عقود الجمان في علم المعاني والبيان

السيوطي

مقدمة المحقق

مقدِّمة المحقِّق الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أمَّا بعدُ: فقد طلب إليَّ بعضُ أولي العلم والفضل - أولَ عام 2006 م - أن أحقِّق منظومة "عقود الجمان" للسيوطي وأضبطها ضبطا كاملا؛ لأهميتها في علم البلاغة، فلم نر أحدًا ضبطها بكل حروفها، فاستعنت بالله تعالى، وحصلت على مخطوطتها من "موقع مخطوطات الأزهر الشريف"، ثم حصلت على كتاب "شرح عقود الجمان في علم المعاني والبيان"، تأليف الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، وبهامشه: "حلية اللب المصون على الجوهر المكنون"؛ للشيخ أحمد الدمنهوري، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر (1358 هـ / 1939 م / 597). وانتهيتُ منها في أقل من أسبوعين - بفضل الله - ولكن انشغلت عن طباعتها، حتى يسَّر الله طباعتها الآن (2012م).

ومعلومة الصعاب التي يجدها من يضبط أُرْجُوزة لأول مرة دون سابق، فيحتاج المرء إلى إعراب الكلمات والحروف والرجوع لأمهات المعاجم، ووزن كل الأبيات؛ خاصة أنَّ المخطوط مليء بالتصحيف والتحريف والسقط، ولا يوجد به همزات، في أرجوزة ربما الحرف - لا الكلمة - يكسر الوزن والمعنى، وكذلك الكتاب المطبوع مليء بالتصحيف والتحريف والسقط. لذا؛ اعتمدت على شرح السيوطي نفسِه - رحمه الله - لها في إعراب الكلمات، والمقارنة بين الكتاب المطبوع والمخطوط وشرح السيوطي لترجيح الضبط الذي أراه، وقد أشرت لمعظم التصحيفات في المخطوط، وبعضها فقط في المطبوع لكثرة الأخطاء الطِّباعية فيه، وعدم أهمية ذكرها، وأسأل الله أن ينفع بهذا العمل، ويجعله في ميزان حسناتنا.

تعريف عام بالمنظومة

تعريف عام بالمنظومة: نظم الإمام السيوطي (جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى: سنة إحدى عشرة وتسعمائة) منظومة "عقود الجمان في المعاني والبيان"، نظم فيها كتاب "تلخيص المفتاح" لجلال الدين القزويني، وكتاب "تلخيص المفتاح"؛ للإمام جلال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر القزويني الشافعي، المتوفَّى سنة (739هـ)، رحمه الله تعالى، اختصره من القسم الثالث من "مفتاح العلوم"؛ للعلامة أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الحنفي، المتوفَّى سنة (626هـ)، رحمه الله تعالى، واشتهر شهرة واسعة. ونص السيوطي - رحمه الله - على أنها ألف بيت، وما عددناه هو ألف وستة أبيات؛ ففي المخطوط ألف وخمسة أبيات، فهناك بيت سقط من الناسخ، وهو البيت: وَسَمِّ بِالتَّسْمِيطِ إِنْ تَوَالَتْ ... ثَلاثَةٌ وَبِالْوِفَاقِ وَافَتْ

وكذلك المطبوع فيه نفس العدد، ففيه بيت سقط أيضا وهو البيت: أَوْ جُمْلَتَيْنِ اسْمِيَّتَيْنِ جَاءَتَا ... فِعْلِيَّتَيْنِ اسْمًا وَفِعْلاً يَا فَتَى وهي على بحر الرجز، وإن كان حدث بعض الهنات من خروجه على بحر الرجز في أبيات أشرت إليها في مكانها؛ مثل قوله: كالْكَرِيمِ مُكْثِرِ الرَّمَادِ هذا؛ وقد شرحها السيوطي نفسه، وسمى الشرح: (حل عقود الجمان)، ووصفها بقوله: أُرْجُوزَةٌ فَرِيدَةٌ فِي أَهْلِهَا ... إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي فَنِّهَا كَمِثْلِهَا قال السيوطي - رحمه الله - في الشرح: "هذه الأرجوزة حاوية لما في (تلخيص المفتاح) في العبارة، وتركت كثيرًا من الأمثلة معوضًا منها زيادات حسنة، بعضها اعترض عليه، وبعضها ليس كذلك ..... وربما قدمت وأخَّرت للمناسبة، ثم من الزيادات ما هو مميز بـ"قلت"، ومنه ما ليس كذلك ... وهو في ألف بيت.

قال: وإنما بلغت ذلك لما فيها من الزيادات، لو اقتصرنا على ما في التلخيص لم يزد على النصف من ذلك". وأتمَّها في: سلخ جمادى الثانية سنة 872، اثنتين وسبعين وثمانمائة. أوله: (الحمد لله المنزَّه عن المماثلة. . . إلخ) وأول النظم: قال الفقير عابد الرحمن ... الحمد لله على البيان وقد نظَم هذه المنظومة الجامعة - لله درُّه - في يومين اثنين. وقد اشتهر السيوطي بجودة النظم؛ بل هو مِن أبرع الناظمين في زمانه؛ فقد نظم - رحمه الله تعالى - في أغلب فنون الآلة، ولم يختر إلا الكتب المهمة الأجمع في كل فن، وما عليه اعتماد المتأخرين: - في علم النحو: نَظَمَ ألفية سماها: (الفريدة في النحو والتصريف والخط)، وشَرَحها في كتاب سماه "المطالع السعيدة"، وهو مطبوع؛ ولكنها لم تشتهر كما اشتهرت ألفية ابن مالك، وعلى الأخيرة الاعتماد

شراحها

في هذا الفن، وقد نظمها في ثلاثة أيام. - في علم أصول الفقه: نَظَمَ كتاب "جمع الجوامع" للعلامة تاج الدين السبكي - رحمه الله تعالى - الذي جمعه من زهاء مائة مصنف في الأصول في منظومه سماها (الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع) في 1480 بيتًا. - في علم مصطلح الحديث: نَظَمَ كتاب مقدمة ابن الصلاح في ألفية؛ لكنها لم تشتهر كاشتهار ألفية الحافظ العراقي؛ لأنها أقعد في الفن، ولإمامة مؤلفها، وقد خُدمت بالشرح من نخبة من علماء الحديث. هذا؛ ومِن المعلوم أن حفظ المتون يُرَسِّخ العلم في ذهن الطالب، ويبني طالب العلم بناء محكمًا. شرَّاحها: - السيوطي هو أول شارح لها كما سبق.

من تصانيفه

- عبد الله بن محمد بن عبد الله الحسيني [000 - 1027 هـ = 000 - 1618 م]: من العلماء باللغة والبيان، أصله من المغرب، ومولده بقرية قرب دمنهور (بمصر) سكن القاهرة، وتوفي بها عن نحو سبعين عامًا. من تصانيفه: شرح عقود الجمان في المعاني والبيان للسيوطي، و"رشف الضرب" اختصر به "لسان العرب"، ولم يُكْمله، و"حاشية على حاشية الدَّماميني على المغني". - عبد الرحمن المرشدي [975 - 1037 هـ = 1567 - 1628 م]، عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري، الحنفي، المعروف بالمرشدي، (أبو الوجاهة): عالم، أديب، مشارك في أنواع من العلوم، ولد بمكة في 5 جمادى الأولى، وولي إفتاء الحرم المكي، وقتل بمكة في 9 ذي الحجة. من تصانيفه: شرح عقود الجمان في المعاني والبيان للسيوطي، والوافي شرح الكافي في العروض والقوافي، وحاشية على تفسير البيضاوي، ومناهل السمر في منازل القمر، وجامع الفتاوى، وله نثر وشعر.

من تصانيفه

- محمد بن عبد الكريم بن عيسى بن أحمد بن نعمة الله بن علي الحلبي، الترمانيني الأزهري، الشافعي (نور الدين) [1198 - 1250 هـ‍= 1784 - 1834 م]: فقيه، أديب، بياني، نحوي، منطقي، ولد في ترمانين من قرى حلب، وتعلم بها وبحلب، ورحل إلى الجامع الأزهر بمصر، وعاد إلى حلب فتولى التدريس بجامعها الأموي، ثم الإفتاء على مذهب الشافعي إلى أن توفي. من تصانيفه: شرح عقود الجمان في المعاني والبيان للسيوطي، وحاشية على منهج الطلاب في فروع الفقه الشافعي في مجلدين، وشرح المقدمة الآجرومية في النحو، وشرح التهذيب في المنطق، وشرح في ميادين الأدب. - علي بن عبد القادر بن سالم العيدروس العلوي [1292 - 1364هـ = 1875 - 1945م]: أديب، نحوي، منطقي، بياني، من أهل حضرموت. من تصانيفه: شرح عقود الجمان في المعاني والبيان للسيوطي،

أما بيانات المخطوط، فهي كالتالي

وشرح ألفية السيوطي في النحو، وشرح الشمسية في المنطق. أما بيانات المخطوط، فهي كالتالي: اسم الكتاب: حل عقود الجمان، في المعاني والبيان - المؤلف: جلال الدين السيوطي، مخطوط محفوظ بالمكتبة الأزهرية، رقم النسخة: (187) [5338]، عدد الأوراق: 119 ورقة، مسطرته: 23 سطرًا، وعلى الغلاف كتب بخط حديث: تأليفه: سنة 875، كتابته: سنة 1162 بخط الشيخ أحمد السحيمي. وكتب: (اتقوا النظر إلى الأمرد؛ فإنَّ فيه لمحةً من الحور العين)، ذكره خير الدين الرملي في فتاويه الحنفية. وعلى الغلاف أيضًا وقفٌ هذا نصه: (وقف هذا الكتابَ العمدة الشيخ أحمد ابن العمدة الشيخ محمد السحيمي، على جميع من ينتفع به، وجعل مَقَرَّه بمنزله بالدرب الأصفر بالجمالية بالقاهرة، وتحت يد رجل من أعلم وأصلح غير أقاربه، فإن لم يكن فتحت يد عالم صالح، فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم) ينظر: فهارس

بعض الكتب المسماة بعقود الجمان

المكتبة الأزهرية (4/ 406). بعض الكتب المسماة بعقود الجمان: رأيت أن أذكر الكتب التي تتشابه مع اسم هذه المنظومة - دون تفصيل للاختصار - وهي: عقود الجمان على تحفة الإخوان في علم البيان - عقود الجمان في بيان حدود البلدان - عقود الجمان شرح قصيدة السلطان - عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان - عقود الجمان الكافلة ببيان فضل ليلة النصف من شعبان - ديوان شعر "عقود الجمان من نظم الحسن بن عبد الرحمن" - عقود الجمان في شرح قانون الإيمان - عقود الجمان في جواز تعليم الكتابة للنسوان - عقود الجمان فيمن اسمه سليمان - عقود الجمان في عقود الرهن والضمان - عقود الجمان في أيام آل سعود في عمان - عقود الجمان في تجويد القرآن - عقود الجمان وتذييل وفيات الأعيان - عقود الجمان في سلطنة آل عثمان - عقود الجمان في

عدم صحبة أبناء الزمان - عقود الجمان في مختصر أخبار الزمان - عقود الجمان في وقائع الزمان - عقود الجمان في شعراء هذا الزمان - عقود الجمان في تاريخ أهل الزمان.

أوَّل المخطوط

آخر المخطوط

ترجمة الإمام السيوطي

ترجمة الإمام السيوطي (¬1) هو الحافظ أبو الفضل جلال الدِّين عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد السيوطي المعروف بابن الأسيوطي. ولد بالقاهرة ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وكانت أمه أَمة تركية وأصل أبيه من العجم، ومات أبوه وهو ابن ست سنين فكفله وصيُّه الشهاب بن الطباخ ورباه عند الأمير برسباي الجركسي أستاذ دار الصحبة، واتصل بالأمير إينال الأشقر رأس نوبة النوب وكان لبيته اتصال بالأمراء من عهد الأمير شيخو، وكان في جملة أوصيائه الإمام كمال الدين بن الهمام وله أياد بيضاء عليه. أخذ العلم عن العلم البلقيني والشرف المناوي والشمس بن الفالاتي ¬

(¬1) هذه الترجمة من مقدمة تحقيق كتاب: ذيل طبقات الحفاظ للذهبي، للإمام عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، تحقيق: الشيخ زكريا عميرات، ط دار الكتب العلمية.

والجلال المحلي والزين العقبي والبرهان البقاعي والشمس السخاوي الشافعيين، وعن محقق الديار المصرية سيف الدين البكتمري والعلامة محيي الدين الكافيجي البرغمي والحافظ قاسم بن قطلوبغا السودوني والإمام تقي الدين الشمني الحنفيين وغيرهم من المالكية والحنابلة، وعدة شيوخه إجازة وقراءة وسماعًا نحو مائة وخمسين شيخًا وقد جمعهم في معجمه، ولم يكثر من سماع الرواية لاشتغاله بما هو أهم وهو الدراية كما يحكي هو عن نفسه، وممن أجاز له من حلب ابن مقبل، وآخر من أجاز له الصلاح بن أبي عمر. وانصرف إلى الجمْع والتأليف وهو صغير فبلغت عدة مؤلفاته نحو ستمائة، ما بين رسائل في ورقة أو ورقتين وكتب في عدة مجلدات، والغالب في مصنفاته تلخيص كتب الآخرين فقيمتها العلمية توزن بقدر ما لصاحب الأصل من التحقيق، والتضارب الواقع بين أقواله في كتبه إنما يأتي من اختلاف آراء أصحاب الكتب التي يقوم هو باختصارها حيث لا يتسع له الوقت لتمحيصها وترجيح الراجح منها، قال تلميذه الشمس الداودي

المالكي مؤلف طبقات المفسرين الكبرى: عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفًا وتحريرًا وكان مع ذلك يملي الحديث ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة. اهـ. ومن يكون بهذا الإسراع طول عمره لا يتسنى له تحقيق ما يدونه؛ بل كثيرًا ما تفوته مواضع الفائدة من الأصول التي يلخصها. وقد يتابع أوهام الأصل التي لا يخلو منها تصنيف فتسوء سمعته بتآليفه. قال السخاوي: إن له مؤلفات كثيرة مع كثرة ما يقع له من التحريف والتصحيف فيها وما ينشأ عن عدم فهم المراد؛ لكونه لم يزاحم الفضلاء في دروسهم ولا جلس بينهم في مسائهم وتعريسهم بل استبد بالأخذ من بطون الدفاتر والكتب، وأخذ من كتب المحمودية وغيرها كثيرًا من التصانيف القديمة التي لا عهد لكثير من العصريين بها في فنون، فغير فيها شيئًا يسيرًا وقدم وأخر ونسبها لنفسه وهوّل في مقدماتها. اهـ. ولي مشيخة الحديث مشيخة البيبرسية بعد الجلال البكري إلى أن

صرفه عنها السلطان الملك العادل طومانباي الأول يوم الاثنين ثاني عشر من رجب سنة ست وتسعمائة، حيث تحزب عليه جمع من مشايخ المدرسة بسبب يبسه معهم ومعاندته لهم بحيث أخرج وظائف كثيرة عنهم وقرر فيها غيرهم، وحصل له إهانات من ترسيم وإساءات وأمر بنفي، وكانت حكايات كما يقول صاحب "البدر الطالع" فيما علقه على الضوء اللامع بخطه ثم انقطع بسكنه في الروضة وتزهد. وكان يأتي إليه أعيان الأمراء للزيارة فلا يقوم لهم، وعرضت عليه مشيخة البيبرسية سنة 909 فامتنع من قبولها واستمر على انقطاعه، وكان الأمراء والأغنياء يأتون إلى زيارته ويعرضون عليه الأموال النفيسة فيردها، وأهدى إليه السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري خصيًّا وألف دينار فرد الألف وأخذ الخصيّ فأعتقه وجعله خادمًا في الحجرة النبوية وقال لقاصد السلطان: لا تعد تأتينا بهدية قط فإن الله تعالى أغنانا عن مثل ذلك. وطلبه السلطان مرارًا فلم يحضر إليه على ما ذكره النجم الغزي في

الكواكب السائرة وابن العماد في شذرات الذهب. ومن شعره: فوِّضْ أحاديث الصّفا ... ت ولا تشبّه أو تعطلْ إن رمت إلا الخوض في ... تحقيق معضلة فأوِّل إن المفوض سالم ... مما تكلفه المؤول ألف في تحريم المنطق وادعى الاجتهاد فصنف في ذلك عدة رسائل فقام العلماء ضده حتى انقبع في عقر داره، ويحكي الشعراني في ذيل طبقاته عن السيوطي أنه كان يقول: قد أشاع الناس عني أني ادعيت الاجتهاد المطلق كأحد الأئمة الأربعة وذلك باطل عني إنما مرادي بذلك المجتهد المنتسب .. ولما بلغت مرتبة الترجيح لم أخرج في الإفتاء عن ترجيح النووي .. ولما بلغت إلى مرتبة الاجتهاد المطلق لم أخرج في الإفتاء عن مذهب الشافعي. اهـ. وغريب جدًّا ما يرويه الداودي والشعراني عنه أنه كان يحفظ مائتي ألف حديث إن لم يكن مراده أنه يحفظها في خزانته لأن شيخ حفاظ الأمة أبا عبد الله البخاري لما سئل عن أحاديث جامعة: هل تحفظها؟ أجاب بقوله: أرجو أن لا يخفى علي منها شيء. ولم يدّع مثل

هذه الدعوى. وله مقامة تهجم فيها على السخاوي سماها "الكاوي في الرد على السخاوي" كما تحامل عليه أيضًا عند ترجمته في "نظم العقيان"؛ مع أنه في عداد شيوخه وما ذنب السخاوي إليه إلا قلة صبره إزاء الدعاوى العريضة. وذكر في "النور السافر" ما كتبه السيوطي إلى السخاوي معرضًا به ومتهجمًا عليه وهو قوله: قال السخاويُّ: إن تعروك مشكلة ... علمي كبحر من الأمواج ملتطم والحافظ الديمي عيث الزمان فخذ ... غرفا من اليم أو رشفا من الديم والديمي الفخر عثمان المحدث ممن كان بينه وبين السخاوي منافسة أيضًا. ويرى بعضهم أن كلًّا من الثلاثة كان فردًا في فنه مع المشاركة في غيره؛ فالسخاوي تفرد بمعرفة علل الحديث، والديمي بأسماء الرجال، والسيوطي بحفظ المتون. اهـ. وانتصر للسخاوي على السيوطي الشاعر الأديب ابن العليف أحمد بن الحسين المكي في كتابين سماهما "الشهاب الهاوي على

منشئ الكاوي"، و"المنتقد اللوذعي على المجتهد المدعي". واستقصى الداودي ذكر أسماء مؤلفاته فزادت على خمسمائة مؤلف: منها: "الدر المنثور في التفسير بالمأثور" في ستة مجلدات لخص فيها كتب التفاسير بالرواية للمتقدمين بتجريدها عن الأسانيد ولم يتكلم عليها، فبقي جامعًا للغث والثمين وفيه من الأقوال المردودة ما لا يوصف. ومنها: "الإتقان في علوم القرآن" وجُلّه من البرهان للبدر الزركشي وهذا كتاب جليل جدًّا إلا أن السيوطي أغفل مواطن الفائدة منها وتابعه في أوهامه الظاهرة كقوله في أسباب النزول: إن عثمان بن مظعون شرب الخمر في عهد عمر ... إلخ، مع أنه ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية والإسلام ومات قبل التحريم في أول الهجرة بالمدينة وهو أول من دفن فيها من المسلمين؛ وكل ذلك في غاية الشهرة، بل الذي شرب هو قدامة بن مظعون ... إلى غير ذلك، سوى

ما له من الأوهام فيه وغير ما حشده فيه من الأخبار من غير تمحيص مما يتمسك به خصوم الكتاب الكريم. ومنها: "الجامع الكبير" الذي أراد أن يستقصى فيه السنن على حروف الهجاء من غير تقيد بالصحيح، وقد رتبه على أبواب الفقه الشيخ علي المتقي الحنفي الهندي في عدة مؤلفات أكبرها "كنز العمال"؛ إلا أنه يتنافى في ما يقوله السيوطي في أول الكتاب مع ما يسرده نفسه فيما ألفه في الموضوعات كما وقع له مثل ذلك في "الجامع الصغير". وله أيضًا "تاريخ الخلفاء" و"طبقات النحاة" و"حسن المحاضرة". و"طبقات الحفاظ" لخص فيها طبقات الذهبي وذيل عليها بما في هذا الذيل لكنه لم يتعب فيه بل اختصر تراجمه من الدرر الكامنة وإنباء الغمر إلا فيما قل جدًّا ولم يذكر الوفيات أثر التراجم ولا أسند أحاديث بطرف المترجمين. وشهرة مؤلفاته تغني عن الإفاضة فيها.

وكانت وفاته في سحر ليلة الجمعة 19 من جمادى الأولى سنة 911 هـ. ودُفِن في حوش قوصون خارج باب القرافة بمصر كما في ذيل الشعراني والكواكب السائرة والشذرات، وحو ض قوصون هذا تحت القلعة لا عند جامعه الكبير ما حقَّقه الأستاذ العلامة أحمد تيمور باشا في كتابه "قبر الإمام السيوطي"، أغدق الله على ضريحه سحائب رحمته، وأدخله فسيح جَنته.

مقدمة

1 - قَالَ الْفَقِيرُ عَابِدُ الرَّحْمَنِ ... الحَمْدُ للهِ عَلَى الْبَيَانِ 2 - وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ ... عَلَى النَّبِيِّ أَفْصَحِ الْأَنَامِ 3 - وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ مِثْلُ الْجُمَانْ ... ضَمَّنْتُهَا عِلْمَ الْمَعَانِي وَالْبَيَانْ 4 - لَخَّصْتُ فِيهَا مَا حَوَى التَّلْخِيصُ مَعْ ... ضَمِّ زِيَادَاتٍ كَأَمْثَالِ اللُّمَعْ 5 - وَفِيهِ أَبْحَاثٌ مُهِمَّاتٌ تَجِي ... عَنْ شَيْخِنَا الْعَلَّامَةِ الْكَافِيَجِي 6 - مَا بَيْنَ إِصْلَاحٍ لِمَا يُنْتَقَدُ ... وَذِكْرِ أَشْيَاءَ لَهَا يُعْتَمَدُ 7 - وَضَمِّ مَا فَرَّقَهُ لِلمُشْبِهِ ... وَاللهَ رَبِّي أَسْأَلُ النَّفْعَ بِهِ 8 - وَأَنْ يُزَكِّيْ عَمَلِي وَيُعْرِضَا ... عَنْ سُوئِهِ وَأَنْ يُنِيلَنَا الرِّضَا مقدمة 9 - يُوصَفُ بِالْفَصَاحَةِ المُرَكَّبُ ... وَمُفْرَدٌ وَمُنْشِئٌ مُرَتِّبُ 10 - وَغَيْرَ ثَانٍ صِفْهُ بِالْبَلَاغَهْ ... وَمِثْلُهَا فِي ذَلِكَ البَرَاعَهْ 11 - فَصَاحَةُ الْمُفْرَدِ أَلَّا تَنْفُرَا ... حُرُوفُهُ كَهُعْخُعٍ وَاسْتَشْزَرَا 12 - وَعَدَمُ الخُلْفِ لِقَانُونٍ جَلِي ... كَـ"الْحَمْدُ للهِ العَلِيِّ الأَجْلَلِ" 13 - وَفَقْدُهُ غَرَابَةً قَدْ أُرْتِجَا ... كَـ"فَاحِمًا وَمَرْسِنًا مُسَرَّجَا"

14 - قِيلَ وَفَقْدُ كُرْهِهِ فِي السَّمْعِ ... نَحْوُ جِرِشَّاهُ وَذَا ذُو مَنْعِ 15 - وَفِي الْكَلَامِ فَقْدُهُ فِي الظَّاهِرِ ... لِضَعْفِ تَالِيفٍ وَلِلتَّنَافُرِ 16 - فِي الكَلِمَاتِ وَكَذَا التَّعْقِيدُ مَعْ ... فَصَاحَةٍ فِي الكَلِمَاتِ تُتَّبَعْ 17 - فَالضَّعْفُ نَحْوُ قَدْ جَفَوْنِي وَلَمِ ... أَجْفُ الْأَخِلَّاءَ وَمَا كُنْتُ عَمِي 18 - وَذُو تَنَافُرٍ أَتَاكَ النَّصْرُ ... كَلَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ 19 - كَذَاكَ أَمْدَحْهُ الَّذِي تَكَرَّرَا ... وَالثَّالِثُ الخَفَاءُ فِي قَصْدٍ عَرَا 20 - لِخَلَلٍ فِي النَّظْمِ أَوْ فِي الِاِنْتِقَالْ ... إِلَى الَّذِي يَقْصِدُهُ ذَوُو الْمَقَالْ 21 - قِيلَ وَأَلَّا يَكْثُرَ التَّكَرُّرُ ... وَلَا الْإِضَافَاتُ وَفِيهِ نَظَرُ 22 - وَحَدُّهَا فِي مُتَكَلِّمٍ شُهِرْ ... مَلَكَةٌ عَلَى الْفَصِيحِ يَقْتَدِرْ 23 - بَلَاغَةُ الْكَلَامِ أَنْ يُطَابِقَا ... لِمُقْتَضَى الْحَالِ وَقَدْ تَوَافَقَا 24 - فَصَاحَةً وَالْمُقْتَضَى مُخْتَلِفُ ... حَسْبَ مَقَامَاتِ الْكَلَامِ يُؤْلَفُ 25 - فَمُقْتَضَى تَنْكِيرِهِ وَذِكْرِهِ ... وَالْفَصْلِ الِايجَازِ خِلَافُ غَيْرِهِ 26 - كَذَا خِطَابٌ لِلذَّكِيِّ وَالْغَبِي ... وَكِلْمَةٌ لَهَا مَقَامٌ أَجْنَبِي 27 - مَعْ كِلْمَةٍ تَصْحَبُهَا فَالْفِعْلُ ذَا ... أَنْ لَيْسَ كَالْفِعْلِ الَّذِي تَلَا إِذَا 28 - وَالِارْتِفَاعُ فِي الْكَلَامِ وَجَبَا ... بِأَنْ يُطَابِقَ اعْتِبَارًا نَاسَبَا 29 - وَفَقْدُهَا انْحِطَاطُهُ فَالْمُقْتَضَى ... مُنَاسِبٌ مِنِ اعْتِبَارٍ مُرْتَضَى

30 - وَيُوصَفُ اللَّفْظُ بِتِلْكَ بِاعْتِبَارْ ... إِفَادَةِ الْمَعْنَى بِتَرْكِيبٍ يُصَارْ 31 - وَقَدْ يُسَمَّى ذَاكَ بِالْفَصَاحَهْ ... وَلِبَلَاغَةِ الْكَلَامِ سَاحَهْ 32 - بِطَرَفَيْنِ حَدُّ الِاعْجَازِ عَمَلْ ... وَمَا لَهُ مُقَارِبٌ وَالْأَسْفَلْ 33 - هُوَ الَّذِي إِذَا لِدُونِهِ نَزَلْ ... فَهْوَ كَصَوْتِ الْحَيْوَانِ مُسْتَفَلْ 34 - بَيْنَهُمَا مَرَاتِبٌ وَتَتْبَعُ ... بَلَاغَةً مُحَسِّنَاتٌ تُبْدِعُ 35 - وَحَدُّهَا فِي مُتَكَلِّمٍ كَمَا ... مَضَى فَمَنْ إِلَى الْبَلَاغَةِ انْتَمَى 36 - فَهْوَ فَصِيحٌ مِنْ كَلِيمٍ أَوْ كَلَامْ ... وَعَكْسُ ذَا لَيْسَ لَنَا بِهِ الْتِزَامْ 37 - قُلْتُ وَوَصْفٌ مِنْ بَدِيعٍ حَرَّرَهْ ... شَيْخِي وَشَيْخُهُ الْإِمَامُ حَيْدَرَهْ 38 - وَمَرْجِعُ الْبَلَاغَةِ التَّحَرُّزُ ... عَنِ الخَطَا فِي ذِكْرِ مَعْنًى يَبْرُزُ 39 - وَالمَيْزُ لِلْفَصِيحِ مِنْ سِوَاهُ ذَا ... يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ وَالصَّرْفِ كَذَا 40 - فِي النَّحْوِ وَالَّذِي سِوَى التَّعَقُّدِ ... المَعْنَوِيْ يُدْرَكُ بِالْحِسِّ قَدِ 41 - وَمَا بِهِ عَنِ الْخَطَا فِي التَّادِيَهْ ... مُحْتَرَزٌ عِلْمَ الْمَعَانِي سَمِّيَهْ 42 - وَمَا عَنِ التَّعْقِيدِ فَالبَيَانُ ... ثُمَّ الْبَدِيعُ مَا بِهِ اسْتِحْسَانُ

الفن الأول: علم المعاني

الفن الأول: علم المعاني 43 - وَحَدُّهُ عِلْمٌ بِهِ قَدْ تُعْرَفُ ... أَحْوَالُ لَفْظٍ عَرَبِيٍّ يُؤْلَفُ 44 - مِمَّا بِهَا تَطَابُقٌ لِمُقْتَضَى ... حَالٍ وَحَدِّي سَالِمٌ وَمُرْتَضَى 45 - يُحْصَرُ فِي أَحْوَالِ الِاسْنَادِ وَفِي ... أَحْوَالِ مُسْنَدٍ إِلَيْهِ فَاعْرِفِ 46 - وَمُسْنَدٍ تَعَلُّقَاتِ الْفِعْلِ ... وَالْقَصْرِ وَالْإِنْشَاءِ ثُمَّ الْوَصْلِ 47 - وَالْفَصْلِ وَالْإِيجَازِ وَالْإِطْنَابِ ... وَنَحْوِهِ تَاتِيكَ فِي أَبْوَابِ مسألة 48 - مُحْتَمِلٌ لِلصِّدْقِ وَالْكِذْبِ الْخَبَرْ ... وَغَيْرُهُ الْإِنْشَا وَلا ثَالِثَ قَرْ 49 - تَطَابُقُ الْوَاقِعِ صِدْقُ الْخَبَرِ ... وَكِذْبُهُ عَدَمُهُ فِي الْأَشْهَرِ 50 - وَقِيلَ بَلْ تَطَابُقُ اعْتِقَادِهِ ... وَلَوْ خَطَا وَالكِذْبُ فِي افْتِقَادِهِ 51 - فَفَاقِدُ اعْتِقَادِهِ لَدَيْهِ ... وَاسِطَةٌ وَقِيلَ لَا عَلَيْهِ 52 - الْجَاحِظُ الصِّدْقُ الَّذِي يُطَابِقُ ... مُعْتَقِدًا أَوْ وَاقِعًا يُوَافِقُ 53 - وَفَاقِدٌ مَعَ اعْتِقَادِهِ الْكَذِبْ ... وَغَيْرُ ذَا لَيْسَ بِصِدْقٍ أَوْ كَذِبْ 54 - وَوَافَقَ الرَّاغِبُ في الْقِسْمَيْنِ ... وَوَصَفَ الثَّالِثَ بِالْوَصْفَيْنِ

أحوال الإسناد الخبري

أحوال الإسناد الخبري 55 - الْقَصْدُ بِالْإِخْبَارِ أَنْ يُفَادَا ... مُخَاطَبٌ حُكْمًا لَهُ أَفَادَا 56 - أَوْ كَوْنُهُ قَدْ عَلِمَهْ وَالْأَوَّلا ... فَائِدَةَ الْإِخْبَارِ (*) سَمِّ وَاجْعَلا 57 - لَازِمَهَا الثَّانِيْ وَقَدْ يُنَزَّلُ ... عَالِمُ هَذَيْنِ كَمَنْ قَدْ يَجْهَلُ 58 - لِعَدَمِ الْجَرْيِ عَلَى مُوجَبِهِ ... وَمَا أَتَى لِغَيْرِ ذَا أَوِّلْ بِهِ 59 - فَلْيُقْتَصَرْ عَلَى الَّذِي يَحْتَاجُ لَهْ ... مِنَ الْكَلامِ وَلْيُعَامَلْ عَمَلَهْ 60 - فَإِنْ يُخَاطِبْ خَالِيًا لِلذِّهْنِ مِنْ (¬1) ... حُكْمٍ وَمِنْ تَرَدُّدٍ فَلْيَغْتَنِنْ 61 - عَنِ المُؤَكِّدَاتِ أَوْ مُرَدِّدَا ... وَطَالِبًا فَمُسْتَجِيدًا أَكِّدَا 62 - أَوْ مُنْكِرًا فَأَكِّدَنْ وُجُوبَا ... بِحَسَبِ الْإِنْكَارِ فالضُّرُوبَا 63 - أَوَّلَهَا سَمِّ ابْتَدَائِيًّا وَمَا ... تَلَاهُ فَهْوَ الطَّلَبِيُّ وَانْتَمَى 64 - تَالِيهِ لِلْإِنْكَارِ ثُمَّ مُقْتَضَى ... ظَاهِرِهِ إِيرَادُهَا كَمَا مَضَى ¬

(¬1) في المخطوط: "فان يخاطب خالي للذهن من"، وفي المطبوع: "فان يخاطب خالي الذهن من"، وكلاهما مخالف للوزن والمعنى، وما ضبطناه يوافق الوزن والمعنى. (*) يجوز هنا "الإخبار" - بكسر الهمزة - و"الأخبار" - بفتحها.

65 - وَرُبَّمَا خُولِفَ ذَا فَلْيُورَدِ ... كَلامُ ذِي الْخُلُوِّ كَالْمُرَدِّدِ 66 - إِذَا لَهُ قُدِّمَ مَا يُلَوِّحُ ... بِخَبَرٍ فَهْوَ لِفَهْمٍ يَجْنَحُ 67 - كَمِثْلِ مَا يَجْنَحُ مَنْ تَرَدَّدَا ... لِطَلَبٍ فَالْحُسْنُ أَنْ يُؤَكَّدَا 68 - وَيُجْعَلُ الْمُقِرُّ مِثْلَ الْمُنْكِرِ ... إِنْ سِمَةُ النُّكْرِ عَلَيهِ تَظْهَرِ 69 - كَقَوْلِنَا لِمُسْلِمٍ وَقَدْ فَسَقْ ... يَا أَيُّهَا الْمِسْكِينُ إِنَّ المَوْتَ حَقّْ 70 - وَيُجْعَلُ الْمُنْكِرُ إِنْ كَانَ مَعَهْ ... شَوَاهِدٌ لَوْ يَتَأَمَّلْ مُرْدِعَهْ 71 - كَغَيْرِهِ كَقَوْلِكَ: الإِسْلامُ حَقّْ ... لِمُنْكِرٍ وَالنَّفْيُ فِيهِ مَا سَبَقْ 72 - ثُمَّ مِنَ الْإِسْنَادِ مَا يُسَمَّى ... حَقِيقَةً عَقْلِيَّةً كَأَنْ مَا 73 - يُسْنَدُ فِعْلٌ لِلَّذِي لَهُ لَدَى ... مُخَاطِبٍ وَشِبْهُهُ فِيمَا بَدَا 74 - كَقَوْلِنَا أَنْبَتَ رَبُّنَا الْبَقَلْ ... وَأَنْبَتَ الرَّبِيعُ، قَوْلُ مَنْ جَهِلْ 75 - وَجَاءَ زَيْدٌ مَعَ فَقْدِ الْفِعْلِ ... عِلْمًا وَمَا يُدْعَى الْمَجَازَ العَقْلِي 76 - إِسْنَادُهُ إِلَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ ... بَلْ لِمُلابِسٍ وَقَدْ أَوَّلَهُ 77 - وَأَنَّهُ يُلابِسُ الْفَاعِلَ مَعْ ... مَفْعُولِهِ وَمَصْدَرًا وَمَا اجْتَمَعْ 78 - مِنَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالسَّبَبْ ... فَهْوَ إِلَى الْمَفْعُولِ غَيْرُ مَا انْتَصَبْ 79 - وَفَاعِلٌ أَصْلٌ وَغَيْرُ ذَا مَجَازْ ... كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ إِذَا تُجَازْ 80 - وَالسَّيْلُ مُفْعَمٌ وَلَيْلٌ سَارِي ... وَجَدَّ جَدُّهُمْ وَنَهْرٌ جَارِي

81 - وَقَدْ بَنَيْتُ مَسْجِدًا وَقَائِلْ ... أَوَّلُهُ يُخْرِجُ قَوْلَ الجَاهِلْ 82 - مِنْ ثَمَّ لَمْ يُحْمَلْ عَلَى ذَا الحُكْمِ ... أَشَابَ كَرُّ الدَّهْرِ دُونَ عِلْمِ 83 - وَقُلْ مَجَازٌ قَوْلُ فَضْلِ الْأَلْمَعِي ... مَيَّزَ عَنْهُ قُنْزُعًا عَنْ قُنْزُعِي 84 - جَذْبُ اللَّيَالِي أَبْطِئِي أَوْ أَسْرِعِي ... لِقَوْلِهِ عُقَيْبَ هَذَا المَطْلَعِ 85 - أَفْنَاهُ قِيلُ اللهِ للشَّمْسِ اطْلُعِي ... حَتَّى إِذَا وَارَاكِ أُفْقٌ فَارْجِعِي 86 - أَقْسَامُهُ حَقِيقَتَانِ الطَّرَفَانْ ... أَوْ فَمَجَازَانِ كَذَا مُخْتَلِفَانْ 87 - كَأَنْبَتَ البَقْلَ شَبَابُ الْعَصْرِ ... وَالْأَرْضَ أَحْيَاهَا رَبِيعُ الزَّهْرِ 88 - وَشَاعَ فِي الْإِنْشَاءِ وَالْقُرْآنِ ... يَقُولُ يَا هَامَانُ مَثِّلْ ذَانِ 89 - وَشَرْطُهُ قَرِينَةٌ تُقَالُ ... أَوْ مَعْنَوِيَّةٌ كَمَا يُحَالُ 90 - قِيامُهُ فِي عَادَةٍ بِالمُسْنَدِ ... أَوْ عَقْلٍ اوْ يَصْدُرُ مِنْ مُوَحِّدِ 91 - كَهَزَمَ الأَمِيرُ جُنْدَهُ الغَوِي ... وَجَاءَ بِي إِلَيكَ حُبُّكَ الْقَوِي 92 - وَفَهْمُ أَصْلِهِ يَكُونُ وَاضِحَا ... كَرَبِحَتْ تِجَارَةٌ أَيْ رَبِحَا 93 - وَذَا خَفَا كَسَرَّنِي مَنْظَرُكا ... أَيْ سَرَّنِي اللهُ لَدَى رُؤْيَتِكَا 94 - وَيُوسُفٌ أَنْكَرَ هَذَا جَاعِلَهْ ... كِنَايَةً بِأَنْ أَرَادَ فَاعِلَهْ 95 - حَقِيقَةً وَنِسْبَةُ الإِنْبَاتِ لَهْ ... قَرِينَةٌ وَقَدْ أَبَاهُ النَّقَلَهْ

أحوال المسند إليه

أحوال المسنَد إليه 96 - فَلِاجْتِنَابِ عَبَثٍ قُلْ حَذْفُهُ ... أَوْ لِاخْتِبَارِ سَامِعٍ هَلْ يَنْبُهُ 97 - أَوْ قَدْرِ فَهْمِهِ وَجُنْحٍ لِدَلِيلْ ... أَقْوَى هُوَ العَقْلُ لَهُ قُلْتُ عَلِيلْ 98 - أَوْ صَوْنِهِ عَنْ ذِكْرِهِ أَوْ صَوْنِكا ... أَوْ لِتَأَتِّي الْجَحْدِ إِنْ تَجْنَحْ لَكَا 99 - أَوْ كَوْنِهِ مُعَيَّنًا أَوِ ادِّعَا ... أَوِ الْمَقَامِ ضَيِّقًا أَوْ سُمِعَا 100 - وَذِكْرُهُ لِلْأَصْلِ أَوْ يَحْتَاطُ إِذْ ... تَعْوِيلُهُ عَلَى الْقَرِينَةِ انْتُبِذْ 101 - أَوْ سَامِعٍ لَيْسَ بِذِي تَذْكِيرِ ... أَوْ كَثْرَةِ الْإِيضَاحِ وَالتَّقْرِيرِ 102 - أَوْ قَصْدِهُ تَحْقِيرَهُ أَوْ رِفْعَتِهْ ... أَوْ بَرَكَاتِ شَانِهِ أَوْ لَذَّتِهْ 103 - أَوْ بَسْطِهِ الْكَلامَ حَيْثُ يُطْلَبُ ... طُولُ الْمَقَامِ كَالَّذِي يَسْتَعْذِبُ 104 - وَكَوْنُهُ مَعْرِفَةً فَمُضْمَرُ ... إِذِ الْمَقَامُ غَائِبٌ أَوْ حَاضِرُ 105 - وَالْأَصْلُ فِي الْخِطَابِ أَنْ يُعَيَّنَا ... مُخَاطَبٌ وَفَقْدُ ذَاكَ يُعْتَنَى 106 - كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَلَوْ تَرَى ... لِكَيْ يَعُمَّ كُلَّ شَخْصٍ قَدْ يَرَى 107 - وَعَلَمٌ لِأَجْلِ أَنْ يَحْضُرَ فِي ... ذِهْنٍ بِعَيْنِهِ بِإِسْمِهِ الْوَفِي 108 - فِي الِابْتِدَا كَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ ... أَوْ لِكِنَايَةٍ وَرِفْعَةٍ وَضِدّْ 109 - أَوْ لِتَبَرُّكٍ وَلَذَّةٍ وَمَا ... يُوصَلُ لِلتَّقْرِيرِ أَوْ أَنْ فُخِّمَا 110 - أَوْ فَقْدِ عِلْمِ سَامِعٍ غَيْرَ الصِّلَةْ ... نَحْوُ الَّذِي أُهْدِيْ إِلَيْكَ يَعْمَلَةْ ...

111 - أَوْ هُجْنَةِ التَّصْرِيحِ بِالْإِسْمِ كَذَا ... تَنْبِيهُهُ عَلَى الْخَطَا وَنَحْوُ ذَا 112 - أَوْ لِإِشَارَةٍ إِلَى وَجْهِ الْبِنَا ... لِخَبَرٍ وَقَدْ يَكُونُ ذَا هُنَا 113 - ذَرِيعَةً لِرَفْعِ شَانِ الْمُسْنَدِ ... أَوْ غَيْرِهِ أَوْ لِسِوَاهُ وَزِدِ 114 - ذَرِيعَةً لِأَجْلِ تَحْقِيقِ الْخَبَرْ ... وَقَالَ فِي الِإِيضَاحِ فِي هَذَا نَظَرْ 115 - وَاسْمُ إِشَارَةٍ لِكَيْ يُمَيَّزَا ... أَكْمَلَ تَمْيِيزٍ كَهَذَا مَنْ غَزَا 116 - كَذَا لِتَعْرِيضٍ بِأَنَّ السَّامِعْ ... مُسْتَبْلِدٌ كَالْبَيْتِ ذِي الْمَجَامِعْ 117 - أَوْ لِبَيَانِ حَالِهِ مِنْ قُرْبِ ... أَوْ بُعْدٍ اوْ تَحْقِيرِهِ بِالْقُرْبِ 118 - أَوْ رِفْعَةٍ بِالْبُعْدِ أَوْ تَحَقُّرِ ... أَوْ كَوْنِهِ بِالْوَصْفِ بَعْدَهُ حَرِي 119 - أَوْ لَمْ يَكُنْ بِغَيْرِ ذَاكَ يُعْرَفُ ... قَدْ زَادَهُ عَلَى التَّرَاضِي يُوسُفُ 120 - ثُمَّ بِأَلْ إِشَارَةً لِمَا عُهِدْ ... أَوْ لِحَقِيقَةٍ وَرُبَّمَا تَرِدْ 121 - لِوَاحِدٍ لِعَهْدِهِ فِي الذِّهْنِ ... نَحْوُ ادْخُلِ السُّوقَ وَلا عَهْدَ عُنِي 122 - كَالنُّكْرِ مَعْنًى وَلِلَافْرَادِ تَعُمّْ ... حَقِيقَةً كَعَالِمِ الْغَيْبِ قَدُمْ 123 - وَمِنْهُ عُرْفِيْ وَعُمُومُ الْمُفْرَدِ ... أَشْمَلُ إِذْ صَحَّ وُجُودُ مُفْرَدِ 124 - وَرَجُلَيْنِ مَعَ قَوْلٍ لا رِجَالْ ... فِي الدَّارِ دُونَ مَا إِذَا فَرْدٌ يُقَالْ 125 - وَلا تَنَافِيْ بَيْنَ الِاسْتِغْرَاقِ ... وَبَيْنَ الِافْرَادِ بِالِاتِّفَاقِ 126 - لِأَنَّهُ يَدْخُلُ مَعْ قَطْعِ النَّظَرْ ... عَنْ وَحْدَةٍ وَبِالْإِضافَةِ اسْتَقَرّْ

127 - لِلِاخْتِصَارِ أَوْ لِتَعْظِيمِ الْمُضَافْ ... إِلَيْهِ أَوْ مُضَافِ هَذَا أَوْ خِلَافْ 128 - هَذَيْنِ أَوْ إِهَانَةٍ كَعَبْدِي ... عَبْدُ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدِي 129 - قُلْتُ وَالِاسْتِغْرَاقُ لَكِنْ سَكَتُوا ... عَنْهُ وَمِنْ أَلْ ذَا بِهَذِي أَثْبَتُ 130 - وَيُوسُفٌ وَلِإِشَارَةٍ إِلَى ... نَوْعِ مَجَازٍ وَتَرَفُّقٍ جَلا 131 - وَكَوْنُهُ نَكِرَةً لِوَحْدَتِهْ ... كَرَجُلٍ نَوْعِيَّةٍ أَوْ رِفْعَتِهْ 132 - أَوْ ضِدِّهَا أَوْ كَثْرَةٍ أَوْ قِلَّتِهْ ... وَقَدْ أَتَى لِرِفْعَةٍ وَكَثْرَتِهْ 133 - قَدْ كُذِّبَتْ رُسْلٌ مِثَالٌ فَافْهَمِ ... وَغَيْرُهُ نُكِّرَ قَصْدَ الْعِظَمِ 134 - نَحْوُ بِحَرْبٍ وَلِضِدٍّ ظَنَّا ... وَالنَّوْعُ وَالْإِفْرَادُ حَقًّا عَنَّا 135 - فِي دَابَةٍ مِنْ مَاءٍ الَّذِي تُلِي ... أَوْ قُصِدَ العُمُومُ إِنْ نَفْيًا وَلِي 136 - أَوْ لِتَجَاهُلٍ أَوَ الَّا يُدْرِكَا ... ذُو القَوْلِ وَالسَّامِعُ غَيْرَ ذَلِكَا 137 - ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ المُشْتَهِرَهْ ... إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ 138 - تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِي ... تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ 139 - شَاهِدُهَا الَّذِي رَوَيْنَا مُسْنَدَا ... لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ أَبَدَا 140 - وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذِي بِأَمْثِلَهْ ... وَقَالَ ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكِلَهْ 141 - وَوَصْفَهُ لِلْكَشْفِ وَالتَّخْصِيصِ أَوْ ... تَأَكُّدٍ وَالمَدْحَ وَالذَّمَّ رَأَوْا 142 - وَكَوْنُهُ أُكِّدَ لِلتَّقْرِيرِ مَعْ ... تَوَهُّمِ المَجَازِ وَالسَّهْوِ انْدَفَعْ

143 - أَوْ عَدَمِ الشُّمُولِ وَالبَيَانُ قَرّْ ... لِكَشْفِهِ نَحْوُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ 144 - وَالْعَطْفُ لِلتَّفْصِيلِ بِالْإِيجَازِ فِي ... ذَا الْبَابِ وَالْمُسْنَدِ أَوْ رَدٍّ نُفِي 145 - بِهِ الْخَطَا فِي جَا أَبُوكَ لا الْأَجَلْ ... أَوْ صَرْفِ حُكْمٍ لِلسِّوَى فِي عَطْفِ بَلْ 146 - وَالشَّكِّ وَالتَّشْكِيكِ قُلْتُ أَوْ سِوَى ... ذَلِكَ مِمَّا حَرْفَ عَطْفٍ قَدْ حَوَى 147 - وَبَدَلُ الشَّيْءِ وَبَعْضٍ وَاشْتِمَالْ ... لِزَيْدِ تَقْرِيرٍ وَإِيضَاحٍ يُقَالْ 148 - وَالْفَصْلُ تَخْصِيصًا لَهُ بِالْمُسْنَدِ ... وَالْمَيْزُ مِنْ نَعْتٍ وَلِلتَّأَكُّدِ 149 - وَكَوْنُهُ مُؤَخَّرًا فَلِاقْتِضَا ... تَقَدُّمِ الْمُسْنَدِ أَمْرٌ مُرْتَضَى 150 - وَكَوْنُهُ مُقَدَّمًا إِذْ هُوْ الْمُهِمّْ ... لِكَوْنِهِ الْأَصْلَ وَمَخْرَجٌ عُدِمْ 151 - أَوْ لِتَمَكُّنْ خَبَرٍ فِي الذِّهْنِ إِذْ ... فِي الْمُبْتَدَا تَشَوُّقٌ لَهُ أُخِذْ 152 - أَوْ سُرْعَةِ الشُّرُورِ لِلتَّفَاؤُلِ ... أَوْ لِمَسَاءَةِ الْعَدُوِّ الْعَاذِلِ 153 - أَوْ كَوْنِهِ يُوهِمُ الِاسْتِلْذَاذَ بِهْ ... أَوْ لازِمَ الخَاطِرِ وَالَّذِي شَبُهْ 154 - قِيلَ وَلِلتَّخْصِيصِ بِالْفِعْلِ الْخَبَرْ ... تَالِيَ نَفْيٍ نَحْوُ مَا أَنَا أُضَرّْ 155 - أَيْ بَلْ سِوَايَ وَلِهَذَا لَمْ يَصِحّْ ... وَلا سِوَايَ والقِيَاسُ مُتَّضِحْ 156 - وَلا كَمَا أَنَا رَأَيْتُ أَحَدَا ... وَلا أَنَا ضَرَبْتُ إِلَّا مَنْ عَدَا 157 - وَمَا سِوَى التَّالِي لِتَخْصِيصٍ وَرَدّْ ... عَلَى الَّذِي يَزْعُمُ غَيْرُهُ انْفَرَدْ 158 - أَوْ شَارَكُوا نَحْوُ أَنَا الَّذِي عَلا ... بِنَحْوِ لا غَيْرِيَ أَكِّدْ أَوَّلا

159 - وَنَحْوِ وَحْدِي ثَانِيًا وَوَرَدَا ... تَقْوِيَةُ الْحُكْمِ كَذَا يُولِي النَّدَا 160 - وَلَوْ نَفَى الْفِعْلَ كَأَنْتَ لا تَذُمّْ ... فَذَا عَلا عَنْ لا تَذُمّْ وَلَوْ تَضُمّْ 161 - أَنْتَ إِذِ التَّاكِيدُ لِلمَحْكُومِ لا ... لِلحُكْمِ وَالفِعْلُ إِذِ النُّكْرَ تَلا 162 - فَهْوَ لِفَرْدٍ أَوْ لِجِنْسٍ حَصَرَهْ ... كَرَجُلٍ جَا لا رِجَالٍ أَوْ مَرَهْ 163 - وَقَالَ يُوسُفٌ كَذَا إِنْ قُدِّرَا ... فَاعِلُهُ مَعْنًى فَقَطْ مُؤَخَّرَا 164 - وَإِنْ يَجُزْ وَلَمْ يُقَدَّرْ أَوْ مُنِعْ ... لَمْ يُسْتَفَدْ غَيْرُ التَّقَوِّي فَاسْتَمِعْ 165 - إِلَّا مُنَكَّرًا وَلَوْ إِنْ أُخِّرَا ... فَفَاعِلاً فِي اللَّفْظِ أَيْضًا قُدِّرَا 166 - بِجَعْلِهِ مِنَ الضَّمِيرِ مُبْدَلا ... خَشْيَةَ فَقْدٍ لِلْخُصُوصِ إِذْ خَلا 167 - مِنْ سَبَبٍ سِوَاهُ فَالمَنْعُ لَزِمْ ... مَنِ ابْتَدَاهُ لا مُعَرِّفٍ وُسِمْ 168 - بِشَرْطِ فَقْدِ مَانِعِ التَّخْصِيصِ لا ... شَرٌّ أَهَرَّ ذَا أَذًى أَمَّا عَلَى 169 - جِنْسٍ فَلِامْتِنَاعِ أَنْ يُرَادَ مَا ... أَهَرَّ شَرٌّ غَيْرُ خَيْرٍ وَأَمَا 170 - عَلَى انْفِرَادٍ فَهْوَ لَيْسَ يَجْنَحُ ... لِقَصْدِهِمْ وَإِذْ هُمُ قَدْ صَرَّحُوا 171 - تَخْصِيصَهُ إِذْ أَوَّلُوا بِمَا أَهَرّْ ... إِلاّ فَبِالتَّنْكِيرِ قَطِّعْ شَانَ شَرّْ (¬1) ¬

(¬1) في المخطوط: "فبالتنكير قطع شأن شر"، وفي المطبوع: "إلا فبالتنكير فظع شأن شر".

172 - وَفِي جَمِيعِ قَوْلِهِ هَذَا نَظَرْ ... قَالَ وَزَيْدٌ قَائِمٌ إِذَا اسْتَتَرْ 173 - فِيهِ ضَمِيرٌ فِي التَّقَوِّي يَقْرُبُ ... مِنْ قَامَ لا كَمِثْلِهِ إِذْ يُنْسَبُ 174 - لِشِبْهِ خَالٍ صِفَةً وَمِنْ هُنَا ... لَمْ يَكُ جُمْلَةً وَلا كَهِيْ بِنَا 175 - مِمَّا يُرَى تَقْدِيمُهُ كَالَّلازِمِ ... مِثْلُكَ لا يَبْخَلُ يَا بْنَ العَالِمِ 176 - وَمِثْلُهُ غَيْرُكَ لا يَجُودُ أَيْ ... أَنْتَ إِذَا لَمْ يَكُ (¬1) تَعْرِيضٌ بِشَيْ 177 - وَرُبَّمَا قُدِّمَ إِذْ عَمَّ كَكُلّْ ... لَمْ يَاتِ إِذْ تَاخِيرُهُ هُنَا يَدُلّْ 178 - عَلَى انْتِفَا الْحُكْمِ عَنِ الْمَجْمُوعِ لا ... عَنْ كُلِّ فَرْدٍ وَهْوَ حُكْمٌ قُبِلا 179 - الشَّيْخُ إِنْ فِي حَيِّزِ النَّفْيِ أَتَتْ ... كُلٌّ بِأَنْ أَدَاتُهُ تَقَدَّمَتْ 180 - كَقَوْلِهِ مَا كُلُّ مَا تَمَنَّى ... أَوْ عَمَلُ الْمَنْفِيِّ فِيهَا عَنَّا 181 - كَمَا أَتَى الرِّجَالُ كُلُّهُمْ وَلَنْ ... آخُذَ كُلَّ الْمَالِ أَوْ ذَا قَدِّمَنْ 182 - تَوَجُّهَ النَّفْيِ إِلَى الشُّمُولِ ثُمّْ ... أُثْبِتَ لِلْبَعْضِ وَإلَّا فَلْيَعُمّْ 183 - كَأَصْبَحَتْ أُمُّ الْخِيَارِ تَدَّعِي ... عَلَيَّ ذَنْبًا كُلُّهُ لَمْ أَصْنَعِ ¬

(¬1) في المخطوط: "لم يكن"، وهو يكسر الوزن.

مسألة

مسألة 184 - قَدْ يَخْرُجُ الْكَلامُ عَمَّا ذُكِرَا ... مِنْ ذَلِكَ الْمُضْمَرُ عَمَّا أَظْهَرَا 185 - كَنِعْمَ عَبْدًا أَوْ ضَمِيرِ الشَّانِ ... لِيَثْبُتَ التَّالِيهِ فِي الْأَذْهَانِ 186 - وَعَكْسُهُ إِشَارَةً لِلِاعْتِنَا ... بِكَوْنِهِ مُمَيَّزًا إِذْ ضُمِّنَا 187 - حُكْمًا بَدِيعًا وَادِّعَاءَ الشُّهْرَةِ ... أَوِ النِّدَا عَلَى كَمَالِ الْفِطْنَةِ 188 - لِسَامِعٍ وَالضِّدِّ وَالتَّهَكُّمِ ... بِهِ كَمِثْلِ مَا إِذَا كَانَ عَمِي 189 - وَغَيْرُهَا زِيَادَةُ التَّمْكِينِ قَدْ ... مَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ اللهُ الصَّمَدْ 190 - أَوْ لِيُقَوِّيْ دَاعِيَ الْمَامُورِ ... أَوْ يُدْخِلَ الرَّوْعَ عَلَى الضَّمِيرِ 191 - أَوِ الْمَهَابَةَ وَالِاسْتِعْطَافِ ... قُلْتُ كَذَا الْوُصْلَةُ لِلْأَوْصَافِ 192 - وَعِظَمُ الْأَمْرِ وَتَنْبِيهٌ عَلَى ... عِلِّيَّةٍ وَعَوْدِ مَعْنَاهُ عَلَى 193 - وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ كُلُّ مَا ذُكِرْ ... لَيْسَ بِمُخْتَصٍّ بِذَا الَّذِي قُدِرْ 194 - بَلْ غَيْبَةٌ وَأَخَواهَا قَدْ نُقِلْ ... كُلٌّ لِآخَرَ الْتِفَاتٌ مُسْتَقِلّْ 195 - وَرُدَّ فَالْأَشْهَرُ أَنَّهُ أَخَصّْ ... لِأَنَّهُ التَّعْبِيرُ عَنْ مَعْنًى يُنَصّْ 196 - مِنَ الثَّلاثِ بَعْدَ ذِكْرٍ بِسِوَاهْ ... مِنْهَا لِيَرْفُلَ الْكَلامُ فِي حُلاهْ 197 - لِأَنَّ نَقْلَ الْقَوْلِ فِي الْمَهَايِعِ ... أَنْشَطُ لِلْإِصْغَاءِ وَالْمَسَامِعِ

198 - وَقَدْ يَخُصُّ كُلَّ مَوْضِعٍ نُكَتْ ... كَمِثْلِ مَا أُمُّ الكِتَابِ قَدْ حَوَتْ 199 - فَالْعَبْدُ إِذْ يَحْمَدُ مَنْ يَحِقُّ لَهْ ... ثُمَّ يَجِيءُ بِالسُّمَى المُبَجَّلَهْ 200 - فَكُلُّهَا مُحَرِّكُ الْإِقْبَالِ ... لِمَالِكِ الْأُمُورِ فِي الْمَآلِ 201 - فَيُوجِبُ الْإِقْبَالَ وَالْخِطَابَا ... بِغَايَةِ الْخُضُوعِ وَالتَّطْلابَا 202 - لِلْعَوْنِ فِي كُلِّ مُهِمٍّ يُقْصَدُ ... وَقِسْ عَلَيْهِ كُلَّ مَا قَدْ يَرِدُ 203 - وَلَمْ يَكُنْ فِي جُمْلَةٍ كَمَا فِي ... عَرُوسِ الَافْرَاحِ وَفِي الكَشَّافِ 204 - وَمِنْ خِلافِ الْمُقْتَضَى أَنْ جَاوَبَا ... مُخَاطَبًا بِغَيْرِ مَا تَرَقَّبَا 205 - بِحَمْلِهِ عَلَى خِلافِ قَصْدِهِ ... لأَنَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ ضِدِّهِ 206 - أَوْ سَائِلاً بِغَيْرِ مَا قَدْ سَأَلَهْ ... لأَنَّهُ الأَوْلَى أَوِ الْمُهِمُّ لَهْ 207 - وَمِنْهُ مَاضٍ عَنْ مُضَارِعٍ وُضِعْ ... لِكَوْنِهِ مُحَقَّقًا نَحْوُ فَزِعْ 208 - قُلْتُ وَلِلْإِشْرَافِ أَوْ إِبْرَازِكا ... فِي مَعْرِضِ الْحَاصِلِ غَيْرَ ذَلِكَا 209 - وَمِنْهُ قَلْبٌ كَعَرَضْتُ الْإِبِلا ... عَلَى الْحِيَاضِ ثُمَّ هَلْ ذَا قُبِلا 210 - ثَالِثُهَا الْأَصَحُّ إِنْ لَمْ يَقْتَضِ ... مَعْنًى لَطِيفًا لا وَإِلَّا فَارْتُضِي 211 - كَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاؤُهُ ... كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ 212 - وَمِنْهُ ذِكْرُ جَمْعٍ اوْ مُثَنَّى ... أَوْ مُفْرَدٍ عَنْ آخَرٍ قَدْ عَنَّا 213 - وَالِانْتِقَالُ مِنْ خِطَابِ بَعْضِ ذِي ... إِلَى خِطَابِ آخَرٍ نَوْعٌ شَذِي

أحوال المسند

أحوال المسند 214 - فَتَرْكُهُ لِمَا مَضَى وَيَحْتَمِلْ ... كِلَيْهِمَا صَبْرٌ جَمِيلٌ قَدْ نُقِلْ 215 - وَشَرْطُهُ قَرِينَةٌ كَذِكْرِ ... سُؤَالٍ اوْ تَقْدِيرِهِ لِخُبْرِ 216 - وقَدْ يَجِي (¬1) مِنْ أَوَّلٍ أَوْ آخِرِ ... وَصَالِحًا لِذَيْنِ عِنْدَ السَّابِرِ 217 - وَخَبَرًا لِمُبْتَدَا أَوْ إِنَّ أَوْ ... كَانَ عَلَى قُبْحٍ وَفِعْلاً بَعْدَ لَوْ 218 - وَذِكْرُهُ لِمَا مَضَى أَوْ حَتْمِ ... مَجِيئِهِ بِالفِعْلِ أَوْ بِالِاسْمِ 219 - قُلْتُ وَلِلتَّعْجِيبِ فِي الْمِفْتَاحِ قَدْ (¬2) ... زَادَ وَفِي الْإِيضَاحِ رَدَّ وَانْفَرَدْ 220 - لِكَوْنِهِ لا سَبَبِيًّا مَعْ عَدَمْ ... إِفَادَةِ القُوَّةِ لِلحُكْمِ المُتَمّْ 221 - وَالسَّبَبِيُّ مَا جَرَى لِغَيْرِ مَا ... يَسْبِقُهُ كَـ"هِنْدُ عَبْدُهَا انْتَمَى" 222 - وَكَوْنُهُ فِعْلاً لأَنْ يُقَيَّدَا ... بِوَقْتِهِ وَيُفْهِمُ التَّجَدُّدَا 223 - وَاسْمًا لِفَقْدِ قَيْدِهِ مَا ذُكِرَا ... قُلْتُ وَقَالَ بَعْضُ مَنْ تَأَخَّرَا 224 - إِفَادَةُ الثُّبُوتِ لِلْإِسْمِ فُقِدْ ... إِنْ كَانَ مَا يَتْلُوهُ فِعْلاً وَانْتُقِدْ ... ¬

(¬1) في المخطوط: "وقد يجيءُ"، وفي المطبوع: "قد يجي"، وكلاهما يكسر الوزن. (¬2) في المخطوط: "قلت وللتعجيب في المفتاح"، دون "قد".

225 - وَكَوْنُهُ مُقَيَّدًا بِقَيْدِ ... كَنَحْوِ مَفْعُولٍ لِزَيْدِ الفَيْدِ 226 - وَنَحْوُ كُنْتُ قَائِمًا كَانَ الَّذِي ... قَيَّدَتِ الْمَنْصُوبَ لا العَكْسَ احْتُذِي 227 - وَالتَّرْكُ لِلمَانِعِ كَانْتِهَازِ ... لِفُرْصَةٍ تُغْنَمُ وَالْإِيجَازِ 228 - وَكَوْنُهُ قُيِّدَ بِالشَّرْطِ لأَنْ ... يُفِيدَ مَعْنَى الْأَدَوَاتِ كَيْفَ عَنّْ 229 - وَكُلُّهَا مَبْسُوطَةٌ فِي النَّحْوِ ... وَابْحَثْ هُنَا فِي إِنْ إِذَا وَلَوِّ (¬1) 230 - فَغَيْرُ لَوْ لِلشَّرْطِ في اسْتِقْبَالِ ... لَكِنَّ إِنْ تَخْتَصُّ بِالْمُحَالِ 231 - لِكَوْنِهَا فِي الْأَصْلِ لِلَّذِي عَدِمْ ... جَزْمًا وَعَكْسُهَا إِذَا مِنْ ثَمَّ عَمّْ 232 - الْمَاضِ فِيهَا وَلِجَزْمٍ إِنْ يُرَدْ ... تَجَاهُلاً وَلِمُخَاطَبٍ فَقَدْ 233 - جَزْمًا وَلِلتَّوْبِيخِ وَالَّذِي يُرَى ... كَجَاهِلٍ إِذْ مَا عَلَى الْعِلْمِ جَرَى 234 - كَذَا لِتَغْلِيبِ الَّذِي لَمْ يَتَّصِفْ ... بِهِ عَلَى الْمَوْصُوفِ ثُمَّ ذَا عُرِفْ 235 - فِي غَيْرِ مَا مَرَّ كَمِثْلِ الْعُمَرَيْنْ ... الْقَانِتَيْنِ الْخَافِقَيْنِ الْقَمَرَيْنْ 236 - قُلْتُ وَمَنْ يَشْرُطُ أَنْ يُغَلَّبَا ... أَعْلَى أَوِ الْأَدْنَى فَلا تُصَوِّبَا 237 - وَاخْتُصَّتَا بِالْجُمْلَةِ الْفِعْلِيَّةِ ... مُسْتَقْبَلاً وَتَرْكُهُ لِنُكْتَةِ ¬

(¬1) تشديد واو "لو" لضرورة الوزن ..

238 - كَمِثْلِ إِبْرَازِ الَّذِي لَمْ يَحْصُلِ ... فِي صُورَةِ الْحَاصِلِ وَالتَّقَوُّلِ 239 - وَالْقَصْدِ لِلرَّغْبَةِ فِي وُقُوعِهِ ... وَقِيلَ وَالتَّعْرِيضُ مِنْ فُرُوعِهِ 240 - نَحْوُ لَئِنْ أَشْرَكْتَ وَالتَّعْرِيضَ سَمّْ ... بِمُنْصِفِ الْكَلامِ مِمَّنْ قَدْ حَكَمْ 241 - وَمِنْهُ مَالِي تِلْوُهُ لا أَعْبُدُ ... وَحُسْنُهُ إِسْمَاعُ مَنْ قَدْ يَقْصِدُ 242 - خِطَابَهَ الحَقَّ عَلَى وَجْهٍ مَنَعْ ... غَضَبَهُ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا صَنَعْ 243 - نِسْبَتُهُ لِلذَّمِّ وَالْإِعَانَهْ ... عَلَى قَبُولِهِ لِمَا أَبَانَهْ 244 - مِنْ نُصْحِهِ إِذْ لَمْ يَرِدْ لَهُ سِوَى ... مُرَادِهِ لِنَفْسِهِ كَمَا نَوَى 245 - وَلَوْ بِشَرْطِ الْمَاضِ وَانْتِفَائِهِ ... لَا لِانْتِفَا المَشْرُوطِ أَوْ بَقَائِهِ 246 - فَذَاكَ بِاللَّازِمِ هَكَذَا ذَكَرْ ... جَمَاعَةٌ وَشَيْخُنَا لَهُ نَصَرْ 247 - مِنْ ثَمَّ غَالِبًا تَلِي الْفِعْلِيَّهْ ... وَفِعْلُ جُزْأَيْهَا الْزَمَنْ مُضِيَّهْ 248 - وَلِانْحِتَامِ كَوْنِ ذَاكَ وَاقِعَا ... وَقَصْدِ الِاسْتِمْرَارِ جَا مُضَارِعَا 249 - وَقَصْدِ الِاسْتِحْضَارِ مِثْلُ مَا أَتَى ... فِي غَيْرِ ذَا وَقَدْ تَقَضَّى ضِدُّ تَا 250 - قُلْتُ وَأَمَّا نَفْيُهُ فَالْأَحْرُفُ ... سِتٌّ لِمَعْنًى كُلُّ حَرْفٍ يُؤْلَفُ 251 - فَمَا وَإِنْ كَلَيْسَ نَفْيَ الْحَالِ ... ولا وَلَنْ لِنَفْيِ الِاسْتِقْبَالِ 252 - فَإِنْ أَدَقُّ ثُمَّ لِلتَّأَكِيدِ لَنْ ... وَنَفْيِ مَا كَانَ حُصُولُهُ يُظَنّْ 253 - قِيلَ وَلِلتَّابِيدِ لَكِنْ تُرِكَا ... وَخَصَّهُ لا ابْنُ خَطِيبٍ زَمْلَكَا

254 - قَالَ وَلَنْ لِنَفْيِ مَا قَدْ قَرُبَا ... وَالِارْتِشَافُ فِيهِ هَذَا قَدْ أَبَى 255 - وَلَمْ وَلَمَّا نَفْيُ مَاضٍ وَانْفَرَدْ ... لَمَّا بِالِاسْتِغْرَاقِ مَعْ مَدْخُولِ قَدْ 256 - وَكَوْنُ مَا أُسْنِدَ ذَا تَنَكُّرِ ... لِقَصْدِ أَنْ لا عَهْدَ أَوْ لَمْ يُحْصَرِ 257 - كَذَاكَ لِلتَّفْخِيمِ أَوْ لِلضَّعْفِ ... وَكَوْنُهُ مُخَصَّصًا بِالْوَصْفِ 258 - أَوْ بِإِضَافَةٍ لِكَوْنِهِ أَتَمّْ ... فَائِدَةً وَتَرْكُهُ لِلْفَقْدِ عَمّْ 259 - وَكَوْنُهُ مُعَرَّفًا لِيَفْهَمَا ... مُخَاطَبٌ حُكْمًا عَلَى مَا عَلِمَا 260 - بِبَعْضِ مَا عُرِّفَ بِالَّذِي جَهِلْ ... أَوْ لازِمًا كَذَا أَخِي أَوِ الْأَجَلْ 261 - عَهْدًا أَوِ الجِنْسَ أَرِدْ كَعَكْسِ ... ذَيْنِ وَقَدْ يُفِيدُ قَصْرَ الجِنْسِ 262 - ذُو اللَّامِ تَحْقِيقًا عَلَى شَيْءٍ كَذَا ... مُبَالَغًا كَهْوَ الأَمِيرُ وَالأَذَى 263 - وَمَنْ يَقُلْ مُعَيَّنٌ لِلِابْتِدَا ... اسْمٌ وَلِلْإِخْبَارِ وَصْفٌ فَارْدُدَا 264 - وَجُمْلَةٌ تَجِيءُ لِلتَّقْوِيَةِ ... أَوْ سَبَبِيًّا كَانَ كَالْإِسْمِيَّةِ 265 - فِعْلِيَّةٌ شَرْطِيَّةٌ لِمَا مَضَى ... ظَرْفِيَّةٌ تَقْدِيرُهَا الْفِعْلُ رِضَا 266 - فَلِاخْتِصَارِهَا وَفِي تَاخِيرِهِ ... النُّكْتَةُ اهْتِمَامُ شَانِ غَيْرِهِ 267 - وَعَكْسُهُ لِكَوْنِهِ بِالمُسْنَدِ ... إِلَيْهِ مَخْصُوصًا كَمَا فِيهَا عَدِ 268 - مِنْ ثَمَّ فِي لا رَيْبَ فِيهِ أُخِّرَا ... كَيْ لا يُفِيدَ الرَّيْبَ فِيمَا غُبِّرَا 269 - أَوْ فَهْمِ الَاخْبَارِ بِهِ مِنْ أَوَّلِ ... أَوْ لِتَشَوُّقٍ أَوِ التَّفَاؤُلِ

تنبيه

270 - قُلْتُ وَلِلمَفْعُولِ إِنَّمَا بُنِي ... لِكَوْنِهِ فِي الذِّكْرِ نُصْبَ الْأَعْيُنِ 271 - أَوِ السِّياقِ دَلَّ أَوْ لا يَصْدُرُ ... عَنْ غَيْرِهِ أَوْ كَوْنِهِ يُحَقَّرُ 272 - كَذَاكَ لِلْجَهْلِ وَالِاخْتِصَار ... وَالسَّجْعِ وَالرَّوِيِّ وَالْإِيثَارِ تنبيه 273 - غَالِبُ هَذَا البَابِ وَالَّذِي خَلا ... يَجِيءُ فِي سِوَاهُمَا تَأَمَّلا أحوالُ مُتَعَلَّقَاتِ الفعلِ وما يعمل عمله 274 - الفِعْلُ أَوْ بَقِيَّةُ العَوَامِلِ ... مَعَ اسْمِهَا المَنْصُوبِ مِثْلُ الفَاعِلِ 275 - فِي ذِكْرِهِ لِيُفْهِمَ التَّعَلُّقَا ... دُونَ إِفَادَةِ الْوُقُوعِ مُطْلَقَا 276 - فَحَذْفُهُ إِنْ أُطْلِقَ الْإِثْبَاتُ لَهْ ... أَوْ نَفْيُهُ لِلاسْمِ أَعْنِي فَاعِلَهْ 277 - لِكَوْنِهِ نُزِّلَ كَالَّلازِمِ لا ... مُقَدَّرٌ فِيهِ فَإِمَّا جُعِلا 278 - الفِعْلُ كَانِيًا عَنِ الفِعْلِ يُخَصّْ ... مَعْمُولُهُ دَلَّ عَلَيْهِ نَوْعُ نَصّْ 279 - كَشَجْوِ حُسَّادِكَ أَنْ يَرَى بَصَرْ ... أَيْ أَنْ يَكُونَ مُبْصِرًا لِمَا ظَهَرْ 280 - أَوْ لا يَكُونُ مِثْلَ مَا تَلَوْنَا ... هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَا 281 - أَمَّا الَّذِي يُحْذَفُ وَهْوَ مَا رُفِضْ ... فَلائِقًا قَدِّرْ وَفِي هَذَا الغَرَضْ

282 - مِنْ بَعْدِ الِابْهَامِ البَيَانُ مِثْلُ شَا ... مَالَمْ يَكُ الْتِبَاسُهُ مُسْتَوْحَشَا 283 - أَوْ دَفْعِ أَنْ يَبْتَدِرَ الذِّهْنُ إِلَى ... غَيْرِ المُرَادِ وَاعْتِنَاءٍ كَمُلا 284 - بِذِكْرِ الِايقاعِ لَهُ بَعْدُ عَلَى ... صَرِيحِهِ أَوْ أَدَبٍ مَعَ العُلا 285 - أَوِ اخْتِصَارٍ مَعْ دَلِيلٍ قَامَ لَهْ ... أَوْ هُجْنَةٍ أَوْ أَنْ تُرَاعَى الفَاصِلَهْ 286 - كَذَا إِفَادَةُ الْعُمُومِ بِالْكَلامْ ... كَقَوْلِهِ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامْ 287 - وَنَحْوِ ذَا وَكَوْنُهُ مُقَدَّمَا ... لِرَدِّ تَعْيِينِ الْخَطَا مِنْ ثَمَّ مَا 288 - يُقَالُ مَا أَبُو البَقَاءِ لُمْتُهُ ... وَلا سِوَاهُ لا وَلَكِنْ عِبْتُهُ 289 - أَمَّا فِي (¬1) الِاشْتِغَالِ فَالتَّاكِيدُ إِنْ ... قُدِّرَ مَا فُسِّرَ قَبْلَهُ يَعِنّْ 290 - وَبَعْدَ تَخْصِيصٍ وَهَذَا يَغْلِبُ ... فِيهِ كَيَا رَبِّ إِلَيْكَ أَرْغَبُ 291 - وَقَدْ يُفِيدُ فِي الجَمِيعِ الِاهْتِمَامْ ... بِهِ وَمِنْ ثَمَّ الصَّوَابُ فِي الْمَقَامْ 292 - تَقْدِيرُ مَا عُلِّقَ بِاسْمِ اللهِ بِهْ ... مُؤَخَّرًا فَإِنْ يَرِدْ بِسَبَبِهْ 293 - تَقْدِيمُهُ فِي سُورَةِ اقْرَا فَهُنَا ... كَانَ الْقِرَاءَةُ الأَهَمَّ الْمُعْتَنَى 294 - قُلْتُ وَشَرْطُ الِاخْتِصَاصِ مَنْعُ أَنْ ... يَسْتَوْجِبَ التَّقْدِيمَ أَوْ بِالْوَضْعِ عَنّْ ¬

(¬1) ياء (في) تحذف لضرورة الوزن.

الباب الخامس: القصر

295 - أَوْ كَانَ مُصْلِحًا لأَنْ يُرَكَّبَا ... وَبَعْضُهُمْ لِلاخْتِصَاصِ قَدْ أَبَى 296 - وَيَرْفَعُ الخِلافَ قَوْلُ السُّبْكِي ... لَيْسَ رَدِيفُ الْحَصْرِ غَيْرَ شَكِّ 297 - وَبَعْضُ مَعْمُولاتِهِ يُقَدَّمُ ... عَلَى السِّوَى إِذْ أَصْلُهُ التَّقَدُّمُ 298 - وَلا اقْتِضَا لِمَعْدِلٍ كَأَوَّلِ ... أَعْطَى وَكَالْفَاعِلِ أَوْ لِخَلَلِ 299 - يَحْصُلُ فِي مَعْنَاهُ بِالتَّاخِيرِ أَوْ ... تَنَاسُبٍ وَالِاخْتِصَاصَ قَدْ حَكَوْا 300 - وَقَدْ يَجِي (¬1) عَنْ مَصْدَرٍ سِوَاهُ ... لِنُكْتَةٍ يُدْرَكُ مَنْ حَوَاهُ ... 301 - وَنُكْتَةُ التَّمْيِيزِ حِينَ حُوِّلا ... فَخَامَةٌ تُدْرَكُ حِينَ يُجْتَلَى الباب الخامس: القصر 302 - إِمَّا حَقِيقِيٌّ وَإِمَّا غَيْرُ ذَا ... فَالْقَصْرُ لِلْمَوْصُوفِ وَالْوَصْفِ اللَّذَا 303 - أَعَمُّ مَعْنًى أَوَّلُ الْحَقِيقِي ... كَأَنَّمَا مُحَمَّدٌ صَدِيقِي 304 - أَيْ مَا لَهُ وَصْفٌ سِوَاهُ يُورَدُ ... وَهْوَ عَزِيزٌ لا يَكَادُ يُوجَدُ 305 - وَالثَّانِ مِنْهُ غَالِبٌ كَلَيْسَ فِي ... ذِي الدَّارِ إِلاّ ذَا وَرُبَّمَا يَفِي ¬

(¬1) في المخطوط: "يجيء"، وحذفنا الهمزة لضرورة الوزن.

306 - مُبَالِغًا إِذْ غَيْرُهُ مَا اعْتُدَّ بِهْ ... وَأَوَّلُ الْمَجَازِ خُذْ لا يَشْتَبِهْ 307 - تَخْصِيصُ أَمْرٍ صِفَةً دُونَ صِفَهْ ... أَوْ وُضِعَتْ عَنْهَا وَثَانِي ذِي الصِّفَهْ 308 - تَخْصِيصُهُ الْوَصْفَ بِأَمْرٍ دُونَ مَا ... سِوَاهُ أَوْ مَكَانَ ذَاكَ فَهُمَا 309 - ضَرْبَانِ فَالخِطَابُ بِالأَوَّلِ مِنْ ... ضَرْبَيْهِمَا كَمَنْ لِشِرْكَةٍ يَظُنّْ ... مِنْ 310 - فَقَصْرُ إِفْرَادٍ لِقَطْعِ الشِّرْكَةِ ... وَالثَّانِ مَنْ يَعْتَقِدُ الْعَكْسَ الَّتِي 311 - فَقَصْرُ قَلْبٍ أَوْ تَسَاوَيَا لَدَى ... مُخَاطَبٍ فَقَصْرُ تَعْيِينٍ بَدَا 312 - وَالشَّرْطُ فِي الْمَوْصُوفِ إِذْ مَا يُفْرَدُ ... أَنْ لا تَنَافِيْ فِي الصِّفَاتِ يُوجَدُ 313 - وَالْقَلْبُ أَنْ يُوجَدَ وَالتَّعْيِينُ عَمّْ ... وَطُرُقُ الْقَصْرِ كَثِيرَةٌ تَضُمّْ 314 - كَالْعَطْفِ زَيْدٌ قَائِمٌ لا قَاعِدُ ... وَلَيْسَ عَمْرٌو شَاعِرًا (¬1) بَلْ حَامِدُ 315 - وَالنَّفْيِ مَعْ إِلَّا كَمَا مُحَمَّدُ ... إِلَّا رَسُولٌ مَا الحِمَى إِلَّا اليَدُ 316 - وَإِنَّمَا وَمَا أَصَابَ الجَاحِدُ ... كَأَنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدُ 317 - كَذَا إِذَا قَدَّمْتَهُ نَحْوُ بِنَا ... مَرَّ وَفِي الوَصْفِ تَمِيميٌّ أَنَا 318 - قُلْتُ وَقِيلَ أَنَّ بِالفَتْحِ وَمَا ... كَأَنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا ¬

(¬1) في المخطوط: "شاخصًا"، وفي الشرح، والمطبوع: "شاعرًا".

319 - وَذِكْرُ مُسْنَدٍ إِلَيْهِ وَكَذَا ... تَعْرِيفُهُ وَمُسْنَدٍ وَغَيْرُ ذَا 320 - وَاخْتَلَفَتْ مِنْ أَوْجُهٍ فَالْوَضْعُ قُلْ ... لِلْكُلِّ فالتَّقْدِيمُ بِالْفَحْوَى يَدُلّْ 321 - وَالْأَصْلُ ذِكْرُ مُثْبَتٍ وَالْمَنْفِي ... فِي أَوَّلٍ يُعْنَى بِهِ فِي الْعَطْف 322 - وَرُبَّمَا لِكُرْهِ الِاطْنَابِ سَقَطْ ... وَفِي الْبَوَاقِي ذِكْرُ مُثْبَتٍ فَقَطْ 323 - وَالنَّفْيُ لا يُجَامِعُ الثَّانِي فَلا ... لا تَنْفِ إِنْ نَفْيٌ بِغَيْرِهَا خَلا 324 - وَلِلْأَخِيرَيْنِ فَقَدْ يُجَامِعُ ... كَإِنَّمَا أَنَا النَّدَى لا اللَّامِعُ 325 - وَقِيلَ شَرْطُ جَمْعِهِ مَعْ إِنَّمَا ... أَنْ لا يُخَصَّ الْوَصْفُ بِالَّذِي انْتَمَى 326 - وَقِيلَ شَرْطُ الْحُسْنِ وَهْوَ أَقْرَبُ ... وَأَصْلُ ثَانٍ جَهْلُ مَنْ يُخَاطَبُ 327 - وَجَحْدُهُ لِمَا لَهُ يُسْتَعْمَلُ ... وَيُجْعَلُ الْمَعْلُومُ كَاللَّذْ يُجْهَلُ 328 - فَخُذْ لَهُ الثَّانِيْ لِأَمْرٍ نَاسَبَا ... وَاسْتَعْمِلَنْهُ مُفْرِدًا أَوْ قَالِبَا 329 - كَمِثْلِ مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولْ ... إِذْ أَعْظَمُوا مَمَاتَهُ مِثْلَ الْجَهُولْ 330 - أَيْ هُوَ مَقْصُورٌ عَلَيْهَا مَا عَدَا ... إِلَى التَّبَرِّي مِنْ هَلاكٍ وَرَدَى 331 - وَقَوْلِهِ إِنْ أَنْتُمُ إِلَّا بَشَرْ ... لِزَاعِمِ الرُّسْلِ سِوَاهُ وَأَصَرّْ 332 - مُخَاطَبٌ عَلَى ادِّعَا الرِّسَالَهْ ... وَقَوْلُهُمْ إِنْ نَحْنُ مِثْلَ الْقَالَهْ 333 - مِنَ الْمُجَارَاةِ لِخَصْمٍ كَيْ عَثَرْ ... إِرَادَةَ التَّبْكِيتِ لا الْمَنْفِيُّ قَرّْ

334 - وَإِنَّمَا بِعَكْسِهِ كَإِنَّمَا ... هَذَا أَخُوكَ أَيْ فَرُقَّ وَارْحَمَا (¬1) 335 - وَرُبَّمَا يُنَزَّلُ الْمَجْهُولُ فِي ... دَعْوَى الظُّهُورِ كَسِوَاهُ فَيَفِي 336 - ثُمَّ عَلَى الْعَطْفِ لَهَا مَزِيَّهْ ... إِذْ يُعْلَمُ الْحُكْمَانِ بِالْمَعِيَّهْ 337 - وَمِثْلُهَا التَّقْدِيمُ فِي التَّعْرِيضِ ... وَخَيْرُ مَا تُورَدُ فِي التَّعْرِيض 338 - يَجِيءُ (¬2) بَيْنَ مُبْتَدَا وَخَبَرِ ... وَالْفِعْلِ مَعْ تَعَلُّقٍ لا الْمَصْدَر 339 - وَأَخِّرَنَّ مَا عَلَيْهِ قَدْ قُصِرْ ... مُسْتَثْنِيًا مَعَ الْأَدَاةِ وَنَدَرْ 340 - تَقْدِيمُ هَذَيْنِ لِئَلَّا يَلْزَمَا ... قَصْرُ الصِّفَاتِ قَبْلَ أَنْ تُتَمَّمَا 341 - وَأَخِّرَنْ فِي إِنَّمَا لِئَلَّا ... يَعْرِضَ لَبْسٌ غَيْرُ مِثْلُ إِلَّا 342 - فِي القَصْرِ وَالمَنْعِ عَنِ الجَمْعِ لِلا ... وَإِنَّمَا جَا القَصْرُ فِي الَّذِي خَلا 343 - لأَنَّ نَفْيَ فَارِغِ الْإِسْتِثْنا ... مُوَجَّهٌ إِلَى الَّذِي يُسْتَثْنَى 344 - مِنْهُ مُقَدَّرًا وَعَامًا نَاسَبَا ... تَالِيهِ جِنْسًا فَإِذَا مَا أَوْجَبَا ¬

(¬1) في المخطوط: "هذا أخوك اردف به ذا حما"، وما أثبتناه من المطبوع. (¬2) في المخطوط: "يجي".

الباب السادس: الإنشاء

345 - شَيْءٌ بِإِلَّا مِنْهُ جَاءَ قَطْعَا (¬1) ... وَوَضْعُ ذِي هُنَا أَتَمُّ صُنْعَا الباب السادس: الإنشاء 346 - وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ مِنْهُ الطَّلَبِي ... طَالِبُ مَا يُفْقَدُ وَقْتَ الطَّلَبِ (¬2) 347 - أَنْوَاعُهُ مِنْهَا التَّمَنِّي وَوُضِعْ ... لَيْتَ لَهُ وَلَوْ مُحَالاً فَاسْتَمِعْ 348 - كَمِثْلِ يَا لَيْتَ الشَّبَابَ عَائِدْ ... وَقَدْ يَجِي بِهَلْ كَهَلْ مِنْ صَائِدْ 349 - لِفَقْدِهِ عِلْمًا وَهَكَذَا بِلَوْ ... وَيُوسُفٌ كَأَنَّ مِنْهُمَا حَذَوْا 350 - هَلَّا وَأَلَّا بِانْقِلابِ الْهَاءِ مَعْ ... لَوْلا وَلَوْمَا بِمَزِيدِ مَا وَقَعْ 351 - إِذْ أُشْرِبَا مَعْنَى التَّمَنِّي لِيَفِي ... فِي الْمَاضِ تَقْدِيمٌ كَذَا التَّحْضِيضُ فِي 352 - مُسْتَقْبَلٍ هَلَّا أَتَيْتَ هَلَّا ... تَجِي وَخُذْ تَمَنِّيًا بِعَلَّا 353 - فَانْصِبْ جَوَابَهَا بِلَيْتَ وَالخَبَرْ ... تَضْمِينُهُ (¬3) لَفْظَ التَّمَنِّي مُسْتَطَرْ ¬

(¬1) في المخطوط: "شي بالا منه جا قطعا". (¬2) في المخطوط: "طالب ما وقت التطلبي"، وهو فاسد معنى ووزنًا، وما أثبتناه في المطبوع، ومضبوط وزنًا ومعنى. (¬3) في المخطوط: "تنمينه".

354 - وَمِنْهَا الِاسْتِفْهَامُ بَالهَمْزِ وَهَلْ ... مَا مَنْ وَأَيٍّ كَمْ وَأَيْنَ كَيْفَ دَلّْ 355 - أَنَّى مَتَى أَيَّانَ فَالْهَمْزَ اذْكُرِ ... لِطَلَبِ التَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّر 356 - نَحْوُ أَزَيْدٌ قَائِمٌ أَذَاكَ خَلّْ (¬1) ... أَمْ عَسَلٌ قُلْتُ وَذُو التَّصْدِيقِ حَلّْ 357 - تَالِيهِ أَمْ مُنْقَطِعًا وَالثَّانِي ... مُتَّصِلاً وَلَمْ يُقَبَّحْ بَانِي 358 - نَحْوَ أَزَيْدٌ قَامَ، أَلْجَهُولا (¬2) ... عَرَفْتَ ثُمَّ أَوْلِهَا الْمَسْؤُولا 359 - بِهَا كَفَاعِلٍ وَمَفْعُولٍ بِمَا ... مَضَى وَفِعْلٍ فِي أَخِلْتَ الْمُنْتَمَى 360 - قُلْتُ وَذَا الحُكْمُ لِغَيْرِهَا اسْتَقَرّْ ... كَذَاكَ فِي الْعَرُوسِ وَالطِّيبِي ذَكَرْ 361 - وَهَلْ لِتَصْدِيقٍ فَقَطْ كَهَلْ أَتَى ... زَيْدٌ وَهَلْ عَمْرٌو أَبُو هَذَا الْفَتَى 362 - مِنْ ثَمَّ لا يُعْطَفُ بَعْدَهَا بِأَمْ ... وَنَحْوُ هَلْ (¬3) زَيْدًا ضَرَبْتَ الْقُبْحُ أَمّْ 363 - إِذْ أَفْهَمَ (¬4) التَّقْدِيمُ تَصْدِيقًا حَصَلْ ... بِالْفِعْلِ نَفْسِهِ خِلافَ مَا اشْتَغَلْ ¬

(¬1) في المخطوط: "نحو أزيد قام إذ ذاك خل"، ومعناه غير مقصود، مع ثقل الوزن، وما أثبتناه في المطبوع، ومضبوط معنى ووزنًا. (¬2) قطعنا همزة "الجهولا" لضرورة الوزن. (¬3) في المخطوط: "ونحوها هل"، فيكسر الوزن. (¬4) في المخطوط: "إن فهم"، والمعنى فاسد.

364 - وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ هَلْ عَبْدٌ عُرِفْ ... قُبْحٌ لَهُ وَلازِمٌ عَمَّا وُصِفْ 365 - جَوَازُ هَلْ زَيْدٌ وَبَعْضٌ عَلَّلا ... قُبْحَهُمَا (¬1) بِأَنَّ هَلْ تَأَصَّلا 366 - رَدِيفَ قَدْ وَالهَمْزُ قَبْلُ حُذِفَا ... لِكَثْرَةِ (¬2) الْوُقُوعِ قُلْتُ اخْتُلِفَا 367 - فِي كَوْنِهَا تُفِيدُ ذَاكَ فَضْلا ... عَنْ كَوْنِهَا لِذَاكَ وَضْعًا أَصْلا 368 - وَإِنَّمَا الزَّمَخْشَرِيُّ قَالَهْ ... وَكَمْ إِمَامٍ رَدَّ ذِي الْمَقَالَهْ 369 - وَخَصَّصَتْ مُضَارِعًا بِمَا يَجِي ... فَلا تَقُلْ هَلْ تَطْرُدِينَ الْمُرْتَجِي 370 - كَمَا يَجِي (¬3) فِي هَمْزَةٍ لأَجْلِ ... ذَيْنِ لَهَا تَخَصُّصٌ (¬4) بِالْفِعْل 371 - مِنْ ثَمَّ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ بَعْدَ هَلْ ... مِنْ تَشْكُرُوا لِطَلَبِ الشُّكْرِ أَدَلّْ (¬5) 372 - لِأَنَّ إِبْرَازَ الَّذِي جُدِّدَ فِي ... مَعْرِضِ ثَابِتٍ أَدَلُّ إِذْ يَفِي ¬

(¬1) في المخطوط: "فتحهما". (¬2) في المخطوط: "للمس". (¬3) في المخطوط: "يجيء". (¬4) في المخطوط: "مخصص". (¬5) في المخطوط: "أكمل من تشكر والطلب أدل"، وهو فاسد معنى ووزنًا.

تنبيه

373 - عَلَى كَمَالِ الِاعْتِنَا بَأَنْ حَصَلْ ... وَمِنْ أَأَنْتُمْ وَعَلَى الثُّبُوتِ دَلّْ (¬1) 374 - لِأَنَّ هَلْ لِلْفِعْلِ أَدْعَى مِنْهَا ... فَتَرْكُهُ مَعْهَا أَدَلُّ كُنْهَا 375 - مِنْ ثَمَّ لا يَحْسُنُ هَلْ مَلِيحِي ... مُنْطَلِقٌ إِلَّا مِنَ الْفَصِيح 376 - وَهَلْ بَسِيطٌ لِلْوُجُودِ يُطْلَبُ ... وَمَا وُجُودُهُ لِشَيْ مُرَكَّبُ 377 - فَأَوَّلٌ كَهَلْ سُكُونُهُ وُجِدْ ... وَالثَّانِ (¬2) هَلْ سُكُونُهُ دَوْمٌ عُهِدْ تنبيه 378 - مُسْتَفْهَمُ التَّصْدِيقِ يُوسُفٌ وَفَى ... لِلْحُكْمِ بِالثُّبُوتِ أَوْ بِالِانْتِفَا 379 - وَمَنْ يَفِي مُسْتَفْهَمَ النَّفْيِ بِهَلْ ... كَصَاحِبِ الْمِصْبَاحِ وَالمُغْنِي وَهَلْ 380 - بِالْبَاقِيَاتِ يُطْلَبُ التَّصَوُّرُ ... فَمَا لِشَرْحِ الِاسْمِ قَبْلُ تُذْكَرُ 381 - أَوْ لِحَقِيقَةِ الْمُسَمَّى وَهَلِ ... بَسِيطَةٌ رُتْبَتُهَا الْأُولَى تَلِي 382 - وَمَنْ بِهَا يَطْلُبُ أَنْ يُعَيَّنَا ... شَخْصٌ بِهِ يَعْلَمُ نَحْوُ مَنْ هُنَا ¬

(¬1) في المخطوط: "ومن أأنتم الذي الثبوت دل". (¬2) في المخطوط: "والثاني".

383 - وَقِيلَ مَا لِلْجِنْسِ وَالْوَصْفِ تَعُمّْ ... فَفِي جَوَابِ مَا لَدَيْكَ الثَّوْبَ (¬1) أُمّْ 384 - وَفِي جَوَابِ مَا أَخُوكَ الْمُرْتَضَى ... وَمَنْ لِجِنْسِ عَالِمٍ وَمَا ارْتَضَى 385 - لا وَصْفِهِ وَاسْأَلْ بِأَيٍّ عَمَّا ... يُمَيِّزُ الشِّرْكَةَ فِيمَا عَمَّا 386 - وَاسْأَلْ بِكَمْ عَنْ عَدَدٍ وَكَيْفَ عَنْ ... حَالٍ وَأَيْنَ لِلْمَكَانِ وَالزَّمَنْ 387 - مَتَى وَأَيَّانَ لِذِي اسْتِقْبَالِ ... قِيلَ وَلِلتَّفْخِيمِ فِي الْأَهْوَال 388 - أَنَّى كَكَيْفَ تَارَةً كَأَنَّى ... شِئْتُمْ وَمِنْ أَيْنَ كَثِيرًا عَنَّا 389 - وَرُبَّمَا تُسْتَعْمَلُ الْأَدَاةُ فِي ... سِوَاهُ كَاسْتِبْطَائِهِ أَوْ أَنْ يَفِي 390 - تَعَجُّبٌ كَمِثْلِ مَا لِي لا أَرَى ... كَذَا لِتَنْبِيهِ الضَّلالِ قَدْ عَرَى 391 - وَلِلْوَعِيدِ كَأَلَمْ أُؤَدِّبِ ... زَيْدًا لِمَنْ يُرَى مُسِيءَ الأَدَب 392 - كَذَا لِتَقْرِيرٍ بِهَمْزٍ قَدْ سَبَقْ ... مُقَرَّرًا بِهِ وَلِلْإِنْكَارِ حَقّْ 393 - وَذَا لِتَكْذِيبٍ وَتَوْبِيخٍ يَرِدْ ... وَلِتَهَكُّمٍ وَتَهْوِيلٍ وَضِدّْ 394 - كَذَا لِلِاسْتِبْعَادِ قُلْتُ أُلِّفَا ... فِيهَا كِتَابٌ قَدْ مَحَا عَنْهَا الْخَفَا 395 - وَزِيدَ لِلتَّشْوِيقِ وَالتَّرْغِيبِ مَعْ ... تَسْوِيَةٍ وَالْعَرْضُ وَالْأُنْسُ وَقَعْ ¬

(¬1) في المخطوط: "الثواب".

فصل

396 - وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَقَدْ (¬1) يَجْتَمِعَا ... مِثْلَ تَعَجُّبٍ وَتَوْبِيخٍ مَعَا 397 - وَهَلْ يَرَى المَعْنَى الأَصِيلَ يُسْبَرُ ... مَعْ هَذِهِ أَوْ زَالَ فِيهِ نَظَرُ فصل 398 - وَالْأَمْرُ مِنْ أَنْوَاعِهِ ثُمَّ الْأَصَحّْ ... صِيغَتُهُ بِاللَّامِ أَوْ لا قَدْ وَضَحْ 399 - لِطَلَبِ الْفِعْلِ مَعَ اسْتِعْلاءِ ... وَقَدْ يَجِي لِلْعَالِ كَالدُّعَاء 400 - وَلِلمُسَاوِي فَالْتِمَاسٌ (¬2) وَتَرِدْ ... إِبَاحَةً كَذَا لِتَهْدِيدٍ (¬3) قُصِدْ 401 - وَلِلْإِهَانَةِ وَلِلتَّسْخِيرِ ... وَالخُبْرِ وَالتَّعْجِيزِ وَالتَّخْيِير 402 - وَلِلتَّمَنِّي وَامْتِنَانٍ وَالْعَجَبْ ... تَسْوِيَةٍ وَالِاحْتِقَارِ وَالْأَدَبْ 403 - وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ لِلْفَوْرِ اقْتَضَى ... قُلْتُ أَعَمُّ مِنْهُ فِي الْقَوْلِ الرِّضَى 404 - وَالنَّهْيُ فَاعْدُدْهُ مِنَ الْإِنْشَاءِ ... وَحَرْفُهُ لا وَهْوَ ذُو اسْتِعْلاء ¬

(¬1) في المخطوط: "قد". (¬2) في المخطوط: "التماس". (¬3) في المخطوط: "التهديد".

405 - وَقَدْ يَجِي طَالِبَ غَيْرِ الْكَفِّ ... وَالتَّرْكِ كَالتَّهْدِيدِ لِلتَّشَفِّي 406 - قُلْتُ وَلِلتَّقْلِيلِ وَامْتِنَانِ ... وَلِلدُّعَا الْإِرْشادِ وَالْبَيَان 407 - وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ قَدْ تُقَدَّرُ ... شَرْطٌ يَلِيهَا جَازِمٌ مَا يُذْكَرُ 408 - كَلَيْتَ لِي مَالاً أَصَدَّقْ (¬1) أَيْ إِنِ ... أُرْزَقْهُ زُرْنِي أُشْفَ أَيْ إِنْ زُرْتَنِي (¬2) 409 - وَوُلِّدَ الْعَرْضُ مِنِ اسْتِفْهَامِ ... فُقُلْ أَلَا تَنْزِلُ بَعْدَ السَّامِي 410 - وَلِدَلِيلٍ جَازَ أَنْ يُقَدَّرَا ... فِي غَيْرِهَا فَاللهُ هُوْ لِمَنْ قَرَا 411 - ثُمَّ النِّدَا مِنْهَا وَرُبَّمَا تَرِدْ ... صِيغَتُهُ لِغَيْرِ مَا لَهُ قُصِدْ 412 - كَمِثْلِ الِاغْرَاءِ كَيَا مَظْلُومُ ... لِمَنْ شَكَا الظُّلْمَ وَيَا مَحْرُومُ 413 - وَالِاخْتِصَاصِ إِذَا أَيُّهَا الرَّجُلْ ... أَفْعَلُهُ أَيْ مُتَخَصِّصًا فَصَلْ 414 - قُلْتُ وَلِاسْتِغَاثَةٍ تَعَجُّبِ ... تَحَسُّرٍ كَيَا دِيَارَ الْعَرَب ¬

(¬1) في المخطوط: "اصرف". (¬2) في المخطوط: "ارزقه زرني اشفى اي ان".

تنبيه

415 - وَأَصْلُ يَا لَدَى النِّدَاءِ لِلْبَعِيدْ ... وَقَدْ يَجِي لِغَيْرِهِ مِثْلِ الْبَلِيدْ 416 - وَالْحِرْصِ فِي وُقُوعِهِ وَالِاعْتِنَا ... أَوْ شَانِهُ عَظَّمَهُ (¬1) أَوْ هَوَّنَا 417 - ثُمَّ التَّرَجِّي بِلَعَلَّ أُهْمِلا ... وَقَدْ يَجِي تَوَقُّعًا تَعَلَّلا 418 - كَذَاكَ لِلشَّكِّ وَالِاسْتِفْهَامِ ... وَيَطْلُبُ الْإِعْطَافَ بِالْأَقْسَام تنبيه 419 - وَقَدْ يَجِي الْإِخْبَارُ مَوْضِعَ الطَّلَبْ ... تَحَرُّزًا عَنْ صُورَةِ الْأَمْرِ أَدَبْ 420 - وَلِلتَّفَاؤُلِ وَقَصْدِ الْحِرْصِ فِي ... وُقُوعِهِ وَاحْتَمَلا إِذَا يَفِي (¬2) 421 - مِنَ الْبَلِيغِ صِيغَةَ الْمَاضِي دُعَا ... أَوْ حَمْلِهِ عَلَيْهِ مَنْ قَدْ سَمِعَا 422 - قُلْتُ وَقَدْ يُعْكَسُ ذَا لِنُكْتَةِ ... تُدْرَكُ فِي مَحَلِّهَا بِالْفِطْنَةِ 423 - ثَمَّتَ الِانْشَاءُ كَمِثْلِ الْخَبَرِ ... فِي غَالِبِ الَّذِي مَضَى فَاعْتَبِر ¬

(¬1) في المخطوط: "عظمة". (¬2) في المخطوط: "لفى".

الوصل والفصل

الوصل والفصل 424 - تَعَاطُفُ الْجُمَلِ يُدْعَى الْوَصْلا ... وَتَرْكُهُ الْفَصْلُ فَأَمَّا الأُولَى 425 - فَإِنْ يَكُنْ لَهَا مَحَلٌّ وَقُصِدْ ... تَشْرِيكُ تَالِيهَا بِهَا فِيمَا وُجِدْ 426 - فَاعْطِفْ وَشَرْطُ كَوْنِهِ مَقْبُولا ... تَنَاسُبٌ لِلْعَقْلِ جِئْ مَفْصُولا 427 - أَوْ لا مَحَلَّ وَارْتِبَاطٌ يُحْتَذَى ... بِعَاطِفٍ بِالْوَاوِ فَاعْطِفْها بِذَا 428 - كَرَاحَ زَيْدٌ ثُمَّ جَاءَ أَوْ فَجَا ... عَمْرٌو لِمُهْلَةٍ وَفَوْرٌ نُهِجَا 429 - أَوْ لا وَلَمْ تُعْطِ الَّذِي لِلْأُولَى ... لَهَا وَفَصْلٌ وَكَذَا إِنْ تُولَى 430 - مَعَ كَمَالِ الِاتِّصَالِ أَوْ سِوَاهْ ... مِنْ غَيْرِ إِيهَامٍ كِلاهُمَا حَوَاهْ 431 - أَوْ شِبْهِ هَذَيْنِ بِهِ وَالْأَفْضَلُ ... أَمَّا كَمَالُ الِانْقِطَاعِ الْمُكْمِلُ 432 - فَلا اخْتِلافَ بَيْنَ إِنْشَا وَخَبَرْ ... لَفْظًا وَمَعْنًى أَوْ بِمَعْنًى مُسْتَقِرّْ 433 - كَمَاتَ زَيْدٌ غَفَرَ الرَّحْمَنُ لَهْ ... أَوْ فَقْدِ جَامِعٍ هُنَاكَ شَمِلَهْ

434 - ثُمَّ كَمَالُ الِاتِّصَالِ مِثْلُ أَنْ ... تَكُونَ تَاكِيدًا لِلاوْلَى فَادْفَعَنْ (¬1) 435 - تَوَهُّمَ الْمَجَازِ وَالسَّهْوِ وَلا ... رَيْبَ فَلَمَّا بِنِهَايَةِ الْعُلا 436 - بُولِغَ فِي وَصْفِ (¬2) الْكِتَابِ إِذْ جُعِلْ ... الْمُبْتَدَا ذَلِكَ وَاللَّامُ (¬3) دَخَلْ 437 - فِي خَبَرٍ جَازَ (¬4) تَوَهُّمُ الْمَجَازْ ... قَبْلَ تَأَمُّلٍ فَدَفْعُهُ يُحَازْ 438 - فَهْوَ وِزَانُ نَفْسِهِ مُؤَكِّدَا ... زَيْدًا كَذَاكَ قَوْلُهُ بَعْدَ هُدَى 439 - فَإِنَّ مَعْنَاهُ بُلُوغُهُ إِلَى ... دَرَجَةٍ نَحْوَ الهُدَى لَنْ تُوصَلا 440 - حَتَّى كَأَنَّهُ هُدًى مَحْضٌ وَذَا ... مِنْ ذَلِكَ الكِتَابُ قَطْعًا أُخِذَا 441 - لأَنَّ مَعْنَاهُ الْكِتَابُ الْكَامِلُ ... أَيْ فِي الهُدَى إِذْ لا سِوَاهُ حَامِلُ 442 - فَهْوَ وِزَانُ (¬5) زَيْدٍ الثَّانِي إِذَا ... كَرَّرْتَهُ فَقِسْ عَلَيْهِ وَخُذَا ¬

(¬1) في المخطوط: "فافهمن". (¬2) في المخطوط: "وضيفه". (¬3) في المخطوط: "واللازم". (¬4) في المخطوط: "جار". (¬5) في المخطوط: "الاوزان".

443 - أَوْ بَدَلاً مِنْ تِلْكَ غَيْرَ وَافِيَهْ ... بِمَا يُرَادُ أَوْ كَغَيْرِ الْوَافِيَهْ 444 - وَيَقْتَضِي الْمَقَامُ الِاعْتِنَاءَ ... بِشَانِهِ لِنُكْتَةٍ تَرَاءَى (¬1) 445 - لِكَوْنِهِ فِي نَفْسِهِ مَطْلُوبَا ... فَظِيعًا اوْ لَطِيفًا اوْ عَجِيبَا 446 - كَقَوْلِهِ جَلَّ أَمَدَّكُمْ بِمَا ... ثُمَّ أَمَدَّكُمْ وَعَدَّ الْأَنْعُمَا (¬2) 447 - فَالقَصْدُ ذِكْرُ نِعَمٍ وَالثَّانِي ... أَوْفَى بِهِ إِذْ فَصَّلَ المَعَانِي 448 - وَلَمْ يُحِلْ (¬3) فَهْوَ وِزَانُ الْوَجْهِ فِي ... أَعْجَبَ (¬4) زَيْدٌ وَجْهُهُ الْبَدْرُ الْوَفِي 449 - كَذَلِكَ ارْحَلْ لا تُقِيمَنْ عِنْدَنَا ... فَقَصْدُهُ إِظْهَارُ كُرْهٍ وَاعْتِنَا 450 - وَلا تُقِمْ أَوْفَى بِهِ إِذْ دَلَّا ... مُطَابِقًا وَأَكَّدَ الْمَحَلَّا 451 - فَهْوَ وِزَانُ الْحُسْنِ فِي أَعْجَبَنَا ... وَجْهُ حَبِيبٍ حُسْنُهُ حِينَ دَنَا ¬

(¬1) في المخطوط: "وتقتضي المقام الاعتنا = بشأنه لنكتة ترى هنا"، وأثبتنا ما في المطبوع لنقص التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول من المخطوط. (¬2) في المخطوط: "وعدد الانسما"، وهو يكسر الوزن، و"الأنسما" تخالف المعنى. (¬3) في المخطوط: "يخل". (¬4) في المخطوط: "احجل".

452 - أَوْ كَوْنُهَا عَطْفَ بَيَانٍ لِلْخَفَا ... مَعَ اقْتِضَا إِزَالَةٍ لَهُ وَفَى 453 - كَوَسْوَسَ الَّذِي تَلاهُ قَالَ يَا ... آدَمُ فَهْوَ قَدْ أَبَانَ الْخَافِيَا 454 - فَهْوَ وِزَانُ عُمَرٍ فِيمَنْ شَعَرْ ... أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ 455 - وَشِبْهُ الِانْقِطَاعِ كَوْنُ عَطْفِ ذِي ... يُوهِمُهُ عَلَى سِوَاهَا وَخُذ 456 - تَظُنُّ سَلْمَى أَنَّنِي الْبَيْتُ مَثَلْ ... وَسَمِّ بِالْقَطْعِ الَّذِي كَذَا انْفَصَلْ 457 - وَشِبْهُ الِاتِّصَالِ كَوْنُهَا جَوَابْ ... سُؤَالٍ الأُولُى اقْتَضَتْهُ وَالصَّوَابْ 458 - تَنْزِيلُهَا مَنْزِلَةً فَتُفْصَلُ ... فَصْلَ جَوَابِهِ وَقِيلَ يُجْعَلُ 459 - مُقَدَّرًا لِنُكْتَةٍ كَالإغْنَا ... مِنْهُ وَتَرْكِ السَّمْعِ مِنْهُ يُغْنَى 460 - وَسَمِّهَا وَفَصْلَهَا اسْتِئْنَافَا ... وَهْوَ ثَلاثُ أَضْرُبٍ قَدَ وَافَى 461 - إِذِ السُّؤَالُ قَدْ يَكُونُ عَنْ سَبَبْ ... حُكْمٍ عُمُومًا أَوْ خُصُوصًا يُنْتَخَبْ 462 - أَوْ غَيْرَ ذَيْنِ (¬1) ثُمَّ مِنْهُ مَا أَتَى ... بِاسْمِ الَّذِي اسْتُؤْنِفَ عَنْهُ كَالفَتَى 463 - أَحْسِنْ إِلَيْهِ أَلْفَتَى بِهِ حَرِي ... أَوْ وَصْفِهِ وَهْوَ أَشَدُّ وَاذْكُر ¬

(¬1) في المخطوط: "ذي".

464 - نَحْوُ صَدِيقُكَ الْقَدِيمُ قَدْ أَهِلْ ... وَصَدْرُ الِاسْتِئْنَافِ رُبَّمَا خُزِلْ 465 - وَكُلُّهُ مَعْ قَائِمٍ مَقَامَهُ ... أَوْ دُونَهُ وَدَافِعٌ إِيهَامَهُ 466 - بِوَصْلِهِ كَمِثْلِ قَوْلِ الدَّاعِ لا ... وَأَيَّدَ اللهُ حِمَاكَ بِالْعُلا 467 - وَصْلٌ إِذَا تَوَسُّطٌ بَيْنَهُمَا ... يَكُونُ فِيهِمَا كَأَنْ تُلْفِيهِمَا 468 - تَوَافَقَا إِنْشَاءً اوْ فَخَبَرَا ... فِي لَفْظٍ اوْ مَعْنًى بِجَامِعٍ يُرَى 469 - وَهْوَ يَكُونُ بِاعْتِبَارِ الْمُسْنَدِ ... إِلَيْهِمَا وَالْمُسْنَدَيْنِ فَقَد 470 - فَمِنْهُ عَقْلِيٌّ بِأَنْ يَكُونَ فِي ... تَصَوُّرٍ بَيْنَهُمَا إِذَا يَفِي 471 - تَمَاثُلٌ أَوِ اتِّحَادٌ أَوْ يُرَى ... تَضَايُفٌ كَأَصْغَرَ وَأَكْبَرَا 472 - وَإِنْ يَكُنْ بَيْنَ تَصَوُّرَيْهِمَا ... شِبْهُ تَمَاثُلٍ فَلِلْوَهْمِ انْتَمَى 473 - كَلَوْنَيِ (¬1) الْبَيَاضِ وَالصُّفْرَةِ إِذْ ... يُبْرِزْهُمَا كَالمِثْلِ وَهْمٌ مَا انْتَبَذْ 474 - كَذَا تَضَادٌ كَالْبَيَاضِ وَالسَّوَادْ ... أَوْ كَالسَّمَا وَالأَرْضِ مُشْبِهُ التَّضَادْ 475 - وَإِنْ يَكُنْ يَسْبِقُ فِي الْخَيَالِ ... تَقَارُنٌ فَجَامِعٌ خَيَالِي ¬

(¬1) في المخطوط: "كلون".

تذنيب

476 - وَاخْتَلَفَتْ (¬1) أَسْبَابُهُ فَاخْتَلَفَتْ ... صُوَرُهُ فَوَضَحَتْ أَوْ فَخَفَتْ 477 - وَحَسَّنَ الْوَصْلَ تَنَاسُبٌ وُجِدْ ... فِي اسْمِيَّةٍ وَفِي مُضِيِّهَا وَضِدّْ 478 - قُلْتُ وَفِي الشَّرْطِيَّةِ الظَّرْفِيَّهْ ... وَالْحَصْرِ وَالتَّاكِيدِ لِلْمَزِيَّهْ تذنيب 479 - الْأَصْلُ فِي الْحَالِ الْمُفِيدِ نَقْلُهْ ... خُلُوُّهُ فَإِنْ أَتَاكَ جُمْلَهْ 480 - تَحْتَجْ لِمَا يَرْبِطُهَا فإِنْ خَلَتْ ... عَنْ مُضْمَرٍ فَهْيَ بِوَاوٍ قُرِنَتْ 481 - وَكُلُّ جُمْلَةٍ تُرَى عَنْ مُضْمَرِ ... مَا صَحَّ عَنْهُ نَصْبُهَا حَالاً عَرِي 482 - يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ حَالاً عَنْهُ ... بِالْوَاوِ أَمَّا إِنْ تَكُنْ حَوَتْهُ 483 - فَمَا عَلَى حُصُولِ وَصْفٍ قَدْ ثَبَتْ ... مُقَارِنٍ لِمَا لَهُ قَدْ قَيَّدَتْ 484 - دَلَّ فَضَاهَى الْمُفْرَدَ الْمُؤَصَّلا ... فَامْنَعْ (¬2) بِهَا الْوَاوَ وَمَا لَيْسَ فَلا 485 - فَأَوَّلٌ مُضَارِعٌ قَدْ أُثْبِتَا ... وَالِاقْتِرَانُ إِذْ مُضَارِعًا أَتَى ¬

(¬1) في المخطوط: "واختلف". (¬2) في المخطوط: "منع".

486 - وَبِالثُّبُوتِ فَالصِّفَاتُ تَحْصُلُ ... وَمَا حَوَاهَا شَذَّ أَوْ مُؤَوَّلُ 487 - وَإِنْ نُفِيْ تَجَوَّزَا لِكَوْنِهِ ... دَلَّ عَلَى الْقِرَانِ لا حُصُولِه 488 - كَمُثْبَتِ الْمَاضِي فَلِلْحُصُولِ لا (¬1) ... لِلِاقْتِرَانِ وَلِذَا قَدْ دَخَلا 489 - مُقَرِّبًا وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَشْتَرِطْ ... وَقَالَ مَنْ أَوْجَبَهَا فَقَدْ غَلَطْ 490 - وَمَا نُفِي فَلا حُصُولَ إِذْ نُفِي ... وَلَكِنِ اقْتِرَانُهُ حَقًّا يَفِي 491 - لأَنَّ لَمَّا نَفْيَهَا يَسْتَغْرِقُ ... وَغَيْرَهَا نَفْيٌ لِمَا قَدْ يَسْبِقُ 492 - وَالْأَصْلُ الِاسْتِمْرَارُ فِيهِ فَإِذَا ... أَطْلَقْتَهُ فَالِاقْتِرَانُ يُحْتَذَى (¬2) 493 - خِلافَ مُثْبَتٍ فَإِنَّ الْفِعْلا ... بِوَضْعِهِ عَلَى الْحُدُوثِ دَلَّا 494 - وَإِنْ تَكُنْ إِسْمِيَّةً فَالْمُرْتَضَى ... جَوَازُ تَرْكِهَا كَعَكْسِ مَا مَضَى 495 - فِي مُثْبَتِ الْمَاضِي وَلَكِنْ رُجِّحَا ... دُخُولُهُ إِذِ الثُّبُوتُ مَا انْمَحَى 496 - مَعْ كَوْنِ الِاسْتِئْنَافِ فِيها قَدْ بَدَا ... وَقِيلَ إِلْزَمْ إِذْ يَكُونُ الْمُبْتَدَا 497 - ضَمِيرَ ذِي الْحَالِ وَإِنْ يَسْبِقْ خَبَرْ ... ظَرْفٌ فَحُسْنُ تَرْكِهَا قَدِ اسْتَقَرّْ ¬

(¬1) في المخطوط: "كمثبت الماض فالمجهول لا"، وهو فاسد وزنًا ومعنى. (¬2) في المخطوط: "والاقتران يحتذا" ..

المساواة والإطناب والإيجاز

498 - كَذَا لِحَرْفٍ دَاخِلٍ فِي الْمُبْتَدَا ... أَوْ تَلَتِ الْجُمْلَةُ حَالاً مُفْرَدَا 499 - قُلْتُ وَذَاتُ الشَّرْطِ وَاوًا تَلْزَمُ (¬1) ... إِذْ فَقَدَتْ مَا لامْتِنَاعٍ يَحْتِمُ المساواة والإطناب والإيجاز 500 - الْمُفْهِمُ الْمُرَادَ مِمَّا يُقْبَلُ ... إِنْ لَفْظُهُ سَاوَاهُ فَهْوَ الأَوَّلُ 501 - أَوْ زَادَ مَعْ فَائِدَةٍ فَالثَّانِ أَوْ ... وَفَى بِنَقْصٍ فَهْوَ الِايْجَازُ رَأَوْا (¬2) 502 - فَخَرَجَ التَّطْوِيلُ وَالحَشْوُ كَمَعْ ... فَائِدَةٍ وَبِالوَفَا الإِخْلالَ دَعْ 503 - وَمَنْ نَفَى حَدَّهُمَا أَوِ ادَّعَى ... فَقْدَ المُسَاوَاةِ فَلَنْ يُتَّبَعَا 504 - بِلا يَحِيقُ الْمَكْرُ مَثِّلْ أَوَّلا ... ضَرْبَانِ لِلإِيجَازِ قَصْرٌ قَدْ خَلا 505 - مِنْ حَذْفِ شَيْءٍ آيَةُ الْقِصَاصِ ... فَقَدْ حَوَتْ مَزَايِدَ اخْتِصَاص 506 - عَلَى الَّذِي أَوْجَزَ مَا فِيهِ شُهِرْ ... القَتْلُ أَنْفَى بَعْدُ لِلقَتْلِ ذُكِرْ 507 - بِقِلَّةِ الحُرُوفِ وَالنَّصِّ عَلَى ... مَطْلُوبِهِ (¬3) وَالنُّكْرِ تَعْظِيمًا جَلا ¬

(¬1) في المخطوط: "قلت وذان الشرط حالا تلزم"، وهو فاسد المعنى. (¬2) في المخطوط: "وفى بنقص فالايجاز راوْ". (¬3) في المخطوط: "مغلوبه".

508 - وَبِالطِّبَاقِ (¬1) وَعَنِ التَّقْدِيرِ ... غِنًى وَإِنْ خَلا عَنِ التَّكْرِير 509 - قُلْتُ لَقَدْ قَسَّمَ فِي التِّبْيَانِ ذَا ... إِلَى ثَلاثٍ كُلُّ قِسْمٍ يُحْتَذَى 510 - أَنْ يَقْصُرَ اللَّفْظُ عَلَى مَعْنَاهُ ... قَصْرًا يَرَى فَقْدَ الَّذِي سَاوَاهُ 511 - وَزَائِدُ الْمَعْنَى عَلَى الْمَنْطُوقِ ... إِيجَازُ تَقْدِيرٍ مَعَ التَّضْيِيق 512 - وَالْجَامِعُ اللَّفْظِ حَوَى الْمَعَانِي ... كَآيَةِ العَدْلِ مَعَ الإِحْسَان 513 - وَالثَّانِ ذُو الْحَذْفِ فَمَا قَدْ حُذِفَا (¬2) ... مُضَافٌ اوْ مَوْصُوفٌ اوْ مَا وُصِفَا 514 - أَوْ شَرْطٌ اوْ جَوَابُهُ خَصْرٌ عُنِي ... أَوْ يَذْهَبُ السَّامِعُ كُلَّ مُمْكِن 515 - قُلْتُ وَمَوْصُولٌ وَوَصْلٌ وَكَذَا ... جُزْآ إِضَافَةٍ وَثَانِيهَا خُذَا 516 - وَذُو تَعَلُّقٍ مَعَ الْمَجْرُورْ ... وَالعَطْفُ وَالمَعْطُوفُ وَالتَّفْسِيرْ 517 - وَالْحَالُ وَالْمُبْدَلُ وَالْمُسْتَثْنَى ... وَجُزْءُ كِلْمَةٍ وَحَرْفُ مَعْنَى 518 - أَوْ جُمْلَةٌ مُسَبَّبًا أَوْ سَبَبَا ... كَقَوْلِهِ فَانْفَجَرَتْ أَيْ ضَرَبَا 519 - أَوْ فَوْقَهَا فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ ... وَمِنْهُ مَا لا نَوْبَ عَمَّا يُحْذَفُ ¬

(¬1) في المخطوط: "وبالساق". (¬2) في المخطوط: "الشان ذو الحذف بها قد حذفا"، وهو فاسد المعنى.

520 - وَقَدْ يُنَابُ ثُمَّ عَقْلٌ قَدْ يَدُلّْ ... عَلَيْهِ وَالتَّعْيِينُ مَقْصُودٌ يَحِلّْ 521 - أَوْ عَادَةٌ أَوِ اقْتِرَانٌ أَوْ شُرُوعْ ... فِي الفِعْلِ بِسْمِ اللهِ مِثْلُ بِالفُرُوعْ 522 - وَيَرِدُ الْإِطْنَابُ بِالْإِيضَاحِ ... مِنْ بَعْدِ إِبْهَامٍ لِقَصْدٍ ضَاحِي 523 - مِثْلُ الْتِذَاذٍ كَامِلٍ بِالْعِلْمِ بِهْ ... أَوْ مُكْنَةٍ فِي النَّفْسِ بَعْدَ طَلَبِهْ 524 - وَمِنْهُ تَوْشِيعٌ بِآخِرٍ تَرِدْ ... تَثْنِيَةٌ مَضْمُونُهَا بَعْدَ فَرَدْ 525 - وَذِكْرُ خَاصٍ بَعْدَ ذِي عُمُومِ ... مُنَبِّهًا بِفَضْلِهِ المَعْلِوم 526 - كَعَطْفِ جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ عَلَى ... مَلائِكٍ قُلْتُ وَعَكْسُهُ جَلا 527 - وَمِنْهُ تَكْرَارٌ لأَجْلِ نُكْتَةِ ... مِثْلُ تَأَكُّدٍ (¬1) وَنَفْيِ التُّهْمَة 528 - أَوْ طُولٍ اوْ تَنْوِيهٍ اوْ تَلَذُّذِ ... أَوِ الجَزَاءِ نَفْسُ شَرْطِهِ احْتُذِي 529 - أَوْ قَصْدِ الِاسْتِيعَابِ وَالتَّرْدِيدُ حَقّْ ... عُلِّقَ تَكْرِيرٌ بِغَيْرِ مَا سَبَقْ 530 - وَمِثْلُهُ تَعَطُّفٌ لَكِنْ حَذَا ... فِي فِقْرَتَيْنِ ثُمَّ تَرْجِيعٌ شَذَا 531 - وَمِنْهُ إِيغَالُ كَلامٍ قَدْ خُتِمْ ... بِمَا يُفِيدُ مَا بِدُونِهِ يَتِمّْ 532 - ثُمَّ الْأَصَحُّ أَنَّهُ لَيْسَ يُخَصّْ ... بِالشِّعْرِ فَالقُرْآنُ فِيهِ جَاءَ نَصّْ ¬

(¬1) في المخطوط: "تاكيد".

533 - وَمِنْهُ تَذْيِيلٌ بِجُمْلَةٍ حَوَتْ ... مُؤَكِّدًا مَعْنَى الَّتِي قَبْلُ خَلَتْ 534 - فَمِنْهُ مَا كَمَثَلٍ وَمِنْهُ لا ... وَأَكَّدَ المَنْطُوقَ وَالضِّدُّ جَلا 535 - وَمِنْهُ تَكْمِيلٌ وَرُبَّمَا سُمِي ... بِالاحْتِرَاسِ أَنْ يَجِي فِي مُوهِم 536 - خِلافَ مَقْصُودٍ بِمَا يَدْفَعُهُ ... فَإِنْ لِغَيْرِ مُوهِمٍ أَتْبَعَهُ 537 - بِفَضْلَةٍ لِنُكْتَةٍ فِيهَا تَرَاضْ ... فَذَاكَ تَتْمِيمٌ وَمِنْهُ الاعْتِرَاضْ 538 - بِجُمْلَةٍ أَوْ فَوْقَ مَا لَهَا مَحَلّْ ... بَيْنَ كَلامٍ أَوْ كَلامَيْنِ اتَّصَلْ 539 - لِنُكْتَةٍ تُقْصَدُ كَالتَّنْزِيهِ ... لا دَفْعِ الايْهَامِ وَكَالتَّنْبِيه 540 - وَكَالدُّعَا فِي قَوْلِهِ بَلَغْتُهَا ... بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمَا أَشْبَهَهَا 541 - وَبَعْضُهُمْ جَوَّزَهُ فِي الطَّرَفِ ... وَقَالَ قَوْمٌ غَيْرُ جُمْلَةٍ يَفِي 542 - وَقَدْ يَكُونُ مُطْنَبًا بِغَيْرِ ذَا ... مِنْ جُمَلٍ وَأَحْرُفٍ لَهَا شَذَا 543 - وَبِهِمَا كَلامُهُمْ مَوْصُوفُ ... إِنْ كَثُرَتْ أَوْ قَلَّتِ الحُرُوفُ 544 - بِنِسْبَةٍ إِلَى كَلامٍ آخَرَا ... سَاوَاهُ فِي المَعْنَى إِذَا مَا نُظِرَا

الفن الثاني: علم البيان

الفن الثاني: علم البيان 545 - عِلْمُ الْبَيَانِ هُوَ مَا بِهِ عُرِفْ ... إِيرَادُ مَعْنًى وَاحِدٍ بِالْمُخْتَلِفْ 546 - مِنْ طُرُقٍ فِي الِاتِّضَاحِ مُكْمِلَهْ ... فَاللَّفْظُ إِنْ دَلَّ عَلَى الْمَوْضُوعِ لَهْ 547 - فَسَمِّهَا دَلالَةً وَضْعِيَّهْ ... أَوْ جُزْئِهِ أَوْ خَارِجٍ عَقْلِيَّهْ 548 - وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُ الْإِيرَادُ فِي ... عَقْلِيَّةٍ وَلَيْسَ فِي تِلْكَ يَفِي 549 - وَمَا بِهِ أُرِيدَ لازِمٌ وَقَدْ ... قَامَتْ قَرِينَةٌ عَلَى أَنْ لَمْ يَرِدْ 550 - مَجَازٌ اوْ لا فَكِنَايَةٌ وَقَدْ ... يُبْنَى عَلَى التَّشْبِيهِ أَوَّلٌ وَرَدْ التشبيه 551 - هُوَ الدَّلالَةُ عَلَى اشْتِرَاكِ ... أَمْرٍ لآخَرَ (¬1) بِمَعْنًى زَاكِي 552 - لا كَاسْتِعَارَةٍ بِتَحْقِيقٍ وَلا ... كِنَايَةٍ وَلا كَتَجْرِيدٍ جَلا 553 - فَدَخَلَ الَّذِي أَدَاتُهُ فَقَدْ ... كَقَوْلِهِ صُمٌّ وَنَحْوِ ذَا أَسَدْ 554 - أَرْكَانُهُ أَرْبَعَةٌ أَدَاتُهُ ... وَوَجْهُهُ وَالطَّرَفَانِ ذَاتُهُ ¬

(¬1) في المخطوط: "لامر".

555 - وَهَهُنَا يُنْظَرُ فِي هَذِي وَفِي ... أَقْسَامِهِ وَغَرَضٍ مِنْهُ وَفِي 556 - فَالطَّرَفَانِ مِنْهُ حِسِّيَّانِ ... مُخْتَلِفَانِ أَوْ فَعَقْلِيَّان 557 - كَالخَدِّ وَالْوَرْدِ وَنُورٍ وَهُدَى ... وَالسَّبْعِ وَالْمَوْتِ وَجَهْلٍ وَرَدَى 558 - فَكُلُّ مَا يُدْرِكُ إِحْدَى الْخَمْسِ ... إِيَّاهُ أَوْ مَادَتَهُ فَالْحِسِّي 559 - مِنْهُ الْخَيَالِيُّ كَتَشْبِيهِ الشَّقِيقْ ... بِعَلَمِ الْيَاقُوتِ وَالْعُودِ الرَّقِيقْ 560 - بِالرُّمْحِ مِنْ زَبَرْجَدٍ فِي النَّظْمِ ... وَغَيْرُهُ الْعَقْلِيْ وَمِنْهُ الْوَهْمِي 561 - مَا لَيْسَ مُدْرَكًا وَلَوْ قَدْ أُدْرِكَا ... كَانَ بِحِسٍّ لا سِوَاهُ مُدْرَكَا 562 - وَمِنْهُ ذُو الوِجْدَانِ نَحْوُ الأَلَمِ ... وَوَجْهُهُ ذُو الِاشْتِرَاكِ فَاعْلَم 563 - وَلَوْ تَخَيُّلاً كَتَشْبِيهِ النَّجِمْ ... بِسُنَنٍ بَيْنَ ابْتِدَاعٍ فِي الظُّلَمْ 564 - وَوَجْهُهُ حُصُولُ شَيْءٍ أَزْهَرَا ... أَبْيَضَ فِي جَنْبِ ظَلامٍ أَغْبَرَا 565 - وَذَاكَ فِي السُّنَّةِ لَيْسَ يُوجَدُ ... إِلَّا عَلَى التَّخْيِيلِ فِيمَا يَرِدُ 566 - لأَنَّ الِابْتِدَاعَ يَجْعَلُ الرَّدِي ... كَالْمَاشِ فِي الظُّلْمَةِ لَيْسَ يَهْتَدِي 567 - وَعَكْسُهُ السُّنَّةُ فَهْيَ وَالْهُدَى ... كَالنُّورِ ثُمَّ شَاعَ هَذَا وَغَدَا

568 - يَطْرُقُ (¬1) فِي الْخَيَالِ أَنَّ الثَّانِي ... مِمَّا لَهُ الْبَيَاضُ كَاللَّمْعَانِ (¬2) 569 - وَأَوَّلٌ خِلافُهُ فَهْوَ كَمَنْ ... تَشْبِيهُهُ بِالشَّيْبِ فِي الشَّبَابِ (¬3) عَنّْ 570 - مِنْ ثَمَّ وَجْهُ النَّحْوِ فِي الْكَلامِ ... كَالْمِلْحِ إِذْ يَكُونُ فِي الطَّعَام 571 - هُوَ الصَّلاحُ بِالْوُجُودِ وَالْفَسَادْ ... بِالْفَقْدِ لا مَا قَالَهُ بَعْضُ الْعِبَادْ 572 - كَوْنُ الْقَلِيلِ مُصْلِحًا وَيُفْسِدُ ... كَثْرَتُهُ فَالنَّحْوُ حَقًّا يَفْقِدُ 573 - تَفَاوُتًا وَالْوَجْهَ قِسْمَيْنِ اقْسِمَنْ ... فَغَيْرُ خَارِجٍ عَنِ الطَّرْفَيْنِ مِنْ 574 - شَبَهِ فِي نَوْعٍ وَجِنْسِ مِلْحَفَهْ ... بِمِثْلِهَا (¬4) وَخَارِجٌ وَهْوَ صِفَهْ 575 - مِنْهَا الحَقِيقِيَّةُ (¬5) كَالحِسِّيِّهْ ... كَيْفِيَّةٌ تَخْتَصُّ بِالجِسْمِيَّهْ 576 - كَمُدْرَكِ الطَّرْفِ مِنَ اللَّوْنِ وَمِنْ ... شَكْلٍ وَقَدْرٍ وَتَحَرُّكٍ زُكِنْ ¬

(¬1) في المخطوط: "يطرف". (¬2) في المخطوط: "كالمعاني". (¬3) في المخطوط: "والشباب". (¬4) في المخطوط: "بمثليها". (¬5) في المخطوط: "الحقيقة".

577 - وَالسَّمْعِ مِنَ صَوْتٍ ضَعِيفٍ أَوْ قَوِي ... وَالذَّوْقِ مِنْ طَعْمٍ كَرِيهٍ أَوْ شَهِي 578 - وَالشَّمِّ مِنْ رِيحٍ كَذَاكَ اللَّمْسُ مِنْ ... حَرٍّ وَمِنْ بَرْدٍ وَيَبْسٍ وَخَشِنْ 579 - وَنَحْوِ ذَلِكَ وَكَالْعَقْلِيَّهْ ... كَيْفِيَّةٌ مِثْلُ الذَّكَا نَفْسِيَّهْ (¬1) 580 - ثُمَّ الْإِضَافِيَّةُ كَالْإِزَالَةِ ... لِلْحَجْبِ فِي الشَّمْسِ شَبِيهِ الْحُجَّة 581 - وَاقْسِمْهُ وَاحِدًا مُرَكَّبًا عَدَدْ ... وَكُلُّهَا حِسِّيْ وَعَقْلِيٌّ وَرَدْ 582 - فِي ثَالِثٍ مُخْتَلِفٌ وَالْحِسُّ ثَمّْ (¬2) ... طَرْفَاهُ حِسِّيَّانِ وَالْغَيْرُ أَعَمّْ 583 - فَكُلُّ مَا شُبِّهَ بِالْحِسِّيِّ صَحّْ ... بِغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ وَوَضَحْ 584 - مُرَادُهُمْ بِالْحِسِّ مَا أَفْرَادُهُ ... تُدْرَكُ بِالْحِسِّ وَذَا تَعْدَادُهُ 585 - الْوَاحِدُ الْحِسِّيُّ حُمْرَةٌ (¬3) خَفَا ... وَالطِّيبُ وَاللَّذَّةُ وَاللِّينُ وَفَا 586 - فِي الْخَدِّ بِالْوَرْدِ وَصَوْتٌ (¬4) قَدْ ضَعُفْ ... بِالْهَمْسِ وَالْعَنْبَرُ نَكْهَةٌ رُشِفْ ¬

(¬1) في المخطوط: "نفسه". (¬2) في المخطوط: "والحسي تم". (¬3) في المخطوط: "جهره". (¬4) في المخطوط: "وصوف".

587 - وَالْجِلْدُ بِالْحَرِيرِ وَالشَّيْءُ (¬1) بِمَنّْ ... وَالْوَاحِدُ الْعَقْلِيُّ كَالْخُلُوِّ عَنْ 588 - فَائِدَةٍ وَجُرْأَةٍ وَالِاهْتِدَا ... مَعَ اسْتِطَابِ النَّفْسِ فِيمَا فُقِدَا 589 - نَفْعًا بِمَعْدُومٍ وَعِلْمٍ بِفَلَقْ (¬2) ... وَالشَّخْصِ بِالسَّبْعِ وَعِطْرٍ بِخُلُقْ (¬3) 590 - وَذُو تَرَكُّبٍ غَدَا حِسِّيَّا ... فِي مُفْرَدٍ طَرْفَاهُ كَالثُّرَيَّا 591 - شُبِّهَ بِالْعُنْقُودِ مِنْ كَرْمٍ لِمَا ... حَوَتْهُ مِنْ صُورَتِهِ إِذْ نُظِّمَا 592 - وَحَبُّهُ أَبْيَضُ وَاسْتَدَارَا ... وَقَارَبَ الرُّؤْيَةَ وَالْمِقْدَارَا 593 - وَمَا تَرَكَّبَا كَقَوْلِي أَخْذَا ... مِنْ قَوْلِ بَشَّارٍ مُمَاثِلاً لِذَا 594 - وَالنَّقْعُ فَوْقَ رَاسِنَا وَالْأَسْيُفُ (¬4) ... لَيْلٌ تَهَاوَى شُهْبُهُ (¬5) وَتُخْطَفُ 595 - بِجَامِعِ السُّقُوطِ فِي أَجْرَامِ ... مُشْرِقَةٍ طَوِيلَةِ الْأَجْسَام ¬

(¬1) في المخطوط: "بالحر والشي". (¬2) في المخطوط: "يفلق". (¬3) في المخطوط: "يخلق". (¬4) في المخطوط: "والانف". (¬5) في المخطوط: "شبهه".

596 - تَنَاسَبَتْ أَقْدَارُهَا مُفَرَّقَهْ ... فِي جَنْبِ شَيْءٍ مُظْلِمٍ مُتَّسِقَهْ 597 - وَمَا تَخَالَفَا كَمَا الشَّقِيقُ مَرّْ ... وَالزَّهْرُ فِي الرُّبَا بِلَيْلٍ ذِي قَمَرْ 598 - وَحُسْنُهُ فِي هَيْئَةٍ (¬1) بِهَا تَقَعْ ... حَرَكَةٌ مَعْ وَصْفٍ اوْ جُرِّدَ مَعْ 599 - تَحَرُّكٍ إِلَى جِهَاتٍ فَالْأُوَلْ ... كَالشَّمْسِ كَالْمِرْآةِ فِي كَفِّ الْأَشَلّْ 600 - وَالثَّانِ كَالْبَرْقِ إِذَا بَدَا وَلَاحْ ... كَمُصْحَفِ الْقَارِي انْطِبَاقًا وَانْفِتَاحْ 601 - وَهَيْئَةُ (¬2) السُّكُونِ رُبَّمَا تَلِي ... يُقْعِي جُلُوسَ الْبَدَوِيِّ (¬3) الْمُصْطَلِي 602 - وَذُو تَرَكُّبٍ إِلَى الْعَقْلِ انْتَسَبْ ... كَمِثْلِ حِرْمَانِ انْتِفَاعٍ مَعْ تَعَبْ 603 - فِي مَثَلِ الْيَهُودِ بِالْحِمَارِ ... وَالْحَمْلِ لِلتَّوْرَاةِ وَالْأَسْفَار 604 - وَرَاعِ فِي تَعَدُّدٍ مَا يَحْصُلُ ... بِهِ إِذَا أُسْقِطَ مِنْهُ خَلَلُ 605 - وَذُو تَعَدُّدٍ مِنَ الْحِسِّي كَمَنْ ... شَبَّهَ فَنًّا فِى صِفَاتِهِ بِفَنّْ ¬

(¬1) في المخطوط: "هيبته". (¬2) في المخطوط: "هيبته". (¬3) في المخطوط: "البدو".

فصل

606 - وَضِدُّهُ مَنْ بِالْغُرَابِ فِي الْحَذَرْ ... شَبَّهَ طَيْرًا وَالْفَسَادِ وَالنَّظَرْ 607 - وَالثَّالِثُ التَّشْبِيهُ لِلْإِنْسَانِ ... بِالشَّمْسِ فِي الْحُسْنِ وَرَفْعِ الشَّان 608 - وَرُبَّمَا يُؤْخَذُ وَجْهٌ للتَّشْبِيهْ (¬1) ... مِنَ التَّضَادِ لاشْتِرَاكِ الضِّدِّ فِيهْ 609 - بِقَصْدِ تَلْمِيحٍ أَوِ التَّهَكُّمِ ... كَوَصْفِهِ مُبَخَّلاً (¬2) بِحَاتِم فصل 610 - أَدَاتُهُ الْكَافُ وَمِثْلُ وَكَأَنْ ... وَالْأَصْلُ فِي الْكَافِ وَمَا أَشْبَهَ أَنْ 611 - تُولَى مُشَبَّهًا بِهِ وَرُبَّمَا ... تُولَى سِوَاهُ مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَا 612 - قُلْتُ وَلا يَكُونُ مِثْلُ إِلَّا ... فِي ذِي غَرَابَةٍ وَشَانٍ جَلَّا 613 - وَرُبَّمَا يُذْكَرُ فِعْلٌ يُنْبِي ... عَنْهُ فَإِنْ كَانَ مُرِيدَ الْقُرْبِ 614 - عَلِمْتُ زَيْدًا أَسَدًا وَالْمُبْعَدُ ... حَسِبْتُهُ قُلْتُ وَذَا مُنْتَقَدُ ¬

(¬1) هذا الشطر غير مضبوط عَروضيًّا، فما بعد التفعيلتين الأوليين مكسور، ولو قلنا: "وَرُبَّمَا يُؤْخَذُ وَجْهٌ للشَّبِيهِ"، لانضبط وزنًا وقرب معنى. (¬2) في المخطوط: "مبجلا".

فصل

فصل 615 - غَرَضُهُ يَعُودُ لِلْمُشَبَّهِ ... فِي أَكْثَرِ الْأَمْرِ وَفِي أَغْلَبِه 616 - بَيَانُ إِمْكَانٍ وَحَالٍ وَكَذَا ... قَدْرٌ وَتَقْرِيرٌ لَهَا وَكُلُّ ذَا 617 - يَقْضِي بِأَنَّ الْوَجْهَ فِي الْمُشَبَّهِ ... بِهِ أَتَمُّ وَهْوَ أَشْهَرُ بِه 618 - وَفِيهِ نَقْدٌ ثُمَّ (¬1) لِلتَّشْوِيهِ ... وَزِينَةٍ وَالظُّرْفِ كَالتَّشْبِيه 619 - لِلْفَحْمِ ذِي الْجَمْرِ بِبَحْرِ مِسْكِ ... وَمَوْجُهُ مِنْ ذَهَبٍ ذِي سَبْك 620 - وَوَجْهُ ظُرْفٍ كَوْنُهُ يُبْرَزُ (¬2) فِي ... مُمْتَنِعٍ أَوْ قَلَّ فِي الذِّهْنِ يَفِي (¬3) 621 - وَلِمُشَبَّهٍ بِهِ الْغَرَضُ عَمّْ (¬4) ... إِمَّا لإِيهَامٍ (¬5) بِأَنَّهُ أَتَمّْ ¬

(¬1) في المخطوط: "وفيه تقديم". (¬2) في المخطوط: "بيز". (¬3) في المخطوط: "تفي". (¬4) في المخطوط: "أعم". (¬5) في المخطوط: "لابهام".

622 - وَذَاكَ (¬1) فِي الْمَقْلُوبِ أَوْ لِلاهْتِمَامْ ... كَجَائِعٍ (¬2) شَبَّهَ خُبْزًا بِالتَّمَامْ 623 - إِظْهَارُ مَطْلُوبٍ وَكُلُّ ذَا إِذَا ... إِلْحَاقُ نَاقِصٍ بِغَيْرٍ يُحْتَذَى 624 - وَقَدْ يُرَادُ الْجَمْعُ فِي الشَّيْئَيْنِ فِي ... أَمْرٍ وَلَمْ يُنْظَرْ (¬3) لِنَقْصٍ أَوْ وُفِي 625 - فَالْأَحْسَنُ الْعُدُولُ لِلتَّشَابُهِ (¬4) ... وَذِكْرُهُ التَّشْبِيهَ مِنْ صَوَابِه ¬

(¬1) في المخطوط: "وذلك". (¬2) في المخطوط: "كجايع". (¬3) في المخطوط: "وكم ينظم". (¬4) في المخطوط: "ما تشابه".

أقسام التشبيه

أقسام التشبيه 626 - فَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ مُفْرَدُ ... بِمُفْرَدٍ كِلاهُمَا مُقَيَّدُ 627 - أَمْ لا أَوِ الْخِلافُ فِيهِمَا حَصَلْ ... كَالشَّمْسِ كَالْمِرْآةِ فِي كَفِّ الْأَشَلّْ 628 - وَذُو تَرَكُّبٍ بِهِ وَمُفْرَدِ ... وَعَكْسِهِ وَالطَّرَفَيْنِ فَاعْدُد 629 - بِالمُشْبَهَاتِ فَابْدَأَنْ أَوْ لا تَحِقّْ ... وَالْأَوَّلُ الْمَلْفُوفُ وَالثَّانِي فَرَقْ 630 - كَالنَّشْرِ مِسْكٌ وَالْوُجُوهُ أَنْجُمُ ... وَالرِّيقُ خَمْرٌ وَالْبَنَانُ عَنْدَمُ 631 - وَإِنْ تُعَدِّدْ أَوَّلاً فَالتَّسْوِيَهْ ... أَوْ ثَانِيًا تَشْبِيهَ جَمْعٍ سَمِّيَهْ 632 - وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ غَدَا ... مُنْتَزَعًا مِنْ عَدَدٍ وَقَيَّدَا 633 - بِكَوْنِهِ غَيْرَ الْحَقِيقِي يُوسُفُ ... وَغَيْرُ تَمْثِيلٍ لَهُ مُخَالِفُ 634 - وَمُجْمَلٌ مَا وَجْهُهُ لَمْ يُذْكَرِ ... فَظَاهِرٌ وَذُو خَفَا بَالنَّظَر 635 - فَمِنْهُ مَا مِنْ وَصْفِ طَرْفَيْهِ عَرَا ... أَوْ مُشْبَهٌ (¬1) أَوْ وَصْفُ كُلٍّ ذُكِرَا 636 - وَغَيْرُهُ مُفَصَّلٌ وَالْمُبْتَذَلْ ... فِيهِ إِلَى مُشَبَّهٍ بِهِ انْتَقَلْ ¬

(¬1) في المخطوط: "او مشبهه".

637 - مِنْ غَيْرِ تَدْقِيقٍ وَغَيْرُهُ الْغَرِيبْ ... إِذْ وَجْهُهُ فِي ظَاهِرٍ غَيْرُ قَرِيبْ 638 - لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ حُضُورِ ... مُشَبَّهٍ بِهِ عَلَى نُدُور 639 - لِبُعْدِ مَا نَاسَبَ (¬1) أَوْ وَهْمِيَّا ... يَاتِيكَ أَوْ مُرَكَّبًا عَقْلِيَّا 640 - كَذَا خَيَالِيًّا كَذَاكَ الْحِسِّي ... تَكْرَارُهُ قَلَّ كَبَيْتِ الشَّمْس 641 - وَكَثْرَةُ التَّفْصِيلِ (¬2) أَنْ يَنْظُرَ فِي ... أَكْثَرَ مِنْ وَصْفٍ وَأَوْجُهًا يَفِي 642 - أَعْرَفُهَا أَخْذُكَ بَعْضًا وَتَدَعْ ... بَعْضًا وَإِنْ تَعْتَبِرِ الْكُلَّ وَمَعْ (¬3) 643 - كَثْرَتِهِ فَهْوَ الْبَلِيغُ وَالْغَرِيبْ ... لِبُعْدِهِ وَقَدْ يُجَاءُ فِي الْقَرِيبْ 644 - بِنُكْتَةٍ تُغْرِبُهُ كَذِكْرِ ... شَرْطٍ وَمَا مُحَسِّنٌ ذُو حَصْر 645 - وَبِاعْتِبَارٍ فِي الأَدَاةِ يُخْزَلُ ... مُؤَكِّدٌ وَمَا عَدَاهُ مُرْسَلُ 646 - وَبِاعْتِبَارِ غَرَضٍ فَإِنْ وَفَى ... إِفَادَةً كَأَنْ يَكُونَ أَعْرَفَا 647 - بِوَجْهِهِ فِي حَالَةِ الْمُشْبَهِ بِهْ ... أَوْ بَالِغَ التَّمَامِ فِي ذِي سَبَبِهْ ¬

(¬1) في المخطوط: "ناسبه". (¬2) في المخطوط: "التفضيل". (¬3) في المخطوط: "وضع".

خاتمة

648 - أَوْ حُكْمُهُ لَيْسَ مُخَاطَبٌ جَحَدْ ... فَذَاكَ مَقْبُولٌ وَمَا عَدَاهُ رَدّْ خاتمة 649 - أَعْلاهُ فِي الْقُوَّةِ حَذْفُ وَجْهِهِ ... وَآلَةٍ أَوْ ذَاكَ مَعْ مُشَبَّهِ (¬1) 650 - فَحَذْفُ وَجْهٍ أَوْ أَدَاةٍ هَكَذَا ... وَقَدْ خَلا عَنْ قُوَّةٍ خِلافُ ذَا ¬

(¬1) في المخطوط: "واله او قمع المشبه".

الحقيقة والمجاز

الحقيقة والمجاز 651 - الأَوَّلُ الْكَلِمَةُ الْمُسْتَعْمَلَهْ ... فِي الِاصْطِلاحِ فِي الَّذِي تُوضَعُ لَهْ 652 - وَغَيْرُهُ مَعَ قَرِينَةٍ عَلَى ... وَجْهٍ يَصِحُّ وَإِرَادَةٍ جَلا 653 - عَدَمُهَا فَهْوَ الْمَجَازُ الْمُفْرَدْ ... فَالْزَمْ عَلاقَةً وَكُلٌّ عُدِّدْ 654 - يُعْزَى لِعُرْفٍ وَلِشَرْعٍ وَلُغَهْ ... وَالعُرْفُ عَمَّ أَوْ فَخُصَّ مَبْلَغُهْ 655 - كَدَابَةِ الأَرْبَعِ وَالإِنْسَانِ ... وَالْفِعْلِ لِلَّفْظِ وَلِلْحِدْثَان 656 - كَذَا الصَّلاةُ لِلسُّجُودِ وَالدُّعَا ... وَأَسَدٌ لِسَبُعٍ (¬1) وَالشُّجَعَا 657 - وَمَنْ يُرِدْ تَحْقِيقًا اوْ تَاوِيلا ... فِي الحَدِّ زَادَ فِيهِمَا تَطْوِيلا 658 - ثُمَّ الْمَجَازُ الْمُرْسَلُ الْعَلاقَةُ ... لا شَبَهٌ وَغَيْرُهُ (¬2) اسْتِعَارَةُ 659 - وَغَالِبًا تُطْلَقُ فِي اسْتِعْمَالِ سِمْ ... مُشَبَّهٍ بِهِ لِمُشْبَهٍ رُسِمْ ¬

(¬1) في المخطوط: "السبع". (¬2) في المخطوط: "وغير".

660 - فَالطَّرَفَانِ مُسْتَعَارٌ مِنْهُ لَهْ ... وَالْمُسْتَعَارُ اللَّفْظِ ثُمَّ الْمُرْسَلَهْ 661 - كَالْيَدِ فِي الْقُدْرَةِ وَالتَّسْمِيَةِ ... بِالْجُزْءِ أَوْ بِالْكُلِّ (¬1) أَوْ بِالآلَة 662 - أَوْ سَبَبٍ مُسَبَّبٍ حَالٍ مَحَلّْ (¬2) ... مُجَاوِرٍ آلَ لَهُ عَنْهُ انْتَقَلْ 663 - وَالِاسْتِعَارَةُ فَتَحْقِيقِيَّةُ ... وَهْيَ مَجَازٌ لُغَوِيٌّ أَثْبَتُوا 664 - إِنْ حُقِّقَ المَعْنَى بِهَا فِي الْحِسِّ أَوْ (¬3) ... عَقْلٍ وَمَنْ جَعَلَهَا عَقْلاً أَبَوْا 665 - مِنْ كَذِبٍ تَمْتَازُ (¬4) بِالتَّاوِيلِ ثُمّْ ... إِذْ لَمْ تَشُبْ وَصْفًا فَلا تَاتِي عَلَمْ 666 - وَاشْرُطْ لَهَا قَرِينَةً فَوَاحِدًا ... كَأَسَدٍ يَرْمِي تَرَى فَصَاعِدًا 667 - كَإِنْ تَعَافُوا الْعَدْلَ وَالإِيمَانَا ... فَإِنَّ فِي إِيمَانِنَا نِيرَانَا 668 - أَوْ يُسْتَدَلَّ بِمَعَانٍ تَلْتَئِمْ ... وَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ تَنْقَسِمْ ¬

(¬1) في المخطوط: "او الكل". (¬2) في المخطوط: "او مسبب حال محل". (¬3) في المخطوط: "لها في الحسن او". (¬4) في المخطوط: "تمتار".

669 - إِلَى الْوِفَاقِيَّةِ أَنْ يَجْتَمِعَا ... فِي مُمْكِنٍ وَذِي الْعِنَادِ امْتَنَعَا 670 - وَمَا بِضِدٍّ وَالنَّقِيضِ (¬1) اسْتُعْمِلا ... ذَاتُ تَهَكُّمٍ وَتَمْلِيحٍ حَلا 671 - وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قِسْمَيْنِ ... فَدَاخِلٌ أَوْ لَيْسَ فِي الطَّرْفَيْن 672 - فَإِنْ خَفِيْ (¬2) غَرِيبَةٌ وَإِنْ بَدَا ... عَامِيَّةٌ إِلَّا بِتَصْرِيفٍ شَدَا 673 - وَبِاعْتِبَارِ ذِي الثَّلاثِ سِتَّةُ ... أَوَّلُ هَذِي كُلُّهَا حِسِّيَّةُ 674 - أَوْ جَامِعٌ عَقْلِيٌّ اوْ قَدِ اخْتَلَفْ ... أَوْ غَيْرُ حِسِّيٍّ بِفَرْعِهِ (¬3) الطَّرَفْ 675 - كَمِثْلِ عِجْلاً نَسْلَخُ المُطَّلِعَهْ ... شَمْسٌ وَمِنْ مَرْقَدِنَا لِلْأَرْبَعَهْ 676 - فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ لِلْمُخْتَلِفِ ... كَذَا طَغَى المَاءُ (¬4) بِعَكْسِهِ يَفِي 677 - وَبِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ فَاسْمُ الْجِنْسِ ... أَصْلِيَّةٌ كَأَسَدٍ وَحَبْس ¬

(¬1) في المخطوط: "وما يضد والنقص". (¬2) في المخطوط: "خفا". (¬3) في المخطوط: "حسن بفروعه". (¬4) في المخطوط: "كذاك طغى الما".

678 - وَتَبَعِيَّةٌ سِوَاهُ فَالَّذِي ... فِي الْفِعْلِ وَالْمُشْتَقِّ لِلأَصْلِ خُذ 679 - وَمَا يَكُونُ شَبَهًا فِي الْحَرْفِ ... فَذُو تَعَلُّقٍ بِهِ فَقُلْ فِي 680 - نَطَقَتِ الْحَالَةُ لِلدَّلالَهْ ... بِالنُّطْقِ أَوْ نَاطِقَةٌ ذِي الْحَالَهْ 681 - وَالدَّوْرُ فِي قَرِينَةِ الْمَذْكُورِ (¬1) ... لِلْفَاعِلِ الْمَفْعُولِ (¬2) وَالْمَجْرُور 682 - وَبِاعْتِبَارٍ آخَرٍ مُطْلَقَةُ ... إِنْ لَمْ يُقَارِنْ فَرْعٌ (¬3) اوْ فَصِفَةُ 683 - وَإِنْ بِمَا لاءَمَ (¬4) مَا لَهُ اسْتُعِيرْ ... تَجْرِيدٌ اوْ مِنْهُ فَتَرْشِيحًا يَصِيرْ 684 - وَرُبَّمَا يَجْتَمِعَانِ وَالأَجَلْ ... مُرَشَّحٌ ثَمَّتَ (¬5) مَبْنَاهُ حَصَلْ 685 - عَلَى تَنَاسِي شَبَهٍ فَيُدَّعَى ... الْمَنْعُ وَاسْتِوَاءُ طَرْفَيْهِ مَعَا ¬

(¬1) في المخطوط: "للمذكور". (¬2) في المخطوط: "للفاعل على المفعول". (¬3) في المخطوط: "نقارن فرعا". (¬4) في المخطوط: "لايم". (¬5) في المخطوط: "نمت".

فصل

686 - أَمَّا المُرَكَّبُ فَمَا يُسْتَعْمَلُ ... فِيمَا بِمَعْنَى الأَصْلِ قَدْ يُمَثَّلُ 687 - مُبَالَغًا وَسُمِّيَ التَّمْثِيلا ... مُطْلَقًا اوْ سَالِكًا (¬1) السَّبِيلا 688 - فَإِنْ فَشَا كَذَاكَ الِاسْتِعْمَالُ (¬2) ... فَمَثَلٌ تَغْيِيرُهُ مُحَالُ 689 - وَالْمُسْتَعَارُ مِنْهُ فِي كِلَيْهِمَا ... لَدَى تَحَقُّقٍ (¬3) وَفَرْضٍ قُسِّمَا فصل 690 - قَدْ يُضْمَرُ التَّشْبِيهُ فِي النَّفْسِ فَلا ... يُذْكَرُ شَيْءٌ مِنْ أَدَاتِهِ خَلا (¬4) 691 - مُشَبَّهًا ثُمَّ لِهَذَا يثْبُتُ ... مَا اخْتُصَّ بِالآخِرِ ذَا الْقَرِينَةُ 692 - فَسَمِّ ذَا التَّشْبِيهَ بِالْمَكْنِيَّهْ ... عَنْهَا وَذَا الإِثْبَاتَ تَخْيِيلِيَّهْ ¬

(¬1) في المخطوط: "او مشارك". (¬2) في المخطوط: "فان فشى كذاك استعمال". (¬3) في المخطوط: "لذي تحقيق". (¬4) في المخطوط: "يذكر شي من ذوات خلا".

فصل

فصل 693 - وَالِاسْتِعَارَةُ لَدَى يُوسُفَ أَنْ ... يُذْكَرَ مَا مِنْ طَرَفِ (¬1) التَّشْبِيهِ عَنّْ 694 - مُرِيدًا الآخَرَ بِادِّعَاءِ ... دُخُولِ مَا شُبِّهَ بِاقْتِفَاء 695 - فِي جِنْسِ مُشْبَهٍ بِهِ وَقُسِّمَا ... إِلَى مُصَرَّحٍ وَمَكْنِيٍّ فَمَا (¬2) 696 - يُنْوَى مُشَبَّهٌ فَقَطْ مُصَرَّحُهْ ... وَعَكْسُهَا الْمَكْنِيُّ قَوْلٌ رَجَّحَهْ 697 - وَالتَّبَعِيَّةَ إِلَيْهَا رَدَّا ... وَشَيْخُنَا يَقُولُ عَكْسٌ أَجْدَى 698 - وَفِي الحَقِيقِيَّةِ (¬3) تَمْثِيلٌ دَخَلْ ... لَدَيْهِ وَالتَّخْيِيلُ عَكْسَهُ جُعِلْ ¬

(¬1) في المخطوط: "طرفي". (¬2) في المخطوط: "قيما". (¬3) في المخطوط والمطبوع: "الحقيقة"، وما أثبتناه يوافق الوزن والشرح.

فصل

فصل 699 - الْحُسْنُ فِي اسْتِعَارَةِ التَّخْيِيلِ ... بِحَسَبِ الْمَكْنِيِّ وَالتَّمْثِيلِ 700 - وَذِي الْكِنَايَةِ وَذِي التَّحْقِيقِ أَنْ ... يَرْعَى (¬1) الَّذِي فِي وَجْهِ تَشْبِيهٍ زُكِنْ 701 - وَلا يُشَمُّ رِيحُهُ لَفْظًا وَأَنْ ... يَجْلُوْ وَلا يَكُونُ كَالأَلْغَازِ عَنّْ (¬2) 702 - فَلا يُقَالُ أَسَدٌ لأَبْخَرَا (¬3) ... وَإِنْ قَوِي التَّشْبِيهُ حَتَّى صَيَّرا 703 - طَرْفَيْهِ كَالْوَاحِدِ مِثْلَ الْعِلْمِ ... وَالنُّورِ فَاسْتِعَارَةٌ ذُو حَتْم خاتمة 704 - قَدْ يُطْلَقُ الْمَجَازُ فِيمَا غُيِّرَا ... إِعْرَابُهُ بِزَيْدٍ اوْ حَذْفٍ عَرَا 705 - لَيْسَ كَمِثْلِهِ يُرِيدُ الْمِثْلا ... وَكَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ يَعْنِي الأَهْلا ¬

(¬1) في المخطوط: "يدعى". (¬2) في المخطوط: "يحلوا ولا يكون كالغار عن". (¬3) في المخطوط: "لابحرا".

الكناية

الكناية 706 - لَفْظٌ أُرِيدَ لازِمُ مَعْنَاهُ مَعْ ... جَوَازِ أَنْ يُقْصَدَ مَعْنَاهُ تَبَعْ 707 - وَمِنْ هُنَا تُخَالِفُ الْمَجَازَا ... أَقْسَامُهَا ثَلاثَةٌ مَا انْحَازَا (¬1) 708 - بِهَا سِوَى نِسْبَةٍ اوْ وَصْفٍ وَذَا ... يَكُونُ مَعْنًى أَوْ مَعَانٍ يُحْتَذَى 709 - شَرْطُهُمَا التَّخْصِيصُ بِالَّذِي كُنِي ... عَنْهُ وَمَا يُطْلَبُ مَا الْوَصْفُ إِن 710 - يُنْقَلْ بِلا وَاسِطَةٍ قَرِيبَةُ ... وَهَذِهِ وَاضِحَةٌ خَفِيَّةُ (¬2) 711 - طُولُ النِّجَادِ عَنْ طَوِيلِ الْقَامَةِ ... وَذُو الْقَفَا الْعَرِيضِ عَنْ بَلادَة 712 - وَنِسْبَةُ التَّصْرِيحِ مَا مِنْهَا حَوَتْ ... مُضْمَرَةٌ سَاذِجَةٌ مَا قَدْ خَلَتْ 713 - أَوْ بِوَسَاطَةٍ فَذُو الإِبْعَادِ ... كالْكَرِيمِ مُكْثِرِ الرَّمَادِ (¬3) ¬

(¬1) في المخطوط: "من الجازا". (¬2) في المخطوط: "خفيفة". (¬3) هكذا في المخطوط والمطبوع، وهو مكسور الوزن، ولو صار: "مِثْلُ الْكَرِيمِ مُكْثِرِ الرَّمَادِ"، لانضبط الوزن والمعنى.

714 - فَلِلْوَقُودِ فَالطَّبِيخُ يَنْتَقِلْ ... فَكَثْرَةُ الآكِلِ فَالضَّيْفُ وَصَلْ 715 - وَمَا عَدَا النِّسْبَةَ مِنْ مَطْلُوبِهِ ... كَالْمَجْدِ فِي بُرْدَيْهِ أَوْ فِي ثَوْبِه 716 - إِذْ لَمْ يُصَرِّحْ بِثُبُوتِ ذَاكَ لَهْ ... بَلْ فِي الَّذِي احْتَوَى عَلَيْهِ جَعَلَهْ 717 - وَرُبَّمَا فِي ذَيْنِ يُحْذَفُ الَّذِي ... بِوَصْفِ مِثْلِ مَا تَقُولُ لِلْبَذِي 718 - مَنْ سَلِمَ الأَنَامُ مِنْ لِسَانِهِ ... وَيَدِهِ فَمُسْلِمٌ لِشَانِه 719 - قُلْتُ وَقَدْ يُرَادُ هَذَانِ مَعَا ... فَهْوَ كِنَايَتَانِ فِيهِ وَقَعَا 720 - وَيُوسُفٌ قَسَّمَ ذَا الْبَابَ إِلَى ... رَمْزٍ وَتَعْرِيضٍ وَتَلْوِيحٍ تَلا 721 - إِشَارَةً إِيمَاءً، الَّذِي حُذِفْ (¬1) ... مَوْصُوفُهُ نَاسَبَ تَعْرِيضًا عُرِفْ 722 - وَوَجْهُهُ التَّنْوِيهُ وَالتَّلَطُّفُ ... أَوْ يُتْرَكُ الإِغْلاظُ أَوْ يُسْتَعْطَفُ 723 - وَمِنْهُ مَا يُرَادُ مَعْنَاهُ مَعَهْ ... وَمِنْهُ لا حَرَّرَهُ مَنْ جَمَعَهْ 724 - إِنْ كَثُرَتْ وَسَائِطٌ فَوُصِفَا ... مُلَوَّحًا وَإِنْ تَقِلَّ مَعْ خَفَا ¬

(¬1) في المخطوط: (إِشَارَةً إِيما فَالَّذِي حُذِفْ)، والمطبوع: (إِشَارَةً إِيمَاءً فَالَّذِي حُذِفْ)، وهما غير منضبطين عروضيًّا، ولو حذفت الفاء كما فعلنا لانضبط الوزن والمعنى.

725 - رَمْزٌ وَإِلَّا فَالأَخِيرَانِ وَقَدْ ... مَجَازًا التَّعْرِيضُ فِي بَعْضٍ وَرَدْ 726 - كَقَوْلِهِ آذَيْتَنِي سَتَعْرِفُ ... يُرِيدُ مَنْ لا بِالخِطَابِ يُوصَفُ (¬1) 727 - وَإِنْ يُرِدْ بِذَاكَ كُلاًّ مِنْهُمَا ... كِنَايَةٌ وَاشْرُطْ دَلِيلاً لَهُمَا 728 - وَكَوْنُ هَذِي وَالْمَجَازِ (¬2) أَبْلَغَا ... مِنْ ضِدِّ هَذَيْنِ اتِّفَاقُ الْبُلَغَا 729 - وَالِاسْتِعَارَةِ مِنَ التَّشْبِيهِ ... إِذْ قُوَّةُ الْمَجَازِ لا تَلِيهِ 730 - قُلْتُ وَذُو التَّمْثِيلِ بِاسْتِعَارَهْ ... أَبْلَغُ مِنْهُ لا بِلا اسْتِعَارَهْ 731 - وَأَبْلَغُ الأَنْوَاعِ تَمْثِيلِيَّهْ ... مَكْنِيَّةٌ بَعْدُ فَتَصْرِيحِيَّهْ 732 - وَبَعْدَهَا كِنَايَةٌ وَقَدْ عَلا ... ذُو نِسْبَةٍ فَصِفَةٌ فَمَا خَلا 733 - وَهَذِهِ الثَّلاثُ مِنْ قِسْمِ الْخَبَرْ ... وَالْخُلْفُ فِي إِنْشَاءِ (¬3) ذِي التَّشْبِيهِ قَرّْ ¬

(¬1) في المخطوط: (كقوله اذ بتني سيعرف = يريد من لا بالخطاب يوسف). (¬2) في المخطوط: "هذا المجاز". (¬3) في المخطوط: "انشا".

الفن الثالث: علم البديع

الفن الثالث: علم البديع 734 - عِلْمُ الْبَدِيعِ مَا بِهِ قَدْ عُرِفَا ... وُجُوهُ تَحْسِينِ الْكَلامِ إِنْ وَفَى 735 - مُطَابِقًا وَقَصْدُهُ جَلِيُّ ... فَمِنْهُ لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيُّ القسم الأول: المعنوي 736 - مِنْهُ الطِّبَاقُ بِالتَّضَادِ مَائِلْ ... الجَمْعُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ذِي تَقَابُلْ 737 - فِي جُمْلَةٍ مِنْ نَوْعٍ اوْ نَوْعَيْنِ ... اسْمَيْنِ أَوْ فِعْلَيْنِ أَوْ حَرْفَيْن 738 - كَمِثْلِ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودُ ... يُحْيِي يُمِيتُ وَلَهُ تَعْدِيدُ (¬1) 739 - طِبَاقُ مَنْفِيٍّ طِبَاقُ مُوجَبِ ... كَاخْشَ وَلا تَخْشَ وَذِي تَسَبُّبِ (¬2) ¬

(¬1) في المخطوط والمطبوع: "يحيي ويميت وله تعديد"، ولا بد من حذف الواو - كما فعلنا - حتى ينضبط الوزن. (¬2) في المخطوط: "كخش ولا تخش وذي سبب".

740 - قُلْتُ وَقِيلَ الشَّرْطُ فِي الطِّبَاقِ ... أَنْ يَاتِيَ اللَّفْظَانِ بِالْوِفَاقِ (¬1) 741 - وَإِنَّمَا يَحْسُنُ مَعْ مَزِيدِ ... وَلَهُمُ تَطَابُقُ التَّرْدِيد 742 - وَمِنْهُ تَدْبِيجٌ بِأَلْوَانٍ تَرِدْ ... مَكْنِيًّا اوْ تَوْرِيَّةً لِمَا قُصِدْ 743 - وَمِنْهُ نَوْعٌ سُمِّيَ الْمُقَابَلَهْ ... وَهْيَ مَجِيءُ أَحْرُفٍ مُقَابِلَهْ 744 - تَرَتَّبَ الثَّانِي عَلَى الأَوَائِلِ ... كَمِثْلِ قَوْلِي فِي خِطَابِ الْعَاذِل 745 - اعْفُفْ وَذُمَّ صِلْ (¬2) وَعِزَّ وَافِقِ ... أَوْ خُنْ وَزَكِّ اقْطَعْ (¬3) وَهُنْ وَشَاقِق 746 - وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ مَهْمَا شُرِطَا ... فِي أَوَّلٍ (¬4) فَالضِّدَّ فِي الثَّانِي اشْرُطَا 747 - قُلْتُ وَذَا الْمِثَالُ بِالمُفَوَّفِ ... يُسْمَى وَمِنْ أَنْوَاعِهِ عَدَّ الصَّفِي ¬

(¬1) هذا البيت والبيتان بعده ترتيبها مختلف في المخطوط، وما أثبتناه يوافق المطبوع والشرح. (¬2) في المخطوط: "ودم وصل". (¬3) في المخطوط: "وذل واقطع". (¬4) في المخطوط: "في أوله".

748 - ثُمَّ مُرَاعَاةُ النَّظِيرِ جَمْعُ ... أَمْرٍ وَمَا نَاسَبَهُ وَيَدْعُو 749 - تَنَاسُبًا فِإِنْ مُنَاسِبًا خُتِمْ ... مُبْتَدَأٌ تَشَابُهَ الأَطْرَافِ سَمّْ 750 - وَمِنْهُ الِارْصَادُ وَذَا أَنْ تَجْعَلا (¬1) ... مِنْ قَبْلِ عَجْزِ الْبَيْتِ مَا دَلَّ عَلَى 751 - تَمَامِهِ إِذَا الرَّوِيُّ عُرِفَا ... وَالْبَعْضُ بِالتَّسْهِيمِ (¬2) هَذَا وَصَفَا 752 - قُلْتُ بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ دَلّْ ... فِإِنْ يَكُ الْمَعْنَى فَتَوْشِيحٌ أَجَلّْ 753 - وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ الْمُشَاكَلَهْ ... أَنْ يُذْكَرَ الشَّيْءُ بِلَفْظٍ لَيْسَ لَهْ 754 - لِكَوْنِهِ صُحْبَتَهُ تَحْقِيقًا اوْ ... مُقَدَّرًا وَمَكَرَ اللهُ تَلَوْا 755 - وَقَوْلُهُ قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئًا نُجِدْ (¬3) ... قُلْتُ اطْبُخُوا لِي جُبَّةً بَيْتٌ عُهِدْ 756 - ثُمَّ المُزَاوَجَةُ إِنْ زَاوَجَ فِي ... الشَّرْطِ وَالْجَزَا لِمَعْنًى قَدْ يَفِي 757 - وَالعَكْسُ تَاخِيرُ الَّذِي قُدِّمَ فِي ... أَحَدِ طَرْفَيْ جُمْلَةٍ إِنْ تُضَف ¬

(¬1) في المخطوط: "ومنه الارصاد دون ان يجعلا". (¬2) في المخطوط: "وبعض التسهيم". (¬3) في المخطوط: "اقترح سانجده".

758 - أَوْ جُمْلَتَيْنِ اسْمِيَّتَيْنِ جَاءَتَا ... فِعْلِيَّتَيْنِ اسْمًا وَفِعْلاً يَا فَتَى (¬1) 759 - أَوْ جُمْلَتَيْنِ اسْمِيَّتَيْنِ أَوْجَلا (¬2) ... فِعْلِيَّتَيْنِ وَالرُّجُوعُ إِنْ عَلَى 760 - كَلامِهِ السَّابِقِ قَدْ يَعُودُ ... بِنَقْضِهِ لِنُكْتَةٍ يُرِيدُ 761 - قُلْتُ وَمِنْهُ السَّلْبُ وَالإِيجَابُ إِنْ ... مِنْ جِهَتَيْنِ اشْتَمَلا وَحَيْثُ عَنّْ 762 - وَمِنْهُ مَدْحُ الشَّيْءِ ثُمَّ ذَمُّهُ ... أَوْ عَكْسُهُ تَغَايُرٌ يَعُمُّهُ 763 - وَمِنْهُ الِايْهَامُ وَيُدْعَى التَّوْرِيَهْ ... وَفَضَّلُوا ذَا النَّوْعَ ثُمَّ تَالِيَهْ 764 - إِطْلاقُ لَفْظِ شِرْكَةٍ وَيُقْصَدُ ... بَعِيدُهُ فَتَارَةً يُجَرَّدُ 765 - مِمَّا يُلائِمُ (¬3) الْقَرِيبَ كَاسْتَوَى ... ثُمَّ الْمُرَشَّحُ الَّذِي لَهُ حَوَى 766 - قُلْتُ لَقَدْ قَصَّرَ فِي بَيَانِهَا ... فَلَيْسَ فِي الْبَدِيعِ مِثْلُ شَانِهَا 767 - فَكُلُّ مَا بِلازِمٍ لَمْ يَقْتَرِنْ ... لا لِقَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ قَدْ زُكِنْ ¬

(¬1) هذا البيت غير موجود في المطبوع. (¬2) في المخطوط: "اجلا". (¬3) في المخطوط: "بما يلايم".

768 - فَهْيَ الَّتِي تَجَرَّدَتْ وَأُلْحِقَا ... مَا الَّلازِمَانِ اسْتَوَيَا وَاتَّفَقَا 769 - وَسَمِّ مَا يُلازِمُ الَّذِي دَنَا ... مُرَشَّحًا وَضِدَّهُ مُبَيَّنَا 770 - كِلاهُمَا مِنْ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ ذُكِرْ ... ثُمَّ المُهَيَّأَةُ مَا لا تَسْتَقِرّْ (¬1) 771 - إِلَّا بِلَفْظٍ قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا ... أَوْ لَفْظَتَيْنِ فَقْدُ لَفْظٍ فَقْدُهَا 772 - وَاعْدُدْ هُنَا التَّرْشِيحَ وَالتَّوْهِيمَا ... وَافْرُقْ بِذِهْنٍ قَدْ صَفَا تَقْوِيمَا 773 - وَمِنْهُ الِاسْتِخْدَامُ أَنْ يُرَادَا ... بِكِلْمَةٍ بَعْضُ الَّذِي أَفَادَا 774 - ثُمَّ بِمُضْمَرٍ لَهَا الْبَوَاقِي ... أَوْ أَوَّلٌ بِمُضْمَرٍ وَالْبَاقِي 775 - بِآخَرٍ كَجُلَّ عَيْنًا أَحْمَدُ ... أَخْجَلَهَا وَهَابَهَا الْمُعْتَمَدُ (¬2) 776 - وَمِنْهُ الِارْدَافُ بِأَنْ يَذْكُرَ مَا ... يُرَادِفُ الْمَقْصُودَ إِذْ مَا لَزِمَا ¬

(¬1) في المخطوط: (كلاهما من قبل أو بعد ذكر = ثم المهيمات فمالا ستقر)، وفي المطبوع: (كلاهما قبل أو بعد ذكر = ثم المهيأة فما لا تستقر)، وكلاهما فيه كسر للوزن، وما أثبتناه يوافق الوزن والشرح. (¬2) في المخطوط: "ذهابها المعتد".

777 - فَإِنْ أَتَى بِمَا يَكُونُ أَبْعَدَا ... فَذَلِكَ التَّمْثِيلُ إِذْ مَا قُصِدَا 778 - وَاللَّفُّ وَالنَّشْرُ بِأَنْ يُعَدَّدَا (¬1) ... لَفْظًا وَبَعْدَ مَا لِكُلٍّ عَدَدَا 779 - وَلَمْ يُعَيَّنْ مَا لَهُ تَوْكِيلا ... لِسَامِعٍ مُجْمَلاً اوْ تَفْصِيلا 780 - مُرَتَّبًا أَوْ غَيْرَهُ مَعْكُوسًا اوْ ... مُشَوَّشًا وَفِيهِ رَابِعًا حَكَوْا 781 - وَالخُلْفُ فِي الأَفْضَلِ مِنْ هَذَيْنِ قَرّْ ... وَقِيلَ لا خُلْفٌ بِتَحْرِيرِ النَّظَرْ 782 - وَالجَمْعُ أَنْ يَجْمَعَ فِي حُكْمٍ عَدَدْ ... كَقَوْلِ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ إِذْ زَهِدْ 783 - إِنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ ... مَفْسَدَةٌ لِلمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَهْ 784 - وَعَكْسُهُ التَّفْرِيقُ أَنْ يُبَايِنَا ... بَيْنَهُمَا فِي مَدْحٍ اوْ أَمْرٍ عَنَى 785 - فَإِنْ تُعَدِّدْ وَأَضَافَ مَا لِكُلّْ ... إِلَيْهِ تَعْيِينًا فَتَقْسِيمٌ يَحِلّْ 786 - وَإِنْ هُمَا أَدْخَلَ فِي مَعْنًى وَقَدْ ... فَرَّقَ وَجْهَي ذَاكَ أَوْ يَجْمَعْ عَدَدْ ¬

(¬1) في المخطوط: "بان تعددا".

787 - حُكْمٌ وَتَقْسِيمٌ تَلا (¬1) أَوْ عَكْسُ ذَا ... كِلاهُمَا جَمْعٌ وَأَوَّلٌ خُذَا (¬2) 788 - إِلَيْهِ تَفْرِيقًا وَذَا تَقْسِيمَا ... وَقَدْ تَجِي ثَلاثَةٌ تَضْمِيمَا 789 - كَيَوْمَ يَاتِي بَعْدَ لا تَكَلَّمُ ... لآخِرِ القِصَّةِ فَهْيَ تُنْظَمُ 790 - وَنُطْلِقُ التَّقْسِيمَ إِذْ مَا اسْتَوْفَى ... أَقْسَامَهُ أَوْ حَالَهُ مُضِيفَا 791 - كَلَا إِلَى مُلائِمٍ نَحْوُ يَهَبْ ... آيَةَ شُورَى وَيُقَالُ البَيْتَ هَبْ 792 - وَمِنْهُ تَجْرِيدٌ بِأَنْ يُنْزَعَ مِنْ ... ذِي صِفَةٍ آخَرُ مِثْلُهُ زُكِنْ 793 - مُبَالَغًا فِي أَنَّهُ فِيهَا كَمَلْ ... كَمِنْ فُلانٍ لِي صَدِيقٌ وَأَجَلّْ 794 - وَإِنْ سَأَلْتَ أَحْمَدًا لَتَسْأَلَنْ ... بَحْرًا بِهِ مُنْدَفِقًا وَمِنْهُ أَنْ 795 - يُخَاطِبَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَقَدْ ... نُصْحًا وَتَوْبِيخًا وَتَعْرِيضًا قَصَدْ 796 - وَأَبْلَغُ الأَقْسَامِ مَا قَدْ ثُنِّيَا ... ثُمَّ الْمُبَالَغَةُ أَنْ يَدَّعِيَا 797 - بُلُوغَهَ فِي الضَّعْفِ أَوْ فِي الشِّدَّهْ ... حَدًّا مُحَالاً أَوْ بَعِيدَ الرُّتْبَهْ ¬

(¬1) في المخطوط: "بلا". (¬2) في المخطوط: "ينبذا".

798 - فَإِنْ يَكُنْ عَقْلاً وَعَادَةً (¬1) وَرَدْ ... يُمْكِنُ فَالتَّبْلِيغُ أَوْ فِي الْعَقْلِ قَدْ 799 - فَذَاكَ إِغْرَاقٌ كِلاهُمَا قُبِلْ ... أَوْ لا ولا فَهْوَ غُلُوٌّ مَا احْتُمِلْ 800 - مَا لَمْ يُقَرِّبْهُ لِذَاكَ شَيْءُ ... نَحْوُ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ 801 - أَوْ فِيهِ نَوْعٌ مِنْ تَخَيُّلٍ حَسَنْ ... أَوْ مَخْرَجُ الْهَزْلِ مِنَ الشَّاعِرِ عَنّْ 802 - قُلْتُ وَبَعْضٌ وَهَّنَ الْمُبَالَغَهْ ... أَصْلاً وَبَعْضٌ فِي السُّمُوِّ نَابِغَهْ 803 - وَضِدُّهَا التَّفْرِيطُ عَدَّ الْيَمَنِي ... وَمَا رَأَيْتُ غَيْرَهُ بِمُعْتَنِي 804 - وَجَعْلُهُ لِلنَّوْعِ جِنْسًا عَظَّمَا ... إِلْحَاقُ جُزْئِيٍّ بِكُلِّيٍّ نَمَا 805 - ثَمَّةَ مِنْهُ الْمَذْهَبُ الْكَلامِي ... إِيرَادُهُ الْحُجَّةَ لِلْمَرَام 806 - عَلَى طَرِيقِهِمْ كَقَوْلِهِ (¬2) عَلا ... لَوْ كَانَ فِيهِمَا وَمَا لَهُ تَلا 807 - وَمِنْهُ تَفْرِيعٌ وَذَا أَنْ يَثْبُتَا ... لِمُتَعَلَّقٍ لَهُ مَا أَثْبَتَا 808 - لآخَرٍ لَهُ فَإِنْ بِمَا نَفَى ... أَوْ لا عَنِ الَّذِي بِشَيْءٍ وُصِفَا ¬

(¬1) في المخطوط: "تكن عقلا او عادة". (¬2) في المخطوط: "وكقوله".

809 - أَفْعَلَ لِلْوَصْفِ مُنَاسِبًا وَقَدْ ... عَدَّى بِمِنْ إِلَى الَّذِي ذَاكَ قَصَدْ 810 - فَذَاكَ بِالتَّفْضِيلِ حَقًّا دُعِيَا ... وَالْحُسْنُ فِي التَّعْلِيلِ أَنْ يَدَّعِيَا 811 - لِلْوَصْفِ عِلَّةً لَهُ تُنَاسِبُ ... بِلُطْفِ مَعْنًى لا حَقِيقِي تَصْحَبُ 812 - فَتَارَةً يَكُونُ ثَابِتًا قُصِدْ ... عِلَّتُهُ وَذَاكَ ضَرْبَيْنِ عُهِدْ 813 - مَا لَمْ تَبِنْ عِلَّتُهُ (¬1) فِي العَادَةِ ... أَوْ عِلَّةٌ خِلافُ ذِي قَدْ بَانَت 814 - وَمَا قُصِدْ ثُبُوتُهُ مِنْ مُمْكِنِ ... أَوْ غَيْرِهِ وَمَا عَلَى الشَّكِّ بُنِي 815 - وَمِنْهُ تَاكِيدُكَ لِلمَدْحِ بِمَا ... يُشْبِهُ ذَمًّا وَثَلاثًا قُسِّمَا 816 - الأَفْضَلُ اسْتِثْنَاءُ وَصْفِ فَضْلِ ... مِنْ وَصْفِ ذَمٍّ قَدْ نُفِي مِنْ قَبْل 817 - مُقَدَّرًا فِيهِ دُخُولُهُ كَلا ... عَيْبَ لَهُ إِلَّا ارْتِقَاهُ لِلعُلا 818 - وَمِنْهُ الِاسْتِثْنَاءُ قَبْلَ وَصْفِ ... مَدْحٍ يَلِي وَصْفًا لَهُ لا يَنْفِي 819 - وَمِنْهُ أَنْ يُولَى (¬2) بِهِ مُعَرَّفَا ... عَامِلُهُ لِلذَّمِّ مَعْنًى قَدْ وَفَى ¬

(¬1) في المخطوط: "عليه". (¬2) في المخطوط: "يري".

820 - وَمَا بِهِ (¬1) اسْتُثْنِيَ يَحْوِي الْفَضْلا ... نَحْوُ وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا 821 - ثَمَّةَ الِاسْتِدْرَاكُ فِي ذَا الْبَابِ ... كَمِثْلِ الِاسْتِثْنَاءِ بِاقْتِرَاب 822 - وَعَكْسُهُ ضَرْبَانِ أَنْ يُسْتَثْنَى (¬2) ... مِنْ نَفْيِ وَصْفِ الْمَدْحِ ذَمٌّ يُعْنَى 823 - إِنْ دَخَلَتْ كَمِثْلِ مَا فِيهِ هُدَى ... إِلَّا عَمًى عَنِ الطَّرِيقِ الْمُقْتَدَى 824 - وَإِنْ يَجِئْ بِتِلْوِ وَصْفِ ذَمِّ (¬3) ... كَجَاهِلٍ لَكِنَّهُ ذُو ظُلْم 825 - وَزِيدَ بَعْدَ الذَّمِّ وَصْفٌ يُوهِمُ ... زَوَالَهُ ثُمَّ لِذَمٍّ يُفْهِمُ 826 - وَمِنْهُ الِاسْتِتْبَاعُ وَصْفٌ بِاللَّذَا ... يَسْتَتْبِعُ الْمَدْحَ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَا 827 - وَإِنْ تَضَمَّنْ فِيهِ مَعْنًى وَهْوَ لَمْ ... يُسَقْ (¬4) لَهُ فَذَاكَ إِدْمَاجٌ أَعَمّْ 828 - قُلْتُ الأَصَحُّ الأَوَّلُ الْوَصْفُ بِنَصّْ ... يُفْهِمُ وَصْفًا لِلَّذِي الأَوَّلَ خَصّْ ¬

(¬1) في المخطوط: "وبابه". (¬2) في المخطوط: "استثنى". (¬3) في المخطوط: (وإن يجي فلو وصف ذم)، والمطبوع: (وإن يجئ تلو وصف ذم)، وكلاهما فيه كسر للوزن، والمخطوط للمعنى، وما أثبتناه لمراعاة الوزن والمعنى. (¬4) في المخطوط: "يسبق".

829 - وَمِنْهُ تَوْجِيهٌ بِأَنْ يُوَافِي ... مُحْتَمِلاً وَجْهَيْنِ بِاخْتِلاف 830 - كَقَوْلِ مَنْ قَالَ لأَعْوَرَ أَلا ... يَا لَيْتَ عَيْنَيْهِ سَوَاءً جُعِلا 831 - قُلْتُ الصَّفِيُّ فَسَّرَ التَّوْجِيهَ أَنْ ... يَاتِيْ بِأَلْفَاظٍ شَهِيرَةٍ بِفَنّْ 832 - يُورِدُهَا بِغَيْرِ مَا لَهُ اشْتُهِرْ ... كَالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَكَالْجَزْمِ وَجَرّْ 833 - نَحْوُ ارْتِفَاعٍ فِي مَحَلِّهِ وَجَبْ ... مِنْ أَمْرِهِ جَزْمٌ وَلِلْحُكْمِ انْتَصَبْ 834 - وَجَعَلَ السَّابِقَ مِنْ تَفْسِيرِهِ ... تَفْسِيرَ الِابْهَامِ كَذَا لِغَيْرِه 835 - قَالَ وَنَحْوُ ذَلِكَ الْمُوَارَبَهْ ... لَكِنَّهُ يَاتِي لِمَنْ قَدْ عَاتَبَهْ 836 - بِمَخْلَصٍ وَلا يَجِي فِي الِابْتِدَا ... بِهِ كَذَاكَ غَيْرُهُ قَدْ أَوْرَدَا 837 - كَقَوْلِهِ قَدْ ضَاعَ شِعْرِي لَمَّا ... أُوخِذَ بَلْ قَدْ ضَاءَ صُغْتُ النَّظْمَا (¬1) 838 - وَالْهَزْلُ ذُو الْجَدِّ فَقُلْ لِمَنْ أَتَى ... مُبَاحِثًا كَيْفَ تَهَجَّى بَاوَتَا 839 - قُلْتُ وَمِنْهُ يَقْرُبُ التَّهَكُّمُ ... وَالْهَجْوَ فِي مَعْرِضِ مَدْحٍ حَكَمُوا 840 - وَإِنْ خَلا الْهَجْوُ عَنِ الْفَحَاشَةِ ... وَنَحْوِهَا فَسَمِّ بِالنَّزَاهَة ¬

(¬1) في المخطوط: "اوخذ بل قد ضا وقت الظلما".

841 - تَجَاهُلُ الْعَارِفِ سَوْقُ مَا عُلِمْ ... مَسَاقَ غَيْرِهِ لِنُكْتَةٍ تُتِمّْ 842 - مِثْلُ الْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ الْبَهِي ... وَالذَّمِّ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّدَلُّهِ (¬1) 843 - كَمَعْشَرِ الظِّبَاءِ يَا حُورَ النَّظَرْ ... أَمِنْكُمُ سُعُادُ أَمْ مِنَ الْبَشَرْ 844 - الْقَوْلُ بِالْمُوجَبِ أَنْ يَاتِيْ إِلَى ... وَصْفٍ بِقَوْلِ غَيْرِهِ أُطْلِقْ عَلَى 845 - شَيْءٍ لَهُ أُثْبِتَ حُكْمٌ يَثْبُتُ ... هَذَا لِغَيْرِهِ وَلَكِنْ يَسْكُتُ 846 - عَنْ نَفْيِهِ عَنْهُ أَوِ الثُّبُوتِ لَهْ ... وَمِنْهُ لَفْظٌ فِي كَلامٍ حَمَلَهْ 847 - عَلَى خِلافِ قَصْدِهِ كَمَا احْتَمَلْ ... بِذِكْرِ ذِي تَعَلُّقٍ لَهُ حَصَلْ 848 - كَقَوْلِهِ سَلَوْتَ يَا هَذَا عَنِي ... فَقُلْ لَهُ عَنْ صُحْبَتِي وَوَطَنِي 849 - قُلْتُ وَمِنْهُ يَقْرُبُ التَّسْلِيمُ أَنْ ... يُسَلِّمَ الْفَرْضَ الْمُحَالَ (¬2) ثُمَّ عَنْ 850 - لازِمِهِ يَصُدُّ إِذْ قَدْ وَجَدَا ... مَا مَنَعَ اتِّبَاعَهُ وَيُورِدَا 851 - وَإِنْ عَلَى الْمُمْكِنِ مَعْ مَا نَاقَضَهْ ... مُرِيدُهُ عَلَّقَ فَالْمُنَاقَضَهْ ¬

(¬1) في المخطوط: "والتدلي". (¬2) في المخطوط: "للحال".

852 - كَذَاكَ الِاسْتِدْرَاكُ وَالإِسْتِثْنَا ... حَيْثُ أَفَادَا (¬1) بَهْجَةً وَحُسْنَا 853 - الِاطِّرَادُ ذِكْرُكَ اسْمَ مَنْ عَلا ... وَأَبَهُ وَجَدَّهُ عَلَى الْوِلا 854 - بِلا تَكَلُّفٍ عَلَى وَجْهٍ جَلِي ... مِثْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِي 855 - قُلْتُ وَمِنْهُ الِاحْتِبَاكُ يُخْتَصَرْ ... مِنْ شِقَّيِ الْجُمْلَةِ ضِدُّ مَا ذُكِرْ 856 - وَهْوَ لَطِيفٌ رَاقَ لِلْمُقْتَبِسِ ... بَيَّنَهُ ابْنُ يُوسُفَ الأَنْدَلُسِي 857 - وَالطَّرْدُ وَالْعَكْسُ قَرِيبٌ مِنْهُ ... حَرَّرَهُ الطِّيبِيُّ فَابْحَثْ عَنْهُ 858 - يُقَرِّرُ الأَوَّلُ بِالمَنْطُوقِ ذَا ... مَفْهُومَ تَالِيهِ وَبِالْعَكْسِ خُذَا 859 - وَمِنْهُ نَفْيُ الشَّيْءِ بِالإِيجَابِ ... نَفْيَ الثُّبُوتِ بِانْتِفَا الأَسْبَاب 860 - وَإِنْ أَتَى فِي الْبَيْتِ وَعْظٌ لامِعُ ... أَوْ حِكْمَةٌ فَهْوَ الْكَلامُ الْجَامِعُ 861 - حِكَايَةُ التَّحَاوُرِ الْمُرَاجَعَهْ ... تَرْتِيبُهُ أَوْصَافَهُ الْمُتَابَعَهْ 862 - ثُمَّ التَّرَقِّي وَهْوَ ذِكْرُ الْمَعْنَى ... فَفَوْقَهُ ثُمَّ التَّدَلِّي يُعْنَى ¬

(¬1) في المخطوط: "افاد".

863 - وَمِنْهُ الِاسْتِطْرَادُ أَنْ يَنْتَقِلا ... مِنْ غَرَضٍ لآخَرٍ قَدْ شَاكَلا 864 - وَالِافْتِنَانُ الْجَمْعُ لِلفَنَّيْنِ (¬1) ... كَالْمَدْحِ وَالْهَجْوِ وَنَحْوِ ذَيْن 865 - وَالِاشْتِقَاقُ أَخْذُ مَعْنًى مِنْ عَلَمْ ... فَإِنْ يُطَابِقْ فَبِالِاتِّفَاقِ سَمّْ 866 - وَمِنْهُ الَالْغَازُ وَنَوْعُ الْقَسَمِ ... وَالِاكْتِفَاءُ حَذْفُ بَعْضِ الْكَلِم 867 - وَخَيْرُهُ عِنْدِيَ مَا فِيهِ وَفَتْ ... تَوْرِيَةٌ عَنِ اكْتِفَاءٍ صَرَفَتْ 868 - وَجَمْعُهُ مُؤْتَلِفًا أَوْ مُخْتَلِفْ ... وَالاتِّسَاعُ شَامِلٌ لِمَا عُرِفْ 869 - وَإِنْ يَكُنْ فِي اللَّفْظِ لَبْسٌ فَيَفِي ... تَفْسِيرَهُ فَذَاكَ تَفْسِيرُ الْخَفِي 870 - وَإِنْ يُزِلْ لَبْسًا عَنِ الإِبْهَامِ ... فَذَاكَ إِيضَاحٌ بِلا إِبْهَام 871 - وَإِنْ أَتَى مُشْتَرَكٌ يُبَادِرُ ... غَيْرُ الْمُرَادِ فَاشْتِرَاكٌ صَادِرُ 872 - حُسْنَ البَيَانِ زَادَ فِي الْمِصْبَاحِ ... وَرَدَّهُ الْجَلالُ فِي الإِيضَاح 873 - وَقَدْ وَجَدْتُ مَقْصِدًا بَدِيعَا ... سَمَّيْتُهُ التَّاسِيسَ وَالتَّفْرِيعَا 874 - قَاعِدَةً كُلِّيَّةً يَمْهَدُهَا ... يَبْنِي عَلَيْهَا شُعْبَةً يَقْصِدُهَا ¬

(¬1) في المخطوط: "للمعنيين".

875 - مِثَالُهُ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقُ ... وَخُلْقُ ذَا الدِّينِ الْحَيَاءُ الْمُونَقُ 876 - وَالنَّفْيُ لِلْمَوْضُوعِ قَصْدًا صَنَعَهْ ... مِثَالُهُ لَيْسَ الشَّدِيدُ الصُّرَعَهْ 877 - وَإِنْ أَتَى بِجُمَلٍ (¬1) لِلْمَقْصِدِ ... تَوَصُّلاً لِحُكْمِ مَا بِهِ ابْتُدِي 878 - وَصَحَّ حَذْفُ الْوَسَطِ الْمَوْصُولِ ... فَذَلِكَ التَّمْهِيدُ لِلدَّلِيل 879 - وَمِنْهُ تَصْحِيفٌ بِأَنْ يُعْتَمَدَا ... بِهِ وَبِالتَّصْحِيفِ أَمْنٌ (¬2) قُصِدَا ¬

(¬1) في المخطوط: "بمجمل". (¬2) في المخطوط: "به للتصحيف امد".

القسم الثاني: اللفظي

القسم الثاني: اللفظي 880 - مِنْهُ الجِنَاسُ بَيْنَ لَفْظَيْنِ بِأَنْ ... تَشَابَهَا فَإِنْ يَكُ الوِفَاقُ عَنّْ 881 - فِي عَدَدِ الحُرُوفِ وَالأَنْوَاعِ ثُمّْ ... تَرْتِيبِهَا وَهَيْئَةٍ فَالتَّامَ سَمّْ 882 - فَإِنْ يَكُنْ (¬1) نَوْعًا فَذَا مُمَاثِلُ ... أَوْ لا فَمُسْتَوْفٍ كَقَالَ قَائِلُ (¬2) 883 - فَإِنْ يَكُنْ مُرَكَّبًا إِحْدَاهُمَا ... جِنَاسُ تَرْكِيبٍ فَإِنْ تَسَاهَمَا 884 - خَطًّا فَذُو تَشَابُهٍ وَإِلَّا ... فَذَاكَ مَفْرُوقٌ وَإِنْ تَجَلَّى 885 - مِنْ كِلْمَةٍ وَجُزْئِهَا (¬3) فَالْمَرْفُو ... أَوْ رُكِّبَا مُلَفَّقٌ (¬4) فَالْخُلْفُ 886 - فِي النَّقْطِ إِذْ يُوجَدُ فَالْمُصَحَّفُ ... أَوْ حَرَكَاتٍ فَهُوَ الْمُحَرَّفُ ¬

(¬1) في المخطوط: "يك". (¬2) في المخطوط: "قايل"، والمطبوع: "وقائل". (¬3) في المخطوط: "وجزيها". (¬4) في المخطوط: "مركبا ملفقا".

887 - أَوْ عَدَدٍ فَنَاقِصٌ بِحَرْفِ ... فِي أَوَّلٍ أَوْ وَسَطٍ أَوْ طَرْف 888 - بِمُطْرَفٍ (¬1) مُكْتَنِفٌ مَرْدُوفُ ... مُذَيَّلٌ إِنْ زِيدَتِ الْحُرُوفُ 889 - أَوْ نَوْعُ حَرْفٍ لَمْ يَكُنْ بِأَكْثَرَا ... مِنْ وَاحِدٍ فِي أَوَّلٍ أَوْ آخِرَا 890 - أَوْ وَسَطٍ ثُمَّ إِذَا تَقَارَبَا ... مُضَارِعٌ وَلاحِقٌ إِنْ جَانَبَا 891 - قُلْتُ فَإِنْ تَنَاسَبَا فِي اللَّفْظِ ... كَالضَّادِ وَالظَّاءِ فَذَاكَ اللَّفْظِي 892 - وَإِنْ يُخَالَفْ فِي تَرَتُّبٍ دُعِي ... بِالْقَلْبِ فِي الكُلِّ وَفِي الْبَعْضِ رُعِي (¬2) 893 - فَإِنْ يَقَعْ فِي أَوَّلِ البَيْتِ وَفِي ... آخِرِهِ فَهْوَ مُجَنَّحٌ قُفِي 894 - وَفَوْقَ حَرْفٍ أَوَّلاً مُتَوَّجُ ... وَإِنْ تَوَالَيَا فَذَا مُزْدَوَجُ ¬

(¬1) في المخطوط: "مطرد". (¬2) في المخطوط: "دعي".

895 - وَإِنْ يَكُنْ تَجَاذَبَ الطَّرْفَانِ ... مُشَوَّشٌ قَدْ زَادَ فِي الْبَيَان 896 - وَبِالجِنَاسِ أَلْحَقُوا شَيْئَيْنِ ... إِحْدَاهُمَا تَشَابُهُ اللَّفْظَيْن 897 - قُلْتُ وَذَا تَجَانُسُ الإِطْلاقِ ... وَالآخَرُ الْجَمْعُ فِي (¬1) الِاشْتِقَاق 898 - قُلْتُ الجِنَاسُ المَعْنَوِي أَنْ تُضْمِرَا ... رُكْنَيْهِ وَالمُرَادِفَيْنِ تَذْكُرَا 899 - وَذِكْرُهُ لِوَاحِدٍ وَمَا رَدِفْ ... أَوْ مَا يَدُلُّ بِإِشَارَةٍ عُرِفْ 900 - ثُمَّ تَوَسُّطُ الْجِنَاسِ قُرِّرَا ... وَشَرْطُ حُسْنٍ فِيهِ أَنْ لا يَكْثُرَا 901 - فَإِنْ يَصِرْ تَوْرِيَةً وَانْحَصَرَا ... فِي وَاحِدٍ فَقَدْ عَلا وَافْتَخَرَا 902 - وَمِنْهُ رَدُّ عَجُزٍ لِصَدْرِ ... إِنْ تَقَعِ اللَّفْظَةُ صَدْرَ النَّثْر 903 - وَشِبْهُهَا فِي خَتْمِهِ وَالشِّعْرِ ... فِي آخِرٍ وَشِبْهُهَا فِي الصَّدْر ¬

(¬1) ياء "في" تحذف ضرورة.

904 - لِذَلِكَ الْمِصْرَاعِ أَوْ صَدْرِ اللَّذَا ... قَبْلُ كَذَا فِي حَشْوِهِ أَوْ خَتْمِ ذَا 905 - قُلْتُ فَإِنْ قَافِيَةٌ تُعَادُ فِي ... أَوَّلِ تَالٍ (¬1) فَهْوَ تَسْبِيغٌ وَفِي 906 - وَمِنْهُ تَطْرِيزٌ وَذَا أَنْ تَذْكُرَا ... عِدَّةَ أَسْمَاءٍ وَبَعْدُ تُخْبِرَا 907 - بِصِفَةٍ كَرَّرْتَهَا وَمِنْهُ ... تَعْدِيدُكَ الأَوْصَافَ فَرْدًا عَنْهُ 908 - تَنْسِيقُهُمْ ثُلْثُ صِفَاتِ الْعَظَمَهْ ... تَلاحَمَتْ مُسْتَحْسَنًا مُلْتَئِمَهْ 909 - وَإِنْ يَجِئْ لَفْظٌ فَصِيحٌ وَارِدُ ... مَا غَيْرُهُ يَسُدُّ فَالْفَرَائِدُ 910 - وَإِنْ يَجِئْ وَغَيْرُهُ سَدَّ وَلَهْ ... تَخَصُّصٌ (¬2) تَنْكِيتُهُمْ فَاسْتَعْمِلَهْ 911 - السَّجْعُ أَنْ تَوَاطَأَ الفَوَاصِلُ ... فِي خَتْمِهَا بِوَاحِدٍ وَالفَاضِلُ ¬

(¬1) في المخطوط: "ثان". (¬2) في المخطوط: "تخصيص".

912 - مَا اسْتَوَتِ الْقَرِينَتَانِ ثُمَّ أَنْ ... يَطُولَ ثَانٍ ثُمَّ ثَالِثٌ وَمَنْ 913 - طَوَّلَ الاوْلَى زَائِدًا لَمْ يُحْسِنِ ... وَكُلَّ الاعْجَازِ ابْنِهَا (¬1) وَسَكِّن 914 - وَفِي القُرَانِ قُلْ فَوَاصِلُ وَلا ... يُقَالُ أَسْجَاعٌ فَعَنْهَا قَدْ عَلا 915 - قُلْتُ وَخَيْرُ السَّجْعِ مَا قَلَّ إِلَى ... عَشَرَةٍ وَضِعْفُهَا مَا طُوِّلا 916 - ثُمَّ اللَّتَانِ وَزْنُهَا ذُو خُلْفِ ... مُطَرَّفٌ وَإِنْ وِفَاقًا تُلْفِي 917 - وَلَيْسَ مَا فِي أَوَّلٍ مُقَابِلا ... وَزْنًا وَلا تَقْفِيَةً لِمَا تَلا 918 - فَالْمُتَوَازِي ضِدُّهُ مُرَصَّعُ ... أَوْ خُصَّ بِالْعَجْزَيْنِ فَالمُصَرَّعُ 919 - وَإِنْ يَكُنْ قَدْ سَاوَتِ (¬2) الْمُقَارَنَهْ ... فِي الْوَزْنِ لا تَقْفِيَةٍ مُوَازَنَهْ ¬

(¬1) في المخطوط: "ابثها". (¬2) في المخطوط: "تساوت".

920 - فَإِنْ يَكُنْ أَفْرَادُهَا مُقَابِلَهْ ... يُقَالُ فِي أَوْزَانِهَا مُمَاثَلَهْ 921 - وَقِيلَ لا يَخْتَصُّ بِالتَّنْثِيرِ ... وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَ بِالتَّشْطِير 922 - فِي كُلِّ شَطْرٍ سَجْعَتَانِ اتَّفَقَا ... وَخَالَفَ الآخِرُ مَا قَدْ سَبَقَا 923 - وَسَمِّ بِالتَّسْمِيطِ إِنْ تَوَالَتْ ... ثَلاثَةٌ وَبِالْوِفَاقِ وَافَتْ (¬1) 924 - وَإِنْ يُسَجِّعْ كُلَّهُ وَجُزْأَهْ (¬2) ... مُخَالِفًا جُزْءًا بِجُزْءٍ تَجْزِئَهْ (¬3) 925 - وَالانْسِجَامُ مَا عَلا تَسَهُّلا ... عُذُوبَةً وَمِنْ عِقَادَةٍ (¬4) خَلا 926 - وَغَالِبًا فِي النَّثْرِ إِذْ مَا انْسَجَمَا (¬5) ... مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ قَدْ يُرَى مُنْتَظِمَا ¬

(¬1) هذا البيت سقط من ناسخ المخطوط، وموجود بالمطبوع والشرح. (¬2) في المخطوط: "بجزء". (¬3) في المخطوط: "مخالفا جزا بجزء بجزء". (¬4) في المخطوط: "عقاده". (¬5) في المخطوط: "وغالبا في النظم اذا ما انسجما".

927 - وَمِنْهُ قَلْبُ عَكْسِهِ إِذَا سَلَكْ ... كَطَرْدِهِ كَمِثْلِ كُلٌّ فِي فَلَكْ 928 - وَالْحَرْفُ مِنْ قَبْلِ الرَّوِيِّ مُلْتَزَمْ ... فَسَمِّهِ لُزُومَ مَا لا يَلْزَمْ 929 - كَقَوْلِهِ تَقْهَرْ وَتَنْهَرْ صَدْرَكَا ... وِزْرَكَ ظَهْرَكَ وَبَعْدُ ذِكْرَكَا 930 - قُلْتُ فَإِنْ كَانَ اللُّزُومُ فِي الرَّوِي (¬1) ... أَوْ كَلِمَاتٍ فَهْوَ تَضْيِيقٌ قَوِي 931 - وَمِنْهُ تَشْرِيعٌ بِأَنْ يُبْنَى عَلَى ... قَافِيَتَيْنِ البَيْتُ كُلٌّ قَدْ حَلا 932 - وَهْوَ الَّذِي أَبْدَعَهُ الْحَرِيرِي ... وَوَسْمُهُ التَّوْءَمَ ذُو التَّحْرِير 933 - قُلْتُ الرَّوِىُّ إِذْ لِشَيْءٍ (¬2) يَصْلُحُ ... فَذَلِكَ التَّخْيِيرُ خُذْ مَا يَرْجُحُ ¬

(¬1) في المخطوط: "فان كان قلت التزام في الروي". (¬2) في المخطوط: (إذ لا شي يصلح)، والمطبوع: (إذ لا شيئا)، والمعنى الذي ذكره السيوطي: (التخيير: هو كون الروي من البيت أو السجعة صالحًا لعدة ألفاظ فيتخير له كلمة منها)؛ فما أثبتناه موافق لتعريف السيوطي، فضلا عن أن (لا) ألِفها ستحذف ضرورة؛ أي: إنها لن تنطق إلا كما أثبتنا.

934 - وَإِنْ تَجِئْ قَافِيَةٌ كَمِّلْهَا ... فَذَلِكَ التَّمْكِينُ مَهِّدْ قَبْلَهَا 935 - وَمِنْهُ أَنْ تَاتَلِفَ الْمَعَانِي ... صَحِيحَةً تَوَافُقَ الأَوْزَان 936 - أَوْ وَافَقَ الأَلْفَاظَ وَالأَوْزَانْ ... وَضِدُّهُ الطَّاعَةُ وَالْعِصْيَانْ 937 - وَالْوَصْلُ وَالْقَطْعُ وَنَقْطُ الْحَرْفِ ... وَتَرْكُهُ حَذْفٌ وَبِالْخُلْفِ يَفِي 938 - وَاللَّفْظُ إِذْ يَقْرَؤُهُ الأَلْثَغُ لا ... يُعَابُ قَدْ سَمَّيْتُهُ الْمُنْتَحَلا 939 - وَأَصْلُ حُسْنِ مَا مَضَى أَنْ يَتْبَعَا ... اللَّفْظُ مَعْنًى دُونَ عَكْسٍ وَقَعَا

خاتمة في السرقات الشعرية وما يتصل بها

خاتمة في السرقات الشِّعرية وما يتصل بها 940 - إِنْ قَائِلانِ اتَّفَقَا فِي الْغَرَضِ ... عَلَى الْعُمُومِ فَكِلاهُمَا ارْتُضِي 941 - كَالْوَصْفِ بِالسَّخَاءِ وَالشَّجَاعَةِ ... وَلا يُعَدُّ سِرْقَةً لِلْعَادَة 942 - أَوْ فِي الدَّلالَةِ عَلَيْهِ كَالْمَجَازْ ... وَهَيْئَةٍ تَخُصُّ مَنْ لِلْوَصْفِ حَازْ 943 - كَوَصْفِهِ الْجَوَادَ بِالتَّهَلُّلِ ... لِطَالِبٍ وَالْقَبْضِ لِلْمُبَخَّل 944 - فَإِنْ يَكُنْ مُقَرَّرًا كَالْبَطَلِ ... كَأَسَدٍ فَحُكْمُهُ كَالأَوَّل 945 - أَوْ لا فَفِيهِ السَّبْقُ كَالزِّيَادَةِ ... قَدْ يُدَّعَى فَمِنْهُ ذُو غَرَابَة 946 - فِي أَصْلِهِ وَمِنْهُ ذُو ابْتِذَالِ ... أَغْرَبَهُ الْحُسْنُ فِي (¬1) الِاسْتِعْمَال 947 - فَسَمِّ بِالإِبْدَاعِ مَا قَدِ اخْتُرِعْ ... مِنَ الْمَعَانِي لَيْسَ قَبْلَهُ صُنِعْ ¬

(¬1) تحذف ياء "في" ضرورة.

948 - أَوْ سَمِّهِ سَلامَةَ اخْتِرَاعِ ... وَذَلِكَ الشَّامِلُ لِلأَنْوَاع 949 - وَسَمِّ ذَا الشُّهْرَةِ مَعْ إِغْرَابِ (¬1) ... بِالطُّرْفَةِ النَّوَادِرِ الإِغْرَاب 950 - وَالأَخْذُ وَالسِّرْقَةُ ظَاهِرٌ وَلا ... فَالظَّاهِرُ الأَخْذُ لِمَعْنًى كَمُلا 951 - مَعْ لَفْظِهِ أَوْ بَعْضِهِ أَوْ دُونَهُ ... فَذَاكَ مَحْضُ سِرْقَةٍ يَدْعُونَهُ 952 - بِالِانْتِحَالِ النَّسْخُ لَيْسَ يُقْبَلُ ... كَذَا إِذَا بِرِدْفِهِ (¬2) قَدْ يُبْدَلُ 953 - وَأَخْذُ بَعْضِ اللَّفْظِ بِالتَّغْيِيرِ سَمّْ ... إِغَارَةً وَالْمَسْخَ ثُمَّ ذَا قُسِمْ 954 - فَإِنْ يَكُنْ أَبْلَغَ لاخْتِصَاصِهِ ... لِنُكْتَةٍ فَامْدَحْهُ لاقْتِصَاصِهِ (¬3) 955 - أَوْ دُونَهُ ذَمٌّ وَإِنْ تَسَاوَيَا ... أَبْعَدُ عَنْ (¬4) ذَمٍّ وَفَضْلٌ بَادِيَا ¬

(¬1) في المخطوط: "اعراب". (¬2) في المخطوط: "بدونه". (¬3) في المخطوط: "بنكتة فاجدمه لافتضاضه". (¬4) في المخطوط: "من".

956 - أَوْ أُخِذَ الْمَعْنَى فَقَطْ فَإِلْمَامْ ... وَالسَّلْخُ وَهْوَ ذُو الثَّلاثِ الَاقْسَامْ 957 - وَغَيْرُ ذِي الظُّهُورِ كَالتَّشَابُهِ ... فِي المَعْنَيَيْنِ حِينَ قَدْ أَتَى بِه 958 - أَوْ لِمَحَلٍّ آخَرٍ قَدْ نُقِلا ... أَوْ لِنَقِيضٍ (¬1) أَوْ يَكُونُ أَشْمَلا 959 - أَوْ أَخَذَ الْبَعْضَ وَزَادَ حُسْنَا ... وَكُلُّ ذَا يُقْبَلُ حَيْثُ عَنَّا 960 - بَلْ رُبَّمَا أَحْسَنَ فِي التَّصَرُّفِ ... فَصَارَ كَالْمُبْدِعِ لا كَالْمُقْتَفِي 961 - وَكُلَّمَا كَانَ أَشَدَّ فِي الْخَفَا ... فَهْوَ إِلَى الْقَبُولِ أَقْرَبُ اقْتِفَا 962 - هَذَا إِذَا يُعْلَمُ أَنَّ الثَّانِي ... قَدِ اقْتَفَى الأَوَّلَ فِي الْمَعَانِي 963 - إِذْ جَازَ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَوَارُدِ (¬2) ... الْخَاطِرَيْنِ لا بِقَصْدٍ وَارِد 964 - وَعِنْدَ فَقْدِ العِلْمِ قُلْ قَالَ كَذَا ... وَغَيْرُهُ سَبَقَهُ أَوْ نَحْوَ ذَا ¬

(¬1) في المخطوط: "كنقيض". (¬2) في المخطوط: "نوادر".

فصل فيما يتصل بالسرقات

فصل فيما يتصل بالسرقات 965 - مِنْ ذَاكَ الِاقْتِبَاسُ أَنْ تُضَمِّنَا ... مِنَ الْقُرَانِ وَالْحَدِيثِ مَا عَنَى 966 - عَلَى طَرِيقٍ لَيْسَ مِنْهُ مِثْلُ مَا ... قَالَ (¬1) الْحَرِيرِيُّ وَلَمَّا دُهِمَا 967 - قُلْنَا جَمِيعًا شَاهَتِ الْوُجُوهُ ... وَقُبِّحَ اللُّكْعُ وَمَنْ يَرْجُوهُ 968 - فَمِنْهُ مَا لَمْ يَنْقِلِ الْمُقْتَبِسُ ... مِنْ أَصْلِهِ وَمِنْهُ مَا قَدْ يَعْكِسُ 969 - وَرُبَّمَا غَيَّرَ لِلْوَزْنِ فَلا ... يَضُرُّهُ كَقَوْلِ بَعْضِ مَنْ خَلا 970 - قَدْ كَانَ مَا قَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَا ... إِنَّا إِلَى الإِلَهِ (¬2) رَاجِعُونَا 971 - قُلْتُ وَأَمَّا حُكْمُهُ فِي الشَّرْعِ ... فَمَا لَكَ مُشَدِّدٌ فِي الْمَنْع 972 - وَلَيْسَ فِيهِ عِنْدَنَا صَرَاحَهْ ... لَكِنَّ يَحْيَى النَّوَوِي أَبَاحَهْ ¬

(¬1) في المخطوط: "قاله". (¬2) في المخطوط: "الله".

973 - فِي النَّثْرِ (¬1) وَعْظًا دُونَ نَظْمٍ مُطْلَقَا ... وَالشَّرَفُ الْمُقْرِيُّ فِيهِ حَقَّقَا 974 - جَوَازَهُ فِي الْوَعْظِ وَالزُّهْدِ وَفِي ... مَدْحِ النَّبِي وَلَوْ بِنَظْمٍ فَاقْتُفِي 975 - وَتَاجُنَا السُّبْكِي جَوَازَهُ نَصَرْ ... إِذِ التَّمِيمِيُّ الْجَلِيلُ قَدْ شَعَرْ 976 - وَقَدْ رَأَيْتُ الرَّافِعِيَّ اسْتَعْمَلَهْ ... وَغَيْرَهُ مِنْ صُلَحَاءَ كَمَلَهْ 977 - وَمِنْهُ تَضْمِينٌ بِأَنْ يُضَمِّنَا ... مِنْ شِعْرِ غَيْرِهِ وَأَنْ يُبَيِّنَا 978 - ذَلِكَ إِنْ لَمْ يَشْتَهِرْ عِنْدَ أُولِي (¬2) ... بَلاغَةٍ وَالحُسْنُ فِيهِ أَنْ يَلِي 979 - لِنُكْتَةٍ لَيْسَتْ هُنَاكَ ثُمَّ لا ... يَضُرُّ تَغْيِيرٌ فَبَيْتٌ كَمَلا 980 - سَمِّ اسْتِعَانَةً وَلِلْمِصْرَاعِ ... فَدُونَهُ بِالرَّفْوِ وَالإِيدَاع 981 - قُلْتُ فَإِنْ مِنْ نَظْمِهِ قَدْ جَعَلَهْ ... فَذَاكَ تَفْصِيلٌ بِصَادٍ مُهْمَلَهْ 982 - وَمِنْهُ عَقْدُ نَظْمِ نَثْرٍ لا عَلَى ... طَرِيقِ الِاقْتِبَاسِ مِمَّا قَدْ خَلا ¬

(¬1) في المخطوط: "في النظم". (¬2) في المخطوط: "ان لم يشتهر عنه ذلك اولى".

983 - وَضِدُّهُ الْحَلُّ وَتَلْمِيحٌ (¬1) بِأَنْ ... لِقِصَّةٍ يُشِيرَ أَوْ شِعْرٍ يَعِنّْ 984 - قُلْتُ كَذَا قَدَّمَ مِيمًا وَانْتُقِدْ ... وَشِبْهُهُ الْعُنْوَانُ فَافْهَمْ مَا قُصِدْ ¬

(¬1) في المخطوط: "وتمليح".

فصل

فصل 985 - وَيَنْبَغِي التَّانِيقُ فِي ابْتِدَاءِ ... وَفِي تَخَلُّصٍ وَفِي انْتِهَاءِ 986 - بِأَعْذَبِ اللَّفْظِ وَحُسْنِ النَّظْمِ ... وَصِحَّةِ الْمَعْنَى وَطِبْقِ الْفَهْمِ 987 - فَلْيُجْتَنَبْ فِي الْمَدْحِ مَا يُطَيَّرُ ... بِهِ وَمَا مِنْهُ الْمَقَامُ يَنْفِرُ 988 - وَخَيْرُهُ مُنَاسِبٌ لِلْحَالِ ... وَسَمِّهِ بَرَاعَةَ اسْتِهْلالِ 989 - وَاعْنِ بِتَشْبِيبٍ يَجِيءُ فِي الْكَلامْ ... قَبْلَ الشُّرُوعِ مَا يُمَهِّدُ الْمَرَامْ 990 - وَرَاعِ فِي تَخَلُّصٍ لِلْمَقْصِدِ ... مُلائِمًا لِمَا بِهِ قَدِ ابْتُدِي 991 - وَرُبَّمَا إِلَى سِوَاهُ يَنْتَقِلْ ... كَمَا رَأَى الْمُخَضْرَمُونَ وَالأُوَلْ 992 - وَالْحُسْنُ فَصْلُهُ بِأَمَّا بَعْدُ أَوْ ... هَذَا كَمَا فِي ذِكْرِ صَادَ قَدْ تَلَوْا 993 - وَزَادَ فِي التِّبْيَانِ حُسْنَ الْمَطْلَبِ ... بَعْدَ وَسِيلَةٍ أَتَى بِالطَّلَبِ 994 - وَإِنْ يَجِئْ فِي الانْتِهَاءِ (¬1) مُؤْذِنُ ... بِخَتْمِهِ فَهْوَ الْبَلِيغُ الأَحْسَنُ 995 - وَسُوَرُ الْقُرْآنِ فِي ابْتِدَائِهَا ... وَفِي خُلُوصِهَا وَفِي انْتِهَائِهَا 996 - وَارِدَةٌ أَبْلَغَ وَجْهٍ وَأَجَلّْ ... وَكَيْفَ لا وَهْوَ كَلامُ اللهِ جَلّْ ¬

(¬1) في المخطوط: "وان يجي في الابتدا".

997 - وَمَنْ لَهَا أَمْعَنَ فِي التَّأَمُّلِ ... بَانَ لَهُ كُلُّ خَفِيٍّ وَجَلِي 998 - وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِتَيْسِيرِ الأَحَدْ ... سَلْخَ جُمَادَى الثَّانِ فِي يَوْمِ الأَحَدْ ُ999 - مِنْ عَامِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ الَّتِي ... بَعْدَ ثَمَانِمِائَةٍ لِلْهِجْرَةِ 1000 - فِي أَلْفِ بَيْتٍ كَالنُّجُومِ تَزْهَرُ ... وَكَالرِّيَاضِ فَاحَ مِنْهَا الزَّهْر 1001 - أُرْجُوزَةٌ فَرِيدَةٌ فِي أَهْلِهَا ... إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي فَنِّهَا كَمِثْلِهَا 1002 - بِكْرٌ مَنِيعٌ سِتْرُهَا لِمَنْ دَنَا ... وَمَنْ أَتَاهَا خَاضِعًا نَالَ الْمُنَى 1003 - زَفَفْتُهَا لِمَنْ نُهَاهُ رَاجِحُ ... وَمَهْرُهَا مِنْهُ الدُّعَاءُ الصَّالِحُ 1004 - عَلَيْ إِذَا صِرْتُ قَرِينَ الرَّمْسِ ... تَنْفَعُنِي دَعْوَتُهُ فِي بُؤْسِي 1005 - فَأَحْمَدُ اللهَ عَلَى الإِتْمَامِ ... حَمْدًا يَفُوقُ الْبَدْرَ فِي التَّمَامِ 1006 - مُصَلِّيًا عَلَى نَبِيٍّ قَدْ عَلَتْ ... أَوْصَافُهُ بَيْنَ الوَرَى وَكَمُلَتْ

§1/1