ رِبْعَانُهَا ... بِدَوْسَرَةٍ جَسْرَةٍ كَالْفَدَرْ وَقَالَ الْأَعْشَى: وَمَا مُزْبِدٌ مِنْ خَلِيجِ الْفُرَاتِ ... يَعْلُو الْأُجَاجَ وَيَعْلُو الْجُسُورَا

باب: رجس

§بَابُ: رجس

حَدَّثَنَا ابْنُ صَبَاحٍ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ , وَلَا تَبِيعُوهَا , فَإِنَّهَا رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ» وَالرِّجْسُ: الْقَذَرُ , وَالرِّجْسُ: الْحَرَامُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجَسَتِ السَّمَاءُ: رَعَدَتْ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: وَكُلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُّجَّسَا وَالرَّوَاجِسُ: الرَّوَاعِدُ , وَبَعِيرٌ رَجَّاسٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَنَمُ السَّاجِسِيَّةُ: هِيَ الْخِلَاسِيَّةُ , بَيْنَ النَّبَطِيَةِّ وَالْعَرَبِيَّةِ , وَأَنْشَدَنِي: [البحر الرجز] -[15]- كَأَنَّ كَبْشًا سَاجِسِيًّا أَدْبَسَا ... بَيْنَ صَبِيَّيْ لَحْيِهِ مُجَرْفَسَا

الحديث الأربعون

§الْحَدِيثُ الْأَرْبَعُونَ

باب: غم

§بَابُ: غم

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ , §فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ فَاطِمَةَ , عَنْ أَسْمَاءَ: «أَنَّهُمْ §أَفْطَرُوا فِي رَمَضَانَ فِي يَوْمِ غَيْمٍ , ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ» , قُلْتُ لِهِشَامٍ: أُمِرُوا بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ: «§أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً , فَأَفَاقَ , فَلَمْ يَقْضِ مَا فَاتَهُ , وَاسْتَقْبَلَ» قَوْلُهُ: «فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ» , يُقَالُ: هُوَ فِي غُمَّةٍ مِنْ أَمْرِهِ إِذَا لَمْ يَهْتَدِ -[17]- لَهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} [يونس: 71] وَنَاصِيَةٌ غَمَّاءُ: كَثِيرَةُ الشَّعْرِ , وَالْغَيْمُ: الْمُزْنُ , وَالسَّحَابُ مِنْ أَسْمَاءِ الْغَيْمِ , الْوَاحِدَةُ غَمَامَةٌ , وَالْجَمِيعُ غَيْمٌ , وَغَمَّيْتُ الْإِنَاءَ: غَطَّيْتُهُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو , عَنِ الْأَكْوَعِيِّ: الْغَمَامَةُ مِنَ السَّحَابِ بَيْضَاءُ مُؤَزَّرَةٌ بِسَوَادٍ , وَالْغَمَّى: سَحَابٌ تَرَاهُ مِنْ بَعِيدٍ , وَلَمْ يُجَلِّلْهُ وَقَالَ: مِثْلُ الْغَمَامَةِ الْمُنْقَصِرَةِ أَنْ يَكُونَ فِيهَا سَوَادٌ إِلَى نِصْفِهَا , وَالْغَيْثُ أَنْ يَكُونَ عَرْضُهُ بَرِيدًا , وَالْبَرِيدُ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا وَالْغَامِيَاءُ: جُحْرُ الْيَرْبُوعِ الصَّغِيرِ يَخْرُجُ مِنْهُ , ثُمَّ يُغَمِّي عَلَيْهِ بِتُرَابٍ رَقِيقٍ , فَإِنْ رَجَعَ فَأَصَابَهُ قَدْ فُتِحَ لَمْ يَدْخُلْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَتْهُ حَيَّةٌ وَالْغَمَقُ: الْبُسْرُ يُدْفَنُ بَعْدَ مَا يَصْفَرُّ فِي التُّرَابِ حَتَّى يَنْضَجُ وَقَالَ التَّمِيمِيُّ: غَوَامِي الْعَيْنَيْنِ: مَا فَوْقَ الْجُفُونِ الْأَعْلَى مِنَ اللَّحْمِ -[18]- قَوْلُهُ: أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ , إِذَا ظُنَّ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ ثُمَّ رَجَعَ. وَالْوَغْمُ: الْحِقْدُ وَيَوْمٌ غَمٌّ , وَلَيْلَةٌ غَمَّةٌ , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَغُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا وَقَالَ: [البحر الطويل] فَلَا تَنْكِحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمَّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعَا قَوْلُهُ: وَالْغَمْغَمَةُ: أَصْوَاتُ الثِّيرَانِ عِنْدَ الذُّعْرِ , وَالْأَبْطَالِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] وَظَلَّ لِثِيرَانِ الصَّرِيمِ غَمَاغِمٌ ... إِذَا دَاعَسُوهَا بِالنَّضِيِّ الْمُعَلَّبِ

باب: غمد

§بَابُ: غمد

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» , قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ قَالَ: «وَلَا أَنَا , إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ» قَالَ أَبُو نَصْرٍ: يُغْمِدُ: يُلْبِسُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: غَمَدَ , وَتَغَمَّدَ. وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] نَصَبْنَا رِمَاحًا فَوْقَهَا جِدُّ عَامِرٍ ... كَطَلِّ السَّمَاءِ كُلَّ أَرْضٍ تَغَمَّدَا وَالْغِمْدُ: غِمْدُ السَّيْفِ , غَمَدْتُهُ وَأَغْمَدْتُهُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْبِئْرُ الْمُنْدَفِنَةُ وَغَمَقَ النَّبَاتُ يَغْمَقُ غَمَقًا: إِذَا وَجَدْتَ لِرِيحِهِ فَسَادًا مِنَ النَّدَى

باب: دغم قال أبو زيد: يقال: دغمهم الجراد: إذا غشيهم أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: قال: في غنم الدغمة: لون الديزج. شاة دغماء , وتيس أدغم: إذا اسود مقدم الأرنبة

§بَابُ: دغم قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: دَغَمَهُمُ الْجَرَادُ: إِذَا غَشِيَهُمْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: قَالَ: فِي غَنْمِ الدُّغْمَةِ: لَوْنُ الدَّيْزَجِ. شَاةٌ دَغْمَاءُ , وَتَيْسٌ أَدْغَمُ: إِذَا اسْوَدَّ مُقَدَّمُ الْأَرْنَبَةِ

باب: دمغ والدمغ: كسر عظم الرأس عن الدماغ , والدمغ: القهر , كما يدمغ الحق الباطل أخبرني أبو نصر عن الأصمعي: الدامغة: الحديدة التي فوق الآخرة. ويقال: هي الغاشية

§بَابُ: دمغ وَالدَّمْغُ: كَسْرُ عَظْمِ الرَّأْسِ عَنِ الدِّمَاغِ , وَالدَّمْغُ: الْقَهْرُ , كَمَا يَدْمَغُ الْحَقُّ الْبَاطِلَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الدَّامِغَةُ: الْحَدِيدَةُ الَّتِي فَوْقَ الْآخِرَةِ. وَيُقَالُ: هِيَ الْغَاشِيَةُ

الحديث الحادي والأربعون

§الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ

باب: خلق

§بَابُ: خلق

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أُسَامَةَ , فَطَعَنُوا فِي إِمْرَتِهِ , فَقَالَ: «§قَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ , وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَاصِمٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ , قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ قَالَ: «§إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَخْلَقُ الْمَالِ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ , عَنْ أَصْبَغَ , حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§مَنْ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ فَتَصَدَّقَ بِهِ كَانَ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَفِي كَنَفِ اللَّهِ , وَسِتْرِهِ , حَيًّا وَمَيْتًا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: قَدِمْتُ عَلَى أَهْلِي , فَخَلَّقُونِي بِزَعْفَرَانَ , فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: «§اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ» قَوْلُهُ: «لَخَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ» , أَيْ: شَبِيهٌ: يُشْبِهُهَا وَتُشْبِهُهُ. وَمَا أَخْلَقَهُ: مَا أَشْبَهَهُ قَوْلُهُ: «أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا» الْخُلُقُ: الطَّبِيعَةُ. يُقَالُ: تَخَلَّقَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ -[24]-. وَقَوْلُهُ: «أَخْلَقُ الْمَالِ» الْأَخْلَقُ: الضَّعِيفُ الْمَالِ , وَالْخَلَاقُ: النَّصِيبُ مِنَ الْحَظِّ الصَّالِحِ , وَرَجُلٌ لَيْسَ فِيهِ خَلَاقٌ: رَغْبَةٌ فِي الْخَيْرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 200] حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَسْبَاطٍ , عَنِ السُّدِّيِّ: " الْخَلَاقُ: النَّصِيبُ "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§مِنْ خَلَاقٍ} [البقرة: 102] : مِنْ نَصِيبٍ مِنْ خَيْرٍ قَوْلُهُ: الثَّوْبُ الَّذِي أَخْلَقَ الْخَلِقُ: الثَّوْبُ الْبَالِي , خَلَقَ خُلُوقَةً , وَأَخْلَقَ إِخْلَاقًا , وَالْأَخْلَقُ: الْأَمْلَسُ قَالَ: [البحر البسيط] أَخَا تَنَائِفَ أَغْفَى عِنْدَ سَاهِمَةٍ ... بِأَخْلَقِ الدُّفِّ مِنْ تَصْدِيرِهَا جُلَبُ الدُّفُّ: الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ - بِالضَّمِّ - وَالدَّفُّ - مَفْتُوحَةُ الدَّالِّ وَهَضْبَةٌ خَلْقَاءُ: مَلْسَاءُ , أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر البسيط] -[25]- فِي رَأْسِ خَلْقَاءَ مِنْ عَنْقَاءَ مُشْرِفَةٍ ... لَا يُبْتَغَى دُونَهَا سَهْلٌ وَلَا جَبَلُ قَوْلُهُ: فَخَلَّقُونِي الْخَلُوقُ: طِيبٌ مَعْرُوفٌ مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَغَيْرِهِ , يُخَلَّقُ بِهِ الرَّجُلُ، وَالْخَلْقُ: الْكَذِبُ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , عَنْ عَبَّاسٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ: {§وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17] : «تُصَوِّرُونَ وَتَكْذِبُونَ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§وَتَخْلُقُونَ} [العنكبوت: 17] , أَيْ: تَخْتَلِقُونَ وَتَفْتَرُونَ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§إِلَّا خَلْقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 137] : كَذِبُهُمْ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: {خَلْقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 137] : «اخْتِلَاقُهُمْ وَكَذِبُهُمْ» وَمَنْ قَرَأَ: {خُلُقُ} [البقرة: 29] يَقُولُ: «أَيْ عَادَةُ الْأَوَّلِينَ»

الحديث الثاني والأربعون

§الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ

باب: شفق

§بَابُ: شفق

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْعُمَرِيِّ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , " §الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ:: الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ بَعْدَ الْمَغْرِبِ , وَالشَّفَقُ: الرَّدِيءُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ , وَأَنَا مُشْفِقٌ: أَيْ خَائِفٌ , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ وَهْوَاهُ الشَّفَقْ وَصَفَ حِمَارًا قَالَ: مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ , لَيْسَ لَهُ ضَيْعَةٌ إِلَّا حِفْظُ أُتُنِهِ , وَهْوَاهُ: أَيْ يُوَهْوِهُ: يُدَارِكُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّفَقَةِ عَلَيْهَا وَالْغَيْرَةِ

باب: فشق أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي قال: إذا تفرق ما بين قرني الشاة تفرقا قبيحا , قيل: عنز فشقاء. وتيس أفشق , وكذلك أخلاف الناقة وقال غيره: الفشق: أكل في شدة , ويقال: فشق يفشق فشقا إذا انتشر , وأنشدنا: أجوف عن مقعده والمرتفق فبات والنفس من الحرص

§بَابُ: فشق أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: إِذَا تَفَرَّقَ مَا بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّاةِ تَفَرُّقًا قَبِيحًا , قِيلَ: عَنْزٌ فَشْقَاءُ. وَتَيْسٌ أَفْشَقُ , وَكَذَلِكَ أَخْلَافُ النَّاقَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْفَشْقُ: أَكْلٌ فِي شِدَّةٍ , وَيُقَالُ: فَشَقَ يَفْشَقُ فَشْقًا إِذَا انْتَشَرَ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] أَجْوَفُ عَنْ مَقْعَدِهِ وَالْمُرْتَفَقْ ... فَبَاتَ وَالنَّفْسُ مِنَ الْحِرْصِ الْفَشَقْ، وَصَفَ صَائِدًا اتَّخَذَ نَامُوسًا: مَوْضِعًا يَصِيدُ الْوَحْشَ مِنْهُ , جَعَلَهُ مُتَجَافِيًا عَنْ مَقْعَدِهِ وَالْمُرْتَفَقُ: الْمُتَّكَأُ. فَبَاتَ وَنَفْسُهُ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى الصَّيْدِ , قَدِ انْتَشَرَتْ نَفْسُهُ

باب: قشف

§بَابُ: قشف

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , وَسُلَيْمَانُ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا قَشِفُ الْهَيْئَةِ , فَقَالَ: «§إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالًا فَلْيُرَ عَلَيْكَ» قَوْلُهُ: وَأَنَا قَشِفٌ: وَهُوَ تَرْكُ التَّنَظُّفِ , وَرَجُلٌ مُتَقَشِّفٌ: لَا يَتَعَاهَدُ الْغُسْلَ

الحديث الثالث والأربعون

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: غبن

§بَابُ: غبن

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنَا نَافِعٌ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَا يَزَالُ يُغْبَنُ فِي الْبَيْعِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْغَبْنُ فِي الرَّأْيِ وَالْبَيْعِ: أَنْ يُخْدَعَ فِيهِ , فَيُؤْخَذَ مِنْكَ أَكْثَرُ مِمَّا أَعْطَيْتَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن: 9]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: {يَوْمَ التَّغَابُنِ} [التغابن: 9] قَالَ: «§غَبَنَ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلَ النَّارِ» هُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ , وَقَتَادَةَ وَقَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: غَبَنَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ وَنَفْسَهُ وَمَالَهُ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر الطويل] -[30]- فَإِنْ تَزْعُمِينِي كُنْتُ أَجْهَلُ فِيكُمْ ... فَإِنِّي اشْتَرَيْتُ الْحِلْمَ بعْدَكَ بِالْجَهْلِ وَقَالَ صَحَابِي: قَدْ غُبِنْتَ فَخِلْتُنِي ... غُبِنْتُ فَلَا أَدْرِي أَشَكْلُهُمُ شَكْلِي يَقُولُ: قَالَ صَحَابِي: قَدْ غُبِنْتُ حِينَ بِعْتُ الْجَهْلَ بِالْحِلْمِ , وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا الْغَابِنُ , فَلَا أَدْرِي هُمْ عَلَى رَأْيِي أَمْ لَا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ عِكْرِمَةَ: «§مَنْ مَسَّ مَغَابِنَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ» وَمَغَابِنُ الرَّجُلِ: أَرْفَاغُهُ , وَالرَّفْغُ: بَاطِنُ الْفَخِذِ عِنْدَ أُرْبِيَّتِهِ , وَنَاقَةٌ رَفْغَاءُ: وَاسِعَةُ الرَّفْغِ

الحديث الرابع والأربعون

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: شج

§بَابُ: شج

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ , كُنْتُ أَسْمَعُ ابْنَ عُمَرَ كَثِيرًا يَقُولُ: «لَيْتَ شِعْرِي , §مَنْ هَذَا الْأَشَجُّ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ الَّذِي فِي وَجْهِهِ عَلَامَةٌ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا؟» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الشِّجَاجُ تِسْعَةٌ فِي الرَّأْسِ , وَاثْنَتَانِ فِي الْبَدَنِ: فَأَوَّلُ شِجَاجِ الرَّأْسِ الْجَالِفَةُ وَهِيَ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: «الَّتِي تَقْشُرُ الْجِلْدَ مَعَ اللَّحْمِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلَمْ أَسْمَعْ فِيهَا بِرِوَايَةٍ , وَلَا قَوَدَ فِي عَمْدِهَا , وَلَكِنْ فِيهِ وَفِي خَطَئِهَا حُكُومَةٌ عَلَى قَدْرِ مَا فَعَلَ وَالثَّانِيَةُ: الْبَاضِعَةُ: وَهِيَ فِيمَا أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الَّتِي تَبْضَعُ اللَّحْمَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْبَاضِعَةُ: الَّتِي تَقْطَعُ اللَّحْمَ بَعْدَ الْجِلْدِ -[32]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَذِهِ تُسَمَّى الدَّامِيَةُ: لِأَنَّهَا شَقَّتِ الْجِلْدَ فَظَهَرَ الدَّمُ , وَتُسَمَّى الدَّامِعَةُ: لِأَنَّهَا تَدْمَعُ بِدَمٍ قَلِيلٍ , وَتَكُونُ بَازِلَةً لِتَبَزُّلِ الدَّمِ مِنْهَا , وَتَكُونُ الدَّامِيَةَ لِظُهُورِ الدَّمِ وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «§فِي الْبَاضِعَةِ مِائَتَا دِرْهَمٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «§فِي الدَّامِيَةِ بَعِيرٌ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: «§فِي الدَّامِيَةِ بَعِيرٌ»

حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «§فِي الدَّامِعَةِ نِصْفُ بَعِيرٍ , وَفِي الْبَازِلَةِ بَعِيرٌ - وَهِيَ الدَّامِيَةُ - , وَفِي الْبَاضِعَةِ بَعِيرَانِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَدَلَّ اخْتِلَافُهُمْ , إِذْ لَمْ يَقِفُوا فِي دِيَتِهَا عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ , أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى جِهَةِ الْحُكُومَةِ , أَلْزَمُوا الْفَاعِلَ عَلَى قَدْرِ مَا فَعَلَ مِنْ عَظِيمِ ذَلِكَ وَصَغِيرِهِ , وَكَذَلِكَ فِي الْعَمْدِ حُكُومَةٌ - أَيْضًا - إِذَا لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يُفْعَلَ بِالْفَاعِلِ مِثْلُ مَا فَعَلَ ثُمَّ الثَّالِثَةُ الْحَارِصَةُ: وَهِيَ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْحَارِصَةُ: الَّتِي أَخَذَتْ فِي الْجِلْدِ قَلِيلًا , لِأَنَّهَا تَحْرِصُ فِي -[34]- الْجِلْدِ , يُقَالُ: حَرَصَ فِي رَأْسِهِ , وَدَقَّ الْقَصَّارُ الثَّوْبَ فَانْحَرَصَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَامِرٍ قَالَ: «§الْحَرْصَةُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالْعَظْمِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا مُعَاذٌ , عَنْ عَوْفٍ قَالَ: «شَهِدْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُذُيْنَةَ §يَقُصُّ لِرَجُلٍ مِنْ حَرْصَتَيْنِ فِي رَأْسِهِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَذَا مُنْكَرٌ مِنْ فِعْلِهِ , وَإِنَّمَا فِي عَمْدِهِ وَخَطَئِهِ حُكُومَةٌ ثُمَّ الرَّابِعَةُ الْمُتَلَاحِمَةُ: وَهِيَ - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ -: الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ السِّمْحَاقِ لُحْمَةٌ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: «§فِي الْمُتَلَاحِمَةِ ثَلَاثَةُ أَبْعِرَةٍ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَذِهِ - أَيْضًا - لَا قِصَاصَ فِي عَمْدِهَا , وَفِي خَطَئِهَا حُكُومَةٌ , فَإِنْ كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ حَكَمَ فِي مُتَلَاحِمَةٍ رَآهَا ثَلَاثَةَ أَبْعِرَةٍ , فَجَائِزٌ -[35]-. ثُمَّ الْخَامِسَةُ السِّمْحَاقُ: وَهِيَ - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ -: الَّتِي بَقِيَتْ عَلَيْهَا قُشَيْرَةٌ تَمْنَعُهَا أَنْ تَكُونَ مُوضِحَةً , وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهَا الْمِلْطَاءَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ , عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى , عَنْ عَلِيٍّ: «§فِي السِّمْحَاقِ أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ عُمَرَ , وَعُثْمَانَ , §قَضَيَا فِي الْمِلْطَاءِ - وَهِيَ السِّمْحَاقُ - نِصْفَ دِيَةِ الْمُوضِحَةِ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَكَأَنَّهُمَا قَالَا: بَعِيرَيْنِ وَنِصْفًا وَقَضَى عَلِيٌّ وَزَيْدٌ أَرْبَعًا مِنَ الْإِبِلِ -[36]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَدَلَّ اخْتِلَافُهُمْ فِي دِيَتِهَا أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عَلَى الْحُكْمِ مِنْهُمْ , وَكَذَلِكَ فِي عَمْدِهَا وَخَطَئِهَا حُكُومَةٌ ثُمَّ السَّادِسَةُ الْمُوضِحَةُ: - وَهِيَ - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْمُوضِحَةُ الَّتِي يَبْدُو مِنْهَا وَضَحُ الْعِظَامِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْمُوضِحَةُ: الَّتِي تَبْدُوَ عِظَامُهَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§فِي الْمُوضِحَةِ مِنَ الْإِبِلِ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَذَا فِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ , وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَزَيْدٍ , وَشُرَيْحٍ , وَالْحَسَنِ , وَعَطَاءٍ , وَالشَّعْبِيِّ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَالْحَكَمِ , وَحَمَّادٍ , وَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَأَبِي الزِّنَادِ , وَرَبِيعَةَ , وَابْنِ هُرْمُزَ , إِلَّا أَنَّ الْمُتَفَقِّهَةَ اخْتَلَفُوا فِي أَسْنَانِ الْخَمْسِ , فَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: بِنْتُ مَخَاضٍ وَابْنُ لَبُونٍ , وَبِنْتُ لَبُونٍ , وَحِقَّةٌ , وَجَذَعَةٌ , وَهُوَ قَوْلُ مَسْرُوقٍ , وَشُرَيْحٍ -[37]- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: بِنْتُ مَخَاضٍ , وَابْنُ مَخَاضٍ , وَابْنُ لَبُونٍ , وَحِقَّةٌ , وَجَذَعَةٌ فَأَمَّا الْقِصَاصُ فِي عَمْدِهَا فَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ , لِأَنَّهُ جَائِزٌ أَنْ يُشَقَّ اللَّحْمُ حَتَّى يَبْدُوَ الْعَظْمُ. ثُمَّ السَّابِعَةُ الْهَاشِمَةُ: وَهِيَ - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ - قَالَ: الَّتِي تَهْشِمُ الْعَظْمَ , وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ قَتَادَةَ " أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ §قَضَى فِي الْهَاشِمَةِ عَشْرَةَ أَبْعِرَةٍ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ وَقَتَادَةَ , وَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَفَضَالَةُ يَجْعَلَانِ فِيهَا مِائَةَ دِينَارٍ , وَلَمْ يُوَقِّتِ الْحَسَنُ فِيهَا شَيْئًا. وَقَالَ مَالِكٌ: أَمْرُ أَيِّ ذَنْبٍ فِيهَا اجْتِهَادُ الْإِمَامِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَدَلَّ هَذَا - أَيْضًا - إِذْ لَمْ يُجْمِعُوا عَلَى دِيَةٍ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُمْ حُكُومَةً عَلَى الِاجْتِهَادِ ثُمَّ الثَّامِنَةُ الْمُنَقِّلَةُ: وَهِيَ - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا عِظَامٌ -[38]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " الْمُنَقِّلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا عِظَامٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] وَلَا شَجِيجٌ أَصَابَتْهُ مُنَقِّلَةٌ ... لَا عَقْلَ فِيهَا وَلَا الْمَشْجُوجُ مُمْتَثِلُ " وَفِيهَا مِنَ الرِّوَايَةِ:

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ , حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ , عَنْ مُعَاوِيَةَ , وَابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا قَوَدَ فِي الْمُنَقِّلَةِ» وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَالشَّعْبِيِّ , وَابْنِ شَيْبَةَ , وَالزُّهْرِيِّ. وَإِذَا كَانَتْ خَطَأً فَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ فِيهَا خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِبِلِ وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَالْحَسَنِ , وَعَطَاءٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , وَالْحَكَمِ , وَحَمَّادٍ , وَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَأَبِي الزِّنَادِ , وَرَبِيعَةَ , وَابْنِ هُرْمُزَ -[39]- ثُمَّ التَّاسِعَةُ وَهِيَ الْآمَّةُ: وَهِيَ - فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْآمَّةُ: الَّتِي أَصَابَتْ أُمَّ الرَّأْسِ , وَأُمُّهُ: جِلْدَةُ الدِّمَاغِ فِيهَا وَالرِّوَايَةُ فِي عَمْدِهَا

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ , حَدَّثَنَا رِشْدِينُ , عَنْ مُعَاوِيَةَ , وَابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ §لَا قَوَدَ فِي الْمَأْمُومَةِ " وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَالزُّبَيْرِ , وَمَكْحُولٍ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , وَالشَّعْبِيِّ , وَالزُّهْرِيِّ , وَابْنِ شُبْرُمَةَ , وَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَمَا أَقَادَ مِنْهَا إِلَّا ابْنُ الزُّبَيْرِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ §أَقَصَّ مِنْ آمَّةٍ , فَكَانَ صَاحِبُهَا إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ غُشِيَ عَلَيْهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالْعَجَبُ كَيْفَ أَقَصَّ مِنْ آمَّةٍ , وَهُوَ لَا يَصِلُ إِلَى أُمِّ الرَّأْسِ إِلَّا بِكَسْرِ الْعَظْمِ , وَكَسْرُ الْعَظْمِ غَيْرُ جَائِزٍ , لِأَنَّهُ لَا يَفْعَلُ مَا فَعَلَ -[40]- الْفَاعِلُ مِثْلَ فِعْلِهِ , وَإِنَّمَا يَجُوزُ الْقِصَاصُ مِنَ الْعِظَامِ إِذَا قُطِعَتْ مِنْ مَفْصِلٍ , لِأَنَّ فِعْلَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ فِيهِ سَوَاءٌ وَمَنْ فَعَلَهَا خَطَأً فَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: «فِيهَا ثُلُثُ الدِّيَةِ» وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَعَبْدِ اللَّهِ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَمُجَاهِدٍ , وَالْحَسَنِ , وَشُرَيْحٍ , وَعَطَاءٍ , وَالضَّحَّاكِ , وَالشَّعْبِيِّ , وَالْحَكَمِ , وَحَمَّادٍ وَأَمَّا اللَّتَانِ فِي الْبَطْنِ: فَالْجَائِفَةُ: وَهِيَ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَى الْجَوْفِ

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ كُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ , سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى قَالَ: «§الْجَائِفَةُ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَى الْجَوْفِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَذِهِ لَا قِصَاصَ فِي عَمْدِهَا , وَأَمَّا الْخَطَأُ فَفِيهَا ثُلُثُ الدِّيَةِ , كَذَا فِي كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَمُجَاهِدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَالْحَكَمِ , وَحَمَّادٍ -[41]- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِيهَا مِائَةٌ وَقَالَ الْحَسَنُ: فِيهَا ثُلُثُ مِائَةٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: ثَلَاثُونَ دِينَارًا. فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ جَعَلُوا الدِّيَةَ فِيهَا حُكْمًا عَلَى قَدْرِهَا فِي الْعِظَمِ وَالصِّغَرِ ثُمَّ النَّافِذَةُ: وَهِيَ الَّتِي وَصَلَتْ إِلَى الْجَوْفِ , وَنَفَذَتْ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ قَضَى أَبُو بَكْرٍ فِيهَا بِثُلُثَيِ الدِّيَةِ وَقَالَ مَكْحُولٌ: دِيَتَانِ , وَقَالَ مُجَاهِدٌ مِثْلَهُ. أَرَادُوا مِثْلَيْ دِيَةِ الْجَائِفَةِ

غريب حديث عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

§غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب: عق

§بَابُ: عق

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ كَبْشًا , وَعَنِ الْحُسَيْنِ كَبْشًا "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , وَالْحَوْضِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ , حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ , بِمَكَّةَ , عَنِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ , عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، عَنْ §حِلْيَةِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَوَصَفَهَا , فَقَالَ: كَانَ رَجْلَ الشَّعَرَةِ , إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُهُ فَرَقَ , وَإِلَّا فَلَا "

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , سَمِعْتُ عُمَرَ , يَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بِالْعَقِيقِ -: " §أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ , فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ , §وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَجَاءَ رَجُلٌ §يَقُودُ فَرَسًا عَقُوقًا»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ , عَنِ الزُّبَيْدِيِّ , عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ , عَنْ أَبِي كَبْشَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ -[44]-: «مَنْ أَطْرَقَ مُسْلِمًا , §فَعَقَّتِ الْفَرَسُ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا حَمَلَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَإِنْ لَمْ يَعُقَّ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَنْ حَمَلَ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: " مَرَّ أَبُو سُفْيَانَ بِحَمْزَةَ , فَجَعَلَ يَضْرِبُ فِي شِدْقِهِ بِزُجِّ الرُّمْحِ , وَيَقُولُ: §ذُقْ عُقَقُ "

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «§يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ الْعُقْعُقَ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِشٍ , سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , وَسُئِلَ عَنِ الرَّضْعَةِ الْوَاحِدَةِ قَالَ: «§إِذَا عَقَى حَرُمَتْ عَلَيْهِ , وَمَا وَلَدَتْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ عَقِيلٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " §ذَكَرَ عُمَرُ رَجُلًا , فَقَالَ: وَعْقَةٌ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ , حَدَّثَنَا طَيْسَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ رَجُلٌ: مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «§الَّذِي إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ , وَيَأْمَنُ مَنْ أَمْسَى بِعَقْوَتِهِ مِنْ عَارِفٍ أَوْ مُنْكِرٍ»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ قَالَ: «§مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ عَائِشَةَ مَثَلُ الْعَيْنِ فِي الرَّأْسِ , تُؤْذِي صَاحِبَهَا , وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعُقَّهَا إِلَّا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهَا» قَوْلُهُ: «عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ كَبْشًا» أَصْلُ الْعَقِيقَةِ الشَّعْرُ الَّذِي يُولَدُ مَعَ الصَّبِيِّ أَوِ الْوَبَرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى الْبَهِيمَةِ حِينَ تُولَدُ , فَيُقَالُ: عَقَّ عَنْهُ يَوْمَ أُسْبُوعِهِ , أَيْ: حُلِقَتْ عَقِيقَتُهُ , وَذُبِحَ عَنْهُ , فَكَانَ الذَّبْحُ مَعَ الْحَلْقِ , فَنُقِلَ مِنَ الشَّعْرِ إِلَى الذَّبْحِ , فَقِيلَ لِلشَّاةِ عَقِيقَةٌ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر المتقارب] يَا هِنْدُ لَا تَنْكِحِي بَوْهَةَ ... عَلَيْهِ عَقِيقَتُهُ أَحْسَبَا يَصِفُهُ بِالشُّحِّ , أَيْ لَمْ يَحْلِقْ عَقِيقَتُهُ حَتَّى شَاخَ , وَأَحْسِبُ: ابْيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِنْ ذَا قَالَ آخَرُ: [البحر البسيط]

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهَا فَأَنْسَلَهَا ... وَاجْتَابَ أُخْرَى جَدِيدًا بَعْدَمَا ابْتَقَلَا وَقَالَ: [البحر الوافر] أَطَارَ عَقِيقَهُ مِنْهُ نَسِيلٌ ... وَحَمْلَجَ مَرَّ ذِي شَطَنٍ بَدُوعِ قَوْلُهُ: عَقِيقَهُ: وَبَرُهُ الْأَوَّلُ. وَنَسِيلٌ: وَبَرُهُ الثَّانِي، وَحَمْلَجَ: فَتَلَ، وَالْمَرُّ: الْفَتْلُ، وَذُو شَطَنٍ: حَبْلٌ. قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ: [البحر الرمل] صَخِبُ التَّعْشِيرِ نَهَّاقُ الضُّحَى ... نَاسِلٌ عِقَّتُهُ مِثْلُ الْمَسَدْ قَوْلُهُ: إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُهُ فَرَقْ , فَكَأَنَّهُ الشَّعْرُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ وُلِدَ مَعَهُ. وَمَعْنَاهُ إِذَا طَالَ حَتَّى يَنْفَرِقَ هُوَ لِكَثْرَتِهِ فَرَقَهُ , وَإِلَّا تَرَكَهُ عَلَى حَالِهِ , وَلَمْ يُفَرِّقْهُ , وَقَدْ جَعَلَ الْوَبَرَ عَقِيقَةً , وَإِنْ لَمْ يُولَدْ مَعَهُ. قَالَ: [البحر الوافر] أَذَلِكَ أَمْ أَقَبُّ الْبَطْنِ جَأْبٌ ... عَلَيْهِ مِنْ عَقِيقَتِهِ عِفَاءُ

جَأْبٌ: حِمَارٌ غَلِيظٌ، وَالْعِفَاءُ: بَقِيَّةُ وَبَرِهِ , وَالْجَمْيعُ عُقُقٌ , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] طَيَّرَ عَنْهَا النَّسْءَ حَوْلِي الْعُقُقْ ... فَمَارَ عَنْهُنَّ مُوَارَاتُ الْمِزَقْ النَّسْءُ: بُدُوُّ سِمَنٍ، وَحَوْلِيٌّ: مَا أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ وَمَا سَقَطَ، وَالْمِزَقُ: مَا تَمَزَّقَ مِنَ الْوَبَرِ. أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَقِيقَةُ مِنَ الْوَبَرِ سِلْسِلَةٌ تَتَصَدَّعُ فِي السَّمَاءِ كَأَنَّهَا عَمُودٌ , يُقَالُ: إِنَّ هَذَا بَرْقٌ ذُو عَقِيقَةٍ , وَيُقَالُ: انْعَقَّ الْبَرْقُ وَعَقَّ , وَهُوَ انْشِقَاقُهُ , قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: [البحر الوافر] بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الْخَطِّيِّ لُدْنٍ ... وَبِيضٍ كَالْعَقَائِقِ يَخْتَلِينَا وَقَوْلُهُ: وَهُوَ بِالْعَقِيقِ , وَادٍ عَلَى مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ قَبْلَ ذِي الْحُلَيْفَةِ. قَالَ الْمَجْنُونُ: وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيقُ وَأَهْلُهُ ... وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيقِ تُوَاصِلُهُ

وَالْعَقِيقَانِ: عَقِيقُ تَمْرَةٍ , وَعَقِيقُ الْبَيَاضِ فِي بِلَادِ بَنِي عَامِرٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْيَمَنِ , وَبَيْنَهُمَا رَمْلُ الدَّبِيلِ , وَرَمْلُ يَبْرِينَ , وَفِيهِمَا قَالَ أَبُو خِرَاشٍ: [البحر الطويل] دَعَا قَوْمَهُ لَمَّا اسْتَحَلَّ حَرَامَهُ ... وَمِنْ دُونِهِمُ عَرْضُ الْأَعِقَّةِ وَالرَّمْلُ وَلَوْ سَمِعُوا مِنْهُ دُعَاءً يَرُوعُهُمْ ... إِذًا لَأَتَتْهُ الْخَيْلُ أَعْيُنُهَا قَبْلُ قَالَ الْأَخْفَشُ: نَزَلَ غُلَامٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , ثُمَّ مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ فِي بَنِي جُرَيْبٍ مِنْ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ مُجَاوِراً فِيهِمْ , فَغَزَا مَعَهُمْ , فَغَدَرَ بِهِ جَارُهُ وَاسْمُهُ غَاسِلُ بْنُ قِيمَةَ , فَقَتَلَهُ , وَأَخَذَ سِلَاحَهُ , فَإِيَّاهُ عَنَى أَبُو خِرَاشٍ بِقَوْلِهِ: «دَعَا قَوْمَهُ لَمَّا اسْتَحَلَّ حَرَامَهُ» أَيْ: جِوَارُهُ وَعَهْدُهُ , وَدُونَهُ وَدُونَ قَوْمِهِ , عَرْضُ الْأَعِقَّةِ وَالرَّمْلُ , ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ سَمِعُوا مِنْهُ دُعَاءً يَرُوعُهُمْ ... إِذًا لَأَتَتْهُ الْخَيْلُ أَعْيُنُهَا قُبْلُ لَمْ يُرِدْ أَعْيُنَ الْخَيْلِ , أَرَادَ أَعْيُنَ فِرْسَانِهَا فِيهَا , كَالْقَبَلِ وَهُوَ دُونَ الْحَوَلِ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ

وَفِي قَوْلِهِ: عَرْضُ الْأَعِقَّةِ , حُجَّةٌ لِمَنْ حَجَبَ بِالْأَخَوَيْنِ الْأُمَّ عَنِ الثُّلُثِ إِلَى السُّدُسِ , لِمَنْ قَالَ ذَلِكَ غَيْرَ ابْنِ عَبَّاسٍ , فَإِنَّهُ لَمْ يَحْجُبْهَا إِلَّا بِثَلَاثَةٍ , وَأَبُو خِرَاشٍ هَهُنَا قَالَ: عَرْضُ الْأَعِقَّةِ , فَجَمَعَ , وَإِنَّمَا هُمَا عَقِيقَانِ. قَوْلُهُ: «وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» هُوَ قَطِيعَتُهُمَا , عَقَّ يَعَقُّ عَقًّا وَعُقُوقًا , وَهُوَ عَاقٌّ. قَالَ: [البحر الطويل] إِنَّ الْبَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُ ... مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَبَرَّ الْأَبْعَدَا وَقَالَ زُهَيْرٌ: [البحر الطويل] فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِنٍ ... بَعِيدَيْنِ فِيهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَمِ. أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَقِيقَةُ الرَّمْلِ: طَرِيقُهُ مِنْهُ , فَإِذَا جَمَّمَ النَّبْتُ , فَقَدْ عَقَّ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] كَعَقِيلَةِ الْأُدْحِيِّ أَحْصَنَهَا ... مِنْ رِهْمَةٍ بِعَقِيقَةٍ قَفْرِ قَوْلُهُ: «يَقُودُ فَرَسًا عَقُوقًا» . وَقَوْلُهُ: «فَعَقَّتِ الْفَرَسُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: إِذَا انْدَحَّ بَطْنُ الْفَرَسِ بِالْحَمْلِ فَهِيَ عُقُوقٌ , وَهُنَّ عُقُقٌ وَعَقَائِقُ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ الْعُقُقُ: جَمْعُ الْعُقُوقِ وَهِيَ الْحَامِلُ إِذَا ضَخُمَ بَطْنُهَا , وَهِيَ عُقُوقٌ , وَلَا يُقَالُ: مُعِقٌّ , وَأَنْشَدَنَا: وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصًا رَبَّ الْفَلَقْ ... سِرًّا وَقَدْ أَوَّنَ تَأْوِينَ الْعُقُقْ أَوَّنَ: عَظُمَتْ بُطُونُهَا مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ، وَالْعُقُقُ: الْحَامِلُ إِذَا عَظُمَ بَطْنُهَا. وَقَالَ زُهَيْرٌ: [البحر البسيط] غَزَتْ سِمَانًا فَآبَتْ ضُمَّرًا خُدُجًا ... مِنْ بَعْدِمَا جَدَبُوهَا بُدَّنًا عُقُقَا بُدَّنًا: سِمَانًا , وَالْجَمِيعُ عِقَاقٌ. قَالَ أَبُو خِرَاشٍ: أَبَنَّ عِقَاقًا ثُمَّ يَرْمَحْنَ ظُلْمَهُ ... إِبَاءً وَفِيهِ صُورَةٌ وَذَمِيلُ أَبَنَّ: تَبَيَّنَ حَمْلَهُنَّ , فَالْفَحْلُ يُرِيدُهَا وَهِيَ تَرْمَحُ ظُلْمَهُ إِيَّاهَا , لِأَنَّهَا قَدْ حَمَلَتْ , فَهِيَ لَا تُرِيدُهُ , صُورَةٌ: مِيلٌ وَذَمِيلٌ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ أَبِي نُعَيْمَانِ , قِيلَ لَهُ: هَلْ عِنْدَكُمْ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَحْمِلُ شَيْءٌ

قَالَ: نَعَمْ , فَأَتَى بِهَا , فَقَالَ: «§يَا أَيَّتُهَا الرَّحِمُ الْعَقُوقُ , خُذْ كُرَاعًا وَفُوقْ , وَتَمْرَةً مِنَ الْعُذُوقْ , اجْعَلْهُ فِي الرَّحِمِ الْعَقُوقْ , لَعَلَّهَا تَعْلُقُ أَوْ تُفِيقْ , فَوَلَدَتْ فَأَتَى نُعَيْمَانُ بِغَنَمٍ وَسَمْنٍ , فَحَمَلَ مِنْهُ شَيْئًا إِلَى أَبِي بَكْرٍ , فَأَكَلَ مِنْهُ , ثُمَّ أَتَى فَأُخْبِرَ الْخَبَرَ , فَقَامَ فَاسْتَقَاءَ» قَوْلُهُ: «ذُقْ عُقَقُ» : يُرِيدُ يَا عَاقُّ , مِثْلُ: فجر يَا فاجر , وَخُبَثُ يَا خَبِيثُ , وَغُدَرُ يَا غَادِرُ وَقَوْلُهُ: «يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ الْعُقْعُقَ» , هُوَ طَائِرٌ وَالْقُعْقُعُ هُوَ طَائِرٌ أَيْضًا قَوْلُهُ: «وَعَقَى» الْعِقْيُ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ الصَّبِيِّ أَسْوَدُ حِينَ يُولَدُ , عَقَى يَعْقِي عَقْيًا , وَالِاسْمُ الْعِقْيُ , فَالْمَعْنَى: إِذَا شَرِبَ مِنْ لَبَنِ الْمَرْأَةِ وَعَقَى بَعْدَ شُرْبِهِ حَرُمَتْ وَقَوْلُهُ: إِنَّ فُلَانًا وَعْقَةٌ , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: رَجُلٌ وَعْقَةٌ: إِذَا كَانَ سَيِّئَ الْخُلُقِ , وَزَنِخٌ , وَشِنْظِيرٌ , وَهُوَ الَّذِي يَقَعُ فِي الْأَمْرِ بِجَهْلٍ. قَالَ رُؤْبَةُ: أَسْبَابُهُ بِالنَّجْمِ حِينَ حَلَّقَا ... بُعْدًا مِنَ الْغَدْرِ وَإِنْ تَوَعَّقَا

تَوَعَّقَ: تَعَسَّرَ، مَدَحَ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ , فَقَالَ: هُوَ بَعِيدٌ مِنَ الْغَدْرِ , وَمَنْ تَعَلَّقَ بِأَسْبَابِهِ فَكَأَنَّمَا تَعَلَّقَ بِالنَّجْمِ قَوْلُهُ: «وَيَأْمَنُ مَنْ أَمْسَى بِعِقْوَتِهِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: نَزَلَ فُلَانٌ بِعَقْوَتِهِ أَيْ: قَرِيبًا مِنْهُ , وَقَالَ غَيْرُهُ: عَقْوَةُ الدَّارِ: حَوَالَيْهَا وَقَالَ الْأَحْمَرُ: اذْهَبْ فَلَا أَرَيَنَّكَ بِعَقْوَتِي , وَعَقَاتِي , وَسَحْسَحِي , وسحاتي، وَحَرَاتِي , وَحَرَايَ , وَذَرَايَ وَزَادَ أَبُو زَيْدٍ: وَعَذِرَتِي وَجَنَابِي وَعَرَايَ قَوْلُهُ: «وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعُقَّهَا» أَصْلُ الْعَقِّ: الشَّقُّ , وَالْقَطْعُ يُشْبِهُ الْعَقَّ , عَقَّ ثَوْبَهُ: إِذَا شَقَّهُ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ: فَحَارَ وَعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ وَالْتَقَتْ ... بِأَبْطَحَ مِعْشَابِ الْخَلَاءِ مُجَزَّع وَصَفَ سَحَابًا , فَقَالَ: حَارَ: لَمْ يَأْخُذْ عَلَى الْقَصْدِ , وَعَقَّتِ الرِّيحُ مُزْنَهُ: شَقَّتْهُ , وَالْتَقَتِ الرِّيَاحُ بِأَبْطَحَ: وَادِي رَمْلٍ , وَمُجَزَّعٌ: فِيهِ طَرَائِقُ نَبْتٍ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: عَائِقَاتُ الدَّهْرِ: صَوَارِفُهُ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَقَى صُرُوفَ الدَّهْرِ غُولَ الْأَغْوَالْ ... إِنْ لَمْ تَعُقْهُ عَائِقَاتُ الْآجَالْ قَالَ الْأَخْفَشُ: تَعُقْهُ الْعَوَائِقُ: تَحْبِسْهُ. وَالتَّعْوِيقُ والِاعْتِيَاقُ , إِذَا أَرَدْتَ أَمْرًا فَصُرِفْتَ عَنْهُ , رَجُلٌ عُوَقَةٌ: ذُو تَعْوِيقٍ , وَقَالَ

: أَلَا هَلْ أَتَى أُمَّ الْحُوَيْرِثِ مُرْسِلِي ... إِلَى خَالِدٍ إِنْ لَمْ تَعُقْهُ الْعَوَائِقُ وَالْعَيُّوقُ: نَجْمٌ يَطْلُعُ بِحِيَالِ الثُّرَيَّا فِي طَرَفِ الْمَجَرَّةِ الْأَيْمَنِ يَطْلُعُ قَبْلَ الثُّرَيَّا بِعَشْرٍ قَالَ: [البحر المتقارب] يُرَاعِي الثُّرَيَّا وَعَيُّوقَهَا ... وَنَجْمَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمِرْزَمَا وَالْمِرْزَمُ: كَوْكَبٌ أَحْمَرُ أَسْفَلَ مِنْ زُحَلِ الْجَوْزَاءِ يُدْعَى مِرْزَمَ الْجَوْزَاءِ. وَالْعِقْيَانُ: ذَهَبٌ يَنْبُتُ نَبَاتًا لَيْسَ يُسْتَخْرَجُ مِنَ التُّرَابِ قَالَ: [البحر الرمل] كُلُّ قَوْمٍ صَيْقَةٌ مِنْ آنُكٍ ... وَبَنُو الْعَبَّاسِ عِقْيَانُ الذَّهَبِ وَالْعِقْيَانُ وَالنَّضِيرُ: الذَّهَبُ. وَالتِّبْرُ: الذَّهَبُ , وَيَكُونُ فِضَّةً غَيْرَ مَصُوغَةٍ فَأَمَّا اللُّجَيْنُ وَالْوَذِيلَةُ فَالْفِضَّةُ وَالْعَيْقَةُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ وَنَاحِيَتُهُ. وَالْعَقِيقُ: خَرَزٌ أَحْمَرُ يُنْظَمُ , وَاحِدُهُ عَقِيقَةٌ , وَانْعَقَّ الْغُبَارُ: سَطَعَ. وَيَعُوقُ: اسْمُ صَنَمٍ , وَالْوَعِيقُ: صَوْتٌ يُسْمَعُ مِنْ فَرْجِ الدَّابَّةِ

باب: قع

§بَابُ: قع

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ: " §بَعَثَتْ قُرَيْشٌ خَارِجَةَ بْنَ كُرْزٍ يَطَّلِعُ لَهُمْ , فَرَجَعَ حَامِدًا يُحْسِنُ الثَّنَاءَ , فَقَالُوا: إِنَّكَ أَعْرَابِيٌّ قَعْقَعُوا لَكَ السِّلَاحَ , فَطَارَ فُؤَادُكَ "

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ , أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: «§شَرَّ النِّسَاءِ السَّلْفَعَةُ الَّتِي لِأَسْنَانِهَا قَعْقَعَةٌ»

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحَسَنِ , حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ , حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§نَزَلَ مَعَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمِيقَعَةُ , وَالسِّنْدَانُ , وَالْكَلْبَتَانِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , حَدَّثَنِي أُسَامَةُ , عَنْ شَيْخٍ , مِنْ بَنِي سَعْدٍ -[55]-: «قَدِمَتْ حَلِيمَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَدْ §تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ وَأَعْطَاهَا أَرْبَعِينَ شَاةً وَبَعِيرًا مَوْقِعًا لِلظَّعِينَةِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ سُهَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§مَا مِنْ صَاحِبِ غَنْمٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلَّا بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ , تَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا , وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «§نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ أُقْعِيَ إِقْعَاءَ الْقِرْدِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ , عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّهُ رَأَى §ابْنَ عُمَرَ , وَابْنَ عَبَّاسٍ يُقْعِيَانِ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ: سَمِعْتُ طَارِقًا قَالَ: كَانَ بَيْنَ سَعْدٍ وَخَالِدٍ كَلَامٌ , فَذَهَبَ رَجُلٌ لِيَقَعَ فِي خَالِدٍ عِنْدَ سَعْدٍ , فَقَالَ: «مَهْ إِنَّ §مَا بَيْنَنَا لَمْ يَبْلُغْ دِينَنَا»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ , عَنْ شُرَيْحٍ: اخْتَصَمَ إِلَيْهِ فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلَى رَجُلٍ قَالَ: «§يَضْمَنُ الْأَعْلَى الْأَسْفَلَ» قَوْلُهُ: «قَعْقَعُوا لَكَ السِّلَاحَ» , وَقَوْلُهُ: «تُسْمَعُ لِأَسْنَانِهَا قَعْقَعَةٌ» . وَهِيَ حِكَايَةُ صَوْتِ التِّرْسَةِ وَالْجُلُودِ الْيَابِسَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْقَعْقَعَةُ: صَوْتُ الرَّعْدِ وَصَوَاعِقُهُ , وَأَنْشَدَنا: [البحر الطويل] يُسَهَّدُ مِنْ لَيْلِ الْعِشَاءِ سَلِيمُهَا لِحَلْيِ النِّسَاءِ فِي يَدَيْهِ قَعَاقِعُ وَصَفَ حَيَّةً , فَقَالَ: إِذَا لَسَعَتْ رَجُلًا يُسَهَّدُ: يُوقَظُ , سَلِيمُهَا: لَسِيعُهَا , يُجْعَلُ فِي يَدَيْهِ الْحُلِيُّ وَالْخَلَاخِلُ فَيُحَرِّكُهُ لِكَيْ لَا يَنَامَ , فَيَدُبَّ السُّمُّ فِيهِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: [البحر] شَاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقَعَانِيِّ الصَّلَقْ قَعْقَعَةَ الْمِحْوَرِ خُطَّافَ الْعَلَقْ

قَوْلُهُ: «نَزَلَ مَعَ آدَمَ الْمِيقَعَةُ» , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمِيقَعَةُ: الْمِطْرَقَةُ الَّتِي تَضْرِبُ بِهَا الْحَدِيدَ , وَالْجَمْعُ الْمَوَاقِعُ , وَمِنْهُ وَقَعْتُ السَّهْمَ أَقَعُهُ وَقْعًا إِذَا ضَرَبْتَهُ بِالْمِيقَعَةِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَقَعْتُ الْمُدْيَةَ وَالسَّيْفَ , أَقَعُهَا وَقْعًا: إِذَا دَقَقْتَهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ حَتَّى تُرِقَّهَا وَتُسَوِّيَ فُلُولًا إِنْ كَانَ فِيهَا , وَهِيَ مُدْيَةٌ مَوْقُوعَةٌ , وَوَقِيعٌ. وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] سِلَاطٌ حِدَادٌ أَرْهَفَتْهَا الْمَوَاقِعُ وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر] كَأَنَّ عَرَاقِيبَ الْقَطَا أُطُرٌ لَهَا حَدِيثُ نَوَاحِيهَا بِوَقْعٍ وَصُلَّبُ يَقُولُ: الْعَقَبَةُ: الَّتِي عَلَى فُوقِ السَّهْمِ , شَبَّهَهَا بِعَراقِيبِ الْقَطَا. وَالْأُطْرَةُ: عَقَبَةٌ يُحَاطُ بِهَا عَلَى الْفُوقِ. بِوَقْعٍ: بِضَرْبٍ. الصُّلَّبُ: مَسَانٌّ كِبَارٌ , لَيْسَ هِيَ فِرَاخًا

وَقَالَ عَنْتَرَةُ: [البحر] وَآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي وَفِي الْبَجَلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقِيعُ قَوْلُهُ: أَعْطَاهَا بَعِيرًا مُوَقَّعًا: أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ لِلْبَعِيرِ إِذَا كَثُرَ بِهِ أَثَرُ الدَّبَرِ: إِنَّهُ لَمُوَقَّعُ الظَّهْرِ , وَالْمَكَانُ الصُّلْبُ يُمْسِكُ الْمَاءَ كَالنُّقْرَةِ , وَهُوَ وَقِيعَةٌ , وَمِثْلُهُ الْوَقْطُ وَالْوَجْذُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ: الْوَقِيعُ مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي تُنَشِّفُ الْمَاءَ. أَرْضٌ وَقِيعَةٌ , وَمَكَانٌ وَقِيعٌ , وَقَالَ غَيْرُهُ: الْجَمْعُ وَقَائِعُ , قَالَ: [البحر الطويل] إِذَا شَاءَ رَاعِيهَا اسْتَقَى مِنْ وَقِيعَةٍ كَعَيْنِ الْغُرَابِ صَفْوَةً لَمْ تَكَدَّرِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] إِذَا مَا اسْتَبَالُوا الْخَيْلَ كَانَ أَكُفُّهُمْ وَقَائِعَ لِلْأَبْوَالِ وَالْمَاءُ أَبْرَدُ وَقَوْلُهُ: «بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: قَاعَةُ الدَّارِ , وَسَاحَةُ الدَّارِ , وَبَاحَةُ الدَّارِ , وَصَرْحَةُ الدَّارِ , وَقَارِعَةُ الدَّارِ , وَعَذِرَةٌ: كُلُّهُ وَاحِدٌ , وَالْقَاعُ: الْأَرْضُ الَّتِي طِينَتُهَا حُرَّةٌ , وَالْجَمِيعُ: الْقِيعَانُ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [النور: 39] , أَيْ: بِقَاعٍ مِنَ الْأَرْضِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§بِقِيعَةٍ} [النور: 39] : «أَيْ بِقَاعٍ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ: «الْقِيعَةُ وَالْقَاعُ وَاحِدٌ»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , " {§بِقِيعَةٍ} [النور: 39] : جِمَاعُ الْقَاعِ , كَمَا قَالُوا: جَارٌ وَجِيرَةٌ " وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] كَأَنَّ أَيْدِيهُنَّ بِالْقَاعِ الْقَرِقْ ... أَيْدِي عَذَارَى يَتَعَاطَيْنَ الْوَرِقْ الْوَرِقُ: يَعْنِي الدَّرَاهِمَ , وَالْوَرِقُ مِنَ الْأَثَاثِ وَالْوَرَقُ وَرَقُ الشَّجَرِ وَالْبَيَاضُ , وَصَفَ حُمُرًا غَدَتْ لِتَرِدَ , فَقَالَ: كَأَنَّ أَيْدِيهُنَّ , فَسَكَّنَ الْيَاءَ , وَكَانَ الْحُكْمَ أَنْ يَنْصِبَهَا , فَيَقُولَ: كَأَنَّ أَيْدِيَهُنَّ , فَاضْطَرَّ إِلَى ذَلِكَ , كَمَا قَالَ: سِوَى مَسَاحِيهُنَّ تَقْطِيطَ الْحُقَقْ

فَسَكَّنَ الْيَاءَ مِنْ ضَرُورَةِ الشِّعْرِ وَالْقَاعُ الْقَرِقُ وَالْقَرْقَرُ , وَالْقَرَقُوسُ: الْأَمْلَسُ الَّذِي لَا شَيْءَ فِيهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ الْعَبْسِيُّ: لَا أَعْرِفُ الْقَرَقُوسَ قَوْلُهُ: «نَهَى عَنِ الْإِقْعَاءِ» فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِي جُلُوسِهِ كَأَنَّهُ مُتَسَانِدٌ إِلَى ظَهْرِهِ , وَالْكَلْبُ وَالذِّئْبُ يُقْعِيَانِ , وَهُوَ وَضْعُ الْأَلْيَةِ عَلَى الْأَرْضِ , وَنَصْبُ السَّاقَيْنِ , وَوَضْعُ الرَّاحَتَيْنِ عَلَى الْأَرْضِ , وَهَذَا لَا رُخْصَةَ فِيهِ وَأَمَّا الْإِقْعَاءُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فَفِيهِ رُخْصَةٌ أَنْ يَنْصِبَ قَدَمَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ , وَيَجْلِسَ عَلَيْهِمَا. وَالْإِقْعَاءُ فِي الْأَنْفِ أَنْ تُشْرِفَ الْأَرْنَبَةُ , ثُمَّ تُقْعِي نَحْوَ الْقَصَبَةِ , وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: قَاعَ الْفَحْلُ , وَقَعَا: إِذَا سَفِدَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لِفَحْلِنَا , إِنْ سَرَّهُ التَّنَوُّخُ ... قَاعٌ وَإِنْ يُتْرَكْ فَشَوْلً دُوَّخُ

يَقُولُ: إِنْ تَرَكَهَا الْفَحْلُ , وَهِيَ الَّتِي أَتَى لِحَمْلِهَا تِسْعَةُ أَشْهُرٍ فَخَفَّ لَبَنُهَا: ارْتَفَعَ وَقَلَّ وَشَالَتِ الْمِيزَانُ: خَفَّتْ. وَشَالَتْ نَعَامَتُهُمْ: مَضَوْا قَوْلُهُ: «فَوَقَعَ فِي خَالِدٍ عِنْدَ سَعْدٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي النَّاسِ وَقِيعَةً. وَفُلَانٌ وَقَاعٌ وَوَقَّاعَةٌ , وَوَقَعَ فُلَانٌ بِمَا أَكْرَهُ , إِذَا قَالَ فِي النَّاسِ. وَأَوْقَعَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ مَا يَسُوؤُهُ , وَفُلَانٌ ذُو وَقِيعَةٍ فِي النَّاسِ يَغْتَابُهُمْ , وَأَوْقَعَ بِهِ الدَّهْرُ إِيقَاعًا. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: " وَقَعْتُ بِالْقَوْمِ أَقَعُ وَقِيعَةً , وَوَقْعَةً. وَأَوْقَعْتُ بِهِمْ , أُوقِعُ إِيقَاعًا قَالَ: لَقَدْ أَوْقَعَ الْجَحَّافُ بِالْبِشْرِ وَقْعَةً ... إِلَى اللَّهِ مِنْهَا الْمُشْتَكَى وَالْمُعَوَّلُ

وَقَالَ: [البحر الكامل] يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الْوَقِيعَةَ أَنَّنِي ... أَغْشَى الْوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ الْمَغْنَمِ قَوْلُهُ: «رَجُلٌ وَقَعَ عَلَى رَجُلٍ» : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: وَقَعَ الشَّيْءُ يَقَعُ وُقُوعًا , وَمَكَانُهُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الْمَوْقِعَةُ. وَوَقَعَ مِنْ يَدِي , وَسَقَطَ مِنْ يَدِي , وَوَقَعَ بِالْأَرْضِ , وَلَا يُقَالُ: سَقَطَ , كَمَا قَالَ الرَّاعِي: [البحر الكامل] وَقَعَ الرَّبِيعُ وَقَدْ تَقَارَبَ خَطْوُهُ ... وَرَأَى بِعَقْوَتِهِ أَزَلَّ نَسُولَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: وَقَعَ يُوقِعُ وَقْعًا: إِذَا اشْتَكَى لَحْمَ قَدَمَيْهِ مِنْ غِلَظِ الْأَرْضِ. أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْوَقْعُ: الْحَفَى قَالَ الْأَخْطَلُ: تَنْجُو نَجَاءَ أَتَانِ الْوَحْشِ إِذْ رَتَكَتْ ... وَمَسَّ أَخْفَافَهُنَّ النَّصُّ وَالْوَقْعُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْوَقِعُ: الْحَفِيُّ , وَيُقَالُ: وَقَعَتِ النَّاقَةُ , أَيْ حَفِيَتْ. وَوَقَعَ الرَّجُلُ. وَأَنْشَدَنَا

: يَا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ ... وَشَرَكًا مِنِ اسْتِهَا لَا تَنْقَطِعْ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْوَقَعُ: الْحَفَى , وَوَقَّعَتْهُ الْحِجَارَةُ: إِذَا نَكَّبَتْهُ وَأَنْشَدَ: كُلُّ الْحِذَاءِ يَحْتَذِي الْحَافِي الْوَقِعْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: وَقَعْتُ عَنْ كَذَا , وَمَنْ كَذَا وَقْعَةً وَوُقُوعًا , وَوَقَعْتُ فِي الْعَمَلِ وُقُوعًا , وَأَوْقَعَ بِهِ الدَّهْرُ إِيقَاعًا , وَكَوَى فُلَانٌ فُلَانًا , وَقَاعِ يَا هَذَا , وَهِيَ كَيَّةٌ مِنْ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ. قَالَ: وَكُنْتُ إِذَا مُنِيتُ بِخَصْمِ سُوءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فَأَكْوِيهِ وَقَاعِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْهُذَلِيِّ قَالَ: " الْوَقْعُ: الطَّخَافُ مِنَ السَّحَابِ , وَهُوَ الَّذِي يُطْمَعُ أَنْ يُمْطِرَ "

قَالَ الطَّائِيُّ: الْوَقِيعَةُ تُتَّخَذُ مِنَ الْخُوصِ وَالْعَرَاجِينَ مِثْلُ السَّلَّةِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَعْقَى إِعْقَاءً إِذَا اشْتَدَّتْ مَرَارَتُهُ قَالَ: لَا تَكُنْ حُلْوًا فَتُسْتَرَطَ , وَلَا مُرًّا فَتُعْقِي. وَالْقُعَاعُ مَاءٌ مُرٌّ غَلِيظٌ , وَالْقَعْقَاعُ: طَرِيقٌ بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَالْكُوفَةِ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَرَ: فَلَمَّا أَنْ بَدَا الْقَعْقَاعُ لَجَّتْ ... عَلَى شَرَكٍ تُنَاقِلُهُ نِقَالَا الْقَعْوُ: الَّذِي تَكُونُ فِيهِ الْبَكَرَةُ مِنْ خَشَبٍ , وَإِنْ كَانَ حَدِيدًا فَهُوَ خُطَّافٌ , وَأَنْشَدَنَا: مَقْذُوفَةٌ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ الْقَعْوِ بِالْمَسَدِ قَوْلُهُ: مَقْذُوفَةٌ أَيْ: رُمِيَتْ بِالنَّحْضِ وَالنَّحْضُ: اللَّحْمُ

وَالدَّخِيسُ: الْكَثِيرُ , لِبَازِلِهَا صَرِيفٌ: صِيَاحٌ وَالْقَعْوُ: الَّذِي فِيهِ الْبُكْرَةُ وَالْمَسَدُ: حَبْلٌ مِنْ لِيفِ الْمُقْلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اسْمُ ضِرَابِ الْفَحْلِ الْقَعْوُ , قَاعَ يَقْعُو قُعُوًّا , وَقَاعَ يَقُوعُ قَوْعًا وَقِيَاعًا , وَعَاسَهَا وَقَرَعَهَا وَمَخَطَهَا مَخْطًا. وَزَادَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيِّ: تَجَثَّمَهَا وَتَسَنَّمَهَا وَتَدَأَّمَهَا , وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هَذَا فَرَسٌ إِذَا أَقْبَلَ قُلْتَ: أَقْعَى , وَإِذَا وَلَّى , قُلْتَ: جَبَا , وَإِذَا اسْتَعْرَضْتَهُ , قُلْتَ: اسْتَوَى

الحديث الثاني

§الْحَدِيثُ الثَّانِي

باب: رم

§بَابُ: رم

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَبِيبٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ , حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ شُمَيْخٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْخَوَارِجَ قَالَ: " §يَنْظُرُ الرَّامِي فِي الْفُوُقِ , فَتَمَارَى: هَلْ رَأَى شَيْئًا أَمْ لَا؟ "

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ بَهْزٍ -[67]-: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَرَّ بِالرَّوْحَاءِ , §فَإِذَا حِمَارٌ وَحْشٌ عَقِيرٌ , فَجَاءَ الْبَهْزِيُّ , فَقَالَ: رَمِيَّتِي , فَكُلُوهُ "

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ قَالَ: «§الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ , إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ , عَنِ الْقَعْقَاعِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ §يَنْهَى فِي الِاسْتِنْجَاءِ عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ جَابِرٍ , عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ , عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ -[68]- عَلَيَّ» , قَالُوا: كَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ وَقَدْ §أَرَمْتَ؟ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ مُحَيِّصَةَ , أَصْبَحَ قَتِيلًا عَلَى بَابِ خَيْبَرَ , فَغَدَا أَخُوهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «§شَاهِدَاكَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ يَدْفُعُ إِلَيْكَ بِرِمَّتِهِ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُقَرِّنِ: «§إِنِّي هَازٌّ الرَّايَةَ ثَلَاثَ هَزَّاتٍ , فَأَمَّا أَوَّلُ هَزَّةٍ , فَيَقْضِي الرَّجُلُ حَاجَتَهُ , وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَيَنْظُرُ إِلَى شِسْعِهِ , وَرَمٍّ مِنْ سِلَاحِهِ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ: «§حَمَلْتُ أَنَا وَرَجُلٌ , مَعِي عَلَى رِمٍّ مِنَ الْأَكْرَادِ أَرْبَعِمِائَةٍ , فَأَعْطَوْا بِأَيْدِيهِمْ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ , وَحَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ طَارِقٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§عَلَيْكُمْ بِأَلْبَانِ الْبَقَرِ , فَإِنَّهَا تَرْتَمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: «§الدَّجَّالُ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ هَذِهِ الْعَنْزِ الَّتِي تَرْتَمُّ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ»

حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ , أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ زُرَارَةَ , عَنْ عُمَرَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَلَّى الظُّهْرَ , فَقَالَ: «أَيُّكُمْ قَرَأَ سَبِّحِ» ؟ §فَأَرَمَّ الْقَوْمُ قَالَ رَجُلٌ: أَنَا قَالَ: «لَقَدْ عَلِمْتُ , لَقَدْ خَالَجْتَنِيهَا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَهَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ السَّعْدِيُّ , حَدَّثَنِي جَدِّي مَالِكُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ جَدِّي أَبِي أُسَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: «يَا عَمُّ , §لَا تَرِمْ مَنْزِلَكَ , وَاجْمَعْ بَنِيكَ حَتَّى آتِيَكُمْ»

وَبَلَغَنِي عَنِ الزُّبَيْرِيِّ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§فِيمَا يُوجَدُ فِي آرَامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَخِرَبِهَا الْخُمُسُ» قَوْلُهُ: «لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ» , يُقَالُ: رَمَى يَرْمِي , وَالْفَاعِلُ الرَّامِي , وَالْمَفْعُولُ بِهِ الْمَرْمِيُّ قَوْلُهُ: «يَنْظُرُ الرَّامِي» , هُوَ الْفَاعِلُ. وَرَمِيَّتِي هِيَ مَا رَمَيْتُ. قَالَ: [البحر الرمل]

فَهُوَ لَا تَنْمِي رَمِيَّتُهُ ... مَالُهُ لَا عُدَّ مِنْ نَفَرِهْ وَصَفَ صَائِدًا قَالَ: فَهُوَ لَا تَنْمِي رَمِيَّتُهُ: نَمَتِ الرَّمِيَّةُ: ذَهَبَتْ بِالسَّهْمِ , لَا عُدَّ مِنْ نَفَرِهْ: يَدْعُو عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ وَقَوْلُهُ: «أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ» , هُوَ الزِّيَادَةُ , وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: الرَّمَاءُ: الرِّبَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَرْمَى عَلَى الْخَمْسِينَ إِرْمَاءً , وَوَذَّمَ تَوْذِيمًا , وَذَرَفَ تَذْرِيفًا , إِذَا زَادَ قَالَ: وَأَسْمَرَ خَطِّيًّا كَأَنَّ كُعُوبَهُ ... نَوَى الْقَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِرَاعًا عَلَى الْعَشْرِ قَوْلُهُ: «نَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ» سَمِعْتُ عَمْرًا , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الرِّمَّةُ: الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ , وَالرِّمَّةُ: قِطْعَةُ حَبْلٍ , وَالْجَمِيعُ رُمَمٌ وَمِثْلُهُ: «وكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ» . كَذَا يَقُولُهُ -[72]- الْمُحَدِّثُونَ , وَلَا أَعْرِفُ وَجْهَهُ , وَالصَّوَابُ: وَقَدْ أَرْمَمْتَ , أَوْ رَمَمْتَ: أَيْ: صِرْتَ رَمِيمًا , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78] , نَزَلَتْ فِيمَا:

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , عَنْ هُشَيْمٍ , أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ: " أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلْفٍ §جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ , فَفَتَّهُ , وَقَالَ: أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا؟ " أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الرَّمِيمُ: الرُّفَاتُ وَسَمِعْتُ أَبَا عَدْنَانَ يَقُولُ: رَمَّ فُلَانٌ: إِذَا مَاتَ , فَصَارَتْ عِظَامُهُ رِمَّةً , أَيْ: بَالِيَةً , وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ: مَا هَذَا إِلَّا رِمَّةٌ , أَيْ: قَدْ صَارَ فِي هَذَا الْحَدِّ. وَأَنْشَدَنَا أَبُو عَدْنَانَ: [البحر الرجز] إِمَّا تَرَيْنِي الْيَوْمَ يَا أُمَّ الْحَكَمْ ... تَحْتَ الْخَفَاءِ رِمَّةً مِنَ الرِّمَمْ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] فَأَدَّيْتُمُ أَسْتَاهَ نِيبٍ تَجَمَّعَتْ ... عَلَى رِمَّةٍ مِنَ الرِّمَامِ تَفَادِيَا وَأَنْشَدَنَا ابْنُ عَائِشَةَ: -[73]- وَالنِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةٌ خَلَقًا ... بَعْدَ الْمَمَاتِ فَإِنِّي كُنْتُ أَثَّئِرُ النِّيبُ: الْإِبِلُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةٌ خَلَقًا: بَالِيَةً , وَالْإِبِلُ تَأْكُلُ الْعِظَامَ إِذَا بَلِيَتْ , تُمَلِّحُ بِهَا. أَثَّئِرُ: آخُذُ بِثَأْرِي قَوْلُهُ: «يُدْفَعُ إِلَيْكَ بِرُمَّتِهِ» : الرُّمَّةُ: الْحَبْلُ , دَفَعَ الدَّابَّةَ بِرُمَّتِهِ بِحَبْلٍ فِي عُنُقِهِ قَوْلُهُ: «وَرَمٍّ مِنْ سِلَاحِهِ» الرَّمُّ: إِصْلَاحُ مَا قَدْ فَسَدَ وَتَفَرَّقَ قَالَ: [البحر البسيط] هَلْ حَبَلُ خَرْقَاءَ بَعْدَ الْوَصْلِ مَرْمُومُ؟ ... أَمْ هَلْ لَهَا آخِرَ الْأَيَّامِ تَكْلِيمُ قَوْلُهُ: " حَمَلْتُ عَلَى رِمٍّ مِنَ الْأَكْرَادِ: أَيْ جَمَاعَةٍ نُزُولٍ , كَالْحَيِّ مِنَ الْأَعْرَابِ قَوْلُهُ: «تَرْتَمُّ مِنْ كُلِّ الشَّجَرِ» , وَقَوْلُهُ: «وَعَنْزٌ تَرْتَمُّ فِي الْمَسْجِدِ» , أَيْ: تَأْخُذُهُ بِمَرَمَّتَيْهَا , وَهُمَا شَفَتَاهَا. وَيُقَالُ: الشَّاةُ تَرْتَمُّ -[74]- الْحَشِيشَ بِمَرَمَّتَيْهَا قَوْلُهُ: «فَأَرَمَّ الْقَوْمُ» , أَيْ سَكَتُوا عَلَى أَمْرٍ فِي أَنْفُسِهِمْ , وَتَرَمْرَمَ الْقَوْمُ: أَيْ حَرَّكُوا أَفْوَاهَهُمْ بِالْكَلَامِ , وَلَمَّا يَفْعَلُوا قَالَ: [البحر البسيط] إِذَا تُرَمْرِمُ أَغْضَى كُلُّ جَبَّارٍ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَرَمَّ وَأَطِمَ وَطَلْسَمَ وَبَلْسَمَ وَأَخْرَدَ: إِذَا سَكَتَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: التَّرَمْرُمُ: التَّحَرُّكُ وَالْكَلَامُ مِنَ الْجَزَعِ عِنْدَ الشَّدِيدَةِ , وَتَرَمْرَمَ الْقَوْمُ وَهُوَ كَلَامُهُمْ وَإِقْبَالُهُمْ وَإِدْبَارُهُمْ قَوْلُهُ: «فَتَمَارَى , هَلْ رَأَى شَيْئًا؟» , هُوَ مِنَ الِامْتِرَاءِ وَالْمِرْيَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: 23]

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} [السجدة: 23] مِنْ أَنْ تَلْقَى مُوسَى , يَعْنِي: لَا تَكُنْ فِي شَكٍّ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ حُسَيْنٍ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرٍو , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " قَدْ §أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ قَدْ كُذِّبَ وَأُوذِيَ , فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ , أَيْ: شَكٍّ , أَنْ تَلْقَى مِثْلَ مَا لَقِيَ مُوسَى " وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلُّ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} [الأنعام: 2]

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ: " {§تَمْتَرُونَ} [الدخان: 50] : تَشُكُّونَ فِي الْبَعْثِ " وَيُقَالُ: مَا عَنْ ذَلِكَ الْأَمْرِ حَمٌّ وَلَا رَمٌّ , أَيْ: لَيْسَ يَحُولُ دُونَهُ غَيْرُهُ. وَالرَّمُّ: صِلَةُ لِحَمَّ , مِثْلُ بَسَنٍّ , صِلَةٌ لَحَسَنٍ , وَيُقَالُ: جَاءَ بِالطِّمِّ وَالرِّمِّ: مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ فُتَاتِ الْأَشْيَاءِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الرِّيمُ: عَجْبُ الذَّنْبِ , وَالرِّيمُ: الْفَاضِلُ مِنَ الْأَنْصِبَاءِ إِذَا قُسِمَتِ الْجَزُورُ , وَالرِّيمُ: الْعِلَاوَةُ بَيْنَ الْجُوَالِقَيْنِ قَوْلُهُ: «لَا تَرِمْ مَنْزِلَكَ» الرِّيمُ: الْبَرَاحُ , مَا يَرِيمُ يَفْعَلُ: مَا يَبْرَحُ يَفْعَلُ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر المتقارب] أَبَانَا فَلَا رِمْتَ مِنْ عِنْدِنَا ... فَإِنَّا بِخَيْرٍ إِذَا لَمْ تَرِمْ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الرِّيمُ: الْفَضْلُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الرِّيمُ: الزِّيَادَةُ , وَأَنْشَدَ: مُجَرَّسَاتٍ غِرَّةَ الْغَرِيرِ ... بِالرِّيمِ وَالرَّيْمُ عَلَى الْمَسْجُورِ

قَوْلُهُ: «فِيمَا يُوجَدُ فِي الْآرَامِ» هِيَ أَعْلَامٌ كَانَتْ تَبْنِيهَا عَادٌ , الْوَاحِدُ إِرَمٌ وَالرَّمْرَامُ: حَشِيشُ الرَّبِيعِ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: هَلْ غَيْرُ دَارٍ بَكَرَتْ رِيحُهَا ... تَسْتَنُّ فِي حَائِلِ رَمْرَامِهَا وَالْآرَامُ: الظِّبَاءُ , وَاحِدُهَا رِئْمٌ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: عَلَيْهِنَّ شُعْثٌ عَامِدِينَ لِبَرِّهِمْ ... وَهُنَّ كَآرَامِ الصَّرِيمِ خَوَاضِعُ وَالرَّأْمُ: الْعَطْفُ وَأَنْشَدَنَا: كَمَا تَدَانَى الْحِدَأُ الْأُوِيُّ ... رَوَائِمًا لَوْ يَرْأَمُ الْأُثْفِيُّ وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: لَا رَائِمٌ فَيَرُدُّ نَهْمَتَهَا ... وَلَدٌ وَلَمْ يَلْجُجْ بِهَا نَفَرُ

يَصِفُ الرِّيحَ , يَقُولُ: لَيْسَ هُبُوبُهَا أَنَّهَا تَرْأَمُ وَلَدًا , وَلَكِنْ كَذَا خِلْقَتُهَا. كَمَا قَالَ ابْنُ مُفَرِّغٍ: الرِّيحُ تَبْكِي شَجْوَهَا ... وَالْبَرْقُ يَلْمَعُ فِي الْغَمَامَهْ يَقُولُ: كَذَا خِلْقَةُ الرِّيحِ , لَيْسَ أَنَّ لَهَا بُكَاءً عَلَى مَيِّتٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِنَّهُ لَيَحْرُقُ عَلَيْهِ الْأَرَمَّ , يَعْنِي الْأَضْرَاسَ , أَيْ: يَصْرِفُ مِنَ الْغَضَبِ قَالَ: [البحر الرجز] يَلُوكُ مِنْ حَرْدٍ عَلَيْهِ الْأَرْمَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] تَقَرُّبًا وَالْأَمْرُ لَمَّا يَفْقُمِ ... فَجَعَلُوا الْعِتَابَ حَرْقَ الْأُرَّمِ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: يُقَالُ: رَمِيٌّ , وَأَرْمِيَةٌ , وَهُوَ سَحَابٌ شَدِيدُ الْوَقْعِ وَأَنْشَدَ: هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ ... رِجَالٌ مِثْلَ أَرْمِيَةِ الْحَمِيمِ -[78]- وَرَوَى عُمَرُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الطَّائِيِّ: الْأُرُمُ: النَّخْلُ , تَطُولُ وَلَا تَحْمِلُ. وَأَرِمَ الْقَوْمُ أَرَمًا: إِذَا هَلَكُوا , وَهِيَ سَنَةٌ أَرِمَةٌ

باب: مر

§بَابُ: مر

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ مُرِّيِّ بْنِ قَطَرِيٍّ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَصِيدُ الصَّيْدَ فَلَا أَجِدُ مَا أَذْبَحُهُ بِهِ قَالَ: «§أَمِرِ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ:: هُوَ خَطَأٌ , وَالْمُحَدِّثُونَ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ كَذَا

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا أَبُو إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ , أَنَّهُ قَالَ: «§لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ , أَصْبَحَتْ مُلُوكُ بَنِي الْأَصْفَرِ تَخَافُهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , أَنَّ رَجُلًا , أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَمْرُكَ هَذَا يَأْمُرُ؟ فَقَالَ: «§وَاللَّهِ لَيَأْمَرَنَّ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " §كَانَ الْحَيُّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , قِيلَ: أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , أَخْبَرَنِي أَبُو نَعَامَةَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ بُدَيْلٍ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ»

حَدَّثَنَا ابْنُ عِيسَى , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِيهِ , حَدَّثَنَا هِشَامٌ , عَنْ أَخِيهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " قَالَتْ أُمُّ زَرْعٍ: نَكَحْتُ رَجُلًا سَرِيًّا , فَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا , وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ , §وَمِيرِي أَهْلَكِ "

حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ مُرَجًّى , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْعِرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ -[81]-: «§آمِرُوا النِّسَاءَ فِي أَنْفُسِهِنَّ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ رَيْحَانَ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ , وَلَا لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «§مَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الضُّحَى إِلَّا مَرَّةً»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: " §خَرَجَ قَوْمٌ لَيْلَةَ وُلِدَ عِيسَى مَعَهُمُ الْمُرُّ وَالذَّهَبُ وَاللُّبَانُ , فَمَرُّوا بِمَلَكٍ , فَسَأَلَهُمْ عَنِ الْمُرِّ , فَقَالُوا: الْمُرُّ يُجْبَرُ بِهِ الْجُرْحُ وَالْكَسْرُ , فَكَذَلِكَ هَذَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَشْفِي اللَّهُ بِهِ كُلَّ سَقِيمٍ "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنْ نَافِعٍ -[82]-: «§جُرِحَتْ إِبْهَامُ ابْنِ عُمَرَ , فَأَلْقَمَهَا مَرَارَةً , فَكَانَ يَتَوَضَّأُ عَلَيْهَا»

حَدَّثَنَا خَلَّادٌ , حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ رَجُلًا , ادَّعَى دَيْنًا عَلَى رَجُلٍ , فَأَرَادَ بَنَوْهُ أَنْ يَحْلِفُوا عَلَى عِلْمِهِمْ , فَقَالَ شُرَيْحٌ: «§لَتَرْكَبُنَّ مِنْهُ مَرَارَةَ الذَّقَنِ , لَتَحْلِفُنَّ مَالَهُ شَيْءٌ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ , وَإِنَّهَا حَسْرَةٌ وَنَدَامَةٌ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: خَرَجْنَا عُمَّارًا , فَلُدِغَ صَاحِبٌ لَنَا , فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «§يُرْسِلُ بِهَدْيٍ , وَاجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ يَوْمَ أَمَارٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ -[83]-: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنْ بَعِيرٍ , نَحَرُوهُ بِعُودٍ , قَالَ: «§إِنْ كَانَ مَارَ مَوْرًا , فَكُلُوهُ , وَإِنْ كَانَ ثَرَّدَ فَلَا تَأْكُلُوهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لَمَّا نُفِخَ فِي آدَمَ الرُّوحُ مَارَ فِي رَأْسِهِ , فَعَطَسَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَدَا النَّاسَ إِلَى عِرْقٍ أَوْ مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابُوهُ وَهُمْ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا أَبُو إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ أَصْحَابِهِ , قَالَ الْمُجَذَّرُ بْنُ زِيَادٍ: §أَنَا الَّذِي يُقَالُ أَصلِي مِنْ بَلِيِّ ... أُزْرِمُ لِلْمَوْتِ كَإِزْرَامِ الْمَرِيِّ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ نَافِعٍ: «§أَنَّ رَاعِيَةً , لِكَعْبٍ عَرَضَتْ لِشَاةٍ مِنْهَا , فَذَبَحَتْهَا بِمَرْوَةٍ , فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِأَكْلِهَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الشِّفَاءِ , عَنْ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَتْ: «§لَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْحَبَشَةِ انْتَهَيْنَا إِلَى الشُّعَيْبَةِ , فَوَجَدْنَا سَفِينَةً قَدْ جَاءَتْ مِنْ مَوْرٍ فَتَكَارَيْنَاهَا إِلَى مَوْرٍ»

حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَالِحٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو زَيْدٍ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنْ رِبْعِيٍّ , عَنْ حُذَيْفَةَ: «§أَنَّهُ ذَكَرَ فِتْنَةً تَمُورُ كَمَا يَمُورُ الْبَحْرُ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ , عَنْ أُبَيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " لَقِيَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ , فَقَالَ: §إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " -[85]- قَوْلُهُ: «أَمِرِ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ» الْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ فِي أَمْرِ الدَّمِ ضُرُوبًا , الصَّوَابُ مِنْهُ: امْرِ الدَّمَ , بِجَزْمِ الْمِيمِ , وَخَفْضِ الرَّاءِ. يُقَالُ: مَرَيْتُ الدَّمَ: اسْتَخْرَجْتُهُ , وَسَيَّلْتُهُ , وَمَرَيْتُ الضَّرْعَ إِذَا مَسَحْتُهُ , وَاسْتَخْرَجْتُ لَبَنَهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ارْفُقْ بِمُرْيَةِ نَاقَتِكَ إِذَا مَرَاهَا. وَمَرْيُهُ إِيَّاهَا: أَنْ يَمْسَحَ بِيَدَيْهِ عَلَى ضَرْعِهَا لِتَدِرَّ , وَالرِّيحُ تَمْرِي السَّحَابَ: تَسْتَخْرِجُ مَاءَهُ , وَالرَّجُلُ يَمْرِي الْفَرَسَ: يُحَرِّكُهُ بِرِجْلِهِ لِيَسْتَخْرِجَ رَكْضَهُ وَقَالَ سَاعِدَةُ: [البحر الطويل] يَمْرُونَهُنَّ إِذَا مَا رَاعَهُمْ فَزَعٌ ... تَحْتَ السَّنَوَّرِ بِالْأَعْقَابِ وَالْجِذَمِ يَمْرُونَهُنَّ: يُحَرِّكُونَهُنَّ لِيَرْكُضْنَ , وَالسَّنَوَّرُ: السِّلَاحُ , وَالْجِذَمُ: السِّيَاطُ , وَقَالَ زُهَيْرٌ: يَمْرُونَهَا سَاعَةً مَرْيًا بِأَسْوُقُهِمْ ... حَتَّى إِذَا مَا بَدَا لِلْغَارَةِ النَّعَمُ وَقَالَ آخَرُ: تَأَمَّلْ خَلِيلِي , هَلْ تَرَى ضَوْءَ بَارِقٍ ... يَمَانٍ مَرَتْهُ رِيحُ نَجْدٍ فَفَتَّرَا مَرَتْهُ الصَّبَا بِالْغَوْرِ غَوْرِ تِهَامَةٍ ... فَلَمَّا وَنَتْ عَنْهُ بِشَعْفَيْنِ أَمْطَرَا -[86]- يَمَانِيَّةٌ تَمْرِي الرَّبَابَ كَأَنَّهُ ... رِئَالُ نَعَامٍ بَيْضُهُ قَدْ تَكَسَّرَا قَوْلُهُ: «أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ» , يُرِيدُ: كَثُرَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: أَمَرْتُهُ: كَثَّرْتُهُ , وَأَمِرُوا , فَهُمْ يَأْمَرُونَ إِذَا كَثُرُوا , وَمِثْلُهُ: مَا أَرَى أَمْرَكَ يَأْمَرُ , وَكَذَلِكَ: أَمِرَ الْحَيُّ , إِذَا كَثُرُوا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] , فَقَرَأَتِ الْقُرَّاءُ هَذَا الْحَرْفَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: أَمَرْنَا , وَآمَرْنَا: يَقُولُ: أَكْثَرْنَا , وَيَجُوزُ أَمَرَنَا , مِنْ طَرِيقِ الْأَمْرِ , وَأَمَّرْنَا جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاءَ. وَأَمِرْنَا , يَجُوزُ مِنْ طَرِيقِ الْإِمَارَةِ وَأَمَّا قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ: {أَمَرْنَا} [آل عمران: 147] , قَرَأَ بِهَا الْحَسَنُ , وَمُجَاهِدٌ , وَالْأَعْرَجُ , وَأَيُّوبُ , وَابْنُ كَثِيرٍ , وَطَلْحَةُ , وَالْأَعْمَشُ , وَعَاصِمٌ , وَحَمْزَةُ , وَنَافِعٌ , وَشَيْبَةُ , وَأَبُو جَعْفَرٍ. وَعَلَيْهَا أَكْثَرُ التَّفْسِيرِ: أَكْثَرْنَا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ -[87]- عَبَّاسٍ , قَوْلُهُ: «§آمَرْنَا» : أَكْثَرْنَا " وَكَذَا فَسَّرَهُ الْحَسَنُ , وَأَبُو الْعَالِيَةِ , وَعِكْرِمَةُ , وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ , وَالضَّحَّاكُ , وَقَتَادَةُ , وَالسُّدِّيُّ , وَكَانَ مُجَاهِدٌ , وَسَعِيدٌ يُفَسِّرَانِ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ عَلَى: أُمِرُوا بِالطَّاعَةِ , فَخَالَفُوا إِلَى الْمَعْصِيَةِ

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: «§أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ , فَفَسَقُوا» وَتَكُونُ عَلَى تَأْوِيلِ الْأَمْرِ , وَالْعَرَبُ تَقُولُ: آمِرْ عَلَيْنَا رَجُلًا: أَيِ اجْعَلْهُ أَمِيرًا

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: «§آمَرْنَا» بِهَمْزِ الْأَلِفِ: «أَكْثَرْنَا»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «§أَمَرْنَا» : «أَكْثَرَنَا بِهَمْزِ الْأَلِفِ» الْقِرَاءَةُ الثَّانِيَةُ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ: قَرَأَ بِهَا أَبُو عُثْمَانَ , وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَأَبُو رَجَاءٍ , وَقَتَادَةُ , وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ

حَدَّثَنَا خَلَفٌ , عَنِ الْخَفَّافِ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: " (§أَمَّرْنَا) : جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاءَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: " (§أَمَّرْنَا) : سَلَّطْنَا " -[88]- وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ: (آمَرْنَا) بِمَدِّ الْأَلِفِ: قِرَاءَةُ الْحَسَنِ , وَقَتَادَةَ , وَابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: « (§آمَرْنَا) - بِالْمَدِّ - أَكْثَرْنَا»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: " §آمَرْنَا بِالْمَدِّ: أَكْثَرْنَا " أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , مِثْلَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ: قَدْ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ: أَيْ كَثُرُوا , فَخَرَجَ عَلَى تَقْدِيرِ عَلِمَ فُلَانٌ ذَلِكَ , وَأَعْلَمْتُهُ أَنَا ذَلِكَ قَالَ لَبِيدٌ: إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا , وَإِنْ أَمِرُوا ... يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْقُلِّ وَالنَّفَدِ آخَرُ: [البحر السريع] كُلُّ بَنِي أُمٍّ , وَإِنْ أُمِّرُوا ... يَوْمًا يَصِيرُونَ إِلَى وَاحِدِ وَالْوَاحِدُ الْبَاقِي كَمَنْ قَدْ مَضَى ... لَيْسَ بِمَخْلُودٍ وَلَا خَالِدِ وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ

حَدَّثَنَا خَلَفٌ , عَنِ الْخَفَّافِ , عَنْ هَارُونَ , عَنْ أَبِي مُعَلَّى , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرٍ: " §قَرَأَ: أَمِرْنَا؛ بِكَسْرِ الْمِيمِ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: «لَا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ» قَوْلُهُ: «مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ» . أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , فِي

قَوْلِهِ: «مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ» , إِنَّمَا الْأَصْلُ: مُؤْمَرَةٌ , لِأَنَّكَ تَقُولُ: آمَرَهَا اللَّهُ: أَيْ: أَكْثَرَهَا , وَلَكِنَّهُ قَالَ: مَأْمُورَةٌ , عَلَى لَفْظِ مَأْبُورَةٍ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَأْمُورَةٌ مِثْلُ مَسْعُودٍ , مِنْ أَسْعَدَهُ اللَّهُ , وَلَا يُقَالُ: سَعَدَهُ وَمَأْمُورَةٌ: رُمِيَ فِيهَا بِالْأَمَرِ , وَهُوَ النَّمَاءُ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو فِي قَوْلِهِ: «مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ» قَالَ: كَثِيرَةُ الْوَلَدِ «. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ,» الْعَرَبُ تَقُولُ: آمَرَتِ الرَّحِمُ إِذَا كَثُرَ النِّتَاجُ ". أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ السُّلَمِيِّ: " الْأَمِرَةُ مِنَ الْإِبِلِ: الْكَثِيرَةُ الْوَلَدِ ". حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: " فِي وَجْهِ مَالِكَ تَرَى أَمَرَتَهُ: يَعْنِي: النَّمَاءَ وَالْمَالَ "

قَوْلُهُ: «وَمِيرِي أَهْلَكِ» الْمِيرَةُ: جَلْبُ الطَّعَامِ. أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: الْمِيرَةُ: الِاسْمُ , وَالْفِعْلُ يَمِيرُ مَيْرًا. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمِيرَةُ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بِطَعَامِهِمْ , مَارَ يَمِيرُ مَيْرًا. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مَارَهُ يَمِيرُهُ مَيْرًا , إِذَا أَتَى بِمِيرَةٍ , وَمَا عِنْدَهُ خَيْرٌ وَلَا مْيَرٌ , وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ: أَتَى قَرْيَةً كَانَتْ كَثِيرًا طَعَامُهَا ... كَرَفْغِ التُّرَابِ كُلُّ شَيْءٍ يَمِيرُهَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمِئْرَةُ: الْعَدَاوَةُ , وَالْجَمْعُ مِئَرٌ قَالَ: [البحر المتقارب] خَلِيطَانِ بَيْنَهُمَا مِئْرَةٌ ... يَبِيتَانِ فِي مَعْدِنٍ ضَيِّقِ قَوْلُهُ: «آمِرُوا النِّسَاءَ فِي أَنْفُسِهِنَّ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: وَامَرْتُهُ مُوَامَرَةً: شَاوَرْتُهُ. وَآمَرَ فُلَانٌ فُلَانًا بِخَيْرٍ وَشَرٍّ. وَأَمَرَ يَأْمُرُ أَمْرًا , وَالْأَمَارُ: الْمُؤَامَرَةُ قَالَ

: تَرَكُوا الْأَمْرَ وَالْإِمَارَ وَسَارُوا ... كُلُّ مَنْ بَانَ قَصْرُهُ أَنْ يَسِيرَا قَوْلُهُ: «وَلَا لِذِي مِرَّةٍ قَوِيٍّ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ , حَدَّثَنَا رَوْحٌ , عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ: " سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ §ذِي مِرَّةٍ قَالَ: «ذِي قُوَّةٍ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: إِنَّهُ لَذُو مِرَّةٍ: أَيْ ذُو رَأْيٍ وَإِحْكَامِ أَمْرٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِنَّ فُلَانًا لَذُو مِرَّةٍ إِذَا كَانَ قَوِيًّا مُحْتَالًا , وَالْمِرَّةُ وَالْمُنَّةُ وَالْأَزْرُ: الْقُوَّةُ. وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِتَمِيمٍ: إِنْ يَنْقُضِ الدَّهْرُ مِنِّي مَرَّةً لِبِلًى ... فَالدَّهْرُ أَرْوَدُ بِالْأَقْوَامِ ذُوا غِيَرِ قَوْلُهُ: «مَا صَلَّى الضُّحَى إِلَّا مَرَّةً» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّةً , وَمَرَّاتٍ , وَمِرَرًا , وَمِرَارًا قَوْلُهُ: «خَرَجَ مَعَهُمُ الْمُرُّ» , هُوَ دَوَاءٌ كَالصَّبْرِ وَالْحُضَضِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: بَقْلَةٌ يُقَالُ لَهَا الْمُرَارَةُ , وَهَذِهِ الْبَقْلَةُ مِنْ أَمْرَارِ الْبَقْلِ , الْوَاحِدُ مُرٌّ , وَالْجَمْعُ أَمْرَارٌ. وَيُقَالُ: مَا أَمَرَّ وَلَا أَحْلَى , يُرِيدُ مَا قَالَ حُلْوَةً وَلَا مُرَّةً , وَقَدْ أَمَرَّ فِي فَمِي الطَّعَامُ , وَحَلَا يَحْلُو

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , يُقَالُ: كَانَ الشَّيْءُ حُلْوًا , فَأَمَرَّ , وَلَا تَقُلْ مَرَّ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَمَرَّ الطَّعَامُ وَمَرَّ , قَالَ الطِّرِمَّاحُ: لَئِنْ مَرَّ فِي كَرْمَانَ لَيْلَى , لَرُبَّمَا ... حَلَا بَيْنَ تَلَّيْ بَابِلٍ فَالْمُضَيَّحِ قَالَ زُهَيْرٌ: وَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَلْمَى سِنِينَ ثَمَانِيًا ... عَلَى صِيرِ أَمْرٍ مَا يَمُرُّ وَمَا يَحْلُو قَوْلُهُ: صِيرِ أَمْرٍ: مُنْتَهَاهُ , وَيُقَالُ: طَرْفُهُ , مَا يَمُرُّ: أَمَرَّ الشَّيْءُ يَمُرُّ إِمْرَارًا , وَمَرَّ يَمُرُّ مَرَارَةً , وَقَالَ جَمِيلٌ: رَعَيْنَ الْمُرَارَ الْجَوْنَ مِنْ كُلِّ مُذْنِبٍ ... دَمِيثٍ جُمَادَى كُلَّهَا وَالْمُحَرَّمَا قَوْلُهُ: «فَأَلْقَمَهَا مَرَارَةً» : هَنَةً دَقِيقَةً مُسْتَدِيرَةً فِيهَا مَاءٌ أَخْضَرُ , هِيَ لِكُلِّ ذِي رُوحٍ إِلَّا الْجَمَلَ قَوْلُهُ: «لَتَرْكَبُنَّ مِنْهُ مَرَارَةَ الذَّقَنِ» , أَظُنُّهُ أَرَادَ: لَتَحْلِفُنَّ مِنْهُ عَلَى الْبَتِّ , لَا عَلَى عِلْمِكُمْ , فَتَرْكَبُوا فِي ذَلِكَ مَا يُمِرُّ فِي أَفْوَاهِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمُ الَّتِي بَيْنَ أَذْقَانِكُمْ

قَوْلُهُ: «سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ» , وَصَاحِبُ الْإِمَارَةِ أَمِيرٌ , وَالْجَمْعُ أُمَرَاءُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: مَالَكَ فِي الْإِمْرَةِ وَالْإِمَارَةِ خَيْرٌ. وَأُمِّرَ إِذَا صَارَ أَمِيرًا , وَيُقَالُ: أُمِّرَ إِمَارَةً , إِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ أَمِيرًا , وَلَكَ عَلَيَّ أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَمِيرُكَ جَارُكَ , وَأُمَرَاؤُكَ جِيرَانُكَ , وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَأْمِرُهُمْ , وَيَسْتَأْمِرُونَهُ قَالَ: [البحر المتقارب] إِذَا كَانَ هَادِي الْفَتَى فِي الْبِلَا ... دِ صَدْرَ الْقَنَاةِ أَطَاعَ الْأَمِيرَا وَخَافَ الْعِثَارَ إِذَا مَا مَشَى ... وَخَالَ السُّهُولَةَ وَعْثًا وَعُورَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الْإِمَارَةُ: الْوَلَايَةُ قَوْلُهُ: يَوْمَ أَمَارٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَمَارُ: الْوَقْتُ وَالْعَلَامَةُ , وَأَمَرَّ أَمَارَةً , إِذَا صَيَّرَ عَلَمًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ: أَمَارَةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ كَذَا , مِثْلُ عَلَامَةٍ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْأَمَارَةُ وَالْأَمَارُ: الْوَقْتُ الَّذِي يَلْقَاكَ فِيهِ صَاحِبُكَ وَأَمَرَةٌ وَأَمْرٌ نَحْوُ الْأَرَمِ تُجْعَلُ فِي الطَّرِيقِ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَمَرَةُ وَالْأَمَارُ: حِجَارَةٌ يَنْصِبُهَا النَّاسُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُرْتَفِعِ لِيُسْتَدَلَّ بِهِ , الْوَاحِدُ: إِرَمٌ , وَيُقَالُ: إِرَمِيٌّ مَنْسُوبٌ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: وَأَخَذَ الْمَوْتُ بِجَنْبَيْ لِحْيَتِي ... وَسَبَلَاتِي , وَبِجَنْبَيْ لِمَّتِي أَصْبَحَ قَوْمٌ يَحْفِرُونَ حُفْرَتِي ... يَدْعُونَ بِاسْمِي وَتَنَاسَوْا كُنْيَتِي بَنُو بَنِيَّ وَبَنَاتٌ لِابْنَتِي ... فَسَرَّ وُدَّادِي وَسَاءَ شُمَّتِي إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِهِ فَارْتَدَّتِ ... إِلَى أَمَارٍ , وَأَمَارِ مُدَّتِي كَانَ الْعَجَّاجُ قَالَ هَذَا فِي مَرَضٍ كَانَ مَرِضَهُ. فَلَمَّا بَرَأَ قَالَ هَذَا. وَقَوْلُهُ: إِذَا رَدَّهَا , يَعْنِي اللَّهَ رَدَّ نَفْسَهُ بِكَيْدِهِ. وَالْكَيْدُ مِنَ اللَّهِ خِلَافُهُ مِنَ النَّاسِ , كَمَا الْمَكْرُ مِنْهُ خِلَافُهُ مِنَ النَّاسِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " الْآرَامُ وَاحِدُهَا أَرِمٌ , يُقَالُ: مَا بِهَا أَرِمٌ " وَكَذَا فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: مَا بِهَا طُوئِيٌّ: أَيْ إِنْسَانٌ

وَأَنْشَدَنَا: وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا طُوئِيُّ ... وَلَا خَلَا الْجِنَّ بِهَا إِنْسِيُّ يُلْقَى وَبِئْسَ الْأَنَسُ الْجِنِّيُّ قَوْلُهُ: «إِنْ كَانَ مَارَ مَوْرًا» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مَارَ يَمُورُ مَوْرًا , إِذَا تَرَدَّدَ وَقَطَعَ فِي ذَهَابِهِ وَمَجِيئِهِ وَقَوْلُهُ: «وَمَارَ الرُّوحُ فِي رَأْسِهِ» , يَقُولُ: تَرَدَّدَ وَذَهَبَ وَجَاءَ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9]

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , وَأَبُو بَكْرٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] تَدُورُ دَوْرًا "

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , عَنْ مَرْوَانَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] هُوَ تَحَرُّكُهَا "

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: " §تَمُورُ مَوْرًا: تَدُورُ بِمَا فِيهَا "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ} [الطور: 9] : تُكْفَأُ " قَالَ الْأَعْشَى: كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا ... مَوْرُ السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَقَرَأْنَا عَلَى أَبِي نَصْرٍ: «مَرُّ السَّحَابَةِ» وَقَوْلُهُ: «لَوْ دُعِيَ إِلَى عَرْقٍ أَوْ مِرْمَاتَيْنِ» , كَانَ الْخَلِيلُ يَقُولُ: الْمِرْمَاةُ مَا بَيْنَ ظِلْفَيِ الشَّاةِ. وَلَا أَحْسِبُ هَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ. وَلَكِنَّهُ كَمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْمِرْمَاةُ: سَهْمُ الْهَدَفِ وَيُصَدِّقُ هَذَا الْقَوْلَ حَدِيثٌ

حَدَّثَنِي بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ مُعَاذٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا شَهِدَ الصَّلَاةَ مَعِي كَانَ لَهُ عَظْمٌ مِنْ شَاةٍ سَمِينَةٍ أَوْ سَهْمٍ , لَفَعَلَ» وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِرْمَاةٌ , وَمَرَامٍ , وَهِيَ الدِّقَاقُ مِنَ السِّهَامِ , الْمُسْتَوِيَةُ وَالْمِشْقَصُ: النَّصْلُ الَّذِي لَهُ عَيْنٌ - يَعْنِي: حَدًّا

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ قَيْسٍ , قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ: «§لَوْ كَانَ لِأَحَدِكُمْ وَادِي مَالٍ , ثُمَّ مَرَّ عَلَى سَبْعَةِ أَسْهُمٍ صُنُعٍ , لَكَلَّفَتْهُ نَفْسُهُ أَنْ يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهَا» -[97]- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: «وَأَظُنُّ» صُنُعٍ " وَهْمًا , وَإِنَّمَا أَرَادَ صِيغَةً؟

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ رَجُلٌ لِلْحَجَّاجِ: «§وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَيْتُ بِكَذَا وَكَذَا سَهْمًا صِيغَةً فِي عَدُوِّكَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: رَمَاهُ بَأْسَهُمٍ صِيغَةٍ: مُسْتَوِيَةٍ , مِنْ عَمَلِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَقَوْلُهِ: «أُرْزِمُ لِلْمَوْتِ كَإِرْزَامِ الْمَرِيِّ» أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ: الْمَرِيُّ: النَّاقَةُ تُحْلَبُ عَلَى غَيْرِ وَلَدٍ قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْمَرِيُّ: الَّتِي تُحْلَبُ عَلَى غَيْرِ وَلَدٍ , فَتْمَرى بِالْأَيْدِي , وَتُمْسَحُ فَتَدُرُّ وَالْمَرِيءُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مَجْرَى الطَّعَامِ , وَهُوَ الْمُسْتَرَطُ وَالْمُبْتَلَعُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ: الْمَرِيُّ: مَجْرَى الطَّعَامِ فِي الْحَلْقِ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر]

تُرَدُّ إِلَى الْمَرِيِّ وَدَأْيَتَيْهَا ... صُبَابَ الْمَاءِ بِالْفَرْثِ الرَّجِيعِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَرِيُّ الرَّجُلِ , وَثَلَاثَةُ أَمْرِيَةٍ , وَهِيَ الْمُرُوُّ قَوْلُهُ: «فَذَبَحْتُهَا بِمَرْوَةٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَرْوَةُ: الْحِجَارَةُ الْبِيضُ الْبَرَّاقَةُ. وَأَنْشَدَنَا: يَدَعْنَ تُرْبَ الْأَرْضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ ... وَالْمَرْوُ ذُو الْقَدَّاحِ مَضْبُوحُ الْفِلَقْ وَصَفَ حُمُرًا وَرَدْنَ مَاءً , وَصَفَ سُرْعَتَهُنَّ إِلَيْهِ , فَقَالَ: يَدَعْنَ تُرَابَ الْأَرْضِ وَقَدْ جُنَّ مِمَّا ارْتَفَعَ. وَالصِّيَقُ: الْغُبَارُ , وَيَدَعْنَ - أَيْضًا - الْحِجَارَةَ - وَهِيَ الْمَرْوُ الَّتِي تَقْدَحُ النَّارَ مَضْبُوحًا: مَكْسُورًا قَوْلُهُ: «مِنْ مَوْرٍ» , «إِلَى مَوْرٍ» , وَقَوْلُهُ: «تَمُورُ كَمَوْرِ الْبَحْرِ» الْمَوْرُ: الْمَوْجُ , مَارَ يَمُورُ مَوْرًا , وَأَحْسِبُ قَوْلَهُ: فَتَكَارَيْنَاهَا إِلَى مَوْرٍ: مَوْضِعٌ سُمِّيَ بِمَوْرِ الْمَاءِ فِيهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْإِمَّرُ: وَلَدُ الضَّأْنِ الصَّغِيرِ الرَّضِيعِ. وَالْأُنْثَى إِمَّرَةٌ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ - إِذَا قَلَّلُوا مَالَهُ - مَالَهُ إِمَّرَةٌ وَلَا إِمَّرٌ , وَالْإِمَّرُ: الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ. وَأَنْشَدَ

: لَسْتُ بِذِي رَيْثَةٍ إِمَّرٍ ... إِذَا قِيدَ مُسْتَكْرَهًا أَصْحَبَا وَيُقَالُ: تُعْرَفُ إِمَّرَتُهُ: أَيْ نَمَاؤُهُ

أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْعُقَيْلِيِّ: " §الْإِمَّرُ وَالْإِمَّرَةُ مِنَ السَّائِمَةِ: كُلُّهَا قَالَ: إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرَا. وَلَمْ تَرَ فِي الْأَرْضِ مَطَرَا. فَلَا تَغْدُ فِيهَا إِمَّرَةً وَلَا إِمَّرَا , وَأَرْسِلِ الصُّفَّاحَاتِ أَثَرَا. يَبْتَغِينَ فِي الْأَرْضِ مَعْمَرَا " قَالَ الطَّائِيُّ: «وَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرَا»

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرَا , وَلَمْ تَرَ فِيهَا مَطَرًا , فَلَا تَغْذُوَنَّ إِمَّرَةً وَإِمَّرَا , وَأَرْسِلِ الْعُرَاضَاتِ أَثَرَا , يَبْغِينَكَ مَعْمَرَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: مَرَّ يَمُرُّ مَرَّا سَرِيعًا , إِذَا مَضَى عَنْكَ وَخَلَّفَكَ , وَأَمَرَّ فُلَانٌ فُلَانًا: إِذَا عَالَجَهُ لِيَصْرَعَهُ , وَمَازَالَ يَمِرُّهُ مُنْذُ الْيَوْمِ: أَيْ: يُعَالِجُهُ , وَأَمَرَّ الْحَبْلَ: فَتَلَهُ , وَأَنْشَدَ: [البحر البسيط] لَا يَأْمَنَنَّ قَوِيٌّ نَقْضَ مِرَّتِهِ ... إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ ذَا نَقْضٍ وَإِمْرَارِ قَالَ الْعَجَّاجُ: أَمَّرَهُ يَسْرًا فَإِنْ أَعْيَا الْيَسَرْ ... وَالْتَاثَ إِلَّا مِرَّةَ الشَّزْرِ شَزَرْ ذَكَرَ الْعَجَّاجُ عُمَرَ بْنَ مَعْمَرٍ حِينَ وُجِّهَ إِلَى الْأَزَارِقَةِ , فَقَالَ: إِذَا وَقَعَ فِي أَمْرٍ أَمَّرَهُ يَسَرًا: فَتَلَهُ عَلَى جِهَةِ الْفَتْلِ , فَإِنِ الْتَاثَ وَأَعْيَا الرَّأْيَ عَلَى جِهَةِ الْيَسَرِ , فَتَلَهُ عَلَى غَيْرِ الْجِهَةِ عَلَى الشَّزْرِ , وَهِيَ الْعَسْرَاءُ وَالْمِرَّةُ أَحَدُ أَمْزِجَةِ الْجَسَدِ , وَهِيَ الصَّفْرَاءُ , وَالسَّوْدَاءُ , وَالْبَلْغَمُ

آخِرُهَا. وَقَبْلَهُنَّ مِنَ الدَّمِ , وَسُلْطَانُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُنَّ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَالْمَرْمَرُ: الرُّخَامُ قَالَ: [البحر الكامل] أَوْ دُمْيَةٍ فِي مَرْمَرٍ مَرْفُوعَةٍ ... بُنِيَتْ بِآجُرٍّ يُشَادُ بِقَرْمَدِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: امْرَأَةٌ مَرْمَارَةٌ: أَيْ: مُتَرَجْرِجَةٌ وَالْمَرْمُورُ: الَّذِي يَتَرَجْرَجُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَقَدْ أُنَاغِي حُرَّةَ التَّحْرِيرِ ... مَرْمَارَةً مِثْلَ النَّقَا الْمَرْمُورِ أُنَاغِي: أُكَلِّمُ امْرَأَةً حُرَّةُ التَّحْرِيرِ: عَتِيقَةُ الْعِتْقِ وَالْكَرَمِ النَّقَا: الرَّمْلُ الْمَرْمُورُ: الْمُتَرَجْرِجُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمُورُ: الْعَجَاجُ , وَهُوَ مَا دَقَّ مِنَ التُّرَابِ , وَإِنَّهَا لَذَاتُ مُورٍ , وَإِنَّهَا لَتُثِيرُ عَلَيْنَا مَوْرًا. وَالطَّرِيقُ يُسَمَّى مَوْرًا. وَأَنْشَدَنَا: بَلْ بَلْدَةٍ مَرْهُوبَةِ الْعَاثُورِ ... تُنَازِعُ الرِّيَاحَ سَحْجَ الْمُورِ

الْعَاثُورُ: يُرِيدُ المهالك مِنْ بُعْدِهَا , وَهَوْلِهَا مَرْهُوبَةِ: تُرْهَبُ تُنَازِعُ الرِّيَاحَ: تَأْخُذُ بَعْضَ الْمُورِ - وَهُوَ مَا دَقَّ مِنَ التُّرَابِ - وَتَأْخُذُ الرِّيَاحُ بَعْضًا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: امْرَأَةٌ مُرْءٍ: إِذَا اسْتَبَانَ حَبَلُهَا أَرْأَتْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لِذَوَاتِ الْحَافِرِ وَالسِّبَاعِ: قَدْ أَلْمَعَتْ , فَهِيَ مُلْمِعٌ وَالْمُلْمِعُ: الَّتِي أَشْرَقَ ضَرْعُهَا لِلْحَلْبِ قَالَ: [البحر الكامل] أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لِأَحْقِبَ لَاحَهُ ... طَرْدُ الْفُحُولِ وَضَرْبُهَا وَكِدَامُهَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ يَقُولُ: هَذِهِ الْمَرْآةُ مِثْلُ الْمِرْعَاةِ فِي الْوَزْنِ , وَثَلَاثُ مَرَاءٍ , مِثْلُ مَرَاعٍ , وَهَذِهِ امْرَأَةٌ , وَلَا تَقُلْ: مَرْأَةٌ - وَهُوَ جَائِزٌ - وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ , وَلَا تَقُلْ: هَذِهِ الِامْرَأَةُ , وَامْرَأَتَانِ , وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ , وَلَا تَقُلْ: ثَلَاثُ امْرَآاتٍ , وَهُمَا امْرَأَانِ صَالِحَانِ , وَهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ , وَلَا تَقُلِ: امْرُؤُونَ صَالِحُونَ. وَهَذَا امْرُؤٌ. وَلَا تَقُلْ: مَرْءٌ -

وَهُوَ جَائِزٌ - فَإِذَا أَدْخَلُوا الْأَلِفَ وَاللَّامَ اخْتَارُوا: هَذَا الْمَرْءُ الصَّالِحُ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة: 102] أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَرَوْرَاةُ: الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ الْبَعِيدَةُ , قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: [البحر الخفيف] مَنْ يَرَى الْعِيرَ لِابْنِ أَرْوَى عَلَى ظَهْـ ... ـرِ الْمَرَوْرَى حُدَاتُهُنَّ عِجَالُ قَوْلُهُ: مَنْ يَرَى الْعِيرَ: الْإِبِلَ , لِابْنِ أَرْوَى: يُرِيدُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ. وَذَلِكَ حِينَ أُشْخِصَ إِلَى عُثْمَانَ , وَادَّعَى عَلَيْهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ , فَصَلَّى بِهِمُ الْغَدَاةَ أَرْبَعًا. وَالْمَرِيرَةُ: النَّفْسُ قَالَتْ خَنْسَاءُ: [البحر البسيط] مِثْلُ السِّنَانِ تُضِيءُ اللَّيْلَ غُرَّتُهُ ... مُرُّ الْمَرِيرَةِ حُرٌّ لِابْنِ أَحْرَارِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ: الْمَرِيرُ: تَمْرٌ وَخُبْزٌ يُمْرَسُ فِي الْمَاءِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل]

فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَنْزِعَ الْقَوَدُ لَحْمَهُ ... نَزَعْنَا الْمَرِيرَ وَالْمَدِيدَ لِيَضْمُرَا وَالْأَمَرُّ: الْمَصَارِينُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْمِئْرَةُ: الذَّحْلُ , وَالْجَمْعُ مِئَرٌ , وَالدِّمْنَةُ وَالدِّمَنُ , يُقَالُ: مَاءَرْتُهُ مُمَاءَرَةً , وَشَاحَنْتُهُ مُشَاحَنَةً , وَوَاحَنْتُهُ مُوَاحَنَةً , وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرِيَ صَدْرُهُ , يَأْرِي , مِثْلُ الْوَغْرِ وَالْكَتِيفَةِ وَالضَّغِينَةِ , وَمِثْلُهُ حِشْنَةٌ , وَحَسِيكَةٌ , وَسَخِيمَةٌ , وَشَحْنَاءُ , وَقَالَ أَبُو عَمْرِو: الضَّمَدُ: الْحِقْدُ وَيُقَالُ: امْرَأَةُ الرَّجُلِ , وَعِرْسُهُ , وَزَوْجُهُ , وَزَوْجَتُهُ , وَحَلِيلَتُهُ , وَحَنَّتُهُ , وَطَلَّتُهُ , وَجَارَتُهُ , وَلُعْبَتُهُ , وَظَعِينَتُهُ , وَأُمُّ مَنْزِلِهِ , وَقَرِينَتُهُ , وَصَاحِبَتُهُ , وَطَرُوقَتُهُ , وَمِزَخَّتُهُ , وَبَيْتُهُ قَوْلُهُ: عِنْدَ أَحْجَارِ الْمِرَاءِ

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ §أَحْجَارِ الْمِرَاءِ؟ قَالَ: «قُبَاءُ» وَالْأَمَرُ: الْحِجَارَةُ , قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: إِنْ كَانَ عُثْمَانُ أَمْسَى فَوْقَهُ أَمَرُ ... كَرَاقِبِ الْعَوْنِ فَوْقَ الْقُنَّةِ الْمُوفِي

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , وَأَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ , قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " §تَانِ كَالْمُرَّيَانِ: الْإِمْسَاكُ فِي الْحَيَاةِ , وَالتَّبْذِيرُ عِنْدَ الْمَوْتِ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: الصَّوَابُ: تَانِكَ الْمُرَّيَانِ , وَقَالَ جَرِيرٌ فِي حَدِيثِهِ: تَيَّانِ كَالْمُرَّيَانِ , هَذَا خَطَأٌ الْقَوْلُ قَوْلُ أَبِي مُعَاوِيَةَ

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: " §تَانِكَ الْمُرَّيَانِ: الْإِمْسَاكُ فِي الْحَيَاةِ , وَالتَّبْذِيرُ عِنْدَ الْمَوْتِ " قَوْلُهُ: تَانِ كَالْمُرَّيَانِ , يَعْنِي: خَصْلَتَيْنِ مُرَّتَيْنِ لِآتِيهِمَا , مِثْلُ الصُّغْرَيَيْنِ , وَالْكُبْرَيَيْنِ , وَالصَّوَابُ أَنْ يَقُولَا: كَالْمُرَّيَيْنِ , وَقَوْلُ ابْنِ فُضَيْلٍ - تَانِكَ الْمُرَّيَانِ - أَحْسَنُ , لِأَنَّهُ جَعَلَ الْكَافَ مَعَ: تَانِكَ , وَلَمْ يَصِلْهَا بِالْمُرَّيَيْنِ , فَيَحْتَاجَ أَنْ يَخْفِضَهَا بِهَا قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَحَرْفٌ يُزَادُ فِي بَابِ رم: أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: رَئِمَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا , تَرْأَمُهُ رَأْمًا , إِذَا أَحَبَّتْهُ , وَعَطَفَتْ -[106]- عَلَيْهِ , وَأَرْأَمْتُ الْجُرْحَ , إِذَا دَاوَيْتُهُ حَتَّى يَبْرَأَ فَيَلْتَئِمَ , وَقَدْ رَئِمَ الْجَرْحُ رَأْمًا , إِذَا الْتَأَمَ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] قَدْ عَلِمَ الْمُخْتَارُ إِذْ جَدَّ الْجِبَى ... وَبَلَغَ الْمَاءُ حَلَاقِيمَ الزُّبَى مَنِ الَّذِي غَيَّقَ تَغْيِيقَ الصِّبَا ... وَرَئِمَ الْخَسْفَ الَّذِي كَانَ أَبَى

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: جل

§بَابُ: جل

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §نَهَى عَنْ لَبَنِ الشَّاةِ الْجَلَّالَةِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§نَهَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ لُحُومِ الْجَلَّالَةِ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ مُجَاهِدٍ: «§أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , كَرِهَ رُكُوبَ الْجَلَّالَةِ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعْقِلٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ , عَنْ نَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ الطَّاهِرَةِ: أَنَّ أَبْجَرَ، أَوِ ابْنَ أَبْجَرَ , سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: لَمْ تَبْقَ إِلَّا حُمُرِي قَالَ: «§أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ , فَإِنَّمَا كَرِهْتُ لَكُمْ جَوَالَّ الْقَرْيَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ سَلْمَى بِنْتِ نَصْرٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّ جُلَّ مَالِي فِي الْحُمُرِ قَالَ: «§أَلَيْسَ تَرْعَى الْفَلَاةَ , وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ؟» , قُلْتُ: بَلَى قَالَ: «فَأَصِبْ مِنْهَا»

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي بَلْجٍ: «§رَأَيْتُ لُبَيَّ بْنَ لَبًا سَبَقَ فَرَسًا لَهُ , فَجَلَّلَهُ بُرْدًا عَدَنِيًّا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ شَيْخٍ , حَدَّثَنِي مَوْلَايَ قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الضَّحَّاكَ بْنَ سُفْيَانَ سَاعِيًا , فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَتَيْتُ هِلَالَ بْنَ عَامِرٍ , وَأَخَذْتُ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الَّتِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّتِي أَخَذْتَ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا مُعَاذٌ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ: «§أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُجْلِيَ , امْرَأَتَهُ شَيْئًا , ثُمَّ لَا يَفِيَ بِهِ»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ , حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ , عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ , يَجْلُو الْبَصَرَ , وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ»

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرٍ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[110]-: «إِنَّ §مِنْ إِكْرَامِ جَلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ حَامِلِ الْقُرْآنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ , يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ , فَإِذَا انْكَسَفَ فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يَنْجَلِيَ»

حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «هَلْ تَزَوَّجْتَ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , §امْرَأَةٌ قَدْ تَجَالَّتْ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ -[111]-: قَالَ رَجُلٌ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ , §سَبَيْتُ امْرَأَةً , فَأَرْدَفْتُهَا , فَلَمَّا جَالَتِ الْخَيْلُ هَوَتْ إِلَى عُنُقِي لِتَصْرَعَنِي , فَقَتَلْتُهَا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ , §فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ "

أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ تَمَّامٍ , عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «§الْمَهْدِيُّ أَجْلَى الْجَبْهَةِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي الْيَسَرِ: " لَقِيتُ الْعَبَّاسَ يَوْمَ بَدْرٍ , فَقَالَ: §أَصَابَ الْقَتْلُ مُحَمَّدًا؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعَزُّ لَهُ وَأَمْنَعُ قَالَ: جَلَلٌ مَا عَدَا مُحَمَّدًا "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ , حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: «§اللَّهُمَّ جَلِّلْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ خِزْيًا»

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ , حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ مِثْلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ فِي مِثْلِ جِلَّةِ السَّوْطِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رَكْبًا مَعَهُمُ الْجُلْجُلُ»

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , أَنَّ سَالِمًا , أَخْبَرَهُ , أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ , خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ , فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: " §الصَّدَقَةُ فِي الْجُلْجُلَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا مَعْنٌ , حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§كَانَ يَدَّهِنُ عِنْدَ إِحْرَامِهِ بِدُهْنِ الْجُلْجُلَانِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ , حَدَّثَنَا بُهْلُولٌ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ لَهُمْ يَوْمَ قُرَيْظَةَ: «§مَا أَعْلَمُ مِنْ جِيلٍ كَانَ أَخْبَثَ مِنْكُمْ , وَآثَمَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ إِسْحَاقَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَشْيَاخٍ , مِنْ قَوْمِهِ: " قَدِمَ سُوَيْدُ بْنُ الصَّامِتِ مَكَّةَ , §فَعَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ قَالَ فَلَعَلَّهُ مَعِي مِثْلُ الَّذِي مَعَكَ. قَالَ: «مَا مَعَكَ؟» قَالَ: مَجَلَّةُ لُقْمَانَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ , حَدَّثَتْنَا خَدِيجَةُ بِنْتُ رَبِيعَةَ , عَنْ خَلْدَةَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهَا شَكَتْ إِلَى عَائِشَةَ جُفُوفًا فِي عَيْنِهَا , فَقَالَتْ: «§أَمَيلِي فِي عَيْنِكِ مِنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , وَمُسَدَّدٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ وَبِيئَةٌ , فَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ: أَلَا لَيْتَ شَعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ الْبَجَلِيُّ , عَنْ عَبْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: " قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْكُوفَةَ , فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ قَالَ: §أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعِ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي قَوْلُهُ: «نُهِيَ عَنْ لَبَنِ الشَّاةِ الْجَلَّالَةِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجَلَّالَةُ: الْإِبِلُ الَّتِي تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ. وَالْبَعْرُ يُسَمِّي الْجِلَّةَ , يُقَالُ: جَلَّ يَجُلُّ إِذَا الْتَقَطَهُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ جُرَيْجٍ , قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §أَلَيْسَ يُكْرَهُ أَكْلُ الْجَلَّالَةِ لِأَكْلِ الْخُرْءِ؟ قَالَ: «كَذَاكَ» قُلْتُ: كَيْفَ بِجَلَّالَةِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: «كَجَلَّالَةِ الْإِبِلِ» قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْ أَلْبَانِهَا , لِأَنَّ آكِلَهُ يَجِدُ فِيهِ طَعْمَ مَا أَكَلَتْ. وَكَذَلِكَ فِي لُحُومِهَا , وَنُهِيَ عَنْ رُكُوبِهَا , لِأَنَّهَا تَعْرَقُ , فَتُوجَدُ رَائِحَتُهُ فِي عَرَقِهَا , وَرَاكِبُهَا لَا يَخْلُو أَنْ يُصِيبَهُ ذَلِكَ , أَوْ يَجِدَ رَائِحَتَهُ , فَإِنْ تَحَفَّظَ مِنْ ذَلِكَ جَازَ رُكُوبُهَا , وَلَمْ يَجُزْ شُرْبُ أَلْبَانِهَا. وَلَا أَكْلُ لُحُومِهَا إِلَّا أَنْ يَصْنَعَ بِهَا مَا يُزِيلُهَا

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُهَاجِرٍ: سَمِعْتُ أَبِي , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «§أَنَّهُ أَذِنَ فِيهَا إِذَا عُلِفَتْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ فِي جَلَّالَةِ الْغَنَمِ: «§إِذَا عَلَفْتَهَا أَيَّامًا فَطَابَ بُطُونُهَا فَكُلْ , وَلَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِوَقْتٍ مَعْلُومٍ» وَأَمَّا جَلَّالَةُ الدَّجَاجِ , فَإِنَّهُ يُوجَدُ فِي لَحْمِهِ وَبَيْضِهِ رَائِحَةُ مَا رَعَى , فَإِنْ حُبِسَ عَنْ رَعْيِهِ طَابَ , وَمِقْدَارُ ذَلِكَ

فِيمَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ , عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «كَانَ §إِذَا أَرَادَ ذَبْحَ دَجَاجَةٍ , حَبَسَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ» -[116]- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَمَا كَانَ مِنَ الْإِبِلِ لَا يُرْكَبُ فَيُصِيبَ رَاكِبَهُ عَرَقَهُ , أَوْ يَجِدَ رَائِحَتَهُ , أَوْ يُؤْكَلُ , فَيُوجَدُ طَعْمُ ذَلِكَ فِيهِ , أَوْ يُشْرَبُ لَبَنُهُ , فَيُوجَدُ طَعْمُهُ فِيهِ , وَإِنَّمَا يُنْقَلُ عَلَيْهِ , فَقَدْ كَانَ مِنْ عُمَرَ فِيهِ شَبِيهٌ بِالْإِذْنِ

فِيمَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْد الله بْنِ أَبَى يَزِيدَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ قَدِمَ مَكَّةَ , فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرٍو إِبِلًا جَلَّالَةً , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْحَرَمِ. فَقَالَ: " §إِنَّا نَحْتَطِبُ عَلَيْهَا. فَقَالَ عُمَرُ: لَا تَحُجَّ عَلَيْهَا وَلَا تَعْتَمِرْ " فَكَأَنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَمْلِ عَلَيْهَا , وَكَرِهَ رُكُوبَهَا قَوْلُهُ: «كَرِهْتُ لَكُمْ جَوَالَّ الْقَرْيَةِ» , يَعْنِي: الَّتِي تَجُولُ فِي الْقَرْيَةِ , تَذْهَبُ وَتَجِيءُ لِأَكْلِ الْعَذِرَةِ وَقَوْلُهُ: «جُلُّ مَالِي فِي الْحُمُرِ» , يَقُولُ: أَكْثَرُهُ وَأَعْظَمُهُ وَأَخَذْتُ جُلَّ مَالِهِ , أَيْ: مُعْظَمَهُ , قَالَ الْحُطَيْئَةُ: وَإِنْ قَالَ مَوْلَاهُمْ عَلَى جُلِّ حَادِثٍ ... مِنَ الدَّهْرِ رُدُّوا فَضْلَ أَحْلَامِكُمْ رَدُّوا

قَوْلُهُ: «فَجَلَّلَهُ بُرْدًا» , أَيْ: أَلْبَسَهُ إِيَّاهُ , وَجَعَلَهُ جِلَّالَةً قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: وَأَبْصَرُهُ رَكْبٌ يَرُوحُ عَشِيَّةً ... فَقَالُوا: أَبَعْلٌ مَائِلُ الْجُلِّ أَشْقَرُ قَوْلُهُ: «أَخَذْتُ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ» الْجِلَّةُ: الْعِظَامُ مِنَ الْإِبِلِ , وَجِلُّ كُلِّ شَيْءٍ: عُظْمُهُ , يُقَالُ: مَا لَهُ دِقٌّ وَلَا جِلٌّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: جَلَّ الرَّجُلُ , يَجِلُّ , إِذَا ضَخُمَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: رَأَيْتُ أَرْضًا حَمَلَتْ دِقَّ الْمَالِ , وَجِلَّهُ: يَعْنِي الشَّاءَ وَالْإِبِلَ قَوْلُهُ: «يَجْلِي امْرَأَتَهُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: جَلَوْتُ الْعَرُوسَ , أَجْلُوهَا جِلَاءً , مَمْدُودٌ , وَجَلَاهَا زَوْجُهَا وَصِيفًا إِذَا: أَعْطَاهَا , وَيُقَالُ: مَا جِلْوَتُهَا؟ قَالَ كَذَا

أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ: جَلَوْتُ الْعَرُوسَ جِلْوَةً , وَجَلَوْتُ السَّيْفَ جِلَاءً قَالَ الْأَخْطَلُ: [البحر البسيط] عَذْرَاءُ لَمْ يَجْتَلِ الْخُطَّابُ بَهْجَتَهَا ... حَتَّى اجْتَلَاهَا عِبَادِيٌّ بِدِينَارِ وَصَفَ خَمْرًا فَقَالَ: لَمْ يَجْتَلِ الْخُطَّابُ: الْمُشْتَرُونَ. بَهْجَتُهَا: حُسْنَهَا , حَتَّى اشْتَرَاهَا الْعِبَادِيُّ وَقَالَ: فَلَمَّا جَلَاهَا بِالْإِيَامِ تَحَيَّزَتْ ... ثُبَاتٍ عَلَيْهَا ذُلُّهَا وَاكْتِئَابُهَا وَصَفَ مُشْتَارَ عَسَلٍ , جَاءَ إِلَى كُوَّارَةِ نَحْلٍ , فَدَخَّنَ عَلَيْهَا لِيَخْرُجَ , فَيَأْخُذَ الْعَسَلَ قَالَ: فَلَمَّا جَلَاهَا: أَخْرَجَهَا بِالْإِيَامِ: الدُّخَانِ. تَحَيَّزَتْ: تَفَرَّقَتْ. ثُبَاتٍ: جَمْعُ ثُبَةٍ. وَهِيَ قِطْعَةٌ مِنَ الْقَوْمِ , مِنْ قَوْلِ اللَّهِ - تَعَالَى -: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: 71] . قَوْلُهُ: عَلَيْهَا ذُلُّهَا: ذَلَّتْ لَمَّا أَخْرَجَهَا الدُّخَانُ. وَاكْتَأَبَتْ: حَزِنَتْ , يَعْنِي: النَّحْلَ قَوْلُهُ: تَجْلُو الْبَصَرَ: أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: جَلَوْتُ بَصَرِي بِالْكُحْلِ جَلْوًا , وَجَلَوْتُ السَّيْفَ جِلَاءً مَمْدُودٌ , وَمِنْهُ

قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا عَصَا مُوسَى , تَجْلُو بِهَا وَجْهَ الْمُؤْمِنِ» قَالَ الْهُذَلِيُّ: وَأَكْحُلْكَ بِالصَّابِ أَوْ بِالْجَلَا ... فَفَقِّحْ لِذَلِكَ أَوْ غَمِّضِ قَوْلُهُ: فَقِّحْ: افْتَحْ عَيْنَكَ. وَيُقَالُ: جَلَّى اللَّهُ الصُّبْحَ. قَالَ: كَالصُّبْحِ جَلَّاهُ الْمُجَلِّي فَانْجَلَى وَقَوْلُهُ: «مِنْ إِكْرَامِ جَلَالِ اللَّهِ» يُقَالُ: جَلَّ فِي عَيْنِي , صَارَ جَلِيلًا , وَأَجْلَلْتُهُ: رَأَيْتُهُ جَلِيلًا وَقَوْلُهُ: «فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ

يُقَالُ: انْجَلَى الْقَمَرُ انْجِلَاءً. وَجَلَوْتَ عَنِّي هَمِّي جَلْوًا , إِذَا أَذْهَبْتَهُ وَأَجْلَيْتُ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِي: رَفَعْتُهَا مَعَ طَيِّهَا عَنْ جَبِينِي , وَانْجَلَى الظَّلَامُ: انْكَشَفَ قَالَ: بِأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا إِذَا جِئْتَ طَارِقًا ... وَلَمْ يَتَبَيَّنْ سَاطِعُ الْأُفُقِ الْمُجْلِي وَقَالَ آخَرُ: أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِ ... بِصُبْحٍ , وَمَا الْإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ وَقَوْلُهُ: امْرَأَةً قَدْ تَجَالَّتْ , أَيْ: أَسَنَّتْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ مَشْيَخَةٌ جِلَّةٌ , أَيْ: مَسَانٌّ. الْوَاحِدُ: جَلِيلٌ , وَمِنْهُ: نَاقَةٌ قَدْ جَلَّتْ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْجِلَّةُ: الْمَسَانُّ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] قَدْ كُنْتُ رَاعِيَ أَبْكَارٍ مُنَعَّمَةٍ ... فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ أَرْعَى جِلَّةً شُرُفَا قَوْلُهُ: «فَلَمَّا جَالَتِ الْخَيْلُ» , جَالُوا فِي الْحَرْبِ جَوْلَةً , وَفِي الطَّوَفَانِ جَوَلَانًا , وَجَوَّلْتُ فِي الْأَرْضِ تَجْوِيلًا

حَدَّثَنَا أَبُو ظُفُرٍ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِأَنَسٍ: «§جَوَّالٌ فِي الْفِتْنَةِ مَرَّةً مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ , وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ» وَالْمِجْوَلُ: دِرْعُ الْمَرْأَةِ الْخَفِيفُ الَّذِي تَجُولُ فِيهِ قَالَ جُوَيَّةُ الْهُجَيْمِيُّ: وَعَلَيَّ سَابِغَةٌ كَأَنَّ قَتِيرَهَا ... حَدَقُ الْأَسَاوِرِ لَوْنُهَا كَالْمِجْوَلِ قَوْلُهُ: «فَاجْتَالَتْهُمْ» : إِذَا تَرَكَ قَوْمٌ الْقَصْدَ , أَيْ: جَالُوا مَعَهُمْ فِي الضَّلَالَةِ وَالْوَجَلُ: الْخَوْفُ. وَجِلْتُ أَوْجَلُ وَجَلًا , وَهُوَ يَيْجَلُ. وَهُوَ وَجِلٌ , وَأَوْجَلُ. قَالَ: لَعَمْرُكَ مَا أَدْرِي , وَإِنِّي لَأَوْجَلُ ... عَلَى أَيِّنَا تَعْدُوا الْمَنِيَّةُ أَوَّلُ قَوْلُهُ: «أَجْلَى الْجَبْهَةِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْجَلَا: إِذَا خَفَّ مَا بَيْنَ النَّزْعَتَيْنِ مِنَ الشَّعْرِ , رَجُلٌ أَجْلَى , وَامْرَأَةٌ

جَلْوَاءُ. وَجَلِيَ يَجْلِي جَلًا. وَهُوَ الْجَلَحُ. قَالَ الْعَجَّاجُ: وَهَلْ يَرُدُّ مَا خَلَا تَخْبِيرِي ... مَعَ الْجَلَا وَلَائِحِ الْقَتِيرِ وَهُوَ الشَّيْبُ قَوْلُهُ: جَلَلٌ مَا عَدَا مُحَمَّدًا: أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: ذَلِكَ أَمْرٌ جَلَلٌ فِي جَنْبِ هَذَا الْأَمْرِ , أَيْ: صَغِيرٌ يَسِيرٌ. وَالْجَلَلُ: الْعَظِيمُ , وَأَمْرٌ جَلِيلٌ: أَيْ: عَظِيمٌ وَأُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْجَلَلُ: الْهَيِّنُ وَالْجَلَلُ: الْعَظِيمُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْجَلَلُ: الصَّغِيرُ , وَالْجَلَلُ: الْعَظِيمُ , أُنْكِرُهُ. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَظِيمُ. قَالَ: فَلَئِنْ عَفَوْتُ لَأَعْفُوَنْ جَلَلًا ... وَلَئِنْ سَطَوْتُ لَأُوهِنَنْ عَظْمِي وَهَذَا يَرُدُّ قَوْلَ أَبِي عَمْرٍو وَأَنْشَدَنَا ابْنُ عَائِشَةَ فِي جَلَلٍ: الصَّغِيرُ قَالَ: يَقُولُ جَزْءٌ وَلَمْ يَقُلْ جَلَلَا ... أَنِّي تَزَوَّجْتُ نَاعِمًا جَذِلَا

وَقَالَ الْأَغْلَبُ: وَكُلُّ مَا فَاتَ سِوَى جَارِي جَلَلْ ... وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: [البحر المتقارب] وَمَا بِابْنِ آدَمَ مِنْ قُوَّةٍ ... تَرُدُّ الْقَضَاءَ وَلَا مِنْ حُوَلْ وَكُلُّ بَلَاءٍ أَصَابَ الْفَتَى ... إِذَا النَّارُ نُحِّيَ عَنْهَا جَلَلْ وَأَمْرٌ جَلِيٌّ أَيْ: وَاضِحٌ , وَاجْلُ لَنَا هَذَا الْأَمْرَ: أَوْضِحْهُ , قَالَ زُهَيْرٌ: فَإِنَّ الْحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلَاثٌ ... يَمِينٌ أَوْ نِفَارٌ أَوْ جِلَاءُ وَأَقَامَ عِنْدَنَا فُلَانٌ جَلَاءَ يَوْمٍ , أَيْ: بَيَاضَ يَوْمٍ قَالَ: [البحر الرجز] مَالِي إِنْ أَقْصَيْتَنِي مِنْ مَقْعَدِ ... وَلَا بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ تَجَلُّدِ

إِلَّا جَلَاءَ الْيَوْمِ أَوْ ضُحَى الْغَدِ قَوْلُهُ: «جَلِّلْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ خِزْيًا» , أَيْ: غَطِّهِمْ بِهِ , وَأَلْبِسْهُمْ إِيَّاهُ كَمَا يَتَجَلَّلُ الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَتَانَا مَطَرٌ مُجَلَّلٌ: الَّذِي لَمْ يَدَعْ شَيْئًا إِلَّا جَلَّلَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: «جِلَّةُ السَّوْطِ» يَعْنِي: دِقَّتَهُ وَقَوْلُهُ: «رُفْقَةً فِيهَا جُلْجُلٌ» : كُلُّ شَيْءٍ عُلِّقَ فِي عُنُقِ دَابَّةٍ , أَوْ رَجُلٍ صَبِيٍّ يُصَوِّتُ , فَهُوَ جُلْجُلٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ قَالَ: يُقَالُ: مَنْ يُعَلِّقُ الْجُلْجُلَ فِي عُنُقِهِ أَيْ: مَنْ يَقُولُ بِالْأَمْرِ , وَيَتَقَلَّدُهُ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] يُرْعِدُ أَنْ يُوعَدَ قَلْبُ الْأَعْزَلِ ... إِلَّا امْرَأً يَعْقِدُ خَيْطَ الْجُلْجُلِ وَالْجَلْجَلَةُ: تَحْرِيكُ الْجُلْجُلِ. وَكَذَلِكَ صَوْتُ الرَّعْدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْجَلْجَلَةُ: سَحَابٌ كَثِيرُ الصَّوْتِ , مُتَوَاتِرٌ , يُقَالُ: قَدْ تَجَلْجَلَ , وَغَيْثٌ جَلْجَالٌ , وَالْهَزِجُ مِثْلُهُ , وَسَحَابٌ هَزِجٌ وَغَيْثٌ هَزِجٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: جَلْجَلَ , أَيْ: حَرَّكَ وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْجَمَلُ الْمُجَلْجِلُ: الَّذِي لَيْسَ بِهِ عَيْبٌ وَقَوْلُهُ: «فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ» , هُوَ: السُّؤُوخُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: عَلَّقَ الضَّبُّ جُلْجُلَهُ فِي جُحْرِهِ , وَهُوَ اضْطِرَابُهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْجَلْجَلَةُ فِي تَجَلْجَلَ , وَهُوَ الذَّهَابُ بِالشَّيْءِ , وَالْمَجِيءُ بِهِ. جَلْجَلَتْهُ الرِّيحُ: ذَهَبَتْ بِهِ وَجَاءَتْ , وَأَنْشَدَنَا: بِسَاهِكَاتٍ دُقَّقٍ وَجَلْجَالْ قَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: [البحر الرجز] كَيْفَ تَرَى حِجْرًا أُبِيحَ بَاطِلُهْ ... جُلْجُلُهُ مُهَاجِرٌ وَنَائِلُهْ

يَعْنِي: رَجُلَيْنِ هَدَمَاهُ. وَهُوَ حِصْنٌ مِنْ حُصُونِ الْيَمَامَةِ. أَيْ: أَخْرَبَاهُ قَوْلُهُ: «يَدَّهِنُ بِدُهْنِ الْجُلْجُلَانِ» وَهِيَ الْكُزْبُرَةُ وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِبِلٌ مُجَلْجَلَةٌ , أَيْ: مَجْمُوعَةٌ. وَأَنْشَدَ [البحر الكامل] وَأَبَا كِدَامٍ بَعْدُ أَعْطَيْنَا بِهِ ... مِائَةً مُجَلْجَلَةً مَعَ الْمَأْمُونِ قَوْلُهُ: " مَا أَعْلَمُ مِنْ جِيلٍ أَخْبَثَ مِنْكُمْ قَالَ: الْجِيلُ: كُلُّ صِنْفٍ مِنَ النَّاسِ قَوْلُهُ: مَعِي مَجَلَّةُ , لُقْمَانَ: أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَجَلَّةُ: صَحِيفَةٌ يُكْتَبُ فِيهَا وَقَالَ النَّابِغَةُ: مَجَلَّتُهُمْ ذَاتُ الْإِلَهِ , وَدِينُهُمْ ... قَوِيمٌ , فَمَا يَرْجُونَ غَيْرَ الْعَوَاقِبِ وَيُرْوَى: مَحَلَّتُهُمْ - بِالْحَاءِ - يُرِيدُ: بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَالشَّامَ , وَهِيَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ. مَعْنَى يَرْجُونَ: يَخَافُونَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْخَرْقَاءِ قَالَ: الْجُولُ مِنَ الْإِبِلِ: الْخِيَارُ , وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل]

لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أُعْطَى وَلِيدَةً ... وَخَمْسِينَ جَوْلًا بِالْيَمِينِ مِنَ الْمُهْرِ وَقَالَ الطَّائِيُّ: رَأَيْتُ جُولَ نَعَامٍ , وَجُولَ إِبِلٍ , وَجُولَ غَنَمٍ , يَعْنِي: قَطِيعًا مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: آجَالٌ: أَقَاطِيعُ بَقَرٍ , أَوْ ظِبَاءٍ , قَالَ: فَوْقَ دَيْمُومَةٍ تَخَيَّلُ بِالسَّفْرِ ... قَفَارٍ إِلَّا مِنَ الْآجَالِ ذَكَرَ أَنَّهُ سَارَ فِي دَيْمُومَةٍ تَخَيَّلُ بِالسَّفْرِ: يَرَوْنَهَا مَرَّةً عَلَى حَلَقَةٍ , وَمَرَّةً أُخْرَى مِنْ بُعْدِهَا , وَهَى قَفْرٌ إِلَّا مِنَ الْآجَالِ: أَقَاطِيعِ بَقَرٍ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِجْلُ , وَالصُّوَارُ , وَالرَّبْرَبُ مِنَ الْبَقَرِ , يَعْنِي: الْجَمَاعَةَ مِنْهُ. وَالْأُمْعُورُ مِنَ الظِّبَاءِ , وَالْخَيْطُ مِنَ النَّعَامِ , وَالْعَانَةُ مِنَ الْحُمُرِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْجَوْلُ مِنَ الْإِبِلِ ثَلَاثُونَ وَأَرْبَعُونَ وَأَنْشَدَنَا

: أَصْبَحَ جِيرَانُكَ بَعْدَ خَفْضِ ... قَدْ قَرَّبُوا لِلْبَيْنِ وَالتَّمَضِّي جُولَ مَخَاضٍ كَالرَّدَى الْمُنْقَضِّ ... يُهْدِي السَّلَامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَخَذَ فُلَانٌ جُوَالَ مَالِهِ: نِقَايَتَهُ وَخِيَارَهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: جَلَا مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ جَلَاءً - مَمْدُودٌ - وَجَلَّ يَجَلُّ جُلُولًا فِي مَعْنًى وَاحِدٍ , إِذَا خَرَجَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ , قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَجْلَوْا: انْكَشَفُوا , وَأَنْشَدَ: كَأَنَّمَا نُجُومُهَا إِذْ وَلَّتِ ... عُفْرٌ وَثِيرَانُ الصَّرِيمِ جَلَّتِ أَيْ: ذَهَبَتْ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ: " أَجْلَيْتُ عَنْ بِلَادِهِ , وَجَلَاهُمُ الْجَلَاءَ , فَأَجْلَوْا. وَالْجَلَاءُ - مَمْدُودٌ - مَفْتُوحٌ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: اسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ , وَالْجَالَّةِ. وَتَجَلَّلْهُ: خُذْ جُلَالَهُ. يَعْنِي: الْجَالَّةَ الَّذِينَ جَلَوْا , {وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ} [الحشر: 3] مِنْهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: جَلَا يُجَلِّي تَجْلِيَةً , وَهُوَ الطَّائِرُ إِذَا نَظَرَ قَالَ: أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعِ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي يَعْنِي الْمَعْرُوفَ الْمَكْشُوفَ , وَيُقَالُ: بَلِ اسْمُ أَبِيهِ جَلَا اللَّيْثِيُّ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَجَلْتُ الشَّيْءَ: جَنَيْتُهُ وَهُوَ يَأْجِلُ , أَيْ: يَجْنِي. قَالَ أُطَيْطٌ: وَهَمٌّ تَعَنَّانِي وَأَنْتِ أَجَلْتِهِ ... فَعَنَّى النَّدَامَى وَالْغُرَيْرِيَّةَ الصُّهْبَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: فَعَلْتُ ذَلِكَ لِجَلَلِكَ , وَجَلَالِكَ , أَيْ: لِعَظَمَتِكَ فِي صَدْرِي , وَالْجُلَّى: الْأَمْرُ الْعَظِيمُ. قَالَ: [البحر البسيط] حَتَّى أَرَدْتَ بِيَ الْجُلَّى فَأَدْرَكَنِي ... مَا يُدْرِكُ النَّاسَ مِنْ خَوْفِ ابْنِ مَرْوَانَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ: أَجْلَوْا عَنْ قَتِيلٍ: انْكَشَفُوا عَنْهُ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: السَّمَاءُ جَلْوَاءُ: أَيْ مُصْحِيَةٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: جَلَّ بَيْتُ فُلَانٍ , أَيْ حَيْثُ ضُرِبَ وَبُنِيَ , وَالْفُسْطَاطُ مِثْلُهُ , قَالَ

: وَأَبْقَيْنَ جُلًّا مِنْ مَغَانِي رُسُومِهَا ... وَأَبْقَيْنَ حَسْبَ النَّاظِرِ الْمُتَعَرِّفِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجَالُ: عُرْضُ الْجَبَلِ وَالْبِئْرِ وَالْقَبْرِ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْجُولُ قَالَ: حَدَرْنَاهُ بِالْأَثْوَابِ فِي قَعْرِ هُوَّةٍ ... شَدِيدٌ عَلَى مَا ضُمَّ فِي اللَّحْدِ جُولُهَا يَعْنِي: بِجُولِهَا: الْقَبْرَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: جَالُ الرَّكِيَّةِ: جُولُهَا , وَأَجْوَالٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْجَيْأَلُ: الضَّبُعُ. وَأَنْشَدَ: [البحر الوافر] وَجَاءَتْ جَيْأَلٌ وَأَبُو بَنِيهَا ... أَحَمُّ الْمَأْقِيَيْنِ لَهُ خُمَاعُ يَعْنِي بِخُمَاعٍ: أَعْرَجَ وَقَامَا يُنْئِيَانِ التُّرْبَ عَنِّي ... وَمَا أَنَا - وَيْبَ غَيْرِكَ - وَالسِّبَاعُ

باب: لج

§بَابُ: لج

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , أَنَّ سَفِينَةَ , حَدَّثَ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهُ كَانَ عَامَّةُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الصَّلَاةَ , وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» , حَتَّى جَعَلَ يُلَجْلِجُهَا , وَمَا يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , بَلَغَ عَلِيًّا أَنَّ طَلْحَةَ , يَقُولُ: «§بَايَعْتُ , وَاللُّجُّ عَلَى قَفَايَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ , عَنْ شُعَيْبٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: «§جَلَسَ رَهْطٌ قَرِيبًا مِنْ بَابِ حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَتَجَادَلُوا , وَلَجَّ بِهِمُ الْمِرَاءُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ -[132]-: «§لَمَّا قَدِمُوا مِنَ الْحَبَشَةِ , فَكَانُوا فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ سَمِعُوا صَوْتًا , فَذَكَّرَ مَنْ عَطِشَ نَفْسَةَ مَاءٍ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا وَهْبٌ , أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ , سَمِعَ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ شَيْخٍ: سَمِعْنَا كَعْبًا , يَقُولُ: «§مَنْ دَخَلَ فِي دِيوَانِ الْمُسْلِمِينَ , ثُمَّ تَلَجَّأَ مِنْهُمْ , فَقَدْ خَرَجَ مِنْ قُبَّةِ الْإِسْلَامِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَجَّاجٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي لَبِالْكُوفَةِ فِي دَارِي , إِذْ سَمِعْتُ عَلَى , بَابِ دَارِي: " §سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , أَلِجُ؟ فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ , فَلِجْ. فَدَخَلَ ابْنُ مَسْعُودٍ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ , حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[133]-: «§مَنِ اسْتَلْجَجَ فِي أَهْلِهِ بِيَمِينٍ , فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا , لَيْسَ تُغْنِي الْكَفَّارَةَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ هَمَّامٍ , سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ , فَإِنَّهُ آثِمٌ , لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أَمَرَهُ بِهَا» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اللَّجْلَاجُ الَّذِي يُرَدِّدُ الْكَلِمَةَ , فَلَا يُخْرِجُهَا مِنْ ثِقَلِ لِسَانِهِ قَالَ: [البحر الطويل] فَلَمْ تُلْفِنِي فَهًّا وَلَمْ تُلْفَ حُجَّتِي ... مُلَجْلَجَةً أَبْغِي لَهَا مَنْ يُقِيمُهَا -[134]- وَقَالَ آخَرُ: يُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ فَهِيَ تَحْتَ الْكَشْحِ دَاءُ قَوْلُهُ: «وَاللُّجُّ عَلَى قَفَايَ» : هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ السَّيْفِ , يُسَمَّى الْمِخْذَمَ , وَالْعَاصِبَ , وَالْمُصَمِّمَ , وَالْمُنْصُلَ , وَالْهُذَامُ: الْقَاطِعُ , وَالْمَهْوُ: الرَّقِيقُ , وَالْمِخْضَلُ: الْقَطَّاعُ , وَالْمُطَبِّقُ: الَّذِي يُصِيبُ الْمَفَاصِلَ قَوْلُهُ: «وَلَجَّ بِهِمُ الْمِرَاءُ» : لَجَّ يَلِجُّ لَجَاجًا , وَهُوَ التَّمَادِي قَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الطويل] أَلَا لَا تُذَكِّرْهُ عَلَى النَّأْيِ إِنَّهُ ... مَتَى مَا تُذَكِّرْهُ عَلَى النَّأْيِ يَلْجَجِ قَوْلُهُ: فَكَانُوا فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ , لُجَّتُهُ: حَيْثُ لَا يُرَى طَرَفَاهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} [النور: 40] -[135]- أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: بَحْرٌ لُجِّيٌّ مُضَافٌ إِلَى اللُّجَّةِ , وَهِيَ مُعْظَمُ الْبَحْرِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: بَحْرُ لُجَّيٌّ , وَلُجِّيٌّ: بِكَسْرِ اللَّامِ وَضَمِّهَا. وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: وَمُخْدِرُ الْأَبْصَارِ أَخْدَرِيُّ ... لُجٌّ كَأَنَّ ثِنْيَهُ مَثْنِيُّ وَصَفَ اللَّيْلَ فَقَالَ: مُخْدِرٌ , أَرَادَ لَيْلًا مُظْلِمًا , أَخْدَرِيٌّ: مِنَ الْخَدَرِ , يُقَالُ: عُقَابٌ خُدَارِيَّةٌ , أَيْ سَوْدَاءُ. وَلُّجٌّ , يَعْنِي: اللَّيْلَ كَأَنَّهُ لُجَّةٌ مِنْ ظُلْمَتِهِ , قَدْ ثُنِيَ: صَارَ لَهُ طَرِيقَتَانِ قَوْلُهُ: «مَنْ تَلَجَّأَ مِنْهُمْ» , يَقُولُ: صَارَ إِلَى غَيْرِهِمْ , لَجَأَ فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ , لَجْأً وَمَلْجَأً قَوْلُهُ: «أَأَلِجُ» ؟ وَالْوُلُوجُ: الدُّخُولُ , وَلَجَ يَلِجُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْوَلَجَةُ: مَوْضِعٌ مِنَ الرَّمَلِ , يَضِيقُ , ثُمَّ يَنْفَتِحُ -[136]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْوَالِجَةُ: الدُّبَيْلَةُ , يُقَالُ: هُوَ مَوْلُوجٌ قَالَ الْأَحْمَرُ بْنُ شُجَاعٍ: كَأَنَّ هَادِيَهُ مِمَّا تَفَثَّجَهُ ... إِذَا تَكَلَّمَ فِي الْإِدْلَاجِ مَوْلُوجُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَلَجَّ الْقَوْمُ إِلْجَاجًا إِذَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ , وَالِاسْمُ اللُّجَّةُ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ قَالَ: اللُّجَّةُ: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ. وَأَنْشَدَنَا: تَدَافَعَ الشَّيْبُ وَلَمْ تَقَتَّلِ ... فِي لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ تَدَافَعَ الشَّيْبُ وَلَمْ تقتل: وَصَفَ إِبِلًا عِطَاشًا وَرَدَتْ حَوْضًا , يُشَبِّهُ ازْدِحَامَهَا عَلَى الْمَاءِ بِتَدَافُعِ شُيُوخٍ - وَهُمُ الشِّيبُ - وَلَمْ تُقْتَلْ - مِنَ الْقِتَالِ - , والْأَصْلُ تَقْتَتِلُ , يَقُولُ: وَلَمْ يَبْلُغُوا الْقِتَالَ , إِنَّمَا كَانَ تَدَافُعٌ , يَقُولُ: فَهَذِهِ الْإِبِلُ اسْتَقَلَّتْ بِشُرْبِ الْمَاءِ مِنْ عَطَشِهَا , فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَ هَذِهِ الْإِبِلِ , كَأَصْوَاتِ شُيُوخٍ تَقُولُ: أَمْسِكْ فُلَانًا عَنْ فُلِ , وَجَعَلَهُمْ شُيُوخًا , لِأَنَّ الشَّبَابَ فِيهِمْ تُسْرِعُ. وَاللُّجَّةُ: اخْتِلَاطُ الصَّوْتِ -[137]- وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: لَا تَوْجَلْ , وَتَمِيمٌ , وَقَيْسٌ: لَا تَيْجَلْ , إِذَا لَمْ يَسْتَيْقِنُوا الْخَبَرَ قَالَ اللَّهُ: {إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ} [الحجر: 52] أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {وَجِلُونَ} [الحجر: 52] خَائِفُونَ {قَالُوا لَا تَوْجَلْ} [الحجر: 53] . وَيُقَالُ: لَا تَيْجَلْ , وَلَا تَاجَلْ بِغَيْرِ هَمْزٍ. وَلَا تَأْجَلْ: بِهَمْزٍ , يَجْتَلِبُونَ فِيهَا الْهَمْزَةَ. وَكَذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ وَجِلَ يَوْجَلُ , وَوَحِلَ يَوْحَلُ , وَوَسِخَ يَوْسَخُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: {وَجِلُونَ} [الحجر: 52] وَلَوْ قَالَ: وَاجِلُونَ عَلَى وَجْهِ الْفِعْلِ كَانَ صَوَابًا وَقَوْلُهُ: «إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ» مِنَ اللَّجَاجِ , وَهُوَ تَكْرِيرُ الْيَمِينِ , وَتَوْكِيدُهَا , وَالْإِقَامَةُ عَلَيْهَا , كَمَا قَالَ حُجَيَّةُ بْنُ مُضَرِّبٍ: لَجَجْنَا وَلَجَّتْ هَذِهِ فِي التَّجَنُّبِ ... بِشَدِّ اللِّثَامِ دُونَنَا وَالتَّنَقُّبِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: -[138]- فَقَدْ لَجَجْنَا فِي هَوَاكَ لَجَجَا وَأَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِرَجُلٍ مِنْ طَيِّئٍ: [البحر الكامل] قَالَتْ: بِعَيْشِ أَخِي , وَنِعْمَةِ وَالِدِي ... لَأُنَبِّهَنَّ الْحَيَّ إِنْ لَمْ تَخْرُجِ فَخَرَجْتُ خِيفَةَ قَوْلِهَا فَتَبَسَّمَتْ ... فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينَهَا لَمْ تَلْجَجِ فَلَثَمْتُ فَاهَا قَابِضًا بِقُرُونِهَا ... شُرْبَ الْحَمِيِّ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ يَقُولُ: فَإِذَا كَانَتْ يَمِينُهُ عَلَى لَجَاجٍ , وَتَأْكِيدٍ , وَغَيْرِ اسْتِثْنَاءٍ , فَعَلَيْهِ إِثْمٌ عَظِيمٌ , وَلَيْسَ تُغْنِي الْكَفَّارَةُ عَنْهُ , مِنَ الْإِثْمِ الَّذِي أَصَابَهُ وَإِنَّمَا الْكَفَّارَةُ عَلَى الَّذِي عَلَى غَيْرِ تَأْكِيدٍ وَلَا لَجَاجٍ , وَيَنْدَمُ فَيَفْعَلُ وَيُكَفِّرُ. وَكَذَلِكَ حَدِيثُ مَعْمَرٍ: «هِيَ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أَمَرَهُ بِهَا» أَلَا تَرَى قَوْلَهُ: فَعَلِمْتُ أَنَّ يَمِينَهَا لَمْ تَلْجَجِ , يَقُولُ: لَمْ تَخْرُجْ عَلَى تَأْكِيدٍ , وَعَقْدٍ , وَلَجَاجٍ , وَإِنَّمَا حَلَفَتْ عَلَى جِهَةِ اللَّغْوِ وَالْمَزْحِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: اللَّجُوجُ: الرِّيحُ تَكُونُ فِي كُلِّ زَمَانٍ. وَأَكْثَرُ مَا تَكُونُ إِذَا وَلَّى الْقَيْظُ , وَالرِّيحُ اللَّجُوجُ: الدَّائِمَةُ الْهُبُوبِ , وَالرِّيحُ الْجَيْلَانُ: الَّتِي تُجِيلُ الْحَصَى , وَتُدِيرُهُ , وَقَالَ: [البحر الطويل] -[139]- وَمَا الْعَفْوُ إِلَّا لِامْرِئٍ ذِي حفِيظَةٍ ... مَتَى تَعْفُ عَنْ ذَنْبِ امْرِئِ السُّوءِ يَلْجَجِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَقَعُوا فِي ايتِلَاجٍ أَيْ: اخْتِلَاطٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: ارْتَثَأَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ , أَيْ: اخْتَلَطَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: ارْتَجَنَ أَمْرُهُمْ. وَيُقَالُ: غَيَّقَ فِي رَأْيِهِ: إِذَا اخْتَلَطَ وَذَهَبَ فِي أَمْرِهِ وَرَوَى عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْمُسْتَجَالُ: الذَّاهِبُ الْعَقْلِ قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ: فَصَاحَ بِتَعْشِيرِهِ وَانْتَحَى ... جَوَائِلَهَا وَهُوَ كَالْمُسْتَجَالِ وَصَفَ حِمَارًا مَعَهُ أُتُنٌ , فَصَاحَ بِتَعْشِيرِهِ: رَدَّدَهُ عَشْرًا , وَكَذَا يَفْعَلُ كَثِيرًا -[140]- قَالَ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي , لَئِنْ عَشَّرْتُ مِنْ خِيفَةِ الرَّدَى ... نَهِيقَ الْحِمَارِ إِنَّنِي لَجَزُوعُ وَانْتَحَى: اعْتَمَدَ , جَوَائِلَهَا: مَا جَالَ مِنْهَا , فَلَمْ يَعْلَقْ , فَهُوَ كَالْمُسْتَجَالِ مِنَ الْهِيَاجِ وَالْغَيْرَةِ , كَالذَّاهِبِ الْعَقْلِ

الحديث الرابع

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

باب: شعر

§بَابُ: شعر

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي حَسَّانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَشْعَرَ هَدْيَهُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ مُحَمَّدٍ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حِينَ غَسَّلْنَ ابْنَتَهُ أَلْقَى إِلَيْهِنَّ حِقْوَهُ فَقَالَ: «§أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , أَنْتُمُ الشِّعَارُ , وَالنَّاسُ الدِّثَارُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ مَكْحُولٍ -[142]-: «§اخْتُصِمَ فِي قَتِيلٍ أَشْعَرَهُ أَحَدُهُمْ , وَأَجَازَ عَلَيْهِ الْآخَرُ , أَنَّ سَلَبَهُ لِمَنْ أَشْعَرَهُ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: «§قَتَلَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ مُسَافِعًا , وَأَخَاهُ كِلَيْهِمَا , يُشْعِرُهُ سَهْمَهُ , فَيَأْتِي أُمَّهُ حَتَّى يَضَعَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهَا»

حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ سُوَيْدٍ الرُّؤَاسِيِّ: «§أَتَيْتُ عُمَرَ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ أَشْعَرُ أَحْمَرُ , عَلَيْهِ ظَهْرَانِ , فَإِذَا هُوَ أَبُو ذَرٍّ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ مَرْوَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْبَرَاءِ: «§رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَضْرِبُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ»

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: «§أَتَانِي آتٍ , فَشَقَّ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذَا» , فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ: مَا يَعْنِي؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §شِعَارُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الصِّرَاطِ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ , سَلِّمْ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ , حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ , عَنْ مُحَمَّدٍ , أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يَكْرَهُ الصَّلَاةَ فِي شُعُرِنَا»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَيْتَ شِعْرِي مَا فَعَلَ أَبَوَايَ؟» فَنَزَلَتْ: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة: 119] "

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: " §أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ , أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ , فَقَالَ: لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوْتَ «, فَأَخَذَ النَّبِيُّ الْحَرْبَةَ , فَانْتَفَضَ بِهَا انْتِفَاضَةً , تَطَايَرْنَا عَنْهُ تَطَايُرَ الشَّعْرَاءِ عَنْ ظَهْرِ الْبَعِيرِ إِذَا انْتَفَضَ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ: أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ وَنَحْنُ وُقُوفٌ خَلْفَ الْمَوْقِفِ , فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَيْكُمْ , يَقُولُ: «§كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ , فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ»

حَدَّثَنَا عُقْبَةُ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ , -[145]- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , «§أَنَّهَا جَعَلَتْ شَعَائِرَ ذَهَبٍ فِي رَقَبَتِهَا , فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَأَعْرَضَ عَنْهَا» قَوْلُهُ: «أَشْعَرَ هَدْيَهُ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: يُشْعِرُهَا بِحَدِيدَةٍ: يَطْعُنُهَا فِي سَنَامِهَا مِنْ جَانِبِهَا الْأَيْمَنِ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ شَعَائِرُ الْهُدَى: وَاحِدُهَا شَعِيرَةٌ: مَا أُشْعِرَ لِمَوْقِفٍ , أَوْ مَنْحَرٍ , أَوْ مَشْعَرٍ , أَيْ: أُعْلِمَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْإِشْعَارُ أَنْ تَطْعَنَ الْبَدَنَةَ حَتَّى يَسِيلَ دَمُهَا , وَأَشْعَرَهُ سِنَانًا: أَيْ أَلْزَقَهُ , وَالْإِشْعَارُ: إِلْزَاقُكَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ قَالَ: نُقَتِّلُهُمْ جِيلًا فَجِيلًا تَرَاهُمُ ... شَعَائِرَ قُرْبَانٍ بِهِمْ يُتَقَرَّبُ قَوْلُهُ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» : أَيِ اجْعَلْنَهُ شِعَارًا يَلِي جِلْدَهَا , أَيْ: نَشِّفْنَهَا بِهِ -[146]- قَوْلُهُ: «أَنْتُمُ الشِّعَارُ» الشِّعَارُ: الثَّوْبُ يُلْزِقُهُ الرَّجُلُ بِجِلْدِهِ , يَقُولُ: أَنْتُمْ فِي الْقُرْبِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ الشِّعَارِ مِنَ الرَّجُلِ «وَالنَّاسُ دِثَارٌ» : وَالدِّثَارُ: مَا لَبِسَهُ فَوْقَ الشِّعَارِ , أَيْ: فَأَنْتُمْ أَقْرَبُ مِنْهُمْ قَوْلُهُ: «فِي قَتِيلٍ أَشْعَرَهُ» , وَقَوْلُهُ: «يُشْعِرُ كُلَّ وَاحِدٍ سَهْمًا» , أَيْ: يُخَالِطُ بِهِ قَلْبَهُ , يُقَالُ: أَشْعَرَ فُلَانٌ قَلْبِيَ هَمًّا , أَيْ: أَلْبَسَهُ , جَعَلَهُ شِعَارَ الْقَلْبِ قَوْلُهُ: " فَدَخَلَ رَجُلٌ أَشْعَرُ , يَقُولُ: كَثِيرُ شَعَرِ الْجَسَدِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعَّرُ الْجَنِينُ تَشْعِيرًا , وَهُوَ مُشَعِّرٌ: إِذَا نَبَتَ شَعْرُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ لِنِصْفِ الْحَمْلِ , وَأُشْعِرَ الْخُفُّ إِشْعَارًا وَهُوَ مُشْعَرٌ قَوْلُهُ: «مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةٌ» الشِّعْرُ: الْقَرِيضُ؛ لِأَنَّ الشَّاعِرَ يَفْطِنُ لِمَا لَا يَفْطِنُ لَهُ غَيْرُهُ شَعَرْتُ: فَطُنْتُ , أَشْعُرُ شِعْرًا وَشِعْرٌ شَاعِرٌ , أَيْ: مَشْعُورٌ بِهِ فَجَازَ أَنْ يُقَالُ: شَاعِرٌ , كَقَوْلِكَ: طَرِيقٌ سَالِكٌ: أَيْ: مَسْلُوكٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعَرَ الرَّجُلُ يَشْعُرُ شِعْرًا , وَهُوَ شَاعِرٌ وَقَالَ الْخَلِيلُ: جَمْعُ شِعْرٍ أَشْعَارٌ , وَيَجُوزُ: شُعُورٌ , كَمَا قَالَ الْكُمَيْتُ: يَزِينُ شُعُورِيَ مَا قُلْتُ فِيكَ ... إِذَا زَانَ شَعْرَ الْمِقَصِّ النَّسَبْ -[147]- قَوْلُهُ: «يَضْرِبُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ» , يُقَالُ: رَجُلٌ شَعْرَانِيٌّ: طَوِيلُ شَعَرِ الرَّأْسِ. وَأَشْعَرُ: كَثِيرُ شَعَرِ الْجَسَدِ وَالشَّعَرُ مَا لَيْسَ بِصُوفٍ , وَلَا وَبَرٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ} [النحل: 80]- يَعْنِي الْإِبِلَ وَالْبَقَرَ وَالْغَنَمَ - {بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا} [النحل: 80] يَقوُلُ: أَصْوَافُ الضَّأْنِ , وَأَوْبَارُ الْإِبِلِ , وَأَشْعَارُ الْمَعْزِ , وَالْجَمْعُ: شُعُورٌ , وَأَشْعَارٌ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] أَلَمْ تَرَوْا إِذْ حَلَّقُوا الْأَشْعَارَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا أَشْعَرَ الْجَنِينُ» : أَيْ: نَبَتَ شَعْرُهُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبٍ: قَالَ: §إِنَّمَا هُوَ: «إِذَا شَعَّرَ - بِغَيْرِ أَلِفٍ» قَوْلُهُ: «فَشَقَّ مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ , إِلَى شِعْرَتِهِ» , وَهُوَ مَنْبَتُ الشَّعْرِ مِنْ عَانَتِهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْأَشْعَرَانِ: مَا يَلِي الشَّفْرَيْنِ مِنَ الشَّعْرِ , وَالْأَشْعَرُ: مَا حَوْلَ الْحَافِرِ مِنَ الشَّعْرِ , وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأَشَاعِرُ: أَطْرَافُ حَيَاءِ النَّاقَةِ - كَأَنَّهُ أُطَرُ الْأَصَابِعِ , قَالَ: [البحر الوافر] عَجُوزٌ هِمَّةٌ لَا خَيْرَ فِيهَا ... مُخَرَّمَةُ الْأَشَاعِرِ بِالْمَدَارِي قَوْلُهُ: «شِعَارُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الصِّرَاطِ» يَعْنِي: قَوْلَهُمُ الَّذِي هُوَ عَلَامَةٌ بَيْنَهُمْ , يعرف , أَنَّ قَائِلَهُ مُؤْمِنٌ , وَمِثْلُهُ: " إِنْ بَيَّتُوكُمْ , فَإِنَّ شِعَارَكُمْ حم لَا يُنْصَرُونَ هَذِهِ عَلَامَةٌ بَيْنَ أَهْلِ السَّفَرِ إِذَا نَادَوْا بِهَا , اجْتَمَعُوا فَنَزَلُوا , أَوْ رَحَلُوا , وَجَعَلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ» , وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ: «يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ» , وَشِعَارَ الْأَوْسِ: «يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ»

وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ شِعَارٌ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ: «يَا مَنْصُورُ , أَمِتْ» , وَفَى يَوْمٍ آخَرَ: «يَا كُلَّ خَيْرٍ» , وَكَانَ شِعَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ: «يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ , وَحم لَا يُنْصَرُونَ , وَأَمِتْ , أَمِتْ» وَكَانَ شِعَارُ أَبِي بَكْرٍ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَمِتْ , أَمِتْ وَشِعَارُ مُصْعَبٍ , وَالْمُهَلَّبِ: حم لَا يُنْصَرُونَ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: [البحر البسيط] إِذَا دَعَا بِشِعَارِ الْأَزْدِ نَفَّرَهُمْ ... كَمَا يُنَفِّرُ صَوْتُ الذِّئْبِ بِالنَّقَدِ النَّقَدُ: الْغَنَمُ , فَأَقْحَمَ الْبَاءَ فِي النَّقَدِ , كَمَا قَالَ تَعَالَى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [المؤمنون: 20] يُرِيدُ: تُنْبِتُ الدُّهْنَ: يَعْنِي: الزَّيْتَ قَوْلُهُ: «لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنَا» : هُوَ مَا اسْتَشْعَرْنَاهُ مِنَ الثِّيَابِ. وَذَلِكَ أَنَّ الْمَرْأَةَ رُبَّمَا أَصَابَ ثَوْبُهَا مِنْ دَمِ الْحَيْضِ فَيَعْقِلُهُ قَوْلُهُ: «لَيْتَ شِعْرِي مَا فَعَلَ أَبَوَايَ؟» يَقُولُ: لَيْتَ عِلْمِي. وَمَا يُشْعِرُكَ: مَا يُدْرِيكَ

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَعَرْتُ بِهِ أَشْعُرُ شُعُورًا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَعْرًا , وَلَمْ يَعْرِفُوا: شَعْرَةً قَوْلُهُ: «تَطَايُرَ الشَّعْرَاءِ» : ذُبَابُ الْكَلْبِ أَزْرَقُ , وَالشَّعْرَاءُ: ذُبَابُ الدَّوَابِّ قَالَ: [البحر البسيط] تَذُبُّ ضَيْفًا مِنَ الشُّعَرَاءِ مَنْزِلُهُ ... مِنْهَا لُبَانٌ , وَأَقْرَابٌ زَهَالِيلُ قَوْلُهُ: «كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ» : مَشَاعِرُ الْحَجِّ: عَلَامَاتُهُ , الْوَاحِدُ: مَشْعَرٌ , مَوْضِعُ الْمَنْسَكِ قَوْلُهُ: شَعَائِرُ ذَهَبٍ , أَظُنُّهُ: ضَرْبًا مِنَ الْحُلِيِّ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الشِّعَارُ مِنَ الشَّجَرِ: مَا الْتَفَّ , جَبَلٌ أَشْعَرُ , وَرَمْلَةٌ شَعْرَاءُ , وَقَالَ غَيْرُهُ: الشَّعَارِيرُ: صِغَارُ الْقِثَّاءِ , الْوَاحِدَةُ: شُعْرُورَةٌ وَأَظُنُّهَا كَلِمَةً مُوَلَّدَةً , وَالْمَعْرُوفُ مِنْ كَلَامِهِمْ لِصِغَارِ الْقِثَّاءِ

: الْجِرَاءُ وَالشَّعْرَاءُ: الْخَوْخُ , الْوَاحِدُ وَالْجَمِيعُ سَوَاءٌ وَالشَّعِيرُ: حَبٌّ يُؤْكَلُ وَالشَّعِيرَةُ: نَصْلُ السِّكِّينِ وَالشِّعْرَى: كَوْكَبٌ يَتْلُو الْجَوْزَاءَ , وَهِيَ الشِّعْرَى الْعَبُورُ , وَبِحِيَالِهَا: الشِّعْرَى الْغُمَيْصَاءُ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الْغُمَيْصَاءُ لَا تَقْطَعُ السَّمَاءَ , وَالْعَبُورُ تَقْطَعُ السَّمَاءَ

باب: عشر

§بَابُ: عشر

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا يُونُسُ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§تُوُفِّيَ النَّبِيُّ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ , سِنِينَ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " §قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ , فَوَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا , فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» , قَالُوا: يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ مُوسَى , وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ. قَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى» فَصَامَهُ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي الضُّحَى , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§لَوْ أَدْرَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَسْنَانَنَا مَا عَاشَرَهُ مِنَّا رَجُلٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ -[153]-: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ: «§لَا تُحْشَرُوا وَلَا تُعْشَرُوا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , يَقُولُ: «§يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ , احْمَدُوا اللَّهَ إِذْ رَفَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ , إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ , حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي -[154]- حَبِيبٌ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ , عَنْ مُخَيِّسِ بْنِ ظَبْيَانَ , عَنْ مَالِكِ بْنِ عَتَاهِيَةَ , سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§إِنْ لَقِيتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ ذَرٍّ , عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِلنِّسَاءِ: «§تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ , لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ , عَنْ جَابِرٍ , «§أَنَّ مَرْحَبًا , بَارَزَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَدَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْعُشَرِ , فَطَفِقَ كُلُّ وَاحِدِ يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ

: «§كَانَتِ الْمَدِينَةُ وَبِيئَةً , وَكَانُوا يَقُولُونَ إِذَا قَدِمَ الرَّجُلُ أَرْضًا وَبِيئَةً , وَضَعَ يَدَهُ خَلْفَ أُذُنِهِ وَنَهَقَ مِثْلَ الْحِمَارِ عَشَّرَ لَمْ يُصِبْهُ وَبَؤُهَا» قَوْلُهُ: «وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ» الْعَشْرُ عَدَدٌ يُذَكَّرُ مُؤَنَّثُهُ , وَيُؤَنَّثُ مُذَكَّرُهُ , تَقُولُ: عَشْرُ نِسْوَةٍ وَعَشَرَةُ رِجَالٍ , فَإِذَا زِدْتَ عَلَى الْعَشْرِ شَيْئًا ذَكَرْتَ الْمُذَكَّرَ , وَأَنَّثْتَ الْمُؤَنَّثَ , فَقُلْتَ: أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا , وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً , وَكَذَلِكَ مَا زَادَ قَوْلُهُ: «فَوَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا» وَهُوَ الْيَوْمُ الْعَاشِرُ مِنَ الْمُحَرَّمِ ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ التَّاسِعُ , وذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تَنْقُصُ وَاحِدًا مِنَ الْعَدَدِ فَيَقُولُونَ: وَرَدَتِ الْإِبِلُ عَشْرًا إِذَا وَرَدَتْ يَوْمَ التَّاسِعِ , وَوَرَدَتْ تِسْعًا , إِذَا وَرَدَتْ يَوْمَ الثَّامِنَ , وَفُلَانٌ يُحَمُّ رِبْعًا إِذَا حُمَّ يَوْمَ الثَّالِثِ

قَوْلُهُ: «مَا عَاشَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ» يَقُولُ: لَوْ أَدْرَكَ أَسْنَانَنَا: لَوْ كَانَ فِي السِّنِّ مِثْلَنَا مَا بَلَغَ أَحَدٌ مِنَّا عُشْرَهُ فِي الْعِلْمِ قَوْلُهُ: «لَا تُحْشَرُوا وَلَا تُعْشَرُوا» يُقَالُ: لَا تُسَاقُونَ إِلَى مَوْضِعٍ تُؤْخَذُ زَكَوَاتُكُمْ فِيهِ , وَلَكِنْ تُؤْخَذُ فِي دِيَارِكُمْ , وَلَا تُعْشَرُوا: يُؤْخَذُ مِنْكُمُ الْعُشْرُ؛ لِأَنَّ مُلُوكَ الْعَجَمِ وَالْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْخُذُونَ الْعُشْرَ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ , فَرَفَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنْهُمْ , وَهُوَ قَوْلُهُ: «احْمَدُوا اللَّهَ إِذْ رَفَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورَ» يَعْنِي مَا كَانَتِ الْمُلُوكُ تَأْخُذُ مِنْهُمْ , وَقَالَ: «لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ» , وَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الزَّكَاةَ رُبُعُ الْعُشْرِ , وَأَبْطَلَ الْعُشْرَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ , وَجَعَلَهُ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ , وَسَمَّاهُ عُشْرًا؛ لِأَنَّ الْعَاشِرَ يَأْخُذُهُ وَهُوَ نِصْفُ الْعُشْرِ

كَذَا حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , «أَمَرَنِي عُمَرُ أَنْ §آخُذَ , مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلٍّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا , وَمِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ كُلٍّ عِشْرِينَ دِرْهَمًا , وَمِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ دِرْهَمًا» وَقَوْلُهُ: «إِنْ لَقِيتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ» يَقُولُ: إِنْ وَجَدْتُمْ أَحَدًا يَعْشُرُ عَلَى مَا كَانَتْ مُلُوكُ الْجَاهِلِيَّةِ تَفْعَلُ مُقِيمًا عَلَى دِينِهِ فَاقْتُلُوهُ لِكُفْرِهِ , وَإِنْ -[157]- كَانَ قَدْ أَسْلَمَ , فَأَخَذَ الْعُشْرَ مُسْتَحِلًّا لِذَلِكَ , وَتَارِكًا لَرُبُعِ الْعُشْرِ الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ فَاقْتُلُوهُ لِتَرْكِهِ فَرْضَ اللَّهِ وَمَنْ أَخَذَ رُبُعَ الْعُشْرِ الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ , وَأَمَرَ بِهِ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَحَسَنٌ جَمِيلٌ , قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ , فَعَشَرَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , وَزِيَادُ حُدَيْرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِأَمْرِهِ , وَعَشَرَ مَسْرُوقٌ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ , وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ , وَإِبْرَاهِيمُ , وَالشَّعْبِيُّ , وَأَبُو الْمَلِيحِ , وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَشَرْتُ الْمَالَ أَعْشُرُهُ عَشْرًا , وَعُشُورًا , وَخَمَّسْتُهُ أُخَمِّسُهُ خُمُسًا: أَخَذْتُ عُشْرَهُ وَخُمُسَهُ , وَالْعُشْرُ وَالْعَشِيرُ هُمَا عَاشِرُ الْعَدَدِ , وَالْعَشِيرُ الْخَلِيطُ , وَلَا يُقَالُ خَلِيطٌ إِلَّا فِي شَرِكَةِ مَالٍ أَوْ تِجَارَةٍ , وَالْعَشِيرُ: الصَّدِيقُ , وَالزَّوْجُ , وَابْنُ الْعَمِّ , وَجَمْعُهَا الْعُشَرَاءُ -[158]- قَوْلُهُ: «وَيَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ» الزَّوْجُ: عُشَيْرُ الْمَرْأَةِ لِمُعَاشَرَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا , وَعَاشَرْتُ فُلَانًا مُعَاشَرَةً جَمِيلَةً , وَعَشِيرُكَ الَّذِي أَمْرُكَ وَأَمْرُهُ وَاحِدٌ قَالَ زُهَيْرٌ: [البحر الوافر] لَعَمْرُكَ , وَالْخُطُوبُ مُغَيِّرَاتٌ ... وَفِي طُولِ الْمُعَاشَرَةِ التَّقَالِي وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] رَأَتْهُ عَلَى يَأْسٍ , وَقَدْ شَابَ رَأْسُهَا ... وَحِينَ تَصَدَّى لِلْهَوَانِ عَشِيرُهَا وَصَفَ عَجُوزًا , وَلَدَتْ بَعْدَ مَا أَيِسَتْ وَتَصَدَّى: تَعَرَّضَ لِلْهَوَانِ عَشِيرُهَا: زَوْجُهَا حِينَ أَبْطَأَتْ بِوِلَادِهَا قَوْلُهُ: «فَدَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ مِنَ الْعُشَرِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعُشَرُ: شَجَرٌ , الْوَاحِدَةُ عُشَرَةٌ , وَثَمَرُهُ الْخُرْفُعُ , وَالْخُرْفُعُ جِلْدُهُ , فَإِذَا انْشَقَّتْ ظَهْرٌ مِنْهَا مِثْلُ الْقُطُنِ يُشْبِهُ لُغَامُ الْبَعِيرِ بِهِ , قَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ: [البحر البسيط] يُضْحِي عَلَى خَطْمِهَا مِنْ فَرْطِهَا زَبَدٌ ... كَأَنَّ بِالرَّأْسِ مِنْهَا خُرْفُعًا نُدِفَا -[159]- وَصَفَ نَاقَةً , فَقَالَ: يُضْحِي عَلَى خَطْمِهَا مِنْ فَرْطِهَا: مِنْ نَشَاطِهَا , زَبَدٌ , يُرِيدُ اللُّغَامَ , كَأَنَّ ذَلِكَ اللُّغَامَ عَلَى رَأْسِهَا خُرْفُعٌ , وَخُرْفُعٌ - يُقَالُ جَمِيعًا - يُرِيدُ الْقُطُنَ وَالْخُرْفُعُ مَا يَكُونُ فِي جِرَاءِ الْعُشَرِ , وَهُوَ حُرَّاقُ الْأَعْرَابِ وَقَالَ الْعَامِرِيُّ: الْعُشَرُ يَنْبُتُ بِنَجْدٍ , وَلَهُ لَبَنٌ غَلِيظٌ , وَهُوَ مُخْتَصٌّ , وَلَا تَأْكُلُهُ الدَّوَابُّ , وَفِيهِ حُرَّاقٌ مِثْلُ الْقُطُنِ يُقْتَدَحُ مِنْهُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] كَأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكَانِ مِنْ عُشَرٍ ... صَقْبَانِ لَمْ يَتَقَرَّفْ عَنْهُمَا النَّجَبُ وَصَفَ ظَلِيمًا فَقَالَ: كَأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكَانِ: عُودَانِ مِنْ عُشَرٍ صَقْبَانِ: طَوِيلَانِ وَالنَّجَبُ: لِحَاءُ الْعُشَرِ , فَلَوْنُ رِجْلَيْهِ يُشْبِهُ لَوْنَ الْعُشَرِ , وَقِشْرُهُ عَلَيْهِ , فَلَوْ ذَهَبَ قِشْرُهُ لَمْ يُشَبَّهْ بِهِ قَوْلُهُ: «نَهَقَ مِثْلَ الْحِمَارِ عَشَّرَ» الْمُعَشِّرُ: الْحِمَارُ الشَّدِيدُ النَّهِيقِ , وَالْمُتَتَابِعُ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكُفُّ حَتَّى يَبْلُغَ نَهَقَاتٍ قَالَ: [البحر الطويل] -[160]- لَعَمْرِي لَئِنْ عَشَّرْتُ مِنْ خِيفَةِ الرَّدَى ... نَهِيقَ الْحِمَارِ إِنَّنِي لَجَزُوعُ وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْعُشَرَاءُ الَّتِي قَدْ أَقْرَبَتْ , سُمِّيَتْ عُشَرَاءَ لِتَمَامِ عَشَرَةِ أَشْهُرٍ , عُشَرَاءَ وَعُشْرَاوَاتٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير: 4] "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنْ عِيسَى , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§عِشَارُ الْإِبِلِ» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: الْعِشَارُ لُقَّحُ الْإِبِلِ , وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: [البحر الكامل] كَمْ خَالَةٍ لَكَ يَا جَرِيرُ وَعَمَّةٍ ... فَدُعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَى عِشَارِي وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: بُرْمَةٌ أَعْشَارٌ , وَقَدَحٌ أَعْشَارٌ: إِذَا كَانَتْ قِطَعًا وَلَمْ أَسْمَعْ لِلْأَعْشَارِ بِوَاحِدٍ , وَقَلْبٌ أَعْشَارٌ , وَمُعَشَّرٌ أَيْ مُكَسَّرٌ , وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلَّا لِتَضْرِبِي ... بِسَهْمَيْكِ فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

قَوْلُهُ: «وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ» يَقُولُ: مَا بَكَيْتِ إِلَّا لِتَجْرَحِي قَلْبًا مُعَشَّرًا أَيْ مُكَسَّرًا وَيُقَالُ لِجَفْنِ السَّيْفِ إِذَا كَانَ مُنْكَسِرًا أَعْشَارٌ , وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] وَقَدْ يَقْطَعُ السَّيْفُ الْيَمَانِيُّ جَفْنَهُ ... شَبَارِيقَ أَعْشَارٍ عَثَمْنَ عَلَى كَسْرِ حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَعْشَارُ الْإِنَاءِ: قِطَعُهُ وَأَنْشَدَنَا: وَشَكَّ نُحُورَ السَّابِقَيْنِ كِلَاهُمَا كَمَا شَكَّ أَعْشَارَ الْإِنَاءِ الْمُشَاعِبِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: قِدْرٌ أَعْشَارٌ: مُتَكَسِّرَةٌ وَقِدْرٌ وَئِيَّةٌ: وَاسِعَةٌ وَقِدْرٌ جَامِعَةٌ , وَجِمَاعٌ: عَظِيمَةٌ. وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: قِدْرٌ زُوَزِيَةٌ: الَّتِي تَضُمُّ الْجَزُورَ , وَقَالَ غَيْرُهُ: الصَّيْدَانُ: قُدُورُ الْحِجَارَةِ , وَالصَّادُ: قُدُورُ الصُّفْرِ , وَالصَّيْدَاءُ: حَجَرٌ أَبْيَضُ , يُعْمَلُ مِنْهُ الْبِرَامُ

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَكْبَرُ الْقُدُورِ الْجِمَاعُ , ثُمَّ الْمِئْكَلَةُ وَالْمِسْخَنَةُ الَّتِي كَأَنَّهَا تَوْرٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشَّكِيمُ: عُرَى الْقِدْرِ وَالسُّخَامُ: سَوَادُ الْقِدْرِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمِذْنَبُ , وَالْمِقْدَحُ: الْمِغْرَفَةُ وَالْقَدْحُ: الْغَرْفُ

باب: شرع

§بَابُ: شرع

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ , حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ مَيْمُونٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ إِلَى الْمَسْجِدِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ»

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ , عَنْ وَاصِلٍ , عَنْ لَقِيطٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى: " خَرَجْنَا غَازِينَ فَبَيْنَا نَسِيرُ فِي الْبَحْرِ , وَالرِّيحُ لَنَا طَيِّبَةٌ , وَالشِّرَاعُ مَرْفُوعٌ إِذْ سَمِعْتُ مُنَادِيًا يَقُولُ: أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ , مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ فِي يَوْمٍ حَارٍّ §كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرْوِيَهُ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , -[164]- أَنَّ رَجُلًا , أَعْطَى أُمَّهُ حَدِيقَةً حَيَاتَهَا فَمَاتَتْ , فَقَالَ إِخْوَتُهُ: نَحْنُ شَرْعٌ سَوَاءٌ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§هِيَ مِيرَاثٌ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , «كَانَ §أَهْلُ أَيْلَةَ إِذَا كَانَ يَوْمُ السَّبْتِ شَرَعَتْ لَهُمُ الْحِيتَانُ حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيْهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ , " لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْعَدُوَّ فَأَخْرَجَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا وَأَشْرَعُوا فِيهِ الْأَسِنَّةَ , فَقَالَ: §ارْفَعُوا عَنِّي سَلَاحَكُمْ , وَأَسْمِعُونِي كَلَامَ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ , " §مَا خَالَفَ نَبِيٌّ نَبِيًّا فِي سُنَّةٍ وَلَا قِبْلَةٍ إِلَّا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا , ثُمَّ صُرِفَ , ثُمَّ قَرَأَ: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشورى: 13] "

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا أَبِي , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَرْثَدٍ , عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ كُرَيْبِ بْنِ أَبْرَهَةَ , عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ قَالَ رَجُلٌ: " إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ حَتَّى فِي شَرْعِ نَعْلِي , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَيْسَ ذَاكَ بِالْكِبْرِ , إِنَّ §اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ , حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ عَلِيٌّ: «§أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْرِيعُ» قَوْلُهُ: كَانَ لِنَفَرٍ أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَشَرَعْتُ بَابًا إِلَى الطَّرِيقِ فَأَنَا أُشْرِعُهُ إِشْرَاعًا قَوْلُهُ: وَالشِّرَاعُ مَرْفُوعٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الشِّرَاعُ: شِرَاعُ السَّفِينَةِ , الْجَمِيعُ شُرُعٌ , وَشِرَاعُ الْبَعِيرِ: عُنُقُهُ , شَبَّهَهُ بِالشِّرَاعِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] -[166]- كَأَنَّ أَهْدَامَ النَّسِيلِ الْمُنْسَلِ ... عَلَى يَدَيْهَا وَالشِّرَاعِ الْأَطْوَلِ قَوْلُهُ: أَهْدَامَ النَّسِيلِ أَخْلَاقُ النَّسِيلِ , وَهُوَ مَا سَقَطَ وَنَسَلَ مِنَ الْوَبَرِ , فَهُوَ عَلَى يَدَيْهَا وَعَلَى الشِّرَاعِ , يَعْنِي عُنُقَهَا , شَبَّهَهُ بِالشِّرَاعِ لِطُولِهِ قَوْلُهُ: نَحْنُ شَرْعٌ سَوَاءٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: نَحْنُ فِيهِ شَرْعٌ سَوَاءٌ يُرِيدُ لَيْسَ بَعْضُنَا بِأَفْضَلَ مِنْ بَعْضٍ , وَيُقَالُ: شَرْعُكَ ذَا , أَيْ: حَسْبُكَ , وَزَادَ أَبُو زَيْدٍ: شَرْعٌ وَاحِدٌ , وَبَأْجٌ وَاحِدٌ قَوْلُهُ: شَرَعَتْ لَهُمُ الْحِيتَانُ وَحِيتَانٌ شُرَّعٌ: رَافِعَةٌ رُءُوسَهَا , وَقِيلَ: خَافِضَةٌ لِتَشْرَبَ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: شَرَعَ فِي النَّهَرِ , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ: عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّرَائِعُ: الْمَوَاضِعُ الَّتِي تُورَدُ , الْوَاحِدَةُ شَرِيعَةٌ , وَكَذَلِكَ الْمَشْرَبَةُ , قَالَ ذُو الرُّمَّةِ [البحر البسيط] وَفِي الشَّرَائِعِ مِنْ جِلَّانَ مُقْتَنِصٌ ... رَثُّ الثِّيَابِ خَفِيُّ الشَّخْصِ مُنْزَرِبِ -[167]- وَصَفَ حُمُرًا وَرَدَتْ شَرِيعَةَ مَاءٍ , وَعَلَى الشَّرِيعَةِ صَائِدٌ مِنْ جِلَّانَ: حَيٌّ مِنْ عَنْزٍ رَثُّ الثِّيَابِ: خَلِقٍ خَفِيُّ الشَّخْصِ: قَدْ أَخْفَى شَخْصَهُ مُنْزَرِبُ: مُتَخَفٍّ فِي قُتْرَتِهِ وَرَوَى أَبُو نَصْرٍ: وَبِالشَّمَائِلِ مِنْ جِلَّانَ مُقْتَنِصٌ , لِأَنَّ الصَّائِدَ يَرْمِي مِنَ الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ مِنَ الْحِمَارِ؛ لِأَنَّهُ نَاحِيَةَ الْقَلْبِ قَوْلُهُ: أَشْرَعُوا فِيهِ الْأَسِنَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: أَشْرَعْتُ الرُّمْحَ قِبَلَهُ , وَقَالَ غَيْرُهُ: أَشْرَعْنَا الرِّمَاحَ إِشْرَاعًا فَهِيَ مُشْرَعَةٌ , وَشَرَعَتْ فَهِيَ شَوَارِعُ , وَشَرَعْنَاهَا فَهِيَ مَشْرُوعَةٌ. قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] أَفَاخُوا مِنْ رِمَاحِ الْخَطِّ لَمَّا ... رَأَوْنَا قَدْ شَرَعْنَاهَا نِهَالَا أَفَاخُوا يَعْنِي: مِنْ نَحْوِكَ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَقَدْ خَيَّرُونَا بَيْنَ ثِنْتَيْنِ مِنْهُمَا ... صُدُورُ الْقَنَا قَدْ أُشْرِعَتْ وَالسَّلَاسِلُ قَوْلُهُ: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: قَدْ شَرَعْتُ لَكُمْ شَرِيعَةً فِي الدِّينِ فَاتَّبِعُوهَا -[168]- أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: شَرَعَ لَكُمْ شَرِيعَةً وَشَرْعًا , وَهُوَ يَشْرَعُ وَيُشَرِّعُ , وَقَالَ: شَرِيعَةُ حَقٍّ نَيِّرٍ لَمْ يَرُدَّهَا ... إِلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ دِينٍ مُذَبْذَبِ قَوْلُهُ: فِي شِرْعِ نَعْلِي يَعْنِي شِرَاكَهُ؛ لِأَنَّهَا مَمْدُودَةٌ عَلَى النَّعْلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشُّرُعُ الْأَوْتَارُ , يُقَالُ: شِرْعَةٌ وَشِرَعٌ , وَشِرْعٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ قَالَ الْأَعْشَى [البحر البسيط] فكَذَّبُوهَا بِمَا قَالَتْ فَصَبَّحَهُمْ ... ذُو آلِ حَسَّانَ يُزْجِي الْمَوْتَ وَالشِّرْعَا يُزْجِي: يَسُوقُ وَالشِّرَاعُ: أَوْتَارُ الْقِسِيِّ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الوافر] وَبِكْرٌ كُلَّمَا مُسَّتْ أَصَاتَتْ ... تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِي الشَّرَعِ الْعَتِيقِ -[169]- وَقَالَ: [البحر الطويل] أَلَا بَاتَ مَنْ حَوْلِي نِيَامًا وَرُقَّدُ ... وَعَاوَدَنِي دِينِي الَّذِي يَتَعَدَّدُ وَعَاوَدَنِي دِينِي فَبَتُّ كَأَنَّنِي ... خِلَالَ ضُلُوعِ الزُّورِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَذَا سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ مَرِضَ , فَقَالَ: هَذَا قَوْلُهُ: يَتَعَدَّدُ يَأْتِينِي عِدَادُهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِثْلَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لِأُخْتِ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ: «مَا زَالَتِ الْأُكْلَةُ الَّتِي أَكَلْتُهَا مَعَ أَخِيكَ بِخَيْبَرَ مِنَ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ تُعَادُّنِي حَتَّى كَانَ هَذَا أَوَانٌ قَطَعَتْ أَبْهَرِي» يَقُولُ: يُصِيبُنِي أَلَمُهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَوْلُهُ: وَعَاوَدَنِي دِينِي قَالَ: إِذَا كُنْتَ كَلِفًا بِالشَّيْءِ فَهُوَ دَينُكَ وَدَينُكَ , فَبَتُّ كَأَنَّمَا خِلَالَ: بَيْنَ ضُلُوعِي. شِرْعٌ: وَتَرٌ يُضْرَبُ بِهِ لَا يَدَعُنِي أَنَامُ قَوْلُهُ: " أَهْوَنُ السَّقْيُ التَّشْرِيعُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَنْ تُشْرِعَهَا عَلَى مَشْرَعَةٍ , وَلَا يُسْقَى لَهَا بِسَنَاوَةٍ , وَقَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الوافر] يُسَدُّ بِهِ نَوَائِبُ تَعْتَرِيهِ ... مِنَ الْأَيَّامِ كَالنُّهُلِ الشُّرُوعِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: شَرْعُكَ , أَيْ: كَفَاكَ , إِذَا نَهَاهُ , وَقَالَ الْحَارِثِيُّ: الشَّرْعُ: الَّذِي يُحْرَثُ بِهِ , وَالشِّرَعُ: الشَّرَكُ الْوَاحِدَةُ: شِرْعَةٌ وَشَرَكَةٌ , وَالشَّرِيعُ مِنَ اللِّيفِ خِيَارُهُ , وَالشَّرِيعُ مِنَ الْعَقِبِ خِيَارُهُ , وَهُوَ عَصَبُ الْمَتْنَيْنِ

باب: عرش

§بَابُ: عرش

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنِ التَّيْمِيِّ , عَنْ غُنَيْمٍ , سَأَلْتُ سَعْدًا عَنِ §الْمُتْعَةِ قَالَ: «فَعَلْنَاهَا وَهَذَا كَافِرٌ بِالْعَرْشِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , «§اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ , وَهَاجَتْ عَلَيْنَا السَّمَاءُ , وَكَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ عَرِيشًا مِنْ جَرِيدٍ , فَوَكَفَ , -[172]- فَرَأَيْتُهُ يُصَلَّى بِنَا صَبِيحَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ , وَإِنَّ جَبِينَهُ وَأَرْنَبَةَ أَنْفِهِ فِي الطِّينِ» قَوْلُهُ: اهْتَزَّ الْعَرْشُ رَوَاهُ أَبُو سَعِيدٍ وَجَابِرٌ , وَأُسَيْدٌ , وَأَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ , وَحُذَيْفَةُ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , وَابْنِ عُمَرَ , «اهْتَزَّ الْعَرْشُ» , وَزَادَ أَنَسٌ , وَرُمَيْثَةُ: «عَرْشُ الرَّحْمَنِ» , وَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى وَجْهٍ آخَرَ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ

عُمَرَ «§إِنَّ الْعَرْشَ لَيْسَ يَهْتَزُّ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَكِنْ سَرِيرُهُ الَّذِي حُمِلَ عَلَيْهِ» وَاللَّهُ أَعْلَمُ , وَلِلْقَوْلِ الْأَوَّلِ وَجْهٌ أَنَّ الْعَرَبَ إِذَا عَظَّمَتِ الشَّيْءَ نَسَبَتْهُ إِلَى أَكْبَرِ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهَا , يَقُولُونَ: قَامَتْ لِمَوْتِ فُلَانٍ الْقِيَامَةُ , وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ وَالشَّمْسُ , كَمَا قَالَ جَرِيرٌ فِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: [البحر البسيط] تَنْعَى النُّعَاةُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا ... يَا خَيْرَ مَنْ حَجَّ بَيْتَ اللَّهِ وَاعْتَمَرَا حَمَلْتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاصْطَبَرْتَ لَهُ ... وَقُمْتَ فِيهِ بِحَقِّ اللَّهِ يَا عُمَرَا فَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومُ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا

قَوْلُهُ: يَا عُمَرَا أَرَادَ يَا عُمَرَاهُ , فَأَسْقَطَ هَاءَ النُّدْبَةِ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: يَقُولُ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ حَزِينَةً مُظْلِمَةً لِمَوْتِكَ فَلَمْ تَكْسِفِ النُّجُومَ وَلَا الْقَمَرَ لِظُلْمَتِهَا. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي قَوْلِهِ: نُجُومُ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا يَقُولُ: تَبْكِي عَلَيْكَ مَا دَامَتْ نُجُومُ اللَّيْلِ وَالْقَمَرُ كَمَا يَقُولُ: تَبْكِي عَلَيْكَ أَيَّامُ الدُّنْيَا قَوْلُهُ: كَافِرٌ بِالْعَرْشِ هِيَ بُيُوتُ مَكَّةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعُرْشُ: مَوْضِعُ مِحْجَمَةِ الْأَخْدَعِ , وَهُمَا عُرْشَانِ , وَهُمَا مَاوَارَى الْعِلْبَاوَيْنِ. قَالَ: [البحر الطويل] وَعَبْدُ يَغُوثَ يَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... وَقَدْ حَزَّ عُرْشَيْهِ الْحُسَامُ الْمُذَكَّرُ قَوْلُهُ: كَانَ سَقْفُ الْمَسْجِدِ عَرِيشًا الْعَرِيشُ: مَا يُسْتَظَلُّ بِهِ , وَعَرَّشْتُ الْكَرْمَ تَعْرِيشًا , وَالْجَمِيعُ عُرُوشٌ وَعُرُشٌ , وَالْعَرِيشُ: شِبْهُ الْهَوْدَجِ , وَعَرْشُ الْبِئْرِ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عُرِشَتِ الْبِئْرُ تُعْرَشُ عَرْشًا , وَهِيَ مَعْرُوشَةٌ إِذَا طُوِيَتْ بِالْخَشَبِ وَعَرْشُ الرَّجُلِ: قِوَامُ أَمْرِهِ , قَالَ زُهَيْرٌ: [البحر الطويل] تَدَارَكْتُمَا الْأَحْلَافَ قَدْ ثُلَّ عَرْشُهَا ... وَذُبْيَانَ إِذْ زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ قَالَتْ خَنْسَاءُ: كَانَ أَبُو غَسَّانَ عَرْشًا خَوَى ... مِمَّا بَنَاهُ الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْعَرْشُ مَا يُجْعَلُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ حَتَّى يُضَيِّقُوهُ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] قُلُبًا مُتَلِّيَةً جَوَائِزُ عَرْشِهَا ... تَنْفِي الدُّلِيَّ بِآجِنٍ مُتَمَذِّرِ وَكَذَلِكَ كَرَوْتُ الْبِئْرَ أَكْرُوهَا كَرْوًا , وَنَهَزْتُهَا. وَجَمَلٌ مَعْرُوشُ الزُّورِ إِذَا كَانَ مُمْتَلِئًا , وَعَرْشُ الْقَدَمِ ظَهْرُهَا

باب: رعش

§بَابُ: رعش

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا سَيَّارٌ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , عَنْ وَهْبٍ قَالَ: «§بَكَى دَاوُدُ حَتَّى رُعِشَ وَحَتَّى جَرَتِ الدُّمُوعُ فِي وَجْهِهِ» قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الرَّعْشُ: الرِّعْدَةُ , رُعِشَ وَارْتُعِشَ: أَخَذَتْهُ الرِّعْشَةُ عِنْدَ الْحَرْبِ جُبْنًا قَالَ: [البحر الكامل] وَلَيْسَ بِرِعْشِيشٍ تَطِيشُ سِهَامُهُ ... وَلَا طَائِشٍ رَعْشِ السِّنَانِ وَلَا الْيَدِ وَارْتَعَشَ رَأْسُ الشَّيْخِ: إِذَا رَجَفَ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] لَمَّا رَآنِي أُرْعِشَتْ أَطْرَافِي ... وَقَدْ مَشَيْتُ مِشْيَةَ الدِّلَافِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ: [البحر الكامل] يَا عَمْرُو لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ ... لَا طَائِشًا رَعِشَ السِّنَانِ وَلَا الْيَدِ وَالشَّرْعَبِيُّ: الطَّوِيلُ , الْحَسَنُ الْجِسْمِ وَالْخَلْقِ

الحديث الخامس

§الْحَدِيثُ الْخَامِسِ

باب: فرع

§بَابُ: فرع

حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ الْحَكَمُ: أَخْبَرَنِي , عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ , عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§جَاءَتْ جَارِيَتَانِ فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَفَرَّعَ أَوْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا وَلَمْ يَنْصَرِفْ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ , حَدَّثَنَا خَالِدٌ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ , عَنْ نُبَيْشَةَ , نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِمِنًى: إِنَّا كُنَّا نَفْرَعُ فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «§فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تَغْذُوهُ مَاشِيَتُكَ حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتَهُ فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , أَخْبَرَنَا ابْنُ خَثْيَمٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ , عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ -[178]-: «§أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْفَرَعِ فِي كُلِّ خَمْسِينَ شَاةً شَاةٌ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ , عَنْ أَبِيهِ , بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ دَفَعَ الرَّاعِي إِلَى الْمَرَاحِ , وَعَلَى يَدِهِ سَخْلَةٌ قَالَ: «أَوَلَّدَتْ» ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «مَاذَا» ؟ قَالَ بَهْمَةً قَالَ: «§اذْبَحْ مَكَانَهَا شَاةً» , ثُمَّ قَالَ: «لَا تَحْسَبَنَّ أَنَّمَا ذَبَحْنَاهَا مِنْ أَجْلِكَ , لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لَا نُحِبُّ أَنْ تَزِيدَ وَاحِدَةً , فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً أَمَرْنَاهُ فَذَبَحَ مَكَانَهَا شَاةً»

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بِنْتِ أَزْهَرَ , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ وَاقِدٍ , حَدَّثَنَا عِمْرَانُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: " §أَيُّ الشَّجَرَةِ أَبْعَدُ مِنَ الْخَارِفِ؟ قَالُوا: فَرْعُهَا قَالَ: فَكَذَاكَ الصَّفُّ الْأَوَّلُ "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , -[179]- قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §مِنْ أَيْنَ أَرْمِي الْجَمْرَتَيْنِ؟ قَالَ: «تَفْرَعُهُمَا»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الْحَسَنِ , " §فِي الْعَبْدِ يَفْتَرِعُ عُذْرَةَ الْجَارِيَةِ قَالَ: عَلَيْهِ الْعُقْرُ قَوْلُهُ: فَفَرَعَ بَيْنَهُمَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَفْرَعُ بَيْنَهُمَا أَيْ أَحْجِزُ وَقَوْلُهُ: فِي نِتَاجٍ يَنْتُجُونَهُ مِنْ مَوَاشِيهِمْ يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْفَرَعُ: ذِبْحٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَهُوَ أَوَّلُ النَّتَاجِ إِذَا نُتِجَتِ النَّاقَةُ فِي أَوَّلِ نِتَاجِهَا يَذْبَحُونَهُ: يَتَبَرَّكُونَ بِهِ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: سُئِلَ رُؤْبَةُ عَنِ الْفَرَعَةِ , فَقَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْإِبِلُ عَدًّا مَعْلُومًا ذَبَحُوا وَاحِدًا مِنْ صِغَارِهَا , وَالصَّغِيرُ مِنَ الْإِبِلِ يُذْبَحُ وَلَا يُنْحَرُ , فَرَّعُوا تَفْرِيعًا فِي الْأَرْضِ خَاصَّةً ,

قَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ: [البحر الطويل] عَلَى أَنَّ دِينِيَ قَدْ يُوَافِقُ دِينَهُمْ ... إِذَا نَسَكُوا أَفْرَاعَهَا وَذَبِيحَهَا وَيُقَالُ فِي الْأَمْثَالِ: أَوَّلُ الصَّيْدِ فَرَعٌ , وَيُصْطَادُ أَيْ يُذْبَحُ أَوَّلُهُ كَمَا يُذْبَحُ أَوَّلُ النِّتَاجِ , وَنَصْطَادُ نَحْنُ لِأَنْفُسِنَا قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَهُوَ فِي الْغَنَمِ أَنْ يَبْلُغَ عَدَدًا , فَإِذَا جَاوَزَتْهُ ذُبِحَ مَكَانَ مَا زَادَ شَاةٌ , وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْتُ فِيَ حَدِيثِ نُبَيْشَةَ: «فِي كُلِّ سَائِمَةٍ - يَعْنِي إِبِلًا رَاعِيَةً - فَرَعٌ , وَتَغْذُوهُ مَاشِيَتُكَ بِلَبَنِهَا حَتَّى إِذَا اسْتَحْمَلَ ذَبَحْتَهُ» , وَالِاسْتِحْمَالُ فِي الْإِبِلِ دُونَ الْغَنَمِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنِ الْفَرَعِ , فَقَالَ: «§الْفَرَعُ حَقٌّ , وَلَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ ابْنَ لَبُونٍ شُغْزُبًّا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ فَيَتَلَصَّقَ -[181]- لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ , وَتَكْفَأَ إِنَاءَكَ وَتُوَلِّهَ نَاقَتَكَ , أَوْ تَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً» وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ جَعَلَهُ فِي الْإِبِلِ خَاصَّةً لِقَوْلِهِ: «وَلَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ ابْنَ لَبُونٍ» . وَابْنُ اللَّبُونِ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْإِبِلِ شُغْزُبًّا: أَيْ مُمْتَلِئًا لَحْمًا , «خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ سَاعَةَ يُولَدُ فَيَتَلَصَّقَ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ» ؛ فَلَا يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَيْهِ , «وَتَكْفَأُ إِنَاءَكَ» إِذَا لَمْ تَتْرُكْهُ حَتَّى يَرْضَعَ أُمَّهُ فَيُدِرَّ لَبَنَهَا عَلَيْهِ , وَيَكْثُرَ , فَإِذَا لَمْ يَتَحَلَّبِ اللَّبَنَ بِرَاضَعِهِ خَفَّ فَيَبْقَى إِنَاؤُكَ مُكْفَأً إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي نَاقَتِكَ لَبَنٌ تَحْلِبُهُ فِيهِ , «وَتُوَلِّهُ نَاقَتَكَ» إِنْ ذَبَحْتَهُ سَاعَةَ تَضَعُهُ تَرَكْتَ نَاقَتَكَ وَالِهًا كَالْمَرْأَةِ الْوَالِهِ إِذَا فَقَدَتْ وَلَدَهَا

فِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ , عَنْ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى بَنِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ -[182]-: «إِنَّ §فِي نَبَاتِكَ مِنْ إِبِلِكَ فَرَعًا , وَفِي نَبَاتِكَ مِنْ غَنَمِكَ فَرَعًا , تَغْذُوهُ مَاشِيتَكَ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ لِسَانُهُ , ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ , وَإِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ بِهِ» قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: يَقُولُ: فِيمَا نَبَتَ مِنْ إِبِلِكَ , وَنُتِجَتْ , وَفِي غَنَمِكَ مِثْلُ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّكَ تَغْذُوهُ بِلَبَنِ مَاشِيَتِكَ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ لِسَانُهُ عَنِ اللَّبَنِ , وَيَجْتَزِئَ بِالْمَرْعَى , بَلَغَ ابْنَ لَبُونٍ , أَوْ لَمْ يَبْلُغْ , ثُمَّ إِنْ شِئْتَ أَطْعَمْتَهُ أَهْلَكَ , فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ الْأُضْحِيَّةِ , وَإِنْ تَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْقُرْبَةِ , وَحَدِيثُ لَقِيطٍ يُوَافِقُ قَوْلَ مَنْ قَالَ: أَنْ تَبْلُغَ الْغَنَمُ عَدَدًا يُسَمُّونَهُ , فَمَا جَازَ ذَلِكَ الْعَدَدُ ذُبِحَ لِقَوْلِهِ: مَاذَا وَلَدَتْ؟ قَالَ: بَهْمَةٍ قَالَ: اذْبَحْ مَكَانَهَا شَاةٍ بَدَلًا مِنَ الْبَهْمَةِ؛ لِأَنَّهَا أَكْثَرُ لَحْمًا , وَأَنْفَعُ لِمَنْ أُعْطِيَهُ , ثُمَّ قَالَ: «لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ , لَا نُحِبُّ أَنْ تَزِيدَ وَاحِدَةٌ» , وَقَالَ: وَشُبِّهَ الْهَيْدَبُ الْعَبَامُ مِنَ الِ أَقْوَامِ سَقْبًا مُلَبَّسًا فَرَعَا , -[183]- وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ: [البحر الطويل] عَلَى أَنَّ دِينِيَ قَدْ يُوَافِقُ دِينَهُمْ ... إِذَا نَسَكُوا أَفْرَاعَهَا وَذَبِيحَهَا قَوْلُهُ: " أَيُّ الشَّجَرَةِ أَبْعَدُ مِنَ الْخَارِفِ؟ قَالُوا: فَرْعُهَا " الْفَرْعُ: أَعْلَى كُلِّ شَيْءٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ ائْتِ فَرَعَةً مِنْ فِرَاعِ الْجَبَلِ فَأَنْزِلْهَا: وَهِيَ أَمَاكِنُ مُرْتَفِعَةٌ , وَجَبَلٌ فَارِعٌ , وَنَقًا فَارِعٌ , إِذَا كَانَ أَطْوَلَ مَا يَلِيهِ , وَفَرَعَ قَوْمَهُ: إِذَا عَلَاهُمْ بِشَرَفٍ أَوْ بِجَمَالٍ , وَانْزِلْ بِفَارِعَةِ الْوَادِي , وَأَصَابَتْهُ دَبَرَةٌ عَلَى فُرُوعِ كَتِفَيْهِ , يُرِيدُ أَعَالِيَهُمَا , وَتِلَاعٌ فَوَارِعُ , أَيْ مُشْرِفَاتُ الْمَسَايِلِ , وَلَقِيَهُ فَفَرَعَ رَأْسَهُ بِالْعَصَا أَيْ عَلَاهُ وَقَالَ الْخَلِيلُ: فَرَعَ: صَعِدَ , وَأَفْرَعَ وَفَرَّعَ: انْحَدَرَ قَالَ: [البحر الخفيف] فَإِنْ كَرِهْتَ هِجَائِي فَاجْتَنِبْ سَخَطِي ... لَا يُدْرِكَنَّكَ إِفْرَاعِي وَتَصْعِيدِي وَقَالَ آخَرُ: فَسَارُوا , فَأَمَّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا ... جَمِيعًا وَأَمَّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدَا -[184]- وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْفَرِيعَةُ: الْقَمْلَةُ , وَالْفَرَعَةُ: الْعَظِيمَةُ , يُقَالُ: تَفَرَّعْتُ الشَّيْءَ وَأَفْرَعْتُهُ: عَلَوْتُهُ قَوْلُهُ: فِي الْعَبْدِ يَفْتَرِعُ الْجَارِيَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: افْتَرَعَ فُلَانٌ فُلَانَةً إِذَا افْتَضَّهَا , وَبِئْسَ مَا أَفْرَعْتَ بِهِ: أَيْ بِئْسَ مَا ابْتَدَأْتَ بِهِ , وَأَفْرِعْ فَرَسَكَ: اقْدَعْهُ , وَالْفَرْعُ: الْقَوْسُ يُعْمَلُ مِنْ طَرَفِ الْقَضِيبِ , فَإِنْ أُخِذَتْ مِنَ الْأَصْلِ فَشُقَّتْ فَهِيَ شَرِيجٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: تَفَرَّعَ فُلَانٌ الْقَوْمَ تَفَرُّعًا إِذَا رَكِبَهُمْ , وَشَتَمَهُمْ قَالَ لَبِيدٌ: لَمْ أَبِتْ إِلَّا عَلَيْهِ أَوْ عَلَى ... مَرْقَبٍ يَفْرَعُ أَطْرَافَ الْجَبَلِ وَالْفَرَعُ: الشَّعْرُ الْكَثِيرُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رَجُلٌ أَفْرَعُ: تَامُّ الشَّعْرِ لَمْ -[185]- يَذْهَبْ مِنْهُ شَيْءٌ قَالَ الْمَرَّارُ: [البحر الطويل] جَعْدَةٌ فَرْعَاءُ فِي جُمْجُمَةٍ ... ضَخْمَةٍ يُفْرَقُ عَنْهَا كَالصُّفُرْ

باب: عرف

§بَابُ: عرف

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَجَّاجٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ هَمَّامٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَا مِنْ مَجْرُوحٍ إِلَّا يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ , وَالْعَرْفُ رِيحُ مِسْكٍ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ , عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَمُرُّ فِي طَرِيقٍ , فَيَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ مَرَّ مِنْ طِيبِ عَرْفِهِ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ , عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ , حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ «§نَهَى عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ الصَّبَّاحِ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا يُونُسُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , قَالَ جَرِيرٌ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَفْتِلُ عُرْفَ فَرَسٍ , وَيَقُولُ: «§الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزيدَ , عَنْ أَصْبَغَ , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ سَعِيدٍ , «§مَا أَكَلْتُ لَحْمًا أَطْيَبَ مِنْ مَعْرِفَةِ بِرْذَوْنٍ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ , حَدَّثَنَا طَيْسَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ , كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ رَجُلٌ: مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: «§الَّذِي يَأْمَنُ مَنْ أَمْسَى بِعَقْوَتِهِ مِنْ عَارِفٍ أَوْ مُنْكِرٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارِ , سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنِ اللُّقَطَةِ قَالَ: «§تُعَرَّفُ , وَلَا تُكْتَمُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ , حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْعِرَافَةُ حَقٌّ وَلَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عُرَفَاءَ , وَلَكِنَّ الْعُرَفَاءَ فِي النَّارِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي مَالِكٍ , عَنْ رِبْعِيِّ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحٍ الْجَرْجَرَائِيُّ , حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ جَبَلَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ خَيْثَمَةَ , " قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ لِعُمَرَ: لَعَمْرُكَ مَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: §بَلَى , اللَّهُ يَعْرِفْكَ , أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا , وَوَفَّيْتَ إِذْ غَدَرُوا -[189]- قَوْلُهُ: الْعَرْفُ عَرْفُ مِسْكٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: " الْعَرْفُ: الرِّيحُ الطَّيْبُ يَجِدُهَا الْإِنْسَانُ " وَقَالَ الْخَلِيلُ قَوْلُهُ: {عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] : طَيَّبَهَا لَهُمْ , وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] أَلَا رُبَّ يَوْمٍ قَدْ لَهَوْتُ وَلَيْلَةٍ ... بِوَاضِحَةِ الْخَدَّيْنِ طَيِّبَةِ الْعَرْفِ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ

حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو نُعَيْمٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ: {§عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] : يُعَرَّفُونَ طُرُقَهَا "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنْ عِيسَى , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , {§عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] : «يِهْتَدِي أَهْلُهَا إِلَى بُيُوتِهِمْ لَا يُخْطِئُونَ»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , " {§عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] : يَعْرِفُونَ مَنَازِلَهُمْ إِذَا دَخَلُوا "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6] : بَيَّنَهَا وَعَرَّفَهُمْ مَنَازِلَهُمْ " وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَا يَعْجِزُ مَسْكُ السُّوءِ عَنْ عَرْفِ السُّوءِ يَقُولُ: يَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً مِثْلَ اللَّئِيمِ الَّذِي يَبُوحُ بِلَوْمِهِ وَالْعَرْفُ نَبَاتٌ -[190]- وَقَوْلُهُ: " نَهَى عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ: يَوْمَ مَوْقِفِ النَّاسِ بِعَرَفَةَ

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَطَاءٍ , " إِنَّمَا §سُمِّيَتْ عَرَفَاتٍ؛ لِأَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَنَاسِكَ , فَجَعَلَ يَقُولُ: عَرَفْتَ عَرَفْتَ " قَوْلُهُ: يَفْتِلُ عُرْفَ فَرَسٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عُرْفُ الْفَرَسِ مَا نَبَتَ مِنَ الشَّعْرِ بَيْنَ مِنْسَجِهِ وَقَذَالِهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عُرْفُ الدَّابَّةِ , وَهِيَ الْأَعْرَافُ مِنَ النَّاصِيَةِ إِلَى الِمْنَسَجِ , وَمَعْرِفَةُ الْبِرْذَوْنِ أَصْلُ عُرْفِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَعْرَفُ: الْجَبَلُ يَحْدَوْدِبُ وَسَيْلٌ أَعْرَفُ إِذَا كَانَ لَهُ عُرْفٌ قَوْلُهُ: يَأْمَنُ مَنْ أَمْسَى بِعَقْوَتِهِ مِنْ عَارِفٍ الْعَارِفُ: الْمُسْلِمُ الَّذِي عَرَفَ الْإِيمَانَ , وَأَقَرَّ بِهِ , وَالْمُنْكِرُ: الْكَافِرُ الَّذِي أَنْكَرَ الْإِيمَانَ وَأَبَاهُ , قَوْلُهُ: تُعَرَّفُ , وَلَا تُكْتَمُ التَّعْرِيفُ: أَنْ تُصِيبَ شَيْئًا , فَتُنَادِي: مَنْ يَتَعَرَّفُ هَذَا؟

قَوْلُهُ: لَا بُدَّ مِنْ عُرَفَاءَ الْوَاحِدُ عَرِيفٌ , وَسُمِّي عَرِيفًا؛ لِأَنَّهُ عُرِفَ بِذَلِكَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَرَفَ عَلَى قَوْمِهِ يَعْرُفُ عِرَافَةً , إِذَا كَانَ عَرِيفًا عَلَيْهِمْ وَنَقَبَ قَوْمَهُ يَنْقُبُ نِقَابَةً إِذَا كَانَ نَقِيبًا وَنَكَبَ عَلَيْهِمْ يَنْكُبُ نِكَابَةً فِي الْمَنْكِبِ وَهُوَ دُونَ النَّقِيبَ قَوْلُهُ: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ الْمَعْرُوفُ وَالْعُرْفُ وَاحِدٌ قَالَ: [البحر الطويل] أَبَى اللَّهُ إِلَّا عَدْلَهُ وَقضَاءَهُ ... فَلَا النُّكْرُ مَعْرُوفٌ وَلَا الْعُرْفُ ضَائِعُ قَوْلُهُ: أَعْرِفُكَ بِأَحْسَنِ الْمَعْرِفَةِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عِرْفَتِي بِهِ قَدِيمَةٌ , وَمَعْرِفَتِي , وَعِرْفَانِي , وَأَنَا بِهِ عَرِيفٌ وَعَارِفٌ , وَيُقَالُ: أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ , فَوُجِدَ عَرُوفًا أَيْ صَبُورًا قَالَ: عَلَى عَارِفَاتٍ لِلطِّعَانِ عَوَابِسٍ ... بِهِنَّ كُلُومٌ بَيْنَ دَامٍ وَجَالِبِ مَعْنَى الْجَالِبِ: الْجِلْدَةَ الَّتِي تَكُونُ عَلَى الْجَرْحِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْرَأَ

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ فِي عَرِيفٍ بِمَعْنَى عَارِفٍ: [البحر الطويل] فَرَاغَ وَزَوَّدُوهُ ذَاتَ فَرْغٍ ... لَهَا نَفَذٌ كَمَا قُدَّ النَّصِيفُ وَغَادَرَ فِي رَئِيسِ الْقَوْمِ أُخْرَى ... مُشَلْشَلَةً كَمَا نَفَذَ الْخَصِيفُ فَلَمَّا خَرَّ عِنْدَ الْحَوْضِ طَافُوا ... بِهِ وَأَبَانَهُ مِنْهُمْ عَرِيفُ فَقَالَ: أَمَا خَشِيتَ وَلِلْمَنَايَا ... مَصَارِعُ أَنْ تُخَرِّقَكَ السُّيُوفُ

باب: عفر

§بَابُ: عفر

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنِ ابْنِ مُغَفَّلٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعًا , وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ»

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي ثِفَالٍ , عَنْ رَبَاحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «§دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ , عَنِ ابْنِ أَقْرَمَ , عَنْ أَبِيهِ , صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §فَرَأَيْتُ عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ حِينَ سَجَدَ

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا رَحْمَةُ , حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ هَوْذَةَ قَالَ: «§غَشِيَنَا عَلِيٌّ يَوْمَ بَدْرِ فِي أَوَائِلِ الْقَوْمِ لَيْثًا عِفْرِيًّا يَفْرِي الْفَرِيَّا» قَوْلُهُ: «وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ» قَالَ: عَفَّرْتُهُ أُعَفِّرُهُ فِي التُّرَابِ عَفْرًا , وَهُوَ مُتَعَفِّرُ الْوَجْهِ فِي التُّرَابِ , وَاسْمُ التُّرَابِ الْعَفْرُ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] عَنْ ذِي حَيَازِيَمِ زِبْطَرٍ لَوْ هَصَرْ ... صَعْبَ الْفُيُولِ أَلْجَمَ الْفِيلَ الْعَفْرَ . قَوْلُهُ: دَمُ عَفْرَاءَ يَقُولُ: الْبَيْضَاءُ الَّتِي تُشْبِهُ لَوْنَ التُّرَابِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: ظَبْيٌ أَعْفَرُ فِي ظِبَاءٍ عُفْرٍ , يَسْكُنُ الْقِفَافَ وَصَلَابَةَ الْأَرْضِ، وَالرِّئْمُ فِي الْجَمِيعِ آرَامٌ تَسْكُنُ الرَّمْلَ وَالسَّهْلَ، وَظَبْيُ آدَمُ - فِي ظِبَاءٍ - أُدْمٍ تَسْكُنُ الْجِبَالَ , وَهِيَ أَعْظَمُهَا , ثُمَّ الرِّئْمُ , ثُمَّ الْعُفْرُ

وَقَوْلُهُ: عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ يَقُولُ: بَيَاضُ إِبْطَيْهِ الَّذِي هُوَ خِلَافُ لَوْنِ جَسَدِهِ؛ لِأَنَّ مَغَابِنَ الرَّجُلِ وَمَا لَا يَظْهَرُ لِلْهَوَاءِ مِنْهُ أَشَدُّ بَيَاضًا , وَمِنْهُ «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى أَرْضٍ عَفْرَاءَ أَيْ بَيْضَاءَ - كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ» يَعْنِي الْحُوَّارَى. قَوْلُهُ: لَيْثًا عِفْرِيًّا الْعِفْرِيُّ: الْخَبِيثُ: أَسَدٌ عِفِرٌّ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَقِيتُهُ عَنْ عِفِرٍّ أَيْ بَعْدَ شَهْرٍ , وَعَنْ هَجْرٍ: سَنَةٍ فَمَا عَدَاهَا , وَلَقِيتُهُ صَكَّةَ عُمَيٍّ , وَهُوَ أَشَدُّ الْهَاجِرَةِ , وَلَقِيتُهُ بِبَلْدَةٍ: إِصْمَتَ: وَهِيَ الْقَفْرُ , وَالْعِفْرِيَةُ: النَّاصِيَةُ

قَالَ جَنْدَلٌ: [البحر الرجز] بَيْنَا الْفَتَى يَخْبِطُ فِي غَيْسَاتِهِ ... إِذْ صَعِدَ الدَّهْرُ إِلَى عِفْرَاتِهِ فَاجْتَالَهَا بِشَفْرَتَيْ مِبْرَاتِهِ . وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعِفْرِيَةُ النِّفْرِيَةُ: الْخَبِيثُ الْمُنْكَرُ. وَقَالَ الْأَحْمَرُ: التَّعْفِيرُ: أَنْ تُرْضِعَ وَلَدَهَا , ثُمَّ تَدَعُهُ , ثُمَّ تُرْضِعُهُ , ثُمَّ تَدَعُهُ , وَذَلِكَ إِذَا أَرَادَتْ تَفْطِمَهُ , -[197]- قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الكامل] لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْسٌ كَوَاسِبُ لَا يُمَّنُّ طَعَامُهَا. قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: إِذْ أَرَادَ أَنْ يَفْطِمَ الْفَصِيلَ عَفَّرَهُ , وَذَلِكَ أَنْ يَقْطَعَ عَنْهُ رَضَاعَ أُمِّهِ يَوْمًا , ثُمَّ بَعْدَ يَوْمَيْنِ ثُمَّ بَعْدَ خَمْسَةٍ حَتَّى يَتَعَوَّدَ. قَالَ: [البحر الرجز] عَفِّرْ عَلَى فَصِيلِكَ الرَّضَاعْ ... فِي كُلِّ يَوْمٍ سَقْيَةَ الْإِرْضَاعِ

باب: رعف

§بَابُ: رعف

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ , «§أَنَّ عُمَرَ , صَلَّى فَرَعَفَ فَأَخَذَ بِيَدَيْ رَجُلٍ فَقَدَّمَهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ: رَأَيْتُ أَبَا قَتَادَةَ §يَقُولُ لَجَارِيَةٍ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ: «أَرْعِفِي» قَوْلُهُ: أَنَّ عُمَرَ رَعَفَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رَعَفَ يَرْعَفُ , وَيَرْعُفُ رُعَافًا قَالَ: تَضَمَّخْنَ بِالْجَادِيِّ حَتَّى كَأَنَّمَا ... الْأنُوفُ إِذَا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ -[199]- قَوْلُهُ: أَرْعِفِي بِالدُّفِّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ: الْإِرْعَافُ أَنْ تَضْرِبَ بِالدُّفِّ الْأَرْضَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رَعَفَ الْفَرَسُ الْخَيْلَ , تَقَدَّمَهَا , وَرَعَفَ الدَّمُ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَا؛ لِأَنَّهُ يَسْبِقُ فَيَجْرِي قَالَ: [البحر المتقارب] بِهِ تَرْعُفُ الْخَيْلُ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الرِّهَانِ إِذَا النَّقْعُ ثَارَا وَالرَّاعِفُ: أَنْفُ الْجَبَلِ

باب: رفع

§بَابُ: رفع

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , " عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنِ الْقَاسِمِ: §أَنَّ عُمَرَ طَلَّقَ جَمِيلَةَ فَجَاءَتْ أُمُّهَا , فَذَهَبَتْ بِابْنِهِ عَاصِمٍ , فَجَاءَ عُمَرُ , فَأُخْبِرَ , فَرَفَعَ فَرَسَهُ فَلَحِقَهَا فَضَمَّتْهُ بَيْنَ فَخِذَيْهَا " قَوْلُهُ: فَرَفَعَ فَرَسَهُ زَادَ فِي عَدْوِهِ وَأَسْرَعَ , أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ التَّمَامُ نَصَّفَا ... وَلَمْ يَخَفْ مِنَ الصَّبَاحِ أَزَفَا رَفَّعَ مِنْ إِزَارِهِ مَا أَغْدَفَا قَوْلُهُ: أَزَفَا: يُرِيدُ اقْتِرَابًا وَرَفَّعَ: شَمَّرَ مَا أَغْدَفَ: مَا أَرْسَلَ

الحديث السادس

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ

باب: تعر

§بَابُ: تعر

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , «§بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَكَانَ إِذَا ذَهَبَ فَتَعَارَّ تَلَا {إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} »

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ , عَنْ جُنَادَةَ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ , وَلَهُ الْحَمْدُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , ثُمَّ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ " -[202]- قَوْلُهُ: " تَعَارَّ يَتَعَارُّ تَعَارًّا , وَهُوَ السَّهَرُ وَالتَّقَلُّبُ مَعَ الْكَلَامِ كَأَنَّهُ مِنْ عِرَارِ الظَّلِيمِ قَالَ: [البحر الكامل] يَدْعُو الْعِرَارَ بِهَا الزِّمَارَ كَمَا اشْتَكَى ... أَلَمٌ تُجَاوِبُهُ النِّسَاءُ الْعُوَّدُ

باب: ترع

§بَابُ: ترع

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تِرَعِ الْحَوْضِ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُجَادَةَ , عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ الْمُنْتَفِقِ: «طَلَبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِعَرَفَاتٍ §فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ , فَمَا تَرَعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ , عَنِ الْحَسَنِ , {§كَأْسًا دِهَاقًا} [النبأ: 34] قَالَ: «مُتْرَعَةً» -[204]- قَوْلُهُ: «مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحٍ الْجَرْجَرَائِيُّ , عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " §التُّرْعَةُ: الْبَابُ "

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَبَّارٍ الْقُرَشِيُّ , بِمِثْلِ قَوْلِهِ: «§مَا بَيْنَ مِنْبَرِي إِلَى مُصَلَّايَ تُرْعَةٌ» فَسَأَلْتُهُ عَنِ التُّرْعَةِ , فَقَالَ: كَوَّةٌ وَقَالَ الْخَلِيلُ: التُّرْعَةُ: الرَّوْضَةُ عَلَى الْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ , وَهِيَ فِي السَّهْلِ رَوْضَةٌ وَهَذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: التُّرْعَةُ: الدَّرَجَةُ , وَقَالَ أَبُو عَمْرِو: الْمُتَتَرِّعُ: الشِّرِّيرُ , وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ تَرِعٌ عَتِلٌّ , وَقَدْ تَرِعَ تَرَعًا , وَعَتِلَ عَتَلًا إِذَا أَسْرَعَ إِلَى الشَّيْءِ قَالَ الْأُمَوِيُّ: رَجُلٌ خِنْذِيَانُ: كَثِيرُ الشَّرِّ , وَالْعِتْرِيفُ: الْخَبِيثُ الْفَاجِرُ , وَجَمْعُهُ عَتَارِيفُ قَوْلُهُ: «فَمَا تَرَعَنِي» يَقُولُ: مَا أَسْرَعَ إِلَيَّ , وَإِنَّهُ لَمُتَتَرِّعٌ قَالَ: [البحر البسيط] الْبَاغِي الْحَرْبِ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرَعًا ... حَتَّى إِذْ ذَاقَ مِنْهَا جَاحِمًا بَرَدَا

قَوْلُهُ: «مُتْرَعَةٌ» تَرِعَ الشَّيْءُ يَتْرَعُ تَرَعًا إِذَا امْتَلَأَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: التَّرِعُ: مَمْلُوءٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] هَاجُوا الرَّحِيلَ وَقَالُوا إِنَّ مَشْرَبَكُمْ ... مَاءُ الزَّنَابِيرِ مِنْ مَاوِيَّةَ التُّرَعُ

باب: عتر

§بَابُ: عتر

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ , عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ، وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إِلَّا مَنْ نَحَرَ سَمِينَهَا وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ , عَنْ نُبَيْشَةَ , نَادَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَجُلٌ بِمِنًى: " §إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَبٍ قَالَ: اذْبَحُوا لِلَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ مَا كَانَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " قَالُوا لَعَلِيٍّ: «§لَوْ وَجَدْنَا قَاتِلَكَ أَبَرْنَا عِتْرَتَهُ قَالَ بِهْ بِهْ , ذَاكَ الظُّلْمُ , النَّفْسَ النَّفْسَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ أَبِيهِ , «§-[207]- لَا بَأْسَ أَنْ يَتَدَاوَى الْمُحْرِمُ , بِالْعِتْرِ»

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ , عَنِ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ قَالَ: «§أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عِتْرٌ وَضَغَابِيسٌ , فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنَ الْعِتْرِ , وَأَعْجَبَهُ» وَقَوْلُهُ: وَالْمُعْتَرُّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا , يُونُسُ , وَمَنْصُورٌ , عَنِ الْحَسَنِ , " §الْمُعْتَرُّ: الَّذِي يَتَعَرَّضُ وَلَا يَسْأَلُ "

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: §الْمُعْتَرُّ: «الَّذِي يَعْتَرِيكَ»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ «§الْمُعْتَرُّ يَتَعَرَّضُ لِلْعَطِيَّةِ وَلَا يَسْأَلُ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " §الْمُعْتَرُّ: الَّذِي يَعْتَرِيكَ يَأْتِيكَ لِتُعْطِيَهُ " -[208]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْعَمِيِّ , يُقَالُ: عَرَّهُ يَعُرُّهُ عَرًّا إِذَا أَتَاهُ وَأَطَافَ بِهِ , وَمِثْلُهُ اعْتَرَاهُ , وَعَرَاهُ يَعْرُوهُ , وَاعْتَرَاهُ يَعْتَرِيهِ , وَذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر السريع] تَرْعَى الْقَطَاةُ الْخِمْسَ قَفُّورَهَا ... ثُمَّ تَعُرُّ الْمَاءَ فِيمَنْ تَعُرُّ وَصَفَ مَفَازَةً , فَقَالَ: تَرْعَى الْقَطَاةُ قَفُّورَهَا: نَبْتٌ , ثُمَّ تَعُرُّ: تَأْتِي الْمَاءَ , يُقَالُ: اعْتَرَيْتُ فُلَانًا , وَاعْتَرَرْتُهُ , وَعَرَوْتُهُ وَعَرَرْتُهُ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَسَمِعْتُ فِيَ الْمُعْتَرِّ بِوَجْهٍ آخَرَ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ الْبَرَاءِ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُهَاجِرٍ , سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَرَّةَ: مَا الْمُعْتَرُّ؟ قَالَ: «§الَّذِي يَأْتِيكَ يَسْأَلُكَ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: [البحر الرجز] فِي شَبَابٍ يُحِبُّهُمْ مَنْ عَرَاهُمْ ... يَدْفَعُونَ الْمَكْرُوهَ بِالْحَسَنَاتِ قَوْلُهُ: نَعْتِرُ عَتِيرَةً

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , «§الْعَتِيرَةُ كُنَّا نُسَمِّيهَا الرَّجَبِيَّةَ , يَذْبَحُ أَهْلُ الْبَيْتِ الشَّاةَ فِي رَجَبٍ فَيَأْكُلُونَهَا وَيُطْعِمُونَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةُ , عَنْ ابْنِ عَوْنٍ , سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ " §الْعَتِيرَةِ قَالَ: فِي عَشْرٍ يَبْقَيْنَ مِنْ رَجَبٍ "

رَأَيْتُ فِيَ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ مَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَالثَّوْرِيِّ , «§الْعَتِيرَةُ فِي رَجَبٍ كَانُوا يَمْسَحُونَ أَصْنَامَهُمْ , مِنْ دِمَائِهَا يَطْلُبُونَ ثَرَاءَ أَمْوَالِهِمْ» يَعْنِي كَثْرَةَ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: [البحر البسيط] فَزَلَّ عَنْهَا وَوَافَى رَأْسَ مَرْقَبَةٍ ... كَمَنْصِبِ الْعِتْرِ دَمَّى رَأْسَهُ النُّسُكُ هَذَا كَأَنَّهُ جَعَلَ الْعِتْرَ الصَّنَمَ الَّذِي ذُبِحَتْ لَهُ الْعَتِيرَةُ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: [البحر الخفيف] عَنَنًا بَاطِلًا وَظُلْمًا كَمَا يُعْـ ... ـتَرُ عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ كَانَ أَحَدُهُمْ يَنْذُرُ غَنَمًا فَيَضِنُّ بِهَا فَيَذْبَحُ مَكَانَهَا ظَبْيًا فَكَأَّنَ الظِّبَاءَ مَظْلُومَةٌ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] كَلَوْنِ الْغَرِيِّ الْفَرْدِ أَجْسَدَ رَأْسَهُ ... عَتَائِرُ مَظْلُومِ الْهَدِيِّ الْمُذَبَّحِ

وَصَفَ ذِئْبًا , فَقَالَ: لَوْنُهُ كَلَوْنِ الْغَرِيِّ: صَنَمٌ أَجْسَدَ رَأْسَهُ: يَبِسَ الدَّمُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ كَثْرَةِ مَا يُلْطَخُ بِهِ وَمَظْلُومُ الْهَدِيِّ: مَا يُهْدَى لِلصَّنَمِ وَعَتَائِرُ جَمْعُ عَتِيرَةٍ , وَقَالَ: مَظْلُومٌ؛ لِأَنَّهَا تُذْبَحُ لِغَيْرِ عِلَّةٍ , وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ فِي مَظْلُومِ الْهَدِيِّ أَحْسَنُ قَوْلُهُ: «أَبَدْنَا عِتْرَتَهُ» وَلَدَهُ , وَوَلَدَ وَلَدِهِ , وَبَنِي عَمِّهِ دُنْيَا قَوْلُهُ: «يَتَدَاوَى بِالْعِتْرِ» , «وَأُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عِتْرٌ» بَقْلَةٌ تُقْطَعُ فَيَخْرُجُ مِنَ الْقَطْعِ لَبَنٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعِتْرَةُ مِنَ الْأَحْرَارِ يَعْنِي الْبَقْلَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شَجَرَةٌ غُبَيْرَاءُ فُطَيْحَاءُ الْوَرَقِ كَالدَّرَاهِمِ مُسْتَدِيرَةٌ تَنْبُتُ فِيهَا جِرَاءٌ يَأْكُلُهُ النَّاسُ , غضَّةُ , تَنْبُتُ فِي الرَّبِيعِ بِنَجْدٍ , وَفِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ , فَإِذَا

يَبِسَ صَارَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ كَالْقُطْنِ لَا يَنْفَعُ أَحَدًا , وَلَا يُرْعَى يَابِسُهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: عَتَرَ , يَعْتِرُ وَيَعْتُرُ عَتَرَانًا إِذَا اهْتَزَّ , وَعَتَرَ الذَّكَرُ يَعْتِرُ وَيَعْتُرُ عُتُورًا وَعَتَرَانًا إِذَا اهْتَزَّ , وَالْعَسْلُ مِثْلُهُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَغَاوِيَ الْعِقْبَانِ يَمْزِقْنَ الْجَزَرْ ... فِي سَلَبِ الْغَابِ إِذَا هُزَّ عَتَرْ جَعَلَ مَا يَصِيدُ الْعِقْبَانُ جَزَرًا لَهَا وَالْجَزَرَةُ: الشَّاةُ الْمَذْبُوحَةُ وَسَلِبُ الْغَابِ: رِمَاحٌ , وَالْغَابُ: الْأَجَمَةُ

باب: رتع

§بَابُ: رتع

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " يَقُولُ اللَّهُ لِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: §أَلَمْ أَحْمِلْكَ عَلَى الْإِبِلِ , وَأَجْعَلْكَ تَرْأَسُ وَتَرْتَعُ " أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَرْتَعُ: نَنْعَمُ وَفِي الْمَثَلِ: الْقَيْدُ وَالرَّتْعَةُ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الرَّتْعُ: الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ فِي الْخِصْبِ , رَتَعَتِ الْإِبِلُ إِذَا أَكَلَتْ مَا شَاءَتْ , وَلَا يَكُونُ الرَّتْعُ إِلَّا فِي الْخِصْبِ , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا نَرْتَعْ وَنَلْعَبْ) -[213]- وَجَاءَ التَّفْسِيرُ بِشَيْءٍ آخَرَ قَالَ بَعْضُهُمْ: نَتَلَهَّى , وَقَالَ بَعْضٌ: نَسْعَى وَنَنْشَطُ , وَقَالَ الشَّاعِرُ: ارْعَى فَزَارَةُ لَا هَنَاكِ الْمَرْتَعُ

الحديث السابع

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ

باب: كفت

§بَابُ: كفت

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , «§أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَى سَبْعٍ , وَلَا نَكْفِتَ شَعْرًا , وَلَا ثَوْبًا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ كَثِيرٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ جَابِرٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§اكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ فِرَاسٍ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْمُجَاهِدُ مَضْمُونٌ إِمَّا أَنْ يَكْفِتَهُ , وَإِمَّا أَنْ يُسْتَشْهَدَ»

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ أُسَامَةَ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[215]-: «§أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقِدْرٍ يُقَالُ لَهُ الْكَفِيتُ , فَأَكَلْتُ مِنْهَا أُكْلَةً فَأُعْطِيتُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ فِي الْجِمَاعِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا مُعَاذٌ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ حِطَّانَ: «§أُعْطِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْكَفِيتَ» , قُلْتُ لِلْحَسَنِ: مَا الْكَفِيتُ؟ قَالَ: الْبِضَاعُ قَوْلُهُ: وَلَا يَكْفِتَ شَعْرًا وَلَا ثَوْبًا هُوَ صَرْفُكَ الشَّيْءَ عَنْ وَجْهِهِ أَنْ تَجْمَعَ ثَوْبَكَ إِلَيْكَ , وَتَرْفَعَ شَعْرَكَ , وَلَا تَدَعْهُمَا يَسْقُطَانِ عَنْ سَبِيلِهِمَا , وَتَشَاغَلَ بِذَلِكَ عَنْ صَلَاتِكِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: اكْفِتْ ثَوْبَكَ إِلَيْكَ أَيِ اجْمَعْهُ وَتَكَفَّتَ مِئْزَرُ الرَّجُلِ: ارْتَفَعَ وَقَالَ الْأَكْوَعِيُّ: كَفَتَ مَتَاعَهُ إِذَا ضَمَّهُ فِي خُرْجِهِ يَكْفِتُ كَفْتًا -[216]- قَوْلُهُ: اكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْمَسَاءِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَظُنَّهُ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: رَجُلٌ مُنْكَفِتٌ فِي حَاجَتِهِ إِذَا كَانَ نَاجِيًا , وَأَصْلُ الْكَفْتِ: الْقَبْضُ , يُقَالُ: اللَّهُمَّ اكْفِتْهُ إِلَيْكَ: اقْبِضْهُ , وَقَالَ: [البحر الكامل] فَاسْتَدْبَرُوهُمْ يَكْفِتُونَ عُرُوجَهُمْ ... مَرَّ الْجَهَامِ إِذَا زَفَتْهُ الْأَزْيَبُ وَصَفَ قَوْمًا انْهَزَمُوا فِي حَرْبٍ فَأَتْبَعَهُمْ فِي أَدْبَارِهِمْ يَكْفِتُونَ عُرُوجَهُمْ: يَجْمَعُونَهَا , وَالْعَرْجُ مِنَ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ مِائَةٍ إِلَى أَرْبَعِمِائَةٍ فَانْطَلَقُوا بِهَا كَمَرِّ الْجَهَامِ: السَّحَابِ الَّذِي هَرَاقَ مَاءَهُ وَزَفَتْهُ: اسْتَحَثْتَهُ الْأَزِيبُ: رِيحُ الْجَنُوبِ , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] مَا فِي انْطِلَاقِ رَكْبِهِ مِنْ أَمْتِ ... إِلَّا بِتَقْحِيمِ النَّجَاءِ الْكَفْتِ قَوْلُهُ: أَمْتٌ: الْعَرَجُ وَالْكَفْتُ: السَّرِيعُ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: -[217]- [البحر الطويل] فَطَافَ بِهَا أَبْنَاءُ آلِ مُعَتِّبٍ ... وَعَزَّ عَلَيْهِمْ بَيْعُهَا وَاغْتِصَابُهَا أَتَوْهَا بِرِبْحٍ حَاوَلَتْهُ فَأَصْبَحَتْ ... تُكَفَّتُ قَدْ حَلَّتْ فَطَابَ شَرَابُهَا وَصَفَ خَمْرًا قَدْ جَاءَ بِهَا أَبْنَاءُ آلِ مُعَتِّبٍ , قَوْمٌ مِنْ ثَقِيفٍ يَبِيعُونَهَا , وَعَزَّ عَلَيْهِمْ بَيْعُهَا , فَقَالَ: أَتَوْهَا بِرِبْحٍ جَعَلَ الْإِتْيَانَ لِلْخَمْرِ , وَإِنَّمَا ذَلِكَ لِأَصْحَابِهَا وَحَاوَلَتْهُ: طَلَبَتْهُ , وَإِنَّمَا حَاوَلَ الرِّبْحَ , وَطَلَبَهُ أَصْحَابُهَا تُكَفَّتُ: تُرْفَعُ وَتُقْبَضُ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى -: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25]

حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ , عَنْ عُثْمَانَ , عَنْ مُجَاهِدٍ: «§كَفَتَتْ أَذَاهُمْ أَحْيَاءً وَتَكْفِتُهُمْ أَمْوَاتًا»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: " §تَكْفِتُهُمْ أَحْيَاءً فِي دُورِهِمْ , وَتَكْفِتُهُمْ إِذَا مَاتُوا فِي بَطْنِهَا: تَحْفَظُهُمْ وَتُحْرِزُهُمْ "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , " §أَيْ وَاعِيَةٌ , يُقَالُ: هَذَا النِّحْيُ كِفْتٌ , -[218]- وَهَذَا كَفِيتٌ " وَقَالَ مُؤَرِّجٌ: مَا أَكْفِتُ بِهِ مَعِيشَتِي , وَقَالَ مُؤَرِّجٌ: وَسَمِعْتُ أَبَا فِرَاسٍ يَقُولُ: كَفَتَهُ اللَّهُ يَكْفِتَهُ كَفْتًا إِذَا ضَمَّهُ إِلَيْهِ , وَيُقَالُ: الْمُرُّ الْكَفِيتُ: السَّرِيعُ وَالِابْتِرَاكُ: السُّرْعَةُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الرَّبِذُ: السَّرِيعُ وَالْإِرْخَاءُ: شِدَّةُ الْعَدْوِ

باب: كتف

§بَابُ: كتف

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَكَلَ كَتِفًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: «§الَّذِي يُصَلِّي وَقَدْ عَقَصَ شَعْرَهُ كَالَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ» قَوْلُهُ: أَكَلَ كَتِفًا وَهُوَ عَظْمٌ عَرِيضٌ خَلْفَ الْمَنْكِبِ أَيْ أَكَلَ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ , قَوْلُهُ: مَكْتُوفٌ: هُوَ شَدُّ الْيَدَيْنِ مِنْ خَلْفٍ , وَالْكِتَافُ: الْحَبْلُ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الْمَكْتُوفُ: الْمَشْدُودُ , وَالْكَاتِفُ الَّذِي يَمْشِي فِي أَحَدِ شِقَّيْهِ مِنَ الْجِرَاحِ , وَأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بْنِ جُوَيَّةَ: [البحر الطويل]

بِهِ الْقَوْمُ مَسْلُوبٌ تَلِيلٌ وَآئِبٌ ... شَمَاتًا وَمَكْتُوفٌ أَوَانًا وَكَاتِفُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْكَتِفُ كَتِفُ , الْفَرَسِ , يَكْتِفُ كَتْفًا , وَهُوَ أَنْ تَرْتَفِعَ كَتِفَا الْفَرَسِ فِي الْمَشْيِ , وَهُوَ يُسْتَحَبُّ وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: كَتَّفْتُ اللَّحْمَ: قَطَّعْتُهُ صِغَارًا تَكْتِيفًا وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: إِنَّ فِي صَدْرِي عَلَيْهِ لَكَتِيفَةً أَيْ مَوْجِدَةً وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْكَاتِفُ: الْبَطِيءُ الْمَشْيِ , وَالْكَتِفَانِ مِنَ الدَّبَا الَّذِي اسْتَبَانَ حَجْمُ أَجْنِحَتِهِ وَلَمْ تَخْرُجْ , وَإِنَاءٌ مَكْتُوفٌ: أَيْ مُضَبَّبٌ , وَالْكَتِيفَةُ: الضَّبَّةُ , وَمَشَتِ الْمَرْأَةْ فَتَكَتَّفَتْ أَيْ قَارَبَتِ الْخَطْوَ وَتَبَخْتَرَتْ

باب: فتك

§بَابُ: فتك

حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ رَجُلٌ لِلزُّبَيْرِ: أَلَا أَقْتُلُ عَلِيًّا قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: أَفْتِكُ بِهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§الْإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ» وَالْفَتْكُ: أَنْ تَهُمَّ بِسُوءٍ فَتَفْعَلَهُ مُجَاهَرَةً أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ: فَتَكَ بِهِ فَتْكًا وَفُتْكًا , وَهُوَ الْفِتْكُ مَكْسُورَةً

الحديث الثامن

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ

باب: غياية

§بَابُ: غياية

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَيَايَةٌ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ»

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ , عَنْ أَخِيهِ , زَيْدٍ , عَنْ جَدِّهِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§اقْرَءُوا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ , فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ , عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§تَكُونُ هُدْنَةٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ , فَيَغْدِرُونَ وَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ فَجَعَلَ غَايَةَ الْمُضَمَّرَةِ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ الْحَسَنِ , حَدَّثَنِي وَثَّابٌ , وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي بَشِيرٍ الْحَلَبِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ عُمَرُ: «إِنَّ قُرَيْشًا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ §مَغْوِيَّاتٌ لِمَالِ اللَّهِ , أَمَا وَأَنَا حَيٌّ فَلَا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ , أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ , فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «إِنَّمَا يَحْضُرُكَ هَهُنَا §غَوْغَاءُ النَّاسِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , أَخْبَرَنَا يُونُسُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ , فَأَخَذَ اللَّبَنَ , فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: §لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ لَغَوَتْ أُمَّتُكَ " قَوْلُهُ: فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَيَايَةٌ قَوْلُهُ: غَيَاتَيَانِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْغَيَايَةُ: الظُّلْمَةُ , وَقَالَ غَيْرُهُ: ظِلٌّ يَغْشَى شُعَاعَ الشَّمْسِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ كَالسَّحَابَةِ وَالْغُبْرَةِ يَقُولُ: فَإِنْ سَتَرَ ذَلِكَ الْهِلَالَ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَقَوْلُهُ: «كَأَنَّهُمَا غَايَتَانِ يُظِلَّانِ مَنْ كَانَ يَقْرؤُهُمَا» نَسَبَ الْفِعْلَ إِلَيْهِمَا , وَإِنَّمَا الْمَعْنَى لِثَوَابٍ يَفْعَلُهُ اللَّهُ بِمَنْ يَقْرَأُ بِهِمَا لِقَوْلِهِ: «ظِلُّ الْمُؤْمِنِ صَدَقَتُهُ» يَقُولُ: ثَوَابُ صَدَقَتِهِ قَالَ: [البحر الرمل] فَتَدَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ دَاخِلًا ... وَعَلَى الْأَرْضِ غَيَايَاتُ الطَّفَلْ -[225]- وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] وَإِنْ هَبَطَا سَهْلًا أَثَارَا غَيَايَةً ... وَإِنْ هَبَطَا حَزْنًا تَقَضَّتْ جَنَادِلُهُ قَوْلُهُ: فِي ثَمَانِينَ غَايَةً يَعْنِي رَايَةً قَوْلُهُ: فَجَعَلَ غَايَةَ الْمُضَمَّرَةِ الْغَايَةُ: مَدَى كُلِّ شَيْءٍ وَالطَّيْرُ تَغَايَا عَلَى الْمَاءِ وَتَسُومُ: إِذَا كَانَتْ تَحُومُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الِاخْتَيِاتُ: انْقِضَاضُ الْعُقَابِ قَالَ: [البحر الوافر] فَبَيْنَا يَمْشِيَانِ جَرَتْ عُقَابٌ ... فُوَيْقَ الْأَرْضِ خَاتِيَةٌ دَفُوفُ قَوْلُهُ: تَغَاوَوْا عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: غَوَى الرَّجُلُ يَغْوِي غَيًّا , وَغَوَايَةً , وَغَوِيَ الْجَدْيُ يَغْوَى غَوًى إِذَا أُسِئَ غِذَاؤُهُ وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: غَوِيَ الْفَصِيلُ يَغْوَى وَهُوَ: الَّذِي لَا يَذُوقَ مِنَ اللَّبَنِ شَيْئًا وَرُبَّمَا مَاتَ مِنَ الْغَوَى قَالَ الْفَرَّاءُ -[226]-: أَنْشَدَنِي أَبُو ثَرْوَانَ: [البحر الطويل] مُعَطَّفَةُ الْأَثْنَاءِ لَيْسَ فَصِيلُهَا ... بِرَازِئِهَا دَرًّا وَلَا مَيِّتٌ غَوَى قَوْلُهُ: «مُغَوَّيَاتٌ» الْمُغَوَّاةُ: حُفْرَةٌ , وَالْجَمِيعُ مُغَوَّيَاتٌ كَأَنَّهُ قَالَ: مُفْسِدَاتٌ لِمَالِ اللَّهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: نَزَلَ الْقَوْمُ فِي غَيَايَةٍ , إِذَا نَزَلُوا فِي هَبْطَةٍ قَالَ الْفَرَّاءُ: الزُّبْيَةُ , وَالْبُؤْرَةُ , وَالْمِغْوَاةُ قَوْلُهُ: غَوْغَاءُ النَّاسِ أَصْلُ الْغَوْغَاءِ: الْجَرَادُ حِينَ يَخِفُّ لِلطَّيَرَانِ , ثُمَّ جُعِلَ الْأَخِفَّاءُ الْمُتَسَرِّعُونَ مِنَ النَّاسِ غَوْغَاءَ قَوْلُهُ: لَغَوَتْ أُمَّتُكَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: غَوَى يَغْوِي غَيًّا , وَهُوَ غَاوٍ إِذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْغَيِّ , وَيُقَالُ: مِنْ أَهْلِ الْغِوَايَةِ , وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدِ النَّاسُ أَمْرَهُ ... وَمَنْ يَغْوِ لَا يَعْدَمُ عَلَى الْغَيِّ لَائِمَا -[227]- وَأَنْشَدَنَا ابْنُ عَائِشَةَ: [البحر الطويل] وَمَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ ... غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ

الحديث التاسع

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ

باب: حجر

§بَابُ: حجر

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ بِابْنَتِهَا فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَبَالَتْ , فَقَالَ: «§أَعْطِينِي قَدَحًا مِنْ مَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعْدٍ , قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرٍ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ لَرَدَدْتُ الْبَيْتَ إِلَى أَسَاسِهِ , وَتَرَكْتُ مِنْهُ بَابًا فِي الْحِجْرِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ , حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ جَرِيرٍ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «كَيْفَ بِكَ يَا عُمَرُ §إِذَا وَلِيتَ حِجْرًا؟» قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ إِذًا شُحًّا

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ , رُمِيَ فِي أَكْحَلِهِ , §فَلَمَّا تَحَجَّرَ كَلْمُهُ لِلْبُرْءِ انْفَجَرَ»

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وُهَيْبٍ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ , وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ , عَنِ الشَّيْبَانِيِّ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ فَاطِمَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي حَدِيثِ الْجَسَّاسَةِ قَالَ: «تَابَعَهُ أَهْلُ الْحَجَرِ وَالْمَدَرِ»

حَدَّثَنَا صَالِحٌ التِّرْمِذِيُّ , حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§كُنْتُ بِالْبَقِيعِ وَعُمَرُ فَجَاءَ الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ فَذَهَبْتُ أُوَسِّعُ لَهُ فَجَلَسَ حَجْرَةً»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُغِيرَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , فِي الْكَبِيرِ: «§إِذَا أُنْكِرَ عَقْلُهُ حُجِرَ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا الْحَارِثُ , بَلَغَنِي أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ , قَالَ لِلْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ: " لَوِ اتَّخَذْتَ حُجَرًا يُفْتَحُ لَكَ قَالَ: فَكَيْفَ بِمَؤُنَتِهَا؟ قَالَ: أَنَا أَكْفِيكَ قَالَ: يَا لَيْثُ §لَقَدْ قَلَّبْتُكَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ فَوَجَدْتُكَ بُنَيَّ دُنْيَا " قَوْلُهُ: فَوَضَعْتُهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , هُوَ مَعْرُوفٌ , مَا فَضَلَ مِنْ قَمِيصِ الْجَالِسِ وَالْحِجْرُ: الْمِلْكُ قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23]

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23] : «فِي بُيُوتِكُمْ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ , حَدَّثَنَا حَبِيبٌ , عَنْ عَمْرٍو ,

سُئِلَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ رَبِيبَةِ الرَّجُلِ بِنْتِ امْرَأَتِهِ الَّتِي , لَيْسَتْ فِي حِجْرِهِ , هَلْ تَحِلُّ لِزَوْجِهَا الَّذِي دَخَلَ بِهَا؟ قَالَ: لَا: §أَيْنَمَا كَانَتْ , فَهِيَ عَلَى مَنْ تَزَوَّجَ أُمَّهَا وَدَخَلَ بِهَا حَرَامٌ وَيُقَالُ: حِجْرٌ وَحَجْرٌ قَالَ: [البحر الطويل] أَنَا ابْنُ رِيَاحٍ , قَدَّنِي مِنْ أَدِيمِهِ ... وَلَمْ أُحْتَمَلْ فِي حِجْرِ سَوْدَاءَ ضَمْعَجِ قَوْلُهُ: «لَتَرَكْتُ مِنْهُ بَابًا فِي الْحِجْرِ» , مَا كَانَ خَارِجًا مِنَ الْكَعْبَةِ مُحَاطًا عَلَيْهِ فَهُوَ الْحِجْرُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْحِجْرُ: الْحَطِيمُ وَقَوْلُ عُمَرَ: حِجْرًا , يَقُولُ: مَنَعَنِي اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ

اللَّهُ - تَعَالَى - {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} [الأنعام: 138] أَيْ حَرَامٌ مَمْنُوعٌ , هَذَا مُجْمَعٌ عَلَى تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ حَرَامٌ , وَكَسَرَ قَوْمٌ الْحَاءَ , فَقَرَأَ حِجْرٌ , وَرَفَعَ آخَرُونَ , فَقَالُوا: (حُجْرٌ) , وَقَرَأَ قَوْمٌ: حِرْجٌ , فَالَّذِينَ كَسَرُوا مُجَاهِدٌ , وَالْأَعْرَجُ , وَالْأَعْمَشُ , وَعَاصِمٌ , وَحَمْزَةُ , وَنَافِعٌ , وَشَيْبَةُ , وَأَبُو جَعْفَرٍ , وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ , وَالْأَشْهَبُ الْعُقَيْلِيُّ , وَالَّذِينَ رَفَعُوا: أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ , وَأَبُو رَجَاءٍ , وَالْحَسَنُ , وَقَتَادَةُ , وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسِ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ: (حِرْجٌ) أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: (حِجْرٌ) وَ (حُجْرٌ) بِكَسْرِ الْحَاءِ وَرَفْعِهَا , وَحِرْجٌ وَحِجْرٌ سَوَاءٌ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: حِجْرٌ: حَرَمٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , عَنْ عَبَّاسٍ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو , عَنْ {حِجْرٍ} [الأنعام: 138] قَالَ: مَمْنُوعٌ , وَسَأَلْتُهُ عَنْ حُجْرٍ , فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ " حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , عَنْ عَبَّاسٍ , سَأَلْتُ عِيسَى بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: «حِجْرٌ لُغَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ , وَحُجْرٌ لُغَةُ سُفْلَى مُضَرَ» وَقَالَ اللَّهُ: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 22] , كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى

الرَّجُلَ يَخَافُهُ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ , فَيَقُولُ: {حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 22] أَيْ حَرَامًا مُحَرَّمًا عَلَيْكَ حُرْمَتِي فَلَا يَنَالُهُ بَشَرٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ , وَرَأَى الْمُشْرِكُونَ الْمَلَائِكَةَ , فَقَالُوا لَهُمْ ذَلِكَ وَظَنُّوا أَنَّهُ يَنْفَعُهُمْ وَمَعْنَى حِجْرٌ: حَرَامٌ , أَجْمَعُوا عَلَى تَفْسِيرِهِ , وَاخْتَلَفُوا فِي قِرَاءَتِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , " {§حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 22] : حَرَامًا مُحَرَّمًا أَنْ نُبَشِّرَكُمْ بِمَا نُبَشِّرُ بِهِ الْمُتَّقِينَ " وَكَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ , وَالْحَسَنُ , وَعِكْرِمَةُ , وَالضَّحَّاكُ , وَقَتَادَةُ

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , {§حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 22] : «حَرَامًا مُحَرَّمًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ البُشْرَى» وَالْحِجْرُ: الْحَرَامُ كَمَا يُقَالُ: حَجَرَ التَّاجِرُ عَلَى غُلَامِهِ , وَالرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ , أَنْشَدَنِي بَعْضُهُمْ: [البحر الكامل] فَهَمَمْتُ أَنْ أُلْقِي إِلَيْهَا مَحْجَرًا ... وَلِمِثْلِهَا يُلْقَى إِلَيْهِ الْمَحْجَرُ

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§حِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 22] : حَرَمًا مُحَرَّمًا " قَالَ: [البحر البسيط] -[234]- حَنَّتْ إِلَى النَّخْلَةِ الْقُصْوَى فَقُلْتُ لَهَا: ... حَجْرًا حَرَامًا أَلَا ثَمَّ الدَّهَارِيسُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] حَتَّى دَعَوْنَا بِأَرْحَامٍ لَهُمْ سَلَفَتْ ... وَقَالَ قَائِلُهُمْ إِنِّي بِحَاجُورِ قَوْلُهُ: إِنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ تَحَجَّرَ جُرْحُهُ تَقُولُ: تَحَجَّرَ الْجُرْحُ لِلْبُرْءِ: اجْتَمَعَ وَقَرُبَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الْجَسَّاسَةِ: أَطَاعَهُ أَهْلُ الْحَجَرِ: يُرِيدُ أَهْلَ الْبَوَادِي الَّذِينَ يَسْكُنُونَ مَوَاضِعَ الْحِجَارَةِ , وَأَهْلُ الْمَدَرِ: أَهْلُ الْأَمْصَارِ الَّذِينَ يَبْنُونَ بِالْمَدَرِ وَقَوْلُهُ: «وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ» أَيْ مَا لَا يَنْفَعُهُ , وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: الْأَثْلَبُ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ» وَالْأَثْلَبُ: التُّرَابُ , وَيُقَالُ: الْحِجَارَةُ وَالْكَثْكَثُ: دُقَاقُ التُّرَابِ -[235]- وَقَوْلُهُ: فَجَلَسَ حَجْرَةً نَاحِيَةً , يُقَالُ: الْحَمَلُ يَأْكُلُ خَضِرَةً , وَيَرْبِضُ حَجْرَةً , وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ: [البحر الخفيف] عَنَنَا بَاطِلًا وَظُلْمًا كَمَا يُعْـ ... ـتَرُ عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ وَقَالَ , النَّابِغَةُ: يُسَائِلُ عَنْ سُعْدَى وَقَدْ مَرَّ بَعْدَنَا ... عَلَى حَجَرَاتِ الدَّارِ سَبْعٌ كَوَامِلُ وَقَوْلُهُ فِي الْكَبِيرِ: يُحْجَرَ عَلَيْهِ , أَيْ يُمْنَعُ مِنْ مَالِهِ , يُقَالُ حَجَرْتُ عَلَيْهِ , وَحَجَزْتُ , وَحَظَرْتُ , وَحَظَلْتُ وَقَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5]

حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ قَابُوسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5] قَالَ: «النُّهَى وَالْعَقْلُ» وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ , وَالْحَسَنِ , وَعِكْرِمَةَ , وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ , وَالضَّحَّاكِ , وَقَتَادَةَ , وَقَالَ الْحَسَنُ: " الْحِجْرُ: الْحِلْمُ " وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ: «الْبَيِّنَةُ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5] : عَقْلٍ وَحِجًى "

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ , " {§لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5] : لِذِي عَقْلٍ , وَمَا أَشْبَهَهُ أَنْ يَكُونَ ذَا سِتْرٍ مِنْ نَفْسِهِ وَعَقْلِهِ "

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , {§لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 5] " لِذِي حِجًى وَعَقْلٍ , وَسِتْرٍ , كُلُّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ الْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّهُ لَذُو حِجْرٍ , إِذَا كَانَ قَاهِرًا لِنَفْسِهِ ضَابِطًا لَهَا مِنْ قَوْلِهِ: حَجَرْتُ عَلَى الرَّجُلِ " سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْحِجْرُ: الْحُرْمَةُ , وَالْحَقُّ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر السريع] وَجَارَةُ الْبَيْتِ لَهَا حِجْرِيُّ ... وَمَحْرُمَاتٌ هَتْكُهَا بُجْرِيُّ بُجْرِيُّ: يَعْنِي عَظِيمًا قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: الْحِجْرُ: الْقَرَابَةُ , وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] يُرِيدُونَ أَنْ يُقْصُوهُ عَنِّي وَإِنَّهُ ... لَذُو نَسَبٍ دَانٍ إِلَيَّ وَذُو حِجْرٍ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْحِجْرُ: الْأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ: يُقَالُ: الْحِجْرُ: مَوْضِعٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز]

حَتَّى احْتَدَاهُ سَنَنَ الدَّبُورِ ... وَالظِّلُّ فِي حِجْرٍ مِنَ الْحُجُورِ حِجْرِ بَحِيرٍ أَوْ أَخِي بَحِيرِ وَصَفَ ثَوْرًا , فَقَالَ: احْتَدَاهُ: سَاقَهُ سَنَنَ الدَّبُورِ: قَصْدَهُ وَتَتَابُعَهُ , وَبَحِيرٌ: رَجُلٌ كَانَ يَتَعَاهَدُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَنَسَبَهُ إِلَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَاجِرُ: مَكَانٌ يَرْتَفِعُ حَوَالَيْهِ , وَيَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَحَاجِرُ: الْحَدَائِقُ , وَاحِدُهَا مَحْجِرٌ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَحْجَرُ: فَجْوَةُ الْعَيْنِ , وَمَا بَدَا مِنَ النِّقَابِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْمَحْجَرُ: مَا دَارَ بِالْعَيْنِ مِنْ أَسْفَلِهَا مِنَ الْعَظْمِ وَرَوَى عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْحَاجِرُ: الْمُتَخَلِّفُ , قَالَ فَضَالَةُ بْنُ هِنْدَ: [البحر البسيط] يَا وَيْحَ أُمِّ نُمَيْرٍ بَعْدَ سَيِّدِهَا ... إِذَا الْفَوَارِسُ تَحْمِي حَاجِرَ الظُّعُنِ الظُّعُنُ: النِّسَاءُ

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْحُنْجُورُ: الْحُلْقُومُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] حَابِي الْحُيُودِ فَارِضِ الْحُنْجُورِ حَابِي يَقُولُ: مُشْرِفٌ وَالحْيُودُ: كُلُّ عَضَلَةٍ شَاخِصَةٍ عَنِ الْجِلْدِ وَفَارِضٌ: ضَخْمٌ وَالْحُنْجُورُ: الْحَنْجَرَةُ

باب: حرج

§بَابُ: حرج

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ , حَدَّثَنِي سَعِيدٌ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْمِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ» قَالُوا: لَبَّيْكَ وَتَأَشَّبُوا حَوْلَهُ حَتَّى تَرَكُوهُ كَأَنَّهُ فِي حَرَجَةِ سَلَمٍ " قَوْلُهُ: أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ يَقُولُ: أُضَيِّقُهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمَا , وَالْحَرَجُ: الْحَرَامُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: حَرِجَ عَلَى ظُلْمُكَ يُرِيدُ حَرُمَ عَلَيَّ , وَمِنْهُ أَحْرَجَهَا بِتَطْلِيقَةٍ يُرِيدُ: حَرَّمَهَا , وَأَكْسَعَهَا بِالْمُحْرَجَاتِ يُرِيدُ: بِثَلَاثِ تَطْلِيقَاتٍ

وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَلَمْ تَحَرَّجْ كُرْهَ مَنْ تَحَرَّجَا ... وَلَبِسَتْ لِلشَّرِّ جُلًّا أَخْرَجَا ذِكْرُ الْفِتَنِ يَقُولُ: الْمُتَحَرِّجُ كَرِهَ الْحَرْبَ وَلَمْ تَحَرَّجْ هِيَ فَرَكِبَتْهُ وَجُلَّا أَخْرَجَا: فِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ يَقُولُ: هَذِهِ الْحَرْبُ جَاءَتْ شَنْعَاءَ قَوْلُهُ: حَتَّى تَرَكُوهُ كَأَنَّهُ فِي حَرَجَةٍ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْحَرَجَةُ , يُقَالُ: لِكُلِّ الشَّجَرِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْحَرَجُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ الْوَاحِدَةُ حَرَجَةٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ تَجَلَّتْ ظُلَمُهْ عايَنَ حَيًّا كَالْحِرَاجِ نَعَمُهْ يَكُونُ أَقْصَى شَلِّهِ مُحْرَنْجَمُهْ وَصَفَ جَيْشًا جَاءُوا قَوْمًا لَيْلًا يَغْزُونَهُمْ , فَلَمَّا تَجَلَّتِ الظُّلْمَةُ عَايَنُوا حَيًّا كَالْحِرَاجِ: كَالشَّجَرِ فِي الْكَثْرَةِ , وَأَقْصَى شَلٍّ هَذَا الْجَيْشِ يَعْنِي طَرْدَهُ , وَفِرَارَهُ أَنْ يَحْرَنْجِمَ: يُقِيمَ مِنْ عِزِّهِ وَلَا يَبْرَحُ وَقَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام

: 125] فَكَانَ مُجَاهِدٌ يُفَسِّرُ حَرَجًا: شَاكًّا , وَقَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ الَّذِي لَا يِهْتَدِي لِلْإِسْلَامِ , وَقَالَ قَتَادَةُ: مُلْتَبِسًا , وَكُلُّ مَعْنَاهُ قَرِيبٌ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: حَرَجًا وَحَرِجًا كُلُّهُ مِنَ الضِّيقِ كَمَا يُقَالُ: إِنَّهُ لَوَحَدٌ فَرَدٌ , وَوَحِدٌ فَرَدٌ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْحَرَجُ مِثْلُ الْوَحَدِ وَالْحَرِجُ مِثْلُ الْوَحِدِ , وَمِثْلُهُ الْفَرَدُ وَالْفَرِدُ , وَالدَّنَفُ وَالدَّنِفُ , وَقَالَ: [البحر البسيط] تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهَاجًا إِذَا سَفَرَتْ ... وَتْحَرَجُ الْعَيْنُ فِيهَا حِينَ تَنْتَقِبُ يَقُولُ: تَحْرَجُ: أَيْ تَحَارُ وَتَضِيقُ عَنْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهَا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ» يَقُولُ: لَا إِثْمَ عَلَيْكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَرَجُ: التَّحَرُّجُ فِي الْوَرَعِ , وَالْحَرَجُ: سَرِيرُ الْمَيِّتِ , وَالْحَرَجُ: أَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ

يَتَحَرَّكَ مِنْ مَكَانِهِ مِنْ غَيْظٍ أَوْ فَرَقٍ , وَالْحُرْجُوجُ: الرِّيحُ الطَّوِيلَةُ الَّتِي لَا تَكَادُ تَنْقَطِعُ قَالَ: أَنْقَاءُ سَارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ رِيحٌ غَيْرُ حُرْجُوجِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْحَرَجُ: مَرْكَبُ النِّسَاءِ دُونَ الْهَوْدَجِ , وَرَجُلٌ مُتَحَرِّجٌ: كَافٌّ عَنِ الْإِثْمِ , قَالَ النَّابِغَةُ: [البحر الوافر] فَبِتُّ كَأَنَّنِي حَرِجٌ لَعِينٌ ... نَعَاهُ النَّاسُ أَوْ دَنِفٌ طَعِينُ وَالْحُرْجُوجُ: النَّاقَةُ الْوَقَّادَةُ الْقَلْبِ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر الطويل] فَذَرْ ذَا وَلَكِنْ رُبَّ أَرْضٍ مُتِيهَةٍ ... قَطَعْتُ بِحُرْجُوجٍ إِذَا اللَّيْلُ أَظْلَمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحِرْجُ: الْوَدَعُ , وَالْحِرْجُ: مَا جُعِلَ لِلْكَلْبِ مِمَّا يَصِيدُ , وَالْحِرْجُ: خَيَالٌ يُنْصَبُ وَالْحَرْجَفُ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ الشَّدِيدَةُ الْهُبُوبُ

باب: جرح

§بَابُ: جرح

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ» قَوْلُهُ: «الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ» يَقُولُ: مَا جَرَحَتْهُ بِيَدِهَا , وَرِجْلِهَا إِذَا أَفْلَتَتْ مِنْ مَرْبَطِهَا , وَمَا أَصَابَتْهُ بِرِجْلِهَا وَرَاكِبُهَا عَلَيْهَا أَوْ قَائِدٌ يَقُودُهَا إِذَا كَانَتْ تُسَاقُ ضَمِنَ السَّائِقُ مَا أَصَابَتْ بِيَدٍ أَوْ رِجْلٍ يُقَالُ: جَرَحَ جَرْحًا , وَالْجُرْحُ: الِاسْمُ , وَالْجِرَاحَةُ , يَقُولُ: فَذَلِكَ مِنَ الْبَهِيمَةِ إِذَا كَانَتْ هَذِهِ حَالَهَا جُبَارٌ وَالْجُبَارُ: كُلُّ جُرْحٍ لَا عَقْلَ لَهُ , وَلَا قَوَدَ قَالَ: [البحر الوافر] أَتَاهَا أَنَّهُ سَنَةٌ قَحِيطٌ ... وَأَصْبَحَ أَهْلُهُ حَرْبِيُّ جُبَارَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45] -[244]- وَالِاجْتِرَاحُ: الِاكْتِسَابُ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَوْلُهُ: " {§جَرَحْتُمْ} [الأنعام: 60] : كَسَبْتُمْ "

أَخْبَرَنِي الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§جَرَحْتُمْ} [الأنعام: 60] : كَسَبْتُمْ " وَاجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ , وَمَنْ يَجْتَرِحْ: يَكْتَسِبُ وَامْرَأَةٌ أَرْمَلَةٌ: لَا جَارِحَ لَهَا: لَا كَاسِبَ وَفُلَانٌ جَارِحَةُ أَهْلِهِ: أَيْ كَاسِبُهُمْ قَالَ: [البحر الوافر] وَكُلُّ فَتًى بِمَا عَمِلَتْ يَدَاهُ ... وَمَا اجْتَرَحَتْ عَوَامِلُهُ رَهِينُ وَالِاسْتِجْرَاحُ: النُّقْصَانُ , اسْتَجْرَحَتِ الْأَحَادِيثُ: قَلَّ صَحِيحُهَا

باب: رجح

§بَابُ: رجح

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سِمَاكٌ، سَمِعْتُ أَبَا صَفْوَانَ: «§بِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رِجْلَ سَرَاوِيلَ فَوَزَنَ لِي وَأَرْجَحَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ أَبُو الْخَلِيلِ: «§رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَائِشَةَ عَلَى مَرْجُوحَةٍ فَأَمَرَ بِقَطْعِ الْمَرَاجِيحِ» قَوْلُهُ: «أَرْجَحَ لِي» أَثْقَلَ الْمِيزَانَ حَتَّى مَالَ، وَرَجَحَ الشَّيْءُ -[246]- يَرْجَحُ رُجْحَانًا وَرُجُوحًا، وَأَرْجَحَ: أَعْطَى رَاجِحًا، وَالْحِلْمُ الرَّاجِحُ: الَّذِي يَرْزُنُ بِصَاحِبِهِ، وَقَالَ: [البحر الخفيف] مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيْرَ مِيلٍ ... وَكُهُولًا مَرَاجِحًا أَحْلَامَا قَوْلُهُ: «عَلَى مَرْجُوحَةٍ» : يَعْنِي أُرْجُوحَةً، «فَأَمَرَ بِقَطْعِ الْمَرَاجِيحِ» يُرِيدُ الْأَرَاجِيحَ، وَالتَّرَجُّحُ: التَّذَبْذُبُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ، وَالِارْتِجَاحُ: اهْتِزَازُ الْإِبِلِ إِذَا مَشَتْ

باب: جحر الجحرة: السنة الشديدة قال زهير: إذا السنة الحمراء بالناس أجحفت ونال كرام المال في الجحرة الهزل وقال الأفوه: يقون في الجحرة جيرانهم بالمال والأنفس من كل بوس وأخبرنا عمرو، عن أبيه: الجحرة: السنة ليس فيها مطر، يقال: أجحروا وأجدبوا، والجحر

§بَابُ: جحر الْجَحْرَةُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ قَالَ زُهَيْرٌ: [البحر الطويل] إِذَا السَّنَةُ الْحَمْرَاءُ بِالنَّاسِ أَجْحَفَتْ ... وَنَالَ كِرَامَ الْمَالِ فِي الْجَحْرَةِ الْهَزْلُ وَقَالَ الْأَفْوَهُ: [البحر السريع] يَقُونَ فِي الْجَحْرَةِ جِيرَانَهُمْ ... بِالْمَالِ وَالْأَنْفُسِ مِنْ كُلِّ بُوسِ وَأَخْبَرَنَا عَمْروٌ، عَنْ أَبِيهِ: الْجَحْرَةُ: السَّنَةُ لَيْسَ فِيهَا مَطَرٌ، يُقَالُ: أَجْحَرُوا وَأَجْدَبُوا، وَالْجُحْرُ: كُلُّ ثُقْبٍ فِي الْأَرْضِ، وَالْجَمِيعُ الْجِحَرَةُ، وَالْجَوَاحِرُ: الْمُتَخَلِّفَةُ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] فَأَلْحَقَهُ بِالْهَادِيَاتِ وَدُونَهُ ... جَوَاحِرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تَزَّيَّلِ وَصَفَ غُلَامًا حَمَلُوهُ عَلَى فَرَسٍ يَطْلُبُ صَيْدًا، فَأَلْحَقَ الْفَرَسُ الْغُلَامَ بِالْهَادِيَاتِ السَّوَابِقِ مِنَ الْوَحْشِ، وَالْجَوَاحِرُ: اللَّاتِي قَدْ تَخَلَّفْنَ

، وَهُوَ مِنَ الْمُجْحَرِ، وَالْمُجْحَرُ: الْمُدْرَكُ، وَالْجَاحِرُ: الَّذِي تَأَخَّرَ حَتَّى أُدْرِكَ، وَفِي صَرَّةٍ: فِي اجْتِمَاعٍ، يَقُولُ: لَحِقَتِ الْأَوَائِلُ الْأَوَاخِرَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: جُحْرٌ , وَأَجْحَارٌ , وَجِحَرَةٌ , وَعَرِّيسَةُ الْأَسَدِ , وَخِيسَةُ الْأَسَدِ , وَخِدْرُهُ وَزَابُوقَةُ النَّمِرِ , وَمَكَا الضَّبِّ , وَوِجَارُ الثَّعْلَبِ , وَنَافِقَاءُ الْيَرْبُوعِ , وَهَرْتُ الْقُنْفُذِ , وَجُحْرُ الذِّئْبِ , وَبَهْوُ الثَّوْرِ , وَمَكْنِسُ الظَّبْيِ , وَمَكَا الْبَقَرِ , وَتَنَاوِيطُ الطَّيْرِ , وَوَكْنُ الطَّيْرِ , وَالْجَمِيعُ وُكُنَاتٌ , وَوَكْرُ الْعُقَابِ , وَأُفْحُوصُ الْقَطَاةِ , وَأُدْحِيُّ النَّعَامِ , وَقَرْيَةُ النَّمْلِ , وَمُدْهُنُ الْقُبَّرِ , وَعِيدَالُ الْحَيَّةِ , وَأَوَّلُ جُحْرِ الْيَرْبُوعِ الرَّاهِطَاءُ , ثُمَّ الدَّامَّاءُ , ثُمَّ النَّافِقَاءُ , أُخِذَ مِنَ النِّفَاقِ

الحديث العاشر

§الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ

باب: ذر

§بَابُ: ذر

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ مِقْسَمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§كُلُوا مِنْ جَوَانِبِ الْقَصْعَةِ وَذَرُوا ذِرْوَتَهَا , فَإِنَّ فِي ذِرْوَتِهَا الْبَرَكَةَ» حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: رَفَعَهُ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ , عَنِ ابْنِ لَاسٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَا مِنْ بَعِيرٍ إِلَّا وَفِي ذِرْوَتِهِ شَيْطَانٌ فَارْكَبُوهَا , وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ , " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §نَهَى عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ , فَأَتَاهُ عُمَرُ , فَقَالَ: إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ ذَئِرْنَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ "

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ , حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى , قَالَ عُمَرُ لِرَجُلٍ كَانَ مَعَ أَبِي عُبَيْدٍ فَأُهْزِمَ: " §هَلْ لَكَ فِي الشَّامِ , فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ رَقُّوا بِهَا , وَإِنَّ الْعَدُوَّ قَدْ ذَئِرُوا بِهِمْ قَالَ: لَا , الْأَرْضُ الَّتِي فَرَرْتَ مِنْهَا "

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْفَضْلِ , حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِكْرَاشٍ , عَنْ أَبِيهِ عِكْرَاشٍ: «§انْطَلَقْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ , فَأَتَيْنَا بِجَفْنَةٍ كَثِيرَةِ الثَّرِيدِ وَالْوَذْرِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أَخْبَرَنَا يُونُسُ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , " -[251]- أَنَّ رَجُلًا , شَاتَمَ رَجُلًا فَقَالَ: §يَا ابْنَ شَامَّةَ الْوَذْرِ , فَرُفِعَ إِلَى عُمَرَ: فَدَرَأَ عَنْهُ الْحَدُّ "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ مُحَارِبٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §أَخْبِرْنِي بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ. قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلُ طَعَامٍ فَمَرَّ بِهَا فَارِسٌ يَرْكُضُ , فَأَذْرَاهُ , فَقَالَتْ: وَيْلٌ لَكَ يَوْمَ يَضَعُ الْمَلِكُ كُرْسِيَّهُ , فَيَأْخُذُ الْمَظْلُومُ مِنَ الظَّالِمِ "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , وَابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي يَعْقُوبَ , يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ ضَبْثَمٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ , بَلَغَنِي عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ: «§ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ يَتَشَذَّرُ لِي بِهِ مِنْ شَتْمٍ وَإِبْعَادٍ»

أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيُّ , حَدَّثَنَا عَمِّي , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: «§مَا تَشَاءُ أَنْ تَلْقَى أَحَدَهُمْ أَبْيَضَ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ , هَذَا أَنَا فَاعْرِفُونِي»

حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ , حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ , حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَنَسٍ , " بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ طَعَامًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَزَلَتْ: {§فَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [الزلزلة: 7] خَيْرًا يَرَهُ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ , وَقَالَ: إِنِّي لَرَاءٍ مَا عَمِلْتُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ. قَالَ: مَا تَرَى فِي الدُّنْيَا مِمَّا تَكْرَهُ فَبِمَثَاقِيلِ ذَرِّ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا , وَيُدَّخَرُ لَكَ مَثَاقِيلُ ذَرِّ الْخَيْرِ حَتَّى يُوَفِّيَكَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «§يَكْتَحِلُ الْمُحْرِمُ بِالذَّرُورِ الْأَحْمَرِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ -[253]-: «§يُنْثَرُ عَلَى قَمِيصِهِ الذَّرِيرَةُ وَعَلَى رِدَائِهِ» يَعْنِي الْمَيِّتَ

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , عَنِ الْمُرَقَّعِ , عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِخَالِدٍ: «§لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , قُلْتُ لِعَطَاءٍ: §الصَّدَقَةُ فِي الذُّرَةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ , «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §لَمَّا هَلَكَ ابْنُهُ طَاهِرٌ ذَرَفَتْ عَيْنُهُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , «§رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَاصِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ , عَنْ أُسَامَةَ , أَنَّ «§ابْنَةً لِبِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ وُضِعَتْ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَمُوتُ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ» قَوْلُهُ: ذَرُوا ذِرْوَتَهَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الذِّرْوَةُ: أَعْلَى كُلِّ شَيْءٍ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ: الذُّرَى: الْأَسْنِمَةُ , وَأَنْشَدَنَا: كَأَنَّ ذُرَاهَا مِنْ دَجُوجِ قَعَائِدُ ... نَفَى الشَّرْقُ عَنْهَا الْمُغْضِنَاتِ السَّوَارِيَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: إِنَّهُ لَمِنْ ذِرْوَتِهِمْ أَيْ: أَعْلَاهُمْ , وَمِنْ مَحْتِدِهِمْ أَيْ: أَصْلِهِمْ وَمِنْ سِرِّهِمْ أَيْ: خِيَارِهِمْ , وَإِنَّهُ لَصَرِيحٌ فِيهِمْ إِذَا كَانَ مَحْضًا خَالِصًا وَثَاقِبُ النَّسَبِ: ظَاهِرٌ , وَإِنَّهُ لَفِي سِنْخِ صِدْقٍ , وَقَنْسِ صِدْقٍ , وَإِرْثِ صِدْقٍ -[255]- قَوْلُهُ: إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ ذَئِرْنَ , وَقَوْلُهُ: «إِنَّ الْعَدُوِّ قَدْ ذَئِرُوا» قَالَ الْأَصْمَعِيَّ: قَدْ نَفَرْنَ وَاجْتَرَأْنَ قَالَ عَبِيدٌ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ أَتَانِي عَنْ تَمِيمٍ أَنَّهُمْ ... ذَئِرُوا لِقَتْلَى عَامِرٍ وَتَغَضَّبُوا قَوْلُهُ: كَثِيرُ الْوَذْرِ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنْ لَحْمٍ لَا عَظْمَ فِيهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْوَذْرُ: اللَّحْمُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَذَرْتُ الْوَذْرَةَ أَذِرُهَا وَذْرًا , وَنَحَضْتُهَا أَنْحَضُهَا نَحْضًا , وَبَضَعْتُهَا أَبْضَعُهَا بَضْعًا: إِذَا قَطَعْتُهَا عَنِ الْعَظْمِ , فَإِذَا بَقِيَ عَلَى الْعَظْمِ لَحْمٌ رَقِيقٌ , قُلْتُ: لَحَمْتُ مَا عَلَى الْعَظْمِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: التَّوْذِيرُ: أَنْ يُشْرَطَ الْجُرْحُ , وَالنَّاقَةُ , يُوَذَّرُ حَيَاؤُهَا وَقَوْلُهُ: يَا ابْنَ شَامَّةِ الْوَذْرِ هَذَا كَانَ عِنْدَهُمْ شَتْمًا كَأَنَّ قَائِلَهُ يُعَرِّضُ بِأَنَّهَا تَفْعَلُ ذَلِكَ بِذُكُورِ الرِّجَالِ قَوْلُهُ: فَأَذْرَاهُ أَيْ فَرَّقَهُ وَأَطَارَهُ -[256]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: ذَرَتِ الرِّيحُ التُّرَابَ فَهِيَ تَذْرُوهُ ذَرْوًا: إِذَا أَطَارَتْهُ. وَرِيحٌ ذَارِيَةٌ. وَمِنْهُ ذَرَّى النَّاسُ الْحِنْطَةَ. وَطَعَنَهُ فَأَذْرَاهُ: إِذَا رَمَى بِهِ. وَقَلَعَهُ مِنَ السَّرْجِ وَأَذْرَتِ الرِّيحُ فَهِيَ تُذْرِي إِذْرَاءً مِثْلَ ذَرَتْهُ تَذْرُوهُ وَأَذْرَتْهُ الرِّيحُ: قَلَعَتْهُ مِنْ أَصْلِهِ , وَذَرَوْتُهُ: طَيَّرْتُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف: 45] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: تَذْرُوهُ الرِّيحُ وَتُذْرِيهِ: لُغَتَانِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , تَذْرُوهُ مِنْ ذَرَوْتُ وَذَرَيْتُ لُغَةً. وَلَوْ قَرَأَ قَارِئٌ تُذْرِيهِ مِنْ أَذْرَيْتُ أَيْ: تُلْقِيهِ كَانَ وَجْهًا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَذْرُوهُ: تُطَيِّرُهُ , وَتُفَرِّقُهُ. وَذَرَتْهُ الرِّيحُ تَذْرِيهِ , وَأَذْرَتْهُ تُذْرِيهِ وَأَنْشَدَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , عَنِ الْمُفَضَّلِ: [البحر الطويل] فَقُلْتُ لَهُ صَوِّبْ وَلَا تَجْهَدَنَّهُ ... فَيُذْرِكَ مِنْ أُخْرَى الْقَطَاةِ فَتْزَلَقِ -[257]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمِذْرَى: الَّذِي يُحْمَلُ بِهِ الطَّعَامُ لِيُذَرَّى , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافرالطويل] لَهَا مُنْخُلٌ تُذْرِي إِذَا عَصَفَتْ بِهِ ... أَهَابِيَّ سَفْسَافٍ مِنَ التُّرْبِ تَوْأَمِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: ذَرَى يَذْرِي ذَرْوًا: إِذَا مَرَّ مَرًّا سَرِيعًا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] إِذَا تَلَقَّتْهُ الْعَقَاقِيلُ طفَا ... ذَارٍ وَإِنْ لَاقَى الْعَزَازَ أَحْصَفَا وَصَفَ ثَوْرًا فَرَّ مِنَ الْكِلَابِ وَالْعَقَاقِيلُ: مَا تَعَقَّدَ مِنَ الرَّمَلِ وَطَفَا: ارْتَفَعَ وَذَارٍ: خَفِيفٌ. وَالْعَزَازُ: مَا صَلُبَ مِنَ الْأَرْضِ وَأَحْصَفَ: اشْتَدَّ عَدْوُهُ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ. قَالَ النَّظَّارُ: [البحر السريع] فَمَرَّ لَا ذَارِيَ يَذْرُو ذَرْوَهُ ... مِنْ رَاكِضٍ لَيْسَ لَهُ جَنَاحَانْ -[258]- وَقَالَ أَبُو الْغَمْرِ: وَذَّرَ الْبَقْلُ , وَوَصَّلَ , وَظَفِرَ تَظْفِيرًا أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ: كَأَنَّهُ أَظْفَارُ الطَّيْرِ مَا دَامَ عَلَى وَرَقَتَيْنِ , فَإِذَا زَادَ قِيلَ: تَشَعَّبَ وَرَقُهُ. وَعَرَّفَ أَيْ ثَقُلَ هُوَ وَقَالَ أَبُو صَاعِدٍ: بَذَرَتِ الْأَرْضُ , وَفَرَّخَتْ. وَيُقَالُ: هَلْ رَأَيْتَ مِنَ النَّشْرِ شَيْئًا وَهُوَ الْعُشْبُ قَوْلُهُ: بَلَغَنِي ذَرْوُ قَوْلٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: بَلَغَنِي عَنْ فُلَانٍ ذَرْوٌ مِنْ خَبَرٍ: إِذَا بَلَغَكَ طَرْفٌ مِنْهُ قَالَ: [البحر الوافر] أَتَانِي عَنْ مُغِيرَةَ ذَرْوُ قَوْلٍ ... وَعَنْ عِيسَى فَقُلْتُ لَهُ كَذَاكَا قَوْلُهُ: يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهِ: إِذَا جَاءِ بِاغِيًا يَتَهَدَّدُ وَقَالَ أَبُو عَمْرِو وَالْخَلِيلُ: الْمِذْرَوَانِ: فَرْعَا الْأَلْيَتَيْنِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] أَحَوْلِي تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْهَا ... لِتَقْتُلَنِي فَهَا أَنَا ذَا عُمَارَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مُذَائِرَ: الَّتِي تَرْأَمُ بِأَنْفِهَا وَلَا تُدِرُّ عَلَى وَلَدِهَا -[259]- قَوْلُهُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [الزلزلة: 7]

حَدَّثَنَا شُجَاعُ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَبِي فَزَارَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , " أَنَّهُ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التُّرَابِ , ثُمَّ رَفَعَهَا , ثُمَّ قَالَ: §كُلُّ وَاحِدٍ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ "

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ فَزَارَةَ: «أَنَّ رَجُلًا , §جَعَلَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ذَرَّةً فَمَا مَالَ الْمِيزَانُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا الْمُزَلِّقُ , " رَأَيْتُ الْحَسَنَ: §يَفُتُّ الْخُبْزَ لِلذَّرِّ , وَالذَّرُّ: صِغَارُ النَّمْلِ , وَالَّذِي أَكْبَرُ مِنْهُ فَازِرٌ , وَالَّذِي أَكْبَرُ مِنْهُ عُقَيْفَانُ " قَالَ: [البحر الخفيف] سُلِّطَ الذَّرُّ فَازِرٌ وَعُقَيْفَا ... نُ فَأَجْلَاهُمُ لِدَارٍ شَطُونِ قَوْلُهُ: يَكْتَحِلُ بِالذَّرُورِ مَعْرُوفٌ. وَذَرَوْتُ عَيْنَ فُلَانٍ إِذَا أَخَذْتُ ذَرُورًا بِأَطْرَافِ أَصَابِعِكَ تَذُرُّهُ وَقَوْلُهُ: يُنْثَرُ عَلَى قَمِيصِهِ الذَّرِيرَةُ: فُتَاتُ قَصَبٍ كَالنُّشَّابِ

وَقَوْلُهُ: لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً: هُمْ صِغَارُ الْخَلْقِ , وَهُمُ الْبَاقِي مِنَ الْخَلْقِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء: 3] أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: ذَرَأَ بِمَنْزِلَةِ بَرَأَ , وَمَعْنَاهُ خَلَقَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: ذَرَأَ رَأْسَ فُلَانٍ , فَهُوَ يَذْرَأُ ذَرْأً , وَقَدْ عَلَتْهُ ذُرْأَةً أَيْ بَيَاضٌ قَالَ الْأَشْهَبُ: [البحر الطويل] أَلَا يَالْقَوْمِ لِلشَّبَابِ الَّذِي مَضَى ... وَسَلْوَةِ عَيْشٍ قَدْ تَوَلَّى عَرِيضُهَا وَلِلرَّأْسِ أَمْسَى قَدْ تَبَدَّلَ ذُرْأَةً ... تَلُوحُ عَلَى أَعْلَى الْمَسَايِحِ بِيضُهَا وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ: [البحر الرجز] وَقَدْ عَلَتْنِي ذُرْأَةُ بَادِي بَدِي ... وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ فِي تَشَدُّدِي

وَيُقَالُ: جَدْيٌ أَذْرَأُ وَعَنَاقٌ ذَرْآءُ , وَذَلِكَ إِذَا كَانَ فِي رَأْسِهِ وَرَأْسِهَا بَيَاضٌ , وَمِلْحٌ ذَرْآنِيٌّ إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ: مِلْحٌ ذَرْآنِيٌّ , وَذَرَآنِيٌّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي زَيْدٍ قَالَ: فِي الْغَنَمِ الذَّرْآءُ , وَهِيَ الرَّقْشَاءُ الْأُذُنَيْنِ , وَسَائِرُهَا أَسْوَدُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَلَتْهُ ذُرْأَةٌ , قَدْ ذَرَأَ يَذْرَأُ ذَرَأَ إِذَا شَمِطَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: ذَرَّيْتُ الشَّاةَ تَذْرِيَةً , وَهُوَ أَنْ تَجُزَّ صُوفَهَا , وَتَدَعَ فَوْقَ ظَهْرِهَا شَيْئًا يُعْرَفُ بِهِ , وَذَلِكَ فِي الضَّأْنِ خَاصَّةً , وَالْإِبِلِ , وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُذَرِّي فُلَانًا , وَهُوَ أَنْ يَرْفَعَ مِنْ أَمْرِهِ , وَيَمْدَحُهُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] عَمْدًا أُذَرِّي حَسَبِي أَنْ يُشْتَمَا ... بِهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ الْبَلْغَمَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: ذَرَّيْتُهُ أَيْ: مَدَحْتُهُ قَالَ الْمَرَّارُ: [البحر الطويل]

تَذَكَّرْتُهُمْ وَالْمَرْءُ ذَاكِرُ قَوْمَهُ ... فَمُثْنٍ عَلَيْهِمْ أَوْ مُذَرٍّ فَزَائِدُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: كَانَ فِي ذُرَى فُلَانٍ , فِي دِفْئِهِ , وَظِلِّهِ , وَيُقَالُ: اسْتَذْرِ بِهَذِهِ الشَّجَرَةِ أَيْ كُنْ فِي دِفْئِهَا , وَظِلِّهَا. وَدِفْؤُهَا يُسَمَّى الذَّرَا مَقْصُورٌ , وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِتَمِيمٍ: [البحر الطويل] لَدَيْهِ لِأَنْضَاءِ الْخَصَاصِ مَوَارِدٌ ... بِأَذْرَائِهَا يَأْوِي الضَّرِيكُ الْمُعَصَّبُ يَعْنِي لَدَيْهِ: لَدَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , لِأَنْضَاءِ: الْوَاحِدُ نِضْوٌ وَالْخَصَاصُ: الْفَقْرُ , مَوَارِدُ: يَرِدُونَ عَلَيْهِ بِأَذْرَائِهَا: مَا اسْتَتَرَتْ بِهِ , يَأْوِي الضَّرِيكُ: الْفَقِيرُ وَالْمُعَصَّبُ: الَّذِي يَشُدُّ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ وَيُقَالُ: ذَرَا نَابُ الْجَمَلِ يَذْرَى ذَرْوًا , إِذَا انْكَسَرَ وَقَالَ أَوْسٌ: [البحر الطويل] وَإِنْ مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ ... تَخَمَّطَ فِينَا نَابُ آخَرَ مُقْرَمِ قَوْلُهُ: فِي الذُّرَةِ صَدَقَةُ الذُّرَةِ حَبٌّ يُؤْكَلُ , وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ ذُرَةٌ وَيُقَالُ: ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ , وَالذُّرُورُ: أَوَّلُ طُلُوعِهَا وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ , يَقُولُ: الذُّرُورُ: طُلُوعُ الشَّمْسِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورٍ ... بَيْنَ تَوَارِي الشَّمْسِ وَالذُّرُورِ

وَعَلْقَى: نَبْتٌ وَمُكُورٌ: نَبْتٌ , يَصِفُ ثَوْرًا , وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَهُ ... غُضْفٌ كَوَالِحُ فِي أَعْنَاقِهَا الْحَلَقُ وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوا الْفَصِيلَ , مِنَ الرَّضَاعِ خَلُّوهُ: أَدْخَلُوا فِي أَنْفِهِ مِنْ دَاخِلٍ خِلَالًا مُحَدَّدَ الرَّأْسِ بِأَسْفَلِهِ حُجْنَةٌ , فَإِنْ لَمْ يَصْنَعُوا ذَلِكَ صَرُّوا أَمَّهَاتِهَا , فَتُّوا بَعْرًا عَلَى كُلِّ خِلْفٍ , فَيُذْئِرُوهُ بِذَلِكَ الذِّئَارِ وَالذِّئَارُ: الْبَعْرُ , فَإِنْ لَمْ يَجِدُوا بَعْرًا جَعَلُوهُ , وَبَرًا , ثُمَّ جَعَلُوا فَوْقَهُ التَّوَادِيَ , فَصَرُّوا كُلَّ خِلْفَيْنِ بِتَوْدِيَةٍ وَالتَّوْدِيَةُ: عُودُ عُشَرٍ ثُمَّ شَدُّوهُ بِخَيْطٍ , فَاسْمُ ذَلِكَ الْخَيْطِ الصِّرَارُ , فَإِنْ جَعَلْتَ فَوْقَ الذِّئَارِ صُوفَةً فَهِيَ جَلَبَةٌ قَالَ: [البحر الرجز] لَا يَهَبُ الطِّيبَ , وَلَا يَسْتَوْهِبُهْ ... إِلَّا ذِئَارًا بِيَدَيْهِ جُلَبُهُ فَإِنْ جَعَلْتَ مَكَانَ الذِّئَارِ جَلْدَةً , أَوْ خِرْقَةً , ثُمَّ صَرَرْتَهَا , فَذَلِكَ التَّرْفِيلُ , فَإِنْ صَرَرْتَ جَمِيعَ أَخْلَافِهَا , فَقَدْ أَكْمَشْتَ إِكْمَاشًا , فَإِنْ صَرَرْتَ ثَلَاثَةً , فَقَدْ ثَلَّثْتَ , وَإِنْ صَرَرْتَ خِلْفَيْنِ , فَقَدْ أَشْطَرْتَ , وَشَطَّرْتَ

باب: رذ

§بَابُ: رذ

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ , عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «لَحِقْتُ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِ الْمَدِينَةِ , §فَأَخَذْتُ فَرَسَيْنِ أَرْذَوْهُمَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ النَّعْمَانِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ شُيُوخٍ , مِنْ غِفَارٍ , قَالُوا: «§مَا أَصَابَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يومَ بَدْرٍ إِلَّا رَذَاذٌ لَبَّدَ لَهُمُ الْأَرْضَ» قَوْلُهُ: أَرْذَوْهُمَا الرَّذِيُّ وَالرَّذِيَّةُ: الْمَهْزُولُ لَا يَسْتَطِيعُ بَرَاحًا , رَذِيَ يَرْذَى رَذَاوَةً , وَالْجَمِيعُ رُذَاةٌ , وَأَرْذَيْتُهُ أَنَا وَقَالَ أَبُو عَمْرِو

: الرَّذِيَّةُ: الْمَهْزُولَةُ الَّتِي تُرِكَتْ فِي الطَّرِيقِ , وَهِيَ الرَّذَايَا , قَالَ: [البحر الطويل] مِنَ الْكَاتِمَاتِ الرَّبْوَ وَهِيَ حَمِيدَةٌ ... رَذَايَا الْعُجَاوَى وَالْفَوَارِسُ تَمْصَعُ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الرَّذَايَا: مَا قَامَ فَلَمْ يَنْبَعِثْ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] سِمَامٌ تُبَارِي الطَّيْرَ خُوصًا عُيُونَهَا ... لَهُنَّ رَذَايَا بِالطَّرِيقِ وَدَائِعُ قَوْلُهُ: مَا أَصَابَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ إِلَّا رَذَاذٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرَّذَاذُ: أَصْغَرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَطَرِ قَطْرًا , أَرْضٌ مُرَذٌّ عَلَيْهَا , وَقَدْ أَرَذَّتْ وَقَالَ: [البحر الخفيف] بَلْدَةٌ تُمْطِرُ الْغُبَارَ عَلَى النَّاسِ ... كَمَا تُمْطِرُ السَّمَاءُ الرَّذَاذَا

الحديث الحادي عشر

§الْحَدِيثُ الْحَادِيَ عَشَرَ

باب: عذر

§بَابُ: عذر

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ §الرَّجُلَ لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِابْنٍ لِي قَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ , فَقَالَ: «§عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ؟ عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ يُسْعَطُ بِهِ مِنَ الْعُذْرَةِ , وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ خَارِجَةَ , عَنْ شَيْخٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§الْوَلِيمَةُ فِي الْإِعْذَارِ حَقٌّ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ , حَدَّثَنَا عَمِّي , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ , -[267]- قُلْتُ لِسَعْدٍ: أَسْنَانُكُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: «§كُنَّا مِنْ إِعْذَارِ عَامٍ وَاحِدٍ» , يَعْنِي خُتِنَّا فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ يَعْنِي الْعَشَرَةَ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ , عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ عِذَارٍ حَسَنٍ عَلَى خَدِّ فَرَسٍ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , عَنْ رَجُلٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَنْ يُهْلَكُوا , - يَعْنِي النَّاسَ - حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ مَعْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§قَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى الْعَبْدِ , أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى يَبْلُغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ اسْتَعْذَرَ أَبَا بَكْرٍ مِنْ عَائِشَةَ , فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ , فَلَطَمَ فِي صَدْرِهَا , فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيُّ , وَقَالَ: «§مَا أَنَا بِمُسْتَعْذِرٍ مِنْهَا بَعْدَ فِعْلَتِكَ هَذِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخْتَارٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الصَّلْتِ: تَعَذَّرَ الْعَيْشُ عَلَيْنَا بِالْمَدِينَةِ , فَلَقِيَنِي عُمَرُ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: الشَّامَ قَالَ: «§لِمَ تُعَرِّضُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةَ لِطَوَاعِينِ الشَّامِ؟»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ §كَرِهَ السُّلْتَ الَّذِي يُجْعَلُ بِالْعَذِرَةِ»

قَوْلُهُ: «لَيُفْضِي فِي الْغَدَاةِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ» هِيَ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا افْتَضَّ الْجَارِيَةَ: هُوَ أَبُو عُذْرِهَا قَوْلُهُ: «قَدْ أَعْلَقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ» سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: الْعُذْرَةُ: قُرْحَةٌ تَخْرُجُ فِي الْخُرْمِ الَّذِي بَيْنَ آخِرِ الْأَنْفِ وَأَصْلِ اللَّهَاةِ يُصِيبُ الصِّبْيَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الْعُذْرَةِ , فَتَعْمِدُ الْمَرْأَةُ إِلَى خِرْقَةٍ فَتَفْتِلُهَا فَتْلًا شَدِيدًا , وَتُدْخِلُهَا فِي أَنْفِهِ فَتَطْعَنُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَيَنْفَجِرُ مِنْهُ دَمٌ أَسْوَدُ , وَرُبَّمَا أَقْرَحَ الطَّعْنُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ , وَذَلِكَ الطَّعْنُ هُوَ الدَّغْرُ وَالدَّغْرُ: أَنْ يَدْفَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ , وَكَانَ عَلِيٌّ لَا يَقْطَعُ فِي الدَّغْرَةِ , وَكَانُوا بَعْدَ أَنْ يَفْعَلُوا بِالصَّبِيِّ ذَلِكَ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهِ عِلَاقًا , فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ذَلِكَ الْعِلَاقَ عَلَى ابْنِ أُمِّ قَيْسٍ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ دُغِرَ فَكَرِهَ الْعِلَاقَ أَيْضًا؛ لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لَهُ , وَلَا يُغْنِي عَنِ الْمَعْذُورِ شَيْئًا , وَأَمَرَهَا أَنْ تُسْعِطَهُ بِمَاءِ الْعُودِ الْهِنْدِيِّ , وَهُوَ الْقُسْطُ فِي أَنْفِهِ؛ لِأَنَّهُ يَصِلُ إِلَى الْعُذْرَةِ فَيَقْبِضُهَا؛ لِأَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَهِيَ: الدُّبَيْلَةُ وَاللَّدُودُ: السَّعُوطُ فِي أَحَدِ شِقَّيِ الْفَمِ، وَالْوَجُورُ فِي وَسَطِ الْفَمِ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعُذْرَةُ: وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: " قَوْلُهُ: يُصِيبُ الصِّبْيَانَ عِنْدَ طُلُوعِ الْعُذْرَةَ , وَهِيَ خَمْسُ كَوَاكِبَ عَلَى إِثْرِ الشِّعْرَى؛ الْعَبُورِ , وَالشِّعْرَى الشَّامِيَّةِ وَهِيَ مُتَفَرِّقَةٌ تُسَمَّى الْعَذَارَى , وَهِيَ بِحِذَاءِ الزُّبْرَةِ , وَهِيَ تَطْلُعُ فِي الْحَرِّ. وَالْعُذْرَةُ: الْخُصْلَةُ مِنَ الشَّعْرِ , وَمِنْ عُرْفِ الْفَرَسِ قَوْلُهُ: «الْوَلِيمَةُ فِي الْإِعْذَارِ» حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ: الْإِعْذَارُ: الْخِتَانُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْإِعْذَارُ: الْخِتَانُ , أَعْذَرَتِ الْغُلَامَ إِعْذَارًا , وَغُلَامٌ مُعْذَرٌ , وَأُعْذِرَ الْغُلَامُ , وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ: أُعْذِرَتْ وَخُفِضَتْ , وَالْخِتَانَةُ مَعْذِرَةٌ , وَكُنَّا فِي إِعْذَارِ بَنِي فُلَانٍ , وَهُوَ الطَّعَامُ عِنْدَ الْخِتَانِ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] فَأُخِذْنَ أَبْكَارًا وَهُنَّ بِآمَةٍ ... أَعْجَلْنَهُنَّ مَظِنَّةَ الْإِعْذَارِ قَوْلُهُ: بِآمَةٍ: يَعْنِي الْعَيْبَ. وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] كُلُّ الطَّعَامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ ... الْخُرْسَ وَالْإِعْذَارَ وَالنَّقِيعَهْ وَمِنْ ذَلِكَ: «كُنَّا إِعْذَارَ عَامٍ وَاحِدٍ» : أَيْ خُتِنَّا فِي عَامٍ

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَعْذَرْتُ وَعذَرْتُ الْغُلَامَ وَالْجَارِيَةَ , وَأَنْشَدَ: تَلْوِيَةَ الْخَاتِنِ زُبَّ الْمُعْذَرِ وَقَالَ: [البحر الكامل] غَمَزَ ابْنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَيْنَهَا ... غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغَانِغَ الْمَعْذُورِ قَوْلُهُ: «مِنَ الْعِذَارِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمُعَذَّرُ: الْعِذَارُ مِنَ الْفَرَسِ , وَعَذَّرَ دَابَّتَهُ وَهُوَ مُعَذِّرٌ إِذَا شَدَّ عَلَيْهِ الْعِذَارَ , وَالْعُذْرَةُ: مَا تَحْتَ ذِفْرَيَيْهِ بِشِبْرٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ , قَالَتْ خَنْسَاءُ: فَرَاحَ يُبَارِي أَعْوَجِيًّا مُصَدَّرًا ... طَوِيلَ عِذَارِ الْخَدِّ جُؤْجُؤُهُ رَحْبُ وَفُلَانٌ مُنْقَطِعُ الْعِذَارِ: إِذَا لَمْ تَتَّصِلْ لِحْيَتُهُ مِنْ عَارِضَيْهِ , وَالْعِذَارَانِ: الْعَارِضَانِ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا خَفَّ ذَلِكَ مِنْهُ إِنَّهُ لَخَفِيفُ الْعِذَارَيْنِ قَوْلُهُ: «حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ» يَقُولُ: تُكْثَرُ ذُنُوبُهُمْ فَيُعْذِرُوا مَنْ أَهْلَكَهُمْ بِالْعُقُوبَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: أَعْذَرَ الرَّجُلُ: إِذَا جَاءَ بِعُذْرٍ , وَعَذِيرُكَ مِنْ فُلَانٍ يَعْذِرُ مِنْهُ

قَوْلُهُ: «لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ» وَقَوْلُ صَفِيَّةَ: «فَمَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ» وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعُذْرُ وَالْمَعْذُورُ , وَالْعُذْرَى وَالْعِذْرَةُ , مَا لَكَ عُذْرٌ وَلَا عُذْرَى وَلَا مَعْذِرَةٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: سَمِعْتُ التَّمِيمِيِّينَ , وَالطَّائِيِّينَ يَقُولُونَ: تَعَذَّرْتُ إِلَى الرَّجُلِ تَعُذُّرًا فِي مَعْنَى اعْتَذَرْتُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: تَعَذَّرَ أَيْ: اعْتَذَرَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] وَإِنِّي لَأَسْتَحْيِي وَفِي الْحَقِّ مُسْتَحًى ... إِذَا جَاءَ بَاغِي الْعُرْفِ أَنْ أَتَعَذَّرَا وَعَذَرْتُ مِنْ نَفْسِي , وَلَا يُقَالُ: أَعْذَرْتُ. وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] فَإِنْ تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَارٍ تَوَاضَعَتْ ... فَقَدْ عَذَرَتْنَا فِي كِلَابٍ وَفَى كَعْبِ قَوْلُهُ «تَعَذَّرَ عَلَيْنَا الْعَيْشُ» يُقَالُ: تَعَذَّرَ عَلَيَّ هَذَا الْأَمْرُ إِذَا لَمْ يَسْتَقِمْ لَكَ , وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الْكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ ... عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لَمْ تَحَلَّلِ الْكَثِيبُ: رَمَلٌ مُجْتَمِعٌ وَتَعَذَّرَتْ: تَشَدَّدَتْ. وَتَعَذَّرَتِ الْحَوَائِجُ عِنْدَ فُلَانٍ: تَعَسَّرَتْ , وَآلَتْ حَلِفَةً لَمْ تَحَلَّلِ: لَمْ تَسْتَثْنِ ,

أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر البسيط] هَا إِنَّ ذَا عِذْرَةٍ إِنْ لَا تَكُنْ نَفَعَتْ ... فَإِنَّ صَاحِبَهَا قَدْ تَاهَ فِي الْبَلَدِ وَعَذَّرَ تَعْذِيرًا: إِذَا لَمْ يُبَالِغْ , وَهُوَ يُرِيكَ أَنَّهُ يُبَالِغُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ} [التوبة: 90] يَعْنِي الْمُعْتَذِرُونَ , فَأَدْغَمَ التَّاءَ عِنْدَ الذَّالِ , وَهُمُ الَّذِينَ لَهُمْ عُذْرٌ , وَالْمُعَذِّرُ عَلَى جِهَةِ الْمُفَعِّلِ هُوَ الَّذِي يَعْتَذِرُ بِغَيْرِ عُذْرٍ , كَذَا أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمُعَذِّرُونَ: أَيْ مَنْ يُعَذِّرُ وَلَيْسَ بِجَادٍّ يُظْهِرُ غَيْرَ مَا فِي نَفْسِهِ , وَأَكْثَرُ الْقُرَّاءِ عَلَى التَّشْدِيدِ وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «الْمُعْذِرُونَ» مُخَفَّفَةً , وَالْمَعْنَى فِيمَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الَّذِي قَدْ بَلَغَ جَهْدُهُ أَقْصَى الْعُذْرِ , وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْمُعْذِرُونَ: الَّذِينَ لَهُمْ عُذْرٌ , وَالْمُعَذِّرُونَ: لَا عُذْرَ لَهُمْ يَتَكَلَّفُونَ عُذْرًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْمُعْتَذِرُ يَكُونُ مُحِقًّا لَهُ عُذْرٌ , وَيَكُونُ

لَا عُذْرَ لَهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ} [التوبة: 94] ثُمَّ قَالَ: {قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا} [التوبة: 94] أَيْ لَا عُذْرَ لَكُمْ. قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَقُومَا فَقُولَا بِالَّذِي قَدْ عَلِمْتُمَا ... وَلَا تَخْمِشَا وَجْهًا وَلَا تَحْلِقَا الشَّعَرْ إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا ... وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدِ اعْتَذَرْ يَقُولُ: قَدْ أَعْذَرَ , وَالْعُذْرُ جَمِيعُ عِذْرَةٍ وَعِذْرَى وَمَعْذِرَةٍ. وَمِنَ الْأَمْثَالِ: أَبَى الْحَقِينُ الْعِذْرَةَ , هَذَا رَجُلٌ ضَافَ قَوْمًا فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يَرَى أَوْطَابَ اللَّبَنِ يَعْنِي حَقَنُوا اللَّبَنَ فِي الْأَوْطَابِ. وَقَالَ: [البحر الهزج] عَذِيرُ الْحَيِّ مِنْ عَدْوَا ... نَ كَانُوا حَيَّةَ الْأَرْضِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْعَذِرَةُ: فِنَاءُ الدَّارِ , يُقَالُ: لَا تَطُورَنَّ بِعَذِرَتِي ,

وَالْجَمِيعُ الْعَذِرَاتُ. وَمِثْلُهُ عَقْوَتِي , وَجَنَابِي , وَنَاحِيَتِي , وَسُمِّيَتِ الْعَذِرَةَ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُلْقَى بِالْأَفْنِيَةِ قَوْلُهُ: «السُّلْتَ الَّذِي يُجْعَلُ بِعَذِرَةِ النَّاسِ» هُوَ مَا أَثْفَلَهُ الْإِنْسَانُ , يُقَالُ: أَعْذَرَ الرَّجُلُ إِذَا بَدَا ذَاكَ مِنْهُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْعَذِيرُ: الْحَالُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] جَارِيَ لَا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي ... سَعْيِي وَإِشْفَاقِي عَلَى بَعِيرِي

باب: ذرع

§بَابُ: ذرع

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ , عَنْ صَخْرِ بْنِ بَدْرٍ , عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ , قُلْتُ لِصَاحِبِي: «انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلَاءِ , فَنَسْمَعَ حَدِيثَهُمْ ثُمَّ نَتَفَرَّغَ لِسُوقِنَا , فَكَأَنَّهُ §ضَاقَ بِهِ ذَرْعًا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا قَتَادَةُ , عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ فَدَعُوا سَبْعَ أَذْرُعٍ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَا يَقْضِ» -[277]- قَوْلُهُ: «فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعًا , الْمَعْنَى ضَاقَ ذَرْعِي بِهِ , وَذَرْعُهُ: قَدْرُهُ الَّذِي يَبْلُغُ قَالَ: [البحر الطويل] وَمَصْعَدُهُمْ كَيْ يَقْطَعُوا بَطْنَ مَمْعَجٍ ... فَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا جِرَارٌ , وَعَاقِلُ قَوْلُهُ: «سَبْعَ أَذْرُعٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الذِّرَاعُ وَالسَّاعِدُ شَيْءٌ وَاحِدٌ , وَثَلَاثُ أَذْرُعٍ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الذِّرَاعُ: مِنْ طَرَفِ الْمِرْفَقِ إِلَى طَرَفِ الْإِصْبَعِ الْوُسْطَى أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: زِقٌّ ذَارِعٌ , إِذَا كَانَ طَوِيلًا قَالَ: [البحر الكامل] وَالشَّارِبِينَ إِذَا الذَّوَارِعُ أُغْلِيَتْ ... صَفْقَ الْفِضَالِ بِطَارِفٍ وَتِلَادِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] فَلَمَّا ذَرَعْنَا الْأَرْضَ تِسْعِينَ غَلْوَةً ... تَمَطَّرَتِ الدَّهْنَاءُ بِالصَّلَتَانِ -[278]- وَامْرَأَةٌ ذِرَاعٌ: سَرِيعَةُ الْيَدَيْنِ بِالْمِغْزَلِ، وَنَخْلَةٌ ذَرْعُ الرَّجُلِ: يُرِيدُ مِثْلَ الرَّجُلِ فِي الطُّولِ، وَالتَّذْرِيعُ: فَضْلُ حَبْلِ الْقَيْدِ فِي الذِّرَاعِ , يُقَالُ: ذَرَعَ لَهُ: إِذَا قُيِّدَ فِي ذِرَاعِهِ، وَأَبْطَرْتَ نَاقَتَكَ ذَرْعَهَا: إِذَا حَمَلْتَ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِمَّا عِنْدَهَا، وَالذَّرْعُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ وَالْمُذْرِعَةُ: الْبَقَرَةُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الذَّرْعُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ , قَالَ الْأَعْشَى: [البحر البسيط] كَأَنَّهَا بَعْدَ مَا أَفْضَى النَّجَاءُ بِهَا ... بِالشَّيِّطَيْنِ مَهَاةٌ تَبْتَغِي ذَرَعَا أَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر البسيط] مَحْطُوطَةُ الْكَشْحِ جَالَتْ تَبْتَغِي ذَرَعًا ... لَمْ تَدْرِ بَعْدَ غَدَاةِ الْأَمْسِ مَا فَعَلَا قَوْلُهُ: كَأَنَّهَا: يَعْنِي بَقَرَتَهُ , شَبَّهَهَا بِبَقَرَةٍ وَحْشِيَّةٍ , بَعْدَمَا أَفْضَى النَّجَاءُ بِهَا: مَضَى كَأَنَّهَا مَهَاةٌ يَعْنِي: بَقَرَةً تَطْلُبُ وَلَدَهَا , وَالشَّيِّطَيْنِ: مَوْضِعٌ وَرَجُلٌ مُذَرَّعٌ: أُمُّهُ أَشْرَفُ مِنْ أَبِيهِ -[279]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمِذْرَعَةُ: جِلْدَةُ الْوَظِيفِ أَسْفَلَ مِنَ الرُّكْبَةِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ: مِذْرَعَةُ الْغَدِيرِ: مَا اسْتَدَقَّ مِنْهُ، وَثَوْرٌ مُذَرَّعٌ: فِي أَكَارِعِهِ لُمَعٌ سُودٌ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] بِهَا كُلُّ خَوَّارٍ إِلَى كُلِّ صَعْلَةٍ ... ضَهُولٍ وَرَفْضُ الْمُذْرِعَاتِ الْقَرَاهِبِ قَوْلُهُ: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ» , أَيْ أَفْرَطَ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَذْرَعَ فُلَانٌ فِي الْكَلَامِ إِذْرَاعًا , وَهُوَ مُذْرِعٌ: إِذَا أَكْثَرَ وَأَفْرَطَ، وَمَوْتٌ ذَرِيعٌ: فَاشٍ لَا يَتَدَافَنُ أَهْلُهُ قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ فِي الْبَعِيرِ: الذِّرَاعُ: وَهُوَ بَيْنَ الْوَظِيفِ وَالْعَضُدِ، وَالْوَظِيفُ: هُوَ عَظْمُ السَّاقِ , وَفِيهِ الرُّصْغُ , وَهُوَ -[280]- بَيْنَ الْفِرْسِنِ وَالْوَظِيفِ , فِي كُلِّ رُصْغٍ سُلَامَيَانِ , وَهِيَ أُمُّ الْقِرْدَانِ وَهِيَ بَيْنَ كُلِّ سُلَامَيَيْنِ مِنَ الْأَرْصَاغِ مِنْ مُقَدَّمِهَا وَمُؤَخَّرِهَا , وَهِيَ الْمُطْمَئِنَّةُ مِنْ وَرَاءِ الْفِرْسِنِ , وَالْعُجَايَةُ: الْعَصَبَةُ الْمُسْتَبْطِنَةُ الْوَظِيفَ. وَفِيهَا الْقَيْنَانِ فِي الذِّرَاعِ , وَهُمَا حَرْفَا رَأْسِ الْوَظِيفِ حَيْثُ انْفَرَقَ عِنْدَ الرُّصْغِ فِي مَوْضِعِ الْقَيْدِ , وَفِي الْفِرْسِنِ: الْبَخْصُ وَهُوَ لَحْمُهَا مِنْ بَاطِنٍ , وَفِيهَا الْمَنْسِمُ وَهُوَ ظُفُرُ الْبَعِيرِ , وَفِيهَا الْأَظَلُّ , وَهُوَ مَا كَانَ تَحْتَ الْمَنْسِمِ. وَفِيهَا الْخُفُّ وَهُوَ مَا أَصَابَ الْأَرْضَ مِنَ الْجِلْدِ إِذَا مَشَى , وَالشَّوَى وَهُوَ الْأَكَارِعُ , الْوَاحِدَةُ شَوَاةٌ , وَالْأَكَارِعُ هِيَ الْأَوْظِفَةُ , وَالْوَظِيفُ فِي الْيَدِ مَا بَيْنَ الرُّكْبَةِ إِلَى الرُّصْغِ , وَفِي الرِّجْلِ مَا بَيْنَ الْعُرْقُوبِ إِلَى الرُّصْغِ. وَذِرَاعُ الْعَامِلِ: صَدْرُ الْقَنَاةِ، وَالذِّرَاعُ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْقَمَرِ , وَهُوَ أَوَّلُ الْأَسَدِ , وَهُمَا كَوْكَبَانِ ضَخْمَانِ بَيْنَ الْهَنْعَةِ وَالْبَثْرَةِ , يَطْلُعُ فِي سَبْعٍ مِنْ تَمُوزَ , وَيَسْقُطُ فِي سِتٍّ مِنْ كَانُونَ الْآخِرِ وَالذَّرِيعَةُ: جَمَلٌ يُخْتَلُ بِهِ الصَّيْدُ , يُسَيَّبُ مَعَ الْوَحْشِ , فَتَأْنَسُ بِهِ , ثُمَّ يَمْشِي رَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ فَيَرْمِي الصَّيْدَ

باب: ذعر

§بَابُ: ذعر

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , وَإِسْحَاقُ قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «قُمْ يَا حُذَيْفَةُ , لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ , §فَائْتِ الْقَوْمَ وَلَا تَذْعَرْهُمْ» وَالذَّعْرُ: الْفَزَعُ , ذُعِرَ ذَعْرَةً. قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَرَ فِي وَفْدِ عَادٍ حِينَ خَرَجُوا إِلَى مَكَّةَ يَسْتَسْقُونَ لَهُمْ , فَأَقَامُوا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ يَسْقِيهِمُ الْخَمْرَ , وَتُغَنِّيهِمُ الْجَرَادَتَانِ , جَارِيَتَاهُ فَقَالَ: [البحر الكامل] وَجَرَادَتَانِ تُغَنِّيَانِهِمُ ... وَعَلَيْهِمَا الْمَرْجَانُ وَالشَّذْرُ وَبَعِيرُهُمْ سَاجٍ بِجِرَّتِهِ ... لَمْ يُؤْذِهِ غَرَثٌ وَلَا ذُعْرُ قَوْلُهُ: سَاجٍ: سَاكِنٌ. مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: 2] بِجِرَّتِهِ , وَهُوَ يَجْتَرُّ , أَيْ هُوَ فِي خِصْبٍ لَمْ يُؤْذِهِ غَرَثٌ , يَقُولُ: جُوعٌ وَلَمْ يُذْعَرْ

الحديث الثاني عشر

§الْحَدِيثُ الثَّانِيَ عَشَرَ

باب: حشر هذا خماسي

§بَابُ: حشر هَذَا خُمَاسِيٌّ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً»

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ , رَبَطَتْهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ حَجْرَةَ , حَدَّثَنَا مِلْقَامُ بْنُ التَّلِبِ , عَنْ أَبِيهِ -[283]-: «§صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَلَمْ أَسْمَعْ لِحَشَرَةِ الْأَرْضِ تَحْرِيمًا» قَوْلُهُ: «يُحْشَرُ النَّاسُ» الْحَشْرُ: جَمْعُ النَّاسِ لِلْقِيَامَةِ , وَالْمَحْشَرُ: الْمُجْتَمَعُ , وَحَشَرَتْهُمُ السَّنَةُ: جَمَعَتْهُمْ وَسَاقَتْهُمْ إِلَى الْخِصْبِ قَوْلُهُ: «تَأْكُلُ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ» , الْوَاحِدَةُ حَشَرَةٌ , وَهُوَ قَوْلُهُ: «لَمْ أَسْمَعْ لِحَشَرَةِ الْأَرْضِ تَحْرِيمًا» , وَهُوَ صِغَارُ دَوَابِّ الْأَرْضِ , مِثْلَ الْيَرْبُوعِ وَالضَّبِّ وَنَحْوِهِ. وَأَنْشَدَنَا سَلَمَةُ: [البحر الطويل] أَيَا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يَكُنْ عُقْرُ دَارِهِ ... جِوَاءَ عَدِيٍّ يَأْكُلِ الْحَشَرَاتِ وَتَسْوَدَّ مِنْ لَفْحِ السَّمُومِ جَبِينُهُ ... وَيَعْرَ وَإِنْ كَانُوا ذَوِي بَكَرَاتِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْحَشَرَاتُ: هَوَامُّ الْأَرْضِ -[284]- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: «أُذُنٌ حَشْرٌ» لَطِيفَةٌ دَقِيقَةٌ. أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: «الْأُذُنُ الْمُحَدَّدَةُ» , قَالَ: [البحر الطويل] لَهَا أُذُنٌ حَشْرٌ وَذِفْرَى أَسِيلَةٌ ... وَخَدٌّ كَمِرْآةِ الْغَرِيبَةِ أَسْجَحُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السِّكِّينُ: الَّتِي يُقَذُّ بِهَا الرِّيشُ , يُقَالُ لَهَا مِحْشَرَةٌ , وَحَرْبَةٌ حَشْرٌ أَيْ دَقِيقَةٌ وَقَالَ الْأَحْمَرُ: الْحَشُورُ: الْعَظِيمُ الْبَطْنِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْحَشُورُ: الْعَظِيمُ الْجَنْبِ , وَامْرَأَةٌ حَشُورَةٌ وَحَوْشَبَةٌ

باب: حرش

§بَابُ: حرش

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ وَدِيعَةَ , أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَجُلٌ بِضَبَّيْنِ , قَدِ احْتَرَشَهُمَا , فَقَالَ: «§أُمَّةٌ مُسِخَتْ»

حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ §لَعَنَ مَنْ يُحَرِّشُ بَيْنَ الْبَهَائِمِ» قَوْلُهُ: «احْتَرَشَهَا» الْحَرْشُ: أَنْ تُهَيِّجَ الضَّبَّ مِنْ جُحْرِهِ , فَإِذَا خَرَجَ فَقَرُبَ مِنْكَ هَدَمْتَ عَلَيْهِ بَقِيَّةَ الْجُحْرِ حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْحَرَّاشُ: الْأَسْوَدُ السَّالِخُ , وَإِنَّمَا سُمِّيَ -[286]- الْحَرَّاشَ؛ لِأَنَّهُ يَحْرِشُ الضِّبَابَ , وَقَدْ أَحْرَشَ الضَّبُّ: وَهُوَ أَنْ يَدْنُوَ وَيَضْرِبَ بِذَنَبِهِ وَيَفِحَّ وَكَانَ الضَّبُّ , إِذَا وَلَدَ يُحَذِّرُ وَلَدَهُ الْإِنْسَانَ , وَيَقُولُ: احْذَرِ الْحَرْشَ , فَبَيْنَا هُوَ وَابْنُهُ فِي تَلْعَةٍ إِذْ وَجَدَ الْإِنْسَانُ أَثَرَ الضَّبِّ فِي التَّلْعَةِ , فَأَخَذَ مِرْدَاةً فَعَلِقَ التَّلْعَةَ رَدْيًا , فَقَالَ: يَا أَبَهِ الْحَرْشُ هَذَا؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ هَذَا أَجَلُّ مِنَ الْحَرْشِ , فَأَذْهَبَهَا مَثَلًا الْمِرْدَاةُ: يَعْنِي الْحَجَرَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَرْشَاءُ: خَرْدَلُ الْبُرِّ وَالْحَرْشُ: الْأَثَرُ وَجِمَاعُهُ حِرَاشٌ قَوْلُهُ: «نَهَى عَنِ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِمِ» , أَنْ يُغْرِيَ بَهِيمَةً بِبَهِيمَةٍ , أَوْ إِنْسَانًا بِإِنْسَانٍ وَالْحَرِيشُ: دَابَّةٌ لَهَا مَخَالِبُ كَمَخَالِبِ الْأَسَدِ

باب: شحر الشحر: هو ساحل اليمن بينها وبين عمان. قال ذو الرمة: حراجيح مما ذمرت في نتاجها بناحية الشحر الغرير وشدقم

§بَابُ: شحر الشِّحْرُ: هُوَ سَاحِلُ الْيَمَنِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ عُمَانَ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] حَرَاجِيحُ مِمَّا ذُمِّرَتْ فِي نِتَاجِهَا ... بِنَاحِيَةِ الشِّحْرِ الْغُرَيْرِ وَشَدْقَمُ

باب: رشح

§بَابُ: رشح

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ حَتَّى §يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَبِي الزِّنَادِ , «§كَانَ الْوَلِيدُ رَشَّحَ ابْنَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ لِوِلَايَةِ الْعَهْدِ , فَكَانَ يَلْقَى النَّاسَ بِالْبِشْرِ , فَأَحَبُّوا وِلَايَتَهُ» قَوْلُهُ: «فِي رَشْحِهِ» الرَّشْحُ: الْعَرَقُ؛ لِأَنَّهُ يَرْشَحُ مِنَ الْبَدَنِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا مَشَى وَلَدُ النَّاقَةِ , وَقَوِيَ قِيلَ: رَشَحَ وَهُوَ رَاشِحٌ وَأُمُّهُ الْمُرْشِحَةُ , وَالْمُرَشِّحَةُ , بِالتَّشْدِيدِ قَالَ

: بِهِ اسْتَوْدَعَتْ أَوْلَادَهَا خُذُلُ الْمَهَا ... مَطَافِيلُهَا وَالْمُشْدِنَاتُ الْمَرَاشِحُ قَوْلُهُ: «يُرَشَّحُ لِلْخِلَافَةِ» يُؤَمَّلُ وَالتَّرْشِيحُ: أَنْ تُرَشِّحَ وَلَدَهَا بِلَبَنٍ قَلِيلٍ. قَالَ: [البحر الوافر] فَإِنِّي قَدْ أَتَانِي مَا فَعَلْتُمْ ... وَمَا رَشَّحْتُمُ مِنْ شِعْرِ بَدْرِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: ظَبْيٌ رَاشِحٌ حِينَ يَمْشِي. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] وَأَسْحَمَ مَيَّالٍ عَلَى جِيدِ ظَبْيَةٍ ... دَعَاهُ طَلًى أَحْوَى بِرُمَّانَ رَاشِحُ طَلَا: يَعْنِي وَلَدَهَا , وَرَاشِحٌ: حِينَ يَمْشِي

باب: شرح

§بَابُ: شرح

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ يُونُسَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ , أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: «لَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي فِي جَمْعِ الْقُرْآنِ حَتَّى §شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي بِمَا شَرَحَ بِهِ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ» قَوْلُهُ: «شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي» أَيْ: وَسَّعَهُ فَرَأَيْتُ مَا رَأَى , وَشَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْخَيْرِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ , عَنِ الْحَسَنِ: " {§أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1] قَالَ: بَلَى , فَمُلِئَ حِكَمًا وَعِلْمًا " الشَّرِيحُ: قِطَعُ اللَّحْمِ الْمُشَرَّحِ وَالشَّرْحُ: الْبَيَانُ

الحديث الثالث عشر

§الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ

باب: حنف

§بَابُ: حنف

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: أَدْرَكَ النَّبِيُّ رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ , فَقَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ , فَقَالَ: إِنِّي أَحْنَفُ , فَقَالَ: «§ارْفَعْ فَكُلُّ خَلْقِ اللَّهِ حَسَنٌ» قَوْلُهُ: «الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ» يُقَالُ: هِيَ شَرِيعَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَيُقَالُ: الْحَنِيفُ: الْمُسْلِمُ , وَالْجَمْعُ الْحُنَفَاءُ؛ لِأَنَّهُ تَحَنَّفَ عَنِ الْأَدْيَانِ , وَمَالَ إِلَى الْحَقِّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا} , -[292]- وَقَالَ: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ} [الحج: 31]

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَابُورَ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§حُنَفَاءَ لِلَّهِ} [الحج: 31] يَعْنِي حُجَّاجًا "

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا مُوَرِّقُ التَّمِيمِيُّ , سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ: {§حُنَفَاءَ} [الحج: 31] قَالَ: «الْحَجُّ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ , عَنِ الْحَسَنِ: " §الْحَنِيفِيَّةُ: حَجُّ الْبَيْتِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , أَخْبَرَنَا فُضَيْلٌ , عَنْ عَطِيَّةَ " قُلْتُ: §الْحَنِيفُ؟ قَالَ: الْحَاجُّ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: «§حُجَّاجٌ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , سَمِعْتُ السُّدِّيَّ قَالَ: «§مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ» حُنَفَاءَ " قَالَ: مُسْلِمِينَ , وَمَا كَانَ مِنْ {حَنِيفًا مُسْلِمًا} [آل عمران: 67] قَالَ: حُجَّاجٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَوْلُهُ: " {§حُنَفَاءَ} [الحج: 31] مُتَّبِعِينَ " قَوْلُهُ: «إِنِّي أَحْنَفُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَنَفُ: إِقْبَالُ الْقَدَمِ بِأَصَابِعِهَا عَلَى الْأُخْرَى , هَذِهِ عَلَى هَذِهِ , وَهَذِهِ عَلَى هَذِهِ , وَسُمِّيَ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ؛ لِحَنَفٍ كَانَ بِرِجْلَيْهِ , وَهُوَ الَّذِي اتَّخَذَ السُّيُوفَ الْحَنِيفِيَّةَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَحْنَفُ , يَقُولُ: فِي قَدَمِهِ حَنَفٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] مُحِبٌّ لِصُغْرَاهَا بَصِيرٌ بِنَسْلِهَا ... حَفُوظٌ لِأُخْرَاهَا أُحَيْذِفُ أَحْنَفُ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: يَعْنِي الرَّاعِيَ

باب: نفح

§بَابُ: نفح

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ: «كَانُوا §لَا يُغْرِمُونَ مِنَ النَّفْحِ»

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي جَمْرَةَ , سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , سُئِلَ عَنِ الْجُبْنِ , فَقِيلَ: يَصْنَعُونَ فِيهِ الْإِنْفَحَةَ , فَقَالَ: «§إِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ , فَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ , وَكُلْ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " §سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقِيلَ: يَصْنَعُونَ فِيهِ أَنَافِحَ الْمَيْتَةِ قَالَ: لَا تَأْكُلُوهُ إِذًا " قَوْلُهُ: «مِنَ النَّفْحَةِ» , هُوَ أَنْ تَرْمِيَ الدَّابَّةَ بِطَرَفِ حَافِرِهَا , وَنَفَحَ الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحًا وَنُفُوحًا , وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِتَمِيمِ بْنِ أُبَيٍّ: -[295]- تَرْعَى جَنَابًا طَيِّبًا ثُمَّ تَنْتَحِي ... لِأُعَيْطَ مِنْ أَقْرَابِهِ الْمِسْكُ يَنْفَحُ أُعَيْطٌ: رَمْلٌ طَوِيلٌ , وَأَقْرَابُهُ: جَوَانِبُهُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّفُوحُ: الَّتِي إِذَا مَشَتْ خَرَجَ لَبَنُهَا مِنْ خَلْفِهَا قَوْلُهُ: «يُصْنَعُ فِيهِ الْأَنْفَحَةُ» , هُوَ لِبَأٌ يَرْضَعُهُ الْجَدْيُ , فَيُذْبَحُ قَبْلَ أَنْ يَنْهَضِمَ فِي كِرْشِهِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: مِنْفَحَةٌ , وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: إِنْفَحَةٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّفِيحُ: الْغَرِيبُ الَّذِي يَجِيءُ مِنْ بَلَدِهِ إِلَى بَلَدٍ , نَفَحَ يَنْفَحُ وَالنَّفِيحَةُ: الْقَوْسُ وَهِيَ شَطِيبَةٌ مِنَ النَّبْعِ

باب: نحف يقال: رجل نحيف , نحف نحافة , وهي القضافة , وقلة اللحم قال: ترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه رجل مزير

§بَابُ: نحف يُقَالُ: رَجُلٌ نَحِيفٌ , نَحُفَ نَحَافَةً , وَهِيَ الْقَضَافَةُ , وَقِلَّةُ اللَّحْمِ قَالَ: [البحر الوافر] تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيهِ ... وَفِي أَثْوَابِهِ رَجُلٌ مَزِيرُ

باب: حفن

§بَابُ: حفن

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ: " أَنَّ امْرَأَةً , جَاءَتْ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَتْ: §لَحِقَنِي رَجُلٌ , فَحَفَنَ لِي حَفْنَةً مِنْ تَمْرٍ , ثُمَّ أَصَابَنِي , فَقَالَ عُمَرُ: «مَهْرٌ» قَوْلُهُ: «حَفَنَ لِي حَفْنَةً» الْحَفْنَةُ: مِلْءُ رَاحَتَيْكَ , وَتَضُمُّ أَصَابِعَكَ وَالْحَفَّانُ: فِرَاخُ النَّعَامِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: احْتَفَنْتُ الرَّجُلَ: قَلَعْتُهُ مِنَ الْأَرْضِ , وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: صَلْمَعْتُهُ: قَلَعْتُهُ , وَصَلْمَعَ رَأْسَهُ , وَجَلْمَحَهُ وَزَلَقَهُ: كُلَّهُ حَلَقَهُ

الحديث الرابع عشر

§الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ

باب: إصبع

§بَابُ: إصبع

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , عَنْ أَبِي حَمْزَةَ , عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْأَصَابِعُ سَوَاءٌ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ جُنْدُبٍ: دَمِيَتْ إِصْبَعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ؟»

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا لَيْثٌ , عَنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ أَبِيهِ , «§أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي سِمَاخَيْهِ» -[299]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَصَابِعُ: الْوَاحِدَةُ إِصْبَعٌ لِلْيَدِ سَمِعْتُ قُطْرُبًا , يُقَالُ: إِصْبَعٌ وَأُصْبُعٌ وَأَصْبَعٌ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَقَدْ ذُكِرَ مِنَ اسْمِ الْإِصْبُعِ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: هِيَ الْإِصْبَعُ. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْإِصْبَعُ: الْأَثَرُ الْحَسَنُ مِنَ الرَّجُلِ عَلَى عَمَلٍ عَمِلَهُ , فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ , أَوْ مَعْرُوفٍ , يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ إِصْبَعَ فُلَانٍ عَلَى فُلَانٍ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: إِنَّهُ لَحَسَنُ الْإِصْبَعِ فِي الْمَالِ: إِذَا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ , وَإِنَّهُ لَذُو إِصْبَعٍ فِي الْمَالِ. وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] أَغَرُّ كَلَوْنِ الْبَدْرِ فِي كُلِّ مُنْصَبٍ ... مِنَ النَّاسِ نُعْمَى يَحْتَدِيهَا وَإِصْبَعُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لِفُلَانٍ عَلَيَّ إِصْبَعٌ حَسَنَةٌ , وَيَدٌ حَسَنَةٌ. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: وَالرَّاعِي يُوصَفُ بِالرِّفْقِ بِالْإِبِلِ وَقِلَّةِ الْعُنْفِ بِهَا. قَالَ: [البحر الطويل] ضَعِيفُ الْعَصَا بَادِي الْعُرُوقِ تَرَى لَهُ ... عَلَيْهَا إِذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ إِصْبَعًا -[300]- وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] كُمَيْتٌ كَرُكْنِ الْبَابِ أَحْيَا بَنَاتِهِ ... مَقَالِيتُهَا وَاسْتَحْمَلَتْهُنَّ إِصْبَعُ الْمَعْنَى فِيهَا يَقُولُ: هُوَ فَحْلٌ مُبَارَكٌ , إِذَا نُتِجَتْ مِنْهُ الْمِقْلَاتُ وَهِيَ الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ , عَاشَ وَلَدُهَا مِنْ هَذَا الْفَحْلِ؛ لِأَنَّهُ مُبَارَكٌ. كَمَا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] سِبَحْلًا أَبَا شَرْخَيْنِ أَحْيَا بَنَاتِهِ ... مَقَالِيتُهَا فَهْيَ اللُّبَابُ الْحَبَائِسُ قَوْلُهُ: «هَلْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ» هِيَ مَكْسُورَةُ الْأَلِفِ وَمَنْصُوبَةُ الْبَاءِ , وَالْإِصْبَعُ مُؤَنَّثَةٌ

باب: عصب

§بَابُ: عصب

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ شُعْبَةَ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ , قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ , حَدَّثَتْنِي بِنْتُ وَاثِلَةَ , أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَاهَا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , الرَّجُلُ يُحِبُّ قَوْمَهُ , أَعَصَبِيٌّ هُوَ؟ قَالَ: «لَا» , قُلْتُ: §فَمَنِ الْعَصَبِيُّ؟ قَالَ: «الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ , عَنْ أَبِي هِلَالٍ , عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ: «§قَطَعَ مُصْعَبٌ فِي عَصِيبٍ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ ثَوْبَانَ , «§رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ»

حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ , عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى , " §بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي مَسِيرٍ إِذْ رَفَعَ صَوْتَهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] فَلَمَّا سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ صَوْتَ نَبِيِّهِمُ اعْصَوْصَبُوا "

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنِ يُونُسَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , «§قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِالدِّيَةِ لِلْمَرْأَةِ , وَالْعَقْلِ عَلَى الْعَصَبَةِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , وَأَبُو ظُفُرَ قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , سَمِعْتُ مُحَمَّدًا قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَنْهَى , عَنْ عَصَبِ الْيَمَنِ , قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّهُ يُصْنَعُ بِالْبَوْلِ , ثُمَّ قَالَ: «§قَدْ نُهِينَا عَنِ التَّعَمُّقِ» قَوْلُهُ: «بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ» هُوَ كَالْعَقَبِ يُلَائِمُ بَيْنَ الْمَفَاصِلِ وَقَوْلُهُ: «أَعَصَبِيٌّ هُوَ؟» الرَّجُلُ يَغْضَبُ لِعَصَبَتِهِ , وَيُحَامِي عَنْهُمْ -[303]- وَقَوْلُهُ: «قَطَعَ فِي عَصِيبٍ» , هُوَ مَا جُمِعَ مِنْ مِعَى الشَّاةِ وَشُدَّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَصْبُ , إِذَا شَدَدْتَ خُصْيَتَيِ الْكَبْشِ حَتَّى تَسْقُطَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْزِعَهَا , يُقَالُ: عَصَبْتُهُ أَعْصِبُهُ عَصْبًا وَهُوَ مَعْصُوبٌ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود: 77]

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: " {§هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود: 77] شَدِيدٌ , وَقَدْ عَصُبَ عُصَابَةً "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود: 77] «أَيْ شَدِيدٌ , يَعْصِبُ النَّاسَ بِالشَّرِّ» قَالَ: [البحر الوافر] وَكُنْتُ لِزَازَ خَصْمِكَ لَمْ أُعَرِّدْ ... وَقَدْ سَلَكُوكَ فِي يَوْمٍ عَصِيبِ وَقَالَ آخَرُ: وَإِنَّكَ إِلَّا تُرْضِ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ ... يَكُنْ لَكَ يَوْمٌ بِالْعِرَاقِ عَصِيبُ وَقَالَ آخَرُ: يَوْمٌ عَصِيبٌ يَعْصِبُ الْأَبْطَالَا ... عَصْبَ الْقَوِيِّ السَّلَمَ الطِّوَالَا السَّلَمُ: يَعْنِي الشَّجَرَ

قَوْلُهُ: «يَمْسَحُ عَلَى الْعَصَائِبِ» , الْوَاحِدَةُ عِصَابَةٌ , وَهُوَ مَا عَصَبْتَ بِهِ رَأْسَكَ مِنْ عِمَامَةٍ أَوْ خِرْقَةٍ , وَإِنْ عَصَبْتَ غَيْرَ الرَّأْسِ قُلْتَ: عِصَابٌ بِغَيْرِ هَاءٍ قَوْلُهُ: «اعْصَوْصَبُوا» : صَارُوا عِصَابَةً , وَذَلِكَ إِذَا جَدُّوا فِي السَّيْرِ وَاجْتَمَعُوا قَالَ: [البحر الطويل] تَوَاصَوْا بِهِ فَاعْصَوْصَبُوا لِقَتَالِهِ ... فَأَجْشَمَهُمْ أَمْرًا مِنَ الْأَمْرِ أَوْعَرَا قَوْلُهُ: «أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْ عَصَبِ الْيَمَنِ» بُرُودٌ يُعْصَبُ غَزْلُهَا وَيُصْبَغُ ثُمَّ يُنْسَجُ , يُقَالُ: بُرْدٌ عَصْبٌ , وَبُرُودٌ عَصْبٌ , لَا يُجْمَعُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَصْبُ: أَنْ يَخْثُرَ الرِّيقُ فَيَيْبَسَ عَلَى الْأَسْنَانِ. قَالَ: يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبٍ قَوْلُهُ: «وَالْعَقْلُ عَلَى الْعَصَبَةِ» عَصَبَةُ الرَّجُلِ: مَنْ لَمْ يُفْرَضْ لَهُ سَهْمٌ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} [يوسف: 14] كَانُوا عَشَرَةً , وَ {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} [القصص: 76]

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ: «§الْعُصْبَةُ أَرْبَعُونَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: «§الْعُصْبَةُ أَرْبَعُونَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ عِكْرِمَةَ: §الْعُصْبَةُ «أَرْبَعُونَ» قَالَ بَعْضُهُمْ: سَبْعُونَ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " §الْعُصْبَةُ: مَا بَيْنَ عَشَرَةٍ إِلَى خَمْسَةَ عَشَرَ " أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمُعَصَّبُ: الَّذِي يَشُدُّ بَطْنَهُ مِنَ الْجُوعِ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] لَدَيْهِ لِأَنْضَاءِ الْخَصَاصِ مَوَارِدُ ... بِأَذْرَائِهَا يَأْوِي الضَّرِيكُ الْمُعَصَّبُ هَذَا تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ رَثَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: لَدَيْهِ: يَقُولُ: عِنْدَهُ , لِأَنْضَاءِ: جَمْعُ نِضْوٍ , مَوَارَدُ: أَيْ يَرِدُونَ عَلَيْهِ بِأَذْرَائِهَا: مَا اسْتَتَرَتْ بِهِ وَالضَّرِيكُ: الْفَقِيرُ ذُو الْفَاقَةِ وَالْمَسْكَنَةِ , فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ

باب: صعب

§بَابُ: صعب

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ رِجَالٍ , مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ , قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: «§لَقَدِ ارْتَقَيْتَ مُرْتَقًى صَعْبًا يَا رُوَيْعِيَّ الضَّأْنِ» قَوْلُهُ: «صَعْبًا» يُقَالُ: أَمْرٌ صَعْبٌ: شَدِيدٌ , وَدَابَّةٌ صَعْبَةٌ , وَصِعَابٌ وَعَقَبَةٌ صَعْبَةٌ. وَالْبُعْصُوصَةُ: دَوَيِبَّةٌ صَغِيرَةٌ يُشَبَّهُ الصَّغِيرُ بِهَا. وَالْبَصْعُ: الْخَرْقُ الضَّيِّقُ

الحديث الخامس عشر

§الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عَشَرَ

باب: شنق

§بَابُ: شنق

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي رِشْدِينَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي , فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَامَ , §فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ أَتَى الْقِرْبَةَ فَحَلَّ شِنَاقَهَا , فَتَوَضَّأَ»

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ ذُؤَادِ بْنِ عُلْبَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ , عَنْ أَبَى غَطَفَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , «§لَمَّا دَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ شَنَقَ نَاقَتَهُ حَتَّى إِنَّ فَأْسَ رَأْسِهَا لَيَمَسُّ وَاسِطَةَ الرَّحْلِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ دَاوُدَ: سَأَلْتُ عَامِرًا §عَنِ الْأَشْنَاقِ قَالَ: «لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ» -[308]- قَوْلُهُ: «فَحَلَّ شِنَاقَهَا» سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الشَّنْقُ رَفْعُكَ رَأْسَ السِّقَاءِ إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ لِئَلَّا يَسِيلَ , وَكُلُّ مَشْدُودٍ مَرْفُوعٍ مُشْنَقٌ , وَالْوَتَرُ: شِنَاقُ الْقَوْسِ؛ لِأَنَّهُ مَشْدُودٌ فِي رَأْسِهَا , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] سَوَّى لَهَا كَبْدَاءَ تَنْزُو فِي الشَّنَقِ ... نَبْعِيَّةً سَاوَرَهَا بَيْنَ النِّيَقْ وَصَفَ صَائِدًا سَوَّى لَهَا: هَيَّأَ لَهَا: لِنَبْلِهِ , كَبْدَاءَ , عَنْ قَوْسٍ عَظِيمَةٍ إِذَا شُنِقَتْ بِالْوَتَرِ: شُدَّتْ نَبْعِيَّةً: هَذِهِ الْقَوْسُ مِنْ نَبْعٍ سَاوَرَهَا: ارْتَفَعَ , فَأَخَذَهَا مِنَ النِّيَقِ: يَعْنِي الْجَبَلَ قَوْلُهُ: «شَنَقَ نَاقَتَهُ» يَقُولُ: مَدَّهَا بِزِمَامِهَا حَتَّى لَا تُسْرِعَ السَّيْرَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: شَنَقَهَا الزِّمَامُ يَشْنِقُهَا شَنْقًا أَيْ أَمَالَهَا , وَفَرَسٌ شَنَاقٌ: طَوِيلٌ قَالَ: يَمَّمْتُهُ بِأَسِيلِ الْخَدِّ مُنْتَصِبٍ ... خَاظِي الْبَضِيعِ كَمِثْلِ الْجِذْعِ مَشْنُوقِ قَوْلُهُ: «لَيْسَ فِي الشَّنْقِ شَيْءٌ» : الْجَمْعُ أَشْنَاقٌ , وَهُوَ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ فِي الْإِبِلِ , وَهِيَ فِي الْبَقَرِ الْأَوْقَاصُ , وَالشِّنَاقُ فِي الدِّيَّاتِ: مَا كَانَ دُونَ دِيَةٍ تَامَّةٍ , فَإِذَا سَاقَ دِيَةً وَبَعْضَ أُخْرَى فَهُوَ شَنَقٌ قَالَ: [البحر البسيط] -[309]- قَرْمٌ تُعَلَّقُ أَشْنَاقُ الدِّيَاتِ بِهِ ... إِذَا الْمِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَهُ حَمَلَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الشَّنَقُ: مَا دُونَ الْفَرِيضَةِ , وَالشَّنَقُ فِي خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ شَاةٌ فَهُوَ شَنَقٌ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَمَا فَوْقُ , فَهُوَ فَرِيضَةٌ , وَالْأَوْقَاصُ: مَا دُونَ الْفَرِيضَةِ , وَاحِدُهُ وَقَصٌ وَالشَّنِقُ: الْمُشْتَاقُ. قَالَ: [البحر السريع] يَا مَنْ لَقَلْبِ شَنِقٍ مُشْتَاقٍ

باب: نشق

§بَابُ: نشق

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ , عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§بِالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزَيْدَ قَالَ: «§لِلشَّيْطَانِ قَارُورَةٌ فِيهَا نُفُوخٌ , فَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ أَنْشَقَهُمُوهَا» وَالِاسْتِنْشَاقُ: إِدْخَالُ الْمَاءِ فِي الْأَنْفِ , وَالِاسْتِنْثَارُ: إِخْرَاجُهُ بِالنَّفَسِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الِاسْتِنْشَاقُ وَالنَّشَقُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: نَشِقْتُ مِنَ الرَّجُلِ رِيحًا طَيِّبَةً , فَأَنَا أنْشَقُ نَشْقًا -[311]-. وَنَشِئْتُ مِنْهُ أَنْشَأُ نَشَأً , إِذَا شَمِمْتُ. وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: كَأَنَّهُ مُسْتَنْشِقٌ مِنَ الشَّرَقْ ... حَرًّا مِنَ الْخَرْدَلِ مَكْرُوهَ النَّشَقْ وَصَفَ حِمَارًا إِذَا شَمَّ أَبْوَالَ أُتُنِهِ رَفَعَ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ شَرِقٌ اسْتَنْشَقَ دَوَاءً وَالنَّشَقُ الِاسْتِنْشَاقُ. وَقَالَ الْمُتَلَمِّسُ: [البحر الطويل] وَلَوْ أَنَّ مَحْمُومًا بِخَيْبَرَ مُدْنَفًا ... تَنْشَقَّ رَيَّاهَا لَأَقْلَعَ صَالِبُهْ

باب: نقش

§بَابُ: نقش

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدَّرَاهِمِ وَالْخَمِيصَةِ , تَعِسَ وَانْتَكَسَ , وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتُقِشَ» قَوْلُهُ: «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ» الْمُنَاقَشَةُ: أَنْ لَا تَدَعَ مِنَ الْحِسَابِ شَيْئًا كَأَنَّهُ يَسْتَخْرِجُ مَا غَمُضَ مِنْهُ بِالْمِنْقَاشِ , -[313]- وَقَالَ: [البحر الخفيف] إِنْ تُنَاقِشْ يَكُنْ نِقَاشُكَ يَا رَ ... بِّ عَذَابًا لَا طَوْقَ لِي بِالْعَذَابِ قَوْلُهُ: «وَإِذَا شِيكَ» أَصَابَتْهُ شَوْكَةٌ «فَلَا انْتُقِشَ» دُعَاءٌ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَقْدِرَ عَلَى نَزْعِ شَوْكَتِهِ بِالْمِنْقَاشِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: لَطَمَهُ لَطْمَ الْمُنْتَقِشِ يَقُولُ: ضَرْبَ الْبَعِيرِ بِيَدِهِ إِذْ دَخَلَتْ فِيهَا شَوْكَةٌ , إِذْا ضُرِبَ الْبُسْرُ بِشَوْكَةٍ فَأَرْطَبَ , فَذَلِكَ الْمَنْقُوشُ وَالْعَمَلُ: النَّقْشُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الطَّائِيِّ: يُقَالُ: بِهَا نَقْشٌ مِنْ مَطَرٍ قَلِيلٍ. وَشَجَّةٌ مَنْقُوشَةٌ: الَّتِي تُنْقَشُ مِنْهَا الْعِظَامُ: تُخْرَجُ

باب: شقن أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي يقال: قليل شقن وشقن: وهو النزر ويقال: قد شقنت عطيته ووتحت: إذا قلت

§بَابُ: شقن أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: قَلِيلٌ شَقْنٌ وَشَقِنٌ: وَهُوَ النَّزْرُ وَيُقَالُ: قَدْ شَقُنَتْ عَطِيَّتُهُ وَوَتَحَتْ: إِذَا قَلَّتْ

الحديث السادس عشر

§الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ

باب: لم

§بَابُ: لم

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا: «§أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ , عَنْ أَبِيهِ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَفَرٍ , فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِصَبِيٍّ بِهِ لَمَمٌ , فَقَالَ: «§اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ , أَنَا رَسُولُ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " اللَّمَمُ: الرَّجُلُ يُصِيبُ الْفَاحِشَةَ ثُمَّ يَتُوبُ " -[316]- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ جَمًّا، وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا»

حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ , حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ , عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ , عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ , عَنْ أَبِي رِمْثَةَ: «§انْطَلَقَ بِي أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ لِمَّةٌ بِهَا وَدَعٌ»

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً تَلُمُّ بِهَا شَعَثِي»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي حَزْرَةَ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ , عَنْ جَابِرٍ , «-[317]- سَرَيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي سَفَرٍ , §فَدَعَا بِشَجَرَتَيْنِ , فَلَمَّا كَانَتَا بِالْمَنْصَفِ لَأَمَ بَيْنَهُمَا»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ , حَدَّثَنَا مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُتْبَةَ , عَنِ الْمِنْهَالِ , عَنْ زِرٍّ: " §مَسَحَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَأْسَهُ حَتَّى أَلَمَّ أَنْ يَقْطُرَ , وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَضَّأُ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §وَقَّتَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ»

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ , «§تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَوْلَمَ وَلِيمَةً لَيْسَ فِيهَا خُبْزٌ وَلَا لَحْمٌ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ , عَنْ جُنْدُبٍ , -[318]- أَنَّ رَجُلًا , أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ فَأَلَمَّتْ بِهِ جِرَاحَتُهُ , فَطَعَنَ لَبَّتَهُ , فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَذَكَرَ عَنْ رَبِّهِ قَالَ: «§سَبَقَنِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «§التَّلَوُّمُ قَبْلَ الْغَشَيَانِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , «§مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ الْحَجَرِ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْتَلِمُهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ , وَمُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَا: " §قَالَتْ بَنُو مَخْزُومٍ يَوْمَ بَدْرٍ: أَبُو الْحَكَمِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ , وَأَجْمَعُوا أَنْ يُلْبِسُوا لَأْمَتَهُ رَجُلًا مِنْهُمْ , فَأَلْبَسُوهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي رِفَاعَةَ , فَصَمَدَ لَهُ عَلِيٌّ فَقَتَلَهُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَسَارٍ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ وَائِلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعْدٍ , وَعَلْقَمَةَ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ , وَعُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ اسْتَغْفِرِي وَتُوبِي , فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنَ الذَّنْبِ النَّدَمُ وَالِاسْتِغْفَارُ» قَوْلُهُ: «مِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» , تُصِيبُ الْإِنْسَانَ: تُلِمُّ بِهِ وَقَوْلُهُ: «بِهِ لَمَمٌ» أَيْ مَسُّ الْجِنِّ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: اللَّمَمُ: الْمَسُّ مِنَ الْجِنِّ , وَهُوَ مَا أَلَمَّ بِهِ , وَهُوَ الْأَوْلَقُ وَالزُّؤْدُ , هَذَا كُلُّهُ مِثْلُ الْجُنُونِ , وَأَصْلُ الزُّؤْدِ الْفَزَعُ , قَالَ أَبُو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ سَرَيْتُ عَلَى الظَّلَامِ بِمِغْشَمٍ ... جَلْدٍ مِنَ الْفِتْيَانِ غَيْرِ مُثَقَّلِ مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَوَاقِدٌ ... حُبُكَ الثِّيَابِ فَشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّلِ حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مَزْؤُودَةٍ ... هَرَبًا وَعَقْدُ نِطَاقِهَا لَمْ يُحْلَلِ -[320]- قَوْلُهُ: سَرَيْتُ: سِرْتُ لَيْلًا , عَلَى الظَّلَامِ: فِي الظَّلَامِ , بِمِغْشَمِ: رَجُلٌ مِغْشَمٌ: ظَلُومٌ مِمَّنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ , وَإِزَارُهَا مَشْدُودٌ لَمْ تَحُلَّهُ أَيْ لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا كَانَتْ فَزِعَةً فَهُوَ أَشَدُّ لِوَلَدِهَا إِذَا كَانَتْ هَذِهِ حَالُهَا فَشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّلِ: مُثَقَّلُ بِاللَّحْمِ , وَحَمَلَتْ فِي خَوْفٍ وَهِيَ مُشَمِّرَةٌ هَارِبَةٌ وَهِيَ مَزْؤُودَةٌ: فَزِعَةٌ , وَعَقْدُ إِزَارِهَا لَمْ تَحُلَّهُ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَقَالَ لِي بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: غَيْرَ مُهَبَّلٍ أَيْ: مَدْعُوٍّ عَلَى أُمِّهِ بِالْهَبَلِ , وَهُوَ الثُّكْلُ. كَمَا قَالَ الْقَطَامِيُّ: [البحر البسيط] وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قَائِلُونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي وَلِأُمِّ الْمُخْطِيءِ الْهَبَلُ قَوْلُهُ: «أَنْ تُلِمَّ» بِالذَّنْبِ مِنَ الْكَبَائِرِ الَّتِي فَرَضَ اللَّهُ فِيهَا الْحَدَّ الْمَرَّةَ الْوَاحِدَةَ ثُمَّ لَا تَعُودُ , وَهَذَا قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ , وَأَبِي صَالِحٍ , وَالْحَسَنِ , وَمُجَاهِدٍ , وَعِكْرِمَةَ , وَالسُّدِّيِّ , وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ هُوَ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي لَا حَدَّ فِيهَا , وَهَذَا قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَابْنِ الزُّبَيْرِ , وَالشَّعْبِيِّ , وَالضَّحَّاكِ , وَطَاوُسٍ , وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشِ إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم: 32] وَلَيْسَ اللَّمَمُ مِنَ الْكَبَائِرِ وَلَا الْفَوَاحِشِ وَقَدْ يُسْتَثْنَى -[321]- الشَّيْءُ مِنَ الشَّيْءِ وَلَيْسَ مِنْهُ عَلَى ضَمِيرٍ قَدْ كُفَّ عَنْهُ , قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] وَبَلَدٍ لَيْسَ بِهِ أَنِيسُ ... إِلَّا الْيَعَافِيرُ وَإِلَّا الْعِيسُ وَالْيَعَافِيرُ: الظِّبَاءُ وَالْعِيسُ: الْبَقَرُ قَوْلُهُ: لِمَّةٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اللِّمَّةُ أَكْثَرُ مِنَ الْوَفْرَةِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] زَعَمَتْ غَنِيَّةُ أَنَّ أَكْثَرَ لِمَّتِي ... شَيْبٌ وَهَانَ بِذَاكَ مَا لَمْ تَزْدَدِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر المتقارب] فَإِنْ تَعْهَدِينِي وَلِيَ لِمَّةٌ ... فَإِنَّ الْحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا قَوْلُهُ: «تَلُمُّ بِهَا شَعْثِي» أَيْ تَجْمَعُ بِهَا مَا تَفَرَّقَ مِنًى , وَمِنْهُ {أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19] أَيْ يَجْمَعُ مَا يَأْكُلُ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنْ عِيسَى , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19] قَالَ: «السَّفُّ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§أَكْلًا لَمًّا} [الفجر: 19] شَدِيدًا " أَخْبَرَنِي الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: لَمَمْتُهُ: أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: لَمَمْتُ الطَّعَامَ: جَمَعْتُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ فَأَكَلْتُهُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: دَعَانَا فُلَانٌ فَجَاءَ بِطَعَامٍ فَمَا كَانَ إِلَّا اللَّمَمُ فَالْمَضْغُ , فَالِاسْتِرَاطُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: قَدْ لَمَمْتُ شَعْثَهُ أَلُمُّهُ لَمًّا: أَصْلَحْتُهُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§كُرِهَ لِلْمُحْرِمِ النَّظَرُ فِي الْمِرْآةِ مَخَافَةَ أَنْ يَرَى شَعَثًا فَيَلُمَّهُ» سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: هَامَةٌ مَلْمُومَةٌ: مُجْتَمِعَةٌ وَأَلَمَّ: جَمَعَ مَا تَشَعَّبَ مِنَ الشَّيْءِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] قَبْضَاءُ لَمْ تُفْطَحْ وَلَمْ تُكَتَّلِ ... مَلْمُومَةٌ لَمًّا كَظَهْرِ الْجُنْبُلِ

قَبْضَاءُ: مُجْتَمِعَةٌ لَمْ تُفْطَحْ: تُعَرَّضْ. وَلَمْ تُكَتَّلْ فَتَصْغُرَ مَلْمُومَةٌ: مُجْتَمِعَةٌ كَظَهْرِ الْجُنْبُلِ: الْعُسُّ , يَصِفُ رَأْسَ جَمَلٍ. وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا: [البحر الطويل] وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لَا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ؟ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر المتقارب] وَإِنْ أَدْبَرَتْ قُلْتَ أُثْفِيَّةٌ ... مُلَمْلَمَةٌ لَيْسَ فِيهَا أَثَرْ وَصَفَ فَرَسًا , فَقَالَ: كَأَنَّهَا أُثْفِيَّةٌ: صَخْرَةٌ , مُلَمْلَمَةٌ مِنَ اسْتِدَارَتِهَا وَقَوْلُهُ: «لَأَمَ بَيْنَهُمَا» : أَيْ جَمَعَ , وَإِذَا اتَّفَقَ الشَّيْئَانِ فَقَدِ الْتَأَمَا وَلَأَمْتُ الْجَرْحَ بِالدَّوَاءِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: اللُّؤَامُ: أَنْ يُرَاشَ السَّهْمُ بِرِيشٍ يَلْتَقِي بَطْنُ كُلِّ قُذَّةٍ مَعَ ظَهْرِ الْأُخْرَى

أَنْشَدَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: قَالَ سَيْفُ بْنُ ذِي يَزِنَ: [البحر الوافر] §يَظُنُّ النَّاسُ بِالْمِلْكَيْنِ ... أَنَّهُمَا قَدِ الْتَأَمَا

وَمَنْ يَسْمَعْ بِلَأْمِهِمَا ... فَإِنَّ الْخَطْبَ قَدْ فَقُمَا قَوْلُهُ: " يَلَمْلَمُ مِيقَاتُ أَهْلِ الْيَمَنِ يُحْرِمُونَ مِنْهُ قَوْلُهُ: «أَلَمَّ أَنْ يُفْطِرَ» يَقُولُ: قَرُبَ أَنْ يُفْطِرَ. قَوْلُهُ: فَأَوْلَمَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْوَلِيمَةُ: الطَّعَامُ عِنْدَ الْعُرْسِ , وَالْإِعْذَارُ عِنْدَ الْخِتَانِ , وَالْوَكِيرَةُ عِنْدَ بِنَاءِ الدَّارِ , وَالْخُرْسُ عِنْدَ النِّفَاسِ , وَالنَّقِيعَةُ عِنْدَ الْقُدُومِ وَالْمَأْدُبَةُ: الطَّعَامُ يُتَبَرَّعُ بِهِ وَالسُّلْفَةُ: وَاللُّهْنَةُ: الطَّعَامُ يُتَعَلَّلُ بِهِ قَبْلَ الْغَدَاءِ وَزَادَ الْأُمَوِيُّ: وَاللُّهْجَةُ , وَقَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الطويل] وَإِنِّي مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلِمْتُمُ ... إِذَا أَوْلَمُوا لَمْ يُولِمُوا بِالْأَنَافِحِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] كُلَّ الطَّعَامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ ... الْخُرْسُ وَالْإِعْذَارُ وَالنَّقِيعَهْ

قَوْلُهُ: فَأَلْبَسُوا لَأْمَتَهُ ابْنَ أَبِي رِفَاعَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اللَّأْمَةُ: الدِّرْعُ , يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا لَبِسَ سِلَاحَهُ: قَدِ اسْتَلْأَمَ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] إِذَا رَكِبُوا الْخَيْلَ وَاسْتَلْأَمُوا ... تَحَرَّقَتِ الْأَرْضُ وَالْيَوْمُ قُرُّ يَقُولُ: تَحَرَّقَتِ الْأَرْضُ بِشِدَّتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ , وَمَا عَلَيْهِمْ مِنَ السِّلَاحِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ , وَأَبُو عَمْرٍو: «وَالْيَوْمُ صِرٌّ» , وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَالْيَوْمُ قُرُّ , فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا: صِرُّ , أَرَادُوا إِتْبَاعَ الْكَسْرِ الْكَسْرَ؛ لِأَنَّ أَوَّلَ الْقَصِيدَةِ مَكْسُورَةٌ قَالَ: [البحر المتقارب] لَا وَأَبِيكَ ابْنَةَ الْعَامِرِيِّ ... لَا يَدَّعِي الْقَوْمُ أَنِّي أَفِرُّ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ , وَيْحَكَ فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ: وَقَدْ رَابَنِي قَوْلُهَا يَا هَنَاةُ ... وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرِّ فَكَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَكْسِرَ شَرًّا كَمَا كَسَرَ صِرًّا، وَمِمَّا يُقَوِّي قَوْلَ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَنَّ فِيَ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ صِرًّا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ. قَالَ: لَهَا غُدَرٌ كَقُرُونِ النِّسَاءِ ... رُكِّبْنَ فِي يَوْمِ رِيحٍ وَصِرِّ وَهَذَا عَيْبٌ أَنْ تُعَادَ الْقَافِيَةُ مَرَّتَيْنِ فِي قَصِيدَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ كَانَ يُرَخِّصُ فِيهِ إِذَا تَبَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا خَمْسَةَ عَشَرَ بَيْتًا

وَبَعْدُ: فَإِنَّ أَبَا نَصْرٍ زَعَمَ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ لِرَجُلٍ مِنَ النَّمَرِ بْنِ قَاسِطٍ يُقَالُ لَهُ: رَبِيعَةُ بْنُ جُشَمٍ , فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو , فَيَجُوزُ عَلَى مِثْلِهِ أَنْ يَكْسِرَ وَيَنْصِبَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: مَا يَشُكُّ أَحَدٌ أَنَّهَا لِامْرِئِ الْقَيْسِ إِلَّا أَنَّهَا يُخْلَطُ فِيهَا أَبْيَاتٌ لِلنَّمَرِيِّ قَوْلُهُ: «التَّلَوُّمُ قَبْلَ الْغَشَيَانِ» يَقُولُ: التَّثَبُّتُ وَالنَّظَرُ وَقَوْلُهُ: «فَأَلِمَتْ بِهِ جِرَاحَتُهُ» الْأَلَمُ: الْوَجَعُ , وَعَذَابٌ أَلِيمٌ: مُوجِعٌ. وَالْمَعْنَى أَلِمَ بِجِرَاحَتِهِ؛ لِأَنَّ الْأَلَمَ يَنَالُ الْمَجْرُوحَ لَا الْجِرَاحَةَ قَوْلُهُ: «إِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالَ: أَلْمَمْتُ بِهِ: إِذَا أَتَيْتُهُ وَتَعَاهَدْتُهُ وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ إِذَا وَافَقَهُ وَاتَّصَلَ بِهِ وَزَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ قَالَ: الْتَقَى الْكُمَيْتُ وَنُصَيْبٌ فِي حَمَّامٍ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ الْكُمَيْتُ: أَنْتَ النُّصَيْبُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَنْتَ الَّذِي يَقُولُ: [البحر الطويل]

بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْشِدْنِيهَا قَالَ: مَا أَرْوِيهَا , فَإِنْ كُنْتَ تَرْوِيهَا فَأَنْشِدْنِيهَا فَأَنْشَدَهُ الْكُمَيْتُ: بِزَيْنَبَ أَلْمِمْ قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ الرَّكْبُ ... وَقُلْ: إِنْ تَمَلِّينَا فَمَا مَلَّكِ الْقَلْبُ خَلِيلَيَّ مِنْ كَعْبٍ أَلِمَّا هُدِيتُمَا ... بِزَيْنَبَ لَا تَعْدَمْكُمَا أَبَدًا كَعْبُ قَالَ: فَجَعَلَ نُصَيْبٌ يَبْكِي أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: اللَّمَى: سُمْرَةٌ فِي الشَّفَةِ تَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ , شَفَةٌ لَمْيَاءُ وَشَجَرَةٌ لَمْيَاءُ الظِّلِّ أَيْ: سَوْدَاءُ الظِّلِّ , قَالَ: [البحر البسيط] لَمْيَاءُ فِي شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعِسُ ... وَفِي اللِّثَاثِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ قَوْلُهُ: حُوَّةٌ شِبْهُ اللَّمَى , وَاللَّعَسُ مِثْلُهُ وَالشَّنَبُ: بَرْدٌ وَعُذُوبَةٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَلْمَى عَلَى الشَّيْءِ إِذَا ذَهَبَ بِهِ وَاللُّمَّةُ جَمَاعَةُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ , يُقَالُ: تَزَوَّجَ فُلَانٌ لُمَتَهُ أَيْ مِثْلَهُ , وَقَالَ: [البحر البسيط] وَقَدْ أَرَانِي وَالْأَيْفَاعُ لِي لُمَةٌ ... فِي مَرْتَعِ اللَّهْوِ لَمْ يَكْرُبْ إِلَى الطُّولِ وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: [البحر الكامل] وَلَقَدْ يَحِلُّ بِهَا وَيَسْكُنُهَا ... حَيٌّ حِلَالٌ لَمْلَمٌ عَكْرُ

قَوْلُهُ: حَيٌّ حِلَالٌ يُقَالَ: جَمَاعَاتٌ , الْوَاحِدَةُ حِلَّةٌ , وَلَمْلَمٌ: مُجْتَمِعٌ وَعَكْرٌ: كَثِيرٌ وَاللَّمْلَمَةُ: إِدَارَةُ الْحَجَرِ , وَيُقَالُ: تَلَمَّأَتِ الْأَرْضُ: إِذَا كَانَتْ ذَاتَ حُفَرٍ ثُمَّ اسْتَوَتْ قَالَ: [البحر الطويل] وَلِلْأَرْضِ كَمْ مِنْ صَالِحٍ قَدْ تَلَمَّأَتْ ... عَلَيْهِ فَوَارَتْهُ بِلَمَّاعَةٍ قَفْرِ اللَّمَّاعَةُ: أَرْضٌ خَالِيَةٌ تَلْمَعُ بِالسَّرَابِ

باب: مل

§بَابُ: مل

حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ , عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنِ الْعَلَاءِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِيَ قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِ , وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيَسِيئُونَ , وَأَحْلُمُ وَيَجْهَلُونَ. قَالَ: «§لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ لَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ , وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا يُونُسُ , حَدَّثَنَا الْحَسَنُ , عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: " كُنَّا نَسْمَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ سَمِنَ , فَكُنَّا نُقَاتِلُ نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكينَ , فَأَجْهَضْنَاهُمْ §عَنْ خُبْزٍ مَلَّةٍ , فَأَقْبَلْنَا عَلَيْهَا , فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ مِنْهَا , فَلَمَّا شَبِعْنَا جَعَلَ أَحَدُنَا يَنْظُرُ إِلَى عِطْفِهِ هَلْ سَمِنَ؟ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ , سَمِعَ ابْنَ أَبِي عَمَّارٍ , قَالَ: «أَقْبَلْتُ مَعَ كَعْبٍ , وَمُعَاذٍ مُحْرِمِينَ فَمَرَّ بِكَعْبٍ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ §فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَمَلَّهُمَا»

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا ضِمَامٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا تَزَالُ الْمَلِيلَةُ وَالصُّدَاعُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَدَعَهُ , وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ»

حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي قُبُورِهِمْ فَقُولُوا: بِاسْمِ اللَّهِ §وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: وَحَدَّثَ قَتَادَةُ , عَنْ خِلَاسٍ -[331]-: «أَنَّ أَمَةً , أَتَتْ طَيِّئًا فَأَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا حُرَّةٌ , فَتَزَوَّجَتْ رَجُلًا فَوَلَدَتْ فَرُفِعَ إِلَى عُثْمَانَ §فَجَعَلَ فِي وَلَدِهَا الْمِلَّةَ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ , أَحْمَى مِسْمَارًا لِيَفْقَأَ بِهِ عَيْنَ ابْنِ مُلْجِمٍ فَقَالَ: " §إِنَّكَ لَتَكْحُلُ عَمَّكَ بِمُلْمُولٍ مَضٍّ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ مَرْوَانَ , أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ , أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §أَمَلَّ عَلَيْهِ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ ,» كَانَ الطُّفَيْلُ رَجُلًا شَرِيفًا شَاعِرًا , كَثِيرَ الضِّيَافَةِ مَيِّلًا "

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَمْرَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ §اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ , حَدَّثَنَا الْخَفَّافُ , عَنْ عَوْفٍ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , قَالَ عَلِيٌّ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ §وَلَا مَالَأْتُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَبَحْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّ عُمَرَ , حِينَ طُعِنَ قَالَ لِلْقَوْمِ: «§كَانَ هَذَا عَنْ مَلَأٍ مِنْكُمْ؟»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «§كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَمَلَأُ بَنِي -[333]- النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , وَأَبُو الْوَلِيدِ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ , سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ §مِلْءَ السَّمَاءِ , وَمِلْءَ الْأَرْضِ , وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ , عَنِ ابْنِ جَابِرٍ , حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ , حَدَّثَنِي الْمِقْدَادُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ حَتَّى تَكُونَ مِقْدَارَ مِيلٍ , وَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ -[334]-: خَرَجَ عَلِيٌّ وَهُوَ يَتَقَلْقَلُ فَقَالَ: {§وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير: 18] «نِعْمَ سَاعَةُ الْوِتْرِ هَذِهِ» وَأَحْسَبُهُ أَرَادَ يَتَمَلْمَلُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَسَمِعْتُ فِي مَقْتَلِ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ حَمَلَ يَوْمَ الْجِسْرِ عَلَى الْفُرْسِ فَكَشَفَهُمْ حَتَّى تَرَكُوا الْفِيلَ , فَضَرَبَ مَلْمَلَةَ الْفِيلِ وَتَوَطَّأَهُ , وَضَرَبَ أَبُو مِحْجَنٍ عُرْقُوبَهُ , وَأَحَاطَتِ الْخَيْلُ بِأَبِي عُبَيْدٍ فَقُتِلَ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا , وَخَطَّ وَسَطَهُ خَطًّا وَخُطُوطًا إِلَى جَنْبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ , وَخَطَّ خَطًّا خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ فَقَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ , وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ إِنْ أَخْطَأَ هَذَا أَصَابَهُ هَذَا , وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الْأَجَلُ , §وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ بُرَيْدٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §إِنَّ اللَّهَ يُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ثُمَّ قَرَأَ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود: 102]

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: أَنَّ رَجُلًا , دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ , فَقَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا فِيهِ قِلَّةٌ , فَمَيَّلَ فِيهِ لِقِلَّتِهِ , فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ، «إِنَّمَا §أَخَافُ كَثْرَتَهُ وَلَمْ أَخَفْ قِلَّتَهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ: «دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ §وَعَلَى وَجْهِهِ مُلَاءَةٌ سَابِرِيَّةٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ مَعْمَرٍ , وَأُسَامَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِمَلَلٍ , ثُمَّ رَاحَ وَتَعَشَّى بِشَرَفِ السَّيَّالَةِ , وَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ , وَصَلَّى الصُّبْحَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ دُونَ الرَّوْحَاءِ فِي مَسْجِدٍ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ , عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: «أَتَى مُصَدِّقَ النَّبِيِّ فَأَتَاهُ رَجُلٌ §بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ مُلَمْلَمَةٍ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا» قَوْلُهُ: «كَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ» يَجْعَلُ الْمَلَّ سَفُوفًا لَهُمْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْمَلَّةُ: الرَّمَادُ الْحَارُّ , يُقَالُ: خُبْزُ مَلَّةٍ , وَالْخُبْزُ يُسَمَّى الْمَلِيلَ , يُقَالَ: مَلَّ خُبْزَتَهُ يُمَلُّهَا مَلًّا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: مَلَلْتُ الشَّيْءَ فِي النَّارِ أَمُلُّهُ , وَأَطْعَمَنَا خُبْزَةً مَلِيلًا وَلَا تَقُلْ: مَلَّةً. وَالْمَلَّةُ: الرَّمَادُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَذَا مِمَّا نُقِلَ اسْمُهُ إِذْ كَثُرَ فِي كَلَامِهِمْ , فَقَالُوا: أَكَلْنَا مَلَّةً , وَهُوَ تُرَابٌ أَوْقَدْتَ عَلَيْهِ نَارًا , وَالْمَلِيلُ: مَا طُرِحَ فِي النَّارِ قَوْلُهُ: فَمَلَّهُمَا: أَيْ شَوَاهُمَا بِالْمَلَّةِ وَهُوَ الرَّمَادُ الْحَارُّ قَوْلُهُ: لَا تَزَالُ الْمَلِيلَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: بِهِ مَلِيلَةٌ يَعْنِي حِرَاقًا يَجِدُهَا وَقَالَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَلَّةُ ثِقْلٌ فِي الرَّأْسِ , كَالزُّكْمَةِ , وَالْمَلَّةُ كِظَّةٌ -[337]- وَقَوْلُهُ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ مُلَاءَةً وَالْمُلَاءَةُ: رِيطَةٌ وَالْجَمْعُ مُلَاءٌ قَالَ زُهَيْرٌ: [البحر الطويل] فَذِرْوَةُ فَالْجِنَابُ كَأَنَّ خُنْسَ النِّـ ... ـعَاجِ الطَّاوِيَاتِ بِهَا مُلَاءُ فَذِرْوَةُ وَالْجِنَابُ: مَوْضِعَانِ وَخُنْسُ النِّعَاجِ: بَقَرٌ قَصِيرَاتُ الْأَنْفِ وَالطَّاوِيَاتُ: الْمُضَمَّرَةُ , شَبَّهَهُنَّ بِالْمُلَاءِ؛ لِبَيَاضِهَا قَوْلُهُ: «وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ» أَيْ عَلَى دِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [البقرة: 135] أَيِ الطَّرِيقُ الَّذِي أَوْضَحَهُ , طَرِيقٌ مَلِيلٌ سُلِكَ حَتَّى صَارَ مَعْلَمًا وَقَوْلُهُ: جَعَلَ عُثْمَانُ فِي وَلَدِهَا الْمِلَّةَ , وَهُوَ أَنْ يَفْتَكَّهُمْ أَبُوهُمْ مِنْ مَوَالِي أُمِّهِمْ. فَكَانَ عُمَرُ وَأَبُو مَيْسَرَةَ , وَسَعِيدٌ , وَالْحَسَنُ يَقُولُونَ: يُعْطِي مَكَانَ كُلِّ رَأْسٍ رَأْسًا , وَقَالَ عُثْمَانُ: يُعْطِي مَكَانَ كُلِّ رَأْسٍ رَأْسَيْنِ , وَقَالَ الشَّعْبِيُّ , وَإِبْرَاهِيمُ , وَمَكْحُولٌ , وَابْنُ شُبْرُمَةَ , وَمَالِكٌ: يُعْطِي قِيمَتَهُمْ مَا بَلَغَتْ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: يَفْتَكُّهُمْ بِسِتِّ فَرَائِضَ , وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: يَفْتَكُّ الْجَارِيَةَ بِغُرَّةٍ , وَالْغُلَامَ بِغُرَّتَيْنِ. وَالْمَآلِي: وَاحِدَتُهَا مِئْلَاةٌ , وَهِيَ خِرْقَةٌ تُشِيرُ بِهَا النَّائِحَةُ قَوْلُهُ: بِمُلْمُولٍ مَضٍّ: هُوَ الْمِيلُ الَّذِي يُكْتَحَلُ بِهِ -[338]- قَوْلُهُ: أَمَلَّ عَلَيْهِ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} [النساء: 95] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ: أَمْلَلْتُ الْكِتَابَ , وَأَمْلَيْتُ لُغَتَانِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَمْلَلْتُ الْكِتَابَ , فَأَنَا أُمْلِيهِ , وَأَنَا مُمِلٌّ , وَالْكِتَابُ مُمَلٌّ , وَيُقَالُ: أَمْلَيْتُ الْكِتَابَ فَأَنَا أُمْلِيهِ , وَأَنَا مُمْلٍ , وَالْكِتَابُ مُمْلًى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5] قَوْلُهُ: «وَكَانَ مَيِّلًا» أَيْ ذَا مَالٍ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: مَالَ الرَّجُلُ يَمَالُ مَالًا إِذَا كَثُرَ مَالُهُ , وَمِلْتَ: كَثُرَ مَالُكَ , وَرَجُلٌ مَيِّلٌ , وَامْرَأَةٌ مَيِّلَةٌ , وَالْقِيَاسُ رَجُلٌ مَائِلٌ وَمَائِلَةٌ , أَوْ مَالِئٌ وَمَالِئَةٌ قَوْلُهُ: «لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالَ: مَلِلْتُ أَمَلُّ: ضَجِرْتُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَلَّ يَمَلُّ مَلَالَةً , وَأَمْلَلْتُهُ إِمْلَالًا , فَكَأَنَّ الْمَعْنَى: لَا يَمَلُّ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى تَمَلُّوا مِنَ الْعَمَلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَمَلَّ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ إِذَا شَقَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: «مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَيْهِ» أَيْ عَاوَنْتُ , مَالَأْتُ فُلَانًا عَلَى كَذَا , قَالَ: -[339]- فَنَادُوا يَا لَبُهْثَةَ قَدْ أُتِيتُمْ ... فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلَأً جُهَيْنَا قَوْلُهُ: «عَنْ مَلَأٍ كَانَ هَذَا» عَنْ تُشَاوُرٍ مِنْ جَمَاعَتِنَا الْمَلَأُ لِلْجَمَاعَةِ. وَمِثْلُهُ: «وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ» قَالَ: [البحر الطويل] وَقَالَ لَهَا الْأَمْلَاءُ مِنْ كُلِّ مَعْشَرٍ ... وَخَيْرُ أَقَاوِيلِ الرِّجَالِ شَدِيدُهَا قَوْلُهُ: «مِلْءَ السَّمَاءِ» مِنَ الِامْتِلَاءِ , مَلَأْتُهُ فَامْتَلَأَ وَهُوَ مَلْآنُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ , يُقَالُ: قَمِيصِي مَلْآنُ مِدَادًا , وَجِبَّتِي مَلْأَى , وَأَعْطِنِي مِلْءَ الْقَدَحِ سَمْنًا قَالَ: بَهْجَمَةٍ تَمْلَأُ عَيْنَ الْحَاسِدِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: الْمَاءُ مِلْءُ هَذَا , وَالْمَلْءُ: الْمَصْدَرُ وَمَلَأْتُهُ مَلَأً قَالَ: [البحر الخفيف] وَسِقَاءٍ يُوكَى عَلَى تَأَقِ الْمِلْءِ ... بِسَيْرٍ وَمُسْتَقَى أَشْوَالِ -[340]- وَهُوَ مَا سَالَ مِنْ عُرْضِ الْجَبَلِ قَوْلُهُ: «فَتَكُونُ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ» فَإِنْ كَانَ الْمِيلُ يُكْتَحَلُ بِهِ فَطُولُهُ مَا تَعْرِفُ , وَإِنْ كَانَ مِيلَ الْأَرْضِ فَهُوَ ثُلُثُ الْفَرْسَخِ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْمِيلُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْأَرْضِ , وَهِيَ الْمَسَافَةُ مَا بَيْنَ الْعَلَمَيْنِ قَالَ: رُبَّ خَرْقٍ مِنْ دُونِهَا يَخْرَسُ السَّفْـ ... ـرُ وَمِيلٍ يُفْضِي إِلَى أَمْيَالِ خَرْقٌ: أَرْضٌ وَاسِعَةٌ يَخْرَسُ السَّفْرُ: لَا يَنْطِقُونَ مِنْ هَوْلِهَا قَوْلُهُ: يَتَمَلْمَلُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: فُلَانٌ يَتَمَلْمَلُ عَلَى فِرَاشِهِ: مِنْ حُرْقَةٍ أَوْ وَجَعٍ وَقَوْلُهُ: «مَلْمَلَةَ الْفِيلِ» يُرِيدُ خُرْطُومَهُ لِكَثْرَةِ تَحْرِيكِهِ لَهُ وَتَمَلْمُلِهِ وَعِيرٌ مُلَامِلٌ أَيْ سَرِيعٌ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: جَاءَنِي الْأَمْرُ , وَمَا مَأَلْتُ مَأْلَهُ , وَلَا رَبَأْتُ رَبْأَهُ , وَلَا شَأَنْتُ شَأْنَهُ , وَلَا نَبَلْتُ نَبْلَهُ , وَلَا هُؤْتُ هَوْأَهُ , وَلَا سُؤْتُ سَوْأَهُ: إِذَا أَتَاكَ وَلَمْ تَطْلُبْهُ وَلَمْ تَرْجُهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْأَمْيَلُ: الَّذِي لَا سَيْفَ مَعَهُ وَالْأَجَمُّ: لَا رُمْحَ مَعَهُ وَالْأَكْشَفُ: الَّذِي لَا تُرْسَ مَعَهُ وَالْأَعْزَلُ: لَا سِلَاحَ مَعَهُ -[341]- وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْأَمْيَلُ الَّذِي لَا يَثْبُتُ فِي سَرْجِهِ , وَهُوَ الْقِلْعُ. وَالْأَكْشَفُ: الْجَبَانُ الَّذِي يَنْكَشِفُ عَنِ الْقَوْمِ فَيَمْضِي قَوْلُهُ: «الْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَمْلَى عَلَيْهِ الزَّمَنُ: طَالَ عَلَيْهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [القلم: 45] , يَقُولُ: أُخِّرُوا فِي الْأَمْنِ وَالسَّعَةِ وَقَوْلُهُ: «يُمْلِي لِلظَّالِمِ» أَمْلَى لَهُ: طَوَّلَ لَهُ وَمَدَّ لَهُ وَالْمُلَاوَةُ: الدَّهْرُ عِشْتُ مُلَاوَةً مِنَ الدَّهْرِ: أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] مُلَاوَةٌ مُلِّئْتُهَا كَأَنِّي ... ضَارِبُ صَنْجَيْ نَشْوَةٍ مُغَنِّي شَرْبًا بِبَيْسَانَ مِنَ الْأُرْدُنِّ ... بَيْنَ خَوَابِي قَرْقَفٍ وَدَنِّ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] فَتِلْكَ خُطُوبٌ قَدْ تَمَلَّتْ شَبَابَنَا ... قَدِيمًا فَتُبْلِينَا الْمَنُونُ وَمَا تَبْلَى أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمَلَوَانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ , الْوَاحِدُ مَلًا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] أَلَا يَا دِيَارَ الْحَيِّ بِالسَّبُعَانِ ... أَمَلَّ عَلَيْهَا بِالْبِلَى الْمَلَوَانِ نَهَارٌ وَلَيْلٌ دَائِبٌ مَلَوَاهُمَا ... عَلَى كُلِّ حَالِ الدَّهْرِ يَخْتَلِفَانِ -[342]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: مَلَّ ثَوْبَهُ يَمُلُّهُ مَلًّا , وَهِيَ الْخِيَاطَةُ الْأُولَى قَبْلَ الْكَفِّ , وَقَالَ غَيْرُهُ: مَلَّ الْفَرَسُ يَمْتَلُّ امْتِلَالًا: إِذَا مَرَّ مَرًّا سَرِيعًا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأُمُلُ الْوَاحِدُ أَمِيلٌ: وَهُوَ جَبَلٌ عَرْضُهُ مِيلٌ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْأَسَدِيِّ: الْأَمِيلُ: أَطْوَلُ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّمْلِ فِي السَّمَاءِ , عَرِيضٌ وَإِذَا كَانَ رَقِيقًا فَهُوَ حَبْلٌ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْأَمِيلُ: رَمْلٌ ذُو عُرْفٍ , وَأَنْشَدَنَا: فَانْصَاعَ مَذْعُورًا وَمَا تَصَدَّفَا ... كَالْبَرْقِ يَجْتَازُ أَمِيلًا أَعْرَفَا وَصَفَ ثَوْرًا انْصَاعَ: انْسَاقَ فَمَضَى عَلَى وَجْهِهِ , وَمَا تَصَدَّفَ يَقُولُ: عَدَلَ كَالْبَرْقِ يُشْبِهُهُ فِي خِفَّتِهِ يَجْتَازُ: يَجُوزُ وَالْأَمِيلُ: رَمْلٌ ذُو عُرْفٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: فِي أَرْضِهِ مِنَ الشَّجَرِ الَمُلِمِّ كَذَا وَكَذَا إِذَا قَارَبَتْ أَنْ تَحْمِلَ , وَإِذَا قَارَبَ الْغُلَامُ الِاحْتِلَامَ قِيلَ: قَدْ أَلَمَّ -[343]- قَوْلُهُ: «فَمَيَّلَ فِيهِ لِقِلَّتِهِ» يَقُولُ: مَيَّزَ بَيْنَ الْأَكْلِ وَالتَّرْكِ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: لَمَّا أَرَادَ تَوْبَةَ التَّرَحُّمِ ... مَيَّلَ بَيْنَ النَّاسِ أَيًّا يَعْتَمِي يَعْتَمِي يَعْنِي: يَقْصِدُ قَصْدَهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْمَلَا: الصَّحْرَاءُ , وَأَنْشَدَنَا: فَهَلْ يُبْلِغَنِّي أَرْضَ دَهْمَاءَ حُرَّةٌ ... وَكُلُّ نَغُوصٍ بِالْمَلَا زَفْيَانِ أَيْ خِفَّتُهُ فِي سَيْرِهِ , وَمَلَلٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى سَبْعَةَ عَشَرَ مِيلًا , ثُمَّ السَّيَّالَةُ. قَالَ: [البحر الطويل] عَلَى مَلَلٍ يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى مَلَلْ وَالتَّأَمُّلُ: التَّثَبُّتُ فِي النَّظَرِ قَالَ: [البحر الطويل] -[344]- تَأَمَّلْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ ... تَحَمَّلْنَ بِالْعَلْيَاءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمُؤَالَى: الَّذِي قَدْ أُغْلِيَ حَتَّى صَارَ خَاثِرًا قَالَ اللَّعِينُ: [ا

الحديث السابع عشر

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ عَشَرَ

باب: فرق

§بَابُ: فرق

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §سَدَلَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ فَرَقَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ مَرْدَوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: «كُنْتُ §إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَفْرُقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَدَعْتُ الْفَرْقَ عَلَى يَافُوخِهِ , وَأَرْسَلْتُ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ أَخِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§افَتَرَقَتِ الْأُمَّةُ عَلَى وَاحِدَةٍ وَسَبْعِينَ , وَلَا تَمُوتُ أُمَّتِي حَتَّى تَفْتَرِقَ عَلَى مِثْلِهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: «§كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ إِنَاءٍ هُوَ الْفَرْقُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ , حَدَّثَنِي يُونُسُ , حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ , أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ , أَنَّ جَابِرًا , كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ , قَالَ: «بَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا فَرَفَعْتُ رَأْسِي , فَإِذَا الْمَلَكُ عَلَى كُرْسِيٍّ , §فَجُثِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا مُعَاذٌ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ , كَانَ أَبُو مِجْلَزٍ يَأْتِينِي وَأَنَا مَطْعُونٌ , فَيَقُولُ: «§عَدُّوا الْيَوْمَ مَنْ أَفْرَقَ مِنَ الْحَيِّ , وَعَدُّوكَ فِيهِمْ» قَوْلُهُ: «سَدَلَ ثُمَّ فَرَقَ» الْفَرْقُ: تَفْرِيقُكَ بَيْنَ شَيْئَيْنِ , وَالْفَرْقُ: مَوْضِعُ الْمَفْرِقِ ,

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْأَفْرَقُ: الَّذِي نَاصِيَتُهُ كَأَنَّهَا مَفْرُوقَةٌ , وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْمَفْرِقُ: مَجْرَى فَرْقِ الشَّعْرِ مِنَ الْجَبِينِ إِلَى الدَّائِرَةِ , وَتُسَمَّى الدُّوَّارَةَ , وَالدُّوَّارَةُ الَّتِي وَسَطَ الرَّأْسِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] صُلْبُ الْعَصَا جَافٍ عَنِ التَّغَزُّلِ ... مُخْتَلِطُ الْمَفْرِقِ جَشْبُ الْمَأْكَلِ وَصَفَ رَاعِيًا , فَقَالَ: هُوَ صُلْبُ الْعَصَا عَلَى الْإِبِلِ يَضْرِبُهَا , وَهَذَا عَيْبٌ , وَإِنَّمَا وَصَفَتِ الشُّعَرَاءُ الرَّاعِيَ بِالرِّفْقِ بِالْمَاشِيَةِ وَقَالَ ابْنُ أَبِي النَّجْمِ: إِنَّمَا أَرَادَ أَبِي بِعَصَاهُ بَدَنَهُ أَيْ: صُلْبٌ , وَأَنَّ بَدَنَهُ صُلْبٌ جَافٍ عَنْ مُغَازَلَةِ النِّسَاءِ , مُخْتَلِطُ الْمَفْرِقِ: شَعْرُهُ مُخْتَلِطٌ مِنَ الشَّعَثِ جَشْبُ الْمَأْكَلِ: خَشِنُ الْمَطْعَمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§فَافْرُقْ} [المائدة: 25] يَقُولُ: «فَاقْضِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنِ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: {§فَافْرُقْ} [المائدة: 25] قَالَ: فَاقْضِ , وَافْتَحْ

حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ , عَنْ يَحْيَى , عَنْ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَاصِمٍ " §قَرَأَ {فَافْرُقْ} [المائدة: 25] بِرَفْعِ الرَّاءِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو: «§قَرَأَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ , (فَافْرِقْ) بِكَسْرِ الرَّاءِ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {فَافْرُقْ} [المائدة: 25] بَاعِدْ وَمَيِّزْ , وَافْصِلْ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] يَا رَبُّ فَافْرُقْ بَيْنَهُ وَبَيْنِي ... أَشَدَّ مَا فَرَّقْتَ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَقَوْلُهُمْ: «الْفَارُوقُ» عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابُ؛ لِأَنَّهُ فُرِقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ , وَقَالَ عُوَيْفُ الْقَوَافِي: [البحر الرجز] يَا عُمَرَ الْخَيْرِ الْمُلَقَّى وَفْقَهُ ... سُمِّيتَ بِالْفَارُوقِ فَافْرُقْ فَرْقَهُ قَوْلُهُ: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي» تَصِيرُ فِرَقًا وَالْفِرَقُ: الطَّوَائِفُ , وَالْفِرْقُ: قِطَعُ الْغَنَمِ قَالَ: [البحر الطويل] وَيَرْضَى بِفِرْقٍ مِنْ ثَمَانِينَ صَاعَهَا ... مُرَارُ الْمَلَا مِثْلَ الْفَسِيلِ الْمُلَمَّمِ مُرَارُ: يَعْنِي حَشِيشَ بَقْلٍ رَعَتْهُ قَوْلُهُ: «مِنْ إِنَاءٍ هُوَ الْفَرَقُ» مِكْيَالٌ مِقْدَارُهُ ثَلَاثُ آصُعٍ ,

وَالصَّاعُ كَيْلًا كِيلَجَةٌ بِالْمُلَحَمِّ وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسِ رُبُعٍ , وَهُوَ بِالْوَزْنِ خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ , فَذَلِكَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا

حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنْ بَقِيَّةَ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ , سَمِعَ عَطَاءً وَالْقَاسِمَ قَالَا: «§الْفَرَقُ اثْنَا عَشَرَ مُدًّا» قَوْلُهُ: «فَجُثِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا» أَظُنُّهُ أَرَادَ فَجُئِثْتُ مِنْهُ فَرَقًا الْفَرَقُ: الْخَوْفُ , رَجُلٌ فَرُوقَةٌ , وَامْرَأَةٌ فَرُوقَةٌ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] تَحِيدُ عَنْ أَظْلَالِهَا مِنَ الْفَرَقْ ... مِنْ غَائِلَاتِ اللَّيْلِ وَالْهَوْلِ الذَّعَقْ وَصَفَ حُمُرًا , فَقَالَ: تَحِيدُ عَنْ ظِلِّهَا مِنْ فَرَقِهَا , مِنْ غَائِلَاتِ اللَّيْلِ: مَا يَغُولُ مِنْ سَبُعٍ أَوْ رَامٍ , وَالذَّعَقُ: الذُّعْرُ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ الْفَرَقُ: تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ رَأْسِ الثَّنِيَّتَيْنِ وَالْفُرَّقُ مِنَ السَّحَابِ بُثُورٌ ثُمَّ تَتَفَرَّقُ , الْوَاحِدَةُ: فَارِقٌ , وَقَدْ فَرَقَتِ السَّحَابَةُ تَفْرُقُ فُرُوقًا , وَكَذَلِكَ الْفَارِقُ الَّتِي يَضْرِبُهَا الْمَخَاضُ فَتَصِيرُ نَاحِيَةً , يُقَالَ: فَرَقَتْ تَفْرُقُ فُرُوقًا , وَنَاقَةٌ فَارِقٌ وَنُوقٌ فَوَارِقُ , وَعَلَامَةُ الْمَخَاضِ أَنْ تَحِنَّ وَتُعْتِقَ وَتُفَارِقَ الْإِبِلَ , فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتِ الْفَارِقَ , يَقُولُ الرَّاعِي قَدْ أَصْبَحَتِ الْفُلَانَةُ فَارِقًا قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر البسيط] أَوْ مُزْنَةٌ فَارِقٌ يَجْلُو غَوَارِبَهَا ... تَبَوُّجُ الْبَرْقِ وَالظَّلْمَاءُ عُلْجُومُ ذَكَرَ ظَبْيًا يُشَبِّهُهُ بِمُزْنَةٍ لِبَيَاضِهِ , فَارِقٌ: مُنْتَجِيَةٌ مُنْفَرِدَةٌ , غَوَارِبَهَا: أَعَالِيَ الْمُزْنَةِ , تَبَوُّجُ الْبَرْقِ: تَكَشُّفُهُ , عُلْجُومٌ: شَدِيدُ السَّوَادِ وَالْفَرَقُ: الْفَلَقُ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: فَلَقُ الصُّبْحِ هَادِيهِ , يَعْنِي أَوَّلَهُ وَأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ: حَتَّى إِذَا مَا انْجَلَى عَنْ وَجْهِهِ فَلَقٌ ... هَادِيهِ فِي أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ مُنْتَصِبُ انْجَلَى عَنْ وَجْهِهِ النُّورُ , فَلَقٌ: الصُّبْحُ , هَادِيهِ: أَوَّلُ الْفَلَقِ , وَأَفْرَقَ الْمَطْعُونُ إِذَا بَرَأَ , وَالْفَرِيقَةُ: تَمْرٌ يُطْبَخُ بِأَشْيَاءَ يُتَدَاوَى بِهِ

وَشَاةٌ فَرْقَاءُ: بَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الطُّبْيَيْنِ وَدَابَّةٌ أَفْرَقُ: إِحْدَى حَرْقَفَتَيْهِ شَاخِصَةٌ , وَالْأَفْرَقُ: الْأَفْلَجُ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: الْفُرْقَانُ: الْقُرْآنُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَبَاحٍ، عَنْ حُسَيْنٍ عَنْ شَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ: " الْفُرْقَانُ: الْقُرْآنُ ". وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] وَأَكْثَرُ الْقُرَّاءِ خَفَّفُوا الرَّاءَ , وَشَدَّدَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ قَالَ: مَنْ خَفَّفَ قَالَ: يَعْنِي بَيَّنَّاهُ , وَمَنْ شَدَّدَ: نَزَلَ مُتَفَرِّقًا. أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: مَنْ خَفَّفَ {فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] يَقُولُ: أَحْكَمْنَاهُ , وَمَنْ شَدَّدَ يَقُولُ: لَمْ يَنْزِلْ فِي يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ فَسَّرُوهُ عَلَى التَّشْدِيدِ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ , عَنْ مَسْلَمَةَ , عَنْ دَاوُدَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: §فَرَّقَهُ فِي عِشْرِينَ سَنَةً

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ , عَنْ عَوْفٍ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: «كَانَ §بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ عِشْرُونَ سَنَةً»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ أَسْبَاطٍ , عَنِ السُّدِّيِّ , قَالَ: كَانَ §بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ عِشْرُونَ سَنَةً قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَسَمِعْتُ , عَنِ الْحَسَنِ بِوَجْهٍ آخَرَ يُخَالِفُ مَا رَوَى أَبُو رَجَاءٍ , وَعَوْفٌ

حَدَّثَنَا خَلَفٌ , حَدَّثَنَا الْخَفَّافُ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْحَسَنِ: " {§فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] : أَيْ: أَحْكَمْنَاهُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَسَمِعْتُ أَيْضًا بِوَجْهٍ ثَالِثٍ , عَنِ الْحَسَنِ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى , عَنْ عَبَّاسٍ , عَنْ عَبَّادٍ , عَنِ الْحَسَنِ: {§فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] : «فَرَقَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ»

باب: رفق

§بَابُ: رفق

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ §يَمَّمَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ , عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , «كَانَ §إِذَا دَخَلَ الْمِرْفِقَ لَفَّ كُمَّهُ عَلَى كَفِّهِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَعْنِي لَفَّ كُمَّهُ مِنَ الذُّبَابِ لَا يَسْقُطُ عَلَى يَدِهِ

حَدَّثَنِي بَعْضُ , أَصْحَابِنَا , حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالُوا: §الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ , عَنْ رَافِعٍ الطَّائِيِّ , قَالَ: «قُلْتُ فِي غَزْوَةِ السَّلَاسِلِ §لَأَتَخَيَّرَنَّ رَفِيقًا صَالِحًا فَوُفِّقَ لِي أَبُو بَكْرٍ قَوْلُهُ» يُحِبُّ الرِّفْقَ " هُوَ لِينُ الْجَانِبِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَفَقَ اللَّهُ بِكَ , وَرَفَقَ عَلَيْكَ رِفْقًا وَمَرْفَقًا , وَأَرْفَقَكَ اللَّهُ إِرْفَاقًا قَالَ: [البحر الكامل] الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالْأَنَاةُ سَعَادَةٌ ... فَاسْتَأْنِ فِي رَفْقٍ تُلَاقِ نَجَاحَا قَوْلُهُ: «إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمِرْفَقُ: مُجْتَمَعُ رَأْسِ الْعَضُدِ الَّذِي يَلِي الذِّرَاعَ , وَطَرَفِ الذِّرَاعِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: قَالَ: «مِرْفَقُ الْإِنْسَانِ مَكْسُورٌ»

وَقَالَ غَيْرُ الْفَرَّاءِ: «نَاقَةٌ رُفَقَاءُ , وَجَمَلٌ أَرْفَقُ , وَهُوَ انْفِتَالُ الْمِرْفَقِ إِلَى الْجَنْبِ» قَوْلُهُ: إِذَا دَخَلَ الْمِرْفَقِ , يَعْنِي الْكَنِيفَ؛ لِارْتِفَاقِ النَّاسِ بِهِ , قَوْلُهُ: «الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ» الْمُتَوَكِّئُ عَلَى مِرْفَقِهِ أَوْ عَلَى مَرْفِقِهِ الْمَرْفِقُ فِيمَا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَا ارْتُفِقَ بِهِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ مِرْفَقُ الْإِنْسَانِ , وَمَرْفِقُ الْأَمْرِ , وَتُفْتَحُ الْمِيمُ فِي هَذَا وَهَذَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَوْلُهُ: مُرْتَفِقٌ , يَقُولُ مُتَّكِئٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُمْ فِي الْقَرْنِ مُرْتَفِقًا ... حَتَّى تَقَطَّعَ مِنْ أَقْرَانِهِمْ قِرْنِي وَقَالَ آخَرُ: وَيْبٌ لِذِكْرٍ مِنْ بَنِي مَازِنٍ كَأَنَّنِي مُرْتَفِقٌ أَرْمَدُ -[356]- قَوْلُهُ: لَأَتَخَيَّرَنَّ رَفِيقًا صَالِحًا , هُوَ الرَّفِيقُ فِي السَّفَرِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: الرَّفِيقُ: مُسْتَرَقُّ الْمَنْحَرِ حَيْثُ لَانَ , قَالَ: لَمْ يَشْتَمِلْ ذُو رَفِيقَيْهَا عَلَى وَلَدٍ

باب: فقر

§بَابُ: فقر

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ»

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ جَابِرٍ , §اشْتَرَى مِنِّي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَعِيرًا عَلَى أَنْ أَفْقَرَنِي ظَهْرَهُ سَفَرِي

حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ , حَدَّثَنَا مَالِكٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ سَهْلٍ , أَخْبَرَهُ رِجَالٌ , مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ , وَمُحَيِّصَةَ §خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ , فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ , وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ أَوْ عَيْنٍ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرُو , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ , عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , أَنَّ عَائِشَةَ , §حِينَ بَلَغَهَا قَوْلُ أَهْلِ الْإِفْكِ ذَهَبَتْ؛ لَتَجِدَ فَقِيرًا فَتَقَعَ فِيهِ

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ سَلْمَانَ , قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §فَقِّرْ لِلْفَسِيلِ , فَقُمْتُ فِي تَفْقِيرِي , وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى فَقَّرْنَا شَرَبَهَا

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ , حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ , حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَجَّلِ , وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ , أَنَّ عُمَرَ , بَعَثَ إِلَى سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ §إِنْ تَفَرَّقَ النَّاسُ فِي مَشْتَاهُمْ قَبْلَ أَنْ يُقْسَمَ هَذَا فِيهِمْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ وَبِصَاحِبِكَ الْفَاقِرَةَ

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: «§نَقَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ إِمْرَةَ الْفَتَى وَمَوْقِعَ الْغَمَامَةِ الْمُحْمَاةِ , وَضَرْبَ السَّوْطِ , حَتَّى إِذَا مُصْتُمُوهُ كَمَا يُمَاصُ الثَّوْبُ عَدَوْتُمْ عَلَيْهِ الْفُقَرَ الثَّلَاثَ حُرْمَةَ الْبَلَدِ , وَحُرْمَةَ الْخِلَافَةِ , وَحُرْمَةَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ , وَإِنْ كَانَ عُثْمَانُ لَأَحْصَنَهُمْ فَرْجًا , وَأَوْصَلَهُمْ لِلرَّحِمِ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا , أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , §-[359]- مَا بَيْنَ عَجْبِ الذَّنَبِ إِلَى فِقْرَةِ الْقَفَا ثِنْتَانِ وَثَلَاثُونَ فِقْرَةً فِي كُلِّ فِقْرَةٍ أَحَدٌ وَثَلَاثُونَ دِينَارًا وَرُبُعٌ قَوْلُهُ: «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ» الْحَاجَةِ , رَجُلٌ فَقِيرٌ , وَأَفْقَرَهُ اللَّهُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ , أَنَّ عُمَرَ , قَالَ: §لَيْسَ الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مَالَ لَهُ , وَلَكِنِّ الْفَقِيرَ الْأَخْلَقُ الْكَسْبِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " §الْفَقِيرُ: الَّذِي لَا يَسْأَلُ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَقَالَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ: الْفَقِيرُ: الْمُتَعَفِّفُ وَقَالَ قَتَادَةُ: الَّذِي بِهِ زَمَانَةٌ وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الضَّعِيفُ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , قَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الوافر]

لَمَالُ الْمَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي ... مَفَاقِرَهُ أَعَفُّ مِنَ الْقُنُوعِ مَفَاقِرَهُ أَيْ مِنَ الْفَقْرِ , وَلَا وَاحِدَ لِلْمَفَاقِرِ , وَيُقَالُ: مَفْقَرٌ لِلْوَاحِدِ , وَالْقُنُوعُ: الْمَسْأَلَةُ قَوْلُهُ: «عَلَى أَنْ أَفْقَرَنِيَ ظَهْرَهُ» يُقَالَ: أَفْقَرَهُ دَابَّتَهُ: أَعَارَهُ ظَهْرَهَا , وَكَذَلِكَ أَخْبَلَهُ جَمَلَهُ يَغْزُو عَلَيْهِ , وَمَنَحَهُ شَاتَهُ يَحْلُبُ لَبَنَهَا , وَأَقْرَضَهُ دَرَاهَمَ , وَأَعْمَرَهُ دَارًا , وَأَعْرَاهُ نَخْلَةً وَفَرَسٌ مُفْقِرٌ , وَهَذَا مُفْقَرُ الظَّهْرِ وَأَنْشَدَ: [البحر الكامل] لَمَّا رَأَى لُبَدَ النُّسُورِ تَطَايَرَتْ ... رَفَعَ الْقَوَادِمَ كَالْفَقِيرِ الْأَعْزَلِ قَوْلُهُ: «وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ» وَقَوْلُهُ " فَقِّرْ لِلْفَسِيلِ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: الْفَقِيرُ: الرَّكِيَّةُ , يُقَالَ: فَقَّرُوا مَا حَوْلَهُمْ أَيْ حَفَرُوا , وَإِذَا غُرِسَتِ الْوَدِيَّةُ فِي أَرْضٍ صُلْبَةٍ , قِيلَ: «إِنَّهَا لَا تَكْرُمُ حَتَّى يُفَقَّرَ لَهَا» وَالتَّفْقِيرُ: أَنْ يَحْفِرَ لَهَا بَيْنَ ثَلَاثٍ فِي ثَلَاثٍ فِي خَمْسٍ , ثُمَّ يَكْبِسَهَا بِتُرْنُوقِ الْمَسَايِلِ وَبِالدِّمَنِ وَالتُّرْنُوقُ: مَا تَبَقَّى فِي أَصْلِ الْغَدِيرِ مِنَ الطِّينِ اللَّيِّنِ؛ فَإِذَا يَبِسَ تَكَسَّرَ , يُقَالَ: كَمْ فَقَّرْتُمْ؟ فَيُقَالُ: فَقَّرْنَا مِائَتَيْ فَقِيرٍ , وَسَيْفٌ مُفْقَرٌ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ حُزُوزٌ مُطْمَئِنَّةٌ عَنْ مَتْنِهِ , وَأَنْفٌ مَفْقُورٌ إِذَا قُطِعَ وَلَمْ يَبِنْ فَقَرْتُ أَنْفَهُ أَفْقِرُهُ فَقْرًا. وَقَوْلُ عَائِشَةَ: نَقَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ إِمْرَةَ الْفُتِيِّ , أَرَادَتْ بِالْفُتِيِّ الْأَحْدَاثَ , جَمَاعَةُ فَتًى لِمَا كَانَ مِنْ تَوْلِيَتِهِ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ الْكُوفَةَ , وَمَوْقِعُ الْغَمَامَةِ: يَعْنِي السَّحَابَةَ , وَمَوْقِعُهَا: مَطَرُهَا , وَحِمَاهُ إِيَّاهَا لِنَعَمِ الصَّدَقَةِ , وَرَأَى أَنَّهُ جَائِزٌ لَهُ إِذْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَمَى الْبَقِيعَ لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ , وَحَمَى عُمَرُ الرَّبَذَةَ لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ , وَكَذَا فَعَلَ عُثْمَانُ , إِنَّمَا حَمَى الْحِمَى لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ , وَإِنَّمَا فَعَلَا ذَلِكَ نَظَرًا لِلْمُسْلِمِينَ؛ لِأَنَّ مَنْفَعَةَ ذَلِكَ عَائِدٌ عَلَى جُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ , وَقَدِ اعْتَذَرَ عُمَرُ مِنْ حِمَاهُ , وَقَالَ: لَوْلَا مَا أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا حَمَيْتُ شِبْرًا , وَقَدْ أَمَرَ أَلَّا يُمْنَعَ مِنْهُ الضَّعِيفُ , وَيُمْنَعَ مِنْهُ الْقَوِيُّ؛ لِأَنَّهُ

يَقْدِرُ عَلَى مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الضَّعِيفُ , فَأَمَّا الْحِمَى الَّذِي لَا يَنَالُهُ النَّاسُ وَلَا يَنْفَعُهُمْ , فَذَلِكَ جَائِزٌ أَنْ يُحْمَى؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَمَى لِأَبْيَضَ بْنِ حَمَّالٍ مَا لَا تَنَالُهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ , فَجَعَلَ ذَلِكَ قَطِيعَةً إِذْ كَانَتْ إِبِلُ الْمُسْلِمِينَ لَا تَنَالُهُ , فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِهِمْ , وَحَمَى لِأَبِي سَيَّارَةَ نَحْلًا لَهُ؛ لِأَنَّهَا كَانَتْ لَهُ فَمَنَعَ غَيْرَهُ مِنْهَا , وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ» فَإِنَّمَا ذَلِكَ مَا لَيْسَ بِعَامِرٍ , إِنَّمَا هُوَ مَوَاتٌ , أَوْ أَرْضُ كَلَأٍ , أَوْ مَاءٌ , أَوْ مِلْحٌ , وَمَا النَّاسُ فِيهِ شُرَكَاءُ , فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْمِيَ مِنْهُ شَيْئًا , وَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ حَاجَتَهُ , فَالْحِمَى جَائِزٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَفْعَلُ فِي ذَلِكَ إِلَّا مَا يَصْلُحُ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَنْفَعُ لَهُمْ وَقَوْلُهُ: «حَتَّى إِذَا مُصْتُمُوهُ» يَعْنِي غَسَلْتُمُوهُ , مُصْتُ الثَّوْبَ أَمُوصُهُ مَوْصًا وَشُصْتُ فَمِي بِالسِّوَاكِ أَشُوصُهُ شَوْصًا إِذَا غَسَلْتُهُ , كَأَنَّهَا تَقُولُ: اسْتَعْتَبْتُمُوهُ مِمَّا أَنْكَرْتُمْ عَلَيْهِ , فَأَعْتَبَكُمْ وَرَجَعَ عَنْهُ , عَدَوْتُمْ عَلَيْهِ: أَيْ رَكِبْتُمْ فِي قَتْلِهِ الْفُقَرَ الثَّلَاثَ وَالْفُقَرُ: آبَارٌ تُحْفَرُ: فَحَمَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي قَتْلِهِ عَلَى أَنْ أَوْقَعْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي حُفَرٍ مُفَقَّرَةٍ , تُرِيدُ: مَا صِرْتُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ فِي قَتْلِهِ وَمِثْلُهُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي وَرْطَةٍ وَفِي بَلِيَّةٍ وَفِي هُوَّةٍ , إِذَا وَقَعَ فِيمَا يَكْرَهُ وَيُؤْثِمُهُ

وَقَوْلُهُ «فِي كُلِّ ظَهْرٍ أَحَدٌ وَثَلَاثُونَ فِقْرَةً» وَيُقَالُ: فَقَارَةٌ وَفَقَارٌ , وَفِقْرَةٌ , وَفِقَرٌ: مَا بَيْنَ كُلِّ فِقْرَتَيْنِ طَبَقَةٌ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الطَّبَقُ: فَقَارُ الظَّهْرِ قَوْلُهُ: لَأَفْعَلَنَّ بِكَ الْفَاقِرَةَ , وَهَى دَاهِيَةٌ تَكْسِرُ فَقَارَ الظَّهْرِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " الْفُقْرَةُ: الْإِمْكَانُ: أَفْقَرَكَ الصَّيْدُ فَارْمِهِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] رَامَيْتُ شَيْبِي كِلَانَا قَائِمًا حِجَجًا ... سِتِّينَ ثُمَّ انْتَضَلْنَا أَقْرَبَ الْفُقَرِ يَقُولُ: كُنْتُ أَنْتَظِرُ شَيْبِي وَيَنْتَظِرُنِي حَتَّى شِبْتُ

باب: قرف

§بَابُ: قرف

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ , عَنْ أَبِي رَاشِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §عَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ دُعَاءً فِيهِ: «وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا , أَوْ أَجُرَّهَ إِلَى مُسْلِمٍ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ , سَمِعْتُ الْحَسَنَ , قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §لَا يَأْخُذُ بِالْقَرَفِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , §فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَرَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَرَسًا كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ , فَقَالَ: «وَجَدْنَاهُ بَحْرًا»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ -[365]-: «§لِلْفَرَسِ الْمُقْرِفِ وَهُوَ الْهَجِينُ سَهْمٌ»

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ , أَخْبَرَنِي مَنْ , سَمِعَ فَرْوَةَ بْنَ مُسَيْكٍ , أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنْ أَرْضٍ وَبِيئَةٍ , فَقَالَ: دَعْهَا , فَإِنَّ §مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ " قَوْلُهُ: «أَقْرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ اقْتَرَفَ: اكْتَسَبَ , وَبَعِيرٌ مُقْتَرَفٌ: اشْتُرِيَ حَدِيثًا , وَمَا اقْتَرَفَتْ يَدِي شَيْئًا مِمَّا تَكْرَهُهُ , يُرِيدُ مَا دَانَتْ وَقَوْلُهُ: كَأَنَّهُ مُقْرِفٌ , وَالْمُقْرِفُ: الَّذِي دَانَى الْهُجْنَةَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْمُقْرِفُ: الْه‍َجِينُ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: لَيْسَ هُوَ الْهَجِينَ , هُوَ ابْنُهُ وَقَوْلُ الْحَسَنِ لِلْمُقْرِفِ سَهْمٌ , هُوَ ابْنُ الْهَجِينِ , وَالْهَجِينُ: الَّذِي أُمُّهُ بِرْذَوْنَةٌ وَأَبُوهُ فَرَسٌ , فَالْمُقْرِفُ: ابْنُ الْهَجِينِ , وَقَالَ: [البحر البسيط] تُرِيكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ ... مَلْسَاءَ لَيْسَ بِهَا خَالٌ وَلَا نَدَبُ

وَيُقَالَ: فُلَانٌ قِرْفَتِي: أَيْ طَلِبَتِي وَقَوْلُهُ: مَعَ الْقَرَفِ التَّلَفَ " الْقَرَفُ: الْمُقَارَبَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَخْشَى عَلَيْهِ الْقَرَفَ: مُدَانَاةَ الْمَرَضِ , وَقَرَفَ عَلَيْهِ يَقْرِفُ قَرْفًا إِذَا بَغَى عَلَيْهِ , وَتَرَكْتُهُمْ عَلَى مِثْلِ مَقْرِفِ الصَّمْغَةِ يُرِيدُ مَقْشِرًا وَقَرَفَ فُلَانٌ فُلَانًا كَأَنَّهُ يَقْشِرُهُ , وَأَصْلُ الْقَرَفِ الْقَشْرُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ الْقِرْفُ: نَجَبُ الْعِضَاهِ وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] الْيَوْمَ إِنْ تَلْقَيْنَنِي بِطُفِّ ... بِمَخْرَمٍ أَوْ بِسَوَاءِ حَرْفِ أُرْضِيكَ إِنْ أَرْضَاكَ حُسْنُ الْعَسْفِ ... بِمُرْهَفَاتٍ كَمُتُونِ الْقِرْفِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] تَعَرَّضْنَ طَيْخًا طِخْنَ فِيهِ وَأَقْرَفَتْ ... لَهُنَّ مَعَ الطَّمَّاحِ سَعْدٌ وَعَامِرُ

وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: هُوَ قَرِفٌ بِذَاكَ مِثْلُ قَمِنٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ أَقْرَفَ: أَتَى مَا لَا يَنْبَغِي وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] وَأَحْسَنُ هَازِلِينَ إِذَا هَزَلْنَا ... وَأَبْعَدُهُ لِظَنِّ الْمُقْرِفِينَا وَالْقِرْفُ: قِشْرُ الْمُقْلِ , وَالْقِرْفَةُ: شَجَرَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ وَالْقُرُوفُ: أَوْعِيَةٌ تُتَّخَذُ مِنَ الْجُلُودِ , وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الوافر] وَذُبْيَانِيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيهَا ... بِأَنْ كَذَبَ الْقَرَاطِفُ وَالْقُرُوفُ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقَرَاطِفِ وَالْقَرُوفِ فَاسْرِقُوهَا وَالْقَرُوفُ: جِرَاحٌ , وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] أَتَتْرُكُ قَتْلَى قَدْ عَلِمْنَا مَكَانَهَا ... وَتَعْفُو قُرُوفًا مِنْ دَمٍ فَتَقَرَّفُ -[368]- قَوْلُهُ: لَا يَأْخُذُ بِالْقَرَفِ , وَهِيَ التُّهْمَةُ , قَالَ الْأَعْشَى: [البحر المتقارب] لَهَا مَلِكٌ كَانَ يَخْشَى الْقِرَافَ ... إِذَا خَالَطَ الظَّنُّ مِنْهُ الضَّمِيرَا

باب: قفر

§بَابُ: قفر

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَرَاءِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «كَيْفَ تَقُولُونَ بِرَجُلٍ انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ بِأَرْضٍ قَفْرٍ , لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ , فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّتْ عَلَيْهِ , ثُمَّ مَرَّتْ بِشَجَرَةٍ , فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا بِالشَّجَرَةِ , فَوَجَدَهَا؟» فَقُلْنَا: شَدِيدٌ , فَقَالَ: «§لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ دَاوُدَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , أَنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ , سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: أَحَدُنَا يَرْمِي الصَّيْدَ , §فَيَقْتَفِرُ أَثَرَهُ قَوْلُهُ: «بِأَرْضٍ قَفْرٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ " الْقَفْرُ: الْأَرْضُ الْفَلَاةُ الَّتِي لَا مَاءَ بِهَا خَالِيَةٌ , وَأَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ إِذَا تَفَرَّدَ عَنْهُمْ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الْأَبْرَصِ: [البحر البسيط] -[370]- أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ ... فَالْقُطَّبِيَّاتُ فَالذَّنُوبُ وَقَالَ أَيْضًا: أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عَبِيدُ ... فَالْيَوْمَ لَا يُبْدِي وَلَا يُعِيدُ وَأَقْفَرَ بَدَنُهُ مِنَ اللَّحْمِ , إِذَا قَلَّ عَلَيْهِ , وَامْرَأَةٌ قَفْرَةُ اللَّحْمِ , عَنْ أَبِي نَصْرٍ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] أَمَرَّ مِنْهَا قَصَبًا خَدَلَّجَا ... لَا قَفِرًا غُسًّا وَلَا مُهَيَّجَا أَمَرَّ مِنْهَا: فَتَلَ مِنْهَا , قَصَبًا: كُلَّ عَظْمٍ مُمِخٍّ وَخَدَلَّجٌ: حَسَنٌ مُمْتَلِئٌ وَقَفِرٌ: لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَالْغُسُّ: الدَّقِيقُ الصَّغِيرُ وَالْمُهَيَّجُ: الْمُوَرَّمُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الرَّجُلُ الْقَفِرُ: الَّذِي يَنْزِلُ الْقَفْرَ وَقَالَ الْخَلِيلُ: رَجُلٌ قَفِرُ الرَّأْسِ: لَا شَعْرَ عَلَيْهِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَفْلِي لَهُ الرِّيحُ وَإِنْ لَمْ يَقْمَلِ ... لِمَّةَ قَفْرٍ كَشُعَاعِ السُّنْبُلِ -[371]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: شُعَاعُ السُّنْبُلِ: أَطْرَافُهُ , وَلَيْسَ هَذَا حُجَّةً لِلْخَلِيلِ؛ لِأَنَّهُ وَصَفَ رَاعِيًا , فَقَالَ: تَفْلِي لَهُ الرِّيحُ: تُطَيِّرُ لِمَّتَهُ , وَالرَّجُلُ رَجُلُ قَفْرٍ: يَنْزِلُ الْقَفْرَ , وَلَوْ كَانَ كَمَا قَالَ الْخَلِيلُ: لَا شَعْرَ عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ لِمَّةٌ لَهَا شُعَاعٌ , كَشُعَاعِ السُّنْبُلِ: أَطْرَافِهِ وَالْقَفَارُ: الطَّعَامُ الَّذِي لَا أُدُمَ فِيهِ يُقَالُ: مَا أَقْفَرَ بَيْتٌ فِيهِ خَلٌّ , وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْقَفُّورُ: الْكَافُورُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ بِالْعُطُورِ ... أَهْضَامِهَا وَالْمِسْكِ بِالْقَفُّورِ قَوْلُهُ: «مَثْوَاةُ عَطَّارِينَ» , وَصَفَ كِنَاسَ الثَّوْرِ فَقَالَ: رِيحُهُ مِمَّا فِيهِ مِنَ الشَّجَرِ كَرِيحِ الْعِطْرِ وَالْأَهْضَامُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبَخُورِ , وَخَفْضُهُ: رَدُّهُ عَلَى الْعُطُورِ , وَالْقَفُّورُ: الْكَافُورُ قَوْلُهُ: «فَيَقْتَفِرُ أَثَرَهُ» يَقُولُ: فَيَتْبَعُ أَثَرَهُ , قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: [البحر السريع] وَإِنَّمَا الْعَيْشُ بِرُبَّانِهِ ... وَأَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُقْتَفِرْ بِرُبَّانِهِ يَعْنِي حِينَهُ وَوَقْتَهُ , وَمُقْتَفِرٌ يَقْتَفِرُ الْأَثَرَ: يَتْبَعُهُ

الحديث الثامن عشر:

§الْحَدِيثُ الثَّامِنَ عَشَرَ:

باب: قمر

§بَابُ: قمر

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الدَّجَّالُ أَقْمَرُ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ , قَالَتْ حَلِيمَةُ: «§خَرَجْتُ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , قُلْتُ لِلْبَرَاءِ: " أَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: «§كَانَ مِثْلَ الْقَمَرِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَقَدْ أَمِنَ أَنْ يَسْبِقَ فَهُوَ قِمَارٌ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ عَطَاءٍ , قَالَ: «§فِي الْقُمْرِيِّ شَاةٌ» قَوْلُهُ: «الدَّجَّالُ أَقْمَرُ» أَيْ لَوْنُهُ لَوْنُ الْحِمَارِ الْأَقْمَرِ وَقَوْلُهَا: «عَلَى أَتَانٍ قَمْرَاءَ» مِثْلُهُ وَقَوْلُهُ: «مِثْلَ الْقَمَرِ» يُرِيدُ مُسْتَدِيرًا , وَلَيْلَةٌ مُقْمِرَةٌ لَيْسَ لِاسْتِدَارَةِ الْقَمَرِ , وَلَكِنْ لِبَيَاضِهَا بِالْقَمَرِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] أَوْ شَرَفًا يُتِمُّ نُورًا قَدْ زَهَرْ ... كَمَا يُتِمُّ لَيْلَةَ الْبَدْرِ الْقَمَرْ

يَقُولُ: يُتِمُّ شَرَفًا قَدْ تَوَقَّدَ كَلَيْلَةِ الْبَدْرِ فِي بَيَاضِهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: قَوْلُهُ «أَقْمَرُ» يَقُولُ فِي لَوْنِهِ بَيَاضٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] فَأَمْسَى يَحُطُّ الْمُعْصِمَاتِ حَبِيُّهُ ... وَأَصْبَحَ زَيَّافَ الْغَمَامَةِ أَقْمَرَا وَصَفَ مَطَرًا كَثِيرًا , فَقَالَ: فَأَمْسَى يَحُطُّ: يَنْزِلُ الْمُعْصِمَاتُ: الْوُعُولُ وَالْحَبِيُّ: مَا دَنَا مِنَ السَّحَابِ مِنَ الْأَرْضِ زَيَّافٌ: يَمَسُّ الْأَرْضَ رُوَيْدًا , وَأَقْمَرُ: أَبْيَضُ وَأَقْمَرَ التَّمْرُ: لَمْ يَنْضَجْ حَتَّى يُصِيبَهُ الْبَرْدُ , فَيُذْهِبَ حَلَاوَتَهُ وَالتَّقَمُّرُ: الْمَشْيُ فِي ظِلِّ الْقَمَرِ , وَالْخَتْلُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] فَرَاحُوا سِرَاعًا يَنْدَهُونَ مَطِيَّهُمْ ... وَرَاحَ عَلَى آثَارِهِمْ يَتَقَمَّرُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] تَقَمَّرَهَا شَيْخٌ عِشَاءً فَأَصْبَحَتْ ... قُضَاعِيَّةً تَأَتِي الْكَوَاهِنَ نَاشِصَا

قَوْلُهُ: «فَهُوَ قِمَارٌ» مَعْرُوفٌ , يُقَالُ: قَامَرْتُهُ فَقَمَرْتُهُ وَنَاشِصًا: مِثْلُ نَاشِزٍ , تُعْوِلُ مِنْ قَرْحِهَا بِالشَّيْخِ وَقَوْلُهُ: «فِي الْقُمْرِيِّ شَاةٌ» الْقُمْرِيُّ: طَائِرٌ مُطَوَّقٌ , يُقَرْقِرُ وَيَضْحَكُ , وَالْجَمِيعُ قَمَارِيُّ , وَالْأُنْثَى قُمْرِيَّةٌ قَالَ: [البحر الكامل] فَلَأَبْكِيَنَّكَ مَا بَكَتْ قُمْرِيَّةٌ ... تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الْغُصُونِ حَمَامَا

باب: قرم

§بَابُ: قرم

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ , عَنْ أَنَسٍ , كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ قَدْ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَمِيطِي عَنَّا قِرَامَكِ»

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ صَيْفِيٍّ , عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: §إِنِّي لَأَقْرَمُ إِلَى اللَّحْمِ فَمَا أَجِدُ دِرْهَمًا قَوْلُهُ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ: سِتْرٌ رَقِيقٌ وَالْمَنَامَةُ وَالْقَرْطَفُ: الْقَطِيفَةُ قَوْلُهُ: «إِنِّي لَأَقْرَمُ إِلَى اللَّحْمِ» الْقَرَمُ: شِدَّةُ الشَّهْوَةِ لِلَّحْمِ , قَالَ أَبُو دُؤَادٍ الْإِيَادِيُّ: [البحر الهزج] يَزِينُ الْبَيْتَ مَرْبُوطًا وَيَشْفِي قَرَمَ الرَّكْبِ وَإِذَا اشْتَهَى النَّبِيذَ قِيلَ: قَرِمٌ , وَفِي اللَّبَنِ عَيْمَانُ , وَفِي الْمَاءِ عَطْشَانُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ إِذَا أَكَلَ وَلَدُ الشَّاةِ مِنَ الْأَرْضِ , قِيلَ: قَارِمٌ , وَقَدْ قَرَمَ يَقْرِمُ , وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ زَهِيدَ الْأَكْلِ قَلِيلَهُ , قِيلَ: إِنَّمَا يَقْرِمُ كَمَا تَقْرِمُ السَّخْلَةُ

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ يُقَالُ لِلصَّبِيِّ أَوَّلَ مَا يَأْكُلُ الطَّعَامَ , قَدْ قَرَمَ يَقْرِمُ قُرُومًا وَقَرْمًا وَقَالَ أَبُو كَبِيرٍ: [البحر الكامل] فَاهْتَجْنَ مِنْ فَزَعٍ وَطَارَ جِحَاشُهَا ... مِنْ بَيْنِ قَارِمِهَا وَمَا لَمْ يَقْرِمِ وَصَفَ حُمُرًا كَانَتْ تَرْعَى مَعَ جِحَاشِهَا , فَرَأَيْنَ فَارِسًا , فَفَزِعَتْ , وَتَفَرَّقَتْ جِحَاشُهَا: مَا أَكَلَ نَبْتَهَا وَمَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَأْكُلَ وَقَرَمْتُ الْبَعِيرَ أَقْرِمُهُ قَرْمًا: إِذَا سَلَخْتَ جِلْدَةَ أَنْفِهِ ثُمَّ جَمَعْتَهَا فِي مَكَانٍ , فَيَبْقَى أَثَرُهُ فَتِلْكَ سِمَةٌ يُعْرَفُ بِهَا , وَهِيَ الْقُرْمَةُ , وَمَا كَانَ فِي سَائِرِ جَسَدِهِ أَوِ الْعُنُقِ فَهِيَ الْجُرْفَةُ وَالْقَرْمُ: الْمُصْعَبُ الْمُكْرَمُ لَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ , يُتْرَكُ لِلْفِحْلَةِ , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] كَأَنَّهُ مِنْ آخِرِ الْهَجِيرِ ... قَرْمٌ هِجَانٌ هَمَّ بِالْفُدُورِ وَصَفَ ثَوْرًا , فَقَالَ: كَأَنَّهُ مِنْ آخِرِ الْهَجِيرِ يُرِيدُ وَقْتَ الْهَاجِرَةِ , قَرْمٌ: فَحْلٌ , هِجَانٌ: أَبْيَضُ

هَمَّ بِالْفُدُورِ: فَدَرَ وَجَفَرَ: ذَهَبَتْ غُلْمَتُهُ , قَالَ الْفَرَّاءُ: الْقُرَامَةُ وَالْقِرْفُ: مَا تَقَشَّرَ مِنَ الْخُبْزِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ الْقَرْمَلُ: نَبْتٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] يَخُضْنَ مُلَّاحًا كَذَاوِي الْقَرْمَلِ وَفِي الْمَثَلِ «ذَلِيلٌ عَاذَ بِقَرْمَلَةٍ» إِذَا اسْتَنْصَرَ بِأَضْعَفَ مِنْهُ وَيُقَالُ: مَا فِي حَسَبِهِ قُرَامَةٌ , وَلَا وَصْمٌ , أَوْ وَصْمٌ: أَيْ عَيْبٌ وَالْقَرْمَلِيُّ: إِبِلٌ تُرْكِيَّةٌ قِصَارٌ كَثِيرَاتُ الْأَوْبَارِ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ مَا قَرْقَمَنِي إِلَّا الْكَرَمُ , رَجُلٌ مُقْرَقَمً: سَيِّئُ الْغِذَاءِ , يَقُولُ: أُمِّي ابْنَةُ عَمِّي , وَكَانَ عِنْدَهُمْ أَنَّ ابْنَ الرَّجُلِ مِنَ ابْنَةِ عَمِّهِ يَكُونُ صَغِيرًا ضَعِيفًا , وَإِذَا كَانَتْ غَرِيبَةً كَانَ أَقْوَى لِوَلَدِهَا وَأَطْوَلَ , فَمِنْ ثَمَّ قَالَ -[379]-: «اغْتَرِبُوا لَا تُضْوُوا» أَيْ تَزَوَّجُوا الْغَرَائِبَ وَلَا تُضْوُوا: تَأْتُوا بِأَوْلَادٍ ضَاوِينَ مَهَازِيلَ

باب: مرق

§بَابُ: مرق

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا طَبَخْتَ فَأَكْثِرِ الْمَرَقَةَ , وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «تَكُونُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ , §تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ يَلِي قَتْلَهُمْ أَوْلَاهُمَا بِالْحَقِّ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عَلِيٍّ , سُئِلَ عَنْ مُحْرِمٍ , أَصَابَ بَيْضَ نَعَامٍ , قَالَ: يَنْظُرُ إِلَى عَدَدِ الْبَيْضِ فَيُطْرِقُهُنَّ الْفَحْلَ , فَمَا أَنْتَجْنَ أَهْدَاهُ , قِيلَ: فَإِنْ أَزْلَقَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ؟ قَالَ: «§إِنَّ مِنَ الْبَيْضِ مَا يَكُونُ مَارِقًا» -[381]- قَوْلُهُ: «فَأَكْثِرِ الْمَرَقَةَ» هِيَ مَعْرُوفَةٌ , الْجَمْعُ مَرَقٌ وَأَمْرَقْتُ الْقِدْرَ: إِذَا أَكْثَرْتُ مَرَقَهَا , قَالَ: نِيءٌ وَلَا يُذْخَرُ مَطْبُوخُ الْمَرَقْ قَوْلُهُ: «تَمْرُقُ مَارِقَةٌ» الْمُرُوقُ: الْخُرُوجُ مِنَ الشَّيْءِ , وَالِامْتِرَاقُ: سُرْعَةُ الْمُرُوقِ , وَمُرُوقُ السَّهْمِ: سُرْعَةُ خُرُوجِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ رَمَاهُ فَأَمْرَقَهُ إِذَا أَنْفَذَهُ وَإِذَا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلَةِ ثُمَّ نَفَضَتْ قِيلَ: قَدْ مَرِقَتْ , وَقَدْ أَصَابَ النَّخْلَ مَرَقٌ وَالْمَرَاقُّ حَيْثُ رَقَّ الْجِلْدُ مِنْ أَسْفَلِ الْبَطْنِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] رَمْسًا مِنَ النَّامُوسِ مَسْدُودَ النَّفَقْ ... مُقْتَدِرَ النَّقْبِ خَفِيَّ الْمُمَرَّقْ وَصَفَ صَائِدًا بَنَى بَيْتًا وَهُوَ الرَّمْسُ عَلَى الْمَاءِ لِيَصِيدَ الْوَحْشَ مَسْدُودُ النَّفَقِ: الطَّرِيقُ مُقْتَدِرٌ: لَيْسَ بِوَاسِعٍ خَفِيَّ الْمُمَرَّقِ: حَيْثُ يَخْرُجُ مِنْهُ -[382]- قَوْلُهُ: «مِنَ الْبَيْضِ مَا يَكُونُ مَارِقًا» مَرَقَتِ الْبَيْضَةُ وَمَذِرَتْ أَيْ فَسَدَتْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: إِذَا كَثُرَ حَمْلُ النَّخْلِ ثُمَّ نَثَرَتْ , قِيلَ: مَرِقَتْ , وَالْمُرَاقَةُ: مَا انْتُتِفَ مِنَ الْجِلْدِ الْمَعْطُونِ

باب: رمق

§بَابُ: رمق

حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ , عَنْ مَالِكٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ , أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ , قَالَ: «لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §فَصَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي لَيْلَةٍ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ , سَمِعْتُ عَلِيًّا , يَقُولُ: §إِذَا أَدْرَكْتَ الصَّيْدَ وَبِهِ رَمَقٌ فَقَدْ وَجَبَتْ فِيهِ الذَّكَاةُ قَوْلُهُ: الرَّمَقُ: بَقِيَّةُ الْحَيَاةِ , وَرَمَّقُوهُ يُرَمِّقُونَهُ بِشَيْءٍ قَدْرَ مَا يَسْتَمْسِكُ بِهِ رَمَقَهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّرْمِيقُ: الْعَمَلُ غَيْرُ مُحْكَمٍ وَأَنْشَدَ: [البحر الوافر] لَمَوْتٌ تَحْتَ أَيْدِي الْخَيْلِ خَيْرٌ ... مِنَ التَّعْلِيقِ بِالْعَيْشِ الرِّمَاقِ -[384]- قَوْلُهُ: «لَأَرْمُقَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ» , يُقَالُ: مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُ بِعَيْنِي وَأُرَامِقُهُ: أُتْبِعُهُ بَصَرِي , قَالَ: [البحر الطويل] وَمَا أُمُّ خِشْفٍ بِالْعَلَاءَةِ تَرْتَعِي ... وَتَرْمُقُ أَحْيَانًا مُخَاتَلَةَ الْحَبْلِ

باب: رقم

§بَابُ: رقم

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ سَالِمٍ الْمَكِّيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§لَا بَأْسَ بِالرَّقْمِ فِي الثَّوْبِ» وَالرَّقْمُ: النَّقْطُ وَكِتَابٌ مَرْقُومٌ وَالرَّقْمُ: خَزٌّ مُوَشَّى وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَقَدْ خَلَّيْتُ ذَرْعَكِ حِقْبَةً ... زَمَانًا فَهَلَّا مِسْتِ فِي الْعَقْلِ وَالرَّقْمِ وَذَا كَأَنَّ امْرَأَتَهُ اسْتَبْطَأَتْهُ , فَقَالَ: لَقَدْ خَلَّيْتُ ذَرْعَكِ: تَرَكْتُ أَمْرَكِ , حِقْبَةً: زَمَانًا قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ فَهَلَّا مِسْتِ , يَقُولُ: مَشَيْتِ فِي الْعَقْلِ: وَشْيٌ إِلَى الطُّولِ

وَالرَّقْمُ: وَشْيٌ مُدَوَّرٌ [البحر الطويل] وَقَدْ كُنْتِ مُزْجَاةً زَمَانًا بِخُلَّةٍ ... فَأَصْبَحْتِ لَا تَرْضَيْنَ بِالزَّغْدِ وَالطِّرْمِ مُزْجَاةً: مُمْضَاةً , بِخُلَّةٍ: بِصَدَاقَةٍ فَأَصْبَحْتِ حَتَّى كَرِهْتِينِي لَا تَرْضَيْنَ بِالزَّغْدِ: بِالزُّبْدِ وَالطِّرْمُ: الْعَسَلُ وَالْأَرْقَمُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ قَالَ: تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنِهِ وَأَنَا الرَّقِمْ

باب: مقر

§بَابُ: مقر

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , " أَنَّ لُقْمَانَ , قَالَ: يَا بُنَيَّ §أَكَلْتُ الْمَقِرَ , وَأَطَلْتُ عَلَى ذَلِكَ الصَّبْرَ , فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَمَرَّ مِنَ الْفَقْرِ " قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْمَقِرُ: الصَّبْرُ , وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمَقِرُ وَالْمُمْقِرُ الَحَامِضُ , وَالْمَقْرُ: إِنْقَاعُ السَّمَكِ الْمَالِحِ فِي الْمَاءِ , مَقَرْتُهُ فَهُوَ مَمْقُورٌ

الحديث التاسع عشر:

§الْحَدِيثُ التَّاسِعَ عَشَرَ:

باب: حطم

§بَابُ: حطم

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَعْطِهَا شَيْئًا» قَالَ: لَيْسَ عِنْدِي , قَالَ «§فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا سَيَّارٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ §زَمَنَ الْحَطْمَةِ , فَيَعِظُ فِي الطَّرِيقِ

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ , حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حُصَيْنٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ لَأَسَّسْتُ الْبَيْتَ عَلَى أَسَاسِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ , وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ نِصْفَ الْحَطِيمِ مِنَ الْبَيْتِ»

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي السَّفَرِ , سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , وَقَالَ , لَهُ رَجُلٌ: أَرَأَيْتَ الْحَطِيمَ؟ قَالَ: §لَا حَطِيمَ , إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُسَمُّونَهُ الْحَطِيمَ , وَإِنَّمَا هُوَ الْجَدْرُ , كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا حَلَفَ جَاءَ بِمِحْجَنِهِ أَوْ بِسَوْطِهِ , فَوَضَعَهُ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا هُوَ الْجَدْرُ , فَمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَطُفْ مِنْ وَرَائِهِ قَوْلُهُ: " أَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ الدِّرْعُ الْحُطَمِيَّةُ مَنْسُوبٌ إِلَى إِنْسَانٍ , وَقِيلَ: مَنْسُوبٌ إِلَى حَيٍّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ وَقَوْلُهُ: «الْحَطِيمُ مِنَ الْبَيْتِ» وَالْحَطِيمُ: الْحِجْرُ مِنَ الْكَعْبَةِ -[390]- وَقَالَ لَنَا أَبُو نَصْرٍ: هُوَ الْبَابُ حَيْثُ يَحْتَطِمُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا أَيْ يُكَسِّرُ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنِكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ} [النمل: 18] , يَقُولُ: يَدُوسَنَّكُمْ وَيُكَسِّرَنَّكُمْ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ الْقُرَّاءِ فَتَحُوا الْيَاءَ مِنْ {يَحْطِمَنَّكُمْ} [النمل: 18] إِلَّا قَتَادَةَ , فَإِنَّهُ رَفَعَ الْيَاءَ وَنَصَبَ الْحَاءَ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] وَمَوْضِعُ مَتْنَيْ رُكْبَتَيْنِ وَسَجْدَةٍ ... تَوَخَّى بِهَا رُكْنَ الْحَطِيمِ الْمُيَامِنِ وَصَفَ رَجُلًا مَرَّ فِي فَلَاةٍ , فَلَمْ يَجِدْ بِهَا إِلَّا مَوْضِعَ رُكْبَتَيْنِ: يَعْنِي رَجُلٌ سَجَدَ تَوَخَّى بِسُجُودِهِ الْحَطِيمَ , فَهُوَ يَمِينَ الْمُصَلَّى وَيَسَارَ الْبَيْتِ , وَإِنْ جَعَلْتَ الْمُيَامَنَ لِلْحَطِيمِ , فَيَمِينُهُ الْبَابُ , وَوَجْهُ الْكَعْبَةِ , وَإِنْ جَعَلْتَ الْحَطِيمَ الْبَابَ فَيَمِينُهُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ وَالْحَطِيمُ: كَسْرُكَ الشَّيْءَ الْيَابِسَ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر المتقارب] يَكُبُّ الْخَلِيَّةَ ذَاتَ الشِّرَا ... عِ قَدْ كَادَ جُؤْجُؤُهَا يَنْحَطِمْ الْخَلِيَّةُ: الْكَبِيرَةُ مِنَ السُّفُنِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِذَا كَانَ مَعَهَا زَوْرَقٌ , -[391]- وَجُؤْجُؤُهَا: صَدْرُهَا قَوْلُهُ: " كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ مَالِكٍ زَمَنَ الْحَطْمَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: قَالَ الْحَطْمَةُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ وَالْجَدْبُ وَالْحَطَمُ فِي كُلِّ حَافِرٍ مِنْ شَيْئَيْنِ يَفُجُّ أَرْسَاغَهُ , وَيُفْسِدُ عَصَبَهُ , حَطِمَ يَحْطَمُ حَطَمًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْحُطَمَةُ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ مِثْلَ جَهَنَّمَ وَسَقَرَ وَلَظَى , فَإِنْ أَلْقَيْتَ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لَمْ يَنْصَرِفْ

باب: طمح

§بَابُ: طمح

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ , أَنَّ جَدَّتَيْهِ , أَخْبَرَتَاهُ أَنَّ قَيْلَةَ قَالَتْ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ رَجُلًا ذَا قِشْرٍ §طَمَحَ بَصَرِي إِلَيْهِ يُقَالُ: طَمَحَ بِبَصَرِهِ نَحْوَ الشَّيْءِ: رَمَى بِهِ نَحْوَهُ وَطَمَحَاتُ الدَّهْرِ: شَدَائِدُهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطِّمَاحُ مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ , وَهُوَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى يُصِيبَ رَأْسَ صَاحِبِهِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] فَمَا إِلَى نَجْرَانَ مِنْ رَوَاحِ ... وَلَا إِلَى السَّمَاءِ مِنْ طِمَاحِ

باب: محط قال أبو إسحاق: " المحط: المصطرة , ومحطت الوتر إذا أمررت يدك عليه لتصلحه , قال النمر بن تولب: كأن محطا في يدي حارثية صناع علت مني به الجسم من عل أخبرني أبو نصر عن الأصمعي المحاط: نبت وقال أبو صاعد شجر ضخام كأنه التين بالحجاز تبرى منه القداح

§بَابُ: محط قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: " الْمَحَطُ: الْمِصْطَرَةُ , وَمَحَطْتُ الْوَتَرَ إِذَا أَمْرَرْتَ يَدَكَ عَلَيْهِ لِتُصْلِحَهُ , قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: [البحر الطويل] كَأَنَّ مِحَطًّا فِي يَدَيْ حَارِثِيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ مِنِّي بِهِ الْجِسْمَ مِنْ عَلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ الْمَحَاطُ: نَبْتٌ وَقَالَ أَبُو صَاعِدٍ شَجَرٌ ضِخَامٌ كَأَنَّهُ التِّينُ بِالْحِجَازِ تُبْرَى مِنْهُ الْقِدَاحُ , ضَعِيفٌ هَشَاشَةٌ

الحديث العشرون:

§الْحَدِيثُ الْعِشْرُونَ:

باب: نحب

§بَابُ: نحب

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ , حَدَّثَنَا مَعْنٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لِأَبِي بَكْرٍ فِي الْمُنَاحَبَةِ , «هَلَّا احْتَطْتَ فَإِنَّ §الْبِضْعَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ , حَدَّثَنَا شَهْرٌ , حَدَّثَنِي ابْنُ غَنْمٍ , عَنْ حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ عَمِيرَةَ , أَنَّ مُعَاذًا , §لَمَّا قَضَى نَحْبَهُ انْطَلَقَ الْحَارِثٍُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ , فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ الْمُطَّلِبِ , سَمِعَ بَاكِيَةً , مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لِغُلَامِهِ: §انْظُرْ هَلْ أُحِلَّ النَّحْبُ؟ هَلْ بَكَتْ قُرَيْشٌ عَلَى قَتْلَاهَا؟

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ §كَانَ بِالسُّوقِ فَنُعِيَ إِلَيْهِ حُجْرٌ , فَأَطْلَقَ حَبْوَتَهُ , وَقَامَ , وَغَلَبَهُ النَّحِيبُ قَوْلُهُ فِي الْمُنَاحَبَةِ: نَاحَبْتُهُ: حَاكَمْتُهُ , وَقَاضَيْتُهُ وَذَلِكَ لَمَّا كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَاهَنَ قُرَيْشًا وَقَاضَاهُمْ , وَتَجَاعَلُوا جُعْلًا عَلَى ظُهُورِ الرُّومِ عَلَى فَارِسَ , وَلِذَلِكَ حَدِيثٌ يَطُولُ قَوْلُهُ: لَمَّا قَضَى نَحْبَهُ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ , عَنْ خُصَيْفٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: مَاتَ عَلَى الْعَهْدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: {§فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] قَالَ: «أَجَلَهُ»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ {§فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] قَالَ: «أَجَلَهُ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] النَّحْبُ: النَّفْسُ أَيِ الْمَوْتُ " -[396]- وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ النَّحْبُ: الْمَوْتُ , وَهُوَ الْأَجَلُ وَالنَّحْبُ: النَّذْرُ , وَالنَّحْبُ: الِاجْتِهَادُ فِي السَّيْرِ قَالَ لَبِيدٌ: أَلَا تَسْأَلَانِ الْمَرْءَ مَاذَا يُحَاوِلُ؟ ... أَنَحْبٌ فَيُقْضَى أَمْ ضَلَالٌ وَبَاطِلُ؟ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ:

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ حُبَابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِي مُصْلِحٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: {§فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] قَالَ: «النَّذْرُ» وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكَهْفِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَحْبُهُ: نَذْرُهُ قَالَ: [البحر الطويل] قَضَتْ نَحْبَهَا مِنْ نِيزَكٍ فَاسْتَمَرَّتِ -[397]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: قَضَى نَحْبَهُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ , أَيْ قَضَى مِنْهُ وَطَرًا قَوْلُهُ: هَلْ أُحِلَّ النَّحْبُ؟ وَذَلِكَ أَنَّ قُرَيْشًا فِيمَا

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , عَنْ ابْنِ إِدْرِيسَ , عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا رَجَعَتْ مِنْ بَدْرٍ نَاحَتْ عَلَى قَتْلَاهَا , ثُمَّ قَالُوا: لَا تَبْكُوا عَلَى قَتْلَاكُمْ فَيَشْمَتَ بِكُمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ , وَلَا تُرْسِلُوا فِي فِدَائِهِمْ فَيَأْرَبَ عَلَيْكُمْ , وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ أُصِيبَ لَهُ ثَلَاثَةُ بَنِينَ: زَمْعَةُ أَبُو حُكَيْمَةَ , وَالْحَارِثُ , وَعَقِيلٌ , فَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَبْكِيَ عَلَيْهِمْ , فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ سَمِعَ بَاكِيَةً تَبْكِي , فَقَالَ لِغُلَامِهِ: انْظُرْ §هَلْ أُحِلَّ النَّحْبُ؟ هَلْ بَكَتْ قُرَيْشٌ عَلَى قَتْلَاهَا؟ لَعَلِّي أَبْكِي عَلَى أَبِي حُكَيْمَةَ , فَإِنَّ جَوْفِي قَدِ احْتَرَقَ , فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْغُلَامُ , فَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ أَضَلَّتْ بَعِيرًا لَهَا , فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الوافر] أَتَبْكِي أَنْ يَضِلَّ لَهَا بَعِيرٌ ... وَيَمْنَعُهَا مِنَ النَّوْمِ السُّهُودُ السُّهُودُ: يَعْنِي السَّهَرَ فَلَا تَبْكِي عَلَى بَكْرٍ وَلَكِنْ ... عَلَى بَدْرٍ تَصَاغَرَتِ الْجُدُودُ عَلَى بَدْرٍ سَرَاةِ بَنِي هُصَيْصٍ ... وَمَخْزُومٍ وَرَهْطِ أَبِي الْوَلِيدِ وَبَكِّي إِنْ بَكَيْتِ عَلَى عَقِيلٍ ... وَبَكِّي حَارِثًا أَسَدَ الْأُسُودِ وَبَكِّيهِمْ وَلَا تُسَمِّي جَمِيعًا ... وَمَا لِأَبِي حُكَيْمَةَ مِنْ نَدِيدِ أَلَا قَدْ سَادَ بَعْدَهُمُ رِجَالٌ ... وَلَوْلَا يَوْمُ بَدْرٍ لَمْ يَسُودُوا

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] : الَّذِي كَانَ نَحَبَ أَيْ نَذَرَ وَجَعَلَهُ جَرِيرٌ الْخَطَرَ الْعَظِيمَ قَالَ: [البحر الطويل] بِطِخْفَةَ جَالَدْنَا الْمُلُوكَ وَخَيْلُنَا ... عَشِيَّةَ بِسْطَامٍ جَرَيْنَ عَلَى نَحْبِ أَيْ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ وَمِنْهُ التَّنْحِيبُ , قَالَ الْفَرَزْدَقُ: [البحر الطويل] وَإِذْ نَحَّبَتْ كَلْبٌ عَلَى النَّاسِ أَنَّهُمْ ... أَحَقُّ بِتَاجِ الْمَاجِدِ الْمُتَكَرِّمِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] قَضَى نَحْبَهُ فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ هَوْبَرُ يُرِيدُ نَفْسَهُ , وَيُقَالُ: نَحَّبَ فِي سَيْرِهِ يَوْمَهُ أَجْمَعَ وَلَيْلَتَهُ فَلَمْ يَنْزِلْ , قَالَ: [البحر الوافر] وَإِنِّي وَالْهِجَاءَ لِآلِ لَأْمٍ ... كَذَاتِ النَّحْبِ تُوفِي بِالنُّذُورِ

قَوْلُهُ: وَغَلَبَهُ النَّحِيبُ , وَهُوَ مَا طُوِّلَ مِنَ الْبُكَاءِ وَمُدِّدَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: يَوْمُ نَحْبٍ , إِذَا كَانَ يَوْمَ قُرٍّ , وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الِانْتِحَابُ: النَّفَسُ الشَّدِيدُ , يَقْلَعُهُ مِنْ جَوْفِهِ وَأَنْشَدَ: [البحر البسيط] فَكَفَّ مِنْ غَرْبِهِ وَالْغُضْفُ يَسْمَعُهَا ... خَلْفَ السَّبِيبِ مِنَ الْإِجْهَادِ يَنْتَحِبُ وَصَفَ ثَوْرًا طَلَبَتْهُ الْكِلَابُ لِتَصِيدَهُ , فَكَفَّ الثَّوْرُ مِنْ غَرْبِهِ , يَعْنِي مِنْ جِدِّهِ وَنَشَاطِهِ , وَالْغُضْفُ: الْكِلَابُ , يَسْمَعُهَا الثَّوْرُ خَلْفَ السَّبِيبِ: الْمِذْنَبِ , يَنْتَحِبُ: يَتَنَفَّسُ

باب: حبن

§بَابُ: حبن

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ عُرْوَةَ , يَبْعَثُ أَهْلُ النَّارِ وَفْدَهُمْ فَيَقُولُونَ: مَا تَطَّلِعُونَ؟ وَمَا تَرَوْنَ؟ §فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ زُبًّا حُبْنًا

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ , عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّ جِبْرِيلَ , مَرَّ بِهِ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ , فَأَشَارَ إِلَى بَطْنِهِ , فَاسْتَسْتَقَى بَطْنَهُ §فَمَاتَ مِنْهُ حُبْنًا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا زُبَيْرٌ , حَدَّثَنَا عَمِّي , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ , كَانَ يَأْتِي بَنِي وَاقِفٍ طَائِرٌ أَبْيَضُ عَظِيمٌ , فَيَصِيحُ: حَرْبٌ , فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَقَتَلَهُ , فَأَكَلُوهُ , فَمَا أَكَلَ مِنْهُ أَحَدٌ §إِلَّا حَبِنَ فَمَاتَ , فَرَثَاهُمْ قَيْسُ بْنُ رِفَاعَةَ فِيمَا أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , عَنْ عَبْدِ بْنِ عِيسَى , قَالَ: أَنْشَدَنِي عَمِّي مَلِيحُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرِ ابْنِ. . .: [البحر الخفيف] -[401]- أَعَلَى الْعَهْدِ أَصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرٍو ... لَيْتَ شِعْرِي أَمْ غَالَهَا الزُّمَّاحُ؟

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ , أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ , حَدَّثَهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ , قَالَ: «§أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ , وَلَا تُصَلُّوا صَلَاةَ أُمِّ حُبَيْنٍ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ , حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ الْبَصْرِيُّ , حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: §رُخِّصَ لَنَا فِي دَمِ الْحُبُونِ قَوْلُهُ: " فَيَرْجِعُونَ حُبْنًا , وَمَاتَ الْأَسْوَدُ حُبْنًا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ الْحَبَنُ: وَجَعُ الْبَطْنِ , وَرَمٌ يَكُونُ فِي الْبَطْنِ وَقَالَ غَيْرُهُ: " أَنْ يَكْثُرَ السَّقْيُ فِي شَحْمِ الْبَطْنِ فَيَعْظُمَ لِذَلِكَ وَقَوْلُهُ: «وَلَا تُصَلُّوا صَلَاةَ أُمِّ حُبَيْنٍ» دُوَيْبَةٌ كَالْحِرْبَاءِ , -[402]- وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْحِرْبَاءُ: ذَكَرُهَا , وَأُمُّ الْحُبَيْنِ: الْأُنْثَى تُطَأْطِئُ رَأْسَهَا كَثِيرًا وَتُسْرِعُ رَفْعَهُ قَوْلُهُ: " دَمُ الْحُبُونِ هِيَ الدَّمَامِيلُ , وَاحِدُهُ حِبْنٌ

باب: نبح

§بَابُ: نبح

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ قَيْسٍ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَزْوَاجِهِ: «§أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ؟» قَوْلُهُ: «تَنْبَحُهَا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: نَبَحَ الْكَلْبُ نَبْحًا وَنُبَاحًا , وَالْهُدْهُدُ نَبَحَ نُبَاحًا وَنَبِيحًا وَزَادَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيُّ: وَالْحَيَّةُ تَنْبَحُ: إِذَا أَسَنَّ , وَالظَّبْيُ يَنْبَحُ , وَالتَّيْسُ يَنْبَحُ عِنْدَ السِّفَادِ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] قَوْمٌ إِذَا اسْتَنْبَحَ الْأَضْيَافُ كَلْبَهُمُ ... قَالُوا لِأُمِّهِمُ بُولِي عَلَى النَّارِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَأَشْعَثَ يَزْهَاهُ النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ ... كَفَرْخِ الْحُبَارَى رَأْسُهُ قَدْ تَصَوَّعَا -[404]- وَقَالَ أَبُو النَّجْمِ: [البحر الرجز] يَأْخُذُ فِيهَا الْحَيَّةَ النَّبُوحَا ... ثُمَّ يَبِيتُ عِنْدَهُ مَسْدُوحَا وَإِذَا أَلَحَّ الْمَطَرُ وَالْبَرْدُ أَضَرَّ بِذَلِكَ الْكِلَابُ , فَهِيَ بِدِقَّةِ الْفِطْنَةِ إِذَا نَظَرَتْ إِلَى السَّحَابِ نَبَحَتْ عَلَيْهِ , قَالَ الْأَفْوَهُ: [البحر الطويل] لَهُ هَيْدَبٌ دَانٍ وَرَعْدٌ وَلُجَّةٌ ... وَبَرْقًا تَرَاهُ سَاطِعًا يَتَبَلَّجُ فَبَاتَ كِلَابُ الْحَيِّ يَنْبَحْنَ مُزْنَهُ ... وَأَضْحَتْ بَنَاتُ الْمَاءِ فِيهِ تَغَمَّجُ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: [البحر الطويل] وَقَدْ يَنْبَحُ الْكَلْبُ السَّحَابَ وَدُونَهُ ... مَهَامِهُ تُعْشِي نَظْرَةَ الْمُتَأَمِّلِ وَالنُّبَّاحُ: حَبٌّ صِغَارٌ بِمَكَّةَ

باب: حنب الحنب: اعوجاج في الساقين قليل , ورجل محنب: منحن قال: يظل نصبا لريب الدهر يقذفه قذف المحنب بالآفات والسقم وسمعت أبا نصر يقول: التحنيب كالقنا في اليدين , وهو انحراف كالروح , وصيرها العجاج في الرجلين قال: بأذرع سوابح وأرجل محنبات للنجاء زجل

§بَابُ: حنب الْحَنَبُ: اعْوِجَاجٌ فِي السَّاقَيْنِ قَلِيلٌ , وَرَجُلٌ مُحَنَّبٌ: مُنْحَنٍ قَالَ: [البحر البسيط] يَظَلُّ نَصْبًا لِرَيْبِ الدَّهْرِ يَقْذِفُهُ ... قَذْفَ الْمُحَنَّبِ بِالْآفَاتِ وَالسَّقَمِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: التَّحْنِيبُ كَالْقَنَا فِي الْيَدَيْنِ , وَهُوَ انْحِرَافٌ كَالرَّوَحِ , وَصَيَّرَهَا الْعَجَّاجُ فِي الرِّجْلَيْنِ قَالَ: [البحر الرجز] بِأَذْرُعٍ سَوَابِحٍ وَأَرْجُلِ ... مُحَنَّبَاتٍ لِلْنَجَّاءِ زُجَّلِ

الحديث الأحد والعشرون:

§الْحَدِيثُ الْأَحَدُ وَالْعِشْرُونُ:

باب: سبغ

§بَابُ: سبغ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ , حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " §أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ , أَنَّ عَائِشَةَ , رَأَتْ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ دِرْعًا مُقَلِّصَةً , فَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنَّ الدِّرْعَ §كَانَتْ أَسْبَغَ مِمَّا هِيَ

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ مَنْصُورٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ: «§إِنْ جَاءَتْ بِهِ سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ فَهُوَ لِفُلَانٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ شُرَيْحٍ «§أَسْبِغُوا الْيَتِيمَ فِي النَّفَقَةِ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا مَرْوَانُ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: {§أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ: 11] قَالَ: «الدِّرْعُ» قَوْلُهُ: أُمِرْنَا بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ , هُوَ إِتْمَامُهُ , وَالْمُبَالَغَةُ فِيهِ , وَقَوْلُهُ: {سَابِغَاتٍ} [سبأ: 11] , وَدِرْعٌ سَابِغَةٌ: تَامَّةٌ تَبْلُغُ الْأَرْضَ , وَلَمْ يَخْتَلِفِ الْمُفَسِّرُونَ فِي أَنَّ السَّابِغَاتِ اسْمٌ لِلدُّرُوعِ

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§سَابِغَاتٍ} [سبأ: 11] : دُرُوعٌ وَاسِعَةٌ طَوِيلَةٌ " قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر الكامل] وَعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا ... دَاوُدُ أَوْ صَنَعُ السَّوَابِغِ تُبَّعُ -[408]- 408 - وَصَفَ رَجُلَيْنِ اقْتَتَلَا , وَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ دِرْعٌ سَرَدَهَا تُبَّعٌ , قَضَاهُمَا: فَرَغَ مِنْهُمَا , وَسَبَغَ الشَّعْرُ: طَالَ وَكَثُرَ , وَمِنْهُ سَابِغُ الْأَلْيَتَيْنِ أَيْ تَامَّةٌ عَظِيمَةٌ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ السَّابِغُ مِنَ الْخَيْلِ: هُوَ الْفَخُورُ الطَّوِيلُ الْجُرْدَانِ قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: [البحر الكامل] سَبَغَتْ قُصَيْرَاهُ وَسُونِدَ ظَهْرُهُ ... وَإِذَا تَدَافَعَ خِلْتَهُ لَمْ يُسْنَدِ وَصَفَ فَرَسًا , فَقَالَ: سَبَغَتْ: طَالَتْ , قُصَيْرَاهُ: آخِرُ الْأَضْلَاعِ وَسُونِدَ ظَهْرُهُ: شَخَصَ وَارْتَفَعَ وَإِذَا تَدَافَعَ: مَشَى: اسْتَوَى وَدَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. وَإِذَا أَلْقَتِ الْفَرَسُ وَلَدَهَا , وَقَدْ نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ فَهُوَ مُسْبِغٌ إِلَى أَنْ يَدْنُوَ نِتَاجُهَا , وَثَوْبٌ سَابِغٌ: تَامٌّ طَوِيلٌ وَأَسْبِغُوا: أَيْ أَكْثِرُوا لَهُمْ مِنَ النَّفَقَةِ , وَأَوْسِعُوا عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} [لقمان: 20] أَدَامَهَا وَأَكْثَرَهَا -[409]- وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: يُقَالُ: سَبَغْتُ لِبَغْدَادَ , وَسَبَغْتُ لِلْكُوفَةِ أَيْ: مِلْتُ إِلَيْهَا سُبُوغًا

باب: سغب

§بَابُ: سغب

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ عَبَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ , قَالَ: " قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , فَأَصَابَنِي جُوعٌ , فَدَخَلْتُ حَائِطًا فَأَخَذْتُ سُنْبُلًا فَأَكَلْتُ , فَضَرَبَنِي صَاحِبُ الْحَائِطِ , فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «§مَا أَطْعَمْتَهُ إِذْ كَانَ سَاغِبًا , وَلَا عَلَّمْتَهُ إِذْ كَانَ جَاهِلًا» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالسَّغَبُ: الْجُوعُ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} [البلد: 14]

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§ذِي مَسْغَبَةٍ} [البلد: 14] : ذِي مَجَاعَةٍ " -[411]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَالضَّحَّاكِ , وَالْحَسَنِ , وَعِكْرِمَةَ , وَعَطَاءٍ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَوْلُهُ: " {مَسْغَبَةٌ} [البلد: 14] قَالَ: مَجَاعَةٌ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , يُقَالُ: سَغِبَ يَسْغَبُ سُغُوبًا , وَهُوَ سَاغِبٌ , قَالَ: [البحر الطويل] فَلَوْ كُنْتَ حُرًّا يَا ابْنَ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ ... لَمَا بِتَّ شَبْعَانًا وَجَارُكَ سَاغِبُ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الوافر] تُعَلِّلُ وَهْيَ سَاغِبَةٌ بَنِيهَا ... بِأَنْفَاسٍ مِنَ الشَّبِمِ الْقَرَاحِ وَصَفَ امْرَأَةً كَانَ لَهَا صِبْيَانٌ جِيَاعٌ , فَهِيَ تُعَلِّلُهُمْ , تَصُبُّ فِي حُلُوقِهُمُ الْمَاءَ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] تَبِيتُونَ فِي الْمَشْتَى مِلَاءً بُطُونُكُمْ ... وَجَارَاتُكُمْ سُغْبٌ يَبِتْنَ خَمَائِصَا

باب: غبس

§بَابُ: غبس

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ , عَنْ غَالِبٍ , عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «إِذَا اسْتَقْبَلُوكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَاسْتَقْبِلْهُمْ §حَتَّى تَغْبِسَهَا , حَتَّى لَا تَعُودَ أَنْ تَخَلَّفَ» يَقُولُ: يَتَغَيَّرُ وَجْهُكَ وَيَسْوَدُّ حَيَاءً مِنْهُمْ وَالْغَبَسُ: لَوْنُ الرَّمَادِ , وَالْغَبَسُ اسْمُ نَاقَةٍ لِأَبِي زُبَيْدٍ , فَهُوَ اسْمٌ لَهَا , وَسُمِّيَتْ بِهِ لِسَوَادِهَا , قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: [البحر المنسرح] تَسْعَى إِلَى فِتْيَةِ الْأَرْاقِمِ وَاسْـ ... ـتَعْجَلَتْ قَيْلَ الْجُمَانِ وَالْغَبَس وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا زُبَيْدٍ كَانَ فِي بَنِي تَغْلِبَ , وَكَانُوا أَخْوَالَهُ , فَغَزَتْ بَهْرَاءُ تَغْلِبَ , فَمَرُّوا بِغُلَامٍ لِأَبِي زُبَيْدٍ , فَدَفَعَ إِلَيْهِمْ إِبِلَ أَبِي زُبَيْدٍ , وَقَالَ: أَدُلُّكُمْ عَلَى عَوْرَةِ الْقَوْمِ , وَأُقَاتِلُ مَعَكُمْ , فَهُزِمَتْ بَهْرَاءُ , وَقُتِلَ الْغُلَامُ , وَقِيلَ: الْجُمَانُ وَالْغَبَسُ: نَاقَتَانِ ,

وَالْقَيْلُ: حِلَابُ نِصْفِ النَّهَارِ , وَالصَّبُوحُ: غُدْوَةً , وَالْغَبُوقُ: بِالْعَشِيِّ , وَالْجَاشِرِيَّةُ: سَحَرٌ , قَالَ أَبُو زَيْدٍ: سَغْبَلْتُ الطَّعَامَ إِذَا أَدَمْتَهُ بِالْإِهَالَةِ وَالسَّمْنِ , وَالزَّيْتِ , فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنَ الدَّسَمِ , قُلْتَ: بَرَقْتَهُ بَرْقَةً , فَإِنْ أَوْسَعْتَهُ , قُلْتَ: سَغْسَغْتُهُ

الحديث الاثنان والعشرون

§الْحَدِيثُ الِاثْنَانِ وَالْعِشْرُونَ

باب: رجل

§بَابُ: رجل

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , §لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ زَكَرِيَّا , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْبَرَاءِ , قَالَ: «رَمَتْ هَوَازِنُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §بِرِشْقٍ كَأَنَّهُ رِجْلُ جَرَادٍ»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , §إِنَّ اللَّهَ يَهْبِطُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ , فَمَا يَوْمٌ أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ , وَقَدْ كَانَ إِبْلِيسُ ثَنَى عَلَيْهِ رِجْلًا

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: §نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنِ التَّرَجُّلِ , إِلَّا غِبًّا

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَنَسٍ , قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ , فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ , فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يَلْحَقُوا الْإِبِلَ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ , فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ , §فَمَا تَرَجَّلَ النَّهَارُ حَتَّى أُتِيَ بِهِمْ "

حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ جَعَلَ لِلْفَارِسِ سَهْمَيْنِ , §وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعْدٍ , وَأَبِي سَلَمَةَ , سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ -[416]-: «§الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ , عَنْ هُزَيْلٍ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الرِّجْلُ جُبَارٌ , وَالْمَعْدِنُ , وَالْبِئْرُ , وَالسَّائِمَةُ جُبَارٌ» قَوْلُهُ: «لَعَنَ الْمُتَرَجِّلَاتِ» يَعْنِي اللَّاتِي يَتَشَبَّهْنَ بِالرِّجَالِ فِي زِيِّهِنَّ , وَإِنْ تَشَبَّهْنَ بِالرِّجَالِ فِي الرَّأْيِ وَالْعِلْمِ , فَذَلِكَ مَحْمُودٌ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: " كَانَتْ عَائِشَةُ §رَجُلَةَ الرَّأْيِ قَوْلُهُ: «رِجْلُ جَرَادٍ» يُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْجَرَادِ: رِجْلٌ أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِالنِّسَارِ سَحَابَةٌ ... يُشَبِّهُهَا رِجْلُ الْجَرَادِ مِنَ النَّبْلِ

وَقَوْلُهُ: ثَنَى عَلَيْهِ رِجْلًا , يَقُولُ: اتَّكَلَ عَلَى ذَلِكَ , وَمَالَ طَمَعًا فِيهِ , وَقَوْلُهُ: نَهَى عَنِ التَّرَجُّلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: رَجِلَ شَعْرَهُ يَرْجَلُ رَجَلًا , وَالرَّجِلُ وَالرَّجَلُ فِيهِ تَكَسُّرٌ وَتَعَقُّفٌ , وَقَدْ يُقَالُ: رَجَّلَ شَعْرَهُ إِذَا سَرَّحَهُ وَدَهَنَهُ كَمَا قَالَ: [البحر الطويل] أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ مَعْقِلٍ ... إِذَا مَعْقِلٌ رَاحَ الْبَقِيعَ وَرَجَّلَا قَوْلُهُ: " تَرَجَّلَ النَّهَارُ , يَعْنِي ارْتَفَعَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: فَرَسٌ أَرْجَلُ , وَالْأُنْثَى رَجْلَاءُ , إِذَا كَانَ الْبَيَاضُ فِي إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ , وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] حَيًّا حِلَالًا يَزَعُونَ الْقَنْبَلَا ... بَهِيمَهَا وَذَا الْحُجُونِ الْأَرْجَلَا حِلَالًا يَعْنِي كَثِيرًا: وَالْقَنْبَلُ: الْجَمَاعَةُ قَوْلُهُ: «لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: رَجِلْتُ أَرْجَلُ رَجَلًا وَرُجْلَةً ,

وَهُوَ رَجُلٌ فِي رِجَالٍ وَرَجَّالَةٍ وَرِجَالٍ , وَرَجَالَى , وَفُلَانٌ رَجِيلٌ أَيْ قَوِيٌّ عَلَى الْمَشْيِ , وَإِنَّهُ لَذُو رُجْلَةٍ قَالَ: [البحر الكامل] حَتَّى أُشِبَّ لَهَا وَطَالَ إِيَابُهَا ... ذُو رُجْلَةٍ شَثْنُ الْبَرَاثِنِ جَحْنَبُ وَصَفَ رَجُلًا يَشْتَارُ عَسَلًا مِنْ كُوَارَةٍ , فَقَالَ: حَتَّى أُشِبَّ لَهَا: لِلنَّحْلِ: أُتِيحَ لَهَا وَقُيِّضَ وَطَالَ إِيَابُهَا: رُجُوعُهَا مِنَ الرَّعْيِ , ذُو رُجْلَةٍ: قَوِيٌّ , شَثْنٌ: غَلِيظٌ الْبَرَاثِنُ: يَعْنِي قَدَمَهُ جَحْنَبٌ: قَصِيرٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَأْتُوكَ رِجَالًا} [الحج: 27]

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ , وَعِكْرِمَةُ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§رِجَالًا} [النساء: 1] : «مُشَاةً»

حَدَّثَنَا سُرْيَحٌ , عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ هَارُونَ , عَنْ عِمْرَانَ , عَنْ عِكْرِمَةَ: " {§رِجَالًا} [النساء: 1] : عَلَى أَرْجُلِهِمْ "

أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: يَأْتُوكَ رِجَالًا وَرَجَالَى وَرُجَلَاءَ , الْوَاحِدُ رَاجِلٌ أَوْ رَاجِلَةٌ , وَرَجِلٌ وَرَجِلَةٌ , وَرَجَّالٌ , كُلُّ ذَلِكَ يُقَالُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: رِجَالًا , الْوَاحِدُ رَاجِلٌ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبٍ , وَصِحَابٍ , وَصَحْبٍ , وَتُجَّارٍ وَتَاجِرٍ , وَقِيَامٍ وَقَائِمٍ , أَيْ يَأْتُوكَ مُشَاةً أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: فُلَانٌ رَجِيلٌ: أَيْ قَوِيٌّ عَلَى الْمَشْيِ , وَإِنَّهُ لَذُو رُجْلَةٍ , وَامْرَأَةٌ رَجْلَةٌ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ عَلَى الْمَاشِي إِلَى بَيْتِ اللَّهِ حَافِيًا , وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْحِجَازِ , وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ: رَاجِلًا , وَرَجِلًا , وَكُلٌّ حَسَنٌ , وَالْجَمْعُ الرُّجُلُ وَالرِّجَالُ , وَالرُّجَّالُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء: 64] فَذَهَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ , وَمُجَاهِدٌ , وَسَعِيدٌ , وَقَتَادَةُ , أَنَّ قَوْلَهُ: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء: 64] أَنَّ الْإِجْلَابَ لِلْإِنْسِ {بِخَيْلِكَ} [الإسراء: 64] الْخَيْلُ كُلُّ رَاكِبٍ كَانَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , وَكَذَلِكَ كُلُّ رِجْلٍ مَشَتْ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ , فَنَسَبَ ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ؛ لِأَنَّهُ يَرْضَاهُ مِنَ النَّاسِ وَيُحِبُّهُ , وَيَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ

وَلَمْ يَخْتَلِفِ الْقُرَّاءُ فِي «رَجْلِكَ» إِلَّا الْأَعْمَشُ , وَأَبُو عَمرو , وَالْأَعْرَجُ , وَالْجَحْدَرِيُّ , وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ , وَابْنُ أَبِي نُعَيْمٍ , وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ , وَوَافَقَهُمُ الْحَسَنُ فِي الْقِرَاءةِ , وَخَالَفَهُمْ فِي التَّفْسِيرِ

كَذَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ , عَنْ قُرَّةَ , سَمِعْتُ الْحَسَنَ , فِي قَوْلِهِ: {§وَرَجِلِكَ} [الإسراء: 64] يَعْنِي الرِّجَالَ " وَكَذَا قَرَأَ قَتَادَةُ فِيمَا حَدَّثَنَا خَلَفٌ , عَنْ مَحْبُوبٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ (وَرِجَالِكَ) , وَلَا أَدْرِي كَيْفَ فَسَّرَ؟ إِلَّا أَنَّ قِرَاءَتَهُ تَحْتَمِلُ جَمْعَ رَاجِلٍ وَإِبْلِيسُ مِنَ الْجِنِّ فَيَجُوزُ رِجَالٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ كَمَا جَازَ رِجَالٌ مِنَ الْجِنِّ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 6] وَقَالَ: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , قَالَ: وَقَعَ النَّاسُ هَهُنَا عَلَى الْجِنَّةِ , يَقُولُ فِي صُدُورِ النَّاسِ جِنِّهِمْ وَنَاسِهِمْ , وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ وَهُوَ يُحَدِّثُ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ , فَقَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ وَقَالَ غَيْرُهُ: رَاجِلٌ: بَيِّنُ الرُّجْلَةِ مِنْ قَوْمٍ رِجَالٍ , وَرَجَّالَةٍ , وَرُجَّالٍ قَالَ: [البحر الوافر] وَظَهْرِ تَنُوفَةٍ حَدْبَاءَ تَمْشِي ... بِهَا الرُّجَّالُ خَائِفَةً سِرَاعَا قَذُوفٍ مَا يُضَاعُ الْمَاءُ فِيهَا ... وَمَا يَرْجُو بِهَا الْقَوْمُ اصْطِنَاعَا اصْطِنَاعًا: يَطْبُخُونَ قَالَ: [البحر الطويل]

وَرَجَّالَةٍ بِالْقَاعِ مَنْ يَلْتَبِسْ بِهِمْ ... مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَنْ وَقَى اللَّهُ يُكْلَمِ , قَوْلُهُ: «الرِّجْلُ جُبَارٌ» يَعْنِي مَا أَصَابَتِ الدَّابَّةُ بِرِجْلِهَا , وَصَاحِبُهَا رَاكِبٌ عَلَيْهَا , أَوْ يَقُودُهَا فَلَا عَقْلَ فِيهِ , وَلَا قَوَدَ , فَإِنْ كَانَ يَسُوقُهَا فَمَا أَصَابَتْ بِرِجْلِهَا فَعَلَى السَّائِقِ دُونَ الْقَائِدِ وَالرَّاكِبِ وَالرِّجْلُ مِنَ الدَّابَّةِ وَالْإِنْسَانِ مَعْرُوفَةٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: رِجْلُ الْقَوْسِ: مَا يَسْفُلُ عَنْ كَبِدِهَا , وَمَا عَلَا فَهُوَ الْيَدُ , وَالرِّجْلَةُ وَالْجَمْعُ رِجَلٌ: مَكَانٌ لَيِّنٌ: فَهُوَ خُرُوقٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ , تُنْبِتُ أَحْرَارَ الْبَقْلِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رِجْلَةٌ وَرِجَلٌ إِذَا جَرَى أَسْفَلَ الْوَادِي قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الرمل]

يَلْمُجُ الْبَارِضَ لَمْجًا فِي النَّدَى ... مِنْ مَرَابِيعَ رِيَاضٍ وَرِجَلْ يَلْمُجُ: يَأْكُلُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: ارْتَجَلْتُ الْكَلَامَ ارْتِجَالًا إِذَا ابْتَدَأْتُهُ مِنْ غَيْرِ تَدَبُّرٍ , وَارْتَجَلْتُ الرَّأْيَ ارْتِجَالًا , إِذَا انْفَرَدْتُ بِهِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ , وَتَرَجَّلْتُ فِي الْبِئْرِ تَرَجُّلًا وَهُوَ نُزُولُكَ فِيهَا مِنْ غَيْرِ تَدَلٍّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الِارْتِجَالُ: أَنْ يَخْلِطَ الْفَرَسُ الْعُنُقَ , بِشَيْءٍ مِنَ الْهَمْلَجَةِ أَوْ رَوَاحٌ بَيْنَ شَيْءٍ مِنْ ذَا , وَشَيْءٍ مِنْ ذَا , يُقَالُ: مَرَّ يَرْتَجِلُ ارْتِجَالًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ: رَجَلْتُ الْبَهْمَ إِذَا رَبَطْتَهُ مَعَ أُمَّهَاتِهِ , وَأَرْجَلْتُهُ: أَرْسَلْتُهُ مَعَ أُمَّهَاتِهِ يَرْعَى وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: ارْتَجَلْتُ الْكَلَامَ وَاقْتَضَبْتُهُ إِذَا لَمْ تَكُنْ هَيَّأْتَهُ

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: افْتَلَتَ فُلَانٌ الْكَلَامَ: اقْتَرَحَهُ , وَابْتَشَكَهُ إِذَا كَذَبَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَشَرَجَ وَخَدَبَ: كُلُّهُ كَذَبَ وَقَالَ الْأَحْمَرُ: وَلَعَ يَلَعُ وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: إِذَا لَهِجَ الْفَصِيلُ بِالْمَصْرُورَةِ صَرَرْتَهَا رِجْلَ الْغُرَابِ بِنَكْسِ طَرَفِ التَّوْدِيَةِ الَّذِي يَلِي الْخِلْفَ الْمُؤَخَّرَ , فَتَشُدُّ بِهِ الْخِلْفَ الْمُقَدَّمَ , وَتُحَوِّلَ طَرَفُهُ الَّذِي يَلِي الْخِلْفَ الْمُقَدَّمَ فَتَشُدُّ بِهِ الْمُؤَخَّرَ لِيَكُونَ الصَّرُّ عَلَى سَجِيحَتِهِ , وَتَنْكُسُ طَرَفَ الْخِلْفَيْنِ , فَتَصُرُّهُ عَلَى أَقْصَى فَخِذِهَا مِمَّا يَلِي الذَّنَبَ لِئَلَّا يَقْدِرَ أَنْ يَجْعَلَهُ فِي فِيهِ قَالَ: [البحر الكامل] -[425]- لَهِجَ الْفَصِيلُ بِرَضْعِهَا ... فَصَرَرْتُهَا رِجْلَ الْغُرَابْ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] رِجْلَ الْغُرَابِ بِنَكْسِ رَأْسِ التَّوْدِيَهْ ... وَنَكْسِ صَرِّ الْخِلْفِ بَعْدَ التَّسْوِيَهْ

باب: جرل أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: الجرل والجرول: الأرض التي فيها غلظ , وحجارة وجلاميد وجنادل , أرض جرلة , وجرولة , وذات جرل , والجميع أجرال , وجرول وجراول أنشدنا: وإن هبطن بعد سهل جرولا ردين بالجندل منه جندلا ردين بالحجارة: رمين بها بحوافرهن

§بَابُ: جرل أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجَرَلُ وَالْجَرْوَلُ: الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا غِلَظٌ , وَحِجَارَةٌ وَجَلَامِيدُ وَجَنَادِلُ , أَرْضٌ جَرِلَةٌ , وَجَرْوَلَةٌ , وَذَاتُ جَرَلٍ , وَالْجَمِيعُ أَجْرَالٌ , وَجُرُولٌ وَجَرَاوِلُ أَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَإِنْ هَبَطْنَ بَعْدَ سَهْلٍ جَرْوَلَا ... رَدَيْنَ بِالْجَنْدَلِ مِنْهُ جَنْدَلَا رَدَيْنَ بِالْحِجَارَةِ: رَمَيْنَ بِهَا بِحَوَافِرِهِنَّ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: جَرْوَلَةٌ وَجَرَاوِلُ , وَجَرْوَلٌ , وَهِيَ الصَّخْرَةُ مِلْءُ الْكَفِّ إِلَى مَا أَطَاقَ , وَقَدْ جَرِلَ الطَّرِيقُ جَرَلًا قَالَ: يَا نَخْلُ ذَاتَ الْعَرْضِ وَالْجَرَاوِلِ ... تَطَاوَلِي مَا شِئْتِ أَنْ تَطَاوَلِي إِنَّا سَنَرْمِيكِ بِكُلِّ بَازِلِ ... رَحْبِ الْفُرُوجِ لَيِّنِ الْمَفَاصِلِ عَرَنْدَسِ الْخَلْقِ نَبِيلِ الْكَاهِلِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْجِرْيَالُ الْخَمْرُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ الزَّعْفَرَانَ , وَقَالَ آخَرُونَ: الدَّمُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز]

وَمُنْهَلٍ مُعَرَّدٍ بِالنُّهَالْ ... دِفْنٍ وَطَامٍ مَاؤُهُ كَالْجِرْيَالِ قَوْلُهُ: «مَنْهَلٌ» يُرِيدُ مَا انْدَفَنَ , وَالنُّهَالُ: الْعِطَاشُ وَطَامٍ مَاؤُهُ: لَا يُشْرَبُ , فَقَدْ طَمَى: ارْتَفَعَ

الحديث الثالث والعشرون:

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ:

باب: جذم

§بَابُ: جذم

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّرِيدِ , عَنْ أَبِيهِ , كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ §رَجُلٌ مَجْذُومٌ , فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا خَالِدٌ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ , سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ §لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ , حَدَّثَنِي سَالِمٌ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ حَاطِبًا , قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَمْ يَكُنْ §رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا لَهُ جِذْمٌ وَأَهْلٌ يَمْنَعُونَ أَهْلَهُ , فَكَتَبْتُ كِتَابًا رَجَوْتُ أَنْ يَمْنَعَ اللَّهُ بِذَلِكَ أَهْلِي

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ , حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ الْعَطَّارُ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ , عَنْ حَفْصِ بْنِ مُبَارَكٍ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ بَنِي سَدُوسٍ , يُقَالُ لَهُ: جَزْءٌ أَوْ رَجْزٌ السَّدُوسِيُّ -[430]-: أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الْيَمَامَةِ , فَقَالَ: «مَا هَذَا؟» قُلْتُ: الْجُذَامِيُّ , قَالَ: «§اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْجُذَامِيِّ» قَوْلُهُ: «لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ» وَكَانَ فِي ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ , وَالْجُذَامُ: دَاءٌ يَعْتَرِضُ فِي الرَّأْسِ يَتَشَوَّهُ مِنْهُ الْوَجْهُ , فَإِدَامَةُ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ. . . مَا لِيَسْتَكِينُوا لِذَلِكَ , وَيَرَوْا فَضْلَ غَيْرِهِمْ عَلَيْهِمْ , فَيَقِلَّ شُكْرُهُمْ , فَيَقُولُ: يَكْفِيَكُمْ قَلِيلُ النَّظَرِ عَنِ الْإِدَامَةِ , وَالْحَمْدُ عَلَى الْعَافِيَةِ وَلَهُ وَجْهٌ آخَرُ: يَخَافُ أَنْ يَتَّصِلَ بِالنَّاظِرِ مِنَ الْمَجْذُومِ مِنْ دَائِهِ مَا يُؤْذِيهِ كَمَا يَتَّصِلُ بِالْعَيْنِ الَّذِي أَصَابَتْهُ الْعَيْنُ مِنَ الْعَائِنِ فَقَدْ زَعَمَ الْأَصْمَعِيُّ عَنْ أَعْرَابِيٍّ كَانَ شَدِيدَ الْعَيْنِ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُعْجِبُنِي انْفَصَلَ مِنْ عَيْنِي حَرَارَةٌ شَدِيدَةٌ , فَكَأَنَّ تِلْكَ الْحَرَارَةَ اتَّصَلَتْ بِالْمَعِينِ , فَعَمِلَتْ فِيهِ وَقَوْلُهُ: «ارْجِعْ فَقَدْ بَايَعْنَاكَ» أَظُنُّهُ خَافَ أَنْ يُدِيمَ النَّظَرَ إِلَيْهِ -[431]- لِمَا غَيَّرَ الْجُذَامُ مِنْ خَلْقِهِ فَيَكْتَئِبُ الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ , وَيَقِلُّ شُكْرُهُ إِذِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ وَعَافَى غَيْرَهُ قَوْلُهُ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ» يَقُولُ: تَرَكَ الْعَمَلَ بِهِ , كَمَا قَالَ: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] أَيْ تَرَكُوا الْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ: تَرَكَهُمْ «لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ» مَقْطُوعَ الْيَدِ عَنِ التَّنَاوِلِ مِنْ خَيْرِ الْآخِرَةِ شَيْئًا وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر الطويل] وَمَا كُنْتُ إِلَّا مِثْلَ قَاطِعِ كَفِّهِ ... بِكَفٍّ لَهُ أُخْرَى فَأَصْبَحَ أَجْذَمَا وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ أَصْبَحَ رَاضِيًا ... بِوَاحِدَةٍ جَذْمَاءَ مِنْ قَصَبٍ عُشْرِ قَوْلُهُ «إِلَّا لَهُ جِذْمٌ» هُوَ الْأَصْلُ وَأَنْشَدَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو لِتَمِيمِ بْنِ أُبَيٍّ يَرْثِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ: لِيَبْكِ بَنُو عُثْمَانَ مَا دَامَ جِذْمُهُمْ ... عَلَيْهِ بِأَصْلَالٍ تُعَرَّى وَتُخْشَب لِيَبْكُوا عَلَى خَيْرِ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا ... تَخَوَّنَهُ رَيْبٌ مِنَ الدَّهْرِ مُعْطِبُ -[432]- وَيَا عَجَبَا لِلدَّهْرِ كَيْفَ أَصَابَهُ؟ ... وَمِنْ مِثْلِ مَا لَاقَى ابْنُ عَفَّانَ يُعْجَبُ الْأَصْلَالُ: السُّيُوفُ , وَالْأَصْلَالُ: الدَّوَاهِي , الْوَاحِدَةُ: صِلٌّ , وَتُخْشَبُ: تُصْقَلُ وَتُلَيَّنُ وَالْجَذْمُ: سُرْعَةُ الْقَطْعِ , وَالْإِجْذَامُ: السُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ، وَالْإِجْذَامُ: الْإِقْلَاعُ عَنِ الشَّيْءِ وَالْجُذَامِيُّ: نَخْلَةٌ بِالْيَمَامَةِ لَا أَعْرِفُ كَيْفَ هِيَ , وَلَهُمْ تَمْرٌ يُقَالُ لَهُ: يَبْذَخُ , وَلَهُمُ الْخَضْرَاءُ أَفْضَلُ نَخْلِهِمْ , هِيَ خَضْرَاءُ إِمَامَةَ نَبْتِ ثَاجٍ صَغِيرَةُ التَّمْرِ وَخَضْرَاءُ: عُلَيْبَةٌ فَاخِرَةٌ جَيِّدَةٌ وَالْعَتُودُ وَالْعَذْرَاءُ: حَسَنَةُ الطُّولِ تَزِيدُ فِي كُلِّ عَامٍ قَامَةً , شَدِيدَةُ الْجِذْعِ -[433]- وَالْفَيْحَاءُ: نَخْلَةٌ كَثِيرَةُ الْحِمْلِ , وَنَخَلَاتٌ نَبَاتُهُ حَمْرَاءُ , رَقِيقَةُ الْقِشْرِ وَجُذَامٌ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ حَالَفُوا الْيَمَنَ فَهُمُ الَّذِينَ بَكَاهُمُ الْكُمَيْتُ , وَزَعَمُوا أَنَّ شُعَيْبًا مِنْهُمْ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ , رَجُلٌ مِنْ جُذَامٍ أَنَّهُ شُعَيْبُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ وَائِلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرٍو , وَهُوَ جُذَامٌ , §وَتَبِعَ شُعَيْبًا طَائِفَةٌ مِنْ جُذَامٍ , وَآمَنُوا بِهِ، فَقَالَ جُنْحَبَارُ وَهُوَ سَيِّدُهُمْ يَوْمَئِذٍ: إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ مَنْ بَانَ قَوْلُهُ , وَلَمْ يُخَالِفْ فِعْلُهُ قَوْلَهُ , فَمَنِ انْجِذَمَ مِنْكُمْ فَسَمُّوهُ جُذَامًا , وَادْحَرُوهُمْ وَهُمْ رُغَامَى , فَإِنَّ جُذَامًا شَرُّ الْأَسْمَاءِ , وَدَاؤُهُ أَخْبَثُ الْأَدْوَاءِ، ثُمَّ قَالَ: [البحر الطويل] صَرَمْتُمْ جُذَامًا لَسْتُمُ لِأَبِيكُمُ ... صَرَمْتُمْ وِصَالًا فِي شُعَيْبِ الْأَقَارِبِ أَتَرْضَوْنَ مِنْ دِينِ الْأَكَارِمِ وَالْعُلَا ... بِدِينِ شُعَيْبٍ بُعْدَ دِينِ الْأَجَانِب فَأَجَابَهُ غَانِمٌ الْمُسْلِمُ لِشُعَيْبٍ: [البحر الطويل] أَلَا يَالَقَوْمِ لَلضَّلَالِ الْمُغَالِبِ ... وَبَيْعَةِ قَوْمٍ فِي عَلَاءِ الْأَثَايِب يُرِيدُونَ مِنَّا أَنْ نُرَاجِعَ دِينَهُمْ ... وَدُونَ الَّتِي يَرْجُونَ بَتْكُ الرَّوَاجِبِ

فَلَسْنَا نُبَالِي حِينَ لِلَّهِ أَمْرُنَا ... جُذَامًا دُعِينَا أَمْ لِعَمْرِو الْأَطَايِبِ

حَدَّثَنَا الفَضْلُ , عَنْ سَلَمَةَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ: " وَلَدُ مَدْيَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ §أَهْلُ مَدْيَنَ قَوْمُ شُعَيْبِ بْنِ مَيْكِيلَ هُوَ وَقَوْمُهُ مِنْ وَلَدِهِ , بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ

الحديث الرابع والعشرون:

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ:

باب: صنبر

§بَابُ: صنبر

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ , حَدَّثَنَا دَاوُدُ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ , فَقَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ: نَحْنُ أَهْلُ السَّدَانَةِ وَالسِقَايَةِ , أَفَنَحْنُ خَيْرٌ §أَمْ هَذَا الصُّنَيْبِيرُ الْمُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ؟ فَقَالَ: كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عَرْفَجَةَ , " وَقَفَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ , فَقَالَ: قَدْ §كُنْتَ تَجْمَعُ بَيْنَ قُطْرَيِ اللَّيْلَةِ الصِّنَّبْرَةِ قَائِمًا " قَوْلُهُ: «الصُّنَيْبِيرُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا دَقَّتِ النَّخْلَةُ مِنْ أَسْفَلِهَا وَانْجَرَدَ كَرَبُهَا قِيلَ: صَنْبَرَتْ

وَقِيلَ لِشَيْخٍ مِنَ الْعَرَبِ: مَا فَعَلَ نَخْلُ فُلَانٍ؟ قَالَ: عَشَّ مِنَ أَعَالِيهِ , وَصَنْبَرَ مِنْ أَسَافِلِهِ عَشَّ: إِذَا صَغُرَ رَأْسُهَا , وَقَلَّ سَعَفُهَا فَهِيَ عَشَّةٌ وَهِيَ الْعَشَاشُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الصُّنْبُورُ: النَّخْلَةُ الدَّقِيقَةُ الْأَسْفَلِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الصُّنْبُورُ الضَّعِيفُ الْفَرْدُ الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهُ وَلَا امْتِنَاعَ , قَالَ: [البحر البسيط] يُخَلَّفُونَ وَيَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ ... عُشُّ الْأَمَانَةِ صُنْبُورٌ فَصُنْبُورُ قَوْلُهُ: «اللَّيْلَةِ الصِّنَّبْرَةِ» سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الصِّنَّبْرَةُ: الشَّدِيدَةُ الْبَرْدِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] فَلَمَّا شَتَا سَاقَتْهُ مِنْ طُرَّةِ اللِّوَى ... إِلَى الرَّمْلِ صِنَّبْرُ الشَّمَالِ وَدَاجِنُ وَصَفَ ثَوْرًا فَقَالَ: لَمَّا جَاءَ الشِّتَاءُ سَاقَتْهُ: طَرَدَتْهُ وَطُرَّةُ اللِّوَى: طَرَفُهُ حَيْثُ يُفْضِي إِلَى الْجُدَدِ

وَدَاجِنٌ: سَحَابٌ مُظْلِمٌ وَقَالَ غَيْرُ أَبِي نَصْرٍ: الصِّنَّبْرَةُ: رِيحٌ بَارِدَةٌ فِي غَيْمٍ , وَأَنْشَدَ: [البحر الرمل] وَجِفَانٍ تَعْتَرِي مَجْلِسَنَا ... وَسَدِيفٍ حِينَ هَاجَ الصِّنَّبِرْ

الحديث الخامس والعشرون

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ

باب: عذق

§بَابُ: عذق

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ سَالِمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: " هَلْ لَكَ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ وَعِنْدَهُ نَخْلٌ وَشَجَرٌ , §فَدَعَا عِذْقًا مِنْهَا , فَأَقْبَلَ , وَهُوَ يَسْجُدُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبَانُ , عَنْ قَتَادَةَ , كَانَ الْحَسَنُ وَسَعِيدٌ §لَا يَرَيَانِ بَأْسًا أَنْ يُنْتَبَذَ الْعِذْقُ بِمَا فِيهِ قَوْلُهُ: " فَدَعَا عِذْقًا , وَيُنْتَبَذُ الْعِذْقُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعِذْقُ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ النَّخْلَةُ , وَالْعِذْقُ: الْقِنْوُ , يُقَالُ: اغْرِسِي عِذْقَ كَذَا , فَإِنَّهُ عِذْقٌ حَاشِكٌ , وَالْحَاشِكُ: الَّذِي يَكْثُرُ حِمْلُهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْعِذْقُ: الْكِبَاسَةُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل]

وَمِنْ غَطَفَانَ عِذْقُ صِدْقٍ مُمَنَّعُ ... عَلَى رِغْمِ أَقْوَامٍ مِنَ النَّاسِ يَانِعُ وَقَالَ الْأَعْشَى: [البحر البسيط] تَلْوِي بِعِذْقٍ خِضَابٍ كُلَّمَا خَطَرَتْ ... عَنْ فَرْجِ مَعْقُومَةٍ لَمْ تَتَّبِعْ رِيعَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَعْذَقَ الْإِذْخِرَ: إِذَا أَخْرَجَ ثَمَرَهُ وَالْعِذْقُ: أَنْ تُعَلَّمَ الشَّاةُ بِصُوفَةٍ تُخَالِفُ لَوْنَهَا , عَذَقْتُهَا فَأَنَا أَعْذُقُهَا عَذْقًا , وَهِيَ مَعْذُوقَةٌ , وَعَذَقْتُهُ بِشَرٍّ إِذَا أَثَّرْتَ فِيهِ أَثَرًا يَبْقَى , وَالْعِذْقُ: مَوْضِعٌ قَالَ رُؤْبَةُ: [البحر الرجز] قَوَارِبًا مِنْ وَاحِفٍ بَعْدَ الْعَبَقْ ... لِلْعَدِّ إِذْ أَخْلَفَهَا مَاءُ الطَّرَقِ مِنَ الْقَرِيَّيْنِ وَخَبْرَاءِ الْعِذَقْ وَصَفَ حُمُرًا وَرَدَتْ مَاءً , وَقَالَ: هِيَ قَوَارِبُ , وَالْقَرَبُ: سَيْرُ الْيَوْمِ لِوِرْدِ غَدٍ

مِنْ وَاحِفٍ: مَوْضِعٌ لَزِمْنَهُ وَعَبِقْنَ بِهِ وَالْعِدُّ: الْمَاءُ لَهُ مَادَّةٌ وَالطَّرْقُ: مَاءٌ يُبَالُ فِيهِ , وَيَكْدُرُ , فَقَالَ: الطَّرَقُ فَحَرَّكَهُ ضَرُورَةً , يَقُولُ: أَخْلَفَهَا مَاءُ الطَّرْقِ مِنَ الْقَرِيَّيْنِ , وَمِنْ خَبْرَاءَ: أَرْضٌ تُنْبِتُ السِّدْرَ , وَالْعِذَقُ: أَرْضٌ

باب: قذع القذع: سوء القول من الفحش , قذعته قذعا أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي يقال: أقذعه إقذاعا: إذا أسمعه كلاما قبيحا , وقذعه يقذعه: إذا رده , ووذأه وذأ إذا حقره

§بَابُ: قذع الْقَذَعُ: سُوءُ الْقَوْلِ مِنَ الْفُحْشِ , قَذَعْتُهُ قَذْعًا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَقْذَعَهُ إِقْذَاعًا: إِذَا أَسْمَعَهُ كَلَامًا قَبِيحًا , وَقَذَعَهُ يَقْذَعُهُ: إِذَا رَدَّهُ , وَوَذَأَهُ وَذْأً إِذَا حَقَرَهُ

الحديث السادس والعشرون:

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ:

باب: نحر

§بَابُ: نحر

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِثَمَانَ عَشْرَةَ بَدَنَةً , فَقَالَ: إِنْ أُزْحِفَ عَلَيَّ مِنْهَا شَيْءٌ؟ قَالَ: «§تَنْحَرُهَا ثُمَّ تَصْبُغُ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَتَانِي ابْنُ مَسْعُودٍ فِي §نَحْرِ الظَّهِيرَةِ , فَقُلْتُ: أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ؟

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْكُلَيْبِيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] قَالَ: وَضَعَ يَدَهُ عِنْدَ النَّحْرِ "

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ دِثَارٍ , عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ , خَرَجَ عَلِيٌّ وَقَدْ بَكَّرُوا بِصَلَاةِ الضُّحَى , فَقَالَ: «§نَحَرُوهَا نَحَرَهُمُ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَمْثَلَ النَّاسِ §التَّاجِرُ النِّحْرِيرُ الَّذِي يَجْمَعُ كُلَّ السِّلَعِ قَوْلُهُ: «وَانْحَرْهَا» النَّحْرُ: ذَبْحُ الْبَعِيرِ فِي مَنْحَرِهِ فَالْإِبِلُ تُنْحَرُ وَلَا تُذْبَحُ , وَالْبَقَرُ تُذْبَحُ وَتُنْحَرُ , وَالْغَنَمُ تُذْبَحُ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ: «§النَّحْرُ لِلْإِبِلِ , وَالْبَقَرُ إِنْ شِئْتَ ذَبَحْتَ , وَإِنْ شِئْتَ نَحَرْتَ , -[444]- وَأَمَّا الْغَنَمُ فَالذَّبْحُ لِأَنَّ فِي حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ فَنَحَرُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ خَثْعَمَ , عَنْ مُجَاهِدٍ , {§فَذَبَحُوهَا} [البقرة: 71] قَالَ: «كَانَ الذَّبْحُ فِيهِمْ , وَالنَّحْرُ فِيكُمْ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَهَذَا الْقَوْلُ كَأَنَّهُ ذَبْحُ الْبَقَرِ كَانَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ , وَنَحْرُهَا لَنَا , وَالَّذِي شَاهَدْنَا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ أَنَّ الْبَقَرَ تُذْبَحُ لَيْسَ تُنْحَرُ؛ لِأَنَّ النَّحْرَ وَجْءٌ فِي أَصْلِ الْعُنُقِ , وَالذَّبْحَ فِي آخِرِهِ مِمَّا يَلِي الرَّأْسَ , قَوْلُهُ: أَتَانِي فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ حِينَ تَبْلُغُ الشَّمْسُ مُنْتَهَاهَا مِنَ الِارْتِفَاعِ وَقَولُهُ: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] فَوَضَعَ يَدَهُ عِنْدَ النَّحْرِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ النَّحْرُ: مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ , وَهِيَ اللَّبَّةُ وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر المنسرح] -[445]- تَلْقَاكَ بِالنَّحْرِ وَهْيَ مُدْبِرَةٌ ... بِالْبَوْصِ مِنْهَا تَكَادُ تَنْعَقِدُ كَانَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ يَفْتَحُ الْبَاءَ مِنَ الْبَوْصِ , وَغَيْرُهُ يَضُمُّهَا , وَهِيَ الْعَجُزُ وَقَالَ عَلِيٌّ فِي قَوْلِهِ {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] مِثْلَ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى خِلَافِهِ , كُلُّهُمْ يَجْعَلُهُ نَحْرَ الْبُدْنِ , مِنْهُمْ: مُجَاهِدٌ , وَسَعِيدٌ , وَالْحَسَنُ , وَعَطَاءٌ , وَأَبُو جَعْفَرٍ , وَالضَّحَّاكُ , وَعِكْرِمَةُ , وَعَطِيَّةُ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , قَالَ: هُوَ النَّحْرُ , اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِنَحْرِكَ وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: مَنَازِلُهُ تَنَاحَرٌ , أَيْ هَذَا بِنَحْرِ هَذَا , أَيْ قُبَالَتَهُ , وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ بَنِي أَسَدٍ: [البحر الطويل] أَبَا حَكَمٍ هَلْ أَنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أَهْلِ الْأَبْطَحِ الْمُتَنَاحِرِ؟ قَوْلُهُ: نَحَرُوهَا نَحَرَهَمُ اللَّهُ , يَقُولُ: صَلَّوْهَا فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا , وَالنُّحُورُ: أَوَائِلُ الشُّهُورِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] أَرْمِي النُّحُورَ فَأُشْوِيهَا وَتَثْلِمُنِي ... ثَلْمَ الْإِنَا ثُمَّ أَغْدُو غَيْرَ مُنْتَصِرِ أُشْوِيهَا: أُخْطِئُهَا قَوْلُهُ: تَاجِرٌ نِحْرِيرٌ , هُوَ الْحَاذِقُ الْعَالِمُ بِالتِّجَارَةِ

باب: حرن سمعت ابن الأعرابي , يقول: الحران في الدابة , والخلاء في الناقة أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: خلأت الناقة خلاء إذا حرنت والحران: أن يقف فلا يتحرك وإن ضرب وقال التوزي: الحرون من الخيل الذي يقوم فلا يبرح والصفون: الذي يتلكأ في حضره , ويقصر عن

§بَابُ: حرن سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ , يَقُولُ: الْحِرَانُ فِي الدَّابَّةِ , وَالْخِلَاءُ فِي النَّاقَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: خَلَأَتِ النَّاقَةُ خِلَاءً إِذَا حَرَنَتْ وَالْحِرَانُ: أَنْ يَقِفَ فَلَا يَتَحَرَّكَ وَإِنْ ضُرِبَ وَقَالَ التَّوَّزِيُّ: الْحَرُونُ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي يَقُومُ فَلَا يَبْرَحُ وَالصَّفُونُ: الَّذِي يَتَلَكَّأُ فِي حُضْرِهِ , وَيَقْصُرُ عَنِ الْحِرَانِ. وَالْخَنُوسُ الَّذِي يَمْضِي فِي حُضْرِهِ ثُمَّ يَخْنِسُ كَأَنَّمَا يَرْجِعُ الْقَهْقَرَى وَالرَّوَّاغُ: الَّذِي يَعْدِلُ يَمِينًا وَشِمَالًا , وَهُوَ جَادٌّ فِي حُضْرِهِ وَالْحَيُوصُ: يَعْدِلُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْمُشْتَقُّ: الَّذِي يَدَعُ طَرِيقَهُ , ثُمَّ يَعْدِلُ , ثُمَّ يَمْضِي عَلَى عُدُولِهِ وَالْجَمُوحُ: الشَّدِيدُ الرَّأْسِ الَّذِي يَغْلِبُ فَارِسَهُ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ بِهِ حَيْثُ شَاءَ وَالطَّمُوحُ: الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ فِي حُضْرِهِ , وَلَا يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ

وَالْمُعْتَزِمُ: الَّذِي يَجْمَحُ أَحْيَانًا , وَيَدَعُ أَحْيَانًا وَالشَّمُوسُ: الَّذِي يَمْنَعُ السَّرْجَ وَالشَّبُوبُ: الَّذِي يَقُومُ عَلَى رِجْلَيْهِ , وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَالْغِرْبُ: الَّذِي لَا يَبْرَحُ لِلْكَفِّ حِينَ يُبْعِدُ بِفَارِسِهِ وَالْفَرَسُ يَخْبِطُ بِيَدَيْهِ وَالضَّرْبُ بِالرِّجْلَيْنِ جَمِيعًا وَالرُّمْحُ بِإِحْدَى رِجْلَيْهِ وَالْكَدْمُ وَالْعَذْمُ وَالْعَضُّ وَاحِدٌ وَالْمَرِحُ تَحْتَ الْفَارِسِ يَبْغِي وَيَخْتَالُ وَالْهَبِصُ يَهْبِصُ وَهُوَ مُوثَقٌ , وَمَخْلُوعٌ , فَهَبَصُهُ: عَجْنٌ بِيَدَيْهِ , وَنَقْزٌ , وَوَثْبٌ -[448]- وَالزَّعَلُ: خَبَبٌ وَاسْتِنَانٌ , وَكَثْرَةُ صَهِيلٍ وَالِاسْتِنَانُ: أَنْ يَحْضُرَ , وَلَيْسَ عَلَيْهِ فَارِسٌ , فَإِذَا رَفَعَ ذَنَبَهُ فِي اسْتِنَانِهِ , أَوْ تَحْتَ فَارِسِهِ فِي حُضْرِهِ فَهُوَ مُكْتَئِرٌ

باب: رنح

§بَابُ: رنح

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُمَيْرٍ , كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ إِذَا نَظَرَ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ , قَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا قَدْ §تَرَنَّحَ لَهُ» يَقُولُ: تَحَرَّكَ لَهُ وَطَلَبَهُ , وَالتَّرَنُّحُ: الْمَيْدُ وَالتَّحَرُّكُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] وَنَاصِرُكَ الْأَدْنَى عَلَيْهِ ظَعِينَةٌ ... تَمِيدُ إِذَا اسْتَعْبَرَتْ مَيْدَ الْمُرَنَّحِ يَقُولُ لِابْنِهِ صَمْصَامٍ: إِنْ تَزَوَّجَتْ أُمُّكَ بَعْدِي , فَأَذَالَ زَوْجُهَا , فَأَتَيْتَهَا تَبْكِي وَتَشْكُو فَنَاصِرُكَ الْأَدْنَى , وَهِيَ أُمُّكَ , عَلَيْهِ: عَلَى زَوْجِ أُمِّكِ , ظَعِينَةٌ: هِيَ أُمُّكَ -[450]- تَمِيدُ: تَحَرَّكُ إِذَا اسْتَعْبَرْتَ: إِذَا جِئْتَهَا تَبْكِي كَمَا يَمِيدُ الْمُرَنَّحُ وَالْحِنَّوْرَةُ: دُوَيْبَةٌ صَغِيرَةٌ

الحديث السابع والعشرون:

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ:

باب: نعر

§بَابُ: نعر

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ §عِرْقٍ نَعَّارٍ , وَمِنْ حَرِّ النَّارِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ: صَلَّى بِنَا مُصْعَبٌ , فَلَمَّا فَرَغَ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ , فَقَالَ عُبَيْدَةُ: " §قَاتَلَهُ اللَّهُ , نَعَّارٌ بِالْبِدَعِ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ , حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْبَاهِلِيُّ , حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَصْرَمَ , سَمِعْتُ عَلِيًّا , يَقُولُ: «اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلَامَ ثَقِيفٍ , ذَيَّالٌ , مَيَّالٌ , بِهِ عُرَنَةٌ» §يَعْنِي نُعَرَةً تَعْتَرِي الْمَلِكَ

قَوْلُهُ: «مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ: نَعَرَ الْعِرْقُ نَعْرًا وَنُعْرَانًا بِالدَّمِ إِذَا لَمْ يَرْقَأْ , يُرِيدُ اهْتَزَّ بِالدَّمِ وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] وَبَجَّ كُلَّ عَانِدٍ نَعُورِ ... أَجْوَفَ ذِي قَوَّارَةٍ فَؤُورِ وَصَفَ ثَوْرًا طَعَنَ كِلَابًا فَبَجَّ: شَقَّ كُلَّ عِرْقٍ لَا يَرْقَأُ عَانِدٍ: يَفُوحُ بِالدَّمِ نَعُورِ: نَعَرَ الْعِرْقُ يَنْعَرُ إِذَا دَفَعَ بِالدَّمِ أَجْوَفَ: وَاسِعٍ ذِي قَوَّارَةٍ يَفُورُ قَوْلُهُ: «نَعَّارٌ بِالْبِدَعِ» يُقَالُ: نَعَرَ النَّاعِرُ , إِذَا صَاحَ , قَالَ أَبُو نَصْرٍ: نَعَرَ يَنْعَرُ نَعِيرًا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: إِنَّهُ لَنَعِرٌ إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْغَضَبِ قَوْلُهُ: «بِهِ نُعَرَةٌ» ذُبَابُ الْحَمِيرِ أَزْرَقُ , فَيَرْفَعُ الْحِمَارُ إِذَا دَخَلَ فِي أَنْفِهِ رَأْسَهُ , فَشُبِّهَ الْمُتَكَبِّرُ بِهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَكَ , وَهِيَ الْخُيَلَاءُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: مُطِرْنَا فِي نُعَرَةِ الصَّيْفِ , أَيْ فِي أَوَّلِهِ , وَنُعَرَةُ الرَّبِيعِ وَالنُّعَرَةُ: ذُبَابٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر المتقارب]

فَظَلَّ يُرَنِّحُ فِي غَيْطَلٍ ... كَمَا يَسْتَدِيرُ الْحِمَارُ النَّعِرْ يُرَنِّحُ: يَمِيلُ كَالسَّكْرَانِ غَيْطَلٍ: شَجَرٍ مُلْتَفٍّ , وَالْغَيْطَلَةُ: الْجَلَبَةُ , وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] بِعَازِبِ النَّبْتِ يَرْتَاحُ الْفُؤَادُ لَهُ ... رَأْدَ النَّهَارِ لِأَصْوَاتٍ مِنَ النَّعَرِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّعُورُ: الرِّيحُ الَّتِي تَفْجُؤُكَ بِبَرْدٍ , وَأَنْتَ فِي حَرٍّ , أَوْ بِحَرٍّ وَأَنْتَ فِي بَرْدٍ بِنَفْحٍ شَدِيدٍ

باب: عرن أخبرنا أبو نصر , عن الأصمعي: العرن كالقروح والشقاق , يكون في اليدين والرجلين , والعرن داء يأخذ في رجل الدابة والعران: خشبة تجعل في أنف البعير , قال خليفة بن ربعي: ومنها يوم تخطم سيديكم تميم بالأزمة والعران فأغضيتم على ذاكم عيونا كما ضرب

§بَابُ: عَرَنَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَرَنُ كَالْقُرُوحِ وَالشُّقَاقِ , يَكُونُ فِي الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ , وَالْعُرْنُ دَاءٌ يَأْخُذُ فِي رِجْلِ الدَّابَّةِ وَالْعِرَانُ: خَشَبَةٌ تُجْعَلُ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ , قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ رِبْعِيٍّ: [البحر الوافر] وَمِنْهَا يَوْمَ تَخْطِمُ سَيَّدَيْكُمْ ... تَمِيمٌ بِالْأَزِمَّةِ وَالْعِرَانِ فَأَغْضَيْتُمْ عَلَى ذَاكُمْ عُيُونًا ... كَمَا ضُرِبَ الْمُعَبَّدُ بِالْحِرَانِ وَالْعِرَانُ: مِسْمَارٌ يُجْعَلُ بَيْنَ ثَعْلَبِ الرُّمْحِ وَجُبَّةِ السِّنَانِ وَالْعِرْنِينُ: الْأَنْفُ , الْجَمِيعُ عَرَانِينُ , وَقَالَ لِي أَبُو نَصْرٍ: هُوَ الْأَنْفُ كُلُّهُ وَأَنْشَدَنِي لِذِي الرُّمَّةِ: [البحر البسيط] تَثْنِي النِّقَابَ عَلَى عِرْنِينِ أَرْنَبَةٍ ... شَمَّاءَ مَارِنُهَا بِالْمِسْكِ مَرْثُومُ وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا: [البحر البسيط] بِشْرٌ وَعَمْرٌو وَعَبْدُ اللَّهِ رُفْقَتُهُ ... تِلْكَ الْعَرَانِينُ فَوْقَ النَّاسِ وَالْقُلَلُ

وَالْعَرِينُ: الْأَجَمَةُ , قَالَ الطِّرِمَّاحُ: [البحر الوافر] أَحَمُّ سَرَاةِ أَعْلَى اللَّوْنِ مِنْهُ ... كَلَوْنِ سَرَاةِ ثُعْبَانِ الْعَرِينِ وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: الْعَرِينُ اللَّحْمُ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: عَرَانِينُ الْمَطَرِ: أَوَائِلُهُ , قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] كَأَنَّ ثَبِيرًا فِي عَرَانِينِ وَبْلِهِ ... كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: سِقَاءٌ مَعْرُونٌ: دُبِغَ بِالْعِرْنَةِ , وَالْعِرْنَةُ: عُرُوقُ شَجَرٍ

باب: رعن قال الله تعالى: لا تقولوا راعنا غير منون وكذا قرأت القراء أبو عبد الرحمن , وعكرمة , ومجاهد , وأبو مالك , وعطاء , والأعرج , وعاصم , وحمزة , والأعمش , وأبو عمرو , والجحدري , وابن محيصن , وقتادة , وشيبة , ونافع , وأبو جعفر وأجمع المفسرون على ذلك

§بَابُ: رَعَنَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تَقُولُوا رَاعِنَا} [البقرة: 104] غَيْرَ مُنَوَّنٍ وَكَذَا قَرَأَتِ الْقُرَّاءُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَعِكْرِمَةُ , وَمُجَاهِدٌ , وَأَبُو مَالِكٍ , وَعَطَاءٌ , وَالْأَعْرَجُ , وَعَاصِمٌ , وَحَمْزَةُ , وَالْأَعْمَشُ , وَأَبُو عَمْرٍو , وَالْجَحْدَرِيُّ , وَابْنُ مُحَيْصِنٍ , وَقَتَادَةُ , وَشَيْبَةُ , وَنَافِعٌ , وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى ذَلِكَ كَذَا أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: رَاعِنَا , يَقُولُ: أَرْعِنَا سَمْعَكَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ رَاعِنَا مِنَ الْمُرَاعَاةِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: رَاعِنَا مِنْ رَاعَيْتُ: حَافَظْتُ وَتَعَاهَدْتُ إِذَا لَمْ تُنَوَّنْ , وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: (رَاعُونَا) وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ , إِلَّا أَنَّ قِرَاءَةَ عَبْدِ اللَّهِ لِلْجَمِيعِ

وَقَرَأَ الْحَسَنُ (رَاعِنًا) مُنَوَّنٌ , فَنَصَبَ , فَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ: لَا تَقُولُوا حُمْقًا , كَأَنَّهُ مِنَ الرُّعُونَةِ , يُقَالُ: رَجُلٌ أَرْعَنُ , وَامْرَأَةٌ رَعْنَاءُ: إِذَا عُرِفَ الْمُوقُ فِي مَنْطِقِهَا وَالرَّعْنُ: أَنْفُ الْجَبَلِ , وَالْجَمْعُ رُعوَنٌ , وَرِعَانٌ وَكَبْشٌ أَرْعَنُ: لَهُ فُضُولٌ كَفُضُولِ الْجَبَلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرَّعْنُ: الْأَنْفُ مِنَ الْجَبَلِ يَتَقَدَّمُ فَيُسْبِلُ فِي الْأَرْضِ

الحديث الثامن والعشرون

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ

باب: غرل

§بَابُ: غرل

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً §حُفَاةً غُرْلًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: الْأَغْرَلُ وَالْأَقْلَفُ , وَهِيَ الْغُرْلَةُ وَالْقُلْفَةُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَغَلَ الْجَدْيُ أُمَّهُ يَرْغَلُهَا إِذَا رَضِعَهَا قَهْرًا وَالرُّغْلُ: نَبْتٌ وَهُوَ السَّرْحُ , أَرْغَلَتِ الْأَرْضُ: أَنْبَتَتِ الرُّغْلَ , قَالَ: بَاتَتْ مِنَ الْخُلَصَاءِ فِي رُغْلٍ أَغَنَّ

الحديث التاسع والعشرون:

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ:

باب: قمن

§بَابُ: قمن

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ , فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ» يُقَالُ: قَمِنٌ , وَخَلِيقٌ , وَجَدِيرٌ , وَحَرِيٌّ: أَيْ قَرِيبٌ وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَقَمِنٌ , وَمَا كُنْتُ قَمِينًا وَقَمِنًا , وَإِنَّهُ لَقَمَنٌ مِنْهُ , وَمِئَنَّةٌ أَيْ عَادَةٌ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيِّ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَّا: خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ فَرُفِعَ لَنَا قَصْرٌ , فَمِلْنَا إِلَيْهِ , فَإِذَا الْبَابُ قَدِ انْفَرَجَ عَنْ مِثْلِ الْغَزَالِ , ثُمَّ شَجَّ الْبَابَ بِيَدَيْهِ , فَقَالَ: يَا فَتَيَانُ , مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: أَضَامِيمُ مِنْ هَهُنَا قَالَتْ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ: [البحر البسيط]

§مَنْ كَانَ يَسْأَلُ عَنَّا أَيْنَ مَنْزِلُنَا ... فَالْأُقْحُوَانَةُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ إِذْ نَلْبَسُ الْعَيْشَ صَفْوًا لَا يُكَدِّرُهُ ... قَوْلُ الْوُشَاةِ وَلَا يَنْبُو بِنَا الزَّمَنُ مَنْ كَانَ ذَا شَجَنٍ بِالشَّامِ يَحْبِسُهُ ... فَإِنَّ غَيْرِي مَنْ أَمْسَى لَهُ شَجَنُ وَإِنَّ ذَا الْقَصْرَ حَقًّا مَا بِهِ وَطَنِي ... لَكِنْ بِمَكَّةَ حَقُّ الدَّارِ وَالْوَطَنُ ثُمَّ شَهِقَتْ شَهْقَةً , فَسَقَطَتْ , فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ مُتَجَالَّةٌ , فَقَالَتْ: لَكِ فِي كُلِّ يَوْمٍ هَذَا مَرَّاتٍ , وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ خَيْرٌ لَكِ مِنْ هَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَذَا الشِّعْرُ لَيْسَ لَهَا إِنَّمَا تَمَثَّلَتْ بِهِ , وَهُوَ لِلْحَارِثِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ كَانَ مِنْ وُجُوهِ بَنِي مَخْزُومٍ , اسْتَعْمَلَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَى مَكَّةَ , ثُمَّ عَزَلَهُ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ

وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] إِذَا جَاوَزَ الِاثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ ... بِنَثِّ وَتَكْثِيرِ الْوُشَاةِ قَمِينُ وَقَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الوافر] بِهَمْهَمَةٍ يُرَدِّدُهَا حَشَاهُ ... قَمِينٌ أَنْ تَتِمَّ عَلَى اللَّهَاةِ

باب: نقم

§بَابُ: نقم

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ , حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , أَدْرَكْتُ عُثْمَانَ وَأَنَا غُلَامٌ , فَسَمِعْتُهُ يَخْطُبُ , يَقُولُ: §مَا تَنْقِمُونَ عَلَيَّ؟ فَمَا يَوْمٌ إِلَّا وَهُمْ يَقْتَسِمُونَ فِيهِ خَيْرًا وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ} [البروج: 8] , وَقَالَ: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا} [الأعراف: 126]

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا بَهْزٌ , عَنْ مُبَارَكٍ , عَنِ الْحَسَنِ: §قَرَأَ (تَنْقَم مِّنَّا) بِكَسْرِ الْقَافِ وَإِدْغَامِ الْمِيمِ " وَكَذَا قَرَأَ أَبُو رَجَاءٍ , وَالْأَعْرَجُ وَيُقَالُ: نَقَمَ يَنْقِمُ نَقْمًا , وَنَقِمَ يَنْقَمُ , وَنَقِمْتُ نَقِيمَةً إِذَا أَنْكَرْتُ الْأَمْرَ , وَانْتَقَمْتُ مِنْهُ: عَاقَبْتُهُ بِمَا صَنَعَ قَالَ: [البحر الطويل] فَلَا تَكْتُمَنَّ اللَّهَ مَا فِي نُفُوسِكُمْ ... لِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللَّهُ يَعْلَمِ يُؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ ... لِيَوْمِ الْحِسَابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ

باب: نمق يقال: نمقت الكتاب: حسنته وجودته , قال النابغة: كأن مجر الرامسات ذيولها عليه قضيم نمقته الصوانع الرامسات: الرياح ذيولها: مآخيرها قضيم: صحيفة نمقته: زينته شبه آثار الديار بنطع قد زين جوله بالصحف

§بَابُ: نمق يُقَالُ: نَمَّقْتُ الْكِتَابَ: حَسَّنْتُهُ وَجَوَّدْتُهُ , قَالَ النَّابِغَةُ: [البحر الطويل] كَأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِسَاتِ ذُيُولَهَا ... عَلَيْهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِعُ الرَّامِسَاتُ: الرِّيَاحُ ذُيُولَهَا: مَآخِيرَهَا قَضِيمٌ: صَحِيفَةٌ نَمَّقَتْهُ: زَيَّنَتْهُ شَبَّهَ آثَارَ الدِّيَارِ بِنِطْعٍ قَدْ زُيِّنَ جُولُهُ بِالصُّحُفِ

باب قنم القنم: ما لزق باليد من رائحة الزيت والغمر: من رائحة اللحم والوضر: من السمن والضمر: من السمك والزهم: ريح لحم متغير

§بَابَ قنم الْقَنَمُ: مَا لَزِقَ بِالْيَدِ مِنْ رَائِحَةِ الزَّيْتِ وَالْغَمَرُ: مِنْ رَائِحَةِ اللَّحْمِ وَالْوَضَرُ: مِنَ السَّمْنِ وَالضَّمْرُ: مِنَ السَّمَكِ وَالزُّهْمُ: رِيحُ لَحْمٍ مُتَغَيِّرٍ

الحديث الثلاثون:

§الْحَدِيثُ الثَّلَاثُونَ:

باب: ضبح

§بَابُ: ضبح

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ , حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَعَثَ خَيْلًا فَأَشْهَرَتْ لَمْ يَأْتِهِ مِنْهَا خَبَرٌ , §فَنَزَلَتْ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1] وَالضَّبْحُ فِيمَا حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ضَبْحُهَا: نَفَسُهَا بِمَشَافِرِهَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الضَّبْحُ: أَصْوَاتُ أَنْفَاسِ الْخَيْلِ إِذَا عَدَوْنَ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: ضَبْحًا أَيْ: ضَبْعًا , ضَبَحَتْ وَضَبَعَتْ وَاحِدٌ

وَيُقَالُ: تَضْبَحُ: تَنْحِمُ , صَوْتٌ لَهَا خَفِيٌّ وَقَالَ الْخَلِيلُ: ضَبَحْتُ الْعُودَ بِالنَّارِ: أَحْرَقْتُ شَيْئًا مِنْ أَعَالِيهِ , وَكَذَلِكَ حِجَارَةُ النَّارِ مَضْبُوحَةٌ , كَأَنَّهَا مُحْتَرِقَةٌ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: " ضُبِّحَ: كُسِّرَ , وَمَضْبُوحٌ: مَكْسُورٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] يَدَعْنَ تُرْبَ الْأَرْضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ ... وَالْمَرْوَ ذَا الْقَدَّاحِ مَضْبُوحَ الْفِلَقْ وَصَفَ حُمُرًا رَكَضَتْ فَتَرَكَتِ التُّرَابَ قَدْ جُنَّ: ارْتَفَعَ وَالصِّيَقُ: الْغُبَارُ وَالْمَرْوُ: حِجَارَةُ النَّارِ , تُقْدَحُ مِنْهَا وَمَضْبُوحٌ: مَكْسُورٌ , وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] سَبَارِيتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ رَكْبِهَا ... مِنَ الصَّوْتِ إِلَّا مِنْ ضُبَاحِ الثَّعَالِبِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: ضَبَحَ الْبُومُ يَضْبَحُ ضُبُوحًا

باب: حضب أخبرني أبو عمر , عن الكسائي: قرأ ابن عباس: حضب وقرأ علي: " حطب " والقراء: " حصب " ويقال: حصب جهنم , وحضب والحضب والحصب: ما حصبت به النار أخبرنا سلمة , عن الفراء: الحضب: كل ما هيجت به النار , وأوقدتها به فهو حضب

§بَابُ: حضب أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَبُ وَقَرَأَ عَلِيٌّ: «حَطَبُ» وَالْقُرَّاءُ: «حَصَبُ» وَيُقَالُ: حَصَبُ جَهَنَّمَ , وَحَضَبُ وَالْحَضَبُ وَالْحَصَبُ: مَا حصَبْتَ بِهِ النَّارُ -[468]- أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْحَضَبُ: كُلُّ مَا هَيَّجْتَ بِهِ النَّارَ , وَأَوْقَدْتَهَا بِهِ فَهُوَ حَضَبٌ

باب: حبض أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: يقال أحبضت حقه إحباضا , وحبض يحبض حبوضا إذا بطل , وأبطلت حقه حتى يبطل بطولا , وحبض السهم: إذا وقع بين يديك , وحبض ماء البئر إذا غار والحابض: السهم الذي يقع بين يدي الرامي أخبرنا عمرو , عن أبيه: حبض القوم: نقصوا

§بَابُ: حبض أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ أَحْبَضْتُ حَقَّهُ إِحْبَاضًا , وَحَبَضَ يَحْبِضُ حُبُوضًا إِذَا بَطَلَ , وَأَبْطَلْتُ حَقَّهُ حَتَّى يَبْطُلَ بُطُولًا , وَحَبَضَ السَّهْمُ: إِذَا وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْكَ , وَحَبَضَ مَاءُ الْبِئْرِ إِذَا غَارَ وَالْحَابِضُ: السَّهْمُ الَّذِي يَقَعُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّامِي أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: حَبَضَ الْقَوْمُ: نَقَصُوا وَذَلُّوا , قَالَ: [البحر الوافر] فَإِنْ أَهْلِكْ فَرُبَّ حُمَاةِ قَوْمٍ ... تَرَكْتُ وَقَدْ بَدَا مِنْهُمْ حُبُوضُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ الْمَحَابِضُ , وَاحِدُهَا , مِحْبَضٌ , وَهِيَ الْمَشَاوِرُ , وَاحِدَتُهَا مِشْوَرٌ , وَهِيَ الَّتِي يُشْتَارُ بِهَا الْعَسَلُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] كَأَنَّ أَصْوَاتَهَا مِنْ حَيْثُ تَسْمَعُهَا ... صَوْتُ الْمَحَابِضِ يَخْلِجْنَ الْمَحَارِينَا وَصَفَ أَرْضًا بِهَا ضُبَاحُ الْحَمَامِ , فَقَالَ: كَأَنَّهَا الْمَحَارِينُ: النَّحْلُ مَا حَرُنَ مِنْهَا , وَاحِدُهَا مِحْرَانٌ خَلَجْتُهَا: نَزَعْتُهَا

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْمُحَظْنَبِيُّ: الْغَضْبَانُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] إِنَّ الرَّفِيقَ لَاصِقٌ بِقَلْبِي ... إِذَا أَضَافَ جَنْبَهُ بِجَنْبِي أَبْذُلُ نُصْحِي وَأَكُفُّ لَغَبِي ... لَيْسَ كَمَنْ يَفْحُشُ أَوْ يَحْظْنَبِي

الحديث الأحد والثلاثون:

§الْحَدِيثُ الْأَحَدُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: حنذ

§بَابُ: حنذ

حَدَّثَنَا هَارُونُ , حَدَّثَنَا رَوْحٌ , عَنْ مَالِكٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , أَنَّهُمَا دَخَلَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَيْتَ مَيْمُونَةَ , §فَأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ فَأَهْوَى لِيَأْكُلَهُ , فَقِيلَ: إِنَّهُ ضَبٌّ , فَرَفَعَ يَدَهُ قَوْلُهُ: «مَحْنُوذٍ» الْمَشْوِيُّ بِالْحِجَارَةِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: الْحَنِيذُ: الَّذِي أُنْضِجَ بِالنَّارِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْحَنِيذُ: مَا حَفَرْتَ لَهُ فِي الْأَرْضِ , ثُمَّ غَمَمْتَهُ فَهُوَ مَحْنُوذٌ , وَحَنَذَ فَهُوَ حَنِيذٌ , مِثْلُ طَبِيخٍ لِلْمَطْبُوخِ , وَقَتَيلٍ لِلْمَقْتُولِ -[472]- أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: الْحَنِيذُ الَّذِي يُشْوَى ثُمَّ يُغَمُّ غَمًّا , فَقَدْ حَنَذَهُ يَحْنِذُهُ حَنْذًا أَخْبَرَنِي الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: حَنِيذٌ فِي مَوْضِعٍ مَحْنُوذٍ وَهُوَ الْمَشْوِيُّ , وَحَنَذْتُ فَرَسِي أَيْ سَخَّنْتُهُ وَعَرَّقْتُهُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَرَهِبَا مِنْ حَنْذِهِ أَنْ يَهْرِجَا وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْحَانِذُ: الْمُنْتَهِي النُّضْجِ , قَالَ: [البحر الطويل] تَظَلُّ الْأَكُفُّ يَخْتَلِفْنَ بِحَانِذٍ إِلَى ... جُؤْجُؤٍ مِثْلِ الْمَدَاكِ الْمُخَضَّبِ وَسَمِعْتُ فِي حَنِيذٍ بِوَجُهَيْنِ آخَرَيْنِ:

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ التَّلِّيُّ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلَهُ {§حَنِيذٍ} [هود: 69] قَالَ: «السَّمِيطُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ , عَنْ حَفْصٍ , عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ: " §قَوْلَهُ {حَنِيذٍ} [هود: 69] يَسِيلُ مِنْهُ الْمَاءُ " -[473]- وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حَنَذْتُ الْفَرَسَ أَحْنِذُهُ إِذَا أَحْمَاهُ بِالْجَرْيِ لِيَعْرَقَ , فَإِنْ لَمْ يَعْرَقْ قِيلَ: كَبَا وَالْقُرُونُ: سُرْعَةُ الْعَرَقِ وَالنَّضِيحُ: الْعَرَقُ , وَالرَّشْحُ: مِثْلُهُ وَالِاسْتِحْمَامُ: الْعَرَقُ وَالْمَسِيحُ: الْعَرَقُ

الحديث الاثنان والثلاثون:

§الْحَدِيثُ الِاثْنَانِ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: مزح

§بَابُ: مزح

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , عَنِ الْمُحَارِبِيِّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا تُمَازِحْ أَخَاكَ وَلَا تُمَارِهِ وَلَا تَعِدْهُ فَتُخْلِفَهُ» قَوْلُهُ: «لَا تُمَازِحْ» هُوَ مَعْرُوفٌ , كَلَامُ الرَّجُلِ غَيْرَ جَادٍّ , مَزَحَ يَمْزَحُ مَزْحًا

باب: حزم

§بَابُ: حزم

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ فَيَبِيعَهَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْخُشَنِيُّ , حَدَّثَنَا مَعْنٌ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ , أَنَّ رَجُلًا , سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §مَا الْحَزْمُ؟ قَالَ: «تَسْتَشِيرُ أَهْلَ الرَّأْيِ , ثُمَّ تُطِيعُهُمْ»

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنِ الزُّبَيْدِيِّ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَنْبَسَةَ , سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ , قَالَ: §قَدِمَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَعْدَ مَا فَتَحَ خَيْبَرَ فِي أَصْحَابِهِ وَإِنَّ حُزُمَ خَيْلِهِمُ اللِّيفُ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ زَكَرِيَّا , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ , سَمِعْتُ عَلِيًّا , يَقُولُ: §اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْ ... تِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَاقِيكَا وَلَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ ... إِذَا حَلَّ بِوَادِيكَا قَوْلُهُ: «فَيَأْتِي بِحُزْمَةِ حَطَبٍ» , أَيْ جَمَاعَةٍ مَشْدُودَةٍ , حَزَمْتُهُ أَحْزِمُهُ حَزْمًا قَوْلُهُ: مَا الْحَزْمُ؟ هُوَ ضَبْطُ الرَّجُلِ أَمْرَهُ , حَزُمَ حَزَامَةً , فَهُوَ حَازِمٌ قَوْلُهُ: وَإِنَّ حُزَمَ خَيْلِهِمْ , هُوَ مَعْرُوفٌ , هُوَ السَّرْجُ بِمَنْزِلَةِ الْوَضِينِ لِلرَّحْلِ , وَالْمِحْزَمُ مَوْضِعُ الْحِزَامِ قَوْلُهُ: اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوْتِ , الْوَاحِدُ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: حَيْزُومٌ , وَالْحَيَازِيمُ وَاحِدُهَا حَيْزُومٌ وَالْحَزِيمُ: الْجَوْشَنُ , وَالْجُؤْشُوشُ وَالْكَلْكَلُ: هُوَ مَا بَيْنَ الثَّدْيَيْنِ مِنَ الصَّدْرِ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر البسيط] تَعْتَادُنِي زَفَرَاتٌ حِينَ أَذْكُرُهَا ... تَكَادُ تَنْقَضُّ مِنْهُنَّ الْحَيَازِيمُ -[477]- تَعْتَادُنِي زَفَرَاتٌ: مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ زَفَرَ وَنَحَطَ: كَالْأَنِينِ. تَنْقَضُّ: تَتَّقِدُ , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَحَالَتِ اللَّأْوَاءُ دُونَ نَشْغَتِي ... عَلَى حَيَازِيمِي وَعَضَّتْ لَبَّتِي

باب: زحم

§بَابُ: زحم

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عُقْبَةَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَذْكُورٍ: تَفَرَّجَ النَّاسُ عَنْ قَتِيلٍ , §فِي الزِّحَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَوَدَاهُ عَلِيٌّ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَالزِّحَامُ: التَّزَاحُمُ , يُقَالُ: إِذَا تَقَارَبَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ , وَكَذَلِكَ الْأَمْوَاجُ إِذَا تَقَارَبَتْ وَاجْتَمَعَتْ قِيلَ: تَزَاحَمَتْ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: مِزْحَمٌ: شَدِيدُ الْمُزَاحَمَةِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] إِذْ بَذَخَتْ أَرْكَانَ عِزٍّ فَدْغَمِ ... ذِي شُرُفَاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِزْحَمِ بَذَخَتْ: شَرُفَتْ وَطَالَتْ أَرْكَانَ عِزٍّ: نَوَاحِيَ عِزٍّ فَدْغَمِ: ضَخْمٍ , ذِي شُرُفَاتٍ: أَعَالٍ دَوْسَرِيٌّ: ضَخْمٌ

باب: زمح الزمح: الأسود القبيح , والزمح: السيئ الخلق أيضا وأنشدنا أبو نصر: أحاذر يا صمصام إن مت أن يلي تراثي وإياك امرؤ غير مصلح إذا جئتها تبكي بكت وتذكر مع الشجو صولات امرئ غير زمح هذا الطرماح يقول لابنه صمصامة يخوفه أن يزوج أمه بعده زمح: قصير لئيم

§بَابُ: زمح الزُّمَّحُ: الْأَسْوَدُ الْقَبِيحُ , وَالزُّمَّحُ: السَّيِّئُ الْخُلُقِ أَيْضًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] أُحَاذِرُ يَا صَمْصَامُ إِنْ مِتَّ أَنْ يَلِي ... تُرَاثِي وَإِيَّاكَ امْرُؤٌ غَيْرُ مُصْلِحِ إِذَا جِئْتَهَا تَبْكِي بَكَتْ وَتَذَكَّرَتْ ... مَعَ الشَّجْوِ صَوْلَاتِ امْرِئٍ غَيْرِ زُمَّحِ هَذَا الطِّرِمَّاحُ يَقُولُ لِابْنِهِ صَمْصَامَةَ يُخَوِّفُهُ أَنْ يُزَوِّجَ أُمَّهُ بَعْدَهُ زُمَّحٌ: قَصِيرٌ لَئِيمٌ

باب: حمز يقال: أفضل الأعمال أحمزها , يعني أقواها , رجل حميز الفؤاد وحامز أي شديد , قال: فلما شراها فاضت العين عبرة وفي الصدر حزاز من اللوم حامز وصف قوسا شراها من رجل باعها , وبكى عليها وحزاز: حز في صدره وحامز: موجع

§بَابُ: حمز يُقَالُ: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ أَحْمَزُهَا , يَعْنِي أَقْوَاهَا , رَجُلٌ حَمِيزُ الْفُؤَادِ وَحَامِزٌ أَيْ شَدِيدٌ , قَالَ: [البحر الطويل] فَلَمَّا شَرَاهَا فَاضَتِ الْعَيْنُ عَبْرَةً ... وَفِي الصَّدْرِ حَزَّازٌ مِنَ اللَّوْمِ حَامِزُ وَصَفَ قَوْسًا شَرَاهَا مِنْ رَجُلٍ بَاعَهَا , وَبَكَى عَلَيْهَا وَحَزَّازٌ: حَزٌّ فِي صَدْرِهِ وَحَامِزٌ: مُوجِعٌ

الحديث الثالث والثلاثون:

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: كمه

§بَابُ: كمه

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ , عَنْ حَيْوَةَ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَيْسَانَ , عَنْ رَجُلٍ , سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ §الْعَزْلِ , فَرَفَعَ كُمَّيْهِ وَلَهُ وَفْرَةٌ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ , عَنْ أَنَسٍ , كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَمِيصُ قُطْنٍ §قَصِيرُ الْكُمَّيْنِ

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , -[482]- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سُئِلَ عَنِ الثِّمَارِ §تُؤْخَذُ مِنْ أَكْمَامِهَا , قَالَ: «مَا أَكَلَ بِفِيهِ فَلَا بَأْسَ بِهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ أَبُو مَالِكٍ , حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عُيَيْنَةَ , حَدَّثَنِي مُكَاتَبٌ , لَنَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§أَنَا وَأُمَّتِي , عَلَى كُومٍ مُشْرِفِينَ عَلَى الْخَلَائِقِ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ , عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ , فَيَأْتِيَ بِنَاقِيَيْنِ كُومَاوَيْنِ؟»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا عُقْبَةُ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا فَرَشْتُمْ فَأَكِيمُوا عَنِ الْبَابِ شَيْئًا»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[483]-: «§الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ , وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» قَوْلُهُ: «مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى» أَيْ عَمَّى عَلَيْهِ الطَّرِيقَ وَلَمْ يُوقِفْهُ عَلَيْهِ , وَالْكَمَهُ: الْعَمَى إِلَّا أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا كَيْفَ هُوَ؟ فَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ , عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ: الْأَكْمَهُ: الَّذِي يُولَدُ مَطْمُوسَ الْعَيْنِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْأَكْمَهُ: الَّذِي يُولَدُ أَعْمَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: الْأَكْمَهُ: الْأَعْمَى أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: كَمِهَ يَكْمَهُ كَمَهًا إِذَا عَمِيَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: الْأَكْمَهُ: الَّذِي يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَلَا يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ -[484]- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ , عَنْ عِكْرِمَةَ: الْأَكْمَهُ: الْأَعْمَشُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرمل] كَمِهَتْ عَيْنَاهُ لَمَّا ابْيَضَّتَا ... فَهُوَ يَلْحَى نَفْسَهُ لَمَّا نَزَعْ قَوْلُهُ: فَإِذَا عَلَيْهِ كُمَّةٌ , وَهِيَ الْقَلَنْسُوَةُ , لُغَةٌ بَصْرِيَّةٌ قَوْلُهُ: قَصِيرُ الْكُمَّيْنِ , مَعْرُوفٌ هُوَ مَا أَلْبَسَ الْيَدَ مِنَ الْقَمِيصِ قَوْلُهُ: مَا أَخَذَ مِنْ أَكْمَامِهِ , الْكِمُّ: الطَّلْعُ الْمَعْنَى فَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ نَخْلِهِ , مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِي كُمِّ طَلْعِهِ وَلَمْ يَقْطَعْ مِنْهُ بَعْدُ قَوْلُهُ: «عَلَى كُومٍ» هُوَ الشَّيْءُ الْمُرْتَفِعُ كَالْأَكَمَةِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: " الْأَكَمَةُ: الْمَكَانُ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ ارْتِفَاعًا مِمَّا حَوْلَهُ لَا يَبْلُغُ أَنْ يَكُونَ حِجَارَةً قَوْلُهُ: «فَيَأْتِي بِكَوْمَاوَيْنِ» قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْكَوْمَاءُ: النَّاقَةُ وَبَعِيرٌ أَكْوَمُ , وَسَنَامٌ أَكْوَمُ قَالَ لَنَا أَبُو نَصْرٍ: نَاقَةٌ كَوْمَاءُ: عَظِيمَةُ السَّنَامِ وَالْجَمِيعُ كُومٌ -[485]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: كُومٌ: عِظَامُ الْأَسْنِمَةِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] أَعْدَاءُ كُومِ الذُّرَى تَرْغُو أَجِنَّتُهَا ... عِنْدَ الْمَجَازِرِ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْحَجَرِ مَدَحَ قَوْمًا , فَقَالَ: هُمْ أَعْدَاءُ كُوَمِ الذُّرَى: نُوقٌ عِظَامُ الْأَسْنِمَةِ لِنَحْرِهِمْ إِيَّاهَا لِأَضْيَافِهِمْ تَرْغُو: تَصِيحُ أَجِنَّتُهَا: أَوْلَادُهَا إِذَا نُحِرَتْ أُمَّهَاتُهَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَهُوبِ الْمُجْزِلِ ... أَعْطَى فَلَمْ يَبْخَلْ وَلَمْ يُبَخَّلِ كُومَ الذُّرَا مِنْ خَوَلِ الْمُخَوِّلِ الْمُجْزِلُ: الْمُعْظِمُ الْهِبَةَ يُعْطِي الْجَزْلَ: الشَّيْءَ الْعَظِيمَ كُومُ الذُّرَا: ضِخَامُ الْأَسْنِمَةِ وَالْجَزْلُ: الْعَطَاءُ وَالْخَوَلُ: الْعَطَاءُ وَالْمُخَوِّلُ: اللَّهُ تَعَالَى. قَوْلُهُ: «أَكِيمُوا عَنِ الْبَابِ» لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ شَيْئًا , وَأَظُنُّهُ: نَحُّوا فُرُشَكُمْ عَنْ أَبْوَابِ الْبُيُوتِ. قَوْلُهُ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ» هِيَ مَعْرُوفَةٌ نَبْتٌ كَالْفُطْرِ , لَا وَرَقَ لَهُ -[486]- وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: كَمَمْتُ الشَّيْءَ: طَيَّنْتُهُ وَسَدَدْتُهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْكَمِيُّ: الشُّجَاعُ الَّذِي يَكْتُمُ شَجَاعَتَهُ: يَكْمِيهَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَكْمَى عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ فَهُوَ مُكْمٍ إِذَا سَكَتَ عَلَيْهِ وَقَالَ الْأَكْوَعِيُّ: كُمَّ كَبْشَكَ , وَهُوَ أَنْ يَرْبِطَ فِي خُصْيَيْهِ خَيْطًا , وَطَرَفُهُ فِي مَبَالِهِ لِئَلَّا يَنْزُوَ وَكَمَّهْتُهُ: تَوَّهْتُهُ , لَا يَدْرِي أَيْنَ يَأْخُذُ تَكْمِيهًا , وَتَكَمَّهْنَا اللَّيْلَةَ: أَضْلَلْنَا وَالْأَكْمَهُ: الْأَعْمَى , وَيُقَالُ لِذَاهِبِ الْعَقْلِ: إِنَّهُ لَأَكْمَهُ وَقَالَ التَّمِيمِيُّ: " الْمُكْمِخُ: الْعَظِيمُ فِي نَفْسِهِ " وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: كَمَخَ: شَمَخَ بِأَنْفِهِ كِبْرًا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] -[487]- إِذَا ازْدَهَاهُمْ يَوْمُ هَيْجَا أَكْمَخُوا ... أَشَمُّ بَذَّاخٌ نَمْتَنِي الْبُذَّخُ

باب: مكا

§بَابُ: مكا

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ بُكَيْرٍ , عَنْ شَهْرٍ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ: §إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَجْعَلْ يَدَهُ عَلَى مَأْكَمَتَيْهِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: §صُوَاعُ الْمَلِكِ قَالَ: كَهَيْئَةِ الْمَكُّوكِ , وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ مِثْلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ يَشْرَبُ مِنْهُ

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ , عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ , عَنْ أَبِي رَوْقٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " §الْمُكَاءُ: الصَّفِيرُ كَمَا يَصْفِرُ الْمُكَّاءُ " -[489]- قَوْلُهُ: لَا يَجْعَلْ يَدَهُ عَلَى مَأْكَمَتَيْهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَأْكَمَةُ: اللَّحْمُ فِي أَعْلَى الْوَرِكِ , وَالْجَمْعُ الْمَآكِمُ , وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ: إِنَّهَا لَضَخْمَةُ الْمَأْكَمَةِ قَوْلُهُ: " كَهَيْئَةِ الْمَكُّوكِ , مِكْيَالٌ , فَهُوَ بِالْعِرَاقِ ثُمُنُ الْمُعَدَّلِ , وَبِكُلِّ بَلَدٍ مَكُّوكٌ أَقَلُّ مِنْهُ وَأَكْثَرُ. أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمَكُّوكُ: إِنَاءٌ طَوِيلٌ يُشْرَبُ فِيهِ , وَيُكَالُ بِهِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] جُوفًا إِذَا نُهِزَتْ تَرَنَّمُ جُولُهَا ... كَتَرَنُّمِ الْمَكُّوكِ عِنْدَ الْمِزْهَرِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْمَكُّوكُ , وَالْجَمِيعُ مَكَاكِيكُ: آنِيَةٌ يُشْرَبُ فِيهَا , قَالَ: وَالْمَكَاكِيكُ وَالصِّحَافُ مِنَ الْفِضَّةِ وَالضَّامِزَاتِ تَحْتَ الرِّجَالِ قَوْلُهُ: الْمُكَاءُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: 35]

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ أَسْبَاطٍ , عَنِ السُّدِّيِّ: §كَانُوا يُصَفِّرُونَ عَلَى لَحْنِ طَائِرٍ بِأَلْحَانٍ يُقَالُ لَهُ: الْمُكَّاءُ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ قُرَّةَ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " §الْمُكَاءُ: الصَّفِيرُ " حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: الْمُكَاءُ: الصَّفِيرُ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمُكَاءُ: الصَّفِيرُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مُكَّاءٌ وَمَكَاكِيٌّ: طَيْرٌ , قَالَ: [البحر الطويل] أَلَا أَيُّهَا الْمُكَّاءُ مَا لَكَ هَهُنَا ... أَلَاءٌ وَلَا أَرْطًى , فَأَيْنَ تَبِيضُ؟ فَأَصْعِدْ إِلَى أَرْضِ الْمَكَاكِيِّ وَاجْتَنِبْ ... قُرَى مِصْرَ لَا تُصْبِحْ وَأَنْتَ مَرِيضُ وَالْمُكَّاءُ: طَائِرٌ أَبْيَضُ , دَقِيقٌ طَوِيلُ الرَّجُلَيْنِ وَالْعُنُقِ , أَبْيَضُ السَّاقَيْنِ , صَغِيرُ الْمِنْقَارِ , يَكُونُ فِي كُلِّ زَمَانٍ , لَهُ صَفِيرٌ حَسَنٌ , وَالْجَمِيعُ مَكَاكِيُّ , وَالْأُنْثَى مُكَّاءَةٌ وَيُقَالُ: غَرَّدَ الْمُكَّاءُ , وَنَعَبَ , وَصَدَحَ , وَغَنَّى , وَصَاحَ وَصَوَّتَ

وَالْمُكَّاءُ يُقَوْقِئُ وَيَصِيءُ وَيُنَقِّضُ , وَالتَّرْجِيعُ أَرْفَعُ صَوْتِهِ قَالَ الْغَطَمَّشُ: [البحر الطويل] لَعَمْرِي لَأَصْوَاتُ الْمَكَاكِيِّ بِالضُّحَى ... وَشَحْمٌ تَنَادَى بِالْعَشِيِّ نَوَاعِبُهْ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ فَرَارِيجِ قَرْيَةٍ ... صِغَارٍ وَمِنْ دِيكٍ تَنُوسُ غَبَاغِبُهْ غَبَاغِبُهُ: لِحْيَتُهُ وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: [البحر السريع] كَأَنَّمَا الْمُكَّاءُ فِي بِيدِهَا ... سُرَادِقٌ قَدْ أَوْفَدَتْهُ الْأُصُرْ وَصَفَ بِلَادًا خَالِيَةً , وَالشَّيْءُ الْقَلِيلُ يَتَبَيَّنُ فِيهَا كَثِيرًا , فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى الْمُكَّاءِ عَلَى صِغَرِهِ ظَنَنْتَهُ سُرَادِقًا , قَدْ أَوْفَدَتْهُ: رَفَعَتْهُ الْأُصُرُ: الْأَرْسَانُ الَّتِي يُشَدُّ بِهَا الْخِبَاءُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَكَتِ اسْتُ الدَّابَّةِ تَمْكُو مُكَاءً إِذَا نَفَخَتْ بِالرِّيحِ , وَلَا تَمْكُو إِلَّا اسْتٌ مَكْشُوفَةٌ قَالَ عَنْتَرَةُ: [البحر الكامل] وَحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلًا ... تَمْكُو فَرَائِصُهُ كَشِدْقِ الْأَعْلَمِ تَمْكُو بِالدَّمِ حِينَ قَتَلْتُهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَالْمَكَا وَالْمَكْوُ وَأَمْكَاءٌ كَثِيرَةٌ: جُحَرُ الْأَرْنَبِ , وَالثَّعْلَبِ وَالْوِجَارُ: جُحْرُ الثَّعْلَبِ , وَالضَّبُعِ , وَالذِّئْبِ

باب: مكث

§بَابُ: مكث

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ , حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ أَبِي جَنَابٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَمْرٍو: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ §يَتَوَضَّأُ وُضُوءًا مَكِيثًا يَقُولُ: بَطِيءٌ غَيْرُ مُسْتَعْجِلٍ , كَأَنَّهُ يَنْتَظِرُ؛ لِأَنَّ الْمَكِيثَ: الْمُنْتَظِرُ , مَكَثَ مَكَانَهُ

باب: همك

§بَابُ: همك

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ , حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أُسَامَةَ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ ابْنِ أَبِي وَبْرَةَ , بَعَثَنِي خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى عُمَرَ: أَنَّ النَّاسَ , قَدِ §انْهَمَكُوا فِي الْخَمْرِ , وَتَحَاقَرُوا الْعُقُوبَةَ , فَأَمَرَ أَنْ يَضْرِبَ ثَمَانِينَ وَالِانْهِمَاكُ: اللَّجَجُ فِي الشَّيْءِ وَالتَّمَادِي فِيهِ

باب: هكم

§بَابُ: هكم

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ رَجُلٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ , §كُنْتُ أَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ , وَمَا كَانَ فِي لِسَانِي لُكْنَةٌ , فَكُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ يَتَهَكَّمُونَ مِنِّي يَعْنِي: يَضْحَكُونَ , وَالْمُتَهَكِّمُ: الْمُقْتَحِمُ عَلَى مَا لَا يَعْنِيهِ , الْمُتَعَرِّضُ لِلشَّيْءِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: تَهَكَّمَ عَلَيْهِ إِذَا تَهَدَّمَ مِنَ الْغَضَبِ

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , عَنْ ابْنِ إِدْرِيسَ , عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ حَسَّانُ، يُحَرِّضُ بَنِي أَبِي بَرَاءٍ عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فِيمَا كَانَ مِنْ قَتْلِهِ أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ , وَكَانَ أَبُو بَرَاءٍ أَجَارَهُمْ , فَقَالَ: [البحر الوافر] §بَنِي أُمِّ الْبَنِينَ أَلَمْ يَرُعْكُمْ ... وَأَنْتُمْ مِنْ ذَوَائِبِ أَهْلِ نَجْدِ تَهَكُّمُ عَامِرٍ بِأَبِي بَرَاءٍ ... لِيَخْفِرَهُ وَمَا خَطَأُ كَعَمْدِ

باب: كهم أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: يقال: سيف كهام: الكليل الذي لا يمضي وقال أبو زيد: رجل كهام وكهيم: الذي لا غناء عنده وكهم كهامة إذا أبطأ عن النصر

§بَابُ: كهم أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: سَيْفٌ كَهَامٌ: الْكَلِيلُ الَّذِي لَا يَمْضِي وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ كَهَامٌ وَكَهِيمٌ: الَّذِي لَا غَنَاءَ عِنْدَهُ وَكَهُمَ كَهَامَةً إِذَا أَبْطَأَ عَنِ النَّصْرِ

الحديث الرابع والثلاثون:

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: هجن

§بَابُ: هجن

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§الدَّجَّالُ هِجَانٌ أَقْمَرُ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , أَنَّ بُكَيْرًا , أَخْبَرَهُ , أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ , أَنَّ مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ كُلِّمَ فِي سُهْمَانِ الْهَجِينِ , فَقَالَ: §لَا أَسْهِمُ إِلَّا لِعَرَبِيٍّ

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ , سَمِعْتُ إِيَادًا , يُحَدِّثُ عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَبَا بَكْرٍ §مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى , فَاسْتَسْقَيَاهُ , فَقَالَ: «هَهُنَا عَنَاقٌ حَمَلَتْ أَوَّلَ الشِّتَاءِ مَا لَهَا لَبَنٌ , وَقَدِ اهْتُجِنَتْ»

قَوْلُهُ: هِجَانٌ , أَيْ: أَبْيَضُ , وَالْهِجَانُ: الْإِبِلُ الْبِيضُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: نَاقَةٌ هِجَانٌ , وَبَعِيرٌ هِجَانٌ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى سَوَاءٌ وَمِثْلُهُ الْأُدْمُ , وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا إِلَّا أَنَّهُ أَسْوَدُ الْحَمَالِيقِ وَالْأَشْفَارِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ: الْهَجَائِنُ مِنَ الْإِبِلِ: التِّلَادُ , لَيْسَتْ بِطُرُفٍ وَالْمُهَجَّنَةُ: الَّتِي لَمْ يَضْرِبْ فِيهَا إِلَّا عِرْقٌ وَاحِدٌ مِنْ أَيْ لَوْنٍ كَانَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْهِجَانُ مِنَ الْإِبِلِ: الْبِيضُ خَالِصَةُ اللَّوْنِ مِنْ نُوقٍ هِجَانٍ , وَهُجُنٍ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الكامل] زَعَمَتْ غَنِيَّةُ أَنَّ أَكْثَرَ لِمَّتِي ... شِيبٌ وَهَانَ بِذَاكَ مَا لَمْ يَزْدَدِ لَمَّا رَأَتْ غُرُبًا هَجَائِنَ وَسْطَهَا ... مَرَحَتْ وَجَالَتْ فِي الضُّرَاخِ الْأَبْعَدِ

قَوْلُهُ: «غُرُبًا» بِيضًا , الْوَاحِدَةُ غُرْبَةٌ , قِيَاسٌ لَا سَمَاعٌ , وَغُرْبًا أَقْوَى , وَمِنْهُ اسْتَغْرَبَ فِي الضَّحِكِ وَقَوْلُهُ: جَالَتْ , نَفَرَتْ: تَبَاعَدَتْ وَالضُّرَاحُ: التَّبَاعُدُ , اضْرَحْهُ عَنْكَ: ادْفَعْهُ قَوْلُهُ: سُهْمَانِ الْهَجِينِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْهَجِينُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ وَأُمُّهُ أَمَةٌ هَجِينٌ: بَيِّنُ الْهُجْنَةِ , مِنْ قَوْمٍ هُجُنٍ وَهُجَنَاءَ وَمَهَاجَنَةٍ قَالَ: حَسَّانُ: [البحر الوافر] مَهَاجِنَةٌ إِذَا نُسِبُوا عَبِيدٌ ... عَضَارِيطٌ مَغَالِثَةُ الزِّنَادِ وَامْرَأَةٌ هَجِينَةٌ , مِنْ نِسْوَةٍ هُجْنٍ وَهَجَائِنَ وَهِجَانٍ لَمْ تُعَرِّقْ فِيهَا الْإِمَاءُ , وَكَذَلِكَ الْهَجِينُ مِنَ الدَّوَابِّ: الَّذِي أَبُوهُ فَرَسٌ , وَأُمُّهُ بِرْذَوْنَةٌ , فَإِذَا نَزَا الْهَجِينُ , فَابْنُهُ الْمُقْرِفُ وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: الْهَجِينُ أُمُّهُ أَمَةٌ , وَإِنْ وَلَدَتْهُ أَمَتَانِ فَهُوَ الْمُكَرْكَسُ قَوْلُهُ: اهْتُجِنَتْ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْهَاجِنُ مِنَ الْإِبِلِ , يُقَالُ: هُجِنَتْ , وَأَهْجَنَ فُلَانٌ بَكَرَاتٍ لَهُ إِذَا لَقِحْنَ , وَهُنُّ بَنَاتُ لَبُونٍ , وَالْهَاجِنُ: الْعَنَاقُ يُحْمَلُ عَلَيْهَا قَبْلَ وَقْتِ السِّفَادِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا حَمَلَتِ النَّخْلَةُ وَهِيَ صَغِيرَةٌ قِيلَ فِي

نَخْلِهِ مِنَ الْمُهْتَجِنَاتِ كَذَا وَكَذَا وَالْهَاجِنُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّتِي تَلْقَحُ فَتِيَّةً بِنْتَ مَخَاضٍ أَوْ بِنْتَ لَبُونٍ , وَمِنْهُ اهْتَجَنَتِ الْجَارِيَةُ الَّتِي زُوِّجَتْ صَغِيرَةً , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] وَلَيْسَتْ بِأَدْنَى غَيْرَ أُنْسِ حَدِيثَهَا ... إِلَى الْقَوْمِ مِنْ مُصْطَافِ عَصْمَاءِ هَاجِنِ وَصَفَ امْرَأَةً كَلَّمَتْهُ , فَقَالَ: هِيَ عَفِيفَةٌ لَيْسَ لَكَ مِنْهَا إِلَّا أُنْسُ حَدِيثِهَا , فَإِنْ طَلَبْتَ الرِّيبَةَ فَهِيَ أَبْعَدُ مِنْكَ مِنْ مُصْطَافٍ: حَيْثُ تَصِيفُ الْعَصْمَاءُ وَهِيَ الْأُرْوِيَّةُ وَهِيَ شَاةٌ بَرِيَّةٌ , وَإِنَّمَا تَصِيفُ فِي أَعْلَى الْجَبَلِ , وَالذَّكَرُ مِنْهَا يُدْعَى الْوَعْلُ , وَالْعَصْمَاءُ فِي بَدَنِهَا بَيَاضٌ وَهَاجِنٌ: نُزِيَ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ يُقَالُ: اهْتَجَنَ الرَّجُلُ الْجَارِيَةَ: وَطِئَهَا قَبْلَ أَنْ تُدْرِكُ , وَأَرْضٌ هِجَانٌ: لَيِّنَةُ التُّرَابِ إِلَى الْبَيَاضِ قَالَ: [البحر الطويل] بِأَرْضٍ هِجَانِ التُّرْبِ وَسَمِيَّةِ الثَّرَى ... عَذَاةٍ نَأَتْ عَنْهَا الْمُؤُوجَةُ وَالْبَحْرُ

باب: نجه

§بَابُ: نجه

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ , جَاءَ رَجُلٌ فِي وِلَايَةِ أَبِي بَكْرٍ , فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ جُمِعُوا , وَرَأَيْتُ عُمَرَ مُقَدَّمًا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ بِثَلَاثِ أَذْرُعٍ , فَقِيلَ لِي: ذِرَاعٌ لِلْخِلَافَةِ , وَذِرَاعٌ لِلشَّهَادَةِ , فَقَالَ عُمَرُ: «§شَيْطَانٌ لَعِبَ بِهِ وَنَهَجَهُ» قَوْلُهُ: نَهَجَهُ , أَرَادَ نَجَهَهُ , يُقَالُ: نَجَهْتُ الرَّجُلَ: إِذَا اسْتَقْبَلْتَهُ بِمَا يَكُفُّهُ عَنْكَ

باب: نهج

§بَابُ: نهج

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ , عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ: نَظَرْنَا عُمَرَ يَوْمَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ , §فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ مَاءً , وَفِي يَدِهِ حَصَيَاتٌ , مَاشِيًا يُكَبِّرُ فِي طَرِيقِهِ , حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ , فَرَمَاهَا , ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ مِنْ قَضَضِ الْحَصَى - حَيْثُ لَا يَنَالُهُ حَصَى مَنْ رَمَى - دَعَا سَاعَةً , ثُمَّ مَضَى إِلَى الْوُسْطَى , ثُمَّ الْأُخْرَى وَزَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ حَجَّاجٍ غَيْرُ هَارُونَ: فَشَكَا إِلَيْهِ سَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ عَامِلًا مِنْ عُمَّالِهِ , فَأَخَذَ الدِّرَّةَ , فَضَرَبَهُ بِهَا حَتَّى أُنْهِجَ قَوْلُهُ: «أُنْهِجَ» يُقَالُ: أُنْهِجَ إِنْهَاجًا , وَنَهَجَ نَهْجًا , وَنَهِجَ نِهَاجًا , وَهُوَ الْبُهْرُ وَالنَّفَسُ -[503]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّهْجُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ الْبَيِّنُ , وَأُنْهِجَ الثَّوْبُ: أَخْلَقَ , وَنَهِجَ , وَأَنْهَجَهُ الْبِلَى , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] مَا هَاجَ أَحْزَانًا وَشَجْوًا قَدْ شَجَا ... مِنْ طَلَلٍ كَالْأَتْحَمِيِّ أَنْهَجَا الشَّجْوُ: الْحَزَنُ وَأَنْهَجَ: أَخْلَقَ وَأَتْحَمِيٌّ: ثَوْبٌ يَمَانٍ غَيْرُ مُوَشًّى , وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] إِذَا مَا أَدِيمُ الْقَوْمِ أَنْهَجَهُ الْبِلَى ... تَفَرَّى وَلَوْ كَتَّبْتُهُ فَتَحَزَّبَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أُنْهِجَتْ عَيْنُهُ: دَمِعَتْ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: هَمَتْ تَهْمِي هَمْيًا , وَغَسَقَتْ تَغْسِقُ غَسْقًا مِثْلُ دَمِعَتْ

الحديث الخامس والثلاثون:

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: نشد

§بَابُ: نشد

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ فِي §مَكَّةَ: «لَا تُرْفَعُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ , حَدَّثَنِي يَحْيَى , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ , قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ -[505]-: «§لَا يَأْخُذُ لُقَطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , وَحَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ , رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَجُلًا يُنْشِدُ سِلْعَتَهُ فِي الْمَسْجِدِ , فَقَالَ: «§أَيُّهَا النَّاشِدُ غَيْرُكَ الْوَاجِدُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ صَالِحٍ , مَوْلَى التَّوْأَمَةِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " §مَنْ أَنْشَدَ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا وَجَدْتَ "

حَدَّثَنَا سَعْدَوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " §إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَنْشُدُ ضَالَّةً فَقُولُوا: لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ "

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ , حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ يُحَنَّسَ , مَوْلَى مُصْعَبٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَعَرَضَ لَنَا شَاعِرٌ يُنْشِدُ , فَقَالَ: §لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكْمُ قَيْحًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ , أَوْ غَيْرِهِ - بَلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «§هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ شَيْءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ , فَأَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ , حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ , حَدَّثَنِي مَعْنُ بنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ وَالْحَيُّ , عَنْ أَعْشَى بَنِي مَازِنٍ: §رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَنْشَدْتُهُ: يَا مَالِكَ الْمُلْكِ وَدَيَّانَ الْعَرَبِ قَوْلُهُ: «لَا تُرْفَعُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ» الْمُنْشِدُ: الْمُعَرِّفُ لِلُّقَطَةِ , وَالنَّاشِدُ: الطَّالِبُ لَهَا , يُقَالُ: نَشَدْتُ أَنْشُدُ نِشْدَةً وَنَشِيدًا إِذَا عَرَّفْتَ وَأَنْشَدْتَ إِنْشَادًا إِذَا طَلَبْتَ , فَالْمَعْنَى لَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا أَلْبَتَّةَ , كَمَا نَهَى فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ عَنْ لُقَطَةِ الْحَاجِّ؛ لِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ , وَيَتَفَرَّقُونَ إِلَى بُلْدَانِهِمْ , فَمَتَى أَخَذَ رَجُلٌ لُقَطَتَهُمْ وَعَرَّفَهَا وَقَدْ تَفَرَّقُوا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى صَاحِبِهَا , لَيْسَ هُمْ كَالْمُقِيمِينَ , فَأَحَبَّ أَنْ لَا يَأْخُذَ أَحَدٌ لُقَطَةَ مَكَّةَ حَتَّى يَجِدَهَا صَاحِبُهَا , فَيَأْخُذَهَا

هَكَذَا حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §نَهَى عَنْ لُقْطَةِ الْحَاجِّ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ مُوسَى بْنِ الْفُرَاتِ , سَمِعَ طَاوُسًا , قَالَ: §مَكَّةُ لَا تُرْفَعُ لُقَطَتُهَا

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْيَمَ , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: «§السَّاقِطَةُ بِمِنًى لَا تُلْتَقَطُ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَقَدْ يُرَخَّصُ فِي ذَلِكَ , كَانَ عَطَاءٌ يُرَخِّصُ فِيهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرْخَسِيُّ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ , بَيَّاعِ الْعَبَاءِ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً قُلْتُ: وَجَدْتُ دِينَارًا بِمَكَّةَ قَالَ: §عَرِّفْهُ قُلْتُ: أَنَا شَاخِصٌ قَالَ: ادْفَعْهُ إِلَى رَبِّ مَنْزِلِكَ يُعَرِّفْهُ قَوْلُهُ: «إِلَّا لِمُنْشِدٍ» إِلَّا لِطَالِبِهَا , فَكَانَ يَنْبَغِي عَلَى هَذَا الْقَوْلِ: إِلَّا لِنَاشِدٍ؛ لِأَنَّهُ الطَّالِبُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَشَدْتُ الْبَعِيرَ نَشِيدَةً وَنَشِيدًا فَمَا أَنْشَدَنِيهِ أَحَدٌ , وَنَشَدَنِي فُلَانٌ بَعِيرَهُ فَأَنْشَدْتُهُ أَيْ: دَلَلْتُهُ عَلَيْهِ كَذَا يُقَالُ: نَشَدْتُ الضَّالَّةَ إِذَا سَأَلْتُ عَنْهَا وَأَنْشَدْتُهَا إِذَا عَرَّفْتُهَا وَالنَّاشِدُ: الْحَابِسُ الضَّالَّةَ عَلَى رَبِّهَا. وَقَوْلُهُ: «أَيُّهَا النَّاشِدُ غَيْرُكَ الْوَاجِدُ» , يُرِيدُ أَيُّهَا الطَّالِبُ , وَمِثْلُهُ " مَنْ أَنْشَدَ ضَالَّةً , فَقُولُوا: لَا وَجَدْتَ " يَقُولُ مَنْ طَلَبَ وَقَوْلُهُ: " إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يُنْشِدُ ضَالَّةً , فَقُولُوا: لَا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ؛ لِأَنَّ هَذَا مِنْ أَنْشَدَ يُنْشِدُ , وَالْأَوَّلُ مِنْ نَشَدَ يَنْشُدُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: مِنَ الطَّلَبِ أَنْشَدَ يُنْشِدُ وَقَالَ مُؤَرِّجٌ: الْمُنْشِدُ: الْمُعَرِّفُ , أَنْشَدَ يُنْشِدُ إِنْشَادًا , وَالنَّاشِدُ الْمُعْتَرِفُ , نَشَدَ يَنْشُدُ نِشْدَةً وَنِشْدَانًا قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرمل] أَنْشُدُ النَّاسَ وَلَا أُنْشِدُهُمْ ... إِنَّمَا يَنْشُدُ مَنْ كَانَ أَضَلَّ أُنْشِدُهُمْ: أَدُلُّ عَلَيْهِمْ , وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] كَأَنَّهُ نَاشِدٌ نَادَى لِمَوْعِدِهِ ... عَبْدَيْ مَنَافٍ إِذَا اشْتَدَّ الْحَيَازِيمُ قَوْلُهُ: كَأَنَّهُ نَاشِدٌ يَقُولُ: طَالِبٌ , وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَيُصِيخُ تَارَاتٍ كَمَا اسْـ ... ـتَمَعَ الْمُضِلُّ دُعَاءَ نَاشِدْ وَالْمِضِلُّ هُوَ النَّاشِدُ , فَكَأَنَّهُ أَرَادَ دُعَاءَ مُنْشِدٍ , يُعَرِّفُ مَا ذَهَبَ مِنْهُ , فَلَوْ أَجْمَعُوا عَلَى تَفْسِيرِ قَوْلِ أَبِي دُؤَادٍ كَانَ حُجَّةً لِقَوْلِهِ: «لَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ» ؛ لِأَنَّهُ أَجَازَ أَنْ يَجْعَلَ نَاشِدًا فِي مَوْضِعِ مُنْشِدٍ , فَجَازَ أَنْ يَكُونَ مُنْشِدٌ فِي مَوْضِعِ نَاشِدٍ , وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: أَرَادَ بِقَوْلِهِ " دَعَاءَ نَاشِدٍ: أَيْ سَمِعَ مُنْشِدًا فَظَنَّهُ نَاشِدًا , فَاسْتَمَعَ لَهُ , وَقَالَ قَوْمٌ: بَلْ سَمِعَ نَاشِدًا مِثْلَهُ , فَاسْتَمَعَ لَهُ لِيَتَأَسَّى بِهِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: «إِلَّا لِمُنْشِدٍ» إِلَّا إِنْ سَمِعَ أَحَدًا يَطْلُبُهَا , فَيَأْخُذُهَا فَيُنَاوِلُهُ وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ: إِلَّا لِنَاشِدٍ , وَإِنْ كَانَ قَدْ يُجْعَلُ أَحَدُهُمَا مَكَانَ صَاحِبِهِ وَإِلَّا فَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: النَّاشِدُ: الطَّالِبُ الضَّالَّةَ , وَأَنْشَدَ لِأُسَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ: [البحر الطويل] فَوَاللَّهِ لَا يَبْقَى عَلَى حَدَثَانِهِ ... طَرِيدٌ بِأَوْطَانِ الْعَلَايَةِ فَارِدُ مِنَ الصُّحْمِ مِيفَاءُ الْحُزُونِ كَأَنَّهُ ... إِذَا اهْتَاجَ فِي وَجْهٍ مِنَ الصُّبْحِ نَاشِدُ يُصَيِّحُ بِالْأَسْحَارِ فِي كُلِّ صُوَّةٍ ... كَمَا نَشَدَ الذِّمَّ الْكَفِيلُ الْمُعَاهَدُ وَصَفَ حِمَارًا , فَقَالَ: لَا يَبْقَى عَلَى حَدَثَانِ الدَّهْرِ طَرِيدٌ: حِمَارٌ طَرَدَهُ عَنْ أُتُنِهِ حِمَارٌ آخَرُ بِأَوْطَانِ الْعَلَايَةِ: مَوْضِعٌ فَارِدٌ: فَرْدٌ مِنَ الصُّحْمِ , لَوْنُهُ أَصْحَمُ يُرِيدُ أَحْمَرَ , مِيفَاءُ الْحُزُونِ: يُشْرِفُ عَلَى حَزْمٍ مِنَ الْأَرْضِ: مَا غَلُظَ مِنْهَا يُصَيِّحُ بِالْأَسْحَارِ فِي كُلِّ صُوَّةٍ: وَهُوَ الْعَلَمُ وَهُوَ الْجَبَلُ كَمَا نَشَدَ: طَلَبَ وَنَاشِدٌ: طَالِبٌ وَالذَّمُّ: الْعَهْدُ وَالْكَفِيلُ: الَّذِي كَفَلَ لَهُ بِجِوَارِهِ وَالْمُعَاهَدُ: الَّذِي لَهُ عَهْدٌ وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ: [البحر الكامل] أَوْ مُعْزِبٌ وَحَدٌ أَضَلَّ أَفَائِلًا ... لَيْلًا فَأَصْبَحَ فَوْقَ قَرْنٍ يَنْشُدُ قَوْلُهُ: فَعَرَضَ لَهُ شَاعِرٌ يُنْشِدُ نَشِيدًا , إِذَا تَكَلَّمَ بِهِ وَأَظْهَرَهُ كَأَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا عِنْدَهُ مِنْهُ كَمُنْشِدِ الضَّالَّةِ الْمُخْبِرِ أَنَّهُ وَجَدَ ضَالَّةً , فَهُوَ يَدْعُو إِلَيْهَا

باب: شدن أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: يقال: شدن ولد الناقة إذا قوي وتحرك , شدن يشدن شدونا

§بَابُ: شدن أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: شَدَنَ وَلَدُ النَّاقَةِ إِذَا قَوِيَ وَتَحَرَّكَ , شَدَنَ يَشْدُنُ شُدُونًا

الحديث السادس والثلاثون:

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: دسم

§بَابُ: دسم

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْغَسِيلِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , §خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مُعْتَصِبًا بِعُصَابَةٍ دَسْمَاءَ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْطَاةَ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , قَالَ: «§أَرَضِيتُمْ إِنْ شَبِعْتُمْ عَامًا , ثُمَّ عَامًا لَا تَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا دَسْمًا» قَوْلُهُ: عِصَابَةٍ دَسْمَاءَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهَا شَيْئًا , وَأَظُنُّهَا وَسِخَةٌ , كَأَنَّهُ قَدْ أَصَابَهَا دَسَمٌ , وَهُوَ الْوَدَكُ مِنَ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ وَالدَّسَمُ: سِدَادُ كُلِّ شَيْءٍ , دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ دَسْمًا -[515]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الدَّسَمُ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْخَرَّازِ شَحْمٌ يَدْهِنُ بِهِ الْخَرَزَ , وَالدَّسْمُ: الشَّيْءُ الْقَلِيلُ , وَهُوَ قَوْلُهُ: «لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا دَسْمًا» يَعْنِي قَلِيلًا

باب: سدم

§بَابُ: سدم

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , حَدَّثَنَا هَمَّامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ وَسَدَمَهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ» قَوْلُهُ: «وَسَدَمَهُ» هَمٌّ فِي نَدَمٍ , يُقَالُ: رَأَيْتُهُ نَادِمًا سَادِمًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَرَأْسِ أَعْدَاءٍ شَدِيدٍ أَضَمُهْ ... قَدْ طَالَ مِنْ حَرْدٍ عَلَيْنَا سَدَمُهْ قَوْلُهُ: «أَضَمُهْ» يَقُولُ: «عَضَبُهُ» وَسَدَمُهْ " حُزْنٌ وَانْكِسَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمُسَدَّمُ يُحْبَسُ عَنِ الضِّرَابِ لَا يُرْضَى نِتَاجُهُ , فَيُنْتَجَفُ بِنِجَافٍ عَلَى أَثِيلِهِ وَيُرْسَلُ فِي الشَّوْلِ فَيَهْدِرُ فِيهَا -[517]- لِتَضْبَعَ , فَإِذَا تَنَوَّخَهَا لَمْ يَصِلْ مِنَ النِّجَافِ , وَالنِّجَافُ كِسَاءٌ يُشَدُّ عَلَى ذَكَرِهِ فَهُوَ مُعَنًّى قَالَ: [البحر الوافر] قَطَعْتَ الدَّهْرَ كَالسَّدِمِ الْمُعَنَّى ... تَطَوَّفُ فِي دِمَشْقَ وَمَا تَرِيمُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُسَدَّمُ مِنَ الْإِبِلِ: الْجَمَلُ الَّذِي يَتْرُكُهُ صَاحِبُهُ سَنَةً أَوْ سَنَتَيْنِ مِنَ الرُّكُوبِ وَالْعَمَلِ , يَصْنَعُهُ لِلْفِحْلَةِ أَوْ لِلْبَيْعِ

باب: مسد

§بَابُ: مسد

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ , حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ رَافِعٍ , أَرْسَلَتْنِي عَمَّتِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَسْتَأْذِنُهُ فِي مَسَدِ الْمَحَالَةِ قَالَ: «§لَوْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِي مَسَدِ الْمَحَالَةِ ابْتَغَيْتُمْ مِيزَانًا»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ , عَنْ كَعْبٍ , قَالَ: «§يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا حَمَائِلُ سُيُوفِهِمُ الْمَسَدُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ , حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , §رَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنِّي لَقِيتُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ خَاطِمًا بَعِيرَهُ بِحَبْلٍ مِنْ مَسَدٍ

قَوْلُهُ: «أَسْتَأْذِنُهُ فِي مَسَدِ الْمَحَالَةِ» يُرِيدُ الْعُودَ الَّذِي تَدُورُ عَلَيْهِ الْبَكْرَةُ وَحَدَّثَنَا هَارُونُ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الْحَارِثِ: هُوَ مِرْوَدُ الْبَكْرَةِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمَسَدُ: الْمِحْوَرُ مِنْ حَدِيدٍ وَقَوْلُهُ: «حَمَائِلُ سُيُوفِهِمُ الْمَسَدُ» حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ: الْمَسَدُ: اللِّيفُ. أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْمَسَدُ لِيفُ الْمُقْلِ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمَسَدُ: حِبَالٌ مِنْ ضُرُوبٍ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَمَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيَانِقِ ... صُهْبٍ عِتَاقٍ ذَاتِ مُخٍّ زَاهِقِ وَالْمَسْدُ: إِدَآبُ السَّيْرِ بِاللَّيْلِ , قَالَ: [البحر الرجز] يَسْتَلِبُ السَّيْرَ اسْتِلَابًا مَسْدَا

باب: سمد

§بَابُ: سمد

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَائِدَةَ , أَخْبَرَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ: " خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ وَنَحْنُ قِيَامٌ , فَقَالَ: §مَا لَكُمْ سَامِدِينَ؟ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا , يُسَمِّدُ أَرْضَهُ بِعَذِرَةِ النَّاسِ , فَقَالَ: «§أَمَا يَرْضَى أَحَدُكُمْ حَتَّى يُطْعِمَ النَّاسَ مَا يَخْرُجُ مِنْهُمْ» قَوْلُهُ: «مَا لَكُمْ سَامِدِينَ؟» السُّمُودُ: السَّهْوُ وَالْغَفْلَةُ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: السُّمُودُ: الرَّجُلُ يُغْنِي فَيُبْهَتُ , يَنْظُرُ كَالسَّاهِي الْغَافِلِ وَالسَّامِدُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لَا يَلْتَفِتُ إِلَى غَيْرِهِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [النجم: 61]

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: §قَوْلَهُ: {سَامِدُونَ} [النجم: 61] " قَالَ: لَاهُونَ مُعْرِضُونَ " وَأَعْلَى الْمُفَسِّرِينَ عَلَى ذَلِكَ -[521]- أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: قَوْلَهُ «سَامِدُونَ» قَالَ: لَاهُونَ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: سَامِدُونَ يُقَالُ: دَعْ عَنْكَ سُمُودَكَ وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر الرمل] قِيلَ: قُمْ فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ ... ثُمَّ دَعْ عَنْكَ السُّمُودَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَسَمِعْتُ فِيهِ بِوَجْهٍ آخَرَ

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ , عَنِ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: §قَوْلَهُ: " {سَامِدُونَ} [النجم: 61] " هُوَ الْغِنَاءُ , وَهِيَ يَمَانِيَةٌ اسْمُدْ لَنَا تُغْنِ , وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: [البحر الخفيف] وَتَخَالُ الْعَزِيفَ فِيهَا غِنَاءً ... لِنَدَامَى مِنْ شَارِبِ مَسْمُودِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَسَمِعْتُ فِيهِ بِوَجْهٍ ثَالِثٍ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: قَوْلَهُ {§سَامِدُونَ} [النجم: 61] : «غِضَابٌ مُبَرْطِمُونَ» -[522]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَذَا كُلُّهُ قَدْ رُوِيَ وَالْقَوْلُ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ حَدِيثِ عَلِيٍّ قَوْلُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: السُّمُودُ رَفْعُ الرَّأْسِ قَائِمًا فَأَمَّا اللَّهْوُ وَالْغِنَاءُ وَالْغَضَبُ لَيْسَ مِنْ قِيَامٍ يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي شَيْءٍ قَوْلُهُ: «بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا يُسَمِّدُ أَرْضَهُ» السَّمَادُ: مَا قَوِيَ بِهِ الزَّرْعُ مِنْ تُرَابٍ , أَوْ غَيْرِهِ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: السَّمْدُ: دَوَامُ السَّيْرِ وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] مَا زَالَ إِسْآدُ الْمَطِيِّ سَمْدَا ... يَسْتَلِبُ السَّيْرَ اسْتِلَابًا مَسْدَا وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] يُصْبِحْنَ بَعْدَ الطَّلَقِ التَّحْرِيدِ ... وَبَعْدَ سَمْدِ الْقَرَبِ الْمَسْمُودِ -[523]- وَقَالَ أَبُو جُحُوشٍ: سَمَدْتُ سُمُودًا: عَلَوْتُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اسْمَأَدَّ مِنَ الْغَضَبِ اسْمِئْدَادًا إِذَا انْتَفَخَ

باب: دمس

§بَابُ: دمس

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " رَأَيْتُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رَجُلًا أَحْمَرَ §كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ

حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَشِيطٍ: §بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ , فَمَرَّ عَلَى مُسَيْلِمَةَ , فَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيَّ مَا تَقُولُ , فَقَالَ: وَاللَّيْلِ الدَّامِسِ , وَالذِّئْبِ الْهَامِسِ , مَا رَطْبٌ كَيَابِسٍ " قَوْلُهُ: «مِنْ دِيمَاسِ» الدَّمْسُ الظَّلَامُ إِذَا اشْتَدَّ , وَلَيْلٌ دَامِسٌ: شَدِيدُ الظُّلْمَةِ وَالدَّوَامِسُ: جِنْسٌ مِنَ الْحَيَّاتِ

الحديث السابع والثلاثون:

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: عجن

§بَابُ: عجن

حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ , فَيَنْقُرُ عِنْدَ عِجَانِهِ , فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ , عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: " §خَطَبَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ إِلَى عَلِيٍّ , فَقَالَ: ابْنَ حَمْرَاءِ الْعِجَانِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنِ الْهَيْثَمِ , عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ , عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ: " رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَعْجِنُ فِي الصَّلَاةِ؛ يَعْتَمِدُ عَلَى يَدَيْهِ إِذَا قَامَ , فَقُلْتُ لَهُ , فَقَالَ: §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَفْعَلُهُ -[526]- قَوْلُهُ: «يَنْقُرُ عِجَانَهُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعِجَانُ: مَا بَيْنَ الدُّبُرِ وَالْأُنْثَيَيْنِ قَالَ جَرِيرٌ: [البحر الوافر] يَمُدُّ الْحَبْلَ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ ... كَأَنَّ عِجَانَهُ وَتَرٌ جَدِيدُ وَهُوَ الْعِضْرَطُ , وَالْبُعْثُطُ , وَالْقُحْقُحُ , وَالْعُصْعُصُ قَوْلُهُ: «رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَعْجِنُ» أَيْ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ كَمَا يَصْنَعُ الَّذِي يَعْجِنُ الْعَجِينَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَجْنُ أَنْ يَرْتَفِعَ الْخِلْفُ , وَيَكْثُرُ , لَحْمُ الضَّرَّةِ فَلَا يَسْتَكْمِنُ مِنْهُ الْحَالِبُ فَيُقَالُ: شَاةٌ عَجْنَاءُ وَالضَّرْعُ الْأَعْجَنُ أَنْ يَرْتَفِعَ خَلْفَهُ فَيَكُونَ تَحْتَهُ مُسْتَنْقَعُ اللَّبَنِ وَالْمُعْتَجِنَةُ: السَّمِينَةُ وَالْمُمْتَلِئَةُ لَحْمًا وَالشَّنُونُ: بَيْنَ الْمَهْزُولَةِ وَالسَّمِينِ وَالْمُسْتَحِقَّةُ: الَّتِي اسْتَحَقَّتْ سِمَنًا أَوْ لَقْحًا وَالْخِدَبُ: الضَّخْمُ

باب: عنج

§بَابُ: عنج

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ , عَنْ شَهْرٍ , حَدَّثَنِي ابْنُ غَنْمٍ , عَنْ حَدِيثِ , مُعَاذٍ: «أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §فَعَثَرَتْ نَاقَتُهُ , فَعَنَجَهَا»

حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ , حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عَدِيٍّ: " أَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ بِيَدِي عَلَى مَنْكِبَيْهِ - وَكَانَ رَجُلًا مَجْبُولًا ضَخْمًا - فَقَالَ: «§اعْلُ عَنِّجْ» قَوْلُهُ: «فَعَنَجَهَا» أَيْ مَدَّهَا إِلَى فَوْقٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعِنَاجُ إِنْ كَانَ فِي دَلْوٍ ثَقِيلَةٍ حَبْلٌ أَوْ بِطَانٌ يُجْعَلُ تَحْتَهَا ثُمَّ يُشَدُّ إِلَى الْعَرَاقِي لِتَكُونَ عَوْنًا لِلْوَذَمِ , وَإِذَا كَانَتِ الدَّلْوُ خَفِيفَةً شُدَّ بِخَيْطٍ فِي إِحْدَى آذَانِهَا إِلَى -[528]- وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَنَجَ الرَّجُلُ بَعِيرَهُ يَعْنِجُهُ عَنْجًا إِذَا جَذَبَ خِطَامَهُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ , وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَيْهِ حَتَّى رُبَّمَا لَزَقَ ذِفْرَاهُ بِقَادِمِ الرَّحْلِ قَالَ الشَّاعِرُ فِي عِنَاجِ الدَّلْوِ: [البحر البسيط] قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْدًا لِجَارِهِمُ ... شَدُّوا الْعِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهُ الْكَرَبَا وَالْعَنَاجِيجُ: جِيَادُ الْخَيْلِ وَقَوْلُهُ: «اعْلُ عَنِّجْ» أَرَادَ ارْتَفِعْ عَنِّي

باب: نجع

§بَابُ: نجع

أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: " خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ وَبُدَيْلُ لَيْلَةَ فَتْحِ مَكَّةَ , فَرَأَوْا عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ وَالنِّيرَانَ , فَقَالُوا: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ بُدَيْلُ: هَذِهِ هَوَازِنُ §تَنَجَّعَتْ أَرْضَنَا , وَاللَّهِ مَا نَعْرِفُ هَذَا إِنَّ هَذَا عَسْكَرٌ مِثْلُ حَاجِ النَّاسِ " أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: " أَصْلُ الِانْتِجَاعِ: إِتْيَانُ الْغَيْثِ , وَانْتَجَعَ فُلَانٌ فُلَانًا وَتَوَخَّاهُ: تَعَمَّدَهُ , وَاحْتَذَاهُ: إِذَا طَلَبَ مَا عِنْدَهُ وَتَيَمَّمَهُ إِذَا قَصَدَ إِلَيْهِ تَيَمُّمًا وَأَمَّهُ وَتَأَيَّيْتُهُ: تَعَمَّدْتُهُ وَاخْتَبَطَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا أَتَاهُ فَسَأَلَهُ مِنْ غَيْرِ رَحِمٍ وَلَا قَرَابَةٍ وَالنَّجْعَةُ: طَلَبُ الْكَلَأِ وَالْخَيْرِ وَانْتَجَعَ فُلَانٌ فُلَانًا: طَلَبَ خَيْرَهُ وَمَعْرُوفَهُ وَالنَّوَاجِعُ: الَّذِينَ يَطْلُبُونَ النَّجْعَةَ وَأَنْشَدَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: [البحر الوافر] وَأَعْلَمُ أَنَّنِي سَأَكُونُ رَمْسًا ... إِذَا سَارَ النَّوَاجِعُ لَا أَسِيرُ

وَقَالَ السَّائِلُونَ لِمَنْ حَفَرْتُمْ ... فَقَالَ الْحَافِرُونَ لَهُمْ وَزِيرُ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الوافر] رَأَيْتُ النَّاسَ يَنْتَجِعُونَ غَيْثًا ... فَقُلْتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلَالَا وَنَجَعَ الطَّعَامُ نُجُوعًا إِذَا اسْتَمْرَأَهُ صَاحِبُهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: نَجَعْتُ النَّاقَةَ نَجْعًا وَهُوَ أَنْ تَأْخُذَ الْخَبَطَ فَيُدَقَّ وَيُجْعَلَ فِيهِ مَاءٌ وَيُصَبَّ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَهُوَ النُّجُوعُ وَالنَّوَاعِجُ: الْإِبِلُ السِّرَاعُ وَأَنْشَدَنَا لِلْمَلِيحِ: [البحر الطويل] فَلَمَّا رَأَيْنَ الْقَوْمَ قَدْ أَلْحَقَتْهُمُ ... بِهِنَّ نَوَاجٍ فِي الْأَزِمَّةِ نُعَّجُ وَالنَّجِيعُ: دَمُ الْجَوْفِ قَالَ: [البحر الوافر] -[531]- وَتَخْضِبُ لِحْيَةً غَدَرَتْ وَخَانَتْ ... بِأَحْمَرَ مِنْ نَجِيعِ الْجَوْفِ آنِ

باب: نعج

§بَابُ: نعج

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ , عَنْ عَوْفٍ , عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: «كَانُوا §يَخْتَارُونَ النَّعْجَةَ عَلَى الْعَنْزِ» وَالنَّعْجَةُ مِنَ الضَّأْنِ وَالْبَقَرِ الْوَحْشِيِّ وَالشَّاءِ الْجَبَلِيِّ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَكُلُّ عَيْنَاءَ تُزَجِّي بَحْزَجَا ... كَأَنَّهُ مُسَرْوَلٌ أَرَنْدَجَا فِي نَعَجَاتٍ مِنْ بَيَاضٍ نَعَجَا عَيْنَاءُ: بَقَرَةٌ وَحْشِيَّةٌ تُزَجِّي: تَسُوقُ بَحْزَجَا: وَلَدَهَا كَأَنَّهُ مُسَرْوَلٌ: يَقُولُ: عَلَى قَوَائِمِهِ سَوَادٌ كَأَنَّهَا بِهِ سَرَاوِيلُ مِنَ الْأَرَنْدَجِ , وَهِيَ الْجُلُودُ السُّودُ يَعْنِي الدَّارِشَ فِي نَعَجَاتٍ يَقُولُ: هَذِهِ الْبَقَرَةُ فِي نَعَجَاتٍ: بَقَرٍ مُبْيَضَّاتٍ

وَالْيَرَنْدَجُ: فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ أَيْ يَرَنْدَهُ أَمَّا ابْنُ أَحْمَرَ , فَقَالَ: [البحر الكامل] لَمْ تَدْرِ مَا نَسْجُ الْأَرَنْدَجِ قَبْلَهَا ... وَقِضَابُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَجَدِّدِ وَصَفَ امْرَأَةً فَقَالَ: هِيَ غَزِيرَةٌ لَمْ تَدْرِ مَا نَسْجُ الْأَرَنْدَجِ: الْجُلُودُ السُّودُ وَصَفَ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ الْأُمُورَ وَابْنُ أَحْمَرَ يَظُنُّ أَنَّ الْأَرَنْدَجَ يُنْسَجُ وَقِضَابُهُ: أَنْ يَقْتَضِبَ الْحَدِيثَ: يَخْتَلِقَهُ وَأَعْوَصَ: مَا لَا يَفْهَمُ مِنَ الْحَدِيثِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي جَابِرٍ السَّعْدِيِّ: النَّعِجُ: «الْأَبْيَضُ الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ» وَأَنْشَدَنَا لِلْأَجْرَبِ الْحِمَّانِيِّ: [البحر الطويل] حَتَّى قَطَعْنَ مَنَازِلًا وَمَنَازِلًا ... يَصْحَى بِهَا النَّعِجُ الْهِجَانُ حَسِيرَا -[534]- قَالَ أَبُو عُمَرَ: النَّعَجُ: السَّمَنُ , وَيُقَالُ: قَدْ نَعِجَ هَذَا بَعْدِي أَيْ سَمِنَ وَأَنْعَجَ بَنُو فُلَانٍ: أَسْمَنُوا وَالنَّعَجُ: أَنْ يَرْبُوَ وَيَنْتَفِخَ وَيَلْهَثَ

الحديث الثامن والثلاثون

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ

باب: ذخر

§بَابُ: ذخر

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ خَالِدٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §حَرَّمَ مَكَّةَ لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا , وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا , فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ فَقَالَ: إِلَّا الْإِذْخِرَ "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ خِلَاسٍ , عَنْ عَمَّارٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أُنْزِلَتِ الْمَائِدَةُ خُبْزًا وَلَحْمًا , وَأُمِرُوا أَنْ لَا يَذْخَرُوا وَلَا يَرْفَعُوا لِغَدٍ فَادَّخَرُوا وَرَفَعُوا فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ» قَوْلُهُ: «إِلَّا الْإِذْخِرَ» حَشِيشَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ -[536]- وَقَوْلُهُ: لَا يَذْخَرُوا لِغَدٍ " ذَخَرْتُ الشَّيْءَ أَذْخَرُهُ ذُخْرًا , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ «تَدَّخِرُونَ» بِالدَّالِ مُشَدَّدَةً وَقَرَأَ مُجَاهِدٌ بِالدَّالِ سَاكِنَةً وَيَذَّخِرُونَ لُغَةٌ أُخْرَى بِالذَّالِ مُشَدِّدَةً أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ نَحْوَهُ وَلَمْ يَخْتَلِفِ الْأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَنَافِعٌ وَشَيْبَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ , فَرَوَوْا يَدَّخِرُونَ بِدَالٍ مُشَدَّدَةٍ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَرَ: [البحر السريع] هَلْ يُهْلِكَنِّي بَسْطُ مَا فِي يَدِي ... أَوْ يُخْلِدَنِّي مَنْعُ مَا أَدَّخِرْ

الحديث التاسع والثلاثون:

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ:

باب: شكم

§بَابُ: شكم

ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ طَاوُسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §احْتَجَمَ وَقَالَ: «اشْكُمُوهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ , " نَزَلْنَا بِرَاهِبٍ فَأُتِينَا بِطَعَامٍ , فَأَكَلَ الْقَوْمُ غَيْرِي , فَقَالَ الرَّاهِبُ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ إِنِّي صَائِمٌ قَالَ: §أَلَا أَشْكُمُكَ عَلَى صَوْمِكَ شَكِيمَةً , تُوضَعُ مَائِدَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَأَوَّلُ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا الصَّائِمُونَ " قَوْلُهُ: «اشْكُمُوهُ» أَيْ جَازُوهُ بِشَيْءٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: §اشْكُمُوهُ: جَازُوهُ بِشَيْءٍ -[538]- وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ: الشُّكْمُ: الْعَطَاءُ لِلْمُكَافَأَةِ وَالشُّكْدُ الْعَطَاءُ لِغَيْرِ مُكَافَأَةٍ وَيُقَالُ: لَأَشْكُمَنَّكَ شُكْمَكَ , وَلَأَقْنُوَنَّكَ قُنَاوَتَكَ وَلَأَنْجُزَنَّكَ نَجِيزَتَكَ أَيْ لَأُعَاقِبَنَّكَ , قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الكامل] أَبْلِغْ قَتَادَةَ غَيْرَ سَائِلِهِ ... مِنْهُ الثَّوَابَ وَعَاجِلَ الشُّكْمِ قَالَ الْأُمَوِيُّ: الشُّكْمُ: الْجَزَاءُ وَالشُّكْدُ: الْعَطَاءُ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الشُّكْمُ: الْعِوَضُ , وَالْأَوْسُ مِثْلُهُ يُقَالُ: أُسْتُهُ أَوْسًا , وَعُضْتُهُ عِوَضًا قَالَ أَبُو عَمْرٍو , عَنِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: الشُّكْدُ: أَنْ يَسْأَلَ الْحَيَّ فَيُعْطُونَهُ الْقَدَحَ أَوِ الْقَبْضَةَ , شَكَدَ يَشْكُدُ شُكْدًا قَالَ أَبُو عُمَرَ: شَكَمَهُ يَشْكُمُهُ شُكْمًا , وَالشُّكْمُ جَزَاءٌ لِمَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ , وَالشَّكِمُ: الْغَضْبَانُ قَالَ أَبُو صَخْرٍ: [البحر البسيط] جَهْمُ الْمُحَيَّا عَبُوسٌ بَاسِلٌ شَرِسٌ ... وَرْدٌ قُصَاقِصَةٌ رِئْبَالَةٌ شَكِمُ

باب: كمش

§بَابُ: كمش

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَنَّ §خَتَنَ مُوسَى أَعْطَاهُ مَا نَتَجَ مِنْ قَالَبِ لَوْنٍ فَنُتِجَتْ كُلُّهَا قَالِبَ لَوْنٍ لَيْسَ مِنْهُنَّ كَمْشَةٌ» قَوْلُهُ: «كَمْشَةٌ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْكَمْشَةُ الَّتِي نَقَصَ خِلْفُهَا فَلَا تَحْلِبُ إِلَّا قَطْرًا قَلِيلًا قَلِيلًا قَدْرَ مَا يَبُلَّ يَدَ الْحَالِبِ وَهُوَ اللَّاصِقُ الْمُتَقَبِّضُ بِالْبَطْنِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ , قَالَ §الْكَمْشَةُ الْمُقَلَّصَةُ الضَّرْعِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْكَمْشُ مِنَ الْخَيْلِ الْقَصِيرُ الْجُرْدَانُ -[540]- قَالَ أَبُو عَمْرٍو: رَجُلٌ كَمْشٌ: بَيِّنُ الْكُمُوشَةِ إِذَا كَانَ صَغِيرَ الذَّكَرِ

باب: كشم

§بَابُ: كشم

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: «§الْكَشْمُ مِثْلُ الْجَدْعِ كَشَمَهُ كَشْمًا» وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَشَمَ اللَّهُ أَنْفَهُ يَكْشِمُهُ أَيْ: جَدَعَهُ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: أَصْلُ الْكَشْمِ الْقَطْعُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَقَدْ أَتَانِي أَنَّ عَبْدًا كَشَمَا ... وَيُوعِدُنِي وَلَوْ رَآنِي طَرْسَمَا قَوْلُهُ «كَشَمَا» مَقْطُوعَ الْأَنْفِ وَطَرْسَمَ: أَطْرَقَ

الحديث الأربعون

§الْحَدِيثُ الْأَرْبَعُونَ

باب: شخب

§بَابُ: شخب

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَالِمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ,» يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: §ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ فَقِيلَ مُوسَى مُتَعَلِّقًا بِهِ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ قِبَلَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ , عَنْ أَبِي عِمْرَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[543]-: " §الْحَوْضُ يَشْخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ قَوْلُهُ: " تَشْخُبُ أَوْدَاجُهُ , وَيَشْخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ الشَّخْبُ: مَا خَرَجَ مِنْ تَحْتِ يَدِ الْحَالِبِ عِنْدَ كُلِّ غَمْزَةٍ

باب: خشب

§بَابُ: خشب

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «§إِذَا ظَهَرَتْ بُيُوتُ مَكَّةَ عَلَى أَخَاشِبِهَا فَخُذْ حِذْرَكَ»

حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ سُوَيْدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ يُونُسَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ كَانَ §يُصَلِّي خَلْفَ الْخَشَبِيَّةِ، وَالْخَوَارِجِ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: كَتَبَ عُمَرُ: «§اخْلَوْلِقُوا وَاخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا» قَوْلُهُ: «عَلَى أَخَاشِبِهَا» وَأَخْشَبَيْهَا يُرِيدُ جَبَلَيْنِ بِمَكَّةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَخْشَبُ جَبَلٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَكْسُو حُرُوفَ حَاجِبَيْهِ الْأَثْلَبَا ... يُهَامِرُ السَّهْلَ وَيُولِي الْأَخْشَبَا

وَصَفَ حَمِيرًا يَتْبَعُهَا فَحْلُهَا فَهِيَ تَكْسُو بِحَوَافِرِهَا حَاجِبَيْهِ الْأَثْلَبُ: التُّرَابُ يُهَامِرُ السَّهْلَ: مِنْ شِدَّةِ عَدْوِهِ كَأَنَّهُ يَجْرُفُهُ جَرْفًا يَهْمِرُهُ هَمْرًا أَوِ الرَّجُلُ إِذَا أَعْطَى عَطَاءً كَثِيرًا قِيلَ: هَمَرَ يَهْمِرُ وَيُولِي حَافِرَهُ الْجَبَلَ وَهُوَ الْأَخْشَبُ قَوْلُهُ: «يُصَلِّي خَلْفَ الْخَشَبِيَّةِ» ضَرْبٌ مِنَ الرَّافِضَةِ , وَقِيلَ الَّذِينَ يَرَوْنَ الْخُرُوجَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ بِالْخَشَبِ , وَقِيلَ الَّذِينَ حَفِظُوا خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ صُلِبَ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ الْخَشَبِيَّةُ أَصْحَابُ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَبًا مُسْتَصْعِبَا ... حِينَ رَمَى الْأَحْزَابَ وَالْمُحَزِّبَا وَالْخَشَبِيَّ الْأَعْجَمَ الْمُخَشَّبَا قَوْلُهُ: «وَاخْشَوْشِنُوا» يَقُولُ: الْبَسُوا الْخُلْقَانَ وَالْخَشِنَ «

وَاخْشَوْشِبُوا» كُلُوا الْغَلِيظَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْأَخْشَبُ: مَكَانٌ مِنَ الْقُفِّ غَلِيظٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَشِيبُ: السَّيْفُ الَّذِي بُدِئَ طَبْعُهُ وَلَمْ يَتِمَّ عَمَلُهُ يُقَالُ: مَا أُخْشِبَ: مَا شُقَّتْ خَشِيبَتُهُ , فَكَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى صَارَ الْخَشِيبُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْعَرَبِ الصَّقِيلُ وَالصَّقِيلُ: الْحَدِيثُ الْعَهْدِ بِالصِّقَالِ وَالْقَدَحُ إِذَا بُرِيَ أَوَّلَ بَرْيَةٍ قَدْ خُشِبَ فَهُوَ خَشِيبٌ وَقَالَ: [البحر الطويل] جَمَعْتُ إِلَيْهِ نَثْرَتِي وَنَجِيبَتِي ... وَرُمْحِي وَمَشْقُوقَ الْخَشِيبَةِ صَارِمَا وَفُلَانٌ يَخْشِبُ الشِّعْرَ يُمِرُّهُ كَمَا يَجِيئُهُ لَا يَتَنَوَّقُ فِيهِ وَالْخَشْبَةُ: الْبَرْدَةُ الْأُولَى قَالَ: فِي قَتَرَةٍ مِنْ أَثْلِ مَا تَخَشَّبَا -[547]- الْقَتَرَةُ: حُفْرَةُ الرَّامِي وَصَفَ أَنَّهُ عَمِلَهَا مِنْ أَثْلِ مَا تَخَشَّبَا وَالتَّخَشُّبُ عَمَلٌ لَا يُتَنَوَّقُ فِيهِ يُقَالُ: خَشَبَ فُلَانٌ بِنَاءَهُ خَشْبًا

الحديث الأحد والأربعون

§الْحَدِيثُ الْأَحَدُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: ضبن

§بَابُ: ضبن

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ , قَالَ: «§أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمِيضَأَةِ فَجَعَلَهَا فِي ضِبْنِهِ» قَوْلُهُ: «مِنَ الضُّبْنَةِ» هُمْ أَهْلُ الرَّجُلِ لِأَنَّهُ يَضْبُنُهُمْ فِي كَنَفِهِ وَيُقَالُ: كُلُّ مَا لَزِقَ بِالرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قَرَابَتِهِ مِنْ تَابِعٍ وَعَبْدٍ وَطَيْرٍ قَوْلُهُ: «جَعَلَهَا فِي ضِبْنِهِ» هُوَ مَا بَيْنَ الْإِبِطِ وَالْكَشِيحِ , -[549]- اضْطَبَنْتُ: حَمَلْتُ فِي ضِبْنِي قَالَ أَبُو عَمْرٍو: ضَبَنَهُ كَذَا لِلْجَمَلِ - كَأَنَّهُ زَمَانَةٌ وَإِنَّ بِهِ لَضِبْنَةً وَهُوَ مَضْبُونٌ , وَأَصَابَتْهُ ضِبْنَةٌ أَيْ مَرَضٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الزَّمَانَةُ: كَسْرُ الْيَدِ وَالرِّجْلِ خَاصَّةً , وَالْمُقْعَدُ مَضْبُونٌ , وَيُقَالُ لِلْأَعْوَرِ وَالْأَعْمَى مَضْبُونٌ , ضَبَنَهُ بِسَيْفِهِ ضَبْنًا إِذَا قَطَعَهُ

باب: نضب أخبرنا عمرو , عن أبيه: يقال: نضب الشيء ينضب نضبا إذا أبعد من الأرض , وأتى أمرا ناضبا أي واضعا لا خير فيه , ورجل ناضب: لا خير فيه , خامل الذكر وقال أبو زيد: إن فلانا لناضب الخير أي قليله ونضب خيره ينضب نضوبا أي قل وقال: يومين بالأعين

§بَابُ: نضب أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَضَبَ الشَّيْءُ يَنْضُبُ نَضْبًا إِذَا أَبْعَدَ مِنَ الْأَرْضِ , وَأَتَى أَمْرًا نَاضِبًا أَيْ وَاضِعًا لَا خَيْرَ فِيهِ , وَرَجُلٌ نَاضِبٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ , خَامِلَ الذِّكْرِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِنَّ فُلَانًا لَنَاضِبُ الْخَيْرِ أَيْ قَلِيلُهُ وَنَضَبَ خَيْرُهُ يَنْضُبُ نُضُوبًا أَيْ قَلَّ وَقَالَ: [البحر الرجز] يُومِينَ بِالْأَعْيُنِ وَالْحَوَاجِبِ ... وَإِيمَاءَ بَرْقٍ فِي عَمَاءٍ نَاضِبِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: التَّنَضُّبُ: شَجَرٌ دُخَانُهُ أَبْيَضُ يُشْبِهُ الْغُبَارَ قَالَ: [البحر الطويل] -[551]- إِذَا هَبَطَتْ سَهْلًا كَأَنَّ غُبَارَهَا ... بِجَانِبِهِ الْأَقْصَى دَوَاخِنُ تَنْضُبُ

باب: نبض نبض العرق نبضا: تحرك أخبرنا عمرو , عن أبيه , عن الفزاري: الأنبض عرق في باطن الذراع من البعير , والذراع فوق الركبة وأنبض الوتر إذا حركه قال: أنبضوا معجس القسي وأبرقنا كما توعد الفحول الفحولا وقال الشماخ: إذا أنبض الرامون عنها ترنمت ترنم ثكلى

§بَابُ: نبض نَبَضَ الْعِرْقُ نَبْضًا: تَحَرَّكَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْفَزَارِيِّ: الْأَنْبَضُ عِرْقٌ فِي بَاطِنِ الذِّرَاعِ مِنَ الْبَعِيرِ , وَالذِّرَاعُ فَوْقَ الرُّكْبَةِ وَأَنْبَضَ الْوَتَرَ إِذَا حَرَّكَهُ قَالَ: [البحر الخفيف] أَنْبَضُوا مَعْجِسَ الْقِسِيِّ وَأَبْرَقْـ ... ـنَا كَمَا تُوعَدُ الْفُحُولُ الْفُحُولَا وَقَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الطويل] إِذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ عَنْهَا تَرَنَّمَتْ ... تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا الْجَنَائِزُ وَصَفَ قَوْسًا , فَقَالَ: " إِذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ , وَالْإِنْبَاضُ أَنْ يَمُدَّ فِي الْوَتَرِ ثُمَّ يُرْسِلَهُ مِنْ غَيْرِ سَهْمٍ , فَشَبَّهَ صَوْتَهَا إِذَا فَعَلَ بِهَا هَذَا بِصَوْتٍ امْرَأَةٍ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا جَنَائِزُ تَتَابَعَتْ عَلَيْهَا مِنْ مَوْتِ أَوْلَادِهَا سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: أَنْبَضَ وَأَنْضَبَ وَهُوَ دَفْعُ الْوَتَرِ وَتُرِنُّ: تُصَوِّتُ

الحديث الثاني والأربعون

§الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ

باب: خفض

§بَابُ: خفض

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ: " رَأَيْتُ رَجُلًا يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ , فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: §تِلْكَ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُيَلْحِ , عَنْ أَبِي مَلِيحٍ: " أَنَّ خَتَّانَةً خَفَضَتْ جَارِيَةً فَمَاتَتْ فَرُفِعَتْ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَ: §كَيْفَ خَفَضْتِيهَا؟ قَالَتْ: كَمَا كُنْتُ أَخْفِضُ قَالَ: لَوْ مَا أَبْقَيْتِ , فَضَمَّنَهَا " قَوْلُهُ: «يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ» هُوَ خِلَافُ الرَّفْعِ , يُرِيدُ حِينَ يَهْبِطُ لِلرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَقَوْلُهُ: «خَفَضَتْ جَارِيَةً» الْخَفْضُ لِلْجَارِيَةِ بِمَنْزِلَةِ الْخِتَانِ لِلْغُلَامِ

باب: فضخ

§بَابُ: فضخ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ , قَالَا: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ عَوْفٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَسْرِيِّ , عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: «§حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَيْنَا الْفَضِيخَ»

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَامِرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي حَسَّانَ , أَنَّ رَجُلًا , حَرَّمَ امْرَأَتَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: «§إِنْ قَرَبْتَهَا فَضَخْتُ رَأْسَكَ بِالْحِجَارَةِ» قَوْلُهُ " حَرَّمَ عَلَيْنَا الْفَضِيخَ , أَنْ يُفْضَحَ الْبُسْرُ , وَيُصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ وَيُتْرَكَ حَتَّى يَغْلِيَ

حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: §مَا الْفَضِيخُ؟ قَالَ: يُدَقُّ الْبُسْرُ ثُمَّ يُصْنَعُ فِي جَرَّةٍ , ثُمَّ يُجْعَلُ عَلَيْهِ -[555]- تَمْرٌ وَيُصَبُّ عَلَيْهِ الْمَاءُ , وَيُتْرَكُ حَتَّى يَطِيبَ قَالَ: ذَاكَ الْفُضُوحُ وَقَوْلُهُ: «فَضَخْتَ رَأْسَكَ» هُوَ كَسْرُكَ الشَّيْءَ الْأَجْوَفَ كَالْبِطِّيخِ وَشَبَهِهِ

الحديث الثالث والأربعون

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: تخم

§بَابُ: تخم

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ , عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْمَعْلُونُ مَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْ تُخُومِ الْأَرْضِ» قَوْلُهُ: «تُخُومُ الْأَرْضِ» آخِرُ حَدِّ كُلِّ إِنْسَانٍ وَهُوَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ أَرْضِ غَيْرِهِ , فَيَزِيدُ فِي أَرْضِهِ وَالتُّخْمَةُ تَخِمَ فُلَانٌ يَتْخِمُ وَأَتْخَمَهُ كَذَا , وَهُوَ الْبَشُمُ

باب: ختم

§بَابُ: ختم

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ , عَنْ أَبِي حَازِمٍ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْغَارِ , فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ» وَالْمُرْسَلَاتِ «§فَمَا أَدْرِي بِأَيِّ الْآيَتَيْنِ خَتَمَهَا» قَوْلُهُ: «الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ» يُرِيدُ آخِرِهَا وَخَوَاتِيمُ السُّوَرِ: أَوَاخِرُهَا وَخَتْمُ الْكِتَابِ: آخِرُ مَا يُعْمَلُ مِنْهُ , وَهُوَ طَبْعُهُ بِالْخَاتَمِ عَلَى طِينِهِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [البقرة: 7] -[558]- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " الْخَتْمُ: الْطَبْعُ " يُقَالُ: خَتَمَ يُخْتِمُ خَتْمًا , وَقَالَ: {مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} [المطففين: 25]

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: §قَوْلُهُ {مَخْتُومٌ} [المطففين: 25] قَالَ: مَمْزُوقٌ " {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين: 26] قَالَ: «طَعْمُهُ وَرِيحُهُ» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْخَاتَمُ وَالْخِتَامُ سَوَاءٌ الْخَاتَمُ الِاسْمُ , وَالْخِتَامُ الْمَصْدَرُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «مَخْتُومٌ» لَهُ خِتَامٌ: عَاقِبَةُ رِيحِ خِتَامِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَثْمُ مَعْجُومَةُ الثَّاءِ بِثَلَاثٍ: عِرَضُ الْأَنْفِ , أَخْثَمُ وَخَثْمَاءُ , وَأُذُنٌ خَثْمَاءُ الَّتِي عَرُضَ رَأْسُهَا وَلَمْ تَطَرَّفْ

الحديث الرابع والأربعون

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: بزغ

§بَابُ: بزغ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ طَلْحَةَ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَتَدَاوَوْنَ بِهِ شِفَاءٌ فَفِي بَزْغَةِ الْحَجَّامِ» قَوْلُهُ: «فَفِي بَزْعَةِ الْحَجَّامِ» التَّبْزِيغُ: الشَّرْطُ , وَتَبْزِيغُ الدَّابَّةِ: شَرْطُ أَشَاعِرِهَا وَيُقَالُ: بَزَغَتِ الشَّمْسُ بُزُوغًا: طَلَعَتْ

باب: زغب

§بَابُ: زغب

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنِ الرُّبَيِّعِ , قَالَتْ: «أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَجْرِيًا زُغْبًا , وَقِنَاعَ رُطَبٍ §فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّي ذَهَبًا» قَوْلُهُ: «زُغْبًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الزَّغَبُ: صِغَارُ الشَّعَرِ وَلَيِّنُهُ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ مِنَ الصَّبِيِّ , وَالشَّيْخُ حِينَ يَرِقُّ شَعَرُهُ رَأْسٌ أَزْغَبُ , وَلِحْيَةٌ زَغْبَاءُ وَازْغَابَّ شَعَرُهُ وَازْلَغَبَّ , يُقَالُ ذَلِكَ لِلْفَرْخِ حِينَ يَلْبَسُ الرِّيشَ قَدِ ازْلَغَبَّ , وَلِلْغُلَامِ حِينَ يَخْرُجُ وَجْهُهُ قَدِ ازْلَغَبَّ وَجْهُهُ وَأَنْشَدَنَا غَيْرُهُ: [البحر الطويل] تُرَبِّبُ أَحْوَى مُزْلَغِبًّا تَرَى لَهُ ... أَنَابِيبَ مِنْ مُسْحَنْكِكِ الرِّيشِ أَقْتَمَا وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] أَشْدَاقُهَا كَصُدُوعِ النَّبْلِ فِي قُلَلٍ ... مِثْلُ الدَّحَارِيجِ لَمْ يَنْبُتْ بِهَا الزَّغَبُ وَصَفَ فِرَاخَ النَّعَامِ فَقَالَ: كَأَنَّ أَشْدَاقَهَا صُدُوغٌ فِي خَشَبِ النَّبْعِ , وَالنَّبْعُ فِي قُلَلِ الْجِبَالِ مِثْلُ الدَّحَارِيجِ , يَعْنِي بِرُءُوسِ هَذِهِ الْفِرَاخِ مَا تَدَحْرَجَ كَالْبُنْدُقَةِ

الحديث الخامس والأربعون

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: مسك

§بَابُ: مسك

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " مَاتَتْ شَاةٌ لِسَوْدَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَلَا أَخَذْتُمْ مَسْكَهَا تَدْبُغُونَهُ تَنْتَفِعُونَ بِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ عَامِرٍ , عَنِ الْحَارِثِ , عَنْ عَلِيٍّ: «أُهْدِيَتْ إِلَيَّ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §وَمَا كَانَ فِرَاشِي إِلَّا مَسْكَ كَبْشٍ»

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا هِقْلٌ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ زَيْدٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَأَى عَلَى عَائِشَةَ مَسَكَتَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ قَدْ أَلْوَى عَلَيْهَا ذَهَبًا , فَقَالَ: «§خَيْرٌ مِنْ هَذَا تَجْعَلِيهِ بِزَعْفَرَانٍ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ , وَابْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , أَنَّ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ , §أُخِذَ , فَأَحَاطَ بِهِ الْأَنْصَارُ حَتَّى جَعَلُوهُ فِي مِثْلِ الْمَسَكَةِ

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عَمِّهِ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ هِنْدًا , قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , §إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مَسِيكٌ , فَهَلْ عَلَيَّ مِنْ حَرَجٍ أَنْ أُطْعِمَ عِيَالَنَا مِنَ الَّذِي لَهُ؟ قَالَ: «لَا , إِلَّا بِالْمَعْرُوفِ» قَوْلُهُ: «مَسْكَهَا» , هُوَ الْإِهَابُ , أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمَسْكُ: الْإِهَابُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] مُحَرَّمَةٌ مِنْ مَسْكِ ثَوْرٍ عَلَوْنَهَا ... عِظَامِيَ حَتَّى مَا أُقِلُّ رِدَائِيَا الْمُحَرَّمَةُ مِنَ الْأَسْيَاطِ الَّتِي لَمْ يُضْرَبْ بِهَا قَالَ الْأَعْشَى: [البحر البسيط] عَجْلَى إِلَى الْمَعْهَدِ الْأَدْنَى فَفَاجَأَهُ ... أَقْطَاعُ مَسْكٍ وَسَافَتْ مِنْ دَمِي دُفَعَا سَافَتْ: شَمَّتْ قَوْلُهُ: «أَطْيَبُ الْمِسْكِ» هُوَ مَعْرُوفٌ: دَمٌ يَجْتَمِعُ فِي سُرَرِ دَوَابَّ كَالسَّنَانِيرِ قَوْلُهُ: «رَأَى عَلَيْهَا مَسَكَتَيْنِ» : الْمَسَكُ مِنَ الذَّبْلِ وَالْعَاجِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا مَعْنٌ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ السَّحَائِبِ: رَأَيْتُ أُمَّ خَارِجَةَ §وَعَلَيْهَا مَسَكَتَانِ مِنْ عَاجٍ حَدِيثُ عَائِشَةَ هُوَ مِنْ فِضَّةٍ , جُعِلَ مِثْلَ مَسَكِ الذَّبْلِ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَسَكُ مِثْلُ الْأَسْوِرَةِ مِنْ قُرُونٍ أَوْ عَاجٍ , وَبِشَارُ فُلَانٍ مِسْكٌ إِذَا كَانَ طَيِّبًا , وَجِيفَةٌ إِذَا كَانَ مُنْتِنًا قَوْلُهُ: «جُعِلَ فِي مِثْلِ الْمَسَكَةِ» , أَيِ اسْتَدَارُوا حَوْلَهُ فَصَارَ كَأَنَّهُ فِي مَسَكَةِ ذَبْلٍ أَوْ عَاجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَسَكَةُ أَنْ تَحْفِرَ الْبِئْرَ , فَيَبْلُغَ قَعْرُهَا إِلَى مَوْضِعٍ لَا يُحْتَاجُ إِلَى طَيٍّ قَوْلُهُ: «رَجُلٌ مَسِيكٌ» , يُقَالُ: فِي فُلَانٍ إِمْسَاكٌ وَمَسَاكٌ وَمَسَكَةٌ , أَيْ: ضِيقٌ وَمَنْعٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمَاسِكَةُ: جِلْدَةٌ عَلَى رَأْسِ الْمُهْرِ وَأَطْرَافِ يَدَيْهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَسَّكْتُ بِالنَّارِ أُمَسِّكُ تَمْسِيكًا , إِذَا فَحَصْتَ لَهَا فِي الْأَرْضِ , وَجَعَلْتَ عَلَيْهَا بَعْرًا أَوْ خَشَبًا وَدَفَنْتَهَا وَرَجُلٌ مَسِيكٌ: بِخَيْلٌ , وَالْمُسْكَةُ مِنَ الطَّعَامِ: مَا يُمْسِكُ الرَّمَقَ أَمْسَكَ يُمْسِكُ إِمْسَاكًا

باب: مكس

§بَابُ: مكس

حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ , حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ: " §اسْتُعْمِلَ أَنَسٌ عَلَى عَمَلٍ , فَاسْتَعْمَلَنِي عَلَى الْأُبُلَّةِ , فَقُلْتُ: تَسْتَعْمِلُنِي عَلَى الْمَكْسِ؟

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنْ بُرْدٍ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§لَا بَأْسَ بِالْمُمَاكَسَةِ فِي الْبَيْعِ» قَوْلُهُ: «عَلَى الْمَكْسِ» , أَصْلُ الْمَكْسِ انْتِقَاصُ الثَّمَنِ , فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي عَلَى أَخْذِ الْعُشُورِ مِنَ النَّاسِ فَفِي ذَلِكَ مَا يُمَاكِسُونَ وَأُمَاكِسُهُمْ , يَطْلُبُونَ مِنِّي النُّقْصَانَ , وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ اسْتَعْمَلَنِي عَلَى مَا يَنْقُصُ دِينِي لِمَا يَخَافُ مِنْ أَخْذِ مَا لَا يَجِبُ أَوْ تَرْكِ مَا يَجِبُ

باب: سمك

§بَابُ: سمك

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: «§كُلُوا السَّمَكَةَ الطَّافِيَةَ»

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ , وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ بَكْرٍ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِالسِّمَاكِ فَقَالَ: «§قَدْ دَنَا طُلُوعُ الْفَجْرِ» , فَأَوْتَرَ بَرَكْعَةٍ

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا سَلَامَةُ الْكِنْدِيُّ: كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: قُولُوا: «اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ , §وَبَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ , اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ» قَوْلُهُ: «السَّمَكَةَ الطَّافِيَةَ» , هِيَ مَا تَعْرِفُ , الْجَمِيعُ السَّمَكُ , وَتُسَمَّى أَيْضًا حُوتًا وَحِيتَانَ , وَنُونًا وَنِينَانَ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الوافر] -[570]- وَلَا أَلْوَاحُ دُرَّةِ هِبْرِقِيٍّ ... جَلَا عَنْهَا مُخَتِّمُهَا الْكُنُونَا يُلَفِّفُهَا بِدِيبَاجٍ وَخَزٍّ ... وَيُخْرِجُهَا فَتَأْتَلِقُ الْعُيُونَا رَأَى مِنْ دُونِهَا الْغَوَّاصُ هَوْلًا ... هَرَاكِلَةً وَحِيتَانًا وَنُونَا قَوْلُهُ: «وَلَا أَلْوَاحَ» : إِذَا لَاحَ بَيَاضُهَا وَهِبْرِقِيٍّ: وَهُوَ الْحَدَّادُ فَاضْطُرَّ فَجَعَلَهُ الْغَوَّاصَ هَرَاكِلَةً: مَا ضَخُمَ مِنَ السَّمَكِ وَامْرَأَةٌ هِرْكَوْلَةٌ: إِذَا كَانَتْ عَظِيمَةً قَوْلُهُ: «اللَّهُمَّ بَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ» : السَّمْكُ مَا سَمَكْتَ بِهِ حَائِطًا وَالسَّمَاءُ مَسْمُوكَةٌ , وَسَنَامٌ سَامِكٌ: أَيْ مُرْتَفِعٌ أَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الكامل] إِنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا ... بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ قَوْلُهُ: " نَظَرَ إِلَى السِّمَاكِ فَقَالَ: قَدْ دَنَا طُلُوعُ الْفَجْرِ " , وَلَيْسَتْ كُلَّ السَّنَةِ يَطْلُعُ الْفَجْرُ بَعْدَ طُلُوعِ السِّمَاكِ , إِنَّمَا يَكُونُ هَذَا فِي أَوَّلِ التِّشْرِينَ الْأَوَّلِ , لِأَنَّ السِّمَاكَ يَطْلُعُ فِي عِشْرِينَ مِنْهُ مَعَ الْفَجْرِ , فَيَمْكُثُ يَطْلُعُ مَعَ الْفَجْرِ عَشْرَ لَيَالٍ , وَخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَعَ الصَّبَا وَالسِّمَاكِ , ثُمَّ يَتَقَدَّمُ طُلُوعُهُ فَيُرَى فِي كُلِّ دَرَجَةٍ عَشْرًا أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ , حَتَّى يُرَى مَعَ الْمَغْرِبِ وَهُمَا سِمَاكَانِ: السِّمَاكُ الرَّامِحُ -[571]- وَهُوَ الَّذِي يَتَوَسَّطُ الْفَلَكَ , وَالسِّمَاكُ الْأَعْزَلُ أَسْفَلُ مِنْهُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَهُوَ كَوْكَبٌ أَزْهَرُ , وَلِسُقُوطِهِ بِالْغَدَاةِ نَوْءُ لَيْلِهِ , أَيْ: مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَطَرٍ , نُسِبَ إِلَيْهِ وَلَهُ بَارِحُ لَيْلِهِ أَيْ مَا كَانَ مِنْ رِيحٍ فَمَنْسُوبٌ إِلَيْهِ وَأَكْثَرُ الْعَرَبِ يُعْجِبُهُمُ الْمَطَرُ بِنَوْءِ السِّمَاكِ وَيَسْتَحِبُّونَهُ وَيَسْتَسْقُونُ بِهِ , وَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ لَا لِمَطَرِهِ , وَلَكِنْ لِمَا يَنْبُتُ عَنْهُ مِنَ الْمَرْعَى؛ لِأَنَّ نَوْءَهُ يَجِيءُ وَقَدْ هَاجَتِ الْأَرْضُ , أَعْنِي يَبِسَ نَبْتُهَا , إِلَّا أَنَّ فِيَ عِرْقِهِ بَقِيَّةً مِنَ الثَّرَى , فَيُصِيبُ الْعِرْقَ الْمَطَرُ فَيَنْبُتُ فِيهِ الرُّطْبُ , فَيَتَّصِلُ بِالنَّبْتِ الْقَدِيمِ فَيَأْكُلُهُ الْمَالُ يَعْنِي الْمَاشِيَةَ , فَذَلِكَ سُمٌّ , وَيُصِيبُ الْمَاشِيَةَ السُّهَامُ؛ لِأَنَّ سُقُوطَهُ فِي سَبْعٍ مِنْ نَيْسَانَ , فَكَانَ مِمَّنْ أَحَبَّ نَوْءَهُ وَرَضِيَهُ وَاسْتَغْدَقَ مَطَرَهُ الْأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُرَ , قَالَ: هَنَأْنَاهُمُ حَتَّى أَعَانَ عَلَيْهِمُ ... سَوَافِي السِّمَاكِ بِالسِّلَاحِ السَّوَاجِمِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] جَادَ السِّمَاكَانِ كُلٌّ إِثْرَ صَاحِبِهِ ... وَالْمُدْجِنَاتُ عَلَى الْأَحْسَاءِ وَالْقَاعِ حَتَّى تَغَدَّرَ بَطْنَ السِّيِّ فِي أُنُفٍ ... وَقَافِلًا مُنْبِذًا فِي أَهْلِهِ الرَّاعِ -[572]- وَقَالَ آخَرُ: [البحر السريع] جَادَ السِّمَاكَانِ بِقُرْبَانِهِ ... بِالدَّلْوِ وَالنَّثْرَةِ وَالْعَقْرَبِ وَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ أَوْسٍ: [البحر البسيط] بَيْنَ الْكَثِيبِ وَبَيْنَ الْقُفِّ جَادَلَهَا ... نَوْءُ السِّمَاكِ فَأَجْدَاهَا بِنُوَّا فِي كُلِّ نِصْفٍ لَهَا وَطْفَاءُ سَاجِحَةٌ ... حَتَّى اسْتَكَانَتْ بِشُقَّارَى وَجَرْجَارِ شُقَّارَى وَجَرْجَارِ: نَبْتٌ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَيْنَيْكَ إِلَّا مَحَلَّةٌ ... بِجُمْهُورِ حُزْوَى أَوْ بِجَرْعَاءِ مَالِكِ أَنَاخَتْ رَوَايَا كُلِّ دَلْوِيَّةٍ بِهِ ... وَكُلِّ سِمَاكِيٍّ مُلِثِّ الْمَبَارِكِ

باب: عش قوله: " تعشيش العنكبوت ": أي تتخذ عشا لطول مقامها , والعش: مكان يتخذه الطائر لبيضه ومستقر كل شيء عشه , قال: إنما المرء رهن موت سواء حتف أنفيه أو لعلق طحون فإذا أخطأته تانك أمسى مثل عش الغراب طوع القرين وقال أبو زيد: وكر: عش إذا طار فرخه ,

§بَابُ: عش

قَوْلُهُ: «تَعْشِيشُ الْعَنْكَبُوتِ» : أَيْ تَتَّخِذُ عُشًّا لِطُولِ مُقَامِهَا , وَالْعُشُّ: مَكَانٌ يَتَّخِذُهُ الطَّائِرُ لِبَيْضِهِ وَمُسْتَقَرُّ كُلِّ شَيْءٍ عُشُّهُ , قَالَ: [البحر الخفيف] إِنَّمَا الْمَرْءُ رَهْنُ مَوْتٍ سَوَاءً ... حَتْفَ أَنْفَيْهِ أَوْ لِعِلْقٍ طَحُونِ فَإِذَا أَخْطَأَتْهُ تَانِكَ أَمْسَى ... مِثْلَ عُشِّ الْغُرَابِ طَوْعَ الْقَرِينِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَكْرٌ: عُشٌّ إِذَا طَارَ فَرْخُهُ , قَالَ: [البحر الطويل] فَأَصْبَحْتُ كَالْوَكْرِ الَّذِي طَارَ فَرْخُهُ ... فَعَشَّ وَوَلَّى فَرْخُهُ فَتَرَفَّعَا قَوْلُهُ: «عَشَّ مِنْ أَعَالِيهِ» , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: أَيْ: صَغُرَ رَأْسُهُ وَقَلَّ سَعَفُهُ , نَخْلَةٌ عَشَّةٌ , وَنَخَلَاتٌ عِشَاشٌ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْعَشَّةُ: الدَّقِيقَةُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] فَمَا شَجَرَاتُ عِيصِكَ فِي قُرَيْشٍ ... بِعَشَّاتِ الْفُرُوعِ وَلَا ضَوَاحِي

وَقَالَ آخَرُ: لَعَمْرُكَ مَا لَيْلَى بِوَرْهَاءَ عِنْفِشٍ ... وَلَا عَشَّةٍ خَلْخَالُهَا يَتَقَعْقَعُ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: [البحر الرجز] أَمَرَّ مِنْهَا قَصَبًا خَدَلَّجًا ... لَا قَفِرًا عَشًّا وَلَا مُهَيَّجَا وَصَفَ امْرَأَةً فَقَالَ: أَمَرَّ مِنْهَا: فَتَلَ مِنْهَا , قَصَبًا: كُلُّ عَظْمٍ فِيهِ مُخٌّ خَدَلَّجٌ: حَسَنٌ مُمْتَلِئٌ لَا قَفِرٌ: لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَالْعَشُّ: الدَّقِيقُ الصَّغِيرُ وَالْمُهَيَّجُ: الْمُوَرَّمُ قَوْلُهُ: «عَشِّ وَلَا تَغْتَرَّ» : مَثَلٌ , يَقُولُ: عَشِّ إِبِلَكَ , لَا تُؤَخِّرْ

ذَلِكَ طَلَبَ خَيْرٍ مِنْهُ , فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: اعْمَلْ وَلَا تَتْرُكِ الْعَمَلَ وَتَأْيَسَ مِنَ الرَّحْمَةِ وَعَشَّيْتَ الْإِبِلَ إِذَا رَعَيْتَهَا اللَّيْلَ كُلَّهُ , وَالْجَمْعُ عَوَاشٍ , وَلَا يَكُونُ إِلَّا بِالَّيْلِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْعَاشِيَةُ: الْإِبِلُ الَّتِي تَرْعَى وَسَائِرُ الْإِبِلِ هَادِيَةٌ , فَإِذَا رَأَتْهَا الْإِبِلُ قَدْ تَوَجَّهَتْ نَحْوَ الرَّاعِي اتَّبَعَتْهَا وَاقْتَدَيْنَ بِهَا قَالَ: [البحر الرجز] تَرَى الْمِصَكَّ تَطْرُدُ الْحَوَاشِيَا ... جِلَّتَهَا وَالْأُخَرَ الْعَوَاشِيَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: عَشِّي رَبِيعُ وَاقْصُرِي فِيمَنْ قَصَرْ ... وَابْكِي عَلَى مُلْكِكِ إِذْ أَمْسَى انْقَعَرْ يَقُولُ: عَشِّي يَا رَبِيعَةُ وَاتْرُكِي الْحَرْبَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَشَى أَنْ لَا , يُبْصِرَ إِذَا أَظْلَمَ , عَشِيَ يَعْشَى عَشًى رَجُلٌ أَعْشَى وَامْرَأَةٌ عَشْوَاءُ وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا نَظَرَ بِغَيْرِ ثَبَتٍ: عَشَا يَعْشُو عَشْوًا قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ: [البحر الكامل]

عَشْوَاءُ رَعْبَلَةُ الرَّوَاحِ خَجَوْ ... جَاةُ الْغُدُوِّ رَوَاحُهَا شَهْرُ وَصَفَ رِيحًا فَقَالَ: عَشْوَاءُ: لَا تُبَالِي كَيْفَ هَبَّتْ رَعْبَلَةُ: لَهَا رَعَابِلُ مِنَ التُّرَابِ تَجُرُّهَا وَامْرَأَةٌ رَعْبَلَةُ تَجُرُّ ثَوْبَهَا وَخَجَوْجَاةُ: بَعِيدَةُ الْمَسْلَكِ , بَيْنَ غُدُوِّهَا وَرَوَاحِهَا شَهْرٌ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَشِيَ الرَّجُلُ يَعْشَى عَشًا , مَقْصُورٌ , إِذَا لَمْ يُبْصِرْ بِاللَّيْلِ وَهُوَ أَعْشَى وَعَشِيَ عَلَى خَصْمِهِ إِذَا هُوَ ظَلَمَهُ , وَعَشَا إِلَى النَّارِ يَعْشُو عَشْوًا: إِذَا أَبْصَرَ ضَوْءَهَا فَأَتَانَا بِاللَّيْلِ , وَيُقَالُ: ابْغُونَا عَشْوَةً أَيْ نَارًا نَسْتَضِيءُ بِهَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] لَنِعْمَ الْفَتَى تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ ... طَرِيفُ بْنُ مَالٍ لَيْلَةَ الْقُرِّ وَالْخَصَرِ وَقَالَ: [البحر الطويل] مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلَى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلٍ , أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , الْأَعْشَى لِفَسَادٍ فِي عَيْنِهِ وَصَفَ فَقَالَ: [البحر البسيط]

صَدَّتْ هُرَيْرَةُ عَنَّا مَا تُكَلِّمُنَا ... جَهْلًا بِأُمِّ خُلَيْدٍ حَبْلَ مَنْ تَصِلُ مِنْ أَنْ رَأَتْ رَجُلًا أَعْشَى أَضَرَّ بِهِ ... رَيْبُ الْمَنُونِ وَدَهْرٌ خَائِنٌ خَبِلُ قَوْلُهُ: «إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ» : هُوَ الطَّعَامُ بِالْعَشِيِّ , وَكَذَلِكَ الْغَدَاءُ , الطَّعَامُ بِالْغَدَاةِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ لَبَنًا فَهُوَ بِالْعَشِيِّ الْغَبُوقُ , وَبِالْغَدَاةِ الصَّبُوحُ , وَبِنِصْفِ النَّهَارِ الْقَيْلُ , وَبِالسَّحَرِ الْجَاشِرِيَّةُ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ: [البحر الوافر] وَآنَيْتُ الْعَشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ ... أوِ الشِّعْرَى فَطَالَ بِيَ الْأَنَاءُ قَوْلُهُ: «إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ» : آخِرَ النَّهَارِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} [ص: 18] , وَقَالَ: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم

: 11] , وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: حَتَّى إِذَا مَا قَصَّرَ الْعَشِيُّ ... عَنْهُ وَقَدْ قَابَلَهُ حُوشِيُّ قَوْلُهُ: «يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ» , وَالْعِشَاءُ: الصَّلَاةُ الَّتِي بَعْدَ الْمَغْرِبِ , تُدْعَى الْعَتَمَةَ قَالَ الرَّاجِزُ: إِذَا الثُّرَيَّا طَلَعَتْ عَشِيًّا ... فَبِعْ لِرَاعِي غَنْمٍ كُسَيَّا قَوْلُهُ: «مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَلْقَى مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ» , الْعَيْشُ وَالْمَعِيشَةُ الْحَيَاةُ , وَالرَّجُلُ يَعِيشُ بِالْمَعْرُوفِ أَيْ يُعْطَى قَلِيلًا قَالَ رُؤْبَةُ: [البحر الرجز] حَجَّاجُ مَا سَجْلُكَ بِالْمَعْشُوشِ وَقَالَ: يُسْقَيْنَ لَا عَشًّا وَلَا مُصَرَّدَا -[579]- وَأَعْشَشْتُ بِالْقَوْمِ: أَعْجَلْتُهُمْ قَالَ: وَلَوْ تُرِكَتْ نَامَتْ وَلَكِنْ أَعَشَّهَا ... أَذًى مِنْ قِلَاصٍ كَالْحَنِيِّ الْمُعَطَّفِ

الحديث السادس والأربعون

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: شع

§بَابُ: شع

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّ قُرَيْشًا , أَخَذُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ أَبْيَضُ وَضِيءٌ شَعْشَاعٌ حُلْوٌ , قُلْتُ: §إِنْ كَانَ عِنْدَ أَحَدٍ خَيْرٌ فَعِنْدَ هَذَا فَلَمَّا دَنَا لَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً وَإِذَا هُوَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ , يَقُولُ: «§أَيُّمَا رَجُلٌ أشاعَ عَلَى رَجُلٍ لِيَشِينَهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِالنَّارِ»

حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ , عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِي عَوْنٍ , عَنِ الْمِسْوَرِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ -[581]-: أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الزَّبُورِ , فَقَالَ: «§هَلْ لَكَ شَاعَةٌ؟»

حَدَّثَنَا أَبُو ظُفُرٍ , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنِ الْمُعَلَّى , قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: «§إِنِّي أَرَى مَوْضِعًا لِلشَّهَادَةِ لَوْ تُشَايِعُنِي نَفْسِي»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " §قَوْلَهُ: {هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23] , شُعَاعُ الشَّمْسِ يَدْخُلُ مِنَ الْكُوَّةِ "

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ عَلْقَمَةَ: «لَقَدْ §غَلَتْ هَذِهِ الشِّيعَةُ فِي عَلِيٍّ كَمَا غَلَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى»

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ , عَنْ نُمَيْرِ بْنِ يَزِيدَ الضَّبِّيِّ , عَنْ أَبِيهِ , سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " إِنَّ §مَرْيَمَ سَأَلَتْ رَبَّهَا أَنْ يُطْعِمَهَا لَحْمًا لَا دَمَ فِيهِ فَأَطْعَمَهَا الْجَرَادَ فَقَالَتْ: «اللَّهُمَّ عَيِّشْهُ بِلَا رَضَاعٍ , وَتَابِعْ بَيْنَهُ بِلَا شِيَاعٍ» -[582]- قَوْلُهُ: " فَجَاءَ رَجُلٌ شَعْشَاعٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: رَجُلٌ شَعْشَاعٌ، وَشَعْشَعٌ إِذَا كَانَ طَوِيلًا مُضْطَرِبًا، وَشَعْشَعَانٌ: خَفِيفُ اللَّحْمِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَحْتَ حِجَاجَيْ شَدْقَمٍ مَضْبُورِ ... فِي شَعْشَعَانٍ عُنُقٍ يَمْخُورِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَعْشَعٌ، وَشَعْشَعَانٌ: الطَّوِيلُ , وَكَذَلِكَ: شَوْقَبٌ، وَصَلْهَبٌ، وَشَوْذَبٌ، وَشَرْجَبٌ، وَسَلْهَبٌ، وَجَسْرَبٌ، وَسَلِبٌ، وَعَشَنَّطٌ، وَعَشَنَّقٌ، وَعَنَطْنَطٌ، وَنَعْنَعٌ، وَشَرْمَحٌ، وَصَقْعَبٌ، وَشَيْظَمٌ، وَأَتْلَعُ، وَشَنَاحٌ، وَأَشَقُّ، وَأَمَقُّ، وَمُتَمَاحِلٌ، وَيَمْخُورٌ، وَهَجْرَعٌ، وَحُرْجُلٌ، وَأَسْقَفُ، وَقَاقٌ، وَقُوقٌ، وَجُعْشُوشٌ. وَزَادَ أَبُو عَمْرٍو: سَهْوَقٌ , وَسَرْطَمٌ , وَعَبْعَابٌ , وَالْأَعْيَطُ , وَشَيْحَانُ , وَسَرَعْرَعٌ , وَالْقِسْيَبُّ مِثْلُهُ , وَالْمُمَّهِكُ , وَالْمُمَّغِطُ , وَالشِّمِقُ , وَالْخَدِبُ , وَالْخَشِبُ , وَالشَّرْعَبُ , وَالْخَلْجَمُ , وَالسُّرْحُوبُ , وَالشَّرْوَاطُ , وَالسَّلْجَمُ , وَالسَّوْحَقُ , وَالسَّهْوَقُ , وَالْأَسْقَفُ , وَالشُّغْمُومُ , وَالْعَمَرَّدُ -[583]-. قَوْلُهُ: «مَنْ أشاعَ عَلَى رَجُلٍ يَشِينُهُ» أَيْ أَظْهَرَهُ شَاعَ الشَّيْءُ مَشَاعًا وَشُيُوعَةً فَهُوَ شَائِعٌ إِذَا ظَهَرَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: شَاعَ فِيهِ الْقَتِيرُ يَشِيعُ شَيْعًا وَشَيَعَانًا وَشُيُوعًا وَمَشِيعًا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: طَارَ الْقَوْمُ شَعَاعًا إِذَا تَفَرَّقُوا. أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: شِيَعٌ: مُتَفَرِّقٌ وَأَنْشَدَنَا لِتَمِيمٍ: [البحر البسيط] شَاقَتْكَ أُخْتُ بَنِي دَأْلَانَ فِي ظُعُنٍ ... مِنْ هَؤُلَى وَأُولَى أَنْسَاؤُهَا شِيَعُ قَوْلُهُ: «هَلْ لَكَ مِنْ شَاعَةٍ» تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ الزَّوْجَةُ وَلَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا فِيهِ قَوْلُهُ: «تُشَايِعُنِي نَفْسِي» أَيْ تُتَابِعُنِي عَلَى مَا أُرِيدُهَا عَلَيْهِ وَالْمُشَايَعَةُ: مُتَابَعَتُكَ إِنْسَانًا عَلَى أَمْرِهِ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: الشِّيَعُ: الْأَصْحَابُ قَالَ: [البحر البسيط] وَبَلْدَةٍ يَكْرَهُ الْجَوَّابُ دُلْجَتَهَا ... حَتَّى تَرَاهُ عَلَيْهَا يَبْتَغِي الشِّيَعَ كَلَّفْتُ مَجْهُولَهَا نَفْسِي وَشَايَعَنِي ... هَمِّي عَلَيْهَا إِذَا مَا آلُهَا لَمَعَا -[584]- قَوْلُهُ: «الْهَبَاءُ شُعَاعُ الشَّمْسِ» , هُوَ مَا اتَّصَلَ بِعَيْنِكَ مِنْ ضَوْئِهَا أَشَعَّتْ إِشْعَاعًا وَالْجَمْعُ أَشِعَّةٌ، وَشُعَاعُ السُّنْبُلِ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ هُوَ مَا تَفَرَّقَ مِنْ سَفَاهُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَفْلِي لَهُ الرِّيحُ وَلَمَّا يُقْبِلِ ... لِمَّةَ قَفْرٍ كَشُعَاعِ السُّنْبُلِ وَتَطَايَرَ الْقَوْمُ شَعَاعًا أَيْ مُتَفَرِّقِينَ قَالَ: [البحر الخفيف] وَصَارَ الْجُفَاةُ الْغُوَاةُ الْعَمُونَ ... شَعَاعًا تَفَرَّقُ أَدْيَانُهَ وَالْمُتَشَايِعُ: اللَّاحِقُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: وَشِّعْ فِيهِمْ بِهَذَا الْعَطَاءِ ": إِذَا كَانَ قَلِيلًا أَيِ اقْسِمْهُ وَيُقَالُ: وَشِّعْ فِيهِمْ بِعَطَاءٍ قَلِيلٍ الْوَشِيعُ: مَا يَبِسَ مِنَ الشَّجَرِ فَسَقَطَ , وَهُوَ الضَّرِيعُ، وَالْوَشِيعُ: مَا جُعِلَ حَوْلَ الْحَدِيقَةِ مِنَ الشَّجَرِ وَالشَّوْكِ لِيَمْنَعَهَا مِمَّنْ دَخَلَ إِلَيْهَا وَأَوْشَعَ الدَّابَّةَ إِذَا أَوْجَرَهَا إِيشَاعًا -[585]- وَالْوَشِيعُ: حَصِيرٌ مِنْ ثُمَامٍ أَوْ جَثْجَاثٍ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] دِيَارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّةَ الصَّيْفَ بَعْدَمَا ... تَجِدُّ عَلَيْهِنَّ الْوَشِيعَ الْمُثَمَّمَ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْوَشِيعَةُ وَالْجَمِيعُ الْوَشَائِعُ خَشَبَةٌ يُلَفُّ عَلَيْهَا الْغَزْلُ وَالْقُطْنُ بَعْدَ النَّدْفِ، وَالْوَشِيعَةُ: قَصَبَةُ الْحَائِكِ الَّتِي فِيهَا الْغَزْلُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] بِهِ مَلْعَبٌ مِنْ مُعْصِفِاتٍ نَسَجْنَهُ ... كَنَسْجِ الْيَمَانِيِّ بُرْدَهُ بِالْوَشَائِعِ قَوْلُهُ: «قَدْ غَلَتْ هَذِهِ الشِّيعَةُ» قَوْمٌ يَهْوُونَ هَوَى قَوْمٍ وَشِيعَةُ الرَّجُلِ: أَتْبَاعُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: آتِيَكَ غَدًا أَوْ شَيْعَهُ , مَعْنَاهُ أَوْ بَعْدَ غَدٍ وَقَالَ الْخَلِيلُ: التَّشَيُّعُ مِقْدَارٌ مِنَ الْعَدَدِ , أَقَمْتُ شَهْرًا أَوْ شَيْعَ شَهْرٍ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَوْشَعْتُهُ فِي رَأْسِ الْجَبَلِ: أَصْعَدْتُهُ وَالْمُوشِعُ: الَّذِي يَنْسُجُ التَّوَادِي وَالْحُصُرَ وَلَا يُقَالُ: يَنْسُجُ -[586]- قَوْلُهُ: «بِغَيْرِ شِيَاعٍ» أَصْلُهُ دُعَاءُ الْإِبِلِ إِذَا اسْتَأْخَرَ بَعْضُهَا وَالشِّيَاعُ: صَوْتُ قَصَبَةٍ يَنْفُخُ فِيهَا الرَّاعِي قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] حُنَيْنُ النِّيبِ تَطْرَبُ لِلشِّيَاعِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُشِيعُ: الَّذِي يَشِيعُ بِإِبِلِهِ أَيْ يُهِيبَ بِهَا أَيْ يَصِيحُ بِهَا وَتَشَيَّعَتْ بِهِ النَّاقَةُ: سَارَتْ وَشَعْشَعْتُ الشَّرَابَ إِذَا مَزَجْتُهُ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: [البحر الوافر] مُشَعْشَعَةٌ كَأَنَّ الْحُصَّ فِيهَا ... إِذَا مَا الْمَاءُ خَالَطَهَا سَخِينَا وَرَجُلٌ مُشَيَّعُ الْقَلْبِ إِذَا كَانَ شُجَاعًا قَالَ: مُشَيَّعُ الْقَلْبِ مَا مِنْ شَأْنِهِ الْفَرَقُ -[587]-. . . . . وَأَوْشَعَتِ الْبُقُولُ: أَخْرَجَتْ زَهْرَتَهَا قَبْلَ تَفَرَّقُ قَالَ الطَّرْمَاحُ: [البحر الطويل] فَمَا جَلْسُ أَبْكَارٍ أَطَاعَ لِسَرْحِهَا ... جَنَى ثَمَرٍ بِالْوَادِيَيْنِ وَشُوعُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشُّعْشُعُ: الطَّوِيلُ الْمَهْزُولُ , وَالشَّعْشَعُ: الظِّلُّ الَّذِي فِيهِ خَصَاصٌ وَلَمْ يُظِلَّ كُلُّهُ يَقُولُ فِيهِ: فُرَقٌ

الحديث السابع والأربعون

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: شعث

§بَابُ: شعث

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا قَيْسٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ §تَلُمُّ بِهَا شَعَثِي»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , عَنْ حَجَّاجٍ , حَدَّثَنَا عَطَاءٌ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى , عَنْ أَبِيهِ: " كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ , قُلْتُ: أَصُبُّ عَلَى رَأْسِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ §إِنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا شَعَثًا " قَوْلُهُ: «تَلُمَّ بِهَا شَعَثِي» يَعْنِي مَا تَفَرَّقَ مِنْ أَمْرِي , يُقَالُ: لَمَّ اللَّهُ شَعَثَكُمْ أَيْ: جَمَعَ مَا تَفَرَّقَ مِنْ أُمُورِكُمْ كَمَا قَالَ: [البحر البسيط] لَمَّ الْإِلَهُ بِهِ شَعْثًا وَرَمَّ بِهِ ... أُمُورَ أُمَّتِهِ وَالْأَمْرُ مُنْتَشِرُ -[589]- وَقَالَ: [البحر الطويل] وَلَسْتُ بِمُسْتَبْقٍ أَخَا لَا تَلُمْهُ ... عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ قَوْلُهُ: «إِنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا شَعَثًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: الشُّعَثُ أَنْ يَتَفَرَّقَ الشَّعَرُ , فَلَا يَكُونُ مُتَلَبِّدًا رَجُلٌ أَشْعَثُ , وَامْرَأَةٌ شَعْثَاءُ قَالَ: [البحر الوافر] وَأَشْعَثَ فِي الْعِمَامَةِ غَيْرِ رَغْلٍ ... قَدِيمٌ عَهْدُهُ بِالْفَالِيَاتِ رَغْلٌ: دَهِينٌ وَالْوَتِدُ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ أَشْعَثَ لِتَشَعُّثِ رَأْسِهِ

باب: شكع

§بَابُ: شكع

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُهَيْلٍ الْعَامِرِيُّ , قَالَ: " لَمَّا مَرِضَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُهَيْلٍ أَتَيْتُهُ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ , فَإِذَا هُوَ شَكِعٌ , قُلْتُ: مَا يُشْكِعُكَ؟ قَالَ: «§مَا مِنَ الْمَوْتِ أَشْكَعُ , وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ تَزَوَّجَ أُمُّ هِشَامٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَحَلَفَتْ أَنْ لَا تَفْعَلَ , ثُمَّ تَزَوَّجَتْ» قَالَ أَبُو عَمْرٍو: شَكِعَ إِذَا كَثُرَ أَنِينُهُ وَضَجِرَ مِنْ مَرَضٍ وَالشُّكَاعِيُّ: نَبْتٌ دَقِيقُ الْعُودِ قَالَ: [البحر الطويل] شَرِبْتُ شُكَاعَى وَالْتَدَدْتُ أَلِدَّةً ... وَأَقْطَعْتُ أَفْوَاهَ الْعُرُوقِ الْمَكَاوِيَا

باب: شعل

§بَابُ: شعل

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: «§كَانَ شَيْطَانٌ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَبِيَدِهِ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ فَيَتَعَوَّذُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْهُ»

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ فِيَ كِتَابِ ابْنِ وَاقِدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الْمَشَاعِلِ» قَوْلُهُ: " فِي يَدِهِ شُعْلَةٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشُّعْلَةُ مِنَ النَّارِ , وَالشَّعِيلَةُ: الْفَتِيلَةُ الْمُشْتَعِلَةُ , وَالشُّعْلَةُ: الْقَبَسُ وَمَرَرْتُ بِنَارٍ مُشْتَعِلَةٍ وَدَابَّةٍ أَشْعَلَ فِي ذَنَبِهَا بَيَاضٌ مُخْتَلِطٌ , وَجَاءَتِ الْكَتِيبَةُ مُشْعِلَةً , أَيْ مُتَفَرِّقَةً مُنْتَشِرَةً , وَأَشْعَلَ إِبِلَهُ بِالْقَطِرَانِ: إِذَا أَكْثَرَهُ فِيهِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: " أَشْعَلْتَ جَمَلَكَ إِذَا هَنَأْتَهُ كُلَّهُ , وَأَشْعَلَتْ خَيْلُكَ كُلَّ وَجْهٍ إِذَا تَفَرَّقَتْ , وَأَشْعَلَ الْقَوْمُ لَهَا بُغْيَانًا فِي كُلِّ وَجْهٍ قَالَ: [البحر الرجز]

كَأَنَّهُنَّ مُشْعِلَاتٌ قِطَعَا ... قَطَا الْفَلَاةِ سَادِسًا وَسُبَّعَا وَالْمِشْعَلُ مِنْ جُلُودِ الْإِبِلِ: سِقَاءٌ لَهُ قَوَائِمُ يُنْبَذُ فِيهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُنْبَذُ فُلَانٌ فِي مِشْعَلٍ وَمَشَاعِلَ: أَسْقِيَةٍ مِنْ جُلُودٍ لَهَا قَوَائِمُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] أَضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْدًا ... وَحَالَفْنَ الْمَشَاعِلَ وَالْجِرَارَا

الحديث الثامن والأربعون

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: كنه

§بَابُ: كنه

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى , حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ فَتَجِدَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ» قَوْلُهُ: «كُنْهِهِ» كُنْهُ كُلِّ شَيْءٍ غَايَتُهُ , يَقُولُ: أَيْ تَسْأَلُ ذَلِكَ وَلَمْ يَبْلُغْ مِنْ أَذَاهَا الْغَايَةَ الَّتِي تُعْذَرُ فِي سُؤَالِهِ طَلَاقَهَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: " كُنْهُهُ: حِينُهُ وَقَدْرُهُ " قَالَ: [البحر الطويل] وَإِنَّ كَلَامَ الْمَرْءِ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ ... لَكَالنَّبْلِ تَهْوَى لَيْسَ فِيهَا نِصَالُها وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَعِيدُ أَبِي قَابُوسَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ ... أَتَانِي وَدُونِي رَاكِسٌ فَالضَّوَاجِعُ

باب: كهن

§بَابُ: كهن

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ أَبِي مَسْعُودٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §نَهَى عَنْ حُلْوَانِ الْكَاهِنِ» الْكَاهِنُ: الَّذِي يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ بِرَأْيِهِ وَظَنِّهِ , وَالْجَمِيعُ كُهَّانٌ , كَذَا قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ» وَالْفِعْلُ تَكَهَّنَ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: أَتَى نُعَيْمَانُ قَوْمًا فَتَكَهَّنَ -[595]- وَالِاسْمُ الْكَهَانَةُ كَذَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَقَيْتُمُونِي مِنْ كَهَانَةِ نُعَيْمَانَ يُقَالُ: كَهَنَ يَكْهَنُ كَهَانَةً وَإِذَا لَمْ يَكُنْ كَاهِنًا فَفَعَلَ الْكَهَانَةَ قِيلَ: تَكَهَّنَ كَذَا قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ «لَا يَسْكُنُ الدَّرَجَاتِ مَنْ تَكَهَّنَ» أَيْ فَعَلَ ذَلِكَ

باب: كنة

§بَابُ: كنة

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ أَبِي أُسَامَةَ , عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّ عُمَرَ , وَالْعَبَّاسَ , أَتَيَا أُبَيًّا فَاسْتَأْذَنَا فَحَبَسَهُمَا , ثُمَّ أَذِنَ فَقَالَ: «§إِنَّ كَنَّتَكُمَا يَعْنِي امْرَأَتَهُ كَانَتْ تُرَجِّلُنِي» وَكَنَّةُ الرَّجُلِ: امْرَأَةُ ابْنِهِ وَامْرَأَةُ أَخِيهِ وَالْمَعْنَى امْرَأَةُ أَخِيكُمَا , قَالَ: [البحر الرجز] هِيَ مَا كَنَّتِي وَتَزْ ... عُمُ أَنِّي لَهَا حَمُ

باب: نكه

§بَابُ: نكه

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا خَالِدٌ , عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ , عَنْ أَبِي مَاجِدَةَ: " أَنَّ §رَجُلًا جَاءَ بِابْنِ أَخٍ لَهُ سَكْرَانَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: «اسْتَنْكِهُوهُ» يُقَالُ: نَكَهْتُ فُلَانًا وَاسْتَنْكَهْتُهُ: شَمَمْتُ فَمَهُ قَالَ: [البحر الوافر] نَكَهْتُ مُجَالِدًا فَوَجَدْتُ مِنْهُ ... كَرِيحِ الْكَلْبِ مَاتَ حَدِيثَ عَهْدِ

باب: نهك

§بَابُ: نهك

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ , حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ , عَنْ حَفْصِ بْنِ عُثْمَانَ: " كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: بَلَغَنِي أَنَّ ضَبَّةَ , تَدَاعَوْا يَا لَضَبَّةَ §فَأَنْهِكْهُمْ عُقُوبَةً حَتَّى يَتَفَرَّقُوا , إِذَا لَمْ يَفْقَهُوا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ , حَدَّثَنِي أَخِي , عَنْ سُلَيْمَانَ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ حَدِيثِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقَ: " أَنَّ عُمَرَ , ضَرَبَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ حَتَّى خَضَبَهُ ثُمَّ نَدِمَ فَقَالَ عُثْمَانُ: «لَا يَهُولُكَ فَوَاللَّهِ §إِنِّي لَأَنْتَهِكُ مِمَّنْ وَلَّيْتَنِي أَكْثَرَ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي» قَوْلُهُ: «النَّهْكُ» مُبَالَغَةُ الْجَهْدِ كَمَا قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: انْهَكُوا وُجُوهَ الْعَدُوِّ أَيِ ابْلُغُوا الْجَهْدَ فِيهِمْ وَنَهَكَتْهُ الْحُمَّى: تَنَقَّصَتْهُ فَهُوَ مَنْهُوكٌ , -[599]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: نَهَكَتْهُ الْحُمَّى نَهَكَ يَنْهَكُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّهْكُ أَنْ تُبَالِغَ , فِي الْعَمَلِ , وَإِنْ بَالَغْتَ فِي شَتْمِ الْعِرْضِ قَالَ: انْتَهَكَ عِرْضَهُ , وَنَهَكَتْهُ الْحُمَّى نَهْكَةً شَدِيدَةً , وَرَأَيْتُ فُلَانًا مَنْهُوكًا إِذَا بَلَغَ مِنْهُ الْمَرَضُ , وَأَنْكَهَهُ عُقُوبَةً أَيْ أَبْلَغَ فِي عُقُوبَتِهِ , وَمَا يَنْهَكُ فُلَانٌ الطَّعَامَ أَيْ يَشْتَدُّ أَكْلُهُ وَالنَّهِيكُ: الشُّجَاعُ لِأَنَّهُ يَنْهَكُ عَدُوَّهُ نَهِيكٌ: بَيِّنُ النَّهَاكَةِ وَرَجُلٌ مَنْهُوكُ الْبَدَنِ: بَيِّنُ النَّهْكَةِ قَوْلُهُ: «إِنِّي لَأَنْتَهِكُ مِمَّنْ وَلَّيْتَنِي» انْتُهِكَتْ حُرْمَةَ فُلَانٍ إِذَا نِيلَتْ بِمَا لَا يَحِلُّ وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ نَاهِيكَ مِنْ رَجُلٍ أَيْ قَدِ انْتَهَى فِي كَمَالِهِ الْغَايَةَ قَالَ الْكِسَائِيُّ: وَمِثْلُهُ حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ , وَكَافِيكَ , وَجَازِيكَ , وَهَمُّكَ وَشَرْعُكَ قَالَ: [البحر الوافر] هُوَ الشَّيْخُ الَّذِي حُدِّثْتُ عَنْهُ ... نَهَاكَ الشَّيْخُ مَكْرُمَةً وَفَخْرَا -[600]- أَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] نَوَاهِكُ بَيُّوتِ الْحِيَاضِ إِذَا غَدَتْ ... عَلَيْهِ وَقَدْ ضَمَّ الضَّرِيبَ الْأَفَاعِيَا وَصَفَ إِبِلًا فَقَالَ: نَوَاهِكُ تَنْهَكُ: تَشْرَبُ بُيُوتَ الْحِيَاضِ: مَا بَاتَ مِنْهُ الْمَاءُ فِيهَا , تَشْرَبُهُ لَا تَعَافُهُ وَالضَّرِيبُ: الْجَلِيدُ وَقَدْ ضَمَّ الْأَفَاعِيَ فِي الْجِحَرَةِ مِنَ الْبَرْدِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: " نَهَكْتُ فُلَانًا بِالشَّيْءِ: تَزِيدُهُ عَلَى مَتَاعٍ يَسْتَامُ بِهِ أَوِ الدَّابَّةُ تَقُولُ: نَهِّكِ الْقَوْمَ بِشَيْءٍ فَهُوَ أَطْيَبُ لِأَنْفُسِهِمْ وَنَهَكَتْهُ الْحُمَّى وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: النَّهِيكُ: الشُّجَاعُ نَهُكَ نَهَاكَةً وَالْغَشَمْشَمُ: الَّذِي يَرْكَبُ رَأْسَهُ وَالصِّهْمِيمُ مِثْلُهُ وَالْمَرِيرُ: الشَّدِيدُ الْقَلْبِ وَالْحَمِيزُ مِثْلُهُ وَالرَّابِطُ الْجَأْشَ: يُرْبِطُ نَفْسَهُ عَنِ الْفِرَارِ وَالشَّهْمُ: الذَّكِيُّ وَمِثْلُهُ النِّزْقُ وَالْأَصْمَعُ -[601]- وَالْمَشْهُومُ: الْحَدِيدُ الْفُؤَادِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الذِّمْرُ: الشُّجَاعُ وَرَجُلٌ ثَبْتُ الْقَدَمِ إِذَا ثَبَتَ فِي قِتَالٍ أَوْ كَلَامٍ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الصَّمِعُ: الشُّجَاعُ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِخَشٌّ وَمِخْشَفٌ: الْجَرِيءُ

الحديث التاسع والأربعون

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالْأَرْبَعُونَ

باب: بيغ

§بَابُ: بيغ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§احْتَجِمُوا لَا يَتَبَيَّغْ بِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَكُمْ» وَالتَّبَيُّغُ , فَوْرُ الدَّمِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَبَيَّغَ

باب: بغى

§بَابُ: بغى

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §نَهَى عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ , حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ , أَوْ سَهْلٌ , عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ , عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا يَبْغِي النَّاسَ إِلَّا وَلَدُ بَغِيٍّ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ لَجَعَلَ الْبَاغِيَ مِنْهُمَا دَكًّا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: «شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ أُحُدًا فَجُرِحَ فَأَقَامَ شَهْرًا يُدَاوِي جُرْحَهُ حَتَّى رَأَى أَنَّهُ قَدْ بَرَأَ , §وَدَمَلَ عَلَى بَغْيٍ لَا يَدْرِي بِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ يَحْيَى , عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا يَحِلُّ لِي مِنْ مَالِ يَتِيمِي؟ قَالَ: §إِنَّ كُنْتَ تَبْغِي ضَالَّتَهَا وَتَلُوطُ حَوْضَهَا فَاشْرَبْ مِنْ لَبَنِهَا غَيْرَ نَاهِبٍ فِي حَلْبٍ " قَوْلُهُ: «مَهْرُ الْبَغِيِّ» هِيَ الْمَرْأَةُ الزَّانِيَةُ , وَالِاسْمُ الْبِغَاءُ , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ , عَنْ جَابِرٍ: «كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ جَارِيَةٌ , §فَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ فَكَانَتْ تَكْسِبُ عَلَيْهِ» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْبِغَاءُ: الزِّنَى أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْبِغَاءُ مَصْدَرُ الْبَغْيِ وَهُوَ الزِّنَى أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: بَغَتِ الْمَرْأَةُ تَبْغِي بُغَاءً - مَمْدُودًا - إِذَا فَجَرَتْ قَالَ: [البحر الطويل]

لِذِي رِشْدَةٍ مِنْ أُمِّهِ أَوْ لِبِغْيَةٍ ... فَيَغْلِبَهَا فَحْلٌ عَلَى النَّسْلِ مُنْجِبُ وَلِلْبَغَايَا وَجْهٌ ثَانٍ , أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: قَامَتِ الْبَغَايَا عَلَى رُءُوسِهِمْ يَعْنِي الْإِمَاءَ , الْوَاحِدَةُ بَغِيٌّ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الخفيف] وَالْبَغَايَا يَرْكُضْنَ أَكْسِيَةَ الْإِضْـ ... ـرِيحِ وَالشَّرْعَبِيَّ ذَا الْأَذْيَالِ الْإِضْرِيحُ: ضَرْبٌ مِنَ الْخَزِّ وَالشَّرْعَبِيُّ: بُرُودٌ وَلِلْبَغَايَا وَجْهٌ ثَالِثٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْقُشَيْرِيِّ: الْبَغَايَا: الطَّلَائِعُ , الْوَاحِدَةُ بَغِيَّةٌ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَدْ تَقَدَّمَتِ الْبَغَايَا يَعْنِي الطَّلَائِعَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْبَغَايَا: الطَّلَائِعُ وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] فَأَلْوَتْ بَغَايَاهُمْ بِنَا وَتَبَاشَرَتْ ... إِلَى جَيْشِ عُرْضٍ غَيْرَ أَنْ لَمْ يُكَتَّبِ قَوْلُهُ: الْبَغَايَا: الرَّبَايَا

أَلَوَتْ بِنَا: أَشَارَتْ إِلَى جَيْشِ عُرْضٍ: ذَهَبَ هَذَا الْجَيْشُ عُرْضًا لَمْ يُجْعَلْ لَهُ كَتَائِبُ أَيْ رَبَايَا فَجَعَلُوا يَتَبَاشَرُونَ بِنَا , وَظَنُّوا أَنَّا عِيرٌ فِيهَا بَزٌّ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْبُغَيْبِغُ: الْغَدِيرُ الْقَرِيبُ الْقَعْرِ وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] فَصَبَّحَتْ بُغَيْبِغًا تُغَادِيهِ ... ذَا حَبَبٍ تَحْضَرُّ كَفٌّ عَافِيَهْ وَالْبُغَيْبِغُ مِنَ الظِّبَاءِ: التَّيْسِ إِذَا كَانَ سَاحًّا سَمِينًا قَوْلُهُ: «لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: بَغَى الرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ يَبْغِي بَغْيًا وَذَلِكَ أَنْ يَحْمِلَهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ مُقْتَدِرًا قَوْلُهُ انْدَمَلَ جُرْحُهُ عَلَى بَغْيٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: بَغَى الْجُرْحُ يَبْغِي بَغْيًا إِذَا تَرَامَى إِلَى فَسَادٍ وَدَفَعْنَا بَغْيَ السَّمَاءِ خَلْفَنَا أَيْ: شِدَّتَهَا وَعِظَمَ مَطَرِهَا قَوْلُهُ: «تَبْغِي ضَالَّتَهَا» أَيْ تَطْلُبُ مَا ضَلَّ مِنْهَا

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ: ابْغِنِي نَارًا , ابْغِنِي ثَوْبًا , الْمَعْنَى ابْتَغِهِ لِي وَحْدَكَ , وَأَبْغِنِي الشَّيْءَ: ابْتَغِهِ مَعِي: أَعِنِّي فَإِذَا جِئْتَ بِ «لِي» قُلْتَ ابْغِ لِي الشَّيْءَ وَلَمْ تَهْمِزْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: بَغَى الرَّجُلُ ضَالَّتَهُ يَبْغِيهَا بُغَايَةً وَارْتَدَّتْ عَلَى فُلَانٍ بُغْيَتُهُ أَيْ طَلِبَتُهُ , وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا طَلَبَ وَفُلَانٌ ذُو بُغَايَةٍ لِلْكَسْبِ إِذَا كَانَ يَبْغِي ذَلِكَ , قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر البسيط] بُغَايَةً إِنَّمَا يَبْغِي الصِّحَابُ مِنَ الْ ... فِتْيَانِ فِي مِثْلِهِ الشُّمُّ الْأَنَاجِيحُ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ: [البحر الطويل] وَكَانَتْ لَهُمْ فِي أَهْلِ نَعْمَانَ بُغْيَةٌ ... وَهَمُّكَ مَا لَمْ تُمْضِهِ لَكَ مَنْصِبُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا انْشَقَّتِ الطَّلْعَةُ فَخَرَجَتْ بَيْضَاءَ قِيلَ: غَضَّةٌ بَغْوَةٌ

أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْفَهْمِيِّ قَالَ: الْوَبَغُ: زَغَبُ الرِّيشِ الْأَسْفَلُ , وَالْوَبَغُ دَاءٌ فِي الْإِبِلِ، وَالْبَوْغَاءُ: التُّرَابُ , وَالْبَوْغَاءُ: الْغَوْغَاءُ

باب: غب

§بَابُ: غب

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , سَمِعْتُ كُدَيْرًا الضَّبِّيَّ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ: انْظُرْ بَعِيرًا وَانْظُرْ سِقَاءً وَأَهْلَ بَيْتٍ §لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا فَأَسْقِهِمْ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: «§نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنِ التَّرَجُّلِ , إِلَّا غِبًّا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عُمَارَةَ , عَنْ حُرَيْثِ بْنِ ظُهَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -[610]-: «§مَا آمَنَ مُؤْمِنٌ بِمِثْلِ إِيمَانٍ بِغَيْبٍ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيُّ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ , عَنْ بَحْرِ بْنِ مِرَارٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ , قَالَ: حَدَّثَ أَبُو بَكْرَةَ: بَيْنَا أَنَا أُمَاشِي النَّبِيَّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: «§إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ فِي الْغِيبَةِ وَالْبَوْلِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ , حَدَّثَنَا رَجُلٌ , حَدَّثَنَا سَعْدٌ , مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " أَنَّهُمْ أُمِرُوا بِصِيَامٍ , فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ §فُلَانَةَ وَفُلَانَةَ قَدْ جَهِدَهُمَا الصَّوْمُ فَدَعَا بِهِمَا , وَدَعَا بِعُسٍّ , فَقَالَ لِإِحْدَاهُمَا: قِيئِي فَقَاءَتْ لَحْمًا غَابًّا وَلَحْمًا غَرِيضًا " -[611]- قَوْلُهُ: «زُرْ غِبًّا» وَقَوْلُهُ: «انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ إِلَّا غِبًّا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغِبُّ إِذَا شَرِبَتِ الْإِبِلُ يَوْمًا وَغَبَّتْ يَوْمًا , وَمِنْهُ شَرِبْتُ غِبًّا , وَفُلَانٌ يَزُورُنِي غِبًّا أَيْ يَأْتِينِي يَوْمًا وَيَدَعُ يَوْمًا , وَكَذَلِكَ الْغِبُّ مِنَ الْحُمَّى , وَبَنُو فُلَانٍ مُغِبُّونَ إِذَا كَانَتْ إِبِلُهُمْ تَرِدُ الْغِبَّ وَبَعِيرٌ غَابٌّ وَإِبِلٌ غَوَابُّ , وَأَغَبَّ عَطَاءَهُ إِذَا لَمْ يَأْتِنَا كُلَّ يَوْمٍ , وَأَغَبَّتْنَا الْإِبِلُ إِذَا لَمْ تَأْتِنَا كُلَّ يَوْمٍ بِلَبَنٍ وَأَغَبَّتِ الْحُمَّى , وَغَبَّتِ الْإِبِلُ إِذَا شَرِبَتْ غِبًّا قَوْلُهُ: «نَهَى عَنِ التَّرَجُّلِ إِلَّا غِبًّا» قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: «ادَّهِنُوا يَوْمًا وَدَعُوا يَوْمًا وَغَبَّتِ الْأُمُورُ إِذَا صَارَتْ إِلَى أَوَاخِرِهَا» وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر البسيط] تَمَنَّتِ الْأَزْدُ إِذْ غَبَّتْ أُمُورُهُمُ ... أَنَّ الْمُهَلَّبَ لَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَلِدْ قَوْلُهُ: «مِثْلُ إِيمَانٍ بِغَيْبٍ» أَرَادَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3] هُوَ مَا غَابَ عَنْهُمْ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , عَنِ الْوَلِيدِ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ مُجَاهِدٍ: { «§الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» } [البقرة: 3] قَالَ: «يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ زِرٍّ: §قَالَ: " {الْغَيْبُ} [القلم: 47] : الْقُرْآنُ " قَوْلُهُ: «يُعَذَّبَانِ فِي الْغِيبَةِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ , عَنِ الْعَلَاءِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْغِيبَةُ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ فَإِنْ كَانَ فِيهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: «§إِنَّمَا الْغَبْيَةُ لِمَنْ لَمْ يُعْلِنْ بِالْمَعَاصِي» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَ الرَّجُلَ بِمَكْرُوهٍ فِيهِ يَسْتُرُهُ وَيَكْرَهُ إِظْهَارَهُ , وَتُرِيدُ غَيْبَتَهُ قَوْلُهُ: «لَحْمًا غَابًّا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: غَبَّ اللَّحْمُ وَأَغَبَّ إِذَا أَنْتَنَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: غَبِيَ عَلَيَّ ذَلِكَ الْأَمْرُ إِذَا لَمْ أَفْطُنْ لَهُ , وَالْغَبَاوَةُ الْمَصْدَرُ , فُلَانٌ ذُو غَبَاوَةٍ يُرِيدُ تَخْفَى عَلَيْهِ الْأُمُورُ وَغَبِيَتْ عَنْ ذَلِكَ الْأُمُورُ غَبَاوَةً , وَفُلَانٌ غَبِيٌّ عَنِ الشَّيْءِ إِذَا كَانَ -[613]- لَا يُفْطَنُ لَهُ وَيُقَالُ: ادْخُلْ فِي النَّاسِ فَهُوَ أَغْبَى لَكَ أَيْ: أَخْفَى لَكَ، وَدَفَنَ لِي مُغَبَّأَةً ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهَا , وَذَلِكَ إِذَا أَلْقَاهُ فِي مَكْرٍ أَخْفَاهُ , وَغَبِّ شَعْرَكَ أَيِ اسْتَأْصِلْهُ ". وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: غَبِيَ الرَّجُلُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ يَغْبَى غَبَاوَةً , وَمَا أَغْبَى قَلْبَهُ عَنْ هَذَا. قَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْغَبِيُّ: الرَّجُلُ غَيْرَ فَطِنٍ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] إِنِّي امْرُؤٌ عَنْ جَارَتِي كَفِيٌّ ... وَعَنْ تَبَغِّي سِرِّهَا غَبِيُّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَبَبُ: الْجِلْدُ الَّذِي تَحْتَ الْحَنَكِ وَالْغَبْغَبُ: الْمَنْحَرُ بِمِنًى. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْغَبْغَبُ: نُصُبٌ كَانَ يُذْبَحُ عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَالْغَبْغَبُ لِلدِّيكِ وَالثَّوْرِ. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَصَابَنَا مَطَرٌ لَا تَغِبَّةَ فِيهِ , أَيْ لَاغَيْبَ فِيهِ قَدْ مَلَأَ كُلَّ شَيْءٍ وَغَيْبُ الْجَبَلِ: مَا سَتَرَكَ , -[614]- وَالْغَبْيَةُ: الدَّفْعَةُ , تُمْطِرُ هُنَيَّةً ثُمَّ تَسْكُنُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: غُبَّةٌ مِنَ الْعَيْشِ: بُلْغَةٌ

باب: بغت قال يزيد بن ضبة: ولكنهم بانوا ولم أدر بغتة وأفظع شيء حين يفجؤك البغت

§بَابُ: بغت قَالَ يَزِيدُ بْنُ ضَبَّةَ: [البحر الطويل] وَلَكِنَّهُمْ بَانُوا وَلَمْ أَدْرِ بَغْتَةً ... وَأَفْظَعُ شَيْءٍ حِينَ يَفْجَؤُكَ الْبَغْتُ

الحديث الخمسون

§الْحَدِيثُ الْخَمْسُونَ

باب: شوى

§بَابُ: شوى

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §أَكَلَ ذِرَاعًا مَشْوِيَّةً , ثُمَّ صَلَّى , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ الْأَقْرَحُ الْمُحَجَّلُ ثَلَاثًا طَلْقُ الْيَدِ الْيُمْنَى فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ -[617]-: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: §انْظُرْ شَيْئًا أَسْتَتِرُ بِهِ , فَذَهَبْتُ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا إِلَّا أَشَاءَتَيْنِ مُتَفَرِّقَتَيْنِ , فَقَالَ: مُرْهُمَا فَلْيَجْتَمِعَا "

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , عَنْ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الْمِصْرِيِّ: «أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ , §ضَرَبَ بِالْقِدَاحَ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ السَّهْمَ إِذَا أَخْطَأَهُ فَقَدْ أَشْوَى»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: «§مَا أَصَابَ الصَّائِمُ شَوًى مَا اجْتَنَبَ الْغِيبَةَ وَالْكَذِبَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] قَالَ: لِلْأَطْرَافِ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , عَنِ ابْنِ الْغَسِيلِ , عَنْ هَارُونَ بْنِ -[618]- عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ , عَنْ عَفِيفِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: «§خَرَجْنَا نَشِي بِسَعْدٍ إِلَى عُمَرَ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ كَانَتْ إِمَارَةُ الْأَحْلَافِ فِيكُمْ , يَعْنِي إِمَارَةَ عُمَرَ , قَالَ: «§الَّتِي قَبْلَهَا خَيْرٌ مِنْهَا , أَوَ سُنَّةُ عُمَرُ تُرِيدُ أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ؟ تَرَكْتُمَا وَاللَّهِ سُنَّةَ عُمَرَ شَأْوًا مُغَرِّبًا» قَوْلُهُ: «أَكَلَ ذِرَاعًا مَشْوِيَّةً» يُقَالُ: شَوَيْتُ اللَّحْمَ وَانْشَوَى اللَّحْمُ وَالِاسْمُ الشِّوَاءُ مَمْدُودٌ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيُّ: [البحر الرجز] قَالَ لَهَا وَقَوْلُهُ مَوْعِيٌّ ... أَنَّ الشِّوَاءَ خَيْرُهُ الطَّرِيُّ -[619]- وَصَفَ كِلَابًا قَالَ لَهَا الصَّائِدُ , وَقَوْلُهُ: مَوْعِيُّ: مَحْفُوظٌ قَوْلُهُ: «فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ» وَهِيَ سَوَادٌ فِي لَوْنٍ أَبْيَضَ , أَوْ بَيَاضٌ فِي لَوْنٍ أَسْوَدَ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ جُويْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: {§لَا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة: 71] : لَوْنُهَا وَاحِدٌ "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§لَا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة: 71] : أَيْ لَوْنٌ سِوَى لَوْنِ جِلْدِهَا "

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: " {§لَا شِيَةَ فِيهَا} [البقرة: 71] : لَيْسَ فِيهَا لَوْنٌ غَيْرُ الصُّفْرَةِ " قَوْلُهُ: «فَلَمْ أَرَ إِلَّا أَشَاءَتَيْنِ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَشَاءَةُ: شَجَرَةٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْأَشَاءَةُ: النَّخْلَةُ الصَّغِيرَةُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر المتقارب] قَدْ أَفْنَاهُمُ الْقَتْلُ بَعْدَ الْوَفَاةِ ... هَذَّ الْأَشَاءَةِ بِالْمِخْلَبِ يَعْنِي الْمِنْجَلَ فَهَذَا يُصَدِّقُ قَوْلَ الْأَصْمَعِيِّ وَأَبِي عَمْرٍو وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] وَأَذْنَابُهَا وَحْفٌ كَأَنَّ ذُيُولَهَا ... مَجَرُّ أَسَاءٍ مِنْ سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

قَدْ صَارَ فِيهِ رُطَبٌ , وَصَفَ خَيْلًا آذَانُهَا كَثْرَةُ الْوَبَرِ وَالْأَشَاءُ: النَّخْلُ وَسُمَيْحَةُ: بِئْرٌ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: ذُيُولُ ذَنَبِهَا كَالسَّعَفِ , وَهَذَا حُجَّةٌ لِأَبِي عَمْرٍو وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] لَاثٍ بِهِ الْأَشَاءُ وَالْعُبْرِيُّ ... لَاثٍ أَرَادَ لَائِثًا مُلْتَفًّا، وَالْعُبْرِيُّ مِنَ السِّدْرِ: مَا كَانَ عَلَى شَطِّ الْأَنْهَارِ حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الطَّائِيِّ: إِذَا تَشَعَّبَتِ النَّخْلَةُ فَهِيَ شِيشَاةٌ وَأَشَاءَةٌ فَلَا تَزَالُ شِيشَاةٌ حَتَّى تُعْلَمَ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْأَشَاءَةُ: الْفَسِيلَةُ , وَقِيلَ: هُوَ الرَّدِيءُ مِنْهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْوَاشِيَةُ: الْكَثِيرَةُ الْوَلَدِ لِكُلِّ مَا يَلِدُ يَقُولُ مِنَ الْغَنَمِ وَغَيْرِهِ , وَالرَّجُلُ وَاشٍ وَالْوَشَاءُ: الْكَثْرَةُ , وَقَدْ وَشَى بَنُو فُلَانٍ: كَثُرُوا "

وَقَالَ الْأَحْمَرُ: " الشُوَايَةُ: الشَّيْءُ الصَّغِيرُ , وُشُوَايَةُ الْخُبْزِ: الْقُرْصُ وَالشَّيَّانُ: دَمُ الْأَخَوَيْنِ قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّوَاةُ وَالشَّرَطُ الرَّدِيءُ مِنَ الْمَالِ قَالَ: [البحر الطويل] أَكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إِذَا ذَهَبَ الشَّوَى ... أَشَرْنَا إِلَى خَيْرَاتِهَا بِالْأَصَابِعِ قَوْلُهُ: «إِذَا أَخْطَأَهُ» أَيْ لَمْ يَقَعْ عَلَيْهِ , فَقَدْ أَسْوَى لَمْ يُصِبِ الْمَقْتَلَ. رَمَيْتُهُ فَأَشْوَيْتُهُ إِذَا لَمْ تُصِبِ الْمَقْتَلَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَشْوَى: أَصَابَ غَيْرَ الْمَقْتَلِ , وَمِثْلُهُ: «كُلُّ مَا أَصَابَ الصَّائِمَ شَوًى» أَيْ خَطَأً لَمْ يُصِبْ مَقْتَلَهُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: مَا كَانَ غَيْرَ مَقْتَلٍ فَهُوَ شَوَكَى وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر البسيط] أَرْمِي النُّحُورَ فَأُشْوِيَهَا وَتَثْلِمُنِي ... ثُلْمَ الْإِنَاءِ ثُمَّ أَغْدُو غَيْرَ مُنْتَصِرِ

أَرْمِي النُّحُورَ: الْأَهِلَّةُ فَأُشْوِيَهَا: أُصِيبُ شَوَاهَا غَيْرَ الْمَقْتَلِ وَثَلَّمَنِي: تَنَقَّصَنِي وَلَا أَنْتَصِرُ مِنَ الدَّهْرِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر المتقارب] سَيُشْوِي الْفَتَى بَعْضُ أَوْجَالِهِ ... وَيَفْجَعُهُ بَعْضُ مَا قَدْ أَمِنْ قَوْلُهُ تَعَالَى: {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِيهِ

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ: {§نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 16] الْأَطْرَافِ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ " وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ , وَعَطِيَّةَ , وَعِكْرِمَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: الشَّوَى: الْأَطْرَافُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الشَّوَى: الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الشَّوَى وَاحِدَتُهَا شَوَاةٌ , وَهِيَ الْيَدَانِ وَالرِّجْلَانِ وَشَوَى الْفَرَسِ: قَوَائِمُهُ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] -[623]- سَلِيمَ الشَّظَى عَبْلَ الشَّوَى أَشْنَجَ النَّسَا ... لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الْفَأْلِ الشَّظَى: عُظَيْمٌ لَاصِقٌ بِالذِّرَاعِ , فَإِذَا تَحَرَّكَ شَظِيَ عَبْلٌ: غَلِيظٌ الشَّوَى: الْقَوَائِمُ النَّسَا: عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الْفَخِذَيْنِ عَلَى الْفَالِ: يَعْنِي الظَّهْرَ سَمِعْتُ فِيهِ بِوَجْهٍ ثَانٍ يَقْرُبُ مِنْ هَذَا حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَفَّانَ , عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ , عَنْ قَابُوسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «الشَّوَى أُمُّ الرَّأْسِ»

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ , عَنْ قُرَّةَ , سَمِعْتُ الْحَسَنَ: " {§لِلشَّوَى} [المعارج: 16] : الْهَامُ " وَسَمِعْتُ فِيهِ , بِوَجْهٍ ثَالِثٍ ,

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ يَمَانٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ: {§لِلشَّوَى} [المعارج: 16] : «الْعَصَبِ وَالْعَقَبِ» وَقَالَ مُجَاهِدٌ: جُلُودُ النَّاسِ

وَقَالَ أَبُو عِمْرَانَ: وَثَابِتٌ: لِمَكَارِمِ الْوَجْهِ وَأَمَّا الشَّوَاةُ فَجِلْدُ الرَّأْسِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الشَّوَاةُ: الرَّأْسُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّوَاةُ وَالْفَرْوَةُ: جِلْدَةُ الرَّأْسِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] إِذَا هِيَ قَامَتْ تَقْشَعِرُّ شَوَاتُهَا ... وَيَبْرُقُ بَيْنَ اللَّيْتِ مِنْهَا إِلَى الصَّقْلِ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ لِلْأَعْشَى: [البحر المديد] قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ ... قَدْ جَلَّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهْ وَأَنْشَدَهَا أَبُو الْخَطَّابِ الْأَخْفَشُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ فَقَالَ: لَهُ صَحَّفْتَ , إِنَّمَا هِيَ سَرَاتُهُ , فَسَكَتَ أَبُو الْخَطَّابِ ثُمَّ قَالَ: بَلْ هُوَ صَحَّفَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَقُولُ: اقْشَعَرَّتْ شَوَاتِي وَشَوَى الْفَرَسِ: قَوَائِمُهُ يُقَالُ: فَرَسٌ عَبْلُ الشَّوَى وَلَا يَكُونُ هَذَا لِلرَّأْسِ , لِأَنَّهُمْ وَصَفُوا الْخَيْلَ بِأَسَالَةِ الْخَدَّيْنِ وَعِتْقِ الْوَجْهِ وَرِقَّتِهِ

قَوْلُهُ: «يَشِي بِسَعْدٍ إِلَى عُمَرَ» يُقَالُ: وَشَى فُلَانٌ بِفُلَانٍ وِشَايَةً إِذَا نَمَّ عَلَيْهِ , وَشَى الْكَذِبَ يَشِيهِ إِذَا كَذَبَهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: تَشَاءَى مَا بَيْنَهُمَا يُرِيدُ تَبَاعَدَ وَشَآنِي ذَلِكَ: سَرَّنِي وَأَعْجَبَنِي , وَوُشِئْتُ إِلَى ذَلِكَ الْأَمْرِ: أُلْجِئْتَ إِلَيْهِ وَأَنْتَ تُشَاءُ إِلَيْهِ , وَشَيَّأْتُ الرَّجُلَ عَلَى الْأَمْرِ: حَمَلْتُهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: الْأَجَاءَةُ وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: الْأَشَاءَةُ: اضْطِرَارٌ يُقَالُ: مَا أَجَاءَكَ إِلَى كَذَا؟ أَيْ مَا اضْطَرَّكَ إِلَيْهِ وَقَالَ الْأَسَدِيُّ: [البحر الكامل] كَيْمَا أُعِدَّهُمُ لِأَبْعَدَ مِنْهُمُ ... وَلَقَدْ يُجَاءُ إِلَى ذَوِي الْأَحْقَادِ وَأَنْشَدَنَا لِلْأَخْطَلِ: [البحر الوافر] سَتَقْذِفُ وَائِلٌ حَوْلِي جَمِيعًا ... وَأَطْعُنُ إِنْ أُشِئْتُ إِلَى الطِّعَانِ وَفِي الْأَمْثَالِ: «أُشِئْتَ عُقَيْلُ إِلَى عَقْلِكَ» أَيِ اضْطُرِرْتَ إِلَيْهِ قَالَ: [البحر الكامل] حَتَّى شَآهَا كَلِيلٌ مَوْهِنًا عَمَلٌ ... بَاتَتْ طِرَابًا وَبَاتَ اللَّيْلُ لَمْ يَنَمِ

حَتَّى شَآهَا: أَعْجَبَهَا كَلَيْلٌ: بَرْقٌ مَوْهِنًا: بَعْدَ نَوْمِهِ , عَمَلٌ دَائِبٌ بَاتَتِ الْبَقَرُ طِرَابًا لَهُ عِطَاشًا لِتَأْتِيَهُ تَشْرَبَ مِنْ مَائِهِ , وَبَاتَ الْبَرْقُ اللَّيْلَ كُلَّهُ لَمْ يَنَمْ: لَمْ يَسْكُنْ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: تَمِيمٌ تَقُولُ: أَشَأْتُهُ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ: أَلْجَأْتُهُ وَمَا أَشَاءَكَ إِلَى هَذَا؟ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: قَالَ: تَمِيمٌ تَقُولُ: شَرُّ مَا أَشَاءَكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ قَوْلُهُ: " شَأْوًا مُغَرِّبًا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: عَدَا شَأْوًا أَيْ طَلَقًا وَبَيْنِي وَبَيْنَهُ شَأْوٌ مَغَرِّبٌ أَيْ طَلَقٌ بَعِيدٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] لَا عَيْبَ فِيهَا إِذَا مَا اعْتَرَّ فَارِسُهَا ... شَأْوَ الْفُجَاءَةِ إِلَّا أَنَّهَا تَثِبُ وَقَالَ: [البحر البسيط] وَكُلَّمَا هَبَطَا مِنْ شَأْوِ شَوْطِهِمَا ... مِنَ الْأَمَاكِنِ مَخْلُوطًا بِهِ الْغَضَبُ

وَالشَّأْوُ: مَا أُخْرِجَ مِنَ الْبِئْرِ يُقَالُ: أَخْرَجَ شَأْوًا أَوْ شَأْوَيْنِ يَعْنِي مِلْءَ الزَّبِيلِ: وَالْمِشْآةُ: الزَّبِيلُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رَجُلٌ شَائِهُ الْبَصَرِ وَشَاهٍ أَيْ حَدِيدٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَتْأَرْتُ النَّظَرَ: أَحْدَدْتُهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ لِلْمَاشِيَةِ مَا وَشَتْ عِنْدِي تَشِي أَيْ مَا وَلَدَتْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّوَسُ: أَنْ يَنْظُرَ , بِمُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ يَمِينًا وَشِمَالًا

الحديث الواحد والخمسون

§الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ وَالْخَمْسُونَ

باب: لطح

§بَابُ: لطح

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§قَدَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَأُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ وَهُوَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: اللَّطْحُ: ضَرْبٌ بِالْيَدِ لَيْسَ بِالشَّدِيدِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَطَحْتُ بِهِ الْأَرْضَ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: حَضَجْتُ -[629]- وَقَالَ غَيْرُهُ: حَلَأْتُ بِهِ , وَمَحَّصْتُ , وَوَجَنْتُ , وَعَدَّنْتُ وَمَرَّنْتُ كُلُّهُ ضَرَبْتُ

باب: طلح

§بَابُ: طلح

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُقْبَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ , سَمِعْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ , سَمِعْتُ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " الشُّهَدَاءُ أَرْبَعَةٌ: فَرَجُلٌ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَكَأَنَّمَا §يَضْرِبُ جِلْدَهُ بِشَوْكِ الطَّلْحِ مِنَ الْجُبْنِ إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ " قَوْلُهُ: «بِشَوْكِ الطَّلْحِ» هُوَ شَجَرُ أُمِّ غَيْلَانَ كَذَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطَّلْحُ شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الطَّلْحُ شَجَرٌ عِظَامٌ كَثِيرُ الشَّوْكِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] بَشَّرَهَا دَلِيلُهَا وَقَالَا ... غَدًا تَرَيْنَ الطَّلْحَ وَالظِّلَالَا -[631]- قَوْلُهُ: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [الواقعة: 29] " هُوَ الْمَوْزُ , وَهُوَ لَا شَوْكَ لَهُ وَالطَّلْحُ غَيْرُ مَنْضُودٍ , وَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي الْمَوْزِ , نُضِدَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ , عَنِ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الرَّقَاشِيِّ , سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ §عَنِ الطَّلْحِ , فَقَالَ: «هُوَ الْمَوْزُ» وَهُوَ قَوْلُ عَلِيٍّ , وَأَبِي سَعِيدٍ , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَمُجَاهِدٍ , وَعِكْرِمَةَ , وَالْحَسَنِ , وَقَسَامَةَ , وَقَتَادَةَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: وَطَلْحٍ " قَالَ: زَعَمَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهُ الْمَوْزُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: زَعَمَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّهُ الْمَوْزُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالَّذِينَ قَالُوا: هُوَ الْمَوْزُ هُوَ غَيْرُ مَعْنَى الْحَدِيثِ لِقَوْلِهِ بِشَوْكِ الطَّلْحِ فَلَعَلَّهُ اسْمٌ لِشَجَرِ شَوْكٍ وَلِلْمَوْزِ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الطَّلْحُ: النِّعْمَةُ وَالصَّلَاحُ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر الرمل] -[632]- كَمْ رَأَيْنَا مِنْ أُنَاسٍ هَلَكُوا ... وَرَأَيْنَا الْمَرْءَ عَمْرًا بِطَلَحْ يَعْنِي عَمْرَو بْنَ هِنْدَ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: إِنَّهُ لَطَلْحُ سَفَرٍ وَعَمَلٍ إِذَا كَلَّ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الطَّلِيحُ الْمُعْيِي وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] قُلْتُ لِغَنْسٍ قَدْ وَنَتْ طَلِيحُ ... عَوْجَاءُ مِنْ تَتَابُعِ التَّطْرِيحِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الخفيف] وَتَرَاهَا تَشْكُو الْكَلَالَ وَقَدْ كَا ... نَتْ طَلِيحًا تُحْذَى صُدُورُ النِّعَالِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الطَّلْحُ: الْقُرَادُ , وَالْبُرَامُ , وَالْعَلُّ , وَالْحَمَكُ , وَالْحَلَمُ , وَالطَّحْلُ وَالْقِرْدَانُ , وَالْحَمْنَانُ

باب: طحل

§بَابُ: طحل

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: آكُلُ الطِّحَالَ؟ قَالَ: نَعَمْ §إِنَّمَا حُرِّمَ الدَّمُ الْمَسْفُوحُ "

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِقَوْمٍ يَأْكُلُونَ رُطَبًا وَعِنْدَهُمْ §قِرْبَةٌ عَلَيْهَا طُحْلُبٌ» قَوْلُهُ: «الطِّحَالُ» هُوَ مَعْرُوفٌ دَمٌ جَامِدٌ وَيُقَالُ: رَجُلٌ طَحِلٌ إِذَا اشْتَكَاهُ قَوْلُهُ: «عَلَيْهَا الطُّحْلُبُ» قَالَ أَبُو نَصْرٍ: خُضْرَةٌ تَكُونُ عَلَى الْمَاءِ قَالَ: [البحر البسيط] عَيْنًا مُطَحْلَبَةَ الْأَرْجَاءِ طَامِيَةً ... فِيهَا الضَّفَادِعُ وَالْحِيتَانُ تَصْطَخِبُ وَطَحَلَ الْمَاءُ يَطْحُلُ طُحُولًا: إِذَا فَسَدَ وَتَغَيَّرَ رِيحُهُ وَالطُّحْلَةُ: لَوْنٌ بَيْنَ الْغُبْرَةِ وَالْبَيَاضِ -[634]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَطْحَلُ لَوْنٌ فِيهِ خُضْرَةٌ قَالَ: [البحر الكامل] عِرْقٌ يَمُجُّ الدَّمُ مِنْ حُجُرَاتِهِ ... كَمَجِّ بَزْلِ الدَّنِّ مَاءٌ أَطْحَلُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] وَلَا يَزَالُ حَوْضُهُ وَقَدْ كَسِلْ ... يُسْتَرُ فِي جَدْوَلِهِ مَاءٌ طَحِلٌ

باب: حلط يقال: أحلط فلان: نزل بحال مهلكة وأحلط مكانه: أقام وقال ابن الأعرابي: الإحلاط: الاجتهاد في اليمين وأنشد: وكنا وهم كابني سبات تفرقا سواء وكانا منجدا وتهاميا فألقى التهامي منهما بلطاته وأحلط هذا: لا أريم مكانيا كابني سبات: رجلان ناما بمنزل

§بَابُ: حلط يُقَالُ: أَحْلَطَ فُلَانٌ: نَزَلَ بِحَالٍ مُهْلِكَةٍ وَأَحْلَطَ مَكَانَهُ: أَقَامَ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِحْلَاطُ: الِاجْتِهَادُ فِي الْيَمِينِ وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] وَكُنَّا وَهُمْ كَابْنَيْ سُبَاتٍ تَفَرَّقَا ... سَوَاءً وَكَانَا مُنْجِدًا وَتِهَامِيَا فَأَلْقَى التِّهَامِيُّ مِنْهُمَا بِلَطَاتِهِ ... وَأَحْلَطَ هَذَا: لَا أَرِيمُ مَكَانِيَا كَابْنَيْ سُبَاتٍ: رَجُلَانِ نَامَا بِمَنْزِلٍ ثُمَّ كَانَا مُنْجِدًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ , وَتِهَامِيَا: مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ ثُمَّ غَدَوْا لِطَيَّتِهِمَا , فَأَلْقَى التِّهَامِيُّ بِلَطَاتِهِ لَمْ يَبْرَحْ وَيُقَالُ: أَلْقَى لَطَاتِهِ وَبَعَاعَهُ وَأَوْرَاقَهُ , وَجَرَامِيزَهُ وَأَحْلَطَ هَذَا: اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ أَنْ لَا يَبْرَحَ

الحديث الثاني والخمسون

§الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ

باب: فظع

§بَابُ: فظع

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , حَدَّثَنَا عَوْفٌ , عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَمَّا كَانَ §لَيْلَةَ أَسْرَى بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ فَظِعْتُ بِأَمْرِي وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ» يُقَالُ: فَظُعَ الْأَمْرَ يَفْظُعُ فَظَاعَةً إِذَا عَظُمَ وَهَابَهُ صَاحِبُهُ وَفَزِعَ مِنْهُ كَمَا قَالَ: [البحر الطويل] وَلَكِنَّهُمْ بَانُوا وَلَمْ أَدْرِ بَغْتَةً ... وَأَفْظَعُ شَيْءٍ حِينَ يَفْجَؤُكَ الْبَغْتُ

الحديث الثالث والخمسون

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ

باب: غط

§بَابُ: غط

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى إِلَيْهِ عَلَيْهِ حَتَّى §سَمِعْتُ غَطِيطَهُ , ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , حَدَّثَنِي عَطَاءٌ , أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى , عَنْ أَبِيهِ: " قُلْتُ لِعُمَرَ: §لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ , فَلَمَّا جَاءَهُ الْوَحْيُ دَعَانِي عُمَرُ , فَجَاءَ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا هُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ يَغِطُّ "

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ سَالِمًا: أَنَّ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ , وَعَاصِمَ بْنَ عُمَرَ , §كَانَا يَتَغَاطَّانِ فِي الْمَاءِ وَعُمَرُ يَنْظُرُ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ , رِوَايَةً قَالَ: «§إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§غَطُّوا الْإِنَاءَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ , حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ , حَدَّثَتْنِي أُمِّي , عَنْ جَدَّتِهَا , قَالَتْ: " قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: §هَلْ يَضُرُّ الْغَبْطُ؟ قَالَ: «نَعَمْ كَمَا يَضُرُّ الشَّجَرَ الْخَبْطُ» -[639]- قَوْلُهُ: «سَمِعْتُ غَطِيطَهُ» صَوْتٌ يُخْرِجُهُ النَّائِمُ مَعَ نَفْسِهِ يُقَالُ: غَطَّ النَّائِمُ , يَغِطُّ غَطِيطًا وَالْبَكْرُ يَغِطُّ إِذَا شُدَّ خِنَاقُهُ لِلرِّيَاضَةِ " قَالَ: [البحر الطويل] يَغِطُّ غَطِيطَ الْبَكْرِ شُدَّ خِنَاقُهُ ... لِيَقْتُلَنِي وَالْمَرْءُ لَيْسَ بِقَتَّالِ -[640]- يَغِطُّ مِنَ الْغَطِيطِ كَالْبَكْرِ إِذَا خَنَقَ وَشُدَّتِ الْأُنْشُوطَةُ فِي عُنُقِهِ عِنْدَ الرِّيَاضَةِ لِيَذِلَّ وَقَوْلُهُ:: لَيْسَ بِقَتَّالِ «لَيْسَ بِصَاحِبِ قَتْلٍ» قَوْلُهُ: يَتَغَاطَّانِ " يُقَالُ: غَطَّ فِي الْمَاءِ يَغُطُّ إِذَا غَيَّبَ رَأْسَهُ فِيهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْغَطَاطُ طَيْرٌ غُبْرٌ أَمْثَالُ الْقَطَا , وَالْغُطَاطُ: بَقِيَّةٌ مِنْ سَوَّادِ اللَّيْلِ فِي آخِرِهِ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] حَتَّى تُنَاخَ بَعْدَ خَمْسٍ مَاطِ ... قَبْلَ الْقَطَا وَالسِّيدِ بِالْغُطَاطِ قَوْلُهُ: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ» أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: الْغَائِطُ: الصَّحْرَاءُ وَهُوَ مِمَّا كَنَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الْغَائِطُ كِنَايَةٌ عَنْ إِظْهَارِ , قَضَاءِ الْحَاجَةِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَائِطُ مِنَ الْأَرْضِ: مَا اطْمَأَنَّ وَانْخَفَضَ وَالْجَمِيعُ غِيطَانٌ وَأَغْوَاطٌ وَأَنْشَدَنَا: قَدَّ الْخَنِيفِ لَجَّ فِي انْعِطَاطِ ... هُبُورَ أَغْوَاطٍ إِلَى أَغْوَاطِ انْعِطَاطٌ -[641]- وَأَنْشَدَنَا غَيْرُهُ: [البحر الطويل] سِرَاعًا يَزِلُّ الْمَاءُ عَنْ حَجَبَاتِهَا ... تَكَلَّفَهَا غُولًا بَطِينًا وَغَائِطَا وَسُمِّيَتْ غُوطَةَ دِمَشْقَ مِنْ ذَلِكَ وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ أَتَى الْغَائِطَ وَهُوَ الْمُطْمَئِنُّ مِنَ الْأَرْضِ فَيُقَالُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَيَقُولُ: مِنَ الْغَائِطِ فَكَثُرَ ذَلِكَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ حَتَّى سَمَّوْا مَا أَثْفَلَ الرَّجُلُ غَائِطًا قَوْلُهُ: «غَطُّوا الْإِنَاءَ» مَا غَطَّيْتَ بِهِ أَوْ تَغَطَّيْتَ بِهِ قَالَ: [البحر السريع] يَخْرُجْنَ مِنْ أَثْبَاجِ لَيْلٍ غَاطٍ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَطَشُ: ضَعْفٌ فِي الْبَصَرِ كَأَنَّمَا يُبْصِرُ بِبَعْضِهِ وَقَوْلُهُ: «هَلْ يَضُرُّ الْغَبْطُ» يَعْنِي حُسْنَ الْحَالِ مِنْ رَجُلٍ مَغْبُوطٍ

باب: طغا

§بَابُ: طغا

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , عَنْ هِشَامٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِالطَّوَاغِي»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْمٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَا تَنْتَظِرُونَ إِلَّا غِنًى مُطْغِيًا , أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ رَبَاحٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خُسْكٍ: سَمِعْتُ وَهْبًا , يَقُولُ -[643]-: «§إِنَّ لِلْعِلْمِ طُغْيَانًا كَطُغْيَانِ الْمَالِ» قَوْلُهُ: «وَلَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي» , كَذَا قَالَ هِشَامٌ , وَأَسْنَدَ الْحَدِيثَ وَأَرْسَلَهُ أَصْحَابُ الْحَسَنِ ابْنُ عَوْنٍ , وَحُمَيْدٌ , وَأَشْعَثُ , وَيُونُسُ , وَأَبُو الْأَشْهَبِ , وَمُبَارَكٌ , وَعَوْفٌ , وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ , وَقَالُوا: وَلَا بِالطَّوَاغِيتِ , وَهُوَ جَمْعُ طَاغُوتٍ , وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ الشَّيْطَانُ , وَفِي مَوْضِعٍ: كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ , وَفِي مَوْضِعٍ: الْأَصْنَامُ وَأَمَّا قَوْلُهُ: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء: 51] , فَاخْتَلَفَ فِيهِ الْمُفَسِّرُونَ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ وَكِيعٍ , عَنْ زَكَرِيَّا , عَنِ الشَّعْبِيِّ: " {§الطَّاغُوتُ} [البقرة: 257] : الشَّيْطَانُ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ سَعِيدٍ: " {§الطَّاغُوتُ} [البقرة: 257] : الْكَاهِنُ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , عَنْ دَاوُدَ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: {§الطَّاغُوتُ} [البقرة: 257] : «الشَّاعِرُ» -[644]- وَأَمَّا قَوْلُهُ: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ} [النساء: 60] , فَلَمْ نَسْمَعْ فِيهِ إِلَّا مَا

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§هُوَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ» وَقَوْلُهُ: {وَالَّذِينَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا} [الزمر: 17] , فَهِيَ الْأَصْنَامُ , وَهَذَا كُلُّهُ لَهُ وَجْهٌ فِي النَّهْيِ عَنِ الْحَلِفِ بِالطَّوَاغِيتِ لِأَنَّ , وَاحِدَهَا طَاغُوتٌ , وَهُوَ الشَّيْطَانُ , لِأَنَّ الشَّيْطَانَ فِي قَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ: كُلُّ فَائِقٍ فِي الشَّرِّ مُتَمَرِّدٌ فِيهِ مِنْ إِنْسَانٍ أَوْ دَابَّةٍ , فَكَأَنَّهُ نَهَاهُمْ أَنْ يَحْلِفُوا بِعُظَمَائِهِمْ , وَمَنْ جَازَ الْقَدْرَ فِي الشَّرِّ وَتَمَرَّدَ , كَكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَحُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَهُوَ أَيْضًا - لِمَنْ قَالَ: هِيَ الْأَوْثَانُ فَنَهَى عَنِ الْحَلِفِ بِهَا كَاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَإِنْ كَانَ مَا رَوَى هِشَامٌ مَحْفُوظًا فِي قَوْلِهِ «الطَّوَاغِي» فَإِنَّهُ جَمْعُ طَاغِيَةٍ , وَلَيْسَ مِنَ الطَّوَاغِيتِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَهَى أَنْ يُحْلَفَ بِمَنْ طَغَى مِنَ الطُّغْيَانِ , وَجَازَ الْقَدْرَ فِي الْكُفْرِ وَالشَّرِّ كَمَا قَالَ: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ} [الحاقة: 11]

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ مُزَاحِمٍ , عَنْ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ -[645]-: " §قَوْلُهُ: {لَمَّا طَغَى الْمَاءُ} [الحاقة: 11] : كَثُرَ وَارْتَفَعَ " وَمِثْلُهُ {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة: 5] " أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: طَغَتْ طَغْيًا , وَطُغْيَانًا وَطُغُوًّا وَطِغِيًّا وَطُغْوَانًا طَغَوْتَ وَطَغَيْتَ وَمِنْهُ «غِنًى مُطْغِيًا» : يَحْمِلُ صَاحِبَهُ عَلَى أَنْ يَطْغَى , وَيَجُوزُ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ وَمِنْهُ «إِنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ طُغْيَانًا» أَيْ: يَحْمِلُهُ أَنْ يَتَرَخَّصَ بِمَا اشْتُبِهَ مِنْهُ إِلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهُ وَيَتَرَفَّعُ بِهِ عَلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ , فَيَكُونُ ذَلِكَ طُغْيَانًا مِنْهُ وَتَخَطِّيًا إِلَى مَا لَا يَجُوزُ لَهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مَاهُوَ إِلَّا طَغَامَةٌ وَهُوَ الَّذِي لَا رَأْيَ لَهُ , وَلَا خَيْرَ فِيهِ

الحديث الرابع والخمسون

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ

باب: فشغ

§بَابُ: فشغ

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي حَسَّانَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا هَذِهِ الْفُتْيَا الَّتِي قَدْ تَفَشَّغَتْ: §مَنْ طَافَ فَقَدْ حَلَّ , قَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: وَإِنْ رَغِمْتُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ تُجَّارًا , قَدِمُوا عَلَى النَّجَاشِيِّ , فَقَالَ: §هَلْ تَفَشَّغَ فِيكُمُ الْوَلَدُ؟ قَالُوا: وَمَا تَفَشَّغَ الْوَلَدُ؟ قَالَ: هَلْ يَكُونُ لِلرَّجُلِ عَشْرَةُ ذُكُورٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ وَأَكْثَرَ قَوْلُهُ «تَفَشَّغَتْ» أَيِ انْتَشَرَتْ حَتَّى غَطَّتْ عَيْنَيِ الْفَرَسِ قَالَ عَدِيٌّ: [البحر المتقارب] لَهُ قِضَّةٌ فَشَغَتْ حَاجِبَيْـ ... ــــهِ وَالْعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمِ

وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] وَقَدْ سَمِنَتْ حَتَّى كَأَنَّ مَخَاضَهُ ... تَفَشَّغَهَا ظَلْعٌ وَلَيْسَتْ بِظُلَّعِ وَقَالَ الْخَلِيلُ: تَفَشَّغَ فِيهِ الشَّيْبُ إِذَا كَثُرَ , وَالْفَشْغَةُ قُطْنَةٌ فِي جَوْفِ الْقَصَبَةِ , وَرَجُلٌ مُفْشِغٌ: الْقَلِيلُ الْخَيْرِ الْمَنُونُ , وَرَجُلٌ أَفْشَغُ الثَّنِيَّةِ: نَاتِئُهَا قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَفْشَغْتُ الرَّجُلَ إِفْشَاغًا , وَفَشَغَ رَأْسَهُ بِالسَّوْطِ يَفْشَغُهُ فَشْغًا إِذَا ضَرْبَهُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَغَفَقْتُهُ وَمَتَنْتُهُ قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: تَفَشَّغَ فِيكُمُ الْوَلَدُ أَيْ: كَثُرَ

باب: شغف قال الله تعالى: قد شغفها حبا , أكثر القراء على قراءتها بالغين: الحسن وإبراهيم ومجاهد , وابن سيرين , وعكرمة , وقتادة , والأعمش , وعاصم , وشيبة , ونافع , وأبو جعفر , وحمزة , وأبو عمرو , والجحدري , وطلحة , وعيسى بن عمر , وبذلك جاء أكثر المفسرين

§بَابُ: شغف قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف: 30] , أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ عَلَى قِرَاءَتِهَا بِالْغَيْنِ: الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُجَاهِدٌ , وَابْنُ سِيرِينَ , وَعِكْرِمَةُ , وَقَتَادَةُ , وَالْأَعْمَشُ , وَعَاصِمٌ , وَشَيْبَةُ , وَنَافِعٌ , وَأَبُو جَعْفَرٍ , وَحَمْزَةُ , وَأَبُو عَمْرٍو , وَالْجَحْدَرِيُّ , وَطَلْحَةُ , وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ , وَبِذَلِكَ جَاءَ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عُبَيْدٍ , سَمِعَ الضَّحَّاكَ: الشَّغَافُ: شَغَافُ الْقَلْبِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ أَسْبَاطٍ , عَنِ السُّدِّيِّ: الشَّغَافُ: جِلْدَةٌ عَلَى الْقَلْبِ يُقَالُ لَهَا الشَّغَافُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: شَغَفَهَا: دَخَلَ الشَّغَافَ , وَشَعَفَهَا مِنَ الْمَشْعُوفِ

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: شَغَفَهَا: خَرَقَ شَغَافَ قَلْبِهَا أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ , عَنْ يُونُسَ: شَغَفَهَا: أَصَابَ الشَّغَافَ , مِثْلُ كَبِدِهَا , وَشَعَفَهَا: تَيَّمَهَا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: شَغَفَهَا: وَصَلَ الْحُبُّ إِلَى شَغَافِ قَلْبِهَا , وَهُوَ غِلَافُهُ , وَشَعَفَهَا مِنَ الْمَشْعُوفِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّغَافُ: وَجَعُ الْبَطْنِ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشَّغَافُ: الطِّحَالُ , وَقَالَ: الشَّغَافُ: نَاتِئَةٌ تَكُونُ تَحْتَ الشُّرْسُوفِ كَهَيْئَةِ الْغُدَدِ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: [البحر الطويل] وَلَكِنَّ هَمًّا دُونَ ذَلِكَ وَالِجٌ ... مَكَانَ الشَّغَافِ تَبْتَغِيهِ الْأَصَابِعُ وَالشَّغَفُ: أَنْ يَبْلُغَ الشَّغَافَ وَالتَّيْمُ: الْهَوَى -[650]- وَالتَّبْلُ: أَنْ يُسْقِمَهُ الْهَوَى وَالتَّدْلِيهُ: ذَهَابُ الْعَقْلِ وَالْهُيُومُ: أَنْ يَذْهَبَ عَلَى وَجْهِهِ

الحديث الخامس والخمسون

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْخَمْسُونَ

باب: لحظ

§بَابُ: لحظ

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ: عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §كَانَ يَلْحَظُ فِي الصَّلَاةِ وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَحَظَ يَلْحَظُ لَحْظًا وَلَحَظَانًا إِذَا نَظَرَ بِمُؤَخِّرِ عَيْنِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اللَّحَاظُ مُؤَخِرُ الْعَيْنِ الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ , وَأَنْشَدَنَا: -[652]- وَنَارُ حَرْبٍ تَسْعَرُ الشُّوَاظَا ... تَنْضَحُ بَعْدَ الْخُطُمِ اللِّحَاظَا وَقَالَ آخَرُ: نَظَرْنَاهُمْ حَتَّى كَأَنَّ عُيُونًا ... بِهَا لَقُوَّةٌ مِنْ شِدَّةِ اللَّحَظَانِ

الحديث السادس والخمسون

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْخَمْسُونَ

باب: زرق

§بَابُ: زرق

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ» فَدَخَلَ رَجُلٌ أَزْرَقُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ , عَلَامَ تَشْتِمُنِي؟ وَجَعَلَ يَحْلِفُ , فَنَزَلَتْ: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14] أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الزَّرَقُ: خُضْرَةُ الْحَدَقَةِ وَالْمُلْحَةُ: أَشَدُّ الزَّرَقِ , وَرَجُلٌ أَمْلَحُ وَامْرَأَةٌ مَلْحَاءُ وَالسُّجْرَةُ: حُمْرَةٌ قَلِيلَةٌ كَالْكَدَرِ وَيُقَالُ لِمَاءِ الْمَطَرِ قَبْلَ أَنْ يَصْفُوَ: إِنَّهُ لَأَسْجَرُ وَإِنَّ فِيهِ لَسُجْرَةً وَالشُّكْلَةُ: حُمْرَةٌ تَخْلِطُ الْبَيَاضَ وَالشُّهْلَةُ: أَنْ تَشْرَبَ الْحَدَقَةُ حُمْرَةً لَيْسَتْ كَالشُّكْلَةِ , وَلَكِنَّهَا قِلَّةُ سَوَادٍ مِنَ الْحَدَقَةِ حَتَّى يَضْرِبَ سَوَادُهَا إِلَى الْحُمْرَةِ -[654]- الْعَبْرَهَةُ وَالْمَرَهُ: أَنْ تَكُونَ الْحَمَالِيقُ بَيْضَاءَ لَيْسَتْ بِكُحْلٍ وَالْأَمْقَهُ مِثْلُ الْمَرَهِ قَالَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيُّ: الزُّرَقِيُّ: ثِيَابُ كَتَّانٍ , وَالزُّرَّقُ: طَائِرٌ

الحديث السابع والخمسون

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ

باب: سبذ

§بَابُ: سبذ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا دَاوُدُ , عَنْ قُشَيْرِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ بَجَالَةَ بْنِ عَبْدَةَ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ §رَجُلًا مِنَ الْأَسْبَذِيِّينَ - ضَرْبٌ مِنَ الْمَجُوسِ - مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «الْإِسْلَامُ أَوِ الْقَتْلُ» قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأَسْابِذُ نَاسٌ مِنَ الْفُرْسِ , كَانُوا مَسْلَحَةَ الْمُشَقَّرِ , مِنْهُمُ الْمُنْذِرُ بْنُ سَاوَى مِنْ بَنَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَارِمٍ , وَمِنْهُمْ عِيسَى الْخَطِّيُّ وَسَعِيدُ بْنُ دَعْلَجٍ , وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَبَى لَا يَرِيمُ الدَّهْرَ وَسْطَ بُيُوتِهِ ... كَمَا لَا يَرِيمُ الْأَسْبَذِيُّ الْمُشَقَّرَا

الحديث الثامن والخمسون

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ

باب: غش

§بَابُ: غش

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا»

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ , حَدَّثَنَا حَفْصٌ السَّرَّاجُ , حَدَّثَنَا شَهْرٌ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§غِشُّ الرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ بِمَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ , فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنَّ مِثْلَ ذَلِكَ مِثْلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنِ السُّدِّيِّ , عَنْ يَزِيدَ: «§غُشِيَ عَلَى عَمَّارٍ مِنْ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ , فَأَفَاقَ فَقَضَى مَافَاتَهُ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى , -[657]- عَنْ أَبِيهِ , قُلْتُ لِعُمَرَ: §وَدِدْتُ أَنِّي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يُوحَى إِلَيْهِ , فَكُنَّا مَعَهُ بِالْجِعْرَانَةِ إِذْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَغُشِّيَ ثَوْبًا , فَدَعَانِي عُمَرُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ يَغِطُّ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ: {§هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] قَالَ: «غَاشِيَةُ النَّارِ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , عَنْ مَرْوَانَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§الْغَاشِيَةُ} [الغاشية: 1] : الْقِيَامَةُ "

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§الْغَاشِيَةُ} [الغاشية: 1] مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ , عَنِ الْحَسَنِ , وَحَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ سَعِيدٍ: {§وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] قَالَ: «إِذَا غَشِيَ» زَادَ سَعِيدٌ: «إِذَا أَقْبَلَ , فَغَشَّى كُلَّ شَيْءٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ: {§فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم: 54] قَالَ: «الْحِجَارَةُ» قَوْلُهُ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّنَا» يُقَالُ: غَشَّ يَغُشُّ غَشًّا إِذَا لَمْ يَمْحَضِ النُّصْحَ , وَذَلِكَ أَنْ تُظْهِرَ بِلِسَانِكَ شَيْئًا وَتُضْمِرَ خِلَافَهُ وَأَصْلُ ذَلِكَ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَابْنُ عُمَرَ , وَأَبُو بُرْدَةَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَأَى طَعَامًا يُبَاعُ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَإِذَا دَاخِلُهُ مَبْلُولٌ , فَقَالَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» فَالْغِشُّ أَنْ يُظْهِرَ شَيْئًا وَيُخْفِيَ خِلَافَهُ , أَوْ يَقُولَ قَوْلًا وَيُخْفِيَ خِلَافَهُ , فَذَلِكَ الْغِشُّ , وَقَوْلُهُ: «فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ» , الْغَشَيَانُ إِتْيَانُ الْمَرْأَةِ , غَشِيَ يَغْشَى وَتَغَشَّاهَا وَلَامَسَهَا , وَبَاشَرَهَا , وَبَاضَعَهَا , وَطَمَثَهَا -[659]- وَفِي الْحَافِرِ كَامَهَا وَطَرَقَهَا , وَالظِّلْفُ كَالْحَافِرِ , وَفِي الْحِمَارِ بَاكَهَا وَكَاشَهَا وَسَفِدَهَا قَوْلُهُ: «غُشِيَ عَلَى عَمَّارٍ» أَيْ ذَهَبَ عَقْلُهُ , وَالْغِشَاوَةُ وَالْغَشَاوَةُ مَا غَشِيَ الْقَلْبَ مِنْ رَانِ الطَّبْعِ , وَغَاشِيَةُ الرَّجُلِ: الَّذِينَ يَطْلُبُونَ فَضْلَهُ قَوْلُهُ: «فَغُشِّيَ ثَوْبًا» أَيْ غُطِّيَ بِهِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} [نوح: 7]

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ , حَدَّثَنَا الْحَكَمُ ابْنُ ظُهَيْرٍ , سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ , أَظُنُّهُ عَنْ سَعِيدٍ: " {§وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} [نوح: 7] : غَطُّوا بِهَا وُجُوهَهُمْ وَالْغِشَاءُ: الْغِطَاءُ , قَالَ: [البحر الطويل] تَبِعْتُكَ إِذْ عَيْنِي عَلَيْهَا غِشَاوَةٌ ... فَلَمَّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسِي أَلُومُهَا أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: شَرِبَ غِشَاشٌ أَيْ قَلِيلٌ عَلَى عَجَلَةٍ , وَأَغْشَشْتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ أَيْ أَعْجَلْتُهُ , وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: شَرِبْنَا غِشَاشًا أَيْ مُسْتَعْجِلِينَ , قَالَ: [البحر الطويل]

قَطَعْنَا لَهُنَّ الْحَوْضَ فَابْتَلَّ شَطْرُهُ ... بِشُرْبِ غَشَاشٍ وَهُوَ ظَمْآنُ سَائِرُهْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَاشِيَةُ: الْمُلْتَقَى عَلَى الْجَفْنِ مِنْ تَحْتِ الشَّارِبِ , قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَعْنِي جَفْنَ السَّيْفِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعُمَانِيِّ: الْغَشْوَةُ: السِّدْرَةُ قَالَ: [البحر الوافر] غَدَوْتُ لِغَشْوَةٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ ... وَمُورَةِ نَعْجَةٍ مَاتَتْ هُزَالَا وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: رَمَاهُ اللَّهُ بِغَاشِيَةٍ: دَاءٌ فِي الْجَوْفِ وَاسْتَأْصَلَ اللَّهُ شَأْفَتَهُ: قَرْحٌ يَخْرُجُ فِي الْقَدَمِ , شَئِفَتْ رِجْلُهُ شَأَفًا وَأَبَادَ اللَّهُ غَضْرَاءَهُ: أَصْلُهُ الْأَرْضُ الطَّيِّبَةُ فَيَخْرُجُ , يَعْنِي مِنْهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَلْحَقَ اللَّهُ بِهِ الْحَوْبَةَ يَعْنِي: الْمَسْكَنَةَ وَقَالَ غَيْرُهُ: سَبَاكَ اللَّهُ وَبَهَلَكَ يَعْنِي لَعَنَكَ

باب: شغا

§بَابُ: شغا

حَدَّثَنِي مُوسَى , حَدَّثَنِي حَمَّادٌ , أَخْبَرَنَا عَلَى بْنُ زَيْدٍ , عَنْ زُرَارَةَ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ §فَشَكَا إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَمَارَهُ وَأَعْطَاهُ , فَقَالَ بَعْدَ حَوْلٍ: لَأُلِمَنَّ , بِعُمَرَ لَعَلَّهُ يُصِيبُنِي بِخَيْرٍ , فَجَاءَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي كَذَا , وَكَانَ شَاغِيَ السِّنِّ أَوْ شَاغِنَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: شَاغِنٌ خَطَأٌ - السِّنِّ , فَقَالَ: مَا أَرَى عُمَرَ إِلَّا سَيَعْرِفُنِي بِسِنِّي فَأَخَذَ وَتَرَ قَوْسِهِ فَأَعْلَقَهُ فِي سِنِّهِ فَقَلَعَهَا "

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ , فَقَالَتْ: إِنِّي أُرِيدُ أَعْتِقُ هَذَا وَأَتَزَوَّجُهُ , فَأَرْسَلَهَا إِلَى عُمَرَ , §فَضَرَبَهَا حَتَّى أَشَاغَتْ بِبَوْلِهَا قَوْلُهُ: وَكَانَ شَاغِيَ السِّنِّ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّغَا: اخْتِلَافُ الْأَسْنَانِ , شَغِيَ يَشْغَى شَغًى مَقْصُورٌ رَجُلٌ أَشْغَى وَامْرَأَةٌ شَغْوَاءُ , وَيُقَالُ لِلْعُقَابِ شَغْوَاءُ؛ لِأَنَّ مِنْقَارَهَا الْأَعْلَى يُخَالِفُ الْأَسْفَلَ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْأَشْغَى: الشَّاخِصُ الثَّنَايَا , وَالشَّغْشَغَةُ فِي الشُّرْبِ: التَّصْرِيدُ وَالْوَشْغُ وَالْوَتْحُ , وَأَوْشَغَ وَأَوْتَحَ -[662]- وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْإِيشَاغُ: الْإِيجَارُ قَلِيلًا قَالَ: [البحر الرجز] بِمِدْفَقِ الْغَرْبِ رَحِيبِ الْمَفْرَغِ ... لَيْسَ كَإِيشَاغِ الْقَلِيلِ الْمُوشَغِ قَوْلُهُ: أَشَاغَتْ بِبَوْلِهَا , وَالشَّغْيَةُ أَنْ يَقْطُرَ الْبَوْلُ قَلِيلًا قَلِيلًا

باب: غبش

§بَابُ: غبش

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يُصَلِّي الْفَجْرَ , وَتَخْرُجُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٌ بِمُرُوطِهِنَّ , §وَمَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَبَشِ " قَالَ أَبُو زَيْدٍ: غَبِشَ اللَّيْلُ: اشْتَدَّ سَوَادُهُ

باب: بغش أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: البغش: مطر فوق الرذاذ قليلا , بغشت السماء فهي تبغش بغشا وأرض مبغوشة والشغب: تهيج الشر

§بَابُ: بغش أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْبَغْشُ: مَطَرٌ فَوْقَ الرَّذَاذِ قَلِيلًا , بَغَشَتِ السَّمَاءُ فَهِيَ تَبْغَشُ بَغْشًا وَأَرْضٌ مَبْغُوشَةٌ وَالشَّغَبُ: تَهَيُّجُ الشَّرِّ

باب: غشم

§بَابُ: غشم

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ , عَنِ الْمُعَلَّى , عَنْ أَبِي غَالِبٍ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§صِنْفَانِ لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي غَشُومٌ» وَالْغَشْمُ: الْغَصْبُ

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , عَنْ مُعْتَمِرٍ , عَنْ كَهْمَسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ: " حَاصَرَ ابْنُ مَعْمَرٍ حِصْنًا فَرَأَى سَيْفًا مَشْهُورًا بِهِ فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , فَقَالَ لِرَجُلٍ: خُذْهُ , فَأَخَذَهُ ابْنُ مَعْمَرٍ بِيَدِهِ §الشَّغْزَبِيَّةِ " وَهِيَ ضَرْبٌ مِنَ الصِّرَاعِ

الحديث التاسع والخمسون

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالْخَمْسُونَ

باب: حنتم

§بَابُ: حنتم

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §عَنِ الْحَنْتَمِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَنَسٍ: «§كَانَتِ الْحَنَاتِمُ قِلَالًا يُجَاءُ بِهَا مِنْ مِصْرَ مُقَيَّرَاتِ الْأَجْوَافِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ أَبِي الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ , قُلْتُ: يَا أُمَّ مَعْبَدٍ: مَا هَذِهِ الظُّرُوفُ؟ قَالَتْ: §أَمَّا الْحَنَاتِمُ فَحَنَاتِمُ الْعَجَمِ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا الرَّجُلُ فَيَكْنِسُهَا كَنْسًا " -[667]- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ , عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ , عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: الْحَنَاتِمُ جِرَارٌ حُمْرٌ مُزَفَّتَةٌ يُؤْتَى بِهَا مِنْ مِصْرَ وَلَيْسَتْ بِالْجِرَارِ الْخُضْرِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ , عَنِ الصَّلْتِ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَنْتَمِ , قَالَ: جِرَارٌ حُمْرٌ مُقَيَّرَةٌ , يُؤْتَى بِهَا مِنَ الشَّامِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ , قُلْتُ لِسَعِيدٍ مَا الْحَنْتَمَةُ؟ قَالَ: الْجَرَّةُ الْخَضْرَاءُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْحَنَاتِمُ: جِرَارٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر المتقارب] كَأَنَّ حَنَاتِمَ حَارِيَّةً ... جَمَاجِمُهَا إِذْ مَسِسْنَ ابْتِلَالَا

الحديث الستون

§الْحَدِيثُ السِّتُّونَ

باب: ثبج

§بَابُ: ثبج

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ , حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْمُتَلَاعِنَيْنِ: «§إِذَا جَاءَتْ بِهِ أُثَيْبِجَ فَهُوَ لِهِلَالٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الثَّبَجُ: وَسَطُ الظَّهْرِ , وَيُقَالُ: مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ ثُمَّ يَجْمَعُهُ الظَّهْرُ وَقَالَ: الْكَتَدُ: مَا بَيْنَ الْكَاهِلِ إِلَى الظَّهْرِ

الحديث الواحد والستون

§الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ وَالسِّتُّونَ

باب: خدم

§بَابُ: خدم

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ يَحْيَى الْبَهْرَانِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ §يُنْبَذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَشْرَبُهُ يَوْمَهُ وَالْغَدَ , فَإِنْ بَقِيَ بَعْدُ سَقَاهُ الْخَدَمَ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ حَبِيبٍ , عَنْ مَيْمُونٍ , عَنْ رَجُلٍ: «رَأَيْتُ سَلْمَانَ أَمِيرَ سَرِيَّةٍ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ , §وَخَدَمَتَاهُ تَذَبْذَبَانِ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا , حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ , عَنْ عَامِرٍ: كَتَبَ خَالِدٌ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ §الَّذِي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ وَفَرَّقَ جَمْعَكُمْ» -[670]- قَوْلُهُ: سَقَاهُ الْخَدَمَ: الْعَبِيدَ وَالْجَوَارِيَ وَمَنْ يَخْدُمُ الرَّجُلَ وَخَدَمَتَاهُ تَذَبْذَبَانِ: يُرِيدُ أَسْفَلَ سَرَاوِيلِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَدَمَةُ: الْخَلْخَالُ , وَالْمُخَدَّمُ: مَوْضِعُ الْخَدَمَةِ , وَالْمُخَدَّمُ: رِبَاطٌ أَسْفَلَ السَّرَاوِيلِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] قَوْدٌ بَرَاهَا قِيَادُ الشُّعْبِ فَانْدَمَجَا ... تُنْكَى دَوَابِرُهَا مَحْذُوَّةً خَدَمَا وَالْخَدْمَاءُ مِنَ الْغَنَمِ: يَكُونُ بِسَاقِهَا عِنْدَ الرُّصْغِ بَيَاضٌ قَوْلُهُ: فَضَّ خَدَمَتَكُمْ: كَسَرَهَا وَالْخَدَمَةُ: الْحَلَقَةُ فَشَبَّهَ اجْتِمَاعَهُمْ بِهَا فَكَسَرَهَا اللَّهُ وَفَرَّقَهَا

باب: خمد

§بَابُ: خمد

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ , عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: «أَنَّ §مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَتَى الشَّجَرَةَ رَأَى نَارًا فَجَاءَ يَقْبِسُ مِنْهَا فَمَالَتْ نَحْوَهُ ثُمَّ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَوْشَكَ مِنْ خُمُودِهَا» قَالَ أَبُو زَيْدٍ: خَمَدَتِ النَّارُ تَخْمُدُ خُمُودًا فَإِذَا طَفِئَتْ قِيلَ: هَمَدَتْ , فَإِذَا صَارَتْ رَمَادًا قِيلَ هَبَا يَهْبُو وَهُوَ هَابٍ

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ نَيْزَكَ , عَنِ الْخَفَّافِ , عَنْ سَعِيدٍ: {§فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} [يس: 29] , قَالَ: «أُخْمِدُوا , وَاللَّهِ»

باب: مدخ وهو العز والعظمة , قال: مدخاء كلهم إذا ما نوكروا يتقى كما يتقى الطلي الأجرب يعني البعير

§بَابُ: مدخ وَهُوَ الْعِزُّ وَالْعَظَمَةُ , قَالَ: [البحر الكامل] مُدَخَاءُ كُلُّهُمُ إِذَا مَا نُوكِرُوا ... يُتَّقَى كَمَا يُتَّقَى الطَّلِيُّ الْأَجْرَبُ يَعْنِي الْبَعِيرَ

الحديث الثاني والستون

§الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالسِّتُّونَ

باب: خدر

§بَابُ: خدر

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ بَهْرَامٍ , حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي الْأَسْبَاطِ , عَنْ يَحْيَى , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِذَا خُطِبَ إِلَيْهِ بَعْضُ بَنَاتِهِ §أَتَى الْخِدْرَ , فَقَالَ لَهَا: «إِنَّ فُلَانًا يَخْطُبُ فُلَانَةً» , فَإِنْ طَعَنَتْ فِي الْخِدْرِ لَمْ يُزَوِّجْهَا

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حِدَاشٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ , أَنَّ عُمَرَ , رَزَقَ الطِّلَاءَ §فَشَرِبَ رَجُلٌ فَتَخَدَّرَ فَضَرَبَهُ النَّاسُ فَقَالَ: «مَا شَرِبْتُ إِلَّا مَارَزَقَنِي عُمَرُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ , قَالَ: «§خَدِرَتْ رِجْلُهُ» , فَقِيلَ: اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ , قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ: جِئْتُ ابْنَ عُمَرَ فَخَدِرَتْ رِجْلُهُ , فَقُلْتُ: مَالِرِجْلِكَ؟ قَالَ: «اجْتَمَعَ عَصَبُهَا» , قُلْتُ: §ادْعُ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ , قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ» : فَبَسَطَهَا قَوْلُهُ: أَتَى الْخِدْرَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخِدْرُ: نَاحِيَةُ الْبَيْتِ يُقْطَعُ بِسِتْرٍ فَتَكُونُ فِيهِ جَارِيَةُ الْقَوْمِ وَالْبِكْرُ وَقَوْلُهُ: فَتَخَدَّرَ وَجْهُهُ هُوَ مَا يُصِيبُ الرَّجُلَ مِنَ الشَّرَابِ وَالدَّوَاءِ مِنَ الضَّعْفِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَدَرُ: ثِقَلُ الْعَيْنِ مِنْ قَذًى يُصِيبُهَا , وَالشَّعَرُ الْخُدَارِيُّ: الْأَسْوَدُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَمُخْدِرُ الْأَبْصَارَ أَخْدَرِيُّ -[675]- يَعْنِي لَيْلًا مُظْلِمًا وَالْخَدَرُ: الظُّلْمَةُ وَأَنْشَدَنَا: أَمْسَوْا كَمَا أَظْلَمَ لَيْلٌ فانْسَفَرْ ... عَنْ مُدْلِجٍ قَاسَى الدَّءُوبَ وَالسَّهَرْ وَخَدَرَ اللَّيْلِ فَيَجْتَابُ الْخَدَرْ وَقَالَ: [البحر الرجز] أَإِنْ رَأَيْتِ هَامَتِي كَالطَّسْتِ ... بَعْدَ خُدَارِيٍّ أَثِيثِ النَّبْتِ قَوْلُهُ: كَالطَّسْتِ ضَعِيفٌ , إِنَّمَا هُوَ كَالطَّسِّ , فَاضْطَرَّهُ الرَّوِيُّ إِلَى أَنْ قَالَ: الطَّسْتِ وَالْخُدَارِيَّةُ: الْعُقَابُ لِلَوْنِهَا , وَهِيَ الشَّغْوَاءُ لِتَعَقُّفِ مِنْقَارِهَا , وَالْفَتْخَاءُ: اللَّيِّنَةُ الْجَنَاحِ قَوْلُهُ: خَدِرَتْ رِجْلُهُ: قَالَ أَبُو زَيْدٍ: خَدِرَتْ رِجْلِي وَمَذِلَتْ سَوَاءٌ

باب: خرد قال أبو زيد: الخريدة: الحيية والخريدة: البكر , لم تمس قال: إذا شئت عاطتني العناق خريد من البيض شنباء اللثام شموع الشموع: تشتهي العبث والمزاح شنباء اللثام: ما تحت أسنانها كثير الماء

§بَابُ: خرد قَالَ أَبُو زَيْدٌ: الْخَرِيدَةُ: الْحَيِيَّةُ وَالْخَرِيدَةُ: الْبِكْرُ , لَمْ تُمَسَّ قَالَ: [البحر الكامل] إِذَا شِئْتُ عَاطَتْنِي الْعِنَاقَ خَرِيدٌ ... مِنَ الْبِيضِ شَنْبَاءُ اللِّثَامِ شَمُوعُ الشَّمُوعُ: تَشْتَهِي الْعَبَثَ وَالْمُزَاحَ شَنْبَاءُ اللِّثَامِ: مَا تَحْتَ أَسْنَانِهَا كَثِيرُ الْمَاءِ

باب: دخر

§بَابُ: دخر

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ , أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ , عَنْ قَتَادَةَ: {§وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل: 87] : يَقُولُ: «صَاغِرِينَ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {دَاخِرِينَ} [غافر: 60] : " صَاغِرِينَ خَاضِعِينَ , يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمِيعِ , وَيَجُوزُ: وَكُلٌّ آتِيهِ دَاخِرًا "

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {§وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ} [آل عمران: 49] عَلَى تَفْتَعِلُونَ , وَتُقْرَأُ (تَذْخَرُونَ) مِنْ ذَخَرْتُ وَ (تَذَّخِرُونَ) بِتَرْكِ الذَّالِ عَلَى حَالِهَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: تَدَّخِرُونَ تَفْتَعِلُونَ مِنْ ذَخَرْتُ , وَيُقْرَأُ (تَذْخَرُونَ وَتَذَّخِرُونَ) بِالذَّالِ وَالدَّالِ وَسَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي أَسَدٍ يَقُولُ: قَدِ اتَّغَرَ الصَّبِيُّ , وَالْكَلَامُ قَدِ اثَّغَرَ بِالثَّاءِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر السريع] هَلْ يُهْلِكَنِّي بَسْطُ مَا فِي يَدِي ... أَوْ يَنْفَعَنِّي مَنْعُ مَا أَذَّخِرْ

الحديث الثالث والستون

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالسِّتُّونَ

باب: رهو

§بَابُ: رهو

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ بَكِيرٍ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ , عَنْ مُطَيْرٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنْ بِئْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ , قَالَ: «§رَهْوَةٌ تَنْبُعُ مِنْ أَصْلِ جَبَلٍ»

حَدَّثَنَا عَاصِمٌ , حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , سَمِعَ عَمْرَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا يُمْنَعُ رَهْوُ الْمَاءِ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ بُدَيْلٍ , عَنْ مُطَرِّفٍ: بَايَعْتُ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ بَعِيرًا بِبَعِيرَيْنِ , فَأَعْطَانِي أَحَدَهُمَا وَقَالَ: " آتِيكَ بِالْآخَرِ §غَدًا رَهْوًا

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ شَقِيقٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ: «§بَيْنَمَا رَجُلٌ فِي أَرْضٍ يَسْقِيهَا إِذْ مَرَّتْ بِهِ عَنَانَةٌ تَرَهْيَأُ» قَوْلُهُ: رَهْوُ الْمَاءِ: يُرِيدُ مُسْتَنْقَعَهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرَّهْوُ , وَالْجَمِيعُ الرِّهَاءُ: أَمَاكِنُ مُرْتَفِعَةٌ , وَرَهَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ إِذَا فَتَحَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَرَّ بِأَعْرَابِيٍّ فَالِجٌ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ , رَهْوٌ بَيْنَ سَنَامَيْنِ , يُرِيدُ فَجْوَةً وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الرَّهْوُ: الْمَكَانُ الْوَاسِعُ , وَالرَّهْوُ مِنَ الْخَيْلِ: الْوَاسِعُ الْجَرْيِ , وَالْجَمِيعُ مَرَاهٍ , وَامْرَأَةٌ مُرْهٍ: وَاسِعَةٌ , وَالرَّهْوَةُ: الِانْحِدَارُ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: [البحر الوافر] نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتِ حَدٍّ ... مُحَافَظَةً وَكُنَّا الْمُسْنِفِينَا وَهُوَ مِنَ الِارْتِفَاعِ وَقَوْلُهُ: آتِيَكَ بِالْآخَرِ رَهْوًا

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ افْعَلْ ذَلِكَ سَهْوًا رَهْوًا: يُرِيدُ سَاكِنًا بِغَيْرِ تَشَدُّدٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} [الدخان: 24] , وَجَاءَتِ الْإِبِلُ رَهْوًا: أَيْ سَاكِنَةً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا , وَخِمْسٌ رَاهٍ أَيْ سَاكِنٌ , وَالرَّهْوُ: طَائِرٌ , وَيُقَالُ إِنَّهُ الْكُرْكِيُّ , وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] يَمْشِينَ رَهْوًا فَلَا الْأَعْجَازُ خَاذِلَةٌ ... وَلَا الصُّدُورُ عَلَى الْأَعْجَازِ تَتَّكِلُ قَوْلُهُ: تَرَهْيَأَ السَّحَابُ إِذَا نَكَظَ , وَتَرَهْيَأَتْ وَتَرَأْرَأَتْ إِذَا ذَهَبَ نَاظِرَاهُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَكَرَيَّهَ السَّحَابُ , وَتَرَيَّعَ إِذَا ذَهَبَ وَجَاءَ كَأَنَّهُ تَهَيَّأَ لِلْمَطَرِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرِّيحُ الرُّهَاءُ: اللَّيِّنَةُ , وَهِيَ الرَّهْوُ , يُقَالُ: إِنَّ رِيحَهَا لَرَهْوٌ وَرَهَاءٌ وَرَهَتْ رِيحُهَا , وَهِيَ رَاهِيَةٌ إِذَا سَكَنَتْ بَعْدَ شِدَّةٍ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: رُخَاءً: لَيِّنَةً مِنَ الرَّخَاوَةِ. وَأَمَّا الْمُفَسِّرُونَ فَاخْتَلَفُوا فِي قَوْلِهِ: {رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [ص

: 36] قَالَ الْحَسَنُ: بَيْنَ الْعَاصِفِ وَاللَّيِّنَةِ , وَقَالَ مُجَاهِدٌ: طَيِّبَةً , وَقَالَ الضَّحَّاكُ: مُطِيعَةً , كُلُّ ذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لَيِّنَةً فِي هُبُوبِهَا , طَيِّبَةً فِي مَسِّهَا , مُطِيعَةً لِمَنْ أَمَرَهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْوَرِهُ: الْكَثِيرُ الشَّحْمِ مِنَ اللَّحْمِ السَّاحُّ وَالْبَهِيرُ وَصَمْغُ الطَّلْحِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْغَارَةُ الشَّغْوَاءُ الْمُتَفَرِّقَةُ , وَالْمُشْعِلَةُ مِثْلُهَا , وَالرَّهْوُ: الْمُتَتَابِعُ

باب: هر

§بَابُ: هر

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيُّ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «§الْهِرُّ سَبُعٌ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا دَاوُدُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنِ الْمَعْرُورِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: §مَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ , وَسَالِمًا , قَالَا: «§مَا اقْتَطَعْتَ مِنْ شَجَرِ الْعَدُوِّ فَعَمِلْتَ مِنْهُ هِرَاوَةً أَوْ إِرْزَبَّةً فَلَا بَأْسَ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ , أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ شُرَيْحٍ , قَالَ: «§لَا أَعْقِلُ الْكَلْبَ الْهَرَّارَ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَيْصِنٍ: " خَطَبَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ §فَلَا هَوَارَةَ عَلَيْهِ "

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ سُرَاقَةَ حَدَّثَهُمْ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: «§قِفْ هَهُنَا , فَعَمِّ عَلَيْنَا حَتَّى تَتَهَوَّرَ النُّجُومُ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى , حَدَّثَنَا أَبِي , أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , أَخْبَرَنِي حَازِمُ بْنُ عَطَاءٍ , أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَذَهَبَ يَتَرَدَّى , فَأَدْرَكْتُهُ فَأَعَدْتُهُ , قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِسَعْدِ بْنِ زَبْرَا , فَقَالَ: أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: «§ذَاكَ الْهُرَاءُ شَيْطَانٌ وُكِّلَ بِالنُّفُوسِ , فَهُوَ يُخِيلُ إِلَيْهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِذَا عُرِجَ بِهَا , فَإِذَا انْتَهَتْ فَمَا رَأَتْ حَسَنًا فَهُوَ الرُّؤْيَا» -[684]- قَوْلُهُ: الْهِرُّ سَبُعٌ: هُوَ السِّنَّوْرُ الذَّكَرُ , وَالْهِرَّةُ الْأُنْثَى أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: هَرَّ فُلَانًا النَّاسُ هَرًّا , إِذَا كَرِهُوهُ , قَالَ: [البحر الطويل] أَرَى النَّاسَ هَرُّونِي وَشُهِّرَ مَدْخَلي ... وَفِي كُلِّ مَمْشًى أَرْصَدَ النَّاسُ عَقْرَبَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْهِرُّ: زَجْرٌ لِلْإِبِلِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] زَجَرْنَ الْهِرَّ تَحْتَ ظِلَالِ دَوْمٍ ... وَنَقَّبْنَ الْعَوَارِضَ بِالْعُيُونِ دَوْمٌ: نَخْلُ الْمُقْلِ وَنَقَّبْنَ الْعَوَارِضَ: يَعْنِي السَّفَى قَوْلُهُ: «هَرْوَلَةً» : مَشْيٌ سَرِيعٌ وَقَوْلُهُ: فَعَمِلْتَ مِنْهُ هِرَاوَةً: الْعَصَا أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: هَرَاهُ يَهْرُوهُ هَرْوًا إِذَا ضَرَبَهُ بِالْهِرَاوَةِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر السريع] يَكْسَى وَلَا يَغْرَثُ مَمْلُوكُهَا ... إِذَا تَهَرَّتْ عَبْدَهَا الْهَارِيَهْ -[685]- قَوْلُهُ: الْكَلْبُ الْهَرَّارُ , وَالْهِرِّيرُ: ذُو النُّبَاحِ أَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر السريع] بَاحِرِيَّ اللَّوْنِ مُرًّا طَعْمُهُ ... يَشْبَعُ الْكَلْبُ إِذَا هَرَّ وَهَرَّ قَوْلُهُ: فَلَا هَوَارَةَ عَلَيْهِ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَيْصِنٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ قَالَ: لَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ وَقَوْلُهُ: «حَتَّى تَتَهَوَّرَ النُّجُومُ» , تَهَوَّرَ اللَّيْلُ: ذَهَبَ أَكْثَرُهُ وَتَهَوَّرَ الشِّتَاءُ: ذَهَبَ أَشَدُّهُ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] تَقَلَّبْتُ هَذَا اللَّيْلَ حَتَّى تَهَوَّرَتْ ... إِنَاثُ النُّجُومِ كُلُّهَا وَذُكُورُهَا ذُكُورُ النُّجُومِ: مَا عَظُمَ مِنْهَا، وَالْهُرِيُّ: بَيْتُ الطَّعَامِ وَأَهْرَأَ فِي مَنْطِقِهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِكَلَامِهِ نِظَامٌ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] لَهَا بَشَرٌ مِثْلُ الْحَرِيرِ وَمَنْطِقٌ ... رَخِيمُ الْحَوَاشِي لَا هُرَاءٌ وَلَا نَزْرُ -[686]- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: أَهْرَأَ لَحْمَهُ إِهْرَاءً إِذَا أَنْضَجَهُ , وَتَهَرَّأَ الطَّبِيخُ إِذَا تَسَّاقَطَ نُضْجًا , وَهَرَأَ الْبَرْدُ فُلَانًا يَهْرَؤُهُ هَرْأً إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى يَقْتُلَهُ , وَأَهْرَأْنَا فِي الرَّوَاحِ: أَبْرَدْنَا أَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] وَمَلْجَأُ مَهْرُوئِينَ يُلْقَى بِهِ الْحَيَا ... إِذَا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الْأُمُّ وَالْأَبُ رَثَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: الْهَرُورُ: مَا سَقَطَ مِنْ حَبِّ الْعِنَبِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْهِرْهِرُ: الشَّاةُ إِذَا هَرِمَتْ , فَإِنْ مَرَطَتْ فَهَزُلَتْ قِيلَ: هِرْطَةٌ قَالَ الْخَلِيلُ: هَرَّ الشَّوْكُ: يَبِسَ وَأَنْشَدَنَا: رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى ... إِذَا مَا هَرَّ وَامْتَنَعَ الْمَذَاقَا وَقَالَ: [البحر الرجز] حَتَّى إِذَا أَهْرَأْنَ بِالْأَصَائِلِ ... وَفَارَقَتْهَا بُلَّةُ الْأَوَائِلِ وَيُقَالُ: هَرَّ بِسَلْحِهِ: رَمَى بِهِ -[687]- وَقَوْلُهُ: «الْهُرَاءُ شَيْطَانٌ» لَمْ أَسْمَعْ بِتَفْسِيرِهِ إِلَّا فِي الْحَدِيثِ وَالْهُرْهُورُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ , وَإِذَا حُلِبَ اللَّبَنُ سُمِعَتْ لَهُ هَرْهَرَةً وَأَنْشَدَنَا عَفَّانُ: سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ مِنْهُ أَزْوَرَا ... إِذَا يَعُجُّ فِي السَّرَّاءِ هَرْهَرَا

الحديث الرابع والستون

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ

باب: رعد

§بَابُ: رعد

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ , حَدَّثَنِي بُكَيْرُ ابْنُ شِهَابٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالُوا: §أَخْبِرْنَا عَنِ الرَّعْدِ , قَالَ: «مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ , بِيَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ وَهَذَا صَوْتُهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ عَامِرٍ: جَاءَ ابْنَا مُلَيْكَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «إِنَّ §أُمَّنَا مَاتَتْ حِينَ رَعَدَ الْإِسْلَامُ وَبَرَقَ» قَوْلُهُ: «الرَّعْدُ مَلَكٌ» : هُوَ عِنْدَ الصَّحَابَةِ: عَلِيٍّ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , وَأَبِي هُرَيْرَةَ , وَكَذَا قَالَ التَّابِعُونَ: مُجَاهِدٌ , وَعِكْرِمَةُ , وَأَبُو صَالِحٍ , وَالضَّحَّاكُ , وَشَهْرٌ , وَعَطِيَّةُ , وَالْحَسَنُ , وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ , وَالسُّدِّيُّ

وَقَالَ أَبُو الْجَلْدِ: هُوَ رِيحٌ , وَلَمْ يَعْرِفُهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَالزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الرَّعْدُ إِمَّا أَنْ تَكُونَ اسْمَ مَلَكٍ , وَإِمَّا صَوْتَ سَحَابٍ , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ: {وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد: 13] , وَقَالُوا: أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ: جَوْنٌ هَزِيمٌ رَعْدُهُ أَجَشُّ وَلَا يَكُونُ هَذَا إِلَّا الصَّوْتَ وَرَعَدَتِ السَّمَاءُ وَبَرَقَتْ , وَرَعَدَ السَّمَاءُ وَبَرَقَ , وَأَرْعَدْنَا وَأَبْرَقْنَا: أَصَابَنَا رَعْدٌ وَبَرْقٌ قَوْلُهُ: حِينَ رَعَدَ الْإِسْلَامُ وَبَرَقَ , يَقُولُ: حِينَ جَاءَ وَعِيدُهُ وَتَهَدُّدُهُ يُقَالُ: أَرْعَدَ لِي فُلَانٌ وَأَبْرَقَ أَيْ تَهَدَّدَنِي وَتَوَعَّدَنِي , سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَبِي نَصْرٍ , وَأَنْشَدَنَا

: [البحر الكامل] يَا جَلَّ مَا بَعُدَتْ عَلَيْكَ بِلَادُنَا ... وَطِلَابُنَا فَابْرُقْ بِأَرْضِكَ وَارْعُدِ قَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] فَإِذَا جَعَلْتَ بِلَادَ فَارِسَ دُونَهُ ... فَارْعُدْ مَا بَدَا لَكَ وَابْرُقِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: بَرَقَ وَرَعَدَ فِي الْوَعِيدِ وَلَمْ يُعْرَفْ أَبْرَقَ وَأَرْعَدَ وَالرِّعْدَةُ: حَرَكَةٌ تَأْخُذُ الْجَبَانَ وَالْمَحْمُومَ , وَالرِّعْدِيدُ: الْجَبَانُ , قَالَ: [البحر الطويل] ثَأَرْتُ بِأَبْنَاءِ الْكِرَامِ وَلَمْ أَكُنْ ... لَدَى الرَّوْعِ رِعْدِيدًا جَبَانًا وَلَا غُمْرَا

باب: ردع

§بَابُ: ردع

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: " §كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ , أَحَدُهُمَا سَجْفٌ كَانَ بِهِ رَدْعٌ , فَقَالَ: اغْسِلُوهُ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ , عَنْ قَبِيصَةَ ابْنِ جَابِرٍ: «خَرَجْنَا حُجَّاجًا أَوْ عُمَّارًا , فَسَنَحَ لَنَا ظَبْيٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ فَأَصَابَ خُشَّاءَهُ , §فَرَكِبَ رَدْعَهُ» قَوْلُهُ: كَانَ بِهِ رَدْعٌ: أَيْ لُمَعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ لَمْ يَعُمَّهُ كُلَّهُ قَوْلُهُ: فَرَكِبَ رَدْعَهُ: أَيْ خَرَّ صَرِيعًا لِوَجْهِهِ فَمَاتَ قَالَ: [البحر الطويل] أَقُولُ لَهُ وَالْمَرْءُ يَرْكَبُ رَدْعَهُ ... وَقَدْ شَكَّهُ لَدْنُ الْمَهَزَّةِ نَاجِمُ -[692]- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السَّهْمُ الْمُرْتَدِعُ: الَّذِي إِذَا أَصَابَ الْهَدَفَ انْفَسَخَ عُودُهُ وَذَكَرَ غَيْرُ أَبِي نَصْرٍ , عَنْهُ: أَنَّ الرُّدَاعَ: الْوَجَعُ فِي الْجَسَدِ , وَالرَّدْعُ: الْكَفُّ , رَدَعْتُهُ رَدْعًا

باب: درع

§بَابُ: درع

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ , عَنْ عَائِذٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ذَكَرَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ: «فَإِذَا نَحْنُ §بِقَوْمٍ دُرْعٍ , أَنْصَافُهُمْ بِيضٌ , وَأَنْصَافُهُمْ سُودٌ»

حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ , أَخْبَرَنَا هِشَامٌ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ: لَقَدْ §رَهَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ دِرْعًا لَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ فَأَخَذَ مِنْهُ شَعِيرًا لِأَهْلِهِ

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ مُعَاذَةَ , أَنَّ عَائِشَةَ , §قَامَتْ إِلَى الصَّلَاةِ فِي خِمَارٍ حَتَّى نُووِلَتِ الْمِلْحَفَةَ -[694]- قَوْلُهُ: «فَإِذَا نَحْنُ بِقَوْمٍ دُرْعٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَنَمُ الدُّرْعُ اللَّوَاتِي صُدُورُهُنَّ سُودٌ وَسَائِرُهُنَّ أَبْيَضُ , وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَلْوَنِ , تَيْسٌ أَدْرَعُ , وَشَاةٌ دَرْعَاءُ وَقَالَ غَيْرُهُ: اللَّيَالِي الدُّرْعُ وَاحِدَتُهَا دَرْعَاءُ الَّتِي بَعْضُهَا بِيضٌ وَبَعْضُهَا سُودٌ , فَالظُّلَمُ وَاحِدَتُهَا ظَلْمَاءُ وَقَوْلُهُ: دِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ: يَعْنِي دِرْعَ الْحَدِيدِ , تُؤَنَّثُ وَتُذَكَّرُ , وَدِرْعُ الْمَرْأَةِ يُذَكَّرُ , وَادَّرَعَ الرَّجُلُ: لَبِسَ دِرْعًا , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَادَّرَعَ الْقَوْمُ سَرَابِيلَ الدَّمِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الدَّرَاعُ: الْمَرْأَةُ الْخَفِيفَةُ الْيَدَيْنِ بِالْمِغْزَلِ

باب: دعر

§بَابُ: دعر

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ , عَنْ أَشْعَثَ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ سَعِيدٍ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ §رَجُلٌ دَاعِرٌ , فَطَرَدَهُ أَبُوهُ , فَحَضَرَ الِابْنَ الْمَوْتُ , فَقَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِصَاحِبِهِ: مَا تَرَى؟ قَالَ: مَا أَرَى إِلَّا دَمْعَةً تَمْسَحُهَا أُمٌّ بِحُرْقَةٍ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَكْرِيِّ: الدَّعَرُ: الدَّاعِرُ , دَاعِرٌ وَدُعَّارٌ وَدَاعِرُونَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: هَذَا دَعِرٌ مِنَ الْعِيدَانِ: الَّذِي يُدَخِّنُ تَكُونُ فِيهِ أَرْضَةٌ أَوْ تُرَابٌ , وَهُوَ مِنَ الْأُصُولِ , وَالْقُعُودُ الدَّعِرُ: الْقَطُوفُ وَأَنْشَدَنَا لِابْنِ مُقْبِلٍ: [البحر البسيط] -[696]- ظَلَّتْ حَوَاطِبُ لَيْلَى يَنْتَفِينَ لَهَا ... جَزْلَ الْجِذَا غَيْرَ خَوَّارٍ وَلَا دَعِرِ وَالدُّعَرُ: مَا احْتَرَقَ مِنْ حَطَبٍ , فَطَفِيءَ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ احْتِرَاقُهُ , الْوَاحِدَةُ دُعَرَةٌ

باب: عرد أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: العرد: الذكر الغليظ الشديد , وأنشدنا: يمشي بعرد قد دنا من ركبتيه أقعس ما من أود في حلقتيه والعرادة كهيئة المنجنيق , والعرادة الجرادة الأنثى , والعرادة ضرب من نبات الربيع وقال أبو نصر: العرد: الشديد , قال: عرد

§بَابُ: عرد أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَرْدُ: الذَّكَرُ الْغَلِيظُ الشَّدِيدُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] يَمْشِي بِعَرْدٍ قَدْ دَنَا مِنْ رُكْبَتَيْهِ ... أَقْعَسَ مَا مِنْ أَوَدٍ فِي حَلْقَتَيْهِ وَالْعَرَّادَةُ كَهَيْئَةِ الْمَنْجَنِيقِ , وَالْعَرَادَةُ الْجَرَادَةُ الْأُنْثَى , وَالْعَرَادَةُ ضَرْبٌ مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْعَرْدُ: الشَّدِيدُ , قَالَ: [البحر الرجز] عَرْدَ التَّرَاقِي حَشْوَرًا مُعَقْرَبَا وَالتَّعْرِيدُ: تَرْكُ الْقَصْدِ , قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الكامل] فَمَضَى وَقَدَّمَهَا وَكَانَتْ عَادَةً ... مِنْهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: عَرَّدَ عَنْ كَذَا: مَالَ عَنْهُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ بِالْجَنَاحِ عَرَفْتُهَا ... إِذَا رَامَهَا سَيْلُ الْحَوَالِبِ عَرَّدَا -[698]- الْحَوَالِبُ: السَّحَابُ قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ: إِذَا طَالَ نَابُ الْبَعِيرِ وَاصْفَرَّ قِيلَ: عَرَدَ عُرُودًا , فَإِذَا جَاوَزَ ذَلِكَ فَهُوَ عَوْدٌ

باب: عدر قال إبراهيم: العدر: المطر الكثير

§بَابُ: عدر قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الْعَدْرُ: الْمَطَرُ الْكَثِيرُ

الحديث الخامس والستون

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالسِّتُّونَ

باب: عمش

§بَابُ: عمش

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ: عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: {§الْأَكْمَهُ} [آل عمران: 49] : «الْأَعْمَشُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَعْمَشُ: الْفَاسِدُ الْعَيْنِ الَّذِي تَغْسِقُ عَيْنَاهُ بِرَمَصٍ أَوْ بِمَاءٍ وَقَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: طَعَامٌ عَمِشٌ , أَيْ مُوَافِقٌ , وَالْخِتَانُ عَمْشٌ لِلْغُلَامِ يُرَى فِيهِ الزِّيَادَةُ بَعْدَهُ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْعَيْشُومُ: شَجَرٌ يُشْبِهُ السَّيَّالَ , قَالَ: [البحر البسيط] لِلْجِنِّ فِي اللَّيْلِ فِي أَرْجَائِهِ زَجَلٌ ... كَمَا تَنَاوَحَ يَوْمَ الرِّيحِ عَيْشُومُ وَصَفَ أَرْضًا قَفْرًا فَقَالَ: لِلْجِنِّ فِي أَرْجَائِهَا زَجَلٌ: صَوْتٌ بِاللَّيْلِ وَعَسْفٌ كَمَا تَنَاوَحَ: اسْتَقْبَلَ بَعْضُهُ بَعْضًا , فَهَبَّتِ الرِّيحُ فِيهِ , وَسُمِّيَتِ النَّائِحَتَانِ؛ لِأَنَّهَا تَسْتَقْبِلُ صَاحِبَتَهَا وَتَنُوحُ وَعَيْشُومٌ: شَجَرٌ لَهُ صَوْتٌ فِي الرِّيحِ

باب: شمع الشمع: شيء يسرج به , يقذفه النحل من أفواهها , وتديره لتحفظ ما تقذفه من العسل , وهو بالفارسية: (الموم) وقال الأخفش: الشماعة: الضحك والمزاح , وجارية شموع: طيبة النفس , قال: ولو أني أشاء كننت نفسي إلى بيضاء بهكنة شموع وقال آخر: فلبثن حينا

§بَابُ: شمع الشَّمَعُ: شَيْءٌ يُسْرَجُ بِهِ , يَقْذِفُهُ النَّحْلُ مِنْ أَفْوَاهِهَا , وَتُدِيرُهُ لِتَحْفَظَ مَا تَقْذِفُهُ مِنَ الْعَسَلِ , وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: (الموم) وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الشَّمَاعَةُ: الضَّحِكُ وَالْمُزَاحُ , وَجَارِيَةٌ شَمُوعٌ: طَيِّبَةُ النَّفْسِ , قَالَ: وَلَوْ أَنِّي أَشَاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي ... إِلَى بَيْضَاءَ بَهْكَنَةٍ شَمُوعِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] فَلَبِثْنَ حِينًا يَعْتَلِجْنَ بَرَوْضَةٍ ... فَيَجِدُّ حِينًا فِي الْعِلَاجِ وَيَشْمَعُ وَصَفَ حِمَارًا وَأُتُنًا أَقَامَ بِوَادٍ , لَبِثْنَ يَعْتَلِجْنَ: تَعَضُّ هَذِهِ هَذِهِ , وَهَذِهِ هَذِهِ , مِنَ النَّشَاطِ , فَيَجِدُّ الْفَحْلُ حِينًا , وَيَشْمَعُ: يَلْعَبُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] وَلَوْ أَنَّهَا ضَحِكَتْ فَتُسْمِعُ نَغْمَهَا ... رَعِشَ الْمَفَاصِلِ صُلْبُهُ مُتَحَنِّبُ طَالَتْ مَعِيشَتُهُ وَدَبَّ عَلَى الْعَصَا ... فَقَذَالُهُ مِثْلُ الثَّغَامَةِ أَشْهَبُ تَرَكَ النِّسَاءَ بِحِقْبَةٍ مِنْ عَيْشِهِ ... عَزِهٌ إِذَا سَمِعَ الشَّمَاعَةَ يَغْضَبُ

وَصَفَ امْرَأَةً فَقَالَ: لَوْ أَسَمَعَتْ كَلَامَهَا شَيْخًا رَعِشَتْ مَفَاصِلُهُ وَصُلْبُهُ مُنْحَنٍ وَقَذَالُهُ: أَعْلَى رَأْسِهِ مِثْلُ الثَّغَامَةِ: شَجَرَةٌ بَيْضَاءُ , تَرَكَ النِّسَاءَ بِحِقْبَةٍ مِنْ عُمْرِهِ وَالْعَزِهُ: لَا يَشْتَهِي اللَّهْوَ وَإِذَا سَمِعَ الشَّمَاعَةَ وَهِيَ الْمُزَاحُ يَغْضَبُ

باب: عشم قال الأخفش: العشم: الطمع بالشيء وقال الخليل: العسم بالسين: الطمع وأنشد الأخفش: أم هل ترى أصلات العيش نافعة أم في الخلود ولا بالله من عشم يريد طمعا وأنشد الخليل: فاستسلموا كرها ولم يسالموا كالبحر لا يعسم فيه عاسم وقال الأصمعي: شيخ عشمة

§بَابُ: عشم قَالَ الْأَخْفَشُ: الْعَشَمُ: الطَّمَعُ بِالشَّيْءِ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعَسَمُ بِالسِّينِ: الطَّمَعُ وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ: [البحر البسيط] أَمْ هَلْ تَرَى أَصَلَاتِ الْعَيْشِ نَافِعَةً ... أَمْ فِي الْخُلُودِ وَلَا بِاللَّهِ مِنْ عَشَمِ يُرِيدُ طَمَعًا وَأَنْشَدَ الْخَلِيلُ: فَاسْتَسْلَمُوا كَرْهًا وَلَمْ يُسَالِمُوا ... كَالْبَحْرِ لَا يَعْسِمُ فِيهِ عَاسِمُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَيْخٌ عَشَمَةٌ وَعَشَبَةٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِثْلُهُ وَالْقَحْرُ وَالْقَهْبُ وَقَالَ الْأَحْمَرُ: الدِّرْدَحُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا لَمْ يَعْقِلْ أَفْنَدَ وَأَهْتَرَ -[704]- وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَقَعْوَسَ: كَبِرَ وَالْعَلُّ وَالْيَفَنُ وَالْحَوْقَلُ وَالْقَشْعَمُ وَالذَّكَاءُ وَالْأَشُدُّ: وَاحِدُهَا شَدٌّ

باب: مشع المشع: أكل رطب صلب كالقثاء وشبهه وقال الفراء: مشع يمشع إذا كسب وجمع وعشمت أعشم: إذا كسب وأعشمت: أعطيت ويقال: مشع قصعتك: امسحها

§بَابُ: مشع الْمَشْعُ: أَكْلُ رَطْبٍ صُلْبٍ كَالْقِثَّاءِ وَشِبْهِهِ وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَشَعَ يَمْشَعُ إِذَا كَسَبَ وَجَمَعَ وَعَشَمْتُ أَعْشِمُ: إِذَا كَسَبَ وَأَعْشَمْتُ: أَعْطَيْتُ وَيُقَالُ: مَشِّعْ قَصْعَتَكَ: امْسَحْهَا

الحديث السادس والستون

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالسِّتُّونَ

باب: صفد

§بَابُ: صفد

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ , حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ أَبِي فَزَارَةَ , عَنْ مِقْسَمٍ , وَسَعِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: وَذَكَرَ رُقْيَةً فَقَالَ: «§مَنْ أَخَذَ عَلَيْهَا صَفَدًا , أَوْ كَتَمَهَا أَحَدًا , فَلَا أَفْلَحَ أَبَدًا»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَّهُ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: «§فِيهِ تُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصَّفَدُ: الْإِعْطَاءُ , وَهُوَ الشُّكْمُ وَالتَّعْوِيضُ , فَمَا لَمْ يَكُنْ تَعْوِيضًا فَهُوَ عَطَاءٌ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الصَّفَدُ: الْعَطَاءُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الصَّفَدُ: الْعَطَاءُ: أَصْفَدْتُ الرَّجُلَ

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الصَّفَدُ: الْعَطِيَّةُ أَصْفَدْتُهُ قَالَ الْأَخْطَلُ: [البحر البسيط] فَأَمْتَعَ اللَّهُ بِالْقَوْمِ الَّذِينَ هُمُ ... فَكُّوا الْأُسَارَى وَمِنْهُمْ جَاءَنَا الصَّفَدُ وَقَالَ الْأَعْشَى: [البحر الطويل] تَضَيَّفْتُهُ يَوْمًا فَأَكْرَمَ مَجْلِسِي ... وَأَصْفَدَنِي عِنْدَ الزَّمَانَةِ قَائِدَا قَوْلُهُ: «تُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ» حَدَّثَنَا شُرَيْحٌ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: الْأَصْفَادُ: السَّلَاسِلُ. أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: رَجُلٌ صَفِيدٌ: مُوَثَّقٌ. أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْأَصْفَادُ: الْأَغْلَالُ , وَاحِدُهَا صَفَدٌ. أَخْبَرَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الصِّفَادُ: الْوِثَاقُ , صَفَدْتُ الرَّجُلَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] هَلَّا كَرَرْتَ عَلَى ابْنِ أُخْتِكَ مَعْبِدٍ ... وَالْعَامِرِيُّ يَقُودُهُ بِصِفَادِ

وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِلنَّابِغَةِ: [البحر الوافر] فَأَكْثَرُ مَا بِسَاحَتِهِمْ نَشِيدُ ... بِمُهْجَتِهِ وَمُغْتَصَبٌ صَفِيدُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الوافر] قَتَلْنَا مِنْهُمُ مَنْ قَدْ قَتَلْنَا ... وَأُبْنَا بِالْمُلُوكِ مُصَفَّدِينَا

باب: فصد

§بَابُ: فصد

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الْأَسْوَدِ فَقَالَ: §أَيُذْبَحُ بِالْمَرْوَةِ؟ قَالَ: " إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَفْصِدَ بَعِيرَهُ , فَإِنْ مَاتَ قَالَ: ذَكَّيْتُهُ " قَوْلُهُ: «يَفْصِدُ» , الْفَصْدُ: قَطْعُ الْعِرْقِ

باب: صدف

§بَابُ: صدف

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ §تَفَتَّحَتِ الْأَصْدَافُ فِي الْبَحْرِ , فَمَا وَقَعَ مِنَ السَّمَاءِ فَهُوَ لُؤْلُؤٌ وَالصَّدَفُ: أَوْعِيَةٌ يَكُونُ اللُّؤْلُؤُ فِيهَا , وَهِيَ حَيَوَانٌ , وَالْوَاحِدَةُ صَدَفَةٌ , وَالْجَمْعُ أَصْدَافٌ وَصَدَفٌ قَالَتْ: [البحر البسيط] يَا مَنْ أَحَسَّ بُنَيَّيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ... كَالدُّرَّتَيْنِ تَشَظَّى عَنْهُمَا الصَّدَفُ وَيُقَالُ: صَدَفَ وَكَنَفَ وَنَكَبَ أَيْ عَدَلَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: صَدَفْتُ إِلَى الشَّيْءِ: مِلْتُ إِلَيْهِ , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا} [الأنعام: 157]

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§يَصْدِفُونَ} [الأنعام: 157] : يُعْرِضُونَ " أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {يَصْدِفُونَ} [الأنعام: 157] : يُعْرِضُونَ , صَدَفَ عَنِّي بِوَجْهِهِ: أَعْرَضَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: تَصَدَّفَ: عَدَلَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] فَانْصَاعَ مَذْعُورًا وَمَا تَصَدَّفَا

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§الصَّدَفَيْنِ} [الكهف: 96] : «رُءُوسُ الْجِبَالِ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الصَّدَفَيْنِ وَالصُّدْفَيْنِ , هُوَ مَا بَيْنَ النَّاحِيَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلَيْنِ قَالَ: [البحر الرجز] قَدْ أَخَذْتُ مَا بَيْنَ عُرْضِ الصُّدْفَيْنِ ... نَاحِيَتَيْهَا وَأَعَالِي الرُّكْنَيْنِ وَيُقْرَأُ {الصَّدَفَيْنِ} [الكهف: 96] ، وَ (الصُّدْفَيْنِ) , وَ (الصُّدُفَيْنِ)

الحديث السابع والستون

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالسِّتُّونَ

باب: غس

§بَابُ: غس

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِيهِ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الطِّيبِ , عِنْدَ الْإِحْرَامِ , فَقَالَ: «§أَمَّا أَنَا فَأُصَغْصِغُهُ , فِي رَأْسِي ثُمَّ أُحِبُّ بَقَاءَهُ» قَوْلُهُ: «فَأُصَغْصِغُهُ» , إِنَّمَا هُوَ فَأُسَغْسِغُهُ: أُرَوِّيهِ بِالدُّهْنِ وَلَكِنَّ كُلَّ حَرْفٍ فِيهِ سِينٌ بَعْدَهَا غَيْنٌ أَوْ خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ فَجَائِزٌ أَنْ يُجْعَلَ السِّينُ صَادًا مِثْلُ سُدْغٍ وَصُدْغٍ , وَرُسْغٍ وَرُصْغٍ , وَمَعْنَى أُصَغْصِغُهُ فِي رَأْسِي: أَذْهَبُ بِهِ وَأَجِيءُ , وَكَأَنَّ قَوْلَ رُؤْبَةَ مِثْلُهُ: [البحر الرجز] إِلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَدَاكَ الْأَسْوَغِ ... إِنْ لَمْ يَعُقْنِي عَائِقُ التَّسَغْسُغِ يَقُولُ: يَعُوقُنِي عَنْ إِتْيَانِكَ الْمَوْتُ فِي ذِهَابِي وَمَجِيئِي أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغُسُّ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ

باب: سغ

§بَابُ: سغ

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ يَزِيدَ , أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ , أَخْبَرَهُ , عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِقُرْصٍ , فَكَسَرَهَا فِي جَفْنَةٍ وَضَعَ فِيهَا مَاءً سُخْنًا §ثُمَّ سَغْسَغَهَا ثُمَّ قَالَ: «كُلُوا»

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ أَشْرَسَ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ مُحَمَّدٍ , قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: «§إِذَا مِتُّ فَارْكَبْ , ثُمَّ سُغْ فِي الْأَرْضِ مَا وَجَدْتَ مَسَاغًا , ثُمَّ ادْفِنِّي» قَوْلُهُ: «سَغْسَغَهَا» : أَجَادَ تَحْرِيكَهَا سَغْسَغْتُ رَأْسِي: أَنْعَمْتُ دَلْكَهُ وَسَوَّغْتُ فُلَانًا مَا أَخَذَ: أَيْ لَمْ أَعْرِضْ لَهُ , وَسَاغَ شَرَابُهُ فِي حَلْقِهِ قَالَ: [البحر الوافر] فَسَاغَ لِيَ الشَّرَابُ وَكُنْتُ قِدْمًا ... أَكَادُ أَغَصُّ بِالْمَاءِ الْقَرَاحِ -[714]- قَوْلُهُ: «ثُمَّ سُغْ مَا وَجَدْتَ مَسَاغًا» , يَقُولُ: ادْخُلْ مَا وَجَدْتَ مَدْخَلًا وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو , عَنْ أَبِي السَّمْحِ: سَاغَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَيْ سَاخَتْ

باب: غسق

§بَابُ: غسق

حَدَّثَنَا عَاصِمٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ خَالِهِ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: أَرَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْقَمَرَ فَقَالَ: «§هَذَا غَاسِقٌ إِذَا وَقَبَ؛ فَتَعَوَّذِي مِنْ شَرِّهِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حِبَّانَ , عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " قَوْلَهُ: {§غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3] : كَوْكَبٌ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنِ الْأَعْرَجِ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§غَاسِقٍ} [الفلق: 3] قَالَ: «اللَّيْلُ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: " §الْغَاسِقُ: اللَّيْلُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ , عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ: " {§غَاسِقٍ} [الفلق: 3] , قَالَ: اللَّيْلُ " حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ: الْغَسَقُ: الظُّلْمَةُ فِيمَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , الْغَاسِقُ: اللَّيْلُ إِذَا أَظْلَمَ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ: يُقَالُ: غَسَقَ اللَّيْلُ يَغْسِقُ غَسْقًا وَغُسُوقًا وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْقَمَرِ: «هَذَا غَاسِقٌ؛ فَتَعَوَّذِي مِنْ شَرِّهِ» , كَأَنَّهُ أَمَرَهَا أَنْ تَتَعَوَّذَ مِنْ شَرِّ اللَّيْلِ وَمَا يَحْدُثُ فِيهِ فَسَمَّى اللَّيْلَ بِبَعْضِ مَا يَكُونُ فِيهِ , إِذْ كَانَ الْقَمَرُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِاللَّيْلِ , وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِنَّ الْغَاسِقَ كَوْكَبٌ» ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُونُ لَيْلًا , فَسُمِّيَ اللَّيْلُ بِهِ وَمِثْلُهُ: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 107] , فَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ هِيَ الْوُجُوهُ , فَسُمِّيَ الْوَجْهُ بِبَعْضِ مَا فِيهِ وَهُوَ الذَّقَنُ وَهُوَ قَوْلُهُ: {حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: 25] , فَاخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَتِهِ ,

وَالْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِيرِهِ , فَشَدَّدَهُ بَعْضُهُمْ وَخَفَّفَهُ بَعْضُهُمْ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُوَ الْبَرْدُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا يَسِيلُ مِنْ صَدِيدِهِمْ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {وَغَسَّاقًا} [النبأ: 25] , قَالَ: هُوَ مَا هَمَى أَيْ سَالَ وَيُقَالُ: غَسَقَتِ الْعَيْنُ وَالْجُرْحُ: أَيْ سَالَ

باب: غسن قال أبو زيد: بقيت في الشيخ أغسان من الشباب , والأغسان: البقية من كل شيء والغسن: شعر العرف الواحدة: غسنة

§بَابُ: غسن قَالَ أَبُو زَيْدٍ: بَقِيَتْ فِي الشَّيْخِ أَغْسَانٌ مِنَ الشَّبَابِ , وَالْأَغْسَانُ: الْبَقِيَّةُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَالْغُسَنُ: شَعَرُ الْعُرْفِ الْوَاحِدَةُ: غُسْنَةٌ

الحديث الثامن والستون

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالسِّتُّونَ

باب: خط

§بَابُ: خط

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلَى بْنِ زَيْدٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَا أَحَدٌ إِلَّا قَدْ أَخْطَأَ وَهَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ , وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَمِّهِ , عَنْ أُمِّهِ , عَنْ أَبِيهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ: ذَهَبَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى مَنْزِلِهِ , فَدَعَا بِطَعَامٍ قَلِيلٍ , §فَجَعَلْتُ أُخَطِّطُ لِيَشْبَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِي يَعْلَى , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خُطَطًا وَسَطَهُ , وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطِ الْخَطِّ , وَخَطًّا خَارِجًا مِنَ الْمُرَبَّعِ فَقَالَ: «§هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ , فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا أَصَابَهُ هَذَا , وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الْأَجَلُ , وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الْأَمَلُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ هِشَامٍ , حَدَّثَنِي يَحْيَى , عَنْ هِلَالٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ , قَالَ: «§قَدْ كَانَ نَبِيٌّ يَخُطُّ , فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ» -[721]- قَوْلُهُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا قَدْ أَخْطَأَ» , «وَكُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ» , يُقَالُ: خَطِئْتُ وَأَخْطَأْتُ وَالْخِطْءُ: الْخَطِيئَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: خِطْءٌ , قَالَ: الْخَطِيئَةُ , وَهَذَا الْحَرْفُ يُقْرَأُ خِطَأً بِكَسْرِ الْخَاءِ وَبِفَتْحِ الْخَاءِ وَيُمَدُّ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: خِطْأً: إِثْمًا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: خِطْأً مِنْ خَطِئْتَ فَإِذَا فَتَحْتَهُ فَهُوَ مَصْدَرٌ قَالَ: [البحر الوافر] دَعِينِي إِنَّمَا خَطَئِي وَصَوْبِي ... عَلَيَّ وَإِنَّمَا أَهْلَكْتُ مَالِي وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً , وَأَخْطَأْتُ أَرَدْتُ شَيْئًا فَصِرْتُ إِلَى غَيْرِهِ , وَرَمَيْتُ شَيْئًا فَلَمْ أُصِبْهُ , مِنْ أَخْطَأَ يُخْطِئُ إِخْطَاءً وَخَطَأً , -[722]- وَالْفَاعِلُ مُخْطِئٌ , وَمَكَانٌ مُخْطَأٌ فِيهِ , وَخَطَأٌ فِي الطَّرِيقِ أَهْوَنُ مِنْ خَطَأٍ فِي الدِّينِ وَخَطَّأْتُكَ إِذَا قُلْتُ: أَخْطَأْتَ , وَالْفَاعِلُ مُخَطِّئٌ وَالْمَفْعُولُ مُخَطَّأٌ قَوْلُهُ: «جَعَلْتُ أُخَطِّطُ» , كَأَنَّهُ يَخُطُّ فِي الطَّعَامِ , يُرِي أَنَّهُ يَأْكُلُ وَلَيْسَ يَأْكُلُ قَوْلُهُ: خَطَّ خَطًّا هُوَ مَعْرُوفٌ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي الْأَرْضِ بِعُودٍ أَوْ غَيْرِهِ قَوْلُهُ: «كَانَ نَبِيٌّ يَخُطُّ» , هُوَ أَنْ يَخُطَّ ثَلَاثَ خُطَطٍ , ثُمَّ يَضْرِبَ عَلَيْهِنَّ بِشَعِيرٍ أَوْ نَوًى , وَيَقُولَ بِكَذَا , ضَرْبٌ مِنَ الْكِهَانَةِ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ: [البحر الرجز] أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ زِيَادٍ كَالْخَرِفْ ... أَجُرُّ رِجْلَيَّ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَطِيطَةُ: جَدْبٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَرْضٌ خَطِيطَةٌ وَأَرَضُونَ خَطَائِطُ , إِذَا يُصِبْهَا مَطَرٌ وَأَجْدَبَتْ , قَالَ: [البحر الرجز] عَلَى قِلَاصٍ تَخْتَطِي الْخَطَائِطَا -[723]- وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَطُّ: مَوْضِعٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّمَاحُ الْخَطِّيَّةُ قَالَ عَمْرٌو: [البحر الوافر] بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الْخَطِّيِّ لُدْنٍ ... ذَوَابِلَ أَوْ بِبِيضٍ يَخْتَلِينَا وَالرُّدَيْنِيُّ مَنْسُوبٌ إِلَى امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا رُدَيْنَةُ تُبَاعُ عِنْدَهَا الرِّمَاحُ وَالثِّلْبُ: الرُّمْحُ الْمُتَثَلِّمُ وَالصَّدْقُ: الْمُسْتَوِي وَالْوَادِقُ: الْجَدِيدُ وَالْوَشِيجُ: نَبَاتُ الرِّمَاحِ وَالْمُرَّانُ وَالسَّمْهَرِيَّةُ وَالْيَزَنِيَّةُ وَالْأَزَنِيَّةُ: مَنْسُوبَةٌ إِلَى ذِي يَزَنَ وَالْمَاسِخِيَّةُ: تُنْسَبُ إِلَى مَاسِخٍ وَالْوَخْطُ: الطَّعْنُ مِنْ بَعِيدٍ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَخَطَهُ الْقَتِيرُ , وَلَهَزَهُ , وَخَصَّفَهُ , وَلَفَعَهُ , وَخَوَّصَهُ: إِذَا اسْتَوَى بَيَاضُهُ بِسَوَادِهِ وَلَوَّحَهُ الْقَتِيرُ تَلْوِيحًا قَالَ: ذَكَرْتَ جَدْوَى وَالْهَوَى مَذْكُورُ ... مِنْ بَعْدِ مَا لَوَّحَكَ الْقَتِيرُ -[724]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: مَرَّ يَخِطُ , وَوَخَطَ وَخُوطًا , وَهُوَ مَشْيٌ فَوْقَ الْعَنَقِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: تَخَطَّى فُلَانٌ النَّاسَ , غَيْرُ مَهْمُوزٍ وَتَخَطَّيْتُ تَخَطِّيًا وَلَا يَكُونُ تُخَطَّأْتُ وَخَطَوْتُ أَخْطُو , وَأَنَا خَاطٍ مَقْصُورٌ وَمَكَانٌ مَخْطُوٌّ فِيهِ , وَمُخْتَطًى فِيهِ , غَيْرُ مَهْمُوزٍ قَالَ رُؤْبَةُ: [البحر الرجز] وَبَلَدٍ يَغْتَالُ خَطْوَ الْخَاطِي وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمِخَطُّ: عُودٌ يَخُطُّ بِهِ الْحَائِكُ الثَّوْبَ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْوَشِيعَةُ: قَصَبَةُ اللُّحْمَةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: طَعَنَهُ فَوَخَطَهُ يَخِطُهُ وَخْطًا , وَهُوَ طَعْنٌ فِيهِ اخْتِلَاسٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَخْطًا بِمَاضٍ فِي الْكُلَى وَخَّاطِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ طَلْحَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»

وَقَالَ: دَحَا إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَفَرْجَلَةً وَقَالَ: «دُونَكَهَا؛ فَإِنَّهَا §تُذْهِبُ طَخَا الصَّدْرِ» قَالَ أَبُو نَصْرٍ: الطَّخْيَةُ: الظُّلْمَةُ , وَطَاخِيَاتٌ: مُظْلِمَاتٌ تُلْبِسُ الْقَلْبَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] فَلَا تَذْهَبْ بِحِلْمِكَ طَاخِيَاتٌ ... مِنَ الْخُيَلَاءِ لَيْسَ لَهُنَّ بَابُ وَالطَّخْيَاءُ: ظُلْمَةُ الْغَيْمِ , وَمَا فِي السَّمَاءِ طَخَاءٌ: أَيْ سَحَابٌ وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: طَاخَ يَطِيخُ طَيْخًا , وَقَدْ طِخْتُهُ أَنَا أَطِيخُهُ طَيْخًا إِذَا لَحَيْتُهُ بِقَبِيحٍ

باب: خظا أخبرني أبو نصر , عن الأصمعي: إذا كثر لحم الرجل وانبتر قيل: رجل خظابظا , قال: خاظي البضيع لحمه خظابظا

§بَابُ: خظا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا كَثُرَ لَحْمُ الرَّجُلِ وَانْبَتَرَ قِيلَ: رَجُلٌ خَظَابَظَا , قَالَ: [البحر الرجز] خَاظِي الْبَضِيعِ لَحْمُهُ خَظَابَظَا

الحديث التاسع والستون

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ

باب: علهز

§بَابُ: علهز

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُنَيْدٍ , حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ؛ فَقَدْ §أَكَلْنَا الْعِلْهِزَ قَالَ: وَالْعِلْهِزُ: الْوَبَرُ بِالْحَلَمِ قَالَ: [البحر الطويل] وَإِنَّ قُرَى قَحْطَانَ قِرْفٌ وَعِلْهِزٌ ... فَأَقْبِحْ بِهَذَا وَيْحَ نَفْسِكَ مِنْ فِعْلِ

الحديث السبعون

§الْحَدِيثُ السَّبْعُونَ

باب: نشل

§بَابُ: نشل

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَرَّ بِقِدْرٍ , §فَانْتَشَلَ مِنْهَا عَرْقًا , فَأَكَلَ , ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّشِيلُ: مَا أَخَذْتَ بِيَدِكَ لَا بِمَغْرَفَةٍ فَانْتَشَلْتَهُ فَأَكَلْتَهُ وَالنَّشِيلُ وَالصَّرِيفُ: اللَّبَنُ سَاعَةَ يُحْلَبُ

الحديث الواحد والسبعون

§الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ وَالسَّبْعُونَ

باب: ثع

§بَابُ: ثع

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ فَرْقَدٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا بِهِ لَمَمٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَقَالَ: «§اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ , أَنَا رَسُولُ اللَّهِ» فَثَعَّ ثَعَّةً , فَخَرَجَ مِنْهُ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ " قَوْلُهُ: «فَثَعَّ ثَعَّةً» , يَقُولُ: قَاءَ قَيْئَةً , وَاللَّهُ أَعْلَمُ , مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ

باب: عث

§بَابُ: عث

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ §وَعْثَاءِ السَّفَرِ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ مُبَارَكٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَنَسٍ: " دَخَلَ عُمَرُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ مَرْمِولٍ بِشَرِيطٍ , فَبَكَى وَقَالَ: كِسْرَى وَقَيْصَرُ §يَعِيثَانِ فِيمَا يَعِيثَانِ فِيهِ , وَأَنْتَ هَكَذَا , فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ» قَوْلُهُ: «وَعْثَاءِ السَّفَرِ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: وَقَاكَ اللَّهُ وَعْثَاءَ السَّفَرِ لَيْسَ يَعْنِي وُعُوثَةَ الْأَرْضِ , إِنَّمَا يُرِيدُ لَا يُصِيبُكُ شَرٌّ وَالْوَعْثُ: الْمَكَانُ فِيهِ حُزُونَةٌ , وَالْوَعْثُ: مَا كَانَ مِنْ سَهْلٍ تُوعَثُ فِيهِ الدَّوَابُّ -[731]-. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْوَعْثُ: كُلُّ لَيِّنِ الْمَوْطِئِ سَهْلٌ , وَلَيْسَ بِالْكَثِيرِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَعَثَ الطَّرِيقُ وُعُوثَةً وَوَعَثَ يَوْعَثُ وَعْثًا , وَطَرِيقٌ وَعْثٌ وَطُرُقٌ وُعُوثُ، وَالْوَعْثُ: السَّهْلُ الَّذِي تَعِيثُ فِيهِ أَخْفَافُ الْإِبِلِ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ السَّعْدِيِّ: يُقَالُ: هُمْ فِي إِيعَاثٍ إِذَا دَأَبُوا فِي أَمْرِهِمْ. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَثْعَثُ: مَا سَهُلَ مِنَ الْأَرْضِ وَلَانَ , وَالْجَمِيعُ عَثَاعِثُ وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: الْعَثُّ: دَابَّةٌ تَأْكُلُ الْجُلُودَ وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّعْيِيثُ: طَلَبُ الْأَعْمَى الشَّيْءَ , وَالرَّجُلِ فِي الظُّلْمَةِ وَفِي الرَّأْسِ الْعُثْوَةُ , رَجُلٌ أَعْثَى , وَامْرَأَةٌ عَثْوَاءُ , وَقَدْ عَثِيَ شَعْرُهُ يَعْثَى عَثًى شَدِيدًا , وَهُوَ الْكَثِيرُ الشَّعْرِ الْمُنْتَفِشُ , قَالَ: [البحر الطويل] أَلَا إِنَّ جُمْلًا قَدْ دَنَا دُونَ وَصْلِهَا ... مِنَ الْقَوْمِ أَعْثَى فِي الْمَنَامِ دُثُورُ -[732]- وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: وَمَنْ يَعْمَ عَنْ أَدْنَى الْأُمُورِ يَجِدْ لَهُ ... أَقَاصِيَهَا وَعْثَاءَ وَالْوَعْثُ أَبْعَثُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعُثْنُونُ: مَا فَضَلَ مِنَ اللِّحْيَةِ بَعْدَ الْعَارِضَيْنِ مِنْ بَاطِنٍ , وَعُثْنُونُ الْبَعِيرِ: شَعَرٌ تَحْتَ حَنَكِهِ , ثُمَّ يُقَالُ لِمَا ظَهَرَ مِنَ اللِّحْيَةِ عُثْنُونٌ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَاثَ فِي مَالِهِ يَعِيثُ عَيْثًا وَعَيَثَانًا , وَعَاثَ الذِّئْبُ عَيَثَانًا إِذَا أَفْسَدَ , وَهَاثَ الرَّجُلُ فِي مَالِهِ يَهِيثُ هَيْثًا إِذَا أَصْلَحَهُ وَأَفْسَدَهُ فَإِذَا قُلْتَ: هَاثَ الذِّئْبُ فَهُوَ فَسَادٌ

الحديث الثاني والسبعون

§الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ

باب: تلعثم

§بَابُ: تلعثم

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ , أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ , أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , " أَنَّ §رَجُلًا مُحْرِمًا وَقَعَ بِامْرَأَتِهِ , وَقَالَ: لَوْ سُعِّرَتِ النَّارُ , فَقِيلَ لِي: إِنَّ كَفَّارَةَ مَا صَنَعْتَ أَنْ تَثِبَ فِيهَا مَا تَلَعْثَمْتُ " يُقَالُ: تَلَعْثَمَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِذَا نَكَلَ وَالْعَمَيْثَلُ: الضَّخْمُ الثَّقِيلُ الْمُبْطِئُ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْعَمَيْثَلُ: الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ وَيَتَبَخْتَرُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لَيْسَ بِمُلْتَاثٍ وَلَا عَمَيْثَلِ

باب: عثم

§بَابُ: عثم

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ: " أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ: §إِذَا كُسِرَتِ الْيَدُ ثُمَّ انْجَبَرَتْ عَلَى غَيْرِ عَثْمٍ فَفِيهَا مِائَتَا دِرْهَمٍ " وَالْعَثْمُ: فَسَادُ الْجَبْرِ إِذَا وَقَعَتْ عَلَى غَيْرِ اسْتِوَاءٍ

باب: مثع المثع مشية قبيحة ولذلك سميت الضبع مثعاء قال: كالضبع المثعاء عناها السدم تحفره من جانب وينهدم

§بَابُ: مثع الْمَثْعُ مِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الضَّبُعُ مَثْعَاءَ قَالَ: [البحر الرجز] كَالضَّبُعِ الْمَثْعَاءِ عَنَّاهَا السُّدُمْ ... تَحْفِرُهُ مِنْ جَانِبٍ وَيَنْهَدِمْ

الحديث الثالث والسبعون

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالسَّبْعُونَ

باب: فقه

§بَابُ: فقه

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «§مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» وَالْفِقْهُ: التَّفَهُّمُ فِي الدِّينِ وَالنَّظَرُ فِيهِ وَالتَّفَطُّنُ فِيمَا غَمَضَ مِنْهُ , فَقِهَ يَفْقَهُ وَهُوَ فَقِيهٌ وَأَفْقَهْتُهُ: بَيَّنْتُ لَهُ

باب: فهق

§بَابُ: فهق

حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §رَجُلًا أُخْرِجَ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ , فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا انْفَهَقَتْ لَهُ» قَوْلُهُ: «انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» : سَأَلْتُ ابْنَ عَائِشَةَ , وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ عَنِ انْفَهَقَتْ لَهُ: أَيِ اتَّسَعَتْ لِدُخُولِهِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَانْشَقَّ عَنْهَا صَحْصَحَانُ الْمُنْفَهِقْ ... تَرْمِي بِأَيْدِيهَا ثَنَايَا الْمُنْفَرَقْ يُقَالُ للشَّجَّةِ إِذَا اتَّسَعَتْ بِجُرُوحِ الدَّمِ: انْفَهَقَتْ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: [البحر البسيط] وَأَطْعَنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلَاءَ فِي عُرُضٍ ... تَنْفِي الْمَسَابِيرَ بِالْإِزْبَادِ وَالْفَهَقِ -[738]- وَقَالَ الْعَجَّاجُ: [البحر الرجز] تَفْهَقُ أَحْيَانًا وَحِينًا تَنْفَجِرْ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ: الَّذِينَ تَتَّسِعُ أَفْوَاهُهُمْ بِخُرُوجِ الْكَلَامِ وَالْفَهْقَةُ: عَظْمٌ عِنْدَ فَائِقِ الرَّأْسِ

الحديث الرابع والسبعون

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ

باب: ثقب

§بَابُ: ثقب

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , عَنْ شَبِيبٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق: 3] : الْمُضِيءُ " أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: الثَّاقِبُ مَنْ يَثْقُبُ ثُقُوبًا وَثَقَابَةً أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الثَّاقِبُ: الْمُضِيءُ يُقَالُ لِلْمُوقِدِ: أَثْقِبْ نَارَكَ , وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلطَّائِرِ الَّذِي ارْتَفَعَ وَلَحِقَ بِبَطْنِ السَّمَاءِ: قَدْ ثَقَّبَ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الثَّاقِبُ: الْمُضِيءُ , يُقَالُ: أَثْقِبْ نَارَكَ: أَضِئْهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَثْقَبْتُ النَّارَ أُثْقِبُهَا إِثْقَابًا وَتَثَقَّبْتُهَا أَتَثَقَّبُهَا تَثَقُّبًا , إِذَا قَدَحْتَهَا وَيُقَالُ: ثَقَبْتُ النَّارَ ثُقُوبًا إِذَا قَدَحْتَ فِي الْبَعْرِ وَالْخَشَبِ مِنْ غَيْرِ الْتِهَابٍ وَالْبَثْقُ: كَسْرُ شَطِّ النَّهَرِ

الحديث الخامس والسبعون

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالسَّبْعُونَ

باب: ثقل

§بَابُ: ثقل

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَعَثَهُ فِي الثَّقَلِ بِلَيْلٍ» قَوْلِهِ: فِي الثَّقَلِ ": وَهُوَ مَتَاعُ الْمُسَافِرِ , الْجَمْعُ: الْآثَامُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَعْطَى ثِقْلَهُ: أَيْ وَزْنُهُ , وَثَقَلْتُ الشَّاةَ فَأَنَا أَثْقُلُهَا: إِذَا حَمَلْتَهَا لِتَرْزُنَهَا وَدِينَارٌ ثَاقِلٌ: إِذَا كَانَ لَا يَنْقُصُ , وَدَنَانِيرُ ثَوَاقِلُ , وَإِنِّي لَأَجِدُ ثَقَلَةً فِي جَسَدِي , وَثَقْلَةً , وَأَلْقَى عَلَيَّ مَثَاقِيلَهُ: يُرِيدُ مَئُونَتَهُ وَثِقَلَهُ , وَالْمُتَثَاقِلُ: الْمُتَبَاطِئُ

باب: لثق

§بَابُ: لثق

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ , قَالَ: يَكُونُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ §لَثَقٌ وَمَطَرٌ , أَغْتَسِلُ؟ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ , قَالَ: «عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» وَاللَّثَقُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ الَّذِي لَثِقَ مِنْ طَائِرٍ ابْتَلَّ رَأْسُهُ بِالْمَاءِ , لَثِقَ لَثَقًا , قَالَ الْأَعْشَى: فَضَاحِي جِلْدِهِ لَثِقُ

الحديث السادس والسبعون

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالسَّبْعُونَ

باب: غم

§بَابُ: غم

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , وَأَحْمَدُ , قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا , §فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ غَمَامَةٌ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ» قَوْلُهُ: «غُمَّ عَلَيْكُمْ» : أَيْ جَهِلْتُمْ عِلْمَهُ كَمَا يُغْمَى عَلَى الرَّجُلِ فَيَذْهَبُ عَقْلَهُ قَوْلُهُ: «فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَمَامَةٌ» : أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَمَامُ: السَّحَابُ أَجْمَعُ كَانَ فِيهِ مَطَرٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ , الْوَاحِدَةُ غَمَامَةٌ وَالْغَيْمُ: اسْمٌ لِكُلِّ سَحَابَةٍ فِيهَا مَاءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ وَالْجَمِيعُ غُيُومٌ , وَقَدْ غَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَأَغَامَتْ وَتَغَيَّمَتْ -[743]- سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: أَغَامَ الْيَوْمُ , وَأَغْيَمَ وَغَيَّمَ

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: قَوْلُهُ: {§ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمَرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} [يونس: 71] , «أَيْ مُلْبَسًا مُغَطًّى لَا تَدْرُونَ مَا هُوَ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: غُمَّةٌ: ظُلْمَةٌ وَضِيقٌ وَهَمٌّ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْغُمَّةُ: مَا غَطَّاكَ مِنْ شَيْءٍ وَغَمَّكَ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] بَلْ لَوْ شَهِدْتَ النَّاسَ إِذْ تُكُمُّوا ... بِغُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُّوا وَالْغَمَمُ: سَيَلَانُ الشَّعْرِ فِي الْوَجْهِ حَتَّى يُضَيِّقَ الْجَبْهَةَ وَكَذَلِكَ فِي الْقَفَا يَسْفُلُ حَتَّى يَصْغُرَ الْقَفَا وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَغَمُّ , وَفُلَانَةٌ غَمَّاءُ قَالَ: [البحر الطويل] فَلَا تَنْكِحِي إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمَّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعَا -[744]- وَالْوَغْمُ: الْحِقْدُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا وُضِعَ الْبُسْرُ فِي الشَّمْسِ وَنَضِجَ بِالْخَلِّ فِي حَرِّهِ فَذَلِكَ الْمُغَمَقُ , وَأَهْلُ نَجْدٍ يُسَمُّونَهُ الْمُخَلَّلُ

الحديث السابع والسبعون

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالسَّبْعُونَ

باب: فقع

§بَابُ: فقع

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: فَقَّعْتُ أَصَابِعِي , فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَا أُمَّ لَكَ , §تُفَقِّعُ أَصَابِعَكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ»

وَأُخْبِرْتُ عَنْ زُبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْذِرِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ: أَنَّ عَاتِكَةَ قَالَتْ فِي ابْنِ جُرْمُوزٍ , وَقَتْلِهِ الزُّبَيْرَ: [البحر الكامل] §كَمْ غَمْرَةٍ قَدْ خَاضَهَا لَمْ يَنْهَهُ ... عَنْهَا طِرَادُكَ يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ قَوْلُهُ: «فَقَّعْتُ أَصَابِعِي» : هُوَ ضَمُّهَا إِلَى بَاطِنِ الرَّاحَةِ , وَصَوْتٌ يَظْهَرُ مِنْهَا

وَقَوْلُهُ: «يَا ابْنَ فَقْعِ الْقَرْدَدِ» : هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْكَمْأَةِ أَرْدَؤُهُ , وَهُوَ أَبْيَضُ وَالْفُقَّاعُ: الشَّعِيرُ يَنْبُتُ , ثُمَّ يُجَفَّفُ وَيُطْحَنُ ثُمَّ يُطْبَخُ طَبِيخًا رَفِيقًا , ثُمَّ يُجْعَلُ فِيهِ أَفَاوِيهُ وَالْفَقْعُ: الضِّرَاطُ وَالْفَقَاقِيعُ دَارَاتٌ تَظْهَرُ عَلَى الْمَاءِ عِنْدَ الْمَطَرِ , وَرُبَّمَا ظَهَرَتْ عَلَى الشَّرَابِ قَالَ عَدِيٌّ: [البحر الخفيف] وَطَفَا فَوْقَهَا فَقَاقِيعُ كَالْيَا ... قُوتِ حُمْرٌ يُثِيرُهَا التَّصْفِيقُ وَبَقَرَةٌ فَاقِعٌ لَوْنُهَا: هُوَ الصَّافِي النَّاصِعُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْفَاقِعُ: النَّاصِعُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: فَقَعَ يَفْقُعُ فُقُوعًا

باب: قفع

§بَابُ: قفع

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ , حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ عُمَرَ: «وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا , مِنَ الْجَرَادِ §قَفْعَةً أَوْ قَفْعَتَيْنِ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا مَرْوَانُ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُصَيْنٍ , عَنِ الثِّقَةِ , قَالَ: «مَرَّ غُلَامٌ بِالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ , فَعَبِثَ بِهِ الْغلَامُ , فَتَنَاوَلَهُ الْقَاسِمُ §وَقَفَعَهُ قَفْعَةً شَدِيدَةً» قَوْلُهُ: «لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا قَفْعَةً» : وَالْقَفْعَةُ شَيْءٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ كَهَيْئَةِ الْجَوَالِقِ , وَالْقَفْعُ: شَيْءٌ مِنْ جُلُودٍ يَمْشِي الرِّجَالُ تَحْتَهُ إِلَى حِيطَانِ الْمَدَرِ تَنْقِبُهَا قَوْلُهُ: «وَقَفَعَهُ» الْمِقْفَعَةُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الْأَصَابِعُ , فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْقَاسِمُ قَفَعَهُ بِخَشَبَةٍ أَوْ بِيَدِهِ , فَكَانَتْ كَالْمِقْفَعَةِ وَالْقَفْعَاءُ: حَشِيشَةٌ خَشِنَةُ الْوَرَقِ ذَكَرَهَا زُهَيْرٌ: [البحر البسيط] -[748]- جُونِيَّةٌ كَحَصَاةِ الْقَسْمِ مَرْتَعُهَا ... بِالسِّيِّ مَا تُنْبِتُ الْقَفْعَاءُ وَالْحَسَكُ وَعَقَفَ الشَّيْءَ عَقْفًا , وَانْعَقَفَ انْعِقَافًا وَعُقْفَانُ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعِقَافُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الشَّاةَ فِي قَوَائِمِهَا وَعَقَفَ الرَّجُلُ: رَكِبَ رَأْسَهُ , وَالْعَاقِفُ: مَطَرٌ شَدِيدٌ

الحديث الثامن والسبعون

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالسَّبْعُونَ

باب: أطد

§بَابُ: أطد

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§لَمَّا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ كَانَ رَأْسُهُ يَمَسُّ السَّمَاءَ , فَوَطَدَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى صَارَ ثَلَاثِينَ ذِرَاعًا»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ أَنَسٍ: «أَخَذَ الْبَرَاءُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَفْكَلٌ , §فَجَعَلْتُ أَطِدُ فَخِذَهُ» قَوْلُهُ: «فَوَطَدَهُ اللَّهُ , وَوَطِدْتُ فَخِذَهُ» , وَطَدْتُ الْأَرْضَ: إِذَا أَثْبَتَّهَا بِالْوَطْءِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: قَدْ وَطَدَ دِينُهُ: إِذَا ثَبَتَ -[750]- وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] , فَأَجْمَعَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ وَالتَّابِعُونَ أَنَّهُ الْجَبَلُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الطَّوْدُ: الْجَبَلُ الْجَمِيعُ أَطْوَادٌ , قَالَ: [البحر الكامل] حَلُّوا بِأَنْقَرَةٍ يَجِيشُ عَلَيْهِمْ ... مَاءُ الْفُرَاتِ يَجِيءُ مِنْ أَطْوَادِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطَّوْدُ: الْجَبَلُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَقَضِّيَ الْبَازِي إِذَا الْبَازِي كَسَرْ ... دَانَى جَنَاحَيْهِ مِنَ الطَّوْدِ فَمَرْ

غريب ما روى الموالي عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَى الْمَوَالِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

حديث زيد بن حارثة

§حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

باب: إرة

§بَابُ: إرة

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: " ذَبَحْنَا شَاةً §وَصَنَعْنَاهَا فِي الْإِرَةِ حَتَّى إِذَا نَضِجَتِ اسْتَخْرَجْنَاهَا فَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا , فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو , فَقَدَّمْنَا إِلَيْهِ السُّفَرَةَ فَقَالَ: «إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ» -[752]- قَوْلُهُ: «صَنَعْنَاهَا فِي الْإِرَةِ» : أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْإِرَةُ: حُفْرَةٌ يُوقَدُ فِيهَا وَذَكَرَ عَنِ الْوَالِبِيِّ: الْإِرَةُ: النَّارُ: يَقُولُ عِنْدَكُمْ إِرَةٌ: أَيْ نَارٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْإِرَةُ: الْحُفْرَةُ الَّتِي حَوْلَهَا الْأَثَافِيُّ , تَقُولُ: وَرَتْ إِرَةً , وَالْآرِيُّ مُثْبَتُ الْمَوْقِدِ يُشَبِّهُهُ بِآرِيِّ الْخَيْلِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الطَّائِيِّ: الْإِرَةُ: الْمَكَانُ الَّذِي يَقْتَتِلُ فِيهِ الْقَوْمُ , ائْتَرَى الْقَوْمُ إِرَةً مُنْكَرَةً , وَأَرِّ لِلطَّحِينِ: أَيْ مَكَانًا يَنْصَبُّ فِيهِ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الوافر] وَمِنْ دُهْمٍ رَوَائِمَ حَوْلَ بَوٍّ ... عَطَفْنَ عَلَيْهِ فِي إِرَّةٍ مَلِيلِ وَأَنْشَدَنَا أَيْضًا: [البحر الرمل] أَزْعَجَتْهُ الرِّيحُ مِنْ آرِيَّةٍ ... وَقَضِيضُ الْمَاءِ مُنْحَلُّ الْعُرَى أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْإِرَةُ: مُعْتَفَرُهُمْ وَالْمُعْتَلَجُ قَالَ حَاتِمُ بْنُ عَتَّابٍ الْفَرِيرِيُّ: [البحر الرجز] -[753]- لَاقَى لِزَازٌ مِنْ غَدِيرٍ مُنْكَرَهْ ... تَرَكْتُهُ مُجَسَّدًا عَلَى الْإِرَهْ

باب: ورى

§بَابُ: ورى

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنِّ يَمْتَلِئَ شِعْرًا» قَوْلُهُ: «حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ» : سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: يُرِيَهُ , يَقُولُ: يُفْسِدُ رِئَتَهُ , بِمَنْزِلَةِ يَكْبِدُهُ يَصِلُ إِلَى كَبِدِهِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْوَرْيُ مِنَ الْمُورِيِّ , وَهُوَ مَرَضٌ يَأْخُذُ فِي رِئَتِهِ فَيَهْلِسُ عَنْهُ , وَلَيْسَ مِنَ الْعَطَشِ , يُقَالُ: هُوَ يَسْعُلُ سُعَالَ الْمُورِيَاتِ , وَهِيَ الْبَهْمُ يَأْخُذُهَا الْوَرْيُ , وَالْوَرْيُ: دَاءٌ يَأْخُذُ عَنْ شُرْبِ الْمَاءِ الْبَارِدِ فِي الشِّتَاءِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَوْلُهُ: «حَتَّى يُرِيَهُ» مِنَ الْوَرْيِ , يُقَالُ: رَجُلٌ مَوْرِيٌّ غَيْرُ مَهْمُوزٍ وَهُوَ أَنْ يَدْوَى جَوْفُهُ -[755]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْوَالِبِيِّ: الْوَرْيُ مِنَ الْمُورِيِّ وَهُوَ مِنَ الْغيْظِ وَالْحَسَدِ وَالْعَطَشِ , يُقَالُ: وَارَاهُ الْغيْظُ وَالْحَسَدُ إِذَا أَدْوَاهُ وَقَدْ وَرِيَتِ الشَّاةُ , وَهُوَ أَنْ يَمْتَلِئَ قَصَبُ رِئَتِهَا قَيْحًا , وَإِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الشَّرَقِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَأَيْتُهُ مِنَ الرِّئَةِ , وَرَجَلْتُهُ مِنْ رِجْلِهِ , وَيَدَيْتُهُ مِنْ يَدِهِ , وَطَحَلْتُهُ وَعَضَدْتُهُ , وَرَأَسْتُهُ , وَفَأَدْتُهُ , وَكَبَدْتُهُ , وَأَنَفْتُهُ , أَصَبْتُ أَنْفَهُ , وَلَا يُقَالُ مِنَ الْجَسَدِ غَيْرُ هَذَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] بَيْنَ الطِّرَاقَيْنِ وَيَفْلِينَ الشَّعَرْ ... عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ يَقُولُ: إِنْ سَبَرَ أَحَدَ هَذِهِ الْجِرَاحِ الَّتِي كَأَنَّهَا قُلُبٌ يَعْنِي آبَارًا ضُجُمَ مَائِلَةً فَقَاسَهَا بِمِسْبَارٍ: يَعْنِي مِيلًا لِيَعْرِفَ عُمْقَهَا أَصَابَهُ الْوَرْيُ مِنْ هَوْلِهَا وَقَالَ: [البحر الرمل] كَمْ تَرَى مِنْ شَانِئٍ يَحْسُدُنِي ... قَدْ وَرَاهُ الْغيْظُ ذِي صَدْرٍ وَغِرْ -[756]- وَقَالَ جَمِيلٌ: [البحر الطويل] وَرَاهُنَّ رَبِّي مِثْلَ مَا قَدْ وَرَيْتَنِي ... وَأَحْمَى عَلَى أَكْبَادِهِنَّ الْمَكَاوِيَا وَقَالَ فِي هَذَا الْمَعْنَى: [البحر الطويل] رَمَى اللَّهُ فِي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بِالْقَذَى ... وَفِي الْغُرِّ أَنْيَابَهَا بِالْقَوَادِحِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] قَالَتْ لَهُ وَرْيًا إِذَا تَنَحْنَحْ وَقَالَ فِيهِ: [البحر الوافر] شِفَاءَ الْوَارِيَاتِ مِنَ السَّقَامِ وَأَرْيُ النَّحْلِ: عَمَلُهُ وَأَرْيُ النَّحْلِ: جَمْعُهَا لِلْعَسَلِ , وَقَدْ جَعَلُوا الْعَسَلَ أَرْيًا: -[757]- [البحر المتقارب] كَأَنَّ الْقَرَنْفُلَ وَالزَّنْجَبِيـ ... ـلَ بَاتَا بِفِيهَا وَأَرْيَا مُشَارَا وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] بِأَرْيِ الَّتِي تَهْوِي إِلَى كُلِّ مُغْرِبٍ ... إِذَا اصْفَرَّ لِيطُ الشَّمْسِ حَانَ انْقِلَابُهَا جَوَارِسُهَا تَأْرِي الشُّعُوفَ دَوَائِبًا ... وَتَنْصَبُّ أَلْهَابًا مَصِيفًا شِعَابُهَا الْأَرْيُ: عَمَلُ النَّحْلُ , الَّتِي تَهْوِي: تَطِيرُ وَمَغْرِبٍ: مَوْضِعٌ لَا يُعْرَفُ مَا وَرَاءَهُ وَلِيطُ الشَّمْسِ: لَوْنُهَا , وَاللِّيطُ: الْقِشْرُ وَانْقِلَابُهَا: رُجُوعُهَا وَجَوارِسُهَا: تَجْرِسُ تَأْكُلُ الشُّعُوفُ: رُءُوسُ الْجِبَالِ وَالْأَلْهَابُ: الشُّقُوقُ فِي الْجِبَالِ تَعْسِلُ فِيهِ -[758]- وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا أَرْيٌ أَيْ عَدَاوَةٌ وَجَعَلَ زُهَيْرٌ عَمَلَ الْجَنُوبِ وَتَلْقِيحَهَا أَرْيَا كَعَمَلِ النَّحْلِ وَقَالَ: [البحر الوافر] يَشِمْنَ بُرُوقَهُ وَيُرِشُّ أَرْيَ الْـ ... جَنُوبِ عَلَى حَوَاجِبِهَا الْعَمَاءُ ذَكَرَ بَقَرًا رَأَتْ سَحَابًا , فَقَالَ: يَشِمْنَ: يَنْظُرْنَ بُرُوقَهُ أَيْنَ يَقَعُ الْمَطَرُ وَأَرْيُ الْجَنُوبِ: عَمَلُهَا وَيُرِشُّ: يَعْنِي الْمَطَرَ عَلَى حَوَاجِبِهَا الْعَمَاءُ: السَّحَابُ

باب: ورا

§بَابُ: ورا

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا §وَرَّى إِلَى غَيْرِهِ , وَقَالَ: «الْحَرْبُ خِدْعَةٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَزِينٍ , قَالَ: رَأَى الشَّعْبِيُّ مَعِيَ صَبِيًّا , فَقَالَ: «ابْنُكَ هَذَا؟» , قَالَ: ابْنُ ابْنِي , قَالَ: «§هُوَ ابْنُكَ مِنَ الْوَرَاءِ» حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْوَدِيُّ , عَنْ بِنْتِ مَعْقِلٍ: أَنَّ أَبَاهَا , حَدَّثَ ابْنَ زِيَادٍ , بِحَدِيثٍ , فَقَالَ: «أَشَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَوْ مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ» -[760]- قَوْلُهُ: «وَرَّى إِلَى غَيْرِهِ» , قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَرَّيْتُ الْخَبَرَ: سَتَرْتُهُ وَأَظْهَرْتُ غَيْرَهُ وَالتَّوْرِيَةُ: إِخْفَاءُ الْخَبَرِ: وَرَّيْتُهُ أُوَرِّيهِ تَوْرِيَةً قَوْلُهُ: «هَذَا ابْنُكَ مِنَ الْوَرَاءِ» حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنْ دَاوُدَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: الْوَرَاءُ: وَلَدُ الْوَلَدِ قَوْلُهُ: «أَوْ مِنْ وَرَاءَ» , يَعْنِي خَلْفًا وَيَكُونُ وَرَاءَ قُدَّامًا , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79]

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ: {§وَرَاءَهُمْ} [الكهف: 79] : «أَمَامَهُمْ»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنِ ابْنِ مِحْصَنٍ , عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ: " {§وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} [الكهف: 79] : أَمَامَهُمْ "

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: " {§وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} [الكهف: 79] : بَيْنَ أَيْدِيهِمْ "

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {§وَرَاءَهُمْ} [الكهف: 79] : «أَمَامَهُمْ» {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ} [إبراهيم: 16] : «أَيْ بَيْنَ يَدَيْهِ» وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ لِرَجُلٍ وَرَاءَكَ: هُوَ بَيْنَ يَدَيْكَ: وَلَا لِرَجُلٍ بَيْنَ يَدَيْكَ: هُوَ وَرَاءَكَ وَإِنَّمَا يَجُوزُ هَذَا فِي الْمَوَاقِيتِ مِنَ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي وَالدَّهْرِ أَنْ تَقُولَ: وَرَاءَكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ وَبَيْنَ -[761]- يَدَيْكَ بَرْدٌ شَدِيدٌ لِأَنَّكَ أَنْتَ وَرَاءَهُ فَجَازَ لِأَنَّهُ شَيْءَ يَأْتِي فَكَأَنَّهُ إِذَا لَحِقَكَ صَارَ مِنْ وَرَائِكَ وَكَأَنَّكَ إِذَا بَلَغْتَهُ كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§وَكَانَ وَرَاءَهُمْ} [الكهف: 79] : أَيْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَمَامَهُمْ " قَالَ أَبُو نَصْرٍ: وَرَاءَ: بَعْدَ وَأَنْشَدَنِي: [البحر الطويل] حَلَفْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِنَفْسِكَ رِيبَةً ... وَلَيْسَ وَرَاءَ اللَّهِ لِلْمَرْءِ مَهْرَبُ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ: [البحر الطويل] أَتَرْجُو بَنُو مَرْوَانَ سَمْعِي وَطَاعَتِي ... وَقَوْمِي تَمِيمٌ وَالْوُلَاةُ وَرَائِيَا وَالْوَرَى: الْخَلْقُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر المتقارب] وَيَسْجُدُ لِي شُعَرَاءُ الْوَرَى ... سُجُودَ الْوِزَاغِ لِثُعْبَانِهَا

باب: وراء

§بَابُ: وراء

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ: " أَنَّ جَدَّتَيْهِ , أَخْبَرَتَاهُ عَنْ قَيْلَةَ , أَنَّهَا وَفَدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَتْ: فَكُنْتُ §إِذَا رَأَيْتُ رَجُلًا ذَا رُوَاءً وَذَا قِشْرٍ طَمَحَ إِلَيْهِ بَصَرِي " قَوْلُهُ: «إِذَا رَأَيْتُ رَجُلًا ذَا رُوَاءٍ» : وَهُوَ مَا رَأَتِ الْعُيُونُ مِنْ حَالٍ حَسَنَةٍ , رَأَيْتُ فُلَانًا ذَا سِحْنَةٍ حَسَنَةٍ , وَزِيٍّ حَسَنٍ فِي اللِّبَاسِ وَالْمَتَاعِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} [مريم: 74] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ,: الرِّئْيُ: الْمَنْظَرُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: الرِّئْيُ: الْمَنْظَرُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الرِّئْيُ: الْمَنْظَرُ

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الرِّئْيُ: مَا ظَهَرَ عَلَيْهِ وَرَأَيْتُهُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فُلَانٌ لَهُ رُوَاءٌ , وَمِرْآةٌ أَيْ حُسْنُ الْمَنْظَرِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: الرُّوَاءُ: الْمَنْظَرُ إِذَا رُئِيَ تَرْئِيَةً: مَنْظَرُ الْعَيْنِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] أَمَا الرُّوَاءُ فَفِينَا حَدُّ تَرْئِيَةٍ ... مِثْلُ الْجِبَالِ الَّتِي بِالْغَوْرِ مِنْ إِضَمِ وَأَرْأَتِ النَّاقَةُ وَالشَّاةُ: إِذَا عُرِفَ فِي لَوْنِ ضَرْعِهَا أَنَّهَا قَدْ أَقْرَبَتْ , وَهِيَ مُرْءٍ وَالْمِرْآةُ: الَّتِي يَنْظُرُ الرَّجُلُ فِيهَا وَجْهَهُ , مَعْرُوفَةٌ

باب: رؤيا

§بَابُ: رؤيا

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «§لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , عَنْ عُبَادَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ مِنَ النُّبُوَّةِ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: رَأَيْتُ رُؤْيَا حَسَنَةً قَالَ إِبْرَاهِيمُ: تُهْمَزُ الْوَاوُ كَذَا قَالَ النَّحْوِيُّونَ: الْهَمْزَةُ تَقَعُ عَلَى الْأَلِفِ وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ وَقَدِ اجْتَمَعَتِ الثَّلَاثَةُ فِي رُؤْيَا فَحَسُنَتِ الْهَمْزَةُ عَلَى الْوَاوِ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[765]-: «§الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ , وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ» وَجَعَلَ الْحَسَنُ الرُّؤْيَا وَالْحُلُمَ قَبِيحًا , وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ فِي الْقَبِيحِ رُؤْيَا , قَوْلُهُ: «رَأَيْتُ كَأَنَّ رَأْسِي قُطِعَ» , وَلَمْ يَقُلْ: حَلُمْتُ , فَأَجَابَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§رَأَيْتُ كَأَنَّ ظُبَةَ سَيْفِيَ انْكَسَرَتْ»

باب: رؤية

§بَابُ: رؤية

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ , عَنْ وَكِيعِ بْنِ حُدُسٍ , عَنْ أَبِي رَزِينٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ؟ , قَالَ: «§أَلَيْسَ كُلُّكُمْ يَرَى الْقَمَرَ مُخْلِيًا بِهِ؟ فَاللَّهُ أَعْظَمُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , وَأَبُو ظُفُرٍ , قَالَا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنِ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ: «كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُذَكِّرُنَا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَتَّى §كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ قَيْسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «§أَنَا بَرِيءٌ , مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ أَقَامَ مَعَ مُشْرِكٍ» , قِيلَ: لِمَ لَا؟ , قَالَ: «لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا» -[767]- قَوْلُهُ: «يَرَى رَبَّهُ» , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: رَأَيْتُهُ بِعَيْنَيَّ رُؤْيَةً , وَهُوَ مَرْأَى وَمَسْمَعٌ حَيْثُ أَرَاهُ وَأَسْمَعُهُ وَقَالَ غَيْرُ الْأَصْمَعِيِّ: مِنْ رُؤْيَةِ الْمَنَامِ رَأَيْتُ رُؤْيَا , وَمِنْ رَأَى الْقَلْبُ رَأَيْتُ رَأْيًا قَوْلُهُ: «رَأْيَ عَيْنٍ» : أَيْ حَيْثُ يَقَعُ الْبَصَرُ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: رَأْيُ الْعَيْنِ مَصْدَرٌ , فَعَلَ ذَاكَ رَأْيَ عَيْنٍ وَمَسْمَعِ أُذُنٍ وَسَمِعْتُ سَعْدَانَ يَقُولُ: إِنَّ بَهْرَاءَ جَاءَتْ تُرِيدُ الْأَرَاقِمَ تُغِيرُ عَلَيْهَا , فَمَرُّوا بِغُلَامٍ لِأَبِي زُبَيْدٍ فِي إِبِلِهِ , فَسَقَاهُمْ مِنْ لَبَنِهَا , وَذَلِكَ نِصْفَ النَّهَارِ , وَالشُّرْبُ فِي هَذَا الْوَقْتِ يُسَمَّى الْقَيْلَ , وَانْطَلَقُوا بِهِ يُدِلُّهُمْ عَلَى عَوْرَةِ الْأَرَاقِمِ , فَقَتَلَهُ الْأَرَاقِمُ , فَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: [البحر المنسرح] قَدْ كُنْتَ فِي مَنْظَرٍ وَمُسْتَمَعٍ ... عَنْ نَصْرِ بَهْرَاءَ غَيْرَ ذِي فَرَسِ تَسْعَى إِلَى فِتْيَةِ الْأَرَاقِمِ وَاسْتَعْجَلْتَ ... قَيْلَ الْجُمَانِ وَالْغَبَسِ يَعْنِي نَاقَتَيْنِ لِأَبِي زُبَيْدٍ , يَقُولُ: قَدْ كُنْتَ غَنِيًّا عَنِ الذَّهَابِ مَعَ بَهْرَاءَ , وَكُنْتَ فِي مَنْظَرٍ تَنْظُرُ مِنْ بَعِيدٍ وَتَسْمَعُ مَا يَصْنَعُونَ -[768]- قَوْلُهُ: «لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا» , يَقُولُ: لَا يُقِيمُ مُسْلِمٌ بِمَوْضِعٍ يَقْرَبُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَإِذَا أَوْقَدُوا وَأَوْقَدَ الْمُسْلِمُ رَأَتْ نَارُهُ نَارَ الْمُشْرِكِ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: يُقَالُ: الْجَبَلَانِ يَتَنَاظَرَانِ إِذَا كَانَ رَجُلٌ عَلَى جَبَلٍ وَآخَرُ عَلَى جَبَلٍ آخَرَ رَأَى كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ فَتَرَكُوا الرَّجُلَيْنِ وَجَعَلُوا النَّظَرَ لِلْجَبَلَيْنِ قَالَ: وَيُقَالُ: الْوَادِيَانِ يَتَرَاضَعَانِ: إِذَا صَبَّ أَحَدُهُمَا فِي الْآخَرِ

باب: رأى

§بَابُ: رأى

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ , أَخْبَرَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْحَارِثِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «§إِيَّاكُمْ وَهَذَا الرَّأْيَ الْمُحْدَثَ , يَعْنِي الْإِرْجَاءَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا بِشْرٌ , عَنِ الْجُوَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ , عَنْ مُطَرِّفٍ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §أَعْمَرَ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِهِ فِي الْعَشْرِ ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عَنْهُ , ارْتَأَى امْرُؤٌ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ " قَوْلُهُ: «إِيَّاكُمْ وَهَذَا الرَّأْيَ الْمُحْدَثَ» : يَعْنِي رَأْيَ الْقَلْبِ وَقَوْلُهُ: «ارْتَأَى» : افْتَعَلَ مِنْ رَأْيِ الْقَلْبِ وَارْتَأْتُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: رَأَيْتُ رَأْيًا مِنَ الرَّأْيِ قَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر الوافر] صَوَادٍ يَنْتَظِرْنَ الْوِرْدَ مِنْهُ ... عَلَى مَا يَرْتَئِي مُتَتَابِعَاتِ -[770]- ذَكَرَ حُمُرًا مَعَ فَحْلِهَا , فَقَالَ: هُنَّ صَوَادٍ عِطَاشٌ , يَنْتَظِرْنَ أَنْ يُورِدَهُنَّ مَاءً , فَهُنَّ عَلَى مَا يَرْتَئِي يَرْتَئِنَ وَقَالَ آخَرُ: [البحر المتقارب] أَلَا أَيُّهَا الْمُرْتَئِي فِي الْأُمُورِ ... سَيَجْلُو الْعَمَى عَنْكَ تِبْيَانُهَا

باب: رياء

§بَابُ: رياء

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي سَلَمَةُ , سَمِعْتُ جُنْدُبًا , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , فَقَالَ: هُوَ يُرَائِي النَّاسَ , وَيُرَائِي بِهَمْزٍ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ

باب: ريا والريا: الريح الطيبة قال امرؤ القيس: إذا قامتا تضوع المسك منهما نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل قوله: " تضوع ريحها ": أخذ كذا وكذا , يقال: الفرخ إذا سمع صوت أمه فتحرك قد ضاعه صوت أمه ضوعا بريا القرنفل: لا يكون الريا إلا ريحا طيبة أري الندى:

§بَابُ: ريا وَالرَّيَّا: الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ الْمِسْكُ مِنْهُمَا ... نَسِيمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرِيَّا الْقَرَنْفُلِ قَوْلُهُ: «تَضَوَّعَ رِيحُهَا» : أَخَذَ كَذَا وَكَذَا , يُقَالُ: الْفَرْخُ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ أُمِّهِ فَتَحَرَّكَ قَدْ ضَاعَهُ صَوْتُ أُمِّهِ ضَوْعًا بِرِيَّا الْقَرَنْفُلِ: لَا يَكُونُ الرِّيَّا إِلَّا رِيحًا طَيْبَةً أَرْيُ النَّدَى: مَا سَقَطَ عَلَى شَجَرَةٍ أَوْ شَجَرٍ فَتَلَبَّدَ عَلَيْهِ

باب: رئي

§بَابُ: رئي

حَدَّثَنَا مُوسَى , وَابْنُ عَائِشَةَ , قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ , عَنْ غَيْلَانَ , عَنْ رَجُلٍ , مِنْ بَنِي عَدِيٍّ , قَالَ: " §كَانَ لِي رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ , فَلَمَّا أَسْلَمْتُ فَقَدْتُهُ , فَبَيْنَا أَنَا بِعَرَفَةَ إِذْ سَمِعْتُ حِسَّهُ , فَقُلْتُ: شَعَرْتَ أَنِّي أَسْلَمْتُ بَعْدَكَ , فَلَمَّا سَمِعَ أَصْوَاتَ النَّاسِ يَرْفَعُونَهَا , قَالَ: عَلَيْكَ بِالْخُلُقِ الْأَشَدِّ , فَإِنَّ الْخَيْرَ لَيْسَ لِلصَّوْتِ الْأَشَدِّ " قَوْلُهُ: «كَانَ لِي رَئِيٌّ» هُوَ جِنِّيُّ يَتَعَرَّضُ لِلْإِنْسِ , يُقَالُ مَعَ فُلَانٍ رَئِيٌّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: هُوَ رَئِيَّةٌ مِنَ الْجِنِّ

باب: أير

§بَابُ: أير

حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ عَمَّارٍ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ: " كَانَ عَلِيٌّ إِذَا أَحَدَّ لِصًّا قَطَعَهُ وَحَسَمَهُ فَإِذَا أَخْرَجَهُمْ , قَالَ: ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا §مِثْلَ أُيُورِ الْحُمُرِ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَطَعَهُمْ مِنَ الْمَفْصَلِ , وَكَذَا حَكَى عَنْهُ حُجَيَّةُ , وَأَبُو إِسْحَاقَ الْكَعْبِيُّ , وَأَبُو خَيْرَةَ , وَأَبُو صَادِقٍ , وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَطَعَ أَرْبَعَ أَصَابِعَ وَتَرَكَ الْإِبْهَامَ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا مَرْوَانٌ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عُمَرَ , سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ رَوْبَةَ: " رَأَيْتُ شَيْخًا بَذَلُوا , قَدْ قُطِعَتْ أَصَابِعُهُ وَتُرِكَتِ الْإِبْهَامُ , فَقَالَ: «§قَطَعَنِي عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ» -[775]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: الْوَاحِدُ أَيْرٌ , وَالزُّبُّ , وَجُرْدَانٌ , وَعُجَارِمٌ , وَقُسْبُرِيٌّ , وَقُزْبُرِيٌّ , يُقَالُ: فُلَانٌ أَيِّرٌ أَيْ عَظِيمُهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصَّبَا: تُسَمَّى الْإِيرَ , وَالْأَيْرُ رِيحٌ حَارَّةٌ , وَهُذَيْلٌ تَجْعَلُ الْإِيرَ الشَّمَالَ الْبَارِدَةَ قَالَ: [البحر الطويل] وَإِنَّا مَسَامِيحُ إِذَا هَبَّتِ الصَّبَا ... وَإِنَّا مَسَامِيحُ إِذَا الْإِيرُ هَبَّتِ

باب: راية

§بَابُ: راية

حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ , حَدَّثَنَا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ , حَدَّثَنِي هُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ جَدِّهِ , مَزِيدَةَ الْعَصَرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §عقَدَ رَايَاتِ الْأَنْصَارِ وَجَعَلَهُنَّ صُفْرًا "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ , عَنْ قَتَادَةَ: «سُئِلَ عَنِ الْعَبْدِ , يَأْبَقُ , §فَكَرِهَ الرَّايَةَ وَرَخَّصَ فِي الْقَيْدِ» قَوْلُهُ: «رَايَاتِ الْأَنْصَارِ» الْوَاحِدَةُ رَايَةٌ: وَهِيَ أَعْلَامٌ لِكُلِّ فَرِيقٍ وَاللِّوَاءُ لِلْأَمِيرِ الْأَعْظَمِ وَقَدْ يُسَمَّى اللِّوَاءُ رَايَةً كَمَا قِيلَ: كَانَتْ رَايَةُ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ حَمْرَاءَ وَرَايَةُ خَالِدٍ سَوْدَاءَ وَقَوْلُهُ: «كَرِهَ الرَّايَةَ» : حَدِيدَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ تُجْعَلُ فِي الْعُنُقِ وَالْغُلُّ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْيَمِينِ وَالْعُنُقِ

كَذَا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {§إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقَهُمْ أَغْلَالًا فَهِيَ} [يس: 8] «يَعْنِي أَيْمَانَهُمْ» فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْعُنُقِ مِنَ الْيَمِينِ , وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَيْمَانِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ) -[777]- فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْأَيْمَانِ مِنَ الْأَعْنَاقِ وَاكْتَفَى فِي قِرَاءَةِ الْعَامَّةِ بِذِكْرِ الْأَعْنَاقِ مِنَ الْأَيْمَانِ

باب: ريان

§بَابُ: ريان

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «أَهْلُ الصِّيَامِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مِنْ §بَابِ الرَّيَّانِ» قَوْلُهُ: «مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ» : إِنْ كَانَ هَذَا اسْمًا لِلْبَابِ , وَإِلَّا فَهُوَ مِنَ الرَّوَاءِ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي يَرْوِي , وَالرِّيُّ مَصْدَرُ رَوِيَ يَرْوَى وَهُوَ رَيَّانُ وَالْأُنْثَى رَيَّا وَالرَّيَّا: رِيحٌ طَيِّبَةٌ , قَالَ: [البحر السريع] لَا يَخْرُجُ الْفِتْيَانُ مِنْ بَيْتِهِ ... إِلَّا وَهُمْ مِنْهُ رِوَاءٌ شِبَاعْ

باب: تروية

§بَابُ: تروية

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ , حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ مِقْسَمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْفَجْرَ §يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى "

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ حَفْصَةَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ , قَالَتْ: «§كُنَّا لَا نَعُدُّ التَّرِيَّةَ الصُّفْرَةَ وَالْكُدْرَةَ» -[780]- قَوْلُهُ: «يَوْمَ التَّرْوِيَةِ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرٍو , سَمِعَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ , قَالَ: " إِنَّمَا سُمَيِّ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَرَوَّوْنَ مِنَ الْمَاءِ , لَمْ يَكُنْ بِعَرَفَةَ مَاءٌ " قَوْلُهُ: «لَا نَعُدُّ التَّرِيَّةَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: التَّرِيَّةُ: هُوَ مَا تَرَاهُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ الْحَيْضِ مِنْ صُفْرَةٍ أَوْ كُدْرَةٍ

باب: راوية

§بَابُ: راوية

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا يَعْلَى , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنِ الْقَعْقَاعِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَدِيقٌ فَلَقِيَهُ عَامَ الْفَتْحِ §بِرَاوِيَةٍ مِنْ خَمْرٍ , فَقَالَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَهَا؟» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الرَّاوِيَةُ: الْجَمَلُ الَّذِي يُسْتَقَى عَلَيْهِ , أَوِ الْحِمَارُ , وَكُلُّ مَا اسْتَقَى الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَهُوَ رَاوِيَةٌ وَلَا يُقَالُ: لِلْمَزَادَةِ رَاوِيَةٌ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الرَّوَايَا: الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَاءَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ مَشْيَ الْحُفَّلِ ... مَشْيَ الرَّوَايَا بِالْمَزَادِ الْأَثْقَلِ -[782]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَصَفَ إِبِلًا وَرَدَتْ مَاءً فَشَرِبَتْ , فَقَالَ: تَمْشِي مِنَ الرِّدَّةِ وَالرِّدَّةُ: أَنْ تَشْرَبَ وَقَدْ رَوَيَتْ بَعْدَ عَطِشٍ فَتَرِمَ ضُرُوعُهَا قَوْلُهُ: «مَشْيَ الرَّوَايَا» : الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَاءَ , وَالْمَزَادَ هِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا الْعَامَّةُ الرَّاوِيَةَ وَالرَّاوِيَةُ: اسْمٌ لِلْإِبِلِ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَزَادَ , وَمِنْهُ فُلَانٌ رَاوِيَةٌ لِلْعِلْمِ أَيْ حَامِلٌ لَهُ

باب: أورى

§بَابُ: أورى

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , عَنْ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: بَلَغَنِي عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , أَنَّ أَبَا طَالِبٍ , قَالَ لَهُ فِي تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ خَدِيجَةَ: «§نَفَخْتَ فَأَوْرَيْتَ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَإِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ: قَدَحْتَ فَأَوْرَيْتَ , وَالْوَارِي: الزِّنْدُ الَّذِي يُورِي النَّارَ سَرِيعًا , وَرَجُلٌ وَارِي الزِّنَادِ إِذَا كَانَ كَرِيمًا , وَوَرِيَتْ بِكَ زِنَادِي: رَأَيْتُ مِنْكَ مَا أُحِبُّ مِنَ النُّصْحِ وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر البسيط] وَقَدْ مُنِيتُ بِبِعْلٍ غَيْرِ ذِي شَظَفٍ ... جَلْدٍ مُفِيدٍ أَمِينٍ زَنْدَهُ وَارِي يُنْحِي الْعِمَادَ وَأَوْتَادًا مُنَقَّحَةً ... وَلِلْيَرَابِيعِ وَالْجِرْذَانِ حَفَّارِ قَوْلُهُ: «غَيْرِ ذِي شَظَفٍ» , الشَّظَفُ: يُبْسُ الْعَيْشِ , وَشَجَرٌ شَظِيفٌ: لَمْ يُرْوَ مِنَ الْمَاءِ فَخَشُنَ وَقَوْلُهُ: «مُنَقَّحَةً» : مُحَدَّدَةُ الْأَطْرَافِ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر المتقارب] وَلَوْ رُمْتَ فِي ظُلْمَةٍ قَادِحًا ... حَصَاةً بِنَبْعٍ لَأَوْرَيْتَ نَارَا

وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر البسيط] إِذَا الرِّفَاقُ أَنَاخُوا حَوْلَ مَنْزِلِهِ ... حَلُّوا بِذِي فَجَرَاتٍ زَنْدَهُ وَارِي أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْمُخُّ وَارٍ وَهُوَ السَّمِينُ الْمُمْتَلِئُ وَالرَّارُ وَالرِّيرُ: الْمُخُّ الَّذِي ذَابَ فِي الْعَظْمِ وَالرِّيرُ: الْمَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الصَّبِيِّ وَالرَّأْرَأَةُ: تَحْدِيقُ النَّظَرِ , وَرَأْرَأَ السَّحَابُ: لَمَحَ , وَهُوَ دُونَ اللَّمْعِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرَّأْرَأَةُ: فَتْحُ الْعَيْنِ , وَاسْتِدَارَةُ الْحَدَقَةِ وَيُقَالُ: إِنَّ فُلَانَةَ إِذَا نَظَرَتْ رَأْرَأَتْ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ فُلَانًا وَفُلَانًا يَأْتَرِيَانِ أَيْ يَعْتَلِجَانِ وَيَأْتَرِيَانِ بِأَرِيٍّ لَهُمَا بِهِ إِرَانٌ , وَالْأَرْيُ آثَارُهُمَا حَيْثُ اعْتَلَجَا وَقَالَ أَبُو الْجَرَّاحِ: اسْتَأْوَرْنَ إِذَا نَفَرْنَ وَعَدَوْنَ وَقَالَ الطَّائِيُّ: الْمُؤَارِيُّ: الْمُعَاقِرُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالنَّاسِ لَا هَمَّ لَهُ غَيْرَ الْمُؤَارَاةِ وَقَالَ: آذَانِي أَرْيُ النَّارِ , وَالْقِدْرِ أَيْ حَرُّهُمَا

باب: أرى

§بَابُ: أرى

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَشْكُو امْرَأَتَهُ , فَأَخَذَ بِرُءُوسِهِمَا , قَالَ: «§اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُمَا» قَالَ سُفْيَانُ: دَعَا لَهُمَا أَنْ يَكُونَا كَالدَّابَّتَيْنِ عَلَى الْآرِيِّ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ الْكِلَابِيُّ: قَدْ أَرَّيْتَ بِهَذَا الْمَكَانِ فَمَا تَبْرَحُهُ , وَحَتَّى مَتَى أَنْتَ مُؤَرٍّ بِهَذَا الْمَكَانِ وَقَدْ أَرَّيْتُ لِلْجَمَلِ وَالْفَرَسِ إِذَا حَفَرْتَ حُفْرَةً وَدَفَنْتَ فِيهَا عَمُودًا فِيهِ رَسَنٌ فَدَفَنْتَهُ وَأَخْرَجْتَ عُرْوَةَ الرَّسَنِ , وَهُوَ الْآرِيَّةُ , وَهِيَ الْآخِيَّةُ: جَمَاعَةُ الْأَوَارِي , وَأَرَّيْتُ الْعُقْدَةَ إِذَا شَدَدْتَهَا فَلَا تَكَادُ تَنْحَلُّ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَرَّى بِالْمَكَانِ: أَنْشَبَ كَفَّيْهِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] أَرَّى بِكَفَّيْهِ وَأَقْسَعَ رَأْسَهُ ... وَحَظْرَبَ نَفْخًا مِسْكَهُ فَهْوَ حَاظِبُ

فَلَمَّا وَجَدْتُ الْقَيْضَ يَزْدَادُ فَتْرَةً ... وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الضَّبَّ لَا بُدَّ ذَاهِبُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَرَّتِ الْقِدْرُ تَأْرِي: إِذَا احْتَرَقَتْ وَالتَّأَرِّي: التَّوَقُّعُ لِمَا فِي الْقِدْرِ قَالَ: [البحر البسيط] لَا يَتَأَرَّى لِمَا فِي الْقِدْرِ يَرْقُبُهُ ... وَلَا يَعَضُّ عَلَى شُرْسُوفِهِ الصُّفَرُ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: الشَّرَاسِيفُ: أَطْرَافُ الْأَضْلَاعِ وَالصُّفَرُ: دِيدَانٌ تَعَضَّ عَلَيْهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: الرَّاءُ الْوَاحِدَةُ رَاءَةٌ: شَجَرَةٌ لَهَا -[787]- ثَمَرَةٌ بَيْضَاءُ وَقَالَ غَيْرُهُ: تَنْبُتُ فِي قِضَاضِ الْجِبَالِ وَهِيَ الصَّخْرُ الْمَنْثُورُ تَحْمِلُ شَيْئًا كَأَنَّهُ الْقُطْنُ يُحْشَى بِهِ الْأَوْعِيَةُ فَتَكُونُ كَحَشْوِ الرِّيشِ يَنْبُتُ بِجِبَالِ نَجْدٍ وَلَا يُرْعَى , وَتَضْخُمُ شَجَرَتُهُ حَتَّى تَكُونَ كَالْكَبْشِ الرَّابِضِ وَيُسْتُسْعَطُ بِهَا وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر الوافر] تَرَى وَدَكَ السَّدِيفِ عَلَى لِحَاهُمْ ... كَلَوْنِ الرَّاءِ لَبَّدَهُ الصَّقِيعُ

باب: تأرى وروى عمرو , عن أبيه , قال: التأري: القعود قال الأسدي: إما تريني خلق الأطمر أشعث لا أهم بالتأري

§بَابُ: تأرى وَرَوَى عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: التَّأَرِّي: الْقُعُودُ قَالَ الْأَسَدِيُّ: [البحر الرجز] إِمَّا تَرَيْنِي خَلَقَ الْأَطْمُرِّ ... أَشْعَثَ لَا أَهُمُّ بِالتَّأَرِّي

باب: أورى

§بَابُ: أورى

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ ضَمْرَةَ , عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ , عَنْ أَبِيهِ , فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: «§أَبْشِرِي أُورَى شَلَمَ بِرَاكِبِ الْحِمَارِ» , يُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ " قَالَ الْأَعْشَى: [البحر المتقارب] وَقَدْ طُفْتُ لِلْمَالِ آفَاقَهُ ... عُمَانُ فَحِمْصَ فَأُورَى شَلَمْ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: وَأُورَى شَلَمَ , قَالَ هَذَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّرْوِيلُ: أَنْ يُرَوِّلَ الرَّجُلُ بِبَوْلِهِ إِذَا بَالَ مُتَقَطِّعًا مُضْطَرِبًا وَقَدْ رَوَّلَ فِي نَعْظِهِ قَالَ: [البحر الرجز] مُرَوَّلُ النَّعْظِ بَطِيءُ السَّلَّةِ

الحديث الثاني: من حديث زيد بن حارثة

§الْحَدِيثُ الثَّانِي: مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ

باب: نصب

§بَابُ: نصب

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , وَأَبُو كُرَيْبٍ , قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أُسَامَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مُرْدِفِي إِلَى §نُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ , فَذَبَحْنَا لَهُ شَاةً وَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا , فَلَقِيَنَا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو فَقَدَّمْنَا لَهُ السُّفْرَةَ , فَقَالَ: «إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , حَدَّثَنَا سَالِمٌ , أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ , يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ , وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ , فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سُفْرَةَ لَحْمٍ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ , وَقَالَ: «إِنَّا §لَا نَأْكُلُ عَلَى مَا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ , وَلَا نَأْكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ

: مَرَّ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَبِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا فَدَعَوَاهُ , فَقَالَ: «إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا §ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَوْلُهُ: «ذَبَحْنَا شَاةً لِنُصُبٍ مِنَ الْأَنَصَابِ» , لِذَلِكَ وَجْهَانِ: إِمَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ فَعَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَا رِضَاهُ , إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْهِ , لِأَنَّ زَيْدًا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنَ الْعِصْمَةِ وَالتَّوْفِيقِ مَا كَانَ اللَّهُ أَعْطَاهُ نَبِيَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَمَنْعَهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ , وَكَيْفَ يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَدْ مَنَعَ زَيْدًا فِي حَدِيثِهِ هَذَا بِعَيْنِهِ أَنْ يَمَسَّ صَنَمًا وَمَا مَسَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْلَ نُبُوَّتِهِ وَلَا بَعْدَ , فَهُوَ يَنْهَى زَيْدًا عَنْ مَسِّهِ , وَيَرْضَى أَنْ يَذْبَحَ لَهُ هَذَا مُحَالٌ وَالْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ ذَبَحَ لِزَادِهِ فِي خُرُوجِهِ فَاتَّفَقَ ذَلِكَ عِنْدَ صَنَمٍ كَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُ , فَكَانَ الذَّبْحُ مِنْهُمْ لِلصَّنَمِ , وَالذَّبْحُ مِنْهُ لِلَّهِ تَعَالَى , إِلَّا أَنَّ الْمَوْضِعَ جَمَعَ بَيْنَ الذَّبْحَيْنِ , فَأَمَّا ظَاهِرُ مَا جَاءَ بِهِ الْحَدِيثُ فَمَعَاذَ اللَّهِ وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ , وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فَلَيْسَ فِيهِمَا بَيَانُ أَنَّهُ ذَبَحَ أَوْ أَمَرَ بِذَلِكَ , وَلَعَلَّ زَيْدًا ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ اللَّحْمَ مِمَّا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَذْبَحُهُ لِأَنْصَابِهَا , فَامْتَنَعَ لِذَلِكَ وَلَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا ظَنَّ , فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فُعِلَ فَبِغَيْرِ أَمْرِهِ وَلَا رِضَاهُ

وَبَعْدُ: فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مُخْتَلِفُونَ فِيمَا ذُبِحَ لِصَنَمٍ أَوْ كَنِيسَةٍ , فَرَخَّصَ فِيهِ قَوْمٌ إِذَا كَانَتِ الذَّكَاةُ وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا , وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَا أَضْمَرَهُ الذَّابِحُ , فَرَخَّصَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَبُو الْعِرْبَاضِ , وَعُبَادَةُ , وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ وَكَرِهَهُ ابْنُ عُمَرَ , وَعَائِشَةُ , وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ , وَكَرَاهَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَصَوْبُ وَأَحْسَنُ مِنْ غَيْرِ طَعْنٍ عَلَى مَنْ رَخَّصَ وَلَا مُخَطِّئِهِ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ §وَحَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا , فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ مَعَهُ , وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ} [الإسراء: 81] الْبَاطِلُ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي , يُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا»

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: «كَانَ رَبَاحُ بْنُ الْمُعْتَرِفِ يُحْسِنُ §غِنَاءَ النَّصْبِ»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , عَنْ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي لَيْثٌ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " إِنَّ مِنْ أَقْذَرِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَدَاقَهَا قلْتُ لِلَيْثٍ: §أَنَصَبَ ابْنُ عُمَرَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: وَمَا عِلْمُهُ لَوْلَا أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ , حَدَّثَنَا مَالِكٌ: «فِيمَنْ أَفَادَ سِتَّةً مِنَ الْإِبِلِ لَا صَدَقَةَ عَلَيْهِ حَتَّى يَحُولَ الْحَوْلُ , إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَبْلَهَا نِصَابُ مَاشِيَةٍ , §فَنِصَابُ الْمَاشِيَةِ تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ» -[794]- قَوْلُهُ: «خَرَجَ إِلَى نُصُبٍ» , وَدَخَلَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةِ نُصُبٍ , هِيَ حِجَارَةٌ كَانَتْ تُنْصَبُ: تَعْبُدُ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيُّ , عَنْ قُرَّةَ , عَنِ الْحَسَنِ , فِي قَوْلِهِ: {§إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج: 43] : «يَبْتَدِرُونَ نُصُبَهُمْ أَيُّهُمْ يَسْتَلِمُهُ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , قَالَ: النُّصُبُ وَاحِدٌ , وَالْجَمْعُ أَنْصَابٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّصَائِبُ: حِجَارَةٌ يُشْرِفُ بِهَا الْحَوْضُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: النَّصَائِبُ: حِجَارَةٌ تُجْعَلُ حَوْلَ الْحَوْضِ تُنْصَبُ وَاحِدَتُهَا نَصِيبَةٌ , وَيُلْزَقُ بَيْنَ كُلِّ حَجَرَيْنِ بِطِينٍ وَيُجْعَلُ وَرَاءَ ذَلِكَ تُرَابٌ وَالتُّرَابُ: النَّشِيبَةُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] ظَلَّتْ أَقَاطِيعُ أَنْعَامٍ مُؤَبَّلَةٍ ... لَدَى صَلِيبٍ عَلَى الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ وَقَالَ النَّابِغَةُ: فَلَا لَعَمْرُ الَّذِي قَدْ زُرْتُهُ حِجَجًا ... وَمَا هُرِيقَ عَلَى الْأَنْصَابِ مِنْ جَسَدِ -[795]- يَعْنِي الدَّمَ قَوْلُهُ: «يُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا» النَّصَبُ: الْإِعْيَاءُ وَالْمَعْنَى مَعْرُوفٌ قَالَ: [البحر البسيط] كَأَنَّ رَاكِبَهَا يَهْوِي بِمُنْخَرِقٍ ... مِنَ الْجَنُوبِ إِذَا مَا رَكْبُهَا نَصَبُوا وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] تَأَوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيْلِ مُنْصِبُ ... وَجَاءَ مِنَ الْأَخْبَارِ مَا لَا أُكَذِّبُ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ: [البحر الطويل] كِلِينِي لَهُمْ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ ... وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الْكَوَاكِبِ قَوْلُهُ: «نَاصِبِ» أَرَادَ مُنْصِبًا , كَمَا قَالَ طُفَيْلٌ , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: 6] , أَيْ مْدَفُوقٌ , وَ {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: 21] أَيْ مَرْضِيَّةٌ , وَسِرٌّ كَاتِمٌ أَيْ مَكْتُومٌ , وَلَيْلٍ نَائِمٍ أَيْ مَنُومٌ فِيهِ -[796]- قَوْلُهُ: «غِنَاءُ النَّصْبِ» , أَظُنُّهُ الَّذِي يُحْكَى فِيهِ مِنَ النَّشِيدِ , وَأُقِيمَ لَحْنُهُ , وَنُصِبَ وَزْنُهُ , وَأُحْكِمَ قَوْلُهُ: «أَنَصَبَ ذَاكَ» , يَقُولُ: أَقَامَ ذَاكَ , وَأَسْنَدَهُ إِلَى غَيْرِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: تَيْسٌ أَنْصَبُ: مُنْتَصِبُ الْقَرْنِ , وَعَنْزٌ نَصْبَاءُ: مَنْصُوبَةُ الْقَرْنِ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّصْبَاءُ مِنَ الْمَعْزِ: الَّتِي قَرْنَاهَا مُنْتَصِبَانِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أُذُنٌ نَصْبَاءُ: الَّتِي تَنْتَصِبُ وَتَدْنُو مِنَ الْأُخْرَى قَوْلُهُ: «نِصَابُ مَاشِيَةٍ» هُوَ الَّذِي يُرْجَعُ إِلَيْهِ , يَقُولُ: إِنْ ضَمَّ مَا أَفَادَ إِلَى أَصْلٍ وَنِصَابٍ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ زَكَّاهُ , وَإِلَّا فَلَا زَكَاةَ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: إِنَّهُ لَنِصَابُ مَالٍ إِذَا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ , مُهْتَمًّا بِهِ وَيُقَالُ: أَنْصِبُ مُدْيَتِي: أَجْعَلُ لَهَا نِصَابًا قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَنْصَبْتُ السِّكِّينَ , وَأَجْزَأْتُهَا , وَالْجُزْأَةُ: النِّصَابُ وَأَغْلَفْتُهَا: جَعَلْتُ لَهَا غِلَافًا -[797]- وَقَالَ الْكَسَائِيُّ: أَقْرَبْتُهَا: جَعَلْتُ لَهَا قِرَابًا وَنَاصَبْتُ فُلَانًا الشَّرَّ وَالْعَدَاوَةَ وَمَنْصِبُ الرَّجُلِ: أَصْلُهُ فِي قَوْمِهِ وَالْمُنْتَصِبُ: الْغُبَارُ الْمُرْتَفِعُ

باب: صنب

§بَابُ: صنب

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §أُتِيَ بِأَرْنَبٍ مَعَهَا صِنَابُهَا وَأُدْمُهَا فَلَمْ يَأْكُلْهَا» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الصِّنَابُ: الْخَرْدَلُ , وَالزَّبِيبُ , وَالصَّنَابِيُّ مِنَ الدَّوَابِّ وَالْإِبِلِ حُمْرَةٌ وَصُفْرَةٌ

باب: صبن قال إبراهيم: إذا خبأ شخص شيئا في كفه فقد: صبن , وصبن الكأس: صرفها

§بَابُ: صبن قَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِذَا خَبَأَ شَخْصٌ شَيْئًا فِي كَفِّهِ فَقَدْ: صَبَنَ , وَصَبَنَ الْكَأْسَ: صَرَفَهَا

باب: نبص ونبص بالكلب: أن يضم شفتيه ويدعوه

§بَابُ: نبص وَنَبَصَ بِالْكَلْبِ: أَنْ يَضُمَّ شَفَتَيْهِ وَيَدْعُوهُ

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: شنف

§بَابُ: شنف

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو فَحَيَّا أَحَدُهُمَا الْآخَرَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَالِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ» , قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ ذَاكَ لِغَيْرِ فَائِرَةٍ كَانَتْ مِنِّي إِلَيْهِمْ "

حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ , وَعَاصِمٌ , قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , قَالَ: قُلْتُ لِأَخِي: اكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ: «نَعَمْ , وَكُنْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ , فَإِنَّهُمْ قَدْ أَنْكَرُوا مَا قَالَ §وَشَنِفُوا لَهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ

: «كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى الضَّحَّاكِ وَعَلَيَّ §شَنْفُ ذَهَبٍ فَلَا يَنْهَانِي» قَوْلُهُ: «مَالِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا لَكَ» , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي زَيْدٍ: الشَّنَفُ: شِدَّةُ الْبُغْضِ وَالشَّنَفُ وَالشَّفَنُ: شِدَّةُ النَّظَرِ مِنَ الْبُغْضِ مِثْلَ جَبَذَ وَجَذَبَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَفَنَ لَهُ فَرَآهُ عَنْ يَمِينِهِ إِذَا الْتَفَتَ فَرَآهُ , وَقَالَ: الشَّنَفُ: اللَّحْظُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَقَدْ أُرَانِي بِالدِّيَارِ مُتْرَفَا ... أَزْمَانَ أَدْمَاءُ تَرُوقُ الشُّنَّفَا وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: شَنَفْتُ إِلَيْهِ: نَظَرْتُ وَشَنَفْتَ إِلَيْهِ شُنُوفًا تَشْنِفُ , وَالْأُخْرَى تَشْفِنُ قَوْلُهُ: «وَعَلَيَّ شَنْفٌ مِنْ ذَهَبٍ» , أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: الشَّنْفُ: الَّذِي يُعَلَّقُ فِي الْأُذُنِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: سَمِعْتُ أَنَّ الْقُرْطَ مَا عُلِّقَ فِي شَحْمَةِ الْأُذُنِ وَالشَّنْفُ فِي أَعْلَى الْأُذُنِ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّنْفَاءُ: الشَّفَةَ الْمُنْقَلِبَةُ مِنْ أَعْلَاهَا , وَالِاسْمُ الشَّنَفُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَشْنُوفَةُ: الْمَزْمُومَةُ يُقَالُ: شَنَفَهَا إِذَا مَدَّهَا بِزِمَامِهَا , يَشْنِفُ , وَإِنَّكَ لَشَانِفٌ بِأَنْفِكَ عَنِّي أَيْ رَافِعٌ , قَالَ: [البحر الكامل] وَيَرُدُّ عَنْكَ مَخِيلَةَ الرَّجُلِ الْـ ... مَشْنُوفِ مُوضِحَةٌ عَنِ الْعَظْمِ وَقَالَ الْفَرِيرِيُّ: الشَّفْنُ: الْعَذْلُ , بَاتَ يَشْفِنُ أَهْلَهُ

باب: نفش

§بَابُ: نفش

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي خَلَفٍ , حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّادٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ , عَنْ حَبِيبٍ , عَنْ خَيْثَمَةَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ , فَقَالَ: §أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ مِنْ غَيْرِ مُصْحَفٍ , فَغَضِبَ حَتَّى ذَكَرْتُ الزِّقَّ وَانْتِفَاخَهُ , قَالَ: مَنْ؟ , قُلْتُ: ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ , فَذَكَرْتُ الزِّقَّ وَانْفِشَاشَهُ "

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , عَنْ مُجَالِدٍ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ: أَتَى عُمَرُ عَلَى غُلَامٍ لَهُ يَبِيعُ الرَّطْبَةَ , فَقَالَ: «§انْفِشْهَا , فَإِنَّهُ أَحْسَنُ لَهَا» قَوْلُهُ: «ذَكَرْتُ الزِّقَّ وَانْفِشَاشَهُ» , الِانْفِشَاشُ: تَفَرُّقُ الْمُجْتَمِعِ كَأَنَّهُ انْتَفَخَ مِنَ الْغَضَبِ , فَلَمَّا سَكَنَ تَفَرَّقَ ذَلِكَ الِانْتِفَاخُ -[805]- وَقَوْلُهُ: «انْفِشْهَا» , يَقُولُ: فَرِّقْ مَا اجْتَمَعَ مِنْهَا لِتَحْسُنَ وَتَكْثُرَ فِي عَيْنِ الْمُشْتَرِي وَقَالَ تَعَالَى: {إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} [الأنبياء: 78] , فَالنَّفْشُ الرَّعْيُ بِاللَّيْلِ , وَالْهَمْلُ الرَّعْيُ بِالنَّهَارِ , يُقَالُ: نَفَشَتْ لَيْلًا , وَهَمَلَتْ نَهَارًا

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , عَنْ شُرَيْحٍ , قَالَ: «§النَّفْشُ لَيْلًا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا قَتَادَةُ , عَنِ الشَّعْبِيِّ: «§النَّفْشُ بِاللَّيْلِ , وَالْهَمَلُ بِالنَّهَارِ» أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: النَّفْشُ بِاللَّيْلِ , نَفَشَتْ تَنْفُشُ نُفُوشًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: النَّفْشُ بِاللَّيْلِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: النَّفْشُ أَنْ تَدْخُلَ , فِي زَرْعٍ لَيْلًا فَتَأْكُلَهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: بَاتَتْ إِبِلُهُمْ نَفَشًا: إِذَا تَرَكُوهَا تَرْعَى بِاللَّيْلِ لَيْسَ مَعَهَا رَاعٍ , وَقَدْ أَنْفَشَ الْقَوْمُ , وَهِيَ إِبِلٌ نَوَافِشُ -[806]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: النَّوَافِشُ إِبِلٌ تَرَدَّدُ بِاللَّيْلِ فِي الْمَرْعَى بِلَا رَاعٍ كَالْهَوَامِلِ بِالنَّهَارِ

باب: نشف

§بَابُ: نشف

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , عَنْ أَبِيهِ: وَفَدْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَتَمَضْمَضَ ثُمَّ صَبَّهُ فِي إِدَاوَةٍ , وَقَالَ «اكْسِرُوا بَيْعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا , وَاتَّخِذُوهُ مَسْجِدًا» , قُلْنَا: الْبَلَدُ بَعِيدٌ , §وَالْمَاءُ يَنْشَفُ قَالَ: «هَمِّدُوهُ مِنَ الْمَاءِ فَإِنَّهُ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا طِيبًا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ إِسْحَاقَ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ مَرْثَدٍ , عَنْ أَبِي رُهْمٍ , حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ: «انْكَسَرَتْ حُبٌّ لَنَا , فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ مَالَنَا غَيْرُهَا §نُنَشِّفُ بِهَا الْمَاءَ خَوْفًا أَنْ يَقْطُرَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زَائِدَةُ , عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ , قَالَ: «§أَظَلَّتْكُمُ الْفِتَنُ تَرْمِي بِالنَّشَفِ , وَالْأُخْرَى تَرْمِي بِالرَّضَفِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ عَمَّارًا , أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَرَأَى بِهِ صُفْرَةً , فَقَالَ: «اغْسِلْهَا» , قَالَ: فَذَهَبْتُ §فَأَخَذْتُ نَشَفَةً لَنَا , فَدَلَكْتُ بِهَا عَنِّي تِلْكَ الصُّفْرَةَ حَتَّى ذَهَبَتْ عَنِّي " قَوْلُهُ: «وَالْمَاءُ يَنْشَفُ» نَشَفْنَا بِقَطِيفَةٍ لَنَا الْمَاءَ النَّشْفُ: دُخُولُ الْمَاءِ فِي الْأَرْضِ وَالثَّوْبِ , نَشَفَتِ الْأَرْضُ الْمَاءَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ: قَدْ أَنْشَفَتِ الرَّحِمُ: إِذَا ذَهَبَ لَبَنُهَا , وَأَنْشُدُ عَمْرٌو: [البحر الرجز] ظَلَّتْ عَلَى الشَّايَاتِ مِنْ يَنُوفَا ... تَدُقُّ حَوْضًا رَمَضًا نَشُوفَا قَوْلُهُ: «تَرْمِي بِالنَّشَفِ» : حِجَارَةٌ سُودٌ كَأَنَّمَا أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ وَقَالَ بَعْضُ الْأَعْرَابِ: النَّشْفَةُ , قَالَ -[809]-: أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ هِرْشَفَّهْ وَنَشْفَةٌ يَمْلَأُ مِنْهَا كَفَّهْ: هِيَ حِجَارَةٌ خَفِيفَةٌ تَقُومُ عَلَى الْمَاءِ فَأَخْبَرَ أَنَّ الْأُولَى مِنَ الْفِتَنِ تَرْمِي بِالنَّشَفِ لَا تُؤْثَرُ فِي أَدْيَانِ النَّاسِ لِخِفَّتِهَا وَالتِي بَعْدَهَا تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ قَدْ أُحْمِيَتْ فَكَانَتْ رَضَفًا فَهِيَ أَبْلَغُ فِي أَدْيَانِهِمْ وَآلَمُ لِأَبْدَانِهِمْ قَوْلُهُ: «فَأَخَذْتُ نَشَفَةً لَنَا فَدَلَكْتُ بِهَا عَنِّي» , هِيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ هَذَا الْحَجَرُ , دَلَكَ بِهِ الْخَلُوقَ فَإِنَّهُ أَبْلَغُ فِي ذَهَابِهِ

باب: شفن أخبرنا أبو نصر , عن أبي زيد , قال: الشفن: شدة النظر من البغض وأنشد الأصمعي: ورأى بي العدو عضوا ثقيلا ورماني كرها بعيني شفون

§بَابُ: شفن أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنْ أَبِي زَيْدٍ , قَالَ: الشَّفْنُ: شِدَّةُ النَّظَرِ مِنَ الْبُغْضِ وَأَنْشَدَ الْأَصْمَعِيُّ: وَرَأَى بِيَ الْعَدُوُّ عُضْوًا ثَقِيلًا ... وَرَمَانِي كُرْهًا بِعَيْنَيْ شَفُونِ

باب: شف

§بَابُ: شف

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ سَالِمٍ الدَّوْسِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ , وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنِ الْجُرَيْرِيِّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: " أَنَّ رَجُلًا , أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسًا وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ , فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا يَدْعُو لَهُ فِيهَا , فَقَالَ: «§مَا شَفَى فُلَانٌ أَفْضَلَ مِمَّا شَفَيْتَ , تَعَلَّمَ خَمْسَ آيَاتٍ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ , عَنْ كَعْبٍ: «يُؤْمَرُ بِرَجُلَيْنِ إِلَى الْجَنَّةِ , فَإِذَا أُمِرَ بِهِمَا فُتِحَتِ الْأَبْوَابُ , §وَرُفِعَتِ الشُّفُوفُ , فَلَوْ مَاتَ أَحَدُهُمْ فَرَحًا مَاتَا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ , عَنْ أُبَيٍّ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لَهُ: «§اقْرَأِ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ , كُلُّهَا شَافٍ كَافٍّ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِلَافٍ , عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ عُمَرَ: «لَا يَغُرَّكُمُ صَلَاةُ امْرِئٍ وَلَا صِيَامُهُ , وَلَكِنِ انْظُرُنَّ مَنْ إِذَا ائْتُمِنَ أَدَّى , §وَإِذَا أَشْفَى وَرِعَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , وَكِيعٌ , حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ , عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ , عَنِ امْرَأَةٍ , عَنْ عَائِشَةَ: " §أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً , وَطَافَتْ بِهَا , قَالَتْ: لَعَلَّنَا نَصِيدُ بِهَا بَعْضَ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ هِشَامٍ , عَنْ أَخِيهِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: " قَالَتِ امْرَأَةٌ: §زَوْجِي إِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ "

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَمِّهِ مجَمِّعٍ , قَالَ عُمَرُ -[813]-: «بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَكْسُونَ النِّسَاءَ الْقَبَاطِيَّ , §إِنْ لَا يَشِفُّ فَإِنَّهُ يَصِفُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِيهِ: «§مَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ سُبَيْعَةَ , §وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا فَأَتَاهَا أَبُو السَّنَابِلِ وَقَدْ تَشَوَّفَتْ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ سُفْيَانَ , حَدَّثَنِي سُلَيْمَانٌ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يُعَوِّذُ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ -[814]- النَّاسِ , §وَاشْفِ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّافِي , لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ , شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: «أَتَتْنِي امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا تَدَّعِي الْأُخْرَى أَنَّهَا §ذَهَبَتْ بِعَيْنِهَا بِإِشْفَى»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ حَجَّاجٍ , عَنْ مَكْحُولٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , قَالَ: «§فِي الشَّفَةِ الْعُلْيَا ثُلُثُ الدِّيَةِ , وَالسُّفْلَى ثُلُثَا الدِّيَةِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ , عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا وَضَعَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ طَعَامَهُ فَلْيُجْلِسْهُ , فَلْيَأْكُلْ , §فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوهًا فَلْيَجْعَلْ فِي يَدِهِ أُكُلَهُ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَالِمٍ: " بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَبِي سَلَّامٍ , فَقَالَ: «§أَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَكَ , بِحَدِيثِ ثَوْبَانَ فِي الْحَوْضِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: «أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ §خَرَجَتْ بِهِ شَأْفَةٌ عَلَى إِبْهَامِ قَدِمِ رِجْلِهِ , فَارْتَفَعَتْ إِلَى أَصْلِ قَدَمِهِ , ثُمَّ إِلَى رُكْبَتِهِ , ثُمَّ إِلَى مَنْكِبِهِ , ثُمَّ إِلَى أَصْلِ عُنُقِهِ , فَقَامَ فَصَلَّى صَلَاةً , فَنَزَلَتْ إِلَى مَنْكِبِهِ , ثُمَّ صَلَّى أُخْرَى فَنَزَلَتْ إِلَى رُكْبَتِهِ , ثُمَّ صَلَّى فَنَزَلَتْ إِلَى قَدَمِهِ , ثُمَّ صَلَّى فَذَهَبَتْ» قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: «وَلَا تُشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضِهِ» الشَّفُّ: الزِّيَادَةُ , أَيْ لَا تُعْطُوا وَاحِدًا زِيَادَةً عَلَى مَا يَأْخُذُونَ , وَمِثْلُهُ: «مَا شَفَى أَفْضَلُ مِمَّا شَفَيْتَ» , يَقُولُ: مَا ازْدَادَ بِتَعَلُّمِهِ الْآيَاتِ أَفْضَلَ مِمَّا ازْدَدْتَ مِنَ الرِّبْحِ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: أَشَفَّ فُلَانٌ بَعْضَ بَنِيهِ أَيْ فَضَّلَهُمْ , وَمَا أَقْرَبَ الشَّفُّ بَيْنَهُمَا أَيْ فَضَّلَ , وَفُلَانٌ حَرِيصٌ عَلَى الشَّفَّ أَيِ الرِّبْحِ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الكامل] كَانُوا كَمُشْتَرِكِينَ لَمَّا بَايَعُوا ... خَسِرُوا وَشُفَّ عَلَيْهِمْ فَاسْتَوْضَعُوا وَالشَّفُّ: النُّقْصَانُ , يُقَالُ: هَذَا الدِّرْهَمُ يَشِفُّ قَلِيلًا أَيْ يَنْقُصُ وَقَوْلُ كَعْبٍ: «وَرُفِعَتِ الشُّفُوفُ» : الْوَاحِدُ شِفٌّ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يَقُولُ: عَلَّقَ عَلَى بَابِهِ شَفًّا , وَهُوَ سِتْرٌ أَحْمَرُ رَقِيقٌ مِنَ صُوفٍ وَالْجَمِيعُ شُفُوفٌ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أُبَيٍّ: «كُلُّهَا شَافٍ كَافٍّ» , وَقَوْلُهُ: «وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: " الشِّفَاءُ مِنَ الدَّاءِ مَمْدُودٌ , فَكَأَنَّهُ دَعَا لَهُ بِالشِّفَاءِ مِنَ الْمَرَضِ وَهُوَ الْبُرْءُ , وَالْقُرْآنُ يَشْفِي مِمَّا يَعْرِضُ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ مِنْ دِينِهِ , فَإِذَا وَجَدَ بَيَانَ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ شَفَاهُ وَكَفَاهُ عَنْ سُؤَالِ غَيْرِهِ

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَفَّهُ الْحُزْنُ يَشُفُّهُ شَفًّا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عُمَرَ: «إِذَا أَشْفَى وَرِعَ» , ظَهَرَ عَلَى الشَّيْءِ وَرَآهُ , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: اشْتَافَ يَشْتَافُ اشْتِيَافًا: إِذَا نَظَرَ وَتَطَاوَلَ , وَرَأَيْتُ نِسَاءً يَتَشَوَّفْنَ: أَيْ يَنْظُرْنَ يَتَطَاوَلْنَ وَقَالَ غَيْرُهُ: اشْتَافَ عَلَى الْغِنَى , وَأَشَافَ عَلَى هَلَكَةٍ: أَيْ أَشْرَفَ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: أَشَافَ يُشِيفُ , وَأَشْفَى , قَالَ سَاعِدَةُ: [البحر الطويل] وَشَوْطِ فَضَاحٍ قَدْ شَهِدْتُ مُشَايِحًا ... لِأُدْرِكَ ذَخْلًا أَوْ أُشِيفَ عَلَى غُنْمِ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: «شَوَّفَتْ جَارِيَةً» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: شُيِّفَتِ الْجَارِيَةُ شَوْفًا إِذَا زُيِّنَتْ , وَتَشَوَّفَتِ الْجَارِيَةُ إِذَا تَزَيَّنَتْ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] حَتَّى إِذَا مَا جِلْدُهُ تَجَفَّفَا ... وَشَافَهُ الْإِضْحَاءُ أَوْ تَشَوَّفَا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: «إِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ» , أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: اشْتَفَّ مَا فِي إِنَائِهِ: إِذَا شَرِبَهُ كُلَّهُ

وَفِي مَثَلٍ مِنَ الْأَمْثَالِ: «لَيْسَ الرِّيُّ عَنِ التَّشَافِّ» يَقُولُ لَا تَشْرَبْ حَتَّى لَا تَتْرُكَ فِي الْإِنَاءِ شَيْئًا وَقَوْلُ عُمَرَ: «إِنْ لَا يَشِفُّ فَإِنَّهُ يَصِفُ» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: شَفَّ الثَّوْبُ فَهُوَ يَشِفُّ: فِي الرِّقَّةِ إِذَا تَبَيَّنْتَ الْجَسَدَ مِنْ رِقَّتِهِ. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: شَفَّ الثَّوْبُ عَنِ الْمَرْأَةِ فَهُوَ يَشِفُّ شُفُوفًا , وَذَلِكَ إِذَا أَبْدَى مَا وَرَاءَهُ قَالَ عَدِيٌّ: [البحر الخفيف] زَانَهُنَّ الشُّفُوفُ يَنْضَحْنَ بِالْمِسْـ ... ـكِ وَعَيْشٍ مَفَانِقٌ وَحَرِيرُ وَقَوْلُ سَعْدٍ: «أَشْفَيْتُ مِنْهُ» , يَقُولُ: كُنْتُ مِنْهُ عَلَى شَفًا: كِدْتُ أَنْ أَمُوتَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} [التوبة: 109]

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§شَفَا جُرُفٍ} [التوبة: 109] «شَفِيرِ جُرُفٍ» وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: يُقَالُ: بَقِيَ مِنَ الشَّمْسِ شَفًا: أَيْ شَيْءٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَمَرْبَأٍ عَالٍ لِمَنْ تَشَرَّفَا ... أَشْرَفْتُهُ بِلَا شَفًا أَوْ بِشَفَا

سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: «أَشْفَتِ الشَّمْسُ عَلَى الْغُيُوبِ , وَشَفَتْ وَضَرَعَتْ , وَضَجَّعَتْ , وَدَلَكَتْ» قَوْلُهُ قَوْلَ سُبَيْعَةَ: «وَقَدْ تَشَوَّفَتْ» , قَالَ أَبُو نَصْرٍ: يَعْنِي تَزَيَّنَتْ وَتَشَرَّفَتْ , يُقَالُ: تَشَوَّفَتِ الْأَوعَالُ: تَشَرَّفَتْ وَقَوْلُ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: " ذَهَبَتْ بِعَيْنِهَا بِأَشْفَى أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ , قَالَ: الْأَشْفَى: الَّذِي يُخْزَزُ بِهِ , مَنْقُوصٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُشِيفُ: الْمُتَّهَمُ , قَالَ أُمَيَّةُ: [البحر المتقارب] مُشِيفًا يُرَاقِبُ شَمْسَ النَّهَارِ ... حَتَّى تَقَلَّعَ فَيْءُ الظِّلَالِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: أَشَافَ فُلَانٌ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ فَهُوَ مُشِيفٌ , وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَشْفَى قَوْلُهُ: «فِي الشَّفَةِ الْعُلْيَا ثُلُثُ الدِّيَةِ» : هِيَ مَعْرُوفَةٌ إِلَّا أَنَّهُ نُقِصَ مِنْهَا وَاوٌ , لِأَنَّكَ تَقُولُ: ثَلَاثُ شَفَوَاتٍ , وَالْمُشَافَهَةُ مَأْخُوذٌ مِنَ الشَّفَةِ

أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: شَفَةٌ وَشِفَاهٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] مِمَّا يُعَتَّقُ فِي الدِّنَانِ كَأَنَّهَا ... بِشِفَاهِ نَاطِلِهِ ذَبِيحُ غَزَالِ قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «وَإِنْ كَانَ مَشْفُوهًا» يُقَالُ: مَاءٌ مَشْفُوهٌ إِذَا كَثُرَ عَلَيْهِ النَّاسُ , وَيَقُولُ: فَإِنْ كَثُرَ مَنْ يَأْكُلُ الطَّعَامَ قَلَّ لِذَلِكَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: شَفَّهُ الْحُزْنُ , وَهُوَ يَشِفُّهُ أَيْ نَحَلَهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: الشَّفَّانُ: الرِّيحُ الْبَارِدَةُ , يُقَالُ: شَفَّتْ شَفِيفًا وَهِيَ تَشِفُّ وَلَيْلَةٌ شَفَّانُ وَلَيْلَةٌ ذَاتُ شَفَّانَ , وَإِنَّهُ لَيَجِدُ فِي أَسْنَانِهِ شَفِيفًا أَيْ بَرْدًا وَإِنَّ فِي لَيْلَتِنَا شَفَّانًا شَدِيدًا , وَقَالَ: [البحر المتقارب] وَمَاءٍ وَرَدْتُ عَلَى زَوْرَةٍ ... كَمَشْيِ السَبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا قَوْلُهُ: «خَرَجَتْ بِآدَمَ شَأْفَةٌ» : وَهِيَ قَرْحَةٌ , وَقَدِ اسْتَشْأَفَتِ الْقَرْحَةُ إِذَا انْتَهَتْ مُنْتَهَاهَا وَخَبُثَتْ , وَصَارَ لَهَا أَصْلٌ وَيُقَالُ: اسْتَأْصَلَ اللَّهُ شَأْفَتَهُ , فَكَأَنَّهُ يُرِيدُ اسْتَأْصَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَصْلِهِ حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ يُقَالُ: شِيفَ: أَيْ جُلِيَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل]

وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الْمُدَامَةِ بَعْدَمَا ... رَكَدَ الْهَوَاجِرُ بِالْمَشُوفِ الْمُعْلَمِ يَعْنِي دِينَارًا مَجْلُوًّا وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] كُهُولًا وَشُبَّانًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ... دَنَانِيرُ مِمَّا شِيفَ فِي أَرْضِ قَيْصَرَا

باب: فش

§بَابُ: فش

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ زُهَيْرٍ: «كَانَ شَقِيقُ بْنُ ثَوْرٍ يَجِيءُ إِلَى الْمَسْجِدِ §وَعَلَيْهِ فِشَّاشٌ لَهُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ , عَنِ الْجَعْدِ بْنِ الصَّلْتِ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: «لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى §يَسْمَعَ فَشِيشَهَا أَوْ طَنِينَهَا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْمَوَالِ: " بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ , وَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ , فَتَحَدَّثَا ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: §أَلَا أُرِيكَ جَارِيَةً اسْتَطْرَفْتُهَا , فَدَعَا بِجَارِيَةٍ فَأَقْبَلَتْ وَأَدْبَرَتْ , وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بَيْنَ فَخِذَيْهَا مِنْ لَفَفِهَا مِثْلَ فَشِيشِ الْحَرَابِشِ " -[823]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَعْنِي الْحَيَّاتِ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنِ ابْنِ الْهَيْثَمِ , أَنَّ عُمَرَ , قَالَ: «§يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَشْهَدَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّهَادَةِ مَا يُسْأَلُهَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ , قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ , عَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَنَّ خَتَنَ مُوسَى جَعَلَ لَهُ مِنْ غَنَمِهِ كُلَّ قَالِبِ لَوْنٍ فَنَتَجَتْ كُلُّهَا قَالِبَ لَوْنٍ , §وَلَيْسَ فِيهَا فَشُوشٌ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرٍ: «§أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ نَكُفَّ فَوَاشِيَنَا حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنَا أَبِي , عَنْ صَالِحٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , حَدَّثَنِي سَالِمٌ , أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , قَالَ: " لَقِيتُ ابْنَ صَائِدٍ فَقُلْتُ: مَتَى ذَهَبَتْ عَيْنُكَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي قُلْتُ: لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ , فَنَخَرَ فَفَاجَأَنِي مِنْهُ مَا لَمْ أَحْتَسِبْ , قُلْتُ: اخْسَأْ , فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ , فَكَأَنَّهُ §كَانَ سِقَاءً فَفُشَّ " قَوْلُهُ: «يَخْرُجُ عَلَيْهِ فِشَّاشٌ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْفِشَّاشُ: كِسَاءٌ غَلِيظٌ قَوْلُهُ: «نَكُفُّ فَوَاشِيَنَا» أَظُنُّهُ مَا ظَهَرَ مِنْ صَبِيٍّ وَصَبِيَّةٍ , وَعَبْدٍ وَأَمَةٍ , وَمَاشِيَةٍ , مِنْ قَوْلِهِمْ: فَشَا يَفْشُو: إِذَا ظَهَرَ , وَتَفَشَّى بِهِمُ الْمَرَضُ , وَتَفَشَّتْ عَلَيْهِ أُمُورُهُ , إِذَا انْتَشَرَتْ قَوْلُهُ: «حَتَّى تَسْمَعَ فَشِيشَهَا» وَسَمِعْتُ بَيْنَ فَخِذَيْهَا مِثْلَ فَشِيشِ الْحَرَابِشِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: سَمِعْتُ فَشِيشَ وَكَشِيشَ الْأَفْعَى , وَهُوَ صَوْتُ جِلْدِهَا إِذَا مَشَتْ فِي الْيَبَسِ , وَصَوْتُهَا مِنْ فَمِهَا الْفَحِيحُ وَالْحَرَابِشُ: جِنْسٌ مِنَ الْحَيَّاتِ وَقَالَ رُؤْبَةُ: وَازْجُرْ بَنِي النَّجَّاخَةِ الْفَشُوشِ

قَوْلُهُ: «يَفْشُو الْكَذِبَ» يَقُولُ: يَظْهَرُ وَتَفَشَّى فِيهِمُ الْمَرَضُ أَيْ: كَثُرَ كَمَا قَالَ: [البحر الرمل] قَدْ بَنَى اللُّؤْمُ عَلَيْهِمْ بَيْتَهُ ... وَفَشَتْ فِيهِمْ مَعَ اللَّوْمِ الْقَلَحْ وَالْفَشُّ تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدُّونِ وَالْفَشُّ: حَمْلُ الْيَنْبُوتِ قَوْلُ عُتْبَةَ: «لَيْسَ فِيهَا فَشُوشٌ» حَدَّثِني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ: الْفَشُوشُ: الَّتِي إِذَا مَشَتِ انْفَشَّ لَبَنُهَا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: كَأَنَّهُ كَانَ سِقَاءً فُشَّ " أَيْ فُتِحَ فَانْفَشَّ مَا فِيهِ: خَرَجَ

باب: فشح

§بَابُ: فشح

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ ثَوْرٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَبَايَعَهُ ثُمَّ §فَشَحَ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ» يُقَالُ: فَشَحَتِ النَّاقَةُ: إِذَا تَوَسَّعَتْ لِتَبُولَ

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: صنم

§بَابُ: صنم

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَأَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ: طُفْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §فَمَسِسْتُ بَعْضَ الْأَصْنَامِ فَقَالَ: «لَا تَمَسَّهَا» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: الصَّنَمُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمِيعُ أَصْنَامٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]

باب: نمص

§بَابُ: نمص

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيُّ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: «§لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْمُتَنَمِّصَاتِ» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: النَّامِصَةُ: النَّاتِقَةُ , وَالْمُتَنَمِّصَةُ الْمَفْعُولُ ذَاكَ بِهَا بِرِضَاهَا وَالْمِنْمَاصُ: الْمِنْقَاشُ الَّذِي يُنْتَفُ بِهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ أَنْمَصُ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ حَاجِبَانِ وَامْرَأَةٌ نَمْصَاءُ , وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] وَيَأْكُلْنَ مِنْ قَوٍّ لَعَاعًا وَرِبَّةٍ ... تَجَبَّرَ بَعْدَ الْأَكْلِ فَهْوَ نَمِيصُ قَوْلُهُ: «لَعَاعًا» نَبْتٌ رَطْبٌ , «وَرِبَّةٍ» : نَبْتٌ «تَجَبَّرَ» : طَالَ وَرَجُلٌ أَمْرَطُ الْحَاجِبَيْنِ , وَامْرَأَةٌ مَرْطَاءُ الْحَاجِبَيْنِ: لَا يُسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِ الْحَاجِبَيْنِ -[829]- حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّمَصُ: بَقْلٌ يَنْبَتُ فِي أَرْضٍ صُلْبَةٍ يُشْبِهُ الْبُهْمَى , وَهُوَ أَوَّلُ الْبَقْلِ نَبَاتًا فِي بِلَادِهَا , وَإِنْ أَصَابَتْهُ أَدْنَى رِيحٌ اصْفَرَّتْ , الْوَاحِدَةُ نَمَصَةٌ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] وَلَمْ تَعَجَّلْ بِقَوْلٍ لَا بَقَاءَ لَهُ ... كَمَا تَعَجَّلَ نَبْتُ الْخُضْرَةِ النَّمَصُ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ , أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ , عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ التَّمِيمِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ: {§وَلَاتَ حينَ مَنَاصٍ} [ص: 3] «لَيْسَ بِحِينِ نُزُوٍّ وَلَا فِرَارٍ» أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: النَّوْصُ: التَّأَخُّرُ , وَالْبَوْصُ: التَّقَدُّمُ , قَالَ: [البحر الطويل] أَمِنْ ذِكْرِ سَلْمَى أَنْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ... فَتَقْصُرُ عَنْهَا خُطْوَةً وَتَبُوصُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْمَنَاصُ: الْمَنْجَاةُ وَالْفَوْتُ , قَالَ: [البحر الرجز] آسَادُ غِيلٍ حِينَ لَا مَنَاصِ -[830]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ فُلَانٌ يَنُوصُ , لَا يَقْدِرُ يَبُوصُ إِلَى فُلَانٍ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَنْفَعَةِ , وَهُوَ النَّوَصَانُ

غريب ما روى أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: خيف

§بَابُ: خيف

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيْنَ تَنْزِلُ غَدًا؟ قَالَ: «§نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ» يَعْنِي الْمُحَصَّبَ قَوْلُهُ: «بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَيْفُ: مَا ارْتَفَعَ عَنْ مَجْرَى السَّيْلِ , عَنْ غِلَظِ الْجَبَلِ , وَمَسْجِدُ مِنًى يُسَمَّى الْخَيْفَ , لِأَنَّهُ فِي سَفْحِ جَبَلٍ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] طَافَ الْخَيَالَانِ فَهَاجَا سَقَمَا ... بِالْخَيْفِ مِنْ مَكَّةَ نَاسًا نُوَّمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: نَاقَةٌ خَيْفَاءُ: إِذَا كَانَتْ وَاسِعَةَ جِلْدِ الضَّرْعِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْخَيْفُ: جِرَابُ الضَّرْعِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] -[832]- تَزِينُ لَحْيَيْ لَاهِجٍ مُخَلَّلِ ... عَنْ ذِي قَرَامِيصَ لَهَا مُحَجَّلِ يْفٍ كَإِثْنَاءِ السِّقَاءِ الْمُسْمَلِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَصَفَ إِبِلًا , فَقَالَ: تَزْبِنُ: تَدْفَعُ لَحْمَيْ وَلَدِهَا , أَرَادَ تُرْضِعُ مِنْ شِدَّةِ عَطَشِهَا وَلَاهِجٍ: لَهِجٍ بِالرَّضَاعِ مُخَلَّلِ: قَدْ جُعِلَ فِي أَنْفِهِ خِلَالٌ لِئَلَّا يَرْضَعَ قَوْلُهُ: «عَنْ ذِي قَرَامِيصَ» شَبَّهَ ضَرْعَهَا بِقَرْمُوصِ الطَّائِرِ مُحَجَّلٍ: قَدِ ابْيَضَّ مَوْضِعُ الصِّرَارِ خَيْفٌ: جِلْدُ الضَّرْعِ وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ أَشْرَفَ عَلَى شَيْءٍ فَالْمُشْرِفُ خَيْفٌ لِلْمُتَطَامِنِ وَخَيْفُ النَّاقَةِ: إِشْرَافُ الضَّرْعِ عَلَى الْبَطْنِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: بَعِيرٌ أَخْيَفُ: إِذَا كَانَ وَاسِعَ جِلْدِ الثِّيلِ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] صَوَّى لَهَا ذَا كِدْنَةٍ جُلْذِيَّا ... أَخْيَفَ كَانَتْ أُمُّهُ صَفِيَّا -[833]- وَفَرَسٌ أَخْيَفُ: إِحْدَى عَيْنَيْهِ زَرْقَاءُ , وَالْأُخْرَى كَحْلَاءُ , وَالْجَمِيعُ خُوفٌ

باب: خوف

§بَابُ: خوف

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , أَخْبَرَنَا يَحْيَى , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللَّهُ» قَوْلُهُ: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ» الْخَوْفُ: الْفَزَعُ , وَكَذَلِكَ: التَّخْوِيفُ , وَطَرِيقٌ مَخُوفٌ: يَخَافُهُ النَّاسُ , وَمُخِيفٌ: يُخِيفُ النَّاسَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخِيفُ: جَمَاعَةُ خِيفَةٍ , مِنَ الْخَوْفِ قَالَ الْهُذَلِيُّ: [البحر المتقارب] فَلَا تَقْعُدَنَّ عَلَى زَخَّةٍ ... فَتُضْمِرَ فِي الْقَلْبِ وَجْدًا وَخِيفَا وَوَجَعٌ مُخِيفٌ: أَيْ يُخِيفُ مَنْ رَآهُ , وَحَائِطٌ مَخُوفٌ , وَثَغْرٌ مَخُوفٌ , وَطَرِيقٌ مَخُوفٌ أَيْ يُفَرَقُ مِنْهُ , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 47]

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ شَبَابَةَ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 47] : «تَنَقُّصِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: «§أَوْ يَأْخُذَهُمْ تَنَقُّصًا» حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: عَلَى تَخَوُّفٍ , يَقُولُ: عَلَى تَنَقُّصٍ حَدَّثَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: عَلَى تَخَوُّفٍ: تَنَقُّصٍ , قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] إِلَامَ عَلَى الْهِجَاءَ وَكُلَّ يَوْمٍ ... يُلَاقِينِي مِنَ الْحَيْرَانِ غُولُ تَخَوُّفُ غَدْرِهِمْ مَالِي وَأُهْدِي ... سَلَاسِلَ فِي الْحُلُوقِ لَهَا صَلِيلُ قَوْلُهُ: «تَخَوُّفٍ» تَنَقُّصٍ وَسَلَاسِلَ: يَعْنِي قَوَافِيَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: «عَلَى تَخَوُّفٍ» جَاءَ التَّفْسِيرُ أَنَّهُ تَنَقُّصٍ , وَالْعَرَبُ تَقُولُ: تَحَوَّفْتُهُ بِالْحَاءِ , أَيْ تَنَقَّصْتُهُ مِنْ حَافَاتِهِ فَهَذَا الَّذِي سَمِعْتُ وَقَدْ جَاءَ التَّفْسِيرُ بِالْخَاءِ , وَمِثْلُهُ مَا قُرِئَ بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ -[836]-: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} [المزمل: 7] (وَسَبْخًا) وَالسَّبخُ: السَّعَةُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرَ:

حَدَّثَنَا حَسَيْنٌ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ أَسْبَاطٍ , عَنِ السُّدِّيِّ: " §عَلَى تَخَوُّفٍ لِرَبِّهِمْ: أَنَّهُ تَخَوَّفَهُمْ بِهَا , فَإِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا عَذَّبَهُمْ

باب: خفي

§بَابُ: خفي

حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ: " أَنَّهُ ذَكَرَ إِسْلَامَهُ , فَقَالَ: «ضُرِبْتُ فَسَقَطْتُ §كَأَنِّي خِفَاءٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ سَلَمَةَ , عَنْ حُجْرِ بْنِ عَنْبَسٍ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ , عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , فَلَمَّا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] , §قَالَ آمِينَ يُخْفِي بِهَا صَوْتَهُ "

حَدَّثَنَا مَسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنْ شُعْبَةَ , عَنْ سَلَمَةَ , عَنْ حُجْرٍ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ , يُحَدِّثُ , عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ , عَنْ وَائِلٍ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَالَ: " {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] : قَالَ: آمِينَ , §أَخْفَى بِهَا صَوْتَهُ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ سَلَمَةَ , عَنْ حُجْرٍ , عَنْ وَائِلٍ: «سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآمِينَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ , وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ , عَنْ أَبِيهِ: «§صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَالَ آمِينَ رَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُجْرٍ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَمَّا قَالَ: آمِينَ , §سَمِعَهُ مَنْ خَلْفَهُ " قَوْلُهُ: «سَقَطْتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ» , قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْخِفَاءُ: الْكِسَاءُ وَأَنْشَدَ لِأَوْسٍ: [البحر الطويل]

فَلَمَّا رَأَى حَبْسًا مِنَ الْحَشْكِ بَلَّهَا ... وَخَرَّ كَمَا خَرَّ الْخِفَاءُ الْمُجَدَّلُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] عَلَيْهِ زَادٌ وَأَهْدَامٌ وَأَخْفِيَةٌ ... قَدْ كَادَ يَجْتَرُّهَا عَنْ ظَهْرِهِ الْحَقَبُ وَالْخِفَاءُ: ثَوْبٌ تَلْبَسُهُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثِيَابِهَا , قَالَ: [البحر الرجز] جَرَّ الْعَرُوسِ جَانِبَيْ خِفَائِهَا قَوْلُهُ: «يُخْفِي صَوْتَهُ بِآمِينَ» رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ شُعْبَةَ , عَنْ سَلَمَةَ: يُخْفِي , وَبَعْضٌ رَوَى: وَأَخْفَى وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ الَّذِينَ قَالُوا: يُخْفِي بِرَفْعِ الْيَاءِ أَرَادُوا يَخْفَى بِنَصْبِ الْيَاءِ , وَأَنَّ الَّذِينَ قَالُوا: أَخْفَى بِأَلْفٍ أَرَادُوا خَفَى بِغَيْرِ أَلِفٍ , لِأَنَّ أَخْفَى كَمَا ذُكِرَ يُخْفِي: سَتَرَ وَخَفَى يَخْفِي: أَظْهَرَ , وَكُلٌّ لَمْ يُصِبْ وَجْهَ الْكَلَامِ , لِأَنَّ شُعْبَةَ رَوَاهُ: أَخْفَى , كَمَا ذَكَرَ يَزِيدُ وَيَحْيَى وَغُنْدَرٌ , وَاسْتَجَازَ أَبُو الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانُ أَنْ يَقُولَا: يُخْفِي أَوْ يَكُونُ قَالَ: يَخْفِي , فَاسْتَجَازَ الَّذِينَ قَالُوا أَخْفَى لِأَنَّهَا

مِنْهَا أَخْفَى وَيَدُلُّ عَلَى رِوَايَةِ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ قَوْلُهُ: يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآمِينَ , فَلَوْ أَخْفَاهَا لَمْ يُعْلَمْ بِمَدِّهَا وَقَوَّى مَا رَوَى سُفْيَانُ حَدِيثُ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ , عَنْ أَبِيهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِآمِينَ» وَأَصْلُ ذَلِكَ أَنَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَنِ الْفَرَّاءِ: أَخْفَيْتُ: سَتَرْتُ , وَخَفَيْتُ: أَظْهَرْتُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الِاخْتِفَاءُ: الِاسْتِخْرَاجُ , وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ النَّبَّاشَ الْمُخْتَفِيَ , لِأَنَّهُ يَسْتَخْرِجُ الْمَيِّتَ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ مَالِكٍ , حَدَّثَنِي أَبُو الرِّجَالِ , عَنْ عَمْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §لَعَنَ الْمُخْتَفِيَ وَالْمُخْتَفِيَةَ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ كَامِلٍ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ «§مَنِ اخْتَفَى مَيِّتًا فَكَأَنَّمَا قَتَلَهُ» الِاخْتِفَاءُ: اللَّبْسُ

حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: «§أَخَذْتُ مُخْتَفِيًا فَقَطَعْتُ يَدَهُ»

حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَيْلَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ , رَاوِيَةِ الْكُمَيْتِ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: قَرَأَ {§إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} بِقَوْلِهِ: أُظْهِرُهَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: خَفِيَ الْبَرْقُ يَخْفَى خَفْيًا إِذَا بَرَقَ ضَعِيفًا وَقَالَ الْكَسَائِيُّ: خَفَا يَخْفُو خُفُوًّا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: خَفَا الْبَرْقُ يَخْفِي: إِذَا ظَهَرَ وَقَالَ سَاعِدَةُ: [البحر الكامل] حَيْرَانُ يَرْكَبُ أَعْلَاهُ أَسَافِلَهُ ... يَخْفِي جَدِيدَ تُرَابِ الْأَرْضِ مُنْهَزِمُ وَصَفَ سَحَابًا فَقَالَ: هُوَ حَيْرَانُ , لَا يَبْرَحُ يَخْفِي: يُظْهَرُ وَمُنْهَزِمٌ: مُنْخَرِقٌ بِالْمَاءِ

وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] يَخْفِي التُّرَابَ بِأَظْلَافٍ ثَمَانِيَةٍ ... فِي أَرْبَعٍ وَقْعُهُنَّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ وَصَفَ ثَوْرًا فَرَّ مِنْ صَائِدٍ فِي أَرْبَعٍ , يَعْنِي قَوَائِمَ , فِي ثَمَانِيَةِ أَظْلَافٍ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا ... خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ عَشِيٍّ مُحَلَّبِ وَصَفَ فَرَسًا خَفَى: اسْتَخْرَجَ بِحَوَافِرِهِ النَّارَ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ: مِنْ أَجْحِرَتِهِنَّ كَمَا اسْتَخْرَجَ هَذَا الْمَطَرُ الْفَأْرَ مِنْ أَجْحِرَتِهَا , وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] يُثِيرُونَ مَا تَحْتَ الْحَصَى مِنْ لَبَانِهِ ... كَمَا يَخْتَفِي الْبَهْشَ الدَّفِينَ الثَّعَالِبُ

وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] أَرِقْتُ لِبَرْقٍ فِي نَشَاصٍ خَفَتْ بِهِ ... سَوَاجِمُ فِي أَعْنَاقِهِنَّ بُرُوقُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَمُدَعَّسٌ فِيهِ الْأَنِيضُ اخْتَفَيْتُهُ ... بِجَرْدَاءَ يَنْتَابُ الثَّمِيلَ حِمَارُهَا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: أَخْفَى: لَهُ مَوْضِعَانِ , مَوْضِعُ إِظْهَارٍ , وَمَوْضِعُ كِتْمَانٍ , كَسَائِرِ حُرُوفِ الْأَضْدَادِ وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْخَطَّابِ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ عَنْ أَهْلِهِ فِي بَلَدِهِ: [البحر المتقارب] فَإِنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لَا نُخْفِهِ ... وَإِنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لَا نَقْعُدِ وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِيُّ: نَخْفِهِ بِنَصْبِ النُّونِ , يَقُولُ: لَا نُظْهِرُهُ وَلَوْ صَحَّ مَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ رَفْعُ النُّونِ فِي نُخْفِهِ كَانَتْ مِنْ أَخْفَى ,

وَكَانَ فِي ذَلِكَ حُجَّةٌ لِشُعْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ حِينَ قَالَ: أَخْفَى صَوْتَهُ , وَلَكِنَّهُ لَيْسَ وَجْهَ الْكَلَامِ , لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: خَفَيْتُ مَلَّتِي مِنَ النَّارِ: اسْتَخْرَجْتُهَا وَيُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ الَّتِي قَدِ انْدَفَنَتْ ثُمَّ اسْتَخْرَجْتَهَا خَفِيَّةٌ وَالْجَمِيعُ خَفَايَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: بَرِحَ الْخَفَاءُ: وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ , وَأَصْلُهُ مِنَ الْبَرَاحِ , وَالْبَرَاحُ: الْمُتَّسَعُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُسْتَوِي , تَقُولُ: صَارَ فِي بَرَاحٍ , أَيْ فِي أَمْرٍ مُنْكَشِفٍ

باب: أخفى

§بَابُ: أخفى

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ , وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ , اقْرَأُوا {§فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ قَبَاثِ بْنِ رَزِينٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ: «§السُّنَّةُ أَنْ تُقْطَعَ الْيَدُ الْمُسْتَخْفِيَةُ , وَلَا تُقْطَعُ الْيَدُ الْمُسْتَعْلِنَةُ» قَوْلُهُ: «خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ» ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الذِّكْرَ: الدُّعَاءُ , -[846]- وَقَالُوا: خَيْرُهُ مَا أَخْفَاهُ الرَّجُلُ , وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الشُّهْرَةُ , وَانْتِشَارُ خَبَرِ الرَّجُلِ , فَقَالَ: خَيْرُهُ مَا كَانَ خَفِيًّا لَيْسَ بِظَاهِرٍ , لِأَنَّ سَعْدًا أَجَابَ ابْنَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَرَادَهُ عَلَيْهِ , وَدَعَاهُ إِلَيْهِ مِنَ الظُّهُورِ وَطَلَبِ الْخِلَافَةِ , فَحَدَّثَهُ بِمَا سَمِعَ قَوْلُهُ: «مَا أُخْفِيَ لَهُمْ» هَذَا مِنَ الْغَيْبِ وَالسِّتْرِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ , عَنْ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي رَجَاءٍ , عَنِ الْحَسَنِ: " §أَخْفَى لَهُمْ بِالْخُفْيَةِ خُفْيَةً , وَبِالْعَلَانِيَةِ عَلَانِيَةً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} [السجدة: 17] " فَلَمْ يَخْتَلِفِ الْقُرَّاءُ وَالْمُفَسِّرُونَ أَنَّ ذَلِكَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ لَهُمْ

حَدَّثَنَا هَارُونُ , حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ , عَنْ أَبِي صَخْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: «§أَخْفَوْا لِلَّهِ أَعْمَالًا وَأَخْفَى لَهُمْ ثَوَابًا , فَلَوْ قَدِمُوا عَلَيْهِ أَقَرَّ تِلْكَ الْأَعْيُنَ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ , عَنِ الْغِطْرِيفِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ: {§مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} [السجدة: 17] قَالَ: «الْعَبْدُ يَعْمَلُ سِرًّا أَسَرَّهُ إِلَى اللَّهِ فَأَسَرَّ اللَّهُ لَهُ قُرَّةَ عَيْنٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7] فَأَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ السِّرَّ: مَا أَسْرَرْتَهُ فِي نَفْسِكَ , وَأَخْفَى مِنْ ذَلِكَ: مَا لَمْ تُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَكَ وَقَالُوا أَقْوَالًا كُلَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الْكِتْمَانِ لَا الْإِظْهَارِ وَكَذَلِكَ {بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام: 28] يَعْنِي مَا يَسْتُرُونَ وَقَالَ: «وَيَعْلَمُ مَا يُخْفُونَ وَمَا يُعْلِنُونَ» وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ} [إبراهيم: 38] وَمِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ , وَالْعَرَبِيَّةِ , وَالشِّعْرِ وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ أُبَيٍّ فِيمَا أَنْشَدَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: [البحر الطويل]

لَقَدْ طَالَ مَا أَخْفَيْتُ حُبَّكَ فِي الْحَشَا ... وَفِي الْقَلْبِ حَتَّى كَادَ فِي الْقَلْبِ يَجْرَحُ قَدِيمًا وَلَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ عَالِمٌ ... وَإِنْ كَانَ مَوْمُوقًا يَوَدُّ وَيَنْصَحُ قَوْلُهُ: «تُقْطَعُ الْيَدُ الْمُسْتَخْفِيَةُ» هَذَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ أَنَّهُ مِنَ الِاسْتِخْفَاءِ: الِاسْتِتَارِ وَالتَّغَيُّبِ , كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ} [النساء: 108] حَدَّثَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: اسْتَخْفَيْتُ مِنْكَ , وَلَا تَقُلِ: اخْتَفَيْتُ أَيْ: اسْتَتَرْتُ , وَأَنْشَدَنَا مُصْعَبٌ: [البحر الطويل] غَلَا التَّمْرُ وَاسْتَخْفَى جُبَيْرٌ وَفَرَّخَتْ ... عَصَافِيرُ فِي رَاءُوقَةِ الْمُتَثَلِّمِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَإِنَّكُمَا يَا ابْنِي جَنَابٍ وُجِدْتُمَا ... كَمَنْ دَبَّ يَسْتَخْفِي وَفِي الْحَلْقِ جُلْجُلُ وَأَظُنُّهُمْ سَمَّوُا الْجِنَّ الْخَافِيَ لِاسْتِتَارِهِمْ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَافِي: الْجِنُّ وَالْجَمِيعُ الْخَوَافِي وَالْخَوَافِي مِنَ السَّعَفِ مَا دُونَ الْقِبْلَةِ , وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يُسَمُّونَهَا الْعَوَاهِنَ , وَالْخَوَافِي مَا دُونَ رِيشَاتِ الْعَشْرِ الَّتِي مِنْ مُقَدَّمِ الْجَنَاحِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ: §أَنَا أَغْتَالُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَا دَلِيلٌ خِرِّيتٌ , وَمَعِي خِنْجَرٌ مِثْلُ خَافِيَةِ النَّسْرِ , فَأُسَوِّرُهُ ثُمَّ آخُذُ فِي عَيْرٍ عَدْوًا " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَالْعَيْرُ: الْجَبَلُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الْخَوَافِي: السَّعَفَاتُ اللَّوَاتِي يَلِينَ الْقِبْلَةَ عِنْدَ أَهْلِ نَجْدٍ , وَهِيَ الْعَوَاهِنُ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ وَخَوَافِي الرِّيشِ قَوَادِمُهُ , الْوَاحِدُ خَافِيَةٌ وَقَادِمَةٌ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] خَوَافِيَ رِيشٍ بُزَّ عَنْهُنَّ مَنْكِبُ

وَالْخَفِيَّةُ: غَيْضَةٌ مُلْتَفَّةٌ يَتَّخِذُ فِيهَا الْأَسَدُ عِرِّيسَتَهُ وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ مِنْ مَسَابِعِ الْأَسَدِ , وَكَذَلِكَ شَرًى قَالَ: [البحر الطويل] أُسُودُ شَرًى لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... تَسَاقَيْنَ حَتَّى كُلُّهُنَّ حَوَارِدُ وَقَالَ الْأَشْهَبُ بْنُ رُمَيْلَةَ: [البحر الطويل] أُسُودُ كَرَا لَاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةً ... تَسَاقَوْا عَلَى حَرْدٍ دِمَاءَ الْأَسَاوِدِ وَعِرِّيسَةُ الْأَسَدِ: مَوْضِعُهُ الَّذِي يَأْلَفُهُ وَيَأْوِي إِلَيْهِ قَالَ: [البحر البسيط] يَا طَيِّئَ السَّهْلِ وَالْأَجْبَالِ مَوْعِدُكُمْ ... كَمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عَرِّيسَةِ الْأَسَدِ وَالْخَفِيَّةُ: بِئْرٌ كَانَتْ قَدِيمَةً فَانْدَفَنَتْ ثُمَّ حُفِرَتْ وَالْجَمِيعُ خَفَايَا وَالْخَفِيَّاتُ وَخَفَتَ صَوْتُهُ مِنَ الْجُوعِ , وَخَفَتَ الرَّجُلُ: إِذَا مَاتَ وَانْقَطَعَ كَلَامُهُ , وَخَافَتَ الرَّجُلُ بِقِرَاءَتِهِ , وَزَرْعٌ خَافِتٌ: لَمْ يَبْلُغْ طُولَهُ وَالرَّجُلُ يُخَافِتُ الْمَضْغَ , وَالْإِبِلُ تُخَافِتُ الْمَضْغَ لِلْجَرِيَّةِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل]

يُخَافِتْنَ بَعْضَ الْمَضْغِ مِنْ خِيفَةِ الرَّدَى ... وَيُصْغِينَ لِلسَّمْعِ انْتِصَاتَ الْقَنَاقِنِ الْمَعْنَى: أَنَّهُ ذَكَرَ الْأَرَاوِي أَنَّهُنَّ يُخَافِتْنَ بَعْضَ مَضْغِهِنَّ , أَيْ يَكْتُمْنَ خِيفَةَ الرَّدَى: الْهَلَاكُ , أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ الصَّائِدُ فَيَصِيدَهُنَّ وَيُصْغِينَ بِأَسْمَاعِهِنَّ لِلْحِسِّ: يَسْمَعْنَهُ وَيَنْصِبْنَ رُءُوسَهُنَّ لِذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ الْقُنَاقِنُ وَهُوَ الْمُهَنْدِسُ إِذَا اسْتَمَعَ لِيَعْلَمَ مَوْضِعَ الْمَاءِ لِيسَتْخِرَجَهُ وَجَمِيعُ الْقُنَاقِنِ قَنَاقِنُ

باب: خف

§بَابُ: خف

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ التَّيْمِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ: «تَذَاكَرَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو رُهْمٍ الْفِتْنَةَ , فَكَأَنَّ أَبَا رُهْمٍ §خَفَّ فِيهَا»

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: §إِنِّي قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ , فَاسْتَخَفَّهُ الْفَرَحُ: وَقَالَ: «أَرِنِيهُ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ , عَنْ زَيْنَبَ , قَالَتْ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ §خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ مُغِيرَةَ , عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ: «§يُوخَفُ سِدْرٌ فَيُغْسَلُ بِهِ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ , حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ نَخَّاسًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَتَاهُ وَنَحْنُ عِنْدَهُ , وَقَدْ كَانَ بَاعَهُ جَارِيَةً بِثَمَانِمِائَةٍ , فَقَالَ لَهُ: «إِنَّهُ قَدْ §كَانَ مِنِّي خُفُوفٌ , فَإِنْ كُنْتُمْ رَضِيتُمْ فَأَمْسِكُوا , وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَرُدُّوا» قَوْلُهُ: «لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ» يُرِيدُ الْإِبِلَ لِأَنَّ لَهَا أَخْفَافًا , وَلِلْبَقَرِ أَظْلَافٌ , وَلِلْخَيْلِ حَوَافِرُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: «لَيَبْلُغَنَّ الْإِسْلَامُ مَبْلَغَ الْخُفِّ وَالْحَافِرِ» يُرِيدُ الْإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَخُفُّ الْبَعِيرِ: مَجْمَعُ فِرْسِنِهِ يُقَالُ: هَذَا خُفُّهُ وَهَذِهِ فِرْسِنُهُ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] لَهَا أَمْرُهَا حَتَّى إِذَا مَا تَبَوَّأَتْ ... بِأَخْفَافِهَا مَأْوًى تَبَوَّأَ مَضْجَعَا

قَوْلُهُ «خَفَّ فِيهَا» خِفَّةُ الرَّجُلِ: طَيْشُهُ فِي عَمَلِهِ وَرَجُلٌ خُفَافٌ قَالَ: الْخَفِيفُ الْقَلْبِ , وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَقَدْ جَعَلْنَا فِي وَضِينِ الْأَحْبُلِ ... جَوْزَ خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ الْوَضِينُ: النِّسْعَةُ الْعَرِيضَةُ مِثْلُ الْحِزَامِ , وَجَوْزُ خُفَافٍ وَسَطَ خُفَافِ بَعِيرٍ قَلْبُهُ خَفِيفٌ وَبَدَنُهُ مُثَقَّلُ قَوْلُهُ: «فَاسْتَخَفَّهُ الْفَرَحُ» تَحَرَّكَ لِذَلِكَ وَخَفَّ لَهُ , كَأَنَّهُ كَانَ ثَقِيلًا فَخَفَّ أَصْلُهُ السُّرْعَةُ , قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَوْ بَكَرُوا ... فَمَا تُوَاصِلُهُ سَلْمَى وَمَا تَذَرُ قَوْلُهُ: «خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ» أَخَفَّ إِذَا خَفَّتْ حَالُهُ , وَأَخَفَّ إِذَا كَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ , قَالَ: [البحر الطويل] يَزِلُّ الْغُلَامُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ ... وَيَلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ

قَوْلُهُ: «يُوخَفُ السِّدْرُ» الْوَخِيفُ خَلْطُكَ الْخَطْمِيَّ تُوخِفُهُ قَوْلُهُ: «كَانَ مِنِّي خُفُوفٌ» الْخُفُوفُ: سُرْعَةُ السَّيْرِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَيْفَانُ: الْجَرَادُ إِذَا صَارَتْ فِيهِ حُمْرَةٌ وَسَوَادٌ وَصُفْرَةٌ , الْوَاحِدَةُ: خَيْفَانَةٌ , وَسُمِّيَتِ الْفَرَسُ خَيْفَانَةً , شُبِّهَتْ بِالْجَرَادِ لِخِفَّتِهَا , قَالَ: [البحر المتقارب] وَأَرْكَبُ فِي الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ... كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّاسُ أَخْيَافٌ: أَيْ مُخْتَلِفُونَ وَالْخَافَةُ: خَرِيطَةٌ مِنْ أَدَمٍ يَتَقَلَّدُهَا الرَّجُلُ إِذَا صَعِدَ إِلَى الْعَسَلِ وَالْخَافَةُ: جُبَّةُ جُلُودٍ يَلْبَسُهَا السَّقَّاءُ وَالْخَافَةُ: الْغَيْبُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْأَخْفَجُ: مُعْوَجُّ الرِّجْلِ

باب: فخ

§بَابُ: فخ

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُهَاجِرٍ , عَنْ شَمَّاسٍ: «كُنْتُ أَخْرُجُ §أَصِيدُ بِفَخٍّ لِي»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: " سَأَلْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ عَنْ §صَيْدِ الْفَخِّ , قَالَ: «لَا يَصْلُحُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§كُلُّ بَائِلَةٍ تُفِيخُ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ أُسَامَةَ , عَنْ نَافِعٍ: «أَنَّ ابْنَ عُمَرَ , كَانَ §يَمْسَحُ يَأْفُوخَهُ»

قَوْلُهُ: «كَرِهَ صَيْدَ الْفَخِّ» هُوَ شَيْءٌ مَعْرُوفٌ يُصَادُ بِهِ وَقَوْلُهُ: «كُلُّ بَائِلَةٍ تُفِيخُ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: الْإِفَاخَةُ: التَّفَرُّجُ لِلْبَوْلِ , وَيُقَالُ: الْإِفَاخَةُ: الرِّيحُ بِالدُّبُرِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْإِفَاخَةُ: خُرُوجُ الرِّيحِ أَفَاخَ يَفُيخُ إِفَاخَةً. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَفَاخَتْ تُفِيخُ , لَمْ نَعْرِفْهُ وَلَمْ يَرِدْ عَلَيَّ هَذَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُّ بَائِلٍ تُفِيخُ وَيُفِيخُ: إِذَا خَرَجَتْ مِنْهُ الرِّيحُ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] أَفَاخَ وَأَلْقَى الدِّرْعَ عَنْهُ وَلَمْ أَكُنْ ... لِأُلْقِيَ عَنِّي الدِّرْعَ مِمَّنْ أُقَاتِلُهْ وَقَالَ آخَرُ: أَفَاخُوا مِنْ رِمَاحِ الْخَطِّ لَمَّارَأَوْنَا قَدْ شَرَعْنَاهَا نِهَالَا الْفَخِيخُ: دُونَ الْغَطِيطِ مِنَ النَّائِمِ قَوْلُهُ: «يَمْسَحُ يَافُوخُهُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْيَأْفُوخُ: وَسَطُ الْهَامَةِ حَيْثُ الْتَقَى عَظْمُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ وَعَظْمُ مُؤَخَّرِهِ وَهُوَ حَيْثُ يَكُونُ لَيِّنًا مِنَ الصَّبِيِّ يُقَالُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَلَاقَى الْعَظْمَانِ مِنَ

الصَّبِيِّ: اللَّمَّاعَةُ , وَالرَّمَّاعَةُ وَالنَّمَغَةُ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] صَقْعًا إِذَا صَابَ الْأَيَافِيخَ احْتَفَرْ ... فِي الْهَامِ دَحْلَانًا يُفَرِّسْنَ النُّعَرْ يَقُولُ: احْتَفَرَ دَحْلَانًا فِي الْهَامِ وَهِيَ هُوَّةٌ فِي الْأَرْضِ يُفَرِّسْنَ: يَقُولُ: يُقَتِّلْنَ , وَالْفَرْسُ: أَصْلُهُ دَقُّ الْعُنُقِ وَالنُّعَرُ: ذُبَابٌ يَدْخُلُ فِي أَنْفِ الْبَعِيرِ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ , فَجَعَلَ ذَلِكَ مَثَلًا لِلْمُتَكَبِّرِ وَالْفَيْخَةُ: السُّكُرُّجَةُ

باب: فخم

§بَابُ: فخم

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ , حَدَّثَنَا جَمِيعُ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا رَجُلٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ» §فْخَمًا مُفَخَّمًا " يُقَالُ: فَخُمَ فَخَامَةً إِذَا كَانَ ضَخْمًا

الحديث الثاني

§الْحَدِيثُ الثَّانِي

باب: طبق

§بَابُ: طبق

حَدَّثَنَا عَمْرٌو , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , عَنْ سَالِمٍ , عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ , عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ , أَوْ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا طَبَقًا غَدَقًا»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ , عَنْ عَلْقَمَةَ , وَالْأَسْوَدِ , قَالَا: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ §فَلْيُطْبِقْ بَيْنَ كَفَّيْهِ , فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ سُلَيْمَانَ -[861]-: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ذَكَرَ الرَّحْمَةَ فَقَالَ: مِائَةٌ , §كُلُّ رَحْمَةٍ طِبَاقُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَخِيهِ , عَنْ أَبِيهِ: " عَنْ عَائِشَةَ , فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ , قَالَتْ: «§زَوْجِي عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , أَنَّ الْحَسَنَ , حَدَّثَ: " أَنَّ هَيَّاجَ بْنَ عِمْرَانَ قَالَ فِي غُلَامٍ لَهُ أَبَقَ: لَئِنْ قَدَرَ عَلَيْهِ §لَيَقْطَعَنَّ مِنْهُ طَابِقًا فَسَأَلَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ فَقَالَ: كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ "

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ , حَدَّثَنَا حِبَّانُ بن أَبي جَبَلَةَ , حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُلْقِيَ النَّوَى §عَلَى الطَّبَقِ الَّذِي فِيهِ التَّمْرُ»

حَدَّثَنَا

حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ: " كَتَبَ عَلِيٌّ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: «§جَعَلْتَ مَرُوءَتَكَ لِلدُّنْيَا تَبَعًا لِامْرِئٍ مَهْتُوكٍ كَمَا وَافَقَ شَنًّا طَبَقُهُ» قَوْلُهُ: «غَيْثًا طَبَقًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَيْثُ الطَّبَقُ: الْعَامُّ , يُقَالُ: اسْقِنَا غَيْثًا طَبَقًا: يَعْنِي عَامًّا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الرمل] دِيمَةٌ هَطْلَاءُ فِيهَا وَطَفٌ ... طَبَقَ الْأَرْضِ تَحَرَّى وَتَدُرُّ قَوْلُهُ: «فَلْيُطْبِقْ» يَعْنِي كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى كَفِّهِ الْيُسْرَى يُقَالُ: طَابَقْتُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ: جَعَلْتُهُمَا عَلَى حَذْوٍ وَاحِدٍ , قَالَ: [البحر الطويل] أَعَاذِلُ قَدْ لَاقَيْتُ مَا يَزَعُ الْفَتَى ... وَطَابَقْتُ فِي الْحِجْلَيْنِ مَشْيَ الْمُقَيَّدِ

قَوْلُهُ: طِبَاقُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " أَيْ يَغْشَى الْأَرْضَ كُلَّهَا وَقَوْلُهُ: «عَيَايَاءُ طَبَاقَاءُ» الْعَيَايَاءُ: الَّذِي لَا يُلْقِحُ الْإِبِلَ , وَالطَّبَاقَاءُ: الْغَبِيُّ الْأَحْمَقُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: طَبَاقَاءُ: أَبْكَمُ لَا يُحْسِنُ شَيْئًا وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: الطَّبَاقَاءُ: الْأَخْرَقُ الْعَنِيفُ فِي الْعَمَلِ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] طَبَاقَاءُ لَمْ يَشْهَدْ خُصُومًا وَلَمْ يَقُدْ ... رِكَابًا إِلَى أَكْرَارِهَا حِينَ تُعْكَفُ قَوْلُهُ: «لَيَقْطَعَنَّ مِنْهُ طَابَقًا» يُرِيدُ عُضْوًا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطَّبَقُ: فَقَارُ الظَّهْرِ الْوَاحِدَةُ طَبَقَةٌ , قَالَ رُؤْبَةُ: [البحر الرجز] يَشْقَى بِهِ صَفْحُ الْفَرِيصِ وَالْأَفَقْ ... وَمَتْنُ مَلْسَاءِ الْوَتِينِ فِي الطَّبَقْ قَوْلُهُ: «كَرِهَ أَنْ تُلْقَى النَّوَاةُ عَلَى الطَّبَقِ» هُوَ مَعْرُوفٌ مَا يَأْكُلُ عَلَيْهِ مِنْ عِيدَانٍ فَإِنْ كَانَ مِنْ خَشَبٍ فَهُوَ خِوَانٌ وَيَجُوزُ كُلُّ وَاحِدٍ مَكَانَ الْآخَرِ وَالطَّبَقُ: كُلُّ غِطَاءٍ لَازِمٍ , وَيُقَالُ: النَّاسُ عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , قَالَ: الطَّبَقُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ , وَالطَّبَقَةُ: الْحَالُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] يُقْرَأُ بِرَفْعِ الْبَاءِ «لَتَرْكَبُنَّ» يَعْنِي النَّاسَ , وَبِنَصْبِ الْبَاءِ: (لَتَرْكَبَنَّ) يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَيُقَالُ: السَّمَاءُ فَمَنْ قَرَأَهَا بِرَفْعِ الْبَاءِ: الْحَسَنُ وَأَبُو رَجَاءٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْأَعْرَجُ وَقَتَادَةُ , وَعَاصِمٌ وَنَافِعٌ , وَأَبُو عَمْرٍو , وَشَيْبَةُ , وَأَبُو جَعْفَرٍ , وَكَانَ مِمَّنْ فَسَّرَ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ

حَدَّثَنَا يَحْيَى , حَدَّثَنَا شَرِيكٌ , عَنِ السُّدِّيِّ , وَقَيْسِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَوْلُهُ: {§لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] : حَالًا عَنْ حَالٍ " وَهُوَ تَفْسِيرُ الْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ , وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: لَتَرْكَبُنَّ , يَعْنِي النَّاسَ , وَالْعَرَبُ تَقُولُ: وَقَعَ فِي بَنَاتِ طَبَقٍ إِذَا وَقَعَ فِي أَمْرٍ شَدِيدٍ -[865]- وَكَانَ مِمَّنْ قَرَأَ بِنَصْبِ الْبَاءِ «لَتَرْكَبَنَّ» : ابْنُ عَبَّاسٍ , وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو الْعَالِيَةِ , وَحَمْزَةُ , وَابْنُ كَثِيرٍ , وَالْأَعْمَشُ , وَأَبُو إِسْحَاقَ , وَإِبْرَاهِيمُ , وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ , وَمَسْرُوقٌ , وَالشَّعْبِيُّ , وَطَلْحَةُ

وَفَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فِيمَا حَدَّثَنَا خَلَفٌ , عَنْ هُشَيْمٍ , عَنْ أَبِي بِشْرٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «يَعْنِي نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , §رَكِبَ حَالًا بَعْدَ حَالٍ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {§لَتَرْكَبُنَّ} [الانشقاق: 19] «يَعْنِي السَّمَاءَ» {طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] «تَشَقَّقُ ثُمَّ تَحْمَرُّ ثُمَّ تَنْفَطِرُ» وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّعْبِيُّ , وَمُرَّةُ , وَإِبْرَاهِيمُ

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {§لَتَرْكَبَنَّ} [الانشقاق: 19] : يَا مُحَمَّدُ سَمَاءً بَعْدَ سَمَاءٍ "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] يَقُولُ: «لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ وَسُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا ذَهَبَ هَذَا الْمَذْهَبَ إِلَّا مَكْحُولًا , فَإِنَّهُ قَالَ: فِي كُلِّ عِشْرِينَ سَنَةٍ طَبَقٌ , يَكُونُونَ فِي حَالٍ ثُمَّ يَكُونُونَ فِي -[866]- الَّتِي قَبْلَهَا فَإِنْ كَانَ عَنَى اخْتِلَافَ الزَّمَانِ فَقَدْ وَافَقَ أَبَا عُبَيْدَةَ , وَإِنْ كَانَ عَنَى تَنَقُّلَ الرَّجُلِ فِي سِنِّهِ وَخَلْقِهِ فَهَذَا غَيْرُ مَا عَنَى أَبُو عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السَّيْفُ الْمُطْبِقُ: الَّذِي إِذَا أَصَابَ الْمَفْصِلَ قَطَعَهُ , وَلَا يَمِيلُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا وَالطُّبَّاقُ: نَبْتٌ

باب: بطق

§بَابُ: بطق

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ , عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: " §يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ سِجِلًّا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا , فَيُؤْتَى بِهِ إِلَيَّ النَّارِ , فَيُنَادِي مُنَادٍ: لَا تَعْجَلُوا , فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ صَغِيرَةٍ , فَإِذَا فِيهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " قَوْلُهُ: «بِطَاقَةٍ» الْبِطَاقَةُ: صَحِيفَةٌ فِيهَا كِتَابٌ الْجَمْعُ بَطَائِقَ

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: شن

§بَابُ: شن

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ أُسَامَةَ: «أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِابْنَةِ زَيْنَبَ وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ §كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ , فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ §فَلْيُشَنَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ , عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ غَالِبًا فِي سَرِيَّةٍ §وَأَمَرَهُ أَنْ يَشُنَّ الْغَارَةَ عَلَى بَنِي مُلَوِّحٍ»

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ , حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ: أَحْسَبُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: «لَا تَخْتَلِفُوا فِي الْقُرْآنِ , فَإِنَّهُ لَا يُخْتَلَفُ فِيهِ §وَلَا يُتَشَانُّ»

حَدَّثَنَا عَمْرٌو , أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ , عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ شَيْبِ النَّبِيِّ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§مَا كَانَ اللَّهُ تَعَالَى لِيَشِينَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الشَّيْبِ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ , حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ , حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ زُرَيْقٍ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ: «§وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمَرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنَ التَّمْرِ , وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونٌ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , وَعَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[870]-: " قَالَ عُمَرُ حِينَ سَأَلَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: «أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي §لَمْ يَجْتَمِعْ شَوَى رَأْسِهِ» يَعْنِي شُئُونَ رَأْسِهِ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " دَعَانِي عُمَرُ لِي وَلِعُثْمَانَ فَإِذَا صُبْرٌ مِنْ مَالٍ فَقَالَ: خُذَا فَاقْسِمَا , فَإِنْ فَضَلَ فَرُدَّا , فَأَمَّا ابْنُ عَفَّانَ فَحَثَا , وَأَمَّا أَنَا قُلْتُ: إِنْ كَانَ نُقْصَانٌ رَدَدْتَ عَلَيْنَا , فَقَالَ: «§نِشْنَشَةٌ مِنْ أَخْشَنَ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ , حَدَّثَنِي أَيُّوبُ الْمُعَلِّمُ: «لَمَّا انْهَزَمْنَا مِنْ مَسْكِنٍ رَكِبْتُ شَنَانًا مِنْ قَصَبٍ , فَإِذَا الْحَسَنُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ §فَأَدْنَيْتُ الشَّنَانَ فَحَمَلْتُهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّخْلِيِّ , عَنْ كَعْبٍ: " يُوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ , عَنْكُمُ الطَّاعُونُ , وَيَفِيضُ فِيكُمْ §شِنَانُ الشِّتَاءِ , ثُمَّ تَأْتِيكُمْ حُتُوفٌ لَا تَدْرُونَ مَا هِيَ قُلْتُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ , مَا شِنَانُ الشِّتَاءِ؟ قَالَ: بَرْدُهُ " قَوْلُهُ: «كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ» سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الشَّنُّ: مَا يَبِسَ مِنَ الْقِرَبِ , وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لَوْ جُرَّ شَنٌّ وَسْطَهَا لَمْ تَجْفُلِ ... مِنْ شَهْوَةِ الْمَاءِ وَرِزٍّ مُعْضِلِ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ: [البحر الوافر] كَأَنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أُقَيْشٍ ... يُقَعْقِعُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ بِشَنِّ وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الوافر] وَقَفْتُ بِهِ أُسَائِلُهُ وَدَمْعِي ... يَفِيضُ كَأَنَّهُ شَنٌّ هَزِيمُ

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَقَدْ شَنَّ هَذَا الْجَمَلُ مِنَ الْعَطَشِ: أَيْ يَبِسَ يَشِنُّ شُنُونًا وَشَنَّتْ قِرْبَتُكُمْ تَشِنُّ إِذَا صَارَتْ شَنَّةً قَوْلُهُ: «فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ» الشَّنِينُ: قَطَرَانُ الْمَاءِ مِنَ الشَّنِّ قَالَ الْأَخْفَشُ: الصَّبُّ الْمُتَقَطِّعُ , وَالسَّنُّ الصَّبُّ الْمُتَّصِلُ الْمُتَتَابِعُ وَكَذَا قَالَ لِيَ ابْنُ عَائِشَةَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الشُّنَانُ: الْمَاءُ الْبَارِدُ قَالَ: [البحر الطويل] بِمَاءٍ شُنَانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَهُ الصَّبَا ... وَجَادَتْ عَلَيْهِ دِيمَةٌ بَعْدَ وَابِلِ قَوْلُهُ: «أُمِرْنَا أَنْ نَشُنَّ الْغَارَةَ» شَنُّوا الْخَيْلَ فِي الْغَارَةِ: إِذَا بَثُّوهَا , وَشَنَّ عَلَيْهِ الدِّرْعَ إِذَا صَبَّهَا عَلَيْهِ قَالَ زُهَيْرٌ: [البحر المتقارب] فَلَمَّا تَبَلَّجَ مَا حَوْلَهُ ... أَنَاخَ فَشَنَّ عَلَيْهِ السَّلِيطَا قَوْلُهُ: «لَا يُتَشَانُّ» : أَيْ يُبْغَضُ شُنِئَ يُشْنَأُ شَنْئًا وَقَالَ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3]

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , عَنْ مَرْوَانَ , عَنْ جُوَيْبِرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§شَانِئَكَ} [الكوثر: 3] : عَدُوُّكَ "

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {§شَانِئُكَ} [الكوثر: 3] : «مُبْغِضُكَ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§شَانِئُكَ} [الكوثر: 3] : مُبْغِضُكَ " وَمِنْهُ: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 2] كَانَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ يَقُولَانِ: بُغْضُ قَوْمٍ

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§شَنَآنُ قَوْمٍ} [المائدة: 8] : بُغْضُ قَوْمٍ «وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاءُ فِي» شَنَآنُ " , فَحَرَّكَ بَعْضُهُمُ النُّونَ الْأُولَى , وَجَزَمَهَا بَعْضٌ فَكَانَ مِمَّنْ حَرَّكَهَا: قَتَادَةُ , وَأَبُو عَمْرٍو , وَالْأَعْمَشُ , وَحَمْزَةُ , وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , وَعِيسَى وَكَانَ مِمَّنْ جَزَمَ: عَاصِمٌ , وَشَيْبَةُ , وَأَبُو جَعْفَرٍ , وَنَافِعٌ , وَالْحَسَنُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَنِ الْكَسَائِيِّ: يُثَقَّلُ وَيُخَفَّفُ مِنْ شَنِئْتُ أَشْنَأُ شَنَآنًا وَشَنُوءًا وَشُنْأً

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: إِذَا كَانَ مَصْدَرًا ثُقِّلَ , فَإِذَا أَرَدْتَ بَغِيضَ قَوْمٍ قُلْتَ: شَنْآنُ. وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: [البحر الطويل] وَمَا الْعَيْشُ إِلَّا مَا يُلِذُّ وَيُشْتَهَى ... وَإِنْ لَامَ ذُو الشَّنْآنِ فِيهِ وَفَنَّدَا وَقَالَ آخَرُ: [البحر المتقارب] وَمِنْ شَانِئٍ كَاسِفٍ بَالُهُ ... إِذَا مَا انْتَسَبْتُ لَهُ أَنْكَرَنْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: التَّشْنِينُ: أَنْ تَلِينَ أَرْسَاغُ الْفَرَسِ حَتَّى تُصِيبَ الْأَرْضَ قَوْلُهُ: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَشِينَهُ بِالشَّيْبِ» الشَّيْنُ " خِلَافُ الزَّيْنُ قَالَ: [البحر البسيط] أَرْضٌ تَوَارَثَهَا شَعُوبُ ... فَكُلُّ مَنْ حَلَّهَا مَحْرُوبُ إِمَّا قَتِيلًا وَإِمَّا هَالِكًا ... وَالشَّيْبُ شَيْنٌ لِمَنْ يَشِيبُ

قَوْلُهُ: وَالشَّأْنُ إِذْ ذَاكَ دُونُ " الشَّأْنُ: الْخَطْبُ الْجَمِيعُ شُئُونٌ قَوْلُهُ: «لَمْ يَجْتَمِعْ شُئُونُ رَأْسِهِ» عَنْ أَبِي نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشُّئُونُ: مَوَاصِلُ الْقَبَائِلِ , بَيْنَ كُلِّ قَبِيلَتَيْنِ شَأْنٌ , وَهِيَ أَرْبَعٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: وَلِلنِّسَاءِ ثَلَاثَةٌ , وَالدُّمُوعُ تَخْرُجُ مِنَ الشُّئُونِ قَالَ: [البحر الكامل] لَا تُحْزِنِينِي بِالْفِرَاقِ فَإِنَّنِي ... لَا تَسْتَهِلُّ مِنَ الْفِرَاقِ شُئُونِي وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] تَرَى شُئُونَ رَأْسِهِ الْعَوَارِدَا ... مَضْبُورَةً إِلَى شَبًا حَدَائِدَا ضَبْرَ بَرَاطِيلَ إِلَى جَلَامِدَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشَّأْنَانِ: عِرْقَانِ مِنَ الرَّأْسِ إِلَى الْعَيْنِ وَقَالَ عَبِيدٌ: عَيْنَاكَ دَمْعُهُمَا سَرُوبُ ... كَأَنَّ شَأْنَيْهِمَا شَعِيبُ

فَهَذَا حُجَّةٌ لِأَبِي عَمْرٍو , وَإِنْ كَانَ الشُّئُونُ وَاحِدَ شَأْنٍ مُجْتَمَعِ قَبَائِلِ الرَّأْسِ فَهِيَ أَرْبَعَةٌ كَمَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ , وَهِيَ حُجَّةٌ لِقَوْلِهِ " لَا تَسْتَهِلُّ مِنَ الْفِرَاقِ شُئُونِي وَأَمَّا قَوْلُهُ: «شَوَى رَأْسِي» فَالشَّوَاةُ: جِلْدُ الرَّأْسِ وَذَلِكَ وَهْمٌ مِنَ الْمُحَدِّثِ , الْجِلْدَةٌ مُجْتَمِعَةٌ , وَإِنَّمَا يَجْتَمِعُ مَا هُوَ مُتَفَرِّقٌ وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: أَنَّ الْيَأْفُوخَ: حَيْثُ الْتَقَى عَظْمُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ وَعَظْمُ مُؤَخَّرِهِ , حَيْثُ يَكُونُ لَيِّنًا مِنَ الصَّبِيِّ يُقَالُ لَهُ مِنَ الصَّبِيِّ قَبْلَ يَتَلَاقَى الْعَظْمَانِ اللَّمَّاعَةُ وَالرَّمَّاعَةُ , وَالنَّمَغَةُ فَكَأَنَّ عَمُرَ قَالَ: إِنَّهُ صَغِيرٌ لَمْ يَتَلَاقَيَا عَظْمَا رَأْسِهِ , وَذَلِكَ مِنْهُ عَلَى غَايَةِ الْوَصْفِ قَوْلُهُ: «نِشْنَشَةٌ» أَرَادَ شِنْشَنَةً , أَيْ غَرِيزَةً وَطَبِيعَةً , وَقَالَ عَقِيلُ بْنُ عُلَّفَةَ حِينَ حَرِجَهُ بَنُو بَنِيهِ: [البحر الرجز] إِنَّ بَنِيَّ ضَرَّجُونِي بِالدَّمِ ... مَنْ يَلْقَ أَبْطَالَ الرِّجَالِ يُكْلَمِ شِنْشَنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمِ

يَعْنِي أَبَاهُمْ , فَإِنَّهُ كَانَ فَعَلَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَالشِّعْرُ لِأَبِي أَخْزَمَ الطَّائِيِّ قَوْلُهُ: «وَافَقَ شَنًّا طَبَقُهُ» قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَمَثَلٌ مِنَ الْأَمْثَالِ: وَافَقَ شَنًّا طَبَقُهُ قَوْمٌ كَانَ لَهُمْ وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ فَتَشَنَّنَ , فَجَعَلُوا لَهُ طَبَقًا فَوَافَقَهُ وَيُقَالُ: شَنٌّ: قَبِيلَةٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ , وَطَبَقٌ: حَيٌّ مِنْ إِيَادٍ , وَاتَّفَقُوا عَلَى أَمْرٍ وَيُقَالُ: كَانَ الْحَيَّانِ رُمَاةً فَاقْتَتَلُوا فَقِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَافَقَ شَكْلَهُ وَنَظِيرَهُ قَوْلُهُ: «رَكِبْتُ شَنَانًا مِنْ قَصَبٍ» هُوَ كَهَيْئَةِ الطَّوْفِ , كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ , وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ: الْأَرْمَاثُ , فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ: خَشَبٌ يُشَدُّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ وَيُرْكَبُ وَأَمَّا شِنَانُ الشِّتَاءِ: الْبَرْدُ فَلَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ

باب: نش

§بَابُ: نش

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ الْكَرْمَانِيُّ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ الْهَادِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ: «كَانَ §صَدَاقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ , حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , حَدَّثَنَا حَكَمٌ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنِ الْأَحْنَفِ , أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: «إِنَّا نَزَلْنَا §سَبَخَةً نَشَّاشَةً»

حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ: «أَنَّهُ §كَرِهَ لِلْمُتَوَفَّى عَنْهَا الدُّهْنَ الَّذِي يُنَشُّ بِالرَّيْحَانِ»

حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِبِ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانَ , أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -[879]-: " أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ حِينَ غَرَبَتْ §وَنَشَأَ اللَّيْلُ فَقَالَ: «هَذَا وَقْتُ الْمَغْرِبِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنِي زُرْعَةُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ , حَدَّثَنِي جَدِّي , أُمَيَّةُ: «أَنَّ رَجُلًا نَشْوَانَ مَرَّ عَلَى مَالِكِ بْنِ شُرَيْحٍ وَأَبِي أَنَسٍ يَعْتِرُ فِي ثِيَابِهِ §فَاسْتَقْرَآهُ فَلَمْ يَقْرَأْ فَضَرَبَاهُ الْحَدَّ»

حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ , حَدَّثَنَا عَبْدَانُ , حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ , عَنْ قَتَادَةَ , قَالَ: «§لَمَّا كَانَتِ الْفِتَنُ اسْتَحَبَّ النَّاسُ مَجَالِسَ الطُّرُقِ يَسْتَنْشُونَ الْأَخْبَارَ» قَوْلُهُ: «وَنَشَّ»

حَدَّثَنَا ابْنُ صَبَاحٍ , عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنِ ابْنِ الْهَادِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «§النَّشُّ نِصْفُ الْأُوقِيَّةِ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: «§الْوُقِيَّةُ أَرْبَعُونَ , وَالنَّشُّ عِشْرُونَ , وَالنَّوَاةُ ثَلَاثَةٌ» -[880]- قَوْلُهُ: «سَبِخَةً نَشَّاشَةً» يُقَالُ: نَشَّ الْغَدِيرُ: نَضَبَ مَاؤُهُ وَسَبَخَةٌ نَشَّاشَةٌ , تَنِشُّ مِنَ النَّزِّ إِذَا أَخَذَتْ تَغْلِي حَدَّثَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَكْرِيِّ: يُقَالُ: مَا أَخَذْتُ إِلَّا نَئِيشًا: أَيْ قَلِيلًا قَوْلُهُ: «يُنَشُّ بِالرَّيْحَانِ» هُوَ أَنْ يَغْلِيَ حَتَّى يَنِشَّ فِي الْقِدْرِ قَوْلُهُ: «وَنَشَأَ اللَّيْلُ» يَقُولُ: ارْتَفَعَ وَأَقْبَلَ وَنَشَأَ السَّحَابُ نَشْأً أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: خَرَجَ السَّحَابُ وَخَرَجَ لَهُ خُرُوجٌ حَسَنٌ , وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا يَنْشَأُ قَالَ: [البحر الطويل] إِذَا هَمَّ بِالْإِقْلَاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبَا ... فَعَاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَهَا وَخُرُوجُ وَيُقَالُ: فَتًى نَاشِئٌ نَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً وَنَشَاءَةً , وَالنَّشَأُ: أَحْدَاثُ النَّاسِ قَالَ نُصَيْبٌ: [البحر الوافر] وَلَوْلَا أَنْ يُقَالَ صَبَا نُصَيْبٌ ... لَقُلْتُ بِنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغَارُ -[881]- وَغُلَامٌ نَاشِئٌ وَنَاشِئُونَ وَنَشَأَةٌ , وَجَارِيَةٌ نَاشِئٌ وَنَاشِئَةٌ , وَالْجَمِيعُ نَوَاشِئُ وَنَاشِئَاتٌ وَنَشَأٌ قَالَ: [البحر الكامل] عَلَّقْتُهَا غِرًّا غُلَامًا نَاشِئًا ... رُؤْدَ الشَّبَابِ وَعُلِّقَتْنِي جَارِيَهْ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: أَنْشَأَتِ النَّاقَةُ فَهِيَ مُنْشِئٌ: إِذَا لَقِحَتْ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} [المزمل: 6] فَكَانَ أَنَسٌ , وَالْحَسَنُ , وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ , وَالضَّحَّاكُ , وَالْحَكَمُ , وَمُجَاهِدٌ , يَقُولُونَ: نَاشِئَةُ اللَّيْلِ: أَوَّلُهُ , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْكِسَائِيُّ فِيمَا أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ , وَمُجَاهِدٌ: النَّاشِئَةُ: مَا كَانَ بَعْدَ نَوْمِهِ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ , وَابْنُ عُمَرَ , وَابْنُ الزُّبَيْرِ , وَأَبُو مَالِكٍ , وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ , وَعِكْرِمَةُ , وَمُحَمَّدٌ , وَأَبُو مِجْلَزٍ , وَالسُّدِّيُّ , وَمَطَرٌ: اللَّيْلُ كُلُّهُ نَاشِئَةٌ , فَمَتَى قُمْتَ فَقَدْ نَشَأْتَ -[882]- أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: نَاشِئَةُ اللَّيْلِ: سَاعَاتُهُ , وَاحِدُهَا نَاشِئَةٌ , وَهِيَ آنَاءُ اللَّيْلِ نَاشِئَةٌ بَعْدَ نَاشِئَةٍ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: نَشَيْتُ أَنْشَى نَشْوَةً , وَنَشِقْتُ مِنَ الرَّجُلِ رِيحًا طَيِّبَةً , مِثْلُهُ قَوْلُهُ: «نَشْوَانَ» وَالنَّشْوَانُ: السَّكْرَانُ , انْتَشَى فُلَانٌ فَهُوَ نَشْوَانُ , وَامْرَأَةٌ نَشْوَى , وَرِجَالٌ نَشَاوَى. وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَرَاعَتِ الرَّبْدَاءُ أُمَّ الْأَرْأَلِ ... حَدَائِقَ الرَّوْضِ الَّتِي لَمْ تُحْلَلِ مُسْتَأْسِدًا ذِبَّانَهُ فِي غَيْطَلِ ... لَعِبًا كَتَغْرِيدِ النَّشَاوَى الْمُيَّلِ وَالنَّوْشُ: التَّنَاوُلُ نُشْتُ الرَّجُلَ: أَنَلْتُهُ مَعْرُوفًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [سبأ: 52]

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنْ عِيسَى , عَنْ مُجَاهِدٍ: {§التَّنَاوُشُ} [سبأ: 52] : التَّنَاوُلُ

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكَسَائِيِّ: (§التَّنَاؤُشُ) : التَّأَخُّرُ , وَمَنْ لَمْ يَهْمِزِ: التَّنَاوُلُ وَالنَّئِيشُ: الْبَعِيدُ , طَلَبْتُهُ نَئِيشًا طَلَبْتُهُ بَعْدَ مَا فَاتَهُ مِنْ بَعِيدٍ

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ , عَنِ الْفَرَّاءِ: {§التَّنَاوُشُ} [سبأ: 52] «مَنْ هَمَزَ جَعَلَهُ مِنْ نَأَشْتُ وَهُوَ الْبَطِيءُ» وَقَالَ الْأُمَوِيُّ: نَأَشْتُ الشَّيْءَ: أَخَّرْتُهُ , قَالَ: وَجِئْتُ نَئِيشًا بَعْدَ مَا فَاتَكَ الْخَبَرُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] تَمَنَّى نَئِيشًا أَنْ يَكُونَ أَطَاعَنِي ... وَقَدْ حَدَثَتْ بَعْدَ الْأُمُورِ أُمُورُ وَمَنْ لَمْ يَهْمِزْ جَعَلَهُ مِنْ نُشْتُ: تَنَاوَلْتُ الشَّيْءَ بِمَنْزِلَةِ ذِمْتُ الشَّيْءَ وَذَأَمْتُهُ إِذَا عِبْتَهُ , وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] -[884]- فَهْيَ تَنُوشُ الْحَوْضَ نَوْشًا مِنْ عَلَا ... نَوْشًا بِهِ تَقْطَعُ أَجْوَازَ الْفَلَا وَتَنَاوَشَ الْقَوْمُ لِلْقِتَالِ: إِذَا تَنَاوَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالرِّمَاحِ , وَيَجُوزُ هَمْزُ التَّنَاوُشِ وَهُوَ مِنْ نُشْتُ لِانْضِمَامِ الْوَاوِ مِثْلُ: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} [المرسلات: 11]

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [سبأ: 52] : أَيْ كَيْفَ , وَمِنْ أَيْنَ التَّنَاوُشُ؟ يَجْعَلُهُ " مَنْ لَمْ يَهْمِزْ مِنْ نُشْتَ تَنُوشُ وَهُوَ التَّنَاوُلُ قَالَ: [البحر الرجز] فَهْيَ تَنُوشُ الْحَوْضَ نَوْشًا مِنْ عَلَا وَمَنْ جَعَلَهُ مِنْ نَأَشْتُ إِلَيْكَ , وَهُوَ مِنْ بُعْدِ الطَّلَبِ , قَالَ: [البحر الرجز] أَقْحَمَنِي جَارُ أَبِي الْحَاشُوشِ ... إِلَيْكَ نَأْشَ الْقَدَرِ النَّئُوشِ

وَأَنْشَدَنَا عَنِ الْأَخْفَشِ: [البحر الطويل] فَلَمَّا اسْتَفَاقَتْ فَجَّتِ النَّاسُ دُونَهُ ... وَنَاشَتْ بِأَطْرَافِ الرَّدِيِّ تَعُومُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: نَاشَهُ يَنُوشُهُ نَوْشًا: إِذَا تَنَاوَلَهُ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَهُوَ لَا يَكَادُ يَنَالُهُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَاقَةٌ مَنْئُوشَةُ اللَّحْمِ: إِذَا كَانَتْ رَقِيقَةَ اللَّحْمِ , وَانْتَأَشَهُ مِنْهُ: انْتَزَعَهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْبَكْرِيِّ: يُقَالُ: ذَلِكَ حَتَّى مَا يُنِشُّ مِنْ شَيْءٍ أَيْ يَفْزَعُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّوَاشِرُ: الْعَصَبُ الَّذِي عَلَى ظَهْرِ الذِّرَاعِ , الْوَاحِدَةُ نَاشِرَةٌ

باب: نشل

§بَابُ: نشل

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَيُّوبَ , وَعَاصِمٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §مَرَّ بِقِدْرٍ فَانْتَشَلَ مِنْهَا عَظْمًا , فَأَكَلَ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» النَّشِيلُ: لَحْمٌ يُنْشَلُ مِنَ الطَّبِيخِ بِلَا تَوَابِلَ قَالَ: [البحر الطويل] لَهُنَّ نَشِيجٌ بِالنَّشِيلِ كَأَنَّهَا ... ضَرَائِرُ حِرْمِيٍّ تَفَاحَشَ عَارُهَا

الحديث الرابع

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

باب: دلق

§بَابُ: دلق

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أُسَامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§يُجَاءُ بِالرَّجُلِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ» قَوْلُهُ: «فَتَنْدَلِقُ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: دَلَقَ: يَعْنِي خَرَجَ سَرِيعًا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] دَلُوقُ السُّرَى يَنْضُو الْهَمَالِيجَ مَشْيُهَا ... إِذَا أَدْلَقُ الْغِمْدُ الْحُسَامَ الْمُهَنَّدَا وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] قَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ طَوْدٍ وَأَسْنِمَةٍ ... ثُمَّ انْدَلَقْتَ انْدِلَاقَ الْمُخَّةِ الرَّارِ -[888]- وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يْنَدَلِقُ: يَسْتَرْخِي وَيُقَالُ: تَزُولُ عَنْ مَكَانِهَا وَقَالَ: [البحر الرجز] لَا ذَنْبَ لِلْبَائِسِ إِلَّا فِي الْوَرِقْ ... وَتُضْرَبُ الْفَهْقَةُ حَتَّى تَنْدَلِقْ

باب: دقل

§بَابُ: دقل

حَدَّثَنَا مُوسَى , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَنُّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعِ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ , وَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ , وَمَعَهُ قِرْدٌ , فَأَخَذَ الْكِيسَ , §فَصَعِدَ الدَّقَلَ فَجَعَلَ يُلْقِي دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ»

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ , أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ النَّضْرِ , حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍ , عَنْ قَتَادَةَ أَوِ الْحَسَنِ: " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْبَحْرَيْنِ أَتَى عُمَرَ بِضَرْبَيْنِ بَرْنِيٍّ وَدَقَلٍ , فَقَالَ: إِنَّ عُمَّالَكُمْ يَأْخُذُونَ الْبَرْنِيَّ §وَيَدَعُونَ الدَّقَلَ فَكَتَبَ أَنْ خُذُوا مِنْ كُلِّ صِنْفٍ صَدَقَتَهُ " قَوْلُهُ: «صَعِدَ الدَّقَلَ» مَعْرُوفٌ , خَشَبَةٌ يُمَدُّ عَلَيْهَا شِرَاعُ السَّفِينَةِ قَوْلُهُ: «أُتِيَ عُمَرُ بِبَرْنِيٍّ وَدَقَلٍ» فَالدَّقَلُ: أَرْدَأُ التَّمْرِ -[890]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي السَّفَّاحِ: الدَّقَلُ: الْقَصِيرُ الصَّغِيرُ يُقَالُ: جَاءَ بِوَلَدٍ دَقَلٍ , وَقَدْ أْدَقَلَ فُلَانٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: شَاةٌ دِلْقَمٌ , وَنَاقَةٌ دِلْقَمٌ: إِذَا انْكَسَرَتْ أَسْنَانُهَا وَسَالَ لُعَابُهَا قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] الْهَوْزَبُ الْقَحْرُ إِذَا الْقَحْرُ انْكَسَرْ ... وَالدِّلْقَمُ الْجَعْمَاءُ فِي الْعَامِ النَّكِرْ وَكَمَرَةٌ دِلْقِمَةٌ: أَيْ ضَخْمَةٌ

باب: قلد

§بَابُ: قلد

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ , حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ الْأَسْوَدِ , عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §أَهْدَى غَنَمًا فَقَلَّدَهَا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ , عَنْ عَمِّهِ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ نَافِعٍ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ عِنْدَ عُثْمَانَ §مُتَقَلِّدًا سَيْفًا»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الْأَصْمَعِيِّ , عَنْ عَمِّهِ , عَنِ الْعُمَرِيِّ , عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ: «شَهِدْتُ عُمَرَ يَسْتَغْفِرُ وَيَسْتَسْقِي §فَقَلَّدَتْنَا السَّمَاءُ قِلَدًا فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ , حَدَّثَنَا أَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ , عَنْ مَخْلَدِ بْنِ هُذَيْلٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عُثْمَانَ: " أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنْ قَوْلِهِ: {§لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} -[892]- قَالَ: تَفْسِيرُهَا: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَاللَّهُ أَكْبَرُ , وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ , وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ , وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ , وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ , يُحْيِي وَيُمِيتُ , وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ , بِيَدِهِ الْخَيْرُ» قَوْلُهُ: «أَهْدَى غَنَمًا فَقَلَّدَهَا» , الْقِلَادَةُ: مَا جُعِلَ فِي رَقَبَةِ الْإِنْسَانِ وَالْبَدَنَةِ وَالْكَلْبِ وَمِنْهُ تَقَلَّدَ ابْنُ عُمَرَ السَّيْفَ , يَقُولُ: جَعَلَهُ فِي رَقَبَتِهِ , وَقَلَّدَنِي فُلَانٌ الْأَمْرَ: أْلَزَمَنِيهُ , وَالْقَلْدُ: إِدَارَتُكَ قُلْبًا عَلَى قُلْبٍ مِنَ الْحُلِيِّ , وَسِوَارٌ مَقْلُودٌ: مَلْوِيٌّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: «فَقَلَّدَتْنَا السَّمَاءُ» قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْقِلْدُ: يَوْمَ تَأْتِيهِ حُمَّى الرِّبْعِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: قَلَّدَ لِي مِنْ مَالِهِ يَقْلِدُ قَلْدًا: إِذَا أَعْطَى كَثِيرًا. قَوْلُهُ: «مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ»

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ , عَنْ أَبِي عَاصِمٍ , عَنْ عِيسَى , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§مَقَالِيدُ} [الشورى: 12] , مَفَاتِيحُ بِالْفَارِسِيَّةِ "

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُويَهْ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ: " {§مَقَالِيدُ} [الشورى: 12] : مَفَاتِيحُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِي مُعَاذٍ , عَنْ عَبِيدَةُ , عَنِ الضَّحَّاكِ: {§لَهُ مَقَالِيدُ} [الشورى: 12] قَالَ: «خَزَائِنُ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {§مَقَالِيدُ} [الشورى: 12] : مَفَاتِيحُ " وَاحِدُهُ مِقْلِيدٌ وَوَاحِدُ الْأَقَالِيدِ إِقْلِيدٌ , وَهِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ , قَالَ تُبَّعٌ: وَأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الدَّهْرِ سَبْتًا ... وَجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا وَقَالَ الْأَعْشَى: [البحر الطويل] فَتًى لَوْ يُنَادِي الشَّمْسَ أَلْقَتْ قِنَاعَهَا ... أَوِ الْقَمَرَ السَّارِي لَأَلْقَى الْمَقَالِدَا وَأَقْلَدَ الْبَحْرُ: ضُمَّ عَلَيْهِمْ قَالَ أُمَيَّةُ: [البحر الطويل] تُسَبِّحُهُ الْحِيتَانُ وَالْبَحْرُ زَاخِرٌ ... وَمَا ضَمَّ مِنْ شَيْءٍ وَمَا هُوَ مُقْلِدُ

وَالْمِقْلَدُ: الْمِنْجَلُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: قَلَدْتُ مِنَ الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ أَقْلِدُ قَلْدًا: إِذَا قَدَحْتَ بِقَدَحِكَ ثُمَّ صَبَبْتَهُ فِي الْحَوْضِ , وَقَلَدْتُ فِي السِّقَاءِ مِنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ: إِذَا مَلَأْتَ الْقَدَحَ ثُمَّ صَبَبْتَهُ فِيهِ وَقَوْلُهُ: «أَقْتَابُ بَطْنِهِ» هِيَ الْمِعَى الْوَاحِدُ قِتْبٌ وَالْقَتَبُ إِكَافُ الْجَمَلِ وَإِذَا كَانَ الْبَعِيرُ لِلسَّانِيَةِ قِيلَ: قِتْبٌ , قَالَ زُهَيْرٌ: [البحر البسيط] لَهَا مَتَاعٌ وَأَعْوَانٌ غَدَوْنَ بِهِ ... قِتْبٌ وَغَرْبٌ إِذَا مَا أُفْرِغَ انْسَحَقَا

الحديث الخامس

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ

باب: نضح

§بَابُ: نضح

حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ , حَدَّثَنَا رِشْدِينُ , عَنْ عُقَيْلٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ أُسَامَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَمَّا عَلَّمَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْوُضُوءَ §نَضَحَ نَحْوَ فَرْجِهِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ , عَنْ أَبِيهِ: " أَعْطَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ , فَقَالَ: «§إِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسِرُوا بِيعَتَكُمْ وَانْضَحُوا مَكَانَهَا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا يَحْيَى , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ: " سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , قَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ , إِنَّهُ §كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ , فَرَكِبَ أَبُو فُلَانٍ نَاضِحًا , وَتَرَكَ نَاضِحًا يَنْضَخُ عَلَيْنَا قَالَ: اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ كَحَجَّةٍ "

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: " أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى الرُّمَاةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ: «§انْضَحُوا عَنَّا الْخَيْلَ , لَا نُؤْتَى مِنْ خَلْفِنَا» قَوْلُهُ: «فَنَضَحَ الْمَاءَ» تَوَضَّأَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّضْحُ: مِنَ النَّضْحِ , وَنَضَحَتِ السَّمَاءُ: إِذَا مَطَرَتْ قَلِيلًا , وَالنَّضْحُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ , وَالنَّضَحُ مِنَ الزَّعْفَرَانِ: مَا خَثُرَ مِنْهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: كَانَ فِي الْأَرْضِ نَضَحَاتٌ مِنْ مَطَرٍ إِذَا كَانَ مُتَفَرِّقًا , وَنَضَحَ الشَّجَرُ يَنْضَحُ نَضْحًا إِذَا تَفَطَّرَ لِلتَّوْرِيقِ قَالَ أُمَيَّةُ: [البحر الرمل] بُورِكَ الْمَيْتُ الْغَرِيبُ كَمَا بُو ... رِكَ نَضْحُ الرُّمَّانِ وَالزَّيْتُونِ وَقَالَ: [البحر البسيط] يَنْضَحْنَ نَضْحَ الْمَزَادِ الْوَقْرِ أَتْأَقَهَا ... شَدُّ الرُّوَاةِ بِمَاءٍ غَيْرِ مَشْرُوبِ

قَوْلُهُ: «كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ» : النَّاضِحِ: الْجَمَلِ يُسْتَقَى عَلَيْهِ لِسَقْيِ أَرْضٍ أَوْ شُرْبٍ قَوْلُهُ: «انْضَحُوا عَنَّا الْخَيْلَ» يَقُولُ: ارْمُوهُمْ بِالنِّشَابِ فِي الْقِتَالِ , وَارْضَخُوهُمْ بِالْحِجَارَةِ , وَالنَّضَحُ: حَوْضٌ يُتَّخَذُ لِمَاءِ السَّمَاءِ وَهُوَ النَّضِيحُ , يُقَالُ: انْتَضَحَ أَيِ اتَّخَذَ نَضْحًا

باب: حضن

§بَابُ: حضن

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ , عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §خَرَجَ مُحْتَضِنًا حَسَنًا وَحُسَيْنًا , فَقَالَ: «إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ وَتُجَبِّنُونَ , وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ صَبَاحٍ الْجَرْجَرَائِيُّ , حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ , عَنْ جَدِّهِ: §خَرَجَتْ بِي حَاضِنَتِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ»

حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ عَلِيٍّ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «أَرَادَتِ الْأَنْصَارُ أَنْ يَخْتَزِلُونَا , مِنَ الْأَمْرِ , §وَيَحْضُنُونَا مِنْهُ»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ -[899]-: " أَنَّ امْرَأَةَ نُعَيْمٍ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَتْ: إِنَّ نُعَيْمًا يُرِيدُ يَحْضُنَنِي أَمْرَ ابْنَتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَحْضُنْهَا أَمْرَ ابْنَتِهَا وَشَاوِرْهَا»

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنْ أَبِي نَعَامَةَ , عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ , عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: «لَأَنْ أَكُونَ أَرْعَى §أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا» قَوْلُهُ «مُحْتَضِنٌ حَسَنًا» يَقُولُ: حَمَلَهُ فِي حِضْنِهِ , وَالْحِضْنُ مَا دُونَ الْإِبْطِ , وَالْمُحْتَضِنُ الْحِضْنُ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر المتقارب] عَرِيضَةُ بُوصٍ إِذَا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمُ الْحَشَا شَخْتَةُ الْمُحْتَضِنْ وَمِنْهُ «خَرَجَتْ بِي حَاضِنَتِي» هِيَ الَّتِي تُرَبِّيهِ فِي حِضْنِهَا , وَحِضْنُ الْمَفَازَةِ: نَاحِيَتَاهَا , وَحِضْنَا اللَّيْلِ نَاحِيَتَاهُ وَأَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ: [البحر الطويل] وَقَطْعِي إِلَيْكَ اللَّيْلَ حِضْنَيْهِ

قَوْلُهُ: «يَحْضُنُونَا» وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا تَحْضُنْهَا أَمْرَ ابْنَتِهَا» يُقَالُ: احْتَضَنَنِي مِنَ الْأَمْرِ: أَخْرَجَنِي مِنْهُ وَلَا تُحْضَنُ عَنْ ذَلِكَ زَيْنَبُ: لَا تُمْنَعُ مِنْهُ وَحَضَنَتِ الْحَمَامَةُ بَيْضَهَا حُضُونًا , وَالْمَوْضِعُ مَحَاضِنُ قَوْلُهُ: «أَعْنُزًا حَضَنِيَّاتٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّاةُ الْحَضَانُ إِذَا كَانَ أَحَدُ ثَدْيَيْهَا أَعْظَمَ مِنَ الْآخَرِ يُقَالُ: حَضَانٌ، وَحَضُونٌ , وَمِنْ عُيُوبِ ضَرْعِ الشَّاةِ الْحِضَانُ: أَنْ يَصْغُرَ أَحَدُ الشِّقَّيْنِ , وَيُقَالُ: كَانَ الْخَلِيلُ يَزْعُمُ الْأَعْنُزُ الْحَضَنِيَّاتُ: ضَرْبٌ أَحْمَرُ شَدِيدُ الْحُمْرَةِ , وَأَسْوَدُ شَدِيدُ السَّوَادِ وَالْحَضَنُ: جَبَلٌ قَالَ الْأَعْشَى: وَطَالَ السَّنَامُ عَلَى جَبْلَةٍ ... كَخَلْقَاءَ مِنْ هَضَبَاتِ الْحَضَنْ

باب: نحض

§بَابُ: نحض

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ مُسْلِمِ بْنِ ثَفَنَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي سِعْرٍ: " جَاءَنِي رَجُلَانِ فَقَالَا: نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لِتُؤَدِيَ صَدَقَةَ غَنَمِكَ §فَأَعْمِدُ إِلَى شَاةٍ مُمْتَلِئَةٍ شَحْمًا وَمَحْضًا " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: نَحْضًا , قَالَ: فَأَخْرَجْتُهَا إِلَيْهِمْ " النَّحْضُ: اللَّحْمُ الْقَطِيعَةُ , نَحَضَهُ , رَجُلٌ نَحِيضٌ , وَامْرَأَةٌ نَحِيضَةٌ: كَثِيرَةُ اللَّحْمِ فَإِذَا ذَهَبَ لَحْمُهَا فَهِيَ مَنْحُوضَةٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ: النَّحْضُ: الْكَثِيرُ , وَسِنَانٌ مَنْحُوضٌ: رَقِيقٌ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ: [البحر الرجز] -[902]- بِمَوْقِفِ الْأَشْقَرِ إِنْ تَقَدَّمَا ... بَاشَرَ مَنْحُوضَ السِّنَانِ لَهْذَمَا وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] مَقْذُوفَةٌ بِدَخِيسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا ... لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ الْقَعْوِ بِالْمَسَدِ

الحديث السادس

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ

باب: حجم

§بَابُ: حجم

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §كَسَانِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قُبْطِيَّةً، فَسَأَلَنِي: فَقُلْتُ: كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، قَالَ: «أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا»

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ أَبِي الْحُرِّ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «§خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحَجْمُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: " §مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ: أَنَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: " §لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَيَنْظُرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، كَالْبَعِيرِ الْمَحْجُومِ، إِنْ لَمْ يَرَ مَنْ يَجْلِسْ إِلَيْهِ انْصَرَفَ، قَالَ: لَا " قَوْلُهُ: حَجْمَ عِظَامِهَا، يُقَالُ: حَجَمَ الثَّدْيُ: إِذَا نَهَدَ، وَإِذَا وَجَدْتَ شَيْئًا مَسَّ شَيْئًا مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ، فَذَلِكَ الْحَجْمُ، وَمَسِسْتُ بَطْنَ الْحُبْلَى، فَوَجَدْتُ حَجْمَ الصَّبِيِّ، الْمَعْنَى: أَنَّ الثَّوْبَ رَقَّ، فَلَزِقَ بِالْبَدَنِ، فَجَافَاهُ مَا نَتَأَ مِنْ عَجِيزَةٍ، أَوْ ثَدْيٍ، فَوَصَفَ الثَّوْبُ بِرِقَّتِهِ مِقْدَارَ ذَلِكَ قَالَ الْأَخْفَشُ: " الْحَجْمُ: أَطْرَافُ الْعِظَامِ " قَالَ أَبُو خِرَاشٍ: [البحر الطويل] سَقِيَّ لِقَاحٍ مَا يَزَالُ كَأَنَّهُ ... حَمِيتٌ بِدَبْغٍ عَظْمُهُ غَيْرُ ذِي حَجْمِ وَقَالَ ابْنُ الدُّمَيْنَةِ: [البحر الطويل] وَعُلِّقْتُ لَيْلَى، وَهْيَ ذَاتُ ثَرِيدَةٍ ... وَلَمْ يَبْدُ لِلْأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ صَغِيرَيْنِ نَرْعَى الْبَهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنَا ... إِلَى الْيَوْمِ لَمْ نَكْبَرْ، وَلَمْ تَكْبَرِ الْبَهْمُ

قَوْلُهُ: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحَجْمُ» : فِعْلُ الْحَجَّامِ، وَالْمِحْجَمِ: مَوْضِعُ الْمِحْجَمَةِ، وَالْحِجَامُ كِعَامُ فَمِ الْبَعِيرِ، بَعِيرٌ مَحْجُومٌ , وَيُظَنُّ الْحِجَامُ مِنْ ذَلِكَ لِإِلْزَامِهِ الْمِحْجَمَةِ قَفَا الْمَحْجُومِ وَالْحَجُومُ: مِنْ أَسْمَاءِ الْقُبُلِ قَوْلُهُ: «فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ» : نَكَصُوا أَوْ تَهَيَّبُوا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: لَقِيَهُ، فَأَحْجَمَ عَنْهُ، وَمِثْلُهُ: أَحْجَمَ عَنْهُ " وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] وَنَحْنُ طَرَقْنَا الْقَوْمَ لَيْلَةَ أَحْجَمَتْ ... هِلَالٌ وَقَالُوا حَرِّزُوا وَانْظُرُوا غَدَا

باب: جمح

§بَابُ: جمح

حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: " §مِنْ عُيُوبِ الْخَيْلِ الْجِمَاحُ: أَنْ يَرْكَبَ وَجْهَهُ يَعْدُو بِفَارِسِهِ "

أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الطُّهَوِيِّ قَالَ: " §الْجِمَاحُ: يُؤْخَذُ عُودٌ، أَوْ قَصَبَةٌ، فَيُجْعَلُ فِي رَأْسِهِ تَمْرَةٌ، وَلَيْسَ فِيهِ رِيشٌ، وَلَا نَصْلٌ، فَيُلْقَى بِهِ " أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: أَحْجَمُ الْعَيْنَيْنِ: الْجَاحِظُ الْعَيْنَيْنِ وَقَالَ أَبُو الْجَرَّاحِ: الْجُمَّاحُ: أُمْسُوخٌ مِنْ ثُمَامَةٍ تُجْعَلُ فِي رَأْسِهِ شَوْكَةُ سَمُرَةٍ، أَوْ شَوْكَةُ سَلَمَةٍ، ثُمَّ تَجْعَلُهُ عَلَى الْأَرْضِ وَيُقَالُ: انْبِشْهُ: اضْرِبْهُ بِهِ، فَإِنْ أَصَابَهُ وَارْتَزَّ فِيهِ أَخَذَهُ، وَهُوَ الْأُنْبُوشُ، وَالْأَنَابِيشُ أَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِجَرِيرٍ: [البحر الطويل] فَإِنْ تَقْصِدِي فَالْقَصْدُ مِنِّي تَحِيَّةٌ ... وَإِنْ تَجْمَحِي تَلْقَيْ لِجَامَ الْجَوَامِحِ

باب: جحم

§بَابُ: جحم

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهُ كَانَ §لَهَا كَلْبٌ فَأَخَذَهُ دَاءٌ يُقَالُ لَهُ الْجُحَامُ، فَقَالَتْ: «وَارَحْمَتَا لِمِسْمَارٍ، تَعْنِي الْكَلْبَ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: قَدْ جَحَمَتْ نَارُكُمْ تجْحَمُ إِذَا كَثُرَ جَمْرُهَا، وَهِيَ جَحِيمٌ وَجَاحِمَةٌ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: [البحر الطويل] وَأَحْصِنَةٌ ثُجْرُ الظُّبَاةِ كَأَنَّهَا ... إِذَا لَمْ يُغَيِّبْهَا الْجَفِيرُ جَحِيمُ قَوْلُهُ: أَحْصِنَةٌ "، نِصَالٌ وَاحِدُهَا حِصْنٌ قَوْلُهُ: «ثُجْرُ الظُّبَاةِ» ، يَقُولُ: عِرَاضٌ وَالظُّبَاةُ: الْأَطْرَافُ

فَهِيَ إِذَا لَمْ يُغَيِّبْهَا الْجَفِيرُ: جُعْبَةٌ جَحِيمٌ: نَارٌ لِأَنَّ الْجَحِيمَ مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} [التكاثر: 6] ، وَهُوَ أَيْضًا شِدَّةُ الْقَتْلِ قَالَ: [البحر البسيط] الْبَاغِيَ الْحَرْبِ يَسْعَى نَحْوَهَا تَرَعًا ... حَتَّى إِذَا ذَاقَ مِنْهَا جَاحِمًا بَرَدَا الْجَحْمَةُ: الْعَيْنُ بِلُغَةِ حِمْيَرٍ، قَالَ: [البحر الطويل] أَيَا حَجْمَتَا بَكِّي عَلَى أُمِّ وَاهِبٍ ... أَكِيلَةَ قُلُوبٍ بِذَاتِ الذَّنَائِبِ وَجَحْمَتَا الْأَسَدِ: عَيْنَاهُ عِنْدَ كُلِّ الْعَرَبِ وَالْأَحْجَمُ: الْأَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ وَاسِعُهَا

باب: جمح

§بَابُ: جمح

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الضَّبِّيِّ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ: " {§مُهْطِعِينَ} [المعارج: 36] "، الْإِهْطَاعُ: التَّجْمِيحُ، وَالتَّجْمِيحُ: النَّظَرُ بِخَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى: الْإِهْطَاعُ: التَّجْمِيحُ: الدَّائِمُ النَّظَرِ لَا يُطْرِفُ

باب: محج المحج: مسح شيء عن شيء، والريح تمحج الأرض، تذهب بالتراب، ومحجت الدلو: خضخضتها قال أبو عمرو: عن أبي الغمر: إنه لمحج إذا كان شحيحا في البيع، وهو اللحز قال العجاج: ومحج أرياح يبارين الصبا كذا أنشده البصريون وأما أبو نصر، فأنشدنا عن

§بَابُ: محج الْمَحْجُ: مَسْحُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ، وَالرِّيحُ تَمْحَجُ الْأَرْضَ، تَذْهَبُ بِالتُّرَابِ، وَمَحَجْتُ الدَّلْوَ: خَضْخَضْتُهَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو: عَنْ أَبِي الْغَمْرِ: إِنَّهُ لَمُحْجٍ إِذَا كَانَ شَحِيحًا فِي الْبَيْعِ، وَهُوَ اللِّحِزُ قَالَ الْعَجَّاجُ: [البحر الرجز] وَمَحْجُ أَرْيَاحٍ يُبَارِينَ الصَّبَا كَذَا أَنْشَدَهُ الْبَصْرِيُّونَ وَأَمَّا أَبُو نَصْرٍ، فَأَنْشَدَنَا عَنِ الْأَصْمَعِيِّ " وَنَسْجُ أَرْوَاحٍ

الحديث السابع

§الْحَدِيثُ السَّابِعُ

باب: وضع

§بَابُ: وضع

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: " أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَيْثُ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، قَالَ: «§عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ الْإِبِلِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ: «§الْوَضِيعَةُ عَلَى الْمَالِ، وَالرِّبْحُ عَلَى مَا اصْطَلَحَا عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «§لَا بَأْسَ أَنْ تَضَعَ رَهْنَكَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ، فَإِذَا حَلَّ الْأَجَلُ بَاعَهُ، وَأَوْفَاكَ حَقَّكَ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[912]-: «ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَانْظُرْ أَوَضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ فِي الْمَسْجِدِ» ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ، فَقُلْتُ: هَذَا، فَقَالَ: «انْظُرْ أَرْفَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ» ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ، فَقُلْتُ: هَذَا، قَالَ: «§ذَاكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلِ هَذَا»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ خُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ: هِيتٌ كَانَ فِيهِ تَوْضِيعٌ، فَذَكَرَ امْرَأَةً، فَقَالَ: §تُقْبِلُ بِأَرْبَعٍ، وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نِسَاءَهُ أَنْ لَا يَلِجَ عَلَيْهِنَّ " قَوْلُهُ: «لَيْسَ بِإِيضَاعِ الْإِبِلِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: وَضَعَ الْبَعِيرُ يَضَعُ وَضْعًا: إِذَا مَا غَدَا، وَأَوْضَعَهُ الرَّجُلُ إِيضَاعًا: وَهُوَ فَوْقَ الْخَبَبِ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] قَدْ ذَاقَ مَنْ أَجْرَى بِهِمْ، وَأَوْضَعَا ... مَا حَزَّ آذَانَ الْعِدَا وَجَدَّعَا

قَوْلُهُ: «وَالْوَضِيعَةُ عَلَى الْمَالِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: وَضَعَ فُلَانٌ، فَهُوَ يُوضَعُ وَضِيعَةً، إِذَا نَقَصَ مِنْ رَأْسِ مَالِهِ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ: إِنَّهُ لَيُوضَعُ، وَيُوكَسُ، وَوُكِسَ، وَلَا يُقَالُ: وَضَعَ وَوَكَسَ قَوْلُهُ: «لَا بَأْسَ أَنْ تَضَعَ رَهْنَكَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ» ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: وَضَعَ ذَلِكَ الشَيْءَ مَوْضِعَهُ، فَهُوَ يَضَعُهُ، وَتَرَكْتُ الْإِبِلَ وَاضِعَةً بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا: أَيْ مُقِيمَةً لَا تَبْرَحُ، وَوَضَعَ فُلَانٌ عِنْدَ فُلَانٍ وَضِيعًا إِذَا اسْتَوْدَعَهُ وَدِيعَةً، وَالْوَضِيعُ مِنَ التَّمْرِ، أَنْ يُؤْخَذَ قَبْلَ أَنْ يَيْبَسَ، فَيُوضَعُ فِي الْجِرَانِ قَوْلُهُ: «انْظُرْ أَوْضَعَ رَجُلٍ تَرَاهُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: وَضَعَ الرَّجُلُ يُوضَعُ ضَعَةً قَبِيحَةً: إِذَا اتَّضَعَ شَرَفُهُ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْمُوَضَّعُ: الَّذِي لَيْسَ بِمُحْكَمِ الْخَلْقِ كَالْمُخَنَّثِ، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الضَّعَةُ: نَبْتٌ قَالَ أَبُو الْغَمْرِ: يَنْبُتُ بِنَجْدٍ، وَتِهَامَةَ فِي السَّهْلِ، وَالْجُدَدِ، وَلَا يَنْبُتُ فِي قُلَلِ الرَّمْلِ، وَالْجِبَالِ، وَهِيَ بَيْضَاءُ فِيهَا ثَمَرَةٌ سَوْدَاءُ، يَأْكُلُهَا النَّاسُ فِي الشِّدَّةِ

، وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الضَّعَةُ ثَمَرٌ يُشْبِهُ الثُّمَامَ وَالصَّبْغَاءَ

باب: عضو

§بَابُ: عضو

حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يَأْكُلُ عُضْوًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، حَدَّثَنِي خَالٌ لِأُمِّي مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ §يُصَلِّي الْعَصْرَ مَا لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَحَرَ جَزُورًا، وَعَضَاهَا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ "

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيْقِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَعْضِيَةَ عَلَى أَهْلِ الْمِيرَاثِ إِلَّا مَا حَمَلَ الْقَسْمُ» قَوْلُهُ: «يَأْكُلُ عُضْوًا» كُلُّ عَظْمٍ وَافِرٍ بِلَحْمِهِ قَوْلُهُ: «نَحَرَ جَزُورًا وَعَضَاهَا» ، أَيْ قَطَعَهَا -[916]- قَوْلُهُ: «لَا تَعْضِيَةَ عَلَى أَهْلِ الْمِيرَاثِ» ، لَا يُفَرَّقُ شَيْءٌ مِمَّا وَرِثُوهُ، وَلَا يُعَضَّى إِلَّا مَا حَمَلَ الْقَسْمُ أَيْ: احْتَمَلَ إِذَا قُسِّمَ، فَفُرِّقَ أَنْ لَا يَضُوَّهُ ذَلِكَ وَلَا يُفْسِدُهُ وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الرجز] وَلَيْسَ دِينُ اللَّهِ بِالْمُعَضَّى

باب: عوض

§بَابُ: عوض

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «أَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ نَاقَةً، §فَعَوَّضْتُهُ مِنْهَا سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَظَلَّ يَتَسَخَّطُ» قَوْلُهُ: «فَعَوَّضْتُهُ» ، يُقَالُ: عَاضَ يَعُوضُ عَوْضًا، وَعِيَاضًا، وَعَوَّضْتُهُ مِنْ هِبَتِهِ خَيْرًا، وَعَوْضُ يَجْرِي مَجْرَى قَسَمٍ، يُقَالُ: عَوْضَ لَا أَفْعَلُ ذَاكَ

باب: ضوع

§بَابُ: ضوع

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَ الْعَبَّاسُ §فَجَلَسَ عَلَى الْبَابِ، وَهُوَ يَتَضَوَّعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ رَائِحَةً لَمْ يُوجَدْ عَلَيْهَا " قَالَ أَبُو نَصْرٍ: تَضَوَّعَ الرِّيحُ: أَخَذَ هَكَذَا، وَهَكَذَا قَالَ: [البحر الطويل] إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ الْمِسْكُ مِنْهُمَا ... نَسِيمُ الصَّبَا جَاءَتْ بِرِيحِ الْقَرَنْفُلِ وَالضُّوَعُ: طَائِرٌ أَصْغَرُ مِنَ الْغُرَابِ، جَنَاحَاهُ وَرْدِيَّانِ، وَالْجَمِيعُ ضِيعَانٌ، قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] لَا يَسْمَعُ الْمَرْءُ فِيهَا مَا يُؤَنِّسُهُ ... بِاللَّيْلِ إِلَّا نَئِيمَ الْبُومِ، وَالضُّوَعَا وَالضَّوْعُ: رَفْعُ الصَّبِيِّ صَوْتَهُ بِالْبُكَاءِ، ضَاعَ يَضُوعُ قَالَ ابْنُ الطَّثَرِيَّةِ: [البحر الطويل] تَعِزُّ عَلَيْهَا رَقَبَتِي وَيَسُوءُهَا ... بُكَاهُ فَتَثْنِي الْجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعَا

باب: عض

§بَابُ: عض

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ §رَجُلًا عَضَّ آخَرَ عَلَى ذِرَاعِهِ، فَاحْتَذَّهَا، فَانْتَزَعَ ثَنِيَّتَهُ، فَرَفَعَ إِلَى النِّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَبْطَلَهَا "

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: " سَمِعَ أُبَيٌّ رَجُلًا، يَعْتَزِي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَعَضَّهُ بِأَيْرِ أَبِيهِ، وَلَمْ يَكُنْ، فَكَأَنَّ الْقَوْمَ أَنْكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا تَلُومُونِي، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §أَمَرَنَا إِذَا سَمِعْنَا مَنْ يَعْتَزِي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَنْ نُعِضَّهُ، وَلَا نَكْنِيَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ: لَمَّا اتُّخِذَتْ عَبَّادَانُ نَزَلَهَا نَاسٌ نُسَّاكٌ، فَكَانَ فِيمَنْ نَزَلَهَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ: بَهِيمٌ، وَكَانَ رَجُلًا مَحْزُونًا، وَكَانَ يَدْخُلُ بَيْنَ أَضْعَافِ النَّخْلِ، فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَجْلِسُ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ، وَبَتٌّ فَيَحْتَبِي، وَيَسْقُطُ الْبَعُوضُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَتَأَذَّى بِهِنَّ، فَيَقُولُ: " [البحر الطويل] -[920]- §وَأَنْتَ تَأَذَّى مِنْ حَسِيسِ بَعُوضَةٍ ... فَلَلنَّارُ أَشْقَى سَاكِنِينَ، وَأَوْجَعُ وَرُبَّمَا قَالَ: «مِنْ عَضِيضِ بَعُوضَةٍ» ، فَكَانُوا يَسْمَعُونَ زَفِيرَهُ بَيْنَ أَضْعَافِ النَّخْلِ قَوْلُهُ: «عَضَّ رَجُلٌ آخَرَ» : هُوَ قَبْضُهُ عَلَى ذِرَاعِهِ بِأَسْنَانِهِ، وَيُقَالُ: عَضِضْتُ، وَعَضَّ يَعَضُّ عَضًّا، وَفَرَسٌ عَضُوضٌ، وَكَلْبٌ عَضُوضٌ , وَالْعَضُّ بِاللِّسَانِ: تَنَاوُلُهُ بِمَا لَا يَنْبَغِي قَوْلُهُ: «سَمِعَ رَجُلًا يَعْتَزِي بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ» ، الِاعْتِزَاءُ أَنْ يَقُولَ: " يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: عَزَاهُ إِلَى أَبِيهِ، يَعْزُوهُ، وَيَعْزِيهِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الِاعْتِزَاءُ: أَنْ يَقُولَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: يَنْسُبُ نَفْسَهُ إِلَى آرَاءِ الْمُشْرِكِينَ يَفْخَرُ بِهِمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ قَائِلِهِ، أَنْ يُعِضَّهُ فَيَقُولَ: عَضِضْتَ بِأَيْرِ أَبِيكَ إِنْكَارًا عَلَى قَائِلِهِ، وَغَضَبًا عَلَيْهِ؛ لِيَعْرِفَ ذَلِكَ مَنْ قَالَهُ مِنْ قَائِلِهِ لَهُ، إِذْ كَانَ ذَلِكَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَا يَعُودُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ -[921]- أَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر الطويل] فَلَمَّا الْتَقَتْ فُرْسَانُنَا وَرِجَالُهُمْ ... دَعَوْا يَا لَكَعْبٍ وَاعْتَزَيْنَا لِعَامِرِ وَالِاعْتِزَاءُ بِالْآبَاءِ: الِاتِّصَالُ بِالْقَبَائِلِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الِاتِّصَالُ أَنْ يَقُولَ يَا لَفُلَانٍ أَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: [البحر الطويل] إِذَا اتَّصَلَتْ قَالَتْ أَبَكْرُ بْنَ وَائِلٍ ... وَبَكْرٌ سَبَتْهَا وَالْأُنُوفُ رَوَاغِمُ وَالْعِضُّ: الرَّجُلُ السَّيِّئُ الْخُلُقِ، قَالَ: وَلَمْ أَكُ عِضًّا فِي النَّدَامَى مُلَوَّمَا وَالْعُضُّ بِالضَّمِّ: النَّوَى الْمَرْضُوخُ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر الخفيف] مِنْ سَرَاةِ الْهِجَانِ صَلَّبَهَا الْعُـ ... ـضُّ وَرَعْيُ الْحِمَى، وَطُولُ الْحِيَالِ -[922]- وَقَالَ الْفَرَّاءُ: بِئْرٌ عَضُوضٌ: بَعِيدَةُ الْقَعْرِ، وَيُقَالُ: عَضَّ الْقَوْمَ زَمَانُهُمْ، إِذَا أَتَاهُمْ بِمَا يَكْرَهُونَ أَنْشَدَنَا الْأَثْرَمُ: [البحر الطويل] وَعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ ... مِنَ الْمَالِ إِلَّا مُسْحَتًا أَوْ مُجَلَّفُ

باب: عضه

§بَابُ: عضه

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النِّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْعَضْهِ، هِيَ النَّمِيمَةُ وَالْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ " أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَيْنَا فِي الْبَيْعَةِ: §لَا يَعْضَهُ بَعْضُنَا بَعْضًا "

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «§-[924]- لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْعَاضِهَةَ، وَالْمُسْتَعْضِهَةَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنِّي §أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لَابَتَيِ الْمَدِينَةِ، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَكَّةَ، لَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا»

أَخْبَرَنِي أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمَّامٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نَبِيطٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§إِذَا جِئْتُمْ أُحُدًا، فَكُلُوا مِنْ شَجَرِهِ، وَلَوْ مِنْ عِضَاهِهِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْقَمُوصِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَحَدُ الْوَفْدِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَيْسَ بْنَ النُّعْمَانِ، فَأَنَا نَسِيتُ، اسْمَهُ، قَالَ: «§وَفَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَهْدَيْنَا لَهُ قُرْبَةً مِنْ تَعْضُوضٍ، أَوْ بَرْنِيٍّ»

قَوْلُهُ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْعَضْهِ» ، هُوَ مُفَسَّرٌ فِي الْحَدِيثِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: الْعَضْهُ: السِّحْرُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، يَقُولُونَ لِلسَّاحِرَةِ: الْعَاضِهَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: الْعَضَهُ: السِّحْرُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ، قَالَ: هُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ السِّحْرُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَضَهُ: الْقَالَةُ الْقَبِيحَةُ، رَجُلٌ عَاضِهٌ وَعَضِهٌ، وَهُوَ الْعَضِيهَةُ أَخْبَرَنَا عَمْرَةُ، عَنْ أَبِيهِ: الْعَضِيهَةُ أَنْ تَقُولَ فِي الرَّجُلِ مَا لَيْسَ فِيهِ وَكَانَ الْخَلِيلُ يَقُولُ: الْعَضِيهَةُ: الْإِفْكُ، وَالْبُهْتَانُ أَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] أَرَدْتَ بِنَا اللَّاتِي تَقَطَّرُ مِنْ دَمٍ ... أَسِرَّتُهَا دَسَّ الْعِضَاهَةِ، وَالْقِيلِ وَقَالَ آخَرُ فِي الْعَضْهِ: السِّحْرُ: [البحر الوافر] وَلَا تُلْفَى بِعَرْصَتِهِ الْمَآلِي ... وَلَا نَفْثُ الْعَوَاضِهِ وَالنَّمِيمَا

قَوْلُهُ: «لَا تُقْطَعُ عِضَاهُهُ» ، وَ «كُلُوا وَلَوْ مِنْ عِضَاهِهِ» سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: هِيَ شَجَرَةُ أُمِّ غَيْلَانَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعِضَاهُ وَاحِدَتُهَا عِضَةٌ، كُلُّ شَجَرٍ لَهُ شَوْكٌ يَعْظُمُ، وَمِنْ أَعْرَفِ ذَلِكَ الطَّلْحُ، وَالسَّلَمُ، وَالسَّيَالُ، وَالْعُرْفُطُ، وَالسَّمُرُ، وَالشَّبَهَانُ، وَالْكَنَهْبَلُ، وَالْغَرْقَدُ، وَالسِّدْرُ، وَالْعَوْسَجُ، وَاللَّصَفُ، وَهُوَ الْكَبَرُ اللَّيِّنُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْعِضَاهُ: كُلُّ شَجَرِ شَوْكٍ، الْوَاحِدَةُ عِضَاهَةٌ، وَهِيَ مَا عَظُمَ، وَمَا صَغُرَ مِنَ الشَّوْكِ، فَهُوَ الْعِضُّ، وَفِي الشَّوْكِ الضَّهْيَاءُ، وَالْقَتَادُ، وَالْغَافُ، وَالضَّالُ، وَالْعُتْمُ، وَالرَّنْدُ، وَالْغَرَبُ، وَالشَّوْحَطُ، وَالشِّرْيَانُ، وَالشَّقْبُ، وَالسَّرَاءُ، وَالنَّشَمُ، وَالْعُجْرُمُ، وَالْإِسْحِلُ، وَالتَّأْلَبُ، وَالْغَرَفُ، كُلُّهُ تُصْنَعُ مِنْهُ الْقِسِيُّ، وَالْقِدَاحُ غَيْرَ الشَّقْبِ يُصْنَعُ مِنْهُ الْقِدَاحُ قَطُّ كُلُّهَا فِيهِ حُجَنٌ كَالسِّدْرِ

وَمِنَ الْعِضِّ الشُّبْرُمُ، وَالشِّبْرِقُ، وَالْحَاجُ، وَاللَّصَفُ، وَالْكَلَبَةُ، وَالتَّرَبَةُ، وَالْيَنْبُوتُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَقَرَّبُوا كُلَّ جُمَالِيٍّ عَضِهْ ... أَبْقَى السِّنَافُ أَثَرًا بِأَنْهُضِهْ وَشَكِيرُ الْعِضَاهِ: مَا بَدَا مِنْ وَرَقِهِ قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ، وَمِنَ الْأَمْثَالِ: مِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا وَقَالَ آخَرُ: وَالرَّأْسُ مِنِّي صَارَ لَهُ الشَّكِيرُ وَصِرْتَ لَا يَرْهَبُكَ الْغَيُورُ

قَوْلُهُ: «أَهْدَيْنَا لَهُ تَعْضُوضًا» ، وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ أَصْلُهُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، وَهُوَ بِالْبَصْرَةِ، وَهِيَ نَخْلَةٌ حَمْرَاءُ دَقِيقَةُ الْجِذْعِ وَالرَّأْسِ، قَصِيرَةُ السَّعَفِ، قَلِيلَةُ الْخُوصِ، إِلَّا أَنَّهُ صَفِيقٌ طَيِّبُ الْمُشَقَّقِ وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الْأَسْعَدِيُّ: قَدْ تَضَعْضَعَ الْحَوْضَ إِذَا شَرِبَ عَامَّةَ مَائِهِ، وَبَقِيَ فِيهِ شَيْءٌ، وَالتَّضَعْضُعُ: الْخُضُوعُ وَالتَّذَلُّلُ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر الكامل] وَتَجَلُّدِي لِلشَّامِتِينَ أُرِيهِمُ ... أَنِّي لِرِيَبِ الدَّهْرِ لَا أَتَضَعْضَعُ وَالْعِضُّ: الدَّاهِي وَالْمُجَرَّدُ، وَالْمُجَرَّسُ، وَالْمُثَقَّلُ، كُلُّ ذَلِكَ قَدْ جَرَّبَ الْأُمُورَ وَزَادَ الْأَصْمَعِيُّ: وَالْمُنَجَّذُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الضُّوَعُ: طَائِرٌ، وَمَا ذُقْتُ عِضَاضًا، وَلَا عَلُوسًا، وَلَا أَكَالًا، وَلَا لَمَاجًا، وَلَا شَمَاجًا، وَلَا ذَوَاقًا، وَلَا قَضَامًا، وَلَا لَمَاظًا

باب: معض

§بَابُ: معض

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُبَيْعٍ: «§لَمَّا قُتِلَ رُسْتُمُ بِالْقَادِسِيَّةِ بَعَثَ سَعْدٌ إِلَى النَّاسِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ، فَامْتَعَضَ النَّاسُ امْتِعَاضًا شَدِيدًا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ: «تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ، §فَإِنْ مَعِضَتْ لَمْ تُنْكَحْ» يُقَالُ: مَعِضَ، وَامْتَعَضَ مِنْ شَيْءٍ: إِذَا شَقَّ عَلَيْهِ

الحديث الثامن

§الْحَدِيثُ الثَّامِنُ

باب: فتنة

§بَابُ: فتنة

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: " أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: «§إِنِّي لَأَرَى الْفِتَنَ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ»

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ جَدَّتَيْهِ، عَنْ قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ وَالشَّجَرُ، وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفُتَّانِ» -[931]- قَوْلُهُ: «أَرَى الْفِتَنَ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ» ، وَاحِدَتُهَا فِتْنَةٌ، وَلَهَا وُجُوهٌ: الْأَوَّلُ مِنْهَا: الشِّرْكُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193]

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، " {§وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193] يَعْنِي: شِرْكٌ "

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] ، قَالَ: «الشِّرْكُ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {§لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ} [التوبة: 48] ، يَعْنِي الشِّرْكَ " وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنَ الْفِتْنَةِ: أَنَّهَا الضَّلَالَةُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي آلِ عِمْرَانَ: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} [آل عمران: 7]

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: " §ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ: قَالَ: الضَّلَالَةَ " -[932]- وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ: الْفِتْنَةُ: النِّفَاقُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيدِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلُهُ: {§فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} [الحديد: 14] ، قَالَ: " النِّفَاقُ، وَيُقَالُ فِي هَذِهِ: كَفَرْتُمْ " وَالْوَجْهُ الرَّابِعُ: الْفِتْنَةُ: الْبَلَاءُ

عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] ، يُبْتَلُونَ، {وَلَقَدْ فَتَنَّا} [الدخان: 17] ، ابْتَلَيْنَا "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " {§وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2] : يُبْتَلُونَ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ: {§وَلَقَدْ فَتَنَّا} [الدخان: 17] «ابْتَلَيْنَا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَلَقَدْ فَتَنَّا} [الدخان: 17] ، ابْتَلَيْنَا " -[933]- وَمِنْهَا فِي طه

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُنَيْفِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] ، ابْتَلَيْنَاكَ بَلَاءً بَعْدَ بَلَاءٍ "

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سِنَانٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {§وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] «ابْتَلَيْنَاكَ بَلَاءً»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§وَفَتَنَّاكَ} [طه: 40] : ابْتَلَيْنَاكَ " حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: «ابْتَلَيْنَاكَ بِغَمِّ الْقَتْلِ» وَفِي هَذَا الْحَرْفِ تَفْسِيرٌ آخَرُ

حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] ، أَخْلَصْنَاكَ إِخْلَاصًا "

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: {§فَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40] «أَخْلَصْنَاكَ إِخْلَاصًا» وَمِثْلُهَا فِي بَرَاءَةَ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ -[934]- أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {§أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ} [التوبة: 126] ، قَالَ: بِالْجِهَادِ، وَالنَّفَقَاتِ "

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] : يُبْتَلُونَ بِالْغَزْوِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ " وَمِنْهَا فِي الدُّخَانِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَيْزَكٍ، عَنِ الْخَفَّافِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {§وَلَقَدْ فَتَنَّا} [الدخان: 17] : «ابْتَلَيْنَا» وَالْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْفِتْنَةِ: هُوَ عَذَابُ النَّاسِ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ} [العنكبوت: 10] أَصَابَهُ بَلَاءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ رَجَعُوا إِلَى الْكُفْرِ مَخَافَةً مِمَّنْ يُؤْذِيهِمْ "

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ} [العنكبوت: 10] أَذَى النَّاسِ " -[935]- وَفِي النَّحْلِ مِثْلُهَا: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} [النحل: 110] ، يَقُولُ: عُذِّبُوا فِي النَّارِ , وَالْوَجْهُ السَّادِسُ: الْفِتْنَةُ: الْحَرْقُ بِالنَّارِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، عَنْ يَعْقُوبَ الْقُمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ عَلِيٍّ: {§إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ} [البروج: 10] «حَرَّقُوا»

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {§فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ} [البروج: 10] ، عَذَّبُوا "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ شِبْلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، " §فَتَنُوا: عَذَّبُوا "

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: {§فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ} [البروج: 10] «حَرَّقُوهُمْ بِالنَّارِ» وَمِثْلُهَا فِي الذَّارِيَاتِ

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] يُحْرَقُونَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْجَوْزَاءِ فِي قَوْلِهِ: " {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] ، يُعَذَّبُونَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] «يُحْرَقُونَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] ، قَالَ: «يُطْبَخُونَ كَمَا يُفْتَنُ الذَّهَبُ بِالنَّارِ»

حَدَّثَنَا نَصْرٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: " {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] : يُعَذَّبُونَ "

حَدَّثَنَا نَصْرٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] «يُعَذَّبُونَ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ مُبَارَكٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] : يُعَذَّبُونَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ قُرَّةَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ " {§يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] : يُقَرَّرُونَ بِذُنُوبِهِمْ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ: سَمِعْتُ {§ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: 14] «عَذَابَكُمْ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: 14] ، حَرِيقَكُمْ "

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: " {§ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} [الذاريات: 14] : عَذَابَكُمْ " وَالْوَجْهُ السَّابِعُ: الصَّدُّ، وَالِاسْتِنْزَالُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: {إِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [الإسراء: 73]

حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ، فَقَالُوا: لَا نَدَعُكَ عَنْ تَسْلِيمِ آلِهَتِنَا، فَقَالَ: «§مَا عَلَيَّ لَوْ فَعَلْتُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مِنِّي خِلَافَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ» وَمِثْلُهَا فِي الْمَائِدَةِ

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ} [المائدة: 49] ، يَقُولُ: يُضِلُّوكَ يَسْتَنْزِلُوكَ " وَالْوَجْهُ الثَّامِنُ: الْفِتْنَةُ الضَّلَالَةُ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الصَّافَّاتِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] ، يَقُولُ: بِمُضِلِّينَ "

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْيِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: {§بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] «بِمُضِلِّينَ»

أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ، " {§بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] ، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ بِمُفْتِنِينَ، تَقُولُ: أَفْتَنَهُ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ: فَتَنَهُ، وَبِفَاتِنِينَ: بِمُضِلِّينَ إِلَّا مَنْ قُدِّرَ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ فِي عِلْمِ اللَّهِ " وَمِثْلُهَا فِي الْمَائِدَةِ: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ} [المائدة: 41] ، أَيْ ضَلَالَتَهُ وَالْوَجْهُ التَّاسِعُ: الْفِتْنَةُ: الْمَعْذِرَةُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْأَنْعَامِ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: " {§ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام: 23] ، قَالَ: مَعْذِرَتُهُمْ " وَالْوَجْهُ الْعَاشِرُ: الْفِتْنَةُ: الِافْتِتَانُ، وَالْإِعْجَابُ

حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ: {§لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85] " قَالُوا: رَبَّنَا لَا تُظْهِرْهُمْ عَلَيْنَا فَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ خَيْرٌ مِنَّا "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85] سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَظْهَرَ عَلَيْنَا عَدُوُّنَا، فَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ أَوْلَى بِالْعَدْلِ فَيُفْتَنُونَ بِذَلِكَ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الضُّحَى: " {§لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85] ، لَا يَظْهَرُوا عَلَيْنَا، فَيَزِيدُهُمْ طُغْيَانًا "

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «§لَا تُظْهِرْهُمْ عَلَيْنَا، فَيَرَوْنَ أَنَّهُمْ خَيْرٌ مِنَّا» وَفِي هَذَا الْحَرْفِ وَجْهٌ آخَرُ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85] : لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا، فَيَفْتِنُونَا "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ شَبَابَةَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [يونس: 85] لَا تُعَذِّبْنَا بِأَذَى آلِ فِرْعَوْنَ، لَا تُعَذِّبْنَا بِأَذَى كَمَنْ عِنْدَكَ، فَيَقُولُ قَوْمُ فِرْعَوْنَ: لَوْ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ مَا عُذِّبُوا، وَلَا سُلِّطْنَا عَلَيْهِمْ فَيُفْتَنُونَ بِنَا " -[940]- وَالْوَجْهُ الْحَادِيَ عَشَرَ: الْفِتْنَةُ: الْقَتْلُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] ، وَفِي يُونُسَ: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} [يونس: 83] ، يَقْتُلَهُمْ وَقَوْلُهُ: «أَرَى الْفِتَنَ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ» ، تَكُونُ الْحُرُوبُ، وَالْقَتْلُ، وَالِاخْتِلَافُ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّاسِ، وَيَكُونُ مَا يُبْتَلُونَ بِهِ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا، وَشَهَوَاتِهَا، فَيُفْتَنُونَ بِذَلِكَ عَنِ الْآخِرَةِ وَقَوْلُهُ: «مَا تَرَكْتُ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ، يَقُولُ: أَخَافُ أَنْ تُعْجَبُوا بِهِنَّ، فَتُشْغَلُوا بِهِنَّ عَنِ الْآخِرَةِ، يُقَالُ: فُتِنَ بِالْمَرْأَةِ، وَأُفْتِنَ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ فَتَنَهُ، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُولُونَ فَتَنَهُ، وَقَالَ الشَّاعِرُ بِاللُّغَتَيْنِ: [البحر الطويل] لَئِنْ فَتَنْتَنِي لَهِيَ بِالْأَمْسِ أَفْتَنَتْ ... سَعِيدًا، فَأَمْسَى قَدْ قَلَى كُلَّ مُسْلِمِ وَمِثْلُهُ سَقَى وَأَسْقَى، فَجَمَعَ الشَّاعِرُ اللُّغَتَيْنِ جَمِيعًا، قَالَ: [البحر الوافر] سَقَى قَوْمِي بَنِي مَجْدٍ، وَأَسْقَى ... نُمَيْرًا وَالْقَبَائِلَ مِنْ هِلَالِ -[941]- وَقَوْلُهُ: «وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفُتَّانِ» ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ الَّذِي يَفْتِنُ النَّاسَ بِخَدْعِهِ، وَغُرُورِهِ، وَيُزَيِّنُ الْمَعَاصِيَ، وَيُحَبِّبُهَا إِلَيْهِمْ، فَإِذَا نَهَى الرَّجُلُ أَخَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا يَنَالُهُ مِنْ سُوءِ عَاقِبَةِ ذَلِكَ، فَقَدْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أَخُو الرَّجُلِ لَهُ، فَهُمَا مُتَعَاوِنَانِ وَفِيهِ تَفْسِيرٌ آخَرُ: إِنَّ الْفُتَّانَ: اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ لَهُمْ فِي طُرُقِهِمْ لِأَخْذِ أَمْوَالِهِمْ، وَيَفْتِنُهُمْ بِظُهُورِهِ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَيَنْبَغِي لِمَنْ كَانَ فِيَ سَفَرٍ مَعَهُ أَخُوهُ، فَعَرَضَ لَهُ لِصٌّ أَنْ يُعِينَهُ عَلَيْهِ، فَيَكُونُ كَمَا وَصَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «أَخُو الْمُسْلِمِ يَسَعُهُمَا الْمَاءُ، وَالشَّجَرُ، وَيَتَعَاوَنَانِ عَلَى الْفُتَّانِ»

باب: تنف

§بَابُ: تنف

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ: «سَافَرَ رَجُلٌ بِأَرْضِ تَنُوفَةَ، فَقَالَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا سِقَاؤُهُ وَزَادُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَلَمْ يَرَهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِهَا، §فَمَا هُوَ بِأَشَدَّ فَرَحًا مِنَ اللَّهِ بِتَوْبَةِ عَبْدٍ» قَوْلُهُ: «تَنُوفَةَ» أَخْبَرَنِي ابْنُ نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: التَّنُوفَةُ: الْقَفْرُ: الْجَمِيعُ: تَنَائِفُ وَأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ: [البحر البسيط] زَارَ الْخَيَالُ لِمَيٍّ هَاجِعًا لَعِبَتْ ... بِهِ التَّنَائِفُ وَالْمُهْرِيَّةُ النُّجُبُ أَخَا تَنَائِفَ أَغْفَى عِنْدَ سَاهِمَةٍ ... بِأَخْلَقِ الدُّفِّ مِنْ تَصْدِيرِهَا جُلَبُ يَقُولُ: زَارَ خيَالُ مَيٍّ أَخَا تَنَائِفَ: يَعْنِي: نَفْسَهُ بِأُمِّ التَّنَائِفِ أَغْفَى: نَامَ عِنْدَ سَاهِمَةٍ: نَاقَةٌ ضَامِرَةٌ بِأَخْلَقِ: الْأَمْلَسِ أَرَادَ الْمَوْضِعَ الْأَخْلَقَ وَجُلَبٌ: قُرُوحٌ قَدْ بَرِئَتْ وَعَلَيْهَا قُشَيْرَةٌ

باب: نتف

§بَابُ: نتف

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَامِرٍ: «§أَنَّ كَوْسَجًا نَتَفَ لِحْيَةَ رَجُلٍ، فَنَتَفَ مَسْرُوقٌ لِحْيَةَ الْكَوْسَجِ، فَنَقَصَ الْمِيزَانُ، فَنَتَفَ مِنْ رَأْسِهِ، حَتَّى اسْتَوَى الْمِيزَانُ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ»

حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: " اطَّلَعَ عَلَيَّ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، §وَأَنَا أَنْتِفُ طَيْرًا، فَأَخَذَ صُدْغِي، فَنَتَفَهُ، وَقَالَ: أَيُوجِعُكَ هَذَا؟ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " النَّتْفُ: نَزْعُ الشَّعْرِ وَالرِّيشِ

باب: فت

§بَابُ: فت

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَمْسَاءِ: " بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ بِبَيْعٍ، فَبَقِيَتْ لَهُ عِنْدِي بَقِيَّةٌ، فَوَعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ بِهَا فِي مَكَانِهِ، فَنَسِيتُهُ يَوْمَيْنِ، وَالْغَدَ، فَأَتَيْتُهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ: «يَا فَتَى §لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَيَّ، أَنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَنْتَظِرُكَ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَرَّ بِفِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَيْمَنُ مَعَهُمْ، وَقَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ يَجْتَلِدُونَ بِهَا عُرَاةً، فَدَخَلَ الْحُجْرَةَ، فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: «§لَا مِنَ اللَّهِ اسْتَحْيَوْا، وَلَا رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا» -[945]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " يُقَالُ لِلشَّابِّ فَتًى: وَالْجَمِيعُ فِتْيَانٌ، وَالْقَلِيلُ فِتْيَةٌ، وَالْفُتُوَّةُ: الْإِفْرَاطُ فِي الظَّرْفِ يُقَالُ مِنْهُ مُتَفَتٍّ، وَمُتَفَتِّيَةٌ، وَالْفَتَى: الشَّابُّ مِنَ النَّاسِ، وَالْبَهَائِمِ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] إِذَا بَلَغَ الْفَتَى مِائَتَيْنِ عَامًا ... فَقَدْ ذَهَبَ اللَّذَاذَةُ، وَالْفَتَاءُ وَالْفُتَاتُ: مَا فَتَتَّهُ بِإِصْبُعِكَ مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَتَفَرَّقَ، وَالْفَتِيتُ: الْخُبْزُ الْمَفْتُوتُ وَيُقَالُ لِوَسَخِ الْأَظْفَارِ: التُّفُّ

باب: فتق

§بَابُ: فتق

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: «§فِي الْفَتْقِ الدِّيَةُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا عَارِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ: " قَحِطَ النَّاسُ فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: «§انْظُرُوا إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَاجْعَلُوا مِنْهُ كَوًّا إِلَى السَّمَاءِ، فَفَعَلُوا فَمُطِرُوا حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ وَسَمِنَتِ الْإِبِلُ حَتَّى تَفَقَّتْ فَسُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ» قَوْلُهُ: «فِي الْفَتْقِ الدِّيَةُ» وَهُوَ انْفِتَاقُ الْمَثَانَةِ، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: فَبِهِ الدِّيَةُ، فَإِنْ كَانَ أَرَادَ دِيَةَ الْفَتْقِ فَحَسَنٌ، وَإِنْ كَانَ أَرَادَ مِثْلَ دِيَةِ النَّفْسِ، فَقَدْ خَالَفَهُ أبُو مِجْلَزٍ، وَشُرَيْحٌ، وَالشَّعْبِيُّ، فَجَعَلُوا فِيهَا ثُلُثَ الدِّيَةِ " -[947]- وَقَالَ مَالِكٌ , وَسُفْيَانُ: «فِيهَا الِاجْتِهَادُ مِنَ الْحَاكِمِ» وَقَوْلُهُ: «سُمِّيَ عَامَ الْفَتْقِ» ، يُرِيدُ عَامَ الْخِصْبِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ بِذَلِكَ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] يَأْوِي إِلَى سَفْعَاءَ كَالثَّوْبِ الْخَلَقْ ... لَمْ تَرْجُ رِسْلًا بَعْدَ أَعْوَامِ الْفَتَقْ وَصَفَ صَائِدًا، فَقَالَ: يَأْوِي إِلَى امْرَأَةٍ سَفْعَاءَ سَوْدَاءَ كَالثَّوْبِ الْخَلَقِ يَعْنِي: كَبِيرَةً، لَمْ تَرْجُ رِسْلًا: يَعْنِي لَبَنًا مِمَّا أَصَابَهَا مِنَ الْجَهْدِ بَعْدَ أَعْوَامٍ مَضَتْ كَانَ فِيهَا الْخِصْبُ، وَالسِّمَنُ؟

الحديث التاسع

§الْحَدِيثُ التَّاسِعُ

باب: شمر

§بَابُ: شمر

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: " ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، قَالَ: «§أَلَا مُشَمِّرٌ لَهَا، هِيَ نُورٌ تَلَأْلَأَ، وَرَيْحَانَةٌ تَزْهَرُ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِثْلَهُ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دِهْقَانَ: «رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ قَدْ §شَمَّرَ إِزَارَهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ» -[949]- قَوْلُهُ: " أَلَا مُشَمِّرٌ لَهَا، رَجُلٌ مُشَمِّرٌ: مَاضٍ سَرِيعٌ فِي الْحَوَائِجِ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ أَيُّوبَ: [البحر الطويل] لَقَدْ خِفْتُ حَتَّى لَوْ تَمُرُّ حَمَامَةٌ ... لَقُلْتُ: عَدُوٌّ أَوْ طَلِيعَةُ مَعْشَرِ فَمَنْ قَالَ: خَيْرًا قُلْتُ هَذَا خَدِيعَةٌ ... وَمَنْ قَالَ شَرًّا، قُلْتُ: حَقٌّ فَشَمِّرِ وَمِثْلُهُ: [البحر الطويل] عَوَى الذِّئْبُ فَاسْتَأْنَسْتُ بِالذِّئْبِ إِذْ عَوَى ... وَصَوَّتَ إِنْسَانٌ فَكِدْتُ أَطِيرُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: فَشَمَّرْتُ وَانْصَاعَ شَمَّرِيُّ وَصَفَ كِلَابًا أَسْرَعَتْ فِي طَلَبِ ثَوْرٍ لِتَصِيدَهُ، وَشَمَّرَ الثَّوْرُ: أَسْرَعَ هَرَبًا مِنْهَا؟ وَقَوْلُهُ: «شَمَّرَ إِزَارَهُ» رَفَعَهُ، وَشَمَّرَ السَّهْمَ: أَرْسَلَهُ

باب: شرم

§بَابُ: شرم

حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ، حَدَّثَنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: جَاءَ كَعْبٌ إِلَى عُمَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ، فَقَالَ: " فِي هَذِهِ التَّوْرَاةُ، قَالَ: «§إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا التَّوْرَاةُ، فَاقْرَأْهَا»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «رَفَعَ رِيَاطَ الْحَرْبَةِ، فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ أَبْرَهَةَ، فَوَقَعَتْ عَلَى جَبِينِهِ، §فَشَرَمَتْ عَيْنَهُ، وَأَنْفَهُ، وَشَفَتَهُ» قَوْلُهُ: «تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ» يَقُولُ: تَقَطَّعَتْ وَأَصْلُهُ الْقَطْعُ فِي الْأَرْنَبَةِ، وَالْأَنْفِ؛ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبْرَهَةُ الْأَشْرَمَ، وَالشَّرْمُ: لُجَّةُ الْبَحْرِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الشَّرْمُ: الشَّقُّ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَقُّ: الشَّقُّ -[951]- قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشَّرْمُ مِنَ الْبَحْرِ: الْمَكَانُ لَا يُدْرَكُ غَمْرُهُ، وَفِيهِ مَكَانٌ يُقَالُ لَهُ شَرْمُ جَابِرٍ

باب: مرش

§بَابُ: مرش

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي مُرَايَةَ، أَنَّ أَبَا مُوسَى قَالَ: «إِذَا حَكَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، §فَلْيَمْرُشْهُ مِنْ وَرَاءِ الثَّوْبِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " الْمَرْشُ: شِبْهُ الْقَرْصِ مِنَ الْجِلْدِ بِأَطْرَافِ الْأَظَافِيرِ، وَالْإِنْسَانُ يَمْتَرِشُ الشَيْءَ بَعْدَ الشَيْءِ يَجْمَعُهُ

باب: مشر أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: أمشرت العضاه إذا خرج ورقها، والورق: المشرة وقال أبو زيد: مشر القوم قدرهم تمشيرا: إذا قسموها، وفرقوا ما فيها، وكذلك الكسرة والهدية قال الشاعر: فقلت لأهلي مشروا القدر حولكم وأي أوان قدرنا لم تمشر

§بَابُ: مشر أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: أَمْشَرَتِ الْعِضَاهُ إِذَا خَرَجَ وَرَقُهَا، وَالْوَرَقُ: الْمَشْرَةُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَشَّرَ الْقَوْمُ قِدْرَهُمْ تَمْشِيرًا: إِذَا قَسَّمُوهَا، وَفَرَّقُوا مَا فِيهَا، وَكَذَلِكَ الْكِسْرَةُ وَالْهَدِيَّةُ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] فَقُلْتُ لِأَهْلِي مَشِّرُوا الْقِدْرَ حَوْلَكُمْ ... وَأَيُّ أَوَانٍ قِدْرُنَا لَمْ تُمَشَّرِ وَالْمُشَرَةُ: طَائِرٌ صَغِيرٌ مُدَبَّجٌ كَأَنَّهُ ثَوْبُ وَشْيٍ، وَمشَرَ الرَّجُلَ إِذَا شَتَمَهُ وَهَجَاهُ، وَسَمَّعَ بِهِ

باب: رشم أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الرشماء: شاة فيها نقط من سواد وبياض

§بَابُ: رشم أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرَّشْمَاءُ: شَاةٌ فِيهَا نُقَطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ

باب: رمش والرمش: تفتل في العين وحمرة، وصاحبه أرمش، والعين رمشاء، ورمشته بالحجارة: رميته

§بَابُ: رمش وَالرَّمَشُ: تَفَتُّلٌ فِي الْعَيْنِ وَحُمْرَةٌ، وَصَاحِبُهُ أَرْمَشُ، وَالْعَيْنُ رَمْشَاءُ، وَرَمَشْتُهُ بِالْحِجَارَةِ: رَمَيْتُهُ

غريب ما روى ثوبان

§غَرِيبُ مَا رَوَى ثَوْبَانُ

باب: زوى

§بَابُ: زوى

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " إِنَّ §اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ، أَوْ إِنَّ رَبِّي زَوَى لِيَ الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا، وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ، أَنْ لَا أُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَلَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا، وَمَنْ بِأَقْطَارِهَا، حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ، وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ» -[957]- زَادَ مُسَدَّدٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، لَا نَبِيَّ بَعْدِي» وَقَالَ: «لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَخْسِيُّ، حَدَّثَنَا رَيْحَانٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي قِلَابَةَ، فَعَرَضْتُهُ عَلَى أَيُّوبَ، فَزَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، وَحَمَّادٌ -[958]-، وَحَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نَحْوَهُ

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا، قَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا بِنُصْحٍ، وَاقْبَلْنَا بِذِمَّةٍ، §اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: " §افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ -[959]-: يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ، وَالْمُلُوكُ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ، وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، وَسِعْتِ كُلَّ شَيْءٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ، فَيُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَأْتِيَهَا، فَيَضَعَ مَا شَاءَ عَلَيْهَا، فَتُزْوَى، وَتَقُولُ: قَدْنِي "

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بِنْ أُسَيْدٍ: «§تُطْوَى الْأَرْضُ لِلدَّجَّالِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا» قَالَ: «إِنَّهُ تُزْوَى لَهُ الْأَرْضُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْوَسْمِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِلْقَطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «§إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي أَنْ يُبْزَقَ فِيهِ، كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ أَنْ تُلْقَى فِي النَّارِ»

باب: زوى أيضا

§بَابُ: زوى أَيْضًا

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: «قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §عَجِبْتُ لِمَا زُوِيَ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا، وَبُسِطَ عَلَى كِسْرَى»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعَاذٍ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَلَاةً أَطَالَ رُكُوعَهَا، وَسُجُودَهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «إِنِّي §سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سَنَةً، فَتُهْلِكُهُمْ مَجَاعَةٌ، وَلَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَجْتَاحُهُمْ، فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِيهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فَضْلٍ، وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ: " دَعَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ: §يَا رَبِّ يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ عَبِيدِكَ يَعْبُدُكَ، وَيَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ، فَتَعْرِضُ لَهُ الْبَلَاءَ، وَتَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا، وَيَكُونُ -[961]- الْعَبْدُ مِنْ عَبِيدِكَ يَعْمَلُ بِمَعَاصِيكَ، وَيُفْسِدُ فِي أَرْضِكَ تَعْرِضُ لَهُ الدُّنْيَا، وَتَزْوِي عَنْهُ الْبَلَاءَ، فَأَوْحَى إِلَيْهِ: إِنَّ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ لِي، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا يُسَبِّحُنِي، وَيَحْمَدُنِي، وَيُكَبِّرُنِي، فَأَمَّا عَبْدِي الْمُؤْمِنُ، فَإِنَّ لَهُ سَيِّئَاتٍ، فَأَعْرِضُ لَهُ الْبَلَاءَ، وَأَزْوِي لَهُ الدُّنْيَا بِسَيِّئَاتِهِ لِكَيْ يَأْتِيَنِي، فَأُجَازِيَهُ بِحَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا عَبْدِيَ الْكَافِرُ، فَأَعْرِضُ لَهُ الدُّنْيَا، وَأَزْوِي عَنْهُ الْبَلَاءَ بِحَسَنَاتِهِ، كَيْ يُوَافِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأُجَازِيَهُ بِسَيِّئَاتِهِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ: «§نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا فِيمَا زَوَى عَنَّا مِنَ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْنَا، فِيمَا بَسَطَ لَنَا»

باب آخر زوى أيضا

§بَابٌ آخَرُ زوى أَيْضًا

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: " كَانَ لِابْنِ عُمَرَ أَرْضٌ قَدْ زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى، فَكَانُوا يُرِيدُونَهُ عَلَى الْبَيْعَةِ، فَيَأْبَى، فَدَسُّوا إِلَيْهِ، قَالُوا: أَيَسُرُّكَ أَنْ تُشْتَرَى فَتُوهَبَ لَكَ؟ قَالَ: وَدِدْتُ فَاشْتَرَوْهَا، فَوَهَبُوهَا لَهُ، ثُمَّ أَرَادُوهُ عَلَى الْبَيْعَةِ، فَقَالَ: " هِيهِ، فَإِذًا ذَاكَ لِذَاكَ: §إِنَّ دِينِي عِنْدِي إِذًا لَرَخِيصٌ " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " أَمَّا حَدِيثُ ثَوْبَانَ، فَفِيهِ عَشَرَةُ أَحْرُفٍ، خَمْسَةُ أَحْرُفٍ مِنْهَا نَحْوٌ، وَأَرْبَعَةٌ فَضَائِلُ وَقَوْلُهُ: «زَوَى لِيَ الْأَرْضَ» ، وَلَيْسَ كُلُّ الْأَرْضِ زُوِيَ لَهُ، إِنَّمَا زُوِيَ لَهُ مَا بَلَغَ مُلْكُ أُمَّتِهِ مِنْهَا، وَفِي الْأَرْضِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ مُلْكُ أُمَّتِهِ، فَلَمْ يَدْخُلْ ذَلِكَ فِيمَا زُوِيَ لَهُ وَهَذَا مِمَّا يَخْرُجُ لَفْظُهُ عَامًّا، وَمَعْنَاهُ الْخَاصُّ، كَقَوْلِهِ فِي الْقُرْآنِ النَّاسُ، وَرُبَّمَا كَانَ عَامًّا لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ كَقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13] ، وَقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء

: 1] ، وَقَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] وَرُبَّمَا جَعَلَ النَّاسَ اسْمًا خَاصًّا، وَرُبَّمَا جَعَلَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَطْ، وَرُبَّمَا خَصَّ بِهِ أَهْلَ مَكَّةَ خَاصَّةً، وَأَهْلَ مِصْرَ خَاصَّةً، وَرُبَّمَا عَنَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ خَاصَّةً، أَوْ رَجُلًا مِنَ النَّاسِ وَاحِدًا

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {§أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة: 161] يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ: " {§وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] ، قَالَ: الْمُشْرِكِينَ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] قَالَ: «عَلَى الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى، وَالْمَجُوسِ»

حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: " {§لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ} [النساء: 165] ، يَعْنِي أَهْلَ الْكِتَابِ "

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " {§أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} [النساء: 54] قَالَ: هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ خَاصَّةً " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " وَقَوْلُهُ: {لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ} [يوسف: 46] ، يَعْنِي أَهْلَ مِصْرَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ

الباب الثاني من الفضائل قوله: " فرأيت مشارقها ومغاربها "، فإن الله ذكر في كتابه ذلك في مواضع بثلاثة ألفاظ، فقال في موضع: رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو، وقال في موضع آخر: رب المشرقين ورب المغربين، وقال: فلا أقسم برب المشارق والمغارب فوحد وثنى

§الْبَابُ الثَّانِي مِنَ الْفَضَائِلِ قَوْلُهُ: «فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا» ، فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ بِثَلَاثَةِ أَلْفَاظٍ، فَقَالَ فِي مَوْضِعٍ: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [المزمل: 9] ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17] ، وَقَالَ: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40] فَوَحَّدَ وَثَنَّى وَجَمَعَ فَإِذَا وَحَّدَ فَكَأَنَّهُ جَعَلَ انْتِقَالَهَا فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْمَشْرِقِ كُلِّهِ وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ جَعَلَهُ فِي الْمَغْرِبِ، فَإِذَا قَالَ: مَشْرِقَيْنِ، وَغَرْبَيْنِ، فَفِي ذَلِكَ وَجْهَانِ

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «§لِلشَّمْسِ مَطْلِعٌ فِي الشِّتَاءِ، وَمَطْلِعٌ فِي الصَّيْفِ، وَمَغْرِبٌ فِي الشِّتَاءِ، وَمَغْرِبٌ فِي الصَّيْفِ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، وَابْنُ أَبْزَى وَسَمِعْتُ فِيهِ بِوَجْهٍ آخَرَ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: " §الْمَشْرِقَيْنِ مَشْرِقُ الْفَجْرِ، وَمَشْرِقُ الشَّمْسِ، وَالْمَغْرِبَيْنِ: مَغْرِبُ الشَّمْسِ، وَمَغْرِبُ الشَّفَقِ " -[966]- وَأَمَّا قَوْلُهُ: «بِرَبِّ الْمَشَارِقِ، وَالْمَغَارِبِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «§السَّمَاءُ نِصْفُهَا مَشَارِقُ، وَنِصْفُهَا مَغَارِبُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§رَبُّ الْمَشَارِقِ} [الصافات: 5] ، قَالَ: «لِلشَّمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَشْرِقٌ تُشْرِقُ فِيهِ غَيْرُ مَشْرِقِهَا بِالْأَمْسِ، وَمَغْرِبٌ تَغْرُبُ فِيهِ غَيْرُ مَغْرِبِهَا بِالْأَمْسِ»

الباب الثالث من الفضائل قوله: " وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض "، فالأحمر ملك الشام، والأبيض ملك فارس،

§الْبَابُ الثَّالِثُ مِنَ الْفَضَائِلِ قَوْلُهُ: «وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ» ، فَالْأَحْمَرُ مُلْكُ الشَّامِ، وَالْأَبْيَضُ مُلْكُ فَارِسَ،

كَذَا حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذٍ، حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ: " لَمَّا كَانَ حَيْثُ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، عَرَضَتْ لَنَا صَخْرَةٌ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ، فَقَالَ: " بِسْمِ اللَّهِ، فَكَسَرَ ثُلُثَهَا، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، §أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ، فَكَسَرَ ثُلُثَهَا الْآخَرَ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضَ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ، فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " فَقَدْ كَانَ مَا أُرِيَ: فُتِحَتِ الْيَمَنُ فِي حَيَاتِهِ، وَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الشَّامَ، وَفَتَحَ عُمَرُ الْعِرَاقَ، وَأَخَذَ أَبْيَضَ الْمَدَائِنِ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا قَالَ لِمُلْكِ فَارِسَ الْكَنْزُ الْأَبْيَضُ لِبَيَاضِ أَلْوَانِهِمْ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُمْ بَنُو الْأَحْرَارِ، يَعْنِي الْبِيضَ؛ وَلِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى -[968]- كُنُوزِهِمْ، وَبُيُوتِ أَمْوَالِهِمُ الْوَرِقُ، وَهِيَ بِيضٌ، وَقَالَ فِي الشَّامِ: الْكَنْزُ الْأَحْمَرُ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى أَلْوَانِهِمُ الْحُمْرَةُ، وَعَلَى كُنُوزِهِمْ، وَبُيُوتِ أَمْوَالِهِمُ الذَّهَبُ، وَهُوَ أَحْمَرُ

الباب الرابع من الفضائل قوله: " وأن لا يهلك أمتي بسنة " يريد الجدب أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: " أصابتهم سنة إذا أصابهم الجدب: أسنت القوم يسنتون إسناتا، وأجدبوا، وأمحلوا، وأصابتهم أزبة، وأزمة، وحطمة وشصاصاء، وكحل وضبع "

§الْبَابُ الرَّابِعُ مِنَ الْفَضَائِلِ قَوْلُهُ: «وَأَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ» يُرِيدُ الْجَدْبَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: " أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ إِذَا أَصَابَهُمُ الْجَدْبُ: أَسْنَتَ الْقَوْمُ يُسْنِتُونَ إِسْنَاتًا، وَأَجْدَبُوا، وَأَمْحَلُوا، وَأَصَابَتْهُمْ أَزْبَةٌ، وَأَزْمَةٌ، وَحُطْمَةٌ وَشَصَاصَاءُ، وَكَحْلٌ وَضَبُعٌ "

الباب الأول من النحو قوله: " بعامة " يريد بعامة تعمهم، وأدخل الباء كما قال: تنبت بالدهن: يقول: تنبت الدهن: ومن يرد فيه بإلحاد، وقوله: يشرب بها المقربون، ويشربها سواء كذلك أخبرنا سلمة عن الفراء، وأنشدنا: شربن بماء البحر، ثم ترفعت متى لجج خضر

§الْبَابُ الْأَوَّلُ مِنَ النَّحْوِ قَوْلُهُ: «بِعَامَّةٍ» يُرِيدُ بِعَامَّةٍ تَعُمُّهُمْ، وَأَدْخَلَ الْبَاءَ كَمَا قَالَ: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [المؤمنون: 20] : يَقُولُ: تُنْبِتُ الدُّهْنَ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} [الحج: 25] ، وَقَوْلِهِ: {يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين: 28] ، وَيَشْرَبُهَا سَوَاءٌ كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ، ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ سَقَى أُمَّ عَمْرٍو كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... حَنَاتِمَ سُودٌ مَاؤُهُنَّ نَجِيجُ حَنَاتِمُ: سَحَابَاتٌ سُودٌ، مَاؤُهُنَّ نَجِيجُ: مُنْصَبٌّ، شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ، يَقُولُ: هَذِهِ السَّحَابُ شَرِبْنَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، ثُمَّ تَرَفَّعَتِ السَّحَابُ مِنْ لُجَجٍ

وَقَوْلُهُ: «مَتَى» يَعْنِي مِنْ , لُغَةِ هُذَيْلٍ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ: [البحر البسيط] وَلَا صِوَارًا مُدَرَّاةً مَنَاسِجُهَا ... مِثْلُ الْفِرِنْدِ إِذَا يَجْرِي مَتَى النُّظُمِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] بِوَادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ ... وَأَسْفَلُهُ بِالْمَرَاجِلِ وَالشَّبَهَانِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] ضَمِنَتْ بِرِزْقِ عِيَالِنَا أَرْمَاحُنَا ... مِلْءَ الْمَرَاجِلِ وَالصَّرِيحَ الْأَجْرَدَا وَقَالَ حَاتِمٌ: [البحر المنسرح] وَسُقِيتُ بِمَاءِ النَّمِيرِ، وَلَمْ ... أَتْرُكِ الْأُطْمَ جَمَّةَ الْحُفَرِ قَوْلُهُ: «مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ» ، يَقُولُ: مِنْ غَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ «فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ» ، فَيَأْتِي عَلَى أَصْلِهِمْ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: " أَصْلُ الْقَوْمِ، وَجَمْعُهُمْ، يُقَالُ: أَتَاهُمْ فِي بَيْضَتِهِمْ " قَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] وَبِالْبَيْضَةِ الْمَوْقُوعِ وَسْطَ عَقَارِهَا ... عَقَارٌ تَدَاعَى وَسْطَهُ الْجَيْشُ مُنْهِبُ قَوْلُهُ: «وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا» ، أَقْطَارُ الْأَرْضِ: نَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا قُطْرٌ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: أَقْطَارُ الْأَرْضِ: جَوَانِبُهَا، وَالْأَقْتَارُ مِثْلُ الْأَقْطَارِ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَقْطَارِ الْأَرْضِ؛ حَتَّى نَقْطَعَ الْأَرْضَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا} " قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " وَأَقْطَارُ الْفَرَسِ: مَا أَشْرَفَ مِنْهُ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] عَبْلُ الشَّوَى مُشْرِفُ الْأَقْطَارِ مُنْتَسِقُ قَوْلُهُ: «إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ» ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ، وَلَمْ يَقُلْ: فَإِذَا كَانُوا فَحَارِبُوهُمْ، وَلَا فَاعْتَزِلُوهُمْ

وَقَالَ: «إِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي» ، فَأَخْبَرَ أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَخْتَلِفُ حَتَّى يَقْتَتِلُوا بِالسُّيُوفِ، وَأَنَّ ذَلِكَ بَاقٍ فِيهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ» ، يَقُولُ: يَرْتَدُّونَ فَيَلْحَقُونَ بِغَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَيَعْبُدُ آخَرُونَ مِنْهُمُ الْأَوْثَانَ، وَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْهُمْ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِهِ مَنْ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ، وَأَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَأَنَّهُ سَيَبْقَى مِنْ أُمَّتِهِ قَوْمٌ ظَاهِرُونَ وَالظُّهُورُ: الظَّفَرُ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: جَاءَ فُلَانٌ فِي ظِهْرِيِّهِ: هُمُ الَّذِينَ يَنْهَضُ بِهِمْ فِيمَا يَحْزُبُهُ وَيُقَالُ: بَيْتُ فُلَانٍ حَسَنُ الظَّهَرَةِ: إِذَا كَانَ حَسَنَ الْمَتَاعِ كَثِيرَهُ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: تَظَاهَرْنَا: تَعَاوَنَّا، وَالظَّهِيرُ: الْأَعْوَانُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: ظَاهَرَ فُلَانٌ فُلَانًا، إِذَا مَالَأَهُ وَأَعَانَهُ، وَالظَّهِيرُ: الْعَوْنُ، وَيُقَالُ: اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيرًا، أَوْ بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ: أَيْ عُدَّةً، وَالْجَمِيعُ ظَهَارِيٌّ، وَبَعِيرٌ بَيِّنُ الظَّهَارَةِ إِذَا كَانَ شَدِيدًا

وَقَوْلُهُ: «لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ» ، وَالْخَذْلُ: ضِدُّ النُّصْرَةِ، خَذَلَ يَخْذُلُ خِذْلَانًا وَخَذْلًا، وَرَجُلٌ مَخْذُولٌ: تُرِكَ وَحْدَهُ , وَالْخَاذِلُ مِنَ الْوَحْشِ الَّتِي تَخْذُلُ صَوَاحِبَهَا، فَتَنْفَرِدُ مَعَ وَلَدِهَا، قَالَ: [البحر الطويل] بِهِ اسْتَوْدَعَتْ أَوْلَادَهَا خُذُلُ الْمَهَا ... مَطَافِيلُهَا وَالْمُشْجِنَاتُ الْمَرَاشِحُ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْغَرِيبِ قَوْلُهُ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ» ، وَالِاسْمُ الِانْزِوَاءُ، وَلَهُ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ، جَاءَ الْأَثَرُ مِنْ ذَلِكَ بِثَلَاثَةٍ: فَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ: هُوَ التَّجَمُّعُ وَالتَّقَبُّضُ، وَهُوَ وَجْهُ حَدِيثِ ثَوْبَانَ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ» ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ دَعَا فِي سَفَرٍ: «اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الْأَرْضَ» ، وَحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ النَّارَ تَنْزَوِي» ، وَحَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ: «إِنَّ الدَّجَّالَ تُزْوَى لَهُ الْأَرْضُ» ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: «إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي أَنْ يُبْزَقَ فِيهِ كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ» وَسَأَلْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ قَوْلِهِ: «زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ» ، قَالَ: قَرُبَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، قُلْتُ: إِنَّ الْمَسْجِدَ يَنْزَوِي، قَالَ: يَتَقَبَّضُ كَمَا يَتَقَبَّضُ وَجْهُكَ مِنْ شَيْءٍ تَكْرَهُهُ وَسَأَلْتُ أَبَا عَدْنَانَ، فَقَالَ: زُوِيَتْ: جُمِعَتْ

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: جَاءَنَا بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الْوَجْهَ: يَعْنِي اللَّبَنَ الْحَامِضَ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: انْزَوَى الْجِلْدُ فِي النَّارِ: اجْتَمَعَ وَتَقَبَّضَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: انْزَوَى الْقَوْمُ: تَدَانَوْا وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ: جَمَعَهُ وَقَبَضَهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: زَوَى حَاجِبَيْهِ يَزْوِي: إِذَا غَضِبَ وَقَطَّبَ: يُقَبِّضُ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: قَوْلُهُ: {§قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: 10] ، قَالَ: «يُزْوَى مِنْهُ الْوَجْهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: " {§قَمْطَرِيرًا} [الإنسان: 10] ، قَالَ: تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ، فَقَدْ فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ: تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ " وَقَالَ الضَّحَّاكُ: تُزْوَى مِنْهُ الْوُجُوهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " وَقَالَ طَارِقُ بْنُ دَيْسَقٍ أَحَدُ بَنِي يَرْبُوعٍ لِابْنِهِ مَذْعُورٍ، وَكَانَ يُوعِدُهُ بِمُفَارَقَتِهِ، وَأَنْ يَغْزُوَ، فَقَالَ: [البحر الطويل] أَمَذْعُورُ مَا يُدْرِيكَ أَنْ رُبَّ لَيْلَةٍ ... كَشَفْتُ آذَاهَا عَنْكَ وَهْيَ عَسِيرُ شَآمِيَّةٌ تَزْوِي الْوُجُوهَ كَأَنَّهَا ... عَلَى النَّاسِ جَيْشٌ لَا يُرَدُّ مُغِيرُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَيْتَ الثَّانِي: -[976]- شَآمِيَّةٌ هَبَّتْ بَلِيلًا كَأَنَّهَا ... عَلَى النَّاسِ جَيْشٌ لَا يُرَدُّ مُغِيرُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ لِلْأَعْشَى: [البحر الطويل] يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنِّي كَأَنَّمَا ... زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ الْمَحَاجِمُ فَلَا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكَ مَا انْزَوَى ... وَلَا تَلْقَنِي إِلَّا وَأَنْفُكَ رَاغِمُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَمَاءٍ كَمَاءِ السُّخْدِ لَيْسَ لِجَوْفِهِ ... سَوَاءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ صَرًى آسِنٌ يَزْوِي لَهُ الْمَرْءُ وَجْهَهُ ... وَلَوْ ذَاقَهُ ظَمْآنُ فِي شَهْرِ نَاجِرِ يَقُولُ: أَيْ وَرُبَّ مَاءٍ كَمَاءِ السُّخْدِ، وَالسُّخْدُ: جِلْدَةٌ فِيهَا مَاءٌ أَصْفَرُ يَنْشَقُّ عَنْ رَأْسِ الْوَلَدِ، لَيْسَ لِجَوْفِ هَذَا الْمَاءِ عَهْدٌ بِحَاضِرٍ لِمَنْ يَحْضُرُهُ غَيْرَ الْحَمَامِ صَرًى: طَالَ مُكْثُهُ، وَتَغَيَّرَ، فَمَنْ ذَاقَهُ يُقَبِّضُ وَجْهَهُ، وَلَوْ ذَاقَهُ وَهُوَ ظَمْآنُ، يَقُولُ: عَطْشَانُ وَشَهْرُ نَاجِرٍ: شَهْرُ تَمُوزَ وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنْ الِانْزِوَاءِ: هُوَ التَّنَحِّي وَالتَّبَاعُدُ، فَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ عُمَرَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: عَجِبْتُ لِمَا زُوِيَ عَنْكَ، يَقُولُ: نُحِّيَ -[977]- عَنْكَ، وَبُوعِدَ مِنْكَ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مُعَاذٍ: «أَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً» ، نَحَّاهَا عَنِّي، وَلَمْ يُجِبْنِي إِلَيْهَا وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ نَبِيًّا قَالَ: يَا رَبِّ، عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا، مِثْلُهُ، وَقَوْلُ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ: نِعْمَةُ اللَّهِ فِيمَا زَوَى عَنَّا، يَقُولُ: نَحَّى عَنَّا وَلَمْ يُعْطِنَا وَيُقَالُ: زَوَيْتُ الشَيْءَ عَنْ مَوْضِعِهِ: نَحَّيْتُهُ، وَزَوَى فُلَانٌ عَنِّي هَذَا الشَيْءَ يَزْوِيهِ، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَزْوَى وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الِانْزِوَاءِ: قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ أَرْضٌ قَدْ زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى، وَسَأَلْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: قَرُبَتْ مِنْهَا فَضَيَّقَتْهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: تَأَزَّى الْقَوْمُ فِي حِلَّتِهِمْ: إِذَا تَقَارَبُوا فِي مَنْزِلَتِهِمْ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى: قَرُبَتْ مِنْهَا وَأَحَاطَتْ بِهَا وَجَمَعَتْهَا وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ لَا يُزْوَى عَلَيْهِ مَا يُرِيدُ: يَعْنُونَ عَنْهُ وَأَنْشَدَنِي لِأَبِي خِرَاشٍ: [البحر الطويل] -[978]- وَلَمْ أَنْسَ أَيَّامًا لَنَا وَلَيَالِيًا ... بِحَلْبَةَ إِذْ نُعْطَى بِهَا مَا نُحَاوِلُ إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِغُرَّةٍ ... وَإِذْ نَحْنُ لَا تُزْوَى عَلَيْنَا الْمَدَاخِلُ يَعْنِي: عَنَّا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: آزَيْتُ الْحَوْضَ أُؤَازِيهِ: جَعَلْتُ لَهُ إِزَاءً قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَهَذَا الَّذِي أَخْبَرْتُكَ لَمْ يَجِئْ فِيهِ رَاوِيَةٌ، إِلَّا مَا لَمْ يَبْلُغْنِي

باب: أزيز

§بَابُ: أزيز

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، §وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: «§انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا هُوَ يَأْزَزُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَكَانُوا بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ الْأَشْتَرُ: «§كَانَ الَّذِي أَزَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْخُرُوجِ ابْنُ الزُّبَيْرِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §رَفَعَ يَدَيْهِ بِالتَّكْبِيرِ إِلَى أَنْ آزَتَا بِشَحْمَةِ أُذُنَيْهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الْبَصْرِيِّ

: كَانَتْ أُمُّ غَسَّانَ مَكْفُوفَةً، فَقُلْتُ: مَا أَذْهَبَ بَصَرَكِ؟ قَالَتْ: " §كَانَتْ رِيحُ الشَّوْكَةِ، وَكُنْتُ أُحَمُّ إِذَا أَخَذَتْنِي، فَعَلِقَتْنِي فِي عَيْنِي، فَمَكَثْتُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ لَا أَنَامُ فِي لَيْلِي، عَيْنِي تَؤُزُّنِي وَتُقْلِقُنِي، فَبَيْنَا أَنَا قَاعِدَةٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ صَاحَتْ عَيْنِي صَيْحَةً وَهَرَاقَتِ الدِّمَاءَ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي، فَاسْتَخْرَجْتُ حَدَقَتِي مِنْ بَيْنِ جُفُونِي، كَأَنَّهَا كَبِدُ سَخْلَةٍ، وَشَهِدَنِي رَبِّي عِنْدَ ذَلِكَ، فَرَفَعْتُهَا إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ خَلْقَكَ خَلَقْتَهُ وَخَوَّلْتَنِيهِ، وَكُنْتَ أَمْلَكَ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا فِي الْجَنَّةِ " قَوْلُهُ: «وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَزِيزُ: خَنِينٌ فِي الْجَوْفِ، إِذَا سَمِعْتَهُ كَأَنَّهُ يَبْكِي، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ: الْأَزَّةُ: الصَّوْتُ، وَالْأَزِيزُ: النَّشِيشُ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الْأَزِيزُ: الِالْتِهَابُ وَالْحَرَكَةُ، كَالْتِهَابِ النَّارِ فِي الْحَطَبِ، يُقَالُ: أَزِّ قِدْرَكَ: أَلْهِبِ النَّارَ تَحْتَهَا

، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: ائْتَزَّتِ الْقِدْرُ ائْتِزَازً، فَهِيَ مُؤْتَزَّةٌ، إِذَا اشْتَدَّ غَلَيَانُهَا، وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] إِذَا اسْتَسْمَعَتْ بِالْفَحْلِ لَمْ تَسْتَمِعْ بِهِ ... سِوَى سَكْرَةِ الْمُكَّاءِ أَوْ أَزَّةِ الطَّبْلِ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو لِلْجَعْدِيِّ: [البحر الوافر] فَبَاكَرَ أَكْلُبَ الطَّائِيِّ زَيْدٍ ... كَأَنَّ بِلَحْيِهَا السُّفْلَى حِلَامُ مُبَاكِرَةً تَرِزُّ بِحَاجِبَيْهِ ... أَزِيزَ النَّحْلِ أَخْرَجَهُ الضِّرَامُ، وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأَزُّ: الْحَرَكَةُ، وَأَنْشَدَنَا لِرُؤْبَةَ: [البحر الرجز] لَا يَأْخُذُ التَّأْفِيفَ وَالتَّحَزِّي ... فِينَا وَلَا طَيْخَ الْعِدَا ذُو الْأَزِّ يَعْنِي بِالْعِدَا: الْعَدُوَّ، وَرَوَى عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: تَأَزَّى الْقِدْحُ، إِذَا أَصَابَ الرَّمِيَّةَ فَاهْتَزَّ فِيهَا، وَأَنْشَدَ: فَخَيَّرْتُهُ بَيْنَ الرُّجُوعِ وَمُرْهَفٍ ... تَؤُزُّ بِهِ قِدْحٌ مِنَ النَّبْعِ عَنْدَلُ

قَوْلُهُ: «فَإِذَا الْمَسْجِدُ يَأْزَرُ» ، الْأَزَزُ: امْتِلَاءُ الْبَيْتِ مِنَ النَّاسِ قَوْلُهُ: «فَكَانُوا بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ» ، يَقُولُ: بِحِذَائِهِمْ، يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ بِإِزَاءِ بَنِي فُلَانٍ، إِذَا كَانُوا لَهُمْ أَقْرَانًا وَمِنْهُ حَدِيثُ وَائِلٍ: رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى آزَتَا بِأُذُنَيْهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْإِزَاءُ مُهْرَاقُ الدَّلْوِ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: آزَيْتُ حَوْضِي: صَبَبْتُ فِيهِ الْمَاءَ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: أَزَّتِ الشَّمْسُ لِلْمَغِيبِ أَزْيًا وَالزَّوْنُ: الرَّجُلُ الْمَرْبُوعُ الْمُكْتَنِزُ وَقَوْلُهُ: «كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَزَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ» ، فَالْأَزُّ أَنْ تَؤُزَّ إِنْسَانًا تَحْمِلُهُ عَلَى أَمْرٍ بِحِيلَةٍ وَرِفْقٍ حَتَّى يَفْعَلَهُ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم: 83] ، يَقُولُ: تُحَرِّكُهُمْ إِلَى طَلَبِ الْمَعَاصِي تَحْرِيكًا

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " §تَؤُزُّهُمْ أَزًّا: تُغْرِيهِمْ إِغْرَاءً " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: تَؤُزُّهُمْ: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي، وَتُغْرِيهِمْ بِهَا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: تَؤُزُّهُمْ: تُهَيِّجُهُمْ وَتُغْرِيهِمْ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: قَدْ أَزَّ الْكَتَائِبَ أَيْ أَضَافَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ وَقَالَ الْأَخْطَلُ: [البحر المتقارب] وَنَقْضُ الْعُهُودِ بِإِثْرِ الْعُهُودِ ... يَؤُزُّ الْكَتَائِبَ حَتَّى حَمِينَا قَوْلُهُ: «عَيْنِي تَؤُزُّنِي» ، الْأَزُّ ضَرَبَانٌ فِي الْجُرْحِ، وَتَأَزَّى فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ إِذَا هَابَهُ وَالْوَزْوَازُ: الرَّجُلُ الطَّائِشُ

باب: زي

§بَابُ: زي

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: هَبَطْنَا مَعَ عُمَرَ الْجَابِيَةَ، فَاسْتَقْبَلَهُ نَاسٌ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الْحَرِيرِ، فَجَعَلَ بِهِمْ رَمْيًا وَيَقُولُ: «تَالَلَّهِ §مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ زِيَّ قَوْمٍ، إِنَّ اللَّهَ لَوْ رَضِيَ هَذَا الزِّيَّ لِأَهْلِهِ لَمْ يَسْلُبْهُمْ إِيَّاهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، وَزَاوِيَتَاهُ سَوَاءٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، §فِي رَجُلٍ ضَرَبَ عُنُقَ وَزَّةٍ، قَالَ: هِيَ مُثْلَةٌ " -[986]- قَوْلُهُ: «مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ زِيَّ قَوْمٍ» الزِّيُّ: حُسْنُ الْهَيْئَةِ مِنَ اللِّبَاسِ، تَزَيَّا بِزِيٍّ حَسَنٍ، وَزَيَّيْتُهُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، §قَرَأَ: (أَثَاثًا وَزِيًّا) بِالزَّايِ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: قَرَأَ بَعْضُهُمْ: (وَزِيًّا) ، بِالزَّايِ، وَهُوَ الْهَيْئَةُ وَالْمَنْظَرُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: زَيَّيْتُ الْجَارِيَةَ: أَيْ زَيَّنْتُهَا وَهَيَّأْتُهَا وَقَالَ غَيْرُهُ: وَالْأَزْيُ: وَضْعُكَ شَيْئًا فِي مَجْرَى الْمَاءِ إِلَى الْحَوْضِ قَالَ: [البحر الطويل] لَعَمْرُو أَبِي عَمْرٍو لَقَدْ سَاقَهُ الْمَنَا ... إِلَى جَدَثٍ يُؤْزَى لَهُ بِالْأَهَاضِبِ

قَوْلُهُ: «زَاوِيَتَاهُ سَوَاءٌ» ، الزَّاوِيَةُ مِنَ الْبَيْتِ وَالْحَوْضِ: إِذَا انْتَهَى الطُّولُ، وَحَيْثُ انْعَطَفَ الْعَرْضُ، فَهِيَ الزَّاوِيَةُ، وَالْمَعْنَى: مَا بَيْنَ زَاوِيَتَيْهِ سَوَاءٌ، فَإِذَا اسْتَوَى مَا بَيْنَ زَاوِيَتَيْهِ دَلَّ أَنَّ عَرْضَهُ مِثْلُ طُولِهِ قَالَ أَبُو عَمْرٍو، وَأَبُو نَصْرٍ: الزِّيزَاءُ: أَرْضٌ غَلِيظَةٌ مُرْتَفِعَةٌ لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] إِذَا عَلَا الزِّيزَاءَ مِنْ زِيزَائِهِ ... كَانَ الَّذِي يَشْخَصُ مِنْ وَرَائِهِ كَلَمْعَةٍ بِالثَّوْبِ مِنْ خَفَائِهِ قَوْلُهُ: «ضَرَبَ عُنُقَ وَزَّةٍ» ، أَرَادَ إِوَزَّةً، وَالْإِوَزُّ: بَطُّ الْمَاءِ، يُقَالُ: إِوَزٌّ وَإِوَّزِينَ قَالَ النَّابِغَةُ: [البحر البسيط] يُلْقِي الْإِوَّزِينَ فِي أَكْنَافِ دَارَتِهَا ... بِيضًا وَبَيْنَ يَدَيْهَا التِّبْنُ مَنْشُورُ يُقَالُ: رَجُلٌ إِوَزٌّ، وَامْرَأَةٌ إِوَزَّةٌ، أَيْ غَلِيظَةٌ لَحِيمَةٌ فِي غَيْرِ طُولٍ، وَالْوَزُّ: الْبَطُّ مَا كَانَ فِي الْمَاءِ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: رَجُلٌ زَوَازٍ، وَزُوَازِيَةٌ، وَحَزَابٌ وَحَزَابِيَةٌ: إِذَا كَانَ غَلِيظًا إِلَى الْقِصَرِ

أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: إِنَّهُ لَمُسْتَوْزِي، كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ وَالْإِوَزَّى: الَّذِي يَمْشِي تَوَقُّصًا فِي نَاحِيَتَيْهِ، كَأَنَّهُ يَعْتَمِدُ عَلَى الْأَيْمَنِ مَرَّةً، وَعَلَى الْأَيْسَرِ مَرَّةً

باب: زاد

§بَابُ: زاد

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ خَبَّابٍ: عَهِدَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْأُسَيْدِ، أَنَّ أَبَا فِرَاسٍ، حَدَّثَهُ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: «§إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَفَضَ الْمِزْوَدَ» وَالزَّادُ مَعْرُوفٌ: مَا تَزَوَّدَهُ الرَّجُلُ فِي سَفَرِهِ، وَيُسَمَّى مَا أَعَدَّهُ فِي مَنْزِلِهِ زَادًا، قَالَ: [البحر الطويل] وَكَانَ لَهُ يَوْمًا إِذَا جَاعَ أَوْ بَكَى ... مِنَ الزَّادِ عِنْدِي حُلْوُهُ وَأَطَايِبُهْ قَوْلُهُ: «الْمِزْوَدَ» : وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ

الزَّادُ وَالزُّؤْدُ مَهْمُوزٌ: الْفَزَعُ وَالذُّعْرُ، زُئِدَ فُلَانٌ، فَهُوَ مَزْءُودٌ قَالَ صَخْرٌ: [البحر المنسرح] إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ ... عَاوَدَنِي مِنْ حِبَائِهَا الزُّؤْدُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَوَاقِدٌ ... حُبُكَ الثِّيَابِ فَشَبَّ غَيْرَ مُهَبَّلِ حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةٍ مَزْءُودَةٍ ... هَرَبًا وَعَقْدُ نِطَاقِهَا لَمْ يُحْلَلِ وَصَفَ رَجُلًا سَارَ مَعَهُ فِي سَفَرٍ قَالَ: إِنَّهُ مِمَّنْ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ وَهِيَ هَارِبَةٌ فَزِعَةٌ، فَهُوَ أَشَدُّ لَهُ، حَمَلَتْ بِهِ وَهِيَ مَزْءُودَةٌ، يَقُولُ: فَزِعَةٌ وَمُهَبَّلٌ: مُثْقَلٌ بِاللَّحْمِ

الحديث الثاني

§الْحَدِيثُ الثَّانِي

باب: عقر وعقر

§بَابُ: عقر وعقر

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى تَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ رَجُلًا، وَطِئَ جَارِيَةً عَلَى شُبْهَةٍ §فَضُمِّنَ الْعُقْرَ، وَدُرِئَ عَنْهُ الْحَدُّ "

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§دَارُ عُقْرِ الْإِسْلَامِ بِالشَّامِ»

حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ: «§مَنْ عَقَرَ بَهِيمَةً ذَهَبَ رُبُعُ أَجْرِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «§لَا تَأْكُلُوا مِنْ تَعَاقُرِ الْأَعْرَابِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَا: زَوَّجَ خَدِيجَةَ أَبُوهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَكَسَتْ أَبَاهَا حُلَّةً، وَخَلَّقَتْهُ بِخَلُوقٍ، وَنَحَرَتْ جَزُورًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «§مَا هَذَا الْعَقِيرُ، وَهَذَا الْعَبِيرُ، وَهَذَا الْحَبِيرُ؟»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: " §خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْكَلْبُ الْعَقُورُ "

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْمَلَأَ، مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَتَعَاقَدُوا: لَئِنْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَنَقُومَنَّ إِلَيْهِ فَلَنَقْتُلَنَّهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ خَفَضُوا رُءُوسَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، §وَعُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَخْبَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ، أَنَّ مُحَمَّدًا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قُتِلَ، فَبَلَغَ الْعَبَّاسَ، §فَعَقِرَ فِي مَجْلِسِهِ، وَجَعَلَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ وَرْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، §فَأَقْطَعَهُ مِيَاهًا عِدَّةً، وَشَرَطَ أَنْ لَا يُبَاحَ مَاؤُهُ، وَلَا يُعْقَرَ مَرْعَاهُ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فَأَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: «§عَقَرْتَ الرَّجُلَ عَقَرَكَ اللَّهُ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§عَقْرَى حَلْقَى، إِنَّكِ لَحَابِسَتُنَا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §مَرَّ بِأَرْضٍ تُدْعَى عَقِرَةً، فَسَمَّاهَا خَضِرَةً "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[995]-، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا لِي عَهْدٌ بِأَهْلِي مُنْذُ عَقَارِ النَّخْلِ، فَوَجَدْتُ مَعَهَا رَجُلًا §فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا "

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَبِيعَ عَقَارَهُ فَلْيَعْرِضْهُ عَلَى شَرِيكِهِ»

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا النَّصْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْهِرْمَاسُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ وَدَجَا الْإِسْلَامُ، فَهَجَمَ عَلَى بَنِي عَدِيِّ بْنِ جُنْدُبٍ فَوْقَ النِّبَاحِ بِذَاتِ الشُّقُوقِ، فَلَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا عِنْدَ الصُّبْحِ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِمْ، فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ حَتَّى أَحْضَرُوهَا الْمَدِينَةَ عِنْدَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ وُفُودُ بَنِي الْعَنْبَرِ: أُخِذْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مُسْلِمَيْنِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ حِينَ خَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ، §فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ذَرَارِيَّهُمْ وَعَقَارَ بُيُوتِهِمْ، وَعَمَّلَ الْجَيْشَ أَنْصَافَ الْأَمْوَالِ وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِرْبِيَّةَ جَدَّتِي، فَاسْتَحْكَمَ عَلَيْهَا، فَاسْتَعْدَى -[996]- رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «الْزَمْهُ» ، وَإِنَّهُ مَرَّ بِهِ وَهُوَ مَعَهُ فَقَالَ: «مَا تُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ بِأَسِيرِكَ يَا أَخَا بَنِي الْعَنْبَرِ؟»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ، سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غَنْمٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَزَوَّجُنَّ عَاقِرًا؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: «§مُعَاقِرُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى»

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَهْزٍ -[997]-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَرَّ بِالرَّوْحَاءِ، فَإِذَا حِمَارُ وَحْشٍ عَقِيرٌ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: «كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ الزُّهْرِيُّ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ §يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى غِنَاءَ النَّصْبِ» قَوْلُهُ: «إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عُقْرُ الْحَوْضِ مَقَامُ الشَّارِبَةِ، وَعُقْرُ الدَّارِ، وَسَطُهَا وَمُعْظَمُهَا، وَالْجَمْعُ أَعْقَارٌ، وَأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ: [البحر الطويل] بِأَعْقَارِهِ الْقِرْدَانُ هَزْلَى كَأَنَّهَا ... نَوَادِرُ صِيصَاءِ الْهَبِيدِ مُحَطَّمِ قَوْلُهُ: «فَضُمِّنَ الْعُقْرَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَعْطِ الْمَرْأَةَ عُقْرَهَا، أَيْ أَعْطِهَا شَيْئًا كَالْمَهْرِ، وَذَلِكَ إِذَا غَشِيَهَا عَلَى شُبْهَةٍ قَوْلُهُ: «دَارُ عُقْرِ الْإِسْلَامِ» ، يَعْنِي عُقْرَ دَارِهِمْ، وَهِيَ مَحَلَّةُ الْقَوْمِ بَيْنَ الدَّارِ وَالْحَوْضِ كَانَ فِيهِ بِنَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ

قَوْلُهُ: «مَنْ عَقَرَ بَهِيمَةً» ، يُقَالُ: عَقَرْتَ الْفَرَسَ إِذَا كَسَفْتَ قَوَائِمَهُ بِالسَّيْفِ، وَفَرَسٌ عَقِيرٌ، وَخَيْلٌ عَقْرَى، وَعُقِرَتِ النَّاقَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: وَيُقَالُ: «مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ عَقِيرَةً بَيْنَ قَوْمٍ» : الرَّجُلُ إِذَا كَانَ سَرِيعًا ثُمَّ قُتِلَ، فَأَصَابَتْهُ ظُبَةُ سَيْفِهِ، فَانْعَقَرَ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مَطِيَّتِي ... فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا الْمُتَحَمَّلِ قَوْلُهُ: «تَعَاقُرِ الْأَعْرَابِ» ، وَهُوَ فِيمَا

حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ الْجَارُودِ، سَمِعْتُ الْجَارُودَ، أَنَّ أَبَا الْفَرَزْدَقِ نَافَرَ رَجُلًا بِظَهْرِ الْكُوفَةِ عَلَى أَنْ يَعْقِرَ هَذَا مِائَةً إِذَا وَرَدَتِ الْمَاءَ، فَغَدَوَا عَلَيْهَا، وَغَدَا النَّاسُ يَلْتَمِسُونَ اللَّحْمَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ فَقَالَا: «§لَا تَأْكُلُوا؛ فَإِنَّهَا أُهِلَّ بِهَا لِغَيْرِ اللَّهِ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: تَعَاقَرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، إِذَا جَعَلَ يَعْقِرُ هَذَا إِبِلَ هَذَا، وَهَذَا إِبِلَ هَذَا وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: عَقَرَ فُلَانٌ عِنْدَ قَبْرِ فُلَانٍ، إِذَا عَقَرَ مَرْكَبَهُ، أَوْ مَا كَانَ، وَقَالَ الصَّلَتَانُ فِي مِثْلِ هَذَا: [البحر الكامل]

وَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ ... كُومَ الْهِجَانِ وَكُلَّ طَرْفٍ سَابِحِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ، عَنْ رَوَّادٍ الْكِلَابِيِّ: إِذَا كَانَ الرَّحْلُ يَعْقِرُ الْإِبِلَ مِنْ إِتْعَابِهِ إِيَّاهَا، قِيلَ: هُوَ رَحْلٌ مِعْقَرٌ، وَسَرْجٌ مِعْقَرٌ، وَقَتَبٌ إِذَا عَقَرَ وَقَوْلُ أَبِي خَدِيجَةَ: «مَا هَذَا الْعَقِيرُ؟» يُرِيدُ الْمَعْقُورَ، وَالْجَمْعُ عَقْرَى وَقَوْلُهُ: الْكَلْبُ الْعَقُورُ

وَهُوَ فِيمَا حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «§الْكَلْبُ الْعَقُورُ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ؟ قَالَ» الَّذِي تُسَمُّونَهُ الذِّئْبَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " §جَمَعَ الْكَلْبُ الْعَقُورُ كُلَّ عَاقِرٍ: الْأَسَدَ وَالْحَيَّةَ، وَأَيُّ عَاقِرٍ أَعْقَرُ مِنَ الْحَيَّةِ ? "

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: «§الْكَلْبُ الْعَقُورُ إِذَا جَرَحَ النَّاسَ» -[1000]- قَوْلُهُ: «وَعُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ» ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ «أَنَّ الْعَبَّاسَ عَقِرَ فِي مَجْلِسِهِ حِينَ أَخْبَرَهُ الْحَجَّاجُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قُتِلَ» وَمِثْلُهُ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ عُمَرُ: " وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ تَلَا أَبُو بَكْرٍ: {§إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30] ، فَعَقِرْتُ وَأَنَا قَائِمٌ حَتَّى خَرَرْتُ إِلَى الْأَرْضِ " أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَقَرُ: أَنْ يُسْلِمَ الرَّجُلُ قَوَائِمَهُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ يُقَاتِلُ مِنَ الْفَرَقِ، يُقَالُ: عَقِرَ يَعْقِرُ عَقَرًا قَوْلُهُ: «وَلَا يُعْقَرَ مَرْعَاهُ» ، يَقُولُ: لَا يُقْطَعُ مَا فِيهِ مِنْ شَجَرٍ أَوْ حَشِيشٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ، عَقَرْتُ النَّخْلَةَ: قَطَعْتُهَا، وَمِثْلُهُ قَوْلُ عُمَرَ: «عَقَرْتَ الرَّجُلَ» ، حِينَ مَدَحَهُ فِي وَجْهِهِ، يَقُولُ: فَكَأَنَّكَ نِلْتَهُ بِعَقْرٍ فِي بَدَنِهِ، وَإِنْ لَمْ يَمُتْ وَمِثْلُهُ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِحِمَارٍ عَقِيرٍ» ، أَصَابَهُ عُقْرٌ وَلَمْ يَمُتْ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: [البحر الطويل] تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الْغَبِيطُ بِنَا مَعًا ... عَقَرْتَ بَعِيرِي يَا امْرَأَ الْقَيْسِ فَانْزِلِ وَقَالَ: «عَقْرَى حَلْقَى» : يُقَالُ هَذَا لِلْمَرْأَةِ إِذَا وُصِفَتْ بِخِلَافٍ، وَعِنْدَ أَمْرٍ يُذَمُّ، وَكَأَنَّ عَقْرَى عُقِرَتْ فِي جَسَدِهَا

وَحَلْقَى: أَصَابَهَا وَجَعٌ فِي حَلْقِهَا، مِثْلُ سَكْرَى مِنَ السُّكْرِ، وَعَطْشَى مِنَ الْعَطَشِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى) أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَ: هُوَ مِثْلُ هَلْكَى، وَجَرْحَى، وَغَضْبَى وَأَنْشَدَ: [البحر البسيط] أَضْحَتْ بَنُو عَامِرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ ... أَنِّي عُقِرْتُ فَلَا عَارٌ وَلَا بَاسُ قَوْلُهُ: «مَرَّ بِأَرْضٍ تُدْعَى عَقِرَةً» ، كَرِهَ لَهَا اسْمَ الْعُقْرِ، لِأَنَّ الْعَاقِرَ: الْمَرْأَةُ لَا تَلِدُ، وَشَجَرَةٌ عَاقِرٌ: لَا تَحْمِلُ وَقَوْلُهُ: «مُذْ عَقَارِ النَّخْلِ» ، لَمْ أَسْمَعْ تَفْسِيرَهُ إِلَّا فِيمَا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: «§عَقَارُهَا إِذَا تُؤَبَّرُ تُعْقَرُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا تُسْقَى مَاءً» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْعَفْرَ بِالْفَاءِ: أَوَّلُ سَقْيِهِ بَعْدَ التَّلْقِيحِ، عَفَرْنَا الزَّرْعَ: أَيْ سَقَيْنَاهُ

وَقَوْلُهُ: " إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبِيعَ عَقَارًا، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مَا لِفُلَانٍ مَاشِيَةٌ وَلَا عَقَارٌ: أَيْ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ مِنَ الْأَرْضِ وَأَخْرَجَهُمْ مِنْ عُقْرِ دَارِهِمْ، يُرِيدُ مِنْ أَصْلِ دَارِهِمْ قَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] لَا تَذْهَبُ الْأَحْسَابُ مِنْ عُقْرِ دَارِنَا ... وَلَكِنَّ أَشْبَاحًا مِنَ الْمَالِ تَذْهَبُ وَأَنْشَدَنَا غَيْرُهُ لِأَوْسِ بْنِ مَغْرَاءَ: [البحر البسيط] أَزْمَانَ سُقْنَاهُمُ عَنْ عُقْرِ دَارِهِمْ ... حَتَّى اسْتَقَرُّوا وَأَدْنَاهُمْ بِحَوْرَانَا، أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَقْرُ: الْقَصْرُ، قَالَ لَبِيدٌ: [البحر الوافر] كَعَقْرِ الْهَاجِرِيِّ إِذِ ابْتَنَاهُ ... بِأَشْبَاهِ حُذِينَ عَلَى مِثَالِ قَوْلُهُ: «حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ وَدَجَا الْإِسْلَامُ» ، يَقُولُ: ظَهَرَ وَغَطَّى النَّاسَ فَلَمَّا لَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا أَغَارُوا عَلَيْهِمْ، فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ، فَقَدِمُوا بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ وُفُودُهُمْ: أُخِذْنَا مُسْلِمَيْنَ حِينَ خَضْرَمْنَا آذَانَ النَّعَمِ، وَالْخَضْرَمَةُ: قَطْعُ إِحْدَى أُذُنَيِ النَّاقَةِ، كَانَتْ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ شَقُّوا الْأُذُنَيْنِ شَقًّا، وَلَمْ يَقْطَعُوهَا لِيَعْلَمَ مَنْ لَقِيَهُمْ أَنْ قَدْ أَسْلَمُوا، وَكَانَتْ تِلْكَ عَلَامَةً بِإِسْلَامِهِمْ فِي

أَيَّامِهِمْ دُونَ سُؤَالِهِمْ، إِلَّا أَنَّهُمْ سَمَّوْا هَذَا الْفِعْلَ أَيْضًا خَضْرَمَةً، إِذْ كَانَ ذَلِكَ قَطْعًا فِي الْأُذُنِ أَنَّهُ شَقٌّ، الَّذِي كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ قَطْعًا، فَاحْتَجَّ الْوَفْدُ بَأَنَّ هَذِهِ الْخَضْرَمَةَ كَانَتْ شَقًّا، فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ ذَرَارِيَّهُمْ، لِأَنَّهُ لَمْ يَرَ أَنَّ يَسْبِيَهُمْ إِلَّا عَلَى أَمْرٍ صَحِيحٍ لَا شَكَّ فِيهِ، وَهَؤُلَاءِ مُقِرُّونَ بِالْإِسْلَامِ، وَلَيْسَ حُجَّةُ مَنْ سَبَاهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ نَسْمَعْ أَذَانًا، وَكَذَلِكَ فَعَلَ فِي عَقَارِ بُيُوتِهِمْ، يُرِيدُ أَرَضِيهِمْ، وَعَمَّلَ الْجَيْشَ جَعَلَهُ عُمَالَةً لَهُمْ أَنْصَافَ الْأَمْوَالِ، وَذَلِكَ مَا كَانَ خِلَافُ الذَّرَارِيِّ وَالْعَقَارِ، لِأَنَّ أَصْحَابَ الْجَيْشِ ادَّعَوْا أَنَّ ذَلِكَ لَهُمْ فَيْئًا، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا أَذَانًا، وَالْمَأْخُوذُ مِنْهُمُ ادَّعَوْهُ أَنَّهُ لَهُمْ أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، قَدْ فَعَلَ نَحْوَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى نَاسٍ مِنْ خَثْعَمَ يَدْعُوهُمْ، §فَاسْتَعْصَمُوا بِالسُّجُودِ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَعْطَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نِصْفَ الدِّيَةِ بِصَلَاتِهِمْ "

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " صَلَاتُهُمْ إِنْ كَانَتْ عَلَى إِسْلَامٍ صَحِيحٍ فَلَهُ الدِّيَةُ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَلَا شَيْءَ لَهُ، فَأَعْطَاهُ النِّصْفَ، لِأَنَّهُ لَمْ يُقِرَّ بِالْإِسْلَامِ بِلِسَانِهِ فَيَكُونُ بِذَلِكَ مُسْلِمًا، وَإِنَّمَا سَجَدَ، وَقَدْ يَسْجُدُ وَلَمْ يُسْلِمْ قَوْلُهُ: «فَرَدَّ عَلَيْهِمْ ذَرَارِيَّهُمْ، وَعَقَارَ بُيُوتِهِمْ» ، يُرِيدُ أَرَضِيهِمْ، لِأَنَّهُمُ ادَّعَوُا الْإِسْلَامَ، فَلَمْ يَأْخُذْ ذَرَارِيَّهُمْ سَبْيًا، وَلَا أَرَضِيهِمْ فَيْئًا، وَعَمَّلَ الْجَيْشَ أَنْصَافَ الْأَمْوَالِ، لِأَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ نَسْمَعْ أَذَانًا قَوْلُهُ: «لَا تَزَوَّجُنَّ عَاقِرًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عَقَرَتِ النَّاقَةُ، وَعَقُرَتْ تَعْقُرُ وَتَعْقِرُ عَقْرًا: صَارَتْ عَاقِرًا، وَصَارَتِ الْحَرْبُ إِلَى عُقْرٍ إِذَا سَكَنَتْ وَذَهَبَ لِقَاحُهَا، وَالْعَاقِرُ مِنَ الرَّمْلِ الَّتِي أَشْرَفَتْ حَتَّى لَا يُنْبِتَ أَعْلَاهَا شَيْئًا، وَتُنْبِتُ نَوَاحِيهَا، وَالْجَمِيعُ عَوَاقِرُ

حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ الْبَزَّازِ، حَدَّثَتْنَا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ غُنْمٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُفْرِجَ الْعَوَاقِرُ»

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عَقَرَتِ الْمَرْأَةُ تَعْقِرُ عَقَارًا، وَيُقَالُ: هُوَ الْعُقْرُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي الْعَاقِرِ مِنَ الرَّمَلِ: [البحر الطويل] تَثُورُ فِي قَرْنِ الضُّحَى مِنْ شَقِيقَةٍ ... فَأَقْبَلَ أَوْ مِنْ حِضْنِ كَبْدَاءِ عَاقِرِ قَوْلُهُ: «مُعَاقِرُ الْخَمْرِ» ، الْمُعَاقَرَةُ: إِدْمَانُ شُرْبِهَا، مَازَالَ يُعَاقِرُهَا حَتَّى صَرَعَتْهُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: خَمْرٌ عُقَارٌ، الَّتِي عَاقَرَتِ الدَّنَّ زَمَانًا، يُرِيدُ لَازَمَتْ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] فَغَمَّهَا حَوْلَيْنِ ثُمَّ اسْتَوْذَفَا ... صَهْبَاءَ خُرْطُومًا عُقَارًا قَرْقَفَا وَتُسَمَّى الْخَمْرُ الْقَرْقَفَ؛ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يُقَرْقِفُ: يُرْعِدُ، وَالْكُمَيْتُ هِيَ الْحَمْرَاءُ، وَالصَّهْبَاءُ مِنْ عِنَبٍ أَبْيَضَ، وَالْخَنْدَرِيسُ: الْقَدِيمَةُ، وَالْمُدَامَةُ: الْمُعَتَّقَةُ، وَالشَّمُولُ؛ لِأَنَّهَا لَهَا عَصْفَةٌ كَعَصْفَةِ الشِّمَالِ، وَالْعَانِيَةُ: خَمْرُ عَانَةٍ

قَوْلُهُ: «رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، أَنَّ رَجُلًا عُقِرَتْ رِجْلُهُ، فَوَضَعَهَا عَلَى الصَّحِيحَةِ وَأَقْبَلَ يُغَنِّي، فَصَارُوا يَقُولُونَ لِكُلِّ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ يَتَغَنَّى: رَفَعَ عَقِيرَتَهُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: رَفَعْتُ عَقِيرَتِي: أَيْ غِنَائِي، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] وَفِتْيَانُ صِدْقٍ قَدْ رَفَعْتُ عَقِيرَتِي ... لَهُمْ مَوْهِنًا وَالزِّقُّ رَيَّانُ مُجْنِحُ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: وَالْعُقْرُبَانُ: الذَّكَرُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشَّبَادِعُ: الْعَقَارِبُ: وَاحِدُهَا شِبْدِعَةٌ، وَيُقَالُ: لَدَغَتْهُ، وَلَسَبَتْهُ، وَأَبَرَتْهُ، وَوَكَعَتْهُ وَكْعًا، وَيُقَالُ لِبَعْضِ الْهَوَادِجِ إِذَا كَانَ أَحْمَرَ: عَقَارٌ قَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] عَقَّارٌ تَظَلُّ الطَّيْرُ تَخْطَفُ زَهْرَهُ ... وَعَالَيْنَ أَعْلَاقًا عَلَى كُلِّ مَفْأَمِ

باب: عرق

§بَابُ: عرق

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَقَالَ: «§حَاجَةُ أَحَدِهِمْ عَرَقٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ، فَإِذَا الْبَطْنُ قَدْ ضَمَرَ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يَأْكُلُ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ، وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ "

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَيْسَ لِعِرْقِ ظَالِمٍ حَقٌّ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي أَوِ ابْنِ الْعَجْفَاءِ، قَالَ عُمَرُ: " §إِنَّ أَحَدَكُمْ يُغْلِي صَدَقَةَ الْمَرْأَةِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَيَقُولُ: قَدْ كُلِّفْتُ إِلَيْكِ عَرَقَ أَوْ عَلَقَ الْقِرْبَةِ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ §رَجُلًا وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ: لَا أَجِدُ، فَأُتِيَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: «تَصَدَّقْ بِهِ»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، §رَأَيْتُ كَأَنَّ دَلْوًا دُلِّيَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ: «§كَرِهَ الْعُرُوقَ لِلْمُحْرِمِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَيْزَارِ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: «§مَا أَحَدٌ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَحَدٌ حَيٌّ لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ»

حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا مُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَفْلَحَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §وَقَّتَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ "

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ جَابِرٌ -[1010]-: جَهِّزُونِي فَخَرَجُوا يَقُودُونَ بِهِ حَتَّى لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْعِرْقِ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي دُونَ الْخَنْدَقِ نَكَّبَ فَقَالَ: «§أَفْزَعَ اللَّهُ مَنْ أَفْزَعَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، أَوْ عَنْ إِنْسَانٍ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَأَى عَرَقَةً فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: «§غَطُّوا عَنَّا هَذِهِ الْعَرَقَةَ» قَوْلُهُ: «عَرَقٌ يَفِيضُ عَنْ جِلْدِهِ» ، الْعَرَقُ مَا جَرَى مِنْ أُصُولِ الشَّعَرِ، عَرِقَ يَعْرَقُ عَرَقًا، وَعَرَّقَ فَرَسَهُ تَعْرِيقًا: أَجْرَاهُ حَتَّى عَرِقَ، وَلَيْسَ لِلْعَرَقِ جَمْعٌ، وَاللَّبَنُ عَرَقٌ يَتَحَلَّبُ فِي الْعُرُوقِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الضَّرْعِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] مُسْوَدَّةُ الْأَعْضَادِ مِنْ وَشْمِ الْعَرَقْ ... مَائِرَةُ الضَّبْعَيْنِ مِصْلَاتُ الْعُنُقْ وَقَالَ فِي اللَّبَنِ: [البحر البسيط] تُصْبِحْ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتُهَا عَرَقًا ... مِنْ طَيِّبِ الطُّعْمِ صَافٍ غَيْرُ مَجْهُودِ

وَقَوْلُهُ: «يَأْكُلُ عَرْقًا» ، هُوَ الْعَظْمُ بِلَحْمِهِ، فَإِذَا أُخِذَ عَنْهُ لَحْمُهُ، فَهُوَ الْعُرَاقُ، عَرَقْتُهُ أَعْرُقُهُ عَرْقًا، وَاعْتَرَقْتُهُ اعْتِرَاقًا، وَتَعَرَّقْتُهُ تَعَرُّقًا قَالَتْ خَنْسَاءُ تَرْثِي أَخَوَيْهَا وَزَوْجَهَا: [البحر المتقارب] تَعَرَّقَنِي الدَّهْرُ نَهْسًا وَحَزًّا ... وَأَوْجَعَنِي الدَّهْرُ قَرْعًا وَغَمْزَا قَوْلُهُ: «وَلَيْسَ لِعِرْقِ ظَالِمٍ حَقٌّ» ، هُوَ عِرْقُ الشَّجَرِ، وَعُرُوقُ الشَّجَرِ مَا تَعَرَّقَ مِنْ أُصُولِهِ قَوْلُهُ: «كُلِّفْتُ إِلَيْكِ عَرَقَ الْقِرْبَةِ» ، عِرَاقُ الْمَزَادَةِ الْخَرَزُ الْمَثْنِيُّ فِي أَسْفَلِهَا، الْجَمِيعُ الْعُرُوقُ، قَالَ: [البحر السريع] مِنْ ذِي عِرَاقٍ نِيطَ فِي جَوْزِهِ ... فَهُوَ لَطِيفٌ طَيُّهُ مُضْطَمِرْ قَوْلُهُ: «فَأُتِيَ بِعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ» ، زَبِيلٌ عُمِلَ مِنْ عَرَقَةٍ: وَهُوَ السَّفِيفَةُ الْمَنْسُوجَةُ قَبْلَ تُخَاطُ، يُقَالُ: عَرَقَةٌ، وَعَرَقَاتٌ، وَعَرَقٌ، وَيُسَمَّى مَا ضُفِرَ مِنَ السُّيُورِ أَيْضًا عَرَقَةً وَعَرَقَاتٍ، قَالَ

: [البحر الكامل] نَغْدُو فَنَتْرُكُ فِي الْمَزَاحِفِ مَنْ ثَوَى ... وَنُمِرُّ فِي الْعَرَقَاتِ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَرَقَةُ طُرَّةٌ عَلَى عَرْضِ إِصْبَعَيْنِ تُنْسَجُ يُسْتَعَانُ بِهَا قَوْلُهُ: «فَأَخَذَ بِعَرَاقِيهَا» ، الْعُرْقُوَةُ: الْخَشَبَةُ الْمَعْرُوضَةُ عَلَى فَمِ الدَّلْوِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْعَرَاقِي: الْخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُعْرَضَانِ كَالصَّلِيبِ عَلَى رَأْسِ الدَّلْوِ , وَالْعُرْقُوَتَانِ: الْخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تَضُمَّانِ مَا بَيْنَ الْوَاسِطَةِ وَآخِرَةِ الرَّحْلِ قَوْلُهُ: «كَرِهَ الْعُرُوقَ لِلْمُحْرِمِ» ، وَاحِدُهُ عِرْقٌ، وَهُوَ نَبَاتٌ أَصْفَرُ يُصْبَغُ بِهِ قَوْلُهُ: «لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْمَوْتِ» ، يُقَالَ: إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ لَهُ فِي اللُّؤْمِ وَالْكَرَمِ، إِذَا خَالَطَهُ وَتَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ وَشَرٍّ، قَالَ: [البحر الطويل] جَرَى طَلَقًا حَتَّى إِذَا قِيلَ سَابِقٌ ... تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا قَوْلُهُ: «وَقَّتَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ» ، فَالْعِرَاقُ شَاطِئُ الْبَحْرِ، أَوِ النَّهَرِ، فَقِيلَ: الْعِرَاقُ؛ لِأَنَّهُ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ، حَتَّى يَتَّصِلَ بِالْبَحْرِ فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ جَعَلَ لَهُمْ مِيقَاتًا، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ كُفَّارٌ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْمٌ

لِمَوْضِعٍ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَكَانَ ذَلِكَ طَرِيقَهُمْ إِلَيْهِمْ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» ، فَلَمَّا صَارَ بَعْدَ بَيْتِهِ قَبْرَهُ جَازَ أَنْ يُقَالَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي» كَمَا انْتَقَلَ الْبَيْتُ إِلَى الْقَبْرِ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر الخفيف] وَاضِعًا فِي سَرَاةِ نَجْرَانَ رَحْلِي ... نَاعِمًا غَيْرَ أَنَّنِي مُشْتَاقُ فِي مَطَايَا أَرْبَابُهُنَّ عِجَالٌ ... عَنْ طَوَاءٍ وَهَمُّهُنَّ الْعِرَاقُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الْفَرَسُ كَثِيرَ عَصَبِ اللَّحْيِ، وَسَائِرُ اللَّحْيِ مَعْرُوقًا سَبْطًا قَالَ: [البحر الطويل] مُعَرَّقَةُ الْأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُهَا ... تُثِيرُ الْقَطَا فِي مُثْقَلٍ بَعْدَ مُقْرَبِ قَوْلُهُ: «تَلُوحُ مُتُونُهَا» ، يَقُولُ: هِيَ مُعَرَّقَةُ الْمُتُونِ يَكَادُ يَسْتَبِينُ الْعَصَبُ مِنْ قِلَّةِ اللَّحْمِ، قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَضَرَّ بِهَا الْحَاجَاتُ حَتَّى كَأَنَّهَا ... أَكَبَّ عَلَيْهَا جَازِرٌ مُتَعَرِّقُ وَقَالَ آخَرُ: مِنَ الْغَزْوِ وَاقْوَرَّتْ كَأَنَّ مُتُونَهَا ... زَحَالِيفُ وِلْدَانٍ عَفَتْ بَعْدَ مَلْعَبِ

قَوْلُهُ: «حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الْعِرْقِ مِنَ الْجَبَلِ» ، وَالْعِرْقُ: الْجَبَلُ الصَّغِيرُ قَالَ: [البحر البسيط] مَا إِنْ يَزَالُ لَهَا سَاقٌ يُقَوِّمُهَا ... مُجَرَّبٌ مِثْلُ طَوْدِ الْعِرْقِ مَجْدُولُ وَيُقَالُ لِكُلِّ صَفٍّ مِنْ خَيْلٍ أَوْ قَطًا: عَرَقَةٌ، وَالْجَمِيعُ عَرَقٌ قَالَ الْأَفْوَهُ: [البحر الكامل] بِالدَّارِعِينَ كَأَنَّهَا عَرَقُ الْقَطَا الْأَسْرَابِ ... تَمْعَجُ فِي الْغُبَارِ وَتَمْزَعُ قَوْلُهُ: «رَأَى عَرَقَةً فِي الْمَسْجِدِ» ، أَظُنُّهَا خَشَبَةً فِيهَا صُورَةٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: اسْتَأْصَلَ اللَّهُ عَرَقَاتِ فُلَانٍ: وَهُوَ أَصْلُهُ، وَأَخَذَ فُلَانٌ نَاقَةً فَعَرِقَ بِهَا، أَيْ ذَهَبَ بِهَا، وَعَرِقَ فَلَانٌ: ذَهَبَ، أَيْ: فَرَّ

باب: قعر

§بَابُ: قعر

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَوْ أَنَّ حَجَرًا قُذِفَ فِي جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهَا»

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ شَيْطَانًا فَصَرَعَهُ، فَقَعَرَهُ الرَّجُلُ، قَالَ: «§مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ غَيْرَ عُمَرَ» قَوْلُهُ: «قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهَا» ، قَعْرُ كُلِّ شَيْءٍ أَسْفَلُهُ، بِئْرٌ قَعِيرَةٌ، وَقَدْ قَعُرَتْ قَعَارَةً، وَالْجَمْعُ قُعُورٌ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ ... مِنْهَا قُعُورٌ عَنْ قُعُورٍ لَمْ تَذَرْ دُونَ الصَّدَى وَأُمُّهُ سِتْرًا سَتَرْ قَوْلُهُ: «فَقَعَرَهُ» ، قَعَرَ نَخْلَهُ وَشَجَرَهُ فَانْقَعَرَ، أَيِ انْقَلَعَ مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20] -[1016]- أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْمُنْقَعِرُ: الْمَصْرُوعُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: مُنْقَعِرٌ: مُنْقَلِعٌ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: انْقَعَرَ: انْقَلَعَ مِنْ أَصْلِهِ، وَأَنْشَدَنَا: عَنْ ذِي قَدَامِيسَ لُهَامٍ لَوْ دَسَرَ ... بِرُكْنِهِ أَرْكَانَ دَمْخٍ لَانْقَعَرْ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20] ، قَالَ: " سَقَطَتْ رُءُوسُهُمْ أَمْثَالَ الْأَخْبِيَةِ، وَتَقَوَّرَتْ أَعْنَاقُهُمْ، فَشَبَّهَهَا بِأَعْجَازِ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ جُوَيْبَرٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ: {§أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} [القمر: 20] قَالَ: صَرَعَتْهُمُ الرِّيحُ، وَذَكَرَ مِنْ خَلْقِهِمْ وَطُولِهِمْ مِثْلَ النَّخْلَةِ إِذَا قَلَعَتْهَا الرِّيحُ "

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ الْحَسَنِ -[1017]-: " §لَمَّا جَاءَتِ الرِّيحُ إِلَى قَوْمِ عَادٍ، قَامُوا إِلَيْهَا، فَأَخَذَ بَعْضُهُمْ بِيَدِ بَعْضٍ، وَأَخَذُوا دستبند، وَرَكَزُوا أَقْدَامَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَقَالُوا: يَا هُودُ، مَنْ يُزِيلُ أَقْدَامَنَا عَنْ أَمَاكِنِهَا إِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ تَنْزِعُ أَقْدَامَهُمْ عَنِ الْأَرْضِ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ "

باب: قرع

§بَابُ: قرع

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ، أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ سِتَّةَ أَعْبُدٍ فِي مَرَضِهِ، §فَأَقْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَيْنَهُمْ، أَعْتَقَ اثْنَيْنِ، وَأَرَقَّ أَرْبَعَةً "

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَهُ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سَلْمٍ، عَنْ أَنَسٍ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يُعْجِبُهُ الْقَرْعُ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ -[1019]-: «§قَرِعَ الْمَسْجِدُ حِينَ أُصِيبَ أَصْحَابُ النَّهَرِ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، «§كُنَّا نَقْرَعُ الْحَجَرَ بِعَصًا، إِذَا لَمْ نسْتَطِعْ مَسْحَهُ»

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ: §كَانَ عَلْقَمَةُ لَهُ شَيْءٌ يَقْرَعُ بِهِ غَنَمَهُ إِذَا تَنَاطَحْنَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، حَدَّثَنِي الْهَزْهَازُ: أَخَذَ عُمَرُ قَدَحَ سَوِيقٍ فَشَرِبَهُ حَتَّى §قَرَعَ الْقَدَحُ جَبِينَهُ "

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ لَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَصَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَارِعَةٍ»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، بَلَغَنِي عَنْ عَمَّارٍ: " قَالَ عَمْرُو بْنُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى حِينَ قِيلَ

: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَخْطُبُ خَدِيجَةَ، قَالَ: §نِعْمَ الْبُضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ " قَوْلُهُ: «فَأَقْرَعَ بَيْنَهُمْ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: اقْتَرَعَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَرَعَهُ فُلَانٌ وَقَارَعَهُ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَالِاسْمُ الْقُرْعَةُ، وَأَقْرَعْتُ بَيْنَهُمْ: أَمَرْتُهُمْ بِالْقُرْعَةِ قَوْلُهُ: «شُجَاعٌ أَقْرَعُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْأَقْرَعُ: الَّذِي قُرِعَ وَصَارَ فِي رَأْسِهِ لُمَعٌ، يُقَالُ: رَجُلٌ أَقْرَعُ، وَامْرَأَةٌ قَرْعَاءُ، وَنِسَاءٌ قُرْعٌ وَالشُّجَاعُ: الْحَيَّةُ الَّذِي اجْتَمَعَ السُّمُّ فِي رَأْسِهِ فَتَمَعَّطَ شَعَرُهُ، فَقُرِعَ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الطويل] كَأَنَّ شُجَاعًا أَقْرَعَ الرَّأْسِ يَتَّقِي ... إِذَا مَا تَلَاقَى الْخَيْلُ أَوْ جِلْدُ أَجْرَبَا وَقَالَ غَيْرُهُ: [البحر الطويل] قَرَى السُّمَّ حَتَّى امَّازَ فَرْوَةُ رَأْسِهِ

قَوْلُهُ: «هُوَ الْبُضْعُ لَا يُقْرَعُ أَنْفُهُ» ، كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِنَاقَةٍ كَرِيمَةٍ يَسْأَلُ صَاحِبَهُ أَنْ يُطْرِقَهَا فَحْلَهُ، فَإِنْ أَخْرَجَ إِلَيْهِ فَحْلًا لَيْسَ بِكَرِيمٍ قَرَعَ أَنْفَهُ وَقَالَ: لَا أُرِيدُهُ قَوْلُهُ: «يُعْجِبُهُ الْقَرَعُ» ، هُوَ حِمْلُ شَجَرِ الْيَقْطِينِ، وَهُوَ الدُّبَّاءُ

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " {§وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: الْقَرَعُ "

قَالَ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: «الْقَرَعُ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ سَعِيدٍ: " {§يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: الْقَرَعُ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالُوا عِنْدَهُ: الْقَرَعُ، قَالَ: وَمَا يَجْعَلُهُ أَحَقَّ مِنَ الْبِطِّيخِ؟ "

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ: سَأَلَ رَجُلٌ سَعِيدًا عَنِ §الْيَقْطِينِ قَالَ: " هُوَ الْقَرَعُ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهَا شَجَرَةٌ سَمَّاهَا اللَّهُ الْيَقْطِينَ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «كُلُّ شَيْءٍ نَبَتَ مِنْ عَامِهِ ثُمَّ يَمُوتُ §فَهُوَ يَقْطِينٌ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: الْقَرَعُ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُفَضَّلٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: الْقَرْعُ "

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بِنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: الْقَرَعُ "

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، وَإِسْحَاقُ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: «الْقَرْعُ»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، هُوَ الْقَرَعُ "

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: الْقَرَعُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ: {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] ، قَالَ: «الدُّبَّاءُ»

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§غَيْرُ ذَاتِ أَصْلٍ مِنْ دُبَّاءٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ نَحْوِهِ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ النُّعْمَانِ، سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: " §الْيَقْطِينُ: الدُّبَّاءُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] : «كُلُّ شَجَرَةٍ غَيْرُ ذَاتِ أَصْلٍ مِنْ دُبَّاءٍ وَغَيْرِهِ»

حَدَّثَنَا ابْنُ زَنْجُويَهِ، عَنِ الْفِرْيَابِيِّ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: «§الدُّبَّاءُ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ وَلِيدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «§الدُّبَّاءُ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ عُبَيْدَةَ: {§يَقْطِينٍ} [الصافات: 146] : «كُلُّ شَجَرَةٍ لَا تَقُومُ عَلَى سَاقٍ نَحْو الدُّبَّاءِ وَالْحَنْظَلِ وَالْبِطِّيخِ» قَوْلُهُ: «قَرِعَ الْمَسْجِدُ» ، يَقُولُ: قَلَّ أَهْلُهُ كَمَا يَقْرَعُ الرَّأْسُ: يَقِلُّ شَعَرُهُ قَوْلُهُ: «قَرَعَهُ بِعَصًا» ، كُلُّ شَيْءٍ ضَرَبْتَهُ بشَيْءٍ فَقَدْ: قَرَعْتَهُ وَمِثْلُهُ: «كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَعُ غَنَمَهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَمَّا أَتَى عَلَى مُحَسِّرٍ §قَرَعَ رَاحِلَتَهُ " -[1025]- أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: " الْعَصَا قُرِعَتْ لِذِي الْحِلْمِ، يَقُولُ: إِذَا نُبِّهَ انْتَبَهَ قَالَ: [البحر الطويل] لِذِي السِّنِّ قَبْلَ الْيَوْمِ مَا تُقْرَعُ الْعَصَا قَوْلُهُ: «حَتَّى قَرَعَ الْقَدَحُ جَبِينَهُ» ، يُقَالُ: قَرَعَ الْإِنَاءُ جَبْهَةَ الشَّارِبِ: إِذَا اسْتَوْفَى مَا فِيهِ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: [البحر الوافر] كَأَنَّ الشُّهْبَ فِي الْآذَانِ مِنْهُمْ ... إِذَا قَرَعُوا بِحَافَتِهَا الْجَبِينَا قَوْلُهُ: «أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَصَابَتْهُ قَارِعَةٌ: يَعْنِي أَمْرًا عَظِيمًا يَقْرَعُهُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: الْقَارِعَةُ: الْقِيَامَةُ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْقَارِعَةُ: الْقِيَامَةُ، وَالْقَرَّاعُ: طَيْرٌ لَهُ مِنْقَارٌ غَلِيظٌ أَعْقَفُ، يَأْتِي الْعُودَ الْيَابِسَ فَلَا يَزَالُ يَقْرَعُهُ وَيَدْخُلُ فِيهِ -[1026]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، اقْتَرَعَ فُلَانٌ: إِذَا اخْتِيرَ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلْفَحْلِ: قَرِيعٌ، وَفَرَسٌ قَرَّاعٌ، إِذَا كَانَ شَدِيدًا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] كَسَا الْأُكْمَ بُهْمَى غَضَّةً حَبَشِيَّةً ... تُؤَامًا وَبُقْعَانَ الظُّهُورِ الْأَقَارِعِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] وَجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إِفَالِهَا ... يَرِفُّ وَجَاءَتْ خَلْفَهُ وَهِيَ زُفَّفُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْقَرْعُ: بَثْرٌ يَخْرُجُ بِالْفُصْلَانِ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] لَدَى كُلِّ أُخْدُودٍ يُغَادِرُ دَارِعًا ... يَجُرُّ كَمَا جُرَّ الْفَصِيلُ الْمُقَرَّعُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: قَارِعَةُ الدَّارِ: سَاحَتُهَا، وَقَرِعَ الْمُرَاحُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِبِلٌ، وَقَارِعَةُ الطَّرِيقِ: أَعْلَى الطَّرِيقِ -[1027]- وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فُلَانٌ لَا يُقْرَعُ: يَقُولُ: لَا يُرْتَدَعُ، وَقَرَعَ فُلَانٌ سِنَّهُ: نَدَمًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الوافر] وَلَوْ أَنِّي أَطَعْتُكَ فِي أُمُورٍ ... قَرَعْتُ نَدَامَةً مِنْ ذَاكَ سِنِّي

أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي تُجَّارِ الشَّامِ، وَمَعَهُمْ ذَهَبَةٌ، فَلَمَّا كَانُوا فِي آخِرِ الْحِجَازِ، وَأَوَّلِ الشَّامِ مَرُّوا بِزِنْبَاعِ بْنِ رَوْحٍ، وَكَانَ يَعْشُرُ مَنْ مَرَّ بِهِ، §فَأَرَادَ أَنْ يَعْشُرَهُمْ، فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ شَيْئًا، ثُمَّ رَاجَعَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: تُجَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ يُرِيدُونَ الشَّامَ، هَذَا بَاطِلٌ، فَقَامَ فَطَافَ بِإِبِلِهِمْ، وَقَدْ كَانُوا أَخَذُوا الذَّهَبَةَ، فَجَعَلُوهَا فِي دَبِيلٍ، وَأَلْقَمُوهَا شَارِفًا لَهُمْ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا تَذْرفُ عَيْنَاهَا، قَالَ: إِنَّ لَهَا شَأْنًا، انْحَرُوهَا، فَإِنْ تَكُنْ بُغْيَتُنَا فِي بَطْنِهَا، فَهُمْ جَنَوْا عَلَيْهَا، وَإِلَّا غَرِمْنَا قِيمَتَهَا، فَوَجَدُوا الذَّهَبَةَ، فَأَعْشَرَهَا، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: [البحر الطويل] مَتَى أَلْقَ زِبْنَاعَ بْنَ رَوْحٍ بِبَلْدَةٍ ... لِيَ النِّصْفُ مِنْهُ يَقْرَعُ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ الْخِلَافَةَ كَبِرَ زِنْبَاعُ بْنُ رَوْحٍ، وَضَعُفَ بَصَرُهُ، فَجَاءَ وَمَعَهُ ابْنُهُ رَوْحُ بْنُ زِبْنَاعٍ، فَدَخَلُوا عَلَى عُمَرَ، فَسَأَلَاهُ، فَمَارَهُمْ

وَأَعْطَاهُمْ، فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ رَوْحٌ لِزِنْبَاعٍ: يَا أَبَهْ، تَعْرِفُ الرَّجُلَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ قَالَ: هَذَا الَّذِي كَانَتْ مَعَهُ الذَّهَبَةُ، فَعَشَرْتَهَا، فَقَالَ زِنْبَاعٌ: وَاسَوْأَتَاهُ، أَمَ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ، مَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَلَا سَأَلْتُهُ " قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْقِرَاعُ: أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ النَّاقَةَ الصَّعْبَةَ، فَيَأْبِضَهَا لِلْفَحْلِ، فَيَبْسُرَهَا أَيْ: يُكْرِهُهَا: يُقَالُ: قَرِّعْ لِجَمَلِكَ، وَقَرِيعَةُ الْإِبِلِ، وَالْمُقَرَّعُ: الْفَحْلُ مِنَ الْإِبِلِ يَعْقِلُ، فَلَا يَتْرُكُ أَنْ يَضْرِبَ الْإِبِلَ رَغْبَةً عَنْهُ، وَتَمِيمٌ تَقُولُ: «خُفَّانِ مُقْرَعَانِ» ، أَيْ مُنَقَّلَانِ، وَالْقَرِيعُ مِنَ الْإِبِلِ الَّذِي يَأْخُذُ بِذِرَاعِ النَّاقَةِ فَيُنِيخُهَا، وَأَقْرَعْتُ نَعْلِي وَخُفِّي: إِذَا جَعَلْتُ عَلَيْهَا رُقْعَةً كَثِيفَةً، وَقَعَّرَ فِي كَلَامِهِ، أَيْ تَكَلَّمَ بِأَقْصَى فَمِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا أَسْرَعَتِ النَّاقَةُ اللَّقَحَ، فَهِيَ مِقْرَاعٌ، قَالَ: [البحر الطويل]

تَرَى كُلَّ مِقْرَاعٍ سَرِيعٍ لِقَاحُهَا ... تُسِرُّ لِقَاحَ الْفَحْلِ سَاعَةَ تُقْرَعُ قَالَ غَيْرُهُ: قَرَعَ التَّيْسُ الْعَنْزَ، وَسَفَدَ يَسْفِدُ، وَقَفَطَ يَقْفِطُ، وَذَقَطَ يَذْقِطُ، وَفِي الطَّيْرِ: قَمَطَ وَنَزَا، وَفِي الْكَلْبِ عَاظَلَ، وَالْجَرَادِ، وَالْقَطَا عَاظَلَ أَيْضًا

باب: رقع

§بَابُ: رقع

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي بَيْتِهِ §يَرقَعُ ثَوْبًا، وَيَخْصِفُ نَعْلًا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: «§لَقَدْ حَكَمْتَ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعَةِ أَرْقِعَةٍ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْمُؤْمِنُ وَاهٍ رَاقِعٌ، فَسَعِيدٌ مَنْ هَلَكَ عَلَى رُقْعَةٍ» قَوْلُهُ: «يَرْقَعُ ثَوْبَهُ» ، رَقَعَ ثَوْبَهُ رَقْعًا، وَرَقَعْتُهُ تَرْقِيعًا، وَالْفَاعِلُ رَاقِعٌ، وَالثَّوْبُ مَرْقُوعٌ، وَالرُّقْعَةُ قُطَيْعَةٌ يُرْقَعُ بِهَا، وَالْجَمِيعُ رِقَاعٌ -[1031]- أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: [البحر الرجز] فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَلْقِ ... كَأَنَّهُ فِي الْجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهْقِ يُحْسَبْنَ شَامًا أَوْ رِقَاعًا مِنْ بَنْقِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يَقُولُ: جَاعَ جُوعًا يَرْقُوعًا: أَيْ شَدِيدًا وَقَوْلُهُ: «سَبْعَةُ أَرْقِعَةٍ» ، الرَّقِيعُ: اسْمُ سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَكُلُّ سَمَاءٍ بَعْدَ سَمَاءٍ، فَهِيَ رَقِيعٌ قَالَ أُمَيَّةُ: [البحر الطويل] وَسَاكِنُ أَقْطَارِ الرَّقِيعِ عَلَى الَهَوَا ... وَبِالْغَيْبِ وَالْأَرْوَاحِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ وَالرَّقِيعُ: الْأَحْمَقُ أَرْقَعَ وَمَرْقَعَانِ، وَامْرَأَةٌ رَقْعَاءُ، وَالتَّرَقُّعُ: اكْتِسَابٌ وَالتَّقَرُّشُ مِثْلُهُ، وَالتَّقْرِيشُ: التَّحْرِيشُ قَوْلُهُ: «وَاهٍ رَاقِعٌ» يَهِي دِينُهُ بِمَعْصِيَتِهِ، وَيَرْقَعُهُ بِتَوْبَتِهِ

باب: رعق الرعاق: صوت يسمع من قلب الدابة، وهو غلاف ذكره، كما الوعيق من ثغر الأنثى

§بَابُ: رعق الرُّعَاقُ: صَوْتٌ يُسْمَعُ مِنْ قَلْبِ الدَّابَّةِ، وَهُوَ غِلَافُ ذَكَرِهِ، كَمَا الْوَعِيقُ مِنْ ثَغْرِ الْأُنْثَى

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: سخن

§بَابُ: سخن

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ثَوْبَانَ، §رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا نَضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أُثَالُ بْنُ قُرَّةَ، سَمِعْتُ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ، جَاءَتْ وَمَعَهَا بُرْمَةٌ فِيهَا سَخِينَةٌ، وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي، فَوَالِ مَنْ وَالِاهُمْ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ -[1034]-، §أَقْبَلَ رَهْطُ امْرَأَةٍ، فَخَرَجُوا، وَتَرَكُوهَا مَعَ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَشَهِدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْهُمْ، قَالَ: رَأَيْتُ سَخِينَتَيْهِ تَضْرِبُ اسْتَهَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا عَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ: «§شَرُّ الشِّتَاءِ السُّخَيْخِينُ» قَوْلُهُ: «التَّسَاخِينِ» الْوَاحِدُ تَسْخَانٌ، وَهِيَ الْخِفَافُ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ قَوْلُهُ: «وَمَعَهَا سَخِينَةٌ» : طَعَامٌ حَارٌّ، وَالسُّخْنُ: ضِدُّ الْبَرْدِ، وَلَيْلَةٌ سَخْنَاءُ: حَارَّةٌ، وَمَطَرٌ سُخَاخِينُ: إِذَا جَاءَ فِي الْحَرِّ قَوْلُهُ: «رَأَيْتُ سَخِينَتِيهِ» ، يَعْنِي بَيْضَتَيْهِ لِحَرَارَتِهِمَا قَوْلُهُ: «شَرُّ الشِّتَاءِ السُّخَيْخِينُ» يَقُولُ: الْحَارُّ لَا بَرْدَ فِيهِ

، وَمِثْلُهُ سَخِينُ الْعَيْنِ، لِأَنَّ دُمُوعَهُ سُخَنَةٌ، وَكَذَلِكَ دُمُوعُ الْحُزْنِ، وَقَدْ سَخُنَ يَسْخُنُ سُخُونًا، وَأَسْخَنْتُ الشَّيْءَ، وَسَخُنَتِ الْعَيْنُ أَيْ حَزِنَتْ، وَهِيَ تَسْخُنُ سُخْنًا وَسُخْنَةً وَسُخُونَةً، وَسَخِنَتْ عَيْنُكَ، وَأَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَكَ، وَأَنْتَ سَخِينُ عَيْنٍ، وَعَلَيْهِ سَخَنَةٌ مِنَ الْحُمَّى، مُتَحَرِّكَةٌ سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: السَّخِينُ: الْمُرُورُ الَّتِي يُحْفَرُ بِهَا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لَمَّا رَأَيْتُ الْعَامَ عَامًا عَارِمَا ... آمَرْتُ نَفْسِي، فَاشْتَرَيْتُ سَالِمَا أحْمَرَ ذَا مَنَاكِبَ عُلَاكِمَا ... يَضْرِبْنَ بِالسَّخِينِ ضَرْبًا كَالِمَا وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمِسْخَنَةُ: الْبُرْمَةُ الصَّغِيرَةُ

باب: سنخ

§بَابُ: سنخ

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ خَيَّاطًا، دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: §فَإِذَا شَعِيرٌ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ "

حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ، سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ: «§أَصْلُ الْجِهَادِ، وَسِنْخُهُ الرِّبَاطُ» قَوْلُهُ: «سَنِخَةٍ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَظُنُّهَا مُتَغَيِّرَةٌ، وَالَّذِي سَمِعْتُ خَزِنَ، وَخَنِزَ اللَّحْمُ: تَغَيَّرَ، وَيُقَالُ لِلتَّمْرِ خَزِنَ، وَخَنِزَ، وَيُقَالُ: خَنِزَ الْجَوْزُ: إِذَا تَغَيَّرَ قَوْلُهُ: «وَسِنْخُهُ الْجِهَادُ» ، وَالسِّنْخُ أَصْلُ كُلِّ شَيْءٍ، وَسِنْخُ السِّكِّينِ طَرَفُ سِيلَانِهِ -[1037]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: «السِّنْخُ مَا تَغَيَّبَ فِي اللِّثَةِ مِنَ الْأَسْنَانِ» وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو، عَنِ الْعُكْلِيِّ: «مَازَالَ يُسَنِّخُهَا حَتَّى أَدْرَكَهَا، وَالتَّسْنِيخُ» : طَلِبَةُ الشَيْءِ، وَالسُّنْخَتَانِ: قَامَتَا الْبِئْرِ

باب: خنس

§بَابُ: خنس

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُصَلِّي §فَأَقَامَنِي حِذَاءَهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ انْخَنَسْتُ "

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «الشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، §وَخَنَسَ إِبْهَامَهُ»

حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا خُنْسَ الْأُنُوفِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، اجْتَمَعَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَوْمٌ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ §مَا طَعَامُ أَرْضِكَ؟ قَالَ: «عَجْوَةٌ خُنْسٌ فُطْسٌ، يَغِيبُ فِيهَا الضِّرْسُ» قَوْلُهُ: «انْخَنَسْتُ» ، يَقُولُ: اخْتَفَيْتُ، وَمِثْلُهُ خَنَسَ إِبْهَامَهُ يَقُولُ ضَمَّهَا وَأَخْفَاهَا وَلَمْ يُظْهِرْهَا فِي الْعَدَدِ لَمَّا ضَمَّهَا إِلَى رَاحَتِهِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} [التكوير: 15] ، فَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: فِي ذَلِكَ أَشْيَاءُ كُلُّهَا تَرْجِعُ إِلَى الِاخْتِفَاءِ وَالتَّغَيُّبِ

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " §الْخُنَّسِ: بَقَرُ الْوَحْشِ " وَهُوَ قَوْلُ عِكْرِمَةَ، وَأَبِي مَيْسَرَةَ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ: " §الْخُنَّسُ: الظِّبَاءُ " وَهُوَ قَوْلُ الضَّحَّاكِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: §الْخُنَّسُ: «الْكَوَاكِبُ» وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: يُقَالُ: خَنِسَ يَخْنُسُ خُنُوسًا أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: النُّجُومُ الْخَمْسَةُ تَخْنُسُ فِي مَجْرَاهَا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: الْخُنَّسُ: النُّجُومُ قَوْلُهُ: «خَنِسَ الْأَنْفُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْخَنَسُ: تَأَخُّرُ الْأَرْنَبَةِ فِي الْوَجْهِ، وَيُقَالُ: أَصَابَنَا جَوْدٌ، فَلَمْ أَزَلْ فِيهِ -[1041]-، حَتَّى خَنَسَ عَنِّي بِمَكَانِ كَذَا، وَكَذَا، وَحَتَّى انْقَطَعَ عَنِّي بِمَكَانِ كَذَا، ثُمَّ أَخَذْتُ مَطَرًا دُونَ. . . .، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ كَذَا اقْتَطَعْتُهُ عَلَى مَطَرٍ دُونَهُ

باب: نخس

§بَابُ: نخس

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، §كُنْتُ فِي مَسِيرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَنَا عَلَى نَاضِحِي فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْمِ، فَضَرَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، أَوْ نَخَسَهُ، فَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ النَّاسَ " قَوْلُهُ: «فَنَخَسَهُ» ، النَّخْسُ بِالْعُودِ، وَنَخَسُوا بِفُلَانٍ هَيَّجُوهُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانَ بِذِي خُشُبٍ ... وَالْمُقْحِمُونَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَالنَّخِيسَةُ: الزُّبْدَةُ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: النُّخُوسُ مِنَ الْأَوْعَالِ: الضَّالِعُ الَّذِي يَحُكُّ قَرْنَاهُ بِذَنَبِهِ، وَالنَّخَاسُ: عُودٌ يُجَوَّفَ كَهَيْئَةِ الْمُكْحُلَةِ، وَيُجْعَلُ فِي -[1043]- ثَقْبٍ الْبَكْرَةِ إِذَا لَجِفَتْ، وَهُوَ أَنْ تَنْكِلَ جَوَانِبُهَا، وَيُجْعَلَ الْمَسَدُ بِالنَّخَاسِ: يُقَالُ: قَدْ نَخِسَتِ الْبَكْرَةَ إِذَا اتَّسَعَ جُحْرُهَا، وَأَنْخَسْتُهَا: جَعَلْتُ لَهَا نِخَاسًا، وَالنِّخَاسُ: الْعَمُودُ الَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ الْبَيْتِ

باب: نسخ

§بَابُ: نسخ

حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّ زَيْدًا، قَالَ: §فَقَدْتُ آيَةً حِينَ نَسَخْتُ الصُّحُفَ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقْرَؤُهَا: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَلِيًّا، مَرَّ بِقَاصٍّ، فَقَالَ: «§أَتَعْرِفُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ» قَالَ: لَا، قَالَ: «هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ» قَوْلُهُ: «حِينَ نَسَخْتُ الصُّحُفَ» النَّسْخُ: نَقْلُ الْكَلَامِ مِنْ كِتَابٍ إِلَى كِتَابٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29]

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " {§إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ} [الجاثية: 29] "، قَالَ: النَّسْخُ، قَالَ: أَلَسْتُمْ بِقَوْمٍ عَرَبٍ هَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ أَصْلٍ قَدْ كَانَ " قَوْلُهُ: «أَتَعْرِفُ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ» فَالْمَنْسُوخُ وَجْهَانِ: الْأَوَّلُ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ، قَالَ: أَنْ يُعْمَلَ بِالْآيَةِ، ثُمَّ تَنْزِلَ الْأُخْرَى، فَيُعْمَلَ بِهَا، وَتَتْرُكَ الْأُولَى مُثْبَتَةً

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " {§مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ} [البقرة: 106] أَيْ: نَنْسَخُهَا بِأُخْرَى " وَالْوَجْهُ الْآخَرُ: أَنْ تَنْزِلَ الْآيَةُ، ثُمَّ تُرْفَعُ، فَلَا تُتْلَى بِقِرَاءَةٍ، وَلَا تُثْبَتُ فِي كِتَابٍ مِثْلُ: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [الحج: 52] يَرْفَعُهُ، فَلَا يَكُونُ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: أَغْفَلَ آيَةً، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ أُبَيٌّ؟ فَقَالَ أُبَيٌّ: آيَةُ كَذَا نُسِخَتْ أَمْ نَسِيتَهَا؟ قَالَ: «§بَلْ أُنْسِيتُهَا» فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى رَفْعِهَا، وَلَوْ بَقِيَتْ مُثْبَتَةً وَجَبَتْ تِلَاوَتُهَا

الحديث الرابع

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

باب: فتخ

§بَابُ: فتخ

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ: جَاءَتْ بِنْتُ هُبَيْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَفِي يَدِهَا §فَتَخٌ، أَيْ خَوَاتِيمُ ضِخَامٌ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ يَدَهَا "

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ هِشَامٍ: أَحْسِبُهُ عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، «جَاءَتْ بِنْتُ هُبَيْرَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، §وَفِي يَدِهَا فَتَخٌ» قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَذَا رَوَاهُ أَيُّوبُ، وَمَعْمَرٌ، وَأَرْسَلَاهُ، وَقَالَ: فَتَخٌ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §فَتَخَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، وَقَعَدَ عَلَى الْيُسْرَى " قَوْلُهُ: «وَفِي يَدِهَا فَتَخٌ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْفَتَخُ: خَوَاتِيمُ حَلَقٍ لَا فُصُوصَ لَهَا وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] أُقْسِمُ لَا تُمْسِكُنِي بِضَمِّ ... وَلَا بِتَقْبِيلٍ، وَلَا بِشَمِّ إِلَّا بِزَعْزَاعٍ يُسَلِّي هَمِّي ... يَطِيحُ مِنْهُ فَتَخِي فِي كُمِّي وَالْجَمِيعُ: فِتَاخٌ وَأَنْشُدُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَسْقِي دِيَارَ خُرَّدٍ بِلَاخِ ... مِنْ كُلِّ هَيْفَاءِ الْحَشَا دِلَاخِ كَأَنَّ مِلْءَ الْقَلْبِ وَالْفِتَاخِ ... مِنْهَا بِرُخْصٍ عُنْقُرُ النُّقَاخِ -[1048]- قَوْلُهُ: «فَتَخَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْفَتْخُ: الْأَصَابِعُ الْمُتَفَرِّقَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْفَتْخُ لِينٌ وَاسْتِرْخَاءٌ فِي الْمَأْبِضِ، وَفِي بَاطِنِ الْمِرْفَقِ وَقَالَ غَيْرُهُ: إِذَا كَانَ الْأَسَدُ عَرِيضَ الْكَفِّ قِيلَ: أَفْتَخَ، وَعُقَابٌ فَتْخَاءُ الْجَنَاحِ إِذَا فَتَخُهُ كَانَ لَيِّنًا لَيْسَ بِكَسْرٍ، فَتِخَ يَفْتَخُ فَتَخًا قَالَ الْكِسَائِيُّ: الْأَفْتَخُ: لِينُ مَفَاصِلِ الْيَدِ مَعَ عِرَضٍ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] كَأَنِّي بِفَتْخَاءَ الْجَنَاحَيْنِ لِقُوَّةٍ ... دَفُوفٍ مِنَ الْعِقْبَانِ طَأْطَأْتُ شِمْلَالِ قَالَ ثَعْلَبٌ: دَفُوفٌ: تَدِفُّ فِي طَيَرَانِهَا، وَيُرْوَى: عَلَى عَجِلٍ مِنِّي أُطَأْطِئُ شِيمَالِ -[1049]- وَيُرْوَى أُطَأْطِئُ شِمْلَالِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الوافر] عَلَى فَتْخَاءَ تَعْرِفُ حَيْثُ تَنْجُو ... وَمَا فِي حَيْثُ تَنْجُو مِنْ طَرِيقِ

باب: خفت

§بَابُ: خفت

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§رُبَّمَا خَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِقِرَاءَتِهِ، وَرُبَّمَا جَهَرَ»

حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ بَحْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، «§مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ مَثَلُ خَافِتَةِ الزَّرْعِ» قَوْلُهُ: «رُبَّمَا خَفَتَ بِقِرَاءَتِهِ» ، أَصْلُهُ خَفَضَ الصَّوْتَ مِنَ الْجُوعِ، أَوِ الْخَوْفِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110]

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[1051]-: {§وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} [الإسراء: 110] ، فَتُسْمِعَ الْمُشْرِكِينَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلَا تُسْمِعُهُمْ " الْمُخَافَتَةُ: الْمُكَاتَمَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} [القلم: 23] أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: يَتَخَافَتُونَ: يَتَسَارُّونَ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] يُخَافِتْنَ بَعْضَ الْمَضْغِ مِنْ خِيفَةِ الرَّدَى ... وَيُصْغِينَ لِلسَّمْعِ انْتِصَاتَ الْقُنَاقِنِ قَوْلُهُ: «مَثَلُ خَافِتَةِ الزَّرْعِ» هُوَ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ غَايَةَ الطُّولِ، قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر المنسرح] إِنَّمَا النَّاسُ مَثَلُ خَافِتَةِ الزَّرْ ... عِ مَتَى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِدُهْ

الحديث الخامس

§الْحَدِيثُ الْخَامِسُ

باب: خلع

§بَابُ: خلع

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْمُخْتَلِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §كَانَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ لَا حُجَّةَ لَهُ» -[1053]- قَوْلُهُ: «الْمُخْتَلِعَاتُ» يَعْنِي اللَّوَاتِي يَطْلُبْنَ الْخُلْعَ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ لِغَيْرِ عُذْرٍ: يُقَالُ: خَلَعَ امْرَأَتَهُ خُلْعًا قَوْلُهُ: «خَلَعَ نَعْلَيْهِ» ، يَقُولُ: رَمَى بِهِمَا، فَيُقَالُ: خَلَعَ نَعْلَيْهِ، وَخُفَّيْهِ وَرَاءَهُ خَلْعًا قَوْلُهُ: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» يُرِيدُ أَخْرَجَ نَفْسَهُ مِنْ طَاعَةِ سُلْطَانِهِ، وَعَدَا عَلَيْهِمْ بِالشَّرِّ، وَالرَّجُلُ الْخَلِيعُ الَّذِي يَبْرَأُ قَوْمُهُ مِنْ جِنَايَتِهِ، وَالْجَمِيعُ الْخُلَعَاءُ، وَالصَّائِدُ يُسَمَّى خَلِيعًا، قَالَ: [البحر الطويل] وَوَادٍ كَجَوْفِ الْعَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ ... بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالْخَلِيعِ الْمُعَيِّلِ وَالْخَلْعُ: الْقَدِيدُ الْمَشْوِي، وَالْخَلِيعُ الثَّوْبُ، ثَوْبٌ غَيْرُ مَخِيطِ الْفَرْجَيْنِ قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْخَيْعَلُ: الْقَمِيصُ لَا كُمَّيْ لَهُ، وَإِذَا نَضِجَتِ -[1054]- الْبُسْرَةُ، فَهِيَ خَالِعٌ، وَخَلَعَ السُّنْبُلُ إِذَا صَارَ لَهُ سَفًا، وَالْخَلِيعُ: الْقِدْحُ يَفُوزُ أَوَّلًا

الحديث السادس

§الْحَدِيثُ السَّادِسُ

باب: وهن

§بَابُ: وهن

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْكَلَاعِيِّ، سَمِعْتُ ثَوْبَانَ، رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ خَاتَمَ نُحَاسٍ، فَقَالَ: مَا بَالُ هَذَا؟ قَالَ: لَبِسْتُهُ مِنَ الْوَاهِنَةِ، قَالَ: «إِنَّهُ §لَا يَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا»

حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ قَالَ: «§لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّغْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ -[1056]-: «§لَأَنْ أُزَاحِمَ جَمَلًا قَدْ هُنِئَ بِقَطِرَانٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُزَاحِمَ امْرَأَةً عَطِرَةً»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ: " رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَنَا آخُذُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ، فَقَالَ: «§قَرِّبِ اللَّحْمَ مِنْ فِيكَ، فَإِنَّهُ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ» قَوْلُهُ: «لَا يَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا» ، الْوَهْنُ: الضَّعْفُ قَالَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} [مريم: 4] أَيْ ضَعُفَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَهِنُوا} [آل عمران: 139] يَقُولُ: وَلَا تَضْعُفُوا وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: امْرَأَةٌ وَهْنَانَةٌ: فِيهَا فَتْرَةٌ وَبَهْنَانَةٌ: ضَحَّاكَةٌ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: لَقِيَ فُلَانٌ فُلَانًا، فَوَهَنَهُ عَنْهُ تَظَاهُرُ قَوْمِهِ أَيْ: أَضْعَفَهُ عَنْهُ، وَأَنْشَدَ: [البحر الكامل] وَهَنَ الْفَرَزْدَقُ يَوْمَ جَرَّبَ سَيْفَهُ ... قَيْنٌ بِهِ حُمَمٌ وَآمٌ أَرْبَعُ -[1057]- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: " حُمَمٌ: سَوَادٌ قَوْلُهُ: «لَأَنْ أُزَاحِمَ جَمَلًا قَدْ هُنِئَ بِقَطِرَانٍ» الْهَنَاءُ: ضَرْبٌ مِنَ الْقَطِرَانِ، هَنَأْتُهُ: أَهْنَؤُهُ، وَأَهْنُؤُهُ وَأَخْبَرَنا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: أَهْنَأْتُ ضَيْفِي: أَطْعَمْتُهُ مَا يَكْفِيهِ دُونَ الشِّبَعِ، قَالَ: [البحر الطويل] هَنَأْنَاهُمْ حَتَّى أَعَانَ عَلَيْهِمُ مِنَ ... الدَّلْوِ أَوْ نَوْءِ السِّمَاكِ سِجَالُهَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] وَحَيٍّ حِلَالٍ قَدْ هَنَأْنَا جَرَبَّةٍ ... وَمَرَّتْ لَهُمْ نَعْمَاؤُنَا بِالْأَيَامِنِ وَقَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] هَنَأْنَا فَلَمْ نَمْنُنْ عَلَيْهِ طَعَامَنَا ... فَرَاحَ يُبَارِي كُلَّ رَأْسٍ مُرَجَّلِ قَوْلُهُ: «فَإِنَّهُ أَهْنَأُ، وَأَمْرَأُ» : يُقَالُ: هَنَّأَنِي الطَّعَامُ يُهْنِئُنِي، وَكُلُّ أَمْرٍ -[1058]- أَتَاكَ بِلَا مَشَقَّةٍ، وَلَا مِنَّةٍ، وَلَا تَبَعَةِ مَكْرُوهٍ، فَهُوَ هَنِئٌ، الْفِعْلُ هَنِئَ يَهْنَأُ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر الطويل] فَلَا يَهْنَأِ الْوَاشِينَ أَنِّي هَجَرْتُهَا ... وَأَظْلَمَ لَيْلِي دُونَهَا، وَنَهَارُهَا

باب: نهي

§بَابُ: نهي

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَى نِهْيٍ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: «§اشْرَبُوا» فَأَبَوْا، فَشَرِبَ فِي رَمَضَانَ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {§إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} [مريم: 18] ، قَالَ: «قَدْ عَلِمَتْ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا عَقِيلُ بْنُ طَلْحَةَ: سَمِعْتُ مَوْلَى الْقَرَظَةِ بْنِ كَعْبٍ، سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: «§أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى يَكُونُ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا» -[1060]- قَوْلُهُ: «أَتَى عَلَى نِهْيٍ مِنْ مَاءٍ»

أَخْبَرَنَا ابْنُ سَيْدَبَ، عَنْ زَيْدٍ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَمْرَاءِ الرَّائِضَ يَقُولُ: «§لَوْ أَنَّ غَدِيرًا قُسِمَ أَثْلَاثًا كَالنِّهْيِ مَا عُمِلَ لَهُ صَفِيرٌ يَعْمَلُهُ أَهْلُ الْبَادِيَةِ» وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النِّهْيُ: الْغَدِيرُ، وَالْجَمِيعُ أَنْهَاءٌ، وَالتَّنْهِيَةُ: مَحْبِسُ الْمَاءِ، وَذَلِكَ أَنَّ السَّيْلَ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَيَحْبِسُهُ فَيَحْتَبِسُ قَالَ طُفَيْلٌ: [البحر الطويل] تَحِنُّ لِقَاحُ الْمَالِكِيِّ صَبَابَةً ... إِلَى نِهْيِ نَعْمَانَ وَنِهْيِ التَّنَاضُبِ وَقَالَ أَوْسٌ: [البحر الطويل] وَأَمْلَسَ صُولِيًّا كَنِهْيِ قَرَارِهِ ... أَحَسَّ بِقَاعٍ نَفْحَ رِيحٍ فَأَجْفَلَا قَوْلُهُ: «أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ» قَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَنَّهُ لَذُو نُهْيَةٍ، وَنِهَايَةٍ أَيْ ذُو عَقْلٍ، وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] فَيَا لَكَ مِنْ حِلْمٍ يَزِيدُ نِهَايَةً ... عَلَى حِلْمِكَ رَأْلٍ بِالْعُبَابِ خَفَيْدَدِ قَوْلُهُ: «أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا» ، الْهَوْنُ، وَالْهَيْنُ مَصْدَرُ الْهَيِّنِ: فِي مَعْنَى السَّكِينَةِ، وَمَا صِلَةٌ

قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: [البحر المتقارب] فَأَحْبِبْ حَبِيبَكَ حُبًّا رُوَيْدًا ... فَلَيْسَ يَغُولُكَ أَنْ تُصْرَمَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ بُغْضًا رُوَيْدًا ... إِذَا أَنْتَ حَاوَلْتَ أَنْ تَحْكُمَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: هُوَ نُهًى: إِذَا كَانَ يَرْضَى بِهِ، وَالنَّهِيَّةُ: الشَّاةُ، أَوِ النَّاقَةُ الَّتِي لَا فَوْقَهَا فِي السِّمَنِ وَقَالَ غَيْرُهُ: النَّهِيءُ: النِّيءُ، قَدْ نَهِئَ نُهُوءَةً وَنَهَاءَةً، وَهُوَ نَهُوءٌ بَيِّنُ النُّهُوءِ وَنِيٌّ بَيِّنُ النُّيُوءِ وَآنَضَهُ إِينَاضًا، وَهُوَ لَحْمٌ أَبْيَضُ، فَإِذَا لَمْ تُبَالِغْ فِي نُضْجِهِ قُلْتَ ضَهَبْتُهُ، وَهُوَ لَحْمٌ مُضَهَّبٌ وَكَذَلِكَ مُلَهْوَجٌ، فَإِنْ أَنْضَجْتَهُ، فَهُوَ مُهَرَّدٌ وَإِذَا قَشَرْتَ عَلَيْهِ الرَّمَادَ، فَقَدْ كَشَحْتَهُ وَفَأَدْتُ اللَّحْمَ، خَمَطْتُهُ أَيْ شَوَيْتُهُ، فَإِنْ شَوَاهُ، فَيَبِسَ: فَهُوَ كَشِيءٌ، وَقَدْ كَشَأْتُهُ وَوَزَأْتُهُ

وَالْوَشِيقَةُ: أَنْ يُقْلَى، وَيُجَفَّفُ وَالصَّفِيفُ مِثْلُهُ وَالشَّرِقُ: الْأَحْمَرُ لَا دَسَمَ لَهُ وَلَحْمٌ ثَنِتٌ: مُنْتِنٌ، وَقَدْ ثَنِتَ ثَنَتًا فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ «يُغْلَى» مَوْضِعُ يُقْلَى

غريب ما روى عمار عن رسول الله صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَى عَمَّارٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: مرغ

§بَابُ: مرغ

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: «أَمَا تَذْكُرُ حِينَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَا وَأَنْتَ، §فَأَصَابَتْنَا جَنَابَةٌ، فَتَمَرَّغْنَا فِي التُّرَابِ» يُقَالُ: مَرَّغْتُهُ، فَتَمَرَّغَ، وَمَرَاغُ الْإِبِلِ مُتَمَرَّغُهَا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] يَجْفِلُهَا كُلُّ سَنَامٍ مُجَفَّلِ ... لَأْيًا بِلَأْيٍ فِي الْمَرَاغِ الْمُسْهِلِ

باب: مغر

§بَابُ: مغر

حُدِّثْتُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالُوا: «§هَذَا الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ قَيْسٍ، §رَأَيْتُ عَلَى طَاوُسٍ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ بِمُغْرَةٍ " قَوْلُهُ: «الْأَمْغَرُ الْمُرْتَفِقُ» هُوَ الَّذِي فِي وَجْهِهِ حُمْرَةٌ مَعَ بَيَاضٍ صَافٍ، أَمْغَرُ وَمَغْرَاءُ قَوْلُهُ: «مُمَشَّقٌ بِمَغَرَةٍ» هُوَ طِينٌ أَحْمَرُ، ثَوْبٌ مُمَغَّرٌ: مَصْبُوغٌ بِهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: شَاةٌ مُمْغِرٌ، وَمُنْغِرٌ، أَمْغَرَتْ -[1065]-، وَأَنْغَرَتْ إِذَا رَبَضَتْ عَلَى ضَرْعِهَا، فَخَرَجَ لَبَنُهَا مُخْتَلِطًا بِدَمٍ، فَإِنْ كَانَ ذَاكَ عَادَةً، قِيلَ: مِمْغَارٌ، وَمِنْغَارٌ

باب: غمر

§بَابُ: غمر

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَثَلُ نَهَرٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْغَمْرِ، وَمَوْتِ الْهَدْمِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمٌ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنْ مَاتَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ، فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ، فَلَا يَلُمْ إِلَّا نَفْسَهُ»

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -[1067]-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ فِي حَدِيثِ الْمِيضَأَةِ: «§أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي»

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ: كَانَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُحَاوَرَةٌ، فَأَغْضَبَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ، فَانْصَرَفَ مُغْضَبًا، فَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ، لَهُ، فَأَبَى فَأَغْلَقَ بَابَهُ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، كَانَ عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالْغَيِّ، فَوَفَدَ إِلَى سُلَيْمَانَ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي عَنِ الْمَطَرِ، فَلَقِيتُ أَعْرَابِيًّا، فَسَأَلْتُهُ: كَيْفُ أَقُولُ؟ فَقَالَ: قُلْ: «§أَصَابَنَا مَطَرٌ عَقَدَ -[1068]- مِنْهُ الثَّرَى، وَاسْتَطَلَّ مِنْهُ الْعَرَقُ، وَظَهَرَ مِنْهُ الْغَمِيرُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ لِي عُمَرُ، " أَنِ ائْتِ، قَوْمَهُمْ فَانْهَهُمْ أَنْ يَخِفُّوا فِي هَذَا الْأَمْرِ، قُلْتُ: §إِنِّي فِيهِمْ لَمَغْمُورٌ، وَمَا أَنَا بِالْمُطَاعُ " قَوْلُهُ: «مَثَلُ نَهَرٍ غَمْرٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: نَهَرٌ غَمْرٌ: كَثِيرُ الْمَاءِ، وَرَجُلٌ غَمْرٌ: وَاسِعُ الْخُلُقِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَاءٌ غَمْرٌ، وَمِيَاهٌ غَمْرٌ، وَوَقَعَ فِي مِيَاهٍ غَمْرَةٍ، وَغَمُرَ الْمَاءُ يَغْمُرُ: أَشَدُّ الْغَمْرِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فَرَسٌ غَمْرُ الْجَرْيِ، أَيْ: كَثِيرَةٌ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] صِرْنَا إِلَى كُلِّ طُوَالٍ أَهْوَجَا ... غَمْرِ الْأَجَارِيِّ مِسَحًّا مِمْعَجَا

فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ: سِرْنَا إِلَى كُلِّ وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ: [البحر الكامل] مِنْ دُونِهِمْ إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَرًا ... عَزْفُ الْقِيَانِ، وَمَجْلِسٌ غَمْرُ يَقُولُ: هُمْ أَهْلُ مَجْلِسٍ غَمْرٍ يَغْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ غَيْرَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كِرَامٌ، وَفُلَانٌ مَغْمُورٌ فِي قَوْمِهِ: إِذَا كَانَ فِيهِمْ أَشْرَفُ مِنْهُ حَسَبًا، وَمَاءٌ غَمْرٌ، وَرَجُلٌ غُمْرٌ: لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ , وَالْغُمَرُ: الْقَدَحُ الصَّغِيرُ , وَالْغَمَارُ وَالتَّغْمِيرُ: الشُّرْبُ الْقَلِيلُ، وَدَخَلَ فِي غُمَارِ النَّاسِ أَيْ فِي جَمَاعَتِهِمْ وَقَوْلُهُ: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْغَمْرِ» يُرِيدُ الْغَرَقَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، غَمَرَهُ: كَثُرَ عَطَاؤُهُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] تَقُولُ تَرَبَّحْ يَغْمُرِ الْمَالُ أَهْلَهُ ... كُبَيْشَةُ وَالتَّقْوَى إِلَى اللَّهِ أَرْبَحُ قَوْلُهُ: «مَنْ بَاتَ، وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: وَجَدْتُ مِنْهُ رِيحَ الْغَمَرِ: غَمِرَتْ يَدُهُ تَغْمَرُ غَمَرًا وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ يُقَالُ: هُوَ مِنْدِيلُ الْغَمَرِ: يُقَالُ: هُوَ الْغَمَرُ، وَالْوَضَرُ، وَالصَّمَرُ، وَالزَّهَمُ، وَالْقَنَمُ

الْغَمَرُ مِنَ اللَّحْمِ، وَالْوَضَرُ مِنَ السَّمْنِ، وَالصَّمَرُ مِنَ السَّمَكِ، وَالْقَنَمُ مِنَ الزَّيْتِ وَالْغَمَرُ: الِانْهِمَاكُ فِي الْبَاطِلِ، وَغَمْرَةُ الْمَوْتِ: هُمُومُهُ، وَأَنْشَدَنَا: مِنْ آلِ صُعْفُوقٍ وَأَتْبَاعٍ أُخَرْ ... مِنْ طَامِعِينَ لَا يُبَالُونَ الْغَمَرْ وَقَوْلُهُ: «أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي» ، أَيْ حُلُّوهُ مِنْ شِدَّةٍ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْغُمَرُ: الْقَعْبُ الصَّغِيرُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْغُمَرُ: الْقَدَحُ الصَّغِيرُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: قَدَحٌ صَغِيرٌ، ثُمَّ الْعُسُّ، ثُمَّ الصَّحْنُ، ثُمَّ التِّبْنُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْمِصْحَاةُ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر البسيط] مِنْ كُلِّ أَهْوَجَ سِرْيَاجٍ وَمُقْرِفَةٍ ... تُقَاتُ يَوْمَ يُكَالُ الْوِرْدُ فِي الْغُمَرِ

قَوْلُهُ: «فَقَدْ غَامَرَ» : أَيْ حَاقَدَ غَيْرَهُ مِنَ الْغِمْرِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فِي صَدْرِهِ غِمْرٌ: أَيْ حِقْدٌ عَلَى غَيْرِهِ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْغِمْرُ: الْغِشُّ فِي الصَّدْرِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْغِمْرُ: الْقِشْرُ، وَأَنْشَدَنَا: أَتَتْهُ وَقَدْ نَامَ الْعُيُونُ بِكَسْبِهَا ... فَمَاتَا عَلَى جُوعٍ وَظَلَّا عَلَى غِمْرِ وَأَنْشَدَنَا أَبُو زَيْدٍ: [البحر الطويل] وَعَوْرَاءُ جَاءَتْ مِنْ أَخٍ فَرَدَدْتُهَا ... بِسَالِمَةِ الْعَيْنَيْنِ طَالِبَةً عُذْرَا وَلَوْ أَنِّي إِذْ قَالَهَا قُلْتُ مِثْلَهَا ... وَلَمْ أَعْفُ عَنْهَا أَوْرَثَتْ بَيْنَنَا غَمْرَا وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: الْغِمْرُ: حَرٌّ يَجِدُهُ مِنَ الْعَطَشِ، الْجَمِيعُ أَغْمَارٌ، وَأَنْشَدَنَا

: حَتَّى إِذَا مَا بَلَّتِ الْأَغْمَارَا وَقَوْلُهُ: «وَظَهَرَ مِنْهُ الْغَمِيرُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْغَمِيرُ: نَبْتُ الْبَقْلِ إِذَا يَبِسَ مِنْ مَطَرٍ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] ثَلَاثٌ كَأَقْوَاسِ السَّرَاءِ وَنَاشِطٌ ... قَدِ اخْضَرَّ مِنْ لَسِّ الْغَمِيرِ جَحَافِلُهْ فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ «أَقْوَاشٌ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَغْمُورُ: لَيْسَ بِمَشْهُورٍ، غَمَرَهُ الْقَوْمُ يَغْمُرُونَهُ: إِذَا عَلَوْهُ فِي الشَّرَفِ , وَفُلَانٌ غُمْرٌ: إِذَا لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ، الْجَمِيعُ أَغْمَارٌ قَالَ الشَّمَّاخُ: [البحر البسيط] لَا تَحْسَبَنِّي وَإِنْ كُنْتُ امْرَأً غَمِرًا ... كَحَيَّةِ الْمَاءِ بَيْنَ الطَّيِّ وَالشِّيدِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: جَاءَنَا فِي غِمَارِ النَّاسِ أَيْ فِي جَمَاعَةِ النَّاسِ، وَيُقَالُ: انْجَلَتْ عَنْهُ غَمَرَاتُ الْحَرْبِ، يُرِيدُ أَهْوَالَهَا شُجَاعٌ: مُغَامِرٌ يَرْمِي بِنَفْسِهِ فِي الْهَلَكَاتِ

وَيُقَالُ: غَمَرَ جَارِيَتَهُ: طَلَاهَا بِالْغُمْرَةِ، وَهُوَ الْوَرْسُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَرِبَ فُلَانٌ فَتَغَمَّرَ: إِذَا لَكُمْ يَرْوَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: تَغَمَّرَ: شَرِبَ دُونَ الرِّيِّ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الكامل] يَعْدُو النِّجَادَ إِذَا تَغَمَّرَ شُرْبَهُ ... غَلَسًا وَذَلِكَ مِنْ جَوَازِ النَّاهِلِ

باب: غرم

§بَابُ: غرم

حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا مِنْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ سَهْلًا، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§مَنْ أَعَانَ غَارِمًا فِي غُرْمِهِ أَظَلَّهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: «إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ عَلَى رِقَابِهِمْ بَذُلٍّ مُغْرِمٍ، أَنَّهُمْ سَبُّوا اللَّهَ سَبًّا لَمْ يَسُبَّهُ أَحَدٌ» -[1075]- قَوْلُهُ: «لَا تَحِلُّ الْمَسْأَلَةُ إِلَّا مِنْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ» ، أَيْ: يَلْزَمُهُ مَالٌ وَالْمُغْرَمُ مِنَ الْغُرْمِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ، قَوْلُهُ «غَرَامًا» قَالَ: دَائِمًا، وَفُلَانٌ مُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ، أَيْ: مُولَعٌ بِهِنَّ، وَالْغَرِيمُ سُمِّيَ غَرِيمًا، لِأَنَّهُ يَطْلُبُ حَقَّهُ وَيُلِحُّ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَوْلُهُ {غَرَامًا} [الفرقان: 65] ، قَالَ: هَلَاكًا وَإِلْزَامًا لَهُمْ، رَجُلٌ مُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ " قَالَ الْأَعْشَى: [البحر الخفيف] إِنْ يُعَاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْـ ... ـطِ جَزِيلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي وَقَالَ آخَرُ: [البحر المتقارب] وَيَوْمَ النِّسَارِ وَيَوْمَ الْجِفَا ... رِ كَانُوا عَذَابًا وَكَانُوا غَرَامَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ غَارِمٌ: إِذَا كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، وَرَجُلٌ مُغْرَمٌ بِالنِّسَاءِ: مَشْغُوفٌ بِهِنَّ وَيُقَالُ: الْغَرِيمُ: الْمَطْلُوبُ بِالدَّيْنِ، وَالْغَرِيمُ: الطَّالِبُ دَيْنَهُ

باب: رغم

§بَابُ: رغم

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَصْبِحْ إِلَى غَنَمِكَ، §وَامْسَحِ الرُّغَامَ عَنْهَا، وَصَلِّ فِي مُرَاحِهَا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§مَنْ كَانَ نِيَّتُهُ الْآخِرَةَ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ»

قَوْلُهُ: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ رَمَضَانُ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرُّغامُ: الرَّمْلُ لَيْسَ بِدَقِيقٍ جِدًّا، فِيهِ خُشُونَةٌ أَيْ: أَصَابَ أَنْفَهُ الرُّغَامُ قَالَ: [البحر الطويل] إِذَا اتَّصَلتْ قَالَتْ: أَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ ... وَبَكْرٌ سَبَتْهَا وَالْأُنُوفُ رَوَاغِمُ قَوْلُهُ: «امْسَحِ الرُّغَامَ عَنْهَا» وَهُوَ مَا يَسِيلُ مِنَ الْأَنْفِ مِنْ دَاءٍ وَغَيْرِهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَمْرَغَ الرَّجُلُ إِمْرَاغًا: إِذَا سَالَ مَرْغُهُ: وَهُوَ لُعَابُهُ إِذَا نَامَ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: رُغَامُ الشَّاةِ: مُخَاطُهَا، وَالْمَرْغُ: مَا يَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِ الشَّاءِ مِثْلُ اللُّغَامِ قَوْلُهُ: «وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا رَاغِمَةً» أَيْ ذَلِيلَةً، كَذَلِكَ الَّذِي وَضَعَ أَنْفَهُ فِي التُّرَابِ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَجِدُ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا} [النساء: 100]

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " {§مُرَاغَمًا} [النساء: 100] : مُتَحَوَّلًا وَسَعَةً مِنَ الرِّزْقِ "

أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: " {§مُرَاغَمًا} [النساء: 100] : مَذْهَبًا " -[1078]- أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: " مُرَاغَمًا وَمُرَاغَمَةً: مُضْطَرَبٌ وَمَذْهَبٌ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: " الْمُرَاغَمُ وَالْمُهَاجَرُ وَاحِدٌ رَاغَمْتُ وَهَاجَرْتُ قَوْمِي وَهِيَ الْمَذَاهِبُ قَالَ: [البحر المتقارب] كَطَوْدٍ يُلَاذُ بِأَرْكَانِهِ ... عَزِيزِ الْمُرَاغَمِ وَالْمَذْهَبِ

الحديث الثاني

§الْحَدِيثُ الثَّانِي

باب: جزع

§بَابُ: جزع

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَمَّارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §عَرَّسَ وَمَعَهُ عَائِشَةُ، فَانْقَطَعَ عِقْدُهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ، فَذَهَبَتْ تَطْلُبُهُ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: «§الِاسْتِكَانَةُ مِنَ الْجَزَعِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ: انْطَلَقَ بِنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ: «§احْتَلِبُوهُنَّ فَيَشْرَبَ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ» ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ فَقَالَ -[1080]-: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ فَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ هَذِهِ الْجِزْعَةُ، فَمَازَالَ بِي حَتَّى شَرِبْتُهَا قَوْلُهُ: «مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ» الْخَرَزُ، الْوَاحِدَةُ جَزْعَةٌ، وَظِفَارٌ: جَبَلٌ بِالْيَمَنِ وَقَوْلُهُ: «الِاسْتِكَانَةُ مِنَ الْجَزَعِ» ، هُوَ ضِدُّ الصَّبْرِ، جَزِعَ جَزَعًا وَجُزُوعًا وَقَوْلُهُ: «مَا بِهِ هَذِهِ الْجَزِيعَةُ» أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: صَبَّ لِي جِزْعَةً مِنْ لَبَنٍ، أَيْ: قَلِيلًا وَقَالَ أَبُو يَزِيدَ: جَزَّعَ الْإِنَاءَ تَجْزِيعًا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلَّا جِزْعَةٌ، وَذَلِكَ أَقَلُّ مِنْ نِصْفِهِ -[1081]- وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: جِزْعُ الْوَادِي: أَنْ يَأْتِيَهُ مُعْتَرِضًا، فَذَلِكَ جِزْعُهُ، وَالْجَزْعُ: قَطْعُكَ الْمَفَازَةَ مُعْتَرِضًا قَالَ: [البحر الخفيف] جَازِعَاتٍ بَطْنَ الْعَقِيقِ كَمَا تَمْـ ... ـضِي رِفَاقٌ أَمَامَهُنَّ رِفَاقُ وَقَالَ زُهَيْرٌ: [البحر الطويل] ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ وَمُفْأَمِ

باب: عجز

§بَابُ: عجز

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: §أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَجُزَ حِمَارِ وَحْشٍ فَرَدَّهُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ - وَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا -: أَتَحْسِبُ ذَلِكَ طَلَاقًا؟ قَالَ: " §أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ، أَيْ: نَعَمْ يُحْسَبُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زُرْعَةَ ذَا نُوَاسٍ «§دَعَا النَّاسَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، فَرَكَضَ دَوْسٌ ذُو ثُعْلُبَانَ حَتَّى أَعْجَزَهُمْ فِي الرَّمْلِ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: {§إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة: 35] قَالَ: «هِيَ الْعَجَائِزُ اللَّاتِي كُنَّ فِي الدُّنْيَا عُمْشًا رُمْصًا» قَوْلُهُ: «عَجُزَ حِمَارٍ» الْعَجُزُ مُؤَخَّرُ الشَّيْءِ، وَالْعَجُزُ: عَجِيزَةُ الْمَرْأَةِ، وَالْجَمِيعُ عَجِيزَاتٌ، وَامْرَأَةٌ عَجْزَاءُ، وَعُقَابٌ عَجْزَاءُ: شَدِيدَةُ الدَّائِرَتَيْنِ قَالَ: [البحر الكامل] وَكَأَنَّمَا تَبَعَ الصُّوَارَ بِشَخْصِهَا ... عَجْزَاءُ تَرْزُقُ بِالسُّلَيِّ عِيَالَهَا قَوْلُهُ: «إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ» أَيْ: لَمْ يَأْخُذْ بِالْحَزْمِ، لِأَنَّ الْعَجْزَ: ضِدُّ الْحَزْمِ يَقُولُ: لَمْ يُطَلِّقْ طَاهِرًا، فَيَكُونَ قَدْ أَخَذَ بِالْحَزْمِ، وَيُقَالُ: فُلَانٌ ابْنُ عَجُزِهِ، وَهُوَ آخِرُ الْوَلَدِ، يُقَالُ: وُلِدَ لِعَجُزِهِ، أَيْ: بَعْدَمَا كَبِرَ أَبَوَاهُ وَقَالَ: [البحر الرجز] -[1084]- وَاسْتَبْصَرَتْ فِي الْحَيِّ أَحْوَى أَمْرَدَا ... عِجْزَةَ شَيْخَيْنِ يُسَمَّى مَعْبَدَا وَقَوْلُهُ: «أَعْجَزَهُمْ فِي الرَّمْلِ» هُوَ أَنْ تَطْلُبَ الرَّجُلَ فَيَفُوتَكَ , فَإِذَا عَجَزْتَ عَنْ طَلَبِهِ فَقَدْ أَعْجَزَكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ} [الجن: 12] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} [سبأ: 5] أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ عَلَى ذَلِكَ وَقَرَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَأَبُو عَمْرٍو: (مُعَجِّزِينَ) وَمَعْنَاهُ فِيمَا

حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ §قَرَأَ: (مُعَجِّزِينَ) ، قَالَ: مُثَبِّطِينَ "

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَسَلَمَةَ، عَنِ الْفَرَّاءِ قَالَا: «§مُثَبِّطِينَ»

وَحَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنِ الْخَفَّافِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {§مُعَاجِزِينَ} [سبأ: 38] ، قَالَ: «سَابِقِينَ»

وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «§مُسَابِقِينَ»

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَسَلَمَةَ، عَنِ الْفَرَّاءِ: " {§مُعَاجِزِينَ} [سبأ: 38] : مُعَانِدِينَ " وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِنَّهُ لَيُعَاجِزُ وَيُكَارِزُ إِلَى ثِقَةٍ أَيْ: يَمِيلُ قَوْلُهُ: «الْعَجَائِزُ» جَمْعُ عَجُوزٍ قَالُوا: شَيْخٌ عَجُوزٌ، وَشَيْخَانِ، وَلَمْ يَقُولُوا: عَجُوزَانِ قَاطِبَةً، لِخِفَّةِ اسْمِ الشَّيْخِ، وَثِقَلِ اسْمِ الْعَجُوزِ، فَغَلَّبُوا الْأَخَفَّ، كَمَا قَالُوا: الْعُمَرَيْنِ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لِخِفَّةِ عُمَرَ، وَثِقَلِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَمَا قَالَ: [البحر الطويل] أَخَذْنَا بِأَطْرَافِ السَّمَاءِ عَلَيْكُمُ ... لَنَا قَمَرَاهَا وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ فَغَلَّبُوا الْقَمَرَ لِأَنَّهُ أَخَفُّ مِنَ الشَّمْسِ، وَقَالَ: [البحر الرجز] وَيَهْدِمُوا الْبَيْتَ الْحَرَامَ الْمَعْبُودْ ... وَالْمَرْوَتَيْنِ وَالْمَشَاعِرَ السُّودْ يُرِيدُ الْمَرْوَةَ وَالصَّفَا

باب: زعج

§بَابُ: زعج

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: رَأَيْتُ §عُمَرَ يُزْعِجُ أَبَا بَكْرٍ إِزْعَاجًا "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «§الْحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلْعَةَ، وَيَمْحَقُ الْبَرَكَةَ» قَوْلُهُ: «يُزْعِجُ أَبَا بَكْرٍ» أَيْ: يُقِيمُهُ لَا يَدَعُهُ يَسْتَقِرُّ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: الزَّعْجُ: الْقَلَقُ وَأَنْشَدَنَا: لَأَقْحَمَ الْفَارِسَ عَنْهُ زَعَجَا

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: دث

§بَابُ: دث

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ شُعْبَةَ، سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا يَدْخُلُ الْجَنَّّةَ دَيُّوثٌ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §أُتِيَ بِسَوْطٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ: «دُونَ هَذَا» ، فَأُتِيَ بِسَوْطٍ قَدْ دُيِّثَ، يَعْنِي: قَدْ لُيِّنَ "

حُدِّثْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الرَّبَابِ: كُنْتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ وَلِينَا قَبْضَ السُّوسِ، فَجَاءَنَا رَجُلٌ فِيهِ كَالدِّيَاثَةِ أَوِ اللَّخْلَخَانِيَّةِ، مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ، فَقَالَ: تَبِيعُونِي هَذَا؟ قَالُوا: §إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً أَوْ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى " -[1088]- قَوْلُهُ: «دَيُّوثٌ» : هُوَ نَعْتٌ قَبِيحٌ فِي الرَّجُلِ قَوْلُهُ: «أُتِيَ بِسَوْطٍ قَدْ دُيِّثَ» التَّدْيِيثُ: التَّلْيِينُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الدَّثُّ: مَا ضَعُفَ مِنَ الْمَطَرِ، دَثَّ يَدِثُّ دَثًّا، وَدُيِّثَ: لِينَ وَدَقَّ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] أَرْعَنَ جَرَّارٍ إِذَا جَرَّ الْأَثَرْ ... دِيثَ صَعْبَاتِ الْقِفَافِ وَابْتَأَرَ قَوْلُهُ: «كَالدِّيَاثَةِ» أَيْ: فِي لِسَانِهِ الْتِوَاءٌ دَثَّ فُلَانٌ دَثَّةً، هُوَ الْتِوَاءٌ فِي جَسَدِهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: دَأَثْتُ الطَّعَامَ: أَكَلْتُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْمُدَوَّثُ: الْمُعَوَّدُ لِلرَّعِيَّةِ وَالْقِيَامِ عَلَى الْإِبِلِ وَكَذَلِكَ الْمُعَظَّبُ

باب: ثد

§بَابُ: ثد

حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: §لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ أَمَدَّ عُمَرُ الْأَعْرَابَ بِالطَّعَامِ وَالْأُدْمِ، حَتَّى أَغَاثَ اللَّهُ النَّاسَ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَا وَاللَّهِ مَا كُنْتَ فِيهَا ابْنَ ثَأْدٍ "

حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: مَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ؟ قَالَ: «§مَا فَتَقَ الْمِعَى، وَكَانَ فِي الثَّدْيِ قَبْلَ الْفِطَامِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ: أَخَذَ جَابِرٌ مِلْحَفَةً فَاتَّزَرَ بِهَا دُونَ الثَّنْدُوَةِ، ثُمَّ §صَلَّى بِنَا لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ " قَوْلُهُ: «مَا كُنْتَ فِيهَا ابْنَ ثَأْدٍ» يَعْنِي: ابْنَ ثَأْدَاءَ،: وَهِيَ الْأَمَةُ -[1090]- أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الثَّأْدَاءُ وَالدَّأْثَاءُ: الْأَمَةُ، وَهَكَذَا الْكَهْدَاءُ، وَعَجْفَاءُ، وَلَخْنَاءُ، وَكَثْعَاءُ، كُلُّهُ لُؤْمٌ قَالَ: [البحر الوافر] وَمَا كُنَّا بَنِي ثَأْدَاءَ لَمَّا ... قَضَيْنَا بِالْأَسِنَّةِ كُلَّ وِتْرِ وَقَوْلُهُ: «وَكَانَ فِي الثَّدْيِ قَبْلَ الْفِطَامِ» الثَّدْيُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِنَ الرَّجُلِ الثُّنْدُوَةُ وَالثَّدْيُ، كَمَا قَالَ: [البحر الطويل] تُمَدُّ إِلَى الْأَقْصَى بِثَدْيَيْكَ كُلِّهَا ... وَأَنْتَ عَلَى الْأَدْنَى صَرُومٌ مُجَدَّدُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَرْضٌ ثَئِدَةٌ، يُرِيدُ: مُثْرِيَةٌ غَدِقَةٌ، كَثِيرَةُ الْبَلَلِ وَقَدْ ثَئِدَتِ الْأَرْضُ، وَهُوَ الثَّأْدُ: الْبَلَلُ مَعَ شِدَّةِ الْقُرِّ وَلَمْ نَسْمَعْهُ فِي الصَّيْفِ وَلَا فِي الْقَيْظِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَرْضٌ ثَئِدَةٌ، وَبَقْلُهَا ثَئِدٌ، فِي الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ، وَعُشْبٌ ثَأْدٌ مَأْدٌ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] رَدَّتْ عَلَيْهِ أَقَاصِيهِ وَلَبَّدَهُ ... ضَرْبُ الْوَلِيدَةِ بِالْمِسْحَاةِ فِي الثَّأَدِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الثُّدَّاءُ: نَبْتٌ -[1091]- وَرَوَى عَمْرٌو عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهُذَلِيِّ: الْإِتَادُ: حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ رِجْلُ الْبَقَرَةِ إِذَا حُلِبَتْ

الحديث الرابع

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

باب: هجا

§بَابُ: هجا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَهَجَانَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: «§اهْجُوهُمْ كَمَا يَهْجُونَكُمْ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْقَرِيُّ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: {§كهيعص} [مريم: 1] " قَالَ: مِنَ الْهِجَاءِ الْمُتَقَطِّعِ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، سَمِعْتُ غَيْلَانَ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ الْأَشْعَثِ وَالزُّبَيْرِ مُنَازَعَةٌ، فَأَغْلَظَ لَهُ الزُّبَيْرُ، فَقَالَ عُمَرُ: «أَمَا وَاللَّهِ §لَئِنْ شَاءَ لَيَجِدَنَّ الْأَشْعَثَ أَهْوَجَ جَرِيئًا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، سَمِعْتُ أَنَسًا، وَجَابِرًا، قَالَا: «§كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِغُصْنٍ فَقُطِعَ، وَكَانَ مَقْطُوعًا قَدْ هَاجَ وَرَقُهُ» -[1093]- قَوْلُهُ: «فَهَجَانَا الْمُشْرِكُونَ» يُقَالُ: هَجَا يَهْجُو هِجَاءً: ذَكَرَ الْمَسَاوِئَ بِالشِّعْرِ، قَالَ: [البحر الوافر] هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ قَوْلُهُ: «مِنَ الْهِجَاءِ الْمُقَطَّعِ» تَسْمِيَةُ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مُقَطَّعًا قَوْلُهُ: «أَهْوَجَ جَرِيئًا» هُوَ الشُّجَاعُ الَّذِي يَرْمِي بِنَفْسِهِ وَالْأَهْوَجُ: الْمُفْرِطُ الطُّولِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْفَجُّ: الطَّرِيقُ الْمَدْعُوسُ: الَّذِي دَعَسَهُ النَّاسُ وَالدَّوَابُّ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْهَوْجَاءُ: الرِّيحُ الَّتِي تَرْكَبُ رَأْسَهَا هَوَجًا، وَهُوجٌ تَأْتِيكَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَحْمَرَ: [البحر الكامل] وَلِهَتْ عَلَيْهِ كُلُّ مُعْصِرَةٍ ... هَوْجَاءَ لَيْسَ لِلُبِّهَا زَبْرُ -[1094]- وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: هَاجَ الْفَحْلُ هِيَاجًا وَهَيْجًا، وَاهْتَاجَ اهْتِيَاجًا، وَهَاجَ الشَّرُّ بَيْنَ الْقَوْمِ، وَهَاجَ الْبَقْلُ: اصْفَرَّ، يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ ثَائِرٍ لِضَرَرِهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: هَاجَ النَّبْتُ يَهِيجُ هَيَاجًا، إِذَا تَمَّ يُبْسُهُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَاقَةٌ مُهْتَاجَةٌ: سَرِيعَةٌ، وَالتَّهْيِيجُ: التَّجَدُّدُ، وَهَاجَ النَّبْتُ: يَبِسَ قَالَ: [البحر البسيط] مِنْ بَعْدِ خَمْسٍ , وَخَمْسٌ فِي ذِنَابَتِهِ ... تُمْسِي الْمَهَارَى بِهِ فِيهِنَّ تَهْيِيجُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] رَدُّوا الْجِمَالَ بِذِي طُلُوحٍ بَعْدَمَا ... هَاجَ الْمَصِيفُ وَقَدْ تَوَلَّى الْمَرْتَعُ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: هَجَّجَتْ عَيْنُهُ، وَحَجَلَتْ، وَقَدَحَتْ: إِذَا غَارَتْ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] -[1095]- إِذَا حِجَاجَا مُقْلَتَيْهَا هَجَجَا وَالْهَجْهَجَةُ: زَجْرٌ لِلنَّاقَةِ وَالْجَمَلِ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر البسيط] أَمْرَقْتُ مِنْ جَوْزِهِ أَعْنَاقَ نَاجِيَةٍ ... تَنْجُو إِذَا قَالَ حَادِيهَا لَهَا: هِيجِي

باب: جها أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي، يقال: رأيت بيتا مجهيا، إذا لم يكن عليه ستر وأخبرنا عمرو، عن أبيه، يقال: سألته فأجهى علي: إذا لم يعطك شيئا، وأجهت فلانة على زوجها فلم تحمل له ولدا، وأمر مجه أي: بين، والإجهاء: أن تنزل صحراء ليس فيها حجاب

§بَابُ: جها أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: رَأَيْتُ بَيْتًا مُجْهِيًا، إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سِتْرٌ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: سَأَلْتُهُ فَأَجْهَى عَلَيَّ: إِذَا لَمْ يُعْطِكَ شَيْئًا، وَأَجْهَتْ فُلَانَةُ عَلَى زَوْجِهَا فَلَمْ تَحْمِلْ لَهُ وَلَدًا، وَأَمْرٌ مُجْهٍ أَيْ: بَيِّنٌ، وَالْإِجْهَاءُ: أَنْ تَنْزِلَ صَحْرَاءَ لَيْسَ فِيهَا حِجَابٌ، وَالْجَهْوَةُ وَالْهَجْمَةُ: مِنَ الْإِبِلِ الْمِائَةُ وَجَهَّى الشَّجَّةَ: إِذَا وَسَّعَهَا , وَجَهْجَهْتَ الْإِبَلَ إِذَا رَدَدْتَ وَجْهَهَا، وَتَجَهْجَهَتْ مِنَ الشَيْءِ تَرَاهُ، أَيْ: هَابَتْهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ

ما روى عباد عن النبي صلى الله عليه من الغريب

§مَا رَوَى عَبَّادٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْغَرِيبِ

باب: رمض

§بَابُ: رمض

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ خَبَّابٍ: «§شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَرَّ الرَّمْضَاءِ فَلَمْ يُشْكِنَا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «إِنَّ §صَلَاةَ الْأَوَّابِينَ كَانَتْ إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ -[1098]-: «§مَدْحُكَ أَخَاكَ فِي وَجْهِهِ كَإِمْرَارِكَ عَلَى وَجْهِهِ الْمُوسَى الرَّمِيضَ» قَوْلُهُ: «شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَرَّ الرَّمْضَاءِ» الرَّمَضُ: حَرُّ الْحِجَارَةِ مِنَ الشَّمْسِ، وَالِاسْمُ الرَّمْضَاءُ، وَرَمِضَتِ الْفِصَالُ: أَصَابَهَا حَرُّ الرَّمْضَاءِ فِي أَخْفَافِهَا وَالْمُوسَى الرَّمِيضُ: الْحَارُّ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: سَحَابٌ رَمْضِيٌّ , وَمَطَرٌ رَمَضِيٌّ وَالْمَاءُ سُمِّيَ رَمَضِيًّا لِأَنَّهُ لَا يُدْرِكُ سُخُونَةَ الْأَرْضِ قَالَ: قِيلَ لِأَعْرَابِيَّةٍ: أَيْنَ فُلَانٌ؟ قَالَتْ: مَا دُونَهُ مَخْفَى وَلَا مَرْمَضٌ، أَيْ: قَرِيبٌ قَالَ: [البحر البسيط] مُعْرَوْرِيًا رَمَضَ الرَّضْرَاضِ يَرْكُضُهُ ... وَالشَّمْسُ حَيْرَى لَهَا بِالْحَقِّ تَدْوِيمُ

باب: رضم

§بَابُ: رضم

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ عُمَرَ، وَقَالَا: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] §انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى رَضْمَةِ جَبَلٍ فَعَلَا أَعْلَاهَا حَجَرًا، فَجَعَلَ يَهْتِفُ: «يَا صَبَاحَاهُ» قَوْلُهُ: «إِلَى رَضْمَةِ جَبَلٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الرِّضَامُ: حِجَارَةٌ وَصُخُورٌ عِظَامٌ، أَمْثَالُ الْجُزُرِ، وَأَصْغَرُ وَأَكْبَرُ، تَقَعُ عَلَى بَعْضٍ، الْوَاحِدَةُ رَضْمَةٌ، يُقَالُ: بَنَى فُلَانٌ بَيْتَهُ، وَرَضَمَ الْحِجَارَةَ رَضْمًا، وَذَلِكَ إِذَا نَضَدَهَا، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَعِيرِ إِذَا بَرَكَ فَلَمْ يَنْبَعِثْ: قَدْ رَضَمَ بِنَفْسِهِ، وَالرَّضِيمُ: طَائِرٌ مِنَ الدُّخْلِ كَدِرُ اللَّوْنِ يَرْضِمُ بِالْأَرْضِ فَلَا يَكَادُ يَطِيرُ، الْجَمِيعُ: رَضَمَاتٌ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الرَّضَمَانُ: الْعَدْوُ فِي تَثَاقُلٍ، وَرَضَمَ مَكَانَهُ فَلَمْ يَبْرَحْ

باب: ضمر

§بَابُ: ضمر

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: §كَتَبَ عُمَرُ إِلَى مَيْمُونٍ فِي مَظْلَمَةٍ أَنْ يَرُدَّهَا، وَلَا يَأْخُذَ إِلَّا زَكَاةَ سَنَةٍ، فَإِنَّهُ كَانَ مَالًا ضِمَارًا "

قَوْلُهُ: «الْمُضَمَّرَةُ» الْمُضَمَّرُ الْهُزَالُ، وَتَضْمِيرُ الْخَيْلِ أَنْ تُعْلَفَ بَعْدَمَا تَسْمَنُ قُوتًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] حَتَّى إِذَا قَامَتْ عَلَى شَفِيرِهَا ... خَاضَتْ بِهِ حَدْبَاءَ مِنْ ضُمُورِهَا قَوْلُهُ: «مَا كَانَ إِلَّا ضِمَارًا» سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ قَالَ: هُوَ مَا لَسْتَ عَلَى يَقِينٍ مِنْهُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] وَأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إِلَى سَعِيدٍ ... طُرُوقًا ثُمَّ عَجَّلْنَ ابْتِكَارَا حَمِدْنَ مَزَارَهُ وَأَصَبْنَ مِنْهُ ... عَطَاءً لَمْ يَكُنْ عِدَةً ضِمَارَا وَمِثْلُهُ: [البحر المتقارب] أَرَانَا إِذَا أَضْمَرَتْكَ الْبِلَا ... دُ نُجْفَى وَتُقْطَعُ مِنَّا الرَّحِمْ وَقَالَ آخَرُ: وَمَنْ لَا تُضَاعُ لَهُ ذِمَّةٌ ... فَيَجْعَلُهَا بَعْدَ عَيْنٍ ضِمَارَا وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الضَّمَائِرُ: بِمَنْزِلَةِ الضَّفَائِرُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل]

إِذَا حَرَّكَ الْمِدْرَى ضَفَائِرَهَا الْعُلَى ... مَجَجْنَ نَدَى الرَّيْحَانِ وَالْعَنْبَرَ الْوَرْدَا وَالضَّمِيرُ مَا سَتَرْتَهُ فِي نَفْسِكَ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] وَحِفْظَةٍ أَكَنَّهَا ضَمِيرِي ... وَهَلْ يَرُدُّ مَا خَلَا تَخْبِيرِي وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] أَوْ مُضْمِرُ الْغَيْظِ لَمْ يَعْلَمْ بِإِحْنَتِهِ ... وَمَا يُجَمْجِمُ فِي حَيْزُومِهِ أَحَدُ

باب: ضرم

§بَابُ: ضرم

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى النَّاسِ بَيْتَهُمْ» قَوْلُهُ: «تُضْرِمُ» قَالَ أَبُو يَزِيدَ: أَضْرَمْتُ النَّارَ أُضْرِمُهَا إِضْرَامًا، وَتَضَرَّمَتْ، وَالضِّرَامُ: الْحَطَبُ مَا لَانَ وَضَعُفَ، وَالْجَزْلُ: مَا غَلُظَ، وَأَنْشَدَ: [البحر الطويل] لَا تَطْبِخِي قِدْرِي وَسِتْرُكِ دُونَهَا ... عَلَيَّ إِذَا مَا تَطْبِخِينَ حَرَامُ وَلَكِنْ بِهَذَاكِ الْبِقَاعِ فَأَوْقِدِي ... بِجَزْلٍ إِذَا أَوْقَدْتِ لَا بِضِرَامِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الضَّرْمَةُ: إِذَا قَبَسْتَ بِهِ نَارًا وَهُوَ الْمِقْيَاسُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: ضَرِمَ عَلَيْهِ ضَرْمًا، وَاحْتَدَمَ: إِذَا تَحَرَّقَ عَلَيْهِ غَيْظًا وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] -[1104]- كَأَنَّ عَلَى أَعْرَافِهِ وَلِجَامِهِ ... سَنَا ضَرَمٍ مِنْ عَرْفَجٍ يَتَلَهَّبُ

باب: مرض

§بَابُ: مرض

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مَرِضَ بَعِيرٌ لَهُ فَنُعِتَ لَهُ الْخَمْرُ، فَقَالَ: «§مَا كُنْتُ لِأُجِرَّهُ خَمْرًا» قَوْلُهُ: «مَرِضَ» الْمَرَضُ مَعْرُوفٌ وَالتَّمْرِيضُ: حُسْنُ الْقِيَامِ عَلَى الْمَرْضَى، وَالْمَرَضُ لِغَيْرِ النَّاسِ أَيْضًا، قَالَ: [البحر الطويل] أَلَا أَيُّهَا الْمُكَّاءُ مَا لَكَ هَهُنَا ... أُلَاءٌ وَلَا أَرْطَى فَأَيْنَ تَبِيضُ فَأَصْعِدْ إِلَى أَرْضِ الْمُكَاكِيِّ وَاجْتَنِبْ ... قُرَى مِصْرَ لَا تُصْبِحْ وَأَنْتَ مَرِيضُ

باب: مضر

§بَابُ: مضر

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§نَحْنُ مِنْ مُضَرَ» قَوْلُهُ: «مُضَرَ» هُوَ مُضَرُ بْنُ نِزَارٍ، مَعْرُوفٌ، وَالتَّمَضُّرُ: التَّعَصُّبُ لِمُضَرَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَضُرَ اللَّبَنُ مُضُورًا، وَمِنْهُ سُمِّيَ مُضَرُ بْنُ نِزَارٍ، وَمَضُرَ اللَّبَنُ إِذَا حَذَى اللِّسَانَ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] مَنْ شَاهَدَ الْأَمْصَارَ مِنْ حَيِّ مُضَرْ ... يَا عُمَرُ بْنَ مَعْمَرٍ لَا مُنْتَظَرْ بَعْدَ الَّذِي عَدَا الْقُرُوصَ فَحَزَرْ -[1107]- ... يَعْنِي حَمُضَ مَنْ شَاهَدَ الْأَمْصَارَ

غريب ما روى صهيب عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَى صُهَيْبٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: همس

§بَابُ: همس

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ §إِذَا صَلَّى هَمَسَ بشَيْءٍ لَا نَفْهَمُهُ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: جَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «مَا الَّذِي تَهْمِسُونَ بِهِ دُونِي؟» قُلْنَا: تَفْرِيطٌ فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: «§لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ» قَوْلُهُ: «هَمَسَ بِشَيْءٍ لَا نَفْهَمُهُ» هُوَ الْكَلَامُ الْخَفِيُّ لَا يُفْهَمُ، وَكَذَلِكَ الْوَطْيُ الْخَفِيُّ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108]

وَذَلِكَ فِيمَا حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ: " {§فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108] قَالَ: هَمْسُ الْأَقْدَامِ " وَهُوَ قَوْلُ سَعِيدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَالسُّدِّيِّ، وَثَابِتِ بْنِ سَعِيدٍ، وَبِلَالِ بْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§هَمْسًا} [طه: 108] ، قَالَ: كَلَامُ الْإِنْسَانِ لَا تَسْمَعُ تَحَرُّكَ شَفَتَيْهِ وَلِسَانِهِ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْهَمْسُ: نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ، وَيُقَالُ: الصَّوْتُ الْخَفِيُّ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: هَمْسًا: صَوْتًا خَفِيًّا، وَهَمَسَ إِلَيَّ بِحَدِيثٍ، أَيْ: أَخْفَاهُ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ هَمْسًا: لِلصَّوْتِ الْخَفِيِّ، وَهَمَسَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ: [البحر الوافر] -[1110]- فَبَاتُوا يُدْلِجُونَ وَبَاتَ يَسْرِي ... بَصِيرٌ بِالدُّجَى هَادٍ هَمُوسُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا وَقَالَ الْعَجَّاجُ: وَأَخْذٌ هَمْسٌ، يَعْنِي: عَصْرٌ

باب: سهم

§بَابُ: سهم

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَرَ: دَخَلْتُ عَلَى جَابِرٍ وَهُوَ §يُصَلِّي فِي بُرْدٍ أَخْضَرَ مُسَهَّمٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ: رَأَيْتُ جِلْدَ عَمَّارٍ §فَمَا رَأَيْتُهُ إِلَّا ذَكَرْتُ الْبُرُودَ الْمُسَهَّمَةَ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ ذَاكَ مِنْ وَجَعٍ، قُلْتُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: «§مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَتْنَا أَمْسِ لَمْ أُنْفِقْهَا»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِرَجُلَيْنِ: «§اسْتَهِمَا ثُمَّ تَوَخَّيَا الْحَقَّ، ثُمَّ لِيُحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ»

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اللَّخْمِيِّ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: §وَقَعَ فِي سَهْمِي يَوْمَ جَلُولَاءَ جَارِيَةٌ كَأَنَّ عُنُقَهَا إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، فَمَا مَلَكْتُ نَفْسِي أَنْ وَثَبْتُ إِلَيْهَا، فَجَعَلْتُ أُقَبِّلُهَا "

حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْمِي الصَّيْدَ فَلَا أَجِدُهُ إِلَّا بَعْدَ لَيْلَةٍ؟ قَالَ: «§إِذَا رَأَيْتَ سَهْمَكَ فِيهِ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ سَبُعٌ فَكُلْ» قَوْلُهُ: «بُرْدٌ مُسَهَّمٌ» : يَقُولُ: مُخَطَّطٌ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: فِيهِ وَشْيٌ كَوَشْيِ السِّهَامِ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] كَأَنَّهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَيْنَ لَهَا ... بِالْأَشْيَمَيْنِ يَمَانٍ فِيهِ تَسْهِيمُ قَوْلُهُ: «هُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ» السُّهُومُ: عُبُوسُ الْوَجْهِ مِنَ الْهَمِّ، وَالرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ سَاهِمُ الْوَجْهِ -[1113]- قَالَ الْأَخْفَشُ: سَهَمَ لَوْنُهُ يَسْهَمُ سُهُومًا وَأَنْشَدَنَا غَيْرُهُ: [البحر الخفيف] إِنْ أَكُنْ مُوثَقًا لِكِسْرَى أَسِيرًا ... فِي هُمُومٍ وَكُرْبَةٍ وَسُهُومِ رَهْنَ قَيْدٍ فَمَا وَجَدْتُ بَلَاءً ... كَإِسَارِ الْكَرِيمِ عِنْدَ اللَّئِيمِ وَأَنْشَدَنَا الْأَخْفَشُ: [البحر الطويل] وَأَنْ قَدْ بَدَا مِنِّي لِمَا قَدْ أَصَابَنِي ... مِنَ الْحُزْنِ أَنِّي سَاهِمُ الْوَجْهِ ذُو هَمِّ وَقَالَ: [البحر الكامل] وَإِذَا نَظَرْتَ رَأَيْتَ جِسْمِيَ سَاهِمًا ... وَهُمُ أَشَابُوا الرَّأْسَ قَبْلَ الْمَكْبَرِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السِّهَامُ: الرِّيحُ الْحَارَّةُ، وَهِيَ السَّمُومُ، يُقَالُ: إِنَّهَا لَذَاتُ سِهَامٍ، وَإِنَّهَا لَتَرْمِينَا بِسِهَامٍ وَسَهَائِمَ وَيَكُونُ ذَلِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَكَذَلِكَ الْحَرُورُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السُّهْمَةُ: الْقَرَابَةُ وَالْحَظُّ وَأَنْشَدَ: [البحر البسيط] قَدْ يُوصِلُ النَّازِحُ النَّائِي وَقَدْ ... يُقْطَعُ ذُو السُّهْمَةِ الْقَرِيبُ -[1114]- وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: السَّهَامُ: مُخَاطُ الشَّيْطَانِ قَوْلُهُ: «اسْتَهِمَا» يَقُولُ: اقْتَرِعَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} [الصافات: 141]

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نِيزَكٍ، عَنِ الْخَفَّافِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، «§تَسَاهَمُوا فَقُرِعَ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ» قَوْلُهُ: «وَقَعَ فِي سَهْمِي» يُرِيدُ فِي نَصِيبِي، مِنَ الْفَيْءِ , السَّهْمُ: النَّصِيبُ , وَفِي الْأَمْرِ سُهْمَةٌ أَيْ: نَصِيبٌ وَحَظٌّ، كَمَا قَالَ: سَاهَمْتُ الْقَوْمَ: قَارَعْتُهُمْ قَوْلُهُ: «إِذَا رَأَيْتَ سَهْمَكَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السَّهَمُ وَالْمِرْمَاةُ وَالْمِعْبَلُ وَالْمِشْقَصُ وَالْمِرِّيخُ، كُلُّ هَذَا اسْمٌ لِلسَّهْمِ، وَالْغَالِبُ عَلَى الْمِرْمَاةِ سَهْمُ الْهَدَفِ، وَالْغَالِبُ عَلَى الْمِرِّيخِ الَّذِي يُغْلَى بِهِ، وَهُوَ سَهْمٌ طَوِيلٌ لَهُ أَرْبَعَةُ آذَانٍ

غريب ما رواه أبو رافع عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَاهُ أَبُو رَافِعٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: سقب

§بَابُ: سقب

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ» سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: السَّقَبُ: الْمُلَازِقُ: وَالْأَمَمُ: الْمُسْتَقْبَلُ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: السَّقَبُ: الْقَرِيبُ مِنْكَ حَيْثُ كَانَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَالْأَمَمُ: الَّذِي فَوْقَ الْقَرِيبِ وَدُونَ الْبَعِيدِ وَالصَّدَدُ: الْمَائِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَشِمَالِكَ وَأَنْشَدَنِي ابْنُ عَائِشَةَ: [البحر المنسرح] كُوفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحِلَّتُهَا ... لَا أَمَمٌ دَارُهَا وَلَا سَقَبُ -[1116]- وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر البسيط] صُبَّتْ عَلَيْهِ وَلَمْ تَنْصَبَّ مِنْ أَمَمٍ ... إِنَّ الشَّقَاءَ عَلَى الْأَشْقَيْنِ مَصْبُوبُ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: السَّقَبُ: عَمُودُ الْخِبَاءِ الَّذِي فِي وَسَطِهِ وَأَنْشَدَ: [البحر البسيط] فَامْتَدَّ فِيهِ كَمَا أَرْسَى الطِّرَافَ عَلَى ... وَجْهِ الْقَرَارَةِ سَقْبُ الْبَيْتِ وَالْوَتَدِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: وَلَدُ النَّاقَةِ حِينَ يَسْقُطُ سَلِيلٌ، وَالْأُنْثَى سَلِيلَةٌ، فَإِنْ عُلِمَ أَنَّهُ ذَكَرٌ فَهُوَ سَقَبٌ وَسِقَابٌ، أَسْقَبَتِ النَّاقَةُ إِسْقَابًا: إِذَا كَانَتْ تُنْتَجُ بِالسِّقَابِ فَهِيَ مُسْقِبٌ وَمِسْقَابٌ وَقَالَ: [البحر الطويل] وَوَلَّتْ لَهَا نَوْحٌ تَعَاوَى سِقَابُهَا ... عَلَى الْمَاءِ حَتَّى أَصْدَرُوهَا كَمَا هِيَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَلَدُ النَّاقَةِ سَاعَةَ تُلْقِيهِ: سَقْبٌ، وَحُوَارٌ لِلذَّكَرِ، وَالْأُنْثَى حَائِلٌ وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: نَاقَةٌ مُسْقِبٌ طَوِيلَةٌ خَفِيفَةٌ

باب: سبق

§بَابُ: سبق

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ، أَوْ خُفٍّ، أَوْ حَافِرٍ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «§سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ» قَوْلُهُ: «لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ» هُوَ الْخَطَرُ الَّذِي يُوضَعُ بَيْنَ أَهْلِ السِّبَاقِ قَوْلُهُ: «سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ» أَيْ: تَقَدَّمَ , السَّبْقُ: التَّقَدُّمُ -[1118]- وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: السَّبَقُ: مَا سُبِّقَ عَلَيْهِ مِنْ جَارِيَةٍ أَوْ غُلَامٍ أَوْ فَرَسٍ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لَوَّحَ مِنْهُ بَعْدَ بُدْنٍ وَسَنَقْ ... تَلْوِيحَكَ الضَّامِرَ يُطْوَى لِلسَّبَقْ وَالسِّبَاقَانِ: قَيْدَا الطَّائِرِ الْجَارِحِ مِنْ سَيْرٍ أَوْ خَيْطٍ

باب: قبس

§بَابُ: قبس

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: قَالَ عَلِيٌّ لَهُ: تَعَشَّ عِنْدَنَا، فَسَقَاهُ طِلَاءً، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: يَا جَارِيَةُ، §خُذِي مَعَهُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ " قَوْلُهُ: «مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ» قَبَسْتَ الْعِلْمَ وَاقْتَبَسْتَهُ: إِذَا تَعَلَّمْتَهُ وَقَوْلُهُ: «خُذِي مَعَهُ قَبَسًا مِنْ نَارٍ» ، أَيْ: شُعْلَةً مِنْ نَارٍ قَالَ تَعَالَى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} [طه

: 10] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: الْقَبَسُ مِثْلُ النَّارِ فِي طَرَفِ الْعُودِ أَوِ الْقَصَبَةِ وَأَنْشَدَنَا سَعْدَانُ: [البحر المنسرح] يَسْعَى وَفِي كَفِّهِ مُثَقَّفَةٌ ... يَلْمَعُ فِيهَا كَشُعْلَةِ الْقَبَسِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَقْبِسْنِي نَارًا: أَعْطِنِي وَيُقَالُ: أَقْبِسْنِي نَارًا، أَيْ: اذْهَبْ فَجِئْنِي بِنَارٍ قَالَ الْمُتَلَمِّسُ: [البحر البسيط] وَقَدْ أَلَاحَ سُهَيْلٌ بَعْدَمَا هَجَعُوا ... كَأَنَّهُ ضَرِمٌ بِالْكَفِّ مَقْبُوسُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: مِنَ الْإِبِلِ الْقَبِيسُ: وَهُوَ السَّرِيعُ الْإِلْقَاحِ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الوافر] فَإِنْ يُمْسُوا وَقَدْ أُمِرُوا وَأَثْرَوْا ... فَإِنَّ أَبَاهُمُ فَحْلٌ قَبِيسُ -[1121]- قَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] فَعَاسَهَا أَرْبَعَةً ثُمَّ جَلَسْ ... كَعَيْسِ فَحْلٍ مُسْرِعِ اللَّقْحِ قَبَسْ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: الْقَبَسُ: الْفَرَسُ السَّرِيعُ الْإِلْقَاحِ

باب: بسق

§بَابُ: بسق

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: قُلْتُ لِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: فِي أَيِّ شَيْءٍ بَسَقَ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: «إِنَّهُ §كَانَ أَفْضَلَهُمْ إِسْلَامًا حِينَ أَسْلَمَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ فَلَا يَبْصُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ» قَوْلُهُ: «بِأَيِّ شَيْءٍ بَسَقَ أَبُو بَكْرٍ» أَيْ: عَلَا وَارْتَفَعَ , بَسَقَتِ النَّخْلَةُ: طَالَتْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10]

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " {§بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] : طِوَالٌ " -[1123]- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: " وَهَذَا قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَقَتَادَةَ

وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ: {§وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} [ق: 10] قَالَ: «بُسُوقُهَا كَبُسُوقِ الشَّاةِ عِنْدَ الْوِلَادَةِ» وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: بَاسِقَاتٍ: طِوَالٌ قَدْ بَسَقَ طُولًا وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: بَاسِقَاتٍ: طِوَالٌ، يُقَالُ: جَبَلٌ بَاسِقٌ، وَحَسَبٌ بَاسِقٌ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَاةٌ مُبْسِقٌ، وَقَدْ أَبْسَقَتْ إِبْسَاقًا إِذَا نَزَلَ فِي ضَرْعِهَا اللَّبَنُ قَبْلَ وَلَدِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً وَنَحْوِهَا وَذَلِكَ مِمَّا يُمْسَحُ لَهُ ضَرْعُهَا فَيُضِرُّ بِاللَّبِنِ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، لِابْنِ نَوْفَلٍ فِي ابْنِ هُبَيْرَةَ: [البحر الطويل] يَا ابْنَ الَّذِينَ بِفَضْلِهِمْ ... بَسَقَتْ عَلَى قَيْسٍ فَزَارَهْ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْمُبْسِقُ: الَّتِي يَجِيءُ لَبَنُهَا قَبْلَ نِتَاجِهَا، يُقَالُ: قَدْ أَبْسَقَتْ قَوْلُهُ: «فَلَا يَبْزُقْ» وَيَجُوزُ يَبْسُقُ وَيَبْصُقُ كُلُّ حَرْفٍ فِيهِ سِينٌ بَعْدَهَا قَافٌ أَوْ طَاءٌ أَوْ غَيْنٌ، فَجَائِزٌ أَنْ تَجْعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا، فَيَجُوزُ سَطْرٌ وَصَطْرٌ، وَسَخْرٌ وَصَخْرٌ، وَسُدْغٌ وَصُدْغٌ، وَسَقَرُ وَصَقَرُ وَزَادُوا فِي الْقَافِ وَزَقَرُ، وَكَذَلِكَ بَسَقَ وَبَصَقَ وَبَزَقَ، كَمَا قَالَ: [البحر الخفيف] وَإِذَا مَا الْأَكَسُّ شُبِّهَ بِالْأَرْ ... وَقِ عِنْدَ الْهَيْجَا وَقَالَ الْبُسَاقُ وَقَالَ رُؤْبَةُ: [البحر الرجز] فَبَاتَ وَالنَّفْسُ مِنَ الْحِرْصِ الْفَشَقْ ... فِي الزَّرْبِ لَوْ يَمْضَغُ شَرْبًا مَا بَصَقْ

باب: قسب

§بَابُ: قسب

حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ: أَهْدَيْتُ إِلَى عَائِشَةَ جِرَابًا مِنْ قسْبِ عَنْبَرٍ، قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ §خُذِيهِ وَأَعْطِيهِ الْبُرْدَ الْأَحْمَرَ " قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: الْقَسْبُ: الشَّدِيدُ الْيَابِسُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] هَيَّجَهَا لِقَزِبٍ قِسْيَبِّ ... عَلَى بَعِيدِ الْعَوْدِ مُسْلَحِبِّ عَوْدٍ كَبَطْنِ الْأَيْنِ مُجْلَعِبِّ الْأَيْنُ: الْحَيَّةُ وَالْقَسِيبُ: صَوْتُ الْمَاءِ تَحْتَ شَيْءٍ يَسْتُرُهُ -[1126]- قَالَ عَبِيدٌ: [البحر البسيط] أَوْ جَدْوَلٍ فِي ظِلَالِ نَخْلٍ ... لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ وَيُقَالُ: قَدْ قَسَبَ كُلُّ وَادٍ هَهُنَا يَقْسُبُ قُسُوبًا أَيْ سَالَ، وَالرَّجُلُ قِسْيَبٌّ: بَعْدَمَا ضَعُفَ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ

غريب حديث سفينة عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ حَدِيثِ سَفِينَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: ظفر

§بَابُ: ظفر

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جَمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «§الدَّجَّالُ بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «§عَيْنِي لَا أَكَادُ أُبْصِرُ بِهَا، وَالْأُخْرَى بِهَا ظَفَرَةٌ، وَمَا خِفْتُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا مِنَ النَّظَرِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَحَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: «§الْمُتَوَفَّى عَنْهَا لَا تَمَسُّ طِيبًا إِلَّا نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ عِنْدَ طَهَارَتِهَا»

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَمَّارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §عَرَّسَ بِآلَاتِ الْجَيْشِ وَمَعَهُ عَائِشَةُ، فَانْقَطَعَ عِقْدٌ لَهَا مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَبَاحٍ، وَزُهَيْرٌ، وَعُثْمَانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§حَرَامٌ كُلُّ سَبُعٍ ذِي ظُفُرٍ» يَعْنِي مِنَ الطَّيْرِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§فِي الظُّفُرِ إِذَا اعْوَرَّ خُمُسُ دِيَةِ الْإِصْبَعِ» قَوْلُهُ: «بِعَيْنِهِ ظَفَرَةٌ» : جُلَيْدَةٌ تَغْشَى الْبَصَرَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الظَّفَرَةُ لَحْمَةٌ تَنْبُتُ عِنْدَ الْمَآقِي وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] هَلْ لَكَ فِي عُجَيِّزٍ كَالْحُمَّرَهْ ... بِعَيْنِهَا مِنَ الْبُكَاءِ ظَفَرَهْ -[1129]- قَوْلُهُ: «نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ» هُوَ جِنْسٌ مِنَ الطِّيبِ لَا وَاحِدَ لَهُ، وَقَوْلُهُ: «مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ» جَبَلٌ بِالْيَمَنِ وَقَوْلُهُ: «كُلُّ سَبُعٍ ذِي ظُفْرٍ» أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: ظُفْرٌ، وَالْجَمِيعُ أَظْفَارٌ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ أَظَافِيرُ، وَيُقَالُ: أُظْفُورٌ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ: §كَانَ يُثَقِّلُ (ظُفُّرٍ) وَهِيَ قِرَاءَةُ نَافِعٍ وَحَمْزَةَ وَأَبِي عَمْرٍو

وَحَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ §قَرَأَ (ظُفْرٍ) بِجَزْمِ الْفَاءِ " وَقَوْلُهُ: {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: 146] هُوَ مِنَ الْبَهَائِمِ خِلَافُ النَّاسِ، هُوَ مَا اجْتَمَعَتْ يَدُهُ وَلَمْ تَفَرَّقْ، وَفِي أَطْرَافِهَا كَظُفُرِ الْإِنْسَانِ: النَّعَامَةُ وَالْبَعِيرُ، كَذَا حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: " {§كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} [الأنعام: 146] : النَّعَامَةُ وَالْبَعِيرُ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: «§هُوَ الَّذِي لَيْسَ بِمُنْفَرِجِ الْأَصَابِعِ»

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، أَوْ عِكْرِمَةَ قَالَ: «§مَنْ كَانَتْ لَهُ زَنَمَةٌ كَزَنَمَةِ الدِّيكِ وَالثَّوْرِ» هَذَا الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَفِي كِتَابِ إِسْحَاقَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، بِالشَّكِّ: مُعَاوِيَةَ أَوْ عِكْرِمَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: الظُّفُرُ مَا بَيْنَ مَعْقِدِ الْوَتَرِ إِلَى طَرَفِ الْقَوْسِ وَقَالَ الرَّحَّالُ فِي تَخْفِيفِهِ: [البحر الطويل] وَيَا لَيْتَ أَنَّ الذِّئْبَ كَانَ مَكَانَهَا ... وَإِنْ كَانَ ذَا نَابٍ حَدِيدٍ وَذَا ظُفُرِ

باب: ظرف

§بَابُ: ظرف

حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ هَذِهِ الظُّرُوفِ أَنْ تَشْرَبُوا فِيهَا، فَإِنَّهَا لَا تُحِلُّ وَلَا تُحَرِّمُ»

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ شَبِيبٍ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، مَا تَرَى فِي فِتْيَةٍ شَبَبَةٍ ظِرَافٍ نِطَافٍ، قَرَءُوا الْقُرْآنَ، يَشْهَدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْكُفْرِ؟ قَالَ: «§مَا بَقِيَ مِنْ دَنَاءَةِ الْأَخْلَاقِ إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْكُفْرِ» قَوْلُهُ: «نَهَيْنَاكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ» هِيَ الْأَوْعِيَةُ وِعَاءُ كُلِّ شَيْءٍ ظَرْفُهُ قَوْلُهُ: «شَبَبَةٍ ظِرَافٍ» هُوَ ذَكَاءُ الْقَلْبِ يُوصَفُ بِهِ الشَّبَابُ خَاصَّةً، يُقَالُ: ظَرُفَ يَظْرُفُ ظَرْفًا، فِتْيَةٌ ظُرُفٌ، وَنِسْوَةٌ ظِرَافٌ

باب: فظ

§بَابُ: فظ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي حَلْحَلَةَ، أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ، سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ، تَقُولُ: «إِنَّا §لَنَجِدُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ اسْمُهُ الْمُتَوَكِّلُ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ» قَوْلُهُ: «لَيْسَ بِفَظٍّ» الْفَظُّ: الْخَشِنُ الْكَلَامِ وَقَالَ لَنَا أَبُو نَصْرٍ: الْفَظُّ: الْغَلِيظُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] لَمَّا رَأَيْنَا مِنْهُمُ مُغْتَاظَا ... تَعْرِفُ فِيهِ اللُّؤْمَ وَالْفِظَاظَا

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ -[1133]-: أَنَّ الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ بَعَثُوا رَجُلًا يَنْظُرُ مَا فَعَلَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ امْرَأَتَهُ تَقُولُ: §فَاظَ وَإِلَهِ يَهُودَ " قَوْلُهُ: «فَاظَ» : أَيْ خَرَجَتْ نَفْسُهُ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: أَقُولُ: فَاظَ الرَّجُلُ وَلَا أَقُولُ فَاضَتْ نَفْسُهُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَالْأَسْدُ أَمْسَى جَمْعُهُمْ لُفَاظَا ... لَا يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا وَقَالَ أَيْضًا: [البحر الرجز] كَأَنَّهُمْ مِنْ فَائِظٍ مُجَرْجَمِ

الحديث الثاني

§الْحَدِيثُ الثَّانِي

باب: مد

§بَابُ: مد

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا أَبُو رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يُوَضِّئُهُ الْمُدُّ، وَيُغَسِّلُهُ الصَّاعُ "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ، §لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ فِي يَوْمِ وَمَدَةٍ وَعِكَاكٍ "

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ شِبْلٍ: «§أَصْبَحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَمِيدُونَ مِنَ النُّعَاسِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: §أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْمَطَرَ لَيْلَةَ بَدْرٍ، فَكَانَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ دِيمَةً خَفِيفَةً " -[1135]- قَوْلُهُ: «وَيُوَضِّئُهُ الْمُدُّ» رُبُعُ الصَّاعِ: رِطْلٌ وَثُلُثٌ وَزْنًا، وَرُبُعُ كِيلَجَةٍ وَخُمُسٌ كَيْلًا

كَذَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ: أَعْطَانِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ §الْمُدَّ فَإِذَا فِيهِ رِطْلٌ وَنِصْفٌ " قَالَ أَبُو زَيْدٍ: مُدٌّ وَأَمْدَادٌ وَمِدَدَةٌ، وَأَنْشَدَ: [البحر الرجز] كَأَنَّمَا يَبْرُدْنَ بِالْغَبُوقِ ... كَيْلَ مِدَادٍ مِنْ فَحًا مَدْقُوقِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمُدُدُ: الطِّوَالُ، الْوَاحِدُ مَدِيدٌ قَوْلُهُ: «يَوْمَ وَمَدَةٍ» هُوَ نَدًى مِنَ الْبَحْرِ يَقَعُ عَلَى النَّاسِ , وَقَوْلُهُ: «يَمِيدُونَ» الْمَيْدُ: الْحَرَكَةُ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر الطويل] وَنَاصِرُكَ الْأَدْنَى عَلَيْهِ ظَعِينَةٌ ... تَمِيدُ إِذَا اسْتَعْبَرْتَ مَيْدَ الْمُرَنَّحِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا أَصَابَ الْمَطَرُ الْعَرْفَجَ فَأَثَّرَ فِيهِ، وَتَأْثِيرُهُ أَنْ يَمْأَدَ: يَهْتَزُّ، وَالْمَأْدُ لِلْعَرْفَجِ وَغَيْرِهِ

وَقَوْلُهُ: «دِيمَةً خَفِيفَةً» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الدِّيمَةُ: الْمَطَرُ يَدُومُ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ، وَلَيْسَ بِالشَّدِيدِ، وَالْجَمْعُ الدِّيَمُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُزَنِيِّ: الْمُدَاوَمَةُ: النَّاقَةُ تُدَاوِمُ عَلَى حَلْبَتِهَا، وَيُقَالُ: أَحْمَرُ مُدَمًّى فِي الْجَمَلِ، وَالتَّدْمِيَةُ: أَنْ يَكُونَ أَحَمَّ السَّرَاةِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَمَدَّ الْجُرْحُ يُمِدُّ إِمْدَادًا إِذَا صَارَتْ فِيهِ مِدَّةٌ، وَأَمْدَدْتُ الْقَوْمَ بِرِجَالٍ أَوْ مَالٍ، وَالَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ السُّلْطَانُ مَدَدٌ وَمَدَدْتُهُ فِي غَيِّهِ أَمُدُّهُ مَدًّا إِذَا تَرَكْتُهُ، وَأَمْدَدْتُهُ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالسِّلَاحِ، وَقَلَّ مَاءُ الرَّكِيَّةِ فَأَمَدَّتْهَا رَكِيَّةٌ أُخْرَى، وَمَدَّ النَّهْرُ يَمُدُّ مَدًّا، وَمَدَدْتُ الدَّوَاةَ أَمُدُّهَا مَدًّا، وَتَكَلَّمَ فُلَانٌ فَأَمَدَّهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيْ أَعَانَهُ، وَمَدَدْتُ الْإِبِلَ أَمُدُّهَا مَدًّا إِذَا سَقَيْتُهَا الْمَدِيدَ: بَزْرٌ أَوْ دَقِيقٌ أَوْ سِمْسِمٌ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَدْمَدُ: النَّهْرُ، وَالْمَدْمُدُ: الْحَبْلُ، وَمَدَّ الرَّجُلُ فِي غَيِّهِ، وَالْمَدَدُ: مَا أُمِدَّ بِهِ الْمُحَارِبُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمَادَّةُ كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ مَدَدًا لِغَيْرِهِ، أَمْدَدْتُ فُلَانًا إِمْدَادًا

، وَالْمَدِيدُ شَعِيرٌ يُجَشُّ وَيُبَلُّ تُضْفَرُ بِهِ الْإِبِلُ، وَأَمْدَدْتُ الْإِبِلَ مَدًّا، وَهُوَ أَنْ يَسْقِيَهَا الْمَاءَ بِالْبَزْرِ، وَأَمَدَّ الْجُرْحُ يَمِدُّ إِمْدَادًا، وَأَمْدَدْتُ الدَّوَاةَ إِمْدَادًا قَالَ: بِخَلِيجِ بَحْرٍ مَدَّهُ خَلِيجَانِ وَيُقَالُ: هُوَ مِنِّي مَدَّ الْبَصَرِ، وَمَدَّ الْعَيْنِ، أَيْ حَيْثُ يَنْتَهِي الْبَصَرُ إِذَا نَظَرَ، وَلَا يَكُونُ لِلْغَايَةِ قَالَ قُحَيْفٌ: [البحر الوافر] بَنَاتُ بَنَاتِ أَعْوَجَ مُلْجَمَاتٌ ... مَدَى الْأَبْصَارِ عِلْيَتُهَا الْفِحَالُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: أَتَى فُلَانٌ ابْنَ عَمِّهِ فَمَادَهُ، مَا شِئْتَ مِنْ مَيْدٍ: أَعْطَاهُ ثِيَابًا وَمَتَاعًا وَدَرَاهِمَ

باب: أدم

§بَابُ: أدم

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَنْعَتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَيْسَ بِآدَمَ وَلَا أَبْيَضَ أَمْهَقَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§نِعْمَ الْأُدْمُ الْخَلُّ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: خَطَبْتُ جَارِيَةً، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «§انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ وَائِلٍ، عَنِ الْبَهِيِّ، قَالَ: كَانَتْ بِأُسَامَةَ دَمَامَةٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§قَدْ أُحْسِنَ بِنَا إِذْ لَمْ يَكُنْ جَارِيَةً»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§أَيُّمَا أَدِيمٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، وَلَا يَغْتَسِلْ مِنْهُ»

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ -[1140]-: أَنَّهَا كَانَتْ §تَنْعَتُ مِنَ الدُّوَامِ سَبْعَ عَجَوَاتٍ فِي سَبْعِ غَدَوَاتٍ

حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: «رَأَيْتُ عَطَاءً §يَحُجُّ وَعَلَى رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةٌ مِنْ دَوَامٍ كَانَ يَجِدُهُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ يُمْلِي عَلَى كَاتِبٍ لَهُ، فَقَالَ: «§أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟» قَالَ: مَا خَارَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ "

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ عَسَى إِنْ أَظْهَرَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ فَقَالَ: §الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ، وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا فَلْنُسَمِّ مُحَمَّدًا اسْمًا يَعْلَمُهُ الْوَارِدُ، وَيَصْدُرُ بِهِ الصَّادِرُ، فَقَالُوا: شَاعِرٌ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: §لَا، وَالدَّمِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ " قَوْلُهُ: «لَيْسَ بِآدَمَ» قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْآدَمُ السَّوَادُ، وَالْبَعِيرُ الْآدَمُ: أَشَدُّ بَيَاضًا إِلَّا أَنَّهُ أَسْوَدُ الْحَمَالِيقِ وَالْأَشْفَارِ، قَوِيُّ الْبَصَرِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ظَبْيٌ آدَمُ، وَظِبَاءٌ أُدُمٌ، وَهِيَ الَّتِي تَنْزِلُ الْجِبَالَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْآدَمُ مِنَ الظِّبَاءِ: ذُو الْجُدَّتَيْنِ السَّوْدَاوَيْنِ، وَلَوْنُهُ إِلَى الْحُمْرَةِ قَوْلُهُ: «نِعْمَ الْأُدْمُ الْخَلُّ» كُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَهُ إِلَى الْخُبْزِ فَقَدْ أَدَمْتَهُ بِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ الْأَعْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ -[1142]-: " §أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كِسْرَةً فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً، فَقَالَ: هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ " قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: قَالَ: يَأْدِمُ: يَخْلِطُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] بِأَنَّ الْخُبْزَ تَأْدِمُهُ بِزَيْتٍ ... فَذَاكَ أَمَانَةَ اللَّهِ الثَّرِيدُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر البسيط] هَلِ الْمَكَارِمُ إِلَّا مَا لَهُ عَلَمٌ ... وَالْمَجْدُ إِلَّا الَّذِي أَسْبَابُهُ الْكَرَمُ إِلَّا السُّرَى وَفَعَالُ الْمَرْءِ يَأْدِمُهُ ... مِنَ الْمَكَارِمِ مَا فِيهِ لَهُ أُدُمُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الكامل] إِنَّ الْأَحَامِرَةَ الثَّلَاثَةَ أَذْهَبَتْ ... جِسْمِي وَكُنْتُ بِهِنَّ قِدْمًا مُولَعَا الْخُبْزُ وَاللَّحْمُ السَّمِينُ إِدَامُهُ ... وَالزَّعْفَرَانُ فَقَدْ أَرُوحُ مُبَرْقَعَا -[1143]- قَوْلُهُ: «يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا» أَيْ يُتَّفَقَ وَيُقَرَّبَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، كَالْأُدْمِ وَالْخُبْزِ وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: [البحر البسيط] سَقْيًا لَعَهْدِ خَلِيلٍ كَانَ يَأْدُمُ لِي ... زَادِي وَيُذْهِبُ عَنْ زَوْجَاتِيَ الْغَضَبَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: جَعَلْتُ فُلَانًا أَدَمَةَ أَهْلِي، أَيْ: أُسْوَتَهُمْ، وَأَدْمَةَ يَدِي وَيُقَالُ: " أَدِمْ دَلْوَكَ: امْلَأْهَا، وَقَدْ دَامَتِ الدَّلْوُ تَدُومُ وَقَوْلُهُ: «كَانَتْ بِهِ دَمَامَةٌ» الدَّمِيمُ: الْقَصِيرُ وَأَسَاءَ فُلَانٌ وَأَدَمَّ، أَيْ: أَقْبَحَ قَوْلُهُ: «أَيُّمَا أَدِيمٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ» وَالْجَمْعُ أُدُمٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْفَرْوَةُ: الَّتِي تَلِي الشَّعْرَ، وَالْبَشَرَةُ: مَا يَلِي اللَّحْمَ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: مَا يَلِي اللَّحْمَ: الْأَدَمَةُ، وَمَا يَلِي الشَّعْرَ: الْبَشَرَةُ، وَيُقَالُ -[1144]-: عِنَانٌ مُبْشَرٌ لِلَّذِي تَظْهَرُ بَشَرَتُهُ، وَمُؤْدَمٌ لِلَّذِي تَظْهَرُ أَدَمَتُهُ وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ» حُجَّةٌ لِأَبِي زَيْدٍ، لِأَنَّهَا إِنَّمَا تُلْزِقُ جِلْدَهَا الَّذِي يَلِي الشَّعْرَ بِجِلْدِهَا وَقَوْلُهُمْ: بَشَرْتُ الْأَدِيمَ حُجَّةٌ لِلْأَصْمَعِيِّ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُبْشَرُ مِنْ بَاطِنِهِ، وَمَا يَلِي اللَّحْمَ

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخْتَارٍ: أَنَّ نَجَبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، زَوَّجَ ابْنَتَهُ الْحَارِثَ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ §جَهِّزِيهَا إِلَيْهِ، فَابْنَتُكِ الْمُؤْدَمَةُ الْمُبْشَرَةُ " قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ الْكَامِلِ: إِنَّهُ لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، إِذَا جَمَعَ شِدَّةً وَلِينًا، لِأَنَّهُ جَمَعَ لِينَ الْأَدَمَةِ وَخُشُونَةَ الْبَشَرَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا يُعَاتَبُ الْأَدِيمُ ذُو الْبَشَرَةِ، أَيْ يُعَادُ فِي الدِّبَاغِ، يَقُولُ: إِنَّمَا يُعَاتَبُ مَنْ يُرْجَى، وَمَنْ بِهِ قُوَّةٌ أَوْ مُسْكَةٌ، وَفُلَانَةُ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: أَيْ تَامَّةٌ فِي كُلِّ وَجْهٍ

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَدْنَانَ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فُلَانٌ مُؤْدَمٌ: مُبْشَرٌ، أَيْ هُوَ جَامِعٌ يَصْلُحُ لِلشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ وَفُلَانٌ أَدَمَةُ بَنِي أَبِيهِ، وَقَدْ أَدَمَهُمْ فَهُوَ يَأْدُمُهُمْ وَهُوَ الَّذِي يُعَرِّفُهُمُ النَّاسَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: الْأَيَادِيمُ: الْوَاحِدَةُ إِيدَامَةٌ، وَهِيَ مُتُونُ الْأَرْضِ قَالَ: [البحر البسيط] كَمَا رَجَا مِنْ لُعَابِ الشَّمْسِ إِذْ وَقَدَتْ ... عَطْشَانُ رَيْعَ سَرَابٍ بِالْأَيَادِيمِ وَالْيَأْدَمَانِ: نَبْتٌ بِنَجْدٍ فِي بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ مُتَسَطِّحًا كَمَا يَنْبُتُ الْخَطْمِيُّ، وَالْمَالُ - يَعْنِي الْإِبِلَ - تَرْعَاهُ فَإِذَا يَبِسَ فَلَا خَيْرَ فِيهِ وَقَالَ أَبُو صَاعِدٍ: لَهُ قُفٌّ جَيِّدٌ إِلَّا أَنَّ الرِّيحَ تُطِيرُهُ سَرِيعًا وَقَوْلُهُ: «لَا تَبُولَنَّ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْمَاءُ الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَجْرِي، قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا

وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، دَامَ الْمَاءُ يَدُومُ دَوْمًا: إِذَا ثَبَتَ لَا يَجْرِي وَقَدْ صَامَ صَوْمًا مِثْلُهُ، وَيُقَالُ: أَدِمْ قِدْرَكَ: أَيْ سَوِّطْهَا حَتَّى تَسْكُنَ، وَأَدِمْ لِفُلَانٍ كَرَامَتَهُ: أَيْ أَثْبِتْهَا، وَدَوَّمَ الطَّائِرُ فِي السَّمَاءِ: إِذَا جَعَلَ يَدُومُ، وَدَوَّى فِي الْأَرْضِ: إِذَا دَارَ، مِثْلُهُ فِي السَّمَاءِ وَدَوَّمَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَأْسِهِ: إِذَا دَارَتْ، وَاسْتَوَى النَّاسُ فَصَارُوا كَدُوَّامَةِ الْوَلِيدِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: أَدِيمِي قِدْرَكِ وَدَوِّمِي قِدْرَكِ: وَهُوَ أَنْ تَتْرُكَهَا إِذَا نَضِجَتْ عَلَى النَّارِ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الطويل] تَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ فَنُدِيمُهَا ... وَنَفْثَؤُهَا عَنَّا إِذَا حَمْيُهَا غَلَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: التَّدْوِيمُ: أَنْ تَدُومَ الْحَدَقَةُ كَأَنَّهَا فَلْكَةٌ، يُقَالُ: دَوَّمَتْ عَيْنُهُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] تَيْهَاءُ لَا يَنْجُو بِهَا مَنْ دَوَّمَا ... إِذَا عَلَاهَا ذُو انْقِبَاضٍ أَجْذَمَا

قَوْلُهُ: «تَنْعَتُ مِنَ الدُّوَامِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: " يُقَالُ: أَخَذَ فُلَانًا دُوَامٌ، إِذَا أَخَذَهُ دُوَارٌ " قَالَ أَبُو نَصْرٍ: وَالدَّامُ: اسْمُ بَلَدٍ ذَكَرَهُ طُفَيْلٌ فَقَالَ: [البحر الطويل] وَنِعْمَ النَّدَامَى هُمُ غَدَاةَ رَأَيْتُهُمْ ... عَلَى الدَّامِ تَجْرِي خَيْلُهُمْ وَتُوَدَّبُ وَالدَّأْمَاءُ: الْأَرَنْدَجُ جِلْدٌ وَيُقَالُ: الدَّأْمَاءُ: الْبَحْرُ قَوْلُهُ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الدَّوْمُ: شَجَرُ الْمُقْلِ وَالدَّوْمُ: الْعِظَامُ مِنَ السِّدْرِ، وَالْعُبْرِيَّةُ أَصْغَرُ مِنَ الدَّوْمَةِ، وَالسِّدْرُ أَصْغَرُ مِنْهُ وَسَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الدَّوْمُ: ضِخَامُ الشَّجَرِ مَا كَانَ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الوافر] زَجَرْنَ الْهِرَّ تَحْتَ ظِلَالِ دَوْمٍ ... وَنَقَّبْنَ الْعَوَارِضَ بِالْعُيُونِ وَقَالَ طُفَيْلٌ: أَظُعْنٌ بِصَحْرَاءِ الْغَبِيطَيْنِ أَمْ نَخْلُ ... بَدَتْ لَكَ أَمْ دَوْمٌ بِأَكْمَامِهَا حِمْلُ

أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الدُّمْدُمُ: مَا يَبِسَ مِنَ الْكَلَأِ وَالشَّجَرِ، وَالدَّمَادِمُ: شَيْءٌ يُشْبِهُ الْقَطِرَانَ يَسِيلُ مِنَ السَّلَمِ وَالسَّمُرِ أَحْمَرُ، الْوَاحِدُ دِمْدِمٌ، وَهُوَ جَيِّدٌ، وَهُوَ حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ، يَعْنِي شَجَرَهُ قَالَ أَبُو الْخَرْقَاءِ: تَقُولُ للشَيْءِ تَدْفِنُهُ: قَدْ دَمْدَمْتُ عَلَيْهِ، أَيْ سَوَّيْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْإِيدَامَةُ: الْأَرْضُ الصُّلْبَةُ غَيْرُ الْحِجَارَةِ، وَجِمَاعُهَا الْأَيَادِيمُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: [البحر البسيط] كَأَنَّهُنَّ ذُرَى هَدْيٍ مُجَوَّبَةٍ ... عَنْهَا الْجِلَالُ إِذَا ابْيَضَّ الْأَيَادِيمُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الدَّيْمُومَةُ: الْقَفْرُ مِنَ الْأَرْضِ، وَالْجَمِيعُ دَيَامِيمُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: كَأَنَّنَا وَالْقِنَانَ الْقُودَ يَحْمِلُنَا ... مَوْجُ الْفُرَاتِ إِذَا الْتَجَّ الدَّيَامِيمُ وَالدِّمَامُ: مَا لُطِخَ عَلَى ظَاهِرِ الْعَيْنِ وَالدَّمْدَمَةُ: الْهَلَاكُ {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ} [الشمس

: 14] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ} [الشمس: 14] : أَرْجَفَ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْهُذَلِيِّ: الدِّمَامُ مِنَ السَّحَابِ، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ، وَهِيَ الْإِبْرِدَةُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَالْمُدَمَّى: الْأَحْمَرُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَإِنْ كَانَ مِنْهُ غَيْرُهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَإِنْ كَانَ مُشْبَعًا فَهُوَ مُقَدَّمٌ، وَالْمَدْمُومُ: الْمَطْلِيُّ بِأَيِّ لَوْنٍ كَانَ وَالدُّوَدِمُ: دَمُ الْأَخَوَيْنِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الدُّوَدِمُ شَيْءٌ يَخْرُجُ مِنَ السَّمُرِ لَيْسَ بِصَمْغٍ، هُوَ ضِمَادٌ، وَدُوَدِمُ الطَّلْحِ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ، وَهُوَ الْحَذَالُ أَبْيَضُ كُلُّهُ وَدُوَدِمُ السَّمُرُ يَتَغَرَّى بِهِ النَّاسُ، وَتَكْرَهُهُ الْجِنُّ، يُجْعَلُ عَلَى الْمَوْلُودِ، وَيُجْعَلُ أَيْضًا عَلَيْهِ إِهَابُ الثَّعْلَبِ وَإِهَابُ الْهِرِّ قَالَ: [البحر الرجز]

إِلَيْكَ جُنَّ الْعَشَرَهْ ... إِنَّ عَلَيْهِ نُفَرَهْ ثَعَالِبًا وَهِرَرَهْ ... وَحِيضًا مِنْ سَمُرَهْ وَقِطْعَةً مِنْ نَمِرَهْ وَقَوْلُهُ: «لَا، وَالدَّمِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ» قَالَ: هِيَ يَمِينٌ كَانَ يُحْلَفُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ "

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: شط

§بَابُ: شط

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هَارُونَ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنْ سَفِينَةَ: «أَنَّهُ أَشَاطَ دَمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنَا ظَبْيَانُ بْنُ عُمَارَةَ: شَهِدَ عَلَى الْمُغِيرَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَقَالَ عُمَرُ: «§شَاطَ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِ الْمُغِيرَةِ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ: «§الْقَسَامَةُ لَا تُشِيطُ الدَّمَ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: «§رَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ»

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ: «§لَا يَسْقِي رَجُلٌ رَجُلًا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلَّا زَحْزَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ جَهَنَّمَ شَوْطَ فَرَسٍ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَوْلُهُ: {§أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] قَالَ: «نَبَاتَهُ وَفُرُوخَهُ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، قَالَ: «§فِي كُلِّ شَيْءٍ إِسْرَافٌ حَتَّى فِي الْوُضُوءِ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ»

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ -[1153]-، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ: §أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا قَوِيًّا، وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، أَشَاطٌّ أَنْتَ عَلَيَّ بِقُوَّتِكَ فَتَقْطَعَنِي؟ أَوْ أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتُ مُؤْمِنًا قَوِيًّا وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، أَشَاطٌّ عَلَيْكَ بِقُوَّتِي؟ " قَوْلُهُ: «أَشَاطَ جَزُورًا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: أَشَاطَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذَا أَهْلَكَهُ، وَأَشَاطَ دَمَهُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: أَشَاطَ دَمَهُ، وَأَشَاطَ بِدَمِهِ: إِذَا عَرَّضَهُ لِلْقَتْلِ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الخفيف] نُطْعِمُ الْجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِنَ الْكُومِ ... وَلَمْ نَدْعُ مَنْ يُشِيطُ الْجَزُورَا قَوْلُهُ: «شَاطَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِ الْمُغِيرَةِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: شَاطَ الرَّجُلُ يَشِيطُ: إِذَا هَلَكَ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] -[1154]- وَنَطْعَنُ الْعَيْرَ فِي مَكْنُونِ فَائِلِهِ ... وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا الْبَطَلُ قَوْلُهُ: «الْقَسَامَةُ لَا تُشِيطُ الدَّمَ» يَقُولُ: لَا تُهْلِكُهُ وَلَا تُبْطِلُهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: شَاطَتِ الْجَزُورُ: إِذَا لَمْ يَبْقَ فِيهَا نَصِيبٌ إِلَّا قُسِمَ، وَشَاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ: إِذَا نَضَجَ حَتَّى يَحْتَرِقَ، وَشَاطَتِ الْقِدْرُ: احْتَرَقَتْ وَقَوْلُهُ: «ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَاطَ يَشُوطُ شَوْطًا: إِذَا عَدَا شَوْطًا " وَقَوْلُهُ: «شَوْطَ فَرَسٍ» الشَّوْطُ: جَرْيُ الْفَرَسِ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الْغَايَةِ، وَالْجَمْعُ أَشْوَاطٌ وَقَوْلُهُ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29]

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {§أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] «جَوَانِبَهُ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " {§أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] مَا يَخْرُجُ بِجَنْبِ الْحَقْلَةِ فَيُتِمُّ "

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: " {§شَطْأَهُ} [الفتح: 29] : طَرَفَهُ " أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: شَطْءُ السُّنْبُلِ: تُنْبِتُ الْحَبَّةَ عَشْرًا وَثَمَانِيًا، فَيَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] فِرَاخَهُ، أَشْطَأَ الزَّرْعُ فَهُوَ مُشْطِئٌ إِذَا فَرَّخَ قَوْلُهُ: «وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: شَاطِئُ الْوَادِي شَطُّ الْوَادِي: وَهُوَ ضَفَّةُ الْوَادِي، وَعُدْوَتُهُ، وَالشَّطُّ: شِقُّ السَّنَامِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الشَّطُوطُ مِنَ الْإِبِلِ: الضَّخْمَةُ السَّنَامِ، وَالْجَمِيعُ شَطَائِطُ وَالْمَشَائِطُ: اللَّوَاتِي يُسْرِعْنَ السِّمَنَ مِنَ الْإِبِلِ نَاقَةٌ مِشْيَاطٌ قَالَ: [البحر الرجز]

قَدْ طَلَّحْتُهُ جِلَّةٌ شَطَائِطُ ... فَهْوَ لَهُنَّ خَائِلٌ وَفَارِطُ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الرجز] كَانَ تَحْتَ دِرْعِهَا الْمُنْعَطِّ ... شَطًّا رَمَيْتَ فَوْقَهُ بِشَطِّ قَوْلُهُ: «أَشَاطٌّ عَلَيَّ بِقُوَّتِكَ» يَقُولُ: الشَّطَطُ: مُجَاوَزَةُ الْقَدْرِ، وَأَشَطَّ إِشْطَاطًا إِذَا جَارَ فِي قَضَائِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] : مِنْ أَشْطَطْتَ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] لَا تَجُرْ يَقُولُ بَعْضُ الْعَرَبِ: شَطَطْتَ عَلَيَّ فِي السَّوْمِ، وَأَكْثَرُ كَلَامِ الْعَرَبِ أَشْطَطْتَ، وَلَوْ قَرَأَ قَارِئٌ «وَلَا تَشْطِطْ» كَأَنَّهُ يَذْهَبُ إِلَى مَعْنَى التَّبَاعُدِ، الْعَرَبُ تَقُولُ: شَطَّتِ الدَّارُ، أَيْ: تَبَاعَدَتْ تَشُطُّ وَتَشِطُّ

وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: {وَلَا تُشْطِطْ} [ص: 22] أَيْ تُسْرِفْ وَقَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا يَا لَقَوْمٍ قَدْ أَشَطَّتْ عَوَاذِلِي ... وَيَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَى بِحَقِّيَ بَاطِلِي وَقَالَ آخَرُ: [البحر المتقارب] تَشِطُّ غَدًا دَارُ جِيرَانِنَا ... وَلَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: شَطَّتْ دَارُكَ تَشِطُّ شَطًّا إِذَا بَعُدَتْ , وَشَطَأَ الرَّجُلُ النَّاقَةَ يَشْطَؤُهَا إِذَا شَدَّهَا بِالرَّحْلِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: فِي الثَّوْبِ شَطَطٌ: إِذَا كَانَ أَحَدُ الْجَانِبَيْنِ أَطْوَلَ مِنَ الْآخَرِ، وَاشْتَطَّتِ الدَّارُ: تَبَاعَدَتْ وَأَنْشَدَنِي أَبُو نَصْرٍ: [البحر البسيط] شَطَّ الْمَزَارُ بِجَدْوَى وَانْتَهَى الْأَمَلُ ... فَلَا خَيَالٌ وَلَا عَهْدٌ وَلَا طَلَلُ -[1158]- وَالشَّطَاطُ: الْبُعْدُ وَالْغَوْلُ وَالنَّازِحُ، وَالشَّطِيرُ، وَالشَّاسِعُ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الخفيف] فَلَئِنْ شَطَّ بِي الْمَزَارُ لَقَدْ أَضْـ ... ـحَى قَلِيلُ الْهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ

باب: طش

§بَابُ: طش

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، سَمِعَ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ، يَقُولُ: كَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§كُلْ مِمَّا يَلِيكَ»

حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَسَنِ: «§أَنَّهُ انْطَلَقَ يَوْمَ جُمُعَةٍ يَمْشِي فِي طَشٍّ وَمَطَرٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَوْلُهُ: " {§وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} [الأنفال: 11] قَالَ: طَشُّ يَوْمِ بَدْرٍ " قَوْلُهُ: «كَانَتْ يَدِي تَطِيشُ» الطَّيْشُ: خِفَّةٌ تُصِيبُ الْإِنْسَانَ، طَاشَ يَطِيشُ طَيْشًا

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ رَقَبَةَ: سُئِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: مَا حَدُّ السُّكْرِ؟ قَالَ: «§إِذَا طَاشَتْ رِجْلَاهُ، وَاخْتَلَطَ كَلَامُهُ» قَوْلُهُ: «يَمْشِي فِي طَشٍّ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الطَّشُّ قَطَرَاتٌ ثُمَّ تَذْهَبُ، طَشَّتْ تَطِشُّ طَشًّا، وَأَصَابَنَا طَشَاشٌ وَرَشَاشٌ

باب: شطب

§بَابُ: شطب

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ، قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: «§ابْنِي مَبِيتُهُ كَمَسَلِّ الشَّطْبَةِ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ: حَمَلَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ عَلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ §فَطَعَنَهُ فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِهِ " قَوْلُهُ: «كَمَسَلِّ الشَّطْبَةِ» السَّعَفَةِ الْجَمِيعُ شَطْبٌ، أَرَادَتْ أَنَّهُ مَهْزُولٌ، فَكَأَنَّهُ فِي مَبِيتِهِ سَعَفَةٌ فِي دِقَّتِهَا، وَالشَّوَاطِبُ: النِّسَاءُ يُشَقِّقْنَ السَّعَفَ -[1162]- قَوْلُهُ: «فَشَطَبَ الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِهِ،» أَيْ لَمْ يَبْلُغْهُ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: شُطَبُ السَّيْفِ وَشُطُبُهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: السَّيْفُ الْمُشَطَّبُ الَّذِي فِيهِ طَرَائِقُ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مُنْحَدِرَةً وَمُرْتَفِعَةً

باب: بطش

§بَابُ: بطش

حَدَّثَنَا عَفَّانُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ: سَمِعْتُ عَامِرًا، سُئِلَ عَنْ §رَجُلٍ انْتَزَعَ مِنْ رَجُلٍ ثَوْبَهُ، فَبَطَشَ بِهِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا أَخَذْتُهُ بِحَقٍّ لِي عَلَيْهِ , قَالَ: يُدْرَأُ عَنْهُ " قَوْلُهُ: «بَطَشَ بِهِ» الْبَطْشُ: التَّنَاوُلُ أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، وَالْأَثْرَمِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: بَطَشَ يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَرَفْعِهَا

الحديث الرابع

§الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

باب: جذل

§بَابُ: جذل

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هَارُونَ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنْ سَفِينَةَ: «§أَنَّهُ أَشَاطَ دَمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ، فَأَنْهَرَ الدَّمَ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِهَا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنْ كَانَ لِلَّهِ تَعَالَى خَلِيفَةٌ فَضَرَبَ ظَهْرَكَ، وَأَخَذَ مَالَكَ، فَأَطِعْهُ وَإِلَّا فَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ»

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ عُمَرُ: " قَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: «§أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ»

قَوْلُهُ: «أَشَاطَ جَزُورًا بِجِذْلٍ» وَقَوْلُهُ: «وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلٍ» هُوَ أَصْلُ الشَّجَرَةِ، وَمِثْلُهُ: «أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ» وَهُوَ تَصْغُيرُ جِذْلٍ وَسَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: جِذْلُ النَّخْلَةِ: يُنْصَبُ فِي مِرْبَدِ الْإِبِلِ تَحْتَكُّ بِهِ الْإِبِلُ، لَتُلْقِي حَلَمَهَا وَمَا تَشَعَّثَ مِنْ أَوْبَارِهَا مَكَانَهُ قَالَ: عَلَيَّ يَدُورُ الْأَمْرُ، وَبِرَأْيِي يُسْتَشْفَى كَمَا تَسْتَشْفِي الْإِبِلُ بِالْجِذْلِ الَّذِي تَحْتَكُّ بِهِ قَالَ الْأَخْفَشُ: الْجِذْلُ: الْعُودُ، وَهُوَ أَصْلُ الشَّجَرَةِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر الطويل] عَلَى أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ خُوَيْلِدًا ... تَنَكَّرَ حَتَّى عَادَ أَسْوَدَ كَالْجِذْلِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] يُصَلِّي بِهَا الْحِرْبَاءُ لِلشَّمْسِ مَاثِلًا ... عَلَى الْجِذْلِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُكَبِّرُ وَجَمْعُ جِذْلٍ أَجْذَالٌ قَالَ: [البحر الكامل] فَلَعَمْرُ مَنْ جَعَلَ الشُّهُورِ عَلَامَةً ... قَدَرًا فَبَيَّنَ نِصْفَهَا وَهِلَالَهَا مَا كُنْتُ فِي الْحَرْبِ الْعَوَانِ مُغَمَّرًا ... إِذْ شَبَّ حَرُّ وَقُودِهَا أَجْذَالَهَا

وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِذْلُ الْحَرْبِ: الَّذِي يَلْزَمُهَا وَيَكُونُ فِيهَا وَقَالَ: تَجَاذَلَ النَّاسُ الْحَرْبَ، وَهِيَ الْمُعَادَاةُ وَالْمُطَاعَنَةُ، وَالْجَذَلُ: الْفَرَحُ، جَذِلَ جَذَلًا، وَرَجُلٌ جَذْلَانٌ وَجَذِلٌ وَقَالَ: [البحر الطويل] أُرَانِي إِذَا مَا أَنْكَرَ الْكَلْبُ أَهْلَهُ ... أُفَدَّى وَحِينَ الْكَلْبُ جَذْلَانُ يَأْجِجُ قَوْلُهُ: «أُرَانِي إِذَا مَا أَنْكَرَ الْكَلْبُ أَهْلَهُ» يُرِيدُ إِذَا مَا لَبِسُوا السِّلَاحَ لِلْحَرْبِ: أَنْكَرَهُمُ الْكَلْبُ إِذَا رَآهُمْ فِي غَيْرِ صُوَرِهِمْ، فَحِينَئِذٍ أُفَدَّى لِأَنِّي أُقَاتِلُ عَنْهُمْ وَأَدْفَعُ - أَيْضًا - حِينَ الْكَلْبُ جَذْلَانُ يَأْجِجُ يَقُولُ: فِي الْجذْبِ أَيْضًا إِذَا مُوِّتَتِ الْإِبِلُ أَكَلَ الْكَلْبُ لُحُومَهَا فَهُوَ جَذْلَانُ فَرِحٌ فَقَوْمِي - أَيْضًا - فِي هَذِهِ الْحَالَةِ يُفَدُّونَنِي لِأَنِّي أُعْطِيهِمْ وَأَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ -[1167]- وَالْجَذْلُ: الِانْتِصَابُ: جَذَلَ يَجْذُلُ جُذُولًا وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: وَقَدْ أَسْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ بَاتَ جَاذِلًا ... لَهُ فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحَاوِحُ

باب: لجذ قال أبو زيد: لجذ الكلب الإناء يلجذه لجذا: إذا لحسه من باطن قال العجلي: لجذتهم حتى إذا ساف ما لهم أتيتهم من قابل تتجذف في كتاب ابن مهدي: من قاذف، موضع قابل

§بَابُ: لجذ قَالَ أَبُو زَيْدٍ: لَجِذَ الْكَلْبُ الْإِنَاءَ يَلْجَذُهُ لَجْذًا: إِذَا لَحِسَهُ مِنْ بَاطِنٍ قَالَ الْعِجْلِيُّ: [البحر الطويل] لَجِذْتَهُمُ حَتَّى إِذَا سَافَ مَالُهُمْ ... أَتَيْتَهُمُ مِنْ قَابِلٍ تَتَجَذَّفُ فِي كِتَابِ ابْنِ مَهْدِيٍّ: مِنْ قَاذِفٍ، مَوْضِعَ قَابِلٍ

باب: جلذ الجلذية الشديدة قال: فقرب لرحلك جلذية هبوب السرى لا تمل النصيصا قرئ على أبي نصر، عن الأصمعي: الجلذية من الإبل الشديدة

§بَابُ: جلذ الْجُلْذِيَّةُ الشَّدِيدَةُ قَالَ: [البحر المتقارب] فَقَرِّبْ لِرَحْلِكَ جُلْذِيَّةً ... هَبُوبَ السُّرَى لَا تَمَلُّ النَّصِيصَا قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجُلْذِيَّةُ مِنَ الْإِبِلِ الشَّدِيدَةُ

باب: جذ

§بَابُ: جذ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «§جُذُّوهُمْ جَذًّا»

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الْأُرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ»

حَدَّثَنَا خَتَنُ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَقَدْ §جَذَا مَنْخِرَاهُ، وَشَخَصَتْ عَيْنُهُ، فَعَرَفْنَا فِيهِ الْمَوْتَ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ -[1171]-: أَتَيْتُ مَنْزِلَ أَنَسٍ يَوْمَ الشَّكِّ §فَوَجَدْتُهُ قَدْ شَرِبَ جَذِيذَتَهُ وَخَرَجَ إِلَى حَوَائِجِهِ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ يُجْذُونَ حَجَرًا قَالَ: §عُمَّالُ اللَّهِ تَعَالَى أَقْوَى مِنْ هَؤُلَاءِ " قَوْلُهُ: «جُذُّوهُمْ جَذًّا» الْجَذُّ: الْقَطْعُ جَذَذْتُ الْحَبْلَ فَانْجَذَّ وَقَوْلُهُ: «الْمُجْذِيَةُ» سَمِعْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ يَقُولُ: الْجَاذِي عَلَى قَدَمَيْهِ، وَالْجَاثِي عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتِهِ وَهُوَ الِانْتِصَابُ. أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْجَذْوُ يُبْسُ الرُّسْغِ وَانْتِصَابُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: «دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَدْ جَذَا مِنْخَرَاهُ» أَيِ انْتَصَبَ وَامْتَدَّ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَكْرِيِّ: يُقَالَ لِأَهْلِ الْبَيْتِ يَمُوتُونَ أَوْ يُقْتَلُونَ كَأَنَّمَا تَجَاذَوْا عَلَى نَصْبِ حَجَرٍ -[1172]-. وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: تَجَذَّيْتُ يَوْمِي أَجْمَعَ، أَيْ دَأَبْتُ، وَتَجَذَّتِ الْمَرْأَةُ عَلَى النَّسْجِ يَوْمَهَا أَجْمَعَ. وَقَالَ الْبَكْرِيُّ: التَّجَاذِي أَنْ يَتَجَاذَى الْقَوْمُ لِلرُّكَبِ لِلْخُصُومَةِ وَقَوْلُهُ: «وَقَدْ شَرِبَ جَذِيذَتَهُ» يُرِيدُ السَّوِيقَ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: إِذَا سَمِنَ سَنَامُ وَلَدِ النَّاقَةِ قِيلَ: قَدْ أَجْذَى وَهُوَ مُجْذٍ إِجْذَاءً وَإِجْذَاؤُهُ: ارْتِفَاعُهُ، وَأَجْذَى الصَّبِيَّ أَبُوهُ عَلَى يَدِهِ: إِذَا حَمَلَهُ وَقَوْلُهُ: «يُجْذُونَ حَجَرًا» أَيْ يَرْفَعُونَ لِيَعْلَمُوا أَيُّهُمْ أَقْوَى وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ} [القصص: 29] أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، يُقَالُ: جِذْوَةٌ، وَجُذْوَةٌ، وَجَذْوَةٌ. أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: جِذْوَةٌ وَجُذْوَةٌ -[1173]-. وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: جِذْوَةٌ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْحَطَبِ مِثْلُ الْجِذْمَةِ مِنْ أَصْلِ الشَّجَرِ قَالَ الطِّرِمَّاحُ: [البحر الكامل] يُوَفَّى عَلَى جِذْمِ الْجُذُولِ كَأَنَّهُ ... خَصِمٌ أَبَرَّ عَلَى الْخُصُومِ يَلَنْدَدُ وَذَأَجْتُ السِّقَاءَ: خَرَقْتُهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: ذَأَجَهُ إِذَا ذَبَحَهُ، وَذَأَجَ مِنَ الشَّرَابِ إِذَا شَرِبَ يَذْأَجُ ذَأْجًا وَالْجَأْذُ شُرْبُ خَمْرٍ أَوْ نَبِيذٍ، يُقَالُ: جَأَذَ يَجْأَذُ جَأْذًا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْجَذْوَةُ: أَصْلُ الشَّجَرَةِ الْغَلِيظَةِ وَالْجِذْلُ: مَا كَانَ مِنَ الْعِيدَانِ عَلَى مِثْلِ شَمَارِيخِ النَّخْلِ

باب: ناجذ

§بَابُ: ناجذ

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ ذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: «فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ»

حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ: النَّوَاجِذُ أَرْبَعَةٌ، وَهِيَ الَّتِي تَنْبُتُ لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا يَبْلُغُ -[1175]- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: النَّوَاجِذُ أَقْصَى الْأَضْرَاسِ أَخْبَرَنِي أَبِي عَدْنَانَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ: أَقْصَى الْأَضْرَاسِ وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: [البحر الكامل] لَمَّا رَآنِي قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ ... أَبْدَى نَوَاجِذَهُ لِغَيْرِ تَبَسُّمِ وَأَنْشَدَنَا سَعْدَانُ: [البحر الخفيف] رُبَّ مُسْتَلْحِمٍ عَلَيْهِ ظِلَالُ الْمَوْ ... تِ لَهْفَانَ جَاهَدٍ مَجْهُودِ خَارِجٍ نَاجِذَاهُ قَدْ بَرَدَ الْمَوْ ... تُ عَلَى مُصْطَلَاهُ أَيَّ بُرُودِ وَمِمَّا يُقَوِّي هَذَا الْقَوْلَ قَوْلُ الْعَجَّاجِ: [البحر الرجز] إِنَّا لَعَطَّافُونَ خَلْفَ الْمُسْلِمِ ... إِذَا الْعَوَالِي أَخْرَجَتْ أَقْصَى الْفَمِ وَيُقَالُ: النَّوَاجِذُ اللَّوَاتِي خَلْفَ الْأَنْيَابِ، وَقَوَّى ذَلِكَ قَوْلُ الشَّمَّاخِ: [البحر الطويل] كَأَنَّهُ بِقَارِحِهِ مِنْ خَلْفِ نَاجِذِهِ شَجِي -[1176]- وَهَذَا التَّفْسِيرُ أَحَبُّ إِلَيَّ وَأَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ أَكْثَرُ مَا يُرْوَى عَنْهُ التَّبَسُّمُ، وَبُدُوُّ النَّوَاجِذِ لَا يَبْدُو إِلَّا مِنِ اسْتِغْرَابِ الضَّحِكِ

باب: جبت

§بَابُ: جبت

حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§الْعِيَافَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ» قَوْلُهُ: «مِنَ الْجِبْتِ» الْجِبْتُ: السِّحْرُ، وَهُوَ - أَيْضًا - الْكَاهِنُ، وَهُوَ الصَّنَمُ، وَهُوَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ

حَدَّثَنِي مُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ عُمَرَ: §الْجِبْتُ «السِّحْرُ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ: " §الْجِبْتُ: الشَّيْطَانُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " §الْجِبْتُ: الْكَاهِنُ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: «§الْجِبْتُ وَالطَّاغُوتِ صَنَمَانِ»

وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: «§الْجِبْتُ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «§الْجِبْتُ كُلُّ معَبُّودٍ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَيْطَانٍ» قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْجِذْرُ: أُصُولُ الْأَسْنَانِ، وَالْجِذْرُ أُصُولُ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] مِنْ قُرْبِ غُولٍ إِذَا عَايَنْتَهَا كَشَرَتْ ... عَنْ مِثْلِ جِذْرِ ثَنَايَا الْأَعْقَدِ الْهَرَمِ وَاصْرُخْ إِلَى اللَّهِ يَجْعَلْهَا بِقُوَّتِهِ ... فِي فَضْلِ حَبْلِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ وَاعْتَصِمِ

باب: ثجر

§بَابُ: ثجر

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَ بِهِ جُنُونٌ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِثُجْرَتِهِ فَقَالَ: «§اخْرُجْ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ صُبَيْحٍ أَبِي الْعَلَاءِ: «دَخَلْتُ عَلَى أَنَسٍ فَإِذَا بَيْنَهُ جَرَّةٌ خَضْرَاءُ قَدْ نُبِذَ لَهُ فِيهَا، §وَضُرِبَ عَلَيْهَا بِثَجِيرٍ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ الثُّجْرَةِ، وَالْمِثْجَرَانِ: الْخَرْقَانِ اللَّذَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا النَّفَسُ قَوْلُهُ: «فَأَخَذَ بِثُجْرَتِهِ» يَعْنِي مُجْتَمَعِ النَّحْرِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الثُّجَرُ سِهَامٌ عِرَاضٌ، وَالثُّجَرُ مِنَ النَّبَاتِ: الْقِطَعُ الْمُتَفَرِّقَةُ، الْوَاحِدَةُ ثُجْرَةٌ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: [البحر البسيط] -[1180]- وَالْعَيْرُ يَنْفُخُ فِي الْمِكْتَانِ، قَدْ كَتِنَتْ ... مِنْهُ جَحَافِلُهُ وَالْعِضْرِسِ الثُّجَرِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: عَنِ التَّمِيمِيِّ: يُقَالُ: إِنَّ فِي لَحْمِهِ لَثَجِيرًا، أَيْ رَخَاوَةً، وَهُوَ مِنَ السُّهَامِ وَقَالَ: الْمُثَجَّرُ: عُودٌ ذُو أَنَابِيبَ قَالَ: [البحر الطويل] كَأَنَّ اهْتِزَامَ الرَّعْدِ خَالَطَ جَوْفَهُ ... إِذَا حَنَّ فِيهِ الْخَيْزُرَانُ الْمُثَجَّرُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الثَّجِيرَى مِنَ الرِّجَالِ: الْمُخْتَالُ، قَالَ: [البحر الطويل] هُمُ خَلَطُونِي بِالنُّفُوسِ وَأَشْفَقُوا ... عَلَيَّ وَرَدُّوا لِيَ الثَّجِيرَى الْمُؤَمَّرَا

باب: ثبج

§بَابُ: ثبج

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنِ ابْنِ غُنْمٍ، عَنْ عُبَادَةَ، قَالَ: «§لَيُوشِكُ أَنْ تَرَى الرَّجُلَ، مِنْ ثَبَجِ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، لَا يَجُوزُ فِيكُمْ إِلَّا كَمَا يَجُوزُ رَأْسُ الْحِمَارِ» قُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ: الثَّبَجُ: وَسَطُ الظَّهْرِ وَوَسَطُ كُلِّ شَيْءٍ ثَبَجُهُ

غريب ما رواه عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَاهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: شسع

§بَابُ: شسع

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى مَنْظُورٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَانَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ، فَأَخْرَجَ رَجُلٌ شِسْعًا مِنْ نَعْلِهِ، فَذَهَبَ يُسَدِّدُهُ فِي نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «§هَذَا أَثَرَةٌ، وَلَا أُحِبُّ الْأَثَرَةَ» قَوْلُهُ: «شِسْعٌ» : هُوَ مَعْرُوفٌ يُقَالُ: شَسَّعْتُ النَّعْلَ تَشْسِيعًا، وَأَشْسَعَهَا إِشْسَاعًا، وَالشَّاسِعُ: الْمَكَانُ الْبَعِيدُ، شَسَعَ يَشْسَعُ شُسُوعًا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: شَسَّعْتُ النَّعْلَ - مُشَدَّدٌ - تَشْسِيعًا، وَلَا تَقُولُ: أَشْسَعْتُهَا بِأَلْفٍ، وَشَرَكْتُهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: شَرَّكْتُهَا وَأَشْرَكْتُهَا وَأَنْشَدَنَا عَمْرٌو: -[1183]- [البحر الوافر] تَرَى الرِّيطَ الْيَمَانِيَ دَانِيَاتٍ ... عَلَى أَقْدَامِهِمْ فَوْقَ الشُّسُوعِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الشِّسْعُ: بَقِيَّةُ الْمَالِ قَالَ: [البحر الوافر] عَدَانِي عَنْ بَنِيَّ وَشِسْعِ مَالِي ... حِفَاظٌ شَفَّنِي وَدَمٌ ثَقِيلُ

غريب حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ حَدِيثِ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: غق

§بَابُ: غق

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ: " ذَكَرَ الْوُقُوفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْعَرَقِ، فَقَالَ: §أَجْوَافُهُمْ غَقٌّ غَقٌّ " يُقَالُ: غَقَّ الْقِدْرُ يَغِقُّ: إِذَا غَلَا وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: غَيَّقَ بَصَرِي ذَلِكَ الْأَمْرُ، وَهُوَ أَنْ يُمِيجَهُ: يَجِيءُ وَيَذْهَبُ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] قَدْ عَلِمَ الْمُخْتَارُ إِذْ جَدَّ الْجِبَى ... مَنِ الَّذِي غَيَّقَ تَغْيِيقَ الصِّبَا قَالَ: [البحر الرمل] وَازْجُرُوا الطَّيْرَ فَإِنْ مَرَّ بِكُمْ ... نَاغِقٌ يَهْوِي فَقُولُوا سَنَحَا

غريب ما رواه عتبة بن غزوان عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَاهُ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: حذ

§بَابُ: حذ

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ: " خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ: §إِنَّ الدُّنْيَا وَلَّتْ حَذَّاءَ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْطَبُّهَا صَاحِبُهَا "

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، قَالَا: " خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: «إِنَّ §الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ §يُحْذِيهِمْ، يَعْنِي النِّسَاءَ وَالْمَمْلُوكِينَ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَمَالِكِ بْنِ مِعْوَلٍ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «§يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُغْبَطُ الرَّجُلُ بِخِفَّةِ حَاذِهِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّمَا §فَاطِمَةُ حَذِيَّةٌ مِنِّي يَقْبِضُنِي مَا قَبَضَهَا»

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، أَخْبَرَنِي نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ: «§أَنَّ الْهُدْهُدَ، ذَهَبَ إِلَى خَازِنِ الْبَحْرِ فَاسْتَعَارَ مِنْهُ الْحِذْيَةَ، فَجَاءَ بِهَا فَأَلْقَاهَا عَلَى الزُّجَاجَةِ فَفَلَقَهَا»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ أَبِي هِنْدَ: حَدَّثَنِي الْهَزْهَازُ -[1187]-: " قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحٍ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْعَسْكَرِ تَلَقَّانِي النَّاسُ، فَقَالُوا: الْحُذَيَّا مَا أَصَبْتَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قُلْتُ: §الْحُذَيَّا شَتْمٌ وَسَبٌّ "

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: " رَأَيْتُكَ تَحْتَذِي السَّبْتَ؟ قَالَ: §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ هَذَا حِذَاؤُهُ فَلَا أَزَالَ أَحْتَذِيهِ أَبَدًا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السَّائِبِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§مَا مِنْ قَوْمٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§ذَاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرْنٍ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى، نَظَرَ الْحَجَّاجُ إِلَى خُنْفُسٍ فَقَالَ: «§هَذِهِ مِنْ وَذَحِ إِبْلِيسَ»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، مُؤَذِّنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «§إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ فَاحْذِمْ» قَوْلُهُ: «وَلَّتْ حِذَّاءَ» يَقُولُ مُدْبِرَةً مَاضِيَةً مُنْقَطِعَةً، وَالْحَذْوُ: «الْقَطْعُ الْمُسْتَأْصِلُ، وَالْحِمَارُ الْقَصِيرُ الذَّنَبِ أَحَذُّ» وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: قِيلَ لِلْقَطَاةِ حَذَّاءُ لِقِصَرِ ذَنَبِهَا وَأَنْشَدَنِي: [البحر البسيط] حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً ... لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ قَوْلُهُ: «حَذَّاءُ» يَقُولُ: قَصِيرَةُ الذَّنَبِ إِذَا أَدْبَرَتْ «وَسَكَّاءُ» يَقُولُ: صَغِيرَةُ الْأُذُنَيْنِ، مُقْبِلَةً وَقَوْلُهُ: «لِلْمَاءِ فِي النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَةٌ عَجَبُ» يَعْنِي حَوْصَلَتَهَا كَمَا قَالَ: [البحر الكامل] نَاطَتْ إِدَاوَتُهَا إِلَى حَيْزُومِهَا ... فَتَرَوَّحَتْ عَجْلَى النَّجَاءِ تَسَرَّعُ

قَوْلُهُ: «كَانَ يُحْذِي النِّسَاءَ» وَقَوْلُهُمْ لِلْهَزْهَازِ «الْحُذَيَّا» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: أَحْذَاهُ يُحْذِيهِ إِحْذَاءً وَحِذْيَةً وَحُذْوَةً وَحَذْوًا: إِذَا أَعْطَاهُ، يُقَالُ: أَعْطَيْتُهُ حِذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، وَفِلْذَةً، وَحُذْوَةً، كُلَّهُ مَا قُطِعَ طُولًا، وَمَا كَانَ مُجْتَمِعًا: فَبِضْعَةٌ وَهَبْرَةٌ وَفِدْرَةٌ وَوَذْرَةٌ " قَوْلُهُ: «يُغْبَطَ بِخِفَّةِ الْحَاذِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَاذَانِ: مَا يَقَعُ الذَّنَبُ عَلَيْهِ مِنْ دُبُرِ الْفَخِذَيْنِ، وَإِنَّهُ لَخَفِيفُ الْحَاذِ يُرِيدُ الْمَالَ وَالْحَاذَانِ: مَا بَطَنَ مِنْ دُبُرِ الْفَخِذَيْنِ، وَالْأَحَذُّ: الْخَفِيفُ الذَّنَبِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَدْنَانَ: الْحَاذَانِ مِنَ النَّاقَةِ مَوَاخِرُ فَخِذَيْهَا، وَكَذَلِكَ مِنَ الْإِنْسَانِ، فَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ خَفِيفَ لَحْمِ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ كَانَ أَخَفَّ لَهُ فِي الْقِيَامِ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَيْسَ لَهُ عِيَالٌ قِيلَ لَهُ: خَفِيفُ الْحَاذَيْنِ لَيْسَ لَهُ عِيَالٌ يُقْعِدُونَهُ عَنِ الْمَسِيرِ وَالرِّحْلَةِ، وَأَنْشَدَنِي: [البحر الوافر] سَيَكْفِيكَ الْجِعَالَةَ مُسْتَمِيتًا ... خَفِيفُ الْحَاذِ مِنْ فِتْيَانِ جَرْمِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] كَأَنَّ بِحَاذَيْهَا إِذَا مَا تَشَذَّرَتْ ... عَثَاكِيلَ عِذْقٍ مِنْ سُمَيْحَةَ مُرْطِبِ

قَوْلُهُ: «حِذْيَةٌ مِنِّي» أَيْ قِطْعَةٌ حُذِيَتْ، يُرِيدُ قُطِعَتْ مِنِّي وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: حَذَى يَدَهُ يَحْذِيهَا حَذْيًا أَيْ قَطَعَهَا وَأَعْطَيْتُهُ حِذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، وَفَلْذَةً، وَحُذَّةً: كُلُّهُ مَا قُطِعَ طُولًا، فَإِنْ كَانَ مُجْتَمِعًا قُلْتَ: بُضْعَةٌ، وَهَبْرَةٌ، وَفِدْرَةٌ، وَوَذْرَةٌ قَوْلُهُ: «فَاسْتَعَارَ مِنْهُ الْحِذْيَةَ» : أَظُنُّهُ الْمَاسَ الَّذِي يَحْذِي الْحِجَارَةَ: يَقْطَعُهَا وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: حَذَيْتُ الْإِهَابَ أَحْذِيهِ حَذْيًا إِذَا أَكْثَرْتُ فِيهِ التَّحْزِيزَ، وَإِنَّ إِهَابَكَ لَكَثِيرُ الْحَذْيِ قَوْلُهُ: «تَحْتَذِي السَّبْتَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحِذَاءُ: النَّعْلُ، حَذَا لَهُ نَعْلًا إِذَا عَمِلَ لَهُ نَعْلًا، وَحَذَاهُ إِذَا عَمِلَ لَهُ، وَهُوَ جَيِّدُ الْحِذَاءِ، يُرِيدُ: جَيِّدُ الْقِدِّ قَوْلُهُ: «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ» أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: اسْتَحْوَذَ يَقُولُ: غَلَبَ عَلَيْهِمْ وَحَازَهُمْ وَقَوْلُهُ: «ذَاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرْنٍ»

أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: هُوَ حِذَاؤُهُ وَبِحِذَائِهِ، وَتَحَذَّ بِالشَّجَرَةِ: صِرْ بِحِذَائِهَا قَوْلُهُ: «مِنْ وَذَحِ إِبْلِيسَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ يُقَالُ: الْوَذَحُ: مَا يَتَعَلَّقُ بِالْأَصْوَافِ مِنْ أَبْعَارِهَا فَتَجِفُّ عَلَيْهِ، وَذِحَتْ تَيْذَحُ وَذَحًا قَالَ: [البحر الرمل] فَتَرَى الْأَعْدَاءَ حَوْلِي شُزَّرًا ... خَاضِعِي الْأَعْنَاقَ أَمْثَالَ الْوَذَحْ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهَيْرِيِّ: الْوَذَاحُ: الْمَرْأَةُ الْفَاسِدَةُ تَتَّبِعُ الْعَبِيدَ، قَالَ: ذَلُولٌ لِلْقُعُودِ بِمَأْبِضَيْهَا ذَرُومُ اللَّيْلِ صَنْبَرَةٌ وَذَاحُ فِي كِتَابِ ابْنِ غَانِمٍ، دَرُومٌ بِالدَّالِ

قَوْلُهُ: «فَاحْذِمْ» يَقُولُ: لَا تُطِلْ، وَسَيْفٌ حِذْيَمٌ: قَاطِعٌ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: يُقَالُ: نَحْنُ بِمَذْحَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ: إِذَا لَمْ يَسْتُرْهُمْ مِنَ الرِّيحِ شَيْءٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: لَبَنٌ يَحْذِي اللِّسَانَ: أَيْ يَقْرُصُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: حُوذِيٌّ وَحُوزِيٌّ: شَدِيدُ الْخَلْقِ، حَاذَ يَحُوذُ حَوْذًا وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ: يَعْنِي سَاقَ الْحُوزِيُّ: السَّائِقُ وَأَحْوَذَ ثَوْبَهُ: إِذَا ضَمَّهُ إِلَيْهِ، قَالَ: [البحر الرجز] يَحُوذُهُنَّ وَلَهُ حُوذِيُّ ... كَمَا يَحُوذُ الْفِئَةَ الْكَمِيُّ

باب: ذبح

§بَابُ: ذبح

حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «§ذَبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أُضْحِيَتَهُ بِيَدِهِ» وَالذَّبْحُ مَعْرُوفٌ وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الْمَذْبُوحُ: الْمَشْقُوقُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: ذَبَحَ: شَقَّقَ قَالَ: [البحر الطويل] كَأَنَّ خُزَامَى عَالِجٍ فِي ثِيَابِهَا ... بُعَيْدَ الْكَرَى أَوْ فَأْرُ مِسْكٍ يُذَبَّحُ وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: [البحر البسيط] نَامَ الْخَلِيُّ وَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِرًا ... كَأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ وَالذُّبَاحُ: نَبْتٌ مِنَ السُّمِّ قَالَ الْعَجَّاجُ: كَأْسًا مِنَ الذِّيفَانِ وَالذُّبَاحِ

باب: حذر

§بَابُ: حذر

حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: «§لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ» يُقَالُ: حَذِرْتُ أَحْذَرُ حَذَرًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} [الشعراء: 56] ، وَيُقْرَأُ: حَذِرُونَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرٍو، عَنِ الْكِسَائِيِّ: حَاذِرُونَ: مُؤْدُونَ فِي السِّلَاحِ، وَحَذِرُونَ: فَرِقُونَ، وَحَذِرُونَ: لُغَةٌ إِنَّهُ لَحَذِرٌ وَحَذُرٌ وَأَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: قَوْلُهُ: " حَاذِرُونَ: أَيْ ذَوُو أَدَاةٍ مِنَ السِّلَاحِ مُؤْدُونَ حَذِرُونَ، وَالْحَاذِرُ: الَّذِي يَحْذَرُكَ الْآنَ وَالْحَذِرُ: الْمَخْلُوقُ حَذِرًا لَا تَلْقَاهُ إِلَّا حَذِرًا -[1195]- وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: قَوْلُهُ: «حَذِرُونَ» وَأَنْشَدَنَا: [البحر السريع] هَلْ أُنْسَأَنْ يَوْمِي إِلَى غَيْرِهِ ... أَنِّي حَوَالِيٌّ وَأَنِّي حَذِرْ وَيُقَالُ: سَمِعْتُ فِيَ عَسْكَرِهِمْ: حَذَارِ حَذَارِ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْحِذْرِيَةُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْخَشِنُ، وَجِمَاعُهَا حَذَارَى وَالذَّرَارِيحُ: ذُبَابٌ

باب: حذل أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الحذل: حمرة العين وانسلاقها من البكاء، وأنشدنا: والشوق شاج بالعيون الحذل ما بال دمع عينك المهلل

§بَابُ: حذل أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْحَذَلُ: حُمْرَةُ الْعَيْنِ وَانْسِلَاقُهَا مِنَ الْبُكَاءِ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَالشَّوْقُ شَاجٍ بِالْعُيُونِ الْحُذَّلِ ... مَا بَالُ دَمْعِ عَيْنِكَ الْمُهَلِّلِ

باب: ذحل

§بَابُ: ذحل

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: " مَرَّ ابْنٌ لِحَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَامِرٍ، أَمَا لَكُمْ فِي قُرَيْشٍ مِنْ دِمَاءٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: §مَا كَانَ رَجُلٌ لِيَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ بِذَحْلِهِ إِلَّا كَانَ قَدِ اسْتَوْفَى، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ فَتَبِعَهُ فَقَتَلَهُ "

الحديث الثاني

§الْحَدِيثُ الثَّانِي

باب: صرم

§بَابُ: صرم

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، قَالَا: " خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: §إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§لَا تَجُوزُ الْمُصَرَّمَةُ أَطْبَاؤُهَا كُلُّهَا»

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ، حَدَّثَتْنَا مُعَاذَةُ، سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -[1199]-: «لَمَّا كَانَ حِينَ تُصْرَمُ النَّخْلُ §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ابْنَ رَوَاحَةَ فَحَزَرَ النَّخْلَ»

حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: «§نَزَلْنَا عَلَى مَالٍ لَنَا ثُمَّ قَدَّمْنَا أَصْرِمَتَنَا فَتَحَمَّلْنَا عَلَيْهَا، فَنَافَرَ أَخِي أُنَيْسٌ عَلَى أَصْرِمَتِنَا وَمِثْلِهَا» قَوْلُهُ: «آذَنَتْ بِصَرْمٍ» أَيْ بِانْقِطَاعٍ، وَالصَّرْمُ: الْقَطْعُ الْبَائِنُ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: صَرَمَ أَمْرَهُ فَهُوَ يَصْرِمُهُ صَرْمًا: إِذَا قَطَعَهُ وَقَوْلُهُ: «الْمُصَرَّمَةُ أَطْبَاؤُهَا» : وَذَلِكَ أَنْ يُصْرَمَ طُبْيُهَا فَيُقْرَحَ وَلَا يَخْرُجَ مِنْهُ اللَّبَنُ فَيَيْبَسَ لِذَلِكَ

وَسَمِعْتُ أَبَا عَدْنَانَ يَقُولُ: الْمُصَرَّمَةُ الَّتِي يُدْخَلُ فِي أَخْلَافِهَا الْمَسَالُّ الْمُحْمَاةُ، فَيَنْقَطِعُ لَبَنُهَا، وَيُفْعَلُ ذَلِكَ لِلسِّمَنِ لِأَنَّهَا إِذَا حُلِبَتْ رَقَّتْ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر البسيط] هَلْ تُبْلِغَنِّيهُمْ حَرْفٌ مُصَرَّمَةٌ ... أُجْدُ الْفَقَارِ وَإِدْلَاجٌ وَتَهْجِيرُ قَوْلُهُ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا» أَنْ يَقْطَعَ كَلَامَهُ وَيَهْجُرَهُ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] بِأَحْسَنَ مِنْهَا يَوْمَ قَالَتْ: أَلَا تَرَى ... أَتَصْرِمُ حَبْلِي أَوْ تَدُومُ عَلَى الْوَصْلِ قَوْلُهُ: «حِينَ تَصْرِمُ النَّخْلَ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، يُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ الصِّرَامِ، وَالصَّرَامِ وَالصَّرَائِمُ: الْوَاحِدَةُ صَرِيمَةٌ، وَهِيَ مَا انْقَطَعَ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمَلِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} [القلم: 20] أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، عَنِ الْفَرَّاءِ: كَالصَّرِيمِ: كَاللَّيْلِ الْمُسْوَدِّ

وَأَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: كَالصَّرِيمِ: مَا انْصَرَمَ مِنَ اللَّيْلِ، الصَّرِيمُ: اللَّيْلُ، وَالصَّرِيمُ الصُّبْحُ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ: [البحر الوافر] فَبَاتَ يَقُولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حَتَّى ... تَجَلَّى عَنْ صَرِيمَتِهِ الظَّلَامُ وَكُلُّ رَمْلَةٍ انْصَرَمَتْ مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ فَهِيَ صَرِيمَةٌ قَوْلُهُ: «قَدَّمْنَا أَصْرِمَتَنَا» الْقِطْعَةُ مِنَ الْإِبِلِ وَقَالَ: الصُّرَيْمَةُ: الرَّمْلَةُ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَقُولُ لَهُ لَمَّا أَتَانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لَا بِظَبْيٍ بِالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا وَقَالَ آخَرُ: وَهَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ ذِي أُرُلٍ ... تُزْجِي مَعَ اللَّيْلِ مِنْ صُرَّادِهَا صِرَمَا -[1202]- وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصَّرْمَاءُ: أَرْضٌ لَا مَاءَ فِيهَا وَقُرِئَ عَلَى أَبِي نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصِّرْمَةُ مِنَ الْإِبِلِ مَا بَيْنَ الْعِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَمُصْرِمٌ: وَهُوَ الِانْقِطَاعُ وَقِلَّةُ الْمَالِ

باب: مصر

§بَابُ: مصر

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرَ فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَائِيُّ، حَدَّثَنِي مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «§أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ فَلَيْسَ لِلْعَجَمِ أَنْ يُحْدِثُوا فِيهِ كَنِيسَةً»

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَحُبِسَتْ، لَهُ سَفِينَةٌ بِالْمَاصِرِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «§مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: «رَأَيْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ §ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ» قَوْلُهُ: «إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرَ» مِصْرُ الَّتِي تُعْرَفُ وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ «اهْبِطُوا مِصْرَ» بِغَيْرِ أَلْفٍ وَمِثْلُهُ {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنَيْنَ} [يوسف: 99] قَوْلُهُ: «أَيُّمَا مِصْرٍ مَصَّرَتْهُ الْعَرَبُ» إِذَا لَمْ يَكُنْ مِصْرًا بِعَيْنِهِ كَانَ نَكِرَةً، وَجَازَ نَصْبُهُ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: 61] فَأَجْمَعَتِ الْقُرَّاءُ عَلَى نَصْبِهِ وَتَنْوِينِهِ

حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ قَتَادَةَ: «§يَعْنِي أَيَّ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ»

أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: «§اهْبِطُوا مِصْرًا مِنَ الْأَمْصَارِ»

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَرَ , عَنِ الْكِسَائِيِّ , قَوْلُهُ: {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: 61] نَكِرَةٌ: أَيَّ قَرْيَةٍ أَوْ مِصْرٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ مِصْرُ بِعَيْنِهَا فَإِنْ شِئْتَ إِذَا كَانَتْ بِعَيْنِهَا لَمْ تَجُرَّهَا، فَتَكُونُ الْأَلْفُ فِيهَا كَالْأَلِفِ فِي قَوَارِيرَا , أَوْ سَلَاسِلَا، وَإِنْ شِئْتَ أَجْرَيْتَهَا لِخِفَّةِ مِصْرَ، وَإِنْ كُنْتُ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْبِلَادِ إِلَّا بِتَرْكِ الْإِجْرَاءِ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ , قَوْلُهُ: {اهْبِطُوا مِصْرًا} [البقرة: 61] كُتِبَتْ بِالْأَلْفِ، وَأَسْمَاءُ الْبُلْدَانِ لَا تَصَرَّفُ خَفَّتْ أَوْ ثَقُلَتْ , وَأَسْمَاءُ النَّاسِ إِذَا خَفَّ مِنْهَا شَيْءٌ جَرَى إِذَا كَانَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ الْأَوْسَطُ سَاكِنٌ مِثْلُ دَعْدٍ وَهِنْدٍ قَوْلُهُ: «حُبِسَتْ لَهُ سَفِينَةٌ بِالْمَاصِرِ» ، مَوْضِعٌ تُحْبَسُ فِيهِ السُّفُنُ لِأَخْذِ الصَّدَقَةِ قَوْلُهُ: «ثَوْبَيْنِ مُمَصَّرَيْنِ» ثَوْبٌ مَصْبُوغٌ فِيهِ صُفْرَةٌ قَلِيلَةٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْمَصَارِينُ الْوَاحِدُ مَصِيرٌ , وَأَمْصِرَةٌ لِلثَّلَاثَةِ، وَمُصْرَانٌ الْجَمِيعُ

وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْمَصَارِينُ: لِذِي الظِّلْفِ وَالْخُفِّ وَالْمَصَارِينُ: هِيَ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَيْهَا الْكُرُوشُ مَا دَفَعَتْهُ، وَهِيَ الْمَعِدَةُ مِنَ الْإِنْسَانِ , وَالْحَوْصَلَةُ مِنَ الطَّيْرِ بِمَنْزِلَةِ الْمَعِدَةِ , وَتُدْعَى الْقَانِصَةَ مِنَ الطَّيْرِ، وَالْأَعْفَاجَ مِنَ الْإِنْسَانِ وَالْحَافِرِ وَالسِّبَاعِ، وَاحِدُهَا عَفِجٌ وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] وَخَابِطٍ ثِنْيَيْنِ مِنْ مَصِيرِ ... وَنَازِعٍ حَشْرَجَةَ الْكَرِيرِ فِي كِتَابِ ابْنِ مَهْدِيٍّ «فَيْنَيْنِ» وَالْمَصْرُ: حَلْبُ النَّاقَةِ بِطَرَفِ الْأَصَابِعِ , وَالتَّمَصُّرُ: حَلْبُ بَقَايَا اللَّبَنِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْمَصُورُ: الَّتِي فُطِمَتْ مِنَ الْمِعْزَى , وَالْجَدُودُ: الَّتِي فُطِمَتْ مِنَ الضَّأْنِ , وَالْمُجَدَّدَةُ مِنَ الضَّأْنِ: مِثْلُ الرُّبَّى , وَالرُّبَّى: حِدْثَانُ مَا وَلَدَتْ، وَالْمُصَرَّمَةُ: الَّتِي يَنْهَزُهَا وَلَدُهَا وَهُوَ ابْنُ مَخَاضٍ حَتَّى تَيْبَسَ أَطْبَاؤُهَا , وَرُبَّمَا صُرِّمَتْ كُلُّهَا، وَرُبَّمَا بَقِيَ طُبْيٌ أَوْ طُبْيَانُ

وَالصَّرِيمَةُ أَيْكَةُ السَّلَمِ , يَعْنِي شَجَرَهُ , وَالصَّرِيمُ الشَّجَرَاتُ تَكُونُ فِي الْأَرْضِ الْبِسَاطِ مِنَ الْعِضَاهِ قَلِيلَةً

باب: رمص

§بَابُ: رمص

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ ابْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ عَطَاءً، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «§كَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُونَ رُمْصًا غُمْصًا، وَيُصْبِحُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَقِيلًا دَهِينًا» وَالرَّمَصُ: غَمَصُ الْعَيْنِ، وَعَيْنٌ رَمْصَاءُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: رَمَصَ اللَّهُ مُصِيبَتَكَ: أَيْ جَبَرَهَا , وَالْمَرْصُ: غَمْزُ الثَّدْيِ بِالْأَصَابِعِ مِثْلُ الْمَرْسِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الصِّمْرِدُ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ، قَالَ: [البحر الرجز] هَاجَ وَلَيْسَ هَيْجُهُ بِمُؤْتَمَنْ ... عَلَى صَمَارِيدَ كَأَمْثَالِ الْجُوَنْ

الحديث الثالث

§الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

باب: كظ

§بَابُ: كظ

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ خَالِدِ ابْنِ عُمَيْرٍ، وَشُوَيْسٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ: «§أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ مَا، بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: «§الْإِكْظَةُ عَلَى الْإِكْظَةِ مَسْمَنَةٌ مَكْسَلَةٌ مَسْقَمَةٌ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُعَرِّفٍ: " رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ فَذَكَرَ الْمَوْتَ فَقَالَ: §كَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ، وَغَنْظٌ لَيْسَ كَالْغَنْظِ "

قَوْلُهُ: «وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ» هُوَ أَنْ يَضِيقَ بِكَثْرَةِ مَنْ يَدْخُلُهُ، وَمِنْهُ اكْتَظَّ السَّيْلُ بِسَيْلِهِ إِذَا ضَاقَ بِهِ، وَرَجُلٌ كَظٌّ: الَّذِي تَكُظُّهُ الْأُمُورُ وَيَعْجَزُ عَنْهَا وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْكَظُّ: الِامْتِلَاءُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: كَظَظْتُ السِّقَاءَ: إِذَا مَلَأْتَهُ , وَسِقَاءٌ كَظِيظٌ: أَيْ مَمْلُوءٌ وَدَأَظْتُهُ دَأْظًا إِذَا مَلَأْتَهُ قَوْلُهُ: الْإِكْظَةُ هُوَ الْغَمُّ بِكَثْرَةِ الِامْتِلَاءِ مِنَ الطَّعَامِ وَقَوْلُهُ: «كَظٌّ لَيْسَ كَالْكَظِّ» هُوَ ضِيقُ الْحَلْقِ بِخُرُوجِ الرُّوحِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْكَظُّ: شِدَّةُ الْأَمْرِ حَتَّى يَأْخُذَ بِالنَّفْسِ، كَظَّنِي الْأَمْرُ، وَأَنْشَدَنَا: [البحر الرجز] إِنَّا أُنَاسٌ نَلْزَمُ الْحِفَاظَا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الْكِظَاظَا وَالْكَاظِيَةُ مِثْلُ الْخَاظِيَةِ قَالَ النَّظَّارُ: [البحر الرجز] -[1211]- وَصَفْحَةٌ مِثْلُ صَفَا الزُّحْلُوفِ ... وَفَخِذٌ كَاظِيَةُ اللَّفِيفِ

باب: كظم

§بَابُ: كظم

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ: «§رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ لَهُ: «§التَّوْبَةُ مَا لَمْ يُؤْخَذْ بِكَظْمِهِ» قَوْلُهُ: «أَتَى كِظَامَةَ قَوْمٍ» الْجَمِيعُ كَظَائِمُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: خُرُوقٌ تُحْفَرُ فِي الْأَرْضِ وَيَنْفُذُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ كَهَيْئَةِ الْأَنْهَارِ الْمُقَنْطَرَةِ فَكَأَنَّهَا قَدْ كَظَمَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ تُظْهِرُهُ وَيُقَالُ: كَظَمَ الْبَعِيرُ جَرَّتَهُ أَيِ ازْدَرَدَهَا، وَنَاقَةٌ كَظُومٌ: لَا تَجْتَرُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} [يوسف: 84]

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ شَبَابَةَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «§كَظَمَ الْحُزْنَ»

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَمِعْتُ السُّدِّيَّ قَالَ: «§كَظَمَ حُزْنَهُ»

حَدَّثَنَا شُجَاعٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: " §الْكَظِيمُ: الْكَمِيدُ " وَمِثْلُهُ: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: الْكَظَامَةُ: الْعَقَبَةُ الَّتِي عَلَى أَطْرَافِ الرِّيشِ مِمَّا يَلِي صَدْرَ السَّهْمِ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْكَظَامَةُ: أَعْلَى الْوَادِي حَيْثُ يَنْقَطِعُ، وَالْكِظَامَةُ: الْقَنَاةُ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ، وَكَظَمْتُ الْجَدْوَلَ: سَدَدْتُهُ وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: الْكَظِيمُ: السُّكُوتُ عَلَى الْمَكْرُوهِ وَقَوْلُهُ: «يُؤْخَذُ بِكَظْمِهِ» : يُرِيدُ مَخْرَجَ النَّفْسِ وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ: -[1214]- [البحر الطويل] وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمًا إِلَى الْمَوْتِ صَائِرٌ ... قَضَاءً إِذَا مَا حَانَ يُؤْخَذُ بِالْكَظْمِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر الطويل] فَلَوْ كَلَّمَتْ دَهْمَاءُ أَخْرَسَ كَاظِمًا ... لَبَيَّنَ بِالتَّكْلِيمِ أَوْ كَادَ يُفْصِحُ

غريب ما رواه المقداد عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ مَا رَوَاهُ الْمِقْدَادُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: حث

§بَابُ: حث

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ: " قَامَ رَجُلٌ يُثْنِي عَلَى أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ فَجَعَلَ الْمِقْدَادُ يَحْثُو عَلَى وَجْهِهِ التُّرَابَ قَالَ: §أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ " يُقَالُ: حَثَى يَحْثِي التُّرَابَ حَثْيًا وَالْحَثُّ: الْإِعْجَالُ , وَالْحِثِّيثَى الِاسْمُ , وَحَثَثْتُهُ فَاحْثَثَّ , قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر المتقارب] تَدَلَّى حَثِيثًا كَأَنَّ الصُّوَا ... رَ يَتْبَعُهُ أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ

غريب حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه

§غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

باب: علق

§بَابُ: علق

حَدَّثَنَا الْحَوْضِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «§إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ نُطْفَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ , ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ»

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى §بَزَقَ عَلَقَةً ثُمَّ مَضَى فِي صَلَاتِهِ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: " ذَكَرَ سَرِيَّةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: §فَإِذَا الطَّيْرُ تَرْمِيهِمْ بِالْعَلَقِ "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ: «§خَيْرُ الدَّوَاءِ الْحِجَامَةُ وَالْعَلَقُ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ §الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ يَتَزَوَّجُ بِالْمَرْأَةِ وَمَا يَعْلَقُ يَدَيْهَا الْخَيْطُ , وَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ: " عَلِقَتِ الْأَعْرَابُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ، فَقَالَ: «§لَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا قَسَمْتُهُ فِيكُمْ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} [النور: 32] فَقَالَ رَجُلٌ: " §مَا الْعَلَائِقُ -[1218]- بَيْنَهُمْ؟ قَالَ: «مَا تَرَاضَى عَلَيْهِ أَهْلُوهُمْ»

حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: «§رَكِبْتُ أَتَانِي فَخَرَجْتُ أَمَامَ الرَّكْبِ، لَقَدْ قَطَعْتُ لَهُمْ حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ»

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: «إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ §تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ رَجُلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّى أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ شِرَاكِي جَدِيدًا؛ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ؛ §حَتَّى ذَكَرَ عِلَاقَةَ سَوْطِهِ، أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ؟ قَالَ: «لَا، ذَاكَ الْجَمَالُ» قَوْلُهُ: «ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً» الْعَلَقَةُ: هِيَ الدَّمُ الْجَامِدُ

كَذَا أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ , وَمُجَاهِدٍ , وَعَلْقَمَةَ: «§قِطْعَةُ دَمٍ وَكَذَلِكَ» فَإِذَا الطَّيْرُ " تَرْمِيهِمْ بِالْعَلَقِ: نَقِيعِ الدَّمِ، وَهُوَ جَمْعُ عَلَقَةٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ لِلدَّمِ الْجَامِدِ: الْعَلَقُ , وَهُوَ مَا عَلِقَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَالْعَلَقُ: الدَّمُ وَقَالَ غَيْرُهُ: الْعَلَقُ مِنَ الدَّمِ: مَا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهُ، وَالنَّجِيعُ: مَا كَانَ إِلَى السَّوَادِ ,

وَالْعَبِيطُ: الْخَالِصُ قَالَ رُؤْبَةُ: [البحر الرجز] تَرَى بِهَا مِنْ كُلِّ مِرْشَاةِ الْوَرَقْ ... كَثَمَرِ الْحُمَّاضِ مِنْ هَفْتِ الْعَلَقْ وَقَالَ عِقَالٌ: [البحر الوافر] وَطَرْفٍ أَوَّلُ السِّرْعَانِ مِنْهُمْ ... بِطَعْنٍ يُسْكِتُ الْعَلَقَ النَّجِيعَا قَوْلُهُ: «الْحِجَامَةُ وَالْعَلَقُ» هِيَ دُوَيْبَةٌ مَائِيَّةٌ تَمُصُّ الدَّمَ مِنْ وَسَطِ الْبَدَنِ قَوْلُهُ: «مَا يَعْلَقُ يَدَيْهَا الْخَيْطُ» يَقُولُ: مِنْ صِغَرِهَا وَقِلَّةِ رِفْقِهَا فَيَصْبِرُ عَلَيْهَا حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَيْهِ أَوْصَاهُمْ بِنِسَائِهِمْ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا يَفْعَلُ أَهْلُ الْكِتَابِ مِنَ الْوَفَاءِ بِنِسَائِهِمْ وَالصَّبْرِ عَلَيْهِنَّ، يَقُولُ: فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِذَلِكَ قَوْلُهُ: «عَلِقَتِ الْأَعْرَابُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ» عَلِقَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ: إِذَا نَشِبَ بِهِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عِلَاقَةُ الْخُصُومَةِ وَعِلَاقَةُ الْحُبِّ مَنْصُوبَتَانِ

يُقَالُ: إِنَّ بِفُلَانٍ مِنْ فُلَانَةَ عَلَقًا , أَيْ حُبًّا , وَنَظْرَةٍ مِنْ ذِي عَلَقٍ: ذِي حُبٍّ وَيُقَالُ: أَعِرْنِي عَلَقَكَ: وَهُوَ أَدَاةُ الْبَكْرَةِ كُلُّهَا، وَتَشْرَبُ الدَّابَّةُ مِنْ مَاءٍ كَدِرٍ، فَعَلِقَ بِهِ الْعَلَقُ وَيُقَالُ: أَعْلَقْتَ فَأَدْرِكْ: لِلرَّجُلِ يَنْصُبُ حِبَالَهُ لِطَيْرٍ فَيَقَعُ فِيهَا , وَالْعِلْقَةُ الْبَقِيرُ: بُرْدٌ يُشَقُّ وَسَطُهُ لَا كُمَّانَ لَهُ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: لِي فِي هَذَا الْأَمْرِ عِلْقٌ وَعُلْقَةٌ وَعَلُوقٌ وَمُتَعَلَّقٌ وَعَلَاقَةٌ: كُلُّهُ وَاحِدٌ وَقَالَ: الْعَلُوقُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي لَا تُحِبُّ غَيْرَ زَوْجِهَا، وَمِنَ النُّوقِ: الَّتِي لَا تَأْلَفُ الْفَحْلَ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي يَعْلَقُ عَلَيْهَا وَلَدُ غَيْرِهَا قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] وَكَيْفَ يَنْفَعُ مَا تُعْطِي الْعَلُوقُ بِهِ ... رِئْمَانُ أَنْفٍ إِذَا مَا ضُنَّ بِاللَّبِنِ وَيُقَالُ: فُلَانٌ ذُو مِعْلَاقٍ، وَفُلَانٌ مِعْلَاقٌ: إِذَا كَانَ شَدِيدَ الْخُصُومَةِ قَالَ مُهَلْهِلٌ: [البحر الخفيف]

إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَعَزْمًا ... وَخَصِيمًا أَلَدَّ ذَا مِعْلَاقِ وَقَالَ آخَرُ: [البحر البسيط] عُلِّقْتُهَا عَرَضًا، وَعُلِّقَتْ رَجُلًا ... غَيْرِي وَعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرَهَا الرَّجُلُ يَعْلَقُ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَاحِبِهِ وَيَصِلُهُ بِهِ كَمَا يَعْلَقُ الشَيْءُ بِالشَّيْءِ يَتَّصِلُ بِهِ وَكَذَلِكَ قَوْلُ حَلِيمَةَ فِي الْأَتَانِ: «إِنَّهَا سَبَقَتْ حَتَّى مَا يَعْلَقُ بِهَا أَحَدٌ» ، أَيْ يَتَّصِلُ بِهَا، وَعَلِقَ الشَيْءُ بِالشَّيْءِ: نَشِبَ بِهِ أَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الوافر] وَمَا أَنَا غَيْرَ أَنِّي الْيَوْمَ فِيكُمْ ... بِأَخْنَى مِنْ رِجَالٍ آخَرِينَا لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فَجَهَّزَتْهُمْ ... غَشُومَ الْوِرْدِ نَكْنِيهَا الْمَنُونَا إِذَا عَلِقَتْ مَخَالِبُهَا بِقِرْنٍ ... فَلَا تَرْجُو الْبَنَاتِ وَلَا الْبِنَينَا

وَقَوْلُهُ: " تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: الْبَهْمُ تَعْلُقُ مِنَ الْوَرَقِ: أَيْ تُصِيبُ مِنْهُ، وَالْعَلْقَى: نَبْتٌ وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ: [البحر الرجز] فَحَطَّ فِي عَلْقَى وَفِي مُكُورِ ... بَيْنَ تَوَارِي الشَّمْسِ وَالذُّرُورِ قَوْلُهُ: «ذَكَرَ عِلَاقَةَ السَّوْطِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: عِلَاقَةُ السَّوْطِ مَكْسُورَةُ الْعَيْنِ يَعْنِي سَيْرَهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: عَلَقُ الْقِرْبَةِ: السَّيْرُ الَّذِي تُعَلَّقُ بِهِ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ: الْعَلَقُ: أَدَاةُ الْبَكْرَةِ وَأَنْشَدَنَا: شَاحِيَ لَحْيَيْ قَعْقَعَانِيِّ الصَّلَقْ ... قَعْقَعَةَ الْمِحْوَرِ خُطَّافَ الْعَلَقْ وَالْعِلَاقُ: مَا يُتَعَلَّقُ بِهِ، وَيَكُونُ جِرَّةَ الْإِبِلِ قَالَ الْأَعْشَى: [البحر الخفيف] -[1224]- وَفَلَاةٍ كَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ ... لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الرَّجِيعَ عَلَاقُ وَالْعِلْقَةُ: أَوَّلُ ثَوْبٍ يُتَّخَذُ لِلصَّبِيِّ وَالْعَوْلَقُ: الْكَلْبَةُ الْحَرِيصَةُ، وَيُقَالُ: الْغُولُ، وَالْعَلَاقَةُ الْحُبُّ

باب: عقل

§بَابُ: عقل

حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: «§رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»

حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قُلْتَ لِعَلِيٍّ: عِنْدَكُمْ سِوَى. .، قَالَ: لَا إِلَّا مَا فِي الصَّحِيفَةِ §الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ "

حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنَّ §امْرَأَتَيْنِ قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ»

حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ الرَّقَّامُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَمَكْحُولٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: «§تُعَاقِلُ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا، ثُمَّ يَخْتَلِفَانِ»

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ، قَالَ: أَخَّرَ عُمَرُ الصَّدَقَةَ عَامَ الرَّمَادَةِ، فَلَمَّا أَحْيَا النَّاسُ بَعَثَنِي، فَقَالَ: §اعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ، فَاقْسِمْ بَيْنَهُمْ عِقَالًا، وَائْتِنِي بِعِقَالٍ "

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو -[1227]-: " قُلْتُ مَرَّةً: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُرْسِلُ رَاحِلَتِي، وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: «§بَلِ اعْقِلْهَا، وَتَوَكَّلْ»

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ: «§ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ مُتَكَبِّرًا، أَنْ يَعْتَقِلَ الشَّاةَ، وَيَرْكَبَ الْحِمَارَ»

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: «كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَارِ §أَنَّهُمْ عَلَى رِبَاعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمُ الْأُولَى» -[1228]- يَقُولُ مَرَّ أَتَيْتُ بَنِي قَيْسٍ هَوْلَا مَنْ مِنَ النَّاسِ فالصت. . . مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ فَجَلَسْتُ نطاره. . . . حَتَّى عَقَلَ الظِّلُّ النَّاس. . . . . . قَوْلُهُ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " كَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ: §الْعَقْلُ التَّجَارِبُ، وَالْحَزْمُ سُوءُ الظَّنِّ "

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: سَمِعْتُ عَنَ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: §لَا يَكُونُ الرَّجُلُ عَاقِلًا حَتَّى يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ: الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ , وَالْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، يَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَهُ، وَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ، وَحَتَّى يَكُونَ الذُّلُّ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَحَتَّى يَكُونَ الْفَقْرُ فِي الْحَلَالِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى فِي الْحَرَامِ، وَيَكُونَ غَايَتَهُ الْغَوْثُ، وَحَتَّى يَسْتَقِلَّ الْكَثِيرَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَسْتَكْثِرَهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَلَا يَتَبَرَّمَ مِنْ تَطَلُّبِ الْحَوَائِجِ قِبَلَهُ وَالْعَاشِرَةُ بِهَا شَادَ مَجْدَهُ، وَعَلَا ذِكْرُهُ، وَلَا يَسْتَقْبِلُهُ أَحَدٌ إِلَّا رَأَى أَنَّهُ دُونَهُ "

وَقَالَ عَنْ وَهْبٍ: §الْعَقْلُ: التَّوْفِيقُ، وَالْعَقْلُ خِلَافُ الْجَهْلِ " وَيُقَالُ: عَقَلَ يَعْقِلُ وَهُوَ عَاقِلٌ وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ: رَجُلٌ مَالَهُ جُولٌ وَلَا مَعْقُولٌ: يُرِيدُ عَقْلٌ قَالَ الرَّاعِي: [البحر الكامل] حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظَامِهِ ... لَحْمًا وَلَا لِفُؤَادِهِ مَعْقُولَا قَوْلُهُ: «فِيهَا الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ: يُقَالُ فِي الْعَقْلِ فِي الدِّيَةِ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا , وَعَقَلْتَ فُلَانًا: إِذَا أَعْطَيْتَ دِيَتَهُ , وَعَقَلْتَ عَنْ فُلَانٍ إِذَا أَدَّيْتَ عَنْهُ دِيَةَ جِنَايَتِهِ قَالَ أَنَسٌ فِي عَمْدِكَ قَوْلُهُ " جَعَلَ دِيَةَ الْمَقْتُولَةِ عَلَى عَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أُمِّ. . . . . بِالْمَعَاقِلِ عَلَى الْعَاقِلَةِ. . . الْمَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا، أَرَادَ

ثُلُثَ الدِّيَةِ صَارَتْ دِيَةَ الْمَرْأَةِ عَلَى الدِّيَةِ مِنْ نِصْفٍ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَهَذَا قَوْلُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدٍ، وَعُرْوَةَ، وَالْحَسَنِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُسَوِّي بَيْنَهُمْ إِلَى الْمُوضِحَةِ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ عَلَى النِّصْفِ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ يَجْعَلَانِهِ عَلَى النِّصْفِ فِي كُلِّ شَيْءٍ قَوْلُهُ: «اعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: عَلَى بَنِي فُلَانٍ عِقَالَانِ: يُرِيدُ عَلَيْهِمْ صَدَقَةُ سَنَتَيْنِ وَيُقَالُ: جَارَ عَلَيْهِمُ الْعَامِلُ فَأَخَذَ النَّقْدَ وَلَمْ يَأْخُذِ الْعِقَالَ: يُرِيدُ لَمْ يَأْخُذِ الْفَرِيضَةَ قَالَ الشَّاعِرُ: [البحر البسيط] سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ: " §الْعِقَالُ: الْفَرِيضَةُ مِنَ الْإِبِلِ الْقَلُوصِ "

قَوْلُهُ: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ» أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُقَالُ: عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا: إِذَا شَدَّ يَدَ الْبَعِيرِ، وَعَقَلَ الطَّعَامَ بَطْنَهُ، وَقَدْ عَقَلَهُ عَقْلًا: إِذَا شَدَّهُ، وَيُقَالُ: أَعْطِنِي عَقُولًا أَشْرَبُهُ فَيُعْطِيهِ دَوَاءً يُمْسِكُ بَطْنَهُ، وَعَقْلُ الْبَعِيرِ: أَنْ يَشُدَّ وَظِيفَ الْبَعِيرِ إِلَى ذِرَاعِهِ، فَإِذَا عَقَلَ يَدَيْهِ جَمِيعًا قِيلَ: عَقَلَهُ بِثِنَايَيْنِ، وَمِنْهُ: «لَلْقُرْآنُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ» وَبِالدَّهْنَاءِ خَبْرَاءُ يُقَالُ لَهَا مَعْقُلَةٌ تُمْسِكُ الْمَاءَ كَمَا يُمْسِكُ قَوَائِمُكَ الْعُقَلُ

وَاعْتَقَلَ شَاتَهُ: إِذَا وَضَعَ رِجْلَيْهَا بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ فَحَلَبَهَا , وَقَدِ اعْتَقَلَ فُلَانٌ رُمْحَهُ: إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ رِكَابِهِ وَسَاقِهِ وَيُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ عَلَى مَعَاقِلِهِمُ الْأُولَى مِنَ الدِّيَةِ ,: أَيْ يُؤَدُّونَهَا كَمَا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , الْوَاحِدَةُ مَعْقُلَةٌ وَيُقَالُ: صَارَ دَمُ فُلَانٍ مَعْقُلَةً عَلَى قَوْمِهِ أَيْ: صَارُوا يُؤَدُّونَهُ فِي الْعَقْلِ , يُرِيدُ: صَارَ غُرْمًا يُؤَدُّونَهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ يُقَالُ: مَرِضَ فُلَانٌ فَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ: إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ وَقَالَ: عَقَلَ الظَّبْيُ يَعْقِلُ عُقُولًا: إِذَا صَعِدَ الْجَبَلَ فَامْتَنَعَ، وَالْمَكَانُ الْمُمْتَنَعُ فِيهِ يُسَمَّى: الْمَعْقِلَ وَبِهِ سُمَيَّ الرَّجُلُ مَعْقِلًا، وَوَعْلٌ عَاقِلٌ: إِذَا عَلَا فِي الْجَبَلِ وَامْتَنَعَ قَالَ: [البحر الطويل] وَقَدْ خِفْتُ حَتَّى مَا تَزِيدُ مَخَافَتِي ... عَلَى وَعِلٍ فِي ذِي الْمَطَارَةِ عَاقِلِ

وَالْعَقِيلَةُ: كَرِيمَةُ الْحَيِّ، وَكَرِيمَةُ الْإِبِلِ، وَأَظُنُّ ذَلِكَ لِحَبْسِهَا نَفْسَهَا فِي بَيْتِهَا قَالَ: [البحر الطويل] عَقِيلَةُ أَخْدَانٍ لَهَا لَا دَمِيمَةٌ ... وَلَا ذَاتُ خَلْقٍ إِنْ تَأَمَّلْتَ جَأْنَبِ وَالْعَقْلُ: الْتِوَاءٌ فِي الرِّجْلِ، بَعِيرٌ أَعْقَلُ وَنَاقَةٌ عَقْلَاءُ، وَالْعُقَالُ: الْفَرَسُ إِذَا مَشَى سَاعَةً فَيَظْلَعُ ثُمَّ يَنْبَسِطُ قَالَ: [البحر الطويل] أَخَا الْحَرْبِ لَبَّاسًا إِلَيْهَا جِلَالَهَا ... وَلَيْسَ بِوَلَّاجِ الْخَوَالِفِ أَعْقَلَا وَجَلَّلُوا هَوَادِجَهُمْ بِالْعَقْلِ وَالرَّقْمِ: وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الْوَشْيِ، وَصَارَعَ فُلَانٌ فُلَانًا فَاعْتَقَلَهُ , الشَّغْزَبِيَّةَ: ضَرْبٌ مِنَ الصِّرَاعِ، وَلِفُلَانٍ عُقْلَةٌ يَأْخُذُ بِهَا النَّاسَ إِذَا صَارَعَهُمْ

§1/1