عقيدة الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي
المقدسي، عبد الغني
مقدمة
مقدمة ... عَقيدَة الحافظ تقي الدّين عَبدالغني بن عَبدالواحد المقدسي "ت600هـ" حَققها وَخرج أحاديثها وعَلق عَليها: عَبدالله بن مُحمّد البُصَيري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإني عثرت وبتوفيق الله تعالى على ثلاث نسخ خطية لعقيدة الإمام الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله، وحيث أن هذه العقيدة تمثل منهج السلف رحمهم الله في أهم قضايا العقيدة وخاصة فيما يتعلق بصفات الله تعالى، ولما للعقيدة السلفية من أهمية بالغة في حياة المسلم فقد رأيت أن أقوم بتحقيقها ونشرها مساهمة مني في خدمة العقيدة السلفية ونشرها بين أبناء المسلمين، وأود أن أشير إلى أن هذه العقيدة قد طبعت عام 1391هـ ضمن مجموع في العقيدة بعناية الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، لكنها نفذت الآن أسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وبهذه المناسبة أشكر الله تعالى على معونته وتوفيقه لي بخدمة هذه العقيدة كما أشكر كل من قدم لي عوناً أو مساعدة في نشرها وبالله التوفيق.
3- عملي في الكتاب. أولاً: ترجمة 1 الحافظ عبد الغني اسمه ونسبه: هو الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن
وأقام هناك مدة سمع فيها من السلفي، ثم عاد إلى دمشق ثم رحل أيضاً إلى الإسكندرية سنة سبعين وأقام بها ثلاث سنين وسمع بها من الحافظ السلفي وأكثر عنه حتى قيل لعله كتب عنه ألف جزء وسمع من غيره -أيضاً-، وسمع بمصر من أبي محمد بن بري النحوي وجماعة، ثم عاد إ لى دمشق ثم سافر بعد السبعين إلى أصبهان وكان قد خرج إليها وليس معه إلا قليل فلوس فسهل الله له من حمله وأنفق عليه حتى دخل أصبهان وأقام بها مدة وسمع بها الكثير وحصل الكتب الجيدة ثم رجع. وسمع بهمذان من عبد الرزاق بن إسماعيل القرماني والحافظ أبي العلاء وغيرهما، وبأصبهان من الحافظين أبي موسى المديني وأبي سعد الصائغ وطبقتهما، وسمع بالموصل من خطيبها أبي الفضل الطوسي وكتب بخطه المتقن ما لا يوصف كثرة وعاد إلى دمشق ولم يزل ينسخ ويُصنِف ويحدث ويفيد المسلمين، ويعبد الله حتى توفاه الله على ذلك. وقد جمع فضائل الحافظ وسيرته الحافظ ضياء الدين في جزأين وذكر فيها أن الفقيه مكي بن عمر بن نعمة المصري جمع فضائله -أيضاً-. حفظه: قال الحافظ الضياء كان شيخنا الحافظ لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا ذكره له وبينه وذكر صحته أو سقمه ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان بن فلان الفلاني ويذكر
نسبه. وأنا أقول1: كان الحافظ عبد الغني أمير المؤمنين في الحديث. قال الضياء: وشاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو على المنبر: اقرأ لنا أحاديث من غير أجزا فيقرأ الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلبه. وسمعت2 أبا سليمان بن علي الحافظ يقول: سمعت بعض أهلنا يقول: إن الحافظ سئل لم لا تقرأ الأحاديث من غير كتاب؟ فقال: إني أخاف العجب وسمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن الحافظ قال: سمعت علي بن فارس الزجاج الشيخ الصالح قال: لما جاء الحافظ من بلاد العجم قلت: يا حافظ ما حفظت بعد مائة ألف حديث؟ قال: بلى أو ما هذا معناه. ثناء العلماء عليه: لقد وصفه جمع من مشاهير العلماء بأوصاف كثيرة تنبئ عن تمكنه من علم الحديث ورجاله وصفاء سريرته وقوة اعتقاده وصلابته في السنة واتباعه لها، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وغضبه لانتهاك حدود الله لا تأخذه في الله لومة لائم كما وصف بالكرم والجود والزهد والورع وكثرة العبادة -رحمه الله- قال ابن النجار في تاريخه حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان غزير الحفظ من أهل الإتقان والتجويد، قيّما بجميع فنون الحديث عارفاً بقوانينه
وأصوله وعلله وصحيحه وسقيمه وناسخه ومنسوخه وغريبه وشكله وفقهه ومعانيه وضبط أسماء رواته ومعرفة أحواله، وكان كثير العبادة ورعاً متمسكاً بالسنة على قانون السلف "وقال ابن الدبيثي في تاريخه:"وكان زاهداً عابداً أمّارا بالمعروف نهاء عن المنكر أثنى الحفاظ والأئمة على فهمه وحذقه وحفظه وكان داعية إلى السنة ناصراً لها "وأثنى عليه الذهبي فقال: "الإمام العالم الحافظ الكبير الصادق العابد الأثري المتبع." وقال في موضع آخر بعد ذكر شيوخه: ولم يزل يطلب ويسمع ويكتب ويسهر ويدأب ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتقي الله ويتعبد ويصوم ويتهجد وينشر العلم إلى أن مات1وذكره المنذر فقال: الفقيه الحافظ، كتب الكثير وله تصانيف مفيدة ولم يزل يجمع ويسمع ويسمع2. وقال ابن كثير: الحافظ عبد الغني أبو محمد المقدسي صاحب التصانيف المشهورة3وقال سبط ابن الجوزي: كان عبد الغني ورعاً زاهداً عابداً يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة ويقوم الليل ويصوم عامة السنة وكان كريماً جواداً لا يدخر شيئاً ويتصدق على الأرامل والأيتام حيث لا يراه أحد وكان يرقع ثوبه ويؤثر بثمن الجديد، وكان قد
ابن1جعفر المقدسي الجماعيلي2 ثم الدمشقي المنشأ الصالحي الحنبلي.
مولده: ولد بجمّاعيل من أرض نابلس سنة إحدى وأربعين وخمسمائة1، ونسب لبيت المقدس لقرب جماعيل منه ولأن نابلس وأعمالها جميعاً من مضافات البيت المقدس2، ثم انتقل مع أسرته من بيت المقدس إلى مسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي لمدينة دمشق أولاً، ثم انتقلت أسرته إلى سفح جبل قاسيون فبنوا داراً تحتوي على عدد كبير من الحجرات دعيت بدار الحنابلة، ثم شرعوا في بناء أول مدرسة في جبل قاسيون وهي المعروفة ب"المدرسة العمرية"3، وقد عرفت تلك الضاحية التي سكنوها بالصالحية فيما بعد نسبة إليهم لأنهم كانوا من أهل العلم والصلاح. حياته العلمية: اتجه الحافظ عبد الغني إلى طلب العلم في سن مبكرة، فتتلمذ في صغره على عميد أسرته العلامة الفاضل الشيخ محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو عمر،
ثم تتلمذ على شيوخ دمشق وعلمائها فأخذ عنهم الفقه وغيره من العلوم. رحلاته العلمية: كانت له رحلات علمية جاب خلالها كثير من البقاع، وسمع فيها بدمشق والإسكندرية وبيت المقدس ومصر وبغداد وحران والموصل وأصبهان وهمذان وغيرها، سافر إلى بغداد مرتين ومصر مرتين، وكان ارتحاله إلى دمشق وهو صغير بعد سنة خمسين وخمسمائة فسمع بها من أبي المكارم ابن هلال وسلمان بن علي الرحبي وأبي عبد الله محمد بن حمزة القرشي وغيرهم، ثم رحل إلى بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة مع ابن خاله الشيخ الموفق فأقاما ببغداد أربع سنين، وكان الموفق ميله إلى الفقه والحافظ عبد الغني ميله إلى الحديث فنزلا على الشيخ عبد القادر وكان يراعيهما ويحسن إليهما وقرءا عليه شيئاً من الحديث والفقه، وحكى الشيخ الموفق أنهما أقاما عنده نحواً من أربعين يوماً ثم مات وأنهما كانا يقرآن عليه كل يوم درسين من الفقه فيقرأ هو من الخرقي من حفظه والحافظ من كتاب الهداية قال الضياء: وبعد ذلك اشتغلا بالفقه والخلاف على ابن المني وصارا يتكلمان في المسألة ويناظران، وسمعا من أبي الفتح ابن البطي وأحمد بن المقرئ الكرخي وأبي بكر ابن النقور، وهبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبي زرعة وغيرهم ثم عاد إلى دمشق ثم رحل الحافظ سنة ست وستين إلى مصر والإسكندرية
ضعف بصره من كثرة المطالعة والبكاء وكان أوحد زمانه في علم الحديث والحفظ1وقال الضياء: سألت خالي الإمام موفق الدين عن الحافظ فكتب بخطه وقرأته عليه، كان جامعاً للعلم والعمل وكان رفيقي في الصبا وفي طلب العلم وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا القليل وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وعداوتهم إياه وقيامهم عليه، ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها رحمه الله تعالى. أوقاته: كان لا يضيع شيئاً من زمانه بلا فائدة فإنه كان يصلي الفجر ويلقن الناس القرآن وربما قرأ شيئاً من الحديث ثم يقوم يتوضأ فيصلي نفلاً إلى قبل الظهر ثم ينام نومة يسيرة إلى وقت الظهر ويشتغل إما للتسميع بالحديث أو بالنسخ إلى المغرب، فإن كان صائماً أفطر بعد المغرب، وإن كان مفطراً صلى من المغرب إلى العشاء الآخرة فإذا صلى العشاء نام إلى نصف الليل أو بعده ثم قام كأن إنساناً يوقظه فيتوضأ ويصلي لحظة كذلك ثم توضأ وصلى كذلك، ثم توضأ وصلى كذلك إلى قرب الفجر وربما توضأ في الليل سبع مرات فقيل له في ذلك، فقال: ما تطيب لي الصلاة إلا مادامت أعضائي رطبة. ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر وهذا دأبه، وقال أخوه العماد: ما رأيت أحداً أشد محافظة على وقته من أخي، وقال الضياء: سمعت محمود بن
سلامة التاجر الحراني يقول: كان الحافظ عبد الغني نازلاً عندي بأصبهان وما كان ينام من الليل إلا قليلاً بل يصلي ويقرأ ويبكي1. ما ابتلي به الحافظ: قال ابن كثير في ترجمته: ثم رحل إلى أصبهان فسمع بها الكثير ووقف على مصنف للحافظ أبي نعيم في أسماء الصحابة فأخذ في مناقشته في أماكن من الكتاب في مائة وتسعين موضعاً فغضب بنو الخجندي من ذلك وأرادوا هلاكه فخرج منها مختفياً في إزار، ولما دخل الموصل في طريقه سمع بها كتاب العقيلي في الجرح والتعديل فثار عليه الحنفية بسبب أبي حنيفة فخرج منها -أيضاً- خائفاً يترقب فلما ورد دمشق كان يقرأ الحديث بعد صلاة الجمعة برواق الحنابلة من جامع دمشق فاجتمع الناس عليه وإليه وكان رقيق القلب سريع الدمعة فحصل له قبول من الناس جداً وانتفع الناس بمجالسه كثيراً فوقع الحسد عند المخالفين من أهل دمشق فجهزوا الناصح الحنبلي فتكلم تحت قبة النسر وأمروه أن يجهر بصوته مهما أمكنه حتى يشوش عليه فحول عبد الغني ميعاده إلى بعد العصر فذكر يوماً عقيدته فثار عليه القاضي ابن الزكي وضياء الدين الدولعي وعقدوا له مجلساً في القلعة يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وتكلموا معه في مسألة العلو ومسألة النزول ومسألة الحرف والصوت وطال الكلام وظهر عليهم
بالحجة، فقال له برغش نائب القلعة: كل هؤلاء على الضلالة وأنت على الحق؟ قال: نعم، فغضب برغش من ذلك وأمره بالخروج من البلد، فارتحل بعد ثلاث إلى بعلبك، ثم إلى القاهرة، فنزل عند الطحانين وصار يقرأ الحديث، فثار عليه الفقهاء أيضاً فكتبوا إلى الصفي بن شكر وزير العادل أنه قد أفسد عقائد الناس ويذكر التجسيم على رؤوس الأشهاد، فكتب إلى والي مصر بنفيه إلى المغرب فمات قبل وصول الكتاب إليه1قلت: عقيدة الحافظ عبد الغني هي عقيدة السلف رحمهم الله وهي الإيمان بآيات وأحاديث الصفات، وإثباتها لله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تأويل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} قال الحافظ الضياء سمعت بعض أصحابنا يقول:-إن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده فكتب:- أقول كذا لقول الله كذا وأقول كذا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم التي يخالفون فيها، فلما وقف عليها الملك الكامل قال: إيش في هذا يقول بقول الله عز وجل وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم الحافظ ابن رجب: قرأت بخط الإمام الذهبي: ولم يبد من الرجل أكثر مما يقوله خلق من العلماء الحنابلة والمحدثين من أن الصفات الثابتة محمولة على الحقيقة لا على المجاز أعني أنها تجري على مواردها لا يعبر عنها بعبارات أخرى كما فعلته المعتزلة أو المتأخرون من الأشعرية، هذا مع أن صفاته تعالى لا يماثلها
شيء، وبكل حال فالحافظ عبد الغني من أهل الدين والعلم والتأله والصدع بالحق ومحاسنه كثيرة فنعوذ بالله من الهوى والمرا والعصبية والافتراء ونبرأ من كل مجسم ومعطل1. شيوخه: سمع أبا الفتح بن البطي وأبا الحسن علي بن رباح الفراء، وابن المني والشيخ عبد القادر الجيلي وهبة الله ابن هلال الدقاق وأبا زرعة المقدسي ومعمر بن الفاخر وأحمد ابن المقرب ويحيى بن ثابت وأبا بكر بن النقور وأحمد بن عبد الغني الباجسرائي، وعدة ببغداد، والحافظ أبا طاهر السلفي بالإسكندرية وأقام عنده ثلاث سنين فكتب عنه نحوا من ألف جزء، وبدمشق من أبي المكارم بن هلال وسلمان بن علي الرحبي وأبا المعالي بن صابر وعدة، وبمصر محمد بن علي الرحبي وعبد الله بن بري وطائفة، وبأصبهان الحافظ أبا موسى المديني وأبا الوفاء محمود بن حمكا وأبا الفتح الخرقي وابن ينال الترك ومحمد بن عبد الواحد الصائغ وحبيب بن إبراهيم الصوفي، وبالموصل أبا الفضل الطوسي وغيرهم من الأئمة المشهود لهم بالعلم والفضل2. تلاميذه: حدث عنه الشيخ موفق الدين وأولاده الثلاثة الحافظ عز الدين محمد والحافظ أبو موسى عبد الله والفقيه أبو سليمان، والحافظ الضياء المقدسي والخطيب سليمان بن
رحمه الأسعردي والبهاء عبد الرحمن، والشيخ الفقيه محمد اليونيني والزين بن عبد الدائم وأبو الحجاج ابن خليل والتقي اليلذاني والشهاب القوصي وعبد العزيز بن عبد الجبار القلانسي والواعظ عثمان بن مكي الشارعي وأحمد بن حامد الأرناحي وإسماعيل بن عبد القوي بن عزون وأبو عيسى عبد الله بن علاق الرزاز ... وخلق آخرهم موتاً سعد الدين محمد بن مهلهل الجيني، وروى عنه بالإجازة شيخنا أحمد بن أبي الخير الحداد1. مصنفاته2: 1ـ "المصباح في عيون الأحاديث الصحاح"مشتمل على أحاديث الصحيحين فهو مستخرج عليهما بأسانيده في ثمانية وأربعين جزء. 2ـ"هاية المراد من كلام خير العباد"لم يبيض كله في السنن نحو مائتي جزء. 3ـ "كتاب اليواقيت" مجلد 4ـ كتاب "حفة الطالبين في والمجاهدين" 5ـ كتاب " الآثار المرضية في فضائل خير البرية" أربعة أجزاء 6ـ كتاب "الروضة"أربعة أجزاء
7ـ كتاب "الذكر"جزآن 8ـ كتاب "الأسرار"جزآن. 9ـ كتاب "التهجد"جزآن. 10ـ كتاب " الفرج " جزآن 11ـ كتاب "الصلات من الأحياء إلي الأموات "جزآن 12ـ كتاب " الصفات "جزآن 13ـ كتاب " محنة الإمام أحمد "لاثة أجزاء. 14ـ كتاب" ذم الريالءجزء كبير 15ـ كتاب "ذم الغيبة " جزء ضخم 16ـ كتاب " الترغيب في الدعاء جزء كبير وقد طبع بتحقيق يوسف محمد بن حسن سنة 1411هـ القاهرة ثم طبع بتحقيق فالح الصغير ونشرته دار العاصمة بالرياض سنة 1417هـ 18ـ كتاب " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " جزء 19ـ كتاب " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " طبع بتحقيق سمير أمين الزهيري ونشرته دار السلف بالرياض 20ـ كتاب " فضائل رمضان " جزء 21ـ جزء في فضائل عشر ذي الحجة 22ـ جزء في فضائل الصدقة 23ـ جزء في فضائل الحج 24ـ جزء في فضائل رجب 25ـ جزء في وفاة النبي صلي الله عليه وسلم 26ـ جزء في الأقسام التي أقسم بها النبي صلي الله عليه وسلم 27ـ كتاب " الأربعين " 28ـ كتاب " الأربعين " آخر
29ـ كتاب " الأربعين من كلام رب العالمين " 30ـ كتاب " الأربعين بسند واحد " رابع " 31ـ كتاب " اعتقاد الإمام الشافعي " جزء كبير 32ـ كتاب " الحكايات " سبعة أجزاء 33ـ كتاب " غنية الحافظ في تحقيق مشكل الألفاظ " في مجلدين. 34ـ كتاب "الجامع الصغير لأحكام البشير النذير" لم يتمه. 35ـ خمسة أجزاء من كتاب لم يتمه على صفة. 36ـ كتاب "من صبر ظفر". 37ـ وجزء في "ذكر القبور". 38ـ أجزاء أخرجها من الأحاديث والحكايات كان يقرؤها في المجالس تزيد على مائة جزء. 39ـ جزء في مناقب عمر بن عبد العزيز. 40ـ "مناقب الصحابة" عدة أجزاء. وأشياء كثيرة جداً ما تمت والجميع بأسانيده بخطه المليح الشديد السرعة. ومن الكتب بلا إسناد: 41ـ كتاب "الأحكام على أبواب الفقه" ستة أجزاء"مجلد". 42ـ كتاب "العمدة في الأحكام1 مما اتفق عليه
البخاري ومسلم" جزآن "مجلدين". 43ـ كتاب "درر الأثر على حروف المعجم" تسعة أجزاء "مجلد". 44ـ كتاب "سيرة النبي صلى الله عليه وسلم " جزء كبير طبع بتحقيق السيدة هديان أديب الضناوي ونشرته دار الجنان ببيروت 1410هـ. 45ـ كتاب "النصيحة في الأدعية الصحيحة"1. 46ـ كتاب "الاقتصاد في الاعتقاد" جزء كبير. 47ـ كتاب "تبيين الإصابة لأوهام حصلت لأبي نعيم في معرفة الصحابة" جزآن تدلان على براعته وحفظه. 48ـ كتاب "الكمال في معرفة الرجال" 2. يشتمل على رجال الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة3 في أربعة أسفار يروي فيه بأسانيده. وهذا ما ذكره الذهبي وابن رجب من مؤلفاته وزاد غيرهما عليها ما يلي: 49ـ "أبو العاص بن الربيع". 50ـ"صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء". 52ـ "حديث الإفك". طبع بتحقيق أبي إسماعيل هشام بن إسماعيل السقا ونشرته دار عالم الكتب بالرياض1405هـ. 53ـ "فضائل عمر بن الخطاب".
54ـ "تلخيص كتاب الكنى للحاكم". 55ـ "أخبار الحسن البصري". 56ـ "عقيدة" ذكرها جميعاً برو كلمان، طبع عدة مرات. 57ـ "أشراط الساعة" 1. 58ـ "نزهة السامعين من أخبار سيد المرسلين" 2. 59ـ "أحاديث الشعرا" طبع بتحقيق إحسان عبد المنان الجبالي ونشرته المكتبة الإسلامية بالأردن سنة1410هـ. 60ـ"تحريم القتل وتعظيمه" طبع بتحقيق أبي عبد الله عمار بن سعيد تمالت، ونشرته دار ابن حزم بالرياض سنة 1420هـ. 61ـ "التوحيد" طبع بتحقيق مصعب بن عطا الله الحايك، ونشرته دار المسلم بالرياض سنة 1419هـ. وفاته: مازال رحمه الله يتحف الأمة بعلمه وكتبه ورسائله القيمة ويعبد الله عز وجل ويدعو الناس إلى دينه حتى توفاه الله يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستمائة للهجرة وله تسع وخمسون سنة. ودفن بمقبره القرافة بمصر إلى جوار الشيخ أبي عمرو بن مرزوق رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وقد رثاه غير واحد من الأئمة منهم الإمام أبو عبد الله محمد بن سعد المقدسي الأديب بقصيدة طويلة مطلعها: هذا الذي كنت يوم البين أحتسب ... فليقض دمعي عنك بعض ما يجب وقد خلف من الولد عز الدين أبو الفتح محمد، وجمال الدين أبو موسى، وأبو سليمان عبد الرحمن، ثلاثتهم من العلماء رحمهم الله.
ثانياً: وصف النسخ الخطية اعتمدت في تحقيق هذه العقيدة على ثلاث نسخ خطية هي كما يلي: الأولى:" وهي الأصل وهي التي اعتمدت عليها في تحقيق الكتاب" وهي نسخة نفيسة جداً إذ يعود تاريخ نسخها إلى سنة خمس وستين وستمائة وخطها جيد ومضبوط وعليها تصحيح ومقابلة لأحد العلماء كتب في نهايتها:"قوبل بنسخة بخط الشيخ المؤلف رضي الله عنه" وناسخها اسمه أبو الحرم بن علي برسم السمس محمد بن علوي في سنة 665هـ وعدد أوراقها ثماني عشر ورقة مسطرتها 18 × 13 سم وعدد الأسطر 17 سطراً تقريباً، وقد جعلتها الأصل واعتمدت عليها في تحقيق الكتاب لجودتها وضبطها وقرب تاريخها من وفاة المؤلف رحمه الله، ولمقابلتها أيضاً بنسخة المؤلف رحمه الله. الثانية: صورتها من مكتبة الجامعة الإسلامية ولم يكتب الناسخ ولا تاريخ النسخ ويبدو من خطها أنها كتبت في الهند وخطها نسخ جيد وقد أخذت عليه بعض الأخطاء اليسيرة، وعدد أوراقها 20 ورقة ومسطرتها 19×13سم وعدد الأسطر 17 سطراً. الثالثة: بقلم علي بن مطلق، وتقع ضمن مجموع فيه كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وبعض الرسائل له، وبعض رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية، وبعض الرسائل
لعلماء نجد، ويرجع تاريخها إلى سنة 1307هـ تقريباً كما صرح به الناسخ في آخر كتاب الانتصار لحزب الله الموحدين للشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله، وخطها لا بأس به فاتته بعض الأخطاء اليسيرة، وعدد أوراقها 10 ورقات مسطرتها 22×15سم وعدد الأسطر 22 سطراً تقريباً.
ثالثاً: عملي في الكتاب 1- قمت بنسخ نسخة الأصل وقابلتها مع النسختين، وأثبت الاختلاف في الهامش كما قابلتها مع المطبوعة في بعض المواضع. 2- جعلت للنصوص أرقاماً متسلسلة من أول الكتاب إلى آخره. 3- وضعت عناوين للموضوعات تسهيلاً للرجوع إلى موضوعات الكتاب. 4- خرجت أحاديث وآثار الكتاب بالرجوع إلى مصادرها من كتب السنة وذكرت ما قاله العلماء في الحكم عليها من حيث الصحة والضعف بإيجاز. 5- علقت على بعض المواضع التي رأيت أنها تحتاج إلى بيان وتوضيح. 6- شرحت الكلمات الغريبة في بعض الأحاديث. 7- عزوت الآيات القرآنية إلى مواضعها من كتاب الله. 8- وضعت الفهارس الآتية: أ - فهرس الآيات. ب- فهرس الأحاديث. جـ- فهرس الآثار. د- فهرس الأعلام. هـ- فهرس الموضوعات.
المصطلحات التي استعملتها: أنسخة الأصل. جـ نسخة الجامعة الإسلامية. ع النسخة الثالثة التي بخط علي بن مطلق. ط المطبوعة. تقريب: تقريب التهذيب لابن حجر. فتح: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر.
مدخل
مدخل ... بسم الله الرحمن الرحيم قال1 الشيخ الإمام العالم الزاهد الحافظ تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي رحمه الله: 1- الحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء والعز والكبرياء الموصوف بالصفات والأسماء المنزه عن الأشباه والنظراء الذي سبق علمه في بريته بمحكم القضاء من السعادة والشقاء واستوى على عرشه فوق السماء، وصلى الله على الهادي إلى المحجة البيضاء والشريعة الغراء محمد سيد المرسلين والأنبياء وعلى آله وصحبه الطاهرين الأتقياء صلاة دائمة إلى يوم اللقاء2. 2- اعلم وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والنية3 والعمل وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل أن صالح السلف وخيار
الخلف وسادة الأئمة وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم وتطابقت آراؤهم على الإيمان بالله عز وجل وأنه واحد فرد صمد، حي قيوم سميع بصير لا شريك له ولا وزير ولا شبه له1 ولا نظير ولا عدل، ولا مثل، وأنه عزوجل موصوف بصفاته القديمة التي2 نطق بها كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وصح بها3 النقل عن نبيه وخيرته من جميع4 خلقه محمد سيد البشر الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته وجاهد في الله حق جهاده وأقام الملة وأوضح المحجة5 وأكمل الدين وقمع الكافرين ولم يدع لملحد6 مجالاً ولا لقائل7 مقالاً. 3- فروى طارق بن شهاب8 قال: جاء يهودي إلى عمر ابن الخطاب9 فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت "نعلم"10 اليوم الذي نزلت فيه" لاتخذنا
ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 1 فقال2:إني لأعلم3 اليوم الذي نزلت4، والمكان5 نزلت على رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن بعرفة عشية جمعة6. 4- فآمنوا بما قال الله سبحانه في كتابه وصح عن نبيه وأمّروه كما ورد من غير تعرض لكيفية أو اعتقاد شبهة أو مثلية، أو تأويل يؤدي إلى التعطيل ووسعتهم السنة المحمدية والطريقة المرضية ولم يتعدوها7 إلى البدعة المردية8 الردية، فحازوا بذلك الرتبة السنية والمنزلة العلية.
الإستواء
" الاستواء " 5- فمن صفات الله عزوجل التي وصف بها نفسه1 "ونطق بها كتابه، وأخبر بها نبيه: أنه مستو2 على عرشه كما أخبر عن نفسه". 6- فقال عز من قائل في سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 3. 7- وقال في سورة يونس عليه السلام: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 4. 8- وقال في سورة الرعد: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 5. 9- وقال في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 6.
10- وقال في سورة الفرقان: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} 1. 11- وقال في سورة السجدة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 2. 12- وقال في سورة الحديد: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} 3. 13- "فهذه سبعة مواضع أخبر فيها سبحانه أنه على العرش"4. 14- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:"إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي فهو عنده فوق العرش" 5. 15- وروى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن
النبي صلي الله عليه وسلم ذكر "سبع سموات وما بينها ثم قال وفوق ذلك بحر بين أعلاه وبين1 أسفله كما بين سماء إلى سماء " "ثم فوق ذلك ثمانية أوعال2 ما بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش ما بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء"3 والله فوق ذلك رواه أبو داود4 والترمذي5 وابن ماجه6 القزويني. 16- وقالت أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم ومالك7 بن أنس في قوله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} 8 "الاستواء9
غير مجهول والكيف غير معقول والإقرار به إيمان والجحود به كفر"1. 17- وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال1: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى" 2. 18- وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباحاً ومساءً" 3. 19- وروى معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لجاريته: "أين الله؟ " قالت: في السماء، قال:"من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال:"اعتقها فإنها مؤمنة" رواه مسلم بن الحجاج4 وأبو داود5وأبو عبد الرحمن النسائي6.
20- ومن أجهل جهلاً وأسخف عقلاً وأضل سبيلاً ممن يقول أنه لا يجوز أن يقال أين الله؟ بعد تصريح صاحب الشريعة بقوله: أين الله؟.21 21- وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على أزواج النبي صلي الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات رواه البخاري1. 22- وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم "ذكر المؤمن عند موته وأنه يعرج بروحه حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله". رواه الإمام أحمد2 والدارقطني، وغيرهما3. 23- وروى أبو الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من اشتكى منكم أو اشتكى أخ له فليقل: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض
كما رحمتك في السماء1 اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة2 وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ" رواه أبو القاسم الطبري في سننه34. 24- وفي هذه المسألة أدلة من القرآن والسنة يطول بذكرها الكتاب5. 25- ومنكر أن يكون الله عز وجل في جهة العلو بعد هذه الآيات والأحاديث مخالف لكتاب الله منكر لسنة رسول الله.
26- وقال مالك بن أنس1: "الله في السماء2 وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان"3. 27- وقال الشافعي4: "خلافة أبي بكر حق قضاها الله في السماء5 وجمع عليها قلوب أصحاب نبيه صلي الله عليه وسلم "6. 28- وقال عبد الله بن المبارك7: "نعرف ربنا فوق سبع" سموات بائنا من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية أنه ههنا وأشار إلى الأرض8.
اثبات صفة الوجه
" إثبات صفة الوجه " 29- ومن الصفات التي نطق بها القرآن وصحت بها الأخبار الوجه. 30- وقال الله عز وجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} 1. 31- وقال تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ} 2. 32- وروى أبو موسى رضي الله عنه عن صلي الله عليه وسلم قال: "جنات الفردوس أربع ثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما وما فيهما وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء" على وجهه في جنة عدن3.
33- وروى أبو موسى قال: قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأربع فقال: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار1، وعمل النهار قبل الليل حجابه النار2 لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره ثم قرأ 3 {أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} 4.رواه5 مسلم6.
34- فهذه صفة ثابتة بنص الكتاب وخبر الصادق الأمين فيجب الإقرار بها والتسليم كسائر الصفات الثابتة بواضح الدلالات.
النزول
" النزول " 35- وتواترت الأخبار وصحت الآثار بأن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيجب الإيمان به والتسليم له وترك الاعتراض عليه، وإمراره من غير تكييف ولا تمثيل ولا تأويل ولا تنزيه ينفي حقيقة النزول. 36- فروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب لهمن يسألني فأعطيه1 من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر" 2.
37- وفي لفظ ينزل الله عز وجل. 38- ولا يصح حمله على نزول القدرة ولا الرحمة، ولا نزول ملك. 40- لما روى مسلم بإسناده عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ينزل الله عزوجل إلى سماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجب له، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يضيء الفجر" 1. 41- وروى رفاعه بن عرابة23 الجهني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إذا مضى نصف الليل أو ثلث الليل ينزل الله عزوجل إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحداً غيري، من ذا الذي يستغفرني أغفر له، من ذا الذي يدعوني أستجيب له، من الذي يسأني أعطيه، حتى ينفجر الصبح" رواه الإمام أحمد4.
41- وهذان الحديثان يقطعان تأويل كل متأول ويدحضان حجة كل مبطل. 42- وروى حديث النزول: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وجبير بن مطعم، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وعمرو بن عنسبة وأبو الدرداء، وعثمان ابن أبي العاص، ومعاذ بن جبل، وأم سلمه زوج النبي صلي الله عليه وسلم، وخلق سواهم12. 43- ونحن مؤمنون بذلك مصدقون من غير أن نصف له كيفية أو نشبهه بنزول المخلوقين 44- وقد قال بعض العلماء سئل أبو حنيفة3 عنه -يعني النزول- فقال ينزل بلا كيف4.
45- وقال محمد بن الحسن الشيباني1 صاحبه: الأحاديث التي جاءت أن الله يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا من الأحاديث2 أن هذه الأحاديث قد روتها الثقات، فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها3. 46- وروينا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل4 قال كنت أنا وأبي عابرين في المسجد فسمع قاصاً يقص بحديث5 النزول: فقال إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله عزوجل إلى سماء الدنيا بلا زوال ولا انتقال، ولا تغير حال، فارتعد أبي رحمه الله وأصفر لونه ولزم يدي وأمسكته حتى سكن، ثم قال: قف بنا على هذا المتخرص6 فلما حاذاه قال: يا هذا رسول الله صلي الله عليه وسلم
أغير على ربه عز وجل منك، قل كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وانصرف1. 47- قال حنبل2: قلت لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل-:ينزل الله إلى سماء الدنيا قلت نزوله بعلمه أو ماذا فقال لي: اسكت عن هذا، ما لك ولهذا؟ مضى الحديث على ما روي بلا كيف ولا حد على ما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب3. 48- وقال إسحاق4 بن راهويه قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف ينزل؟ قال قلت: أعز الله الأمير لا يقال لأمر الرب عز وجل كيف إنما ينزل بلا كيف5.
49- ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو فقد أتى بقول مبتدع ورأي مخترع. "
إثبات صفة اليدين
"إثبات صفة اليدين " 50- ومن صفاته سبحانه الواردة في كتابه العزيز الثابتة عن رسوله المصطفى الأمين: اليدان 51- قال الله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 1. 52- وقال عز وجل: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} 2. 53- وروى أبو هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "التقى آدم وموسى فقال موسى يا آدم أنت أبونا خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته خيبتنا وأخرجتنا فقال آدم: أنت موسى كلمك الله تكليماً وخط لك التوراة بيده واصطفاك برسالته، فبكم وجدت في كتاب الله، {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} 3 قال: بأربعين سنة، قال: فتلومني على أمر قدره علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، قال رسول صلي الله عليه وسلم: "فحج آدم موسى" 4.
54- فلا نقول يد كيد، ولا نكيف ولا نشبه ولا نتأول اليدين على القدرتين كما يقول أهل التعطيل والتأويل. 55- بل نؤمن بذلك ونثبت الصفة من غير تحديد ولا تشبيه. 56- ولا يصح حمل اليدين على القدرتين فإن قدرة الله واحدة ولا على النعمتين فإن نعم الله عز وجل لا تحصى. 57- كما قال عز وجل: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} 1. 58- وكل ما قال الله عز وجل في كتابه وصح عن رسوله بنقل العدل عن العدل مثل المحبة والمشيئة، والإرادة، والضحك، والفرح، والعجب، والبغض، والسخط، والكره، والرضا، وسائر ما صح عن الله ورسوله وإن نبت عنها أسماع بعض الجاهلين واستوحشت منها نفوس المعطلين.
النفس
" النفس " 59- ومما1نطق بها القرآن وصح بها النقل من الصفات: النفس.
60- قال الله عز وجل إخباراً عن نبيه عيسى عليه السلام أنه قال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} 1. 61- وقال عز وجل: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} 2. 62- وقال عزوجل لموسى عليه السلام: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} 3. 63- وروى أبوهريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "يقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلى شبراً اقتربت إليه ذراعاً، وإن اقترب إلي ذراعاً اقتربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" 4. 64- وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لما خلق
الله الخلق كتب في كتاب فكتبه على نفسه فهو موضوع عنده على1 العرش إن رحمتي تغلب غضبي" 2.
الرؤية
" الرؤية " 65- وأجمع أهل الحق واتفق أهل التوحيد والصدق أن الله تعالى يرى في الآخرة كما جاء في كتابه وصح1 عن رسوله. 66- قال الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} 2. 67- وروى جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا جلوساً ليلة مع النبي صلي الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: "إنكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون3 في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل
طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "ثم قرأ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ} 1"2.
68- وفي رواية: "سترون ربكم عياناً" 1. 69- وروى صهيب عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً لم تروه فيقولون ما هو2؟ ألم يبيض وجوهنا ويزحزحنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، ثم تلى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} 3، رواه مسلم4. 70- وقال مالك5 بن أنس رضي الله عنه: الناس ينظرون إلى الله تعالى بأعينهم يوم القيامة6. 71- وقال أحمد7 بن حنبل: من قال إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر8.
كلام الله
" كلام الله " 72- ومن مذهب أهل الحق أن الله عز وجل لم يزل متكلماً بكلام مسموع مفهوم مكتوب. 73- قال الله عز وجل: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} 1. 74- وروى عدي بن حاتم قال: قال رسول الله: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه2 الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان3 ثم ينظر أيمن45 منه" فلا ينظر6 إلا شيئاً قدمه، ثم ينظر "أشأم7 منه" فلا يرى إلا شيئاً قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه
فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل " 1. 75- وروى جابر2 بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله3 بن عمرو بن حرام قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك قال بلى، قال وما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحاً4 قال يا عبد الله تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية، قال إنه سبق مني أنهم إليها5 لا يرجعون قال فأبلغ من ورائي فأنزل الله عز وجل: {وَلا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} 1 رواه ابن ماجه2. 76- والقرآن كلام الله عز وجل، ووحيه وتنزيله3، والمسموع من القارئ كلام الله عزوجل. 77- قال عز وجل: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} 4 وإنما سمعه من التالي. 78- وقال الله عزوجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} 5. 79- وقال الله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 6. 80- وقال عز وجل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} 7. 81- وهو محفوظ في الصدور.
82- كما قال عز وجل: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} 1. 83- وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: استذكروا القرآن فهو أشد تفصيا2 من صدور الرجال من النعم3 من عقله 456. 84- وهو مكتوب في المصاحف منظور بالأعين.
85- قال الله عز وجل: {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} 1. 86- وقال عز وجل: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} 2. 87- وروى عبد الله بن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم3 نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو 4. 88- وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة5 حتى أنظر في كلام الله عز وجل -يعني القراءة6 في المصحف"7.
89- وقال عبد الله بن أبي مليكة1 كان عكرمة2 بن أبي جهل رضي الله عنه يأخذ المصحف فيضعه على وجهه فيقول كتاب ربي عز وجل وكلام ربي عز وجل3. 90- وأجمع أئمة السلف والمقتدي بهم من الخلف على أنه غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر4. 91- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القرآن:
"ليس بخالق ولا مخلوق ولكن كلام الله منه بدأ وإليه يعود"1. 92- وقال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس: "القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود"2. 93- وروي عن سفيان بن عيينة3 قال سمعت عمرو4ابن دينار يقول: أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون: "القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود"5 رواه محمد ابن جرير6 بن
يزيد الفقيه، وهبة الله بن الحسن1 بن منصور الحافظ الطبريّان في كتاب السنة لهما، وقد أدرك عمرو بن دينار أبا هريرة، وابن عباس، وابن عمر23. 94- واحتج أحمد4 على ذلك بأن الله كلم موسى فكان الكلام من الله والاستماع من موسى5. 95- وبقوله عز وجل: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} 6.
96- وروى الترمذي من رواية خباب بن الأرت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " إنكم لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه"1 يعني: القرآن 2. 97- ونعتقد أن الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة عين كلام الله عز وجل لا حكاية ولا عبارة. 98- قال الله عزوجل: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} 3. 99- وقال: {المص} 4. 100- وقال: {الر} 56.
101- وقال: {المر} 1. 102- وقال: {كهيعص} 2. 103- وقال: {حم عسق} 3. 104- فمن لم يقل إن هذه الأحرف عين كلام الله عزوجل فقد مرق4 من الدين وخرج عن جملة المسلمين. 105- ومن أنكر أن يكون حروفاً فقد كابر العيان وأتى بالبهتان. 106- روى الترمذي من طريق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله عزوجل فله عشر حسنات" 5، قال الترمذي: هذا حديث صحيح. 107- ورواه غيره من الأئمة وفيه: "أما إني لا أقول {الم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
108- وروى يعلى بن مملك1 عن أم سلمة رضي الله عنها: "أنها نعتت قراءت رسول الله صلي الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفاً2 رواه أبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو عيسى الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. 109- وروى سهل بن سعد الساعدي قال بينا نحن نقتري3 إذ خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي أقوام يقرؤونه4 يقيمون حروفه كما يقام السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه" 5 رواه أبو بكر الآجري وأئمة غيره.
110- وروي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قالا: "إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه"1. 111- وروى أبو عبيدة2 في فضائل القرآن بإسناده قال: سئل علي رضي الله عنه عن الجنب أيقرأ القرآن؟ فقال: لا، ولا حرفاً3. 112- وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كفر بحرف منه4 -يعني القرآن- فقد كفر به5 أجمع6.
113- وقال أيضاً: "من حلف بسورة البقرة فعليه بكل حرف منها يمين"1. 114- وقال طلحة2 بن مصرف قرأ رجل على معاذ بن جبل فترك واواً فقال: "لقد تركت حرفاً أعظم من جبل أحد"3. 115- وقال الحسن4 البصري في كلام له "قال الله عزوجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا} 5، وما تدبر آياته إلا أتباعه أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى أن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله فما اسقطت منه حرفاً، وقد أسقطه كله6. 116- وقال عبد الله بن المبارك7: "من كفر بحرف من القرآن فقد كفر بالقرآن ومن قال: لا أومن بهذه اللام فقد كفر"8.
117- وروى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "يحشر الله الناس يوم القيامة وأشار بيده إلى الشام عراة غرلاً1 بهما -قلت ما بهما- قال: ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة واحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى "أقصه منه"2 قالوا: وكيف وإنما نأتي الله عراة غرلاً3 قال: بالحسنات والسيئات". رواه أحمد وجماعة4 من الأئمة.
118- وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء كجر السلسة على الصفوان فيخرون سجداً " 1 وذكر الحديث.
119- وقول القائل بأن الحرف والموت لا يكون إلا من مخارج باطل محال. 120- قال الله عزوجل: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} 1. 121- وكذلك قال إخباراً عن السماء والأرض أنهما قالتا أتينا طائعين2 فحصل القول من غير مخارج ولا أدوات. 122- وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم: " أنه كلمه الذراع المسمومة"3. 123- وصح4 أنه سلم عليه الحجر5.
124- وسلمت عليه الشجرة1.
القدر
" القدر " 125- وأجمع أئمة السلف من أهل الإسلام على الإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره قليله وكثيره، بقضاء الله وقدره لا يكون شيء إلا بإرادته ولا يجري خير وشر إلا بمشيئته خلق من شاء للسعادة واستعمله بها فضلا، وخلق من أراد1 للشقاء2 واستعمله به عدلاً، فهو سر استأثر به، وعلم حجبه عن خلقه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. 126- قال عزوجل: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ} 3. 127- وقال عزوجل: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} 4.
128- وقال عزوجل: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} 1. 129- وروى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصره2 فنكس وجعل ينكت3 بمخصرته ثم قال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة، فقالوا: يا رسول الله! أفلا نتكل على كتابنا فقال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء4 فسيصير لعمل الشقاء5 ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} 67. 130- وروى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا
رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن خلق أحدكم "يجتمع"1 في بطن أمه أربعين2 يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل3 أهل الجنة فيدخلها" 4. 131- وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه مسلم في الصحيح، وأبو داود في السنن وغيرهما من الأئمة، أن جبريل عليه السلام قال للنبي عليه السلام: ما الإيمان؟ قال:" أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره"5، "قال: فإذا فعلتُ ذلك فقد آمنتُ؟ قال: نعم". 132- وفيه من الأدلة ما لو استقصيناه لأدى إلى الاملال.
الاسراء والمعراج
" الإسراء والمعراج " 133- وأجمع القائلون بالأخبار والمؤمنون بالآثار أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أسري به إلى فوق1 سبع سموات ثم إلى سدرة المنتهى، أسرى به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى -مسجد بيت المقدس- ثم عرج به إلى السماء بجسده وروحه جميعاً2 ثم عاد من ليلته إلى مكة قبل الصبح. 134- ومن قال إن الإسراء في ليلة والمعراج في أخرى3 فقد غلط4. 135- ومن قال: إنه منام وإنه لم يسر بجسده فقد كفر5.
136- قال الله عزوجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} 41. 137- وروى قصة الإسراء عن النبي صلي الله عليه وسلم أبو ذر وأنس بن مالك ومالك بن صعصعة وجابر بن عبد الله وشداد بن أوس
وغيرهم، كلها صحاح مقبولة مرضية عند أهل النقل مخرجة في الصحاح1.
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه
" رؤية النبي صلي الله عليه وسلم ربه " 138- وأنه صلي الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل1.
139- كما قال عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} 1. 140- قال الإمام أحمد -فيما روينا عنه2-:وأن النبي صلي الله عليه وسلم رأى ربه عز وجل. فإنه مأثور عن النبي صلي الله عليه وسلم، رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم بن إبان، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس3. 141- والحديث على ظاهره كما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم "والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن به كما جاء"4 على ظاهرة ولا تناظر فيه أحداً.
142- وروي عن عكرمة عن ابن عباس قال: إن الله عزوجل اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام واصطفى محمداً صلي الله عليه وسلم بالرؤية1. 143- وروى عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: رأى محمد صلي الله عليه وسلم ربه مرتين2. 144- وروي عن أحمد رضي الله عنه أنه قيل له: بِمَ تجيب "عن"3 قول عائشة رضي الله عنها من زعم "أن محمداً"4 قد رأى ربه عزوجل الحديث؟ قال بقول النبي صلي الله عليه وسلم رأيت ربي عزوجل5. 145- وفي حديث شريك بن عبد الله بن أبي6 نمر عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فرجعت إلى
ربي وهو في مكانه. والحديث بطوله مخرج في الصحيحين1 والمنكر لهذه اللفظة بعد هذا الحديث راد على الله ورسوله.
الشفاعة
" الشفاعة " 146- ويعتقد1 أهل السنة ويؤمنون بأن النبي صلي الله عليه وسلم يشفع "يوم القيامة"2 لأهل الجمع كلهم شفاعة عامة، ويشفع في المذنبين من أمته فيخرجهم من النار بعد ما احترقوا. 147- كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد إن شاء الله أن أختبي دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" 3. 148- وروى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: "لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أوّل منك لما رأيت من
حرصك على الحديث أن أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة: مَن قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" رواه البخاري1. 149- وروى حديث الشفاعة بطوله: أبو بكر الصديق، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى عبد الله بن قيس، وأبو هريرة وغيرهم2.
الايمان بالحوض
" الإيمان بالحوض " 150- ثم الإيمان بأن1 لرسول الله صلي الله عليه وسلم حوضاً ترده أمته كما صح عنه وأنه2 كما بين عدن إلى عمان البلقاء. 151- وروي من مكة إلى بيت المقدس. 152- وبألفاظ أخر
153- ماؤه أشد بياضاً1 من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء رواه عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي بن كعب، وأبو ثور، وثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبو أمامة الباهلي ويزيد الأسلمي2.
الإيمان بعذاب القبر
" الإيمان بعذاب القبر " 154- والإيمان بعذاب القبر حق واجب وفرض لازم. 155- رواه عن النبي صلي الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وأبو أيوب وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو بكرة، وأبو رافع، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الله بن عباس، وجابر ابن عبد الله
وعائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم وأختها أسماء وغيرهم1. 156- وكذلك الإيمان بمسائلة2 منكر ونكير3. 157- والإيمان "بأن"4 الجنة والنار5 مخلوقتان لا
يفنيان أبداً خلقتا للبقاء لا للفناء، وقد صح في ذلك أحاديث عدة1.
الإيمان بالميزان
" الإيمان بالميزان " 158- والإيمان بالميزان. 159- قال الله عزوجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} 1.
الإيمان
" الإيمان " 160- والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية1. 161- قال الله عزوجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً} 2. 162- وقال عزوجل: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} 3. 163- وقال عزوجل: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} 4. 164- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"الإيمان بضع وسبعون" وفي رواية "بضع5 وستون شعبة6 والحياء شعبة من الإيمان"، ولمسلم وأبي داود فأفضلها "قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" 7.
165- والاستثناء في الإيمان سنة ماضية فإذا سئل الرجل أمؤمن أنت قال إن شاء الله. 166- روي ذلك عن عبد الله1 بن مسعود وعلقمة2ابن قيس والأسود3 بن يزيد وأبي4 وائل شقيق بن سلمة، ومسروق5 بن الأجدع، ومنصور6 بن المعتمر، وإبراهيم7
النخعي، ومغيرة1 بن مقسم الضبي، وفضيل2 بن عياض وغيرهم3. 167- وهذا استثناء على يقين. 168- قال4 الله عزوجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} 5.
الفرق بين الإسلام والإيمان
" الفرق بين الإسلام والإيمان " 169- والإيمان هو الإسلام وزيادة. 170- قال الله عزوجل: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} 1. 171- وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت
رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:"بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصيام شهر رمضان، وحج البيت" 1. 172- فهذه حقيقة الإسلام. 173- والإيمان فحقيقته ما رواه أبو هريرة فيما قدمناه2. 174- وروى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال أعطى "رسول الله صلي الله عليه وسلم3 رهطاً وأنا جالس وترك رسول الله صلي الله عليه وسلم منهم رجلاً هو أعجبهم إليّ فقمت فقلت: ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمناً، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أو مسلماً، ذكر ذلك سعد ثلاثاً وأجابه بمثل ذلك، ثم قال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه 4.
175- قال الزهري1 فنرى أن الإسلام الكلمة والإيمان العمل الصالح2. 176- قلنا فعلى هذا قد يخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرجه3 من الإسلام إلا الكفر بالله عزوجل4.
خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام
" خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام" 177- ونؤمن بأن الدجال خارج في هذه الأمة لا محالة كما أخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم وصح عنه1. 178- وأن عيسى بن مريم عليه السلام ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيأتيه "وقد حصر المسلمون على عقبة
أفيق1" فيهرب فيقتله عند باب لّد الشرقي. 179-ولّد من أرض فلسكين بالقرب من الرملة على نحو ميلين منها.
الإيمان بملك الموت
" الإيمان بملك الموت " 180- ونؤمن بأن ملك الموت1 أرسل إلى موسى عليه السلام فصكه ففقأ عينه كما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم2، لا
ينكره إلا ضال مبتدع راد على الله ورسوله. 181- ونؤمن بأن الموت يؤتى به يوم القيامة فيذبح، كما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"يؤتي بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد يا أهل الجنة فيشرئبون1 وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: هذا الموت وكلهم قد رآه، ثم ينادي2 يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه فيذبح ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت3، ثم قرأ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} 4.
فضائل المصطفى صلي الله عليه وسلم وخصائصه
فضائل المصطفى صلي الله عليه وسلم وخصائصه " فصل " 182- ونعتقد أن محمداً المصطفى خير الخلائق
وأفضلهم وأكرمهم "على الله عزوجل"1 وأعلاهم درجة وأقربهم إلى الله وسيلة، بعثه الله رحمة للعالمين، وخصه بالشفاعة في الخلق2 أجمعين. 183- روى جابر بن عبد الله أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي3 يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة" 4. 184- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهش56
منها نهشة ثم قال: "أنا سيد1 الناس يوم القيامة" وذكر حديث الشفاعة بطوله2. 185- وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "آتى يوم القيامة باب الجنة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول محمد فيقول3 بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم45. 186- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع "وأول"6 مشفع" رواه مسلم7، وأبو داود8.
الخلفاء رضي الله عنهم
"الخلفاء رضي الله عنهم" 187- ونعتقد أن خير هذه الأمة وأفضلها بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم صاحبه الأخص وأخوه في الإسلام ورفيقه في الهجرة والغار "أبو بكر الصديق"1 وزيره في حياته وخليفته بعد وفاته، عبد الله بن عثمان عتيق بن أبي قحافة. 188- ثم بعده الفاروق أبو حفص عمر بن الخطاب الذي أعز الله به الإسلام2 وأظهر الدين. 189- ثم بعده ذو النورين أبو عبد الله عثمان بن عفان الذي جمع القرآن وأظهر العدل والإحسان. 190- ثم ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وختنه3 علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم. 191- فهؤلاء الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون4. 192- ثم الستة الباقون من العشرة: طلحة بن عبيد5 الله والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضوان الله عليهم.
193- فهؤلاء العشرة الكرام البررة الذين شهد لهم الرسول صلي الله عليه وسلم بالجنة1. 194- فنشهد لهم بها كما شهد لهم بها إتباعاً لقوله وامتثالاً لأمره. 195- وقد شهد رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة لثابت بن قيس بن شماس2. 196- وعبد الله بن سلام3. 197- ولبلال4 بن رباح. 198- ولجماعة من النساء والرجال من أصحابه.
199- وبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب1لا صخب2 فيه ولا نصب34. 200- وأخبر أنه رأى الرميصاء بنت ملحان في الجنة5. 201- فكل من شهد له رسول الله صلي الله عليه وسلم بالجنة شهدنا له ولا نشهد لأحد غيرهم بل نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ونكل علم الخلق إلى خالقهم. فالزم رحمك الله ما ذكرت لك من كتاب ربك العزيز وكلام نبيك الكريم ولا تحد عنه، ولا تبغ الهدى في غيره ولا تغتر بزخارف المبطلين، وآراء المتكلفين، فإن الرشد والهدى والفوز والرضا فيما جاء من عند الله ورسوله. لا فيما أحدثه المحدثون، وأتى به المتنطعون من آرائهم المضمحلة6 ونتائج عقولهم الفاسدة، وارض بكتاب الله وسنة رسوله7 بدلاً من قول كل قائل وزخرف وباطل.
فضل الاتباع
"فصل في فضل1 الإتباع" 202- روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول في خطبته: "نحمد الله ونثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، وكان إذا ذكر الساعة أحمرت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير جيش "يقول"2 صبحكم مساكم3، ثم قال: من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي أو علي وأنا ولي المؤمنين" رواه مسلم والنسائي4. "ولم يذكر مسلم: وكل ضلالة في النار" 5. 203- وروى زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم يوماً خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد:
" أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي عزوجل فأجيبه وأنا تارك فيكم الثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به، وأخذ به كان على الهدى، ومن تركه وأخطاه كان على الضلالة وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاثة مرات" رواه مسلم12. 204- وروى العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال: "وعظنا رسول الله صلي الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منه القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله وعليكم بالسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".رواه أبو داود3 والترمذي، وقال: حديث صحيح.
205- ورواه ابن ماجه وفيه قال: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك" 1. 206- وروى أبو الدرداء قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر ونتخوفه فقال: "الفقر2 تخافون والذي نفسي بيده لتصبن3 الدنيا4 عليكم حتى لا يزيغ قلب أحدكم إن أزاغه إلاهيه، وأيم الله قد تركتكم على البيضاء ليلها ونهارها سواء"، قال أبو الدرداء: صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء.. رواه ابن ماجه5. 207- وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إني قد خلفت فيكم ما لن تضلوا بعدهما ما أخذتم بهما "أو عملتم بهما"6 كتاب الله وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا على
الحوض" رواه أبو القاسم الطبري الحافظ في السنن1. 208- وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته إنما أنا متبع ولست بمبتدع2. 209- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "قد فرضت لكم الفرائض وسنت لكم السنن وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً"3. 210- وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر4.
211- وروى الأوزاعي1 عن الزهري2 أنه روى أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني وهو مؤمن" فسألت الزهري ما هذا؟ فقال: من الله العلم وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم أمرّوا أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم كما جاءت، وفي رواية فإن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أمّروها3. 212- وقال عمر بن عبد العزيز4 رضي الله عنه، سن رسول الله صلي الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سنناً الأخذ بها تصديق5 لكتاب الله واستكمال لطاعته وقوة على دين الله ليس لأحد
تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ومن استبصر بها بصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً1. 213- وقال الأوزاعي2: "اصبر على السنة وقف حيث وقف القوم، وقل فيما قالوا، وكف عما كفوا، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم"3. 214- وقال نعيم4 بن حماد: "من شبه الله بخلقه فقد كفر "ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر"5 وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه"6.
215- وقال سفيان1 بن عيينة: "كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل"2.
216- 1وقال أبو بكر1 المروزي: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والرؤية والإسراء، وقصة العرش، فصححها أبو عبد الله وقال: قد تلقتها العلماء بالقبول تمر الأخبار كما جاءت3. 217- وقال محمد بن الحسن4 الشيباني صاحب أبي حنيفة:"اتفق الفقهاء كلهم من الشرق إلى الغرب على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله في صفة الرب عزوجل من غير تفسير5ولا تشبيه فمن
فسر اليوم شيئاً من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه فإنهم لم يفسروا ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم1 فقد فارق الجماعة لأنه وصفه بصفة لا شيء"2. 218- وقال عباد3 بن العوام قدم علينا شريك4 "بن
عبد الله"1 فقلنا: إن قوماً ينكرون هذه الأحاديث: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، والرؤية وما أشبه هذه الأحاديث، فقال إنما جاء بهذه الأحاديث من جاء بالسنن في الصلاة والزكاة والحج، وإنما عرفنا الله بهذه الأحاديث2. 219- فهذه جملة مختصرة من القرآن والسنة وآثار من سلف فالزمها وما كان مثلها مما صح عن الله ورسوله وصالح سلف الأمة ممن حصل الاتفاق عليه من خيار الأئمة ودع أقوال من كان عندهم محقوراً مهجوراً مبعداً مدحوراً مذموماً ملوماً، وإن اغتر كثير من المتأخرين بأقوالهم وجنحوا إلى اتباعهم فلا تغتر بكثرة أهل الباطل. 220- فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء" رواه مسلم وغيره3. 221- وروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" 4.
222- وفي رواية قيل فمن الناجية؟ قال:"ما أنا عليه اليوم1 وأصحابي" 2 رواه جماعة من الأئمة. 223- واعلم رحمك الله أن الإسلام وأهله أتوا من طوائف3 "ثلاث"4 فطائفة ردت5 أحاديث الصفات وكذبوا رواتها فهؤلاء أشد ضرراً على الإسلام وأهله من الكفار. وأخرى قالوا بصحتها وقبولها ثم تأولوها فهؤلاء أعظم ضرراً من الطائفة الأولى، والثالثة: جانبوا القولين الأولين6 وأخذوا بزعمهم ينزهون7 وهم يكذبون فأداهم ذلك إلى القولين الأولين.
وكانوا أعظم ضرراً من الطائفتين الأولين1. 224- فمن السنة2 اللازمة السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله3 ورسوله أو يتفق المسلمون على إطلاقه، وترك التعرض له بنفي أو إثبات فكما لا يثبت إلا بنص شرعي كذلك لا ينفي إلا بدليل سمعي. 225- نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما يرضيه من القول والعمل والنية وأن يحيينا على الطريقة التي يرضاها ويتوفانا عليها وأن يلحقنا بنبيه وخيرته من خلقه محمد المصطفى وآله وصحبه ويجمعنا معهم في دار كرامته إنه سميع قريب مجيب. 226- وكل حديث لم نضفه إلى من أخرجه فهو متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما 54.
تم بحمد الله وعونه وصلواته على سيدنا محمد وآله. وذلك لرابع ساعة من نهار الأحد خامس شهر رجب الفرد سنة خمس وستين وستمائة كتبه أبو الحرم بن علي برسم السمس محمد بن علوي عفى الله عنه.
مصادر ومراجع
مصادر ومراجع ... " ثبت المصادر " " أ " "1" إثبات صفة العلو: موفق الدين بن قدامة المقدسي، تحقيق بدر البدر، ط. 1، 1406هـ الكويت. "2" إثبات عذاب القبر: البيهقي تحقيق د شرف محمود القضاة، ط.1، 1403هـ دار الفرقان، الأردن عمان. "3" اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: لابن قيم الجوزية الدمشقي، الناشر: المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، بدون تاريخ. "4" الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: الأمير علاء الدين الفارسي، بعناية كمال يوسف الحوت، الطبعة الأولى 1407هـ دار الكتب العلمية بيروت. "5" أخلاق أهل القرآن: محمد بن الحسين الآجري، تحقيق محمد عمرو بن عبد اللطيف، ط.1، 1406هـ دار الكتب العلمية بيروت. "6" الأدب المفرد: للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - الطبعة الثانية - 1379هـ، القاهرة، نشرة قصي محب الدين. "7" إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: تخريج الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ط.1، 1399هـ المكتب الإسلامي. "8" الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر يوسف بن عبد البر.. مطبوع مع الإصابة تحقيق طه محمد الزيني، ط.1، الناشر مكتبة الكليات الأزهرية.
"9" أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين ابن الأثير الجزري.. تحقيق محمد إبراهيم البناء وآخرين. دار الشعب القاهرة 1390هـ. "10" الأسماء والصفات: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، مصورة عن الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت 1405هـ. "11" الإصابة في تمييز الصحابة ابن حجر العسقلاني: ومعه الاستيعاب لابن عبد البر، الطبعة الأولى، مكتبة الكليات الأزهرية 1396هـ. "12" الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد:- البيهقي - تحقيق أحمد عصام الكاتب، ط.1،1401هـ. "13" الأعلام: خير الدين الزركلي، الطبعة الخامسة 1408هـ دار العلم للملايين بيروت. "14" أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات: مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي، تحقيق شعيب الأرناؤط، ط.1، 1406هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت. "15" الإيمان: لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق ناصر الدين الألباني، دار الأرقم الكويت. "16" الإيمان: ابن أبي شيبة، تحقيق الألباني، دار الأرقم، الكويت. "17" الإيمان: ابن تيمية، المجلد السابع من مجموع الفتاوى. "18" الإيمان: لابن منده، تحقيق. د. علي ناصر فقيهي، ط.1، 1401هـ، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. "19" إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون، إسماعيل باشا البغدادي، مكتبة المثنى بغداد.
"ب" "20" البداية النهاية في التاريخ: ابن كثير، ط.1، 1348هـ. "21" البدع والنهي: محمد بن وضاح القرطبي، تحقيق محمد أحمد دهمان. "22" البعث: ابن أبي داود، تحقيق أبي إسحاق الجويني الأثري، ط.1، 1408هـ، دار الكتاب العربي بيروت. "23" البعث والنشور: البيهقي، تحقيق عامر أحمد حيدر، ط.1، 1406هـ، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت. "ت" "24" التاج المكلل: صديق بن حسن الحسيني القنوجي البخاري، ط.2، 1383هـ، نشر شرف الدين، الكتبي وأولاده - الهند -. "25" تأريخ الأدب العربي: كارل برو كلمان، تعريب عبد الحليم النجار، ط.4، 1397هـ، جمال الدين. "26" تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي، الناشر دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان. "27" تاريخ الطبري: تاريخ الرسل والملوك، محمد بن جرير الطبري، تحقيق أبي الفضل محمد إبراهيم، الطبعة الرابعة، دار المعارف، بمصر. "28" التاريخ الكبير: البخاري، دار الكتب العلمية، مصور عن الطبعة الأولى في الهند. "29" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: محمد بن عبد الرحمن المباركفوري، الطبعة الثانية 1383هـ، القاهرة، الناشر المكتبة السلفية بالمدينة المنورة.
"30" تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: جمال الدين المزي، نشر الدار القيمة، بمباي، الهند، 1384هـ. "31" تذكرة الحفاظ: شمس الدين الذهبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. "32" تغليق التعليق: ابن حجر العسقلاني، تحقيق سعيد عبد الرحمن القزفي، ط.1، 1405هـ، المكتب الإسلامي. "33" تفسير ابن كثير: عماد الدين بن كثير، ومعه معالم التنزيل للبغوي، ط.1،1343هـ، مطبعة المنار مصر. "34" تقريب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، ط.1، 1393هـ، دار نشر الكتب الإسلامية، باكستان. "35" التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد: لأبي بكر محمد بن عبد الغني الشهير بابن نقطه، ط.1، 1404هـ، بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن، الهند. "36" التكملة لوفيات النقلة: زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري، تحقيق د. بشار عواد معروف، ط.2، 1401هـ، مؤسسة الرسالة بيروت. "37" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: أبو عمر يوسف ابن عبد البر، تحقيق سعيد عراب وآخرين ط.1، 1402هـ. "38" التوحيد وإثبات صفة الرب عز وجل: ابن خزيمة، راجعه وعلق عليه محمد خليل هراس، الطبعة الثانية، دار الفكر1393هـ. نسخة أخرى بتحقيق د عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، ط.1، 1408هـ، دار الرشد، الرياض.
"39" تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للمزي، نسخة كاملة مصورة، نشر دار المأمون للتراث، 1402هـ، نسخة أخرى مطبوعة من جزء 1- 15 لم تكمل بتحقيق د. بشار معروف ط.1، مؤسسة الرسالة. "ج" "40" جامع الأصول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ابن الأثير الجزري، تحقيق وتخريج عبد القادر الأرناؤط، مطبعة الملاح، دمشق، ط.1، 1391هـ. "41" جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر، 1398هـ، دار الكتب العلمية. "42" جامع البيان على تأويل القرآن: لأبي جعفر محمد بن جرير، ط.3، الحلبي 1388هـ، القاهرة. "43" الجامع الصحيح: محمد بن إسماعيل البخاري، تقديم وتحقيق وتعليق محمد النواوي وآخرين، 1377هـ، القاهرة. "44" الجامع الصحيح: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سوره الترمذي، الطبعة الثانية، 1398هـ، بمطبعة الحلبي، القاهرة. "45" الجامع في السنن والآداب: ابن أبي زيد القيرواني، تحقيق محمد أبو الأجفان، ط.1، 1402هـ، مؤسسة الرسالة. "46" الجامع لأحكام القرآن: القرطبي، دار إحياء التراث العربي. "47" الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: للخطيب البغدادي. تحقيق د. محمود الطحان، ط.1، 1403هـ، مكتبة العارف، الرياض.
"ح" "48" حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: ابن قيم الجوزية، مطبعة المدني، 1398هـ. "49" حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني، ط.3، 1400هـ، دار الكتاب العربي. "50" الحوادث والبدع: أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي، تحقيق محمد الطالبي، دار الأصبهاني وشركاه. "خ" "51" خلق أفعال العباد: محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق بدر البدر، ط.1، 1405هـ، الكويت، نسخة أخرى ضمن مجموع عقائد السلف جمع علي سامي النشار، 1391هـ. "د" "52" الدر المنثور في التفسير بالمأثور: السيوطي، ط.1، 1403هـ، دار الفكر بيروت. "53"دلائل النبوة: لأبي نعيم، تحقيق محمد رواس قلعجي، ط.1، 1390هـ، حلب. "54"دلائل النبوة: للبيهقي، تحقيق د. عبد المعطي قلعجي، ط.1، 1405هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "ذ" "55"الذيل على طبقات الحنابلة: ابن رجب الحنبلي، ط.1، مطبعة السنة المحمدية 1372هـ.
"ر" "56"الرحلة في طلب الحديث: الخطيب البغدادي، تحقيق نور الدين عتر، ط.1، 1395هـ. "57"الرد على الجهمية: الدارمي، تحقيق بدر البدر، ط1، الكويت، 1405هـ. "58"الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة: محمد بن جعفر الكناني، ط.4، 1406هـ. "ز" "59"زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن قيم الجوزية، تحقيق وتخريج عبد القادر الأرناؤط، ط.2، 1402هـ، مؤسسة الرسالة. "60"الزهد: لابن المبارك، حققه حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية، بيروت. "61"الزهد: الإمام أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398هـ. "س" "62"سلسلة الأحاديث الصحيحة: محمد ناصر الدين الألباني، ط.2، 1399هـ، المكتب الإسلامي. "63"سنن أبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني، إعداد وتعليق عزت الدعاس، ط1، 1388هـ، حمص. "64"سنن النسائي: ط.1، 1383هـ، الحلبي وشركاه، القاهرة. "65"نن ابن ماجة: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط1، 1395هـ، الحلبي وشركاه، القاهرة.
"66"سنن الدارمي: ط1، بعناية عبد الله هاشم يماني، 1386هـ، القاهرة. "67"السنن الكبرى: البيهقي، مصورة عن الطبعة الأولى، دار المعرفة، بيروت. "68"السنة: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ط1، 1349هـ، المطبعة السلفية، بمكة المكرمة، طبعة أخرى بتحقيق، د. محمد سعيد القحطاني، ط1، 1406هـ، دار ابن القيم. "69"السنة لابن أبي عاصم: تخريج محمد ناصر الدين الألباني، ط1، 1400هـ، المكتب الإسلامي. "70"السنة: لمحمد بن نصر المروزي، ط1، دار الثقافة الإسلامية، بالرياض. "71"سير أعلام النبلاء: للذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤط وآخرين، ط1، 1401هـ، مؤسسة الرسالة. "72"سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: لابن هشام، مراجعة وتعليق محمد خليل هراس، القاهرة، بدون تاريخ. "ش" "73"شذرات الذهب في أعيان من ذهب: عبد الحي بن العماد الحنبلي، دار الآفاق الجديدة، بيروت. "74" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، تحقيق د. أحمد سعد حمدان، ط1، 1402هـ، دار طيبة، الرياض.
"75" شرح السنة: البغوي، تحقيق شعيب الأرناؤط، ط1، 1390هـ، المكتب الإسلامي. "76" شرح العقيدة الطحاوية: طبع المكتب الإسلامي، ط4، 1391هـ. "77" شرح الفقه الأكبر: الماتريدي، بعناية عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، المكتبة العصرية، بيروت. "78" شرح الفقه الأكبر: الملا علي القاري، ط1، 1404هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "79" الشرح والإبانة عن أصول السنة الديانة "الإبانة الصغرى": ابن بطه العكبري، تحقيق وتعليق د. رضا بن نعسان معطي، ط.1، 1402هـ. "80" الشريعة: محمد بن حسين الأجري، تحقيق محمد حامد الفقي، مصورة عن الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت. "81" الشفاء بتعريف حقوق المصطفى: القاضي عياض اليحصبي، تحقيق محمد أمين قره علي وآخرين، الناشر: مكتبة الفارابي، مؤسسة علوم القرآن، دمشق. "ص" "82" صحيح الجامع الصغير: تخريج وتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط.1، 1388هـ، طبع المكتب الإسلامي. "83" صحيح مسلم: تحقيق محمد عبد الباقي، ط.1، 1374هـ، الحلبي وشركاه، القاهرة. "84" صحيح مسلم: بشروح النووي، المطبعة المصرية، 1349هـ.
"85" صحيح سنن ابن ماجة: ناصر الدين الألباني، ط.1، 1407هـ، المكتب الإسلامي. "86" صريح السنة: محمد بن جرير الطبري، تحقيق بدر بن يوسف المعتوق، ط1، 1405هـ، دار الخلفاء، الكويت. "87" الصفات: الدارقطني، تحقيق الشيخ عبد الله الغنيمان، ط.1، 1402هـ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة. "88" صفة الجنة لأبي نعيم: تحقيق علي رضا عبد الله، ط.1، 1406هـ، دار المأمون للتراث. "ط" "89" طبقات الحفاظ: السيوطي، تحقيق علي محمد عمر، ط.1، 1393هـ، القاهرة. "90" طبقات الحنابلة: ابن أبي يعلى، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت. "91" الطبقات الكبرى: لابن سعد، دار صادر، بيروت. "ع" "92" عقيدة السلف أصحاب الحديث: إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، تحقيق بدر البدر، ط1، 1404هـ، الدار السلفية، الكويت. "93" عمل اليوم والليلة: النسائي: تحقيق د. فاروق حمادة ط.1، 1401هـ. "ف" "94" فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ابن حجر
العسقلاني، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، المطبعة السلفية، ط2، 1400هـ. "95" الفقيه والمتفقه: الخطيب البغدادي، تحقيق إسماعيل الأنصاري، ط.2، 1402هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "ق" "96" قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: جلال الدين السيوطي، تحقيق الشيخ خليل محي الدين الميس، ط.1، 1405هـ، المكتب الإسلامي. "97" القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية: محمد بن طولون الصالحي، تحقيق محمد أحمد دهمان، ط.2، 1401هـ، دمشق. "ك" "98" كشف الظنون: حاجي خليفة، مكتبة المثنى. "99" كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: المتقي بن حسام الدين الهندي، ط.1،مطبعة البلاغة، حلب. "ل" "100" لقط اللآلي المتناثرة في الأحاديث المتواترة: محمد مرتضى الزبيدي، تحقيق محمد عبد القادر عطاء، ط.1، 1405هـ، دار الكتب العلمية، بيروت. "م" "101" مجمع الزوائد: الهيثمي، ط.3، 1402هـ، دارالكتاب العربي.
"102" مجموع فتاوى ابن تيمية: جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم، تصوير الطبعة الأولى، 1398هـ. "103" محنة الإمام أحمد بن حنبل: عبد الغني المقدسي، تحقيق د. عبد الله عبد المحسن التركي ط.1، 1407هـ. "104" مختصر الصواعق المرسلة: ابن القيم، مكتبة الرياض الحديثة. "105" مختصر العلو للعلي الغفار: للذهبي، اختصار وتحقيق وتخريج ناصر الدين الألباني، ط.1، المكتب الإسلامي، بيروت،1401هـ. "106" المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي: انتقاء الحافظ الذهبي، تحقيق د. مصطفى جواد ط1، 1397هـ، مطبعة المجمع العلمي العراقي. "107" مسائل أحمد بن حنبل: رواية إسحاق النيسابوري، ط1، 1400هـ، المكتب الإسلامي. "108" مسائل الإمام أحمد: رواية أبي داود السجستاني، دار المعرفة، بيروت. "109" المستدرك على الصحيحين: الحاكم النيسابوري، ومعه التلخيص للحافظ الذهبي، دار الكتاب العربي، بيروت. "110" المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: الدمياطي، حيدر آباد، الهند، 1399هـ. "111" مسند الإمام أحمد: تصوير دار صادر، بيروت. "112" مسند أبي داود الطيالسي: الطبعة الأولى، حيدر آباد، الدكن،
الهند، 1321هـ. "113" مسند الحميدي: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت. "114" مشكاة المصابيح: التبريزي، تحقيق وتخريج محمد ناصر الدين الألباني، ط.2، 1399هـ، المكتب الإسلامي. "115" مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه البوصيري: تحقيق محمد الكشناوي، ط.1، 1403هـ، دار العربية، بيروت. "116" مصنف ابن أبي شيبة: الدار السلفية، بالهند، ط.2، 1399هـ. "117" مصنف عبد الرزاق الصنعاني: بتحقيق وتخريج حبيب الرحمن الأعظمي، ط.1، 1390هـ، المكتب الإسلامي. "118" المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: ابن حجر العسقلاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي. "119" معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار صادر بيروت، 1397هـ. "120" المعجم الكبير: الطبراني، تحقيق حمدي عبد الحميد السلفي، ط.1، 1397هـ، بغداد. "121" المعرفة والتاريخ: يعقوب البسوي، تحقيق د. أكرم ضياء العمري، ط.2،1401هـ، مؤسسة الرسالة بيروت. "122" المعين في طبقات المحدثين: الذهبي، تحقيق د. همام عبد الرحيم، 1404هـ، دار الفرقان. "123" المغني: ابن قدامة، ومعه الشرح الكبير، مطبعة المنار، بمصر، ط.1، 1345هـ.
"124" المنتخب: عبد بن حميد، تحقيق مصطفى بن العدوي، ط.1، 1405هـ، دار الأرقم، الكويت. "125" الموطأ: الإمام مالك بن أنس، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الحلبي وشركاه، ط.1، 1370هـ. "ن" "126" النجوم الزاهرة: ابن تغري بردي مصورة عن طبعة دار الكتب، المؤسسة المصرية. "127" النزول: الدارقطني، تحقيق د. علي ناصر فقيه، ط.1، 1403هـ. "128" النهاية في غريب الحديث: ابن الأثير، تحقيق طه الزيني، الناشر: المكتبة الإسلامية، الحاج رضا الشيخ. "129" هدية العارفين: إسماعيل باشا البغدادي، مكتبة المثنى، بغداد.