عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني

سليم الهلالي

عُجالةُ الرّاغِب المُتَمَنِّي في تخريج كِتابِ "عَمَلِ اليَوم وَالليلة" لابن السُّنِّي بقَلم أبي أسَامة سَليم بن عيد الهلالي المجَلّد الأوّل دار ابن حزم

بسم الله الرحمن الرحيم جميع الحقوق محفوظة للِناشِر الطّبعَة الأولى 1422هـ - 2001 م الكتب والدراسات التي تصدرها الدار تعبر عن آراء واجتهادات أصحابها دار ابن حزم للطّبَاعة وَالنشر وَالتَوزيع بَيروت - لبنان - صَ ب: 6366/ 14 - تلفون: 701974

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله. أمّا بعد: فإنّ الأذكار والدعوات ريحانة القلب المؤمن يطمئن إليها، ويسكن بها. عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكّة، فمرّ على جبل يقال له: جمدان، فقال: "سيروا هذا جمدان سبق المفرّدون"، قالوا: وما المفرّدون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات" (¬1). ووجه دلالة هذا الحديث: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربط بين الجبل وبين ذكر الله -عزّ وجل-؛ لأن الأرض تسكن بالجبال؛ كما قال -تعالى-: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: 15]، وقال -سبحانه-: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ} [الأنبياء: 31]، وقال- عزّ وجل-: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [لقمان: 10]، وكذلك القلب يسكن بذكر الله؛ كما قال الله -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2676).

اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)} [الرعد: 28]. ولذلك لم يجعل الله -سبحانه- للذكر حدًّا ينتهي إليه؛ فقال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)} [الأحزاب: 41]. ووظّفه الله -تعالى- على العبد في جميع أحواله وكلِّ أحيانه: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: 103]، {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191]؛ أي: باللّيل، والنّهار، وفي البرّ، والبحر، وفي السّفر، والحضر، والغنى، والفقر، والسّرّ، والعلانية، والعسر، واليسر، والمنشط، والمكره. وأقل ذلك: أن يلازم العبد الأذكار المأثورة، والدّعوات المشهورة عن معلم الخير - صلى الله عليه وسلم -؛ كالأذكار المؤقتة طرفي النّهار، وزلفًا من اللّيل، وعند أخذ المضجع، وعند الاستيقاظ من النّوم، وأدبار السّجود، والأذكار المقيدة عند الأكل، والشرب، واللّباس، والجماع، ودخول المسجد، وبيت الخلاء، والخروج من ذلك، وعند المطر، والرّعد، والرّيح، ورؤية الهلال، إلى غير ذلك مما يستوعب أعمالَ العبدِ كلِّها، ويستغرق حياته جميعها. وما زالت عنايةُ العلماء مستمرةٌ في خدمة هذا الباب الطيّب المبارك من أبواب السّنّة المطهّرة جمعًا، وانتقاءً، وتخريجًا، فكان من ذلك مصنفات قيّمة وهي المسماة: "عمل اليوم والليلة"، أو "الأذكار"، أو "الدعاء"؛ فمنها الوجيز النافع، والوسيط الماتع، والمبسوط الجامع. وممن ضرب بسهم وافر في هذا العلم الإِمام أبو بكر بن السُّنّي- رحمه الله - في كتابه العجاب: "عمل اليوم والليلة"؛ فإنّه من أجلّ الكتب المسندة المصنّفة في الأذكار الموظّفة على أعمال اللّيل، والنّهار. لكنَّ اللهَ - عزَّ وجل - أبى أن يتمَّ إلا كتابه؛ فلم يسلم هذا الكتاب الفذّ المستطاب مما يعتري عمل ابن آدم؛ فوجهت همتي لتوثيق نصوصه، وتحقيقها، وتخريج أحاديثه وآثاره، وسميته: "عُجَالةُ الرَّاغِبِ المُتَمَنِّي في تَخريجِ كتابِ "عَمَلِ اليَومِ واللّيلةِ" لابن السّنّي".

فاللهَ أسألُ بأسمائه الحسنى وصفاته العلى: أن يتقبّلَ منّي جُهْدَ المقلّ؛ نصرةً لدينه، وذبًّا عن سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونصحًا لعامة المسلمين وخاصتهم؛ إنه بكلّ جميل كفيلٌ، وهو حسبي ونعم الوكيل، وعلى الله قصدُ السبيل. وكتبه أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي السلفي الأثري عمان البلقاء عاصمة جند الأردن من بلاد الشام حرسها الله يوم الخميس لخمس ليالٍ بقين من شهر شعبان سنة ألف وأربع مئة وواحد وعشرين من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ترجمة المصنف - رحمه الله -

ترجمة المصنف - رحمه الله - • اسمه ونسبه ونسبته: "هو الإِمام الحافظ، الثّقة: أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد الله بن إبراهيم بن بُدَيح الدِّينَوَريّ، مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي -رضي الله عنهما-. قال السَمْعانيُّ في "الأنساب" (7/ 176): "ولَعَلَّ بديحًا مولاه". المعروف بـ "ابن السُّنِّيِّ"؛ قال السمعانيُّ في:"الأنساب" (7/ 175)، وابنُ الأثير في "اللباب" (2/ 149 - 150): "بضمّ السّين المهملة، وتشديد النّون المكسورة، وهذه النّسبة إلى السُّنَّة التي هي ضدُّ البدعة، ولمّا كثُر أهلُ البدع؛ خصّوا جماعة بهذا الانتساب". • ولادته ونشأته ورحلاته: قال الإِمام الذهبي في "سير أعلام النّبلاء" (16/ 255): "ولد في حدود سنة ثمانين ومائتين". والظاهر أنّه نشأ في بيت علم وأدب وصلاح؛ فإنّ دينَوَرَ مشهورة بهذا، كما قال ياقوت الحمويُّ في "معجم البلدان" (2/ 545). وقد أكثر - رحمه الله - التّرحالَ؛ فسمع الحديث بدمشق، وبغداد، والكوفة، والبصرة، والجزيرة، ومصر، وغيرها.

• شيوخه

يدلّك على ذلك كثرةُ شيوخه من الحفّاظ المتقنين المشهورين بالعلم والحفظ، وكذا تلاميذه الذين أخذوا عنه. • شيوخه: سمع - رحمه الله - الحديث من خلق كثيرين؛ أكثرهم من الحفاظ المشهورين المعروفين، ومن شيوخه: 1 - الإِمام الحافظ النّاقد أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن عليّ النَّسائيُّ، صاحب "السنن الكبرى"، و"السنن الصغرى"، وغيرهما، المتوفى سنة (303هـ). وابن السُّنِّىِّ هو راوي "السنن الصغرى"، وهي المعروفة بـ "المجتبى". 2 - الإِمام الحافظ الثّقة أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، المتوفى سنة (305 هـ). 3 - الإِمام الحافظ الثقة أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي، صاحب "المسند"، و"معجم الشيوخ"، وغيرهما، المتوفى سنة (307 هـ). 4 - الإِمام الحافظ الثّقة أبو يحيى زكريا بن يحيى السَّاجي، المتوفى سنة (307 هـ). 5 - الإِمام الحافظ المفسّر محمَّد بن جرير الطبري، صاحب "جامع البيان"، و"تهذيب الآثار"، وغيرهما، المتوفى سنة (310 هـ). 6 - الإِمام الحافظ الثّقة محمَّد بن الحسن بن قتيبة، المتوفى سنة (310 هـ). 7 - الإِمام الحافظ الثّقة محمَّد بن محمَّد بن سليمان أبو بكر الباغندي، المتوفى سنة (312 هـ). 8 - الإِمام الحافظ الثّقة عبد الله بن زيدان بن يزيد أبو محمَّد البجلي الكوفي، المتوفى سنة (313 هـ). 9 - الإِمام الحافظ الثّقة أحمد بن منيع أبو القاسم البغوي، صاحب

"معجم الصحابة"، و"مسند علي بن الجعد"، وغيرهما، المتوفى سنة (317 هـ). 19 - الإِمام الحافظ الثّقة أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحرّاني، صاحب التصانيف الكثيرة، المتوفى سنة (318 هـ). 11 - الإِمام الحافظ الثّقة أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا، المتوفى سنة (320 هـ). 12 - الإمام الحافظ الثّقة أبو محمَّد يحيى بن صاعد، المتوفى سنة (328 هـ). 13 - الإِمام الحافظ الثّقة الحسين بن إسماعيل بن سعيد بن أبان القاضي، المشهور بـ "المحاملي"، صاحب "الأمالي" المشهورة، المتوفّى سنة (330 هـ). 14 - الإِمام الحافظ الثّقة الحسين بن عبد الله القطان. وغيرهم كثير. ومما ينبغي ملاحظته: - أكثر المصنف - رحمه الله - عن الإِمام النسائي، وأبي يعلى، وأبي عروبة الحراني، والبغوي؛ حيث روى جل أحاديث الكتاب من طريقهم. - أكثر شيوخه ثقات، بل إن بعضهم كانوا أئمة أعلامًا مثل هؤلاء الأربعة. - أن وفاة معظم شيوخه كانت ما بين (303 هـ - 320 هـ) وهذا يدل على علو إسناد ابن السُّنِّيِّ واهتمامه بالعلم، والتحصيل، والرحلة لذلك. - عاش المصنف - رحمه الله - في عصر نشطت فيه حركة التصنيف والجمع والرواية؛ لذلك كان - رحمه الله - حريصًا كغيره من علماء ذلك العصر على تلقي العلم من أفواه الرجال؛ فسمع الحديث من كبار أهل العلم في ذلك الوقت.

• تلاميذه

• تلاميذه: جدير بمن كانت هذه صفته أن يرحل إليه طلابُ العلم لِسماعِ ما عنده؛ رغبةً في علوّ الإسناد؛ لأنه سُنَّة عمن سلف؛ كما قال الإِمام أحمد (¬1). ومن أبرزهم: * أحمد بن عبد الله الأصبهاني. * أحمد بن الحسين الكسّار. * علي بن عمر الأسد أباذي. * عبد الله بن عمر بن عبد الله أبو محمَّد الزاذاني. * محمَّد بن علي العلوي. وغيرهم كثير. • ثناء العلماء عليه: قال الإِمام الذّهبي في "تذكرة الحفّاظ" (3/ 939): "الحافظ الإِمام الثقة". وقال (3/ 940): "وكان دَيِّنًا خيِّرًا صدوقًا". وقال في "العبر في خبر من غبر" (2/ 119 - 120): " ... الحافظ ... رحل وكتب الكثير". وقال في "سير أعلام النبلاء" (16/ 255): "الإِمام الحافظ الثقة الرّحّال". وقال السُّبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (2/ 96): "وكان رجلًا صالحًا فقيهًا شافعيًا". وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (5/ 194)، والحافظ ابن حجر في "تبصير المنتبه" (2/ 754): "الحافظ أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق الدينَوَري ابن السُّنّيّ صاحب التصانيف". وكذا وصفه السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ" (ص 297) بالحافظ. ¬

_ (¬1) "فتح المغيث" (3/ 333).

• مصنفاته

• مصنفاته: 1 - "عمل اليوم، والليلة"، وهو بين يديك. 2 - "القناعة" وهو من رواية علي بن عمر الأسد أباذي، وقد طبع بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع. 3 - "الإيجاز في الحديث" (¬1). 4 - "الضيافة" (¬2). 5 - "الطب" (¬3). 6 - "فضائل الأعمال" (¬4). 7 - "الصراط المستقيم" (¬5). 8 - "رواية الإخوة بعضهم عن بعض" (¬6). • وفاته: قال علي بن أحمد بن محمَّد بن أبي بكر بن السُّنِّيّ: "كان أبي- رحمه الله - يكتب الأحاديث؛ فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ فمات". ¬

_ (¬1) نسبه إليه عمر رضا كحّالة في "معجم المؤلفين" (2/ 80)، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/ 205)، وقال: "جمع فيه جوامع الكلم منه"، والبغدادي في "هدية العارفين" (1/ 66). (¬2) نسبه إليه الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 456). (¬3) نسبه إليه السّيوطي في "اللآلىء المصنوعة" (3/ 254)، والمناوي في "فيض القدير" (1/ 459)، والزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (7/ 419)، والشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 156)، وحاجي خليفة في "كشف الظنون" (2/ 1096)، وصِدِّيق حسن خان في "الحطّة بذكر الصّحاح السّتة" (ص 186). قلت: منه نسخة في مكتبة الفاتح (2585)، ويقع في (72) ورقة، وانظر: "تاريخ التراث العربي" (1/ 49). (¬4) منه نسخة بمكتبة الأزهر (4146)، ويقع في (129) ورقة. (¬5) منه نسخة في مكتبة تشيستربتي (3203)، ويقع في (117) ورقة. (¬6) نسبه إليه السخاوي في "فتح المغيث" (3/ 178 - 179).

• مصادر ترجمته

وسئل عن وفاته؟ فقال: "في آخر سنة أربع وستين وثلاث مائة (364 هـ) ". رحمه الله، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء. • مصادر ترجمته: 1 - "الإعلان بالتوبيخ" (ص 267) للحافظ السّخاوي. 2 - "الإكمال" لابن ماكولا (4/ 51). 3 - "الأنساب" للسمعاني (7/ 176). 4 - "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر (2/ 754). 5 - "تذكرة الحفّاظ" للذهبي (3/ 939 - 940). 6 - "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدّين الدّمشقي (5/ 194). 7 - "سير أعلام النبلاء" للذهبي (16/ 255 - 257). 8 - "شذرات الذّهب" لابن العماد الحنبلي (3/ 47). 9 - "طبقات الشافعيّة الكبرى" للسُّبكي (2/ 96). 10 - "العبر في خبر من غبر" للذهبي (2/ 119 - 120). 11 - "اللّباب" لابن الأثير (2/ 149 - 150). 12 - "معجم المؤلفين" لعمر رضا كحّالة (2/ 80).

التعريف بكتاب "عمل اليوم والليلة"

التعريف بكتاب "عمل اليوم والليلة" 1 - مادّة الكتاب وموضوعه (¬1): قصد الإِمام ابنُ السُّنِّيّ - رحمه الله - أن يكون كتابه هذا جامعًا لكل الأذكار والأوراد التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليمارسها الإنسان ويؤديها في ليله ونهاره، وحلّه وترحاله، وصحّته ومرضه، وفي كلّ شأن من شؤونه؛ ولهذا سماه: "عمل اليوم والليلة"؛ لأن الحياة أو العمر الإنساني ما هو إلا صفحات من ليل ونهار، ولعله أخذ هذا الاسم من شيخه الإِمام العالم النّاقد النّسائي الذي يُعَدُّ من أوائل من ألّف في هذا الأمر. وتناول المصنف - رحمه الله - جزئيات الحياة اليومية من صلاة، وجهاد، ودخول مسجد، ووضوء، وبيع، وشراء، ونوم، ويقظة، وزيارة مريض، وحلول خير ونعمة، ووقوع مصيبة ونقمة، واشتعال حريق، أو إصابة بعين، ولقاء صديق، ووقوع في معصية وخطيئة، ومداهمة عدو؛ قولية كانت، أم فعلية، كلّ ذلك، وغيره مما وصل إلى المصنف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فيه: شيئًا، أو علّم أصحابه فيه: شيئًا. وهكذا تجده يتعرض لدقائقَ، وتفصيلاتِ الحياة اليومية: الفردية والاجتماعية، والأسرية، وأنه بجمع هذا الموضوع قد جسَّم لنا منهاج النبوة ¬

_ (¬1) من مقدّمة "عمل اليوم والليلة" للدكتور فاروق حمادة (ص 100 - 102) بتصرف.

2 - منهج المؤلف في الكتاب

في تعامله مع الحياة، وتفاعله مع الواقع، وممارسته للإنسانية التي تسير على الأرض. إنه في الواقع معجمُ المُثُل والقِيَم الإِسلامية الشّاملة الذي أحاط بالجزئيات الصغيرة؛ ليربي مجتمعًا، وينشىء أمّة قويّة سليمة. أما تسمية الكتاب؛ فهي بدورها في غاية الدّقّة؛ فاليوم هو من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، والليل هو من غروب الشمس إلى طلوع ذاك الفجر، وكأن المصنف أراد التأكيد على أن كتابه يشمل وظائف ساعات اللّيل والنهار بدقّة وتفصيل، وقد صفا له ذلك -في الغالب- وحقّق ما هدف إليه - رحمه الله -. 2 - منهج المؤلف في الكتاب: • سلك الإِمام ابن السُّني - رحمه الله - في جمعه لأحاديث الكتاب مسلك المحدثين الذين كانوا في عصره أو ممن سبقه، وبخاصة شيخه النسائي؛ فإنه صنع كتابه على منوال شيخه - رحمهما الله -. • وقد أورد المصنف - رحمه الله - الأسانيد من دون إشارة إلى تعليق، أو تخريج، كما أنّه لم يتحرّ في مروياته الصِّحّة، وإنّما روى الصّحيح والحسن والضعيف والموضوع، ولعل الذي دعا المحدثين لسلوك هذا المنهج في تآليفهم أنهم ساقوا الأسانيد؛ فبرئت ذمّتهم من العهدة؛ فمن أراد أن يتحقق من صحة تلك الأحاديث؛ فالسند أمامه، وعليه نقده نقدًا علميًا؛ كما هو معروف عند أهل هذا الشأن. • مقارنة بين كتاب المصنف وكتاب شيخه النسائي "عمل اليوم والليلة" (¬1): • أسند المصنف - رحمه الله - من طريق شيخه النسائي أكثر من (130) حديثًا وهي موجودة في "عمل اليوم والليلة" له نصًّا، وسندًا، وقد ¬

_ (¬1) انظر: "عمل اليوم والليلة" (107 - 109) تحقيق الدكتور فاروق حمادة.

يكون روى بعض هذه الأحاديث عن شيخه النسائي لكن ليس في "عمل اليوم والليلة" وإنما في كتاب آخر مثل: "فضائل القرآن"، و"التفسير" ونحوها. وباقي الأحاديث حاول أن يخرجها بإسناد أعلى ومن طريق آخر، فأسند كثيرًا من الأحاديث من طريق أبي يعلى الموصليّ، وأبي عروبة الحرّاني، وغالبها موجود في "سنن النّسائي". - كما أن أسانيد ابن السُّنِّيّ من غير طريق النّسائي هي دون أسانيد النسائي بكثير؛ فابن السُّنِّيّ يخرج بعضها من طرق لا يرتضيها النّسائي، وليست على شرطه، وهذا فارق أساسي بين الكتابين، فالأحاديث التي تفرّد بها ابن السُّنّيّ أكثرها ضعيف بل وبعضها شديد الضعف وموضوع، بخلاف كتاب النسائي؛ فإنه يندر جدًّا فيه الضعيف شديدًا والموضوع، وابن السُّني لا يَخْرُجُ في تبويب كتابه عن إطار كتاب شيخه النسائي بل يتبعه أحيانًا حذو القذة بالقذة، حتى أنّه لم يأتِ مرتبًا على منهج؛ كما فعل شيخه النسائي- رحمهما الله-. • والمصنف - رحمه الله - في سياقه لفقرات موضوع الكتاب نجده يُعَنون له ويبوبه بعناوين دقيقة فيها الوعي والفهم. ونلاحظ أن تبويبه لمواضيع الكتاب كان بطريقة منظمة مرتبة، وتأتي أحيانًا أبوابه متداخلة بعضها ببعض، ولا تنفصل بطريقة موضوعية، ويكرر أحيانًا أحاديث لكنه يضعها تحت عناوين وأبواب جديدة مستنبطًا منها دلالات أخرى، وإن كان هو في تكريره للأحايث ينوّع الأسانيد، وهذا منهج علمي معروف في عصر المؤلف - رحمه الله -، ولعل ذلك كلَّه استفاده من شيخه النسائي. أيضًا أضاف المصنف - رحمه الله - أبوابًا قليلة زيادة على كتاب شيخه، مثل: * باب ما جاء في الزّهرة. * باب ما جاء في كنى النساء.

* باب ما يقول إذا احتجم. * باب ما يقول إذا أهلّ شهر رجب. * باب اشتهاء المريض. * باب مسألة المريض عن حاله. * باب تطييب نفس المريض. * باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب. * باب ما يقول إذا رأى سهيلًا، وغيرها. • وأيضًا هناك أبواب في "عمل اليوم، والليلة" للنسائي لم يذكرها المصنف، مثل: * باب ما يقول من حلف باللات والعزى. * باب ما يقول إذا استراث الخبر. * باب ما يؤمر به المشرك أن يقول. * باب الكراهية في أن يقول الإنسان: نسيت آية كذا، وكذا. * باب النهي أن يقول الرجل: اللهم ارحمني إن شئت. * باب النهي أن يقول الرجل: اللهمّ اغفر لي إن شئت، وغيرها. • إن الإِمام ابن السُّنّيّ لا يعلل الأحاديث مطلقًا، ولا يتكلم على الرجال من توثيق، أو تضعيف، وهذه من المميزات الهامّة لكتاب الإِمام النسائي.

إثبات نسبة الكتاب

إثبات نسبة الكتاب إنّ نسبة كتاب "عمل اليوم والليلة" للإمام ابن السُّنِّيّ ثابتةٌ ثبوتًا قطعيًا؛ كالشمس في رابعة النهار؛ وذلك من وجوه كثيرة: الأول: الإسناد المتصل إلى ابن السُّنِّىّ، وسيأتي التعريف برواته. الثاني: كثرة السماعات الموجودة على نسخ الكتاب الخطية. الثالث: ذكر كثير من العلماء هذا الجزء، ونسبوه إلى ابن السُّنّيّ، وقد وجدت نقولاتٍ كثيرة عن أهل العلم تثبت نسبة هذا الكتاب لمؤلفه، ولو أردت سردها لأخذت صفحات كثيرة، لكن أشير إلى بعضها إشارةً: * كل من ترجم له نسب كتاب "عمل اليوم والليلة" له. * نقل العلماء عنه: فجميع من صنف في الأذكار كالنووي وابن تيمية وابن قيم الجوزية، والشوكاني نقل عنه، وأكثر، من ذلك الإِمام النووي في "الأذكار"، والحافظ ابن حجر في تخريجه المسمى "نتائج الأفكار"، وكذا السيوطي في "الدر المنثور"، و"الجامع الصغير". * روى بعض العلماء أحاديث من كتابنا هذا بإسنادهم إلى ابن السُّنّيّ، نحو:

1 - قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب". 2 - عبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وغيره. 3 - الحافظ الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة". 4 - الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار". وهذا من أقوى الأدلة على صحّة نسبة الكتاب إلى مؤلفه، ولا شكَّ أن هذا يدل على اهتمام العلماء به، ورغبتهم أن يَرْوُوا أحاديثه العالية. • ترجمة رواة النسخة الخطية (هـ) والمطبوعة (م)، وهذا سندها: جاء على طرة النسخة (هـ) ما نصه: أخبرنا الشيخ الإِمام العالم بقية السلف طراز الخلف ملحق بالأجداد فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي قراءةً عليه -وأنا أسمع في سنة تسع وثمانين وستمائة (689 هـ)،- قيل له: أخبرك الإِمام تاج الدين أبو اليُمْن -بضم الياء وسكون الميم- زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه وأنت تسمع في سنة اثنتين وستمائة (602 هـ) فأقرَّ به، قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن سعد الخير بن محمَّد بن سهل الأنصاري قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة أربعين وخمسمائة (540 هـ) قال: أخبرنا الشيخ الإِمام شيخ الشيوخ أبو محمَّد عبد الرحمن بن حمد بن الحسين الدُّوني بها، قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الكسّار الدينَوَري قال: أخبرنا الشيخ الإِمام أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق السُّنِّيِّ الحافظ الدينوري. 1 - أبو نصر أحمد بن الحسين الكسّار الدينوري؛ إمام ثقة، مات بعد سنة (433 هـ). قال الإِمام الذّهبي في "سير أعلام النبلاء" (17/ 514): "القاضي الجليل العالم، وكان صدوقًا صحيح السماع ذا علم وجلالة".

انظر: "العبر في خبر من غبر" (3/ 54)، و"تاريخ الإِسلام" (290/ 376)، و"شذرات الذهب" (3/ 255). 2 - أبو محمَّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الدُوني، المتوفى سنة (501 هـ). قال السِّلَفي: "كان سفياني المذهب، ثقة". وقال -أيضًا-: "وكان متقنًا ثبتًا ثقة". وقال شيرويه: "كان صدوقًا متعبدًا". وقال الذهبي: "الشّيخ العالم الزّاهد الصّادق ... ". وقال -أيضًا-: "الرجل الصّالح راوي السُنن عن أبي نصر الكسّار، وكان زاهدًا عابدًا سفياني المذهب". انظر: "سير أعلام النبلاء" (19/ 239 - 240)، و"العبر" (2/ 382)، و"التقييد" لابن نقطة (ص 338)، و"شذرات الذهب" (4/ 3)، و"اللباب" (1/ 517)، و"معجم البلدان" (2/ 490). 3 - أبو الحسن سعد الخير بن محمَّد بن سهل الأنصاري الأندلسي البلنسي، المتوفى سنة (541 هـ). قال السمعاني: "خرج من بلنسية جماعة من العلماء منهم شيخنا أبو الحسن سعد الخير ... فقيه صالح ... وكان حريصًا على طلب الحديث". وقال ابن الجوزي: "كان ثقة صحيح السماع". وقال الذهبي: "الشيخ الإِمام المحدث المتقن الجوّال الرّحال ... وكان من الفقهاء والعلماء". وقال ابن نقطة: "كان ثقة".

وقال ابن العماد الحنبليّ: "كان فقيهًا عالمًا متقنًا". وقال ياقوت الحموي: "فقيه صالح ومحدّث مكثر". انظر: "الأنساب" (2/ 297)، و"المنتظم" (10/ 121)، و"سير أعلام النبلاء" (20/ 158)، و"العبر" (2/ 460)، و"التقييد" (ص 293)، و"شذرات الذهب" (4/ 128)، و"معجم البلدان" (1/ 491)، و"اللباب" (1/ 176) وغيرها. 4 - أبو اليُمْن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، المتوفى سنة (613 هـ). قال ابن النجار: "ما رأيت أكمل منه عقلًا، ونُبلًا، وثقة، وصدقًا، وتحقيقًا، ورزانة مع دماثة أخلاقه". وقال الذهبي: "المقرئ النّحوي اللغوي شيخ القرّاء والنّحاة بالشّام ومسند العصر". وقال ابن نقطة: "وكان ثقة في الحديث والقراءات صحيح السّماع". انظر: "السّير" (22/ 34)، و"العبر" (3/ 159)، و"التقييد" (ص 275)، و"التكملة لوفيات النقلة" (2/ 383 - 384) وغيرها. 5 - أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي؛ فهو أشهر من أن يعرف، وهو المشهور بـ (ابن البخاري) صاحب "المشيخة" المعروفة، المتوفى سنة (690 هـ). قال شيخ الإِسلام ابنُ تيمية: "ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث". وقال الذهبي: "كان فقيهًا عالمًا أديبًا فاضلًا كامل العقل متين الورع مكرمًا للمحدثين".

وقال -أيضًا-: "كان فصيحًا صادق اللهجة يرد على الطلبة مع الورع والتقوى والسكينة والجلالة، انفرد بعلو الإسناد وكثرة العوالي". وقال -أيضًا-: "مسند الدنيا، وطال عمره، ورحل الطلبة إليه من البلاد". انظر: "طبقات الحنابلة" (4/ 326)، و"معجم شيوخ الذهبي" (2/ 13 - 14)، و"المعجم المختص بالمحدثين" (ص 159)، ومقدمة "مشيخة ابن البخاريّ". وراوي الكتاب عن ابن البخاريّ -والذي لم يذكر اسمه في السند- هو عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة وهو راوي "مشيخة - ابن البخاريّ"، وكان ثقة. انظر: "الدرر الكامنة" (3/ 235)، و"شذرات الذّهب" (6/ 258) وغيرها. • ترجمة رواة النسخة (ل)، وهذا سندها: أخبرنا الشيخ الإِمام الحافظ ناصر السُّنة أبو مسعود عبد الجليل بن محمَّد يُعرف بـ "كوتاه" -مدَّ الله في عمره- بقراءة لأصل أبي عبد الله سفيان بن أبي الفضل الخرقي عليه -وأنا أسمع- في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة (545) قال: أخبرنا الشيخ الإِمام العارف أبو محمَّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الدُّوني - رحمه الله - قال: أخبرنا القاضي أبو نصر الكسار به بإسناد النسخة (هـ). 1 - أبو مسعود عبد الجليل بن محمَّد بن عبد الواحد الأصبهاني الملقب بـ "كوتاه"، ولد سنة (476 هـ)، وتوفي سنة (553 هـ). قال أبو موسى المديني: "أوحد وقته في علمه مع حسن طريقته وتواضعه".

وقال السمعاني: "كان حافظًا متقنًا متفننًا ورعًا". وقال -أيضًا-: "من أولاد المحدثين، حَسَنُ السيرة، مكرم الغرباء، فقير، قنوع ... وله معرفة تامّة بالحديث". وقال ابن الجوزي: "كان أوحد بلدته حفظًا وعلمًا ونفعًا وصحّة عقيدة". وكان الحافظ ابن عساكر يثني عليه ثناءً حسنًا، ويفخّم أمره، ويصفه بالحفظ والإتقان. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: "كان إمامًا حافظًا من أولاد المحدثين". وقال الذهبي: "الحافظ الإِمام المفيد". وقال -أيضًا-: "الشيخ الإِمام الحافظ المتقن، محدّث أصبهان". انظر: "الأنساب" (3/ 341 - 342)، و"التحبير" (1/ 432 - 433)، و"المنتظم" (18/ 126 - 127)، و"تذكرة الحفاظ" (4/ 1314 - 1315)، و"العبر" (3/ 20)، و"سير أعلام النبلاء" (20/ 329 - 331)، و"شذرات الذهب" (4/ 167) وغيرها. 2 - أبو عبد الله سفيان بن أحمد بن محمَّد بن محمَّد بن علي بن عمر الخِرَقي الأصبهاني. قال السمعاني في "التحبير" (1/ 314): "شاب من بيت الحديث والعلم، حريص على طلب العلم، سمع أباه أبا الفضل بن أبي طاهر ... كتب لي جزءًا بخطه عن شيوخه وسمعت منه ذلك الجزء وسمع بقراءتي الكثير وسمعت بقراءته". وباقي رواة هذا السند تقدموا في الكلام على إسناد النسخة (هـ).

الإِمام ابنُ السُّنِّيِّ ـــــــ أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار الدينوري ـــــــ أبو محمَّد عبد الرحمن بن حمد بن الحسين الدُّوني ـــــــ *أبو الحسن سعد الخير بن محمَّد بن سهل الأنصارى | **أبو عبد الله سفيان بن أبي الفضل الخِرقى *أبو اليُمن زيد بن الحسن الكندي | **أبو مسعود عبد الجليل بن محمَّد (كوتاه) **إسناد النسخة (ل) ـــــــ *أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي (ابن البخاري) ... ـــــــ *عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة *إسناد النسخة (هـ)

منهج التحقيق والتخريج

منهج التحقيق والتخريج أولًا - تحقيق النّصّ: إن غاية التحقيق العلمي الوصول إلى نصّ موثوق، ويتمّ ذلك بمقارنة النّسخ الخطّية، وكلما تعددت الأصول، أو كانت بخطّ المؤلف، أو قريبة العهد به؛ ازدادت الثقة بالنص. وقد مَنَّ علىَّ الكريم الرحمن؛ فحصلت على نسختين خطيتين، ونسخة مطبوعة فريدة؛ أذكرها فيما يأتي: 1 - النّسخة الألمانيّة: وتقع في (تسع وتسعين ورقة)، وعدد صفحاتها (مائة وثمان وتسعون صفحة)، ومسطرتها (17 سم * 10 سم)، وفي كل صفحة (تسعة عشر سطرًا)، وخطها نسخي جيد قديم مقروء، كتبها عبيد بن حميدان يوم الأحد من شهر محرم سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، وعليها تملك لكثير من أهل العلم، ومقابلة على عدة نسخ. ورمزت لها بـ "ل". وهي موجودة في مركز المخطوطات والتراث في الكويت، وقد حصلت عليها بمساعي الأخ الشيخ أبي معاذ إبراهيم الشيباني -حفظه الله- سنة (1985 م). 2 - النّسخة الهنديّة: وهي موجودة في مكتبة المولوي خد الواقعة في بتنه بهار الهند،

3 - النسخة المطبوعة

كتبها مرزا محمَّد البهاري في الثاني والعشرين من محرم الحرام سنة (1295 هـ). ورمزت لها بـ (هـ). 3 - النسخة المطبوعة: وهي مطبوعة في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بعاصمة حيدر آباد الدكن سنة (1358 هـ)، وأشرف على تحقيقها ذهبي العصر الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني - رحمه الله -. ورمزت لها بـ (م). وقد عمدت إلى ضبط نصوص الكتاب، وتأكدت من سلامتها؛ فقارنت النسخ المخطوطة والمطبوعة، وجعلت النسخة (ل) هي الأصل؛ لوضوحها، وتمامها، وقدمها. وقد أثبت الفروق في الحواشي، وأهملت الفروق في صيغ الأداء والترضي؛ لأنها كثيرة جدًا ما لم ينبني على ذلك تغيير الحكم على الحديث وبيان درجته. ولما كانت النسخة (ل) مهمة فقد رأيت إثبات ما كان على حواشيها من تفسير غريب بعض الأحاديث. ثانيًا - ترقيم الآيات القرآنية: ضبطت الآيات القرآنية الواردة في الكتاب على المصحف، ووضعتها بين قوسين منجمين، ورقمتها مبينًا سورها، ووضعت ذلك بين معقوفتين بعد الآيات مباشرة. ثالثًا - تخريج الأحاديث: خرجت الأحاديث النّبويّة تخريجًا علميًا؛ اعتمدت فيه على قواعد علم مصطلح الحديث التي حبّرها الأوائل من علماء الحديث تحبيرًا، وورثها

رابعا - صنعت فهارس علمية كشافة تعين طالب العلم في الوصول إلى غايته بيسر وسهولة، وهي.

المتأخرون؛ فقعدوها تقعيدًا؛ فكان عملهم غرّة في جبين الدهر، ومنقبة من مناقب الأمة الإِسلامية. رابعًا - صنعت فهارس علميّة كشّافة تعين طالب العلم في الوصول إلى غايته بيسر وسهولة، وهي. 1 - فهرس الآيات القرآنية. 2 - فهرس الأحاديث النبوية. 3 - فهرس مسانيد الصحابة. 4 - فهرس الآثار. 5 - فهرس شيوخ ابن السّنّيّ ومروياتهم. 6 - فهرس الرواة المترجم لهم بجرح أو تعديل. 7 - فهرس الأشعار. 8 - فهرس البلدان والأماكن. 9 - فهرس القبائل والفرق. 10 - فهرس غريب الحديث. 11 - فهرس المصادر والمراجع. 12 - فهرس الموضوعات.

الورقة الأولى من (ل).

الورقة الأخيرة من (ل).

أسانيد الكتاب

أسانيد الكتاب إسناد النسخة "ل": بسم الله الرحمن الرحيم ربّ، تمّم يا كريم الحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يصلّي على محمَّد عبده ورسوله. أخبرنا الشيخ الإِمام الحافظ ناصر السّنّة أبي عبد الله سفيان بن أبي الفضل الخرقي عليه -وأنا أسمع- في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإِمام العارف أبو محمَّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الدّونيّ - رحمه الله - قدم علينا بأصبهان بقراءتي عليه في خانقاه ممنا بال في يوم الأحد الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وتسعين وأربعمائة قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسار قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق الدينوري فيما قرأت عليه. إسناد النسخة "هـ": بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإِمام العالم بقية السلف طراز الخلف ملحق الأحفاد بالأجداد فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي قراءة عليه -وأنا أسمع- في سنة تسع وثمانين وستمائة قيل له: أخبرك الإِمام تاج الدين

أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي قراءة عليه -وأنت تسمع- في سنة اثنتين وستمائة؛ فأقرّ به قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن سعد الخير بن محمَّد بن سهل الأنصاري قراءة عليه -وأنا أسمع- في سنة أربعين وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ الإِمام شيخ الشيوخ أبو محمَّد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الدوني بها قال: أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار الدينوري قال: أخبرنا الشيخ الإِمام أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق السني الحافظ الدينوري قال - رحمه الله تعالى-.

1 - باب (في) حفظ اللسان واشتغاله بذكر الله -تعالى-

1 - باب (في) (¬1) حفظ اللِّسان واشتغاله (¬2) بذكر الله -تعالى- 1 - أخبرنا أبو خليفة (الفضل بن الحباب الجمحي) (¬3) (قال) (¬4): حدثنا مسدد (بن مسرهد) (¬5) (قال) (4): حدثنا حماد بن زيد عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - قال: أظنه رفعه؛ فقال (¬6): "إذا أصبح ابن آدم؛ فإنّ الأعضاء تكفر اللّسان، وتقول: اتّق الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 309)، والبغوي في "شرح السنة" (14/ 315 - 316/ 4126) من طريقين عن مُسدَّد به. وأخرجه الترمذي (4/ 605 - 606/ 2407)، وأحمد (3/ 95 - 96)، وعبد بن حميد في "المسند" (2/ 101/ 977 منتخب) -، والطيالسي في "مسنده" (2209) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 243/ 4945) -، وابن أبي الدنيا في "الورع" (91)، و"الصمت وآداب اللسان" (12)، وابن خزيمة؛ كما في "صحيح الجامع الصغير" (351) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (33/ 431) -، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (2/ 330/ 392)، وأبو يعلى في "المسند" (2/ 403 - 404/ 1185)، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" (358/ 1012)، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 309)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 243/ 4945)، وقوّام السنة ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "وإشغاله". (¬3) غير موجودة في "ل". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) غير موجودة في "ل" و"هـ". (¬6) في "ل" و"هـ": "قال".

فينا؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا". 2 - حدثني محمَّد بن عبيد الله (¬1) بن الفضل (¬2) قال (¬3): حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 338/ 1719)، والخطّابي في "غريب الحديث" (2/ 442) بطرق عن حماد بن زيد به. هكذا رواه محمَّد بن موسى الحَرشي، وعفان بن مسلم، ومسدد بن مسرهد، وسليمان بن حرب، والطيالسي، وبشر بن السري، ومحمد بن الفضل السدوسي، وعمران بن موسى القزاز، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وسهل بن محمود، وصالح بن عبد الله عن حماد بن زيد به. وخالفهم أبو أسامة وأبو كامل؛ فروياه عن حماد بن زيد به موقوفًا: أخرجه هناد في "الزهد" (2/ 532 - 533/ 1097) -وعنه الترمذي (4/ 606) -، وأحمد في "الزهد" (ص 243 - 244). قال الترمذي: "وهذا أصح من حديث محمَّد بن موسى"؛ يعني: المرفوع. قلت: فيه نظر؛ لأن الذين رووا الحديث مرفوعًا أكثر، وأوثق ممن رواه موقوفًا، ومعهم زيادة يجب قبولها؛ فالحكم لهم بلا شك. ثم قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث حماد بن زيد، وقد رواه غير واحد عن حماد بن زيد، ولم يرفعوه". قلت: وهذا لا يضر؛ كما تقدم بيانه، فالحديث كونه مرفوعًا أصح بلا ريب، لكن مداره على أبي الصهباء الكوفي، روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان، وهو من أتباع التابعين؛ فمثل حديثه لا ينحط عن مرتبة الحسن إن شاء الله، وقد حسنه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع" (351)، و"صحيح سنن الترمذي" (1962). وقال أبو نعيم: "غريب من حديث أبي سعيد؛ تفرد به حماد عن أبي الصهباء". قلت: وهو ثقة ثبت؛ فلا يضر تفرده، والله أعلم. (تنبيه): ذكرت في كتابي "بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين" (3/ 17/ 1521): أن الحافظ أبا زُرعة الرازي وثق أبا الصهباء راوي هذا الحديث، وأن أبا الصهباء اسمه صهيب مولى ابن عباس، وهذا سبق قلم مني؛ لأن أبا الصهباء راوي حديثنا هذا كوفي، وذاك الذي وثقه أبو زرعة واسمه صهيب بصري، وهما مختلفان؛ فاقتضى التنبيه. 2 - إسناده ضعيف، (والحديث صحيح بطرقه وشواهده): أخرجه البخاري في ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عبد الله". (¬2) في "ل": "الفضيل". (¬3) غير موجودة في "هـ" و"م".

محمود بن خالد (قال) (¬1): حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن أبيه عن ـــــــــــــــــــــــــــــ "خلق أفعال العباد" (281)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 99 - 100/ 818 - إحسان)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 92)، والطبراني في "مسند الشاميين" (4/ 347/ 3521)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 393/ 516) بطرق عن الوليد بن مسلم به. قلت: إسناده ضعيف؛ لأن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند؛ لكنه توبع. فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1/ 123/ 192) عن أبي زُرْعة الدمشقي عن يحيى بن عمرو بن عمارة عن عبد الرحمن به. قلت: وهذه متابعة قويّة من يحيى بن عمرو -وهو ثقة- للوليد بن مسلم. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 90/ 212)، و"مسند الشاميين" (1/ 122 - 123/ 191)، و"الدعاء" (3/ 1628 - 1629/ 1852) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 92) - من طريق عاصم بن علي عن عبد الرحمن به. قلت: وعاصم صدوق يخطئ وَيُصِرُّ؛ فمدار الحديث على عبد الرحمن بن ثوبان -والسند إليه صحيح- وهو صدوق؛ فالحديث حسن. قال الحافظ: "هذا حديث حسن". وله شاهد من حديث عبد الله بن بسر المازني -رضي الله عنه -: أن رجلًا قال: يا رسول الله إن أبواب الخير كثيرة، ولا أستطيع القيام بكلها؛ فأخبرني بشيء أتشبث به، ولا تكثر عليّ؛ فأنسى، قال: "لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله -تعالى-". أخرجه الترمذي (5/ 458/ 3375)، والنسائي في "الكبرى"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 90)، وابن ماجه (2/ 1246/ 3793)، وعبد الله بن المبارك في "الزهد" (2/ 700/ 879)، و"المسند" (26 - 27/ 44)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 301 / 9502 و 13/ 457/ 16904)، وأحمد في "المسند" (4/ 188 و 190)، و"الزهد" (ص 45)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 51/ 1356 و 1357)، والبغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 1180/ 3556)، والطبراني في "الكبير" (3/ 399 / 2546 و 2547)، و"الأوسط" (2/ 374/ 2268)، و"مسند الشاميين" (3/ 104 - 105/ 1883 و 168/ 2008 و 398/ 2544 و 399/ 2545)، و"الدعاء" (3/ 163/ 1854 و 1855)، والشجري في "الأمالي" (1/ 255)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 81)، وابن أبي الدنيا في "العمر والشيب" (45 - 46/ 1) - ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 162 - 163/ 1352)، وابن الجوزي في ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: آخر كلمة فارقت (عليها) (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الأعمال إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ -؟ قال: "أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله -عَزَّ وَجَلَّ-". 3 - حدثني الحسين بن عبد الله القطان (قال) (¬2): حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان، ومحمود بن خالد قالا: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن (الدمشقي) (¬3) (قال) (¬4): حدثنا أبو خالد يزيد بن يحيى القرشي قال (¬5) ـــــــــــــــــــــــــــــ "مشيخته" (ص 178 - 179) -، وأبو بكر بن المقرىء في "معجمه" (31 - 32/ 2)، والحاكم (1/ 495)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 9/ 9)، و"شعب الإيمان" (1/ 393 / 515)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 111 - 112)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 91 - 92) بطرق عن عمرو بن قيس عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه -. قال الترمذي: "حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. وحسنه الحافظ ابن حجر - رحمه الله -، وشيخنا أسد السنة محدث العصر الإِمام الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1836). 3 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الفسوي في "المعرفة والتأريخ " (2/ 312 - 313) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 392 / 513) - عن محمود بن خالد به. وأخرجه الفريابي في "الذكر" - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 392/ 512)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 177/ 1383) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 79/ 182) بطرق عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لأن مداره على يزيد بن يحيى القرشي؛ قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل" (9/ 297/ 1164): "ليس بقوي الحديث"، ووثقه ابن حبان (9/ 271). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 74): "ورجاله ثقات، وفي شيخ الطبراني محمَّد بن إبراهيم الصوري خلاف". قلت: قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 209): "لا يحضرني فيه جرح ¬

_ (¬1) و (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "هـ" و"م". (¬4) و (¬5) زيادة من "ل".

حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس يتحسّر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله - عَزَّ وَجَلَّ - فيها". 4 - أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكثروا ذكر الله -تعالى- حتى يقال (¬1): مجنون". ـــــــــــــــــــــــــــــ ولا عدالة "، وقد وثقه ابن حبان (9/ 144)، وكان محدثًا مشهورًا غاليًا في التشيع؛ كما في "تاريخ الإِسلام" حوادث (271 - 280) (ص 429). وله شاهد من حديث عائشة -رضي الله عنها - بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 175/ 8316)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 362)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 392/ 511). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 80): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمرو بن الحصين العقيلي، وهو متروك". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. 4 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أحمد (3/ 68)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1631 - 1632/ 1859)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 980)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (1/ 190/ 155)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 99/ 817 - إحسان)، والحاكم (1/ 499) - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 17/ 21)، و"شعب الإيمان" (1/ 397/ 526) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/ 29/ 2)، والواحدي في "الوسيط" (3/ 230/ 2)، والثعلبي في "التفسير" (3/ 117 - 118)، وجعفر الفريابي في "الذكر" - ومن طريقه الذهبي في "الميزان" (2/ 25) - بطرق عن ابن وهب به. وأخرجه أحمد (3/ 71)، وعبد بن حميد في "مسنده" (2/ 83/ 923 - منتخب)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 521/ 1376)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/ 196 - 197) عن الحسن بن موسى الأشيب، والوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن دراج به. قال الحاكم: "هذه صحيفة للمصريين صحيحة الإسناد، وأبو الهيثم سليمان بن عتبة العتواري من ثقات أهل مصر". ¬

_ (¬1) في حاشية "م": "يقولوا".

5 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال: حدثنا محمَّد بن يزيد بن خنيس المكي قال: دخلنا على سفيان الثوري؛ نعوده في (¬1) مرض كان به، فدخل علينا سعيد بن حسان المخزومي، فقال له سفيان (الثوري) (¬2): الحديث الذي حدثتني (به) (¬3) عن أمِّ صالح اردده عليّ، قال: فقال سعيد: نعم (الحديث الذي) (¬4) حدثتني به أمُّ صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلام ابن آدم كله (¬5) عليه لا له؛ إلا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو ذكر الله -تعالى-". ـــــــــــــــــــــــــــــ وتعقبه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 9/ 517) وضعف الحديث. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 75): "وفيه دراج ضعفه جمع، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات". قلت: وهو كما قالا. 5 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 56 / 7132) بسنده سواء. وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (110/ 10) من طريق المصنف به. وأخرجه الترمذي (4/ 608/ 2412)، والنسائي في "جزء فيه مجلسان من إملاءه" (15)، وابن ماجه (2/ 1315/ 3974)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1552 - منتخب)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 261 - 262)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 30 - 31)، وأبو يعلى في "مسنده" (13/ 58 / 7134)، وابن الأعرابي في "معجمه" (1/ 197 - 198/ 348)، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 245 - 246)، وأبو بكر الشافعي البزاز في "الغيلانيات" (240/ 658) - ومن طريقه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 567)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 321)، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 368) -، والحاكم (1/ 512 - 513) - وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ رقم 4954) -، وقوّام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2347)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 321 و 433 - 434)، والبيهقي في "شعب ¬

_ (¬1) في هامش "م": "من". (¬2): (¬4) زيادة من "م" و"هـ". (¬5) في هامش "م": "كل كلام ابن آدم".

6 - أخبرني عبد الله بن محمَّد بن إسحاق المروزي (ببغداد) (¬1) قال: أخبرنا الحسن (¬2) بن المتوكل قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حسب كلامه من عمله، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه". 7 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا موسى بن محمَّد بن حيان (ح) (¬3) وأخبرني أبو أحمد الصيرفي قال: حدثنا محمَّد بن إشكاب قالا (¬4): حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث (قال) (¬5): حدثنا عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر اطلع على أبي بكر -رضي الله عنهما-، وهو يمد لسانه- فقال: ما تصنع يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إن هذا ـــــــــــــــــــــــــــــ الإيمان" (1/ 392 - 393/ 514 و 4 / رقم 4954)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (52/ 14)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 201 - 202/ 484)، وأبو ذر الهروي في "جزء من فوائد حديثه" (111/ 16)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 202/ 305) وغيرهم بطرق عن محمَّد بن يزيد بن خنيس به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". قلت: إسناده ضعيف؛ لأن أم صالح مجهولة لا تعرف، ومحمد بن يزيد بن خنيس مقبول، ولم يتابع. والحديث ضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع الصغير" (4288). 6 - إسناده ضعيف جدًا؛ لم أجده عند غير المصنف، وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" لابن السني، ورمز له بالضعف. وقال شيخنا الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (7/ 91/ 3089): "ضعيف جدًا". 7 - صحيح؛ سوى المرفوع منه - أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 17/ 5) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) غير موجودة في "ل". (¬2) هكذا في "الأصول"، وفي "الضعيفة" لشيخنا - رحمه الله" (7/ 91): "الحسين"، وعليه فالحكم على الحديث يختلف. (¬3) في "ل": "قال". (¬4) في "هـ" و"م": "قال". (¬5) زيادة من "ل".

أوردني الموارد؛ إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب (¬1) اللسان". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الدارقطني في "العلل" (1/ 162)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/ 240/ 1)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 244 / 4947) بطرق عن موسى به. وأخرجه ابن المقرىء في "معجمه" (245/ 823)، وأبو نعيم الأصبهاني في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور" (61/ 25) من طريق الحر بن إشكاب عن أبيه به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (13)، و"الورع" (92) - ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/ 240/ 2) -، والدارقطني في "العلل" (1/ 162)، وأبو بكر بن النقور في "الفوائد الحسان" (49/ 13)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/ 241 / 3) من طريق عبد الرحمن بن زبان الطّائي عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. قلت: هكذا رواه عبد الصمد بن عبد الوارث -وهو صدوق- عن الدراورديِّ به مرفوعًا. وخالفه: عُبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري؛ فرواه عن الدراورديِّ عن زيد بن أسلم به دون المرفوع. وعبيد الله هذا؛ ثقة ثبت، أوثق بكثير من عبد الصمد بن عبد الوارث؛ فروايته أصح، على أن عبيدَ الله بن عمر لم يتفرد به؛ فقد تابعه عبد الله بن عمران العابدي عن الدراوردي به دون المرفوع: أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل" (1/ 162)، و"الأفراد" (ق 11/ ب- ق 12/ أ)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/ 246 / 10). وعبد الله بن عمران العابدي؛ صدوق مُعَمَّر، كما في "التقريب". ولذلك قال الدارقطني - رحمه الله - في "العلل" (1/ 160) -عن رواية عبد الصمد-: "ووَهِمَ فيه على الدراوردي، والصواب عنه عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر اطّلع على أبي بكر -وهو آخذ بلسانه- فقال: "هذا أوردني الموارد" أ. هـ. والمرفوع من الحديث: إنما رواه الدراورديُّ عن زيد بن أسلم: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (فذكره) مرسلًا؛ -وهو الصحيح-. أخرجه الدارقطنيُّ في "العلل" (1/ 162)، و"الأفراد" (ق 12/ أ)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/ 246). ولذلك قال ابن صاعد: "هكذا قال عبد الصمد؛ فأدرج الحديث المسند في الحديث الموقوف، وقد فصّله لنا عبد الله بن عمران العابدي". قلت: وهو الذي صوَّبه الحافظ الدارقطني في "العلل" (1/ 160 و 162). وقال الخطيب في "الفصل للوصل" (1/ 242): "أما المسند المذكور في هذا ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "قال: ذرب اللسان: إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال".

وقال ابن إشكاب: إلا وهو يشكو إلى الله -عزّ وجل- اللّسان على حدته. ـــــــــــــــــــــــــــــ الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنما يرويه الدراورديُّ، عن زيد بن أسلم، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا لا ذكر فيه لأبي بكر، ولا لعمر، ولا لأسلم، وأما الموقوف؛ فهو كما ساقه عبد الصمد من أول حديثه إلى آخر قول أبي بكر: "هذا أوردنى الموارد"، وكذلك رواه مالك بن أنس عن زيد بن أسلم لم يذكر المسند" أ. هـ. قلت: يشير الخطيب - رحمه الله - أن جماعة تابعوا الدراورديَّ -في أصح الروايتين عنه- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر به، ولم يذكروا المرفوع، وهم: 1 - مالك بن أنس: أخرجه في "الموطأ" (2/ 988 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 165 - 166/ 2078 - رواية أبي مصعب الزهري) - ومن طريقه ابن وهب في "الجامع في الحديث" (1/ 423/ 308 و 2/ 520/ 412)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (1/ 33)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/ 242 - 243/ 4). 2 - هشام بن سعد: أخرجه البلاذري في "أنساب الأشراف" (ص 46 - ط. دار المؤتمن)، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/ 244/ 8)، وأبو عبيد في "غريب الحديث"- ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/ 245/ 9). 3 - محمَّد بن عجلان: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 66/ 6551)، و"الأدب" (245/ 222) - وعنه ابن أبي عاصم في "الزهد" (18) - عن أبي خالد الأحمر عنه به. 4 - أسامة بن زيد الليثي: أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (22) - ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (9/ 17) - عن محمَّد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي عنه به. قال الدارقطني في "العلل" (1/ 160 - 161): "ورواه هشام بن سعد ومحمد بن عجلان وغيرهما عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر دخل على أبي بكر نحو قول الدراورديّ ولم يذكر المرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا ولا مسندًا". ثم قال: "والصحيح من ذلك ما قاله ابن عجلان وهشام بن سعد ومن تابعهما". وقال ابن النقور: "واختلف عن زيد؛ فرواه هشام بن سعد، ومحمد بن عجلان، وداود بن قيس، وعبد الله بن عمر العمري كرواية عبد العزيز التي رويناها عنه" ثم ذكر بعض وجوه الاختلاف ثم قال: "والصحيح من ذلك رواية عبد العزيز بن محمَّد بن أبي عبيد الدراوردي ومن تابعه عن زيد، عن أبيه، عن عمر، عن أبي بكر؛ كما أوردناه، والله أعلم". قلت: هو كما قالا - رحمهما الله-. لكن شيخنا الألباني - رحمه الله - فهم من كلام أبي بكر ابن النقور غير ما ذكرت ودللت عليه؛ فقال - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 71/ 535): "فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري؛ فإن الدراوردي ثقة، وإن كان من أفراد مسلم؛ فقد تابعه الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور؛ فالحديث عن زيد بن أسلم صحيح مشهور".

2 - باب ما يقول إذا استيقظ من منامه

2 - باب ما يقول إذا استيقظ من منامه 8 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمَّد بن أبي بكر المُقَدَّمىُّ قال: حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما (¬1) أماتنا، وإليه النّشور". نوع آخر (من القول) (¬2): ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور متابعة للدراوردي ذكروا الموقوف دون المرفوع، ومراد ابن النقور المتابعة على أصل الرواية، فلو وقف شيخنا - رحمه الله - على الطرق الموقوفة التي وقفت عليها لكان له فيه كلام آخر بخاصّة مع توهيم أهل العلم لعبد الصمد بن عبد الوارث الذي روى المرفوع عن الدراوردي وخالف الجماعة في روايته، والمعصوم من عصمه الله. ثم رأيت البزار قال في "البحر الزخار" (1/ 163): "وهذا الحديث رواه عبد الصمد بن عبد العزيز الدراوردي، وقد حدثونا عن الدراوردي عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر دخل على أبي بكر -وهو آخذ بلسانه- وهو يقول: "هذا الذي أوردني الموارد"؛ فلم نذكر حديث عبد الصمد إذ كان منكرًا" أ. هـ. 8 - إسناده صحيح؛ أخرجه المصنف (705) بسنده سواء، لكن زاد في المتن: الدعاء عند النوم. وأخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 104/ 342) من طريق يوسف بن يعقوب عن محمد بن أبي بكر به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6314)، والطبراني في "الدعاء" (260 و 284)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (179/ 507)، والشجري في "الأمالي" (1/ 246)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 98 - 99/ 1312)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 129/ 1292) من طريق أبي عوانة به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6312 و 6324 و 7394) وغيره بطرق عن عبد الملك بن عمير به. وله شاهد من حديث أبي ذر الغِفاري -رضي الله عنه-: أخرجه البخاري (6325 و 7395). ¬

_ (¬1) في "ل": "بعد إذ". (¬2) زيادة من "ل".

9 - حدثني محمَّد بن عبد الله بن حفص التُسْتَري حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا استيقظ أحدكم؛ فليقل: الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره". نوع آخر: 10 - حدثنا أبو عروبة قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمَّد بن إسحاق عن موسى بن وردان عن نابل (¬1) صاحب العباء (¬2) عن عائشة -رضي الله عنها- عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من عبد يقول حين يردّ (¬3) الله إليه روحه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له ـــــــــــــــــــــــــــــ 9 - إسناده حسن؛ أخرجه الترمذي (3401)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (866)، وابن حجر العسقلاني في "نتائج الأفكار" (1/ 109) من طريق سفيان بن عيينة به. قال الترمذي وابن حجر: "هذا حديث حسن". أما النووي - رحمه الله -؛ فعزاه في "الأذكار" (1/ 92/ 93 - بتحقيقي) لابن السني وحده، وقال: "بإسناد صحيح"؛ فتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 110) بقوله: "واقتصر عليه المصنف؛ يعني: النووي - في عزوه إليه، فما أدري لم أغفل عزوه للترمذي والنسائي؟!. وأما قوله: "إنه صحيح الإسناد! "؛ ففيه نظر، فإن الشطر الثاني الذي اقتصر عليه من أفراد محمَّد بن عجلان -وهو صدوق لكن في حفظه شيئًا، وخصوصًا في روايته عن المقبري- فالذي ينفرد به من قبيل الحسن؛ ولذا يصحح له من يدرج الحسن في الصحيح، وليس ذلك من رأي الشيخ! " أ. هـ. 10 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 111 - 112) من طريق المصنف به. وأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 112) عن عبد الوهاب به. ¬

_ (¬1) في "هـ": "نائل"، وهو خطأ. (¬2) في "هـ": "صاحب العباس"، وهو خطأ. (¬3) في هامش "م": "رد".

الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ إلا غفر الله (له) (¬1) ذنوبه ولو كانت (¬2) مثل زبد البحر". نوع آخر: 11 - حدثنا ابن منيع قال: حدثنا أحمد بن منصور الرّمادي قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا فضيل بن (¬3) مرزوق عن عطية عن أبي سعيد ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث ضعيف جدًا؛ وعبد الوهاب المذكور كذّبه أبو حاتم الرازي وأبو داود وغيرهما، وقال النسائي وغيره: متروك. وإسماعيل بن عياش مختلف فيه، لكن اتفقوا على أن روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذا منها؛ فإن محمَّد بن إسحاق مدني تحول إلى العراق" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وابن إسحاق مدلس، وقد عنعن. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 955/ 1054 - بغية الباحث) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 301) - من طريق اللّيث بن سعد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن موسى بن وردان به. قال الحافظ: "وإسحاق ضعيف جدًا، ولعل إسماعيل -يعني: ابن عياش- سمعه منه؛ فظنه عن ابن إسحاق، وموسى المذكور في إسناده مختلف فيه، وكذا شيخه". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 11 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 115) من طريق فضيل به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ مداره على عطية العوفي، وهو ضعيف مدلس، وتدليسه ليس من النوع الذي ينفع فيه تصريحه بالتحديث، بل هو من النوع الذي يسمى بتدليس الشيوخ المحرم لخبثه؛ لأنه يسمي شيخه أو يكنيه بغير اسمه أو كنيته تعمية لحاله. قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 176): "سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله بكذا؛ فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك ¬

_ (¬1) ساقطة من "ل". (¬2) في "ل": "كان". (¬3) في "ل": "بن عياز بن مرزوق"، وضرب على عياز.

الخدري -رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -فيما يظن يحيى هكذا قال فضيل- قال: "من قال إذا استيقظ من منامه: سبحان (الله) (¬1) الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير، اللهمّ اغفر لي ذنوبي يوم تبعثني من قبري، اللهمّ قني عذابك يوم تبعث عبادك؛ قال الله - عَزَّ وَجَلَّ -: صدق عبدي وشكر". نوع آخر: 12 - أخبرني أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا شبابة بن سوّار (قال) (¬2): حدثنا المغيرة بن مسلم قال: حدثنا أبو الزبير عن جابر ـــــــــــــــــــــــــــــ بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد؛ فيتوهمون أنه يريد: أبا سعيد الخدرى، وإنما أراد به الكلبي! فلا يحل الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" أ. هـ. وقال الإِمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - نحوه؛ كما في "تهذيب الكمال" (20/ 147). وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس" (130/ 122): "ضعيف الحفظ، مشهور بالتدليس القبيح" أ. هـ. قلت: يشير - رحمه الله - إلى ما ذكرت: أن تدليسه من النوع المحرم؛ لخبثه وتدليسه لا يزال قائمًا وإن قال في السند: حدثني أبو سعيد، والله أعلم. 12 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (515 - 516/ 515): حدثنا أبو خيثمة به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (853) في طريق شبابة به. وأخرجه النسائي (854)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 326 / 1791) -وعنه المصنف -كما سيأتي- (743)، وابن حبّان في "صحيحه" (2362 - موارد)، وابن حجر في "الأمالي الحلبية" (24 - 25/ 3)، و"نتائج الأفكار" (ق 202/ أ - المحمودية) - من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي. وأخرجه ابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 108) من طريق الحجاج بن منهال، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6/ 261) من طريق زيد بن عوف، والطبراني في "الدعاء" (2/ 889/ 220 و 922/ 285) من طريق علي بن عثمان اللاحقي أربعتهم عن حماد بن سلمة. ¬

_ (¬1) و (¬2) زيادة من "ل".

-رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ العبد إذا دخل بيته وأوى إلى فراشه؛ ابتدره ملكه وشيطانه، يقول شيطانه (¬1): اختم بشرِّ، ويقول الملك: اختم بخير، فإن ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - وحمده؛ طرد الملكُ الشيطانَ، وظلّ يكلؤه، وإن هو انتبه من منامه ابتدره ملكه وشيطانه؛ فيقول له الشيطان: ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه النسائي (855)، وابن منده في "التوحيد" (1/ 287 - 288/ 139)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 130/ 1294 و 165/ 1358) من طريق هشام الدستوائي، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 621/ 1214) من طريق ابن أبي عدي. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (514 - 515/ 514) من طريق يزيد بن زُريع. أربعتهم (حماد بن سلمة، هشام الدستوائي، ابن أبي عدي، يزيد بن زُريع) عن الحجاج بن الصَّوَّاف عن أبي الزبير به مرفوعًا، إلا رواية البخاري؛ فإنها موقوفة. وأخرجه الحاكم (1/ 548) - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 128/ 367) -، من طريق معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي: ثنا أبو الزبير به. بإسقاط الحجاج بن الصوّاف. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي (!). وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 202/ أ) بقوله: "قد أخرج مسلم لرجاله؛ لكنه لا يخرج لأبي الزبير إلا ما صرح فيه بالسماع من جابر، أو كان فيه متابعًا، أو كان من رواية الليث، وهذا لم أره من حديث أبي الزبير عن جابر إلا بالعنعنة". ثم قال - رحمه الله -: "وأبو الزبير مدلس، وقد عنعنه، وإن كان ثقة؛ فهو منحط عن درجة الصحيح" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، ولكنه وقع في الوهم مرتين: الأولى: أنه قال في "الأمالي الحلبية" (ص 26): "هذا حديث حسن" وهو ليس بحسن؛ كما قاله في "نتائج الأفكار"، على أنه قال في "نتائج الأفكار": "هذا حديث حسن غريب"!. الأخرى: قوله: " ... لا يخرج لأبي الزبير إلا ما صرح فيه ... " الخ؛ فإن هذا على الغالب، وليس هو منهج للإمام مسلم - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "الشيطان".

افتح بشرِّ، ويقول (له) (¬1) الملك: افتح بخير، فإن هو قال: الحمد لله الذي ردّ إليّ نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده، إنه كان حليمًا غفورًا. وقال: الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم؛ فإن (هو) (¬2) خرّ من فراشه؛ فمات كان شهيدًا، وإن قام يصلي صلّى في فضائل". نوع آخر: 13 - أخبرني أبو العباس الحرادي (¬3) قال: حدثنا جعفر بن محمَّد بن (جعفر) (¬4) المدائني قال: حدثنا أبي (قال) (¬5): حدثنا محمَّد يعني: ابن عبيد الله (¬6) عن محمَّد بن واسع عن محمَّد بن سيرين عن أبي هريرة ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 120): "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير إبراهيم بن الحجاج السَّامي؛ وهو ثقة" أ. هـ. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 416): "رواه أبو يعلى بإسناد صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم" أ. هـ. قلت: ما فعلت عنعنة أبي الزبير؟!. وعزاه الإِمام النووي في "الأذكار" (1/ 268/ 271 - بتحقيقي) إلى ابن السُّنِّي وحده؛ فتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: "وعجبت للشيخ في اقتصاره على عزوه لابن السُّنَّي!، وهو في هذه الكتب المشهورة" أ. هـ. 13 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 114 - 115) من طريق ابن السُّنّيّ به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب؛ ومحمد بن جعفر مختلف فيه، وقد أخرج له مسلم حديثًا واحدًا في المتابعات، وشيخه ما تحققت من حاله" أ. هـ. قلت: هو محمَّد بن عبيد الله -وليس ابن عبيدة؛ كما وقع في سند الحافظ رحمه الله- وهو المعروف بالعرزمي؛ متروك الحديث؛ فالحديث ضعيف جدًا. ¬

_ (¬1) و (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "هـ" و"م": "الحراء". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) زيادة من "ل". (¬6) في "ل": "عبيد"، والصواب "عبيد الله".

3 - باب ما يقول إذا لبس ثوبه

-رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل ينتبه من نومه؛ فيقول: الحمد لله الذي خلق النوم، واليقظة، الحمد لله الذي بعثني سالمًا سويًّا، أشهد أن الله يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير؛ إلا قال الله - عَزَّ وَجَلَّ -: صدق عبدي". 3 - باب ما يقول إذا لبس ثوبه 14 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن مرة قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا يحيى بن راشد عن الجريري عن أبي نضرة (المنذر بن مالك) (¬1) عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 14 - إسناده حسن؛ أخرجه المصنف (برقم 271) عن الفضل بن الحباب أبي خليفة الجمحي عن مسدد بن مسرهد عن عيسى بن يونس عن الجريري به. وأخرجه أبو داود (4/ 42/ 4021)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 980/ 398) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 122) - عن مسدد به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (274/ 309)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 240 - 241/ 5421 - إحسان) من طريقين آخرين عن عيسى بن يونس به. وأخرجه أبو داود (4/ 41/ 4020 و 42/ 4022)، والترمذي في "جامعه" (4/ 239/ 1767)، وفي "الشمائل" (59) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 40 / 3111) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 403 - 404/ 9808)، وأحمد (3/ 30 و 50)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/ 460)، وعبد بن حميد في "مسنده" (2/ 65 - 66/ 880 - منتخب) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 121 - 122) -، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 337/ 1078) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (12/ 239 /5420 - إحسان) -، و (2/ 338 - 339/ 1082) -وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (107/ 252) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 41) -، والحاكم (4/ 192)، والبيهقي "الدعوات الكبير" (2/ 201/ 432)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (107/ 253)، وابن بشران في "الأمالي" (53/ 70)، بطرق عن سعيد بن إياس الجريري به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح"، ونقل النووي في "الأذكار" (1/ 95 - بتحقيقي)، والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 123) عنه أنه قال: "حديث حسن". وقال البغوي عقبه: "حديث حسن". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

أبي سعيد -رضي الله عنه - أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا لبس ثوبًا سماه باسمه ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال النووي في "الأذكار": "حديث صحيح". قلت: مداره على الجريري، وهو سعيد بن إياس، ورواه عنه جماعة، وهم: 1 - يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة. 2 - عبد الله بن المبارك عند أبي داود والترمذي وأحمد. 3 - حماد بن أسامة عند أبي يعلى وأبي الشيخ والحاكم. 4 - خالد بن عبد الله الواسطي عند أبي يعلى. وهؤلاء رووا عنه في الاختلاط؛ لكن قال يزيد بن هارون: لم ننكر منه شيئًا، يشير إلى أن اختلاطه لم يكن فاحشًا، وكأنه لذلك روى له مسلم عنه. وكذلك روى الشيخان لخالد بن عبد الله الواسطي عنه، ومسلم لعبد الله بن المبارك وحماد بن أسامة عنه. ولذلك فالنفس تطمئن إلى تحسين الحديث؛ كما فعل الحافظ ابن حجر، وكذا صححه شيخنا - رحمه الله - في "صحيح أبي داود" (3393)، و"صحيح الترمذي" (1446)، و"مختصر الشمائل المحمدية" (50). وخالف هؤلاء عبد الوهاب الثقفي؛ فرواه عن الجريري عن أبي نضرة مرسلًا؛ كما قال أبو داود (4022)، ونقله عنه الحافظ في "النكت الظراف" (3/ 458) وقال: "يعني: أرسله لم يجاوز به أبا نضرة". ورواه حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء بن الشّخّير مرسلًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (310)، وقال: "حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس؛ لأن الجريري كان قد اختلط، وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط. وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك، وبالله التوفيق". وأشار أبو داود إلى هذه الرواية المرسلة، وقال: "ورواه حماد بن سلمة قال: عن الجريري عن أبي العلاء عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وحماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد". قال الحافظ في "النكت الظراف" (3/ 458): "قلت: مراده أن حمادًا هو ابن سلمة رواه عن الجريري عن أبي العلاء مرسلًا، وقد ذكر ذلك النسائي أيضًا، فقال بعد أن أخرجه في "اليوم والليلة" (وذكره) ". وقال في "نتائج الأفكار" (1/ 122 - 123): "هذا حديث حسن ... ورجاله رجال الصحيح لكن الجريري اختلط" ثم نقل كلام النسائي، وأبي داود الذين ذكرناهما ثم قال: "وغفل ابن حبان، والحاكم عن علته؛ فصححاه ... ، وكل من ذكرناه سوى حماد والثقفي سمعوا من الجريري بعد اختلاطه فعجب من الشيخ -يعني: النووي- كيف جزم بأنه حديث صحيح؟! " أ. هـ.

قميصًا أو رداء أو عمامة يقول: "اللهمّ إنّي أسألك من خيره، وخير ما هو له، وأعوذ بك من شرّه، وشرّ ما هو له". 15 - حدثنا أحمد بن محمَّد بن عثمان الرازي بمصر قال: حدثنا أبو زرعة الرازي (قال) (¬1): حدثنا سعيد بن محمَّد الجرمي (¬2) قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني (قال) (1): حدثنا أبو مسعود سعيد بن إياس الجريري ـــــــــــــــــــــــــــــ هكذا قال -رحمه الله- وتعقبه للحاكم وابن حبان يقتضي تضعيفه، ولكنه حسنه؛ لما ذكرناه أن اختلاط الجريري لم يكن وقتئذ فاحشًا، ولذلك روى الشيخان لهؤلاء عن الجريري ولم ينكر عليهما، والله أعلم. تنبيه: رواية النسائي في "عمل اليوم والليلة" (310) المرسلة وجدناها في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "تحفة الأشراف" (4/ 361 - 362/ 5354) موصولة هكذا: حدثنا الحسن بن أحمد الكرماني عن إبراهيم بن حجاج عن حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أبيه به موصولًا. وأخرجه من طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 478/ 461) موصولًا. فإن كان هذا محفوظًا؛ فهو يرفع الخلاف، ويصير الحديث حسنًا لذاته؛ لأن رجاله ثقات غير شيخ النسائي وهو لا بأس به؛ كما في "التقريب". 15 - إسناده ضعيف؛ فيه الجريري وقد اختلط، ولم يذكروا القاسم بن مالك هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده؟ وشيخ المصنف لم أجد له ترجمة. وله شاهد بنحوه من حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه -: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 246/ 7965). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 119): "رواه الطبراني؛ وفيه جعفر بن الزبير، وهو متروك". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 132): "وفي سنده جعفر بن الزبير، وهو ضعيف جدًا". وله شاهد من حديث عائشة -أيضًا- بنحوه: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر (47)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (41)، والحاكم (4/ 253)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 92 - 93/ 4379 و 4380 و 4381)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 129 - 130) من طريق هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن محمَّد عن عائشة به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "م": "المخزومي".

4 - باب كيفية لبس الثوب

عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليبتاع الثوب بدينار أو بنصف دينار، فيلبسه، فما يبلغ كعبيه حتى يغفر له"؛ يعني: من الحمد. 4 - باب كيفية لبس (¬1) الثوب 16 - أخبرنا أبو عروبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي قال. أخبرنا زهير بن معاوية عن الأعمش (سليمان) (¬2) عن أبي صالح عن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: هشام متروك". وقال الحافظ: "هذا حديث غريب ولم يصب -يعني: الحاكم- في تصحيحه؛ فإن هشام بن زياد هو ابن المقدام ضعيف عندهم". قلت: وهو كما قالا، لكن كلام الحافظ - رحمه الله - يوهم أن ضعف ابن المقدام يسير، وليس الأمر كذلك؛ بل هو متروك. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 385/ 4503) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (13011) - من طريق سليمان الشاذكوني قال: أخبرنا السكن أبو عمرو البرجمي قال: أخبرنا الوليد بن أبي هشام عن القاسم بن محمد عن عائشة قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ سليمان هذا متروك، متهم بالكذب. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 119): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سليمان بن داود المنقري وهو ضعيف! ". وقد توبع: تابعه محمد بن جامع العطار عن السكن به: أخرجه الحاكم (1/ 514). قال الحاكم: "هذا حديث لا أعلم في إسناده أحداً ذكر بجرح"، وردّه الذهبي بقوله: "قلت: بلى، قال ابن عدي: محمَّد بن جامع العطار؛ لا يتابع على حديثه". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف، لا يتقوى بمجموع طرقه؛ لضعفها الشديد في مفرداتها، وقد ضعفه شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف الجامع الصغير" (1450). 16 - إسناده صحيح، أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (147 - موارد) عن أبي عروبة به. ¬

_ (¬1) في "ل": "لباس". (¬2) زيادة من "هـ" و"م".

5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء

هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا توضأتم، أو لبستم فابدؤوا بميامنكم". 5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء 17 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا شعبة ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (4141)، وابن ماجه (402)، وأحمد (2/ 354)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 91/ 178)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 20 - 21/ 1079)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (5/ 225 - 226/ 2054 و 6/ 41/ 2350)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 86)، و "شعب الإيمان" (5/ 180/ 6281)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 147) بطرق عن زهير بن معاوية به. قال الحافظ: "هذا حديث صحيح غريب". وقال ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/ 528) - ونقله عن ابن الملقن في "البدر المنير" (3/ 418)، والزيلعي في "نصب الراية" (1/ 34): "وهو حقيق بأن يصحح". وقال النووي في "رياض الصالحين" (2/ 47 - 48/ 726 - بتحقيقي): "حديث صحيح، رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح". وقال في "المجموع" (1/ 417): "أما حديث أبي هريرة؛ فحديث حسن؛ رواه أبو داود والترمذي وغيرهما في كتاب اللباس من "سننهما" بإسناد جيد" أ. هـ. وقال ابن الملقن: "وهذا الحديث صحيح". وقال ابن الصلاح؛ كما في "البدر المنير" (3/ 418): "وهو حديث حسن، وإسناده جيد". وقال شيخنا العلامة الألباني- رحمه الله- في "مشكاة المصابيح" (1/ 127): "إسناده صحيح". وأخرج الترمذي (1820)، والنسائي في "السننن الكبرى" (5/ 482/ 6969)، وابن حبان في "صحيحه" (1453 - موارد)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (821) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 75/ 3156) -, وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 147 - 148)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 238) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث ويحيى بن حماد وعفان بن مسلم عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه". قلت: وسنده صحيح على شرط الشيخين؛ فصح الحديث قولًا وفعلًا، والله أعلم. 17 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 19/ 3914)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 1153/ 3441) حدثنا علي بن الجعد به.

وحماد بن سلمة وهشيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء قال: "اللهمّ إنّي أعوذ بك من الخبث والخبائث". نوع آخر: 18 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا علي بن سعيد بن مسروق قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة (¬1) ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4/ 253 - 254/ 1407 - إحسان) عن أبي يعلى به. وأخرجه ابن الجوزي في "مشيخته" (ص90 - 91) - ومن طريقه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 406)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 191) - من طريق أبي يعلى والبغوي معًا به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1473) عن شعبة و (2560) عن هشيم كلاهما عن عبد العزيز به. وأخرجه السراج في "مسنده" (ج 1/ ق1 /ب) من طريق وكيع ووهب بن جرير كلاهما عن شعبة به. وأخرجه البخاري (142 و 6322)، ومسلم (375) وغيرهما بطرق عن عبد العزيز به. 18 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (ج 2 /ق 126 / ب)، و"الدعاء" (2/ 964 / 365) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 198) -، وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 199) من طريق إسماعيل به. قال الحافظ ابن حجر: "غريب من هذا الوجه، ومداره على إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف". قلت: وهو كما قال- رحمه الله- والحسن وقتادة مدلسان؛ وقد عنعنا. وله شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه ابن ماجه (299)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7849)، و "الدعاء" (366) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 200) -, من طريق يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة به. قال الحافظ: "وعلي بن يزيد -هو الألهاني-؛ ضعيف، وفي شيخه والراوي عنه مقال". ¬

_ (¬1) في هامش "م"، عن الحسن عن قتادة، وهو خطأ.

عن أنس (بن مالك) (¬1) - رضي الله عنه- قال: كان رسول (¬2) الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الغائط قال: "اللهم إنّي أعوذ بك من الرّجس النجس الخبيث المخبّث الشّيطان الرّجيم". نوع آخر: 19 - أخبرني أبو يحيى الساجي قال: حدثنا عبد الله بن الصبّاح العطّار (قال) (¬3): حدثنا الحسن بن حبيب بن ندبة (¬4) عن زكريا بن أبي زائدة عن البهي (¬5) عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء قال: "يا ذا الجلال". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: بل هو متروك؛ كما قال النّسائيّ والدّارقطني وابن حجر نفسه في أكثر من موضع من "النتائج"؛ فالحديث واه بمرة. وشاهد آخر من حديث علي وبريدة - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/ 794) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 199) -. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه حفص بن عمر بن ميمون المعروف بالفرخ، وهو غير ثقة؛ كما قال النسائي. وقال ابن عدي: "وعامّة ما يرويه غير محفوظ"، وقال الدّارقطني: "متروك". وله شاهد آخر من حديث عبد الله بن عمر بنحوه؛ سيأتي عند المصنف (26)، وهو ضعيف جدًا. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يتقوى بمجموع شواهده، لضعفها الشديد في مفرداتها، والله أعلم. وكنت قد حسنت الحديث في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 107/69)، وقد رجعت عن ذلك. 99 - إسناده ضعيف؛ فيه زكريا بن أبي زائدة وهو مدلس، وقد عنعن، والبهي هو عبد الله بن يسار؛ فيه ضعف، ولخصه الحافظ في "التقريب" بقوله: "صدوق يخطىء"؛ ¬

_ (¬1) زيادة من "م". (¬2) في "ل": "النبي". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "م": "توبة". (¬5) في "م": "النخعي"، وفي هامش "ل": هو بهي بن يسار، وبهي لقبه، واسمه عبد الله، يكنى: أبا محمد، قاله سعيد.

6 - باب التسمية عند دخول الخلاء

20 - أنا محمد بن علي بن عبيد الله ثنا محمد بن عثمان (بن محمد) (¬1) العبسي ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا حِبّان بن علي العنزي عن إسماعيل بن رافع عن دويد بن نافع عن ابن عمر: أن النّبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهمّ إنّي أعوذ بك من الرّجس النجس الخبيث المخبّث الشّيطان الرجيم". وإذا خرج قال: "الحمد لله الذي أذاقني لذّته، وأبقى فيّ قوّته، وأذهب عني أذاه" (¬2). 6 - باب التسمية عند دخول الخلاء 21 - حدثنا عبدان وأبو يعلى قالا: حدثنا قطن بن نُسير (¬3) قال: حدثنا عدي بن أبي عمارة الذارع قال: سمعت قتادة عن أنس (بن مالك) (¬4) ـــــــــــــــــــــــــــــ وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (4394). 20 - سيأتي تخريجه برقم (26). 21 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 161 - 162/ 2803)، و"الدعاء" (2/ 959/356) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 195) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 371)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 82 /ب) بطرق عن قطن بن نسير به. قال الدارقطني: "غريب من حديث قتادة؛ تفرد به عدي عنه". وقال ابن حجر: "هذا حديث غريب من هذا الوجه". وقال الطبراني: "لم يقل أحد ممن روى هذا الحديث عن قتادة في متنه: "بسم الله" إلا عدي بن أبي عمارة". وقال العقيلي: "في حديثه اضطراب". قال الحافظ: "وهو بصري مختلف فيه، ذكره العقيلىُّ فى "الضعفاء"، وابن حبان في "الثقات"" أ. هـ. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) هذ الحديث زيادة من "ل". (¬3) في "هـ"و "م": "يسير". (¬4) زيادة من "م" و "هـ".

- رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذه الحشوش محتضرة (¬1)؛ فإذا دخل أحدكم الخلاء؛ فليقل: بسم الله". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وفيه قطن بن نسير، وفيه ضعف، واتهمه ابن عدي بسرقة الحديث. قال شيخنا - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 57): "لكنه ضعيف بهذا السياق، اضطرب فيه بعض الرواة في سنده ومتنه، والصواب أنه من مسند زيد بن أرقم مرفوعًا". وله طريق آخر: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 1 و 10/ 453/ 9951)، والطبراني في "الدعاء" (358)، وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 64/167)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (7/ 2519) من طريق أبي معشر نجيح السندي، عن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو معشر ضعيف؛ لسوء حفظه. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 116): "بسند فيه أبو معشر المدني، وفيه ضعف" أ. هـ. وقال شيخنا - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 57): "وأبو معشر ضعيف؛ فلا تقبل منه هذه الزيادة". وله طريق آخر: أخرجه المعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "فتح الباري" (1/ 244) من طريق عبد الله بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بلفظ: "إذا دخلتم الخلاء؛ فقولوا: بسم الله، وأعوذ بالله من الخبث والخبائث". قال الحافظ: "إسناده صحيح على شرط مسلم، وفيه زيادة التسمية، ولم أرها في غير هذه الرواية". وقال في "نتائج الأفكار" (1/ 196): "ورواته موثقون، والله أعلم". قال شيخنا - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 57): "ويظهر لي أن الحافظ ابن حجر لم يقف على هذه الزيادة؛ فقد قال: وذكره. وهي عندي شاذة؛ لمخالفتها طرق عبد العزيز بن صهيب عن أنس في "الصحيحين" وغيرهما. وبالجملة؛ فذكر البسملة في هذا الحديث من طريقين عن أنس شاذ أو منكر" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "يعني: الكنيف، ومواضع قضاء الحاجة، الواحد حَش بالفتح، ومحتضرة؛ أي: تحضره الجن والشياطين".

7 - باب التسمية عند الجلوس على الخلاء

7 - باب التسمية عند الجلوس على الخلاء 22 - أخبرنا علي بن الحسين بن قحطبة الصيقلي قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي قال: حدثنا أصرم بن حوشب (قال) (¬1): ـــــــــــــــــــــــــــــ 22 - إسناده موضوع؛ (والحديث صحيح بشواهده)، فيه أصرم بن حوشب ويحيى بن العلاء وهما كذابان، وزيد العمي ضعيف. وأعله الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 152) بيحيى وزيد وحدهما، وكذا أعله شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 89) بيحيى بن العلاء وحده. قلت: وهو قصور منهما - رحمهما الله -. وللحديث طريق آخر: فأخرجه المصنف (275)، وابن منده في "الفوائد" (43/ 23)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 128/ 7066)، و "الدعاء" (2/ 966/368) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 150 و 151) -، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1055و 1216)، وأبو الشيخ في "العظمة" (5/ 1667 - 1168/ 1107)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/ 528 - 529) - وعنه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 542) -, وتمّام الرازي في "فوائده" (1709 و 1710) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 150) -, والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 37/ 54)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 6 /ق 303/ 2)، بطرق عن سعيد بن مسلمة عن الأعمش به. وبعضهم قال: "إذا وضعوا ثيابهم" بدلًا من: "إذا دخل أحدكم الخلاء". قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 205): "وفيه سعيد بن مسلمة الأموي، ضعفه البخاري وغيره، ووثقه ابن حبان وابن عدي، وبقية رجاله موثقون". قلت: وفيه -أيضًا- زيد العمي؛ وهو ضعيف، فهو معلول بهما. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1055) من طريق سعد بن الصلت عن الأعمش به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فسعد هذا ضعيف، وكذا شيخ شيخه زيد العمي، وبالأول أعله الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 152). قلت: وأخرجه المصنف (274)، ومحمد بن عثمان العثماني في "فوائده" (ج 2/ ق 169 /أ)؛ كما في "إرواء الغليل" (1/ 89) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه به، لكن قال: "إذا أراد أن يطرح ثيابه" بدلًا من: "إذا جلس على الخلاء". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

حدثنا يحيى بن العلاء عن الأعمش عن زيد العمي عن أنس بن مالك ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، عبد الرحيم بن زيد العمي متروك، وكذبه ابن معين، وأبوه زيد العمي ضعيف، وبالأول أعله شيخنا - رحمه الله -. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2504) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 152 - 153) -: ثنا أبو مسلم ثنا الحجاج بن منهال ثنا إبراهيم بن نجيح ثنا أبو سنان عن عمران بن وهب عن أنس به. قال الطبراني: "لم يروه عن إبراهيم إلا الحجاج" أ. هـ. قلت: وهو ثقة، ولا يضره تفرده به، لكن العلة ممن فوقه: الأولى: عمران بن وهب؛ قال أبو حاتم؛ كما في "الجرح والتعديل" (6/ 306): "ضعيف الحديث، وما أحسبه سمع من أنس شيئًا". الثانية: أبو سنان: عيسى بن سنان القسلمي؛ لين الحديث؛ كما في "التقريب". الثالثة: إبراهيم بن نجيح المكي؛ لم أجد له ترجمة. والحديث سكت عنه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2305) عن محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي عن أبيه عن يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس به. قال ابن عدي: "باطل". وقال عن شيخه: "هو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا، وهو يسرق حديث الضعاف يلزقها على قوم ثقات". وأقرّه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 153). وأخرجه تمّام الرّازي في "الفوائد" (1708) -ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 152) - من طريق بشر بن معاذ العقدي ثنا محمد بن خلف الكرماني ثنا عاصم الأحول عن أنس به. قال تمام: "لم يروه إلا بشر بن معاذ". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 89): "وهو ثقة، لكن شيخه الكرماني لم أعرفه" أ. هـ. وقال الدّارقطني - فيما نقله عنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 329)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 152) -: "وَهِمَ محمدٌ بنُ خلف على عاصم، وإنما رواه عاصم عن أبي العالية قوله، ورواه محمد بن مروان السُّديّ -وهو كذّاب- عن عاصم، كما قال محمد بن خلف، ووَهِمَ فيه أيضًا، كذلك رواه ابن عُيينة وعلي بن مسهر". ثم قال: "والحديث غير ثابت".

- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستر ما بين أعين الجنّ ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (5/ 1670 / 1110) من طريق أحمد بن عبدة الضبي عن الثوري عن عاصم الأحول عن أبي العالية قوله. وسنده صحيح. وبالجملة؛ فحديث أنس ضعيف من جميع طرقه، ولا تقوي بعضها بعضًا؛ نظرًا للضعف الشديد في أكثر مفرداتها، لكن للحديث شواهد عن علي بن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية بن حيدة، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم -. 1 - حديث علي بن أبي طالب: أخرجه الترمذي (606)، وابن ماجه (297)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (53)، والبغوي في "شرح السنة" (187)، وأبو الشيخ في "العظمة" (1109)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 127 / 484)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 196 - 197) من طرق عن الحكم بن بشير بن سليمان حدثنا خلاد الصفار عن الحكم بن عبد الله النصري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي جحيفة عنه به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك". وقال البيهقي: "هذا إسناد فيه نظر". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". قلت: إسناده ضعيف؛ فيه أبو إسحاق السبيعي، وهو مدلس ومختلط، وقد عنعن، والحكم بن عبد الله النصري مقبول. وأما محمد بن حميد الرازي، فلم يتفرد به بل توبع عند البزار وأبي الشيخ. 2 - حديث أبي سعيد الخدري: أخرجه تمام في "فوائده" (1711) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 153) - وأحمد بن منيع؛ كما في "المطالب العالية" (ق 4 / ب) -ومن طريقه أبو الشيخ في "العظمة" (1108) -، والثقفي في "الفوائد الثقفيات" (8، نسخة شيخنا)، وابن النقور في "الفوائد الحسان" (1/ 132 / ب)، والبغوي في "نسخة عبد الله الخراز" (ق 328/ أ) من طريق محمد بن الفضل عن زيد العمي عن جعفر العبدي؟ قال ابن النقور: "تفرد به زيد العمي، رواه عنه محمد بن الفضل بن عطية، وهو ضعيف". قلت: قال الحافظ في "التقريب": "كذبوه". 3 - حديث ابن عمر: أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 455) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 154 - 155) - من طريق إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية العوفي عنه مرفوعًا. قال أبو نعيم: "غريب من حديث مسعر تفرد به إسماعيل". قال الحافظ: "وهو ضعيف، وفيه عطية -أيضًا- ضعيف".

8 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

وعورات بني آدم إذا جلس أحدكم على الخلاء؛ فليقل (¬1): بسم الله حين يجلس". 8 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء 23 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا الحسين بن منصور قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه إسماعيل بن يحيى بن طلحة التيمي؛ كذبه الأزدي وأبو علي النيسابوري والدارقطني والحاكم، واتهمه صالح جزرة وابن حبان بالوضع؛ فهو واه بمرة لا يفرح بمثله ولا كرامة. 4 - معاوية بن حيدة: ذكره ابن النقور في "الفوائد الحسان" (1/ 156 /ب) معلقًا عن مكي بن إبراهيم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده. وقال: "غريب". قال شيخنا في "إرواء الغليل" (1/ 90): "وهذا سند حسن إن كان من دون مكي ثقات، والله أعلم". 5 - حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه ابن النقور في "الفوائد الحسان" (1/ 155 - 156) عن محمد بن حفص بن عمر الضرير ثنا محمد بن معاذ ثنا يحيى بن سعيد ثنا الأعمش عن أبي وائل -شقيق بن سلمة- عنه. قال شيخنا في "إرواء الغليل" (1/ 90): "فيه من لم أعرفه". قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 155): "فالحاصل: أنه لم يثبت في الباب شيء، والله أعلم". وقال شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 90): "وجملة القول: إن الحديث صحيح لطرقه المذكورة، والضعف المذكورة في أفرادها ينجبر -إن شاء الله- بضم بعضها إلى بعض؛ كما هو مقرر في علم المصطلح". قلت: الحديث حسن لغيره، ففي طرقه وشواهده ما يصلح للاعتبار به، كحديث أنس من طريق سعد بن الصلت وطريق عمران بن وهب، وحديث علي بن أبي طالب، ومعاوية بن حيدة، وبقية شواهده لا يفرح بها، والله أعلم. 23 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 218) به. قال الحافظ: "وأبو الفيض لا يعرف اسمه ولا حاله". وأعله أيضًا شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 92)؛ فقال: "والفيض ¬

_ (¬1) في "هـ" و "م": "أن يقول".

حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن منصور عن أبي الفيض عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من الخلاء قال: "الحمد لله الذي أذهب عني (¬1) (الحزن) (¬2) والأذى وعافاني". ـــــــــــــــــــــــــــــ هذا لم أعرفه"، ونقل المناوي في "الفيض" [(5/ 122)] عن ابن محمود شارح أبي داود أنه قال: "إسناده مضطرب غير قوي"، وقال الدارقطني: "حديث غير محفوظ"" أ. هـ. قلت: وقال المنذري: ضعيف، كما نقله المناوي في "فيض القدير". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 218)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 2 و 10/ 454/ 9956)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 968/ 372) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 218) - بطرق عن الثوري عن منصور بن المعتمر عن أبي علي الأزدي عن أبي ذر موقوفًا. قال الحافظ: "هذا حديث حسن ... ورجح أبو حاتم الرازي رواية سفيان على رواية شعبة، وهذا ينفي عنه الاضطراب، وقد مشى النووي على ظاهره؛ فقال في "شرح المهذب" ["المجموع" (2/ 75)]: "رواه النسائي بسند مضطرب غير قوي"، قلت: أبو علي الأزدي ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، فقوي" أ. هـ. قلت: فالصواب وقفه على أبي ذر - رضي الله عنه -. وللمرفوع شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه ابن ماجه (301) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 219) - من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن وقتادة، عن أنس به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الحسن وقتادة مدلسان، وقد عنعنا. الثانية: إسماعيل بن مسلم المكي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". وقال الحافظ: "ورواته ثقات إلا إسماعيل، والله أعلم". وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 44): "هذا حديث ضعيف، ولا يصح فيه بهذا اللفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء، وإسماعيل بن مسلم المكي؛ متفق على تضعيفه" أ. هـ. وضعفه الإمام النووي - رحمه الله - في "المجموع شرح المهذب" (2/ 75)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 92/ 53). ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "عنا". (¬2) غير موجودة في "ل".

نوع آخر: 24 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن نصر (قال: حدثنا) (¬1) يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة (عن أبيه) (¬2) عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 24 - إسناده صحيح؛ أخرجه النَّسائىُّ في "عمل اليوم والليلة" (79) بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 2 و 10/ 454/ 9953) -وعنه ابن ماجه (1/ 110/ 300) -، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 48/ 90) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 97)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 215) -، وابن حبان في "صحيحه" (4/ 291/ 1444 - إحسان)، والحاكم (1/ 158) - وعنه البيهقي (1/ 97) - بطرق عن يحيى بن أبي بكير به. وأخرجه أبو داود (1/ 8/ 30) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1/ 379/ 188) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 145/ 693) -وعنه الترمذي (1/ 12/17) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 330 /540) -, والدارمي في "سننه" (4/ 136/ 725 - فتح المنان) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 215) -، وأحمد في "مسنده" (6/ 155)، وابن الجارود في "المنتقى" (1/ 51 / 52)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 48/ 90) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 97) -، وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 358/ 325)، والسراج في "مسنده" (ج1/ق1/أ)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 966 - 967/ 369) -ومن طريقه المزّيّ في "تهذيب الكمال" (32/ 414) -، وابن الأعرابي في "المعجم" (1684)، والبزار في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 215)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 356 /أ)، والحاكم (1/ 158) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 97)، و "السنن الصغير" (1/ 41/ 73)، و "الدعوات الكبير" (1/ 39/ 56) -, وابن دقيق العيد في "الإمام" (2/ 478)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" - وعنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 215) - وغيرهم بطرق كثيرة عن إسرائيل به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح؛ فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا طعن فيه، وقد ذكر سماع أبيه من عائشة - رضي الله عنها"، ووافقه الذهبيُّ. قلت: وهو كما قالا. ¬

_ (¬1) في "م" و "هـ": "عن"، والمثبت من "ل" وهو الموافق لما في "عمل اليوم والليلة". (¬2) ساقطة من "ل".

عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغائط إلا قال: "غفرانك". (نوع آخر من القول) (¬1): 25 - أخبرني محمد بن الحسن بن صالح (بن شيخ) (¬2) بن عميرة قال: حدثنا أبو زرعة الرّازي قال: حدثنا أحمد بن سليمان أبو سليمان قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن صحيح ... فمداره عند الجميع على إسرائيل بن يونس، قال الدارقطني في "الأفراد": "تفرد به إسرائيل عن يوسف، وتفرد به يوسف عن أبيه، وأبوه عن عائشة". وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد" أ. هـ. قلت: وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والضياء المقدسي، وأبو حاتم الرازي؛ كما في "العلل" لابنه (1/ 43)، والنووي في "الأذكار" (1/ 109/ 173 - بتحقيقي)، والعلامة الشيخ أحمد شاكر في "سنن الترمذي" (1/ 12)، وشيخنا العلامة الألباني في "إرواء الغليل" (1/ 91/ 52). وحسنه السخاوي في "فتح المغيث" (1/ 188). قلت: ويوسف بن أبي بردة، ثقة، روى عنه إسرائيل وسعيد بن مسروق الثوري والد سفيان الثوري، وقد وثقه ابن حبان (7/ 638)، والعجلي في "تاريخ الثقات" (1874)، والذهبي في "الكاشف" (3/ 260)، و "تلخيص المستدرك" (1/ 158)، وكذا وثقه الحاكم، كما تقدم عنه آنفًا، ووثقه ضمنًا كل من صحّح له، فرجل حاله هكذا لا يُشكّ أبدًا في ثقته، والله أعلم. وقد خالف هؤلاء الحفاظ جميعًا "هدام السنة" المدعو حسان عبد المنان في تسويده على كتاب الإمام الهُمام ابن قيم الجوزية: "إغاثة اللهفان"، وقد أبدع شيخنا أسد السِّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في قمعه، ورد فريته، وبيان مخالفته، بكلام علمي قوي رصين؛ فانظره غير مأمور في "النصيحة". 25 - إسناده موضوع؛ لأن عبد الله بن محمد العدوي متروك، ورماه وكيع بالوضع؛ كما في "التقريب"، وشيخ المصنف لم أجد له ترجمة. وتساهل الحافظ - رحمه الله -؛ فقال في "نتائج الأفكار" (1/ 222): "والعدوي ضعيف! ". ¬

_ (¬1) زيادة في "ل". (¬2) زيادة في "ل".

حدثنا الوليد بن بكير أبو جناب (¬1) عن عبد الله بن محمد العدوي قال: حدثني عبد الله الدّاناج (¬2) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج من الغائط قال: "الحمد لله الذي أحسن إليّ في أوله وآخره". ـــــــــــــــــــــــــــــ وله شاهد مرسل: أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 2 و 10/ 455/ 9957)، وعبد الرزاق في "مصنفه"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 222)،- ومن طريقه الدارقطني في "السنن" (1/ 57 - 58) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 111)، و "معرفة السنن والآثار" (1/ 194)، و "الخلافيات" (2/ 60/ 344) -, والطبراني في "الدعاء" (2/ 967 - 968/ 371) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 222) -، والدارقطني (1/ 57 - 58) من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن طاووس مرفوعًا: "إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل: الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني، وأمسك عليَّ ما ينفعني". قال الطبراني: "لم نجد من وصل هذا الحديث". وقال الشافعي -فيما نقله عنه البيهقي في "المعرفة" (1/ 195) -: "حديث طاووس مرسل، وأهل الحديث لا يثبتونه" أ. هـ. وقال البيهقي: "هذا مرسل" أ. هـ. وقال الحافظ: "وفيه مع إرساله ضعف من أجل زمعة" أ. هـ. قلت: والصواب في الحديث أنه مقطوع وليس مرسلًا؛ فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 176)، والدارقطني في "سننه" (1/ 58) من طريق علي بن المديني كلاهما عن سفيان بن عيينة عن سلمة بن وهرام أنه سمع طاووسًا يقول نحوه، ولم يرفعه. قال ابن المديني: قلت لسفيان: أكان زمعة يرفعه؟ قال: نعم، فسألت سلمة عنه؟ فلم يعرفه؛ يعني: لم يرفعه". قلت: إسناده إلى ابن المديني صحيح؛ فالحديث على هذا مقطوع وليس مرسلًا؛ لأن رواية زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام منكرة، وخالفه ابن عيينة -وهو ثقة حافظ-؛ فرواه عن سلمة مقطوعًا غير مرفوع ولا شك أن روايته أصح وأرجح، والله أعلم. ولذلك قال البيهقي في "السنن الكبرى": "ولا يصح وصله ولا رفعه". وألمح إلى هذا في "الخلافيات" (2/ 61)؛ فقال: "ورواه ابن عيينة عن سلمة عن طاووس من قوله". ¬

_ (¬1) في "ل": "خباب"، وبعض النسخ المطبوعة: "حباب"، والمثبت هو الصواب. (¬2) في "ل" زيادة: "ابن فيروز بصري".

9 - باب التسمية على الوضوء

نوع آخر (¬1): 26 - أخبرنا محمد بن على بن عبيد الله (¬2) حدثنا محمد بن عثمان بن محمد العبسي حدثنا عبد الحميد بن صالح حدثنا حبان بن علي العنزي عن إسماعيل بن رافع عن دويد بن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النّبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إنّي أعوذ بك من الرّجس النّجس، الخبيث المخبث؛ الشّيطان الرّجيم". وإذا خرج قال: "الحمد لله (الذي) (¬3) أذاقني لذّته، وأبقى في قوّته، وأذهب عنّي أذاه". 9 - باب التّسمية على الوضوء 27 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا أبو كريب قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 26 - ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 965 / 367 و 967/ 370) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 198 و 220) - من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة به. وأخرجه المعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 220) - من طريق حِبان به. قال الحافظ في "الموضع الأول": "هذا حديث حسن غريب، حبان فيه ضعف، وكذا في شيخه". وقال في "الموضع الثاني": "هذا حديث غريب؛ حبان فيه ضعف، وكذا في شيخه، وأما دويد فوثّق لكنه لم يسمع من ابن عمر، ففي السند ضعف وانقطاع". قلت: بل هو ضعيف جدًا؛ لأن إسماعيل بن رافع متروك؛ كما قال النسائي والدارقطني وابن خراش، بل قال ابن معين وأبو حاتم الرازي والفلاس: "منكر الحديث". وهو مع ضعف حبان وانقطاعه يزيد من ضعفه؛ فالصواب: أنه واه بمرة لا يفرح بمثله. 27 - إسناده حسن لغيره، (وهو صحيح بمجموع شواهده)؛ أخرجه ابن ماجه (1/ 139/397)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 324/ 1060) عن أبي كريب به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 2 - 3) - ومن طريقه الطبراني في ¬

_ (¬1) جاء هذا الحديث مكرر في "ل" في نهاية: "باب ماذا يقول إذا دخل الخلاء". (¬2) في "م" و "هـ": "عبد الله". (¬3) زيادة من "ل"، وسقط منها كلمة: "لله".

حدثنا زيد بن الحباب عن كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ "الدعاء" (2/ 972/ 380) -, وأحمد (3/ 41) - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 137/116) -, وأبو عبيد في "الطهور" (53) - وعنه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1034) -, والحاكم (1/ 147) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 43)، و"الدعوات الكبير" (1/ 40/57) - بطرق عن زيد بن الحُبَاب. وأخرجه ابن ماجه (1/ 139/ 397)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 2 - 3)، والترمذي في "العلل الكبير" (1/ 112 - 113 - ترتيب أبي طالب القاضي)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 424/ 1221)، وعبد بن حميد في "مسنده" (2/ 76 - 77/ 908 - منتخب) - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 137/ 116)، والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 230) -، والدّارمي في "سننه" (4/ 176/ 736 - فتح المنان)، والدّارقطنيُّ في "سُننه" (1/ 71) - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 137/ 116) - من طريق أبي أحمد الزبيري وأبي عامر العقدي، كلاهما عن كثير بن زيد به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن ... كثير بن زيد، صدوق، ورُبَيْح: براء موحّدة ومهملة، مُصَغَّر؛ مختلف فيه، وسائر رواته من رجال الصحيح" أ. هـ. وقال الإمام أحمد: "أقوى شيء فيه: حديث كثير بن زيد، عن رُبيح بن عبد الرحمن، ورُبيْح، ليس بالمعروف" أ. هـ. انظر: "مسائل أبي داود" (ص 6)، و"مسائل ابن هانىء" (1/ 3)، و"مسائل عبد الله" (ص 25)، و"مسائل أحمد وإسحاق" (1/ 20)، و"الأوسط" (1/ 368)، و"الكامل" (4/ 1034و 6/ 2087)، ونقل الحاكمُ في "المستدرك" (1/ 147) عنه قولَه: "أحسنُ شيء فيه: حديث كثير بن زيد". قلت: وسند الحديث فيه ضعف؛ كثير بن زيد؛ متكلم فيه: قال أبو حاتم: "صالح الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه"، وقال أبو زرعة: "صدوق فيه لين"، وقال ابن معين: "ليس بالقوي"، ولخصه الحافظ في "التقريب" بقوله: "صدوق يخطىء"؛ فمثله حديثه حسن -إن شاء الله- ما لم يخالف. أما ربيح، فقال أبو حاتم: "شيخ"، ووثقه ابن حبان، وقال أحمد: "ليس بالمعروف". ولخصه الحافظ بقوله: "مقبول"؛ أي: عند المتابعة، وإلا؛ فليّن. والحديث يرتقي إلى الحسن لشواهده الكثيرة من حديث أبي هريرة، وسعيد بن زيد، وسهل بن سعد - رضي الله عنهم -. 1 - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أخرجه أبو داود (101)، وابن ماجه (399)، والترمذي في "العلل" (1/ 111)، وأحمد (2/ 418) - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 140 - 141/ 120) -, والدارقطني (1/ 72 و 79 و 225)، والطبراني في "الدعاء" (379)، والحاكم (1/ 146)، والبيهقي (1/ 43)، والبغوي في "شرح السنة"

سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه". ـــــــــــــــــــــــــــــ (1/ 409/ 209)، وابن السكن؛ كما في "التلخيص الحبير" (1/ 72)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 224 - 225) من طريق يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا. قال الحاكم: "صحيح الإسناد؛ فقد احتج مسلم بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة: دينار". وتعقبه الحافظ الذهبي؛ فقال: "صوابه يعقوب بن سلمة الليثي عن أبيه عن أبي هريرة، وإسناده فيه لين". وتعقبه -أيضًا- الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 72 - 73) فقال: "وادّعى أنه الماجشون وصححه لذلك، والصواب: أنه الليثي. قال البخاري [في "التاريخ الكبير" (4/ 76)]: "لا يعرف له سماع من أبيه، ولا لأبيه من أبي هريرة"، وأبوه ذكره ابن حبان في "الثقات" [4/ 317]، وقال: "ربما أخطأ"، وهذه عبارة عن ضعفه؛ فإنه قليل الحديث جدًا، ولم يرو عنه سوى ولده، فإذا كان يخطىء مع قلة ما روى، فكيف يوصف بكونه ثقة؟! قال ابن الصلاح: "انقلب إسناده على الحاكم، فلا يحتج لثبوته بتخريجه له، وتبعه النووي [في "المجموع" (1/ 344)]، وقال ابن دقيق العيد: "لو سلم للحاكم أنه يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار، فيحتاج إلى معرفة حال أبي سلمة، وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، فلا يكون أيضًا صحيحًا" أ. هـ. وقال في "نتائج الأفكار" (1/ 266): "وتعقب بأنه وقع في روايته يعقوب بن أبي سلمة؛ فظنه الماجشون -أحد رواة الصحيح-؛ فصححه لذلك، وهو خطأ، وإنما هو يعقوب بن سلمة لا ابن أبي سلمة، وهو شيخ قليل الحديث، ما روي عنه من الثقات سوى محمد بن موسى، وأبوه ما روى عنه سوى ابنه". وقال الشوكاني: "ليس في إسناده ما يسقطه عن درجة الاعتبار". 2 - حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه -: أخرجه ابن ماجه (400)، والدارقطني (1/ 355)، والحاكم (1/ 269)، والبيهقي (2/ 379)، والروياني في "مسنده" (2/ 228/ 1098)، وأبو عمرو عثمان الدقاق في "جزء فيه من حديثه عن شيوخه" (ق 9/ أ) من طريق عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه عن جده مرفوعًا به .. قلت: وهذا إسناد ضعيف، عبد المهيمن ضعيف؛ كما في "التقريب". وقال الدارقطني: "عبد المهيمن؛ ليس بالقوي". وقال الحاكم: "لم أخرج هذا الحديث على شرطهما؛ فإنهما لم يخرجا لعبد المهيمن". وقال البيهقي: "عبد المهيمن؛ ضعيف لا يحتج بروايته". وقد توبع، تابعه أخوه أُبي بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده به: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ رقم 5699).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: أُبي مختلف فيه بين معدل ومجرح، ولخصه الحافظ في "التقريب" بقوله: "فيه ضعف". وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما حسن لغيره -إن شاء الله-. 3 - حديث سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: أخرجه الترمذي في "الجامع" (25)، و "العلل الكبير" (1/ 109 - 110 - ترتيب أبي طالب القاضي)،- ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 140/119) -, وابن ماجه (398)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 3و5)، و"المسند" (2/ 141 - 142/ 630)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 423/ 804)، وأحمد (4/ 70 و5/ 381 - 382 و 6/ 382)،- ومن طريقه الحافظ العراقي في "مَحَجّة القُرب إلى محبة العرب" (249/ 150)، وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 140 / 118) -, وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (1/ 144 / 94 و 146/ 96)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 26 - 27)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (1/ 257 - 258/ 228)، والدارقطني في "السنن" (1/ 72 - 73)، و "العلل" (4/ 435 - 436/ 678)،- ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 137 - 138/ 117) -, والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 177)، وابن المنذر في "الأوسط" (1/ 367/ 344)، وأبو عبيد في "الطهور" (52)، وأبو بكر الدقاق في "حديثه" (ق /4 ب)، والطبراني في "الدعاء" (373 - 378)، والحاكم (4/ 60)، والبيهقي (1/ 43)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 336)، والمزي في "تهذيب الكمال" (3/ 202)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 229) وغيرهم من طريق أبي ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها سعيد بن زيد مرفوعًا به. قال الترمذي: "قال أحمد بن حنبل: لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسناد جيد". وقال البخاري -فيما نقله عنه الترمذي-: "أحسن شيء فى هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن". وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان؛ كما في "العلل" (1/ 52/ 129): "ليس عندنا بذاك الصحيح، أبو ثفال مجهول ورباح مجهول". وقال العقيلي: "الأسانيد في هذا الباب فيها لين". وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (3/ 314): "ففي إسناد هذا ثلاثة مجاهيل الأحوال: أولهم: جدة رباح؛ فإنها لا تعرف بغير هذا، ولا يعرف لها اسم ولا حال وغاية ما تعرفنا بهذا أنها ابنة لسعيد بن زيد - رضي الله عنه -. والثاني: رباح المذكور؛ فإنه -أيضًا- مجهول الحال كذلك، ولم يعرف ابن أبي حاتم من حاله بأكثر مما أخذ من هذا الإسناد: من روايته عن جدته، ورواية أبي ثفال عنه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ والثالث: أبو ثفال؛ فإنه أيضًا مجهول الحال كذلك، وهو أشهرهم لرواية جماعة عنه؛ منهم: عبد الرحمن بن حرملة، وسليمان بن بلال، وصدقة مولى الزبير، والدراوردي، والحسين بن أبي جعفر، وعبد الله بن عبد العزيز. قاله أبو حاتم، فاعلم ذلك". وقال البزار، كما في "التلخيص الحبير" (1/ 74): "رباح وجدته لا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث، ولا حدث عن رباح إلا أبو ثفال؛ فالخبر من جهة النقل لا يثبت". وتعقب الحافظ ابن حجر الإمامَ أحمد؛ فقال في "نتائج الأفكار" (1/ 223): "لا يلزم من نفي العلم نفي الثبوت، وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف؛ لاحتمال أن يراد بالثبوت الصحة، فلا ينتفي الحكم بالحسن، وعلى التنزل لا يلزم من نفي الثبوت عن كل فرد نفيه عن المجموع". وتعقب الحافظ ابن حجر كلام ابن القطان؛ فقال في "التلخيص الحبير" (1/ 74): "كذا قال؛ فأما هي؛ فقد عرف اسمها من رواية الحاكم، ورواه البيهقي أيضًا مصرحًا باسمها، وأما حالها، فقد ذكرت في الصحابة، وإن لم تثبت لها صحبة؛ فمثلها لا يسأل عن حالها" أ. هـ. قلت: وأبو ثفال روى عنه جمع؛ كما تقدم من كلام ابن القطان، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 157 - 158)، وقال: "في القلب من هذا الحديث؛ لأنه قد اختلف عليه فيه". قلت: وهو اختلاف لا يضر -إن شاء الله-. وقال البزار: "مشهور". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": "موثق". قلت: فالعلة من شيخه رباح بن عبد الرحمن. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 230): "وشيخه رباح لا نعرف عنه راويًا سوى أبي ثفال"، وفي "التقريب": "مقبول". ثم قال: "وأما جدته فوقع في بعض طرقه أنها أسماء، وأن لها صحبة، فلم يبق في رجال الإسناد من يتوقف فيه سوى رباح، وقد تقدم النقل عن البخاري أن حديثه هذا أحسن أحاديث الباب". وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقاته على "سنن الترمذي" (1/ 38): "إسناده جيد حسن". وخلاصة القول: إن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد صحيح ثابت -إن شاء الله تعالى-. ولذلك قال الحافظ المنذري في "الترغيب الترهيب" (1/ 100): "وفي الباب أحاديث كثيرة لا يسلم شيء منها عن مقال ... ولا شك أن الأحاديث التي ورد فيها،

10 - باب كيف التسمية على الوضوء

10 - باب كيف التّسمية على الوضوء 28 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم (قال) (¬1): حدثنا عبد الرزاق (قال) (1): أخبرنا معمر عن ثابت وقتادة عن أنس (بن مالك) (¬2) - رضي الله عنه - قال: طلب بعض أصحاب النّبي - صلى الله عليه وسلم - وضوءًا؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ وإن كان لا يسلم شيء منها عن مقال؛ فإنها تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوة، والله أعلم". وكذلك قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 75): "والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلًا". وكذا قال الصنعاني في "سبل السلام" (1/ 80)، والشوكاني في "نيل الأوطار" (1/ 160). وقال أبو بكر بن أبي شيبة: "ثبت لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله". وقال الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (ص 249): "هذا حديث حسن". وقال الحافظ ابن الصلاح؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 237): "ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحسن". وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 432): "وهو حديث حسن". وقال ابن سيد الناس في "شرح الترمذي": "ولا يخلو هذا الباب من حسن صريح، وصريح غير صحيح". وحسنه شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 122 - 123/ 81)، وصححه في "صحيح الجامع" (7514). 28 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (1/ 61 - 62)، و"الكبرى" (1/ 81/ 84) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (14/ 482 - 483/ 6544 - إحسان) من طريق إسحاق بن إبراهيم به. وأخرجه أحمد (3/ 165)، وأبو يعلى في "مسنده" (5/ 379/ 3036)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 74/ 144)، والدارقطني في "سننه" (1/ 71)، وابن منده في "التوحيد" (2/ 37/ 176)، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 219)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) زيادة من "م" و "هـ".

11 - باب ما يقول بين ظهراني وضوئه

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل مع أحد منكم ماء؟ "؛ فوضع يده في الإناء ويقول: "توضؤوا بسم الله"؛ فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم - حتى توضؤوا من عند آخرهم. قال: قلت لأنس: كم تراهم كانوا؟ قال: نحوًا من سبعين. 11 - باب ما يقول بين ظهراني وضوئه 29 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت عبادًا -يعني: عباد بن علقمة- قال: سمعت أبا مِجْلَز يقول: قال أبو موسى - رضي الله عنه -: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فتوضأ؛ فسمعته يقول: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي". ـــــــــــــــــــــــــــــ (1/ 43)، و "السنن الصغير" (1/ 45 - 46/ 89)، وقوّام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوّة" (293)، والحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 233) بطرق عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 276/ 20535) به. قال الحافظ: "هذا حديث صحيح". قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. 29 - إسناده ضعيفة أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (172/ 80) بسنده سواء. وأخرجه مسدد بن مسرهد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 443/ 852) - ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 268)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 281/ 9440)، و"مسنده"؛ كما في "إتحاف الخير المهرة" (1/ 443/ 853) - وعنه الإمام أحمد وابنه في "مسنده" (4/ 399) - ومن طريقهما المزي في "تهذيب الكمال" (14/ 133)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 267) -، وأبو يعلى في "مسنده" (13/ 257 / 7273)، والطبراني في "المعجم الكبير"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 268)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (79) عن معتمر بن سليمان به. قال الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 82 - بتحقيقي)، وابن قيم الجوزية في "زاد المعاد" (2/ 389): "بإسناد صحيح"، وتعقب الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 268) النووي بقوله: "وأما حكم الشيخ -يعني: النووي- على الإسناد بالصحة؛

12 - باب ما يقول إذا فرغ من وضوئه

قال: قلت: يا نبي (¬1) الله! لقد سمعتك تدعو بكذا وكذا. قال: "وهل تَرَكْنَ من شيء؟ ". 12 - باب ما يقول إذا فرغ من وضوئه 30 - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد (¬2) بن محمد البيروتي قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن سوار الهذلي قال: حدثنا عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن جده قال: كنت ـــــــــــــــــــــــــــــ ففيه نظر؛ لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين فيما قاله علي بن المديني، وقد تأخرا بعد أبي موسى؛ ففي سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال ممن لم يلقه". ووافقه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "تمام المنّة" (ص 95). ثمّ قال شيخنا - رحمه الله - (ص 96): "وقد وجدت للحديث علّة أخرى: وهي الوقف؛ فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 297) من طريق أبي بُردة قال: كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته قال: (فذكره). وسنده صحيح، وهذا يرجح أن الحديث أصله موقوف , وأنه لا يصح رفعه، وأنه من أذكار الصلاة لو صح" أ. هـ. وللدعاء الوارد في هذا الحديث شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أخرجه الترمذي والطبراني في "الصغير"؛ فهو به حسن. تنبيه: جعل المصنف - رحمه الله - الحديث من أذكار الوضوء وليس كذلك بدليل ما رواه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زوائده" من طريق عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد عن أبي مجلز عن أبي موسى به مختصرًا بلفظ: "فتوضأ وصلى، وقال: اللهم ... " وهذا يدفع ترجمة المصنف - رحمه الله - له، وكذلك ترجمه الإمام النسائي له، وصنيع ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في "زاد المعاد" (2/ 389)، ويتبين أنه من أذكار الصلاة -لو صح- ولكنه غير صحيح؛ فلا يصح التعبد به في أذكار الوضوء أو الصلاة، وإنما يصح الدعاء به مطلقًا؛ لثبوت ذلك؛ كما تقدم، والله أعلم. 30 - موضوع؛ فيه شيخ ابن السّني، وهو عبد الله بن محمد بن جعفر، راوي مصر؛ متهم بالوضع. ¬

_ (¬1) في "ل": "رسول". (¬2) في "ل": "سعد".

عند عثمان بن عفان - رضي الله عنه -؛ فحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنه) (¬1) قال: "من قال حين يفرغ من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله ثلاث مرات؛ لم يقم حتى تمحى عنه ذنوبه حتى يصير كيوم (¬2) ولدته أمه". نوع آخر: 31 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وضعفه النووي في "الأذكار" (1/ 115/ 81 - بتحقيقي)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 254). 31 - إسناده ضعيف، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 58 - 59/ 2069)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 247 - 248) من طريق المصنف بسنده سواء. وأخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 42/59)، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "النكت الظراف" (3/ 447) من طريق المسيب بن واضح به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: المسيب بن واضح؛ ضعيف؛ كما في "لسان الميزان". الثانية: يوسف بن أسباط؛ ضعيف؛ كما قال أبو حاتم والذهبي وغيرهما. ورفع هذه الرواية وهم، والصواب فيها الوقف من هذه الطريق؛ هكذا رواه جُلُّ أصحاب سفيان الثوري؛ فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (83)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 3)، وعبد الرزاق في "المصنف" (1/ 186/ 730 و 3/ 378/ 6023)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 976/ 391)، والحاكم (1/ 564 - 565)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 249) من طرق عن الثوري عن أبي هاشم الرُّماني به موقوفًا. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، وهذا مما لا مجال للرأي فيه؛ فله حكم الرفع. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 250) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 474/ 2444) - عن هشيم بن بشير عن أبي هاشم الرماني به موقوفًا. قال البيهقي: "هذا هو المحفوظ: موقوف". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (82)، ومُسدَّد بن مُسَرْهَد في "مسنده"؛ ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و "هـ". (¬2) في "ل": "كما".

يوسف بن أسباط عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ـــــــــــــــــــــــــــــ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 342/ 582 - ط. دار الوطن)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 976 /391) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 249) - من طريق محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد القطان وعمرو بن مرزوق ثلاثتهم عن شعبة عن أبي هاشم الرّماني به موقوفًا. قال النسائي: "الصواب موقوف". قلت: وخالفهم يحيى بن كثير العنبري، وعبد الصمد بن عبد الوارث؛ فروياه عن شعبة عن أبي هاشم الرماني به مرفوعًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (173/ 81)، والطبراني في "الدعاء" (1/ 975 - 976/ 390)، و "المعجم الأوسط" (2/ 271 / 1478)، والحاكم (1/ 564)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 21/ 2754)، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق 68/أ)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 248). قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، والرفع زيادة يجب قبولها. قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن شعبة مرفوعًا إلا يحيى بن كثير". قال الحافظ ابن حجر: "وهو ثقة من رجال "الصحيحين"، وكذا من فوقه إلى الصحابي، وأما شيخ النسائي؛ فهو ثقة -أيضًا- من شيوخ البخاري، ولم ينفرد به؛ فقد أخرجه الحاكم من وجه آخر عن يحيى بن كثير؛ فالسند صحيح بلا ريب" أ. هـ. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم لم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قال الحافظ - رحمه الله -. أما النسائي؛ فقال عقبه: "هذا خطأ"؛ يعني: رفع الحديث. قال الحافظ ابن حجر معقبًا: "وإنما اختلف في رفع المتن ووقفه؛ فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ؛ فلذلك حكم عليه بالخطأ. وأما على طريقة المصنف [يعني: النووي] تبعًا لابن الصلاح وغيره: فالرفع عندهم مُقَدَّم؛ لما مع الرفع من زيادة العلم" أ. هـ. قلت: وهو كما قال. ووقع في كلام الطبراني: أن يحيى بن كثير تفرد برفع الحديث عن شعبة. قلت: بل تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث -وهو ثبت في شعبة-: أخرجه البيهقي. وللحديث طريق أخرى مرفوعة؛ فأخرجه أبو إسحاق المزكي في "الفوائد المنتخبة" (1/ 150/ 1) من طريق عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم عن أبي هاشم الرماني به مرفوعًا.

توضأ فأسبغ الوضوء، ثم قال عند فراغه من وضوئه: سبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهمّ وأتوب إليك؛ خُتِمَ عليها بخاتم، فوُضِعَت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة". نوع آخر: 32 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا سويد بن نصر (قال) (¬1): أخبرنا عبد الله عن حيوة بن شريح (قال) (1): أخبرني زهرة بن معبد أن ابن عمه أخي أبيه حدثه أن عقبة بن عامر (حدثه) (¬2) قال: قال لي عمر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير عيسى بن شعيب وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب"، وهذا يقوي المرفوع. وتابعهم على الرفع: قيس بن الربيع -وهو ضعيف- عن أبي هاشم به مرفوعًا؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 975/ 388) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 248) -. وقيس صدوق، لكنه تغير لما كبر؛ فأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه؛ فحدث به؛ كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 975/ 389)، وأبو بكر الشافعي في "فوائده" (3/ 257/ 1) من طريق الوليد بن مروان عن أبي هاشم الرّماني به مرفوعًا. والوليد هذا؛ مجهول. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه المرفوعة صحيح بلا ريب -وبخاصَّة طريق يحيى بن كثير، وعبد الصمد بن عبد الوارث-، والموقوف لا يخالفه وإن قدمه النَّسائي والبيهقي على المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 250): "وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى؛ فهذا مما لا مجال للرأي فيه؛ فله حكم الرفع، والله أعلم" أ. هـ. وقال في "النكت الظراف" (3/ 447): "ومثله لا يقال من قبل الرأي؛ فله حكم المرفوع" أ. هـ. 32 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (174/ 84) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) زيادة من "م" و "هـ".

الخطاب - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من توضأ؛ فأحسن الوضوء، ثم رفع بصره إلى السماء؛ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله؛ فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء". نوع آخر: 33 - أخبرني أحمد بن الحسن بن هارون الصَّباحي قال: حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبو سعيد (¬1) الأعور عن أبي سلمة عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (1/ 44/ 170)، وأحمد في (مسنده) (1/ 19)، والدارمي في "سننه" (4/ 268/ 761 - فتح المنان) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "نتائج الأفكار" (1/ 242) -, وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 162/ 180 و 213 - 214/ 249)، والفاكهي في "حديثه" (458/ 228) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 242) - بطرق عن عبد الله بن يزيد المقرىء عن حيوة به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 311 / 524 - ط. دار الوطن)، و "مصنفه" (1/ 4 و 10/ 451 - 452/ 9945) - و"إرواء الغليل" من طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 283 - 284/ 916) -، وأحمد (4/ 150 - 151)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (3/ 393/ 654) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن زهرة به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة ابن عم زهرة، وبه أعله الحافظ - رحمه الله -. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف أبي داود" (32)، و"إرواء الغليل" (1/ 135)، وأصل الحديث في "صحيح مسلم" (234) دون قوله: "رفع بصره إلى السماء". 33 - إسناده ضعيف، أخرجه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 58/ 2068) من طريق المصنف به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 100/ 1441) - ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 18) -، ومحمد بن سنجر في "مسنده"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (2/ 368)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/ 342 - 343 و 3/ 174) بطرق عن أبي سعد البقال به. ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، والصواب: أبو سعد؛ كما في كتب التراجم.

"من توضأ؛ فأحسن الوضوء ثم قال عند فراغه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين؛ فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء" (¬1). نوع آخر: 34 - حدثنا (أبو القاسم) (¬2) ابن منيع قال: ثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد (قال) (¬3): حدثنا حسين (ابن علي) (¬4) الجعفي (عن عمرو بن عبد الله بن موهب أبي معاوية النخعي) (4) قال: حدثنا أبو الحواري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - (ح) وحدثنا عبد الرحيم بن محمد بن عمرو حدثنا زياد بن أيوب حدثنا أبو نعيم حدثنا عمرو بن عبد الله النخعي أبو معاوية ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه أبا سعد البقال الأعور، وهو سعيد بن المرزبان ضعيف ومدلس. وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 239)، وشيخنا الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 135). 34 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن ماجه (1/ 159/ 469)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 974/ 385) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 252) -، وأبو الحسن بن القطان في "زياداته على سنن ابن ماجه" (1/ 159) بطرق عن أبي نعيم به. وأخرجه ابن ماجه (1/ 159/ 469)، وابن أبي شيبة فى "مصنفه" (1/ 4 و 10/ 451/ 9944) عن زيد بن الحباب به. وأخرجه ابن ماجه (1/ 159/ 469)، وابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 309/ 522 - ط. دار الوطن)، وأحمد (3/ 265)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 974/ 386) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 252) - بطرق عن عمرو به. قال الحافظ: "ومدارها على عمرو -وهو صدوق- عن زيد العمي، وهو بصري ضعيف عند الجمهور". ¬

_ (¬1) سقط هذا الحديث من كثير من النسخ المطبوعة. (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) ساقطة من "ل".

13 - باب ما يقول إذا أصبح

قال: حدثني زيد العمي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - (ح) وأخبرنا ابن منيع حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا زيد بن الحباب عن عمرو بن عبد الله بن موهب النخعي عن زيد العمي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - (ح) وأخبرني محمد بن أحمد بن عثمان حدثنا إبراهيم بن نصر حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا زائدة عن [عمرو بن] (¬1) عبد الله بن موهب عن زيد العمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يتوضأ، فيحسن الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ثلاث مرات؛ إلا فتح الله له ثمانية أبواب الجنة من أيها شاء دخل". لفظ حسين الجعفي وأبي نعيم (¬2). 13 - باب ما يقول إذا أصبح 35 - أخبرنا أبو خليفة (قال: حدثنا مسدد) (¬3) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: حدثني سلمة بن كهيل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 68): "هذا إسناد فيه زيد العمي وهو ضعيف". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 115 - بتحقيقي): "إسناده ضعيف". 35 - إسناده حسن؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 926 - 927/ 294) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 379) - عن أبي خليفة به. وأخرجه مُسدّد بن مسرهد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 340/ 8166) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (133/ 1)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 77/ 6591 و 10/ 239/ 9326) - ومن طريقه أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة ¬

_ (¬1) سقطت من "الأصول"، والاستدراك من مصادر التخريج؛ وهو الذي يدل عليه بقية الأسانيد التي ذكرها المصنف. (¬2) سقط التحويل الثاني والثالث من كثير من النسخ المطبوعة. (¬3) ساقطة من "م".

أبزى عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ الغفاري في "مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -" (69 - 70/ 41)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 468/ 1930)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 358 - 359/ 341 - رواية الحسن بن على الجوهري) -, وأحمد (3/ 407) بطرق عن يحيى بن سعيد القطان به. هكذا رواه أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسدد، وعمرو بن علي الفلاس عن يحيى به. وخالفهم محمد بن بشارة فرواه عن يحيى القطان عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أصبحنا ... " الحديث. فزاد في السند (ذرًا)، وأبهم التابعي، ولم يسمه: أخرجه النسائي (134/ 2) عن محمد به. قلت: وهي رواية شاذة؛ لمخالفة محمد الحفاظ الأربعة. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1231): "ولا أشك في شذوذها؛ لمخالفتها الجماعة". وقد توبع القطان؛ فأخرجه النسائي (343 و 344)، وأحمد (3/ 407)، والدارمي في "سننه" (2/ 292) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 379 - 380) -، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 19/ 26)، وابن طولون فى "الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة للصانع" (41/ 38)، والرافعي في "التدوين" (4/ 42) من طريق أبي داود الحفري وقاسم بن يزيد ومحمد بن يوسف الفريابي ووكيع وعصام بن يوسف، خمستهم عن الثوري به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن، ورجاله محتج بهم في "الصحيح" إلا عبد الله بن عبد الرحمن وهو حسن الحديث؛ كما قاله الإمام أحمد". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 116): "رواه أحمد والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح". وصححه النووي في "الأذكار" (1/ 273 - بتحقيقي)، والحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 327). وخالف الثوريَّ شعبةُ بن الحجاج؛ فرواه عن سلمة بن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه (مثل رواية محمد بن بشار): أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (3 و 345)، وأحمد (3/ 406 و 407)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (27) بطرق عن شعبة به. وقد سمى الإمام أحمد الرجل المبهم: سعيد بن عبد الرحمن. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1231 - 1232):

"أصبحنا (¬1) على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ـــــــــــــــــــــــــــــ "ومخالفة شعبة لسفيان -وهو الثوري- تعتبر شاذة؛ لأنه أحفظ منه باعتراف شعبة نفسه، ولكن من الممكن أن يقال: إن سلمة ثقة ثبت، وكان يرويه على الوجهين: مرة عن عبد الله بن عبد الرحمن؛ فحفظه سفيان، ومرة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن؛ فحفظه شعبة. وإن مما يقرب ذلك أن (عبد الله) و (سعيدًا) أخوان. قال الأثرم: قلت لأحمد: سعيد وعبد الله أخوان؟ قال: نعم، قلت: فأيهما أحب إليك؟ قال: "كلاهما عندي حسن الحديث"" أ. هـ. ثم قال - رحمه الله -: "فلا يبعد أن يكون كلُّ منهما سمع الحديث من أبيهما عبد الرحمن؛ فرواه سلمة عن عبد الله مباشرة، وعن سعيد بواسطة (ذر)؛ فروى عنه كل من سفيان وشعبة ما سمع، وكلاهما ثقة حافظ، ولعل هذا الجمع أولى من تخطئة شعبة، والله أعلم. وعلى كل حال؛ فالحديث صحيح؛ فإن الأخوين ثقتان، وإن كان سعيد أوثق، فقد احتج به الشيخان. وأما عبد الله، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 9)، وكذا ابن خلفون، وصحح له الحاكم (2/ 240 - 241)، والذهبي، وروى عنه جمع من الثقات؛ فقول الحافظ في "التقريب": "مقبول"، فهو غير مقبول، والأقرب قوله في "نتائج الأفكار" (2/ 380): "وهو حسن الحديث؛ كما قاله الإمام أحمد"؛ فالإسناد جيد، وبخاصة على الجمع المذكور بين روايتي سفيان وشعبة" أ. هـ. أما الحافظ ابن حجرة فقال في "نتائج الأفكار" (2/ 379) عن هذا الاختلاف: "ومع هذا الاختلاف لا يتأتى الحكم بصحته، والله المستعان"؛ فتعقبه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1233 - 1234): "أقول: ليس كل اختلاف له حظ من النظر؛ فإن الراجح يقينًا رواية سفيان على رواية شعبة، ومثل هذا لا يخفى على مثل الحافظ؛ فالظاهر أنه لم يتيسر له إمعان النظر في روايتيهما، كيف لا، وهو الذي ذكر في ترجمة (سفيان) عن شعبة أنه قال: "سفيان أحفظ مني"، وبذلك جزم جماعة من الحفاظ كأبي حاتم، وأبي زُرعة، وابن معين، وصالح جزرة وغيرهم، وقال يحيى القطان: "ليس أحد أحبّ إليّ من شعبة، ولا يعدله أحد عندي، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان"؛ انظر: "السير" (7/ 237) " أ. هـ كلامه - رحمه الله -. تنبيهات على أوهام: الأول: وقع في كتاب "الأذكار" للنووي (1/ 238 - بتحقيقي) اسم صحابي الحديث عبد الله بن أبزى، وهو خطأ لم أتنبه له، والصواب: عبد الرحمن بن أبزى؛ فليصحح. ¬

_ (¬1) في "ل": "في نسخة: أصبحت".

وملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وما كان (¬1) من المشركين". نوع آخر: 36 - أخبرنا (¬2) أبو محمد بن صاعد حدثنا محمد بن زنبور قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن ـــــــــــــــــــــــــــــ الثاني: جاء في كتاب "الدعاء" للطبراني أن شيخه في هذا الحديث هو معاذ بن المثنى، وعند الحافظ في "نتائج الأفكار" من طريقه في "الدعاء" أن شيخه أبا خليفة، وكلاهما روى عن مسدد، ثم وقفت -بحمد الله- على مخطوط "الدعاء" للطبراني، والحديث فيه (ق 36/ ب) عن شيخه معاذ بن المثنى، فليحرر ما في "نتائج الأفكار". الثالث: وقع في "المصنف" لابن أبي شيبة (10/ 239 / 9326) متن آخر لكن السند نفسه، فالظاهر أنه دخل على الناسخ أو الطابع حديث في حديث؛ فلينظر. 36 - إسناده حسن؛ رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن زنبور، وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب"، لكن تابعه يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد العزيز به: أخرجه ابن ماجه (2/ 1272 / 3868). قلت: وهذا سند جيد رجاله ثقات رجال مسلم غير يعقوب بن حميدة قال الحافظ في "التقريب": "صدوق ربما وهم"؛ فمتابعته قوية. ولم يتفرد به عبد العزيز بن أبي حازم، بل تابعه عبد الله بن جعفر عن سهيل به: أخرجه الترمذي (5/ 466/ 3391): ثنا علي بن حجر عن عبد الله به. وقال. "هذا حديث حسن". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 527): "وهو كما قال؛ يعني: أنه حسن لغيره؛ كما نص عليه في آخر كتابه؛ وذلك لأن عبد الله بن جعفر هذا هو أبو جعفر المديني والد علي بن المديني، وهو ضعيف، ولكن يتقوى حديثه بمتابعة عبد العزيز بن أبي حازم إياه، وهو ثقة محتج به في "الصحيحين"، فلو قال الترمذي: حديث صحيح؛ لكان أقرب إلى الصواب! وقد رأيت ابن تيمية قد نقل عنه [في "الكلم الطيب" (31/ 20)] أنه قال: "حديث حسن صحيح"، وهذا هو الأولى به، ولكني لم أجد ذلك في نسختنا المشار إليها من الترمذي، والله أعلم" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) في "ل": "أنا". (¬2) في "ل" زيادة: "أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا أبو محمد بن صاعد".

أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أصبحتم؛ فقولوا: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النّشور (¬1) ". نوع آخر: 37 - حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا أحمد بن سليمان حدثنا حسين -يعني: الجعفي- عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله (¬2) عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن (¬3) بن يزيد عن عبد الله عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا ـــــــــــــــــــــــــــــ هكذا رواه عبد العزيز بن أبي حازم وعبد الله بن جعفر عن سهيل من قوله - صلى الله عليه وسلم - وأمره، وقد رواه آخرون عنه من فعله - صلى الله عليه وسلم - وهاك البيان؛ فأخرجه أبو داود (4/ 317/ 5068)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (564)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 609/ 1199)، وابن حبان في "صحيحه" (2354 - موارد)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 925 / 292)، وأبو العباس السرّاج في "البيتوتة" (23/ 3)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 112 / 1325)، و "الشمائل" (2/ 720/ 153)، وابن البخاري في "مشيخته" (2/ 924 - 925/ 230) - وعنه ابنُ جماعة في "مشيخته" (1/ 407 - 408 - تخريج البرزالي) -, وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 330 - 331) بطرق عن وهيب بن خالد عن سهيل به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (8)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 244/ 9340)، وأحمد (2/ 354 و 522)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 925/ 291)، وابن حبان في "صحيحه" (2355 - موارد)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (96)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 332) بطرق عن حماد بن سلمة عن سهيل به. وأخرجه ابن منده في "التوحيد" (1/ 285 / 135)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 18 - 19/ 25) عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن سهيل به. قال الحافظ: "هذا حديث صحيح غريب". وصححه النووي في "الأذكار" (1/ 221 - بتحقيقي)، وشيخنا الألباني في "الصحيحة" (1/ 525 / 262). 37 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (23) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "ل": "المصير". (¬2) في "م" و "هـ": "عبد الله"، وهو خطأ. (¬3) في "م" و "هـ": "عبد الله"، وهو خطأ.

أمسى: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد (لله) (¬1)، ولا اله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إنّي أعوذ بك من الجبن، والبخل، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر، وعذاب النار". وإذا أصبح قال: مثل ذلك -وزاد زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله يرفعه- قال: وإذا أمسى قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، (يحيي ويميت) (¬2)، وهو على كل شيء قدير". 38 - أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن بلال (قال) (¬3): حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا أبو إسرائيل عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 238 - 239/ 9325)، و"مسنده" (1/ 213 - 214/ 314) وعنه مسلم في "صحيحه" (4/ 2089/ 2723)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 431 - 432/ 5014)، وأبو نعيم في "المستخرج"- ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 336) -, وابن حبان في "صحيحه" (3/ 243 - 244/ 963 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (341 و 342) بطرق عن حسين بن علي الجعفي به. وأخرجه مسلم (4/ 2088)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (573)، وأحمد (1/ 440)، وأبو نعيم في "المستخرج" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 335) - ومن طريق أخرى (2/ 335) عن عبد الواحد بن زياد. وأخرجه مسلم (4/ 2089)، وأبو داود (5071)، والترمذي (3390)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (24)، وأبو نعيم في "المستخرج" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 335) - بطرق عن جرير بن عبد الحميد. ثلاثتهم (زائدة بن قدامة، وعبد الواحد بن زياد، وجرير بن عبد الحميد) عن الحسن بن عبيد الله به. وقال الترمذي: "حسن صحيح". ورواية زبيد التي ذكرها النسائي -ومن طريقه المصنف عقب الحديث-: أخرجها مسلم (4/ 2089). 38 - حسن لغيره؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 24/ 1170)، ¬

_ (¬1) سقطت من "ل". (¬2) ليست في "ل". (¬3) زيادة من "ل".

طلحة بن مصرف (¬1) عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أصبح وأمسى: "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إنّي أسألك (من) (¬2) خير هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ (¬3) بك من شرّ هذا اليوم وشرّ ما بعده، اللهم إنّي أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". نوع آخر: 39 - حدثنا الحسين بن محمد قال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا أبو قتادة قال: حدثنا أبو الورقاء قال: حدثنا ابن أبي أوفى قال: كان ـــــــــــــــــــــــــــــ و"الدعاء" (2/ 927/ 295) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 337) - من طريق غسان بن الربيع عن أبي إسرائيل به. قال الحافظ: "وسنده حسن". قلت: لعله يعني: لغيره، وإلا؛ فإن أبا إسرائيل الملائي، وهو إسماعيل بن خليفة؛ ضعيف لسوء حفظه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 114): "رواه الطبراني في "الكبير"؛ وفيه غسان بن الربيع وأبو إسرائيل المُلائي: كلاهما الغالب عليه الضعف، وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح" أ. هـ. قلت: لكن غسان بن الربيع توبع؛ تابعه إسماعيل بن أبان الورّاق -وهو ثقة-؛ كما عند المصنف، فتعصيب الجناية بأبي إسرائيل وحده أولى. ويشهد له في الجملة حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - السابق، والله أعلم. 39 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 472/ 530 - منتخب) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 381) -، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" (384/ 1085)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 928/ 296) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 381) -, وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (6/ 2052)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (89) بطرق عن أبي الورقاء به. ¬

_ (¬1) في "ل": "طلحة بن طلحة مصرف"، وهو خطأ. (¬2) زيادة من "م" و "هـ". (¬3) في "ل": "ونعوذ".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح قال: "أصبحنا وأصبح الملك لله - عز وجل -، والحمد لله، والكبرياء والعظمة لله، والخلق والأمر والليل والنّهار وما سكن فيهما لله - عز وجل -، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحًا، وأوسطه نجاحًا، وآخره فلاحًا يا أرحم الراحمين". نوع آخر: 40 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو الربيع قال: حدثنا يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح وإذا أمسى: "اللهمّ إنّي أسألك من فجأة الخير، وأعوذ بك من فجأة الشر؛ فإن العبد لا يدري ما يفجأه إذا أصبح وإذا أمسى". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب، وسنده ضعيف، وفائد هو ابن عبد الرحمن العطار معروف بكنيته؛ متفق على تضعيفه؛ قال أحمد: "متروك"، وقال البخاريُّ: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم الرازي: "أحاديثه بواطيل"" أ. هـ كلامه. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 114): "رواه الطبراني، وفيه فائد أبو الورقاء؛ وهو متروك". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 340): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف فائد أبي الورقاء" أ. هـ. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 67/2048): "وهذا سند ضعيف جدًا؛ أبو الورقاء: اسمه فائد بن عبد الرحمن الكوفي؛ قال الحافظ: "متروك، اتهموه"" أ. هـ. قلت: وهو كما قالوا؛ فالإسناد واه بمرة. 40 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (6/ 106/ 3371) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 386 - 387) بسنده سواء. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (469 - المنتقى) عن عمر بن شبة عن يوسف بن عطية به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب، ويوسف بن عطية؛ ضعيف جدًا". وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 115)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 345). قلت: وهو كما قالوا؛ فالإسناد واه بمرة.

نوع آخر: 41 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن منصور قال: حدثنا أبو نعيم عن عبادة بن مسلم قال: حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم: أنه كان جالسًا مع ابن عمر - رضي الله عنهما- فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه حين يصبح: "اللهم إني أسالك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسالك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي (¬1)، وآمن روعاتي (¬2)، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي". ـــــــــــــــــــــــــــــ 41 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 282)، و"الكبرى" (4/ 467 /7971)، و "عمل اليوم والليلة" (566) - ومن طريقه قوام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 230 / 330) - بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 239 - 240/ 9327)، وعبد بن حميد في "مسنده" (2/ 46 - 47/ 835 - منتخب) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 361) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 932 - 933/ 305)، و"المعجم الكبير" (12/ 263 / 13296) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (14/ 192 - 193)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 361 - 362) -, والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 22 - 23/ 32)، و"الأسماء والصفات" (1/ 346/ 278) بطرق عن أبي نعيم الفضل بن دكين به. وأخرجه أبو داود (4/ 318 - 319/ 5074)، والنسائي في "المجتبى" (8/ 282)، و"الكبرى" (4/ 466 - 467/ 7970)، وابن ماجه (2/ 1273 - 1274/ 3871)، وأحمد في "مسنده" (2/ 25) - ومن طريقه الحاكم (1/ 517 - 518) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 609 - 610/ 1200)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 240/9328)، وابن حبان في "صحيحه" (2356 - موارد) وغيرهم بطرق عن عبادة بن مسلم به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا. ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "ساكنة الواو، جمع عورة". (¬2) في "ل" بين السطور: "خوفي".

قال جبير: وهو الخسف. (قال عبادة) (¬1): لا أدري قول رسول (¬2) الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال جبير. نوع آخرة 42 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى في حديثه عن ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن ربيعة بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبادة بهذا السند". قلت: إسناده صحيح؛ رجاله ثقات. تنبيهات: الأول: قال النووي في "الأذكار" (1/ 231 - بتحقيقي): "وروينا بالأسانيد الصحيحة"؛ فتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" بقوله: "وقول الشيخ بالأسانيد الصحيحة يوهم أن له طرقًا عن ابن عمر، وليس كذلك". الثاني: وقع عند أبي داود وابن ماجه تفسير "الخسف" لوكيع؛ لأنهما روياه من طريقه. وعند الباقين تفسيره لجبير. وتردد عبادة في رفعه؛ فقال الحافظ: "فكأنه لم يحفظ تفسيره منقولًا؛ فقاله من قبل نفسه، والله أعلم". 42 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، كما في "تحفة الأشراف" (6/ 404/ 8976)، و "تهذيب الكمال" (15/ 391) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2361)، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 360)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 933 - 934/ 307) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (15/ 391) - بطرق عن ابن وهب به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (137/ 7)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 360)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 295/ 1754)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (72/ 166)، والطبراني -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1746/ 4425 و 1858/ 4679) -، وابن منده في "معرفة ¬

_ (¬1) غير موجودة في "هـ". (¬2) في "ل": "النبي".

أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن عباس (¬1) - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يصبح: اللهمّ ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك؛ فمنك (وحدك) (¬2) لا شريك ـــــــــــــــــــــــــــــ الصحابة" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 359) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 89/ 4368) بطرق عن عبد الله بن مسلمة القعنبي. وأخرجه أبو داود (4/ 318/ 5073) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 362) من طريق يحيى بن حسان. وأخرجه أبو داود (5073)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 443)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 294/ 1753)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2163 و 2165)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 27 - 28/ 41)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 115 - 116/ 1328) بطرق عن إسماعيل بن أبي أويس. وأخرجه ابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 36) - من طريق يحيى بن صالح، جميعهم عن سليمان بن بلال به. قلت: إسناده ضعيف؛ لأن مدار الحديث على عبد الله بن عنبسة، وهو مجهول، ومع ذلك جوّد إسناده النووي في "الأذكار" (1/ 230/211 - بتحقيقي)، وحسنه الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 360)؛ فلم يصيبا في ذلك، كيف والحافظ يقول عن عبد الله بن عنبسة في "التقريب": "مقبول"؛ أي: عند المتابعة، وإلا؛ فلين، ولم يتابع عليه. تنبيهات: الأول: وقع عند المصنف وغيره أن صحابي الحديث عبد الله بن عباس، وهو خطأ صوابه عبد الله بن غنام البياضيّ؛ كما صرح بذلك أئمة الفن: قال أبو نعيم في "المعرفة" (3/ 1746) - ونقله عنه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 258)، وابن حجر في "النتائج" (2/ 361) -: "من قال فيه: ابن عباس؛ فقد صَحّف". وقال ابن عساكر في "الأطراف": "هو خطأ". ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، والصواب: غَنّام، كما في "سنن أبي داود"، و "عمل اليوم والليلة" للنسائي (7)، وأما في "عمل اليوم والليلة" له؛ كما في "تحفة الأشراف" (6/ 404/ 8976) من رواية يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب قال: "ابن عباس"، وهو خطأ، والحديث غير موجود في نسخة "عمل اليوم والليلة" للنسائي المطبوعة بتحقيق فاروق حمادة من رواية يونس بن عبد الأعلى. فليستدرك. (¬2) سقطت من "ل".

لك؛ فلك الحمد، ولك الشكر؛ فقد أدى شكر ذلك اليوم". نوع آخر: 43 - أخبرني جعفر بن عيسى قال: حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا علي بن قادم (قال) (¬1): حدثنا جعفر الأحمر عن ثعلبة بن يزيد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال إذا أصبح وإذا أمسى: ربي الله (الذي) (¬2) لا إله إلا هو العلي العظيم، توكلت على الله (¬3) ـــــــــــــــــــــــــــــ وكذا قال المزي في "تهذيب الكمال" (15/ 424)، و"تحفة الأشراف" (4/ 404). وانظر: "الإصابة" (2/ 357)، و "تهذيب التهذيب" (5/ 345). وكذا شيخنا - رحمه الله - في تعليقاته على "الكلم الطيب" (ص 35)، وأعله بعبد الله بن عنبسة. قلت: وهو كما قالوا، ولا يرد على هؤلاء الفحول: ما أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 933/ 306) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1746/ 4425 و 6/ 3064/ 7086)، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 390 - 391) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2164)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 64) من طريق سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس به. قال الطبراني: "وهكذا رواه سعيد بن أبي مريم، قال: عن عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس، وخالفه ابن وهب وغيره". قلت: رواية سعيد بن أبي مريم شاذة؛ لأنه خالف الجماعة. 43 - إسناده ضعيف؛ أخرجه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 139 - 140/ 1310) من طريق المصنف به. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 392): "ورواته موثقون إلا علي بن قادم والأحمر؛ فإنهما ضعيفان من قبل التشيع". قلت، جعفر الأحمر؛ صدوق؛ كما في "التقريب"، وعلي بن قادم ضعفه ابن معين وابن سعد وابن عدي، وقال أبو حاتم: محله الصدق؛ وقال ابن قانع: ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) سقطت من "ل". (¬3) في "ل": "عليه".

وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، ثم مات دخل الجنة". ـــــــــــــــــــــــــــــ صالح، ووثقه العجلي وابن خلفون، وفي "التقريب": "صدوق يتشيع" فمثله حديثه حسن -إن شاء الله- ما لم يخالف، لكن خولف علي بن قادم في حديثنا هذا؛ فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 935/ 309) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (28/ 500 - 501)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 392) - عن حفص بن عمر عن مالك بن إسماعيل عن جعفر الأحمر عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر دعاء (سيد الاستغفار). فقد خولف علي بن قادم في سنده ومتنه، ولا شك أن روايته ضعيفة؛ لأن مالك بن إسماعيل ثقة ثبت، وهو أوثق بكثير من على، ومما يؤكد هذا: أن جمعًا من الثقات رووا هذا الحديث عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بدعاء سيد الاستغفار؛ وليس ما فيه؛ كما عند المصنف؛ فرواية المصنف منكرة لضعفها ومخالفتها. فأخرجه أبو داود (5070)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (20 و 466 و 579)، وابن ماجه (2/ 1274/ 3872)، وأحمد (5/ 356)، والبزار في "مسنده" (1/ 273/ 564 - كشف)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 935/ 309) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (28/ 500 - 501)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 323) -، وابن حبان في "صحيحه" (2353 - موارد)، والحاكم (1/ 514 - 515)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 22/ 31)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 95 - 96/ 1309)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب" في "الدعاء" (91)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (465 - المنتقى) من طريق زهير بن معاوية وعيسى بن يونس وإبراهيم بن عيينة، ثلاثتهم عن الوليد بن ثعلبة به. قال ابن حجر: "هذا حديث حسن صحيح، والوليد بن ثعلبة قد وثقه يحيى بن معين، وكنت أظن أن روايته هذه شاذة، وأنه سلك عن الجادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة عن أبيه: أخرجها ابن السني؛ فبان أن للحديث عن بريدة أصلًا". قلت: مما سبق يتبين أن جعفر الأحمر خالف ثلاثة من الثقات في متن الحديث؛ فروايته شاذة، لكن في السند إليه من هو أضعف منه وهو علي بن قادم؛ فتعصيب الجناية به أولى، والله أعلم. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يصح.

نوع آخر: 44 - أخبرنا أبو عروبة قال: حدثنا معلل بن نفيل قال: حدثنا موسى بن أعين عن ليث عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال إذا أصبح: اللهمّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبد ك وأنا على عهدك (ووعدك) (¬1) ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء (¬2) بنعمتك علي، وأبوء بذنبي؛ فاغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فإن مات من يومه مات شهيدًا، وإن مات من ليلته مات شهيدًا". نوع آخر: 45 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أنس بن عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 44 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ تفرد به المصنف. قلت: فيه ليث بن أبي سليم وهو ضعيف؛ لسوء حفظه واختلاطه، لكن يقويه الطريق السابقة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه. وله شاهد أخرجه البخاري في "صحيحه" (6306) من حديث شداد بن أوس به. وبالجملة: فحديث سيد الاستغفار ثابت عن بريدة بن الحصيب وشداد بن أوس - رضي الله عنهما -. قال الحافظ في "فتح الباري" (11/ 99): "وكأن من صححه جوّز أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين". 45 - إسناده ضعيف، (وهو حديث حسن)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (15) - وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 85/3075) - بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 132/ 852 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 939/ 317) من طريق قتيبة بن سعيد به. وأخرجه أبو داود (4/ 323 - 324/ 5089)، والدارقطني في "العلل" (3/ 8)، ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) في "ل" بين السطور: "أي: أقر وأعترف".

عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن (¬1) النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: بسم الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 72) - ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (93)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 433/ 309)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 349) -، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 144/ 862 - إحسان)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 19/ 357)، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 349)، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 197)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 83/ 3073 و 3074)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 939 - 940/ 317)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 124/ 72)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 113/ 1326)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 349) بطرق عن أنس بن عياض به. قلت: إسناده رجاله ثقات؛ لكن خولف أنس بن عياض فيه؛ فرواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن أبي مودود عن رجل قال: حدثني من سمع أبان بن عثمان عن أبيه مرفوعًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (16)، و "الكبرى"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 350)، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" (2/ 205/ 2105) عن أبي زرعة ومحمد بن علي وعمرو بن منصور عن عبد الله بن مسلمة القعنبي به. وخالفهم أبو داود وزيد بن الحباب؛ فروياه عن أبي مودود عمن سمع أبان به: أخرجه أبو داود (5088)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 238/ 9324). وتابع عبد الله بن مسلمة عبدُ الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي: أخرجه علي بن المديني في "العلل"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 350)، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" (2070)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/ 42). قلت: وهذا هو الصواب، ولذلك قال الدارقطني في "العلل" (3/ 8): "وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي؛ فقد وهم؛ قاله أبو ضمرة أنس بن عياض". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 350): "وهي علّة خفية راجت على البزار وابن حبان". وللحديث طريق آخر؛ فأخرجه الطيالسي في "مسنده" (79)، والترمذي (5/ 465/ 3388)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (291/ 346)، وابن ماجه (2/ 1273/ 3869)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 115/ 660)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 85/ 3076)، وأحمد (1/ 62 - 63 و 66)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 328/ 1779)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (463 - منتقى) , ¬

_ (¬1) في "ل": "عن".

الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السّميع العليم؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ والحاكم (1/ 514)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 18/ 2)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 434/ 310)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 347) بطرق عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبيه به. قال الدارقطني في "العلل" (3/ 9): "وهذا متصل، وهو أحسنها إسنادًا". وقال الحافظ: "هذا حديث حسن صحيح". قلت: وهو كما قالا، أما ما أخرجه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 23) عن أحمد بن حنبل من أن أبان بن عثمان لم يسمع من أبيه شيئًا، فمردود بما يأتي: 1 - في هذا الحديث تصريح بسماعه. 2 - أخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 451)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 643) من طريقين عن ابن وهب عن مالك حدثني عبد الله بن أبي بكر: أن أبا بكر -هو ابن محمد بن عمرو بن حزم- كان يتعلم من أبان بن عثمان. فقال مالك: "وكان أبان علم أشياء من القضاء من أبيه عثمان". قلت: وهذا إسناده صحيح كالشمس، وفيه إثبات سماع أبان من أبيه عثمان بن عفان - رضي الله عنه -. 3 - قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/ 97): "حديثه في صحيح مسلم مصرح بالسماع من أبيه". قلت: يشير إلى ما أخرجه مسلم (2/ 1030 /1409): حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن نافع عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيد الله أراد أن يزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبيرة فأرسل إلى أبان بن عثمان يحضر ذلك وهو أمير الحج، فقال أبان: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب". قلت: ثبت سماعه من أبيه في الحديث المذكور من طرق شتى، وبذلك؛ فقد صح سماع أبان من أبيه عثمان، ولله الحمد من قبل ومن بعد. وأما ما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (17 و 18) بأنه موقوف على أبان؛ فلا تعارض بين وقفه ورفعه، فكأن أبان كان ينشط فيرفعه تارة، ولا يرفعه أخرى. لطيفة وعبرة: جاء في نهاية هذا الحديث ما يأتي: "وكان أبان قد أصابه فالج؛ فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إلي؟! فوالله ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت؛ فنسيت أن أقولها". قلت: وفي ذلك عبر، منها: 1 - الغضب آفة تحول بين المرء وعقله.

فإن قالها حين يمسي؛ لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح، وإن قالها حين يصبح؛ لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي". نوع آخر: 46 - أخبرنا حامد بن شعيب قال: حدثنا سريج بن يونس قال: حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم (¬1) عن أبي هريرة - رضي الله عنه-: أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت؛ قال: "قل: اللهمّ فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربّ كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي و (من) (¬2) شر الشيطان الرّجيم وشركه (¬3) "؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ 2 - إذا أراد الله إنفاذ قدرة صرف العبد عما يحول بينه وبين ذلك. 3 - الدعاء يرد القضاء. 4 - شدة حرص رواة الحديث في التحمل والأداء. 5 - قوة يقين السلف الصالح على الله، وتصديقهم الجازم بما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 46 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (4/ 316 - 317/ 5067)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (380/ 567)، و "السنن الكبرى" (4/ 403/ 7699)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 612/ 1203)، و "خلق أفعال العباد" (140 و 141 و 586 و 587)، وأبو يعلى في "المسند" (1/ 78/ 77) - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 113 - 114/ 31) -, وأحمد بن منيع في "مسنده" - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 113/30) - وعنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 343) -، والحاكم (1/ 513)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 383 - 384/ 379 - رواية الحسن بن علي الجوهري)، والشجري في "الأمالي" (1/ 236) بطرق عن هشيم به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "في نسخة: عامر". (¬2) ليست موجودة في "ل". (¬3) في هامش "ل": "بكسر الشين وسكون الراء على الإشراك، أي: ما يدعو إليه، ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى". قلت: ويروى بفتحتين؛ أي: حبائله ومكائده، والأول أظهر وأشهر.

قال: "قلها: إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". نوع آخر: 47 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن السَّرح (¬1) قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو بن الحارث: أن سالمًا الفراء حدثه: أن عبد الحميد مولى (بني) (¬2) هاشم حدثه: أن أمَّه حدثته - وكانت تخدم بعض بنات النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أن ابنة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - حدثتها: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمها؛ فيقول: "قولي حين تصبحين: سبحان الله وبحمده (ولا حول) (¬3) ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا؛ فإنه مَن قالهن حين يصبح (¬4)؛ حفظ حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي، حفظ حتى يصبح". ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح"، وصححه النووي في "الأذكار" (1/ 223 - بتحقيقي). وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 582). قلت: وهو كما قالوا، وصرح هشيم بالتحديث عند الحاكم. وللحديث شواهد من حديث أبي بكر الصديق، وعبد الله بن عمرو، وأبي مالك الأشعري - رضي الله عنهم -، وقد بسطت الكلام عليها في تخريج "شرح خطبة الحاجة" لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (ص 45 - 40)؛ فانظره غير مأمور. 47 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (12) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (6075) - ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 420 - 421/ 342)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 374 - 375) -، وأبو نُعيم في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 375)، والمزي في "تهذيب الكمال" (16/ 462) من طريق ابن وهب به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب". قلت: إسناده ضعيف؛ فيه مجهولان: عبد الحميد مولى بني هاشم وأمه. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "هو ابن بشر بن السَّرح". (¬2) و (¬3) ليست موجودة في "ل". (¬4) في "ل" زيادة: "يعني"، وكتب بين السطور: "ليس يعني في نسخه"، وفي الهامش: "في نسخه قد".

نوع آخر: 48 - (أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه) (¬1) حدثنا أبو المغيرة ثنا أبو بكر بن أبي مريم (قال) (¬2): حدثنا ضمرة بن حبيب بن صهيب عن أبي الدرداء عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن النبي (¬3) - صلى الله عليه وسلم - (علمه) (¬4) دعاء (¬5) وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم قال: "من ـــــــــــــــــــــــــــــ 48 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أحمد (5/ 191) - ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (94) -, وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 181/ 416)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 119 - 120/ 4803)، و"مسند الشاميين" (2/ 351 - 352/ 1481)، و "الدعاء" (2/ 942 / 321)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 421/-422/ 343)، و"الدعوات الكبير" (1/ 29 / 43) بطرق عن أبي المغيرة به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2/ 463 - 465/ 842) من طريق منصور بن أبي مزاحم عن إسماعيل بن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم به. وأخرجه الحاكم (1/ 516 - 517) - وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 28 - 29/ 42) من طريق علي بن خشرم: حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم به، إلا أنه لم يذكر أبا الدرداء فيه. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"؛ فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: أبو بكر ضعيف؛ فأين الصحة؟ ". قلت: وهو كما قال؛ بل إن أبا بكر شديد الضعف؛ كما صرح بذلك الدارقطني في "سؤالات البرقاني"؛ فقال: "متروك". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 157 / 4932)، و"مسند الشاميين" (2013)، و"الدعاء" (2/ 941 - 942/ 320): حدثنا بكر بن سهل: ثنا عبد الله بن ¬

_ (¬1) في "ل":"أخبرني جعفر بن عيسى قال: وحدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا علي بن قادم"، وهو خطأ. (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "ل": "رسول الله". (¬4) ليست في "ل". (¬5) في "ل": "دعاه".

قال حين يصبح (¬1): لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وإليك، ما قلت من قول أو نذرت من نذر أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديه ما شئت منه كان وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك، إنك (¬2) على كل شيء قدير، اللهم وما صليت من صلاة؛ فعلى من صليت، وما لعنت من لعن؛ فعلى من لعنت، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفّني مسلمًا وألحقني بالصالحين". نوع آخر: 49 - حدثنا أبو عروبة قال. حدثنا سلمة بن شبيب ح (قال) (¬3): وأخبرنا ابن منيع قال: حدثنا هارون بن عبد الله قالا: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا عثمان بن موهب مولى بني هاشم قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة - رضي الله عنها-: "ما يمنعك أن تسمعي (¬4) ما أوصيك به؟! تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث". ـــــــــــــــــــــــــــــ صالح: حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب عن زيد بن ثابت به بإسقاط أبي بكر بن أبي مريم وأبي الدرداء. قلت: وعبد الله بن صالح وبكر بن سهل، ضعيفان، بل إن بكرًا أشد ضعفًا من عبد الله واتهُم بالكذب، والصواب إثباتهما. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 113): "رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف". 49 - إسناده حسن؛ أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 25/ 3107 - كشف)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 300/ 2319) - وعنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 385) - من طريق سلمة بن شبيب به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (381/ 570) - ومن طريقه الضياء ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، وفي "مسند أحمد": "قل كل يوم حين تصبح"، وهو المناسب للسياق. (¬2) في "ل": "أنت". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "ل": "تستمعي".

زاد هارون: "وأصلح ليا شأني (كله) (¬1)، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين (أبدًا) (¬2) ". نوع آخر: 50 - حدثنا ابن منيع قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن داود بن سليك عن يزيد الرّقاشي عن أنس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ المقدسي في "الأحاديث المختارة" (16/ 300 - 301/ 2320) -, والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (466 - منتقى) - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 301/ 2321) -, وابن أبي الدنيا في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 385) - ومن طريقه الحاكم (1/ 545) - وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 285 - 286/ 213)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 301 - 302/ 2322) -، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "النتائج" (2/ 385) بطرق عن زيد بن الحباب به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 117): "رواه النسائي في "الكبرى" له والبزار بإسناد صحيح". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 117): "رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح؛ غير عثمان بن موهب وهو ثقة". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ لأن عثمان بن موهب لم يخرجا له شيئًا، ولعله اختلط عليهما؛ عثمان بن عبد الله بن موهب وهو ثقة أخرج له الشيخان. ولذلك قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 449/227): "وهذا سند حسن، رجاله كلهم ثقات؛ غير عثمان بن موهب، وهو غير عثمان بن عبد الله بن موهب؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 1/ 169) عن أبيه: "صالح الحديث"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 50 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه يزيد الرقاشي وهو متروك، وداود بن سليك لم يوثقه غير ابن حبان. ¬

_ (¬1) و (¬2) ليست موجودة في "ل".

مالك - رضي الله عنه - عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يصبح: أعوذ (بالله) (¬1) السّميع العليم من الشيطان الرّجيم؛ أجير من الشيطان حتى يمسي". نوع آخر: 51 - حدثنا عمر بن سهل قال: حدثنا محمد بن غالب (قال) (¬2): حدثنا عبد الصمد بن النعمان (قال) (2): حدثنا عبد الملك بن الحسين عن عبد العزيز بن رفيع عن ذكوان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصبح قال: "اللهمّ بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك حياتنا وموتنا، وإليك النشور، أعوذ بكلمات الله التّامّات (¬3) من شرّ السَّامّة (¬4) والهامّة (¬5)، وأعوذ بكلمات الله التامة من شرّ عذابه (¬6) وشرّ عباده". وإذا أمسى قال مثل ذلك غير أنه يقول: "وإليك المصير". نوع آخر: 52 - أخبرنا عبد الله بن زيدان (¬7) قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وضعفه شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (2/ 59/ 342). تنبيه: الحديث تفرد به ابن السني. 51 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه عبد الملك بن الحسين، وهو متروك. والحديث تفرد به المصنف. 52 - إسناده ضعيف. ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "ل": "التامة". (¬4) في "ل" بين السطور: "ذات السم". (¬5) في "ل" بين السطور: "الحية، وكل ذي سم"، وفي الهامش: "الهامة على المخوفة من الأخناس، والخناس: الشيطان". (¬6) في "م": "عقابه". (¬7) في "هـ" و "م": "يزيد"، والمثبت هو الصحيح الموافق لكتب الرجال.

زيد بن الحباب قال: حدثنا سفيان عن رجل عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ أن رجلًا شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يصيبه الآفات؛ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قُلْ إذا أصبحت بسم الله على نفسي وأهلي ومالي؛ فإنه لا يذهب لك شيء". فقالهن الرجل؛ فذهبت عنه الآفات. نوع آخر: 53 - أخبرنا كهمس بن معمر بن محمد الجوهري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الحميد البصري قال: حدثنا عمرو بن خالد الحراني قال: حدثنا ابن لهيعة عن أبي جميل الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة - رضي الله عنها-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أصبح يقول: "أصبحت يا رب أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك على شهادتي على نفسي أني أشهد أنك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمّدًا عبدك ورسولك، وأؤمن بك، وأتوكّل عليك". يقولهن (¬1) ثلاثًا. ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: فيه علتان: الأولى: زيد بن الحباب؛ يخطىء في روايته عن الثوري. الثانية: فيه الرجل المبهم. وقد ضعفه النووي في "الأذكار" (1/ 241/ 226 - بتحقيقي)، وانظر: "نتائج الأفكار" (2/ 387). 53 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/ 141/ 9356)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (470 - المنتقى) من طريق ابن لهيعة به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 119): "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي جميل الأنصاري، ولم أعرفه". قلت: وفيه ابن لهيعة؛ ضعيف. ¬

_ (¬1) في "ل": "يقولها".

نوع آخر: 54 - حدثني عزازة بن عبد الدايم (¬1) قال: حدثنا سليمان بن الربيع النهدي (¬2) (قال) (¬3): حدثنا كادح بن رحمة عن أبي سعيد العبدي -زوج أم سعيد- عن الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من قال حين يصبح: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد أنّ الله على كل شيء قدير؛ رُزِقَ خير ذلك اليوم وصرف عنه شرّه، ومن قالها من الليل؛ رزق خير تلك الليلة، وصرف عنه شرّها" نوع آخر: 55 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا مجاهد بن موسى قال: حدثنا بهز بن أسد قال: حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة ـــــــــــــــــــــــــــــ 54 - إسناده موضوع؛ فيه علل: الأولى: سليمان بن الربيع النهدي متروك؛ تركه الدارقطني والذهبي. الثانية: كادح بن رحمة متهم بالكذب؛ كما في "الكامل" (6/ 2103)، و "ميزان الاعتدال" (3/ 399). الثالثة: أبو سعيد العبدي لم أعرفه. الرابعة: الحسن مدلس، وقد عنعنه. والحديث تفرد به المصنف. 55 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 382 - 383/ 6950) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 388) - بسنده سواء. وأخرجه المصنف (111)، وأبو يعلى في "مسنده" (12/ 361/ 6930 و 431/ 6997)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (102)، وابن ماجه (925)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 234/ 9314)، و"مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 114)، وأحمد (6/ 294 و 305 و 318 و 322)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 244 - 1245/ 1533 - منتخب)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "مصباح ¬

_ (¬1) في "هـ": "عبد الله الدايم". (¬2) في "هـ": "الهندي"، وهو خطأ. (¬3) زيادة من "ل".

عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أصبح قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ الزجاجة" (1/ 114)، والطيالسي في "مسنده" (1/ 106/ 480 - منحة المعبود)، والطبراني في "الكبير" (23/ 250/ 686)، و"الدعاء" (2/ 1102/ 671)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 76/ 99)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 312 - 313) من طرق عن شعبة به. وأخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (1/ 114)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1102/ 672)، و"الكبير" (23/ 250/ 687)، وابن حجر في "النتائج" (2/ 314) عن أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة به. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 234/ 3191)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1101/ 669)، و"الكبير" (23/ 250/ 685)، والشجري في "الأمالي" (1/ 241 و 250)، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/ 625/ 255)، وابن حجر في "النتائج" (2/ 313 - 314) عن الثوري عن موسى بن أبي عائشة به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 250/ 688 و 689) من طريق مسعر بن كدام ومنصور بن المعتمر عن موسى بن أبي عائشة به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 114): "رجاله ثقات خلا مولى أم سلمة؛ فإنه لم يسمّ، ولم أر أحدًا ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله؟ ". وقال ابن حجر: "ورجال هذه الأسانيد رجال الصحيح إلا المبهم؛ فإنه لم يسم، ولأم سلمة موال وثقوا". قلت: فالإسناد ضعيف؛ لجهالة مولى أم سلمة. لكن تابعه الشعبي عند الطبراني في "الصغير" (1/ 260): حدثنا عامر بن إبراهيم بن عامر الأصبهاني حدثنا أبي عن جدي عامر بن إبراهيم عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان الثوري عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة: (وذكره). قال الطبراني: "لم يروه عن سفيان إلا النعمان، تفرد به عامر". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 111): "رواه الطبراني في "الصغير"، ورجاله ثقات". قلت: شيخ الطبراني وثّقه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 38)، وقال في أبيه (1/ 174): "خير فاضل"، وجده ثقة؛ كما في "التقريب" (1/ 386)، والشعبي ومن دونه ثقات؛ لكنه منقطع؛ لأن الشعبي لم يسمع من أم سلمة؛ كما فصلته تحت الحديث (رقم 177). وله شاهد من حديث أبي الدرداء: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (670). قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 351): "ورجال هذا الإسناد -أيضا- رجال الصحيح إلا أبا عمر؛ فإنه لا يعرف اسمه ولا حاله، وقيل: اسمه نَشيط، بفتح النون

"اللهمّ إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا". نوع آخر: 56 - حدثني عبيد الله (¬1) بن شبيب بن عبد الملك عن يزيد بن سنان (قال) (¬2): حدثنا عمرو (¬3) بن الحصين (قال) (2): حدثنا إبراهيم بن عبد الملك عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال إذا أصبح: اللهمّ أصبحت منك في نعمة وعافية وستر، فأتم عليّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدّنيا والآخرة ثلاث مرات إذا أصبح وإذا أمسى كان حقًا على الله - عَزَّ وَجَلَّ - أن يُتمّ عليه (نعمته) (¬4) ". نوع آخر: 57 - حدثني جعفر بن أحمد بن عبد السلام قال: حدثنا الربيع بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وكسر المعجمة، ويقال له: الصيني (بصاد مهملة مكسورة ونون) نسبة إلى الصين (الإقليم المشهور)، وقد روى عنه جماعة؛ فهو مستور، وأخرج له النسائي حديثًا غير هذا عن أبي الدرداء، ومنهم من أدخل بينه وبين أبي الدرداء أم الدرداء، والله أعلم". قلت: وبالجملة؛ فالحديث ضعيف؛ لاشتراكها في الجهالة والطبقة، ومتابعة الشعبي لا تقويه؛ لاحتمال أن يكون بينه وبين أم سلمة المولى المجهول الذي في الطريق الأولى، والله أعلم. تنبيه: ما وقع في كتبي خلاف هذا التحقيق؛ فمرجوع عنه. 56 - إسناده ضعيف جدًا. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 389): "عمرو بن الحصين؛ متروك باتفاقهم، واتهمه بعضهم بالكذب، والله المستعان! ". قلت: وهو كما قال، والحديث تفرد به المصنف. 57 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو داود (5076)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (3/ 1226) بطرق عن ابن وهب به. ¬

_ (¬1) في "هـ": "عبد الله"، وهو خطأ. (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "هـ" و"م": "عمر"، وهو خطأ. (¬4) ليست موجودة في "ل".

سليمان قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: حدثنا الليث بن سعد عن سعيد بن بشير النجاري (¬1) عن محمَّد بن عبد الرحمن بن البيلماني (¬2) عن أبيه عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يصبح: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه المصنف (80)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 943 - 944/ 323)، و"المعجم الكبير" (12/ 185/ 12991)، و"المعجم الأوسط" (8/ 280/ 8637) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (10/ 356 - 357)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 371) والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 100)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (457 انتقاء السلفي) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 371) والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 29 - 30/ 44) بطرق عن عبد الله بن صالح عن الليث به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب". وقال الإِمام النووي - رحمه الله - في "الأذكار" (1/ 236/217 - بتحقيقي): "لم يضعفه أبو داود، وقد ضعفه البخاري في "تاريخه الكبير"، وفي كتابه "كتاب الضعفاء" أ. هـ. قلت: قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 460): "سعيد بن بشير النجاري روى عن ابن البيلماني، روى عنه الليث، لا يصح حديثه" أ. هـ. وقال في "التاريخ الكبير" (1/ 163)، و"الضعفاء الصغير" (329): "محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني منكر الحديث؛ كان الحميدي يتكلم فيه". ثم قال الحافظ: "والحديث ضعيف بغير سعيد؛ فإن شيخه ضعيف جدًا؛ قال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني، فالبلاء فيه منه، وقال ابن حبان: روى عن أبيه نسخة قدر مئتي حديث كلها موضوعة" أ. هـ. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 438): "إسناده ضعيف". وقال شيخنا - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (2/ 740/ 2394): "بإسناد ضعيف". وقال في "ضعيف سنن أبي داود" (1081): "ضعيف جدًا". ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "البخاري"، وهو خطأ. (¬2) في "هـ" و"م": "السلماني"، وهو خطأ.

وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)} الآيات كلها (¬1)؛ أدرك ما فاته في يومه ذلك، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته". نوع آخر: 58 - أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا الأغلب بن تميم قال: حدثنا الحجاج بن فرافصة عن طلق بن حبيب قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء - رضي الله عنه - فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك، قال: ما احترق (¬2) الله - عَزَّ وَجَلَّ - لم يكن ليفعل ذلك؛ لكلمات سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قالها (¬3) أول نهاره؛ لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح: "اللهمّ أنت ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: فالإسناد ضعيف جدًا؛ لأن ابن البيلماني متفق على ضعفه، وسعيد بن بشير النجاري ضعيف. 58 - إسناده ضعيف جدًا، أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 121 - 122)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 401) من طريق أبي القاسم البغوي -ابن منع- بإسناده به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 953 - 954/ 343) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 401) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (461 انتقاء السلفي)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 423/344)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (4/ 53 - 54)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 233 - 234/ 340) من طريق هُدبة بن خالد به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ والحجاج بن فرافصة بصري عابد، قال يحيى بن معين: لا بأس به، والأغلب الراوي عنه ضعيف جدًا؛ قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، والله أعلم" أ. هـ. وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 316): "أخرجه الطبراني في "الدعاء" من حديث أبي الدرداء بسند ضعيف" أ. هـ. ¬

_ (¬1) سورة الروم [17 - 19]. (¬2) "ل": "أي: بيتي". (¬3) "م" و"هـ": "قالهنّ".

ربي (¬1) لا إله إلا أنت، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أنّ الله على كل شيء قدير، وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علمًا، اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي، ومن شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم". نوع آخر (¬2): 59 - أخبرني عبد الرحمن بن حمدان قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة (¬3) قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا معان (¬4) أبو عبد الله ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ آفته الأغلب بن تميم؛ فإنه واه بمرة. 59 - ضعيف؛ أخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 953/ 1052 - بغية الباحث) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 304) - بإسناده به. قال الحافظ: "وهذا السند ضعيف؛ من أجل الرجل المبهم، ويبعد تفسير الصحابي ¬

_ (¬1) في "ل": "الذي". (¬2) سقطت من "هـ"، و"م". (¬3) في "م": "أمامة بن محمَّد"، وفي "هـ": "أسامة بن محمَّد" وهو خطأ، وفي "ل": "الحارث بن أبي أسامة"، وفي هامش "ل": "محمَّد"؛ أي: الحارث بن محمَّد، وهو الصواب؛ لأنه الحارث بن أبي أسامة، وانظر: "تذكرة الحفاظ" (2/ 619 - 620)، و"ميزان الاعتدال" (1/ 442 - 443)، و"سير أعلام النبلاء" (13/ 388)، و"تاريخ بغداد" (8/ 218 - 219)، و"شذرات الذهب" (2/ 178). (¬4) هكذا في "ل" و"م"، وفي "هـ": "عفان"، وفي "نتائج الأفكار" (2/ 304): "معاذ بن عبد الله". قلت: والصواب: "معان أبو عبد الله "؛ كما هو مثبت. قال الحافظ العراقي في "ذيل ميزان الاعتدال" (423/ 701): "معان أبو عبد الله لم ينسب، روى يزيد بن هارون عنه حدثني رجل عن الحسن قال: كنا جلوسًا مع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأتى فقيل له: أدرك فقد احترقت دارك! فقال: ما احترقت داري" الحديث. قال الحافظ سعد الدين الحارثي في عوالي يزيد بن هارون له: معان لست أعرفه". ونقل كلامه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (6/ 57) وقال: "وأظنه معان بن رفاعة الذي أخرجوا له". قلت: احتمال بعيد، فلم يذكر في الرواة عنه يزيد بن هارون!.

(قال) (¬1): حدثنا رجل عن الحسن قال: كنا جلوسًا مع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتي، فقيل له: أدرك، فقد احترقت دارك! فقال: ما احترقت داري، فذهب ثم جاء فقيل له: أدرك دارك فقد احترقت؛ فقال: لا والله، ما احترقت (داري) (¬2)، فقيل له: احترقت دارك وتحلف بالله ما احترقت! فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال حين يصبح: ربّي الله (الذي) (2) لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم، أشهد أنّ الله على كل شيء قدير، وأنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علمًا، أعوذ بالله الذي (¬3) يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم؛ لم يصبه في نفسه ولا أهله ولا ماله شيء يكرهه"، وقد قلتها اليوم (ثم قال) (¬4): انهضوا بناء؛ فقام وقاموا معه؛ فانتهوا إلى داره، وقد احترق ما حولها، ولم يصبها (¬5) شيء. نوع آخر: 60 - حدثني محمَّد بن بشر وإبراهيم بن محمَّد قالا: حدثنا إبراهيم بن ـــــــــــــــــــــــــــــ المذكور بأبي الدرداء؛ لأن الحسن البصري لم يلقه؛ قال أبو زُرعة الرازي: "الحسن عن أبي الدرداء مرسل"، ويحتمل أن يكون قوله: كنا جلوسًا: أراد من جلس مع أبي الدرداء من أقران الحسن، ولم يُرد إدخال نفسه معه، وقد قالوا في قوله: خطبنا ابن عباس بالبصرة أراد: خطب أهل البصرة، ولم يكن يومئذ بالبصرة، وهو تجوز بعيد" أ. هـ. وقال البوصيري في "مختصر إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 502 - 503/ 6817): "رواه الحارث بسند فيه راوه لم يُسمَّ". قلت: إسناده ضعيف؛ من أجل الرجل المبهم، ومعان أبو عبد الله؛ لا يعرف. ولا يشهد له ما قبله؛ لضعفه الشديد. 60 - ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/ 88)، والبزار ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) سقطت من "ل". (¬3) في "ل": "أعوذ بالذي". (¬4) سقطت من "ل". (¬5) في "ل": "يصبه".

مرزوق قال: حدثنا سعيد بن عامر عن أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي -وكان من الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يقول إذا أصبح: الحمد لله، ربّي الله لا أشرك به شيئًا، وأشهد أن لا إله إلا الله؛ إلا ظلّ يغفر له ذنوبه حتى يمسي، وإن قالها إذا أمسى؛ بات يغفر له (¬1) ذنوبه حتى يصبح". 61 - حدثني عبد الله بن محمَّد الحمّال قال: حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال: حدثنا الربيع بن بدر عن أبان عن عمرو بن الحكم عن عمرو بن معديكرب - رضي الله عنه - قال: سمعت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال حين يصبح: الحمد لله، ربي (الله) (¬2) لا أشرك به شيئًا، أشهد أن لا إله إلا الله؛ ظل مغفورًا له، ومن قالها (¬3) حين يمسي؛ بات مغفورًا له". ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 24/ 3104 - كشف الأستار)، وأبو القاسم البغوي في "معجمه"، والدارقطني في "الأفراد"، كما في "الإصابة في تمييز الصحابة" (1/ 15)، والطبراني في "الكبير" (1/ 231/635) من طريق سعيد بن عامر به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 116): "رواه البزار، وفيه أبان بن أبي عياش، وهو متروك". وقال الحافظ في "الإصابة" (1/ 15): "وأشار الدارقطني في "الأفراد" إلى أن أبان بن أبي عياش تفرد به وهو ضعيف". قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن أبان بن أبي عياش واه بمرة؛ فلا يفرح به، ولا كرامة. 61 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه المصنف (64) من طريق موسى بن جعفر بن موسى قال: حدثنا أحمد بن ملاعب به. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه الربيع بن بدر وشيخه أبان بن أبي عياش، وهما متروكان. ¬

_ (¬1) في نسخة: "مغفورًا". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "ل": "قال".

نوع آخر: 62 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا عثمان بن عبد الله الشامي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم عن زيد بن أرطأة عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح: لا إله إلا الله، والله أكبر؛ أعتق الله رقبته من النار". نوع آخر: 63 - حدثني ابن منيع قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة قال: حدثني محمَّد بن ثابت عن أبي حكيم مولى الزبير بن العوام عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من صباح يصبحه العبد إلا صرخ صارخ: أيها الخلائق سبّحوا الملك القدوس". ـــــــــــــــــــــــــــــ 62 - إسناده ضعيف جدًا، فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو متروك. 63 - إسناده ضعيفة أخرجه الترمذي (5/ 563/3569)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 148/ 98 - منتخب) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 390) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 95)، والشجري في "الأمالي" (1/ 225) بطرق عن زيد بن الحباب به. وقرن الترمذي وعبد بن حميد (عبد الله بن نمير) مع (زيد بن الحباب). قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وقال الحافظ: "هذا حديث غريب؛ وموسى بن عبيدة ضعيف، وأبو حَكيم -بفتح أوله- لا يعرف اسمه ولا حاله". قلت: وهو كما قال، ومحمد بن ثابت العبدي فيه لين. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف سنن الترمذي" (718): "إسناده ضعيف"، وضعفه -أيضًا- في "ضعيف الجامع الصغير" (5193). تنبيه: لفظ الجميع -عدا ابن السني-: "ما من صباح يصبح فيه العباد إلا مناد ينادي: سبحوا الملك القدوس". ولفظ ابن السني: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ رقم 658) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 391) -: ثنا أبو خيثمة ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا حزام العامري عن موسى بن عبيدة عن أبي حكيم عن الزبير به. قال الحافظ: "كذا رواه حزام بإسقاط محمَّد بن ثابت من السند، ورواية من زاد أثبت".

نوع آخر: 64 - أخبرني موسى بن جعفر بن قُرين (¬1) قال: حدثنا أحمد بن ملاعب قال: حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال: حدثنا الربيع بن بدر (¬2) (قال) (¬3): حدثنا أبان عن عمرو بن الحكم عن عمرو بن معديكرب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول (¬4) الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال حين يصبح: الحمد لله، ربي الله لا أشرك به شيئًا، أشهد أن لا إله إلا الله؛ ظل مغفورًا له، ومن قالها حين يمسي؛ بات مغفورًا له". نوع آخر: 65 - حدثنا يونس بن الفضل الطيالسي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي صالح السمان: أن أبا عياش (¬5) - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (94/ 10): "رواه أبو يعلى، وفيه موسى بن عبيدة؛ وهو ضعيف جدًا". وتحرف فيه (موسى) إلى (يوسف)؛ فليحرر. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 380): "وموسى ضعيف". 64 - ضعيف جدًا؛ تقدم برقم (61). 65 - إسناده حسن؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 948/ 332)، وابن خزيمة في "صحيحه"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 367) من طريق ابن وهب به. قلت: وهذا سند حسن رجاله ثقات غير سعيد، وهو صدوق. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 832/ 921)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 367) من طريق سليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر كلاهما ¬

_ (¬1) في "م " و"هـ": "موسى". (¬2) في هامش "ل"؛ "في نسخة: بُرد". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "ل": "النبي". (¬5) في "ل": "ابن عباس"، وهو خطأ.

عنه - كان يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، وهو على كل شيء قدير؛ كتب (له) (¬1) بهن عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، وكن كعشر رقاب، وكن حرزًا له في يومه حتى يمسي؛ ومن قال حين يمسي كن مثل ذلك حتى يصبح". فكأن رجلًا اتهمه فقال: أكثر أبو عياش (¬2) على نفسه؛ فنام الرجل فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال: يا رسول الله، إن أبا عياش (2) أخبر عنك بكذا وكذا، قال الرجل: فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي ثم قال: "صدق أبو عياش (2)، صدق أبو عياش، صدق أبو عياش". ـــــــــــــــــــــــــــــ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه به؛ لكن قالا: ابن عائش. قلت: وهذه متابعة قوية من سهيل بن أبي صالح -وهو صدوق- لسعيد؛ فهو بمجموعهما صحيح. وخالف حمادُ بن سلمة سليمانَ بن بلال وإسماعيل بن جعفر في اسم الصحابي؛ فرواه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي عياش (بدلًا من: ابن عائش). أخرجه أبو داود (5077)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (27)، وابن ماجه (3867)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 244/ 9339)، و"مسنده" (2/ 316/ 816)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2/ 483 - 484/ 870 و 871)، وأحمد (4/ 60)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 947 - 948/ 331)، و"المعجم الكبير" (5/ 248/ 5141)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1177/ 2987)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 365 - 366)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 366) وغيرهم بطرق عنه به. قال الحافظ: "هذا حديث صحيح ... ورجاله رجال مسلم، لكن خولف حماد في اسم الصحابي ... واتفاق إسماعيل وسليمان أرجح من انفراد حماد ... ولكن لا يقدح ذلك في صحة السند حتى ولو أبهم الصحابي" أ. هـ. ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) في "ل": "ابن عباس"، وهو خطأ.

نوع آخر: 66 - أخبرنا محمَّد بن خالد النيلي (¬1) قال: حدثنا مهلَّب بن العلاء قال: حدثنا شعيب بن بيان (¬2) قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم! "، قالوا: ومَن أبو ضمضم يا رسول الله؟ قال: "كان إذا أصبح ـــــــــــــــــــــــــــــ 66 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو الشيخ في "الثواب"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 393) من طريق المهلب بن العلاء به. قلت: هذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: شعيب بن بيان؛ صدوق يخطئ، يحدث بالمناكير، يغلب على حديثه الوهم. الثانية: مهلّب بن العلاء لم أجد له ترجمة. وبهما أعله شيخنا - رحمه الله - في"إرواء الغليل" (8/ 33)، لكن مهلّب بن العلاء توبع؛ تابعه إبراهيم بن المستمر عن شعيب به: أخرجه عبدان الأهوازي في "فوائده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 393)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (55/ 53). قلت: وإبراهيم هذا؛ صدوق يغرب؛ كما في "التقريب"، فالعلة من شيخهما شعيب. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 393): "وشعيب فيه لين، وقد خالفه حماد بن زيد -وهو من الأثبات-؛ فرواه عن أبي العوام (عمران القطان) عن قتادة، وعن هشام عن الحسن قالا: قال أبو ضمضم: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك. أخرجه الحاكم أبو أحمد في "الكنى" من طريق الصلت بن مسعود عن حماد هكذا مقطوعًا ليس فيه ذكر أنس ولا رفعه" أ. هـ. قلت: وتابعه معمر عن قتادة به مقطوعًا. أخرجه أبو داود (4886): ثنا محمَّد بن عبيد: ثنا ابن ثور، عن معمر به. قلت: وسنده صحيح إلى قتادة. وبالجملة؛ فالمحفوظ عن قتادة أنه مقطوع عليه، والمرفوع ضعيف. وللحديث طريق آخر عن أنس مرفوعًا؛ فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 137)، وأبو داود في "سننه" -معلقًا- (4/ 272)، والبزار في "مسنده" (12 /ق ¬

_ (¬1) في "هـ": "السبكي"، و"م": "البلي". (¬2) في "ل"، و"م". "سعيد بن سنان"، والمثبت هو الصواب، والله أعلم.

قال: اللهمّ إني قد وهبت نفسي وعرضي لك؛ فلا يشتم من شتمه، ولا يظلم من ظلمه، ولا يضرب من ضربه". نوع آخر: 67 - أخبرنا أحمد بن الحسن الموصلي قال: حدثنا جعفر بن محمَّد الثقفي (قال) (¬1): حدثنا أبي قال: حدثنا بكر بن خنيس (¬2) عن عبد الرحمن ـــــــــــــــــــــــــــــ 80/ب)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 93)، والخطيب في "الموضح" (1/ 26)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 261 - 262/ 8082)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 393 - 394) - من طريق هاشم بن القاسم ثنا محمَّد بن عبد الله العمي ثنا ثابت البناني عن أنس بنحوه. قال ابن حجر: "هذا حديث غريب". قلت: وهذا سند ضعيف، فيه محمَّد بن عبد الله العمي؛ قال الدارقطني: يخطئ كثيرًا، وقال العقيلي: لا يقيم الحديث. والمحفوظ عن ثابت: ما رواه حماد بن سلمة عنه عن عبد الرحمن بن عجلان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره مرسلًا: أخرجه أبو داود (4887)، والعقيلي (4/ 93)، والخطيب (1/ 26 - 27). قال أبو داود والخطيب: "حديث حماد أصح". وقال العقيلي: "هذا أولى من حديث محمَّد بن عبد الله العمي". وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 262). "والصحيح رواية من رواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن عجلان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 395): "لأن حمادًا أثبت الناس في ثابت؛ فتحصلنا من ذلك: على أن الطريقين الموصولين شاذان، وأن المحفوظ عن قتادة مقطوع، وعن ثابت مرسل". قلت: وهو كما قالوا، والمرسل رجاله ثقات، غير مرسله عبد الرحمن بن عجلان؛ فإنه مجهول الحال؛ فهو مرسل ضعيف. وبهذا يتبين أن اللفظ المرفوع ضعيف، ولكن لأصله شاهد صحيح؛ كما أشار الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/ 500،4/ 112). 67 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي متروك، وبكر بن خنيس حديثه متجاذب بين الحسن والضعف. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "هـ": "جيش"، وهو خطأ.

بن إسحاق عن عبد الملك بن عمير (¬1)، عن أبي قرة عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أصبحت؛ فقل: اللهمّ أنت ربّي لا شريك لك، أصبحت وأصبح الملك لله لا شريك له، ثلاث مرات، وإذا أمسيت؛ فقل (مثل) (¬2) ذلك؛ فإنّهنّ يكفرن (¬3) ما بينهن". نوع آخر: 68 - أخبرني (أبو محمد؛ يعني:) (¬4) إبراهيم بن محمَّد قال. حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمر بن محمَّد العمري عن مرزوق بن أبي بكر عن رجل من أهل مكة عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الله بن عمرو: "إنك إن قلت ثلاثًا حين تمسي: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد (لله) (¬5) كله لله، أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شرّ ما خلق وذرأ، ومن (شرّ) (5) الشيطان وشركه؛ حفظت من ¬

_ والحديث تفرد به المصنف. 68 - إسناده ضعيف؛ فيه رجل لي بسم. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4291): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني محمَّد بن جعفر الوركاني قال: نا أبو شهاب الحناط عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوه. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا أبو شهاب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 119): "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات، وفي بعضهم اختلاف". قلت: إسناده ضعيف؛ لأن ابن أبي ليلى سيّىء الحفظ. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف؛ لأن الطريق الأولى لا يعتبر بها، والله أعلم.

كل شيطان وكاهن وساحر حتى تصبح، لان قلتها حين تصبح؛ حفظت كذلك حتى تمسي". نوع آخر: 69 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا علي بن حجر قال: حدثنا هشيم (¬1) عن هاشم (¬2) بن بلال عن سابق بن ناجية عن أبي سلام قال: مر بنا رجل طوّال (¬3) أشعث، فقيل: إن هذا خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمت (¬4) إليه؛ فقلت (له) (¬5): أخدمت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم، قلت: حدثني عنه ـــــــــــــــــــــــــــــ 69 - إسناده ضعيف، (ويحتمل التحسين)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (565) بسنده سواء. وأخرجه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (92) من طريق مسدد عن هشيم به. وتابع هشيمًا شعبة بن الحجاج عن هاشم بسنده: أخرجه أبو داود (4/ 318/ 5072)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (135/ 4)، وأحمد (4/ 337 و 5/ 367)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 286/ 2812)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 931 - 932/ 302)، والحاكم (1/ 518)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 111 - 112/ 1324)، والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 126)، والبيهقي في "الدعو ات الكبير" (1/ 20/ 28)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 353 - 354) بطرق عن شعبة به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لأن سابق بن ناجية مجهول الحال، وبه أعله شيخنا - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 34). وخالف شعبة وهشيمًا مسعرُ بن كدام؛ فرواه عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث دون القصة: أخرجه أحمد (4/ 337)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/ 2917/ 6834)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 78/ 6592 و10/ 240 - 241/ 9330)، و"مسنده" (2/ 77 - 78/ 580) - وعنه ابن ماجه (3870)، وأبو الفضل ¬

_ (¬1) في "هـ": "إبراهيم". (¬2) في "ل": "هشام". (¬3) في "م" و"هـ": "طويل". (¬4) في "المسند": "فنهضت". (¬5) ليست موجودة في "ل".

حديثًا لمَ يتداوله (¬1) الرجال بينك وبينه، قال: سمعته يقول: "من قال حين ـــــــــــــــــــــــــــــ الزهري في "حديثه" (1/ 360/ 343 - رواية علي بن الحسن الجوهري)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1/ 348/ 471)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 930 - 931/ 301)، والمعجم الكبير (22/ 304 - 305/ 921) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (10/ 126 - 127)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 354) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق " (460 - منتقى) عن وكيع ومحمد بن بشر عن مسعر به. قال الحافظ: "ورواية شعبة ومن وافقه أرجح من رواية مسعر؛ لأن أبا سلام ما هو صحابي هذا الحديث، بل هو تابعي شامي معروف واسمه ممطور، وأخرج له مسلم وغيره. وخادم النبي - صلى الله عليه وسلم - المذكور هنا لم يقع التصريح بتسميته، وجوّز ابن عساكر أنه أبو سلمى راعي النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه حريث. وقد جاءت الرواية من طريق أبي سلام عنه عند النسائي في حديث آخر". وقال المزي: "سابق بن ناجية: روى عن أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: عن أبي سلام، عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصحيح". وقال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 311): "فتبين بذلك: أن أبا سلام ليس صحابيًا، بل هو ممطور المتقدم، وأن طريق ابن ماجه مرسلة، ووقع فيها الوهم من مسعر بقوله فيه: عن أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه". أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، فوهما - رحمهما الله -. وللحديث شاهد من حديث ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ورضي الله عنه) بنحوه: أخرجه الترمذي (5/ 465/ 3389)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 932/ 304) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 351 - 352) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (197/ 467 - منتقى) - ومن طريقه ابن حجر في "النتائج" (2/ 351) -، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (296) من طريق أبي سعد البقال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن .. قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه. ووقع في كلام الشيخ -يعني: النووي في كتابه "الأذكار" (1/ 228 - بتحقيقي) - أنه قال: حسن صحيح غريب، ولم أر لفظة صحيح في كتاب الترمذي لا بخط الكروخي الذي اشتهرت روايته من طريقه، ولا بخط الحافظ أبي علي الصدفي من طريق ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "في نسخة: تداوله".

يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربًّاَ، وبالإِسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا؛ كان حقًا على الله - عَزَّ وَجَلَّ - أن يرضيه يوم القيامة". نوع آخر: 70 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو عن عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن ميمون ـــــــــــــــــــــــــــــ أبي على السنجي ولا في غيرهما من النسخ، ولا في "الأطراف"، فكأن الشيخ رآه في نسخة ليست معتمدة. وأما نقله -يعني: النووي- الاتفاق على تضعيف أبي سعد البقال؛ ففيه نظر؛ فقد نقل العقيلي: أن وكيعًا وثقه، وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا أبو أسامة ثنا أبو سعد البقال وكان ثقة، وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث صدوق، لم يكن يكذب، وقال أبو زكريا الساجي: صدوق، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". نعم، ضعفه الجمهور؛ لأنه كان يدلس، وتغير بآخره" أ. هـ. قلت: أما تحسينه للحديث ففيه تساهل؛ فقد اعترف الحافظ نفسه - رحمه الله - أن أبا سعد البقال مدلس، وكذلك قال في "التقريب"، ومع ذلك لم يصرح بالسماع في حديثنا هذا، فأنّى له الحسن؟!. ولكن الحديث بمجموع حديث خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث ثوبان حسن -إن شاء الله تعالى- إن كان خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير ثوبان؛ قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 355): "ولست أستبعد أن يكون -يعني: خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المذكور في الرواية الأولى- هو ثوبان المذكور، وهو ممن خدم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -،ولأبي سلام عنه عدَّة أحاديث عند مسلم وأبي داود وغيرها، والله أعلم". فإن كان هو؛ فالإسناد ضعيف، ولا يستبعد لأن أبا سعد البقال مدلس وقد عنعن، فلعله أخذه عن سابق بن ناجية -وهو من طبقته- ثم دلسه عنه؛ فعاد مدار الحديث على مجهول. تنبيه: وقع في "عمل اليوم والليلة" للنسائي أن اسم شيخه علي بن خشرم، وصوابه: علي بن حجرة كما في "الأصول"، وكذا ذكره المزي في "تحفة الأشراف" (11/ 208)، و"تهذيب الكمال" (10/ 126). 70 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (22) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود في "سننه" (4/ 324/5090) عن العباس بن عبد العظيم به. وأخرجه أبو داود (5090)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (572 و 651)، وأحمد (5/ 42)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 370)

(قال) (¬1): حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة - رضي الله عنه -: أنه قال لأبيه: يا أبت (¬2) إني أسمعك تدعو كل غداة: "اللهمّ، عافني في بدني، اللهمّ، عافني في سمعي، اللهمّ، عافني في بصري، لا إله إلا أنت ثلاثًا"؛ يعني: حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي. وتقول: "اللهمّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهمّ، إني أعوذ بك من عذاب القبر". ـــــــــــــــــــــــــــــ - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (2/ 954 - 955/ 345) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 159/701)، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (45) - ومن طريقه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 226) -، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 250/ 970 - إحسان) بطرق عن أبي عامر العقدي -عبد الملك بن عمرو- به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (868) - ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 21/ 33 و 123/ 163)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 369) - عن عبد الجليل بن عطية به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 954 - 955/ 345) من طريق زيد بن الحباب حدثني عبد الجليل بن عطية به. قال النسائي - رحمه الله - عقبه: "جعفر بن ميمون؛ ليس بالقوي في الحديث". وقال الحافظ - رحمه الله -: "هذا حديث حسن". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - متعقبًا النسائي- في "تمام المنة" (ص 232): "هو مختلف فيه، وقال الحافظ: صدوق يخطئ. قلت: فالإسناد حسن أو قريب من الحسن" أ. هـ. وحسنه -أيضًا- في "صحيح الأدب المفرد" (539)، و"صحيح سنن أبي داود" (4245). قلت: بل ضعيف يكتب حديثه للاعتبار؛ فقد ضعفه أحمد، والبخاري، وابن معين، والنسائي، ويعقوب بن سفيان وغيرهم. وذكر الدارقطني وابن عدي وأبو حاتم: أنه يكتب حديثه في الضعفاء؛ للاعتبار به، وهو كذلك؛ فالإسناد ضعيف، وأما من حسَّنه من أهل العلم؛ فلأن هذا النوع من الرواة متجاذب عنده بين الحسن والضعف؛ فرجّح الحسن. والله أعلم. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "أَبَهْ".

تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي. قال: نعم يا بني، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهنّ (حين يصبح ويمسي) (¬1)؛ فأنا أحب أن أستن بسنَّته. نوع آخر: 71 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا إسحاق بن إبرهيم قال: أخبرني بقية بن الوليد (قال) (¬2): حدثني مسلم بن زياد (¬3) مولى ميمونة زوج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح: اللهمّ، إني (أصبحت) (¬4) أشهدك ـــــــــــــــــــــــــــــ 71 - إسناده ضعيفة أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (138/ 9) - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 210 - 211/ 2650) -، بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 610 - 611/ 1201) عن إسحاق بن راهويه به. وأخرجه أبو داود (4/ 320/ 5078)، والترمذي (5/ 527/3501)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (139/ 10)، وجعفر الفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 358)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 100/7201)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 110/1321)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 357)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 210/2649) بطرق عن بقية بن الوليد به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لجهالة مسلم بن زياد؛ قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (4/ 646): "حاله مجهولة"، وقال الحافظ في "التقريب": "مقبول"؛ يعني: حيث يتابع، وإلا؛ فليّن. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 144) بعنعنة بقية؛ لأنه مدلس، وشكك - رحمه الله - بتصريحه بالتحديث عند النسائي برواية ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "ل": "ذيّال"، و"م":"زيادة"، وفي هامش "ل": "في الكاشف أن مسلم بن زياد يروي عن أنس - رضي الله عنه -؛ والتغيير غير صواب غالبًا". (¬4) ليست موجودة في "ل".

وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك: أنك أنت الله لا إله إلا ـــــــــــــــــــــــــــــ الإِمام البخاري. لكن يعكر عليه أن الحافظ ابن حجر رواه من طريق أبي القاسم البغوي عن لوين عن بقية مصرحًا بالتحديث في جميع طبقات السند، فهذه طريق أخرى غير طريق إسحاق بن راهويه السابقة، فحينئذ لا يعل الحديث بعنعنته، والله أعلم. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 358): "وبقية؛ صدوق، أخرج له مسلم، وإنما عابوا عليه التدليس والتسوية، وقد صرح بتحديث شيخه وبسماع شيخه، فانتفت الرِّيبة". وردّ القول بأن مسلمًا بن زياد ليس مجهولًا بقوله: "وشيخه -يعني: مسلم بن زياد- روى عنه -أيضًا- إسماعيل بن عياش وغيره، وقد توقف فيه ابن القطان؛ فقال: لا تعرف حاله، ورُدَّ بأنه وصف بأنه كان على خيل عمر بن عبد العزيز، فدلَّ على أنه أمير، وذكره ابن حبان في "الثقات"" أ. هـ. قلت: وليس كما قال - رحمه الله -؛ لأن تعيين مسلم بن زياد على خيل عمر بن عبد العزيز وكونه أميرًا، لا يعد توثيقًا، قد يدل على عدالته وأمانته وصلاحه لكن أين الضبط والإتقان؟ لأن الثقة هو العدل الضابط، وكأنه لذلك لم يعتد به الحافظ نفسه في "التقريب"، فقال: "مقبول". وللحديث طريق آخر: فأخرجه المصنف (740)، وأبو داود (4/ 317/5069)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 355)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ق 26 / ب)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 928 - 929/ 297)، و"مسند الشاميين" (2/ 381 - 382/ 1542)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (63/ 23)، وأبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (296/ 59)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 27/40)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (95)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 225 - 226/ 2664 و 2665)، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 257)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 355 - 356) بطرق عن ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام الغاز عن مكحول عن أنس به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن غريب". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 143/1041): "وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان: الأولى؛ عبد الرحمن بن عبد المجيد، لا يُعرف، كما في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": "مجهول". الأخرى: أنهم اختلفوا في سماع مكحول من أنس؛ فأثبته أبو مسهر، ونفاه

أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك؛ أعتق الله رُبْعَه ذلك اليوم من النار، فإن قال أربع مرات؛ أعتقه الله ذلك اليوم من النار". ـــــــــــــــــــــــــــــ البخاري؛ فإن ثبت سماعه منه؛ فالعلة عنعنة مكحول، فقد قال ابن حبان: "ربما دلس"" أ. هـ. ثم قال - رحمه الله - (3/ 145): "ولا يقال: ينبغي أن يكون هنا مقبولًا -يعني: مسلم بن زياد- لمتابعة مكحول إياه؛ كما فعل ابن حجر-؛ لأننا نقول: يمنع من ذلك أمور: الأولى: أن مكحولًا قد رمي بالتدليس، ورواه بالعنعنة؛ كما سبق؛ فيحتمل أن يكون بينه وبين أنس مسلم بن زياد هذا أو غيره، فيرجع الطريقان حينئذٍ إلى كونهما من طريق واحدة لا يعرف تابعيها عينًا أو حالًا، فمن جوّد وإسناده أو حسنه لعله لم ينتبه لهذا! الثانية: أن الطريق إلى مسلم بن زياد لا تصح؛ لعنعنة بقية؛ كما عرفت. الثالثة: أنهم اختلفوا عليه في لفظ الحديث، فإسحاق رواه عنه مثل رواية مكحول، والطريقان الآخران روياه عنه بلفظ: "إلا غفر الله له"؛ كما تقدم، فهذا اضطراب يدل على أن الحديث غير محفوظ، وكأنه من أجل ذلك كله لم يصححه الترمذي؛ بل ضعفه بقوله: "حديث غريب". وأما ما نقله المنذري في "الترغيب" (1/ 227) عن الترمذي أنه قال: "حديث حسن"؛ فهو وهم أو نسخة، ومثله وأغرب منه نقل ابن تيمية في "الكلم الطيب" (ص 11) عنه: "حديث حسن صحيح"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -؛ إلا العلة الثانية؛ فقد بينت أنها ليست بشيء. وقد أخرج الطبراني في "الدعاء" (298) من حديث أبي سعيد الخدري مثل حديث أنس؛ إلا شطره الأخير فقال: "إلا كتبت له برأءة من النار". وإسناده ضعيف جدًا؛ مسلسل بالضعفاء؛ وفيه من لم أقف على ترجمته. وأخرجه (299 و 300) من حديث أبي هريرة، وقد خالف حديث أنس في شطره الأخير، فقال: "من قالها مرة عتق ثلثه من النار، ومن قالها مرتين عتق ثلثاه من النار، ومن قالها ثلاثًا عتق من النار". قلت: إسناده في الموطن الأول ضعيف جدًا؛ فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي؛ وهو متروك، وفي الآخر حميد مولى ابن علقمة؛ وهو مجهول، ومن طريقه -أيضا- أخرجه الرافعي في "التدوين" (2/ 238 - 239). وبهذا يتبين أنها لا تصلح لتقوية حديث أنس لأمرين: الأول: ضعف أسانيدها ضعفًا شديدًا. الآخر: الاختلاف في لفظ الحديث؛ كما تقدم؛ فهذا اضطراب يدل على أن الحديث غير محفوظ، والله أعلم.

نوع آخر: 72 - حدثني أحمد (¬1) بن سليمان الجرمي قال: حدثنا أحمد بن عبد الرزاق الدمشقي حدثني جدي عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي قال: حدثنا مدرك بن سعد أبو سعد قال: سمعت يونس بن حلبس (¬2) يقول: سمعت أم الدرداء عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال في كل يوم حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو ربّ العرش العظيم، سبع مرات كفاه الله - عَزَّ وَجَلَّ - همه (¬3) من (أمر) (¬4) الدنيا والآخرة". نوع آخر: 73 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الله بن الصباح قال: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سُميّ ـــــــــــــــــــــــــــــ 72 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو داود (5081) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 400) -؛ وابن عساكر في "تاريخ دمشق"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 400 - 401) من طريق يزيد بن محمَّد الدمشقي وأبي زُرعة الدمشقي وإبراهيم بن عبد الله بن صفوان ثلاثتهم عن عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي به موقوفًا. قال الحافظ: "وأحمد بن عبد الرزاق قد تفرد عن جده برفعه، ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمَّد بن عبد الصمد وإبراهيم بن عبد الله بن صفوان وثلاثتهم من الحفاظ عن عبد الرزاق بهذا السند، ولم يرفعوه". قلت: ولا تعارض بين الرفع والوقف؛ لأن مثله لا يقال بالرأي والاجتهاد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1038) مرسلًا دون تقييد الوقت. قلت: والموصول هو المحفوظ. 73 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (26) بسنده سواء. وأخرجه أحمد في "مسنده" (2/ 360)، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف ¬

_ (¬1) في "ل": "محمَّد". (¬2) في "هـ": "حبيش"، وهو خطأ. (¬3) في "هـ": "مهمه"، و"ل": "ما همّه". (¬4) ليست موجودة في "ل"

مولى أبي بكر (بن عبد الرحمن) (¬1) عن أبي صالح أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات حين يصبح؛ كتب له بها مائة حسنة، ومحي عنه بها مائة سيئة، وكانت (له) (¬2) كعدل رقبة، وحفظ بها يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي؛ كان له مثل ذلك". نوع آخر: 74 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا شجاع بن مخلد قال: حدثنا يحيى بن حماد (قال) (¬3): حدثنا الأغلب (¬4) بن تميم عن مخلد بن هزيل (¬5) ـــــــــــــــــــــــــــــ الخيرة المهرة" (8/ 345/ 8176)، وابن منده في "التوحيد" (2/ 109/ 254) بطرق عن مكي به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 113): "رواه أحمد، ورجال رجال الصحيح". وأخرجه البخاري في "صحيحه"، (11/ 206)، ومسلم (4/ 2071) وغيرهما بطرق عن مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا بنحوه، وفيه أن يقول ذلك: مائة مرة، وأنها تعدل عشر رقاب، وليس فيه "يحيى ويميت"، وليس فيه التقييد بالصباح والمساء. 74 - موضوع؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 326 - 327/ 146 - المقصد العلي) بسنده سواء. وأخرجه الحربي في "غريب الحديث" (2/ 891 - 892)، والرافعي في "التدوين" (4/ 162 - 163) عن شجاع به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/ 3254 - 3255/ 18405) عن يزيد بن سنان البصري عن يحيى بن حماد به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) ليست موجودة في "ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "هـ" وهامش "م": "الأعلي بن عمر"، وهو خطأ. (¬5) في "ل": "الفُدَيْك".

عن عبد الرحمن -يعني: ابن عبد الله بن عمر المدني- عن عبد الله بن عمر عن عثمان بن عفان - رضي الله عنهم-: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير: {لَهُ مَقَالِيدُ (¬1) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: 63، الشورى: 12]؛ فقال: "ما سألني (عنها) (¬2) أحد قبلك؛ تفسيره (¬3): لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، وبحمده، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الأول والآخر والظاهر ¬

_ وأخرجه يوسف القاضي في "سننه"؛ كما في "الدر المنثور" (7/ 243) - ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1569/ 1700)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 46 - 47/ 19)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 144 - 145) -، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (2923)، وابن البنّاء في "فضل التهليل وثوابه الجزيل" (18)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 117 - 118و 4/ 321 - 232)، والثعلبي وابن مردويه في "تفسيريهما"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 207) من طريق الأغلب بن تميم به. قال علي بن عبد العزيز؛ كما في "التدوين": "هذا حديث مضطرب الإسناد؛ وأغلب بن تميم ليس بقوي في الحديث، ومخلد بن هزيل وعبد الرحمن المدني مجهولان". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، أما الأغلب؛ فقال يحيى: "ليس بشيء"، وأما مخلد؛ فقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًا، ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقات"، وأما عبد الرحيم؛ فكذا في رواية يوسف القاضي، وفي رواية العقيلي: عبد الرحمن المدني وهو ضعيف. وهذا الحديث من الموضوعات الباردة التي لا تليق بمنصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه منزه عن الكلام الركيك المعنى البعيد" أ. هـ. وقال النسائي؛ كما في "لسان الميزان" (6/ 10): "لا يُعرف هذا من وجه يصح، وما أشبهه بالوضع". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 115): "رواه أبو يعلى في "الكبير"؛ وفيه الأغلب بن تميم، وهو ضعيف!! " أ. هـ. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/ 85): "هذا موضوع فيما أرى" أ. هـ. وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 17): "غريب جدًا، وفي صحته نظر"، وقال: "وهو غريب، وفيه نكارة شديدة" أ. هـ.

والباطن بيده الخير، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، من قالها إذا أصبح عشر مرات؛ أعطي ست خصال؛ أما أولهن. فيحرس من إبليس (¬1) وجنوده، وأما الثانية: فيعطى قنطارًا من الأجر، وأما الثالثة: فيرفع له درجة في الجنة، وأما الرابعة: فيزوج من الحور العين، وأما الخامسة: فيحضرها اثنا عشر ألف ملك، وأما السادسة: فله من الأجر كمن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور (والفرقان) (¬2)، وله مع هذا يا عثمان كمن حج واعتمر فقبلت حجته وعمرته، فإن مات من يومه طبع بطابع الشهداء". نوع آخر: 75 - حدثنا أبو محمَّد بن صاعد قال: حدثنا محمَّد بن زُنبور قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة؛ لم يأت أحد يوم القيامة بمثل ما جاء به؛ إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه". ـــــــــــــــــــــــــــــ وذكره السيوطي في "الدر المنثور"، وزاد نسبته لأبي الحسن القطان في "المطولات"، وابن المنذر. 75 - إسناده حسن؛ لأن فيه محمَّد بن زنبور، وهو صدوق له أوهام، وقد توبع: فأخرجه مسلم (2692)، وأبو داود (5091)، والترمذي (3469)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (568) وغيرهم بطرق عن سهيل به. وأخرجه البخاري (6405)، ومسلم (2691) وغيرهما بطرق عن مالك بن أنس وهذا في "موطئه" (147 - رواية يحيى)، و (521 - رواية أبي مصعب الزهري) عن سمي به. وبالجملة؛ فالحديث صحيح. تنبيه: قال الحافظ ابن حجر في "نتابج الأفكار" (2/ 326): "ورواه أحمد وابن حبان والحاكم وابن السني من عدة طرق عن سهيل عن أبيه بإسقاط سمي، والصواب إثباته". ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "عليه اللعنة". (¬2) ليست موجودة في "ل".

نوع آخر: 76 - حدثنا أبو عروبة قال: حدثنا الحسين بن بحر البيروتي (¬1) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مائة مرة إذا أصبح، ومائة مرة إذا أمسى؛ لم يجيء أحد بأفضل مما (¬2) عمله إلا من قال أفضل من ذلك". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال مقيده أبو أسامة الهلالي - عفا الله عنه -: كذا قال - رحمه الله -وهو كذلك عند من عزا إليهم؛ إلا أنه عند ابن السني إثباته؛ كما في الأصول المخطوطة والنسخ المطبوعة، فلعله سبق قلم أو نسخة. 76 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (575)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 948/ 333)، وابن دوست العلاف في "الأمالي" (ق / 124 /أ)؛ كما في "الصحيحة" (6/ 621) بطرق عن عبيد الله بن معاذ به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/ 25) من طريق بدل بن المحبر عن شعبة به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (576) و (577)، وأحمد (2/ 185 و 214)، وأبو يعلى وأحمد بن منيع في "مسنديهما"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 357/ 4802 و 8403 و 8404)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 949/ 334)، وابن الأعرابي في "معجمه" (2167)، والحاكم (1/ 500) بطرق عن عمرو به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 620): "وهذا إسناد حسن؛ للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ولذا قال في "الفتح" (11/ 202): "إسناده صحيح إلى عمرو"، وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 86): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، وفي رجال الطبراني من لم أعرفه"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) في هامش "م": وفي نسخة: "البيروزني". (¬2) في "ل": "من".

نوع آخر. 77 - أخبرنا أبو عروبة (قال: حدثني يحيى بن الحسين) (¬1) قال: حدثني يحيى بن المغيرة قال: حدثنا ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن أبي مليكة عن (زرارة بن مصعب عن أبي سلمة بن) (¬2) عبد الرحمن عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 77 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي (5/ 157 - 158/ 2879) - ومن طريقه النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 281) - عن يحيى بن المغيرة وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 233)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 483 - 484/ 2474) من طريق ابن أبي فديك به. وأخرجه المصنف (689)، والدارمي (2/ 449)، وابن نصر في "قيام الليل" (167)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 943/ 322) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 398)، و (ق 24/ ب - المحمودية) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 483/ 2473)، وأبو الشيخ في "الثواب"؛ كما في "نتائج الأفكار"، والبغوي في "معالم التنزيل" (1/ 311)، و"شرح السنة" (4/ 463 - 464/ 1198)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 111 - 112 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق عن ابن أبي مليكة به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب؛ وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي مُليكة المليكي من قبل حفظه". وقال البغوي: "هذا حديث غريب". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 244 - بتحقيقي): "بإسناد ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ والمليكي ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا يتابع في حديثه، وهو من جملة من يكتب حديثه" أ. هـ. وقال (ق 24/ب): "هذا حديث غريب، وأبو بكر -والد عبد الرحمن- وابن أبي مليكة أخو عبد الله بن أبي مليكة، وهما ثقتان من رجال الصحيح، وعبد الرحمن راوي هذا الحديث ضعيف" أ. هـ. وقال (ج 12 ق 112): "هذا حديث غريب، وسنده ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن ¬

_ (¬1) سقط من "ل". (¬2) سقط من "هـ".

أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ آية الكرسي وحمَ الأول؛ يعني: المؤمن حتى ينتهي إلى {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3]، حتى يمسي؛ حفظ بهما حتى يصبح، ومن قرأ بهما مصبحًا؛ حفظ بهما حتى يمسي". نوع آخر: 78 - حدثنا أبو يحيى الساجي قال: حدثنا يزيد بن يوسف بن (¬1) عمرو (¬2) بن يزيد (¬3) قال: حدثنا خالد بن نزار قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن محمَّد بن المنكدر عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: "وجّهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية؛ فأمرنا أن نقرأ إذا أمسينا و (إذا) (¬4) أصبحنا: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} الآية [المؤمنون: 115]؛ فقرأنا؛ فغنمنا، وسلمنا". ـــــــــــــــــــــــــــــ وهو ابن أخي عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة الفقيه التابعي المشهور" أ. هـ. قلت: وهو كما قالوا. 78 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 210/ 728)، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الدر المنثور" (6/ 122) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 384) بطرق عن الساجي به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب، ورجاله موثقون، لكن إبراهيم- وابن الحارث بن خالد- كان أبوه من مهاجري الحبشة، وولد هو له بها، ومات النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير؛ فيشكل قوله: بعثنا، وقد أجاب عنه أبو نعيم بأن المراد بقوله: عن أبيه جده، وإطلاق الأب على الجد شائع، وعلى هذا فيكون منقطعًا؛ لأن محمَّد بن إبراهيم لم يدرك جده" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، ويزيد بن يوسف وخالد بن نزار فيهما ضعف؛ فقول السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 122): "بسند حسن" غير حسن، والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "هـ": "عن". (¬2) في "م": "عمر". (¬3) في هامش "م": "في نسخة: زيد". (¬4) ليست موجودة في "ل".

14 - باب ثواب من قال ذلك

نوع آخر: 79 - أخبرنا أبو عروبة قال: حدثنا محمَّد بن المصلى قال: حدثنا عثمان بن سعيد بن دينار (¬1) عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)} [النجم: 37] قال: "كان عليه الصلاة والسلام يقول (¬2) إذا أصبح وإذا أمسى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)} [الروم: 17 - 19]. 14 - باب ثواب من قال ذلك 80 - أخبرني إبراهيم بن محمَّد بن الضحاك قال: حدثنا محمَّد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 79 - إسناده ضعيف، أخرجه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 140/ 1311) من طريق المصنف به. وأخرجه أحمد (3/ 439) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/ 211) -، والطبراني في "الكبير" (20/ 158/ 427 و 428)، و"الدعاء" (2/ 944/ 324) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 373) - بطرق عن ابن لهيعة به. وابن لهيعة ضعيف؛ بسبب اختلاطه واحتراق كتبه. قلت: لكن توبع، فقد تابعه رشدين بن سعد: أخرجه ابن جرير الطبري في "جامع البيان" (27/ 43). ولذلك؛ فالعلة في شيخهما، وهو زبان بن فائد؛ فإنه ضعيف. قال الحافظ: "بسند ضعيف؛ وزبان فيه مقال؛ كالراوي عنه". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 117): "أخرجه الطبراني وفيه ضعفاء وثقوا". ولبعضه شاهد بسند معضل عن محمَّد بن واسع: أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 372). قلت: وبالجملة؛ فالحديث ضعيف، والله أعلم. 80 - إسناده ضعيف جدًا؛ مسلسل بالضعفاء والمتروكين؛ فيه عبد الله بن صالح ¬

_ (¬1) في "هـ" و"ل": "عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار". (¬2) في هامش "م": "في نسخة: يقرأ".

سنجر قال: حدثنا عبد الله بن صالح (أبو صالح) (¬1) (قال) (¬2): حدثني الليث عن سعيد بن بشير النجاري (¬3) عن محمَّد بن عبد الرحمن (بن) (¬4) البيلماني عن أبيه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قال حين يصبح: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)} [الروم:17 - 19]؛ أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسي؛ أدرك ما فاته في ليلته". نوع آخر: 81 - حدثنا محمَّد بن الحسين (¬5) بن مكرم حدثنا محمود بن غيلان ـــــــــــــــــــــــــــــ كاتب الليث وهو ضعيف، وسعيد بن بشير النجاري منكر الحديث، وابن البيلماني؛ متروك. وتقدم تخريجه برقم (57). 81 - أخرجه المصنف برقم (683) بالإسناد نفسه - ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (9/ 139/ 1309) -. وأخرجه الترمذي (5/ 185/ 2922)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (173/ 231) - ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (103/ 209) - عن محمود بن غيلان به. وأخرجه أحمد (5/ 26) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (29/ 295)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 382) -، والدارمي (2/ 458) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 383) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 188/ 537)، و"الدعاء" (2/ 934/ 308) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 382) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 492 - 493/ 2502)، والثعلبي في "تفسيره" (ق 189/ 1/ أ- ب) - وعنه البغوي في "معالم التنزيل" (8/ 88) -، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/ 495) بطرق عن أبي أحمد الزبيري به. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"ل". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "م": "البخاري"، وهو خطأ. (¬4) ليست موجودة في "ل". (¬5) في "هـ" و"م": "الحسن"، والصواب المثبت، لأنه الموافق لكتب الرجال.

قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف قال: حدثنا نافع عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر (سورة) (¬1) الحشرة وكل به سبعون ألف ملك يصلّون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، وإن قالها حين يمسي؛ كان بتلك المنزلة". نوع آخر: 82 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا ابن أبي ذئب (قال) (¬2): حدثنا أسيد بن أبي أسيد عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف؛ علته: خالد بن طهمان؛ ضعفه ابن معين، لاختلاطه قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة، وكان في تخليطه كل ما جاؤوا به يقرُّ به. وساق الذهبي في "الميزان" (1/ 632) هذا الحديث وقال: "لم يحسنه الترمذي، وهو حديث غريب جدًا، ونافع ثقة" أ. هـ. قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 238 - 239 - بتحقيقي): "بإسناد فيه ضعف". وقال ابن حجر: "هذا حديث غريب، رجاله ثقات إلا الخفاف فضعفه ابن معين، وقال ابن حبان في "الثقات" [(6/ 257)]: "يخطئ ويهم"" أ. هـ. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (2/ 58). 82 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 250)، و"السنن الكبرى" (4/ 442 - 443/ 7860) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 351)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 312) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1630/ 4094)، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 451 - 452) -، وابن منده في "المعرفة"- ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 328) - بطرق عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد به. ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) زيادة من "ل".

معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال: أصابنا (عطش) (¬1) وطش (¬2) وظلمة؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 442 - 443/ 493 - منتخب) - وعنه الترمذي (5/ 567 - 568/ 3575)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 327) -، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 351)، وأبو داود (4/ 321 - 322/ 5082) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 30/ 45)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 223) -؛ وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 33 - 34/ 2572)، والطبراني -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1630/ 4095)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 328) - بطرق عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب". وقال ابن حجر: "هذا حديث حسن، ومدار هذا الحديث على أسيد وليس من رجال الصحيح، وقال الدارقطني: يعتد به". قلت: وهو كما قال، رجاله ثقات غير أسيد البراد، وهو صدوق. ولكنه لم يتفرد به؛ بل تابعه زيد بن أسلم عن معاذ به: أخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 250 - 251)، و"الكبرى" (4/ 442/ 7858)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 115)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1631/ 4096)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 329) -، والبغوي في "شرح السُّنة" (4/ 165/ 1677) من طريق روح بن القاسم وحفص بن ميسرة ومحمد بن جعفر وعبد الحميد بن عبد الرحمن أربعتهم عن زيد به. قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. لكن وقع فيه اختلاف؛ فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 251)، و"الكبرى" (4/ 439 - 440/ 7846)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 21)، والطبراني في "الكبير" (17/ 295/952) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي وأبي مصعب الزهري كلاهما عن الدراوردي عن عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني. قلت: وهذا إسناد حسن؛ لأجل الدراوردي، فإنه صدوق من رجال مسلم. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 329)، و"النكت الظراف" (4/ 317): "والحديث معروف بعقبة بن عامر". وخالف الدراورديَّ خالدُ بن مخلد القطواني: فرواه عن عبد الله بن سليمان عن ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) داء يصيب الناس كالزكام، إذا استنثر صاحبها طش كما يطش المطر، وهو الضعيف القليل منه.

فانتظرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ليصلي بنا ثم ذكر كلامًا معناه؛ فخرج فقال: "قل"، قلت: ما أقول؟ قال: "قل هو الله أحد، والمعوذتين، حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا؛ يكفيك كل شيء". نوع آخر: 83 - في كتابي عن محمَّد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا خالد بن يوسف السمتي قال: حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أصبح: "أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد كله لله - عَزَّ وَجَلَّ -، لا شريك له، لا إله إلا الله، وإليه النشور"، وإذا أمسى قال: "أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد كله لله - عَزَّ وَجَلَّ -، لا شريك له، لا إله إلا الله، وإليه المصير". ـــــــــــــــــــــــــــــ معاذ بن عبد الله عن عقبة بن عامر الجهني به، فأسقط عبد الله بن خبيب. وخالد صدوق له أفراد، وخالف من هو أوثق منه؛ فروايته شاذة. قال الحافظ في "نتابج الأفكار" (2/ 330): "وبسبب هذا الاختلاف توقفت في في صحيحه". قلت: وأحسن منه قوله في "الإصابه" (2/ 303): "ولا يبعد أن يكون محفوظًا من وجهين؛ فإنه جاء -أيضًا- من حديث ابن عابس الجهني، ومن حديث جابر بن عبد الله" أ. هـ. وهذا هو الصواب -إن شاء الله-؛ فإن الجمع أولى من تخطئة الرواة دون بينة قاطعة مع ثقتهم وحفظهم وضبطهم. 83 - إسناده ضعيف؛ أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 24/ 3105 - "كشف الأستار") من طريق خالد بن يوسف به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 63/ 604 فضل الله الصمد) من طريق أبي عوانة به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 114): "رواه البزار، وإسناده جيد". قلت: أنّى له ذلك؛ وفيه ضعيفان: خالد بن يوسف السمتي، وعمر بن أبي سلمة. ولذلك قال شيخنا أسد السنة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الأدب المفرد" (93/ 604): "ضعيف بهذا اللفظ، وفيه عمر، وهو ابن أبي سلمة الزهري القاضي، فيه ضعف".

15 - باب ما يقول صبيحة يوم الجمعة

(وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وأصحابه وسلم) (¬1). 15 - باب ما يقول صبيحة يوم الجمعة 84 - حدثني أحمد بن الحسين بن آذينويه (¬2) قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي عن خصيف عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه ثلاث مرات؛ غفر الله (له) (¬3) ذنوبه، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: يشير شيخنا - رحمه الله - أن الحديث صح عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ، وهو كذلك وقد مضى برقم (36)؛ فانظره -لزامًا-. 84 - ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1202) عن إسحاق بن خالد به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 356/ 7717) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 385) - من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي عن عبد العزيز به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب؛ وسنده ضعيف جدًا، وقد ذكر الطبراني: أنه لا يروى بن خصيف إلا بهذا الإسناد. وخصيف؛ محدث مشهور، وفيه مقال، ولم يسمع من أنس، والراوي عنه متروك. قال ابن عدي [في "الكامل" (3/ 942)]: روى عن خصيف عن أنس، وعن غير خصيف أحاديث بواطيل" أ. هـ. ثم قال (1/ 386): "وقد ذكر ابن حبان في "الضعفاء" [(2/ 138)] أن إسحاق بن خالد روى عن عبد العزيز هذا شبيهًا بمئة حديث كلها مقلوبه" أ. هـ. وقال -أيضًا- في "النتائج" (2/ 404): "وخصيف؛ مختلف فيه، ولم يسمع من أنس، وعبد العزيز؛ اتهمه أحمد بالكذب، وإسحاق؛ قال ابن عدي: له أحاديث منكرة". وضعفه شديدًا الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 168). وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 238 - 239): "ضعيف جدًا". ¬

_ (¬1) زيادة من "م". (¬2) في "هـ" و "م": "أديبويه"، والمثبت هو الصواب؛ كما في "أخبار أصبهان" (1/ 130). (¬3) زيادة من "ل"، وفي هامش "م": "في نسخة: غفرت له".

16 - باب ما يقول إذا خرج إلى الصلاة

16 - باب ما يقول إذا خرج إلى الصّلاة 85 - حدثنا ابن منيع (قال) (¬1): حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا علي بن ثابت الجزري (¬2) عن الوازع بن نافع العقيلي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله عن بلال مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى الصلاة قال: "بسم الله، آمنت بالله، توكّلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهمّ بحقّ السّائلين عليك، وبحقّ مخرجي هذا؛ فإنّي لم أخرجه أشرًا (¬3) ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعةً، خرجت ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك؛ أسألك أن تعيذني (¬4) من النّار، وتدخلني الجنّة". نوع آخر: 86 - أخبرنا محمد بن علي القطبي (¬5) قال: حدثنا بشر بن موسى ـــــــــــــــــــــــــــــ 85 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن حجر في "نتابج الأفكار" (1/ 270 - 271) عن ابن السني به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ق 96/ب) من طريق الوازع به. قال النّووي في "الأذكار" (1/ 119 - بتحقيقي): "حديث ضعيف؛ أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي؛ وهو متفق على ضعفه، وأنه منكر الحديث". وقال الحافظ: "هذا حديث واهٍ جدًا"، وتعقب الحافظُ ابنُ حجر النوويَّ بقوله: "قلت: والقول فيه أشد من ذلك؛ قال يحيى بن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وجماعة: متروك، وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة، وقال ابن عدي: أحاديث كلها غير محفوظة. قلت: وقد اضطرب في هذا الحديث، وأخرجه أبو نعيم في "اليوم والليلة" من وجه آخر عنه؛ فقال: عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن بلال، ولم يتابع عليه أيضًا" أ. هـ. 86 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 990 - 991/ 421) ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "هـ": "الجروي"، وهو خطأ. (¬3) في هامش "ل": "الأشر: البطر، وقد قيل: أشد البطر، والبطر: الطغيان عن النعمة". (¬4) في هام "م": "في نسخة: تبعدني"، وفي "ل" بين السطور: "الضمير منصوب بنزع الخافض؛ أي: منه". (¬5) في "ل": "القصبي".

17 - باب ما يقول إذا دخل المسجد

قال: حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة؛ فقال: اللهمّ إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحقّ ممشاي هذا؛ (فإني) (¬1) لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعةً، خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت؛ إلا وُكِّلَ له سبعون ألف ملك يستغفرون له، وأقبل الله -عز وجل - عليه بوجهه حتى يقضي صلاته". 17 - باب ما يقول إذا دخل المسجد 87 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (النسائي) (1) قال: حدثنا محمَّد بن بشار ـــــــــــــــــــــــــــــ -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 272) - عن بشر بن موسى به. وأخرجه ابن ماجه (778)، والبغوي في "مسند علي بن الجعد" (2119)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (65)، وابن بشران في "الأمالي" (325 - 326/ 754) بطرق عن فضيل بن مرزوق به. وأخرجه أحمد (3/ 21)، والبغوي في "مسند علي بن الجعد" (2118) عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق به لكن بالشك في رفعه ووقفه. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 211 - 212/ 9251) من طريق فضيل بن مرزوق به موقوفًا. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه عطية العوفي وهو سيّىء الحفظ ومدلس، وتدليسه من أسوأ أنواع التدليس، وهو المعروف بتدليس الشيوخ، وهو محرم؛ لخبثه؛ لأنه يسمي شيخه أو يكنيه بغير اسمه أو كنيته؛ تعمية لحاله، فقد كان عطية إذا روى عن الكلبي الكذّاب كناه بأبي سعيد يوهم أنه أبو سعيد الخدري؛ وعليه فتدليسه لا يزال قائمًا ولو صرح بالتحديث؛ فتنبه لهذا ولا تك من المقلدين. ولشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - بحث ماتع في تخريج الحديث وكشف علله في "الضعيفة" (24)؛ فانظره غير مأمور. 87 - ضعيف مرفوعًا، والصواب أنه موقوف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (78/ 90) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ"، و"م".

قال: حدثنا أبو بكر الحنفي (ح) قال: وأخبرنا محمَّد بن الحسين (¬1) بن مكرم قال: حدثنا عمرو بن علي (قال) (¬2): حدثنا أبو بكر الحنفي (قال) (2): حدثنا الضحاك بن عثمان (قال) (2): حدثني سعيد المقبري عن أبي هريرة ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه ابن ماجه (1/ 254/ 773)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 231/ 452 و 4/ 210/ 2706) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (5/ 399/ 2050 - إحسان) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 994/ 427) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 278/ 279) -، وابن المندر في "الأوسط" (3/ 70/ 1250) عن محمَّد بن بشار به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5/ 395 - 396/ 2047)،والطبراني في "الدعاء" (2/ 994/ 427) -ومن طريقه ابن حجر (1/ 278 - 279) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 109)، والحاكم (1/ 207) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 442) - بطرق عن أبي بكر الحنفي به. وأخرجه يوسف القاضي في "الدعاء"؛ كما في "النتائج" (279/ 1)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (60/ 79) من طريق حميد بن الأسود عن الضحاك به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 97): "هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات" وقال الحافظ ابن حجر في "النتائج" (1/ 280): "ورجال هذا الحديث من رجال الصحيح؛ لكن أعله النسائي؛ فأخرجه [في "عمل اليوم والليلة" (91)]، من طريق محمَّد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن كعب الأحبار أنه قال له: أوصيك باثنتين، فذكر هذا الحديث بنحوه. و ["عمل اليوم والليلة" (92)]، من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن كعب كذلك. قال النسائي: ابن أبي ذئب أثبت عندنا من الضحاك بن عثمان ومن محمَّد بن عجلان، وحديثه أولى بالصواب. قلت؛ ورواية ابن عجلان أخرجها عبد الرزاق [1/ 427 - 428/ 1671]، وابن أبي شيبة [10/ 406/ 9816] في "مصنفيهما" كذلك. وأخرجه عبد الرزاق [(1/ 427/ 1670)]، عن أبي معشر عن سعيد المقبري أن كعباٌ قال لأبي هريرة فذكره. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "في نسخة: الحسن"، وهو خطأ. (¬2) زيادة من "ل".

- رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أحدكم المسجد أو إلى المسجد؛ فليسلّم على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وليقل: اللهمّ افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج؛ فليسلّم على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهمّ أعذني من الشّيطان (الرّجيم) (¬1) ". وقال ابن مكرم في حديثه: واعصمني. نوع آخر (من القول) (¬2): 88 - حدثني موسى بن الحسن الكوفي قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف الكندي (قال) (2): حدثنا سُعَيْر (¬3) بن الخِمْسِ عن عبد الله بن الحسن ـــــــــــــــــــــــــــــ فهؤلاء ثلاثة خالفوا الضحاك في رفعه، وزاد ابن أبي ذئب في السند راويًا، وخفيت هذه العلة على من صحح الحديث من طريق الضحاك. وفي الجملة هو حسن لشواهده، والله أعلم" أ. هـ كلامه. 88 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/ 21 - 22/ 5675) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 284) -، وأبو طاهر المخلص في "الأمالي" (91 - 92/ 37) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 286 - 287) -، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 321 /1675)، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 256) من طريق إبراهيم بن يوسف الكندي به. قلت: ورجال هذا السند ثقات؛ لكن فيه انقطاع. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1/ 425 - 426/ 1664) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (2/ 991/ 423)، و"المعجم الكبير" (22/ 353/ 1043) - ومن طريقه ابن حجر في "النتائج" (1/ 287) -، والنحاس في "جزء الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ق 29) عن قيس بن الربيع. وأخرجه الترمذي (2/ 127/ 314 أو 128/ 315)، وابن ماجه (1/ 253 - 254/ 771)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 338 و 10/ 450/ 9813) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 249) -، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 173/ 1446)، وأحمد (6/ 282 و 283)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "هـ": "سعيد"، وهو خطأ.

(الكوفي) (¬1) عن أمه عن جدته قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد حمد الله وسمّى وقال: "اللهم اغفر لي، وافتح لي أبواب رحمتك". ـــــــــــــــــــــــــــــ (1/ 4/ 2 و 6/ 3)، وأبو يعلى في "المسند" (12/ 121/ 6754 و 199/ 6822 و 200/ 6833)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 992/424)، و"المعجم الكبير" (22/ 353/ 1044) والبغوى في "شرح السنة" (2/ 367/ 481)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 48 - 49/ 67)، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 257)، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (195)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (14)، والنحاس في "جزء الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ق 29) بطرق عن ليث بن أبي سليم. وأخرجه النحاس في "جزئه" (ق 29) من طريق الدراوردي، ثلاثتهم عن عبد الله بن الحسن الكوفي به. قال الترمذي: "حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل، وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة "الكبرى" إنما عاشت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أشهرًا". وأقره البغوي في "شرح السنة" (2/ 368)، وابن العربي في "عارضة الأحوذي" (2/ 112). وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة": "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف ليث". وكذا أعله الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 284 و 286) بالانقطاع. قلت: وهو كما قالوا، وإنما حسنه الترمذي لشواهده. قال المباركفوري - رحمه الله - في "تحفة الأحوذي" (2/ 255): "فإن قلت: قد اعترف الترمذي بعدم اتصال إسناد حديث فاطمة فكيف قال: حديث فاطمة حسن؟!. قلت: الظاهر أنه حسنه لشواهده، وقد بينا في المقدمة أن الترمذي قد يحسن الحديث مع ضعف الإسناد للشواهد". أ. هـ. قال مقيّده أبو أسامة الهلالي -كان الله له-: وهو كما قال - رحمه الله -؛ فله شواهد من حديث أبي هريرة، وأبي حميد أو أبي أسيد الأنصاري، وأنس - رضي الله عنهم أجمعين-. وقد خرجتها في تعليقي على "الوصية الصغرى" لشيخ الإِسلام ابن تيمية (ص 54 - 58). تنبيه: وهم بعض الرواة في هذا الحديث: 1 - حسان بن إبراهيم: رواه عن عاصم الأحول عن عبد الرحمن بن حسن عن أمه فاطمة بنت الحسن عن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره. أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 255): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل".

وإذا خرج قال مثل ذلك، وقال: "اللهمّ افتح لي أبواب فضلك". نوع آخر: 89 - حدثني الحسين (¬1) بن موسى الرسغني (¬2) قال: حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمَّد بن البختري -شيخ صالح بغدادي- (قال) (¬3): حدثنا عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد قال: "بسم الله، اللهمّ صل على محمَّد، وإذا خرج قال: بسم الله، اللهمّ صل على محمد". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال: حدثت أبي بحديث حسان بن إبراهيم به. قال أبي: ليس هذا من حديث عاصم الأحول، هذا من حديث ليث بن أبي سليم. 2 - روِح بن القاسم: رواه عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره مرسلًا. أخرجه ابن عدي (2/ 286 - 287)، والطبراني في "الدعاء" (425). 3 - صالح بن موسى الطلحي -وهو ضعيف-: رواه عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن أبيها الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب. أخرجه أبو يعلى (486). 89 - إسناده ضعيف؛ قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (1/ 282): "ورواته من عيسى فصاعدًا من رجال الصحيح، ولكن لا يعرف عن واحد منهم، والحسين لينه الحاكم أبو أحمد، وشيخه صدوق تكلم فيه بعضهم، وشيخه ما عرفته، ولا وجدته في تاريخ بغداد ولا ذيوله" أ. هـ. وقال في "لسان الميزان" (2/ 316): "ورواته من عيسى فصاعدًا من رواة الصحيح، وإبراهيم بن الهيثم فيه مقال، ولكنه لا يحتمل هذا المنكر، وشيخه ما عرفته ولا ذكره الخطيب "تاريخ بغداد" ولا ابن النجار في "ذيله"، والآفة فيه فيما أرى من شيخ ابن السني، وهو الرقي المترجم في "الميزان" أ. هـ. قلت: فالإسناد ضعيف؛ لأن شيخ ابن السني فيه نظر؛ كما قال أبو أحمد الحاكم، وشيخه لا يعرف. ¬

_ (¬1) في "م": "الحسن". (¬2) هكذا في "الأصول"، وفي "لسان الميزان" (2/ 316): "الرقي". (¬3) زيادة من "ل".

18 - باب ما يقول إذا سمع الأذان

نوع آخر: 90 - أخبرنا (أبو حفص) (¬1) عمر (بن عمر) (¬2) بن محمَّد بن بكّار القافلاني قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا الوليد بن القاسم الهمداني قال: حدثنا سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: علّم النّبى - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي - رضي الله عنهما - إذا دخل المسجد أن يصلي على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ويقول: "اللهمّ اغفر لنا ذنوبنا، (وافتح لنا أبواب رحمتك) (¬3) ". وإذا خرج صلّى على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ويقول: "اللهمّ اغفر لنا ذنوبنا، وافتح لنا أبواب فضلك". 18 - باب ما يقول إذا سمع الأذان 91 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (النسائي) (¬4) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد ـــــــــــــــــــــــــــــ 90 - ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 358/ 6612) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 283) -؛ وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (118) من طريق الحسين الأحمر عن إسماعيل بن صبيح عن سالم به. قال الحافظ: "وسالم المذكور؛ ضعيف جدًا؛ قال فيه ابن حبان. كان يضع الحديث". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 33): "فيه سالم بن عبد الأعلى؛ وهو متروك". وقال السخاويُّ في "القول البديع" (ص 184): "سنده ضعيف جدًا". 91 - إسناده صحيح، أخرجه النسائيُّ في "المجتبى"، (2/ 23)، و"السنن الكبرى" (1/ 509/ 1637) عن قتيبة بن سعيد وحده. وأخرجه أبو طاهر السلفي في "الأربعين البلدانية" (50/ 16)، و"معجم السفر" (566) من طريق المصنف به. ¬

_ (¬1) سقطت من "ل". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) سقطت من "ل". (¬4) ليست في "ل".

19 - باب ما يقول إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح

وعتبة بن عبد الله المروزي عن مالك عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم الأذان (¬1)؛ فقولوا مثل ما يقول المؤذن". 19 - باب ما يقول إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح 92 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا علي بن حجر قال: حدثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن علي بن الحسين عن أبي رافع - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الترمذيُّ (1/ 407 / 208) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه البخاريُّ (611)، ومسلم (383)، وأبو داود (522)، والترمذي (208)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (34)، و"المجتبى" (2/ 23)، وابن ماجه (208)، وأحمد (3/ 6 و 53 و 78 و 90)، والشافعي في "الأم" (1/ 88)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 143)، وابن خزيمة في "صحيحه" (411)، وأبو عوانة في "المسند" (1/ 281/ 986 و 988)، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج على صحيح مسلم" (2/ 6/ 841)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 408)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 227)، وابن حبان في"صحيحه" (4/ 583 / 686 - إحسان)، والبغوي في "شرح السُّنة" (419)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/ 6)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (25)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 351 - 352) كلهم من طريق الإِمام مالك وهذا في "الموطأ" له (1/ 67 - رواية يحيى الليثي)، و (1/ 71 /180 - رواية أبي مصعب الزهري)، و (54/ 91 - رواية محمَّد بن الحسن الشيباني) به. 92 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (156/ 41) بسنده سواء. وأخرجه النسائي (41)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في "الصلاة" (159/ 196)، وأحمد (6/ 9 و391)، وأحمد بن منيع في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 120/ 1327 و 1328)، والبزار في "مسنده" (1/ 183/ 360 - "كشف الأستار")، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1/ 155 - 156/ 112)، و"مسند علي بن الجعد"، (2/ 850 /2358)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 313/ 924)، و"الدعاء" (2/ 1004/ 443)، والروياني في "مسند" (1/ 475 - 476/ 722) بطرق عن شريك به. ¬

_ (¬1) في "ل": "النداء".

عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول، وإذا قال: حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح؛ قال: "لا حول ولا قوّة إلا بالله". (نوع آخر) (¬1): 93 - حدثني أبو طالب بن أبي عوانة (-هو: ابن أخي أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: شريك بن عبد الله القاضي؛ صدوق كثير الخطأ، سيّىء الحفظ. الثانية: عاصم بن عبيد الله؛ ضعيف، كما في "التقريب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 331): "رواه أحمد، والبزار، والطبراني في "الكبير"؛ وفيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف إلا أن مالكًا روى عنه" أ. هـ. قلت: يشير إلى أن من روى عنه مالك، فهو ثقة!! لكن قال النسائي: "لا نعلم مالكًا روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلا عاصم بن عبيد الله، والله أعلم". لكن الحديث صحيح بشواهده، فأخرجه أحمد (4/ 98)، والدارمي (1/ 273)، وابن خزيمة في "صحيحه" (416)، وابن حبان في "صحيحه" (1687 - إحسان)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 145)، والطبراني في "الكبير" (19/ 322/ 731) من طريق محمَّد بن عمرو، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عمرو بن علقمة بن وقاص مجهول، لم يرو عنه غير ابنه محمَّد؛ لكنه توبع: تابعه أخوه عبد الله بن علقمة بن وقاص عن أبيه به. أخرجه أحمد (4/ 91 - 92). وهذا سند حسن؛ عبد الله بن علقمة صدوق، روى عنه جمع؛ ووثقه ابن حبان، فثبت الحديث، ولله الحمد من قبل ومن بعد. وله شاهد آخر من حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه مسلم (385). وبالجملة، فالحديث صحيح بشواهده. 93 - موضوع؛ أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 367) من طريق ابن السني به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب؛ في سنده نصر بن طريف، وهو القصاب، كنيته أبو جزي، وهو بها أشهر، وهو متروك عندهم، والراوي عنه مشهور بكنيته ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

20 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الأذان

عروبة-) (¬1) قال: حدثنا أبو داود سليمان بن سيف (¬2) قال: حدثنا عبد الله بن واقد عن نصر (¬3) بن طريف عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع المؤذن قال: حيّ على الفلاح؛ قال: "اللهمّ اجعلنا مفلحين". 20 - باب الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عند الأذان 94 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: ثنا سويد بن نصر قال: حدثنا عبد الله؛ (يعني) (¬4): ابن المبارك عن حيوة بن شريح (قال) (¬5): أخبرني ـــــــــــــــــــــــــــــ -أيضًا- وهو أبو قتادة الحراني، قال البخاري: تركوه، وإنما سمّيا ليخفيا من شدة ضعفهما". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 143/ 706): "وهذا إسناد موضوع؛ آفته نصر بن طريف، قال النسائي وغيره؛ "متروك الحديث"، وقال يحيى بن معين: "من المعروفين بوضع الحديث"، وقال الفلاس: "وممن أجمع عليه أهل العلم أنه لا يروى عنهم قوم منهم: نصر هذا"، وعبد الله بن واقد هو الحراني؛ وهو ضعيف جدًا؛ قال البخاري: "تركوه منكر الحديث"، وقال في "موضع آخر": "سكتوا عنه"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وضعفه الجريري جدًا، وسليمان بن سيف هو الحراني ثقة؛ فالآفة ممن فوقه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 94 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (2/ 25 - 26)، و"الكبرى" (1/ 510/ 1642)، و"عمل اليوم والليلة" (158/ 45) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (384)، وأبو داود (523) -ومن طريقه القاضي عياض في "الشفا" (280/ 596)،-، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 143)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 280 - 281/ 983)، وابن حبان في "صحيحه" (1690 - إحسان)، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج على صحيح مسلم" (2/ 7/ 842) - ومن ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ"، و"م". (¬2) في "هـ" و"م": "يوسف"، وهو خطأ. (¬3) في "م": "نصير". (¬4) زيادة من "هـ" و"م". (¬5) زيادة من "ل".

21 - باب كيف الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -

كعب بن علقمة أنه سمع عبد الرحمن بن جبير مولى نافع بن عمرو القرشي أنه سمع عبد الله بن عمرِو - رضي الله عنهما - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم المؤذّن؛ فقولوا مثل ما يقول، وصلّوا عليّ؛ فإنه من صلى عليّ (مرة) (¬1)، صلى الله عليه عشرًا، ثمّ سلوا لي الوسيلة؛ فإنّها (أعلى) (1) منزلة في الجنّة، لا تنبغي (¬2) إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة". 21 - باب كيف الصّلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - 95 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا القعنبي قال. حدثنا عبد العزيز بن ـــــــــــــــــــــــــــــ طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 356) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 410) من طريق ابن وهب. وأخرجه الترمذي (5/ 586 - 587/ 3623)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 226 - 227)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 311/ 354 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 357) -، وأحمد (2/ 168)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 35 /1191)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/ 515)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 218 - 219/ 418)، وابن حبان في "صحيحه" (4/ 589 و 590/ 1691 و1692 - إحسان)، وأبو عوانة في "مسندة" (1/ 281/ 984)، والفاكهي في "حديثه" (281/ 106) -وعنه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 262/ 1471)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 409 - 410)،و"الدعوات الكبير" (1/ 35 /50)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 357) -، والبغوي في "شرح السنة " (2/ 284 - 285/ 421) بطرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ كلاهما عن حيوة بن شريح به. وأخرجه مسلم (384)، وأبو داود (523) -ومن طريقه القاضي عياض في "الشفا" (280/ 596 - ط. دار الفيحاء) -، والفاكهي في "حديثه" (105)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 281 /985)، والبيهقي (1/ 410)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 357) من طريق سعيد بن أبي أيوب، وابن لهيعة، عن كعب بن علقمة به. 95 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه أحمد (4/ 244)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم -" (10)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 343 / 505 - ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) في "م": "ينبغي".

22 - باب كيف مسألة الوسيلة

مسلم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه - قال: قلنا (¬1): يا رسول الله (صلى الله عليك) (¬2) هذا السلام عليك قد علمناه؛ فكيف الصلاة عليك؟ قال: "قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد، وعلى آل محمّد؛ كما صلّيت على إبراهيم، (وعلى آل إبراهيم) (¬3)، وبارك على محمّد، وعلى آل محمّد؛ كما باركت على إبراهيم، (وعلى آل إبراهيم) (3)، إنّك حميد مجيد". 22 - باب كيف مسألة الوسيلة 96 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ ط دار الوطن)، والحسن بن عرفة في "جزئه" (83/ 72)، وسعدان في "جزئه" (32/ 98)، والحميدي في "مسنده" (2/ 310 - 311/ 711)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/ 455/459)، وأبوعوانة في "مسنده" (2/ 231 - 232)، والمحاملي في "الأمالي" (462 - رواية ابن البيّع)، و (ج 8/ ق 99/ ب - رواية ابن مهدي)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 118 - 119/ 286 - 290)، والطبري في "تهذيب الآثار" (334 و 336 - الجزء المفقود)، والإمام إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (57 و 58)، والنحاس في "جزء الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ق 19 - 20)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 162/ 216)، والخطيب في "الموضح" (2/ 468)، والسبكي في "طبقات الشافعية" (1/ 185)، وابن طولون في "جزء إن إبراهيم كان أمة قانتاٌ" (ص 27 - 28)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 186) وغيرهم بطرق عن يزيد بن أبي زياد به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ يزيد بن أبي زياد ضعيف؛ كبر؛ فتغير، وصار يتلقن؛ كما في "التقريب". لكن أخرجه البخاري (4797)، ومسلم (406) وغيرهما بطرق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بطرقه الأخرى. 96 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (2/ 26 - 27)، و"الكبرى" (1/ 511/ 1644)، و"عمل اليوم والليلة" (46) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "هـ" وهامش "م": "قلت". (¬2) زيادة من "م". (¬3) سقطت من "ل".

عليّ بن عيّاش قال: حدثنا شعيب عن محمد بن المنكدر عن جابر (بن عبد الله) (¬1) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يسمع ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2/ 94 / 614 و8/ 399 / 4719)، و"خلق أفعال العباد" (142) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2/ 283 - 284/ 420)، والرافعي في "التدوين" (2/ 22) -، وأحمد في "مسنده" (3/ 354) - وعنه أبو داود (1/ 146/ 529)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ رقم 1194)، وابن الجوزي في "مناقب أحمد" (ص 120) -، والترمذي (1/ 413 / 211)، وابن ماجه (1/ 239/ 722)، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 395/ 826)، والإسماعيلي في "المستخرج"؛ كما في "الفتح" (2/ 94)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 146)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 220/ 420) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (4/ 586/ 1689 - إحسان) -، والطبراني في "الصغير" (1/ 240)، و"الأوسط" (5/ 54/ 5654)، و"الدعاء" (430) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 368)، وابن البخاري في "مشيخته" (3/ 1722 - 1723/ 479 / 1016) -، والحاكم؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 370)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 208/ 286)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 34/ 49)، و"السنن الكبرى" (1/ 410)، والسَّراج في "مسنده" (1/ 22/ 2 - 23/ 1)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 15/ ق 206/ ب)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (162/ 382)، و"عوالي الغيلانيات" (407/ 31) -وعنه الشجري في "الأمالي" (1/ 241)، وابن جماعة في "مشيخته" (1/ 326 - تخريج البرزالي)، وابن البخاري في "مشيخته" (3/ 1723 - 1724/ 479/ 1017)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 368 - 369) -، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/ 34/ 192) وغيرهم بطرق عن علي بن عيَّاش به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". قلت: هكذا رواه البخاري، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وعمرو بن منصور، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبو زرعة الدمشقي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وموسى بن سهل الرملي، ومحمد بن سهل العسكري، وإبراهيم بن يعقوب، ومحمد بن أبي الحسين، والعباس بن الوليد، وغيرهم جميعهم عن علي بن عيَّاش بلفظ المصنف. ورواه محمد بن عوف الطائي، عن علي بن عياش به وزاد في آخره. "إنك لا تخلف الميعاد" أخرجه البيهقي. وهي زيادة شاذّة بلا شك؛ لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل".

النّداء: اللهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامة، والصّلاة القائمة، آت محمّدًا الوسيلة والفضيلة (¬1)، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته؛ حلّت له الشّفاعة يوم القيامة". نوع آخر: 97 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة ثنا الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين ينادي (¬2) المنادي: اللهمّ ربّ هذه الدّعوة التامة، والصّلاة ـــــــــــــــــــــــــــــ عيّاش، وقد رواه جمع، كما رأيت يزيد عددهم على العشرة، وهم ثقات حفاظ أثبات، ولم يذكروا هذه الزيادة. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 260 - 261): "زيادة: "إنك لا تخلف الميعاد" في آخر الحديث عند البيهقي شاذة؛ لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن عياش اللهم إلا في رواية الكشميهني "لصحيح البخاري" خلافًا لغيره، فهي شاذة -أيضًا-؛ لمخالفتها لروايات الآخرين للصحيح؛ وكأنه لذلك لم يلتفت إليها الحافظ؛ فلم يذكرها في "الفتح" على طريقته في جمع الزيادات من طرق الحديث، ويؤيد ذلك أنها لم تقع في "أفعال العباد" للبخاري والسند واحد" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. (تنبيه): ذكر شيخنا - رحمه الله - أنه وقع عند ابن السني "والدرجة الرفيعة"؛ وهي مدرجة. قلت: وهو كذلك. 97 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 123 - 124/ 1337) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 337) عن حسن بن موسى الأشيب به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 69/ 194) من طريق سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة به. قال البوصيري: "رواه أحمد بن حنبل في "مسنده"، والطبراني في "الأوسط" من طريق ابن لهيعة، وهو ضعيف". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 332): "وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف". ¬

_ (¬1) وقع في "م" زيادة: "والدرجة الرفيعة"، وهي مدرجة؛ كما في تخريج الحديث. (¬2) في هامش "م": "في نسخة: يسمع".

القائمة، صلّ على محمّد، وارض عنا رضي لا سخط بعده؛ استجاب الله - عَزَّ وَجَلَّ - دعوته". نوع آخر: 98 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث (بن سعد) (¬1) عن حُكَيْم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد عن سعد - رضي الله عنه - أن (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًاَ عبده ورسوله، رضيت بالله ربًّا، وبمحمّد رسولًا، وبالإِسلام دينًا؛ غفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - له ذنوبه". ـــــــــــــــــــــــــــــ وبه أعلّه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 260). قلت: وهو كما قالوا؛ وفيه علة أخرى، وهي: عنعنة أبي الزبير؛ فإنه مدلس. 98 - إسناده صحيح، أخرجه النسائي في "المجتبى" (2/ 26)، و"الكبرى" (1/ 511/ 1643)، و"عمل اليوم والليلة" (169/ 73) بسنده سواء. وأخرجه مسلم (386) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 205/ 278) -؛ وأبو داود (525)، والترمذي (210)، وأحمد (1/ 181) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج على صحيح مسلم" (2/ 8/ 844) -؛ وابن حبان في "صحيحه" (1693 - إحسان)، والسّرّاج في "مسنده" (ج 1/ ق 23/ أ) -ومن طريقه أبو سعد عبد الله بن عمر القشيري في "الأربعين من مسانيد المشايخ العشرين" (208/ 29)، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 213) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج" (2/ 8 / 844)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (102)، والحاكم (1/ 203)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (48) عن قتيبة بن سعيد به. قال الحاكم: "صحيح ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتعقب ابنُ الملقن الحاكم؛ فقال في "مختصر استدراكات الذهبي على مستدرك الحاكم" (1/ 163): "رواه مسلم، وهو عجيب من الحاكم". ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) في "ل": "عن".

نوع آخر: 99 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عائذ (قال) (¬1): حدثني سليم (¬2) بن عامر عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 99 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 119/ 1324) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1010 - 1011/ 458)، و"المعجم الكبير" (8/ 169/ 7713) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 224) - عن الحكم بن موسى به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 171/ 7719) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 244) -، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 119/ 1323)، والحاكم (1/ 546 - 547)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 360)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (10/ 212 - 213)، وقوّام السُنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 205 - 206/ 280) بطرق عن الوليد بن مسلم به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عفير بن معدان، وهو أبو عائذ اليحصبي؛ ضعيف لا سيما في روايته عن سليم بن عامر عن أبي أمامة؛ قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح" (3/ 2/ 36): "هو ضعيف الحديث، يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمناكير وما لا أصل له، لا يشتغل بروايته". الثانية؛ الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: عُفير واه جدًا". وتعقبه -أيضًا- البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 119): "وليس كما زعم؛ -يعني: الحاكم-؛ لتدليس الوليد بن مسلم، وضعف عفير بن معدان". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث سليم وعفير، لا أعلم رواه عنه إلا الوليد". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 155): "فيه عفير بن معدان، وهو مجمع على ضعفه". وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/ 99): "إسناده ضعيف". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "سليمان"، وهو خطأ.

أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نادى المنادي؛ فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء، فمن نزل به كرب أو شدة؛ فليتحيّن (¬1) المنادي؛ فإذا كبّر؛ كبّر، وإذا تشهّد؛ تشهّد، وإذا قال: حيّ على الصّلاة؛ قال: حيّ على الصّلاة، وإذا قال: حيّ على الفلاح؛ قال: حيّ على الفلاح، ثم يقول: اللهمّ ربّ هذه الدّعوة المستجابة المستجاب لها دعوة الحقّ وكلمة التقوى، أحينا عليها، وأمتنا عليها، وابعثنا عليها، واجعلنا من خيار أهلها محيًا (¬2) ومماتًا (¬3)، ثم يسأل الله - (تبارك و) (¬4) تعالى - حاجته". نوع آخر: 100 - أخبرنا محمَّد بن جرير قال: حدثنا (محمَّد) (¬5) أبو كريب (¬6) ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 403): "إسناده واهٍ". ولكن لشطره الأول شاهد من حديث أنس بن مالك: أخرجه الطيالسي (1260)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 54 و 6/ 308)، وأبو يعلى في "المسند الكبير"؛ كما في "المقصد العلي" (218) من طرق عن يزيد بن أبان الرقاشي عنه به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن يزيد متروك الحديث. وبه أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 334). لكن له طريق آخر: أخرجه أبو يعلى (4072)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 204)، والثقفي في "الثقفيات" (4/ 27/ ب) من طرق عن سهيل بن زياد عن سليمان التيمي عنه به. قلت: وسهيل فيه لينٌ يسيرٌ. وبالجملة، فالحديث ضعيف؛ نظرًا للضعف الشديد الذي في بعض طرقه، والله أعلم. 100 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 14/ 9790)، ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "فليجيبنّ". (¬2) في "ل": "محيانا". (¬3) في "ل": "مماتنا". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) زيادة من "ل". (¬6) في "م": "أبو بكر"، وهو خطأ.

قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا عمر (¬1) أبو حفص عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يقول إذا سمع النّداء بالصّلاة، فكبّر (¬2) المنادي؛ فيكبّر، ويشهد أن لا إله إلا الله؛ فيشهد أن لا إله إلا الله، و (يشهد) (¬3) أنّ محمّدًا رسول الله؛ فيشهد على ذلك، ويقول: اللهمّ اعط محمّدًا الوسيلة، واجعل في العلّيين درجته، وفي المصطفين تحيّته، وفي المقرّبين ذكره؛ إلا وجبت له الشفاعة منّي يوم القيامة". نوع آخر: 101 - حدثني عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ و"الدعاء" (2/ 1000/ 433) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 252) - عن أبي كريب به. قال الهيثمي في "مجمع "الزوائد" (1/ 333): "ورجاله موثقون". قلت: رجاله ثقات غير عمر أبي حفص لم أجد له ترجمة. وقد توبع؛ تابعه أبو عمر البزار عن قيس به: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 145) عن يحيى بن يحيى النيسابوري عن أبي عمر. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ لأن أبا عمر البزار -وهو: حفص بن سليمان الأسدي القارئ- متروك. ولشطره الأخير شاهد من حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في "الكبير" (7926). قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 454): "وهو غريب". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 112): "وفيه مطرح بن يزيد, وهو ضعيف". قلت: بالجملة؛ فالحديث ضعيف، وطرقه وشواهده لا يفرح بها. 101 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ج 1/ق 159/ أ) من طريق المصنف به. وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (5/ 153) عن عبد الصمد به. ¬

_ (¬1) في "م": "عمرو". (¬2) في "ل": "فيكبر". (¬3) زيادة من "ل".

إبراهيم بن عبد الحميد اليحصبي قال: حدثنا الحسن بن حاتم الألهاني (¬1) (قال) (¬2): حدثنا عمر بن خالد الوهبي (قال) (2): حدثنا (¬3) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم المؤذن يؤذن؛ فقولوا: اللهمّ، افتح أقفال قلوبنا بذكرك، وأتمم علينا نعمتك من فضلك، واجعلنا من عبادك الصالحين". نوع آخر: 102 - حدثني أحمد (¬4) بن الحسن بن آذينويه (¬5) الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن عوف قال: حدثنا عصام بن خالد الحضرمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رجلان كان أحدهما لا يرى أو لا يُرى له كثير (¬6) عمل، فمات؛ فقال ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عمر بن خالد الوهبي؛ لم يوثقه إلا ابن حبان، ولم يذكر راويًا عنه إلا الحسن بن حاتم. الثانية: الحسن بن حاتم؛ لم يوثقه إلا ابن حبان (6/ 167)، ولم يذكر راويًا عنه إلا أحمد اليحصبي، وابن حبان متساهل في التوثيق، وبهما أعلَّه شيخنا أسد السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2570). 102 - إسناده حسن - إن شاء الله -؛ أحمد بن الحسن بن آذينويه له ترجمة في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 132)، ومحمد بن عوف الطائي ثقة حافظ، وعصام بن خالد وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وعطاء بن قرة قال عنهم الحافظ: "صدوق"، وزاد في عبد الرحمن بن ثابت: "يخطئ"، وعبد الله بن ضمرة صدوق، روى عه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي. ¬

_ (¬1) في "م" و "هـ": "اللهاني"، وهو خطأ. (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في هامش "م": "في نسخة: عن". (¬4) في هامش "م": "في نسخة: محمد". (¬5) في "م" و "هـ": "أديبويه"، والمثبت هو الصواب؛ كما في "أخبار أصبهان" (1/ 130). (¬6) في "ل": "كبير"

23 - باب الدعاء بين الأذان والإقامة

النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أعلمتم أن الله - عَزَّ وَجَلَّ - قد أدخل فلانًا الجنة؟ ". قال: فعجب القوم؛ لأنه كان لا يكاد يرى له (كثير عمل) (¬1)، فقام بعضهم إلى أهله، فسأل امرأته عن عمله؟ فقالت: ما كان (له) (¬2) كثير (¬3) عمل إلا ما قد رأيتم غير أنه كانت فيه خصلة: كان لا يسمع المؤذن في ليل ولا نهار ولا على أي حال كان يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، إلا قال مثل قوله، أقرَّ (¬4) بها، وأكفر (¬5) من أبى، وإذا قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: أقرّ بها، وأكفر من أبى. قال الرجل: بهذا أدخل (¬6) الجنة. 23 - باب الدعاء بين الأذان والإقامة 103 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (النسائي) (¬7) قال: حدثنا إسماعيل (¬8) بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 103 - إسناده ضعيف، (وهوصحيح بطرقه)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (67) بسنده سواء. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 354/ 3680) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (696 - موارد) -, وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 222/ 425) - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 375) - من طريق يزيد بن زُرَيْع به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 226/ 9296) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 392 - 393/ 1562)، ومحمد بن سنجر في "مسنده"؛ كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/ 227)، و"نتائج الأفكار" (1/ 376)، وأحمد بن منيع في "مسنده"، كما في "نتائج الأفكار" (1/ 376) - ومن طريقه ابن خزيمة ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل". (¬2) سقطت من "ل". (¬3) في "ل": "كبير". (¬4) في "ل": "يقر". (¬5) في "ل": "يكفر". (¬6) في "هـ" و "م": "دخل". (¬7) زيادة من "ل". (¬8) في "هـ" وهامش "م": "الحسن".

مسعود قال: حدثنا يزيد بن زُريع قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن بُرَيْد بن أبي مريم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء لا يردّ بين الأذان والإقامة؛ فادعوا". ـــــــــــــــــــــــــــــ في "صحيحه" (1/ 222)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 391 - 392/ 1561) -, وأحمد في "المسند" (3/ 155 و 254)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 353/ 3679)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1022/ 484) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 376) -, والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 44/ 61)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 37/ 1196)، وابن بشران في "الأمالي" (152/ 348) بطرق عن إسرائيل. قال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (5/ 227): "وهذا إسناد جيد، وبُريد ثقة؛ فاعلمه"، وجؤده في (5/ 604). قلت: إسناده ضعيف؛ لأن أبا إسحاق السبيعي مدلس، وقد عنعن، لكنه توبع، فأخرجه أحمد (3/ 225)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 222/ 426 و 427) -ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 306/ 1570) -, وأبو بكر أحمد بن المقرب الكرخي البغدادي في "حديثه" (111/ 32)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة، (4/ 393، 1563)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 165/ 1365) بطرق عن يونس بن أبي إسحاق عن بُريد به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير يونس، وهو صدوق؛ كما في "التقريب". وأخرجه أبو داود (521)، والترمذي (212 و 3595)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (68 و 69)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (1909)، وأبو نجم الفضل بن دكين في "الصلاة" (209/ 307)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 225)، وأحمد (3/ 119)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/ 35 - 37/ 193 و 194 و 195)، والطبراني في "الدعاء" (483)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1056)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 410)، و"الدعوات الكبير" (1/ 44/ 60)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (120)، والبغوي في "شرح السنة" (2/ 389/ 425)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 373)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 33 - 34) وغيرهم، من طريق سفيان الثوري، عن زيد العمي عن معاوية بن قرة عن أنس به. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 51/ 820) -وعنه الشجري في "الأمالي" (1/ 246) - من طريق عبد الله بن عيسى عن زيد العمي به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن". وقال ابن حجر: "هذا حديث حسن، وهو غريب من هذا الوجه". وقال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام": "وإنما لم نصححه؛ لضعف زيد العمي، وأما بريدة فهو موثق، وينبغي أن يصحح من حديثه".

24 - باب ما يقول بعد ركعتي الفجر

24 - باب ما يقول بعد ركعتي الفجر 104 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن الضحاك (المصري) (¬1) قال: حدثنا محمد بن سنجر قال: حدثبا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي قال: حدثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني عن عباد بن سعيد عن مبشر بن (¬2) أبي المليح (¬3) عن أبيه [عن جده] (¬4) - رضي الله عنه - أنه صلى ركعتي الفجر ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف زيد بن الحواري العمي. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه صحيح. تنبيه: سقط من مطبوع "الأوسط" لابن المنذر كلمة: "أبي" فصارت هكذا: "عن إسحاق"!!، وتصحف اسم "بُريد" إلى "يزيد"؛ فليصححا. 104 - إسناده ضعيف؛ أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 22 - 23/ 3101 - الكشف)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 62/ أ) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 206/ 1423) -، والحاكم (3/ 622)، والطبراني في "الكبير" (1/ 195/ 520) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "المختارة" (4/ 205/ 1422) - وعنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 382 - 383) - بطرق عن عبد الوهاب به. قلت: وهذا سند ضعيف، فيه علل: الأولى: مبشر، لم يوثقه إلا ابن حبان، وروى عنه شعبة وعباد بن سعيد، وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 342)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ فهو مستور. الثانية: عباد بن سعيد؛ قال الذهبي في "الميزان"، و"المغني": "ليس بشيء". الثالثة: يحيى بن أبي زكريا الغساني؛ ضعيف. قال الحافظ: "هذا حديث حسن ... وأما عباد بن سعيد؛ فلم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا؛ إلا أن ابن حبان ذكر في "الثقات" عباد بن سعيد، ولم يذكر ما يتميز به. هكذا قال - رحمه الله - وفيما قاله نظر لا يخفى. ¬

_ (¬1) زيادة من "م"، وفي "هـ": "المقرئ". (¬2) في "ل": "عن". (¬3) في هامش "ل": "اسمه عامر بن أسامة بن عمير". (¬4) سقطت من "الأصول"، واستدركتها من مصادر التخريج، والسياق يقتضيها؛ فإن أبا المليح والد مبشر ليس بصحابي وإنما الصحبة لأبيه واسمه: أسامة بن عمير.

25 - باب ما يقول إذا أقيمت الصلاة

وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريبًا منه صلى ركعتين خفيفتين ثم سمعته يقول وهو جالس: "اللهمّ ربّ جبريل وإسرافيل وميكائيل ومحمّد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أعوذ بك من النار، ثلاث مرات". 25 - باب ما يقول إذا أقيمت الصّلاة 105 - حدثنا ابن منيع قال: حدثنا أبو الربيع الزّهراني قال: حدثنا محمّد بن ثابت العبدي (قال) (¬1): حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 219): "رواه الطبراني في "الكيير"، وفيه عباد بن سعيد عن مبشر لاشيء". أما الحاكم والذهبي، فسكتا عنه. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 59). 105 - ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو داود (528) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 411)، و "الدعوات الكبير" (1/ 53/ 71)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 370 - 371) - عن أبي الربيع الزهراني به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1025/ 491) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن وكيع عن محمد بن ثابت العبدي عن رجل عن أبي أمامة بإسقاط شهر. قال النووي في "المجموع" (3/ 122): " ... فهو حديث ضعيف؛ لأن الرجل مجهول، ومحمد بن ثابت العبدي ضعيف بالاتفاق، وشهر مختلف في عدالته". ثم قال: "فهو حديث ضعيف، لكن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال باتفاق العلماء!!! ". قلت. وفي كلامه الأخير نظرٌ، وقد ردَّ عليه شيخنا ناصر السُّنة - رحمه الله - في مقدمة "تمام المنّة"، و "ضعيف الجامع"؛ فلينظر لزامًا. وقال الحافظ عقبه: "هذا حديث غريب، أخرجه أبو داود وسكت عليه، وفي سنده الراوي المبهم، وفي شهر بن حوشب مقال، لكن حديثه حسن إذا لم يخالف، ومحمد بن ثابت المذكور هو العبدي فيه مقال - أيضًا -, وقد رواه وكيع عنه فلم يذكر في السند شهر بن حوشب: أخرجه الطبراني في "الدعاء" عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن وكيع ولم أره في "مسنده" ولا "معجم الطبراني"" أ. هـ. وقال في "التلخيص الحبير" (1/ 211): "وهو ضعيف، والزيادة فيه لا أصل لها". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

26 - باب ما يقول إذا انتهى إلى الصف

حوشب عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أن بلالًا قال: قد قامت الصّلاة؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقامها الله، وأدامها". 106 - حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا غسان بن الرّبيع عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عطاء بن قرّة عن عبد الله بن ضمرة يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم: اللهمّ رب هذه الدعوة التامة، وهذه الصّلاة القائمة، صلّ على محمّد، وآته سؤله يوم القيامة. 26 - باب ما يقول إذا انتهى إلى الصف 107 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (النسائي) (¬1) قال: حدثنا محمد بن نصر قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل " (1/ 258). قلت: فالإسناد ضعيف جدًا؛ لأنه مسلسل بالعلل. 106 - ضعيف الإسناد؛ أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 372) من طريق ابن السني به. قلت: فيه غسان بن الربيع، وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (ق 211/ ب)، و "الدعاء" (2/ 999/ 432) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 372 - 373) - من طريق صدقة بن عبد الله السمين عن سليمان بن أبي كريمة عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي الدرداء. قال ابن حجر: "هذا حديث غريب، وفي سنده جماعة من "الضعفاء" لكن لم يتركوا، ويغتفر في فضائل الأعمال لا سيما مع شواهده، والله أعلم". 107 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (93) بسنده سواء. وأخرجه الحاكم (1/ 207) من طريق إبراهيم بن حمزة به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 222/ 696)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 231/ 452) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (1609 - موارد)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 387) -، والبزار في "البحر الزخار" (3/ 318 - 319/ 1112 و 1113)، ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

27 - باب ما يقول إذا قام إلى الصلاة

أبي صالح عن محمد بن مسلم بن عائذ عن عامر بن سعد عن سعد - رضي الله عنه -: أن رجلًا جاء إلى الصلاة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهمّ آتني (¬1) أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين، فلما قضى (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة (¬3) قال: "من المتكلم آنفًا؟ "، قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: "إذًا يعقر جوادك، وتستشهد في سبيل الله". 27 - باب ما يقول إذا قام إلى الصّلاة 108 - أخبرني الحسين (¬4) بن محمد قال: حدثنا يزيد بن محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبو طاهر المخلص في "الفوائد" (ج 9/ ق 207/ ب)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 56 - 57/ 697 و 108 - 109/ 769)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1025 - 1026/ 492) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 387 - 388) -, وابن حجر في "النتائج" (1/ 387) بطرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقد وهما في ذلك. قال الحافظ متعقبًا الحاكم: "لم يخرج لمحمد بن مسلم بن عائذ، وقد قال أبو حاتم الرازي: إنه مجهول وما وجدت عنه راويًا إلا سهيل بن أبي صالح، وهو من أقرانه. نعم، وثقه العجلي، فأقوى رتب حديثه أن يكون حسنًا!! ". قلت: مدار الحديث عندهم كلهم على محمد بن مسلم بن عائذ -ولكنه سقط من "المستدرك"- ولم يخرج له مسلم، وهو مجهول؛ كما قال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والذهبي وغيرهم ولم يرو عنه إلا سهيل، فالحديث ضعيف. 108 - إسناده حسن؛ أخرجه ابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 389 - 390) - من طريق أبي اليمان -الحكم بن نافع- عن عطاف به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن، ورجاله موثقون، لكن في عطاف مقال يتعلق بضبطه". ¬

_ (¬1) في "هـ" و "م": "ائتني". (¬2) في "هـ": "فرغ". (¬3) في هامش "م": "في نسخة: صلاته". (¬4) في "هـ" و "م": "الحسن".

28 - باب ما يقول إذا حفزه النفس

عبد الصمد قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا عطّاف بن خالد (قال) (¬1): حدثني زيد بن أسلم عن أمِّ رافع - رضي الله عنها -: أنها قالت: يا رسول الله دلني على عمل يأجرني الله - عَزَّ وَجَلَّ - عليه؟ قال: "يا أم رافع إذا قمت إلى الصلاة؛ فسبحي الله عشرًا، وهلليه عشرًا، واحمديه عشرًا، وكبريه عشرًا، واستغفريه عشرًا، فإنك إذا سبحت عشرًا؛ قال: هذا لي، وإذا هللت؛ قال: هذا لي، وإذا حمدت؛ قال: هذا لي، وإذا كبرت؛ قال: هذا لي، وإذا استغفرت؛ قال: قد غفرت لك". 28 - باب ما يقول إذا حفزه (¬2) النَّفَس 109 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي حدثنا حماد بن سلمة (قال) (¬3): حدثنا قتادة وثابت وحميد عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: المتقرر فيه أنه حسن الحديث ما لم يخالف، وهو كذلك هنا لم يخالف؛ فحديثه حسن، وقد توبع؛ فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (24 / رقم 766) من طريق بكير بن مسمار عن زيد بن أسلم به؛ لكن أطلق موضع القول. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 92): "ورجاله رجال الصحيح". وللحديث شاهد من حديث أم سليم بنحوه: أخرجه الترمذي (480)، والنسائي (3/ 51)، وابن خزيمة في "صحيحه" (850)، وابن حبان في "صحيحه" (2342 - موارد)، والحاكم (1/ 317 - 318). قال الترمذي: "حسن غريب". وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وبالجملة، فالحديث صحيح بمجموع ذلك. 109 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 294 - 295/ 2915) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5/ 57 - 58/ 1761 - إحسان) عن أبي يعلى به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "ل": "الحفز: الحث والإعجال". قلت: المراد: جهده النفس من أجل السعي إلى الصلاة. (¬3) زيادة من "ل".

29 - باب ما يقول إذا سلم من الصلاة

أنس - رضي الله عنه -: أن رسول، الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلّي بهم فجاء رجل فدخل في الصّلاة وقد حفزه النّفس فقال: الله أكبر، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: "أيّكم المتكلّم بالكلمات؟ " فَأرَمّ (¬1) القوم، فقال: "أيّكم المتكلّم بالكلمات؛ فإنّه لم يقل بأسًا؟ "، فقال: أنا يا رسول الله، جئت وقد حفزني النَّفَس؛ فقلتهن، فقال. "لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها أيهم يرفعها أولًا؟ ". 29 - باب ما يقول إذا سلّم من الصّلاة (¬2) 110 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا خالد بن عبد الله وعبد الواحد بن زياد عن خالد الحذاء عن عبد الله بن الحارث عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سلم - وقال خالد: كان - يقول هؤلاء الكلمات: "اللهمّ، أنت السّلام، ومنك السّلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه مسلم في "صحيحه". (600)، وأبو داود (763) -ومن طريقهما البغوي في "شرح السنة" (633 و 634) - والنسائي (2/ 132 - 133)، وابن خزيمة في "صحيحه" (466) بطرق عن حماد به. 110 - إسناده صحيح، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (8/ 168/ 4721)، وابن حبان في "صحيحه" (2001 - إحسان) من طريق خالد بن عبد الله الطحان عن خالد الحذاء به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (592)، وأبو داود (1512)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (97)، وأحمد (6/ 184)، والطبراني في "الدعاء" (644)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/ 173 - 174/ 282) من طريق خالد الحذاء به. وتابع خالدًا الحذاء عاصمُ الأحول عند مسلم (592) وغيره. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": بالراء المهملة، سكتوا. فأزم بالزاي المعجمة رواية أخرى، أي: أمسكوا عن الكلام. (¬2) في "ل" و"هـ". "صلاته".

30 - باب ما يقول في دبر صلاة الصبح

30 - باب ما يقول في دبر صلاة الصبح 111 - أخبرنا أبو يعلى قال: أخبرنا أبو خيثمة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة (قال) (¬1): حدثني مولى لأم سلمة قال: سمعت أم سلمة - رضي الله عنها - تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى الصّبح قال: "اللهمّ، إني أسألك علمًا نافعًا، وعملًا متقبّلًا، ورزقًا طيّبًا". نوع آخر: 112 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة قال: كان أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ 111 - مضى تخريجه برقم (55). 112 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 73 - 74)، و "السنن الكبرى" (1/ 400 ـ 401/ 1270) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 262)، و "الكبرى" (4/ 451 - 452/ 7901)، وأحمد (5/ 36 و 39 و 44)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 190/ 9187)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 367/ 747)، والحاكم (1/ 35)، والبيهقي في "عذاب القبر" (228)، و"الدعوات الكبير" (2/ 60/ 294)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 293) بطرق عن عثمان الشحام به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن، وعثمان مختلف فيه، قوّاه أحمد وابن عدي، ولينه القطان والنسائي". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا على شرط مسلم؛ لكن إسناده حسن؛ لأن عثمان الشحام صدوق. وأخرجه الترمذي (5/ 528/ 3503)، والحاكم (1/ 533)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 293) بطرف عن أبي عاصم النبيل عن عثمان الشحام به إلا أنه قال: "من الهمّ والكسل" بدلًا من: "الكفر والفقر". قلت: وروايته هذه شاذة؛ لأن الثقات اتفقوا على الرواية الأخرى الصحيحة. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

يقول في دبر الصلاة: "اللهمّ، إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر"، وكنت أقولهن، فقال لي أبي: أي بني عمن أخذت هذا؟ قلت: عنك، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقولهن في دبر الصلاة. نوع آخر: 113 - أخبرنا سَلْم (¬1) بن معاذ قال: حدثنا حماد بن الحسن بن (¬2) عنبسة قال: حدثنا أبو عمر الحوضي قال: حدثنا سلام المدائني عن زيد العمي عن معاوية بن قرة (¬3) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان ـــــــــــــــــــــــــــــ 113 - إسناده موضوع، (وهو ضعيف)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 66/ 2499)، و "الدعاء" (2/ 1096/ 659) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 285) -، وابن سمعون الواعظ في "الأمالي" (ق 176/ 2)؛ كما في "الضعيفة" (3/ 171)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 301 - 302) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 285) - عن أبي مسلم الكشي عن أبي عمر الحوضي به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن معاوية إلا زيد، تفرد به: سلاّم". وقال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث معاوية بن قرة، تفرد به عنه: زيد العمي؛ وهو زيد بن الحواري أبو الحواري، وفيه لين". قال الحافظ متعقبًا: "اتفقوا على ضعفه من قبل حفظه، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وسكت أبو نعيم عن الراوي عنه، وهو أضعف منه بكثير، وهو بتشديد اللام ويقال له: المدائني؛ كما وقع في رواية ابن السني، والحديث ضعيف جدًا بسببه". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 171/ 1058): "وهذا إسناد موضوع؛ والمتهم به سلام المدائني وهو الطويل؛ وهو كذاب، وزيد العمي ضعيف". وقال في (2/ 114): "وهذا موضوع؛ سلام هو الطويل: كذاب" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله - لكنه توبع؛ فأخرجه البزار في "مسنده" ¬

_ (¬1) في "هـ" و "م": "سلام"، والصواب المثبت، وهو الموافق لكتب التراجم. (¬2) في "م": "عن". (¬3) في بعض النسخ المطبوعة: "معاوية بن قرة عن أبيه".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى ثم قال: "أشهد (¬1) أن لا إله إلا الله الرحمن الرّحيم، اللهمّ، أذهب عنّي الهمّ والحزن". نوع آخر: 114 - أخبرني علي بن أحمد (¬2) بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا زياد بن يونس قال: حدثني ابن لهيعة عن حميد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 22/ 3100 - كشف) عن الحارث بن الخضر، عن عثمان بن فرقد، عن زيد العمي به. وعثمان صدوق ربما خالف؛ كما في "التقريب"؛ فبرئت ذمّة سلام المدائني. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 289/ 3178)، و "الدعاء" (2/ 1095/ 658) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 286) -, وابن عدي في "الكامل" (6/ 2084 - 2085)، والشجري في "الأمالي" (1/ 249)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 480) من طريق كثير بن سليم عن أنس بن مالك به. قال الحافظ - رحمه الله -: "ونقل تضعيف كثير عن كثيرِ حتى يكاد يكون مثل سلاّم في الضعف أو أشد". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 114/ 660): "وهذا سند ضعيف جدًا من أجل كثير هذا، قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال النسائي والأزدي: "متروك"، وضعفه غيرهم" وضعفه - أيضًا - في (3/ 171). قلت: وهو كما قالا - رحمهما الله -. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يصح بمجموع طرقه؛ نظرًا للضعف الشديد فيها، حاشا طريق البزار؛ فهو ضعيف فحسب، والله الموفق. 114 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ قال الإِمام النووي - رحمه الله - في "الأذكار" (1/ 212 - بتحقيقي): "بإسناد ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (2/ 296): "وأخرجه ابن السني مقتصرًا على الحديث دون القصة من طريق عبد الله بن لهيعة عن أبي هانئ. وليس في سنده من يوصف بالضعف إلا ابن لهيعة، وكأن الشيخ ضعفه بسببه، ولم ينفرد به". ¬

_ (¬1) في "ل": "نشهد". (¬2) في هامش "م": "في نسخة: أحمد بن علي".

مالك أبي هانئ الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعا (¬1) أحدكم؛ فليبتدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ ليدع بما يشاء (¬2) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قال - رحمه الله - وقد تابع ابن لهيعة ثلاثة رواة: الأول: حيوة بن شريح: أخرجه أبو داود (2/ 162/ 1481)، والترمذي (5/ 482/ 3477)، وأحمد (6/ 18)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"، كما في "نتائج الأفكار" (2/ 295)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 351/ 710)، وابن حبان في "صحيحه" (5/ 290/ 1960 - إحسان)، والبزار في "البحر الزخار" (9/ 203/ 3748)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 307 - 308/ 791 و 793)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 76 - 77)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (106)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 2284/ 5651)، والحاكمِ (1/ 230 و 268)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 147 - 148)، و "معرفة السنن والآثار" (3/ 73/ 3734)، والحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 295) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة بن شريح به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: أما صحيح؛ فنعم، وأمّا على شرط مسلم؛ فلا؛ لأنه لم يخرج لعمرو بن مالك الجنبي. وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح". وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (82) عن عبد الله بن المبارك عن حيوة به. قلت: إسناده صحيح. الثاني: عبد الله بن وهب: أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 44)، و "الكبرى" (1/ رقم 1116)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 351/ 709)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 309/ 795). قلت: إسناده صحيح. الثالث: رشدين بن سعد: أخرجه الترمذي (3476)، والطبراني (18/ 307 - 308/ 792 و 794). قلت: سنده ضعيف؛ لأن رشدين بن سعد ضعيف؛ لكنه حسن في الشواهد والمتابعات. وبالجملة؛ فالحديث صحيح لا ريب. ¬

_ (¬1) في "ل": "صلّى". (¬2) في "ل": "يدعو بما شاء".

نوع آخر: 115 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى (الصنعاني) (¬1) قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: حدثنا داود الطفاوي عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو في دبر الصّلاة يقول: "اللهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء، أنا أشهد أنّك أنت الربّ وحدك لا شريك لك، اللهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء وأنا أشهد أنّ محمدًا عبدك ورسولك، اللهمّ ربّنا وربّ كل شيء أشهد أن العباد كلهم إخوة، اللهمّ ربّنا وربّ كلّ شيء اجعلني مخلصًا لك في كلّ ساعة وأهلي في الدّنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام، اللهمّ اسمع واستجب، الله أكبر (الله) (¬2) الأكبر، (الله) (¬3) نور السماوات والأرض، الله الأكبر (الله) (¬4) الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل، الله الأكبر (الله) (4) الأكبر". (نوع آخر) (3): ـــــــــــــــــــــــــــــ 115 - إسناده ضعيفة أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (101) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (1508) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 73/ 94) -, وأحمد (4/ 369)، وأبو يعلى في "مسنده" (13/ 178 - 179/ 7216)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 210/ 5122) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (8/ 387 - 388) -, والشجري في "الأمالي" (1/ 249)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 36/ أ- أطراف الغرائب)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 340 - 341/ 272) بطرق عن المعتمر بن سليمان به. قال الدارقطني في "الأفراد": "تفرد به معتمر بن سليمان عن داود الطفاوي عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم"، قلت: وليس كما قال - رحمه الله - بل تابعه جرير بن عبد الحميد عند أبي يعلى في "مسنده" (13/ 179/ 7217): حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل عن جرير به. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ"، و "م". (¬2) ليست في "ل". (¬3) زيادة من "هـ". (¬4) سقطت من "ل".

116 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا إبراهيم بن بشار الرّمادي قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا عبد الملك بن عمير وعبدة بن أبي لبابة سمعا ورّادًا كاتب المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - يقول: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى المغيرة بن شعبة: اكتب إليّ بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دبر صلاته، فكتب إليه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دبر صلاته إذا قضاها: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللهمّ، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ". نوع آخر: 117 - أخبرني علي بن محمد (¬1) المريعي (¬2) قال: حدثنا إبراهيم بن ـــــــــــــــــــــــــــــ لكن إسناد الحديث ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أبو مسلم البجلي؛ لا يُعرف؛ كما قال الذهبي في "الميزان". وفي "التقريب": "مقبول"، يعني: حيث يتابع وإلا، فلين، ولم يتابع. الثانية: داود الطفاوي؛ لين الحديث؛ كما في "التقريب". (تنبيه): استدل بهذا الحديث الضعيف الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه "الخصائص العامة للإسلام" (ص 90 - 92) على أن أهل الكتاب إخوان للمسلمين!! وسمى ذلك "مبدأ الإخاء الإنساني! "؛ ولذلك هو يكثر من وصف أهل الكتاب بـ "الأخوة"؛ كما في كتابه "نحو وحدة فكرية للعاملين للإسلام" (ص 81). ويشارك القرضاوي في ذلك أهل الفكر التنويري، كما يسمون أنفسهم، وقد أبعدوا النجعة عندما زعموا أن أهل الكتابين من قبلنا مؤمنون ليسوا بكفار؛ فإلى الله المشتكي من غربة الإِسلام في هذا الزمان، وهو وحده المستعان، وعليه التكلان. 116 - إسناده صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (593/ 138) من طريق سفيان به. وأخرجه البخاري (844 و 6330)، ومسلم (593) بطرق عن وراد به. 117 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو حسن)، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 200/ 7811) من طريق أبي المهلب عن عبيد الله بن زحر به. ¬

_ (¬1) في "ل": "أحمد". (¬2) في "هـ": "المربعي"، وفي "ل": "المريقي".

القعقاع قال: حدثنا عاصم بن يوسف قال: حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد (¬1) عن القاسم عن أبي أمامة ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني (8/ 227/ 7893) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 286) - من طريق خالد بن يزيد عن علي بن يزيد به. قال ابن حجر: "هذا حديث غريب، وأبو عبد الرحيم الذي في روايتنا -واسمه: خالد بن يزيد الحراني- متفق على توثيقه. وعبيد الله بن زحر الذي في روايته اتفق الأكثر على تضعيفه. وشيخهما علي بن يزيد متفق على تضعيفه ومدار هذا الحديث عليه". قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ لأن علي بن يزيد الألهاني متروك. وله طريق آخر عن أبي أمامة: أخرجه الطبراني في "الكبير" (7982): حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن عروة بن دينار عن الزبير بن خريق عن أبي أمامة (وذكره). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 112): "ورجاله رجال الصحيح، غير الزبير بن خريق، وهو ثقة". قلت: بل لين الحديث؛ لكنه يعتبر به. وللحديث شاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 125/ 3875)، و"المعجم الأوسط" (4/ 362 - 633/ 4442)، و "المعجم الصغير" (1/ 219 - 220)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (4/ 287 - 288/ 2447)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2// 287 - 288) من طريق محمد بن الصلت: ثنا عمر بن مسكين، عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي أيوب الأنصاري به. قال الطبراني: "لا يروى عن أبي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به: محمد بن الصلت". قال الحافظ: "وهو ثقة، وشيخه والراوي عنه ذكرهما ابن حبان في "الثقات"، والباقون أثبات؛ لكن عمر بن مسكين ذكره ابن عدي في "الكامل" [(5/ 1715)] ونقل عن البخاري [في "التاريخ الكبير" (6/ 198)] أنه قال: لا يتابع في حديثه" أ. هـ. قلت: فهو ضعيف إذًا، وهو مما فاتني التنبيه عليه في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 210/ 189)؛ فليستدرك. ¬

_ (¬1) هكذا في الأصول الخطية، وهو الصواب، ووقع في النسخ المطبوعة: "علي بن زيد بن جدعان"، وهو خطأ واضح لا سبق قلم؛ لأن هذه النسخة مشهورة عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة.

قال: ما دنوت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دبر صلاة مكتوبة ولا تطوع إلا سمعته يقول: "اللهمّ، اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلّها، اللهمّ، انعشني، واجبرني، واهدني لصالح الأعمال والأخلاق؛ إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيّئها إلا أنت". نوع آخر: 118 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السَّامي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحرك شفتيه بعد صلاة الفجر (¬1) بشيء، فقلت: يا رسول الله، إنك تحرك شفتيك بشيء ما كنت تفعل (¬2)، ما ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع "الزوائد" (10/ 111): "وإسناده جيد". وقال (10/ 173): "رواه الطبراني، ورجاله وثقوا". وبالجملة؛ فالحديث حسن بالطريق الثاني، والشاهد من حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه -، والله أعلم. 118 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 317)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 402 - 403/ 1772 - ط. دار الوطن) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (4/ 332 و 333 و 6/ 16) - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 61/ 54) -، والدارمي في "سننه" (2/ 216)، وابن حبان في "صحيحه" (5/ 374/ 2027 و 11/ 72/ 4758 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ رقم 7318)، و "الدعاء" (664)، والطبري في "تهذيب الآثار" (91/ 152 و 92/ 153 - مسند عليّ)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (992)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 155) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 316) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 153)، والقضاعي في "مسنده" (2/ 339/ 1483) بطرق عن حماد بن سلمة به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم، وصححه الحافظ ابن حجر على شرط مسلم. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (614)، و "السنن الكبرى" (5/ 188 - 189/ 8633)، وأحمد (4/ 333 و 6/ 16) - ومن طريقه الضياء المقدسي (8/ 60 - ¬

_ (¬1) في هامش "م" وهامش "ل": "الضحى". (¬2) في هامش "م": "أسمع".

هذا الذي تقول؟ قال: "أقول: اللهمّ بك أحاول (¬1)، وبك أصاول (¬2)، وبك أقاتل". نوع آخر: 119 - أخبرني محمد بن محمد الباهلي قال: حدثنا الحسن بن حماد قال: حدثنا يحيى بن يعلى عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ 61/ 53) -, والبزار في "البحر الزخار" (6/ 16/ 2089)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 319 - 320/ 9557)، و"المسند" (1/ 322/ 480)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 154 - 155/ 3184)، و "السنن الكبرى" (9/ 153)، وأبو يعلى في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي (8/ 59/ 51) - من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني به. قلت: وسنده صحيح على شرطهما. (تنبيه): تحرف في مطبوع "مسند ابن أبي شيبة" اسم "سليمان بن المغيرة" إلى: "سليمان عن الأعمش" وهو خطأ فاحش؛ فليصحح. وله شاهد من حديث أنس بن مالك بنحوه: أخرجه أبو داود (2632)، والترمذي (3584)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (604)، وأحمد (3/ 184)، وابن حبان في "صحيحه" (1661 - موارد)، وأبو عوانة في "مسنده" (4/ 217/ 6564 و 6565 و 514/ 7537) وغيرهم بسند صحيح. 119 - حديث صحيح؛ أخرجه المصنف كما سيأتي (200) عن أبي يعلى عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن أبي عاصم عن حيوة بن شريح به. وأخرجه أبو داود (2/ 86/ 1522)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 53)، و "الكبرى" (1/ 387/ 1226)، و "عمل اليوم والليلة" (109)، وأحمد (5/ 244 - 245 و 247)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 282)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 141/ 690)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 166/ 120 - منتخب)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 369/ 751)، وابن حبان في "صحيحه" (5/ 364 - 366/ 2020 و 2021 - إحسان)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (5/ 269 - 270/ 2095)، والمؤيد بن محمد الطوسي في "الأربعين" (ص 100)، وابن المقرئ في "الأربعين" (ق 34)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (109)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 244/ 1343)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 51 - ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "الحركة من حال إلى حال". (¬2) في "ل" بين السطور: "الصولة: الحملة والوثبة".

عبد الرحمن (عن الصنابحي) (¬1) عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: لقيت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "يا معاذ إني أحبك، فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة: اللهمّ، أعنّي على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك". ـــــــــــــــــــــــــــــ 52/ 110)، و "الدعاء" (2/ 1093/ 654)، -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإِمام أحمد بن حنبل في المسند" (86 - 87/ 49) -, والبزار في "البحر الزخار" (7/ 104/ 2661)، والشجري في "الأمالي" (1/ 239)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 241 و 5/ 130)، والحاكم (1/ 273 و 3/ 273)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 68/ 88)، و "شعب الإيمان" (4/ 99 - 100/ 4410)، و "السنن الصغير" (1/ 19/ 18)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/ 136)، والقاضي عياض في "الغنية" (ص 49)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (82)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 127 - 128/ 1290)، والأيوبي في "المناهل المسلسلة" (ص 25)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 350 - 351)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 281 - 284) وغيرهم بطرق عن حيوة بن شريح به. قال الحاكم في الموطن الثاني: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا. وقال في الموطن الأول: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي؟. وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 283): "قلت: أما صحيح؛ فصحيح، وأما الشرط، ففيه نظر؛ فإنهما لم يخرجا لعقبة -يعني: ابن مسلم- ولا البخاري لشيخه ولا أخرجا من رواية الصنابحي عن معاذ شيئًا" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. وصححه النووي في "الأذكار" (1/ 206 - بتحقيقي)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 282 و 283). وقال الذهبي: إسناده قوي. قلت: وهذا الحديث مسلسل بالمحبة إلى عقبة بن مسلم. وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود، وآخر من مرسل محمد بن المنكدر، وقد بسطت القول عليها في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 207 - 208). ¬

_ (¬1) سقط من "الأصول"، والتصويب من هامش "م"، ومصادر التخريج.

نوع آخر: 120 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثني سفيان بن وكيع قال: حدثني أبي عن سفيان الثوري عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من صلاته قال - لا أدري قبل أن يسلم أو بعد أن (¬1) يسلم - يقول: " {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ـــــــــــــــــــــــــــــ 120 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (2/ 92/ 952 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 289) -، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1/ 297/ 190 - بغية الباحث)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1091/ 651) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 289) -، وأبو الشيخ ابن حيان في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/ 31/ 104) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 254) -، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 519) بطرق عن سفيان الثوري به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 303)، و "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 224 - 225/ 1390)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 82 - 83/ 108)، والواحدي في "الوسيط" (3/ 535 - 536)، وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (40) بطرق عن هشيم بن بشير عن أبي هارون العبدي به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2198)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 93/ 954 - منتخب) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 290) -، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 363/ 1118)، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (223/ 119 - انتقاء ابن مردويه" -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 255) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/ 138)، وأبو عمرو عثمان الدقاق في "جزء فيه من حديثه عن شيوخه" (ق 5/ أ) بطرق عن أبي هارون العبدي به. قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (ق 19/ أ - المسندة": "تفرد به أبو هارون؛ وهو ضعيف". وقال في "نتائج الأفكار": "هذا حديث غريب، ومدار هذا الحديث على أبي هارون -واسمه عُمارة بن جُوين- وهو ضعيف جدًا، اتفقوا على تضعيفه، وكذبه بعضهم" أ. هـ. قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) في "ل": "ما".

(180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182)} [الصافات: 180 - 182]. نوع آخر: 121 - أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا طالوت بن عباد قال: حدثنا بكر بن خنيس عن أبي عمران (الجوني) (¬1) عن الجعد عن أنس - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (2514): "إسناده ضعيف". وللحديث شاهد من حديث ابن عباس بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم 11221)، و"الدعاء" (2/ رقم 652). قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 290): "وفي سنده محمد بن عبيد الله بن عبيد المكي وهو مثل أبي هارون، بل أشد ضعفًا". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 103): "رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله بن عبيد وهو متروك". وبالجملة، فالحديث ضعيف جدًا لا يصح بمجموع الطريقين، كما هو ظاهر. 121 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 297 - 298) من طريق أبي القاسم البغوي -ابن منيع- به. وأخرجه البزار في "مسنده" (4/ 23/ 3102 - كشف)، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"، كما في "نتائج الأفكار" (2/ 298) من طريق طالوت بن عباد به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 110): "رواه البزار، وفيه بكر بن خنيس، وهو متروك، وقد وثق". قال الحافظ - رحمه الله -: " ... وكان عابدًا، قال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه، وقال أبو حاتم الرازي: لا يبلغ الترك وضعفه جماعة". قلت: فالإسناد ضعيف لكنه يعتبر به. قال البزار: "لم يروه عن الجعد إلا أبو عمران، ولا عنه إلا بكر بن خنيس، وليس بالقوي". قلت: ولم ينفرد به؛ كما قال البزار ولا شيخه" أ. هـ. قلت: تابعه عقبة بن عبد الله الرفاعي عن الجعد به: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 313/ 4352)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1095/ 657) -ومن طريقهما الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (29912) -. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

عنه - قال: ما صلَّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة مكتوبة إلا أقبل بوجهه علينا؛ فقال: "اللهمّ، إنّي أعوذ بك من كلّ عمل يخزيني، وأعوذ يك من كلّ صاحب (¬1) يرديني، وأعوذ بك من كلّ أمل يلهيني، وأعوذ بك من كلّ فقر ينسيني، وأعوذ بك من كلّ غنىً يطغيني". نوع آخر: 122 - حدثني عمر (¬2) بن سهل قال: حدثنا نجيح بن إبراهيم قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 110): "رواه أبو يعلى وفيه عقبة بن عبد الله الأصم، وهو ضعيف جدًا". قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 299): "وعقبة شبيه ببكر في الضعف، لكن اتفاق روايتهما ترقي الحديث إلى درجة الضعف الذي يعمل به في الفضائل". قلت: فالإسناد ضعيف، لكن يستشهد به. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طريقيه حسن لغيره، والله أعلم. (تنبيه): قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الجعد أبي عثمان إلا عقبة بن عبد الله الرفاعي". قلت: بل تابعه أبو عمران الجوني؛ كما هو عند المصنف وغيره. 122 - ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: صالح بن أبي الأسود؛ قال الذهبي في "الميزان" (2/ 288): "واه"، وقال في "المغني في الضعفاء" (1/ 302): "منكر الحديث"، وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 293): "ليس بثقة". الثانية: عبد الملك النخعي وكنيته أبو مالك؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". الثالثة: علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيف؛ لسوء حفظه. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 157/ 9411) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 291 - 292) - من طريق أبي بكر بن أبي النضر عن أبي النضر ثنا أبو مالك النخعي عن أبي المحجّل عن ابن أخي أنس عن أنس به. قال الطبراني: "لم يروه عن أبي المحجل إلا أبو مالك ولا عنه إلا أبو النضر، تفرد به أبو بكر". قال ابن حجر: "هو أبو بكر بن النضر بن أبي النضر نسب إلى جده، وهو من ¬

_ (¬1) في "ل": "عمل". (¬2) في "م": "عمرو".

حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثنا صالح بن أبي الأسود عن عبد الملك النخعي عن ابن (¬1) جدعان عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان مقامي بين كتفي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتى قبض، فكان يقول إذا انصرف من الصلاة: "اللهمّ، اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، واجعل خير أيامي يوم ألقاك". نوع آخر: 122 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ شيوخ مسلم، واسم جده هاشم بن القاسم، وهو من رجال "الصحيحين"، وأبو المحجل اسمه رُديني واسم أبيه مُرّة، وقيل: مخلدة وثقه يحيى بن معين. واسم ابن أخي أنس حفص ..... وهو موثق، والهيثم شيخ الطبراني من الحفاظ، فلم يبق في هذا السند إلا أبو مالك النخعي، وهو ضعيف بالاتفاق، وقد اختلف عليه في شيخه". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 110): "فيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف". قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن أبا مالك النخعي متروك، كما في "التقريب". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا؛ لأن مداره على أبي مالك النخعي وهو متروك، واضطرب فيه: فتارة يرويه عن أبي محجل عن ابن أخي أنس عن أنس، وتارة عن ابن جدعان عن أنس. وقد فاتني هذا في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 211/ 191)، فليستدرك. 123 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "تحفة الأشراف" (7/ 312)، و"نتائج الأفكار" (2/ 274) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (4/ 155)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 195)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1105 - 1106/ 677)، و"المعجم الكبير" (17/ 254/ 811) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإمام أحمد بن حنبل في المسند" (76/ 33)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 275) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 512/ 2565)، ومحمد بن الحسين البزار في "فوائده"؛ كما في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 172)، والضياء المقدسي في "جزئه" (76/ 33)، وابن حجر في "نتائج ¬

_ (¬1) في "هـ": "أبي" وهو خطأ.

أبي (قال) (¬1): حدثنا سعيد قال: حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن يزيد بن محمد القرشي عن عُلَي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: "أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات (¬2) دبر كل صلاة". نوع آخر: 124 - أخبرنا أبو محمد بن صاعد قال: حدثنا علي بن الحسن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ الأفكار" (2/ 274) بطرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ به. قلت: وهذا سند صحيح. وأخرجه الترمذي (5/ 171/ 2903) عن قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عُلي بن رباح به. قال الترمذي: "وهذا حديث حسن غريب"، وهو كما قال، وابن لهيعة وإن كان سيّىء الحفظ؛ لاحتراق كتبه؛ إلا أن رواية قتيبة بن سعيد عنه مستقيمة كالعبادلة. وأخرجه أبو داود (2/ 86/ 1523)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 68)، و "الكبرى" (1/ 397/ 1259)، وأحمد (4/ 201)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 372/ 755)، وابن حبان في "صحيحه" (2347 - موارد)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 227/ 1560)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 195)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 254/ 812)، و "الحاكم" (1/ 253)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 80 - 81/ 105)، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 458) بطرق عن الليث بن سعد عن حنين بن أبي حكيم عن علي بن رباح به. قلت: وهذا سند حسن رجاله ثقات غير حُنين، وهو صدوق. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب، وصححه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (2/ 274)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (645). 124 - إسناده ضعيف، قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 663): "وهذا إسناد ضعيف، داود بن إبراهيم الذهلي لم أجد له ترجمة، وإسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين ولا ندري أهذه منها أو لا؟ ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "المعوذتين".

معروف قال: حدثنا عبد الحميد بن إبراهيم أبو التقي قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن داود بن إبراهيم الذهلي أنه أخبره عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة؛ كان بمنزلة من قاتل عن أنبياء الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى يستشهد". نوع آخر: 125 - حدثنا محمد بن عبيد الله بن الفضل (¬1) (الكلاعي) (¬2) الحمصي قال: حدثنا اليمان بن سعيد وأحمد بن هارون جميعًا بالمصيصة قالا: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وعبد الحميد بن إبراهيم أبو المتقي؛ قال في "التقريب": "صدوق؛ إلا أنه ذهبت كتبه؛ فساء حفظه"" أ. هـ. 125 - إسناده ضعيف، وهو صحيح بطرقه الأخرى. قال شيخنا ناصر السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 661): "وهذا إسناد ضعيف؛ محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي الحمصي له ترجمة جيدة في "تاريخ ابن عساكر" (15/ 323/ 2). واليمان بن سعيد؛ أظنه محرفًا! من اليمان بن يزيد؛ فقد أورده هكذا في "الميزان" وقال: "عن محمد بن حمير الحمصي بخبر طويل في عذاب الفساق، أظنه موضوعًا". قال الحافظ في "اللسان": "وأفاد شيخنا في "الذيل": أن الدارقطني قال في "المؤتلف والمختلف": مجهول، وتبعه ابن ماكولا". قلت (الألباني): وقرينه أحمد بن هارون؛ قال الذهبي: "صاحب مناكير عن الثقات؛ قاله ابن عدي". قال الحافظ: "وذكره ابن حبان في "الثقات""، وذلك في (8/ 38)، وقد توبع، وبقية رجال الإسناد ثقات على شرط البخاري". أ. هـ كلامه بطوله - رحمه الله -. قلت: لكن للحديث طرقًا أخرى يصح بها: فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (100)، وابن شاهين في "الجزء الخامس ¬

_ (¬1) في "هـ" و"ل": "الفضيل". (¬2) غير موجودة في "ل".

محمد بن حمير عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة (الباهلي) (¬1) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ آية الكرسي (في) (1) دبر كل صلاة مكتوبة لم يحل بينه وبين دخول الجنة إلا الموت". ـــــــــــــــــــــــــــــ من الأفراد" (232/ 34)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 263/ أ)، والروياني في "مسنده" (2/ 311 - 312/ 1268)، وابن حبان في كتاب "الصلاة المفرد"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 280)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 114/ 7532)، و "المعجم "الأوسط" (8/ 92 - 93/ 8068)، و "مسند الشاميين" (2/ 9/ 824)، و "الدعاء" (2/ 1104/ 675)، والشجري في "الأمالي" (1/ 111)، وابن العديم في "تاريخ حلب" (5/ 2307)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (1/ 354)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (81)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 344)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 278 - 279)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"، والدمياطي في "جزئه"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 278 و 279 - 280)، و "اللآلئ المصنوعة" (1/ 230)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 307) بطرق عن محمد بن حمير به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال البخاري. وصححه ابن كثير والسيوطي في "اللآلئ" (1/ 230)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 661 - 662) على شرط البخاري. وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن غريب". وقال في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 849)؛ "وكحديث قراءة آية الكرسي دبر الصلاة؛ فإنه صحيح رواه النسائي وصححه ابن حبان". وقال الدارقطني في "الأفراد": "غريب تفرد به محمد بن حمير". قال ابن حجر: "وهو من رجال البخاري وكذا شيخه، وقد غفل أبو الفرج ابن الجوزي فأورد هذا الحديث في "الموضوعات" من طريق الدارقطني، ولم يستدل لمدعاه إلا بقول يعقوب بن سفيان: محمد بن حمير ليس بالقوي. قلت: وهو جرح غير مفسر في حق من وثقه يحيى بن معين، وأخرج له البخاري. سلمناه؛ لكنه لا يستلزم أن يكون ما رواه موضوعًا، وقد أنكر الحافظ الضياء هذا على ابن الجوزي، وأخرجه في "الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين". وقال ابن عبد الهادي: لم يصب أبو الفرج، والحديث صحيح .. " أ. هـ. ¬

_ (¬1) ليست موجودة في "ل".

126 - حدثنا أبو جعفر بن بكر (¬1) قال: حدثنا محمد بن زنبور المكي قال: حدثنا الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن (¬2) فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} و {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} إلى قوله: {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} معلقات (¬3)، ما بينهن وبين الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 126 - موضوع، أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 223)، والخلال في "الأمالي" (26 - 27/ 14)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (2/ 277 - 278/ 682)، والمستغفري في "فضائل القرآن" (ق 108/ ب)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 244) بطرق عن محمد بن زنبور. وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/ 371)، وأبو الحسين البغوي في "معالم التنزيل" (2/ 24 - 25) من طريق محمد بن أبي الأزهر عن الحارث به. قال ابن حبان: "موضوع لا أصل له، والحارث كان ممن يروي عن الأثبات الموضوعات" أ. هـ. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 138 - 139): "وثقه المتقدمون مثل ابن معين وغيره؛ لكن قال الذهبي في "الميزان": "وما أراه إلا بيّن الضعف؛ فإن ابن حبان قال في "الضعفاء": روى عن الأثبات الأشياء "الموضوعات" وقال الحاكم: روى عن حميد وجعفر الصادق أحاديث موضوعة. زاد في "المغني": "قلت: أنا أتعجب كيف خرج له النسائي؟! ". ثم ساق له الذهبي أحاديث هذا أحدها، ثم قال: "قال ابن حبان: موضوع لا أصل له". وأقره في "الميزان". وأقره الحافظ في "التهذيب"؛ ولكنه قال: "والذي يظهر لي أن العلة فيه ممن دون الحارث"، ومال إليه الشيخ المعلّمي - رحمه الله - في "التنكيل" (2/ 223). قلت (الألباني)؛ بل علته الحارث هذا؛ لأن مدار الحديث على محمد بن زنبور عنه؟! وابن زنبور لم يتهمه أحد، بخلاف الحارث، وقد أورده ابن الجوزي في ¬

_ (¬1) في "ل": "بدينا". (¬2) في "ل": "من قرأ". (¬3) في هامش "م": "مسبعات"، وفي نسخة: "مشفعات".

- عَزَّ وَجَلَّ - حجاب (لما أراد الله أن ينزلهن تعلقن بالعرش قلن: ربنا) (¬1) تهبطنا إلى أرضك وإلى من يعصيك؛ فقال الله - عَزَّ وَجَلَّ -: بي (¬2) حلفت لا يقرأكن أحد من عبادي دبر كل صلاة، إلا جعلت الجنة مثواه على ما ـــــــــــــــــــــــــــــ "الموضوعات" وقال (1/ 245): "تفرد به الحارث، قال ابن حبان: "كان يروي عن الأثبات الموصوعات، روى هذا الحديث، ولا أصل له"، وقال ابن خزيمة: "الحارث كذاب ولا أصل لهذا الحديث". أ. هـ كلام شيخنا - رحمه الله -. قلت: وهو كما قال. وقال الجورقاني: "هذا حديث باطل؛ تفرد به عن جعفر بنِ محمد الحارثُ بن عمير" ثم ذكر عن ابن خزيمة قوله السابق في إعلال الحديث. وقال البغوي: "رواه الحارث بن عمير، وهو ضعيف". وقال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 297): "وقد صرح بأنه موضوع ابن حبان وابن الجوزي، وليس ذلك ببعيد عندي". لكن قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "المجلس العاشر من أصل الأمالي"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 280) - ونقله عنه ابن عرّاق في "تنزيه الشريعة" (1/ 288)، والفتني في "تذكرة الموضوعات" (ص 79) - ما نصه: "لم نر للمتقدمين فيه طعنًا، بل أثنى عليه حماد بن زيد، ووثقه ابن معين وأبو حاتم، والنسائي، وأخرج له أصحاب السنن, وذكره ابن حبان في "الضعفاء"؛ فأفرط في توهينه، وبقية رجاله جليلون إلا أن في الإسناد انقطاعًا، وقد أفرط ابن الجوزي في حكمه بوضعه، ولعله استعظم ثوابه وإلا فحال رواته كما ترى" أ. هـ. وقال السيوطي نحوه في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 229 - 230). لكن تعقب شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - ذلك في "الضعيفة" (2/ 139)؛ فقال: "وهذا لا يجدي شيئًا بعد طعن ابن حبان وغيره فيه، وروايته لهذا الحديث الذي يعترف ابن حبان والذهبي بوضعه، ويوافقهم الحافظ ابن حجرة كما يشير إليه قوله السابق في "التهذيب"" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال، فلا أدري كيف غفل الحافظ - رحمه الله - عن إعلاله للحديث في "التهذيب" لما ذكر كلامه السابق في الأمالي، والمعصوم من عصمه الله. وبالجملة؛ فالحديث موضوع للعلتين السابقتين وهما: ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) سقطت من "هـ"، وفي "ل": "وعزتي".

كان فيه (¬1)، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا أعذته من كل عدو ونصرته منه، (ولا يمنعه من دخول الجنة إلا الموت) (¬2) ". نوع آخر: 127 - حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا محمد بن جامع العطار قال: حدثنا أحمد بن عمرو المزني (¬3) الموصلي قال: حدثنا عكرمة بن إبراهيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال. حدثني معاذ - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال بعد الفجر ثلاث مرات، وبعد العصر ثلاث مرات: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه؛ كفرت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر". ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: اتهام الحارث بن عمير بوضعه. الثانية: الانقطاع. 127 - سنده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عكرمة بن إبراهيم؛ قال ابن حبان: "كان ممن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به". وقال أبو داود وابن معين: "ليس بشيء". وقال النسائي: "ليس بثقة". وقال الفسوي: "منكر الحديث". وضعفه البزار والعقيلي وأبو أحمد الحاكم وغيرهم، وقال الذهبي في "المغني": "متفق على تضعيفه". الثانية: محمد بن جامع العطار؛ ضعيف. وله شاهد من حديث البراء بن عازب بإسناد ضعيف جدًا؛ كما سيأتي بيانه برقم (138). ¬

_ (¬1) في "ل": "منه". (¬2) سقطت من "ل". (¬3) في "هـ": "المدني".

نوع آخر: 128 - حدثنا محمد بن حمدان بن سفيان (¬1) قال: حدثنا علي بن إسماعيل البزاز قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: حدثني ابن أبي برزة الأسلمي عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح قال -ولا أعلمه إلا قال في سفر- رفع صوته حتى يُسْمِعَ أصحابه: "اللهمّ أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري، اللهمّ، أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي، ثلاث مرات، اللهمّ، أصلح (لي) (¬2) آخرتي التي جعلت إليها مرجعي، ثلاث مرات، اللهمّ، إنّي أعوذ برضاك من سخطك، اللهمّ، (إني) (2) أعوذ بك (منك) (2)، ثلاث مرات، (اللهمّ) (2)، لا مانعَ لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ". نوع آخر: 129 - حدثني أحمد بن عبد الله بن محمد بن أمية الساوي قال: حدثني ـــــــــــــــــــــــــــــ 128 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه المصنف؛ كما سيأتي (516) بسنده سواء. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن إسحاق بن يحيى بن طلحة؛ تركه جمع من الأئمة. وله شاهد من حديث صهيب - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه النسائي في "المجتبى" (733)، و "عمل اليوم والليلة" (137 و 445)، وابن خزيمة في "صحيحه" (745)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7298)، و "الدعاء" (653)، وابن حبان (2026) من طريق موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال: حدثني كعب أن صهيبًا حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينصرف بهذا الدعاء من صلاته وذكره. قلت: إسناده ضعيف؛ أبو مروان لا يُعرف؛ كما قال النسائي. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. (تنبيه): الحديث كدعاء مطلق في الوقت والعدد جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أخرجه مسلم في "صحيحه" (2720). 129 - إسناده ضعيف؛ فيه الريان بن الجعد؛ قال أبو حاتم: "هو معروف بالرملة ¬

_ (¬1) في "هـ": "محمد بن حمدان بن شعبان" وفي "م": "أحمد بن محمد بن حمدان بن سفيان". (¬2) سقط من "ل".

أبي عن أبيه (قال) (¬1): حدثني عيسى بن موسى (¬2) النجاري (النحوي) (¬3) أبو أحمد عن الريان بن الجعد الجندي عن يحيى بن حسان عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: (كان) (¬4) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذه الدعوات كلّما سلم: "اللهمّ، لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس (¬5)؛ فإن من تخزه يوم البأس (¬6)؛ فقد أخزيته". نوع آخر: 130 - أخبرنا محمد بن هارون الحضرمي (قال) (¬7): حدثنا نصر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ يكتب حديثه"، ووثقه ابن حبان، ولم يذكرا راويًا عنه إلا عيسى بن موسى. وعيسى بن موسى، صدوق ربما أخطأ وربما دلس، مكثر من الحديث عن المتروكين؛ كما في "التقريب". والحديث أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 170/ 1281) من طريق السري بن يحيى عن الرّيان به. وقد خولف الريان: خالفه عبد الله بن المبارك؛ فرواه عن يحيى بن حسان عن رجل من بني كنانة أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو .. (فذكره). أخرجه أحمد (4/ 234)، والطبراني في "الكبير" (3/ 20/ 2524)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 645/ 1722). قلت: وسنده صحيح، وجهاله الصحابي لا تضر؛ لأنهم كلهم عدول. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 112): "رواه أحمد ورجاله ثقات". وفاته أنه عند الطبراني، وهو على شرطه. 130 - إسناده ضعيف؛ أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 21/ 3097 - كشف الأستار) من طريق نصر بن علي به دون كلمة (ثلاثًا). ¬

_ (¬1) زيادة من. "ل". (¬2) في "م": "عيسى بن ميمون"، و"هـ": "عيسى بن ميمون بن موسى". (¬3) زيادة من "م" و"هـ". (¬4) سقطت من "ل". (¬5) في "ل" بين السطور: "الموت" (¬6) في "ل": "يوم القيامة". (¬7) زيادة من "ل".

علي قال: حدثنا خلف بن عقبة قال: حدثنا أبو الزهراء -خادم أنس بن مالك- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين ينصرف من صلاته: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، ثلاث (مرات) (¬1)؛ قام مغفورًا له". نوع آخر: 131 - أخبرني أبو عروبة الحراني قال: حدثنا أحمد بن بكار الحراني قال: حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن مجاهد قال: كان (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) يقول في دُبُر الصلاة: "لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النّعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدّين، ولو كره الكافرون". ـــــــــــــــــــــــــــــ وعزاه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (5/ 131) لابن السني، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"، وأبي الشيخ وابن النجار. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 103): "وأبو الزهراء لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: إسناده ضعيف فيه مجهولان: أبو الزهراء خادم أنس، وخلف بن عقبة ذكرهما أبو حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يورد فيهما جرحًا ولا تعديلًا. 131 - إسناده ضعيف؛ فيه علل: الأولى: الإرسال؛ لأن مجاهدًا تابعي. الثانية: خصيف الجزري؛ صدوق سّيىء الحفظ، خلط بأخره. الثالثة: عتاب بن بشير؛ صدوق إلا في روايته عن خصيف؛ فضعيف. وبالجملة، فالحديث ضعيف مرسلًا. لكنه صح موصولًا عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من حديث عبد الله بن الزبير عند مسلم في "صحيحه" (594). ¬

_ (¬1) سقطت من "هـ"، وفي هامش "ل": "في نسخة: مرارًا". (¬2) ليست موجودة في "ل".

132 - أخبرنا أبو عروبة قال: حدثنا أحمد بن بكار قال: حدثنا عتاب بن بشير قال: حدثنا بكار بن الحر الدمشقي عن أبي رافع عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله. نوع آخر: 133 - حدثني أحمد بن إبراهيم المديني بعمان (¬1) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني قال: حدثنا المحاربي عن مطَّرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في دبر (كل) (¬2) صلاة مكتوبة: اللهمّ أعط محمدًا الدّرجة الوسيلة (¬3)، اللهمّ، اجعل في المصطفين صحبته، وفي العالمين درجته، وفي المقربين ذكره، ومن قال ذلك في دبر كل صلاة، فقد استوجب علي الشفاعة يوم القيامة، ووجبت له الجنة". ـــــــــــــــــــــــــــــ 132 - إسناده ضعيف؛ فيه أبو الزبير وهو مدلس وقد عنعه، وفيه من لم أعرفه. 133 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى والثانية: قال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 62 - 63): "عبيد الله بن زحر، منكر الحديث جدًا يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسنادِ خبرِ عبيدِ الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة بل التنكب عن رواية عبيد الله بن زحر على [كل] الأحوال أولى". الثالثة: مطَّرِح بن يزيد؛ ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8/ 237/ 7926) من طريق المحاربي عن مطرح بن يزيد عن محمد بن يزيد عن عيسى بن سعيد عن القاسم به. ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 112)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 454)؛ لأن فيه مطرح بن يزيد. قلت: وفيه اضطراب واختلاف على شيخه، وانظر ما تقدم برقم (99). ¬

_ (¬1) في "هـ": "حدثني نعمان". (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "هـ" و"ل": "درجة الوسيلة".

نوع آخر: 134 - حدثنا محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا رزق الله بن سلام المروزي (قال) (¬1): ثنا محمد بن خالد (¬2) الحبطي (¬3) (من بني تميم) (¬4) قال: حدثنا عبد الله بن العلاء البصري عن نافع بن عبد الله السلمي عن عطاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما (¬5) نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل شيخ يقال له: قبيصة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما جاء بك، وقد كبرت سنك، ودقّ (¬6) عظمك؟ "، فقال: يا رسول الله أكبرت سِنّي، ودقَّ (6) عظمي، وضعفت قوّتي، واقترب أجلي، فقال: "أعد عليّ قولك"، فأعاد عليه، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بقي حولك شجر ولا حجر ولا مدر إلا بكى رحمة لقولك، فهات حاجتك، فقد وجب حقك"؛ فقال: يا رسول الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 134 - إسناده ضعيف جدًا، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 309/ 940)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2336/ 5742) من طريق عبد الله بن العلاء به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 111): "وفيه نافع أبو هرمز وهو ضعيف". وقال شيخنا أسد السُّنّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (6/ 480/ 2928): "وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ وفيه علل: الأولى: نافع بن عبد الله السلمي -وهو نافع بن هرمز أبو هرمز-؛ قال الذهبي: "ضعَّفه أحمد وجماعة، وكذّبه ابن معين مرّة، وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة". الثانية: محمد بن خالد -وفي نسخة: خلف- الحبطي؛ لم أجد من ترجمه. الثالثة: رزق الله بن سلام المروزي الظاهر أنه رزق الله بن سلام الطبري؛ قال الذهبي في "الضعفاء": "له حديث لا يتابع عليه"" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) زبادة من "ل". (¬2) في "هـ": "محمد بن خلف". (¬3) في "ل": "الحنظلي"، وفي هامشها: "في نسخة: الحبطي". (¬4) زبادة من "هـ". (¬5) في "ل": "بينا". (¬6) في هامش "م": "في نسخة: رق".

علّمني شيئًا ينفعني الله به في الدّنيا والآخرة، ولا تكثر عليّ؛ فإنّي شيخ نسي (¬1)؛ فقال: "أما لدنياك؛ فإذا صلّيت الصّبح؛ فقل بعد صلاة الصّبح: سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوَّة إلا باللهِ ثلاث مرات؛ يوقيك الله من بلايا أربع: من الجذام، والجنون، والعمى، والفالج، وأما لآخرتك؛ فقل: اللهمّ اهدني من عندك، وأفض عليّ من فضلك، وانشر عليّ (من) (¬2) رحمتك، وأنزل عليّ من بركاتك". فقالها الشيخ وعقد أصابعه الأربع؛ (قال) (¬3): فقال أبو بكر وعمر: خالك هذا يا رسول الله! ما أشدّ ما ضَمَّ على أصابعه الأربع! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لئن وافى (¬4) بهنّ يومَ القيامة لم يدعهن؛ ليفتحنّ له أربعة أبواب من الجنة يدخل من أيّها شاء". نوع آخر: 135 - أخبرني عبد الرحمن بن حمدان قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا أبي العلاء بن هلال قال: حدثنا أبي هلال بن عمر قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 135 - موضوع؛ أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2336 - 2337/ 5743)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 85 ـ 86) من طريق هلال به. قلت: وهذا موضوع؛ فيه علل: الأولى: محمد بن الفضل بن عطية؛ كذاب. الثانية: الخليل بن مرة؛ ضعيف. الثالثة: أبو العلاء بن هلال؛ لين الحديث. وأخرج المرفوع منه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 60) -ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 94/ 1133)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 319) - ثنا يزيد بن هارون عن الحسن بن عمر الرقي عن أبي كريمة عن رجل من أهل البصرة عن قبيصة بن مخارق به. قال ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ أخرجه أحمد هكذا لم ينسب الحسن ولم ¬

_ (¬1) في "هـ": "أنسى". (¬2) سقطت من "ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "هـ": "أوفى"، وفي هامش "م": "في نسخة: إن أوفى".

الخليل بن مرة قال: حدثنا محمد بن الفضل عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: جاء إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رجل من أخواله يقال له: قبيصة؛ فسلّم على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فردّ عليه السّلام، ورحّب به، وقال له: "يا قبيصة جئت حين كبرت سنك ودق (¬1) عظمك، واقترب أجلك"، قال: يا رسول الله، جئتك وما كدت أن أجيئك يا رسول الله، كبرت سنّي، ودقّ (1) عظمي، واقترب أجلي، وافتقرت، وهنت على النّاس، وجئتك تعلّمني شيئًا ينفعني الله - عَزَّ وَجَلَّ - به في الدّنيا والآخرة، ولا تكثر عليّ؛ فإني شيخ كبير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف قلت يا قبيصة؟ "، فأعادها عليه، فقال: "والذي بعثني بالحق ما كان حولك من حجر ولا شجر ولا مدر إلا بكى لقولك، فهات"، فقال: جئتك لتعلمني شيئًا ينفعني الله - عَزَّ وَجَلَّ - به في الدّنيا والآخرة، ولا تكثر عليّ؛ فإني شيخ كبير. قال: "يا قبيصة إذا أصبحت، وصليت الفجرة فقل: سبحان (الله) (¬2) العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله أربعًا؛ يعطيك الله - عَزَّ وَجَلَّ - أربعًا لدنياك، وأربعًا لآخرتك؛ فأما أربعًا لدنياك؛ فإنك تعافى من الجنون، والجذام، والبرص، والفالج. وأما أربعًا لآخرتك؛ فقل: اللهمّ، ـــــــــــــــــــــــــــــ يسم أبا كريمة، وقد ذكر الحسيني في "رجال المسند" أبا كريمة فيمن لم يسم من "الكنى" فلم يزد في التعريف به على ما في هذا السند إلا أنه نسب الحسن فقال: روى عنه الحسن البصري، ووهم في ذلك؛ فإن يزيد بن هارون لم يدرك الحسن البصري؛ لأن مولده بعد وفاة الحسن بسبع سنين، وقد ذكر الحاكم أبو أحمد في "الكنى" في باب أبي كريمة ثلاثة أحدهم أبو كريمة فرات روى عنه الحسن بن عمر الرقي. قلت: والحسن المذكور يكنى أبا المليح، وهو ثقة روى عن فرات بن سليمان الرقي، فيشبه أن يكون هو المراد، وأبو المليح من طبقات شيوخ يزيد بن هارون وفرات موثق عند أحمد وغيره، فلولا الرجل المبهم لكان السند حسنًا، والله أعلم" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 132)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 104): "رواه أحمد، وفي إسناده راو لم يسمَّ". قلت: فإسناد المرفوع ضعيف؛ لأن فيه الرجل الذي لم بسم. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "في نسخة: رق". (¬2) سقطت من "ل".

اهدني من عندك، وأفض عليّ من فضلك (¬1)، وانشر عليّ من رحمتك، وأنزل عليّ من بركاتك". فجعل يعقدهنذ، فقال رجل: ما أشدّ ما عقد عليهن خالك! فقال: "أما إنه إن وافى (¬2) بهنّ يوم القيامة لم يدعهنّ رغبة عنهنّ، ولا نسيانًا؛ لم يأت بابًا من أبواب الجنة إلا وجده مفتوحًا (له) (¬3) ". نوع آخر: 136 - حدثنا محمد (بن إبراهيم) (¬4) بن هارون الحضرمي ثنا سليمان ابن عمر (¬5) بن خالد ثنا أبي عن الخليل بن مرة عن إسماعيل بن إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــ 136 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (51/ 13) من طريق محمد بن هارون الحضرمي به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 108): "وهذا أشد ضعفًا من سابقه: الأنصاري مجهول، والخليل بن مرة ضعيف جدًا، وعمرو بن خالد كذاب" أ. هـ. قلت: عمرو بن خالد الكذاب ليس في إسناد ابن السني؛ كما في "الأصول الخطية"، وإنما هو خطأ وقع في "المطبوع"، وإنما هو عمر بن خالد الرقي؛ لأنه المذكور في الرواة عن الخليل بن مرة، ثم إن سليمان ولد عمر بن خالد الرقي، وليس ولد عمرو بن خالد؛ كما في "تهذيب الكمال" (8/ 343). وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 274/ 1) من طريق حماد بن عبد الرحمن: نا إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري به. قال شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 108): "إلا أن حمادًا هذا مما لا يفرح بمتابعته؛ قال أبو زرعة: "يروي أحاديث مناكير"، وقال أبو حاتم: "شيخ مجهول، منكر الحديث ضعيف"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) في "ل": "رزقك". (¬2) في "هـ": "أوفى". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) زيادة من "ل" و"هـ". (¬5) في "م": "عمرو"، وهو خطأ.

الأنصاري عن عطاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من كن (¬1) فيه واحدة منهن زوج من الحور العين حيث شاء: رجل اؤتمن (¬2) على أمانة خفية شهية فأداها من مخافة الله - عَزَّ وَجَلَّ -، ورجل ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث شاهدان: الأول: حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 332/ 1794) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 277 - 278) -، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 347/ 3361)، و "الدعاء" (2/ 1103/ 673)، وأبو محمد الجوهري في "الفوائد المنتقاة" (4/ 2)، وأبو محمد الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (53) عن عمر بن نبهان عن أبي شداد عن جابر بنحوه. قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد". قال ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ وأبو شداد لا يعرف اسمه ولا حاله، والراوي عنه أخرج له أبو داود وضعفه جماعة" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع "الزوائد" (10/ 102): "رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن نبهان وهو متروك". وضعفه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 208). وقال شيخنا الألباني - رحمه الله -: "وهو ضعيف جدًا؛ عمر بن نبهان، قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال ابن حبان في "الضعفاء" (2/ 90): "يروي المناكير عن المشاهيرة فاستحق الترك"، وأبو شداد لم أعرفه" أ. هـ. الثاني: عن أم سلمة - رضي الله عنها - بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (23/ رقم 945)، والدينوري في "المجالسة" (4/ 352/ 1487) من طريق رواد بن الجراح عن محمد بن مسلم عن عبد الله بن الحسن عن أم سلمة به مرفوعًا. قلت: وهذا سند ضعيف؛ عبد الله بن الحسن لم يدرك أم سلمة، وعبد الله بن مسلم - وقع عند الدينوري: محمد بن مسلم - لم أعرفه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 302): "رواه الطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم". وروّاد بن الجراح ضعيف؛ قال الحافظ: "صدوق اختلط بأخرة؛ فترك". وقد ضعفه شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 437/ 1276). وبالجملة؛ فالحديث واه بمرة، وطرقه وشواهده لا يفرح بها، والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "ل": "كان". (¬2) في "م": "ائتمن".

عما عن قاتله (¬1)، ورجل قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} في دبر كل صلاة عشر مرات". نوع آخر: 127 - أخبرني عبد الجواد بن محمد بن عبد الرحمن ثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن الخليل بن مرة عن الأزهر بن عبد الله عن تميم الداري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال بعد صلاة الصّبح: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهًا واحدًا صمدًا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يكن له كفوًا أحد؛ كتب الله - عَزَّ وَجَلَّ - له أربعين ألف حسنة". نوع آخر: 138 - حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا عمرو بن الحصين (قال) (¬2): حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 137 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي (5/ 514/ 3473)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 451 - 452/ 1296) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه أحمد (4/ 103)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 57 - 58/ 1278)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 930) من طريق الليث بن سعد به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الانقطاع بين الأزهر بن عبد الله وتميم الداري؛ قال المزي في "تهذيب الكمال" (2/ 327): "روى عن تميم الداري مرسلًا". الثانية: الخليل بن مرة؛ ضعفه الجمهور. قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والخليل بن مرة ليس بالقوي عند أصحاب الحديث؛ قال محمد بن إسماعيل -يعني: البخاري-: هو منكر الحديث" أ. هـ. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف سنن الترمذي" (687). 138 - ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (1/ 231/ 553)، و "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 229/ 1400 - ط. دار الوطن) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "هـ": "قاتل". (¬2) زيادة من "ل".

سعيد (¬1) بن راشد عن الحسن (¬2) بن ذكران عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن استعْفر الله في دبر كلّ صلاة ثلاث مرات، فقال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم، وأتوب إليه؛ غفر الله - عَزَّ وَجَلَّ (¬3) - ذنوبه وإن كان قد فرّ من الزحف (¬4) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف جدًا، فيه علل: الأولى: عمرو بن حصين؛ متروك الحديث، واتهمه بعضهم. الثانية: الحسن بن ذكوان مدلس، وقد عنعنه. الثالثة: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس مختلط، وقد عنعن، والحسن بن ذكوان روى عنه بعد الاختلاط. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 364/ 7738)، و "المعجم الصغير" (2/ 26)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1715)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 102/ أ) من طريق علي بن حميد عن عمر بن فرقد عن عبد الله بن المختار عن أبي إسحاق السبيعي به. قال الطبراني: "لم يروه عن أبي إسحاق إلا عبد الله بن المختار البصري، ولا عنه إلا عمر، تفرد به: علي بن حميد". وقال الدارقطني: "غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء، غريب من حديث عبد الله بن المختار عنه، تفرد به: عمر بن فرقد البزار، ولا يُعلم حدث به غير أبي يوسف العلوي". وقال ابن عدي: "ولا أعرف لعمر بن فرقد غير هذا من حديث، وفي حديثه نظر". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 104): "وفيه عمر بن فرقد وهو ضعيف". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (5410): "ضعيف جدًا". قلت: إسناده واه بمرة؛ علي بن حميد ضعيف، وشيخه عمر بن فرقد؛ متروك؛ قال البخاري وابن عدي: "فيه نظر"، وقال أبو حاتم؛ "منكر الحديث"، وأبو إسحاق السبيعي مدلس مختلط، وقد عنعنه. قال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 423): "وله شاهد حديث معاذ بن جبل رواه ابن السني في كتابه". قلت: بإسناد ضعيف جدًا؛ كما تقدم برقم (127). ¬

_ (¬1) في "هـ": "سعد"، وفي هامش "م": "في نسخة: شعبة". (¬2) في "هـ" و"م": "الحسين". (¬3) في "هـ" وهامش "م" "غفر له". (¬4) في هامش "ل": "أي في الجهاد ولقاء العدو في الحرب".

نوع آخر: 139 - حدثني أحمد بن الحسن بن آذينويه (¬1) قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي عن خصيف عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ثم يقول: اللهمّ إلهي وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وإله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل - عليهم السلام - أسألك أن تستجيب دعوتي؛ فإني مضطر، وتعصمني في ديني؛ فإنّي مبتلي، وتنالني برحمتك؛ فإني مذنب، وتنفي عني الفقر؛ فإنّي متمسكن (¬2)؛ إلا كان حقًا على الله - عَزَّ وَجَلَّ - أن لا يردّ يديه خائبتين". (نوع آخر) (¬3): 140 - أخبرني أبو عروبة الحراني قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 139 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: خصيف الجزري؛ ضعيف، ولم يسمع من أنس. الثانية: عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي، متروك، واتهمه أحمد بالكذب. قال ابن عدي في "الكامل" (3/ 942): "روى عن خصيف عن أنس وعن غير خصيف أحاديث بواطيل". الثالثة: إسحاق البالسي منكر الحديث؛ كما ذكر ابن عدي. وقد أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 609/ 1204): حدثنا إسحاق به. وذكره ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (2/ 334) ونسبه لابن عساكر 140 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو داود (4/ 321/ 5080)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (111) عن عمرو بن عثمان به. وأخرجه أبو داود (5080)، وأحمد (4/ 234)، وأبو يعلى في "مسنده" - وعنه ابن حبان في "صحيحه" (2346 - موارد)، وابن حجر في "نتابج الأفكار" (2/ 310 - 311) -، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 253)، وابن أبي عاصم في "الآحاد ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "أديبويه". (¬2) في "ل": "مستمسك". (¬3) زيادة من "ل".

حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان عن مسلم بن الحارث (بن مسلم) (¬1) التميمي أنه حدثه عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال ـــــــــــــــــــــــــــــ والمثاني " (2/ 417 - 418/ 1212)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 796/ 2099)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 416) بطرق عن الوليد بن مسلم به. وأخرجه أبو داود (4/ 320/ 5079)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 370 - 371/ 105 و 1052)، و"الدعاء" (2/ 1099/ 665)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 310)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 794 - 795/ 2098 و 5/ 2486 - 2487/ 6046 و 6047)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 79 - 80/ 104)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 26 - 27/ 1009)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 309 - 310) من طريق عبد الرحمن بن حسان به. وعزاه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 129) لمحمد بن سليمان الربعي في "جزء من حديثه" (ق 214/ 1 - 2)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 165/ 1 و 16/ 234/ 2). قلت: هذا إسناد ضعيف؛ قال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" (65/ 490): "مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قال: مسلم؛ مجهول لا يحدث عن أبيه إلا هو". وقال أبو حاتم: "لا يعرف حاله"؛ كما في "فيض القدير" (1/ 293). وقد اختلف في صحابي الحديث هل هو مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم؛ قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (10/ 125 - 126) -ونحوه في "الإصابة" (3/ 414) - بعد أن ذكر كلام الدارقطني: "قلت: وصحيح البخاري وأبو حاتم وأبو زُرعة الرازيان والترمذي وابن قانع وغير واحد أن مسلم بن الحارث هو صحابي روى هذا الحديث. وأخرج ابن حبان في "صحيحه" من مسند الحارث بن مسلم، والذي ترجح ما قاله البخاري؛ لأن صدقة بن خالد ومحمد بن سعيد بن شابور روياه عن عبد الرحمن بن حسان الذي مدار الحديث عليه فقالا: عن الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه. ورواه الوليد بن مسلم: فاختلف عليه؛ فقال داود بن رشيد وهشام بن عمار وعمرو بن عثمان الحمصي وعلي بن سهل الرملي ومؤمل بن الفضل الحراني: عنه عن عبد الرحمن عن مسلم بن الحارث بن مسلم عن أبيه. وقال محمد بن مصفى وعبد الوهاب بن نجدة ومحمد بن الصلت: عن الوليد بقول صدقة بن خالد. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلّيت الصّبح؛ فقل قبل أن تتكلم سبع مرات: اللهمّ، أجرني من النار، فإنّك إن متّ من يومك ذلك، كتب الله - عَزَّ وَجَلَّ - لك جوارًا من النار". نوع آخر: 141 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا جعفر بن عمران الكوفي ـــــــــــــــــــــــــــــ ومحصل ذلك الاختلاف في الصحابي هل هو الحارث بن مسلم أو مسلم بن الحارث وفي التابعي كذلك. ولم أجد في التابعين توفيقًا إلا ما اقتضاه صنيع ابن حبان حيث أخرج الحديث في "صحيحه"، وقد جزم الدارقطني بأنه مجهول، والحديث الذي رواه أصله تفرد به ما رأيته إلا من روايته، وتصحيح مثل هذا في غاية البعد؛ لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما ينكر" أ. هـ كلامه. قلت: فالعجب بعد هذا الكلام العلمي الرصين كيف حسنه في "نتائج الأفكار"! لكن ردَّ عليه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 128)؛ فقال: "رحم الله الحافظ، لقد شغله تحقيق القول في اسم الصحابي عن بيان حال ابنه الراوي عنه، الذي هو علّة الحديثْ عندي، فإنه غير معروف؛ فتحسين حديثه -حينئذ- بعيد عن قواعد هذا العلم، ومن العجيب أنه كما ذهل عن ذلك هنا، ذهل عنه في "التقريب"! -أيضًا-؛ فإنه في ترجمة الحارث بن مسلم أحال على مسلم بن الحارث فلما رجعت إليه فإذا به يقول: "مسلم بن الحارث، ويقال: الحارث بن مسلم التميمي صحابي قليل الحديث". قلت: فأين ترجمة ولده سواء أكان اسمه مسلمًا أو حارثًا؟ وقد جزم الحافظ في "الإصابة" بأن الراجح في اسم أبيه أنه مسلم، وقال ابن عبد البر: "وهو الصحيح". وكذلك صنع الحافظ في "تهذيب التهذيب"، فلم يجعل للولد ترجمة خاصَّة ولكنه ذكره في ترجمة أبيه، ونقل عن الدارقطني أنه مجهول، وذكر أنه لم يجد فيه توثيقًا، إلا ما اقتضاه صنيع ابن حبان حيث أخرجه في "صحيحه"، وما رأيته إلا من روايته ... " أ. هـ. 141 - إسناده ضعيف، (وهو حسن بشواهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (195/ 126) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 10 - 11)، والطبراني في "الدعاء" (706)، و"المعجم الكبير" (20/ رقم 119)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 170/ 1369)، والمعمري في "عمل اليوم والليلة"، كما في "نتائج الأفكار"

قال: حدثنا المحاربي عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي عن ابن أبي حسين (¬1) المكي عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ (بن ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 307)، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 544)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 306) بطرق عن المحاربي به. قال النسائي عقبه: "حُصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب ضعيف؛ سُئل ابن عون عن حديث شهر فقال: إن شهرًا نزكوه، وكان شعبة سيّىء الرأي فيه وتركه يحيى القطان". قلت: كذا وقع عنده: حصين بن عاصم، ووقع عند المعمري: حصين بن منصور وهو المحفوظ؛ قاله الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 307). وقد اضطرب شهر بن حوشب في هذا الحديث اضطرابًا شديدًا على النحو التالي: فأخرجه الترمذي (5/ 515/ 3474)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (127)، والبزار في "البحر الزخار" (9/ 438 - 439/ 4050)، والدارقطني في "العلل" (6/ 44 - 45)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1122 - 1123/ 706)، وابن المقرئ في "الأربعين" (ق 46)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 304 - 305)، وأبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي في "الأربعين" (ص 143 - 144) بطرق عن زيد بن أبي أُنيسة عن ابن أبي حسين به، إلا أنه قال: عن أبي ذر. وقد سقط من "سنن الترمذي" (ابن أبي حسين) والصواب إثباته؛ كما في رواية النسائي وغيره. قال المزي في "تحفة الأشراف" (9/ 178): "وهذا أولى بالصواب من حديث الترمذي". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 405): "هذا حديث حسن غريب؛ كما قال الترمذي، وفي بعض النسخ: صحيح. قلت: وهي رواية أبي يعلى السنجي، وهي غلط؛ لأن سنده مضطرب، وشهر بن حوشب مختلف في توثيقه" أ. هـ. وقال الحافظ في "الأمالي الحلبية" (ص 49 - 50): " ... ومن هذا الوجه -يعني: عن أبي ذر- أخرجه الترمذي، لكن سقط من إسناده (ابن أبي حسين)، فصار عن زيد بن أبي أنيسة عن شهر، وقال: "حسن صحيح! ". وهو مما يتعجب منه؛ لأنه اشتمل على ثلاث علل: الاختلاف، والانقطاع، والكلام في شهر، فما أدري كيف صححه؟! والاعتماد فيه على رواية النسائي فيما يظهر، والعلم عند الله تعالى" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في "م": "حسن".

جبل - رضي الله عنه -) (¬1) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين ينصرف ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (705)، وابن البناء في "فضل التهليل وثوابه الجزيل" (7) من طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، عن محمد بن جحادة، عن ابن أبي حسين به إلا أنه قال: عن أبي هريرة. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا، عبد العزيز بن الحصين متروك. وخالفه زهير بن معاوية -وهو ثقة ثبت-: فرواه عن محمد بن جحادة عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم به مرسلًا. قاله الدارقطني في "العلل" (6/ 45)، وهو أصح. وتابع محمد بن جحادة عليه مرسلًا: روح بن عبادة -وهو ثقة حافظ-: أخرجه أحمد (4/ 227) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "الأمالي الحلبية" (48 - 49/ 17)، و"نتائج الأفكار" (2/ 307) -: ثنا روح به. قال الحافظ في "الأمالي الحلبية": "هذا حديث حسن، أخرجه الإمام أحمد هكذا. وصنيعه يقتضي ثبوت الصحبة لعبد الرحمن بن غَنم، وقد اختلف في ذلك: فأثبتها المصريون: أبو سعيد بن يونس، ومحمد بن الربيع الجيزي، ونقل ذلك يحيى بن بكير عن الليث بن سعد وابن لهيعة. ونفى ذلك الشاميون: دُحَيْم، وأبو زُرْعة النصري، وغيرهما، وبه جزم ابن عبد البر؛ فقال: أسلم زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يره وصحب معاذ بن جبل" أ. هـ. وقال في "نتائج الأفكار": "وعبد الرحمن لا تثبت صحبته". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 228): "وابن غنم مختلف في صحبته؛ فهو مرسل". وأخرجه جعفر الفريابي في "الذكر"، كما في "نتائج الأفكار" (2/ 306) من طريق إسماعيل بن عياش عن ابن أبي حسين عن شهر عن أبي أمامة. قلت: وهذا سند ضعيف، فإنه مع ضعف شهر فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف في غير الشاميين وهذا منها. وأخرجه أحمد (6/ 298)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 277/ 787) عن عبد الحميد بن بهرام: حدثني شهر بن حوشب قال: سمعت أمَّ سلمة به؛ فجعله من مسندها. قال الدارقطني في "العلل" (6/ 44 - 45/ 966): "يرويه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، واختلف عنه: ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

من صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، ـــــــــــــــــــــــــــــ فرواه المحاربي، عن حصين بن منصور الأسدي، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم عن معاذ. وخالفه: زيد بن أبي أنيسة؛ فرواه عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم عن أبي ذر. وخالفه: محمد بن جحادة؛ فرواه عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، عن أبي هريرة. قال ذلك: عبد العزيز بن الحصين، عن ابن جحادة. وخالفه: زهير بن معاوية؛ فرواه عن ابن جحادة، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم مرسلًا. وكذلك قال معقل بن عبيد الله عن ابن أبي حسين. وقيل: عن شهر عن أبي أمامة؛ ذكر ذلك عن إسحاق أبي خالد عن ابن أبي حسين. والاضطراب فيه من شهر، والله أعلم". وقال في (6/ 247 - 248/ 1109) نحوه وزاد: "وخالف الجماعة: عبد الحميد بن بهرام؛ فرواه عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - علم ذلك القول ابنته فاطمة. ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر، والله أعلم. والصحيح عن ابن أبي حسين مرسل ابن غنم، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " أ. هـ. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 228 - 229) تعقيبًا على تصحيح الترمذي: "وفي تصحيحه نظر؛ لأنه من رواية شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم، وقد اضطرب شهر في إسناده ومتنه على ابن غنم"، ثم ذكر وجوه الاضطراب وقال: "فهذا اضطراب شديد من شهر يدل على ضعفه؛ كما تقدم؛ ولذلك قال النسائي. (وذكر كلامه المتقدم آنفًا). وأما المتن: فتارة يذكر صلاة الفجر دون المغرب؛ كما في حديث أبي ذر. وتارة يجمع بينهما؛ كما في حديث ابن غنم المرسل، وحديث فاطمة. وأخرى يذكر العصر مكان المغرب؛ وذلك في حديث معاذ. وتارة يذكر: "يحيى ويميت"، وتارة لا يذكرها، وتارة يزيد قبلها: "بيده الخير"، وتارة لا يذكرها، وتارة يذكر: "قبل أن ينصرف ويثني رجليه"، وتارة لا يذكرها، وتارة يضطرب في بيان ثواب ذلك بما لا ضرورة لبيانه الآن. وبالجملة؛ فهذا الاضطراب في إسناده ومتنه لو صدر من ثقة لم تطمئن النفس لحديثه، فكيف وهو من شهر الذي بالضعف اشتهر؟!. ومع هذا كله فقد وجدت لحديث ابن غنم هذا شواهد تقويه، وتطمئن النفس

وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، قبل أن يتكلم؛ كتب (الله) (¬1) له عشر حسنات، ومحى عنه بهنّ عشر سيئات، ورفع (له) (¬2) بهن عشر درجات، وكن له كعدل عشر نسمات (¬3)، وكن له حرسًا من الشيطان، وحرزًا من المكروه، ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب إلا الشّرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة العصر؛ أعطى مثل ذلك في ليلته". نوع آخر: 142 - أخبرنا أبو بدر أحمد (بن خالد) (¬4) بن مسرح الحراني قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ للعمل به مع كل الزيادات التي سبق بيانها، جاءت في أحاديث متفرقة، أوردتها في "صحيح الترغيب والترهيب" (1/ 262/ 469 - 472/ طبعة مكتبة المعارف - الرياض)، وخرجت بعضها في "الصحيحة" (2563)، والله تعالى ولي التوفيق" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وهذا ما استقر عليه خلافًا لما ذكره من تضعيف الحديث في "مشكاة المصابيح" (1/ 309). 142 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه المصنف (774) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 329 - 331) عن أبي بدر به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، كما في "الإصابة" (2/ 312)، و"فتح الباري" (12/ 432) -وعنه الشجري في "الأمالي" (1/ 249 - 250)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 212/ ب -213/ أ - المحمودية) -, وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1541/ 3908 و 1660 - 1661/ 4166 و 6/ 3060/ 7078)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 36 - 38)، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "أسد الغابة" (5/ 339)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 339)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/ 173) من طريق أبي وهب به. قال ابن حبان: "يروي -يعني: سليمان بن عطاء- عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي أشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات، فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة بن عبد الله؟ " أ. هـ. وقال البيهقي: "في إسناده ضعف". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) سقطت من "ل" (¬3) في هامش "ل": "النسمة: النفس والروح". (¬4) زيادة من "ل".

حدثنا عمي أبو وهب الوليد بن عبد الملك بن مسرح قال: حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن ابن زمل - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح قال - وهو ثانِ رجليه -: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله إنه (¬1) كان توابًا"، سبعين مرة، ثم يقول: "سبعين بسبعمائة". نوع آخر: 143 - حدثنا محمد بن الحسين (¬2) بن مكرم قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا آدم بن الحكم ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ في "فتح الباري": "وسنده ضعيف جدًا". وقال في "النتائج": "هذا حديث غريب؛ قال ابن السكن: هو حديث طويل في تعبير الرؤيا، وهو منكرة قال البخاري: "سليمان بن عطاء منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "روى عن مسلمة الجهني أشياء موضوعة، لا أدري النبلاء منه أو من مسلمة". قلت: وأبو مشجعة لا يعرف اسمه ولا حاله" أ. هـ كلامه. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 184): "وفيه سليمان بن عطاء القرشي، وهو ضعيف". قلت: فإسناده واه بمرة؛ سليمان بن عطاء القرشي، متروك، واتهمه ابن حبان، وقال البخاري: في حديثه مناكير، وأبو مشجعة؛ مجهول؛ لم يرو عنه إلا مسلمة ولم يوثقه أحد، وابن زمل قيل: إنه صحابي، والصواب: أنه تابعي، وهو مجهول؛ كما قال الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (1/ 311). 143 - إسناده حسن؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 280/ 8075)، و "المعجم الأوسط" (7/ 175/ 7200) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8075) -ومن طريقه الشجري في "أماليه" (1/ 246)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 308) من طريق أسد بن موسى عن آدم به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن، وآدم بن الحكم بصري؛ قال ابن معين: صالح، ¬

_ (¬1) في "ل": "إن الله". (¬2) في "هـ": "الحسن".

قال: حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قال في دبر صلاة الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي، ويميت، وهو على كل شيء قدير، مائة مرة، قبل أن يثني رجله؛ كان أفضل أهل الأرض عملًا إلا من قال مثل مقالته". نوع آخر: 144 - أخبرنا جعفر (¬1) بن محمد (بن) (¬2) المغلس قال: حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن القشيري (قال) (¬3): حدثتني أسماء بنت واثلة بن الأسقع عن أبيها - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلّى صلاة الصبح، ثم قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مائة مرة قبل أن يتكلم، ـــــــــــــــــــــــــــــ وفي رواية: لا شيء. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وأبو غالب اسمه حزّور، وهو صدوق تكلم فيه بعضهم بغير قادح يقتضي طرح حديثه، والله أعلم" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 108): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال "الأوسط" ثقات؟! ". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 168): "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسناد جيد". قلت: وهو كما قالوا، وحسنه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الترغيب والترهيب" (1/ 263/ 471 ـ طبعة مكتبة المعارف). 144 - موضوع؛ أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 79/ 232) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 109): "وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري، وهو متروك". قلت: بل كذاب؛ فقد كذبه أبو حاتم، كما في "الجرح والتعديل" (7/ 325/ 1752)، والأزدي، واتفق أهل العلم على جرحه، ولذلك جزم الحافظ في "التقريب"، فقال: "كذبوه"، فالإسناد موضوع. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "في نسخة: حفص". (¬2) ليست في "ل". (¬3) زيادة من "ل".

31 - باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر

فكلما (¬1) قال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؛ غفر الله له ذنب سنة". 31 - باب فضل الذكر بعد صلاة الفجر 145 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا أبو الحجاج المهري (¬2) عن زبَّان بن فايد عن سهل بن معاذ عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلّى صلاة الفجر، ثم قعد يذكر الله - عز وجلّ - حتى تطلع الشمس؛ وجبت له الجنّة". 146 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 145 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 61 - 62/ 1487 و 66/ 1495)، وفي "المفاريد" (5) بسنده سواء. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1012) عن أبي يعلى به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علل: الأولى: أبو الحجاج المهري؛ هو رشدين بن سعد وهو ضعيف. الثانية: زبّان بن فائدة ضعيف الحديث. الثالث: سهل بن معاذة لا بأسَ به إلاّ في رواية زبّان عنه وهذه منها. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 105): "رواه أبو يعلى؛ وفيه زبان بن فائد ضعفه الجمهور، وقال أبو حاتم: صالح، وبقية رجاله حديثهم حسن؟! ". وأخرجه أبو داود (1287) -ومن طريقه البيهقي (493) -، وأحمد (3/ 438 - 439)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 162/ 442) من طريق زبّان بن فائد به إلا أن لفظه: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرًا غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر". قلت: وسنده ضعيف؛ لأجل زبّان بن فائد وسهل بن معاذ؛ كما تقدم. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (5807). 146 - إسناده ضعيف. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 329 - 330/ 4365) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "وكلما". (¬2) هكذا في "ل"، وفي "هـ" و"م": "المهدي"، والمثبت هو الصواب.

طيب بن سلمان (¬1) قال: سمعت عمرة (بنت عبد الرحمن) (¬2) قالت: سمعت أم المؤمنين (عائشة - رضي الله عنها -) (¬3) تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلى (صلاة) (¬4) الفجر، أو قال: الغداة؛ فقعد في مقعده، فلم يلغ بشيء من أمر الدنيا، يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى يصلي الضحى أربع ركعات؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". 147 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا المنذر بن الوليد الجارودي قال: حدثنا أبي (قال) (¬5): حدثنا الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 106/ 5940) من طريق شيبان به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 105): "رواه أبو يعلى، والطبراني في "الأوسط" بنحوه، وفيه: الطيب بن سلمان وثقه ابن حبان وضعفه الدارقطني، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (3/ 159 و 8/ 329): "رواه أبو يعلى بإسناد حسن"؟!. قلت: إسناده ضعيف؛ فيه طيب بن سلمان، قال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" (38/ 243): "شيخ ضعيف بصري"، وأقره الذهبي في "المغني"، و"الميزان". 147 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 131) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 416) - من طريق المنذر بن الوليد به. قال الطبراني: "لا يروى عن الحسن بن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن أبي جعفر". قال ابن حجر: "وهو بصري ضعيف من قبل حفظه، وكان عابدًا فغلب عليه الوهم، وهو في الأصل صدوق، وفي السند علة أخرى: وهي الانتقطاع، فإن الحكم لم يسمع من الحسن" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، ويؤكد الانقطاع رواية مسدد بن مسرهد في ¬

_ (¬1) في "م": "سليمان" وهو خطأ، والصواب المثبت؛ كما في الأصول الخطية، وهو الموافق لكتب الرجال. (¬2) زيادة من "ل". (¬3) ليست في "م". (¬4) ليست في "ل". (¬5) زيادة من "ل".

32 - باب ما يقول إذا طلعت الشمس

الحكم بن عتيبة عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: سمعت جدي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد صلى صلاة الصبح، ثم جلس يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى تطلع الشمس؛ إلا كان له حجابًا من النار أو سترًا". 32 - باب ما يقول إذا طلعت الشمس 148 - أخبرني محمد بن مخلد العطار (¬1) ومحمد بن سعيد البزوري ـــــــــــــــــــــــــــــ "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (1/ 234/ 558)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (2/ 419/ 2516): ثنا حفص بن سليمان عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن رجل من بني دارم عن الحسن به. لكن فيه حفص بن سليمان الأسدي القارئ المشهور، متروك الحديث مع إمامته في القراءة. وللحديث طريق أخرى: أخرجها البزار في "مسنده" (4/ رقم 3091 - كشف). قال الهيثمي في "مجمع "الزوائد" (10/ 106): "رواه البزارة؛ وفيه سعد بن طريف الحذاء وهو متروك". وقال ابن حجر في "النتائج" (2/ 417): "وسنده ضعيف". وبالجملة، فالحديث ضعيف جدًا لا يصح بمجموع طرقه؛ نظرًا للضعف الشديد في مفرداتها. 148 - ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 941/ 319) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 413) -، والبزار في "مسنده" (4/ 23 - 24/ 3103 - كشف) عن إسحاق بن إبراهيم البغوي به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عطية العوفي؛ ضعيف مدلس، وتدليسه من أقبح أنواع التدليس وأخبثه. الثانية: داود بن عبد الحميد الكوفي؛ قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل" (3/ 418): "لا أعرفه، وهو ضعيف الحديث، يدل حديثه على ضعفه"، وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 37): "روى عن عمرو بن قيس الملائي أحاديث لا يتابع عليها". قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب، وقد أخرج الحاكم في "المستدرك" حديثين من رواية داود بن عبد الحميد بهذا الإسناد، وهو متعقب؛ فإن داود قال فيه أبو حاتم: أحاديثه تدل على ضعفه. ¬

_ (¬1) في "م": "القطان".

قالا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي قال: حدثنا داود بن عبد الحميد عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا طلعت الشمس قال: "الحمد لله الذي جلّلنا (¬1) اليوم عافيته، وجاء بالشمس من مطلعها، اللهمّ إني أصبحت أشهد لك بما شهدت به على نفسك وشهدت به ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك أنك لا إله إلا أنت القائم بالقسط، لا إلها إلا أنت العزيز الحكيم؛ اكتب شهادتي بعد شهادة ملائكتك وأولي العلم، ومن لم يشهد بمثل ما شهدت (به) (¬2)؛ فاكتب شهادتي مكان شهادته؛ اللهمّ أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام؛ أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تستجيب لنا دعوتنا، وأن تعطينا رغبتنا، وأن تغنينا عمن أغنيته عنا من خلقك؛ اللهمّ أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي (¬3)، وأصلح لي آخرتي التي إليها منقلبي". ـــــــــــــــــــــــــــــ وعطية هو ابن سعد بن جنادة الكوفي ضعفه أحمد ونسبه إلى تدليس الشيوخ، فإنه روى عن الكلبي أحد المتروكين المتهمين بالكذب فكنّاه أبا سعيد يوهم أنه الخدري؛ لأنه كان كثير الرواية عن الخدري، وضعفوه -أيضًا- من طريق التشيع؛ قال البزار: كان يقدم عليًّا على الجميع! وقد قال أبو حاتم وابن عدي: "يكتب حديثه". وقال الدوري عن ابن معين: "صالح الحديث". وقال ابن سعد: "كان ثقة إن شاء الله، وبعضهم لا يحتج به". قلت: والترمذي يحسن حديثه، وهذا كله يرد قول من قال فيه: "مجمع على ضعفه" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 115): "رواه البزار وفيه داود بن عبد الحميد وهو ضعيف". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 248 - بتحقيقي): "بإسناد ضعيف". ¬

_ (¬1) في "هامش ل": "عمَّمنا"، وهو تفسير لها. (¬2) سقطت من "ل". (¬3) في "ل": "معيشتي".

33 - باب ما يقول إذا استقلت الشمس

149 - أخبرني محمد بن علي قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني (¬1) قال: حدثنا مهدي بن ميمون عن واصل الأحدب عن أبي وائل: أن عبد الله (بن مسعود - رضي الله عنه -) (¬2) قال: يا جارية انظري هل طلعت الشمس؟ فقالت: لا، ثم واصل فسبح فقال لها ثانية: انظري هل طلعت الشمس؟ فقالت: لا، ثم قال لها الثالثة: طلعت الشمس؟ قالت: نعم، قال: الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم، وأقالنا فيه عثراتنا (¬3). قال مهدي: وأحسبه قال: ولم يعذبنا بالنار موقوف. 33 - باب ما يقول إذا استقلت (¬4) الشمس 150 - أخبرني الحسين بن محمد بن المكتب قال: حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر (قال) (¬5): حدثنا أبي (قال) (5): حدثنا بقية بن الوليد (قال) (5): حدثني صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة أبي سلمة ـــــــــــــــــــــــــــــ 149 - موقوف صحيح السند؛ أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 415) من طريق بشر به. قال ابن حجر: "هذا موقوف صحيح المسند". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 150 - إسناده حسن؛ أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (4/ 46)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 418 - 419) من طريق ابن السني به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 84/ 9160)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6/ 111) من طريق بقية به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن غريب". ¬

_ (¬1) في "ل"، و"هـ": "الشالجاني"، والمثبت هو الصواب. (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "ل" بين السطور: "زلاتنا"، وهي شرح لها. (¬4) في "ل" بين السطور: "ارتفعت"، وهو شرح لها. (¬5) زيادة من "ل".

34 - باب ما يقول إذا سمع رجلا ينشد ضالته في المسجد

الحضرمي عن عمرو بن عبسة السلمي - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنه) (¬1) قال: "ما تستقل الشمس؛ فيبقى شيء من خلق الله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا سبح الله - عَزَّ وَجَلَّ - وحمده؛ إلا ما كان من الشيطان وأعتى بني آدم"، فسألت عن أعتى بني آدم؟ فقال: "شِرار الخلق"، أو قال: "شرار خلق الله - عَزَّ وَجَلَّ -". 34 - باب ما يقول إذا سمع رجلًا ينشد (¬2) ضالته في المسجد 151 - حدثنا أبو القاسم بن منيع قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحِماني (قال) (¬3): حدثنا قيس بن الربيع عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عني أبيه - رضي الله عنه - قال: شهدت مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 264 - 265): "وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات معروفون، غير أبي سلمة الحضرمي، وقد روى عنه جمع منهم حريز بن عثمان، وقد قال أبو داود: "شيوخ حريز كلهم ثقات"، وقال العجلي: "شامي تابعي ثقة". وبقية؛ الكلام فيه معروف، والراجح منه الاحتجاج بحديثه إذا صرح بالتحديث عن شيخه، وقد قال الذهبي في "الكاشف": "وثقه الجمهور فيما سمعه من الثقات، وقال النسائي: إذا قال: (ثنا) و (نا)، فهو ثقة" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وقد ضعفت الحديث في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 249/ 239) باعتبار إسناد ابن السني، والآن تبين لي ما أثبته هنا. 151 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح)؛ أخرجه الطيالسي في "مسنده" (804) عن قيس بن الربيع به. قلت: هذا إسناد ضعيف؛ لأن قيسًا ضعيف. لكنه توبع؛ فأخرجه مسلم (569)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (174 و 175)، وابن ماجه (765) من طرق عن علقمة به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل" بين السطور: "يطلب" وهو شرح له. (¬3) زيادة من "ل".

فلما سلم قام رجل فقال: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا رد الله عليك ضالتك". نوع آخر: 152 - أخبرنا علي بن الحسن بن قديد قال: أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح قال: أخبرنا ابن وهب (قال) (¬1): أخبرني حيوة بن شريح عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود عن أبي عبد الله -مولى شداد بن الهاد- أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سمع رجلًا ينشد ضالته في المسجد؛ فليقل: لا ردها الله عليك؛ فإن المساجد لم تبن لهذا". نوع آخر: 153 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا محمد بن كثير قال: حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: سمع عبد الله رجلًا ينشد ضالته ـــــــــــــــــــــــــــــ 152 - إسناده صحيح؛ أخرجه مسلم (568) عن أبي الطاهر به. 153 - إسناده ضعيف؛ لانقطاعه بين الشعبي وابن مسعود؛ فإنه لم يسمع منه؛ كما في "جامع التحصيل" (204/ 322). وأخرجه عبد الرزاق (1724) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9/ 256/ 19268) -: عن معمر عن عاصم بن سليمان عن ابن سيرين أو غيره عنه به. قال الهيثمي في "مجمع "الزوائد" (25/ 2): "وابن سيرين لم يسمع من ابن مسعود". لكن الحديث صحيح؛ لأن له طريقًا أخرى: فأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 273 - 274/ 1303)، والبزار في "البحر الزخار" (5/ 268 - 269/ 1883)، وأبو العباس السراج في "مسنده" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 297) - من طريق محمد بن فضيل عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود به. قال ابن حجر: "هذا حديث صحيح". قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

35 - باب ما يقول إذا سمع رجلا ينشد الشعر في المسجد

في المسجد فأعضه (¬1)؛ فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن ما كنت فاحشًا؟ فقال: إنا أُمرنا بذلك. 35 - باب ما يقول إذا سمع رجلًا ينشد الشعر في المسجد 154 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا عيسى بن هلال الحمصي قال: ثنا محمد بن حمير قال: حدثنا عباد بن كثير عن يزيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 154 - منكر؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 103 - 104/ 1454) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 300) -، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "النتائج" (1/ 301)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 505/ 1418) من طريق عيسى بن هلال الحمصي به. قال ابن منده وأبو نعيم: "غريب؛ تفرد به محمد بن حمير". قال ابن حجر: "وهو ثقة من رجال البخاري، وإنما تفرد بوصله. وقد رواه أبو خيثمة الجعفي عن عباد بن كثير، لكن لم يقل عن جده، والآفة فيه من عباد، وهو ضعيف جدًا، وقد خالف فيه الدراوردي، والدراوردي ثقة، وسنده هو المعروف". قلت: وهو كما قال، وحديث الدراوردي الذي أشار إليه هو حديث أبي هريرة الآتي بعد هذا مباشرة. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 152/ 2131): "وهذا إسناد صعيف جدًا؛ عباد بن كثير، وهو الثقفي البصري؛ متروك، ويحتمل أنه الرملي الفلسطيني وهو نحوه في الضعف. وقد خالفه في إسناده ومتنه عبد العزيز بن محمد الدراوردي؛ فقال: أخبرنا يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة به؛ دون الفقرة الأولى منه. أخرجه الترمذي وغيره، وصححوا إسناده؛ كما بينته في "الإرواء" (1295). وقال الحافظ في "الإصابة": "وهو المحفوظ". يعني: أن قول عباد في إسناده: "عن أبيه عن جده ثوبان" خطأ، والصواب قول الدراوردي: "عن أبي هريرة". قلت: وكذا قوله في متن الحديث: " ... فقولوا: فض الله فاك" زيادة منكرة؛ ¬

_ (¬1) في "م": "فأغضبه"، وهو خطأ.

36 - باب ما يقول إذا رأى رجلا يبيع في المسجد

خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن جده ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رأيتموه ينشد شعرًا في المسجد؛ فقولوا: فض (¬1) الله فاك ثلاث مرات". 36 - باب ما يقول إذا رأى رجلًا (¬2) يبيع في المسجد 155 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ لتفرد عباد بها" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. (تنبيه): قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (1/ 302): "وثوبان المذكور في السند ليس هو المشهور مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل هو آخر لا يعرف إلا في هذا الإسناد، ولا روى عن عبد الرحمن بن ثوبان إلا ابنه محمد، فهو في عداد المجهولين، والله أعلم". قلت: وهذه علةٌ أخرى للحديث. 155 - إسناده حسن؛ أخرجه الترمذي (3/ 610 - 611/ 1321)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة " (176)، والدارمي في "سننه" (1/ 326) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 298) - , وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/ 506)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 274/ 1305) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (313 - موارد) -، وابن الجارود في "المنتقى" (2/ 156/ 562)، والحاكم (2/ 56)، والبيهقي (2/ 447) بطرق عن الدراوردي به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وشيخنا الألباني في "إرواء الغليل" (5/ 135). وأما الحافظ ابن حجر، فحسنه، وتعقب الحاكم؛ فقال: "أخرج لرجاله من الدراوردي فصاعدًا، وأخرج لمحمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة حديثًا غير هذا، لكن مقرونًا، فهو على شرطه في المتابعات لا في الأصول". ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "كسر الله أسنان فيك"، فحذف المضاف، الفض: الكسر بالتفرق" وهو شرح له. (¬2) في "م": "أحدًا".

37 - باب ما يقول إذا قام على باب المسجد

عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم رجلًا يبيع في المسجد؛ فقولوا: لا أربح الله تجارتك". 37 - باب ما يقول إذا قام على باب المسجد 156 - حدثني عمر بن محمد بن زفر (¬1) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: أخبرني هشام (¬2) بن زيد عن سليم بن عامر (الخبائري) (¬3) عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النّبيّ (¬4) - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد تداعت (¬5) جنود إبليس وأجلبت واجتمعت؛ كما تجتمع النحل على يعسوبها؛ فإذا قام أحدكم على باب المسجد؛ فليقل: اللهمّ إني أعوذ بك من إبليس وجنوده؛ فإنه إذا قالها لم يضره". ـــــــــــــــــــــــــــــ 156 - ضعيف جدًا؛ أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ج 1/ ق 268/ ب) من طريق المصنف به. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (1/ 288 - 289). "وهاشم؛ ضعيف, ومحمد بن يحيى؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"؛ لكن قال: "يتقى حديثه من رواية ابنيه أحمد وعبيد؛ فإنهما كانا يدخلان عليه ما ليس من حديثه". قلت: وهذا من رواية ابنه أحمد عنه" أ. هـ. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (1369): "ضعيف جدًا". قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) في "م": "محمد بن عمرو بن زفر". (¬2) هكذا في "الأصول"، وفي "نتائج الأفكار": "هاشم". (¬3) سقطت من "ل"، و"هـ". (¬4) في "ل": "رسول الله". (¬5) في "ل" بين السطور: "اجتمعوا، ودعا بعضهم بعضًا"، وهو شرح له.

38 - باب ما يقول إذا خرج من المسجد

38 - باب ما يقول إذا خرج من المسجد 157 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا بشر بن المفضل عن عمارة (بن عبد الله) (¬1) بن غزية عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي حميد الساعدي، أو أبي أسيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل أحدكم المسجد؛ فليسلم، وليقل: اللهمّ افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج؛ فليقل: اللهمّ إني أسألك من فضلك". 39 - باب ما يقول إذا دخل بيته 158 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا الحجاج عن ابن جريج قال: أخبرنا أبو الزبير عن جابر - رضي الله عنهما - أنه سمع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا دخل أحدكم (¬2) بيته فذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ها هنا، وإذا دخل ولم يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإن لم يذكر الله عند طعامه؛ قال: أدركتم المبيت والعشاء". نوع آخر: 159 - أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك قال: حدثنا يونس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 157 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (2/ 308/ 1606) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 274) - من طريق مسدد به. وأخرجه مسلم (713) عن حامد بن عمر البكراوي حدثنا بشر بن المفضل به. 158 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (178) بسنده سواء. وأخرجه مسلم (3/ 1598/ 2018) وغيره بطرق عن ابن جريج به. وصرح ابن جريج وأبو الزبير بالتحديث عند مسلم والنسائي. 159 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 178) من طريق المصنف به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م". (¬2) في "هـ": "الرجل"، وسقطت من "ل".

عبد الأعلى قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمر بن محمد العمري عن مرزوق أبي بكير (¬1) عن رجل -من أهل مكة- عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رجع من النهار إلى بيته (¬2) يقول: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منّ عليّ فأفضل، أسألك أن تجيرني من النار". نوع آخر: 160 - (أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني - رضي الله عنه - أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق السني) (¬3) أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: إن أبا بكر الصديق - رضي الله عنهما - قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي, وفي بيتي، قال: "قل: اللهمّ إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم، (وأكرم الأكرمين) (¬4) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال ابن حجر: "هذا حديث غريب". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 104 - بتحقيقي): "إسناده ضعيف". قلت: وهو كما قالا؛ لأن مداره على الرجل المبهم. 160 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 38/ 32) بسنده سواء. وأخرجه البخاري (13/ 372/ 7387 و 7388)، ومسلم (4/ 2078/ 2705) من طريق ابن وهب به. وأخرجه البخاري (834 و 6326)، ومسلم (2705) وغيرهما من طريق الليث بن عن يزيد بن أبي حبيب به إلا أنه جعله من مسند أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -. ¬

_ (¬1) في "م": "بكر". (¬2) في هامش "ل": " أهله". (¬3) زيادة من "م"، وهو إسناد إلى ابن السني. (¬4) زيادة من "هـ" و "م".

40 - باب تسليم الرجل على أهله إذا دخل بيته

40 - باب تسليم الرّجل على أهله إذا دخل بيته 161 - أخبرني أبو عروبة (¬1) قال: حدثنا سليمان بن عمر بن خالد قال: حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للإسلام ضوًا (¬2) ومنارًا كمنار الطريق، من ذلك: أن تعبد الله - عَزَّ وَجَلَّ - ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المفروضة، وتؤتي (¬3) الزكاة، وتحج البيت، وتصوم شهر رمضان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتسليمك على أهل بيتك إذ دخلت عليهم، وتسليمك على من مررت به من المسلمين؛ فإن ردوا عليك رَدَّتْ عليهم الملائكة، وإن لم يردوا عليك ردت عليك ولعنتهم أو سكتت عنهم؛ فمن ترك شيئًا من ذلك. فهو سهم من الإسلام تركه، ومن نبذهن فقد ولى الإسلام ظهره". ـــــــــــــــــــــــــــــ 161 - إسناده صحيح؛ أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1/ 241 - 243/ 429) من طريق عيسى بن يونس به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. وأخرجه ابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 411 - 412/ 405)، والشجري في "الأمالي" (1/ 38)، وابن شاهين في "الترغيب" (2/ 380/ 487)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 217 - 218)، و"أحاديث أبي القاسم الأصم" (ق 12/ ب)، والحاكم (1/ 21) من طرق عن ثور بن يزيد به. وله شاهد من حديث أبي الدرداء: أخرجه ابن دوست في "الأمالي" (ق 118/ 2)؛ كما في "الصحيحة" (1/ 653/ 333). قال شيخنا - رحمه الله -: إسناده لا بأس به في الشواهد. ¬

_ (¬1) في "هـ" وهامش "م": "زرعة". (¬2) هكذا في "الأصول"، وفي مصادر التخريج: "صوى"، جمع صوّة، وهي أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي والمفازات المجهولة، يستدل بها على الطريق وعلى طرفيها. (¬3) في "ل": "وتؤدي".

41 - باب فضل من دخل بيته بسلام

41 - باب فضل من دخل بيته بسلام 162 - أخبرنا أحمد بن عمير (¬1) بن جوصا (¬2) قال: حدثنا أبو عامر موسى بن عامر (بن موسى) (¬3) قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد قال: حدثنا الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ثلاثة (¬4) كلهم ضامن على الله - عَزَّ وَجَلَّ -: رجل خرج غازيًا في سبيل الله فهو ضامن على الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى ـــــــــــــــــــــــــــــ 162 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (3/ 7/ 2494)، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (1/ 211 - 212/ 51)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 99 - 100/ 7491 و 7492)، و"الأوسط" (3/ 262/ 3094)، و"مسند الشاميين" (2/ 408 - 409/ 1596)، والحاكم (2/ 73)، والبيهقي (9/ 166)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 173)، والروياني في "مسنده" (2/ 310/ 1265)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 7 / ق 275/ ب) بطرق عن الأوزاعي به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن"؟!. وقال النووي في "الأذكار" (1/ 103 - بتحقيقي): "حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد حسن". وقال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن حبيب إلا الأوزاعي". كذا قال بل تابعه عثمان بن أبي العاتكة وكلثوم بن زياد: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 526/ 1094)، وابن حبان في "صحيحه" (416 - موارد)، والطبراني في "الكبير" (7493)، و"مسند الشاميين" (1597). وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة بنحوه -دون الفقرة الأخيرة: "ورجل دخل بيته بسلام"؛ أخرجه الحميدي في "مسنده" (1090) ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 251) - بسند صحيح. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عمر". (¬2) في "هـ": "حوصاء". (¬3) ليست في "ل". (¬4) في "ل": "ثلاث".

42 - باب ثواب من دخل بيته بسلام

يتوفاه؛ فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل راح (¬1) إلى المسجد، فهو ضامن على الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى يتوفاه؛ فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل دخل بيته بسلام؛ فهو ضامن على الله - عَزَّ وَجَلَّ -". 42 - باب ثواب من دخل بيته بسلام 163 - أخبرنا أبو بكر بن مكرم قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري (قال) (¬2): حدثنا قرة بن خالد قال: حدثني لقيط أبو المشاء (قال) (2): حدثني صدي بن عجلان أبو أمامة (الباهلي - رضي الله عنه -) (¬3) عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من رجل يحسن الوضوء؛ فيغسل يديه ورجليه ووجهه، ثم يمضمض فاه، ثم يتوضأ كما أمره الله - تعالى - إلا حط عنه (عمل يومه) (¬4) ما نطق فوه ومشى إليه حتى إن الذنوب لتتحادر عن أطرافه، ثم إذا مشى إلى المسجد كانت له بكل خطوة يخطوها حسنة، ثم يكون صلاته له نافلة، ثم إذا هو -يعني- إذا دخل على أهله؛ فسلم عليهم، وأخذ مضجعه كانت له قيام ليلة". ـــــــــــــــــــــــــــــ 163 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 255 - 256/ 7995)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/ 115) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 223): "فيه لقيط أبو المشّاء روى عن أبي أمامة، وروى عنه الجريري وقرة بن خالد، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "يخطئ ويخالف"" أ. هـ. قلت: يعني: أن حديثه يكتب للاعتبار، وليس للاحتجاج؛ فهو صالح في المتابعات والشواهد -ما لم يخالف- أما إذا تفرد، فهو ضعيف؛ والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "ل": "خرج". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "هـ" و"م". (¬4) زيادة من "ل" وهامش "م".

43 - باب ما يقول إذا نظر في المرآة

43 - باب ما يقول إذا نظر في المرآة 164 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال: حدثنا الحسين بن أبي السري قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذانظر وجهه في المرآة قال: "الحمد لله، اللهمّ كما حسنت خَلْقي؛ فحسن خُلُقي". نوع آخر: 165 - أخبرنا أبو يعلى (أحمد بن علي بن المثنى) (¬1) قال: حدثنا عمرو بن الحصين قال: حدثنا يحيى بن العلاء عن صفوان بن سليم عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 164 - ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: الحسين بن أبي السري هو: ابن المتوكل، وهو متروك، كذبه أخوه وأبو عروبة الحراني. الثانية: عبد الرحمن بن إسحاق هو: أبو شيبة الواسطي متفق على ضعفه. الثالثة: النعمان بن سعد؛ مجهول، تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن إسحاق، وفي "التقريب": "مقبول"؛ يعني، حيث يتابع، وإلا فلين. 165 - موضوع؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (4/ 478/ 2611) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (3/ 116)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (183/ 524) عن أبي يعلى به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 314 - 315/ 10766)، و"الدعاء" (2/ 982 - 983/ 402)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 83/ 1203) من طريق عمرو بن الحصين به. قلت: وهذا موضوع؛ فيه علتان: الأولى: يحيى بن العلاء؛ رُمي بالوضع؛ كما في "التقريب". الثانية: عمرو بن الحصين؛ متروك، واتهمه بعضهم بالوضع. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 171): "رواه أبو يعلى! وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك". وقال في (10/ 139): "رواه الطبراني! وفيه عمرو بن الحصين وهو متروك". ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

عطاء بن يسار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر في المرآة قال: "الحمد لله الذي حسَّن خَلْقي وخُلُقي، وزان مني ما شان من غيري". نوع آخر: 166 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا (أبو معاوية) (¬1) ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد وهم - رحمه الله - في شيئين: الأول: أنه لم يعله بيحيى بن العلاء وهو أشد ضعفًا من عمرو! الثاني: لم يعزه في الموضع الأول إلى "معجم الطبراني"، وكذا لم يعزه في الموضع الثاني إلى أبي يعلى في "مسنده" مع أنهما أخرجاه من الطريق نفسه. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 16 - ط. دار الوطن): "إسناد أبي يعلى ضعيف؛ لضعف يحيى بن العلاء وعمرو بن الحصين". وقال (4/ 523 - ط. دار الوطن): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن العلاء؛ قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث، وضعفه يحيى بن معين وأبو زرعة والفلاس وابن حبان والبخاري وأبو داود والنسائي والدارقطني والجوزجاني وابن عدي وغيرهم. وعمرو بن الحصين، كذاب؛ قاله الخطيب وغيره" أ. هـ. ونحوه في (4/ 539). وله شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه البزار (4/ 32/ 3124 - كشف). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 138) "فيه داود بن المحبر؛ وهو ضعيف جدًا، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله ثقات". قلت: داود بن المحبر صاحب كتاب "العقل" كذاب فلا يحتج به ولا يستشهد، ولكنه لم ينفرد به؛ فقد تابعه الهيثم بن جميل قال: أخبرنا عبد الله بن المثنى بن أنس بن مالك قال: حدثني رجل من آل أنس أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتناول المرآة؛ فينظر فيها ويقول (وذكره): أخرجه المروزي في "زوائد الزهد" (1174). قال شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 115): "ورجاله ثقات لولا الرجل الذي لم يسمّ". 166 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو الشيخ ابن حيان في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (184/ 525)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (119) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 111/ 4458) -, والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 240/ 787) -ومن ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م".

44 - باب ما يقول إذا طنت أذنه

محمد بن علي بن داود قال: حدثنا سلم (¬1) بن قادم قال: حدثنا أبو معاوية هاشم بن عيسى قال: حدثنا الحارث بن مسلم عن الزهري عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نظر (وجهه) (¬2) في المرآة قال: "الحمد لله الذي سوّى خلقي؛ فعدله، وكرم صورة وجهي؛ فحسنها، وجعلني من المسلمين". 44 - باب ما يقول إذا طنت أذنه 167 - أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ طريقه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 389 - 390/ 908) - من طريق سلم بن قادم به. قال الطبراني؛ "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا الحارث بن مسلم، ولا عن الحارث إلا هاشم بن عيسى، تفرد به: سلم بن قادم". قلت؛ وهو ثقة؛ كما قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (9/ 145)، لكن شيخه هاشم بن عيسى مجهول، قال العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 343): "عن أبيه عن يحيى بن سعيدة منكر الحديث، وهو وأبوه مجهولان بالنقل" أ. هـ. وقال الذهبي: "لا يُعرف"، ومن العجيب أن الهيثمي لم يعرفه؛ كما في "مجمع الزوائد" (10/ 139). وفيه أيضًا الحارث بن مسلم؛ مجهول؛ كما قال الدارقطني في "سؤالات البرقاني". وضعفه شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 114 - 115) ثم قال - رحمه الله -: "ومما سبق يتبين أن هذه الطرق كلها ضعيفة؛ ولا يمكن القول بأن هذه الطرق يقوى بعضها بعضًا لشدة ضعفها؛ كما رأيت. من أجل ذلك لا يصح الاستدلال بالحديث على مشروعية هذا الدعاء عند النظر في المرآة" أ. هـ. 167 - ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2125 - 2126) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 209/ 440) - من طريق لوين به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (4/ 20/ 3384)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 437/ 6156) - وعنه ابن حبان في "المجروحين" ¬

_ (¬1) في "هـ": "سلمة"، وهامش "م": "مسلم". (¬2) زيادة من "ل" و"هـ".

سليمان لُوَين قال: حدثنا حِبان بن علي قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أخيه عبد الله بن عبيد الله عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 250) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 120/ 908)، والبيهقي (2/ 208/ 439) عن حبان به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: محمد بن عبيد الله؛ منكر الحديث؛ كما قال البخاري وأبو حاتم الرازي. الثانية: حبان بن علي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". وللحديث طرق أخرى لكنها ضعيفة؛ كما سيأتي بيانه، ومداره على محمد بن عبيد الله، وهو واه بمرة؛ فالحديث ضعيف جدًا. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (545 - منتقى) من طريق حبان ومندل ابنا علي -وهما ضعيفان- عن ابن أبي رافع عن أبيه عن جده به. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"؛ كما في "القول البديع" للسخاوي (ص 323)، و"تنزيه الشريعة" لابن عرّاق (1/ 293)، والطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 120) -ومن طريقه الحافظ الذهبي في "الأربعين البلدانية" (18) -، والبزار في "مسنده" (4/ 32/ 3125 - كشف)، والروياني في "مسنده" (1/ 473/ 718)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 261) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 76) -، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2443)، والشجري في "الأمالي" (1/ 129) بطرق عن معمر بن عبيد الله بن أبي رافع عن محمد بن عبيد الله به. قلت: ومعمر بن محمد بن عبيد الله هذا منكر الحديث، كما في "التقريب"؛ فلا يفرح به، ونحوه محمد كما تقدم. قال البيهقي: "هذا إسناد ضعيف". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال يحيى بن معين: "ليس بشيء"، وقال محمد بن طاهر: "هو متروك الحديث"، وقال البخاري: "معمر وأبوه كلاهما منكر الحديث" أ. هـ. وقال السخاوي: "وقد أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" ومن طريقه أبو اليمن ابن عساكر، وذلك عجيب؛ لأن إسناده غريب؛ كما صرح به أبو اليمن وغيره، وفي ثبوته نظر، وقد قال أبو جعفر العقيلي: إنه ليس له أصل، والله أعلم" أ. هـ. وقال ابن عراق: "واحتج به النووي في "الأذكار" لاستحباب ذلك عند طنين الأذن، فهو عنده ضعيف لا موضوع، وذكره ابن الجزري في "الحصين الحصين"، وقد قال في أوله: أرجو أن يكون جميع ما فيه صحيحًا، ويؤيده أن ابن خزيمة أخرجه في "صحيحه"، وهو عجيب! فإن الحديث ليس على شرط الصحيح، والله تعالى أعلم" أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا.

45 - باب ما يقول إذا احتجم

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طنت أذن أحدكم؛ فليذكرني، وليصل عليّ، وليقل: ذكر الله بخير من ذكرني". 45 - باب ما يقول إذا احتجم 168 - أخبرني علي بن محمد (قال) (¬1): حدثنا إسماعيل بن يحيى بن قيراط (¬2) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني قال: حدثنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبيه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ آية الكرسي عند الحجامة؛ كانت له منفعة حجامته". 46 - باب ما يقول إذا خدرت رجله 169 - حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي وعمر (¬3) بن الجنيد بن عيسى قالا: حدثنا محمود بن خداش قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 168 - إسناده ضعيف؛ ضعفه الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 315) ووافقه شيخنا - رحمه الله - في "تخريج الكلم الطيب" (ص 119) وقال: "في السند من لم أعرفه، وصرح ابن كثير بضعفه". قلت: وهو كما قالا. 169 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أبو إسحاق السبيعي مدلس ومختلط، وأبو بكر بن عياش، روى عنه بعد الاختلاط. الثانية: الاضطراب؛ فقد اضطرب فيه أبو إسحاق؛ كما سيأتي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (964)، والمصنف؛ كما سيأتي (رقم 173) من طريق أبي إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن سعد عنه به. وضعفه شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف الأدب المفرد" (ص 87). ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "في نسخة: قراة". (¬3) في "هـ" و"م": "عمرو".

حدثنا أبو إسحاق السبيعي عن أبي سعيد (¬1) قال: كنت أمشي مع ابن عمر - رضي الله عنهما -، فخدرت رجله، فجلس فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك؛ فقال: يا محمداه! فقام فمشى. 170 - حدثنا جعفر بن عيسى أبو أحمد قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن روح قال: حدثنا سلام بن سليمان (¬2) قال: حدثنا غياث بن إبراهيم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خدرت رِجْلُ رَجُلِ عند ابن عباس؛ فقال ابن عباس: اذكر أحب الناس (إليك) (¬3). فقال: محمد - صلى الله عليه وسلم -. فذهب خدره. 171 - حدثنا محمد بن خالد (بن محمد) (3) البردعي (¬4) قال: حدثنا حاجب بن سليمان قال: حدثنا محمد بن مصعب (قال) (¬5): حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر ـــــــــــــــــــــــــــــ 170 - إسناده موضوع وهو موقوف؛ فيه غياث بن إبراهيم، وهو كذاب خبيث؛ كما قال ابن معين. وبه أعله شيخا - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 120). 171 - إسناده ضعيف؛ قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 120): "بإسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الهيثم هذا مجهول؛ كما في "الكفاية" للخطيب البغدادي (ص 88). الثانية: أنه من رواية أبي إسحاق عنه، وهو السبيعي وهو مدلس وقد عنعنه ثم إنه كان قد اختلط، وهذا من تخاليطه؛ فإنه اضطرب في سنده: فتارة رواه عن الهيثم هذا، وتارة عن أبي شعبة، وفي نسخة: "أبي سعيد". رواه ابن السني (164). وتارة قال: عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند ابن عمر فذكره. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (964)، وابن السني (168). ¬

_ (¬1) في "م": "أبي شعبة". (¬2) في هامش "م": "في نسخة: سليم". (¬3) سقطت من "هـ". (¬4) في "م": "البرذعي". (¬5) زيادة من "ل".

- رضي الله عنهما -، فخدرت رجله، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقام؛ فكأنما نشط من عقال. 172 - حدثني علي بن الحسن المهند راوية إسحاق بن إبراهيم عن إسحاق بن إبراهيم قال: قال الوليد بن يزيد بن عبد الملك في حبابة: أثيبي مغرمًا كلفًا محبًا ... إذا خدرت له رجل دعاك وقال إبراهيم بن المنذر الحِزامي: أهل المدينة يعجبون من حسن بيت أبي العتاهية! وتخدر في بعض الأحايين رجله ... فإن لم يقل: ياعتب! لم يذهب الخدر وقال ابن السني - رحمه الله تعالى-: روى محمد بن زياد عن صدقة بن يزيد الجهني عن أبي بكر الهذلي قال: دخلت على محمد بن سيرين، وقد خدرت رجلاه؛ فنقعهما في الماء وهو يقول: إذا خدرت رجلي تذكرت قولها ... فناديت لبنى باسمها ودعوت دعوت التي لو أن نفسي تطيعني ... لألقيت نفسي نحوها فقضيت فقلت: يا أبا بكر تنشد مثل هذا الشِّعْر، فقال: يا لكع وهل هو إلا كلام حُسْنه كحُسْن الكلام، وقبيحه كقبيحه؟. 173 - أخبرني أحمد بن الحسن الصوفي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، فخدرت رجله؛ فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من ها هنا. قلت: ادع أحبّ الناس إليك، فقال: يا محمد! فانبسطت. ـــــــــــــــــــــــــــــ وعبد الرحمن بن سعد هذا وثقه النسائي، فالعلة من أبي إسحاق من اختلاطه وتدليسه، وقد عنعنه في كل الروايات عنه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 172 - إسناده ضعيف؛ فيه من لم أعرفه. 173 - تقدم برقم (171).

47 - باب ما يفعل من لم يكن له مرآة

47 - باب ما يفعل من لم يكن له مرآة 174 - أخبرني علي بن محمد (¬1) بن عامر (¬2) قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن حوتي (¬3) قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عمرو (¬4) بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (¬5) بن عبد شمس قال: ثنا عيسى بن واقد الزاهد (¬6) الإسكندراني عن عطاء بن السائب عن معاذة العدوية قالت: سمعت عائشة - رضي الله عنها - تقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات يوم إلى إخوانه -أو قالت: إلى بعض إخوانه- فنظر في ركوة من ماء إلى لمته وهيئته، فلما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت له عائشة: بأبي وأمي أنت (يا رسول الله) (¬7) أنت القائل الفاعل حين نظرت إلى وجهك؟ قالت: فقال لها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (¬8): "نعم، يا عائشة إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - جميل يحب الجمال، إذا خرج الرجل إلى إخوانه؛ فليهيىء من نفسه". ـــــــــــــــــــــــــــــ 174 - موضوع؛ فيه عثمان بن عبد الله بن عمرو؛ قال ابن عدي: يروي "الموضوعات" واتهمه ابن حبان بالوضع. انظر: "ميزان الاعتدال" (3/ 41 - 42). وطول نسبه لا يحتمل؛ قال الذهبي (3/ 41): "هذا كذب، ونسب طويل، ولا يحتمل أن يكون بينه وبين عثمان بن عفان عشرة آباء، بل ولا ستة". وعطاء بن السائب اختلط. وأما قوله: "إن الله جميل يحب الجمال"؛ فله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عند مسلم في "صحيحه" (91). ¬

_ (¬1) في "م": "أحمد". (¬2) في "ل": "عاصم". (¬3) في "ل": "جوثي". (¬4) في "ل": "عمرو بن عثمان". (¬5) في "ل": "أسيد". (¬6) في هامش "ل": "في نسخة: الزاهري". (¬7) زيادة من "م" و"هـ". (¬8) في "ل": "قال: يقول لها".

48 - باب التسمية إذا دهن

48 - باب التسمية إذا دهن 175 - أخبرني محمد بن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة قال: حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني قال: حدثنا بقية (بن الوليد) (¬1) قال: حدثني مسلمة (¬2) بن نافع (¬3) القرشي (قال) (¬4): حدثني أخي دويد بن نافع (القرشي - رضي الله عنه -) (¬5) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ادهن ولم يسم ادهن معه سبعون شيطانًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ 175 - إسناده ضعيف جدًا؛ قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 105 - 106/ 651): "وهذا إسناد ضعيف جدًا، على إعضاله؛ فإن دويد بن نافع من أتباع التابعين، روى عن عروة بن الزبير ونحوه. قال الحافظ في "التقريب": "مقبول"؛ يعني: عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث، كما نص عليه في المقدمة. وأخوه مسلمة لم أجد له ترجمة، ولم يترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وبقية مدلس وقد عنعنه، ومن عادته أن يروي عن الضعفاء والمتهمين ثم يدلسهم ويسقطهم من الإسناد، فلعل هذا الحديث أخذه عن بعض الوضاعين ثم أسقطه. ووَهِمَ بعض الرواة في هذا الإسناد فقال عنه: حدثني مسلمة .. فإن صح أنه سمعه منه؛ فهو من شيوخه المجهولين، والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 305): "سالت أبي عن حديث رواه الحارث بن النعمان عن شعبة عن مسلمة بن نافع عن أخيه دويد بن نافع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (فذكره). قال: الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث، وهذا حديث كذب، إنما روى هذا الحديث بقية عن مسلمة بن نافع". وهاتان فائدتان هامتان من هذا الإمام: الأولى: أن الحارث بن النعمان كان يفتعل الحديث، وهذا مما لا تراه في شيء ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) في "هـ" و"م": "سلمة" (¬3) في "م": "رافع". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) زيادة من "م" و"هـ"، ولا يناسب أن يقال: رضي الله عنه؛ لأن هذا يوهم أن دويد هذا صحابي، وليس كذلك، بل هو من أتباع التابعين.

49 - باب ما يقول إذا خرج من بيته

176 - أخبرني محمد بن الحسن بن صالح (بن شيخ) (¬1) بن عميرة قال: حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني (قال) (1): حدثنا بقية (بن الوليد) (¬2) عن أبي نُبيه النميري عن خليد (¬3) بن دعلج عن قتادة بن دعامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ادهن أحدكم؛ فليبدأ بحاجبيه؛ فإنه يذهب بالصداع، أو يمنع الصداع". 49 - باب ما يقول إذا خرج من بيته 177 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا محمود بن غيلان قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ من كتب الرجال، بل خفي هذا النص على الحافظ الذهبي؛ فقال في ترجمة الحارث هذا من "الميزان": وهو: "الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني"، وقال: "صدوق"! وأقره الحافظ في "التهذيب" وجزم به في "التقريب"، والله أعلم. الثانية: الشهادة على هذا الحديث بأنه كذب، وهو حري بذلك" أ. هـ. 176 - إسناده ضعيفة قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 239 - 240): "وهذا إسناد ضعيف؛ فإن مع إرساله مسلسل بالعلل: الأولى: ضعف خُليد بن دعلج، قال الحافظ: ضعيف. الثانية: أبو نبيه النميري؛ لم أجد له ترجمة، فالظاهر أنه من مشايخ بقية المجهولين. الثالثة: بقية؛ مدلس، وقد عنعنه. وقد وصله الديلمي في "مسند الفردوس" عن قتادة عن أنس؛ كما في "الجامع" قال شارحه المناوي: "قال في الأصل (يعني: الجامع الكبير): "وسنده ضعيف"، لأن فيه بقية، والكلام فيه معروف، وخُليد بن دعلج ضعفه أحمد والدارقطني ثم الذهبي". قلت: هو في "مسند الفردوس" (1/ 80/ 2) من طريق ابن السني، فذِكْرُ أنس فيه خطأ من بعض مَنْ دون ابن السني عنده، والله أعلم" أ. هـ. 177 - إسناده ضعيفة أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (176/ 87) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) زيادة في "هـ" و"م". (¬3) في "هـ" و"م": "جليد".

حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الترمذي (5/ 490/ 3427) عن محمود بن غيلان به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 211/ 9255)، وأحمد (6/ 306) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 158) - عن وكيع به. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (3/ 245/ 1534 - منتخب) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 157) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 262/ 727)، و"الدعاء" (2/ 986/ 411) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن الثوري به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 285)، و"الكبرى" (4/ 456/ 7923)، وأحمد (6/ 318) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 157) -، والحاكم (1/ 519) -وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 45/ 62) - بطرق عن عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/ 68/ 1245) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن الثوري به. وأخرجه أبو داود (4/ 325/ 5094)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (175/ 86)، وأحمد (6/ 321 - 322)، والطيالسي في "مسنده" (1607) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 171/ 402)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 155 - 156) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 261 - 262/ 726)، و"الدعاء" (2/ 987/ 412) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 156) -, والشجري في "الأمالي" (1/ 246)، والرافعي في "التدوين" (2/ 449)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 333/ 1469) بطرق عن شعبة عن منصور به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4/ 456/ 7922)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 986/ 414) من طريق القاسم بن معن عن منصور به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 286)، و"الكبرى" (4/ 456/ 7921 و 7922)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 251)، وابن بشران في "الأمالي" (47/ 63) بطرق عن جرير بن عبد الحميد عن منصور به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 211/ 9249) -وعنه ابن ماجه (2/ 1278/ 3884)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 262/ 732) - عن عبيدة بن حميد عن منصور به. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1/ 145/ 303) -ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 125) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 987/ 413)، وأبو نعيم (8/ 125)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء الداعين" (ص 162)، والسلفي في "الطيوريات" (ج 10/ ق 162/ ب) من طريق فضيل بن عياض عن منصور به.

عنها - أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من بيته قال: "بسم الله، توكَّلْت على الله، اللهمّ إني أعوذ بك من أن نَزِلَّ (¬1) (أو نُزَلَّ) (¬2) أو نضلّ أو نَظْلِم (أو نُظلَم) (¬3) أو نجهل أو يجهل علينا". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 988/ 415)، و"الكبير" (23/ 262/ 728)، وابن المفضل المقدسي في "الأربعين" (ص 162 - 164)، وابن نجيح في "جزئه"؛ كما في "النتائج" (1/ 160) من طريق إدريس الأودي عن منصور به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 988/ 416)، و"الكبير" (23/ 262/ 731) من طريق مسعر بن كدام ومعمر كلاهما عن منصور به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/ 141) من طريق أبي الأحوص عن منصور به. قال الترمذي: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرطهما؛ فقد صح سماع الشعبي من أم سلمة ومن عائشة - رضي الله عنهما -" ووافقه الذهبي. وقال المقدسي: "هذا حديث حسن صحيح ثابت على شرط أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي". قلت: وليس كما قالوا؛ لأنه منقطع بين الشعبي وأم سلمة؛ فهو لم يسمع منها: قال علي بن المديني - رحمه الله - في "العلل"؛ كما في "تهذيب التهذيب" (5/ 68): "لم يسمع من زيد بن ثابت ولم يلق أبا سعيد الخدري ولا أم سلمة". وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (1/ 159 - 160) متعقبًا الحاكم: "هكذا قال؟! وقد خالف ذلك في "علوم الحديث" [(ص 111)] له، فقال: "لم يسمع الشعبي من عائشة"، وقال علي بن المديني في كتاب "العلل": لم يسمع الشعبي من أم سلمة؛ وعلى هذا فالحديث منقطع. وله علّة أخرى: وهي الاختلاف على الشعبي"، ثم ذكر وجوه الاختلاف؛ فقال: "وهذا العلة غير قادحة؛ فإن منصورًا ثقة حافظ ولم يختلف عليه فيه" ثم ذكر ما يرجح ذلك ثم قال: "فما له علّة سوى الانقطاع، فلعل من صححه سهّل الأمر فيه لكونه من الفضائل. ولا يقال: اكتفي بالمعاصرة؛ لأن محل ذلك أن لا يحصل الجزم بانتفاء التقاء المتعاصرين إذا كان النافي واسع الاطلاع مثل ابن المديني، والله أعلم". وقد سبق لي تصحيح هذا الحديث في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 99/ 55) ولم تتبين لي علته -وقتئذ- فليحرر. ¬

_ (¬1) في "م": "أزل". (¬2) زيادة من "هـ". (¬3) ساقطة من "م".

نوع آخر: 178 - أخبرنا أبو خليفة قال: أخبرنا أبو يعلى محمد بن الصلت التوزي (¬1) قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الله بن حسين عن عطاء بن يسار عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج من منزله قال: "بسم الله، التكلان على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله". ـــــــــــــــــــــــــــــ 178 - حسن لغيره؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 984/ 406) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 165) - عن أبي خليفة به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 603/ 1197) عن محمد بن الصلت به. وأخرجه ابن ماجة (1/ 1278/ 3885)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 984/ 406)، وابن أبي الدنيا في "التوكل على الله" (58/ 23) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (219/ 117)، وأبو المفضل المقدسي في "الأربعين في فضك الدعاء والداعين" (ص 168) -، والحاكم (1/ 519)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 46/ 63) بطرق عن حاتم بن إسماعيل به. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (14/ 420) من طريق إسماعيل بن عبد الله عن عبد الله بن حسين. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1359): "في إسناده عبد الله بن حسين ضعفه أبو زُرعة والبخاري وابن حبان". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وتعقبه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 166) بقوله: "وفي تصحيحه نظر؛ فإن أبا زرعة ضعف عبد الله بن حسين، وقد تفرد به عن سهيل". وقال المناوي في "التيسير" (2/ 245): "وفيه ضعيف؛ فقول المصنف -يعني: السيوطي- صحيح غير صحيح". وقال في "فيض القدير" (5/ 122): "رمز المصنف -يعني: السيوطي- لصحته، وليس كما قال". وللحديث طريق أخرى، فأخرجه ابن ماجه (3886)، والطبراني في "الدعاء" (409) -ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 166) - من طريق هارون بن هارون عن الأعرج عن أبي هريرة بنحوه. ¬

_ (¬1) في "م": "الثوري"، وهو خطأ.

179 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا المسيب بن واضح قال: حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خرج الرجل من بيته؛ فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فيقال له -حينئذ-: وقيت وهديت وكفيت، قال: فيتنحى له الشيطان؛ فيلاقيه (¬1) شيطان آخر فيقول (له) (¬2): كيف لك برجل قد وفي وهدي وكفي". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحافظ: "وهارون بن هارون قرشي تيمي مدني ضعفوه". قلت: وهو كما قال. وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما حسن، وبذلك صرح الحافظ ابن حجر - رحمه الله -، فقال: "لكنه اعتضد بشواهده، ولذلك قلت: حسن" أ. هـ. وله شاهد من حديث أبي خصيفة: أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 331/ 984)، و"الدعاء" (2/ 985/ 408). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 128): "فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وهو متروك". قلت: وفيه ابنه يحيى ضعيف؛ فالإسناد ضعيف جدًا لا يفرح به، ولا كرامة. 179 - إسناده ضعيف؛ (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 984/ 407) من طريق المسيب بن واضح به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لضعف المسيب بن واضح، لكنه توبع؛ وأخرجه أبو داود (4/ 325/ 5095)، والترمذي (5/ 490/ 3426)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (177/ 89)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 984 - 985/ 407)، وابن أبي الدنيا في "التوكل " (55/ 20)، وابن حبان في "صحيحه" (590/ 2375 - موارد)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 171/ 403)، وابن المفضل المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء والداعين" (ص 165)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 371 - 373/ 1539 و 1540 و 1541)، وابن حجر في- "نتائج الأفكار" (1/ 162) بطرق عن حجاج به. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وفي بعض النسخ: "حسن غريب". وقال ابن حجر: "هذا حديث حسن، رجاله رجال الصحيح؛ ولذلك صححه ¬

_ (¬1) في "ل": "فتلاقاه"، وفي هامش "ل": "في نسخة: فيلاقيه". (¬2) زيادة من "م" و"هـ".

50 - باب ذكر الله - عز وجل - في الطريق

50 - باب ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في الطريق 180 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثنا سعيد المقبري عن أبي إسحاق مولى الحارث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال. "ما من قوم جلسوا مجلسًا لم يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - فيه؛ إلا كانت عليهم ترة، وما سلك رجل طريقًا لم يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - فيه؛ إلا كان (¬1) عليه ترة". ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن حبان، لكن خفيت عليه علّته؛ قال البخاري: "لا أعرف لابن جريج عن إسحاق إلا هذا, ولا أعرف له منه سماعًا". وقال الدارقطني: "رواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال: حُدِّثتُ عن إسحاق، قال: وعبد المجيد أثبت الناس بابن جريج، والله أعلم" أ. هـ. قلت: لكن يعكر عليه أن ابن جريج صرح بالتحديث عند ابن حبان والضياء في "الأحاديث المختارة" والسند إليه صحيح؛ فثبت سماع ابن جريج، والله أعلم. وله شاهد مرسل: أخرجه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 164 - 165) بسند صحيح عن عون بن عبد الله بن عتبة به مرسلًا. قال ابن حجر: "قوي الإسناد، لكنه مرسل". وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب. 180 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (312/ 406) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (2/ 432) عن يحيى بن سعيد القطان به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (405)، وأحمد (2/ 432)، وابن حبان في "صحيحه" (2321 - موارد)، وابن المبارك في "الزهد" (341/ 961)، و"المسند" (47)، والطبراني في "الدعاء" (1927)، والحاكم (1/ 550)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 404/ 546)، والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 31 - 32) بطرق عن ابن أبي ذئب به. قال أحمد: "عن إسحاق". وقال الحاكم: "عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث"، وقال: "صحيح على شرط البخاري". ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "كانت".

51 - باب قراءة قل هو الله أحد في الطريق إذا مشى

51 - باب قراءة قل هو الله أحد في الطريق إذا مشى 181 - حدثني عبد الملك بن (¬1) محمود بن سميع (¬2) قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الذهبي: "على شرط مسلم". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 161): "وفي كل ذلك نظر؛ فإن إسحاق هذا؛ إن كان ابن عبد الله بن الحارث؛ كما وقع لدى الحاكم-؛ فليس من رجال البخاري ولا مسلم، ولكنه ثقة، روى عنه جماعة. وإن كان أبا إسحاق مولى الحارث، فلا يعرف؛ كما قال الذهبي، وإن كان إسحاق غير منسوب؛ فلم أعرفه. وفي "المجمع" (10/ 80): "رواه أحمد، وأبو إسحاق -مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل- لم يوثقه أحد ولم يجرحه أحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح"" أ. هـ. قلت: هو إسحاق مولى الحارث؛ فالإسناد ضعيف؛ لكن للحديث شواهد: 1 - حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: أخرجه أحمد (2/ 224) بإسناد حسن. 2 - حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أخرجه أبو داود الطيالسي (1756) بإسناد صحيح. وبالجملة؛ فالحديث صحيح لشوهده؛ والله أعلم. 181 - منكر؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 116/ 7537)، و"المعجم "الأوسط" (4/ 163/ 3874)، و"مسند الشاميين" (2/ 12 - 13/ 831)، والشجري في "الأمالي" (1/ 116)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 394)، وأبو أحمد الحاكم في "فوائده"؛ كما في "الإصابة" (3/ 437) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 17/ ق 649/ أ)، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/ 278) -، والخلال في "فضائل قل هو الله أحد" (9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 17/ ق 649) بطرق عن نوح بن عمرو به. قال الذهبي عقبه: "هذا حديث منكر". وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 181) - ونقله عنه الهيثمي في "مجمع ¬

_ (¬1) في "م": "حدثني". (¬2) في "ل": "سبيع".

نوح بن عمرو بن حوثى -قال عبد الملك: سألت عنه أبا زرعة؛ فقال: ثقة- قال: حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: " أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - جبرئيلُ -عليه السلام -، وهو بتبوك؛ فقال: يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، قال: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزل جبرئيل -عليه السلام - في سبعين ألفًا من الملائكة (¬1)؛ فوضع جناحه الأيمن على (رؤوس) (¬2) الجبال؛ فتواضعت، ـــــــــــــــــــــــــــــ الزوائد" (3/ 38) -: "وقد سرق هذا الحديث شيخ من أهل الشام، فرواه عن بقية، عن محمد بن زياد عن أبي أمامة" أ. هـ. قلت: وقد جعل الذهبيُّ - رحمه الله - هذا الشيخ من أهل الشام: هو نوح نفسه؛ كما في "الميزان"، و"المغني في الضعفاء". قال الحافظ في "الإصابة": "فما أدري عني نوحًا أو غيره". لكن رأيت الحافظ تعقب الهيثمي - على نقله السابق عن ابن حبان بعد كلامه مباشرة في "المجمع": "قلت: ليس هذا بضعف في الحديث، وفيه بقية وهو مدلس وليس فيه علّة غير هذا". قلت: لكن بقية صرح بالسماع والتحديث عند الطبراني وغيره؛ فانتفت شبهة تدليسه، وبقيت العلة الأخرى: وهي اتهام نوح بن عمرو بسرقة هذا الحديث، كما قال ابن حبان والذهبي. وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - نحوه: وله عنه طريقان: الأولى: من طريق العلاء أبي محمد الثقفي، عن أنس به؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 256 - 257/ 4267)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 214/ 7921)، ومحمد بن سنجر في "مسنده"، كما في "الإصابة" (3/ 436) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 393) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 342)، وابن الأعرابي؛ كما في "الإصابة" (3/ 436) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 394)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 245)، و"السنن "الكبرى" (4/ 50) -، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (42 - 43/ 21)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2506/ 6080)، وحاجب الطوسي في "فوائده"؛ كما في "الإصابة" (3/ 436) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 509 - 510/ 2554) -، وابن ¬

_ (¬1) في "ل": "سبعين ألف ملك من الملائكة". (¬2) ليست في "ل".

ووضع جناحه الأيسر على الأرضين؛ فتواضعت حتى نظر إلى مكة والمدينة ـــــــــــــــــــــــــــــ سعد في "الطبقات الكبرى"؛ كما في "الدر المنثور" (8/ 672) -ومن طريقه ابن الجوزي في "صفة الصفوة"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 5913 - ط. دار الوطن) - بطرق عن يزيد بن هارون حدثنا العلاء به. وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (191/ 274) عن عثمان بن مطيع حدثنا العلاء به. قال البيهقي في "السنن الكبرى": "العلاء هذا هو ابن زيد، ويقال: ابن زيدل يحدث عن أنس بن مالك بمناكير". ثم روى من طريق ابن عدي -وهذا في "الكامل" له (5/ 1862) - عن البخاري أنه قال في العلاء هذا: "منكر الحديث". وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 181): "حديث منكر لم يتابع عليه، ولست أحفظه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا يقال له: معاوية بن معاوية الليثي" أ. هـ. وقال العقيلي: "والرواية في هذا فيها لين". وقال ابن حجر: "والعلاء أبو محمد هو ابن زيد العمي واهٍ، وأخطأ في قوله الليثي" أ. هـ. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 609): " ... من طريق يزيد بن هارون عن العلاء بن محمد، وهو متهم بالوضع، والله أعلم". فالسند ضعيف جدًا، واه بمرة؛ لا يصلح في المتابعات والشواهد. الثانية: من طريق عثمان بن الهيثم: ثنا محبوب بن هلال المدني، عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس به؛ أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (189/ 272)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 258/ 4268)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 366/ 1040) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/ 2506 - 2507/ 6081) -، والدينوري في "المجالسة" (6/ 278 - 279/ 2634)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 392)، وسمويه في "فوائده"، وابن منده في "معرفة الصحابة"؛ كما في "الجوهر النقي" (4/ 50)، و"الإصابة" (3/ 436)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/ 2506 - 2507/ 6081)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 51)، و"دلائل النبوة" (5/ 246) من طريق عثمان بن الهيثم به. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 442): "محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة؛ لا يُعرف، وحديثه منكر، ومقدار ما يرويه غير محفوظ". قلت: قال الحافظ في "لسان الميزان" (5/ 18): "والحديث المشار إليه هو في قصة لمعاوية بن معاوية الذي مات بالمدينة فصلى عليه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بتبوك، وحديثه علم من أعلام النبوة".

قال: فصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجبرئيل والملائكة - عليهم السلام -، فلما ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 38): "رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير"؛ وفي إسناد أبي يعلى محمد بن إبراهيم بن العلاء، وهو ضعيف جدًا، وفي إسناد الطبراني محبوب بن هلال؛ قال الذهبي: لا يعرف، وحديثه منكر" أ. هـ. قلت: محبوب بن هلال موجود أيضًا في "مسند أبي يعلى" فلا داعي تخصيص سند الطبراني به وحده دون أبي يعلى، والله أعلم. وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 609): "ومحبوب بن هلال؛ قال أبو حاتم الرازي: ليس بالمشهور، وقد روي هذا من طرق أخرى تركناها اختصارًا وكلها ضعيفة". وقال ابن حجر في "الإصابة": "ومحبوب؛ قال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"". وللحديث شاهدان مرسلان: الأول: عن ابن المسيب نحوه؛ أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (273) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد به. قلت: وهذا مع إرساله فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو سيىء الحفظ. الثاني: عن الحسن البصري نحوه؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 3661/ 1041)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 509/ 2553)، والبغوي في "معجم الصحابة" (5/ 394/ 2215)، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة" (3/ 437)، و"الجوهر النقي" (4/ 50) من طريق صدقة بن أبي سهل عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري عن معاوية بن معاوية به. قلت: وسنده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الإرسال، ومراسيل الحسن البصري كالريح. قال ابن حجر: "وهذا مرسل، وليس المراد بقوله (عن) أداة الراوية؛ وإنما تقدم الكلام: أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني". الثانية: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (383): "وفيه صدقة بن أبي سهل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وبالجملة؛ فالحديث منكر لا يصح بمجموع طرقه نظرًا للضعف الشديد في مفرداتها، وعليه؛ فقول الحافظ في "لسان الميزان" (5/ 18): "وله طرق يقوي بعضها ببعض، وذكرتها في ترجمة معاوية في "الصحابة"، يوهم أن الحديث قوي بمجموع طرقه، وليس كذلك. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 395): "أسانيد هذه الأحاحديث ليست بالقوية، ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة، ومعاوية بن مقرن المزني وإخوته

52 - باب ما يقول إذا نهج إلى السوق

فرغ، قال: يا جبرئيل بما بلغ معاوية هذه المنزلة؛ قال: بقراءة قل هو الله أحد قائمًا وقاعدًا وراكبًا وماشيًا". 52 - باب ما يقول إذا نهج إلى السوق 182 - حدثنا مسدد بن يعقوب القلوسي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ النعمان وسويد ومعقل وسائرهم -وكانوا سبعة- معروفون في الصحابة مذكورون في كبارهم، وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه بغير ما ذكرت في هذا الباب، وفضل (قل هو الله أحد) لا يُنكر، وبالله الثوفيق" أ. هـ. وأقره ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 429)، والحافظ في "الإصابة" (3/ 395). وقال الحافظ الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (2/ 83/ 936): "معاوية بن معاوية المزني ويقال: معاوية بن مقرن توفي في حياة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، إن صحّ فهو الذي قيل: إنه توفي بالمدينة فصلّى عليه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو بتبوك، ورفع له جبريل الأرض، وله طرق كلها ضعيفة" أ. هـ. 182 - إسناده ضعيف؛ أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 132/ 175) من طريق محمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن سليمان به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 179)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 21/ 1157)، و"المعجم الأوسط" (5/ 354/ 5534 و 371/ 5589)، و"الدعاء" (2/ 1168/ 794 و 795)، والروياني في "مسنده" (1/ 79/ 40)، والحاكم (1/ 539)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 133/ 176)، وتمام الرازي في "فوائده" (2/ 29 - 30/ 1045)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 121/ 1278) بطرق عن محمد بن أبان به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا محمد بن أبان، ولا يروى عن بريدة إلا بهذا الإسناد". قلت: وهو ضعيف؛ ضعفه البخاري والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. وقال الهيثمي في "مجمع "الزوائد" (4/ 78 و 10/ 129): "وفيه محمد بن أبان الجعفي؛ ضعيف". وقال الحاكم: "أقربهما بشرائط هذا الكتاب حديث بريدة". وتعقبه الذهبي بقوله: "أبو عمر لا يُعرف، والمدائني متروك". قلت: وليس كما قال؛ لأن المدائني محمد بن عيسى لم يتفرد به، بل توبع؛ فلا يعل به.

53 - باب ما يقول إذا دخل السوق

إبراهيم بن سليمان قال: حدثنا محمد بن أبان قال: حدثنا علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى السوق قال: "اللهمّ إني أسألك من خير هذه السوق، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شر هذه السوق، وشر ما فيها، (اللهمّ إني) (¬1) أعوذ بك أن أصيب فيها يمينًا فاجرة، أو صفقة خاسرة". 53 - باب ما يقول إذا دخل السوق 183 - أخبرنا أبو يعلى (¬2) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: حدثنا حماد بن زيد (قال) (¬3): حدثني عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبو عمر هو مجمد بن أبان الجعفي، كما في "التاريخ الكبير" وهو ضعيف. والحديث ضعفه شيخنا - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 118). (تنبيه): ذهب الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 667/ 8000) إلى أن أبا عمر هو محمد بن عمر، وأقره الحافظ في "لسان الميزان" (5/ 339). وهو وهم منهما، ويؤكده أنه ورد عند الحاكم والبيهقي في سندهما: حدثنا شعيب بن حرب، قال: حدثنا جار لنا يكنى أبا عمر عن علقمة بن مرثد. وعندما ذكر البخاري محمد بن أبان في "التاريخ الكبير" أثبت أنه جار لشعيب بن حرب، فتدبر. (تنبيه ثان): وقع في "المستدرك"، و"تلخيصه" كنية محمد بن أبان: أبو عمرو، بواو بعد الراء، وهو خطأ لما يأتي: 1 - لأنه على الجادة في النسخ المخطوطة "للمستدرك". 2 - أن البيهقي رواه عن الحاكم بالسند نفسه، وفيه: أبو عمر، كما في "التاريخ الكبير"، والله أعلم. 183 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح لغيره)؛ أخرجه الترمذي (5/ 491 - 492/ 3429)، وابن ماجه (2/ 752/ 2235)، وأحمد (1/ 47)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 238/ 145)، والطيالسي (1/ 253/ 1250 - منحة)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "و" (¬2) هكذا في "ل"، وفي "هـ" و"م": " أبو عبد الرحمن"، يعني: النسائي، وهو خطأ، والصواب المثبت. (¬3) زيادة من "ل".

سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده - رضي الله عنهما - قال: قال ـــــــــــــــــــــــــــــ المحدثين" (2/ 173 - 174/ 185)، وأبو عبد الله الفراء في "فوائدة" (ق 43/ 1 - 2)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (241)، والشجري في "الأمالي" (1/ 248)، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/ 286)، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (2/ 180)، والطبراني في "الدعاء" (789 - 791)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 140)، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (مسند عمر 24/ 2)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1785 و 1776)، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 171) وغيرهم كلهم من طريق عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال (وذكره). قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا؛ لأن عمرو بن دينار فيه كلام كثير يدل على أنه متروك، وبذلك جزم الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 147)، لكن الحافظ اكتفى بقوله في "التقريب" (576): "ضعيف". لكن تابعه جماعة: الأول: محمد بن واسع قال: قدمتُ مكة، فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر، فحدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (وذكره). أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 50)، والترمذي (2428)، والدارمي (2/ 355)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 420)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 134) كلهم من طريق أزهر بن سنان عنه به. قلت: أزهر بن سنان ضعيف الحديث؛ إلا أنه يُعتبر به، غير مطروح الحديث؛ فقد قال ابن عدي في "الكامل" (1/ 420): ولأزهر بن سنان غير ما ذكرت أحاديث، وليس بالكثير، وأحاديثه صالحة، ليست بالمنكرة جدًا، وأرجو أنه لا بأس به. وضعفه غيره. فإن قيل: رواية أزهر بن سنان منكرة، فلا يُستشهد بها. قلت: أزهر لم يتفرد، ولم يخالف، فأين النكارة؟!. الثاني: عبيد الله العمري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (وذكره بنحوه). أخرجه الطبراني في "الكبير" (13175) -وعنه أبو نعيم في "الحلية" (8/ 280) -. قلت: وفي الإسناد إليه سلم بن ميمون الخواص؛ واه بمرة؛ كما تدل عليه ترجمته في "لسان الميزان" (3/ 66)؛ فلا يُفرح به، ولا كرامة. الثالث: أبو عبد الله الفراء عن سالم نحو حديث محمد بن واسع، وبأخصر منه. أخرجه البخاري في "الكنى" (ص 50)، وفي الإسناد إليه ضرار؛ وهو ابن صرد؛ متروك، فلا يستشهد به.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال في سوق من الأسواق: لا إله إلا الله وحده لا ـــــــــــــــــــــــــــــ الرابع: المهاصر بن حبيب عن سالم به. ذكره الدارقطني في "العلل" (2/ 50)، والمزي في "تحفة الأشراف" (8/ 58). وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (793) بسند صحيح عن أبي خالد الأحمر، لكنه تحرَّف عنده المهاصر إلى المهاجر، فلم يعرفه محققه. وعلى كل حال؛ فإن المهاصر لا بأس به؛ كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 439)، ووثقه ابن حبان في "الثقات" (7/ 525). والراوي عنه أبو خالد الأحمر ثقة؛ فهي متابعة جيدة، وهو إسناد حسن لذاته. الخامس: قال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (1/ 538): وله شاهد؛ ابن وهب: أخبرني عمر بن محمد بن زيد: حدثني رجل بصري عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده مرفوعًا (وذكره). ورواه ابن وهب عن إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد عن سالم. قلت: إسماعيل بن عياش؛ ضعيف في غير الشاميين، وعمر؛ مدني؛ فرواية ابن وهب هي المحفوظة. وروى الدارقطني في "العلل" (2/ 500) أن هذا الرجل البصري هو عمرو بن دينار، قهرمان آل الزبير؛ فالله أعلم. وللحديث شاهد آخر عن ابن عمرة أخرجه الترمذي في "العلل" (2/ 912)، وابن عدي (5/ 1745)، والحاكم (1/ 539)، من طريق يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وذكره). قلت: وأعل هذا الإسناد بعلتين: الأولى: قول الترمذي (2/ 912): سألت محمدًا -أي البخاري- عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث منكر. قلت له: مَن عمران بن مسلم هذا؟! هو عمران القصير؟! قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث. الثانية: قول ابن أبي حاتم (2/ 181): "وهذا الحديث هو خطأ، إنما أراد عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه، فغلط، وجعل بدل عمرو عبد الله بن دينار، وأسقطوا سالمًا من الإسناد؛ قال أبو محمد: حدثنا بذلك محمد بن عمار قال: حدثنا إسحاق بن سليمان عن بكير بن شهاب الدامغاني عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (وذكر الحديث) ". ووافق الدارقطني ابن أبي حاتم في التعليل؛ لأنه حمل الخطأ فيه يحيى بن سليم؛ فقال في "العلل" (4/ 57/ أ): وهم فيه، وكان كثير الوهم في الأسانيد، وخالفه بكير بن شهاب الدامغاني، ويوسف بن عطية الصفار.

شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، ـــــــــــــــــــــــــــــ ثم ساق الإسناد الذي ذكره ابن أبي حاتم. قلت: الجواب على هذه العلل من وجوه: 1 - تعليل البخاري للحديث؛ لكون عمران منكر الحديث عنده؛ لأنه يفرق بين عمران راوي هذا الحديث وعمران القصير، وجوابه للترمذي يشعر بتوثيق القصير دون هذا، وهذا التفريق مما خولف فيه؛ فقد قطع بالتسوية بينهما الدارقطني؛ فقال في "العلل" (4/ 57/ أ): "هو عندي عمران القصير، ليس فيه شك". وظاهر صنيع ابن حبان التسوية بينهما، وهو الذي تطمئن إليه النفس. وعمران القصير فيه كلام يسير، لا ينزل بحديثه عن درجة الحسن، فحمل الوهم والخطأ على غيره أولى. 2 - وأما تعليل ابن أبي حاتم لعمران؛ فغير متفق مع حجته التي ساقها، وهي إسناده إلى بكير بن شهاب الدامغاني. وكذلك تعليل الدارقطني، حيث اعترف برواية الدامغاني، وعضدها برواية يوسف بن عطية الصفار، لكن منهج الدارقطني أقوم من منهج ابن أبي حاتم، حيث حمَّل الدارقطني الوهمَ فيه يحيى بن سليم، وإن كنت لا أقرهما؛ لأنهما اعترضا بروايات ساقطة بمرة على رواية معتبرة. فإن الدامغاني والصفارة كلاهما متروك، لا يكتب حديثهما, ولا كرامة. وعمران القصير، والراوي عنه يحيى بن سليم، خير منهما بمرات. وقد جاء حديث ابن عمر هذا من طريق آخر عن عبد الله بن دينار عنه به. أخرجه الحاكم (1/ 539) من طريق مسروق بن المرزبان: ثنا حفص بن غياث عن هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وذكره). قال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والله أعلم تابعه عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار". وتعقبه الذهبي بقوله: "مسروق بن المرزبان؛ ليس بحجة. قال: تابعه عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار، ثم ساقه من رواية يحيى بن سليم عنه. قلت: وقال البخاري: عمران منكر الحديث". قلت: لكن قال الذهبي عن مسروق بن المرزبان في "الميزان" (9814): "صدوق معروف". وقال الحافظ صالح بن محمد: "صدوق"؛ كما في "التهذيب" (10/ 112)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 206)، وروى عنه أبو زرعة، كما في "التهذيب" (10/ 112). قلت: وهو لا يروي إلا عن ثقة عنده؛ كما قرره الحافظ ابن حجر في "لسان

بيده الخير، وهو على كل شيء قدير؛ كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتًا في الجنة". نوع آخر: 184 - حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عمر بن الخطاب أبو حفص ـــــــــــــــــــــــــــــ الميزان" (2/ 416)؛ فقال: "فمن عادة أبي زرعة ألا يحدث إلا عن ثقة". وأما قول ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 397): "ليس بالقوي، يكتب حديثه"، مع أنه قد روى عنه؛ كما في "الجرح والتعديل" (8/ 397). فهذا تليين لا ينزل بحديثه عن مرتبة الاحتجاج، ولا يعني الضعف الذي يرد به الخبر، وإنما هو حسن الحديث؛ لأن أبا حاتم من المتشددين؛ كما لا يخفى على الجادِّين. ولذلك قال الحافظ في "التقريب" (1057): "صدوق له أوهام". فهذا إسناد حسن لذاته، حيث إن جميع رجاله ثقات، غير مسروق؛ فإنه حسن الحديث، والله أعلم. وروي الحديث من طريق زيد بن أسلم عن ابن عمر: أخرجه الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" (1/ 169) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و (1/ 321) من طريق خارجة بن مصعب، وكلاهما متروكان؛ فلا يفرح بهما. وبهذا يتبين أن تعدد الطرق عن سالم عن أبيه عن جده غير طريق قهرمان آل الزبير، وسلم الخواص، وأبي عبد الله الفراء، تدل على أن الحديث محفوظ عن سالم، فإذا انضم إليه حديث ابن عمر الحسن؛ ازداد قوةً وثبوتًا، وبذلك ثبت حديث السوق، ولله الحمد والمنة. ولعل في ذلك تنبيه لبعض إخواننا من طلحة العلم الذين ذهبوا إلى تضعيف حديث السوق جملة. وفي الباب عن بريدة، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وقد فصلت القول فيها في جزء مفرد سميته: "القول الموثوق في تصحيح حديث السوق؛ رواية ودراية". وبيّنت أن نقده من حيث الدراية لا يثبت، فلو استحضر الناقد أن الأجر العظيم الوارد فيه إنما هو في شأن كلمة الإخلاص التي هي أعظم الكلام وأفضله، لما تعجل رده، وخاصة أن له نظائر في "الصحيحين" وغيرهما تضمنت بيان الثواب العظيم على مثل هذه الأذكار، والله أعلم. 184 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: نهشل بن سعيد؛ متروك، وكذبه إسحاق بن راهويه؛ كما في "التقريب".

54 - باب ما يقول إذا قيل له: كيف أصبحت؟

التنّيسي عن صدقة عن الحجاج بن أرطأة عن نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ كتب الله - عَزَّ وَجَلَّ - له ألفي ألف حسنة، ومحا عنه ألفي ألف سيئة، ورفع له ألفي ألف درجة". 54 - باب ما يقول إذا قيل له: كيف أصبحت؟ 185 - أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ الثانية: الحجاج بن أرطأة؛ صدوق كثير الخطأ والتدليس؛ كما في "التقريب"، وقد عنعنه أيضًا. الثالثة: الانقطاع بين الضحاك بن مزاحم وابن عباس. وأما متنه، فمنكر من ناحيتين: الأولى: التفرد بزيادة: "لا إله إلا الله، والله أكبر ... "، وهي لم ترد في شيء من الروايات المحفوظة من حديث السوق أو غير المحفوظة. الثانية: المخالفة في تقدير الأجر حيث ذكر أنه: "ألفا ألف"، والمحفوظ: "ألف ألف". وبالجملة؛ فهو حديث إسناده مظلم، فلا يفرح به، ولا يكتب إلا على جهة التعجب والتحذير. 185 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (225/ 188) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 223/ 7333) من طريق عمرو بن علي به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1668/ 1938) -وعنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان" (2/ 46 - 47) - من طريق عبد الله بن عمران الأصبهاني عن الطيالسي به. قال أبو نعيم: "تفرد به عبد الله!! ". قلت: كذا قال، وقد توبع. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 183): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه

حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: دخل أبو بكر - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: كيف أصبحت يا رسول الله؟ قال: "صالح (¬1) من رجل (¬2) لم يصبح صائمًا، ولم يعد مريضًا، ولم يشهد جنازة". نوع آخر: 186 - حدثنا محمد بن هارون الحضرمي قال: حدثنا نصر بن علي ـــــــــــــــــــــــــــــ عمر بن أبي سلمة وثقه ابن حبان وجماعة وضعفه آخرون". قلت: وهو مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب والله أعلم؛ ولذلك قال النسائي عقبه: "عمر بن أبي سلمة؛ ليس بالقوي في الحديث". وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - بنحوه؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/ 235) -وعنه ابن ماجه في "سننه" (2/ 1322/ 3719) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 634 - 635/ 1133)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 70 - 71/ 1135 - منتخب)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1668/ 1937). قلت: فيه عبد الله بن مسلم بن هرمز وهو ضعيف. قلت: وبالجملة؛ فالحديث حسن لغيره. وقد حسنه لشواهده شيخنا - رحمه الله - في "صحيح الأدب المفرد" (863/ 1133). 186 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن ماجه (2/ 1322 - 1323/ 3711)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 229/ 584)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 370 و 370 - 371)، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/ 275 - 276) بطرق عن عبد الله بن عثمان بن إسحاق به. وزاد في "كنز العمال" (33620 و 37450) نسبته لابن عساكر والديلمي. قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عبد الله بن عثمان بن إسحاق، مستورة كما في "التقريب". ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، وفي "م": "صالحًا"، وعند ابن ماجه: "بخير"، وعند الطبراني: "صالحًا بخير". (¬2) بيان لفاعل أصبحت المقدر، وكأنه قال: أصبحت وأنا رجل لم يصبح صائمًا ... الخ؛ أي: ما قدر على ذلك، كأنه تأسف على فوات تلك الأعمال، والله أعلم.

الجهضمي قال: سمعت عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: أخبرني أبو أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه أنه سمع أبا أسيد البدري - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس بن عبد المطلب: "لا ترم (¬1) من منزلك أنت وبنوك حتى آتيكم"؛ فأتاهم بعد ما أضحى؛ فقال: "السلام عليكم، كيف أصبحتم؟ " قالوا: بخير، بأبينا وأمنا أنت يا رسول الله، كيف أصبحت؟ قال: "بخير أحمد الله". قال: "ادنوا"، فتدانوا يزحف بعضهم إلى بعض (¬2)، فاشتمل عليهم بملاءته (¬3) وقال: "هذا عمي وصنو أبي، وهؤلاء أهل بيتي، اللهمّ فاسترهم من النار؛ كستري إيماهم بملاءتي هذه"، فقالت أسكفة (¬4) الباب: آمين، وقال جدران البيت: آمين. نوع آخر: 187 - أخبرنا (أبو القاسم) (¬5) بن منيع قال: حدثنا عبد الرحمن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ الثانية: مالك بن حمزة؛ مقبول؛ كما في "التقريب"؛ يعني: حيث يتابع، وإلا فلين. وقال البخاري -فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" (27/ 132) -: "لا يتابع عليه". وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة"؛ "قال البخاري: مالك بن حمزة عن أبيه عن جده عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا للعباس ... الحديث، لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم: عبد الله بن عثمان شيخ يروي أحاديث مشتبهة" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 270): "روى ابن ماجه بعضه في الأدب، ورواه الطبراني وإسناده حسن" وضعفه شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف ابن ماجة" (812/ 3711). 187 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه القاسم بن محمد بن عبد الله، متروك الحديث؛ قال ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "في نسخة: لا تيرح". (¬2) في هامش "م": "في نسخة: من بعض". (¬3) في هامش "ل": "الملاءة: الريطة". (¬4) في "ل" بين السطور: "عتبته" وهو شرح له. (¬5) زيادة من "م".

صالح الأزدي قال: حدثنا القاسم بن محمد العقيلي عن جده عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر - رضي الله عنهما -: أن عقيلًا دخل على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "مرحبًا بك يا أيا يزيد كيف أصبحت؟ "؛ قال: بخير صبّحك الله يا أبا القاسم بخير. نوع آخر: 188 - حدثنا أبو محمد بن صاعد قال: حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثنا عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم الجمحي أنه سمع (من) (¬1) عمرو بن شعيب ثم حفظه عن أبيه بعد ذلك -وكنت سمعته منه أنا وأبي جميعًا- قال: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن أبي جده عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - ـــــــــــــــــــــــــــــ= أبو حاتم: متروك، وقال أحمد وابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: أحاديثه منكرة. 188 - إسناده ضعيفة أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3526 - 3527/ 7978) من طريق الحسين بن علي بن زياد عن ابن أبي أويس به. قلت: ابن أبي أويس ضعيف؛ وخالفه يزيد بن هارون، فرواه عن عبد الملك بن قدامة به إلا أنه قال: عن عمر بن شعيب أخي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده -وهو الأصح-، أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 104 - 105/ 805)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (ص 122 - القسم المتمم)، والحاكم (4/ 60)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 760 - 761/ 756 - بغية الباحث) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3526/ 7977)، والحاكم (3/ 527) -، وابن منده في "المعرفة"، كما في "أسد الغابة" (6/ 361) بطرق عن يزيد يه. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عبد الملك بن قدامة الجمحي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثانية: عمر بن شعيب، لم أعثر على ترجمته. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 240): "رواه الطبراني من رواية عبد الملك بن قدامة الجمحي عن عمر بن شعيب، وعبد الملك وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره" أ. هـ. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم عبد الله بن عمرو -ذات يوم- وكانت تلطف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كيف أنت يا أم عبد الله؟ "، قالت: بخير، بأبي، وأمي (أنت) (¬1) يا رسول الله، فكيف أنت؟ قال: "بخير، وكيف عبد الله"؟، قالت: بخير. 189 - حدثنا أحمد بن عمير (¬2) بن إبراهيم قال: حدثنا بشر بن موسى ـــــــــــــــــــــــــــــ 189 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (28/ 38) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4/ 109/ 4449) -من طريق بشر بن السرّي عن همام بن يحيى عن إسحاق به. قلت: إسناده ضعيف؛ لإرساله. وقد روي مسندًا، ولا يصح: فأخرجه أحمد (3/ 241) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 369 - 370/ 1536) -: نا مؤمل بن إسماعيل: ثنا حماد بن سلمة: ثنا إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك به مرفوعًا. قلت: إسناده ضعيف؛ مؤمل بن إسماعيل صدوق سيىء الحفظ وقد خالف الحافظ الثقةَ حسن بن موسى الأشيب، فوصله، وهو وَهْمٌ، والصحيح رواية حسن بن موسى. على أن حماد بن سلمة توبع في الرواية المرسلة، تابعه همام بن يحيى -وهو ثقة- عن إسحاق به مرسلًا. أما الهيثمي، فقال في "مجمع الزوائد" (8/ 183): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح؛ غير مؤمل بن إسماعيل وهو ثقة وفيه ضعف". وقد صح عن عمر - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 961 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 139 - 140/ 2024 - رواية أبي مصعب الزهري) -ومن طريقه ابن المبارك في "الزهد" (205)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1132)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (93)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 109/ 4450) - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمع عمر بن الخطاب - وسلم عليه رجل -؛ فردّ عليه السلام، ثم سأل عمرُ الرجلَ: كيف أنت؛ فقال: أحْمِدُ الفَهَ إليك، فقال عمر: ذلك الذي أردت منك. قلت: وسنده صحيح. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) هكذا في "هـ" و"ل"، وفي هامش "ل": "في نسخة: عبيد الله"، وفي "م": "عمرو".

55 - باب قول الرجل للرجل: مرحبا

قال: حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول لصاحبه إذا رآه: "كيف أنت أو كيف أصبحت؟ "؛ فيقول: بخير أحمد الله، فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جعلك الله بخير (إن شكرت) (¬1) "، قال: فقال له ذات يوم: "كيف أنت يا فلان أو كيف أصبحت؟ "، فقال: بخير إن شكرت. قال: فسكت عنه - صلى الله عليه وسلم -، فعبر (¬2)، فقال (الرجل) (¬3): إن كنت مما ترد عليّ خيرًا إذا سألتني؛ فقال: "إني كنت أقول لك كيف أنت أو كيف أصبحت؟ فتقول: بخير أحمد الله؛ فأقول: جعلك الله بخير، وإنك قلت اليوم: بخير إن شكرت؛ فسكت عنك". 55 - باب قول الرجل للرجل: مرحبًا 190 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قال شيخنا - رحمه الله - في "صحيح الأدب المفرد" (862/ 1132): "صحيح موقوفًا، وثبت مرفوعًا". قلت: الموقوف تقدم، وأما المرفوع فمن حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4377) بإسناد فيه رشدين بن سعد، وقد ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 46)، ثم حسنه (10/ 140)، وهو المعتمد؛ لأن له شاهدًا من حديث أنس بن مالك. وبالجملة؛ فالحديث حسن لغيره مرفوعًا، صحيح موقوفًا، والله أعلم. 190 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (278/ 313) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 97/ 1821)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 91)، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/ 58 - 59) بطرق عن سعيد بن مروان به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م". (¬2) في "ل": "فغيّر" وكتب بين السطور: "الرجل الجواب"، وفي "هـ": "فغبَّر"؛ أي: غاب، وفي "م": "فَعَبَر"؛ أي: مَرَّ وتجاوز النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من ذلك الموضع. (¬3) زيادة من "ل".

56 - باب ما يقول الرجل للرجل إذا ناداه

حدثنا سعيد بن مروان الأزدي -من أهل الرهاء (¬1) - قال: حدثنا عاصم (¬2) بن بشير قال: حدثني أبي: أن بني الحارث بن كعب وفدوني (¬3) إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فدخلت على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فسلمت عليه؛ فقال: "مرحبًا، وعليك السلام! من أين أقبلت؟ "، قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، بنو الحارث وفدوني إليك بالإِسلام؛ فقال: "مرحبًا! ما اسمك؟ " قلت: اسمي أكبر، قال: "بل أنت بشير"؛ فسماني النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بشيرًا. 56 - باب ما يقول الرجل للرجل إذا ناداه 191 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا همام ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 406 - 407/ 1215) من طريق الحسن بن أعين عن عصام بن بشير به. وأخرجه ابن منده في "المعرفة"، وابن السكن في "صحيحه"؛ كما في "أسد الغابة" (1/ 229)، و"الإصابة" (1/ 161). قال ابن منده: "غريب، لا نعرفه إلا من حديث أهل الجزيرة عن عصام" أ. هـ. قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير عصام بن بشير، وهو صدوق. 191 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (2/ 82/ 362 - إحسان)، وأبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1/ 123/ 137)، وأبو زكريا بن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 39) - بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 397 - 398/ 5967 و 11/ 61 و 11/ 337/ 6500)، ومسلم في "صحيحه" (1/ 58/ 30) -ومن طريقه ابن عبد الهادي في "مسألة في التوحيد وفضل لا إله إلا الله" (74/ 36) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 420 - 421/ 1839)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 42/ 81) -ومن طريقيهما أبو زكريا بن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 38 - 39) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج " (1/ 123/ 137)، وابن منده في "الإيمان" (1/ 233/ 92)، وابن البخاري في "مشيخته" (1/ 357/ 102) بطرق عن هدبة بن خالد به. ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "من أرض الجزيرة". (¬2) هكذا في "الأصول"، وفي "مصادر التخريج": "عصام". (¬3) في "ل": "وفدوه"، و"هـ": "وقدوا".

عن قتادة عن أنس عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: كنت رديف النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ما بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل، فقال: "يا معاذ"، قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك! قال: ثم سار ساعة، ثم قال: "يا معاذ"، قلت: لبيك وسعديك! يا رسول الله، قال: "هل تدري ما حق الله - عَزَّ وَجَلَّ - على العباد؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "أن يعبد وه ولا يشركوا به شيئًا"، ثم سار ساعة فقال. "يا معاذ، هل تدري ما حق العباد على الله - عَزَّ وَجَلَّ - إذ فعلوا ذلك؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن حقّ العباد على الله - عَزَّ وَجَلَّ - إذا فعلوا ذلك أن لا (¬1) يعذبهم". 192 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلًا نادى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا كل ذلك يرد عليه: "لبيك لبيك". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 61/ 6267)، وأحمد (5/ 242)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 27/ 29)، وابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 1007/ 2152)، وابن البخاري في "مشيخته" (1/ 356 - 357/ 101) بطرق عن همام بن يحيى به. 193 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 147/ 1257 - المقصد العلي) -ومن طريقه تمام الرازي في "الفوائد" (3/ 1441/ 1210 - ترتيبه) - بسنده سواء. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6/ 267)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"؛ كما في "كنز العمال" (7/ 213/ 18669) من طريق جبارة بن المغلس به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 20): "رواه أبو يعلى في "الكبير" عن شيخه جبارة بن المغلس؛ وثقه ابن نمير، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح". وقال المتقي الهندي في "كنز العمال": "فيه جبارة بن المغلس, ضعيف". قلت: إسناده ضعيف؛ كما قالا؛ فإن جبارة بن المغلس ضعيف؛ كما في "التقريب". ¬

_ (¬1) في "ل": "ألا".

57 - باب جواب من نادى أخاه بالجفاء

57 - باب جواب من نادى أخاه بالجفاء 193 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا سفيان عن عاصم عن زِرٍّ قال: أتيت صفوان بن عسّال المرادي - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 193 - إسناده حسن، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4/ 149 - 150/ 1321 - إحسان) عن أبي يعلى به. وأخرجه الترمذي (4/ 596/ 2387 و 5/ 545/ 3535)، وسعدان في "جزئه" (30 - 31/ 93)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 367/ 879 - ط. دار الوطن)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (1/ 205 - 206/ 795) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (7353) -, والحميدي في "مسنده" (2/ 388 - 389/ 881)، وأحمد (4/ 239 و 240)، وزكريا المروزي في "جزء فيه حديث سفيان بن عيينة" (113/ 47)، ومحمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (55) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 308) - ومن طريقه شيخ الإسلام ابن تيمية في "الأربعون" (123 - 124/ 21)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (5/ 261 و 8/ 469 - 470)، و"المعجم المختص" (ص 113)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 33 - 34/ 26) -, وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 149 - 150) عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه الترمذي (4/ 596)، والنسائي في "التفسير" (1/ 490 - 491/ 198)، وأحمد (4/ 241)، وابن حبان في "صحيحه" (2507 - موارد)، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 91)، و"المعجم الأوسط" (3/ 376 - 377/ 3446)، و"الكبير" (7348 و 7358 و 7359 و 7360 و 7361 و 7365 و 7366 و 7367 و 7371 و 7388) -ومن طريقه في الموضع الثالث الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 36/ 29) -، وأبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (166/ 11) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 35/ 27) -, وابن بشران في "الأمالي" (58/ 85)، والسلفي في "الطيوريات" (ج 8 / ق 134/ ب)، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (68/ 18 - انتقاء ابن مردويه) بطرق عن عاصم بن بهدلة به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ مداره على عاصم بن بهدلة وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب". قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال ابن عساكر: "هذا حديث حسن". وللمرفوع شاهدان: الأول: عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه البخاري (10/ 557/ 6169)، ومسلم (2640).

58 - باب الحمد والاستغفار من رجلين إذا التقيا

عنه - فقلت: هل سمعت -يعني: النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) - يذكر الهوى؟ قال: نعم، بينما نحن معه في مسيره؛ فناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد قال: فأجابه على نحو من كلامه، قال: "هاؤم"، قلنا: ويلك اغضض من صوتك! فإنك قد نهيت عن ذلك، قال: والله لا أغضض صوتي، قال: فقال له: أرأيت رجلًا أحب قومًا ثم لم يلحق بهم؟ قال: "هو يوم القيامة مع من أحب". 58 - باب الحمد والاستغفار من رجلين إذا التقيا 194 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا خالد بن مرداس قال: حدثنا هشيم عن أبي بلج (¬1) عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا التقى المسلمان، فتصافحا، وحمدا الله، واستغفرا؛ غفر الله - عز وجل - لهما". ـــــــــــــــــــــــــــــ الثاني: عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه البخاري (10/ 557/ 6170)، ومسلم (2641). 194 - ضعيف بهذا اللفظ؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 234/ 1673) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 396)، وأبو داود (4/ 354/ 5221)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 154)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (112)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 99)، و"شعب الإيمان" (6/ 474/ 8956)، والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 80 - 81) بطرق عن هشيم بن بشير به، وصرح هشيم بالتحديث عند البخاري والمزي. وتوبع هشيم؛ تابعه أبو عوانة -وهو ثقة ثبت- عن أبي بلج به؛ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 396) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن أبي عوانة به. وتابعه أيضًا الحسين المروزي -وهو ثقة- عن أبي بلج به؛ أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (10/ 80) من طريق ابن النقور عن المخلص عن ابن صاعد عن الحسين به. ¬

_ (¬1) في "ل" وسط السطور: "اسمه حارثة بن بلج".

59 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا

59 - باب الصّلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا التقيا 195 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا خليفة بن خياط قال: حدثنا درست بن حمزة قال: حدثنا مطر الورّاق عن قتادة عن أنس (بن مالك) (¬1) ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف؛ مداره على زيد بن أبي الشعثاء، وهو مجهول؛ لم يرو عنه غير أبي بلج، وقال الذهبي: "لا يُعرف"، وفي "التقريب": "مقبول"؛ يعني: حيث يتابع وإلا فلين، ولم يتابع عليه. وخالفهم -يعني: هشيمًا وأبا عوانة والحسين المروزي- زهيرُ بن معاوية؛ فرواه عن أبي بلج عن زيد بن أبي الشعثاء أبي الحكم عن أبي بحر عن البراء به. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 396)، وأحمد في "المسند" (4/ 293). قلت: ولا شك أن رواية الجماعة أرجح؛ لأنهم عدد، وهو الذي رجحه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (ص 292 - 293). أمام بن أبي حاتم؛ فنقل في "العلل" (2/ 274) عن أبيه قوله: "قد جوّد زهيرُ هذا الحديث، ولا أعلم أحدًا جوّده كتجويده هذا. قلت لأبي: هو محفوظ؟ قال: زهير ثقة". فهذا يقتضي أن أبا حاتم لم يرجح رواية الجماعة، وأنه مشى على أن الزيادة من الثقة مقبولة وعلى كل؛ فسواء كان ذكر أبي بحر محفوظ أم غير محفوظ فمدار الحديث في الطريقين على زيد بن أبي الشعثاء وهو مجهول. ولما ترجم الذهبي لزيد بن أبي الشعثاء قال: "روى عنه أبو بلج وحده؛ لا يعرف، وقيل: بينه وبين البراء رجل"، فقوله: "وقيل"، تمريض للرواية التي فيها أبو بحر. ولعله لذلك قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 432): "إسناد هذا الحديث فيه اضطراب". قلت: إعلاله بالاضطراب غير صحيح؛ لأن الاضطراب يعني: تساوي الطرق ولا يمكن الترجيح بينها، وهو منتف هنا؛ لأن رواية هشيم ومن معه أرجح بلا ريب؛ والله أعلم. والحديث ضعفه شيخنا أسد السنة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 367/ 2344). ولكن للحديث شواهد تقويه دون قوله: "وحمدا واستغفرا"، وانظر: "الصحيحة" (رقم 525). 195 - إسناده ضعيف، (وهو منكر جدًا بهذا اللفظ)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 334/ 2960) - وعنه ابن عدي في "الكامل" (3/ 969) -ومن طريقه البيهقي ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

- رضي الله عنه - عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من عبدين متحابين في الله يستقبل ـــــــــــــــــــــــــــــ في "شعب الإيمان" (6/ 471/ 8944) -، والشجري في "الأمالي" (2/ 143) - بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 252/ 871)، والحسن بن سفيان في "مسنده"؛ كما في "معرفة الخصال المكفرة" (ص 73) - وعنه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 293) -ومن طريقه الحافظ ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 725/ 1208) -، وابن عدي في "الكامل" (3/ 969) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 471/ 8944) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 45)، والباطرقاني في "جزء من حديثه" (165/ 1)، كما في "الضعيفة" (2/ 106) بطرق عن خليفة بن خياط -وهذا الحديث في "مسنده" (رقم 11) - بسنده سواء. قال البخاري في ترجمة درست بن حمزة: "لا يتابع عليه". وقال ابن حبان: "يروي -يعني: دُرُست- عن مطر الوراق ويزيد الرقاشي، وكان يسكن بني قشير روى عنه خليفة بن خياط -شباب- وكان منكر الحديث جدًا، يروي عن مطر وغيره أشياء تتخايل إلى من يسمعهما أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج بخبره". وقال الدارقطني - فيما نقله عنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، والحافظ ابن حجر في "معرفة الخصال المكفرة": "وهذا الحديث عن درست بن حمزة -وكان ضعيفًا- لا أعلم روى عنه غير خليفة بن خياط، وتفرد عنه بهذا الحديث". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح؛ قال يحيى. درست بن زياد لاشيء". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 275): "رواه أبو يعلى؛ وفيه درست بن حمزة وهو ضعيف". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 40): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف درست بن حمزة". وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 242) -بعد أن زاد نسبته لأبي نعيم والرشيد العطار وابن بشكوال-: "ضعيف جدًا". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 106/ 652): "منكر جدًا بهذا اللفظ"، ثم قال: "وهذا سند ضعيف؛ درست بن حمزة، ويقال: ابن زياد العنبري! قال ابن حبان: (وذكر كلامه المتقدم آنفًا)، وضعفه الدارقطني، وقتادة فيه تدليس وقد عنعنه". قلت: وهو كما قالوا، لكن الصواب التفريق بين درست بن حمزة ودرست ابن زياد؛ كما فعل البخاري والدارقطني، وغيرهما. والله أعلم.

أحدهما صاحبه؛ فيصافحه، ويصليان على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ إلا لم يتفرقا حتى ـــــــــــــــــــــــــــــ ومما يدلٌّ على نكارة الحديث؛ قول شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 106): "وقد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -، ولا مغفرة ما تأخر -أيضًا- من الذنوب؛ فدَلَّ ذلك على أن هذه الزيادة منكرة، والله أعلم". وهو كما قال. وللحديث طريق أخرى عن أنس به - لكن ليس فيه الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا مغفرة ما تقدم من الذنوب وما تأخر؛ فأخرج أحمد في "المسند" (3/ 142)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 165 - 166/ 4139) -ومن طريقهما الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة " (7/ 238 - 239/ 2681 و 2682) -، والبزار في "مسنده" (2/ 419 - 420/ 204 - "كشف الأستار")، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2409) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 472/ 8946)، والضياء المقدسي (7/ 239/ 2683) - من طريق ميمون بن موسى المرائي وميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ما من مسلمين التقيا؛ فأخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقًا على الله أن يحضر دعاءهما، ولا يفرّق بين أيديهما حتى يغفر لهما". قلت: وهذا حديث حسن؛ رجاله ثقات غير ميمون بن سياه وهو صدوق. وميمون بن موسى المرائي هكذا جاء عند الإمام أحمد وهو صدوق مدلس؛ كما في "التقريب" لكنه صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وأما ميمون بن عجلان؛ فهو صدوق إن شاء الله؛ لأنه روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: "شيخ" وهو من أتباع التابعين، ولعله لذلك وثقه الهيثمي في "مجيع الزوائد" (8/ 173). فهو بمجموعهما يقويان الحديث فيصح إلى ميمون بن سياه، وهو صدوق؛ فالحديث حسن. أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (8/ 36): "رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان، وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد". قلت: وهذا غير صحيح؛ لأن ميمون بن عجلان ليس في سند أحمد مطلقًا، وإنما عند أحمد: ميمون المرائي؛ وهو ميمون بن موسى المرائي من رجال "التهذيب"، وميمون بن عجلان رجل آخر غير ابن موسى وليس هو من رجال "التهذيب"، وعليه؛ فللحديث إسنادان إلى ميمون بن سياه، والله أعلم بالصواب. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 432): "رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى؛ ورواة أحمد كلهم ثقات إلا ميمون المرائي، وهذا الحديث مما أنكر عليه".

60 - باب تبسم الرجل في وجه أخيه إذا لقيه

يغفر (لهما) (¬1) ذنوبهما ما تقدّم منهما وما تأخر". 60 - باب تبسم الرجل في وجه أخيه إذا لقيه 196 - أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الضحاك قال: حدثنا محمد بن سنجر (¬2) قال: حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا عمرو (¬3) بن حمزة القيسي قال: حدثنا المنذر بن ثعلبة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فصافحته؛ فقلت: ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: لم يتبين لي وجه إنكاره مع ثقة رجاله، وميمون المرائي لم يتفرد به، بل تابعه ميمون بن عجلان عند البزار وأبي يعلى -وهو صدوق- فالحديث صحيح ثابت إلى ميمون بن سياه، والله أعلم. 196 - إسناده ضعيف؛ أخرجه عبد الغني المقدسي في "ذكر الإسلام" (56/ 50) من طريق المصنف به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1793)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 182/ 8339) من طريق عمرو بن حمزة به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله إلا المنذر بن ثعلبة، تفرد به: عمرو بن حمزة". قلت: وهو ضعيف؛ قال ابن عدي: "عمرو بن حمزة؛ مقدار ما يرويه غير محفوظ". وللحديث طريق أخرى؛ فأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 324 - 325/ 7630) من طريق أخرى عن البراء به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: أبو داود الأعمى، وهو نفيع بن الحارث مشهور بكنيته؛ متروك الحديث، وكذبه ابن معين، وبه أعلَّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 37)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 432). الثانية: محمد بن مقاتل الرازي؛ ضعيف. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يتقوى بطريقه الأخرى؛ للضعف الشديد فيها. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "م": "سحر". (¬3) في "ل" و"هـ": "عمر".

61 - باب كيف يسأل الرجل أخاه عن حاله

يا رسول الله، هذا من أخلاق العجم أو هذا يُكره (الله) (¬1)؟ (قال) (¬2): فقال: "إن المسلمين إذا النقيا؛ فتصافحا، وتكاشرا (¬3) بودّ ونصيحة؛ تناثرت خطاياهما بينهما". 61 - باب كيف يسأل الرجل أخاه عن حاله 197 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الله بن سلمة البصري قال: حدثنا عمران بن خالد الخزاعي عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يؤاخي بين الاثنين من أصحابه، فيطول على أحدهما الليلة حتى يلقى أخاه؛ فيتلقاه بود ولطف؛ فيقول: كيف كنتُ بعدي؟ وأما العامة فلم يكن يأتي على أحدهم ثلاث لا يعلم علم أخيه. 62 - باب إعلام الرجل أخاه أنه يحبه 198 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (النسائي) (¬4) قال: أخبرنا شعيب بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 197 - ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 85/ 3338) بسنده سواء. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 174): "رواه أبو يعلى؛ وفيه عمران بن خالد الخزاعي؛ وهو ضعيف". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 496): "رواه أبو يعلى الموصلي؛ وفي سنده عمران بن خالد الخزاعي؛ وهو ضعيف". قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عبد الله بن سلمة البصري؛ قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (1/ 341): "تركوه". الثانية: عمران بن خالد الخزاعي؛ قال الذهبي في "المغني" (2/ 477): "قال أبو حاتم: ضعيف، وقال أحمد: متروك الحديث". 198 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (231/ 206) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في هامش "ل": "الكشر: التبسم". (¬4) زيادة من "ل".

يوسف عن يحيى بن سعيد عن ثور بن يزيد (قال) (¬1): حدثني حبيب بن عبيد عن المقدام بن معديكرب - رضي الله عنه -: أن النّبيّ قال: "إذا أحبَّ أحدكم أخاه، فليعلمه ذلك". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (4/ 332/ 5124)، والترمذي (7/ 71/ 2502 - تحفة الأحوذي)، وأحمد (4/ 130) -ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 58 - 59) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 635/ 542)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 393/ 2440)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (65)، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 318/ 3470)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 229/ 661)، و"مسند الشاميين" (1/ 282/ 491)، وابن حبان في "صحيحه" (2514 - موارد)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 99)، والحاكم (4/ 171)، وابن قتيبة الدينوري في "عيون الأخبار" (3/ 13) بطرق عن يحيى بن سعيد القطان به. قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 777): "وهو كما قال، وسكت عليه الحاكم والذهبي، ورجاله كلهم ثقات رجال الصحيح". وقال حمزة بن محمد الحافظ؛ كما في "تحفة الأشراف" (8/ 506): "هذا حديث حسن من حديث ثور بن يزيد، لا أعلم أحدًا روى عنه غير يحيى بن سعيد، والله أعلم" أ. هـ. قلت: ولم ينفرد يحيى القطان به؛ بل تابعه اثنان هما: يحيى الأهوازي ومحمد بن الزبرقان؛ أخرجهما ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (65)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ 106). وللحديث شاهد من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (663)، و"المسند" (5/ 6)، وابن وهب في "الجامع" (1/ 334/ 232)، وأحمد (5/ 145 و 173)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 284)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 107/ 5434) عن ابن لهيعة: ثنا يزيد بن أبي حبيب أن أبا سالم الجيشاني أتى إلى أبي أمية في منزله فقال: إني سمعت أبا ذر يقول؛ فذكره مرفوعًا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 282): "رواه أحمد؛ وإسناده حسن"، وهو كما قال؛ وابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة، وابن المبارك وابن وهب منهم. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

63 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا قال له: إني أحبك

63 - باب ما يقول الرّجل لأخيه إذا قال له: إني أحبك 199 - أخبرنا (أبو القاسم) (¬1) بن منيع قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه -: أن رجلًا قال: يا رسول الله إني أحب فلانًا، قال: "فأخبرته؟ "، قال: لا، قال: "قم؛ فأخبره" قال: فلقيه، فقال: إني أحبك في الله يا أخي (¬2)، (قال) (¬3): فقال (له) (3): أحبك (الله (¬4) الذي أحببتني له. ـــــــــــــــــــــــــــــ 199 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه أبو القاسم البغوي -وهو ابن منيع- في "مسند علي بن الجعد" (2/ 1125/ 3314) -وعنه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (2/ 387/ 505) - بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 333/ 5125)، وأحمد (3/ 150 و 156)، والحاكم (4/ 171)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 488/ 9006) بطرق عن مبارك بن فضالة به. وصرح مبارك بالتحديث عند أبي داود وأحمد. قلت: وهذا سند ظاهره الحسن، لكن خولف مبارك بن فضالة في إسناده. خالفه حماد بن سلمة -وهو ثقة أثبت الناس في ثابت- فرواه عن ثابت البناني عن حبيب بن سُبيعة عن الحارث أن رجلًا قال: فذكره. أخرجه النسائي في "عمل اليوم، والليلة" (183 - 184)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 405/ 443 - منتخب)، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (70)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2/ 90/ 469)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 807 - 808/ 2128 - 2128) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، والحجاج بن إبراهيم, وعبد الله بن المبارك وابن عائشة أربعتهم عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن حبيب بن سبيعة عن الحارث به. قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، وحبيب بن سبيعة ثقة؛ كما في "التقريب"، والحارث صحابي. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 108): "هذا إسناد صحيح". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "فلان". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) زيادة من "هـ".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ وتابع مبارك بن فضالة عليه جماعة وهم: الأول: الحسين بن واقد؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (182)، وأحمد (3/ 140) -ومن طريقه الحافظ الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 18/ 1619) -، وابن حبان في "صحيحه" (2513 - موارد)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 17/ 1618). قلت: الحسين بن واقد؛ ثقة له أوهام؛ كما في "التقريب"، وهذا الحديث من أوهامه؛ لأنه خالف حماد بن سلمة -الثقة الثبت في ثابت- في إسناده، والصواب رواية حماد. فحديث الحسين صحيح ما لم يخالف؛ فإذا خالف، فلا يقبل منه. ولذلك قال النسائي عقب الرواية السابقة: "وهذا الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد خطأ، وحماد بن سلمة أثبت -والله أعلم- بحديث ثابت من حسين بن واقد، والله أعلم". وقال الدارقطني في "العلل" -ونقله عنه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"-: "رواه حسين بن واقد، وعبد الله بن الزبير الباهلي هكذا، ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن الحارث عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والقول قول حماد" أ. هـ. الثاني: عبد الله بن الزبير الباهلي؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 162/ 3442)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 1125/ 3314). قلت: وعبد الله بن الزبير؛ مجهول، فإذا انفرد بحديث؛ فهو ضعيف، فكيف إذا خالف؟! وقد وَهَّم الدارقطني في "العلل" هذه الرواية، وخطأ عبد الله. الثالث: عمارة بن زاذان؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (71). قلت: وعمارة؛ صدوق، لكنه كثير الخطأ؛ فلا يحتج به إذا انفرد، فكيف وقد خالف هنا؟!. الرابع: مؤمل بن إسماعيل؛ أخرجه أحمد (3/ 241) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 78/ 1703) -: ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس به. قلت: ومؤمل ضعيف، وخالف جل أصحاب حماد الذين رووا هذا الحديث عنه عن ثابت عن حبيب به؛ فروايته منكرة. وبالجملة؛ فالحديث صحيح من طريق حماد بن سلمة عن حبيب بن سبيعة عن الحارث، وضعيف من طريق ثابت عن أنس؛ كما تقدم تفصيله؛ ولذلك قال الحافظ أبو نعيم في "معرفة الصحابة": "ورواه المبارك بن فضالة، وحسين بن واقد، وعبد الله بن

نوع آخر: 200 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا أبو عاصم عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي (¬1) عن أبي عبد الله (¬2) الصنابحي عن معاذ - رضي الله عنه - قال: لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخذ بيدي، فقال: "يا معاذ، إني أحبك في الله"، قال: قلت: وأنا يا رسول الله أحبك في الله، قال: "أفلا أعلمك كلمات تقولها في دبر صلاتك؟ اللهمّ أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك". ـــــــــــــــــــــــــــــ الزبير، وعمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس وهو وَهْمٌ، وحديث حماد بن سلمة أشهر وأثبت". ولقائل أن يقول: لعل الحديث من الطريقين محفوظ وبخاصة أنه رواه جمع عن ثابت وهم يقوي بعضهم بعضًا. أقول: هذا ممتنع؛ لأن شرط تقوية الحديث بطرقه أن لا تكون مفرداتها خالفت غيرها ما هو أصح منها وأثبت؛ كما هنا؛ فحماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت، فروايته مقدمة على جميع الروايات، خاصة مع تنصيص الحفاظ أن روايته أثبت من رواية غيره. وقد خفيت هذه العلة على جميع من صحح الحديث كابن حبان، والضياء المقدسي، والحاكم، والذهبي، والنووي في "رياض الصالحين" (1/ 451 - بتحقيقي)، وشيخنا الألباني في "الصحيحة" (1/ 778 و 779). ثم وجدت طريقًا آخر لحديث أنس - رضي الله عنه -: أخرجها أبو يعلى في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 381/ 1547) -، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 66 - 67/ 3482)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 381 - 382/ 1548) بطرق عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 200/ 20319) عن معمر عن الأشعث بن عبد الله عن أنس به. قلت: وهذا سند صحيح رجاله ثقات. 200 - مضى تخريجه برقم (119). ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "اسمه عبد الله بن يزيد". (¬2) في "هـ" و"م": "أبو عبد الرحمن"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لكتب الرجال، وبين السطور في نسخة "ل": "اسمه: عبد الرحمن بن عُسَيْلَة".

64 - باب النهي أن يسأل (الرجل) عن الرجل إذا واخاه أو أحبه

64 - باب النهي أن يسأل (الرجل) (¬1) عن الرجل إذا واخاه أو أحبه 201 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة (العسقلاني) (1) قال: حدثنا غالب بن وزير (¬2) قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحببت رجلًا؛ فلا تماره، ولا تجاره، ولا تشاره، ولا تسأل عنه؛ فعسى أن يوافق له عدوًا؛ فيخبرك بما ليس فيه، فيفرق بينك وبينه". 65 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا عرض عليه ماله 202 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال: حدثنا داود بن رشيد ـــــــــــــــــــــــــــــ 201 - منكر؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 434) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 734 - 735/ 1224) -، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 136) من طريق غالب بن وزير به. قال العقيلي: "غالب، حديثه منكر لا أصل له، ولم يأت به عن ابن وهب غيره، ولا يعرف إلا به". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلًا". وقال الزَّبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (6/ 220): "وروى أبو نعيم في "الحلية" من حديث معاذ بن جبل بسند ضعيف". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 332): "هذا حديث باطل". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 613/ 1420): "منكر". وثبت موقوفًا عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (545). وقال شيخنا - رحمه الله - في "صحيح الأدب المفرد" (424): "صحيح الإسناد موقوفًا". 202 - إسناده صحيح؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (4/ 472/ 2293 ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"ص". (¬2) في "م"، و"ص": "زيد".

66 - باب كيف يدعو الرجل لأخيه

وعبد الله بن مطيع قالا: حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس - رضي الله عنه - قال: قدم علينا عبد الرحمن بن عوف؛ فآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سعد بن الربيع، وكان كثير المال؛ فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالًا؛ فسأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان؛ فانظر أعجبها إليك؛ فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها، فقال عبد الرحمن (بن عوف) (¬1): بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فلم يرجع -يومئذ- حتى أفضل شيئًا من سمن وإقط. 66 - باب كيف يدعو الرجل لأخيه 203 - أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: حدثنا ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان أحدنا إذا دعا لأخيه؛ فاجتهد قال: جعل الله عليك صلاة قوم أبرار؛ يقومون الليل، ويصومون النهار، وليسوا بأثمة ولا فجار. ـــــــــــــــــــــــــــــ و7/ 112/ 3781)، وابن خزيمة في "حديث علي بن حجر" (175 - 176/ 65)، والبغوي في "شرح السنة" (9/ 133 - 134/ 2310) من طريق إسماعيل بن جعفر به. وأخرجه البخاري (4/ 288/ 2049 و 9/ 116/ 5072 و 221/ 5153 و 231/ 6167 و 10/ 501/ 6082)، والترمذي (4/ 328/ 1933)، والنسائي (6/ 137)، وأحمد (3/ 190 و 204 - 205 و 271)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 236 - 237 و 237)، والبغوي في "شرح السنة" (2310) بطرق كثيرة عن حميد به. 203 - إسناده حسن؛ رجاله ثقات غير عبد الصمد بن عبد الوارث، وهو صدوق. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (3/ 170/ 1358 - منتخب) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 74 - 75/ 1700) -: نا مسلم بن إبراهيم: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس؛ قال؛ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اجتهد في الدعاء قال: (فذكره) قلت: وسنده صحيح على شرط مسلم. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

67 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا رآه يضحك

67 - باب ما يقول الرجل لأخيه إذا رآه يضحك 204 - أخبرني أبو سعيد (¬1) محمد بن يحيى الرهاوي قال: حدثنا الحسين بن سيار قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه - رضي الله عنه - قال: استأذن عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوة من قريش؛ فأذن له؛ فبادرن الحجاب، فدخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك؛ فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله بأبي وأمي (أنت) (¬2)، قال: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك بادرن الحجاب"، فأقبل عليهن عمر؛ فقال: يا عدوات أنفسهن أتهبنني (¬3) ولا تهبن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ) (¬4)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ابن الخطاب!، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان وأنت بفج (قط) (¬5) إلا أخذ بفج غيره". 68 - باب ما يقول إذا أخذ بيد أخيه ثم فارقه 205 - حدثني عمر بن سهل قال: حدثنا حمدون بن أحمد (بن سلم) (¬6) السمسار قال: حدثنا إسحاق بن (¬7) بهلول قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثنا عمر بن سهل عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 204 - أخرجه البخاري (3294)، ومسلم (2396) من طريق إبراهيم بن سعد به. 205 - إسناده حسن. ¬

_ (¬1) في "ل": "سعد". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في هامش "ل": "هاب يهاب من الهيبة". (¬4) ليست في "ل". (¬5) زيادة من "ل". (¬6) زيادة من "ل". (¬7) في "هـ" و"م"."حدثنا".

69 - باب ما يقول إذا رأى من أخيه ما يعجبه

مالك - رضي الله عنه - قال: ما أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد رجل ففارقه حتى قال: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. 69 - باب ما يقول إذا رأى من أخيه ما يعجبه 206 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد (الحماني) (¬1) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل (¬2) قال: حدثنا مسلمة بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 206 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه وشواهده)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 82/ 5581)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 266 - 267)، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 237 - 238) عن يحيى الحماني به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: يحيى بن عبد الحميد وهو الحمّاني؛ من رجال مسلم؛ لكنه متهم بسرقة الحديث. الثانية. مسلمة بن خالد؛ مجهول؛ كما قال الذهبي في "المغني"، و"الميزان". قال شيخنا أسدُ السُّنّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 149): "ومسلمة هذا؛ مجهول؛ كما قال الذهبي في "الميزان"، وبقية رجاله رجال مسلم على ضعف في الحمّاني". أ. هـ. قلت: الحماني لم يتفرد به؛ بل تابعه جبارة بن المغلس -وهو ضعيف-؛ أخرجه الطبراني. وللحديث طرق أخرى: فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 381/ 7617 و 6/ 60/ 10036)، وابن ماجه (2/ 1160/ 3509)، وأحمد (3/ 487)، وابن أبي شيبة في "المسند" (1/ 65/ 60)، و"المصنف" (8/ 58/ 3647)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 470 - 471/ 6106) بطرق عن الزهري عن أبي أمامة به نحوه، وليس فيه: "إن العين حق". قلت: وسنده صحيح، وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 150). وأخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 938/ 1 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 116/ 1972 - رواية أبي مصعب) -ومن طريقه النسائي في "الكبرى". كما في "تحفة الأشراف" (1/ 66)، والطبراني في "الكبير" (5580)، وابن حبان في "صحيحه" (1424 - مواود) عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول: ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في هامش "ل": "هوابن عبد الله بن حنظلة الغسيل".

70 - باب ما يقول إذا رأى من نفسه وماله ما يعجبه؟

خالد الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه في نفسه أو ماله؛ فليبرك عليه؛ فإن العين حق". 70 - باب ما يقول إذا رأى من نفسه وماله ما يعجبه؟ 207 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم (¬1) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ اغتسل أبي سهل بن حنيف بـ (الخَرَّار) فنزع جبّة كانت عليه؛ وعامر بن ربيعة ينظر، وكان سهل رجلًا أبيض حسن الجلد، قال: فقال له عامر بن ربيعة: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء! قال: فوعك سهل مكانه، واشتدّ وعكه فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر أن سهلًا وعك، وأنه غير رائح معك يا رسول الله، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر سهل بالذي كان من أمر عامر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "علام يقتل أحدكم أخاه! ألا برّكت: إنّ العين حق؛ توضأ له"؛ فتوضأ له عامر؛ فراح سهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأس. قلت: وهذا سند صحيح، وصححه شيخنا الألباني - رحمه الله - (6/ 149). 207 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (234/ 211) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1033) -وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (7/ 338 - 339/ 2901) -، وابن ماجه (2/ 1159/ 3506)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 57 - 58/ 3646)، و"المسند"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 457/ 3930) -وعنه أبو يعلى في "المسند" (13/ 153 - 153/ 7195) -، والطبراني في "المعجم الكبير"، كما في "المجمع" (5/ 108) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 187/ 212 و 213) -، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه الضياء المقدسي (8/ 188/ 214) - بطرق عن معاوية بن هشام به. وأخرجه الحاكم (4/ 215) من طريق الأحوص بن جوّاب عن عمار بن رزيق به. وأخرجه أحمد (3/ 447) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 186 - 187/ 211) -، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 9)، والحاكم (4/ 215 - 216) عن وكيع بن الجرح عن أبيه عن عبد الله بن عيسى به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتعقبهما شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 148) بقوله: ¬

_ (¬1) في "ل": "راهويه".

أخبرنا معاوية بن هشام قال: حدثنا عمار بن رُزيق عن عبد الله بن عيسى عن أمية بن هند عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: خرجت أنا وسهل بن حنيف؛ فوجدنا غديرًا، وكان أحدنا يستحيي (من) (¬1) أن يراه أحد؛ فاستتر مني، ونزع جبة عليه، ودخل الماء؛ فنظرت إليه نظرة وأعجبني خلقه؛ فأصبته بعيني، فأخذته نافضة (¬2)، فدعوته فلم يجبني، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبرته الخبر، فقال: "قم بنا"؛ فأتاه فرفع عن ساقه حتى كأني انظر إلى بياض وضح ساقه وهو يخوض إليه؛ فأتاه؛ فقال: "اللهمّ أذهب عنه حرها ووصبها"، ثم قال: قم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأى أحدكم من نفسه وماله وأخيه ما يعجبه؛ فليدع بالبركة". نوع آخر: 208 - أخبرني محمد بن أحمد بن المهاجر (¬3) وجعفر بن عيسى ـــــــــــــــــــــــــــــ "وفيه نظر؛ فإن أمية بن هند أورده الذهبي في "الميزان" وقال: "قال ابن معين: لا أعرفه، قلت: روى عنه سعيد بن أبي هلال وغيره". ولم يذكر توثيقه عن أحد، وقد وثقه ابن حبّان (4/ 41 و 6/ 70)؛ فهو مجهول الحال؛ ولذلك قال الحافظ في "التقريب": إنه "مقبول"؛ يعني: ليِّن الحديث إلا إذا توبع، ولم أجد له متابعًا في هذا الحديث" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله - لكن يشهد له الحديث السابق وشواهد أخر. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 108): "رواه الطبراني؛ وفيه أمية بن هند وهو مستور، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح". 208 - ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1171) من طريق العباس به. وأخرجه البزار في "مسنده" (3/ 404/ 3055 - كشف): حدثنا عبد الله بن الصباح العطار: ثنا الحجاج بن نصير به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 90/ 4370) معلقًا. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "عقصة"، وفي الهامش: "العقاص: داء يأخذ الغنم، فلا يلبثها أن تموت". (¬3) في "ل": "المهاصر".

71 - باب ما يقول إذا رأى شيئا فخاف أن يعينه

الحلواني قالا: حدثنا العباس (¬1) بن محمد قال: حدثنا حجاج بن نصير قال: حدثنا أبو بكر الهذلي عن ثمامة بن عبد الله (بن أنس) (¬2) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من رأى شيئًا؛ فأعجبه؛ فقال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله؛ لم تضره العين؛ يعني: لا يصيبه العين". 71 - باب ما يقول إذا رأى شيئًا فخاف أن يعينه 209 - حدثني سلم (¬3) بن معاذ قال: حدثنا عبد الحميد بن محمد (الحراني) (¬4) الإمام قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن ابن زبر (¬5) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: أبو بكر الهذلي؛ قال الحافظ في "التقريب": "متروك الحديث". الثانية: الحجاج بن نصير؛ قال الحافظ في "التقريب": "ضعيف كان يقبل التلقين". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 109): "رواه البزار من رواية أبي بكر الهُذَلي؛ وأبو بكر ضعيف جدًا" أ. هـ. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 460): "أبو بكر ضعيف، والراوي عنه كذلك". وضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (244). وقال شيخنا في الحاشية (ص 124): "ضعيف الإسناد جدًا، فيه أبو بكر الهذلي؛ قال الحافظ في "التقريب": "متروك الحديث"" أ. هـ. 209 - إسناده ضعيف؛ لأنه معضل؛ فإن سعيد بن حكيم من أتباع التابعين لم يدرك أحدًا من الصحابة. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (263/ 759) من طريق محمد بن شعيب عن ابن زبر عن حكيم بن حزام قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -. وضعفه ابن تيمية وأقره شيخنا - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 124). ¬

_ (¬1) في "ص": "عياش". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "م": "مسلم". (¬4) ليست في "ل". (¬5) في "ص" و"م": "مسعود أبي رزين الأسدي".

72 - باب سلام الرجل على أخيه إذا لقيه

سمعت حرام بن حكيم (بن حرام) (¬1) يقول: سمعت سعيد بن حكيم يقول: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا خاف أن يصب شيئًا بعينه قال: "اللهمّ، بارك فيه، ولا تضره" (والله أعلم) (¬2). 72 - باب سلام الرجل على أخيه إذا لقيه 210 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا هناد بن السري قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي - رضي الله عنه - قال: قال ـــــــــــــــــــــــــــــ 210 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 342/ 435) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 80/ 2736)، وابن ماجه (1/ 461/ 1433)، عن هناد السَّري وهذا في "الزهد" له (2/ 497/ 1022) به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 235 و 8/ 435/ 5789)، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (21)، وابن قدامة في "المتحابين" (ل 113/ أ) من طريق أبي الأحوص به. وأخرجه أحمد في "مسنده" (1/ 89)، والدارمي في "سننه" (2/ 275 - 276)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ق 110/ أ)، وابن قتيبة في "عيون الأخبار" (3/ 19)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 48)، وأبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية" (ق 23/ أ) بطرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: الحارث الأعور؛ متروك متهم. الثانية: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس، وقد عنعنه. لكن الحديث صحيح -دون الفقرة الأخيرة منه: "ويحب له ما يحب لنفسه"- بشواهده: منها حديث أبي هريرة الآتي بعده. وحديث ابن عمر - رضي الله عنهما -؛ أخرجه أحمد (2/ 68) بسند حسن في الشواهدة لأن فيه ابن لهيعة وفيه ضعف معروف. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 184)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 340): "رواه أحمد بسند حسن". وله شواهد أخرى ذكرها المنذري في "الترغيب والترهيب". ¬

_ (¬1) ساقطة من "ل". (¬2) ساقطة من "هـ" و"م".

73 - باب ما يجب على الرجل من رد السلام

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف: يسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويشيّع جنازته إذا مات، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه". 73 - باب ما يجب على الرجل من رد السلام 211 - أخبرنا محمد بن خريم (بن مروان) (¬1) قال: حدثنا هشام بن عمار (الدمشقي) (1) قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين قال: حدثنا الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حق المسلم على المسلم: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة (¬2)، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس". 74 - باب التغليظ في ترك ردِّ السلام 212 - أخبرني محمود بن محمد الواسطي قال: حدثنا العباس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 211 - إسناده صحيح؛ أخرجه المصنف كما سيأتي (247) من طريق دُحيم عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1240) وغيره من طريق الأوزاعي به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2162) وغيره من طريق يونس عن الزهري به. وأخرجه مسلم (2162/ 5) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به إلا أنه قال: "حق المسلم على المسلم ست"، وزاد: "وإذا استنصحك فانصح له". 212 - شاذ بهذا اللفظ. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 554/ 992) حدثنا سعيد بن الربيع قال: حدثنا علي بن المبارك به بلفظ: "فلا شىء عليه". قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، وصرح يحيى بالتحديث عند البخاري؛ فانتفت شبهة تدليسه. ¬

_ (¬1) ساقطة من "ل". (¬2) في هامش "ل": "الجنائز".

75 - باب فضل البادىء بالسلام

عبد العظيم العنبري قال: حدثنا أبو عامر العقدي (عبد الملك) (¬1) عن علي بن المبارك أنه حدثهم عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام عن أبي راشد عن عبد الرحمن بن شبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يسلم الراكب على الراجل، ويسلم الراجل على القاعد، ويسلم الأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام؛ فهو له، ومن لم يجب السلام؛ فليس منا". 75 - باب فضل البادىء بالسلام 212 - أخبرنا أبو الليث الفرايضي قال: حدثنا أبو همام قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (10/ 387 - 388/ 19444) - وعنه أحمد (3/ 444)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 280/ 314 - منتخب) - عن معمر عن يحيى بن أبي كثير به بلفظ البخاري. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 38/ 5276) من طريق عبد الأعلى عن معمر به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 36): "رواه الطبراني، وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 15 - 16): "سنده صحيح". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة": "إسناده ضعيف؛ لضعف سفيان بن وكيع"؛ فتعقبه الحافظ فكتب في "هامشه": "قد تابعه أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن معمر"، ثم ضرب البوصيري على ما كتب وقال: إسناده صحيح!. قلت: والصواب قوله في "المختصر" (7/ 255/ 5982): "رواه أبو يعلى بسند ضعيف، وأحمد بن حنبل بسند صحيح". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 140): "ورجاله كلهم ثقات؛ رجال مسلم غير أبي راشد الحُبْراني، وهو ثقة؛ كما في "التقريب"" أ. هـ. وبهذا يتبين أن لفظ؛ "فليس منا" شاذ، والصواب: "فلا شيء عليه". 213 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 179/ 7743)، و"مسند الشاميين" (2/ 43/ 887)، والأزدي؛ كما في "لسان الميزان" (1/ 370) من طريق بقية به. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ".

76 - باب ثواب البادي بالسلام

بقية قال: حدثنا إسحاق بن مالك الحضرمي -أخو ضبارة بن مالك- عن يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الذي يبدأ بالسلام أولى بالله - عز وجل - ورسوله (محمد - صلى الله عليه وسلم -) (¬1) ". 76 - باب ثواب البادي بالسّلام 214 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي (¬2) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ إسحاق بن مالك هذا لا يعرف حاله؛ كما قال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (3/ 557). وبقية؛ غير مقبول الرواية لا سيما عمن لا يعرف؛ كما قال ابن القطان. وأخرجه أحمد (5/ 254 و 261 و 264 و 269)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2440)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 213/ 7858) بطرق عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ علي بن يزيد الألهاني متروك الحديث، وعبيد الله بن زحر ضعيف. وبالأول أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 182). وأخرجه أبو داود (4/ 351/ 5197) عن الذهلي عن أبي عاصم عن أبي خالد وهب عن أبي سفيان الحمصي عن أبي أمامة به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (5/ 56/ 2694) عن علي بن حجر عن قرّان بن تمام عن يزيد بن سنان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن، قال محمد: أبو فروة الرهاوي؛ مقارب الحديث". قلت: وهو كما قال. وبالجملة؛ فالحديث صحيح من طريق أبي داود، والترمذي. 214 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 203/ 5762) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) ساقطة من "ل". (¬2) هكذا في "ل" و"هـ"، وهو الصواب، ووقع في "م": "الشامي"، وهو خطأ.

حدثنا أبو عوانة عن غالب القطان (قال) (¬1): حدثني رجل على باب الحسن -قد كنت أحفظ اسمه- قال: سلم علينا ثم جلس (¬2) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه المصنف؛ كما سيأتي (239) عن النسائي، وهذا في "عمل اليوم والليلة" له (373): ثنا محمد بن بشار ثنا غندر. وأخرجه أحمد في "المسند" (5/ 366) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 309 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - عن غندر. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 122/ 6764)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 642 - 643/ 1527)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2035)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 465/ 8920) من طريق وكيع وعلي بن الجعد وعبد الصمد بن عبد الوارث ويزيد بن هارون كلهم عن شعبة. وأخرجه ابن منده في "المعرفة"؛ كما في "أسد الغابة" (5/ 354) من طريق شعبة به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 123 - 124/ 6768)، و"مسنده" (2/ 50/ 557) -وعنه أبو داود في "سننه" (4/ 358/ 5231)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1669/ 1941) - عن إسماعيل بن إبراهيم -وهو المعروف بابن عُليَّة-. وأخرجه أبو داود (3/ 131 - 132/ 2934) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 361) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 346/ 2916) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3075 - 3076/ 7108) - من طريق بشر بن المفضل. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 258) من طريق مسعر بن كدام. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 266)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (6/ 2035 و 2438 - 2439) من طريق مرجا بن وداع. ستتهم (أبو عوانة، وشعبة، وابن علية، وبشر بن المفضل، ومسعر بن كدام، ومرجا بن وداع) عن غالب القطان به. قال المنذري - رحمه الله - في "الترغيب والترهيب" (1/ 620/ 1172): "رواه أبو داود ولم يسم الرجل ولا أباه ولا جده". وقال شيخنا - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (2/ 193): "إسناده ضعيف". قلت: وهو كما قالا؛ فإن شيخ غالب القطان وأباه وجده مبهمون لم يسمّوا. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "هـ"، وهامش "م": "ثم ثنى به ثم جلس".

77 - باب من بدأ بالكلام قبل السلام

ما تدخلون حتى يؤذن لكم، قال: قلنا: لا، قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سلم على قوم فضلهم بعشر حسنات". 77 - باب من بدأ بالكلام قبل السّلام 215 - أخبرنا العباس بن أحمد الحمصي قال: حدثنا كثير بن عبيد قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بدأ بالكلام قبل السلام؛ فلا تجيبوه". ـــــــــــــــــــــــــــــ 215 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 199) من طريق أبي تقي هشام بن عبد الملك عن بقية به. قال أبو زرعة؛ كما في "العلل" (2/ 331): "هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز؛ إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا". قلت: بل سمع بقيةُ هذا الحديث من عبد العزيز؛ كما عند المصنف. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 459): "وكثير بن عبيد هذا حمصي ثقة، ومن الصعب الاقتناع بأن مجرد كونه حمصيًّا -مع كونه ثقة- لا يميز بين قول بقية: "عن"، وبين قوله: "حدثنا"!. ولذلك؛ فإني أذهب إلى أن الحديث بهذا الإسناد حسن على أقل الدرجات، والعباس بن أحمد الحمصي له ترجمة في "تاريخ ابن عساكر" (8/ 444/ 2) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا لكن روى عنه جمع" أ. هـ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1929) من طريق السري بن عاصم عن حفص بن عمر الأيلي عن عبد العزيز به. قلت: وهذا إسناد موضوع؛ فيه علتان: الأولى: حفص بن عمر؛ قال أبو حاتم: كان شيخًا كذابًا. الثانية: السري بن عاصم؛ كذبه ابن خراش، وقال ابن عدي: يسرق الحديث. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 136/ 429) من طريق عبد الله بن السَّريّ الأنطاكي عن هارون أبي الطيب عن عبد الله بن عمر عن نافع به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 32): "هارون بن محمد كذاب". وقال أبو زرعة؛ كما في "العلل" (1/ 332): "هذا حديث ليس له أصل". وبالجملة؛ فالحديث حسن من طريق المصنف وحده.

78 - باب الفضل في إفشاء السلام

78 - باب الفضل في إفشاء السلام 316 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا مروان بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 216 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 383) - بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (4/ 652/ 2485)، وابن ماجه (1/ 423/ 1334 و 2/ 1083/ 3251)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 536/ 5441 و 624/ 5791 و 14/ 95/ 17696) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 433 - 434/ 404) -، وأحمد (5/ 451) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 382 - 383 و 383)، وابن الجوزي في "البر والصلة" (158/ 247)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 431/ 399 و400) -، والدارمي في "سننه" (6/ 545/ 1581 و 9/ 425/ 2796 - "فتح المنان") -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 350 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (79)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 264)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 444/ 495 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 350) -، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/ 235) -ومن طريقه ابن الجوزي في "المنتظم" (5/ 206 - 207) -، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 53 - مختصره)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (7)، و"مكارم الأخلاق" (369/ 153)، والطبراني في "المعجم الكبير" (159/ 385 - قطعة من المجلد 13)، و"مكارم الأخلاق" (153)، و"الأوائل" (34) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 432 - 433/ 402 و 403) -، والبرجلاني في "الكرم والجود وسخاء النفوس" (52/ 54)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 132)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (387/ 1104)، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي في "الجزء الأول من الأمالي" (42 - 43/ 42)، والشجري في "الأمالي" (1/ 210 و 217)، وابن بشران في "الأمالي" (94/ 81)، وأبو هلال العسكري في "الأوائل" (ص 93)، وأبو نعيم في "معجم الصحابة" (3/ 1665/ 4170)، والحاكم (3/ 13 و 4/ 160)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 502)، و"شعب الإيمان" (3/ 216/ 3361 و 6/ 424/ 8749)، و"الآداب" (39/ 85)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 263 - 264/ 409 و 3/ 63 - 64/ 2079)، والبغوي في "شرح السُّنّةِ" (4/ 39 - 40/ 926)، وتمام في "الفوائد" (2/ 35 - 36/ 1066و 1067)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 418/ 719)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/ 383)، وابن الجوزي في "المنتظم" (3/ 77)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 432/ 401)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 350 - 352) بطرق عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي به.

79 - باب كيف إفشاء السلام

معاوية الفزاري عن عوف الأعرابي عن زرارة بن أبي أوفى قال: قال عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ انجفل (¬1) الناس؛ فجئت في الناس انظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، قال: فكان أول شيء سمعته (من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (¬2) يتكلم به قال: "يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام". 79 - باب كيف إفشاء السلام 217 - أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا قال: حدثنا عمرو بن عثمان ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الترمذيُّ: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحافظ ابن حجر متعقبًا بعد أن حسَّنه: "وفي تصحيحه له نظر؛ فإن زرارة -وإن كان ثقة- لا يُعرف له سماع من عبد الله بن سلام" أ. هـ. قلت: وليس كما قال؛ لأن زرارة سماعه من عبد الله ثابت؛ فقد صرح بالسماع منه عند ابن أبي شيبة وغيره والسند إليه صحيح فلا ريب في اتصاله؛ ولذلك صححه الترمذي والضياء المقدسي والحاكم والذهبي والنووي والحافظ نفسه؛ كما سيأتي، وحسنه في "النتائج". قال النووي في "الأذكار" (2/ 609 - بتحقيقي): "روينا في "مسند" الدارمي وكتابي الترمذي وابن ماجه وغيرهما بالأسانيد الجيدة عن عبد الله بن سلام (وذكره) " وتعقبه الحافظ بقوله: "فقول الشيخ؛ -يعني: النووي-: بالأسانيد الجيدة يوهم أن للحديث طرقًا إلى الصحابي، وليس كذلك". وأقر الترمذيَّ على تصحيحه في "رياض الصالحين" (852). وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي، ووافقه -أيضًا- المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 214)، وابن حجر في "فتح الباري" (11/ 19)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 113/ 569). قلت: وهو كما قالوا، وله شاهدان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم - اننطرها في "الصحيحة" (571 و 1501). 217 - إسناده صحيح؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 111/ 7524)، ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "أي: انقلعوا وذهبوا"، والمراد في الحديث: ذهبوا مسرعين نحوه. (¬2) ليست في "ل".

80 - باب سلام الراكب على الماشي

الحمصي وكثير بن عبيد وأبو التقى قالوا: حدثنا بقية (بن الوليد) (¬1) عن محمد بن زياد قال: كنت آخذًا بيد أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - في المسجد، فانطلقت معه وهو منصرف إلى بيته؛ فلا يمر على أحد صغير ولا كبير مسلم ولا نصراني (¬2) إلا سلم عليه حتى إذا انتهى إلى باب داره قال: يا ابن أخي أمرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن نفشي السلام. 80 - باب سلام الراكب على الماشي 218 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا وهب بن بيان قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ و"مسند الشاميين" (2/ 8/ 821) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 353 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - عن جعفر الفريابي عن إسحاق بن راهويه عن بقية به. قلت: وهذا سند صحيح؛ وصرح بقية بالتحديث عند الطبراني. وأخرجه ابن ماجه (3693)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 623)، والروياني في "مسنده" (2/ 310/ 1266)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 111/ 7525)، و"مسند الشاميين" (2/ 8/ 821) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 353) بطرق عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الحمصي به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير إسماعيل بن عياش وهو صدوق في روايته عن الشاميين وهذا منها قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا إسماعيل ففيه ضعف؛ لكن روايته عن الشاميين جيدة، وهذا منها". وفي "الزوائد": "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب والطريق الأخرى تقويه. 218 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (287 - 288/ 338) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2/ 249 - 250/ 497 - إحسان) عن أبي يعلى به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) كأن أبا أمامة - رضي الله عنه - فهم إفشاء السلام على إطلاقه، ولم يبلغه نهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ابتداء المشركين وأهل الكتاب بالسلام كما سيأتي برقم (242 و 243).

81 - باب سلام الماشي على القاعد

ابن وهب (ح) وأخبرنا أبو يعلى (قال) (¬1): ثنا أحمد بن عيسى (المصري) (¬2) قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ عن عمرو بن مالك عن فضالة بن عبيد عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يسلم الفارس على الماشي، والماشي (¬3) على القائم، ويسلم القليل على الكثير". 81 - باب سلام الماشي على القاعد (¬4) 219 - أخبرنا أبو بكر النيسابوري قال: حدثنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني زياد بن سعد أنه أخبره ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 459/ 996)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 261/ 805) من طريقين عن ابن وهب به. وأخرجه الترمذي (5/ 62/ 2705)، وأحمد (6/ 19)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 459/ 998 و 460/ 999)، والدارمي في "سننه" (9/ 427/ 2798 - "فتح المنان")، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 261/ 804) عن عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ كلاهما عن حيوة بن شريح عن أبي هانئ الخولاني به. وأخرجه أحمد (6/ 20) عن حسن بن موسى عن ابن لهيعة -وهو سيىء الحفظ- عن أبي هانئ به. قلت: والحديث صحيح؛ لأن مداره على أبي هانئ الخولاني وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات. وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 139 و 142). 219 - إسناده صحيح؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (6232 و 6233)، و"الأدب المفرد" (993 و 1000)، ومسلم (2160) بطرق عن ابن جريج به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) ليست في "ل"، وفي "هـ": "المقرئ"، وهو خطأ. (¬3) في "ل": "يسلم الفارس على الماشي وعلى القائم". (¬4) هذا الباب في "ل" و"هـ" بعد الذي يليه.

82 - باب سلام المار على القائم

82 - باب سلام المار على القائم 220 - أخبرني محمد بن جعفر بن رزين قال: حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال: حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا حرام بن عثمان عن (أبي) (¬1) عتيق عن جابر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يسلم الصغير على الكبير، ويسلم الواحد على الاثنين، ويسلم القليل على الكثير، ويسلم الراكب على الماشي، ويسلم المار على القائم، ويسلم القائم على القاعد". 83 - باب سلام الماشيين إذا التقيا 221 - حدثني محمد بن بشير الزبيري قال: حدثنا محمد بن بحر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 220 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: حرام بن عثمان الأنصاري؛ متروك مبتدع؛ كما قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (1/ 152/ 1342). وفيه قال الشافعي: "الرواية عن حرايم حرامٌ". الثانية: إسماعيل بن عياش؛ ضعيف في غير الشاميين وهذا منها. الثالثة: أبو عتيق مجهول. 221 - إسناده ضعيف جدًا لأن الواقدي متروك. وأخرجه البزار في "مسنده" (2/ 420/ 2006 - كشف)، وابن حبان في "صحيحه" (1935 - موارد) عن عمرو بن علي الفلاس ومحمد بن معمر كلاهما عن أبي عاصم النبيل عن ابن جريج به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم، وصرح ابن جريج وأبو الزبير بالتحديث عند البزار والسند إليهما صحيح. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 36): "رواه البزار؛ ورجاله رجال الصحيح". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 446/ 983)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 796/ 805 - "بغية الباحث")، و"مسند المشائخ" (ق 188/ ب) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 291 - 292) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 451/ 8863) من طريق مخلد بن يزيد وروح بن عبادة كلاهما عن ابن جريج به موقوفًا. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"ل".

84 - باب سلام المار على القاعد

مطر قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي قال: حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان جميعًا أيهما يبدأ (¬1) بالسلام؛ فهو أفضل". 84 - باب سلام المار على القاعد 222 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير". 85 - باب سلام القليل على الكثير 223 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا زكري ابن يحيى زحمويه (¬2) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وسنده صحيح -أيضًا-، وله حكم المرفوع وقد ورد كذلك؛ كما تقدم آنفا. وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 13)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 140) موقوفًا ومرفوعًا. 222 - سنده صحيح؛ أخرجه البخاري معلقًا (11/ 16/ 6234). ووصله في "الأدب المفرد" (2/ 461/ 1001)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 203)، و"شعب الإيمان" (6/ 452/ 8866) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/ 122) -، وأبو نعيم في "المستخرج على البخاري"؛ كما في "فتح الباري " (11/ 16)، و"تغليق التعليق" (5/ 122) بطرق عن أحمد بن حفص به. قلت: وسنده صحيح على شرط البخاري؛ قاله شيخنا الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 141). 223 - إسناده حسن لغيره (وهو صحيح بطرقه وشواهده)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 107/ 6234) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "م": "بدأ". (¬2) في "هـ" و"م": "بن زحمويه" وهو خطأ.

86 - باب سلام الصغير على الكبير

حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا حبيب بن الشهيد عن الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير". 86 - باب سلام الصغير على الكبير 224 - أخبرني جعفر بن عيسى (التمار) (¬1) قال: حدثنا الحسن بن أبي الربيع قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر (قال: أخبرنا) (¬2): همام بن منبه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الترمذي (5/ 61/ 2753)، وأحمد (2/ 510) بطرق عن روح به. قال الترمذي: "هذا حديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة. وقال أيوب السختياني ويونس بن عبيد وعلي بن زيد: إن الحسن لم يسمع من أبي هريرة". وأقره شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 139). قلت: الخلاف في سماع الحسن من أبي هريرة معروف بين أهل العلم؛ وقد انفصلت في "كفاية الحفظة شرح المقدمة الموقظة" (ص 212 - 213) إلى إثباته بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة، ولكن يبقى الحسن مدلس وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث؛ فالسند ضعيف. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وشواهد عن جماعة من الصحابة لا تدع مجالًا للشك في صحته. 224 - إسناده صحيح؛ أخرجه أحمد في "المسند" (2/ 314) -وعنه أبو داود (5198) -، وأبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي في "صحيفة همام بن منبه" (40/ 49) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 452/ 8864) -، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 261 - 262/ 3303) جميعهم عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (10/ 388/ 19445) بسنده سواء. قلت: وهذا سند صحيح على شرطهما، وقد أخرجه البخاري (6231)، والترمذي (2704) وغيرهما عن عبد الله بن المبارك عن معمر به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "عن".

87 - باب سلام الواحد من الجماعة على الجماعة

87 - باب سلام الواحد من الجماعة على الجماعة 225 - أخبرنا أبو يعلى وأبو شيبة داود بن إبراهيم قالا: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 225 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (1/ 345 - 346/ 441) بسنده سواء. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 290) من طريق عبد الأعلي بن حماد النرسي به. وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (2/ 167/ 534) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي به. وأخرجه أبو داود (4/ 353 - 354/ 5210) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 48 - 49)، و"الآداب" (175/ 281) -، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (275/ 781) -ومن طريقه الزَّبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (6/ 75)، والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 411)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 315 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -المجلس الحادي والأربعون بعد الستمائة-، والمحاملي في "الأمالي" (5/ 62/ 2)، وأبو سعيد النيسابوري في "الأربعين" (ق 41/ ب رقم 4)، والهيثم بن كليب في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 242/ 620) - بطرق عن سعيد بن خالد به. قال الدارقطني في "العلل" (سؤال رقم 413): "هو حديث يرويه عبد الملك بن إبراهيم الجُدّي، عن سعيد بن خالد الخزاعي، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن عبيدالله بن أبي رافع عن علي. حدّث به عن الجُدّي جماعة منهم: الحسن بن علي الحلواني وغيره. وحدث به أحمد بن منصور زاج عن الجُدي فزاد في الإسناد: عبد الرحمن الأعرج قبل عبيدالله بن أبي رافع، وما أراه حفظه؛ والصواب: قول من لم يذكر الأعرج فيه. والحديث غير ثابت؛ تفرد به: سعيد بن خالد المدني، عن عبد الله بن الفضل وليس بالقوي" أ. هـ. وقال الحافظ الضياء المقدسي عقبه: "سعيد بن خالد؛ ضعفه أبو زُرْعَة وأبو حاتم، وقال الدارقطني: "والحديث غير ثابت؛ تفرد به: سعيد بن خالد؛ وليس بالقوي" أ. هـ. وقال الحافظ ابن عبد البر: "وهو حديث حسن لا معارض له"، وسعيد بن خالد هذا هو سعيد بن خالد الخزاعي مدني ليس به بأس عند بعضهم، وقد ضعفه جماعة منهم: أبو زُرْعة وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة، وجعلوا حديثه هذا منكرًا؛ لأنه انفرد فيه بهذا الإسناد، على أن عبد الله بن الفضل لم يسمع من عبيد الله بن أبي رافع؛ بينهما الأعرج في غير ما حديث، والله أعلم" أ. هـ. قلت: تقدم عن الدارقطني آنفًا أنه صوّب قول من لم يذكر الأعرج فيه، ومن ذكره في الإسناد لم يحفظه.

عبد الأعلي بن حماد قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" -ونقله عنه الزّبيديُّ-: "هذا حديث حسن! ورجاله رجال الصحيح إلا الخزاعي؛ ففي حفظه مقال، وقد تفرد به" أ. هـ. وقال في "فتح الباري" (11/ 7): "أخرجه أبو داود، والبزار وفي سنده ضعف". وقال أبو سعيد النيسابوري: "هذا حديث حسن! ". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 242/ 778): "ولعله يعني: حسن لغيره؛ وإلا فقد قال الضياء عقبه (وذكر كلامه المتقدم)، وفي "التقريب": ضعيف" أ. هـ. وهو كما قال - رحمه الله -. لكن للحديث شواهد يصح بها: الأول: عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 82 - 83/ 2730)، -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 313) -، وأبو سهل القطان في "حديثه" (4/ 246/ 2)؛ كما في "إرواء الغليل" (3/ 243) من طريق كثير بن يحيى حدثنا حفص بن عمرو الرقاشي حدثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده به. وأخرجه المصنف؛ كما سيأتي (235) من طريق أبي مالك صاحب البصري عن حفص بن عمر بن رزيق القرشي المدني عن عبد الله بن حسن به. قلت: إسناد الطبراني حسن؛ رجاله ثقات غير حسن بن حسن وهو صدوق؛ كما في "التقريب". وأعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 35) بقوله: "رواه الطبراني وفيه كثير بن يحيى وهو ضعيف". ولعل الحافظ ابن حجر اغتر بكلامه؛ فإنه قال في "فتح الباري" (11/ 7): "في سنده مقال"، وقال في "نتائج الأفكار" - ونقله عنه الزَّبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (6/ 276) -: "وإسناده يصلح للاعتبار". وليس كما قالوا؛ لأن كثير بن يحيى ثقة؛ روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الله بن أحمد وغيرهم من الحفاظ، ووثقه ابن حبان، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: محله الصدق؛ كما في "الجرح والتعديل" (7/ 158/ 885)، و"الثقات" (9/ 26)، و"لسان الميزان" (4/ 485). وبقي حسن بن حسن وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات؛ فمن أين له الضعف؟!. وبالجملة؛ فهذه الطريق أصح طرق الحديث وأقواها، والله أعلم. تنبيهات: 1 - قال شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 243): "ولم أجده في الطبراني "الكبير"، ولا في مسند الحسن ولا مسند الحسين، والله أعلم".

خالد قال: حدثني عبد الله بن الفضل عن عبيدالله بن أبي رافع عن علي بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو في "المعجم الكبير" في مسند الحسن (3/ 82 - 83/ 2730). 2 - وقال - رحمه الله -: "فعزاه الهيثمي (8/ 35) للطبراني، وقال: "وفيه كثير بن يحيى، وهو ضعيف". قلت: وكذلك نقل قوله في "الصحيحة" (3/ 141)، وضعفه -أيضًا- في "الضعيفة" (5/ 464)، ولكنه وثقه في "الصحيحة" (2/ 261). فقال: "وابن كثير؛ ثقة؛ فقد روى عنه أبو زرعة، وقد عُلم عنه: أنه لا يروي إلا عن ثقة؛ بل سئل عنه؟ فقال: "صدوق". وقال أبو حاتم: "محله الصدق، وكان يتشيع"؛ كما ذكره ابنه في "الجرح والتعديل"" أ. هـ. قلت: وقد وثقه ابن حبان -أيضًا-، وهذا هو الذي تقتضيه قواعد "الجرح والتعديل"، والله أعلم. الثاني: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (8/ 251) عن محمد بن المسيب: ثنا عبد الله بن خبيق: ثنا يوسف بن أسباط، عن عباد البصري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن المسيب عن أبي سعيد الخدري به. قال أبو نعيم: "غريب من حديث زيد وعباد، لم نكتبه إلا من حديث يوسف" أ. هـ. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 401/ 1412): "وفيه ضعف؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "وثقه يحيى، وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وعباد البصري جمع، ولم يتعين عندي من هو؟. وسائر الرواة ثقات غير محمد بن المسيب؛ ترجمه الخطيب في "التاريخ" (3/ 297) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا" أ. هـ. وقد خولف عباد في إسناده؛ فأخرجه المصنف؛ كما سيأتي (235) من طريق أبي مالك صاحب البصري: ثنا حفص بن عمرو بن رزيق القرشي المدني: حدثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي عن أبيه عن جده، وحدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار به. قال شيخنا: "لكن الإسناد ضعيف؛ فإن من دون زيد بن أسلم لم أعرفهم" أ. هـ. قلت: تحرف في مطبوع "عمل اليوم والليلة" للمصنف اسم الراوي فيه من عبد الله بن حسن إلى عبد الرحمن بن حسن، ولذا لم يعرفه شيخنا - رحمه الله -، والصواب أنه: عبد الله؛ كما في "الأصل الخطي"، وكذا أخرجه أبو سهل بن القطان في "حديثه"

88 - باب سلام الرجال على النساء

أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجزئ من الجماعة إذا مرت أن يسلم إحدهم، ويجزي عن القعود أن يرد أحدهم". 88 - باب سلام الرجال على النساء 226 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 246/ 2) من طريق كثير بن يحيى عن عبد الله بن حسن به؛ ذكره شيخنا - رحمه الله - في "الإرواء" (3/ 243) وعليه؛ فمن دون عبد الله بن حسين في إسناد ابن السني لم أعرفهم ولم أجد لهم ترجمة، وأما إسناد ابن القطان ففيه شيخه؛ قال شيخنا الألباني: لم أعرفه. وبالجملة؛ فالحديث من مسند أبي سعيد الخدري لا يصح؛ لأن في الطريق إليه مجاهيل، وقد خولفوا في إسناده؛ فرواه مالك بن أنس ومعمر بن راشد عن زيد بن أسلم به مرسلًا ليس فيه عطاء بن يسار وأبو سعيد الخدري. أخرجه مالك في "الموطأ" (2/ 959 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 137/ 2018 - رواية أبي مصعب الزهري)، وعبد الرزاق في "المصنف" (10/ 387/ 19443) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 466/ 8923) -. قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد، وهو أصح من الموصول بلا ريب. الثالث: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه أبو محمد الجوهري في "حديث ابن حيوية" (3/ 127/ 1)؛ كما في "إرواء الغليل" (3/ 243). قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه عباد بن كثير وهو متروك، وبه أعله شيخنا - رحمه الله -. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب بشاهديه من حديث الحسن بن علي ومرسل زيد بن أسلم - إن شاء الله -، والله وليّ التوفيق. وقد حسّنه شيخنا - رحمه الله - في "الإرواء" بمجموع شواهده. 226 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 495/ 7506) بسنده سواء. والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" (8/ 635/ 8532)، و"مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 42/ 5288/ 1 - ط. دار الوطن) بسنده به. وأخرجه أحمد (4/ 363)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 353/ 2486)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 265 - 266/ 3308) عن وكيع به. وأخرجه أحمد (4/ 363) عن غندر عن شعبة به.

وكيع عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -. "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على نسوة؛ فسلم عليهن". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أحمد (4/ 357) عن غندر ثنا شعبة عن جابر حدثني رجل عن طارق به. قال الحسيني في "الإكمال" (213/ 397): "طارق التميمي، عن جرير بن عبد الله البجلي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على نسوة فسلم عليهن. روى حديثه: جابر عن رجل عنه. ورواه شعبة عن جابر عن طارق. ورواه ابن جعفر عن رجل عنه". قال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (ص 197): "جابر هو الجعفي، وأسقط الوأسطة مرة، والطريقان في "المسند"" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 38): "رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني؛ وفي أحد إسنادي أحمد: عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي. وفي الآخر: عن شعبة عن جابر بن طارق التميمي! عن جرير؛ وجابر بن طارق لم أعرفه. وجابر عن طارق؛ فإن كان جابر هو الجعفي؛ فهو ضعيف" أ. هـ. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 43): "مدار الإسناد على جابر الجعفي؛ وهو ضعيف، ومع ضعفه فلم يسمع من طارق التميمي". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 172): "وهذا إسناد ضعيف؛ جابر هو ابن يزيذ الجعفي؛ وهو ضعيف. ووقع في الموضع الثاني من "المسند" جابر بن عبد الله، ولعله وهم. وطارق التميمي، كذا وقع في الموضعين من "المسند"، ووقع في ابن السني والطبراني "التيمي" ولم أجد له ترجمة" أ. هـ. قلت: تبين مما سبق أن الحديث فيه ثلاث علل: الأولى: جابر الجعفي؛ متروك متهم بالكذب. الثانية: الانقطاع بين جابر الجعفي وطارق التيمي؛ لأن بينهما رجلًا. كما في رواية أحمد، وهو مجهول؛ لأنه مبهم ولم يسم. الثالثة: طارق التميمي مجهول لم يوثقه أحد. لكن للحديث شاهد يصح به: عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: "مرَّ بيَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في جوار أتراب لي، فسلم علينا وقال ... الحديث؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 584/ 1048): حدثنا مخلد قال؛ حدثنا مبشر بن إسماعيل عن ابن أبي غنية، عن محمد بن مهاجر عن أبيه عن أسماء به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 466 - 467/ 823): "وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، غير مهاجر -وهو ابن أبي مسلم-، روى عنه جماعة من الثقات غير ابنه محمد هذا، وذكره ابن حبان في "الثقات"" أ. هـ.

89 - باب السلام على الصبيان

89 - باب السّلام على الصّبيان 227 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرنا شعبة عن سيار أبي الحكم عن ثابت عن أنس (بن مالك - رضي الله عنه -) (¬1): أنه مرّ على الصّبيان؛ فسلّم عليهم، و (¬2) حدثنا: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرّ على الصّبيان؛ فسلم عليهم، وهو معهم (¬3) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال - رحمه الله - في (5/ 173): "حسن؛ رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير مهاجر بن أبي مسلم -مولى أسماء- روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان (5/ 427) " أ. هـ. قلت: وهو كما قال. وللحديث طريق أخرى: فأخرجه أبو داود (5204)، وابن ماجه (3701)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 634 - 635)، وأحمد (6/ 452)، والدارمي (2/ 277)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (65/ 135)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 460 - 461/ 8900) وغيرهم من طريق ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أسماء به. قلت: وشهر هذا حسن في المتابعات والشواهد. وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما صحيح بلا ريب - إن شاء الله -. 227 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (64/ 130) عن أبي يعلى به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 32/ 6247)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 726/ 1799)، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (274/ 775)، وأبو نعيم في "المستخرج"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (6/ 277)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 459/ 8894)، وتمام الرازي في "فوائده" (3/ 403 - 404/ 1179 - ترتيبه) بطرق عن علي بن الجعد به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2168/ 15)، والترمذي (2696) من طريق غندر عن شعبة به. وأخرجه مسلم (2168/ 14) وغيره من طريق هشيم عن سيار به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "ثم". (¬3) في "ل": "معه".

90 - باب كيف السلام على الصبيان

90 - باب كيف السلام على الصبيان 228 - أخبرني عثمان بن سهل بن مخلد قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع عن حُبَيِّبٍ بن حُجْرٍ القيسي عن ثابت (البناني) (¬1) عن أنس (بن مالك - رضي الله عنه -) (¬2) قال: مر علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ـــــــــــــــــــــــــــــ 328 - إسناده صحيح، أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 633/ 5826)، وأحمد (3/ 183)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 378) بطرق عن وكيع به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 391/ 7119 - ط. دار الرشد) عن إبراهيم بن الحجاج السامي عن حبيب به. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (274 - 275/ 778) من طريق روح بن عبادة عن حبيب به. قال البوصيري: "هذا إسناد رواته ثقات". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1091/ 2950): "وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير حبيب هذا، روى عنه جمع آخر من الثقات غير وكيع، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 179) " أ. هـ. تنبيهان: الأول: وهم الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في هذا الحديث حين قال في "فتح الباري" (11/ 33): "ووقع لابن السني وأبي نعيم في "عمل اليوم والليلة" من طريق عثمان بن مطر عن ثابت بلفظ (فذكر الحديث) وقال: عثمان واهٍ" أ. هـ. قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1093): "ووهم الحافظ من ناحيتين: الأولى: أن عثمان هذا ليس في إسناد ابن السني. والأخرى: نزوله في تخريج الحديث إلى هذا وأبي نعيم! وإهماله عزوه إياه إلى ابن أبي شيبة وأحمد مع سلامة إسنادهما من الضعف، الأمر الذي لا يليق بـ (الحافظ) ". قلت: ورواية عثمان بن مطر؛ أخرجها أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (773). الثاني: قال شيخنا - رحمه الله -: "ثم إن الحديث من شرط "مجمع الزوائد" للهيثمي، لكنه لم يورده، ولعل السبب أن أصله في "الصحيحين" من طريق أخرى عن ثابت عن أنس، وما أظن هذا يشفع له في تركه إياه، والله أعلم" أ. هـ. قلت: وكذا فات البوصيري - رحمه الله - أن يذكر سند ابن أبي شيبة وأحمد في كتابه "إتحاف الخيرة المهرة" مع أنه على شرطه. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) ليست في "ل".

91 - باب السلام على الخدم والصبيان والجواري

ونحن صبيان؛ فقال: "السلام عليكم يا صبيان". 91 - باب السلام على الخدم والصبيان والجواري 229 - أخبرني عمر بن حفص بن عمرويه قال: حدثنا عبدة بن عبد الله (الصفار) (¬1) قال؛ حدثنا عبد الصمد (بن عبد الوارث) (¬2) قال: حدثنا محمد بن ثابت البناني قال: حدثني أبي: أن أنسًا - رضي الله عنه - حدث: أن ـــــــــــــــــــــــــــــ 229 - إسناده ضعيف، (وهو حديث صحيح بطرقه)؛ أخرجه أحمد (3/ 150) عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. قلت: إسناده ضعيف؛ محمد بن ثابت البناني ضعيف؛ كما في "التقريب". والحديث من شرط الهيثمي في "مجمع الزوائد"، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" ولم يذكراه. وأخرجه الحاكم (4/ 80) من طريق السري بن خزيمة، عن محمد بن كثير المصيصي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس به وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ لأن محمدًا بن كثير المصيصي صدوق كثير الغلط؛ كما في "التقريب"، ولم يرو له مسلم، والسري بن خزيمة؛ ليس من رجاك الكتب الستة، وهو مستقيم الحديث؛ كما قال ابن حبان في "الثقات". لكن محمدًا توبع؛ فأخرجه أحمد (3/ 285)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 230/ 3517) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3785 و 5180)، ومسلم في "صحيحه" (2508) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبيان والنساء مقبلين -قال عبد العزيز: حسبت أنه قال من عرس- فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ممثلًا فقال: "اللهم إنهم من أحب النّاس إليّ" قالها ثلاث مرار. وأخرجه البخاري (3786 و 5234 و 6645)، ومسلم (2509) وغيرهم من طرق عن شعبة عن هشام بن زيد، سمعت أنس بن مالك قال: جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعها صبي لها، فكلمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "والذي نفسي بيده إنكم أحب الناس إليّ" مرتين. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) زيادة من "ص" و"م".

رسول الله في - صلى الله عليه وسلم - استقبله نساء وصبيان وخدم جاءين من عرس لهم، فسلم عليهم وقال: "والله إني لأحبكم". 330 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا سعيد بن أبي الربيع قال: حدثني رشيد أبو عبد الله (قال) (¬1): حدثنا ثابت عن أنس (بن مالك) (¬2) - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 230 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 134/ 3409) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1018) - بسنده سواء. وأخرجه عبد الغني المقدسي في "جزء أحاديث الشعر" (75/ 26) من طريق المصنف به. وأخرجة ابن عدي عن عبدان عن سعيد بن أبي الربيع السمان به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ رشيد هو أبو عبد الله الزريري؛ قال ابن عدي: "حدث عن ثابت بأحاديث لم يتابع عليها"، وقال الذهبي في "المغني"، و"الميزان": "مجهول". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 42): "رواه أبو يعلى من طريق رشيد عن ثابت، ورشيد هذا؛ قال الذهبي: مجهول" أ. هـ. وأخرجه ابن ماجه (1/ 612/ 1899)، والخلال في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (92 - 93/ 148)، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 32 - 33)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (508/ 2) بطرق عن عيسى بن يونس: ثنا عوف عن ثمامة بن عبد الله عن أنس به لكن ليس فيه: "اللهم بارك فيهن". قال الطبراني: "لم يروه عن عوف إلا عيسى؛ تفرد به مصعب بن سعيد". قلت: وليس كما قال؛ بل تابعه هشام بن عمار عند ابن ماجه، وأبو خيثمة المصيصي عند البيهقي. قال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 421 - ط. الرشد): "رواه ابن ماجه بسند صحيح". وقال في "مصباح الزجاجة" (2/ 106): "إسناده صحيح، ورجاله ثقات". وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن ابن ماجه" (1553). قلت: وهو كما قالا. وبالجملة؛ فالحديث صحيح إلا جملة: "اللهم بارك فيهن" فهي منكرة. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) ليست في "ل".

92 - باب السلام على المشركين إذا كانوا مع المسلمين في المجلس

عنه - قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جوار من بني النجار، وهن يضربنّ بالدف، ويقلن: نحن جوار من بني النّجار ... يا حبّذا محمد من جار! فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ بارك فيهن". 92 - باب السّلام على المشركين إذا كانوا مع المسلمين في المجلس 231 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة: أن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أخبره: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود والمشركين وعبدة الأوثان، فسلّم عليهم". 93 - باب ثواب السلام 232 - أخبرنا أبو يعلى (قال) (¬1): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (قال) (1): ـــــــــــــــــــــــــــــ 231 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو عروبة الحراني في "أحاديثه" (46/ 32 - رواية أبي أحمد الحاكم)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 21 - 22/ 2567) عن سلمة بن شبيب به. وأخرجه مسلم (3/ 1422 - 1423/ 1798)، والترمذي (2702)، وأحمد (5/ 203)، والبزار في "البحر الزخار" (2567)، وابن حبان في "صحيحه" (14/ 543 - 544/ 6581 - إحسان)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/ 576) بطرف عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (5/ 490 - 492/ 9784 و 6/ 12/ 9844 و 10/ 392 - 393/ 19463) به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6254) من طريق معمر به. وأخرجه البخاري (5663)، ومسلم (3/ 1424) وغيرهما من طريق عقيل عن الزهري به. 232 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" عن ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

حدثنا أبو أسامة عن موسى بن عبيدة عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال: السّلام عليكم؛ كتب (¬1) له عشر حسنات، ومن قال: السّلام عليكم ورحمة الله؛ كتب (1) له عشرون حسنة؛ ومن قال: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ كتب (1) له ثلاثون حسنة". ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن أبي شيبة وهذا في "مسنده" (1/ 62/ 56) بسنده سواء. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 423/ 469 - منتخب) -، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 718 - 719/ 1195) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 75 - 76/ 5563) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 384 - 385/ 7097 - ط. الرشد)، و"المطالب العالية" (7/ 194/ 2942 - ط مؤسسة قرطبة) عن أبي أسامة به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 454 - 455/ 8875) من طريق جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة به. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يثبت؛ قال أحمد: لا يحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة، وقال يحيى: ليس بشيء" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 31): "رواه الطبراني؛ وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 6): "وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حنيف بسند ضعيف". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 385 - ط. الرشد): "مدار الإسناد على موسى بن عبيدة، وهو ضعيف". قلت: وهو كما قالوا؛ لكن الحديث صحيح بشواهده منها: الأول: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (986)، وابن حبان في "صحيحه" (493 - إحسان) بسند صحيح. الثاني: حديث عمران بن حصين به؛ أخرجه أبو داود (5195)، والترمذي (2689)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (337)، وأحمد (4/ 439)، والدارمي في "سننه" (2/ 277 - 278)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 134/ 280)، وابن المقرئ في "معجمه" (475)، والبزار في "البحر الزخار" (9/ 62/ 3588)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 718/ 1194) بسند حسن. ¬

_ (¬1) في "ل": "كتبت".

94 - باب صفة السلام

نوع آخر: 233 - حدثنا القاضي المحاملي أبو عبد الله قال: حدثنا علي بن سهل قال: حدثنا عبيد بن إسحاق الكوفي (¬1) قال: حدثنا المختار بن (¬2) إسحاق (التيمي) (¬3) قال: حدثنا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي - رضي الله عنه - قال: دخلت المسجد، فإذا أنا بالنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في عصبة من أصحابه فقلت: السلام عليكم؛ فقال: "وعليكم السّلام ورحمة الله، عشر لي وعشر لك"؛ فدخلت الثانية فقلت: السّلام عليكم ورحمة الله (وبركاته) (¬4)؛ فقال: "وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون لي وثلاثون لك، أنا وأنت في السّلام سواء، يا علي إنه من مر على مجلس؛ فسلّم كتب له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات". 94 - باب صفة السّلام 238 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا مسروق بن المرزبان قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ في "فتح الباري" (11/ 6): "بسند قوي". وبالجملة؛ فالحديث صحيح بشواهده، والله أعلم. 233 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه البزار في "البحر الزخار" (3/ 53 - 54/ 808)، وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة"، كما في "فتح الباري" (11/ 6). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 31): "رواه البزار؛ وفيه مختار بن نافع التيمي وهو ضعيف، وفيه عبيد بن إسحاق العطار وهو متروك" أ. هـ. 234 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 439 - 440/ 6565) بسنده سواء. وأخرجه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (6/ 375 - 376/ 2781) من طريق مالك بن إسماعيل عن عبد السلام بن حرب به. ¬

_ (¬1) في بعض النسخ المطبوعة: "التميمي". (¬2) هكذا في "الأصول"، والصواب: "أبو"؛ كما في كتب الرجال، و"مسند البزار". (¬3) زيادة من "ل" و"هـ". (¬4) ليست في "ل".

95 - باب رد الواحد من الجماعة يجزى عن جميعهم

عبد السّلام بن حرب عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد أحدكم السّلام؛ فليقل: السّلام عليكم؛ فإن الله - عز وجل - هو السّلام، فلا تبدأوا قبل الله - عز وجل - بشيء". 95 - باب ردّ الواحد من الجماعة يجزى عن جميعهم 235 - أخبرنا محمد بن خالد الراسبي قال: حدثنا محمد بن علي الأهوازي قال: حدثنا أبو مالك صاحب البصري قال: حدثنا حفص بن عمرو بن رُزيق القرشي المديني (¬1) قال: حدثنا عبد الله (¬2) بن الحسن عن أبيه عن جده (و) (¬3) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القوم يمرون يسلم رجل منهم يجزئ ذلك عنهم؟ قال: "نعم"، قال: فيرد رجل من القوم: أيجزيء ذلك عنهم؟ قال: "نعم". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 446/ 6574) من طريق محمد بن فضيل عن عبد الله بن سعيد به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 35): "رواه أبو يعلى؛ وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدًا". وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (3/ 181): "وعبد الله بن سعيد؛ ضعيف جدًا". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 388): "مدار هذا الإسناد على عبد الله بن سعيد المقبري؛ وهو ضعيف". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة، (5/ 343/ 2319): "وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي سعيد المقبري- متروك متهم" أ. هـ. 235 - مضى تخريجه تحت حديث رقم (225). ¬

_ (¬1) في "م": "المدني". (¬2) في "هـ" و"م": "عبد الرحمن"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لكتب الرجال. (¬3) زيادة من "ل".

96 - باب منتهي رد السلام

96 - باب منتهي ردّ السّلام 236 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا سليمان بن سلمة (¬1) قال: حدثنا بقية قال: حدثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكران عن الحسن عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رجل يمر بالنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يرعى دواب أصحابه؛ فيقول: السّلام عليك يا رسول الله، فيقول له النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه"، فقيل: يا رسول الله تسلم على هذا سلامًا ما تسلم على أحد من أصحابك! فقال: "وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلًا". 97 - باب النّهي أن يقول الرجل: عليكم السّلام ابتداء 237 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع ـــــــــــــــــــــــــــــ 236 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: سليمان بن سلمة، متروك متهم بالكذب، كما في "الميزان" (2/ 209). الثانية: يوسف بن أبي كثير؛ مجهول؛ كما في "التقريب". الثالثة: نوح بن ذكران؛ روى عن الحسن مناكير، ولا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدًا"، وقال أبو حاتم الرازي: "ليس بشيء". الرابعة: الحسن البصري؛ مدلس وقد عنعن. قال الإمام النووي - رحمه الله - في "الأذكار" (2/ 614 - بتحقيقي): "وروينا في كتاب ابن السُّنِّي بإسناد ضعيف عن أنس". وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "فتح الباري" (11/ 6): "وأخرج ابن السُّنِّي في "كتابه" بسند واهٍ من حديث أنس". 237 - إسناده صحيح؛ أخرجه النَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" (281/ 319) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 71/ 2721) من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (320) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وأحمد (5/ 64) من طريق وهيب بن خالد، والطبراني في ¬

_ (¬1) في "م": "سلم"، وهو خطأ.

98 - باب كيف يرسل السلام إلى أخيه

قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا خالد عن أبي تميمة الهجيمي عن رجل قال: قلت: يا رسول الله عليك السّلام؛ قال: "إن عليك السّلام تحيّة الموتى، إذا لقي أحدكم أخاه؛ فليقل: السَّلام عليك ورحمة الله". 98 - باب كيف يرسل السلام إلى أخيه 238 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الرحمن (بن محمد) (¬1) بن ـــــــــــــــــــــــــــــ "المعجم الكبير" (6/ 66/ 6389) من طريق خالد بن عبد الله الطحان أربعتهم عن خالد الحذاء به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 393): "وإسناده صحيح على شرط البخاري". وصححه (6/ 831/ 2846). وأخرجه النسائي (317)، وأحمد (3/ 482)، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 813/ 807)، والحاكم (4/ 186) بطرق عن الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. والجريري وإن كان قد اختلط؛ إلا أن عبد الوارث وابن علية وجعفر بن عون -الذين رووا عنه هذا الحديث- سمعوا منه قبل الاختلاط. وصححه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 832). وأخرجه أبو داود (4/ 56/ 4084 و353/ 5209)، والترمذي (5/ 72/ 2722)، والنسائي (318)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 391 - 329/ 4874)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (18)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 392 - 393/ 1183 و 393/ 1184)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 66 - 67)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 65/ 6386 و 6387)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 457/ 8885) وغيرهم بطرق عن أبي غفار عن أبي تميمة بنحوه. قلت: وسنده حسن؛ أبو غفار: لا بأس به؛ كما في "التقريب". (تنبيه): الصحابي المبهم هو جابر بن سليم أبو جري؛ كما وقع صريحًا عند أبي داود والحاكم. 228 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 49/ 3293) بسنده سواء. وأخرجه مسلم (1894) وغيره من طريق حماد بن سلمة به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

99 - باب كيف يرد السلام إلى من بلغه السلام

سلام الجمحي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه -: أن فتى من بني أسلم قال: يا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - إني أريد (¬1) الجهاد وليس لي مال أتجهز به (¬2)، قال: "اذهب إلى فلان الأنصاري؛ فإنه قد كان يجهز، وقيل له: يقرئك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل له: ادفع لي ما أتجهز به (¬3) ". 99 - باب كيف يرد السّلام إلى من بلغه السّلام 239 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت غالبًا القطان يحدث عن رجل من بني تميم عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: أنه أتى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال (له) (¬4): إن أبي يقرأ عليك السلام؛ فقال: "عليك وعلى أبيك السلام". نوع آخر: 240 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا نوح بن حبيب قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 239 - مضى تخريجه برقم (214). 240 - شاذ، وهو صحيح بطرقه؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (7/ 69)، و"عشرة النساء" (45/ 15)، و"عمل اليوم والليلة" (301/ 375) بسنده سواء وأخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 269 - 270/ 672) من طريق المصنف به. وأخرجه أحمد في "المسند" (6/ 150)، و"فضائل الصحابة" (2/ 869/ 1627)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (856)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 221/ 1478 - منتخب)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 29/ 87) بطرق عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 429/ 20917) بسنده به. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "أحب". (¬2) في "ل": "ليس لي ما أتجهز". (¬3) في "ل" و"هـ": "تجهّزت به". (¬4) زيادة من "ل".

عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إن جبرئيل يقرأ عليك السلام"، قالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا نرى. نوع آخر: 241 - حدثنا إسماعيل بن داود قال: حدثنا عيسى بن حماد قال: ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ظاهره الصحة، لكن صَوَّبَ النَّسائي أن الصحيح في سنده هو: عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة، وليس عن عروة عن عائشة وهو كما قال؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 33/ 6249)، والترمذي (3881)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (302/ 376) من طريق عبد الله بن المبارك. وأخرجه البخاري (6/ 305/ 3217)، وابن حبان في "صحيحه" (16/ 11 - 12/ 7098 - إحسان) من طريق هشام بن يوسف؛ كلاهما عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة به. قال النسائي: "وهذا الصواب؛ لمتابعة شعيب وابن مسافر إياه على ذلك". قلت: متابعة شعيب: أخرجها البخاري (10/ 581/ 6201)، والدارمي في "سننه" (2/ 277) -وعنه مسلم في "صحيحه" (2447/ 91) -، والنسائي في "المجتبى" (7/ 69 - 70)، و"عشرة النساء" (16)، و"عمل اليوم والليلة" (302/ 377)، وأحمد (6/ 88) بطرق عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري به. قال النسائي: "هذا الصواب، والذي قبله -يعني: عبد الرزاق عن معمر- خطأ" وهو كما قال. ومتابعة ابن مسافر؛ أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 29/ 88) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث بن سعد عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري به وتابعهما أيضًا: يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري به؛ أخرجه البخاري (7/ 106/ 3768)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 29 - 30/ 89)، من طريق الليث بن سعد. وأخرجه أحمد (6/ 117) من طريق ابن المبارك كلاهما عن يونس به. وبالجملة؛ فالصحيح فيه عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة؛ كذا رواه الثقات عن الزهري، ورواية معمر التي رواها عنه عبد الرزاق وَهْمٌ، والله أعلم. 241 - إسناده ضعيف؛ لإعضاله.

100 - باب النهي أن يبدأ المشركين بالسلام

موهب (¬1): أن خديجة - رضي الله عنها - خرجت تلتمس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة، ومعها غذاء له؛ فلقيها جبرئيل -عليه السلام - في صورة رجل؛ فسألها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهابته، وظنت أنه بعض من يغتاله (¬2)، ثم إنها ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ذاك (¬3) جبرئيل - عليه السّلام - أخبرني أنه لقيك ومعك غذاء وهو حيس (¬4)، فقال: أقرأ عليها من الله - عز وجل - السّلام، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب"، فقالت: هو السّلام ومنه السّلام وعليه السّلام وعلى جبرئيل السلام وعليك يا رسول الله وعلى من سمع إلا الشيطان، يا رسول الله ما بيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب؟ قال: "هو بيت من لؤلؤة مخبأة (¬5) (مجوفة) (¬6) ". 100 - باب النّهي أن يبدأ المشركين بالسّلام 242 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان ـــــــــــــــــــــــــــــ 242 - شاذ بلفظ المشركين، وصحيح بلفظ: "أهل الكتاب"، أو"اليهود"، أو "اليهود والنصارى". قلت: هذا الحديث مداره على سهيل بن أبي صالح، وله عنه طرق: الأولى: من طريق الثوري عنه به بلفظ: "المشركين". أخرجه أحمد (2/ 444 و 525)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1111)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 341)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 140 - 141)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 203) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "وهب". (¬2) في هامش "ل": "الغول: إهلاك الشيء من حيث لا يحس به، يقال: غاله، يغوله، غولًا، واغتاله اغتيالًا، ومنه سمى السعلاة: غولًا". (¬3) في " ل": "هو". (¬4) في هامش "ل": "والحيس طعام". (¬5) مستورة. (¬6) زيادة من "ل".

(الثوري ح) (¬1) وأخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي (قال) (1): حدثنا شعبة جميعًا عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا لقيتم المشركين في طريق، فلا تبدؤوهم بالسّلام، واضطروهم إلى أضيقها". هذا حديث الثوري، وقال شعبة في حديثه: "فلا تبدؤوهم بالسّلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقها" (¬2). ـــــــــــــــــــــــــــــ ويحيى بن آدم، ومحمد بن كثير، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، ومحمد بن يوسف الفريابي جميعهم عن سفيان به. وخالفهم وكيع -وهو أثبت الناس في الثوري- فرواه عنه بلفظ: "اليهود". أخرجه مسلم (2167)، وأحمد (2/ 444) بطرق عن وكيع به. وهذا هو الصحيح؛ لأن وكيعًا في روايته هذه على الثوري توبع بخلاف الروايات الخمسة السابقة فروايتهم شاذة، ورواية وكيع بهذا اللفظ هي الصحيحة. وقد رواه تسع من الرواة عن سهيل مثل رواية وكيع، وهي الطرق الآتية، ولم يذكر واحد منهم لفظ المشركين، فدل على أنها شاذة. الثانية: من طريق شعبة عن سهيل به: أخرجه مسلم في "صحيحه" (2167)، وأحمد (2/ 459) عن محمد بن جعفر (غندر)، وأبو داود (4/ 352/ 5205) عن حفص بن عمر، وأحمد (6/ 364) عن عفان بن مسلم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 341) عن وهب بن جرير، والمصنف عن أبي الوليد الطيالسي، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 253 - 354/ 501 - إحسان) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والطيالسي في "مسنده" (2424) سبعتهم عن شعبة به. الثالثة: من طريق جرير بن عبد الحميد عن سهيل به: أخرجه مسلم (2167)، والبيهقي (9/ 203 - 204). الرابعة: من طريق عبد العزيز الدراوردي عن سهيل به: أخرجه مسلم (2167)، والترمذي (4/ 154/ 1602 و 5/ 60/ 2700)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 461 - 462/ 8903) عن قتيبة بن سعيد عن الدراوردي به. الخامسة: من طريق وهيب بن خالد عن سهيل به: أخرجه أحمد (2/ 263)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 531/ 1103). السادسة: من طريق معمر عن سهيل به: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "أضيقه".

101 - باب كيف يرد السلام على أهل الكتاب إذا سلم عليه؟

101 - باب كيف يردّ السّلام على أهل الكتاب إذا سُلِّم عليه؟ 243 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا قتيبة (بن سعيد) (¬1) عن ـــــــــــــــــــــــــــــ (10/ 391/ 19457) -وعنه أحمد (26612)، والبيهقي في "الشعب" (8903)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 269/ 3310) - عن معمر به. السابعة: من طريق أبي عوانة عن سهيل به: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2/ 253/ 500 - إحسان) من طريق مسدد عن أبي عوانة به. الثامنة: من طريق يحيى بن أيوب الغافقي عن سهيل به: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 341). التاسعة والعاشرة: من طريق أبي بكر بن عياش وشريك القاضي عن سهيل به: أخرجه الطحاوي. فهؤلاء ثمانية من الثقات ومعهم شريك وهو تاسع -وهو حسن في الشواهد- رووه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به. وليس عند واحد منهم لفظ: "المشركين"، مما يجعل الواقف على طرق الحديث يجزم بشذوذ رواية الثوري الأولى بلفظ: "المشركين". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 319): "شاذ بهذا اللفظ". وقال في "الأدب المفرد" (2/ 624 - ط. المعارف): "شاذ بهذا السياق في الشطر الأول". ثم قال: والمحفوظ بلفظ: "لا تبدأوا اليهود والنصارى (وفي رواية: أهل الكتاب) بالسلام ... " الحديث. أخرجه مسلم وغيره. والرواية المحفوظة اتفق عليها جمع من الثقات عن سهيل: شعبة بن الحجاج، وعبد العزيز الدراوردي، وجرير عند مسلم وغيره، ومعمر عند أحمد وغيره. والرواية الشاذة؛ تفرد بها سفيان -وهو: الثوري- عنه" أ. هـ. 243 - إسناده صحيح؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (3257 و 6928)، وفي "الأدب المفرد" (1106) بطرق عن مالك، وهذا في "الموطأ" (2/ 960/ 3 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 138/ 2021 - رواية أبي مصعب الزهري) بسنده به. وأخرجه البخاري (6928) من طريق الثوري عن عبد الله بن دينار به. وأخرجه مسلم (2164) من طريق الثوري وإسماعيل بن جعفر المدني عن عبد الله به. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م".

102 - باب النهي أن يزيد أهل الكتاب على: وعليكم

مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إنّ اليهود إذا سلم أحدهم؛ فإنما يقول: السّام عليكم؛ فقل: وعليكم". 102 - باب النهي أن يزيد أهل الكتاب على: وعليكم 244 - حدثنا عبد الرحمن بن محمَّد البفراوندي (¬1) قال: حدثنا يحيى بن طلبة اليربوعي قال: حدثنا شريك عن حميد عن أنس قال: أمرنا أن لا نزيدهم على: وعليكم؛ يعني: أهل الكتاب. 103 - باب كراهية أن تبدًا النّساء الرّجال بالسّلام 245 - أخبرنا أبو عبد الله عبد الصمد بن المهتدي بالله قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 244 - إسناده ضعيف؛ فيه ثلاث علل: الأولى: حميد هذا ليس هو الطويل الثقة المعروف، وإنما هو ابن زاذويه؛ كما نص على ذلك البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 348/ 2706) وذكر حديثه هذا، وهو مجهول؛ كما في "التقريب". الثانية: شريك القاضي؛ صدوق كثير الخطأ؛ كما في "التقريب". الثالثة: يحيى بن طلبة اليربوعي؛ لين؛ كما في "التقريب". وأخرجه أحمد (3/ 113)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 797/ 806 بغية) من طريقين عن ابن عون عن حميد به. فبرئت ذمة شريك ويحيى من الحديث، وبقيت العلة الأولى وهي جهالة حميد. لكن أخرج البخاريُّ في "صحيحه" (11/ 42/6258)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1705/ 2163) من طريق أخرى عن أنس مرفوعًا: "إذا سلّم عليكم أهل الكتاب؛ فقولوا: وعليكم". 245 - إسناده ضعيف جدًا؛ قال الذهبي في "المغني في الضعفاء": "بكار بن تميم عن مكحول وعنه بشر بن عون مجهولان"، وقال في "الميزان": "بكار بن تميم عن مكحول؛ مجهول ذا نسخة باطلة"، ووافقه الحافظ في "لسان الميزان". ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "البقرواندي".

104 - باب تسليم الرجل على أخيه إذا فرق بينهما الشجر ثم التقيا

إسماعيل بن محمَّد العذري قالة حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا بشر بن عون قال: حدثنا بكار بن تميم عن مكحول عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يسلّم الرجال على النساء، ولا يسلّم النساء على الرجال". 104 - باب تسليم الرجل على أخيه إذا فرق بينهما الشجر ثم التقيا 246 - أخبرنا (أبو القاسم) (¬1) بن منيع قال: حدثنا عبد الأعلي بن حماد النرسي قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت وحميد عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتماشون؛ فإذا استقبلتهم شجرة أو أكمة؛ فتفرقوا يمينًا وشمالًا، ثم التقوا من ورائها سلَّم بعضهم على بعض". ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 34). قال الحافظ: "وسنده واهٍ". 246 - إسناده صحيح، رجاله ثقات؛ كما قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 363). وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8/ 69/ 7987): ثنا موسى بن هارون ثنا سهل بن صالح الأنطاكي عن يزيد بن أبي منصور ثنا أنس به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 34): "إسناده حسن". وقال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 363): "وهو إسناد رباعي جيد". قلت: وهو كما قالا. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1011) من طريق الضحاك بن نبراس؛ أبي الحسن عن ثابت عن أنس بن مالك به. قلت: وهذا سند حسن في الشواهد والمتابعات؛ الضحاك بن نبراس لين الحديث. وبه أعله شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 362). وبالجملة؛ فالحديث بمجموع ذلك صحيح بلا ريب. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م".

105 - باب العطاس وتشميت الرجل أخاه إذا عطس

105 - باب العطاس (¬1) وتشميت الرّجل أخاه إذا عطس 247 - أخبرني عبد الله بن محمَّد بن مسلم (¬2) قال: حدثنا دحيم (¬3) قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للمسلم على المسلم خمس: ردّ السّلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس". 248 - أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان قال: حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا حِبّي (¬4) بن حاتم الجرجائي (¬5) قال: حدثنا يحيى بن اليمان (قال) (¬6): حدثنا أشعث عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال: من عطس عنده أخوه المسلم ولم يشمّته كانت له عليه دينًا يطالبه بها يوم القيامة. 106 - باب متى يُشَمَّت العاطس 249 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمران بن موسى قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 247 - مضى تخريجه برقم (211). 248 - إسناده ضعيف؛ لأن يحيى بن اليمان ضعيف، ورواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير ليست بالقوية؛ كما قال ابن منده. 249 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (239/ 222) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "م": "العاطس". (¬2) في "ل": "سلم" و"م": "سلام". (¬3) في هامش "ل": "مصغر دحمان، وهو بلغتهم الخبيث، واسمه عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون، روي عنه قال: من قال لي: دحيم؛ فليس مني في حلّ". قلت: وانظر: "نزهة الألباب في الألقاب" (1/ 258/ 1019)، و"الإنساب" (5/ 285). (¬4) في "هـ": "يحيى"، وهو خطأ، وفي هامش "ل" الأيسر: "بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء المعجمة بواحدة وكسرها، وتخفيف الياء لقب لمحمد بن حاتم بن يونس بن محمَّد الجرجاني، وفي هامشها الأيمن: "أبي محمَّد الجرجاني محمَّد بن حاتم بن يونس بتخفيف الياء لقب". (¬5) في "م": "الجرجراني"، وهكذا ضبطه الخزرجي في "خلاصة تهذيب الكمال" (2/ 390). (¬6) زيادة من "ل".

107 - باب كم مرة يشمت العاطس

حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال؛ عطس رجلان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فشمت أحدهما، وترك الآخرة فقيل: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عطس عندك رجلان؛ فشمت أحدهما، وتركت الآخر؟ فقال: "إن هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله". 107 - باب كم مرة يُشَمَّت العاطس 250 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع (قال) (¬1): حدثني أبي - رضي الله عنه - قال: كنت قاعدًا عند النّبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فعطس رجل، فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمك الله! "، ثم عطس أخرى فقال: "الرجل مزكوم". 108 - باب تشميت العاطس ثلاثًا 251 - أخبرني محسن بن محمَّد بن خالد بن عبد السلام قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6221 و 6225)، ومسلم في "صحيحه" (2991) وغيرهم بطرق عن سليمان التيمي به. 250 - إسناده حسن؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2/ 365/ 603 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 13 - 14/ 6234)، و"الدعاء" (3/ 1696/ 2002) عن أبي خليفة الجمحي الفضل بن الحباب به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 391/ 938)، والدارمي في "سننه" (9/ 472/ 2826 - "فتح المنان")، والطبراني عن أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2292/ 55) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 313/ 3345) - من طريق هاشم بن القاسم ووكيع عن عكرمة به. قلت: وسنده حسن؛ لأن عكرمة بن عمار فيه ضعف وإن أخرج له مسلم، وفي "التقريب: "صدوق يغلط"، وأشار إلى هذا الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "فتح الباري" (10/ 605). 251 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو داود في "سننه" (4/ 308/ 5035) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 33/9359) - عن عيسى بن حماد زغبة به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

عيسى بن حماد زغبة قال: أخبرنا الليث بن سعد عن محمَّد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تشميت (¬1) المسلم إذا عطس ثلاث مرات (¬2)؛ فإن عطس فهو زكام". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1695/ 1999) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير ابن عجلان، وهو صدوق. قال الحافظ العراقي في "المغنى عن حمل الأسفار" (2/ 206): "إسناده جيد". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 319): "وإسناده حسن مرفوعًا". وللحديث طريقان آخران عن ابن عجلان: الأولى: من طريق موسى بن موسى الأنصاري عنه به: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1694 - 1695/ 1998). وموسى هذا؛ لم أعرفه. الثانية: من طريق محمَّد بن عبد الرحمن بن مجبر عنه به: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" -وعنه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2197) -، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1695/ 2000). ومحمد بن عبد الرحمن؛ متروك. وقد صح الحديث موقوفًا: فأخرجه أبو داود (4/ 308/ 5034) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان " (7/ 32 - 33/ 9358) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 511/ 393 - تحقيق الزهيري)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1695/ 2001) من طريق سفيان بن عيينة عن ابن عجلان به موقوفًا. قلت: وهذا سند حسن. وبالجملة؛ فالحديث ثابت مرفوعًا وموقوفًا، والراجح الرفع؛ لأن معه زيادة يجب قبولها. ويشهد له الحديث الآتي بعده مباشرة فيرتقي الحديث -إن شاء الله- إلى درجة الصحيح. ¬

_ (¬1) في "هـ": "شَمِّت"، و"ل": "يشمت". (¬2) في "ل": "مرار"

109 - باب النهي (عن) أن يشمت الرجل بعد ثلاث

109 - باب النهي (عن) (¬1) أن يشمت الرجل بعد ثلاث 252 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا سليمان بن سيف قال: حدثنا محمَّد بن سليمان بن أبي داود قال: حدثنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا عطس أحدكم، فليشمته جليسه، وإن (¬2) زاد على ثلاث؛ فهو مزكوم، ولا تشميت (¬3) بعد ثلاث مرات". ـــــــــــــــــــــــــــــ 252 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "فتح الباري" (10/ 605)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 2/ق 391/ ب) من طريق سليمان بن سيف به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 318 - 319/ 1330): "وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير سليمان بن أبي داود وهو الحراني الملقب بـ (بومة)؛ قال الذهبي: "ضعفه أبو حاتم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يحتج به"" أ. هـ. وقال الإِمام النووي - رحمه الله - في "الأذكار" (2/ 677 - بتحقيقي): "وروينا في "كتاب ابن السني" بإسناد فيه رجل لم أتحقق حاله، وباقي إسناده صحيح" أ. هـ. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "فتح الباري" (10/ 605) متعقبًا: "الرجل المذكور هو: سليمان بن أبي داود الحراني، والحديث عندهم من رواية محمَّد بن سليمان عن أبيه، ومحمد؛ موثق، وأبوه؛ يقال له: الحراني، ضعيف، قال فيه النسائي: ليس بثقة ولا مأمون" أ. هـ. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن سليمان بن أبي داود متروك. وأخرجه أبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (229/ 35) من طريق عبد الوارث بن سعيد عن يحيى بن أبي أنيسة عن الزهري به. قلت: ويحيى بن أبي أنيسة؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". لكن للحديث طريق أخرى: فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 67) من طريق علي بن عاصم قال: حدثنا ابن جريج عن سعيد المقبري به. قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 319): "وهذا إسناد رجاله ثقات ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "إذا". (¬3) في "ل": "يشمت".

110 - باب الرخصة في التشميت بعد ثلاث

110 - باب الرخصة في التشميت بعد ثلاث 253 - أخبرني سلم (¬1) بن معاذ قال: حدثنا محمَّد بن إسحاق البكائي ـــــــــــــــــــــــــــــ رجال الشيخين، غير علي بن عاصم؛ قال الحافظ: "صدوق يخطئ ويهم"" أ. هـ. قلت: وفيه أيضًا ابن جريج وهو مدلس وقد عنعن، وتدليسه موصوف بالقبيح. لكن ابن جريج توبع؛ تابعه ابن عجلان؛ كما مر معنا في الحديث السابق. (تنبيه): في نقل شيخنا - رحمه الله - عن الحافظ قوله في علي بن عاصم: "صدوق يخطئ ويهم" أظنه سبق قلم من شيخنا؛ فإن عبارة الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ ويصر". وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع ذلك -إن شاء الله-، 253 - إسناده ضعيفة فيه علتان: الأولى: الإرسال؛ لأن عبيد بن رفاعة ليست له صحبة. الثانية: أبو خالد الدالاني؛ صدوق كثير الخطأ؛ كما في "التقريب". أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده"، وأبو نعيم، كما في "فتح الباري" (10/ 606) من طريق عبد السلام به. وأخرجه أبو داود (4/ 308/ 5036) من طريق مالك بن إسماعيل عن عبد السلام به إلا أنه قال: "عن أمه حميدة أو عبيدة" بالشك. وأخرجه الترمذي (5/ 85/ 2744)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (235/ 651) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (21/ 272) - من طريق القاسم بن دينار عن إسحاق بن منصور السلولي عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها به. فقال: عن عمر بدلًا من يحيى، وقال: عن أمه بدلًا من حميدة، ولذلك قال الترمذي: "هذا حديث غريب؛ وإسناده مجهول". قال النووي في "الأذكار" (2/ 677/ 770 - بتحقيقي): "فهو حديث ضعيف"، ونقل كلام الترمذي. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "فتح الباري" (10/ 605 - 606) معقبًا: "إطلاقه عليه الضعف ليس بجيد، إذ لا يلزم من الغرابة الضعف، وأما وصف الترمذي إسناده بكونه مجهولًا؛ فلم يُرِدْ جميع رجال الإسناد، فإن معظمهم موثقون، وإنما وقع في روايته تغيير اسم بعض رواته وإبهام اثنين منهم، وذلك أن أبا داود والترمذي أخرجاه معًا من طريق عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن، ثم اختلفا: فأما رواية أبي ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "سليمان".

قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حمنة (¬1) عن أبيها (عُبيد بن) (¬2) رفاعة بن رافع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يشمت العاطس ثلاثًا؛ فإن زاد فإن شاء شمته، وإن شاء تركه". 254 - حدثني عبد الكريم بن أحمد بن الرواس (البصري) (¬3) قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: قال عمرو بن العاص (رضي الله عنه) (¬4): أول عطسة كرم، والثانية ضعف (¬5)، والثالثة لؤم. ـــــــــــــــــــــــــــــ داود؛ ففيها: عن يحيى بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة، عن أبيها. وهذا الإسناد حسن، والحديث مع ذلك مرسل؛ كما سأبينه، وعبد السلام بن حرب من رجال الصحيح، ويزيد: هو أبو خالد الدالاني؛ وهو صدوق في حفظه شيء، ويحيى بن إسحاق وثقه يحيى بن معين، وأمه حميدة: روى عنها -أيضًا- زوجها إسحاق بن أبي طلحة، وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وأبوها عبيد بن رفاعة ذكروه في "الصحابة"؛ لكونه ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وله رؤية، قاله ابن السكن؛ قال: ولم يصح سماعه، وقال البغوي: روايته مرسلة، وحديثه عن أبيه عند الترمذي والنسائي وغيرهما. وأما رواية الترمذي؛ ففيها: عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة، عن أمه، عن أبيها. كذا سماه عمرَ، ولم يسمَّ أمه ولا أباها، وكأنّه لم يُمْعِنُ النظر؛ فمن ثم قال: إنه إسناد مجهول، وقد تبين أنه ليس بمجهول، وأن الصواب: يحيى بن إسحاق لا عمر؛ فقد أخرجه الحسن بن سفيان وابن السني وأبو نعيم وغيرهم من طريق عبد السلام بن حرب؛ فقالوا: يحيى بن إسحاق، وقالوا: حميدة بغير شك وهو المعتمد" أ. هـ. قلت: وهذا كلام علمي قوي رصين من هذا العالم النحرير؛ فاحفظه؛ فإنه من ضنائن العلم الغاليات. 254 - إسناده ضعيف؛ فبين قتادة وعمرو بن العاص مفاوز؛ فهو معضل، والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "هـ": "جميلة"، وفي بعض النسخ: "حميدة أو عبيدة"، وهو الصواب الموافق لما في "فتح الباري" (10/ 606). (¬2) سقطت من "الأصول"، والاستدراك من "مصادر التخريج". (¬3) زيادة من "هـ" و"م". (¬4) زيادة من "هـ" و"م". (¬5) في "هـ" و"م": "أول عطسة ضعف والثانية كرم".

111 - باب ما يقول الرجل إذا عطس

قال: فما برح حتى عطس ثلاثًا؛ فقال (¬1): الناس يكذبون. 111 - باب ما يقول الرجل إذا عطس 255 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن حسان (¬2) قال: حدثنا عبد العزيز (قال) (¬3): حدثنا عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا عطس أحدكم، فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله". ـــــــــــــــــــــــــــــ 255 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (243/ 232) بسنده سواء. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 302) من طريق يحيى بن حسان به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 608/ 6224)، و"الأدب المفرد" (927) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 308/ 3341) - عن مالك بن إسماعيل عن عبد العزيز به وأخرجه أبو داود (4/ 307 - 308/ 5033) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 27/ 9334)، و"الآداب" (206/ 345) -، وأحمد (2/ 353)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 501/ 921 - تحقيق الزهيري)، والبيهقي في "شعب والإيمان" (7/ 27/ 9335)، والإسماعيلي وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج"، و"عمل اليوم والليلة"؛ كما في "فتح الباري" (10/ 608) بطرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة به. قلت: وقد زاد أبو داود في روايته: "إذا عطس أحدكم؛ فليقل: الحمد لله على كل حال ... ". وهي زيادة شاذة؛ كما فصَّل ذلك شيخنا أسدُ السُّنّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل " (3/ 244 - 245/ 780). وقد قال الحافظ ابن حجر: "ولم أر هذه الزيادة من هذا الوجه في غير هذه الرواية" أ. هـ. (تنبيه): سقط اسم "مالك بن إسماعيل" من مطبوع "شرح السنة"؛ فليلحق. ¬

_ (¬1) في "هامش ل": "عمرو بن العاص"، وهو شرح لها. (¬2) في "هـ": "حبان". (¬3) زيادة من "ل".

نوع آخر: 256 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع قال: حدثنا علي بن الجعد قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 256 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه أبو القاسم البغوي -وهو ابن منيع- في "مسند علي بن الجعد" (1/ 435/ 697) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السنة" (12/ 308/ 3342) - بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 161/ 4009)، و"الدعاء" (3/ 1685/ 1978) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 163) - عن محمَّد بن عبدوس عن علي بن الجعد به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (591) -ومن طريقه الترمذي (5/ 83/ 2741)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 163)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 27/ 9336) - عن شعبة به. وأخرجه الترمذي (5/ 83)، وأحمد (5/ 419) عن غندر، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (235/ 213)، والدارمي في "سننه" (2/ 283)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 302)، و"مشكل الآثار" (10/ 180/ 4013)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 57 - 58/ 1105)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2195)، والحاكم (4/ 266) من طريق سعيد بن عامر، وأحمد (5/ 419 و 422) عن الحجاج الأعور وهاشم بن القاسم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 302)، و"مشكل الآثار" (10/ 180/ 4013)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 27/ 9337) من طريق وهب بن جرير، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 302)، و"مشكل الآثار" (10/ 180/ 4013) من طريق عبد الرحمن بن زياد، وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (159/ 478) من طريق إسحاق بن بهلول جميعهم عن شعبة به. قال النسائي عقبه: "محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ ليس بالقوى في الحديث، سيىء الحفظ وهو أحد الفقهاء". قلت: وفي "التقريب": "صدوق سيىء الحفظ جدًا"، ومع سوء حفظه الشديد، فإنه اضطرب في هذا الحديث: فتارة رواه عنه شعبة مثل هذه الرواية، وتارة جعله من مسند علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أخرجه الترمذي (5/ 83)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (235/ 212)، وابن أبي شيبة في "الأدب" (328/ 341)، و"مصنفه" (8/ 501/ 6048) -وعنه ابن ماجه (2/ 1224/ 3715)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 120)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1684/ 1977) -، وأحمد في "المسند" (1/ 122)، وابنه عبد الله في "زوائد المسند" (1/ 120)، والعقيلي في "االضعفاء الكبير" (4/ 99)، والطبراني في "الدعاء"

أخبرنا شعبة عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عن أبي أيوب ـــــــــــــــــــــــــــــ (1977)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 390)، والحاكم (4/ 266)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 28/ 9339) من طريق يحيى بن سعيد القطان وعلي بن مسهر وأبي عوانة ومنصور بن أبي الأسود أربعتهم عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عن علي بن أبي طالب به. قال الترمذي: "وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث، يقول أحيانًا: عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقول أحيانًا: عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. وقال البغوي: "وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث" أ. هـ. وقال الطبراني: "هكذا رواه يحيى القطان وعلي بن مسهر وغيرهما، وخالفهم شعبةُ في إسناده؛ فقال: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب" أ. هـ. وقال الذهبي: "كذا رواه شعبة عنه، وهو غلط! ". قلت: وليس كما قال؛ لأن شعبة ثقة ثبت حافظ، وتخطئته وتغليطه بدون دليل أو حجة قوية لا يقبل، فلا نسلم تخطئته وغلطه لمجرد مخالفته للثقات الذين رووه عن محمَّد بن أبي ليلى، وجعلوه من مسند علي بن أبي طالب؛ لأن في السند محمَّد بن أبي ليلى وهو سيىء الحفظ، وكان يضطرب في هذا الحديث، كما قال الترمذي والبغوي، ومحمد جرحه مفسر وهو سوء الحفظ؛ فتعصيب الجناية به أولى، والتهمة به ألزق من شعبة. ولذلك قال ابن عدي -بعد أن ذكر الاختلاف فيه على محمَّد-: "وهذا كله يؤتى من ابن أبي ليلى من سوء حفظه؛ كما قال شعبة: ما رأيت أسوأ حفظًا من ابن أبي ليلى" أ. هـ. وقال الحاكم -بعد أن ذكر الروايتين-: "وهذا من أوهام محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه الأنصاري القاضي - رحمه الله - فلولا ما ظهر من هذه الأوهام لما نسبه أئمة الحديث بسوء الحفظ". وللحديث طريق أخرى عن علي: فأخرج الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 349/ 5520)، و"الدعاء" (3/ 1683 - 1684/ 1976) عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن حفص بن غياث عن الحجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي به مرفوعًا. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ سُلْسِلَ بالعلل التالية: الأولى: الحارث الأعور؛ متروك متهم بالكذب. الثانية: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس مختلط، وقد رواه بالعنعنة، وحجاج سمع منه بعد اختلاطه. الثالثة: الحجاج بن أرطاة؛ صدوق كثير الخطأ والتدليس؛ كما في "التقريب" وقد عنعن.

الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عطس أحدكم؛ فليقل: الحمد لله على كل حال". نوع آخر: 257 - أخبرني إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال: حدثنا أبو كريب ـــــــــــــــــــــــــــــ الرابعة: يحيى الحماني متهم بسرقة الحديث. وبه وحده أعله الحافظ الهيثمي - رحمه الله - في "مجمع الزوائد" (8/ 57)، وهو قصور شديد. والصحيح أنه موقوف على علي - رضي الله عنه -؛ فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 502/ 6053) عن أبي خالد الأحمر عن الحجاج به موقوفًا. وهو أصح من المرفوع بلا ريب. لكن الحديث صحيح بشواهده الآتية: الأول: عن سالم بن عبيد بنحوه، وسيأتي عند المصنف (262). الثاني: عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - بنحوه، أخرجه الترمذي (2738)، والحاكم (4/ 265 - 266)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 24/ 9327)، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 553) وسنده حسن لغيره. الثالث: عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3441)، و"مسند الشاميين" (1664) بسند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الانقطاع؛ لأن شريحًا لم يسمع من أبي مالك الأشعري؛ كما قال أبو حاتم. الثانية: محمَّد بن إسماعيل بن عياش؛ ضعيف، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 57)!. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه صحيح -إن شاء الله-. 257 - ضعيف جدًا. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 358/ 12284)، و"المعجم الأوسط" (3/ 349/ 3371)، و"الدعاء" (3/ 1688 - 1689/ 1985) عن جعفر بن أحمد الشامي عن أبي كريب به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: قال المناوي في "فيض القدير" (1/ 404): "وأقول: فيه -أيضًا- أبو كريب؛ قال الذهبي: مجهول" أ. هـ. الثانية: عبيد بن محمَّد النحاس ضعيف؛ وله أحاديث مناكير؛ كما قال ابن عدي.

قال: حدثنا عبيد بن محمَّد النحاس قال: حدثنا صبَّاح المُزَني عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عطس الرجل؛ فقال: الحمد لله؛ قالت الملائكة: رب العالمين، وإذا قال: رب العالمين؛ قالت الملائكة: يرحمك الله". ـــــــــــــــــــــــــــــ الثالثة: صبّاح بن يحيى؛ قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 306): "متروك، بل متهم"، ونقل في "المغني" (1/ 306) عن البخاري أنه قال فيه: "فيه نظر". وقد ذكر الطبراني: "أنه لم يرفعه عن عطاء بن السائب إلا صبّاح بن يحيى". الرابعة: عطاء بن السائب؛ اختلط ولم يذكروا صباحًا هل روى عنه قبل الاختلاط أم بعده؟. قال شيخنا أسدُ السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (6/ 89): "قلت: ومن هذا التحقيق تعلم تساهل الهيثمي في قوله (5/ 57): "رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"؛ وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط". فقد عرفت أن إعلاله بمن دونه أولى لشدّة ضعفه؛ أعني: الراوي عنه صباح بن يحيى، ولا سيما وقد خالفه أبو عوانة الثقة؛ فرواه عن عطاء به موقوفًا على ابن عباس" أ. هـ. قلت: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 376/ 920) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة اليشكري عن عطاء به موقوفًا. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 24/ 9324) من طريق عبيدة عن عطاء به موقوفًا. قلت: وهو ضعيف؛ لأن عطاء بن السائب اختلط وأبو عوانة وعبيدة سمعا منه بعد الاختلاط، وهو موقوف، كما ترى وهو أصح من المرفوع بلا ريب. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 57): "وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط". وقال الحافظ في "فتح الباري" (10/ 600): "وللمصنف أيضًا في "الأدب المفرد"، والطبراني بسند لا بأس عن ابن عباس!! ". قلت: وقد وهم - رحمه الله - من ناحيتين: الأولى: خلط بين رواية البخاري في "الأدب المفرد"، ورواية الطبراني، وهو خطأ؛ لأن رواية البخاري موقوفة، ورواية الطبراني مرفوعة. الثانية: أنه حسَّن سنده، وهو خطأ؛ لأن مداره على عطاء وقد اختلط. قال شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف الأدب المفرد" و"الضعيفة" (6/ 89) متعقبًا: "فقول الحافظ في "الفتح": "سنده لا بأس به" تساهل منه أو سهو، وقلّده عليه الشارح - يعني شارح "الأدب المفرد" وهو الجيلاني - وزاد ضغثًا على إبالة؛ فقال: "أخرجه الطبراني بسند لا بأس به"، وإسناد الطبراني مرفوع هالك" أ. هـ.

112 - باب كيف تشميت العاطس

112 - باب كيف تشميت (¬1) العاطس 258 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال عن الحديث: "ضعيف الإسناد موقوفًا، وقد روي مرفوعًا، وإسناده هالك". وقال: "وعلّة هذا الموقوف أنه من رواية أبي عوانة عن عطاء بن السائب، وهذا كان اختلط، وأبو عوانة سمع منه بعد إلاختلاط". (تنبيه): قال البيهقي عقب روايته للحديث: "وتابعه شعبة عن عطاء"، وشعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط، ولم أظفر بروايته الآن؛ فإن صح السند إلى شعبة أو ثبت عنه فهو حسن موقوف عن ابن عباس، والله أعلم. 258 - إسناده صحيح؛ أخرجه أحمد (2/ 428)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 34/ 9366) عن يحيى بن سعيد القطان به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6223)، و"الأدب المفرد" (919)، والحاكم (4/ 264) عن آدم بن أبي إياس، والبخاري في "صحيحه" (3289 و 6229)، و"الأدب المفرد" (928)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 289) عن عاصم بن علي، والطيالسي في "مسنده" (1/ 361/ 1862 - منحة) -ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (214)، والبيهقي في "الآداب" (343) -، والترمذي (2747)، وأبو داود (5028) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (236/ 215)، وأحمد (2/ 428) عن حجاج بن محمَّد الأعور، والحاكم (4/ 264) من طريق أبي عامر العقدي، والإسماعيلي في "مستخرجه"؛ كما في "فتح الباري" (10/ 607) كلهم عن ابن أبي ذئب به. وخالفهم عيسى بن يونس، وأسد بن موسى، والقاسم بن يزيد الجرمي؛ فرووه عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به بإسقاط أبي سعيد المقبري: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (216)، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 359 / 589 إحسان)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 306 - 307/ 3340) وصححه. قلت: وسنده صحيح، والرواية السابقة على هذا تكون من المزيد في متصل الأسانيد؛ لأن كلا من سعيد المقبري وأبيه سمعا من أبي هريرة، وإن مما يؤكد هذا أن ابن عجلان رواه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مثل رواية الثلاثة السابقين: أخرجها الترمذي (2746)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (237/ 217)، وأحمد (2/ 265و517)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 270/ 332)، والمصنف؛ كما سيأتي (رقم ¬

_ (¬1) في "ل": "يشمت".

113 - باب كيف يرد على من شمته؟

يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد (المقبري) (¬1) عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عطس أحدكم؛ فليقل: الحمد لله، وحق على من سمعه أن يقول: يرحمك (¬2) الله". 113 - باب كيف يردّ على من شمّته؟ 259 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد (الطيالسي) (¬3) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 267)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 61/ 921)، وابن حبان في "صحيحه" (6/ 122/ 2358 - إحسان)، والحاكم (4/ 263 - 264) بطرق عن ابن عجلان لكن بلفظ آخر. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". قلت: وهو كما قال. وقال عقب الرواية السابقة: "وهذا أصح من حديث ابن عجلان؛ وابن أبي ذئب أحفظ لحديث سعيد المقبري وأثبت من محمَّد بن عجلان". قال الحافظ في "فتح الباري" (10/ 607): "وهو المعتمد". قلت: وهو كما قالا؛ ولا شك في ذلك؛ لكن يعكر على هذا أن ابن عجلان لم يتفرد به وإنما تابعه ابن أبي ذئب برواية الثقات الثلاثة عنه على روايته، وعليه فلعل للحديث إسنادين: مرة عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، ومرة عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، وهذا أولى من تخطئة الرواة، على أن رواية البخاري ومن معه أصح بلا شك، لكن هذا لا يوهن الرواية الأخرى، والله الموفق. (تنبيهان): الأول: الحديث استدركه الحاكم على الشيخين، وقد أخرجه البخاري؛ كما رأيت؛ فهو وهم منه - رحمه الله -. الثاني: وقع الحديث في "مصنف عبد الرزاق" موقوفا؛ فإما أن يكون خطأ مطبعيًا أو هو من أخطاء إسحاق الدبري راويه عن عبد الرزاق. 259 - إسناده ضعيفة أخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1686 - 1687/ 1981) ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "هـ": "رحمك". (¬3) زيادة من "هـ" و"م".

حدثنا أبو معمر (¬1) عن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن أخي عمرة عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: عطس رجل عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال:- ما أقول يا رسول الله؟ قال: "قل: الحمد لله"، قال القوم: فما نقول؟ قال: "قولوا: يرحمك الله"، قال الرجل: ما أقول يا رسول الله؟ قال: "قل: يهديكم الله، ويصلح بالكم". نوع آخر: 260 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرنا الفضل بن سهل الأعرج ـــــــــــــــــــــــــــــ عن أبي خليفة الجمحي الفضل بن الحباب به. وأخرجه أحمد (6/ 79)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 359/ 4946)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 301)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 28/ 9341) بطرق عن أبي معشر. وعزاه صاحب "كنز العمال" (25771) للطبري. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ نجيح السندي أبو معشر ضعيف؛ كما في "التقريب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 57): "رواه أحمد، وأبو يعلى؛ وفيه أبو معشر نجيح وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات" أ. هـ. (تنبيه): وقع في "مسند أحمد" اسم عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن راوي حديثنا هذا مصحفًا إلى "عبد الله بن نجي! " وهو خطأ، والصواب أنه عبد الله بن يحيى، وكذا وقع على الصواب في "أطراف مسند أحمد" لابن حجر العسقلاني - رحمه الله - (9/ 319/ 1275). 260 - ضعيف مرفوعًا، (والصحيح موقوف)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (240/ 224) - وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (10/ 175/ 4009) - بسنده سواء. وأخرجه الحاكم (4/ 266) من طريق عبد الملك بن محمَّد بن عبد الله الرقاشي عن أبيه به. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (10/ 174/ 4008)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 162/ 10326)، و"المعجم الأوسط" (6/ 25/ 5685)، و"الدعاء" (3/ 1687 - 1688/ 1983)، والحاكم (4/ 266)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول" وهو تصحيف، وصوابه: معشر؛ لأن الطبراني رواه من طريق شيخ المصنف - رحمه الله -، وقال: معشر.

قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله الرقاشي قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عطس أحدكم؛ فليقل: الحمد لله رب العالمين، ويقال له: يرحمك الله؛ وليقل: يغفر الله لكم". ـــــــــــــــــــــــــــــ (7/ 30/ 9347 و 9348) بطرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس عن أبيض بن أبان القرشي -وهو ضعيف- عن عطاء به. قال الحاكم: "هذا حديث لم يرفعه عن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود غير عطاء بن السائب، تفرد بروايته عنه: جعفر بن سليمان الضبعي وأبيض بن أبان القرشي". قلت: إسناده ضعيف؛ لأن عطاء اختلط، ورواية جعفر وأبيض عنه بعد اختلاطه، والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود - كذا رواه عنه الثوري وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه. قال النسائي عقبه: "وهذا حديث منكر، ولا أرى جعفر بن سليمان إلا سمعه من عطاء بن السائب بعد الاختلاط" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 57): "رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"؛ وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط". وقال البيهقي عقبه: "وكذلك رواه جعفر بن سليمان عن عطاء بن السائب مرفوعًا، والصحيح رواية الثوري". قلت: يشير إلى ما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 30/ 9346) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 389/ 934)، والحاكم (4/ 266) بطرق عن سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود به موقوفًا. قال الحاكم: "هذا المحفوظ من كلام عبد الله إذ لم يسنده من يعتمد روايته". وقال البيهقي: "هذا موقوف، وهو الصحيح" أ. هـ. وقال شيخنا - رحمه الله - في "صحيح الأدب المفرد": "صحيح الإسناد موقوفًا"، قلت: وهو كما قالوا؛ لأن سفيان الثوري سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 690/ 6049) عن محمَّد بن فضيل، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (10/ 176) من طريق أبي عوانة كلاهما عن عطاء به موقوفًا. ومحمد بن فضيل وأبو عوانة سمعا من عطاء بن السائب بعد اختلاطه، فالعمدة على رواية الثوري.

114 - باب كيف يرد على من لم يحسن التشميت

(نوع آخر) (¬1): 261 - أخبرني محمَّد بن أحمد بن المهاجر قال: حدثنا محمَّد بن الحسين بن بيان (¬2) قال: حدثنا معمر بن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع قال: حدثني أبي محمَّد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع - رضي الله عنه - قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيته، يريد المسجد، وهو آخذ بيدي فانتهينا إلى البقيع؛ فعطس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخلى يدي، ثم قام كالمتحير؛ فقلت: يا نبي الله بأبي (أنت) (¬3) وأمي قلت شيئًا لم أفهمه؟ قال: "نعم، أتاني جبريل -عليه السلام -؛ فقال: إذا أنت عطست؛ فقل: الحمد لله ككرمه، والحمد لله كعزّ جلاله؛ فإن الله -عزّ وجل- يقول: صدق عبدي، صدق عبدي، صدق عبدي مغفورًا له". 114 - باب كيف يردّ على من لم يحسن التشميت 262 - حدثني الحسين (¬4) بن موسى بن خلف قال: حدثنا إسحاق (¬5) بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 261 - ضعيف جدًا؛ قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "فتح الباري" (10/ 600): "وأخرج ابن السني بإسناد ضعيف، عن أبي رافع". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 239/ 1754): "وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ معمر بن محمَّد بن عبيد الله وأبوه؛ كلاهما منكر الحديث؛ كما قال البخاري". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 262 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي (5/ 82/ 2740)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (242/ 227) عن محمود بن غيلان، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 146/ 1055) عن أحمد بن منيع كلاهما عن أبي أحمد الزبيري عن الثوري به. وأخرجه أبو داود (4/ 307/ 5031) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) في "ل": "بنان". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "م": "الحسن". (¬5) في "م": "ابن إسحاق".

زريق (¬1) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني قال: حدثنا الثوري عن ـــــــــــــــــــــــــــــ (7/ 29/ 9342)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 158) _، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (241/ 225)، والحاكم في "المستدرك" (4/ 267) بطرق عن جرير بن عبد الحميد عن منصور به. وأخرجه النسائي (242/ 226)، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 361/ 599 - إحسان) من طريق إسرائيل عن منصور به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 58/ 6368) من طريق أبي عوانة عن منصور به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 145/ 1054) من طريق زياد البكائي عن منصور به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن بين هلال بن يساف وسالم رجلين، وهما مجهولان؛ فأخرجه النسائي (242/ 229)، وأحمد (6/ 7 - 8)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 146/ 1056)، والحاكم (4/ 267) بطرق عن يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن رجل من آل خالد بن عرفطة عن آخر عن سالم. وبعضهم سمى الرجل من آل خالد بن عرفطة: خالد بن عرفطة؛ أخرجه النسائي (242/ 230) من طريق معاوية بن هشام القصار عن الثوري به. وخالد بن عرفطة مجهول. وبعضهم أسقط الرجل المجهول وأبقى خالدًا بن عرفطة -ويقال: عرفجة، وهو خطأ-: فأخرجه أبو داود (5/ 307/ 5032)، والنسائي (243/ 231)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 301)، و"مشكل الآثار" (10/ 176 - 177/ 4010)، والطيالسي (1/ 361/ 1863 - منحة)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 14 - 15/ 1300)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 283)، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (156/ 350)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1360/ 3432)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 211/ 442) و"شعب الإيمان" (7/ 29/ 9343)، والمزي في "تهذيب الكمال" (8/ 132) بطرق عن ورقاء عن منصور عن هلال بن يساف عن خالد بن عرفجة عن سالم به. قلت: وخالد هذا مجهول، والصواب أن اسم أبيه. عرفطة بالطاء المهملة، والله أعلم. وبعضهم أبهم خالدًا بإسقاط الرجل الآخر أيضًا، فأخرجه الطبراني في "المعجم ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، والصواب: "رزيق" بتقديم الراء، كما في "الثقات" (8/ 121)، و"الأنساب" (6/ 119).

115 - باب كيف تشميت أهل الكتاب

منصور عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد قال: كنا معه في سفر؛ فعطس رجل من القوم، فقال: السلام عليكم؛ فقال سالم بن عبيد: السلام عليك وعلى أمك، ثم سار (¬1) فقال: لعلك وجدت في نفسك؟ فقال: ما كنت أحب أن تذكر أمي؛ فقال: أما إني لم أقل (لك) (¬2) إلا ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعطس رجل من القوم فقال: السلام عليكم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وعليك وعلى أمك"، ثم قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا عطس أحدكم؛ فليقل: الحمد لله رب العالمين، والحمد لله على كل حال؛ وليقل من يرد عليه: يرحمك الله؛ وليقل: يغفر الله لي ولكم". 115 - باب كيف تشميت (¬3) أهل الكتاب 263 - أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمَّد بن أبي معشر الحراني ـــــــــــــــــــــــــــــ الكبير" (7/ 58/ 6369)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (10/ 179/ 4011)، و"شرح معاني الآثار" (4/ 301)، والنسائي (242/ 228)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 131 - 132/ 624)، والحاكم (4/ 267) بطرق عن منصور عن هلال بن يساف عن رجل - وبعضهم قال: شيخ- عن سالم به. قال النسائي: "وهذا الصواب عندنا، والأول -يعني: هلال بن يساف عن سالم- خطأ، والله أعلم" أ. هـ. وقال الترمذي: "هذا حديث اختلفوا في روايته عن منصور، وقد أدخلوا بين هلال بن يساف وسالم رجلًا" أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف، فهو إن كان عن هلال بن يساف عن سالم بن عبيد فهو ضعيف؛ لانقطاعه فإن هلالًا لم يدرك سالمًا؛ كما قال الحاكم. وهو إن كان عنه بواسطة خالد بن عرفجة؛ فخالد مجهول. وإن كان بواسطة الرجلين فهو ضعيف؛ لجهالتهما، وهو الراجح في جميع الطرق، والله أعلم. 263 - إسناده صحيح؛ أخرجه الروياني في "مسنده" (1/ 299/ 442) عن محمَّد بن بشار به. ¬

_ (¬1) في "ل": "ساروا". (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "ل": "يشمت".

116 - باب ما يقول إذا عطس في الصلاة

قال: حدثنا محمَّد بشار قال: حدثنا يحيى (بن سعيد) (¬1) القطان قال: حدثنا سفيان الثوري قال: حدثنا حكيم بن الديلمي (¬2) قال: حدثنا أبو بردة عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كانت اليهود يتعاطسون كند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله؛ فكان يقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم". 116 - باب ما يقول إذا عطس في الصلاة 264 - حدثني محمَّد بن بشير (¬3) الزبيري قال: حدثنا محمَّد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 512 - تحقيق الزهيري)، والبزار في "البحر الزخار" (8/ 135/ 3145) من طريق يحيى بن سعيد القطان به. وأخرجه أبو داود (4/ 308 - 309/ 5038)، والترمذي (8/ 11 - 12/ 3883 - تحفة الأحوذي)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (232 - مكرر)، و"الإغراب" (139/ 74)، وأحمد (4/ 400 و 411)، والروياني في "مسنده" (1/ 299/ 443)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 511/ 940 - تحقيق الزهيري)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 302)، و"مشكل الآثار" (10/ 182 - 183/ 4014 و 4015)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1689/ 1986)، والحاكم (4/ 268)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 31/ 9351) بطرق عن الثوري به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث متصل الإسناد". قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. 264 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عاصم بن عبيد الله؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثانية: شريك بن عبد الله القاضي؛ صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه، كما في "التقريب". وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "فتح الباري" (10/ 600): "وأخرج الطبراني، وابن السني من حديث عامر بن ربيعة بسند لا بأس به". ¬

_ (¬1) زيادة من "م"، و"هـ". (¬2) في "م": "الديلي". (¬3) في "ل": "بشر".

117 - باب كراهية العطسة الشديدة

إبراهيم بن مسلم (ح) (¬1) أنبأنا ابن الأصبهاني محمَّد بن سعيد قال: حدثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: عطس رجل خلف النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة؛ فقال: الحمد لله، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه حتى يرضى ربنا، وبعد ما يرضى، أو قال: بعد الرضا؛ فلما انصرف قال: "من القائل الكلمة؟ " قال: أنا يا رسول الله، وما أردت إلا الخير، قال: "رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها؟ ". 117 - باب كراهية العطسة الشديدة 265 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو (¬2) بن عبد الرحمن بن (¬3) عمرو بن قيس عن يحيى بن عبد الله بن محمَّد بن صيفي عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "التثاؤب الشديد (¬4) والعطسة الشديدة من الشيطان". 118 - باب غضّ الصّوت بالعطاس 266 - أخبرنا محمَّد بن علي بن جابر الأنطاكي قال: حدثنا لوين ـــــــــــــــــــــــــــــ 265 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الانقطاع؛ فإن يحيى بن عبد الله بن صيفي من أتباع التابعين ولم يرو عن أحد من الصحابة. الثانية: عمرو بن عبد الرحمن بن عمرو بن قيس العسقلاني، قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 245) عن أبيه: "مجهول". 266 - إسناده ضعيف، (وهو حسن بطرقه)؛ فيه حبان بن علي وهو ضعيف؛ كما في "التقريب". لكنه توبع؛ فأخرجه أبو داود (4/ 307/ 5029)، والترمذي (5/ 86/ 2745)، ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "عمير". (¬3) في "ل": "عن". (¬4) في "ل": "الرفع".

119 - باب ما يقول إذا تثاوب

قال: حدثنا حبان بن علي عن محمَّد بن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس خمر (¬1) وجهه، وغض صوته" 119 - باب ما يقول إذا تثاوب 267 - أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العطاس من الله -عَزَّ وَجَلَّ-، والتثاؤب من الشيطان؛ فإذا تثاوب أحدكم؛ فلا يقل؛ هاه هاه؛ فإن الشّيطان يضحك في جوفه أو في وجهه". 120 - باب كراهية رفع الصوت بالتثاؤب 268 - أخبرني محمَّد بن يحيى الرهاوي قال: حدثنا عبيد الله بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأحمد (2/ 439)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (152/ 334)، والحاكم (4/ 293)، والبيهقي في "الاداب" (209/ 350)، و"شعب الإيمان" (7/ 31 - 32/ 9354)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 314/ 3346)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - " (749 و 750 و 751)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 237/ 1849) بطرق عن ابن عجلان به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: وهذا سند حسن؛ لأن ابن عجلان صدوق. 267 - مضى تخريجه برقم (258). 268 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ج 1/ق254/ ب) من طريق عثمان الطرائفي به. قلت: فيه علتان: الأولى: علي بن عروة متروك متهم بالكذب. ¬

_ (¬1) في "هامش ل": "التخمير: التغطية"، وهو شرح لها.

121 - باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبا

يحيى الحراني قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي عن علي بن عروة عن عبد الملك عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنها -؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - يكره رفع الصوت بالعطاس والتثاؤب". 121 - باب ما يقول إذا رأى على أخيه ثوبًا 269 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا نوح بن حبيب القومسي ـــــــــــــــــــــــــــــ الثانية: عثمان بن عبد الرحمن ضعيف. 296 - إسناده ضعيف، (وهو حسن بشاهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (275/ 311) بسنده سواء. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1178/ 3558)، وعبد بن حميد في "مسنده" (2/ 7 - 8/ 721 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 135) -؛ وأحمد في "مسنده" (2/ 88 - 89)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (1/ 136) -؛ وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 402/ 5545)، وابن حبان في "صحيحه" (15/ 320/ 6897 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 219/ 13127)، و"الدعاء" (2/ 980 - 981/ 399) -ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 135)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (1/ 139)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 203/ 434)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 41 - 42/ 3112)، وبيبي الهرثمية في "جزءها" (83/ 117) -ومن طريقها الحافظ ابن حجرفي "نتائج الأفكار" (1/ 135) -، والرافعي في "التدوين" (1/ 485 - 486) بطرق كثيرة عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 223/ 20382) بسنده به. قال النسائي عقبه: "وهذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق ... ، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، والله أعلم". وقال حمزة بن محمَّد الكناني؛ كما في "تحفة الأشراف" (5/ 397): "لا أعلم أحدًا رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح، والله أعلم" أ. هـ. وقال أبو حاتم الرازي؛ كما في "علل الحديث" (1/ 490): "أنكر الناس ذلك، وهو حديث باطل". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 136): "هذا حديث حسن غريب ... ، ورجال هذا الإسناد رجال الصحيح، لكن أعله النسائي (وذكر كلامه المتقدم) " أ. هـ.

قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأى على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ثوبًا فقال (له) (¬1): " أجديد هذا أم غسيل؟ "، قال: بل غسيل، قال: "البس جديدًا، وعش حميدًا، ومت شهيدًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ لكن للحديث شاهدًا مرسلًا؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 453/ 5143 و 10/ 402/ 980)، و"مسنده" (2/ 436 - 437/ 986)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 329) عن عبد الله بن إدريس، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/ 32 - 33/ 1111)، و"التاريخ الكبير" (3/ 356) عن إسماعيل بن عرعرة عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. لكن زاد ابن أبي شيبة عن رجل من مزينة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/ 33/ 1113)، و"الكبير" (3/ 356)، وابن سعد (3/ 329)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 205/ 436) من طريق الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الأشهب به. قلت: وهذا مرسل حسن الإسناد -إن شاء الله-؛ أبو الأشهب: هو زياد بن زاذان مولى بني هلال؛ كما قال البخاري، وقد روى عنه ثقتان، ووثقه ابن حبان (4/ 254). قال البخاري في "التاريخ الكبير": "وهذا أصح بإرساله". وقال في "الأوسط": "وهذا مرسل لا يصح". وقال الحافظ - رحمه الله - في "نتائج الأفكار" (1/ 137): "وأبو الأشهب: اسمه جعفر بن حيان العطاردي!، وهو من رجال الصحيح!، وسمع من كبار التابعين، وهذا يدل على أن للحديث أصلًا، وأقل درجاته أن يوصف بالحسن". قلت: أبو الأشهب تقدم عن البخاري أنه زياد بن زاذان وليس جعفر بن حيان؛ كما زعم الحافظ وهما وإن تشابها في الكنية لكنهما مختلفان في الاسم؛ فليحرر. وهذا -أيضًا- مما فات شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - لما وافق الحافظ على هذا؛ فليحرر أيضًا. وقال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 688): "وعليه؛ يكون الإسناد صحيحًا مرسلًا!! وشاهدًا قويًا لحديث عبد الرزاق، ولا نرى- والحالة هذه- وجهًا لإنكاره عليه في كثرة ما روى عن معمر، والله أعلم" أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث حسن -إن شاء الله- بشاهده المرسل. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

122 - باب ما يقول إذا استجد ثوبا

نوع آخر: 270 - حدثني إبراهيم بن محمَّد بن الضحاك قال: حدثنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن حسان قال: حدثنا إسحاق بن سعيد بن (¬1) عمرو بن سعيد عن أبيه عن أم خالد بنت خالد - رضي الله عنها - قالت: أُتي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بثياب فيها خميصة (¬2) سوداء صغيرة؛ (فدعاني) (¬3) وألبسني (خميصة) (3) بيده، ثم قال: "أبلي وأخلقي (أبلي وأخلقي) (¬4) ". 122 - باب ما يقول إذا استجد ثوبًا 271 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد عن عيسى بن يونس قال: حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوبًا سماه باسمه، وقال: "اللهمّ أنت كسوتني هذا الثوب؛ فلك الحمد أسألك من خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له". نوع آخر: 272 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني وأبو خيثمة ـــــــــــــــــــــــــــــ 270 - إسناده صحيح؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (3874 و 5823 و 5845) وغيره كثير بطرق عن إسحاق بن سعيد به. وأخرجه البخاري (3071 و 5993) وغيره من طريق خالد بن سعيد بن عمرو عن أبيه به. 271 - تقدم تخريجه برقم (14). 272 - إسناده حسن؛ أخرجه المصنف (468) بالسند نفسه. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 62/ 1488 و67/ 1498)، و"المفاريد" (26/ 6) بسنده سواء. لكن ليس عنده عن أبي خيثمة. ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "عن" وهو تصحيف، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لكتب الرجال. (¬2) في هامش "ل": "كساء أسود مربع له علمان". (¬3) زيادة من "هـ" و"م". (¬4) في "هـ". "وأخلفي"، و"ل": "أو أخلفي".

وأحمد الدورقي قالوا: حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال: حدثنا سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (4/ 42/ 4023) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 181/ 6285) -، والترمذي (5/ 508/ 3458)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 360 - 361/ 1557)، وأحمد (3/ 439)، والدارمي في "مسنده" (9/ 515/ 2855 - "فتح المنان") -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 119 - 120) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 150/ 389)، و"الدعاء" (2/ 979/ 369) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإِمام أحمد بن حنبل في المسند" (88 - 89/ 52)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 120) -، والشجري في "الأمالي" (1/ 251)، والحاكم (1/ 507) -وعنه البيهقي في "الآداب" (363/ 778)، و"الدعوات الكبير" (2/ 202/ 433 و 227 - 228/ 456)، و"شعب الإيمان" (15/ 181/ 6285) -، والحاكم (4/ 192 - 193)، والضياء المقدسي في "جزءه" (88 - 89/ 52)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 267 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق كثيرة عن عبد الله بن يزيد المقرئ به. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1093/ 3285) عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن سعيد به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وحسنه شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (48/ 7)، و"الكلم الطيب" (ص 101). قلت: وهو كما قالا. وقال الحاكم في "الموضع الأول": "هذا حديث صحيح على شرط البخاري!! ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. قلت: وقد وهما في ذلك؛ لأن البخاري لم يخرج لأبي مرحوم -واسمه عبد الرحيم بن ميمون- شيئًا. وسهل بن معاذ لم يخرج له البخاري في "صحيحه"، وإنما أخرج له في "الأدب المفرد"، وكذا والده الصحابي معاذ بن أنس. وقال في "الموضع الثاني": "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ولم يوافقه الذهبي، فأصاب بل تعقبه بقوله: "أبو مرحوم ضعيف!! ". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن، وعليه -يعني: الحاكم- دَرَكٌ في تصحيحه؛ لما في سهل والراوي عنه من مقال" أ. هـ. وقال في "معرفة الخصال المكفرة" (ص 74 - 75): "هذا إسناد حسن؛ سهل بن معاذ بن أنس الجهني المصري تابعي مشهور صدوق، وأبو مرحوم؛ اسمه عبد الرحيم بن ميمون المصري؛ قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي: أرجو أنه لا بأس به" أ. هـ.

أبي أيوب قال: حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لبس ثوبًا؛ فقال: الحمد لله الذي كساني هذا (الثوب) (¬1) ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه". نوع آخر. 273 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا يزيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (7/ 48) عن أبي مرحوم: "أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "ضعفه يحيى بن معين"، قلت: قد ضعفه -أيضًا- أبو حاتم؛ فقال: "يكتب حديثه ولا يحتج به"، وقال النسائي: "أرجو أنه لا بأس به"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (2/ 184)، وقال الحافظ في "التقريب،: "صدوق، زاهد"، قلت: فمثله يتردد النظر بين تحسين حديثه وتضعيفه، ولعل الأول أقرب إلى الصواب؛ لأن الذين ضعفوه لم يفسروه، ولم يبينوا سبب ضعفه، والله أعلم" أ. هـ. 273 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي (10/ 5/ 3631 - تحفة الأحوذي)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 453/ 5142 و10/ 401 - 402/ 9802) -وعنه ابن ماجه (2/ 1178/ 3557) -، وأحمد (1/ 44) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 680/ 1130) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 57/ 18 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 124 - 125) -، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 157 - 158) بطرق عن يزيد بن هارون به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لأن أبا العلاء الشامي مجهول؛ كما قال الحافظ في "التقريب". قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وقال ابن الجوزي؛ "هذا حديث لا يصح". وقال الحافظ: "هذا حديث حسن ... ، رجاله موثقون؛ سوى أبي العلاء الشامي؛ فلا يعرف اسمه ولا حاله" أ. هـ. قلت: فالعجب كيف حسنه!!. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (259/ 749)، و"المسند" (12/ 22) -ومن طريقه الحاكم (4/ 193)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 181 - 182/ 6286) -؛ والطبراني في "الدعاء" (2/ 977 - 978/ 393) -ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (1/ 125 - 126) - عن يحيى بن أيوب الغافقي، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (75) -ومن طريقه ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

123 - باب ما يقول إذا خلع ثوبا لغسل أو نوم

هارون قال. حدثنا أصبغ بن زيد (قال) (¬1): حدثنا أبو العلاء عن أبي أمامة قال: لبس عمر - رضي الله عنه - ثوبًا جديدًا؛ فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثمِ قال عمر - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من لبس ثوبا جديدًا؛ فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق أو أبقي (¬2)؛ فتصدق به؛ كان في حفظ الله -عَزَّ وَجَلَّ وفي كنف الله - عَزَّ وَجَلَّ -، وفي سبيل الله حيًا وميتًاَ، مرتين". 123 - باب ما يقول إذا خلع ثوبًا لغسل أو نوم 274 - حدثنا ابن منيع قال: حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله الذي لا إله إلا هو". 275 - أخبرنا أبو عروبة قال: حدثنا علي بن ميمون الرقي (ح) وأخبرنا أبو يحيى الساجي قال: حدثنا عبد الله بن حبيب (¬3) (ح) وأخبرنا ابن منيع ـــــــــــــــــــــــــــــ البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 182/ 6287) من طريق ياسين الزيات عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامة به. قال الحافظ: "فيه علي بن يزيد الألهاني؛ ضعيف جدًا، وفي شيخه والراوي عنه مقال". قلت: وهو كما قال. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يصح بمجموع طريقيه؛ نظرًا للضعف الشديد في الطريق الأخرى. 274 - مضى تخريجه برقم (22). 275 - مضى تخريجه برقم (22). ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "ألقي". (¬3) في "ل": "عبيد الله بن بُخَيْت".

124 - باب ما يقول لمن صنع إليه معروفا

قال: حدثنا داود بن رشيد (ح) وحدثني جعفر بن عبد السلام قال: حدثنا محمَّد بن غالب قالوا: ثنا سعيد بن مسلمة عن الأعمش عن زيد العمي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا نزع أحدهم ثوبه أن يقول: بسم الله". 124 - باب ما يقول لمن صنع إليه معروفًا 276 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا (أبو الجواب) (¬1) الأحوص بن جواب قال: حدثنا سُعَيْر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 276 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة " (221 - 1222/ 180) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (4/ 380/ 2035)، و"العلل الكبير" (2/ 803 - ترتيب أبي طالب القاضي)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (83/ 140) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 110 - 111/ 1322) -، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 54 /2601)، وابن حبان في "صحيحه" (8/ 202/ 3413 - إحسان)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (83/ 140)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب " (2/ 70 - 71/ 1173)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 321 - 322 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق عن إبراهيم بن سعيد الجوهري به. وأخرجه الترمذي (4/ 380)، والطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 148)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 54 /2061)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (83/ 140 و 141) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /م ق 321) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 345)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 110/ 1321)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ 321 - 322)، والخطيب البغدادي في "تالي التلخيص" (1/ 278/ 160)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 164/ 930) بطرق عن الأحوص بن جواب به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب؛ لا نعرفه من حديثه أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه". ونقل عنه الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 732/ 1421) قوله: "حديث حسن غريب". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

125 - باب ما يقول لمن يهدي إليه هدية؟

الخِمْس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صنع إليه معروفًا؛ فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا؛ فقد أبلغ في الثناء". 125 - باب ما يقول لمن يهدي إليه هدية؟ 277 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمَّد بن يحيى بن أبي سمينة قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: حدثنا أبي عن عمرو بن دينار عن جابر (بن عبد الله) (¬1) - رضي الله عنهما - قال: أمر أبي بخزيرة (¬2) فصنعت، ثم ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح". قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات. وله شاهد من حديث أبي هريرة: - رضي الله: عنه - بنحوه: أخرجه الحميدىِ في "مسنده" (2/ 490/ 1160)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 70/ 6569)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 216/ 3118)، ومسدد بن مسرهد وابن أبي عمر العدني وأحمد بن منيع في "مسانيدهم"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة" (7/ 317 - 318/ 6926 - 6929 - ط. دار الرشد)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 859/ 914 - بغية)، والبزار في "مسنده" (2/ 396/ 1944 - كشف)، والطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 149)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/ 203) وغيرهم بسند ضعيف؛ فيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف. وبه أعلّه الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 150)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 318). 277 - إسناده صحيح، أخرجه أبو يعلى في "المسند" (4/ 60 - 61/ 2079) -ومن طريقه الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (151 - 152/ 57) - بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 76/ 8281)، والبزار في "مسنده" (3/ 259 - 260/ 2707 - كشف)، وأبو يعلى في "المسند" (4/ 61 - 62/ 2080)، وابن حبان في "صحيحه" (15/ 487 - 488/ 7020 - إحسان)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 70 - 71/ 2020)، وأبو طاهر المخلًص في "الفوائد" (ق 190/ أ) - وعنه قوّام السُّنة الأصبهاني في "دلائل النبوة" (2/ 418 - 419/ 35)، والمزي في "تهذيب الكمال" ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "وهي: أن ينصب القدر بلحم يقطع صغارًا على ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق؛ فإن لم يكن فيها لحم؛ فهي عصيد".

126 - باب ما يقول لمن يستقرض منه قرضا

أمرني فأتيت بها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فأتيته وهو بمنزله (¬1)، (قال) (¬2): فقال: "ماذا معك يا جابر، ألحم ذا؟ "، قال: قلت: لا، فأتيت أبي فقال: يا بني هل رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: نعم، قال: فهل سمعته يقول شيئًا؟ قال: قلت: نعم، قال لي: "ماذا معك يا جابر، ألحم ذا؟ "، قال: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكون اشتهى اللحم؛ فأمر بشاة لنا داجن (¬3)، فذبحت، ثم أمر بها، فشويت؛ ثم أمرني فأتيت بها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ماذا معك يا جابر؟ " فأخبرته، قال: "جزى الله الأنصار عنا خيرًا لا سيما عبد الله (¬4) بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة". 126 - باب ما يقول لمن يستقرض منه قرضًا 278 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن (يعني) (¬5): ابن مهدي عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 68 - 69) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 90/ 5895)، والحاكم (4/ 111 - 112)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 285)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 3/ق 319/ب وج 7 /ق61/ أ)، بطرق عن إبراهيم بن حبيب الشهيد به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 307)؛ "رواه البزار؛ ورجاله ثقات". وصححه شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (461). 278 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (7/ 314)، و"الكبرى" (4/ 57/ 6280)، و"عمل اليوم والليلة" (300/ 372) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 129) - بسنده سواء. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 95) من طريقين عن الثوري به. وأخرجه ابن ماجه (2/ 809/ 2424)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 118/ 613)، وأحمد (4/ 36) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (14/ 394) -؛ وابن أبي ¬

_ (¬1) في "هـ" و"ل" وهامش "م": "في منزله". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في هامش "ل": "داجن ألفت البيوت". (¬4) في هامش "ل": "والد جابر". (¬5) زيادة من "من" و"م".

127 - باب ما يرد المهدي إذا دعى له

إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: استقرض مني النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أربعين ألفًا؛ فجاءه مال؛ فدفعه إليّ، وقال: "بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء". 127 - باب ما يرد المهدي إذا دعى له 279 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (أنبأنا) (¬1) طليق بن محمَّد بن السكن ـــــــــــــــــــــــــــــ عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 44/ 723)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 375) عن وكيع، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 10)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1645/ 4127) عن حاتم بن إسماعيل، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 44/ 722) عن ابن أبي فديك، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 95) عن زيد بن الحباب، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1645/ 4128) عن بشر بن عمر الزهراني جميعهم عن إسماعيل بن إبراهيم به. قلت: وهذا سند حسن، رجاله ثقات غير إسماعيل بن إبراهيم؛ وهو صدوق. وقد أعله الحافظ ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (4/ 498) بعلتين: الأولى: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة والد إسماعيل؛ لا تعرف له حال!. الثانية: ابنه إسماعيل بن إبراهيم؛ لم تثبت عدالته. وليس كما قال - رحمه الله -؛ أما إبراهيم بن عبد الرحمن؛ فهو ثقة؛ روى عنه جمع من الثقات، ووثقه البخاري بإخراجه له عنه في "صحيحه"، ووثقه ابن حبان، وقال ابن خلفون: ثقة مشهور؛ وهو من التابعين روى عن عائشة وجابر وغيرهما. وأما ابنه إسماعيل؛ فقد روى عنه جمع، ووثقه أبو داود وابن حبان، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ؛ فأقل أحواله أنه صدوق. وعليه؛ فقول الحافظ في "التقريب" عنهما: "مقبول"! غير مقبول أبدًا. والحديث حسَّنَه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (5/ 244/ 1388). (تنبيه): قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/ 272): "ووقع في مسند أحمد": حدثنا وكيع: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي ربيعة، وكأنه انقلب؛ نبه عليه الحافظ صلاح الدين العلائي" أ. هـ. 279 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (303) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) سقطت من "ل".

128 - باب ما يقول إذا أتي بباكورة الفاكهة

قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا يزيد بن زياد عن عبيد بن أبي الجعد عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أُهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاةٌ، قال: "اقسميها"، قال: فكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا رجع الخادم قالت: ما قالوا؟ قال: يقولون: بارك الله فيكم، (قال) (¬1): فتقول عائشة: وفيهم بارك الله؛ فنرد عليهم مثل ما قالوا، وبقي أجرنا لنا. 128 - باب ما يقول إذا أتي بباكورة الفاكهة (¬2) 280 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان الناس إذا رأوا (أول) (¬3) الثمر جاءوا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أخذه قال: "اللهمّ بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدّنا؛ اللهمّ إنّ إبراهيم عبدك وخليلك ونبيّك، وإنّي عبدك ونبيّك؛ لأنه دعاك لمكة، وإنّي أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه"، ثم يدعو أصغر وليد (له) (¬4)؛ فيعطيه ذلك الثمر. ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند حسن؛ يزيد بن زياد وعبيد بن أبي الجعد؛ كلاهما صدوق. 280 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (270/ 302) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2/ 1000/ 1373/ 473)، والترمذي في "جامعه" (9/ 419 - 420/ 3519 - تحفة الأحوذي) عن قتيبة بن سعيد به. والحديث في "الموطأ" (2/ 885 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 53 - 54/ 1846 - رواية أبي مصعب الزهري). وأخرجه مسلم (1373/ 474) وغيره من طريق عبد العزيز الدراوردي عن سهيل به. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) في هامش "م": "ثمر". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) ليست في "ل"، وفي "عمل اليوم والليلة" للنسائي: "يراه".

نوع آخر: 281 - حدثني أحمد بن محمود الواسطي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن منصور الحارثي قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد العذري قال: حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتي بباكورة (الثمرة) (¬1) ـــــــــــــــــــــــــــــ 281 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح دون الدعاء)؛ أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 234 - 235/ 463) من طريق أحمد بن محمَّد بن زياد البصري عن عبد الرحمن بن محمَّد بن منصور الحارثي به. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 971/ 2066) عن عبد الرحمن بن محمَّد به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ مسلسل بالعلل الآتية: الأولى: عبد الرحمن بن محمَّد الحارثي؛ قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: حدث بما لا يتابع عليه. الثانية: عبد الرحمن بن يحيى العذري؛ قال العقيلي: مجهول، لا يقيم الحديث من جهته. وضعفه الدارقطني والحاكم وغيرهما. الثالثة: يونس بن يزيد الأيلي؛ ثقة؛ إلا أن في روايته عن الزهري وهمًا قليلًا؛ كما في "التقريب"، وهذا منها. والحديث ضعفه البيهقي. وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 95/ 11222) بإسناد ضعيف جدًا، فيه مسلمة بن علي، وهو متروك. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (4076 - مجمع البحرين) دون الدعاء بإسناد صحيح رجاله ثقات. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 39): "ورجال الصغير رجال الصحيح". قال شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع الصغير" (4/ 171/ 4328) بعد أن ضعف الحديث مع الدعاء: "هذا الحديث تراه في الصحيح دون الدعاء، ومن أجل هذه الزيادة أوردته هنا". قلت: انظر: "صحيح الجامع الصغير" (4644). وله شاهد من حديث أنس: أخرجه الحكيم الترمذي، كما في "الجامع الصغير" (5/ 89 - فيض القدير). ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

129 - باب ما يقول لمن أماط عنه الأذى

وضعها على عينيه، ثم على شفتيه، وقال: "اللهمّ كما أريتنا أوله فأرنا آخره"، ثم يعطيه من يكون عنده من الصّبيان. 129 - باب ما يقول لمن أماط عنه الأذى 282 - أخبرني محمَّد بن حمدويه بن سهل قال: حدثنا عبد الله بن حماد قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا عثمان بن فايد قال: حدثنا إسماعيل بن محمَّد السهمي مولى عبد الله بن عمرو قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدّث عن أبي أيوب الأنصاري أنه تناول من لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأذى؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مسح الله عنك يا أبا أيوب ما تكره". نوع آخر: 283 - حدثنا عبد الرحمن بن سعيد بن هارون قال: حدثنا أحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 282 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: عثمان بن فائد؛ قال البخاري: "في حديثه نظر"، وقال ابن عدي: "قليل الحديث، وعامة ما يرويه ليس بمحفوظ؛ منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "يروي عن جعفر بن برقان والشاميين العجائب، ... ؛ لا يجوز الاحتجاج به". الثانية: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي؛ قال أبو حاتم: "صدوق مستقيم الحديث ولكنه أروى النّاس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد: لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم، وكان لا يميز". الثالثة: إسماعيل بن محمَّد السهمي؛ لم أعرفه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 172/ 4048) بنحوه بإسناد ضعيف جدًا؛ فيه نائل بن نجيح وهو ضعيف. وبين حبيب بن أبي ثابت وأبي أيوب انقطاع، وانظر: "مجمع الزوائد" (9/ 323). وبالجملة؛ فالحديث واه بمرة. 283 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الإرسال. الثانية: أبو هلال الراسبي؛ لين الحديث. وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 335/ 2627)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1666/ 1933)، و"المعجم الكبير" (3/ 130/ 3890)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2656)، والحاكم (4/ 130) من طريق يحيى بن العلاء الرازي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب به.

130 - باب ما يقول إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة

هارون قال: حدثنا أحمد بن مهدي الأصبهاني قال: حدثنا عمران بن موسى (¬1) قال: حدثنا أبو هلال الراسبي عن قتادة عن سعيد بن المسيب: أن أبا أيوب أخذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يكن بك السوء يا أبا أيوب لا يكن بك السوء". نوع آخر: 284 - أخبرنا (أبو القاسم) (¬2) بن منيع قال: حدثنا محمَّد بن كليب قال: حدثنا حسان بن إبراهيم عن عبد الله (¬3) بن بكر الباهلي قال: (أخذ عمر - رضي الله عنه - عن لحية رجل أو رأسه شيئًا) (¬4) فقال الرجل: صرف (الله) (¬5) عنك السوء، فقال عمر: صرف الله عنا السوء منذ أسلمنا، ولكن إذا أخذ عنك شيء؛ فقل: أخذت يداك خيرًا. 130 - باب ما يقول إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة 285 - أخبرنا أبو عروبة (قال) (¬6): حدثنا عمرو بن عثمان (ح) وأخبرنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا موضوع؛ يحيى بن العلاء؛ كذاب. وقال أبو زرعة: "هذا حديث منكر". والعجب من الحاكم كيف صححه؟! وأعجب منه موافقة الذهبي إياه. والحديث ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال" (13/ 614/ 37568) وزاد نسبته لابن عساكر. 284 - موقوف ضعيف؛ لانقطاعه بين عمر - رضي الله عنه - والراوي عنه؛ فإن عبد الله بن بكر الباهلي بينه وبين عمر مفاوز. وقد خفيت هذه العلة على شيخنا الألباني - رحمه الله -؛ فجوّدَ إسناده في "الكلم الطيب" (ص 123). 285 - موضوع، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 450 - 451/ 1947) -وعنه ¬

_ (¬1) في "ل": "مسلم"، وفي هامشها: "في نسخة: موسى". (¬2) ساقطة من "ل". (¬3) هكذا في "م"، وهو الصواب، وفي "هـ" و"ل": "عبد الله". (¬4) في "ل": "أخذ رجل عن لحية عمر أو رأسه شيئًا"، وهو خطأ. (¬5) ليست في "ل". (¬6) زيادة من "ل".

131 - باب ما يقول إذا قضي له حاجة

أبو يعلى (قال) (¬1): حدثنا داود بن رُشيد قالا: حدثنا الوليد بن مسلم عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمَّد بن زاذان عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وقال داود بن رشيد: عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح مظلمة؛ فعليكم بالتكبير، فإنه يجلي العجاج (¬2) الأسود". 131 - باب ما يقول إذا قضي له حاجة 286 - أخبرنا القاسم (بن يحيى) (¬3) بن نصر قال: حدثنا الخليل بن ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن حبان في "المجروحين" (2/ 179)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2210) - بسنده سواء. وأخرجه ابن عدي (6/ 2210) من طريق عمرو بن عثمان به. قلت: وهذا موضوع؛ فيه علل: الأولى: عنبسة بن عبد الرحمن؛ قال أبو حاتم الرازي: "متروك الحديث، كان يضع الحديث"، وقال البخاري: "تركوه". وبه وحده أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 138)؛ فقال: "رواه أبو يعلى؛ وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو متروك". الثانية: محمَّد بن زاذان؛ منكر الحديث، لا يكتب حديثه. الثالثة: الوليد بن مسلم مدلس تدليس التسوية وقد عنعن. وبه وحده أعلَّه البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 437). وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 283/ 2256): "موضوع". 286 - ضعيف مرفوعًا، (والصواب فيه الإرسال)؛ هكذا رواه الخليل بن عمرو، وخالفه ابن أبي شيبة وأحمد بن منيع؛ فروياه عن ابن المبارك به مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 645/ 5874 و 10/ 430/ 9883 و 11/ 493/ 11806)، وأبو داود في "المراسيل" (339/ 429). وتابع ابنَ المبارك عبد الرزاق الصنعاني عن معمر به. أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 392/ 19462) -ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 210) -. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "الغبار والدخان"، وهو شرح له. (¬3) زيادة من "ل" و"هـ".

132 - باب الشرك

عمرو (البغوي) (¬1) قال: حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: حلب رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهمّ جمّله"؛ فاسودّ شعرُه. 132 - باب الشرك 287 - أخبرنا أبو يعلى (قال) (¬2): حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (ح) ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالإرسال في هذا الحديث أصح، والله أعلم. 287 - إسناده ضعيف، (والمرفوع منه صحيح بشاهده)؛ أخرجه أبو يعلى في: سنده" (1/ 60 - 61/ 58) -وعنه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (17) - بسنده سواء. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: ليث بن أبي سليم؛ صدوق اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه؛ فترك. الثانية: أبو محمَّد لم أعرفه؛ قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 224). وزاد السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 631) نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم. قلت: وقد رواه المصنف - رحمه الله - من طريق ابن المنذر وأسمه أبو بكر النيسابوري. وزاد الزبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (2/ 273) نسبته للحكيم الترمذي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 377/ 716)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (3/ 383/ 3229)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 257/ 394)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (18) من طريقين عن ليث بن أبي سليم عن رجل من أهل البصرة -وفي رواية: عن شيخ، ورواية أخرى: عمن حدثه- عن معقل بن يسار قال: قال أبو بكر فذكره. قلت: وسنده ضعيف كسابقه، وهذه الرواية بينت لنا أن ليث بن أبي سليم اضطرب في هذ الحديث؛ فتارة يقول: عن معقل بن يسار، وأخرى: عن حذيفة. وأحيانًا يصرح باسم شيخه، وأحيانًا يبهمه. وأحيانًا يذكر الآية، ويبين تفسيرها، وأحيانًا لا يذكرها. والمبهم في الرواية السابقة هو نفسه أبو محمد؛ بينته لنا رواية أبي يعلى (1/ 62 - 63/ 60 و 61). ¬

_ (¬1) ساقطة من "ل". (¬2) زيادة من "ل".

قال: وأخبرنا (أبو بكر) (¬1) النيسابوري قال: حدثنا أبو يوسف القلوسي قالا (¬2): ثنا علي بن بحر قال: حدثني هشام بن يوسف عن ابن جريج (في قوله تعالى) (¬3): {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} [الرعد: 16]، أخبرني ليث بن أبي سُليم عن أبي محمَّد (¬4) عن حذيفة عن أبي بكر - رضي الله عنه - إما أخبر (¬5) ذلك حذيفة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وإما أخبره أبو بكر: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل"، قال: قلنا: يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله - عَزَّ وَجَلَّ - أو ما ادعى مع الله؟ - شك ـــــــــــــــــــــــــــــ لكنَّ الحديثَ حسن بشاهده عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا بنحوه: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 337 - 338/ 9596) وأحمد (4/ 403)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (58 ـ كنى)، والطبراني في "المعجم الكبير"؛ كما في "مجمع الزوائد" (10/ 227)، و"المعجم الأوسط" (4/ 10/3479) وغيرهم. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 19 - صحيحه): "رواه أحمد، والطبراني؛ ورواته إلى أبي علي محتج بهم في "الصحيح"، وأبو علي وثقه ابن حبان، ولم أر أحدًا جرحه" أ. هـ. وقال الهيثمي: "ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي على وثقه ابن حبان" أ. هـ. وحسنه شيخنا - رحمه الله - في "صحيح الترغيب والترهيب" (33). وبالجملة؛ فالمرفوع من الحديث ثابت بلا ريب، وصححه شيخنا - رحمه الله - في "صحيح الأدب المفرد" (1/ 377 - تحقيق الزهيري). وله شاهد من حديث معقل بن يسار: أخرجه أبو يعلى (1/ 61/ 59). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 224): "رواه أبو يعلى عن شيخه عمرو بن الحصين، وهو متروك". قلت: إسناده واه بمرة لا يفرح به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل" (¬2) في "ل": "قال" (¬3) ساقطة من "ل" (¬4) في "هـ" و"م": "أبو مجلز"، والمثبت موافق لمصادر التخريج. (¬5) في "ل": "حضر"

133 - باب ما يقول إذا أراد أن يحدث بحديث فنسيه

عبد الملك (بن جريج) (¬1) - فقال: "ثكلتك أمك يا صديق، الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل ألا أخبرك بقولِ يذهب صغاره وكباره أو صغيره وكبيره؟ "، قال: قلت: بلى يا رسول الله قال: "تقول كل يوم ثلاث مرات: اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم". والشرك: أن يقول: أعطاني الله وفلان، والند: أن يقول الإنسان: لولا فلان؛ لقتلني فلان. 133 - باب ما يقول إذا أراد أن يحدث بحديث فنسيه 288 - حدثنا محمَّد بن حمدان بن سفيان قال: حدثنا الحسين (بن) (¬2) الحكم الحيري قال: حدثنا إسماعيل بن أبان عن الربيع بن بدر السعدي شيخ من أهل البصرة عن عثمان بن أبي حرب الباهلي (¬3) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد أن يحدث بحديث؛ فنسيه؛ فليصل عليّ؛ فإن صلاته عليّ خلفًا من حديثه، وعسى أن يذكره". 134 - باب ما يقول لمن بشره ببشارة 289 - أخبرني محمَّد بن حمدويه قال: حدثنا عبد الله بن حماد قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 288 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل: الأولى: الربيع بن بدرة متروك، كما في "التقريب". الثانية: عثمان بن أبي حرب الباهلي؛ مجهول؛ كما في "المغني في الضعفاء" (4011)، و"ميزان الاعتدال" (3/ 31). الثالثة: الإعضال؛ فبين عثمان بن أبي حرب الباهلي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسطتان. 289 - إسناده ضعيف؛ فيه علل: الأولى: عبد الله بن صالح المصري؛ صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) ساقط من "ل". (¬3) في "م" زيادة: "رضي الله عنه"،وهو خطأ؛ لأن ذلك يوهم أنه صحابي، وليس كذلك، فإنه من أتباع التابعين.

135 - باب ما يقول للذمي إذا قضى له حاجة

حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي اليسر (¬1) - رضي الله عنه - قال: شد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوم بدر، فشددنا معه، فناداه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -:"عمر عمر يا عمر"، فلما هزمهم الله - عَزَّ وَجَلَّ - تخلص إلى العباس، فحمله عمر وأناس من بني هاشم على رقابهم، وجعل (¬2) عمر ينادي: يا رسول الله بأبي أنت، البشرى؛ قد سلّم الله عَزَّ وَجَلَّ عليك عمك العباس؛ فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وقال: "بشرك الله بخير يا عمر في الدنيا والآخرة، وسلمك (الله) (¬3) يا عمر في الدنيا والآخرة"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ أَعز عمر وأيده". 135 - باب ما يقول للذمي إذا قضى له حاجة 290 - حدثني عبيد الله بن شبيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن قريش عن بشر بن الوليد عن ابن المبارك عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: استسقى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فسقاه يهودي، فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "جملك الله" فما رأى الشَّيْبَ حتى مات. 136 - باب ما يقول إذا سمع ما يعجبه وتفاءل (إليه) (¬4) 291 - أخبرني عمرو (¬5) بن حفص (¬6) قال: حدثنا عبد العزيز بن ـــــــــــــــــــــــــــــ الثانية: ابن لهيعة؛ ضعيف. الثالثة: الزهري لم يسمع من أبي اليسر. 290 - إسناده ضعيف؛ فيه سلمة بن وردان ضعيف. 391 - ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (273/ 785)، ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "كعب بن عمرو الأنصاري" (¬2) في "ل": "وأقبل". (¬3) ليست في "ل". (¬4) زيادة من "م" و"ل"، وفي "هـ": "به". (¬5) في "ل" و"هـ": "عمر". (¬6) في "ل": "جعفر".

محمَّد بن زبالة قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا ابن أبي فديك عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: يا خضرة، قال: "لبيك، أخذنا فألك (¬1) من فيك". نوع آخر: 292 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا العباس بن الوليد قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا سهيل عن رجل (¬2) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - سمع صوتًا فأعجبه (¬3) فقال: "أخذنا فألك من فيك". ـــــــــــــــــــــــــــــ والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 19/ 23)، و"المعجم الأوسط" (4/ 185/ 3929 و9/ 64/ 9132)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2082)، وأبو نعيم في "الطب"،؛كما في "كنز العمال" (10/ 115/ 858) بطرق عن كثير بن عبد الله به. قال ابن عدي: "كثير؛ عامة أحاديثه لا يتابع عليه" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 106): "وكثير بن عبد الله؛ ضعيف جدًا، وقد حسَّن الترمذي حديثه، وبقية رجاله ثقات". ووافقهما شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 353). 292 - صحيح؛ أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (274/ 787) عن ابن رسته عن العباس بن الوليد به. وسمى الرجل المبهم أبا صالح والد سهيل. وأخرجه أبو داود (4/ 18/ 3917)، وأحمد (2/ 388)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (274/ 786 و788)، والحسن بن علي الجوهري (ق 8/أ)؛ كما في "الصحيحة" (2/ 353) بطرق عن وهيب به. قال شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله -: "وهذا إسناد صحيح؛ لولا الرجل الذي لم يسمَّ، لكنه قد جاء مسمى؛ فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 270) من طريقين آخرين عن وهيب به إلا أنه قال: عن أبيه. وأبوه، هو أبو صالح؛ واسمه ذكران ثقة من رجال الشيخين؛ فصح الحديث والحمد لله" أ. هـ. وللحديث شاهدان: الأول: عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - بنحوه؛ أخرجه أبو الشيخ في ¬

_ (¬1) في "هـ": "بفألك". (¬2) هكذا في "م" و"ل"، وفي "هـ" وهامش "م": "عن جابر". (¬3) في "هـ": "يعجبه".

137 - باب ما يقول إذا تطير من شيء

137 - باب ما يقول إذا تطير من شيء 293 - أخبرنا أبو يحيى الساجي قال: حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ـــــــــــــــــــــــــــــ "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -"، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ 1/ 87) من طريق حفص بن عمار: نا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع عنه به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: مبارك بن فضالة؛ صدوق لكنه مدلس وقد عنعن. الثانية: حفص بن عمار؛ مجهول. قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 353): "وهذا سند ضعيف؛ المبارك ضعيف، وحفص بن عمار مجهول". قلت: المبارك بن فضالة؛ الراجح فيه أنه صدوق لكنه مدلس، فإذا صرح بالتحديث، فحديثه حسن -إن شاء الله-، وهو ما رجحه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 950 - 951)، ووثقه (6/ 1222)؛ فلا يعل الحديث به إلا إذا عنعن. الثاني: عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه العسكري في "الأمثال"، والخِلَعي في "فوائده"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (10/ 556) من طريق محمَّد بن يونس: ثنا عون بن عمارة ثنا السري بن يحيى عن الحسن عن سمرة. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل: الأولى: محمَّد بن يونس الكديمي؛ متروك الحديث بل اتهم بالوضع. الثانية: عون بن عمارة؛ ضعيف، كما في "التقريب". الثالثة: الحسن؛ مدلس وقد عنعن، ولم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة؛ كما نص على ذلك أهل العلم. 293 - إسناده حسن؛ الحديث في "جامع ابن وهب" (2/ 745/ 658). وأخرجه أحمد (2/ 220)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 38 - قطعة من المجلد 13) بطرق عن ابن لهيعة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 105): "رواه أحمد والطبراني؛ وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" أ. هـ. قال شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 54): "الضعف الذي في حديث ابن لهيعة؛ إنما هو في غير رواية العبادلة عنه، وإلا فحديثهم عنه صحيح؛ كما حققه أهل العلم في ترجمته، ومنهم: عبد الله بن وهب، وقد رواه عنه؛ كما رأيت، وذلك من فوائد هذا الكتاب، والحمد لله الذي به تتم الصالحات" أ. هـ.

قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة السبائي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو (¬1) - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أرجعته الطّيرة عن حاجته؛ فقد أشرك"، قالوا: وما كفارة ذلك يا سول الله؟ قال: "يقول أحدهم: اللهمّ لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك". نوع آخر: 294 - حدثنا أبو محمَّد بن صاعد قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة (¬2) ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، ويضاف إلى هذا أن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو أحد العبادلة، رواه عن ابن لهيعة، كما هو عند الطبراني، فلله الحمد والمنة على الإِسلام والسنة. 294 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص" (1/ 165/ 76) من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش به. لكن وقع عنده: عمرو بن عامر الجهني!. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب" (205/ 162)، وأبو داود (4/ 18 - 19/ 3919) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 525) -، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 262 - 263)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 139)، و"الدعوات الكبير" (2/ 287/ 500)، و"شعب الإيمان" (2/ 63/ 1171)، وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة؛ كما في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 325) بطرق عن سفيان الثوري عن حبيب به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عروة بن عامر الجهني؛ تابعي ولم تثبت صحبته؛ فالحديث مرسل. قال ابن قانع: "عروة بن عامر عندي ليس له لقي، وقال قوم: له! وليس بصحيح" أ. هـ. وقال ابن الأثير: "أخرجه أبو موسى، وقال: قال ابن أبي حاتم [في "الجرح ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عمر"، وهو خطأ، والصواب المثبت، وهو الموافق لمصادر التخريج وكتب الرجال. (¬2) في "م": "عقبة"، وهو خطأ من بعض النُّساخ، والله أعلم.

بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: سئل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الطيرة؟ فقال: "أصدقها: الفأل، ولا ترد مسلمًا، وإذا رأيتم من الطير شيئًا تكرهونه (¬1)؛ فقولوا: اللهمّ لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات (¬2) إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله". ـــــــــــــــــــــــــــــ والتعديل" (6/ 396)]: عروة بن عامر؛ سمع ابن عباس وعبيد بن رفاعة، روى عنه حبيب. فعلى هذا؛ يكون الحديث مرسلًا. وقال أبو أحمد العسكري: "عروة بن عامر الجهني؛ روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. ذكرناه ليعرف" أ. هـ. وقال الحافظ العراقي: "من حديث عروة بن عامر مرسلًا، ورجاله ثقات". وقال المزي في "تهذيب الكمال" (20/ 26): "روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا في الطيرة" أ. هـ. وقال الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (1/ 379/ 4071)؛ "تابعي أرسل" أ. هـ. وهو كما قالوا، على أن ابن حبان ذكره في "الثقات" (5/ 195) في التابعين. وقال أبو حاتم الرازي؛ كما في "المراسيل" (ص 149): "تابعي يروي عن ابن عباس وعبيد بن رفاعة". الثانية: الانقطاع؛ فإن حبيب بن أبي ثابت كثير التدليس، ولم يصرح بالتحديث. قال الحافظ في "التهذيب": "والظاهر أن رواية حبيب عنه منقطعة". وقال في "الإصابة": "رجاله ثقات؛ لكن حبيب كثير الإرسال" أ. هـ. وبهاتين العلتين أعلَّهما شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 123/ 1619)، و"الصحيحة" (6/ 155 - 156). وبهذا تعلم أن قول النووي - رحمه الله - في "رياض الصالحين" (1677): "رواه أبو داود بإسناد صحيح" غير صحيح. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف". (10/ 406/ 19512) عن معمر عن الأعمش: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال؛ فذكره. قال شيخنا في "الصحيحة" (6/ 156): "وهذا صحيح معضل". قلت: وبالجملة؛ فالحديث ضعيف، والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "ل": "تكرهونها". (¬2) في "ل": "ولا يذهب بالسيئات".

138 - باب ما يقول إذا رأى الحريق

138 - باب ما يقول إذا رأى الحريق 295 - حدثنا (أبو القاسم) (¬1) بن منيع قال: حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا رأيتم الحريق؛ فكبروا؛ فإن التكبير يطفئه". 296 - حدثنا (أبو محمَّد) (¬2) بن صاعد قال: حدثنا محمَّد بن معاوية ـــــــــــــــــــــــــــــ 295 - موضوع، أخرجه المصنف (296 و 297 و298)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1266/ 1002)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 14/ق 340/أ)، والثقفي في "الثقفيات" (ج 10/رقم 34) بطرق كثيرة عن القاسم بن عبد الله به. قلت: وهذا سند موضوع؛ القاسم بن عبد الله؛ متروك، رماه أحمد بالكذب. وكان أحيانًا يسقط شيخه عبد الرحمن بن الحارث؛ فيرويه عن عمرو بن شعيب مباشرة؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 296). وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1266 - 1267/ 1003) من طريق يعقوب بن حميد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أخي القاسم عن عبد الرحمن بن الحارث به. لكن لا يفرح بهذه المتابعة؛ لأن عبد الرحمن بن عبد الله؛ كذاب؛ كما قال أحمد وأبو حاتم. وأخرجه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (4/ 1469)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 238/ 465) من طريقين عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب به. قلت: لكن هذه ليست متابعة؛ لأن ابن لهيعة دلَّس فيه؛ فقد نقل العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 296) عن ابن أبي مريم قوله: "هذا الحديث سمعه ابنُ لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي -رجل كان يسمع معنا الحديث- عن القاسم بن عبد الله بن عمر، وكان ابنُ لهيعة يستحسنه ثم إنه بعد قال: إنه يرويه عن عمرو بن شعيب"أ. هـ. فعادت هذه المتابعة على الطريق الأولى التي فيها القاسم الكذاب. 296 - مضى تخريجه برقم (295). ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) زيادة من "م" و"هـ".

139 - باب ما يقول إذا هبت الريح

الأنماطي قال: حدثنا الحسن بن عبد الله العمري عن أخيه القاسم (قال) (¬1): حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:"إذا رأيتم الحريق؛ فكبروا فإن التكبير يطفئه". 297 - حدثنا محمَّد بن نصر الخواص قال: حدثنا أبو الطاهر قال: حدثنا ابن وهب عن القاسم بن عبد الله بن عمر عن الحارث بن عبد الرحمن (بن الحارث) (¬2) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا رأيتم الحريق؛ فكبروا؛ فإن التكبير يطفئه". 298 - حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا خالد بن مخلد (قال) (¬3): حدثنا القاسم بن عبد الله من آل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (قال) (3): حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الحريق، فكبروا؛ فإن التكبير؛ يطفئه". 139 - باب ما يقول إذا هبت الريح 299 - حدثنا محمَّد بن علي بن بحر قال: حدثنا إسحاق بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 297 - مضى تخريجه برقم (295). 297 - مضى تخريجه برقم (295). 299 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ قال شيخنا العلامة أسد السنة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 599): "رواه ابن السُّنّي من وجه آخر عن إسحاق به إلا أنه لم يذكر (ذرا) في إسناده، فلا أدري إذا كان ذلك من الناسخ أو الطابع، أو هكذا الرواية عنده -وهو كذلك-؛ فإنه رواها عن شيخه محمَّد بن علي بن بحر عن إسحاق، ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) زيادة من "هـ" و"م". (¬3) زيادة من "ل".

إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: حدثنا محمَّد بن فضيل قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد ترجم الخطيب لابن بحر هذا، وقال: توفي سنة تسع وتسعين ومائتين، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلًا، فإن كان هو الذي أسقطه؛ فهو دليل على أنه لم يحفظه، فتكون روايته على كل حال شاذة، بل منكرة" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -؛ فقد خالف محمدًا هذا الإمامان الحافظان الترمذي والنسائي، فروياه عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن محمَّد بن فضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ذر بن عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب به مرفوعًا. وهو في "سنن الترمذي" (4/ 521/ 2252)، و"عمل اليوم والليلة" (934) -وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2/ 380/ 918). وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 153/ 104 - رواية الحسن بن علي الجوهري) من طريق أخرى عن إسحاق به. وهذا سند صحيحِ رجاله ثقات، وقد توبع إسحاق بن إبراهيم عليه: فأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 380/ 918) من طريق علي بن المديني، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق والربح" (133/ 128)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 123) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 424/ 1224) -عن أبي هشام الرفاعي، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (934) من طريق عياش بن الوليد الرقام، وأبو الشيخ في "العظمة" (4/ 1312/ 810) من طريق سفيان بن وكيع أربعتهم عن محمَّد بن فضيل به. وهذا يؤكد أن إسحاق الشهيد لم يتفرد بذكر ذرٍ في إسناده، مما يؤكد أن رواية المصنف شاذة أو منكرة؛ كما قال شخنا - رحمه الله -. ولم يتفرد محمَّد بن فضيل؛ بل تابعه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش به، لكن أوقفه: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (936) - وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 380) -، والحاكم (2/ 272)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 392 - 393/ 969) من طريقين عن جرير به. قلت: وللأعمش فيه سند آخر؛ فرواه عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبّي بن كعب بإسقاط (ذر) من سنده. وله عنه طريقان: الأولى: عن أبي عوانة عن الأعمش به، لكن موقوفًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (935) عن محمَّد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة به. الثانية: عن أسباط بن محمَّد القرشي عن الأعمش به. واختلف عليه فيه:

الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ـــــــــــــــــــــــــــــ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 217/ 9268) -وعنه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 379/ 719 - تحقيق الزهيري) - عن أسباط به موقوفًا. وخالفه ابنَ أبي شيبةَ محمَّد بن المثنى -وهو ثقة ثبت-؛ فرواه عن أسباط به لكن مرفوعًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (933)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 123) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 423 - 424/ 1223) - والروياني في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي (3/ 423/ 1222) -. قال شيخنا أسد السنة - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 600 - 601): "وجملة القول: إنه قد اختلف الرواة في حديث الأعمش هذا عن حبيب. فمنهم من رفعه، ومنهم من أوقفه، ومنهم من ذكر فيه (ذرًا)، ومنهم من لم يذكره. ولكن من تأمل في تخريجنا هذ تبين له أن أكثرهم رفعه وذكر (ذرًا)، فيكون هذا أرجح، ولا سيما ومعهم زيادة، وزيادة الثقة مقبولة؛ كما هو مشروح في "علم المصطلح""أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وإن مما يرجح زيادة (ذر) في الإسناد أن شعبة قد تابع الأعمش عليها. لكن اختلف فيه على شعبة في رفعه ووقفه: فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (937) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 424/ 425/ 1225) - من طريق سهل بن حماد، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 191 - 192/ 167 - منتخب) عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي كلاهما عن شعبة به مرفوعًا. وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه النسائي (939) - وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 381) - عن النضر بن شميل و (938) - وعنه الطحاوي (2/ 381 - 382) - عن ابن أبي عدي، وأحمد في "مسائل ابنه صالح" (502 - 51/ 596) - وعنه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 931/ 1037) - عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به موقوفًا. وسنده صحيح موقوفًا أيضًا. قلت: ولا يضره وقف النضر بن شميل وابن أبي عدي ويحيى القطان إياه؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي، فهو في حكم المرفوع هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن الرفع زيادة يجب قبولها؛ لأن الزيادة من الثقة مقبولة، على أن الأعمش تابع شعبة في رفعه في رواية الأكثرين عنه. ونحوه قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحجحة" (6/ 601).

عن أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا الريح، وإذا رأيتم شيئًا فيها تكرهونه؛ فقولوا: اللهمّ، إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به". ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (932)، وابن ماجه (3727)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 18 - 19/ 6362 و 10/ 216 - 217/ 9267)، وأحمد (2/ 250 و 409 و 436 - 437)، والبخاري في "الأدب المفرد" (720)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 287/ 1007 - إحسان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 382 - 383/ 919 و 920)، والطبراني في "الدعاء" (973 و 974)، وأبو الشيخ في "العظمة" (4/ 314/ 812)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 925/ 1029/ ب)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 114)، والحاكم (4/ 285)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 361)، و"الدعوات الكبير" (2/ 78/ 316) بطرق عن الأوزاعي: ثنا الزهري: حدثني ثابت الزرقي عن أبي هريرة بنحوه. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ لأن الشيخين لم يخرجا لثابت الزرقي شيئًا، وهو صحيح. وأخرجه أبو داود (5097)، والنسائي (931)، وعبد الرزاق في "المصنف" (11/ 89/ 20004)، وأحمد في "المسند" (2/ 267 - 268 و 518)، و"مسائل ابنه صالح" (2/ 52/ 598)، والبخاري في "الأدب المفرد" (906)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 924/ 1029 / أ)، وأبو عوانة في "المسند" (2/ 118/ 2510 و 2511)، والطبراني في "الدعاء" (971 و 972 و 976)، والطحاوي في "المشكل" (2/ 383 - 384/ 921 - 924)، وأبو الشيخ في "العظمة" (4/ 1313/ 811)، والفسوي في "المعرفة والتأريخ" (1/ 382)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 361)، و"معرفة السنن والآثار" (3/ 108 / 2031)، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 391 - 392/ 1153 وص 392 - مكرر) وغيرهم بطرق عن الزهري به. قلت: وهذا سند صحيح. وقال النووي في "الأذكار" (1/ 466 - 467/ 521 - بتحقيقي): "بإسناد حسن". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 272): "حديث حسن صحيح". وصححه شيخنا الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 601).

نوع آخر: 300 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي (قال) (¬1): حدثنا يزيد بن أبي عبيد قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 300 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 461/ 8392 - ط. الرشد)، و"المطالب العالية" (4/ 25/ 3399) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 288/ 1008 - إحسان) - بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 33/ 6296)، و"المعجم الأوسط" (3/ 180 - 181/ 2857)، والبيهقي (3/ 364) بطرق عن أحمد بن عبدة الضبي به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 378/ 718)، والحاكم (4/ 285 - 286) من طريقين عن المغيرة بن عبد الرحمن به. قال الإِمام النووي - رحمه الله - في "الأذكار" (1/ 468 - بتحقيقي): "وروينا بالإسناد الصحيح في "كتاب ابن السُّنَّي" عن سلمة بن الأكوع" أ. هـ. وليس كما قال؛ لما سيأتي. قال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 91): "وفيه نظر من وجهين: الأول: أن المغيرة بن عبد الرحمن -وهو ابن الحارث بن عبد الله بن عياش، أبو هاشم المدني- لم يخرج له مسلم. الثاني: أنه مختلف فيه؛ ولذلك أورده الذهبي في "الميزان"، وقال: "وثّقه ابنُ معين وغيره، وقال أبو داود: ضعيف الحديث". وقال الحافظ: "صدوق فقيه كان يهم". قلت: فحسبُ حديث مثله أن يكون حسنًا، وأما الصَّحة؛ فلا، ومنه تعلم تساهل الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 135): "رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح، غير المغيرة بن عبد الرحمن؛ وهو ثقة" أ. هـ. وتعلم أيضًا تساهل البوصيري في "مختصر إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 26) حين قال: "رواه أبو يعلى الموصلي، ورواته ثقات". والحافظ ابن حجر؛ فإنه صححه؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 275). تنبيه: سقط من مطبوع "الإحسان" اسمُ شيخ أبي يعلى: أحمد بن عبدة الضبي؛ فليصحح. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

140 - باب ما يقول إذا هبت الشمال

سمعت سلمة بن الأكوع (رضي الله عنه) -رفعه- قال: كان إذا اشتدت الريح يقول: "اللهمّ لقحًا، لا عقيمًا". 140 - باب ما يقول إذا هبت الشمال 301 - حدثنا أحمد بن محمَّد بن عثمان قال: حدثنا أبو زرعة الرازي قال: حدثنا فروة بن أبي المغراء (¬1) الكندي قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني عن عبد الرحمن بن إسحاق (¬2) عن يزيد بن الحكم بن أبي العاص عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتدت الريح الشمال قال: "اللهمّ إني أعوذ بك (¬3) من شر ما أرسلت فيها". 141 - باب ما يقول إذا رأى غبارًا في السماء أو ريحًا 302 - حدثنا عبد الرحيم (¬4) بن محمَّد قال: حدثنا يحيى بن طلحة ـــــــــــــــــــــــــــــ 301 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه البزار في "البحر الزخار" (6/ 313 - 314/ 2326)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 47/ 8346)، و"الدعاء" (2/ 1254 - 1255/ 970)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 925/ 1030) بطرق عن فروة الكندي به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عبد الرحمن بن إسحاق؛ متروك؛ لأنه متفق على تضعيفه. الثانية: يزيد بن الحكم بن أبي العاص؛ مجهول؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه شيئًا، ولم يوثقه أحد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 135): "رواه الطبراني، والبزار نحوه؛ وفيهما عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة؛ وهو ضعيف". 302 - إسناده ضعيف؛ (وقوله: "غبارًا" منكر)؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد والبرق والريح" (77/ 35)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 286 - 287/ 1006 - إحسان) عن يحيى بن طلحة اليربوعي؛ به. ¬

_ (¬1) في "م": "مغراء"، وفي "هـ": "صخراء". (¬2) في "م": "عبد الرحمن بن أبي إسحاق". (¬3) في "هـ" وهامش "م": "إنا نعوذ بك". (¬4) في "هـ" و"م": "عبد الرحمن" وهو خطأ، والتصويب من "ل"، وكتب الرجال.

142 - باب ما يقول إذا رأى سحابا مقبلا

قال: حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى في السماء ناشئًا (¬1)، غبارًا أو ريحًا، استقبله من حيث كان، وإن كان في الصلاة تعوذ بالله من شره". 142 - باب ما يقول إذا رأى سحابًا مقبلًا 303 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: يحيى بن طلحة اليربوعي؛ ليّن الحديث؛ كما في "التقريب". الثانية: شريك بن عبد الله القاضي؛ ضعيف؛ لسوء حفظه. وذكر "غبارًا" فيه منكر؛ لتفرد يحيى به؛ فقد رواه حجاج بن محمَّد المصيصي الأعور، وسعدويه، وعلي بن الجعد، وأبو نعيم الفضل بن دكين عن شريك؛ فلم يذكروا هذه اللفظة، وخالفوا يحيى فيه: أخرجه أحمد (6/ 222 - 223)، وابن أبي الدنيا (35)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 854 / 2373) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السُّنَّة" (4/ 389/ 1151) -، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 40 - مختصرة). وكذا حكم شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - على هذه اللفظة بالنكارة في "الصحيحة" (6/ 603). لكن الحديث صحيح بطرقه الأخرى الآتية في الحديث القادم، إلا لفظة: "غبارًا"؛ فهي منكرة. 303 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 218/ 9272) -وعنه ابن ماجه (2/ 1280/ 3889) - بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1/ 562/ 1830)، و"عمل اليوم والليلة" (512/ 914) عن قتيبة بن سعيد عن يزيد بن المقدام به. وأخرجه أبو داود (4/ 326 / 5099)، والنسائي في "الكبرى" (1/ 561 - 562/ 1829)، و"عمل اليوم والليلة" (513/ 915)، وأحمد (6/ 137 - 138 و 190)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 359 / 686 - تحقيق الزهيري)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1268 - 1269/ 1009) بطرق عن سفيان الثوري، والنسائي في "المجتبى" (3/ 164)، و"الكبرى" (1/ 561 / 1828)، وأحمد (6/ 41)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 275 - 276/ 994 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1269/ 1010)، والبيهقي ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "من قولهم: نشأ السحاب إذا ارتفع".

143 - باب ما يقول إذا سمع الرعد والصواعق

قال: حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه أنه ذكر (عن أبيه) (¬1): أن عائشة - رضي الله عنها - حدثته: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى سحابًا مقبلًا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه، وإن كان في صلاته حتى يستقبله؛ فيقول: "اللهمّ إنا نعوذ بك من شر ما أرسلت به". 143 - باب ما يقول إذا سمع الرعد والصواعق 304 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا نعيم بن الهيصم قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ (3/ 362) بطرق عن مسعر بن كدام، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 124/ 2529) من طريق إسرائيل ثلاثتهم عن المقدام به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم؛ كما قال شيخنا أسد السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 88). وصححه في "الصحيحة" (6/ 603). وله شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه- بنحوه: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 378/ 717 - تحقيق الزهيري)، وأبو يعلى في "المسند" (5/ 284/ 2905)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 400)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1254/ 969) عن عبد الرحمن بن مهدي عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أنس به مرفوعًا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 135): "رواه أبو يعلى بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح". وصححه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 602/ 2757). 304 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (9/ 380/ 5507) -وعنه أبو الشيخ في "العظمة" (4/ 1289/ 781) - بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (117/ 99) عن نعيم بن الهيصم به. وأخرجه الترمذي (5/ 503/ 3450)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (518/ 928)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 216/ 9266)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 935/ 1045) عن قتيبة بن سعيد، والنسائي (518/ 927) من طريق سيار بن حاتم، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 380/ 721 - تحقيق الزهيري) عن معلي بن أسد، وأحمد (2/ 100)، والحاكم (4/ 286)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 362)، و"الدعوات الكبير" (2/ 82/ 319)، وأبو عمرو عثمان الدقاق في "جزء فيه من حديثه ¬

_ (¬1) سقط من الأصول، والاستدراك من "المصنف"، ومصادر التخريج.

عبد الواحد بن زياد عن الحجاج بن أرطاة (قال) (¬1): حدثني أبو مطر: أنه ـــــــــــــــــــــــــــــ عن شيوخه" (ق 8/ ب) عن عفان بن مسلم، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/ 117) من طريق محمَّد بن حسان، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 245 - 246/ 13230)، و"المعجم الأوسط" (6/ 101/ 5925)، و"الدعاء" (2/ 1259 - 1260/ 981) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (34/ 298) من طريق حفص بن عمر الحوضي جميعهم عن عبد الواحد بن زياد به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سالم إلا أبو مطر، ولا عن أبي مطر إلا الحجاج، تفرد به: عبد الواحد بن زياد". قلت: وهو ثقة؛ كما في "التقريب" (1/ 526)، فلا يضره تفرده به، لكن العلّة ممن فوقه. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد!! ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي!!!. قلت: وهذا عجب منهما، وبخاصّة من الذهبي، فإنه ذكر أبا مطر هذا في "الميزان" (4/ 574/ 10609)، وقال: "لا يُدرى من هو"، وقال الحافظ في "التقريب" (2/ 473): "مجهول". وفيه علَّة أخرى: وهي أن الحجاج بن أرطاة؛ كثير الخطأ والتدليس؛ كما في "التقريب" (1/ 152). فهما علَّةُ حديثنا هذا، ومن صححه أو حسَّنه فقد وهم بلا ريب. قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال الإِمام النووي في "الأذكار" (1/ 471 - بتحقيقي): "بإسناد ضعيف عن ابن عمر". ووافقه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 146/ 1042). تنبيهان: الأول: لم يُذكر الحجاجُ بن أرطاة عند النسائي في الموضع الأول، وكذا عند الحاكم، والصواب إثباتهما؛ كما صرح بذلك المزي - رحمه الله - في "تهذيب الكمال". الثاني: قال شيخنا - رحمه الله - في "الأدب المفرد" (1/ 380 - تحقيق الزهيري): "ليس في شيءٍ من الكتب الستة"، وهو سبق قلم منه - رحمه الله وعفا عنه -؛ فهو عند الترمذي والنسائي؛ كما ذكر ذلك نفسه - رحمه الله - في "الضعيفة"، فالكمال لله وحده. ولم ينبه على هذا أخونا الشيخ سمير الزهيري -حفظه الله-؛ فليصحح. ووقع في "الضعيفة" (3/ 146) الحديث معزوًا للبخاري في "الأدب المفرد" (رقم 271) وهو خطأ من الطابع أو الناسخ والصواب (721)؛ فليحرر. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

144 - باب ما يقول إذا رأى المطر

سمع سالم بن عبد الله عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع الرعد والصواعق قال: "اللهمّ لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك". 144 - باب ما يقول إذا رأى المطر 305 - حدثنا عبدان قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن نافع عن القاسم عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: "اللهمّ (اجعله) (¬1) صيّبًا هنيئًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ 305 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه ابن ماجه (2/ 1280/ 3890)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (706) عن هشام بن عمار به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير عبد الحميد بن أبي العشرين؛ وهو صدوق؛ كما في "التقريب"، وقد توبع: تابعه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (918)، وأحمد (6/ 90)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1267 - 1268/ 1006)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (706) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/ 396) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 361) بطرق عن الوليد به. وسنده صحيح، وصرح الوليد بالتحديث في جميع طبقات السند عند أبي بكر الشافعي والبيهقي. وتابعه شعيب بن إسحاق -وهو ثقة- عن الأوزاعي به: أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (706) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/ 396) - عن إسحاق بن إبراهيم عن دحيم عن شعيب. وسنده صحيح. وخالفهم عيسى بن يونس؛ فرواه عن الأوزاعي عن الزهري عن القاسم عن عائشة به. فأسقط نافعًا وجعل مكانه الزهري، ورواية الجماعة أصح. أخرجه النسائي (917)، وأحمد (6/ 90)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (2/ 401/ 410)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 274/ 993 - إحسان)، والطبراني في ¬

_ (¬1) زيادة من "م".

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ "المعجم "الأوسط" (8/ 137/ 8202)، و"الدعاء" (2/ 1268/ 1007)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (702) -ومن طريقه الحافظ في "تغليق التعليق" (2/ 396) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1059) بطرق عن عيسى به. قال الحافظ عقبه: "وأصح طرقه كلها رواية الوليد ومن تابعه، والله أعلم". وقال في "فتح الباري" (2/ 519): "وأرجحها هذه الرواية -يعني: رواية الوليد بن مسلم" أ. هـ. قلت: هو كما قال، وقد وقع في الحديث اختلاف أكثر من هذا، والراجح ما قاله الحافظ. انظر الروايات في: "الغيلانيات" (ص 252 - 253)، و"صحيح ابن حبان" (3/ 274 - إحسان)، و"تغليق التعليق" (2/ 395 - 396) وغيرها. تنبيه: قال أبو داود؛ كما في "سؤالات الآجريّ" (2/ 186): "ولا نعلم أن الأوزاعي حدث عن نافع إلا بمسألة" أ. هـ. وقال ابن معين: "لم يسمع الأوزاعي من نافع". قلت: لكنه صرح بالتحديث عن نافع في أكثر الروايات، وهؤلاء معهم زيادة علم، ومن علم حجه على من لم يعلم، والمثبت مقدم على النافي، وانظر: "الفتح" (2/ 519). وقد توبع الأوزاعي؛ تابعه عبيد الله بن عمر العمري -وهو ثقة ثبت- وله عنه طريقان: الأولى: من طريق ابن المبارك عن عبيد الله: أخرجه البخاري في "صحيحه" (2/ 518/ 1032)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (921)، وأحمد (6/ 129)، وابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (76/ 34)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (253/ 704)، والبيهقي (3/ 361) بطرق عن ابن المبارك به. ولفظ الجميع مثل لفظ المصنف، عدا البخاري؛ فإن لفظه: "صيبًا نافعًا". الثانية: من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله به: أخرجه النسائي (922). وقد توبع نافعًا؛ تابعه أيوب السختياني عن القاسم به: أخرجه أحمد في "المسند" (6/ 166)، و"مسائل ابنه صالح" (2/ 53/ 599) - وعنه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 946/ 1060)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1267/ 1005)، و"المعجم الأوسط" (3/ 225/ 2990) -وعنه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 186 و 3/ 14) -جميعهم عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 88/ 19999) عن معمر عن أيوب به. قلت: وسنده صحيح -أيضًا-.

145 - باب ما يقول إذا رفع رأسه إلى السماء

145 - باب ما يقول إذا رفع رأسه إلى السماء 306 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن صالح بن محمَّد بن (¬1) زائدة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه إلى السّماء إلا قال: "يا مصرّف القلوب ثبّت قلبي على طاعتك". 146 - باب ما يقول إذا كان يوم شديد الحرّ أو شديد البرد 307 - حدثني جعفر بن عيسى الحلواني قال: حدثنا إبراهيم بن هانىء قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثنا يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان قال: حدثني دراج قال: حدثني أبو الهيثم -واسمه سليمان بن عمرو بن عبد العتواري- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أو عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أو أحدهما حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 306 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (271/ 304) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (2/ 418) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1377) من طريق هشام بن عمار عن حاتم بن إسماعيل به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ صالح بن محمَّد بن زائدة ضعيف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 210): "رواه أحمد، وفيه مسلم بن محمَّد بن زائدة، قال بعضهم: صوابه: صالح بن محمَّد بن زائدة، وقد وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس، وبقية رجاله رجال الصحيح" أ. هـ. وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ص 401): "مسلم بن محمَّد بن زائدة؛ شيخ لحاتم بن إسماعيل، كذا وقع في الرواية، وإنما هو صالح بن محمَّد بن زائدة، وهو في "التهذيب"" أ. هـ. 307 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الدارمي في "الرد على بشر المريسي" (ص 48)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 459/ 387) من طريق عبد الله بن صالح به. قلت: إسناده ضعيف؛ لأن رواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة. وضعفه السخاوي في "المقاصد الحسنة (1283)، وابن الديبع في "تمييز الطيب من الخبيث" (ص 232 - 233)، والعجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 347 - 348). ¬

_ (¬1) في "ل": "عن"، وهو خطأ.

147 - باب ما يقول إذا أصبح كسلان

"إذا كان يوم حار؛ فقال الرجل: لا إله إلا الله (وحده) (¬1) ما أشد حرّ هذا اليوم، اللهمّ أجرني من حر جهنم، قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - لجهنم: إن عبدًا من عبادي (¬2) استجارني من حرِّك، فاشهدي (¬3) أني قد أجرته، وإن كان يوم شديد البرد؛ فإذا قال العبد: لا إلله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم، اللهمّ أجرني من زمهرير جهنّم، قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - لجهنّم: إن عبدًا من عبادي (¬4) قد استجارني من زمهريرك، وإني أشهدك أنّي قد أجرته"، قالوا: وما زمهرير جهنَّم؟ قال: "بيت يلقى فيه الكافر، فيتميّز من شدّة بردها بعضه من بعض". 147 - باب ما يقول إذا أصبح كسلان 308 - أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرنا وهب بن بيان قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه - رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، وليقل: لقست (¬5) نفسي (¬6) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ 308 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة " (1051) بسنده سواء. وأخرجه مسلم (4/ 1765/ 2251)، وأبو داود (4/ 295 / 4978)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 320 / 344)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 78/ 5571) وغيرهم بطرق عن ابن وهب به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 563/ 6180) من طريق عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد به. وأخرجه في "الأدب المفرد" (810) من طريق الليث بن سعد عن يونس به. وله شاهد من حديث عائشة - رضي الله عنها - وعن أبويها عند البخاري (6179)، ومسلم (2250). ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "عبيدي". (¬3) في "ل": "وإني أشهدكُ". (¬4) في "ل": "عبيدى". (¬5) في هامش "ل": "أي: غثت، واللقس: الغثيان، وإنما كره خبثت هربًا من لفظ الخبث". (¬6) في "ل": "قلبي"، وهو خطأ.

148 - باب ما يقول إذا رأى مبتلا

148 - باب ما يقول إذا رأى مبتلًا 309 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 309 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح بطرقه وشواهده)؛ أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (33/ 2) عن محمَّد بن جابر الضرير عن عبيد الله بن عمر به. وأخرجه الترمذي (5/ 493/ 3431) عن محمَّد بن عبد الله بن بزيع عن عبد الوارث بن سعيد به. وأخرجه الطيالسي (13)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (33/ 2)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 237/ 124)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1169/ 797)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 270)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1786)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 265)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 284/ 499)، و"شعب الإيمان" (4/ 108/ 4445 و 7/ 506 - 507/ 1147)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 130/ 1337)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 956/ 1056 - بغية) بطرق عن حماد بن زيد به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، متروك الحديث؛ كما فصلته في "القول الموثوق في تخريج حديث السوق" (ص 10 - 13). ومع ضعفه فقد اضطرب في إسناد هذا الحديث: فرواه مرّة هكذا، ومرّة قال: عن سالم عن ابن عمر مرفوعًا، لم يذكر عمرَ في سنده. أخرجه ابن ماجه (3892)، وابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 1098/ 2364) -ومن طريقه الحنائي (ق 34/ ب) -. وقال أخرى: عن سالم عن أبيه موقوفًا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 395 / 9785). ومرّة أرسله عن سالم: أخرجه الحنائي (ق 34/ ب). وتارة أوقفه على سالم بن عبد الله: أخرجه عبد الرزاق (10/ 445/ 19655) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 108/ 4444) -. قال الحنائي: "غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير مولاهم، واختلف عليه فيه: فرواه عنه ابن علية؛ كما أخرجناه، ورواه عنه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يسنده بل أرسله. وقد رواه أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سالم بن عبد الله قال: كان يقال: "من رأى مبتلى .. " الحديث؛ وهذا أقرب إلى الصواب -إن شاء الله تعالى-. وإنما انفرد عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بذكر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على الاختلاف الذي ذكرناه عليه فيه.

حدثنا حماد بن زيد وعبد الوارث بن سعيد قالا: حدثنا عمرو بن دينار ـــــــــــــــــــــــــــــ وعمرو بن دينار هذا؛ فيه نظر، وهو غير عمرو بن دينار المكي مولى ابن باذان صاحب جابر؛ ذاك ثقة جليل حافظ" أ. هـ. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (1056) بطرق كثيرة عن عمرو بن دينار به مرفوعًا. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 88/ 38 - منتخب) عن عارم عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار به مرفوعًا. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 1098/ 2364) من طريق إسماعيل بن عُليّة عن عمرو به. وأخرجه تمام الرازي في "الفوائد" (4/ 445/ 1591 - ترتيبه) من طريق زياد بن الربيع عن عمرو به. لكن الحديث صحيح؛ لأن له طريقين آخرين ثابتين عن ابن عمر، وشاهد حسن من حديث أبي هريرة. حديث ابن عمر: الطريق الأولى: أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5/ 283/ 5324)، والبزار في "مسنده"؛ كما في "النظر في أحكام النظر" لابن القطان الفاسي (ق 72/ أ) من طريق زكريا بن يحيى الضرير قال: نا شبابة بن سوار؛ قال: المغيرة بن مسلم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر وذكره مرفوعًا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 138): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وتعقبه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 532/ 2737) مبينًا أنه صدوق. قال ابن القطان: "المغيرة بن مسلم مشهور ليس به بأس، فهو إسناد حسن" أ. هـ. الطريق الثانية: أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2/ 1170/ 798)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 13 - 14)، و"أخبار أصبهان" (1/ 271)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 15/ ق 256/ أ) من طريق مروان بن محمَّد الطاطري: ثنا الوليد بن عتبة: ثنا محمَّد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر به. قال شيخنا أسد السُّنةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 152): "ورجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير الوليد بن عتبة؛ وهو أبو العباس الدمشقي؛ فقال البخاري في "تاريخه": "معروف الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 226)، وروى عنه جمع من الثقات الحفاظ كأبي زُرعة الدمشقي. وترجمه ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه تعديلًا وكأنه لم يعرفه.

قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم- عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من رجل يفجأه صاحب بلاء؛ فيقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به؛ وفضلني على كثير ممن خلق (¬1) تفضيلًا، إلا عافاه الله - عَزَّ وَجَلَّ - من ذلك البلاء كائنًا ما كان". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: قد عرفه البخاري، ومن عرف حجّة على من لم يعرف؛ لاسيما إذا كان العارف مثل البخاري أمير المؤمنين في الحديث. فالحديث إن لم يكن حسنًا لذاته من هذه الطريق، فلا أقل من أن يكون حسنًا لغيره" أ. هـ. حديث أبي هريرة: له عنه طريقان: الأولى: أخرجها الترمذي (3432)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (187)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (3)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 78 - 79/ 4724)، و"المعجم الصغير" (1/ 241)، و"الدعاء" (2/ 1170/ 799)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 1461 و 6/ 2374)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 107 - 108/ 4443 و 7/ 507/ 11148)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (2/ 422/ 421 - رواية الحسن بن علي الجوهري) من طريق عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه". قال شيخنا أسدُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 151): "ورجاله ثقات؛ غير العمري؛ فإنه ضعيف لسوء حفظه". ومنه تعلم أن قول المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 273)، والهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 138): "إسناده حسن! "، غير حسن، إلا إذا قصدا: "حسن لغيره"؛ فنعم. وعلى الهيثمي درك في جعله من الزوائد على الكتب الستة وهو في الترمذي؛ فليصحح. الثانية: أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2/ 1170 - 1171/ 800) من طريق عبد الله بن جعفر المدني عن سهل به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ عبد الله بن جعفر: هو والد علي بن المديني؛ وهو ضعيف. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب. ¬

_ (¬1) في "ل": "من خلقه"، وفي هامشها: "في نسخة: ممن خلق".

149 - باب ما يقول إذا رأى من فضل عليه في الدين والدنيا

149 - باب ما يقول إذا رأى من فضل عليه في الدِّين والدُّنيا 310 - حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا محمَّد بن عوف قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: حدثنا ابن ثوبان عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "خصلتان من كانتا فيه كتبه الله - عَزَّ وَجَلَّ - شاكرًا صابرًا: من نظر إلى من هو فوقه في دينه؛ فاقتدى به، ونظر إلى من هو دونه في دنياه، فحمد الله -عَزَّ وَجَلَّ- على ما فضله عليه؛ كتبه الله (¬1) شاكرًا صابرًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ 310 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (84/ 204)، والبغوي في "شرح السنة" (14/ 293 - 294/ 4102) من طريق عبد الله بن المبارك وهذا في "الزهد" له (50/ 180 - رواية نعيم) عن المثنى بن الصباح به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لأن المثنى بن الصباح ضعيف، وقد قال الإِمام أحمد عنه: "لا يساوي شيئًا، مضطرب الحديث". وقد اضطرب في حديثنا؛ فتارةً يرويه هكذا، وتارة يقول: عن عمرو بن شعيب عن جده، لا يذكر فيه: "عن أبيه"، أخرجه الترمذي (4/ 665/ 2512) عن سويد بن نصر وعلي بن إسحاق كلاهما عن ابن المبارك عن المثنى بن الصباح به. قال البغوي عقبه: "هكذا رواه الخلّال وسويد بن نصر عن ابن المبارك، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب عن جده -ولم يذكرا: "عن أبيه"-، ورواه علي بن إسحاق، عن المبارك، عن المثنى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رفعه". قال شيخنا ناصرُ السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 398/ 1924): "يشير البغويُّ إلى إعلال الحديث بالانقطاع والاضطراب. لكن رواية ابن السُّنّي ترجح الاتصال؛ لأنها توافق رواية من ذكر عن ابن المبارك زيادة: "عن أبيه"، ومن المحتمل أن يكون الاضطراب من المثنى نفسه؛ فإنه ضعيف اختلط في آخره؛ كما في "التقريب". ومنه تعلم أن قول الترمذي عقبه: "حديث حسن غريب". فهو غير حسن، على أن قوله: " ... حسن"، لم يثبت في بعض النسخ، وهو الصواب؛ ولذلك كلِّه جزم المُناويُّ بضعف إسناده" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. ¬

_ (¬1) في "ل": "كُتب".

150 - باب ما يقول إذا سمع هدير الحمام

150 - باب ما يقول إذا سمع هدير (¬1) الحمام 311 - حدثني علي بن إسحاق بن (¬2) رداء قال: حدثنا محمَّد بن يزيد المستملي قال: حدثنا الحسين بن علوان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: "أن عليًّا - رضي الله عنه- شكا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحشة؛ فأمره أن يتخذ زوج حمام يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - عند هديره (¬3) ". 151 - باب ما يقول إذا سمع أصوات الديكة 312 - أخبرنا أبو عبد الله الصوفي أحمد بن الحسن قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 311 - موضوع؛ فيه علتان: الأولى: محمَّد بن يزيد المستملي؛ قال ابن عدي: "كان يضع الحديث". الثانية: الحسين بن علوان؛ قال ابن معين: "كذّاب"، واتهمه ابن حبَّان بالوضع، وقال أبو حاتم الرازي والنسائي: "متروك الحديث". وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه-: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1399 - 1400) من طريق الصلت بن الحجاج عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت: "أن رجلًا أتى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليها الوحشة؛ فأمره أن يتخذ زوج حمام". قال ابن عديّ: "ولا أعلم يرويه عن ثور غير الصلت". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 128): "رواه الطبراني، وفيه الصلت بن الجراح، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: لعل الهيثمي لم يعرفه للتصحيف في اسمه؛ فإنه الصلت بن الحجاج، وهو ضعيف منكر الحديث. قال ابن عدي: "عامة حديثه منكر". وقال: "وفي حديثه بعض النكرة". وبالجملة؛ فالحديث واه بمرة؛ لا يفرح بمثله. 312 - صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 128/ 6254) عن ابن أبي شيبة به. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "صوت" وهو تفسير لها. (¬2) في "هـ": "عن". (¬3) في "ل" بين السطور: "صوته".

152 - باب ما يقول إذا سمع صياح الديك ليلا

أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني جعفر بن ربيعة قال: حدثنا الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم صوت الديكة؛ فإنها رأت ملكًا؛ فاسألوا (¬1) الله - تبارك وتعالى -، وارغبوا إليه، وإن سمعتم نهاق الحمير؛ فإنها رأت شيطانًا؛ فاستعيذوا بالله من شر ما رأت". 152 - باب ما يقول إذا سمع صياح الديك ليلًا 313 - أخبرنا أبو يعلى (قال) (¬2): حدثنا محمَّد بن عباد المكي (قال) (2): حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم عن يحيى بن أبي سليمان عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أحمد (2/ 321)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 285/ 1005 - إحسان) عن أبي عبد الرحمن المقرىء به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (943) عن وهب بن بيان عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب به. وأخرجه البخاري (6/ 350/ 3303)، ومسلم (2729) وغيرهما كثير بطرق عن قتيبة بن سعيد عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة به. 313 - منكر بهذا اللفظ؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 187/ 6296) بسنده سواء. قلت: إسناده ضعيف؛ يحيى بن أبي سليمان؛ ضعيف الحديث. ومع ضعفه؛ فهو مخالف لحديث أبي هريرة الصحيح؛ فذكر الديك فيه منكر. والحديث مما أغفله الهيثمي في "مجمع الزوائد"، والحافظ في "المطالب العالية"، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة"، مع أنه على شرطهم. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سمعتم نباح كلاب، أو نهاق حمر بالليل؛ فتعوذوا بالله؛ فإنهم يرون ما لا ترون، وأقلّوا الخروج إذا هدأت الرِّجْلُ؛ فإن الله - جل وعلا - يبث من خلقه في ليلة ما شاء، وأجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابًا أُجيف وذكر اسم الله عليه، وغطوا الجرار واكفؤوا الآنية وأوكوا القِرَب". ¬

_ (¬1) في "هـ": "فادعوا". (¬2) زيادة من "ل".

153 - باب ما يقول إذا نهق الحمار

سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه-: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم نهيق حمار ونباح كلب وصوت ديك باللّيل؛ فتعوّذوا بالله من شرّ الشيطان؛ فإنّهم يرون ما لا ترون". 153 - باب ما يقول إذا نهق الحمار 314 - أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا عمي قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة عن ابن صهيب عن أبيه صهيب - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نهق الحمار؛ فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم". ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه أبو داود (4/ 327 / 5103)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 420 - 421/ 9855)، وأحمد (3/ 306)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 701/ 1234 - الزهيري)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 148/ 2559)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 155/ 2221 و 210 - 211/ 2327)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 326 - 327/ 5517 و 5518)، والحاكم (1/ 445 و 4/ 283 - 284)، والبغوي في "شرح السُّنة" (11/ 391 - 392/ 3060)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1698 - 1699/ 2008) بطرق عن محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث عن عطاء بن يسار عن جابر به. قال البغوي: "هذا حديث حسن صحيح" قلت: وهو كما قال. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتعقبهما شيخنا أسدُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 23): "قلت: ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة، ثم هو مدلس، وقد عنعنه" أ. هـ. قلت: بل صرح بالتحديث عند أبي يعلى وابن حبان والسند إليه صحيح؛ فانتفت شبهة تدليسه، وثبت الحديث، والحمد لله. 314 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 39/ 7312)، و"الدعاء" (3/ 1698/ 2007) عن علي بن عبد العزيز، عن عاصم بن علي به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 145): "رواه الطبراني؛ وفيه إسحاق بن يحيى؛ وهو متروك". قلت: وهو كما قال، لكن يشهد له حديث أبي هريرة السابق (رقم 310)، ويصح الحديث به. وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع" (831).

154 - باب ما يقول إذا دخل الحمام

نوع آخر: 215 - أخبرنا محمَّد بن أحمد بن المهاجر (¬1) قال: حدثنا محمَّد بن الحسين بن بيان قال: حدثنا معمر بن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع قال: حدثنا أبي محمَّد عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لن ينهق الحمار؛ حتى يرى شيطانًا (أو يتمثل له شيطان) (¬2)؛ فإذا كان ذلك؛ فاذكروا الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وصلوا عليّ". 154 - باب ما يقول إذا دخل الحَمَّام 316 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن عياش (قال) (¬3): حدثني يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 315 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: معمر بن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع؛ منكر الحديث؛ كما في "التقريب". الثانية: محمَّد بن عبيد الله والد معمر؛ ضعيف الحديث؛ كما في "التقريب". وعزاه السخاوي في "القول البديع" (ص 228) للطبراني. 316 - موضوع؛ أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 389/ 732 - ط. الرشد)، و"المقاصد الحسنة" (700/ 1255) - عن عمار بن محمَّد عن يحيى به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 160/ 7779) من طريق أبي حمزة السكري عن يحيى به. قلت: وهذا موضوع؛ فيه علتان: الأولى: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". الثانية: عبيد الله بن عبد الله والد يحيى؛ مجهول الحال؛ كما قال ابن القطان الفاسي. ¬

_ (¬1) في "ل": "المهاصر". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "ل".

أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ البيت يدخله المسلم الحمّام! فإذا دخله سأل الله - عَزَّ وَجَلَّ - الجنة، واستعاذ (به) (¬1) من النار". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال البيهقي: "وفي إسناده ضعف". وقال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن عبيد الله بن موهب" أ. هـ. وقال السخاوي: "ويحيى ضعيف". وقال النووي في "الأذكار" (2/ 786 - بتحقيقي): "روينا في كتاب ابن السُّنِّي بإسناد ضعيف عن أبي هريرة - رضي الله عنه- (وذكره) " أ. هـ. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 128): "هذا الحديث موضوع". وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 2/ ق 373/ ب) من طريق أخرى عن أبي هريرة؛ لكن فيها إسحاق القرشي؛ وهو كذاب؛ قاله شيخنا - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 128). وذكره الزَّبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (2/ 400) وزاد نسبته للحكيم الترمذي في "نوادر الأصول". وبالجملة؛ فالحديث موضوع؛ لأنه مع ضعفه الشديد مخالف للحديث الصحيح: "اتقوا بيتًا يقال له: الحمام"؛ فقالوا: يا رسول الله، يذهب بالدرن، وينفع المريض، قال: "فمن دخله، فليستتر". وقد خرجته مفصلًا في تحقيقي لكتاب "الأذكار" للإمام النووي (2/ 786 - 788)؛ فانظره غير مأمور. والأشبه أن الحديث موقوف؛ كما قال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 127). فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 109)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 389/ 730)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 160/ 7780) بسند صحيح عنه. قال الحافظ في "المطالب العالية" (184 - المجردة): "صحيح موقوف". وصح عن أبي الدرداء نحوه موقوفًا: أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 109)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (737) بسند صحيح عنه. وقال البوصيري: "هذا إسناد رجاله ثقات". ¬

_ (¬1) سقطت من "ل".

نوع آخر: 317 - أخبرنا أبو العباس بن قتيبة قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي قال: حدثنا أبو حفص الأبار عن إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي عن أبي بردة عن أبي موسى - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول من صنعت له الحمامات والنورة سليمان بن داود -عليهما السلام-، فلما دخله، وجد حره (¬1) قال: أوه من عذاب الله أوه (¬2)، ثم أوه قبل أن لا يكون أوه". ـــــــــــــــــــــــــــــ 317 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 283) عن أبي العباس بن قتيبة به. وأخرجه مسلمة بن قاسم في "زوائده على مصنف ابن أبي شيبة" (14/ 139 - 140/ 17881) من طريق صالح بن أحمد بن حنبل به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 362/ 1147)، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (96 - 97/ 134)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 146/ 461)، و"الأوائل" (37/ 12)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 68 و 84 و 84 - 85)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 60)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 160/ 7778)، وابن أبي ثابت في "حديثه" (1/ 131/ 2)، ومشرق بن عبد الله الفقيه في "حديثه" (60/ 2)، والثعلبي في "تفسيره" (88/ 1 - 2)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 295/ 1)؛ كما في "الضعيفة" (6/ 228) بطرق عن إبراهيم بن مهدي به. قال البخاري عقبه -ونقله عنه العقيلي وابن عدي والبيهقي-: "إسماعيل؛ فيه نظر، ولا يتابع فيه". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 207): "رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير"؛ وفيه إسماعيل بن عبد الرحمن الأودي؛ وهو ضعيف". وقال الحافظ الذهبي في "المغني في الضعفاء" (1/ 84/ 685): "حديثه في الحمامات لا يثبت" أ. هـ. وقال شيخنا أسدُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (6/ 228/ 2704): "ضعيف جدًا". ¬

_ (¬1) في "ل": "غُمَّة"، وفي هامشها "الغمة: الكربة". (¬2) زيادة من "هـ" و"م".

155 - باب ما يقول إذا اعتذر إلى أخيه

155 - باب ما يقول إذا اعتذر إلى أخيه 318 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا أبي عن شيخ يقال (له) (¬1): طارق عن عمرو بن مالك ـــــــــــــــــــــــــــــ 318 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 235 - 236/ 6843) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 309 / 2489)، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبغوي في "معجم الصحابة"؛ كما في "الإصابة" (3/ 13)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 178/ 1508)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 212)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2035/ 5115) جميعهم عن عثمان بن أبي شيبة به. وأخرجه البزار في "مسنده" (4/ 77 / 3238 - كشف) عن إبراهيم بن زياد الصائغ عن وكيع بن الجراح به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ طارق هذا مجهول العين؛ لم يرو عنه إلا الجراح والد وكيع، ولم يوثقه أحد. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 202): "رواه البزار من رواية طارق عن عمرو بن مالك، وطارق؛ ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه، وبقية رجاله ثقات" أ. هـ. قلت: عليه مؤاخذات: أولًا: لم يعزه لأبي يعلى والطبراني، وعزاه للبزار وحده، وهو قصور. ثانيًا: الجراح والد وكيع؛ متكلم فيه، ولخصه الحافظ بقوله: "صدوق يهم"، فلا يتأتى الحكم عليه أنه من الثقات. وخالف عثمان بن أبي شيبة وإبراهيم الصائغ سفيانُ بنُ وكيع؛ فرواه عن أبيه وكيع، عن جده الجراح بن مليح، عن طارق، عن عمرو بن مالك عن أبيه. فزاد في السند (عن أبيه: وهو مالك الرواسي)؛ أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" (5/ 2461/ 6004) بطرق عنه. وأخرجه ابن قانع (2/ 212) عن محمَّد بن هارون عن سفيان بن وكيع به لكن لم يزد: عن أبيه. قال الحافظ في "الإصابة" (3/ 13 - 14): "سفيان بن وكيع، ضعيف في أبيه وغيره، وقد خبّط في السند: فزاد فيه: عن جده، وزاد بعده عن أبيه، ورواية ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"ل".

156 - باب ما يقول المعتذر إليه من الجواب

(الرواسي) (¬1) - رضي الله عنه - قال: أتيت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقلت؛ يا رسول الله، ارض عني؛ فأعرض عني ثلاثًا؛ قال: قلت: يا رسول الله، (- صلى الله عليه وسلم -) والله إن الرب (تبارك وتعالى) (¬2) ليترضى (¬3) فيرضى؛ فارض عني، قال: فرضي عنه (¬4). 156 - باب ما يقول المعتذر إليه من الجواب 319 - أخبرنا أبو محمَّد بن صاعد قال: حدثنا العباس بن محمَّد قال: حدثنا محمَّد بن سنان قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه- قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الركن والمقام؛ فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "ماذا تقول قريش؟ " قالوا: ـــــــــــــــــــــــــــــ عبد الرحيم بن مطرف -وهو من الثقات- تشهد لرواية عثمان بن أبي شيبة وهو من الحفاظ" أ. هـ. قلت: وعلى هذا؛ رواية سفيان بن وكيع هذه منكرة؛ لضعفها، ومخالفتها للرواية المحفوظة. ورواية عبد الرحيم بن مطرف التي أشار إليها الحافظ: أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 179 - 180/ 1509)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"، وابن السكن؛ كما في "الإصابة" (3/ 13). قلت: فيها حميد بن عبد الرحمن وهو مجهول. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف؛ لأنه مداره على مجاهيل من نفس الطبقة. 319 - إسناده ضعيف؛ عبد الله بن المؤمل؛ ضعيف الحديث. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 86 - 87) من طريق يونس بن بكير عن سوَّار بن مصعب عن عمرو بن شعيب به. قلت: وسوّار بن مصعب؛ متروك الحديث. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف؛ لأن متابعة سوّار شديدة الضعف؛ فلا يفرح بها. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) زيادة من "هـ" و"م". (¬3) في هامش "م": "ليرتضى". (¬4) في هامش "م" و"هـ": "عني".

157 - باب مخاطبة الرجل أخاه بطيب الكلام

يقولون (¬1): ابن وابن أخ، قال: "أقول كما قال أخي يوسف -عليه السلام -: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] ". 157 - باب مخاطبة الرجل أخاه بطيب الكلام 320 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا سُريج بن يونس قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 320 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 337 - 338/ 428) بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 437/ 5794 و 13/ 100 - 101/ 15818 و 15819)، وهنّاد السَّرِّي في "الزهد" (1/ 103/ 123) -وعنه الآجري في "فضل قيام الليل والتهجد" (95 - 96/ 10) -، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 54 - مختصره)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 1613 - 1614)، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" (523/ 1487)، والبيهقي في "البعث" (ق 53/ ب وق 72 / ب)، و"شعب الإيمان" (3/ 215 - 216/ 3360)، والسلفي في "الطيوريات" (ج 5/ ق 182 ب)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1/ 165/ 236)، و"المتفق والمفترق" (ج 2/ ق 33 / أ) وغيرهم بطرق عن أبي معاوية به. وأخرجه الترمذي (4/ 354/ 1984 و 673/ 2527)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 549)، من طريق علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 344/ 438)، وابن خزيمة في "صحيحه" (3/ 306/ 2136)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (72 و 139 - المنتقى)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 25)، و"زوائد المسند" (1/ 155 - 156)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (391)، وابن أبي داود في "البعث" (74) -ومن طريقه قوَّامُ السُّنَّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (ق 43/ ب وق 99/ ب وق 198/ ب) -، والسهمي في "تاريخ جرجان" (303/ 520)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 281/ 702) وغيرهم بطرق عن محمَّد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن فروة الكندي عن القاسم عن عبد الرحمن به. ¬

_ (¬1) في "م": "ما يقول في قريش، فيقولون".

أبو معاوية قال: حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناد هذا الحديث ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عبد الرحمن بن إسحاق، أبو شيبة الكوفي؛ متفق على تضعيفه. وبه أعله الترمذي؛ فقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، وقد تكلم بعض أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه وهو كوفي، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي؛ مدني، وهو أثبت من هذا، وكلاهما كان في عصر واحد" أ. هـ. الثانية: النعمان بن سعد؛ مجهول؛ لم يرو عنه إلا عبد الرحمن بن إسحاق، ولم يوثقه إلا ابن حبان. قلت: لكن للحديث شواهد عن جمع من الصحابة: أبي مالك الأشعري، وعبد الله بن عمرو، وبريدة بن الحصيب، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله: 1 - حديث أبي مالك الأشعري: أخرجه عبد الرزاق (20883)، وأحمد (5/ 343)، والطبراني في "الكبير" (3466)، وابن حبان (641)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (149)، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 40 - 41/ 927)، والبيهقي (4/ 300 - 301)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (303) وغيرهم. قلت: بإسناد لا بأس به في الشواهد؛ لأن عبد الله بن معانق جهله الدارقطني، ووثقه العجلي وابن حبان. 2 - حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه أحمد (2/ 173)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (99/ 167)، و"المعجم الكبير" (43/ 103 - قطعة من المجلد 13)، والحاكم (1/ 80 و 321)، والبيهقي في "البعث والنشور" (251). صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في الموضعين، وليس كما قالا؛ لأن حيي بن عبد الله المعافري ليس من رجالهما، وهو صدوق؛ فالإسناد حسن -إن شاء الله-. 3 - حديث بريدة بن الحصيب: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2903)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 205) بإسناد ضعيف جدًا؛ لأن عون بن عمرو القيسي منكر الحديث، وإسماعيل بن سيف ضعيف، والجريري مختلط. 4 - حديث عبد الله بن عمر: أخرجه الشجري في "الأمالي" (2/ 36)، وابن عدي (2/ 453) - من طريقين، عن نافع عنه به. وهو بهما حسن -إن شاء الله-. 5 - حديث أنس: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (305) بإسناد ضعيف جدًا؛ لأن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك.

158 - باب مخاطبة الناس بطيب الكلام

- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ في الجنّة غُرفًا يُرى بطونها (¬1) من ظهورها (¬2)، وظهورها من بطونها (¬3) "؛ فقال أعرابي: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "هي لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السّلام، وصلى (لله) (¬4) بالليل والناس نيام". 158 - باب مخاطبة النّاس بطيب الكلام 321 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا الحوضي عن شعبة عن مُحلّ بن خليفة عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة؛ فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة". 159 - باب لين الكلام للعبد 322 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 6 - حديث عبد الله بن عباس: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 260)، والبيهقي في "البعث والنشور" (254)، وابن عدي (2/ 795)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 179) بإسناد ضعيف؛ فيه حفص بن عمر بن حكيم، وهو مجهول. 7 - حديث جابر بن عبد الله: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 356)، والبيهقي في "البعث والنشور" (253) بإسناد ضعفه البيهقي، وذلك لأن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه. وبالجملة؛ فالحديث صحيح، والله أعلم. 321 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (5/ 74 - 75)، و"الكبرى" (2/ 39/ 2333)، وأحمد (4/ 256) بطرق عن شعبة به. وأخرجه البخاري (1413) -من طريق سعدان بن بشر عن أبي مجاهد عن محل بن خليفة به. والحديث أخرجه البخاري (1413 - أطرافه)، ومسلم (1016) بطرق عن عدي بن حاتم. 322 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (2781 - المجردة) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "ل": "باطنها". (¬2) في "ل": "ظاهرها". (¬3) في "ل": "باطنها". (¬4) زيادة من "هـ" و"م".

160 - باب مخاطبة الخادم بالبنوة

حدثنا موسى -يعني: المنقري- عن ابن المبارك عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الله الله فيما ملكت أيمانكم، اشبعوا بطونهم، واكسوا ظهورهم، وألينوا لهم القول". 160 - باب مخاطبة الخادم بالبنوّة 323 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: علي بن يزيد الألهاني، متروك الحديث. الثانية: عبيد الله بن زحر؛ ضعيف. وقد اضطربا في هذا الحديث؛ فتارةً يرويانه هكذا؛ وتارةً: عن القاسم عن أبي أمامة عن كعب بن مالك به: أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 254)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 42/ 89)، والطبري في "تهذيب الآثار" (167/ 264 - مسند علي). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 237): "رواه الطبراني، وفيه عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد؛ وهما ضعيفان" أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا؛ لأن مداره على علي بن يزيد الألهاني، وعبيد الله بن زحر. 323 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 263/ 4276) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 133 و 199 و 227 و 238)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1/ 48/ 28)، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 860/ 872)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 333)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1176)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 164 - 165/ 7795) بطرق عن حماد بن زيد به. وأخرجه أحمد (3/ 209) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (11/ 239) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 271/ 807)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 793/ 801 - بغية)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 333)، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 861/ 873) بطرق عن جرير بن حازم عن سلم العلوي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سَلْم العَلَوي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب".

161 - باب مخاطبة الرجل ربيبته بالبنوة

حماد بن زيد قال: حدثنا سَلْم العَلَوي قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما نزلت آية الحجاب جئت أدخل كما كنت أدخل؛ فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وراءك يا بُنيّ". 161 - باب مخاطبة الرجل ربيبته بالبنوّة 324 - حدثنا الفضل بن يعقوب القطان (قال) (¬1): حدثنا محمَّد بن سليمان لوين (قال) (1): حدثنا (سليمان) (1) بن بلال عن أبي وجزة (السعدي) (1) عن عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: قال = = = وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 93): "رواه أبو يعلى؛ وفيه سلم العلوي؛ وهو ضعيف" أ. هـ. قال شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1112): "وإسناده ضعيف؛ رجاله ثقات؛ غير سلم العلوي؛ فإنه ضعيف عند النسائي وغيره، وليس لتهمة في صدقه، وإنما لقلّة حديثه؛ فإنها لا تساعد على الحكم عليه بتوثيق أو تضعيف؛ كما أفصح عن ذلك ابن عدي في آخر ترجمته، ثم روى بسنده الصحيح عن ابن معين أنه سئل عنه؟ فقال: "ثقة". وقد خرجت له حديثًا في "الضعيفة" (4255)، وإنما أوردت حديثه هذا هنا في: "الصحيحة"؛ لأنه قد تبين لي أنه حفظه؛ بمجيئه من غير طريقه" أ. هـ. وانظر طرقه التي يصح بها في "الصحيحة" (6/ 1112 - 1113). 324 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (3/ 349/ 3777)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/ 27) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (32/ 205) -، وابن حبّان في "صحيحه" (12/ 15/ 215 - إحسان)، وابن شاهين في "الفوائد" (94/ 16)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (1/ 234 - 236/ 94)، وابن البخاري في "مشيخته" (1/ 725 - 728/ 168) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (32/ 202 - 205) -، ومحمد بن محمَّد الطائي في "الأربعين" (207/ 40)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/ 143/ 164)، والحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (1/ 338)، و"نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 218 - ق 219 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق كثيرة عن لوين وهذا في "جزئه" (28 - ط الرشد) بسنده به. ¬

_ (¬1) ما بين قوسين زيادة من "ل".

162 - كيف معاتبة الرجل أخاه

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادن أي بُنيّ، فَسَمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ ممّا يليك". 162 - كيف معاتبة الرّجل أخاه 325 - أخبرني محمَّد بن سعيد بن هلال قال: حدثنا المعافى بن سليمان قال: حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبّابًا، ولا فحّاشًا، ولا لعّانًا، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة: "ما له تربت يمينه (¬1) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 27)، وابنه عبد الله في "زوائد المسند" (4/ 27)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 27/ 8300)، و"الدعاء" (2/ 1211/ 884)، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 17 - 18)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 1942/ 4893) بطرق عن سليمان بن بلال به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. وقال محمَّد الطائي: "هذا حديث حسن عال". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث صحيح". وأخرجه الطيالسي (1358)، وابن حبان (12/ 9 - 10/ 5211 - إحسان)، وأبو عوانة في "مسنده" (5/ 165/ 8257) من طريق هشام بن عروة عن أبي وجزة السعدي به. وأخرجه البخاري (5376 و 5377 و 5378)، ومسلم (2022) بطرق عن وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة به. 325 - إسناده حسن؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (6031، 6046)، و"الأدب المفرد" (1/ 518/ 430)، وأحمد (3/ 126 و 143 - 144 و 158)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/ 369)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 222/ 4220)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (295/ 681)، و"الحلم" (105)، وابن المبارك في "الزهد" (133 - 134/ 396)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 29)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (35 - 36/ 55)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 193)، و"دلائل النبوة" (1/ 314)، والبغوي في "شرح السنة" (13/ 237 - 238/ 3669) وغيرهم بطرق كثيرة عن فليح بن سليمان به. قلت: وهذا سند حسن؛ فليح بن سليمان وإن أخرج له البخاري في "صحيحه"، إلا أنه تكلم فيه، ومع ذلك حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن -إن شاء الله-. ¬

_ (¬1) في "ل" و"هـ": "جبينه". =

163 - باب مداراة الناس

163 - باب مداراة النّاس 326 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا المسيّب بن واضح قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 326 - منكر؛ أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 89/ 92)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/ 201 - المطبوع) من طريق أبي عروبة الحراني به. وأخرجه ابن حبّان في "صحيحه" (2075 - موارد)، و"روضة العقلاء" (ص 70)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (141)، وابن أبي عاصم في "آداب الحكماء"؛ كما في "فتح الباري" (10/ 528) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء، (8/ 246) -، وابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (23 - 24/ 3) -ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 224/ 2396)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 729 - 730/ 1215) -، وابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 471/ 916) -ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 88/ 91) -، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2614)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (130)، و"طبقات المحدثين بأصبهان" (3/ 608 - 609/ 752)، والخليلي في "الإرشاد" (1/ 311 / 50)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 343/ 8445)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/ 201) بطرق عن المسيب بن واضح به. قال أبو نعيم: "تفرد به يوسف عن الثوري". وقال الخليلي: "غريب؛ تفرد به يوسف وهو زاهد إلا أنه لم يُرض حفظه". وقال أبو حاتم الرازي؛ كما في "العلل" (2/ 285): "هذا حديث باطل لا أصل له، ويوسف بن أسباط؛ دفن كتبه" أ. هـ. وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يُعرف بالمسيب بن واضح؛ وهو في مقام مجهول، وقد رواه عن يوسف. قال أبو حاتم: كان يوسف يغلط كثيرًا" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وقد سرقه من المسيب بن واضح: الحسنُ بنُ عبد الرحمن أبو علي الاحتياطي؛ فرواه عن يوسف بن أسباط عن الثوري به: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 746)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 9)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 58)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1215) بطرق عنه. ¬

_ = وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 453): "قال الداودي: قوله: "ترب جبينه"؛ كلمة تقولها العرب جرت على ألسنتهم، وهي من التراب؛ أي: سقط جبينه للأرض، وهو كقولهم: رغم أنف، لكن لا يراد معنى قوله: "ترب جبينه"، بل هو نظير ما تقدم قوله: "تربت يمينك"؛ أي: أنها تجري على اللسان، ولا يراد حقيقتها" أ. هـ.

164 - باب ترك مواجهة الإنسان بما يكره

يوسف بن أسباط قال: حدثنا سفيان الثوري عن محمَّد بن المنكدر عن جابر - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مداراة النّاس صدقة". 164 - باب ترك مواجهة الإنسان بما يكره 327 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قال ابن عدي: "هذا حديث المسيب بن واضح، عن يوسف بن أسباط؛ سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء". ونقل عنه ابن الجوزي قوله: "وما يرويه غير يوسف، وقد سرقه جماعة عن المسيب؛ فرووه عن يوسف منهم: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي؛ يسرق الحديث، ولا يشبه حديثه أهل الصدق" أ. هـ. وللحديث طريق أخرى: فأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 146/ 463)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2613) من طريق يوسف بن محمَّد بن المنكدر عن أبيه به. قلت: ويوسف هذا؛ متروك الحديث؛ فهو ضعيف جدًا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 17): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه يوسف بن محمَّد بن المنكدر؛ وهو متروك" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 528): "وفي سنده يوسف بن محمَّد بن المنكدر ضعفوه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به!! " أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث منكر؛ لتفرد يوسف بن أسباط -وهو ضعيف- به، والطريق الأخرى لا تقويه؛ نظرًا للضعف الشديد فيها. 327 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (244 - 245/ 235) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي في "الشمائل المحمّديّة" (297 - مختصرًا) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه أبو داود (4/ 81/ 4182 و 250/ 4789)، والترمذي في "الشمائل" (297)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (245/ 236)، والطيالسي في "مسنده" (2126)، وأحمد (3/ 133 و 154 و 160)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 524/ 437)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 264/ 4277)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (70/ 150 و 151)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 1176)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 317)، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/ 238) بطرق كثيرة عن حماد بن زيد به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ سَلْم العَلَوي؛ ضعيف الحديث؛ كما في "التقريب". قال الحافظ العراقي -فيما نقله عنه الزّبيدي في "إتحاف السادة المتقين"

165 - باب التعريض بالشيء

حماد بن زيد عن سَلْم العَلَوي قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه- يحدث قال: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواجه الرجل بشيء يكرهه، قال: ودخل عليه -يومًا- رجل وعليه أثر الخلوق؛ فلما خرج الرجل قال: "لو أمرتم هذا فيغسله" (¬1). 165 - باب التعريض بالشيء 328 - أخبرنا محمَّد بن جرير الطبري قال: حدثنا الفضل بن سهل ـــــــــــــــــــــــــــــ (7/ 138) -: "رواه أبو داود، والترمذي في "الشمائل"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، من حديث أنس بإسناد ضعيف" أ. هـ. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الأدب المفرد" (66). 328 - شاذ مرفوعًا، (والصواب أنه موقوف)؛ أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"؛ كما في "فتح الباري" (10/ 594) بسنده سواء. قلت: رجاله ثقات، غير سعيد بن أوس، وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب"، وقد وهم في رفع هذا الحديث وغلط على شعبة فيه، وخالف سائر الرواة، وهم أكثر وأوثق بكثير منه؛ فرووه عن شعبة موقوفًا، وهو الصواب، وروايته على هذا شاذة. فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 723/ 6147)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 462/ 857 و 477 - 478/ 885 - تحقيق الزهيري)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 89/ 201)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 203 - 204/ 4794) عن عقبة بن خالد وآدم بن أبي إياس وأبي الوليد الطيالسي وروح بن عبادة عن شعبة به موقوفًا، وهو الصواب. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 130): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح". وقد توبع شعبة على وقفه: فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 199)، و"شعب الإيمان" (4/ 203 - 204/ 4794) من طريق روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء الثقفي كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به موقوفًا. قلت: هذا سند صحيح موقوفًا، رجاله ثقات، وسعيد وإن اختلط في أخره إلا أن رواية روح وعبد الوهاب عنه قبل الاختلاط. ¬

_ (¬1) في "ل": "فغسله".

166 - باب إباحة ذكر ما يكره

الأعرج قال: حدثنا سعيد بن أوس قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في المعاريض مندوحة عن الكذب". 166 - باب إباحة ذكر ما يكره (¬1) 329 - حدثنا الحسين بن عبد الله القطان ومحمد بن خريم بن مروان قالا: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عروة عن عائشة ـــــــــــــــــــــــــــــ ولذلك قال البيهقي عقبه: "هذا هو الصحيح موقوفًا". وخالف روحًا وعبد الوهاب داودُ بنُ الزبرقان؛ فرواه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن الحصين به مرفوعًا: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 49 و 3/ 963)، وابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 513 - 514/ 993)، وأبو الشيخ في "الأمثال" (230)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 199)، و"الآداب" (230 - 231/ 392)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 119 - 120/ 1011)، وابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 87/ 1). قال ابن عدي: "وهذا الحديث لا أعلمه رواه عن سعيد بن أبي عروبة أحد فرفعه غير داود بن الزبرقان". وقال البيهقي: "تفرد برفعه داود بن الزبرقان"، وزاد في "الآداب": "ووقفه غيره". قلت: وهو متروك؛ كما في "التقريب"؛ فالحديث ضعيف جدًا مرفوعًا. وكذا حكم عليه بالضعف الشديد شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 214). وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (884)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 199) عن عمر - رضي الله عنه - موقوفًا به. قلت: وإسناده صحيح؛ كما قال شيخنا في "الضعيفة" (3/ 214 - 215)، و"صحيح الأدب المفرد" (680/ 884). 329 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (3132 و 6054)، ومسلم في "صحيحه" (2591) وغيرهما بطرق عن محمَّد بن المنكدر عن عروة به. ¬

_ (¬1) في "ل": "باب إباحة الذم".

167 - باب الإفصاح بالمكروه إذا احتيج إليه

- رضي الله عنها -: أن رجلًا استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما سمع صوته قال: "بئس الرجل، (بئس) (¬1) أخو العشيرة"، فلما أن دخل انبسط إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما خرج قال: "يا عائشة إن شر (¬2) الناس من يتقي الناس فحشه (¬3) ". 167 - باب الإفصاح بالمكروه إذا احتيج إليه 330 - حدثنا أبو محمَّد بن صاعد قال: حدثنا محمَّد بن زُنبور قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه- أنه حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل ابن اللتبية (¬4) أحد الأزد، وأنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما حاسبه قال: هذا ما لكم، وهذه أهديت لي؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا". نوع آخر في المعنى (¬5): 331 - أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 330 - إسناده صحيح؛ أخرجه البخاري (1500 و 6979 و 7197)، ومسلم (1823/ 27 و 28) بطرق عن أبي أسامة عن هشام بن عروة به. وأخرجه البخاري (925 و 2597 و 6636 و 7174)، ومسلم (1832) بطرق عن الزهري عن عروة بن الزبير به. 331 - إسناده ضعيف؛ لأنه مرسل، ومراسيل الحسن البصري كالريح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/ 253/ 7030)، والبزار (ق 178/ ب - زوائده) من حديث سمرة بن جندب نحوه. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "من شرار". (¬3) في هامش "ل": "في نسخة: يُتَّقى فُحشه". (¬4) في هامش "ل": "بنو لتب قبيلة". (¬5) في "ل" "باب".

168 - باب كيف المدح

الحسن بن موسى قال: حدثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد وحميد عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا شتم أحدكم أخاه؛ فلا يشتم عشيرته، ولا أباه، ولا أمه، ولكن ليقل إن كان يعلم ذلك: إنك لبخيل، وإنك لجبان، وإنك لكذوب، إن كان يعلم ذلك (¬1) منه". 168 - باب كيف المدح 332 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمَّد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمَّد بن ثابت عن أبيه عن أنس بن مالك عن أبي طلحة - رضي الله عنهما -: أنه دخل على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي مات فيه، فقال: "إقرأ قومك السلام؛ فإنهم ما علمت أعفة (¬2) صبر (¬3) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 74): "رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار فيه متروك، وفي إسناد الطبراني مجاهيل" أ. هـ. قلت: وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. 332 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 13/ 1420) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2147) - بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 714 / 3903)، وأبو يعلى (6/ 117/ 3389)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2147)، والبزار في "مسنده" (3/ 304/ 2804 - كشف)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 236 / 821 و 3/ 1147/ 2883)، والحاكم (4/ 79) بطرق عن الطيالسي وهذا في "مسنده" (2/ 159/ 2585 - منحة) به. وأخرجه الترمذي (5/ 714)، وأحمد (3/ 150)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 98/ 4710) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن محمَّد بن ثابت به، إلا أحمد والبزار؛ فالحديث عندهما من مسند أنس؛ ولعل هذا من ضعف محمَّد بن ثابت. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وفي "التحفة": "حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: بل إسناده ضعيف؛ لأن محمدًا بن ثابت البناني ضعيف؛ كما في "التقريب". وقال شيخنا - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (3/ 1759): "إسناده ضعيف" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في "ل": "ذاك". (¬2) في "ل": "جمع عفيف". (¬3) في "ل": "جمع صابر".

169 - باب ما يقول إذا خاف قوما

باب آخر (¬1) -: 333 - أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه - رضي الله عنه -: أن رجلًا مدح رجلًا عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك قطعت عنق صاحبك"، ثم قال: "إن كان أحدكم مادحًا أخاه لا محالة؛ فليقل: أحسب فلانًا، ولا أزكي على الله أحدًا، حسبه إن كان يرى أنه كذلك". 169 - باب ما يقول إذا خاف قومًا 334 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عبيد الله بن سعيد (¬2) ـــــــــــــــــــــــــــــ 333 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 579/ 1297) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السنة" (13/ 149/ 3572) - بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2061)، و"الأدب المفرد" (333)، ومسلم في "صحيحه" (3000/ 66) بطرق عن شعبة به. وأخرجه البخاري (2662 و 6162)، ومسلم (3000) بطرق عن خالد الحذاء به. 334 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة " (601)، و"السنن الكبرى" (5/ 188/ 8631) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (2/ 89/ 1537) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 190/ 420) -، وأحمد (4/ 414 - 415)، والروياني في "مسنده" (1/ 311 - 312/ 461)، والبزار في "البحر الزخار" (8/ 129/ 3136) -ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 338 - 339/ 1482) -، وابن حبان في "صحيحه" (11/ 82 - 83/ 4765 - إحسان)، والحاكم (2/ 142)، والبيهقي (5/ 253) بطرق عن معاذ بن هشام به. وأخرجه أحمد (4/ 414)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 359)، وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (411/ 1358)، والبيهقي (5/ 253) من طريق الطيالسي وهذا في "مسنده" (524) عن عمران بن دوار القطان عن قتادة به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 74/ 2531)، والبيهقي (5/ 253)، ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "سعد".

170 - باب ما يقول إذا نظر إلى عدوه

ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه - رضي الله عنه-: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خاف قومًا قال: "اللهمّ، إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم". 170 - باب ما يقول إذا نظر إلى عدوه 335 - حدثنا أبو القاسم بن منيع قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 116/ 1271) من طريق عمرو بن مرزوق عن عمران به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربّانية" (4/ 16): "حديث حسن غريب، ورجاله رجال الصحيح، ولكن قتادة مدلس، ولم أره عنه إلا بالعنعنة" أ. هـ. أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وكذا صححه الحافظ العراقي؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (5/ 105)، وصححه أيضًا الإِمام النووي في "رياض الصالحين" (2/ 218 - بشرحي)، و"الأذكار" (1/ 341 - بتحقيقي). وصححه شيخنا - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (124). قلت: سبق لي أن تابعت هؤلاء الحفاظ على تصحيحه، ثم وقفت على علة توجب ضعفه، وهي: أن قتادة مدلس، وقد عنعنه في جميع الطرق، وكذلك نص الإِمام ابن معين - رحمه الله -؛ كما في "المراسيل" (ص 140)، و"جامع التحصيل" (ص 255)، و"تحفة التحصيل" (ص 263) على أنه لم يسمع منه، فقال: "ولا أعلمه سمع من أبي بردة". 335 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو القاسم بن منيع البغوي في "معجم الصحابة"؛ كما في "الدر المنثور" (1/ 38)، و"كشف الخفاء" (2/ 516/ 3175) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 393 - 394) - بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 123 / 8163)، و"الدعاء" (2/ 1278/ 1033) بطرق عن أبي الربيع الزهراني. قال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن أبي طلحة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: أبو الربيع". قلت: ولا يضره ذلك؛ لأنه ثقة، لكن فيه علتان: الأولى: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 328): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه عبد السلام بن هاشم؛ وهو ضعيف" أ. هـ. الثانية: حنبل بن عبد الله، مجهول، كما قال أبو حاتم الرازي - فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (3/ 304).

171 - باب ما يقول إذا راعه شيء

حدثنا عبد السلام بن هاشم (¬1) قال: حدثنا حنبل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، قال: كنا مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوة؛ فلقي العدو، فسمعته يقول: "يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين"؛ قال: ولقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها. 171 - باب ما يقول إذا راعه شيء 336 - حدثنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن سهل بن هاشم قال: حدثنا الثوري عن ابن يزيد عن خالد بن معدان عن ثوبان - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا راعه (¬2) شيء قال: "هو (¬3) الله ربي لا أشرك به شيئًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ وزاد السيوطيُّ نسبته للماوردي في "الصحابة". (تنبيه): الحديث عند المصنف من "مسند أنس"، وعند الباقين من "مسند أبي طلحة"، فلعل هذا من ضعف عبد السلام بن هاشم أو شيخه حنبل، أو ممن دون البغوي، والله أعلم. 336 - إسناده حسن؛ أخرجه النَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (416/ 657) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1277 - 1278/ 1031)، وابن المقرىء في "المعجم" (269/ 903)، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 219)، والشجري في "الأمالي" (1/ 252)، والمقدسي في "العدَّة للكرب والشِّدَّة" (9 و 10)، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 212)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 297) بطرق عن عبد الرحمن بن إبراهيم -المعروف بدحيم- به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 12): "هذا حديث حسن". وقال أبو نعيم الحافظ: "لم يروه عن الثوري إلا سهل بن هاشم". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 102/ 2070): "وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين؛ فالسند صحيح". قلت: وهو كما قال. وللحديث شواهد خرّجها شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (2755). ¬

_ (¬1) في هامش "م": "هشام". (¬2) في "ل" بين السطور: "راع وروّع: خوّف". (¬3) عند النسائي: "الله"، وفي "ل": "هو الله الله ربي لا شريك له".

172 - باب ما يقول إذا وقع في ورطة

172 - باب ما يقول إذا وقع في ورطة (¬1) 337 - حدثني محمَّد بن عبد الحميد الفرغاني قال: حدثنا أحمد بن بُديل (¬2) قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا عمرو بن شمر عن أبيه قال: سمعت يزيد بن مرة يقول: سمعت سويد بن غفلة يقول: سمعت عليًا - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عليُّ، ألا أعلّمك كلمات إذا وقعت في ورطة (¬3) قلتها؟ "، قلت: بلى، جعلني الله فداك؛ كم من خير قد علمتنيه. قال: "إذا وقعت في ورطة؛ فقل: بسم الله الرّحمن الرّحيم، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم؛ فإنّ الله يصرف بها ما شاء (¬4) من أنواع البلاء". 173 - باب ما يقول إذا حزَبَه (¬5) أمر 338 - حدثني أحمد بن يحيى بن زهير قال: حدثنا علي بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 337 - موضوع؛ أخرجه الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 237 أو 320) من طريق المصنف به. وأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ج 4/ ق 128/ ب) من طريق محمَّد بن عبد الله الكاتب عن أحمد بن بديل به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1677/ 1961) من طريق أبي يحيى التيمي عن عمرو بن شمر به. قال الحافظ؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 15): "هذا حديث غريب". قلت: هذا موضوع؛ عمرو بن شمر؛ كذّاب، وبه أعلّه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2721). 338 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الترمذي (5/ 539/ 3524) عن محمَّد بن حاتم المكتب عن شجاع بن الوليد به. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "ورطة: أرض لا طريق فيها". (¬2) في "م": "نذير"، وهو خطأ. (¬3) في هامش "ل": "الورطة: الهلاك". (¬4) في "ل": "يشاء". (¬5) في "ل" بين السطور: "نزله".

174 - باب ما يقول إذا أهمه أمر

الحسين (بن إشكاب) (¬1) قال: حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد قال: حدثنا الرُّحيل (¬2) بن معاوية -وهو أخو زهير بن معاوية- عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول (¬3) الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حَزَبَه أمر قال: "يا حيُّ، يا قيُّوم، برحمتك (¬4) أستغيث". 174 - باب ما يقول إذا أهمه أمر 339 - أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ يزيد هو ابن أبان الرقاشي؛ متروك الحديث. وله شاهد عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه التنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 139)، والحاكم (1/ 509)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 127/ 170). قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي؛ متفق على ضعفه. الثانية: النضر بن إسماعيل البجلي؛ ليس بالقوي؛ كما في "التقريب". والحديث صححه الحاكم؛ فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: عبد الرحمن لم يسمع من أبيه، وعبد الرحمن -يعني: ابن إسحاق الواسطي- ومن بعده ليسوا بحجة". قلت: أما إعلاله بالواسطي ومن بعده؛ فنعم، وأما الانقطاع؛ فلا يُسلَّم للذهبي، وسيأتي الرد على من ادعى عدم سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه تحت الحديث (341)؛ فانظره غير مأمور. والحديث ضعفه الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 6). وبالجملة؛ فالحديث ضعيف، وشاهده لا يرقيه إلى درجة الحسن؛ كما ذهبت إلى ذلك من قبل في "صحيح الأذكار وضعيفه" (1/ 334 / 347)؛ فليحرر. 339 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 424/ 6546) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) هكذا في "ل"، وفي "م" و"هـ": "إسماعيل" وهو خطأ، والمثبت هو الصواب؛ وهو الموافق لكتب الرجال. (¬3) في "ل": "النّبيّ". (¬4) في هامش "ل": "في نسخة: بك".

175 - باب ما يقول إذا أصابه هم أو حزن

قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثني إبراهيم بن الفضل عن المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أهمه أمر نظر إلى السماء وقال: "سبحان الله العظيم". 175 - باب ما يقول إذا أصابه همّ أو حزن 340 - حدثني أبو عروبة قال: حدثنا عمرو بن هشام قال: حدثنا مخلد بن يزيد عن جعفر بن برقان عن فيّاض عن عبد الله بن زُبيد (¬1) عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصابه همّ أو حُزن؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الترمذي (5/ 495 - 496/ 3436) من طريق أخرى عن ابن أبي فديك به. قال الترمذي؛ كما في "تحفة الأشراف" (9/ 467)، و"تحفة الأحوذي" (9/ 396): "هذا حديث غريب". وفي "المطبوع": "حسن غريب"؛ وأظنه خطأ. وقال البغوي في "شرح السنة" (5/ 123): "وهو حديث غريب" أ. هـ. وقال شيخنا أسد السُّنَّة العلَّامة الألباني - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 72): "ضعيف جدًا؛ فيه إبراهيم بن الفضل وهو متروك؛ كما في "التقريب"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 340 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عبد الله بن زبيد؛ هو ابن الحارث اليامي الكوفي، وهو مستور. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 62): "روى عنه الكوفيون، سمعت أبي يقول ذلك". الثانية: الانقطاع بين عبد الله هذا وأبي موسى الأشعري؛ فإن عبد الله هذا يروي عن أبيه زبيد بن الحارث وقد عدّه الحافظ في "التقريب" من الطبقة السادسة الذين لم يلق أحد منهم أيَّ صحابي؛ كما نصّ عليه في المقدمة، فإذا كان الأبُ كذلك؛ فالابن من باب أولى، والله أعلم. والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 136 - 137) وقال: "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه". قلت: لكن يشهد له ما بعده. ¬

_ (¬1) في "هـ" وهامش "م": "زيد".

فليدع بهذه الكلمات يقول: أنا عبدك (ابن عبدك) (¬1) وابن أمتك فيَّ قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن نور صدري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همّي (وغمّي) (¬2) "؛ فقال (له) (¬3) رجل من القوم: يا رسول الله، إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات، قال: "أجل، فقولوهنّ وعلّموهنّ؛ فإنّه من قالهنّ التماس ما فيهنّ؛ أذهب الله - عَزَّ وَجَلَّ - حزنه، وأطال فرحه". 341 - حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا الحجبي قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وأخبرنا أبو يعلى وسليمان بن الحسن (¬4) قالا: حدثنا محمَّد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 341 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطريقه الأخرى)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 478/ 6235/ 5 - ط. الوطن) بسنده سواء. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 29 - 30/ 8) من طريق محمَّد بن المنهال به. وأخرجه محمَّد بن فضيل بن غزوان الضبي في "الدعاء" (6)، والبزار في "البحر الزخار" (5/ 363/ 1994)، والرافعي في "التدوين" (2/ 337 - 338) عن عبد الرحمن بن إسحاق به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي، متفق على تضعيفه، وقد اضطرب فيه، فأحيانًا يقول: عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود وهذا منقطع؛ كما عند المصنف وأبي يعلى وابن غزوان والرافعي، وأحيانًا يقول: عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود بزيادة عن أبيه؛ كما عند البزار والبيهقي. لكن الحديث صحيح بطريقه الأخرى؛ فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 253/ 9367)، و"مسنده"؛ (1/ 223/ 329 - ط. دار الوطن)، وأحمد (1/ 391 ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) ساقطة من "ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "م": "الحسين".

المنهال قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن ـــــــــــــــــــــــــــــ و452)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 957/ 1057 - بغية)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 478/ 6235/ 2)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 198 - 199/ 5297)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم 10352)، و"الدعاء" (3/ 1279/ 1035) -وعنه الشجري في "الأمالي" (1/ 232 - 233) -، والهيثم بن كليب في "مسنده" (1/ 318 - 319/ 282)، والبزار في "البحر الزخار" (5/ 363/ 1994)، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدّة" (49) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 136 - 137/ 1304) -، وأبو بكر بن خلاد في "فوائده" (ق 20)، وابن حبان في "صحيحه" (2372 - موارد)، والدَّيْنَوري في "المجالسة" (5/ رقم 1803)، والشجري في "الأمالي" (1/ 229)، والحاكم (1/ 509)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 27 - 28/ 7)، و"الدعوات الكبير" (1/ 124/ 164)، و"القدر" (ص 461)، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "ستة مجالس" (ق 8 / أ)، والتنوخي في "الفرج" (1/ 137)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (136)، وابن رجب الحنبلي في "ذيل طبقات الحنابلة" (2/ 247 - 248) من طريق فضيل بن مرزوق: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه؛ فإنه مختلف في سماعه من أبيه". وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: وأبو سلمة؛ لا يُدرى من هو؟ ولا رواية له في الكتب الستة". وقال الحسيني في "الإكمال" (ص 517): "لا يُدرى من هو". وذهب إلى تجهيله الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (ص 490 - 491)، و"لسان الميزان" (7/ 56)؛ فقال: "وقرأت بخط الحافظ ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون هو خالد بن سلمة. وفيه نظر؛ لأن خالد بن سلمة مخزومي، وهذا جهني، والحق أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات"، ويحتج به في "الصحيح" إذا كان ما رواه ليس بمنكر" أ. هـ. قلت: وما استبعده الحافظ هو حق اليقين، ووافقه عليه العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - في تخريجه لـ "المسند" (5/ 267)، وأضاف قائلًا: "وأقرب منه عندي: أن يكون هو موسى بن عبد الله -أو: ابن عبد الرحمن- الجهني، ويكنى أبا سلمة، وهو من هذه الطبقة" أ. هـ. قلت: ما استقر عليه العلامة أحمد شاكر هو الصواب بدليل ما ذكره، وبقرينة

القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصابه همّ أو حزن؛ فليقل: اللهمّ، إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته؛ يعني: في كتابك، (أو علمته أحدًا من خلقك) (¬1)، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري (¬2)، (وشفاء صدري) (1)، وجلاء حزني، وذهاب همي". قال: فما قالهنّ عبد قطّ إلا أبدله الله - عَزَّ وَجَلَّ - مكان حزنه (¬3) فرحًا، قال: (قالوا) (¬4): يا رسول الله، أفلا نعلّمهنّ؟ قال: "بلى فعلّموهنّ". ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرى وهي أن موسى الجهني روى حديثًا آخر عن القاسم بن عبد الرحمن به، وهو عند الطبراني في "الكبير" (10354)، و"الأوسط" (380 - مجمع البحرين)، وابن حبان (1430 - موارد). فإذا ضمت إحدى الروايتين إلى الأخرى؛ نتج أن الراوي عن القاسم هو موسى بن عبد الله الجهني، وهو ثقة من رجال مسلم. بقي الكلام على الانقطاع الذي أشار إليه الحاكم وأقره الذهبي عليه، وهو قوله: "إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه". قلت: هو سالم منه بشهادة جماعة من الأئمة؛ منهم سفيان الثوري، وابن معين، والبخاري، وأبو حاتم؛ كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (6/ 215 - 216). وقال ابن حجر: "وروى البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد لا بأس به عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه؛ قال: لما حضر عبد الله الوفاة؛ قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبتِ أوصني. قال: ابكِ على خطيئتَك". فلا حجة بعد ذلك لقول من نفى سماعه من أبيه؛ لأن العبرة بمن علم. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بهذه الطريق، والله أعلى وأعلم. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) في "ل": "في نسخة: صدري". (¬3) في "ل": "بحزنه". (¬4) زيادة من "ل".

176 - باب ما يقول إذا نزل به كرب أو شدة

176 - باب ما يقول إذا نزل به كرب أو شِدّة 342 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 342 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه النَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (406/ 630) بسنده سواء. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" (2/ 659 - 660/ 1124)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 317/ 352) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1270/ 1012)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (ق 126/ أ)، والحاكم (1/ 508) من طريق سعيد بن منصور عن يعقوب بن عبد الرحمن به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة " (631)، وأحمد (1/ 94)، وابن حبان في "صحيحه"، (3/ 147/ 865 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1269 - 1270/ 1011)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 317/ 352)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 256/ 10223)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 179/ 558)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 115/ 469)، والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 136) بطرق عن ابن عجلان به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير ابن عجلان؛ وهو صدوق. وأخرجه النسائي (629) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 180 - 181/ 560) -، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 117/ 471)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 41/ أ- ب) من طريق محمَّد بن إسحاق قال: حدثني أبان بن صالح عن محمَّد بن كعب به. قلت: وهذا سند حسن؛ ابن إسحاق صدوق مدلس وقد صرح بالتحديث؛ فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أحمد (1/ 91)، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (95)، والطبراني في "الدعاء" (1013)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (577 - منتقى)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 16/ 351 - ط. الدار)، والحاكم (1/ 508)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (162)، و"شعب الإيمان" (1/ 433/ 623)، و"الأسماء والصفات" (1/ 142/ 87)، وأبو طاهر البغدادي في "المشيخة البغدادية" (ق 23/ أ)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 276)، و"سير أعلام النبلاء" (16/ 551)، وعلي بن عبد الكافي في كتابه "الأربعين" (ق 201/ أ)، وعيسى بن الجراح في "الأمالي" (ق 32/ ب)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 117/ 472)، والتنوخي في "الفرج بعد الشدة" (1/ 135 و 136) وغيرهم بطرق عن أسامة بن زيد عن محمَّد بن كعب به.

يعقوب عن ابن عجلان عن محمَّد بن كعب عن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن جعفر عن علي (بن أبي طالب - رضي الله عنه -) (¬1) قال: لقنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الكلمات، وأمرني (¬2) إن نزل بي كرب أو شدة أن أقولها: "لا إله إلا الله الكريم العظيم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين". وكان عبد الله بن جعفر يلقننا (¬3)، وينفث بها على الموعوك، ويعلمها المغتر به (¬4) من بناته. نوع آخر: 343 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا زيد بن الحباب عن عبد الجليل بن عطية (قال) (¬5): حدثني جعفر بن ميمون (قال) (5): حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: حدثني أبي - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلمات المكروب: اللهمّ، رحمتك (¬6) أرجو؛ فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، وصححه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 7). 343 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (10/ 196/ 9203 و 205 - 206/ 9233) بسنده به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ للكلام الذي في جعفر بن ميمون، وقد تقدم تفصيل ذلك تحت الحديث (70). ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) في "م": "وأمر بهن". (¬3) في "ل": "يلقنها". (¬4) في "م": "المغربة"، وفي "ل": "المعتربة" وكتب تحتها: "المحببة إلى الزوج"، وفي هامش "ل": "المعترية". قلت: والمثبت هو الصواب، والمراد: التي تزوج في غير أقاربها. (¬5) زيادة من "ل". (¬6) في "م" و"هـ": "برحمتك".

نوع آخر: 344 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عمرو بن الحصين قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت معمرًا يحدث عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 344 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1799) عن أبي يعلى به. وأخرجه الواحدي في "الوسيط" (3/ 249)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (2/ 369) من طريق عمرو بن الحصين به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ عمرو بن الحصين؛ متروك الحديث. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 10): "هذا حديث غريب: أخرجه ابن السني عن أبي يعلى، ورجاله رجال الصحيح إلا عمرو بن الحصين؛ فإنه ضعيف جدًا؛ قال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث جدًا، كتبت عنه ثم تركته، وقال ابن عدي: مظلم الأمر في الحديث، روى عن الثقات ما ليس من حديثهم" أ. هـ. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (655)، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (33) -ومن طريقه الحاكم (1/ 505) - بنحوه من طريق أخرى. قلت: فيها محمَّد بن مهاجر، وهو ليِّن الحديث؛ فالسند ضعيف. لكن صَحَّ الحديث من طريق أخرى؛ فأخرجه الترمذي (5/ 529/ 3505)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (656)، وأحمد (1/ 170)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 111/ 772)، والبزار في "البحر الزخار" (4/ 25/ 1186)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 838/ 124)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 963/ 1884)، والحاكم (1/ 505 و 2/ 382 - 383)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 521 - 522/ 611)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 233 - 235/ 1040 و 1041 و 1042)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/ 94 - 95) وغيرهم من طريق يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمَّد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده بنحوه. قلت: وهذا سند حسن. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 65/ 707)، والدورقي في "مسند سعد" (118/ 63)، والبزار في "البحر الزخار" (3/ 363 - 364/ 1163)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 202)، و"البداية والنهاية" (1/ 235)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 57/ أ)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2088)، والحاكم (2/ 584)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 259/ 1063) عن أبي خالد الأحمر عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن مصعب بن سعد عن أبيه به. قلت: وهذا سند حسن لغيره.

177 - باب ما يقول إذا خاف سلطانا

شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج (الله) (¬1) عنه؛ كلمة أخي يونس عليه السلام: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] ". نوع آخر: 345 - حدثني جعفر بن أحمد بن بهمزد قال: حدثنا معمر بن سهل قال: حدثنا عامر بن مدرك قال: حدثنا خلاد عن أبي حمزة عن زياد بن عِلاقة عن أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله -عزّ وجلّ-". 177 - باب ما يقول إذا خاف سلطانًا 346 - أخبرني جعفر بن عيسى قال: حدثنا عمر بن شبَّة (¬2) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 345 - إسناده ضعيف؛ عامر بن مدرك؛ ليِّن الحديث؛ كما في "التقريب". وقال الزَّبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (4/ 331) -بعد أن نسبه للديلمي في "مسند الفردوس"-: "وسنده ضعيف". قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 10): "أخرجه ابن السني من رواية زياد بن علاقة عن أبي قتادة، وما أظنه سمع منه، وفي السند من لا يعرف". قلت: هكذا قال - رحمه الله -، وزياد بن عِلاقة توفي سنة (135 هـ) وقد جاوز المئة؛ كما قال الحافظ نفسه، وأبو قتادة توفي سنة (54 هـ) على الصحيح؛ فيكون زياد بن علاقة قد أدرك أبا قتادة بالسِّنِّ، ولم ينص أحد على أنه مدلس أو يصرح بأنه لم يسمع منه؛ فأنّى لنا القول بأنه لم يسمع منه؟!. وأما بقية رجال السند؛ فمعروفون: معمر بن سهل هو الأهوازي؛ ثقة متقن. وخلاد بن سهل الصفار؛ لا بأس به؛ كما في "التقريب". وأبو حمزة، هو محمَّد بن ميمون السكري؛ ثقة. 346 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) في "هـ" و"م": "شيبة"، وهو خطأ.

178 - باب ما يقول إذا خاف سلطانا أو شيطانا أو سبعا

حدثنا محمَّد بن الحارث الحارثي (قال) (¬1): حدثنا محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خفت سلطانًا أو غيره؛ فقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان (الله) (¬2) ربّ السّموات السبع ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت، عزَّ جارك، وجلَّ ثناؤك، (ولا إله غيرك) (¬3) ". 178 - باب ما يقول إذا خاف سلطانًا أو شيطانًا أو سَبُعًا 347 - أخبرني محمَّد بن أحمد بن عثمان (قال) (3): حدثنا إبراهيم بن نصر (قال) (3): حدثنا الحسن بن بشر (بن سلم) (¬4) (قال) (3): حدثنا أبي عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج بن يوسف: أن انظر إلى أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فادن مجلسه، وأحسن جائزته وأكرمه، قال: فأتيته؛ فقال لي ذات يوم: يا أبا حمزة، إني أريد أن أعرض عليك خيلي؛ فتعلمني أين هي من الخيل التي كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فعرضها؛ فقلت: شتان ما بينهما؛ فإنها (¬5) كانت أرواثها وأبوالها وأعلافها أجرًا. فقال الحجاج: لولا ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني؛ متروك الحديث. الثانية: أبوه عبد الرحمن؛ ضعيف الحديث. لكن صح الحديث موقوفًا عن ابن عباس وابن مسعود بلفظ آخر؛ انظر: "الدعاء" للطبراني (1060)، و"صحيح الأدب المفرد" (545 و 546). 347 - إسناده ضعيف جدًا؛ أبان بن أبي عيّاش؛ متروك الحديث. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1294/ 1059) من طريق أخرى عن أنس، لكن لا يفرح بها لشدة ضعفها. ¬

_ (¬1) سقطت من "ل". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "م" و"هـ". (¬4) زيادة من "م"، وفي "هـ": "مسلم". (¬5) في "ل": "تلك".

179 - باب ما يقول إذا خاف السباع

كتاب أمير المؤمنين فيك؛ لضربت الذي فيه عيناك (¬1). فقلت: ما تقدر على ذلك، قال: ولم؟! قلت: لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمني دعاء أقوله لا أخاف معه من شيطان ولا سلطان ولا سبع؛ فقال: يا أبا حمزة، علمه لابن أخيك محمَّد بن الحجاج؛ فأبيت عليه، فقال لابنه: ائت عمك أنسًا؛ فاسأله أن يعلمك ذلك، قال أبان: فلما حضرته الوفاة دعاني فقال لي: يا أحمر (¬2) إن لك إليّ انقطاعًا، وقد وجبت حرمتك، واني معلمك الدعاء الذي علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فلا تعلمه من لا يخاف الله - عَزَّ وَجَلَّ - أو نحو ذلك قال: تقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، بسم الله على نفسي وديني، (بسم الله على أهلي ومالي) (¬3)، بسم الله على كلّ شيء أعطاني ربيّ، بسم الله خير الأسماء، بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه داء، بسم الله افتتحت، وعلى الله توكّلت، الله الله ربّي لا أشرك به أحدًا (¬4) أسألك اللهمّ، بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه أحد غيرك، عَز جارك، وجَلَّ ثناؤك، ولا إله غيرك؛ اجعلني في عياذك من كلّ شرّ، ومن الشّيطان الرّجيم، اللهمّ، إنّي أحترس بك من شرّ جميع كل ذي شرّ خلقته، وأحترز بك منهم، وأقدم بين يدي بسم الله الرحمن الرحيم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن يساري مثل ذلك، ومن فوقي مثل ذلك". 179 - باب ما يقول إذا خاف السباع 348 - أخبرني إسماعيل بن إبراهيم الحلواني قال: حدثنا أبي قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 348 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 959/ 1079) من طريق أخرى عن إبراهيم بن المنذر به. ¬

_ (¬1) في "ل": "عينيك"، وكتب بين السطور: "يعني: رقبته". (¬2) في "م": "حمزة"، وهو خطأ. (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في هامش "م": "أبدًا".

180 - باب ما يقول إذا غلبه أمر

حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران عن ابن أبي حبيبة (¬1) عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم- قال: إذا كنت بواد تخاف فيها السّباع (¬2)؛ فقل: أعوذ بدانيال وبالجبّ (¬3) من شرّ الأسد. 180 - باب ما يقول إذا غلبه أمر 349 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا خالد بن مرداس قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ عبد العزيز بن عمران؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". وابن أبي حبيبة؛ هو إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة؛ ضعيف الحديث. وداود بن الحصين؛ ثقة إلا في عكرمة؛ فإنه ضعيف فيه؛ لأن بينهما رجلًا متروكًا. ومتن هذا الأثر تفوح منه رائحة الوضع والكذب؛ ففيه الاستعاذة بدانيال والجب، وهذا شرك بالله -تعالى-. 349 - إسناده حسن، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 230/ 6346) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (402/ 623 و 624)، وأحمد (2/ 366 و 370)، والفسوي في "المعرفة والتأريخ" (3/ 6)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 236 - 237/ 260 و 261) بطرق عن ابن المبارك به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ ربيعة وابن عجلان كلاهما صدوق؛ كما في "التقريب". واختلف على ابن عجلان فيه؛ فرواه عنه ابن المبارك هكذا. وخالفه سفيان بن عيينة؛ فرواه عن ابن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة به بإسقاط ربيعة: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (401/ 621) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 287) -، وابن ماجه (2/ 1395/ 4168)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 28/ 5721 - إحسان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 236/ 259)، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 288) بطرق عن سفيان بن عيينة به. قال الطحاوي عقبه: "دلَّسهُ ابنُ عجلان عن الأعرج، وإنما سمعه من ربيعة". وهو كما قال - رحمه الله -، ويؤيده: أن الحميدي -وهو أثبت الناس في سفيان بن عيينة- رواه عن سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن رجل من آل ربيعة عن الأعرج به. ¬

_ (¬1) في "ل": "ابن أبي حذيفة"، وفي هامشها: "في نسخة: ابن أبي حبيبة". (¬2) في "ل": "السبع". (¬3) في "ل" تحت هذه الكلمة: "عُزير"؛ أي: المقصود بالجب: عزير.

عبد الله بن المبارك عن محمَّد بن عجلان عن ربيعة بن عثمان عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن القويّ خير وأفضل وأحبّ إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ - من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، ولا تعجز عن نفسك، فإن غلبك أمر؛ فقل: قدر الله وما شاء صنع، وإيّاك واللوّ! فإن اللوّ تفتح (¬1) عمل الشّيطان". ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه الحميديّ في "مسنده" (2/ 474/ 1114) -ومن طريقه الفسوي في "المعرفة والتأريخ" (3/ 5 - 6) -. ولربيعة بن عثمان إسناد آخرة فرواه عبد الله بنُ إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمَّد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعًا: أخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2052/ 2664)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (403/ 625)، وابن ماجه (1/ 31/ 79)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 237 - 238/ 262)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 157/ 356)، وأبو يعلى في "مسنده" (11/ 124/ 6251)، والفسوي في "المعرفة والتأريخ" (3/ 6 - 7)، وابن أبي الدنيا في "الرضا" (53)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 29/ 5722 - إحسان)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (4/ 640/ 1028)، والمهرواني في "المهروانيات" (129/ 61 - تخريج الخطيب البغدادي)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/ 172/ 805)، و"الجامع" (1/ 115/ 96)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 411 - 412/ 333)، و"السنن الكبرى" (10/ 89)، و"شعب الإيمان" (1/ 216/ 194)، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/ 135) وغيرهم بطرق عن عبد الله بن إدريس به. قلت: وهذا سند حسن، وإن أخرجه مسلم في "صحيحه"؛ لأن فيه ربيعة بن عثمان وهو مختلف فيه، والراجح عندي فيه أنه حسن الحديث ما لم يخالف، وكذا حسنه شيخنا أسد السنة العلامة الألباني -رحمه الله- في "ظلال الجنة". قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 228): "وهذه الطريق -يعني: التي أخرجها مسلم- أصح طرق هذا الحديث، وقد أخرجها مسلم واقتصر عليها, ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده" أ. هـ. وعليه؛ فإما أن تكون طريق مسلم أصح الطرق، وأقوى من طريق ابن عجلان وزاد فيها راويًا، وهو محمَّد بن يحيى بن حبان وتكون روايته من المزيد في متصل الأسانيد، أو رواية ابن عجلان وهم وأن بين ربيعة بن عثمان والأعرج رجل بينته رواية مسلم. والأولى عندي الأول، والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "م", و"هـ": "يفتح".

181 - باب ما يقول إذا عسرت عليه معيشته

نوع آخر: 350 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: حدثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن سيف عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - أنه حدث: أن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بقضاء بين رجلين؛ فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ردّوا علي الرجل"، فقال: "ماذا قلت؟ "، قال: قلت: حسبي الله ونعم الوكيل؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس؛ فإذا غلبك أمر؛ فقل: حسبي الله ونعم الوكيل". 181 - باب ما يقول إذا عسرت عليه معيشته 351 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا محمَّد بن المصفى قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 350 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (403/ 626) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2/ 199/ 1182) من طريق عمرو بن عثمان به. وأخرجه أبو داود (3/ 313/ 3627)، وأحمد (6/ 24 - 25)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 63/ 139)، و"مسند الشاميين" (2/ 199/ 1182)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 182/ 2749)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 181)، و"شعب الإيمان" (2/ 81/ 1213)، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/ 338) بطرق عن بقية بن الوليد به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لأن سيفًا هذا مجهول؛ لم يرو عنه إلا خالد بن معدان، وبه أعلَّه النسائي؛ فقال: "سيف لا أعرفه". وقال شيخنا أسَدُ السُّنَّةِ العلامةُ الألباني -رحمه الله- في "الكلم الطيب" (ص 79): "وإسناده ضعيف؛ سيف، وهو الشامي؛ قال الذهبيُّ: "لا يُعرف، تفرد بالرواية عنه خالد بن معدان"، قلت: فهذا مما يدلُّ على تساهل ابن حبان والعجلي في التوثيق، فإنهما وثَّقاه! فلم يعبأ بذلك الذهبي" أ. هـ. 351 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1883) عن أبي عروبة به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 26): "هذا حديث غريب؛

182 - باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر

يحيى بن سعيد عن عيسى بن ميمون عن سالم عن ابن عمر - رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه) (¬1) قال: "ما يمنع أحدكم إذا عَسُرَ عليه أمرُ معيشته أن يقول، إذا خرج من بيته: بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهمّ، رضّني بقضائك، وبارك لي فيما قدّر لي حتى لا أحب تعجيل ما أخّرت، ولا تأخير ما عجلت". 182 - باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر 352 - أخبرني محمَّد بن هارون بن المجدر قال: حدثنا محمود بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وفي سند الحديث: عيسى بن ميمون؛ ضعيف جدًا، قال الفلاسُ والنَّسائي: متروك، وقال ابن عدي: وعامَّة ما يرويه لا يتابع عليه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، فالإسناد ضعيف جدًا. 352 - إسناده صحيح؛ أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 172/ 235)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 62/ 1683) من طريق محمود بن غيلان به. وأخرجه محمَّد بن أبي عمر العدني في "مسنده"؛ كما في "المقاصد الحسنة" (176) -ومن طريقه قوّام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 147/ 1327 - ط دار الحديث)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 62 - 63/ 1684 و 1685) - عن بشر بن السَّرِّي، وابن حبان في "صحيحه" (2427 - موارد) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 63/ 1686) - من طريق سهل بن حماد، والحاكم في "المستدرك"، كما في "المقاصد الحسنة" (176) -وعنه البيهقي والديلمي في "مسند الفردوس"؛ كما في المصدر المذكور- من طريق عبيد الله بن موسى ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به مرفوعًا. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم؛ كما قال شيخنا أسدُ السُّنّةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2886). وقال الحافظ ابن حجر، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 25)؛ "هذا حديث صحيح" أ. هـ. قلت: هكذا رواه الطيالسيَّ -وهو ثقة-، وبشر بن السري -وهو ثقة متقن-، وعبيد الله بن موسى -وهو ثقة-، وسهل بن حماد -وهو صدوق- هكذا رووه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس موصولا. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

183 - باب ما يقول إذا انقطع شسعه

غيلان قال؛ حدثنا أبو داود الطيالسي قال؛ حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس (بن مالك - رضي الله عنه) (¬1) -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمّ، لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحَزَنَ إن شئت سهلًا". 183 - باب ما يقول إذا انقطع شِسْعُهُ 353 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد (بن مسرهد قال:) (1) حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وخالفهمِ عبدُ الله بن مسلمة القعنبي؛ فرواه عن حماد بن سلمة عن ثابت به مرسلًا، لم يذكر أنسًا: أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 194)، والمحاملي في "الدعاء" (141/ 46)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 171 - 172/ 234). ورواية الجماعة الذين وصلوا الحديث أصح وأقوى؛ لأنهم جمع وهم ثقات وقد زادوا الرفع، والزيادة مقبولة من ثقة واحد فكيف بأربعة؛ وعليه؛ لنا أن نقول: إن الحديث صح موصولًا ومرسلًا، وإن كان الموصول أصح بلا ريب. وقد خالف هذا الحافظ أبو حاتم الرازي؛ فقد نقل عنه ابنه في "العلل" قوله: "وهذا -يعني: الموصول- خطأ!! حدثناه القعنبي عن حماد عن ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مرسل ولم يذكر أنسًا". ثم قال؛ "هو عن حماد عن ثابت عن النبي مرسل". قلت: وليس كما قال - رحمه الله -، لما بيناه آنفًا. 353 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2661)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 117/ 9693) من طريق هشيم بن بشير به. وأخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 473/ 6223/ 1 و 2)، و"المطالب العالية" (4/ 17/ 3374/ 2 و 3)، وهنّاد السَّرُّي في "الزهد" (1/ 424/246)، والبزار في "مسنده" (4/ 30/ 3120 - كشف)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 183)، وابن حبان في "المجروحين" (3/ 122) بطرق عن يحيى بن عبيد الله به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب. متروك الحديث؛ كما في "التقريب". الثانية: أبوه عبيد الله؛ مجهول، كما في "التقريب". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (1/ 551 / 1760): "ورواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 183) وفيه عمر بن عطاء، وهو ابن دراز؛ ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

هشيم عن يحيى بن عبيد الله (¬1) عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ـــــــــــــــــــــــــــــ ضعيف؛ عن يحيى بن عبيد الله المدني؛ وهو متروك، عن أبيه؛ وهو مجهول " أ. هـ. وهذا أحسن من قوله - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 81): "حديث حسن، أخرجه ابن السني بإسناد ضعيف، ولكن له عنده شاهد مرسل" أ. هـ. فهذا يُوهم أن إسناد ابن السني ليس شديد الضعف، وليس الأمر كذلك كما تقدم. وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 28): "حديث غريب؛ في سنده من ضعف" أ. هـ. وقال السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 380): "بسند ضعيف". أما الهيثمي، فقال في "مجمع الزوائد" (2/ 331): "رواه البزار، وفيه بكر بن خنيس؛ وهو ضعيف". قلت: وكلامه هذا عليه مؤاخذات: الأولى: أن بكرًا لم يتفرد به، بل تابعه هشيم عند المصنف، وحفص بن غياث عند مسدد في "مسنده"، ويعلي بن عبيد عند هناد في "الزهد"، وغيرهم وهؤلاء كلهم ثقات. الثانية: أن بكرًا ليس بضعيف مطلقًا؛ بل فيه كلام كثير والذي تطمئن إليه النفس فيه، قول الحافظ في "التقريب": "صدوق له أغلاط"؛ فحديثه حسن -إن شاء الله- ما لم يخالف. الثالثة: إعلاله الحديث بالأدنى، مع وجود من هو أشد ضعفًا من بكر، وهو يحيى بن عبيد الله ووالده. تنبيهان: الأول: سقط من مطبوع "الكامل" لابن عدي من سند الحديث: "عن أبيه"؛ فليصحح، وقد نقله الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" عن ابن عدي بسنده سواء وفيه: "عن أبيه". الثاني: سبق لي وأن ضعفت هذا الحديث في "صحيح كتاب الأذكار وضعيفه" للإمام النووي (1/ 347) بعلتين غير هاتين اللتين ذكرتهما آنفًا؛ فقلت: "إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: يحيى بن عبد الله - وابن عبيد الله بن أبي مليكة؛ لين الحديث. الثانية: هشيم بن بشير؛ مدلس وقد عنعن" أ. هـ. قلت: وهذا وهم وغفلة مني؛ لأمرين: ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عبد الله"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لمصادر التخريج، وكتب الرجال.

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليسترجع أحدكم في كل شيء حتى في شِسع نعله؛ فإنّها من المصائب". ـــــــــــــــــــــــــــــ الأول: أن يحيى بن عبيد الله راوي هذا الحديث ليس وابن أبي مليكة، كما ظننت بل هو ابن عبد الله بن موهب المتروك؛ وأبوه مجهول. وسبب الوقوع في هذا الخطأ أن اسم يحيى وقع في "المطبوع" هكذا: "يحيى بن عبد الله" وهو خطأ، والصواب بالتصغير ابن عبيد الله، وكذا هو في "المخطوط" (ق 48)؛ فليصحح. الثاني: أن هشيمًا صرح بالتحديث عند البيهقي في "الشعب" والسند إليه صحيح، ثم هو لم يتفرد به بل تابعه ثقتان: هما حفص بن غياث، ويعلي بن عبيدة فليصحح أيضًا. وهذا كلُه مما يؤكد أن طالب العلم ينبغي أن لا يتوقف عن التحقيق، وأن يتراجع عن الخطأ إلى الصواب متى ظهر له، فكلنا يؤخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد نبهني على بعض ما تقدم أحد أصحابنا -جزاه الله خيرًا-. وهذا كله من خصائص المنهج السلفي دون غيره، وقد ربَّانا على ذلك شيخنا الإِمام الألباني - رحمه الله - فلله الحمد والمنة، على الإِسلام والسنة. وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانقطع شسع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنّا لله وانا إليه راجعون"، فقال له رجل: هذا الشسع؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها مصيبة". أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 132/ 7600)، و"مسند الشاميين" (4/ 321 / 3435)، وسمَّويه في "فوائده"؛ كما في "الدر المنثور" (1/ 380) -. قلت: إسناده موضوع؛ فيه العلاء بن كثير، كذبوه. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 331): "وفيه العلاء بن كثير؛ وهو متروك". وقال الحافظ ابن حجر، كما في "الفتوحات الربّانية" (4/ 29): "هذا حديث غريب، وسنده ضعيف". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 203 - 204 - 7824) من طريق عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة بنحوه. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: علي بن يزيد الألهاني؛ متروك الحديث. الثانية: عبيد الله بن زحر؛ ضعيف. والحديث ضعّفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 331). وبالجملة، فالحديث ضعيف لا يصح، ولا يتقوى بمجموع طرقه؛ نظرًا للضعف الشديد فيها. وقد صح عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - موقوفًا: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 109/ 6702)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (216)، وهنّاد السَّري

354 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة قال: حدثنا زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني قال: بينما (¬1) النّبي - صلى الله عليه وسلم - يمشي هو وأصحابه إذا انقطع شسعه؛ فقال: "إنّا لله وإنا إليه راجعون". قالوا: أو مصيبة هذه؟ قال: "نعم، كل شيء ساء المؤمن؛ فهو (¬2) مصيبة". ـــــــــــــــــــــــــــــ في "الزهد" (1/ 245/ 423)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 117/ 9694)، وابن سعد وابن المنذر وعبد بن حميد، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 29)، و"الدر المنثور" (1/ 380) وسنده حسن لغيره. وله طريق أخرى عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 109/ 6703) من طريق أخرى عن عمر. قلت. وسندها صالح. وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما صحيح -إن شاء الله-، وصححه الحافظ ابن حجر، والله أعلم. 354 - إسناده صحيح مرسل، أخرجه هشام بن عمار وهو في "فوائده"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 28): حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني بنحوه مرسلًا. قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد. وقال الحافظ: "ورجال إسناده من رواة الصحيح". (تنبيه): سبق مني تضعيف هذا المرسل في تحقيقي لكتاب "الأذكار" للإمام النووي (1/ 347) بصدقة، وظننت أنه ابن عمرو الغساني المجهول، وإنما هو صدقة بن خالد الثقة، لأمرين: الأول: أنهم ذكروا هشامًا بن عمار فيمن روى عن صدقة بن خالد، ولم يذكروه في الرواة عن صدقة بن عمرو الغساني. وأيضًا: فإنهم ذكروا زيد بن واقد في شيوخ صدقة بن خالد، ولم يذكروه في شيوخ صدقة بن عمرو الغساني. الثاني: أن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - نصَّ أن رجال الحديث من رواة الصحيح، وهو كذلك بالنسبة لصدقة بن خالدة فإنه من رجال البخاري، أما صدقة بن عمرو؛ فإنه ليس من رجال "الصحيحين" ألبتة؛ فليصحح. ¬

_ (¬1) في "ل": "بينا". (¬2) في "ل": "فهي".

355 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا قطن بن نُسَيْر قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 355 - ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 130/ 3403) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 148/ 866 و 177/ 894 و 895 - إحسان)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 9 - 10/ 1611) - بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (10/ 72 /3682 - تحفة الأحوذي)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 797/ 25)، و"المعجم "الأوسط" (5/ 373/ 5595)، والمخلِّص في "الفوائد المنتقاة" (ج 13/ق 248 ب)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2076)، وأبو طالب العشاري في "جزء فيه ثلاث وثلاثون حديثًا من حديث أبي القاسم البغوي" (33/ 7)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 289)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 54 و 4/ 161)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 9 - 10/ 1610 و 1611 و 1612)، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/ 620) بطرق عن قطن بن نسير به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ رجاله ثقات رجال مسلم، غير قطن بن نسير وهو وإن أخرج له مسلم في "صحيحه" إلا أنه متكلم فيه؛ فقد ضعفه أبو زرعة، وقال ابن عدي: "يسرق الحديث ويوصله"، ووثقه ابن حبان، ولخصه الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ"، وقد أخطأ في هذا الحديث؛ فقد خالفه ثقتان هما: صالح بن عبد الله الباهلي الترمذي، وعبيد الله بن عمر القواريري؛ فروياه عن جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، ولم يذكروا فيه أنسًا، وهو الصواب، أخرجه الترمذي (10/ 73/ 3683 - تحفة)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2076). قال الترمذي: "هذا حديث غريب، ورواه غير واحد عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل، ولم يذكروا فيه: عن أنس" أ. هـ. وقد ذكر ابنُ عدي بعد روايته للحديث ما نصه: "فقال رجل للقواريري: إنَّ لي شيخًا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس؛ فقال القواريري: باطل. وهذا كما قال" أ. هـ. قال شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 537): "يعني: أن وصله باطل، وأن الصحيح إرساله". وقال الحافظ الضياء المقدسي عقبه: "وقد ذكره علي بن المديني من مناكير جعفر بن سليمان، قلت: ولا أعلم رفعه إلا قطن بن نسير!! ". قال شيخنا أَسدُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 538): "وهو مختلف فيه، روى له مسلم في "صحيحه" حديثًا واحدًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" وضعّفه أبو زرعة، وقال ابن عدي: "يسرق الحديث ويوصّله". وقال ابن أبي حاتم (3/ 2/ 138): "سُئل أبو زُرعة عنه؟ فرأيته يحمل عليه. ثم ذكر أنه روى أحاديث عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس مما أُنكر عليه".

جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت (الألباني): فالحديث من مناكيره، لا من مناكير شيخه جعفر، فما قاله ابن المديني فيه نظر. هذا وقد كنت حسنت الحديث فيما علقته على "المشكاة" (رقم 2251 - 2252) وكانت تعليقات سريعة لضيق الوقت، فلم يُتح لي -يومئذ- مثل هذا التوسع في التتبع والتخريج الذي يعين على التحقيق والكشف عن أخطاء الرواة، وأقوال الأئمة فيهم وفي أحاديثهم المنكرة منها. والله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي وعمدي، وكل ذلك عندي" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. وقد توبع قطن بن نسير! تابعه سيار بن حاتم: ثنا جعفر بن سليمان به: أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 37/ 3135 - "كشف الأستار"): حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني: ثنا سيار به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 150): "ورجاله رجال الصحيح، غير سيار بن حاتم؛ وهو ثقة! ". ونقله عنه هذا المُناويُ في "فيض القدير" (5/ 354) وأقره. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 538 - 539): "وفي ذلك كله نظر، فإن سيارًا هذا حاله مثل حال قطن تمامًا، وقد أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: "قال القواريري: كان معي في الدكان، لم يكن له عقل، قيل: أتهمه؟ قال: لا، وقال غيره: صدوق سليم الباطن". فهو من الضعفاء الذين لا يحفظون، فيقعون في الخطأ، ولا يتعمدونه. ثم هو من الرواة عن جعفر بن سليمان شيخ قطن في هذا الحديث" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في "زوائده" (ص 305): "وإسناده حسن". قال شيخنا - رحمه الله - (3/ 539): "وفيما قاله نظر من وجهين: الأول: مخالفته للذين أرسلوه، منهم صالح بن عبد الله -وهو الباهلي الترمذي، والقواريري، واسمه عبيد الله بن عمر- وكلاهما ثقة. والآخر: أن سيارًا فيه ضعف، كما تقدم عن القواريري، وقد أشار إلى ذلك الحافظ نفسه بقوله فيه في "التقريب": "صدوق له أوهام". فمن كان مثله في الوهم لا يرجح وصلُه على إرسال من أرسله من الثقات؛ كما لا يخفى على عارف بعلم مصطلح الحديث، بل لو قيل فيه: إنه لا يحتج به مطلقًا ولو لم يخالف لم يكن بعيدًا عن الصواب. وإلى ذلك يشير كلام الحافظ في مقدمة كتابه المذكور في فصل (المراتب). لا يقال: قد تابعه قطن بن نسير؛ كما تقدم؛ لأننا نقول: قد عرفت من قول ابن عدي المتقدم فيه: إنه يسرق الحديث ويوصله، فمن الممكن أن يكون سرقه من سيار هذا. والله سبحانه وتعالى أعلم". أ. هـ كلامه بطوله - رحمه الله -.

184 - باب ما يقول إذا ذكر نعم الله -عز وجل-

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليسئل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسئله شسع نعله إذا انقطع". 356 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا هاشم بن القاسم عن محمَّد بن مسلم بن أبي الوضاح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سلوا الله كل شيء حتى الشِسع؛ فإن الله -عزّ وجل- إن لم ييسره لم يتيسر. 184 - باب ما يقول إذا ذكر نعم الله -عَزَّ وَجَلَّ- 357 - حدثنا محمَّد بن إبراهيم بن أبي الرجال قال: حدثنا محمَّد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قال - رحمه الله - وقد سبق مني تحسين هذا الحديث في "الوصية الصغرى" (ص 54 - بتحقيقي) بمجموع طريقيه، وأما الآن؛ فالمعتمد عندي هذا. لكن الحديث يبقى حسنًا لغيره؛ لشاهده الموقوف عن عائشة - رضي الله عنها -؛ فله حكم الرفع كما لا يخفى؛ لأنه وردت أحاديث مرفوعة في بابه، فتأمل. وهذا خلاف ما ذهب إليه شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 540). 356 - موقوف حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (8/ 44 - 45/ 4560) بسنده سواء. قال شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 540/ 1363): "وهذا سند موقوف جيد؛ رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، وفي ابن أبي الوضاح كلام يسير لا يضر إن شاء الله تعالى" وحسنه - رحمه الله - في (1/ 76). 357 - إسناده حسن؛ أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 186/ 2196) من طريق ابن السُّني به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 93/ 1357) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 186/ 2195) من طريق محمَّد بن معمر به. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1250/ 3805)، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (33/ 1)، وابن المقرئ في "المعجم" (842) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 185/ 2194) -, والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 98/ 4403) بطرق عن أبي عاصم به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير شبيب بن بشر وهو صدوق.

185 - باب ما يقول لدفع الآفات

معمر قال: حدثنا أبو عاصم عن شبيب بن بشر عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنعم الله - عَزَّ وَجَلَّ - على عبده (¬1) نعمة؛ فقال: الحمد لله رب العالمين؛ إلا كان قد أعطي خيرًا ممّا أخذ". 185 - باب ما يقول لدفع الآفات 358 - حدثني محمَّد بن عبد الله المستعيني (¬2) قال: حدثنا حماد بن الحسن عن (¬3) عنبسة قال: حدثنا عمر بن يونس قال: حدثنا عيسى بن عون ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال السيوطيُّ في "الدر المنثور" (1/ 31): "وأخرج ابن ماجه والبيهقي بسند حسن عن أنس (وذكره) ". وحسنه شيخنا أسد السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن ابن ماجه" (3067). 358 - إسناده ضعيف, أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 88)، و"المطالب العالية" (4/ 134/ 3668/ 1)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 460/ 3936/ 1) -ومن طريقه الذهبي في "معجم الشيوخ " (2/ 292 - 293) -، والحسن بن الصباح في "مسنده"؛ كما في "عدة الصابرين" لابن قيم الجوزية (ص 204 - بتحقيقي) - وعنه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (15/ 1) -ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 418/ 339)، و"شعب الإيمان" (4/ 124/ 4525)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/ 193) والمحاملي في "الأمالي" (ج 4 /ق 47 / أ - رواية ابن مهدي) -ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 233/ 339)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/ 198 - 199)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (69) -، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 301/ 4261 و 6/ 126/ 5995)، و"المعجم الصغير" (1/ 212)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 417/ 338)، ¬

_ (¬1) في "ل". "عبد". (¬2) في "م" و"هـ": "المستغيثي"، وهو خطأ، والصواب المثبت، وهو الموافق لكتب الرجال، منها: "الإنساب" (11/ 296 - 297) للسمعاني، قال: "وكان ثقة". (¬3) هكذا في "الأصول" وهو خطأ، والصواب: "ابن"؛ كما في "كتب الرجال"، مثل: "الإنساب" (11/ 297)، و"تهذيب الكمال" (7/ 231) وغيرها، وعنبسة متقدم وهو أعلى طبقة من عمر بن يونس اليمامي، فكيف يروي عن عمر؟!.

186 - باب ما يقول إذا قيل له: غفر الله لك

الحنفي عن عبد الملك بن زرارة الأنصاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أنعم الله - عَزَّ وَجَلَّ - على عبد نعمة في أهل ومال وولد؛ فيقول: ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله، فيرى فيها آفة دون الموت". 186 - باب ما يقول إذا قيل له: غفر الله لك 359 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن عبدة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ و"الدعوات الكبير" (2/ 283/ 498)، و"شعب الإيمان" (4/ 89/ 4369) عن عمر بن يونس به. قال شيخنا أسدُ السُّنةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 25 - 26/ 2012): "وهو إسناد ضعيف؛ قال الأزدي: "عيسى بن عون، عن عبد الملك لا يصح حديثهما عن أنس". وقال [الهيثمي] في "المجمع" (10/ 140): "وفيه عبد الملك بن زرارة، وهو ضعيف". وبالراويين أعلَّه المُناويُّ في "فيض القدير"، ولذلك جزم بضعف إسناده في "التيسير". وزاد ابن أبي الدنيا وغيره بينهما (حفص بن الفرافصة)، وهو مجهول؛ وإن وثقه ابن حبان (6/ 195) " انتهى كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. وأخرجه البزار في "مسنده" (1/ 644/ 1165 - مختصر زوائده) من طريق أبي بكر الهذلي عنَ ثمامة عن أنس به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 190): "رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي؛ وأبو بكر ضعيف جدًا" أ. هـ. وبه أعلَّه الحافظ في "مختصر الزوائد"، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 460). قلت: وهو كما قالوا - رحمهم الله-. 359 - إسناده صحيح؛ أخرجه النَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" (319/ 442) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 1823 - 1824/ 2346)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 131 - 132/ 1563)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 263) من طريق عبد الواحد بن زياد به.

187 - باب ما يقول إذا أذنب ذنبا

عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم عن عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأكلت من طعامه، قلت: غفر الله لك يا رسول الله، قال: "ولك"! (قال) (¬1). قلت لعبد الله: أَستغْفَرَ لك؟ قال: نعم، ولكم، ثم تلا هذه الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]. 187 - باب ما يقول إذا أذنب ذنبًا 260 - أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2346)، والترمذي في "الشمائل المحمدية" (23)، والنسائي في "التفسير" (2/ 297/ 516)، و"عمل اليوم والليلة" (267 و 295)، وأحمد (5/ 82)، والطبري في "جامع البيان" (26/ 34)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1677/ 4200)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 263)، وابن البخاري في "مشيخته" (2/ 819 - 822/ 192) وغيرهم بطرق عن عاصم الأحول به. 360 - إسناده حسن؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1623 - 1624/ 1841) عن معاذ بن المثنى عن أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1)، وأحمد (1/ 8 - 9 و 9)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (1455)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 24 - 25/ 13 و 14)، والطبري في "جامع البيان" (4/ 63)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 61/ 8)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (10)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1623 - 1624/ 1841)، والواحدي في "الوسيط" (1/ 495)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 401/ 7077)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 83 - 84/ 9) بطرق كثيرة عن شعبة به. والرجل الذي لم يسمَّ عند المصنف هو علي بن ربيعة؛ كما في سائر الروايات. وأخرجه أبو داود (2/ 86/ 1521)، والترمذي (2/ 257 - 258/ 406 و 5/ 228/ 3006)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (417)، والطيالسي في "مسنده" (2)، وأحمد (1/ 10)، وابنه عبد الله في "زوائد فضائل الصحابة" (1/ 413/ 642)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 23/ 11)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (11)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 63/ 10)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1624 - 1625/ 1842)، وابن حبان في "صحيحه" (2454 - موارد)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 420 - 421)، ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

شعبة قال: أخبرني عثمان بن المغيرة قال: سمعت رجلًا من بني أسد ـــــــــــــــــــــــــــــ والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 110 - 111/ 149)، و"شعب الإيمان" (5/ 401/ 7078)، والبغوي في "معالم التنزيل" (2/ 108)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 84 - 86/ 10 و 11)، وابن بشران في "الأمالي" (295/ 678)، وأبو طاهر السِّلَفي في "الطيوريات" (ج 8 / ق 129/ ب- ق 130/ أ) بطرق كثيرة عن أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (414)، وابن ماجه (1/ 446/ 1395)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (ق 10/ ب)، و"المصنف" (2/ 387)، والحميدي في "مسنده" (1/ 2/ 1 و 4/ 4)، وأحمد في "المسند" (1/ 2)، و"فضائل الصحابة" (1/ 159/ 142)، وأبو يعلى في "مسنده" (12 و 15)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (9)، والطبراني في "الدعاء" (1842)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 62/ 9)، والطبري في "جامع البيان" (4/ 63)، وتمام الرازي في "الفوائد" (2/ 29 - 30/ 414 - ترتيبه)، وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 51)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 82 - 83/ 7 و 8) عن وكيع وسفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام عن عثمان بن المغيرة به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (415)، وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية" (ص 204 - 205)، وابن المقرئ في "المعجم" (580) -وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 141 - 142) - من طريق جعفر بن عون ومحمد بن عبد الوهاب وأبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن مسعر بن كدام به موقوفًا. وأخرجه ابن ماجه (1/ 446/ 1395)، وابن أبي شيبة في "المسند" (ق 10/ ب)، و"المصنف" (2/ 387) -وسقط منه الثوري-، والحميدي في "مسنده" (1/ 4/ 4)، وأحمد في "المسند" (1/ 2)، و"فضائل الصحابة" (1/ 159/ 142)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 62 / 9)، والطبري في "جامع البيان" (4/ 63)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 106)، وتمام الرازي في "الفوائد" (2/ 29 - 30/ 414 - ترتيبه)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 83 / 8) عن وكيع عن الثوري عن عثمان بن المغيرة به. وخالفه يحيى بن سعيد القطان؛ فرواه عن الثوري عن عثمان به موقوفًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (416)، وأبو يعلى في "المسند" (15). وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (1/ 64 / 11)، والطبراني في "الدعاء" (1842) من طريق شريك القاضي عن عثمان بن المغيرة به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1842)، وأبو يعلى في "مسنده" -ومن طريقه ابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 52) - من طريق قيس بن الربيع عن عثمان به.

188 - باب ما يقول من أذنب ذنبا بعد ذنب

يحدث عن أسماء أو أبي إسماء، قال أبو الوليد: وربما قال شعبة: ابن أسماء، عن علي (بن أبي طالب - رضي الله عنه-) (¬1) قال: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ينفعني الله - عَزَّ وَجَلَّ - بما شاء أن ينفعني، حتى حدثني أبو بكر عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) -وصدق أبو بكر- قال: "ما من عبد يذنب ذنبًا؛ فيتوضأ، ويصلي ركعتين، ثم يستغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - لذلك الذنب؛ إلا غفر الله له، وتلا هذه الآية: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)} [النساء: 110]. 188 - باب ما يقول من أذنب ذنبًا بعد ذنب 361 - حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا عبد الأعلي بن حماد النرسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فيما يحكي عن ربه - عَزَّ وَجَلَّ - قال: "إذا أذنب عبدي ذنبًا؛ فقال: أي ربّ، اغفر لي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: ومداره عند الجميع على عثمان بن المغيرة وهو ثقة، لكن شيخ شيخه أسماء بن الحكم صدوق؛ فالحديث حسن. وكونه جاء موقوفًا في بعض طرقه لا يضرة لأنه صح مرفوعًا في أكثر طرقه، ثم هو لا يقال بمجرد الرأي، فله حكم الرفع. قال ابن عدي: "وهذا الحديث طريقه حسن، وأرجو أن يكون صحيحًا". وقال ابن عساكر: "هذا حديث محفوظ من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه-". "وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/ 268) "جيد الإسناد". 361 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 408 - 409/ 6534) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2112/ 2758/ 29)، وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 93) عن عبد الأعلي بن حماد به. وأخرجه البخاري (7507)، ومسلم (2758/ 30) وغيرهما من طريق همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

189 - باب الاستغفار من الذنوب

ذنبي (¬1)؛ فقال الله - عَزَّ وَجَلَّ -: أذنب عبدي ذنبًا؛ فعلم أنّ له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عادة فأذنب؛ فقال: أي، ربّ اغفر لي ذنبي؛ فقال الله - عَزَّ وَجَلَّ -: أذنب عبدي ذنبًا؛ فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت؛ فقد غفرت لك". 189 - باب الاستغفار من الذنوب 362 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عثمان بن واقد عن أبي نُصيرة قال: لقيت مولى لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فقلت: سمعت من أبي بكر شيئًا؟ قال: نعم، سمعت أبا بكر - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ـــــــــــــــــــــــــــــ 362 - إسناده ضعيف. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 124/ 137) -وعنه المروزي في "مسند أبي بكر" (155/ 121) - بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة" (172)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 13/ 788) بطرق عن يحيى بن عبد الحميد الحماني به. وأخرجه الترمذي (5/ 558/ 3559)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 124/ 138)، والمروزي في "مسند أبي بكر" (156/ 122)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 205/ 93)، والطبري في "جامع البيان" (4/ 64)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1459)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 439/ 642 و 5/ 409/ 7099)، والواحدي في "الوسيط" (1/ 494)، والبغوي في "معالم التنزيل" (2/ 107)، و"شرح السنة" (5/ 79 - 80/ 1297)، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 346 - 347) بطرق عن عبد الحميد الحمّاني به. وأخرجه أبو داود (2/ 84 / 1514) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 188)، و"الدعوات الكبير" (1/ 106 - 107/ 143)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/ 311) -، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 124 - 125/ 139) من طريق مخلد بن يزيد وعفيف بن سالم كلاهما عن عثمان بن واقد به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نُصيرة، وليس إسناده بالقوي". قلت: وهو كما قال؛ فإن مولى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -؛ مجهول. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

190 - باب ما يقول من ابتلي بذرب لسانه

"ما أصرّ من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة". 190 - باب ما يقول من ابتلي بذرب لسانه 362 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا قتيبة (بن سعيد) (¬1) قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 363 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح لغيره)؛ أخرجه النَّسائي في "عمل اليوم والليلة" (328/ 450) بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 297/ 9490 و 13/ 463/ 16928)، و"المسند"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (3/ 196)، وابن أبي عاصم في "الزهد" (57/ 110)، وابن أبي الدنيا في "التوبة" (134/ 176)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1613 - 1614/ 1813)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 276)، والكلاباذي في "مفتاح معاني الأخبار" (ص 337 و 351 - 352) بطرق عن أبي الأحوص به. وأخرجه النسائي (328/ 449)، وأحمد (5/ 396)، والطيالسي في "مسنده" (427)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 373 - 374/ 2971)، والحاكم (1/ 510 - 511)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 439/ 644)، وابن البخاري في "مشيخته" (3/ 1884 - 1886/ 536) بطرق عن شعبة، والنسائي (329/ 451 و 452)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 223)، وأحمد (5/ 397 و 402)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 374/ 2972)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 205/ 926 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء، (3/ 1613/ 1814)، والواحدي في "الوسيط" (4/ 125)، والحاكم (1/ 511 و 2/ 457)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 109/ 147)، و"شعب الإيمان" (1/ 439/ 643) بطرق عن الثوري، وأحمد (5/ 394)، والدارمي (2/ 302)، والروياني في "مسنده" (1/ 311 / 460)، والبزار (7/ 372/ 2970)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1613/ 1812) بطرق عن إسرائيل، وابن ماجه (2/ 1254/ 3817) من طريق أبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل في "الدعاء" (323/ 131)، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (105/ 75) عن فطر بن خليفة، والنسائي (453)، والطبراني في "الدعاء" (1815 و 1816 و 1817)، وأبو الشيخ في "ذكر رواية الأقران" (38/ 96 و 97) من طريق أبي خالد الدالاني والأعمش، وهناد في "الزهد" (2/ 460/ 916) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 109)، و"الدعاء" (3/ 1615/ 1818) -، من طريق مالك بن مِغوَل، والطبراني في "الدعاء" (1819)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 276)، والمحاملي في "الأمالي" (307/ 322 - رواية ابن البيع) من طريق عمرو بن قيس جميعهم عن أبي إسحاق السبيعي به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

191 - باب الإكثار من الاستغفار

حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي المغيرة قال: قال حذيفة - رضي الله عنه -: شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذرب لساني؛ فقال: "أين أنت من الاستغفار؟! إني لأستغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في كل يوم مائة مرة". 191 - باب الإكثار من الاستغفار 364 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا أبو نصر التمار حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله (¬1) عن خالد بن عبد الله بن حسين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما رأيت أحدًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر أن يقول: "أستغفر الله وأتوب إليه" من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وإسناده ضعيف؛ أبو المغيرة؛ لا يُعْرف، واضطرب الرواة في اسمه اضطرابًا كثيرًا مما يدل على أنه مجهول ليس بمعروف؛ ولذلك قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/ 195): "هذا الإسناد فيه أبو المغيرة البجلي مضطرب الحديث عن حذيفة؛ قاله الذهبي في "الكاشف"". لكن أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (448)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 108 - 109/ 146)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 170/ 15) من طريق شعبة والثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن مسلم بن نذير عن حذيفة به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. 364 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (247) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (330/ 454)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 216/ 1463 - منتخب)، وابن حبان في "صحيحه" (2460 - موارد) بطرق عن سعيد بن عبد العزيز به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير خالد بن عبد الله بن حسين، فإنه صدوق؛ فقد روى عنه ثلاثة من الثقات ووثقه ابن حبان وهو من التابعين؛ فالنفس تطمئن لتحسين حديثه. ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، والصواب: "عبيد الله" بالتصغير، وهو ابن أبي المهاجر. كما في "مصادر التخريج"، وكتب الرجال.

192 - باب ثواب الاستغفار والاستكثار منه

192 - باب ثواب الاستغفار والاستكثار منه 365 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا إسحاق بن موسى (الأنصاري) (¬1) عن الوليد بن مسلم حدثني الحكم بن مصعب القرشي عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 365 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (330 - 331/ 456) بسنده سواء. وأخرجه المروزي في "قيام الليل" (ص 98 - مختصره)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1598 - 1599/ 1774) عن إسحاق بن موسى به. وأخرجه أبو داود (2/ 85/ 1518)، وابن ماجه (2/ 1254 - 1255/ 3819)، وأحمد (1/ 248)،-ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 321/ 1605) -, وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (8)، والتوبة" (174)، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (1/ 204/ 176)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 282/ 10665)، و"المعجم "الأوسط" (6/ 240/ 6291)، و"الدعاء" (3/ 1598 - 1599/ 1774) -وعنه الشجري في "الأمالي" (1/ 244) -، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 249)، وأبو نُعيم الأصبهاني في "حِلية الأولياء" (3/ 211)، والواحدي في "الوسيط" (4/ 313 - 314)، والحاكم (4/ 262)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 351)، و"شعب الإيمان" (1/ 439 - 440/ 645)، و"الدعوات الكبير" (1/ 106/ 142)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 79 / 1296)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 171/ 217)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 4/ق 296/ أ)، وأبو محمَّد الحسن بن محمَّد بن إبراهيم في "أحاديث منتقاة" (145/ 2)، كما في "الضعيفة" (2/ 142)، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/ 136)، والحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص 25)، وابن عمشليق في "جزئه" (58/ 24) بطرق عن الوليد بن مسلم به. قال أبو نعيم عقبه: "هذا حديث غريب من حديث محمَّد بن علي عن أبيه عن جده، تفرد به: الحكم بن مصعب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! "، وتعقبه الذهبيُّ في "تلخيص المستدرك": "قلت؛ فيه الحكم بن مصعب، فيه جهالة" أ. هـ. وقال في "المهذب" (3/ 323): "مجهول". وهو كما قال. فالسند ضعيف. وقال البغوي: "هذا حديث يرويه الحكم بن مصعب بهذا الإسناد، وهو ضعيف". وضعفه شيخنا أسدُ السُّنةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 142/ 705). ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

193 - باب كم يستغفر في اليوم

محمَّد بن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أكثر من الاستغفار. جعل الله - عَزَّ وَجَلَّ - له من كل همّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب". 193 - باب كم يستغفر في اليوم 366 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة (بن سعيد قال) (¬1): حدثنا عبد العزيز عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني لأستغفر الله، وأتوب إليه كل يوم مائة مرة". ـــــــــــــــــــــــــــــ (تنبيه): سقط من "سنن" ابن ماجه من سنده: "عن أبيه"، وقد نبّه على هذا الحافط الذهبي في "المهذب". 366 - إسناده حسن، (وهو حديث صحيح لغيره)؛ أخرجه النَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" (323/ 434) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1616/ 1821) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي عن عبد العزيز به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 297/ 9491 و 13/ 461/ 16921) - وعنه ابن ماجه (2/ 1254/ 3815) -, وأحمد (2/ 450)، وهنّاد السَّري في "الزهد" (2/ 461 / 917)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 13)، والحسين المروزي في "زوائد الزهد" (400/ 1138)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 69 - 70/ 1286) بطرق عن محمَّد بن عمرو به. قلت: وهذا سند حسن؛ للكلام المعروف في محمَّد بن عمرو، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 215 / 2954)، و"المعجم الصغير" (1/ 85) من طريق النضر بن شميل عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 208): "إسناده حسن". وهو كما قال؛ للكلام المعروف في عاصم. وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما صحيح بلا ريب. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

194 - باب ثواب من استغفر (في) كل يوم سبعين مرة

194 - باب ثواب من استغفر (في) (¬1) كلّ يوم سبعين مرّة 367 - حدثني حاجب بن أركين الفرغاني حدثنا إسحاق بن سيّار حدثنا أحمد بن الحارث الواقدي حدثتنا ساكنة بنت الجعد الغنوي (¬2) قالت: سمعت أُمَّ عقيل الغنوية تقول: سمعت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في كل يوم سبعين مرة؛ لم يكتب (في يومه) (¬3) من الغافلين، ومن استغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في كل ليلة سبعين مرة؛ لم يكتب في ليلته من الغافلين". 195 - باب الاستغفار في اليوم سبعين مرة 368 - أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا محمَّد بن عبد الملك ـــــــــــــــــــــــــــــ 367 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: أحمد بن الحارث الواقدي؛ متروك الحديث؛ كما قال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (2/ 47). الثانية والثالثة: ساكنة بنت الجعد وأم عقيل لم أجد لهما ترجمة. 368 - إسناده صحيح؛ أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره"، كما في "الدر المنثور" (7/ 495) -وعنه الترمذي (5/ 383/ 3259) -، وأحمد (2/ 282)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 437 - 438/ 638)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 69/ 1285) جميعهم عن عبد الرزاق وهذا في "تفسيره" (2/ 223) به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. وقد توبع معمرًا عليه: فأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 101/ 6307)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 438/ 639) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (435)، وأحمد (2/ 341)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 973 - 974/ 1079 - بغية) -ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 325) - من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، والنسائي (436)، وابن حبان في "صحيحه" (2456 - موارد) ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "الغنوية". (¬3) زيادة من "م" و"هـ".

196 - باب الاستغفار ثلاثا

بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قول الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19، غافر: 55]؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأستغفر الله (في) (¬1) كلّ يوم سبعين مرة". 196 - باب الاستغفار ثلاثًا 369 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا محمَّد بن عبد الله بن المبارك ـــــــــــــــــــــــــــــ من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 205) من طريق عمر بن قيس أربعتهم عن الزهريّ به. وقد شذَّ عبد اللُّه بن المبارك؛ فرواه عن معمر عن الزهريّ به بلفظ: "مائة مرة". أخرجه النسائي (438). والصواب رواية الجماعة. وقد ذكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - هذا الاختلاف على الزهري، ورجح رواية الجماعة. 369 - صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (331/ 457) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (1/ 394) عن يحيى بن آدم به. وأخرجه أبو داود (2/ 86 - 87/ 1524)، والطيالسي في "مسنده" (1/ 253/ 1254 - منحة)، وأحمد (1/ 394 و 397)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 184/ 5277)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (2/ 138/ 677 و 678)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 159 - 160/ 10317)، و"الدعاء" (2/ 807 - 808/ 51 و 53)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 203/ 923 - إحسان)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 347 - 348)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 38/ 268) بطرق عن إسرائيل به. وأخرجه الدارقطني في "العلل" (5/ 228) من طريق محمَّد بن فضيل عن جعفر بن عون، والطبراني في "الدعاء" (2/ 808/ 52) من طريق أبي كريب عن زيد بن الحباب، كلاهما عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي به. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" أن الإِمام شعبة رواه عن أبي إسحاق. قلت: وسنده صحيح رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

197 - باب الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار

(المخرمي) (¬1) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق (عن عمرو بن ميمون) (¬2) عن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه أن يدعو ثلاثًا، ويستغفر ثلاثًا). 197 - باب الوقت الذي يستحب فيه الاستغفار 370 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمَّد بن سليمان قراءة عليه عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 370 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (339/ 479) بسنده سواء. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السُّنَّة" (2/ 480/ 1101)، والآجُرِّيُّ في "الشريعة" (3/ 1131/ 701 - ط. دار الوطن) عن محمَّد بن سليمان لوين به. وأخرجه ابن ماجه (1/ 435/ 1366)، وأحمد (2/ 264)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 217/ 493)، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 299 - 300)، والدارقطني في "النزول" (23 و 24 و 25 و 37) بطرق عن إبراهيم بن سعد به إلا أنهم قرنوا مع أبي سلمة الأغر. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/ 214/ 30 - رواية يحيى الليثي)، و (1/ 244/ 619 - رواية أبي مصعب الزهريّ) -ومن طريقه البخاري (3/ 29/ 1145 و 11/ 128 - 129/ 6321 و 13/ 164/ 7494)، ومسلم (1/ 521/ 758) - عن الزهريّ به قرونًا، إلا رواية البخاري (7494) فعن الأغر وحده. وأخرجه مسلم (758/ 170)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (478)، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 301 - 302/ 193)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 218/ 497)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 198 - 199/ 919 - إحسان)، والدارقطني في "النزول" (22) من طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة وحده به. وأخرجه أحمد (2/ 504)، والدارمي في "سننه" (6/ 573/ 1599 - "فتح المنان")، وهَنَّاد السُّري في "الزهد" (2/ 447/ 884)، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (2/ 511/ 1198 و 512/ 1200)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 218/ 495 و 496)، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 302 - 303/ 194 و 303)، وأبو يعلى في "المسند" (10/ 343/ 5937)، والبزار في "مسنده" (4/ 44/ 3154 - كشف)، والدارقطني في "النزول" (13 و 14 و 15 ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "م": "عن أبي عمرو عن ميمون"، وهو خطأ.

198 - باب كيف الاستغفار

إبراهيم بن سعد عن الزهريّ عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل ربنا - عَزَّ وَجَلَّ - حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: من يدعوني؛ فأستجيب له، من يستغفرني؛ فأغفر له حتى يطلع الفجر". 198 - باب كيف الاستغفار 371 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ و16 و 17 و 18 و 19 و 20 و 21) بطرق عن محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة وحده به. وسنده حسن صحيح. وللحديث طرق أخرى عن أبي سلمة وأبي هريرة؛ انظرها: في "صحيح مسلم" (1/ 522 - 523)، و"النزول" للدارقطني، و"التوحيد" لابن خزيمة، و"الشريعة" للآجري. 371 - إسناده صحيح؛ أخرجه الترمذي (5/ 94 - 495/ 3434)، وابن ماجه (2/ 1253/ 3814) من طريق المحاربي به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (331/ 458) -وعنه المصنف؛ كما سيأتي (رقم 449) -, وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 297/ 9492) -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (2/ 29/ 784 - منتخب) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (5/ 71/ 1289) وأبو داود (2/ 85/ 1516)، وابن ماجه (2/ 1253/ 3814)، وأحمد (2/ 21) -ومن طريقه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (213) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 78 / 618)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 362)، و"الدعوات الكبير" (1/ 107/ 144)، و"شعب الإيمان" (1/ 438/ 641)، و"الأسماء والصفات" (1/ 194 - 195/ 130) -وعنه السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (1/ 352/ 213) - بطرق عن مالك بن مغول به. وأخرجه الترمذي (5/ 49)، وابن حبان في "صحيحه" (2459 - موارد) من طريق ابن أبي عمر العدني عن الثوري عن محمَّد بن سوقة به. قال الترمذي والبغوي: "هذا حديث حسن صحيح غريب". قلت: وهو كما قالا. وقال شيخنا ناصر السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 96/ 556): "وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين". وقد اختلف الرواة على مالك في قوله: "الغفور" أو"الرحيم" ولشيخنا - رحمه الله- بحث مطول في هذا؛ فانظره في الموضع المشار إليه آنفًا.

199 - باب سيد الاستغفار

المحاربي حدثنا مالك بن مِغْوَل عن محمَّد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كنا نعدّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد مائة مرة يقولها قبل أن يقول شيئًا: "ربّ اغفر لي، وتب عليّ؛ إنّك أنت التواب الرّحيم". نوع آخر: 372 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا محمَّد بن معاوية بن عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي حدثنا خالد بن مخلد حدثني سعيد بن زياد المكتب قال: سمعت سليمان بن يسار أن مسلم بن السائب حدثه عن خباب بن الأرت قال: سألت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قلت: يا رسول الله، كيف أستغفر (¬1)؟ قال: "اللهم، اغفر لنا، وارحمنا، وتب علينا؛ إنك أنت التوّاب الرّحيم". 199 - باب سيِّد الاستغفار 373 - حدثنا عبدان وأبو عروبة قالا: حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 373 - منكر، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (332/ 461) بسنده سواء. قلت: فيه: إبراهيم بن عبد الرحمن، صدوق له مناكير، كما في "التقريب"، وهذا من مناكيره، فقد خالفه اثنان؛ فروياه عن خالد بن مخلد به مرسلًا. أخرجه النسائي (333/ 462 و 463) من طريق أحمد بن عثمان ومعاوية بن صالح عن خالد به وهو الصواب؛ لأنهما أوثق بكثير من إبراهيم هذا؛ وهما اثنان. ولذلك قال المزي في "تهذيب الكمال" (27/ 518): "روى -يعني: مسلمًا بن السائب- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، وقيل: عن مسلم بن السائب عن خباب بن الأرت، وهو وهم". وقال في "تحفة الأشراف" (3/ 119): "وهذا هو الصواب -يعني: مرسلًا- والله تعالى أعلم". 373 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح لغيره)؛ أخرجه ابن المقرئ في "معجمه" (164/ 499): ثنا أبو عروبة به. ¬

_ (¬1) في "ل": "نستغفر".

200 - باب الاستغفار يوم الجمعة

محمَّد بن منيب العدني (¬1) حدثنا السري بن يحيى عن هشام عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعلّموا سيد الاستغفار: (اللهم) (¬2)، أنت ربي لا إله إلا أنت؛ خلقتني، وأنا عبدك، وعلى عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، وأبوء بنعمتك عليّ وأبوء لك بذنبي؛ فأغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". 200 - باب الاستغفار يوم الجمعة 374 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني عمرو بن عثمان حدثنا شريح بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (467)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 32/ 1061 - منتخب)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 936/ 311)، وابن المقرئ في "معجمه" (164/ 499) بطرق عن محمَّد بن منيب العدني به. وأخرجه النسائي (468) من طريق الأزرق عن السري بن يحيى به. قلت: رجاله ثقات؛ لكن أبا الزبير صدوق مدلس وقد عنعنه؛ فالسند ضعيف. لكن الحديث صحيح بشواهده؛ فقد أخرج البخاري في "صحيحه" (6306 و 6323) من حديث شداد بن أوس - رضي الله عنه - به. وله شاهد من حديث بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه -؛ أخرجه أبو داود (5070)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (20 و 466 و 579)، وابن ماجه (3872)، وأحمد (5/ 356)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 935/ 309)، وابن حبان في "صحيحه" (2353 - موارد)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (196/ 465 - المنتقى)، والحاكم (1/ 514)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 22 / 31)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 95 - 96/ 1309) وغيرهم. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات. 374 - إسناده صحيح، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (336/ 471) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 857/ 175) من طريق عمرو بن عثمان به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (935)، ومسلم في "صحيحه" (852) بطرق عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) في "هـ": "العدلي"، و"م": "العذبي". (¬2) زيادة من "م" و"هـ".

201 - باب ما يقول إذا دخل المسجد يوم الجمعة

يزيد حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "في (يوم) (¬1) الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - إلا غفر له"؛ فجعل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقللها بيده. 201 - باب ما يقول إذا دخل المسجد يوم الجمعة 375 - أخبرنا ابن منيع حدثنا حاجب بن الوليد حدثنا مبشر بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن قديد عن سمرة الخزاز عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد يوم الجمعة أخذ بعضادتي الباب -باب المسجد-، ثم قال. "اللهمّ، اجعلني أوجّه من توجّه إليك، وأقرّب من تقرّب إليك، وأفضل من سألك ورغب إليك". 202 - باب ما يقول بعد صلاة الجمعة 376 - أخبرنا محمَّد بن هارون الحضرمي حدثنا سليمان بن عمرو بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد توسع الحافظ الطبراني - رحمه الله - في ذكر طرقه في كتابه "الدعاء" (149 - وما بعده) فانظره غير مأمور. 375 - إسناده ضعيف؛ قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 232): "أخرجه أبو نعيم في كتاب "الذكر" وفي سنده راويان مجهولان". قلت: وهما إبراهيم بن قديد، وسمرة الخزاز. 376 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (2/ 373/ 472) عن محمَّد بن هارون الحضرمي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الخليل بن مرة ضعيف؛ كما في "التقريب". قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 232 - 233): "سنده ضعيف ... وله شاهد من مرسل مكحول: أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" عن فرج بن فضالة ... وفرج ضعيف -أيضًا-". وضعفه شيخنا أسد السنة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (5764). ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

خالد حدثنا أبي حدثنا الخليل بن مرة عن عبيد الله عن ابن أبي مليكة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ بعد صلاة الجمعة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} سبع مرات؛ أعاذه الله - عَزَّ وَجَلَّ - (بها) (¬1) من السوء إلى الجمعة الأخرى". نوع آخر: 377 - أخبرنا حامد بن شعيب البلخي حدثنا بشر بن الوليد القاضي حدثنا أبو عقيل عن عمرو بن قيس الملائي قال: بلغني: إنه من صام يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثم شهد الجمعة مع المسلمين، ثم ثبت؛ فسلم لتسليم (¬2) الإِمام، ثم قرأ فاتحة الكتاب، و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} عشر مرات (¬3)، ثم مد يده إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ -، ثم قال: اللهمّ، إني أسألك باسمك الأعلى الأعلى الأعلى الأعز الأعز الأعز، الأكرم الأكرم الأكرم، لا إله إلا الله، الأجل الأجل، العظيم الأعظم، لم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه عاجلًا وآجلًا؛ ولكنكم تعجلون. نوع آخر: 378 - حدثنا محمَّد بن عمر (¬4) بن خزيمة حدثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة حدثنا علي بن سعيد حدثنا سليمان بن عمران المذحجي عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي حمزة الضبعي عن ابن عباس - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 377 - إسناده ضعيف؛ لأنه مرسل أو معضل. 378 - إسناده ضعيف؛ لأن سليمان بن عمران؛ قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 134): "دلّ حديثه على أنه ليس بصدوق". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل" وهامش "م": "في تسليم". (¬3) في "هـ": "إحدى عشرة مرة". (¬4) في "ل": "عمران".

203 - باب ما يقول إذا رأى ما يحب

عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال بعد ما يقضي الجمعة: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة؛ غفر الله له ألف ذنب، ولوالديه أربعة وعشرين ألف ذنب". 203 - باب ما يقول إذا رأى ما يحب (ويكره) (¬1) 379 - حدثني أبو أيوب سليمان بن محمَّد الخزاعي حدثنا هشام بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 379 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن ماجه (2/ 1250/ 3853)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1595 - 1596/ 1769)، والحاكم (1/ 499)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 91/ 437)، و"الآداب" (460/ 1032)، و"الدعوات الكبير" (2/ 86/ 325)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ 411/ 1 و 15/ 255/ 2) بطرق عن هشام بن خالد الأزرق به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 375 - 376/ 6663 و 7/ 109/ 6999) من طريق موسى بن أيوب عن الوليد بن مسلم به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". قال شيخنا ناصرُ السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 530/ 265): "وأقره الذهبي فلم يتعقبه بشيء، وفي ذلك نظر؛ لأن زهير بن محمَّد هذا -وهو التميمي الخراساني ثم الشامي- متكلم فيه؛ فقال الحافظ في "التقريب": "رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة؛ فَضُغفَ بسببها، قال البخاري عن أحمد: كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر! وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه؛ فأكثر غلطه". قلت: وهذا من رواية الشاميين عنه، وهو الوليد بن مسلم، ثم إن هذا كان يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحديث في بقية رجال السند، فهذه عِلَّة أُخرى. ومن ذلك تعلم خطأ تصحيح الحاكم إياه، ومثله قول البوصيري في "الزوائد" ["مصباح الزجاجة" (1331)]: "إسناده صحيح، ورجاله ثقات". ومثله قول النووي في "الأذكار" [(2/ 783 - بتحقيقي)]-وإن أقره شارحه ابن علان (6/ 271) -: "رواه ابن ماجه وابن السُّنِّي بإسناد جيد! ". كل ذلك ذهول عمّا بيناه من علّة الحديث من هذا الوجه" أ. هـ. وللحديث شواهد: الأول: عن علي - رضي الله عنه - به: أخرجه البزار في "البحر الزخار" ¬

_ (¬1) زيادة من "م".

خالد الأزرق حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمَّد عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب؛ قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات"، وإذا رأى ما يكره؛ قال: "الحمد لله على كل حال". ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 166/ 533)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (68/ 146 و 90/ 195)، والبغوي في "شرح السُّبَّة" (5/ 180/ 1380) من طريق يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن عمه عبيد الله بن أبي رافع عن علي به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ محمَّد بن عبيد الله بن أبي رافع؛ مجهول الحال، لكن لا بأس به في الشواهد. والحديث مما أغفله الهيثمي؛ فلم يذكره في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه؛ فليستدرك. الثاني: عن عبد الله عباس - رضي الله عنهما - به؛ أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى والأسماء" (في 136/ 2)، والخطيب في "التاريخ" (3/ 131)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 149) من طريق الوليد بن محمَّد البصري: ثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس مرفوعًا به. قال شيخنا - رحمه الله -: "وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات، لولا أنه منقطع، الضحاك لم يلق ابن عباس، بينهما سعيد بن جبير؛ كما ذكروا, ولكنه شاهد حسن لما قبله، والله أعلم". الثالث: عن أبي هريرة: أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 157) وفي إسناده الفضل بن عيسى الرقاشي، وهو متروك؛ فلا يفرح بمثله، ولا كرامة. وله طريق آخر: أخرجه ابن خزيمة في "حديث علي بن حجر" (431/ 370)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 179 - 180/ 1379) عن محصن الفهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". ثم قال: "ورواه سليمان بن بلال عن عمرو عن محصن بن علي الفهري عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ". قلت؛ هذا إسناد فيه انقطاع وجهالة؛ لأن محصن الفهري لم يدرك أبا هريرة وهو مستور، ولكنه يعتبر به. وبالجملة؛ فالحديث حسن بشواهده؛ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. تنبيه: هذا الحديث مما توقف فيه شيخنا الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (265 - الطبعة القديمة)، و"تخريج الكلم الطيب" (139) ومع ذلك ذكره في "صحيح الجامع الصغير" (4727)، و"صحيح ابن ماجه" (3066)، و"صحيح الكلم الطيب" (113). قلت: وهو الصواب؛ فقد حسنه - رحمه الله - في "الصحيحة" (265 - الطبعة الجديدة) لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.

204 - باب الإكثار من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة

204 - باب الإكثار من الصلاة على النّبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة 380 - حدثنا يعقوب بن حجر العسقلاني حدثنا عبد الجبار بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ 380 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1039)، والطبراني في "مسند الشاميين" (4/ 18 - 19/ 2610) من طريق محمَّد بن خلف العسقلاني عن رواد به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل: الأولى: رواد بن الجرح؛ صدوق اختلط بأخره؛ فترك. الثانية: سعيد بن بشير؛ ضعيف. الثالث: قتادة؛ مدلس وقد عنعن. وقد قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "العلل" (1/ 205) لابنه: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 944)، وابن عساكر في "جزء حديث أهل حردان" (23) عن جبارة بن مغلس عن أبي إسحاق الحميس عن يزيد الرقاشي عن أنس به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: يزيد الرقاشي؛ متروك الحديث. الثانية: أبو إسحاق الحميس: هو خازم بن الحسين؛ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال ابن عدي: "أحاديثه غير محفوظة"، وقال السمعاني في "الأنساب" (4/ 266 - 267): "منكر الحديث على قلَّة روايته، كثير الوهم فيما يرويه، لم يكن يعلم الحديث ولا صناعته، وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بأوابد وطامات". الثالثة: جبارة بن المغلس؛ ضعيف. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 968 - 969)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 110 - 111/ 3033) من طريق درست بن زياد عن يزيد الرقاشي به. قلت: ودرست هذا ضعيف، ويزيد متروك. وأخرجه الطبراني؛ كما في "جلاء الأفهام" (ص 159 - 160)، و"الترغيب والترهيب" (2/ 498)، و"القول البديع" (ص 197) -ومن طريقه قوّام السُّنَّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1651) من طريق نصر بن علي عن النعمان بن عبد السلام عن أبي ظلال القسلمي عن أنس به. قلت: إسناده ضعيف؛ أبو ظلال القسلمي ضعيف؛ لكن لا بأس به في الشواهد. قال المنذري: "أبو ظلال وثق، ولا يضر في المتابعات". وقال السخاوي: "إسناده لا بأس به في المتابعات".

السري حدثنا رواد بن الجراح حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وله طريق أخرى وهي الحديث الآتي بعده؛ فانظره. لكن الحديث صحيح بشواهده، منها: الأول: عن أوس بن أوس الثقفي - رضي الله عنه -: أخرجه أبو داود (1047 و 1531)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 91 - 92)، و"الكبرى" (1666) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (895) - وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 149 و 516)، وأحمد (4/ 8)، والدارمي في "سننه" (1694)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (63)، و"الآحاد والمثاني" (1577)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1733 و 1734)، وابن حبان في "صحيحه" (910 - إحسان)، إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (1/ 67 - 68)، والطبراني في "المعجم الكبير" (589)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (22)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (989)، والحاكم (1/ 278)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 248)، و"شعب الإيمان" (3029)، و"فضائل الأوقات" (275)، و"حياة الأنبياء" (11) وغيرهم من طريق حسين بن علي الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس به. قلت: وهذا سند صحيح، صححه جمع من أهل العلم، وقد أُعل بما لا يقدح. انظر: "جلاء الأفهام" (ص 150 - وما بعدها)، و"القول البديع" (232)، و"الصحيحة" (4/ 32). الثاني: عن أبي أمامة - رضي الله عنه -: أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 249)، و"حياة الأنبياء في قبورهم" (13)، و"شعب الإيمان" (3/ 110/ 3032) بسند صحيح عن حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول الشامي عن أبي أمامة الباهلي به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لانقطاعه بين مكحول وأبي أمامة. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 249): "إسناده حسن؛ إلا أن مكحولًا لم يسمع من أبي أمامة" أ. هـ. وقال السخاوي في "القول البديع" (ص 233): "بسند حسن لا بأس به؛ إلا أن مكحولًا لم يسمع من أبي أمامة في قول الجمهور". الثالث: عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -؛ أخرجه ابن ماجه (1637)، والطبري في "تهذيب الآثار" (354 - القسم المفقود)، و"جامع البيان" (30/ 131)، والثقفي في "الثقفيات"؛ كما في "جلاء الأفهام" (ص 157) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (10/ 23 - 24) من طريق سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عُبادة بن نُسَي عن أبي الدرداء به.

205 - باب ما يقول إذا ذكر عنده النبي - صلى الله عليه وسلم -

مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكثروا علي الصّلاة يوم الجمعة". 205 - باب ما يقول إذا ذكر عنده النّبيّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - 381 - أخبرنا أبو خليفة وأبو يعلى قالا: حدثنا عبد الرحمن بن سلام ـــــــــــــــــــــــــــــ قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (603): "هذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه منقطع: * عبادة بن نُسي روايته عن أبي الدرداء مرسلة، قاله العلائي. * وزيد بن أيمن روايته عن عبادة بن نسي مرسلة؛ قاله البخاري" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -, وأعله بالانقطاع شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (1/ 35). وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع طريق أبي ظلال القسلمي وحدها وشواهده، فلله الحمد من قبل ومن بعد. 381 - إسناده ضعيف، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 75/ 4002)، و"معجم شيوخه" (275/ 240) بسنده سواء. وأخرجه الغطريفي في "جزئه" (90/ 47) -ومن طريقه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 232 - 233)، والسبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (1/ 161)، وابن نقطة في "تكملة الإكمال" (5/ 421) - عن أبي خليفة به. وأخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار" (217/ 142)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 153 - 154/ 2767)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 347)، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (499 - 500/ 277)، و"السنن الكبرى" (3/ 249)، وابن عساكر في "جزء من حديث أهل حردان" (12) بطرق عن عبد الرحمن بن سلام به. وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2122) -ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (165/ 61)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 3 - 4) - عن المغيرة بن مسلم القسلمي عن أبي إسحاق به. قلت: سنده ضعيف. أبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط، ثم هو مع ذلك مدلس وقد عنعن، وقد قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "المراسيل" لابنه (ص 122): "لم يصح له سماع من أنس، بل ولا رؤية" أ. هـ. لكن للحديث طريق أخرى: فأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 50)، و"الكبرى" ¬

_ (¬1) في "ل": "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

206 - باب التغليظ في ترك الصلاة على

الجمحي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ذكرت عنده؛ فليصل عليّ؛ فإنه من صلى علي مرة؛ صلى الله - عَزَّ وَجَلَّ - عليه بها عشرًا". 206 - باب التغليظ في ترك الصّلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر 382 - أخبرني روح بن عبد المجيب (¬1) حدثنا سهل بن زنجلة حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء عن الفضل بن مبشر (¬2) قال: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ذكرت عنده؛ فلم يصل عليّ؛ فقد شقي". ـــــــــــــــــــــــــــــ (1/ 385/ 1220)، و"عمل اليوم والليلة" (62 و 362 و 363 و 364)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 517 و 11/ 505/ 1185)، وأحمد (3/ 102 و 261)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 99 - 100/ 643)، وأبو يعلى في "المسند" (6/ 354/ 3681)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 185 - 186/ 904 - إحسان)، والفاكهي في "حديثه" (342 - 343/ 146)، وابن بشران في "الأمالي" (152/ 349)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 381)، والحاكم (1/ 550)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 210/ 1554)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 165/ 1365)، وتمام الرازي في "فوائده" (1/ 281/ 703)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 394 - 397/ 1565 و 1566 و 1567 و 1568 و 1569)، وابن طولون في "الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة إلى الصانع" (41/ 38) بطرق عن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن بُريد بن أبي مريم عن أنس به. قلت: وهذا سند حسن؛ يونس بن أبي إسحاق صدوق من رجال مسلم. وبالجملة؛ فالحديث بمجموعهما صحيح -إن شاء الله-. 382 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 164/ 3871) من طريق العباس بن إسماعيل الرازي عن عبد الرحمن بن مغراء به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ الفضل بن مبشر ضعيف. قال النووي في "الأذكار" (1/ 323 - بتحقيقي): "بإسناد ضعيف عن جابر". ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "المجيد"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لكتب الرجال. (¬2) في "هـ" وهامش "م": "ميسرة"، وهو خطأ.

383 - أخبرني محمَّد بن الحسين (¬1) بن مكرم حدثنا أحمد بن إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 104): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه الفضل بن مبشر، وفيه كلام، وقد وثقه ابن حبان وغيره!! ". 383 - إسناده حسن، (وهو حديث صحيح لغيره)؛ أخرجه النسائي في "فضائل القرآن" (125)، و"عمل اليوم والليلة" (55)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 292/ 791) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 148)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (31/ 30)، و"الآحاد والمثاني" (1/ 311/ 432) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 46/ 423 و 424) -, وأبو يعلى في "المسند" (12/ 147/ 6776)، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (88/ 153)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 906) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 214/ 1567) -، وقوّام السنَّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 324/ 545 و 2/ 328 - 329/ 1693)، والحاكم (1/ 549) -وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 114/ 151)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 45 - 46/ 422) -, والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 214/ 1568) بطرق عن خالد بن مخلد به. وأخرجه الترمذي (3546)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (56)، و"فضائل الصحابة" (125)، وأحمد (1/ 201)، وابن حبان في "صحيحه" (2388 - موارد)، والبزار في "البحر الزخار" (4/ 185/ 1342)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (64/ 77) عن أبي عامر العقدي عن سليمان بن بلال به. وأخرجه النحاس في "جزء الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (ق 12) من طريق يحيى الحماني عن سليمان بن بلال به. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (35) -وعنه الدَّيْنَوَرِي في "المجالسة وجواهر العلم" (1048) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 127 - 128/ 2885)، والنحاس في "جزء الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (ق 13 وق 14)، وابن المقرىء في "معجمه" (284/ 930)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2/ 1671/ 1802) من طريق عمارة بن غزية به. قلت: وهذا سند حسن، رجاله ثقات، غير عبد الله بن علي بن الحسين، فإنه صدوق؛ فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان وابن خلفون والذهبي في "الكاشف"، فقول الحافظ فيه في "التقريب": "مقبول" غير مقبول. وقال الترمذي -ونقله عنه الضياء-؛ "هذا حديث حسن غريب". ونقل عنه النووي في "الأذكار" (1/ 324 - بتحقيقي)، والمنذري في "الترغيب ¬

_ (¬1) في "ص": "الحسن"، وهو خطأ.

207 - باب كيف الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -

الدورقي حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن الحسين بن علي - رضي الله عنهم- يحدث عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن البخيل من ذكرت عنده؛ فلم يصل علي". 207 - باب كيف الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - 384 - أخبرنا أبو عبد الرحمن (النسائي) (¬1) أخبرنا قتيبة (بن سعيد) (1) حدثنا بكر بن مضر (¬2) عن ابن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد ـــــــــــــــــــــــــــــ والترهيب" (2/ 510)، وابن قيم الجوزية في "جلاء الأفهام" (ص 168)، والتبريزي في "مشكاة المصابيح" (1/ 295)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (5/ 325) أنه قال: "حديث حسن صحيح غريب". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (57)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 148)، والقاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" (34)، وسعيد بن منصور في "سننه"، وابن بشكوال، والسراج في "مسنده"، والخلعي في "فوائده"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (3/ 322)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 213/ 1566) من طريق الدراوردي عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين عن علي بن أبي طالب به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لانقطاعه بين عبد الله بن علي وعلي بن أبي طالب؛ فإنه لم يدركه. وللحديث شواهد أوردها القاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (37 - 39)، وشاهد من حديث أنس؛ صححه النسائي. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع شواهده. 384 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 49)، و"الكبرى" (1/ 383/ 1216) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 184) - بسنده سواء. وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (2/ 157/ 1256) بطرق عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (8/ 532/ 4798 و 11/ 521/ 63581) من طريق ابن الهاد به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) هكذا في "هـ" و"ل"، وفي "م": "بكر بن سعيد"، وهو خطأ، والصواب المثبت. كما في "سنن النسائي"، وكتب الرجال.

208 - باب المخاطبة بالأخوة

الخدري - رضي الله عنه - قال: قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك قد عرفناه؛ فكيف الصلاة عليك؟ قال (عليه الصلاة والسلام) (¬1): "قولوا: اللهمّ، صلّ على محمَّد عبدك ورسولك؛ كما صليت على إبراهيم، (وعلى آل إبراهيم) (¬2)؛ وبارك على محمَّد وعلى آل محمد؛ كما باركت على إبراهيم (إنك حميد مجيد) (¬3) ". نوع آخر: 285 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة (بن سعيد) (¬4) عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي (قال) (¬5): أخبرنا أبو حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: اللهم، صل على محمَّد وأزواجه وذريته؛ كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد". 208 - باب المخاطبة بالأخوة 286 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد (الطيالسي) (¬6) حدثنا شعبة ـــــــــــــــــــــــــــــ 385 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 49)، و"السنن الكبرى" (1/ 383 - 384/ 1216) بسنده سواء. وأخرجه البخاري (6/ 408/ 3369 و 11/ 169/ 6360)، ومسلم (1/ 306/ 407) من طريق مالك، وهذا في "موطئه" (1/ 165/ 66 - رواية يحيى الليثي)، و (1/ 195/ 504 - رواية أبي مصعب الزهريّ) به. 386 - إسناده ضعيف، أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 273): أخبرنا أبو الوليد الطيالسي به. وأخرجه أبو داود (2/ 80/ 1498)، والطيالسي في "مسنده" (10) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 3/ق 140 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 73)، وأحمد (1/ 29) -ومن طريقه الضياء ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) و (¬3) ساقطة من "ل". (¬4): (¬6) زيادة من "هـ" و"م".

عن عاصم بن عبيد الله قال: سمعت سالم بن عبد الله يحدث عن أبيه عن عمر - رضي الله عنه - أنه استأذن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في العمرة؛ فقال: "لا تنسنا (¬1) يا أُخَيّ من دعائك". ـــــــــــــــــــــــــــــ المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 292/ 181)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 139) -، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "مسند عمر" للحافظ ابن كثير (1/ 326) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 293 - 294/ 184)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 139) -، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 231 / 119)، والهيثم بن كليب في "مسنده"؛ كما في "مسند عمر" (1/ 326) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 293/ 183) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 251)، و"شعب الإيمان" (6/ 502/ 9059)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (11/ 397)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (1/ 232 - 233/ 93) بطرق عن شعبة به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (10/ 7/ 3633 - تحفة الأحوذي)، وابن ماجه (2/ 966/ 2894)، وأحمد (5912)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 273)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 376/ 5501 و 403/ 5550) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 292 - 293/ 182)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 140 - 141) -, وابن حبّان في "المجروحين" (2/ 128)، والسلفي في "الطيوريات" (ج 1/ق 12/ أ)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 232/ 120)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" (ص 162)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 251)، وابن الحطّاب الرازي في "مشيخته" (155/ 52)، والخطيب (11/ 397) بطرق عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ عاصم بن عبيد الله ضعيف؛ كما في "التقريب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 211): "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عاصم بن عبيد الله بن عاصم، وفيه كلام كثيرة لغفلته، وقد وثق". وأحسن منه قوله في (3/ 279): "رواه أحمد، وفيه عاصم بن عبيد الله؛ وهو ضعيف". وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه "زيارة القبور سُنّة صحيحة والاستنجاد بالمقبور شرك صريح" (ص 12): "رُوي عنه بسند ضعيف". أما قول الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"؛ فهو تساهل ظاهر. وزاد الزبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (4/ 407) نسبته لعلي بن حرب الطائي في "الحربيات"، والسلفي في "فوائده"، وابن الجوزي. ¬

_ (¬1) في "ل": "تنسانا".

209 - باب المخاطبة بالسؤدد للرؤساء

209 - باب المخاطبة بالسؤدد للرؤساء 387 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم حدثتني جدتي الرباب عن سهل بن حنيف قال: مر بنا سيل؛ فذهبنا نغتسل فيه؛ فخرجت منه ـــــــــــــــــــــــــــــ 387 - إسناده ضعيف، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (252/ 257) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 486) عن عفان بن مسلم به. وأخرجه أبو داود (4/ 11/ 3888)، والنسائي (564/ 1034)، وأحمد (3/ 486)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 329)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 93/ 5615)، والحاكم (4/ 413)، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 172 - 173) بطرق عن عبد الواحد بن زياد به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: بل إسناده ضعيف؛ لأن الرَّباب جدة عثمان مقبولة؛ كما قال الحافظ في "التقريب"؛ يعني: حيث تتابع وإلا، فليَّنة؛ كما نص عليه في المقدمة، ونحوه قال شيخنا أسد السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 335)، لكن أعلَّه -أيضًا- بعثمان بن حكيم؛ بأن قال الحافظ فيه: "مقبول". قلت: وهذا وهم، لا أدري كيف وقع فيه شيخنا - رحمه الله -؟!؛ فإن عثمان بن حكيم هذا هو ابن عباد بن حنيف وهو الذي يروي عن الرباب جدته، وهو ثقة، وثقه الحافظ نفسه في "التقريب"، والظاهر أن نظر شيخنا - رحمه الله - تحول إلى عثمان بن حكيم بن ذبيان، وقد ترجمه الحافظ قبل راوي حديثنا هذا مباشرة، وهو الذي قال فيه: "مقبول"، فسبحان من لا يضل ولا ينسى. لكن شطره الأخير: "لا رقية إلا من نفس أو حمّة" هذا القدر فقط منه صحيح بشواهده. منها: ما أخرجه أبو داود (3884)، والترمذي (2057)، وأحمد (4/ 436 و 438 و 446)، والحميدي في "مسنده" (836)، والطبراني في "الكبير" (18/ رقم 587 و 588)، والبيهقي (9/ 348) من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه - مرفوعًا بسند صحيح. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 155/ 5705) موقوفًا على عمران. وأخرجه مسلم (220) موقوفًا على بريدة، وكلاهما محفوظ؛ كما قال الحافظ في "فتح الباري".

210 - باب كراهية ذلك على التكبر

محمومًا؛ فنمى (¬1) ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مروا أبا ثابت؛ فليتعوذ (¬2) "، فقلت: يا سيدي! وصالحة الرقى؛ فقال: "لا رقى إلا من ثلاث: من الحمة (¬3) والنفس (¬4) واللدغة". 210 - باب كراهية ذلك على التكبر 388 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا محمَّد بن = = = 388 - إسناده صحيح، لم أجده عند النسائي من هذا الطريق. أخرجه النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 220) من طريق محمَّد بن بشار به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (248/ 245)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 153/ 1483) -ومن طريقه الحافظ الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 466 - 467/ 445) -: حدثنا محمَّد بن المثنى عن محمَّد بن جعفر به. وأخرجه أحمد (4/ 25): حدثنا محمَّد بن جعفر به. وأخرجه أحمد (4/ 24 - 25 و 25) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 466/ 444) - حدثنا حجاج الأعور، وابن منده في "التوحيد" (2/ 132/ 280)، وقوّام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 168/ 48) من طريق عبد الله بن المبارك كلاهما عن شعبة به. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 63) من طريق همام بن يحيى عن قتادة به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 110 - 111/ 211 - تحقيق الزهيري)، وأبو داود (4/ 254/ 4806) -ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 68 - 69/ 33) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (249/ 247) -ومن طريقه ابن منده في "التوحيد" (2/ 132/ 281) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" -معلقًا- (3/ 153 /1484)، والطبراني في "المعجم الكبير" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 468/ 447) - بطرق عن بشر بن المفضل عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن مطرف به. ¬

_ (¬1) في "ل": بين السطور، "أسند، أي: أخبر". (¬2) في "ل": "يعوذ"، وفي هامشها في نسخه: "يتعوذ"، والمراد: أن يتعوذ باللهِ من العين التي أصابته. (¬3) في هامش "ل": "حمّة العقرب: سمها". (¬4) في هامش "ل": "والنفس: العين أصابته نفس، أي: عين".

211 - باب إباحة ذلك على الإضافة

جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت مطرفًا عن أبيه - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنت سيد قريش؛ فقال: "السيد الله - عَزَّ وَجَلَّ - (¬1) ". 211 - باب إباحة ذلك على الإضافة 389 - أخبرنا أبو يحيى الساجي وجماعة قالوا: حدثنا أحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه النَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" (249/ 246)، وأحمد (4/ 25)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (78 - 79/ 73)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 125/ 1645)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 153/ 1482) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (9/ 467/ 446) -, وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1684/ 4219)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (2/ 87/ 537)، والخطابي في "غريب الحديث" (1/ 415)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (2/ 415 - 416/ 292) بطرق عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير عن مطرف به. قلت: وهذه كلها أسانيد صحيحة. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/ 179): "رجاله ثقات، وقد صححه غير واحد". وصححه شيخنا أسد السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 438)، و"صحيح الأدب المفرد" (155). وله شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (248 و 249)، وأحمد (3/ 153 و 241 و 249)، وعبد بن حميد (1307 و 1335 - منتخب)، وابن حبان في "صحيحه" (6240 - إحسان)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 252)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4871)، وابن منده في "التوحيد" (2/ 133/ 282)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 25 - 26/ 1626 - 1629). وصححه على شرط مسلم الحافظُ ابنُ عبد الهادي في "الصارم المنكي" (ص 246). قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 389 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن المقرئ الأصبهاني في "الفوائد" (ج 13 /ق 190/أ) من طريق أحمد بن عمرو بن السَّرح به. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م".

212 - باب مخاطبة الصبيان بالبنوة

عمرو بن السرح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل نفس من بني آدم سيدة فالرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها". 212 - باب مخاطبة الصبيان بالبنوة 390 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا مبارك بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قال شيخنا ناصر السُّنّةِ العلامةُ الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 69): "هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وأبو يونس، اسمه سليم بن جبير" أ. هـ. 390 - إسناده حسن، (وهو صحيح لغيره)؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (15/ 418/ 6964 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 34/ 2591) عن أبي خليفة به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه"، كما في "فتح الباري" (13/ 66) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 173)، و"دلائل النبوة" (6/ 443) -, والبزار في "البحر الزخار" (9/ 111/ 3657)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 34/ 2591)، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 486)، و"حلية الأولياء" (2/ 35) بطرق عن أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (874) -ومن طريقه البزار في "البحر الزخار" (9/ 109/ 3656) -, وأحمد (5/ 44 و 51) -ومن طريقه في الموضع الأول ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 521) -، وابن ديزيل في "جزء من حديثه" (79/ 22) -ومن طريقه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/ 191)، و"تذكرة الحفاظ" (2/ 609) -، والبغوي في "معجم الصحابة" (2/ 9/ 396)، و"مسند علي بن الجعد" (2/ 1121/ 3299) -وعنه ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السُّنَّة" (169/ 263)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 522) -, ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"-ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 173)، و"دلائل النبوة" (6/ 442 - 443) -، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 522) -، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 43)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 522) بطرق عن مبارك بن فضالة به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات؛ غير مبارك بن فَضالة؛ وهو صدوق لكنه مدلس، وقد صرح بالتحديث عند أحمد وغيره. والحسن هو البصري، وإن كان مدلسًا؛ فقد صرح أيضًا بالتحديث عند أحمد وابن

213 - باب كيف مخاطبة العبد مولاه

فضالة عن الحسن عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وكان الحسن بن علي - عليهما السلام - إذا سجد وثب على عنقه وعلى (¬1) ظهره؛ فيرفعه النبي - صلى الله عليه وسلم - رفعًا رفيقًا، فعل (¬2) ذلك غير مرة، فلما انصرف ضمّه إليه وقَبَّله، قالوا: يا رسول الله، إنك صنعت اليوم بهذا الغلام شيئًا ما رأيناك صنعت به؛ فقال. "إنه ريحاني من الدنيا، وإن ابني هذا سيد، وعسى أن يصلح الله به بين فئتين من المسلمين". 213 - باب كيف مخاطبة العبد مولاه 391 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا حماد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ ديزيل والبزار وغيرهم، فثبت الحديث من هذه الطريق، ولله الحمد والمنة على الإِسلام والسُّنَّة. وللحديث طريق أخرى: فأخرجه البخاري في "صحيحه" (5/ 306/ 2074 و 6/ 628/ 3629 و 7/ 94/ 3746 و 13/ 61/ 7109) وغيره بطرق عن إسرائيل بن موسى عن الحسن البصري ثنا أبو بَكْرَة به. 391 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (4/ 294/ 4975) -ومن طريقه البيهقي في "الآداب" (250/ 525)، و"شعب الإيمان" (4/ 312 / 5219) - عن موسى بن إسماعيل التبوذكي. والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (243) من طريق الحسن بن بلال. والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 299 - 300/ 210) عن حجاج بن منهال ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أحمد (2/ 423) عن غسان بن الربيع عن حماد بن سلمة عن أيوب السختياني وحده به. وأخرجه (2/ 491 و 508) من طريقين عن هشام بن حسان وحده به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (199/ 362) من طريق عوف الأعرابي عن ابن سيرين وحده به. ¬

_ (¬1) في "ل": "أو". (¬2) في "ل": "ففعل".

214 - باب من لا يجوز أن يخاطب بالسؤدد

سلمة، حدثنا أيوب وحبيب وهشام عن محمَّد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يقول أحدكم: عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك: ربي وربتي؛ لكن ليقل المالك: فتاي وفتاتي، والمملوك: سيدي وسيدتي؛ فإنكم المملوكون، والرب الله - عَزَّ وَجَلَّ -". 214 - باب من لا يجوز أن يخاطب بالسؤدد 392 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبيد الله (¬1) بن سعيد حدثنا معاذ بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (11/ 45/ 19868) عن معمر عن أيوب وحده به لكن أوقفه على أبي هريرة، والمرفوع أصح. والحديث صححه على شرط مسلم شيخنا أسد السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 439). وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2552)، ومسلم في "صحيحه" (2249) بطرق عن أبي هريرة به مرفوعًا. 392 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (248/ 244) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (5/ 346 - 347)، والدارمي في "النقض على بشر المريسي العنيد" (ص 875 - 876 - ط. الرشد)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 230/ 760)، وأبو داود (4/ 295/ 4977)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (15/ 247/ 5987)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (364)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 229 - 230/ 4883)، وابن منده في "التوحيد" (2/ 133/ 283)، والمحاملي في "الأمالي" (353/ 391 - رواية ابن البيّع)، و (ج 7/ ق 91/أ - رواية ابن مهدي) بطرق عن معاذ بن هشام به. قال النووي في "الأذكار" (2/ 878 - بتحقيقي): "رويناه بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود". وقال المنذريُّ في "الترغيب والترهيب" (3/ 579): "رواه أبو داود، والنسائي بإسناد صحيح". وقال شيخنا أسدُ السُّنَّةِ العلاّمةُ الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 713/ 371): "وهذا سندٌ صحيح على شرط الشيخين". قلت: وهو كما قال. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "عبد الله".

215 - باب المخاطبة بالكنية لمن غلبت عليه

هشام حدثني أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقولوا للمنافق: سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم؛ فقد أسخطتم ربكم - عَزَّ وَجَلَّ -". 215 - باب المخاطبة بالكنية لمن غلبت عليه 393 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن سعيد القطان ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 98)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/ 454)، والحاكم (4/ 311)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 312/ 5220) من طريق أخرى. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي في "تلخيص المستدرك": "قلت: فيه عقبة الأصم؛ وهو ضعيف". قلت: وهو كما قال. 393 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 89/ 100) -وعنه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (147/ 111)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 189/ 2926 - إحسان)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 159 - 160/ 69) - بسنده سواء. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 97 - 98/ 99)، والطبري في "جامع البيان" (5/ 29)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 151/ 9805) بطرق عن يحيى القطان به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (4/ 1387/ 696 و 1391 - 1392/ 697 - تكملة)، وسفيان الثوري في "تفسيره" (97/ 227)، وابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 64/ 7638)، وأحمد (1/ 11)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 97/ 98 و 98/ 101)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 719/ 708 - "بغية الباحث")، والمروزي في "مسند أبي بكر" (147 - 148/ 112)، وابن أبي الدنيا في "الهم والحزن " (66/ 86)، والطبري في "جامع البيان" (5/ 294 - 295)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/ ق 184/أ)، ومحمد بن إسحاق الكاتب في "المناهي وعقوبات المعاصي" (ل 9/ أ)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 373)، و"شعب الإيمان" (7/ 151/ 9805)، وهناد السري في "الزهد" (1/ 248/ 429)، والحاكم (3/ 74)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 337 / 569)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 160/ 70) وغيرهم بطرق عن إسماعيل بن أبي خالد به.

216 - باب الرخصة في ذلك؛ يعني: في تصغير الاسم

حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثني أبو بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله! كيف الفلاح (¬1) بعد هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، (كل شيء نعمله نجزي به) (¬2)؛ فقال: "رحمك الله يا أبا بكر! ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تصيبك اللأواء (¬3)؛ فذاك ما تجزون به". 216 - باب الرخصة في ذلك؛ يعني: في تصغير الاسم 394 - حدثني أبو عروبة ومحمد بن عبيد الله بن الفضل الحمصي قالا: حدثنا أبو المتقي (¬4) هشام بن عبد الملك حدثنا محمَّد بن حرب الأبرش ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه؛ فقد قال أبو زُرعة الرازي؛ كما في "المراسيل" (ص 258) -ونقله عنه الضياء المقدسي (1/ 161) -: "أبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر الصديق مرسل". وقال المزيُّ في "تهذيب الكمال" (33/ 90): "أبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر مرسل". وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "المسند" (1/ 181): "إسناده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن أبا بكر بن أبي زهير الثقفي من صغار التابعين، ثم هو مستور لم يُذكر بجرح ولا تعديل! ". قلت: بل وثقه ابن حبّان، وروى عنه اثنان فمثله يستشهد به إن شاء الله، خاصَّة وأنه من التابعين. وأما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - (1/ 182) متعقبًا: "وهو عجيب منهما؛ فإن انقطاع إسناده بيّن". وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (2/ 696)، وزاد نسبته لعبد بن حميد، والحكيم الترمذي. 394 - إسناده ضعيف جدًا؛ أم محمَّد بن حرب، وأمها؛ مجهولتان بالنقل. ¬

_ (¬1) في "ل" و"هـ": "الصلاح". (¬2) في "هـ": "كل شيء يعمل يجزى به"، و"م": "كل شيء يعمله يجز به". (¬3) في "ل": "بين السطور: الشدة". (¬4) في "م": "البقي".

(قال) (¬1): حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معد يكرب ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث طريق أخرى: فأخرجه أبو داود (3/ 131/ 2933)، وأحمد (4/ 133)، والبيهقي (6/ 361)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 17/ ق 80 / أ) بطرق عن محمَّد بن حرب الأبرش عن سليمان بن سليم عن صالح بن يحيى بن المقدام عن المقدام به. قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 269 - 270): "وهذا إسناد ضعيف؛ صالح هذا أورده الذهبي في "ديوان الضعفاء" وقال: "مجهول"، وقال في "المغني"، و"الكاشف": "قال البخاري: فيه نظر"، وقال الحافظ في "التقريب": "لين". وأما قول المنذري (3/ 134): "وفيه كلام قريب لا يقدح"؛ فهذا مردود لوجهين: أولًا: أن الذين ترجموا صالحًا كان كلامهم فيه على ثلاثة أنواع: 1 - منهم من ضعفه ضعفًا شديدًا، وهو الإِمام البخاري، فقد قال: "فيه نظر"؛ كما تقدم، وعبارة البخاري هي من أشد أنواع التجريح عنده. 2 - ومنهم من جهله مثل موسى بن هارون الحمال، وابن حزم. ويمكن أن نذكر معهم ابن أبي حاتم؛ فإنه أورده في "كتابه" (2/ 1/ 419) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. 3 - ومنهم من وثقه، وهو ابن حبان وحده؛ فقد أورده في "ثقات أتباع التابعين"، وقال (6/ 409): "يخطئ". فأنت ترى أنهم جميعًا متفقون على تجريح الرجل، إما بالضعف الشديد، وإما بالجهالة، وإما بالوهم. ثانيًا: أن الكلام الذي لا يقدح إنما يسلم لو قيل في رجل ثَبَتَ أنه ثقة، والأمر هنا ليس كذلك؛ لأن توثيق ابن حبان مما لا يوثق به عند التفرد؛ كما هو الشأن هنا؛ لما عرفت من تساهله فيه، فلذلك لا يقبل توثيقه هذا إذا لم يخالف ممن هو مثله في العلم بالجرح والتعديل, فكيف إذا كان مخالفُهُ هو الإِمام البخاري؟! فكيف إذا كان مع ذلك هو نفسه يقول فيه؛ كما تقدم: "يخطىء"؟. فيتلخص من ذلك: أن الكلام الذي فيه قادح، يسقط الاحتجاج بحديثه. ثم إن إيراد ابن حبان إياه في "أتباع التابعين" يُنَبهُنَا إلى أن في الحديث عِلَّة أخرى: وهي الانقطاع؛ فإن صالحًا هذا رواه عن جده المقدام لم يذكر بينهما أباه يحيى بن المقدام؛ فهو منقطع، فهذه عِلّة أخرى، ويؤيده أنه سيأتي له قريبًا حديثًا آخر (رقم 1149) من روايته عن أبيه عن جده، فإن كان هذا تلقاه عن أبيه فهو -أعني: أباه- مجهول؛ كما سيأتي هناك، ولذلك ذكر الحافظ في ترجمة صالح هذا من "التقريب" أنه من الطبقة السادسة، وهم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة" ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

217 - باب الوعيد في أن يدعى الرجل بغير اسمه

- رضي الله عنه - يقول: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أفلحت يا قديم، (¬1) إن مت ولم تكن أميرًا، ولا كاتبًا، ولا عريفًا (¬2) ". 217 - باب الوعيد في أن يدعى الرجل بغير اسمه 395 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا أبو المتقي (¬3) هشام بن عبد الملك حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ أ. هـ كلامه - رحمه الله - بطوله. قلت: وهذا كلام علمي قوي نفيس، تمسك به وعُض عليه بنواجذك؛ فإنه من ضنائن العلم الغاليات. وقد وجدت الحافظ المنذريَّ - رحمه الله - وكأنه تراجع عن ما قاله في "الترغيب والترهيب"؛ فإنه قال في كتابه الآخر وهو "مختصر سنن أبي داود" (4/ 195): "صالح بن يحيى: قال البخاريُّ: فيه نظر، وقال موسى بن هارون الحافظ: "لا يُعرف صالح ولا أبوه إلا بجده" أ. هـ. فهذا صريح في تراجعه وأنه يضعف الحديث، والله أعلم. والحديث أيضًا ضعفه شيخنا - رحمه الله - في "المشكاة" (2/ 1094)، و"ضعيف سنن أبي داود" (627). وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يثبت، ولا يصح بمجموع الطريقين؛ لأن الانقطاع في الطريق الثانية يحتمل أن يكون بين صالح وجده المقدام هي جَدةُ محمَّد بن حرب فعاد الحديث مداره على مجهول، والله أعلم. 395 - منكر؛ فيه علتان: الأولى: بقية بن الوليدة مدلس، وقد عنعن. الثانية: أبو بكر بن أبي مريم؛ متروك الحديث؛ كما قال الدارقطني وغيره. قال النسائي -فيما نقله عنه ابن الجوزي-؛ كما في "فيض القدير" (6/ 126): "هذا حديث منكر". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (5587): "ضعيف". ¬

_ (¬1) تصغير مقدام، وهو ترخيم بحذف الزائد. (¬2) في هامش "ل": "العرافة -بالكسر- الرياسة، والعريف: السيد؛ لأنه عارف بأحوال من يسودهم ويسوسهم". (¬3) في "م": "البقي".

218 - باب النهي أن يسمي الرجل أباه باسمه

بقية؛ بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن عمير بن سعد قال. قال رسول (¬1) الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دعا رجلًا بغير اسمه لعنته الملائكة". 218 - باب النهي أن يسمي (¬2) الرجل أباه باسمه 396 - حدثني سلم (¬3) بن معاذ حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا قيس بن الربيع عن هشام بن عروة عن أيوب بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 396 - منكر؛ أيوب بن ميسرة: ذكره ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 257) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا راويًا عنه إلا هشام بن عروة. وقد وثقه ابن حبان (4/ 27). وقيس بن الربيع؛ قال الحافظ في "التقريب": "صدوق تغير لما كَبُر، أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به". وقد خالفه محمَّد بن الحسن المزني الواسطي -وهو ثقة-؛ فرواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 267/ 4159): حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: نا عمرو بن محمَّد بن عرعرة بن البرند عن محمَّد به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان ذكرهما الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 137)، فقال: "رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه علي بن سعيد بن بشير وهو لَيِّنٌ، وقد نقل ابن دقيق العيد أنه وُثق، ومحمد بن عروة البرند! لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: كذا وقع في "المطبوع": "محمَّد بن عروة"! وهو خطأ من ناحيتين: الأولى: أنه محمَّد بن عرعرة، وليس ابن عروة، ولعل هذا خطأ من الناسخ أو الطابع. الثانية: أن الذي في مطبوع الطبراني: "عمرو بن محمَّد بن عرعرة", وليس محمَّد بن عرعرة ولم أجد له ترجمة. وهذا مما لم أتنبه له في تعليقي على "الأذكار" للإمام النووي (2/ 716) فحسنته لغيره، وهو مرجوع عنه؛ فليصحح. ¬

_ (¬1) في "ل": "النبي". (¬2) في هامش "م": "أن يدعو". (¬3) في "هـ" و"م": "مسلم".

219 - باب كراهية الألقاب

ميسرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا معه غلام؛ فقال لغلام: "من هذا؟ "، قال: أبي، قال: "فلا تمش أمامه، ولا تستسب له (¬1)، ولا تجلس قبله، ولا تدعه باسمه". 397 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان حدثنا عبد الغني بن عبد العزيز العسال حدثنا يوسف بن عمرو عن المفضل بن فضالة عن عبيد الله بن زحر أنه قال: يقال: من العقوق أن تسمي أباك، وأن تمشي أمامه في طريق. 219 - باب كراهية الألقاب 398 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج ـــــــــــــــــــــــــــــ 397 - سنده حسن إلى عبيد الله، ولم أجد من رواه عنه غير المصنف. 398 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 252 - 253/ 6853) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (1761 - موارد)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 81 - 82/ 80) - بسنده سواء. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم "الصحابة" (3/ 391/ 1327): حدثنا هُدبة بن خالد به. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 33)، والحاكم (2/ 463) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 307 - 308/ 6746) - من طريق حماد بن سلمة به. وأخرجه أبو داود (4/ 290 - 291/ 4962) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 47) -, والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 422 - 423/ 330)، وأبو نُعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 2852/ 6720) من طريق وهيب بن خالد، والترمذي (5/ 388/ 3268) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 47) -, والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 123 - 124/ 1456)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 308/ 6747) من طريق شعبة، والترمذي (5/ 388)، والنسائي في "التفسير" (2/ 320/ 536)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (5/ 16)، والطبري في "جامع البيان" (26/ 132)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 325/ 968) من طريق ¬

_ (¬1) قال النووي في "الأذكار" (2/ 717 - بتحقيقي): "أي: لا تفعل فعلًا يتعرض فيه لأن يسبك أبوك زجرًا لك وتأديبًا على فعلك القبيح".

السامي قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن الضحاك بن أبي جبيرة قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية؛ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا بلقبه؛ فقيل: يا رسول الله، إنه يكرهها؛ فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11] إلى آخر الآية". ـــــــــــــــــــــــــــــ بشر بن المفضل، وابن ماجه (2/ 1231 - 1232/ 3741)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 149 - 150/ 2132) -ومن طريقه المزيُّ في "تهذيب الكمال" (33/ 182 - 183) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 325/ 969) من طريق عبد الله بن إدريس، وأحمد (4/ 260) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 82/ 81) والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 182) -، والطبريُّ في "جامع البيان" (26/ 132)، والحاكم (4/ 281 - 282) عن إسماعيل بن عُلَيّة، والطبري (26/ 132) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 307/ 6745)، و"الآداب" (296/ 619) من طريق ربعي بن عُليّة، سبعتهم عن داود بن أبي هند به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات وأبو جبيرة بن الضحاك صحابي. وقد انقلب عند أبي يعلى؛ فقال: الضحاك بن أبي جبيرة، والصواب ما ذكرنا. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم في "الموضع الثاني": "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ووافقهم شيخنا أسَدُ السُّنَّةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 449)، وصححه في "صحيح الأدب المفرد" (251). وقال الحاكم في "الموضع الأول": "هذا حديث صحيح على شرط مسلم! ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وقد وهما في ذلك؛ فإن مسلمًا لم يخرج لأبي جبيرة بن الضحاك شيئًا. وأخرجه أحمد (4/ 69 و 5/ 380)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 391/ 1326 و 5/ 16 - 17/ 2968)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1539/ 3901)، والواحدي في "أسباب النزول" (ص 264) عن حفص بن غياث عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي جبيرة عن أبيه أو عمومته. قلت: وسنده صحيح أيضًا، وهو من المزيد من متصل الأسانيد. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (7/ 563) وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذر، والشيرازي.

220 - باب الألقاب الجائزة

220 - باب الألقاب الجائزة 399 - أخبرنا أبو الليث الفرائضي حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قتل رجل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فدفع القاتل إلى ولي المقتول؛ فقال القاتل: والله، يا رسول الله، ما أردت قتله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للوليّ: "أما إنه إن كان صادقًا ثم قتلته (¬1) دخلت النار"، فخلى سبيله، قال: وكان مكتوفًا (¬2) بنسعة (¬3) قال: فخرج الرجل يجر نسعته، قال: فكان يسمى ذا النسعة. 221 - باب كيف يدعو الرجل بمن لا يعرف اسمه 400 - أخبرنا عبد الله (¬4) بن زيدان (البجلي) (¬5) حدثنا عباد (¬6) بن يعقوب ـــــــــــــــــــــــــــــ 399 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (4/ 169/ 4498)، والترمذي (4/ 22/ 1407)، والنسائي في "المجتبى" (8/ 13)، و"الكبرى" (4/ 213/ 6923) -وعنه الطحاويُّ في "مشكل الآثار" (2/ 402/ 944) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 442/ 8047) -وعنه ابن ماجه (2/ 897/ 2690) - بطرق عن أبي معاوية به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". 400 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 130)، و"المعجم الأوسط" (3/ 373/ 3436) عن الحسن بن علي النحاس عن عباد بن يعقوب به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 56): "وفيه أبو أيوب الأنماطي أو الأنصاري لم أعرفه". قلت: وجارية بن زيد لم أجد له ترجمة. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "فقتلته". (¬2) في هامش "ل" بين السطور: "أي: مشدودًا". (¬3) في هامش "ل": "النسعة: دوال". (¬4) في "م" و"هـ": "أبو عبد الله"، وهو خطأ. (¬5) زيادة من "م" و"هـ". (¬6) في "م" و"هـ": "عبد الله"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ كما في "ل"، وكتب الرجال، ومصادر التخريج.

222 - باب تسمية الرجل بلباسه

حدثنا أبو أيوب الأنماطي عن سلمة بن كهيل عن حارثة بن زيد عن حارثة (¬1) الأنصاري - رضي الله عنه - قال: كنت عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا لم يحفظ اسم الرجل قال: "يا ابن عبد الله". 222 - باب تسمية الرجل بلباسه 401 - حدثني محسن بن محمد حدثني جدي خالد بن عبد السلام ـــــــــــــــــــــــــــــ 401 - إسناده ضعيف جدًا، وهو حديث صحيح؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 169/ 495) عن أحمد بن رشدين المصري عن خالد بن عبد السلام به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: الفضل بن المختار؛ قال أبو حاتم الرازي: مجهول، وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل، وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة، عامتها لا يتابع عليها. وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/ 482) في ترجمة عصمة بن مالك: "له أحاديث أخرجها الدارقطني والطبراني وغيرهما، مدارها على الفضل بن المختار؛ وهو ضعيف جدًا" أ. هـ. الثانية: عبيد الله بن موهب هو ابن عبد الله بن موهب؛ مجهول الحال؛ كما قال ابن القطان. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 61): "إسناده ضعيف". وقال شيخنا أسدُ السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 211): "وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف". لكن له شاهد من حديث بشير بن معبد المعروف بابن الخصاصية به: أخرجه أبو داود (3230)، والنسائي في "المجتبى" (4/ 296)، و"الكبرى" (2175)، وابن ماجه (1568)، والطيالسي (1124)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 396)، وأحمد (5/ 83 و 224)، والبخاري في "الأدب المفرد" (775)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1651)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1230)، وابن حبان في "صحيحه" (790 - موارد)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1197)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 88 - 89)، والحاكم (1/ 373)، والبيهقي (4/ 80) وغيرهم. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال شيخنا - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 211/ 760): "وهو كما قالا". وقال النوويُّ في "الأذكار" (1/ 446 أو 2/ 716 - بتحقيقي): "بإسناد حسن". ¬

_ (¬1) في مصادر التخريج: "جارية".

223 - باب تسمية الرجل بما يشبه عمله

حدثنا الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي - رضي الله عنه - قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل يمشي في نعليه في المقابر؛ فقال له: "يا صاحب السبتية (¬1) اخلع نعليك". 223 - باب تسمية الرجل بما يشبه عمله 402 - أخبرنا العباس بن أحمد بن حسان الحمصي أنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمر المخزومي (¬2) حدثنا عبد الله بن بسر (¬3) الحبراني (¬4) قال: سمعت عبد الله بن بسر (¬5) المازني - رضي الله عنه - قال: بعثتني أمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بقطف من عنب؛ فأكلت منه قبل أن أبلغه إياه، فلما جئت به أخذ بأذني (¬6) وقال: "يا غُدر". ـــــــــــــــــــــــــــــ 402 - إسناده ضعيف؛ عبد الله بن بسر الحبراني؛ ضعيف الحديث. وله شاهد من حديث النعمان بن بشير بقصة نحوها وقعت مع النعمان بن بشير نفسه: أخرجها أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 105) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري ثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة وعطية بن قيس عن النعمان به. قلت: لكن سنده ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل: الأولى: سليمان بن سلمة الخبائري؛ متروك الحديث؛ كما قال أبو حاتم الرازي وغيره. الثانية: أبو بكر بن أبي مريم؛ متروك الحديث، كما قال الدارقطني وغيره. الثالثة: بقية مدلس، وقد عنعن. ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيمن: "السبت -بالكسر-: جلود البقر المدبوغة بالقرظ، ومنه النعال السبتية. قال الأزهري: لأن شعرها قد سبت عنها؛ أي حلق بالدباغ، من نعال أهل التنعم". وفي هامشها الأيسر: "السبت: جلود البقر دبغت أولًا، وقيل: هي السود التي لا شعر عليها، وقيل: هي منسوبة إلى موضع يقال له: سوق السبت". (¬2) في "م": "محمد بن عمير المحذومي"، وفي هامشها: "محمد بن عمرو المخرمي". (¬3) في "م": "بشر"، وهو خطأ. (¬4) وفي "ل": "الجبراني". (¬5) في "م": "بشر"، وهو خطأ. (¬6) في "م" و"هـ": "أذني".

224 - باب تسمية الأعمى بصيرا

224 - باب تسمية الأعمى بصيرًا 403 - أخبرنا العباس بن علي النسائي حدثنا الحسن (¬1) بن منصور ـــــــــــــــــــــــــــــ 403 - شاذ سندًا، (وهو صحيح)؛ أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/ 431) من طريق أبي بكر الشافعي عن العباس بن علي النسائي به. قلت: هكذا رواه العباس بن علي النسائي -وهو ثقة-، وخالفه محمد بن مخلد -وهو ثقة حافظ-؛ فرواه عن الحسن بن منصور الشطوي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله - فجعله من مسند جابر!؛ أخرجه الخطيب (7/ 431). وتابع محمدًا بن مخلد على هذه الرواية حسين بن علي الجعفي عن سفيان به: أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 389/ 1919 - "كشف الأستار")، وابن الأعرابي في "معجمه" (2/ 689/ 1391)، والسِّلَفىُّ في "الطيوريّات" (ج10/ق 166/ب- نسخة مكتبة المسجد النبوي)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 200)، و"شعب الإيمان" (6/ 537/ 9196) بطرق عن حسين به. قال البزار: "لا نعلم أحدًا وصل هذا الحديث إلا الجُعفي ... ". قلت: تابعه الحسن بن منصور الشطوي عن الخطيب، لكن اختلف على الحسن بن منصور فيه؛ فمحمد بن مخلد رواه عنه فجعله من مسند جابر، والعباس بن علي النسائي رواه عنه فجعله من مسند جبير بن مطعم. وقد تابع محمدًا بن مخلد حسين الجعفي وكلاهما ثقتان. لكن تابع العباس بن علي النسائي ثلاثة رواةٍ وجعلوه من مسند جبير بن مطعم: فأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (11/ 145/ 4356)، والبزار في "مسنده" (2/ 389/ 1920 - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 124/ 1534)، و"المعجم الأوسط" (4/ 217/ 4020)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2096/ 5271)، والسلفي في "الطيوريات" (ج10/ق 166/ب)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 200)، و"شعب الإيمان" (6/ 536/ 9194) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي والصلت بن محمد ومحمد بن يونس الجمال ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه به موصولًا. قلت: فهؤلاء الثلاثة تابعوا العباس على روايته لكن قالوا: "عن محمد بن جبير" بدلًا من: "عن نافع بن جبير". ¬

_ (¬1) في "ل" و"م": "الحسين"، وما أثبته هو الصواب.

الشطوي حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد خفيت هذه المتابعة على شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 54)؛ فإنه قال: "فإن قيل: فهلاَّ رجحت رواية إبراهيم بن بشار التي أسندها عن جبير بن مطعم؟. أقول: كنت أفعل ذلك لو أن الذي تابعه -وهو محمد بن يونس الجمال- كان ثقة، أما وهو ضعيف؛ كما في "التقريب" فتبقى روايته مرجوحة لتجردها عن المتابع القوي!! ". قلت: بل تابعهما الصلت بن محمد -وهو صدوق؛ كما في التقريب- من شيوخ البخاري فلو وقف شيخنا - رحمه الله - على هذه المتابعة القويَّة لكان له كلام آخر وعليه؛ فالذي أراه أصحُّ بين هاتين الروايتين رواية من رواه وجعله من مسند جبير بن مطعم؛ لأنهم أكثر وأوثق. والله أعلم. فالذي رواه من مسند جابر هو حسين بن علي الجُعفي، والذي رواه من مسند جبير ثلاثة: الرمادي والجمّال والصلت بن محمد، مع صرف النظر عن رواية الشطوي، لأنه اختلف عليه فيه، مع التنبيه أن شيخنا - رحمه الله - لم يتعرض لرواية ابن السني ومن معه ممن رواه عن الشطوي، وجعله من مسند جبير. فلو أخذنا بهذا الاعتبار لرجحنا رواية هؤلاء؛ لأنهم جمع، وأوثق من حسين وحده، بخلاف ما رجّحه شيخنا - رحمه الله -. لقد روى هؤلاء الثلاثة الحديث موصولًا، ولكن رواه خمسة عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن جبير به مرسلًا: أخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه" (1/ 354/ 248)، والسلفي في "الطيوريات" (ج 10/ ق 166/ أ، وأ- ب)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 536 - 537/ 9195)، والبزار في "مسنده" (2/ 389/ 1921 - كشف). والذين رووه عن سفيان هم: (عبدُ الله بنُ وهب، وأحمد بن عبدة، وابن أبي عمر العدني، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الجبار بن العلاء). قال البزار بعد روايته لحديث جابر السابق: "لا نعلم أحدًا وصل هذا الحديث إلا الجعفي، وأحسبه أخطأ فيه؛ لأن الحفاظ إنما يروونه عن ابن عيينة، عن عمرو عن محمد بن جبير مرسلًا". وقال يحيى بن صاعد؛ كما في "الطيوريات": "وقوله: "عن جابر بن عبد الله" وَهمٌ والصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم". وقال الخطيب البغدادي: "والمحفوظ عن محمد بن جبير فقط". وقال البيهقي: "والصواب رواية ابن أبي عمر"؛ يعني: مرسلًا. وقال في "الكبرى": "كذا أتى به موصولًا -يعني: محمد بن يونس الجمال-

225 - باب الكنية بالألوان

مطعم عن أبيه - رضي الله عنه -: أن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انطلق بنا إلى البصير الذي في بني واقف حتى نعوده"، قال: وكان رجلًا أعمى. 225 - باب الكنية بالألوان 404 - حدثنا أبو يعلى حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا عبد الله بن ـــــــــــــــــــــــــــــ والصحيحُ عن سفيان عن عمرو عن محمد بن جبير بن مطعم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا". وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي": "قلت: محمد بن يونس هذا روى عنه مسلم؛ فقد زاد الرفع وهو ثقة، وتابعه على ذلك إبراهيم بن بشار". قلت: وليس كما قال، فإن محمدًا بن يونس الجمال ضعيف، لم يرو عنه مسلم أبدًا؛ قال الذهبي في "الميزان": "وقد ذكر ابنُ عساكر في "النبل" أن مسلمًا روى عنه، وهذا لم نره؛ فلعله روى عنه خارج الصحيح". وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف، لم يثبت أن مسلمًا أخرج له". ولذلك قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 298): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد بن يونس الجمّال وهو ضعيف". وبالجملة؛ فالحديث صحيح من مسند جبير بن مطعم - رضي الله عنه - موصولًا، والإرسال لا يخالفه؛ لأن الوصل زيادة؛ فينبغي قبولها إذا كانت ممن يحتج به، والله أعلم. 404 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (89/ 188) عن أبي يعلى به. وأخرجه عبدان في "الصحابة"؛ كما في "تهذيب التهذيب" (12/ 272)، و"الإصابة" (4/ 217) -وعنه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 319/ 953) -،وابن حبان في "المجروحين" (1/ 221)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (89/ 188)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 186 - 187)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (273/ 770) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 328) -، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة" (4/ 217)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3043/ 7047) بطرق عن جبارة بن المغلس به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ جبارة بن المغلس؛ واه جدًا، نسبه أحمد بن حنبل وابن معين إلى الكذب، وذكر ابن نمير أنه لا يتعمد الكذب بل يوضع له الحديث، فيرويه ولا يدري؛ فهو متروك. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 56): "رواه الطبراني؛ وفيه جبارة بن المغلس، وثقه ابن نمير ونسبه غير واحد إلى الكذب" أ. هـ.

226 - باب الكنية بالأسباب

المبارك عن حميد (الطويل عن) (¬1) ابن أبي الورد عن أبيه - رضي الله عنه - قال: رأى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا أحمر؛ فقال: "أنت أبو الورد". قال جبارة: مازحه. 226 - باب الكنية بالأسباب 405 - أخبرنا الحسين بن محمد حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو معشر حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: وقع بين علي وفاطمة - رضي الله عنهما - كلام، فخرج علي - رضي الله عنه -؛ فألقى نفسه على التراب؛ فسألها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كان بيني وبينه شيء؛ فخرج مغضبًا؛ فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجده نائمًا على التراب؛ فأيقظه وجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: "إنما أنت أبو تراب". قال سهل: فكنا نمدحه بهذا؛ فإذا ناس يعيبونه به. نوع منه: 406 - حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا محمد بن الصباح ـــــــــــــــــــــــــــــ 405 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 165/5870) عن عمر بن حفص السدوسي عن عاصم بن علي به. قلت: هذا سند ضعيف، فيه علتان: الأولى: أبو معشر؛ هو نجيح السندي؛ ضعيف، وكان قد أسَنَّ واختلط. الثانية: عاصم بن علي؛ صدوق يخطئ ويصر؛ كما في "التقريب". لكن الحديث صحيح؛ فقد أخرجه البخاري (441)، ومسلم (2409) وغيرهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أبي حازم به. 406 - إسناده حسن؛ رجاله ثقات غير محمد بن الصباح وهو ابن سفيان ¬

_ (¬1) زيادة من "ل"، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي "م" و"هـ": "حميد بن أبي الورد"، وهو خطأ.

227 - باب الكنية بالأبقال

حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم حدثني أبي قال: سمعت سهل بن سعد -رضي الله عنه - يقول: سمّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب: أبا تراب. 227 - باب الكنية بالأبقال (¬1) 407 - أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني حدثنا سليمان بن سيف (¬2) حدثنا فهد بن حيان (¬3) حدثنا أبو عبد الرحمن الحنظلي عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك -رضي الله عنه - قال: كنّاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببقلة كنت اجتنيتها (¬4). ـــــــــــــــــــــــــــــ الجرجرائي المعروف بأبي جعفر التاجر وهو صدوق؛ كما في "التقريب". ومحمد بن محمد بن سليمان هو الحافظ الثقة المعروف بابن الباغندي. 407 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: فهد بن حيان؛ قال الذهبي في "المغني": "ضعفوه". الثانية: أبو عبد الرحمن الحنظلي لم أعرفه. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (269/ 767) من طريق شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم الأحول به. قلت: وشريك؛ ضعيف الحديث. وأخرجه الترمذي (5/ 682/ 3830)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 238 - 239/ 654 و 656) من طريق شعبة والثوري كلاهما عن جابر الجعفي عن خيثمة بن أبي خيثمة عن أنس به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً؛ فيه علتان: الأولى: جابر الجعفي؛ متروك متهم بالكذب. الثانية: خيثمة بن أبي خيثمة أبو نصر البصري؛ ضعيف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 325): "وفيه جابر الجعفي، وهو ضعيف". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. ¬

_ (¬1) في "ل": "بالأفعال". (¬2) في هامش "م": "يوسف"، وهو خطأ. (¬3) في "م": "حبان". (¬4) كنّاه: أبا حمزة، وكان في تلك البقلة لذع؛ فسميت حمزة بفعلها. والحمزة: الأسد، وبقلة.

228 - باب الكنيه بالأفعال

228 - باب الكنيه بالأفعال (¬1) 408 - أخبرنا عبد الله بن زيدان البجلي حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا الحسين بن علي عن زائدة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: أنا أول من نزل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الطائف، وتدليت (¬2) ببكرة (¬3)؛ فكناني أبا بكرة (¬4). 229 - باب تكنية من لم يولد له بعد 409 - أخبرنا ابن منيع حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ 408 - إسناده ضعيف جدًا؛ قلت: فيه علتان: الأولى: سفيان بن وكيع؛ صدوق إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ابنُه ما ليس من حديثه؛ فنصح؛ فلم يقبل؛ فسقط حديثه. الثانية: علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". والحسين بن علي؛ هو الجعفي ثقة من رجال الصحيح. وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (9/ 132/ 3684)، والحاكم (4/ 278 - 279) من طريق أبي المنهال البكراوي عن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 400): "رواه البزار؛ وفيه أبو المنهال البكراوي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. 409 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)؛ أخرجه أبو القاسم ابن منيع شيخ المصنف وهو المعروف بالبغوي في "معجم الصحابة"؛ كما في "الإصابة" (2/ 195) -ومن طريقه الحافظ ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 389)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 77/ 77) - بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 32/ 7297) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 77/ 78) - عن عبد الله بن أحمد عن مصعب بن عبد الله به. ¬

_ (¬1) هذا الباب قبل الباب المتقدم في "ل". (¬2) في "ل" بين السطور: "أرسلت الدلو". (¬3) البكرة: خشبة مستديرة يستقى عليها في وسطها عمق يسير يجري في الحبل. (¬4) في "هـ": "بأبي بكرة".

عن ربيعة بن عثمان عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند ضعيف؛ عبد الله الزبيري والد مصعب؛ ضعيف الحديث. وربيعة، صدوق له أوهام، وقد خالفه حماد بن سلمة -وهو ثقة إمام-؛ فرواه عن زيد بن أسلم عن عمر، بإسقاط أبيه أسلم: أخرجه أحمد (4/ 333) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 389) - حدثنا بهز بن أسد عن حماد به. ورجاله ثقات، لكنه منقطع بين زيد بن أسلم وعمر. فالصحيح أن الحديث منقطع، ولا يصح وصله. لكن له شاهد من حديث صهيب - رضي الله عنه - به: أخرجه لوين في "حديثه" (77/ 64) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 260/ 400)، وابن عساكر في "الأربعين البلدانية" (ص 152)، و"تاريخ دمشق" (8/ 387) -، وابن أبي شيبة في "الأدب" (158/ 64)، و"المسند" (1/ 326 - 327/ 483) -وعنه ابن ماجه -مختصرًا- (2/ 1231/ 3738) -، وأحمد (6/ 16) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (1/ 153) -، والبغوي في "معجم الصحابة" -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 388) -، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 283/ 4803) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 388)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 75 - 76/ 74) -، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 340)، والبزار في "البحر الزخار" (6/ 26/ 2094)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 227)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 38/ 7310) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 76 - 77/ 75 و 76) -، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2/ 179 - هامش الإصابة)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 140/ 1222)، والحاكم (4/ 278)، وابن عساكر (8/ 376)، وابن حجر في "الأحاديث العاليات" (25)؛ كما في "الصحيحة" (1/ 110) وغيرهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ حمزة بن صهيب؛ روى عنه اثنان، وهو تابعي، ووثقه ابن حبان؛ فحديثه قابل للتحسين، وعبد الله بن محمد بن عقيل فيه كلام، والمتقرر فيه: أنه حسن الحديث ما لم يخالف. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 17): "فيه عبد الله بن محمد بن عقيل؛ وحديثه حَسَنٌ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" أ. هـ. وقال ابن عساكر: "هذا حديث محفوظ من حديث أبي يحيى صهيب بن سنان". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن". وقال البوصيري: "هذا إسناد حسن".

230 - باب تكنية الأطفال

الخطاب - رضي الله عنه - حتى دخل على صهيب حائطًا بالعالية؛ فقال له: يا صهيب، ما منك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال؛ لولاهن ما قدمت عليك أحدًا قال: ما هي؟ قال: أراك تبذر مالك، وتكنى (¬1) باسم نبي بأبى يحيى، وتنسب عربيًا ولسانك أعجمي؛ فقال: أما تبذيري في مالي؛ فما أنفقه إلا في حقه، وأما اكتنائي؛ فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كناني بأبي يحيى، فلا أتركها لقولك، وأما انتسابي إلى العرب؛ فإن الروم سبتني، وأنا صغير، وأذكر أهلي، ولو أني انفلقت عني روثة لانتميت (¬2) إليها. 230 - باب تكنية الأطفال 410 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يخالطنا كثيرًا حتى أنه (¬3) كان ليقول لأخ لي صغير: "يا أبا عمير، ما فعل النغير (¬4) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ وكذا حسّنه شيخنا ناصر السّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 110). 410 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6/ 251/ 2506 - إحسان)، وابن القاص في "جزء فيه فوائد حديث أبي عمير" (13/ 1) حدثنا أبو خليفة به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 526/ 6129)، و"الأدب المفرد" (1/ 367/ 269) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2/ 346/ 3377) -، وابن أبي شيبة في "الأدب" (159/ 65)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (268/ 761) بطرق عن شعبة به. وأخرجه البخاري (10/ 582/ 6203)، ومسلم (2150) من طريق عبد الوارث عن أبي التياح به. ¬

_ (¬1) في "ل": "تكتني". (¬2) في "ل": "لانتسبت". (¬3) في "ل": "إن". (¬4) طير كالعصفور محمر المنقار.

231 - باب تكنية الرجل باسم ولده وإن كانت له كنية غيرها

231 - باب تكنية الرجل باسم ولده وإن كانت (¬1) له كنية غيرها 411 - حدثنا ابن منيع حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: لما ولدت أم إبراهيم أتى جبرئيل -عليه السلام - النّبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "السّلام عليك يا أبا إبراهيم". ـــــــــــــــــــــــــــــ 411 - إسناده حسن؛ أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 189/ 1492 - كشف)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 89 - 90/ 3687)، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة" (1/ 93) بطرق عن ابن لهيعة به. وقرن البزار وابن منده مع يزيد بن أبي حبيب عقيل. قلت: وسنده حسن، وابن لهيعة وإن كان اختلط بعد احتراق كتبه، لكن الراوي عنه عند المصنف هو أحد العبادلة ممن روى عنه قبل احتراق كتبه، وهو من قدماء أصحابه، والسند إليه حسن؛ لأن أحمد بن عيسى المصري صدوق؛ كما في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات؛ فثبت الحديث والحمد لله. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 329): "رواه البزار، وفيه ابن لهيعة؛ وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقال في (9/ 161): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة؛ وهو ضعيف!! ". قلت: هكذا رواه جمع من الثقات عن ابن لهيعة، وخالفهم هانئ بن المتوكل الإسكندراني؛ فرواه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة المهري عن عبد الله بن عمرو بن العاص وجعله من مسنده: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (58 - 59/ 145 - قطعة من المجلد 13). لكن هانئ بن المتوكل هذا واهٍ؛ قال ابن حبان: "تدخل عليه المناكير وكثرت؛ لا يجوز الاحتجاج به". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 162): "رواه الطبراني، وفيه هانئ بن المتوكل؛ وهو ضعيف". ¬

_ (¬1) في "ل" و"هـ": "كان".

232 - باب ترخيم الأسماء

232 - باب ترخيم الأسماء 412 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو هشام الرفاعي حدثنا إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت: أن أسامة بن زيد - رضي الله عنهم- حدثه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته التي حجها، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أسيم". قال الزهري: وكذلك كان يدعوه يرخمه. ـــــــــــــــــــــــــــــ 412 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (4/ 195 - 197/ 3816)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 141 - 143/ 8723 - ط. الرشد) بسنده سواء. وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 336 - 337) من طريق أبي هشام الرفاعي به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: أبو هشام الرفاعي؛ ليس بالقوي؛ كما في "التقريب". الثانية: معاوية بن يحيى هو الصدفي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". وقد قال الدارقطني في "الضعفاء المتروكين" (511): "يكتب ما روى الهقل عنه، ويتجنب ما سواه، وخاصَّة رواية إسحاق بن سليمان الرازي". وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 336): "روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان أحاديث مناكير، كأنها من حفظه". وقال ابن خراش؛ كما في "تهذيب الكمال" (28/ 223): "رواية إسحاق الرازي عنه مقلوبة". قلت: وحديثنا هذا من رواية إسحاق بن سليمان الرازي عنه. قال الحافظ ابن حجر: "هذا إسناد حسن!! معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف". وقال في "المطالب العالية - المجردة" (4/ 10): "إسناده حسن، فيه ضعيف!! ". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة - مختصر" (9/ 113/ 7245): "رواه أبو يعلى بإسناد حسن!! ". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 81)، وابن السّمَّاك في "جزء حنبل" -ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 24 - 26) - من طريق عبد الرحيم بن حماد عن معاوية بن يحيى الصدفي به. قلت: وهذا مع ضعف معاوية؛ كما تقدم، فإن فيه عبد الرحيم بن حماد؛ قال العقيلي: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ" أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف.

233 - باب ترخيم الكنى

233 - باب ترخيم الكنى 413 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير حدثنا علي بن مسهر عن عمر بن ذر عن مجاهد قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأذن لي، فإذا هو بلبن في قدح؛ فقال: "أبو هِرْ الْحَق بأهل الصفة؛ فادعهم" (قال) (¬1): ثم قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 413 - صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (14/ 471 - 473/ 6535 - إحسان) عن أبي يعلى به. وأخرجه الإسماعيلي في "المستخرج"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 283) من طريق علي بن مسهر به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 31/ 6246 و 281 - 282/ 6452)، والنسائي في "السنن الكبرى"؛ كما في "تحفة الأشراف" (10/ 315)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 338 - 339)، و"المستخرج"؛ كما في "الفتح" (11/ 283)، و"دلائل النبوة" (ص 361 - 362) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/ 169 - 170)، و"نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 250 - 251 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 445/ 8832)، و"دلائل النبوة" (6/ 101 - 102) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، والبخاري في "الصحيح" (6246) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (12/ 285/ 3321) - من طريق عبد الله بن المبارك، وأحمد (2/ 515) عن روح بن عبادة، وهنّاد السّرِّي في "الزهد" (2/ 393 - 394/ 764) -وعنه الترمذي (4/ 648/ 2477) -، والإسماعيلي في "المستخرج"؛ كما في "الفتح" (11/ 283)، والحاكم (3/ 15 - 16) من طريق يونس بن بكير، والفريابي في "دلائل النبوة" (47 - 49/ 16) من طريق مروان بن معاوية، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (77 - 78/ 171) من طريق سعد بن الصلت وابن بكار، سبعتهم عن عمر بن ذر به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال البغوي: "هذا حديث صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". وتعقبه الذهبي: "قلت: الحديث بطوله (خ م) ". قلت: وليس كما قال؛ لأن مسلمًا لم يخرجه، أقول: هذا إن ثبت ما هو موجود في النسخة المطبوعة؛ فإن فيها أخطاء كثيرة، فلعل (م) هذه مقحمة أو من النساخ؛ بدليل أن ابن الملقن لما أورده في كتابه "مختصر استدراكات الذهبي على الحاكم" لم ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

234 - باب نسبة الرجل بما قد شهر به من آبائه

"أبو هر"، قلت: لبيك يا رسول الله؛ قال: "خذ؛ فناولهم"، قال: فناولتهم رجلًا رجلًا، فشرب؛ فإذا روى أخذته؛ فناولته الآخر حتى روى القوم ثم انتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسه، فتبسم، (ثم) (¬1) قال: "أبو هر بقيت أنا وأنت"، قلت: صدقت يا رسول الله، قال: "خذ؛ فاشرب". 234 - باب نسبة الرجل بما قد شهر به من آبائه 414 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ يذكر قول الذهبي المذكور وإنما أشار أن الذهبي سكت عنه. 414 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه المصنف (443) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 477 - 478 و 4/ 211) -ومن طريقه أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي في "الأربعين" (125 - 126/ 25) -، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 55 - 56)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 271/ 825)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3025/ 7013)، والخطابيُّ في "غريب الحديث" (1/ 91 - 92) بطرق عن أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه الترمذي (5/ 607 - 608/ 3659) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 296) -، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"؛ كما في "الإصابة" (4/ 182) -وعنه أبو طاهر المخلص في "جزء فيه سبعة مجالس من الأمالي" (102 - 103/ 43)، وابن البخاري في "مشيخته" (1/ 479 - 481/ 89)، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 309 - 310) - عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن أبي عوانة به. وأخرجه الزجاجي في "الأمالي" (ص 134) من طريق معاوية بن هشام عن زائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ ابن أبي المعلى؛ لا يُعرف؛ كما في "التقريب". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف سنن الترمذي" (753): "ضعيف الإسناد". والحديث صحيح دون جملة: (ولكن ودٌ وإخاءٌ وإيمان)؛ لأن له شاهدين: الأول: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إن أَمَنَّ الناس على في ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

235 - باب انتساب الرجل إلى جده

عبد الملك بن عمير عن ابن أبي المعلى عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من الناس أَمَنَّ (¬1) (عليّ) (¬2) في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت ابن أبي قحافة (خليلًا) (¬3)، ولكن ودّ وإخاء إيمان، وإن صاحبكم (¬4) خليل الله - عَزَّ وَجَلَّ -". 235 - باب انتساب الرجل إلى جده 415 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب - رضي الله عنه - وجاءه رجل ـــــــــــــــــــــــــــــ ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام، لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر". أخرجه مسلم في "صحيحه" (2382). الثاني: عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا: "لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلًا". أخرجه مسلم (2383/ 5). وفي رواية له (2383/ 6): "لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله". 415 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (13/ 84 - 85/ 5771 - إحسان)، وعبد الغني المقدسي في "جزء أحاديث الشعر" (11) عن أبي خليفة به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (8/ 27 - 28/ 4315) وغيره عن محمد بن كثير العبدي به. وأخرجه البخاري (2874)، ومسلم (3/ 1401) من طريق الثوري به. وأخرجه البخاري (2864 و 4316 و 4317)، ومسلم (1776/ 80) من طريق شعبة عن أبي إسحاق السبيعي به. وأخرجه البخاري (2930 و 3042)، ومسلم (1776) بطرق عن أبي إسحاق به. ¬

_ (¬1) فعل تفضيل من المن بمعنى العطاء والبذل، وليس المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة؛ لأن المن لله في قبول ذلك. والمراد: أكثرهم جودًا بنفسه وماله. (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) يريد نفسه - صلى الله عليه وسلم -.

236 - باب نسبة الرجل إلى من اشتهر به من أمهاته

فقال: يا أبا عمارة وليتم (¬1) يوم حنين؛ فقال: أما (¬2) أنا؛ فأشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يول، ولكن عجل (¬3) سَرْعان القوم (¬4)، فرشقتهم (¬5) هوازن، وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول: "أنا النّبىّ لا كذب، أنا ابن عبد المطلب". 236 - باب نسبة الرجل إلى من اشتهر به من أمهاته 416 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 416 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 172/ 193) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 384/ 267) - بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 71/ 8255)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 460/ 327)، والمحاملي في "الأمالي" (235/ 224 - رواية ابن البيع) بطرق عن محمد بن فضيل به. وأخرجه أحمد (1/ 25 - 26)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 172 - 173/ 194) عن أبي معاوية، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 71/ 8257)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 27/ ب)، والبغوي في "معجم الصحابة" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 383 - 384/ 266)، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 80) - من طريق فضيل بن عياض، والطحاوي في "مشكل الآثار" (14/ 232 - 233/ 5594) من طريق شيبان النحوي، ثلاثتهم عن الأعمش به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير قيس بن مروان؛ وهو صدوق؛ كما في "التقريب". وللحديث طريق أخرى؛ فأخرجه النسائي في "الكبرى" (5/ 71/ 8256 و 8257)، وأحمد (1/ 7 أو 25 - 26 و 26 و34)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 280 و 10/ 520/ 10182)، والترمذي (169 - مختصرًا)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 371 و 372)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 199)، ويعقوب بن سفيان في ¬

_ (¬1) في "ل": "وليت". (¬2) في "م": "فأما". (¬3) في "م" و"هـ": "عمل". (¬4) في "ل" بين السطور: "المستعجلون". (¬5) في هامش "ل" الأيسر: "رشق بالسهم، أي: رمى".

ابن فضيل عن الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن يقرأ القرآن رطبًا (¬1) كما أنزل؛ فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (¬2) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ "المعرفة والتأريخ" (2/ 538 - 539)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 172 - 173/ 194 و 174/ 195)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 186 - 187/ 1156 و 291/ 1341)، والبغوي في "معجم الصحابة" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 383 / 265)، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 80) -، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 459/ 326 و 460/ 327)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 117 - مختصرًا)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (14/ 231 - 232/ 5592 و 5593)، وابن حبان في "صحيحه" (5/ 379 - 380/ 2034 - إحسان- مختصرًا)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 69 - 71/ 8420 و 8421 و 8422)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 27/ ب)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 124 - 125)، والحاكم (2/ 227)، والبيهقي (1/ 452 و 453)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 326)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 384 - 385/ 268) بطرق عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وهو كما قال. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 384): "بسند رواته ثقات". وقد أعلَّه الإمام البيهقي بالانقطاع؛ فقال في "السنن الكبرى" (1/ 453): "هذا الحديث لم يسمعه علقمة من عمر؛ إنما رواه عن القرثع عن قيس -يعني: ابن مروان- عن عمر". ثم ساق بسنده من طريق عبد الواحد بن زياد: ثنا الحسن بن عبيد الله: ثنا إبراهيم، عن علقمة: ثنا القرثع، عن قيس أو ابن قيس رجل من جُعْفى، عن عمر به. قلت: وهذه الطريق: أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (2/ 883 - ترتيب أبي طالب القاضي)، وأحمد (1/ 38 أو 39)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 199)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 461/ 328)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 71/ 8424)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 372). ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "الرطيب عبارة عن الناعم". (¬2) في "ل" بين السطور: "أي: عبد الله بن مسعود".

237 - باب ما جاء في كنى النساء

237 - باب ما جاء في كنى النساء 417 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد تعقب ابنُ التركماني البيهقيَّ بكلام علمي قوي؛ فقال: "علقمةُ سمع من عمرَ حديث: "الأعمال بالنيات"، خرجه الجماعة من روايته عنه، فيحمل أنه سمع منه حديث السَّفر بلا واسطة مرة، وبواسطة مرة أخرى، ويدل على ذلك أن الترمذي خرج الحديث من طريق علقمة عن عمر وحَسَّنه؛ فدلَّ على أنه متصل عنده". وقد ذكر الحافظ الدارقطنيُّ - رحمه الله - هذا الاختلاف في كتابه العُجاب "العلل" (2/ 302 - 303/ 222)؛ فقال: "هو حديث يرويه الأعمشُ، عن خيثمةَ بن عبد الرحمن، عن قيس بن مروان، عن عمر. ورواه الأعمشُ أيضًا بإسناد آخر عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر. ورواه الحسنُ بنُ عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة، عن القَرْثَعِ، عن قيس أو ابن قيس رجل من جعفى، عن عمر، وهو قيس بن مروان. ورواه عُمارة بن عمير، عن رجل من جعفى، عن عمر، وهو قيس بن مروان. وقد ضبط الأعمشُ إسناده وحديثه، وهو الصواب. قلت له: فإن البخاري -فيما ذكره أبو عيسى عنه- حكم بحديث الحسن بن عبيد الله على حديث الأعمش. قال الدارقطني: وقول الحسن بن عبيد الله بن قَرْثع غير مضبوط؛ لأن الحسن بن عبيد الله ليس بالقوي، ولا يُقاس بالأعمش" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، وكلامه هذا كلام علمي قوي نفيس؛ فاحفظه؛ فإنه من ضنائن العلم الغاليات. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه ابن ماجه (138)، وأحمد في "المسند" (1/ 7 و 445 - 446 و 454)، و"فضائل الصحابة" (1554)، وأبو يعلى في "المسند" (16 و 17 و 5058 و 5059)، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 65/ 12)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (554)، وابن حبان في "صحيحه" (15/ رقم 7066 و 7067 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ رقم 8417) وغيرهم بسند حسن. وحسنه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2301). 417 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 473 - 474/ 4500) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 293/ 4970)، وأحمد (6/ 107 أو 260)، والبيهقي (9/ 310) بطرق عن حماد بن زيد به.

حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وأخرجه أحمد في "المسند" (6/ 186)، و"مسائل ابنه صالح" (2/ 410/ 1090) -وعنه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 152) - عن عمر بن حفص، وأحمد (6/ 151)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 15/ 35)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 348/ 3379) عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 42/ 19858) عن معمر، والطبراني (23/ 15/ 34) من طريق سيف بن محمد، وابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 514 - 515/ 996)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 259 - 260/ 659) من طريق شريك القاضي، أربعتهم عن هشام بن عروة به. قلت: وهذا سند صحيح أيضًا. تنبيه: في طريق معمر السابقة: عن هشام بن عروة عن أبيه: أن عائشة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (فذكره)؛ لكن قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألماني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 256): "وإن كان ظاهره الإرسال؛ فإن عروة هو ابن الزبير، وهو ابن أخت عائشة أسماء، فعائشة خالته؛ فهو محمول على الاتصال، وقد جاء كذلك ... ". ثم ذكر رواية أبي داود وأحمد اللذين روياه من طريق أخرى موصولة. ورواه وكيع، عن هشام بن عروة، عن مولى للزبير -وفي رواية: عن رجل من ولد الزبير- عن عائشة به: أخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب" (158/ 63)، و"المصنف" (9/ 13/6341) -وعنه ابن ماجه (2/ 1231/ 3739) -، وأحمد (6/ 186 و 213)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 16/ 38). قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله -: "وهذا الرجل هو عروة بن الزبير؛ كما في رواية حماد بن زيد وعمر بن حفص ومعمر؛ كما تقدم، وكذلك رواه قران بن تمام؛ كما قال أبو داود" أ. هـ. قلت: وكذلك هو في رواية سيف بن محمد عند الطبراني؛ كما تقدم. وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (1/ 127/ 73) -ومن طريقه الحاكم (4/ 278) -، وابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 92/ 6545 - ط. الرشد)، والبخاري في "الأدب المفرد" (850 و 851)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 63 و 64 و 66)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 15 - 16/ 36 و 37)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 311)، و"الآداب" (296/ 618)، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/ 114 - 115) بطرق كثيرة عن هشام بن عروة، عن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال مسلم في "صحيحه". قال البوصيري: "هذا إسناد صحيح".

رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - كل نسائك لهن كنى غيري؛ قال: "فاكتني بابنك عبد الله بن الزبير"، فكانت (¬1) تدعى أم عبد الله. 418 - حدثني أحمد بن محمد بن المؤمل الناقد حدثنا عبد الله بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال شيخنا الألباني - رحمه الله -: "ورواه أبو أسامة وحماد بن سلمة ومسلمة بن قعنب عن هشام؛ فسموا الرجل: "عباد بن حمزة"، وهو ابن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة؛ فهو من ولد الزبير، فيحتمل أن يكون هو الذي عناه هشام في رواية وكيع. وسواء كان هذا أو ذاك؛ فالحديث صحيح؛ لأنه إما عن عروة أو عن عباد، وكلاهما ثقة، والأقرب أنه عنهما معًا؛ كما يقتضيه صحة الروايتين عن كل منهما". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. وقد وجدت للحديث طريقًا أخرى قوية؛ فأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (16/ 54 - 55/ 7117 - إحسان): نا الحسن بن سفيان: ثنا عقبة بن مكرم: ثنا [يونس بن] بكير: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فتفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه، وقال: "هو عبد الله، وأنت أم عبد الله"؛ فما زلت أكنى بها وما ولدت قط. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال مسلم، غير يونس بن بكير؛ وهو صدوق يخطىء؛ كما في "التقريب". تنبيه: ذكر المعلق على "الإحسان" أن عقبة بن مكرم راوي حديثنا هذا هو الضبي الهلالي!! وليس كما ادّعى بل هو العمّي أبو عبد الملك البصري ذاك الضبي أدنى طبقة من العمي، وقد ذكر المزيُ في "تهذيب الكمال" أن الحسن بن سفيان يروي عن العمي البصري، بخلاف الضبي الهلالي؛ فليصحح. 418 - باطل سندًا ومتنًا؛ أخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 258 - 259/ 658) من طريق المصنف به. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 918/ 1928)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 463 - 464 و 2/ 130) عن عبد الله بن أيوب المخرمي به. قال الجورقاني: "هذا حديث منكر؛ قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن داود بن المحبر؟ فضحك؛ وقال: "شبه لا شيء"، وقال علي بنُ المديني: "داود بن المحبر ذهب حديثُه"، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: "داود بن المحبر غير ثقةٍ، ذاهب الحديث، منكر الحديث". وقال النووي في "الأذكار" (2/ 725 - بتحقيقي): "وأما ما رويناه في "كتاب ابن ¬

_ (¬1) في "ل": "وكانت".

238 - باب ممازحة الرجل إخوانه

أيوب المخرمي حدثنا داود بن المحبر حدثنا محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أسقطت من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سقطًا فسماه عبد الله، وكناني بأم عبد الله. قال محمد: وليس فينا امرأة اسمها عائشة إلا كنيت أم عبد الله. 238 - باب ممازحة الرجل إخوانه 419 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا عامر بن سيار حدثنا أبو معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قلنا: يا رسول الله، إنك تمزح معنا، قال: "إني لا أقول إلا حقًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ السُّني" عن عائشة - رضي الله عنها - (وذكره)؛ فهو حديث ضعيف". قلت: فيه تساهل ظاهر؛ فإن داود بن المحبر؛ متروك متهم بالوضع، له كتاب "العقل"، كلُّه موضوعات. وقال الإمامُ ابنُ قيم الجوزية في "تحفة المودود" (ص 153 - بتحقيقي): "حديث لا يصح". وقال شيخنا ناصرُ السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 926): "باطل سندًا ومتنًا". 419 - إسناده ضعيف، (وهو حديث صحيح)؛ قلت: فيه أبو معشر؛ نجيح السندي، وهو ضعيف، لكنه توبع: فأخرجه الترمذي في "جامعه" (4/ 357/ 1990)، و"الشمائل" (126/ 202) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (13/ 179 - 180/ 3602) -، وأحمد (2/ 360)، والبيهقي (10/ 248) من طريق ابن المبارك عن أسامة بن زيد الليثي عن سعيد المقبري به. قلت: وهذا سند حسن، رجاله ثقات؛ غير أسامة، وهو صدوق. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ونقل عنه المزيُ في "تحفة الأشراف"، وابن حجر في "فتح الباري" (10/ 526)، ومن قبلهم البغوي في "شرح السنة" أنه قال: "هذا حديث حسن". وأخرجه أحمد (6/ 340)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 365/ 265)، والبيهقي (10/ 248) من طريق الليث بن سعد عن ابن عجلان عن المقبري به. قلت: وهذا سند حسن -أيضًا-؛ ابن عجلان صدوق، ووقع في رواية البخاري: "عن ابن عجلان عن أبيه أو سعيد المقبري" على الشك، وهو من ابن عجلان نفسه؛ لأنه اختلطت عليه أحاديث المقبري. وبالجملة، فالحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1726).

239 - باب ممازحة الصبيان

239 - باب ممازحة الصبيان 420 - أخبرنا أحمد بن عمير حدثنا محمد بن الوزير (¬1) بن الحكم حدثنا مروان (¬2) بن محمد حدثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أفكه (¬3) الناس مع صبي" 240 - باب كيف ممازحة الصبيان 421 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (¬4) حدثنا شريك ـــــــــــــــــــــــــــــ 420 - إسناده ضعيف؛ أخرجه البزار في "مسنده" (3/ 158 - 159/ 2474 - "كشف الأستار")، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 331) من طريق مروان بن محمد به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 39)، و"المعجم الأوسط" (6/ 263/ 6361) من طريق عمرو بن خالد عن ابن لهيعة به. قال البزار: "لا نعلم رواه عن إسحاق إلا عمارة، ولا نعلم روى عمارةُ عن إسحاق إلا هذا، ولا رواه عن عمارة إلا ابن لهيعة". وقال الطبراني: "لم يروه عن إسحاق بن عبد الله إلا عمارةُ بنُ غزية، تفرد به: ابن لهيعة، ولا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد". قال شيخنا الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع الصغير" (4493): "ضعيف". قلت: وهو كما قال؛ لأن ابن لهيعة ضعيف الحديث؛ إلا ما كان من رواية العبادلة، أو ممن روى عنه قبل احتراق كتبه. وزاد المناوي نسبته في "فيض القدير" (5/ 180) للحسن الفسوي في "مسنده"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق". 421 - إسناده ضعيف، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (17/ 91/ 4029) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 301/ 5002) -ومن طريقه البيهقي (10/ 248) - عن ¬

_ (¬1) في "م": "وزير". (¬2) في "هـ" و"م": "هارون"، وهو خطأ، والصواب المثبت، كما في "ل"، وهو الموافق لمصادر التخريج وكتب الرجال. (¬3) أمزحهم، في هامش "ل" من الأيمن: "الفكاهة: المزاح". (¬4) في "م": "أبو إسحاق بن أبي ليلى".

عن عاصم الأحول عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ذا الأذنين". ـــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم بن مهدي، والترمذي في "جامعه" (4/ 358/ 1992 أو 5/ 681/ 3828)، و"الشمائل" (235) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (13/ 182/ 3606) -، وأحمد (3/ 117 و 127) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (6/ 288/ 2301) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 235/ 2224)، والضياء المقدسي (6/ 288 - 2033) عن أبي أسامة، وأحمد (3/ 127) -ومن طريقه الضياء المقدسي (6/ 288/ 2032) - عن حجاج الأعور، وأحمد (3/ 242)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (269/ 764) -ومن طريقه الضياء المقدسي (6/ 289/ 2304) - عن إسحاق بن إبراهيم، وأحمد (3/ 260) عن الأسود بن عامر، وأحمد بن منيع في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي (6/ 289 - 290/ 2306) -، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1/ 46 - 47/ 26) عن داود بن عمرو الضبي، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (269/ 764) -ومن طريقه الضياء المقدسي (6/ 289/ 2305) - من طريق لوين، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 240/ 663) -ومن طريقه وطريق أخرى أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 236/ 817) - من طريق يحيى الحماني، تسعتهم عن شريك به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ شريك هو ابن عبد الله القاضي؛ ضعيف؛ لكنه توبع: فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 236/ 2225)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 236/ 818) عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري عن عاصم به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 175 - 176) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة عن أبي أحمد الزبيري عن السَّري بن يحيى عن عاصم به. قلت: وهذا سند صحيح. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (269/ 766) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/ 46) - من طريق موسى بن حيان عن حفص بن عمر الحوضي عن شعبة عن عاصم به. إلا أنه فيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله لرجل، وليس لأنس. والصواب: أنه قاله لأنس، وهذه الرواية فيها موسى بن حيان، ترجمه الخطيب ولم يذكر فيه شيئًا، فهي ضعيفة لا تصح. ونحوها ما أخرجه أبو بكر الشافعي (269/ 765) من طريق الصلت بن الحجاج عن عاصم به. لكن الصلت هذا؛ عامَّة ما يرويه منكر فلا يفرح بمتابعته.

241 - باب بقيق الصبيان

241 - باب بقيق (¬1) الصبيان 422 - أخبرنا أبو يحيى الساجي حدثنا محمد بن بشار حدثنا جعفر بن عون حدثنا معاوية بن (أبي) المزرد عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بصرت (¬2) عيناي هاتان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيد الحسن أو الحسين، وهو يقول: "ترق عين بقة"؛ فوضع الغلام قدمه على صدر النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ، إني أحبه؛ فأحبه". ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه بلا ريب عدا طريق شعبة، والصلت. وللحديث طريق أخرى يزداد الحديث بها قوة: فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 236/ 2227)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 240/ 662) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 254/ 2702) - عن عبد الوارث بن عبد الصمد عن حرب بن ميمون عن النضر بن أنس عن أنس به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير حرب بن ميمون؛ وهو صدوق؛ كما في "التقريب". 422 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 101/ 12241)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 502) عن جعفر بن عون به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 348/ 249)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 49 - 50/ 2653) من طريق حاتم بن إسماعيل عن معاوية به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو المزرد هذا؛ مجهول العين؛ لم يرو عنه إلا ابنه، ولم يوثقه أحد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 176): "رواه الطبراني؛ وفيه أبو مزرد، ولم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح". وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الأدب المفرد" (40). لكن شطره الأخير صحيح بشواهده: فقد أخرجه البخاري (2122 و 5884)، ومسلم (2421) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وأخرجه البخاري (3749)، ومسلم (2422) من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنهما -. ¬

_ (¬1) في "هـ": "مداعبة". وفي هامش "ل" الأيمن: "البقيق: تكريم الصبيان بالدلال والنعمة". (¬2) في "ل" و"م": "بصر"، وفي "ل" بين السطور: "أي: رأى".

242 - باب ما يلقن الصبي إذا أفصح بالكلام

423 - حدثنا ابن منيع حدثنا الزبير بن بكار حدثنا سعيد بن عمرو بن الزبير حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كنت أتعلق بشعر في ظهر أبي الزبير، وهو يرتجز، ويقول: أبيض من آل أبي عتيق ... مبارك من ولد الصديق ألذه كما ألذ ريقي قال الزبير: وحدثني مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة عن أبيه بمثله. 242 - باب ما يلقن الصبي إذا أفصح بالكلام 424 - حدثنا (أبو محمد) (¬1) بن صاعد حدثنا حمزة بن العباس المروزي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسين بن واقد حدثنا أبو أمية؛ يعني: عبد الكريم، عن عمرو بن شعيب قال: وجدت في كتاب جدي الذي حدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أفصح أولادكم؛ فعلموهم لا إله إلا الله، ثم لا تبالوا متى ماتوا، وإذا أثغروا (¬2)، فمروهم بالصلاة". نوع آخر: 425 - حدثنا عبد الله بن زيدان (البجلي) (¬3) حدثنا سفيان بن وكيع ـــــــــــــــــــــــــــــ 423 - إسناده حسن؛ (وهو صحيح بطريقه الآخر). 424 - إسناده ضعيف؛ قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 360/ 2336): "وهذا إسناد ضعيف، أبو أمية عبد الكريم؛ هو ابن أبي المخارق البصري؛ وهو ضعيف؛ كما في "التقريب"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 425 - منكر؛ فيه علتان: ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) في "ل" بين السطور: "إذا نبت أسنان الصغير قيل: أثغر". (¬3) زيادة من "م" و"هـ".

243 - باب (أول) ما يوصي به الصبي إذا عقل

حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم أبي أمية عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علّمه هذه الآية: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} [الإسراء: 111] ". 243 - باب (أول) (¬1) ما يوصي به الصبي إذا عقل 426 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد (¬2) الطيالسي حدثنا ليث بن سعد عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثانية: سفيان بن وكيع؛ كان صدوقًا، إلا أنه ابتُلي بوراقه فأَدْخَلَ عليه ما ليس من حديثه؛ فنصح؛ فلم يقبل؛ فسقط حديثه؛ كما في "التقريب". وخالفه الإمام الحافظ ابنُ أبي شيبة في مصنفه (1/ 348)؛ فرواه عن سفيان بن عيينة عن عبد الكريم به -إلا أنه أرسله-. ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (4/ 334/ 7976) عن ابن عيينة عن عبد الكريم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به معضلًا. وله شاهد من مرسل قتادة بنحوه؛ أخرجه الطبري في "جامع البيان" (15/ 189) بسند حسن إلى قتادة. وبالجملة؛ فالصحيح في الحديث أنه مرسل، وهو مع إرساله ضعيف لا يصح، ولا يقويه شاهده المرسل؛ لاشتراكهما في العلّة نفسها، والله أعلم. 426 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (21 - 22/ 9) عن المصنف به. وأخرجه الترمذي (4/ 667/ 2516)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 216 - 217/ 195) من طريق أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه الترمذي (4/ 667) من طريق عبد الله بن المبارك، والفريابي في "القدر" (116 - 117/ 153) من طريق المعافى بن عمران، وأحمد (1/ 293)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 430/ 2556) عن يونس بن محمد، وابن منده في "التوحيد" ¬

_ (¬1) زيادة من "م"، و"ل". (¬2) في "ل": "داود"، وهو خطأ.

عنهما- قال: كنت خلف (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال:"يا غلام، إني معلمك كلمات: احفظ الله -عز وجلّ -؛ يحفظك، احفظ الله؛ تجده أمامك (¬2)، وإذا ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 107/ 251)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (4/ 614/ 1095)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 23/ 13)، والحافظ ابن حجر في "موافقةُ الخُبُر الخبرَ" (1/ 327) من طريق ابن وهب وهذا في "القدر" له (129/ 28)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 184/ 12988)، و"الدعاء" (2/ 804/ 42) -ومن طريقه أبو زكريا يحيى بن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 24 - 25)، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 20 - 21) -، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 92/ 1505 - القدر) بطرق عن عبد الله بن صالح، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 22/ 12) -ومن طريقه ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (1/ 327) - من طريق محمد بن رمح، ستَّتهم عن الليث بن سعد به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير قيس بن الحجاج؛ وهو صدوق؛ كما في "التقريب". قال ابن منده: "هذا إسناد مشهور، رواته ثقات، وقيس بن الحجاج مصري روى عنه جماعة، ولهذا الحديث طرق عن ابن عباس وهذا أصحها". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن". وصححه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيقه لـ "المسند" (4/ 286)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ظلال الجنة" (1/ 138). وأخرجه أحمد (1/ 307)، والترمذي (4/ 667)، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (237/ 307)، والترقفي في "حديثه" (ق 254/ ب)، وأبو الحسين بن بشران في "فوائده" (ج 2/ ق 76/ أ- ب)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (4/ 613/ 1094)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 27 - 28/ 1074 أو 1075)، و"الأسماء والصفات" (1/ 188 - 189/ 126)، و"الاعتقاد" (ص 155 - 156)، و"القضاء والقدر" (ص 72 - 73)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 24/ 14)، وابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (1/ 328) من طريق عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج به. قلت: وهذه متابعة قوية من ابن لهيعة وهي من صحيح حديثه؛ لأنها من رواية العبادلة عنه. وأخرجه أحمد (1/ 303 أو 307)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتأريخ" ¬

_ (¬1) رديفه. (¬2) في "ل" و"هـ": "تجاهك".

244 - باب ما يقول لولده إذا زوجه

سألت؛ فاسئل الله - عز وجل -، وإذا استعنت؛ فاستعن بالله - عز وجل -، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء كتب الله - عز وجل - لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك لم يضرّوك إلا بشيء (قد) (¬1) كتبه الله - عز وجل - عليك، جفت الأقلام وطويت الصحف". 244 - باب ما يقول لولده إذا زوجه 427 - أخبرني علي (بن محمد) (1) بن عامر (¬2) حدثنا أحمد بن إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 530)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (126)، و"شعب الإيمان" (1074 و 1075)، و"الاعتقاد" (ص 155 - 156)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (1094)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 24/ 14)، وابن حجر في "المواففة" (1/ 328) من طريق نافع بن يزيد عن قيس به. قلت: ونافع هذا ثقة من رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 188 - 189/ 128)، و"الاعتقاد" (ص 155 - 156)، و"شعب الإيمان" (1074)، والضياء المقدسي (10/ 24/ 14)، وابن حجر (1/ 328) من طريق كهمس بن الحسن وهمام بن يحيى كلاهما عن قيس به. قلت: وهما ثقتان من رجال الصحيح. وأخرجه الضياء في "المختارة" (10/ 25/ 15) من طريق عبد الرحمن بن شريح المصري عن قيس به. وعبد الرحمن هذا ثقة. وبالجملة؛ فالحديث مشهور عن قيس بن الحجاج وهو صدوق؛ فالحديث حسن. وللحديث طرق أخرى وشواهد؛ لكن كلها معلولة لا يصح منها شيء، وبعضها يصلح للشواهد؛ لم أذكرها؛ خشية الإطالة، وبالله التوفيق. 427 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه قوّامُ السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 355 - 356/ 604) من طريق المصنف به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ من دون عبد الله بن المثنى لم أعرفهم. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/ 231)، والطبراني في "المعجم الأوسط" ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) "م": "غانم".

245 - باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره

القرشي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا بكار بن عمرو بن (أبي) (¬1) الجارود البصري حدثنا عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اضربوا على الصّلاة لسبع، واعزلوا فراشه لتسع، وزوّجوه لسبع عشرة إن كان، فإذا فعل (ذلك) (¬2)؛ فليجلسه بين يديه، ثم ليقل: لا جعلك الله عليّ فتنة في الدنيا ولا في الآخرة". 245 - باب ما يجب على الرجل إذا جلس بفناء داره 428 - أخبرني محمد (بن جعفر) (¬3) بن رزين الحمصي حدثنا إبراهيم بن العلاء بن زبريق حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا خير في الجلوس على الطرقات إلا من هدى السبيل، ورد التحية، وغض البصر، وأعان على الحمولة". ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 256/ 4129)، وأبو طاهر المخلص في "جزء فيه سبعة مجالس من الأمالي" (120/ 156) من طريق داود بن المحبر: ثنا عبد الله بن المثنى به بلفظ: "مروهم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين"، وفي رواية: "لثلاث عشرة سنة". قلت: لكن داود بن المحبر، هذا متروك متهم بالكذب، فلا يستشهد به ولا كرامة. 428 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه البغويُّ في "شرح السنة" (12/ 305/ 3339) من طريق أسد بن موسى عن إسماعيل بن عياش به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه ثلاث علل: الأولى: يحيى بن عبيد الله؛ متروك؛ كما في "التقريب". الثانية: أبوه عبيد الله بن عبد الله بن موهب؛ مجهول الحال. الثالثة: رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذا منها؛ فإن يحيى هذا مدني. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) زيادة من "ل" و"هـ". (¬3) زيادة من "هـ" و"م".

246 - باب ما يجب عليه من نصرة أخيه إذا ذكر عنده

246 - باب ما يجب عليه من نصرة أخيه إذا ذكر عنده 429 - أخبرني إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن (إسحاق) (¬1) سنجر حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا ابن لهيعة أنه سمع موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أذل عنده مؤمن؛ فلم ينصره، وهو يقدر على أن ينصره؛ (إلا) (¬2) أذله الله - عز وجل - على رؤوس الخلائق يوم القيامة". 247 - باب ثواب من نصر أخاه 430 - أخبرنا حامد بن شعيب (البلخي) (¬3) حدثنا سريج بن يونس ـــــــــــــــــــــــــــــ لكن صح الحديث بلفظ آخر عن جمع من الصحابة؛ انظر: "الصحيحة" لشيخنا الألباني - رحمه الله - (رقم 2501). 429 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 73/ 5554) من طريق عمرو بن أبي الطاهر عن عبد الغفار به. وأخرجه أحمد (3/ 487)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 73/ 5554)، وابن الجوزي في "جامع المسانيد" (ق 5/ أ) بطرق عن ابن لهيعة. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 110/ 7633) من طريق عبد الله بن العباس القتباني عن موسى به. قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 423/ 2402): "وابن لهيعة ضعيف، وتابعه عبد الله بن عباس الغساني -كذا، وفي المطبوع: القتباني- حدثني موسى بن جبير عن أبي أمامة قال: قال رسول الله وذكره. أخرجه البيهقي. وعبد الله بن عباس الغساني؛ لم أعرفه. وموسى بن جبير، لم يوثقه إلا ابن حبان، ومع ذلك فقد قال فيه: "كان يخطئ ويخالف"، وقال ابن القطان: "لا يعرف"" أ. هـ كلامه. قلت: وفي "التقريب": "مستور"، ومن هنا تعلم تساهل الهيثمي - رحمه الله - لما وثق موسى بن جبير هذا ولم يعل الحديث به؛ فقال في "مجمع الزوائد" (7/ 267): "رواه أحمد والطبراني؛ وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات!! ". 430 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل ¬

_ (¬1) زيادة من "م". (¬2) و (¬3) زيادة من "هـ" و"م".

حدثنا المحاربي عن (محمد بن) (¬1) عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن ـــــــــــــــــــــــــــــ الأعمال" (2/ 388 - 389/ 502) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 999) - عن أبي القاسم البغوي عن سريج بن يونس به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الانقطاع بين الحكم بن عُتيبة وأبي الدرداء. الثانية: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ صدوق سيىء الحفظ جدًا، وقد اضطرب في هذا الحديث: فتارة يرويه هكذا، وتارة يجعل بين الحكم وأبي الدرداء، ابن أبي الدرداء، وتارة يسميه عباية وتارة يسميه بلالًا. فأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 214/ 206 - منتخب) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 999) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 837/ 926)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 168)، و"شعب الإيمان" (6/ 110/ 7634) -ومن طريقهما ابن عساكر (8/ 999) -، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 836/ 881 - بغية)، وابن عساكر (8/ 988 - 999) بطرق عن عبيد الله بن موسى، وابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 44/ 28) عن وكيع، كلاهما عن ابن أبي ليلى به. وفي رواية ابن عساكر من طريق الصغاني سماه بلالًا. وأخرجه ابن عساكر (8/ 998) من طريق هشام بن عمار من سعيد بن يحيى عن ابن أبي ليلى به. وسماه عباية بن أبي الدرداء. لكن للحديث طرقًا أخرى؛ فأخرجه الترمذي (4/ 327/ 1931)، وأحمد (6/ 450)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (152/ 250)، و"الغيبة" (114)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 124)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 111/ 7635) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر النهشلي، عن مرزوق بن أبي بكر التيمي، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء بنحوه. قال الترمذي: "حديث حسن". قلت: وهو كما قال - حيث يعني: إسناده ضعيف، جاء من وجوه أخرى ليس فيها متهم؛ كما بينه في أواخر كتابه "السنن"؛ فأظفر به؛ فإنه من المهمات؛ لأن جميع رجاله ثقات غير مرزوق؛ قال الذهبي: "ما روى عنه سوى أبو بكر النهشلي"، وقال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (3/ 601): "ومرزوق هذا لم تثبت عدالته، وهو شبيه بالمجهول الحال، والله أعلم". لكن قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (10/ 87): "أظنه الذي بعده". ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: نال رجل من عرض أخيه عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فردّ عليه رجل من القوم؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ردَّ من عرض أخيه؛ كان له حجابًا من النّار". ـــــــــــــــــــــــــــــ ثم قال: "تمييز: مرزوق: أبو بكر التيمي الكوفي، مؤذن لتيم: روى عن سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد، وعنه ليث بن أبي سليم وإسرائيل وعمر بن محمد بن زيد العمري والثوري وشريك، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: أصله من الكوفة، وسكن الري". وقال في ترجمته في "التقريب": "ثقة"، وفي الأول: "مقبول"، وقد استغرب بعض طلاب العلم ذلك من الحافظ، ولا يظهر وجه لذلك الاستغراب؛ لأن الحافظ ظن الأول هو الثاني؛ فيعلم حينئذٍ أنه لا غرابة. قلت: فإن كانا واحدًا؛ كما ظنه الحافظ، وهو الراجح عندي؛ فالحديث صحيح، وإن كان مختلفين؛ فهو حسن؛ لأن مرزوقًا توبع من قبل شهر بن حوشب: أخرجه أحمد (6/ 449)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (147/ 239)، و"الغيبة" (157/ 102) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء به. قلت: وهذا إسناد ضعيف -أيضًا-؛ فيه علتان: الأولى: ليث بن أبي سليم؛ ضعيف الحديث. الثانية: شهر بن حوشب فيه كلام معروف، والراجح فيه عندي ما قاله الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الأوهام والإرسال". قال الترمذي: "وفي الباب عن أسماء بنت يزيد". قلت: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (687)، وأحمد (6/ 461)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (240)، و"الغيبة" (103)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 1635)، وأبو الشيخ في "الفوائد" (ق 80/ ب)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 67)، والبيهقي في "الشعب" (7643)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 198 - 199) من طريق عبيد الله بن أبي زياد القداح عن شهر عن أسماء به. قلت: وهذا مع ضعف شهر، فيه عبيد الله هذا؛ وليس هو بالقوي؛ كما في "التقريب". ولشهر فيه شيخان: أم الدرداء وأسماء بنت يزيد؛ فلا أدري هل أخذه منهما؟ أم اضطرب فيه؟ أم الاختلاف من الراوي عنه. وأيًا ما كان به؛ فقد توبع كما سبق بيانه. وبالجملة؛ فالحديث ثابت مقبول، والله أعلم.

248 - باب ما يجب عليه من إسماع الأصم

248 - باب ما يجب عليه من إسماع الأصمّ 431 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن أبي سعيد مولى المهري (¬1) عن أبي ذر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس نفس من بني (¬2) آدم إلا عليها صدقة في كلّ يوم طلعت فيه الشمس"، قيل: وما هي يا رسول الله؟ ومن أين لنا صدقة نتصدق بها؟ قال: "إنّ أبواب الخير كثير: التسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، وتأمر بالمعروف، وتنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصمّ، وتهدي الأعمى". 249 - باب ما يقول إذا ذكر الله - عز وجل - 432 - أخبرنا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي حدثنا أبو علقمة ـــــــــــــــــــــــــــــ 431 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (8/ 171/ 3377 - إحسان) من طريق حرملة عن ابن وهب به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، وفي سعيد بن أبي هلال كلام لا يُنزل حديثه عن درجة الحسن. وأبو سعيد مولى المهري؛ ثقة؛ فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي والذهبي في "الكاشف"، وأخرج له مسلم في "صحيحه"؛ فقول الحافظ فيه: "مقبول! " غير مقبول. وأصل الحديث في "صحيح مسلم" (1006). 432 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: خزيمة والد نصر؛ لم أجد له ترجمة بعد طول بحث. الثانية: نصر بن خزيمة؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/ 473)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وبقية رجاله ثقات، وابن عائذ؛ هو عبد الرحمن بن عائذ الثمالي وهو ثقة. ¬

_ (¬1) "م": "الزبيري". (¬2) "ل": "ابن".

250 - باب ما يقول لمن جهل عليه وهو صائم

نصر بن خزيمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ (¬1) قال: قال عوف بن مالك - رضي الله عنه -: إن رجلًا خون النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان ائتمنه على بعض الأمانة، فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني أذكرك الله، قال: فانتهرته (¬2)؛ فقال النّبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه، اللهمّ، إنّي أذكرك إذا ذُكّرت بك"، قال الرجل: إني أنشدك بالله (¬3) - عز وجل -، قال: فانتهرته؛ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه، اللهمّ، إني أنشدك إذا نشدت بك". 250 - باب ما يقول لمن (¬4) جهل عليه وهو صائم 433 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان حدثنا بكار بن قتيبة حدثنا أبو المطرف حدثنا ابن أبي الوزير قال: حدثنا موسى بن محمد المديني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جُهِلَ على أحدكم وهو صائم؛ فليقل: أعوذ بالله منك؛ إني صائم". ـــــــــــــــــــــــــــــ 433 - إسناده ضعيف؛ موسى بن محمد المديني لا يتابع على حديثه؛ قاله العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 168). وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1/ 188/ 902 - منحة) عن شيخ من أهل مكة عن عطاء عن أبي هريرة به. قال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (3/ 449): "رواه أبو داود الطيالسي عن طلحة بن عمرو وهو ضعيف". قلت: بل هو متروك؛ كما قال غير واحد من أهل العلم. وقال شيخنا ناصر السُّنّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2542): "ضعيف جدًا". وزاد المناوي في "فيض القدير" (1/ 328) نسبته للديلمي. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عائشة". (¬2) في هامش "ل" الأيسر: "في نسخة: زبره". (¬3) في "ل": "الله"، ووقع بين السطور: "أي: سألتك"، وفي الهامش الأيمن: "نشد الضالة: طلبها نشدانًا في باب طلب، ومنه قولهم: نشدتك بالله". (¬4) في "هـ": "من".

251 - باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية

251 - باب ما يقول إذا سمع من يدعو بدعاء الجاهلية 434 - أخبرني موسى بن عمرو القلزمي (¬1) حدثنا محمد بن العباس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 434 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح). قلت: سنده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: عمرو بن أبي سلمة، قال العقيلي: "في حديثه وهم". الثانية والثالثة: قتادة والحسن البصري؛ مدلسان وقد عنعنا. الرابعة: عجرد هذا؛ لم أجد له ترجمة. لكن صح من طرق أخرى: فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 272/ 8864)، و"عمل اليوم والليلة" (976)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (ق 82/ أ) -وعنه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 136) -، وأحمد (5/ 136) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 11 - 12/ 1242) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 427/ 963)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 198 - 199/ 532) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 13 / 1244) -، وابن حبان في "صحيحه" (736 - موارد)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 218 - 219/ 758)، وأبو عبيد في "غريب الحديث" (ق 22/ ب وق 53/ أ) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السنة" (13/ 120 - 121/ 3541) -، والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 374/ 1499) بطرق عن عوف الأعرابي، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (975) من طريق السري بن يحيى، وأحمد وابنه عبد الله في "المسند" (5/ 136)، ومحمد بن مخلد العطار في "جزء فيه فوائده" (ق 3/ ب - مخطوط الظاهرية)، والروياني في "مسنده" -ومن طريقه الحافظ الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 12 - 13/ 1243) - من طريق يونس بن عبيد، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 427)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 375/ 1500) من طريق المبارك بن فضالة، أربعتهم عن الحسن البصري عن عُتي بن ضمرة عن أُبي بن كعب به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ الحسن البصري مدلس وقد عنعن في جميع الطرق التي وقفت عليها. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 133) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 435/ 1235) -: حدثنا محمد بن عمرو الباهلي، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أُبى بن كعب به. ¬

_ (¬1) في "م": "عمر القلزي".

252 - باب ما يقول إذا ختم سورة البقرة

خلف حدثنا عمرو (¬1) بن أبي سلمة حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن (¬2) عن عجرد (¬3) بن مدراع (¬4) التميمي قال: يا آل تميم، وكان من بني تميم، فقال وهو عند أبي بن كعب، فقال أُبيّ: أعضك الله بهن (¬5) أبيك، قالوا: ما عهدناك يا أبا المنذر، فحاشًا!، قال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا من اعتزى (¬6) بعزاء الجاهلية أن نسميه ولا نكنيه". 252 - باب ما يقول إذا ختم سورة البقرة 435 - أخبرني أبو عثمان (¬7) حدثنا إبراهيم بن نصر حدثنا أبو نعيم حدثنا حنظلة بن أبي المغيرة القاص (¬8) عن عبد الكريم البصري عن سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير شيخ عبد الله بن أحمد وهو ثقة. 435 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: عبد الكريم البصري، هو ابن أبي المخارق أبو أُمية المعلم البصري؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثانية: حنظلة بن أبي المغيرة القاص؛ قال ابنُ معين؛ كما في "تاريخ الدوري" (2/ 140/ 3430): "ليس بشيء". وقال؛ كما في "سؤالات ابن الجنيد" (467/ 787): "ليس بذاك". وقال؛ كما في "الكامل في الضعفاء" (2/ 829): "ضعيف، يكتب حديثه". ونقل الإمام الحافظ الذهبي في "المغني في الضعفاء"، و"ميزان الاعتدال" -وأقره الحافظ في "لسان الميزان"- عن ابن معين أنه قال فيه: "لا يكتب حديثه". الثالثة: إبراهيم بن نصر؛ لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال: روى عنه أهل الجبل. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "عمر". (¬2) في "هـ" و"م": "عن الحسن عن مكحول عن عجرد! " وهو مقحم، والمثبت هو الصواب. (¬3) في "ل": "جعرد"، وفي هامشها. "في نسخة: عجرة". (¬4) في "هـ": "مرداع". (¬5) في "هـ" و"ل": "بأير أبيك". (¬6) في "ل" بين السطور: "انتسب". (¬7) في "ل": "ابن عثمان". (¬8) في "م" و"هـ": "القاضي"، وهو خطأ، والصواب المثبت، وهو الموافق لكتب الرجال.

253 - باب ما يقول إذا قرأ: (شهد الله)

جبير عن حذيفة - رضي الله عنهما - قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقرأ سورة البقرة، فلما ختمها قال: "اللهمّ، ربنا لك الحمد"، قلت لعبد الكريم: كم مرة؟ قال: سبع مرات (¬1). ثم قرأ التي بعدها؛ فلما ختمها قال نحوًا من ذلك حتى بلغ سبعًا. 253 - باب ما يقول إذا قرأ: (شهد الله) 436 - أخبرني أبو العباس بن قتيبة العسقلاني حدثنا ابن أبي السري حدثنا أبو سعد عمر بن حفص بن ثابت بن زرارة حدثني عبد الملك بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 436 - ضعيف جدًا أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (146/ 246 - آل عمران)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 124 - 125/ 250) من طريقين عن ابن أبي السري به. واسمه محمد بن المتوكل العسقلاني. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه ثلاث علل: الأولى: ابن أبي السري؛ صدوق عارف له أوهام كثيرة؛ كما في "التقريب". الثانية والثالثة: عمر بن حفص بن ثابت، وعبد الملك بن يحيى بن عبادة؛ ذكرهما البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيهما جرحًا ولا تعديلًا. وأخرجه أحمد في "مسنده" (1/ 166) من طريق بقية بن الوليد: حدثني جبير بن عمرو، عن أبي سعد الأنصاري، عن يحيى مولى آل الزبير بن العوام، عن الزبير به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا، فيه علل: الأولى: جبير بن عمرو؛ قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ص 67): "لا يُدرى من هو؟ ". الثانية والثالثة: أبو سعد الأنصاري وأبو يحيى مولى آل الزبير؛ ذكرهما الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ص 489) ولم يذكر فيهما شيئًا؛ فهما مجهولان. وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيقه لـ "المسند" (1421): "ثلاثتهم مجهولون". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 325): "رواه أحمد، والطبراني؛ وفي أسانيدهما مجاهيل". ¬

_ (¬1) في "ل": "مرار".

254 - باب ما يقول إذا أتى على آخر لا أقسم والمرسلات والتين

يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثني أبي عن جدي عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ هذه الآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} [آل عمران: 18]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا أشهد أنك أي ربّ". 254 - باب ما يقول إذا أتى على آخر لا أقسم والمرسلات والتين 437 - حدثنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار (الرمادي) (¬1) حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 437 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو داود (1/ 234/ 887) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 310)، و"السنن الصغير" (1/ 166/ 422)، و"الأسماء والصفات" (1/ 66/ 31)، و"شعب الإيمان" (2/ 377/ 2097)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 104 - 105/ 623)، و"معالم التنزيل" (8/ 287)، وأبو بكر بن أبي داود في "الشريعة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 41) عن عبد الله بن محمد الزهري، والترمذي (5/ 443/ 3347)، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 492) - عن ابن أبي عمر العدني، والدارقطني في "العلل" (11/ 247) من طريق علي بن المديني وهذا في "العلل" له؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 41)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 40) من طريق الإمام أحمد بن حنبل وهذا في "مسنده" (2/ 249)، وابن حجر أيضًا (2/ 40) من طريق الحميدي وهذا في "مسنده" (2/ 437/ 995)، وأبو بكر بن أبي داود في "الشريعة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 41) من طريق عبد الله بن وهب وحسين بن علي الجعفي، سبعتهم عن سفيان بن عيينة به. قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "المسند" (13/ 120/ 7385): "إسناده ضعيف؛ لجهالة الراوي التابعي الذي لم يسم". وقال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "المشكاة" (1/ 272).: "وإسناده ضعيف؛ فيه أعرابي لم يُسمَّ". وقال أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم أبادي في "عون المعبود" (3/ 143): "والحديث ضعيف؛ لأن فيه مجهولًا". ونقل عنه صاحب "فتح الودود" قوله: "هذا الأعرابيُّ لا يُعرف؛ ففي الإسناد جهالة". ¬

_ (¬1) زيادة من "م " و"هـ".

سفيان بن عيينة حدثنا إسماعيل بن أمية قال: سمعت أعرابيًا من أهل البادية ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قالوا. وقال الترمذي: "هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يُسمَّى". وقال النووي في "المجموع" (3/ 563): "وهو حديث ضعيف، وإن كان أصحابنا احتجوا به". وقال في "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص 96 - 97): "رواه أبو داود، والترمذي بإسناد ضعيف". وحسّنه الحافظ في "نتائج الأفكار"، ولعله لشواهده وسيأتي الكلام عليها. وخالف إسماعيلُ بنُ عُلَيَّة سفيانَ بنَ عيينة؛ فرواه عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبي هريرة به. فسمى المبهم عبدَ الرحمن: أخرجه عليُ بنُ المديني في "علله"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 42) -ومن طريقه الدارقطني في "العلل" (11/ 248) -، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 151 - 152) -ومن طريقه ابن مردويه في "تفسيره" - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 41 - 42) -. قال سفيان ابن عيينة -لما سأله ابن المديني-: "لم يحفظه ابنُ عُلية" وقال ابن المديني: "والمحفوظ رواية ابن عيينة". على أن فيه عِلَّة أخرى؛ وهي ما قاله الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 42): "وعبد الرحمن بن القاسم المذكور لم يسمع من أبي هريرة، والله أعلم" أ. هـ. قلت: وهو كما قال. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (248/ 685) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 106 أو 119) -، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 42) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن نصر بن حاجب، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي هريرة به. قلت: نصر هذا جاء مصرحًا باسمه هكذا عند الشجري، وهو مختلف فيه؛ قال ابن معين وأبو داود: "ليس بشيء"، وقال النسائي في "التمييز": "ليس بثقة"، وضعفه الذهبي، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، ووثقه ابن حبان. وقال أبو عوانة: "صدوق لا بأس به". هذا ما ذكره الحافظ في ترجمته في "لسان الميزان" والذي أراه: أن نصر بن حاجب يُستشهد به، وأن حديثه ليس بمطروح، وأما إذا انفرد أو خالف فلا تطمئن النفس لانفراده أو مخالفته، والله أعلم. وقد خالف هنا الإمام الحافظ سفيان بن عيينة، والقولُ قول سفيان. على أن الحافظ الدارقطني ذكر في "العلل" (11/ 246)، وكذا المزيُ في "تحفة الأشراف" (11/ 105): أن إبراهيم بن طهمان رواه عن نصر بن طريف، عن

قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال أبو القاسم (¬1) - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ـــــــــــــــــــــــــــــ إسماعيل بن أمية به. وزاد بين محمد بن عبد الرحمن وأبي هريرة رجلًا لم يُسمَّ. فسمَّوه نصر بن طريف؛ فإن يكن هو؛ فإسناده ضعيف جدًا، ساقط بمرة؛ فإنه -أعني: نصر بن طريف- متروك الحديث، فلا يستشهد به ولا كرامة. ثم إن فيه علَّةً أخرى: وهي أن محمد بن عبد الرحمن بن سعد لم يدرك أبا هريرة؛ فقد ذكر الحافظ ابن حجر في "التقريب" أنه من الطبقة السادسة، وهم من لم يثبت لهم لقاء لأي صحابي؛ كما نص عليه في المقدمة، وقد جاء هذا صريحًا في الرواية التي ذكرها الدارقطني والمزي بأن بينهما رجلًا لم يسمَّ. ورواه إبراهيم بن أبي يحيى عن إسماعيل بن أمية لكن قَلَبَه؛ فقال: عن سعد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة به. ذكره الدارقطني في "العلل" (11/ 246). قلت: وإبراهيم هذا؛ متروك؛ كما في "التقريب". وأخرجه الحاكم (2/ 510) -وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 64 - 65/ 30)، و"شعب الإيمان" (2/ 376 - 377/ 2096) -، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 43) من طريق يزيد بن هارون وشيبان بن فروخ كلاهما عن يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي اليسع عن أبي هريرة به. قلت: وهذه الطريق أوهى من سابقتها بكثير؛ فإن يزيد بن عياض هذا كذَّاب؛ كذّبه مالك وابن معين، وأبو اليسع؛ مجهول. أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وهذا عجيب منهما! -وبخاصَّة الذهبي-؛ فإنه قال في "ميزان الاعتدال" (4/ 589): "أبو اليسع عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ القيامة والتين، قال: "بلى". فأبو اليسع لا يدري من هو؟ والسند بذلك مضطرب! ". وقال في "المغني في الضعفاء" (2/ 816/ 7831): "أبو اليسع عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ آخر القيامة والتين، قال: "بلى". أبو اليسع لا يُعرف، وإسناده مضطرب! ". قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 43): "وعجبت للحاكم كيف خفي عليه حاله -يعني: يزيد بن عياض- حتى صححه". وتعقب المناويُّ الحاكمَ والذهبى في "فيض القدير" (5/ 156) فقال: "وهو عجيب؛ ففيه يزيد بن عياض، وقد أورده الذهبيُّ في "المتروكين"، وقال النسائي وغيره: متروك، عن إسماعيل بن أمية؛ قال الذهبي: كوفي ضعيف!؛ عن أبي اليسع؛ لا يُعرف. ¬

_ (¬1) في "ل": "رسول الله".

قرأ أحدكم: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)}؛ فانتهى إلى آخرها: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِر ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الذهبي في "ذيل الضعفاء المتروكين": "إسناده مضطرب! "، ورواه في "الميزان" في ترجمة أبي اليسع، وقال: لا يدري من هو، والسند مضطرب! "" أ. هـ كلامه. قلت: وَهِمَ - رحمه الله - في تضعيف إسماعيل بن أمية ونقله عن الذهبي أنه قال فيه: كوفي ضعيف؛ فإن إسماعيل بن أمية راوي حديثنا هذا ثقة ثبت من رجال الكتب الستة، ولعله اختلط عليه بضعيف آخر اسمه إسماعيل بن أمية وهو الذي ذكره الذهبي في "المغني" (636)؛ فليصحح. وأما إعلال الذهبي الحديث بالاضطراب، فلا يسلم له؛ لأن شرط الاضطراب: أن تتساوى جميع الطرق في القوة بحيث لا يمكن ترجيح أحدها على الآخر، وهذا منتف في حديثنا هذا؛ لأن جميع الطرق -عدا طريق ابن عُلَيَّة- ضعيفة جدًا لا تثبت، فهي لا تقوى على ردِّ الضعيف، فكيف بالصحيح إذا كان من إمام حافظ كابن عيينة؟. ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 43): "وجميع هذه الطرق لا تثبت؛ فإن نصر بن طريف شديدُ الضعف، وكذا ابن أبي يحيى، وكذا يزيد بن عياض" أ. هـ. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 452/ 4052)، و"تفسيره" (2/ 383) عن معمر عن إسماعيل بن أمية به معضلًا؛ فأفسده. وللحديث شواهد من حديث البراء بن عازب، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، ومن حديث من لم يسمَّ، ومرسل قتادة. أما حديث البراء؛ فأخرجه القطيعيُّ في "جزء الألف دينار" (451/ 304) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 44) -: ثنا محمد بن يونس الكديمي: ثنا شعيب بن بيان الصفار: ثنا شعبة: حدثني يونس الطويل جليس لأبي إسحاق الهمداني، عن البراء بن عازب به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: محمد بن يونس الكديمي؛ متروك متهم بالكذب. الثانية: يونس جليس أبي إسحاق؛ مجهول. قال الحافظ: "ومحمد بن يونس؛ فيه مقال، وقد رواه مسلم بن قتيبة -أحد الثقات- عن شعبة فلم يسمِّ الصحابي". قلت: لو رواه مسلم بن قتيبة الثقة -إن صح السند إليه- عن شعبة تبقى جهالة يونس قائمة، وهي مما لم يتطرف لها الحافظ ألبتة وهو قصور منه - رحمه الله -. وأما حديث جابر؛ فأخرجه ابنُ المنذر في "تفسيره"، وأبو بكر بن أبي داود في "الشريعة"، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 44) كلهم من طريق

عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، آمنا ـــــــــــــــــــــــــــــ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر به. قال الحافظ في "نتائج الأفكار" (2/ 45): "ورجاله رجال الصحيح إلا إسحاق؛ فإنه ضعيف". قلت: كلام الحافظ - رحمه الله - يوهم أن ضعف إسحاق هذا يسير، وليس الأمر كذلك؛ فإن الحافظ نفسه قال في "التقريب": "متروك"، وقال البخاري والذهبي: "تركوه". وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ق 114/ أ) من طريق أبي بكر الهُذَلي، عن محمد بن المنكدر به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ أبو بكر الهذلي؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". وأوهم الحافظُ ابنُ حجرِ (رحمه الله) -كالعادة- أنه ليس بشديد الضعف؛ فإنه قال في "نتائج الأفكار" (2/ 45): "وقد تابعه -يعني: ابن أبي فروة- ضعيف آخر؛ وهو أبو بكر الهذلي". وأما حديث ابن عباس؛ فأخرجه عبد بن حميد في "تفسيره"، وأبو بكر بن أبي داود في "الشريعة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 46 و 47)، وابن حجر (2/ 46 - 47) بطرق كثيرة عن شعبة عن أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بنحوه واقتصر على ذكر سورة القيامة. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، وأبو إسحاق السبيعي وإن كان قد اختلط؛ فإن شعبة روى عنه قبل الاختلاط وقد كفانا تدليسه؛ كما هو معروف. وهو وإن كان موقوفًا فله حكم الرفع؛ لأنه لا يقال بالرأي. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 151) عن عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 482) من طريق أبي أحمد الزبيري كلاهما عن الثوري عن أبي إسحاق به. والثوري من أثبت الناس في السبيعي. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 383) -ومن طريقه الطبري في "جامع البيان"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 47) -ولم أره في مطبوع دار المعرفة- عن معمر، وابن أبي داود في "الشريعة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 47) من طريق أبي الأحوص، والطبري في "جامع البيان". (30/ 160 - 161) من طريق الجراح بن مليح ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي به. ولفظ الجراح بن مليح أنه في سورة التين. وأما حديث الرجل الذي لم يسمَّ؛ فأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"

باللهِ، وإذا قرأ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1)} فانتهى إلى آخرها: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ ـــــــــــــــــــــــــــــ (ص 151) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 48):- ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم: ثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن آخر، عن آخر أنه كان يقرأ فوق بيته يرفع صوته فقال: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}، فقال: "سبحانك وبلى"، فسئل عن ذلك؛ فقال: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 482)، و"نتائج الأفكار" (2/ 48): ثنا الحسن بن محمد بن الصباح: حدثنا شبابة، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة [عن رجل] عن آخر أنه كان فوق السطح (وذكره). وسقطت [عن رجل] من مطبوع "تفسير القرآن العظيم" واستدركتها من "النتائج"؛ فليحرر. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 335) عن إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة وأخرجه أبو داود (1/ 233 - 234/ 884) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 310)، والبغوي في "شرح السنة" (3/ 105/ 624)، و"معالم التنزيل" (8/ 288) من طريق غندر عن شعبة عن موسى بن أبي عائشة به. ولم يجعل بين موسى والصحابي أحدًا -رواه عنه مباشرة-. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (8/ 42 - 49): "وموسى بن أبي عائشة؛ ثقة مخرج له في "الصحيح" لكنه وصف بكثرة الإرسال ... وروايتنا من طريق أبي النضر أتم؛ وفيها مبهمان لا يعرف حالهما ولا عينهما وسقطت من رواية أبي داود. وعجبت من سكوته، ولعله تسهل فيه لوجود شاهده، ولكونه في فضائل الأعمال ولكون شعبة لا يسند غالبًا إلا عن الثقات" أ. هـ. وأما مرسل قتادة؛ فأخرجه الطبري في "جامع البيان" (29/ 125): ثنا بشر بن معاذ العقدي: ثنا يزيد بن زريع: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: "ذكر لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} [القيامة: 40]، قال: "سبحانك وبلى". قلت: وهذا مرسل صحيح. وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" (2/ 383)، وعبد بن حميد في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 49)، والطبري في "جامع البيان" (30/ 160 و 161) بطرق عن قتادة بذكر سورة التين. وهو مرسل صحيح.

255 - باب ثواب من قرأ خمسين آية في اليوم والليلة

يُؤْمِنُونَ}؛ فليقل: آمنا بالله، وإذا قرأ أحدكم: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)} فانتهى إلى آخرها: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)} فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين". قال إسماعيل بن أمية: ذهبت أعيد على البدوي؛ لأنظر كيف حفظه؛ فقال: يا ابن أخي أتراني لم أحفظ؟! لقد حججت ستين حجة أو سبعين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي (¬1) حججت عليه. 255 - باب ثواب من قرأ خمسين آية في اليوم والليلة 438 - حدثنا الحسين بن يوسف الفحام حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة حدثنا عثمان بن صالح حدثنا ابن لهيعة حدثنا حميد بن مخراق عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحافظ: "ورواته ثقات، وإن كان الذاكر لذلك صحابيًا وسمعه قتادة منه؛ فهو صحيح، وإلا؛ فهو حسن لشواهده" أ. هـ. وبالجملة؛ فإن الحديث حسن فقط بالنسبة للذكر في سورة القيامة فقط بشاهده من حديث ابن عباس ومرسل قتادة، وبالله التوفيق. 438 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه المصنف (672) بسنده سواء. قلت: إسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة ضعيف، وحميد بن مخراق؛ هو: أبو صخر الخراط؛ صدوق يهم؛ كما في "التقريب"، ولم يدرك أحدًا من الصحابة؛ فهو منقطع. قال الحافظ؛ كما في "الفتوحات الربانية" (3/ 275): "سنده ضعيف". وأخرجه المصنف (700) من طريق يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن أبي صخر عن يزيد الرقاشي عن أنس به. قلت: يتبين من ذلك أن الواسطة بين حميد وأنس هو يزيد الرقاشي، وهو متروك؛ فالحديث واه بمرة. لكن أخرج ابن نصر في "قيام الليل" (ص 164 - مختصر)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 180/ 1142) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين أو كتب من القانتين". قلت: سنده صحيح؛ صححه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 244/ 643). ¬

_ (¬1) في "ل": "التي".

256 - باب ثواب من قرأ مائة آية في اليوم

أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ في يوم وليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين". 256 - باب ثواب من قرأ مائة آية في اليوم 439 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ـــــــــــــــــــــــــــــ 439 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه المصنف (674) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (717) -وعنه المصنف (675) -، وأحمد (4/ 103)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (429/ 392)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 242/ ب - ق 243/ أ- المحموديّة) عن أبي توبة به. وأخرجه النسائي (717)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 280/ 3143)، و"المعجم الكبير" (2/ 50/ 1252)، و"مسند الشاميين" (2/ 213/ 1208) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 86)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 243/ أ- المحمودية) - من طريق عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حميد به. وأخرجه الدارمي في "سننه" (2/ 464) عن يحيي بن بسطام عن يحيى بن حمزة عن زيد بن واقد به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن صحيح". قلت: رجاله ثقات؛ غير سليمان بن موسى الأشدق؛ فإنه صدوق؛ لكن قال ابن معين وأبو مُسهر وغيرهما: "سليمان بن موسى لم يُدرك كثير بن مرة"؛ فالسند ضعيف. انظر: "جامع التحصيل" (ص 230 - 231)، و"سير أعلام النبلاء" (5/ 435) وغيرها. وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 245/ 644) وخفيت عليه علة الانقطاع؛ فلتستدرك. وأيضًا؛ خفيت على الحافظ الهيثمي؛ فإنه قال في "مجمع الزوائد" (2/ 267): "فيه سليمان بن موسى الدمشقي وثقه ابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: عنده مناكير وهذا لا يقدح". لكن الحديث صحيح بشواهده: منها: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا نحوه؛ وتقدم في الحديث السابق. وأخرج الدارمي (2/ 464) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 243/ أ- المحموديّة) - بسند حسن عن تميم الداري وفضالة بن عبيد - رضي الله عنهما - بنحوه موقوفًا.

257 - باب تفدية الرجل أخاه

حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ مائة آية في اليوم كتب له قنوت (¬1) ليلته". 257 - باب تفدية الرجل أخاه 440 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عقبة بن مكرم حدثنا يونس بن بكير ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرج أيضًا (2/ 466) بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - نحوه موقوفًا. قلت: وهما وإن كانا موقوفين، لكن لهما حكم الرفع؛ كما لا يخفى؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي. 440 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطرقه وشواهده)؛ أخرجه أبو داود (4/ 124/ 4343)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (230 - 231/ 205)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (15/ 9 - 10/ 18962) -وسقط منه: عن عكرمة-، وأحمد (2/ 212)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 219/ 1181)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9 - 10/ 4 - قطعة من المجلد 13)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -ومن طريقه الخطابي في "العزلة" (14/ 6) -، والحمّامي في "جزء الاعتكاف" (ق 167)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1723/ 4359)، والحاكم (4/ 282 - 283 و 525)، وعبد الله بن المبارك في "المسند" (158 - 159/ 257)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 177 - 178/ 232) بطرق عن يونس بن عمرو به. ويونس بن عمرو؛ هو ابن أبي إسحاق السبيعي، عمرو هو اسم أبي إسحاق السبيعي، وأبو العلاء؛ هو هلال بن خباب. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (2/ 232)، والمنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 443): "إسناده حسن". قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 415): ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "طاعة".

حدثنا يونس بن عمرو عن أبي العلاء عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو ـــــــــــــــــــــــــــــ "وهو كما قالا؛ فإن هلالًا هذا فيه كلام يسير، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن؛ إلا إذا خولف، وقد توبع على أصل الحديث" أ. هـ. قلت: وهو كما قال. وأخرجه أبو داود (4/ 123 - 124/ 4342)، وابن ماجه (2/ 1307 - 1308/ 3957)، وأحمد (2/ 221)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 217 - 218/ 1176 - 1180)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (2/ 667 - 668/ 736)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 5 و 11/ 7 - قطعة من المجلد 13)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (693) -ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (3/ 573/ 253) -، والحاكم (4/ 435) من طريق أبي حازم، عن عُمارة بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 415): "وهو كما قالا؛ فإن رجاله ثقات معروفون؛ غير عمارة هذا؛ فقد وثقه العجلي وابن حبان، وروى عنه جماعة من الثقات". وأخرجه أحمد (2/ 220) من طريق أبي حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. قلت: وسنده حسن؛ للكلام المعروف في "نسخة عمرو". وأخرجه أحمد (2/ 162)، وهنَّاد السَّري في "الزهد" (1238)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9 و 11 أو 13 - قطعة من المجلد 13)، و"المعجم الأوسط" (2/ 316/ 2086)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (3/ 575 - 576/ 456)، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 587 - 588/ 745) بطرق عن الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - (1/ 416): "ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أن الحسن البصري في سماعه من ابن عمروِ خلاف، وأيهما كان؛ فهو مدلس، وقد عنعنه". قلت: وهو كما قال؛ فسنده ضعيف، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 8 قطعة من المجلد 13)، و"المعجم الأوسط" (4/ 313/ 4299) من طريق عبيد الله بن عمر [عن معمر عن أيوب] عن ابن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو به. قلت: وسنده صحيح؛ رجاله ثقات. وما بين القوسين سقط من "المعجم الكبير".

- رضي الله عنهما - قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فذكروا وذُكِرَت الفتنة؛ فقال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه بلا ريب، وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/ 39) - عدا جملة: "الزم بيتك واملك عليك لسانك". قال شيخنا ناصرُ السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 416): "ومما يُلاحظ أن هذه الطرق الثلاث -مع طريق عقبة بن أوس- ليس فيها الزيادة التي في الطريق التي قبل هذه -يعني: الأولى-: "الزم بيتك، واملك عليك لسانك"؛ فالقلب يميل إلى أنها زيادة شاذة؛ لأن الذي تفرد بها هو هلال بن خباب، فيه كلام؛ كما سبق؛ فلا يحتج به إذا خالف الثقات، لكنها ثبتت بأحاديث أخرى، فانظر هذه "السلسلة" (888 و 1535) " أ. هـ. ثم قال شيخنا - رحمه الله -: "وإن مما يؤيد شذوذها أنني وجدت لحديث ابن عمرو هذا شاهدًا من حديث أبي هريرة مثله، ليس فيه الزيادة" أ. هـ. قلت: وجاء أيضًا عن عبد الله بن عمر وسهل بن سعد وغيرهم. أما حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ فأخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (10/ 189/ 9805) -، والدولابي في "الكنى" (2/ 35)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 279 - 280/ 5950 و 281 - 282/ 5951 و 15/ 124 - 125/ 6730 - إحسان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 220/ 1182 أو 220 - 221/ 1183)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 156/ 2776 و 8/ 334/ 8791)، وابن السماك في "الأول من الرابع من حديثه" (ق 108)؛ كما في "الصحيحة" (1/ 416)، والطبري؛ كما في "فتح الباري" (13/ 38)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (3/ 575/ 255) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - (1/ 417): "وهذا سند صحيح على شرط مسلم". وهو كما قال. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 283): "رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح" أ. هـ. وأما حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -؛ فأخرجه البخاري في "صحيحه" (1/ 565/ 480)، وحنبل بن إسحاق في "كتاب الفتن"؛ كما في "فتح الباري" (13/ 39) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/ 245)، وإسحاق الحربي في "غريب الحديث"، كما في "فتح الباري" (1/ 566)، و"تغليق التعليق" (2/ 245)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 442/ 5593). قلت: سنده حسن.

258 - باب التفدية بالأبوين

"إذا الناس مرجت عهودهم، وخفَّت أماناتهم، وكانوا هكذا -وشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصابعه-"، فقلت: كيف أفعل يا رسول الله -جعلني الله فداك- عند ذلك؟ فقال (¬1)؛ "الزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ بما (¬2) تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع أمر العامة". 258 - باب التفدية بالأبوين 441 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة (بن سعيد) (¬3) حدثنا الليث (بن سعد) (3) عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال سعد - رضي الله عنه -: لقد جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُدِ أبويه كليهما، يريد: حين قال: "فداك أبي وأمي"، وهو يقاتل. ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 279)، والبوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (10/ 189): "رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع؛ وهو ضنعيف". قلت: وهو كما قالا، لكنه لم يتفرد به، بل تابعه آخرون عند من ذكرنا آنفًا. وأما حديث سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه -؛ فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (72/ 28)، وابن شاهين في "جزء من حديثه" (ق 210/ أ)، والروياني في "مسنده" (2/ 234 - 235/ 1118)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 164/ 5868 و 196/ 5984)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 463). قلت: هو بمجموع طرقه عن سهل صحيح. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب. 441 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة " (228/ 195)، و"فضائل الصحابة" (34/ 112) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7/ 358/ 4057)، ومسلم (4/ 1876/ 2412)، والترمذي (5/ 131/ 2830) عن قتيبة بن سعيد به. ¬

_ (¬1) في "ل": "وقال". (¬2) في "ل": "ما". (¬3) زيادة من "هـ" و"م".

259 - باب التفدية بالوجه

259 - باب التفدية بالوجه 442 - حدثنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا علي بن زيد بن جُدْعان سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: كان أبو طلحة - رضي الله عنه - إذا لقي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العدو جثا بين يديه على ركبتيه، ونثل كنانته (¬1) بين يديه، وقال: وجهي لوجهك الوقاء (¬2)، ونفسي لنفسك الفداء، وعليك سلام الله غير مودع. ـــــــــــــــــــــــــــــ 442 - إسناده ضعيف؛ (وهوصحيح)؛ أخرجه الحميدي في "مسنده" (2/ 506/ 1202) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1147/ 2881) - عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2/ 452/ 828 و 456/ 832) من طريق عبد الأعلي بن حماد وميمون الحفاظ كلاهما عن سفيان به. قلت: إسناده ضعيف؛ علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيف الحديث. وأخرج أحمد (3/ 286)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/ 506)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 165/ 1345 - منتخب)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 137/ 3412)، والخطابي في "غريب الحديث" (1/ 433)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1147/ 2882) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه -: أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحد، والنبي خلفهُ يترسُ به، وكان راميًا، فكان إذا ما رفع رأسه ينظر أين وقع سهمه فيرفع أبو طلخة رأسه ويقول: هكذا بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا يصيبك سهم -، نحري دون نحرك. قلت: وسنده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4064)، ومسلم في "صحيحه" (1811) من طريق عبد الوارث عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس نحوه. وأخرجه أحمد (3/ 105 و 206)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 77/ 8284)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 14/ 3778)، وابن حبان في "صحيحه" (10/ 443/ 4582 و 16/ 148/ 718 - إحسان)، والحاكم (3/ 353) وغيرهم من طريق حميد عن أنس. وسنده صحيح. ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيمن: "نثلت كنانتي نثلًا: أخرجت ما فيها من النبل". (¬2) في "ل" بين السطور: "هذا وقاء له، ووقاية لما يوقى به الشيء".

260 - باب التفدية بالأموال والأولاد

260 - باب التفدية بالأموال والأولاد 443 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ابن أبي المعلى عن أبيه - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "إن رجلًا (¬1) خيَّره الله - تعالى - بين أن يعيش في الدّنيا ما شاء أن يعيش فيها، يأكل ما شاء أن يأكل منها، وبين لقاء ربه - عَزَّ وَجَلَّ -؛ فاختار لقاء ربه"؛ فبكى أبو بكر - رضي الله عنه - قال: بل نفديك يا رسول الله، بأموالنا وأبنائنا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من النَّاس أَمَنَّ (¬2) علينا (¬3) في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلًا، ولكن ودّ وإخاء وإيمان، وإن صاحبكم خليل الله - عَزَّ وَجَلَّ -". 261 - باب من يرد على من يفديه 444 - أخبرنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني رباح بن محمد عن أبيه أنه بلغه: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له قائل: (نفديك) (¬4) بآبائنا وأمهاتنا، فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يُفْدَى الحبيب بالحبيب". قال أحمد بن صالح: كما تقول فديتك. ـــــــــــــــــــــــــــــ 443 - مضى برقم (414). 444 - إسناده ضعيف؛ فقد رواه المصنف بلاغًا. ¬

_ (¬1) في "هـ" وهامش "م": "عبدًا". (¬2) في هامش "ل" الأيمن: "الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف. وجاء على وجهين: متعد بنفسه، يقال: أمنته، أي: جعلت به الأمن, وغير متعد، بمعنى: صار في أمن". (¬3) في "م": "عليّ". (¬4) زيادة من "م" و"هـ".

262 - باب ما يقول إذا انتهى إلى مجلس يجلس فيه

262 - باب ما يقول إذا انتهى إلى مجلس يجلس فيه 445 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة (بن سعيد) (¬1) (ح) وحدثنا (يحيى) (1) بن صاعد حدثنا محمد بن معاوية قالا: حدثنا خلف بن خليفة عن حفص وهو ابن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنت جالسًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلقة إذ (¬2) جاء رجل؛ فسلّم على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وعلى القوم، فقال: السّلام عليكم؛ فرد عليه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "وعليكم (¬3) السّلام ورحمة الله وبركاته"، فلما جلس الرجل قال: الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه؛ كما يحب ربنا أن يحمد، وينبغي له ويرضى؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف قلت؟ "، فردّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال؛ فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - للقوم: "والذي نفسي بيدي لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن يكتبها فما دروا كيف يكتبوها (¬4) حتى رفعوها إلى ذي العزة (- عَزَّ وَجَلَّ -) (¬5)؛ فقال: اكتبوها، كما قال عبدي". ـــــــــــــــــــــــــــــ 445 - إسناده حسن. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (289/ 341)، و"السنن الكبرى" (4/ 409/ 7718) بسنده سواء. وأخرجه السّراج في "مسنده" -وعنه ابن حبّان في "صحيحه" (3/ 125/ 845 - إحسان)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة " (5/ 259/ 1887) - عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه أحمد (3/ 158) -ومن طريقه الضياء المقدسي (5/ 258 - 259/ 18868) - عن حسين بن محمد عن خلف بن خليفة به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير خلف بن خليفة، وهو صدوق. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 97): "رواه أحمد، ورجاله ثقات". ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) في "ل": "إذا". (¬3) في "م": "وعليك". (¬4) في "ل": "يكتبونها". (¬5) زيادة من "ل".

263 - باب السلام إذا انتهى الرجل إلى المجلس

263 - باب السلام إذا انتهى الرجل إلى المجلس (¬1) 446 - أخبرني أبو عروبة حدثنا أبو الخطاب حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثني علي بن أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن هشام السدوسي حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة وحماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من قوم جلسوا مجلسًا؛ فيقوموا (¬2) عن غير ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة (إلى) (¬3) يوم القيامة". ـــــــــــــــــــــــــــــ 446 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (347/ 1159) عن أبي عروبة الحراني به. وأخرجه أيضًا (347/ 1158) عن علي بن أحمد بن سليمان به. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/ 447 - 448/ 608) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 207)، و"تاريخ أصبهان" (2/ 224)، والشجري في "الأمالي" (1/ 256) - عن أبي الخطاب به. وأخرجه أحمد (2/ 515 و 527) عن روح بن عُبادة وعبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة به. وأخرجه أبو داود (4/ 264/ 4855)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (13/ 408)، وأحمد (2/ 389)، وابن بشران في "الأمالي" (ج 3/ ق 6/ أ)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 388)، والحاكم (1/ 491 - 492 و 492)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 403/ 542)، و"الدعوات الكبير" (1/ 11/ 11)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 177 - 178/ 1384 و 1385) بطرق عن سهيل بن أبي صالح به. قال الحاكم؛ "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وصححه على شرط مسلم ابن قيم الجوزية في "جلاء الأفهام" (ص 96)، وشيخنا الألباني في "الصحيحة" (1/ 159). ¬

_ (¬1) سقط عنوان الباب من "م". (¬2) في "ل": "فتفرقوا". (¬3) زيادة من "ل".

264 - باب ما يدعو به الرجل لجلسائه

264 - باب ما يدعو به الرجل لجلسائه 447 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا الربيع بن سليمان ببن داود حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 447 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (310/ 401) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1656/ 1911) من طريق عبد الله بن عبد الحكم به. قلت: إسناده ضعيف؛ عبيد الله بن زحر أكثر العلماء على تضعيفه، ولخصه الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ". هكذا رواه بكر بن مضر -وهو ثقة ثبت-, وخالفه يحيى بن أيوب الغافقي؛ فرواه عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن ابن عمر بإسقاط نافع: أخرجه الترمذي (5/ 528/ 3502)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (310/ 402)، وابن أبي الدنيا في "اليقين" (46/ 2) -ومن طريقه ابن جماعة - في "مشيخته" (2/ 478 - تخريج البرزالي) -، والدينوَريُّ في "المجالسة وجواهر العلم" (3/ 99/ 725)، والشجري في "الأمالي" (1/ 238)، وابن قتيبة في "عيون الأخبار" (2/ 304)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 174 - 157/ 1374)، و"الشمائل" (2/ 736/ 1181)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (109/ 106)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 298 - 299) بطرق عن عبد الله بن المبارك وهذا في "الزهد" له (1/ 375/ 407) عن يحيى بن أيوب به. ويحيى بن أيوب؛ صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب"، وقد خالف من هو أوثق منه وهو بكر بن مضر، والقول قول بكر، أو يقال: إن عبيد الله بن زحر اضطرب في هذا الحديث، فكان تارة يرويه هكذا، وتارة أخرى هكذا، والله أعلم. على أن هذه الطريق فيها علَّةً أخرى وهي الانقطاع؛ فإن خالد بن أبي عمران لم يسمع من ابن عمر؛ كما قال المزني في "تحفة الأشراف" (5/ 343). وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 156/ 1911)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 200 - 201/ 966)، والحاكم (1/ 528)، وتمام في "فوائده" (1/ 214/ 505)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 15/ ق 256/ ب) من طريق الليث بن سعد وابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران به. قلت: وهو بمجموعهما حسن ثابت؛ فإن ما يخشى من ضعف ابن لهيعة زال بمتابعة الليث بن سعد وهو وإن كان الراوي عنه عبد الله بن صالح فيه ضعف معروف لكنه ليس بشديد؛ فيصلح في المتابعات ويثبت بمجموعهما إلى خالد، ويصح بمتابعة عبيد الله بن زحر السابقة. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه. وقد قال الترمذي: "حديث حسن غريب".

265 - باب ما يقول إذا جلس مجلسا كثر فيه لغطه

عبد الله بن عبد الحكم حدثنا بكر بن مضر عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن نافع قال: كان ابن عمر - رضي الله عنهما - إذا جلس مجلسًا لم يقم حتى يدعو لجلسائه بهذه الكلمات، وزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهن لجلسائه: "اللهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به إلى جنتك، ومن اليقين ما تهوّن علينا مصائب الدنيا به، اللهمّ، متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ علمنا, ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا". 265 - باب ما يقول إذا جلس مجلسًا كَثُرَ فيه لغطه 448 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق ـــــــــــــــــــــــــــــ 448 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح بشواهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (308/ 397 - مكرر) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 494/ 3433)، وأحمد (2/ 494)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 155)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 31/ 77 و 6/ 346/ 6584)، و"الدعاء" (3/ 1657/ 1913)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 289)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 156)، وأبو عمرو عثمان بن هارون السمرقندي في "جزء فيه من الفوائد المنتقاة الحسان العوالي" (223/ 83)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 536)، و"معرفة علوم الحديث" (ص 113)، والحسين المروزي في "البر والصلة"، وسمّويه في "فوائده"؛ كما في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 725)، وابن حبان في "صحيحه" (2366 - موارد)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 435 / 628)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 134/ 1340)، و"معالم التنزيل" (4/ 243 - ط. دار المعرفة)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 28 - 29)، و"الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 132/ 1401)، وابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 239 - 240)، وتمام في "فوائده" (2/ 270/ 1715)، والخليلي في "الإرشاد" (3/ 960 - 961/ 249)، والذهبي في "معجم شيوخه" (1/ 182)، و"سير أعلام النبلاء" (6/ 335)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 168/ 210) بطرق عن حجاج بن محمد. الأعور المصيصي به. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

أنا الحجاج أنا ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحاكم:- "هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ إلا أن البخاري أعلَّه برواية وهيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن كعب الأحبار". وقال الذهبي: "صحيح غريب". قلت: وليس كما قالوا؛ لما سيأتي بيانه. قال البخاري عقبه: "وقال موسى عن وهيب: نا سهيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة قوله، ولم يذكر موسى بن عقبة سماعاً من سهيل، وحديث وهيب أولى". وذكر الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 113 - 114)، والخليلي في "الإرشاد" (3/ 961)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 136)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/ 28 - 29 و 13/ 102 - 103)، والذهبي في "السير" (12/ 436 - 437)، والحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 719 - 720) نحو ذلك عن البخاري في حكايته جرت له مع مسلم بن الحجاج صاحب "الصحيح"، هذا نصها: قال الحاكم: هذا الحديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح وله علة فاحشة، وهي: ما حدثني أبو نصر: أحمد بن محمد الوراق قال: سمعت أبا حامد: أحمد بن حمدون القصار يقول: سمعت مسلم بن الحجاج - وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري؛ فقبّل بين عينيه، وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيّد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، حدثك محمد بن سلام، ثنا مخلد بن يزيد الحراني، أنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في "كفارة المجلس" فما علته؟ قال محمد بن إسماعيل: "هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث؛ إلا أنه معلول؛ ثنا به موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا سهيل، عن عون بن عبد الله قوله. قال محمد بن إسماعيل: "هذا أولى؛ فإنه لا يذكر لموسى سماع من سهيل" انتهى. وتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 718) بقوله: "فيا عجباه من الحاكم! كيف يقول هنا: إن له علة فاحشة ثم يغفل؛ فيخرج الحديث بعينه في "المستدرك" ويصححه؟! ومن الدليل على أنه كان غافلاً في حال كتابته له في "المستدرك" عما كتبه في "علوم الحديث" أنه عقبه في "المستدرك" بأن قال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ إلا أن البخاري أعله برواية وهيب، عن موسى بن عقبة عن سهيل، عن أبيه عن كعب الأحبار". وهذا الذي ذكره لا وجود له عن البخاري، وإنما الذي أعلّه البخاري في جميع طرق هذه الحكاية - هو الذي ذكره الحاكم أولاً.

عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من جلس ـــــــــــــــــــــــــــــ وذلك من طريق وهيب، عن سهيل، عن عون بن عبد الله لا ذكر لكعب فيه ألبتة، وبذلك أعله أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهم؛ كما سأوضحه، وعندي أن الوهم فيها من الحاكم في حال كتابته في "علوم الحديث"؛ لأنه رواها خارجًا عنه على الصواب، رواها عنه البيهقي في "المدخل"، ومن طريقه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في "تاريخه" .. الخ كلامه. وقال الدارقطني في "العلل" (8/ 203 - 204): "وخالفهم وُهَيب بن خالد: رواه عن سهيل، عن عون بن عبد الله قولَه. وقال أحمد بن حنبل: حدّث به ابن جريج عن موسى بن عقبة، وفيه وهم، والصحيح: قول وُهيب. وقال -يعني أحمد-: وأخشى أن يكون ابن جريج دلّسه عن موسى بن عقبة: أخذه من بعض الضعفاء عنه. والقول؛ كما قال أحمد". وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 195): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ابن جريج -فذكر الحديث-؛ فقالا: هذا خطأ، رواه وُهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوف، وهذا أصحُّ. قلت لأبي: الوهمُ ممّن هو؟ قال: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، وأخشى أن يكون ابن جريج دلّس [تحرف في المطبوع إلى: وليس] هذا الحديث عن موسى بن عقبة ولم يسمعه من موسى, أخذه من بعض الضعفاء. سمعت أبي مرة أخرى يقول: لا أعلم روى هذا الحديث عن سهيل أحدٌ إلاَّ ما يرويه ابن جريج عن موسى، ولم يذكر ابن جريج فيه الخبر، فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى، إذ لم يروه أصحاب سهيل". قلت: أما الخشية من تدليس ابن جريج؛ فقد قال الحافظ في "النكت" (2/ 724): "فقد أمناها لوجودنا هذا الحديث من طرقِ عدة عن ابن جريج قد صرّح فيها بالسماع من موسى". ثم قال (2/ 725 - 726): "وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه، وذلك أن سهيلًا كان قد أصابته علّة نسي من أجلها بعض حديثه، ولأجل هذا قال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتجُّ به. فإذا اختلف عليه ثقتان في إسنادٍ واحد: أحدهما: أعرف بحديثه -وهو: وُهيب- من الآخر -وهو: موسى- قَوِيَ الظنّ بترجيح رواية وهيب؛ لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسى بن عقبة لم يستحضره؛ كما ينبغي، وسلك فيه الجادّة، فقال: (عن أبيه عن أبي هريرة)؛ كما هي العادة في أكثر أحاديثه؛ ولهذا قال البخاري في تعليله: "لا نعلم لموسى سماعًا من سهيل"؛ يعني: أنه إذا كان غير معروف بالأخذ عنه، ووقعت عنه رواية واحدة خالفه فيها من هو أعرف بحديثه وأكثر له ملازمة رجحت روايته على تلك الرواية المنفردة" أ. هـ كلام الحافظ.

مجلسًا (¬1) كثر فيه لغطه، ثم قال قبل أن يقوم: سبحانك اللهمّ، وبحمدك، ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال في "الفتح" (13/ 545): "وأما من صحّحه؛ فإنَّه لا يرى هذا الاختلاف علّةَ قادحةَ، بل يجوز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين". وتابع موسى على روايته: 1 - محمد بن أبي حميد: عند الطبراني في "الدعاء" (1913)، ومحمد؛ متروك. 2 - إسماعيل بن عياش: عند الفريابي في كتاب "الذكر"؛ كما في "النكت" (2/ 722). وإسماعيل؛ ضعيف في روايته عن أهل الحجاز، وسهيل مدني. وقد قال أبو حاتم؛ كما في "العلل" (2/ 196): "فما أدري ما هذا؟! نفس إسماعيل ليس براوية عن سهيل، إنما روى عنه أحاديث يسيرة". 3 و 4 ـ عاصم بن عمر، وسليمان بن بلال عند الدارقطني في "الأفراد"؛ كما في "النكت" من رواية الواقدي عنهما. والواقدي؛ متّهم. وللحديث طريق أخرى: فأخرجه أبو داود (4858)، وابن حبان في "صحيحه" (593 ـ إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (1915)، والمزي في "تهذيب الكمال" (ق 808) من طريق عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا. قلت: وعبد الرحمن هذا؛ مقبول؛ كما في "التقريب"، وله مناكيرة كما قال الذهبي في "الميزان". وقد خولف فيه؛ فأخرجه أبو داود (4857)، والطبراني في "الدعاء" (1915)، وابن بشران في "الأمالي" (135/ 291)، وابن حبان والمزي من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوفًا. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 196): "هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو موقوف أصح". وبالجملة؛ فالحديث لا يصح من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ ولهذا قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "العلل" لابنه (2/ 195): "لا أعلم روي هذا الحديث عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في شيء من طرق [حديث] أبي هريرة" أ. هـ. وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 726) خاتمًا الكلام على هذا الحديث: "وبهذا التقرير؛ يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدّة فحصهم، وقوّة بحثهم، وصحّة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما ¬

_ (¬1) في "هـ" و"ل": "في مجلس".

لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك؛ غفر له ما كان في مجلسه ذلك". ـــــــــــــــــــــــــــــ مشى فيه على ظاهر الإسناد كالترمذي وكأبي حاتم ابن حبان، فإنه أخرجه في "صحيحه" وهو معروف بالتساهل في باب النقد، ولا سيما كون الحديث المذكور في فضائل الأعمال، والله أعلم" أ. هـ. وهذه من جواهر ودرر علم الحافظ - رحمه الله -؛ فعض عليها بالنواجذ. لكن للحديث شواهد يصح بها: منها: عن عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس مجلسًا أو صلى صلاة تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن تلك الكلمات، فقال: "إن تكلم بخير كان طابعًا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفّارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك". أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 71 - 72)، و"الكبرى" (1/ 399/ 1267)، و"عمل اليوم والليلة" (308 و 400)، وأحمد (6/ 77)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 290)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1656 - 1657/ 1912)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 435/ 629)، والسمعاني في "أدب الإملاء" (ص 75)، وابن حجر في "فتح الباري" (13/ 546) من طريق خلاد بن سليمان عن خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة به. قال الحافظ في "الفتح" (13/ 545): "وسنده قوي". وقال في "النكت" (2/ 733): "إسناده صحيح". وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3164). وشاهد آخر من حديث السائب بن يزيد بنحوه: أخرجه أحمد (3/ 450)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 183/ 6673)، والطحاوي (4/ 289)، وسمويه في "فوائده"؛ كما في "النكت" (2/ 731) عن الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد به. قال الحافظ: "رجاله ثقات أثبات والسائب قد صح سماعه من النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فالحديث صحيح، والعجب أن الحاكم لم يستدركه مع احتياجه إلى مثله وإخراجه لما هو دونه". وقال في "الفتح" (13/ 545): "سنده صحيح". وآخر من حديث جبير بن مطعم: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (424)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 138/ 1586)، و"الدعاء" (3/ 1660/ 1919)، وابن أبي عاصم في "الدعاء"؛ كما في "النكت" (2/ 735) من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان عن مسلم بن أبي مرة وداود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم به.

....................................................................... ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحافظ ابن حجر: "رجاله ثقات؛ إلا أنه اختلف في وصله وإرساله؛ فقال ابن صاعد: تفرد به عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة بقوله: عن نافع بن جبير عن أبيه". قلت: رواه النسائي (425) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن ابن عجلان عن مسلم بن أبي مرة عن نافع بن جبير به مرسلًا. ومحمد أوثق من عبد الجبار، وهو ملازم لابن عيينة. وتابع ابن عيينة الليث بن سعد عن ابن عجلان به؛ قاله الحافظ في "النكت" (2/ 735). وأخرجه الحسين المروزي في "البر والصلة"؛ كما في "النكت" عن ابن عيينة وعلي بن غراب عن ابن عجلان به مرسلًا. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/ 17 - 18) من طريق روح بن عبادة وعبد الله بن مسلمة القعنبي عن داود بن قيس عن نافع بن جبير به مرسلًا. وتابعهما إسماعيل بن جعفر المدني عن داود بن قيس به مرسلًا: أخرجه ابن خزيمة في "حديث علي بن حجر" (483/ 427) -ومن طريقه النسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 424) -. قلت؛ ولا شك أن المرسل أصح؛ ولهذا قال العقيلي: "هذا أولى". وأخرجه الحاكم (1/ 537) من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأحمد بن الحسين اللهبي عن داود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه به موصولًا. قلت: وفي السند سقط؛ لأن بين عبد العزيز الأويسي وأحمد اللهبي وبين داود بن قيس مفاوز، ثم في الطريق إليهما الحسن بن علي بن زياد شيخ شيخ الحاكم؛ قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/ 235): "ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الإمامية وذكر له أشياء منكرة". وقد صححه الحاكم - رحمه الله - على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 163/ 81): "وهو كما قالا". قلت: وهو وهم منهم جميعًا، ولم يتنبه شيخنا - رحمه الله - لعلة الإرسال. وكذلك قول الهيثمي - رحمه الله - في "مجمع الزوائد" (10/ 1412 و 423): "رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح"، ونحوه قول المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 236) بعد ما عزاه للنسائي والطبراني: "ورجالهما رجال الصحيح". وشاهد آخر من حديث أبي برزة الأسلمي: أخرجه أبو داود (4/ 265/ 4859)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (320/ 426)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 256/ 9374)، وأحمد (4/ 420 و 425)، والدارمي (2/ 283)، وأبو يعلى في "المسند" (13/ 421/ 7426)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 659/ 1917)، والحاكم (1/ 537)، والبيهقي في "الآداب" (342)، والخطيب في "الجامع" (2/ 132/ 1402)،

....................................................................................... ـــــــــــــــــــــــــــــ والبزار في "البحر الزخار" (9/ 295 - 296/ 3848)، والروياني في "مسنده" (2/ 335 - 336/ 1309)، والشجري في "الأمالي" (1/ 245)، وابن بشران في "الأمالي" (1/ 310/ 687 و 2/ 66 - 67/ 1077) من طريق الحجاج بن دينار عن أبي هاشم الرُّمَّاني عن أبي العالية عن أبي برزة الأسلمي به. قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في "تهذيب السنن" (7/ 203): "إسناده حسن؛ الحجاج؛ صدوق، وثقه غير واحد، وأبو هاشم؛ هو الرماني من رجال "الصحيحين"" أ. هـ. وقال الحافظ في "فتح الباري" (13/ 545): "سنده قوي". قلت: وهو كما قالا، وقد وقع فيه اختلاف لا يضر - إن شاء الله -. فأخرجه النسائي (427)، والطبراني في "الصغير" (1/ 222)، و"الأوسط" (ق 239/ ب - ق 240/ أ - مجمع البحرين)، و"الكبير" (4/ 287/ 4445)، و"الدعاء" (3/ 1660/ 1918)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (ص 87)، والحاكم (1/ 537) من طريق يونس بن محمد المؤدب عن مصعب بن حيان عن أخيه مقاتل بن حيان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج به. قال الطبراني: "لم يروه عن أبي العالية عن رافع إلا مقاتل، ولا عنه إلا أخوه مصعب تفرد به يونس". قلت: وهو ثقة ثبت، لكن شيخه مصعب؛ ليّن الحديث؛ كما في "التقريب"؛ فهو ضعيف. أما الهيثمي، فقال في "مجمع الزوائد" (10/ 141): "رجاله ثقات". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب": "إسناده جيد". فهو قصور منهما. وقد أعل الحديث بالإرسال، فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (428 و 430)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 256/ 9376)، وابن عمشليق في "جزئه" (66/ 31) عن الثوري وإسرائيل عن منصور عن فضيل عن زياد بن حصين عن أبي العالية به مرسلًا. وأخرجه النسائي (429)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 307/ 1574) من طريق عاصم الأحول عن زياد به مرسلًا. قلت: وسنده صحيح مرسلًا، وقد أعله أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان؛ ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 188) بعد ما ذكر سند الحديثين: "قلت: ورواه منصور عن فُضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسل. قال أبي: حديث منصور أشبه؛ لأن حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجّاج ليس بالقوي" وحديث الربيع بن أنس دونه [كذا] مصعب بن حيّان عن مقاتل بن حيّان عن

266 - باب كم مرة يستغفر في المجلس

266 - باب كم مرة يستغفر في المجلس 449 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا عمرو بن علي حدثنا أبو علي الحنفي حدثنا مالك بن مِغْول عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: إن كنّا لنعدّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحد يقول -مائة مرة-: "ربّ اغفر لي، وتب عليّ، إنك أنت التوّاب الغفور (¬1) ". 267 - باب الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عند التفرق من المجلس 450 - حدثنا أبو محمد بن صاعد حدثنا سوار بن عبد الله القاضي ـــــــــــــــــــــــــــــ الربيع. قال أبو زرعة: حديث منصور أشبه؛ لأن الثوري رواه وهو أحفظهم". وكذا رجح الحافظ الدارقطني المرسل على الموصول؛ كما في "العلل" له (6/ 310 - 311/ 1161). قلت: لكن إعلال حديث أبي برزة بضعف حجاج، غير مسلم؛ لأن حجاجًا ليس بضعيف؛ كما يفهم من كلام أبي حاتم، بل هو صدوق، ووثقه بعضهم، وطريقه غير طريق أبي العالية المرسلة، وعليه فقد يكون للحديث طريقان: أحدهما موصول، وآخر مرسل، وكلاهما ثابت؛ وهذا أولى من توهيم الرواة بدون دليل. والله أعلم. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه بلا ريب؛ والله الموفق. 449 - تقدم تخريجه برقم (371). 450 - صحيح، أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (66/ 86)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1663/ 1924)، والحاكم (1/ 496)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 214/ 1569) بطرق عن بشر بن المفضل به. وأخرجه أحمد (2/ 495)، وأبو طاهر المُخَلِّص في "جزء فيه سبعة مجالس من الأمالي" (56 - 57/ 17) من طريق حجاج بن محمد المصيصي الأعور: ثنا ابن جريج: ثنا زياد بن سعد عن صالح مولى التوأمة به. وأخرجه الطيالسي (2311)، وأحمد (2/ 453)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (65 - 66/ 85)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 28/ 1255) بطرق كثيرة عن ابن أبي ذئب عن صالح به. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "الرحيم"، والصواب المثبت؛ وهو الموافق لما في "عمل اليوم والليلة" (458) للنسائي، وقد رواه المصنف عنه.

حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عمارة بن غزية عن صالح مولى التوأمة قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه؛ وصالح ليس بالساقط". وتعقبه الذهبي في "تلخيص المستدرك": "قلت: صالح ضعيف! ". قلت: وليس كما قال الذهبي، فإن صالح مولى التوأمة وإن ضعف لاختلاطه؛ فهو صحيح الحديث، إذا روى عنه أحد قبل اختلاطه، وهذا منها؛ فإن عمارة بن غزية وزياد بن سعيد وابن أبي ذئب سمعوا من صالح مولى التوأمة قبل الاختلاط؛ قاله غير واحد من أهل العلم؛ كما في "الكامل في "الضعفاء" (4/ 1374 و 1375 - 1376)، و"الكواكب النيرات" (ص 261 - 263)، و"التقريب" (1/ 363). قال شيخنا ناصر السُّنَّةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 156): "وصالح مولى التوأمة؛ هو ابن نبهان وإن كان ضعيفًا؛ لاختلاطه؛ فهو صحيح الحديث، إذا روى عنه قدماء أصحابه قبل الاختلاط، وهذا منها؛ فإن من الطرق المشار إليها آنفًا: زياد بن سعد وابن أبي ذئب ... ، وعمارة بن غزية عند الطبراني والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد"، على أنه قد تابعه جماعة منهم أبو صالح السمَّان. فانتقاد الذهبي تصحيح الإسناد لصالح مردود، لا سيما وقد قال في "الكاشف": "وقال ابن معين: هو حجة قبل أن يختلط، فرواية ابن أبي ذئب عنه قبل اختلاطه"" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. وأخرجه الترمذي (5/ 461/ 3380)، وأحمد (2/ 446 و 481 و 484)، وعبد الله بن المبارك في "الزهد" (342/ 962)، و"المسند" (48)، وابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 322/ 8141 - لكن موقوفًا)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (51/ 54)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1662/ 1923)، والنحاس في "جزء الصّلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (ق 19)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (8/ 130 و 131)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 210)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 27/ 1254)، والسبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (1/ 172)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (106)، وعيسى بن علي الجراح في "أماليه" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 206/ أ - المحمودية) - بطرق عن سفيان الثوري عن صالح به. قلت: سفيان سمع من صالح بعد الاختلاط، فالسند ضعيف؛ لكن العمدة على الطرق السابقة. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". ونقل عنه المزيُّ في "تحفة الأشراف" (10/ 115)، وابن قيّم الجوزيَّة في "جلاء الأفهام" (ص 95) أنه قال فيه: "حديث حسن"، وهو أصح. وقال البغوي: "هذا حديث حسن".

268 - باب السلام على أهل المجلس إذا أراد أن يقوم

سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: "أيّما قوم جلسوا فأطالوا، ثم ثفرقوا قبل أن يذكروا الله - عَزَّ وَجَلَّ -، ويُصَلُّوا على نبيّهم - صلى الله عليه وسلم -؛ (إلا) (¬1) كانت عليهم يوم القيامة ترة، إن شاء عذّبهم، وإن شاء غفر لهم". 268 - باب السلام على أهل المجلس إذا أراد أن يقوم 451 - أخبرنا أبو عبد الله الصوفي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث طريق أخرى: فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (409 و 410)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 323/ 7067)، وأحمد في "المسند" (2/ 463)، والزهد (ص 35)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (139/ 301)، وابن حبان في "صحيحه" (2322 - موارد)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/ 254/ 934)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 328/ 1692)، وابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 72/ 2)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 67) من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به. وبعض الرواة قال: عن أبي سعيد الخدري، ولا يضر ذلك؛ لأنه تردد بين صحابيين؛ والصحابة كلهم عدول. قلت: وسنده صحيح على شرط الشيخين، وصححه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 158/ 761). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 79): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". (تنبيه): رواية ابن منيع موقوفة، قال البوصيري: وحكمه الرفع؛ إذ ليس للرأي فيه مجال" أ. هـ. 451 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو داود (4/ 353/ 5208)، والترمذي (4/ 62 - 63/ 2706)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (299/ 369)، وأحمد (2/ 230 و 287 و 439)، والحميدي في "مسنده" (2/ 490 - 491/ 1162)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 465 - 466/ 1007 و 466 - 467/ 1008)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 380 - 381/ 1350 - و 1351 و 1352 و 1353 و 1354)، والطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 99 - 100)، وأبو يعلى في "مسنده" (11/ 440 - 441/ 65671)، ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ـــــــــــــــــــــــــــــ والبزار في "البحر الزخار" (ق 177/ أ)، وابن حبان في "صحيحه" (1932 و 1933 - موارد)، والفاكهي في "حديثه" (138 - 139/ 21)، والبيهقي في "الآداب" (173/ 277)، و"شعب الإيمان" (6/ 448/ 8846)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (12/ 293/ 3328)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/ 60)، وتمام الرازي في "فوائده" (3/ 401/ 1176 - ترتيبه)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (2/ 609 - 610/ 539) بطرق كثيرة عن ابن عجلان به. قال الترمذيُّ والبغويُّ: "هذا حديث حسن". وقال النووي في "الأذكار" (2/ 644 - 645 - بتحقيقي): "بأسانيد جيدة". وحسَّنه الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 364) -. وقال شيخنا ناصر السُّنّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 356): "إسناده جيد؛ رجاله كلهم ثقات، وفي ابن عجلان -واسمه محمد- كلام يسير لا يضر في الاحتجاج بحديثه". قلت: وهو كما قالوا، وهكذا رواه أبو خالد الأحمر وبشر بن المفضل والليث بن سعد ويحيى القطان وروح بن القاسم وسفيان بن عيينة والثوري والمفضل بن فضالة وقران بن تمام والضحاك بن مخلد وسليمان بن بلال وهشام بن حسان وابن جريج ومحمد بن مطرف وبكر بن وائل جميعهم عن ابن عجلان به. وخالفهم صفوان بن عيسى والوليد بن مسلم؛ فروياه عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به. فزادا في السند "عن أبيه"، وهو وهمٌ، والقول قول الجماعة، وهو الذي رجحه الإمام الحافظ الدارقطني في "العلل" (10/ 390). على أن ابن عجلان توبع عليه به دون ذكر "عن أبيه" مما أكد لنا شذوذ الرواية السابقة. وهي عند البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 466)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (299/ 370) -وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 382/ 1355) -، وأبو يعلى في "مسنده" (11/ 440/ 6566). والمتابعة التي أشرت لها آنفًا: أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (298 - 299/ 368)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 448/ 986) -ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" (1931 - موارد) -, والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 448/ 8847) من طريق يعقوب بن زيد التيمي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 356): "والتيمي هذا ثقة؛ فصح الحديث والحمد لله". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -.

269 - باب الاستغفار قبل أن يقوم

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:؛ إذا أتى أحدكم مجلسًا؛ فليسلم فإن بدا له أن يجلس جلس، وإن أراد أن يقوم؛ فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة (¬1) ". 269 - باب الاستغفار قبل أن يقوم 452 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا عباد بن عباد عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما جلس قوم في مجلس؛ فخاضوا في حديث، واستغفروا الله - عَزَّ وَجَلَّ - قبل أن يتفرقوا؛ إلا كفر الله لهم ما خاضوا فيه". 270 - باب كم يستغفر إذا قام من المجلس 453 - أخبرنا (أبو القاسم) (¬2) بن منيع حدثنا علي بن الجعد أخبرنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 452 - موضوع؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (3/ 401/ 3278 - المسندة)، و (3/ 197/ 3244 المجردة)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 425/ 7244 - ط. دار الوطن) - بسنده سواء. قلت: وهذا إسناد موضوع؛ آفته جعفر بن الزبير هذا؛ فقد كذبه شعبةُ، وقال البخاري: "تركوه". وقال الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 737): "وجعفر بن الزبير المذكور متروك الحديث، والله سبحانه وتعالى أعلم". 453 - موضوع؛ أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 778/ 2063) -ومن طريقه السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (1/ 359/ 220) - بسنده سواء. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 559) عن طريف بن عبيد الله الموصلي عن علي بن الجعد به. قال شيخنا ناصر السُّنَّةِ العلاّمةُ الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 550/ 1369): "وهذا إسناد موضوع؛ آفته جعفر هذا؛ فقد كذبه شعبة، وقال ¬

_ (¬1) في "م": "الأخرى". (¬2) زيادة من "هـ" و"م".

271 - باب ما يقول إذا غضب

إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس؛ فأراد أن يقوم؛ استغفر الله عشرًا إلى خمس عشرة". 454 - وأخبرني أبو أيوب الخزاعي حدثنا أبو علقمة نصر بن خزيمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال: قال ابن ناسح عبد الله الحضرمي - رضي الله عنه -: "كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من المجلس، استغفر عشرين مرة؛ فأعلن". 271 - باب ما يقول إذا غضب 455 - أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي حدثنا محمد بن بشار حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ البخاريُّ: "تركوه"، وقال ابن عدي: "أحاديثه عامتها مما لا يتابع عليه، والضعف على حديثه بيّن" أ. هـ. 454 - إسناده ضعيف؛ قال شيخنا ناصر السُّنَّةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 551/ 1370): "وهذا إسناد ضعيف مرسل؛ عبد الله بن ناسح -بمهملتين- لا تصح له صحبة؛ كما قال أبو نعيم. [في "معرفة الصحابة" (4/ 1794)]. ونصر بن خزيمة أورده ابنُ أبي حاتم (4/ 1/ 473)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا ذكر له راويًا سوى شيخ ابن السُّنِّي هذا وسماه سليمان بن عبد الحميد الخمصي، وأبوه خزيمة بن عبادة -وفي نسخة: جنادة- بن محفوظ ذكره في "التهذيب" في الرواة عن نصر بن علقمة وأنه روى عنه نسخة كبيرة، ولم أجد له ترجمة، وسائر الرواة ثقات، وابن عائد؛ اسمه عبد الرحمن" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 455 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (306/ 389) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 436 - 437/ 1237) - بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 504) عن محمد بن بشار -بندار- به. وأخرجه أحمد (5/ 244) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 117/ 288) - عن عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه الترمذيُّ (5/ 504/ 3452) من طريق قبيصة عن الثوري به. وأخرجه أبو داود (4/ 249 - 250/ 4780) -وعنه الخطابي في "غريب الحديث" (1/ 142) -, والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 116/ 287)، من طريق جرير بن

عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ - رضي الله عنه - قال: استبَّ رجلان عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فغضب أحدهما، فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلم كلمة لو قالها؛ لذهب غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم". نوع آخر: 456 - أخبرني محمد (بن أحمد) (¬1) بن المهاجر حدثنا إبراهيم بن ـــــــــــــــــــــــــــــ عبد الحميد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (306/ 390)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 534/ 5435 و 10/ 350/ 9631) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 117/ 289) -, وأحمد (5/ 240) من طريق زائدة بن قدامة، والطبراني (20/ 116/ 286) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير به. قال الترمذي: "وهذا حديث مرسل؛ عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل؛ مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب، وقتل عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام ابن ست سنين". قلت: وهو كما قال. قلت: هكذا رواه الثقات الأثبات: سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة، وجرير بن عبد الحميد، وعبيد الله بن عمر عن عبد الملك بن عمير به. وخالفهم يزيد بن زياد بن الجعد -وهو صدوق-؛ فرواه عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أُبي بن كعب به، فجعله من مسند أُبيّ: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (306/ 391) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 437/ 1238) -, وأبو يعلى في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي (3/ 436/ 1236) - من طريقين عن يزيد به. قلت: وهي رواية شاذة، والمحفوظ قول الجماعة. لكن الحديث صحيح المعنى؛ فقد أخرج البخاري في "صحيحه" (3282 و 6048 و 6115) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1333) -، ومسلم في "صحيحه" (2610) من حديث سليمان بن صُرد نحوه. 456 - إسناده ضعيف؛ لإرساله، وشيخ المصنف لم أجد له ترجمة. قال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 326): "أخرجه ابن السُّنِّي في "اليوم والليلة" من حديثه عائشة بسند ضعيف". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل" و"هـ"، وفي "ل": "المهاصر".

272 - باب كيف يسلم الرجل إذا دخل بيته

مسعود حدثنا جعفر بن عون (¬1) حدثنا أبو العميس عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: كانت عائشة - رضي الله عنها - إذا غضبت عرك النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأنفها ثم يقول: "يا عويش! قولي: اللهمّ، ربّ محمّد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن". 272 - باب كيف يسلم الرجل إذا دخل بيته 457 - أخبرنا أبو الليث الفرائضي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: قدمت أنا وصاحبان لي قد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: والمرفوع من الحديث له شاهد من حديث أم سلمة - رضي الله عنها - به. أخرجه أحمد (6/ 301)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 243 - 244/ 1532 - منتخب) وسنده حسن في الشواهد؛ لأن شهر بن حوشب فيه ضعف معروف، وفي "التقريب": "صدوق كثير الأوهام والإرسال". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 176): "إسناده حسن". 457 - إسناده صحيح؛ أخرجه البزار في "البحر الزخار" (6/ 41 - 42/ 2110) عن محمد بن المثنى عن أبي عامر العقدي به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 574/ 1028) ومسلم في "صحيحه" (3/ 1625 - 1626/ 2055)، والترمذي (5/ 70/ 2719)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة، (282 - 283/ 323)، والطيالسي في "مسنده" (1160) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (1/ 173 - 174) -، وأحمد (6/ 3)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 330 - 333/ 487)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 199/ 573) بطرق عن سليمان بن المغيرة به. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وأخرجه أحمد (6/ 2 و 4)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 86 - 87/ 1517)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 198 - 199/ 572) بطرق عن حماد بن سلمة عن ثابت به. قلت: وسنده صحيح على شرط مسلم. ¬

_ (¬1) في "م": "عمر".

273 - باب ما يقول إذا الطعام قرب إليه

على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فليس أحد يقبلنا؛ فانطلقنا إلى النّبيّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم -؛ فانطلق بنا إلى أهله؛ فإذا ثلاثة أعنز؛ فقال لنا: "احتلبوا هذا اللبن؛ فاقتسموا بينكم"، قال: فكنا نفعل، ونرفع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصيبه، قال: فيجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع يقظانًا، ثم يأتي المسجد ويصلي، ثم يأتي شرابه، فيشربه. 273 - باب ما يقول إذا الطّعام قُرِّبَ إليه 458 - حدثني الفضل بن سليمان حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن عيسى بن سميع حدثنا محمد بن أبي الزعيزعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في الطعام، إذا قرب إليه: "اللهمّ، بارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النّار، بسم الله". 274 - باب التسمية عند الطعام 459 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 458 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2212)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1213/ 888) -ومن طريقه وطريق غيره الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 215 - 216 وق 281 - 282 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بطرق عن هشام بن عمار به. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: "هذا حديث غريب. أخرجه ابن السُّنِّي وفي سنده ابن أبي الزُعَيْزِعَة -بزاي منقوطة، وعين بالتصغير مع التكرير- ضعيف جدًا؛ قال البخاري: منكر الحديث جدًا، وقد ذكر ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر عليه، وقال: لا يتابع على أحاديثه، وذكره ابن حبَّان في "الضعفاء" ووهّاه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 459 - إسناده صحيح؛ أخرجه النَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة" (258 - 259/ 273)، و"السنن الكبرى" (4/ 173/ 6754) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "ل": "رسول الله".

275 - باب ما يقول إذا نسي التسمية في أول طعامه

عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن خيثمة عن أبي حذيفة عن حذيفة - رضي الله عنهما - قال: كنا إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعينا إلى طعام لم نضع أيدينا حتى يضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده؛ فدعينا إلى طعام، فلم يضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده، فكففنا أيديناة فجاء أعرابي كأنما يُطْرَدُ؛ فأهوى بيده إلى القصعة؛ فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده؛ فأجلسه، ثم جاءت جارية؛ فأهوت بيدها إلى القصعة، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدها؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشّيطان لما أعياه أن ندع ذكر اسم الله - عَزَّ وَجَلَّ - على طعامنا جاء بهذا الأعرابي؛ ليستحلّ به طعامنا؛ فلما أجلسناه جاء بهذه الجارية؛ ليستحلّ بها طعامنا، فوالله إن يده في يدي مع يدها"، ثم ذكر اسم الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ فأكل. 275 - باب ما يقول إذا نسي التّسمية في أوّل طعامه 460 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا شباب خليفة بن خياط ثنا عمر بن علي ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1597) عن إسحاق بن إبراهيم -وهو المعروف بابن راهَوَيْه- به. وأخرجه مسلم (3/ 1597)، وأحمد (5/ 397 - 398)، وأبو عوانة في "مسنده" (5/ 161/ 8238)، والحاكم (4/ 108) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (3/ 1597/ 2017)، وأبو داود (3/ 347/ 3766) -وعنه أبو عوانة في "مسنده" (5/ 160 - 161/ 8236)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 112/ 1078)، وأحمد (5/ 382 - 383) -ومن طريقه المزني في "تهذيب الكمال" (11/ 292) -, وأبو عوانة في "مسنده" (5/ 160 - 161/ 8236)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 214 - 215/ 445) بطرق عن أبي معاوية، والطحاوي (3/ 112/ 1079)، وأبو عوانة (5/ 161/ 8237) من طريق حفص بن غياث، وأبو عوانة في "مسنده" (5/ 161/ 8239) من طريق أبي عوانة وشيبان النحوي خمستهم عن الأعمش به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ فقد أخرجه مسلم؛ كما تقدم. 460 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1340 - موارد) - عن أبي يعلى وهذا في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (3/ 67 - 68/ 2431)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 284/ 3577/ 1 - ط. دار الوطن) بسنده سواء.

المقدمي قال: سمعت موسى الجهني يقول: أخبرني القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نسي أن يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - في أول طعامه؛ فليقل حين يذكر: بسم الله أوله وآخره؛ فإنه يستقبل من طعامه (¬1) جديدًا، ويمتنع (¬2) الخبيث مما كان يصيب منه". نوع آخر: 461 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج (¬3) بن يونس ثنا علي بن ثابت عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 170/ 10354)، و"المعجم الأوسط" (5/ 25/ 4576)، و"الدعاء" (2/ 1213/ 889) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 221 - 222 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - عن عبدان عن شباب به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات، وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 382/ 198). وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 23): "رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات". وقال الحافظ ابن حجر: "ورجاله ثقات؛ إلا أنه اختلف في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه، ولولا ذلك لكان على شرط الصحيح". قلت: قد سمع من أبيه بلا ريب، وقد بينت ذلك فيما سبق تحت حديث (341). 461 - موضوع؛ أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 270)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/ 785) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (341) -, والطبراني في "الدعاء" (4/ 1212/ 890)، وأبو نعيم في "حِلية الأولياء" (10/ 114) بطرق عن سريج بن يونس به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 66 - 67/ 6867) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 227) من طريق عثمان بن عبيد عن حمزة النصيبي به. ¬

_ (¬1) في "ل": "طعامًا". (¬2) في "ل": "ويمنع". (¬3) في "هـ": "شريح".

276 - باب البسملة على آخر الطعام

حمزة النصيبي عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نسي أن يسمي على طعامه؛ فليقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} إذا فرغ". 276 - باب البسملة على آخر الطعام (¬1) 462 - أخبرنا أبو خليفة ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد عن جابر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا حمزة النصيبي". قال الحافظ: "وهو وضاع عند أهل العلم بالرجال". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع، والمتهم به حمزة؛ وهو حمزة بن أبي حمزة الجعفي النصيبي؛ قال أحمد: هو مطروح الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء، لا يساوي فلسًا، وقال ابن عدي: يضع الحديث، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه، وقال الدارقطني: متروك" أ. هـ. قلت: وهو كما قال. وفيه علة أخرى: وهي عنعنة أبي الزبير. 462 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح دون المرفوع)؛ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (712)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/ 118 - 119/ 1085)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 291/ 854 - ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 342 - 343/ 1511)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 226 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 48 - 49)، والحاكم (4/ 108 - 109) بطرق عن مسدد بن مسرهد وهذا في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 295/ 4829) به. وأخرجه النَّسائيُّ في "السنن الكبرى" (4/ 174/ 6758)، و"عمل اليوم والليلة" (262/ 282)، وأحمد (4/ 336) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 299)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 341 - 342/ 1509) -، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 6 - 7/ 1514)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 152/ 103 - رواية الحسن بن علي الجوهري)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/ 12 - 13)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 299/ 965) بطرق عن يحيى بن سعيد القطان به. وأخرجه أبو داود (3/ 347 - 348/ 3768) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات ¬

_ (¬1) في "ل": نوع آخر.

صبيح حدثني المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي، وصحبته إلى واسط -وكان إذا أكل يسمي- فإذا (¬1) كان في آخر لقمة قال: بسم الله أوله وآخره، قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ الكبير" (2/ 216 - 217/ 447)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 143) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 281/ 2301) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 342/ 1510)، والمزي في "تهذيب الكمال" (27/ 208 - 209)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 225) -, والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 291/ 855) -ومن طريقه الضياء المقدسي (4/ 343/ 1512)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 224) -, وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 48 - 49) بطرق عن عيسى بن يونس، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 119 - 120/ 1086) من طريق يوسف ابن يزيد، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1/ 140 - 141/ 104) عن عبيد الله القواريري، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 12 ق 224) من طريق مؤمل بن الفضل ومنصور بن شعبة ومحمد بن القاسم جميعهم عن الأعمش به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وتعقبهما شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (7/ 26): "قلت: وليس كما قالا؛ فإن المثنى هذا أورده الذهبي نفسُه في "الميزان"، وقال: "لا يُعرف؛ تفرد عنه جابر بن صبيح، قال ابن المديني: مجهول"؛ ولهذا قال الحافظ ابنُ حجر في "التقريب": "مستور"" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. وضعفه -أيضًا- (رحمه الله) في "الكلم الطيب" (ص 100). قلت: وهو كما قال. ولكن للحديث شواهد: 1 - حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وقد مضى برقم (460). 2 - حديث عائشة - رضي- الله عنها -: أخرجه أبو داود (3767)، والترمذي (1920)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (281)، وأحمد (6/ 207 - 208)، والدارمي (2/ 94)، والبيهقي (7/ 276)، والحاكم (4/ 108) من طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن بديل عن عبد الله بن عبيد عن امرأة منهم يقال لها: أم كلثوم عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كل أحدكم؛ فليذكر اسم الله -تعالى- في أوله، فإن نسي أن يذكر اسم الله -تعالى- في أوله؛ فليقل: بسم الله أوله وآخره". ¬

_ (¬1) في "م": ""وإذا".

277 - باب ما يقول لمن يأكل معه

فقلت له في ذلك؛ فقال: إن جدي أمية بن مخشي حدثني -وكان من أصحاب النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) - أن رجلًا كان يأكل عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فلم يسم، فلما كان في آخر لقمة قال: بسم الله أوله وآخره؛ قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما زال الشيطان يأكل معك حتى سميت،؛ فقاء الشيطان ما أكل". 277 - باب ما يقول لمن يأكل معه 463 - حدثنا عبدان ثنا عبد الله بن محمد العباداني ثنا الحسن بن حبيب بن ندبة (¬1) ثنا روح بن القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة - رضي الله عنه - قال: دخلت على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يطعم، فقال: "ادن؛ فَكُلْ، وسمِّ الله - عَزَّ وَجَلَّ -، وكُلْ بيمينك، وكل مما يليك". 278 - باب ما يقول إذا أكل مع ذي عاهة 464 - حدثنا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يونس بن محمد ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة أم كلثوم سواء أكانت الليثية المكية أم بنت محمد بن أبي يكر الصديق. وبالجملة؛ فالحديث صحيح ثابت بمجموع شواهده دون المرفوع منه، والله أعلم. 463 - صحيح، أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 27/ 8352)، و"المعجم الأوسط" (7/ 376/ 7770)، و"الدعاء" (2/ 1211 - 1212/ 885) من طريق الحسن بن حبيب به. وأخرجه الترمذي (4/ 288/ 1857)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (259/ 274 - مكرر، و 260/ 275)، وأحمد (4/ 26)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (314/ 906) بطرق عن هشام بن عروة به. قلت: وسنده صحيح. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5376)، ومسلم في "صحيحه" (2022) من طريق وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة نحوه. وقد تقدم الحديث (رقم 324) من طريق أخرى. 464 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 354/ 1822) -ومن طريقه ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "بدية".

عن مفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر (بن عبد الله - رضي الله عنهما -) (¬1): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد ـــــــــــــــــــــــــــــ الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 249 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بسنده سواء. والحديث في "مصنف ابن أبي شيبة" (8/ 317 - 318/ 4588)، و"الأدب" له (209/ 165) به. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1172/ 3542)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 309) عن ابن أبي شيبة به. وأخرجه أبو داود (4/ 20/ 3925)، والترمذي في "جامعه" (4/ 266/ 1817)، و"العلل الكبير" (2/ 770 - ترتيب أبي طالب القاضي) -ومن طريقه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (ج 9/ 558/ 187) -, وابن ماجه (2/ 1172/ 351)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 46/ 1090 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 249 - 250 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (139/ 83)، والطبري في "تهذيب الآثار" (31/ 84 - مسند علي)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 242) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 869/ 1456) -, وابن عدي في "الكامل" (6/ 2404)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 488/ 6120 - إحسان)، وأبو العباس الأصم في "جزء من حديثه" (ق 192/ ب) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 869/ 1456) -، والحاكم (4/ 136 - 137)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 219)، و"شعب الإيمان" (2/ 122/ 1356)، و"الآداب" (273/ 577)، وأبو عبد الله الدقاق في "معجم شيوخه" (288 - 289/ 16)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 869/ 1456)، والضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق 49/ أ)؛ كما في "الضعيفة" (3/ 281) بطرق كثيرة عن يونس بن محمد المؤدب به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث المفضل بن فضالة، وهو شيخ بصري، والمفضل بن فضالة شيخ آخر مصري أوثق من هذا وأشهر، وروى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة: أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم، وحديث شعبة أثبت عندي وأصح" أ. هـ. وقال البغوي في ""شرح السنة" (12/ 172): "هذا حديث غريب". وقال الحافظ: "هذا حديث حسن". قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 281 - ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

مجذوم (¬1)؛ فوضعها معه في القصعة؛ فقال: "كُلْ بسم الله، ثقةً باللهِ، وتوكلًا عليه". ـــــــــــــــــــــــــــــ 282/ 1144): "وحديث شعبة وصله العقيليُّ من طريق سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: "كان سلمان يعمل بيديه، ثم يشتري طعامًا، ثم يبعث إلى المجذومين فيأكلون معه". قلت (الألباني): فجعل سلمان مكان ابن عمر، ولعله الصواب؛ فإن إسناده صحيح، وعبد الرحمن بن زياد هذا هو الرصاصي؛ قال أبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو زُرعة: "لا بأس به"، وقال العقيلي [في "الضعفاء الكبير" (4/ 242)] عقب روايته: "هذا أصل الحديث، وهذه الزيادةُ أولى به؛ والمفضل ليس مشهورًا بالنقل، قال يحيى: ليس هو بذاك". وقال ابن عدي: "ولم أر في حديثه أنكر من هذا الحديث، وباقي حديثه مستقيم". وقال الذهبي في "الضعفاء": "مقارب الحديث، لا يحتج به. قاله الترمذي". وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف". قلت (الألباني): فقول الحاكم: "حديث صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، مما لا يخفى بُعده عن الصواب، ونحوه قول المناوي في "التيسير": "إسناده حسن" مغترًا بما نقله في "الفيض" عن ابن حجر أنه قال: "حديث حسن! "" أ. هـ كلام شيخنا - رحمه الله - بطوله. قلت: وهو كما قال. وللحديث طريق أخرى: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 281 و 4/ 1637) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 870/ 1457) - من طريق عبيد الله بن تمام، عن إسماعيل المكي، عن محمد بن المنكدر به. قال ابن عدي في الموضع الأول: "إسماعيل هذا أحاديثه غير محفوظة؛ إلا أنه ممن يكتب حديثه". وقال في الموضع الآخر: "وهذا قد رُوي من غير هذا الطريق عن محمد بن المنكدر، وعبيد الله في بعض ما يرويه مناكير". وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": "ضعفوه". قلت: والحديث مخالف لقول النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " ... وفِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد". أخرجه البخاري في "صحيحه" (5707). ¬

_ (¬1) في "ل": "مُجْذَم". وفي هامشها الأيسر: "في نسخة: مجذوم". ثم فسر: "الذي به جذام، وهو تشقق الجلد، وتقطع اللحم، وتساقطه".

279 - باب ما يقول إذا أكل

279 - باب ما يقول إذا أكل 465 - أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي أنا أحمد بن سليمان الرهاوي (¬1) ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالمرفوع ضعيف منكر، والصحيح وقفه. لأن إسناده صحيح، وهو ما رجحه الترمذي والعقيلي - رحمهما الله -؛ فالقول قولهما. 465 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (265/ 288) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1217/ 898) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 264 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني عن معاوية بن هشام به. وأخرجه أبو داود (3/ 366/ 3855) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 225/ 454) -, وأحمد (3/ 32 و 98) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 263 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 123) من طريق وكيع، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (265/ 289)، والترمذي في "الشمائل" (192) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنَّة" (11/ 278 - 279/ 2829) - من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (237/ 683)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 225/ 454) من طريق قبيصة ثلاثتهم عن الثوري عن أبي هاشم الرماني عن إسماعيل بن رياح عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 353) من طريق مؤمل بن إسماعيل عن الثوري عن أبي هاشم عن إسماعيل بن رياح عن رجل عن أبي سعيد الخدري به. وأخرجه الترمذي (5/ 508/ 3457)، والبخاري (1/ 354) عن حفص بن غياث عن حجاج بن أرطأة عن رياح عن ابن أخي أبي سعيد الخدري به. وأخرجه الترمذي (3457)، وابن أبي شيبة في "مسنده". كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 343/ 4925)، و"مصنفة" (8/ 309/ 4556 و 10/ 342/ 9610) -وعنه ابن ماجه (2/ 1092/ 3283) عن أبي خالد الأحمر، وابن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 343 - 344/ 4926)، وعبد بن حميد في "مسنده" (2/ 75/ 905 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 264 - 265) - عن يزيد بن هارون كلاهما عن حجاج بن أرطأة عن رياح عن مولى لأبي سعيد -وقال يزيد بن هارون: عن رجل- عن أبي سعيد الخدري به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/ 228): ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "بلد الرها من آرض الجزيرة".

حدثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أبي هاشم عن رباح (¬1) -وقال مرة: أخبرني رباح (1) - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أكل طعامًا قال: "الحمد لله الذي أطعمنا، وسقانا، وجعلنا مسلمين". نوع آخر: 866 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف ثنا أبو عبد الرحمن ـــــــــــــــــــــــــــــ "إسماعيل بن رياح السلمي؛ شبه تابعي، ما أدري من ذا؟ خرج له أبو داود، روى عنه أبو هاشم الرماني وحده، وحديثه مضطرب، ورياح هو ابن عبيدة؛ فيه جهالة"، ثم ذكر حديثنا هذا وقال: "غريب منكر". وقال المزيُّ في "تهذيب الكمال" (3/ 92): "وفيه اختلاف كثير". قلت: وقد بيّنه - رحمه الله - في (3/ 41 - 42). وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/ 282): "وفيه اضطراب". قلت: فالعجب منه كيف حسنه في "نتائج الأفكار"؟!. 466 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 344/ 4928) -وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (238/ 687) - بسنده سواء. وأخرجه أحمد (4/ 62 و 5/ 375) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3151/ 7253)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 431) - عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ به. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 202/ 6898)، وابن البخاري في "مشيخته" (3/ 1568 - 1569/ 434) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 279 - 280 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - عن يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب به. وأخرجه أحمد (4/ 337) من طريق رشدين بن سعد -وهو ضعيف- عن بكر بن عمرو به. قال شيخنا ناصر السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 152/ 71): "وهذا إسناد صحيح؛ رجاله كلهم ثقات رجال مسلم". ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، وفي "مصادر التخريج": "رياح" بمثناة تحتية.

المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني بكر بن عمرو عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير (¬1) أنه حدثه عن رجل خدم النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثمان سنين أنه كان يسمع النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) -إذا قرب إليه طعامه- يقول: "بسم الله"، فإذا فرغ من طعامه قال: "اللهمّ، أطعمت وسقيت، وأغنيت وأقنيت، وهديت وأحييت؛ ذلك الحمد على ما أعطيت". نوع آخر: 467 - حدثني الفضل بن عبد الله بن سليمان ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن عيسى بن سميع ثنا محمد بن أبي الزعيزعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في الطعام إذا فرغ: "الحمد لله الذي من علينا وهدانا، والذي أشبعنا وأروانا، وكل الإحسان أتانا". نوع آخر: 468 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني وأبو خيثمة ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال النووي في "الأذكار" (2/ 597 - بتحقيقي): "وروينا في "سنن" النسائي وكتاب ابن السُّنِّني بسند حسن! عن عبد الرحمن بن جبير التابعي ... ". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث صحيح". وتعقب النوويَّ في اقتصاره على تحسينه؛ فقال؛ "وفي اقتصار الشيخ على "حسن" نظر؛ فإن رجال سنده من يونس إلى الصحابي أخرج لهم مسلم، وقد صرح التابعيُّ بأن الصحابيَّ حدثه في رواية ابن المقرئ، فلعله خفي عليه حال ابن هبيرة". وقال في "فتح الباري" (9/ 581): "وسنده صحيح". 467 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 2216)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1216/ 895) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 282 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بطرق عن هشام بن عمار به. قلت: إسناده ضعيف جدًا، كما تقدم بيانه تحت حديث (رقم 458). 468 - مضى تخريجه برقم (272). ¬

_ (¬1) في "ل": "حُنين"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ كما في "م" و"هـ"، وهو الموافق لمصادر التخريج وكتب الرجال.

280 - باب ما يقول إذا شبع من الطعام

وأحمد بن إبراهيم الدورقي قالوا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن أكل طعامًا، فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفر الله - عَزَّ وَجَلَّ - له ما تقدم من ذنبه". 280 - باب ما يقول إذا شبع من الطعام 469 - أخبرنا أبو عبد الرحمن وأبو الحسين بن جوصا قالا: حدثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية بن الوليد حدثني السري بن ينعم الجبلاني حدثني عامر بن جشيب حدثني خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال؛ دعينا إلى وليمة -وهو معنا- فلما شبع من الطعام قال: أما أني لست أقوم مقامي هذا خطيبًا، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا شبع من الطعام قال: "الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي، ولا مُودَّع، ولا مستغنىً عنك ربَّنا". ـــــــــــــــــــــــــــــ 469 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (262 - 263/ 283) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 94/ 7472) من طريق عبد الوهاب بن نجدة الحوطي عن بقية به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (283)، و"السنن الكبرى" (4/ 201/ 6895)، وأحمد (5/ 267) -ومن طريقه المزنيُّ في "تهذيب الكمال" (10/ 236) - عن أبي المغيرة عن السري بن ينعم به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات، غير السري بن ينعم؛ وهو صدوق؛ كما في "التقريب". وقد توبع؛ فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 201/ 6896)، وأحمد (5/ 261)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 94/ 747)، و"مسند الشاميين" (3/ 135/ 1943)، و"الدعاء" (2/ 1215/ 893)، والحاكم (4/ 135 - 136)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (7/ 159) بطرق عن معاوية بن صالح عن عامر بن جشيب به. قلت: ومعاوية؛ صدوق. فهو بمجموعهما صحيح. وللحديث طريق أخرى تأتي برقم (485) - إن شاء الله -.

281 - باب ما يقول إذا شرب

نوع آخر: 470 - أخبرنا محمد بن زبان (¬1) حدثنا محمد بن رمح ثنا الليث عن سعيد بن أبي هلال عن من حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يفرغ من طعامه: الحمد لله الذي أطعمني؛ فأشبعني، وسقاني؛ فأرواني، بلا حول مني ولا قوة؛ ففد أذى شكر ذلك الطعام". 281 - باب ما يقول إذا شرب 871 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو همام ثنا ابن وهب أخبرني سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 470 - إسناده ضعيف؛ شيخ سعيد بن أبي هلال لم يسم، ثم هو مرسل؛ لأن سعيد بن أبي هلال من الطبقة السادسة؛ كما ذكر ابن حجر في "التقريب"، وهم الذين لم يلقوا أي صحابي أو رووا عن أي صحابي، فالذي لم يسم يحتمل أن يكون تابعيًا أو من طبقة سعيد. فإن كان الأول فهو مرسل، وإن كان الثاني فهو معضل. 471 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 265) -وعنه ابن حبان في "صحيح" (1351 - موارد) - بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (3/ 366/ 3851) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 226 - 227/ 455) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (264/ 285)، و"السنن الكبرى" (4/ 201/ 6894)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 182/ 4082) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 265 - 266 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 49/ 2053) بطرق عن ابن وهب به. قال شيخنا ناصر السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 323/ 705): "هذا سند صحيح على شرط الشيخين". وأحسنُ منه قوله في (5/ 94): "وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات رجال البخاري". وقال النووي في "الأذكار" (2/ 596 - بتحقيقي): "روينا في "سنن" أبي داود، والنسائي بالإسناد الصحيح عن أبي أيوب (وذكره) ". وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح". ¬

_ (¬1) هكذا في "ل" و"هـ"، وفي "م": "زيان"، وفي بعض المطبوعات: "ريان"، والمثبت هو الصحيح.

أبي أيوب عن أبي عقيل القرشي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أكل وشرب قال: "الحمد لله الذي أطعم، وسقى، وسوّغه، وجعل له مخرجًا". نوع آخر: 472 - أخبرنا ابن منيع حدثنا الحسن بن أبي إسرائيل ثنا عيسى بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 182/ 4082) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 266) - من طريق رشدين بن سعد عن أبي عقيل به. قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 323): "ورشدين؛ ضعيف من قبل حفظه مع صلاحه وعبادته فهو صالح للاستشهاد به، وسائر رجاله ثقات". قلت: وهو كما قال، وأخرجه المحاملي في "الأمالي" -رواية ابن مهدي- وعنه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 62)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 265 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, وابن أبي الدنيا في "الشكر" (74/ 171) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 114/ 4477) - والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 304/ 5384) من طريق مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي عقيل به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1217/ 897) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 266) -، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (684) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنَّة" (11/ 279/ 2830) - من طريق محمد بن معاوية النيسابوري عن الليث بن سعد عن أبي عقيل به. قلت: ومحمد بن معاوية هذا هو المعروف بـ "حمويه". متروك متهم بالكذب فلا يفرح بمتابعته. 472 - إسناده ضعيف جدًا. أخرجه أبو طاهر المخلص في "الفوائد المنتقاة" (ج 6/ق 67/أ) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 287 - 288 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، والدارقطني في "الأفراد" (ق 225/ب) عن ابن منيع به. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (241/ 697)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 214)، والبزار في "مسنده" (3/ 344/ 2900 - كشف)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (2/ 79 - 80/ 595 و 596)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 205/ 10475)، و"المعجم الأوسط" (9/ 117/ 9290)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (339/ 996)، وأبو طاهر السلفي في "الطيوريات" (ج 7/ق 111/ب - ق

يونس ثنا المعلي بن عرفان عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة أنفاس؛ يحمد الله - عَزَّ وَجَلَّ - في كلّ نفس، ويشكره في آخرهن (¬1) ". 473 - أخبرني أبو عروبة حدثنا النضر بن سلمة ثنا ابن أبي أويس ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 112/أ)، وأبو الحسين بن النقور في "القراءة على الوزير الرئيس أبي القاسم" (1/ 4/ 1 - 2)، وأبو بكر الأبهري في "جزء من الفوائد" (3/ 1)؛ كما في "الصحيحة" (3/ 272) بطرق عن عيسى بن يونس به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب، أخرجه ابن السني والدارقطني في "الأفراد" عن البغوي -وهو ابن منيع-، ورجاله رجال الصحيح، إلا المعلى، فاتفقوا على ضعفه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك" أ. هـ. وقال شيخنا ناصرُ السُّنَّةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 273): "وهذا سند ضعيف جدًا؛ علَّته المعلى بن عرفان؛ قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث" أ. هـ. قلت: وهو كما قالا. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 81): "رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير"، والبزار باختصار؛ وفيه المعلي بن عرفان، وهو متروك". وقال النووي في "الأذكار" (2/ 598 - 599 بتحقيقي): "وروينا في كتاب ابن السني بإسناد. ضعيف عن ابن مسعود". 473 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/ 294/ 6452) من طريق الحسين بن داود عن ابن أبي فديك به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 81): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه شبل بن العلاء، وهو ضعيف". وقال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 273): "قال ابن عدي: روى أحاديث مناكير، وذكره ابن حبان في "الثقات"؛ فهو لا بأس به في الشواهد ... ". قلت: لكن قال ابن حبان في "الثقات" (6/ 452): "روى عنه ابن أبي فديك نسخة مستقيمة"، وهذا منها. وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (40 - 41/ 24)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (241/ 696)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 112/ 4141 - مجمع البحرين) -ومن طريقه ¬

_ (¬1) في "هـ": "الحمد لله في كل نفس ويشكره".

ابن أبي فديك ثنا شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن نوفل بن معاوية الدؤلي - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب بثلانة أنفاس يسمّي الله - عَزَّ وَجَلَّ - في أوّله، ويحمده في آخره". نوع آخر: 878 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي ثنا إبراهيم بن ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 295 - 296) - من طريق عتيق بن يعقوب: ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عجلان عن أبيه (وليس عند الخرائطي: عن أبيه) عن أبي هريرة مرفوعًا. قال الطبراني: "تفرد به عتيق بن يعقوب الزبيري". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 272): "وثقه ابن حبّان والدارقطني، ومن فوقه ثقات معروفون على كلام يسير في ابن عجلان؛ فالإسناد حسن" أ. هـ. وقال الحافظ: "هذا حديث حسن". أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (5/ 81): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عتيق بن يعقوب ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح! ". قلت: وقد فاته توثيق الدارقطني وابن حبان له؛ كما ذكرنا آنفًا، وتعقبه شيخنا الألباني - رحمه الله - بقوله: "قلت: ترجمته في "اللسان" ومنه نقلت توثيقه، وله ترجمة أيضًا في "الجرح والتعديل" (3/ 2/ 46) " أ. هـ. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع الطريقين صحيح - إن شاء الله - تعالى. 474 - موضوع، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 221/ 7246) بسنده سواء. قلت: وهذا إسناد موضوع؛ فيه علتان: الأولى: محمد بن إبراهيم الشامي - بالشين المعجمة - متهم بالكذب. قال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" (58/ 423): "كذاب". وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 301): "يضع الحديث على الشاميين؛ لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار". وقال أبو نعيم الأصبهاني في "الضعفاء" (229): "محمد إبراهيم الشامي؛ عن الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق وبقية وسويد بن عبد العزيز، موضوعات". وقال الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (208/ 191): "روى عن الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز أحاديث موضوعة".

282 - باب ما يقول إذا شرب اللبن

سليمان ثنا حرب بن سريج (¬1) عن حماد بن أبي سليمان قال: تغديت عند أبي بردة؛ فقال: ألا أحدثك ما حدثني به عبد الله بن قيس - رضي الله عنه -؟ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أكل؛ فشبع، وشرب؛ فروى؛ فقال: الحمد لله الذي أطعمني، فأشبعني، وسقاني؛ فأرواني خرج من ذنوبه؛ كيوم ولدته أمه". 282 - باب ما يقول إذا شرب اللّبن 475 - أخبرني محمد بن محمد الباهلي حدثنا يعقوب بن إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال النقاشُ؛ كما في "تهذيب التهذيب" (9/ 14): "روى أحاديث موضوعة". وقال ابن عدي في "الكامل" (6/ 2274 - 2275): "منكر الحديث، وعامة أحاديثه غير محفوظ". وقال الحافظ في "التقريب" (2/ 141): "منكر الحديث". الثانية: حرب بن سُريج، ضعيف؛ ولخصه الحافظ بقوله: "صدوق يخطئ". وعبد الله بن قيس؛ هو أبو موسى الأشعري الصحابي المشهور - رضي الله عنه -. أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (5/ 29): "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه! ". وتعقبه شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 279): "وليس فيهم من لا يُعرف إطلاقًا؛ فلعله تحرف عليه بعض أسماء رواته". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، لكن ما وقع فيه الهيثمي - رحمه الله -، وقع فيه شيخنا - رحمه الله -؛ فإنه فاته إعلال الحديث بشيخ أبي يعلى الكذاب؛ فقد تحرف عند شيخنا - رحمه الله - اسمه من محمد بن إبراهيم الشامي -بالشين المعجمة-, إلى محمد بن إبراهيم السامي -بالسين المهملة-؛ فسكت عنه - رحمه الله -، وأعله بحرب بن سريج فقط؛ فليحرر. 475 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي في "سننه" (5/ 506 - 507/ 3455)، و"الشمائل المحمدية" (205) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (11/ 387 - 388/ 3055)، و"الشمائل" (2/ 647 - 648/ 1007) -, والنسائي في "عمل اليوم والليلة " (264/ 286)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/ 396 - 397)، وأحمد (1/ 225) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (21/ 297) - بطرق عن إسماعيل بن عُليّة به. ¬

_ (¬1) في "هـ": "شريح"، وهو خطأ.

الدورقي ثنا إسماعيل بن عُليَّة عن علي بن زيد (بن عبد الله) (¬1) بن جدعان ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (3/ 339/ 3730)، والنسائي (265/ 287)، والطيالسي (2723) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 285 - 286) -, والحميدي في "مسنده" (1/ 225 - 226/ 482)، وأحمد (1/ 220 و 225 و 280)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (223/ 639)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (206/ 109)، والعدني في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (3/ 47/ 2366)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 328/ 3679/ 2) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 284 - 285 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بطرق عن علي بن زيد بن جدعان به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عمر بن حرملة، مجهول؛ كما في "التقريب". الثانية: علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". قال الترمذي: "حديث حسن". تنبيه: وقع في بعض مصادر التخريج: "عمرو بن حرملة"، قال المزي في "تهذيب الكمال" (21/ 298): "وقال بعضهم: عمرو بن حرملة؛ ولا يصح". وللحديث طريق أخرى، فأخرجه ابن ماجه (2/ 1103/ 3322 و 1133/ 3426): حدثنا هشام بن عمار: ثنا إسماعيل بن عياش: ثنا ابن جريج، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: إسماعيل بن عياش؛ ضعيف في غير الشاميين، وهذا منها، فإن ابن جريج مكي. الثانية: ابن جريج؛ مدلس وقد عنعن، وهو موصوف بالتدليس القبيح. قال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" (174/ 265): "يتجنب تدليس ابن جريج؛ فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح: مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما". وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "قال أبي: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذ، يعني: قوله: أُخبرتُ، وحُدّثتُ عن فلان". وقال الأثرم عن أحمد: "إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأخبرت؛ جاء بمناكير، وإذا قال؛ أخبرني، وسمعت؛ فحسبك به". ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

حدثني عمرو بن حرملة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال يحيى بن سعيد القطان: "كان ابن جريج صدوقًا؛ فإذا قال: حُدثت؛ فهو سماع، وإذا قال: أخبرني؛ فهو قراءة، وإذا قال: قال؛ فهو شبه الريح". انظر: "تهذيب التهذيب" (6/ 404). وقال أحمد بن صالح المصري، كما في "تاريخ الدارمي" (43/ 10): "ابن جريج إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر فلا يعبأ به". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "جلباب المرأة المسلمة" (ص 46): "فتبين من كلمات هؤلاء الأئمة: أن حديث ابن جريج المعنعن ضعيف شديد الضعف لا يستشهد به؛ لقبح تدليسه، حتى روى أحاديث موضوعة بشهادة الإمام أحمد" أ. هـ. على أن الحافظ ابن معين قال في "تاريخ الدارمي" (44/ 13): "ابن جريج؛ ليس بشيء في الزهري". قلت: وهو كذلك؛ فقد خالف ابنُ جريج أصحاب الزهري في هذا الحديث في إسناده ومتنه. أما الإسناد؛ فقد أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (9/ 534/ 5391 و 542/ 5400 و 663/ 5537)، ومسلم في "صحيحه" (3/ 1544/ 1945 و 1946)، وأبو داود (3/ 353/ 3794)، والنسائي في "المجتبى" (7/ 197 - 198 و 198)، و"الكبرى" (3/ 156/ 4828 و 4829 و 4/ 153/ 6653)، وابن ماجه (2/ 1079 - 1080/ 3241) وغيرهم كثير من طريق مالك بن أنس ومعمر ومحمد بن الوليد الزبيدي وصالح بن كيسان ويونس بن يزيد الأيلي خمستهم عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد بن الوليد. وبعض الرواة لم يذكر خالد بن الوليد ولا يضر ذلك. وتابع الزهري عليه: محمد بن المنكدر؛ أخرجه مسلم (3/ 1543). وأما المتن. فلم يذكروا ما عند ابن ماجه، وفيه -أيضًا- قصة طويلة في أكل خالد للضب. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 4/ 1482): "سألت أبي: عن حديث رواه هشام بن عمار بآخره عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس (وذكره). قال أبي: هذا خطأ؛ إنما هو عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن ابن عباس عن خالد بن الوليد ثم قال: ليس هذا من حديث الزهري؛ إنما هو من حديث علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة عن ابن عباس عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. قال أبي: وأخاف أن يكون قد أُدخل على هشام بن عمار؛ لأنه لما كبر تغير" أ. هـ.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهمّ، بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله - عَزَّ وَجَلَّ - لبنًا؛ فليقل: اللهمّ، بارك لنا فيه، وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزىء من الطعام والشراب غير اللّبن". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قال، وهذه علَّةً ثالثة تقدح في صحة هذه المتابعة. وأخرجه أبو عبد الله بن مروان القرشي في "الفوائد" (25/ 113/ 2)؛ كما في "الصحيحة" (5/ 411): حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص: ثنا هشام بن عمار: حدثنا ابن عياش: حدثنا ابن جريج، قال: وابن زياد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة به. قلت: ابن زياد هذا لم يأت معرفًا في الإسناد، وعندي أن الذين روى عنهم إسماعيل بن عياش واسمه ابن زياد ثلاثة؛ ذكرهم المزي في "تهذيب الكمال": الأول: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي -وهذا مما فات شيخنا (رحمه الله) - فلم يذكره ضمن من روى عن إسماعيل واسمه ابن زيادة فليستدرك. الثاني: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقى. الثالث: محمد بن زياد الألهاني. والراجح عندي: أنه الأول؛ فإنه الوحيد من بين الثلاثة الذي يروي عن الزهري، بخلاف الثاني، والثالث، فإنهم لم يذكروا في ترجمتهما أنهما رويا عن الزهري. وإذا كان الأمر كذلك، فإن عبد الله بن زياد بن سمعان هذا متروك الحديث؛ بل كذبه أبو داود وغيره؛ كما في "التقريب". وحينئذ لا يصلح هذا متابعًا لابن جريج؛ لأن هذا مدلس وقد عنعن ولعله تلقّاه من هذا المتروك المتهم فأسقطه ورواه عن الزهري مباشرة. وهذا مما لم يتطرق له شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 412) أبدًا؛ فليراجع. على أنه لو لم يترجح لدينا أيهم الراوي من بين الثلاثة، فالاحتمال قائم، ومع الاحتمال يسقط الاستدلال، وحينئذ لا يصلح في المتابعات والشواهد؛ كما هو ظاهر. سلمنا أن ابن زياد هذا هو محمد بن زياد الألهاني -وهو ثقة- ومع ذلك؛ فإن هذا لا ينفع ولا يصلح؛ فإنه خالف ما رواه أصحاب الزهري -وهم ثقات حفاظ أثبات فيه، وهم جمع- خالفوه في إسناده ومتنه، كما تقدم، فالقول قولهم بلا ريب. وعندئذ نقول: لا يحتمل مخالفة الثقة لهؤلاء الجمع من الحفاظ الذين رووه عن الزهري هكذا؛ فكيف إذا كان مشكوكًا في عدالته وحاله؟!. وبالجملة، فالحديث ضعيف؛ والله أعلم.

283 - باب ما يقول لمن سقاه

283 - باب ما يقول لمن سقاه 476 - أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك حدثنا محمد بن سنجر ثنا أبو مسهر ثنا يحيى بن حمزة حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال: حدثني يوسف بن سليمان عن جدته ميمونة تأثره (¬1) عن عمرو بن الحمق الخزاعي: أنه سقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبنًا؛ فقال: "اللهمّ، أمتعه بشبابه"، فمرت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء. ـــــــــــــــــــــــــــــ 476 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 494/ 11808)، و"مسنده" (2/ 356/ 864)، والحسن بن سفيان في "مسنده"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 328)، والطبراني في "المعجم الكبير" -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 328 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 714) من طريق يحيى بن حمزة به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". الثانية: يوسف بن سليمان؛ مجهول لم يوثقه أحد. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المذكور في سنده ضعيف عندهم جميعًا من جهة سوء حفظه، ويوسف؛ يعني: ابن سليمان شيخه - ذكره البخاري في "التاريخ" بما في هذا السند؛ أي: عن جدته ميمونة عن عمرو بن الحمق، ولم يذكر فيه قوة ولا ضعفًا" أ. هـ. قلت: ولم يوثقه أحد. وضعفه الحافظ - رحمه الله - أيضًا في "الإصابة" (2/ 533). وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 37 - 38/ 84)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 1997/ 5016)، والبغوي في "معجم الصحابة"، وابن السكن وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة" (2/ 527) من طريق الوضاح بن سلمة عن أبيه عن عمرو بن ثعلبة الجهني قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيّالة فأسلمت، فمسح على رأسي؛ قال: فأتت على عمرو بن ثعلبة مائة سنة، وما شاب موضع يد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من رأسه. قال الحافظ - رحمه الله -: "وفي إسناده من لا يُعرف". ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "أي: ترو".

284 - باب ما يقول إذا أكل عند قوم

284 - باب ما يقول إذا أكل عند قوم 477 - حدثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر (¬1) السلمي - رضي الله عنه - قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي، فأتاه بطعام وحيسة وسويق وتمر، ثم أتاه بشراب، فناول من عن يمينه، قال: وكان يأكل التمر، ويضع النّوى على ظهر أصبعه السّبّابة والوسطى، ثم يرمي به، ثم دعا لهم؛ فقال: "اللهمّ، بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم، وارحمهم". 285 - باب ما يقول لمن أماط الأذى عن طعامه وشرابه 478 - أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان ـــــــــــــــــــــــــــــ 477 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (12/ 109/ 5297 - إحسان) عن أبي خليفة به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1616/ 2042)، وأبو داود (3729)، والترمذي (3576)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (292 و 293)، وأحمد (4/ 188 و 188 - 189 و 190)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1775)، وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (1119)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (956)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (633)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 274)، و"المدخل" (2/ 178/ 669)، وابن حبان في "صحيحه" (5298 - إحسان) بطرق عن شعبة به. 478 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن أبي شِيبة في "المصنف" (11/ 493 - 494/ 11807)، و"المسند" (2/ 351/ 856) وأحمد (5/ 340)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 198/ 2181)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 26/ 47)، و"الدعاء" (3/ 1667/ 1935)، وابن حبان في "صحيحه" (16/ 132/ 7172 - إحسان)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 206)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 392 - 393)، والحاكم (4/ 139)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 211 - 122)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 687)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ق 329 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بطرق عن حسين بن واقد به. ¬

_ (¬1) في "م": "بشر"، وهو خطأ.

ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح عن الحسين بن واقد حدثني أبو نهيك قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح إلا أبا نهيك -بنون وكاف، وزن عظيم- واسمه: عثمان بن نهيك بصريِّ صدوق" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، لكنه - رحمه الله - تناقض تناقضًا عجيبًا في كتابه الآخر "التقريب"؛ فإنه ذكر أبا نهيك في كتابه المذكور مرتين: الأولى: (2/ 15) في الأسماء، فقال: "عثمان بن نهيك، مقبول". الثانية: (2/ 482) في الكنى؛ فقال: "أبو نهيك؛ ثقة". وكلامه في "نتائج الأفكار" أصح وأقوى، فإن أبا نهيك هذا روى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن حبان، وهو من التابعين، فحسب حديثه الحسن، والله أعلم. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 378): "رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن". وأما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. والصواب ما ذكرته هنا خلافًا لما ذهبت إليه من توثيق أبي نهيك في "صحيح الأذكار وضعيفه" (2/ 601). وأخرجه أحمد (5/ 340)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/ 28)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 206)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1666 - 1667/ 1934)، و"المعجم الكبير" (17/ 25/ 43) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2000/ 5024) -، وابن حبان في "صحيحه" (16/ 131/ 7170 - إحسان) من طريقتين عن قرة بن خالد عن أنس بن سيرين عن عمرو به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات رجال "الصحيحين" عدا صحابي الحديث فمن رجال مسلم وحده. وأخرجه أحمد (5/ 77 و 341)، والترمذي (5/ 594/ 3629)، وأبو يعلى في "مسنده" (12/ 240 - 241/ 6846 و 6847)، وابن حبان في "صحيحه" (16/ 131/ 7171 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 25 - 26/ 44 و 45)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 199/ 2182)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 211)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /ق 330) وغيرهم بطرق عن عزرة بن ثابت عن علباء بن أحمر عن عمرو به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ لأن علباء بن أحمر صدوق، وباقي رجاله ثقات. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال البيهقي: "هذا إسناد صحيح موصول".

286 - باب ما يقول إذا أفطر

سمعت عمرو بن أخطب - رضي الله عنه - قال: استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأتيته بماء في جمجمة (¬1)، وفيها شعرة؛ فأخرجتها؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ جمّله". قال: فرأيته ابن ثلاث وتسعين أسود الرأس واللحية. 286 - باب ما يقول إذا أفطر 479 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني قريش بن عبد الرحمن حدثنا علي بن الحسن ثنا الحسين بن واقد ثنا مروان بن المقفع قال: رأيت ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 281): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني واحد أسانيده رجاله رجال الصحيح". وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، والله أعلم. 479 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (2/ 255/ 3329)، و"عمل اليوم والليلة" (268 - 269/ 299) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (2/ 306/ 2357)، والدارقطني في "سننه" (2/ 185)، والحاكم (1/ 422)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 239)، و"الدعوات الكبير" (2/ 219/ 448)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 372 - 373/ 1804)، والبغوي في "شرح السُّنة" (6/ 265/ 1740)، والمزي في "تهذيب الكمال" (27/ 391) بطرق عن علي بن الحسن به. قال الدارقطني: "تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري؛ فقد احتج بالحسين بن واقد ومروان بن المقفع"، ووافقه الذهبي. وقد وقع تصحيف في مطبوع "المستدرك"، والتصويب من "تهذيب التهذيب" (10/ 93)، و"الفتوحات الربانية" (4/ 339)، وتعقبه الحافظ في "التهذيب" بقوله: "زعم الحاكم في "المستدرك" أن البخاري احتج به -يعني: مروان بن المقفع- فوهم، ولعله اشتبه عليه بمروان الأصفر". ونحوه قال؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 340)، ونقل صاحب "الفتوحات" عن الحافظ أنه قال: "هذا حديث حسن". وحسنه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (4/ 39/ 920). ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيسر: "الجمجمة: قدح من خشب".

ابن عمر قبض على لحيته، فقطع ما زاد على الكف، وقال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر -إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ-". نوع آخر: 480 - حدثني عمر (¬1) بن سهل حدثنا أحمد بن محمد بن شاكر (¬2) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 480 - إسناده ضعيف؛ أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 221/ 450)، و"شعب الإيمان" (3/ 406/ 3902) من طريق إبراهيم بن أبي الليث عن الأشجعي به. قلت: هكذا رواه عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، وخالفه عبدُ الله بن المبارك، فرواه عن الثوري به، لكنه أسقط من سنده: "عن رجل" وهو أصح؛ أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (3/ 828/ 1098) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 267)، والبغوي في "شرح السُّنة" (6/ 265/ 1741) - لكن سقط من مطبوع "الزهد" اسم: "الثوري" والصواب إثباته. على أن الثوري توبع عليه بإسقاط الرجل الذي لم يسم؛ تابعه: هُشيم بن بشير عن حصين به: أخرجه أبو داود في "سننه" (2/ 306/ 2358)، و"المراسيل" (99) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 239)، و"فضائل الأوقات" (301 - 302/ 143)، و"الدعوات الكبير" (2/ 220/ 449). وتابعه أيضًا: محمد بن فضيل عن حصين به: أخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (237/ 66) -وعنه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 10) -. وتابعه أيضًا: عبثر بن القاسم عن حصين به: أخرجه ابن صاعد في "زوائد الزهد" (1411). قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (4/ 38 - 39): "وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه مع إرساله فيه جهالة معاذ هذا، فإنهم لم يذكروا له راويًا عنه سوى حصين هذا، وأورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 248/ 1126) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد ذكره ابن حبان في التابعين من "الثقات"؛ كما في "التهذيب"، ومع ذلك فلم يوثقه في "التقريب"، وإنما قال: "مقبول"؛ يعني: عند المتابعة، كما نص عليه في المقدمة" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عمرو". (¬2) في "ل": "ساكن"،

إسماعيل بن أسد؛ القطيعي ثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن حصين بن عبد الرحمن عن رجل عن معاذ [بن زهرة] (¬1) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: "الحمد لله الذي أعانني؛ فصمت، ورزقني، فأفطرت". نوع آخر: 481 - حدثني موسى بن محمد (بن) (¬2) المكتب حدثنا يوسف بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وأعلّه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (28/ 122) بالإرسال فقط؛ فقال: "معاذ بن زُهرة روى عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا: القول عند الإفطار". تنبيه: تحرف اسم "معاذ بن زُهرة" في "مصنف ابن أبي شيبة" إلى "أبي هريرة"، وهو خطأ فاحش إما من الطابع أو الناسخ، والصواب: "أبو زُهرة" -وهو كنية معاذ بن زهرة-؛ لأمرين: الأول: أن ابن أبي شيبة رواه عن شيخه محمد بن فضيل في كتاب "الدعاء" له ووقع فيه: "أبو زهرة". الثاني: أن الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (13/ 391) عزاه إلى ابن أبي شيبة من حديث أبي زهرة. 481 - ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 1131 - 114/ 12720) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 341)، والدارقطني في "سننه" (2/ 185) من طريقين عن يوسف بن موسى به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب، وسنده واه جدًا؛ [وعبد الملك بن] هارون بن عنترة كذبوه" أ. هـ. قلت: وما بين المعقوفتين ساقطة من مطبوع "الفتوحات"، وأظنه خطأ من الناسخ أو الطابع؛ فإن الذي كذبوه هو عبد الملك بن هارون، أما هارون نفسه فقد وثقه أحمد وابن معين، وقال الحافظ نفسه في "التقريب": "لا بأس به"، ولم يتهمه أحد، فاقتضى السياق إضافة ذلك، والله أعلم. ¬

_ (¬1) هذا هو الصواب، ووقع في "ل" و"م": "معاذ رضي الله عنه"، وهو خطأ؛ لأنه يوهم أن معاذًا صحابي، وليس كذلك كما يظهر من مصاد التخريج وكتب الرجال. (¬2) زيادة من "ل".

موسى ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن عباس ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال شيخنا ناصرُ السُّنةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (4/ 36 - 37): "وهذا إسناد ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: عبد الملك هذا؛ ضعيف جدًا، قال الذهبي في "الضعفاء": "تركوه، قال السعديُّ: دجّال" أ. هـ. والأخرى: هارون بن عنترة؛ مختلف فيه: نقل الذهبي في "الميزان" عن الدارقطني أنه ضعفه، وأورده ابن حبان في "الضعفاء"، وقال: "منكر الحديث جدًا يروي المناكير الكثيرة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال"، وأورده في "الثقات" -أيضًا! - ووثقه آخرون، وفي "التقريب": "لا بأس به". قلت: فآفة هذا الإسناد من ابنه عبد الملك؛ ولذلك قال ابن القيم في "زاد المعاد" [(2/ 51)]: "لا يثبت"، وقال الحافظ في "التلخيص" [(2/ 202)]: "سنده ضعيف". وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 156): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه عبد الملك بن هارون، وهو ضعيف". وفي ذلك تساهل منه ومن اللذين قبله؛ فإن حقهم أن يقولوا: "ضعيف جدًا"، وذلك خشية أن يغتر أحد بظاهر كلامهم فيقوي الحديث بحديث أنس الآتي معتمدًا على قاعدة: "يتقوى الحديث الضعيف بكثرة الطرق"، ومن شرطها أن تكون مفردات هذه الطرق غير شديدة الضعف، وهذا مما لم يتوفر في هذه الطريق عند التحقيق" انتهى كلامه - رحمه الله -. قلت: وهو كما قال. وحديث أنس الذي أشار إليه: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 115/ 1519 - مجمع البحرين)، و"المعجم الصغير" (2/ 51)، و"الدعاء" (2/ 1229/ 918) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (2/ 217)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 341) , والشجري في "الأمالي" (1/ 259) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا داود بن الزبرقان, عن شعبة، عن ثابت، عن أنس به. قال الطبراني: "تفرد به إسماعيل بن عمرو". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (4/ 38). "وهو ضعيف؛ قال الذهبي في "الضعفاء": ضعفه غير واحد. قلت: وشيخه داود بن الزبرقان شر منه؛ قال الذهبي: قال أبو داود: متروك، وقال البخاري: مقارب الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": متروك، كذبه الأزدي" انتهى كلامه - رحمه الله -. قلت: وهو كما قال.

287 - باب الدعاء عند الإفطار

- رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال: "اللهمّ، لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا؛ فتقبل منا؛ إنك أنت السّميع العليم". 287 - باب الدعاء عند الإفطار 482 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ: "وداود بن الزبرقان أحد رواته ضعفه الجمهور، وقوّاه بعضهم! ". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 156): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه: داود بن الزبرقان وهو ضعيف" أ. هـ. وبالجملة، فالحديث ضعيف جدًا لا يصح بمجموع طرقه، نظرًا للضعف الشديد في مفرداتها عدا مرسل معاذ بن زهرة. 482 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 342) بسنده سواء. وأخرجه الحاكم (1/ 422) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 407/ 3905)، و"فضائل الأوقات" (300 - 301/ 142) - من طريق الحكم بن موسى به. وأخرجه ابن ماجه (1/ 557/ 1753)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1229 - 1230/ 919)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 407/ 3904 و 408/ 3906)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/ 773) بطرق عن الوليد بن مسلم به. وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (1/ 178 - 179/ 140) من طريق الربيع بن سليمان عن أسد بن موسى عن إسحاق بن عبيد الله به. قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (4/ 41 - 44/ 921): "وهذا سند ضعيف؛ وعلته إسحاق هذا، وهو ابن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي مولاهم الدمشقي أخو إسماعيل بن عبيد الله، وفي ترجمته ساق الحافظ ابن عساكر هذا الحديث، وقال: "روى عنه مسلم"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال (1312): "من أهل الشام، كنيته أبو عبد الحميد مولى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، يروي عن أمِّ الدرداء (أي الصغرى)، روى عنه سعيد بن عبد العزيز، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة". وقال الذهبي في "الميزان": "إسحاق بن عبد الله بن أبي المهاجر ينسخ للوليد بن مسلم، لا يعرف، دمشقي". كذا قال "عبد الله" وتعقبه العسقلاني في "اللسان" بقوله. "وهو رجل معروف، وإنما

إسحاق بن عبيد الله (¬1) قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن ـــــــــــــــــــــــــــــ تحرف اسم أبيه على الذهبي فجهله، وهو إسحاق بن عبيد الله بالتصغير أخو إسماعيل بن عبيد الله ... وحديثه عن ابن أبي مليكة عند ابن ماجه من رواية الوليد عنه، واختلفت النسخ في ضبط والده بالتصغير والتكبير، وقد أوضحته في "تهذيب التهذيب"". ولم يوضح هناك شيئًا من الاختلاف وغاية ما فعل أنه قال: "قلت: الذي رأيته في عدة نسخ من ابن ماجه: حدثنا إسحاق بن عبيد الله المدني عن عبد الله بن أبي مليكة". ذكر هذا في ترجمة إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي وفيها قال المزني [كذا, والصواب: المزي]: "روى عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو حديث: "إن للصائم ... روى به ابن ماجه هذا الحديث". فتعقبه الحافظ بما سبق؛ يريد من ذلك أنه ليس في نسب المترجم في "سنن ابن ماجه" أنه ابن أبي مليكة، وإنما عن عبد الله بن أبي مليكة. فهذا هو الذي أوضحه الحافظ في "التهذيب" وأما الاختلاف الذي أشار إليه فلا. ثم ذكر الحافظ بعد تلك الترجمة ابن أبي المهاجر المذكور آنفًا وساق فيها هذا الحديث ثم قال: "فهو الذي أخرج له ابن ماجه". وذكر نحوه في "التقريب"، وزاد: "وهو مقبول". قلت: وما قاله في "التهذيب" هو الذي ينبغي الاعتماد عليه، بيد أنه يرد عليه إشكال وهو أنه وقع عند ابن ماجه أنه (المدني)، والمترجم شامي، والحافظ لم يفدنا شيئًا نرد به هذا الإشكال، والذي عندي أن هذه النسبة (المدني) لم ترد في شيء من الطرق الكثيرة المشار إليها عن الوليد بن مسلم إلا في طريق ابن ماجه، واغتر بها الحافظ المذري؛ فقال في "الترغيب" (2/ 63) بعد أن ساق الحديث من رواية البيهقي عن إسحاق بن عبيد الله: "وإسحاق هذا مدني لا يعرف". ومدار هذه الطريق على هشام بن عمار: ثنا الوليد ... وهشام فيه ضعف وإن أخرج له البخاري، فقال الحافظ في "التقريب": "صدوق، مقرىء، كبر، فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح". قلت: فمثله إذا تفرد بمثل هذه الزيادة لم تقبل منه لمخالفته بها الثقات، فهي شاذة إن لم تكن منكرة. ومثل هذا أنه وقع في سند الحاكم: "إسحاق بن عبد الله" مكبرًا، وبناء عليه قال الحاكم عقبه: "إسحاق هذا إن كان ابن عبد الله، مولى زائدة، فقد خرج له مسلم، وإن كان ابن أبي فروة، فإنهما لم يخرجاه". ¬

_ (¬1) في هامش "م": "عبد الله".

عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّ للصّائم عند فطره لدعوة ما تردّ". ـــــــــــــــــــــــــــــ ووافقه الذهبي، إلا أنه قال: "وإن كان ابن أبي فروة؛ فواه". وهذا أصح في الإفادة، وهو محتمل، وليس كذلك احتمال كونه إسحاق بن عبد الله مولى زائدة؛ لأن هذا تابعي، ولم يدركه الوليد بن مسلم. وأما قول البوصيري في "الزوائد" (ق 111/ 2): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، رواه الحاكم ... " ثم ذكر رواية البيهقي وقول المنذري في إسحاق بن عبيد الله: لا يعرف، ثم تعقبه البوصيري بقوله: "قلت: قال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وذكره ابن حبان في (الثقات) ". هكذا قال في نسختنا من "الزوائد" وهي محفوظة في مكتبة الأوقاف الإسلامية في حلب، ومن الظاهر أنها تختلف بعض الشيء عن النسخة التي كان ينقل عنها أبو الحسن السندي - رحمه الله - في حاشيته على ابن ماجه، ومن ذلك تخريج هذا الحديث؛ فقد قال: "وفي الزوائد، إسناده صحيح؛ لأن إسحاق بن عبد الله بن الحارث؛ قال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أبو زرعة: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد على شرط البخاري". فقد سمى في هذا النقل عن البوصيري عن إسحاق الذي لم يسمه في نسختنا، فإن كان أراد حقيقة إسحاق بن عبد الله بن الحارث هذا فيكون هو المراد بقول الذهبي: "صدوق"؛ فهذا محتمل، ولكن لا يحتمل أن يكون هو الذي في إسناد هذا الحديث، لأنه من التابعين، ولم يدركه الوليد أيضًا، وإن كان البوصيري أراد في نسختنا غير ابن الحارث فلم أعرفه، وإن أراد به ابن أبي المهاجر؛ فيبعد أن يقول فيه الذهبي: "صدوق"، وقد قال في "الميزان": "لا يعرف"؛ كما سبق، والله أعلم. وجملة القول: إن إسناد هذا الحديث ضعيف؛ لأنه إن كان راويه إسحاق هو ابن عبيد الله مصغرًا، فهو إما ابن أبي المهاجر وهو الراجح؛ فهو مجهول وإن كان هو ابن أبي مليكة؛ كما ظن المزي؛ فهو مجهول الحال؛ كما في "التقريب". وإن كان هو ابن عبد الله مكبرًا، فالأرجح أنه ابن أبي فروة؛ لأنه من هذه الطبقة، وهو متروك؛ كما قال الحافظ. والله أعلم. وقد وجدت للحديث شاهدًا: يرويه أبو محمَّد المليكي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة"؛ فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا. وأبو محمَّد المليكي لم أعرفه، ويحتمل أنه عبد الرحمن ابن أبي بكر بن عبيد الله ابن أبي مليكة المدني؛ فإنه من هذه الطبقة، فإن يكن هو؛ فإنه ضعيف؛ كما في "التقريب"، بل قال النسائي: ليس بثقة. وفي رواية: متروك الحديث.

288 - باب ما يقول إذا أفطر عند قوم

قال ابن أبي مليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهمّ، إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي. 288 - باب ما يقول إذا أفطر عند قوم 483 - حدثنا أبو محمَّد بن صاعد ثنا سليمان بن سيف (¬1) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ والحديث أشار ابن القيم في "الزاد" إلى تضعيفه بقوله: "ويذكر عنه - صلى الله عليه وسلم -: إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد. رواه ابن ماجه" أ. هـ كلامه بطوله. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 483 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1233/ 925) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 344) -، والشجري في "الأمالي" (1/ 289) من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي: ثنا شعيب بن بيان به. قلت: إسناده حسن لغيره؛ شعيب بن بيان وعمران القطان؛ كلاهما صدوق يخطئ، وقتادة مدلس، وقد عنعن. لكن للحديث طرق أخرى؛ فأخرجه أبو داود (3/ 367/ 3854)، وأحمد (3/ 138) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 157/ 1783) -، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "الأحاديث المختارة" (5/ 158)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1232/ 924) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 343) -، وإسماعيل الصفار في "حديثه" (ق 11/أ) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 158/ 1784) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 287)، و"الآداب" (212 - 213/ 357)، و"الدعوات الكبير" (2/ 230 - 231/ 459)، والبغوي في "شرح السّنة" (12/ 282 - 283/ 3320)، وقوّام السّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 375 - 376/ 1812)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 7 /ق 60/ أ- ب) جميعهم عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (4/ 311/ 7907 و 10/ 381 - 382/ 19425) عن معمر عن ثابت عن أنس به. قلت: صححه الحافظ العراقي في "المغنى عن حمل الأسفار" (2/ 13)، وعبد الحق الإشبيلي في "أحكامه" (ق 194/ب). ¬

_ (¬1) هكذا في "ل"، وفي "م" و"هـ": "يوسف"، وهو خطأ، والصواب المثبت؛ لأنه الموافق لكتب الرجال.

شعيب بن بيان ثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال النووي في "الأذكار" (1/ 497 - بتحقيقي): "روينا في "سنن" أبي داود وغيره بالإسناد الصحيح من أنس - رضي الله عنه - (وذكره) ". وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 343) بقوله: "في وصف الشيخ هذا الإسناد بالصحة نظر؛ لأن معمرًا وإن احتج به الشيخان؛ فروايته عن ثابت بخصوصه مقدوح فيها؛ قال علي بن المديني: "في رواية معمر عن ثابت غرائب منكرة"، وقال يحيى بن معين: "أحاديث معمر عن ثابت لا تساوي شيئًا"، وساق العقيلي في "الضعفاء" عدة أحاديث من رواية معمر عن ثابت منها هذا الحديث, وقال: "كل هذه الأحاديث لا يتابع عليها, وليست بمحفوظة، وكلها مقلوبة". وليس عند البخاري من رواية معمر عن ثابت سوى موضع واحد متابعة، وأورده مع ذلك معلقًا، وله عند مسلم حديثان أو ثلاثة، كلها متابعة. وفي هذا السند مع ذلك علّة أخرى؛ وهي التردد بين أنس وغيره عند الإمام أحمد؛ لاحتمال أن يكون الغير غير صحابي" أ. هـ. فالعجب بعد هذا الكلام العلمي القوي الرصين، كيف قال في "التلخيص الحبير" (3/ 199): "إسناده صحيح؟! ". وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 498 - 499)، والبزار في "مسنده" (2/ 420 - 421/ 2007 - كشف)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 287)، و"الآداب" (336 - 337/ 708)، و"الدعوات الكبير" (2/ 231 - 232/ 460) من طريق جعفر بن سليمان الضبعي: حدثا ثابت البنانى، عن أنس به. قلت: وهذا سند حسن. وقال الهيثمي (8/ 34): "رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (296 و 297 و 298)، و"السنن الكبرى" (4/ 202 - 203/ 6901 و 6902)، وابن المبارك في "الزهد" (2/ 828/ 1099 - تحقيق أحمد فريد)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 100)، والدارمي في "سننه" (2/ 25)، وأحمد (3/ 118 و 201 - 202)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 291 - 293/ 4319 - 4322)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1/ 399/ 389)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 99/ 301)، و"الدعاء" (2/ 1231 - 1232/ 922)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (3/ 72)، والبيهقي (4/ 239 - 240)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 375/ 1811)، والشجري في "الأمالي" (1/ 43)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 266) وغيرهم من طريق يحيى بن أبي كثير عن أنس به. قال النسائي: "يحيى بن أبي كثير لم يسمعه من أنس".

289 - باب ما يقول إذا رفع طعامه

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر عند قوم دعا لهم؛ فقال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة". 289 - باب ما يقول إذا رفع طعامه 484 - أخبرنا علي بن الحسين بن قحطبة ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ثنا عبيد (¬1) بن إسحاق العطار ثنا مندل عن عبد الوارث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الرّجل ليضع طعامه ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهو كما قال، ويؤيده رواية ابن المبارك والنسائي (298) - "حدثت عن أنس". وله شاهد من حديث عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -: أخرجه ابن ماجه (1/ 556/ 1747)، وابن حبان في "صحيحه" (1353 - موارد)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1233/ 927)، والخطيب في "الموضح" (2/ 135 - 136) من طريق مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن جده به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/ 309): "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف مصعب بن ثابت". وبالجملة؛ فالحديث صحيح -بلا ريب- بمجموع طرقه وشاهده. 484 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 209 / 5104): حدثنا محمد بن العباس المؤدب: نا عبيد بن إسحاق العطار: نا قطري الخشاب، عن عبد الوارث به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عبد الوارث مولى أنس؛ قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: مجهول وضعفه الدارقطني. الثانية: عبيد بن إسحاق العطار؛ ضعيف. وأما ما يخشى من ضعف مندل بن علي فقد تابعه قطري الخشاب عند الطبراني، وهو لا بأس به، كما قال أبو حاتم. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 22): "رواه الطبراني في "الأوسط". وفيه عبد الوارث مولى أنس، وهو ضعيف، وعبيد بن إسحاق العطار؛ الجمهور على تضعيفه" أ. هـ. ¬

_ (¬1) هكذا في "ل" وهامش "م"، وفي "م" و"هـ" وبين السطور في "ل": "عبد الله"، والصواب المثبت؛ ولأنه الموافق لكتب الرجال.

290 - باب ما يقول إذا رفعت مائدته

فما يرفع حتى يغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وما ذاك؟ قال: "يقول: بسم الله إذا وضع طعامه، وإذا رفع (¬1) قال: الحمد لله كثيرًا". 290 - باب ما يقول إذا رفعت مائدته 485 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا عمر بن يزيد السيابي ثنا سفيان بن حبيب عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي أمامة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفعت مائدته قال: "الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفّي، ولا مودّع، ولا مستغنى عنه ربّنا". 291 - باب ما يقول إذا غسل يديه 486 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم حدثنا عبد الأعلي بن حماد ـــــــــــــــــــــــــــــ 485 - صحيح؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (9/ 580 / 5458 و 5459)، وأبو داود (3849)، والترمذي في "سننه" (3456)، و"الشمائل المحمديّة" (193)، والنسائي في "السنن الكبرى" (6897)، وأحمد (5/ 252و 256) وغيرهم بطرق عن ثور بن يزيد به. 486 - إسناده حسن، أخرجه الشجري في "الأمالي" (1/ 253) من طريق محمَّد بن الحسين بن مكرم به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (269 - 270/ 301)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (20/ 15) -ومن طريقه الحاكم (1/ 546)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 228/ 457)، و"شعب الإيمان" (4/ 91/ 4377) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1216 - 1217/ 896) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 268 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" (236/ 680)، وابن حبان في "صحيحه" (1352 - موارد)، وأبو نعيم الأصبهاني -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 268 - 269 وق 270) -، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (219/ 586 و 388/ 994) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 253)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (207/ 110)، والحسن بن علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء والداعين" ¬

_ (¬1) في هامش "م": "فرغ".

292 - باب ثواب من حمد الله -عز وجل - على طعامه

النرسي ثنا بشر بن منصور عن زهير بن محمَّد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يده أو قال: يديه، قال: "الحمد لله الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَم، مَنَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاءً حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ربّي، ولا مكافىَ، ولا مكفور، ولا مستغنىَ عنه، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وأسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصّر من العمى، وفضل على كثير ممن خلقه تفضيلًا، الحمد لله رب العالمين". 292 - باب ثواب من حمد الله -عَزَّ وَجَلَّ (¬1) - على طعامه 487 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ـــــــــــــــــــــــــــــ (ص 150 - 151)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 269) -، والبغوي في "الشمائل المحمدية" (2/ 663 - 664/ 1038) بطرق عن عبد الأعلي بن حماد به. وقرن ابنُ أبي الدنيا أزهرَ بنَ مروان القرشي مع عبد الأعلى. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقال الحافظ: "هذا حديث حسن غريب". وقال أبو نعيم الأصبهاني: "تفرد به بشر عن زهير عن سهيل". قال الحافظ ابن حجر: "في حفظ كل من الثلاثة مقال وهم من أهل الصدق". قلت: وهو كما قال، وزهير بن محمَّد: رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، ورواية غيرهم صحيحة مستقيمة، وهذا منها، فإن بشر بن منصور بصري، فتنبه ولا تكن من الغافلين. 487 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 298 - 299/ 4332) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2095/ 2734) عن ابن أبي شيبة وهذا في "مصنفه" (8/ 207/ 4551 و 10/ 334/ 9615) بسنده به. وأخرجه الترمذي في "سننه" (4/ 265/ 1816)، و"الشمائل المحمدية" (195) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (11/ 280/ 2831) -, والنسائي في "السنن الكبرى" (4/ 202/ 6899)، وأحمد في "مسنده" (3/ 117)، والبيهقي في "شعب الإيمان" ¬

_ (¬1) في "ل": "تبارك وتعالى".

293 - باب ما يقول إذا فرغ من غدائه وعشائه

ومحمد بن بشر قالا: حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - ليرضى عن (¬1) العبد يأكل الأكلة أو يشرب الشّربة؛ يحمده (¬2) عليها". 293 - باب ما يقول إذا فرغ من غدائه وعشائه 488 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمَّد بن وهب ثنا محمَّد بن سلمة ـــــــــــــــــــــــــــــ (5/ 124/ 6046)، و"الدعوات الكبير" (2/ 223/ 451)، والبغوي في "شرح السُّنة" (11/ 280/ 2813) بطرق عن أبي أسامة وحده به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2095) وغيره من طريق إسحاق الأزرق عن بن أبي زائدة به. قال الترمذي: "حديث حسن، ولا نعرفه إلا من حديث زكريا بن أبي زائدة". قال شيخنا أسدُ السُّنَّةِ وناصرُها العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 209/ 1651): "وهو ثقة، ولكنه كان يدلس، وقد عنعنه عندهم جميعًا! لكنه يبدو أنه قليل التدليس؛ ولذلك أورده الحافظ في المرتبة الثانية من رسالته "طبقات المدلسين"؛ وهي المرتبة التي يورد فيها من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في "الصحيح"؛ لإمامته وقِلّة تدليسه في جنب ما روى؛ كالثوري .. " أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 488 - إسناده حسن. قلت: إسناد المصنف - رحمه الله - حسن -إن شاء الله-، وهاك البيان: - أبو عروبة الحراني ثقة حافظ. - محمَّد بن وهب؛ هو ابن عمر بن أبي كريمة، صدوق، كما في "التقريب". - محمَّد بن سلمة؛ هو ابن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني، ثقة؛ كما في "التقريب". - أبو عبد الرحيم، هو خالد بن يزيد الحراني، ثقة، كما في "التقريب". - عمرو؛ هو ابن الحارث المصري، ثقة فقيه؛ كما في "التقريب". - أبو عبيدة؛ هكذا في "الأصل الخطي" وأظنه تصحيفًا؛ لأنني لم أجد من الرواة ¬

_ (¬1) في "ل": "من". (¬2) في "ل": "فيحمده".

عن أبي عبد الرحيم حدثني عمرو عن أبي عبيدة عن عبادة بن نسي عن عبد الأعلي بن هلال السلمي عن الحارث بن الحارث الأزدي أنه كان يقول إذا فرغ من غدائه وعشائه: "اللهمّ، لك الحمد أطعمت وأسقيت، وأشبعت وأرويت؛ فلك الحمد غير مكفور، ولا مودع، ولا مستغنىَ عنه". وذكر أبو عبيدة: أن عبادة بن نسي حدثه: أن عبد الأعلى حدثه: أن الحارث لم يجعل لها من دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منتهى. ـــــــــــــــــــــــــــــ من اسمه أبو عبيدة ويروي عن عبادة بن نسي، لكن ذكروا أبا عبيد في الرواة عنه وهو حاجب بن سليمان، وغالب ظني أنه هو، وإذا كان كذلك فهو ثقة من رجال الصحيح. - وعبادة بن نُسي؛ ثقة؛ كما في "التقريب". - وعبد الأعلي بن هلال السلمي من التابعين روى عنه جمع ووثقه ابن حبان فهو حسن الحديث -إن شاء الله-. وقد خولف عمرو بن الحارث المصري؛ خالفه عبد الله بن عامر الأسلمي؛ فرواه عن أبي عبيد حاجب بن سليمان عن نعيم بن سلامة عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به: أخرجه أحمد (4/ 236) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 616)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 260) -, وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن عساكر (17/ 616 - 617) - عن وكيع وأبي نعيم الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 32): "رواه أحمد، وفيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف". وقال ابن حجر: "عبد الله بن عامر الأسلمي ضعف من قبل حفظه، وسائر رجال الإسناد ثقات". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 368/ 3372) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2/ 800/ 2109) - من طريق عمر بن موسى الوجيهي عن عبادة بن نسي به. قلت: لكن عمر هذا كذاب. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 29): "رواه الطبراني؛ وفيه عمر بن موسى بن وجيه وهو ضعيف!! ". وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (2/ 371): "رواه الطبراني من حديث الحارث بن الحارث بسند ضعيف". قلت: فالعمدة على طريق المصنف.

294 - باب ذكر الله - عز وجل - بعد الطعام

294 - باب ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - بعد الطعام 489 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا معاذ بن عبد الرحمن بن أخي خلاد (¬1) ـــــــــــــــــــــــــــــ 489 - موضوع؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 493) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 69) -، وابن حبان في "المجروحين" (1/ 199)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 163/ 4952)، والشجري في "الأمالي" (1/ 211)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 124/ 6044) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب به. وبعضهم لم يذكر معاذ بن عبد الرحمن. وأخرجه ابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 59 - مختصره)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 156)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 96)، و"الطب"، كما في "اللآلئ المصنوعة" (3/ 254)، و"إتحاف السادة المتقين" (7/ 419) بطرق عن عبد الرحمن بن المبارك به. قال الحافظ ابن حجر، كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 264 - 265): "هذا حديث لا يثبت وإن كان معناه قويًا؛ أخرجه ابن السُّني عن أبي خليفة، وأخرجه ابن حبان في كتاب "الضعفاء" في ترجمة بزيع -بموحدة فتحتية آخره عين مهملة بوزن عظيم- مشهور باسمه واسم أبيه: حسان، وهو بصري، ويقال له: الحقاق؛ قال ابن حِبّان: يأتي عن الثقات بالموضوعات كأنه المتعمد لها؛ ولذا نسبه إلى الوضع أبو أحمد بن عدي والحاكم والعقيلي وزاد: أنه أحد من وضع حديث أبي بن كعب الطويل في فضائل السور، وقد ذكر البيهقي أنه من أفراد بزيع" أ. هـ. وقال الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 156): "بزيع أبو الخليل؛ وهو متروك، والحديث موضوع". وعليه؛ فقول الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (3/ 92): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وابن السُّني في "اليوم والليلة" من حديث عائشة بسند ضعيف!! ". وقول الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 30): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه بزيع -وتصحف في المطبوع إلى ريع وهو خطأ، فليحرر- وهو ضعيف! "، تساهل منهما - رحمهما الله تعالى-. تنبيه: تصحف في مطبوع "الموضوعات" لابن الجوزي اسم شيخ ابن عدي من الفضل بن الحباب إلى الفضل بن حرب وهو خطأ؛ فليصحح. وأخرجه ابن السُّنّي في "الطب"؛ كما في "اللآلئ المصنوعة" (3/ 254)، و"فيض ¬

_ (¬1) في "م": "خالد".

295 - باب ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم

وعبد الرحمن بن المبارك قالا: حدثنا بزيع أبو الخليل حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أذيبوا طعامكم بذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ -، والصلاة، ولا تناموا عليه؛ فتقسو له قلوبكم". 295 - باب ما يقول إذا حضر الطعام وهو صائم 490 - أخبرنا ابن منيع قال: حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة قال: (ح) وحدثنا (أبو بكر) (¬1) بن مكرم حدثنا علي بن نصر حدثنا يحيى بن كثير (¬2) ثنا شعبة عن أبي جعفر الفراء عن عبد الله بن شداد عن عبد الله ـــــــــــــــــــــــــــــ القدير" (1/ 459)، و"إتحاف السادة المتقين" (7/ 419)، و"الفوائد المجموعة" (ص 156)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 396) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 69 - 70) - من طريق أصرم بن حوشب عن هشام به. قال الشوكاني: "وفي إسناده أصرم بن حوشب؛ كذّاب". 490 - صحيح؛ أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 476 - 477/ 898) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (269/ 300)، وابن أبي عاصم في "الأطعمة"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 206) -ومن طريقه المزيُّ في "تهذيب الكمال" (33/ 199 - 200) -، والبزار في "البحر الزخار" (5/ 191/ 1790)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 231/ 10563)، والمحاملي في "الأمالي" -ومن طريقهما المزي في "تهذيب الكمال" (33/ 199 - 200) - عن يحيى بن محمَّد عن يحيى بن كثير به. قال البزار: "وقد رواه غير يحيى بن كثير عن شعبة عن أبي جعفر عن عبد الله بن شداد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، ووصله يحيى بن كثير". قلت: أرسله علي بن الجعد؛ كما عند أبي القاسم البغوي والمصنف، ووصله يحيى بن كثير العنبري وهو ثقة، وزيادة الثقة مقبولة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 52): "ورجاله ثقات". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (7/ 15): "وهذا إسناد صحيح". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "هـ" و"م": "أبي بكر".

296 - باب كيف يدعى إلى الطعام

- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعي أحدكم، فليجب؛ فإن كان مفطرًا؛ فليأكل، وإن كان صائمًا دعا له بالبركة". 296 - باب كيف يدعى إلى الطعام 491 - أخبرنا أبو محمد بن صاعد حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا يونس بن محمد ثنا حرب بن ميمون عن النضر بن أنس عن أنس (بن مالك) (¬1) - رضي الله عنه - قال: قالت أم سليم: اذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقل: إن رأيت أن تتغدى عندنا؛ فافعل، فجئت، فبلغته؛ فقال: "ومن عندي؟ "، قلت: نعم، قال: "انهضوا". 297 - باب ما يقول إذا خرج في سفر 492 - أخبرنا ابن منيع حدثنا داود بن رشيد ثنا بقية بن الوليد عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 491 - إسناده صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1614)، وأحمد (3/ 242) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (5/ 536 - 537) -، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 91) من طريق يونس بن محمَّد به. 492 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 145 - 146)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء والداعين" (ص 166 - 167) من طريق داود بن رشيد به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوكل على الله" (83/ 45) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (122) -، وأبو الحسن المقدسي في "الأربعين" (ص 166 - 167) من طريق بقية بن الوليد به. قلت: وهذا إسناد ضعيف. فيه علتان: الأولى: أبو جعفر الرازي؛ صدوق سيىء الحفظ. الثانية: جهالة ابن عثمان الذي لم يسمَّ. وقد خولف بقية بن الوليد: خالفه هاشم بن القاسم وخلف بن الوليد؛ فروياه عن أبي جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر عن صالح بن كيسان عن رجل عن عثمان به: أخرجه أحمد (1/ 64 - 65)، والمحاملي في "الدعاء" (79 - 80/ 1) -ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 378/ 654 و 2/ 120/ 1276)، ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

أبي جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر عن صالح بن كيسان عن ابن لعثمان بن عفان عن عثمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من خرج من بيته يريد سفرًا؛ فقال حين يخرج: آمنت باللهِ، واعتصمت بالله، وتوكلت على الله، لا حول ولا قوّة إلا باللهِ؛ رزقه الله - عَزَّ وَجَلَّ - خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبو الحسن المقدسي في "الأربعين" (ص 166)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /ق 114 - 115 - مكتبة المسجد النبوي) -، والدارقطني في "العلل" (3/ 166 - معلقًا). قلت: وسنده ضعيف كسابقه. قال الدارقطني: "يرويه أبو جعفر الرازي عن عبد العزيز بن عمر عن صالح بن كيسان عن ابن لعثمان عن عثمان؛ قاله بقية عن أبي جعفر. وخالفه أبو النضر هاشم بن القاسم، فرواه عن أبي جعفر عن عبد العزيز بن عمر عن صالح بن كيسان عن رجل عن عثمان. وتابعه على ذلك: خلف بن الوليد عن أبي جعفر الرازي، ويشبه أن يكون هذا أصح". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب. رجاله موثقون إلا الراوي عن عثمان؛ فمبهم لم يسمً". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 128)، والمنذريُّ في "الترغيب والترهيب" (2/ 458): "رواه أحمد عن رجل عن عثمان، وبقية رجاله ثقات!! ". قلت: وليس كما قالا؛ فإن أبا جعفر الرازي ضعيف سيىء الحفظ وليس هو بثقة. وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "المسند" (1/ 364 / 471): "إسناده ضعيف؛ لجهالة الرجل الذي روى عنه صالح بن كيسان". قلت: وهو كما قال، وفاته إعلاله بأبي جعفر الرازي. (تنبيه): "في رواية أبي الحسن المقدسي: "عن صالح بن كيسان عن عثمان" مباشرة بإسقاط الواسطة. قال أبو الحسن المقدسي: "هكذا قال: "عن صالح بن كيسان عن عثمان بن عفان"، وصالح لم يدرك عثمان، وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، ولكن كذا كان في أصل شيخنا، وكذا سمعناه منه. والمعروف فيه: عن عبد العزيز بن عمر عن صالح عن ابن لعثمان بن عفان عن عثمان" أ. هـ.

نوع آخر: 493 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أنا يحيى بن حبيب بن (¬1) عربي (¬2) عن حماد بن زيد عن عاصم قال: قال عبد الله بن سرجس كان النّبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر قال: "اللهمّ، أنت الصاحبُ في السفر، والخليفةُ في الأهل، اللهم أصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللهم إني أعوذ بك من وَعْثاء السفر، وكآبة المنقلب (¬3)، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال". نوع آخر: 494 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن فطر (¬4) ـــــــــــــــــــــــــــــ 493 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 248/ 8801)، و"عمل اليوم والليلة" (347 - 348/ 499) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 497 / 3439)، وأحمد (5/ 83)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 460 / 510 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 158 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 1/ 17)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/ 730)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 138/ 2533)، والمحاملي في "الدعاء" (31) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 156 وق 158) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1178/ 814)، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج على صحيح مسلم" (4/ 17/ 3128)، و"معرفة الصحابة" (3/ 1677/ 4199) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 158) -، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 167 /392)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 168/ 1278)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /ق 156 - 157) -, وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (121)، والذهبي في "الدينار من حديث المشايخ الكبار" (33)، و"المعجم المختص" (ص 274 - 275) بطرق عن حماد بن زيد به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2/ 979 / 1343) وغيره بطرق عن عاصم الأحول به. 494 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 226/ 1663) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في م": "عن". (¬2) في "م": "غرى"، وفي هامشها: "غرئي". (¬3) في "ل": "المنظر"، والمثبت هو الموافق لما في "سنن النسائي". (¬4) في "م" و"هـ": "جرير بن قطر"، و"ل": "قطر"، والمثبت هو الصواب.

عن أبي إسحاق عن البراء - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى السّفر قال: "اللهمّ، بلاغًا يُبلّغ خيرًا، ومغفرة منك ورضوانًا، بيدك الخير؛ إنّك على كل شيء قدير، اللهمّ، أنت الصّاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهمّ، هوِّن علينا السفر، واطو لنا الأرض، اللهم، إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب". (نوع آخر) (¬1): 495 - أخبرنا إبراهيم بن محمَّد حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني يزيد (¬2) بن عياض عن (عبد الرحمن) (¬3) الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج مسافرًا قال: "اللهم أنت الخليفة في الأهل، والصاحب في السفر، اللهم، إني أسألك (في سفرنا) (¬4) البر والتقوى، واشغلنا (¬5) بما تحب وترضى، اللهم، أعنّا على سفرنا واطوِ لنا بعده". ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (348/ 501) عن زكريا بن يحيى عن عثمان بن أبي شيبة به - لكن قال: "عن مطرف" بدلًا من "فطر". وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (96/ 162) عن سفيان بن وكيع عن جرير به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 130): "رواه أبو يعلى؛ ورجاله رجال الصحيح، غير فطر بن خليفة، وهو ثقة". قلت: إسناده ضعيف؛ أبو إسحاق السبيعي مدلس مختلط وقد عنعنه، وفطر بن خليفة سمع منه بعد الاختلاط. 495 - موضوع، يزيد بن عياض كذاب؛ كذبه مالك وغيره. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "زيد". (¬3) ليست في "ل". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) في "ل": "واستعملنا".

نوع آخر: 496 - أخبرني أبو عروبة وأبو جعفر بن زهير وأبو يعلى قالوا: حدثنا أبو غريب ثنا المحاربي عن عمر بن مساور عن الحسن عن أنس - رضي الله عنه - قال: لم يُرد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - سفرًا قطّ إلا قال حين ينهض من جلوسه: "اللهمّ، بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهمّ، أنت ثقتي ورجائي، اللهم، اكفني ما أهمني، وما لا أهتم (وما) (¬1) أنت أعلم به مني، وزودني التّقوى، واغفر لي ذنبي، ووجّهني للخير حيث ما توجّهت"، ثم يخرج. ـــــــــــــــــــــــــــــ 496 - ضعيف جدًا، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 157 - 158/ 2770) -وعنه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 85 - 86)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 113 - 114 - مكتبة المسجد النبوي) - بسنده سواء. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (97 - 98/ 166 - مسند علي)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1717)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1173/ 805) -ومن طريقه ابن حجر (ج 2/ ق 113 - 114) - والمحاملي في "الدعاء" (35 و 36)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 250) بطرق عن المحاربي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عمر بن مساور -ويقال: عمرو بن مساور-؛ قال ابن حبان: "منكر الحديث جدًا؛ يروي المناكير عن المشاهير، وينفرد عن الأثبات بما ليس من أحاديثهم؛ فوجب التنكب عن روايته على جميع الأحوال". الثانية: الحسن البصري؛ مدلس وقد عنعن. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 130): "رواه أبو يعلى، وفيه عمر بن مساور، وهو ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب، أخرجه ابن السُّنّي، وابن عَدي في ترجمة عمر بن مساور في "الضعفاء". قلت: وهو ضعيف عندهم، وعدَّ ابنُ عدي هذا الحديث من أفراده. واختلف في اسم عمر وأبيه، فقيل: هو بفتح أوله، وقيل في أبيه: مسافر بالفاء بدل الواو والمشهور: أنه عُمر بضم العين بن مساور بالواو" أ. هـ. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

298 - باب ما يقول إذا وضع رجله في الركاب

298 - باب ما يقول إذا وضع رجله في الركاب 497 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني محمَّد بن قدامة حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة الأسدي قال: رأيت عليًا - رضي الله عنه - أتي بدابة، فلما وضع رجله في الركاب؛ قال: "بسم الله"، فلما استوى؛ قال: {سُبْحَانَ (¬1) الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} [الزخرف:13 - 14]، ثم كبر ثلاثًا، وحمد (الله) (¬2) ـــــــــــــــــــــــــــــ 497 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 248/ 8800)، و"عمل اليوم والليلة" (349/ 502) بسنده سواء. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 439/586)، والآجريُّ في "الشريعة" (2/ 1062 - 1063/ 645)، والبزار في "البحر الزخار" (3/ 24 - 25/ 773)، والمحاملي في "الدعاء" (108/ 19) -ومن طريقه ابن عساكر في "مشيخته" (ق 69/ ب)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 143 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1164/ 785)، والحاكم (2/ 99) بطرق عن جرير بن عبد الحميد به. وأخرجه أبو داود (3/ 34/ 2602)، والترمذي في "سننه" (5/ 501/ 3446)، و"الشمائل المحمدية" (116/ 233) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (5/ 139 - 140/ 1343)، و"الشمائل" (2/ 703/ 1121)، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء والداعين" (ص 169 - 170) -، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 247 - 248/ 8799)، والطيالسي في "مسنده" (20/ 132) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 143 - نسخة مكتبة المسجد النبوي)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 407/ 982) -, وابن حبان في "صحيحه" (6/ 415/ 2698 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1164 - 1165/ 784) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 143 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 405 - 406/ 981)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (124) بطرق عن أبي الأحوص. وعبد الرزاق في "مصنفه" (10/ 396 - 397/ 19480) -وعنه أحمد (1/ 115)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 138 - 139/ 88 - منتخب)، والمحاملي في "الدعاء" (107/ 18)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1162/ 782)، والبغوي في "شرح السنة" ¬

_ (¬1) في "ل": "الحمد". (¬2) ليست في "ل".

ثلاثًا، ثم قال: "لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي؛ فاغفر لي ذنوبي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". ـــــــــــــــــــــــــــــ (5/ 138 - 139/ 1342)، و"الشمائل" (1/ 250 / 306)، و"معالم التنزيل" (7/ 207 - 208)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 252)، و"الآداب" (430/ 941) - عن معمر. وأحمد (1/ 128)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 140/ 89 - منتخب)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1163 / 783) -ومن طريقهما ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 142 وق 143 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 177/ 407) بطرق عن إسرائيل. والدارمي في "الرد على بشر المريسي" (ص 202)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/ 435 / 977)، وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 271 / 799)، و"الجرح والتعديل" (1/ 242)، والحنائي في "الحنائيات" (ج 5 / ق 71/ أ)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1162 / 781)، والآجُريُّ في "الشريعة" (2/ 1061 - 1062/ 644)، والمحاملي في "الدعاء" (103 - 104/ 16) -ومن طريقه قوّام السُّنَة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 124/ 1282)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 143 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, والخطيب البغدادي في "الجامع" (2/ 240/ 1725) من طريق سفيان الثوري. وأحمد (1/ 97)، والمحاملي في "الدعاء" (105 - 106/ 17) من طريق شريك القاضي. وابن عدي في "الكامل" (1/ 418)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1164 / 786)، والمحاملي في "الدعاء" (109/ 20) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 143 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 179/ 408) بطرق عن الأجلح الكندي. وابن حبان في "صحيحه" (6/ 414/ 2697 - إحسان)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/ 141) من طريق علي بن سليمان أبي نوفل. والطبراني في "الدعاء" (2/ 1165/ 787) من طريق عبد الرحمن الرؤاسي. وجعفر الخلدي في "فوائده" (ق 92/ أ- ب) من طريق شعيب بن بيان. وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/ 661) من طريق عمرو بن قيس. عشرتهم عن أبي إسحاق السبيعي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لأن أبا إسحاق السبيعي لم يسمعه من علي بن ربيعة. قال ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 271): "سألت أبي عن حديث رواه الثوري وغيره عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال: كنت رديف علي ... الحديث؛ فقال أبي: حدثني أبو زياد القطان عن يحيى بن سعيد قال: كنت أعجب من حديث علي بن ربيعة: "كنت ردف علي"؛ لأن علي بن ربيعة كان حَدَثًا في عهد علي، ومثله أنكرت

وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال -يومًا- مثل ذلك، ثم استضحك؛ فقلت: مما استضحكت؟ قال: "لعجب ربنا - عَزَّ وَجَلَّ -، قال: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنوب". ـــــــــــــــــــــــــــــ أن يكون ردف علي حتى حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة. قلت لسفيان: سمعه أبو إسحاق من علي بن ربيعة؟ فقال: سألت أبا إسحاق عنه. فقال: حدثني رجل عن علي بن ربيعة" أ. هـ. وقال (1/ 272): "أخبرنا عبد الرحمن بن بشر النيسابوري فيما كتب إليَّ قال: ذكر عبد الرحمن بن مهدي حديث علي بن ربيعة الذي رواه، قال: كنت ردف علي ... الحديث، فسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: قال شعبة: فقلت لأبي إسحاق: ممن سمعته؟ قال: من يونس بن خباب. فأتيت يونس بن خباب فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من رجل رواه عن علي بن ربيعة" أ. هـ. فبذلك يتبين أن أبا إسحاق لم يسمع الحديث من علي بن ربيعة، وأن بينهما رجلين يونس بن خباب والرجل الذي لم يسم. ولذلك قال الدارقطني في "العلل" (4/ 61): "أبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من علي بن ربيعة" وذكر مقالة شعبة آنفة الذكر. وقال ابن عساكر: "لم يسمعه أبو إسحاق السبيعي من علي بن ربيعة؛ لأن شعبة وقف عليه؛ فقال: سَمِعْتَهُ من علي بن ربيعة؟ فقال: حدثني يونس بن خباب عن رجل عنه" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 145 - نسخة مكتبة المسجد النبوي): "وقفت له على عِلّة خفية، والعجب أن الحاكم ذكرها في "تاريخ نيسابور" وذهل عنها في "المستدرك"، وبالله التوفيق". ثم ذكر مقولة شعبة آنفة الذكر. قلت: لكن للحديث طريق أخرى: فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (778)، والمحاملي في "الدعاء" (20) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 146 - مكتبة المسجد النبوي) -, والحاكم (2/ 98 - 99) من طريق فضيل بن مرزوق عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ فإن ميسرة بن حبيب لم يخرج له مسلم في "صحيحه"، بل روى له البخاري في "الأدب المفرد" فهو صحيح فقط؛ ولذلك قال الحافظ: "ورجاله كلهم كوفيون وكلهم موثقون، ومن رجال الصحيح إلا ميسرة، وهو ثقة" أ. هـ.

299 - باب التسمية عند الركوب

299 - باب التسمية عند الرّكوب 498 - حدثنا عبد الله بن محمَّد بن سعد الحمال ثنا محمَّد بن سعد ـــــــــــــــــــــــــــــ 498 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح). قلت: فيه علتان: الأولى: أبو بكر بن أبي مريم؛ متروك الحديث؛ كما قال الدارقطني وغيره. الثانية: حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعنه، وهو لم يسمع من أي صحابي. لكن الحديث صحيح بشواهده: الأول: عن أبي لاس الخزاعي - رضي الله عنه - مرفوعًا: "ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاركبوهن واذكروا اسم الله عليهن؛ كما أُمرتم، ثم امتهنوهن لأنفسكم فإنما يُحمِّلُ الله - عَزَّ وَجَلَّ -". أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى في "مسنديهما"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 20/ 3212)، وأحمد (4/ 221)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/ 297)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "تغليق التعليق" (3/ 25)، و"هدي الساري" (ص 36)، وابن معين في "تاريخ الدوري" (216)، والحربي في "غريب الحديث" (1/ 249)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 303 - 304/ 2328)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 73 / 2377 و 142/ 2543)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 334/ 837 و 838)، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 302)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 3051/ 7063)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/ 25) -, والحاكم (1/ 444)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 252)، و"الآداب" (429/ 940)، ودعلج في "مسند المقلين" (40/ 16 و 41/ 17)، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 397 - 398 و 398) وغيرهم بطرق عن محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن أبي لاس الخزاعي به. قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 342 / 2271): "وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات؛ وابن إسحاق وإن كان قد عنعنه؛ فقد صرح بالتحديث في رواية الحربي، وكذا أحمد في إحدى روايتيه؛ فثبت الحديث والحمد لله. ولهذا قال الهيثمي (10/ 131): "رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح؛ غير محمَّد بن إسحاق وقد صرح بالسماع في أحدها" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ فإن مسلمًا لم يخرج لابن إسحاق إلا متابعة، ولم يخرج لأبي لاس الخزاعي شيئًا.

300 - باب ما يقول إذا ركب

العوفي ثنا ابن أبي مريم (¬1) عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن أبي عمرة (¬2) عن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن على ظهر كل بعير شيطانًا؛ فإذا ركبتموها؛ فقولوا: بسم الله". 300 - باب ما يقول إذا ركب 499 - أخبرنا أبو بكر بن مكرم حدثنا عمرو بن علي ثنا ابن أبي عدي ثنا شعبة عن عبد الله بن بشر (¬3) عن أبي زُرعة عن أبي هريرة - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبعد البوصيريُّ النُجعة؛ فقال: "بسند ضعيف؛ لتدليس ابن إسحاق". قلت: وفاته تصريحه بالسماع عند أحمد والحربي. الثاني: عن حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (350 - 351/ 504)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 391 / 9772)، وأحمد (3/ 494)، والدارمي (2/ 285 - 286)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 143 / 2546)، وابن حبان في "صحيحه" (1703 و 2694 - موارد)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 160 / 2994)، والحاكم (1/ 444) من طريق أسامة بن زيد الليثي عن محمَّد بن حمزة عن أبيه به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قلت: ووهما في ذلك؛ فإن مسلمًا لم يخرج لأسامة بن زيد إلا متابعة فحسبه أنه حسن؛ لأن أسامة متكلم فيه، وحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. الثالث: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 143 - 144/ 2547)، والحاكم (1/ 444) عن طريق ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة به. قلت: وسنده حسن. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع شواهده، والله أعلم. 499 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (95/ 160 - مسند علي)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1174 / 807) عن عمرو بن علي به. وأخرجه الترمذي (5/ 497 / 3438)، والنسائي في "المجتبى" (8/ 273 - 274)، ¬

_ (¬1) في "ل": "حدثنا أبي ثنا أبو مريم", وفي هامش "م": "أبو مريم". (¬2) في "م" و"هـ": "عميرة". (¬3) في "م": "بسر".

عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر فركب راحلته قال بأصبعه -ومد شعبة أصبعه- قال: "اللهمّ، أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهمّ اصحبنا بنصح، واقلبنا بذمة، اللهمّ، ازو (¬1) لنا الأرض، وهوّن علينا السفر، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنفلب". نوع آخر: 500 - حدثنا محمَّد بن علي بن مهدي العطار بالكوفة حدثنا علي بن ـــــــــــــــــــــــــــــ و"السنن الكبرى" (14/ 460/ 7938)، و"عمل اليوم والليلة" (350/ 503)، والمحاملي في "الدعاء" (119 - 120/ 28)، والحربي في "غريب الحديث" (3/ 958) من طريق ابن أبي عدي به. وأخرجه الترمذي (5/ 497)، وأحمد (2/ 401)، والمحاملي في "الدعاء" (121/ 29) من طريق عبد الله بن المبارك وعثمان بن جبلة كلاهما عن شعبة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". قلت: وهو كما قال، فإن رجاله كلهم ثقات غير عبد الله بن بشر الخثعمي، وهو صدوق. وقد توبع: تابعه ابنه عمر بن عبد الله بن بشر -وهو ثقة- عن أبي زُرعة به. أخرجه المحاملي في "الدعاء" (122 - 123/ 30)، والحاكم (2/ 99) بسند حسن إلى عمر. وتوبع أبو زُرعة: تابعه سعيد المقبري عن أبي هريرة به: أخرجه أبو داود (3/ 33/ 2598)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (348/ 500)، وأحمد (2/ 433)، والطبري في "تهذيب الآثار" (95 - 96/ 161 - مسند علي)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1174/ 808)، والمحاملي في "الدعاء" (118 - 119/ 27) بطرق عن يحيى القطان عن ابن عجلان عن المقبري به. قلت: وهذا سند حسن؛ للخلاف المعروف في ابن عجلان. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع طرقه. 500 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: الحارث الأعور؛ متروك، وكذبه الشعبي وغيره. الثانية: أبو إسحاق السبيعي مدلس مختلط، وقد عنعن. لكن تقدم (497) من طريق أخرى عن علي أصح من هذا؛ فانظره غير مأمور. ¬

_ (¬1) في "ل": "زوَّ".

301 - باب ما يقول إذا ركب سفينة

المندر حدثنا محمَّد بن فضيل عن الأجلح عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه خرج من باب القصر، قال: فوضع رجله في الغرز؛ فقال: "بسم الله" فلما استوى على الدابة، قال: "الحمد لله الذي كرّمنا، وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلًا، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون"، ثم قال: "رب، اغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - ليعجب من عبده إذا قال: رب، اغفر لي؛ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". 301 - باب ما يقول إذا ركب سفينة 501 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا جبارة بن المغلس ثنا يحيى بن العلاء ـــــــــــــــــــــــــــــ 501 - موضوع؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 152/ 6781) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2655 - 2656)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 160 - نسخة مكتبة المسجد النبوي)، وأبو الحسن الحربي في "الأمالي" (238/ 1)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/ 182/ 2) -، بسنده سواء. وأخرجه ابن عدي عن الحسن بن سفيان عن جبارة به. قلت: وهذا إسناد موضوع؛ فيه علل: الأولى والثانية: يحيى بن العلاء ومروان بن سالم كذَّابان وضاعان. الثالثة: جبارة بن المغلس؛ ضعيف. الرابعة: طلحة بن عبيد الله العقيلي؛ مجهول. قال المناويُّ - رحمه الله - في "فيض القدير" (2/ 182): "قال ابن حجر ["في نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 160)]: وجُبارة -في المطبوع: جُنادة، وهو تصحيف- ضعيفٌ، وشيخه أضعف منه، وشيخ شيخه كذلك بالاتفاق فيهما، وطلحة مجهول. وفي "الميزان": يحيى بن العلاء؛ قال أحمد: كذاب يضع الحديث" أ. هـ. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 97): "سنده ضعيف جدًا، بل هو موضوع؛ في إسناده جبارة بن المغلس وهو ضعيف عن يحيى بن العلاء عن مروان بن سالم، وهما متهمان بالوضع". وقال الحافظ محمَّد بن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (1/ 478): "ويحيى الرازي متروك" أ. هـ.

عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا (في) (¬1) السفينة: أن يقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وفاته إعلاله بمن ذكرنا. أما الحافظ الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (10/ 132): "رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن مغلس وهو ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (3/ 237 - مختصرة): "فيه ضعف! ". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 454): "مدار إسناديهما -يعني أبا يعلى والطبراني- على يحيى بن العلاء، وهو ضعيف" أ. هـ. وكل هذا تساهل ظاهر منهم - رحمهم الله-. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1171 - 1172/ 803) من طريق ابن أبي السري العسقلاني عن ضيف بن الحجاج الكوفي عن يحيى بن العلاء به، إلا أنه أسقط مروان بن سالم. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 432) وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس به: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 97/ 12661)، و"المعجم الأوسط" (6/ 184/ 6136)، و"الدعاء" (2/ 1172/ 804)، والواحدي في "الوسيط" (2/ 574) من طريق سويد بن سعيد عن نهشل، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس به. قلت: إسناده موضوع؛ فيه علل: الأولى: نهشل، متروك الحديث، كذبه إسحاق بن راهويه؛ كما في "التقريب". الثانية: الضحاك بن مزاحم لم يدرك ابن عباس؛ فهو منقطع. الثالثة: سويد بن سعيد، صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي، فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش ابن معين القول فيه؛ كما في "التقريب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 132): "وفيه نهشل بن سعيد؛ وهو متروك". وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/ 432) وزاد نسبته لابن أبي حاتم، وابن مردويه. وبالجملة؛ فالحديث موضوع. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

302 - باب ما يقول لمن خرج في سفر

لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41)} [هود: 41] {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر: 67] إلى آخر الآية (¬1) ". 302 - باب ما يقول لمن خرج في سفر 502 - حدثنا سليمان بن الحسن (¬2) حدثنا أبو كامل حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أسامة بن زيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة ـــــــــــــــــــــــــــــ 502 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)؛ قلت: فيه الفضيل بن سليمان؛ صدوق له خطأ كثير؛ كما قال الحافظ في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات غير أسامة بن زيد الليثي، وهو صدوق، لكن الفضيل لم يتفرد به بل توبع عليه؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 359/ 9657 و 12/ 517/ 15407) -وعنه ابن ماجه (2/ 926/ 2771)، والمصنف، كما سيأتي (رقم 521) -, وأحمد (2/ 443 و 476) -ومن طريقه الحاكم (1/ 445 - 446) -, وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 149/ 2561)، والبغويُّ في "شرح السُّنَّة" (5/ 142 - 143/ 1346) عن وكيع عن أسامة به. وأخرجه الترمذي (5/ 500/ 3445) من طريق زيد بن الحباب، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (351/ 505) من طريق أبي خالد الأحمر، وأحمد (2/ 325)، والمحاملي في "الدعاء" (13) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 138 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - عن روح بن عبادة، وأحمد (2/ 331 - 332) عن عثمان بن عمر، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1182/ 822)، والمحاملي في "الدعاء" (14 و 15) -ومن طريقهما الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"، (ج 2/ ق 137 وق 137 - 138) -، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 95/ 1135) من طريق سفيان الثوري، والمحاملي في "الدعاء" (12) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /ق 138) -، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 175/ 406) من طريق جعفر بن عون، وابن حبان في "صحيحه" (6/ 410/ 2692 - إحسان)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 251) من طريق عبد الله بن وهب، والحاكم (2/ 98) -وعنه البيهقي في "الزهد الكبير" (329 - 330/ 883) - من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 440 - 441/ 2543) من طريق أبي أسامة عشرتهم عن أسامة بن زيد به. قال الترمذي والبغوي وابن حجر: "هذا حديث حسن". قلت: وهو كما قالوا. ¬

_ (¬1) في هاش "ل": "في الزمر". (¬2) في "م": "الحسين".

- رضي الله عنه - قال: جاء رجل يريد سفرًا، فقال: يا رسول الله، أوصني قال: "أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كلّ شرف". قال: فلما ولّى الرجل، قال النبّيّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ، ازوِ له الأرض، وهوّن عليه السفر". نوع آخر: 503 - أخبرنا ابن منيع حدثنا محمَّد بن إسحاق الصّغّاني ثنا يحيى بن إسماعيل الواسطي حدثنا سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - أن رجلًا أتى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّي ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 309): "وهو كما قالا؛ إلا أن أسامة بن زيد وهو الليثي فيه كلام يسير فهو حسن الإسناد". قلت: وهو كما قال؛ إلا أن مسلمًا إنما أخرج لأسامة بن زيد متابعة؛ فليس هو على شرطه. 503 - إسناده حسن؛ أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 421 - 422/ 1597) من طريق المصنف به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (6/ 402) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 135 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بسنده سواء. وأخرجه الروياني في "مسنده" (2/ 393/ 1387) من طريق يحيى بن إسماعيل الواسطي به. وأخرجه الترمذي (5/ 500/ 3444)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 138/ 2532)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 33)، والحاكم (2/ 97)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 175/ 405)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 422/ 1598)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 135 - 136) بطرق عن سيار بن حاتم به. قال الترمذي وابن حجر: "هذا حديث حسن غريب"، وهو كما قالا. (تنبيه): وقع في "مطبوع سنن الترمذي": "سيار بن حاتم عن شعبة عن جعفر بن سليمان" وهو إقحام إما من الناسخ أو الطابع، والصواب حذف اسم شعبة.

303 - باب ما يقول إذا شيع رجلا

أريد سفرًا؛ فزوّدني؛ فقال: "زوّدك الله التقوى"، قال: زدني، قال: "وغفر ذنبك"، قال: زدني، قال: "ووجّهك للخير حيث ما توجّهت (¬1) ". نوع آخر: 504 - أخبرنا ابن مكرم حدثنا نصر بن علي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سعيد بن أبي كعب حدثني موسى بن ميسرة العبدي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول (¬2) الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا نبي الله) (¬3) إني أريد السفر، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "متى؟ "، قال: غدًا -إن شاء الله-، فأخذ بيده، فقال: "في حفظ الله، وفي كنفه، وزودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجّهك في الخير -حيث توجّهت- أو قال: أينما توجّهت". 303 - باب ما يقول إذا شيع رجلًا 505 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا هلال بن العلاء ثنا عفان ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 504 - إسناده ضعيف، أخرجه الدارمي في "سننه" (2/ 286 - 287) -ومن طريقه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (6/ 402) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 784/ 868) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 233/ 2674) -, والمحاملي في "الدعاء" (10)، والطبراني في "معجمه"، كما في "تهذيب التهذيب" (10/ 374)، و"الدعاء" (2/ 1179 - 180/ 817) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 120) -، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 232/ 2673) بطرق عن مسلم بن إبراهيم به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: موسى بن ميسرة العبدي؛ مستور؛ كما في "التقريب". الثانية: سعيد بن أبي كعب؛ مقبول؛ روى عنه مسلم بن إبراهيم -وهو ثقة- ومحمد بن عقبة السدوسي -وهو ضعيف-, ولم يوثقه إلا ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ؛ فهو مقبول في المتابعات والشواهد. 505 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (352/ 507) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "ل": "كنت". (¬2) في "ل": "النبي". (¬3) زيادة من "ل".

حماد بن سلمة ثنا أبو جعفر الخطمي عن محمَّد بن كعب القرظي عن عبد الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 302/ 5949)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (15/ 196/ 5942)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 114)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 1804/ 4562)، والحاكم (2/ 97 - 98)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 272) بطرق عن عفان بن مسلم به. وأخرجه أبو داود (2/ 34/ 2601)، والمحاملي في "الدعاء" (90 - 91/ 6) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 133 - مكتبة المسجد النبوي) -، من طريق يحيى بن إسحاق السيلحينى عن حماد بن سلمة به. قال النووي في "الأذكار" (1/ 553 - بتحقيقي): "وروينا في "سنن أبي داود" بالإسناد الصحيح عن عبد الله بن يزيد الخطمي". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 150/15): "إسناده صحيح على شرط مسلم؛ غير أبي جعفر الخطمي -واسمه: عمير بن يزيد- وهو ثقة اتفاقًا". وللحديث شاهد من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (509)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 60/ 4667)، و"الدعاء" (2/ رقم 828) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 116 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, وابن حبان في "صحيحه" (2693 - إحسان)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 173) من طريق الهيثم بن حميد قال: حدثنا المطعم بن المقدام عن مجاهد قال: خرجت إلى الغزو أنا ورجل معي؛ فشَيَّعَنا عبدُ الله بنُ عمر، فلما أراد فراقنا قال: إنه ليس معي ما أعطيكما، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا استودع الله شيئًا حفظه؛ وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتم عملكما". قلت: وهذا سند حسن، وصححه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار"، وشيخنا الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 50). وأخرج الترمذيُّ (5/ 499/ 3443)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 250/ 8806)، و"عمل اليوم والليلة" (357/ 523)، وأحمد (2/ 7) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (10/ 415 - 416) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1181 - 1182/ 821)، والمحاملي في "الدعاء" (84/ 3) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الجزء الثالث والستون" (ق 41 / أ)، و"الترغيب في الدعاء" (251/ 130)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 131 - 132 - مكتبة المسجد النبوي) -، وأبو الحسن علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين في فضل الدعاء والداعين" (ص 189)، والرافعي في "التدوين" (2/ 291) بطرق عن سعيد بن خثيم: ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم بن

304 - باب ما يقول إذا ودع رجلا

بن يزيد الخطمي - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا شيع جيشًا، فبلغ ثنيّة الوداع قال: "أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم". 304 - باب ما يقول إذا ودَّع رجلًا 506 - أخبرنا أبو يحيى الساجي حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ عبد الله بن عمر قال: كان أبي عبدُ الله بنُ عمر إذا أتى الرجل وهو يريد السفر قال له: "ادن حتى أودعك؛ كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يودعنا؛ فيقول: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك". قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث سالم". قلت: فيه سعيد بن خثيم فيه كلام من قبل حفظه، ولخصه الحافظ في "التقريب" بقوله: "صدوق له أغاليط"؛ وقد غلط وأخطأ في هذا الحديث؛ فقد خالفه الوليد بن مسلم وإسحاق بن سليمان الرازي؛ فروياه عن حنظلة عن القاسم بن محمَّد عن عبد الله بن عمر به. فذكرا القاسم بن محمَّد بدلًا من سالم بن عبد الله، وهو الصحيح. أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 250/ 8805)، و"عمل اليوم والليلة" (357/ 522)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 471 - 472/ 5624 و 10/ 42/ 5674)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 137/ 2531)، والحاكم (1/ 442 أو 2/ 97)، والبيهقي (5/ 251)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 132 - المسجد النبوي). قلت: فروايتهما مقدمة على رواية سعيد بن خثيم؛ لأنهما أوثق منه بكثير، والوليد وإن كان يدلس تدليس التسوية فقد صرح بالتحديث في جميع طبقات السند عند أبي يعلى وابن خزيمة والحاكم والبيهقي، وتابعه إسحاق بن سليمان وهو ثقة. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار": "والوليد أثبت من سعيد ويحتمل أن يكون لحنظلة فيه إسنادان". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 49): "ولعل الترمذيَّ إنما استغربه من حديث سالم من أجل مخالفة هذين الثقتين -إسحاق بن سليمان والوليد بن مسلم- لابن خثيم؛ حيث جعله من رواية حنظلة عن سالم، وجعلاه من رواية حنظلة عن القاسم بن محمَّد عنه ولعله أصح" أ. هـ. وهذا لم أتنبه له أثناء تحقيقي لكتاب "الأذكار" (1/ 552 - 553) للإمام النووي؛ فليصحح. 506 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (352 - 353/ 508)، وأحمد (2/ 403) من طريق عبد الله بن وهب به.

ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد وسعيد بن أبي أيوب عن الحسن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (180/ 417 - المنتقى)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1181/ 820)، والمحاملي في "الدعاء" (92/ 7 و 8) -ومن طريقه الحافظ عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (255/ 131)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 116 - 117 - مكتبة المسجد النبوي) - بطرق عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد وحده به. وأخرجه الطبراني (2/ 1181/ 820) من طريق يحيى بن بكير عن الليث بن سعد وحده به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن". وحسنه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 51 / 16 و 6/ 103). قلت: وهو كما قالا. وتابع الليث بن سعد وسعيد بن أبي أيوب رشدين بن سعد -وهو ضعيف- عن الحسن بن ثوبان به. أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1182 - 1183/ 823) من طريق جعفر الفريابي عن قتيبة بن سعيد عن رشدين به. قال الحافظ ابن حجر: "تفرد به بصيغة الأمر رشدينُ؛ وفيه ضعف". وتابعهما أيضًا عبدُ الله بن لهيعة عن الحسن بن ثوبان به. أخرجه ابن ماجه (2/ 943/ 2825)، والمصنف (508) عن أبي يعلى وهذا في "مسنده الكبير"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ج 2 / ق 118) من طريق الوليد بن مسلم وبشر بن السري كلاهما عن ابن لهيعة به. قلت: وابن لهيعة سيىء الحفظ. وأخرجه أحمد في "المسند" (2/ 358) عن إسحاق بن عيسى الطباع عن ابن لهيعة به. لكن بلفظ: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ودَّع أحدًا قال: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك". قلت: وهذا سند حسن لذاته، ابن لهيعة وإن كان ضُعّفَ بسبب احتراق كتبه واختلاطه، إلا أن إسحاق بن عيسى الطباع من قدماء أصحابه، وحديثه عن ابن لهيعة من صحيح حديث ابن لهيعة؛ كما في "ميزان الاعتدال" (2/ 477). فلفظ ابن لهيعة الأول عند ابن ماجه وابن السُّني هو ما يقوله المسافر لأهله وهو الموافق لرواية الليث بن سعد وسعيد بن أبي أيوب، ولفظه الثاني عند أحمد هو ما يقوله المقيم للمسافر وبينهما فرق. إذا علمت هذا وتبين لك الفرق بين اللفظين والحالتين: يتبين لك بوضوح خطأ شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - لما جمع بين الروايتين عن ابن لهيعة، وضعف

305 - باب ما يقول إذا ودع من يريد الحج

ثوبان: أنه سمع موسى بن وردان يقول: أتيت أبا هريرة - رضي الله عنه - أودعه لسفر أردته، فقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: ألا أعلمك يا ابن أخي شيئًا علمنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقوله عند الوداع؟ (قال) (¬1): قلت: بلى، قال: "قل: أستودعكم (¬2) الله؛ الذي لا يضيع ودائعه". 305 - باب ما يقول إذا ودع من يريد الحجّ 507 - حدثني أحمد (¬3) بن يحيى بن زهير ثنا الحسن بن يحيى ـــــــــــــــــــــــــــــ الرواية الصحيحة عن ابن لهيعة -وهي رواية إسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد- لأنها مخالفة لرواية الجماعة من حيث المتن في نظره - رحمه الله -. ولم يتنبه شيخنا - رحمه الله - أن لفظ الجماعة هو بالنسبة لما يقوله المسافر لأهله، ورواية أحمد الثابتة هي بالنسبة لما يقوله المقيم للمسافر ولفظهما مختلف لاختلاف الحالين، فأين الخطأ؟! وهو ما قرره شيخنا نفسه - رحمه الله - في كلامه على فقه الحديث. فهذا في المقيم، وذاك في المسافر، وبينهما فرق. ولطالما سمعت شيخنا - رحمه الله - يقول: "العلم لا يقبل الجمود". ورحم الله الإمام مالكًا القائل: "كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر". 507 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)، أخرجه المصنف (534) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 226 /13151)، و"المعجم الأوسط" (5/ 16/ 4548)، و"الدعاء" (2/ 1180 - 1181/ 819 و 1185 - 1186/ 829) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 175) عن عبدان عن الحسن بن يحيى به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 211): "رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مسلمة بن سالم؛ ضعفه الدارقطني". قلت: وهو كما قال، وقال أبو داود: ليس بثقة. وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب". ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "أستودعك". (¬3) في "ل": "محمد"، وهو خطأ.

306 - باب ما يقول لأهله إذا ودعهم

الرُّزّيّ (¬1) ثنا عاصم بن مهجع ثنا مسلمة بن سالم الجهني -إمام مسجد بني دارم- حدثني عبيد الله (¬2) بن عمر حدثني نافع عن سالم عن أبيه قال: جاء غلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أريد هذا الوجه الحج قال: فمشى معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا غلام زوّدك الله التّقوى، ووجّهك في الخير، وكفاك الهمّ"، فلما رجع الغلام سلم على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فرفع رأسه إليه؛ فقال: "يا غلام قَبَل الله حجّك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك". 306 - باب ما يقول لأهله إذا ودعهم 508 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف ثنا بشر (بن حسان) (¬3) بن السري ثنا ابن لهيعة عن الحسن بن ثوبان عن موسى بن وردان قال: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أردت سفرًا أو تخرج مكانًا تقول لأهلك: "أستودعكم الله الذي لا يخيب ودائعه". ـــــــــــــــــــــــــــــ وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يودع الرجل إذا أراد السفر فقال: "زودك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ووجهك للخير حيثما توجهت". أخرجه المحاملي في "الدعاء" (94 - 95/ 9) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (256/ 132) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (180/ 416 - منتقى) من طريق أبي الأسود والمعافى بن عمران عن عبد الله بن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به. قلت: وهذا سند حسن، ابن لهيعة وإن اختلط بعد احتراق كتبه لكن الراوي عنه عند المحاملي هو أبو الأسود النضر بن عبد الجبار وحديثه عن ابن لهيعة من صحيح حديثه، وسماعه منه قديم، وهو راوية ابن لهيعة؛ كما في "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/ 184). 508 - تقدم برقم (506). ¬

_ (¬1) في "نسخة": "الرّزني". (¬2) في "هـ": "عبد الله". (¬3) ليست في "ل".

307 - باب ما يقول إذا انفلتت دابته

307 - باب ما يقول إذا انفلتت دابته 509 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق ثنا معروف بن حسان ثنا أبو معاذ السمرقندي عن سعيد عن قتادة عن ابن بريدة (¬1) عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 509 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (9/ 177 / 5269) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /ق 182 - 183 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 217/ 10518) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني عن الحسن بن عمر به. قال شيخنا أسدُ السُّنَّة وناصرُها العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 108 - 109/ 655): "وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: معروف هذا؛ فإنه غير معروف؛ قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 333) عن أبيه: "إنه مجهول"، وأما ابن عدي، فقال: إنه "منكر الحديث"، وبهذا أعلّه الهيثمي (10/ 132)؛ فقال -بعد أن عزاه لأبي يعلى والطبراني-: "وفيه معروف بن حسان؛ وهو ضعيف". الثانية: الانقطاع، وبه أعلّه الحافظ ابن حجر؛ فقال: "حديث غريب؛ أخرجه ابن السُّنّي، والطبراني وفي السند إنقطاع بين ابن بُريدة وابن مَسعود". نقله ابن علان في "شرح الأذكار" (5/ 150) " أ. هـ. وقال البوصيريُّ في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 500): "وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف معروف بن حسان" أ. هـ. وقال السخاويُّ في "الابتهاج بأذكار المسافر والحاج" (ص 39): "وسنده ضعيف؛ لكن قال النووي: إنه جرّبه هو وبعض أكابر شيوخه". وتعقبه شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - بقوله: "العبادات لا تؤخذ من التجارب، سيّما ما كان منها في أمر غيبيّ كهذا الحديث، فلا يجوز الميلُ إلى تصحيحه بالتجربة؛ كيف وقد تمسك به بعضُهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد وهو شركٌ خالصٌ، والله المستعان" أ. هـ. (تنبيه): وقع في سند ابن السُّنِّي: "عن ابن بريدة عن أبيه عن ابن مسعود". قلت: وقوله: "عن أبيه" مقحم من الناسخ -والله أعلم- لأمرين: الأول: أن ابن السُّني رواه عن شيخه أبي يعلي بنفس الإسناد فلم يذكر فيه: "عن أبيه". ¬

_ (¬1) في "ص" و"م": "أبي بردة" وهو خطأ.

308 - باب ما يقول إذا عثرت دابته

أبيه (¬1) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا انفلتت دابّة أحدكم بأرض فلاة؛ فليناد: يا عباد الله احبسوا، يا عباد الله، احبسوا (¬2)؛ فإن لله - عَزَّ وَجَلَّ - في الأرض حاضرًا يستحبسه (¬3) ". 308 - باب ما يقول إذا عثرت دابّته 510 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عثمان بن عبد الله ثنا أحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ الثاني: أن الحافظ ابن حجر أعلَّ إسناد ابن السُّنِّي بالانقطاع بين ابن بريدة وابن مسعود ولم يذكر فيه: "عن أبيه"؛ فلو كان في إسناده. "عن أبيه" لما أعله الحافظ به، والله أعلم. 510 - إسناده حسن، (وهو صحيح)، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (373 - 374/ 555) بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 306 / 1068) -ومن طريقه ابنُ الأثير في "أسد الغابة" (1/ 82) -, والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 343/ 368)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 62 / ب)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 194 /516)، و"الدعاء" (3/ 1699 - 1700/ 2010) -ومن طريقه أبو زكريا يحيى بن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 65)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 196 - 197/ 1412) بطرق عن أحمد بن عبدة به. وأخرجه الحاكم (4/ 292) من طريق سعيد بن منصور عن محمَّد بن حمران به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ لأن محمد بن حمران صدوق، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4/ 296 / 4982)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (373 و 374) من طريق خالد بن عبد الله الطحان وعبد الله بن المبارك وعبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن خالد الحذاء عن أبي تميمة الهجيمي عن ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - بدلًا من أسامة بن عمير. قال النسائي: "الصواب: عندنا حديث عبد الله بن المبارك، وهذا عندي خطأ"؛ يعني: حديث محمد بن حمران. ¬

_ (¬1) هكذا في "الأصول"، وهي مقحمة؛ كما سيأتي بيانه. (¬2) قلت هذه الجملة في "هـ" مرة واحدة. (¬3) في "هـ": "سيحبسه".

عبدة ثنا محمد: بن حمران القيسي ثنا خالد الحذاء عن أبي تميمة عن أبي المليح عن أبيه -وهو أسامة بن عمير- (رضي الله عنه) قال: كنت ردف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعثر بعيرنا؛ فقلت: تعس الشيطان؛ فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقل لي: تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوّتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: محمد بن حمران لم يخالف حتى نحكم على روايته بالشذوذ، وإنما عنده زيادة علم وهي تسمية ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه: أسامة بن عمير - رضي الله عنه -؛ ولذلك قال النووي في "الأذكار" (2/ 762 - بتحقيقي): "وكلا الروايتين صحيحة متصلة". ولخالد الحذاء إسناد آخر؛ فأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 3182/ 7317)، والحاكم (4/ 292) من طريق يزيد بن زريع وعبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن أبي تميمة الهجيمي عن رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - به. بإسقاط أبي المليح. وتوبع خالد الحذاء على هذا؛ تابعه عاصم الأحول عن أبي تميمة به: أخرجه أحمد (5/ 59)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 302 / 5185)، والبغوي في "شرح السنة" (12/ 353 - 354/ 3384) عن عبد الرزاق عن معمر، وأحمد (5/ 365) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 198/ 1414) -، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 343 - 344/ 369)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه أبو زكريا يحيى بن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 67) -، والطبراني-وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3182/ 7316)، وأبو زكريا ابن منده (ص 67) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 302/ 5184) بطرق عن سفيان الثوري، وأحمد (5/ 59 و 71)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه أبو زكريا يحيى بن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ص 67 - 68) -، والبيهقي (4/ 301/ 5183) بطرق عن شعبة، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 432/ 6147) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 197/ 1413) - من طريق عبد الله بن المبارك أربعتهم عن عاصم الأحول به. قلت: وهذا إسناد صحيح. ويكون لخالد الحذاء إسنادان: مرة بذكر أبي المليح، ومرة بدون ذكره، وروايته التي ذكر فيها أبا المليح تكون من المزيد في متصل الأسانيد.

309 - باب ما يقول على الدابة الصعبة

309 - باب ما يقول على الدّابة الصّعبة 511 - أخبرنا أبو الليث نصر بن القاسم حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا المنهال بن عيسى ثنا يونس بن عبيد قال: ليس رجل يكون على دابّة صعبة؛ فيقول في أُذُنِها: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} [آل عمران: 83]، إلا وقفت (¬1) بإذن الله -تعالى-. 310 - باب ما يقول إذا عثر؛ فدميت أصبعه 512 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن جندب ابن سفيان - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دميت أصبعه في بعض المشاهد؛ فقال: "هل أنت إلا أصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت" ـــــــــــــــــــــــــــــ 511 - مقطوع ضعيف. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 152): "وهو خبر مقطوع، والمنهال؛ قال أبو حاتم: مجهول" أ. هـ. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الكلم الطيب" (ص 97): "هذا مقطوع؛ لأنه من قول يونس بن عبيد وهو تابعي ثقة، والسند إليه غير صحيح؛ فيه المنهال بن عيسى؛ مجهول. ثم إن المقطوع ليس بحجة اتفاقًا" أ. هـ. 512 - إسناده صحيح، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 101 - 102/ 1533) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (14/ 538 - 539/ 6577 - إحسان) - بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6/ 19/ 2802)، ومسلم في "صحيحه" (3/ 1412/ 1796)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (401/ 620)، وسعيد بن منصور في "سننه" (353 - 354/ 2845)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 172 - 173/ 1708)، والحربي في "غريب الحديث" (1/ 298) بطرق عن أبي عوانة به. وأخرجه البخاري (6146)، ومسلم (1796/ 113) من طريق سفيان الثوري عن الأسود بن قيس به. ¬

_ (¬1) في "هـ" و"ل": "ذلت".

311 - باب ما يحدى به في السفر

311 - باب ما يحدى به في السفر 513 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنبأنا أحمد بن (أبي) (¬1) عبيد الله حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 513 - إسناده شاذ، (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 70 /8251)، و"عمل اليوم والليلة" (360 - 361/ 532) بسنده سواء. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ق 229/ أ)، والبيهقي (10/ 227 - 228) من طريق أحمد بن أبي عبيد الله به. قال الدارقطني: "تفرد به عمر بن علي المقدمي". قلت: وهو ثقة؛ لكنه يدلس تدليسًا شديدًا وقد عنعنه، وقيس بن أبي حازم لم يدرك عبد الله بن رواحة؛ لأن عبد الله بن رواحة اسْتُشهد بمؤتة فأنّى له إدراكه؛ ولذلك قال المزيُ في "تحفة الأشراف" (4/ 319): "قيس لم يدرك ابن رواحة". ويؤيده أن أبا بكر الشافعي أخرجه في "الغيلانيات" (رقم 800) من طريق شيبان النحوي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم به مرسلًا. وخالف عمرَ بنَ علي المقدمي عبدُ الله بنُ إدريس -وهو أوثق من عمر-؛ فرواه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمر بن الخطاب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعبد الله بن أبي رواحة وذكره. وهذا هو الصحيح؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 69 - 70/ 8250)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 381 - 382/ 264)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 172 - 175 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) من طريق محمد بن موسى بن أعين قال: أنا عبدُ الله بن إدريس به. قال الحافظ: "هذا حديث صحيح". قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير محمد بن موسى بن أعين وهو صدوق؛ كما في "التقريب". ولذلك قال المزيُّ في "تحفة الأشراف" (8/ 99): "رواه عمرُ بنُ علي المقدمي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن ابن رواحة وهو خطأ" أ. هـ. ووافقه الحافظ ابن حجر، وهو المحفوظ. (تنبيه): وقع في مطبوع "الغيلانيات" بعناية الدكتور فاروق بن عبد العليم!! خطأ في إسناده، وفيه: "حدثنا أبو النضر ثنا أبو معاوية شيبان عن إسماعيل بن أبي خالد ... "، صوابه: "أبو معاوية عن شيبان"؛ فليصحح. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل"، وهو الصواب.

312 - باب ما يقول إذا كان في سفر فأسحر

عمر بن علي المقدمي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه -: أنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له؛ فقال: "يا ابن رواحة، إنزل؛ فحرّك الرّكاب"؛ فقال: يا رسول الله، قد تركت ذلك، فقال عمر: اسمع وأطع؛ فرمى بنفسه؛ فقال: اللهمّ لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة (¬1) علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا 514 - أخبرنا أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد ثنا همام ثنا قتادة عن أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان له حادٍ يقال له: أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رويدك (¬2) يا أنجشة، لا تكسر القوارير". قال قتادة: يعني: ضعفة النساء. 312 - باب ما يقول إذا كان في سفر فأسحر 515 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب حدثني -أيضًا - يعني: سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه ـــــــــــــــــــــــــــــ 514 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5/ 250 / 2868) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (13/ 119 /5801 - إحسان) عن الحسن بن سفيان عن هُدبة به. وأخرجه البخاري (10/ 594/ 6211)، ومسلم (4/ 1812 / 2323) وغيرهم بطرق عن همام به. وأخرجه مسلم من طريق هشام الدستوائي عن قتادة به. 515 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (363/ 536)، و"السنن الكبرى" (5/ 257 / 8828) بسنده سواء. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 152 / 2571) عن يونس بن عبد الأعلى به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2086 / 2718) وغيره من طريق ابن وهب به. ¬

_ (¬1) في "ل": "فأنزل السكينة". (¬2) في هامش "ل" الأيسر: "تفسير رويدك: أمهل".

313 - باب ما يقول إذا صلى الصبح في السفر

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان في سفر، فأسحر يقول: "سمع سامع (¬1) بحمد الله وحسن بلائه (¬2) علينا، ربَّنا صَاحِبْنا وأفضل (¬3) علينا، عائذًا باللهِ من النّار". 313 - باب ما يقول إذا صلَّى الصّبح في السّفر 516 - أخبرنا محمَّد (بن محمَّد) (¬4) بن حمدان بن سفيان حدثنا علي بن إسماعيل البزاز ثنا سعيد بن سليمان ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ثني ابن أبي برزة الأسلمي (¬5) عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح -قال: ولا أعلمه إلا قال في سفر- رفع صوته حتى يُسمع أصحابه: "اللهم، أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري، اللهم، أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي ثلاث مرات، اللهم، أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي ثلاث مرات، اللهم، (إني) (¬6) أعوذ برضاك من سخطك، اللهمّ، أعوذ بك ثلاث مرات، لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجد". 314 - باب ما يقول إذا صعد في عقبة 517 - أخبرنا عبدان ثنا إسماعيل بن زكريا ثنا حفص بن غياث عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - ـــــــــــــــــــــــــــــ 516 - تقدم برقم (128). 517 - إسناده ضعيف، (والصواب أنه موقوف)، أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 256/ 8825)، و"عمل اليوم والليلة" (366 - 367/ 541)، وأحمد ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "أي: بلغ سامع قولي لغيره". (¬2) في "ل" بين السطور: "نعمته". (¬3) في هامش "ل" الأيسر: "مصدر على وزن فاعل". (¬4) ليست في "ل". (¬5) في "م" و"ص": "ابن أبي بريدة الأسلمي". (¬6) ليست في "ل".

قال: "كنا إذا كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أكمّة كبّرنا، وإذا صعدنا على جبل كبّرنا، وإذا هبطنا سبّحنا". (نوع آخر) (¬1): 518 - أخبرنا محمود بن محمَّد حدثنا العباس بن عبد العظيم (العنبري) (¬2) ثنا يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: أخذ القوم في عقبة -أو قال: في ثنية- كلما علا عليها رجل نادى بأعلى صوته: لا إله إلا الله، والله أكبر. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا"، ثم قال: "يا أبا موسى، أو يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنّة؟ " قلت: بلى، قال: "تقول: لا حول ولا قوّة إلا بالله". ـــــــــــــــــــــــــــــ (3/ 333)، والمحاملي في "الدعاء" (140/ 45) وابن بشران في "الأمالي" (2/ 138/ 1305) من طريق أشعب بن عبد الملك به. قال النسائي: "الحسن عن جابر صحيفة وليس بسماع". قلت: فهو منقطع. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6/ 135/ 2993 و2994) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (5/ 148/ 1350) -, والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (367/ 542)، والدارمي في "سننه" (2/ 288)، والمحاملي في "الدعاء" (43 و 44)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1196/ 851)، والبيهقي (5/ 259)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 149/ 2562) بطرق عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر به موقوفًا. قال البغوي: "هذا حديث صحيح". 518 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 255/ 8824)، وأحمد (4/ 407)، والبزار في "البحر الزخار" (8/ 20 - 21/ 2991)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 84/ 804 - إحسان)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 274) بطرق عن يحيى بن سعيد القطان به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد أخرجه البخاري (6409)، ومسلم (2704) من طريق سليمان التيمي به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) زيادة من "هـ" و"م".

315 - باب ما يقول إذا أشرف على واد

315 - باب ما يقول إذا أشرف على واد 519 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار عن (سويد عن زهير) (¬1) ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان حدثني أبو موسى - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأشرف الناس على واد؛ فجهروا بالتهليل والتكبير: الله أكبر، (الله أكبر) (¬2)، لا إله إلا الله -ورفع عاصمُ صوته- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها، الناس أربعوا (¬3) على أنفسكم؛ الذي تدعون ليس بأصمّ، إنّه سميع قريب، إنّه معكم" أعادها ثلاث مرات. قال أبو موسى: فسمعني أقول -وأنا خلفه-: لا حول ولا قوّة إلا بالله (العلي العظيم) (¬4). قال: "يا عبد الله بن قيس، ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟ "، قلت: بلى، فداك أبي وأمي، قال: "لا حول ولا قوّة إلا بالله". 316 - باب ما يقول إذا أوفى (¬5) على فدفد (¬6) من الأرض 520 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يحيى بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 519 - إسناده صحيح، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (364/ 538) بسنده سواء. وأخرجه البخاري (6/ 135 /2992 و 7/ 470/ 4205)، ومسلم (4/ 2706/ 2704) بطرق عن عاصم الأحول به. 520 - إسناده صحيح؛ أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2 /ق 167 - مكتبة المسجد النبوي) من طريق أبي يعلى به. ¬

_ (¬1) في "م": "سويد بن زهير"، وفي "ص": "عن زهير". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "ل" بين السطور: "ارفقوا". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) في هامش "م": "وفي". (¬6) في "ل" بين السطور: "الأرض المستوية".

317 - باب ما يقول إذا علا شرفا من الأرض

سعيد ثنا عبيد الله بن عمر (¬1) عن نافع عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة أو ثنية أوفد وفدًا كبر ثلاثًا ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، ثم قال: "آيبون، تائبون، حامدون، لربنا ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". 317 - باب ما يقول إذا علا شرفًا من الأرض 521 - أخبرنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو نعيم في "المستخرج" (4/ 17/3129) -ومن طريقه ابن حجر (ج 2/ ق 217) - من طريق أبي يعلى به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2/ 980/1344)، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/ 477/4243)، وأحمد (2/ 21) -ومن طريقه ابن حجر في "النتائج" (ج 2/ ق 167) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 784/769)، والبيهقي في "الآداب" (437/ 960) عن يحيى بن سعيد القطان به. وأخرجه مسلم (2/ 980/1344)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (366/ 540)، وعبد الرزاق في "المصنف" (5/ 157/9235)، والحميدي في "مسنده" (2/ 286/644)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 361/9663و 9664)، وأحمد (2/ 38)، والمحاملي في "الدعاء" (176/ 69)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1194 أو 1195/ 846 أو 847)، و"المعجم الكبير" (12/ 283/13371)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 259)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (247 - 248/ 128)، والخرائطي (2/ 784/869) بطرق عن عبيد الله بن عمر به. وأخرجه البخاري (1797 و 3084 و 4116 و 6385)، ومسلم (1344) بطرق عن نافع به. وأخرجه البخاري (4116) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه به. 521 - مضى برقم (502). ¬

_ (¬1) في "هـ": "عبيد الله بن عمير".

أراد رجل سفرًا؛ فأتى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أوصني، قال: "أوصيك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف". نوع آخر: 522 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر؛ فكان القوم إذا علوا شرفًا كبروا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيّها، النّاس اربعوا (¬1) على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصمّ، ولا غائبًا، ولكن تدعون سميعًا قريبًا". قال: وأنا أقول: لا حول ولا قوّة إلا بالله؛ فقال: "يا عبد الله بن قيس، ألا أدّلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوّة إلا بالله". نوع آخر: 523 - أخبرنا (أبو القاسم) (¬2) بن منيع ثنا شيبان بن فروخ ثنا عمارة بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 522 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 231/7252) بسنده سواء وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2077/2704) عن خلف بن هشام به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6384 و 7386) -ومن طريقه الكلاباذي في "مفتاح معاني الآثار" (ص 274) -, ومسلم (2704) بطرق عن حماد بن زيد به. 523 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أحمد في "المسند" (3/ 127 و 239)، وأبو يعلى في "المسند" (7/ 267/4297)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1195 - 1196/ 849) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 172 - 173 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -, والمحاملي في "الدعاء" (40 و 41)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 182/413) بطرق عن عمارة بن زاذان به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ أخرجه أحمد وابن السُّنّي عن عمارة ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "ارفقوا". (¬2) زيادة من "هـ" و"م".

318 - باب ما يقول إذا تغولت الغيلان

زاذان عن زياد النميري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا علا شرفًا (¬1) من الأرض قال: "اللهمّ لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حال". 318 - باب ما يقول إذا تغوّلت الغيلان 524 - حدثنا محمَّد بن خريم (بن مروان) (¬2) ثنا هشام بن عمار ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وهو ضعيف، وفي زياد النميري الراوي عن أنس ضعف، لكن قال أبو أحمد في "الكامل": "إذا روى عنه ثقة لا بأس به"" أ. هـ. قلت: والراوي عنه هنا ضعيف. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 133): "رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه زياد النميري وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله ثقات" أ. هـ. قلت: والقول قول الحافظ ابن حجر. ولعمارة بن زاذان إسناد آخر؛ فرواه عن ثابت البناني عن أنس به. أخرجه المحاملي في "الدعاء" (134/ 39) -ومن طريقه الذهبي في "معجم الشيوخ" (2/ 326) - عن الفضل بن سهل عن عبيد بن أبي قرة عن عمارة به. قال الذهبي: "عمارة هو ابن زاذان له ما ينكر". قلت: لخصه الحافظ في "التقريب" بقوله: "صدوق كثير الخطأ"؛ فهذا من أخطائه وأوهامه؛ فتارة يرويه عن زاذان وتارة عن ثابت، وإن كانت الرواية الأولى أصح؛ لأنه رواه جمع عن زاذان، والله أعلم. 524 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو داود (3/ 28/ 2570)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (529/ 955) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 268) -، وابن أبي شيبة في "المصحف" (10/ 397/9790) -وعنه ابن ماجه (2/ 1240/3772) -، وأحمد (3/ 305و 381 - 382)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 145/2549)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 135/2219) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 193 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق عن هشام بن حسان به. قال الحافظ ابن حجر: "ورجاله ثقات؛ إلا أن الحسن لم يسمع من جابر عند الأكثر". ¬

_ (¬1) في "ل": "نشزًا". (¬2) زيادة من "هـ" و"م".

سويد بن عبد العزيز ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن جابر بن عبد الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال شيخنا ناصر السُّنّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 277/1140): "وهذا إسناد ضعيف؛ ورجاله ثقات، وإنما عِلّته الانقطاع بين الحسن وهو البصري وجابر؛ فإنه لم يسمع منه؛ كما قال أبو حاتم والبزار". قلت: وهو كما قالا، -وأيضًا- في رواية هشام بن حسان عن الحسن مقال؛ كما في "التقريب". وقد خالفه يونس بن عبيد -وهو ثقة ثبت-؛ فرواه عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص به؛ فجعله من مسند سعد: أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 34/3129 - كشف)، والدورقي في "مسند سعد" (199/ 119)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2609)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 104). قلت: وهذا أصح من سابقه؛ لكنه منقطع -أيضًا-. قال البزار: "لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع الحسنُ من سعدٍ شيئًا". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 134): "رجاله ثقات؛ إلا أن الحسن البصري لم يسمع من سعد فيما أحسب". وأخرجه ابن ماجه (1/ 119/329)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 144/2548) عن محمَّد بن يحيى عن عمرو بن أبي سلمة التنيسي الدمشقي عن زهير بن محمَّد عن سالم عن الحسن البصري: سمعت جابرًا به. قلت: وفي هذه الرواية تصريح الحسن بالسماع من جابر؛ لكنها منكرة جدًا، لا تصح -ألبتة-؛ فإن زهيرًا بن محمَّد -هو التميمي أبو المنذر الخراساني-؛ قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": "رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة؛ فضعف بسببها، قال البخاري عن أحمد: كان زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر، قال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه. فأكثر غلطه" أ. هـ. قلت: وهذا منها؛ فإن عمرًا بن أبي سلمة شامي، بل قال الإمام أحمد: "روى عمرو عن زهير أحاديث بواطيل". وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 256/7436)، و"الدعاء" (3/ 1699/2009) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 194 - 195 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - من طريق أبي عامر العقدي: حدثنا عدي بن الفضل عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 134): "وفيه عدي بن الفضل وهو متروك". قلت: وهو كما قال:

319 - باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها

- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - رفيق يحب الرّفق؛ فإذا سافرتم في الخصب؛ فأمكنوا الرّكاب أسنتها, ولا تجاوزوا بها المنازل، وإذا سرتم في الجدب؛ فاستبقوا (¬1)، وعليكم بالدلجة؛ فإن الأرض تطوى بالليل، وإن (¬2) تغوّلت بكم الغيلان؛ فنادوا بالأذان، وإياكم والصّلاة على جواب الطريق؛ فإنّها ممر السّباع، ومأوى الحيّات". 319 - باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها 525 - أخبرنا (أبو العباس) (¬3) محمَّد بن الحسن بن قتيبة حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وشاهد آخر من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/ 1684 - 1685) من طريق عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر به. قال ابن عدي: "هذا الحديث بهذا الإسناد بعض متنه لا يعرف إلا من طريق عمر بن صبح عن مقاتل" أ. هـ. قلت: سنده ضعيف جدًا بل موضوع؛ آفته عمر بن صبح هذا؛ قال ابن حبان: كان يضع الحديث، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال الذهبي: ليس بثقة ولا مأمون. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف لا يصح بمجموع طرقه وشواهده؛ نظرًا للضعف الشديد في مفرداتها عدا الأول. 525 - إسناده حسن إن شاء الله، (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6/ 425 - 426/ 2709 - إحسان) عن محمَّد بن الحسن بن قتيبة به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 73)، و"السنن الكبرى" (1/ 400/1296 و 5/ 265/8827)، و"عمل اليوم والليلة" (368/ 544)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 471 - 472)، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 150/2565)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 215)، وأبو يعلى في "المسند الكبير" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 71 - 72/ 67) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 792/878)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 33 - 34/ 7299)، و"الدعاء" ¬

_ (¬1) في "ل" و"هـ": "فاستنجوا" وهي بمعنى استبقوا؛ أي: أطلبوا السرعة. (¬2) في "هـ": "وإذا". (¬3) زيادة من "م" و"هـ".

محمَّد بن أبي السري العسقلاني قال: قُرِىءَ على حفص (¬1) بن ميسرة الصنعاني -وأنا أسمع- ثني موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه: أن كعبًا حلف بالذي فلق البحر لموسى - عليه السلام - أن صهيبًا حدثه: أن محمّدًا - صلى الله عليه وسلم - لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها: "اللهمّ، ربّ السّماوات وما أظللن، و (ربّ) (¬2) الأرضين السّبع وما أقللن، وربّ ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 1190/838) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 72/68 و 72 - 73/ 69)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 184 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) -، والمحاملي في "الدعاء" (49 و 50) -ومن طريقه ابن حجر (ج 2/ ق 184) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6/ 46)، والحاكم (1/ 446 و 2/ 100 - 101) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 252)، و"الدعوات الكبير" (2/ 184/ 414 و 185/ 415) -، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 184 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق عن حفص بن ميسرة به. وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (6/ 23 - 24/ 2093)، والمحاملي في "الدعاء" (48)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 33/ 7298) من طريق سليمان بن بلال وعبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة به. قلت: إسناده يحتمل التحسين؛ أبو مروان من التابعين، روى عنه جمع، ووثقه العجلي وابن حبان والهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 135)، والذهبي في "الكاشف"، وقال النسائي: "ليس بالمعروف"، واعتمده الذهبي في "الميزان" و"الضعفاء". وحسنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار". وللحديث طريق أخرى أصح من هذه: أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 256/8826)، و"عمل اليوم والليلة" (543) -وعنه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 215) - من طريق أيوب بن سليمان بن بلال: حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن كعب عن صهيب بن سنان به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. وبذلك يصير حديث صهيب - رضي الله عنه - صحيحًا. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "جعفر". (¬2) ليست في "ل".

320 - باب ما يقول إذا أشرف على مدينة

الشّياطين وما أضللن، وربّ الرّياح وما ذرين؛ فإنّا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، ونعوذ بك من شرّها، وشرّ أهلها، وشرّ ما فيها". 320 - باب ما يقول إذا أشرف على مدينة 526 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث شواهد عن أبي لبابة بن عبد المنذر، وابن مسعود، وابن عمر - رضي الله عنهم-، وقد خرجها شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 607/2759)؛ فانظرها غير مأمور. 526 - إسناده ضعيف، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (372 - 373/ 553) -ومن طريقه أبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر"؛ كما في "تهذيب الكمال" (24/ 40) - بسنده سواء. وأخرجه البزار في "مسنده" (4/ 34 - 35/ 3130)، والبخاري في "التاريخ الكبير" -معلقًا- (7/ 154)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 469)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 146 - 147)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1189/837) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (24/ 40)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 171) - بطرق عن سعيد بن عفير به. قال العقيلي: "قيس بن سالم؛ عن أبي أمامة بن سهل ولا يتابع عليه". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 397/6914): "قيس بن سالم، عن أبي أمامة بن سهل لم يكد يُعرف وأتى بخبر منكر"؛ يعني: حديثنا هذا. وقال في "المغني عن الضعفاء" (2/ 527/5064): "قيس بن سالم عن أبي أمامة بن سهل تفرد عنه بخبر غريب وما هو بالمعروف". قلت: وهو كما قال: أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (10/ 135): "رواه البزار؛ ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن سالم، وهو ثقة". وقال الحافظ: "هذا حديث حسن! ". قلت: والقول قول الذهبي. وله شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه المحاملي في "الدعاء" (200/ 94 و 95) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (249/ 129) -: ثنا عبد الله بن شبيب: ثنا ابن أبي أويس: حدثني موسى بن حسن عن عبد الله بن عمر العمري عن حمد الطويل عن أنس به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل:

حدثنا سعيد بن عفير ثنا يحيى بن أيوب عن قيس بن سالم أنه سمع أبا أمامة بن سهل يقول: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - قلنا: يا رسول الله ما كان يتخوف القوم حيث كانوا يقولون إذا أشرفوا على المدينة: اللهمّ اجعل لنا فيها رزقًا وقرارًا؟ قال: "كانوا يتخوفون (من) (¬1) جور الولاة وقحوط المطر". نوع آخر: 527 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا عمران (¬2) بن موسى حدثنا عبد الوارث ثنا يحيى بن أبي إسحاق ثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقفلة من عسفان، فلما أشرف على المدينة قال: "آيبون عابدون لربنا حامدون" فلم يزل يقول ذلك حتى دخل (¬3) المدينة. ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: عبد الله بن شبيب؛ إخباري عَلاّمة؛ لكنه واهٍ. الثانية: عبد الله بن عمر العمري؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثالثة: موسى بن حسن؛ مجهول؛ ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/ 46) ولم يحكِ فيه شيئًا. وقال الحافظ ابن حجرة كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 171): "حديث غريب؛ في سنده ضعف". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. (تنبيه): تحرف اسم "سعيد بن عفير" إلى "سعيد بن كثير" في "كشف الأستار"، وهو خطأ؛ فليصحح. 527 - إسناده صحيح، أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (2/ 478/ 4247)، و"عمل اليوم والليلة" (371 - 372/ 551) بسنده سواء. وأخرجه البخاريُ في "صحيحه" (6/ 192 - 193/ 3085) عن أبي معمر عن عبد الوارث بن سعيد به. وأخرجه البخاري (6/ 193/ 3086 و 10/ 398/ 5968 و 569/ 6185)، ومسلم (2/ 980/1345) بطرق عن يحيى بن إسحاق به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "عمر". (¬3) في "ل": "دخلنا".

نوع آخر: 528 - حدثني عمر بن سهل ثنا عبد الله بن الفضل (¬1) ثنا إسحاق بن البهلول (¬2) ثنا إسحاق بن عيسى عن الحسن بن الحكم عن عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أشرف على أرض يريد دخولها قال: "اللهمّ، إني أسألك من خير هذه ـــــــــــــــــــــــــــــ 528 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه عيسى بن ميمون متروك الحديث؛ كما قال النسائي وأبو حاتم والفلاس، وقال البخاري ويعقوب بن سفيان. "منكر الحديث"، بل قال ابن حبان: "يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعة"؛ وقال أبو زرعة: "واهي الحديث". وأغرب الحافظ؛ فقال؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 158): "في سنده ضعف". لكن الحديث حسن بشاهده من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - به: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1188 - 1189/ 835) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 158) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 277) بسند صحيح عن سعيد بن مسلمة عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ سعيد بن مسلمة؛ ضعيف يعتبر به، كما قال الدارقطني. وقال الحافظ: "وفي سنده مَنْ ضُعفَ". لكنه توبع؛ فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1189/836)، وفي "المعجم الأوسط" (5/ 88/4755) من طريق إسماعيل بن صبيح اليشكري: ثنا مبارك بن حسان عن نافع به بنحوه. قلت: ومبارك بن حسان؛ ليّن الحديث؛ كما في "التقريب". لكن الحديث بمجموعهما حسن -إن شاء الله-. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 134): "إسناده جيد". وقال الحافظ؛ كما في "الفتوحات الربانية" (5/ 159): "وفي مبارك -أيضًا- مقال؛ لكنه يعضدُ بعضُ هذه الطرق بعضًا". وبالجملة؛ فالحديث حسن بشاهده. ¬

_ (¬1) في "هـ": "المفضل". (¬2) في هامش "م": "المنهال".

321 - باب ما يقول إذا نزل منزلا

الأرض (¬1)، وخير ما جمعت فيها، وأعوذ بك من شرّها، وشرّ ما جمعت فيها، اللهمّ، ارزقنا جناها (¬2) وأعذنا من وباها، وحبّبنا إلى أهلها، وحبّب صالحي أهلها إلينا". 321 - باب ما يقول إذا نزل منزلًا 529 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 529 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (376 - 377/ 560) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (144/ 444)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2080/2708)، والترمذي (5/ 496/3437)، والدورقي في "مسند سعد" (185/ 109)، وأبو نعيم في "المستخرج"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (4/ 330)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 196) - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (144/ 441 و 442 و 443)، ومسلم (2708)، وأحمد (6/ 377)،- والمحاملي في "الدعاء" (55) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (126) -, وابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 150 - 151/ 2566)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 28/36)، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/ 187/603)، وأبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (4/ 330)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 253)، و"الأسماء والصفات" (1/ 472 - 473/ 403)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 196) بطرق عن الليث بن سعد به. وأخرجه أحمد (6/ 377)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1187 / 832 و 833) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني عن ابن لهيعة عن يزيد به. قلت: وسنده حسن، وهو متابع جيد لليث بن سعد؛ فإن ابن لهيعة وإن اختلط بعد احتراق كتبه؛ إلا أن رواية يحيى عنه من صحيح حديثه وهو من قدماء أصحابه. وأخرجه مسلم (2708/ 55) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن ¬

_ (¬1) في هامش "م": "قرية". (¬2) في "م": "حماها"، وفي هامشها: "خناها" والمثبت هو الصواب، والمراد: ما يجتنى من الشجر؛ كما في "ل" بين السطور.

يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب عن يعقوب بن عبد الله عن بسر (¬1) بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - عن خولة بنت حكيم - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من نزل منزلًا، ثم قال: أعوذ بكلمات الله التّامات من شر ما خلق؛ لم يضرّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك". نوع آخر: 530 - أخبرنا عبدان وأبو عروبة قالا: حدثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية بن الوليد قال: قال شعبة: حدثني قتادة عن أنس (بن مالك) (¬2) - رضي الله عنه - قال: كنّا إذا نزلنا سبحنا حتى تحل الرحال. قال شعبة: يعني: سبحنا باللسان. ـــــــــــــــــــــــــــــ يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب كلاهما عن يعقوب بن عبد الله به. (تنبيه): سقط من مطبوع "المسند" (6/ 377) اسم يعقوب بن عبد الله؛ فليصحح. 530 - إسناده حسن، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 98/ 1376) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 133/ 2566) - من طريق يحيى بن عثمان عن بقية به. قلت: سنده حسن؛ وقد صرّح بقية بالتحديث عند الطبراني. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 133): "إسناده جيد". والحديث مخالف لما رواه أبو داود (3/ 24/ 2551) وغيره بسند صحيح عن شعبة عن حمزة بن عمر الضبي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كنا إذا نزلنا منزلًا لا نسبح حتى نحل الرحال أ. هـ. وصححه شيخنا - رحمه الله - في "المشكاة" (2/ 1149). فإما أن يفسر الحديث بما قاله شعبة أو تقدم رواية أبي داود؛ لأنها أصح، والجمع أولى، والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "ل": "بشير"، وهو خطأ. (¬2) ليست في "ل".

322 - باب ما يقول إذا قفل من سفره

322 - باب ما يقول إذا قفل من سفره 531 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية عن نافع عن عبد الله - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل كبر ثلاثًا، ثم قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون، عابدون، تائبون، ساجدون، لربّنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". 323 - باب ما يقول إذا قدم من سفره فدخل على أهله 532 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزاز ثنا أبو الأحوص ـــــــــــــــــــــــــــــ 531 - مضى برقم (520). 532 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 241/ 2353) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (6/ 431/ 2716 - إحسان)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (المجلس الحادي والثمانون بعد التسعمائة من الأمالي المصرية) - بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 358 - 359/ 9655 و 360 - 361/ 9661 و 12/ 517/ 15469 و518 - 519/ 15474) -وعنه الإمام أحمد وابنه عبد الله في "المسند" (1/ 256) -ومن طريقهم الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (المجلس الحادي والثمانون بعد التسعمائة من الأمالي المصرية) -، والطبري في "تهذيب الآثار" (93/ 155 - مسند علي)، وأحمد (1/ 300 - 301)، والمحاملي في "الدعاء" (188 - 189/ 81 و 202 - 203/ 96) -ومن طريقه قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 443/ 783)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (المجلس الحادي والثمانون بعد التسعمائة من الأمالي المصرية) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 223 - 224/ 11735)، و"الدعاء" (2/ 1175/ 809 و 1193/ 884 و 1196 - 1197/ 852) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (المجلس الحادي والثمانون بعد التسعمائة من الأمالي المصرية) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 250)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (587) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 247) -، والخطابي في "غريب الحديث" (1/ 270) بطرق عن أبي الأحوص به. وأخرجه البزار في "مسنده" (4/ 33/ 3127 - كشف)، والطبري في "تهذيب الآثار" (94/ 156 - مسند علي) من طريق الوليد بن أبي ثور، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 146 - 147/ 1528)، والحاكم (1/ 488) -وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير"

324 - باب ما يقول لمن قدم من الغزو

عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج في سفر قال: "اللهم، أنت الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل، اللهم، إني أعوذ بك من الضّمنة (¬1) في السّفر، والكآبة في المنقلب، اللهمّ، اقبض لنا الأرض، وهون علينا السفر"، فإذا أراد الرجوع قال: "آيبون، تائبون، عابدون، لربّنا حامدون"؛ فإذا دخل على أهله قال: "توبًا توبًا لربّنا، أوبًا لا يغادر علينا حوبًا". 324 - باب ما يقول لمن قدم من الغزو 533 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 197/ 428) - من طريق زائدة بن قدامة كلاهما عن سماك بن حرب به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن". قلت: وهو كما قال، وسماك بن حرب وإن كانت روايته عن عكرمة خاصَّة فيها اضطراب؛ لأنه كان يقبل التلقين؛ لكن قال الدارقطني: "إذا حدث عنه شعبة والثوري وأبو الأحوص؛ فروايتهم عنه مستقيمة"، وهذا منها. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح! بَيْنَ الشيخين؛ لأن البخاري تفرد بالاحتجاج بعكرمة، ومسلم بسماك بن حرب ولم يخرجاه". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 130): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وأبو يعلى والبزار ورجالهم رجال الصحيح إلا بعض أسانيد الطبراني". تنبيه: سبق لي وأن ضعفت هذا الحديث في تعليقي على "الأذكار" (1/ 574 - 575) للإمام النووي، ثم تبين لي أن الحديث حسن؛ كما بينته آنفا، والمعتمد ما هو مكتوب هنا، فليصحح ما في "الأذكار". 533 - إسناده صحيح، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 22/ 1432) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 209 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) - بسنده سواء. وأخرجه أحمد (4/ 30) عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة به. ¬

_ (¬1) هكذا في "ل"، وضبطت بالحروف في الهامش الأيسر "الضبنة"، المرض، بفتح الميم اسم الزمانة". وفي "هـ": "الفتنة"، وفي "م": "الضينة"، وفي نسخة: "الضبنة"، وفي أخرى: "الضيعة".

سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن أبي طلحة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتًا؛ فيه تصاوير ولا كلب". قال زيد بن خالد الجهني لأبي طلحة: قم بنا إلى عائشة نسألها عن هذا؛ فأتيا عائشة - رضي الله عنها -؛ فسألاها؛ فقالت: أما هذا؛ فإنّي لا أحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مغزى له؛ فتحينت ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال مسلم، وقد أعلَّه بعضهم بالانقطاع بين سعيد بن يسار وأبي طلحة - رضي الله عنه - وهو وهم لأمور: الأول: أن سعيد بن يسار أدرك أبا طلحة وعاصره، وكان سِنُّهُ لما مات أبو طلحة (13) سنة وهي كافية للمعاصرة والإدراك. الثاني: أن المزيَّ في "تهذيب الكمال" ذكر سعيدًا بن يسار ضمن الرواة عن أبي طلحة. الثالث: أن سعيدًا هذا لم يوصف بتدليس ولا إرسال، ولا نصَّ أحد من أهل العلم على أنه لم يدركه؛ ولذلك لم يذكروه في كتبهم المختصة بالمراسيل. على أن مسلمًا أخرجه في "صحيحه" (3/ 2107/ 1666)، وكذا أخرجه أبو داود (4/ 73/ 4153 و 4154)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 499/ 9764)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 447/ 1895)، وأبو نعيم في "المعرفة" (3/ 1148/ 2885)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 209) من طريق جرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله الطحان عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن زيد بن خالد الجهني عن أبي طلحة به. قال الحافظ ابن حجر: "وهو عند ابن السُّني عن سعيد بن يسار عن أبي طلحة من غير ذكر زيد قبل أبي طلحة والقصة واحدة، ولعلَّ سعيدًا سمعه من زيد بن خالد عن أبي طلحة، وسمعه من أبي طلحة نفسه؛ فكان يحدث تارة هكذا وتارة هكذا، والله أعلم" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، فتكون رواية مسلم ومن معه من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه البخاري (5958)، ومسلم (2106/ 85 و 86) من طريق الليث بن سعد وعمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد به نحوه. وأخرجه البخاري (3222 و 3225 و 4002 و 5949)، ومسلم (2106) وغيرهما بطرق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه.

325 - باب ما يقول لمن يقدم من حج

قفله؛ فكسوت عرش (¬1) بيتي نمطًا (¬2)، فلما دخل استقبلته، فأخذت بيده، فقلت: الحمد لله الذي نصرك، وأعزك، وأكرمك؛ فنظرت إليه؛ فرأيت الكراهية في وجهه حتى تمنيت أني لم أكن فعلته؛ فنزع يده من يدي، ثم أتى النمط؛ فانتشطه (¬3)، ثم قال: "يا عائشة، إن الله - عز وجل - لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة واللبن"؛ فجعلته (في) (¬4) وسادتين؛ فجلس عليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكرههما. 325 - باب ما يقول لمن يقدم من حج 534 - حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا الحسن بن يحيى ثنا عاصم بن مهجع ثنا مسلمة بن سالم ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: جاء غلام إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أريد هذا الوجه (¬5) الحجّ، قال: فمشى معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "يا غلام، زوّدك الله التقّوى، ووجّهك في الخير، وكفاك المهم"، فلما رجع الغلام سلم على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: فرفع رأسه إليه؛ فقال: "يا غلام، قبل الله حجّك، وغفر ذنبك، وأخلف نفقتك". 326 - باب ما يقول لمن يقدم عليه من سفر 535 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا إسحاق بن إبراهيم أنا المخزومي ـــــــــــــــــــــــــــــ 534 - تقدم برقم (507). 535 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (277/ 312) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 425)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (14/ 505/ 18794)، ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "سقف". (¬2) في هامش "ل" الأيسر: "النمط ما يغشى به الهودج". (¬3) هكذا في "ل" و"هـ": "فامتشطه"، و"م": "فانبسطه". (¬4) ليست في "ل". (¬5) في "هـ": "العام".

حدثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن السائب بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 301)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 139/ 6618) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1369 - 1370/ 3456) -، والحاكم (2/ 61) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 78) - من طريق وهيب به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، وهو صدوق. وقد توبع: تابعه سيف بن سليمان -وهو ثقة ثبت- عن مجاهد به: أخرجه أحمد (3/ 425): ثنا روح عن سيف به. وتابعه إبراهيم بن مهاجر -وهو صدوق فيه لين- عن مجاهد به: أخرجه أحمد (3/ 425)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 180/ 1098)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 22 - 23/ 692) من طريق إسرائيل عنه به. وبالجملة؛ فهو بمجموع ذلك صحيح بلا ريب. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقد اختلف عن إبراهيم بن مهاجر فيه؛ فرواه عنه إسرائيل كرواية الجماعة. ورواه سفيان الثوري عنه عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب به: أخرجه أبو داود (4/ 260/ 4836) -ومن طريقه البيهقي (6/ 78) -، وابن ماجه (2/ 768/ 2287)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 350/ 855)، وأحمد (3/ 425)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 140/ 6619 و 6620)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 301)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1370/ 3457 و 3458) من طريقين عن الثوري به. قلت: ورواية إبراهيم هذه مردودة، وهي منكرة؛ لأنه خالف رواية الجماعة -وهم أكثر وأحفظ- في إسناده، والقول قولهم، خاصة وأنه رواه على الجادة كرواية الجماعة؛ فتبين أن إبراهيم كان يضطرب في الحديث؛ لسوء حفظه: تارة يذكر قائد السائب، وتارة لا يذكره، والصواب عدم ذكره. ومن هنا تعلم أن قول الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "التقريب" (1/ 2821): "في إسناد الحديث اضطراب"، وكذا إعلال الحافظ ابن عبد البر والسُهيليُّ الحديثَ بالاضطراب؛ كما في "نصب الراية" (3/ 474)، و"تهذيب التهذيب" (3/ 449) غير دقيق؛ لأن شرط الاضطراب: أن تتساوى جميع وجوهه في القوة بحيث لا يمكن ترجيح أحدها على الآخر، وهذا منتف تمامًا في حديثنا هذا؛ فإنه يمكننا الترجيح بين هذه المفردات، وقد بينت هذا -آنفًا-، ثم إن الاضطراب المزعوم هو في طريق ابن مهاجر وحده، وقد اختلف عليه فيه، وقد وافق الجماعة في إحدى الروايتين عنه،

327 - باب ما يقول إذا دخل على مريض

السائب وكان يشارك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية، قال: فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "مرحبًا بأخي لا تداري (¬1) ولا تماري (¬2) ". 327 - باب ما يقول إذا دخل على مريض 536 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن سنان بن ربيعة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي (¬3) - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده -وهو محموم- فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفّارة وطهور"؛ فقال الأعرابي: حمى تفور (¬4) على شيخ كبير تزيره القبور، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتركه. نوع آخر: 537 - أخبرني الحسين بن محمد حدثنا يزيد بن (محمد بن) (¬5) ـــــــــــــــــــــــــــــ فوجب أخذُ ما وافق الجماعة وترك ما خالفهم فيه؛ وهذا ظاهر بحمد الله. ولعله لهذا كله لم يتعرض الحافظ نفسه - رحمه الله - إلى هذا الاضطراب المزعوم في كتابه الآخر "التلخيص الحبير" (3/ 49)، والله أعلم. 536 - إسناده حسن، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 231/ 4232) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 250) عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات، غير سنان بن ربيعة وهو صدوق. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 299): "رواه أحمد؛ ورجاله ثقات". وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 69): "هذا حديث حسن غريب". وله شاهد عن حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه، أخرجه البخاري (6/ 634/ 3616). 537 - إسناده ضعيف جدًا، أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 61 - 62) ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطرر: "الدرء: الدفع". (¬2) في "ل" بين السطور: "المماراة: المجادلة". (¬3) في "ل": "رسول الله". (¬4) في هامش "ل" الأعلى: "الفور. شدة الغيان". (¬5) زيادة من "م" و"هـ".

عبد الصمد ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا عبد الأعلي بن محمد البصري عن ـــــــــــــــــــــــــــــ -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 208) - عن طريق سليمان بن عبد الرحمن به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: عبد الأعلى بن محمد؛ قال العقيلي: "يروي عن يحيى بن سعيد بواطيل لا أصول لها". الثانية: يحيى بن سعيد المدني؛ قال الذهبي في "المغني": "تركوه". وضعفه الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 70). وللحديث طريق أخرى: فأخرجه الترمذي (5/ 76/ 2731)، وأحمد (5/ 260)، وهناد السري في "الزهد" (1/ 226/ 374)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (91/ 96 و 98/ 109) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 539/ 9204 و 9205)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 359) -، والروياني في "مسنده" (2/ 287/ 1217 و 290/ 1231)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 211 - 212/ 7854)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2672)، ومحمد بن رزق الله المنيني في "حديث أبي علي الفزاري" (ق 85/ 2)، كما في "الضعيفة" (3/ 450)، وقوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 87/ 2124)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 387) بطرق عن يحيى بن أيوب الغافقي عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا، علي بن يزيد الألهاني، متروك الحديث. قال الترمذي: "هذا إسناد ليس بالقوي، قال محمد -يعني: البخاري-: عبيد الله بن زحر ثقة، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم بن عبد الرحمن يكنى أبا عبد الرحمن وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية وهو ثقة، والقاسم شامي". قلت: هكذا في "المطبوع"، ونقل عنه المزي في "تحفة الأشراف" (4/ 178)، وابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 69) أنه قال: "هذا إسناد ليس بذاك" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 297): "رواه أحمد والطبراني؛ وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر في "بذل الماعون" (ص 356)، و"فتح الباري" (10/ 121): "أخرجه الترمذي بسند لين". وقال؛ كما في "الفتوحات" (4/ 69): "هذا حديث غريب من هذا الوجه ... وعبيد الله بن زحر ثقة، وشيخه علي بن يزيد الألهاني ضعيف، وشيخه القاسم يكنى أبا عبد الرحمن وهو شامي ثقة.

328 - باب تطييب نفس المريض

يحيى بن سعيد المدني -وليس هو يحيى بن سعيد بن قيس- عن الزهري عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تمام العيادة أن تضع على المريض يدك؛ فتقول: كيف أصبحت، أو كيف أمسيت؟ ". 328 - باب تطييب نفس المريض 538 - أخبرني إبراهيم بن محمد عن أبي سعيد الأشج حدثنا عقبة بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: واختلف في توثيقه وكذا في توثيق ابن زحر، وأفرط ابن حبان؛ فقال: إذا اجتمع في الإسناد ابن زحر وعلي بن يزيد والقاسم فذاك مما عملت أيديهم" أ. هـ. وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 450). وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" في "فضائل الأعمال" (2/ 338/ 406) بسند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أيوب بن عتبة اليمامي؛ ضعيف. الثانية: صبيح بن دينار؛ ضعيف. 538 - منكر؛ أخرجه الترمذي (4/ 412/ 2087) عن أبي سعيد الأشج به. وأخرجه ابن ماجه (1/ 462/ 1438) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 870 - 871/ 1459) -، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2343)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1309 - 1310/ 1087)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 541/ 9213)، وابن بشران في "الأمالي" (281/ 649) بطرق عن عقبة بن خالد به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي؛ منكر الحديث، كما في "التقريب"، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث لم يدرك أبا سعيد الخدري؛ كما قال البخاري وأبو حاتم. قال الترمذي: "سألت محمدًا -بعني: البخاري- عن هذا الحديث؛ فقال: موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي؛ منكر الحديث، وأبوه صحيح الحديث. قلت له: أدرك محمد بن إبراهيم أبا سعيد الخدري؟ قال: لا، إنما روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي سعيد" أ. هـ. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 31/ 2214): "سألت أبي عن أحاديث رواها عقبة بن خالد عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر ... وعن أبيه عن أبي سعيد الخدري (وذكره)؛ قال أبي: "هذه أحاديث منكرة؛ كأنها موضوعة، وموسى؛ ضعيف الحديث جدًا، وأبوه محمد بن إبراهيم التيمي؛ لم يسمع من جابر ولا من أبي سعيد" أ. هـ.

329 - باب مسألة المريض عن حاله

خالد عن موسى بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخلتم على المريض؛ فنفسوا (له) (¬1) في أجله؛ فإن ذلك لا يردّ شيئًا، وهو يطيب نفسه". 329 - باب مسألة المريض عن حاله 539 - أخبرنا أبو محمد بن صاعد وأبو عروبة قالا: حدثنا محمد بن يزيد بن سنان حدثنا أبي يزيد بن سنان ثنا عبد الرحيم بن عطاف الزهري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس عن أم سلمة - رضي الله عنهم - (زوج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -) (1) قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة -وهو مريض- ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال البيهقي: "موسى بن محمد بن إبراهيم؛ يأتي من المنكرات بما لا يتابع عليه، والله أعلم". وقال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى [بن معين]: محمد بن إبراهيم؛ ليس بشيء لا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 374 - بتحقيقي): "روينا في كتاب الترمذي وابن ماجه بإسناد ضعيف! عن أبي سعيد الخدري". وقال الحافظ في "فتح الباري" (10/ 121)، و"بذل الماعون" (ص 355): "في سنده لين"، وضعفه؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 83). قلت: وهو تساهل ظاهر منهما - عفا الله عنهما -. وقال شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (1/ 336/ 184): "ضعيف جدًا". وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - بنحوه؛ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 541/ 9214). قلت: بإسناد موضوع، فيه عمر بن موسى الوجيهي وهو كذاب. وضعفه البيهقي. 539 - إسناده ضعيف؛ فيه علل: الأولى: محمد بن يزيد بن سنان؛ ليس بالقوي. الثانية: يزيد بن سنان؛ ضعيف. الثالثة: عبد الرحيم بن عطاف؛ لم أجد له ترجمة. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

330 - باب ما يستحب من جواب المريض

فقال: "كيف تجدك؟ "، قال: صالحًا، قال: "أصلحك الله". 330 - باب ما يستحب من جواب المريض 540 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت -أحسبه - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل يعوده -وهو في الموت-؛ فسلم عليه، وقال: "كيف تجدك؟ "، قال: بخير يا رسول الله، أرجو الله، وأخاف ذنوبي. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لن يجتمعا في قلب رجل (¬1) عند هذا الموطن إلا أعطاه الله - عز وجل - رجاءه، وآمنه مما يخاف". ـــــــــــــــــــــــــــــ 540 - إسناده حسن، أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 57 - 58/ 3303 و 142/ 3417) بسنده سواء. وأخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 414/ 1588) من طريق المصنف به. وأخرجه الترمذي (3/ 311/ 983)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (575 - 576/ 1062)، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (41/ 31)، و"المحتضرين" (33/ 17)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 33)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 292)، وقوَّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 106/ 1252)، وابن بطة في "الإبانة" (ج 6/ ق 59/ أ)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 4/ 1001 و 4 - 5/ 1002)، و"الأربعون الصغرى" (48/ 41 و 42)، و"الآداب" (507 - 508/ 1147)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 413/ 1587 و 414/ 1588 و 415/ 1589)، والقشيري في "الرسالة"، كما في "إتحاف السادة المتقين". (10/ 277) بطرق عن جعفر بن سليمان به. قال الترمذي: "حديث حسن غريب". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 268): "إسناده حسن، فإن جعفرًا صدوق صالح احتج به مسلم ووثقه النسائي، وتكلم فيه الدارقطني وغيره" أ. هـ. وحسّنه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1050). قلت: وهو كما قالوا. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "عبد".

331 - باب اشتهاء المريض

331 - باب اشتهاء (¬1) المريض 541 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن حماد ثنا أبو يحيى الحماني ـــــــــــــــــــــــــــــ 541 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 83 - 84/ 4016) بسنده سواء. وأخرجه ابن ماجه (1/ 463/ 1440 و 2/ 1138/ 3441) عن سفيان بن وكيع عن أبي يحيى الحماني به. وسمى الرجل المبهم: يزيد الرقاشي. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ لأن يزيد الرقاشي هذا متروك، فهو الذي لم يسم في رواية أبي يعلق وابن السني. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 21): "هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد بن أبان". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 376 - بتحقيقي): "روينا في كتابي ابن ماجه وابن السني بإسناد ضعيف". وضعفه الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 88). وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه ولفظه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلًا، فقال: "ما تشتهي؟ " قال: أشتهي خُبْزَ بُرِ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من كان عنده خبز بُرِ؛ فليبعث إلى أخيه"، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اشتهى مريض أحدكم شيئًا فليطعمه". أخرجه ابن ماجه (1/ 463/ 1439 و 2/ 1138/ 3440)، وابن أبي عاصم في "الأطعمة" -ومن طريقه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (13/ 215 - 216) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 212) من طريق صفوان بن هبيرة: ثنا أبو مكين نوح بن ربيعة، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 20): "هذا إسناد حسن؛ صفوان مختلف فيه، وأبو مكين اسمه نوح بن ربيعة". قلت: قال العقيلي: "لا يتابع على حديثه؛ لا يعرف إلا به"، وفي "التقريب": "ليّن الحديث". وقال أبو حاتم الرازي، كما في "العلل" لابنه (2/ 323/ 2488): "هذا حديث منكر". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 316): "صفوان بن هبيرة عن أبي مكين بخبر منكر". وبه أعلّه شيخنا - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (1/ 500). ¬

_ (¬1) في "ل": "تشهية".

332 - باب تلقين المريض الصبر

ثنا الأعمش عن رجل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على رجل، يعوده؛ فقال: "هل تشتهي شيئًا؟ هلا تشتهي كعكًا؟ "، قال: نعم، فطلبه له. 332 - باب تلقين المريض الصبر 542 - حدثنا عبدان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 542 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/ 229) -وعنه ابن ماجه (2/ 1149/ 3470)، والطبراني في "الدعاء" (561) - بسنده سواء. وأخرجه هناد السَّري في "الزهد" (1/ 233/ 391) -وعنه الترمذي (4/ 412/ 2088) -، وأحمد (2/ 440) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (561) -، والترمذي (4/ 412/ 2088)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (30 - 31/ 19) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 340/ 574) -، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 359)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6/ 86)، والحاكم (1/ 345) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 161/ 9844) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/ 78) بطرق عن أبي أسامة به. وأخرجه المصنف (543)، والطبري في "جامع البيان" (16/ 83 - 84)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 381 - 382)، وابن عساكر (19/ 78) بطرق عن أبي المغيرة عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عن إسماعيل بن عبيد الله به. قلت: السند الأول ظاهره الصحة، لكن فيه عِلَّة خفية؛ فإن عبد الرحمن بن يزيد الذي في السند الأول ليس هو ابن جابر -الثقة- وإن صُرح بأنه هو عند ابن أبي شيبة وأحمد وغيرهما؛ فأبو أسامة لم يلق ابن جابر وأخطأ في اسم شيخه ووهم فيه، وشيخه على الحقيقة فيه هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو متروك. وهو الذي جاء اسمه صريحًا في رواية أبي المغيرة عنه عند المصنف وغيره في السند الثاني. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 365/ 1156): "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السُلَمي الشامي عن مكحول، سمع منه الوليد بن مسلم؛ عنده مناكير. ويقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة: أبو أسامة وحسين؛ فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم". وقال ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 300/ 1423): "حدثني أبي قال: سألت محمد بن عبد الرحمن بن أخي حسين الجعفي: عن عبد الرحمن بن يزيد؟ فقال: قدم الكوفة وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ويزيد بن يزيد بن جابر، ثم قدم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بعد ذلك بدهر؛ فالذي يحدث عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.

عبد الرحمن بن يزيد عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح الأشعري عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي؛ فقالا: هو ابن يزيد بن جابر وغلطا في نسبه ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث" أ. هـ. وقال أبو داود في "سؤالات الآجُري" (1/ 242/ 327): "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم هو السلمي؛ متروك الحديث، حدث عنه أبو أسامة وغلط في اسمه؛ فقال: نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر السلمي؛ وكل ما جاء عن أبي أسامة: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد فهو ابن تميم" أ. هـ. وقال موسى بن هارون الحمَّال الحافظ؛ كما في "تاريخ بغداد" (10/ 212)، و"تهذيب الكمال" (18/ 8)، و"تهذيب التهذيب" (6/ 298): "روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه - رحمه الله - وهو لم يلق ابن جابر، وإنما يلقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف" أ. هـ. وقال يعقوب بن سفيان الفَسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/ 366) - ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" (17/ 484)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (9/ 499)، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (6/ 295 - 296) -: "قال محمد بن عبد الله بن نمير -وذكر أبا أسامه- فقال: "الذي يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر نرى أنه ليس بابن جابر المعروف - ذُكِرَ لي: أنه رجل يسمى باسم ابن جابر. قال يعقوب: صدق؛ هو عبد الرحمن بن فلان بن تميم، فدخل عليه أبو أسامة فكتب عنه هذه الأحاديث فروى عنه، وإنما هو إنسان يسمى باسم ابن جابر". وقال أيضًا: "وكأني رأيت ابنَ نمير يتهم أبا أسامة؛ أنه علم ذلك وعرف ولكن تغافل عن ذلك". قال: "قال لي ابن نُمير: أما ترى روايته لا تشبه سائر حديثه الصحاح الذي روى عنه أهل الشام وأصحابُه". وقال أبو بكر بن أبي داود نحو ذلك. كما في المصادر المتقدمة. وقال الإمام الحافظ الدارقطني في "تعليقه على المجروحين لابن حبان" (ص 157 - 158): "وأبو أسامة يروي عن عبد الرحمن بن يزيد، وهذا ابن تميم؛ فيقول: ابن جابر، فيغلط في اسم جده" أ. هـ. وقال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (7/ 177 - 178): "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الدمشقي ... وقد سمع أبو أسامة من هذا السلمي واعتقد أنه ابن جابر فوهم". قلت: وهذا الكلام هو الحق والصواب بلا ريب من هؤلاء الكبار في هذا العلم، ويؤيده ما يلي:

أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه عاد مريضًا، ومعه ـــــــــــــــــــــــــــــ • سئل إمام العلل الحافظ الدارقطني عن هذا الحديث؟ فقال في "العلل" (10/ 219/ 1987): "يرويه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، واختلف عنه: فرواه أبو المغيرة عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عن إسماعيل عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة. ورواه أبو أسامة؛ فقال: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهم في نسبه؛ وإنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم. وتابع أبا المغيرة على الإسناد" أ. هـ. • وقال ابن عساكر: "قوله: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وَهْمٌ من أبي أسامة، إنما هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، والحديث محفوظ عنه" أ. هـ. • وقال الشيخ العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "مسند أحمد بن حنبل" (18/ 201/ 9674): "ظاهر إسناده الصحة ولكنه ضعيف؛ فإن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة ولكن أبا أسامة لم يلقه وأخطأ فيه؛ فشيخه في الحقيقة هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي وهو ضعيف" أ. هـ. قلت: وهو كما قالوا؛ فإذا تقرر لك هذا: فاعلم أن مدار الحديث على عبد الرحمن بن يزيد بن تميم هذا وهو متروك الحديث؛ كما قال أبو داود والنسائي والدارقطني وغيرهم، وقال البخاري ودُحيم: منكر الحديث، فالسند ضعيف جدًا. وقد خفيت هذه العِلَّةُ القادحة على الحاكم فصحح الحديث، وكذا الذهبي في موافقته في "التلخيص"، وكذا شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - حين صححه في "الصحيحة" (2/ 98 و 4/ 438). وخالف عبد الرحمن بنَ يزيد هذا سعيدُ بن عبد العزيز التنوخي؛ فرواه عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري عن كعب الأحبار قوله. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 382)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/ 78 و 78 - 79) بطرق عن سعيد به. قلت: وسعيد التنوخي هذا ثقة إمام، كما في "التقريب"، فروايته أصح بلا ريب. ولذلك قال الإمام الحافظ الدارقطني في "العلل" (10/ 221): "وهو الصواب". وخالف إسماعيلَ بن عبيدِ الله بن المهاجر -وهو ثقة- أبو الحصين؛ فرواه عن أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة مرفوعًا بلفظ. "الحمى كير من جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار" أ. هـ. أخرجه أحمد (5/ 252 و 264)، وأحمد بن منيع في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 487/ 5244)، وابن ماجه في "التفسير"؛ كما في "تهذيب الكمال" (33/ 414)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 468/ 2216)، وابن أبي الدنيا في

أبو هريرة من وعك كان به شديد؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله ـــــــــــــــــــــــــــــ "المرض والكفارات" (53 - 54/ 46) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/ 77) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 93/ 7468)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (284/ 817) -ومن طريقه قوام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 331 - 332/ 557)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/ 78)، والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 414 - 415) -، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 359)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 161/ 9843)، والروياني في "مسنده" (1269) بطرق عن محمد بن المطرف عن أبي الحصين به. قلت: لكن أبا الحصين هذا مجهول؛ كما قال الحافظ في "التقريب". قال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 305): "رواه أحمد، والطبراني في "الكبير" وفيه أبو حصين الفلسطيني ولم أر له راويًا غير محمد بن مطرف" أ. هـ. إذا علمت هذا؛ فإن مثل أبي الحصين هذا لا يقوى على معارضة إسماعيل بن عبيد الله الثقة، فرواية أبي الحصين منكرة. ومن هنا تعلم أن قولَ المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (4/ 200): "رواه أحمد بإسناد لا بأس به"، وقولَ البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (5/ 487): "إسناده حسن"، تساهل واضح منهما - عفا الله عنهما -. وجملة القول: إن الصحيح في هذا الحديث أنه من كلام كعب الأحبار لا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولحديث أبي أمامة شاهد من حديث أبي ريحانة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "الحمى من كير جهنم وهي نصبب المؤمن من النار". أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 63)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 469/ 2217)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (33 - 34/ 21)، والطبراني في "المعجم الكبير"، كما في "مجمع الزوائد" (2/ 306)، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 360)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 161/ 9846)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 8/ ق 64/ ب) من طريق مسلم بن إبراهيم: حدثنا عصمة بن سالم الهنائي. نا أشعث بن جابر، عن شهر بن حوشب عنه به. قال شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 438): "وهذا إسناد حسن في الشواهد؛ رجاله صدوقون على ضعف في شهر بن حوشب من قبل حفظه". قلت: وهو كما قال: وبالجملة، فالحديث ضعيف لا يصح. (تنبيه): سبق لي أن صححت حديث أبي هريرة السابق في تحقيقي لكتاب "عِدَةُ الصابرين وذخيرة الشاكرين" لابن قيم الجوزية (ص 141) وهو خطأ، فليصحح.

333 - باب دعاء العواد للمريض

- عز وجل - يقول: هي ناري أسلّطها على عبدي المؤمن في الدّنيا؛ لتكون حظّه من النار في الآخرة". 543 - أخبرني أبو أيوب الخزاعي سليمان بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن عياش ثنا أبو المغيرة ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم حدثني إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يعود رجلًا مريضًا من أصحابه، وعدناه معه؛ فقبض على يده، ووضع على جبهته، وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض، ثم قال: "إنّ الله - عز وجل - يقول: هى ناري أسلّطها على عبدي المؤمن؛ لتكون حظه من النار في الآخرة". 333 - باب دعاء العُوّاد للمريض 544 - حدثني محمد بن سعيد البصري بحران ثنا موسى بن سعيد الدنداني ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن حماد الكوفي وحميد ـــــــــــــــــــــــــــــ 543 - تقدم تخريجه في الحديث السابق. 544 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم واليلة" (568/ 1042)، وأحمد (3/ 267)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 466 - 467/ 3873)، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن هارون السمرقندي في "جزء فيه من الفوائد المنتقاة الحسان العوالي" (119/ 39)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 224/ 1413) من طريق عفان بن مسلم وآدم بن أبي إياس كلاهما عن حماد بن سلمة به، قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. وأخرجه أبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (259/ 872) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ عن حماد بن سلمة عن -في الأصل: و، وهو خطأ- ثابت وحماد الكوفي به. وأخرجه البخاري (10/ 206/ 5742) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس به. والمرفوع له شاهد من حديث عائشة - رضي الله عنها وعن أبويها - عند البخاري (5675)، ومسلم (2191). تنبيه: رواية البغوي عن حميد الطويل وحده ولم يقرن حماد بن أبي سليمان الكوفي معه.

عن أنس (بن مالك) (¬1) - رضي الله عنه - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل على مريض قال؛ "أذهب البأس ربَّ النّاس، اشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا". وكان حماد يقول: لا شفاء إلا شفاؤك. نوع آخر: 545 - أخبرني أبو عروبة حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ـــــــــــــــــــــــــــــ 545 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطرقه)؛ أخرجه قَوَّامُ السُّنةِ الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 87/ 2125) من طريق المصنف به. وأخرجه الترمذي (4/ 410/ 2083)، والنَّسائي في "عمل واليوم والليلة" (570/ 1048)، وأحمد (1/ 239) -ومن طريقه الحاكم (4/ 213) - بطرق عن محمد بن جعفر غدر به. وأخرجه أبو داود (3/ 187/ 3106)، وأحمد (1/ 243)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 116/ 12731)، و"الدعاء" (2/ 1321 - 1322/ 1114)، والحاكم (1/ 342 و 4/ 416)، وسمّويه في "فوائده" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 368/ 394) - بطرق عن شعبة به. وأخرجه الحاكم (4/ 416) من طريق الحسن بن علي بن عفان عن ابن نمير عن يزيد بن أبي خالد به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ يزيد بن أبي خالد الدالاني؛ صدوق يخطئ كثيرًا؛ كما في "التقريب". لكنه توبع؛ فأخرجه الغطريف في "جزئه" (85/ 40) -ومن طريقه ابن البخاري في "مشيخته" (1/ 598 - 600/ 118) - من طريق زكريا بن أبي زائدة عن إدريس الأودي عن المنهال به. وهذا سند حسن. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (569 - 570/ 1045 و1047)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 354/ 12272)، و"المعجم الصغير" (1/ 21)، و"الدعاء" (2/ 1322/ 1115 و 1323/ 1118)، والحاكم (4/ 213)، والضياء المقدسي ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

حدثنا شعبة عن يزيد بن أبي خالد قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدث ـــــــــــــــــــــــــــــ في "الأحاديث المختارة" (10/ 369/ 395 و 396) من طريقين عن شعبة عن ميسرة بن حبيب عن المنهال به. قلت: وهذا سند حسن -أيضًا-. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 355 - 356/ 12277)، و"الدعاء" (2/ 1322/ 1117) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 370/ 397 و398) - بسند حسن عن خالد بن يزيد الحراني عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 318 - 319/ 2430) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (7/ 243 - 244/ 2978 - إحسان) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1323 - 1324/ 1120)، والحاكم (1/ 343) بطرق عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن المنهال به. قلت: وهذا سند صحيح إلى المنهال؛ لكنه؛ أعني: المنهال، وإن كان من رجال البخاري؛ ففيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وقد صحح هذا الإسناد النووي في "الأذكار" (1/ 365 - بتحقيقي)، والصواب ما ذكرته. ولعبد ربه بن سعيد إسنادان آخران، فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (568 - 569/ 1043)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 631 - 632/ 536 - فضل الله الصمد)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 240/ 2975 - إحسان)، والحاكم (4/ 213)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (10/ 370 - 371/ 399) بطرق عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس به. قلت: وهذا سند حسن رجاله ثقات غير المنهال، وشيخه هنا؛ كما ترى هو عبد الله بن الحارث بينما كان شيخه في السند الأول هو سعيد بن جبير والإسنادان ثابتان، فيكون مرة سمعه من سعيد بن جبير، ومرة من عبد الله بن الحارث. وقد توبع عبد ربه بن سعيد على هذا الإسناد؛ فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (569/ 1044)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 46 - 47/ 3623 و10/ 314/ 9543) -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 602/ 717 - منتخب)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 366/ 2483)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 177/ 12733)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 367/ 352 - رواية الحسن بن علي الجوهري) -، وأحمد (1/ 239 و 352)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 116 - 117/ 12732)، والحاكم (1/ 343 و 4/ 213)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 231/ 1419) بطرق عن

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم يعود مريضًا لم يحضر أجله؛ فيقول -سبع مرات-: أسال الله العظيم، رب العرش العظيم: أن يشفيك، ويعافيك؛ إلا عوفي". نوع آخر: 546 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني هارون بن عبد الله حدثنا معن ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ حجاج بن أرطأة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث به. قلت: والحجاج فيه مقال، ولخصه الحافظ بقوله: "صدوق كثير الخطأ والتدليس"، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات. والإسناد الآخر: هو ما أخرجه النسائي وابن حبان والحاكم، بطرق عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث به. قلت: وهذا سند صحيح -أيضًا- رجاله ثقات، فيكون سعيد بن جبير مرة سمعه من عبد الله بن عباس بواسطة عبد الله بن الحارث، ومرة من ابن عباس بدون واسطة وهذا الجمع أولى من تخطئة الرواة بدون دليل، وإن كان السند والطريق الأولى أرجح؛ لأن الذين رووه عن المنهال أكثر وأوثق، وهو ما رجحه أبو حاتم الرازي في "العلل" (2/ 201)، وبالله التوفيق. 546 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 367/ 7546)، و"عمل اليوم والليلة" (550 - 551/ 999) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (4/ 408/ 2080) عن إسحاق بن موسى الخطمي عن معن بن عيسى به. وأخرجه أبو داود (4/ 10 - 11/ 3891) -ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 329/ 257)، و"دلائل النبوة" (5/ 308) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 45/ 8340)، و"الدعاء" (3/ 1333/ 1130) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 237) -، والحاكم (1/ 343) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وأحمد (4/ 21) عن إسحاق بن عيسى، و (4/ 21) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (114) - عن روح بن عبادة، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 231/ 2965 - إحسان) من طريق أحمد بن أبي بكر، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 1963/ 4935) من طريق محمد بن خالد بن عثمة، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 302 - 303/ 516) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 87/ 2126) من طريق عبد الله بن يوسف، والبغوي في "شرح السنة"

مالك عن يزيد بن خصيفة عن عمرو بن عبد الله بن كعب أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص قال: جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني من وجع اشتد بي؛ فقال: "امسح بيمينك -سبع مرات-، وقل: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد" ففعلت ذلك؛ فأذهب الله - عز وجل - ما كان بي؛ فلم أزل آمرُ به أهلي، وغيرهم. ـــــــــــــــــــــــــــــ (5/ 227/ 1416) من طريق أبي مصعب الزهري ثمانيتهم عن مالك بن أنس -وهذا في "الموطأ" له (2/ 942 / 9 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 120/ 1980 - رواية أبي مصعب الزهري)، و (312 - 313/ 878 - رواية محمد بن الحسن الشيبانى) به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (551/ 1000)، و"السنن الكبرى" (4/ 410/ 7724)، وأحمد (4/ 217)، وابن خزيمة في "حديث علي بن حجر" (383/ 328)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 46/ 8343)، و"الدعاء" (3/ 1334/ 1131)، والحاكم (1/ 343) بطرق عن إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيمه به. قلت: وسنده صحيح -أيضًا-. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 51/ 3635 و 10/ 316/ 9549) -وعنه ابن ماجه (2/ 1163 - 1164/ 3522)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 343 - 344/ 382 - منتخب)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1334/ 1132) -، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 1963/ 4935) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 45/ 8341)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 330/ 58) عن يحيى بن عبد الله بن بكير عن زهير بن محمد عن يزيد بن خصيفة به. قلت: وهذا سند صحيح -أيضًا-. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 1728/ 2202)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (551/ 1001)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 364)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 230 - 231/ 2964 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1333/ 1129)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 318/ 319/ 243)، و"الدعوات الكبير" (2/ 303 - 304/ 517) بطرق عن ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن نافع بن جبير به.

نوع آخر: 547 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا بشر بن سيحان ثنا حرب بن ميمون ثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خرجت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويده في يدي أو يدي في يده؛ فأتى على رجل رث (¬1) الهيئة؛ فقال: "أي فلان ما بلغ بك ما أرى؟ " قال: السقم والضر يا رسول الله، قال: "ألا أعلّمك كلمات تذهب عنك الضرّ والسقم؟ "، فقال أبو هريرة: ألا تعلمني (¬2) يا رسول الله؟ قال: "قلِ يا أبا هريرة: توكّلت على الحي الذي لا يموت، {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} [الإسراء: 111]، قال: فأتى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد حسنت حاله، فقال: "مهيم! "، فقال: قلت: يا رسول الله لم أزل أقول الكلمات التي علمتني. نوع آخر: 548 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان ثنا هارون بن سعيد ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 547 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 23 - 24/ 6671) بسنده سواء. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: حرب بن ميمون الأصغر؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". الثانية: موسى بن عبيدة؛ ضعيف الحديث؛ كما في "التقريب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 52 و10/ 258): "رواه أبو يعلى؛ وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف، وفيه توثيق لين". وقال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (2/ 336 - غير المسندة): "لأبي يعلى بضعف". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 442 - ط. دار الوطن): "رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف موسى بن عبيدة" أ. هـ. 548 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو داود (3/ 187/ 3107)، وابن أبي الدنيا في ¬

_ (¬1) في هامش "قال" الأيسر: "الرث: البالي". (¬2) في "ل": "فعلّمني".

ابن وهب عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا جاء الرجل يعود مريضًا؛ فيقول: اللهم، اشف عبدك؛ ينكأ لك (¬1) عدوًا، أو يمشي لك إلى صلاة". نوع آخر: 549 - حدثني أحمد بن محمود الواسطي ثنا محمد بن الحسين الكوفي ـــــــــــــــــــــــــــــ "المرض والكفارات" (141/ 174)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 319)، والطبراني في "المعجم الكبير" (44/ - 45/ 107 - قطعة من المجلد 13)، و"الدعاء" (3/ 1330/ 1124)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 239 - 240/ 2974 - إحسان)، والحاكم (1/ 344 و 549) بطرق كثيرة عن ابن وهب به. وأخرجه أحمد (2/ 172) عن حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة عن حيي به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وزاد في "الموضع الأول": "على شرط مسلم" ووافقه الذهبي في كلا الموضعين. وتعقبهما شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 352) بقوله: "وليس كما قالا؛ فإن حُييًا هذا لم يخرج له مسلم شيئا، وهو إلى ذلك فيه كلام من قبل حفظه؛ كما أشار إليه الحافظ بقوله في ترجمته: "صدوق يهم". فمثله بحسبه أن يحسن حديثه، أما الصحة؛ فلا. ثم رأيت الذهبيَّ نفسه قد أورده في "الضعفاء"، وقال: "حسن الحديث، قال أحمد: منكر الحديث" أ. هـ. وقال - رحمه الله - (3/ 290 - 291): "وليس كذلك؛ فإن حيي بن عبد الله لم يخرج له مسلم شيئا، ثم هو مختلف فيه؛ كما تراه في "الميزان"، وقال في "التقريب": "صدوق يهم". فحسب مثله أن يكون حديثه حسنًا، أما الصحة؛ فلا" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. وقال الحافظ ابن حجر، كما في "الفتوحات الربانية" (6314): "هذا حديث حسن؛ وحيي وهو أحد رواته مختلف فيه ولم يترك حديثه، وقد تفرد بهذا الحديث". قلت: وهو كما قالا - رحمهما الله تعالى-. 549 - إسناده موضوع؛ أخرجه الحاكم (1/ 549) من طريق أحمد بن علي الجزار عن جندل بن والق به. لكنه أسقط عمرًا بن خالد. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 164/ 1073) -ومن طريقه ¬

_ (¬1) في هامش "ل": أي: يؤلمه ويوجعه.

334 - باب دعاء المريض لنفسه

ثنا جندل بن والق التغلبي ثنا شعيب بن أبي راشد بياع الأنماط عن أبي خالد عن أبي هاشم عن زاذان عن سلمان - رضي الله عنه - قال: عادني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) -وأنا مريض-، فقال: "يا سلمان، شفى الله - عز وجل - سقمك، وغفر (لك) (¬1) ذنبك، وعافاك في دينك وجسمك إلى مدة أجلك". 334 - باب دعاء المريض لنفسه 550 - أخبرني أبو يحيى الساجي حدثنا محمد بن موسى الحرشي ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 414) - عن عبد الرحمن بن صالح عن شعيب بن أبي راشد به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/ 240/ 6106) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود عن عمرو بن خالد به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 71): "هذا حديث غريب؛ أخرجه الحاكم وصححه، وقال الذهبي في "مختصره": "سنده جيد"، وليس كما قالا، وقد تم الوهم فيه عليه وعلى الحاكم قبله؛ فقد سقط من سنده بين شعيب وأبي هاشم راو وذلك الراوي هو أبو خالد؛ كما جاء في رواية لابن السني، وأبو خالد؛ هو عمرو بن خالد الواسطي؛ ضعيف جدًا، كذبه أحمد وابن معين وغيرهما، وباقي رجال سنده ثقات" أ. هـ وهو كما قال - رحمه الله -. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 229): "وفيه عمرو بن خالد القرشي؛ وهو ضعيف" أ. هـ. 550 - إسناده ضعيف، أخرجه الرافعي في "التدوين" (3/ 60 - 61)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14/ 200) من طريق الساجي به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (129/ 156)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 85): ثنا أبو نصر التمار عن عامر بن يساف به. قلت: وهذا سند ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: عامر بن يساف؛ فيه ضعف؛ قال ابن عدي: "منكر الحديث عن الثقات، ومع ضعفه يكتب حديثه"، وقال العجلي: "يكتب حديثه وفيه ضعف"، وقال الذهبي "له مناكير"، وقد وثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو داود: "ليس به بأس، رجل ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

قال: ثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبرك بأمر هو حق، من تكلم به عند الموت فقد نجا من النار: إذا أخذت مضجعك من مرضك؛ فاعلم أنك إذا أمسيت لم تصبح، وإذا أصبحت لم تمس، إذا قلت ذلك عند أخذك مضجعك من مرضك؛ أنجاك الله من النار وأدخلك الجنة؛ أن تقول: لا إله إلا الله، يحيي ويميت، وهو حى لا يموت، سبحان الله رب العباد والبلاد، والحمد لله (حمدًا) (¬1) كثيرًا طيبًا مباركًا فيه على كل حال، والله أكبر كبيرًا، كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان، اللهم، إن كنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا؛ فاجعل روحي في أرواح من قد سبقت لهم منك الحسنى؛ فإن متّ من مرضك؛ فإلى رضوان الله - عز وجل - وجنته، وإن كنت اقترفت ذنوبًا تاب الله عليك". نوع آخر: 551 - حدثني الحسين بن محمد (بن) (1) الضحاك حدثنا أبو مروان ـــــــــــــــــــــــــــــ صالح"، وأغرب الحافظ جدًا، فقال في "التقريب": "مجهول". الثانية والثالثة: يحيى بن أبي كثير والحسن البصري مدلسان، وقد عنعنا. وقد قال الذهبي عقبه: " ... فذكر حديثًا منكرًا، وعامر ضعيف الحديث" أ. هـ. 551 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطرقه). أخرجه النسائي في "المجتبى" (4/ 3)، و"السنن الكبرى" (1/ 600/ 1946)، وأحمد (3/ 104)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 427 - 428/ 3799 و 455/ 3847)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 86/ 937) بطرق عن حميد الطويل به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 150/ 6351)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2064/ 2680) من طريق إسماعيل بن عُلية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس به. وأخرجه البخاري (10/ 127/ 5671)، ومسلم (2680) من طريق ثابت البناني عن أنس به. وأخرجه البخاري (7233)، ومسلم (2680/ 11) من طريق النضر بن أنس عن أنس به. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

العثماني ثنا عبد العزيز بن محمد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يتمنين أحدكم الموت من ضرّ نزل به، ولكن ليقل: اللهم، أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي". نوع آخرة 552 - أخبرني أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى ثنا هشيم عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد مريضًا يضع يده على المكان الذي يشتكي المريض، ثم يقول: "بسم الله، أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي؛ لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما". قالت عائشة: فلما مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعت يدي عليه لأقول هؤلاء الكلمات؛ فنزع يدي عنه، وقال: "اللهمّ، الرفيق الأعلى". نوع آخر: 553 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا زكريا بن يحيى ثنا أبو بكر بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ 552 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 436/ 4459) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 1722)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 218 - 219/ 153) عن يحيى بن يحيى، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1316/ 1102) من طريق سعيد بن منصور كلاهما عن هشيم به. وأخرجه مسلم (2191) بطرق كثيرة عن الأعمش به. وأخرجه (2191/ 48) من طريق منصور بن المعتمر وإبراهيم النخعي كلاهما عن مسروق به. وانظر: "الصحيحة" (2775). 553 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (411/ 645) بسنده سواء. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 230) من طريق موسى بن هارون عن ابن أبي شيبة وهذا في "مصنفه" (10/ 270/ 9406) بسنده سواء.

شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن إسحاق بن راشد عن عبد الله بن حسن: أن عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض يقال له: صالح؛ فقال له: قل: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، اللهمّ، اغفر لي، اللهم، ارحمني، اللهم، تجاوز عني، اللهم، اعف عني، فإنك غفور رحيم". ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن عمي، وذكر أن رسو الله - صلى الله عليه وسلم - علّمهنّ إياه. نوع آخر: 554 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا موسى بن محمد بن حيان ثنا أبو عتاب ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه النسائي (410/ 641) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 181/ 561) - من طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن مسعر بن كدام عن أبي بكر بن حفص عن عبد الله بن حسن به. قلت: إسناده صحيح رجاله ثقات. فإن قيل: لقد ذكر ابن حبان عبد الله بن حسن في "الثقات" (7/ 1) في طبقة أتباع التابعين، وقال ابن حجر في "التهذيب" (5/ 186): "فكأنه لم يصح له سماع من عبد الله بن جعفر"؛ فالجواب: أن عبد الله بن حسن توفي سنة (145 هـ) وله (75 سنة) فيكون ولد سنة (70 هـ) وعبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - توفي سنة (80 هـ) فيكون عمر عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عند وفاة عمه عبد الله بن جعفر (10 سنوات) وهو لم يوصف بتدليس، ولقد صرح في هذا الحديث أنه سمع هذه الكلمات من عمه؛ أي: عبد الله بن جعفر، فالإسناد متصل، والله أعلم. 554 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "المسند الكبير" (4/ 302/ 1591 - المقصد العلي) بسنده سواء. لكن وقع فيه (جعفر بن سليمان) بدلًا من (حفص بن سليمان) وهو خطأ، والصواب ما عند ابن السني. وقد مشى هذا الوهم على الهيثمي -أيضًا- في كتابه الآخر "مجمع الزوائد" (5/ 110). فإنه لم يعله به، بل أكد أنه جعفر بن سليمان بقوله: "ورجاله رجال الصحيح"، وجعفر من رجال مسلم بخلاف حفص. وكذا وقع اسم حفص محرفًا إلى جعفر في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 25/ 5393 - ط. دار الرشد)، و (4/ رقم 3945 - ط. دار الوطن)، و"المطالب

335 - باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب

الدلال حدثنا حفص بن سليمان ثنا علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: مرضت؛ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودني، فعوذني -يومًا- فقال: "بسم الله الرّحمن الرّحيم، أعيذك بالله الأحد الصّمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، من شر ما تجد"، فلما استقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا، قال: "يا عثمان، تعوّذ بها؛ فما تعوّذ متعوّذ بمثلها". 335 - باب ما يقول لمرضى أهل الكتاب 555 - أخبرني أبو عروبة حدثنا جدي عمرو بن أبي عمرو ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ العالية" (ق 37/ أ- المسندة) وهو خطأ فاحش؛ فليحرر. ومما يؤكد هذا الخطأ أمران: الأول: أن الإمام ابن السني رواه عن أبي يعلى بنفس السند، وفيه: "حفص بن سليمان"، وهو كذلك في جميع الأصول الخطية. الثاني: أن ابن عدي أخرجه في "الكامل" (2/ 789 - 790 - ترجمة حفص)، وكذا الطبراني في "الدعاء" (2/ 1324/ 1122) وسموه: حفص بن سليمان. وإذا كان الأمر كذلك، فإن إسناده ضعيف جدًا؛ لأن حفص هذا متروك الحديث؛ كما في "التقريب". وقد ضعفه الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 72). وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (153/ 194)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1324/ 1121) من طريق خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن الثوري عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي به. قلت: لكن خالد هذا متروك الحديث فلا يستشهد به ولا كرامة. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا لا يصح بمجموع طريقيه؛ نظرًا للضعف الشديد فيهما. والحديث ذكره المتقي الهندي في "كنز العمال " (10/ 100/ 28517) وزاد نسبته لابن زنجويه في "ترغيبه"، والبغوي في "مسند عثمان"، وأبي أحمد الحاكم في "الكنى"، والخطيب البغدادي. 555 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في كتاب "الآثار" (54/ 269 - ط. باكستانية) به.

336 - باب ما يكره للمريض من الدعاء

محمد بن الحسن (¬1) عن أبي حنيفة (الفقيه) (¬2) ثنا علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اذهبوا بنا نعود جارنا اليهودي"، قال: فأتيناه؛ فقال: "كيف أنت يا فلان؟ " فسأله، ثم قال: "يا فلان، اشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله"، فنظر الرجل إلى أبيه -وهو عند رأسه- فلم يكلمه، فسكت، فقال: "يا فلان، اشهد أن لا اله إلا الله، وأني رسول الله"، فنظر الرجل إلى أبيه، فلم يكلمه، ثم سكت، ثم قال: "يا فلان، اشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله"، فقال له أبوه: اشهد له يا بني، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله؛ فقال: "الحمد لله الذي أعتق (بي) (¬3) رقبة (¬4) من النار". 336 - باب ما يكره للمريض من الدعاء 556 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلي بن حماد النرسي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أبو حنيفة الإمام، واسمه النعمان بن ثابت؛ ضعيف الحديث مع جلالته وإمامته في الفقه؛ فقد ضعفه النسائي والبخاري وابن عدي وغيرهم من قبل حفظه. الثانية: محمد بن الحسن الشيباني؛ ضعيف الحديث. وانظر: "الميزان"، و"المغني في الضعفاء". وللحديث شاهد بنحوه من حديث أنس - رضي الله عنه - عند البخاري في "صحيحه" (1356 و 5657). 556 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 429 - 430/ 3802) بسنده سواء. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 404/ 3759 - 449 - 450/ 3837) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي ويزيد بن هارون عن حميد به. قلت: وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، وحميد وإن كان يدلس في ¬

_ (¬1) هكذا في هامش "م"، وهو الصواب، وفي "ل" و"م" و"هـ": "الحسين". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "هـ": "رقبته"، وفي "ل": "نسمة"،والمراد: نفسًا، كما في هامش "ل".

المعتمر بن سليمان قال: سمعت حميدًا يحدث عن أنس (بن مالك) (¬1) - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: عاد رجلًا من المسلمين؛ فدخل عليه، وهو كالفرخ المنتوف جهدًا؛ فقال (له) (1): "هل كنت تدعو بشيء وتسأله؟ "، قال: نعم، كنت أقول: اللهمّ، ما كُنْتَ معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سبحان الله لا تطيقه، ولا تستطيعه!! فهلاّ قلت: اللهم، آتنا في الدّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النّار"، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فشفاه الله - عز وجل -. نوع آخر:.- 557 - أخبرنا أبو محمد بن صاعد ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن ـــــــــــــــــــــــــــــ بعض حديثه عن أنس بن مالك؛ فيرويه عن ثابت البناني وقتادة عن أنس ثم يسقط الواسطة ويقول: عن أنس، فهذا لا يضره؛ لأن الواسطة؛ كما ترى ثقة، وقد صرح حميد بالسماع من أنس الشيء الكثير. "التهذيب" (3/ 34). وحديثنا هذا كذلك؛ فإن حميدًا رواه عن ثابت عن أنس ثم أسقط ثابتًا البناني؛ فقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2068 - 2069/ 2688)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (572/ 1053)، و"الكبرى" (4/ 358/ 7506)، وأحمد (3/ 107)، والترمذي (5/ 521 - 522/ 3487) بطرق عن حميد الطويل عن ثابت عن أنس. فتبين أن حميدًا رواه عن ثابت عن أنس ثم دلسه؛ فرواه عن أنس مباشرة، ولكن هذا لا يضره؛ كما بينت آنفًا؛ لأن الواسطة عرفت وهو ثابت وهو ثقة من رجال "الصحيحين". تنبيه: سقط من "عمل اليوم والليلة" قولُه: "عن ثابت" من السند، والصواب إثباته؛ كما في "تحفة الأشراف" (1/ 132). وأخرجه مسلم (2688/ 24)، وأحمد (3/ 288)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 227/ 3511) عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به. وأخرجه مسلم (4/ 2069) من طريق قتادة عن أنس به. 557 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (15/ 388 - 389/ 6940 - إحسان) من طريق محمد بن بشار به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

سعيد ومحمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1/ 328/ 409) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر وحده به. وأخرجه أحمد (1/ 83/ - 84) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ 279) -، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1707 - 1708/ 2025) عن يحيى القطان عن شعبة به. وأخرجه الترمذي (5/ 560 - 561/ 3564)، وأحمد في "المسند" (1/ 107)، و"فضائل الصحابة" (2/ 697 - 698/ 1192)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 328/ 410)، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 287 - 288/ 709) -وسقط منه: محمد بن جعفر؛ فليلحق-، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1707 - 1708/ 2025) بطرق عن محمد بن جعفر -غندر- عن شعبة به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (574/ 1058) - وسقط منه اسم الراوي عن شعبة: خالد بن الحارث، واستدركته من "تحفة الأشراف" (7/ 409)، و"الأحاديث المختارة" (2/ 218) -، وأحمد (1/ 84 و 128)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 46/ 3622 و10/ 316/ 9548)، والطيالسي في "مسنده" (1/ 152/ 731 - منحة) - ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 385)، و"حلية الأولياء" (5/ 96 - 97)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 179) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 124/ 73 - منتخب)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "الأحاديث المختارة" (2/ 218)، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 244/ 284) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (2/ 217 - 218/ 601) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 385)، والحاكم (2/ 620 - 621) بطرق عن شعبة به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1708/ 2027) -وعنه أبو نعيبم في "حلية الأولياء" (5/ 96 - 97) -، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 288/ 710)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 96 - 97) من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري عن عمرو بن مرة به. وأخرجه الطبراني (3/ 1708/ 2026) من طريق عمرو بن ثابت عن غيلان بن جامع عن عمرو به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 64 - 65): "هذا حديث صحيح؛ قال الترمذي: حديث حسن صحيح، لا يعرف إلا من رواية عبد الله بن سَلِمَة -بكسر اللام- وهو تابعي روى الحديث عن علي - رضي الله عنه -. قلت: وهو صدوق؛ ذكره البخاري في "الضعفاء"، وقال: "لا يتابع على حديثه"، ونقل عن شعبة عن عمرو بن مرة أنه قال في حقه: "يعرف وينكر، كان قد كبر"، وكأن

337 - باب دعاء المريض للعواد

سَلِمَة عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنت شاكيًا؛ فمرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أقول: اللهم، إن كان أجلي قد حضر؟ فأرحني، وإن كان متأخرًا؛ فارفعني، وإن كان بلاء؛ فصبرني؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كيف قلت؟ "، فأعاد عليه، فضربه برجله، وقال: "اللهمّ، عافه، اللهم، اشفه"، قال: فما شكوت وجعي ذلك بعد. 337 - باب دعاء المريض للعوّاد 558 - أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عيسى التمار حدثنا الحسن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ اعتماد من صححه على تحديث شعبة به؛ فهو من قبيل ما يعرف لا ما ينكر، والعلم عند الله" أ. هـ. قلت: بل إسناده ضعيف؛ لأن عبد الله بن سلمة تغير حفظه؛ فضعف بسبب ذلك. 558 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عيسى بن إبراهيم الهاشمي؛ متروك الحديث، متهم بالوضع. الثانية: ميمون بن مهران لم يدرك عمر. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1/ 463/ 1441): حدثنا جعفر بن مسافر: حدثني كثير بن هشام به. إلا أنه أسقط عيسى بن إبراهيم هذا المتروك؛ فصار الحديث بهذا ليس له علة سوى الانقطاع، وليس الأمر كذلك. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 92): "في سنده علة خفية تمنع من الحكم بصحته وحسنه؛ وذلك أن ابن ماجه أخرجه عن جعفر بن مسافر وهو شيخ وسط؛ قال فيه أبو حاتم: شيخ، [وقال] النسائي: صالح، و [ذكر] ابن حبان في "الثقات": أنه يخطئ، وشيخه فيه: كثير بن هشام؛ ثقة من رجال مسلم وهو يرويه عن جعفر بن برقان وهو من رجال مسلم -أيضًا- لكنه مختلف فيه، الراجح: أنه ضعيف في الزهري خاصّة، وهذا من حديثه عن غير الزهري وهو ميمون. وأخرجه ابن السُّني من طريق الحسن بن عرفة، وهو أقوى من جعفر بن مسافر عن كثير بن هشام فأدخل [بين] كثير وجعفر بن برقان عيسى بن إبراهيم الهاشمي؛ وهو ضعيف جدًا، ونسبوه إلى الوضع؛ فهذه علّة قادحة تمنع من الحكم بصحته لو كان متصلًا، وكذا حسنه" أ. هـ. وقال في "تهذيب التهذيب" (2/ 107) -في ترجمة جعفر بن مسافر-: "وقفت له على حديث معلول؛ أخرجه ابن ماجه عنه عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عمر في الأمر بطلب الدعاء من المريض.

عرفة ثنا كثير بن هشام الجزري عن عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قال النووي في "الأذكار" [(1/ 378 - بتحقيقي)]: "صحيح أو حسن، لكن ميمونًا لم يدرك عمر"، فمشى على ظاهر السند!!. وعلته: أن الحسن بن عرفة رواه عن كثير؛ فأدخل بينه وبين جعفر رجلًا ضعيفًا جدًا، وهو عيسى بن إبراهيم الهاشمي، كذا أخرجه ابن السني والبيهقي من طريق الحسن. فكأن جعفرًا كان يدلس تدليل التسوية؛ إلا أني وجدت في نسختي من ابن ماجه تصريح كثير بتحديث جعفر به، فلعل كثيرًا عنعنه، فرواه جعفر عنه بالتصريح؛ لاعتقاده أن الصيغتين سواء من غير المدلس، لكن ما وقفت على كلام أحد وصفه بالتدليس؛ فإن كان الأمر؛ كما ظننت أولًا، وإلا فيسلم جعفر من التدليس، ويثبت التدليس في كثير، والله أعلم" أ. هـ. وتعقبه شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 55) بقوله: "لكن أحدًا لم يصف أيضًا بالتدليس كثيرًا هذا؛ فالأقرب أن جعفرا وهم في سنده؛ فأسقط عيسى منه؛ كما سبق مني؛ فإنه موصوف بالوهم؛ كما عرفت من "تقريب" الحافظ، وسلفه في ذلك ابن حبان؛ فانه قال فيه في "الثقات" [(8/ 161)]: "كتب عن ابن عيينة، ربما أخطأ"" أ. هـ. وقال - رحمه الله - (3/ 54 - 55) عن إسناد المصنف: "وعيسى هذا؛ قال فيه البخاري والنسائي: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "متروك الحديث"، فلعله سقط من رواية جعفر بن مسافر وهمًا منه، فقد قال فيه الحافظ: "صدوق، ربما أخطأ"، ثم رجعت إلى "التهذيب" فرأيته قد تنبه لهذه العلة ... ". ثم ذكر - رحمه الله - كلامه آنف الذكر والذي نقلته عنه من "التهذيب". ومن هنا تعلم أن الحافظ - رحمه الله - لم يستحضر كلامه هذا الذي قاله في "التهذيب"، و"نتائج الأفكار" في كتابه الآخر "فتح الباري"، فإنه قال فيه (10/ 122): "وأخرج ابن ماجه -بسند حسن!! لكن فيه انقطاع- عن عمر (وذكره) ". ولعله اغتر بكلام النووي في "الأذكار" وقلده فيه. وقد أعلَّه بالانقطاع بين ميمون بن مِهران وعمر جمع من أهل العلم؛ لكن فاتهم التنبيه على العلَّةِ الخفية التي أشرنا إليها آنفا: فقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 21): "هذا إسناد رجاله ثقات؛ إلا أنه منقطع؛ قال العلائي -في المطبوع: العلامي، وهو تصحيف- في "المراسيل" [(ص 289)]، والمزي في "التهذيب" [(29/ 211)]: إن رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة" أ. هـ. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 322): "رواته ثقات مشهورون؛ إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر" أ. هـ.

338 - باب ما يقول للمريض إذا برأ وصح من مرضه

جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخلت على مريض؛ فمره؛ فليدع لك؛ فإن دعاءه كدعاء الملائكة". 338 - باب ما يقول للمريض إذا برأ وصحّ من مرضه 559 - أخبرني محمد بن محمد الباهلي حدثنا محمد بن حاتم الزَّمّي ثنا محمد بن حجاج عن [خوات بن] (¬1) صالح بن خوات بن جبير عن أبيه عن جده خوات بن جبير - رضي الله عنه - قال: مرضت؛ فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "صحّ الجسم يا خوات"، قلت (¬2): وجسمك ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال ابن كثير في "مسند عمر" (1/ 228): "إسناده حسن، ولكن ميمون بن مهران لم يدرك عمر بن الخطاب" أ. هـ. 559 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (134/ 162)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 2157)، والطبراني في "المعجبم الكبير" (4/ 204 - 205/ 4148)، وابن شاهين وابن قانع في "الصحابة"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 93)، والشجري في "الأمالي" (2/ 280)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 53) بطرق عن محمد بن الحجاج به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ محمد بن الحجاج؛ متروك الحديث، كما قال الإمام أحمد والنسائي. وقد توبع؛ فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4148) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 93) -، والسّراج في "تاريخه"، وابن شاهين وابن قانع في "الصحابة"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 93)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 413) من طريق عبد الله بن إسحاق الهاشمي عن خوات بن صالح به. قلت: وعبد الله هذا؛ قال العقيلي: "لا يتابع عليه"، وبه أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 190). وقد وقع اسمه مصغرًا (عبيد الله) في بعض المصادر، والصواب مكبرًا. ¬

_ (¬1) ساقطة من "الأصول"، والصواب إثباتها؛ كما في مصادر التخريج. (¬2) في "ل": "قال".

339 - باب ما يقول إذا ذكر مصيبة قد أصيب بها

يا رسول الله، قال: "فِ (¬1) الله بما وعدته"، قلت: ما وعدت الله - عز وجل - شيئًا، قال: "بلى؛ إنه ما من عبد يمرض إلا أحدث لله - عز وجل - خيرًا؛ ففِ الله بما وعدته". 339 - باب ما يقول إذا ذكر مصيبة قد أُصيب بها 560 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وفيه علة أخرى: وهي جهالة خوات بن صالح بن خوات بن جبير؛ فلم يوثقه إلا ابن حبان. 560 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (12/ 148 - 149/ 6777) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 131/ 2895)، و"المعجم الأوسط" (3/ 154/ 2768) عن إبراهيم بن هاشم البغوي، وابن حبان في "المجروحين" (3/ 88)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 131/ 2895) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 117 - 118/ 9695) من طريق المفضل ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 291 - 292/ 790 - ط دار الوطن) -وعنه ابن ماجه في "سننه" (1/ 510/ 1600) -، وأحمد في "مسنده" (1/ 201)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 50)، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (93/ 167)، و"الكنى والأسماء" (2/ 128)، والمحاملي في "الأمالي" (ج 2/ ق 80/ ب - رواية ابن مهدي)، و (329/ 353 - رواية ابن البيع)، وأبو يعلى في "مسنده" (12/ 150/ 6778)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1/ 362 - 363/ 260 و 261 - بغية الباحث) بطرق عن هشام بن زياد به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا، فيه علتان: الأولى: هشام بن زياد، أبو المقدام، متروك الحديث، كما في "التقريب"، وقد تفرد بهذا الحديث؛ قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن الحسين بن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به: هشام أبو المقدام". الثانية: أم هشام؛ لا يعرف لها حال. قال البوصيري: "هذا إسناد فيه هشام بن زياد وهو ضعيف .. وقد اختلفت النسخ ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "أوف".

340 - باب ما يقول إذا بلغه وفاة رجل

هشام بن زياد عن (أمه) (¬1) فاطمة بنت الحسين أنها سمعت أباها الحسين بن علي - رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة وإن قدّم عهدها؛ فيحدث لها استرجاعًا، إلا أحدث الله - عز وجل - له عند ذلك؛ فأعطاه ثواب ما وعده عليها يوم أصيب بها". 340 - باب ما يقول إذا بلغه وفاة رجل 561 - أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا حمدون بن سلم (¬2) ـــــــــــــــــــــــــــــ هل هو عن أبيه أو عن أمه -في الأصل: عمه، وهو خطأ- ولا يعرف لهما حال" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 331): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، وهو ضعيف!! ". وأحسن من ذلك ما قاله العلامة الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "المسند" (3/ 175/ 1734): "إسناد ضعيف جدًا؛ هشام بن أبي هشام هو ابن زياد سبق بيان ضعفه وأمُّه لا يُعرف من هي". وقال شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف ابن ماجه" (349): "ضعيف جدًا". 561 - إسناده ضعيف؛ علته الانقطاع؛ فإن حنينًا هذا من الطبقة السادسة؛ كما في "التقريب"، وهم ممن لم يثبت لهم لقاء لأي صحابي. قال العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 146): "رواه العسكري بسند فيه ابن لهيعة -وهو ضعيف- عن أنس" أ. هـ. قلت: لكن الراوي عنه عند المصنف هو يحيى بن إسحاق السيلحيني، وهو من قدماء أصحابه. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 854 - 855/ 908 - بغية) حدثنا يحيى بن إسحاق به، لكن قال: عن عراك بن مالك، بدلًا من "أنس بن مالك" وهو أصح. لكن هو معلٌّ بهذا بالإرسال؛ فإن عراك بن مالك من التابعين الثقات. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (ج 2/ ق 140/ أ - المجردة): "رواه ¬

_ (¬1) زيادة من "ل"، وفي "م" و"هـ": "عن هشام بن زياد عن أبيه عن فاطمة"، وهو خطأ. (¬2) في "م" و"هـ": "سلام"، وفي هامش "م". "مسلم".

341 - باب ما يقول إذا بلغه وفاة أخيه

الحذاء ثنا يحيى بن إسحاق ثنا ابن لهيعة عن حُنين بن أبي حكيم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن فلانًا جاري يؤذيني؛ فقال: "اصبر على أذاه، وكف أذاك عنه"، قال: فما لبث إلا يسيرًا، ثم جاء فقال: يا رسول الله جاري ذاك مات، (قال) (¬1): فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالدهر واعظًا، والموت (¬2) مفرقًا". 341 - باب ما يقول إذا بلغه وفاة أخيه 562 - حدثني سلم (¬3) بن معاذ ثنا أحمد بن يحيى الأودي ثنا أبو غسان (¬4) ثنا قيس بن الربيع عن أبي هاشم (¬5) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الموت فزع؛ فإذا بلغ أحدكم وفاة أخيه؛ فليقل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! وإنا إلى ربنا لمنقلبون؛ اللهمّ، اكتبه عندك من المحسنين (¬6)، واجعل كتابه في عليين، ـــــــــــــــــــــــــــــ الحارث بن أبي أُسامة مرسلًا بسند ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة". قلت: وقد تقدم الرد على إعلال الحديث بابن لهيعة. وقد روي الحديث بلفظ: "كفى بالموت واعظًا، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلا" لكنه ضعيف جدًا؛ كما فصَّله شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (502). 562 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 47/ 12469) من طريق موسى بن داود الضبي ويحيى الحماني كلاهما عن قيس بن الربيع به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 124): "هذا حديث غريب ... وفي سنده قيس بن الربيع، وهو صدوق؛ لكنه تغير في الآخر، ولم يتميز؛ فما انفرد به يكون ضعيفًا" أ. هـ. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل". "وبالموت". (¬3) في "م": "مسلم"، وفي "هـ". "مسالم". (¬4) في "م" و"هـ": "حيان". (¬5) في هامش "ل": "أبو هشام". (¬6) في هامش "م": "المخبتين".

342 - باب ما يقول إذا بلغه قتل رجل من أعداء المسلمين

واخلفه في أهله في الغابرين (¬1)، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده". 342 - باب ما يقول إذا بلغه قتل رجل من أعداء المسلمين 562 - أخبرني عبد الرحمن بن محمد (¬2) أبو صخرة حدثنا علي بن المديني ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقلت: يا رسول الله قد قتل الله - عز وجل - أبا جهل؛ فقال: "الحمد لله الذي نصر عبده، وأعز دينه". 343 - باب ما يقول إذا أصابه ضرّ وسئم الحياة 564 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن ثابت ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 331): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه قيس بن الربيع الأسدي، وفيه كلام" أ. هـ. 563 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 204/ 8670)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 84/ 8472)، وأحمد (1/ 406 و 422) -ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 128)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 84/ 8472) -، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 292 - 293/ 1543)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 265) - عن أمية بن خالد به. وأخرجه أحمد (1/ 444)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 699/ 686 - بغية الباحث) من طريق إسرائيل وسفيان الثوري كلاهما عن أبي إسحاق به. قال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 125): "ورجاله رجال الصحيح؛ لكن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 79): "وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه، ولم يسمع منه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح" أ. هـ. وقال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تحقيق "المسند" (5/ 328/ 3856 و 6/ 44/ 4008): "إسناده ضعيف؛ لانقطاعه" أ. هـ. 564 - إسناده صحيح، أخرجه أبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيسر: "غبر الشيء: إذا مض، وغبر: إذا بقي، وهو من الأضداد". (¬2) في هامش "م": "محمود".

344 - باب ما يقول لأهله إذا حضرته الوفاة

البناني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يتمنى المؤمن الموت؛ من ضرّ أصابه، فإن كان لا بد فاعلا؛ فليقل: اللهمّ، أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني (¬1) ما (¬2) كانت الوفاة خيرًا لي". 344 - باب ما يقول لأهله إذا حضرته الوفاة 565 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع حدثنا علي بن داود ثنا آدم بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ (1/ 609/ 1402) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السنة" (5/ 257/ 1444)، وابن جماعة في "مشيخته" (2/ 578 - 579 - تخريج البرزالي) - عن علي بن الجعد به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 127/ 5671)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 377) عن آدم بن أبي إياس، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2064) من طريق روح بن عبادة كلاهما عن شعبة به. وتقدم بطرق أخرى عن أنس (رقم 551). 565 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 212) من طريق أبي العباس الاصم عن علي بن داود به. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (3/ 1036/ 2227)، والطبراني في "المعجم "الأوسط" (9/ 125/ 9313) من طريق هاشم بن مرثد وعلي بن سهل كلاهما عن آدم به. وأخرجه أحمد (3/ 141)، والبيهقي (7/ 211 - 212) بطرق عن مبارك بن فضالة به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير مبارك، وهو صدوق لكنه مدلس، وقد صرح بالتحديث عد الإمام أحمد؛ فأمنا بذلك شر تدليسه. وحسّنهُ شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 318/ 1738). وقد توبع مبارك بن فضالة؛ فأخرجه الترمذي في "الشمائل المحمدية" (334)، وابن ماجه (1/ 521 - 522/ 1629)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 161/ 3441)، وابن خزيمة في "صحيحه" -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (14/ 516 - 517) -، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 220 - 221)، والشجري في "الأمالي" (2/ 294) بطرق عن نصر بن علي الجهضمي عن عبد الله بن الزبير الباهلي عن ثابت به. ¬

_ (¬1) في "ل": "وأمتني". (¬2) في "ل": "إذا".

345 - باب ما يقول إذا رمدت عينه

إياس ثنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: لما قالت فاطمة - رضوان الله عليها -: واكرباه! قال لها رسول - صلى الله عليه وسلم -: " (إنه) (¬1) قد حضر من أبيك ما ليس (الله) (1) بتارك منه أحدًا للموافاة (¬2) يوم القيامة". 345 - باب ما يقول إذا رمدت عينه 566 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم (¬3) المقدسي حدثنا محمد بن الحسين (¬4) بن الفياض ثنا يوسف بن عطية ثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أصاب الرمد واحدًا من ـــــــــــــــــــــــــــــ قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 319): "وهذا إسناد حسن -أيضًا-؛ رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الزبير هذا؛ قال أبو حاتم: "مجهول"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني؛ "بصري صالح"" أ. هـ. ونحوه قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 57). قلت: ولخصه في "التقريب" بقوله: "مقبول"؛ يعني: حيث يتابع وإلا فلين، وقد توبع فهو صالح؛ كما قال الدارقطني. فالحديث - إن شاء الله - بمجموعهما صحيح. وأصل الحديث في "صحيح البخاري" (4462). 566 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: يوسف بن عطية الصفار؛ متروك الحديث، متهم بالوضع. الثانية: يزيد الرقاشي؛ متروك الحديث. والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 413 - 414) من طريق إسماعيل بن قتيبة: حدثنا يحيى بن يحيى عن يوسف به. سكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه ضعيفان". وهذا مما فات ابن الملقن؛ فلم يذكره في كتابه "مختصر استدراكات الحافظ الذهبي". ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "الموافاة". (¬3) في "ل": "سلم ". (¬4) في "م " و"هـ": "يحيى".

346 - باب ما يقول إذا صدع

أصحابه قال: "اللهم، متعني (بسمعي) (¬1) وبصري، واجعله الوارث مني، وأرني (في العدو) (1) ثأري، وانصرني على من ظلمني". 346 - باب ما يقول إذا صدع 567 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة ثنا ابن أبي أويس حدثني إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم من الأوجاع كلها ومن ـــــــــــــــــــــــــــــ 567 - إسناده ضعيف؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 44)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 179/ 11563)، والحاكم (4/ 414) بطرق عن ابن أبي أويس به. وأخرجه الترمذي (4/ 405/ 2075)، وابن ماجه (2/ 1165/ 3526)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 517/ 592 - منتخب)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (10/ 17/ 19771) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1314/ 1098) -، وأحمد (1/ 300)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 49/ 3631 و 10/ 316 - 317/ 9550)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1313 - 1314/ 1097)، و"المعجم الكبير" (11/ 179/ 11563)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 235)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 99 - 100/ 54) بطرق عن إبراهيم بن إسماعيل به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم يُضَعَّفُ في الحديث". وتساهل الحاكم على عادته؛ فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي وقال: إبراهيم قد وثقه أحمد. قلت: إبراهيم وإن وثقه أحمد؛ فقد ضعفه الإمام البخاري والترمذي وابن معين وأبو حاتم الرازي والدارقطني وابن عدي والعقيلي وابن حجر، فقولهم مقدم؛ بخاصّة أنه مفسر. الثانية: داود بن الحصين؛ ثقة؛ إلا في عكرمة؛ فحديثه عنه فيه مناكير؛ كما قال ابن المديني وأبو داود. والحديث ضعفه شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف سنن ابن ماجه" (708). ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ".

347 - باب ما يقول إذا حم

الحمى أن يقول: "بسم الله الكبير، نعوذ (¬1) باللهِ العظيم؛ من شرِّ عرق نعار (¬2)، ومن شرّ حر النار". 347 - باب ما يقول إذا حم 568 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا مصعب بن المقدام ثنا إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الحمّى من فيح جهنّم؛ فأبردوها بالماء". ودخل على ابن لعمار فقال: "اكشف البأس، رب الناس، إله الناس". نوع آخر: 569 - أخبرنا كهمس بن معمر الجوهري حدثنا محمد بن أحمد (¬3) بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 568 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن ماجه (2/ 1150/ 3473)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 274/ 4400) عن ابن نمير به. قلت؛ وهذا سند حسن؛ مصعب بن المقدام؛ صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب". وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 174/ 5726)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1733/ 2212)، والترمذي (4/ 404/ 2073)، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/ 378 - 379/ 7606)، وأحمد (3/ 463 - 464)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 110/ 1861)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 274/ 4399) بطرق عن أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق به. وأخرجه البخاري (6/ 330/ 3262)، ومسلم (2212/ 84) من طريق أخرى عن عباية بن رفاعة به. 569 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي (4/ 410/ 2084)، وأحمد (5/ 281)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (105/ 121)، والطبراني في "المعجم الكبير" ¬

_ (¬1) في "ل": "أعوذ". (¬2) في هامش "ل" الأيمن: "نعر العرق: فار منه الدم". (¬3) في هامش "م": "محمد".

348 - باب رقية الحمى

عبد الحميد ثنا روح بن عبادة ثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي ثنا سعيد رجل من أهل الشام ثنا ثوبان - رضي الله عنه - عن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أصابت أحدكم الحمّى؛ فإنما الحمى قطعة من النار؛ فليطفئها عنه بالماء البارد، ويستقبل نهرًا جاريًا، ويستقبل جرية الماء، ويقول: بسم الله، (اللهم، اشف عبدك) (¬1)، وصدق رسولك، بعد صلاة الفجر قبل طلوع الشمس، فينغمس فيها (¬2) ثلاث غمسات، ثلاثة أيام، فإن لم يبرء في ثلاث؛ فخمس، فإن لم يبرء في خمس؛ فسبع، فإن لم يبرء في سبع؛ فتسع؛ فإنها لا تجاوز التسع بإذن الله - عز وجل -". 348 - باب رقية الحمّى (¬3) 570 - حدثني الخضر (¬4) بن طريف حدثنا محمد بن حاتم ثنا عبد الرحيم بن محمد السكري ثنا عباد بن العوام عن أبي جناب الكلبي عن عبد العزيز المكي حدثني عبد الله بن أبي الحسين رجل من قريش عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: دخلت -أنا وأبو بكر- على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبه حمى شديدة، منصوب (¬5) على فراشه، قال: فسلمنا عليه، فما رد ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 102/ 1450)، وأبو نعيم الأصبهاني في "الطب" (ق 103/ أ - ب)، والمزي في "تهذيب الكمال" (10/ 433 - 434) بطرق عن روح بن عبادة به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 362/ 2339): "وهذا إسناد ضعيف؛ سعيد هذا هو ابن زرعة الحمصي؛ قال أبو حاتم وتبعه الذهبي: "مجهول"، ونحوه قول الحافظ: "مستور"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال: 570 - إسناده ضعيف؛ فيه أبو جناب الكلبي؛ ضعفوه لكثرة تدليسه، كما في "التقريب". ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "فليغمس فيه". (¬3) في "ل": "المحموم". (¬4) في "م" و"هـ": "الحسن". (¬5) في "ل": "يتضرر"، وفي هامشها الأيسر: "التضرر: الصياح والتلوي".

349 - باب ما يقول إذا اشتكى

علينا، فلما رأينا ما به خرجنا من عنده، فما مشينا إلا قريبًا حتى أدركنا رسوله، فدخلنا عليه وليس به ب أس، وهو جالس، فقال: "إنكما دخلتما عليّ، فلما خرجتما من عندي نزل الملكان؛ فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رجلي: ما به؟ قال الذي عند رأسي: حمى شديد، قال الذي عند رجلي: عوذه، قال: بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس حاسدة، وطرفة عين، والله يشفيك، خذها؛ فلتهنك (¬1)، قال: فما نفث، ولا نفخ، فكُشِف ما بي؛ فرسلت إليكما لأخبركما". 349 - باب ما يقول إذا اشتكى 571 - أخبرني أبو عروبة حدثنا علي بن الحسين الدرهمي ويحيى بن حكيم قالا: ثنا أبو بحر البكراوي ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد أو جابر -شك داود- قال: اشتكى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه جبرئيل - عليه السلام - فقال: "بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كلّ داء يؤذيك، ومن شرّ كل حاسد أو عين، والله يشفيك". 350 - باب الاسترقاء من العين 572 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن عمرو الضبي ثنا أبو معاوية ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 571 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أبو بحر البكراوي واسمه عبد الرحمن بن عثمان البكراوي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". لكنه توبع؛ فأخرجه أحمد (3/ 57 و 58)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 48/ 3628 و10/ 317/ 9552)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1311/ 1090)، والدينوري في "المجالسة" (6/ 92/ 2418) بطرق عن داود بن أبي هند به. وأخرجه مسلم (4/ 1718/ 2186) وغيره من طريق عبد العريز بن صهيب عن أبي نضرة به. 572 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 302 - 303/ 6879) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "ل": "خذها خذها وليهنك".

351 - باب الاسترقاء من العقرب

يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن عروة عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعندنا صبي يشتكي؛ فقال: "ما لهذا؟ " (¬1)، قالوا: نتهم به العين، قال: "أولا (¬2) تسترقون له (من العين) (¬3) ". 351 - باب الاسترقاء من العقرب 573 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس وأبو بكر بن مكرم قالا: ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البزار؛ كما في "فتح الباري" (10/ 203)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 972/ 1096)، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 172/ 173) بطرق عن أبي معاوية به. وأخرجه أبو يعلى (12/ 365/ 6935) عن محمد بن إسماعيل الواسطي عن عبد الله بن نمير عن يحيى به. وخالفهما الإمام مالك بن أنس؛ فرواه عن يحيى الأنصاري به مرسلًا. وروايته في "الموطأ" (2/ 118/ 1975 - رواية أبي مصعب الزهري)، و (2/ 940 - رواية يحيى الليثي). قال الإمام الدارقطني في "العلل"؛ كما في "فتح الباري" (10/ 203): "رواه مالك وابن عيينة -وسمى جماعة- كلهم عن يحيى بن سعيد فلم يجاوزوا به عروة، وتفرد أبو معاوية بذكر أم سلمة فيه، ولا يصح" أ. هـ. وقال في "الإلزامات والتتبع" (ص 248): "رواه يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن عروة مرسلًا؛ قاله مالك، والثقفي، ويعلى، ويزيد وغيرهم، وأسند أبو معاوية ولا يصح" أ. هـ. قال الحافظ ابن حجر: "وإنما قال ذلك بالنسبة لهذه الطريق لانفراد الواحد عن العدد الجم، وإذا انضمت هذه الطريق إلى رواية الزبيدي قويت جدًا، والله أعلم" أ. هـ. قلت: لم يتفرد أبو معاوية -وهو ثقة حافظ من رجال "الصحيحين"- بوصله؛ بل تابعه عليه موصولًا بذكر أم سلمة عبدُ الله بن نمير وهو ثقة صاحب حديث؛ كما في "التقريب"؛ ويمكن أن يكون يحيى بن سعيد الأنصاري يرويه على الوجهين مرةً موصولًا ومرةً مرسلًا، وإن كان الإرسال أرجح، كما قال الدارقطني؛ لأن الأكثرين رووه عن يحيى مرسلًا، والله أعلم. ورواية الزُبيدي التي أشار إليها الحافظ سيأتي تخريجها بعد حديثين. 573 - إسناده حسن؛ أخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" ¬

_ (¬1) في "ل": "ما بهذا"، وفي هامشها: "في نسخة: ما لهذا". (¬2) في هامش "م": "ألا". (¬3) ليست في "ل".

352 - باب رقية العقرب

حدثنا نصر بن علي ثنا ملازم بن عمرو ثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي - رضي الله عنه - قال: لدغتني عقرب وأنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فرقاني، ومسحها. 352 - باب رقية العقرب 574 - حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبد السلام بن عبد الحميد ثنا موسى بن أعين عن زيد بن بكر عن إسماعيل بن مسلم عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: ذُكر عند ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 464 - 465/ 3941/ 2) -ومن طريقه الحاكم (4/ 416) -، وأحمد (4/ 23) و (2/ 626/ 2949 - المسند المعتلي) -وسقط من المطبوع- ومن طريقه الحاكم (4/ 416)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 165/ 180) -، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 460 - 461/ 6093 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 333/ 8244) -ومن طريقه الضياء ألمقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 165/ 179) - بطرق عن ملازم به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير ملازم بن عمرو وقيس بن طلق؛ فكلاهما صدوق؛ كما في "التقريب". وأخرجه الطبراني (8/ رقم 8263) -ومن طريقه الضياء المقدسي (8/ 166/ 181) - من طريق ملازم عن عبد الله بن بدر عن طلق بن علي به بإسقاط قيس بن طلق. قلت: وسنده حسن -أيضًا-، ورواية المصنف ومن معه من المزيد في متصل الأسانيد. 574 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 266/ 5276)، والأزدى في "الضعفاء"، كما في "ميزان الاعتدال" (2/ 99) - من طريق موسى بن أعين به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أبي معشر إلا إسماعيل بن مسلم ولا عن إسماعيل إلا زيد بن بكر، تفرد به: موسى بن أعين". قلت: وهو ثقة عابد؛ كما في "التقريب"، لكن العلة فيمن فوقه: - فأبو معشر نجيح السندي؛ ضعيف، أسن، واختلط؛ كما في "التقريب". - وإسماعيل بن مسلم المكي؛ ضعيف الحديث، كما في "التقريب". - وزيد بن بكر؛ منكر الحديث جدًا؛ قاله الأزدي. أما الهيثمي؛ فقال في "مجمع الزوائد" (5/ 111): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه من لم أعرفه" أ. هـ.

353 - باب الاسترقاء من النظرة

النبي - صلى الله عليه وسلم - رقية الحية؛ فقال: "اعرضها"، فعرضتها عليه: بسم الله، شجة قرنية، ملحة، بحر قفطا (¬1)؛ فقال: "هذه مواثيق أخذها سليمان بن داود - عليهما السلام -، ولا أرى (¬2) بها بأسًا"، (قال) (¬3): فلدغ (¬4) رجل وهو مع علقمة؛ فرقاه بها، فكأنما نشط من عقال. 353 - باب الاسترقاء من النظرة 575 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي (¬5) ثنا محمد بن حرب ثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - (رضي الله عنها) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجارية كانت في بيت أم سلمة (زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬6) ورأى ـــــــــــــــــــــــــــــ 575 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 349/ 6918)، و"معجم شيوخه" (225 - 226/ 180) -ومن طريقه ابن جماعة في "مشيخته" (2/ 450 - 451 - تخريج البرزالي) - بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 1725/ 2197)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/ 37)، والبيهقي (9/ 348)، والحافظ ابن حجر في "الإمتاع في الأربعين المتباينة بشرط السماع" (ص 281 - 282) بطرق عن أبي الربيع به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 199/ 5739) -ومن طريقه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/ 283) -، والحاكم (4/ 212)، والبيهقي (9/ 347 - 348) بطرق عن محمد بن وهب عن محمد بن حرب به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وتعاقبه الذهبي بقوله: "قد أخرجه البخاري". قلت: وهو كما قال، ومن حقه أن يزيد: "مسلم"؛ فإنه أخرجه في "صحيحه"؛ كما رأيت. ¬

_ (¬1) في "هـ"؛ "فقطا". (¬2) في "ل": "نرى". (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في هامش "ل": "أي: لدغته عقرب"، وهو تفسير لها. (¬5) في هامش "م": "المشاركي" (¬6) ليست في "ل".

354 - باب رقية الحية (والاسترقاء من الحية)

في وجهها سفعة (¬1) فقال: "بها نظرة؛ فاسترقوا لها". 354 - باب رقية الحية (والاسترقاء من الحية) (¬2) 576 - أخبرنا علي بن محمد بن عامر حدثنا عمرو بن أحمد بن سرح (¬3) ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد عن إسحاق بن رافع (¬4) عن سعد بن معاذ الأنصاري عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن زيد بن عبد الله أنه قال: عرضنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقية الحية؛ فأذن لنا فيها، وقال: "إنّما هي مواثيق"، والرّقية: بسم الله شجة ملحة قرنية بحر قفطا. قال عمرو: بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التفل (¬5) بها. ـــــــــــــــــــــــــــــ 576 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1182) من طريق يحيى بن أيوب عن يحيى بن بكير به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 385 - 386/ 1284)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 297/ 8686) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1882/ 2995) -، وابن الأعرابي في "معجمه" (3/ 1056 - 1057/ 2271) بطرق عن عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل: الأولى: إسحاق بن رافع؛ قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/ 219): "ليس بقوي؛ لين". الثانية: سعد بن معاذ الأنصاري، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا ولا راويًا عنه إلا إسحاق هذا الضعيف، ولم يوثقه إلا ابن حبان؛ فهو مجهول. الثالثة: الحسن البصري؛ مدلس وقد عنعنه. وقد فأتت كلُ هذه العلل الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 111) حين قال: "إسناده حسن". ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "مس من الجنون". قلت: قيل: إنها لون يخالف الوجه، وقيل: سواد، وقيل: الصفرة. (¬2) ساقط من "ل". (¬3) في "هـ" و"م": "شريح". (¬4) في هامش "م": "نافع". (¬5) في "ل": "التنفيل".

355 - باب رقية القرحة

355 - باب رقية القرحة 577 - أخبرنا أبو يعلى ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان بن عيينة (¬1) عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (¬2): "إذا كان في يد الرَّجُلِ القرحة أو الشّيء قال بأصبعه هكذا، ثم قال: بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفي سقيمنا، بإذن ربنا". 356 - باب رقية الشياطين 578 - أخبرني محمد بن سعيد البزّوري حدثنا عمر (¬3) بن شبه (¬4) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 577 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (8/ 40/ 4550) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 206/ 5745 و 5746)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1724/ 2194)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 313 - 314/ 9541)، وأحمد (6/ 93)، والحميدي في "مسنده" (1/ 123/ 252)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (559/ 1023)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 22/ 4527)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1331/ 1125)، والحاكم (4/ 412)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 300/ 513) بطرق عن سفيان بن عيينة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت؛ وقد وهما في ذلك، فقد أخرجه البخاري ومسلم؛ كما ترى. 578 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه مسلم في "صحيحه"، (4/ 1729)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 307) عن محمد بن المثنى عن سالم بن نوح به. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 962 - 963/ 2043) عن أبي سعيد الحارثي عن سالم به. ¬

_ (¬1) هامش "م": "حفص بن عبد الله". (¬2) في "ل": "كان". (¬3) في "هـ" و"م": "عمرو". (¬4) في "م" و"هـ": "شيبة".

357 - باب رقية الأوجاع

سالم بن نوح عن الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، قال: "ذلك شيطان يقال له: خَنزَب؛ فإذا حسسته؛ فتعوّذ بالله - عز وجل - منه، واتفل عن يسارك ثلاثًا"؛ فأذهبه الله - عز وجل - عني. 357 - باب رقية الأوجاع 579 - أخبرنا علي بن أحمد (¬1) بن سليمان ثنا الربيع بن سليمان ثنا شعيب بن الليث (ثنا الليث) (¬2) عن ابن عجلان عن يزيد بن عبد الله بن خصيفة عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقلت: يا رسول الله، كنت كأذكر الناس، ثم دخلني شيء، فنسيت بعضه، فوضع يده على صدري ثم قال: "اللهم، أخرج عنه الشيطان"؛ فأذهب الله عني النسيان (¬3). قال عثمان: ثم جئت ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: رجاله ثقات؛ لكن سالمًا بن نوح فيه كلام، وفي "التقريب": صدوق له أوهام؛ فحسب حديثه الحسن، أما الصحة؛ فلا. وقد توبع؛ فأخرجه مسلم في "صحيحه"، (4/ 1728 - 1729/ 2203)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 353/ 9640)، وأحمد (4/ 216)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 85/ 2582 و 499/ 4220)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 160)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 52 - 53/ 8366 و 8367) بطرق عن الجريري به. وأخرجه الطحاوي (1/ 160)، والطبراني (9/ 53/ 8368) من طريق خالد الطحان وحماد بن سلمة كلاهما عن الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عثمان بن أبي العاص به. قلت: وهذا سند صحيح -أيضًا- حماد بن سلمة سمع من الجريري -قبل الاختلاط- وزاد في السند مطرفا وروايته من المزيد في متصل الأسانيد. 579 - إسناده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن يزيد بن عبد الله بن خصيفة لم يدرك عثمان بن أبي العاص. وانظر حديث رقم (546). ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "أحمد بن علي". (¬2) ساقطة من "هـ". (¬3) في هامش "م": "الشيطان".

358 - باب الدعاء لحفظ القرآن

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى أصابني وجع؛ فقال لي: "ضع عليه يدك، وقل: أعوذ بعزّة الله وقدرته من شرّ ما أجد سبع مرات"؛ فأذهبه الله - عَزَّ وَجَلَّ - عني. 358 - باب الدعاء لحفظ القرآن 580 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم (¬1) ومحمد بن خريم بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 580 - موضوع؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 1192 - تحقيق حمدي السلفي)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 290 - 292/ 12036)، و"الدعاء" (3/ 1420 - 1422/ 1333) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 138) - من طريق هشام بن عمار به. قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح؛ ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا أن يكون إسحاق بن نجيح؛ وهو متروك". قلت: وهو كما قال: وقال العقيلي: "محمد بن إبراهيم وشيخه مجهولان بالنقل، فالحديث غير محفوظ، وليس له أصل". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 446): "محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل، وعنه هشام بن عمار، فذكر خبرًا موضوعًا في الدعاء لحفظ القرآن؛ ساقه العقيلي" أ. هـ. وقال في "المغني في الضعفاء" (2/ 545/ 5208): "محمد بن إبراهيم القرشي عن رجل؛ روى عنه هشام بن عمار خبرًا موضوعًا" أ. هـ. وأخرجه الترمذي (5/ 563 - 565/ 3570)، وابن أبي عاصم في "الدعاء"؛ كما في "النكت الظراف" (5/ 91) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 113 - 114) -, والحاكم (1/ 316 - 317)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 108 - 110/ 673)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 131 - 133/ 1297)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "النكت الظراف" (5/ 91)، وابن عساكر في "جزء أخبار حفظ القرآن" (ق 84/ 2 - 86/ 1)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (65/ 64/ 1 - 2)؛ كما في "الضعيفة" (7/ 384) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس به. ¬

_ (¬1) في "ل": "سلم".

مروان قالا: حدثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن إبراهيم القرشي ثنا أبو ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الترمذي: "هذا حديث حسن (¬1) غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: هذا حديث منكر شاذ، أخاف أن يكون موضوعًا، وقد حَيّرني -والله- جودة سنده؛ فإن الحاكم قال فيه (وذكر إسناده) مصرحًا بالتحديث بقوله: حدثنا ابن جريج، فقد حدث به سليمان قطعًا، وهو ثبت، والله أعلم" أ. هـ. وقال في "ميزان الاعتدال" (2/ 213 - 214): "وهو مع نظافة سنده حديث منكر جدًا، في نفسي منه شيء، فالله أعلم، فلعل سليمان شُبِّه له، وأدخل عليه؛ كما قال فيه أبو حاتم: "لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم"" أ. هـ. وتعقب الحاكمَ الشوكانيُّ في "الفوائد المجموعة" (ص 42): "ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم؛ فالحديث يقصر عن الحسن فضلًا عن الصحة، وفي ألفاظه نكارة" أ. هـ. قلت: إسناده ضعيف جدًا، فيه علل: الأولى: ابن جريج، مدلس وقد عنعن، وتدليسه من أقبح أنواع التدليس. قال الأثرم عن الإمام أحمد: "إذا قال ابن جريج: قال فلان، وقال فلان، وأُخبرت؛ جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني، وسمعت؛ فحسبك به" أ. هـ. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "قال أبي: بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذ؛ يعني: قوله: أخبرت، وحُدثت عن فلان". وقال يحيى القطان: "كان ابن جريج صدوقًا، فإذا قال: حدثني؛ فهو سماع، وإذا قال: أخبرني، فهو قراءة، وإذا قال: قال؛ فهو شبه الريح" أ. هـ. وقال الدارقطني: "يتجنب تدليس ابن جريج؛ فإنه وحش التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح". قال شيخنا ناصرُ السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "جلباب المرأة المسلمة" (ص 46): "فتبين من كلمات هؤلاء الأئمة: أن حديث ابن جريج المعنعن ضعيف شديد الضعف لا يستشهد به؛ لقبح تدليسه، حتى روى أحاديث موضوعة بشهادة الإمام أحمد" أ. هـ. الثانية: الوليد بن مسلم يدلس تدليل التسوية، ولم يصرح بالتحديث في جميع ¬

_ (¬1) في ثبوت كلمة: "حسن" عن الترمذي نظر؛ كما حققه شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (7/ 384/ 3374).

صالح عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال علي بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ طبقات السند, ولا يكفيه تصريحه بالتحديث عن ابن جريج وحده. الثالثة: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي تكلم فيه من جهة حفظه. قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "الجرح والتعديل" (4/ 129): "صدوق مستقيم الحديث؛ ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين، وكان عندي في حد: لو أن رجلًا وضع له حديثًا لم يفهم وكان لا يميز" أ. هـ. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/ 406): "وكان سليمان صحيح الحديث، إلا أنه كان يحوّل، فإن وقع فيه شيء فمن التنقل". قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني - رحمه الله - في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 43) معلقًا على هذا الكلام: "يعني: أن أصول كتبه كانت صحيحة، ولكنه كان ينتقي من أحاديث يكتبها في أجزاء، ثم يحدث عن تلك الأجزاء؛ فقد يقع له خطأ عند التحويل، فيقع في بعض الأحاديث في الجزء خطأ؛ فيحدث به. وأحسب بليةَ هذا الخبر من ذاك، كأنه كان في أصل سليمان خبرًا آخر فيه. "حدثنا الوليد: حدثنا ابن جريج"، وعنده هذا الخبر بسند آخر إلى ابن جريج؛ فانتقل نظره عند النقل من سند الخبر الأول إلى سند الخبر الثاني؛ فتركب هذا الجزء على ذاك السند، وكأن هذا إنما اتفق له أخيرًا فلم يسمع الحفاظ الأثبات كالبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم هذا الجزء منه، ولو سمعه أحدهم لنبهه؛ ليراجع الأصل". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -, وهذا يلتقي تمامًا مع ما قرره الذهبي - رحمه الله - في "ميزان الاعتدال". وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ق 162/ أ) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 138 - 140) -: حدثنا محمد بن الحسن بن محمد القرشي: حدثنا الفضل بن محمد العطار: حدثنا هشام بن عمار: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به. قال ابن الجوزي: "أنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني؛ قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان النقاش يكذب، وقال البُرْقاني: كل حديثه منكر، وقال الخطيب: أحاديثه مناكير بأسانيد مشهورة". وتعقبه الحافظ ابن حجر؛ كما نقله عنه الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 42): "هذا الكلام تهافت، والنقاش بريء من عهدته؛ فإن الترمذي أخرجه في "جامعه" من طريق الوليد به" أ. هـ. قلت: وعلته الوليد بن مسلم، فإنه مدلس تدليل التسوية، ولم يصرح بالسماع. وبالجملة؛ فالحديث واه بمرة، وأما متنه؛ فموضوع ليس عليه نور النبوة.

طالب - رضي الله عنه -: يا رسول الله، القرآن يتفلّت (¬1) من صدري، فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله - عَزَّ وَجَلَّ - بهن"، قال: نعم، بأبي أنت وأمي؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "صَلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات، تقرأ في الرّكعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الرّكعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الرّكعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الرّكعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التّشهد؛ فاحمد الله، واثن عليه، وصلّ على النّبيّين، واستغفر للمؤمنين، وقل: اللهمّ، ارحمني بترك المعاصي -أبدًا- ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النّظر فيما يرضيك عني، اللهمّ، بديع السّماوات والأرض ذا الجلال، والإكرام والعزة التي لا ترام (¬2)، أسألك يا الله، يا رحمن بجلالك ونور (¬3) وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك؛ كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النّحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنوّر بكتابك بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به (¬4) بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه؛ فإنه لا يعين على الخير غيرك، ولا يوفق لذلك إلا أنت، تفعل ذلك ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد حكم عليه بالوضع شيخنا ناصرُ السُّنة وقامع البدعة العلامة المحدث الألباني - رحمه الله - في "ضعيف سنن الترمذي" (719)، و"ضعيف الترغيب والترهيب" (874)، و"الضعيفة" (3374). وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 214): "طرق أسانيد هذا الحديث جيدة ومتنه غريب جدًا" أ. هـ. وقال الحافظ ابن كثير في "فضائل القرآن" المطبوع في آخر "تفسيره": "ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج، والله أعلم؛ فإنه من البين غرابته بل نكارته" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "ينفلت". (¬2) في "ل": "والعز الذي لا يرام". (¬3) في "ل": "بجلال نور وجهك". (¬4) في "م" و"هـ": "تستعجل" وهو خطأ.

359 - باب ما يقول من أصيب بمصيبة

- عَزَّ وَجَلَّ -، وما أخطأ مؤمنًا قط"، فأتى رسول (¬1) الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك لسبع جمع فأخبره بحفظ القرآن، قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من وربّ الكعبة علّم أبا حسن؟ ". 359 - باب ما يقول من أصيب بمصيبة 581 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة ـــــــــــــــــــــــــــــ 581 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (12/ 334 - 336/ 6907) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (7/ 212 - 213/ 2949 - إحسان)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 131) - بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (3/ 191/ 3119)، والنسائي في "المجتبى" (6/ 81 ـ 82)، و"السنن الكبرى" (3/ 286/ 5396)، و"عمل اليوم والليلة" (580/ 1071)، وأحمد (6/ 295 و 317)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 207/ 506 و 507)، والحاكم (2/ 178 - 179 و 4/ 16 - 17)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 131) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي ويزيد بن هارون وأبي عمر الضرير ثلاثتهم عن حماد بن سلمة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد؛ فإن ابن عمر الذي لم يسمه حماد بن سلمة في هذا الحديث سماه غيره سعيد بن عمر بن أبي سلمة". قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 403/ 2382): "ووافقه الذهبي، فلم يصنع شيئًا؛ لأن مجرد تسمية الراوي لا يزيل عنه الجهالة العينية؛ فضلًا عن جهالة الحال؛ كما لا يخفى على أهل العلم، والذهبي نفسُه قد أورد ابن عمر هذا في "الميزان"، وقال: "لا يعرف"، لا سيما، وهم قد اضطربوا عليه في إسناده على وجوه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، والاضطراب الذي أشار إليه شيخنا - رحمه الله - هاك بيانه: فأخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة" (580/ 1072)، وأحمد (6/ 313 - 314)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 89 ـ 90)، وأحمد (4/ 27) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 152) -، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 67)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1697/ 4246) من طريق محمد بن كثير العبدي وعفان بن مسلم وروح بن عبادة وهدبة بن خالد وأبو عمر الضرير خمستهم عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة قالت: قال أبو سلمة: فذكروه من مسند أبي سلمة!. ¬

_ (¬1) في "ل": "النبي".

عن ثابت البناني عن ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أم سلمة ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الترمذي (5/ 533/ 3511)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (579/ 1070)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 204 - 205/ 497)، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 186 - 188) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي وآدم بن أبي إياس ومحمد بن كثير العبدي وعبيد الله بن محمد العيشي أربعتهم عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أمه عن أبيه أبي سلمة به. فجعلوه من مسند أبي سلمة؛ لكن بإسقاط (عن ابن عمر بن أبي سلمة). وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/ 11 - 12) من طريق موسى بن إسماعيل ويزيد بن هارون كلاهما عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أم سلمة به. بإسقاط (أبي سلمة وابن عمر بن أبي سلمة). وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (3/ 40 - 41/ 706) عن محمد بن يحيى الذهلي عن سعيد بن سليمان عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني به مثل رواية المصنف. وخالف سعيد بن سليمان آدمُ بنُ أبي إياس؛ فرواه عن سليمان بن المغيرة به. لكن قال: عن عمر بن أبي سلمة عن أمه به، بإسقاط ابن عمر بن أبي سلمة. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/ 12). وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3/ 564/ 6701) وعنه أبو الحسن بن حيَّوَيْه في "جزء من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة" (77/ 8) والطبراني في "الدعاء" (3/ 1377 - 1378/ 1230) - عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني عن عمر بن أبي سلمة عن أمه عن أبيه أبي سلمة به. بإسقاط (ابن عمر بن أبي سلمة) مثل رواية الترمذي. وأخرجه ابن ماجة (1/ 509/ 1598)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 128/ 622)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 87 - 88)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1/ 236/ 308)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1377/ 1229)، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 185) عن يزيد بن هارون عن عبد الملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أمه عن أبيه به. (بإسقاط ابن عمر بن أبي سلمة) مثل رواية الترمذي. قلت: وعبد الملك هذا ضعيف. وأخرجه أحمد (4/ 27 - 28)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 246)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3219 - 3220/ 7413) من طريق عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب عن أم سلمة عن أبي سلمة به. قلت: لكن المطلب هذا كثير التدليس والإرسال وهو لم يسمع من أي صحابي؛ فلعله تلقاه عن ابن عمر بن أبي سلمة المجهول، ثم دلسه وأسقطه. قلت: هذه الوجوه هي التي وقفت عليها، وقد رجح الإمامان الحافظان أبو حاتم

360 - باب ما يقول إذا أصيب بولده

- رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أصابت أحدكم مصيبة؛ فليقل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون! اللهمّ، عندك أحتسب مصيبتي؛ فَأْجُرْنِي فيها، وأبدلني بها خيرًا منها". 360 - باب ما يقول إذا أصيب بولده 582 - أخبرنا أحمد (¬1) بن الحسن (¬2) بن عبد الجبار (الصوفي) (¬3) حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبو زرعة الرازيان الرواية الأولى - رواية المصنف ومن معه؛ كما في "العلل" (1/ 405/ 1211). بينما رجح شيخنا - رحمه الله - الرواية الثانية والتي فيها (ابن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أمّ سلمة عن أبي سلمة). وبالجملة، فالحديث ضعيف للاضطراب الذي فيه، وإن رجحنا ما رجحه العلماء من الوجوه فيكون في سنده (ابن عمر بن أبي سلمة) المجهول، فهو إما ضعيف لجهالة ابن عمر أو لاضطرابه أو كلاهما. وأصل الحديث في "صحيح مسلم" (918) بنحوه، وهو أصح من لفظ المصنف، وبالله التوفيق. 582 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7/ 210/ 2948 - إحسان) عن أحمد بن الحسن به. وأخرجه الترمذي (3/ 341/ 1021)، والطيالسى في "مسنده" (2/ 46/ 2099 - منحة)، وعبد الله بن المبارك في "الزهد" (27 - 28/ 108 - زوائد نعيم بن جماد)، وأحمد (4/ 415)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 487/ 550 ـ منتخب)، والبيهقي في "الآداب" (472 - 473/ 1070)، و"شعب الإيمان" (7/ 118 - 119/ 9699)، و"السنن الكبرى" (4/ 68)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 455 - 456/ 1549)، و"معالم التنزيل" (1/ 169)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 176)، والمزي في "تهذيب الكمال" (33/ 443) بطرق عن حماد بن سلمة به. قال الترمذي والبغوي: "حسن غريب". قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه ثلاث علل: ¬

_ (¬1) في "م، و"هـ": "أبو أحمد"، وهو خطأ. (¬2) في "هـ": "الحسين" وهو خطأ. (¬3) ساقطة من "ل".

أبو نصر التمار قال: ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان قال: دفنت ابني سنانًا، وأبو طلحة الخولاني على شفير القبر، فلما أردت الخروج أخذ بيدي، ثم قال: ألا أبشرك؟ حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قبض ولد المسلم؛ قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - للملائكة (¬1): قبضتم ولد عبدي؟ قالوا: نعم، قال: فماذا (¬2) قال؟ قالوا: استرجع وحمد. قال: ابنوا له بيتًا في الجنة، وسمّوه بيت الحمد". نوع آخر:. 583 - أخبرنا الحسين بن عبد الله (¬3) القطان حدثنا موسى بن مروان ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: قال الذهبي في "المهذب" (3/ 470): "الضحاك عن أبي موسى مرسل". الثانية: أبو طلحة الخولاني؛ مقبول؛ كما في "التقريب". الثالثة: عيسى بن سنان أبو سنان؛ ليِّن الحديث؛ كما في "التقريب". وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 119/ 9700) من طريق الحسن بن علي بن عفان عن أبي أسامة عن عيسى بن سنان عن الضحاك به. فأسقط أبا طلحة الخولاني، وعلى هذا تكون رواية حماد بن سلمة من المزيد في متصل الأسانيد. وللحديث طريق أخرى: فأخرج الثقفي في "الثقفيات" (3/ 15/ 2)؛ كما في "الصحيحة" (3/ 398) من طريق عبد الحكم بن ميسرة الحارثي: ثنا سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله -: "ورجاله ثقات غير الحارثي أبي يحيى؛ فهو ضعيف؛ كما قال الدارقطني؛ فالحديث بمجموع طرقه حسن على أقل الأحوال". 583 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2625)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 435 ـ 436/ 1267) عن الحسين بن عبد الله القطان به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: ¬

_ (¬1) في "ل" وهامش "م": "لملانكته". (¬2) في "ل": "فما". (¬3) في "هـ" و"م": "عبيد الله"، وهو خطأ، والصحيح هو المثبت، وهو الموافق لكتب الرجال.

يوسف بن الغرق عن عثمان بن مقسم عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصيب بمصيبة؛ فليذكر مصيبته بيّ (¬1)؛ (فإنّها من أعظم المصائب) (¬2) ". 584 - حدثنا محمد بن خريم بن مروان ثنا هشام بن عمار ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: عثمان بن مقسم؛ متروك الحديث؛ كما قال النسائي ويحيى القطان وابن المبارك والدارقطني، بل كذبه ابن معين والجوزجاني. الثانية: يوسف بن الغرق؛ ضعيف. انظر: "لسان الميزان" (6/ 326). لكن الحديث صحيح بشواهده، وانظر ما بعده. 584 - إسناده حسن لغيره، (وهو صحيح)؛ أخرجه الدارمي في "سننه" (1/ 539/ 91 - فتح المنان)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 275)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 465) بطرق عن فطر بن خليفة به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3/ 97): "وهذا إسناد صحيح؛ ولكنه مرسل". ورواه عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني عن فطر بن خليفة عن شرحبيل بن سعد عن ابن عباس به: أخرجه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (5/ 1821) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 239/ 10152) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (1/ 158). قال شيخنا - رحمه الله -: "والحراني هذا، قال الحافظ في "التقريب": "صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضعف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير إلى الكذب، وقد وثقه ابن معين". قلت: وشرحبيل بن سعد؛ صدوق -أيضًا- لكنه اختلط" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. وللحديث شاهد من حديث عائشة - رضي الله عنها - بنحوه؛ أخرجه ابن ماجه (1/ 510/ 1599)، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 50) من طريق موسى بن عبيدة: ثنا مصعب بن محمد، عن أبي سلمة، عن عائشة به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 49 ـ 50): "وهذا سند ضعيف، من أجل موسى بن عبيدة". وشاهد آخر عن سابط أبي عبد الرحمن الجمحي - رضي الله عنه - به؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 167/ 6718)، وابن قانع في "معجم الصحابة" ¬

_ (¬1) في "ل": "في". (¬2) ساقطة من "ل".

حاتم بن إسماعيل ثنا فطر بن خليفة عن عطاء بن أبي رباح (¬1) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصابته منكم مصيبة؛ فليذكر مصيبته بيّ؛ فإنّها من أعظم المصائب". ـــــــــــــــــــــــــــــ (1/ 323)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/ 1440/ 365)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 239/ 10153) من طريق يحيى الحماني: نا أبو بردة الكندي، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط عن أبيه به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (23): "فيه أبو بردة، عمرو بن يزيد، وثقه ابن حبَّان وضعفه غيره". قلت: بل هو ضعيف، ضعفه ابن معين وأبو داود وأبو حاتم الرازي والدارقطني وغيرهم، وفي "التقريب": "ضعيف". على أن فيه يحيى الحماني متهم بسرقة الحديث؛ فالحديث ضعيف جدًا. وذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/ 2): أن بقيَّ بنَ مخلد، والبارودي، وابن شاهين؛ أخرجوه من طريق أبي بردة، وحسَّن سنده!!. قلت: وهو تساهل واضح منه - رحمه الله -. وأحسن منه قول الإمام الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة" (1/ 202): "ولا يصح هذا". ورواه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" (271) عن الثوري، عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط به مرسلًا. قلت: ونعيم بن حماد صدوق يخطئ كثيرًا؛ كما في "التقريب". وشاهد آخر من مرسل مكحول به؛ أخرجه الدارمي (1/ 537/ 90 - فتح المنان) بسند رجاله كلهم ثقات؛ فهو صحيح الإسناد لولا إرساله. وشاهد آخر عن القاسم بن محمد بن أبي بكر بنحوه؛ أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/ 236/ 41 ـ رواية يحيى الليثي)، و (1/ 388/ 983 - رواية أبي مصعب الزهري) -وعنه ابن المبارك في "الزهد" (467)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 275) - عن عبد الرحمن بن القاسم [عن أبيه] به. قلت: في "الموطأ" و"الزهد": أن المرسل للحديث هو عبد الرحمن وليس أبوه القاسم، ووقع عند ابن سعد وحده: "عن أبيه"، والصحيح ما في "الموطأ"، وإذا كان الأمر كذلك فالحديث معضل؛ لأن عبد الرحمن هذا من أتباع التابعين وليست له رواية عن أي صحابي. وبالجملة؛ فالحديث صحيح - إن شاء الله - بمجموع شواهده. ¬

_ (¬1) في "ل": "رضي الله عنه"، وهذا يوهم أن عطاء صحابي، وليس كذلك؛ بل هو تابعي.

361 - باب ما يقول إذا وضع ميتا في قبره

361 - باب ما يقول إذا وضع ميتًا في قبره 585 - أخبرنا حامد بن شعيب ثنا سريج بن يونس ثنا أبو خالد ـــــــــــــــــــــــــــــ 585 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)، أخرجه الترمذي في "جامعه" (3/ 364/ 1046)، وابن ماجة (1/ 494 - 495/ 1550)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 329) عن أبي خالد الأحمر به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ حجاج بن أرطأة: صدوق كثير الخطأ والتدليس؛ كما في "التقريب". وأخرجه ابن ماجه من طريق إسماعيل بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن نافع به. قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: ليث بن أبي سليم، صدوق اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه؛ فترك؛ كما في "التقريب". الثانية: إسماعيل بن عياش، ضعيف في غير الشاميين، وهذا منها. ولا يصح أن نقول: إن الحديث بمجموعهما عن نافع حسن؛ لأن الحجاج مدلس، وقد عنعن واحتمال كبير جدًا أن يكون رواه عن ليث نفسه، ثم دلسه، وأسقط ليثًا. لكن الحديث صحيح بطريقه الآخر، فقد أخرجه أبو داود (3/ 214/ 3213)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (586 - 587/ 1088)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 329) -لكن وقع عنده هشام بدلًا من همام وهو خطأ فليصوب-، وأحمد (2/ 27 و 40 - 41 و 169 و 127 - 128)، وأبو يعلى في "مسنده" (10/ 129 - 130/ 5755)، والحربي في "غريب الحديث" (1/ 330)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 376/ 3110 - إحسان)، وابن الجارود في "المنتقى" (2/ 143 - 144/ 548)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1364 - 1365/ 1207)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (3/ 102)، والحاكم (1/ 366)، والبيهقي (4/ 55) بطرق كثيرة عن همام بن يحيى عن قتادة عن بكر بن عمرو أبي الصديق الناجي عن ابن عمر به. وخالف همامًا بن يحيى: شعبةُ بن الحجاج وهشام الدستوائي، فروياه عن قتادة به موقوفًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (587/ 1089)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/ 329)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 375 - 376/ 3109)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1365/ 1208 و 1366/ 1209)، والحاكم (1/ 366)، والبيهقي (4/ 55). قال أبو نعيم الأصبهاني: "لم يرفعه عن قتادة إلا همام، ورواه شعبة وهشام -في المطبوع: همام! وهو خطأ- موقوفًا" أ. هـ.

362 - باب ما يقول إذا فرغ من دفن الميت

الأحمر عن حجاج عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا وضع الميت في القبر قال: "بسم الله، وعلى سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". 362 - باب ما يقول إذا فرغ من دفن الميت 586 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا هشام بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهمام بن يحيى ثبت مأمون، إذا أسند مثل هذا الحديث لا يعلل بأحد إذا أوتفه، وقد أوقفه شعبة". قال الذهبي: "على شرطهما، وقد وقفه شعبة". وقال البيهقي: "تفرد برفعه همام بن يحيى بهذا الإسناد، وهو ثقة؛ إلا أن شعبة وهشامًا الدستوائي روياه عن قتادة مرفوعًا". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "أحكام الجنائز" (ص 152): "صحيح على شرط الشيخين، ولا يضره روايةُ بعضهم له موقوفًا، لأمرين: الأول: أن الذي رفعه ثقة وهي زيادة منه، فيجب قبولها، ويؤيده: الأمر الثاني: أنه روي مرفوعًا من الطريق الآخر" أ. هـ. قلت: لا شك أن رواية الوقف أصح؛ لأمرين: الأول: قتادة مدلس، وقد عنعنه في رواية همام من جميع الطرق؛ بينما رواية الموقوف رواها عنه شعبة وهو الذي كفانا تدليس قتادة. الثانية: أن شعبة وهشام من أثبت أصحاب قتادة، وهما أثبت في قتادة من همام، بخاصة أن همامًا متكلم فيه، ولخصه في "التقريب" بقوله: "ثقة ربما وهم"، ولعل هذا من أوهامه؛ فإن شعبة -ثقة حافظ متقن- بل قال الثوري: هو أمير المؤمنين في الحديث، وهشام الدستوائي -ثقة ثبت- قد روياه موقوفًا، إذًا: فهما أكثر عددًا وأحفظ من همام وأثبت في قتادة منه، والله أعلم. وهذا هو الذي رجحه النسائي والدارقطي وأبو نعيم والبيهقي، والله أعلم. لكن ما يضر ترجيحنا له موقوفًا؛ فإن له حكم الرفع؛ فإنه لا يقال بمجرد الرأي؛ كما هو ظاهر. وبالجملة، فالحديث صحيح مرفوعًا وموقوفًا. 586 - إسناده حسن؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 522/ 388) - بسنده سواء. وأخرجه الشجري في "الأمالي" (2/ 305)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل

363 - باب تعزية أولياء الميت

يوسف ثنا عبد الله بن بجير (¬1) أنه سمع هانئًا مولى عثمان عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت قال: "استغفروا لأخيكم، وسلوا الله التثبيت؛ هو الآن يسأل". 363 - باب تعزية أولياء الميّت 587 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا الحسين بن علي بن ـــــــــــــــــــــــــــــ السُّنة والجماعة" (6/ 1200 - 1201/ 2123)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 172/ 248) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل به. وأخرجه أبو داود (3/ 215/ 3221)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 418) عن إبراهيم بن موسى الرازي، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 160)، و"السُّنة" (2/ 598/ 1425)، و"زوائد فضائل الصحابة" (1/ 475 - 476/ 773) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الحدائق المعلقة" (3/ 490) -، والحاكم (1/ 370) -وعنه البيهقي في "عذاب القبر" (54/ 50)، و"معرفة السنن والآثار" (3/ 191 - 192/ 2184) -، ومحمود بن محمد في كتاب "المتفجعين"؛ كما في "إتحاف السادة المتقين" (10/ 352) - عن يحيى بن معين، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 56)، و"عذاب القبر" (168/ 233)، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (1/ 205) من طريق علي بن المديني، والبزار في "البحر الزخار" (2/ 91/ 445) من طريق إسحاق بن إدريس، والبيهقي في "عذاب القبر" (168/ 234) من طريق إسحاق المروزي خمستهم عن هشام بن يوسف به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقال البغوي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف". قلت: وهو ثقة، وكذا سائر رجاله؛ غير هانئ مولى عثمان؛ فإنه صدوق. وقال النووي في "الأذكار" (1/ 428 ـ بتحقيقي): "وروينا في "سنن" أبي داود، والبيهقي بإسناد حسن عن عثمان". وجوّد إسناده في "المجموع شرح المهذب" (5/ 292). وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 193)؛ "هذا حديث حسن". 587 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو حديث منكر)؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1375/ 1224)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 9 و 7/ 99) -ومن طربقه ¬

_ (¬1) في "ل": "بحير".

يزيد الصدائي ثنا حماد بن الوليد عن سفيان الثوري عن محمد بن سوقة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 223) - من طريق الحسين بن علي بن يزيد الصدائي به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 254)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 207/ ب)، وتمام في "فوائده" (2/ 91/ 1218) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/ 63 - المطبوع) - بطرق عن حماد بن الوليد به. لكن وقع عند ابن حبان: "علقمة" بدلًا من: "الأسود". قال أبو نعيم الأصبهاني: "غريب عن الثوري، تفرد به: حماد". وقال ابن الجوزي: "فأما حديث ابن مسعود، ففي طريقه الأول حماد بن الوليد، وقد تفرد به عن الثوري. قال ابن حبان: "كان يسرق الحديث، ويلزق بالثقات ما ليس من حديثهم؛ لا يحتج به بحال"، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وقد قال ابن حِبَّان -أيضًا-: "فأما الثوريُّ؛ فإنه ما حدَّث بهذا قط، وحماد هذا سرقه من علي بن عاصم؛ فألزق بالثوري، وحدث به، وجعل مكان الأسود علقمة" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 138): "وروايةُ الثوري مدارها على حماد بن الوليد، وهو ضعيف جدًا"، ووافقه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 218). وأخرجه الترمذي (3/ 385/ 1073)، وابن ماجه (1/ 511/ 1602)، والبزار في "البحر الزخار" (5/ 64/ 1632)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (1/ 423/ 440 و 441)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 247)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1836)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1374/ 1223)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1/ 182 - 183/ 318 و 217/ 385 و 3/ 919/ 1930)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 59)، و"شعب الإيمان" (7/ 14/ 9285)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 239 - 240/ 378 و 240/ 379)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (4/ 25 و 11/ 450 ـ 451) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 223) -، وتمام في "فوائده" (2/ 91/ 1217) بطرق كثيرة عن علي بن عاصم عن محمد بن سوقة به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي بن عاصم ... ، ويقال: أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم بهذا الحديث، نقموا عليه هذا الحديث" أ. هـ. وقال يعقوب بن شيبة؛ كما في "تاريخ بغداد" (11/ 453): "هذا حديث كوفي منكر" أ. هـ.

إبراهيم عن الأسود عن عبد الله - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عزى مصابًا؛ كان له مثل أجره". ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال البيهقي: "تفرد به: علي بن عاصم، وهو أحد ما أنكر عليها"، وضعفه في "شعب الإيمان". وتعقبه ابنُ التركماني في "الجوهر النقي" بما لا طائل عليه، وقد ذكر أن عليًا بن عاصم توبع عليه، ولم يتفرد به؛ لكنه لم يتنبه إلى أن هذه المتابعات شديدة الضعف لا تصلح في المتابعات؛ كما سأفصله - إن شاء الله -. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 920/ 1932)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 13 - 14/ 9284)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 458/ 1551)، وتمام في "فوائده" (2/ 92/ 1220) من طريق عبد الحكيم بن منصور عن محمد بن سوقة به. قلت: وهذا سند ضعيف جدًا؛ عبد الحكيم بن منصور، متروك الحديث، وكذبه ابن معين؛ كما في "التقريب". قال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 254): "وقد سرقه عبد الحكيم بن منصور عن علي بن عاصم؛ فرواه عن محمد بن سوقة أيضًا". وأخرجه ابن الأعرابي (2/ 431/ 841)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 9 و 7/ 164) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 223) -، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1/ 240/ 381)، وتمام في "فوائده" (2/ 92/ 1219) بطرق عن نصر بن حماد عن شعبة عن محمد بن سوقة به. قال أبو نعيم: "تفرد به نصر". قلت: وهو متروك، وقال ابن معين؛ كذاب؛ كما في "التقريب". قال ابن الجوزي: "فيه نصر بن حماد؛ وقد تفرد به عن شعبة. قال يحيى بن معين: هو كذاب، وقال مسلم بن الحجاج: هو ذاهب الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة" أ. هـ. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 920/ 1933)، وتمام الرازي في "فوائده" (2/ 92/ 1221) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن محمد بن سوقة به. قلت: ومحمد هذا؛ كذبوه؛ كما في "التقريب". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 345)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 99) من طريق عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن محمد بن سوقة به. قلت: وعبد الرحمن هذا؛ متروك الحديث، وكذبه أبو داود؛ كما في "التقريب". وبهذا يتبين: أن جميع الطرق عن محمد بن سوقة شديدة الضعف وبعضها موضوع لا يتقوى بعضها ببعض، كما لا يخفى علي المشتغلين بهذا العلم الشريف؛ ولذلك قال العقيلي: "لم يتابعُ عليَّ بنَ عاصمٍ عليه ثقةٌ".

................................................................ ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "التلخيص الحبير" (2/ 138): "وكل المُتابعين لعلي بن عاصم أضعف منه بكثير، وليس من رواية يمكن التعلق بها إلا طريق إسرائيل؛ فقد ذكرها صاحب "الكمال" من طريق وكيع، ولم أقف على إسنادها بعد" أ. هـ. قلت: قد وقفت على إسنادها -ولله الحمد-؛ فقد أخرجها الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/ 451) من طريق أبي بكر الشافعي: حدثنا محمد بن عبد الله الدَّينَوَري: حدثنا إبراهيم بن مسلم -قال ابن الحباب: الخوارزمي، وقال عبد الغفار: الوكيعي، ثم اتفقا-: حضرت وكيعًا وعنده أحمد بن حنبل، وخلف المخزومي، فذكروا عليًا بن عاصم، فقال خلف: إنه غلط في أحاديث؛ فقال وكيع: وما هي؟ فقال: حديث محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من عزى مصابًا فله مثل أجره". فقال وكيع: حدثنا قيس بن الربيع عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، وقال وكيع: حدثنا إسرائيل بن يونس عن محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عزى مصابًا فله مثل أجره" أ. هـ. وقد عزاه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (7/ 9) إلى "الجزء الحادي عشر من فوائد أبي جعفر بن البختري". قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 219): "وهذه متابعة قوية؛ إذا صح السند إليها؛ فإن إسرائيل بن يونس ثقة من رجال الشيخين، وقيس بن الربيع صدوق سيىء الحفظ، وبقية الرجال ثقات معروفون؛ إلا الدينوري فهو مترجم في "تاريخ بغداد" (5/ 432)، وقال: حدث أحاديث مستقيمة، وذكره الدارقطني، فقال: "صدوق"، وإلا إبراهيم بن مسلم الخوارزمي؛ فأورده الحافظ في "اللسان" [(1/ 111)]، وقال: يُغرب؛ قاله ابن حبان [في "الثقات" (8/ 71)] " أ. هـ. ثم ذكر شيخنا - رحمه الله - قول الحافظ المتقدم آنفًا وقال: "قد وقفنا على إسنادها -والحمد لله- وقد عرفت أن راويها عن وكيع لم يوثقه أحد غير ابن حبان مع قوله فيه: "يُغرب"؛ فمثله لا يحتج به؛ والله أعلم" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. قلت: وهو كما قال: وقال الحافظ العلائي في "النقد الصحيح" (ص 34): "وإبراهيم بن محمد بن مسلم هذا ذكره ابن حبان في "الثقات", ولم يتكلم فيه أحد!، وقيس بن الربيع صدوق تكلموا فيه وحديثه يصلح متابعًا لرواية عاصم بن علي" أ. هـ. قلت: قيس لم يتفرد به؛ بل تابعه عليه إسرائيل بن يونس -وهو ثقة- لكن السند

588 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا محمد بن وهب ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ إليهما لا يصح؛ كما بينت آنفًا، وهذا -أيضًا- مما فاتني ذكره أثناء تعليقي على "الأذكار" (1/ 398). وللحديث شاهد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2113) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 223) - من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن أبي الزبير المكي عن جابر به. قال ابن الجوزي: "وأما حديث جابر؛ ففيه محمد بن عبيد الله العرزمي؛ قال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، وفي "التقريب": "متروك"؛ فسنده ضعيف جدًا. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 138): "وله شاهد أضعف منه ... وذكر هذا الحديث". وجملة القول: إن الحديث ضعيف، وليس في شيء من طرقه ما يمكن أن يعتمد عليه في تقويته، ولكنه لا يبلغ أن يكون موضوعًا؛ كما زعم ابن الجوزي. وقد ردَّ عليه العلماء المحققون، وذكر أقوالهم السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/ 421 - 425) وأطال في ذلك. قلت: وقد اتفق الحفاظ المحدثون على تضعيف هذا الحديث: - قال الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 397 - بتحقيقي)، و"المجموع" (5/ 305): "إسناده ضعيف". - وقال الدمياطيُّ في "المتجر الرابح" (ص 168): "خرج الترمذيُّ بإسناده" (¬1). - وقال العلائي في "النقد الصحيح" (ص 34): "والذي يظهر أن هذا الحديث يقارب درجة الحُسْن ولا ينتهي إليه؛ بل فيه ضعف محتمل، فأما أن يكون موضوعًا فلا". - وضعفه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 138)، و"الأجوبة عن أحاديث المصابيح" (3/ 1790)، و"نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 137). - وضعفه إمامُ عصرنا في الحديث شيخنا العلامة المحدّث الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (765). 588 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"؛ كما في "فيض القدير" (4/ 502) - من طريق المصنف به. وأخرجه الطبَسّيُّ في "ترغيبه"؛ كما في "تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل ¬

_ (¬1) وقد قال في "مقدمة كتابه" (ص 2): "فحيث قلت: "خرج فلان بإسناده" فهو سند سقيم" أ. هـ.

364 - باب ما يقول إذا خرج إلى المقابر

محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم حدثني أبو محمد عن يحيى بن الجزار عن أبي رجاء العطاردي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وعمران بن حصين - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال موسى - عليه السلام - لربّه - عَزَّ وَجَلَّ -: ما جزاء من عزّى الثكلى؟ قال: أجعله في ظلّي يوم لا ظلّ إلا ظلّي". 364 - باب ما يقول إذا خرج إلى المقابر 589 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك عن العلاء بن ـــــــــــــــــــــــــــــ العرش" (ص 85) - من طريق محمد بن وهب الحراني به. قلت: رجاله كلهم ثقات معروفون، غير أبي محمد، فلم أعرفه. والحديث ضعفه السيوطي في "الجامع الصغير" (6082)، وضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله -. وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (2/ 339/ 408) من طريق يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان: ثنا أبي محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه يزيد قال: حدثني إسحاق بن راشد عن رجل من أهل البصرة يقال له: أبو نصيرة قال: سمعت أبا رجاء العطاردي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: أبو نُصيرة هذا مستور، كما قال الحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص 116)، والسخاوي في "تخريج أحاديث العادلين" (ص 125)، والسيوطي في "تمهيد الفرش" (ص 83) ومن قبلهم ابن ماكولا في "الإكمال" (1/ 329). قلت: وهو غير أبي نصيرة مسلم بن عبيد الواسطي؛ فإن هذا ثقة، وصاحب حديثنا بصري وليس واسطيًا؛ ولذلك قال الحافظ ابن حجر والسخاوي: "فإن الصحيح أنه غير مسلم بن عبيد" أ. هـ. الثانية: يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثالثة: محمد بن يزيد بن سنان؛ ليس بالقوي؛ كما في "التقريب". الرابعة: يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان؛ مجهول الحال. والحديث ضعفه الحافظ ابن حجر -فيما نقله عنه السيوطي في "تمهيد الفرش" (ص 84) - وأقره عليه. 589 - إسناده صحيح؛ إلا لفظ: "عن قريب"، فإنه شاذ؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 321/ 1046 - إحسان) عن أبي خليفة به. وأخرجه أبو داود (3/ 219/ 3237) عن شيخه عبد الله بن مسلمة القعنبي به.

عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى المقبرة فقال: "السّلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا -إن شاء الله (عن قريب) (¬1) - بكم لاحقون". نوع آخر: 590 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار ثنا معاوية بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1381 - 1382/ 1240) والحمامي في جزء الاعتكاف" (ق 156) من طريق القعنبي به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 218)، والنسائي في "المجتبى" (1/ 93 - 95)، و"السنن الكبرى" (1/ 95/ 43)، وأحمد (2/ 375)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 6 - 7/ 6)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (9/ 415 ـ 416/ 3806 و 12/ 6/ 4599)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 122/ 360 و 361)، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 443 - 444/ 3171 و 16/ 224/ 7240 - إحسان)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 82 ـ 83 و 83)، و"معرفة السنن والآثار" (1/ 181/ 96)، و"شعب الإيمان" (3/ 16 - 17/ 2743)، والبغوي في "شرح السُّنة" (1/ 322 - 323/ 151)، وعبد الرزاق في "المصنف" (3/ 575/ 6719) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1381 - 1382/ 1240) - بطرق عن الإمام مالك وهذا في "الموطأ" له (1/ 28 - 29/ 28 - رواية يحيى الليثي)، و (1/ 31 - 32/ 72 - رواية أبي مصعب الزهري) به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 218/ 249)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 6 - 7/ 6)، و"حديث علي بن حجر" (326/ 261)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (9/ 416/ 3807)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1383/ 1244)، وأبو يعلى في "مسنده" (11/ 387/ 6502)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 78 و 5/ 249)، و"دلائل النبوة" (6/ 537) بطرق عن إسماعيل بن جعفر، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1439 - 1440/ 4306)، وأحمد (2/ 300)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 6 - 7/ 6)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1382 - 1383/ 1243) عن غندر عن شعبة، ومسلم في "صحيحه" (1/ 218)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1383/ 1245)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 249) من طريق الدراوردي، وأحمد (2/ 408) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 6 - 7/ 6)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1382/ 1241) من طريق روح بن القاسم، خمستهم عن العلاء بن عبد الرحمن به. 590 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن أبي شبة في "المصنف" ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

هشام حدثنا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: كان النَبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: "السّلام عليكم (¬1) أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، ونسأل الله لنا ولكم العافية". نوع آخر: 591 - أخبرنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا محمد بن عمر العنزي (¬2) ثنا عبد الله بن وهب عن يزيد بن عياض عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مرّ بالمقابر قال: "سلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، والصَّالحين والصّالحات، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون". ـــــــــــــــــــــــــــــ (3/ 340)، وأحمد في "مسنده" (5/ 353) -وعنه أبو داود في "سننه"- رواية ابن العبد؛ كما في "تحفة الأشراف" (2/ 71) -، وابن حبان في "صحيحه" (7/ 445 - 446/ 3173 - إحسان) عن معاوية بن هشام القصار به. قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير معاوية بن هشام، وهو صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب". وقد توبع، فأخرجه مسلم في "صحيحه" (2/ 671/ 975)، وابن ماجه (1/ 494/ 1547)، وأحمد (5/ 353 و 359 - 360)، والروياني في "مسنده" (1/ 62/ 2)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1380 - 1381/ 1237)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/ 79)، و"الأسماء والصفات" (1/ 428 - 429/ 351)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 468/ 1555) بطرق عن الثوري به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (4/ 94)، و"الكبرى" (1/ 657/ 2167)، و"عمل اليوم والليلة" (588/ 1091)، والروياني في "مسنده" (1/ 67/ 15)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1381/ 1238) بطرق عن حرمي بن عمارة عن شعبة عن علقمة به. قلت: وسنده حسن؛ حرمي بن عمارة، صدوق؛ كما في "التقريب". 591 - إسناده موضوع؛ يزيد بن عياض؛ كذاب. والحديث ضعفه الحافظ ابن حجر، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 220). ¬

_ (¬1) في هامش"م": "على". (¬2) في "ل": "الغزي".

نوع آخر: 592 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن الصباح الدولابي ثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاتبعته، فأتى البقيع، فقال: "السّلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم لنا فرط، وإنّا بكم لاحقون، اللهمّ، لا تحرمنا أجرهم، ولا تضلّنا بعدهم". نوع آخر: 593 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان ثنا هارون بن سعيد أخبرني ـــــــــــــــــــــــــــــ 592 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (8/ 69/ 4593) بسنده سواء. وأخرجه ابن ماجه (1/ 493/ 1546)، وأحمد (6/ 71)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 190 - 191/ 4748) من طريق إسماعيل بن موسى وإبراهيم بن أبي العباس كلاهما عن شريك به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عاصم بن عبيد الله؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثانية: شريك بن عبد الله القاضي؛ صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء. وقد اضطرب في هذا الحديث؛ فتارة يرويه هكذا، وتارةً يرويه عن عاصم بن عبيد الله عن القاسم عن عائشة؛ فجعل القاسم بدلًا من عبد الله بن عامر: أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1429)، وأحمد (6/ 76)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 87/ 4620)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1385/ 1247)، و"المعجم الصغير" (1/ 244 - 245)، و"المعجم الأوسط" (5/ 98 - 99/ 4784)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (328 - 329/ 972) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 207) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 213 - 214/ 191) بطرق عن شريك به. وأخرجه أحمد (6/ 76 و 111)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 85 ـ 86/ 4619)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1385/ 1247)، و"المعجم الصغير" (1/ 244 - 245)، و"المعجم الأوسط" (5/ 98 - 99/ 4784)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 213 - 214/ 191) بطرق عن شريك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لضعف شريك القاضي. والحديث ضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (3/ 237). 593 - إسناده حسن، أخرجه مسلم في "صحيحه" (2/ 669/ 974) وغيره كثير من طريق إسماعيل بن جعفر عن شريك به.

365 - باب ما يقول إذا مر بقبور المشركي

أنس بن عياض عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلّما كانت ليلتي منه يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: "السّلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، وإنّا وايّاكم وما توعدون غدًا مؤجّلون، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهمّ، اغفر لأهل البقيع الغرقد" يستغفر لهم مرتين أو ثلاثًا. نوع آخر: 594 - أخبرنا محمد بن جرير الطبري وسلم (¬1) بن معاذ قالا: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمرو الضحاك (¬2) ثنا عبد الوهاب بن جابر (¬3) التيمي ثنا حبان بن علي العنزي عن الأعمش عن أبي رزين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الجبانة (¬4) يقول: "السّلام عليكم أيتها الأرواح الفانية، والأبدان البالية، والعظام النّخرة (¬5) التي خرجت من الدّنيا وهي بالله مؤمنة، اللهمّ، أدخل عليهم روحًا منك وسلامًا منّا". 365 - باب ما يقول إذا مر بقبور المشركي ن 595 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحارث بن سريج ثنا يحيى بن يمان ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده حسن؛ فيه شريك بن أبي نمر، صدوق يخطئ؛ كما في "التقريب". 594 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: حِبان بن علي العنزي؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". الثانية: الأعمش مدلس، وقد عنعن. والحديث ضعفه الزُّبيديُّ في "إتحاف السادة المتقين" (10/ 377). 595 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 127/ 847 ـ إحسان) - بسنده سواء. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "مسلم". (¬2) في "ل": "الصحابي"، وهو تصحيف. (¬3) في "هـ" و"م": "حامد". (¬4) في هامش "ل": "الصحراء"، وهو تفسير لها. (¬5) في هامش "ل": "البالية"، وهو تفسير لها.

عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مررتم بقبورنا (¬1) وقبوركم من أهل الجاهلية؛ فأخبروهم أنهم من أهل (¬2) النار". نوع آخر: 596 - أخبرنا أبو محمد بن صاعد والقاضي أبو عبيد علي بن ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: الحارث بن سريج، قال ابن عدي: "ضعيف, يسرق الحديث"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن معين: "ليس بشيء"، واتهمه موسى بن هارون الحمّال بالكذب؛ فهو واهٍ بمرة. الثانية: يحيى بن يمان؛ صدوق يخطئ كثيرًا، وقد تغير؛ كما في "التقريب". 596 - إسناده صحيح؛ أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 204/ 1005) من طريق المصنف به. وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (3/ 299/ 1089) عن زيد بن أخزم به. وأحرجه البزار عن محمد بن عثمان بن مخلد عن يزيد بن هارون به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات معروفون. وخالف زيدَ بنَ أخزم ومحمدَ بنَ عثمان بنِ مخلد محمدٌ بنُ إسماعيل البختري؛ فرواه عن يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه به فجعله من مسند ابن عمر. أخرجه ابن ماجه (1573). قلت: وروايته هذه شاذة مردودة، وكذا أعله بالمخالفة شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 56). وقد وهم البوصيري - رحمه الله - في "مصباح الزجاجة" (2/ 43) حين قال: "هذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات، ومحمد بن إسماعيل وثقه ابن حبان والدارقطني والذهبي، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين". قلت: ولم يتنبه للمخالفة التي ذكرتها آنفًا، على أن يزيد بن هارون توبع عليه من قبل ثلاثة من الثقات عن إبراهيم بن سعد، ولم يقولوا: عن سالم عن أبيه، بل قالوا: عن عامر بن سعد عن أبيه مثل رواية المصنف. فقد أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 145/ 326) -وعنه أبو نعيم ¬

_ (¬1) عليها إشارة التضيب في "ل". (¬2) في "ل". "في".

366 - باب الاستخارة عند طلب الحاجة

الحسين بن حرب قالا: حدثنا زيد بن أخزم ثنا يزيد بن هارون ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله عنه -: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إنّ أبي كان يصل الرحم، ويفعل، ويفعل؛ فأين هو؟ قال: "في النّار"؛ فكأن الأعرابي وجد من ذلك، فقال: يا رسول الله، فأين أبوك؟ فقال له: "حيث ما مررت بقبر كافر؛ فبشّره بالنّار"، قال: ثم إن الأعرابي أسلم. قال: فقال: لقد كلّفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعبًا؛ ما مررت بقبر كافر إلا بشّرته بالنّار. 366 - باب الاستخارة عند طلب الحاجة 597 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنبأنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن أبي الموال ـــــــــــــــــــــــــــــ الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 139/ 543) -من طريق محمد بن أبي نعيم، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/ 191 - 192) من طريق الفضل بن دكين كلاهما عن إبراهيم بن سعد به. وذكر الحافظ الدارقطني في "العلل" (4/ 334) راويًا ثالثًا رواه عن إبراهيم وهو الوليد بن عطاء. قال السيوطي في "الحاوي" (2/ 435): "وهذا إسناد على شرط الشيخين". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 117 - 118): "رواه البزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح". وكذا صححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (18). وخالف إبراهيمَ بنَ سعد معمر بنُ راشد، فرواه عن الزهري به مرسلًا: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10/ 454/ 19687). قلت: والوصل زيادة يجب قبولها وإبراهيم بن سعد ثقة حجة؛ كما في "التقريب"، فتارة كان يرويه الزهري هكذا وتارة هكذا فلا تعارض بينهما، والله أعلم. 597 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (6/ 80 ـ 81)، و"السنن الكبرى" (3/ 337/ 5581 و 4/ 412/ 7729)، و"عمل اليوم والليلة" (346 - 347/ 498) -ومن طريقه ابن منده في "التوحيد" (2/ 162 - 163/ 310)، وقَوَّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 15/ 1975)، و"الحجة في بيان المحجة" (1/ 132/ 27) - بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3/ 48/ 1162) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (4/ 154) -، والترمذي في "جامعه" (2/ 345 - 346/ 480) -ومن طريقه البغوي

عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة؛ كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: "إذا همّ أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثمّ ليقل: اللهمّ، إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهمّ، إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال: في عاجل أمري وآجله-؛ فقدره لي، وبارك لي فيه، وإن كان شرًّا لي. فاصرفه عني، واقدر لي الخير حيث كان، ورضّني به" (¬1). نوع آخر: 598 - (أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد الدوني قال: أخبرنا القاضي ـــــــــــــــــــــــــــــ في "شرح السُّنة" (4/ 153 - 154/ 1016) -, وابن حبان في "صحيحه" (3/ 169 - 170/ 887 - إحسان)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 249 - 250) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 183/ 6382 و 13/ 375 - 376/ 7390)، وفي "الأدب المفرد" (1/ 370/ 703 - تحقيق الزهيري) وغيره عن مطرف بن عبد الله ومعن بن عيسى كلاهما عن ابن أبي الموال به. 598 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (1/ 45 - 46/ 44) -ومن طريقه المزيُّ في "تهذيب الكمال" (9/ 395) - بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 535/ 3516)، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -" (81/ 44)، والبغوي في "شرح السُّنة" (4/ 155/ 1017) عن محمد بن بشار، والبزار في "البحر الزخار" (1/ 129/ 59) عن محمد بن المثنى، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 855/ 955) عن عمر بن شبَّه، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (1/ 459/ 113) -وعنه السهمي في "تاريخ جرجان" (444/ 843) - عن يزيد بن سنان، أربعتهم عن إبراهيم بن أبي الوزير به. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 855/ 955)، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/ 1721)، والعقيليُّ في "الضعفاء الكبير" (9712) -ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 334/ 1471) -، وابنُ عدي في "الكامل في الضعفاء" ¬

_ (¬1) هذا الحديث بعد الذي يليه في "ل".

367 - باب كم مرة يستخير الله - عز وجل -

أبو نصر الكسار قال: أخبرنا أبو بكر بن السني) (¬1) قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وموسى بن محمد بن حيان قالا: ثنا إبراهيم بن أبي الوزير ثنا زَنْفَل نزيل عرفة ثنا عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد الأمر؛ قال: "اللهمّ، خر لي واختر لي". 367 - باب كم مرّة يستخير الله - عَزَّ وَجَلَّ - 599 - أخبرنا أبو العباس بن قتيبة (العسقلاني) (1) حدثنا عبيد الله (بن) (1) الحميري ثنا إبراهيم بن البراء بن (¬2) النضر بن أنس بن مالك حدثني ـــــــــــــــــــــــــــــ (3/ 1090)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 219 - 220/ 204)، وتمام الرازيّ في "الفوائد" (2/ 284 / 1758) والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 274 و 441 و 549 - 550) بطرق عن زنفل نزيل عرفة به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث زنفل؛ وهو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال له: زنفل العرفي وكان سكن عرفات، وتفرد بهذا الحديث ولا يتابع عليه" أ. هـ. وقال أبو زُرعة الرازي؛ كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 204): "هذا حديث منكر، وزنفل فيه ضعف، ليس بشيء". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 332 - بتحقيقي): "وروينا في كتاب الترمذي بإسناد ضعيف؛ ضعفه الترمذي وغيره". وقال الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري" (11/ 184): "إسناده ضعيف". وقال في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 356): "هذا حديث غريب، وزنفل ضعيف تفرد بهذا الحديث". وضعفه شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (4/ 25/ 1515). 599 - إسناده ضعيف جدًا؛ قال الإمام النووي - رحمه الله - في "الأذكار" (1/ 333 - بتحقيقي): "إسناده غريب، فيه من لم أعرفهم". ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "م" والمطبوعات: "إبراهيم بن العلاء عن"، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، وهو الموافق للنسخ المخطوطة، ومصادر التخريج، وكتب الرجال.

368 - باب خطبة النكاح

أبي عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أنس (بن مالك) (¬1)، إذا هممت بأمر؛ فاستخر ربّك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق (¬2) إلى قلبك؛ فإن الخير فيه". 368 - باب خطبة النّكاح 600 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (3/ 357) -: "فأما أبو العباس؛ فاسمه محمد بن الحسن، وهو ابن أخي بكار بن قتيبة قاضي مصر، وكان ثقة، أكثر عنه ابنُ حبان في "صحيحه"، وأما النضر؛ فأخرج له الشيخان، وأما الحميريّ فلم أقف على ترجمته؛ لكن قال شيخنا -يعني: الحافظ العراقي- في "شرح الترمذي" [ق 335/ أ] معقبًا على قول النووي: هم معروفون لكن فيهم راوٍ معروف بالضعف الشديد وهو إبراهيم بن البراء؛ فقد ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وابن حبان وغيرهم، وقالوا: إنه كان يحدث بالأباطيل عن الثقات، زاد ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه. قال شيخنا: فعلى هذا؛ فالحديث ساقط ... " أ. هـ كلامه. وقال -أيضًا- في "فتح الباري" (11/ 187): "سنده واهٍ جدًا". وقال العيني - رحمه الله - في "عمدة القاري" (7/ 225): " ... فالحديث ساقط لا حجة فيه". قلت: وهو كما قالا - رحمهما الله -. 600 - إسناده ضعيف, (وهو صحيح)؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1234/ 931) عن أبي خليفة الفضل بن الحباب به. وأخرجه الدارمي في "سننه" (8/ 411/ 2343 - فتح المنان) عن أبي الوليد الطيالسي وحده به. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 7 - 8/ 3) عن يزيد بن سنان عن محمد بن كثير العبدي وحده به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 104 - 105)، و"السنن الكبرى" (1/ 529/ 1709)، و"عمل اليوم والليلة" (344/ 491)، وأحمد (1/ 392 - 393 و 393)، والطيالسي في "مسنده" (1/ 306/ 557 - منحة) -ومن طريقه البيهقي في ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "سبق".

قالا: ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا عبيدة عن عبد الله ـــــــــــــــــــــــــــــ "الدعوات الكبير" (2/ 274/ 489)، و"السنن الكبرى" (7/ 146) -، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 168/ 5257)، والدارمي في "سننه" (8/ 411/ 2343 - فتح المنان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 7 - 318)، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (279 - 280/ 183)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 98/ 10080)، و"المعجم الأوسط" (3/ 42/ 2414)، و"الدعاء" (2/ 1234/ 931)، وأبو الشيخ في "ذكر رواية الأقران" (122/ 459)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 178 - 179)، والحاكم (2/ 182)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 146) بطرق كثيرة عن شعبة به. قال النسائي عقبهُ: "أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا". وكذا قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/ 152). وأخرجه أبو داود (2/ 238 - 239/ 2118) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 276/ 491) -، وأحمد (1/ 432)، وأبو يعلى في "مسنده" (9/ 152/ 5234)، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 84/ 1490 - القدر) عن وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي به. وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة والجماعة" (4/ 658/ 1195) من طريق وهب بن بقية عن خالد بن عبد الله الطحان عن إسماعيل بن حماد عن أبي إسحاق به. وأخرجه أبو داود (2/ 238 - 239/ 2118)، وعبد الرزاق في "المصنف" (6/ 187/ 10449)، وأحمد (1/ 432)، وأبو يعلى في "المسند" (8/ 150 - 151/ 5233) عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي به موقوفًا. هكذا رواه عبد الرزاق ووكيع عن الثوري موقوفًا، وخالفهما عبيد الله بن موسى؛ فرواه عن الثوري به مرفوعًا: أخرجه الآجُريُّ في "الشريعة" (2/ 826/ 409). لكن الحديث صحيح بطريقه الأخرى، فقد رواه أبو الأحوص -وهو ثقة- عن ابن مسعود، وهذا إسناد متصل، ورواه عن أبي الأحوص أبو إسحاق السبيعي، وعنه طرق: الأولى: طريق شعبة بن الحجاج عنه به: أخرجها أحمد (1/ 393)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 8)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 178 - 179)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 146) عن عفان بن مسلم وبشر بن عمر الزهراني ويحيى بن أبي بكير ثلاثتهم عن شعبة به. الثانية: طريق الأعمش عنه به: أخرجها الترمذي (3/ 413/ 1105)، والنسائي في "المجتبى" (2/ 238 - 239 و 6/ 89)، و"السنن الكبرى" (1/ 250/ 750 و 3/ 321/ 5527)، و"عمل اليوم والليلة" (343/ 488)، والبزار في "البحر الزخار"

- رضي الله عنه - قال: علّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة الحاجة: "الحمد لله -أو إن الحمد لله- نستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، (ومن سيئات أعمالنا) (¬1)، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلله؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله (وحده لا شريك له) (1)، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -ثم يقرأ ثلاث آيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 152]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى قوله: {رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ـــــــــــــــــــــــــــــ (5/ 434/ 2070)، وابن الجارود في "المنتقى" (3/ 20 - 21/ 679)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 98/ 10079)، و"الدعاء" (2/ 1235 - 1236/ 932)، والآجري في "الشريعة" (2/ 827/ 410) -وعنه ابن بشران في "الأمالي" (56/ 81) - من طريق عبثر عن الأعمش به. الثالثة: طريق إسرائيل عنه به: أخرجها أحمد (1/ 432)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (4/ 658 - 659/ 1196)، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 84/ 1490 - القدر) عن وكيع وأبي أحمد الزبيري كليهما عن إسرائيل به. الرابعة: طريق المسعودي عنه به: أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (343/ 489)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 229 - 230/ 340)، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (1/ 14/ 2551 و 256)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 6 - 7/ 1 و 7/ 2)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1235 - 1236/ 932)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 275/ 490) من طريق يزيد بن زريع وحميد بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن زياد وشبابة بن سوار وغيرهم عن المسعودي به. الخامسة: طريق يونس بن أبي إسحاق عنه به: أخرجها ابن ماجه (1/ 609 - 610/ 1892)، والطبراني في "الدعاء" (932) عن عيسى بن يونس عن يونس به. السادسة: طريق معمر بن راشد عنه به: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6/ 187/ 10449) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (9/ 49 - 50/ 2268) -. السابعة: طريق أشعث بن سوار عنه به: أخرجها الطبراني (932). قلت: وسند هذه الطريق صحيح، وما يُخْشَىْ من اختلاط أبي إسحاق السبيعي وتدليسه، فإنه منتف في حديثنا هذا؛ لأن شعبة والأعمش وإسرائيل سمعوا منه قبل اختلاطه هذا بالنسبة للاختلاط. ¬

_ (¬1) ليس في "م".

369 - باب ما يقول إذا افاد امرأة

وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)} إلى قوله: {فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 و 71] ثم يكلم بحاجته" (¬1). 369 - باب ما يقول إذا افاد امرأة 601 - أخبرنا أبو محمد بن صاعد حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ أما التدليس؛ فإن شعبة قد كفانا تدليس أبي إسحاق السبيعي، وعنعنته مقبولة إذا روى عنه شعبة؛ كما هو معروف ومشهور. 601 - إسناده حسن؛ أخرجه ابن ماجه (1/ 617 - 618/ 1918)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 148)، و"الدعوات الكبير" (2/ 278/ 493) بطرق عن عبيد الله بن موسى به. وأخرجه أبو داود (2/ 248 - 249/ 2160)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (246 - 247/ 240 و 255/ 263)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (65/ 199)، وابن ماجه (2/ 757/ 2252)، وأبو يعلى في "مسنده" (ق 308/ 2)؛ كما في "آداب الزفاف" (ص 20)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1241/ 940 و 3/ 1411/ 1309)، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 300 - 301 و 301)، والحاكم (2/ 185 - 186) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 148)، و"الدعوات الكبير" (2/ 278/ 494) - بطرق عن ابن عجلان به. قال الحاكم. "هذا حديث صحيح على ما ذكرناه من رواية الأئمة الثقات عن عمرو بن شعيب، ولم يخرجاه عن عمرو في الكتابين". وقال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 298): "إسناده جيد". وحسّنه شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "آداب الزفاف" (ص 21). قلت: وهو كما قالا. هكذا رواه الثوري ويحيى القطان وأبو خالد الأحمر وعبد العزيز الدراوردي وسعيد بن أبي أيوب وعبد الله بن محمد بن عجلان ويحيى بن أيوب سبعتهم عن ابن عجلان به. وخالفهم حِبانُ بن علي العَنَزي -وهو ضعيف-؛ فرواه عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة به، فجعله من مسند أبي هريرة. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "تتكلم بحاجتك".

370 - باب ما يقول للرجل إذا تزوج

عثمان بن كرامة قالا: ثنا عبيد الله (¬1) بن موسى ثنا سفيان الثوري عن محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أفاد أحدكم امرأة أو خادمًا أو دابّة؛ فليأخذْ بناصيتها, وليقل: بسم الله، اللهمّ، إني أسألك خيرها وخير ما جُبلَت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جُبلَت عليه، وإن كان بعيرًا؛ فليَأخذ بسنامه؛ يعني: وليقل ذلك". 370 - باب ما يقول للرّجل إذا تزوّج 602 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عبد الرحمن بن عوف صفرة؛ فقال: "مما هذا؟ "، فقال: تزوجت امرأة على وزن نواة (¬2) من ذهب، قال له النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "بارك الله لك"، ثم قال (له) (¬3): "أَوْلِمْ وَلَوْ بشاة". ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه لوين في "جزئه" (94 - 95/ 70) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (1/ 281) -، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (1/ 84 - 85/ 191)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1410 - 1411/ 1308). وروايته هذه منكرة، لضعفها ومخالفتها لهذا الجمع من الرواة. 602 - إسناده صحيح، أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (6/ 92/ 3348) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (2/ 235 - 236/ 2109)، والنسائي في "المجتبى" (6/ 128 - 129)، و"السنن الكبرى" (3/ 330 - 331/ 5558)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 179/ 3463) بطرق عن حماد بن سلمة به. وأخرجه البخاري (5155 و 6386) -ومن طريقه البغوي في "شرح السّنة" (9/ 133/ 2309) -, ومسلم (1427) من طريق حماد بن زيد عن ثابت به. وأخرجه البخاري (2049 - أطرافه)، ومسلم (1427) بطرق عن أنس به. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عبد الله"، وهو خطأ. (¬2) في "ل" بين السطور: "خمسة دراهم". (¬3) ليست في "ل".

نوع آخر: 603 - أخبرنا أبو عروبة ثنا (¬1) جعفر بن محمد بن أبان ثنا محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 603 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الدارمي في "سننه" (2/ 134)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 148) عن محمد بن كثير العبدي به. وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1/ 153/ 255) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ 724 - 725) - من طريق موسى بن مسعود النهدي عن الثوري به. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/ 269/ 238) من طريق مصعب بن ماهان عن الثوري به. وأخرجه أحمد (1/ 201 و 3/ 451) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ 725) -، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 2258/ 5605) , والبزار في "البحر الزخار" (6/ 119/ 2172)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 291)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 175/ 514)، و"الدعاء" (2/ 1239/ 937)، والخطيب البغدادي في "الموضح" (2/ 471) بطرق عن يونس بن عبيد به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (6/ 128)، و"السنن الكبرى" (3/ 331/ 5561)، و"عمل اليوم واليلة" (254/ 262)، وابن ماجه (1/ 614/ 1906)، وعبد الرزاق في "المصنف" (6/ 189/ 10456 و 10457)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (4/ 323)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 400/ 1865 و 1866)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1/ 279/ 367)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 290 - 291)، والطبراني في "الدعاء" (936 و 937)، و"المعجم الكبير" (17/ 175 - 176/ 512 و 513 و 515 - 518)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 2258/ 5605)، والحاكم (3/ 77)، والحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ 724 - 725)، والرافعي في "التدوين" (3/ 106) بطرق عن الحسن البصري به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ لانفطاعه بين الحسن وعقيل بن أبي طالب. قال البزار: "ولا أحسب سمع الحسن من عقيل". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 222): "ورجاله ثقات؛ إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل فيما يقال". وللحديث طريق أخرى؛ فأخرجه أحمد (1/ 201 و 3/ 451) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ 726)، وابن الأثير في " أسد الغابة" (3/ 625 - ¬

_ (¬1) في "م": "و".

371 - باب الرخصة في ذلك

كثير ثنا سفيان عن يونس بن عبيد قال: سمعت الحسن قال: قدم عقيل بن أبي طالب البصرة؛ فتزوج امرأة من بني خزيم (¬1)، قالوا (¬2): بالرفاء والبنين، قال: لا تقولوا ذلك؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك، وأمرنا أن نقول: "بارك الله لك، وبارك الله عليك". 371 - باب الرخصة في ذلك 604 - أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعُمان حدثنا أبو سعيد الأشج ـــــــــــــــــــــــــــــ 563) - حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن سالم بن عبد الله الجزري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده عقيل به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: قال الحافظ ابن عساكر عقبه: "رواه عبد الله عن جده منقطعًا". الثانية: رواية إسماعيل بن عياش ضعيفة عن غير أهل الشام، وهذا منها. ولا يقال: إن الحديثين بمجموعهما يمكن تحسينه؛ نظرًا لاشتراكهما في علة الانقطاع، وهو من نفس الطبقة؛ لكن الحديث صحيح بشاهده الآتي رقم (605). تنبيهان: الأول: رواه الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/ 471) من طريق يونس بن عبيد عن عقيل (بإسقاط الحسن)، وهو خطأ؛ لأن جميع المصادر التي روت الحديث من طريق يونس بن عبيد ذكرت الحسن، وقد ذكر شيخنا - رحمه الله - في "آداب الزفاف" (ص 105) أن الخطيب رواه في "الموضح" (2/ 255)؛ فلم أجده بعد طول بحث، وإنما وجدته، كما ذكرته آنفًا؛ فإن كان هو فليس طريقًا ثالثًا، والله أعلم. الثاني: قوّى شيخنا - رحمه الله - في "آداب الزفاف" الحديث برواية عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده، ولم ينتبه للانقطاع الذي ذكره ابن عساكر. وهذه الطريق لا تشد الأول؛ لاشتراكهما في العلة نفسها والطبقة نفسها، والله أعلم. 604 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأول: الأعمش مدلس، وقد عنعن. الثانية: أبو إسحاق السبيعي مدلس -أيضًا- وقد عنعن، وأما اختلاطه فقد أمناه؛ لأن الأعمش روى عنه قبل اختلاطه. ¬

_ (¬1) هكذا في "م"، وفي "ل": "جشم"، و"هـ" وهامش "م": "جعشم". (¬2) في "ل" وهامش "م": "فقالوا له".

ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد خير عن مسروق عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرورًا؛ فقال: "يا عائشة، إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - زوّجني مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم في الجنة"، قالت: قلت: بالرفاء والبنين يا رسول الله. قال (أبو بكر) (¬1) بن السني: كذا كتبته من كتابه. نوع آخر من القول: 605 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ثنا الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رفأ رجلًا قال: "بارك الله فيك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير (¬2) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ 605 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (253 - 254/ 259) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (2/ 241/ 2130) -ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (1/ 295)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 280/ 495) -، والترمذي (3/ 400/ 1091)، وابن ماجه (1/ 614/ 1905)، وأحمد (2/ 381)، والدارمي (2/ 134)، وسعيد بن منصور في "سننه" (173/ 522 - ط. الأعظمي) -وعنه أحمد (2/ 381) -، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (342 - 343/ 325)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (ج 1/ ق 110)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1239 - 1240/ 938)، وابن حبان في "صحيحه" (9/ 359/ 4052 - إحسان)، والحاكم (2/ 183) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 148) -، وابن السماك في "حديثه" (ج 2/ ق 101/ ب)، والخطابي في "غريب الحديث" (1/ 294 - 295)، والبيهقي (7/ 148) بطرق عن الدراوردي به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وكذا صححه الحافظ ابنُ دقيق العيد في "الاقتراح" (ص 502) على شرط مسلم. قلت: وهو كما قالوا. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "بخير"، والمثبت موافق لما في "عمل اليوم والليلة".

372 - باب ما يقول الرجل لمن يخطب إليه

372 - باب ما يقول (¬1) الرجل لمن يخطب إليه (¬2) 606 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الأعلي بن واصل بن عبد الأعلى وأحمد بن سليمان -واللفظ له- قالا: حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه -: أن نفرًا من الأنصار قالوا لعلي: عندك فاطمة؛ فدخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلّم عليه، فقال: "ما حاجة ابن أبي طالب؟ "؛ قال: ذكرت فاطمة ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مرحبًا وأهلًا! "، ولم يزده عليهما، فخرج إلى الرهط من الأنصار ينتظرونه، فقالوا: ما ذاك ما قال ـــــــــــــــــــــــــــــ 606 - إسناده ضعيف؛ أخرجه المصنف (رقم 608) بسنده سواء. والحديث في "عمل اليوم والليلة" للنسائي (252 - 253/ 257) به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 21)، والبزار في "مسنده" (2/ 151 - 152/ 1407 - كشف)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 22/ 3018 و 15/ 199/ 5944 و 201/ 5947)، والروياني في "مسنده" (1/ 76 - 77/ 35)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 20/ 1153)، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 75 - 76) بطرق عن مالك بن إسماعيل به. وأخرجه أحمد (5/ 359)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (8/ 21/ 3017) عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف, رجاله ثقات غير عبد الكريم بن سليط وهو مقبول؛ كما في "التقريب"؛ يعني: حيث يتابع، وإلا؛ فلين، ولم يتابع عليه. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 94): "وفي إسناده عبد الكريم بن سليط ولم يجرحه أحد وهو مستور، وبقية رجاله رجال الصحيح" أ. هـ. وكلامه هذا أحسن وأقوى من قوله في (9/ 209): "رواه الطبراني والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير عبد الكريم بن سليط ووثقه ابن حبان". قلت: ابن حبان معروف أنه متساهل جدًا في التوثيق؛ فلا يعتد بتوثيقه هذا لعبد الكريم؛ لأنه تفرد به. وأغرب الحافظ ابن حجر - رحمه الله - حين قال في "فتح الباري" (9/ 230): "وسنده لا بأس به". ¬

_ (¬1) في "ل" و"هـ" وهامش "م": "باب ما يرد الرجل على من يخطب إليه". (¬2) هذا الباب متقدم في "ل" بعد باب خطبة النكاح.

373 - باب ما يقول للعروس ليلة البناء

لك؟ قال: لا أدري غير أنه قال: "مرحبًا وأهلًا! "، قالوا: يكفيك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهما، وقد أعطاك الأهل (وأعطاك) (¬1) الرحب (¬2). 373 - باب ما يقول للعروس ليلة البناء 607 - حدثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم ثنا الحسن بن حماد سجادة ثنا يحيى بن يعلى (¬3) الأسلمي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - وذكر قصة تزويج فاطمة - رضي الله عنها - قال: فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " ائتوني بماء"، قال علي: فعلمت الذي يريد؛ فقمت؛ فملأت القعب، فأتيته به؛ فأخذه، ومج فيه، ثم قال لي: "تقدم فصبّ على رأسي وبين يديّ (¬4) "، ثم قال: "اللهمّ، إنّي أعيذه بك وذريته من ـــــــــــــــــــــــــــــ 607 - منكر؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (15/ 393 - 395/ 6944 - إحسان): أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 340 - 342/ 1021): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي: ثنا الحسن بن حماد به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 206): "رواه الطبراني وفيه يحيى بن العلاء الأسلمي وهو ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (11/ 304): "وأخرج ابن حبان له في "صحيحه"، حديثًا طويلًا في تزويج فاطمة؛ فيه نكارة". وقال -أيضًا- في هامش "موارد الظمآن" (2225): "يحيى بن العلاء هذا ضعفه أبو حاتم الرازي وغيره، وقال ابن معين: ليس بشيء، والحديث ظاهر عليه الافتعال". قلت: وفيه ثلاث علل غير ضعف الأسلمي: الأولى: الحسن البصري مدلس، وقد عنعن. الثانية: قتادة مدلس -أيضًا- وقد عنعن. الثالثة: سعيد بن أبي عروبة اختلط بأخره، ويحيى سمع منه بعد الاختلاط. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "ل": "السعة"، وهو تفسير لها. (¬3) في "م" و"هـ" وهامش "ل": "العلاء"، وهو خطأ , والمثبت هو الصواب الموافق لمصادر التخريج وكتب الرجال. (¬4) في "ل": "ثديي".

374 - باب ما يقول إذا جامع أهله

الشيطان الرجيم،، ثم قال: "أدبر"؛ فأدبرت؛ فصب بين كتفي، ثم قال: " (اللهمّ) (¬1)، إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم"، ثم قال: "يا عليّ، ادخل باسم الله بأهلك على (¬2) البركة". نوع آخر: 608 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الأعلي بن واصل وأحمد بن سليمان قالا: حدثنا مالك بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ثنا عبد الكريم بن سَليط عن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه -، وذكر تزويج فاطمة - رضي الله عنها - قال: فلما كان ليلة البناء قال: "يا عليُّ، لا تُحْدِثْ شيئًا حتى تلقاني"، فدعا النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بماء؛ فتوضأ منه، ثم أفرغ على على - رضي الله عنه -، فقال: "اللهمّ، بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في شملهما". 374 - باب ما يقول إذا جامع أهله 609 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن وهب (¬3) ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم حدثني رجل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ذكر يومًا ما يصيب الصبيان؛ فقال: "لو أن أحدكم إذا جامع (أهله) (¬4) قال: بسم الله، اللهمّ، جنّبنا الشّيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا؛ فكان بينهما ولد من ذلك؛ لم يضره الشيطان أبدًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ 608 - مضى برقم (606). 609 - إسناده ضعيف؛ لجهالة الرجل الذي لم يسم، لكنه توبع: فأخرجه البخاري في "صحيحه" (1/ 242/ 141)، ومسلم في "صحيحه" (2/ 1058/ 1434) بطرق عن منصور به. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "و". (¬3) في هامش "م": "قطب". (¬4) ليست في "ل".

375 - باب مداراة الرجل امرأته

375 - باب مداراة الرجل امرأته (¬1) 610 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا جعفر بن سليمان ثنا عوف الأعرابي عن أبي رجاء عن سمرة (¬2) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ المرأة خلقت من ضلع (أعوج) (¬3)، فإن أقمتها؛ كسرتها (¬4)؛ فدارها تعش بها -ثلاثًا-". ـــــــــــــــــــــــــــــ 610 - إسناده حسن، (وهو صحيح). أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 517/ 4285) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (9/ 485/ 4178 - إحسان) عن أبي يعلى به. وأخرجه البزار في "مسنده" (2/ 182/ 1476 - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 244/ 6992)، و"المعجم الأوسط" (8/ 231/ 8489) بطرق عن جعفر بن سليمان به. وأخرجه البزار في "مسنده" (2/ 182/ 1476 - كشف)، والحاكم (4/ 174) من طريق محبوب بن الحسن وأبي عاصم النبيل كلاهما عن عوف به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبهَ في "المصنف" (5/ 275)، والحارث بن أبي أُسامة في "مسنده" (1/ 550/ 496 - بغية)، وأحمد (5/ 8)، والروياني في "مسنده" (2/ 76/ 851) عن هوذة بن خليفة وغندر كلاهما عن عوف الأعرابي عن رجل عن سمرة. قلت: والرجل المبهم هذا هو أبو رجاء العطاردي؛ كما جاء صريحًا عند المصنف وغيره. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 307): "رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح وسُمي الرجل المبهم بأبي رجاء العطاردي، والطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"" أ. هـ. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه البخاري في "صحيحه" (9/ 252/ 5184)، ومسلم في "صحيحه" (2/ 1090/ 1468). ¬

_ (¬1) في هامش "م": "أهله". (¬2) في "م": "ثمرة"، وهو تصحيف قبيح. (¬3) ليست في "ل". (¬4) في "م": "كسوتها"، وهو تصحيف قبيح.

376 - باب ملاطفة الرجل أهله

376 - باب ملاطفة الرجل أهله (¬1) 611 - حدثنا عبدان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومسروق بن المرزبان ـــــــــــــــــــــــــــــ 611 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح دون قوله: "وألطفهم لأهله")؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 515/ 5371 و 11/ 27/ 10419)، و"الإيمان" (8/ 19) بسنده به. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 364/ 9154) عن هارون بن إسحاق عن حفص به. وأخرجه الترمذي (5/ 9/ 2612)، وأحمد في "المسند" (6/ 47 و 99)، و"السُّنة" (1/ 362/ 781) -ومن طريقه ابن بطة في "الإبانة" (2/ 655/ 841) -، وابن أبي الدنيا في "العيال" (2/ 660/ 473)، والحاكم (1/ 53)، والبيهقي في "الشعب" (6/ 232/ 7983 - مكرر)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (5/ 972/ 1616) بطرق عن خالد الحذاء به. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح، ولا نعرف لأبي قِلابة سماعًا من عائشة". وقال الحاكم: "رواته عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه انقطاع". قلت: وهو كما قال الترمذي والذهبي؛ ولكن الحاكم تنبه لهذا. فإنه بعد أن ساق في "المستدرك" حديث أبي هريرة (رقم 1 و 2 - بتحقيقي) قال: "وقد روي هذا الحديث أيضًا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، وشعيب بن الحبحاب عن أنس، ورواه ابن عليَة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عائشة؛ وأنا أخشى أن أبا قلابة لم يسمع من عائشة" أ. هـ. وللحديث طريق أخرى؛ فأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 272)، وابن نصر المروزىِ في "تعظيم قدر الصلاة" (1/ 442/ 455)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 232/ 7983) من طريق ابن إسحاق، عن الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به دون الجملة الأخيرة. قلت: وهذا سند حسن؛ لولا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، لكن لا بأس به في المتابعات. وللحديث شاهد صحيح من حديث أبي هريرة به -دون الجملة الأخيرة منه- خرجته مفصلًا في تحقيقي لـ "مستدرك أبي عبد الله الحاكم" (رقم 1 و 2). ¬

_ (¬1) في "هـ" و"ل": "امرأته"، والمثبت هو الأنسب.

377 - باب ممازحة الرجل امرأته ومضاحكته إياها

قالا: حدثنا حفص بن غياث عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكمل المؤمنين إيمانًا؛ أحسنهم خلقًا، وألطفهم لأهله". 377 - باب ممازحة الرجل امرأته ومضاحكته إيّاها 612 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا وهب بن بقية أنا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فجعل يكلمني ويمازحني، فقال: "أتزوّجت؟ "، قلت: نعم، قال: "بكرًا أم ثيبًا؟ "، قلت: ثيبًا، قال: "فهلاّ بكرًا؛ تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك، وتمازحها وتمازحك". 378 - باب الرّخصة في أن يكذب الرجل امرأته 612 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد (¬1) بن أيوب بن راشد ومحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالحديث صحيح ثابت بطريقيه وشاهده، عدا الجملة الأخيرة: "وألطفهم لأهله". وله شواهد عن جمع من الصحابة - رضي الله عنهم -. 612 - حديث صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1223)، وابن ماجه (2/ 743/ 2205 - مختصرًا) من طريق عبد الواحد بن زياد ويزيد بن هارون كلاهما عن الجريري به. وأخرجه مسلم (2/ 1089 - 1090)، والنسائي في "المجتبى" (7/ 299 - 300)، و"السنن الكبرى" (4/ 46/ 6237)، وأحمد (3/ 373 - 374) من طريق المعتمر بن سليمان التيمي عن أبيه عن أبي نضرة به. وأخرجه البخاري (443 - أطرافه)، ومسلم (715) بطرق عن جابر به. 613 - إسناده ضعيف جدًا، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 491/ 11097) من طريق عبد الرحمن بن واقد عن مسلمة به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"؛ كما في "مجمع الزوائد" (8/ 81) من طريق محمد بن جامع العطار به. ¬

_ (¬1) في "ل": "محمد"، وهو خطأ، والصواب المثبت، وهو الموافق لكتب الرجال.

379 - باب الرخصة في أن تكذب المرأة زوجها لترضيه

جامع قالا: حدثنا مسلمة بن علقمة عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلُّ الكذب مكتوب لا محالة كذبًا إلا أن يكذب الرجل في حرب، فإن الحرب خدعة، أو يكذب الرجل بين الزوجين؛ ليصلح بينهما، أو يكذب الرجل امرأته؛ ليرضاها (¬1) بذلك". 379 - باب الرّخصة في أن تكذب المرأة زوجها لترضيه 618 - أخبرني أبو عروبة حدثنا محمد بن زنبور ثنا عبد العزيز بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: الزبرقان هذا؛ مجهول، قال ابن حبان في "الثقات" (4/ 265): "شيخ يروي عن النواس بن سمعان، روى داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عنه؛ لا أدري من هو ولا ابن من هو؟! ". قلت: فلم ذكرته إذًا في "الثقات"؟!. الثانية: الانقطاع بين الزبرقان والنواس بن سمعان. قال الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (6/ 268 - إتحاف السادة المتقين): "فيه انقطاع وضعف". الثالثة: شهر بن حوشب؛ صدوق كثير الأوهام والإرسال؛ كما في "التقريب". والحديث ضعفه شيخنا - رحمه الله - في "ضعيف الجامع" (4220). وقد أَعَلَّ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 81) الحديث بمحمد بن جامع العطار، وكذا فعل الزبيدي، وهو وهم وغفلة عن العلل الحقيقية في الحديث؛ فإن محمدًا هذا تابعه أحمد بن أيوب بن راشد عند المصنف، وعبد الرحمن بن واقد عند البيهقي. 614 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "عِشْرة النِساء" (196/ 238) عن محمد بن زنبور به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 479/ 3175) عن يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد العزيز به. قلت: إسناده حسن؛ عبد العزيز بن أبي حازم؛ صدوق، لكنه توبع؛ فقد أخرجه أبو داود (4/ 281/ 4921)، وأحمد (6/ 404)، والفاكهي في "حديثه" (491 - 493/ 255)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (7/ 362 - 363/ 2921 و 2922)، ¬

_ (¬1) في "ل": "ليترضاها".

380 - باب التغليظ في إفشاء الرجل سر امرأته

حازم عن ابن الهاد عن عبد الوهاب بن أبي بكر (¬1) عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة: أنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث -كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا أعده كذبًا-: الرجل يصلح بين النّاس يقول القول يريد به الصلاح، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها". 380 - باب التغليظ في إفشاء الرجل سر امرأته 615 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن معين ثنا مروان بن معاوية ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ والطبري في "تهذيب الآثار" (1/ 110/ 228 و 230)، والطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 64/ 193)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 1060/ 186 - ط. زغلول)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 197 - 198) بطرق عن ابن الهاد به. وأخرجه البخاري (2692)، ومسلم (2605) بطرق عن الزهري به. 615 - إسناده ضعيف؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (2/ 1060/ 1437/ 123)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (10/ 236 - 237) عن ابن أبي شيبة وهذا في "مصنفه" (4/ 391)، وأحمد (3/ 69)، وأبو عوانة في "مسنده" (3/ 86 - 87/ 4298 و 4299)، وابن الأعرابي في "معجمه" (2/ 669 - 670/ 1336) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 193 - 194)، و"معرفة السنن والآثار" (5/ 332/ 4216)، و"شعب الإيمان" (4/ 314/ 523)، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/ 137) بطرق عن مروان بن معاوية به. وأخرجه مسلم (1437/ 124)، وأبو داود (4/ 268/ 4870) بطرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن عمر بن حمزة به. قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "آداب الزفاف" (ص 70 - 71): "إن هذا الحديث مع كونه في "صحيح مسلم"؛ فإنه ضعيف من قبل سنده؛ لأن فيه عمر بن حمزة العمري وهو ضعيف؛ كما قال في "التقريب" [(2/ 53)]، وقال الذهبي في "الميزان" [(3/ 192)]: "ضعفه يحيى بن معين والنسائي، وقال أحمد: أحاديثه مناكير". ثم ساق له الذهبي هذا الحديث، وقال: "فهذا مما استنكر لعمر". ¬

_ (¬1) في هامش "م": "أبي كثير".

381 - باب كراهية الرجل يحدث الرجل بما يكون بينه وبين امرأته

عمر (¬1) بن حمزة العمري حدثني عبد الرحمن بن سعد مولى أبي سفيان عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ من أعظم الأمانة عند الله - عَزَّ وَجَلَّ - يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرّها". 381 - باب كراهية الرجل يحدث الرجل بما يكون بينه وبين امرأته 616 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد عن سعيد ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: ويستنتج من هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة أن الحديث ضعيف ليس بصحيح، وتوسط ابن القطان [في "بيان الوهم والإيهام" (4/ 450 - 451/ 2021)]؛ فقال؛ كما في "الفيض": "وعمر ضعفه ابن معين، وقال أحمد: أحاديث مناكير؛ فالحديث به حسن لا صحيح". قلت: لا أدري كيف حكم بحسنه مع التضعيف الذي حكاه هو نفسه؟ فلعله أخذ بهيبة "الصحيح"!. ولم أجد حتى الآن ما أشد به عضد هذا الحديث ... والله أعلم" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 616 - إسناده ضعيف؛ (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو داود (2/ 252 - 254/ 2174) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد بن زيد به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4/ 391)، وأحمد (2/ 540 ـ 541)، وأبو داود (2174)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 194) بطرق عن سعيد الجريري به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الطفاوي هذا قال عنه الحافظ ابن حجر في "التفريب" (2/ 540): "شيخ لأبي نضرة لم يُسمَّ، لا يعرف". قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (6/ 73): "وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الشيخ الطفاوي". لكنه توبع؛ فأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (199 - 200/ 436): حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي: ثنا عثمان بن الهيثم: ثنا عوف الأعرابي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة به. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "في نسخة: عمرو".

الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا هل عسى رجل يغلق بابه، ويرخي ستره، ويستتر بستر الله - عَزَّ وَجَلَّ -، فيخرج؛ فيقول: فعلت بأهلي وفعلت"؛ فقامت جارية كعاب (¬1)، فقالت: (إي) (¬2) والله إنهم ليفعلون، وإنّهنّ ليفعلن؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلا أخبركم بمثل (¬3) ذلك (¬4) "؟ قالوا: وما مثله؟ قال: "مثل شيطان لقي شيطانه في سكة؛ فنكحها والنّاس ينظرون". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: رجاله ثقات أثبات؛ غير الهيثم بن حميد وهو ثقة؛ لكنه تغير؛ فصار يتلقن؛ كما في "التقريب"، لكن لا بأس به في المتابعات؛ فهو بمجموع الطريقين حسن على أقل أحواله. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - بنحوه، أخرجه البزار في "مسنده" (2/ 170 - 171/ 1450 - كشف). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 294): "رواه البزار عن روح بن حاتم وهو ضعيف, وبقية رجاله ثقات". وشاهد آخر من حديث أسماء بنت يزيد بنحوه؛ أخرجه أحمد (6/ 456)، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/ رقم 414) من طريق حفص السراج قال: سمعت شهرًا يقول: حدثتني أسماء بنت يزيد به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "إرواء الغليل" (7/ 74): "وهذا سند ضعيف؛ من أجل شهر وهو ابن حوشب، سيىء الحفظ، وحفص هو ابن أبي حفص السراج، أورده هكذا ابن حبان في "الثقات" (2/ 56) وقال: "وهو الذي يقال له: حفص التيمي". وقال الذهبيُ في "الميزان": "ليس بالقوي". وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 294): "رواه أحمد والطبراني وفيه شهر بن حوشب وحديثه حسن وفيه ضعف"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع ذلك صحيح بلا ريب. ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيسر: "الكعاب: الجارية الكاعب؛ أي: ناهد الثدي". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في هامش "ل": "في نسخة: مثل". (¬4) في "ل": "هذا".

382 - باب الرخصة في أن يحدث بذلك

382 - باب الرّخصة في أن يحدث بذلك 617 - حدثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا هارون بن سعيد (¬1) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 617 - إسناده ضعيف؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 272/ 350) عن هارون بن سعيد الأيلي به. وأخرجه هو، والنسائي في "عشرة النساء" (197/ 240)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 243/ 828)، والفاكهي في "حديثه" (147 - 149/ 25) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (1/ 99) -، والدارقطني في "سننه" (1/ 112)، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج على صحيح مسلم" (1/ 392/ 782) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (1/ 99) -, والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 164) بطرق عن ابن وهب به. قال الحافظ: "هذا حديث صحيح". قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أبو الزبير؛ مدلس وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث في جميع الطرق التىِ وقفت عليها، وبه أعلَّه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 406 - 408/ 976). الثانية: عياض بن عبد الله؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". لكن ضعفه انجبر بوجود متابع له؛ فقد أخرجه أحمد (6/ 74)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 55)، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج" (1/ 392/ 782) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "الموافقة" (1/ 99) - من طريق ابن وهب وحسن بن موسى وموسى بن داود عن ابن لهيعة عن أبي الزبير به. قلت: ابن لهيعة؛ حسن الحديث إذا روى عنه أحد من قدماء أصحابه، وهذا منها، فقد رواه أحد العبادلة من قدماء أصحابه عنه. فبرئت ذمة عياض منه، وتبقى عنعنه أبي الزبير، وقد صرح بالتحديث عند أحمد لكن الراوي عن ابن لهيعة ليس من قدماء أصحابه، فلا يقبل هذا منه؛ والله أعلم. وقد خفيت هذه المتابعة على شيخنا - رحمه الله -؛ فلم يذكرها في المصدر المذكور. وخالف عياضًا وابنَ لهيعة أشعثُ بنُ سوّار -وهو ضعيف-؛ فرواه عن أبي الزبير به موقوفًا على عائشة: أخرجه أحمد (6/ 68 و 110)، وأبو يعلى في "المسند" (8/ 150 - 151/ 4697). قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 407): " أشعث هذا، ¬

_ (¬1) في هامش "م": "سعد".

383 - باب ما يقال للرجل صبيحة بنائه بأهله

ابن وهب عن عياض بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر عن أم كلثوم عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل (¬1)، هل عليه من غسل؟ وعائشة في البيت؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل". 383 - باب ما يقال للرجل (¬2) صبيحة بنائه بأهله 618 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا عمران بن موسى حدثنا عبد الوارث ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ ضعيف؛ كما في "التقريب"، وأخرج له مسلم متابعة، فروايته أرجح عندي من رواية عياض!!؛ لأن لها شاهدًا من طريق أخرى". قلت: لو وقف شيخنا - رحمه الله - على متابعة ابن لهيعة لما قال هذا, ولا شك ولا ريب أن رواية عياض أرجح بمتابعة ابن لهيعة، فالصحيح في رواية أبي الزبير رواية مسلم والمصنف ومن معهم أنها مرفوعة، والموقوفة؛ منكرة لا تصح. قلت: لكن ثبت الحديث من طريق أخرى عن عائشة - رضي الله عنها - موقوفًا عليها بنحوه؛ فقد أخرجه الترمذي (108)، والنسائي في "الكبرى" (1/ 108/ 196)، و"عشرة النساء" (247)، وابن ماجه (608)، والشافعي في "الأم" (1/ 39)، وأحمد (6/ 161)، وابن الجارود في "المنتقى" (93)، وابن حبان في "صحيحه" (1175 و 1176 و 1181 و 1185 و 1186)، والبيهقي (1/ 164)، والحافظ ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (1/ 98) من طريق الأوزاعي قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمد حدثني أبي عن عائشة قالت: إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغسل؛ فعلته أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتسلنا. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح، وإسناده على شرط الصحيح". قلت: وهو كما قال: وبالجملة؛ فالحديث من طريق أبي الزبير لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا، وصح عن عائشة من قولها من طريق آخر؛ كما تقدم. 618 - إسناده حسن، (وهو حديث صحيح)، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (257 - 258/ 271) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيمن: "الكسل؛ أي: لم ينزل في الجماع". (¬2) في هامش "م". "يقول الرجل".

عبد العزيز بن صهيب ثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بني رسول (¬1) الله - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش، وبعِثتُ داعيًا على الطعام؛ فدعوت؛ فيجيء القوم؛ فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء القوم، فيأكلون ويخرجون، قلت: يا رسول الله، قد دعوت حتى ما أجد أحدًا أدعوه. قال: "ارفعوا طعامكم"، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منطلقًا إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها - فقال: "السّلام عليكم أهل البيت"، قالوا: وعليك السّلام يا رسول الله، كيف وجدت أهلك؟ فأتى حجر (¬2) نسائه، وقالوا مثل ما قالت عائشة - رضي الله عنها -. نوع آخر: 619 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ ثنا عمارة بن زاذان ثنا ثابت عن أنس - رضي الله عنه -: أن أبا طلحة كان له ابن يكنى أبا عميرة ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير عمران بن موسى وهو صدوق، لكنه توبع: تابعه أبو معمر -وهو ثقة ثبت- عن عبد الوارث به: أخرجه البخاري في "صحيحه" (8/ 527 ـ 528/ 4793). وأخرجه البخاري (4791)، ومسلم (1428) بطرق عن أنس. 619 - إسناده ضعيف؛ (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 126 - 127/ 3398) -وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (31/ 38) - بسنده سواء. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2/ 453 - 454/ 831) عن شيبان بن فروخ به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 431)، وابن حبان في "صحيحه" (16/ 158 - 159/ 7188 - إحسان) من طريق عمارة بن زاذان به. قلت: إسناده ضعيف؛ عمارة بن زاذان؛ صدوق كثير الخطأ؛ كما في "التقريب"، لكنه توبع: فأخرجه مسلم في "صحيحه" (2144)، والطيالسي في "مسنده" (2056)، وأحمد (3/ 105 - 106 و 181 و 196 و 287 و 290)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" ¬

_ (¬1) "ل": "نبي الله". (¬2) "ل": "حجرة"، وفي هامشها: "في نسخة: حجر".

384 - باب ما تعوذ به المرأة التي تطلق

فهلك الصبي؛ فقامت أم سليم؛ فكفنته، وسجت عليه ثوبًا، وقالت: لا يكن أحد يخبر أبا طلحة حتى أكون أنا الذي أخبره؛ فجاء أبو طلحة كالًا، وهو صائم؛ فتطيبت له، وتصنعت له، وجاءت بعشائه؛ فقال: ما فعل أبو عمير؟ قالت: قد فرغ؛ فتعشى، وأصاب منها ما يصيب الرجل من امرأته؛ فقالت: يا أبا طلحة، أرأيت أهل بيت أعاروا (¬1) أهل بيت عارية؛ فطلبها أصحابها أيردونها أم يحبسونها؟ فقال: بل يردونها، فقالت: احتسب أبا عمير. قال: فغضب؛ فانطلق كما هو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره بقول أم سليم؛ فقال: "بارك الله لكما في غابر ليلتكما"، قال: فحملت (¬2) بعبد الله بن أبي طلحة. 384 - باب ما تعوّذ به المرأة التي تطلق 620 - حدثني علي بن أحمد بن سليمان حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ثنا سفيان (بن سعيد) (¬3) الثوري عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـــــــــــــــــــــــــــــ (8/ 432 - 433)، وابن حبان في "صحيحه" (7187 - إحسان)، والبيهقي (4/ 65 - 66) بطرق عن ثابت به. وأخرجه البخاري (1301 و 4570 و 5470)، ومسلم (2144) بطرق عن أنس به. 620 - منكر؛ فيه علتان: الأولى: عبد الله بن محمد بن المغيرة؛ قال أبو حاتم الرازي: "ليس بالقوي"، وقال ابن المديني: "ينفرد عن الثوري بأحاديث"، وقال العقيلي: "يخالف في بعض حديثه، ويحدث بما لا أصل له"، وقال ابن عدي: "عامة ما يرويه لا يتابع عليه"، وقال ابن يونس: "منكر الحديث". الثانية: ابن أبي ليلى؛ هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ صدوق سيىء الحفظ جدًا؛ كما في "التقريب". ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيمن: "العارية: فعله منسوبة إلى العارة اسم من الإعارة؛ كالغارة من الإغارة وأخذها من العار: العيب". (¬2) في "ل": "فحبلت". (¬3) زيادة من "ل".

- رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا عسر على المرأة ولدها، أخذ إناء نظيفًا يكتب فيه: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ} إلى آخر الآية [الأحقاف: 35]، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)} [النازعات: 46]، و {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111] إلى آخر الآية، ثم يغسل ويسقي المرأة منه، وينضح على بطنها وفرجها". (نوع آخر مما تعوّذ به المرأة التي تطلق) (¬1): 621 - حدثني علي بن محمد بن عامر (¬2) ثنا عبيد الله بن محمد بن خشيش (¬3) حدثني موسى بن محمد بن عطاء ثنا بقية بن الوليد حدثني عيسى بن إبراهيم القرشي عن موسى بن أبي حبيب قال: سمعت علي بن الحسين يحدث عن أبيه عن أمه فاطمة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دنا ولادها أمر أمّ سليم وزينب بنت جحش أن تأتيا فاطمة، فتقرءا عندها آية الكرسي، و {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} إلى آخر الآية [الأعراف: 54، ويونس: 3] وتعوذاها بالمعوذتين. ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 282 / 497) من طريق حفص بن عبد الرحمن: حدثنا ابن أبي ليلى به موقوفًا. قلت: وحفص هذا، صدوق؛ كما في "التقريب"، لكن يبقى الحديث على ضعفه؛ لأن فيه ابن أبي ليلى. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف مرفوعًا وموقوفًا. 621 - إسناده موضوع؛ فيه علل: الأولى: موسى بن محمد بن عطاء، أحد التالفين، كذبه أبو حاتم وأبو زُرعة الرازيان. الثانية: عيسى بن إبراهيم القرشي، متروك الحديث. الثالثة: موسى بن أبي حبيب؛ متروك -أيضًا-. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "ظفر". (¬3) في "هـ" و"م": "خنيس".

385 - باب ما تدعو به المرأة الغيرى

385 - باب ما تدعو به المرأة الغيرى (¬1) 622 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الحكم المنتجع (¬2) بن مصعب العبدي حدثتني ربيعة قالت: حدثتني منية عن ميمونة بنت أبي عسيب: أن امرأة من بني حدس (¬3) أتت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - على بعير، فنادت: يا عائشة، أغيثيني بدعوة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لتسكنيني بها، وتطمأنيني بها، وإنه قال لها: "ضعي يدك اليمنى على فؤادك وامسحيه، وقولي: بسم الله، اللهمّ، داوني بدوائك، واشفني بشفائك، واغنني بفضلك عمّن سواك، واحذر عنّي أذاك"، قالت: فدعوت به، فوجدته جيدًا. قال المنتجع (2): وأظن أن ربيعة قالت في ذا الحديث: إن المرأة كانت غيرى. نوع آخر: 623 - أخبرني أبو عروبة حدثنا علي بن ميمون ثنا أبو توبة الربيع بن نافع عن مسلمة بن عُلَي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ 622 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (4/ 525/ 4299 و 8/ 453/ 8375) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 33/ 72)، و"الدعاء" (3/ 1331 - 1332/ 1126)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (6/ 3444/ 7841) بطرق عن مسجع به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 180): "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفهم". وقال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته" أ. هـ. قلت: وهو كما قالا؛ فإن ربيعة ومنية لم أجد لهما ترجمة بعد طول بحث. 623 - إسناده ضعيف جدًا؛ مسلمة بن علي الخُشني، متروك الحديث. وتقدم بنحوه رقم (456). ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيسر: تأنيث غيران. (¬2) هكذا في "الأصول"، والصواب: "مسجع"؛ كما في كتب الرجال. (¬3) هكذا في "ل"، وفي "هـ": "حرس"، وفي "م": "جرش".

386 - باب ما يعمل بالولد إذا ولد

عنها - قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنا غضبى؛ فأخذ بطرف المفصل من أنفي، فعركه، ثم قال: "يا عويش، قولي: اللهمّ، اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأَجِرْنِي من الشيطان". 386 - باب ما يعمل بالولد إذا ولد 624 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا جبارة بن المغلس ثنا يحيى بن العلاء عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن حسين بن علي ـــــــــــــــــــــــــــــ 624 - موضوع؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 150/ 6780) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2656)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 16/ق 182/ب) - بسنده سواء. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" عن الحسن بن سفيان عن جبارة به. وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (211/ 490)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/ 390/ 8619)، وأبو طاهر القرشي في "حديث ابن مروان الأنصاري وغيره" (2/ 1)؛ كما في "الضعيفة" (1/ 491) من طريق يحيى بن العلاء به. قلت: إسناده موضوع، فيحيى بن العلاء وشيخه مروان بن سالم يضعان الحديث، وطلحة بن عبيد الله العقيلي؛ مجهول. وعليه؛ فقول البيهقي عقبه: "في إسناده ضعف"، فيه تساهل لا يخفى. وعصب الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 59) الجناية بمروان وحده، وهو تعليل بالأدنى، وقد تعقبه عبد الرؤوف المناوي في "فيض القدير" (6/ 239)؛ فقال: "وأما تعصيبه الجناية برأسه وحده يؤذن بأنه ليس فيه ممن يحمل عليه سواه، والأمر بخلافه؛ ففيه يحيى بن العلاء البجلي الرازي؛ قال الذهبي في "الضعفاء والمتروكين": "قال أحمد: كذاب وضاع"، وقال في "الميزان"؛ "قال أحمد: كذاب يضع الحديث"، ثم أورد له أخبارًا هذا منها" أ. هـ. وعصب البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 91) الجناية بيحيى بن العلاء وحده، فقال: "هذا إسناد ضعيف، لضعف يحيى بن العلاء". وفاته إعلاله بمن ذكرنا. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (1/ 491/ 321): "موضوع". قوله في الحديث: "أم الصبيان": هي متابعة من الجن؛ كما في "فيض القدير" (6/ 238).

387 - باب ما يقول من يبتلى بالوسوسة

- رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ولد له مولود؛ فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، لم يضرّه أم الصبيان (¬1) ". 387 - باب ما يقول من يبتلى (¬2) بالوسوسة 625 - حدثنا محمد بن محمد (¬3) الباهلي ثنا محمد بن حاتم الزِّمّي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 625 - شاذ، (وهو صحيح من حديث أبي هريرة). قلت: رجال إسناده ثقات؛ غير عمار بن محمد وهو صدوق يخطئ؛ كما في "التقريب"، وقد أخطأ في هذا الحديث وجعله من مسند عائشة، وكأنه سلك الجادة؛ فإن عروة راوية عائشة لكنه وهم فيه، والصواب أنه من مسند أبي هريرة كذا رواه سفيان بن عيينة وأبو سعيد المؤدب عن هشام؛ كما سيأتي تفصيله. ولذلك قال الإمام الدارقطني في "العلل" (8/ 323): "ولا يصح". وأخرجه المصنف (627) من طريق عبيد بن واقد عن ليث بن سالم عن هشام به. قلت: لكن ليثًا هذا؛ لا يُعرف، وعبيد بن واقد؛ ضعيف. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة" (1/ 293/ 648) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (2/ 286/ 254) -, وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 160 - 161/ 4704) من طريق عبد الله بن الأجلح عن هشام به. قلت: وعبد الله هذا متكلم فيه، وفي "التقريب": "صدوق"، وقد وهم في هذا الحديث، قال الإمام أبو زرعة الرازي؛ كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 159/ 1969): "هذا خطأ؛ وهم فيه عبد الله بن الأجلح، قيل له: فإن ابن أبي فُديك روى عن الضحاك بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: وهم فيه الضحاك بن عثمان وهو خطأ؛ يعني: والصحيح حديث ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. قلت: ورواية الضحاك: أخرجها أحمد (6/ 257)، والبزار في "مسنده" (1/ 34/ 50 - كشف)، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (49/ 28) -ومن طريقه ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص 36) - من طريق ابن أبي فديك عنه به. والضحاك فيه ضعف، وفي "التقريب": "صدوق يهم"، ولعل هذا من أوهامه إذ الصحيح أن الحديث من مسند أبي هريرة كما ذكرت آنفًا. ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "ريح تعتريهم". (¬2) في "ل" وهامش "م": "بُلي". (¬3) في هامش "م": "أحمد".

عمار بن محمد عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ـــــــــــــــــــــــــــــ وبالجملة؛ فالحديث عن هشام بن عروة بجعله من مسند عائشة إما أنه وهم وخطأ، كما حكم أهل العلم عليه أو ضعيف لا يصح. ثم رأيت ابن حبان روى الحديث في "صحيحه" (41 - موارد) من طريق كثير بن عبيد المذحجي عن مروان بن معاوية عن هشام به، وجعله من مسند عائشة. قلت: ومروان هذا ثقة حافظ، لكن خالفه من هو أحفظ منه وأثبت في هشام؛ وهما سفيان بن عيينة وأبو سعيد المؤدب؛ فجعلاه من مسند أبي هريرة: أخرجه مسلم في "صحيحه"، (1/ 119/ 134)، وأبو داود (4/ 231/ 4721) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 146) -, والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (419/ 662)، والحميدي في "مسنده" (2/ 488/ 1153) -ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده" (1/ 80/ 237)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (1/ 201/ 343)، وابن منده في "الإيمان" (2/ 478/ 352) -، والبزار في "مسنده" (ق 150/ب)، وابن منده (352) بطرق عن سفيان بن عيينة عن هشام به. وأخرجه مسلم (134/ 213)، وأحمد (2/ 331)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1/ 201/ 344)، وابن منده في "الإيمان" (2/ 478/ 353)، والبغوي في "شرح السُّنة" (1/ 113/ 62) من طريق أبي سعيد المؤدب عن هشام به. وقد توبع هشام بن عروة على جعله من مسند أبي هريرة؛ تابعه إمام الدنيا في الحفظ والإتقان وهو الزهري، وله عنه ثلاث طرق: الأولى: طريق عقيل عنه به: أخرجها البخاري في "صحيحه" (6/ 636/ 327) -ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 108/ 12)، والبغوي في "شرح السُّنة" (1/ 112 - 113/ 61) -, ومسلم في "صحيحه" (1/ 120)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1/ 201/ 346)، وابن منده في "الإيمان" (2/ 478 - 479/ 354) من طريق الليث بن سعد عنه به. الثانية: طريق يونس بن يزيد الأيلي عنه به: أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (419/ 626) -وعنه المصنف (رقم 626) -, وابن منده في "الإيمان" (2/ 479/ 355). الثالثة: طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري عنه به: أخرجها مسلم في "صحيحه" (134/ 214)، والنسائي في "الكبرى"؛ كما في "تحفة الأشراف" (10/ 256)، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (1/ 294/ 651)، والبزار في "مسنده" (ق 150/ب)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 80/ 236)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1/ 201/ 345)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة والجماعة" (3/ 525/ 925 و 926). ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية"

- رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يأتي العبد؛ فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله - عَزَّ وَجَلَّ - فيقول: من خلق السّماوات والأرض؟ فيقول الله - عَزَّ وَجَلَّ - فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا أحسَّ أحدكم ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 36): "والذي اتفقا عليه في "الصحيحين" أصح؛ والله أعلم" أ. هـ. قلت: قد تبين: أن الصحيح في هذا الحديث أنه من مسند أبي هريرة - رضي الله عنه - بشهادة ثلاثة من أئمة الجرح والتعديل وهم: الدارقطني، وأبو زرعة الرازي، وابن حجر العسقلاني. وقد خفيت هذه العلّة على جمع من أهل العلم، منهم: 1 - الحافظ الهيثمي؛ فإنه قال في "مجمع الزوائد" (1/ 33): "رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله ثقات! " أ. هـ. 2 - الحافظ المنذري؛ فإنه قال في "الترغيب والترهيب" (2/ 266): "رواه أحمد بإسناد جيد!، وأبو يعلى والبزار". 3 - شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (رقم 116). وقد أخطأ بعض الرواة في هذا الحديث -أيضًا-، فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 38 - 39/ 21)، وعبد بن حميد في "مسنده" (215 - منتخب)، وأحمد (5/ 214)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/ 171/ 229)، والطبراني في "الكبير" (4/ 85/ 3719) من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن الزبير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه به، فجعله من مسند خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه -. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 234): "ورجاله ثقات إلا أن فيهم ابن لهيعة وهو سيىء الحفظ". قلت: وهو كما قال؛ والمحفوظ عن عروة هو ما رواه أثبت الناس فيه -هشام بن عروة والزهري- وجعلاه من مسند أبي هريرة - رضي الله عنه -. وهذه الرواية منكرة لا تصح. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 251 - 252/ 1896)، و"المعجم الكبير"؛ كما في "مجمع الزوائد" (1/ 34)، والدارقطني في "غرائب مالك"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 36) من طريق أبي الطاهر بن السرح: نا إسماعيل بن أبي أويس: نا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص به؛ فجعله من مسند عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -. قلت: لكن إسماعيل هذا أخطأ في أحاديث؛ كما في "التقريب"، وخطأه ظاهر إذ الصواب أن الحديث من مسند أبي هريرة - رضي الله عنه -، كما تقدم بيانه، وروايته هذه وهم؛ ولعله لذلك جعله الدارقطني في "الغرائب".

388 - باب كم مرة يقول ذلك

بشيء من ذلك؛ فليقل: آمنت بالله ورسوله (¬1) ". نوع آخر: 626 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا هارون بن سعيد (الأيلي) (¬2) حدثنا خالد بن نزار ثنا القاسم بن مبرور عن يونس عن ابن شهاب قال عروة: قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي الشّيطان؛ فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ فإذا بلغ ذلك؛ فليستعذ بالله منه، ومن فتنته". 388 - باب كم مرة يقول ذلك 627 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن خالد بن خداش (¬3) ثنا عبيد بن واقد القيسي عن ليث بن سالم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة- رضي الله عنها - قالت: قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من وجد من هذا الوسواس شيئًا؛ فليقل: آمنا بالله ورسوله (¬4) ثلاثًا؛ فإنّ ذلك يذهب عنه". 389 - باب ما يقول إذا سئل عن شيء من ذلك 628 - أخبرنا الحسين بن محمد حدثنا سليمان بن سيف ثنا سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 626 - مضى برقم (625). 627 - مضى برقم (625). 628 - إسناده حسن، أخرجه أبو داود (4/ 231/ 4732) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/ 146) -، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (1/ 294 / 653) من طريق ابن إسحاق به. قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 235 / 118): "وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، وابن إسحاق قد صرح بالتحديث؛ فأمنا بذلك تدليسه". ¬

_ (¬1) في "ل" وهامش "م": "وبرسله". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) في "م": "حداس". (¬4) في "ل": "وبرسله".

390 - باب ما يقول لمن ذهب بصره

بزيع (¬1) ثنا ابن إسحاق حدثني عتبة بن مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يوشك الناس يتساءلون بينهم حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق؛ فمن خلق الله - عَزَّ وَجَلَّ -؟ فإذا قالوا ذلك؛ فقولوا: الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، ثم ليتفل أحدكم عن يسارة ثلاثًا، وليستعذ من الشيطان". 390 - باب ما يقول لمن ذهب (¬2) بصره 629 - أخبرني أبو عروبة قال: حدثنا العباس بن الفرج (¬3) الرياشي ـــــــــــــــــــــــــــــ 629 - إسناده ضعيف؛ (وهو حسن)؛ أخرجه الحاكم (1/ 526 - 527) -وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 167) -، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (62)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 168) بطرق عن أحمد بن شبيب به. وأخرجه البيهقي (6/ 167 - 168) من طريق العباس بن الفرج عن إسماعيل بن شبيب عن أبيه به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه شبيب بن سعيد، وقد تُكُلِّمَ فيه؛ لسوء حفظه وغلطه، وقد رأيت لشيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - كلامًا قويًا وبحثًا علميًا متينًا في "التوسل"، أحببت أن أسوقه لعظيم فائدته؛ فقال فيه (ص 94 - 95): "وأما شبيب؛ فملخص كلامهم فيه: أنه ثقة في حفظه ضعف؛ إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصّة؛ فهو حجة، فقال الذهبي في "الميزان": "صدوق يغرب"، ذكره ابن عدي في "كامله"؛ فقال: "له نسخة عن يونس بن يزيد مستقيمة، حدث عنه ابن وهب بمناكير"، قال ابن المديني: "كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه صحيح قد كتبت عن ابنه أحمد"، قال ابن عدي: "كان شبيب لعله يغلط ويهم إذا حدث من حفظه، وأرجو أنه لا يتعمد، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس؛ فكأنه يونس آخر، يعني: يجوّد". فهذا الكلام يُفيد أن شبيبًا هذا لا بأس بحديثه بشرطين اثنين: ¬

_ (¬1) في "م": "سريع". (¬2) في "ل": "من أصيب ببصره". (¬3) في "م": "فرح".

والحسن (¬1) بن يحيى الرّزّي قالا: حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد ثنا أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ الأول: أن يكون من رواية ابنه أحمد عنه. والثاني: أن يكون من رواية شبيب عن يونس. والسبب في ذلك: أنه كان عنده كتب يونس بن يزيد، كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" عن أبيه (2/ 1/ 359): فهو إذا حدث من كتبه هذه أجاد، وإذا حدث من حفظه وهم؛ كما قال ابن عدي. وعلى هذا؛ فقول الحافظ في ترجمته من "التقريب": "لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب" فيه نظر؛ لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد عنه مطلقًا، وليس كذلك، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته عن يونس لما سبق، ويؤيده: أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد؛ فإنه أورد شبيبًا هذا في "من طعن فيه من رجال البخاري" من "مقدمة فتح الباري" (ص 133)، ثم دفع الطعن عنه -بعد أن ذكر من وثقه، وقول ابن عدي فيه- بقوله: "قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث، ولم يخرج من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئًا"، فقد أشار - رحمه الله - بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس، ولو من رواية ابنه عنه، وهذا هو الصواب، كما بينته آنفًا، وعليه يجب أن يحمل كلامه في "التقريب" توفيقًا بين كلاميه، ورفعًا للتعارض بينهما" أ. هـ. قلت: وهذا الكلام ينطبق على حديثنا هذا تمامًا؛ فإنه من رواية ابنه أحمد عنه، لكنه ليس من رواية شبيب عن يونس وإنما هو من رواية شبيب عن روح بن القاسم؛ فاختل الشرط الثاني لقبول رواية شبيب؛ فسنده ضعيف. وأما الرواية الأخرى، ففيها إسماعيل بن شبيب لم أجد له ترجمة ولم أعرفه بعد بحث شديد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 210)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 258)، وابن أبي حاتم الرازي في "العلل" (2/ 190)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 30 - 31/ 8311)، و"المعجم الصغير" (1/ 183 - 184)، و"الدعاء" (2/ 1287 - 1288/ 1050)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 1959 - 1960/ 4928) بطرق عن عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد به، لكنه زاد في متنه قصة وملخصها: " أن رجلًا كان يختلف إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه ... وعلمه عثمان أن يقول الدعاء الذي علمه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعثمان نفسه. ¬

_ (¬1) في "م": "الحسين".

عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المدني -وهو الخطمي- عن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وروايته هذه منكرة؛ فقد قال ابن عدي: حدث عنه -يعني: شبيبًا- ابن وهب بمناكير، وقال ابن حجر: لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب. وهذا منها؛ فإن راوي هذه الطريق عن شبيب هو ابن وهب، وأمر آخر وهو أن أحمد بن شبيب وهو أثبت من ابن وهب في أبيه لم يذكر هذه الزيادة في متنه، وأنه كان يفعل ذلك بعد وفاة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ كما تقدم في الرواية الأولى، ثم هو -أيضًا- مخالف للثقات الذين رووا هذه القصة، ولم يذكروا هذه الزيادة، كما سيأتي تفصيله. ولذلك قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "التوسل" (ص 95 - 96): "وخلاصة القول: إن هذه القصة ضعيفة منكرة، لأمور ثلاثة: ضعف حفظ المتفرد بها، والاختلاف عليه فيها، ومخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وأمر واحد من هذه الأمور كاف لإسقاط هذه القصة فكيف بها مجتمعه؟ " أ. هـ. قلت: ثم إن شبيبًا هذا توبع عليه في هذا الحديث، ولم يذكر هذه الزيادة المنكرة، فقد أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 1960/ 4929)، والحاكم (1/ 526) من طريق عون بن عمارة عن روح بن القاسم به. وعون هذا، وإن كان ضعيفًا، لكن لا بأس به في الشواهد والمتابعات، فهو متابع قوي لرواية أحمد بن شبيب عن أبيه، والتي هي خالية من الزيادة المشار إليها، وهي موافقة لها؛ فروايتهما أولى بلا شك من رواية ابن وهب المنكرة. على أن روح بن القاسم لم يتفرد به، بل تابعه هشام الدستوائي عن أبي جعفر الخطمي به دون الزيادة المذكورة: أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 210)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (418/ 660) عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام عن أبيه به. قلت: وهشام ثقة ثبت؛ فصح السند إلى أبي جعفر الخطمي، لكنه فيه كلام، وفي "التقريب": "صدوق"، فالسند حسن لذاته. ولأبي جعفر الخطمي سند آخر، فأخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 569/ 3578) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 473) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (417/ 659)، وابن ماجه (1/ 441/ 1385)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 210)، وأحمد (4/ 138) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 1958/ 4926)، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 359) -، وعبد بن حميد في

أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف - رضي الله عنه - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ "مسنده" (1/ 341/ 379 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن عساكر في "أربعون حديثًا" (ص 53 - 54) -, وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 225 - 226/ 1219)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 257 - 258)، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 31 - 32/ 8311)، و"الدعاء" (2/ 1289 - 1290/ 1051) -وعنه أبو نعيم الأصبهانى في "معرفة الصحابة" (4/ 1958/ 4926) -، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 189 - 190)، والحاكم (1/ 313) -وعنه البيهقي (6/ 166) - بطرق عن عثمان بن عمر، وأحمد (4/ 138) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 1959/ 4927)، وابن عساكر في "أربعون حديثًا" (ص 55) - عن روح بن عبادة، كلاهما عن شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير أبي جعفر الخطمي وهو صدوق. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب". وقد توبع شعبة: تابعه حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي به: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (417/ 658)، وأحمد (4/ 138)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/ 209 - 210)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه"، كما في "التوسل" (ص 90) بنحوه وزاد: "وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك". قلت: وسنده حسن -أيضًا- إلا هذه الزيادة؛ فإنها شاذة مردودة، قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامةُ الألباني - رحمه الله - في "التوسل" (ص 90 - 92) ما نصه: "وقد أعلَّ هذه الزيادة شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة الجليلة" (ص 102) بتفرد حماد بن سلمة بها، ومخالفته لرواية شعبة، وهو أجلُّ مَن روى هذا الحديث، وهذا إعلال يتفق مع القواعد الحديثة ولا يخالفها ألبتة، وقول الغماري في "المصباح" (ص 30): بأن حمادًا ثقة من رجال الصحيح، وزيادة الثقة مقبولة، غفلة منه أو تغافل عما تقرر في المصطلح: أن القبول مشروط بما إذا لم يخالف الراوي من هو أوثق منه؛ قال الحافظ في "نخبة الفكر": "والزيادة مقبولة ما لم تقع منافية لمن هو أوثق، فإن خولف بأرجح فالراجح المحفوظ، ومقابله الشاذ". قلت: وهذا الشرط مفقود هنا، فإن حماد بن سلمة وإن كان من رجال مسلم، فهو بلا شك دون شعبة في الحفظ، ويتبين لك ذلك بمراجعة ترجمة الرجلين في كتب القوم، فالأول أورده الذهبي في "الميزان" وهو إنما يورد فيه من تكلم فيه، ووصفه بأنه "ثقة له أوهام" بينما لم يورد فيه شعبة مطلقًا، ويظهر لك الفرق بينهما بالتأمل في ترجمة الحافظ لهما، فقال في "التقريب": "حماد بن سلمة؛ ثقة عابد أثبت الناس في ثابت، وتغير حفظه بآخره"، ثم قال: "شعبة بن الحجاج ثقة حافظ متقن، كان الثوري يقول:

سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاء إليه رجل ضريرة فشكا إليه ذهاب بصره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا تصبر؟ " قال: يا رسول الله، ليس لي قائد، وقد شق عليّ، فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " أئت الميضأة؛ فتوضأ، و (¬1) صل ركعتين، ثم قل: اللهمّ، إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -، يا نبيّ الرّحمة، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي - عَزَّ وَجَلَّ -؛ فتجلي عن بصري، اللهمّ، شفّعه فيّ، وشفعني في نفسي". قال عثمان؛ فما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل كأنه لم يكن ضريرًا قط. ـــــــــــــــــــــــــــــ هو أمير المؤمنين بالحديث، وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذبَّ عن السُّنة، وكان عابدًا". قلت: إذا تبين لك هذا عرفت أن مخالفة حماد لشعبة في هذا الحديث وزيادته عليه تلك الزيادة غير مقبولة؛ لأنها منافية لمن هو أوثق منه، فهي زيادة شاذة؛ كما يشير إليه كلام الحافظ السابق في "النخبة"، ولعل حمادًا روى هذا الحديث حين تغير حفظه، فوقع في الخطأ، وكأن الإمام أحمد أشار إلى شذوذ هذه الزيادة. فإنه أخرج الحديث من طريق مؤمل -وهو ابن إسماعيل- عن حماد -عقب رواية شعبة المتقدمة- إلا أنه لم يسق لفظ الحديث، بل أحال به على لفظ حديث شعبة، فقال: "فذكر الحديث"، ويحتمل أن الزيادة لم تقع في رواية مؤمل عن حماد؛ لذلك لم يشر إليها الإمام أحمد؛ كما هي عادة الحفاظ إذا أحالوا في رواية على أخرى بينوا ما في الرواية المحالة من الزيادة على الأولى. وخلاصه القول: إن الزيادة لا تصح لشذوذها, ولو صحت لم تكن دليلًا على جواز التوسل بذاته - صلى الله عليه وسلم -؛ لاحتمال أن يكون معنى قوله: "فافعل مثل ذلك"؛ يعني: من إتيانه - صلى الله عليه وسلم - في حاله حياته، وطلب الدعاء منه والتوسل به، والتوضؤ والصلاة، والدعاء الذي علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو به، والله أعلم" أ. هـ. قلت: هذا تحرير جلي؛ فعض عليه بالنواجذ؛ فلمثله تضرب أكباد المطي. وبالجملة؛ فالحديث حسن بطرقه الأخرى، والله أعلم. تكميل: والحديث لا يدل على جواز التوسل بذات النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد أروى شيخنا - رحمه الله - الغليل وشفى العليل في بيان هذا الأمر، فانظره غير مأمور في الكتاب المذكور. ¬

_ (¬1) في "ل": "ثم".

391 - باب (ثواب) من حمد الله على ذهاب بصره

391 - باب (ثواب) (¬1) من حمد الله على ذهاب بصره 630 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا عمرو بن هشام ثنا محمد بن سلمة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 630 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح). قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علي بن يزيد الألهاني؛ وهو متروك، لكنه توبع: تابعه ثابت بن عجلان -وهو صدوق- وعنه طريقان: الأولى: طريق إسماعيل بن عياش عنه به: أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (1/ 276/ 535)، وابن ماجه (1/ 509/ 1597)، وأحمد (5/ 258 - 259)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 911/ 7788)، و"مسند الشاميين" (3/ 285 - 286/ 2277) بطرق عن إسماعيل به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 308): "رواه ابن ماجه باختصار، ورواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه إسماعيل بن عياش فيه كلام". قلت: الكلام الذي في إسماعيل إنما هو إذا روى عن غير أهل بلده الشاميين، أما إذا روى عنهم؛ فحديثه حسن، وثابت بن عجلان حمصي، فثبت الحديث، ولله الحمد. على أن إسماعيل لم يتفرد به بل توبع؛ كما سيأتي -, والقاسم فيه كلام لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن. الثانية: طريق سويد بن عبد العزيز به: أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 192/ 7789): قلت: سويد؛ لين الحديث، كما في "التقريب"، لكن لا بأس به في المتابعات. أما البوصيري، فأغرب حين قال في "مصباح الزجاجة" (2/ 49): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات" أ. هـ. وللحديث شاهد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4/ 252/ 2365) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (705 - موارد) -، والطبراني في "الكبير" (12/ 43/ 12452)، و"الأوسط" (1/ 184/ 583) وسنده صحيح. وشاهد آخر من حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - بنحوه عند ابن حبان في "صحيحه" (706 - موارد) وسنده حسن. وشاهد ثالث من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند أحمد (2/ 265)، والترمذي (2401)، والدارمي (2/ 323)، وابن حبان في "صحيحه" (707 - موارد) وسنده صحيح. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بطرقه وشواهده. ¬

_ (¬1) زيادة من "م".

392 - باب ما يقرأ على من يعرض له في عقله

أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - يقول: إذا أنا أخذت كريمتي (¬1) عبدي، فحمدني في الصّدمة الأولى؛ لم أرض له بثواب دون الجنّة أن أدخله الجنّة". 392 - باب ما يقرأ على من يعرض له في عقله 631 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 631 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 365/ 7534)، و"عمل اليوم والليلة" (563/ 1032) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 13/ 3897 و 14/ 3901)، وأحمد (5/ 211) عن غندر به. وأخرجه أبو داود (3/ 266/ 3420 و 4/ 13/ 3897 و 14/ 3901)، والطيالسي (1362)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 126)، والدارقطني في "سننه" (4/ 297)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 307 - 308/ 522)، و"شعب الإيمان" (2/ 449/ 2365) بطرق عن شعبة به. وأخرجه أبو داود (4/ 13/ 3896) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 367) -، وأحمد (5/ 210 - 211)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (8/ 14) -، والدارقطني في "سننه" (4/ 296 - 297 و 297)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 53/ 3638)، و"مسنده" (2/ 143/ 631 و 632)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 474/ 6110 و 475/ 6111 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 173/ 509) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 2254/ 5598) -، والحاكم (1/ 559 - 560) -وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 91 - 92) -، وأبو نعيم في "المعرفة" (2/ 973/ 2502 و 6/ 3079 - 3080/ 7116)، والحاكم (1/ 559 - 560) بطرق كثيرة عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 45): "وهو كما قالا - إن شاء الله -؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير خارجة بن الصلت؛ فروى عنه مع الشعبي عبد الأعلي بن الحكم الكلبي، وذكره ابن حبان في ¬

_ (¬1) في هامش "م": "عيني"، وفي "ل": "بكريمتي".

جعفر ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه - رضي الله عنه - قال: أقبلنا من عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: (هل) (¬1) عندكم دواء؟ فإن عندنا معتوهًا في القيود؛ فجاؤوا بالمعتوه في القيود؛ فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفله (¬2)، فكأنما نشط من عقال، فأعطوني جُعْلًا، فقلت: لا، فقالوا: سل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فسألته؛ فقال: "كُل؛ فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق". نوع آخر: 622 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن مسلم عن ـــــــــــــــــــــــــــــ "الثقات"؛ لكن قال ابنُ أبي خيثمة: "إذا روى الشعبي عن رجل وسماه؛ فهو ثقة يحتج بحديثه". ذكره الحافظ في "التهذيب" [(3/ 75)] وأقره، وكأنه لذلك قال الذهبي في "الكاشف": "ثقة!! "" أ. هـ كلامه - رحمه الله -. قلت: وهو كما قال، لكن الذي وجدته في "الكاشف" للإمام الذهبي (1/ 265) ما نصه: "محلّه الصدق"، فلعل ما وقع في "الصحيحة" سبق قلم، والله أعلم. وقال الإمام النووي في "الأذكار" (1/ 355 - بتحقيقي): "روينا في "سنن أبي داود" بإسناد صحيح عن خارجة بن الصلت عن عمه". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 44): "هذا حديث حسن". 632 - إسناده ضعيف, (وهو حديث حسن)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (8/ 458/ 5045) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1305 - 1306/ 1081)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 7) عن الحسين بن إسحاق التُسْتَري عن داود بن رُشيد به. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (3/ 270) من طريق عبد الله بن وهب، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج 2/ق 14/أ - ب) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والبغوي في "معالم التنزيل" (5/ 432) من طريق ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "أتفل".

ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قرأ في أذن مبتلىً؛ فأفاق؛ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ "ما قرأت في أذنه؟ "؛ فقال: قرأت: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)} حتى فرغ من آخر السورة [المؤمنون: 115]؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن رجلًا موقنًا قرأ بها على جبل لزال". ـــــــــــــــــــــــــــــ بشر بن عمر الزهراني، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (12/ 312 - 313) من طريق عفيف بن سالم أربعتهم عن عبد الله بن لهيعة به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 115): "رواه أبو يعلى، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وحديثه حسن". وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 46): "هذا حديث غريب". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 18): "هذا إسناد ضعيف". قلت: وليس كما قالوا؛ بل إسناده حسن، رجاله ثقات رجال مسلم في "صحيحه" غير عبد الله بن لهيعة، فإنما روى له مسلم مقرونًا بغيره، والمتقرر فيه: أنه حسن الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة أو واحد من قدماء أصحابه، وهذا منها؛ فإن عبد الله بن وهب وعبد الله بن مسلمة القعنبي من قدماء أصحابه. وقد نص على الأول الإمام الساجي والحافظ الذهبي وابن حجر العسقلاني وغيرهم؛ كما في "تذكرة الحفاظ" (1/ 238)، و"التقريب" (1/ 444). ونص على الثاني ابنُ حبان البُستي صاحب "الصحيح"؛ كما نقله عنه الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/ 23)، و"ميزان الاعتدال" (2/ 482). وأعله بعضهم بالانقطاع بين حنش الصنعاني وعبد الله بن مسعود، وليس هذا بشيء، فقد ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/ 57) أنه يروي عن ابن مسعود، ومن قبله الإمام الدارقطني في "الأفراد" (ق 207/أ) ولم يوصف حنش بتدليس ولا إرسال. تنبيه: سبق لي وأن ضعفت هذا الحديث في تعليقي على "الأذكار" للإمام النووي (1/ 356 - 357) وقد تبين لي بعد هذا التحقيق أنه حسن. وله طريق أخرى؛ فأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/ 163): حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثنا أبي بحديث، حدثنا خالد بن إبراهيم أبو محمد المؤذن، قال: حدثنا سلام بن رزين قاضي أنطاكية، قال: حدثنا الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود بنحوه. قال عبد الله: قال أبي: "هذا حديث موضوع، هذا حديث الكذابين". وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 175): "سلام بن رزين قاضي أنطاكية عن الأعمش؛ لا يُعرف، وحديثه باطل" أ. هـ.

393 - باب ما يقرأ على من به لمم

393 - باب ما يقرأ على من به لمم 633 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه ثنا صالح بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 633 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (3/ 167 - 168/ 1594) بسنده سواء. وأخرجه ابن ماجه (2/ 1175/ 3549)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1304 - 1305/ 1080)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 42) من طريق عبدة بن سليمان ومحمد بن مسروق كلاهما عن أبي جناب الكلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه به بإسقاط (الرجل الذي لم يسم). وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (1/ 305 - 306/ 584) من طريق أبي إسحاق الفزاري عن أبي جناب الكلبي عن زبيد الأيامي عن عبد الرحمن به. فزاد في السند (زبيدًا). وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 128) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 881 - 882/ 1477) -، والحاكم (4/ 412 - 413)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 312 - 313/ 527) من طريق عمر بن علي عن أبي جناب الكلبي عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب. فجعله من مسند أبي. قال الحاكم: "وقد احتج الشيخان - رضي الله عنهما - برواة هذا الحديث كلهم عن اَخرهم، غير أبي جَناب الكلبي، والحديث محفوظ صحيح ولم يخرجاه". وتعقبه الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" بقوله: "قلت: فيه أبو جناب الكلبي؛ ضعفه الدارقطني، والحديث منكر". وتعقب الحاكم -أيضًا- البوصيريُ في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 18): "كلا؛ مدار هذه الأسانيد على أبي جناب يحيى بن أبي حية، وهو ضعيف مدلس، وقد رواه بالعنعنة". وقال ابن الجوزي: "أبو جناب، اسمه يحيى بن أبي حية، كان يحيى القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه، وقال الفلاس: متروك الحديث، وعبد الله بن عيسى؛ فغاية في الضعف! ". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 115): "رواه أبو يعلى، وفيه من لم يسم، وأبو جناب وهو ضعيف؛ لتدليسه، ووثقه ابن حبان". وقال أيضًا: "رواه عبد الله بن أحمد، وفيه أبو جناب؛ وهو ضعيف؛ لكثرة تدليسه، وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 42): "هذا حديث غريب

عمر ثنا أبو جناب يحيى بن أبي حية عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل عن أبيه قال: جاء رجل إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّ أخي به وجع (¬1)، فقال: "ما وجع أخيك؟ "، قال: به لمم، قال: "فابعث إليّ به"، قال: فجلس بين يديه، فقرأ عليه النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فاتحة الكتاب، وأربع آيات من أول سورة البقرة، وآيتين (¬2) من وسطها: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه ابن السني عن أبي يعلى الموصلي: حدثنا زحمويه قال: حدثنا صالح بن عمر، حدثنا أبو جناب الكلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل عن أبيه: جاء رجلٌ إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث. وأبو جناب -يحيى بن أبي حَيَّة- ضعيف ومدلس، وصالح الراوي [عنه] فيه مقال، وقد خُولف عن شيخه في سنده؛ فإن ظاهره أن صحابي هذا الحديث لم يُذكر اسمه ولا كنيته، وبيَّن غيرُه خلاف ذلك. ثم ساق سندًا ينتهي إلى عبدة بن سليمان حدثنا أبو جناب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى - رضي الله عنه - قال: كنت جالسًا عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه أعرابي فقال لي: إن لي أخًا وجعًا، الخ، فذكر الحديث نحوه، وزاد بعد قوله: والمعوذتين فقام الأعرابي وقد برأ ليس به بأس، ووقع في روايته: وأول آيات البقرة، وآية من وسطها: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} وقال فيه: وآيتين من خاتمتها، وآية من آل عمران قال: أحسبها {شَهِدَ اللَّهُ} وآية من الأعراف وآية من المؤمنين {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ} والباقي سواء. قال الحافظ: فبيَّن عبدة بن سليمان -وهو حافظ متفق على تخريج حديثه في "الصحيح"- أن صحابي الحديث هو أبو ليلى والد عبد الرحمن، وتابعه محمد بن مسروق عن أبي جناب؛ أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء [1080] فعلى هذا فالضمير في قوله: عن أبيه في الرواية الأولى -أي رواية ابن السني- يعود لعبد الرحمن. قلت: بدلًا من قوله: عن رجل بإعادة الجار ولا يعود الضمير منه للرجل الذي لم يسم، فتتفق الروايتان، لكن يسقط الرجل الذي لم يسم من الرواية الثانية وكأنه من تدليس أبي جناب إذ هو ضعيف مدلس، فجَوَّده مرة وسوَّاه أخرى. قال: وقد ظهر من رواية أخرى أنه دلسه عن عبد الرحمن أيضًا. ثم ساق الحافظ سنده" أ. هـ. وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (4/ 81): "هذا إسناد فيه أبو جناب الكلبي وهو ضعيف مدلس". والحديث ضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف سنن ابن ماجه" (778). ¬

_ (¬1) في "ل": "إن أخي وَجِعٌ". (¬2) في "م": "واثنين".

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [البقرة: 163 و 164]، حتى فرغ من الآية، وآية الكرسي، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة، وآية من أول سورة آل عمران، و {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} إلى آخر الآية [آل عمران: 18]، وآية من سورة الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54]، وآية من سورة المؤمنين: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} [المؤمنون: 116]، وآية من سورة الجن: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)} [الجن: 3]، وعشر آيات من سورة الصافات (¬1) من أولها، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} والمعوذتين". نوع آخر: 634 - أخبرني أبو عروبة حدثنا محمد بن المصلى ثنا يحيى بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 634 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح)؛ أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في " إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 135/ 8714)، وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 395/ 2695) عن حسين بن محمد وعبد الرحمن بن زياد كلاهما عن المسعودي به. قلت: هكذا رواه يحيى القطان وحسين بن محمد وعبد الرحمن بن زياد، وخالفهم داود بن عبد الحميد؛ فرواه عن المسعودي عن طاوس عن ابن عباس به، فجعله من مسند ابن عباس. أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 69/ 183). قلت: وروايته هذه منكرة لا تصح؛ قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: "هذا حديث منكر". وداود سمع من المسعودي بعد الاختلاط، بخلاف رواية الجماعة؛ فإن يحيى القطان قديم السماع من المسعودي وروايتهم بلا شك أصح؛ فهم جمع وأوثق من داود. وقد توبع يونس بن خباب: تابعه المنهال بن عمرو. أخرجه الحربي في "غريب الحديث" (1/ 315)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 264/ 679) من طريق الأعمش عن المنهال به. ¬

_ (¬1) في "ل": "الصف".

سعيد عن المسعودي عن يونس بن خباب عن ابن ليعلي بن مرة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناده ضعيف؛ لجهالة ابن يعلي بن مرة؛ فإنه لم يسم. وقد توبع؛ فأخرجه أحمد (4/ 170)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 488/ 11802)، و"المسند"؛ كما في "إتحاف الخيرهَ المهرة" (9/ 134/ 8713) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 399 - 400) - عن ابن نمير عن عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلي بن مرة به. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 158 - ط. المنيرية): "إسناده جيد". وتعقبه شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (87611): "قلت: كذا قال! وعبد الرحمن هذا أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 260)، وقال الحسيني [في "الإكمال" (520)]: "ليس بمشهور"، وبقية رجاله رجال مسلم" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، وكأنه - رحمه الله - يشير إلى أنه مجهول وهو كذلك؛ فقد قال يحيى بن معين في "تاريخ الدارمي" (463): "شيخ مجهول". وأخرجه أحمد (4/ 173) -ومن طريقه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 327 - 328 و 333 - 334) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 369 - 405 - منتخب)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 23 - 24)، والبغوي في "شرح السُّنة" (13/ 295/ 3718)، و"الأنوار" (1/ 135/ 146) عن عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حفص عن يعلي بن مرة به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: عبد الله بن حفص، لا يُعرف. الثانية: عطاء بن السائب؛ كان قد اختلط، وسماع معمر منه بعد الاختلاط. وخالفه حماد بن زيد؛ فرواه عن عطاء بن السائب عن يعلي بن مرة به بإسقاط ابن حفص. أخرجه الحربي في "غريب الحديث" (3/ 1179): حدثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد به. قلت: وحماد سمع من عطاء قبل الاختلاط؛ فهي أصح من رواية معمر، ومع ذلك فهي ضعيفة؛ لأنها مرسلة؛ فإن عطاء بن السائب لم يسمع من يعلي بن مرة؛ كما في "تاريخ الدوري" (184). وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 133/ 8712) -وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 251 - 252/ 1613) -، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/ 170)، وأحمد (4/ 171 و 172) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 333) -، وابن أبي عاصم في

يعلي بن مرة - رضي الله عنه -: أن امرأة أتت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بابن لها؛ فقالت: ـــــــــــــــــــــــــــــ "الآحاد والمثاني" (3/ 252/ 1614)، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 136/ 8716)، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 333)، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/ 221)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 21 - 22 و 22) عن وكيع عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلي بن مرة. وكان وكيع يهم في هذا الحديث؛ فتارة يقول هكذا، وتارة عن مُرة، وتارة عن ابن يعلي بن مرة عن أبيه. قال البيهقي: "هذا أصح -يعني؛ عن يعلي بن مرة- والأول وهم؛ قال البخاري: يعني: روايته عن أبيه -مُرة- وهم، إنما هو عن يعلى نفسه وَهِمَ فيه وكيع مَرة، ورواه على الصحة مَرة". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 265/ 680) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير عن محاضر بن مورع عن الأعمش به. وجعله من مسند يعلى. قلت: وسنده حسن إلى الأعمش؛ محاضر بن مورع صدوق له أوهام؛ كما في "التقريب". وأخرجه الحاكم (2/ 617 - 618) -وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/ 20 - 21) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي عن يونس بن بكير عن الأعمش به. لكن جعله من مسند مُرة. قلت: لكن أحمد هذا؛ ضعيف الحديث، وقد وهم فيه في جعله إياه من مسند مُرة، والصواب: أنه من مسند يعلى. قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2582): "ذكره -يعني: مُرة- بعض المتأخرين، وأخرج له حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلي بن مرة عن أبيه: أنه سافر مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فأتته امرأة بابن لها به لمم، من حديث العطاردي عن يونس بن بكير عن الأعمش، وهو وهم؛ وإنما هو: الأعمش عن المنهال عن ابن يعلي بن مرة عن أبيه يعلى، والحديث مشهور بيعلى لا بمُرة" أ. هـ. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 250 - 251/ 1611) عن ابن مصفى عن يحيى بن عيسى عن الأعمش. وجعله من مسند مرة. قلت: وهو وهم -أيضًا-، ويحيى بن عيسى فيه كلام وفي "التقريب": "صدوق يخطئ"؛ فهو حسن ما لم يخالف أو يتبين خطأه، وقد أخطأ فيه والصواب: أنه من مسند يعلي بن مرة، كذا رواه وكيع ومحاضر بن مورع وهما أوثق منه خاصة أن وكيع أثبت في الأعمش منه. ولذلك قال الإمام أبو زرعة الرازي؛ كما في "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 395): "كيفما كان يرجع إلى يعلي بن مرة، وهو أصح".

إن ابني هذا قد أصابه لَمَمٌ؛ فتفل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في فيه، ثم قال: "بسم الله، محمد رسول الله، اخسأ (¬1) عدوَّ الله". قال: فلم يضره شيء بعد. ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد صرح الحافظان المزي وابن حجر: أن قوله في السند: عن أبيه مرة وَهْمٌ. وتوبع الأعمش عليه؛ فأخرجه أحمد (4/ 173) من طريق أبي بكر بن عياش عن حبيب بن أبي عمرة عن المنهال به، وجعله من مسند يعلى، وهذا يؤكد أن المحفوظ في الحديث أنه من مسند يعلي بن مرة. وبعد هذا التحرير في طرق الحديث وتبين الصواب فيه لا بد من الكلام على سنده: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وهذا عجيب منهما! وبخاصّة الذهبي؛ فإنه قال في "ميزان الاعتدال" (4/ 192) في ترجمة المنهال بن عمرو: "ولا يحفظ له سماع من الصحابة، وإنما روايته عن التابعين الكبار"؛ فهو منقطع، ويؤيده رواية المنهال عن ابن ليعلي بن مرة عن أبيه. فتبين أن بين المنهال ويعلى الابن الذي لم يسم. وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه صحيح - إن شاء الله -، وكذا صححه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (485) بمجموع طرقه. على أن للحديث شواهد تزيده قوة، وهاك تفصيلها: - فأخرج أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 141 - 143/ 8723)، و"المطالب العالية" (ق 146/أ)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 336 - 337) عن أبي هشام الرفاعي قال: حدثنا إسحاق بن سليمان قال: حدثنا معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري قال: أخبرنا خارجة بن زيد: أن أسامة بن زيد حدثه به. قال الحافظ ابن حجر: "هذا إسناد حسن؛ معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف؛ ولكن لحديثه شاهد من طريق يعلي بن مرة. أخرجه أحمد". قلت: وفيه -أيضًا- أبو هشام الرفاعي؛ ليس بالقوي؛ كما في "التقريب"؛ فهما عِلَّة الحديث. - وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 490/ 11803)، و"المسند"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 129 - 131/ 8704)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1053 - منتخب)، والدارمي في "سننه" (17)، وإسحاق في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 129 - 130/ 8704)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 114/ب)، وابن عبد البر ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "أبعد".

394 - باب ما يعوذ به الصبيان

394 - باب ما يعوّذ به الصّبيان 635 - أخبرني أبو عروبة حدثنا محمد بن بشار ثنا يزيد بن هارون ـــــــــــــــــــــــــــــ في "التمهيد" (1/ 223)، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 326 - 327)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 93)، و"دلائل النبوة" (6/ 18 - 19)، و"الاعتقاد" (ص 386 - 387) وغيرهم من طريق إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أبو الزبير المكي مدلس، وقد عنعن. الثانية: إسماعيل بن أبي الصفيراء، صدوق كثير الوهم؛ كما في "التقريب". وبه أعلّه البوصيري (9/ 131) بقوله: "إسماعيل سيىء الحفظ" أ. هـ. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9/ 52 - 54/ 9112) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 326) -: حدثنا مسعدة بن سعد: ثنا إبراهيم بن المنذر: نا محمد بن طلحة التيمي: ثنا عبد الحكيم بن سفيان بن أبي نمر، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن جابر به. قلت: وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد؛ رجاله معروفون غير عبد الحكيم بن سفيان؛ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وبه أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 9). وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع ذلك؛ كما لا يخفى. 635 - إسناده صحيح، أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (553/ 1006) عن محمد بن بشار به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (4/ 396)، وأحمد (1/ 236)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 299 و 5/ 45) - عن يزيد بن هارون به. وأخرجه الترمذي (4/ 396/ 2060)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 48 - 49/ 3629 و 10/ 315/ 9547)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 314 - 315/ 528)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 228 - 229/ 1417) عن يعلي بن عبيد، والترمذي (4/ 396/ 2060)، وأحمد (1/ 270) عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (4/ 337/ 7988) -, والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (553/ 1006)، وابن ماجه (2/ 1164 - 1165/ 3525) من طريق أبي عامر العقدي، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (147/ 455)، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/ 272) من طريق عبد الله بن وهب، وابن ماجه (2/ 1164 - 1165/ 3525) من طريق وكيع، والخرائطي في "مكارم

أخبرنا سفيان الثوري عن منصور عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعوذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - يقول: "أعيذكما بكلمات الله التامة (¬1) من كل شيطان وهامّة (¬2)، ومن كلّ عين لامّة (¬3) "، ويقول: "هكذا كان أبي إبراهيم - عليه السّلام - يعوّذ إسماعيل وإسحاق - عليهما السّلام -". ـــــــــــــــــــــــــــــ الأخلاق" (2/ 967/ 1590) من طريق الفريابي، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 72) من طريق مؤمل بن إسماعيل، وابن بطة في "الرد على الجهمية" من كتاب "الإبانة" (1/ 257/ 29) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، والحاكم (3/ 167) من طريق موسى بن أعين، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (2/ 199/ 149) من طريق معاوية بن هشام، عشرتهم عن سفيان الثوري به. قلت: وهذا إسناد صحيح. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال البغوي: "هذا حديث صحيح". وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6/ 408/ 3371)، و"خلق أفعال العباد" (147/ 454)، أبو داود في "سننه" (4/ 235/ 4737)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1007)، والدارمي في "الرد على الجهمية" (151/ 316)، والحربي في "غريب الحديث" (1/ 315)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 292/ 1013 - إحسان)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 471/ 401)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنة والجماعة" (2/ 233/ 337)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 350/ 174) عن جرير بن عبد الحميد عن منصور بن المعتمر به. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (147/ 456)، وابن بطة في "الإبانة" (1/ 258/ 30) من طريق الأعمش، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 49/ 3630 و 10/ 315/ 9546) عن عبيدة بن حميد، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 471/ 401) من طريق شيبان النحوي وابن بشران في "الأمالي" (2/ 111/ 1166) من طريق أبي شهاب الحفاظ، أربعتهم عن منصور به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 291/ 1012 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/ 354/ 1227) من طريق زيد بن أبي أنيسة عن المنهال به. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "التامات". (¬2) في هامش "ل" من الأعلى: "الحية وكل ذي سم". (¬3) أي: ضارة؛ كما في هامش "ل".

395 - باب ما يعوذ به القوبة والبثرة

395 - باب ما يعوذ به القوبة والبثرة 636 - أخبرني علي بن محمد بن عامر حدثنا محمد بن عبد الغفار الزرقاني ثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم حدثني ابن جريج حدثني عمرو بن يحيى بن عمارة عن مريم بنت أبي كثير عن بعض أزواج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد جُرح من أصبعي بثرة، فقال: "عندك ذريرة"؛ فوضعها عليها، وقال: "قولي: اللهمّ مصغّر الكبير، ومكبّر الصغير" صغّر ما بي"، فطفئت. 396 - باب ما يقرأ على الملدوغ 637 - حدثني أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا يوسف بن موسى ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 636 - إسناده ضعيف بهذا اللفظ؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (562 - 563/ 1031)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (125 - 126/ 152)، والحاكم (4/ 207) بطرق عن حجاج الأعور، وأحمد (5/ 370) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (35/ 305)، وابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 48) - عن روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج به بلفظ: "اللهم مطفىء الكبير، ومكبر الصغير، أطفئها عني؛ فطفئت". وقالا: "مريم بنت إياس البكير". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي وابن حجر في "نتائج الأفكار"، و"الإصابة" (4/ 407). قلت: هذا إسناد حسن، رجاله ثقات، غير مريم بنت إياس؛ محلها الصدق - إن شاء الله -. قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث صحيح؛ فإن رواته من أحمد إلى منتهاه من رواة "الصحيحين"؛ إلا مريم بنت إياس بن البكير صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف في صحبتها، وأبوها وأعمامها من كبار الصحابة، ولأخيها محمد رؤية، وأشار الحاكم إلى أن الزوجة المبهمة زينب بنت جحش. وأخرجه ابن السُّني، وخالف في سياق المتن ظاهره، واتفاق الأئمة على خلاف روايته قال على أنه وقع له في سنده وهم؛ فإنه قال: "بنت أبي كثير"" أ. هـ. 637 - إسناده صحيح؛ أخرجه الترمذي (4/ 398/ 2063)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (562/ 1030)، وابن ماجه (2/ 729/ 2156)، وأحمد (3/ 10)، والدارقطني في "سننه" (3/ 63 - 64 و 64/ 243 و 244)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 53 - 54/ 3649) بطرق عن أبي معاوية به.

جرير وأبو معاوية الضرير -واللفظ له- عن الأعمش عن جعفر بن إياس ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (13/ 476 - 477/ 6112 - إحسان)، والحاكم (1/ 559) من طريق جرير بن عبد الحميد به. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 364/ 7532)، و"عمل اليرم والليلة" (561/ 1027)، والدارقطني في "سننه" (3/ 64 / 244) من طريق يعلي بن عبيد عن الأعمش به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 198/ 5736)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1727)، والترمذي (4/ 399/ 2064)، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/ 367 - 368/ 7547)، و"عمل اليوم والليلة" (561 - 562/ 1028)، و"الإغراب" (95 - 96/ 33) وابن ماجه (2/ 729)، وأحمد (3/ 44)، وابن الجارود في "المنتقى" (2/ 172/ 588)، والدارقطني في "سننه" (3/ 64/ 245)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 306/ 521) من طريق شعبة بن الحجاج، والبخاري (4/ 453/ 2276 و 10/ 209/ 5749) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (4/ 448 - 450/ 1189) -، وأبو داود (8/ 34 و 3900)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 124)، و"شعب الإيمان" (5/ 515 - 516/ 2337 - ط. هندية) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومسلم (4/ 1727/ 2201)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (562/ 1029)، و"السنن الكبرى" (4/ 364 - 365/ 7533)، وابن ماجه (2/ 729/ 2156)، وأحمد (3/ 2)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 224)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 126 - 127)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 305 - 306/ 520)، و"شعب الإيمان" (5/ 303/ 2151 - ط. هندية) بطرق عن هشيم بن بشير ثلاثتهم عن أبي بشر جعفر بن إياس عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري به. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح، وهذا أصح من حديث الأعمش عن جعفر بن إياس". وكذا صوّب ابنُ ماجه رواية أبي المتوكل. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 455): "ورجحها الدارقطني في "العلل"، ولم يرجح في "السنن" شيئًا، وكذا النسائي. والذي يترجح في نقدي: أن الطريقين محفوظان؛ لاشتمال طريق الأعمش على زيادات في المتن ليست في رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين، فحدث به تارةً عن هذا، وتارةً عن هذا, ولم يصب ابن العربي في دعواه أن الحديث مضطرب؛ فقد رواه عن أبي سعيد أيضًا: معبد بن سيرين؛ كما سيأتي في

397 - باب من يخاف من مردة الشياطين

عن أبي نضرة عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية ثلاثين راكبًا، فمررنا بأناس من الأعراب، فسألناهم أن يضيّفونا، فأبوا، فلدغ سيدهم؛ فأتونا، فقالوا: أفيكم أحد يرقي من العقرب؟ قال: قلت: نعم أنا, ولكن لا أرقيه -يعني: إلاِ على أن تعطونا غنمًا-، فأعطونا ثلاثين شاة؛ فقرأت عليه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} سبع مرات (¬1)، فبرأ، فقبضنا الغنم، فعرض في أنفسنا منها، فكففنا عنها، حتى أتينا النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرنا ذلك له؛ فقال: "وما علمت أنها رقية؟ اقتسموها (¬2) واضربوا لي معكم بسهم". 397 - باب من يخاف من مردة الشياطين 638 - أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبيد الله (¬3) بن عمر القواريري ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ "فضائل القرآن"، وسليمان بن قَتّة -وهو بفتح القاف وتشديد المثناة؛ كما أخرجه أحمد والدارقطني" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وكلامه كلام علمى دقيق، ومنهجه قوي عميق، يدل على علو كعبه، ورسوخ قدمه في هذا العلم الشريف، فاحفظه، فإنه مهم غاية. ورواية معبد بن سيرين التي أشار إليها الحافظ - رحمه الله -: أخرجها البخاري في "صحيحه" (9/ 54/ 5007)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1728)، وأحمد (3/ 83)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 480/ 6113)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (2/ 132 - 133/ 525 و 133/ 526) بطرق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن معبد به. ورواية سليمان بن قَتَّة؛ أخرجها أحمد (3/ 50)، والدارقطني (3/ 64) بسند حسن. 638 - إسناده ضعيف, (وهو حسن)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 237 - 238/ 6844) بسنده سواء. وأخرجه أبو زُرعة في "مسنده"؛ كما في "الإصابة" (2/ 396)، والبغوي في "معجم ¬

_ (¬1) في "ل": "مرار". (¬2) في "ل": "اقسموها". (¬3) في "هـ" و"م": "عبد الله"، وهو خطأ.

جعفر بن سليمان الضبعي ثنا أبو التياح قال: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش (¬1) - وكان شيخًا كبيرًا - فقال: يا ابن خنبش (1) كيف صنع ـــــــــــــــــــــــــــــ الصحابة" -وعنه وعن غيره ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 173) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص 148 - 149)، و"معرفة الصحابة" (4/ 1836 - 1837/ 4636) عن عبيد الله بن عمر القواريري به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 61 - 62/ 3653 و 10/ 364 - 365/ 967)، وأحمد (3/ 419)، والبزار والحسن بن سفيان في "مسنديهما"؛ كما في "الإصابة" (2/ 396)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/ 287 - 288) -ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 95)، و"الدعوات الكبير" (2/ 317/ 531) -, وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة" (2/ 396)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 72 - 73/ 35) عن عفان بن مسلم وعلي بن المديني وأبي قدامة الرقاشي ويحيى بن يحيى أربعتهم عن جعفر بن سليمان به. وخالفهم سيار بن حاتم؛ فرواه عن جعفر بن سليمان عن أبي التياح أنه سئل عبد الرحمن بن خنبش. أخرجه أحمد (3/ 419) -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/ 1837/ 4637)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 339 - 340) - عن سيار به. قلت: وروايته هذه شاذة، وهي وهمٌ، والمحفوظ رواية الجماعة: أن الذي سأل عبدَ الرحمن بنَ خنبش هو رجل آخر؛ كما في جميع الروايات عن جعفر بن سليمان، ولعل تصريح أبي التياح سؤاله من عبد الرحمن مباشرة من أوهام سيار بن حاتم؛ فإنه متكلم فيه، وفي "التقريب": "صدوق له أوهام". وإذا كان كذلك، فإن سند الحديث ضعيف؛ فصورته صورة الإرسال. قال شيخنا ناصرُ السُّنَّة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1251 - 1252): "والحديث من الطرق الأخرى عن جعفر صحيح؛ لولا أن قول أبي التياح فيها: "سأل رجل عبدَ الرحمن بن خنبش ... "، فهذا صورته في نقدي صورة المرسل، بخلاف قول سيار فهو متصل، ولعله لذلك قال البخاري -بعد أن ذكره في الصحابة-: "في إسناده نظر"؛ كما في "الإصابة" لابن حجر؛ ولذلك فإنه لم يُحسن حين ساق إسناد (سيار) قارنًا إليه (جعفرًا) موهمًا أن إسنادهما واحد! والواقع خلافه؛ ذاك إسناده مسند، وهذا إسناد مرسل؛ كما بينت". ثم قال: "والصواب في إسناد أبي التياح أنه مرسل؛ كما سبق بيانه". ¬

_ (¬1) في "ل": "حبشي".

398 - باب ما يقول من بلي بالوحشة

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كادته الشياطين؟ فقال: انحدرت الشياطين من الأودية والشعاب يريدون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهَمَّ شيطان معه شعلة من نار (يريد) (¬1) أن يحرق بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رآهم فزع؛ فجاءه جبرئيل - عليه السلام - فقال: "يا محمّد، قل: أعوذ بكلمات الله التّامّات التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر، من شرّ ما نزل من السّماء، ومن شرّ ما يعرج فيها، ومن شرّ ما في الأرض، ومن شرّ ما يخرج منها، ومن شرّ الليل والنهار، ومن شرّ كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن". قال: فطفئت نار الشيطان (¬2)، وهزمهم الله - عَزَّ وَجَلَّ -. 398 - باب ما يقول من بلي (¬3) بالوحشة 639 - أخبرنا أبو عروبة وإبراهيم بن محمد بن عباد السلمي قالا: ـــــــــــــــــــــــــــــ وقد خفيت هذه العِلّة على الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 127)؛ فإنه قال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحد إسنادي أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح". ولم يتطرق للإرسال المذكور. وللحديث شاهد من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - ذكره شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 1252 - 1254/ 2295)، وبه يرتقى الحديث إلى درجة الحسن، والله أعلم. 639 - إسناده ضعيف؛ وهو حسن بشاهده؛ أخرجه أحمد في "مسنده" (4/ 57 و 6/ 6) عن محمد بن جعفر به. وأخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 402/ 6094/ 1 - ط. دار الوطن)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 60/ 3650 و 10/ 362 - 363/ 9668)، وابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 208/ب - النسخة المحمودية) -، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 474 - 475/ 406) بطرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري به. وخالفه أيوب بن موسى؛ فرواه عن محمد بن يحيى بن حبان به لكن جعله من مسند خالد بن الوليد. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "الشياطين". (¬3) في "ل": "نام".

حدثنا محمد بن الوليد البسري ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد - رضي الله عنه - ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه مسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 462/ 6203 - ط. دار الوطن، أو 8/ 429/ 8329 - ط. دار الرشد)، و"المطالب العالية" (4/ 20/ 3893) -ومن طريقه المصنف (752) -، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/ 109)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 208/ب - المحمودية) كلاهما من طريق علي بن حرب الطائي، كلاهما (مسدد وعلي بن حرب) عن سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى به. قال البيهقي: "هذا مرسل". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا مرسل صحيح الإسناد، وأيوب بن موسى؛ ثقة من رجال "الصحيحين"، لكن خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري؛ فرواه عن محمد بن يحيى بن حبان وجعل القصة للوليد بن الوليد". ثم ساقه بسنده عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وقال: "هذا مرسل صحيح الإسنادة أخرجه البغوي في "معجم الصحابة"، والإمام أحمد في "مسنده" كلاهما عن يحيى. ولم يخرج الإسناد بذلك عن الانقطاع؛ فإن محمد بن يحيى من صغار التابعين، وجُلُّ روايته عن التابعين، والوليد بن الوليد مات في حياة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ كلامه. وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد" (10/ 123): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد". وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 263): "ومحمد لم يسمع من الوليد". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 279 - بتحقيقي): "هذا حديث مرسل، محمد بن يحيى تابعي". وفاتت هذه العلّة البوصيري، فلم يعل الحديث بها، فإنه قال في "إتحاف الخيرة المهرة" (6/ 402): "هذا حديث رجاله ثقات". وخفيت -أيضًا- على شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - فلم يعل الحديث بها في "الصحيحة" (264)؛ بل أعله بشيخ ابن السني في "الموضع الثاني" (748): علي بن محمد بن عامر، وقال: "لم أعرفه". قلت: لا يضر ذلك؛ فإن الحديث في "مسند مسدد"، وقد رواه ابن السني من طريقه، هذا أولًا. وثانيًا: أنه توبع عند ابن عبد البر وابن حجر، كما تقدم بيانه. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي (رقم 747) بنحوه، ويرتقي الحديث إلى درجة الحسن - إن شاء الله -.

أنه قال: يا رسول الله، إني أجد وحشة؛ قال: "إذا أخذت مضجعك؛ فقل: أعوذ بكلمات الله التامات (¬1) من غضبه وعقابه و (من) (¬2) شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون؛ فإنه لا يضرك، (وبالحري إنه) (¬3) لا يقربك". نوع آخر: 640 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع حدثنا محمد بن عبد الوهاب الحارثي ثنا محمد بن أبان عن درمك بن عمرو عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل؛ فشكا إليه الوحشة؛ فقال: ـــــــــــــــــــــــــــــ 640 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 538/ 381 - رواية الحسن بن علي الجوهري) عن محمد بن عبد الوهاب الحارثي به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 46)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 24/ 1171)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1082)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (1/ 385 - 386/ 1166)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 129/ 172) بطرق عن عبد الحميد بن صالح عن محمد بن أبان به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 128): "وفيه محمد بن أبان الجعفي، وهو ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 31): "هذا حديث غريب، وسنده ضعيف؛ أخرجه ابن السُّني عن محمد بن أبان وهو جعفي كوفي؛ ضعفوه، وشيخه درمك وهو ابن عمرو؛ قال أبو حاتم الرازي: مجهول، وذكره العقيلي في كتاب "الضعفاء"، وأورد له هذا الحديث، وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به" أ. هـ. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 26): "درمك بن عمرو؛ عن أبي إسحاق بخبر منكر". قلت: وفيه علّة ثالثة، وهي: أن أبا إسحاق السبيعي مدلس مختلط، وقد عنعن، وسماع درمك منه بعد الاختلاط. ¬

_ (¬1) في "ل": "التامة". (¬2) زيادة من "ل". (¬3) ليست في "ل".

399 - باب ما يقول إذا رأى الهلال

"أكثر من أن تقول: سبحان الملك القدوس، رب الملائكة والروح، جلّلت السّماواتِ والأرضَ بالعزة والجبروت"؛ فقالها بعد الرجل؛ فذهب عنه الوحشة. 399 - باب ما يقول إذا رأى الهلال 641 - حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم ثنا أبو يزيد عمرو بن يزيد الجَرمي ثنا السميدع بن واهب عن أبي المقدام عن الوليد بن زياد عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: "اللهمّ، اجعله هلال يُمْنٍ وبركة". نوع آخر: 642 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا موسى بن محمد بن حيان وهارون بن عبد الله قالا: ثنا أبو عامر العقدي ثنا سليمان بن سفيان المدني (¬1) حدثني ـــــــــــــــــــــــــــــ 641 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (4/ 1223/ 902): حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم به. قلت: إسناده ضعيف جدًا، أبو المقدام هو هشام بن زياد، متروك الحديث، كما في "التقريب". 642 - إسناده ضعيف؛ (وهو حسن)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2/ 25 - 26/ 661 و 662) -وعنه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (3/ 112)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 22/ 820) - بسنده سواء. لكن الضياء رواه من طريق أبي يعلى عن هارون بن عبد الله وحده ولم يقرن معه موسى بن محمد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1223/ 903) عن موسى بن هارون بن عبد الله الحمال عن أبيه به. وأخرجه الترمذي (5/ 504/ 3451)، وأحمد في "مسنده" (1/ 162) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 22 - 23/ 821)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1223/ 903) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 153/ 103 - منتخب)، وإسحاق بن ¬

_ (¬1) في "ل": "المديني".

بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -: ـــــــــــــــــــــــــــــ راهويه في "مسنده"، كما في "الأحاديث المختارة" (3/ 23)، و"الفتوحات الربانية" (4/ 329) -وعنه الدارمي في "سننه" (7/ 255/ 1811 - فتح المنان)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 109)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1223/ 903) -، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (1/ 165/ 376)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 109)، والدارمي في "سننه" (7/ 255/ 1811)، والبزار في "البحر الزخار" (3/ 161 - 162/ 947)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 136)، والحاكم (4/ 285)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/ 324 - 325)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 128/ 1335)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 242/ 467) بطرق كثيرة عن أبي عامر العقدي به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 329) -: "هذا حديث حسن؛ أخرجه أحمد وإسحاق في "مسنديهما"، وأخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب". وأخرجه الحاكم، وقال: "صحيح الإسناد! "، وغلط في ذلك، فإن سليمان ضعفوه، وإنما حسنه الترمذي؛ لشواهده. وقوله: "غريب"، أي: بهذا السند" أ. هـ. قلت: الذي رأيته في "مطبوع المستدرك": أن الحاكم سكت عليه هو والذهبي؛ فلعله سقط من المطبوع. وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ظلال الجنة" (1/ 165): "حديث حسن، وإسناده ضعيف من أجل سليمان بن سفيان وبلال بن يحيى؛ فإنهما ضعيفان، لكن له شاهد من حديث ابن عمر صححه ابن حبان". قلت: وهو كما قال، ونحوه في "الصحيحة" (4/ 431). وله شاهد من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - وهو الذي أشار إليه شيخنا - رحمه الله - آنفًا: أخرجه الدارمي في "سننه" (7/ 254/ 1810 - فتح المنان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 273/ 13330)، وابن حبان في "صحيحه" (2374 - موارد) من طريق عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم: حدثني أبي عن أبيه وعمه عن ابن عمر به. قلت: هذا إسناد ضعيف؛ فإن عبد الرحمن وأباه ضعيفان. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 139): "وعثمان بن إبراهيم الحاطبي فيه ضعف، وبقية رجاله ثقات!! ". وتعقبه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (4/ 431) بقوله: "كذا قال، وعبد الرحمن بن عثمان، قال الذهبي: "مُقِلّ، ضعّفه أبو حاتم الرازي"، وأما ابن حبان فذكره في "الثقات"" أ. هـ. وبالجملة، فالحديث بمجموعهما حسن - إن شاء الله -.

أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: "اللهمّ، أَهلَّهُ علينا بالأمن (¬1) والإيمان, والسّلامة والإسلام، ربّي وربّك الله - تعالى -". نوع آخر: 643 - حدثني أحمد بن يحيى بن زهير ثنا معمر بن سهل ثنا عبيد الله بن تمَّام عن الجُريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: "هلال خير ـــــــــــــــــــــــــــــ 643 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1224/ 905): حدثنا عبدان: ثنا معمر بن سهل به. قال الحافظ؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 332): "هذا حديث غريب. أخرجه ابن السني، ورجاله موثقون إلا ابن تمام -يعني: عبيد الله الراوي عن الجريري-؛ فإنهم ضعفوه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال، والجريري كان قد اختلط وعبيد الله بن تمام سمع منه بعد الاختلاط. وله شاهد من حديث رفاعة بن مالك بنحوه؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2/ 1073/ 2716) بسند ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: سليمان بن داود الشاذكوني؛ متروك متهم بالوضع. الثانية: عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري المعلم؛ ضعيف؛ كما في "التقريب". وشاهد آخر من مرسل قتادة بنحوه؛ أخرجه أبو داود (5092 و 5093)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 128 - 129/ 1336)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 240/ 466). قلت: سنده صحيح؛ لكنه مرسل. قال أبو داود: "ليس عن النبي في هذا الباب حديث مسند صحيح". وقال البغوي: "هذا حديث منقطع". وقال البيهقي: "هذا مرسل، وقد جاء من وجهين ضعيفين عن أنس بن مالك مرفوعًا ببعض معناه". قلت: حديث أنس سيأتي بعد هذا مباشرة. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "اليمن".

ورشد -ثلاث مرات-، آمنت بالذي خلقك -ثلاث مرات-، ثم يقول: الحمد لله الذي جاء بالشهر وذهب بالشهر" (¬1). نوع آخر: 644 - حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا أحمد بن عيسى الخشاب ـــــــــــــــــــــــــــــ 644 - إسناده موضوع؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 101/ 311): حدثنا أحمد بن رشدين قال: نا أحمد بن عيسى اللخمي به. قلت: وهذا سند موضوع؛ فيه علتان: الأولى: أحمد بن عيسى اللخمي هو التِّنِّيسي الخشاب، قال ابن طاهر المقدسي: "كذاب، يضع الحديث"، وقال مسلمة بن قاسم: "كذاب حدث بأحاديث موضوعة". وقد اتفق أهل العلم بالرجال على تضعيفه. وانظر: "لسان الميزان" (1/ 241). وقد خفي حاله على الهيثمي؛ فلم يعرفه في "مجمع الزوائد" (10/ 139). الثانية: زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني؛ قال الحافظ في "التقريب": "رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة؛ فضعف بسببها. قال البخاري: قال أحمد: "كأن زهيرًا الذي يروي عنه الشاميون آخر"، وقال أبو حاتم: "حدث بالشام من حفظه؛ فأكثر غلطه"". قلت: وعمرو بن أبي سلمة الراوي عنه شامي؛ فهو ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1224/ 906) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 330) - من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي عن قتادة عن أنس. قلت: وسنده ضعيف جدًا؛ العرزمي متروك الحديث، متهم بالكذب. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1224/ 907) من طريق سيف بن مسكين قال: حدثنا العلاء بن زياد عن أنس بنحوه مرفوعًا. قلت: وسيف هذا متهم بالكذب. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "عمل اليوم والليلة"؛ كما في "الفتوحات" (4/ 331 - 332) من طريق أخرى عن أنس. قال الحافظ ابن حجر: "غريب؛ أخرجه أبو نعيم في "عمل اليوم والليلة" ورجاله ثقات؛ إلا عمر بن أيوب؛ يعني: الغِفاري، فإنه ضعيف جدًا، ونسبه الدارقطني مرة إلى الوضع". وبالجملة؛ فالحديث موضوع. ¬

_ (¬1) هذا الحديث متقدم على الحديث السابق في "ل".

ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن حرملة عن أنس - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نظر إلى الهلال قال: "اللهمّ، اجعله هلال يُمْنٍ ورُشْدٍ، آمنت بالله الذي (¬1) خلقك، فعدّلك؛ فتبارك الله أحسن الخالقين". نوع آخر: 645 - أخبرني موسى بن جعفر بن قرين ثنا أحمد (¬2) بن الخليل المخزمي ثنا محمد بن عمر الأسلمي ثنا عبد الحميد بن عمران بن (أبي) (¬3) أنس عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال: "ربي وربك الله، آمنت بالذي أبداك، ثم يعيدك". نوع آخر: 646 - أخبرنا حامد بن شعيب البلخي حدثنا سريج بن يونس ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 645 - إسناده موضوع؛ قال الحافظ ابن حجرة كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 333): " أخرجه ابن السُّني بسند ضعيف؛ فيه الواقدي، ومن لا يعرف حاله". قلت: الواقدي اتهمه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما بالكذب، وعبد الحميد بن عمران لم أعرفه ولم أجد له ترجمة. 646 - إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: الوليد بن مسلم، مدلس تدليل التسوية وقد عنعن. الثانية: جهالة الشيخ الذي لم يسمّ. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2/ 894/ 2310): حُدثت عن دحيم: ثنا هشام بن عمار: ثنا صدقة بن خالد، عن عثمان بن أبي العاتكة: حدثني أخ لي يقال له: زياد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (وذكره). ورواه ابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة" (2/ 42). ¬

_ (¬1) في "ل": "بالذي". (¬2) في "م" و"هـ": "محمد". (¬3) زيادة من "م"، و"هـ".

الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة عن شيخ من أشياخهم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى الهلال قال: "اللهمّ، أدخله علينا بالأمن والإيمان, والسلامة والإسلام، والسكينة والعافية، والرزق الحسن". فقيل للشيخ: من حدثك؟ قال؛ صاحب الفرس الحرور (¬1)، والرمح الثقيل في يدي (¬2) الغزاة في المقدمة (¬3)، وفي الرجعة في (ساقة) (¬4) الساقة: أبو فوزة حدير السلمي. نوع آخر: 687 - أخبرنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب ثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي عمرو الأزدي (¬5) عن بشير مولى معاوية قال: سمعت عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدهم حدير أبو فوزة (¬6) يقولون: إذا رأوا ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا مع انقطاعه بين أبي نعيم ودُحيم فيه زياد لم أعرفه. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. 647 - إسناده ضعيفة أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (2/ 83) عن يزيد بن موهب به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 102 - 103 و 55/ 475 - كنى) عن عبد الله بن صالح عن ابن وهب به. قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: بشير مولى معاوية؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولا راويًا عنه إلا أبا عمرو الأزدي هذا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" كعادته في توثيق المجاهيل. الثانية: أبو عمرو الأزدي هذا؛ ذكره البخاري وابن أبي حاتم في "كتابيهما" ولم يذكرا فيه شيئًا، ولم أره في "الثقات" لابن حبان. ¬

_ (¬1) في "ل": "الجرور"، وفسرت بين السطور: "الذي يمنع القياد". (¬2) في "ل": "بداء". (¬3) في "ل" بين السطور: "مقدمة الجيش بكسر الدال". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) في هامش "م": "أبي عمرو الأنصاري". (¬6) في "م": "فروة".

400 - باب ما يقول إذا نظر إلى القمر

الهلال: اللهمّ اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عافية (¬1)، وأدخل علينا شهرنا هذا بالسلامة والإسلام، والأمن والإيمان, والمعافاة والرزق الحسن. موقوف. نوع آخر: 648 - أخبرنا حامد بن شعيب حدثنا سريج بن يونس ثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثني شيخ عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقل الناس غفلة، (كان) (¬2) إذا رأى الهلال قال: "هلال خير، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا، وجاء بشهر كذا وكذا، أسألك من خير هذا الشهر، ونوره، وبركته، وهداه، وطهوره (¬3)، ومعافاته". قال سريج: فقيل لمروان: فسم الشيخ؛ فقال: أخذنا حاجتنا منه، ونعطيه بقوله (¬4). 400 - باب ما يقول إذا نظر إلى القمر 649 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ـــــــــــــــــــــــــــــ 648 - إسناده ضعيف؛ قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 333 - 334): "فيه مع إرساله إبهام الراوي عن ابن [هلال]-في الأصل: مطرف، وهو خطأ- وباقي رواته ثقات". 649 - إسناده حسن، (وهو صحيح بطريقه الأخرى)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (272/ 306)، و"التفسير" (2/ 623/ 763) بسنده سواء. وأخرجه أحمد في "مسنده" (6/ 61) عن أبي داود الحفري به. لكنه سقط منه سفيان الثوري. ولعل أبا داود كان يرويه على الوجهين تارة بذكر سفيان وتارة عن ابن أبي ذئب مباشرة، وتكون رواية المصنف من المزيد في متصل الأسانيد. والله أعلم. ¬

_ (¬1) في "ل": "عاقبة". (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "ل": "ظهوره". (¬4) في "ل": "ونغطيه بهواه".

الحفري عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5/ 27/ 1774)، والطبري في "جامع البيان" (30/ 226) من طريق الفريابي ومهران بن أبي عمر العطار كلاهما عن الثوري به. وأخرجه الترمذي (5/ 452/ 3366)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (271/ 305)، وابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/ 336)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 236/ 1515 - منتخب)، وأحمد (6/ 206 و 215 و 237 و 252)، والحربي في "غريب الحديث" (2/ 715)، والطبري في "جامع البيان" (30/ 226 و 227)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 26/ 1771 و 27/ 1772 و 1773)، والطيالسي في "مسنده" (2/ 27/ 1995 و 80/ 2290 - منحة)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 308/ 722)، وأبو الشيخ في "العظمة" (4/ 1204/ 677)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 417/ 4440)، والحاكم (2/ 540 - 541)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 76/ 314)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 167/ 1367)، و"معالم التنزيل" (8/ 595) بطرق عن ابن أبي ذئب به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (271/ 305)، وأحمد (6/ 215 و 252) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (28/ 513) - عن أبي عامر العقدي عن ابن أبي ذئب عن المنذر بن أبي المنذر عن أبي سلمة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الجورقاني: "هذا حديث صحيح". وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم": "هذا حديث حسن". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/ 741): "إسناده حسن"، وقال في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (2/ 334): "هذا حديث حسن غريب". وقال شيخا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 714/ 372): "رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث بن عبد الرحمن هذا، وهو القرشي العامري وهو صدوق؛ كما في "التقريب". وقد قرن به ابنُ أبي ذئب المنذرَ بنَ أبي المنذر، والمنذر هذا مقبول؛ كما في "التقريب"؛ فالحديث صحيح" أ. هـ وهو كما قال. قلت: وقد تعجب الحافظ ابن حجر - رحمه الله - من النووي في عزوه الحديث لابن السني دون النسائي مع أن ابن السني رواه عن النسائي ثم قال: "وأعجب من ذلك أنه ضعف هذا الحديث في "فتاويه" مع قول الترمذي فيه: "إنه حسن صحيح"، وكذا صححه الحاكم. ورجاله رجال الصحيح إلا الحارث؛ يعني: ابن عبد الرحمن الراوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة، فقال علي بن المديني فيه: "مجهول؛ ما روى عنه

401 - باب ما يقول إذا سمع أذان المغرب

سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيديّ، فإذا القمر حين طلع، قال: "تعوّذي باللهِ من شر هذا الغاسق إذا وقب". 401 - باب ما يقول إذا سمع أذان المغرب 650 - حدثنا أبو بكر بن أبي داود (¬1) ثنا مؤمل بن إهاب (¬2) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ إلا ابن أبي ذئب"، وخالفه يحيى بن معين؛ فقال: "مشهور"، وقوّاه أحمد والنسائي؛ فقال: "لا بأس به" وقد روى عنه أيضًا محمد بن إسحاق حديثًا آخر، وأقل درجاته أن يكون حديثه حسنًا" أ. هـ. وهذا تحرير من عالم خبير؛ فاحفظه لزامًا؛ فإنه من ضنائن العلم الغاليات النادرات. 650 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو داود (1/ 146/ 530)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1001/ 436) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (34/ 223 - 224) -, وأبو طاهر السلفي في "الطيوريات" (ج 1/ق 5/ب)، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/ 224) بطرق عن المؤمل بن إهاب به. وأخرجه الحاكم (1/ 199) -وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 410)، و"الدعوات الكبير" (2/ 96/ 333) - عن أبي العباس الأصم عن علي بن الحسن عن عبد الله بن الوليد به. قلت: وقد وقع عند أبي داود والطبراني: "القاسم بن معن عن المسعودي"، وعند الباقين: "القاسم بن معن المسعودي". فإن كان الأول محفوظًا فسنده إلى أبي كثير صحيح؛ فإن رجاله ثقات، والمسعودي وإن كان قد اختلط؛ فرواية القاسم عنه قبل اختلاطه، وإن كان القاسم بن معن المسعودي فهو ثقة، وحينئذٍ لا يضر ذلك -إن شاء الله-، لكن العلّة من أبي كثير؛ كما سيأتي، ووهم الحاكم؛ فصححه، ووافقه الذهبي، وليس كما قالا؛ كما سيأتي بيانه. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 227/ 9299) -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (3/ 248/ 1541 - منتخب)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 248 - 249/ 680) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (468 - انتقاء السلفي)، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 248 - 249/ 680)، و"الدعاء" (2/ 1001/ 435)، والبيهقي في ¬

_ (¬1) في هامش "م": "أبي واقد". (¬2) في هامش "م": "عامر".

402 - باب ما يقول إذا رأى سهيلا

عبد الله بن الوليد العدني ثنا القاسم بن معن المسعودي عن أبي كثير مولى أم سلمة عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقول عند أذان المغرب: "اللهمّ، هذه أصوات دعاتك (¬1)، وإقبال ليلك، وإدبار نهارك؛ فاغفر لي". 402 - باب ما يقول إذا رأى سهيلًا 651 - أخبرني محمد بن أحمد المهاجر (¬2) حدثنا الفضل بن يعقوب ـــــــــــــــــــــــــــــ "الدعوات الكبير" (2/ 97/ 334) من طريق هريم بن سفيان عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي عن أبي كثير به. قلت: وعبد الرحمن هذا متفق على تضعيفه، وقد اضطرب في سنده؛ فتارة رواه هكذا، وتارة عن حفصة بنت أبي كثير عن أبيها به: أخرجه الترمذي (5/ 574 / 3589)، وأبو يعلى في "مسنده" (12/ 323 - 324/ 6896) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 190/أ - المحموديّة) -, والطبراني في "المعجم الكبير" (23/ 249/ 681)، و"الدعاء" (2/ 1000 - 1001/ 434) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (35/ 155) -, وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 190/أ) بطرق عن محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وحفصة بنت أبي كثير لا نعرفها ولا أباها". وقال الحافظ: "هذا حديث غريب". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 252 - بتحقيقي): "رواه أبو داود والترمذي وفي إسناده مجهول" أ. هـ. قلت: مداره عند الجميع على أبي كثير هذا وهو مجهول؛ كما قال الترمذي والنووي، وبه أعلَّه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "تمام المنة" (ص 149). 651 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (4/ 86/ 3538)، و"إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 40/ 7577) - عن عيسى بن يونس به. وأخرجه المصنف (652)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 108/ 181)، ¬

_ (¬1) في "ل" وهامش "م": "عبادك". (¬2) في "ل": "المهاصر".

الرُّخاميّ ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عيسى بن يونس عن أخيه إسرائيل بن يونس عن جابر عن أبي الطفيل عن علي - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى سُهيلًا قال: "لعن الله سهيلًا؛ فإنه كان عشارًا؛ فمسخ". 652 - حدثني الحسين (¬1) بن موسى بن خلف حدثنا إسحاق بن رُزيق ثنا إبراهيم بن خالد ثنا سفيان الثوري عن جابر عن أبي الطفيل عن علي - رضي الله عنه - لا أراه إلا رفعه إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لعن الله سُهيلًا"، فقيل له؛ قال: كان رجلًا يبخس الناس في الأرض بالظلم؛ فمسخه الله - عَزَّ وَجَلَّ - شهابًا. 653 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن ثنا عثمان بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 188) بطرق عن سفيان الثوري عن جابر الجعفي به. قال ابن الجوزي: "وهذا لا يصح؛ لأن مداره على جابر الجعفي. قال جرير!!: لا أستحل أن أروي عنه، وقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب منه، وقال ابن معين: لا نكتب حديثه". وقال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 160): "لا يصح؛ مداره على جابر الجعفي، وهو كذاب". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/ 89): "رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير، وقد وثقه شعبة والثوري". وقال البوصيري: "جابر الجعفي ضعيف". 652 - إسناده ضعيف جدًا؛ تقدم (651). 653 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 101) عن أبي عروبة به. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 187) من طريق بكر بن بكار عن إبراهيم بن يزيد به. لكن زاد بين عمرو بن دينار وعبد الله بن عمر عبد الرحمن بنَ السائب. قال ابن الجوزي: "لا يصح موقوفًا ولا مرفوعًا، قال الدارقطني: تفرد به ¬

_ (¬1) في "ل"، وهامش "م": "الحسن".

403 - باب ما يقول إذا انقض الكوكب

عبد الرحمن ثنا إبراهيم بن يزيد (¬1) عن عمرو بن دينار: أنه صحب عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، فلما طلع سهيل قال: لعن الله سهيلًا؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كان عشارًا باليمن، يظلمهم، ويغصبهم أموالهم؛ فمسخه الله - عَزَّ وَجَلَّ - شهابًا، فعلقه حيث ترونه (¬2) ". 403 - باب ما يقول إذا انقض الكوكب 654 - حدثني عمر بن سهل حدثنا محمد بن عيسى بن السكن ـــــــــــــــــــــــــــــ إبراهيم بن يزيد الخوزي عن عمرو بن دينار؛ قال يحيى بن معين: إبراهيبم ليس بشيء، وقال مرة: ليس بثقة، وقال النَّسائيُّ: متروك. أما بكر بن بكار؛ فقال يحيى: ليس بشيء. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بعثمان بن عبد الرحمن" أ. هـ. قلت: وهو كما قال: وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2411) من طريق إسحاق بن راهويه: ثنا بقية بن الوليد، عن مبشر بن عبيد، عن زيد بن أسلم عن ابن عمر به. قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 188): "وأما مبشر؛ فقال أحمد بن حنبل: يضع الحديث" أ. هـ. وقال ابن طاهر المقدسي في "ذخيرة الحفاظ" (2/ 915/ 1878): "ومبشر منكر الحديث، ليس بثقة". قلت: وفي "التقريب" (2/ 228): "متروك، ورماه أحمد بالوضع"، وبقية مدلس وقد عنعن. وقد ذكر الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/ 433) هذا الحديث ضمن منكرات مبشر. 654 - إسناده ضعيفٌ جدًا، أخرجه الطبراني -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار"، كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 281) - من طريق موسى بن إسماعيل به. قال الطبراني: "لم يروه عن حماد؛ يعني: ابن أبي سليمان إلا عبد الأعلى، تفرد به: موسى". قال الحافظ. "هذا حديث غريب، وعبد الأعلى هذا هو ابن أبي المساور -بضم الميم وتخفيف المهملة- ضعيف جدًا، وفي الراوي عنه ضعف أيضًا". ¬

_ (¬1) في "ل": "زيد". (¬2) في "ل": "ترون".

404 - باب ما جاء في الزهرة

الأنصاري ثنا موسى بن إسماعيل الختلي (¬1) ثنا عبد الأعلى عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: " أُمرنا أن لا نتبع أبصارنا للكوكب (¬2) إذا انقض، وأن نقول عند ذلك: ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله". 404 - باب ما جاء في الزهرة 655 - أخبرنا محمد بن أحمد بن المهاجر (¬3) حدثنا الفضل بن يعقوب (الرخامي) (¬4) ثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عيسى بن يونس عن أخيه إسرائيل بن يونس عن جابر عن أبي الطفيل عن علي - رضي الله عنه - قال: لعن رسول الله الزهرة؛ فإنها افتتنت الملكين. 656 - حدثني الحسين بن عبد الله القطان حدثنا هشام بن عمار ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 655 - إسناده موضوع، أخرجه ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 143) - من طريق جابر الجعفي به. قال الحافظ ابن كثير: "هذا لا يصح، وهو منكر جدًا". وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 315/ 913): "موضوع؛ آفته جابر وهو ابن يزيد الجعفي وهو متهم بالكذب، وكان يؤمن برجعة عليّ - رضي الله عنه - ويقول: إنه دابَّةُ الأرض المذكورة في القرآن! " أ. هـ. قلت: وهو كما قال: 656 - موقوف صحيح؛ أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 1/ 54)، والحاكم (1/ 266) عن المعتمر بن سليمان ويزيد بن هارون كلاهما عن سليمان به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: على شرط مسلم. قلت: والقول قول الحاكم، فإن رجاله رجال الشيخين. والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 239) وزاد نسبته لعبد بن حميد. ¬

_ (¬1) في "ل": "الجُبلي"، وفي هامش "م": "الحتي". (¬2) في "ل" و"هـ" وهامش "م": "أبصارنا الكواكب". (¬3) في "ل": "المهاصر". (¬4) زيادة من "م" و"هـ".

عيسى بن يونس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هذه الكوكبة؛ يعني: الزهرة، (كانت) (¬1) تدعى في قومها بيدخت. 657 - أخبرنا علي بن عبد الحميد (الحلبى) (¬2) حدثنا عبد الأعلي بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه كان إذا نظر إلى الزهرة؛ قذفها. 658 - أخبرني محمد بن محمد الباهلي حدثنا يعقوب بن إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــ 657 - إسناده صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير شيخ المصنف وهو علي بن عبد الحميد الغضائري الحلبي، وهو ثقة؛ كما في "الأنساب" (9/ 155)، و"تذكرة الحفاظ" (2/ 767). 658 - باطل مرفوعًا؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 38/ 7573 - ط. دار الرشد) -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (2/ 29 - 30/ 785 - منتخب)، وابن حبان في "صحيحه" (1717 - موارد) -، وأحمد في "مسنده" (2/ 134) -وعنه الخلال في "العلل" (295/ 194 - انتخاب ابن قدامة المقدسي) -, والبزار في "مسنده" (3/ 358/ 2938 - كشف)، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (146 - 148/ 222)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 4 - 5)، و"شعب الإيمان" (1/ 179 - 180/ 162) بطرق عن يحيى بن أبي بكير به. قال البيهقي: "تفرد به زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع! ". قلت: وليس كما قال؛ بل تابعه سعيد بن سلمة عن موسى به: أخرجه البيهقي نفسه في "شعب الإيمان" (1/ 180 - 181/ 163)، وابن مردويه في "تفسيره"، كما في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 143) - من طريق عبد الله بن رجاء عن سعيد به. وتحرف في "مطبوع التفسير" اسم موسى بن جبير إلى موسى بن سرجس. قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: موسى بن جبير؛ مستور؛ كما في "التقريب". قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 143): "وهذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال "الصحيحين"؛ إلا موسى بن جبير هذا وهو الأنصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء. روى له أبو داود ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) ليست في "ل".

الدورقي ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير عن موسى بن جبير عن نافع عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وابن ماجه، وذكره ابن أبي حاتم في كتاب "الجرح والتعديل" ولم يحك فيه شيئًا من هذا ولا هذا؛ فهو مستور الحال، وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر" أ. هـ. وقال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (1/ 316) -بعد أن ذكر كلام ابن كثير هذا-: "وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 451)، ولكنه قال: "وكان يخطئ ويخالف". قلت: واغتر به الهيثمي؛ فقال في "المجمع" (5/ 68) بعد ما عزا الحديث لأحمد والبزار: "ورجاله رجال "الصحيح"، خلا موسى بن جبير، وهو ثقة". قلت: لو أن ابن حبان أورده في "كتابه" ساكتًا عليه؛ كما هو غالب عادته، لما جاز الاعتماد عليه؛ لما عُرف عنه من التساهل في التوثيق، فكيف وهو قد وصفه بقوله: "يخطئ ويخالف"، وليت شعري! مَن كان هذا وصفه، فكيف يكون ثقة ويخرج حديثه في "الصحيح"؟!. قلت: ولذلك قال الحافظ ابن حجر في موسى هذا: إنه مستور" أ. هـ. الثانية: قال شيخنا - رحمه الله -: "ثم إن الراوي عنه زهير بن محمد، وإن كان من رجال "الصحيحين"؛ ففي حفظه كلام كثير، ضعفه من أجله جماعة وقد عرفت آنفًا قول البزار فيه: إنه لم يكن بالحافظ. وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 590): "محله الصدق، وفي حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق؛ لسوء حفظه، فما حدّث من كتبه فهو صالح، وما حدث من حفظه ففيه أخاليط". قلت: ومن أين لنا أن نعلم إذا كان حدث بهذا الحديث من كتابه أو من حفظه؟! ففي هذه الحالة يتوقف عن قبول حديثه هذا إن سلم من شيخه المستور" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وقال الحافظ ابن كثير عن متابعة سعيد هذا: "غريب جدًا". ولأجل هذا كله، قال الإمام أحمد؛ كما في "المنتخب من العلل" (ص 296): "هذا منكر، إنما يُروى عن كعب". وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 69 - 70): "سألت أبي عن هذا الحديث؟ فقال: هذا حديث منكر" أ. هـ. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/ 260): "وقد قيل: إن الصحيح وقفه على كعب". قلت: وهو كذلك؛ فإن الصحيح أنه من كلام كعب الأحبار، وهاك البيان: فقد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 1/ 53 - 54) -ومن طريقه الطبري في

405 - باب ما يقول بعد صلاة المغرب

عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول (¬1) الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن آدم - عليه السلام - لما أهبطه الله - عَزَّ وَجَلَّ - إلى الأرض؛ قالت الملاتكة: أي رب {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 35]، قالوا: ربنا نحن أطوع لك"، وذكر قصة الزهرة (¬2) (بطولها) (¬3). 405 - باب ما يقول بعد صلاة المغرب 659 - حدثنا ابن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ "جامع البيان" (1/ 363) -، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (149 - 150/ 224)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (306/ 1013)، والطبري في "جامع البيان" (1/ 363)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 181/ 164) بطرق عن سفيان الثوري، والطبري عن "جامع البيان" (1/ 363) بسند صحيح عن عبد العزيز بن المختار -وهو ثقة- كلاهما عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر عن كعب الأحبار به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. قال الحافظ ابن كثير: "وأقرب ما يكون في هذا: أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار لا عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -". ثم ذكر بعض الأسانيد التي أشرت إليها آنفًا، فقال: "فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم" أ. هـ. ووافقه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (1/ 317). والحديث ضعفه الشيخ العلامة أحمد شاكر في تحقيقه لـ "المسند" (6178). 659 - إسناده موضوع؛ آفته عطاء بن عجلان؛ قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (2/ 22): "متروك، بل أطلق عليه ابنُ مَعين والفلاّس وغيرهما الكذب". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 190/ب - المحمودية): "وعطاء كذبوه" ثم ذكر - رحمه الله - أن الحديث حسن دون التقيد المذكور. قلت: وهو كما قال؛ فقد أخرجه الترمذي في "جامعه" (3588 - تحفة)، وأحمد (6/ 294 و 301 و 315)، والطيالسي في "مسنده" (1608)، وعبد بن حميد في ¬

_ (¬1) في "ل": "نبي". (¬2) في "ل" بين الأسطر: "بفتح الهاء، نجم". (¬3) زيادة من "ل".

406 - باب ما يقول إذا أهل شهر رجب

سعيد بن الصلت (¬1) ثنا عطاء بن عجلان عن أبي نضرة عن أبي هريرة عن أم سلمة زوج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من صلاة المغرب يدخل، فيصلي ركعتين، ثم يقول فيما يدعو: "يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك"، فقلت: يا رسول الله، أتخشى على قلوبنا من شيء؟ قال: "ما من إنسان إلا قلبه بين أصبعين من أصابع الله (¬2) - عَزَّ وَجَلَّ -؛ فإن استقام أقامه، وإن أزاغ (¬3) أزاغه". 406 - باب ما يقول إذا أهل شهر رجب 660 - أخبرنا ابن منيع حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا زائدة بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ "مسنده" (3/ 243 - 244/ 1532 - منتخب) -ومن طريقهما الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 190/ب) -، وابن أبي عاصم في "السنة" (223 و 232)، والآجري في "الشريعة" (ص 316)، والدارمي في "الرد على بشر المريسي" (ص 81)، وابن بطة في "الإبانة" (2/ 52/ 31) وغيرهم بسند حسن - إن شاء الله -. وفي الباب عن جماعة من الصحابة. راجع كتاب "السنة" لابن أبي عاصم (219 - 233) بتحقيق شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - فقد أجاد وأفاد في بيان درجاتها. 660 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (74 - 75/ 7)، والحسن بن محمد الخلال في "فضائل شهر رجب" (28 - 29/ 1) -ومن طريقه الرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (3/ 449) -, والحافظ ابن حجر العسقلاني في "تبيين العجب" (ص 18)، و"نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (4/ 334 - 335) - من طريق أبي القاسم ابن منيع البغوي به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/ 259)، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (104 - 105/ 14)، و"شعب الإيمان" (3/ 375/ 3815)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 282/ 1510)، والرافعي في "التدوين" (3/ 433) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري به. وأخرجه يوسف القاضي في كتاب "الصيام"؛ كما في "تبيين العجب" (ص 19) -وعنه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1226/ 911) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "نتائج الأفكار"؛ كما في "الفتوحات الربانية" (3/ 334) -, وأبو نعيم الأصبهاني في ¬

_ (¬1) في هامش "م" و"هـ": "الصامت". (¬2) في هامش "م": "أصابع الرحمن". (¬3) في "ل": "زاغ".

407 - باب الاستئذان

الرقاد حدثني زياد النميري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل رجب قال: "اللهمّ، بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان"، قال: وكان يقول: "إن ليلة الجمعة ليلة غراء، ويومها يوم أزهر". 407 - باب الاستئذان 661 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد وإسحاق بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ "حِلية الأولياء" (6/ 269)، وأبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (75 - 76/ 80)، والخطيب البغدادي في "الموضع" (2/ 473)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (1/ 153) - عن محمد بن أبي بكر المقدمي، والبزار في "مسنده" (1/ 294 - 295/ 616 و 457/ 961) عن أحمد بن مالك القشيري، والطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 189/ 3939) من طريق عبد السلام بن عمر الجني ثلاثتهم عن زائدة بن أبي الرقاد به. قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، تفرد به: زائدة بن أبي الرقاد". قلت: وهو منكر الحديث؛ كما في "التقريب"، وشيخه زياد النميري ضعيف أيضًا. قال البيهقي؛ "تفرد به زياد النميري وعنه زائدة بن أبي الرقاد، قال البخاري: زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري، منكر الحديث". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب". وقال في "تبيين العجب" (ص 19): "وزائدة بن أبي الرقاد روى عنه جماعة، وقال فيه أبو حاتم: "يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، فلا ندري منه أو من زياد، ولا أعلم روى عنه غير زياد؛ فكنا نعتبر حديثه"، وقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال النسائي -بعد أن أخرج له حديثًا في "السنن"-: "لا أدري من هو"، وقال في "الضعفاء": "منكر الحديث"، وقال في "الكنى": "ليس بثقة"، وقال ابن حبان: "لا يُحتج بخبره"" أ. هـ. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 165): "رواه البزار؛ وفيه زائدة بن أبي الرقاد: قال البخاري: منكر الحديث، وجهله جماعة". وقال (3/ 140): "رواه البزار والطبراني في "الأوسط"؛ وفيه زائدة بن أبي الرقاد وفيه كلام وقد وثق!! ". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 491 - بتحقيقي): "وروينا في "حِلية الأولياء" بإسناد فيه ضعف!! عن زياد النميري عن أنس". 661 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (13/ 499 - 500/ 7510) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1698) عن عمرو بن محمد الناقد به.

408 - باب كيف الاستئذان

إسرائيل قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: اطلع رجل من جُحْرٍ في حُجرة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - والنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - معه مدرى يحك به رأسه؛ فقال: "لو أعلم أنك تنظر؛ لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر". 408 - باب كيف الاستئذان 662 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه البخاري (11/ 24/ 6241)، ومسلم (3/ 1698)، والترمذي في "جامعه" (5/ 64/ 2709)، والحميدي في "مسنده " (2/ 412/ 924)، وأحمد (5/ 330)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 756/ 6218 و 14/ 207/ 18103)، و"المسند" (1/ 80/ 85)، وابن أبي عمر العدني في "مسنده"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 24)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 347 - 348/ 6001 - إحسان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 392 - 393/ 933)، والطبراني في "المعجم "الكبير" (6/ 110/ 5663)، والبيهقي (8/ 338)، والإسماعيلي في "المستخرج" وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 23 - 24) بطرق عن سفيان بن عيينة به. وأخرجه البخاري (10/ 366 - 367/ 5924)، والدارمي في "سننه" (8/ 702/ 2538 - فتح المنان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2/ 393/ 935)، والطبراني في "الكبير" (6/ 110/ 665) من طريق ابن أبي ذئب، ومسلم (3/ 1698/ 2156/ 41)، والطحاوي (2/ 393/ 934)، والطبراني (6/ 110 - 111/ 5666) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري في "صحيحه" (12/ 243/ 6901)، وفي "الأدب المفرد" (2/ 599 - 600/ 1070)، ومسلم (3/ 1698/ 2156/ 40)، والنسائي في "المجتبى" (8/ 60 - 61)، و"الكبرى" (4/ 247/ 7064)، والطبراني في "الكبير" (6/ 110/ 5662)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 347 - 348/ 6001 - إحسان) من طريق الليث بن سعد، والدارمي في "سننه" (8/ 701/ 2537 - فتح المنان)، والطبراني (6/ 109/ 5661)، وابن حبان (13/ 126/ 5809 - إحسان) من طريق الأوزاعي، ومسلم (3/ 1698)، وأحمد (5/ 334 - 335)، وعبد الرزاق (10/ 383/ 1943)، والطبراني في "الكبير" (6/ 101/ 5660)، والبيهقي (8/ 338)، والبغوي في "شرح السُّنة" (10/ 252 - 253/ 2567) عن معمر، والطبراني في "الكبير" (6/ 111/ 5667) من طريق خالد الطحان ستتهم عن الزهري به. 662 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (280/ 316) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (5/ 368 - 369) عن محمد بن جعفر به. وأخرجه أبو داود (4/ 345/ 5179) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 340) - من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة به.

جعفر ثنا شعبة عن منصور عن ربعي عن رجل من بني عامر: أنه استأذن على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أألج؟ فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "اخرجوا إليه؛ فإنه لا يحسن الاستئذان؛ فقولوا له: فليقل: السلام عليكم، أأدخل"؛ فسمعته يقول ذلك، فقلت: السلام عليكم أأدخل؟ فأُذِن لي، فدخلت. ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات رجال الصحيح وجهالة الصحابي لا تضر. قال النووي في "المجموع" (4/ 619)، و"الأذكار" (2/ 649/ 722 - بتحقيقي)، و"رياض الصالحين" (872 - بشرحي): "رواه أبو داود بإسناد صحيح". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 43): "عند أبي داود طرف منه، وقد رواه أحمد ورجاله كلهم ثقات أئمة". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 461/ 819): "إسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر". وقد توبع شعبة؛ فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 608 - 609/ 1084 - تحقيق الزهيري) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به. وسنده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (2/ 411/ 936)، و"المصنف" (8/ 606/ 5724) -وعنه أبو داود (4/ 345/ 5177) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 340)، و"الآداب" (170/ 274) - عن أبي الأحوص عن منصور به. وهذا سند صحيح أيضًا. وخالف ابنَ أبي شيبة هناد السري؛ فرواه عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي قال: حُدثت عن رجل. أخرجه أبو داود (4/ 345/ 5178) -ومن طريقه البيهقي (8/ 340) -: حدثنا هناد به. قلت: وروايته هذه شادة؛ لمخالفته من هو أثق منه بكثير وهو الحافظ الإمام ابن أبي شيبة. ولمخالفته سائر الطرق عن منصور والتي فيها: حدثنا رجل. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 3129 - 3130/ 7208) من طريق الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن الحجاج النيلي عن أبي عوانة عن منصور به. قلت: وسنده صحيح أيضًا، فإن رجاله كلهم ثقات. وخالف إبراهيمَ بنَ الحجاج - مسددٌ؛ فرواه عن أبي عوانة عن منصور به مرسلًا دون ذكر الرجل الصحابي المبهم. أخرجه أبو داود (4/ 345) -ومن طريقه البيهقي (8/ 340). قلت: ورواية مسدد هذه لا تعِل رواية إبراهيم، فلعل ربعيًا كان يسنده مرة ويوصله أخرى، والوصل زيادة يجب قبولها خاصة وأنه جاء موصولًا في سائر الطرق الأخرى عن منصور، والله أعلم. وللحديث شاهد من حديث كَلَدَة بن الحنبل - رضي الله عنه - بنحوه، سيأتي برقم (665).

409 - باب كم مرة يستأذن

409 - باب كم مرة يستأذن 663 - أخبرني محمد بن علي بن بحر ببن بري حدثنا محمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 663 - إسناده صحيح؛ أخرجه الدارمي في "سننه" (9/ 421/ 2793 - فتح المنان) عن أبي النعمان عن يزيد بن زريع به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 681/ 6019) -وعنه ابن ماجه (2/ 1221/ 3706)، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 194) -, وأحمد (3/ 19 و 4/ 410 و 418)، والطيالسي في "مسنده" (1/ 362/ 1871 - منحة)، والبزار في "البحر الزخار" (8/ 11/ 2980)، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 195) من طريق يزيد بن هارون ووهيب وعبد الأعلي بن عبد الأعلى وحفص بن غياث أربعتهم عن داود بن أبي هند به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه من طريق أخرى عن أبي نضرة. تنبيه: "تصحف اسم: "يزيد بن هارون" في "التمهيد" إلى "يزيد بن مروان"، وهو خطأ ظاهر؛ فليصحح. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1695/ 2153/ 35)، وأحمد (4/ 403) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 193 - 194) -, وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 635/ 1497)، و"معجم الصحابة" (3/ 22/ 931) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 193) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4/ 245/ 1579) من طريق سعيد بن يزيد عن أبي نضرة به. وأخرجه مسلم (3/ 1695)، والبغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 635/ 1496)، و"معجم الصحابة" (3/ 21/ 930) -ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 192 - 193) -, والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 245/ 1579) بطرق عن شعبة، وعبد الرزاق في "مصنفه" (10/ 381/ 19423) -وعنه أحمد (4/ 393 - 394)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 97 - 98)، والبغوي في "شرح السُّنة" (12/ 280 - 281/ 3318) عن معمر، والترمذي في "جامعه" (5/ 53 - 54/ 2690) من طريق عبد الأعلي بن عبد الأعلى ثلاثتهم عن الجريري عن أبي نضرة به، وسماع شعبة من الجريري قبل اختلاطه فتنبه. تنبيه: "تصحف اسم "شعبة" في "التمهيد" إلى "شعيب"، وهو خطأ ظاهر؛ فليصحح. وقد توبع أبو نضرة، تابعه بُسر بن سعيد؛ فأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 26 - 27/ 6245)، ومسلم في "صحيحه" (3/ 1694/ 2153/ 33)، وأبو داود (4/ 345 - 346/ 5180)، والحميدي في "مسنده" (2/ 321 - 322/ 734 و 340 - 341/ 773)، وأحمد (3/ 6)، والبزار في "البحر الزخار" (8/ 13/ 2981)، وأبو نعيم

410 - باب كم مرة يسلم المستأذن

عبد الملك بن أبي الشوارب ثنا يزيد بن زريع ثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد: أن أبا موسى استأذن على عمر - رضي الله عنهم- ثلاث مرات؛ فلم يأذن له، فرجع، فقال عمر: ما رجعك؛ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا استأذن المستأذن ثلاث مرات؛ فإن أذن له، وإلا؛ فليرجع (¬1) ". 410 - باب كم مرة يسلم المستأذن 664 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا محمَّد بن أحمد بن (¬2) يوسف ـــــــــــــــــــــــــــــ الأصبهاني في "المستخرج"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 29) بطرق عن سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن بسر به. وأخرجه مسلم (2153/ 34)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4/ 244/ 1578)، وابن حبان في "صحيحه" (13/ 127/ 5810 - إحسان)، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/ 191 - 192)، والبيهقي في "الآداب" (171 - 172/ 275) بطرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر به. 664 - إسناده ضعيف؛ أخرجه ابن ماجه (1/ 158/ 466 و 2/ 1192/ 3604)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (12/ 156/ 12401) -وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 366 / 1765)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 293 - 294/ 890) -، والمزي في "تهذيب الكمال" (25/ 367 - 368)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 293/ 889) عن وكيع وعلي بن هاشم كليهما عن محمَّد بن أبي ليلى به. قلت: وهذا سند ضعيف، فيه علتان: الأولى: محمَّد بن شرحبيل الهمذاني، مجهول. الثانية: محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ صدوق سيىء الحفظ جدًا، وقد خالفه يحيى بن أبي كثير -وهو ثقة ثبت-؛ فرواه عن محمَّد بن عبد الرحمن بن زرارة عن قيس بن سعد به. أخرجه أبو داود (5/ 347/ 5185)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (283 - 284/ 325)، وأحمد (3/ 421)، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 296 - 297/ 902) بطرق عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير به. وقد صرح الوليد بالتحديث في جميع طبقات السند عدا ما بين محمَّد وقيس. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "فرجع". (¬2) في "ل": "أبو"، وفي هامشها: "في نسخة: ابن".

411 - باب إخراج من دخل بغير استئذان ولا تسليم

الصيدلاني ثنا عيسى بن يونس ثنا ابن أبي ليلى عن محمَّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن محمَّد بن شرحبيل عن قيس بن سعد بن عبادة (عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل، فقال: "السلام عليكم" (¬1)، فرد سعد، وخافت، ثم قال: "السلام عليكم"؛ فرد سعد وخافت، ثم قال: "السلام عليكم"، فرد سعد، وخافت؛ فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يؤذن له انصرف؛ فخرج سعد في أثره؛ فقال: يا رسول الله، ما منعني أن أسمعك إلا أني أحببت أن أستكثر من تسليمك، فرجع معه، فوضع له ماء في جفنة؛ فاغتسل، ثم أمر بملحفة مصبوغة بورس، فالتحف بها، كأني انظر إلى إثر الورس في عُكنه (¬2)، فقال (¬3): "اللهمّ، صل على الأنصار، وعلى ذرية الأنصار". 411 - باب إخراج من دخل بغير استئذان ولا تسليم 665 - أخبرني جعفر بن عيسى (¬4) الحلواني ثنا محمَّد بن عبد الله بن ¬

_ قلت: رجاله ثقات أثبات لكن محمَّد بن عبد الرحمن من الطبقة السادسة. كما في "التقريب" وهي الطبقة التي لم يثبت لأصحابها إدراك لأي صحابي؛ فهو منقطع على هذا، وقد جاء هذا الإرسال أو الانقطاع صريحًا في طرق أخرى. فرواه شعيب بن إسحاق الدمشقي وعمر بن عبد الواحد وابن سماعة ثلاثتهم عن الأوزاعي به مرسلًا دون ذكر قيس. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (284/ 326)، ورواية عمر وابن سماعه ذكرها أبو داود في "سننه". وبالجملة، فإن الصواب في هذا الحديث هو رواية يحيى بن أبي كثير لكنها ضعيفة؛ لإرسالها. والحديث ضعفه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف أبي داود" (1111)، و"ضعيف ابن ماجه" (104). 665 - إسناده حسن؛ أخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 64 - 65/ 2710) -ومن

المبارك المخرمي (¬1) ثنا روح بن عبادة ثنا ابن جريج أخبرني عمرو (¬2) بن أبي سفيان: أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره: أن كَلَدَة بن الحنبل أخبره: أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباء (¬3) وجداية (¬4) وضغابيس (¬5)، ـــــــــــــــــــــــــــــ طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 197) -، وأبو داود (4/ 344 - 345/ 5176)، وأحمد (3/ 414) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 167/ 421) -، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 96 - 97/ 794)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2408 - 2409/ 5894) -، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (5/ 156 - 157/ 2036)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 391 - 392)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 167/ 421)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 339 - 340)، و"شعب الإيمان" (6/ 439 - 440/ 8809) بطرق كثيرة عن روح بن عبادة به. وأخرجه أبو داود (4/ 344 - 345/ 5176)، والترمذي في "جامعه"؛ كما في "تحفة الأشراف" (8/ 327) - وسقط من المطبوع، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 607/ 1081 - تحقيق الزهيري)، و"التاريخ الكبير" (7/ 241)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (5/ 156 - 157/ 2036)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 391)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 167/ 421) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (5/ 2408 - 2409/ 5894)، والمزي في "تهذيب الكمال" (24/ 209) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 339)، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/ 167/ 421) بطرق كثيرة عن أبي عاصم النبيل، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/ 169/ 6735)، و"عمل اليوم والليلة" (269 - 270/ 315) من طريق حجاج بن محمَّد الأعور، كلاهما عن ابن جريج به. قلت: وهذا سند حسن، رجاله ثقات غير عمرو بن عبد الله بن صفوان، وهو صدوق شريف؛ كما في "التقريب". قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 461/ 818): "إسناده صحيح". ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيمن: "مُخْرم كمُحدث محله في بغداد". (¬2) في هامش "م": "عمر". (¬3) في "هـ": "بلبن"، والمثبت هو الصواب، وفسرت في هامش "ل": "أول حلبة بعد الحمل". (¬4) في هامش "ل": "الجداية: الصغير من الظباء". (¬5) في هامش "ل": "صغار القثاء، جمع ضغبوس".

412 - باب كراهية الرجل أن يقول إذا استأذن: أنا

والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى الوادي، فدخلت عليه ولم أسلم، ولم أستأذنه، فقال: "ارجع؛ فقل: السلام عليكم، أدخل؟ "، وذلك بعد ما أسلم صفوان. قال عمرو: أخبرني بهذا الخبر أمية بن صفوان، ولم يقل سمعته من كلدة. 412 - باب كراهية الرجل أن يقول إذا استأذن: أنا 666 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد (الطيالسي) (¬1) ثنا شعبة عن محمَّد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دَين (كان) (¬2) على أبي، فدققت الباب، فقال: "من ذا؟ "، فقلت: أنا، فقال: "أَنا أنا! " مرتين، كأنه كرهها. ـــــــــــــــــــــــــــــ 666 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في "مستخرجه"، كما في "فتح الباري" (11/ 35) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/ 340) -, وابن حبان في "صحيحه" (13/ 125/ 5808 - إحسان)، والبيهقي في "الآداب" (172/ 276) عن أبي خليفة به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 35/ 6250)، و"الأدب المفرد" (2/ 610/ 1086 - تحقيق الزهيري) عن أبي الوليد الطيالسي به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1697/ 2155)، وأبو داود (4/ 348/ 5187)، والترمذي (5/ 65/ 2711)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (285/ 328)، وابن ماجه (2/ 1222/ 3709)، وأحمد (10/ 320 و 363)، والطيالسي في "مسنده" (1710) -ومن طريقه البيهقي (10/ 340) -, وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 707/ 1732) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السُّنة" (12/ 287/ 3323) -، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 152/ 163 و 164)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 707 - 808 - 1734 و 1736)، وأبو الحسين البغوي في "شرح السنة" (12/ 287/ 3324) بطرق كثيرة عن شعبة به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) زيادة من "ل".

413 - باب كيف الاستثناء في المخاطبة

413 - باب كيف الاستثناء في المخاطبة 667 - أخبرني أبو عروبة حدثنا محمَّد بن المثنى ثنا محمَّد بن جعفر ـــــــــــــــــــــــــــــ 667 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 117/ 6741 و 10/ 346/ 9621)، وأحمد (5/ 398)، والبيهقي في "الخلافيات" (1/ 474/ 276) عن محمَّد بن جعفر به. وأخرجه أبو داود (4/ 295 /4980) -ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 365 - 366/ 294) عن أبي الوليد الطيالسي، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (544/ 985) من طريق خالد الطحان، وابن المبارك في "مسنده" (107 - 108/ 180)، وأحمد (5/ 384) عن يحيى بن سعيد القطان، و (5/ 398) عن حجاج بن محمَّد الأعور، والطيالسي في "مسنده" (430) -ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (1/ 473 - 474/ 275) -, وأحمد (5/ 394)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 218 - 219/ 236) عن عفان بن مسلم، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (192/ 341) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 216)، و"الاعتقاد" (ص 179)، و"الخلافيات" (1/ 473/ 274) من طريق حفص بن عمر الحوضي ويحيى بن حماد، عشرتهم عن شعبة به. قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 264): "وهذا سند صحيح؛ رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد الله بن يسار الجهني الكوفي، وهو ثقة، وثقه النسائي وابن حبان، وقال الذهبي في "مختصر سنن البيهقي" (ج 1/ق 140/ 2): "وإسناده صالح"" أ. هـ. قلت: وهو ما قال - رحمه الله -. وقال النووي في "الأذكار" (2/ 870 - بتحقيقي): "روينا في "سنن أبي داود" بالإسناد الصحيح عن حذيفة - رضي الله عنه -" وذكره. قلت: وقد توبع عبدَ الله بن يسار، تابعه ربعيُ بنُ حراش عن حذيفة به: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (544/ 984)، وابن ماجه (1/ 684 - 685/ 2118)، وابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 151)، وأحمد (5/ 393 - 394)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 364)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 251 - 252/ 2830)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 357 - 358 - 291) بطرق كثيرة عن سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش به. قلت: هكذا رواه سفيان بن عيينة، وخالفهُ سبعة من الثقات؛ فرووه عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبرة به. فجعلوه من مسند الطفيل بن سخبرة لا من مسند حذيفة.

ثنا شعبة عن منصور عن عبد الله بن يسار عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ فأخرجه أحمد (5/ 399)، والدارمي في "سننه" (9/ 528 / 2864 - فتح المنان)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 363 - 364)، وأبو يعلى في "مسنده" (8/ 118 - 119/ 4655)، وإبراهيم الحربي في "النهي عن الهجران"؛ كما في "النكت الظراف" (3/ 30) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الموضح" (1/ 303) -، وابن قانع في "معجم الصحاح" (2/ 50)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (8/ 144/ 156)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 324/ 8214) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (13/ 390 - 391) -، وابن بشران في "الأمالي" (103/ 210) بطرق كثيرة عن شعبة، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 165 - 166/ 652)، وأحمد (5/ 72) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 460) -، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 430 - 431/ 1367)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/ 213 - 214/ 2743)، وابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/ 861 - 862/ 874)، وإبراهيم الحربي في "النهي عن الهجران"؛ كما في "النكت الظراف" (3/ 30) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "الموضح" (1/ 303) -، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 50)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 324/ 8214) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (13/ 391) -، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 136/ 6638) -ومن طريقه الضياء المقدسي (8/ 143/ 155) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (3/ 1565 - 1566/ 3954 و 1566/ 3955)، والحاكم (3/ 463)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في تفسير القرآن العظيم" (2/ 170 - ط. ابن الجوزي) بطرق عن حماد بن سلمة، وأخرجه ابن ماجه (1/ 685) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 431/ 1368)، والحاكم (3/ 462 - 463)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 358 - 359/ 292) من طريق عبيد الله بن عمر الرقي، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 136 - 137/ 6639) -ومن طريقه الضياء المقدسي (8/ 142/ 154) -, وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 50) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 325/ 8215) من طريق زيد بن أبي أنيسة ستتهم عن عبد الملك بن عمير به. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 540) راويًا سابعًا وهو عبد الله بن إدريس. قلت: ولا شك أن رواية الجماعة أصح وأولى من رواية ابن عيينة؛ فهي شاذة. وقد نصص أهل العلم على وهم ابن عيينة فيه، على أنني وجدت البوصيري يقول: "سفيان بن عيينة لم يسمع من عبد الملك"؛ فهو على هذا منقطع، أما حديث الطفيل؛ فسنده صحيح؛ رجاله ثقات.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان". ـــــــــــــــــــــــــــــ قال البزار: "هكذا قال ابن عيينة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة. وقال شعبة وأبو عوانة: عن عبد الملك عن ربعي بن حراش عن الطفيل أخي عائشة لأمها. والصواب: حديث عبد الملك عن ربعي عن الطفيل أخي عائشة" أ. هـ. وقال البخاري؛ "والأول -يعني: حديث شعبة- أصح". ونقله عنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 364) لكنه تصرف بعبارته قليلًا، فقال نقلًا عن البخاري: "حديث شعبة أصح من حديث ابن عيينة". وقال إبراهيم الحربي في "النهي عن الهجران"؛ كما في "النكت الظراف" (3/ 29 - 30): "هذا وَهمْ من ابن عيينة؛ وإنما رواه ربعي بن حراش عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". وقال المزي في "تحفة الأشراف" (4/ 211) بعد ذكر رواية سفيان بن عيينة: "ووهم في ذلك". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 540) -بعد ذكر رواية سفيان-: "وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن سخبرة أخي عائشة بنحوه؛ أخرجه ابن ماجه. وهكذا قال حماد بن سلمة عند أحمد، وشعبة وعبد الله بن إدريس عن عبد الملك. وهو الذي رجَّحه الحفاظُ وقالوا: إن ابن عيينة وهم في قوله: "عن حذيفة"، والله أعلم" أ. هـ. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 137 - 138): "إسناد حديث الطفيل صحيح، كما بينته في الكلام على "زوائد ابن ماجه" [(2/ 151)]، "إسناد حذيفة رجاله ثقات على شرط البخاري؛ لكنه منقطع بين سفيان وعبد الملك" أ. هـ. قلت: وصحح حديث الطفيل على شرط مسلم في "مصباح الزجاجة" (2/ 151). وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 265/ 138): "هو الصواب عن ربعي عن الطفيل، ليس عن حذيفة، لاتفاق هؤلاء الثلاثة: حماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة عليه، فهو شاهد صحيح لحديث حذيفة" أ. هـ. وشذ معمر بن راشد؛ فرواه عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة. فجعله من مسند جابر بن سمرة. أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 219/ 237)، وابن حبان في "صحيحه" (1998 - موارد). والصواب: رواية السبعة الثقات عن عبد الملك بن عمير وجعلوه من مسند الطفيل. قلت: ولعبد الله بن يسار راوي حديثنا هذا إسناد آخر؛ فأخرجه النسائي في

نوع آخر (من الاستثناء) (¬1): 668 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمَّد بن كثير ثنا سفيان الثوري عن = = = "المجتبى" (7/ 6)، و"الكبرى" (3/ 124/ 4714)، و"عمل اليوم والليلة" (545/ 986)، والطبراني في "لمعجم الكبير" (25/ 13/ 7) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 3427/ 7815)، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 271 - 272) -، وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (250/ 844)، وأبو نعيم (6/ 3427/ 7815) بطرق عن مسعر بن كدام عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي الجهنية - رضي الله عنها - به. قلت: وهذا سند صحيح رجاله ثقات، وقد توبع مسعر: تابعه المسعودي عن معبد بن خالد به: أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 309)، وأحمد (6/ 371 - 372) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/ 239 - 240) -، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/ 254/ 1و 255/ 2)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (6/ 108/ 3408)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 219 - 22/ 2380 و 239)، والطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 12 - 13/ 5) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (35/ 271) -، والحاكم (4/ 297)، والطبراني في "المعجم الكبير" (25/ 13/ 6)، والبيهقي (3/ 216)، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/ 270 - 271) من طريق يحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الله بن رجاء ومحمد بن عبيد وموسى بن داود وعاصم بن علي وأبي عبد الرحمن المقرئ سبعتهم عن المسعودي به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتعقبهما شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 263) بقوله: "قلت: المسعودي كان قد اختلط". قلت: لكن رواه عنه هنا في حديثنا هذا وكيع بن الجراح ويحيى القطان وعبد الله بن رجاء وثلاثتهم سمع من المسعودي قبل الاختلاط؛ كما "الكواكب النيرات" (ص 293 - 294)، و"تهذيب التهذيب" (6/ 211)، فصح سنده ولله الحمد. وقد صححه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "الإصابة" (4/ 378)، وشيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 263). 668 - إسناد حسن؛ أخرجه أحمد (1/ 283)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 420/ 783 - تحقيق الزهيري)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 188 - 189/ 13005)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 99)، وفي "تسمية ما انتهى ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

الأجلح عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يقول: ما شاء الله وشئت، فقال: "أجعلت لله - عَزَّ وَجَلَّ - عدلًا؟ قل (¬1): ما شاء الله وحده". ـــــــــــــــــــــــــــــ إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين" (97/ 66)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 104 - 105)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (2/ 170 - ط. ابن الجوزي) من طريق الثوري به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (545 - 546/ 988)، وابن ماجه (1/ 684/ 2117)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 138/ 6642) عن عيسى بن يونس، وابن أبي شيبة في "مصفه" (9/ 117 - 118/ 6742 و 10/ 346 - 347/ 9622)، و"مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 138/ 6641)، و"مصباح الزجاجة" (2/ 136) -ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 189/ 13006) -، عن علي بن مسهر، وابن المبارك في "مسنده" (108/ 181)، وأحمد (1/ 214)، وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (166/ 506) عن هشيم، وأحمد (1/ 224 و 347) عن أبي معاوية ويحيى القطان، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 218/ 235) من طريق شيبان النحوي، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (192 - 193/ 342) من طريق المحاربي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 216)، و"الأسماء والصفات" (1/ 364 - 365/ 293) من طريق جعفر بن عون تسعتهم عن الأجلح به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"، و"إتحاف الخيرة المهرة": "هذا إسناد فيه مقال؛ الأجلح بن عبد الله مختلف فيه؛ ضعفه أحمد بن حنبل وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وغيرهم، ووثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان، وباقي رجال الإسناد ثقات". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 266/ 139): "والأجلح هذا؛ هو ابن عبد الله، أبو حُجية الكندي، وهو صدوق شيعي؛ كما في "التقريب"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين؛ فالإسناد حسن". قلت: وهو كما قال، وحسنه الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (3/ 158). هكذا رواه هؤلاء الثقات العشرة عن الأجلح، وخالفهم القاسم بن مالك، فرواه عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر؛ فجعله من مسند جابر. ¬

_ (¬1) في "ل": "بل".

414 - باب ما يقول إذا لقي العدو

414 - باب ما يقول إذا لقي (¬1) العدو 669 - حدثني بيان (¬2) بن أحمد حدثنا الحسين بن الحكم الحِبَري (¬3) ـــــــــــــــــــــــــــــ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (545/ 987): أخبرنا محمَّد بن حاتم المؤدب: حدثنا القاسم به. قلت: وروايته هذه شاذة، لمخالفتها سائر الروايات عن الأجلح، والقاسم نفسه متكلم فيه؛ فقد قال أبو حاتم: "صالح، وليس بالمتين"، وفي "التقريب": "صدوق فيه لين"؛ فمثله حديث حسن إذا لم يخالف، أما إذا خالف؛ كما هو هنا؛ فروايته مردودة. 669 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)، أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 10)، والحاكم (3/ 38) من طريق فضيل بن عبد الوهاب عن جعفر بن سليمان به. قال الطبراني: "لم يروه عن عمرو إلا الخليل، ولا عن الخليل إلا جعفر، تفرد به: فضيل بن عبد الوهاب". قلت: بل تابعه حفص بن راشد عند المصنف، وسند الحديث ضعيف؛ لأن مداره على الخليل بن مرة، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/ 152): "رواه الطبراني في "الصغير"؛ وفيه الخليل بن مرة، قال أبو زُرعة: شيخ صالح، وضعفه جماعة" أ. هـ. وقال (5/ 328): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه فضيل بن عبد الوهاب، قال أبو زرعة: شيخ صالح، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات" أهـ. قلت: وقد وهم - رحمه الله - من ناحيتين: الأولى: أنه عزاه "لأوسط الطبراني"، والحديث ليس فيه؛ وإنما هو في "المعجم الصغير"؛ كما تقدم من كلامه في الموضع الأول. الثانية: أن فضيل بن عبد الوهاب هذا ثقة من رجال أبي داود، والكلام الذي نقله عن أبي زُرعة والبخاري إنما هو في شيخ شيخ فضيل: الخليل بن مرة، وليس في فضيل نفسه، وهذا ظاهر جدًا في كلامه عن الحديث في الموضع الأول. لكن الحديث حسن بشواهده؛ منها: - عن أبي عبد الرحمن الحبلي بنحوه، أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" ¬

_ (¬1) في "م": "التقى". (¬2) في "ل": "بُتان"، وهامش "م": "غياث". (¬3) في هامش "م": "الحسن بن الحاكم الحميري"، وفي "هـ": "الحميري"، وفي "ل": "الحربي".

415 - باب ما يقول إذا طعنه العدو

حدثنا حسن بن حسين الأنصاري ثنا حفص بن راشد ثنا جعفر بن سليمان عن خليل بن مرة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر (¬1): "لا تتمنوا لقاء العدو؛ فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم؛ فقولوا: اللهمّ أنت ربنا وربهم، وقلوبنا وقلوبهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت، والزموا من الأرض جلوسًا، فإذا غشوكم؛ فثوروا (¬2) وكبروا". 415 - باب ما يقول إذا طعنه العدو 670 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود (بن ـــــــــــــــــــــــــــــ (244/ 2521 - ط. الأعظمي): نا عبد الله بن وهب قال: حدثني أبو هانئ الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي بنحوه. قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد. - عن يحيى بن أبي كثير بنحوه، أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (243/ 2519 - ط. الأعظمي)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (5/ 247 - 248/ 9513) عن الأوزاعي ومعمر كلاهما عن يحيى به. قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد. وأخرج شطره الأول الإِمام أحمد في "مسنده" (2/ 400)، والطبراني في "المعجم "الأوسط" (8/ 89/ 8056) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "لا تمنوا لقاء العدو؛ لا تدرون ما يكون في ذلك". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 304): "فيه محمَّد بن إسحاق، وهو مدلس". قلت: وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث؛ فسنده ضعيف. وبالجملة؛ فالحديمث بمجموع ذلك حسن - إن شاء الله، وهذا مما فاتني ذكره في "الأذكار" (1/ 534 - بتحقيقي)، فليستدرك. 670 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (6/ 29 - 30)، و"السنن ¬

_ (¬1) هكذا في "ل"، وهو الصواب، وفي "هـ" و"م": "حنين". قال الحافظ رحمه الله: "كذا وقع في النسخة: "يوم حنين"؛ بالمهملة المضمومة، وهو تصحيف قديم، وإنما هو: خيبر"؛ كذا في "تحفة الابرار بنكت الأذكار" (ص 99 - 100). (¬2) في "م": "فنودوا".

عمرو) (¬1) أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وذكر آخر قبله عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: لما كان يوم أحد (¬2)، وولى الناس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحية في اثني عشر رجلًا من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهم-؛ فأدركهم المشركون؛ فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "من للقوم؟ "، فقال طلحة: أنا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كما أنت"، فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: "أنت"؛ فقاتل حتى قتل، ثم التفت، وإذا المشركون؛ فقال: "من للقوم؟ "، فقال طلحة: أنا، قال: "كما أنتم"، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: "أنت"، فقاتل حتى قتل، فلم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار، فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من للقوم؟ "، ـــــــــــــــــــــــــــــ الكبرى " (3/ 20 - 21/ 4357)، و"عمل اليوم والليلة" (400 - 401/ 619) بسنده سواء. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/ 73 - المطبوع) من طريق أبي بكر بن المقرئ عن محمَّد بن الحسين عن عمرو بن سواد به. وقرن ابنَ لهيعة مع يحيى بن أيوب. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 304/ 8704) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/ 96 - 97/ 371) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/ 72) -، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/ 236) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/ 72 - 73) - من طريق عبد الله بن صالح المصري عن يحيى بن أيوب به. قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 701): "وهذا إسناد على شرط مسلم؛ إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير، وقد سكت عنه الحافظ ابن كثير في "البداية" (4/ 26) " أ. هـ. قلت: لكن شطره الأخير له شواهد يصح الحديث بها، جمعها وتكلم عليها شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 701 - 702 و 1278 - 1279)؛ فانظره غير مأمور. ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ" و"م". (¬2) في "ل": "حنين"، وهو خطأ، والصواب المثبت، وهو الموافق لمصادر التخريج.

416 - باب استحباب الذكر بعد العصر إلى الليل

فقال طلحة: أنا، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده، فقطعت أصابعه، فقال: حس (¬1)؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو قلت: بسم الله، لرفعتك الملاتكة، والناس ينظرون"، ثم ردّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - المشركين. 416 - باب استحباب الذكر بعد العصر إلى الليل 671 - حدثنا ابن صاعد ثنا لوين قال (¬2): (ح) وأخبرنا أبو يعلى ثنا أبو ـــــــــــــــــــــــــــــ 671 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 154/ 4126) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 189/ ب- المحمودية) - بسده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1638 - 1639/ 1879) من طريق أبي الربيع الزهراني به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7/ 128 - 129/ 4087) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 189/ ب) - عن خلف بن هشام به. وتحرف في مطبوع "مسند أبي يعلى" اسم "خلف بن هشام" إلى "الهقل بن زياد" وهو تحريف قبيح، فليحرر، وقد وقع في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 304 - ط. دار الرشد) على الصواب. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 410/ 563) من طريق الحسن بن الربيع عن حماد بن زيد به. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 303/ 8104)، والحارث بن أبي أسامه في "مسنده" (2/ 950/ 1048/- بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده" (7/ 154/ 4125) بطرق عن حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي به بإسقاط المعلي بن زياد، فلعل حمادًا رواه على الوجهين: مرة هكذا، ومرة هكذا؛ فتكون روايته الأولى من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1/ 251/ 1240 - منحة)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 950/ 1048 - بغية الباحث)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 38 و 79)، و"شعب الإيمان" (1/ 409/ 560 و 410/ 562) بطرق عن يزيد الرقاشي به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا، مداره على يزيد الرقاشي، وهو متروك الحديث. قال الحافظ: "ورجاله ثقات، إلا الرقاشي، وهو يزيد بن أبان؛ فقد ضعفوه" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "كلمة تقال عد التوجع"، وفي هامشها الأيسر: "حس يقوله الإنسان إذا أصابه غفلة أو ما أحرقه كالحمرة". (¬2) ساقطة من "ل".

417 - باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة

الربيع الزهراني وخلف بن هشام قالوا: حدثنا حماد بن زيد ثنا المعلي بن زياد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن أجلس مع قوم يذكرون الله - عَزَّ وَجَلَّ - من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل". زاد لوين: كان أنس إذا حدث بهذا الحديث أقبل عليّ؛ فقال: والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك، ولكنهم قوم يتحلقون الحلق. 417 - باب ما يستحب أن يقرأ في اليوم والليلة 672 - أخبرنا الحسين (¬1) بن يوسف حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة عن حميد بن مخراق عن أنس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 105): "رواه أبو يعلى عن المعلي بن زياد عن يزيد الرقاشي؛ ويزيد ضعفه الجمهور، وقد وثق". وقال البوصيري: "مدار طرق حديث أنس هذا على يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف". قلت: وصح الحديث بلفظ آخر: "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله -تعالى- من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله -تعالى- من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة". أخرجه أبو داود (4/ 74/ 3667)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1638/ 1878)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 409/ 561 و 562) من حديث أنس - رضي الله عنه - بسند صحيح. وله شاهد من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - به: أخرجه أحمد (5/ 254)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ رقم 8028)، و"الدعاء" (3 رقم 1882)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 284) بسند ضعيف، فيه علي بن زيد بن جُدعان وهو ضعيف؛ لكن لا بأس به في الشواهد. 672 - تقدم برقم (438). ¬

_ (¬1) في هامش "م": "الحسن".

مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ في يوم وليلة خمسين آية؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية؛ لم يحاجه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة آية؛ كتب له قنطار (¬1) من الأجر". 673 - أخبرنا أحمد بن عمير حدثنا عبيد الله بن سعيد ثنا أبي ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي زياد: أن يزيد الرقاشي حدثه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قرأ أربعين آية في ليلة؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية؛ لم يحاجه القرآن، ومن قرأ خمسمائة آية؛ كتب له قنطار (من الأجر) (¬2) ". نوع آخر: 674 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا الهيثم بن حميد عن زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ في اليوم والليلة مائة آية؛ كتب له قنوت (¬3) ليلة". ـــــــــــــــــــــــــــــ 673 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه المصنف (رقم 701) بسنده سواء. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى: يزيد هو ابن أبان الرقاشي؛ متروك الحديث. الثانية: يزيد بن أبي زياد؛ ضعيف، كبر؛ فتغير، وصار يتلقن؛ كما في "التفريب". الثالثة: عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير؛ ضعفه ابن حبان وابن عدي والذهبي وغيرهم. وقال الحافظ ابن حجر؛ كما في "الفتوحات الربانية" (3/ 275): "سنده ضعيف". 674 - مضى برقم (439). ¬

_ (¬1) في هامش "ل": "معيار"، قيل: ألف ومائة أوقية، وقيل: مائة وعشرون رطلًا، وقيل: ملء مسك ثور ذهبًا. (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "ل" بين السطور: "قيام".

675 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف والربيع بن نافع قالا: ثنا الهيثم بن حميد أخبرني زيد بن واقد عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ مائة آية في ليلة؛ كتب له قنوت ليلة" (¬1). 676 - أخبرنا عبد الله بن أحمد عبدان حدثنا زيد بن الحريش ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 675 - مضى برقم (439). 676 - إسناد ضعيف جدًا، (وهو حديث ضعيف)؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 407) عن عبدان به. وأخرجه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 523 / 948)، وأبو طاهر السلفي في "الطيوريات" (ج 8 / ق 133/ ب - ق 134/ أ)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ق 245/ أ- ب- النسخة المحمودية) - بطرق عن زيد بن الحريش قلت: وهذا سند ضعف جدًا؛ فيه ثلاث علل: الأولى: الأغلب بن تميم؛ منكر الحديث؛ كما قال البخاري وابن حبان. الثانية: زيد بن الحريش؛ مجهول؛ كما قال ابن القطان الفاسي. الثالثة: الحسن البصري؛ مدلس وقد عنعن. وأخرجه ابن أبي داود في "فضائل القرآن"؛ كما في "تلخيص كتاب الموضوعات" للذهبي (ص 68 - 69) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 247) - حدثنا محمَّد بن زكريا عن عثمان بن الهيثم عن هشام بن حسان وحده به. قلت: لكن محمدًا هذا كذاب، فلا يفرح به. وأخرجه الدارمي في "سننه" (10/ 527 / 3682 - فتح المنان) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 245/ أ- المحمودية) -، وابن حبان في "صحيحه" (665 - موارد) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ق 245/ أ)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 480/ 2463 و 2464)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/ 253)، وابن مردويه في "تفسيره" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ق 245/ أ) - من طريق شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن محمَّد بن جحادة عن الحسن به. لكن ابن حبان جعله من مسند جندب بن عبد الله - رضي الله عنه -. قال الحافظ: "هذا حديث حسن". ¬

_ (¬1) هذا الحديث من "ل"، وساقط من "هـ" و"م" وجميع النسخ المطبوعة.

الأغلب بن تميم عن أيوب ويونس وهشام عن الحسن عن أبي هريرة ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: رجاله كلهم ثقات، لكن الحسن -وهو البصري- وإن سمع من أبي هريرة في الجملة؛ كما بينته في "كفاية الحفظة شرح المقدمة الموقظة"؛ إلا أنه مدلس، وقد عنعن ولم يصرح بالتحديث؛ فهو علة الخبر. وأما جعل ابن حبان الحديث من مسند جندب؛ فقد قال الحافظ: "وما أظنه إلا وهمًا". قلت: وهو كما قال: وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 149)، و"المعجم الأوسط" (4/ 21/ 3509) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 244/ ب - ق 245/أ - المحمودية) -, والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 257 - 258) من طريق الأغلب بن تميم عن جسر بن فرقد عن غالب القطان عن الحسن به. لكن وقع عند الطبراني: الحسن بن أبي جعفر، ورواه الحافظ من طريقه وسماه (جسرًا)، وقد سقط من "تاريخ بغداد". قال الحافظ: "هذا حديث غريب، وجسر ضعيف، وكذلك الراوي عنه". قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: الأغلب بن تميم؛ منكر الحديث. الثانية: جسر؛ ضعيف. وإن كان الحسن بن أبي جعفر؛ كما وقع في مطبوع الطبراني فهو -أعني: الحسن- ضعيف. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2467) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 245/أ - المحمودية)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (2/ 159) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 203)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 286 - 287/ 1047)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 252) بطرق عن جسر بن فرقد عن الحسن به. قلت: وجسر بن فرقد؛ ضعيف الحديث. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 93 - 94/ 6224) من طريق هشام بن زياد أبي المقدام عن الحسن به. قلت: وهشام هذا؛ متروك الحديث؛ كما في "التقريب". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 713) من طريق الحسن بن دينار عن الحسن به. قلت: والحسن هذا؛ متروك الحديث أيضًا. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 480 / 2462) من طريق المبارك بن فضالة عن أبي العوام عن الحسن به.

- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ يسَ في يوم وليلة ابتغاء وجه (¬1) الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ غفر الله له" (¬2). نوع آخر: 677 - حدثنا سليمان بن الحسن (¬3) بن المنهال أخبرنا أبو كامل ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: ومبارك هذا؛ مدلس وقد عنعن، وأبو العوام لم أعرفه. وبالجملة؛ فالحديث ثبت بطرق عن أبي هريرة لكن مداره على الحسن وهو مدلس وقد عنعن. 677 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 165/ 2892 و 475/ 3404)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة " (432/ 707 و 708)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 616/ 1209)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 424/ 9865)، وأحمد (3/ 340)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 23/ 1038 - منتخب)، والدارمي في "سننه" (10/ 519/ 3676 - فتح المنان) -ومن طريقهما الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 247/ أوب- المحمودية) -، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (176/ 238) -ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (110/ 227) -، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 163 - مختصره)، والشجري في "الأمالي" (1/ 107)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (8/ 129)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 478/ 2455)، و"الدعوات الكبير" (2/ 121/ 360)، والبغوي في "شرح السُّنة" (4/ 472/ 1207)، و"معالم التنزيل" (6/ 311)، والواحدي في "الوسيط" (3/ 449)، وتمام الرازي في "فوائده" (4/ 157/ 1353 - 1355 - ترتيبه)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 327 و 52/ 423 - مطبوع)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 247/ ب)، والطبراني في "الدعاء" (2/ رقم 266 - 269 و 271 و 272)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/ 235/ 466 و 347/ 527)، وأبو طاهر السلفي في "الطيوريات" (ج 9/ق 147/ ب)، وابن مردويه في "جزء ما انتقاه على الطبراني" (151/ 68) بطرق عن ليس بن أبي سليم به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب من حديث أبي الزبير عن جابر، وفيه ¬

_ (¬1) في هامش "م": "رحمة". (¬2) هذا الحديث متأخر في "ل" بعد ثلاث أحاديث. (¬3) في هامش "م": "الحسين".

الجحدري حدثنا عبد الواحد (¬1) بن زياد ثنا الليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينام كل ليلة حتى يقرأ: ألم تنزيل الكتاب، وتبارك (الذي بيده الملك) (¬2) ". ـــــــــــــــــــــــــــــ علتان: عنعنه أبي الزبير، وضعف ليث، وقال الترمذي: غريب، رواه غير واحد عن ليث، وتابعه مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير، وقال زهير بن معاوية: قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا لهذا؟ فقال: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنكر أن يكون عن جابر" أ. هـ. قلت: رواية المغيرة بن مسلم، أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" (431/ 706)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 614/ 1207) بطرق عن شبابة بن سوار عن المغيرة به. ورواية زهير بن معاوية، أخرجها النسائي (432/ 709)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 251)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (3/ 350/ 1290)، و"مسند علي بن الجعد" (2/ 941/ 2705) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 327) -، والحاكم (2/ 412) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 478/ 2456)، و"الدعوات الكبير" (2/ 122 - 123/ 361) -. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 247/ ب): "زهير هذا هو أبو خيثمة الجعفي الكوفي وهو من كبار الحفاظ الإثبات، وكأن ليثًا ومغيرة سلكا الجادة؛ لأن أبا الزبير يكثر عن جابر. وقد وصل رواية مغيرة: النسائي في "اليوم والليلة"، ووصل رواية زهير: أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة"، أخرجه في ترجمة صفوان غير منسوب - عن علي بن الجعد عن زهيرة فقال: لا يُعرف إلا من هذا الوجه، ويقال: إن صفوان مكي، وقال غيره: هو شامي روى عنه أبو الزبير حديثًا غير هذا، فقال: عن صفوان بن عبد الله عن أم الدرداء. وعلى هذا فهو مرسل أو معضل" أ. هـ. قلت: وهذا كلام في غاية التحقيق، وقد خفي هذا على شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 130)؛ فجعل رواية زهير بن معاوية هذه عن صفوان أو ابن صفوان عن جابر وهذا خطأ منه - رحمه الله -؛ فإن صفوان لم يروه عن جابر وإنما منتهاه عن صفوان نفسه؛ كما تقدم صريحًا في كلام الحافظ ابن حجر آنف الذكر، وقد سبقه الترمذي، فقال: "وروى زهير قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر، فذكر هذا ¬

_ (¬1) في هامش "م": "الوليد". (¬2) ليست في "ل".

قال: وقال طاووس: وتفضلان كل سورة من القرآن ستين حسنة. نوع آخر: 678 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلي بن حماد ثنا يزيد بن زريع ـــــــــــــــــــــــــــــ الحديث؟ فقال أبو الزبير: إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان وكأن زهيرًا أنكر أن يكون هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر". فهذا نص صريح أن زهيرًا بن معاوية كان ينكر أن يكون هذا الحديث من مسند جابر، وإنما هو عن صفوان نفسه؛ وهذا صريح جدًا في وضع أبي القاسم البغوي هذا الحديث في "معجم الصحابة" له في ترجمة صفوان، وبالله التوفيق. وبالجملة، فالحديث ضعيف؛ كما تقدم بيانه والصواب فيه أنه مرسل أو معضل. أما الحاكم؛ فصححه على شرط مسلم، ووهم في ذلك. 678 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 65 - 66/ 785 - إحسان) عن أبي صخرة عن عبد الأعلي بن حماد به. وأخرجه أحمد (6/ 449)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 487 - 488/ 3941)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" (2/ 405/ 1833) عن روح بن عبادة، والمحاملي في "الأمالي" (331/ 356 - رواية ابن البيّع)، و (ج 3/ق 31/أ، وج 6/ ق 82/أ - رواية ابن مهدي) من طريق عمرو بن حمران، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، ويزيدُ بنُ زُرَيع ورَوحُ بنُ عبادة سمعا من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط. وقد توبع سعيد بن أبي عروبة؛ فأخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 555/ 809)، والترمذي في "جامعه" (5/ 162)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" (2/ 405/ 1833)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 249)، والنسفي في "القند في ذكر علماء سمرقند" (ص 348)، والضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (95 - 96/ 49) بطرق عن معاذ بن هشام الدَّسْتَوَائي ويزيد بن هارون عن هشام بن عبد الله الدَّسْتَوَائي عن قتادة به. وأخرجه مسلم (1/ 556)، وأبو داود (4/ 117/ 4323)، والنسائي في "فضائل القرآن"؛ كما في "تحفة الأشراف" (8/ 233)، و"عمل اليوم والليلة" (528/ 951)، وأحمد (5/ 196 و 6/ 449)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (1/ 50/ 38)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (161 - 162/ 206 و 163/ 210)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 245)، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (95 - 96/ 49) , وأبو عوانة (2/ 487 - 488/ 3941)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" (2/ 405/ 1835)، والواحدي في "الوسيط" (3/ 135)، والمهرواني في "الفوائد المنتخبة" -المعروف بـ "المهروانيات" (80/ 30 -

عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن حديث معدان اليعمري عن ـــــــــــــــــــــــــــــ تخريج الخطيب البغدادي)، والحاكمِ (2/ 368)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 474/ 2443)، و"معرفة السنن والآثار" (2/ 530/ 1817)، و"السنن الصغير" (1/ 344/ 966)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 1276/ 680)، والبغوي في "شرح السُّنة" (4/ 469/ 1204)، و"معالم التنزيل" (5/ 214) بطرق كثيرة عن همام بن يحيى عن قتادة به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وقد وهما في استدراكه؛ فإن مسلمًا أخرجه في "صحيحه" كما ترى. وقال الجورقاني والبغوي: "هذا حديث صحيح". وأخرجه أحمد (6/ 449) من طريق شيبان النحوي عن قتادة به. قلت: هكذا رواه هؤلاء الثقات الأربعة بهذا اللفظ، وخالفهم شعبة بن الحجاج، فقال: "من حفظ عشر آيات من آخر سورة الكهف". فأخرجه أحمد (6/ 446) -ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج" (2/ 405/ 1834) -، ومسلم في "صحيحه" (1/ 556)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 66/ 786 - إحسان)، والضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (97/ 50) عن محمد بن المثنى، كلاهما (الإِمام أحمد ومحمد بن المثنى) عن محمَّد بن جعفر عن شعبة به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (527/ 949)، و"الكبرى" (5/ 15/ 8025) عن عمرو بن علي الفلاس عن شعبة به إلا أنه لم يقل من أول الكهف ولا من آخرها. وأخرجه مسلم (1/ 556)، والترمذي (5/ 162/ 2886)، والروياني في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (95 - 96/ 49) - ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 170 - مختصر) ثلاثتهم عن محمَّد بن بشار (بندار) عن محمَّد بن جعفر به، لكنهم اختلفوا في لفظه: - فلفظ مسلم والروياني من آخر سورة الكهف. - ولفظ محمَّد بن نصر من سورة الكهف لم يحدد لا من أول السورة ولا من آخرها. - ولفظ الترمذي "من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف". ولا شك عندي في شذوذ هذه الرواية؛ لأن مسلمًا وابن نصر والروياني رووه عن محمَّد بن بشار ولم يذكروا هذا اللفظ، ثم هو مخالف لجميع الألفاظ عن شعبة، فلم يذكر أحد من الرواة عن شعبة هذا اللفظ فالوهم إمّا من الترمذي نفسه أو شيخه محمَّد بن بشار أو شعبة، فإنه كان يضطرب في ضبط هذا الحرف، والله أعلم. ثم رأيت لشيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - بحثًا ماتعًا في ضعف

أبي الدرداء - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حفظ عشر آيات من أول الكهف؛ عصم من فتنة الدجال". ـــــــــــــــــــــــــــــ هذه اللفظة وشذوذها في "الضعيفة" (1336)؛ فانظره غير مأمور. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (527/ 950)، وأحمد (6/ 446)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 487/ 3940)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 245) -ومن طريقه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (6/ 1181 - 1182/ 657) - عن حجاج بن محمَّد الأعور، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/ 290) من طريق إسحاق بن بهلول، كلاهما عن شعبة به. قلت: هكذا رواه محمَّد بن جعفر وحجاج الأعور وإسحاق بن بهلول عن شعبة، وخالفهم معاذ بن معاذ وخالد بن عبد الله الطحان وآدم بن أبي إياس، فرووه عن شعبة به، لكن جعلوه من مسند ثوبان - رضي الله عنه -. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (527/ 948)، والروياني في "مسنده" (1/ 404/ 613)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 107/ 7742). قلت: وهي شاذة عندي بلا شك؛ لمخالفتها لسائر الرواة عن شعبة، خاصة رواية محمَّد بن جعفر (غندر) وحجاج الأعور. فإنهما من أثبت الناس في شعبة، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" من طريق غندر، وكذا رواه سائر أصحاب قتادة وجعلوه من مسند أبي الدرداء. وقد ذكرت آنفًا أن رواية شعبة شاذة، وهاك البيان: قال الإِمام مسلم في "صحيحه" عقب الحديث: "وقال همّام: من أول الكهف؛ كما قال هشام". قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 124 - 125): "يشير بذلك إلى ترجيح روايتهما على رواية شعبة، وهو كذلك لو كانا وحيدين؛ فكيف ومعهما رواية سعيد بن أبي عروبة وشيبان بن عبد الرحمن؛ كما سبق، بل إن شعبة قد وافقهم عليها في رواية عنه؛ أخرجها الترمذي وصححها, ولكنه شذ عنهم جميعًا في لفظ آخر، فقال: "ثلاث"، مكان: "عشر"، وبيان ذلك في "السلسلة الأخرى" (1336). ثم رأيت شعبة قد روي ذلك الحرف على وجه آخر بلفظ: "من سورة الكهف"، ولم يقل: "أول"، ولا "آخر". وكأنه لتردده بينهما. أخرجه عنه هكذا الخطيب في "تاريخه" (1/ 290) " أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله وأجزل مثوبته -, وكذا روى هذا الحرف بهذا اللفظ محمَّد بن بشار عن محمَّد بن جعفر عن شعبة عند محمَّد بن نصر المروزي، وعمرو بن

679 - أخبرنا الحسين (¬1) بن يوسف حدثنا علي بن عبد الرحمن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ علي الفلاس عن شعبة عند النسائي، ولم يذكرا هل هو من أول الكهف أو آخرها؟. وهذا يقوي الاحتمال الذي ذكره شيخنا - رحمه الله - من تردُّ شعبة في هذا الحرف وعدم ضبطه له؛ ولذلك قال شيخنا - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 510): "ويبدو لي أن شعبة نفسه كان يضطرب في رواية هذا الحديث؛ فتارة يقول: "عشر"؛ كما هي رواية أحمد ومسلم عنه، وتارة يقول: "ثلاث"، كما في رواية الترمذي، وهي شاذة قطعًا، وتارة يقول: "آخر الكهف"؛ كما في روايتهما، وأخرى يقول: "أول الكهف" وهي الصواب" أ. هـ. ثم وجدت ما يؤكد شذوذ رواية شعبة (من آخر الكهف)؛ فقد أخرج الإِمام مسلم في "صحيحه" (2937) من حديث النوّاس بن سمعان -في ذكر قصة الدجال- وفيه: "فمن رآه منكم؛ فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف". فهذا شاهد قويّ، قويَ جدًا يؤكد ما انتهيت إليه بعد هذا التحقيق من شذوذ رواية "آخر الكهف"، وأن الصواب في لفظ الحديث: (أول سورة الكهف)؛ فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. 679 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أحمد (3/ 439) عن حسن بن موسى الأشيب، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 469 - 470/ 1205)، و"معالم التنزيل" (5/ 214) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار كلاهما عن ابن لهيعة به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 162/ 443) من طريق رشدين بن سعد عن زبّان بن فائد به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: زبّان بن فائد، ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته؛ كما في "التقريب". الثانية: سهل بن معاذ، لا بأس به إلا في رواية زبّان بن فائد عنه، كما في "التقريب"، وهذا منها. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 52 - 53): "رواه أحمد والطبراني، وفي إسناد أحمد ابن لهيعة، وهو ضعيف وقد يحسن حديثه! ". قلت: وفي كلامه هذا نظر من ناحيتين: الأولى: أن ابن لهيعة ليس ضعيف على إطلاقه، بل بتفصيل معروف عند أهل العلم بالحديث، وملخص ما فيه: أنه اختلط بعد احتراق كتبه؛ فمن سمع منه قبل ذلك؛ فحديثه عنه مستقيم، ومن سمع منه بعد احتراق كتبه واختلاطه؛ فحديثه ضعيف، وحديثنا هذا من هذا القبيل، فإن النضر بن عبد الجبار من قدماء أصحاب ابن لهيعة، ¬

_ (¬1) في هامش "م": "الحسن".

المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة حدثني زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قرأ من أول سورة (أصحاب) (¬1) الكهف وآخرها؛ كانت له نور بين يديه إلى رأسه، ومن قرأها كلها؛ كانت له نورًا من السماء إلى الأرض". نوع آخر: 680 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمَّد بن النضر بن مساور (¬2) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وهو ممن سمع منه قبل احتراق كتبه؛ كما نصص على ذلك يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ". الثانية: أن ابن لهيعة لم يتفرد به؛ بل تابعه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، لكن ليس شديد الضعف؛ فيستشهد به، وهو لا بأس به في المتابعات والشواهد، فبرئت ذمة ابن لهيعة منه تمامًا. 680 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (434/ 712)، و"التفسير" (2/ 227/ 464) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 181/ 2920 و 475/ 3405) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 199/ ب- المحمودية) -, وأحمد (6/ 68 و 122 و 189)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 191/ 1163)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 169 - مختصره)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (8/ 106/ 4643 و 203/ 4765) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 199/ ب- المحمودية) -, والحاكم (2/ 434) - وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 407/ 2242) -, والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 121/ 359)، والمزي في "تهذيب الكمال" (27/ 413) بطرق كثيرة عن حماد بن زيد به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 137): "هذا إسناد رواته ثقات، وأبو لبابة اسمه مروان". وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 240 - 241): "وهذا إسناد جيد، سكت عليه الحاكم والذهبي، ورجاله ثقات، وقال الترمذي: "أخبرني محمَّد بن إسماعيل -يعني: البخاري- قال: أبو لبابة هذا اسمه مروان مولى ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "يسار".

حماد بن زيد عن مروان أبي لبابة: أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ كل ليلة بني إسرائيل، والزمر". نوع آخر: 681 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن أيوب العابد ثنا مصعب بن ـــــــــــــــــــــــــــــ عبد الرحمن بن زياد، وسمع من عائشة، سمع منه حماد بن زيد". قلت: وكذلك سماه النسائي في "عمل اليوم والليلة"، ومن طريقه ابن السني في "عمله"، وقال ابن معين: "ثقة"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 425)، وروى عنه ثقتان آخران، ولذلك صرح الذهبي في "الكاشف"، والعسقلاني في "التقريب" بأنه ثقة، ولم يعرفه ابن خزيمة؛ فقال مترجمًا عن الحديث: "باب استحباب قراءة بني إسرائيل ... وإن كان أبو لبابة هذا يجوز الاحتجاج بخبره؛ فإني لا أعرفه بعدالة ولا بجرح". قلت: قد عرفه البخاري ومن وثقه، ومن عرف حجة على من لم يعرف" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله - إلا قوله: "إسناده جيد"؛ فمن حقه أن يقول: إسناد صحيح؛ فهو كذلك؛ فإن رجاله كلهم ثقات. 681 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (11/ 105/ 6232) بسنده سواء. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 484 / 2476) من طريق يحيى بن أيوب به. وأخرجه الترمذي (5/ 163/ 2889)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (168/ 222) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 245/ ب- المحموديّة) -، وأبو يعلى في "مسنده" (11/ 93 - 94/ 6224)، والرافعي في "التدوين" (3/ 82)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 484 - 485/ 2477)، وابن مردويه والثعلبي في "تفسيريهما"؛ كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/ 272) بطرق عن أبي المقدام هشام بن زياد به. قال البيهقي: "تفرد به هشام، وهو ضعيف! ". قلت: بل هو متروك الحديث؛ كما في "التقريب". قال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهشام أبو المقدام يُضعف، ولم يسمع الحسن عن أبي هريرة، هكذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد" أ. هـ. قلت: بل سمع الحسن عن أبي هريرة حديث المختلعات، وقد فصلت هذا في كتابي "كفاية الحفظة"، لكن هو مدلس لا بد أن يصرح بالسماع، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى (6224).

المقدام حدثني أبو المقدام عن الحسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ سورة الدخان في ليلة جمعة؛ أصبح مغفورًا له". نوع آخر: 682 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا محمَّد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث شاهد من حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - مرفوعًا به، أخرجه الواحدي في "الوسيط" (4/ 85). قلت: بإسناد ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: سلام بن سليم، وهو المعروف بالطويل؛ متروك الحديث. الثانية: هارون بن كثير، مجهول؛ كما في "الميزان". وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا، وشاهده لا يفرح به؛ لأنه مثله. 682 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "تفسير القرآن العطيم" (4/ 302)، و"تخريج الكشاف" (3/ 412) - بسنده سواء. وأخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه"؛ كما في "بيان الوهم والإيهام" (4/ 664)، و"الكاف الشاف" (ص 163)، و"لسان الميزان" (3/ 140)، و"نتائج الأفكار" (ق 246/ ب- المحمودية)، و"تفسير القرآن العظيم" (4/ 302) -، ومن طريقه ابن أبي داود وعلي بن سعيد العسكري كلاهما في "ثواب القرآن"، كما في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 491/ 2498)، والبغوي في "معالم التنزيل" (8/ 28)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 112 - 113/ 151) عن السري بن يحيى عن شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود به. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 729/ 721 - بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 302)، و"تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 411 - 412)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 491 - 492/ 2499 و 492/ 2500)، وابن مردويه والثعلبي في "التفسير"، كما في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 412)، و"لسان الميزان" (7/ 61) بطرق عن السري بن يحيى به مثل رواية ابن وهب، وبعضهم قال: "أبو طيبة". وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 257) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب- النسخة المحمودية) -، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/ 269)، والقاسم بن الفضل الأصبهاني في "الأربعين" (ص 275 - 276)، وابن ديزيل في "جزءه"؛ كما في "لسان الميزان" (7/ 61)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب- المحمودية) عن عمرو بن الربيع، وابن بشران في "الأمالي"

منيب العدني ثنا السري بن يحيى الشيباني عن أبي طيبة (¬1): أن ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 92/ 1128) من طريق يزيد بن أبي حكيم كلاهما (عمرو ويزيد) عن السري بن يحيى عن أبي شجاع عن أبي ظبية به. وأخرجه سمويه في "فوائده"، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "لسان الميزان" (7/ 61) -، والشجري في "الأمالي" (2/ 283)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 491/ 2497) بطرق عن السري بن يحيى عن شجاع عن أبي فاطمة عن ابن مسعود. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل: الأولى والثانية: شجاع وأبو ظبية، مجهولان. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 265): "شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود؛ قال أحمد بن حنبل: لا أعرفهما، حدث عنه الليث بن سعدة مجهول. قلت: هو صاحب حديث "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة"، رواه عنه السري بن يحيى بإسناده مرفوعًا" أ. هـ. قلت: وقد اختلف في اسمهما؛ فقيل: عن شجاع عن أبي ظبية، وقيل: عن أبي شجاع عن أبي ظبية -بمعجمة ثم موحدة-, وقيل: عن شجاع عن أبي فاطمة، وقيل: عن شجاع عن أبي طيبة، وسيأتي بيان هذا الاختلاف في العلة الرابعة، وبيان الراجح من ذلك. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/ 536): "أبو شجاع؛ نكرة لا يُعرف عن أبي طيبة، ومَن أبو طيبة؟! عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة" أ. هـ. وقال أيضًا في (4/ 542): "أبو طيبة عن ابن مسعود - رضي الله عنه -وعنه أبو شجاع سعيد؛ مجهول" أ. هـ. وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 413): "وشجاع مجهول العين دون الحال". الثالثة: الانقطاع؛ قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/ 1475): "أبو طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان له حديث مرسل؛ يرويه السري بن يحيى أبو الهيثم عن شجاع عن أبي طيبة عن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة" أ. هـ. وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 413): "فقد تبين ضعف هذا الحديث من وجوه: ¬

_ (¬1) في "هـ": "عن شجاع عن أبي طيبة"، وهو خطأ، فلم يروه ابن السني بإثبات "شجاع"؛ كما في "ل" و"م" و"تحريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/ 412).

ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قرأ ـــــــــــــــــــــــــــــ أحدها: الانقطاع؛ كما ذكره الدارقطني، وابن أبي حاتم في "علله" نقلًا عن أبيه" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 247/أ - المحمودية): "والذي يترجح: أن ضعفه بسبب الانقطاع، فإن أبا طيبة الجرحاني لم يدرك ابن مسعود وأقل ما بينهما راويان فيكون السند معضلا" أ. هـ. وكذا أعله - رحمه الله - بالانقطاع في "الكاف الشاف" (ص 163). الرابعة: الاضطراب في سنده؛ فمنهم من يقول: أبو طيبة -بالطاء المهملة بعدها ياء-؛ كما ذكره الدارقطني، ومنهم من يقول: بظاء معجمة بعدها باء موحدة، ومنهم من يقول: أبو فاطمة؛ كما ذكرهما البيهقي. ومنهم من يقول: شجاع، ومنهم من يقول: عن أبي شجاع". قاله الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/ 414). وقال الحافظ ابن حجر في "الكافي الشاف" (ص 163): "اختلف أصحاب السري؛ هل شيخه شجاع أو أبو شجاع؛ وكذا اختلفوا في شيخ أبي شجاع: هل هو أبو فاطمة أو أبو ظبية؟ ثم اختلفوا في ضبط أبي ظبية: فعند الدارقطني بالطاء المهملة بعدها تحتانية ثم موحدة وأنه عيسى بن سليمان الجرجاني، وأن روايته عن ابن مسعود منقطعة. ويؤيده: أن الثعلبي أخرجه من طريق أبي بكر العطاري عن السري عن شجاع عن أبي طيبة الجرجاني، وعند البيهقي أنه بالمعجمة بعدها موحدة وأنه مجهول" أ. هـ. ونحوه في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب). وقال في "لسان الميزان" (7/ 61): فاجتمع من الخلال فيه ثلاثة أشياء: أحدها: هل شيخ السري شجاع أو أبو شجاع؛ والراجح أنه أبو شجاع!!. ثانيها: هل شيخه أبو طيبة أو أبو فاطمة، والراجح أبو طيبة. ثالثها: أبو طيبة؛ بمهملة ثم تحتانية ساكنة ثم موحدة أو بمعجمة عن موحدة ساكنة ثم تحتانية؟. رجح الدارقطني الأول -أنه بالمهملة وتقديم التحتانية وجزم بأنه عيسى بن سليمان الدارمي الجرجاني؛ ويؤيده: أنه وقع في رواية الثعلبي عن أبي طيبة الجرجاني، وكذا جزم ابن أبي حاتم [في "الجرح والتعديل" (4/ 378)]. قلت: وكذا ذكر في "نتائج الأفكار": "أن المعتمد هو أبو شجاع". لكن البيهقي رجح أنه الثاني -بمعجمة عن موحدة ساكنة ثم تحتانية-، وهذا كله مما يؤكد الجهل بحالهما. والراجح أنه شجاع، وهو الذي جزم به الإِمام أحمد -فيما تقدم من نقل الذهبي عنه-؛ وكذا جزم به الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/ 147)، وابن أبي حاتم

سورة الواقعة (في) (¬1) كل ليلة؛ لم تصبه فاقة أبدًا". ـــــــــــــــــــــــــــــ في "الجرح والتعديل" (4/ 378)، وابن حبان في "الثقات" (4/ 368) -لكن قال: شجاع أبو طيبة! وسيأتي الرد عليه-، والحافظ نفسه؛ كما سيأتي في بحث له تراجع أخيرًا عن هذا الذي جزم به آنفًا. وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/ 139 - 140) -في ترجمة شجاع-: "وقد قيل فيه: شجاع أبو طيبة؛ كذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو خطأ. وقال: يَروي عن ابن عمر، روى عنه السري بن يحيى. وأما ابن أبي حاتم؛ فقال: شجاع عن -في "الأصل": بن وهو خطأ- أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان بن دينار. قلت: وهو تخليط!!؛ فإن الجرجاني ما أدرك ابن مسعود ولا أصحاب ابن مسعود، والصواب: أن هذا هو أبو شجاع سعيد بن يزيد المصري الذي روى عنه الليث بن سعد؛ فقد روى ابن وهب حديثًا في "جامعه" عن السري بن يحيى عن أبي شجاع! عن أبي ظبية عن ابن مسعود - رضي الله عنه - يعني: حديثنا هذا-" أ. هـ كلامه. وقال أيضًا في (6/ 60): "والذي يخطر لي بعد البحث الشديد: أنه أبو شجاع سعيد بن يزيد شيخ الليث بن سعد" أ. هـ. وقال في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب): "وهو الذي ترجح عندي بعد البحث الشديد". لكنه بعد هذا البحث الشديد تراجع عن الذي خطر له وترجح عنده في نفس الكتاب بعد صفحتين مباشرة فقال (6/ 62): "وأما ابن أبي حاتم، فقال: شجاع عن أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان بن دينار، فتقدم ذكره في هذا الكتاب [(3/ 140)] وقد استنكرت ما جزم به ابن أبي حاتم فيما تقدّم في ترجمة شجاع في "الأسماء" [(3/ 140)] ثم ظهر لي أنه الأرجح؛ لما ذكرته هنا" أ. هـ. وقال في "نتائج الأفكار": "واختلفوا في ضبط شيخه -يعني: شجاعًا-؛ فعند الأكثر بفتح الطاء المهملة وسكون الياء التحتية وبعدها موحدة مفتوحة، وضبطه البيهقي بالمعجمة وتقديم الموحدة. والأول هو المعتمد وهو عيسى بن سليمان الجرجاني". قلت: ولذلك أعله بالانقطاع بين أبي طيبة وابن مسعود. وخلاصة هذا البحث: أن الصواب فيه هو السري بن يحيى عن شجاع عن أبي طيبة عن ابن مسعود وهي رواية الحارث بن أبي أسامة. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

قال: وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة. نوع آخر: 683 - أخبرنا محمَّد بن الحسين بن مكرم حدثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا خالد بن طهمان أبو العلاء حدثني نافع (بن أبي نافع) (¬1) عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وُكِّلَ به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، وإن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة". نوع آخر: 684 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا علي بن حجر حدثنا بقية بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وتقدم أن شجاعًا وأبا طيبة كلاهما مجهول، وأنه منقطع بين أبي طيبة وبين ابن مسعود. العلة الخامسة: نكارة متنه؛ قاله الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/ 413). قال الإِمام أحمد بن حنبل؛ كما في "العلل المتناهية" (1/ 113)، و"الكافي الشاف" (ص 163): "هذا حديث منكر، وشجاع لا أعرفه" أ. هـ. وقال الزيلعي (3/ 413): "وقد اجتمع على ضعفه الإِمام أحمد وأبو حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي تلويحًا وتصريحًا، والله أعلم". قلت: وضعفه أيضًا ابنُ القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (4/ 663)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب)، و"الكافي الشاف" (ص 163)، والمناوي في "فيض القدير" (6/ 201). وقال المناوي في "التيسير": "والحديث منكر". وقال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (1/ 457/ 289): "ضعيف". 683 - مضى تخريجه برقم (81). 684 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 16/ 8026)، و"عمل اليوم والليلة" (434/ 713) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن أبي بلال عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه -: أن النّبي (¬1) - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بالمسبحات قبل أن يرقد، ويقول: "إن فيهن آية هي أفضل من ألف آية". نوع آخر: 685 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا إسحاق بن منصور ومحمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الترمذي في "جامعه " (5/ 181/ 2921 و 475/ 3406) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 199/ أ - ب - المحمودية) - عن علي بن حُجر به. وأخرجه أبو داود (4/ 313/ 5057)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (434 - 435/ 714)، وأحمد (4/ 128)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 170 - مختصره)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/ 347) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 493/ 2504) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/ 209 - 210/ 625)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 493/ 2503) بطرق عن بقية بن الوليد به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحافظ: "هذا حديث حسن". وحسنه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الترمذي" (2333 و 2712). قلت: وهو كما قالوا، وبقية بن الوليد، وإن كان مدلسًا، فقد صرح بالتحديث عند أحمد والبيهقي، فانتفت شبهة تدليسه. وخالف بقيةَ معاويةُ بنُ صالح؛ فرواه عن بحير بن سعد به مرسلًا دون ذكر العرباض بن سارية: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (435/ 715)، والدارمي في "سننه" (10/ 533 / 3689 - فتح المنان) من طريقين عن معاوية به. قلت: بقية أوثق من معاوية وهذا له أوهام؛ كما في "التقريب"، فلعل هذا من أوهامه. (تنبيه): تصحف في "عمل اليوم والليلة" (714) اسم "بحير بن سعد" إلى "يحيى بن سعيد" وهو خطأ فاحش من المحقق، والتصويب من "تحفة الأشراف" (7/ 288). 685 - إسناد حسن، (وهو صحيح)، أخرجه ابنُ الضريس في "فضائل القرآن" ¬

_ (¬1) في "ل": "رسول الله".

المثنى قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي ـــــــــــــــــــــــــــــ (175/ 236)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 69/ 788 - إحسان)، والشجري في "الأمالي" (1/ 106 - 107) من طريق يحيى القطان به. وأخرجه أبو داود (2/ 57/ 1400)، والترمذي (5/ 64/ 2891)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (433/ 710)، و"التفسير" (2/ 454/ 632)، وابن ماجه (2/ 1244/ 3786)، وأحمد (2/ 299 و 321)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (122)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 260)، والفريابي في "فضائل القرآن" (134/ 33)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (176/ 237)، وأبو يعلى في "مسنده" -رواية ابن المقرئ- ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (99/ 52) -, ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 163 - مختصره)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 67/ 787 - إحسان)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (3/ 367/ 996)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 260)، وابن بشران في "الأمالي" (109/ 226)، والحاكم (1/ 565)، والبيهقي في "السنن الصغير" (1/ 344/ 968)، و"شعب الإيمان" (2/ 493 - 494/ 2506)، و"إثبات عذاب القبر" (166 و 167)، وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن" (ص 37)، وابن الجوزي في "التحقيق" (1/ 346/ 449) بطرق عن شعبة به. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (3/ 207/ 1443 - منتخب)، والحاكم (2/ 497 - 498) عن الطيالسي عن عمران القطان عن قتادة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. وحسنَّه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن أبي داود" (1247)، و"صحيح سنن الترمذي" (2315)، وصححه في "صحيح سنن ابن ماجه" (3068). قلت: وهو كما قال الترمذي وشيخنا؛ فإن مداره على عباس الجُشمي روى عنه قتادة والجريري ووثقه ابن حبان، وحسن له الترمذي، وصحح له الحاكم والذهبي وهو من التابعين؛ فمثله حديثه في مرتبة الحَسَنِ -إن شاء الله-. وله شاهد من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1/ 176)، و"المعجم الأوسط" (4/ 76/ 3654) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 114 - 115/ 1738 و 1739) -. قلت: وسنده صحيح. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 127): "ورجاله رجال الصحيح". وبالجملة؛ فالحديث بمجموعها صحيح بلا ريب. تنبيه: تحرف في "الأمالي" لابن بشران اسم "شعبة" إلى "ربيعة"، وهو خطأ قبيح؛

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " (إن) (¬1) في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1]. نوع آخر: 686 - حدثنا محمَّد بن خريم (بن مروان) (¬2) ثنا هشام بن عمار ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ فليصحح؛ وابن بشران رواه من طريق ابن الضريس من طريق خالد بن الحارث عن شعبة، كذا هو في "فضائل القرآن" له بإثبات شعبة وليس ربيعة. 686 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 1634) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 487 - 488/ 2486) - عن الحسن بن سفيان عن هشام بن عمار به. لكن قال: عن "الخليل بن موسى" بدلًا من "سعيد بن يحيى". وأخرجه ابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 166 - مختصره)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 221/ 7938)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 185/ 525)، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (112/ 77)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (1/ 349)، والحاكم (1/ 559 و 568 و 2/ 259)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 485/ 2478)، و"السنن"الكبرى" (10/ 9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 18/ ق 111/ أ)، ويوسف بن عبد الهادي في "هداية الإنسان" (ق 23/ أ) بطرق عن عبيد الله بن أبي حميد به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: عبيد الله؛ قال أحمد: تركوا حديثه". قلت: وهو كما قال، ولخصه الحافظ في "التقريب" بقوله: "متروك"، وخالفه قتادة؛ فرواه عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المائين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضلت بالمفصل". أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1012)، وأحمد (4/ 107)، والطبري في "جامع البيان" (رقم 126)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ رقم 1379)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ رقم 185 و 186)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة "الصحابة" ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) ليست في "ل".

سعيد بن يحيى اللخمي ثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت المفصل نافلة". نوع آخر: 687 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن يزيد عن أبيه ـــــــــــــــــــــــــــــ (5/ رقم 6485)، وابن منده في "المعرفة" (ج 2/ ق 206/ ب)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ رقم 2484) وغيرهم بطرق عن عمران بن دوّار القطان عن قتادة به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران بن دوّار القطان، وهو صدوق. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 46): "رواه أحمد وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره، وباقي رجاله ثقات". وتابعه سعيد بن بشير عن قتادة به: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ رقم 187)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ رقم 2485)، وابن عبد الهادي في "هداية الإنسان" (ق 22/ ب). وسعيد هذا ضعيف، لكن الحديث بمجموعهما صحيح -إن شاء الله-. 687 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (435 - 436/ 716) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (2/ 57/ 1399 و3/ 93 - 94/ 2789)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 16/ 8027)، وأحمد (2/ 169) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (23/ 54 - 55) -, والبزار في "البحر الزخار" (6/ 429/ 2459)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 169 - 170)، والطبراني في "المعجم الكبير" (158/ 64 - قطعة من المجلد 13) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإِمام أحمد بن حنبل في "مسنده" (71 - 72/ 27)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 248/ ب- ق 249/ أ- المحمودية) -، والشجري في "الأمالي" (1/ 106)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (14/ 145/ 5531)، والحاكم (2/ 532) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 496/ 2512) - بطرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (7/ 212 - 213)، و"السنن الكبرى" (3/ 52/ 4455)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (14/ 144/ 5530)، والدارقطني في "سننه" (4/ 282) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 263 - 264) -،

عن سعيد حدثني عياش بن عباس (¬1) عن عيسى بن هلال عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: اقرئني سورة جامعة، فأقرأه: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} حتى فرغ منها، قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها (آية) (¬2) أبدًا فقال ـــــــــــــــــــــــــــــ وابن حبان في "صحيحه" (13/ 235 - 236/ 5914 - إحسان)، والحاكم (4/ 223) -وعنه البيهقي (9/ 264) - من طريق عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب به. قال الحاكم في "الموضع الأول": "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: بل صحيح، وصححه النسائي". وقال في "الموضع الثاني": "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث صحيح". قلت: والأقرب -والله أعلم- أنه حسن الإسناد. فإن مداره على عيسى بن هلال وهو صدوق؛ كما في "التقريب"، وليس هو على شرطهما، كما ادعى الحاكم، فإن الشيخين لم يخرجا لعيسى بن هلال شيئًا، وعياش بن عباس من أفراد مسلم. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 262)، والطبراني في "المعجم الكبير" (64 - 65/ 158 - قطعة من المجلد 13) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرىء" (27) - من طريق النضر بن عبد الجبار أبي الأسود وعبد الله بن يوسف كلاهما عن ابن لهيعة عن عياش به. قلت: وسنده حسن لذاته؛ ورواية أبي الأسود عن ابن لهيعة قديمة. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (14/ 144/ 5530)، والدارقطني (4/ 282) -ومن طريقه البيهقي (9/ 263 - 264) -, والطبراني في "المعجم الكبير" (65/ 159 - قطعة من المجلد 13)، والحاكم (4/ 223) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عياش بن عباس به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 50/ 773 - إحسان) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياش به. قلت: وروايته هذه من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 50/ 773 - إحسان)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (14/ 144/ 5530)، والدارقطني (4/ 282) -ومن طريقه البيهقي (9/ 263 - 264) - من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عياش عن عياش بن عباس به. ¬

_ (¬1) في "م": "عياش". (¬2) ليست في "ل".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلح الرّويجل (¬1)، أفلح الرّويجل (1) ". 688 - حدثني عبيد الله (¬2) بن محمَّد حدثنا عبيد الله بن أحمد ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 688 - إسناده ضعيف جدًا، والحديث منكر؛ أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند أبي هريرة" (ق 195/ ب) من طريق عيسى به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: عيسى بن ميمون؛ متروك الحديث. الثانية: يحيى بن أبي كثيرة مدلس، وقد عنعن. وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - به: أخرجه الترمذي (5/ 166/ 2894)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 262 - 263 و 265 و 268)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (202/ 299)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 2638)، وأبو الشيخ في "الثواب"، كما في "فتح الباري" (9/ 61)، والحاكم (1/ 566)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 496/ 2514)، والرافعي في "التدوين" (3/ 410 - 411)، والثعلبي في "تفسيره" (13/ ق 135/ أ) -وعنه البغوي في "معالم التنزيل" (8/ 504) - من طريق يمان بن المغيرة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة". قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (3/ 518/ 1342): "وهو ضعيف؛ كما قال الحافظ في "التقريب"، بل قال فيه البخاري: "منكر الحديث"، وهذا منه في منتهى التضعيف له، وقال النسائي: "ليس بثقة". وأما الحاكم؛ فقال: "صحيح الإسناد! "، فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: بل يمان ضعفوه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وقد صدّر حديثنا هذا بقوله: "منكر". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 61): "فيه يمان بن المغيرة وهو ضعيف". وشاهد آخر من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - به: أخرجه الترمذي (5/ 165 - 166/ 2893)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/ 243)، وابن خزيمة في "صحيحه"، كما قال البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 498) -ومن طريقه الواحدي في "الوسيط" (4/ 541) -، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 497 - 498/ 2516 و 2517)، ¬

_ (¬1) هكذا في "ل"، وفي "م" و"هـ": "الرجل"، والمثبت هو المرافق لما في "عمل اليوم والليلة" وقد رواه المصنف عنه، وتكرر في "م" و"هـ" لفظة "أفلح الرجل" ثلاث مرات. (¬2) في "م" و"هـ": "عبد الله".

الحسن بن عمر بن شقيق ثنا عيسى بن ميمون حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ في ليلة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ}؛ كانت له كعدل نصف القرآن، ومن قرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}؛ كانت له كعدل ربع القرآن، ومن قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؛ كانت له كعدل ثلث القرآن". 689 - أخبرني أبو العباس بن مخلد ثنا ابن الرماح ثنا [أبو حذيفة ثنا] (¬1) عبد الرحمن بن أبي بكر عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ آية الكرسي، وأول حم المؤمن؛ عصم ذلك اليوم من كل سوء". نوع آخر: 690 - أخبرني عبد الله بن محمَّد بن مسلم (¬2) حدثنا هشام بن عمار ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ والخطيب البغدادي في "تالي التلخيص" (2/ 432 - 433/ 259)، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 166 - 167)، وابن حجر العسقلاني في "نتائج الأفكار" (ق 248/أ - المحمودية) من طريق الحسن بن سلم بن صالح العجلي: حدثنا ثابت البناني عن أنس به. قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم". وقال العقيلي: "والحسن هذا مجهول، وحديثه غير محفوظ". وقال البيهقي: "والعجلي مجهول". وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/ 493)، و"المغني في الضعفاء" (1/ 160): "هذا منكر، والحسن لا يعرف". 689 - مضى تخريجه برقم (77). 690 - إسناده ضعيف، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 36/ 1777)، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (2/ 120)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "سالم".

سليمان بن موسى الزهري ثنا مظاهر (¬1) بن أسلم المخزومي أخبرني سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة". نوع اَخرة 691 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا محمَّد بن عبد الله بن المبارك ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ "تفسير القرآن العظيم" (1/ 451) بطرق عن هشام بن عمار به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سعيد المقبري إلا مظاهر بن أسلم، ولا عن مظاهر إلا سليمان بن موسى، تفرد به: هشام بن عمار". قلت: وهو صدوق مقرىء، لكن مظاهر بن أسلم؛ ضعيف الحديث. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 274): "وفيه مظاهر بن أسلم وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين وجماعة". وقال ابن كثير: "ومظاهر بن أسلم ضعيف". 691 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (468/ 801)، و"السنن الكبرى" (6/ 524/ 11709) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 313/ 5055) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 118/ 358)، والخطيب البغدادي في "الأسماء المبهمة" (ص 308)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 594) -، وابن أبي شيبة في "الأدب" (264/ 243)، و"مصنفه" (9/ 74 / 6579 و 10/ 249/ 9353)، وأحمد في "مسنده" (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) -وقد سقط من المطبوع-, والدارمي في "سننه" (10/ 536/ 3692 - فتح المنان) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 198/ ب- المحموديّة) -، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 264)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 108)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 923 - 924/ 2654)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 919/ 277)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 70/ 790 و 12/ 335/ 5526 و 354 - 355/ 5546 - إحسان)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2686 - 2687/ 6428)، والحاكم (2/ 538) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 498/ 2520) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 894/ 998)، والواحدي في "الوسيط" (4/ 564) بطرق عن زهير بن معاوية به. وأخرجه الترمذي (5/ 474)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (468/ 802)، ¬

_ (¬1) في هامش "م": "ظاهر".

يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه ـــــــــــــــــــــــــــــ وأحمد في "مسنده" (5/ 456) و (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) -وسقط من المطبوع-، وابن الأعرابي في "معجمه" (2/ 599/ 1182)، والبزار في "مسنده"؛ كما في "تغليق التعليق" (4/ 408)، و"النكت الظراف" (9/ 64)، والحاكم (1/ 565) -وعنه الببهقي في "شعب الإيمان" (2/ 499/ 2521) بطرق عن إسرائيل عن أبي إسحاق به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 69 - 70/ 789 و 12/ 334 - 335/ 5525 و 354/ 5545 - إحسان) بسند صحيح إلى أبي عبد الرحيم الحراني عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق به. وأخرجه أحمد في "مسنده" (5/ 425/ 7484 - المسند المعتلي) عن يحيى بن آدم وعبد الرزاق وأبي أحمد الزبيري ثلاثتهم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق به. وخالفهم وكيع وعبد الله بن المبارك؛ فروياه عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن فروة به مرسلًا لم يذكر (عن أبيه): أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 893 / 997)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (804). وأخرجه النسائي (803) من طريق مخلد عن الثوري عن أبي إسحاق عن فروة عن ظئر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 498/ 2519) من طريق أحمد بن الوليد الفحام عن أبي أحمد الزبيري عن الثوري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي فروة الأشجعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأصحها فيما يبدو لي الرواية الأولى المسندة -والله أعلم-. قلت: مدار الحديث عند الجميع على أبي إسحاق السبيعي وهو مدلس مختلط؛ لكنه رواه عنه سفيان الثوري وهو أحفظ أصحاب أبي إسحاق لحديثه وأتقنهم له. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقد وقع اضطراب في هذا الحديث، وهاك بيانه: فقد رواه زهير بن معاوية وإسرائيل والثوري وزيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق؛ كما تقدم بيانه. وخالفهم شعبة؛ فرواه عن أبي إسحاق السبيعي عن رجل عن فروة بن نوفل: أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - .. الحديث: أخرجه الترمذي (5/ 474/ 3403). قلت: ورواية شعبة هذه شاذة بلا شك؛ لمخالفتها للثقات الذين رووه عن أبي إسحاق، كما تقدم، ولأن فروة بن نوفل هذا لا تصح صحبته؛ قال الحافظ في "التقريب": "مختلف في صحبته والصواب: أن الصحبة لأبيه" فكيف جاء في رواية شعبة أن فروة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو لا صحبة له؟!.

- رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما جاء بك؟ "، قال: جئت يا ـــــــــــــــــــــــــــــ ولذلك قال الترمذي عقب رواية إسرائيل السابقة: "هذا أصح"؛ يعني: من رواية شعبة. ثم قال: "وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وهذا أشبهُ وأصح من حديث شعبة. وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث". وقال المزي في "تحفة الأشراف" (9/ 64): "والأول -يعني-: رواية زهير وإسرائيل - أصح". وخالفهم شريك بن عبد الله القاضي، فرواه عن أبي إسحاق عن فروة عن جبلة بن الحارث أو الحارث بن جبلة مرفوعًا. فجعله من مسند جبلة. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (467/ 800)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 162)، وأحمد في "مسنده"؛ كما في "إطراف المسند المعتلي" (2/ 220 - 221/ 2136)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 287/ 2195)، و"المعجم الأوسط" (2/ 275/ 1968)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 974/ 2503)، وبعضهم ذكر فروة وبعضهم لم يذكره. قلت: لكن شريكًا هذا ضعيف؛ لسوء حفظه، وقد خالف أصحاب أبي إسحاق فيه، والقول قولهم، وروايته منكرة. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (2/ 954/ 1053 - بغية الباحث)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 169/ 1596)، وابن حبان في "الثقات" (3/ 330 - 331)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 2988/ 6951)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 594) من طريق عبد العزيز بن مسلم القسلمي عن أبي إسحاق عن فروة به مرسلًا. قال ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وإنا نذكره في كتاب التابعين أيضًا؛ لأن ذلك الموضع به أشبهُ وعبد العزيز ربما وهم فأفحش". وقال (5/ 297): "فروة؛ قد قيل: إن له صحبة، وقد ذكرناه في "الصحابة"، والقلب إلى تلك اللفظة ليست بمحفوظة أميل؛ إنما قالها عبد العزيز بن مسلم القسلمي". وتعقبه الحافظ ابن حجر بما لا طائل تحته في "النكت الظراف" (9/ 64،؛ فقال: "اللفظة ثابتة وإنما سقط من رواية عبد العزيز قوله: "عن أبيه"؛ فإن ذلك محفوظ عنه وهو صحابي باتفاق". قلت: رواية عبد العزيز هذه شاذة؛ لأن في عبد العزيز كلام، ولأنه خالف سائر أصحاب أبي إسحاق ممن رواه مسندًا، وقد بينت آنفًا أن فروة لا صحبة له وهو ظاهر رد ابن حبان لرواية عبد العزيز، فكلام ابن حبان وقصده من كلمة "هذه اللفظة"، يعني:

رسول الله لتعلمني شيئًا أقوله عند منامي (¬1)، قال: "إذا أخذت مضجعك؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ جعل عبد العزيز بن مسلم فروة بن نوفل صحابيًا وليس المقصود لفظ الحديث المرفوع، وهذا صريح في قول ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة من ذكر صحبة رسول الله"؛ فكلام ابن حبان على إثبات الصحبة أو نفيها، وكلام الحافظ على لفظ الحديث، وبينهما فرق واضح. قلت: وبسبب هذه الاختلاف أعله بعض أهل العلم بالاضطراب، وممن أعله به: - الإِمام الترمذي في "جامعه": "وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث". - الإِمام ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 538 - "هامش الإصابة"): "حديثه في: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مختلف فيه، مضطرب الأسانيد لا يثبت" أ. هـ. وتعقب الترمذيّ الحافظُ المزيُ في "تحفة الأشراف" (8/ 252): "قلت: كذا قال، والصحيح حديث أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه". وهو كما قال؛ كما بينته آنفًا. لكن المزي خالف هذا الترجيح في "تهذيب الكمال" (30/ 72) فوقع فيما وقع فيه الترمذي؛ حيث قال: "وهو حديث مضطرب الإسناد". وتعقب الحافظ ابنُ حجر في "الإصابة" (3/ 578) ابنَ عبد البر؛ فقال: "وزعم ابن عبد البر بأنه حديث مضطرب! وليس كما قال، بل الرواية التي فيها: "عن أبيه" أرجح؛ وهي موصولة ورواته ثقات فلا يضرُه مخالفة من أرسله بلا خلاف". قلت: وكلامه هذا أحسن من كلامه في "نتائج الأفكار": "وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق؛ ولذلك اقتصرت على تحسينه". قلت: ليس كل اختلاف أو اضطراب له محل من النظرة فإن شرط الاضطراب؛ كما هو معلوم أن تتساوى وجوه الاختلاف في القوة بحيث لا يمكن الجمع بينها أو ترجيح أحدها على الآخر، وهذا معدوم في حديثنا هذا، فإن رواية الجماعة -بلا شك- أصح طرق الحديث وأقواها، وما عداها إما ضعيف منكر أو تفرد ثقة واحد بسند دون سندهم ولا يضرهم هذا؛ كما هو ظاهر؛ ولذلك قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (3/ 578) -في ترجمة "نوفل الأشجعي"- راوي حديثنا هذا: "شرط الاضطراب: أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت؛ فالحكم للراجح بلا خلاف" أ. هـ. وجملة القول: إن الرواة اختلفوا على أبي إسحاق السبيعي في هذا الحديث، والصحيح منها هو رواية الجماعة عن أبي إسحاق بإثبات: "عن أبيه"، وهذا هو الذي ¬

_ (¬1) في هامش "م": "مسائي".

فاقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}، ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك". ـــــــــــــــــــــــــــــ رجحه الترمذي، والدارقطني في "العلل" (ج 1/ ل 152/ ب)، والمزي والحافظ ابن حجر. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2/ 394 /128 - تكملة)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 74/ 6580 و 10/ 249 - 250/ 935)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 357)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 19 - 20/ 1304)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2687/ 6429) من طريق مروان بن معاوية، عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل الأشجعي عن أبيه به. قلت: إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: نوفل الأشجعي؛ تابعي ثقة لكن لا تصح صحبته؛ فهو مرسل. الثانية: عبد الرحمن بن نوفل؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 357)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 294) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثقه إلا ابن حبان (5/ 112) على عادته في توثيق المجاهيل. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 207/ 7906 - ط. دار الرشد) -، وابن عدي في "الكامل" (2/ 647)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 241/ 12993)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 96) عن جبارة بن مغلس: ثنا حجاج بن ميمون عن ابن عباس به. قال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف جبارة بن المغلس". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 121): "وفيه جبارة بن المغلس وهو ضعيف جدًا". قلت؛ وفاتهما إعلاله بحجاج بن تميم؛ قال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن عدي: "ليس رواياته بالمستقيمة"، وقال الذهبي: "أحاديثه تدل على أنه واه" أ. هـ. وقد توبع! فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 2142) من طريق شيبان: ثنا محمَّد بن زياد: ثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس به. قلت: لكن محمدًا بن زياد هذا؛ كذاب؛ فلا يفرح به. وشاهد آخر من حديث خباب بن الأرت - رضي الله عنه - بنحوه، أخرجه البزار في "مسنده" (4/ 27/ 3113 - كشف)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 81/ 3708) من طريق شريك القاضي، عن جابر الجعفي عن معقل الزبيري عن عباد بن الأخضر عن خباب به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ فيه علل:

نوع آخر: 692 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس (¬1) ثنا المبارك بن ـــــــــــــــــــــــــــــ الأولى: جابر الجعفي؛ متروك الحديث بل اتهم بالكذب، وبه وحده أعلّه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 121). الثانية: شريك القاضي؛ سيىء الحفظ. الثالثة: عباد بن الأخضر لم يدرك أحدًا من الصحابة. وشاهد ثالث من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 499/ 2522). قال البيهقي: "وهو بهذا الإسناد منكر". قلت: وفيه من لم أعرفه. وقد صحح الحديث شيخنا في "صحيح سنن أبي داود" (4227)، وحسنه في "صحيح الجامع الصغير" (292). وقد صح الحديث من حديث رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رضي الله عنه) دون تقييده عند النوم: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (431/ 604)، و"فضائل القرآن" (5/ 16/ 8028)، ومسدد بن مسرهد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 206/ 7902 و 7903 - ط. دار الرشد)، وابن أبي شيبة في "مسنده" (2/ 423 - 424/ 962)، وأحمد (4/ 63)، والدارمي في "سننه" (10/ 535/ 3691 - فتح المنان)، وسعيد بن منصور في "سننه" (2/ 404/ 129 - تكملة)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (205/ 306)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 86) بطرق عن مهاجر أبي الحسن عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (رضي الله عنه) جاء زمن زياد إلى الكوفة فسمعته يحدث قال: كنت أسير مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة ظلماء ذات ريح وركبتي تصيب أو تمس ركبته، فسمع رجلًا يقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتى ختمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد برىء هذا من الشرك" ... الحديث. قلت: إسناده صحيح، رجاله ثقات، وجهالة الصحابة لا تضر، كما هو معلوم. وصححه البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 206). 692 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 83/ 3336) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 72/ 792 - إحسان)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (6/ 2322) - بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "م": "الخرص".

فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رجلًا قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه ابن عدي (6/ 2322) عن الحسن بن سفيان الفسوي وجعفر الفريابي كلاهما عن حوثرة بن أشرس به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 170)، وأحمد (3/ 14 و 150)، والدارمي في "سننه" (10/ 547 /3700 - "فتح المنان")، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 150 - 151/ 1304 - منتخب)، وابن الضُريس في "فضائل القرآن" (193/ 279 و 281)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 162 - مختصر)، وابن الأعرابي في "المعجم" (3/ 1008/ 2153)، والبغوي في "شرح السُّنّة" (4/ 475/ 1210)، و"معالم التنزيل" (8/ 590) بطرق كثيرة عن المبارك بن فضالة به. قلت؛ وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات رجال "الصحيح" غير المبارك بن فضالة، وهو صدوق مدلس، لكنه صرح بالتحدث عند أحمد والدارمي؛ فانتفت شبهةُ تدليسه. وتابعه عبيدُ الله بنُ عمر -وهو ثقة ثبت حجة- عن ثابت البناني به. أخرجه البخاري في "صحيحه" -معلقًا- (2/ 255/ 774)، ووصله الترمذيُّ في "جامعه" (5/ 169/ 2901) -ومن طريقه الحافظ ابنُ حجر في "تغليق التعليق" (2/ 314) وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 490/ 3951 و 3952)، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 83/ 3335) -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (3/ 73 - 74/ 794)، والضياءُ المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (100/ 53)، "الأحاديث المختارة" (5/ 127/ 1749) -، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 269/ 537)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 275 - 276/ 898)، وبيبي بنت عبد الصمد الهرثمية في "جزئها" (65)، والحاكم (1/ 240 - 241)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 61)، و"السنن الصغير" (1/ 345 - 346/ 972)، و"شعب الإيمان" (2/ 505/ 2540 و 506/ 2541)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (5/ 263)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 128 و 129/ 1750 و 1751) من طريق عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي وسليمان بن بلال كلاهما عن عبيد الله بن عمر به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، ورواية عبد العزيز الدراوردي عن عبيد الله على وجه الخصوص منكرة؛ كما قال النَّسائيُّ، لكن تابعه سليمان بن بلال فصح الحديث، ولله الحمد. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت". ونقل عنه الضياء المقدسي أنه قال: "حديث صحيح غريب". ونقل عنه المزني في "تحفة الأشراف" (1/ 147)، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/ 314) أنه قال: "حديث حسن غريب".

يا رسول الله، إني أحب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}؛ فقال: "حبك إياها أدخلك الجنة". 693 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري أيضًا مستشهدًا بعبد العزيز بن محمَّد في مواضع من الكتاب"، ووافقه الذهبي. قلت: وقد أُعِل الحديثُ بما لا يقدح -إن شاء الله-؛ فقد نقل الحافظ ابنُ حجر في "فتح الباري" (2/ 255) عن الإِمام الدارقطني: أن حمادًا بنَ سلمة خالف عبيدَ الله بنَ عمر في إسناده؛ فرواه عن ثابت البناني عن حبيب بن سُبيعة مرسلًا. قال الدارقطني: "وهو أشبه بالصواب". قال الحافظ ابنُ حجر معقبًا: "وإنما رجَّحه؛ لأن حماد بن سلمة مقدم في حديث ثابت، لكن عبيدَ الله بنَ عمر حافظ حجة، وقد وافقه مباركُ بن فضالة. فيُحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان" أ. هـ، قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. وتابعهم أيضًا عليه؛ شريك بن عبد الله القاضي -وهو ضعيف- عن ثابت به موصولًا. أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (2/ 581/ 1143) من طريق أبي الوليد الطيالسي عن شريك به. وبالجملة؛ فالحديث صحيح ثابت -إن شاء الله- بمجموع طرقه. 693 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (2/ 171)، و"الكبرى" (1/ 341/ 1066 و 6/ 526/ 11715)، و"عمل اليوم والليلة" (430/ 702) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 167 - 168/ 2897)، والنسائي في "السنن الكبرى" (16/ 526/ 1715)، وأحمد (2/ 302 و 535/ 536)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 266)، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/ 216)، والحاكم (1/ 566)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 504 - 505/ 2538)، والثعلبي في "تفسيره" (13/ ق 188/ ب)، والبغوي في "شرح السنة" (4/ 476 - 477/ 1241)، و"معالم التنزيل" (8/ 589 - 590) بطرق عن الإِمام مالك وهذا في "الموطأ" له (1/ 208/ 18 - رواية يحيى الليثي) و (1/ 100/ 257 - رواية أبي مصعب الزهريّ)، و (ص 143 - رواية القعنبي) به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وهو كما قالا؛ فإن رجاله كلهم ثقات. وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح سنن الترمذي" (2320)، و"صحيح سنن النسائي" (950)، و"صحيح الترغيب والترهيب" (1478).

عبيد الله (¬1) بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع رجلًا يقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)}؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وجبت"؛ فسألته: ماذا يا رسول الله؛ قال: "الجنَّة". 694 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن معاذ (بن معاذ) (¬2) ثنا أبي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 694 - إسناده شاذ، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (6/ 314/ 2576 - إحسان) - بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "السنن"الكبرى" (أ)؛ كما في "تحفة الأشراف" (7/ 20/ 2902) -، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (179/ 244) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (25/ 1) -، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 248/ 1211)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 207 - 208/ 10484)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (2/ 117 و 7/ 168)، والخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (25 - 26/ 1 و 27/ 2) بطرق عن عبيد الله بن معاذ العنبري به. وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (5/ 251/ 1866)، والخطيب في "حديث الستة من التابعين" (35/ 4) من طريق أبي بحر البكراوي -وهو ضعيف- عن شعبة به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 228/ 8480) -وعنه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 168) -، والخطيب في "حديث الستة من التابعين" (36 - 37/ 5) عن معاذ بن المثنى عن عثمان بن محمَّد النشيطي عن شعبة به. قال يعقوب بن شيبة: "قال أبو زكريا يحيى بن معين: حَدث معاذ بن معاذ بحديث ما له أصل، ولا رواه شعبة، فقال رجل: أي شيء هو؛ فقال: ما تصنع به؛ قال: نعرفه، قال: حدث عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود (وذكره)، قال ابن معين: وكان في أصل كتاب معاذ، وليس بشيء، ولم يسمعه منه أحد، ولا حدث به أحد إلا عبيد الله، وهو صحيح في كتابه وليس بشيء"، كما نقله الخطيب في "حديث الستة من التابعين" (ص 28 - 29). ¬

_ (¬1) في هامش "م": "عبد الله". (¬2) زيادة من "ل". (أ) وقع في مطبوع "عمل اليوم والليلة" للنسائي (675) سقط في سند الحديث، واستدركته من "تحفة الأشراف" (7/ 20)، ولذلك لم أعزه لمطبوع "عمل اليوم والليلة"؛ فليصحح.

شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال يعقوب بن شيبة؛ كما في "جزء الخطيب" (ص 29): "وهذا إسناد صحيح، ولا أعلم أحدًا رواه عن شعبة، من ها هنا أنكره يحيى، وقد بلغني أن أبا بحر البكراوي قد رواه عن شعبة؛ فإن كان هذا صحيحًا؛ فالحديث صحيح غريب" أ. هـ. قلت: قد صح كما تقدم عند البزار الخطيب؛ لكن أبا بحر هذا ضعيف، وتابعه ثانٍ وهو عثمان بن محمَّد النشيطي ولم أجد له ترجمة بعد طول بحث؛ فالعلة ليست تفرد معاذ بن معاذ به مع أنه ثقة متقن من رجال البخاري وإنما وقع في الحديث اختلاف على الربيع؛ كما سأبينه. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 148): "رجاله رجال الصحيح؛ غير عبد الله بن أحمد وهو ثقة إمام". وقال السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 679): "بسند صحيح" وزاد نسبته لابن نصر. قلت: ذكرت آنفًا أن الحديث وقع فيه اختلاف على الربيع بن خيثم، والحقيقة أن هذا الحديث فيه اختلاف كثير جدًا، حتى ألف الحافظ الخطيب البغدادي جزئه المعروف بـ "حديث الستة من التابعين" في جمع طرق هذا الحديث وبين الخلاف في سنده، وهاك زبدة هذا الاختلاف. أقول وبالله التوفيق: هكذا رواه إبراهيم بن يزيد النخعي عن الربيع بن خيثم، وخالفه هلال بن يساف؛ فرواه عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري به. قال صالح بن محمَّد المعروف بـ "جزرة": "هذا غلط -يعني حديث إبراهيم-، وسمعت يحيى بن معين -وسئل عنه-؛ فقال: خطأ، والصواب: حديث الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب"؛ كما نقله عنه الخطيب البغدادي في "جزئه" (ص 27). قلت: ورواية هلال بن يساف عن الربيع به، رواها عنه منصور بن المعتمر -وهو ثقة ثبت وكان لا يدلس؛ كما في "التقريب"- واختلف فيه على منصور على النحو التالي: فأخرجه الترمذي في "جامعه" (5/ 167/ 2896)، والنسائي في "المجتبى" (2/ 171 - 172)، و"السنن الكبرى" (1/ 342/ 1068)، و"عمل اليوم والليلة" (424/ 681)، وأحمد (5/ 419 - 420) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (37 - 38/ 6) -، بطرق عن عبد الرحمن بن مهدي، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 223/ 222 - منتخب)، وابن أبي شيبة في "المسند" (1/ 30/ 7)، والمحاملي في "الأمالي" (94/ 49 - رواية ابن البيع)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 506 - 507/ 2544) عن حسين بن علي الجعفي، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 167/ 4026)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 154) من طريق

عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن ـــــــــــــــــــــــــــــ معاوية بن عمرو، والخطيب البغدادي في "جزئه" (40 - 41/ 9) من طريق يحيى بن أبي بكير، وأبو نعيم الأصبهاني (2/ 117 و 4/ 154) من طريق أبي حذيفة خمستهم عن زائدة بن قدامة -وهو ثقة ثبت صاحب سُنّة- عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات أثبات. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة". وقد وقع في هذه الطريق اختلاف بسيط غير مؤثر وهاك بيانه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي؛ كما تقدم، كلاهما عن محمَّد بن بشار -بندار- عن عبد الرحمن بن مهدي به. وخالفهما محمَّد بن إسماعيل البُصلاني؛ فرواه عن محمَّد بن بشار به موقوفًا. أخرجه الخطيب في "جزئه" (7/ 39). قلت: ومحمد بن إسماعيل هذا ثقة، لكن خالفه من هو أوثق منه بكثير وهما الإمامان الحافظان الترمذي والنسائي فرفعاه ولا شك أن روايتهما أصح؛ لأنهما أوثق، ولأن الرفع زيادة يجب قبولها، وقد جاء كذلك في سائر طرق الحديث. ووقع فيه اختلاف آخرة فأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (184/ 255) -ومن طريقه الخطيب في "جزئه" (40/ 8) - عن ابن أبي شيبة عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة به لكن بإسقاط الربيع بن خثيم. قلت: وهذه الرواية شاذة بلا شك؛ فقد رواه ابن أبي شيبة نفسه في "المسند"، عن حسين الجعفي بإثبات الربيع بن خثيم، وتابعه: عبد بن حميد وإسحاق بن بهلول وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وهؤلاء كلهم أثبتوا الربيع بن خثيم في سنده، على أنه جاء في سائر الطرق بإثباته. قلت: ولم يتفرد زائدة بن قدامة به، بل تابعه عليه ثقتان آخران: الأول: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: أخرجه الدارمي في "سننه" (10/ 549/ 3702 - "فتح المنان"): ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به. الثاني: الفضيل بن عياض، لكن اختلف عليه في سنده؛ فأخرجه الخطيب البغدادي في "جزئه" (41 - 42/ 10) من طريق محمَّد بن الفضل عن سويد بن سعيد عن فضيل بن عياض به مثل رواية زائدة. وسويد هذا صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي؛ فصار يتلقن ما ليس من حديثه، كما في "التقريب". وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (424/ 682)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 167/ 4028) بطرق عن فضيل بن عياض به إلا أنهم قدموا في إسناده وأخروا،

يقرأ ثلث القرآن كل ليلة؟ " قالوا: ومن يستطيع ذلك؛ قال: "بلى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} ". ـــــــــــــــــــــــــــــ فقالوا: عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. وأخرجه الخطيب في "جزئه" (42 - 43/ 11) من طريق علي بن الأزهر عن فضيل به لكنه أسقط (أبا أيوب الأنصاري) من السند. قلت: والصحيح رواية من وافق زائدة بن قدامة فيه. قال الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (ص 31 - 32): "وأما حديث منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف؛ فقد اختلف فيه على منصور: فرواة زائدة بن قدامة الثقفي وفضيل بن عياض كلاهما عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون. وبعض الرواة عن فضيل قدم في الإسناد عَمْرًا على الربيع؛ فقال: عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم؛ وبعضهم أرسله فلم يذكر أبا أيوب فيه. والصواب: عن الربيع عن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" أ. هـ. وهو كما قال: وخالف هؤلاء الثقات الثلاثة الإِمام شعبة بن الحجاج؛ فرواه عن منصور بن المعتمر به؛ لكن أسقط من إسناده عبد الرحمن بن أبي ليلى: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (424/ 680)، وأحمد (5/ 418) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 168 - 169)، والخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (44/ 13) -, والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 137)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 268)، والدارقطني في "العلل" (3/ 103)، والخطيب في "جزئه" (43 - 44/ 12) بطرق عن محمَّد بن جعفر -غندر- عن شعبة به. وخالف محمدًا بن جعفر أبو بكر بن خلاد -وهو ثقة-، فرواه عن شعبة عن منصور بإسقاط عبد الرحمن بن أبي ليلى وعمرو بن ميمون أيضًا. أخرجه الخطيب في "جزئه" (45/ 14). قلت: ولا شك أن روايته هذه شاذة، وغندر أثبت الناس في شعبة، والقول قوله. على أن رواية شعبة هذه شاذة، والصحيح رواية زائدة بن قدامة ومن وافقه وهو الذي رجحه الترمذي والدارقطني والخطيب البغدادي. قال الترمذي: "ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض. وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه". وقال الدارقطني في "العلل" (6/ 101): "ورواه منصور بن المعتمر، واختلف عنه:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ فرواه زائدة بن قدامة فضبط إسناده عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب. وخالفه شعبة -في المطبوع: الشعبي، وهو خطأ-؛ فرواه عن منصور عن هلال عن الربيع عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب ولم يذكر ابن أبي ليلى. ورواه فضيل بن عياض عن منصور: فقدّم في إسناده وأخرة جعله عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب". ثم قال: "والقول قول زائدة بن قدامة". وقال بعد: "والحديث حديث زائدة عن منصور وهو أقام إسناده وحفظه". وخالفهم أيضًا جرير بن عبد الحميد؛ فرواه عن منصور بن المعتمر به بإسقاط عمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (423 - 424/ 679)، والمحاملي في "الأمالي" (93/ 48 - رواية ابن البيع)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 167/ 4027) بطرق عنه به. قلت: وروايته هذه شاذة بلا شك؛ لأن جريرًا هذا كان يهم آخر عمره في حفظه، وخالفه من هو أوثق منه بكثير؛ فضبطوا إسناده وأقاموه، والقول قولهم؛ كما قال الدراقطني. وخالفهم أيضًا عبد العزيز بن عبد الصمد؛ فرواه عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن عمرو بن ميمون به، بإسقاط الربيع بن خثيم وجَعَلَ مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (425/ 683)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 137)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 167 - 168/ 4029) بطرق عنه. قلت: وعبد العزيز هذا؛ ثقة حافظ؛ كما في "التقريب"، لكنه وهم وأخطأ في هذا الحديث. قال النسائي: "هذا خطأ". وقال البخاري: "وربعي لا يصح". وقال أبو حاتم الرازي في "العلل" (2/ 80): "هذا خطأ، والحديث حديث منصور عن هلال بن يساف". وقال الدارقطني في "العلل" (6/ 102): "ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصورة فوهم فيه، رواه عن منصور عن ربعي بن حراش عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب، أسقط من الإسناد الربيعَ بنَ خثيم وجَعَل مكان

...................................................................... ـــــــــــــــــــــــــــــ هلال بن يساف ربعي بن خراش ووهم فيه، والقول قول زائدة بن قدامة" أ. هـ. وخالف منصورًا بنَ المعتمر -وهو من أثبت أهل الكوفة وأوثقهم- حصين بن عبد الرحمن؛ فرواه عن هلال بن يِساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار به بإسقاط الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون وامرأة من الأنصار. أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "الدر المنثور" (8/ 671) -وعنه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (425/ 685)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 438/ 1239) -, وأحمد بن حنبل في "مسنده" (5/ 141) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (47/ 16) -, وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 268)، وابن مردويه في "تفسيره"، كما في "الدر المنثور" (8/ 671) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 438 - 439/ 1240) -، والخطيب البغدادي في "جزئه" (47/ 16) بطرق عن هشيم ثنا حصين به. قلت: هكذا رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل وأبو عبيد وخالد بن هشام ويحيى بن يحيى عن هشيم به. وخالفهم العلاءُ بنُ هلال، فرواه عن هشيم عن حصين به بإسقاط هلال بن يساف أيضًا: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (425/ 686). وروايته هذه منكرة؛ فإن العلاء هذا ليِّن الحديث؛ كما في "التقريب"، ومع لينه وضعفه خالف هؤلاء الثقات في سندهم، والقول قولهم بلا ريب. وقد ألمح إلى هذا الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 439). أقول: هكذا رواه حصين بنُ عبد الرحمن -وهو ثقة-، وخالفه منصور بن المعتمر -وهو ثقة وكان لا يدلس- فرواه عن هلال بن يِساف بإسناده المتقدم. وهو أحفظ وأثبت من حصين بكثير؛ فروايته مقدمة على رواية حصين بلا ريب. قال الإمام الدارقطني في "العلل" (6/ 102): "وروى هذا الحديث حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب مكان أبي أيوب. والحديث حديث زائدة عن منصور وهو أقام إسنادهُ وحفظه" أ. هـ. وخالف هلالًا بن يِساف منذر بن يعلى الثوري؛ فرواه عن الربيع بن خثيم عن أبي أيوب الأنصاري به موقوفًا، بإسقاط عمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى وامرأة من الأنصار وجعله إياه موقوفًا. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (423/ 678)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (186/ 260)، والخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (45 - 46/ 15) من طريق أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق الثوري عن منذر الثوري به.

........................................................................ ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وروايته هذه شاذة؛ فإن الحديث حديث زائدة عن منصور هو حفظه وأقام إسناده، وروايته أصح رواية وأحسنها؛ كما قال الترمذي والدارقطني. وخالف الربيعَ بن خثيم أبو قيس عبدُ الرحمن بن ثروان؛ فرواه عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري به مرفوعًا. فجعله من مسند أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - وأسقط عبد الرحمن بن أبي ليلى وامرأة من الأنصار: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة، (427/ 693)، وابن ماجه (2/ 1245/ 3789)، والطيالسي في "مسنده" (86)، وأحمد (4/ 122)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 267)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 137)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (184 - 185/ 256 و 258)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 259)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 250 - 251/ 1214 و 1215 و 1216)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 224 - 225/ 706 و 707 و 708 و 709)، و"المعجم الأوسط" (5/ 129 - 130/ 5999)، و"المعجم الصغير" (2/ 37)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 2150/ 5403)، و"حلية الأولياء" (4/ 154)، و"أخبار أصبهان" (2/ 11 و 35)، والخطيب البغدادي في "حديث السَّتة من التابعين" (24 و 25 و 26 و 27 و 28)، و"تاريخ بغداد" (13/ 219) بطرق عن أبي قيس به. قلت: ورواية أبي قيس هذه شاذة بلا ريب؛ لمخالفتها رواية الربيع بن خثيم السابقة، والربيع هذا؛ "ثقة عابد مخضرم، قال له ابن مسعود: لو رآك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحبك"؛ كما في "التقريب" (1/ 244). أما أبو قيس؛ فمتكلم فيه: قال الإمام أحمد: "يخالف في أحاديثه". انظر؛ "العلل" لابنه عبد الله (1/ 135)، و"الجرح والتعديل" (5/ 218/ 1028). وقال أبو حاتم الرازي: "ليس بقوي، وهو قليل الحديث وليس بحافظ"، قيل له: كيف حديثه؟ قال: "صالح، هو ليّن الحديث". وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (1/ 475): "صدوق ربما خالف". قلت: فحديثه حسن الحديث ما لم يخالف، أما إذا خالف فروايته مردودة لا يحتج بها؛ كما هو الحال هنا، فقد خالف من هو أوثق منه بكثير وهو الربيع بن خثيم فالقول قوله. وقد كان يحيى بن معين يُنكر هذا الحديث على أبي قيس؛ كما في "التاريخ الكبير" (3/ 137). ومن هنا تعلم أن قول البوصيري: "إسناده صحيح؛ رجاله ثقات" فيه قصور ظاهر. تنبيه: روى حديث أبي قيس السابق الثوري وشعبة ومسعر بن كدام في آخرين. ورواه عن الثوري أثبت الناس فيه وهم: وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين،

695 - أخبرنا الحسين بن يوسف حدثنا علي (بن عبد الرحمن) (¬1) بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، ومحمد بن يوسف الفريابي وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد هكذا. وخالفهم عبدُ الصمد بنُ حسان -وفيه كلام-؛ فرواه عن الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري به. أخرجه الدارقطني في "العلل" (6/ 179) -ومن طريقه الخطيب البغدادي في "حديث الستة من التابعين" (60/ 29) -، والخلال في "فضل قل هو الله أحد" (24)، فزاد في السند أبا إسحاق السبيعي. قلت: وروايته هذه شاذة بلا ريب، لمخالفتها رواية هؤلاء الثقات وهو نفسه متكلم فيه. وجملة القول: إن أصح طرق الحديث هو طريق زائدة بن قدامة الثقفي السابقة، وسندها صحيح؛ رجالها كلهم ثقات وقد اجتمع في سنده ستة من التابعين على نسق واحد، والمرأة الأنصارية هي زوجة أبي أيوب الأنصاري؛ كما في رواية الترمذي وهي صحابية، فصح الحديث، ولله الحمد والمنة على الإسلام والسُّنة. وللحديث شاهد من حديث أبي الدرداء به عند مسلم في "صحيحه" (811). تنبيه: هناك طرق أخرى للحديث لم أذكر تفصيلها؛ خشية الإطالة، فمن أراد الاطلاع عليها؛ فليرجع إلى كتاب الخطيب البغدادي في ذلك. 695 - إسناده ضعيف؛ (وهو حسن)؛ أخرجه أحمد (3/ 437)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/ 96)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 151 - 152/ 397) بطرق عن ابن لهيعة به. وأخرجه أحمد (3/ 437)، والطبراني (20/ 152/ 398) من طريق رشدين بن سعد عن زبّان بن فائد به. قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 136): "وهذا إسناد لين؛ من أجل زبّان؛ قال الحافظ: "ضعيف الحديث مع صلاحه وعبادته". وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 145): "رواه أحمد والطبراني وفي إسنادهما رشدين بن سعد وزبان وكلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين". قلت: رشدين قد تابعه ابن لهيعة عند أحمد، وذلك مما يقويه ويبعد العلّة عنه، وزبّان غير متهم، فحديثه مما يستشهد به" أ. هـ كلامه. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -، وسهل بن معاذ لا بأس به إلا في رواية زبّان عنه، كما في "التقريب"، وهذا منها، فالسند ضعيف بكليهما. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

418 - باب ثواب من قرأها مائتي مرة في اليوم والليلة

المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة حدثني زبّان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} حتى ختمها (¬1) عشر مرات بني له بها قصر في الجنة". 418 - باب ثواب من قرأها مائتي مرة في اليوم والليلة 696 - أخبرنا ابن منيع حدثنا أحمد بن منصور ثنا يحيى بن بكير ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال السيوطي في "الدر المنثور" (8/ 679): "وأخرج أحمد والطبراني وابن السني بسند ضعيف عن معاذ بن أنس الجهني". وللحديث شاهد مرسل؛ أخرجه الدارمي في "سننه" (10/ 541/ 3694 - فتح المنان): أخبرنا عبد الله بن يزيد: ثنا حيوة بن شريح: أخبرني أبو عقيل زهرة بن معبد: أنه سمع سعيد بن المسيب به مرسلًا. قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد. وخالف حيوة بنَ شريح خالد بنُ حميد المهري -وهو صدوق-؛ فرواه عن أبي عقيل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا مسندًا: أخرجه الطبراني في "المعجم "الأوسط" (1/ 93/ 281): ثنا أحمد بن رشدين قال: نا هانئ بن المتوكل قال: نا خالد بن حميد به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد -متصل الإسناد- إلا خالد بن حميد، تفرد به: هانئ بن المتوكل". قلت: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 145): "وفيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيف". وهو كما قال، وشيخ الطبراني ضعيف -أيضًا-؛ تكلم فيه ابن عدي. ولم يتنبه شيخنا - رحمه الله - إلى هذه المخالفة فجعل حديث أبي هريرة هذا شاهدًا ثانيًا لحديث الترجمة، وهو خطأ وإنما هو حديث واحد اختلف في وصله وإرساله، والراجح إرساله. وبالجملة؛ فالحديث بمرسل سعيد بن المسيب الصحيح حسن - إن شاء الله -. 696 - إسناده موضوع، (وهو ضعيف جدًا)؛ أخرجه المصنف (697)، وبحشل في "تاريخ واسط" (59/ 33) من طريقين عن زياد بن ميمون به. ¬

_ (¬1) في "ل": "يختمها"، وفي هامشها: "في نسخة: ختمها".

المففل بن فضالة عن أبي عروة عن زياد أبي عمار عن أنس بن مالك ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: إسناد موضوع؛ زياد بن ميمون كذاب، وقد توبع، فأخرجه الإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (2/ 631 - 632/ 262) من طريق الترجماني عن هارون بن محمد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس به. قلت: لكن هارون بن محمد هذا؛ كذاب أيضًا. وأخرجه الخلال في "فضل قل هو الله أحد" (رقم 5)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 298) من طريق محمد بن مروان السدي عن أبان بن أبي عياش عن أنس به. قلت: إسناده موضوع أيضًا، السدي كذاب، وأبان بن أبي عياش متروك متهم بالكذب. وتابعهم أيضًا ثابت البناني، وعنه طرق لكنها مختلفة في ألفاظها: فأخرجه الترمذي (5/ 168/ 2898)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 844 - 845) عن محمد بن مرزوق عن حاتم بن ميمون عن ثابت به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6/ 103/ 3365) -وعنه ابن عدي في "الكامل" (2/ 844) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 507/ 2547) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/ 204) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 114/ 153) -، وابن عدي في "الكامل" (2/ 844) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 507/ 2547) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (1/ 337 - 338) عن أبي الربيع الزهراني عن حاتم بن ميمون به لكن لفظه: "كتب الله له ألفًا وخمس مائة حسنة إلا أن يكون عليه دين". قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ حاتم بن ميمون هذا، قال فيه ابن حبان: "منكر الحديث على قلته، يروي عن ثابت ما لا يشبه حديثه، لا يجوز الاحتجاج به بحال"، وقال البخاري: "روى منكرًا، كانوا يتقون مثل هؤلاء المشايخ". قال الترمذي: "هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس". وقال ابن الجوزي: "هذا لا يصح"، ثم ذكر كلام ابن حبان. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 608): "إسناد ضعيف؛ حاتم بن ميمون ضعفه البخاري وغيره". وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (187/ 267)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 142 - 143/ 1229)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 507/ 2546)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/ 187) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 113/ 152) - عن مسلم بن إبراهيم عن الحسن بن أبي جعفر عن ثابت به بلفظ: "غفر له ذنب مائتي سنة". قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح؛ والحسن ليس بشيء؛ قال السعدي -في

- رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد مسلم، ولا أمة مسلمة قرأ في يوم وليلة مائتي مرة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)}؛ إلا غفر الله له خطايا خمسين سنة". 697 - أخبرنا ابن منيع حدثنا أحمد بن منصور ثنا محمد بن جعفر المدايني ثنا سلام بن سفيان عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثله. نوع آخر: 698 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث (بن ـــــــــــــــــــــــــــــ المطبوع: الصفدي؛ وهو خطأ-؛ واهي الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث" أ. هـ. وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"؛ كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 239) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 506/ 2542) - عن عبد الرحمن بن المبارك عن صالح بن ثابت عن ثابت البناني به بنفس لفظ الحسن بن أبي جعفر. قلت: إسناد ضعيف جدًا؛ صالح بن ثابت؛ متروك الحديث. وأخرجه البزار في "مسنده"، كما في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 608) من طريق حبان بن أغلب عن الأغلب بن تميم عن ثابت به بنفس اللفظ السابق. قلت: والأغلب بن تميم هذا منكر الحديث؛ كما قال البخاري وابن حبان. وأخرجه الخلال في "فضل قل هو الله أحد" (رقم 32) من طريق مقاتل بن سليمان عن عبد الله بن دينار وأبي عبيدة عن أنس بن مالك بلفظ: "من قرأها مائة مرة؛ غفر له ذنوب خمسين سنة". قلت: وهذا موضوع أيضًا. مقاتل بن سليمان هذا كذاب. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف جدًا، لا يَقوى بمجموع طرقه؛ نظرًا للضعف الشديد في مفرداتها. 697 - تقدم تخريجه في الحديث السابق (696). 698 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (2/ 158 و 8/ 254)، و"السنن الكبرى" (1/ 330/ 1025 و 4/ 437/ 7839) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (4/ 149 و 159)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (195/ 283)، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 198)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 74 - 75/ 795 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 267/ 860)،

سعد" (¬1) عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران أسلم عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: تبعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو راكب؛ فوضعت يدي على قدميه، فقلت: أقرأني سورة هود، وسورة يوسف؛ فقال: "لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} ". نوع آخر: 699 - أخبرنا أبو عبد الرحمن ثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المفضل بن ـــــــــــــــــــــــــــــ والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 513/ 2566)، والبغوي في "شرح السُّنة" (4/ 479/ 1213) بطرق عن الليث بن سعد به. قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات. تنبيه: وقع في "مسند أحمد" (4/ 149) خطأ فاحش في سنده، وصوابه ما هو مثبت هنا، وانظر لزامًا: "المسند المعتلي" (4/ 348/ 6059). وأخرجه أحمد (4/ 155)، والدارمي في "سننه" (10/ 555/ 3704 - فتح المنان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 267 - 268/ 862) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "جزء من حديث أبي عبد الرحمن بن يزيد المقرئ مما وافق رواية الإمام أحمد بن حنبل في المسند" (81/ 40) - من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عن ابن لهيعة وحيوة بن شريح عن يزيد به. وأخرجه المحاملي في "الأمالي" (ج 8/ق 97/ب - رواية ابن مهدي)، و (377 - 378/ 429 - رواية ابن البيع)، والحاكم (2/ 540) -وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 513/ 2566) من طريق يحيى بن أيوب عن يزيد به. وأخرجه الروياني في "مسنده" (1/ 194/ 259)، وابن حبان في "صحيحه" (5/ 150 - 151/ 1842 - إحسان)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 267/ 861) من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد به. قلت: وهذه أسانيد كلها صحيحة. 699 - إسناده صحيح؛ أخرجه النَّسائى في "عمل اليوم والليلة" (462/ 788)، و"التفسير" (2/ 626/ 765) بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب" (269/ 249)، والبخاريُّ في "صحيحه" (9/ 621/ 5017) -ومن طريقه الحافظ ابنُ حجر في "نتائج الأفكار" (ق 195/أ - المحموديّة) -، وأبو داود (4/ 313/ 5056)، والترمذي في "جامعه" (5/ 473/ 3402)، ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

419 - باب قراءة عشرين آية

فضالة عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه، ثم يقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)}: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)}؛ يمسح (¬1) بهما ما استطاع من جسده؛ يمر بهما (¬2) على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات". 419 - باب قراءة عشرين آية 700 - أخبرني إبراهيم بن محمد حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني أبو صخر أن يزيد الرقاشي حدثه: أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قرأ في (كل) (¬3) ـــــــــــــــــــــــــــــ و"الشمائل المحمديّة" (ص 138) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنَّة" (4/ 478/ 1212) -, والسَّرَّاج في "مسنده" -ومن طريقه الضياء المقدسي في "فضائل القرآن العظيم" (112/ 62) -وعنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 195/أ) -، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 201/ 5079)، و"الدعاء" (2/ 917/ 273) عن قتيبة بن سعيد به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح". وقال الضياء المقدسي وابن حجر: "هذا حديث صحيح". وأخرجه أحمد (6/ 116) عن يحيى بن غيلان عن المفضّل به. وأخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (8/ 131/ 4439 و 9/ 62/ 5016 و 10/ 209/ 5748 و 11/ 125/ 6319)، وأبو داود (4/ 313/ 5056)، وابن ماجه (2/ 1275/ 3875)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 252/ 9365)، وأحمد (6/ 154)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (3/ 989/ 1714)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 223/ 1482 - منتخب)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (177/ 503) بطرق عن عقيل به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (10/ 195/ 5735 و 210/ 5751)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1723/ 2192) بطرق عن الزهري به. 700 - مضى تخريجه في حديث رقم (438). ¬

_ (¬1) هكذا في "م"، وفي "ل": "ثم يمسح" و"هـ": "ويمسح". (¬2) في "هـ": "يبأ بها"، وفي "ل": "ثم يدلكهما على". (¬3) ليست في "ل".

420 - باب قراءة أربعين آية

ليلة عشرين آية (من القرآن) (¬1)؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية؛ لم يحاجه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة آية؛ كتب له قنطار من الأجر" فأخبر بها ابن قسيط فقال: ما زلت أسمع هذا من أشياخنا منذ ثلاث. 420 - باب قراءة أربعين آية 701 - أخبرنا أحمد بن عمير (¬2) حدثنا عبيد الله (¬3) بن سعيد بن (كثير بن) (¬4) عفير ثنا أبي ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي زياد: أن يزيد الرقاشي حدثه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قرأ أربعين آية (في كل ليلة) (¬5)؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية؛ لم يحاجّه القرآن، ومن قرأ خمسمائة آية؛ كتب له قنطار (من الأجر) (5) ". (نوع آخر) (5). 421 - قراءة خمسين آية 702 - أخبرني إبراهيم بن محمد بن الضحاك حدثنا نصر بن مرزوق (¬6) وبحر بن نصر قالا: ثنا أسد بن موسى ثنا العلاء بن خالد بن وردان القرشي ثنا يزيد الرقاشي قال: ذهبت أنا وثابت البناني وناس (¬7) معنا، فأتينا أنس بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 701 - تقدم تخريجه برقم (673). 702 - إسناده ضعيف جدًا؛ يزيد بن أبان الرقاشي، متروك الحديث. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "نعيم"، لكن صححت في الهامش إلى "عمير". (¬3) في "م" و"هـ": "عبد الله". (¬4) زيادة من "ل". (¬5) ليست من "ل". (¬6) في "م" و"هـ": "مروان"، وفي هامش "م": "مسروق". (¬7) في "ل": "أناس".

422 - قراءة ثلاثمائة آية

مالك؛ فقلنا: يا أبا حمزة، أخبرنا ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قيام الليل؛ فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ خمسين آية؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية؛ أعطى قيام ليلة كاملة، ومن قرأ مائتي آية ومعه القرآن؛ فقد أدى حقه، ومن قرأ خمسمائة آية إلى أن يبلغ ألفًا؛ فإن أجره كمن تصدق بقنطار قبل أن (¬1) يصبح، والقنطار: ألف دينار". (نوع آخر) (¬2). 422 - قراءة ثلاثمائة آية 703 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن مروان ثنا بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن عُلَيّ بن رباح عن أبيه عن يحيى بن أبي كثير عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ ثلاثمائة آية؛ قال الله - عَزَّ وَجَلَّ - لملاتكته: (يا ملائكتي) (¬3) نصب (¬4) عبدي؛ أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له". 423 - (باب) (¬5) قراءة عشر آيات 704 - حدثني محمد بن حفص البعلبكي ثنا محمد (¬6) بن إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــ 703 - إسناده ضعيف؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 251/ 8006 - ط. دار الرشد) بسنده سواء. قال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف بكر بن يونس". قلت: وهو كما قال؛ ويحيى بن أبي كثير لم يدرك أحدًا من الصحابة؛ فهو منقطع. 704 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)؛ أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 555) من طريق محمد بن إبراهيم الصُّوري به -لكن وقع في "المطبوع": موسى بن إسماعيل بدلًا من مؤمِّل بن إسماعيل-. ¬

_ (¬1) في "هـ" وهامش "م": "حتى"، وفي بعض النسخ: "قبل". (¬2) هكذا في "م" و"ل"، وفي "هـ": "باب قراءة". (¬3) ليست في "ل". (¬4) في "ل" بين السطور: "بالكسر؛ تعب". (¬5) ساقط من "ل". (¬6) في هامش "م": "قيس".

424 - (باب) قراءة ألف آية

الصوري ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ في ليلة عشر آيات؛ لم يكتب من الغافلين". 424 - (باب) (¬1) قراءة ألف آية 705 - حدثني أحمد (¬2) بن داود الحراني ثنا حرملة بن يحيى ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 242 - 243): "هو كما قالا إن صحَّ السَّنَدُ به إلى ابن إسماعيل؛ وكان هو موسى لا مؤمل، وفي كل من الأمرين نظر: أما الأول؛ فإن مدار السند، كما رأيت، على محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوري، وقد أورده الذَّهبيُّ في "الميزان" وكنّاه أبا الحسن، وقال: "روى عن الفريابي ومؤمل بن إسماعيل، روى عن رَوَّاد بن الجراح خبرًا باطلًا أو منكرًا في ذكر المهدي، وكان غاليًا في التشيّع". وأما ابن حبان؛ فذكره في "الثقات"، وترجم له ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ 381/ 2)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو في عداد المجهولين إن لم يكن من المجروحين. وأما الآخر؛ فلا تطمئن النَّفسُ إلى أن ابن إسماعيل هو موسى؛ وذلك لأمرين: أولًا: أن كتاب الحاكم فيه كثير من التصحيفات في رجال كتابه؛ كما هو معروف عند الخبيرين به؛ فخلافه مرجوح عند التعارض؛ كما هو الواقع هنا؛ ففي رواية ابنِ السُّنِّيّ أنه مؤمل بن إسماعيل لا موسى بن إسماعيل. ثانيًا: أنهم لم يذكروا في شيوخ الصُّوري هذا موسى بن إسماعيل بل مؤمل بن إسماعيل؛ كما رأيت في كلام الذهبي، ومثله في "لسان العسقلاني". ومما سبق يتبين أن السَّندَ ليس على شرط مسلم؛ لأن مؤملًا بن إسماعيل ليس من رجاله، ولا هو صحيح؛ لأن مؤملًا سيىءُ الحفظِ، كما في "التقريب"، وأيضًا فقد عرفت حال الصُّوري" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. 705 - إسناده حسن؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6/ 310 - 311/ 2572 - ¬

_ (¬1) ساقطة من "ل". (¬2) في "ل": "أحمد بن أحمد بن داود الحراثي".

ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا الأسود (¬1) حدثه: أنه سمع ابن حجيرة يحدث عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قام بألف آية؛ كتب من المقنطرين". ـــــــــــــــــــــــــــــ إحسان)، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/ 214) من طريق حرملة بن يحيى به. وأخرجه أبو داود (2/ 57/ 1398) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 243/ب - المحمودية)، وحميد بن زنجويه في "الترغيب"؛ كما في "تهذيب التهذيب" (7/ 68)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 181/ 1144)، والطبراني في "المعجم الكبير" (58/ 143 - قطعة من المجلد 13) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (19/ 214)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 243/ب - المحمودية) - عن أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى كلاهما عن ابن وهب به وزادوا: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين". قال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن". وقال ابن خزيمة: "إن صح الخبر؛ فإني لا أعرف أبا سوية بعدالة ولا جرح". قال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2/ 241): "هو صدوق، كما في "التقريب"، واسمه عبيد بن سويّة، وقال ابن يونس وابن ماكولا: "كان فاضلًا"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه جماعة. وابن حجيرة -اسمه عبد الرحمن- ثقة من رجال مسلم؛ فالإسناد جيد" أ. هـ. وهو كما قال: قلت: وقد وقع عند المصنف في "الأصل الخطي": "أبو الأسود" بدلًا من: "أبو سوية"، والصواب رواية الجماعة. ووقع عند ابن حبان: "أبو سويد"، قال ابن حبان: "أبو سويد اسمه حميد بن سويد من أهل مصر، وقد وهم من قال: "أبو سويّة"!!. ورد عليه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (6/ 357) بقوله: "والظاهر أنه هو الواهم". وصوب الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (19/ 215)، و"تحفة الأشراف" (6/ 357)، وكذا الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (7/ 68) قول من قال: "أبو سويّة". ¬

_ (¬1) هكذا في الأصول، وصوابه: أبو سويه؛ كما سيأتي في التخريج.

706 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محرز بن عون ثنا رشدين بن سعد عن زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ في سبيل الله ألف آية؛ كتب يوم القيامة مع النبيين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا إن شاء الله -تعالى-". نوع آخر (¬1): 707 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ 706 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3/ 63/ 1489) بسنده سواء. وأخرجه أحمد (3/ 437)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 152/ 400) من طريق رشدين بن سعد به. وأخرجه أحمد (3/ 437)، والطبراني (20/ 152/ 399)، والحاكم (2/ 87 - 88) -وعنه البيهقي (9/ 172) - من طريق ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن زبان به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. قلت: وقد وهما في ذلك. وأحسن من ذلك ما قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 162): "وفيه زبّان بن فائد؛ وهو ضعيف". وسهل بن معاذ، لا بأس به إلا في روايات زبّان بن فائد عنه؛ كما في "التقريب" وهذا منها, لكن وجدت من رواه عن سهل غير زبان فبرئت ذمته منه؛ فأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 152/ 401) بسند حسن عن نافع بن يزيد عن يحيى بن أبي أسيد عن سهل به. قلت: وهذا سند حسن -إن شاء الله- يحيى هذا صدوق -إن شاء الله- روى عنه الليث بن سعد، ونافع بن يزيد وحيوة بن شريح، وابن لهيعة، ووثقه ابن حبان، وهو من أتباع التابعين فالنفس تطمئن لصدقه وعدالته. وبالجملة، فالحديث ثابت، والله أعلم. 707 - إسناده صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 555)، وأبو داود في "سننه" (2/ 56 - 57/ 1397)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 9/ 8003)، و"عمل اليوم والليلة" (437/ 719)، والطيالسي في "مسنده" (86/ 614) -ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده" (2/ 303/ 2212)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (2/ 403/ 1828) -، وأحمد (4/ 121) -ومن طريقه أبو نعيم في "مستخرجه" (2/ 403/ 1828) -، والدارمي في ¬

_ (¬1) في "هـ": "باب قراءة الآيتين من سورة البقرة في ليلة".

منصور وسليمان عن إبراهيم عن (¬1) عبد الرحمن بن يزيد قال: ذكر لي عن ـــــــــــــــــــــــــــــ "سننه" (6/ 585/ 1608 و 10/ 498 - 499/ 3653 - فتح المنان) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 195/أ - المحمودية) -, وابن الضريس في "فضائل القرآن" (143/ 162)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 185/ 550 و 551/ 2)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 477/ 3896)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (2/ 403/ 1828)، والدارقطني في "العلل" (6/ 174) بطرق عن شعبة عن منصور بن المعتمر وحده به. قلت: إسناده صحيح، والذي ذَكَرَ لعبد الرحمن بن يزيد هذا الحديث وحدثه به وبلغه عنه هو علقمة بن قيس، كما سيأتي تفصيله أثناء سرد روايات هذا الحديث -إن شاء الله-، وعلقمة هذا ثقة ثبت؛ كما في "التقريب"، فإذا ورد ذكر علقمة في السند، فيكون هذا من المزيد في متصل الأسانيد. وقد توبع شعبة عن منصور بن المعتمر وحده، تابعه سفيان بن عيينة: أخرجه البخاري في "صحيحه" (9/ 94/ 5051)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 14/ 8020)، والحميدي في "مسنده" (1/ 215/ 452)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 377/ 6021)، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/ 180/ 1141)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 274/ 676)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 3/ 2213 و 477/ 3895) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (4/ 464/ 1199)، و"معالم التنزيل" (1/ 359) - بطرق عن سفيان بن عيينة قال؛ ثنا منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود (وذكره)، قال عبد الرحمن بن يزيد: ثم لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه؛ فحدثني: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (وذكره). إلا أن ابن خزيمة لم يذكر لقي عبد الرحمن بن يزيد لأبي مسعود في الطواف. وإنما رواه عن علقمة. وكذلك الجورقاني وأبو عوانة والبغوي لم يذكروا علقمة في السند، إنما رووه عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود مباشرة دون واسطة. قال الجورقاني: "هذا حديث صحيح". تنبيه: "وقع عند الجورقاني: عن منصور عن الشعبي عن عبد الرحمن بن يزيد"، فلا أدري هل كلمة "الشعبي" خطأ من الناسخ أو الطابع أو وقعت الرواية عنده هكذا، فإن كان الثاني؛ فروايته هذه شاذة بلا شك؛ وإن كان الأول؛ فليحرر. وتابعه سفيان الثوري: أخرجه البخاري في "صحيحه" (9/ 55/ 5009)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 14/ 8019)، و"عمل اليوم والليلة" (437/ 718)، وعبد الرزاق في ¬

_ (¬1) في هامش "م": "بن".

أبي مسعود (¬1) حديث، فسألته؛ فذكر عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (أنه قال) (¬2): ـــــــــــــــــــــــــــــ "مصنفه" (3/ 377/ 6020)، و"تفسيره" (1/ 1/ 113)، وأحمد (4/ 122)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 228/ 233 - منتخب)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 33/ 2213 و 477/ 3896 و 3897)، وأبو بكر بن المقرئ في "معجمه" (117/ 319)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 60/ 781 - إحسان)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 320)، والدارقطني في "العلل" (6/ 174)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 20)، و"الدعوات الكبير" (2/ 116/ 356)، و"شعب الإيمان" (2/ 461 - 462/ 2405)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 195/أ) بطرق عنه به دون ذكر علقمة في السند. ووقع عند أبي عوانة وابن حجر من طريق عباس الدوري عن قبيصة عن الثوري به مثل رواية سفيان بن عيينة. وتابعه جرير بن عبد الحميد: أخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 555)، والترمذيِ (5/ 159/ 2881)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 14/ 8018)، وابن ماجه (1/ 436/ 1369)، وأحمد (4/ 121)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 186/ 554)، وأبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" (2/ 403/ 1829) بطرق عنه مثل رواية الثوري. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وتابعه زهير بن معاوية: أخرجه مسلم (1/ 554 - 555/ 807)، والطبراني (17/ 186/ 553) من طريقين عنه مثل رواية الثوري. وتابعه أبو الأحوص: أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (3/ 1005 - 1006/ 475 - تكملة) عنه به مثل رواية الثوري. وتابعه زائدة بن قدامة: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 185/ 551). وفيه إثبات علقمة بينهما. * أما رواية سليمان بن مهران الأعمش عند المصنف؛ فرواه عنه جمع كثير، وهاك تفصيلهم: أخرجه البخاري في "صحيحه" (9/ 55/ 5008)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 9/ 8004)، و"عمل اليوم والليلة" (437 - 438/ 720)، والطيالسي (86/ 614) -ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده" (2/ 33/ 2212)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (2/ 403/ 1828) -، وأحمد (4/ 121)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 185/ 550)، والدارقطني في "العلل" (6/ 174) بطرق عن شعبة عن الأعمش وحده ¬

_ (¬1) في "م": "ابن مسعود"، وهو خطأ. (¬2) زيادة من "ل".

"من قرأ من آخر سورة البقرة في ليلة آيتين؛ كفتاه". ـــــــــــــــــــــــــــــ به مثل رواية الثوري السابقة إلا أنه وقع عند النسائي وأحمد من طريق غندر عنه التفصيل السابق الذي وقع في رواية سفيان بن عيينة. وقد توبع شعبة: تابعه حفص بن غياث: أخرجه البخاري (9/ 87/ 5040)، ومسلم (1/ 555)، وابن ماجه (1/ 435/ 1368)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/رقم 543 و 549)، وأبو نُعيم في "مستخرجه" (2/ 404/ 1832) عن الأعمش به مثل رواية سفيان بن عيينة إلا أنه لم يقع عند الطبراني في الرواية الثانية وأبي نعيم ذكر لعلقمة. وتابعه أبو معاوية: أخرجه مسلم (1/ 555)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 34/ 2214 و 477 - 478/ 3898)، وسعيد بن منصور في "سننه" (3/ 1011/ 476 - تكملة)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 234)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 141 - 142 - مختصر)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (143 - 144/ 164)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 185/ 549)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 131)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (4/ 404/ 1832) بطرق عنه دون ذكر علقمة في السند؛ مثل رواية الثوري السابقة، وقرن أبو عوانة مع أبي معاوية يحيى الحماني. وتابعه الثوريّ: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/ 14/ 8019)، وأحمد (4/ 122)، والدارقطني في "العلل" (6/ 174)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 320) بطرق عن مثل روايته السابقة. وتابعه زهير بن معاوية: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 184/ 548)، وأبو نعيم في "مستخرجه " (2/ 403 - 404/ 1830) من طريقه دون ذكر علقمة؛ كرواية الثوري. وتابعه هشيم بن بشير: أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 234) عنه مثل رواية الثوري. وتابعه علي بن مسهر، وعيسى بن يونس، وعبد الله بن نمير، وأبو عوانة، وأبو مسلم قائد الأعمش، وقطبة بن عبد العزيز، وقيس بن الربيع، وزكريا بن أبي يحيى الغساني جميعهم عن الأعمش به مثل رواية سفيان بن عيينة السابقة. أخرجه البخاري (7/ 317 - 318/ 4008)، ومسلم (1/ 555/ 808)، والنسائي في "السنن الكبرى" (5/ 10/ 8005)، و"عمل اليوم والليلة" (438/ 721)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (143/ 163)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 184/ 545 و 546 و 547)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 4771/ 3897)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (2/ 404/ 1831). ورواية عيسى بن يونس وعبد الله بن نمير فيها: "عن عبد الرحمن بن يزيد وعلقمة كلاهما عن أبي مسعود به".

425 - باب ما يقول إذا فرغ من وتره

425 - باب ما يقول إذا فرغ من وتره 708 - أخبرنا أبو عبد الرحمن ثنا يحيى بن موسى البلخي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ واختلف على عبد الله بن نمير فيه: فرواه مسلم عنه هكذا، لكن وقع في "معجم الطبراني" (547) عن عبد الله بن نمير عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن أبي مسعود. ورواه ابن الأعرابي في "معجمه" (3/ 976/ 2078) من طريق أسباط بن محمد عن الأعمش به مثل رواية الطبراني هذه الأخيرة. 708 - شاذ إسنادًا، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (444 - 445/ 740)، و"المجتبى" (3/ 235 - 236) بسنده سواء. وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 192/أ - المحموديّة) من طريق المصنف به. قلت: وهذا سند حسن في الظاهر، عبد العزيز بن خالد صدوق حسن الحديث -إن شاء الله- فقد روى عنه جمع من الثقات، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وقال الذهبي في "الكاشف": "صدوق"، فقول الحافظ فيه في "التقريب": "مقبول"، غير مقبول. لكن عبد العزيز خولف في إسناده؛ فأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (445/ 741 و 742)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 467/ 1928) من طريق محمد بن بشر وعبد العزيز بن عبد الصمد ويزيد بن زريع ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به بإسقاط أُبي بن كعب. قلت: وهذا سند صحيح رجاله ثقات، ويزيد بن زريع ومحمد بن بشر سمعا من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات" (ص 195 - وما بعدها)، بخلاف عبد العزيز بن خالد، فلم يذكروه ضمن من سمعوا من سعيد قبل الاختلاط. ولم يتفرد سعيد بن أبي عروبة بهذه الرواية؛ كما سيأتي، بل تابعه شعبة وهمام. وخالف هؤلاء الثلاثة: عيسى بن يونس -وهو ثقة ثبت- فرواه عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به بإسقاط عزرة من سنده وإثبات أُبي بن كعب: أخرجه أبو داود في "سننه"؛ كما في "تحفة الأشراف" (1/ 28 - 29)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 235)، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 303 و 313 - مختصره)، و"الوتر" (93/ 48 - مختصره) عن إسحاق بن راهويه عن عيسى به. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/ 31) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (393) من طريق المسيب بن واضح -وهو ضعيف- عن عيسى بن يونس به، لكن على الشك في إثبات عزرة.

عبد العزيز بن خالد ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة (¬1) عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وعيسى بن يونس سمع من سعيد قبل الاختلاط؛ كما قال أحمد. لكن خالفهُ ثلاثة من الرواة الثقات في سنده، وفيهم أثبت الناس في ابن أبي عروبة وهو يزيد بن زُريع؛ كما قال ابن عدي، فروايتهم مقدمة على روايته دون أدنى شك، على أن هؤلاء الثقات الثلاثة لم يتفردوا به، بل تابعهم شعبة بن الحجاج وهمام بن يحيى؛ فروياه عن قتادة به بإسقاط أُبي بن كعب وإثبات عزرة. أخرج روايتهما: النَّسائيُ في "المجتبى" (3/ 246 - 247)، و"السنن الكبرى" (1/ 452/ 1446)، و"عمل اليوم والليلة" (445/ 743)، وأحمد (3/ 406) -ومن طريقه وطريق غيره أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 181) -. وقد قال الإمام يحيى بن معين؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/ 1/ 65): "أثبتُ النَّاس في قتادة، سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة؛ فمن حدثك من هؤلاء الثلاثة بحديث عن قتادة فلا تبال أن لا تسمعه من غيره" أ. هـ. وخالفهم جميعًا معمر بن راشد؛ فرواه عن قتادة به بإسقاط عزرة وأُبي بن كعب. أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 32 - 33/ 4695) عنه به. قلت: وروايته هذه شاذة. وقد توبع عزرة بن عبد الرحمن: تابعه ذر بن عبد الله المرهبي، وعنه طرق: الأولى: زُبيد اليامي عنه، وعنه طرق: 1 - طريق شعبة عنه: أخرجها النسائي في "المجتبى" (3/ 244 - 245 و 245)، و"السنن الكبرى" (1/ 449/ 1435)، و"عمل اليوم والليلة" (443 - 444/ 737 و 444/ 738)، وأحمد (3/ 406)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 389/ 502)، و"معجم الصحابة" (4/ 466/ 1927) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 181) - بطرق عن شعبة عن زبيد به بإسقاط أُبي بن كعب. (تنبيه): سقط من مطبوع "عمل اليوم والليلة" (738) اسم (ذر)، والصواب إثباته؛ كما في "المجتبى"، و"تحفة الأشراف" (7/ 188). 2 - طريق الثوري عنه: أخرجها النسائي في "المجتبى (2503)، و"السنن الكبرى"؛ كما في "تحفة الأشراف، (7/ 188)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 298)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 33/ 4696)، وأحمد (3/ 456 - 407 و 407)، وابن نصر المروزي في "الوتر" (168/ 76 - مختصره)، وأبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري في "مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم" (67 - 68/ 38)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 292) من طريق أبي نُعيم الفضل بن ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عروة"، وفي حاشة "ل": كنية أبي عبد الرحمن الخزاعي.

سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ بن كعب - رضي الله عنه - ـــــــــــــــــــــــــــــ دكين ووكيع بن الجراح وعبد الرزاق الصنعاني وقبيصة بن عقبة وعبيد الله بن موسى خمستهم عن الثوري عن زُبيد به بإسقاط أُبي بن كعب. وخالفهم قاسم بن يزيد ومحمد بن عبيد؛ فروياه عن الثوري عن زبيد به بإسقاط ذر بن عبد الله المُرهبي: أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 249 - 250 و 250)، و"عمل اليوم والليلة" (443/ 735). قلت: وروايتهم هذه شاذة مردودة؛ لأنهما خالفوا أثبت الناس في الثوري. قال النسائي عقبه: "أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد وقاسم بن يزيد، وأثبت أصحاب سفيان عندنا، والله أعلم". وشذ عنهم جميعًا: مخلد بن يزيدة فرواه عن الثوري به بإسقاط ذر وإثبات أُبي بن كعب: أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 235)، و"السنن الكبرى" (1/ 448/ 1432)، و"عمل اليوم والليلة" (443/ 734) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 422/ 1221) -، وابن ماجه (1/ 374/ 782)، والضياء المقدسي (3/ 419 - 420/ 1217). قلت: وهذه رواية شاذة أُخرى، لمخالفتها سائر الطرق عن سفيان، وقد رواه جمع من أصحاب الثوري بإسقاط أُبي فيه، ومخلد هذا متكلم فيه؛ قال الإمام أحمد والساجي: "كان يهم"، وفي "التقريب": "صدوق له أوهام"؛ فحديثه حسن ما لم يخالف، كيف وقد خالف جميع أصحاب الثوري في هذا الحديث؟!. 3 - طريق جرير بن حازم عنه: أخرجها النسائي في "المجتبى" (3/ 250)، و"الكبرى" (1/ 453/ 1448)، و"عمل اليوم والليلة" (442/ 731) من طريق يونس بن محمد المؤدب -وهو ثقة ثبت- عن جرير بن حازم عن زبيد اليامي به بإسقاط أُبي بن كعب. وخالفه أبو عمر الضرير؛ فرواه عن جرير بن حازم عن زُبيد به بإثبات أُبي بن كعب. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 123). قلت: وأبو عمر هذا؛ صدوق، فأين هو من يونس بن محمد؟! ولا شك أن رواية يونس أصح. 4 - طريق محمد بن طلحة عنه: أخرجها الطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" (1/ 292) من طريقين عنه به بإسقاط أُبي بن كعب. 5 - طريق محمد بن جحادة عنه به بإسقاط أُبي بن كعب، وذر بن عبد الله المرهبي!!. أخرجها النسائي في "المجتبى" (3/ 245 - 246)، و"الكبرى" (1/ 449/ 1434)، و"عمل اليوم والليلة" (442 - 443/ 733).

قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الركعة ـــــــــــــــــــــــــــــ 6 - وتابعه على ذلك عبد الملك بن أبي سليمان: أخرجها النسائي في "المجتبى" (3/ 245)، و"الكبرى" (1/ 448/ 1433)، و"عمل اليوم والليلة" (443/ 735)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 298)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 192/أ - المحمودية). قلت: وعبد الملك هذا ثقة؛ لكن ربما أخطأ. كما قال ابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق له أوهام". وقد خالف أصحاب زُبيد في هذا الحديث وأسقط ذرًا منه، والصواب إثباته؛ كما في رواية الجماعة. 7 - مالك بن مغول عنه: أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 246) من طريق شُعيب بن حرب عن مالك بن مغول عن زبيد به مثل رواية محمد بن جحادة بإسقاط أُبي بن كعب وذر. قلت: شعيب هذا ثقة؛ لكن خالفه يحيى بن آدم -وهو ثقة حافظ-، فرواه عن مالك بن مغول عن زبيد اليامي عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن به مرسلًا ليس فيه (عن أبيه): أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 246)، و"عمل اليوم والليلة" (442/ 732). 8 - مسعر بن كدام عنه: أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 324 - 325/ 1432)، والبيهقي في "الكبرى" (3/ 40 - 41) عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد به لكن بإثبات أُبي بن كعب وإسقاط (ذر)، وتابعه: 9 - فطر بن خليفة عنه: أخرجه ابن أبي غرزة في "مسند عابس" (68/ 39)، والدارقطني في "سننه" (2/ 31)، ومن طريقه البيهقي (3/ 40) من طريق الفضل بن دكين وعيسى بن يونس كلاهما عن فطر عن زبيد به مثل رواية مسعر. قلت: وروايتهما هذه شاذة أيضًا. 10 - سليمان بن مهران الأعمش عنه به لكن بإثبات أُبي بن كعب: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (676 - موارد)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 420 - 421/ 1218 و 1219) من طريق يحيى بن معين، وابن ماجه (1/ 370/ 1171)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 123)، وأبو يعلى في "مسنده" -ومن طريقهما الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 418/ 1215 و 418 - 419/ 1216) - عن عثمان بن أبي شيبة كلاهما عن أبي حفص الأبار عن الأعمش به. وأخرجه أبو داود (2/ 63/ 1423) عن عثمان بن أبي شيبة به لكن بإسقاط (ذر بن عبد الله) وروايته شاذة والصواب إثباته؛ كما في سائر الطرق. وتابع أبا حفص الأبار أبو جعفر الرازي -وهو ضعيف- عن الأعمش به: أخرجه

الثانية بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة بقل هو الله أحد، ولا يسلم إلا في ـــــــــــــــــــــــــــــ عبد بن حميد في "مسنده" (1/ 198/ 176 - منتخب)، والدارقطني في "سننه" (2/ 31) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 38) -. وخالافهما محمد بن أنس؛ فرواه عن الأعمش به بإسقاط (ذر) من سنده: أخرجه أبو داود (2/ 63/ 1423)، والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 328/ 1436)، والحاكم (2/ 257). قلت: ومحمد هذا كان يُغرب؛ كما قال ابن حبان وابن حجر، وقد خالف اثنان ممن رواه عن الأعمش فزادوا في السند (ذرًا)، ولا شك أن روايتهما أصح؛ والله أعلم. ولذلك لما قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد"؛ تعقبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه محمد بن أنس الرازي تفرد بأحاديث"؛ يشير إلى أنه ليس ممن يتحمل التفرد وبخاصة وقد خالف هنا من هو أوثق منه. والأعمش مدلس، وقد عنعنه في جميع الطرق التي وقفت عليها. وبالجملة، فقد رواه سبعة من الرواة بإسقاط أُبي بن كعب، وخالفهم الأعمش، فأثبته والصحيح رواتهم؛ لأنهم جمع كثير وأوثق من الأعمش، وهو مدلس وقد عنعن. على أن زبيد اليامي توبع عليه بإسقاط أبي بن كعب: تابعه عمر بن ذر، وسلمة بن كهيل، وعطاء بن السائب، وحصين بن عبد الرحمن؛ كما سيأتي بيانه. الطريق الثانية: عُمر بن ذر بن عبد الله عن أبيه ذر به بإسقاط أُبي بن كعب: أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه، (3/ 33/ 4697) عن عمر به. الطريق الثالثة: حصين بن عبد الرحمن عن ذر به بإسقاط أبي بن كعب: أخرجها النسائي في "المجتبى" (3/ 244)، و"السنن الكبرى" (1/ 448/ 1430)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 38) من طريق حصين بن نمير وسليمان بن كثير عن حصين به. وخالفهما أبو جعفر الرازي؛ فرواه عن حصين بن بإسقاط ذر: أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (213/ 559) من طريق عبد الصمد بن النعمان عن أبي جعفر به. قلت: وروايته هذه منكرة؛ فإن أبا جعفر الرازي هذا سيىء الحفظ، كما في "التقريب"، وعبد الصمد بن النعمان تكلم فيه ابن عدي، وقد خالف من هو أوثق منه. الطريق الرابعة: عطاء بن السائب عن ذر به بإسقاط أُبي بن كعب: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (441/ 730) من طريق إسحاق بن منصور عن حماد بن زيد عن عطاء بن السائب به. قلت: وحماد بن زيد سمع من عطاء قبل اختلاطه، كما قال يحيى القطان والنسائي وأبو حاتم الرازي؛ كما في "الكاشف" (2/ 265)، و"ميزان الاعتدال" (3/ 71)، و"التهذيب" (7/ 206). وخالفه روح بن القاسم ومحمد بن فضيل، فروياه عن عطاء بن السائب به بإسقاط

آخرهن، ويقول بعد التسليم: "سبحان الملك القدوس" ثلاثًا. ـــــــــــــــــــــــــــــ (ذر): أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 246)، و"الكبرى" (1/ 448/ 1431)، والمحامليُّ في "الأمالي" (336/ 367 - رواية ابن البيع)، و (ج 6/ق 85/ب - رواية ابن مهدي). قلت: وروايتهما هذه شاذة؛ فإن روحًا ومحمدًا سمعا من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات" (ص 329 و 331). الطريق الخامسة: سلمة بن كهيل عن ذر به بإسقاط أُبي بن كعب: أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 244 - 245 و 245)، و"السنن الكبرى" (1/ 449/ 1435)، و"عمل اليوم والليلة" (443 - 444/ 737 و 444/ 738)، والطيالسي في "مسنده" (1/ 120/ 562 - منحة) -وعنه أحمد (3/ 406)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/ 98 - 99)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (6/ 2191)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 181)، والبيهقي (3/ 41) -، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (4/ 466/ 1927)، و"مسند علي بن الجعد" (1/ 389/ 502) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (7/ 181)، وأبو الحسين البغوي في "شرح السُّنَّة" (4/ 98/ 972) -، وأحمد (3/ 406)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (7/ 181)، وقوَّام السُّنَّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 429 - 430/ 753) بطرق كثيرة عن شعبة بن الحجاج عن سلمة بن كهيل به. وخالفه منصور بن المعتمر -وهو ثقة ثبت- فرواه عن سلمة بن كهيل به لكن بإسقاط (ذر): أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 245)، و"عمل اليوم والليلة" (444/ 739)، والمحاملي في "الأمالي" (337/ 368 - رواية ابن البيع)، و (ج 6/ق 86/أ - رواية ابن مهدي) من طريق جرير بن عبد الحميد عن منصور به. قلت: هذه رواية شاذة؛ لأن جل أصحاب (ذر) أثبتوه. الطريق السادسة: طلحة بن مصرف عن ذر به لكن بإثبات أُبي بن كعب: أخرجه أبو داود (2/ 65/ 1430) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 41 - 42) -، والنسائي في "المجتبى" (3/ 244)، و"الكبرى" (1/ 447/ 1429)، و"عمل اليوم والليلة" (441/ 729)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 300) -وعنه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 123) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 421/ 1220) -، وابن الجارود في "المنتقى" (1/ 238/ 271)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 191/ب - ق 192/أ - المحمودية) -، وأبو يعلى في "مسنده" -وعنه ابن حبان في "صحيحه" (677 - موارد) -، والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 327/ 1434 و 1435) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن المسعودي، والنسائي في "المجتبى" (3/ 244)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 198/ 176 - منتخب)،

426 - باب ما يقول إذا أخذ مضجعه

426 - باب ما يقول إذا أخذ مضجعه 709 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده على خده، ثم قال: "باسمك اللهمّ، أموت وأحيا"، وإذا استيقظ، قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور". نوع آخر: 710 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير عن ـــــــــــــــــــــــــــــ والهيثم بن كليب في "مسنده" (3/ 325/ 1433)، والدارقطني في "السنن" (2/ 31) -ومن طريقه البيهقي (3/ 38) عن أبي جعفر الرازي، وابن ماجه (1/ 370/ 1171)، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/ 123)، وأبو يعلى في "مسنده" -ومن طريقهما الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (3/ 418/ 1215 و 418 - 419/ 1216) -، وابن حبان في "صحيحه" (676 - موارد)، والضياء المقدسي (3/ 420 - 421/ 1218 و 1219) من طريق أبي حفص الأبّار ثلاثتهم عن الأعمش عن طلحة بن مصرف به. وخالفهم محمد بن أنس -وهو صدوق يُغرب-، فرواه عن الأعمش به بإسقاط (ذر). أخرجه أبو داود (2/ 63/ 1423). قلت: وروايته هذه شاذة؛ لأنه مع الضعف الذي فيه؛ فقد خالف من هو أوثق منه. وهم جمع، فروايتهم مقدمة عليه. وقد رواه أبو داود أيضًا (1423) من طريق أبي حفص الأبار عن الأعمش به بإسقاط (ذر). وروايته هذه شاذة أيضًا؛ كما بينته آنفًا عند الكلام على طريق (زبيد). وقد صحح هذه الطريق الحافظ ابن حجر، وسيأتي ما في التصحيح من تساهل. وقد توبع الأعمش: تابعه فطر بن خليفة عن طلحة به. أخرجه ابنُ أبي غرزة الغفاري في "مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم" (68 - 69/ 40) عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن فطر به. أقول: هكذا رواه طلحة بن مصرف، وقد خالفه جميع أصحاب (ذر)، وهم أكثر عددًا وأوثق بكثير منه رووه بإسقاط أُبي بن كعب والصحيح روايتهم. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب لكن من مسند عبد الرحمن بن أبزى، أما من مسند أُبيّ بن كعب؛ فهو شاذ كما بينت وفصلت، والله الموفق. 709 - مضى برقم (8). 710 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (12/ 337/ 5527 -

شعبة ثنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب - رضي الله عنه - يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقول: "اللهمّ، أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ (ولا منجا) (¬1) منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت؛ فإن مات مات على الفطرة". نوع آخر: 711 - حدثني عبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص ثنا محمد بن خلف ـــــــــــــــــــــــــــــ إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 902/ 241) عن أبي خليفة الفضل بن حباب الجمحي به. وأخرجه الدارمي في "سننه" (9/ 508/ 2848 - فتح المنان) عن أبي الوليد الطيالسي وحده به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 902/ 241) عن يوسف القاضي ومحمد بن محمد التمار عن محمد بن كثير العبدي وحده به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 113/ 6313)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2083)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (457/ 775)، والطيالسي في "مسنده" (97/ 708) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 197/أ - المحمودية) -، وأحمد (4/ 285 و 300)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (1/ 373 - 374/ 446) -ومن طريقه ابن البخاري في "مشيخته" (2/ 1114 - 1115/ 297) -، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 266/ 1721)، والرافعي في "التدوين" (1/ 195 - 196) بطرق عن شعبة به. وأخرجه البخاري (13/ 462/ 7488)، ومسلم (4/ 2082) من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق به. وأخرجه البخاري (11/ 109/ 6311 و 115/ 6315)، ومسلم (4/ 2081 - 2083/ 2710 و 2711) بطرق عن البراء به. 711 - إسناده ضعيف؛ رجاله ثقات؛ غير محمد بن خلف العصفري فلم أجد له ترجمة، وبشر بن حبيب لا بأس به؛ كما قال المصنف. وقال شيخنا ناصر السُّنة؛ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 420/ 2398): "ضعيف". ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

العصفري (¬1) ثنا بشر (¬2) بن حبيب السعدي -وكان لا بأس به- ثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عطاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعمه حمزة: "إذا أويت إلى فراشك؛ قل: باسمك (¬3) اللهمّ، وضعت جنبي، وطهّر لي قلبي، وطيّب كسبي، واغفر ذنبي". نوع آخر: 712 - أخبرني أحمد بن عبد الله بن القاسم الحراني حدثنا سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 712 - إسناد حسن، (وهو صحيح). قلت: رجاله ثقات؛ غير سعيد النفيلي؛ صدوق، وقد توبع؛ فأخرجه البخاري في "صحيحه" (11/ 125 - 126/ 6320) -ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 194/أ - المحمودية) -، وأبو داود (4/ 311 - 312/ 5050)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (464/ 791)، وأحمد (2/ 432 - 433)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 910/ 256)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 138/ 377)، وأبو بكر بن المقرئ في "المعجم" (71/ 144) بطرق عن زهير بن معاوية به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/ 692 - 693/ 1217 - تحقيق الزهيري)، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2084 - 2085/ 2714)، والبزار في "البحر الزخار" (ق 173/أ)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 344/ 5534 - إحسان)، وأبو نعيم في "المستخرج" -ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار" (ق 194/أ - المحمودية) - بطرق عن أنس بن عياض، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 687/ 1210 - تحقيق الزهري)، ومسلم (4/ 2085)، والإسماعيلي في "مستخرجه"، كما في "تغليق التعليق" (5/ 141) بطرق عن عبدة بن سليمان، وأحمد (2/ 422) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (2/ 910 - 911/ 257) - عن يحيى بن سعيد الأموي، والطبراني في "الدعاء" (2/ 910 - 911/ 257) من طريق أبي أسامة، والطبراني في "المعجم الأوسط"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 128)، و"هدي الساري" (ص 64)، وأبو نعيم في "المستخرج"؛ كما في "فتح الباري" (11/ 128) من طريق إسماعيل بن زكريا، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 194/أ) من طريق شجاع بن الوليد، ستتهم عن عبيد الله بن عمر به. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "العصفراني". (¬2) في "م" و"هـ": "بشير". (¬3) في هامش "م": "بسم الله".

حفص النفيلي ثنا زهير بن معاوية حدثني عبيد الله (¬1) بن عمر عن سعيد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (792 و 793)، وابن ماجه (3874)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في " نتائج الأفكار" (ق 194/أ - المحمودية)، و"تغليق التعليق" (5/ 140)، و"هدي الساري" (ص 64)، و"فتح الباري" (11/ 128) -، وابن أبي شيبة في "الأدب" (260/ 240)، و"مصنفه" (9/ 73/ 6576 و 77/ 6590 و 10/ 248 - 249/ 9352)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (11/ 34 - 35/ 19830)، وأحمد (2/ 283 و 295 و 432)، والدارمي في "سننه" (2/ 290)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (527 - انتقاء السلفي)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 345/ 5535 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (253 و 254 و 255)، والدارقطني في "العلل" (10/ 344)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 176 - 177/ 116)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 194/أ - المحمودية)، و"تغليق التعليق" (5/ 139 - 140) بطرق كثيرة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به، بإسقاط (عن أبيه). قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (13/ 378/ 7393)، وابن بشران في "الأمالي" (65 - 66/ 104)، والدينوري في "المجالسة" (7/رقم 3156) من طريق مالك بن أنس وعبد الله بن عمر كلاهما عن المقبري به بإسقاط (عن أبيه). وأخرجه الترمذي (5/ 472 - 473/ 3401)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (4 - 505/ 890)، وأحمد (2/ 246) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/ 140) -، والمصنف (رقم 767)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 908 - 909/ 252) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 194/ب - المحمودية) بطرق عن محمد بن عجلان عن المقبري به. قال الترمذي وابن حجر: "هذا حديث حسن". قلت: وهو كما قالا. قال ابن حبان في "صحيحه": "سمع هذا الخبر سعيد المقبري عن أبي هريرة، وسمعه من أبيه عن أبي هريرة؛ فالطريقان جميعًا محفوظان". قلت: وهو كما قال: وخالف في هذا الحافظ الدارقطني؛ فقد انتقد في كتابه "الإلزامات والتتبع" (132 - 133/ 11) الشيخين لإخراجهما هذا الحديث في "صحيحهما"؛ لأنه اختلف فيه على سعيد المقبري. وتعقبه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في كتابه "هدي الساري" (ص 380) بقوله: ¬

_ (¬1) في "هـ": "عبد الله".

أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه؛ فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يضطجع على شقه الأيمن، ثم يقول: باسمك اللهمّ، وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي؛ فارحمها، وإن أرسلتها؛ فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين". نوع آخر: 713 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع حدثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآواناة فكم ممن لا كافي له، ولا مؤوي". ـــــــــــــــــــــــــــــ "الحديث كيفما دار كان متصلًا، فمثل هذا لا يقدح في صحة الحديث إذا لم يكن راويه مدلسًا، وقد أكثر الشيخان من تخريج مثل هذا, ولم يستوعب الدارقطني انتقاده، والله الموفق" أ. هـ. قلت: وحاصل كلام الحافظ - رحمه الله -: أن سعيد المقبري لا يعرف بتدليس وقد تحقق سماعه من أبيه ومن أبي هريرة -أيضًا-، فروى الحديث تارة عن هذا، وتارة عن هذا، ويحمل على أنه سمع الحديث منهما وأنه كان يرويه على الوجهين، وهذا ظاهر بحمد الله. 713 - إسناده صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2085/ 2715)، وأبو داود (4/ 312/ 505)، والترمذي في "جامعه" (5/ 470/ 3396) و"الشمائل المحمدية" (رقم 256)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (467/ 799)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 685/ 1206 - تحقيق الزهيري)، وأحمد (3/ 153 و 167 و 253)، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 161/ 1333 و 167/ 1349 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 198/أ - المحمودية) -، وأبو يعلى في "مسنده" (6/ 233/ 3523)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 350/ 5540 - إحسان)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 884/ 9880)، وأبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (6/ 260)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 51/ 22)، و"الدعوات الكبير" (2/ 107/ 346)، و"الآداب" (329/ 692)، و"شعب الإيمان" (4/ 91 - 92/ 4378)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (5/ 104 - 105/ 1318)، و"الشمائل المحمدية" (2/ 722/ 1157)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (رقم 102) بطرق عن حماد بن سلمة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".

نوع آخر: 714 - أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: قرأت على محمد بن سليمان لوين ـــــــــــــــــــــــــــــ 714 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (389/ 588) بسنده سواء. وقد توبع حماد بن زيد: تابعه مالك بن أنس: وهو في "الموطأ" له (2/ 951/ 11 - رواية يحيى الليثي)، و (2/ 129/ 2001 - رواية أبي مصعب الزهري) -ومن طريقه البخاري في "خلق أفعال العباد" (144 - 145/ 445)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (389 - 390/ 589)، وأحمد (2/ 375)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1/ 59)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 298/ 1021 - إحسان)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 444 - 445/ 365)، والبغوي في "شرح السُّنة" (1/ 184/ 93)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (1/ 351/ 175). وتابعه عبيد الله بن عمر: أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (145/ 446)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (390/ 591)، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 299 - 300/ 1022 - إحسان). وتابعه هشام بن حسان: أخرجه الترمذي في "جامعه" (10/ 66 - 67/ 3675 - تحفة الأحوذي)، والنسائي (390/ 590)، وأحمد (2/ 290). وتابعه سفيان الثوري: أخرجه النسائي (390 - 391/ 592)، وابن ماجه (2/ 1162/ 3518)، وأبو نعيم (7/ 143). وتابعه جرير بن حازم: أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (145/ 447)، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 299 - 300/ 1022 - إحسان). وتابعه سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: أخرجه البخاري (145/ 448 و 449). وتابعه عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون: أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (217 - 218/ 582). قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، وصححه الحافظ؛ كما سيأتي. وأخرجه أبو داود (4/ 13/ 3898)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (391/ 593 و 594 و 595 و 596)، و"السنن الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (11/ 146)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (11/ 436/ 1983)، وأحمد (3/ 448 و 5/ 430)، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 683/ 1645) -ومن طريقهما أبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 3107/ 7169) -, وابن بطة في "الإبانة" (1/ 260/ 32 - الرد على الجهمية)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/ 3107/ 7170) بطرق عن سهيل وصالح ابني أبي صالح عن أبيهما عن رجل من أسلم بدلًا من أبي هريرة.

(ح) قال: وحدثنا ابن صاعد ثنا لوين ثنا حماد بن زيد (¬1) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلًا من أصحاب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - لدغ؛ فبلغ منه (¬2) ما شاء الله؛ فبلغ ذلك النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "أما إنه لو قال حين أمسى -أو قال حين يمسي-: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - ثلاثًا - لم يضره". نوع آخر: 715 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني أحمد بن سعيد ثنا الأحوص بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وسنده صحيح -أيضًا-, وجهالة الصحابي لا تضر. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 168/أ): "والذي يظهر لي: أنه كان عن سهيل على الوجهين؛ فإن له أصلًا من رواية أبي صالح عن أبي هريرة؛ أخرجه مسلم". قلت: وهو كما قال، والحديث فيه (4/ 2081/ 2709). وصححه -أيضًا- في "فتح الباري" (10/ 196)، وكذا صححه شيخنا - رحمه الله - في "صحيح أبي داود". 715 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (454/ 767) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 312/ 5052) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 113 - 114/ 354)، و"الأسماء والصفات" (1/ 477 - 478/ 408)، و"الاعتقاد" (ص 103) -, وابن أبي عاصم في "الدعاء"، والطبراني في "الدعاء" (2/ 900/ 237) -ومن طريقهما الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 364) -, والطبراني في "المعجم الصغير" (2/ 84)، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (180/ 512) بطرق عن الأحوص بن جواب به. صححه البيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 98)، والنووي في "الأذكار" (1/ 232 - بتحقيقي). ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "حماد بن سلمة"، وكتب بين السطور في "ل": "في نسخة: حماد بن سلمة"، والمثبت هو الصواب؛ كما في "ل"، وهر الموافق لـ "عمل اليوم والليلة" للنسائي، وقد رواه المصنف عنه. (¬2) في هامش "م": "به".

جواب حدثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الحارث وأبي ميسرة عن ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وليس كما قالا؛ بل إسناده ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس وقد عنعنه في جميع الطرق، وكان قد اختلط أيضًا، وسماع عمار بن رزيق منه بأخرة؛ كما قال أبو حاتم الرازي في "العلل" (2/ 186). الثانية: الاختلاف على أبي إسحاق السبيعي؛ فرواه عنه عمار بن رزيق هكذا، ورواه حماد بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن علي - رضي الله عنه - بنحوه: أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 37/ 6779)، و"الدعاء" (2/ 900 - 901/ 238) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 365) -، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 97/ 664) من طريق هشام بن عمار عن حماد به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 124): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه حماد بن عبد الرحمن الكلبي، وهو ضعيف". قلت: وهو كما قال، وأبو إسحاق السبيعي مدلس مختلط، وقد عنعنه، وسماع حماد منه بعد الاختلاط. وخالفهم إسرائيل بن يونس؛ فرواه عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي ميسرة به مرسلًا. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 252 - 253/ 9366): حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به. قلت: وهذا أصح من سابقه، فقد أخرج الشيخان في "صحيحهما" من رواية إسرائيل عن أبي إسحاق. وقد رجح الإمامان الحافظان الناقدان أبو حاتم وأبو زُرعة الرازيان هذه الطريق، فقد نقل ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 186/ 2055) عنهما قولهما: "رواه بعض الحفاظ عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وهو الصحيح. قال أبو حاتم: رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة والحارث عن علي عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: وحديث الأول -يعني: المرسل- أشبه؛ لأن عمار بن رزيق سمع من أبي إسحاق بأخرة" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر عقبه: "هذا حديث حسن!! وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والحارث هو ابن عبد الله الأعور، وأبو ميسرة اسمه عمرو بن شراحبيل، وهو ثقة، والحارث ضعيف وباقي رجاله أخرج لهم مسلم، لكن اختُلِفَ في سنده على أبي إسحاق ولم أره من طريقه إلا بالعنعنة، فهاتان علتان تحطه من رتبة الصحيح" أ. هـ.

علي - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول عند مضجعه: "اللهمّ، إني أعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته، اللهمّ، أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهمّ، لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك". نوع آخر: 716 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا اضطجع للنوم: "اللهمّ، باسمك ربي وضعت جنبي؛ فاغفر لي ذنبي". ـــــــــــــــــــــــــــــ 716 - إسناده حسن، (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (455/ 770) بسنده سواء. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 911/ 258) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 202/ب - المحمودية) - من طريق أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب به. وأخرجه أحمد (2/ 173 - 174)، وأبو يعلى في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 346 - 347/ 8179) - عن حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة عن حيي به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 123): "رواه أحمد، وإسناده حسن". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث حسن". قلت: وهو كما قالا، فإن رجاله كلهم ثقات غير حُييّ بن عبد الله وهو صدوق يهم؛ كما في "التقريب"، فالحديث حسن لأجله. وتابعه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي -وهو ضعيف-؛ فرواه عن أبي عبد الرحمن الحبلي به لكن بلفظ: "أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من الأنصار: "كيف تقول حين تريد أن تنام؟ " قال: أقول: باسمك ربي وضعت جنبي؛ فاغفر لي، قال: "قد غفر لك". أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 346/ 8178)، و"مصنفه" (9/ 75/ 6584 و 10/ 249/ 93514)، و"الأدب" (267/ 247) عن جعفر بن عون عنه به. قلت: الإفريقي هذا ضعيف؛ كما في "التقريب"، لكه يعتبر به. وبالجملة، فالحديث صحيح لغيره.

نوع آخر: 717 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام: أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: "اللهمّ، رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر؛ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر؛ فليس فوقك شيء، وأنت الباطن؛ فليس دونك شيء، اقض عني ـــــــــــــــــــــــــــــ 717 - إسناده صحيح، أخرجه الجورقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" (2/ 286/ 690) من طريق المصنف به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (463/ 790) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2084/ 2713)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 348/ 5537 - إحسان)، وأبو نعيم الأصبهاني في "المستخرج" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 197/ب - المحمودية) - عن طريق جرير به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2084)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 688/ 1212) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 197/ب) -، وأبو داود (4/ 312/ 5051) -ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 38/ 12) -، والترمذي (5/ 472/ 3400)، وابن ماجه (2/ 1274/ 3873)، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/ 395/ 7668)، وأحمد (2/ 381 و 404 و 536) -ومن طريقه في الموضع الأخير عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (100) -، وابن أبي شبة في "المصنف" (10/ 251/ 93620)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 912/ 261 و 913/ 262) -ومن طريقه في الموضع الأول الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 197/ب) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 881/ 986)، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (1/ 60 - 61/ 56)، والحاكم (1/ 546)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 105 - 106/ 344)، والبغوي في "معالم التنزيل" (4/ 293 - ط. دار المعرفة) بطرق كثيرة عن سهيل بن أبي صالح به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحاكم؛ "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي في "تلخيص المستدرك": "قلت: خرجه مسلم لسهيل". قلت: وهو كما قال - رحمه الله -.

الذين واغنني من الفقر"، وكان يروي ذلك عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. نوع آخر: 718 - أخبرني أبو عروبة حدثني جميل بن الحسن حدثنا أبو همام ـــــــــــــــــــــــــــــ 718 - إسناده صحيح؛ أخرجه دعلج في "المنتقى من مسند المقلين" (34 - 935)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 245/ 758)، و"مسند الشاميين" (1/ 253/ 435)، و"الدعاء" (2/ 914/ 264) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 198/ب - المحمودية) -، وأبو الشيخ في "أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (180/ 511)، والحاكم (1/ 548 - 549) -وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 106/ 345) - من طريق محمد بن الزبرقان أبي همام الأهوازي به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير محمد هذا وهو صدوق ربما وهم؛ كما في "التقريب" وقد توبع عند المصنف وغيره. وأخرجه ابن منده في "المعرفة" -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 198/ب) - من طريق جعفر بن محمد بن هشام عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد به. وأخرجه أبو داود (4/ 13/ 5054) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/ 10 - 11) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 245/ 759)، و"مسند الشاميين" (1/ 253/ 436) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (33/ 23) - من طريقين عن يحيى بن حمزة به. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله ثقات. وتابعهما - صدقة بن عبد الله السمين -وهو ضعيف- عن ثور به: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 245/ 758). قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الحافظ عقبه: "هذا حديث حسن!!، ورجاله ثقات من الوجهين". وجوّده في "الإصابة" (4/ 6). وحسنه -أيضًا- النووي في "الإذكار" (1/ 261 - 262 - بتحقيقي). تنبيه: اختلف في اسم الصحابي، فيحيى بن حمزة قال: "أبو الأزهر الأنماري"، ومحمد بن الزبرقان أبو همام قال: "أبو زهير الأنماري"، وتابعه على هذا صدقة بن عبد الله. قال البيهقي: "وأبو زهير أشهر".

محمد بن الزبرقان ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي زهير الأنماري قال: كان (ح) وأخبرني أحمد بن عمير ثنا محمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث ويزيد بن محمد بن عبد الصمد قالوا: حدثنا أبو مسهر ثنا يحيى بن حمزة حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الأزهر الأنماري - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ مضجعه قال: "اللهمّ، اغفر لي ذنبي، وأخسِ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في (الذكر) (¬1) الندي (¬2) الأعلى". نوع آخر: 719 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا أحمد بن سليمان ثنا أبو نعيم عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وخالفه في هذا الحافظ؛ فقال في "النتائج": "لكن يحيى بن حمزة أثبت في ثور من أبي همام". يشير إلى أن قول يحيى: "أبو الأزهر" أصح، وعلى كل فهذا اختلاف في اسم الصحابة غير مؤثرة لأنهم كلهم عدول. 719 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (455/ 769) بسنده سواء. وأخرجه ابن أبي شيبة في "الأدب" (264/ 244)، و"مصنفه" (9/ 174/ 658 و 10/ 250/ 9359) عن أبي نعيم به. قلت: إسناده ضعيف؛ أبو إسحاق السبيعي مدلس مختلط، وقد عنعن، وسماع زهير بن معاوية منه بعد الاختلاط؛ كما قال أبو زُرعة وأحمد بن حنبل وغيرهما؛ كما في "الكواكب النيرات" (ص 350). وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 330 و 10/ 434/ 9896)، وعبد الرزاق في "المصنف" (3/ 493/ 6463) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1367/ 1211) - من طريق إسرائيل، والطبراني (3/ 1367/ 1212 و 1213) من طريق قيس بن الربيع وزكريا بن أبي زائدة -جميعًا- عن أبي إسحاق. قلت: إسرائيل؛ وان سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط، لكنه مدلس، وقد عنعن في جميع الطرق؛ فالسند ضعيف. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "ل": "الملأ"، وفوقها: "في نسخة: الندى".

زهير عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي - رضي الله عنه - قال: إذا أخذت مضجعك؛ فقل: بسم الله، وعلى ملة رسول الله. وحين يدخل الميت في قبره. نوع آخر: 720 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد حدثنا سليمان بن سيف ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو الأشهب ثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر وقال: "إن مت مت شهيدًا"، أو قال: "من أهل الجنة". نوع آخر: 721 - أخبرني محمد (¬1) بن جعفر بن رزين الحمصي حدثنا إبراهيم بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 720 - إسناده ضعيف جدًا، أخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 200/أ - ب - المحمودية) من طريق عمرو بن عاصم به. قال الحافظ: "هذا حديث غريب، وسنده ضعيف من أجل يزيد" أ. هـ. وقال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (5/ 245/ 2217): "وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد -وهو ابن أبان الرقاشي- ضعيف". قلت: الذي أراه في يزيد أنه متروك الحديث مع عبادته وصلاحه، وهذا ما ذهب إليه شيخنا في "الضعيفة" (2/ 11 و 89 و 4/ 9 و 20 و 5/ 472)، و"ظلال الجنة" (90). 721 - إسناده ضعيف, (وهو حسن)؛ دون قوله: (وذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى يدركه النعاس)؛ أخرجه الترمذي (5/ 540/ 3526)، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/ 125/ 7568) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 203/أ - المحمودية) -، وابن البخاري في "مشيخته" (2/ 1054 - 1055/ 277) بطرق عن إسماعيل بن عياش به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا أيضًا عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -". ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "أحمد"، وهو خطأ.

العلاء الزُبيدي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ابن أبي حسين عن شهر بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وقال الحافظ: " أخرجه ابن السُّني من رواية إبراهيم بن العلاء عن إسماعيل بن عياش، وروايته عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها؛ وشيخه عبد الله بن عبد الرحمن مكي، وشهر بن حوشب فيه مقال، وقد اختلف عليه في سنده" أ. هـ. قلت: وهو كما قال: والاختلاف الذي أشار إليه - رحمه الله - هاك بيانه: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (470 - 471/ 807 و 808 و 809)، وأحمد (4/ 113)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 87)، وأبو عبيد في "الطهور" (155/ 66)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 139 - 140/ 1505)، و"المعجم الكبير" (8/ 125/ 7568)، و"الدعاء" (2/ 839/ 126)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 212 - 213/ 170) من طريق شمر بن عطية وعاصم بن بهدلة كلاهما عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من توضأ؛ فأحسن الوضوء؛ ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه"، قال شهر: فجاء. أبو ظبية وهو يحدثنا؛ فقال: ما حدثكم؟ فذكرنا له الذي حدثنا؛ قال: أجل، سمعت عمرو بن عبسة ذَكَرَهُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزاد فيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل يبيت على طهر ثم يتعار من الليل ... " الحديث. قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار": "فَعُرِفَ بهذا أن حديث شهر عن أبي أمامة إنما هو في الوضوء، وأما حديثه في الذكر عند النوم؛ فإنما هو عن أبي ظبية به" أ. هـ. وأخرجه أبو داود (4/ 310/ 5042)، والنسائي (469 - 470/ 805)، وابن ماجه (2/ 1277/ 3881)، وأحمد (5/ 234 - 235 و 235 و 241 و 244)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 170/ 126 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 203/ أ - ب - المحمودية) -، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 87)، والبزار في "البحر الزخار" (7/ 120/ 12676)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 98 / 235)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 164/ 1357)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (44) بطرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني وعاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ بن جبل. فجعلوه من مسند معاذ. قال الحافظ: "هذا حديث حسن ... ولعل أبا ظبية حمله عن معاذ وعن عمرو بن عبسة؛ فإنه تابعي كبير شهد خطبة عُمرَ بالجابية وسكن حمص، ولا يعرف اسمه وانعقد على توثيقه".

حوشب عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أوى إلى فراشه طاهرًا، وذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى يدركه النعاس لم ينقلب (¬1) ساعة من الليل يسأل الله - عزّ وجل - فيها خيرًا من خير الدّنيا والآخرة؛ إلا أعطاه إياه". ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: فالعجب منه كيف قال في "التقريب" في ترجمة أبي ظبية هذا: "مقبول"؟! مع أنه روى عنه جمع من الثقات ووثقه ابن معين، وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/ 223): "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وإسناده حسن". قلت: وهو كما قالا؛ ولعلهما يعنيان: "لغيره"؛ فإن مداره من الطريقين على شهر بن حوشب؛ وفيه مقال، وفي "التقريب": "صدوق كثير الأوهام والإرسال" ولعل هذا من أوهامه: تارة يجعله من مسند أبي أمامة، وتارة من مسند عمرو بن عبسة، وتارة من مسند معاذ بن جبل. وعلى كل؛ فإن رجحنا ما قاله الحافظ؛ فتبقى العلة الأولى وهي ضعف شهر بن حوشب. لكن لمتنه شواهد عن جماعة من الصحابة يرتقي الحديث بها إلى درجة الحسن وبعضها صحيح؛ كما بينه شيخنا شامة الشام ومحدث العصر العلامة الألباني - رحمه الله - في "صحيح الترغيب والترهيب" (596 - 601). تنبيهات: 1 - سقط من إسناد الحديث في مطبوع "الدعاء" لعبد الغني المقدسي "حماد بن سلمة"، فليستدرك. 2 - جملة: "وذكر الله حتى يدركه النعاس" لم أجد ما يشهد لها؛ فهي ضعيفة. 3 - ذكر شيخنا - رحمه الله - الحديث في "ضعيف الجامع الصغير" (5505)، وضعفه في "مشكاة المصابيح" (1250)، و"ضعيف سنن الترمذي"، وحسنه في "الكلم الطيب" (ص 143). أقول: لا تناقض في موقف الشيخ - رحمه الله -؛ فإنه ضعفه بالنسبة لإسناده عند الترمذي وابن السني، وهو كذلك، وحسّنه، ودفعًا للتوهم والإيهام أشرف إلى ذلك ونبهت عليه، والله الموفق والهادي. ¬

_ (¬1) في "ل": "يتقلب"، وفي هامشها الأيسر: "في نسخة: ينقلب".

نوع آخر: 722 - أخبرني جعفر بن عيسى الحلواني حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة (¬1) ثنا موسى بن إسماعيل ثنا خلف بن المنذر أبو المنذر ثنا بكر بن عبد الله المزني عن أنس (بن مالك) (¬2) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منّ عليّ فأفضل علي، وأسألك بعزتك أن تنجيني من النار؛ إلا حمد الله - عَزَّ وَجَلَّ - بمحامد الخلق كلهم". نوع آخر: 723 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ـــــــــــــــــــــــــــــ 733 - إسناده ضعيف؛ أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 402/ 1575) من طريق المصنف به. وأخرجه الحاكم (1/ 545 - 546) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (4/ 401/ 1574) -, والبيهقي في "شعب الإيمان" (8/ 336 - 337/ 4072 - ط. الهندية) من طريق الحسن بن علي بن بحر البري عن موسى بن إسماعيل به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ خلف بن المنذر؛ ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 194)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 370) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثقه إلا ابن حبان (6/ 271)، ولم يذكروا -جميعًا- راويًا عنه إلا موسى بن إسماعيل. 723 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (465/ 796) -ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 129 - 130/ 1293) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 2083/ 2712)، وأحمد (2/ 79) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 200/ب - المحمودية) -، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 109/ 349) عن محمد بن جعفر -غندر- به. وأخرجه النسائي (466/ 797)، وأبو يعلى في "مسنده" (10/ 45/ 5676) -وعنه ¬

_ (¬1) في "م": "حبلة"، وفي هامشها: "جنانه". (¬2) ليست في "ل".

ثنا غندر عن شعبة عن خالد الحذاء قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنه أمر رجلًا إذا أخذ مضجعه قال: "اللهمّ، (أنت) (¬1) خلقت نفسي وأنت تتوفاها, لك مماتها ومحياها، إن أحييتها؛ فاحفظها, وإن أمتها، فاغفر لها، اللهمّ، إني أسألك العافية". فقال له (¬2): سمعت هذا من عمر؟ قال: من (هو) (¬3) خير من عمر؛ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. نوع آخر: 728 - حدثني أحمد بن يحيى بن زهير وجعفر بن بَهْمَرْدَ قالا: حدثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ ابن حبان في "صحيحه" (12/ 351/ 5541 - إحسان)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 200/ب - المحمودية) من طريق بشر بن المفضل وإسماعيل بن غلية كلاهما عن خالد الحذاء به. 724 - إسناده ضعيف؛ (والصحيح أنه موقوف)؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (12/ 338/ 5528 - إحسان) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 113 - 114) -: ثنا أحمد بن يحيى بن زهير به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 267) من طريق عبد الرحمن بن سهل العقيلي عن سلمة بن رجاء عن مسعر بن كدام به مرفوعًا. قلت: هكذا رواه محمد بن إسماعيل الكوفي وسلمة بن رجاء مرفوعًا، وخالفهما أبو معاوية الضرير وخلاد بن يحيى ومصعب بن المقدام ثلاثتهم عن مسعر به موقوفًا. ذكره الدارقطني في "العلل" (11/ 43). وسلمة هذا؛ صدوق يغرب؛ كما في "التقريب"، ومحمد لم أعرفه. على أن أئمة الدنيا في الحفظ والإتقان وهم شعبة والثوري والأعمش رووه عن حبيب بن أبي ثابت به موقوفًا مثل رواية الجماعة. أخرج روايتهم: النسائي في "عمل اليوم والليلة" (471 - 472/ 810 و 811)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 73 - 74/ 6578 و 10/ 250/ 9356)، و"الأدب" (262/ 242). ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "ميمون". (¬3) ليست في "ل".

معمر بن سهل ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسعر (¬1) عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ غفرت له ذنوبه، أو خطاياه -شك مسعر- وإن كانت مثل زبد البحر، أو أكثر من زبد البحر". نوع آخر: 725 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عمرو بن يزيد عن عبد الصمد بن ـــــــــــــــــــــــــــــ قال إمام العلل الحافظ الدارقطني في "العلل" (11/ 43/ 2115): "يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختلف عنه: فرواه مسعر عن حبيب، واختلف عن مسعر: فرواه إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفارسي -كذا- عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن أبي هريرة عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وخالفه: خلاد بن يحيى وأبو معاوية الضرير ومصعب بن المقدام؛ رووه عن مسعر موقوفًا. وكذلك رواه الثوري والأعمش عن حبيب، وهو المحفوظ موقوف" أ. هـ. قلت: وهو كما قال: 725 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (466 - 467/ 798) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 313 - 314/ 5058) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 108/ 348) -، والنسائي في "السنن الكبرى" (4/ 402/ 7694)، وأحمد (2/ 117) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكاز" (ق 199/ب - المحمودية) -، وأبو يعلى في "مسنده" (10/ 131/ 5758)، وأبو عوانة في "مسنده". كما في "نتائج الأفكار" (ق 199/ب)، و"النكت الظراف" (5/ 443)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 349/ 5538 - إحسان)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 108/ 347)، والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 105 - 106/ 1319) بطرق عن عبد الصمد بن عبد الوارث به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن ... وفي الحكم بصحته نظر؛ لأن أبا معمر ¬

_ (¬1) في هامش "م": "جعفر بن حبيب".

عبد الوارث حدثني أبي عن حسين المعلم ثنا ابن بريدة ثنا ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أخذ معه قال: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ؛ فأفضل، والذي أعطاني؛ فأجزل، اللهمّ، فلك الحمد على كل حال، اللهمّ، رب كل شيء، ومليك كل شيء، ولك كل شيء؛ أعوذ بك من النار". ـــــــــــــــــــــــــــــ عبد الله بن عمرو رواه عن عبد الوارث بهذا السند؛ فأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" [(رقم 536 - انتقاء السلفي)] عن يعقوب بن إسحاق عن أبي معمر فوقع في روايته: "حدثني ابن عمران"؛ فقيل له: قد كنت حدثت به، فقلت: "ابن عمر"، فقال: هذا خطأ، وأنكر ذلك، وقال: اجعله ابن عمران. وأبو معمر من شيوخ البخاري، وهذا الكلام يُتوقف معه في وصل الحديث. فإن ابن عمران لا صحبة له" أ. هـ. ونحوه في "النكت الظراف" (5/ 443). قلت: فالعجب منه كيف حسنه؟! مع أن الصحيح في الحديث الإرسال بشهادة الحافظ نفسه، وقد قال الحافظ نفسه في "النكت الظراف" (5/ 443): "وابن عمران ما عرفته؛ وهذه علة قادحة؛ فإن أبا معمر أثبت من عبد الصمد، وعبد الصمد أقدم سماعًا من أبيه من أبي معمر" أ. هـ. وهو كما قال، وقد قال أبو عبيد الآجري في "سؤالاته" (1/ 353 - 354/ 620): "سمعت أبا داود يقول: "أبو معمر أثبت من عبد الصمد مرارًا" أ. هـ. وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (15/ 353): "أن أبا معمر راوية عبد الوارث بن سعيد". وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 184 - 185/ 2049): "سألت أبي: عن حديث رواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبيه عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال: حدثني ابن عمر عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول إذا أخذ مضجعه: (وذكره)، ورواه أبو معمر المنقري عن عبد الوارث عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال: حدثني ابن عمران أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قاله. قلت لأبي: أيهما أصح؟ قال: "حديث أبي معمر أشبه"، قلت لأبي: ابن عمران؛ من هو؟ قال: "لا أدري"، قلت: فابن بريدة أدرك ابن عمر؟ قال: " أدركه ولم يبين سماعه منه" أ. هـ. قلت: فالعجب من النووي بعد هذا كيف صححه في "الأذكار" (1/ 265 - بتحقيقي)؟!. تنبيه: وافقت الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في تحسين الحديث في "تخريج الأذكار" وقد تبين لي خطأ ذلك؛ فأنا أصير إلى ما انتهى إليه البحث هنا.

نوع آخر: 736 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن محمد بن تميم ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 726 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (465/ 795) بسنده سواء. وأخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده"؛ كما في "الأحاديث المختارة" (1/ 115) - عن العباس بن محمد الدوري عن حجاج بن محمد الأعور به. وأخرجه المصنف (727)، وابن حبان في "صحيحه" (2349 - موارد) من طريق النضر بن شميل عن شعبة به. وأخرجه المصنف (728)، والدارمي في "سننه" (9/ 514/ 2854 - فتح المنان)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 232 / 335) عن سعيد بن عامر عن شعبة به. وأخرجه المصنف (729) من طريق عمرو بن حكام، والترمذي (5/ 467/ 3392)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 21/ 29)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 343) من طريق الطيالسي وهذا في "مسنده" (9 و 2582)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (46/ 138 و 186/ 583)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (139/ 11)، و"السنن الكبرى" (4/ 408/ 7715)، وابن أبي شيبة (9/ 72/ 6574 و 10/ 237 - 238/ 9323)، وفي "الأدب" (258/ 238) -وعنه أبو الفضل الزهري في "حديثه" (1/ 383/ 378 - رواية الحسن بن علي الجوهري) -, وأحمد (2/ 297 - 298)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (459 - انتقاء السلفي) عن محمد بن جعفر، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 682 - 683/ 1202)، و"خلق أفعال العباد" (46/ 139 و 186/ 584) عن سعيد بن الربيع، وأحمد (1/ 9) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (1/ 114 - 115/ 32) - عن بهز بن أسد، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (458 - انتقاء السلفي)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 63 - 64/ 29) من طريق عمرو بن مرزوق، والطبراني في "الدعاء" (2/ 923/ 288) -ومن طريقه الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (22/ 86)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 343) -، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (152/ 88) من طريق حجاج بن نصير، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 75 - 76/ 38) من طريق يحيى بن السكن، وأحمد (1/ 9 و 10 - 11)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/ 166 - 167)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 145/ 1322) عن عفان بن مسلم تسعتهم عن شعبة به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث صحيح". وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (2753).

حجاج بن محمد حدثني شعبة أخبرني يعلي بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن أبا بكر - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: "قل: اللهمّ، فاطر السّماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه؛ قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". 727 - حدثنا إسماعيل بن داود المصري (¬1) ثنا عبدة بن عبد الرحيم حدثنا النضر بن شميل ثنا شعبة عن يعلي بن عطاء عن عمرو بن عاصم قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: يا رسول الله، أخبرني بشيء أقوله إذا أصبحت (وإذا أمسيت) (¬2)، قال: " (قل) (2): اللهمّ، عالم الغيب والشهادة، فاطر السّماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرّ نفسي، ومن شر الشيطان وشركهما. قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". 728 - حدثني أبو علي ثنا أبو داود ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن يعلي بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله، علمني شيئًا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: "قل: اللهمّ، فاطر السّماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، وأعوذ بك من شر نفسي، و (من) (2) شرّ الشيطان وشركه". ـــــــــــــــــــــــــــــ 727 - مضى برقم (726). 727 - مضى برقم (726). ¬

_ (¬1) في "م": "المقبري". (¬2) ليست في "ل".

قال: "قله: إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". 729 - أخبرني أبو علي بن حبيب حدثنا (ميسرة) (¬1) بن أبي ميسرة ثنا عمرو بن حكّام ثنا شعبة عن يعلي بن عطاء عن عمرو بن عاصم عن (¬2) أبي هريرة - رضي الله عنه - عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - دعا بدعوات؛ فقال: "قل: إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك: اللهمّ، عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه؛ أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه". 730 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة ـــــــــــــــــــــــــــــ 729 - مضى برقم (726). 730 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح - دون قوله: "ثلاث مرات")؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (12/ 465/ 7034) بسنده سواء. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (452/ 761)، وأبو يعلى في "مسنده" (12/ 483/ 7058) -وعنهما المصنف (731) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 74 - 75/ 6582 و 10/ 250/ 9358)، و"الأدب" (265/ 245)، وأحمد (6/ 287)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/ 190 - 191/ 6)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 882/ 987) بطرق عن حماد بن سلمة به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (4/ 203 - 204)، و"السنن الكبرى" (2/ 149/ 2787)، و"عمل اليوم والليلة" (453/ 764) -وعنه المصنف (732) -، وأحمد (6/ 287) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 144) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 76/ 6586)، و"الأدب" (270/ 250) -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (3/ 249/ 1543 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 144) - من طريق حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (452/ 763) -وعنه المصنف (733) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 885/ 989) -ومن طريقه ابن البخاري في "مشيخته" (2/ 1075 - 1076/ 286) - من طريق القاسم بن يزيد عن سفيان الثوري كلاهما (زائدة والثوري) عن ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في هامش "م": "قال: سمعت أبا هريرة قال: قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: يا رسول الله، أخبرني شيء أقوله إذا أصبحت، قال: قل اللهم عالم الغيب".

عن عاصم بن بهدلة عن سواء عن حفصة زوج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (ورضي الله ـــــــــــــــــــــــــــــ عاصم بن بهدلة عن المسيب بن رافع عن سواء الخزاعي به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (452/ 762) -وعنه المصنف (734) -، وأحمد (6/ 288)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 196/ب - المحمودية) - من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو داود (4/ 310 - 311/ 5045) عن موسى بن إسماعيل كلاهما عن أبان بن يزيد العطار عن عاصم بن بهدلة عن معبد بن خالد عن سواء به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن". وقال شيخنا ناصرُ السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (6/ 587 - 589): "وفي النفس من ثبوت هذه الزيادة -يعني: "ثلاث مرات "- شيء، وذلك لأمور: أولًا: لأن مدارها على سواء الخزاعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه، فقال في "الكاشف": "وثق"، وكذا الحافظ بقوله في "التقريب": "مقبول". قلت: وعليه؛ فهو مجهول، ولا يعكر عليه أنه روى عنه ثقات ثلاثة: المسيب بن رافع، ومعبد بن خالد، وعاصم بن بهدلة، كما في "التهذيب"؛ لأني أقول: إن عاصمًا هو الراوي عن الأولين وهو معروف بشيء من الضعف، فأخشى أنه لم يحفظ إسناده، واضطرب فيه، فمرة قال: "عن سواء" مباشرة، وأحيانًا رواه بواسطة أحدهما، وهذا أصح؛ لأنه من رواية الثقات عن عاصم، والأولى من رواية حماد بن سلمة عنه، وفي روايته عن غير ثابت البناني كلام معروف. وثانيًا: لعدم اتفاق الرواة لحديثه عليها. وثالثًا: عدم ورودها في حديث البراء، وحذيفة، والله أعلم (أ). وأما الحافظ، فقد تناقض؛ فإنه قال في "الفتح" (11/ 115): "وأخرجه النسائي -أيضًا- بسند صحيح عن حفصة؛ وزاد: (ويقول ذلك ثلاثًا) "!. قلت: ووجه التناقض ... تصحيحه لسند حديث حفصة، وبالزيادة، وهو يعلم أن فيه سواء الخزاعي، وقد قال فيه في "التقريب": "مقبول"؛ كما تقدم. يعني: عند المتابعة، كما نص عليه في المقدمة، وإذا لم يتابع فلين الحديث. وهو لم يتابع كما عرفت، فتصحيح الحديث والحالة هذه خطأ أيضًا والله أعلم، أضف إلى ذلك أن الزيادة (ثلاث مرار) لم ترد في الحديثين الصحيحين: حديث البراء وحديث حذيفة" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -.

_____ (أ) تقدما برقم (709 و 710).

عنها): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه اضطجع على يمينه، وقال: "رب قني عذابك يوم تبعث عبادك (ثلاث مرات) (¬1) ". 731 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة، قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قالا: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن سواء الخزاعي عن حفصة بنت عمر - رضي الله عنهما - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده، وقال: "رب قني عذابك يوم تبعث عبادك -ثلاث مرات-". 732 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا القاسم بن زكريا حدثنا حسين عن زائدة (¬2) عن عاصم عن المسيب عن سواء (الخزاعي) (¬3) عن حفصة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه جعل (¬4) كفه اليمنى تحت خده الأيمن ". 733 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا أحمد بن حرب عن القاسم بن يزيد (¬5) ثنا سفيان عن عاصم عن المسيب عن سواء الخزاعي عن حفصة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول (¬6) الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن". ـــــــــــــــــــــــــــــ 731 - مضى برقم (730). 732 - مضى برقم (730). 733 - مضى برقم (730). ¬

_ (¬1) زيادة من "هـ". (¬2) في "م": "زياد"، وهو خطأ. (¬3) زيادة من "ل". (¬4) في "ل": "وضع". (¬5) في هامش "م": "زيد". (¬6) في "ل": "النبي".

427 - باب فضل من بات طاهرا

734 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبان ثنا عاصم عن معبد بن خالد عن سواء عن حفصة (بنت عمر) (¬1) - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: (اللهمّ، قني عذابك يوم تبعث عبادك -ثلاث مرات-". 427 - باب فضل من بات طاهرًا 735 - أخبرنا الباغندي حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري (¬2) ثنا يونس بن عطاء بن عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي ثنا سلمة الليثي وشريك ابن أبي نمر قالا: حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بات على طهارة، ثم مات من ليلته؛ مات شهيدًا". نوع آخر إذا آوى إلى فراشه: 736 - حدثنا علي بن محمد بن عامر ثنا يوسف بن عبد الله (¬3) ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 734 - مضى برقم (730). 735 - إسناده موضوع؛ قال شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2/ 91/ 629): "وهذا سند موضوع؛ سليمان هذا؛ قال ابن الجنيد: "كان يكذب"، ويونس بن عطاء؛ قال ابن حبان: "يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج بخبره"، وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم: "روى عن حميد الطويل الموضوعات" " أ. هـ. 736 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (2/ 181 - 182)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 170/ 4701)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (104)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 199/أ) بطرق عن عثمان بن الهيثم به. قلت: وهذا إسناد ضعيف جدًا؛ هشام بن زياد أبو المقدام، متروك الحديث؛ كما في "التقريب"، وبه أعله الحافظ ابن حجر. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "هـ" و"م": "الجنائزي". (¬3) في هامش "م": "عبد الملك".

عثمان بن الهيثم حدثني هشام بن زياد أبو المقدام عن هشام عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه قال: "اللهمّ، متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني، وانصرني على عدوي، وأرني منه (¬1) ثاري، اللهمّ، إني أعوذ بك من غلبة الدين، ومن الجوع؛ فإنه بئس الضجيع". نوع آخر: 737 - أخبرني محمد بن أحمد بن الحسن (¬2) بن سلام حدثنا أبو سهل يزداد (¬3) بن أسد ثنا مجاشع بن عمرو بن حسان (¬4) بن كعب الأسدي ثنا سليمان بن محمد النخعي (¬5) ثنا عبد الله بن الحسن والحسن بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين (¬6) عن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم - قالت: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات، وقال: "إذا أَخَذتِ مضجعكِ؛ فقولي: الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله لمن دعا، ليس من الله ملجأ، ولا وراء الله ملتجأ (¬7)، توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط ـــــــــــــــــــــــــــــ 737 - إسناده موضوع؛ فيه علل: الأولى: فاطمة بنت الحسين بن علي لم تدرك فاطمة الزهراء بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ كما قال الترمذي وغيره، وانظر: "جامع التحصيل" (318/ 1032). الثانية: سليمان بن عمرو النخعي؛ كذاب. الثالثة: مجاشع بن عمرو؛ يضع الحديث؛ كما قال ابن معين وابن حبان. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "فيه". (¬2) في "م" و"هـ": "الحسين". (¬3) في "م" و"هـ": "بن داود". (¬4) في هامش "م": "جنظل". (¬5) في هامش "م": "الجمحي". (¬6) في "م": "الحسن" وهو خطأ. (¬7) في هامش "م": "منتهى".

مستقيم، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا، ولم يكبن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا". ثم قال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يقولها عند منامه، ثم ينام وسط الشياطين والهوام؛ فتضرّه (¬1) ". نوع آخر: 738 - أخبرنا محمود بن محمد حدثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ صحبته ينام حتى فارق الدنيا حتى يتعوّذ من الجبن والكسل، والسّآمة والبخل، وسوء الكبر وسوء المنظر في الأهل والمال، وعذاب القبر، ومن الشيطان وشركه". 739 - أخبرني ابن غيلان حدثنا أبو هشام الرفاعي ثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه قال: كنت عند عمار؛ فقال لرجل: ألا أعلمك ـــــــــــــــــــــــــــــ 738 - إسناده ضعيف جدًا؛ السري بن إسماعيل ابن عم الشعبي؛ متروك الحديث. 739 - إسناده ضعيف؛ (وهو صحيح)؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (1/ 290 - 291/ 437)، و"المصنف" (9/ 71/ 6573 و10/ 247 - 248/ 9349)، و"الأدب" (258/ 237)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 196/ 1625)، والطبراني في "المعجم الكبير"، كما في "مجمع الزوائد" (10/ 124) - عن محمد بن فضيل به. قال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 347): "إسناده حسن". قلت: ولعله يعني: لغيره، وإلا؛ فإن عطاء بن السائب كان قد اختلط، وسماع محمد بن فضيل منه بعد الاختلاط. قال الهيثمي؛ "وفيه عطاء بن السائب؛ وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات". لكن الحديث صحيح المعنى بشاهديه من حديث البراء بن عازب وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - وقد تقدما برقم (710 و 723). ¬

_ (¬1) في "ل،: "فيضره".

كلمات كان يرفعهن إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أخذت مضجعك من الليل؛ فقل: اللهمّ، أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، آمنت بكنابك المنزل، ونببك المرسل، اللهمّ، نفسي خلقتها لك محياها ومماتها، إن قبضتها؛ فارحمها، وإن أحييتها (¬1)؛ فاحفظها (¬2) بحفظ الأيمان". نوع آخر: 740 - أخبرنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن صالح وجعفر بن مسافر قالا: ثنا ابن أبي فديك أخبرني أبو عبد الرحمن بن عبد المجيد -وقال جعفر: عبد الحميد- عن هشام بن الغاز بن ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يصبح أو يمسي: اللهمّ، إني أصبحت أُشهدك وأُشهد حملة عرشك وملائكتك (وجميع خلقك) (¬3) أَنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك؛ أعتق الله رُبْعَهُ من النار، ومن قالها مرتين، أَعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلالًا؛ أَعتق الله ثلاثة أَرباعه من النار، ومن قالها أَربعًا؛ أعتقه الله - عَزَّ وَجَلَّ - من النار". نوع آخر: 741 - أخبرنا أبو عروبة حدثنا إسحاق بن زيد -الخطابي ثنا ـــــــــــــــــــــــــــــ 740 - مضى برقم (71). 741 - حديث صحيح؛ أخرجه البخاري في "صحيحه" (6/ 215 - 216/ 3113 - أطرافه) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 193/أ - المحمودية) - ومسلم في "صحيحه" (4/ 2091/ 2727) وغيرهم كثير بطرق عن شعبة عن الحكم بن عتيبة به، وانظر ما بعده. ¬

_ (¬1) في "ل": "أخرتها". (¬2) في "ل": "فأحفظ". (¬3) ليست في "ل".

عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله (¬1) بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي -رضي الله عنه - قال: قُدم على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بسبي، فأمرت فاطمة أن تأتي النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - تستخدمه؛ قال: وكانت فاطمة تطحن وتعجن بيدها حتى تنفطت؛ فانطلقت فاطمة، وكان يوم عائشة -رضي الله عنها-؛ فلم تجد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فرجعت ثلاث مرات، قال: ولم يرجع حتى صلى العشاء، فقالت عائشة: يا نبي الله، قد جاءت فاطمة اليوم (إليك) (¬2) مرارًا تطلبك كل ذلك لا تجدك، وقال: في ليلة باردة؛ فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما جاء بها اليوم إلا حاجة"، فخرج حتى قام على الباب، فقال علي - رضي الله عنه -: وقد أخذت أنا وفاطمة مضاجعنا، فلما استأذن تحركت لأقوم؛ فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -:"كما أنتما على مضاجعكما"؛ فدخل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فجلس عند رؤوسهما، وأدخل قدميه بينهما من البرد. قال علي - رضي الله عنه -: حتى وجدت برد قدميه على صدري؛ فقال: "ما جاء بك اليوم يا فاطمة؟ "، قالت: طحنت اليوم يا رسول الله حتى شق عليّ، وتنفطت يداي؛ فأتيتك تخدمني؛ فقال النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلكما على ما هو خير من ذلك؟ "، فقال: قلنا: بلى، قال: "إذا أخذتما مضجعكما؛ فكبرا الله أربعًا وثلاثين، وسبحاه ثلاثًا وثلاثين، واحمداه ثلاثًا وثلاثين؛ فهو (¬3) أفضل من ذلك". قال علي: ما تركتها منذ سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ قال: ويلك ما أكثر ما تعنفني (¬4)، ولا ليلة صفين؛ ذكرتها من آخر السحر. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "عبد الله". (¬2) ليست في "ل". (¬3) في "ل": "فهذا". (¬4) في "ل": "تعنتني"، وفي هامشها الأيمن: "يعنت فلانًا: يشدد عليه، ويلزمه ما يصعب عليه أداؤه".

742 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي - رضي الله عنه -: أن فاطمة - رضي الله عنها - أتت النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - تستخدمه خادمًا؛ فقال لها النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -"ألا أدلّك على ما هو خير لك منه؟ "، قالت: (نعم) (¬1)، وما هو؟ قال: "تسبحين الله - عَزَّ وَجَلَّ - عند منامك ثلاثًا وثلاثين، وتكبرين ثلاثًا وثلاثين، وتحمدين ثلاثًا (¬2) وثلاثين" (قال سفيان: لا أدري أربعًا وثلاثين) (¬3). قال علي - رضي الله عنه -: فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قيل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين. نوع آخر: 743 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا كامل بن طلحة وإبراهيم بن الحجاج ـــــــــــــــــــــــــــــ 742 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (473 - 474/ 814) بسنده سواء. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1/ 24 - 25/ 43) -وعنه البخاري في "صحيحه" (9/ 506 / 5362) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 193/ ب المحمودية) -، والطبراني في "الدعاء" (2/ 892 / 224)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 355)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 101 /339) -، ومسلم في "صحيحه" (4/ 2091)، وأحمد (1/ 80) -ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء" (4/ 355) -، وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 436/ 578)، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/ 12/ 11)، وابن حبان في "صحيحه" (12/ 339 / 5529) بطرق عن سفيان بن عيينة به. 743 - إسناده حسن، (وهو صحيح بشاهده)؛ أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1133 - 1134/ 728) من طريق حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة به. وأخرجه أبو داود (2/ 81/ 1502 و 4/ 316/ 5065)، والترمذي في "جامعه" (5/ 478/ 3410 و 478 - 479/ 3411 و 521/ 3486)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 74 - 75)، و"الكبرى" (1/ 401 / 1271 و 403/ 1278)، و"عمل اليوم والليلة" (473/ 813 و 476/ 819 و 820)، وابن ماجه (1/ 299/ 926)، وابن أبي شيبة في ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "أربعًا". (¬3) زيادة من "ل" وهامش "م".

السامي قالا: ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن ـــــــــــــــــــــــــــــ "المصنف" (10/ 233 - 234/ 9313)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2/ 233 - 234/ 3189 و 234/ 3190)، وعبد بن حميد في "المسند" (1/ 312 / 356 - منتخب)، وأحمد (2/ 160 - 161 و 204 - 205)، والحميدي في "مسنده" (1/ 265 - 266/ 583)، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 691 - 692/ 1216)، والبزار في "البحر الزخار" (6/ 384 / 2403 و 385/ 2404 و 387/ 2406 و 442/ 2479)، وابن حبان في "صحيحه" (5/ 354/ 2012 و 361 - 362/ 2018 - إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1133/ 726 و 727 و 1133 - 1134/ 728)، وفي "جزء من اسمه عطاء" (27/ 15)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 890 / 994)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/ 44/ 815)، والحاكم (1/ 547)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 50/ 280 و 281)، و"السنن الكبرى" (2/ 253)، و"شعب الإيمان" (1/ 429/ 613)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 422/ 737)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 47/ 1268)، وابن الجوزي في "الحدائق" (3/ 299)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 86 و 2/ 265 - 266) بطرق كثيرة عن عطاء بن السائب به. قال الترمذي في الموضع الأول: "هذا حديث حسن صحيح". وقال في الثاني: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 86 - 87): "هذا حديث حسن - ورجال هذا الإسناد غالبهم كوفيون وكلهم ثقات؛ إلا أن عطاء بن السائب اختلط، ورواية الأعمش عنه قديمة؛ فإنه من أقرانه، والسائب والد عطاء هو ابن مالك، وثقه ابن معين والعجلي" أ. هـ. وقال في (2/ 266): "هذا حديث صحيح". وقال النووي في "الأذكار" (1/ 205 - بتحقيقي): "إسناده صحيح؛ إلا أن فيه عطاء بن السائب وفيه اختلاف بسبب اختلاطه". وتعقبه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 267) بقوله: "وقول الشيخ -يعني: النووي-: إن عطاء بن السائب مختلف فيه؛ من أجل اختلاطه، لا أثر لذلك؛ لأن شعبة والثوري وحماد بن زيد سمعوا منه قبل اختلاطه، وقد اتفقوا على أن الثقة إذا تميز ما حدث به قبل اختلاطه مما بعده قُبلَ، وهذا من ذاك" أ. هـ. قلت: وهو كما قال: تنبيه: في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعقد التسبيح بيمينه" وسندها صحيح رغم أنوف المخالفين. وعليه؛ فإن التسبيح باليدين كلتيهما -معًا- مخالف للسُّنة؛ فتنبه، ولا تكن من الغافلين.

عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خصلتان (¬1) من يحصيهما (¬2) دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل؛ يسبح أحدكم في دبر كل صلاة عشرًا، ويحمده (¬3) عشرًا، ويكبره (¬4) عشرًا، فذلك باللسان خمسون ومائة، وبالميزان ألف وخمسمائة، وإذا أوى أحدكم إلى فراشه يسبح (¬5) ثلاثًا وثلاثين، ويحمد (¬6) ثلاثًا وثلاثين، ويكبر (¬7) أربعًا وثلاثين؛ فذلك (¬8) مائة باللسان، وألف بالميزان، فأيكم يخطئ كل يوم ألفين (¬9) وخمسمائة خطيئة"، فقال رجل: يا رسول الله، كيف لا نحصي (¬10) ـــــــــــــــــــــــــــــ وللحديث شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - بنحوه؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (153)، والحسن بن عرفة في "جزئه" (79)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1131/ 724)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 101 - 102/ 340)، وابن جماعة في "مشيخته" (1/ 354 - 355 - تخريج البرزالي)، والرافعي في "التدوين" (3/ 311)، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" (16/ 169)، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/ 206)، وشيخ الإِسلام ابن تيمية في "العوالي" (ص 20)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/ 551)، والحافظ ابن حجر في "الإمتاع في الأربعين المتباينة بشرط السماع" (97 - 98/ 8)، و"نتائج الأفكار" (2/ 270)، ومحمد بن محمَّد بن علي الطائي في "الأربعين" (69/ 7) من طريق المبارك بن سعيد، عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن أبيه به مرفوعًا. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات غير المبارك بن سعيد الثوري وهو صدوق. وحسنه الحافظ ابن حجر، ومحمد الطائي، وابن جماعة. وبالجملة؛ فالحديث صحيح بلا ريب. ¬

_ (¬1) فى "ل" و"هـ": "خلتان". (¬2) في هامش "م": "يحفظهما". (¬3) في "ل": "ويحمد". (¬4) في "ل": "ويكبر". (¬5) في "ل": "سبح". (¬6) في "ل": "حمد". (¬7) في "ل": "كبر". (¬8) في "ل": "فذلكم". (¬9) في "هـ" و"م": "ألف". (¬10) في "ل": "يُحصى".

428 - باب ما يقول من ابتلى بالأهوال يراها في منامه

هذا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي الشيطان أحدكم عند ذلك؛ فيذكره حاجة كذا وحاجة كذا، وإذا أخذ مضجعه ذكره حاجة كذا وحاجة كذا". قال عبد الله بن عمرو: ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده. 428 - باب ما يقول من ابتلى بالأهوال يراها في منامه 788 - أخبرني محمَّد بن عبد الله بن غيلان حدثنا أبو هشام (¬1) الرفاعي ثنا وكيع بن الجراح ثنا سفيان عن محمَّد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فشكا إليه أهاويل يراها في المنام؛ فقال: "إذا أويت إلى فراشك؛ فقل: أعوذ بكلمات الله التّامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشّياطين، وأن يحضرون". 429 - باب ما يسأل إذا أوى إلى فراشه من الرؤيا 745 - أخبرني إبراهيم بن محمَّد حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب ثنا الليث بن سعد وجابر بن إسماعيل وابن لهيعة عن عقيل (ح) ـــــــــــــــــــــــــــــ 744 - إسناده ضعيف، (وهو حسن). قال شيخنا ناصر السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 528/ 264): "وهذا سند رجاله ثقات؛ غير أبي هشام هذا، واسمه محمَّد بن محمَّد بن يزيد الرفاعي العجلي؛ قال الذهبي في "الضعفاء"؛ "قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه"، واتهمه عثمان بن أبي شيبة بأنه يسرق حديث غيره على وجه الكذب، انظر: "التهذيب"" أ. هـ. قلت: وهو كما قال؛ وفيه علّة أخرى؛ وهي: الإرسال. لكن يشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي (رقم 750). 745 - موقوف صحيح؛ قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 204/ ب - المحمودية): "وهو موقوف صحيح الإسناد، والله أعلم" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "هاشم".

قال: وحدثني بكر بن أحمد ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب ثنا عقيل (بن خالد) (¬1) عن ابن شهاب: أن عروة بن الزبير أخبره عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت إذا أرادت النوم تقول: اللهمّ، إني أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة، نافعة غير ضارة. وكانت إذا قالت هذا قد عرفوا أنها غير متكلمة بشيء حتى تصبح، أو تستيقظ من الليل. نوع آخر: 746 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرني محمَّد بن قدامة عن جرير عن مطرف عن الشعبي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر ما يقول -حين ينام، وهو واضع يده على خده الأيمن، وهو يرى أنه ميت في ليلته تلك-: "اللهمّ، رب السّماوات السبع، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة، والإنجيل، والفرقان (¬2)، فالق الحب والنوى، أعوذ بك من كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهمّ، أنت الأول؛ فليس قبلك شيء، وأنت الآخر؛ فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر؛ فليس فوقك شيء، وأنت الباطن؛ فليس دونك شيء، اقض عني الدين، وأغنني من الفقر". ـــــــــــــــــــــــــــــ 746 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح بشاهده)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (463/ 789) بسنده سواء. وأخرجه الآجري في "الشريعة" (3/ 1102 - 1103/ 677 - ط. دار الوطن)، وابن بطة في "الإبانة" (3/ 189 - 190/ 144 - الرد على الجهمية) من طريق يوسف بن موسى القطان ثنا جرير بن عبد الحميد به. قلت: وهذا سند رجاله ثقات؛ لولا أنّه منقطع بين الشَّعْبَي وعائشة؛ قال ابن معين وأبو حاتم الرازي؛ كما في "جامع التحصيل" (322): "ما روى الشعبي عن عائشة مرسل". لكن يشهد له حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقد مضى (برقم 717). ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "القرآن".

نوع آخر: 747 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرجل إذا أوى إلى فراشه ابتدره (¬1) ملك وشيطان؛ فقال الملك: اللهمّ اختم بخير، وقال الشيطان: اختم بشر؛ فإن ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - ثم نام؛ بات الملك يكلؤه (¬2) ". نوع آخر: 748 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة (الحوطي) (¬3) حدثنا عبد العزيز بن موسى ثنا هلال بن حق (¬4) -قديم السماع من الجريري- (عن الجريري) (¬5) عن أبي العلاء عن رجلين من بني حنظلة ـــــــــــــــــــــــــــــ 747 - مضى برقم (12). 748 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (472/ 812) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 476/ 3407)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 293/ 7175) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 201/ أ - المحمودية) -، وابن الدقاق في "معجم مشايخه" (273 - 274/ 1) بطرق عن الثوري، وأحمد (4/ 125) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (85)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 200/ ب -201/ أ - المحمودية) - عن يزيد بن هارون، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 294/ 7178)، و"الدعاء" (2/ 1081/ 628 و 629) من طريق بشر بن المفضل، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 293/ 7176 و 294/ 7177)، و"الدعاء" (2/ 918/ 275) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 201/ أ - المحمودية) -، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 267)، من طريق خالد بن عبد الله الطحان، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1080/ 626)، و"المعجم الكبير" ¬

_ (¬1) في "ل" بين السطور: "مبادرة؛ أي: مسابقة"، وهو تفسير لها. (¬2) في "ل" بين السطور: "يحفظه"، وهو تفسير لها. (¬3) زيادة من "هـ" و"م". (¬4) في "ل": "محق"، وهو خطأ. (¬5) زيادة من "عمل اليوم والليلة" للنسائي، والمصنف رواه من طريقه، وانظر: "تحفة الأشراف" (4/ 148).

430 - باب كراهية النوم على غير ذكر الله - عز وجل -

عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد مسلم يأوي إلى فراشه؛ فيقرأ سورة من كتاب الله - عَزَّ وَجَلَّ - حين يأخذ مضجعه؛ إلا وكل الله - عَزَّ وَجَلَّ - به ملكًا لا يدع شيئًا يقربه ويؤذيه، حتى يهب من نومه متى هب". 430 - باب كراهية النوم على غير ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - 749 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا قتيبة (بن سعيد) (¬1) حدثنا الليث بن ـــــــــــــــــــــــــــــ (7/ 294/ 7179) من طريق عدي بن الفضل، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 200/ ب - المحمودية) من طريق سالم بن نوح ستتهم عن الجريري به. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة الرجل أو الرجلين من بني حنظلة، وقد وقع في بعض روايات الحديث: "عن الحنظلي"، "عن رجل من بني مجاشع" وهو نفسه، والثوري وبشر بن المفضل سمعا من الجريري قبل اختلاطه. قال النووي في "الأذكار" (1/ 268 - بتحقيقي): "إسناده ضعيف". وضعفه شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "ضعيف سنن الترمذي" (675). وقد انتجع المنذريُ والهيثمي مكانًا قصيًا؛ فزعم الأول في "الترغيب والترهيب" (1/ 415)، والثاني في "مجمع الزوائد" (10/ 120) أن رواة أحمد رواة الصحيح، وقد رواه أحمد من طريق الحنظلي المجهول؛ كما ترى. وكذا أبعد الحافظ ابن حجر النجعة في تحسينه للحديث في "نتائج الأفكار" (ق 201/ أ). وأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 54)، و"الكبرى" (1/ 387/ 1227)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 294/ 7180)، و"الدعاء" (2/ 1081/ 627) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 201 / ب - المحمودية) -، وابن حبان في "صحيحه"، (2416 - موارد)، والحافظ ابن حجر (ق 201/ ب) بطرق عن حماد بن سلمة عن الجريري عن يزيد بن عبد الله الشخير أبي العلاء عن شداد به مختصرًا وليس فيه ما عند المصنف. قلت: رجاله ثقات، وحماد بن سلمة سمع من الجريري قبل اختلاطه، لكنه منقطع بين يزيد بن عبد الله وشداد؛ فإنه لم يسمع منه، ولم يذكروا له رواية عن شداد، ويحتمل أن يكون بينهما الرجل الحنظلي الذي في الطريق الأولى. 749 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (311/ 404) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

431 - باب ما يقول من يفزع في منامه

سعد عن محمَّد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من اضطجع مضطجعًا لم يذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - فيه؛ إلا كانت عليه من الله - عَزَّ وَجَلَّ - ترة". 431 - باب ما يقول من يفزع في منامه 750 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عقبة بن مكرم ثنا يونس بن بكير عن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (4/ 264/ 4856) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 404/ 545) من طريق يحيى بن بكير عن الليث بن سعد به. وأخرجه أبو داود (4/ 314/ 5059)، والحميدي في "مسنده" (2/ 489/ 1158)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 404 / 544)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 178/ 1386)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 205/ ب - 206 / أ) من طريقين عن محمَّد بن عجلان به. إلا أن رواية الحافظ: (عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة). قلت: وهذا إسناد حسن؛ رجاله ثقات غير ابن عجلان وهو صدوق، ورواية (ابن عجلان عن أبيه) شاذة لمخالفتها لسائر الطرق عنه، وكذا رجح الدارقطني في "العلل"، والحافظ ابن حجر رواية المقبري. وقال النووي في "الأذكار" (1/ 274 - بتحقيقي): "روينا في "سنن أبي داود" بإسناد جيد، عن أبي هريرة". وقال في "رياض الصالحين" (819 - بشرحي): "رواه أبو داود بإسناد حسن". وقال شيخنا شامة الشام وحسنة الأيام العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 159/ 78): "وهذا إسناد حسن". 750 - إسناده ضعيف، (وهو حسن)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ق 210/ أ) بسنده سواء. وأخرجه أبو داود (4/ 12/ 3893)، والترمذي (5/ 541 - 542/ 3528)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (453/ 765 و 453 - 454/ 766)، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (143/ 444)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8/ 63/ 3656 و 10/ 364/ 9670) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (2/ 1309/ 1086) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 209/ ب - ق 210/ أ- المحمودية) -، وأحمد (2/ 181)، والدارمي في "الرد على الجهمية" (150/ 314 و 315)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (2/ 861 / 656) -ومن طريقه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 316 /530)، و"الأسماء

432 - باب ما يقول إذا أصابه الأرق

محمَّد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب (أظنه) (¬1) عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فشكا إليه أنه يفزع في منامه؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أويت إلى فراشك؛ فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عبادته، ومن (شر) (1) همزات الشياطين، وأن يحضرون". فقالها؛ فذهب عنه، فكان عبد الله يعلمها من أطاق الكلام من ولده، ومن لم يطق؛ كتبها؛ فعلقها عليه. 432 - باب ما يقول إذا أصابه الأرق 751 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا ابن (¬2) علاثة ـــــــــــــــــــــــــــــ والصفات" (1/ 476/ 407) -، وابن بطة في "الإبانة" (1/ 257 - 258/ 31 - الرد على الجهمية)، والحاكم (1/ 548) -وعنه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 140/ 378) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2727/ 6509)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (216/ 578) بطرق عن عمرو بن شعيب به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحافظ: "هذا حديث حسن". قال شيخنا ناصرُ السُّنَّةِ العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (1/ 529): "لكن ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه في جميع الطرق عنه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال؛ والزيادة التي في آخره: "فكان عبد الله يعلمها ... الخ"؛ قال شيخنا - رحمه الله - عنها: "منكرة عندي؛ لتفرد ابن إسحاق بها، والله أعلم". لكن للحديث شاهدين قد مرا (برقم 639 و 744) يحسن الحديث بهما عدا هذه الزيادة التي فيه. 751 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (8/ 429/ 8330) -وعنه ابن حبان في "المجروحين" (2/ 280)، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1799)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 208/ أ- المحمودية) - بسنده سواء. ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "أبو علاثة، وهو خطأ، وصوابه: ابن علاثة.

عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: سمعت عبد الملك بن مروان (بن الحكم) (¬1) عن أبيه مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: شكوت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرقًا أصابني؛ فقال: "قل: اللهمّ، غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي، يا قيوم، أَهْدِأْ ليلي، وأنم عيني". فقلتها؛ فأذهب الله - عَزَّ وَجَلَّ - عني ما كنت أجد. ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 124/ 4817)، وابن بشران في "الأمالي" (2/ 23 / 1002) من طريق عمرو بن الحصين به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 128): "وفيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك". وقال الحافظ ابن حجر: "هذا حديث غريب؛ أخرجه ابن السُّني، وأبو أحمد بن عدي في "الكامل"، والطبراني في "الكبير". وقال ابن عدي: تفرد به عمرو بن الحصين الحراني وهو مظلم الحديث، وحدث عن الثقات بمناكير لا يرويها غيره. أ. هـ. وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وترك حديثه عنه هو وأبو زُرعة، وقال الدارقطني: متروك الحديث. وشيخه ابن علاثة -بضم المهملة وتخفيف اللام والمثلثة- مختلف فيه، وقد أفرط فيه الأزدي في كتاب "الضعفاء"؛ فكذّبه. قال الخطيب: لعلّه وقعت له أحاديث من رواية عمرو بن الحصين عنه وكان كذّابًا، فظنها الأزدي من ابن عُلاثة، والعلم عند الله" أ. هـ وهو كما قال: وقال البوصيري: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عمرو بن الحصين وابن علاثة واسمه محمَّد بن عبد الله بن علاثة العقيلي" أ. هـ. (تنبيهات): - تصحف اسم "ابن علاثة" في "الأذكار" للنووي (1/ 278 - بتحقيقي) إلى: "أبو عُلاثة"، وهو خطأ ظاهر، والصواب: "ابن عُلاثة" واسمه محمَّد بن عبد الله بن علاثة. - تصحف اسمه -أيضًا- في "الكامل" فوقع فيه: "ابن علاقة"، وهو خطأ إما من الناسخ أو الطابع؛ فليصوب ما فيهما. - تحرف اسم "عمرو بن الحصين" في "المجروحين" إلى "عمرو بن حفص الكلابي"، وهو خطأ قبيح؛ فليحرر. ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

433 - باب ما يقول إذا تعار من الليل

نوع آخر: 752 - حدثنا علي بن محمَّد بن عامر ثنا محمَّد بن أحمد بن النضر (¬1) ثنا مسدد ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمَّد (بن محمَّد) (¬2) بن يحيى بن حبان: أن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - كان يورق -أو أصابه أرق-؛ فشكا إلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فأمره أن يتعوذ عند منامه بكلمات الله التامات من غضبه، و (من) (¬3) شرّ عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون. 433 - باب ما يقول إذا تعار من الليل 753 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمَّد بن المصفى بن بهلول (¬4) ـــــــــــــــــــــــــــــ 752 - مضى برقم (639). 753 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (492/ 861) بسنده سواء. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3/ 39/ 1154) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (4/ 71 - 72/ 953) -، وأبو داود (4/ 314/ 5060)، والترمذي (5/ 480/ 3414)، وابن ماجه (2/ 1276/ 3878)، وأحمد (5/ 313) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 29)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 206/ ب - المحمودية) -، والدارمي في "سننه" (9/ 512/ 2852 - فتح المنان)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 109 - مختصره)، والحربي في "غريب الحديث" (1/ 201)، وابن حبان في "صحيحه" (6/ 330 - 331/ 2596 - إحسان)، والفريابي في "الذكر"؛ كما في "نتائج الأفكار" (ق 206/ ب)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 912/ 1014)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 159)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 126/ 366)، و"السنن الكبرى" (3/ 5) بطرق عن الوليد بن مسلم به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب". ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "النصر". (¬2) زيادة من "هـ" و"م". (¬3) ليست في "ل". (¬4) في "ل": "البهلول".

ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي حدثني عمير بن هانىء حدثني جنادة بن أبي أمية حدثني عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعارّ من الليل؛ فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله (العليّ العظيم) (¬1)، ربّ اغفر لي؛ إلا غفر له، فإن قام فتوضأ؛ قبلت (¬2) صلاته". نوع آخر: 754 - أخبرني عبد الله بن محمَّد بن مسلم (¬3) حدثنا عبد الرحمن بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 754 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6/ 328 - 329/ 2594 - إحسان): ثنا عبد الله بن محمَّد بن مسلم به. وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (1/ 499/ 1859 و 2/ 39 - 40/ 2235) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (4/ 21 - 22/ 911) - عن أحمد بن محمَّد بن عثمان عن الوليد بن مسلم به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 209)، و"السنن الكبرى" (1/ 416/ 1318)، و"عمل اليوم والليلة" (493/ 862)، وأبو عوانة في "مسنده" (1/ 499/ 1861)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 353 / 2389)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 56/ 4570)، و"الدعاء" (2/ 1156/ 767) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (9/ 141) -، وابن حبان في "صحيحه" (6/ 330/ 2595 - إحسان)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2/ 1088/ 2749)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 386)، و"الدعوات الكبير" (2/ 129 - 130/ 368)، والبغوي في "شرح السُّنة" (3/ 149/ 655) بطرق عن الأوزاعي به. قلت: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله ثقات. وقال البغوي: "هذا حديث صحيح". وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 353/ 489)، وأبو داود (2/ 35/ 1320)، والنسائي في "المجتبى" (2/ 227 - 228)، و"الكبرى" (1/ 242/ 724)، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2/ 1089/ 752)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "تقبلت". (¬3) في "ل": "سلم".

إبراهيم (دحيم) (¬1) ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 352/ 2387)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 1089/ 2750)، و"المستخرج" (2/ 102/ 1086)، وابن طولون في "الأحاديث المائة" (23/ 15) من طريق الهقل بن زياد عن الأوزاعي به مختصرًا جدًا، ليس فيه ما عند المصنف. وقد توبع الأوزاعي: تابعه هشام الدستوائي: أخرجه الترمذي (5/ 480 - 481/ 3416) -ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/ 64) -، والبخاري في "الأدب المفرد" (2/ 694/ 1218)، والطيالسي في "مسنده" (1172) -ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده" (2/ 40/ 2238)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 130/ 369) -، وأحمد (4/ 57 و 57 - 58)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 1088/ 2749) -، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 56/ 4571)، و"الدعاء" (2/ 1156/ 769)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (2/ 1088/ 2749) بطرق عن هشام عن يحيى بن أبي كثير به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". وتابعه شيبان النحوي: أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (2/ 202/ 687)، و"المصنف" (10/ 261/ 9387) -وعنه ابن ماجه (2/ 1276 - 1277/ 3879)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 353/ 2388) -، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 40/ 2237)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 57/ 4574)، و"الدعاء" (2/ 1157/ 772) بطرق عن شيبان به. وتابعه معمر بن راشد: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 78/ 2563) -وعنه أحمد (4/ 57)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 56/ 4569)، و"الدعاء" (2/ 1155/ 766) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 1088/ 2749) -، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 109 - مختصره)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 393/ 2389)، وابن حبان في "صحيحه" (6/ 330 / 2595 - إحسان) من طريقين عنه. (تنبيه): وقع في "مسند الإِمام أحمد": "عن معمر عن الزهري عن يحيى بن أبي كثير"، و"الزهري" هذه مقحمة إما من الناسخ أو الطابع، والصواب حذفها، وهو على الصواب في "المسند المعتلي" (2/ 341)؛ فليحرر. -ووقع في "الآحاد والمثاني": "ابن المبارك عن معمر عن الأوزاعي عن يحيى" وهو خطأ، وصوابه: "ابن المبارك عن معمر والأوزاعي"؛ فليحرر. وتابعه معاوية بن سلام: أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (1/ 499/ 1860 و 2/ 40/ 2236)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 57/ 4573)، و"الدعاء" ¬

_ (¬1) زيادة من "ل".

حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: (حدثني) (¬1) ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - (قال) (1): كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فآتيه بوضوئه (وطهوره) (1) لحاجته (¬2)، وكان يقوم من الليل، فيقول: "سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده -الهويّ (¬3) - ثم يقول: سبحان الله رب العالمين، سبحان رب العالمين-الهويّ-؛ يعني: الطويل من الليل". 755 - أخبرنا أبو محمَّد بن صاعد حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار ـــــــــــــــــــــــــــــ (2/ 1156/ 768 و 1157/ 771)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (2/ 911/ 1013) بطرق عنه. وتابعه علي بن المبارك: أخرجه أبو عوانة (2/ 40/ 2238)، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 57/ 4572)، و"الدعاء" (2/ 1157/ 770)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 1088/ 2749) من طريقين عنه. قلت: وهذه كلها أسانيد صحيحة. وتابعه -أيضًا- حسين المعلم عند الطبراني في "المعجم الكبير" (5/ 57/ 4575)، و"الدعاء" (2/ 1157 - 1158/ 773) لكن في الطريق إليه يحيى الحماني حافظ متهم بسرقة الحديث. وبالجملة؛ فالحديث صحيح كالشمس في رابعة النهار. 755 - إسناده ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1203) من طريق علان القراطيسي: ثنا يزيد بن هارون به. قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ فيه سعيد بن زربي؛ منكر الحديث؛ كما في "التقريب"، والحسن البصري مدلس وقد عنعن. قال النووي في "الأذكار" (1/ 277 - بتحقيقي): "وروينا فيه بإسناد ضعيف عن أبي هريرة - رضي الله عنه -". وضعفه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 207/ ب - المحمودية). وضعفه شيخنا أسد السُّنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2620)، لكن وقع عنده: جبير بن ثور؛ فلم يعرفه شيخنا! والصواب: أنه ابن نفير؛ كما في الأصل "ل"، وهو ثقة. ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) في "ل": "وحاجته". (¬3) في هامش "ل": "الطائفة من الليل، وانتصابه على الظرف".

الواسطي ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن زَرْبي (¬1) عن الحسن عن جبير بن نفير (¬2): أن أبا هريرة - رضي الله عنه - حدثه: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رد (¬3) الله - عَزَّ وَجَلَّ - إلى العبد المسلم نفسه من الليل؛ فسبحه، واستغفره، ودعاه؛ تقبل منه". نوع آخر: 756 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا سويد بن نصر ثنا عبد الله بن ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (225/ 538 - انتقاء السلفي) بإسناد آخر عن أبي هريرة - رضي الله عنه - فيه ضعف وانقطاع. وبالجملة؛ فالحديث ضعيف. 756 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (493 - 494/ 863) بسنده سواء. وأخرجه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (3/ 151 - 152/ 2274) من طريق نعيم بن حماد عن عبد الله بن المبارك به، وهذا في "الزهد" له (241 - 242/ 694)، وفي "مسنده" (3 - 4/ 1). وأخرجه أحمد (3/ 166) -ومن طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (7/ 186 - 187/ 2619) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (3/ 83 - 84/ 1157 - منتخب)، والبزار في "مسنده" (2/ 410/ 1981 - كشف)، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 121 - 122)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 264 - 265/ 6605)، والبغوي في "شرح السُّنة" (13/ 112 - 113/ 3535)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 52 - 53/ 1135)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (62 - 63/ 72) عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 287 - 288/ 20559) عن معمر به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/ 78): "رواه أحمد والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي البزار"، وهو كذلك؛ لكنه معلول: قال البيهقي عقبه: "هكذا قال عبد الرزاق: عن معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس. ورواه ابن المبارك: عن معمر؛ فقال: عن الزهري عن أنس" أ. هـ. يعني: أن ابن المبارك رواه عن معمر فلم يصرح الزهري من طريقه بالسماع من ¬

_ (¬1) في هامش "م": "شعبة بن زرارة عن أنس عن جبير بن نفير". (¬2) في "م" و"هـ": "ثور"، وهو خطأ. (¬3) في "م". "أرد"، و"هـ": "أراد"، والمثبت هو الصواب.

المبارك عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ـــــــــــــــــــــــــــــ أنس، وأن عبد الرزاق تفرد بإثبات سماعه من أنس، وهو كما ألمح إليه - رحمه الله - فإن الزهريَّ لم يسمع هذا الحديث من أنس بينهما رجل. فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5/ 265/ 6606) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع: أخبرني شعيب عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم عن أنس بن مالك (وذ كره). قلت: وهذا سند صحيح كالشمس إلى الزهري، وشعيب من أثبت الناس في الزهري؛ كما قال ابن معين. على أن شعيبًا لم يتفرد بهذا بل تابعه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهري به، قال الحافظ حمزة بن محمَّد الكناني؛ كما في "تحفة الأشراف" (1/ 395): "لم يسمعه الزهري عن أنس، رواه عن رجل عن أنس؛ كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد عن الزهري وهو الصواب" أ. هـ. وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (1/ 395): "وقد ظهر أنه معلول". وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7/ 439): "هذا إسناد صحيح مرسل"؛ يعني: أنه معلٌّ بالانقطاع الذي ذكره آنفًا. (تنبيهان): 1 - روى البزار في "مسنده" (2/ 409 - 410/ 1981 - كشف) عن محمَّد بن علي الأهوازي عن عمرو بن خالد عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري عن أنس به بدون واسطة!. قلت: لكن عمرًا هذا؛ كذاب وضاع لا يستشهد به، ولا كرامة، بخاصّة وأن الحافظ حمزة الكناني والبيهقي ذكرا: أن عقيلًا هذا رواه عن الزهري؛ فأدخل بينه وبين أنس رجلًا. 2 - صحح شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (1/ 26) هذا الحديث على شرط الشيخين تبعًا للمنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 13)، لكنه تراجع عنه - رحمه الله -؛ كما سمعته منه، ثم رأيته صرح بذلك في "ضعيف الترغيب والترهيب" (2/ 245 - 247/ 1728)، فقال معقبًا على قول المنذري في "الترغيب والترهيب": "رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري ومسلم"؛ قلت: هو كما قال؛ لولا أنه منقطع بين الزهري وأنس، بينهما رجل لم يُسمَّ؛ كما قال الحافظ حمزة الكناني على ما ذكره الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" (1/ 395)، ثم الناجي، وقال [في "عُجالة الإملاء" (198/ 2)]: "وهذه العلة لم يتنبه لها المؤلف. ثم أفاد أن النسائي إنما رواه في "اليوم والليلة" لا في "السنن" على العادة المتكررة في الكتاب، فتنبه". قلت: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11/ 287/ 20559)، ومن طريقه جماعة منهم أحمد، قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك. وهذا إسناد

بينما نحن جلوس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يطلع -الآن- رجل من أهل الجنة"؛ فاطلع رجل من الأنصار تنطف (¬1) لحيته ماء من وضوئه، متعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان من الغد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطلع عليكم -الآن- رجل من أهل الجنة"؛ فاطلع ذلك الرجل على مثال مرتبته الأولى، فلما كان من الغد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة"؛ فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني غاضبت (¬2) أبي؛ فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى يحل يميني فعلت، قال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله بن عمرو يحدث: أنه بات معه ليلة أو ثلاث ليال، فلم يره قام من الليل ساعة، غير أنه إذا انقلب إلى فراشه ذكر الله - عَزَّ وَجَلَّ - وكبّر حتى يقوم لصلاة الفجر، فيسبغ الوضوء. قال عبد الله: غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث ليال (¬3) كدت أحقر عمله، قلت: يا عبد الله إنه لم يكن بيني وبين أبي (¬4) ـــــــــــــــــــــــــــــ ظاهره الصحة، وعليه جرى المؤلف والعراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 187)، وجرينا على ذلك بُرهة من الزمن، حتى تبينت العلة؛ فقال البيهقي في "الشعب" (5/ 265) عقبه: "ورواه ابن المبارك عن معمر؛ فقال: عن معمر، عن الزهري، عن أنس. ورواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قال: حدثني من لا أتهم عن أنس ... ، وكذلك رواه عقيل بن خالد عن الزهري"، وانظر: "أعلام النبلاء" (1/ 109). ولذلك قال الحافظ عقبه في "النكت الظراف على الأطراف": "فقد ظهر أنه معلول"" أ. هـ. ¬

_ (¬1) في "هـ" و"م": "ينطف". (¬2) في "ل": "لاحيت". (¬3) في "م" و"هـ": "الليالي". (¬4) في "ل": "والدي".

غضب، ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك -ثلاث مرات- في ثلاثة مجالس: "يطلع -الآن- عليكم رجل من أهل الجنة"، فاطلعت أنت تلك الثلاث مرات، فأردت آوي إليك، فأنظر عملك، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما هو إلا ما رأيت؛ فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني؛ فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي غِلًّا لأحد من المسلمين، ولا أحسده على خيرٍ أعطاه الله إياه. قال عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك وهي التي لا (يطيق مطيق) (¬1). 757 - حدثني أحمد بن هشام البعلبكي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الحراني الحضرمي ثنا يعقوب بن الجهم (¬2) ثنا عمرو بن جرير عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نام العبد على فراشه أو على مضجعه من الأرض التي هو فيها؛ فانقلب في ليلته على جنبه (¬3) الأيمن أو جنبه الأيسر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير؛ يقول الله - عَزَّ وَجَلَّ - لملائكته: انظروا إلى عبدي هذا لم ينسني في هذا الوقت؛ أشهدكم أني قد رحمته، وغفرت له ذنوبه (¬4) (أو غفرت له ورحمته) (¬5). ـــــــــــــــــــــــــــــ 757 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه يعقوب بن الجهم روى أحاديث باطلة؛ قال ابن عدي: البلاء منه. ¬

_ (¬1) في "ل": "نطيق". (¬2) في هامش "م": "الجهضم". (¬3) في هاش "م": "شقه". (¬4) ليست في "ل". (¬5) زيادة من "ل".

نوع آخر: 758 - أخبرنا أبو يحيى الساجي حدثنا هارون بن سعيد ثنا ابن وهب (قال) (¬1): وأخبرنا أبو عبد الرحمن أنا عمرو بن سواد ثنا ابن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن الوليد، قال أبو عبد الرحمن: وأخبرني عبيد الله بن فضالة ثنا عبد الله بن يزيد ثنا سعيد حدثني عبد الله (¬2) بن الوليد (ح) (¬3) قال: وحدثني علي بن أحمد بن سليمان ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب -كذا قال- عن عبد الله (2) بن الوليد ـــــــــــــــــــــــــــــ 758 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (495/ 865) بسنده سواء. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (12/ 341/ 5531 - إحسان) من طريق عبد المتعال بن طالب عن ابن وهب به. وأخرجه أبو داود (4/ 314/ 5061)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (495/ 865)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 108 - مختصره)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1153 - 1154/ 762) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (16/ 270 - 271) -، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (6/ 3212/ 7394)، والفاكهي في "حديثه" (149 - 150/ 26) -وعنه ابن بشران في "الأمالي" (1/ 28/ 10 و 2/ 18/ 991)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 475 - 476/ 759)، و"الدعوات الكبير" (2/ 125 - 126/ 365)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 115 - 116) -، والحاكم (1/ 540) -وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 190/ 127) -، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ رقم 1272) بطرق عن عبد الله بن يزيد المقرىء به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه! " ووافقه الذهبي!!. وقال الحافظ ابن حجر عقبه: "هذا حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح؛ إلا عبد الله بن الوليد؛ فإنه مصري مختلف فيه! والله أعلم" أ. هـ. قلت: وليس كما قالوا؛ بل إسناده ضعيف؛ فإن عبد الله بنَ الوليد هذا هو ابن قيس التجيبي وهو ضعيف؛ قال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" (41/ 270): "لا يعتبر بحديثه"، وقال الحافظ نفسه في "التقريب": "ليّن الحديث". فمن أين له الحسن؟ -بله الصحة؟ -. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في "ل": "عبيد الله"، وهو خطأ. (¬3) ليست في "ل".

عن سعيد بن المسيب عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من الليل قال: "لا إله إلا أنت سبحانك، اللهمّ، إني أستغفرك لذنبي، وأسألك (اللهمّ) (¬1)، رحمتك، اللهمّ، زدني علمًا، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب". نوع آخر: 759 - أخبرنا علي بن الحسن بن رستم (¬2) حدثنا محمَّد بن الهيثم أبو ـــــــــــــــــــــــــــــ 759 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 400/ 7688)، و"عمل اليوم والليلة" (494 - 495/ 864)، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص 109 - مختصره)، وابن أبي حاتم في "العلل" (1/ 74 و 2/ 165 و 186)، وابن حبان في "صحيحه" (2358 - موارد)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1154 - 1155/ 764) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 207/ أ - المحمودية) -، وابن منده في "التوحيد" (2/ 156/ 307)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 143 - 144)، والحاكم (1/ 540)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 48 - 49/ 20)، و"الدعوات الكبير" (2/ 132 - 133/ 372)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 133/ 1298)، وتمام الرازي في "فوائده" (4/ 422/ 1578 - ترتيبه)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 207/ أ- المحمودية) بطرق عن يوسف بن عدي به. قال الحافظ العراقي في "الأمالي"؛ كما في "فيض القدير" (5/ 113): "حديث صحيح". وقال الحافظ عقبه: "هذا حديث حسن". أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. قلت: وليس كما قالا؛ فإن مسلمًا لم يخرج لعثام بن علي، وإنما هو من أفراد البخاري -وهو ثقة- وكذا بقية رجاله ثقات؛ فالسند صحيح. وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (5/ 98/ 2066). وقد أعل الحديث بما لا يقدح: قال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" (1/ 74 و 2/ 165 و 186): "سألت أبي ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) في "م" و"هـ": "رحيم".

الأحوص ثنا يوسف بن عدي (¬1) قال: ثنا عثام (¬2) بن علي (العامري) (¬3) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان -تعني- رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تعارّ من الليل قال: "لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار". 760 - أخبرنا أبو القاسم بن منيع (¬4) ثنا يحيى (بن عبد الحميد) (¬5) ـــــــــــــــــــــــــــــ وأبا زُرعة عن حديث رواه يوسف بن عدي عن عثّام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة (وذكره)؟ قالا: "هذا خطأ؛ إنما هو هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول هذا. رواه جرير هكذا. وقال أبو زرعة: حدثنا يوسف بن عدي هذا الحديث وهو منكر" أ. هـ. قلت: يريدان -رحمهما الله- أن جريرًا رواه عن هشام عن أبيه مقطوعًا عليه. بينما رواه يوسف بن عدي عن عثام عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعًا، وجرير أحفظ من عثام؛ فحديثه منكر. ومسألة تعارض الوقف والرفع وتعارض المرسل مع الموصول معروفة، والأكثر على تقديم الرفع والموصول؛ بل لا تعارض بينهما. ولذلك؛ فحديث يوسف بن عدي عن عثام به صحيح لا مطعن فيه. ونحوه قال الحافظ في "نتائج الأفكار". 760 - إسناده ضعيف جدًا، (وهو حديث صحيح)؛ فيه يحيى الحماني حافظ؛ لكنه متهم بسرقة الحديث. وقد توبع، فأخرجه أبو داود (2/ 79/ 1493 و 1494)، والترمذي (5/ 515 - 516/ 3475) -ومن طريقه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/ 313) -، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/ 90 - تحفة الأشراف)، وابن ماجه (2/ 1267 - 1268/ 3857)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (10/ 271 - 272/ 9409 و 14/ 30 - 31/ 17456)، وأحمد (5/ 349 و 350 و 360)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 160/ 173)، وابن حبان في "صحيحه" (3/ 173/ 891 و 174 - 175/ 892 - إحسان)، وابن منده في "التوحيد" (3)، والحاكم (1/ 504)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/ 145/ 195)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 442 - 443)، والبغوي في ¬

_ (¬1) في "ل": "عذرة"، وفي هامشها: "في نسخة: عدي". (¬2) في "هـ" و"م": "غنام". (¬3) ليست في "ل". (¬4) في "ل": "أخبرنا علي بن الحسين بن رستم ثنا أبو القاسم بن منيع". (¬5) زيادة من "هـ" و"م".

الحماني ثنا عبد الوارث بن سعيد عن محمَّد بن جحادة عن ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل يدعو، فقال: اللهمّ، إني أسألك باسمك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد دعا الله - عَزَّ وَجَلَّ - باسمه الذي إذا دعي به أجاب". نوع آخر: 761 - أخبرنا أحمد بن محمَّد بن عبيد بن الفياض (¬1) حدثنا هشام بن ـــــــــــــــــــــــــــــ "شرح السُّنة" (5/ 37 - 38/ 1259 و 38/ 1260) وغيرهم بطرق عن مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وله شاهد بنحوه من حديث أنس بن مالك: أخرجه أبو داود (2/ 79/ 1495)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 52)، و"السنن الكبرى" (1/ 386/ 1223)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 371/ 705 - تحقيق الزهيري)، وأحمد (3/ 158 و 245)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1/ 161/ 175)، والمروزي في "زوائد الزهد" (1171)، وأبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "الأحاديث المختارة" (5/ 258)، وابن حبان في "صحيحه" (2382 - موارد)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 833 - 834/ 116)، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (346/ 172)، والحاكم (1/ 503 - 504)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 61 - 62/ 28 و 340/ 271)، و"الدعوات الكبير" (1/ 82/ 106 و 180/ 200)، وقوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 146/ 1324)، و"الحجة في بيان المحجة" (1/ 163/ 44)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (5/ 256 - 257/ 1884 و 1885)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ج 2/ ق 60 - نسخة مكتبة المسجد النبوي) بطرق عن خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس عن أنس به. قلت: وهذا سند حسن. وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح؛ ورجاله ثقات مخرج لهم في "الصحيح" سوى حفص". 761 - إسناده حسن؛ أخرجه النسائي في "المجتبى" (8/ 253)، و"السنن الكبرى" ¬

_ (¬1) في "م": "العاص".

عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا ابن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: بينما (¬1) أنا أقود برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عقبة، ألا أعلمك من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ "، قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "فقرأ عليّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} "، قال: فلما أقيمت الصلاة: صلاة الصبح؛ قرأ بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم مر بي؛ فقال: "كيف رأيت يا عقبة؟ أقرأ بهما كلما نمت وقمت". نوع آخر: 762 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهمّ، لك الحمد أنت نور السّماوات والأرض (ومن فيهنّ) (¬2)، ولك الحمد أنت قيام السّماوات ـــــــــــــــــــــــــــــ (4/ 438 - 439/ 7843 و 439/ 7844)، و"عمل اليوم والليلة" (504/ 889)، وأحمد (4/ 144)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 266 - 267/ 534 وص 267)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (198/ 290)، وأبو يعلى في "مسنده" (3/ 278/ 1736) من طريق الوليد بن مسلم وعبد الله بن المبارك كلاهما عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير القاسم بن عبد الرحمن وهو صدوق. وأخرجه أبو داود (2/ 73/ 1462) -ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 394) -، والنسائي في "المجتبى" (8/ 252 - 253)، و"السنن الكبرى" (4/ 440/ 7848)، وأحمد (4/ 149 - 150 و 153) -ومن طريقه الحاكم (1/ 240) -، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 268/ 535)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 286/ 926)، و"مسند الشاميين" (3/ 158/ 1987)، والبيهقي (2/ 394) بطرق عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن القاسم به. قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله كلهم صدوقون. 762 - صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (497/ 868) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) في "ل": "بينا". (¬2) ليست في "ل".

والأرض، ولك الحمد أنت رب السّماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهمّ، لك أسلمت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت؛ فاغفر لي ما قدّمت و (ما) (¬1) أخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي (¬2) لا إله إلا أنت". نوع آخر: 763 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية بن الوليد حدثني عمر (¬3) بن جعثم حدثني الأزهر بن عبد الله الحرّازي (¬4) حدثني شريق ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 532 - 533/ 769)، وأبو الشيخ في "جزء فيه أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (171 - 172/ 117) -وعنه وعن غيره أبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" (2/ 365 / 1757) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه أبو داود (1/ 205/ 771)، والترمذي (5/ 481 - 482/ 3418)، والبخاري في "الأدب المفرد" (1/ 365 - 366/ 697)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 259 - 260/ 9384)، وأحمد (1/ 298 و 308)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1147 - 1148/ 756)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 38 / 2231)، وابن حبان في "صحيحه" (6/ 333 - 334/ 2598 - إحسان)، والبغوي في "شرح السُّنة" (4/ 68/ 950)، وأبو نعيم في "مستخرجه" (2/ 365 / 1757) بطرق عن مالك بن أنس وهذا في "موطئه" (1/ 215 - 216/ 34 - رواية يحيى الليثي)، و (1/ 246/ 623 - رواية أبي مصعب الزهري) به. قلت: أبو الزبير مدلس، وقد عنعنه، ولكن لم يتفرد به. فقد توبع؛ تابعه سليمان بن أبي مسلم الأحول عند البخاري في "صحيحه" (3/ 3/ 1120)، ومسلم في "صحيحه" (1/ 534). وتابعهما قيس بن سعد عند مسلم. 763 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح دون قوله: "وقال سبحان الملك القدوس عشرًا" ودون الاستعاذة من ضيق الدنيا)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (498/ 871) بسنده سواء. ¬

_ (¬1) ليست في "ل". (¬2) في هامش "م": "أنك أنت الله". (¬3) في "هـ" و"م": "عمرو"، وهو خطأ. (¬4) في "ل": "الحراني".

الهوزني (¬1) قال: دخلت على عائشة - رضي الله عنها -، فسألتها ما كان ـــــــــــــــــــــــــــــ وأخرجه أبو داود (4/ 322 - 323/ 5085) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 117) - عن كثير بن عبيد عن بقية بن الوليد به. قال الحافظ: "هذا حديث حسن ... وبقية صدوق؛ لكنه يدلس ويسوّي عن "الضعفاء" وقد أُمِنَ ذلك في هذا الإسناد؛ فإنه وقع في رواية النسائي تصريحه بتحديث شيخه له به. وشيخه عمر بن جُعْثُم روى عنه جماعة ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل؛ إلا أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وأبوه -بضم الجيم والمثلثة بينهما عين مهملة- فرد في الأسماء. وشيخ شيخه شَريق -بوزن عظيم- ما روى عنه سوى أزهر، ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل" أ. هـ. قلت: وفي "التقريب": "لا يُعْرَف"، وقال عن عمر بن جُعْثُم: "مقبول"، حيث يتابع، وإلا؛ فلين، ولم يتابع؛ فأنى له الحسن؟!. وقال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (1/ 383/ 1216): "وإسناده ضعيف؛ فيه ما ترى شريق الهوزني، ولا يُعرف؛ كما قال الذهبي وغيره، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس وقد عنعنه! ". قلت: بقية صرح بالتحديث عند النسائي وعنه المصنف؛ فأمنا بذلك تدليسه، والراجح أنه لا يسوي؛ كما فصله شيخنا - رحمه الله - في "النصيحة". لكن صح الحديث من طريق آخر عن عائشة بنحوه وليس فيه: "وقال: سبحان الملك القدوس عشرًا"، ودون الاستعاذة من ضيق الدنيا: أخرجه أبو داود (1/ 203 - 204/ 766)، والنسائي في "المجتبى" (3/ 208 - 209 و 8/ 284)، و"السنن الكبرى" (1/ 415/ 1317 و 4/ 486/ 7976) -ومن طريقه قوّام السُّنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/ 230 - 231/ 331) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 260 / 9385) -وعنه ابن ماجه (1/ 431/ 1356) -، والطبراني في "مسند الشاميين" (3/ 186/ 2048) من طريق معاوية بن صالح: حدثنا أزهر بن سعيد عن عاصم بن حميد عن عائشة به. قلت: وهذا سند حسن. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (498/ 870) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 118 - 119) -، وأحمد (6/ 143) من طريق الأصبغ بن زيد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان: حدثني ربيعة الجرشي عن عائشة بنحوه. ¬

_ (¬1) في هامش "م": "مسروق الصوفي ".

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفتتح الصلاة إذا هبَّ من الليل؟ قالت: "كان إذا هبَّ من الليل كبّر عشرًا، وحمد عشرًا، وقال: سبحان الله وبحمده عشرًا، وقال: سبحان الملك القدوس عشرًا، واستغفر عشرًا، وهلَّل عشرًا، وقال: اللهمّ، إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا، ثم يستفتح الصلاة". نوع آخر: 764 - أخبرنا حامد بن شعيب حدثنا سريج بن يونس حدثنا هشيم حدثنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمَّد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم- قال: بتُّ ليلةً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما استيقظ من منامه، قام إلى طهوره، فأخذ سواكه؛ ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا سند حسن؛ رجاله ثقات، غير أصبغ، وهو صدوق يغرب؛ كما في "التقريب". 764 - إسناده صحيح؛ أخرجه أبو داود (1/ 15 - 16/ 58 و 2/ 44/ 1353) عن محمد بن عيسى عن هشيم به. وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" (60/ 79) من طريق الحسن بن عرفة عن هشيم به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 530/ 763/ 191)، وأبو داود (2/ 44/ 1353)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 54/ 2292) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنّة" (4/ 14 - 15/ 906)، و"معالم التنزيل" (2/ 151) -، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 229/ 448)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2/ 362/ 1749) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/ 185 و 269) -بطرق عن محمَّد بن فضيل، وأحمد (1/ 373)، وابن المنذر في "الأوسط" (3/ 68 - 69/ 1246)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1/ 230/ 449) من طريق أبي عوانة، وأبو داود (2/ 44/ 1354)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 124 - 125 - مختصر) من طريق خالد الطحان، والنسائي في "المجتبى" (3/ 237)، وعبد بن حميد في "مسنده" (569/ 1 / 671 - منتخب)، وأبو عوانة في "مسنده" (2/ 54/ 2292) من طريق زائدة بن قدامة أربعتهم عن حصين به. قلت: وقد صرّح حبيب بن أبي ثابت بالتحديث من طريق أبي عوانة عند أحمد وابن خزيمة. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 236 - 237)، و"السنن الكبرى" (1/ 424/ 1344)، وأحمد (1/ 350) -من طريق الثوري عن حبيب به.

434 - باب ما يقول إذا نظر إلى السماء في جوف الليل

فاستاك، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} [آل عمران: 190]، حتى قارب أن يختم السورة أو ختمها، ثم توضأ، فأتى مصلاه، وصلى ركعتين. نوع آخر: 765 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أخبرنا علي بن محمَّد بن علي حدثنا خلف بن تميم ثنا أبو الأحوص ثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: يضحك الله - عَزَّ وَجَلَّ - إلى رجلين: رجل لقي العدو، وهو على فرس من أمثل خيل أصحابه، فانهزموا، وثبت؛ فإن قتل استشهد، وإن بقي؛ فذاك الذي يضحك الله - عَزَّ وَجَلَّ - إليه، ورجل قام في جوف الليل لا يعلم به أحد؛ فتوضأ، فأسبغ الوضوء، ثم حمد الله ومجده، وصلى على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، واستفتح القرآن؛ فذاك الذي يضحك الله - عَزَّ وَجَلَّ - إليه، يقول: انظروا إلى عبدي قائمًا لا يراه غيري. 434 - باب ما يقول إذا نظر إلى السماء في جوف الليل 766 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا المعلي بن مهدي ثنا أبو عوانة عن عاصم عن بعض أصحابه عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ـــــــــــــــــــــــــــــ 765 - إسناده ضعيف؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (496/ 867) بسنده سواء. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه ثلاث علل: الأولى: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. الثانية: أبو إسحاق السبيعي؛ مدلس مختلط، وقد عنعن، وسماع شريك منه بأخرة. الثالثة: شريك بن عبد الله القاضي؛ صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. 766 - إسناده ضعيف؛ لجهالة بعض أصحاب عاصم. لكن الحديث صحيح المعنى؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (6316)، ومسلم في "صحيحه" (763) بطرق عن ابن عباس به.

435 - باب ما يقول إذا قام عن فراشه من الليل ثم عاد إليه

- رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات ليلة بعد ما مضى من الليل؛ فنظر إلى السماء، ثم تلا هذه الآية: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} [آل عمران: 190]. ثم قال: "اللهمّ، اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن شمالي نورًا، ومن بين يدي نورًا، ومن خلفي نورًا، ومن فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، وأعظم لي نورًا يوم القيامة". 435 - باب ما يقول إذا قام عن فراشه من الليل ثم عاد إليه 767 - أخبرنا أحمد بن الحسن (¬1) الصوفي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر عن محمَّد بن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم عن فراشه من الليل، ثم عاد إليه؛ فلينفضه بصنفة (¬2) إزاره؛ لا يدري ما خَلَفَهُ عليه، ثم ليضطجع، ثم ليقل: باسمك اللهمّ، وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي، فاغفر لها، وإن رددتها؛ فاحفظها بما تحفظ به أحدًا من الصّالحين". نوع آخر: 768 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ـــــــــــــــــــــــــــــ 767 - إسناده مضى برقم (713). 768 - إسناده ضعيف، (وهو حديث صحيح)؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (505/ 891) بسنده سواء. وأخرجه ابن خزيمة في "حديث علي بن حجر" (384/ 329) عن علي بن حجر به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 283/ 1992) من طريق أبي الربيع عن إسماعيل بن جعفر به. ¬

_ (¬1) في "ل": "الحسين"، وهو خطأ. (¬2) في "ل": "بين السطور: حاشية".

عن يزيد بن خصيفة عن إبراهيم بن عبد الله (¬1) بن عبدٍ القاري عن علي بن أبي ـــــــــــــــــــــــــــــ قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ رجاله ثقات؛ لكنه منقطع؛ قال المزي في "تهذيب الكمال" (2/ 125): "إبراهيم بن عبد الله بن عبدٍ القاري روى عن علي بن أبي طالب مرسل". لكن أخرجه النسائي (505/ 892) من طريق يحيى بن حسان عن إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن عبد القاري -والد إبراهيم في الحديث السابق- عن علي بن أبي طالب به. قلت: وهذا سند صحيح موصول، رجاله ثقات. وله طريق أخرى، فأخرجه أبو داود (2/ 64/ 1427) -ومن طريقه البيهقي (3/ 42) -، والترمذي (5/ 561/ 3566)، وابن ماجه (1/ 373/ 1179)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 195/ 2681)، وأحمد (1/ 96 و 118)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2/ 306 و 10/ 386/ 9760)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1/ 131/ 81 - منتخب) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 192 /ب - المحموديّة) -، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (1/ 150) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (30/ 256) -، وابن نصر المروزي في "كتاب الوتر" (167/ 74 - مختصر)، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" (1/ 120)، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1145/ 751) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (30/ 256 و 257)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 192 /ب) -، والحاكم (1/ 306)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 42)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (1/ 93) بطرق عن حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث عن علي به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من حديث علي، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الحافظ: "هذا حديث صحيح". قلت: وهو كما قالوا؛ فإن رجاله كلهم ثقات، وهشام بن عمرو الفزاري؛ لم يرو عنه إلا حماد بن سلمة وهو أقدم شيخ لحماد، وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم الرازي والحافظ في "نتائج الأفكار"؛ فالعجب بعد هذا من الحافظ نفسه كيف قال في "التقريب": "مقبول؟! ". وبالجملة؛ فالحديث بمجموع ذلك صحيح بلا ريب، وله شاهد من حديث عائشة - رضي الله عنها- بنحوه لكن دون التقييد المذكور في الحديث؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (1/ 352/ 222). ¬

_ (¬1) في هامش "ل" الأيمن: "عبد الرحمن".

436 - باب ما يقول إذا وافق ليلة القدر

طالب - رضي الله عنه- قال: بتُّ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فكنت أسمعه إذا فرغ من صلاته، وتبوأ مضجعه، يقول: "اللهمّ، إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، اللهمّ، لا أستطيع ثناء عليك، ولو حرصت، ولكن أثني (عليك) (¬1)؛ كما أثنيت على نفسك". 436 - باب ما يقول إذا وافق ليلة القدر 769 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا قتيبة بن سعيد ثنا جعفر بن سليمان ـــــــــــــــــــــــــــــ 769 - إسناده ضعيف، (وهو صحيح)؛ أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/ 218/ 10708) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 534 /3513) حدثنا قتيبة بن سعيد به. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4/ 407 - 408/ 7712 و 6/ 219/ 10709 و 10710)، وابن ماجه (2/ 1265/ 3850)، وأحمد (6/ 171 و 208)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 338/ 3700)، والبغوي في "معالم التنزيل" (8/ 491) بطرق عن كهمس بن الحسن به. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/ 219/ 10711 و 10712)، وأحمد (6/ 182 و 183)، وابن نصر في "قيام الليل" (ص 259 - مختصره)، و"الوتر" (141/ 49 - مختصره)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 148 - 149/ 92)، و"الدعوات الكبير" (1/ 150/ 203)، و"شعب الإيمان" (3/ 339/ 3701)، وقوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2/ 371 / 1799 و 3/ 118/ 2197)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/ 335/ 1474 و 1475) بطرق عن الجريري عن عبد الله بن بريدة به. قلت: وإسناده إلى عبد الله صحيح، والجريري وإن اختلط، فقد رواه عنه الثوري، وهو ممن سمع منه قبل اختلاطه. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "عوالي الغيلانيات" (410/ 39) -ومن طريقه الذهبي في "المعجم المختص" (ص 211) - من طريق أبي هلال الراسبي عن عبد الله به. قلت: رجاله ثقات؛ إلا أن عبد الله بن بريدة لم يسمع من عائشة؛ كما قال النسائي والدارقطني، لكنه توبع؛ فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/ 219/ 10713)، وأحمد (6/ 258)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (89/ 43)، والحاكم (1/ 530)، والقضاعي ¬

_ (¬1) ليست في "ل".

437 - باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يحب

عن كَهْمَسٍ عن عبد الله بن بريدة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسول الله، إن علمت ليلة القدر ما (¬1) أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهمّ، إنك (عفو) (¬2)، تحب العفو؛ فاعف عني". 437 - باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يحب 770 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر -يعني: ابن مضر- عن ابن الهاد عن عبد الله بن خبّاب عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأى أحدكم الرؤيا ـــــــــــــــــــــــــــــ في "مسند الشهاب" (2/ 336/ 1478) عن هاشم بن القاسم أبي النضر، والطبراني في "الدعاء" (2/ 1228/ 916) من طريق فرات بن محبوب كلاهما عن الأشجعي عن الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن عائشة به. قلت: وهذا سنده صحيح؛ رجاله ثقات، وسليمان بن بريدة سمع من عائشة، وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "مشكاة المصابيح" (2091). أما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقد وهما في ذلك؛ فإن البخاري لم يخرج لسلمان بن بريدة شيئًا، وإنما هو من أفراد مسلم. 770 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (505/ 893) بسنده سواء. وأخرجه الترمذي (5/ 505/ 3453) -ومن طريقه الحاكم (4/ 392) -، وأحمد (3/ 8) عن قتيبة بن سعيد به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (12/ 430/ 7045) من طريقين عن ابن الهاد به. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وابن الهاد؛ اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد المدني، وهو ثقة، روى عنه مالك والناس". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وقد وهما؛ فقد أخرجه البخاري؛ كما ترى. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "ماذا". (¬2) زيادة من "م" و"هـ".

438 - باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يكره

يحبها، فإنما هي من الله - عَزَّ وَجَلَّ -؛ فليحمد الله - عَزَّ وَجَلَّ -عليها، وليحدث بها، فإذا رأى غير ذلك مما يكره؛ فإنما هي من الشيطان؛ فليستعذ بالله من شرها، ولا يذكرها لأحد؛ فإنها لا تضره". (والله أعلم) (¬1). 438 - باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يكره 771 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو عمر الحوضي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: إن كنت لأرى الرؤيا، فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: (إن كنت لأرى الرؤيا فتمرضني ـــــــــــــــــــــــــــــ 771 - إسناده صحيح؛ أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (13/ 422 - 423/ 6058 - إحسان): حدثنا أبو خليفة به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (12/ 430/ 7044) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 211/ أ - المحموديّة) -، ومسلم في "صحيحه" (4/ 1772)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (506/ 894)، وأحمد (5/ 303)، والدارمي في "سننه" (8/ 308/ 2281 - فتح المنان) -ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 211/ أ) -، وأبو القاسم البغوي في "مسند علي بن الجعد" (2/ 673/ 1624) -ومن طريقه أبو الحسين البغوي في "شرح السُّنّة" (12/ 205 - 206/ 3275) -، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1401 - 1402/ 1289)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 187/ 4759)، و"الآداب" (446/ 987)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 211/ أ) من ثماني طرق عن شعبة به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 1771)، والحميدي في "مسنده" (1/ 203/ 419) -ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (3/ 1402/ 1291) - عن سفيان الثوري، ومسلم (4/ 1772)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1402/ 1290)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 289/ 502)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 362 - مطبوع) من طريق عمرو بن الحارث كلاهما عن عبد ربه بن سعيد به. وأخرجه البخاري (6986 و 6995 و 7005)، ومسلم (2261) بطرق عن أبي سلمة به. ¬

_ (¬1) زيادة من "م".

439 - باب النهي أن يحدث الرجل بما رأى في منامه مما يكره

حتى) (¬1) سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الرؤيا الصالحة من الله -تعالى-؛ فإذا رأى أحدكم ما يحب؛ فليقصه على من يحب، وإذا رأى أحدكم ما يكره؛ فليتعوذ بالله من شرها، ومن (شرّ) (¬2) الشيطان، وليتفل عن يساره ثلاثًا؛ فإنها لن تضره". نوع آخر: 772 - أخبرنا أبو محمَّد بن صاعد قال: ذكره إبراهيم بن يوسف أخو عصام البلخي حدثنا المسيب بن شريك عن إدريس بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها؛ فليتفل عن يساره ثلاث مرات، ثم ليقل: اللهمّ، إني أعوذ بك من عمل الشيطان، وسيئات الأحلام؛ فإنها لا تكون شيئًا". 439 - باب النهي أن يحدث الرجل بما رأى في منامه مما يكره 773 - أخبرنا أبو عبد الرحمن حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث بن ـــــــــــــــــــــــــــــ 772 - إسناده ضعيف جدًا؛ فيه علتان: الأولى: المسيب بن شريك، متروك الحديث، انظر: "ميزان الاعتدال" (4/ 114 - 115). الثانية: الانقطاع بين ابن صاعد وإبراهيم بن يوسف. والحديث ضعفه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 212/ أ- المحمودية)، وشيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الضعيفة" (2557). 773 - إسناده صحيح؛ أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (511/ 912) بسنده سواء. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (4/ 1776) -ومن طريقه البغوي في "شرح السُّنة" (12/ 207/ 3277) - حدثنا قتيبة بن سعيد به. وأخرجه مسلم (4/ 1776)، وابن ماجه (2/ 1287/ 3913)، وأحمد (3/ 350)، وأبو يعلى في "مسنده" (4/ 180/ 2262)، وأبو القاسم البغوي في "جزء أبي الجهم" ¬

_ (¬1) زيادة من "ل". (¬2) ليست في "ل".

440 - باب ما يقول إذا استعبر الرؤيا

سعد عن أبي الزبير عن جابر (بن عبد الله - رضي الله عنهما -) (¬1) عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لأعرابي جاءه؛ فقال: إني حلمت أن رأسي قطع، وأنا أتبعه، فزجره النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "لا تخبر بتلعّب الشيطان بك في المنام". 440 - باب ما يقول إذا استعبر الرؤيا 774 - حدثنا أحمد بن خالد بن مُسَرَّح ثنا عمي الوليد بن عبد الملك بن مُسَرَّح ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن ابن زمل - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الصبح استقبل الناس بوجهه، وكان يعجبه الرؤيا؛ فيقول: "هل رأى أحدكم (¬2) رؤيا؟ "، فقال ابن زمل: فقلت: أنا يا نبي الله؛ فقال: "خير (¬3) تلقاه، وشرّ (¬4) توقاه، وخير (3) لنا، وشرّ (4) لأعدائنا، والحمد لله ربّ العالمين، اقصص" وذكر الحديث. نوع آخر: 775 - حدثني عمر بن سهل حدثنا زكريا بن يحيى بن مروان الناقد ـــــــــــــــــــــــــــــ (29/ 4) -ومن طريقه ابن قطلوبغا في "عوالي الليث بن سعد" (83 - 84/ 31)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (ق 212/ أ- ب - المحمودية) -، والحاكم (4/ 392) بطرق عن الليث بن سعد به. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قلت: وقد وهما في ذلك؛ فقد أخرجه مسلم في "صحيحه"؛ كما رأيت. وأخرجه مسلم (4/ 1776 و 1777) وغيره من طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به. 774 - مضى برقم (142). 775 - إسناده ضعيف جدًا؛ قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ¬

_ (¬1) زيادة من "م" و"هـ". (¬2) في "ل": "أحد منكم". (¬3) في "ل": "خيرًا". (¬4) في "ل": "شرًا".

ثنا الخليل بن عمرو ثنا محمَّد بن سلمة عن الفزاري (¬1) عن (¬2) سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: رأيت في المنام؛ كأني جالس في ظل شجرة، ومعي دواة وقرطاس، وأنا أكتب من أول (ص) حتى ـــــــــــــــــــــــــــــ (ق 212 / ب - المحمودية): "الراوي له عن سعيد بن أبي بردة: محمَّد بن عُبيد الله -بالتصغير- العَرْزمي -بفتح المهملة وسكون الزاي وفتح الراء وتخفيف الميم (*) - ضعيف جدًا، حتى قال الحاكم أبو أحمد: أجمعوا على تركه" أ. هـ. قلت: وهو كما قال - رحمه الله -. جاء في آخر "ل": هذا آخر الكتاب، والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على خير خلقه محمَّد وآله وصحبه أجمعين، حسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى، ونعم النصير. تمت هذه النسخة الشريفة في يوم الأحد من شهر محرم سنة خمس وثلاثين وثمانمائة على يد العبد الضعيف النحيف الرامي بالرحمة عبيد بن حمدان. اللهم، اغفر لي ولوالدي ولمن كان كتبه. آمين رب العالمين. وجاء في آخر "م": تم الكتاب بعون الملك الوهاب في شهر ربيع الآخر سنة (1358) من هجرة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. قال مقيده أبو أسامة سليم بن عيد بن محمَّد بن الحسين الهلالي نسبًا، النجدي موطنًا، السلفي الأثري عقيدة ومنهجًا وسلوكًا، الخليلي الفلسطيني مولدًا، الأردني دارًا وإقامة: انتهى هذا التعليق المسمى: "عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب "عمل اليوم والليلة" لابن السُّنيّ"، في مجالس متعددة، كان آخرها ضحى يوم الاثنين ثاني عشر رجب مضر الفرد الأصم سنة ألف وأربعمائة وواحد وعشرين من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكتبتي الكائنة في داري في عمان البلقاء عاصمة جند الأردن من بلاد الشام المباركة المحروسة. سائلًا الكريم الحليم المنان: أن يَمُنَّ عليّ بحسن الختام، ويجعلني من ورثة الفردوس الأعلى، ويجعل لي لسان صدق عنده وقدم صدق إليه ومقعد صدق بين يديه، وأن يستر عيوبي، ويغفر ذنوبي، ويأمن روعاتي، وأن لا يسلط عليّ عدوًا أو حاسدًا أو حاقدًا، وأن يرحم والديّ، ومشايخي، ومن دخل بيتي مؤمنًا، وأن ينصر أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أصحاب الحديث والأثر، وأن يقمع أهل البدع والزيغ، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبي ونعم الوكيل، وعليه قصد السبيل. {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. ¬

_ (¬1) في "م" و"هـ": "القواريري"، وهو خطأ. (¬2) في "م": "بن"، وهو خطأ. (*) قال معد الكتاب للشاملة: كتب المؤلف الاسم على الصواب، ولكنه كتب الحركات على الخطأ، والصواب أن نقول العرْزَمِيّ: بعين مهملة مفتوحة بعدها راء ساكنة ثم زاي مفتوحة وميم مكسورة مخففة، انظر الإكمال لابن ماكولا (7/ 37)، والأنساب للسمعاني (9/ 271)، والأماكن للحازمي (ص 677)، ومعجم البلدان لياقوت (4/ 100).

بلغت السجدة؛ فسجدت الدواة والقرطاس والشجرة، وسمعتهن يقلن في سجودهن: اللهمّ، احطط بها وزرًا، واحرز بها شكرًا، واعظم بها أجرًا، وعدن (¬1) كما كن، فلما استيقظت أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته الخبر؛ فقال: "خيرًا رأيت، وخيرًا يكون، نمت ونامت عينك، توبة نبي ذكرت، ترقب عندها مغفرة، ونحن نرقب (¬2) ما ترقب". ¬

_ (¬1) في "ل": "سجدت". (¬2) في "ل": "نترقب".

ثبت المصادر والمراجع

11 - ثبت المصادر والمراجع - الآثار: لمحمد بن الحسن الشيباني، ط. الباكستانية. - الآحاد والمثاني: لابن أبي عاصم، تحقيق فيصل أحمد الجوابرة، ط. دار الراية - السعودية. - آداب الزفاف: لمحمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتبة الإِسلامية - عمّان. -الآداب: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير: للحافظ أبي عبد الله الحسين الجورقاني الهمذاني، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، ط. دار الصميعي - السعودية. - الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية: للحافظ أبي عبد الله عبيد الله بن محمَّد بن بطة العكبري، تحقيق رضا نعسان معطي، ط. دار الراية - السعودية. (الكتاب الأول). - الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية: للحافظ ابن بطة العكبري، تحقيق عثمان الأثيوبي، ط. دار الراية - السعودية. (الكتاب الثاني). - الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية: لابن بطة العكبري، تحقيق يوسف الوابل، ط. دار الراية - السعودية (الكتاب الثالث). - الابتهاج بأذكار المسافر والحاج: للحافظ السخاوي، ط. مكتبة لينة. - الإِمام في معرفة أحاديث الأحكام: لابن دقيق العيد، تحقيق سعد آل حُميّد، ط. دار المحقق - السعودية. - إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: للحافظ البوصيري، ط. دار الوطن السعودية.

- إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: للحافط البوصيري، تحقيق عادل سعدو، ط. دار الرشد - السعودية. - إتحاف السّادة المتقين بشرح كتاب إحياء علوم الدين: للزبيدي، ط. دار الفكر - لبنان. - الأجوبة عن أحاديث المصابيح: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة للصانع: للحافظ ابن طولون، تحقيق مسعد السعدني، ط. مصر. - الأحاديث المختارة: للحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمَّد بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، ط. مكتبة النهضة الحديثة - السعودية. - الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: تأليف علاء الدين بن بلبان الفارسي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. مؤسسة الرسالة. - أحكام الجنائز وبدعها: للإمام محمَّد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي - بيروت. - الأحكام الوسطى من حديث النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: تأليف أبي محمَّد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي - ابن الخراط، تحقيق حمدي السلفي وصبحي السامرائي، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - أخلاق النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: للحافظ أبي محمَّد جعفر بن حيّان الأصبهاني، تحقيق السيد الجميلي، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - أدب الإملاء والاستملاء: للحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمَّد السمعاني، تحقيق أحمد محمَّد عبد الرحمن، ط. مطبعة المحمودية - جدة / السعودية. - الأدب: للحافظ أبي بكر عبد الله بن أبي شيبة، تحقيق محمَّد رضا القهوجي، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - الأدب المفرد: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق سمير الزهيري، ط. مكتبة المعارف - السعودية. - الأذكار: للإمام شرف الدين النووي، تحقيق سليم الهلالي، ط. مكتبة الغرباء - السعودية.

- الأربعون: للحافظ أبي العباس الحسن بن سفيان النسوي، تحقيق محمَّد بن ناصر العجمي، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - الأربعون: لأبي الحسن المؤيد الطوسي، تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإسلامية - بيروت. - الأربعون البلدانية: للحافظ أبي طاهر أحمد بن محمَّد السلفي الأصبهاني، تحقيق مسعد بن عبد الحميد السعدني، ط. أضواء السلف - السعودية. - الأربعون البلدانية: للحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر، تحقيق محمَّد مطيع الحافظ!! ط. دار الفكر - بيروت. - الأربعون الصغرى: للإمام البيهقي، تحقيق أبي إسحاق الحويني، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - الأربعون في دلائل التوحيد: لأبي إسماعيل الهروي، تحقيق علي بن ناصر الفقيهي. - الأربعون في شيوخ الصوفية: للحافظ أبي سعد أحمد بن محمَّد الماليني، تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - الأربعون في فضل الدعاء والداعين: لمحمد بن المفضل المقدسي، تحقيق بدر البدر، ط. دار ابن حزم - بيروت. - الأربعون من مسانيد المشايخ العشرين عن الأصحاب الأربعين: للإمام أبي سعد عبد الله بن أبي نصر القشيري، تحقيق بدر البدر، ط. مكتبة المعلا - الكويت. - الإرشاد في معرفة علماء الحديث: للحافظ أبي يعلى الخليل بن عبد الله القزويني، تحقيق محمَّد سعيد إدريس، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: للإمام محمَّد ناصر الدين الألباني، ط المكتب الإِسلامي - بيروت. - الأسامي والكنى: لأبي أحمد الحاكم الكبير محمَّد بن أحمد بن إسحاق، تحقيق يوسف الدخيل، ط. مكتبة الغرباء - السعودية. - أسباب نزول القرآن: لأبي الحسن علي الواحدي، ط. دار الفكر - بيروت. - الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النميري القرطبي -المطبوع بهامش الإصابة- ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت.

- أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين ابن الأثير، ط. دار الفكر - بيروت. - الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة: لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق عز الدين علي السيد، ط. مكتبة الحلبي - مصر. - الأسماء والصفات: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق عبد الله الحاشدي، ط. مكتبة السوادي - السعودية. - الإصابة في تمييز الصحابة: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. - إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار ابن كثير - بيروت. - الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد: تحقيق أبي العينين، ط. دار ابن حزم - بيروت. - الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ: للحافظ محمَّد بن عبد الرحمن السخاوي، تحقيق: فرانز روزنشال، ط. دار الكب العلمية - بيروت. - إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: للإمام الهمام ابن قيم الجوزية. - الاقتراح في بيان الاصطلاح وما أضيف إلى ذلك من الأحاديث المعدودة في الصحاح: للحافظ أبي الفتح محمَّد بن علي بن دقيق العيد، تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب: للحافظ ابن ماكولا، تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني، ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية. - الإلزامات والتتبع: للإمام الحافظ الدارقطني، تحقيق مقبل الوادعي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الأم: للإمام محمَّد بن إدريس الشافعي، ط. دار الفكر - بيروت. - أمالي إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي: تحقيق عبد الرحيم قشقري، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - الأمالي: للإمام الحسن بن محمَّد الخلال، تحقيق مجدي فتحي السيد - ط. دار الصحابة للتراث - مصر. - الأمالي: للحافظ عبد الملك بن محمَّد بن عبد الله بن بشران، ط. دار الوطن - السعودية.

- الأمالي: ليحيى بن الحسين الشجري، ط. دار عالم الكتب - بيروت. - الأمالي: للزجاجي، ط. دار الجيل - بيروت. - الأمالي للقاضي المحاملي -رواية ابن البيع-: تحقيق إبراهيم القيسي، ط. دار ابن القيم - السعودية. - الأمالي الحلبية: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق عواد خلف، ط. مؤسسة الريان - بيروت. - الأمالي المطلقة: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السماع: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق صلاح الدين مقبول، ط. الدار السلفية - الكويت. - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: للحافظ عبد الغني المقدسي، ط. دار العاصمة - السعودية. - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: للحافظ أحمد بن محمَّد الخلال، تحقيق مشهور حسن سلمان وهشام السقا - ط. دار عمار - عمان. - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: للحافظ أبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي الدنيا، تحقيق صلاح عايض الشلاحي - ط. مكتبة الغرباء - السعودية. - أنساب الأشراف: للإمام البلاذري، ط. دار المؤتمن - السعودية. - الأنساب: للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمَّد بن منصور السمعاني، تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني - بيروت. - الأوائل: للحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني، تحقيق محمَّد بن ناصر العجمي، ط. دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي - الكويت. - الأوائل: للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق محمَّد شكور إمرير، مؤسسة الرسالة - بيروت. - الأوائل: للعسكري. - الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف: لأبي بكر محمَّد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري - تحقيق صغير أحمد بن محمَّد ضيف، د. دار طيبة - السعودية. - الإيمان: لأبي بكر عبد الله بن محمَّد بن أبي شيبة، تحقيق الإِمام محمَّد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت.

- الإيمان: للحافظ محمَّد بن إسحاق بن منده، تحقيق علي بن ناصر الفقيهي، ط. المجلس العلمي بالجامعة الإِسلامية - السعودية. - البحر الزخار: للحافظ أبي بكر البزار، تحقيق محفوظ الرحمن زين الله، ط. دار العلوم والحكم - السعودية. - البداية والنهاية: للحافظ أبي الفداء ابن كثير الدمشقي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت، وط. دار السعادة - مصر. - البدر المنير، لابن الملقن، تحقيق حمدي السلفي. - بذل الماعون في فضل الطاعون: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق أحمد الكاتب - ط. دار العاصمة - السعودية. - البر والصلة: للإمام حسين المروزي، تحقيق د. محمَّد سعيد، دار الوطن - السعودية. - البعث: للحافظ أبي بكر بن أبي داود السجستاني، تحقيق أبي إسحاق الحويني - ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - البعث والنشور: للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق عامر أحمد، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت. - بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث: للحافظ الهيثمي، تحقيق حسين أحمد الباكري، نشر مركز خدمة السنة والسيرة النبوية - السعودية. - بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين: تأليف سليم بن عيد الهلالي، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام: للحافظ ابن القطان الفاسي، تحقيق حسين بن سعيد، ط. دار طيبة - السعودية. - البيتوتة: للحافظ محمَّد بن إسحاق السّراج، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، ط. دار الريان - القاهرة. - تاريخ الإِسلام ووفيات المشاهير والأعلام: للحافظ محمَّد بن أحمد الذّهبي، تحقيق عمر تدمري، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - تاريخ أسماء الثقات: للحافظ أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، تحقيق صبحي السّامرائي، ط. الدار السلفية - الكويت. - تاريخ بغداد: للحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت.

- تاريخ التراث العربي: لفؤاد سزكين، نشر جامعة الإِمام محمَّد بن سعود - السعودية. - تاريخ الثقات: للحافظ أحمد بن عبد الله العجلي، تحقيق عبد المعطي قلعجي!! ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - تاريخ جرجان: للحافظ حمزة بن يوسف السهمي، تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني، ط. مجلس دائرة المعارف. - تاريخ حلب: لابن العديم. - تاريخ دمشق: لابن عساكر - مخطوط الظاهرية، وط. لبنان. - التاريخ الصغير = والصحيح أن اسمه: التاريخ الأوسط: للإمام المحدث محمَّد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمَّد بن إبراهيم، ط. دار الصميعي - السعودية. - تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي: تحقيق أحمد محمَّد نور سيف، ط. دار المأمون - بيروت. - التاريخ الكبير: لمحمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني، ط. مجلس دائرة المعارف العثمانية. - تاريخ واسط: للحافظ أسلم بن سهل الرزاز الواسطي (المعروف بـ بحشل)، تحقيق كوركيس عواد، ط. عالم الكتب - بيروت. - تاريخ يحيى بن معين: -رواية عباس الدوري- تحقيق أحمد نور سيف، ط. مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى - السعودية. - تالي تلخيص المتشابه: لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، تحقيق مشهور حسن سلمان وأحمد الشقيرات، ط. دار الصميعي - السعودية. - تبصير المنتبه بتحرير المشتبه: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق علي محمَّد البجاوي ومحمد علي النجار، ط. المكتبة العلمية - بيروت. - التبيان في آداب حملة القرآن: للإمام النووي، تحقيق نبيل بن منصور، ط. دار الدعوة - الكويت. - تبيين العجب في فضائل رجب: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق صلاح الدين مقبول، ط. باكستان. - تجريد أسماء الصحابة: للحافظ الذهبي، ط. دار المعرفة - بيروت. - التحبير: للسمعاني، تحقيق منيرة ناجي، جامعة بغداد.

- تحفة الأحوذي: المباركفوري، ط. دار الفكر - بيروت. - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: للحافظ المزي، تحقيق عبد الصمد شرف الدين، ط. الدار القيمة بالهند. - تحفة المودود بأحكام المولود: للإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق سليم بن عيد الهلالي، ط. دار ابن عفان وابن القيم - السعودية. - تخريج أحاديث العادلين: للحافظ السخاوي، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار الوطن - السعودية. - تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف: للحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي، عناية: سلطان بن فهد الطبيشي، ط. دار ابن خزيمة - السعودية. - التدوين في أخبار قزوين: للحافظ عبد الكريم بن محمَّد الرافعي القزويني، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - تذكرة الحفاظ: للإمام الذهبي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - تذكرة الموضوعات: لمحمد بن طاهر الهندي الفتني، ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. - الترغيب في الدعاء: للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، ط. دار ابن حزم - بيروت. - الترغيب في فضائل الأعمال: للإمام أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، تحقيق صالح أحمد الوعيل، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - الترغيب والترهيب: للحافظ أبي القاسم إسماعيل بن محمَّد الأصبهاني، تحقيق أيمن صالح شعبان، ط. دار الحديث - مصر، وط. زغلول - بيروت. - الترغيب والترهيب: للإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري: ط. دار الحديث - مصر، ط. دار الكتب العلمية - بيروت، ط. دار ابن كثير - دمشق. - تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، ط. دار العاصمة - السعودية. - تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عاليًا: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، تحقيق عبد الله بن يوسف الجديع، ط. دار العاصمة - السعودية.

- تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة: للحافظ ابن حجر العسقلاني: تحقيق عبد الله هاشم يماني!! نشر مكتبة ابن تيمية. تحقيق أكرم الله إمداد الحق، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: للحافظ ابن حجر العسقلاني. - تعظيم قدر الصلاة: للإمام محمَّد بن نصر المروزي، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، ط. مكتبة الدار - السعودية. - تغليق التعليق على صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق سعيد عبد الرحمن القزقي، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - تفسير ابن أبي حاتم: تحقيق حكمت بشير ياسين، ط. مكتبة الدار السعودية، تحقيق أحمد الزهراني، ط. مكتبة الدار وطيبة وابن القيم - السعودية. - تفسير البغوي - المسمى: (معالم التنزيل): للإمام محي السُّنة الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق محمَّد عبد الله النمر وعثمان جمعة ضمرية وسليمان مسلم الحرش، ط. دار طيبة - السعودية، وط. دار المعرفة - بيروت. - تفسير عبد الرزاق الصنعاني: تحقيق مصطفى مسلم محمَّد!! ط. مكتبة الرشد - السعودية. - تفسير القرآن العظيم: للحافظ ابن كثير: تحقيق أبي إسحاق الحويني، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. وط. دار المعرفة - بيروت. - تفسير النسائي: للإمام الحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق صبري الشافعي وسيد الحليمي، ط. مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت. - تقريب التهذيب: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار الفكر - بيروت. - التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد: للحافظ محمَّد بن عبد الغني بن نقطة، ط. دار الحديث - بيروت. - تكملة الإكمال: للحافظ ابن نقطة، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإِسلامي - السعودية. - التكملة لوفيات النقلة: للحافظ المنذري، تحقيق بشار عواد، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - تلبيس إبليس: للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، ط. دار الفكر - الأردن.

- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق السيد عبد الله هاشم يماني، ط. دار المعرفة - بيروت. - تمام المنة في التعليق على فقه السنة: للإمام محمَّد ناصر الدين الألباني، ط. دار الراية - السعودية. - تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش: للإمام السيوطي، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار المنار - الأردن. - التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: للحافظ ابن عبد البر، ط. وزارة الأوقاف بالمغرب. - تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث: لعبد الرحمن بن علي بن عمر الشيباني، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - تنبيه الغافلين: للسمرقندي - ط. بيروت. - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: لأبي الحسن علي بن محمَّد بن عرّاف الكتاني، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - التنكيل: للإمام عبد الرحمن المعلمي اليماني، تحقيق محمَّد ناصر الدين الألباني، ط. دار المعارف - السعودية. - التهجد وقيام الليل: للإمام ابن أبي الدنيا، تحقيق مصبح الحارثي، ط. دار الرشد - السعودية. - تهذيب الآثار: للإمام محمَّد بن جرير الطبري، تحقيق محمود شاكر، ط. مكتبة المدني - مصر. - تهذيب التهذيب؛ للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار الفكر - بيروت. - تهذيب سنن أبي داود: لابن قيم الجوزية، ط. دار المعرفة - بيروت. - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: للحافظ أبي الحجاج يوسف المزي، تحقيق بشار عواد معروف، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - التواضع والخمول: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد، ط. مكتبة القرآن - مصر. - التوبة: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمَّد خير رمضان، ط. دار ابن حزم - بيروت. - التوبيخ والتنبيه: لأبي الشيخ، تحقيق مجدي السيد إبراهيم - ط. مكتبة القرآن - مصر.

- التوحيد وإثبات صفات الله عَزَّ وَجَلَّ: للإمام محمَّد بن إسحاق بن خزيمة، تحقيق عبد العزيز بن إبراهيم الشهوان، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - التوحيد ومعرفة أسماء الله عَزَّ وَجَلَّ وصفاته على الاتفاق والتفرد: للحافظ ابن منده، تحقيق علي بن ناصر الفقيهي، ط. الجامعة الإِسلامية - السعودية. - التوسل: محمَّد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم: للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق محمَّد نعيم العرقسوسي! ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - التوكل على الله: لابن أبي الدنيا، تحقيق جاسم الفهيد الدوسري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - التيسير: للمناوي، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - الثقات: للحافظ محمَّد بن حبان بن أبي حاتم البستي، ط. دار الفكر - بيروت عن طبعة دائرة المعارف العثمانية - الهند. - جامع بيان العلم وفضله: للحافظ ابن عبد البر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. جامع البيان عن تأويل آي القرآن: للحافظ محمَّد بن جرير الطبري، ط. دار المعرفة - بيروت. - جامع التحصيل في أحكام المراسيل: للحافظ صلاح الدين أبي سعيد بن خليل بن كيكلدي العلائي، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط. دار عالم الكتب - بيروت. - الجامع في الحديث: للإمام عبد الله بن وهب القرشي، تحقيق مصطفى حسن أبو الخير، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - الجرح والتعديل: للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، تحقيق المعلمي اليماني، ط. دائرة المعارف العثمانية - الهند. - جزء ابن عمشليق: تحقيق خالد بن محمَّد، ط. دار ابن حزم - بيروت. - جزء ابن الغطريف: للإمام أحمد بن محمَّد بن الغطريف الجرجاني، تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - جزء الألف دينار: للحافظ أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، تحقيق بدر البدر، ط. دار النفاس - الكويت.

- جزء أحاديث الشّعر: للحافظ عبد الغني المقدسي، ط. المكتبة الإِسلامية - عمان. - جزء بيبي بنت عبد الصمد الهروية الهرشمية: تحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، ط. دار الخلفاء للكتاب الإِسلامي - الكويت. - جزء حديث أهل حردان: للإمام الحافظ هبة الله أبي القاسم بن عساكر. - جزء الحسن بن عرفة العبدي: تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، ط. مكتبة الأقصى - الكويت. - الجزء الخامس من الأفراد: للحافظ ابن شاهين، تحقيق بدر البدر، ط. مكتبة ابن الأثير - الكويت. - جزء فيه ثلاثة وثلاثون حديثًا من حديث أبي القاسم البغوي: تخريج محمَّد العشاري، تحقيق محمَّد ياسين إدريس، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - جزء فيه حديث أبي عبد الله الفاكهي: تحقيق محمَّد بن عبد الله، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - جزء فيه حديث أبي الشيخ ابن حيان-: انتقاء ابن مردويه، تحقيق بدر البدر، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - جزء فيه حديث أبي الفضل الزهري: تحقيق د. حسن البلوط، أضواء السلف - السعودية. - جزء سعدان. - جزء فيه حديث أبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي البغدادي. - جزء فيه حديث لوين المصيصي: للحافظ محمَّد بن سليمان المصيصي، تحقيق مسعد السعدني، ط. أضواء السلف - السعودية. - جزء فيه سبعة مجالس من أمالي أبي طاهر المخلص: تحقيق د. غالب بن محمَّد، ط. دار الوطن - السعودية. - جزء فيه فوائد حديث أبي عمير: للحافظ ابن القاص. - جزء من الفوائد المنتقاة الحسان العوالي: للسمرقندي، تحقيق أبي إسحاق الحويني. - جزء فيه مجلسان من إملاء أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: تحقيق أبي إسحاق الحويني، ط. دار ابن الجوزي - السعودية.

- الجزء فيه أحاديث أبي الزبير عن غير جابر: لأبي الشيخ ابن حيان الأصبهاني، تحقيق بدر البدر، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - جزء محمد بن عاصم الثقفي: تحقيق مفيد خالد عيد، ط. دار العاصمة - السعودية. - جزء من حديث ابن ديزيل: تحقيق عبد الله بن محمد، ط. مكتبة الغرباء الأثرية - السعودية. - جزء من فوائد حديث أبي ذر الهروي: تحقيق سمير بن حسين، ط. دار الرشد - السعودية. - جلباب المرأة المسلمة: محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتبة الإِسلامية - عفان. - الجهاد: لابن أبي عاصم، تحقيق مساعد الراسد، ط. مكتبة العلوم والحكم - السعودية. - الجوهر النقي: لابن التركماني، مطبوع بهامش "السنن الكبرى" للبيهقي. - جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام: للإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - الحاوي: للإمام السيوطي، دار المعرفة - بيروت. - الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السُّنة؛ لقوّام السُّنّة الأصبهاني، تحقيق محمد بن ربيع بن هادي المدخلي، ط. دار الراية - السعودية. - الحدائق المعلقة: لابن الجوزي. - حسن الظن بالله تعالى: لابن أبي الدنيا، تحقيق مخلص محمد، ط. دار طيبة - السعودية. - الحطة في ذكر الصحاح السّتة: صدّيق حسن خان، تحقيق علي الحلبي، ط. دار عمار ودار الجيل. - الحلم: لابن أبي الدنيا: تحقيق مجدي السيد، ط. مكتبة القرآن - مصر. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - حياة الأنبياء: للإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي. - الخصائص العامة للإسلام: يوسف القرضاوي.

- خلق أفعال العباد: للحافظ محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق بدر البدر، ط. الدار السلفية - الكويت. - خلاصة تهذيب الكمال: للخزرجي، ط. مكتب المطبوعات الإِسلامية - بيروت. - الخلافيات: للإمام البيهقي، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار الصميعي - السعودية. - الدر المنثور في التفسير المأثور: للإمام السيوطي، ط. دار الفكر. - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. - الدعاء: للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، تحقيق محمد بن سعيد البخاري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - الدعاء: للمحاملي، ط. دار الغرب الإِسلامي. - الدعاء: لمحمد بن فضيل، تحقيق د. عبد العزيز بن سليمان، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - الدعوات الكبير: للإمام البيهقي، تحقيق بدر البدر، ط. مركز المخطوطات والتراث - الكويت. - دلائل النبوة: للإمام البيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - دلائل النبوة: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، ط. الهندية. - دلائل النبوة؛ للحافظ قوّام السنة الأصبهاني، تحقيق مساعد الراشد، ط. دار العاصمة - السعودية. - الدينار من حديث المشايخ الكبار: للحافظ الذهبي، تحقيق مجدي فتحي السيد، ط. مكتبة القرآن - مصر. - ذخيرة الحفاظ: للإمام ابن طاهر المقدسي، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، ط. دار السلف - السعودية. - الذرية الطاهرة: للدولابي، تحقيق سعد المبارك، ط. الدار السلفية - الكويت. - ذكر أخبار أصبهان: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، ط. ليدن - ألمانيا. - ذكر رواية الأقران: للحافظ أبي الشيخ، تحقيق مسعد السعدني، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - ذكر الإسلام: للحافظ عبد الغني المقدسي.

- ذم الهوى: للحافظ ابن الجوزي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - ذيل طبقات الحنابلة: للحافظ ابن رجب الحنبلي، ط. دار المعرفة - بيروت. - ذيل ميزان الاعتدال: للحافظ العراقي، تحقيق عبد الكريم الغرباوي، ط. مركز البحث العلمي في جامعة أم القرى - السعودية. - رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الرد على الجهمية: للإمام عثمان بن سعيد الدارمي، تحقيق بدر البدر، ط. الدار السلفية - الكويت. - الرضا: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد، ط. مكتبة القرآن - مصر. - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام: تأليف جاسم الدوسري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - زاد المعاد في هدي خير العباد: للإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - الزهد: للإمام أحمد بن حنبل، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الزهد: لابن أبي عاصم، تحقيق عبد العلي عبد الحميد، ط. الدار السلفية - الهند. - زهد عبد الله بن المبارك: تحقيق أحمد فريد، ط. دار المعراج - السعودية، وتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الزهد: لهناد بن السري، تحقيق عبد الرحمن الفريوائي، ط. مكتبة الدار - السعودية. - الزهد الكبير: للإمام البيهقي، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت. - سؤالات أبي بكر البرقاني في الجرح والتعديل: تحقيق مجدي السيد، ط. مكتبة القرآن - مصر. - سؤالات الحاكم للدارقطني في الجرح والتعديل: تحقيق موفق عبد القادر، ط. مكتبة المعارف - السعودية. - سؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود السجستاني: تحقيق عبد العليم البستوي، ط. دار الريان - بيروت. - سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها: محمد ناصر الدين الألباني، ط. دار المعارف - السعودية.

- سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السّيىء في الأمة: محمد ناصر الدين الألباني، ط. دار المعارف - السعودية. - سنن ابن ماجه: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط. المكتبة العلمية - بيروت. - سنن أبي داود السجستاني: ط. دار الفكر - بيروت. - سنن الترمذي: تحقيق أحمد شاكر، ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. - سنن الدارقطني: تحقيق عبد الله هاشم يماني، ط. دار المعرفة - بيروت. - سنن الدارمي: ط. دار الفكر - بيروت. - سنن سعيد بن منصور: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - سنن سعيد بن منصور - تكملة -: تحقيق سعد آل حميد، ط. دار الصميعي - السعودية. - السنن الكبرى: للإمام البيهقي، ط. دار المعرفة - بيروت. - السنن الكبرى: للإمام النسائي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - سنن النسائي الصغرى (المجتبى): ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - السنن الصغير: للبيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، ط. باكستان. - السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها: للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، تحقيق رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوي، ط. دار العاصمة - السعودية. - السنة: لابن أبي عاصم، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي - بيروت. - السُّنة: للإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل، تحقيق محمد سعيد القحطاني، ط. دار ابن القيم - السعودية. - سير أعلام النبلاء: للإمام الذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن حماد الحنبلي، ط. دار المسيرة - بيروت. - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: للحافظ أبي القاسم هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، تحقيق أحمد سعد حمدان، ط. دار طيبة - السعودية.

- شرح السّنة: للإمام البغوي، تحقيق زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - شرح مشكل الآثار: للإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - شرح معاني الآثار: للإمام الطحاوي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الشريعة: للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري، تحقيق عبد الله الدميجي، ط. دار الوطن - السعودية. - شعار أصحاب الحديث: للإمام أبي أحمد الحاكم، تحقيق صبحي السامرائي، ط. دار الخلفاء- الكويت. - شعب الإيمان: للإمام البيهقي: تحقيق محمد سعيد بسيوني زغلول، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. وتحقيق مختار أحمد الندوي، ط. دار السلفية - الهند. - الشفا بمعرفة أحوال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: للقاضي عياض، ط. دار الفيحاء. - الشكر: لابن أبي الدنيا، تحقيق بدر البدر، الكويت. - الشمائل المحمدية: للإمام الترمذي، تحقيق سيد عمران، ط. دار الحديث - مصر. - الشمائل المحمدية: للإمام البغوي. - الصارم المنكي في الرد على السبكي: للإمام ابن عبد الهادي الحنبلي، ط. دار الكتب العلمية. - صحيح الأدب المفرد: محمد ناصر الدين الألباني - ط. دار الصديق - السعودية. - صحيح ابن حبان = الإحسان. - صحيح ابن خزيمة: تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي - بيروت. - صحيح البخاري = فتح الباري. - صحيح الترغيب والترهيب: محمد ناصر الدين الألباني، ط. دار المعارف - السعودية. - صحيح مسلم بن الحجاج: تحقيق وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، ط. دار إحياء الكتب العربية.

- صحيفة همام بن منبه: للحافظ السلمي، تحقيق علي حسن الحلبي. - الصمت وآداب اللسان: لابن أبي الدنيا، تحقيق أبي إسحاق الحويني، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - الصلاة: لأبي نعيم الفضل بن دكين، تحقيق عايض الشلاحي، ط. مكتبة الغرباء - السعودية. - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لابن أبي عاصم، تحقيق حمدي السلفي. - الضعفاء الصغير: للإمام البخاري، تحقيق محمود إبراهيم زايد، ط. دار المعرفة - بيروت. - الضعفاء الكبير: للحافظ محمد بن عمرو العقيلي: تحقيق عبد المعطي قلعجي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت، وتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط. دار الصميعي - السعودية. - الضعفاء والمتروكون: للإمام أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق محمود زايد، ط. دار المعرفة - بيروت. - الضعفاء والمتروكون: للإمام الدارقطني، تحقيق موفق عبد القادر، ط. مكتبة المعارف - السعودية. - الضعفاء: لأبي نعيم الأصبهاني. - ضعيف الأدب المفرد: محمد ناصر الدين الألباني - ط. دار الصديق - السعودية. - ضعيف الجامع الصغير وزيادته: محمد ناصر الدين الألباني - ط. المكتب الإسلامي - بيروت. - ضعيف سنن ابن ماجه: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة التربية - السعودية. - ضعيف سنن أبي داود: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة التربية - السعودية. - ضعيف سنن الترمذي: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة التربية - السعودية. - طبقات الحنابلة: للإمام القاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى، ط. دار المعرفة - بيروت. - طبقات الشافعية الكبرى: للسبكي، ط. دار إحياء الكتب العربية. - الطبقات الكبرى: لابن سعد، ط. دار صادر. - طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها: لأبي الشيخ ابن حيان، تحقيق عبد الغفور البلوشي - ط. مؤسسة الرسالة - بيروت.

- الطهور: لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار الصحابة - جدة. - عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي: لابن العربي المالكي، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - العبر في خبر من غبر: للحافظ الذهبي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين: للإمام ابن قيم الجوزية - تحقيق سليم الهلالي، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - العدة للكرب والشدة. - العرش: لمحمد بن عثمان بن أبي شيبة، تحقيق حمد الحمود، ط. مكتبة المعلا - الكويت. - العزلة: للإمام أبي سليمان محمد الخطابي، ط. دار ابن كثير - بيروت. - عِشرة النساء: للإمام النسائي، تحقيق عمرو علي، ط. مكتبة السنة - مصر. - العظمة: لأبي الشيخ، تحقيق رضاء الله المباركفوري، ط. دار العاصمة - السعودية. - علل الترمذي الكبير: تحقيق حمزة ديب مصطفى، ط. مكتبة الأقصى - الأردن. - علل الحديث: لابن أبي حاتم، ط. دار المعرفة - بيروت. - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية: لابن الجوزي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - العلل الواردة في الأحاديث النبوية: للإمام الدارقطني، تحقيق محفوظ الرحمن السلفي، ط. دار طيبة - السعودية. - العلل ومعرفة الرجال: للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق وصي الله عباس، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - عمدة القاري شرح صحيح البخاري: للحافظ بدر الدين العيني، ط. دار الفكر - بيروت. - العمر والشيب: لابن أبي الدنيا، تحقيق نجم خلف، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - عمل اليوم واليلة: للنسائي، تحقيق فاروق حمادة، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت.

- عوالي الليث بن سعد: للحافظ ابن قطلوبغا، تحقيق عبد الكريم النعيمي، ط. مكتبة الوفاء - السعودية. - عون المعبود شرح سنن أبي داود: لأبي الطيب شمس الحق العظيم آبادي، ط. دار الفكر - بيروت. - عيون الأخبار: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، تحقيق محمد الإسكندراني، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - غريب الحديث: للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، تحقيق سليمان إبراهيم العابد، ط. مركز البحث العلمي في جامعة أم القرى - السعودية. - غريب الحديث: للإمام الخطابي، تحقيق عبد الكريم الغرباوي، ط. مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى - السعودية. - غوامض الأسماء المبهمة: للحافظ ابن بشكوال، ط. دار عالم الكتب - بيروت. - غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود: لأبي إسحاق الحويني، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - الغيلانيات: للحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله البزاز الشافعي، تحقيق فاروق عبد العليم مرسي!! ط. أضواء السلف - السعودية. - فتح الباري بشرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار الفكر - بيروت. - فتح المغيث بشرح ألفية الحديث: للحافظ السخاوي، ط. دار الكتب العلمية. - الفتن: لنعيم بن حماد المروزي، تحقيق سمير الزهيري، ط. مكتبة التوحيد - مصر. - فتوح مصر وأخبارها: لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، تحقيق محمد صبيح!! ط. مكتبة ابن تيمية - مصر. - الفرج بعد الشدّة: لابن أبي الدنيا. - الفرج بعد الشدّة: للتنوخي. - الفصل للوصل المدرج للنقل: للخطيب البغدادي، تحقيق عبد السميع الأنيس، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - فضائل الأوقات: للإمام البيهقي، تحقيق عدنان القيسي، ط. مكتبة المنارة - السعودية. - فضائل رجب: للإمام الخلال، تحقيق صلاح الدين مقبول، ط. باكستان.

- فضائل الصحابة: للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق وصي الله بن عباس، ط. مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى - السعودية. - فضائل القرآن العظيم: للحافظ الضياء المقدسي، تحقيق مشعل المطيري - ط. دار ابن حزم - بيروت. - فضائل القرآن: لابن الضريس، ط. دار الرشد - السعودية. - فضائل القرآن: لأبي عبيد، ط. دار ابن كثير - بيروت. - فضائل القرآن: لجعفر بن محمد الفريابي، تحقيق يوسف عثمان - فضل الله جبريل، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - فضائل القرآن وتلاوته: للحافظ أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإسلامية - بيروت. - فضل سورة الإخلاص: للحسن بن علي الخلال، ط. دار البشائر الإسلامية - بيروت. - فضل الصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: للحافظ إسماعيل القاضي، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - فضل قيام الليل والتهجد: للإمام الآجري، ط. السعودية. - فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد: لفضل الله الجيلاني، تخريج محب الدين الخطيب. - فضيلة الشكر: للخرائطي، ط. دار الفكر - بيروت. - فضيلة العادلين من الولاة: لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار الوطن - السعودية. - الفقيه والمتفقه: للخطيب البغدادي، تحقيق عادل العزازي، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - فوائد العراقيين: للحافظ أبي سعيد النقاش، تحقيق مجدي السيد، ط. مكتبة القرآن - مصر. - الفوائد: لابن شاهين، تحقيق بدر البدر، ط. دار ابن الأثير - الكويت. - الفوائد: لابن منده، ط. مصر. - الفوائد: لتمام الرازي، تحقيق حمدي السلفي، ط. مكتة الرشد - السعودية. - الفوائد الحسان: لابن النقور، تحقيق مسعد السعدني، ط. أضواء السلف - السعودية.

- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: لمحمد بن علي الشوكاني، تحقيق المعلمي اليماني، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - الفوائد المنتقاة: لأبي الحسن الحربي، تحقيق تيسير أبو حميد، ط. دار الوطن - السعودية. - فيض القدير شرح الجامع الصغير: للمناوي، ط. دار المعرفة - بيروت. - القدر: لأبي بكر جعفر بن. محمد الفريابي، تحقيق عبد الله بن حمد المنصور، ط. أضواء السلف - السعودية. - القدر: للإمام البيهقي، رسالة دكتوراه قدمت في جامعة عين شمس. - القدر: لعبد الله بن وهب. - القراءة خلف الإمام: للإمام البخاري، ط. الهندية. - القطع والائتناف: لأبي جعفر النحاس، ط. وزارة الأوقات العراقية. - القناعة: لابن السني، تحقيق عبد الله الجديع، ط. دار العاصمة - السعودية. - القند في ذكر علماء سمرقند: للنسفي، ط. مكتبة الكوثر- السعودية. - القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع: للإمام السخاوي، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - القول الموثوق في تصحيح حديث السوق رواية ودراية: سليم الهلالي، ط. أضواء السلف - السعودية. - قيام الليل: لمحمد بن نصر المروزي - مع مختصره - ط. دار المنار - الزرقاء. - الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة: للإمام الذهبي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الكامل في الضعفاء: لأبي أحمد بن عدي، ط. دار الفكر - بيروت. - كتاب فيه معرفة أسامي أرداف النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: للحافظ أبو زكريا يحيى بن منده، ط. مؤسسة الريان - بيروت. - الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة: لابن شاهين، تحقيق عادل بن محمد، ط. دار الخراز - السعودية. - الكرم والجود وسخاء النفوس: للبرجلاني، تحقيق عامر صبري، ط. دار ابن حزم - بيروت. - كشف الأستار عن زوائد البزار: للحافظ الهيثمي، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت.

- كشف الخفاء ومزيل الإلباس: للشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - كفاية الحفظة شرح المقدمة الموقظة: لسليم بن عبد الهلالي، مكتبة الفرقان - عجمان. - الكفاية في علم الرواية: للخطيب البغدادي، ط. مكتبة ابن تيمية - مصر. - الكلم الطيب: لشيخ الإسلام ابن تيمية - تحقيق محمد ناصر الدين الألباني - ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - الكنى والأسماء: للإمام أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال؛ للمتقي انهندي، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات: لابن الكيال، تحقيق عبد القيوم عبد رب النبي، ط. دار المأمون - بيروت. - اللباب في تهذيب الإنساب: لابن الأثير، ط. دار صادر - بيروت. - لسان الميزان: للحافظ ابن حجر العسقلاني، ط. دار الفكر - بيروت. - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: للإمام السيوطي، ط. دار المعرفة - بيروت. - المؤتلف والمختلف: للإمام الدارقطني، تحقيق موفق عبد القادر، ط. دار الغرب الإسلامي. - المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح: للحافظ الدمياطي. - المجالسة وجواهر العلم: للدينوري، تحقيق مشهور حسن سلمان، ط. دار ابن حزم - بيروت. - المجروحون من المحدثين والضعفاء والمتروكين: للإمام ابن حبان، تحقيق محمود إبراهيم زياد، ط. دار الوعي - حلب. - مجمع البحرين في زوائد المعجمين: للحافظ الهيثمي، تحقيق عبد القدوس بن محمد نذير، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للحافظ الهيثمي، ط. دار الفكر - بيروت.

- المجموع شرح المهذب: للإمام النووي - ط. دار الفكر - بيروت. - محجة القرب إلى محبة العرب: للحافظ العراقي، ط. دار الوطن - السعودية. - المحتضرين: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير يوسف رمضان، ط. دار ابن حزم - بيروت. - مختصر إتحاف الخيرة المهرة: للحافظ البوصيري، ط. دار الكتب العلمية. - مختصر الأحكام: للطوسي تحقيق أنيس الأندونيسي، ط. مكتبة الغرباء - السعودية. - مختصر استدراكات الحافظ الذهبي على أبي عبد الله الحاكم: للإمام ابن الملقن، ط. دار العاصمة - السعودية. - مداراة الناس: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان يوسف، ط. دار ابن حزم - بيروت. - المدخل إلى السنن الكبرى: للإمام البيهقي، تحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي، ط. أضواء السلف - السعودية. - المدخل إلى الصحيح: لأبي عبد الله الحاكم، تحقيق د. ربيع بن هادي المدخلي، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - المراسيل: لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - المراسيل: لابن أبي حاتم، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - المرض والكفارات: لابن أبي الدنيا، تحقيق عبد الوكيل الندوي، ط. الدار السلفية - الهند. - مسألة في التوحيد وفضل لا إله إلا الله: لابن عبد الهادي، تحقيق عبد الهادي بن منصور، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - مسائل الإمام أحمد بن حنبل: لابن هانئ، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - مسائل الإمام أحمد بن حنبل: لأبي داود، ط. مكتبة المنار - مصر. - مسائل الإمام أحمد، لعبد الله بن أحمد. - مسائل الإمام أحمد: لصالح بن أحمد، تحقيق فضل الرحمن بن محمد، ط. الدار العلمية - الهند. - مسائل أحمد وإسحاق.

- مساوىء الأخلاق ومذمومها: للخرائطي، تحقيق مصطفى الشلبي، ط. مكتبة السوادي - السعودية. - المستخرج على صحيح مسلم: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - المستدرك على الصحيحين: لأبي عبد الله الحاكم، ط. دائرة المعارف العثمانية. - مسند أبي بكر بن أبي شيبة: ط. دار الوطن - السعودية. - مسند أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -: للمروزي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط. المكتب الإِسلامي - بيروت. - مسند أبي عوانة: ط. الهندية القديمة، وط. دار المعرفة، تحقيق: أيمن بن عارف الدمشقي. - مسند أبي يعلى الموصلي: تحقيق حسين سليم أسد!! ط. دار المأمون - دمشق. - مسند أحمد بن حنبل: ط. دار الفكر - بيروت. - مسند الإمام أحمد بن حنبل: تحقيق أحمد شاكر، ط. دار المعارف - مصر. - مسند إسحاق بن راهويه: تحقيق عبد الغفور البلوشي، ط. مكتبة الإيمان - السعودية. - مسند خليفة بن خياط. - مسند الروياني: تحقيق أيمن علي أبو يماني، ط. مؤسسة قرطبة. - مسند سعد بن أبي وقاص: للدورقي، تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإسلامية - بيروت. - مسند الشاشي: الهيثم بن كليب، تحقيق محفوظ الرحمن السلفي، ط. مكتبة العلوم والحكم - السعودية. - مسند الشاميين: للحافظ الطبراني، تحقيق حمدي السلفي، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - مسند الشهاب: للقضاعي، تحقيق حمدي السلفي، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - مسند الطيالسي: ط. دائرة المعارف العثمانية. - مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -: ط. السعودية.

- مسند عبد الله بن الزبير الحميدي: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط. عالم الكتب - بيروت. - مسند عبد الله بن المبارك: تحقيق صبحي السامرائي، ط. مكتبة المعارف - السعودية. - مسند علي بن الجعد: لأبي القاسم البغوي، تحقيق عبد الهادي المهدي، ط. مكتبة الفلاح - الكويت. - مسند الفاروق عمر بن الخطاب: للحافظ ابن كثير، تحقيق عبد المعطي قلعجي، ط. دار الوفاء - مصر. - المشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم: للحافظ الذهبي، تحقيق علي محمد بجاوي، ط. الدار العلمية - الهند. - مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، ط. المكتب الإسلامي - بيروت. - مشيخة ابن البخاري: تحقيق عوض حازمي، ط. دار عالم الفوائد - السعودية. - مشيخة ابن جماعة: تخريج البزالي، تحقيق موفق عبد القادر، ط. دار الغرب الإسلامي. - مشيخة ابن الجوزي: تحقيق محمد محفوظ، ط. دار الغرب الإسلامي. - مشيخة ابن الحطّاب الرازي: ط. دار الهجرة - السعودية. - مشيخة أبي طاهر بن أبي الصقر: تحقيق الشريف حاتم بن عارف، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: تحقيق كمال الحوت، ط. مؤسسة الكتب الثقافية. - مصنف ابن أبي شيبة: ط. الدار السلفية - الهند. - مصنف عبد الرزاق الصنعاني: تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط. المكتب الإسلامي - بيروت. - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، ط. دار المعرفة - بيروت (المجردة). - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ ابن حجر، ط. مؤسسة قرطبة (المسندة).

- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق غنيم عباس وياسر إبراهيم، ط. دار الوطن- السعودية (المسندة). - المطر والرعد والبرق والريح: لابن أبي الدنيا، تحقيق طارق العمودي، ط. دار ابن الجوزي - السعودية. - معالم التنزيل: للإمام البغوي، ط. دار طيبة - السعودية، وط. دار المعرفة - بيروت. - معجم المؤلفين: لعمر رضا كحالة، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - المعجم الأوسط: للحافظ الطبراني، تحقيق طارق بن عوض الله وعبد المحسن الحسيني، ط. دار الحرمين - مصر. - معجم البلدان: لياقوت الحموي، ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. - المعجم: لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي: ط. مكتبة الكوثر - السعودية: تحقيق أحمد البلوشي. ط. مكتبة ابن الجوزي - السعودية: تحقيق عبد المحسن الحسني. - معجم السفر: للحافظ أبي طاهر السلفي، تحقيق عبد الله البارودي، ط. دار الفكر - بيروت. - معجم الشيوخ: لأبي الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - معجم شيوخ أبي يعلى: تحقيق حسين سليم أسد وعبده كوكش، ط. دار المأمون - دمشق. - معجم الشيوخ: للحافظ الذهبي، ط. مكتبة الصديق - السعودية. - معجم الصحابة: لأبي القاسم البغوي، تحقيق محمد الأمين الجكني - ط - السعودية. - معجم الصحابة: لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع، تحقيق صلاح المصراتي، ط. مكتبة الغرباء - السعودية. - المعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي: تحقيق زياد محمد منصور، ط. مكتبة العلوم والحكم - السعودية. - معجم ابن المقرئ: تحقيق عادل سعد!! ط. مكتبة الرشد - السعودية. - المعجم الكبير: للحافظ الطبراني، تحقيق حمدي السلفي، نشر وزارة الأوقاف العراقية.

- المعجم الكبير: للطبراني، قطعة من الجزء (13)، تحقيق حمدي السلفي، ط. دار الصميعي - السعودية. - معجم مشايخ الدقاق: - ضمن مجموع فيه مشيخة ابن أبي الصقر - تعليق الشريف حاتم بن عارف، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - المعجم المختص بالمحدثين: للحافظ الذهبي، تحقيق محمد الهيلة، ط. مكتبة الصديق- السعودية. - معرفة الخصال المكفرة: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق جاسم الدوسري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - معرفة السنن والآثار: للإمام البيهقي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - معرفة الصحابة: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني، تحقيق عادل العزازي، ط. دار الوطن - السعودية. - معرفة علوم الحديث: لأبي عبد الله الحاكم، ط. دار الكتب العلمية. - المعرفة والتاريخ: للحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي، تحقيق أكرم ضياء العمري، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - المغني في الضعفاء: للحافظ الذهبي، تحقيق نور الدين العتر!!. - المغني عن حمل الأسفار -المطبوع بحاشية إحياء علوم الدين-: للحافظ العراقي، ط. دار الفكر - بيروت. - المفاريد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: للحافظ أبي يعلى الموصلي، تحقيق عبد الله الجديع، ط. مكتبة الأقصى - الكويت. - مفاتيح معاني الأخبار: للكلاباذي. - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة: للحافظ السخاوي، تحقيق محمد عثمان الخشت، ط. دار الكتاب العربي - بيروت. - المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي: للحافظ الهيثمي، تحقق سيد كسروي حسن، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - مكارم الأخلاق: للحافظ الطبراني، تحقيق فاروق حمادة، ط. المكتب التعليمي. - مكارم الأخلاق ومعانيها: للخرائطي، تحقيق الدكتورة سعاد الخندقاوي، ط. المدني - مصر.

- مكائد الشيطان: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد إبراهيم، ط. مكتبة القرآن - مصر. - المنتخب من مسند عبد بن حميد: تحقيق مصطفى بن العدوي شلباية، مجلد (1)، ط. دار الأرقم - الكويت، والمجلد (2 و 3) ط. مكتبة ابن حجر - السعودية. - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: للإمام ابن الجوزي. - المنتقى من مسند المقلين: للحافظ دعلج، تحقيق عبد الله الجديع، ط. مكتبة الأقصى. - المنتقى من مكارم الأخلاق: للحافظ السلفي، ط. دار الفكر - بيروت. - من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ مما وافق - رواية الإمام أحمد بن حنبل في المسند: للحافظ الضياء المقدسي - تحقيق عامر صبري، ط. دار البشائر الإِسلامية - بيروت. - المهروانيات - تخريج الخطيب: تحقيق خليل بن محمد العربي، ط. دار الراية - السعودية. - الموضوعات: للحافظ ابن الجوزي، ط. دار الفكر - بيروت. - الموطأ: للإمام مالك بن أنس: - رواية أبي مصعب الزهري -: تحقيق بشار عواد، ط. مؤسسة الرسالة - بيروت. - رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي: تحقيق عبد الحفيظ منصور - ط. دار الشروق - الكويت. - رواية محمد بن الحسن الشيباني: ط. دار القلم - بيروت. - رواية يحيى بن يحيى الليثي: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، ط. عيسى البابي الحلبي - مصر. - موارد الظمآن إلى زوائد صحيح ابن حبان: للحافظ الهيثمي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - موافقة الخبر الخبر ني تخريج أحاديث المختصر: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، وصبحي السامرائي، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - موضح أوهام الجمع والتفريق: تحقيق المعلمي اليماني - ط. دار الفكر - بيروت.

- ميزان الاعتدال في نقد الرجال: للحافظ الذهبي، ط. دار المعرفة - بيروت. - نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار: للحافظ ابن حجر، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي (ج 1)، وزارة الأوقاف العراقية، (ج 2) ط. مكتبة ابن تيمية - مصر. - نحو وحدة فكرية للعاملين للإسلام: يوسف القرضاوي. - نزهة الألبات في الألقاب: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق عبد العزيز بن محمد السديدي، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - نصب الراية لأحاديث الهداية: للحافظ جمال الدين الزيلعي، ط. دار الحديث - مصر. - النقد الصحيح: للحافظ العلائي. - نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي العنيد فيما افترى على الله من التوحيد: تحقيق رشيد بن حسن الألمعي، ط. مكتبة الرشد - السعودية. - النكت الظراف على الأطراف: للحافظ ابن حجر - مطبوع مع تحفة الأشراف. - النكت على كتاب ابن الصلاح: للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق د. ربيع بن هادي المدخلي، ط. دار الراية - السعودية. - النصيحة: محمد ناصر الدين الألباني، ط. دار ابن عفان - مصر. - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين من كشف الظنون: لإسماعيل باشا البغدادي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الهم والحزن: لابن أبي الدنيا، تحقيق مجدي السيد، ط. دار السلام - مصر. - الوتر: لمحمد بن نصر المروزي، مع مختصره للمقريزي - ط. دار المنار - الزرقاء. - الورع: لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد الحمود، ط. الدار السلفية - الكويت. - الوسيط: للإمام الواحدي، ط. دار الكتب العلمية - بيروت. - الوصية الصغرى: لشيخ الإسلام ابن تيمية - تحقيق سليم الهلالي. - اليقين: لابن أبي الدنيا، دار الكتب العلمية.

§1/1