صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان

ناصر الدين الألباني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية مَحْفُوظَة للناشر، فَلَا يسمح مُطلقًا بطبع أَو نشر أَو تَصْوِير أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ. ويحظر تخزينه أَو برمجته أَو نسخه أَو تسجيله فِي نطاق استعادة المعلومات فِي أَي نظام كَانَ ميكانيكي أَو إلكتروني أَو غَيره يمكِّن من استرجاع الْكتاب أَو جُزْء مِنْهُ. وَلَا يسمح بترجمة الْكتاب أَو جُزْء مِنْهُ إِلَى أَي لُغَة أُخْرَى دون الْحُصُول على إِذن خطي مسبق من الناشر. جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطَّبعة الأولى 1422 هـ - 2002 م دَار الصميعي للنشر والتوزيع هَاتِف: 4262945 - 4251459 - فاكس: 4245341 الرياض - السويدي - شَارِع السويدي الْعَام ص. ب: 4967 - الرَّمْز البريدي: 11412 المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

كلمة الناشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَلِمَةُ النَّاشِر الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى أَفْضَلِ المُرْسَلِين؛ نَبِيَّنا مُحَمَّدٍ؛ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين. أَمَّا بَعْدُ: فَتَتَشَرَّفُ (دارُ الصُّمَيْعِيَّ للنَشْرِ وَالتَوْزِيع) بإخْراجِ هَذا الكِتَابِ القَيِّمِ "صَحِيحِ" وَ"ضَعِيفِ مَوَارِدِ الظَّمْآن" - للشَّيْخِ العَلاَّمَةِ، المُحَدِّثِ الكَبِيرِ: مُحَمَّدٍ ناصِرِ الدِّينِ الألبانِيَّ - رَحِمَهُ اللهُ، وَأَدْخَلَهُ فَسِيحَ جِنانِهِ -. وَهَذا الكِتَابُ القَيَّمُ؛ كَانَ مِنْ أَهْمَّ أَسْبابِ عَلاَقَتِي الطَّيَّبَةِ بِشَيْخِنا العَلَّامَةِ الألبانِيَّ - رَحِمَهُ اللهُ -؛ وَذَلِكَ بِصُحْبَةِ الشَّيْخِ الفاضِلِ: عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الحَمِيدِ الحَلَبِيِّ - نَفَعَ اللهُ بِهِ -، حَيْثُ تَكَلَّلَتِ الزِّيارَةُ - بِحَمْدِ اللهِ وَمِنَّتِهِ - بالتَّوْفِيقِ وَالنَّجاح. وَلَقَدْ مَكَثْتُ عِنْدَ الشَّيْخِ - رَحِمَهُ اللهُ - قُرابَةَ ساعَتَينِ، كَأَنَّها - لِطِيبِ المُقام؛ عِنْدَ الإمام - دَقائِقُ مَعْدُودة، وَثَوان مَحْدُودَة. فَمَا أرْوَعَ اسْتِقْبَالَه! وَمَا أحْسَنَ خُلُقَه! - رَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً واسِعَةً -. وَلَقَدْ كانَتْ آخِرَ مُكالَمَةٍ لَنَا مَعَ الشَّيْخِ - رَحِمَهُ اللهُ - عَقِبَ حُصُولِهِ عَلَى جائِزَةِ المَلِكِ فَيْصَلٍ لِخِدْمَةِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ؛ لِتَهْنِئَتِهِ وَالمُبارَكَةِ لَهُ - فِيها -. وَمِنَ المَعْلُومِ أَنَّ الشَّيْخَ لا يُجِيبُ (كُلَّ) مُتَّصِلٍ بِهِ؛ لِكَثْرَةِ المُتَّصِلِينَ عَلَيْهِ مِنْ أَنْحاءِ العالَمِ؛ وَلوَفْرَةِ انْشِغالِهِ وَأَشْغالِهِ، وَمَعَ هذا كُلَّهِ؛ فَقَدْ أَجابَ عَلَى مُكالَمَتِي، وَبَعْدَ السَّلامِ وَالدُّعاءِ - كَعَادَتِنا - اعْتَذَرَ شَيْخُنا - رَحِمَهُ اللهُ - مِنَّي عَنْ تأَخُّرِ انْتِهاءِ العَمَلِ في هذا الكِتَابِ - وَهَذا مِنْ أَخْلاقِهِ العالِيَةِ -؛ فَقُلْتُ لَهُ: إنَّ اتِّصالِيَ - يا شَيْخَنا - هُوَ مِنْ أَجْلِ أَن أُهَنَّئَكُمْ عَلَى حُصُولِكُمْ عَلَى جائِزَةِ المَلِكِ فَيْصَلٍ - رَحِمَهُ اللهُ - في الحَدِيثِ النَّبَوِيِّ؛ فَقالَ لِي - بِكُل خُشُوع وَتَواضُعٍ -: "بَشَّرَكَ اللهُ بالخَيْرِ، وَادْعُ اللهَ أَنْ يُبَشَّرَنا بِدُخُولِ الجَنَّةِ".

رَحِمَ اللهُ شَيْخَنَا رَحْمَةً وَاسِعَةً، وَضَاعَفَ لَهُ في حَسَنَاتِهِ، وَأَدْخَلَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ، وَجَمَعَنا اللهُ وَإيَّاهُ في جَنَّاتٍ وَنَهَر؛ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر. وَلا أَنْسَى في نِهَايَةِ هَذِهِ المُقَدِّمَةِ؛ أَنْ أَتَقَدمَ بالشُّكْرِ الجَزِيلِ لِكُل مَنْ كانَ لَهُ يَدٌ - مِنْ إخْوانِنا طَلَبَةِ العِلْمِ - لِمَا كانَ لَهُمْ مِنْ جُهُودٍ مُمَيَّزَةٍ في إخْراجِ هَذا السَّفْرِ العَظِيمِ المُبارَكِ. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَنْفَعَ بهذا الكِتَابِ إخْوانَنا المُسْلِمِين، في مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَأَنْ يَرْحَمَ شَيْخَنا الألبانِيَّ رَحْمَةً واسِعَةً. كَتَبَهُ عَبدُ اللهِ بنُ حَسَنٍ الصُّمَيعِيُّ (دار الصُّمَيعيِّ للنَّشْر وَالتّوْزِيعِ) الرَّياض 1/ 9/ 1421 هـ ـ

مقدمة

مقدمة إِن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإني - انطلاقًا من مشروعي الكبير "تقريب السنَّة بين يدي الأمة"، واستمرارًا في العمل فيه، وإخراج ما يمكن إخراجه منه إلى إخواني المؤمنين حتى آخرَ رمق من حياتي -؛ فإني أقدِّم اليوم: "صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" وليس يخفى على أهل العلم أهميةُ كتاب "الموارد"؛ وذلك لأن مؤلِّفه الحافظ الهيثمي - رحمه الله تعالى - قد استصفى فيه الأحاديث الزائدة على أحاديث "الصحيحين" من كتاب "صحيح ابن حبان" - رحمه الله -، الذي كان قد تفنَّن في ترتيبه ترتيبًا غريبًا بقصدٍ حسنٍ، وهو حضُّ طلاب العلم على حفظه كما يحفظون القرآن الكريم؛ لِتسهيل الرجوع إليه عند الحاجة! ترتيبًا فريدًا لم يُسبق إليه، وسماه: "المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع، من غير وجود قطع

في سندها، ولا ثبوتِ جرحٍ في ناقليها" كما ذكر في مقدمته (¬1). ولهذا الترتيب الغريب - غير المطروق - تتابع العلماء على التصريح بِعُسْر الانتفاع به؛ كالحافظ الذهبي، والحافظ العسقلاني، والإمام السيوطي، والشيخ أحمد شاكر - رحمهم الله جميعًا - (¬2)؛ خلافًا لمن عاند، وكابر، وشغّب من المعاصرين الذي لا يستفيد من علم المتقدمين إذا خالف ما يظنه أنه من العلم، وإنما هو مجرد الإجلال، والإكبار، والتقليد لأحد الكبار، والدفاع عنه بغير علم، ولا كتاب منير (¬3). من أجل ذلك؛ جاء من بعده الأمير علاء الدين أبو الحسن علي بن بَلْبَان الفارِسيُّ المصري الحنفي (ت 739)، فرتّبه على الكتب والأبواب، فكان عملًا جليلًا حقًّا؛ قرَّب الكتاب لطالبيه، وحافظ على أصله بدقة الرجل العالم الثقة الأمين، كما قال محققه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في مقدمته عليه (1/ 17). وقد تبعه الحافظ الهيثمي في تيسير الانتفاع بكتابه "موارد الظمآن"، فرتبه - أَيضًا - على الكتب والأبواب الفقهية؛ كما نص عليه في المقدمة، ولكنه لم يلتزم فيها ما التزمه الأمير علاء الدين من المحافظة على كتب وأبواب أصله، وإنما ترجم لأحاديثه بما أداه إليه اجتهاده من الكتب والأبواب. وإن مما لا شك فيه أن هذا الترتيب - دون أي شك - أنفع لعامّة الناس، وأيسر للاستفادة والتفقه والمراجعة، ولذلك قيل: فقه البخاري في تراجم أبوابه في "صحيحه"، فلا جرم أنَّه سار على هذا الدرب كبار الأئمَّة والحفاظ؛ ¬

_ (¬1) انظر "صحيح ابن حبان" - تحقيق الشيخ العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - (1/ 9، 15، 111)، و"النكت الظراف" للحافظ ابن حجر (1/ 291). (¬2) انظر "سير الأعلام" للذهبي (16/ 97)، وأحمد شاكر (1/ 16). وقال الحافظ: "رام تقريبه؛ فبعّده! "؛ نقله السخاوي (2/ 342). (¬3) انظر مقدمة "موارد الظمآن" للأخ حسين سليم الداراني (1/ 42).

تقويمي لكتاب "زوائد الموارد"

كأصحاب الكتب الستة، وابن خزيمة في "صحيحه"، وابن الجارود في "المنتقى" وغيرهم. بل إني أقول: إنه هو الأوفق للشرع، والمتجاوب مع أمره - صلى الله عليه وسلم -: "يسروا، ولا تعسروا ... "، متفق عليه، وهو مخرج في "الصحيحة" (1151). تقويمي لكتاب "زوائد الموارد" وإذا كان من المعروف عند أهل العلم أن للفرع حكم الأصل إيمانًا وكفرًا، وصحة وضعفًا ما لم يعرض للفرع عارض يخرجه عن أصله، ويلحقه بنقيضه، كما يشير إلى ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلاَّ يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه، كما تنتجون البهيمة، هل تجدون فيها من جدعاء؟! حتى تكونوا أنتم تجدعونها"، متفق عليه، واللفظ للبخاري "الإرواء" (5/ 49 - 50). فلقد تكلّم علماؤنا - رحمهم الله - في "صحيح ابن حبان" في كتب "المصطلح" وغيرها كثير، كلٌّ حسب بحثه واجتهاده، وتوسع في ذلك بعض المتأخرين والمبالغين في تقديره وتبجيله، وبخاصة منهم العلامة الفاضل الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله تعالى -، ولذلك فإني سوف لا أُثقل على المقدمة ببسط أقوالهم في ذلك ومناقشتها؛ فإن ذلك يتطلب مني فراغًا ووقتًا وتأليفًا لكتاب خاص في الموضوع، الأمر الذي لا أستطيعه، وأنا في صددها، والكتاب تحت الطبع. ولذلك؛ فإني سألخّص أقوالهم بقدر ما يمكنني من التلخيص، ثم أتوجه لبيان ما هو المختار والمصطفى عندي دون أن أقلد في ذلك أحدًا، أو أداريه، أو أن أُوخذَ بسيف الرهبة، أو المفاخرة، أو المصلحة التجارية؛ كما بدا لي أن بعض المعاصرين لي فعله!

وابتداءً أقول: لست بحاجة إلى أن أنمِّق كلمات في الثناء على حافظنا (محمد بن حِبّان البستي)؛ فإنه - والحمد لله - من المتفق عليه بين العلماء والحفاظ على إجلاله، واحترامه، وحفظه، وثقته، ونبوغه، ويكفينا في ذلك قول الحافظ الذهبي المشهود له بالحفظ، والنقد، والمعرفة بمقادير الرجال ومنازلهم، لا تأخذه في ذلك لومة لائم أَنَّه: "الحافظ، الإمام، العلامة ... الثقة في نقله ... " (انظر "تذكرة الحفاظ" (3/ 290)، "المغني" (564/ 5378) - وغيرهما -). ذلك لأن بحثي ليس في شخصه، وإنما هو في كتابه "التقاسيم والأنواع" الذي منه كتابنا "موارد الظمآن"؛ حتى أتمكّن من تحقيق ما قصدت إليه من (التقويم) المشار إليه، فأقول: أولًا: لقد صنفه بعض الحفاظ في المرتبة الثالثة من بين الكتب التي التزم مؤلفوها الصحة، فقالوا: 1 - "الصحيحان". 2 - "صحيح ابن خزيمة". 3 - "صحيح ابن حبان"، انظر مقدمة الشيخ أحمد شاكر عليه (1/ 11 - 14). وقال الحافظ ابن كثير - فيه، وفي "صحيح ابن خزيمة" -: "هما خير من "المستدرك" بكثير، وأنظف أسانيدَ ومتونًا": "اختصار علوم الحديث" (1/ 109 "الباعث الحثيث"). ثانيًا: وصفه بعضهم بالتساهل في التوثيق والتصحيح، وقرنوه في ذلك أو كادوا بالحاكم، فقال الحافظ ابن الصلاح في "المقدمة"، والعراقي في شرحه

عليه (ص 18 - حلب): "إنه يقارب الحاكم في التساهل، لكن هذا أشد تساهلًا منه". وقال الحافظ ابن عبد الهادي تلميذ ابن تيمية في صدد رده على السبكي تقويته لحديث في الزيارة النبوية في إسناده من وثقه ابن حبان: "ليس فيه ما يقتضي صحة الحديث الذي رواه، ولا قوته، وقد عُلم أن ابن حبان ذكر في هذا الكتاب الذي جمعه في الثقات عددًا كثيرًا، وخلقًا عظيمًا من المجهولين الذين لا يعرف هو - ولا غيره - أحوالهم، وقد صرح ابن حبان بذلك في غير موضع من هذا الكتاب ... " (¬1). ثالثًا: نقل الحافظ الذهبي عن الإمام أبي عمرو بن الصلاح أنه قال في ابن حبان: "غلط الغلط الفاحش في تصرفه". فعقب عليه الذهبي بقوله: "وصدق أبو عمرو، وله أوهام كثيرة، تتبع بعضها الحافظ ضياء الدين". وأقره الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5/ 113). وذكر الذهبي في ترجمته من "سير أعلام النبلاء" (16/ 97): "أن في "تقاسيمه" من الأقوال، والتأويلات البعيدة، والأحاديث المنكرة: عجائب" (¬2). ¬

_ (¬1) "الصارم المنكي" (ص 92 - 93). ونحوه في مقدمة "لسان الميزان" لابن حجر (1/ 14 - 15). (¬2) قلت: علق عليه الشيخ شعيب بما يدل على أنه لم يفهم مراد ابن عبد الهادي، أو أنه لواه، وصرفه عما قصد إليه؛ لأنه إنما يعني منهج ابن حبان في كتابه، وليس "ما يخطئ فيه البشر, وما لا يخلو منه عالم محقق"! كما زعم! وهو - على كل حال - تحوير منه لقول الشيخ أحمد - رحمه الله - الآتي بيان ما فيه قريبًا - إن شاء الله -.

إذا عرف ما ذكرت؛ فإني أرى أنه لا منافاة بين الاجتهادات والأقوال المذكورة، وذلك بعد ممارستي - والحمد لله - لهذا العلم الشريف، والتزامي لقواعده التي وضعها أساطين الحفاظ والعلماء، واستعانتي بهم على تطبيق الجزئيّات على الكليات، والفروع على الأصول، واستفادتي من تجارِبهم وممارستهم إياه أكثر من نصف قرن من الزمان، فأقول: أولًا: هو بحق - كما ذكروا - في المرتبة الثالثة بعد "الصحيحين"، وذلك لغزارة مادته، وكثرة أحاديثه التي بلغ عددها نحو (7500) (¬1)، والأحاديث التي انتقدتها منه بواسطة "الموارد" لا تبلغ الأربع مئة - فيما يبدو - حتى الآن؛ لأننا لم ننته بعد من تصحيح تجارب "الضعيف" منه؛ أي: بنسبة خمسة في المئة تقريبًا، لكن ينبغي أن لا ننسى أن النسبة يمكن أن ترتفع؛ لأن قسمًا كبيرًا من "الصحيح" لم نورده في "الضعيف" لمتابعات وشواهد قويناه بها؛ وإلاَّ فهي ضعيفة الأسانيد، كما سيأتي التنبيه على ذلك - إن شاء الله تعالى -. ثانيًا: هو متساهل في التوثيق والتصحيح دون ما شك أو ريب، وهو مما سيأتي تفصيل القول فيه - بإذنه - تعالى -. ثالثًا: الأحاديث المنكرة فيه، يلتقي تمامًا مع ما قبله، وبخاصة إذا فُسَّرَ الحديث المنكر بما تفرد به الضعيف، سواءً خالف أو لم يخالف - كما هو مذهب أحمد وغيره -. والذي يهمني في هذه المقدمة؛ إنما هو تحقيق القول في تساهله المذكور، وتقويم مصدريه، إلاَّ وهما كتاباه "الثقات"، و"الصحيح"؛ لأنه عليهما قام كتاب "موارد الظمآن"، فأقول: ¬

_ (¬1) وهو - على التحديد؛ كما في طبعة المؤسسة -: (7491)؛ وهو - في طبعة دار الكتب العلمية/ بيروت -: (7448). والأول أدق، وأصح، وأوثق.

(الفصل الأول): تقويم كتاب "الثقات"

(الفصل الأول): تقويم كتاب "الثقات" ابتداءً؛ يكفينا الاستشهاد على تساهله فيه قول أعرَف الحفاظ بالرجال بعد الحافظ الذهبي؛ ألا وهو الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني - رحمه الله -؛ فإنه قال في مقدمة كتابه "لسان الميزان" (1/ 14): "قال ابن حبان: من كان منكر الحديث على قلته؛ لا يجوز تعديله إلَّا بعد السبر، ولو كان ممن يروي المناكير، ووافق الثقات في الأخبار؛ لَكان عدلًا مقبول الرواية، إذ الناس في أحوالهم (¬1) على الصلاح والعدالة؛ حتى يتبين منهم ما يوجب القدح، هذا حكم المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلاَّ الضعفاء، فهم متروكون على الأحوال كلها". قال الحافظ عقبه: "قلت: وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان؛ من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه؛ كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه: مذهب عجيب، والجمهور على خلافه، وهو مسلك ابن حبان في "كتاب الثقات" الذي ألَّفه؛ فإنه يذكر خلقًا ممن نص عليهم أبو حاتم - وغيره - على أنهم مجهولون، وكأَن عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور، وهو مذهب شيخه ابن خزيمة، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره، وقد أفصح ابن حبان بقاعدته، فقال: (العدل من لم يعرف فيه الجرح؛ إذ التجريح ضد التعديل، فمن لم ¬

_ (¬1) الأصل: "أقوالهم"! والتصويب من "الضعفاء" (2/ 192 - 193).

يجرح؛ فهو عدل حتى يتبيّن جرحه؛ إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم) (¬1). قال الحافظ - عَقِبَهُ -: "وقال في ضابط الحديث الذي يحتج به: (إذا تعرَّى راويه من أن يكون مجروحًا، أو فوقه مجروح، أو دونه مجروح، أو كان سنده مرسلًا، أو منقطعًا، أو كان المتن منكرًا) (¬2). هكذا نقله الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي"، وقد تصرف في عبارة ابن حبان، لكنه أتى بمقصده، وسياق بعض كلامه في (أيوب) - آخِرِ مذكور في حرف الألف -. قال الخطيب: أقل ما يرتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم؛ إلاَّ أَنَّه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما". قلت: ونص كلام ابن حبان - رحمه الله - في مقدمة كتابه "الثقات" (1/ 11): "ولا أذكر في هذا الكتاب إلاَّ الثقات الذين يجوز الاحتجاج بخبرهم". ثم أكد ذلك بقوله (ص 11 - 12): "فكل من أذكره في هذا الكتاب؛ فهو صدوق يجوز الاحتجاج بخبره إذا تعرى خبره عن خصال خمس، فإذا وجد خبر منكر عن واحد ممن أذكره في كتابي هذا؛ فإن ذلك الخبر لا ينفك من إحدى خمس خصال: إما أن يكون فوقه رجل ضعيف، أو دونه، أو يكون إسناده مرسلًا، أو منقطعًا، أو فيه رجل مدلس لم ¬

_ (¬1) قلت: هذا كلام ابن حبان في مقدمة "الثقات" (1/ 13). (¬2) الذي في مقدمة "الثقات" (1/ 12) - مكان الخصلة الخامسة -: "أو أن يكون في الإسناد رجل يدلس لم يبين سماعه". وهكذا هو في "الصارم المنكي" (93 - 94)، وليس فيه قوله: "راويه من أن يكون مجروحًا"! وهو خطأ - كما سأبيَّنه -.

يبين سماعه". انتهى باختصار. فكنت أود أن ينقله الحافظ مع ما نقل؛ لأنه أعم وأشمل في بيان منهج ابن حبان في "ثقاته" أولًا، ثم هو يبين خطأ ما نقله عن ابن عبد الهادي ثانيًا؛ إذ ليس فيه: "راويه من أن يكون مجروحًا" - كما تقدم -؛ لأن الخصال الخمس هي عنده في غيره كما هو ظاهر؛ لأنه عنده ثقة يحتج بخبره إذا سلم إسناده من خصلة من تلك الخصال الخمس، وما يقع مثل هذا الخطإ إلاَّ من التلخيص، وسرعة النقل! ومن الغرائب أن الحافظ السخاوي قد نقله عن شيخه الحافظ ابن حجر، لكن بعبارة أخرى في صدد بيان اصطلاح ابن حبان في "صحيحه"؛ نصها في "فتح المغيث" (1/ 37): "فإنه يخرّج في "الصحيح" ما كان راويه ثقة، غير مدلس، ولم يكن هناك إرسال، ولا انقطاع، ولم يكن في الراوي جرح ولا تعديل (!)، وكان كل من شيخه، والراوي عنه ثقة، ولم يأت بحديث منكر، فهو عنده ثقة". قلت: فهذا خلط آخر ينسب إلى ابن حبان، وهو منه بريء، يدلك عليه أن أول المنسوب إليه هنا إنما هو في شروط الحديث الصحيح، وآخره فيمن هو الثقة عنده! والأول هو الذي يدلُّ عليه كلامه الذي نقلته عنه آنفًا؛ أن الشروط المذكورة إنما هي في حديث الثقة عنده، وليس فيمن هو الثقة؟ فتأمل! والظاهر أن الحافظ السيوطي تنبه لهذا الخطإ، فنقل ما عزاه السخاوي لابن حجر، لكن السيوطي لم يسمه؛ بل أشار إلى تمريضه بقوله في "تدريب الراوي" (1/ 108): "قيل ... "! على أن قول الحافظ: "ولم يكن في الراوي جرح ولا تعديل" لا يستقيم مع كلام ابن حبان أولًا؛ لأنه غير مذكور في شروطه كما رأيت، وهذا مثل لو قال:

"مجهول"، وهذا ينافي من جهة أخرى قول ابن حبان المتقدم: "العدل من لم يعرف فيه الجرح ... " إلخ، فمن ليس فيه جرح؛ فهو عنده عدل، ولذلك انتقده الحافظ - كما سبق -، فكيف يدخل في شروطه التي ينبغي أن يكون إسناد الثقة عنده سالمًا منها من كان عنده ثقة عدلًا؟! والصواب أن يذكر مكانه: "ضعيف" - كما تقدم في نص ابن حبان - نفسه -. ثم إن قول الحافظ: "ولم يأت بحديث منكر" ينبغي أن يُحمل على أحد رواة إسناد الثقة عنده، وليس كما فهمه بعض الجهلة المدعين المعرفة بهذا العلم؛ حيث قال: "يَشترط ابن حبان في الراوي الذي يكون ثقة - حسب تعريفه - أن لا يأتي بخبر منكر؛ لكي يدخله في (الثقات) " (¬1)!! وعزا ذلك في الحاشية لكتاب "فتح المغيث"، و"تدريب الراوي" بالجزء والصفحة، وهو كذب عليهما! وهو مما يؤكد جهله وقلة علمه؛ فإنه ليس من شرط الثقة أن لا يروي حديثًا منكرًا؛ لأن معنى ذلك أن يكون معصومًا من الخطإ، وهل يقول هذا عاقل يفهم ما يلفظه لسانه، أو يجري قلمه؟! وإنما يكون شرطًا فيه أن لا تكثر المناكير في رواياته، ولذلك فرقوا بين من قيل فيه: "يروي المناكير"، وبين من قيل فيه: "منكر الحديث"، فهذا ضعيف بخلاف الأول، وقد سبق (ص 11) في كلام ابن حبان ما يشهد لهذا التفريق، وهو أمر معروف في علم المصطلح. ومعذرة إلى القراء الكرام؛ فقد ابتعدت قليلًا عن موضوع البحث بسبب ¬

_ (¬1) انظر "إقامة البرهان على ضعف حديث: (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان) " للمدعو خالد أحمد المؤذن؛ وفيه أوهام وجهالات؛ لو تفرغ له عالم ناقد؛ لَكان منه مجلد، وما ذكرت الآن كافٍ - إن شاء الله تعالى -.

بيان بعض الأوهام التي وقعت حول مذهب ابن حبان في كتابه "الثقات". ومجمل القول فيه: أنه شذ في تعريفه (العدل) بأنه من لم يعرف بجرح عن الحفاظ الذين دُوِّنَتْ أقوالهم في مبسوطات كتب العلماء، ولخصت فوائدها في (علم مصطلح الحديث)، الذي صار مرجعًا لكل باحث متبع، لا يحيد عنه إلاَّ ذو هوى ومبتدع، أو جاهل مُدّعٍ مغرض، كما شذ في قوله أنه لم يذكر في "ثقاته" إلَّا الذين يجوز الاحتجاج بخبرهم؛ بل إنه تناقض في ذلك كل التناقض، وهاك البيان: 1 - أما شذوذه في تعريف (العدل)؛ فقد اتفق العلماء على أن (العدل): هو المسلم البالغ، العاقل الذي سلم من أسباب الفسق، وخوارم المروءة، على ما حقق في (باب الشهادات) من كتب الفقه؛ إلاَّ أن الرواية تخالف الشهادة في شرط الحرية، والذكورة، وتعداد الراوي. هذا نص كلام الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في "الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث" لابن كثير (ص 102 - بتحقيقه)، آثرته بالذكر؛ لأنه من المبالغين في الاعتداد بِـ "الثقات" كما يدل عليه تعليقاته في "صحيح ابن حبان"، و"مسند أحمد"، و"سنن الترمذي" وغيرها، ولي معه في ذلك قصة؛ لعلِّي حكيتها في بعض ما كتبت، فإنْ تذكرت مكانها؛ أشرت إليه. وكأني بشيخ الإسلام ابن تيمية عنى ابن حبان بالرد عليه بقوله في "الفتاوى" (5/ 357): "وأما قول من يقول: الأصل في المسلمين العدالة؛ فهو باطل؛ بل الأصل في بني آدم الظلم والجهل؛ كما قال تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان من الظلم والجهل إلى العدل".

إخلال ابن حبان في "ثقاته" بشرط الصدق

وله تفصيل جيد جدًّا في من تقبل شهادته، فليراجعه من شاء استفادته. 2 - وأما تناقض ابن حبان في (العدل)؛ فقد قال في شروط رواة "صحيحه" - كما في مقدمته المذكورة في طبعات "الإحسان" (1/ 112 - شاكر) -: "والعدالة في الإنسان: هو أن يكون أكثر أحواله طاعة الله؛ لأنا متى ما لم نجعل العدل إلَّا من لم يوجد معه معصية بحال؛ أدَّانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل؛ إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها". قلت: فهذا يلتقي تمامًا مع تعريف العلماء للعدل؛ فإنه التزم فيه التعرف على أحواله في طاعة الله، وابتعاده عن معاصيه؛ إلاَّ أنه استثنى منها ما لا ينجو منه أحد، فبطل بذلك قوله: أن العدل من لم يعرف بجرح! على أنه تناقض مرَّة أخرى؛ فإنه لم يفِ بالتزام هذا الشرط في "صحيحه"، ولا بالشروط الأخرى التي ذكرها معه - وقد سبق ذكرها في الكثير من أحاديثه -، خلافًا لمن قال بأنه وفَّى - كما سيأتي بيان ذلك عند الكلام على "صحيحه" إن شاء اللَّه تعالى -. إخلال ابن حبان في "ثقاته" بشرط الصدق: وإنما عليَّ الآن الإتيان بالدليل القاطع على إخلاله بشرطه المتقدم أنه لا يذكر في "ثقاته" إلاَّ الصدوق الذي يجوز الاحتجاج بخبره، فضلًا عن ذكره فيه عشرات - إن لم أقل: مئات الضعفاء والمجهولين عنده هو - بَلْهَ عند غيره -، ثم أتبع ذلك ببيان تناقضه من كلامه هو - عفا الله عنا وعنه -. أما من أخلَّ بشرطه فيهم؛ فهم على قسمين: الأول: المجهولون الذين صرح بأنه لا يعرفهم، وقد كنت ذكرت نماذج منهم لا بأس بها في بعض المؤلفات؛ مثل "تمام المنَّة" (ص 20 - 25) تحت

عنوان "القاعدة الخامسة: عدم الاعتماد على توثيق ابن حبان" (الطبعة الثانية/ سنة 1408)، و"الرد على التعقيب الحثيث" (ص 18 - 21)، وغيرهما (¬1). ولذلك فلا أريد أن أثقل على هذه المقدمة بذكرها إلاَّ بما لا بد منه؛ لتقريب الأمر وتوضيحه، ثم أتبع ذلك بأمثلة أخرى هي أقوى منها، لم يسبق لي أن ذكرتها، ولا غيري - فيما أعلم -: المثال الأول: (حميد بن علي بن هارون القيسي)، ذكر له بعض المناكير، ثم قال: "فلا يجوز الاحتجاج به بعد روايته مثل هذه الأشياء عن هؤلاء الثقات، وهذا شيخ ليس يعرفه كبير أحد". ومثله كثير، وكثير جدًّا ممن يقول فيهم عبارته التقليدية: "لا أعرفه"، ويزيد تارة: "ولا أعرف أباه". ¬

_ (¬1) طُبع هذا الرد سنة (1377 هـ)؛ أي: قبل نحو أربعين سنة، وفي ظنّي أنني كنت - في العصر الحاضر - من أشاع بين طلاب العلم حقيقة توثيق ابن حبان: كتابة، ومحاضرة، وتدريسًا في (الجامعة الإسلامية) في المدينة النبويّة، وفي المجالس العلمية وغيرها؛ حتى تنبّه لذلك من طلاب العلم مَنْ شاء الله. ثم ابتلينا ببعضهم ممن جازانا (جزاء سِنّمار)! فنسبني إلى قلة الفهم لتوثيق ابن حبان، والاضطراب فيه، مع تظاهره بالاحترام والتبجيل! لكن القول لا يغني عن العمل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}؟! وإن من جنفه وظلمه: أنه أخذ تخريج الحديث الذي انتقدني فيه - بجميع طرقه ورواياته - من تخريجي إياه في "الصحيحة"؛ دون أن يشير إلى ذلك أدنى إشارة؛ حتى أوهم القراء - ومنهم من قَرَّظ كتابه من إخواننا الدعاة السلفيين - أنه من كدِّه وعرق جبينه! والله - عز وجل - يقول: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}، وهو - مع ذلك - حَوَّاش قمّاش، لم يتحصرم بعدُ! حشى كتابه وضخَّمه بنقول، لم يفهم الكثير منها، وكان التناقض في بعضها جليًّا، الأمر الذي يتطلب بيانه مجلدًا ضخمًا، وهو - في النهاية - مخطئ في تضعيفه للحديث الذي جوَّدت إسناده ثمة (1453)، والرد عليه وبيان أوهامه! وذلك يتطلب كتابة مجلد (وهذا الميت لا يستحق هذا العزاء)؛ كما يقال في بعض البلاد.

وقد أحصيت منهم حتى الآن في كتابي الجديد "التيسير" (¬1) قرابة مائة راوٍ، والحبل جرار! المثال الآخر: (عبد الله بن أبي يعلى الأنصاري)، قال: "مجهول، لا أعلم له شيئًا غير هذا الحرف المنكر الذي يشهد إجماع المسلمين قاطبة ببطلانه". وأمَّا الأمثلة الأخرى - والأقوى - التي أشرت إليها آنفًا؛ فأكتفي منها بمثالين - أيضًا -: الأول: قال (5/ 472): " (نافع)، شيخ، جهدت جهدي، فلم أقف على (نافع) هذا؛ من هو؟ "! والآخر: (فرع شهيد القادسية)، قال: (7/ 326): "لست أعرفه، ولا أعرف أباه، وإنما ذكرته للمعرفة، لا للاعتماد على ما يرويه"! قلت: وهذا منه نص هام جدًّا جدًّا، وشهادة منه - لا أقوى منها - على أن كتابه "الثقات" ليس خاصًّا بهم، وإنما هو لمعرفتهم، ومعرفة غيرهم من المجهولين، والضعفاء ونحوهم -؛ فهو يبطل إبطالًا لا مرد له كُلِّيَّتَهُ المتقدمة: أن كل من ذكره في كتابه "الثقات" صدوق، يجوز الاحتجاج بخبره! ومثله في الدلالة على إبطاله قوله المتقدم في ترجمة (حميد بن علي القيسي). ¬

_ (¬1) "تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان"؛ رتبته على الحروف؛ مع اختصار شيوخ المترجمين، والاحتفاظ بأسماء الرواة عنهم - ولو بواحد منهم -؛ مع الإشارة إلى غيره إذا وجد، والحرص على ذكر ما قاله المؤلف فيهم - وهذا منه نادر -، وكذا الاحتفاظ على طبقاتهم؛ مع فوائد وتعليقات رائقات؛ غالبها يتعلق بالتوثيق والتجريح؛ وهو على وشك التمام، أو قد تمَّ - إِن شاء الله تعالى -.

غير أَنَّ هذا النصَّ زاد عليه أنه أعلمنا أنه يذكر هؤلاء للمعرفة، لا على أنهم من الثقات الذين يحتج بخبرهم عنده. القسم الآخر ممن أخل بشرطه: من صرح هو بضعفه، أو بما يعنيه، أو يؤدي إليه: 1 - (مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام)، قال في آخر ترجمته (7/ 478): "وقد أدخلته في "الضعفاء"، وهو ممن أَستخير الله فيه". 2 - (مالك بن سليمان بن مرة النهشلي الهروي)، قال فيه (9/ 165): "يخطئ كثيرًا، على أنه من (¬1) جملة الضعفاء أدخل - إن شاء الله -، وهو ممّن أستخير الله فيه". وقد فعل، فأدخلهما في "الضعفاء". وأما ما في معناه؛ فهو على أنواع: الأول: من قال فيه: "يخطئ كثيرًا"، وهم نحو عشرة، غير (مالك بن سليمان) المتقدم، وبعضهم في "الصحيحين"، فضلًا عن "صحيحه" هو، وسأورد منهم اثنين، هما بالضعفاء أولى: أحدهما: (ربيعة بن سيف المعافري)، قال فيه (6/ 301): "كان يخطئ كثيرًا" (¬2). ومع ذلك أخرج له في "صحيحه" حديث: "لو بلغت معهم الكدى؛ ما ¬

_ (¬1) كذا الأصل! وفي "ترتيب الثقات" للهيثمي: "في"؛ ولعله أقرب. (¬2) تناقض فيه قول الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان"؛ وفي المجلد الواحد! فمرةً ضعّفه، وأخرى صدّقه! كما سيأتي في "الجنائز".

رأيت الجنة حتى يراها جدك؛ أبو أبيك"! وهو حديث منكر كما حققته في "ضعيف أبي داود" (560)، وسيأتي - إن شاء الله تعالى - في آخر (6 - الجنائز) من "ضعيف الموارد" على أنه من الزوائد. والآخر: (يزيد بن درهم العجمي)، قال فيه (5/ 538): "يخطئ كثيرًا". وقد ضعفه المغيرة وغيره -؛ كما في "تيسير الانتفاع" وغيره. ومثل هذا النوع من الرواة؛ قد أورد منهم عددًا وفيرًا في كتابه الآخر "الضعفاء"، أذكر اثنين منهم على سبيل المثال: أحدهما: (أصبغ بن زيد الوراق الواسطي)، قال (1/ 174): "يخطئ كثيرًا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". والآخر (بشر بن ميمون أبو صيفي الواسطي)، قال (1/ 192): "يخطئ كثيرًا، حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد". بل إنه قد يقول مثل هذا فيمن وصفه بالخطإ دون الكثرة فيه، مثل: 1 - (إسحاق بن إبراهيم بن نِسْطاس المدني)، قال (1/ 134): "كان يخطئ، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". 2 - (أيمن بن نابل المكي)، قال (1/ 183): "كان يخطئ، ويتفرد بما لا يتابع عليه، وكان ابن معين حسن الرأي فيه، والذي عندي: تَنَكُّبُ حديثه عند الاحتجاج - إلَّا ما وافق الثقات - أولى من الاحتجاج به". وهذا النوع الأخير كثير جدًّا في "ثقاته"؛ بحيث إنه من الصعب حصره،

وهو - فضلًا عن الذي قبله، وهو الموصوف بكثرة الخطإ -كلاهما ممن نص في كتابه على أنهم من المجروحين عنده، فقد ذكر في مقدمته (1/ 62) أن الجرح في الضعفاء على عشرين نوعًا، ثم فصل القول في كل نوع منها تفصيلًا، والذي يهمنا هنا قوله - تحت (النوع الثالث عشر) -: "منهم من كثر خطؤه وفحش، وكاد أن يقلب صوابه، فاستحق الترك من أجله، وإن كان ثقة في نفسه، صدوقًا في روايته؛ لأن العدل إذا ظهر عليه أكثر أمارات الجرح؛ استحق الترك، كما أن من ظهر عليه أكثر علامات التعديل؛ استتحق العدالة"! وقال تحت عنوان: "أجناس من أحاديث الثقات التي لا يجوز الاحتجاج بها": "الجنس الأول: من كان يخطئ الخطأ اليسير. فهؤلاء ليسوا عندي بالضعفاء على الإطلاق حتى لا يحتج بشيء من أخبارهم؛ بل الذي عندي أن لا يحتج بأخبارهم إذا انفردوا، فأما ما وافقوا الثقات في الروايات؛ فلا يجب إسقاط أخبارهم، فكل من يجيء من هذا الجنس في هذا الكتاب؛ فإني أقول بعقب ذكره: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد". وأكد هذا المعنى في ترجمة (عبد الله بن الحسين بن عطاء بن يسار)، فقال: (2/ 16): "كان ممن يخطئ فيما يروي، فلم يكثر خطؤه حتى استحق الترك، ولا سلك سَنَنَ الثقات حتى يدخل في جملة الأثبات، فالإنصاف في أمره أن يترك ما لم يوافق الثقات من حديثه، والاعتبار بما وافق الثقات". قلت: ومن تأمل جليًّا في هذه الأمثلة من كلام ابن حبان - رحمه الله تعالى -؛ ظهر له أمران ظاهران جدًّا:

أحدهما: أن الموصوف عنده بالخطإ مطلقًا، أو مقيدًا بِـ (كثيرًا): مجروح عنده، ويجمعهما في أنه لا يحتج به إذا انفرد. وهذا هو المهم في بحثنا هنا. والآخر: أنه يحكم على من (يخطئ كثيرًا) بالترك دون الأول، وقد أبان عن هذا الحكم وعن سببه - أيضًا -: في ترجمته لِـ (يحيى بن سعيد التميمي المدني)، فقال (3/ 118): "كان ممن يخطئ كثيرًا، وكان رديء الحفظ (¬1)، فوجب التنكب عما انفرد من الروايات، والاحتجاج بما وافق الثقات ... وكل ما نقول في هذا الكتاب: أنه لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد؛ فسبيلُه هذا السبيل: أن يترك ما أخطأ فيه، ولا يكاد يعرف ذلك إلَّا الممعن البازل في صناعة الحديث (¬2)، فرأينا من الاحتياط ترك الاحتجاج بما انفرد جملة؛ حتى تشتمل هذه اللفظة على ما أخطأ فيه، أو أخطئ عليه، أو أدخل عليه وهو لا يعلم، أو دخل له حديث في حديث، وما يشبه هذا من أنواع الخطإ، ويحتج بما وافق الثقات، فلهذه العلة ما قلنا لمن ذكرنا أنه لا يحتج بانفراده". وهناك أمثلة كثيرة أخرى تلتقي مع سابقاتها في المعنى؛ أكتفي بذكر عباراته فيها دون تسمية أشخاصها مع أجزائها وصفحاتها: 1 - "كان يخطئ؛ على قلة روايته". ¬

_ (¬1) قلت: وقد رأيت في "ثقاته" (8/ 125) من قال فيه: "كان رديء الحفظ"! فتعجب منه الذهبي، وقال: "فلم يصنع جيدًا"! وله في "صحيحه" ثلاثة أحاديث، أحدها منكر، وسيأتي (297)؛ فهل يعني - بهذه الكلمة الشاذة: "رديء الحفظ" -: "كثير الخطإ"؛ كما يشعر به صنيعه هنا؟! ذلك مما يحتاج إلى بحث وتأمل! (¬2) قلت: ومثل هذه الأخطاء والعلل تقع في أحاديث الثقات المعروفين؛ فضلًا عمن دونهم؛ وابن حبان ينبّه أحيانًا على بعضها، وقد فاته التنبيه على الشيء الكثير منها، وتبعه المعلقون على =

(5/ 399، 6/ 248، 7/ 545). 2 - "لا يعتبر بحديثه إذا انفرد"، وهذا كناية عن شدة ضعفه! (5/ 379، 419، 5/ 58، 471، 9/ 58). 3 - "في القلب منه شيء"! (8/ 377، 9/ 96، 292). 4 - "لست أعتمد عليه ... "! (5/ 399 - 401). 5 - "شيخ في حديثه مناكير كثيرة". (4/ 362). 6 - "أمره مشتبه، له مدخل في (الثقات)، ومدخل في (الضعفاء) ". (6/ 27). 7 - "هو بغير الثقات أشبه"! (5/ 119). 8 - "كان يتهم بأمر سوء" (¬1)! (5/ 58). ... إلى نماذج أخرى تكثر وتقل، ولعلي أستقصي ذلك في مقدمة كتابي ¬

_ = كتابه، وعلى "الموارد"، كما سيرى القراء ذلك - إن شاء الله -؛ كحديث عائشة الآتي: (كان لا يمس من وجهي شيئاً وأنا صائمة)؛ وهو في "الضعيفة" رقم (958). (¬1) في "التاريخ الكبير": " .. بالزندقة"! وهذه تهمة باطلة؛ فالرجل ثقة، كما صرح بذلك أحمد، وابن معين وغيرهما. والعجيب: أن يخفى ذلك على ابن حبان؛ ثم هو يوثقه مع إقراره هذه التهمة! فراجع "اللسان"، و"تيسير الانتفاع".

"التيسير"، أو أجعله ذيلًا له - إن شاء الله تعالى -. وهناك مثال من أغرب ما رأيت له في "الثقات"؛ حتى لقد شككت أن تكون مقحمة فيه؛ لأن محققه - جزاه الله خيرًا - أشار إلى أنه لم يرد في كل نسخ الكتاب، وإنما "من ظ وم"، وهو قوله (5/ 125 - 126): "عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة، يروي عن أبيه، روى عنه أبو الصباح، واسمه عبد الغفور بن عبد العزيز الواسطي، عندنا عنه نسخة بهذا الإسناد، وفيها ما لا يصح، البلية فيها من (أبي الصباح)؛ لأنه كان يخطئ ويتهم" (¬1). ووجه الغرابة لا يخفى على أحد: ما دام أنه لا يعرف إلَّا من طريق هذا المتهم بالوضع، فلعله ممن لا وجود لشيخه هذا -، وإنما هو الذي اختلقه! وقد أشار إلى هذه الحقيقة ابن حبان نفسه؛ حيث قال في بعض "ضعفائه" (1/ 327 - 328): "والشيخ إذا لم يرو عنه ثقة؛ فهو مجهول، لا يجوز الاحتجاج به، لأن رواية الضعيف لا تخرج من ليس بعدل عن حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة؛ لأن ما روى الضعيف وما لم يروِ في الحكم سواء" (¬2). ونحوه قوله فيه (2/ 193). "وأما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلاَّ الضعفاء؛ فهم متروكون على الأحوال كلها". ¬

_ (¬1) وقال في ترجمة (أبي الصبَّاح) هذا من "الضعفاء" (2/ 148): "كان ممن يضع الحديث على الثقات". وقد خرَّجت له بعض الأحاديث في "الضعيفة" (383، 6830، 6831). (¬2) انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (504، 505).

قلت: وبهذا التحقيق، والتَّتَبُّعِ لهذه الأمثلة في كتاب "الثقات"، وما قاله مؤلفه فيها وفي غيرها؛ يتجلى لكل ذي بصيرة أن ما رماه الحفاظ العارفون به من التساهل في التوثيق، ومخالفة الجمهور، وأن له فيه الأوهام الكثيرة؛ كل ذلك حق لا ريب فيه؛ بل إنه أخل أيضًا بالقاعدة التي وضعها في مقدمته كما سبق: "العدل من لم يعرف بجرح"!! فأورد فيه جمهورًا كبيرًا ممن جرحهم هو نفسه فضلًا عن غيره، مما أغنانا هو عن الاستشهاد بأقوالهم فيهم!! على أنه لا ينبغي أن يفوتني التنبيه أنه خالف جمهور المحدثين أيضًا بإخلاله في القاعدة المذكورة بشرط الحفظ والضبط في العدل، كما هو مقرر في كافة كتب المصطلح وغيرها، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الفتاوى" (18/ 45): "الخطأ في الخبر يقع من الراوي إما عمدًا، أو سهوًا، ولهذا اشترط في الراوي (العدالة)؛ لنأمن من تعمد الكذب، و (الحفظ، والتيقظ)؛ لنأمن من السهو ... ". وقد لخص الحافظ ابن حجر ما في (المصطلح) بأوجز عبارة، فقال في رسالته النافعة الهامة: "نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر": "وخبر الآحاد بنقل (عدلٍ)، (تام الضبط)، متصل السند، غير معلل، ولا شاذ؛ هو الصحيح لذاته، وتتفاوت رتبه بتفاوت هذه الأوصاف، ومن ثَمَّ قُدم "صحيح البخاري"، ثم "مسلم"، ثم شرطهما، فإنْ خف الضبط؛ فالحسن لذاته، وبكثرة الطرق يصحح" (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: وهذا التعريف للحسن لذاته: هو الذي عرَّفه به ابن دحية، وهو أحسن ما عُرِّف به، كما قال الحافظ في "نكته" (1/ 404 - 405)؛ وهو الذي جريت عليه في كل تخريجاتي، والحمد لله.

وإن من العجيب حقًّا: أن ابن حبان قد التزم هذا الشرط في الخبر الذي تقوم به الحجة، ولكنه بدل أن يذكره في مقدمة "ثقاته" وضعه في مقدمة "ضعفائه"! فقال تحت عنوان: "الحث على حفظ السنن ونشرها" (ص 8): "وأقل ما يثبت به خبر الخاصة حتى تقوم به الحجة على أهل العلم: هو خبر الواحد الثقة في دينه، المعروف بالصدق في حديثه، العاقل بما يحدث به، العالم بما يحيل معاني الحديث من اللفظ ... ". ولكنه وقع في مخالفة أخرى! وهي اشتراطه: العلم بما يحيل المعنى! وأكد ذلك في موضع آخر منه، فقال تحت "أجناس من أحاديث الثقات التي لا يجوز الاحتجاج بها" (ص 93): "الجنس الرابع: الثقة الحافظ، إذا حدث من حفظه، وليس بفقيه؛ لا يجوز عندي الاحتجاج بخبره ... ". فيا سبحان الله! ما أشد تناقضه وتهاتره مع علمه وفضله وحفظه -! فأين هذا التعنت والتنطع في هذا الكتاب "الضعفاء" من ذاك التسامح والتساهل في ذاك الكتاب "الثقات"؟! ولو أن هذا التعنت كان صوابًا؛ لَكان الأليق أن يذكر في ذاك، وليس في هذا! ثم هو مع مخالفته لما عليه العلماء في (المصطلح)؛ حيث لم يذكروا هذا الشرط؛ فإنه مخالف لصريح قوله - عليه الصلاة والسلام -: "نضر الله امرءًا سمع منا حديثًا، فبلغه غيره، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه ... " الحديث، رواه المصنف من حديث زيد بن ثابت، وابن مسعود كما سيأتي في أول (2 العلم)، وترجم له بما يرد عليه؛ فراجعه. كما هو مخالف لعمومات النصوص الآمرة بالتبليغ لِقوله - صلى الله عليه وسلم -:

تبرئة اللكنوي ابن حبان من (التساهل)، والرد عليه

"بلغوا عني ولو آية ... " الحديث، متفق عليه. وقوله: "وليبلغ الشاهد الغائب" ونحو ذلك. فليس هناك شرط في (العدل) إلاَّ ما يشترط في الشاهد، وإلا الحفظ والضبط، على ما تقدم. نعم؛ لو جعل ذلك شرط كمال، وليس شرط صحة - كما هو الشأن في (شرط التلاقي) عند الجمهور -؛ لَكان له وجه مقبول! وقد أشار إليه الحافظ في تعريفه للحديث الصحيح - كما سبق -، ولعل ابن حبان - رحمه الله - أراد ذلك، فقصرت عبارته عن قصده؛ فإني أستبعد جدًّا عن مثله أن يخفى عليه بطلان هذا الشرط وفساده؛ لأن طلاب العلم جميعًا يعلمون أن الكتاب والسنة؛ ما رواه لنا ولا نقله إلينا إلَّا (الأميون) بنص قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}، فلم يكونوا فقهاء، ولكنهم كانوا آية في الحفظ والأداء كما هو معروف عنهم في سيرتهم وتراجمهم، ثم صاروا بما حفظوا فقهاء، ثم هم فيه ليسوا سواءً، كما هو صريح حديث النضرة المتقدم؛ بل وليسوا كذلك في الحفظ والأداء، فمنهم من له الحديث والحديثان، ومنهم من له الألوف كما هو معروف، وعلى هذا جرى من بعدهم من السلف رحمهم الله جميعًا -، فالشرط باطل، والحق كما قيل: وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف تبرئة اللكنويِّ ابنَ حبَّانَ من (التساهل)، والرد عليه: وبهذا المناسبة أقول: ومن العجائب - أيضًا -: أن بعضهم استغل تعنت ابن حبان الذي ذكرت

بعضه آنفًا، غير تشدده في تضعيف بعض الثقات كما هو مذكور في كتب التراجم، وبخاصة منها "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" للحافظ الذهبي (¬1)، وقد ذكره فيهم العلامة أبو الحسنات اللكنوي الحنفي في "الرفع والتكميل" (ص 119 - 120)، ثم قال (137 - 139) ما ملخصه: "كثيرًا ما تراهم يعتمدون على "ثقات ابن حبان"، وقد التزم الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" في جميع الرواة الذين لهم ذكر في "ثقاته" بذكر أنه ذكره ابن حبان في "الثقات" ... ، وقد نسب بعضهم التساهل إلى ابن حبان، وقالوا: هو واسع الخَطْو في باب التوثيق، يوثق كثيرًا ممن يستحق الجرح، وهو قول ضعيف؛ فإنك قد عرفت سابقًا أن ابن حبان معدود ممن له تعنت وإسراف في جرح الرجال، ومن هذا حاله؛ لا يمكن أن يكون متساهلًا في تعديل الرجال"! فأقول: هذا الجزم بعدم الإمكان من عجائبه وغُلَوائه؛ إذ هو ممّا لا دليل عليه إلاَّ حسن ظنه به! وهذا لا ينفي بداهة أن يقع منه ما هو مستبعد أن يقع من أي حافظ من أمثاله؛ بل هو كما لو قال قائل في بعض الصالحين: لا يمكن أن يكذب أو يزني! نعم؛ استبعاد صدور ذلك وارد في المثال، وفيما نحن في صدده، لكن البحث والتحري مع الدقة والإنصاف؛ كل ذلك كشف عن أنه أمر واقع؛ ما له من دافع، كما سبق بيانه بتفصيل قد لا تراه في مكان آخر. ولا أدلَّ على ذلك من اشتراطه في الثقة الحافظ أن يكون فقيهًا؛ وإلا لم يجز الاحتجاج بخبره! كما تقدم نقله عنه مع بيان بطلانه (ص 17 - 18)، فأي تعنت أشد من هذا؟! ولذلك لما نقل الحافظ ابن رجب الحنبلي كلامه بتمامه ¬

_ (¬1) من ذلك قوله (1/ 274): "قلت: ابن حبان ربَّما قَصَّبَ الثقة؛ حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه"!

وطوله؛ تعقبه وردَّه عليه بقوله في "شرح الترمذي" (ق 122/ 2): "وفيما ذكره نظر، وما أظنه سُبق إليه، ولو فتح هذا الباب؛ لم يحتج بحديث انفرد به عامة حفاظ الحديث كالأعمش - وغيره -، ولا قائل به، فأما مجرد هذا الظن فيمن ظهر حفظه وإتقانه؛ فلا يكفي في رد حديثه، والله أعلم". فكما وقع منه هذا التعنت الغريب؛ وقع منه ذاك التساهل العجيب. وأما ما ذكره أبو الحسنات في مطلع كلامه السابق من اعتمادهم على "ثقات ابن حبان"، والتزام ابن حجر بذكر من وثقه في "تهذيبه"؛ فمما لا يفيد شيئًا ولا يجدي! أما الاعتماد على هذا الإطلاق؛ فلأنه باطل - لما سبق -. وأما الالتزام؛ فلأنه كتاب يجمع كل ما قيل في رجاله من تجريح وتوثيق، دون أي ترجيح أو تحقيق إلاَّ ما ندر، فهو كالتزامه أن يذكر فيه من جرحه ابن حبان أيضًا، وقد يذكر أحيانًا تناقضه في بعضهم، فهل يعني ذلك اعتماده على توثيقه أو تجريحه؟! كيف والحافظ قد صرح في "تقريب التهذيب" بجهالة كثير ممن وثقهم ابن حبان، وتارة يقول: "مستور"، وتارة: "مقبول"، وتارة: "صدوق"، وأخرى: "ثقة"؟! أصاب في بعض ذلك، وأخطأ في بعض، وتفصيل القول فيه يحتاج إلى إعداد خاص، وهو غير متيسر الآن، وكثير منه مبثوث في تعليقاتي وكتبي، وبخاصة منها "تيسير الانتفاع" أخيرًا، وهناك تجربة في "ثقات ابن حبان" وموقف الحفاظ منه، كنت أجريتها مع طلاب الجامعة الإسلامية في درس غير معهود في سائر الجامعات، إلاَّ وهو (درس الأسانيد)، وذلك سنة (1382)، كنت ذكرتها في تعليق لي على كتاب "التنكيل"، يحسن الاطلاع عليه منه (1/ 438)، فمن شاء رجع إليه.

ثم إن أبا الحسنات اللكنوي عقّب على كلامه السابق بمطعنٍ عن الحافظ ابن حجر والسيوطي لا ينافي ما حققته من تساهل ابن حبان، ولا يؤيد استنكار اللكنوي لا من قريب ولا من بعيد؛ لأن غاية ما انتهيا إليه أنه اصطلاح له، و"لا مشاحَّة في الاصطلاح"؛ أعرضت عن نقلهما؛ لأن البحث ليس فيه، وإنما في تساهله، وقد تجلى لكل ذي عينين. وقد كنت ذكرت في بعض تعليقاتي القديمة - مثلًا - أبا الفرج بن الجوزي؛ فإنه يشبه تمامًا ابن حبان من حيث إنَّه جمع بين النقيضين في شخصه، فهو معروف عند العلماء بتشدده وتعنته من جهة، وقد وصفه بذلك أبو الحسنات نفسه في "الرفع" (ص 132)، فجعله "ممن لهم تعنت في جرح الأحاديث بجرح رواتها"، ولكن فاته أنه متساهل - أيضًا - في روايته للأحاديث الواهية؛ بل والموضوعة في بعض كتبه من جهة أخرى؛ كما شهد بذلك بعض الحفاظ النقاد، والتحري العلمي الدقيق، فقال فيه الحافظ السخاوي متعجبًا منه في "فتح المغيث" (1/ 238): "قد أكثر في تصانيفه الوعظية، وما أشبهها من إيراد الموضوع وشبهه". وترى بعض الأمثلة على ما ذكر في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (5588، 6919 - 6921). قلت: فقد ثبت يقينًا أنه لا منافاة بين كون ابن حبان متساهلًا في توثيق بعض رواته في "الثقات" - كما وصفه كثير من الحفاظ النقاد -، وبين كونه متعنتًا في ذلك - كما وصفه آخرون منهم أو من غيرهم -، فالوصفان قائمان به، والكل صادق فيما وصف.

الرد على الداراني

الرد على الداراني: بيد أنه قد ظهر أخيرًا بعض الناشئين في هذا العلم، الذين نرى أنهم لا يزالون في أول الطريق، بالنظر لكثرة أخطائهم تأصيلًا وتفريعًا، وهم لكثرتهم في هذا الزمان يقل ذلك منهم ويكثر، كلٌّ حسب ممارستهم ونبوغهم وإخلاصهم للعلم الشرعي بعامة، ولهذا العلم الشريف بخاصة، وجمهورهم ممن يذكرني ما نراه منهم - من بالغ أخطائهم تصحيحًا وتضعيفًا - بلطيف قول الحافظ الذهبي في أمثالهم: "يريد أن يطير، ولما يريش"! ومثله المثل المعروف: (تزبب قبل أن يتحصرم)، وتكون العاقبة كما جاء في الحكمة: (من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه)! والأنكى من ذلك مخالفة قول رب العالمين في كتابه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، وقوله: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}! فكيف يكون حال من تعدى طوره من أولئك المشار إليهم؟ ويرد بجهل بالغ وجرأَة عجيبة على أهل العلم بهذا الفن النابغين فيه، ويكرر ذلك بمناسبة وبغير مناسبة (¬1)؛ أعني الاخ حسين سليم الداراني السوري الذي بدأت آثاره تظهر في بعض تحقيقاته ومنشوراته من بعد هجرتي من دمشق سنة 1400 هـ ببضع سنين، وقد رددت عليه كثيرًا من تعدياته وأخطائه التي لا يمكن حصرها لكثرتها في عديد من مؤلفاتي وتحقيقاتي؛ كـ "السلسلتين" في المجلدات الأخيرة منها؛ لأنه لم يكن معروفًا من قبلها، ومثل "صحيح الترغيب"، وقسيمه "الضعيف"، وبصورة خاصة في هذا "صحيح الموارد"، وقسيمه أيضًا؛ لِكثرة أوهامه فيها كثرة عجيبة متنوعة، ولعله يتيسر لي ذكر نماذج منها في هذه المقدمة. ¬

_ (¬1) انظر - على سبيل المثال - وصفه للذهبي بالجهل ببعض الرواة في تعليقه على طبعته لِـ "مجمع الزوائد" (1/ 472)! وقد رددت عليه في "الضعيفة" تحت رقم (6923).

لقد كنت أودُّ للأخ سليم أن يوقف بحثه ونشاطه في نشر بعض كتب الحديث الأصول التي لم تطبع بعد، أو طبعت ولكن طبعات تجارية، فيقوم هو بتحقيقها وإعادتها إلى ما تركها عليه مؤلفوها، أو قريبًا من ذلك، ومن شرح غريب ونحوه؛ فإنه أهل لذلك لو شاء، فيما يبدو لي؛ لنشاطه في البحث، ثم يعمل لنشرها، فينتفع بذلك العلماء وطلاب العلم بإذنه - تعالى -، ولا يتعدى ذلك إلى ما لا يتقنه من التصحيح والتضعيف، والتوثيق والتجريح، فذلك ما لا يحسنه إلاَّ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}! والأمثلة التي أشرت إليها كافية في إسداء مثل هذه النصيحة، فكيف بالآتي بعد؟! فإن الذي يعنيني هنا بيان سبب شذوذه، ومخالفته لكافة علماء المصطلح في اشتراطهم الحفظ في الثقة على التفصيل الذي سبق بيانه، وأنه الجهل مقرونًا بالعجب والغرور والتقليد الأعمى، مع الدفاع عن رأيه ومذهب مقلَّده بحماس غريب؛ كأنه أتى بشيء لم تستطعه الأوائل، مما ذكرني بالحديث الذي يرويه بعضهم: "حبك الشيء يعمي ويصم" (¬1)، وقول الشاعر: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبًا خاويًا فتمكّنا! هذا هو الذي أصاب الأخ سليم - عافانا الله وإياه -؛ وإلا فكيف يعقل انحرافه عن جادة العلماء الذين وقفوا على مذهب مقلَّده ووهّنوه، فينبَري هو بالرد عليهم بغير علم ولا كتاب منير، وإنما بشبهة عرضت له ظنها علمًا، ثم بنى عليها علالي، وقصورًا، كما يأتي بيانه - إن شاء الله تعالى -؟! لقد كان يكفيه إذا تبنى توثيق مقلَّدهِ أن يمضي عليه في تخريجاته وتصحيحاته، أما أن ينصب نفسه منصب العالم الحافظ النقَّاد، المتمكن من ¬

_ (¬1) وهو حديث ضعيف، والراجح أنه موقوف؛ انظر "الضعيفة" (1868).

معرفة أقوال الحفاظ الذين تتابعوا على خلاف رأيه الذي استقاه من مذهب مقلَّدهِ، وقد أبانوا عما فيه من العَكَر؛ فهو - والله - مما لا يستقيم في عقل عاقل يدري ما يخرج من فيه، أو يسيل به قلمه! ذلك لأن التقليد ليس علمًا باتفاق العلماء، فمن أراد الرد عليهم؛ وجب أن يكون رده بعلم؛ وإلاَّ وسعه قوله - تعالى -: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، ولا يسأل من شذ عنهم وظهر خطؤه. وإليك الآن البيان الموعود: لقد عقد الرجل بحثًا في مقدمة طبعته لكتاب الهيثمي هذا "موارد الظمآن" في أربع صفحات (1/ 50 - 51)، افتتحه بنقل أقوال الحفاظ الذين نسبوا ابن حبان إلى التساهل؛ كابن الصلاح، والعراقي، والعسقلاني، والسخاوي وغيرهم هذا في المتن، ثم أخذ في الرد عليهم في التعليق، فقال بعد أن حكى عن النووي أن الجمهور لا يحتج بمجهول العدالة (¬1)، وهو معروف العين برواية عدلين: "ولكنْ؛ ما أكثر ما تصافح أعينَنا عبارةَ: (ووثقه ابن حبان على عادته في توثيق المجاهيل) "! قلت: وكأنه يغمز منّي وربما من غيري - أيضًا! - وهكذا؛ فهو من إنصافه وعدالته! لا يذكرني - في كل ما وقفت عليه من كلامه - إلاَّ ناقدًا، وأهلًا به حين يكون صوابًا، ثم قال: "وأقوال أخرى مثل قول الحافظ ابن حجر ... أبو سلمة الجُهني، حدث ¬

_ (¬1) قلت: يعني: من العدالة وغيرها. قاله الشيخ علي القارئ في حاشيته على "شرح النخبة" (ص 154).

عنه فضيل بن مرزوق، لا يُدرى من هو؟! وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" ... والحق أنه مجهول الحال ... "، وبعد التتبع وجدنا أن المجاهيل الذي يوثقهم ابن حبان - كما يزعم الكثير - فريقان: الفريق الأول: وهم الذين لا يروي عنهم غير واحد، وهو الأهم. والفريق الثاني: وهم الذين روى عنهم أكثر من واحد"!! فأقول ابتداءً: أريد أن ألفت نظر القراء الألباء إلى أن هذا التقسيم يشمل المئات من رجال "ثقات ابن حبان"، وأن بحث الناقد إنما يدور حولهم، وأنه لا يشمل من وثق منهم أو من غيرهم ممن يوثق بتوثيقهم من الحفاظ، فإذا انتبه القراء لهذا؛ تجلت لهم الحقيقة، فلننظر الآن ما فعل الرجل: أولًا: لقد سمى راويًا تفرد بالرواية عنه ثقة - وهو عبد الرحمن بن نمر اليحصبي - وعنه الوليد بن مسلم، قال: "وهو مع ذلك من رجال الشيخين"!! قلت: في هذا التمثيل تضليل للقراء من ناحيتين: الأولى: إيهامه إيَّاهم أن الراوي المشار إليه احتج به الشيخان! وهذا كذب، وأرجو أن لا يكون قد تعمده، وإنما أتي من جهله أو تقميشه وقلة تحقيقه، ذلك لأنهما إنما أخرجا له متابعةً، كما قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (6/ 288)، ولفظه: "لم يخرج له الشيخان سوى حديث واحد في الكسوف، وهو متابعة"! والآخر: أنه من الثقات؛ وهذا خلاف الواقع - أيضًا -؛ فإنه مختلف فيه، فضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وابن عدي، ووثقه ابن البرقي، والذهلي، وإن مما لا شك فيه أن هؤلاء الأئمة الذين ضعفوه هم أقعد بهذا العلم، وأعرف وأشهر

من هذين اللذين وثقاه، وإنْ كان تبعهما ابن حبان بقوله في "الثقات" (7/ 82) - لأن البحث إنما يدور حول تساهله -: "من ثقال أهل الشام ومتقنيهم". نعم؛ لا ينافي التضعيف المذكور قول أبي زرعة الدمشقي: "حديثه عن الزهري مستوي". لأنه يمكن أن يكون عنى حديثًا خاصًّا مما وافق فيه الثقات؛ مثل حديث الكسوف المشار إليه فيما تقدم عن الحافظ. ونحوه قول أبي أحمد الحاكم: "مستقيم الحديث". وقد أشار إلى عدم المنافاة المذكورة ابن عدي؛ مع تضعيفه لابن نمر هذا بقوله في "الكامل" (4/ 293): "له عن الزهري أحاديث مستقيمة، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء". وكان قد صدّر ترجمته بقوله: "هو ضعيف في الزهري". ثم ساق له حديثه عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أنه سمع مروان بن الحكم يقول: أخبرتني بسرة .. أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالوضوء من مس الذكر، والمرأة كذلك. ثم أشار إلى نكارة هذه الزيادة: "والمرأة كذلك"، ثم عزا الإنكار إلى ابن معين - أيضًا -. وتبعهم البيهقي، لكنه استظهر أنها من قول الزهري أدرجت في الحديث،

واستدل برواية لابن نمير فيها ما استظهره، فمن شاء رجع إليه (1/ 132)، وقد كنت نبهت على ذلك في "صحيح أبي داود" (175)، وقد أخرج الحديث هو وغيره من أصحاب "السنن"، وغيرهم بدون هذه الزيادة المنكرة. من أجل ما تقدم من أقوال الأئمة الجارحين لابن نمر، وتفرد الواحد بالرواية عنه، والنكارة التي وقعت له في حديث بسرة؛ كان هذا هو ملحظ الحفاظ المتأخرين حين أعرضوا عن قول من وثقه، أو صحح حديثه، فقال الذهبي في "الكاشف": "قال أبو حاتم وغيره: ليس بقوي". وقال الحافظ في "التقريب": "مجهول". وما ذلك منهم إلاَّ تحقيقًا لقاعدة: (الجرح المفسر مقدم على التعديل)، وأنه لا يحتج بالمجهول عند الجمهور، كما تقدم عن الإمام النووي. فليت شعري؛ ما هو ملحظ الداراني في مخالفة هؤلاء الحفاظ جميعًا المتقدمين منهم والمتأخرين، المجرّحين منهم والمحققين؟! أهو شيء جهلوه، أو غفلوا عنه، وعلمه هو أو اكتشفه هو؟! نعم؛ لقد بدا لنا ما هو؛ في هذا المثال الذي ضربه هو، أنه - باختصار قلبه للحقائق، وإيهامه القراء أن (الشيخين) وثَّقا من ليس بثقة، واستكباره عن التسليم لأئمة ثقات شهدوا القمر بالأبصار! ويمكن أن يضاف إلى ذلك شيء آخر، وهو لو سُلِّم له جدلًا بالمثال، وهو أن ابن نمر ثقة عند الشيخين؛ فذلك دليل آخر على جهله، أَلا وهو قياسه توثيق ابن حبان على توثيق الشيخين؛ مما يذكرنا بقول الشاعر:

فأين الثريا من الثرى ... وأين معاوية من علي؟! وهو قياس باطل بداهة عند من يعرف مقادير الرجال، وينزّل الناس منازلهم؛ فإن من المتفق عليه الاعتداد بتوثيق الشيخين دون توثيق ابن حبان، وأن تصحيحهما أقوى من تصحيحه، وهذا أقل ما يمكن أن يقال (¬1). وإذ قد فرغت من إبطال مثاله الأول؛ فلنتابع الرد عليه في أمثلته الأخرى، وبيان ما فيها: ثانيًا: قال: "وقد انفرد البخاري في الرواية عن ... ". قلت: فسمى أربعة منهم، ثم ذكر خامسًا تفرد بالرواية عنه مسلم، ثم قال في خمستهم: "ولم يرو عن كل واحد منهم إلاَّ واحد"!! والجواب من وجوه: الأول: أنه قياس، وهو باطل لما ذكرت آنفًا. الثاني: أنهم قد وُثقوا من غير ابن حبان. أما الأول منهم - وهو زيد بن رباح المدني -؛ فقد نقل هو عن الحافظ ابن حجر أنه وثقه الدارقطني، وابن عبد البر وغيرهما -، وقال الحافظ: "فانتفت عنه الجهالة بتوثيق هؤلاء". فالعجب من الداراني ينقل الحجة عليه، ثم يكابر ويغالط! وأما الثاني - عمر بن محمد بن جبير بن مطعم -؛ فوثقه النسائي، ولذلك ¬

_ (¬1) قلت: إن من عناد الداراني: تصريحه بأن ابن نمر هذا ثقة، وأن إسناد حديثه المتقدم عن بُسرة صحيح! كما يأتي في التعليق على حديثها (214).

قال الذهبي في "الميزان": "ما روى عنه في علمي سوى الزهري، لكن وثقه النسائي، وله حديث في "البخاري" ... ". وكذلك جزم الحافظ في "التقريب" بأنه ثقة. وأما الثالث - محمد بن الحكم المروزي -؛ فهو من شيوخ البخاري المعروفين لديه، وأثنى عليه الخلال فهمًا، وحفظًا، وصحبة للإمام أحمد، ولذلك قال الحافظ: "ثقة فاضل". وأما الرابع - الوليد بن عبد الرحمن بن حبيب الجارودي -؛ فوثقه الدارقطني أيضًا -، ولذلك قال الحافظ أيضًا: "ثقة". وأما الخامس - جابر بن إسماعيل الحضرمي -؛ فهو وإن كنا لم نجد من صرح بتوثيقه كالذين قبله؛ فقد قال ابن خزيمة في "صحيحه": "إنه ممن يحتج به". كما نقله الداراني عن الحافظ، وأقره! قلت: فهذه الأمثلة لا تفيده أيضًا؛ بل هي عليه؛ لأن جلها ممن وثقهم الأئمة؛ بل هي من مغالطاته أو جهالاته المكشوفة، ونحوهم المثال الثالث والخامس؛ فإن لهم وضعًا خاصًّا ككونه شيخًا، أو صرح بأنه يحتج به، ونحو ذلك من العبارات المفيدة لكونه ثقة، وقد يكون في هذا النوع ممن روى عنه جماعة، فهؤلاء لهم حكم خاص، ولذلك نرى الحافظ الذهبي، والعسقلاني

يوثقان من أمثالهم تارة، ويجهِّلان تارة، ولكل قاعدة شواذ (¬1)، وقد ذكرت رأيي في أمثال هؤلاء في بعض البحوث، ويأتي شيء من ذلك في نهاية هذا التحقيق - إن شاء الله تعالى -. ثم إن الأخ الداراني - هداه الله - زاد في المغالطة، وضرب الأمثلة الخارجة عن الموضوع، فذكر أسماء بعض الصحابة - رضي الله عنهم - ممن خرّج لهم الشيخان! ولم يرو عنهم إلَّا واحد! نقل ذلك عن الإمام النووي! وابن الصلاح! فأقول: لقد تجاهل الداراني - عفا الله عنه - حقيقة اتفق عليها أهل السنة، وهي أن الصحابة كلهم عدول بتعديل الله إياهم في آيات كثيرة، وأحاديث شهيرة، فلا داعي للإطالة، فمن شاء راجع كتب المصطلح، فانظر مثلًا "فتح المغيث" للحافظ السخاوي (3/ 100 - 106). فإن كان الأخ الداراني يعرف هذه الحقيقة، ويؤمن بها؛ فإنا نقول له: إن قياسك غير الصحابة - من التابعين ومن بعدهم الذين هم بحاجة إلى أن يعدَّلوا من بعض البشر -؛ كيف صح في عقلك أن تقيسهم على الصحابة الذين عدّلهم الله - تبارك وتعالى -؟! تالله إن هذا لمن أبطل قياس يقوله رجل يدري ما يخرج مِن فيه! ثم إنني أسأله: لماذا نقل كلام الإمام النووي، ووضعه في هذا الموضع ¬

_ (¬1) قلت: ومن الأمثلة على ذلك: (زينب بنت كعب بن عجرة) راوية حديث (الفريعة) التي أمرها - صلى الله عليه وسلم - أن تمكث في بيتها بعد وفاة زوجها ... الآتي (1331، 1332)؛ فهي ممن لم يرو عنها غير ثقتين، ولم يوثقها غير ابن حبان، ومع ذلك فقد صححت حديثها؛ لأنَّه صحَّحه جمع من الحفاظ؛ مثل محمد بن يحيى الذهلي، والترمذي، وابن الجارود، وابن حبان، والحاكم، والذهبي، وابن القيم، واحتج به الإمام أحمد، إلى كونها تابعية زوج أبي سعيد الخدري؛ وقيل: إنها صحابية. ومن أوهام الداراني: أنه صحح إسناد حديثها هناك دون أن يحقق أنها ثقة؛ ولو بنقل توثيق (مقلَّده) ابن حبان إياها!!

الذي ليس له، وكتم قوله الصريح المتعلق بالموضوع، والمخالف لما يرمي إليه الداراني من المغالطات؟! فقد سبق نقله عن الإمام أن مجهول العدالة ظاهرًا وباطنًا (¬1) لا يقبل عند الجمهور، وهذا هو قوله في كتابه "التقريب"، وأيده فيه (1/ 317 - "التدريب") بقوله: "قال الخطيب: المجهول عند أهل الحديث من لم يعرفه العلماء، ولا يعرف حديثه إلاَّ من جهة واحد، وأقل ما يرفع الجهالة رواية اثنين مشهورين". قلت: فأورد عليه الإمام رد ابن الصلاح على الحديث بذكر أسماء بعض الصحابة الذين لم يرو عنهم إلاَّ واحد، فرد عليه النووي رحمه الله تعالى بقوله: "والصواب نقل الخطيب، ولا يصح الرد عليه بِـ (مرداس)، و (ربيعة)؛ فإنهما صحابيان مشهوران، والصحابة كلهم عدول". فأقول: لِم كتم هذا الأخ الداراني؟! أليس هذا هو صنيع أهل الأهواء الذين ينقلون ما لهم، ويهملون ما هو عليهم؟! فكيف وهو قد فعل أسوأ من فعلهم، فقلب ما هو عليه، فجعله له؟! فاللهم هداك! ثم ختم كلامه على هذا الفريق الأول بما يؤكد ما تقدم وصفه به من الحيدة عن الموضوع، والمغالطة - وغيرهما -، فقال: "قال أبو الحسن بن القطان ووافقه ابن حجر إن زكَّاه أحد من أئمة الجرح والتعديل مع رواية واحد عنه قُبِلَ؛ وإلاَّ فلا". ونقل مثله عن "توضيح الأفكار" للإمام الصنعاني صاحب "سبل السلام". ¬

_ (¬1) وهو المستور، وهو - كما قال السخاوي -: "من لم ينقل فيه جرح ولا تعديل، وكذا إذا نُقلا؛ ولم يترجح أحدهما". نقله الأمير الصنعاني في "إسبال المطر على قصب السكر" (ص 76)؛ وتقدم (ص 33) نحوه.

فأقول: هذا كسابقه؛ خارج عن الموضوع؛ لأن البحث إنما هو فيمن روى عنه واحد ولم يوثق، أو أنه وثقه ابن حبان فقط؛ لأن هذا قد أباح عن مذهبه وتساهله في التوثيق: أن العدل من لم يعرف بجرح؛ كما تقدم نقله، وليس من وُثِّق كما في قول ابن القطان وغيره -، فيا لها من مغالطة مكشوفة! مما يجعلني أقول - لكثرة ما تكررت منه -: لعلها منه بغير قصد، وإنما لجهله وقلة فهمه لهذا العلم؛ وإلا كيف يستدل بموافقة ابن حجر التي حكاها عنه، وهو الذي انتقد ابن حبان، ونسبه إلى التساهل ومخالفة الجمهور - كما تقدم -؟! فهو بهذه الموافقة لا يعني حتمًا بالتزكية ابن حبان المتساهل؛ وإلا كان متناقضًا، وإنما المتناقض حقًّا هذا الذي يَركبُ رأسه، ويخالف تحقيقات الحفاظ، وسيأتي ما يؤكد تساهل ابن حبان من كلامه هو نفسه؛ زيادة على ما تقدم، عند البحث في "صحيح ابن حبان"، وشروطه فيه. ثم تكلم الرجل عن الفريق الثاني، وهم الذين روى عنهم أكثر من واحد، ولم يوثقهم غير ابن حبان، وذكر له بعض الأمثلة. وليس فيه ما يثبت زعمه إلاَّ على النحو الذي تقدم في الفريق الأول الذي قبله، وإليك البيان مع الإيجاز قدر الإمكان؛ فإن أثقل شيء على النفس إعادة الرد على كلام غثاء، لا غَنَاءَ فيه، فأقول: أولًا: قاس ابن حبان المتساهل والمتناقض أيضًا على الشيخين اللذين لا يُعرفان بشيء من ذلك. ثانيًا: قوله: " .. ولم يوثقه غير ابن حبان" جَهِل - أو تجاهل - أن من احتج به الشيخان أو أحدهما هو توثيق له منهما، مثل من أخرج له ابن حبان في "صحيحه"، ولم يذكره في "ثقاته"، فهو توثيق منه إياه، وقد مرت بي بعض

الأمثلة في بعض تخريجاتي، فانظر مثلًا "الضعيفة" (6925). وإن مما يدل على ما ذكرت قول الحافظ ابن حجر في "مقدمة فتح الباري" (384): "ينبغي لكل منصف أن يعلم أن تخريج صاحب "الصحيح" لأي راوٍ كان: مقتضٍ لعدالته عنده، وصحة ضبطه، وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بِـ "الصحيحين"، وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في "الصحيح"، فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما، هذا إذا خرّج له في الأصول ... " (¬1). فهل جهل الرجل هذه الحقيقة التي عليها جمهور الأئمة، أم تجاهلها؟! أحلاهما مر! ولننظر الآن في بعض الأمثلة التي ضربها، وزعم أنه لم يوثقهم غير ابن حبان. فأول ما يَفْجَأُنا به منهم: إسحاق بن إبراهيم بن محمد الصواف، فقد قال فيه (1/ 53): "روى عنه جماعة، ولم يوثقه غير ابن حبان، ومن وثقه بعده؛ فقد تابعه، وهو من رجال البخاري"! هذا القول منه وحده يكفي لدمغِهِ بالتجاهل، وقلبه للحقائق، فكيف إذا انضم إليه غيره مما سبق ويأتي؟! 1 - فقوله: "جماعة" لقد تعمد كتم عددهم، وصفاتهم، وأسمائهم؛ لأنه لو فعل؛ لَظهر عند المبتدئين في هذا العلم بطلان تمثيلها بإسحاق هذا؛ فقد روى ¬

_ (¬1) وسبقه إلى هذا المعنى: ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص 323 - 329).

عنه قرابة عشرين من الثقات الأثبات، وعلى رأسهم البخاري، مثل ابن الجنيد الخُتُّلي، وابن مَتَّوَيْهِ الأصبهاني، وابن أبي عاصم، وأبي عَروبة الحراني، وزكريا الساجي وغيرهم -! ممن ذكرهم الحافظ المزي في "تهذيبه". 2 - قوله فيه: "ومن وثقه بعده فقد تابعه ... "! قَلْبٌ متعمد منه للواقع؛ فإن ممن وثقه: البزار في "مسنده" كما في "التهذيبين"، والبزار توفي سنة (292)، وابن حبان سنة (354)!! 3 - قوله: "وهو من رجال البخاري"! وجه القلب للحقيقة فيه: أن الحق أن يقول: "وهو من شيوخ البخاري"، وذلك لأنه أفيد للقراء، ثم هو به يدفع عن نفسه دمغه بأنه متجاهل! وهيهات هيهات!! وثاني ما فاجَأَنا به من تلك الأمثلة: الوليد بن سريع، قال: "روى مسلم له، ولم يوثقه غير ابن حبان"! قلت: أقول في الجواب عن هذا المثال نحو ما تقدم في الذي قبله: 1 - قد روى عنه عشرة أكثرهم ثقات، وإن مما لا شك فيه عند أهل العلم: أنه كلما كثر عدد الرواة عن الراوي؛ اطمأنت النفس إليه، وغلب على الظن استقامة حاله، ولذلك رأينا كثيرًا ممن تفرد ابن حبان بتوثيقه؛ وثقه بعض الذين نسبوه إلى التساهل، وفي الوقت نفسه صرحوا بجهالة كثير من ثقاته! كالحافظ الذهبي، وهذه حقيقة يشعر بها كل من مارس هذا العلم، وعرف أسباب التوثيق والتجريح، واختلاف مراتبهما، ولذلك قال السخاوي في "فتح المغيث" (1/ 298): "قال ابن رُشَيْد (¬1): لا فرق في جهالة الحال بين رواية واحد واثنين؛ ما لم ¬

_ (¬1) هو محمد بن عمر بن محمد السَّبْتي الأندلسي المالكي؛ توفي سنة (722). انظر "فتح المغيث" (1/ 75)، و"شذرات الذهب" (6/ 58).

يصرح الواحد أو غيره بعدالته، نعم؛ كثرة رواية الثقات عن الشخص تقوي حسن الظن به". وقد ذكر السيوطي بعض الرواة ممن صرح بعضهم بجهالتهم، ونقل عن الذهبي أنه قال: "ليس بمجهول، روى عنه أربعة"، انظر "تدريب الراوي" (1/ 320). فمن أجل ذلك رأينا الذهبي قال فيه في "الكاشف": "ثقة". وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق". 2 - لقد تجاهل في هذا المثال أنه تابعي، وفيهم أورده ابن حبان من "الثقات" (5/ 491)، ومما لا شك فيه أيضًا أن التابعية صفة تضفي على صاحبها مزية لا توجد في المتأخرين من الرواة (¬1)؛ لا سيما إذا كانوا ممن لم يرو عنه إلاَّ واحد أو اثنان، وبخاصة إذا كان مغموزًا من ابن حبان نفسه بالجهالة أو غيرها، كما سبق في بعض ما نقلت عنه من الأمثلة؛ فما أبعدَهُ عن العلم والإنصاف! من يريد بهذه الأمثلة أن يرد على العلماء الذين وصفوا - بحق - ابن حبان بالتساهل في التوثيق؟! مع الاختلاف الشاسع بينها وبين النوع المشار إليه من ثقات ابن حبان! وأما الجواب عن الذي قرنه مع الوليد هذا - وهو عبد الله بن مسلم الأغر -؛ فيعرف مما تقدم؛ أي: أنه من رجال مسلم الذي لم يُرْمَ بالتساهل، ولذلك قال الحافظ فيه: ¬

_ (¬1) انظر التعليق المتقدم (ص 39).

"صدوق". وكذلك ما نقله عن الذهبي أنه قال: "والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة، ولم يأت بما ينكر عليه: أن حديثه صحيح"! فأقول: هذا مما لا يفيده - أيضًا -؛ لأنه مشروط بشرطين: 1 - أنه روى عنه جماعة. 2 - أنه لم يأت بما ينكر عليه. فمن كان له راوٍ أو راويان، أو حديث أو حديثان، فضلًا عمن ليس له ولا حديث واحد - كما يقول ابن حبان في بعض ثقاته - فهؤلاء لا يمكن التحقق من سلامة حديثه من منكر، ولو من باب غلبة الظن؛ بخلاف ما إذا كانوا جماعة، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك فيما نقله السخاوي عن ابن رشيد، وهو على كل حال داخل فيما سبق من قولي: "لكل قاعدة شواذ"، فقد يوجد في أمثال هؤلاء من يكون حديثه حسنًا أو صحيحًا، وبخاصة إذا كان في "الصحيحين" أو أحدهما، حسب نسبة الرواة عنه قلة وكثرة؛ لأن اختلاف هذه النسبة تنتج في نفس الباحث اختلاف قوة الظن بالثقة بالراوي أو بحديثه، فقد يُحسِّن حديث بعضهم، وقد يصححه؛ بل قد يختلف رأي الحفاظ فيه؛ بل والحافظ الواحد في بعضهم، فهذا حفص بن بُغيل الذي نقل المردود عليه عن الذهبي أنه انتقد في "الميزان" (1/ 556) على ابن القطان تجهيله إياه، وقال: " .. وهذا شيء كثير، ففي "الصحيحين" من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد، ولا هم بمجاهيل". وإنما نقله الرجل كشاهد لزعمه الباطل، وقد عرفت رده من بعض الأمثلة

المتقدمة، فقد روى عنه أربعة، وهو مما فات ابن حبان، فلم يذكره في "ثقاته"، ولا عزاه إليه في "التهذيب"! والشاهد من كلام الذهبي أنه غلب على ظنه أنَّ محله الصدق، فقال في "الكاشف": "صدوق". وخالفه الحافظ، فقال في "التقريب": "مستور"! ثم نقل الرجل عن الذهبي - أيضًا - (2/ 66) أنه قال في الزبير بن جُنادة الهَجَري: "ذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخطأ من قال: فيه جهالة [ولولا أن ابن الجوزي ذكره لما ذكرته] " (¬1). قلت: لقد أصاب الحافظ الذهبي وأخطأ! كما أخطأ الداراني في ذكره إياه كَمَثَلٍ على مبتغاه! أما إصابة الذهبي؛ فلأن الزبير هذا مثل الذي قبله؛ فقد روى عنه أربعة من الثقات، ووثقه غير ابن حبان، فقد قال ابن الجنيد في "سؤالات ابن معين" (ص 118): "سألت يحيى عن الزبير بن جُنادة؟ فقال: شيخ خراساني ثقة، يحدث عنه أبو تميلة، وأبو الحسين العُكْلي (¬2) ". ووثقه الحاكم أيضًا مع أبي تميلة هذا في حديث لهما في الإسراء؛ خرجته في "الصحيحة" (3487). ¬

_ (¬1) الزيادة من "الميزان". (¬2) قلت: اسمه (زيد بن الحُبَاب).

وأما خطأ الذهبي؛ فهو أنه قال في "المغني": "فيه جهالة". وأشار إلى ذلك بقوله في "الكاشف": "وُثق" (¬1). وتبعه الحافظ في "التقريب" بقوله: "مستور". قال الدكتور بشار في تعليقه على "تهذيب المزي" (9/ 300): "فكأنه ما وقف على توثيق ابن معين له". قلت: هذا هو الظاهر؛ فإنه لم يذكر في "تهذيبه" هو (3/ 313 - 314) تبعًا لأصله إلَّا توثيق ابن حبان والحاكم، إشارة منه إلى تساهلهما في التوثيق، فقد أصابه والذهبي ما كان أصابني قديمًا في تضعيفي لحديث الإسراء متبعًا إياهما على خطإهما قبل أن أقف على توثيق ابن معين المذكور إياه، فالحمد لله على هداه! والفضل في ذلك يعود إلى الدكتور بشار - بعد الله - سبحانه وتعالى -. فهل خفي ذلك على الداراني أيضًا؛ و"تهذيب المزي" بين يديه؟! أم هو التجاهل والتعامي عن النصوص لغاية في (نفس يعقوب)؟! وأخيرًا .. ختم الداراني بحثه بما نقله عن الحافظ ابن حجر أنه قال في "شرح النخبة" في مجهول العين: "أنه لا يقبل حديثه إلَّا أن يوثقه غير من تفرد عنه على الأصح؛ إذا كان ¬

_ (¬1) قلت: كثيرًا ما رأيت الداراني ينقل هذا عن الذهبي حينما يترجم لبعض مجهوليه؛ إما جهلًا بدلالتها، أو تجاهلًا، أو لا مبالاةً بمخالفته! فإنه في سبيل ذلك يخالف بعض الحفاظ المتقدمين كابن المديني وغيره.

متأهِّلًا لذلك". فعقب عليه بقوله (1/ 53): "وهل فعل ابن حبان أكثر من هذا؟! "! فأقول: لقد أبى الرجل إلَّا أن يختم بحثه بمثل ما تقدم له فيه من الجهل (¬1) أو التجاهل والمغالطة، ذلك أن الخلاف ليس في ما قاله الحافظ من القبول بعامة، وإنما في قبول من وثقه ابن حبان بخاصة، وأنه متساهل في التوثيق أم لا؟ وأن الذين وصموه به؛ أنصفوه أم لا؟! وإن من أقوى ما يؤكد أن ابن حبان لا يدخل في قوله: "إذا كان أهلًا ... " أنه - أعني: ابن حجر - من الذين رموه بالتساهل كما أسلفت. وكَتْمُ الدارانيِّ كلامَه الصريح في ذلك: من تمام جهله أو تجاهله، كما ذكرت في أول هذه المقدمة. وإنما يقف الرجل هذا الموقف ليتظاهر بأنه محقق وغير مقلد للحفاظ، وليتخذه تُكَأَةً له في تصحيح مئات الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي تدور أسانيدها على مجهولين ونحوهم، ممن وثقهم ابن حبان كما سأبين ذلك - إن شاء الله تعالى - في مواضعها؛ استعلاءً منه على شهادة الحفاظ عليه بالتساهل، ولا أريد أن أعطف على ذلك، فأقول: وعلى الحقائق العلمية الكثيرة المتقدمة التي تدينه بذلك؛ لاحتمال أن يكون جاهلًا بها، ولذلك فإني أرى من واجب البيان والنصيحة أن ألخص له تلك الحقائق - أو أهمها - هنا - لعله يَرْعوي عن عجبه وغروره، ويعيد النظر في تلك الأحاديث التي صححها، ثم أختم التلخيص ¬

_ (¬1) لعله يعذرني بهذه الكلمة - وبحقِّ -؛ لأنَّي رأيته أطلقها على الحافظ الذهبي - بِبُطْلٍ -، كما سبق (ص 35)؛ و (على نفسها جنت براقش)!!

بشهادة الحافظ السخاوي بالتساهل الذي أنكره الداراني، فأقول: سبب وصف ابن حبان بالتساهل في التوثيق يعود إلى سببين رئيسيين: أحدهما: إغفاله ما اشترطه العلماء في الثقة علاوة على عدالته، إلاَّ وهو الضبط والحفظ في الحديث الصحيح، والحسن. وقد تجلى هذا الإغفال في المئات من رواة "ثقاته" الذين لا يعرفون ألا برواية الواحد والاثنين، وبعضهم ممن صرح هو نفسه فيه بأنه لا يعرفه، وقدمت بعض الأمثلة. والآخر إخلاله بالشرط الذي وَضَعَهُ هو نفسه في أول كتابه، وذلك قوله في مقدمته: "لا أذكر فيه إلاَّ الثقات الذين يجوز الاحتجاج بخبرهم". ثم أكد ذلك بقوله: أن كل من يذكره فيه؛ فهو صدوق يجوز الاحتجاج بخبره. ثم نقض ذلك كله نقضًا عجيبًا في عشرات؛ بل مئات من الأمثلة المتضمنة أنواعًا من أسباب الجرح التي تنافي التوثيق، فأذكر الآن عباراته الدالة والصريحة بها، مستغنيًا عن ذكر أسماء الذين جاءت في تراجمهم عنده، مع الإحالة على الصفحة التي ذكروا فيها فيما تقدم لمن أراد التحقق منها: 1 - لا يجوز الاحتجاج به (ص 17). 2 - ليس له غير هذا المنكر الباطل (18). 3 - لست أعرفه، وإنما ذكرته للمعرفة، لا للاعتماد على ما يرويه (وهذا نص هام جدًّا). 4 - أدخلته في "الضعفاء" (19).

سبب الأخطاء في "الثقات"

7 - يخطئ كثيرًا. 8 - كان ممن يخطئ. 9 - روى عنه متهم! (¬1). قلت: وتحت كل نوع من الأنواع عديد من الرواة، لو تتبعها باحث لازداد هولًا وعجبًا من كثرةِ المخالفات لقواعده هو؛ فضلًا عن قواعد (مصطلح الحديث). بعد هذا البيان الجامع الموجز أقول: على الأخ الداراني أن يعود إلى رشده، ويتوب إلى ربه من غروره وعجبه، وأن يصلح موقفه مع الأئمة وحفاظ الأمة، وبخاصة من رمى منهم بالجهل، وأعظم من ذلك كله - وهو المقصود الأكبر من هذا الرد كله -: أن يعيد النظر في تلك الأحاديث الضعيفة التي صححها، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله! سبب الأخطاء في "الثقات": فإن قيل: لقد تبين خطأ ابن حبان - رحمه الله - وتساهله في كتابه "الثقات" تأصيلًا وتفريعًا، وصواب حكم الحفاظ عليه بأنه متساهل، وتعجب الحافظ منه، وتعصب المدافع عنه بغير علم، فما هو السبب الذي أوقعه في التساهل؟ فأقول وبالله التوفيق: ¬

_ (¬1) وأما الذين يذكرهم برواية واحد من الضعفاء والمجهولين والمدلسين - خلافًا لشرطه -؛ فحدِّث ولا حرج! وقد كشفت القناع عن الكثيرين منهم في "تيسير الانتفاع"، ولكن لم يتيسّر لي تتبعهم بعدُ؛ مثل: (إبراهيم بن جريج الرهاوي)، انظر "الضعيفة" (1692)، و (أحمد بن موسى المربدي البصري)، انظر "الضعيفة" (6931) وغيرهما.

لا أجد سببًا أقطع به - بعد السبب العام الشامل للبشر قاطبة إلَّا الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، وهو الذي أشار إليه الإمام مالك - رحمه اللَّه - في قوله المعروف: "ما منا من أحد إلَّا ردَّ أو رُدَّ عليه إلَّا صاحب هذا القبر، وأشار إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ اللَّهم إلَّا الاستعجال في التأليف، وعدم التمكن من إعادة النظر فيه وتبييضه؛ بسبب مرض، أو تأخر في العمر، أو غير ذلك من الأسباب التي تختلف باختلاف الناس والظروف التي تحيط بهم. وقد وجدت بعض الحفاظ قد عللوا تساهل الحاكم في "المستدرك" بشيء مما ذكرت، فقال الحافظ ابن حجر: "وإنما وقع للحاكم التساهل؛ لأنه سوَّد الكتاب لينقحه، فأعجلته المنية" (¬1). وقال السخاوي في "فتح المغيث" (1/ 36): "يقال: إن السبب في ذلك أنه صنفه في آخر عمره، وقد حصلت له غفلة وتغير، أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه ... ". ولَدَيَّ بالنسبة لابن حبان سببان آخران: أحدهما: أنه أحاطت به بعض الفتن بسبب كلمة قالها في النبوة وغيرها، فهُجر بسببها، وأُخرج من بلده (¬2)، وهذا مما لا يرتاب عاقل أنه يشغل البال، ولا يفسح للعالم أن يتقن الأعمال، وبخاصة ما كان منها علمية فكرية. والآخر: أنه قد نص في مقدمة "الثقات" (1/ 11) أن هذا "مختصر عن كتاب التاريخ الكبير" مثل كتابه الآخر: "الضعفاء والمجروحين"؛ فقد لاحظت أنه قد بقي في "ثقاته" عشرات المترجمين، هم بِـ "التاريخ" أولى من "الثقات"، ¬

_ (¬1) ذكره السيوطي في "التدريب" (1/ 106). (¬2) انظر "الميزان"، و"تاريخ الإسلام" (26/ 113).

مثل أولئك الذين صرح بأنه لا يعرفهم (انظر ص 16) وما بعدها، وغيرها كثير وكثير، فانظر مثلًا الترجمتين الآتيتين، قال (8/ 491): 1 - "عيسى بن زاذان الأيلي، من عباد البصريين، ما له حديث مسند؛ إنما له الرقائق والخطابات في العبادة". 2 - "عيسى بن جابان، من عباد أهل الكوفة؛ ممن حفظ لسانه، ليس يروي الأخبار، ولا يسمع الآثار؛ إنما يُحكى عنه الرقائق في التعبد". ومثله كثير؛ مثل أويس القرني؛ فقد وصفه بالزهد والعبادة، ولم يذكر له رواية؛ بل صىح الذهبي أنه ما روى شيئًا! ". فهؤلاء بـ "التاريخ" أشبه منه بـ "الثقات"، فبقاؤهم فيه دليل قوي على أنه لم يُتَحْ له إعادة النظر فيه وتصفيته من أوهامه. قلت: فهذه المجموعة من الأسباب هي السبب في بقاء تلك الأنواع من الأوهام والأخطاء في "الثقات"، وخلاصة ذلك أنه تركه مسودة، لم يُتح له تنقيتها وتهذيبها؛ واللَّه - سبحانه وتعالى - أعلم. هذا؛ ووفاءً بما وعدت في هذا الفصل، وإتمامًا للفائدة؛ أقول: قال الحافظ السخاوي في فصل "معرفة الثقات والضعفاء" من كتابه "فتح المغيث" (3/ 315) بعد أن ذكر كثيرًا من المؤلفات والمصادر التي ألّفت في "الضعفاء"، والتقط منها بعضهم الوضاعين، وبعضهم المدلسين، قال: "وفي "الثقات" لابن حبان، وهو أحفلها، لكنه يُدرج فيه من زالت جهالة عينه؛ بل ومن لم يرو عنه إلَّا واحد، ولم يظهر فيه جرح (¬1)، وذلك غير كافٍ في ¬

_ (¬1) قلت: بل وفيهم كثير ممّن جرحهم ابن حبان نفسه؛ بمثل قوله: "يخطئ كثيرًا"، وأكثر منهم من يقول: "كان يخطئ". وهذا وذاك جرح عنده، كما سبق بيانه؛ فتذكّر!

سؤال وجوابه

التوثيق عند الجمهور، وربما يذكر فيه من أدخله في "الضعفاء" إما سهوًا أو غير ذلك، ونحوه تخريج الحاكم في "مستدركه" لجماعة، وحكمه على الأسانيد الذين هم فيها بالصحة؛ مع ذكره إياهم في "الضعفاء"، وقطع بترك الرواية عنهم، والمنع من الاحتجاج بهم؛ لأنه ثبت عنده جرحهم". وفي الختام أوجه إلى الأخ الداراني السؤال التالي: لقد اتفق علماء الحديث على اشتراط الحفظ في الراوي، علاوةً على عدالته؛ خلافًا لابن حبان - كما تقدم تحقيقه -، فما موقفك من هذا الشرط؟ فإن قلت به - كما يقتضيه حسن الظن بك -؛ انهار كل ما سودته في تعليقاتك وتصحيحاتك؛ على أنها منهارة! وإن كانت الأخرى - لا قدّر الله -؛ سقط الكلام معك، وتجلى عنادك وتكبرك على الحق، وخالفت سبيل المؤمنين؛ بل وحديث سيد المرسلين القائل: "الكبر بَطْرُ الحقِّ، وغمط الناس"، وهو تمام قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"! {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. سؤال وجوابه: وهنا سؤال يطرح نفسه - كما يقولون اليوم -: إذا كان الأمر كما تبين من تساهل ابن حبان في التوثيق؛ فما موقف المرء إذا وقف على راوٍ وثقه ابن حبان؟ وجوابي عليه كالتالي: الناس في هذا العلم وغيره على ثلاثة أنواع: 1 - عالم مجتهد.

2 - طالب متبع. 3 - جاهل مقلد. فالأول: يجتهد فيما اختلف فيه الناس؛ لأنه باستطاعته أن يعرف صوابه من خطئه. والثاني: يتبع من يثق بعلمه وتقواه وصلاحه، ويحاول أن يتعرف به على الصواب؛ لِيكون على بصيرة من دينه، ولا يتنطع ويدعي العلم؛ كما فعل الداراني وغيره!! والثالث: يقلد العالِم، ويحاول أن يكون من النوع الثاني، وهذا كمبدإ عام؛ وإلا فمثله لا يحتاج أن يسأل مثل هذا السؤال الذي يترتب عليه تصحيح الحديث أو تضعيفه؛ كما هو ظاهر. وإن من أولئك العلماء الذين لهم قدم راسخة في هذا المجال: العلامة المحقق عبد الرحمن المعلّمي اليماني - رحمه الله -، وقد قسم توثيق ابن حبان إلى خمس درجات، فقال في كتابه القيِّم "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل"؛ بعد أن حقق في غير موضع منه القول في التساهل (1/ 437 - 438 - مكتبة المعارف): "والتحقيق أن توثيقه على درجات: الأولى: أن يصرح به، كأن يقول: كان متقنًا، أو مستقيم الحديث، أو نحو ذلك. الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم. الثالثة: أن يكون معروفًا بكثرة الحديث؛ بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.

الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة. الخامسة: ما دون ذلك. فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة؛ بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم. والثانية: قريب منها. والثالثة: مقبولة. والرابعة: صالحة. والخامسة: لا يُؤمن فيها الخلل، واللَّه أعلم". وقد كنت أثنيت عليه ببعض ما يستحقه من الثناء على علمه وفضله في التعليق عليه، فقلت في التعليق عليه: "قلت: هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف - رحمه اللَّه تعالى -، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره، فجزاه اللَّه خيرًا ... ". غير أن مؤلف كتاب "رواة الحديث ... " من الطلاب المعاصرين لم يَرُقْ له التفصيل المذكور، ولا الثناء المزبور، فغمز منهما بقوله (ص 69, 71): "فيه نظر"! ثم عقب عليه بثلاث صفحات بتقسيم المترجمين في "الثقات" إلى قسمين، والقسم الثاني إلى صنفين، ثم عدد كل صنف، ونوعية ألفاظه، وقال في تضاعيف ذلك: "ولذلك؛ فإنني أرى أن هذه الإطلاقات من فضيلة الشيخ اليماني رحمه اللَّه عامة، وعائمة!

وما ذكره فضيلة الشيخ الألباني من أن كلام الشيخ المعلمي (تفصيل دقيق) غير دقيق! ولا يفيد في التحقيق العلمي شيئًا"! ثم ختم كلامه بأن جعل الرواة الذين ترجمهم ابن حبان ساكتًا عليهم على ثلاث درجات: 1 - فمنهم الثقات وأهل الصدق. 2 - ومنهم رواة مرتبة الاعتبار. 3 - ومنهم الرواة الذين لا تنطبق عليهم شروط ابن حبان النقدية في القبول، وهؤلاء ذكرهم للمعرفة، واللَّه أعلم"! قلت: هذا كلامه، وهو وإن كان لا يخلو من تحقيق ودراسة مفيدة - والحق يقال -؛ لكن ليس فيه ما يثبت نظرته المزعومة في الدرجات الخمس، ونفي فائدتها، ووصفه إياها بأنها (عامة وعائمة)! وليت شعري ما الفرق بينها وبين درجاته الثلاث التي ختم بها بحثه من حيث وصفه المذكور؟! إنَّ أخشى ما أخشاه أن يكون غلب عليه شؤم المعاصرة، وحب التفوق، والظهور بعدم الاعتراف بالفضل لذوي الفضل بحثًا وعملًا، لا لفظًا ومسايرةً! واللَّه - عز وجل - يقول: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}. وخلاصة جوابي عن السؤال: أنه يمكن للعالم أو طالب العلم أن يعتمد ابتداءً على من كان في "الثقات" من الدرجة الأولى والثانية عند الشيخ اليماني؛ دون البحث فيهم؛ إلَّا إذا كان هناك مخالف له من الحفاظ والنقاد المعروفين، وبخاصة إذا كانوا أقعد منه في علم الجرح والتعديل، والتوقف عن الاحتجاج بما بعدهما من الدرجات الثلاث إلَّا بعد البحث والنظر في القرائن التي تساعد على تبني أحد طرفي القبول أو الرد، مثل كثرة الرواة عنه، أو كونه من طبقة

الفصل الثاني: تقويم "صحيح ابن حبان"

التابعين، أو غير ذلك من القرائن التي سبقت الإشارة إليها فيما سبق، وضرب بعض الأمثلة؛ حتى يلقى في الصدر الاطمئنان لروايته، وتحصل غلبة الظن بالعمل بها إن وجدت أولًا (¬1). ومن أجل هذه الخلاصة؛ قدمت هذه المقدمة الضافية التي أرجو من الله - تعالى - أن يكون قد تفضل عليَّ فيها بالتحقيق والتوفيق، وهداني فيها إلى أصح ما قيل في المسألة وأعدلها؛ لِتكون تمهيدًا للخوض في تقويم "صحيح ابن حبان"، الذي هو ثمرة البحث المتقدم في تقويم "ثقات ابن حبان"، هذا "الصحيح" الذي منه استُخرج "موارد الظمآن"، فكان لا بد إذن من الخوض في التقويم المذكور، سائلًا المولى فيه التوفيق والسداد إلى أصح ما قيل فيه، إنه خير مسؤول. الفصل الثاني: تقويم "صحيح ابن حبان" بادئ بدء أقول وباللَّه التوفيق: تختلف شخصيّة ابن حبان وتصرُّفه في كتابه هذا عن تصرفه في "ثقاته" تأصيلًا, ويتفق معه تفريعًا؛ فهو في هذا متساهل كذاك، ومستقيم غير متساهل في هذا؛ بل هو متشدد، وأكثر الباحثين الذين كتبوا حوله أثنوا عليه خيرًا بعامة، ومن تكلم فيه فتلميحًا وعلى استحياء! كالحافظ ابن حجر فضلًا عن غيره؛ فإنه بعد أن لخص شروط ابن حبان في "صحيحه" قال (¬2): ¬

_ (¬1) انظر الرد في مقدمة "تمام المنة" (25 - 26) على بعض الناشئين في هذا العلم، الذي لم يتفطن لهذا التفصيل؛ فنسبني إلى التناقض بسبب تقويتي لبعض الأحاديث التي فيها من وثقه ابن حبان!! (¬2) "النكت على كتاب ابن الصلاح" (1/ 290 - 291).

شروط ابن حبان في "صحيحه"

"فإذا تقرر ذلك؛ عرفت أن الأحاديث التي في كتاب ابن خزيمة وابن حبان صالحة للاحتجاج بها؛ لِكونها دائرة بين الصحيح والحسن (¬1)، ما لم يظهر في بعضها علة قادحة". وأما غيره من الباحثين - وأعني: بعض المعاصرين الذين لم يفرِّقوا بين ما أصَّل وبين ما فرَّع -؛ فاستثنوا منه الأخطاء التي لا ينجو منها عالم أو كاتب! وقد سبق مني في أول هذه المقدمة (ص 5) نقل ثناء بعض الحفاظ على "صحيح ابن حبان"، وأنهم صنَّفوه بعد "الصحيحين"، و"صحيح ابن خزيمة"، مع بياني السبب في ذلك، كما نقلت عن آخرين منهم جرحه بأن فيه أوهامًا كثيرة، وأحاديث منكرة، ومثل هذا لا يقال: إنها أوهام لا ينجو منها إنسان! ولقد توسع الشيخ أحمد شاكر - رحمه اللَّه - في مقدمته (1/ 11 - 15) في ذكر ما قاله الحفاظ فيه مدحًا، ونقدًا، وذبًّا تحت عنوان: ("صحيح ابن حبان") ومنزلته بين "الصحاح")، فمن شاء الوقوف عليها؛ فليرجع إليه. شروط ابن حبان في "صحيحه": قال - رحمه اللَّه تعالى - في مقدمته إياه (¬2): "وأما شرطنا في نقل ما أودعناه كتابنا هذا من السنن؛ فإنا لم نحتجَّ فيه إلَّا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء: الأول: العدالة في الدين بالستر الجميل. ¬

_ (¬1) كذا الأصل! ولعله سقط من الناسخ أو منه قوله: "عنده"؛ حتى لا يتعارض مع تصريحه بتساهل ابن حبان في التوثيق، كما تقدم نقله عنه! (¬2) (ص 112 - طبعة شاكر)، و (ص 151 - طبعة المؤسسة)، و (83 - دار الكتب العلمية)، و (38 - موارد الظمآن - تحقيق الداراني).

إخلال ابن حبان بالوفاء بالشرط الأول والثاني

والثاني: الصدق في الحديث بالشهرة فيه. والثالث: العقل بما يحدث من الحديث. والرابع: العلم بما يُحيل من معاني ما يروي. والخامس: المتعرِّي خبره عن التدليس. فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس؛ احتججنا بحديثه، وبنينا الكتاب على روايته، وكل من تعرَّى عن خصلة من هذه الخصال الخمس؛ لم نحتجَّ به. والعدالة في الإنسان: هو أن يكون أكثر أحواله طاعة للَّه؛ لأنا متى ما لم نجعل العدل إلَّا من لم يوجد منه معصية بحال؛ أدّانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل؛ إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها؛ بل العدل من كان ظاهر أحواله طاعة اللَّه، والذي يخالف العدل: من كان أكثر أحواله معصية الله. وقد يكون العدل: الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به، وهو غير صادق فيما يروي من الحديث؛ لأن هذا شيء ليس يعرفه إلَّا مَن صناعته الحديث، وليس كل معدِّل يعرف صناعة الحديث؛ حتى يعدل العدل على الحقيقة في الرواية والدين معًا". ثم شرح ابن حبان - رحمه اللَّه - بقية الشروط الثلاثة من العقل، والعلم، والتدليس، وقد نعود إلى ذكر شيء منه فيما يأتي؛ فإن الذي يهمنا الآن: هو شرحه للشرط الأول والثاني، فأقول: إخلال ابن حبان بالوفاء بالشرط الأول والثاني: قد لاحظت أن في شرح ابن حبان لشرطه الأول أمرًا زائدًا على تعريفه

(العدل)! في "ثقاته" بأنه: "من لم يعرف بجرح" كما تقدم (ص 11) , ألا وهو قوله: "من كان ظاهر أحواله طاعة اللَّه ... "، وهذا يعني أنه معروف بالطاعة، وخلافه - وهو الفاسق - من كان أكثر أحواله معصية اللَّه، فلم يكتف هنا بالتزام الأصل، والوقوف مع حسن الظن بالمسلم كما فعل هناك؛ بل إنه أضاف أن يكون معروفًا بغلبة الطاعة عليه التي تنافي الإكثار من المعصية، هذا الإكثار الذي يخرج به صاحبه من العدالة إلى الفسق. وإن مما لا شك فيه: أن التفريق بين المكثر من الطاعة، والمكثر من المعصية يتطلب أمرًا زائدًا على حسن الظن، وهو البحث عن الراوي، وعن سلوكه، فإذا تبين أن الغالب عليه هو الطاعة؛ فهو العدل عند ابن حبان هنا. وليس هذا فقط؛ بل إنه أضاف شيئًا آخر في العدل في الرواية على العدل في الشهادة؛ أَلا وهو أن يكون صادقًا في روايته للحديث، وهذا منه شيء هام جدًّا؛ فإن كونه صادقًا فيه لا يمكن إثباته لمجرد كونه مسلمًا عدلًا، وإنما بالسبر لحديثه, والنظر في رواياته، ومقابلتها بروايات الثقات، أو بتوثيق من يعرف صناعة الحديث؛ كما ألمح إليه في جملته الأخيرة التي ختمها مؤكدًا ما ذكرت بقوله: "في الرواية والدين معًا". ولذلك قال الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقه عليها: "يريد ابن حبان أن التعديل للراوي يجب أن يكون من علماء الحديث الذين مارسوا صناعته، وعرفوا دقائق الراوية، ونقدوا الرواة على الميزان الصحيح في الجرح والتعديل، وأنه لا يكفي تعديل المعدِّلين الذين كانوا في العصور السابقة يعدلون الشهود للقضاة؛ إذ "ليس كل معدِّل من هؤلاء يعرف صناعة الحديث" ... ".

قلت: فقد التقى ابن حبان مع الجمهور في اشتراطهم في الراوي أن يكون معروفًا بالعدالة، وبالصدق في الرواية (¬1) على التفريق المتقدم بين راوي الحديث الصحيح، وراوي الحديث الحسن، وقد أكد ابن حبان ذلك بقوله في مقدمة "الضعفاء والمجروحين" (1/ 8): "وأقل ما يثبت به خبر الخاصة حتى تقوم به الحجة على أهل العلم: هو خبر الواحد الثقة في دينه، المعروف بالصدق في حديثه، العاقل بما يحدث به، العالم بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، المتعرِّي عن التدليس ... ". ولذلك قال ابن حبان في الشرط الثاني المتقدم: "الصدق في الحديث بالشهرة فيه". قلت: فهذا وما قبله يناقض كل المناقضة قوله في مقدمة "الثقات" (1/ 13): "فكل من ذكرته في كتابي هذا؛ إذا تعرى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها (¬2)؛ فهو عدل يجوز الاحتجاج بخبره؛ لأن العدل من لم يُعرف منه الجرح ضد التعديل، فمن لم يعرف بجرح فهو عدل". فإما أن يقال: إنه بنى كتابه "الثقات" على قاعدة، و"صحيحه" على قاعدة أخرى مخالفة، فتناقض، وهو من الأسباب التي حملت بعض الحفاظ إلى وصفه بالتناقض، إضافة إلى التساهل. وإما أن يقال: إنَّه تبين له خطؤه في القاعدة الأولى، فتراجع عنها إلى ¬

_ (¬1) انظر "فتح المغيث" (1/ 71)، و"تدريب الراوي" (1/ 64). (¬2) تقدم نقلها عنه (ص 12)؛ وهي خصال تتعلق بخبر الراوي؛ وليس بشخصه؛ خلافًا لِما نقله الحافظ عنه، كما سبق بيانه هناك، وإن كان فيه تعريف العدل عنده في آخر كلامه.

الكلام على الشرط الثالث والرابع

القاعدة الأخرى، وهذا به أولى؛ لأنه الصواب الموافق للجمهور؛ كما لا يخفى على أولي النهي. ولعلّه يؤيد التراجع المذكور أن كثيرًا من المترجَمين في "ثقاته" لم يخرّج لهم شيئًا في "صحيحه"، خذ مثلًا؛ فقد ترجم لسبعة ممن يسمَّى (آدم)، ثلاثة منهم من المجاهيل، وترجم لسبعة عشر ممن يسمى (أبان)، لم يخرج إلَّا لخمسة منهم، وفي الآخرين مجاهيل، ومن لم أعرف، ومن قال هو فيه: "لا أدري من هو، ولا ابن من هو؟ "؛ والأمثلة تكثر، فحسبنا ما ذكر. وعلى كل حال؛ فلا يجوز الاعتماد على الموثق في "الثقات"؛ للأسباب التي سبق بيانها. وهذا سبب آخر يمكن أن نضيفه إليها؛ ألا وهو أن ابن حبان نفسه لم يعتمد عليه اعتمادًا كليًّا، وإنما على الاختيار والانتقاء، وهو الشرط الذي كنت بيَّنته ثَمَّةَ في الفصل الأول: "تقويم كتاب الثقات". الكلام على الشرط الثالث والرابع: وأما الشرط الثالث والرابع؛ فقد سبق تعليقي عليه، وبيان أنه مِن تشدد ابن حبان - رحمه اللَّه -، وأنه نظري غير عملي، وأنه إذا حمل على أنه شرط كمال، وليس شرط كمال؛ فَنِعِّمَا هو (ص 27)، ونقلت رد ابن رجب عليه (ص 29)، فمن شاء رجع إليها. وحسبك دليلًا على ما قلت: أن ابن حبان نفسه لم يلتزمهما في "صحيحه"، بله "ثقاته"، كيف وهو لم يلتزم الوفاء بما هو أيسر منهما؛ ألا وهما الشرط الأول والثاني كما يأتي تحقيقه - إن شاء اللَّه تبارك وتعالى -؟! وإن من العجائب التي لا يكاد ينتهي عجبي منها: تتابع بعض العلماء - فضلًا عن طلاب العلم -: على التصريح بأن ابن حبان "وفى بما اشترط"؛ مع

انتقاد بعضهم لبعض ما اشترط، وليس منهم الشيخ أحمد شاكر - رحمه اللَّه - الذي أعرف منه اعتماده الوثيق على توثيق ابن حبان؛ سماعًا مني له في لقائي إياه في المدينة النبويَّة منذ نحو نصف قرن من الزمان، وفي أول حَجَّة لي، وفي تتبعي لتخريجاته على "المسند" - وغيره -. وإنما عجبي من ثنائه على وفائه بشروطه في "الصحيح"، مع مخالفة ذلك للواقع الذي لا يمكن لأحد إنكاره؛ إلَّا من غافل غفلةً لا ينجو منها إلَّا النبي المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال بعد أن حكى أقوال الحفاظ في "الصحيح" من قادح ومادح، والتي سبقت الإشارة إليها في أول المقدمة، قال في ختامها (ص 14): "ولكني أستطيع أن أجزم أو أرجح أن ابن حبان شرط لتصحيح الحديث في كتابه شروطًا دقيقة واضحة بينة، وأنه وفى بما اشترط، كما قال الحافظ ابن حجر؛ إلَّا ما لا يخلو منه عالم أو كاتب ... " (¬1)!! قلت: وهذه غفلة عجيبة من مثل هذا الباحث المحقق، وما أوقعه فيها إلَّا حسن ظنه بابن حبان، ووقوفه عند الشروط المذكورة دون أن يتحقق من التزام المؤلف إياها في كتابه عمليًّا، وأنا أعلل ذلك بأن الظروف لم تساعده على دراسة "الصحيح" كما ينبغي، وأنه لم يصدر منه إلَّا جزءًا فيه (138) حديثًا فقط، منها خمسة أحاديث ضعيفة في نقدي، لكن المهم في عمله فيه: أنه لم يكن في تعليقه عليه إلَّا مخرجًا مستعجلًا، غير ناقد؛ لِذلك سكت عن كثير من أحاديثه، ورُواته الضعفاء، وأوضح مثال على ذلك أنه مر على حديث بدء الوحي فيه رقم (32)، ولم يعلق عليه بشيء ينبه القراء على النكارة التي وقعت في "صحيح ابن حبان"، لا تناسب مقامه - عليه الصلاة والسلام -، وهي بلفظ: ¬

_ (¬1) وقلّده الإمّعة الداراني؛ فذكر معناه في مقدمة "الموارد" (1/ 39)؛ دون أن يشير إلى أنَّه أخذه منه! وذكر ابن حجر فيه أراه وهمًا، كما يأتي بيانه قريبًا.

"وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حزنًا غدا منه مرارًا لكي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ... ". بل إنه - رحمه اللَّه - أوهم القراء أن الحديث صحيح بهذه الزيادة المنكرة؛ لأنه لما خرجه (1/ 174)؛ عزاه للبخاري، وأحمد، وفيه عندهما ما ينبه القراء على العلة، وهي قول الزهري: "فيما بلغنا حزنًا غدا ... " إلخ. فهي زيادة منقطعة، فهي لا تصح، كما كنت نبهت على ذلك في تعليقي على كتابي "مختصر صحيح البخاري" (1/ 5)، فكان هو أولى بالتنبيه على ذلك، فقد تكلم كعادته على اختلاف النسخ والروايات في بعض الأحرف، وغير ذلك مما هو ثانوي بالنسبة لهذه الزيادة المنكرة، مثل شرحه لما فيه من غريب الحديث، حتى على لفظة (غدا) التي جاءت فيها!! فكان هذا كافيًا لتنبيهه على وجوب التنبيه عليها، ولكنها العجلة في التخريج، أو الغفلة التي لا ينجو منها باحث. وعلى العكس من ذلك؛ سكت عن بعض الأحاديث مكتفيًا بتخريجها، وهي صحيحة؛ كحديث: "يا عثمان! إن الرهبانية لم تكتب علينا". والمقصود: أنه إذا كانت دراسته لِـ "الصحيح" بهذا المقدار الهزيل من التحقيق والتدقيق؛ فهو لا يستطيع بداهة أن يصدر حكمًا عادلًا عليه، لا إفراط فيه ولا تفريط، وفي ظني أن الذي شجعه على ذلك الإفراط في الثناء: ما ذكره عن الحافظ من الوفاء بالشروط، وفي ذلك خطأ من ناحيتين: الأولى: عزو ذلك إلى الحافظ؛ فإني لم أره مصرحًا به في صبعة "التدريب" التي عندي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف.

والأخرى - وهي المقصودة بالذات -: أن هذه الشروط التي وضعها ابن حبان لِـ "صحيحه" قد اختلطت في ذهن الشيخ أحمد بالشروط التي ذكرها في "ثقاته"، وقد مضى بيان ما فيها من التساهل في "الفصل الأول" بيانًا شافيًا، وتأكيد ذلك في هذا الفصل أيضًا، والفرق بين هذه وتلك فرق شاسع؛ بل هو كالفرق بين الليل والنهار، والحق والباطل. وجماع ذلك اعتداله وموافقته للجمهور في الشرط الأول، والثاني، والخامس، وشذوذه عنهم في الثالث والرابع - كما تقدم -، وكذلك شذوذه عنهم في التساهل. فيغلب على ظني - واللَّه أعلم - أن الشيخ أحمد يعني بجملة الوفاء شروطَ "الثقات"، ويؤيدني في ذلك أمران: الأول: أنه نقل في الصفحة - التي قبل صفحة الجملة - عن السخاوي أنه ذكر عند القول بأن ابن حبان يداني الحاكم في التساهل: "وذلك يقتضي النظر في أحاديثه أيضًا؛ لأنه غير متقيد بالمعدَّلين؛ بل ربما يخرّج للمجهولين، لا سيما ومذهبه إدراجُ الحسَن في الصحيح، مع أن شيخنا [يريد: الحافظ ابن حجر] قد نازع في نسبته إلى التساهل إلَّا من هذه الحيثية، وعبارته إن كانت باعتبار وجدان الحسن في كتابه؛ فهي مشاحَّة في الاصطلاح؛ لأنه يسميه صحيحًا، وإن كانت باعتبار خفة شروطه (¬1) ... فإنه لا يُشاحُّ في ذلك". ثم قال الشيخ أحمد في الصفحة التي بعدها: ¬

_ (¬1) تمام كلامه: "فإنه يخرج في "الصحيح" ما كان راويه ثقة ... " إلخ؛ فاختصرته؛ لأنه الشاهد منه قد ذكرته، ولأن تمامه قد تقدم (ص 12).

"ونقل السيوطي في "تدريب الراوي" كلام الحافظ ابن حجر بنحو ما نقله السخاوي، ولكنه لم يذكر قائله، وزاد بعد الكلام على شرط ابن حبان: وهذا دون شرط الحاكم؛ حيث شرط أن يخرّج عن رواه خرّج لمثلهم الشيخان في "الصحيح"، فالحاصل أن ابن حبان وفى بالتزام شروطه، ولم يوف الحاكم". قلت: فأنت إذا جمعت أطراف ما نقله الشيخ أحمد عن السخاوي من كلام ابن حجر، ثم عن السيوطي؛ وجدت ذلك كله يدور على شروطه التي ذكرها في تعديله لرجال "ثقاته" التي أجمعوا على نسبته إلى التساهل من أجلها، ولذلك قال في مطلع كلامه: "لأنه غير متقيد بالمعدَّلين". وابن حبان في شروط "صحيحه" قد قيد نفسه بهم في الشرط الأول، والثاني - كما تقدم -، ولا ينافي ذلك قوله عن الحافظ: "قد نازع في نسبته إلى التساهل ... "؛ لأنه إنما يعني أنه غير متساهل في نفسه ... بخلاف الحاكم الذي أخل بالوفاء بشرطه برواته فيما قالوا، ولي في ذلك نظر ليس هذا وقت بيانه (¬1)، ولذلك جعل السيوطي شرط ابن حبان دون شرط الحاكم كما رأيت، وما ذاك إلَّا لتساهل ابن حبان في شرط رواته، وتشدد الحاكم في شرطه أن يكونوا "خرَّج لمثلهم الشيخان"! فالحاكم متشدد في الشرط، متساهل في التطبيق، بخلاف ابن حبان؛ فإنَّه متساهل في الشرط، ملتزم في التطبيق عندهم، وباختصار أقول: لا منافاة بين قولَي الحافظ، فإنَّ ابن حبان غير متساهل في نفسه، متساهل عند ناقديه! على أنني أرى أن الحافظ - رحمه اللَّه - تساهل مع ابن حبان في منازعته ¬

_ (¬1) فراجع له كلام الحافظ في "النكت" (1/ 317).

في نسبته إلى التساهل ... لأن ابن حبان - مع تساهله المقطوع به عند الحافظ وغيره - لم يُوَفِّ بشرطه المتساهل؛ لأنه لم يقف عنده إخراجه لغير المعدلين فقط! بل أخرج للضعفاء والمجهولين عنده، والذين قال فيهم: "يخطئ كثيرًا"، وغيرهم كما تقدم تحقيقه بضرب الأمثلة التي لا تقبل المناقشة. والخلاصة: أن ما نقله الشيخ أحمد عن الحافظ يدل أن الشيخ أراد بجملة الوفاء بالشروط شروطه في "الثقات". هذا هو الأمر الأول الذي يؤيد ذلك. والأمر الآخر أن من شروطه في "صحيحه" الشرط الثالث: "العقل بما يحدّث من الحديث". والشرط الرابع: "العلم بما يحيل من معاني ما يروي". فقد أثبتنا فيا تقدم (ص 27) بطلان هذين الشرطين، ومخالفتهما لعموم نصوص الشريعة الآمرة بالتبليغ، فلا داعي للتكرار. وذكرنا هناك ما يلزم من هذين الشرطين من سد باب الاحتجاج بأحاديث الثقات من كلام الحافظ ابن رجب الحنبلي، فراجعه إن شئت (ص 29)، ولهذا لم يأت لهما ذكر مطلقًا في كتب علم (المصطلح) متونًا وشروحًا! ومن الغرائب أن الحافظ أشار في "النكت" إلى شرط ابن حبان كونه عالمًا بما يحيل المعنى (1/ 290)، ومر عليه دون أن يعلق عليه بكلمة تشعر على الأقل ببطلانه وخطورته! إذا عرفت هذا؛ فإن مجرد تصور هذين الشرطين يغني العاقل المنصف أن يخطر في باله أن الشيخ أحمد شاكر أرادهما بكلامه المتقدم، وأن ابن حبان وفّى بهما، وذلك لتعسر تحقيقهما، إن لم أقل: لتعذر ذلك واستحالته، كيف وابن

حبان لم يستطع الوفاء بالعدالة على تعريفه إياها في "الثقات"؛ بَلْهَ على تعريفه المناقض لها في "الصحيح"؛ كما سيأتي بعض الأمثلة على ذلك. ولما تبيَّن تعسر - بل تعذر - تحقيق ذلك لبعض المعاصرين - ممن لهم مشاركة في هذا العلم الشريف على تفاوت بينهم معرفة وتحقيقًا -؛ كان لهم موقف مختلف، أحدهما أسوأ من الآخر، ولكل منهما تعليق على كتابنا "الموارد": أما الأول؛ فهو الشيخ شعيب الأرنؤوط في مقدمته على "الإحسان"؛ فإنه - في ظني الحسن به - قد تبين له تعسر أو تعذر تحقيق الأمر المشار إليه، فقد لواه إلى الشرط المتيسر! ذلك أنه لما حكى (1/ 35) الشروط الخمسة؛ فإنه بديل أن يتكلم على تعنت ابن حبان في الشرطين المشار إليهما؛ أدار كلامه على تعنته في جرحه لبعض الثقات، ثم تكلم على ما وصف به من التساهل في التوثيق، ثم انتهى إلى القول (ص 39): "إن غاية ما في الأمر أن ابن حبان يوثق مستور الحال" (¬1). ثم قال (ص 41) مقلدًا لغيره ممن تقدم ذكره: "فالحاصل: أن ابن حبان وفى بالتزام شروطه، ولم يوف الحاكم"! وأما الآخر؛ فهو الأخ سليم الداراني المعلق على طبعته للكتاب - "موارد الظمآن" -؛ فقد نقل أيضًا في مقدمتها (ص 38) الشروط الخمسة، ثم أتبعه بنقل آخر من "صحيح ابن حبان"، بيَّن فيه اختياره رواة "صحيحه" شيخًا شيخًا، جاء فيه: "فمن صح عندنا منهم أنه عدل احتججنا به، وقبلنا ما رواه، وأدخلناه في ¬

_ (¬1) قلت: قد عرفت أن هذا تقصير وغفلة عن توثيقه للمجاهيل والضعفاء أيضًا؛ كما تقدم تحقيقه بالأمثلة الكثيرة القاطعة في (الفصل الأول)؛ فتذكر!

كتابنا هذا، ومن صح عندنا أنه غير عدل بالاعتبار الذي وصفنا؛ لم نحتجَّ به، وأدخلناه في (كتاب المجروحين من المحدثين) ". ثم أتبع الداراني ذلك بقوله: "فابن حبان يعتد بهذه الشروط الآنفة الذِّكر في كل شيخ من رواة السند، ومن ثم يحكم على الحديث بالصحة، ويدرجه في كتابه هذا"! ثم أضاف إلى ذلك وصفه إياها بقوله: "وهي شروط دقيقة تتطلب جهدًا كبيرًا، ويقظة تامة، وإحاطة واسعة؛ قد التزمها ووفى بها في عامة ما أدرجه في "صحيحه" هذا من الأحاديث"!! قلت: هذا من الأدلة الكثيرة على أنه إمعة لا تحقيق عنده، وأنه إنما يجتر ما عند غيره، وأنه يهرف بما لا يعرف؛ بل بما هو باطل له قرنان! ولست أدري - واللَّه - كيف استقام في ذهن هذا الرجل العاقل شهادته لابن حبان بأنه وفى بهذه الشروط الخمسة، وهو يعلم أن شرطه في "الثقات" يخالف أكثرها كما تقدم بيانه؟! ومنها قوله: "العدل من لم يعرف بجرح"، ثم تبناه الرجل في كل تخريجاته؛ مهما كان المخالفون له علمًا وعددًا، فما من حديث فيه مجهول وثقه ابن حبان، وخالفه الحفاظ؛ إلَّا عارضهم بشعاره: "وثقه ابن حبان"! غير مبالٍ بالمخالفين من الحفاظ؛ تنصيصًا لا تأصيلًا فقط؛ بل وربما رماهم بالجهل! فانظر - مثلًا - إلى قوله في ترجمته لِـ (سمرة بن سهم القرشي الأسْدي) (8/ 144): "ترجمه البخاري في "الكبير" (4/ 179)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 156)، وقال ابن المديني: "مجهول، لا أعرف روى عنه غير أبي وائل، وقال الذهبي في "الميزان" (2/ 234):

"تابعي لا يعرف، فلا حجة فيمن ليس بمعروف العدالة، ولا انتفت عنه الجهالة"، ثم أورد الجزء الأول من كلامه في "المغني"، وأما في "الكاشف"؛ فقد قال: "وثق"، ووثقه ابن حبان (4/ 340)، وانظر مقدمتنا لهذا الكتاب" (¬1)! وقال في ترجمة (هانئ بن هانئ الكوفي) (7/ 178): "ترجمه البخاري في "الكبير" (8/ 229)، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وذكره ابن حبان في "ثقاته" (5/ 509)، وقال العجلي (ص 455): "كوفي، تابعي، ثقة"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي، ووثقه الهيثمي، فهل بعد هذا يضره جهل من جهله؟! "! ليس مقصودي الآن بيان ما في هاتين الترجمتين من الجهل، وقلة المعرفة بهذا العلم، وإنما هو بيان أن ابن حبان لم يوف بشروطه المذكورة في "صحيحه" بشهادة هذا الهائم به في بعضها. أما بالنسبة للجمهور؛ فواضح مما سبق، ومما ذكره من قول الذهبي: "لا يعرف، فلا حجة فيمن ليس بمعروف العدالة ... " إلخ. وأما بالنسبة لابن حبان في شروطه الخمسة، ومقلِّده الداراني؛ فلأنه لا يمكن معرفة العدالة في الدين بالستر الجميل، والصدق في الحديث بالشهرة فيه، وبالأولى التحقق من عقله وعلمه، وعلى الشرح الذي شرحه ابن حبان نفسه؛ لا يمكن معرفة هذا كله في مثل هاتين الترجمتين؛ إلَّا عند من لا يعقل، أو يكابر. ويؤكد هذا الهائم في بعض هؤلاء المجهولين بقولِه: "ولم أر فيه جرحًا" (¬2)، ¬

_ (¬1) يشير إلى ما سبق ذكره منها! فانظر ردّنا عليه إن شئت. (¬2) انظر التعليق على الحديث الآتي برقم (624).

تحقيق إخلال ابن حبان بالوفاء بشروطه الخمسة

فهذا منه تصريح بأنه لم يعرف عدالته في الدين، بله الصدق في الحديث، فهل يتذكر؟ وزيادة في الفائدة؛ لا بأس من الإتيان ببعض الأمثلة استعجالًا بالخير؛ وإلا فهي من الكثرة بحيث يصعب إحصاؤها، وسننبه على الكثير الطيب منها في أبوابها ومواطنها من الكتابين "الصحيح"، و"الضعيف" - إن شاء اللَّه تعالى -: تحقيق إخلال ابن حبان بالوفاء بشروطه الخمسة: أما إخلاله بالشرط الأول والثاني؛ فمن الأمثلة على ذلك: أولًا: حديث إياس بن خليفة، عن رافع بن خديج: أن عليًّا أمر عمارًا أن يسأل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن المذي ... الحديث الآتي برقم (239 - الصحيح)، فإياس هذا - مع جهالته خالف الثقات الذين رووه في "الصحيحين": أن عليًّا أمر المقداد كما سترى هناك، فأين شرط العدالة في الدين والصدق في الحديث والشهرة فيه؟! لقد تجاهل هذا كلَّه الهائمُ - وغيره -، ثم تكلف تأويله خلافًا للأصول، كما سترى في التعليق هناك. ثانيًا: حديث محمد بن الأشعث، عن عائشة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمس من وجهي شيئًا وأنا صائمة، ويأتي برقم (904 - "الضعيف")، فابن الأشعث هذا - مع جهالته - اضطرب في متنه، فرواه هكذا تارة، وعلى العكس تارة أخرى بلفظ: كان لا يمتنع من وجهي وأنا صائمة. وهذا هو الصحيح المحفوظ عن عائشة كما سيأتي هناك، فهو حديث منكر، ومع ذلك قوَّاه الداراني - وغيره -، وهو شاهد قوي لقول الذهبي في "صحيح ابن حبان":

"فيه من الأقوال، والتأصيلات البعيدة، والأحاديث المنكرة عجائب" (¬1). ثالثًا: حديث عبد اللَّه بن نُجَيّ، عن أبيه: سمعت عليًّا يحدث، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه ... جنب". ذكرت فيما يأتي (1484 - الضعيف) أنه منكر بذكر (الجنب)، وهو الذي يقتضيه قول ابن حبان في ترجمة نجي هذا من "ثقاته" (5/ 480): "لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد" (¬2). فأين الوفاء بشرطه الذي قال في مقدمة "ثقاته" - كما تقدم (ص 12) -: "ولا أذكر في هذا الكتاب إلَّا الثقات الذين يجوز الاحتجاج بخبرهم"؟! ومع هذا كله؛ فقد جوَّد الداراني إسناده محتجًّا كعادته بقوله: "وثقه ابن حبان"! ولكنه كتم قوله المذكور: "لا يعجبني ... "! ثم جاء بتخليطات عجيبة - كما سترى -. رابعًا: حديث قصة الملكين (هاروت) و (ماروت)، وشربهما الخمر، وقتلهما الصبي، وزناهما بِـ (الزهرة)، الآتي برقم (1717 - الضعيف)؛ فهو - مع كونه باطلًا لمخالفته للقرآن، وفي إسناده من قال فيه ابن حبان: "يخطئ ويخالف"! - وقد خالفه الثقات الذين أوقفوه -؛ فقد سوَّد به ابن حبان "صحيحه"، واغتر به إمعته على ما هي عادته؛ فجوَّد إسناده، وخالف الحفاظ الذين استنكروه - كما سيأتي هناك بيانه -. ¬

_ (¬1) تقدم (ص 9). (¬2) انظر (ص 20)؛ فهناك بعض النماذج الأخرى، وتفصيل جيد له فيمن يقول فيهم هذا القول من "ثقاته".

إخلاله بالشرط الخامس

والأمثلة على هذه الأنواع كثيرة جدًّا؛ كما ستراها في أماكنها على ما سبقت الإشارة إليه، لكن مما ينبغي التنبيه عليه بهذه المناسبة: أنها على نوعين: أحدهما: منكر أو باطل من أصله، كهذا المثال، ومحل هذا النوع في "الضعيف". والآخر: يكون أصله صحيحًا، لكن وقع فيه شذوذ من ثقة، أو نكارة من ضعيف، كالأمثلة التي قبل هذا، فمحله - على الغالب - في "الصحيح"؛ مع التنبيه على موضع الشذوذ والنكارة، وهذا مما لم يُعْنَ ابن حبان بالتنبيه عليه، وقلده في ذلك المعلقون على "الموارد"، وبخاصة الأخ الداراني، حتى ليكاد الواقف على تخريجاته يجزم بأنه لا يعرف هذا النوع من علوم الحديث: (الشاذ)، و (المنكر)، كما سترى ذلك يقينًا - إن شاء اللَّه تعالى - عند التعليق على الكثير منها! أخي القارئ! إذا تيقنت مما سبق من البيان والتحقيق إخلال ابن حبان - رحمه اللَّه - بالشرط الأول والثاني من شروطه الخمسة، وعدم وفائه بهما؛ فلستَ - والحالةُ هذه - بحاجة إلى تنبيهك إلى أنه قد أخل بالشرط الثالث والرابع: العقل بما يحدث، والعلم بالمعنى من باب أولى؛ لأنهما شرطان نظريان، لم يقل بهما أحد من أهل العلم؛ بل القول بهما مخالف للكتاب والسنة كما سبق بيانه (ص 26 - 29)؛ بل جرى عمل المحدثين جميعًا على خلافه، وأول مخالف له إنما هو قائله!! إخلاله بالشرط الخامس: ولقد أخل ابن حبان بالشرط الخامس أيضًا، وهو قوله: " ... المتعرِّي خبره عن التدليس".

وهو شرط متفق عليه بين علماء الحديث دون خلاف أعلمه؛ على تفصيل لهم معروف في علم المصطلح، وأنواع ذكروها فيه، ومع ذلك؛ فقد أخرج ابن حبان في "صحيحه" للكثير من المدلسين عنده ممّن وصفهم في "ثقاته" بالتدليس؛ فضلًا عن غيرهم من المدلسين عند غيره؛ كأبي الزبير المكي مثلًا، فقد أكثر عنه: 1 - حبيب بن أبي ثابت، ومن أحاديثه الآتي برقم (655 - الضعيف)، وأعله الداراني (2/ 395) بعنعنته! 2 - ومنهم الحسن البصري، وقد أكثر ابن حبان من التخريج له عن بعض التابعين والصحابة، وعامتها معنعنة، ولكن غالبها عن التابعين، وقد مشاها العلماء، وبعضها عن بعض الصحابة، منهم من سمع منه، ومنهم من لم يسمع منه، والكثير منها صحيح لغيره، والأخ الداراني - مع تعصبه لابن حبان، وتقليده المعروف إياه -؛ لم يسعه إلَّا أن يصفه بالتدليس, وأن يرد كثيرًا من أحاديثه، ويضعِّفها بالعنعنة؛ إلَّا أنه كان في ذلك مضطربًا أشد الاضطراب، فتارة يضعف، وتارة يصحح؛ دون أن يذكر سببًا وجيهًا للتصحيح، مما يؤكد لي أنه لا ينطلق في ذلك من ثوابت وقواعد مستقرة في ذاكرته؛ حتى أصبحت جزءًا من حياته العلمية، كلا، وإنما هو يرتجل ارتجالًا كيفما اتفق، أو وافق الهوى أو المذهب! وقد شايعه في بعض ذلك: الشيخ شعيب - أو المعلق على "الإحسان"، والمذيِّل على أحاديث "موارده"! - فانظر على سبيل المثال الأحاديث الآتية في "ضعيف الموارد" (335, 448, 816, 915)، وهذا الأخير منها هو من حديث الحسن، عن أبي بكرة، ومع ذلك قالا فيه: "إسناده صحيح"! وليس ذلك لأن الحسن صرح بالتحديث - ولو في مصدر آخر, أو لشواهد تقويه، كما سيأتي بيانه في التعليق عليه -؛ وإنما على قول شعيب (8/ 224)؛ لأن البخاري روى له

عدة أحاديث في "صحيحه" ليس فيها التصريح بالسماع! وعلى قول الداراني (3/ 221)؛ لأن البخاري أخرج له بالعنعنة حديثًا في الغسل (291)، ومسلم في الحيض (348)، وفي الإمارة (1854)، وأنت إذا رجعت إلى هذه الأحاديث الثلاثة وجدتها من رواية الحسن عن بعض التابعين، عن أبي هريرة، وأم سلمة! فهذا غير ما نحن فيه؛ لأن روايته عن التابعين غير روايته عن الصحابة؛ كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، ومع ذلك؛ فقد رأيت الداراني قد اختلف موقفه هذا تجاه حديث آخر، هو أيضًا من حديث الحسن عن أبي بكرة، سيأتي - إن شاء اللَّه - في "الصحيح" برقم (372) مرموزًا له بِـ "صحيح لغيره"، فقد أعله بقوله (2/ 67): "الحسن موصوف بالتدليس ... "! ثم نقل عن بعضهم أنه لم يسمع من أبي بكرة، وهذا النفي باطل؛ لثبوت تصريحه بسماعه منه في "صحيح البخاري" (2704) لحديث: "إن ابني هذا سيد ... "، وكذا صرح بالسماع في "مسند الحميدي" أيضًا (2/ 811 - تحقيق الداراني) نفسه، ولذلك أثبته - أعني: التصريح - الداراني في بعض تعليقاته الأخرى على "الموارد"؛ كالحديثين (1530, 2232)، وهذا سيأتي - إن شاء اللَّه - في "صحيح الموارد". وأما الذي قبله؛ ففي "الضعيف"؛ لنكارة في متنه، لا يتنبه لمثلها الداراني وأمثاله. إذا علمت هذا؛ فلعل الأقرب أن لا أقول: إنه تجاهل هذه الحقائق، وإنما أقول: إنه نسيها! لأن الرجل مثل (القمع) لا يحفظ الأحاديث النبوية، ولا القواعد العلمية، وما يتعلق بها من التراجم وغيرها، فهو لا يستحضر منها ما يلزمه منها؛ لحداثة عهده بها، فما يبرمه اليوم ينقضه غدًا، فهو حَطَّاب نقّال، ليس عنده

خلفية علمية تساعده على التحقيق والتدقيق، والثبات على الصواب، والأمثلة كثيرة جدًّا - كما سترى -، وهذا المثال يكفي الآن، وتأتي قريبًا نماذج أخرى. وبهذه المناسبة أقول: إنه لا يعلم الفرق بين تدليس الشيوخ، وتدليس التسوية، فيحمل هذا على ذاك، فعل ذلك في غير ما حديث، مثل الآتي في "الضعيف" برقم (2090)، فانظر تعليقي عليه. وأما الشيخ شعيب - أو المعلق على "الإحسان"! -؛ فكان موفقًا في هذا الحديث؛ فإنه أعله بالعنعنة، ولكنه قال (6/ 5): "حديث صحيح بطرقه وشواهده"!! وبمناسبة ذكر أبي الزبير المعروف بالتدليس - كما سبقت الإشارة إليه آنفًا -؛ فإن من تهافت الداراني وجهله: أنه - مع تضعيفه لحديث حبيب بن أبي ثابت؛ لتدليسه، واضطرابه في تدليس الحسن البصري؛ مع أنه من رجال الشيخين -: أراه سادرًا في تصحيح أحاديث أبي الزبير المعنعنة عن جابر، بدعوى أن مسلمًا احتج بها! وهذا خلاف ما عليه العلماء من التفريق بين ما رواه الليث بن سعد، فهي صحيحة عنه، وبين ما رواه غير عنه، كما هو معروف عنه في كتب التراجم. أليس كان الأولى - بناءً على دعواه المزعومة - أن يحتج بعنعنة حبيب هذا وأمثاله من الموصوفين بالتدليس؟! فعلى ماذا يدل هذا التهافت والتناقض؟! {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}!! نعم؛ لقد عاد الرجل إلى الاحتجاج - أيضًا - ببعض رجال الشيخين المدلسين وعنعنتهم، مثل أبي إسحاق السبيعي - كما سترى في ترجمته الآتية بعد ترجمتين - إن شاء اللَّه تعالى -، وقد خالف في ذلك أيضًا العلماء الذين احتجوا بتحديثه دون تدليسه! ثم ما يدريني لعله لم يستقر على ذلك؛ فإن من

المستحيل ملاحقة أوهام من لا ينطلق فيما يكتب عن علم وثوابت، فلننتظر. 3 - ومن المدلسين عند ابن حبان: عبد الجليل بن عطية، وقد روى له حديثًا واحدًا بالعنعنة، لكني وجدت تصريحه في بعض المصادر، فأوردته في "الصحيح" كما سيأتي برقم (2370). وأمّا هاويه (الداراني)، والمتعصب لِـ "ثقاته"؛ فقد كان موقفه من هذا التدليس عجبًا، فقد رفضه رفضًا باتًّا بدعوى أنه لم يسبقه أحد! وهذا محض الجهل؛ لما هو مقرر عند أهل العلم والعقل: أن من علم حجة على من لم يعلم، وليت شعري أليس كان الأولى بهذا الرجل أن يقبل هذا من ابن حبان، وأن يرفض توثيقه للمجاهيل؛ لأنه خالف بذلك الحفاظ تأصيلًا وتفريعًا؛ بل وخالف نفسه بنفسه في شرطه الأول والثاني كما سبق تحقيقه؟! بلى؛ بل إنه الواجب، وصدق اللَّه: {إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. وأعجب من ذلك: أنه ذكر الرفض المتقدم في صاحب الترجمة التالية، ثم تناقض موقفه من حديثيه، فتوقف في أولهما، وقوى الآخر! هناك حكى التدليس فتوقف؛ وهنا حكاه أيضًا لكنه جوّد!! 4 - ومنهم: عبيدة بن الأسود، روى له حديثين بالعنعنة، أحدهما يأتي في "الضعيف" برقم (277) لعنعنته، والآخر في "الصحيح" (963)؛ لأني وجدت تحديثه في مصدر من مصادر التخريج، كما بينت هناك. وأما الأخ الداراني؛ فتناقض، ففي الأول توقف كما سبق، والظاهر أنه للتدليس الذي حكاه؛ خلافًا للشيخ شعيب - أو المعلق على "الإحسان"! -؛ فإنه تجاهل التدليس، وحسَّن الإسناد، وعليه حسَّن الحديث في "موارده".

وعكس هذا في الحديث الآخر؛ فإنه ضعفه، لا للتدليس - وقد حكاه هنا! -، وإنما لأسباب أخرى، وفاتته بعض الشواهد التي تقويه. وشذ الداراني، فقال: "إسناده جيد"! وهنا حكى عبارة ابن حبان في رميه إياه بالتدليس، ثم رفضه كما تقدم! 5 - ومنهم: عمرو بن عبد اللَّه أبو إسحاق السبيعي، وقد أكثر من الرواية له، فبلغت أحاديثه عنده نحو خمسين ومائة (150)، غالبها عنه عن بعض التابعين، عن الصحابة، وسائرها عنهم مباشرة، أكثرها معنعنة، فهو في ذلك شبيه الحسن البصري المتقدم برقم (2)، وقد وجدت لبعضها من الشواهد ما يقويه، فأوردته في "الصحيح" مميزًا لهذا النوع عما كان صحيحًا لذاته بقولي: "صحيح لغيره"، وسأذكر له مثالًا له عما قريب - إن شاء اللَّه تعالى -. ومن المهم هنا الإشارة إلى غرائب من أحاديثه المعنعنة، والتي لم أجد لها ما يشهد لها، فأوردتها في "الضعيف"، منها ذوات الأرقام التالية: (1781، 2227، 2255، 2410، 2458، 2582). ومن الغرائب: أن المعلقين الأربعة تجاهلوا عنعنته وتدليسه فيها، فأجمعوا على تقويتها تحسينًا وتصحيحًا! اللهم إلَّا في بعضها لسبب غير التدليس، كما سترى ذلك في التعليق عليها في مواضعها المشار إليها - إن شاء اللَّه تعالى -. فهل كان ذلك عن جهل منهم، أو نسيان، أوتعلل بما يدل على الحداثة مما سبقت الإشارة إليه؟! كل ذلك ممكن إلَّا الأول، فالذي رماه بالتدليس هو ابن حبان، وكتابه بين أيديهم، فضلًا عمن ترجمه وذكره في المدلسين، كما هو معلوم عند المشتغلين بهذا العلم الشريف، ولهذا فإني أستبعد أن يكون الأخ

الداراني رفض قول ابن حبان هذا كما رفضه في عبد الجليل بن عطية المتقدم قريبًا برقم (3)، لا سيما وقد رأيته قد أعل الحديث الآتي في "الصحيح" برقم (1953)، وهو من رواية أبي إسحاق، عن البراء بقوله (6/ 234): "رجاله ثقات؛ إلَّا أنه منقطع ... ". ثم نقل عن شعبة أنه قال: "لم يسمع هذا الحديث أبو إسحاق عن البراء". قلت: وهذا هو التدليس عند من يفهم. وبهذه المناسبة أقول: إن من أغرب ما رأيت لهذا الرجل من التخبيط والتخليط والتضليل - وهذا أقل ما يمكن أن يقال فيه -: ما فعله في حديث البراء الآتي في "الصحيح" برقم (1373)، وهو من رواية شعبة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن البراء، ذلك أنه قال في التعليق عليه (4/ 340): "إسناده صحيح، شعبة قديم السماع من أبي إسحاق السبيعي". قلت: السماع صحيح معروف لا شك فيه، وليته التزمه في كل أحاديث أبي إسحاق التي صححها؛ بل إنه له في ذلك تخليطًا آخر، وهو زعمه في غير ما موضع: أن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق قديم السماع من جده أبي إسحاق (1/ 446, 8/ 51)، وهذا من سوء فهمه؛ لوصف بعض الحفاظ إياه بأنه أحفظ لحديث جده من غيره، فهذا شيء آخر يتعلق به هو، والاختلاط يتعلق بجده، فهو حافظ لحديثه؛ ولو حدث به في الاختلاط، وقد ذكر أحمد أنه سمع منه بأخرة. والمقصود هنا أن قوله: "إسناده صحيح" غير صحيح، وذلك لأنه أوقف نظره عند ظاهر رواية شعبة هذه، وهي معروفة الصحة عند العلماء؛ لأن شعبة

بالإضافة إلى أنه سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط؛ فإنَّ من دقته وتحفظه في الرواية عنه أنه لا يروي إلَّا ما صرح بالسماع، فلو لم يكن بين يدي الرجل إلَّا هذه الرواية لعذرناه؛ بل وكنا معه على الجادة، ولكن الرجل لم يتَقِ اللَّه - تعالى -، ولم يُؤَدِّ الأمانة العلمية، ذلك لأنه بعد أن خرَّج الحديث من رواية جماعة من المصنّفين - منهم أبو يعلى - قال: "وهناك استوفينا تخريجه"! فلما رجعت إلى حيث أشار إليه من "مسند أبي يعلى" (4/ 265 - 266)؛ وجدت الحجة التي تدمغه، ذلك لأن أبا يعلى - رحمه الله - أداءً منه للأمانة العلمية قد ساق الحديث من طريقين عن شعبة برقمين (1719, 1720)، الطريق الأولى هي ما أشير إليها آنفًا أنها في "الصحيح"، وهي التي عناها بجملة الاستيفاء المزعومة؛ فإنه لم يستوفِ ما هناك فضلًا عن أن يزيد عليها كما أوهم بها؛ بل إنه نقص منها جملة سماع أبي إسحاق! والخطب في هذا سهل، فقد علمت أنه لا فائدة منها هناك، اللهم إلَّا التضليل عن العلة الحقيقية التي كتمها الرجل، أَلا وهي الانقطاع بين أبي إسحاق والبراء، ولقد وددت - يشهد اللَّه؛ من باب (التمس لأخيك عذرًا) - أن أقول - كما قلت في غيره -: لعله غفل عن هذا؛ فإن الغفلة لا ينجو منها باحث، أو كاتب، وهي بالنسبة لرواية شعبة في "الصحيح" واردة، ولكنه مع الأسف لم يدع لذلك مجالًا في كل من تخريجيه، أما هنا في "الموارد"؛ فلأنه أحال إلى الطريق الأولى ذات الرقم (1719) الظاهرة الصحة، ولم يقرن معه الرقم الآخر (1720) المشير إلى الطريق الأخرى الكاشفة عن العلة! وبخاصة أنها جاءت في رأس الوجه الآخر من الصحيفة الذي قد لا يتنبه له البعض إلَّا بمنبه، كذكر الرقم الآخر! لا بأس! لِنَقُل: إِنَّه غفل عنه! ولكن بماذا يمكن الإجابة عن فعلته في

تعليقه على "أبي يعلى"؛ فإنه بعد أن صحح إسناد الطريق الأولى؛ أعرض عن العلة الصريحة في الطريق الأخرى، وفيها ما نصه: "قال شعبة: قلت: أسمعته من البراء؟ قال: لا"؟!! لقد طاح احتمال غفلته عنه بتعليقه عليه بقوله (3/ 266): "رجاله ثقات، وانظر الحديث السابق"!! لقد كان من واجبه - والحالة هذه - أن يتدارك خطأ تصحيح إسناد الحديث السابق؛ بأن يرجع إليه، ويعله بالانقطاع الصريح فيه، كما فعل بحديث "الصحيح" الذي أشرت إليه آنفًا (ص 91)، ولكنه لم يفعل، وتجاهل النص كأن لم يكن، فصنيع من هذا؟! ولقد شاركه في هذا التجاهل: الشيخ شعيب - مع الأسف -؛ فإنه قال في تعليقه على "الإحسان" (12/ 173): "إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن جاء عند أبي يعلى بإثر الحديث: قال شعبة: قلت: أسمعته من البراء؟ قال: لا"!! فجَمَعَ بين النقيضين! فكان ينبغي التصريح عقب التصحيح المذكور بمثل قوله: "لولا أنه منقطع ... "؛ دفعًا لظاهرة التناقض! ولكني أخشى أن لا يكون التعبير المذكور من شعيب نفسه، وإنما هو من قبيل ما يقال: (له الاسم ولغيره الرسم)! نعم؛ الحديث صحيح لغيره كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وهي مخرجة في "الصحيحة" برقم (3496). 6 - ومنهم: المغيرة بن مقسم الضبي، فقد أخرج له نحو عشرين حديثًا معنعنًا عنده كلها؛ سوى حديث واحد، صرح فيه بالسماع، وثانٍ قد توبع فيه،

وثالث رواه عن أبيه - وهو مجهول -. والمقصود هنا: بيان أن له في كتابنا "الموارد" سبعة أحاديث كلها معنعنة، أحدها مما استدركته أنا على الهيثمي، وقد استطعت والحمد للَّه أن أنقذ من الضعف بالشواهد خمسة منها، فأوردتها في "الصحيح"، هذه أرقامها (1035، 1271، 1336، 1421، 2060). وأما الآخران؛ فهما في "الضعيف" رقم أحدهما فيه (1523)، وحسَّنه بعضهم، وأما الآخر - وهو المستدرك -؛ فسيأتي في (5 - المواقيت/ 122 - باب) - بإذن اللَّه تعالى -. وإن مما يحسن التنبيه عليه هنا: أن الأخ الداراني جرى في تخريجه لهذه الأحاديث - باستثناء المستدرك طبعًا المشار إليه آنفًا - على تجاهل تدليس المغيرة، سوى الحديث (1523)، فقد ضعفه هنا في "الموارد"، وأحال في تخريجه على "مسند أبي يعلى" (8/ 387 - 388)، وهناك أعله بقوله: "ومغيرة كثير التدليس عن إبراهيم". وخالف شعيبٌ، فحسَّنه هنا، وفي "الإحسان" (13/ 335)؛ زاعمًا أن المغيرة قد تابعه شباك الضبي! ومع أن هذا قد رُمي بالتدليس أيضًا؛ فقد تجاهل الشيخ شعيب الاضطراب في إسناده، وجهالة (هني بن نويرة) فوقه، كما كنت بينت ذلك مفصلًا في "الضعيفة" (1232)، وهذا قُلٌّ مِنْ جُلٍّ من تخبيطاتهم وتخليطاتهم التي لا يلتزمون فيها قواعد هذا العلم الشريف. وهناك مدلسون آخرون كنت فرزت أسماءهم في آخر كتابي "تيسير الانتفاع" - يسر اللَّه لي نشرَه - بلغ عددهم نحو الثلاثين، وإنما ذكرت من تقدم ذكره منهم؛ لأنه أخرج لهم في "صحيحه" أحاديث كثيرة بالعنعنة، ووقع بعضها

في كتابنا "الموارد"، الأمر الذي أحوجني إلى نقدها، وتمييز ما صح منها بالمتابعات والشواهد، وما لم يصح بسبب العنعنة والتفرد. وإن فيما أشرنا إليه من أحاديث هؤلاء المدلسين - ولو مما صح منه -: ما يكفي لبيان أن ابن حبان - رحمه اللَّه - قد أخل أيضًا بالشرط الخامس الذي وضعه لرواة حديث "صحيحه" بقوله المتقدم: "المتعري خبره عن التدليس"! كما أخل بشروطه الأخرى على ما سبق بيانه، بما لا تراه في كتاب آخر - إن شاء اللَّه تعالى -. وبذلك يزداد القراء علمًا بتساهله الذي رماه به أجلة الحفاظ والعارفين به، واستنكف عن الاعتراف به بعض من يدعي العلم، ويتهم الحفاظ بالجهل، ويتبينون أن تساهله لم يقف عند توثيق المجهولين في "ثقاته"، كما هو معلوم عند جمهور طلاب العلم؛ بل إنه تعداه إلى إخلاله بتحقيق شروطه الخمسة التي اشترطها لرواة "صحيحه"، خلافًا لمن صرح من المتأخرين أنه وفى بها؛ كالشيخ أحمد شاكر - رحمه اللَّه - ومن قلده -؛ كالشيخ شعيب، والاخ الداراني؛ غفلوا عن هذه الحقيقة، وترتب من وراء ذلك - من الأوهام والتصحيح للأحاديث الضعيفة، والروايات المنكرة - ما يتعذر الإحاطة بها، وقد يسر اللَّه لي أثناء طبعي لِـ "صحيح الموارد"، و"ضعيف الموارد" التنبيه على الكثير منها كما سيرى القراء الكرام - إن شاء اللَّه تعالى -، وقد ذكرت آنفًا نماذج منها، أداءً للأمانة، ونصحًا للأمة، وتذكيرًا لأمثالي من طلاب العلم. فهذا الحق ليس به خفاءُ ... فدعني عن بُنيَّات الطريق ذلك؛ وما دمنا لا نزال في تقويم "صحيح ابن حبان"؛ فإن هناك أنواعًا أخرى وقعت فيه منافية للصحة، وفيها بعض الموضوعات، ولذلك كان من تمام هذا الفصل الكلام عنها - ولو موجزًا -، فأقول:

يمكن حصرها فيما يأتي: الأول: الأحاديث الشاذة. الثاني: الأحاديث المنكرة. الثالث: الأحاديث الضعيفة والواهية. 1 - أما النوع الأول؛ فأحاديثه كثيرة، ومن المعلوم أن الحديث الشاذ: هو ما رواه الثقة مخالفًا من هو أوثق منه، أو أكثر عددًا، وهذا يعني أن إسناده يكون ظاهر الصحة، ولذلك فلا يظهر الشذوذ والمخالفة إلَّا بتتبع الطرق، وإمعان النظر في متونها، وهذا مما لا يتيسر أحيانًا لبعض الحفاظ النقاد المتقدمين، فضلًا عن بعض الكتاب المعاصرين المتعلقين بهذا العلم، الذين لا يعلمون منه إلَّا ظاهرًا من القول، ولا ينظرون فيه إلى أبعد مِن أرنبةِ أنوفهم، كما سترى ذلك جليًّا في عشرات الأحاديث الآتية في "الصحيح"، و"الضعيف". ثم إن الشذوذ غالبًا ما يقع في المتن، وتارة يقع في السند، وقد يجتمعان، والشذوذ في المتن يكون عادة في بعض أجزائه أو ألفاظه، وهذا يعني أن أصل الحديث صحيح، لكن أحد رواته الثقات شذ وخالف، فوقع في حديثه الخطأ، كما في الحديث الآتي في "الضعيف" برقم (948) بلفظ: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر: صيام الدهر وقيامه". فقوله: "وقيامه" شاذ ضعيف، والمحفوظ في هذا الحديث وغيره بلفظ: "وإفطاره". وتأتي له أمثلة أخرى فيه بالأرقام التالية (951، 1305، 1364، [185/ 2 - 5990]، [269 - 7049]، و [270 - 6959]). وهذا النوع كثير جدًّا في الكتاب الآخر "صحيح الموارد"، ولذلك لم أوثرها

بِـ "الضعيف"؛ من أجل كلمة أخطأ فيها الراوي، لكني نبهت على ذلك تحت كل حديث منها، وأول ما يبادرك فيه الحديث (28)، وفيه: "لا يقبل الله من عبد توبة أشرك بعد إسلامه". والصحيح: "عملًا" مكان: "توبة". وقد غفل عنه - وعن أكثر هذا النوع من الأحاديث الشاذة -: المعلقون الأربعة على "الموارد"، حتى لكأنهم لم يقرؤا شيئًا عنه في كتب المصطلح، حتى ولا في تعريف الحديث الصحيح الذي جاء فيه: "ولم يشذ، ولم يعل"! وقد يكون الشذوذ بزيادة في المتن، مثاله حديث (608): "صلاة الليل مثنى مثنى ... " زاد في آخره: "وسجدتين قبل الصبح"! وصححه المعلقون الأربعة! ومثله الحديث (580)، وصححه الشيخ شعيب! وغيرهما كثير مما سيأتي التنبيه عليها في مواضعها - إن شاء اللَّه تعالى -. 2 - وأما النوع الثاني، وهي الأحاديث المنكرة؛ فهي أكثر، ويقال في المنكر ما تقدم في الشاذ؛ إلَّا أن المخالف يكون ضعيفًا؛ أي: أنه مع ضعفه يكون قد خالف غيره، وقد تكون النكارة في المتن، ولو لم يخالف، والأول أكثر، وهو موزع في "الصحيح"، و"الضعيف"؛ لأن أصله يكون صحيحًا لذاته، بخلاف الآخر فهو خاص بالضعيف، وهذا يعني أن الحديث قد يكون من أصله منكرًا، بخلاف الأول، ولهذا أمثلة كثيرة سيأتي التنبيه عليها في محالِّها - إن شاء اللَّه تعالى -، ولكني أستعجل ببعض الأمثلة: الأول: حديث أبي هريرة الآتي في الكتابين برقم (22):

"أفضل الأعمال عند اللَّه - تعالى -: إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه، وحج مبرور"، قال أبو هريرة: حجة مبرورة تكفر خطايا سنة. قلت: فجملة "وغزو لا غلول فيه"، وقول أبي هريرة الموقوف؛ منكر لا يصح، حتى ولا لغيره، وأصل الحديث في "الصحيحين" دون هاتين الزيادتين. وإن من غرائب الشيخ الشعيب، وأخطائه الفاحشة: أنه صحح الحديث لغيره في تعليقه عليه هنا في "الموارد"؛ لشواهد خرَّجها في تعليقه على "الإحسان"، ولم يسق ألفاظها، وليس فيها أي شاهد! وزادَ ضغثًا على إبَّالةٍ: فَصحّح إسناده على شرط الشيخين! ثم تراجع عنه هنا! وأما الأخ الداراني؛ فلم يكن أسعد منه في تعليقه على الحديث، فوافقه على الاستشهاد بما لا شهادة فيه! وزاد عليه الاستشهاد بحديث "الصحيحين"! وأن إسناد حديث الباب حسن! ظلمات بعضها فوق بعض!!! وسترى الرد مفصلًا فيما يأتي من التعليق على الحديث - بإذن اللَّه تعالى -، ومن أراد الوقوف عليها؛ فليتتبعها في فهرس الأبواب والمواضيع. الثاني: الآتي في "الصحيح" (299 - عن ابن عمر في سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل - عليه السلام - عن شر البقاع؟ فقال: لا أدري حتى أسأل ميكائيل)! فذِكْرُ ميكائيل - عليه السلام - هنا منكر؛ لِضعف إسناده، وتعريه من شاهد يقويه، بخلاف أصله، ولقد غفل عن هذه الحقيقة أولئك المعلقون الأربعة، فحسنوا الحديث بهذه الزيادة المنكرة؛ مستشهدين بالشواهد الخالية منها!! الثالث: حديث عائشة الآتي في "الصحيح" أيضًا (392) في النهي عن التخلف عن الصف الأول: "حتى يخلفهم اللَّه في النار". فهذه الزيادة كالتي في الحديث قبله منكرة أيضًا، ومع ذلك صححها

المشار إليهم آنفًا، مستشهدين بحديث لمسلم ليس فيه الزيادة!! الرابع: حديث أبي هريرة الآتي في "الضعيف" (410) في الترهيب عن المرور بين يدي المصلي: "لكان أن يقف مائة عام"، فذِكْرُ (المائة) فيه منكر، مخالف لحديث "الصحيحين"! ومع ذلك حسَّنه الداراني، واستشهد له بِـ "الصحيحين"!! وسبقه إلى بعض ذلك غيره! الخامس - وهو من أغرب الأمثلة -: حديث سهل بن سعد الآتي في آخر "الضعيف" (2404) بلفظ: ما رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - شاهرًا يديه يدعو على منبر ولا غيره ... ؛ فإنه - مع ضعف إسناده - مخالف للأحاديث الصحيحة في "الصحيحين" وغيرهما، وبعضها في "صحيح ابن حبان" كالحديثين الآتيين في "صحيح الموارد" (601, 604)! مع هذا كله صححه ابن حبان! وتبعه ظِلُّهُ الداراني، فحسَّن إسناده، ثم استشهد له بشاهدين ليس فيهما النفي المذكور! وتابعه في بعضه الشيخ شعيب، فقال: "صحيح بشواهده"! ثم أشار إلى الشاهدين اللذين ذكرهما الداراني! وبالجملة؛ فالأمثلة كثيرة جدًّا، وما ذكرته كافٍ لإثبات تساهل ابن حبان في تخريجه الأحاديث الشاذة والمنكرة، وقد مضت أمثلة أخرى (ص 83)، فمن رغب في جمعها، أو الوقوف عليها بيسر؛ فليراجع (الفهرس) كما سبق. الثالث: الأحاديث الضعيفة، والواهية (¬1). * * * ¬

_ (¬1) هذا ما تمَّ نقلُه من خطِّ شيخِنا الإمام - رحمه الله -، فإنَّه لم يُكمِلِ المُقدمةَ - تغمدَه اللهُ برحمته، وأعظم له الأجرَ والمثوبةَ -.

مقدمة الأصل

مقدمة الأصل " موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" اللهم صلِّ وسلّم على سيدنا محمد وآله وصحبه. الحمد للهِ الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ، وجعل الظلماتِ والنور، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريكَ له، شهادةً تنجي قائلها يومَ البعثِ والنشور، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله المنعوت في القرآنِ والتوراةِ والإِنجيلِ والزبور، صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى آلهِ وصحبه صلاةً تُضاعِفُ لصاحبها الأجور. وبعد: فقد رأيتُ أن أُفردَ زوائد "صحيح أبي حاتم محمد بن حبان البستي رضي الله عنه" على "صحيح البخاري ومسلم رضي الله عنهما"، مرتبًا ذلك على كتبِ فقه أذكرها لكي يسهل الكشفُ منها، فإنّه لا فائدةَ في عزو الحديث إلى "صحيح ابن حبان" مع كونِه في شيءٍ منهما، وأردتُ أن أذكرَ الصحابيَّ فقط وأُسقطَ السند اعتمادًا على تصحيحه، فأشارَ عليَّ سيدي الإمامُ أبو زُرعة ابن سيدي الشيخ الإمام العلّامة شيخ الإسلام أبي الفضل عبد الرحيم بن العراقي بأنْ أذكرَ الحديثَ بسندِه لأنَّ فيه أحاديث تكلَّمَ فيها

بعضُ الحفّاظِ، فرأيتُ أنَّ ذلكَ هو الصواب (¬1)، فجمعت زوائده ورتبتها على كتب أذكرها هي: كتاب الإيمان، كتاب العلم، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الجنائز، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الحجّ، كتاب الأضاحي، وفيه الصيد والذبائح والعقيقة والوليمة، كتاب البيوع، كتاب الأيمان والنذور، كتاب القضاء، كتاب العتق، كتاب الوصايا، كتاب الفرائض، كتاب النكاح والطلاق والعدّة، كتاب الأطعمة، كتاب الأشربة، كتاب الطبّ - وفيه الرقى وغير ذلك -، كتاب اللباس والزينة، كتاب الحدود والديات، كتاب الإمارة، كتاب الجهاد، كتاب السِّيَرِ وفتح فارس وغيرها، كتاب التفسير، كتاب التعبير، كتاب القدر، كتاب الفِتن، كتاب الأدب، كتاب البر والصلة، كتاب علامات النبوّة - وفيه من ذكر من (¬2) الأنبياء صلّى الله على نبيّنا وعليهم أجمعين -، كتاب المناقب، كتاب الأذكار، ¬

_ (¬1) قلت: وأصوبُ منه أن يتكلَّمَ على السندِ أَيضًا تصحيحًا وتضعيفًا، إلا أنَّ همةَ أكثرِ القرّاء تَضعُفُ ولا تَنشَطُ لقراءة الأحاديث بأسانيدها، ولذلك جَريتُ على اختصارِ أسانيدِ كتب السنّة، وبخاصة "السنن" الأربعة منها، مع تقديم خلاصة موجزة عن تلك الأسانيد من صحةٍ أو ضعفٍ، لأنّها هي الغاية من الأسانيد ودراستها، وأنفع لعامة القرّاء من طبع كتب السنّة بأسانيدها فقط، دون تبيانِ مراتبها، وقد صدرَ أخيرًا كتاباي "صحيح الأدب المفرد"، و"ضعيف الأدب المفرد" وأصلهما "الأدب المفرد" للإمام البخاري، ثم "صحيح" كل من "السنن" الأربعة، و"ضعيف" كل منها، ومن قبل "صحيح الترغيب والترهيب" الجزء الأول، والآن تحت الطبع بقية أجزائه الثلاثة، و"ضعيف الترغيب" بجزئيهِ، وتحت التأليف "صحيح كشف الأستار"، وقسيمه "ضعيف الكشف"، ونسأل الله تمام التوفيق. (¬2) كذا الأصل، والصواب: "فيه ذكر الأنبياء .. " كما سيأتي في صلب الكتاب: (34 - كتاب ..).

كتاب الأدعية، كتاب التوبة، كتاب الزهد، كتاب البعث، كتاب صفة النار، كتاب صفة الجنّة (¬1). وقد سميته "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" وأسألُ الله النفعَ به لي وللمسلمين آمين. * * * ¬

_ (¬1) قلت: من الملاحظ أنَّ عددَ الكتبِ المرويّة هنا تنقصُ ثلاثة عن عددها في فهرس الكتاب الذي في آخره، وهذا بلا شّك أَصح، فقد رأيت آنفًا تداخل الكتب في بعض، مثل (الطلاق) أدخله في (كتاب النكاح)، بينما هو في الفهرس كتاب مستقل: برقم (28)، وكذلكَ هو في صلب الكتاب، و (كتاب علامات النبوّة) أدخل فيه ذكر الأنبياء عليهم السلام، وعقبه في الفهرس: (كتاب علامات نبوّة نبينا - صلى الله عليه وسلم -)، وهذا أصح أيضًا؛ لأن الذي قبله ليس له علاقة بعلامات نبوّة الأنبياء كما يدلنا على ذلك الواقع. وكذلك أدخل "كتاب المواقيت" في "كتاب الصلاة" مع أن أبواب "المواقيت" قليلة نحو العشرة، ولذلك غيرته فجعلته "أبواب المواقيت"، لأنه جزء من الصلاة، وأبوابه أقل بكثير من أبواب الصلاة، ولا يصح إدخال الأكثر في الأقل، وإنما الصواب العكس تمامًا، فلعله خطأ من بعض النساخ. وقد يختلف عدد أرقام الكتب عما في الكتاب - "الموارد" - نتيجة إدخال بعض التصحيحات أو بعض التعديلات في بعض الأبواب، مثل زيادة (11 - كتاب الصيد والذبائح)؛ كما سيأتي بيانه هناك - إن شاء الله تعالى -.

1 - كتاب الإيمان

1 - كتاب الإيمان 1 - باب فيمن شهد أن لا إله إلّا الله 1 - 1 - عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي لأعلمُ كلمةً لا يقولُها عبد حقًّا من قلبِه، فيموت وهو على ذلك؛ إلّا حرَّمه الله على النارِ: لا إله إلّا الله". صحيح - "الأَحاديث المختارة" (رقم: 238/ تحقيقي). 2 - 2 - عن يحيى بن طلحة، عن أمّه سُعدى المُرِّيَّة، قالت: مرَّ عمر بن الخطابِ بطلحة بعدَ وفاة رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[فقال: ما لك مكتئِبًا] (¬1)؛ أساءتكَ إِمرة ابن عمّكَ؟ قال: لا، ولكني سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأعلمُ كلمةً لا يقولها عبد عند موته؛ إلّا كانت له نورًا لصحيفتِه، وإنَّ جسده وروحه ليجدانِ لها رَوْحًا عند الموتِ"، فقُبضَ ولم أسألْه، فقال: ما أعلمه إلّا التي أرادَ عليها عمّه، ولو علمَ أنَّ شيئًا أنجى له منها لأمره به. صحيح - "أحكام الجنائز" (ص 48 - 49). ¬

_ (¬1) الأصل: (وهو مكتئب)، والزيادة من طبعتي "الإحسان"، وغفل عن هذا التصحيح المعلقون الأربعة على طبعتَي هذا الكتاب: "الموارد"، ولهم من مثله الشيء الكثير، وسأنبه على ما تيسر لي التنبيه عليه - إن شاء الله تعالى -، وانظر التعليق على الحديث (9 - 9).

3 - 3 - عن سهيل ابن بيضاء قال: بينا نحن في سفر مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، فحبس من كانَ بين يديه، ولحقه من كانَ خلفه، حتّى إذا اجتمعوا قال رسول اللهِ: "إنّه من شهد أن لا إله إلّا الله؛ حرَّمه الله على النار، وأوصا له الجنّة". صحيح لغيره - "التعليقات الحسان على الإحسان" (1/ 210/ 199). 4 - 4 - عن جابر: أنَّ معاذًا لما حضرته الوفاة قال: اكشفوا عن سَجْفِ (¬2) القبة، سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[يقول]: "من شهدَ أن لا إله إلّا الله مخلصًا من قلبه؛ دخل الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (2355). 5 - 5 - عن هِصّان بن كاهل، قال: جلست مجلسًا فيه عبد الرحمنِ بن سمرة - ولا (¬3) أعرفه - فقال: حدثنا معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما على الأرضِ نفس تموتُ ولا تشركُ باللهِ شيئًا، وتشهدُ أنْ لا إله إلّا الله، وأني رسول اللهِ، يرجع ذلك إلى قلبٍ موقنٍ؛ إلّا غُفرَ لها". حسن - "الصحيحة" (2278). 6 - 6 - عن عثمان بن عفّان، قال: سمعتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) هنا اختصار بَيَّنَتْهُ رواية الطبراني (6/ 258) بلفظ: "يا سهيل ابن بيضاء! " - ورفع صوته مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك يجيبه سهيل - فسمع الناس صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعرفوا أنه يريدهم. (¬2) السَّجف: الستر كما في "النهاية" (2/ 343). (¬3) الأصل (فلا)، وكذا في طبعة المؤسسة لـ "الموارد" تحقيق الشيخ شعيب، ودار الثقافة تحقيق الداراني وصاحبه!!

"من ماتَ وهو يعلمُ أن لا إله إلّا اللهُ؛ دخلَ الجنّة". صحيح - "أحكام الجنائز" (ص 19): م، فليس على شرط "الزوائد"، وكذا قال الحافظ في حاشية الأَصل. 7 - 7 - عن جابر بن عبد الله، قال: بعثني رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "نادِ في الناسِ: من قالَ: لا إله إلّا الله؛ دخل الجنّة". فخرج، فلقيه عمر في الطريق فقال: أين تريدُ؟ قلت: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا وكذا، قال: ارجع، فأبيت، فَلَهَزَني لَهزة في صدري أَلِمْتُها، فرجعت ولم أجدْ بدًّا. قال: يا رسول اللهِ! بعثت هذا بكذا وكذا؟ قال: "نعم". قال: يا رسول اللهِ! إنَّ الناسَ قد طمعوا وَخَبُثوا (¬1)، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اقعد". صحيح - "الصحيحة" (1314 و 2355). 8 - 8 - عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبيه، قال: ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وكذا في رواية ابن خزيمة في "التوحيد" (ص 222)، وهو مستقيم المعنى، أي: طمعوا في فضل الله، وتكاسلوا عن طاعة الله، اتكالًا على الشهادة، كما في حديث أبي هريرة نحو هذا في مسلم، وفيه قول عمر: فإني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلَّهم يعملون! قال: "فخلِّهم". وتحرف في "الإحسان" - وبالتالي في طبعة المؤسسة للكتاب - إلى: "وخشوا" من (الخشية)! وهو مباين للسياق كما هو ظاهر، وتكلف المعلّق عليه في توجيهه، بما لا مجال لبيانه، ويكفي في رده ما قدمت، والله أعلم.

كُنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في غزوة، فأصابَ الناسَ مخمصةٌ [شديدة] (¬1)، فاستأذنوا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في نحر بعض ظهورِهم، فقال عمر: يا رسول اللهِ! فكيف بنا إذا لقينا عدوّنا جياعًا رِجالًا؟ ولكن إن رأيتَ يا رسولَ اللهِ! أن تدعوَ الناس ببقية أزوادهم، فجاءوا به؛ يجيءُ الرَّجل بالحَفنة من الطعام، وفوقَ ذلك، فكانَ أعلاهم الذي جاء بالصاع من التمر، فجمعه على نِطَع، ثمَّ دعا اللهَ بما شاء [اللهُ] (1) أن يدعو، ثمَّ دعا النّاس بأوعيتهم، فما بقي في الجيش وعاءٌ إلّا ملَؤوه، وبقي مثله، فضحكَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حتّى بدت نواجذه، ثمَّ قال: "أَشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهدُ أني رسول اللهِ، وأشهدُ عند اللهِ: لا يلقاه عبد مؤمن بهما؛ إلّا حجبتاه عن النارِ يوم القيامة". صحيح لغيره - "التعليقات الحسان على الإحسان" (1/ 221 - 222/ 221)، "الصحيحة" (3221). 9 - 9 - عن رفاعة بن عَرابة الجهني، قال: صَدَرنا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من مكة، فجعل ناس يسأذنونَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[إِلى أَهليهم]، فجعل يأذن لهم، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما بالُ شِق الشجرة التي تلي رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أبغض إليكم من الشق الآخر؟! ". قال: فلم نرَ من القومِ إلّا باكيًا، قال: يقول أبو بكر: إنَّ الذي يستأذنك بعد هذا لسفيهٌ - في نفسي -، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله وأثنى عليه - وكانَ إذا حلفَ قالَ: ¬

_ (¬1) من "الإحسان"، وفيها أَلفاظ قليلة تخالف ما هنا مخالفة يسيرة، فلم أَهتم بها.

"والذي نفسي بيده - أشهد عند الله: ما منكم من أَحدٍ يؤمنُ بالله ثمَّ يسدد؛ إلّا سُلِكَ [به] (¬1) في الجنّة، ولقد وعدني ربي أن يُدخلَ من أمتي الجنّة [سبعين أَلفًا] بغير حسابٍ ولا عذاب، وإنّي لأرجو أنْ لا تَدخلوها حتى تتبوّؤا [أَنتم] ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكنَ في الجنّة". ثمَّ قال: "إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله [تبارك وتعالى] إلى السماء الدنيا فيقول: لا أَسأل (¬2) عن عبادي [أَحدًا] غيري، من ذا الذي يسألني فأعطيَه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفرَ له؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيبَ له؟ حتّى ينفجر الصبح". صحيح - "الصحيحة" (2405). 10 - 10 - عن أَبي صالح، عن أبي الدرداء، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال ... مثله؛ يعني: مثل حديث قبله (¬3)، ومتنه: كنتُ أمشي مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بحَرّة المدينة، فاستقبلَنا أُحُدٌ، فقال: ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، فاستدركتها مع الزيادات الأُخرى من "الإحسان" من طبعتيها: دار الكتب العلميّة، ومؤسسة الرسالة، ولم يستدركها محققو هذا الكتاب - "موارد الظمآن" - في طبعته الجديدة، ويبدو أن الداراني لم يكن منه الاهتمام اللازم بتحقيق نص المتن ومقابلتِه بالأَصل: "الإحسان"، بل كانَ جلُّ اهتمامه بالتخريج والإطالةِ فيه، وبدون فائدة تذكر من حيث التحقيق أَحيانًا، حتّى طبع الكتاب في ثمان مجلدات! وسيمرّ بك التنبيه على نماذج أُخرى كثيرة من السقط، راجيًا من اللهِ السداد والتوفيق. (¬2) الأَصل (يسأَل)، والتصويب من طبعتي "الإحسان"، والزيادة التي بعدها من "المسند". ومن الغريب أَنَّ هذا كله وما قبله لم يصحح من طبعة المؤسسة أَيضًا للكتاب! (¬3) قلتُ: يعني حديث أَبي صالح عن أَبي ذر؛ ساقه في الأَصل (170 - الإِحسان) قبل =

"يا أبا ذرّ! ما يسرني أنَّ [لي] أُحُدًا ذهبًا أُمسي وعندي منه دينار؛ إلّا أن أرصده لدَين". ثمَّ مشى ومشيتُ معه، فقال: "يا أبا ذر! ". قلت: لبيكَ يا رسول اللهِ وسعديك! قال: " [إِنَّ] الأكثرينَ هم الأقلونَ يوم القيامة"، ثمَّ قال: "يا أبا ذرّ! لا تبرح حتّى آتيك". ثمَّ أنطلق حتى توارى، فسمعتُ صوتًا فقلت: أنطلقُ؟ ثمَّ ذكرتُ قولَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فلبثتُ حتّى جاء فقلتُ: يا رسول اللهِ! إنّي سمعتُ صوتًا فأردتُ أن آتيكَ، فذكرت قولك لي، فقال: "ذاكَ جبريل؛ أتاني فأخبرني أنه من ماتَ من أمتي لا يشرك بالله شيئًا؛ دخلَ الجنة". قلت: يا رسول اللهِ! وإن زنى وإن سَرَقَ؟! قال: "وإن زَنى وإنْ سَرَقَ". صحيح - "الصحيحة" (826): ق - أبي ذر، خ - أَبي الدرداء، فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ = هذا. وقد جاء في الحاشية هنا ما يأتي: نبه الحافظ ابن حجر على أنَّ هذا الحديثَ لا وجه لاستدراكِه، وكلامه في الهامش أصابه قطع في التجليد، فلم نتمكن من إثباتِه كاملًا. انتهى وأقولُ: وجه استدراكه أنه من حديث أبي الدرداء، والذي في "الصحيحين" إنما هو عن أبي ذر نفسِه كما ذكرت أعلاه. لكن البخاري قد رواه عن أَبي صالح عن أَبي الدرداء موصولًا أَيضًا برقم (6268)، لكنَّه أَعلَّه بالانقطاع في مكان آخر، فانظر الحديث (6443) منه.

2 - باب ما يحرم دم العبد

2 - باب ما يحرم دم العبد 11 - 11 - عن حميد بن هلال، قال: أتاني أبو العالية وصاحب لي، فقال: هَلُمّا؛ فإنّكما أشبُّ شبابًا وأوعى للحديثِ منّي، فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم الليثي، قال أبو العالية: حدِّثْ هذين، قال بشر: حدثنا عقبة بن مالك - وكانَ من رهطه -، قال: بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فغارت على قوم، فشذ من القوم رجل، واتَّبعه رجل من السرية ومعه السيف شاهرَه، فقال: إنّي مسلم، فلم ينظر فيما قال، فضربه فقتله، فنمى الحديثُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال فيه قولًا شديدًا، [فبلغ القاتلَ قال:] فبينا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ؛ إذ قال [القاتل]: يا رسول اللهِ! والله ما قال الذي قال إلّا تعوّذًا من القتل! فأعرضَ عنه رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وعمَّن قِبَلَه من الناس [وأَخذ في خطبته، قال: ثم عاد، فقال: يا رسول الله! ما قال الذي قال إِلَّا تعَوذًا من القتل! فأَعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمَّن قِبَلَه من النَّاس، فلم يصبر أن قال الثالثة، فأقبل عليه تُعرف المساءة في وجهه فقال: "إنَّ الله حرَّمَ (¬1) عليَّ [أن] أقتل مؤمِنًا" (ثلاث مرات). صحيح لغيره - التعليق على "الإحسان" (7/ 584 - 587). 12 - 12 - عن عبد الله بن عدي: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالس بين ظهراني الناس؛ إذ جاءه رجل يستأذنه أن يُسارَّه، فأذنَ له، فسارّه في قتل رجل من المنافقين، فجهر رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وكذا في أصلِه "الصحيح" كما في "الإحسان" (7/ 585)؛ لكن في "مسند أَبي يعلى" - وعنه رواه المؤلف -: "أَبى"، وكذلك هو عند أحمد وغيره، والزيادة الأُولى والثانية من "المسند" (5/ 289)، و"أَبي يعلى" (6829).

بكلامِه وقال: "أليسَ يشهدُ أن لا إله إلّا الله؟! ". قال: بلى يا رسول اللهِ، ولا شهادةَ له، قال: "أليسَ يصلي؟! ". قال: بلى يا رسول اللهِ! ولا صلاةَ له، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أولئكَ الذين نُهيت عن قتلِهم" (¬1). صحيح - "مشكاة المصابيح" (4481/ التحقيق الثاني). 13 - 13 - عن ابن عباس، قال: مرَّ رجل من بني سُليم على نفر من أصحابِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ ومعه غنم، فسلّم عليهم، فقالوا: ما سلّم عليكم إلّا ليتعوذ منكم، فَعَدَوْا عليه فقتلوه، وأخذوا غنمه، فأتوا بها رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ...} إلى آخرِ الآية (¬2). حسن لغيره - التعليق على "الإحسان" (7/ 122): ق ببعض اختصار. 14 - [5865 - عن أنس بن مالك، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُمرتُ أن أُقاتلَ الناسَ حتّى يشهدوا أَن لا إله إلّا الله، وأنَّ محمدًا رسول اللهِ، فإذا شهدوا أن لا إله إلّا الله وأنَّ محمدًا رسول اللهِ، واستقبلوا قبلتنا، وأكلوا ذبيحتنا، وصلَّوا صلاتنا؛ فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم، ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وفي "الإحسان": "عنهم"، وكذا في "مصنف عبد الرزاق"، و"المسند". (¬2) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر - رحمه الله -: "قلت: هذا رواه البخاري من طريق عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس".

3 - باب بيعة النساء

لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم"] (¬1). صحيح - "الصحيحة" (303)، "صحيح أبي داود" (2374): خ نحوه مختصراً دون: "الرسالة" وقوله: "لهم ما للمسلمين .. "، وهو عنده معلق. 3 - باب بيعة النساء 15 - 14 - عن أُمَيْمَة بنت رُقيقة، أنها قالت: أتيت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في نسوة نُبايعه، فقلن: نبايعك يا رسول الله! على أن لا نشركَ بالله شيئًا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف، قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فيما استطعتُنَّ وأطقْتُن (¬2) ". قالت: فقلت: الله ورسوله أَرحمُ بنا من أنفسنا، هلمَّ نبايعك يا رسول الله! فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي لا أصافحُ النساء، إنَّما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة؛ أَو مثل قولي لامرأَة واحدة". ¬

_ (¬1) (تنبيه هام): هذه الجملة الأخيرة قالها - صلى الله عليه وسلم - في من أسلم كما ترى، وكذلك ورد في أحاديث أخرى، وقد يلهج بها بعض الدعاة الذين لا علم عندهم أنه عليه السلام قالها في أهل الذمة! وهذا باطل لا أصل له. ومن المؤسف أن بعضهم بنى عليه أحكامًا مخالفة للسنة، كالشيخ محمد الغزالي غفر الله له، وقد رددت عليه في كتابي الجديد: "تحريم آلات الطرب" (ص 22 و 23)، وكذلك في "الضعيفة" (1103، 2176)؛ فراجعه تكن على بصيرة إن شاء الله تعالى. (¬2) هذا هو الصواب، وفي الأصل - كأصلِه - "وأطعتن"! ولا وجه له.

4 - باب في قواعد الدين

صحيح - "الصحيحة" (529). 4 - باب في قواعد الدين 16 - 16 - عن يحيى بن يَعْمَر، قال: قلتُ - يعني: لابن عمر -: يا أبا عبد الرحمن! إنَّ أَقوامًا يزعمونَ أنْ ليسَ قدر، قال: هل عندنا منهم أحد؟ قلت: لا، قال: فأبلغهم عنّي إذا لقيتهم أنَّ ابن عمر يبرأ إلى اللهِ منكم، وأنتم بُرَءَاءُ منه، حدثنا عمر بن الخطاب قال: بينما نحن جلوس عند رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في أناسٍ؛ إذ جاءه رجل - ليسَ عليه سيما (¬1) سفر، وليسَ من أهل البلدِ - يتخطّى، حتّى ورَّكَ فجلسَ بين يدي رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد! ما الإسلام؟ قال: "الإسلامُ: أن تشهدَ أن لا إله إلّا الله، وأنَّ محمدًا رسول اللهِ، وأن تقيمَ الصلاةَ، وتؤتيَ الزكاة، وتحجَّ وتعتمرَ، وتغتسلَ من الجنابة، وأن تُتمَّ الوضوء، وتصومَ رمضان". قال: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مسلم؟ قال: "نعم". قال: صدقت، قال: يا محمد! ما الإيمان؟ قال: "أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسلِه، وتؤمن بالجنة والنارِ والميزان، وتؤمن بالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيرِه وشرَّه". ¬

_ (¬1) كذا الأَصل، وفي طبعتي "الإحسان": (سَحْناء)، وهو الصواب! فإنّه كذلك في "صحيح ابن خزيمة" (1/ 4)، ومن طريقه رواه ابن حبّان، وكذلك هو في مصادر أخرى للحديث مثل "سنن الدارقطني"، والمعنى واحد.

قال: فإذا فعلتُ ذلك فأنا مؤمن؟ قال: "نعم". قال: صدقت، قال: يا محمد! ما الإحسان؟ قال: "الإحسان: أن تعبدَ الله كأنّكَ تراه، فإنّك إن لا تراه فإنّه يراك". قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: "نعم". قال: صدقت، قال: فمتى الساعة؟ قال: "سبحانَ الله! ما المسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ، ولكن إن شئتَ نبّأتُكَ عن أشراطِها". قال: أجل، قال: "إذا رأيتَ الحفاة العراة يتطاولونَ في البناء، وكانوا ملوكًا". قال: ما العالة الحفاة العراة؟ قال: "العُرَيْب"، قال: "وإذا رأيت الأمَة تلد ربَّتها؛ فذاك من أَشراط الساعة". قال: صدقت، ثمَّ نهض فولّى، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عليَّ بالرَّجل". فطلبناه كلَّ مطلبٍ، فلم نقدر عليه، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرونَ من هذا؟ هذا جبريل عليه السلام أتاكم ليعلمكم دينكم، خذوا عنه، والذي نفسي بيده؛ ما شُبَّه عليَّ منذ أتاني قبل مرّتي هذه، وما عرفته حتّى ولّى".

(قلت): رواه مسلم باختصار. صحيح - "الإرواء" (1/ 34): م مختصراً دون جملة الحج .. والوضوء، والقدر، والملوك, والعُريب، ودون قوله: "خذوا عنه ... " إلخ (¬1). 17 - 18 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَنْ آمنَ بالله ورُسُلِه، وأقامَ الصلاةَ، وصامَ رمضانَ؛ كانَ حقًّا على اللهِ أن يُدخله الجنّة، هاجر في سبيل الله، أو جلسَ حيث ولدته أمه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (921): خ. قلت: فما كانَ ينبغي أن يستدرَكه. 18 - 19 - عن عمرو بن مرّة الجهني، قال: جاء رجل إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ! أَرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلّا الله، وأنّك رسول اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا؟ قال: "من الصديقين والشهداء". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 221). 19 - 20 - عن أبي أيوب، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يعبدُ الله لا يشرك به شيئًا، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصومُ رمضان، ويجتنب الكبائر؛ إلّا دخل الجنّة". صحيح - "التعليق على الإحسان" (5/ 102)، "الإرواء" (5/ 25). ¬

_ (¬1) قلت: من مساوئ تخريج الداراني للكتاب وتفاهة تحقيقه: عزوه الحديث لمسلم دون بيان الاستثناء المذكور، ولو إشارةً بمثل قولي: "مختصراً"؛ وإلا لزم تخطئة مؤلف "الزوائد"! كما فعلت في الحديث التالي!! وكلذلك فعل الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" (1/ 399)!

5 - باب في الإسلام والإيمان

20 - 21 - عن معاذ بن جبل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قلت: حدثني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: "بَخٍ بَخٍ! سألتَ عن أمر عظيم، وهو يسير لمن يسّره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئًا". حسن صحيح - التعليق على "الإيمان" لابن أَبي شيبة (2/ 2 - 3)، التعليق على "الإحسان" (1/ 218). 21 - 22 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أفضلُ الأعمالِ عند اللهِ تعالى: إيمان لا شكَّ فيه ... وحجّ مبرور". صحيح لغيره - "الضعيفة" (6367)، التعليق على "الإحسان" (7/ 59) (¬1). 5 - باب في الإسلام والإيمان 22 - 23 - عن علي، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلّا الله، وأني رسول اللهِ، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر". صحيح - "المشكاة" (104)، "ظلال الجنّة" (130). 23 - 24 - عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "البذاء (¬2) من الجفاء، والجفاء في النار، والحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (495)، "الروض النضير" (744). ¬

_ (¬1) انظر الرد على المعلقين الذين صححوا الحديث بالزيادات المنكرة المشار إليها بالنقط في تعليقي على الحديث في هذا الباب من الكتاب الآخر: "الضعيف". (¬2) البذاء والمباذاة: المفاحشة، كما في "النهاية" (1/ 110).

24 - 25 - عن فضالة بن عبيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجّة الوداع: "ألا أخبركم بالمؤمن؟! من أَمِنه الناسُ على أموالِهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانِه ويده، والمجاهد من جاهدَ نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". صحيح - "الصحيحة" (549). 25 - 26 - عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمنُ من أمنه الناس، والمسلمُ من سلم المسلمون من لسانِه ويده، والمهاجرُ من هجرَ السوء، والذي نفسي بيده؛ لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه". صحيح - المصدر نفسه. 26 - 28 - عن معاوية بن حَيْدة القُشيري، أنّه قال: يا رسول اللهِ! والذي بعثَكَ بالحقِّ ما أتيتُك حتّى حلفتُ - عدد أصابعي هذه - أن لا آتيك، فما الذي بعثك به؟ قال: "الإسلام". قال: وما الإسلامُ؟ قال: "أن تُسلمَ قلبَك للهِ، وأن توجه وجهك للهِ، وأن تصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة - أخوان نَصيران -، لا يقبل [الله] من عبد توبةً أشرك بعد إسلامِه". صحيح بلفظ: "عملاً" مكان: "توبة" (¬1) - "الصحيحة" (369)، "الإرواء" (5/ 32)، ¬

_ (¬1) قلت: هذا منكر جدّاً، ومن العجائب أنّه غفل عنه المعلقون الأربعة على الكتاب؛ فأقروه! مع مخالفة هذا اللفظ لعموم نصوص الكتاب والسنة!

6 - باب في الموجبتين ومنازل الناس في الدنيا والآخرة

"التعليق على الإحسان" (1/ 189). 27 - 29 - عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يبلغ العبد حقيقةَ الإيمانِ؛ حتّى يحبَّ للناسِ ما يحبُّ لنفسِه من الخير" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (73). وهو في "الصحيحين" دون قولِه: "من الخير". 28 - 30 - عن أبي رَزين، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ المؤمن مَثَلُ النحلة؛ لا تأكل إلّا طيبًا، ولا تضع إلا طيبًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (355). 29 - [229 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"]. صحيح لغيره - "المشكاة" (4839 و 4840)، "الروض النضير" (293، 321)، "تخريج الطحاوية" (262/ 268، 302/ 345). 6 - باب في الموجبتين ومنازل الناس في الدنيا والآخرة 30 - 31 - عن خُرَيم بن فاتِك الأسدي، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ أربعة، والأعمالُ ستة: موجبتان، ومِثْلٌ بِمِثْلٍ، وحسنة بعشر أمثالها، وحسنة بسبع مئة ضعف. ¬

_ (¬1) عزاه المعلق على "الإحسان" (1/ 471/ 235) للشيخين، وكذلك المعلق على "مسندِ أبي يعلى" (5/ 407/ 3081)! وذلك من أوهامِهما الكثيرة التي تدلُّ الباحثَ أنهما لا تحقيقَ ولا فقه عندهما بهذا العلم؛ لا يحسنان منه إلّا العزوَ إلى المصادر نقلاً لها من الفهارس، فإنَّ الحديث عند الشيخين بلفظ: "لا يؤمن أَحدُكم حتّى .. "، ودون قولِه: "من الخير"؛ ولهذا الاختلاف أوردَه المؤلف هنا!!

7 - باب ما جاء في الوحي والإسراء

والناسُ: موسَّع عليه في الدنيا والآخرة. وموسع عليه في الدنيا، مقتور عليه في الآخرة. ومقتور عليه في الدنيا، موسع عليه في الآخرة. ومقتور عليه في الدنيا والآخرة، وشقي في الدنيا، وشقي في الآخرة. والموجبتان: من قال: لا إله إلا الله - أو قال: مؤمنًا باللهِ - دخل الجنّة، ومن ماتَ وهو يشرك بالله دخل النار. ومن همَّ بحسنة فعملها؛ كتبت له عشر أمثالِها، ومن همَّ بحسنة فلم يعملها؛ كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة فلم يعملها؛ كتبت له حسنة (¬1)، ومن همَّ بسيئة فعملها؛ كتبت له سيئة واحدة غير مُضَعَّفة، ومن أنفقَ نفقة فاضلة في سبيل الله؛ فسبعمائة ضعف". صحيح - "الصحيحة" (2604). 7 - باب ما جاء في الوحي والإسراء 31 - 32 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ إذا تكلَّمَ بالوحي؛ سمع أهلُ السماء لِلسماء صلصلةً كجرِّ السلسة على الصفا، فيصْعَقُونَ، فلا يزالونَ كذلكَ حتى يأتيَهم جبريل، فإذا جاءهم فُزَّعَ عن قلوبِهم فيقولونَ: يا جبريل! ماذا قال ربّك؟ فيقول: الحقَّ، فينادون: الحقَّ الحقَّ". صحيح - "الصحيحة" (1293): خ موقوفًا، ومرفوعًا عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) قلت: وهذا مقيد في بعض الأحاديث الصحيحة: إذا تركها خوفًا من اللهِ، ومن أجل الله.

32 - 33 - عن زِر بن حُبيش، قال: أتيتُ حذيفة فقال: من أنتَ يا أصلع؟! قلت: أنا زر بن حبيش، حَدِّثني بصلاة رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في بيت المقدس حين أُسري به، قال: من أخبركَ يا أصلع؟! قلت: القرآن، قال: القرآن؟ فقرأت: {سبحان الذي أسرى بعبده} من الليل، وهكذا هي قراءة عبد الله إلى قولِه: {إنّه هو السميعُ البصير}، فقال: فهل تراه صلّى فيه؟ قلت: لا، قال: إنّه أتِيَ بدابة - قال حماد وصفها عاصم، لا أحفظُ صفتها - قالَ: فحمله عليها جبريل، أحدهما رديف صاحبِه، فانطلق معه [من] ليلته، حتى أتى بيتَ المقدس، فأري ما في السماواتِ وما في الأرض، ثمَّ رجعا عودهما على بدئهما، فلم يصلّ فيه، ولو صلّى فيه لكانت سنة. حسن - "الصحيحة" (874)، لكن قوله: "فلم يصل ... " إلخ خطأ (¬1). 33 - 34 - عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليلةَ أُسريَ بي انتهيتُ إلى بيت المقدس، فَخرَقَ جبريل الصخرة بإصبعِه، وشدَّ بها البراق". صحيح - "المشكاة" (5921/ التحقيق الثاني). 34 - 35 - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رأيتُ ليلة أُسريَ بي رجالًا تُقرضُ شفاههم بمقاريضَ من النارِ، فقلت: من هؤلاءِ يا جبريل؟! فقال: الخطباءُ من أمتك؛ الذين يأمرونَ الناسَ بالبرَّ وينسونَ أنفسهم وهم يتلونَ الكتابَ؛ أفلا يعقلونَ؟! ". ¬

_ (¬1) قلت: وذلك لأنه قد ثبت في غير ما حديث صلاته - صلى الله عليه وسلم - فيه إمامًا بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولذلك كان من السنة شد الرحل إليه والصلاة فيه، كما هو معلوم، وفيه أحاديث، سيأتي أحدها في آخر (9 - الحج/ 42).

8/ 1 - باب في الرؤية

صحيح - "الصحيحة" (291). 8/ 1 - باب في الرؤية 35 - 38 - عن ابن عباس، قال: قد رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - ربّه (¬1). حسن صحيح - "المشكاة" (5660/ التحقيق الثاني)، "الظلال" (433 - 440). 36 - 39 - عن أبي رزين العقيلي، قال: قلت: يا رسول الله! هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال: "هل ترونَ ليلة البدر القمرَ أو الشمس بغير سحابٍ؟ ". قالوا: نعم، قال: "فالله أعظم" (¬2). صحيح لغيره - "الظلال" (459). [8/ 2 - باب في الصفات] 37 - [265 - عن أبي هريرة: أنَّه قال في هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يضعُ إبهامَه على أذنِه، وإصبعَه الدعاء على عينه]. صحيح - "الصحيحة" تحت الحديث (3081). 9 - باب إنَّ للمَلَكِ لمّة، وللشيطان لمّة 38 - 40 - عن عبد الله [هو ابن مسعودٍ]، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) قلت: وفي رواية مسلم: "رآه بفؤاده مرتين"؛ انظر "الظلال" (1/ 191). (¬2) الأصل: (أَعلم)، والتصحيح من مصادر التخريج.

10 - باب ما جاء في الوسوسة

"إنَّ للشيطانِ لَمَّةً، وللملك لمّة، فأمّا لمّة الشيطانِ؛ فإيعاد بالشرِّ وتكذيب بالحقِّ، وأما لمّة المَلك؛ فإيعاد بالخير وتصديق بالحقّ، فمن وجدَ ذلك؛ فليحمد الله، ومن وجد الآخر؛ فليتعوذ من الشيطانِ"، ثمَّ قرأ: {الشيطان يعدكم الفقر ...} الآية. صحيح لغيره - "المشكاة" (1/ 27/ 74/ التحقيق الثاني)، "النصيحة ... " (رقم 34). 10 - باب ما جاء في الوسوسة 39 - 41 - عن عائشة، قالت: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لن يدع الشيطان أن يأتيَ أحدَكم فيقول: من خلقَ السماوات والأرض؟ فيقول: الله، فيقول: فمن خلقَكَ؟ فيقول: الله، فيقول: من خلقَ الله؟ فإذا أحسَّ أحدكم بذلك؛ فليقل: آمنت باللهِ وبرُسُله". صحيح - "الصحيحة" (116). 40 - 42 و 43 - عن أبي هريرة، قال: قال رجل: يا رسول اللهِ! إنّا لنجد في أنفسنا شيئًا ما نحبُّ أن نتكلَّمَ به، وأنَّ لنا ما طلعت عليه الشمس (وفي طريق: لأن يكونَ أحدنا حُمَمَة (¬1) أحبُّ إليه من أن يتكلَّمَ به)؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد وجدتم ذلك؟ ". قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح (وفي الطريق الأُخرى: محض) الإيمان". حسن صحيح - "الظلال" (655 و 656 و 662)، وهو في (م) من طريق آخر نحوه. ¬

_ (¬1) الحممة: الفحمة، كما في "النهاية" (1/ 444).

11 - باب فيما يخالف كمال الإيمان

41 - 45 و 46 - عن ابن عباس: أنَّ رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ إنّي لأجد في صدري الشيء؛ لأن أكون حممة أحبّ إلى من أن أتكلَّمَ به؟! فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الله أكبر، [اللهُ أَكبر] (¬1)! الحمد لله الذي ردَّ أمره إلى الوسوسة". حسن صحيح - "الظلال" (658). 11 - باب فيما يخالف كمال الإيمان 42 - 47 - عن أنس بن مالك، قال: خطبنا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال في خطبته: "لا إيمانَ لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له" (¬2). صحيح لغيره - "تخريج الإيمان" (رقم: 7)، "المشكاة" (35)، "الروض النضير" (569). 43 - 48 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا البذيء، ولا الفاحش". حسن صحيح - "الصحيحة" (320). ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، وهو ممّا فاتَ استدراكه على الأَخ الداراني وصاحبه! وعلى الشيخ شعيب أيضًا في تعليقهم على الكتاب! كما سبقَ التنبيه على مثله! (¬2) قلت: فيه - كما ترجم له المؤلف - رد صريح على بعض الجهلة الذين يقولون بأن الأعمال الواجبة شرط صحة في الإيمان، فإذا تركه كفر وخرج من الملة بزعمهم! ذلك لأن أداء الأمانة، والوفاء بالعهد من الواجبات، ومع ذلك لا يوجد أحد من أهل العلم يقول بأنهما شرط صحة؛ ما دام المخالف مؤمنًا بالوجوب، معترفًا بذنبه غير مستكبر، فهل من معتبر؟! ويراجع لهذا رسالتي "حكم تارك الصلاة".

12 - باب ما جاء في الكبر

12 - باب ما جاء في الكِبْر 44 - 49 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، عن الله جلّ وعلا: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني في شيء منه؛ أدخلته النار". صحيح لغيره - "الصحيحة" (541)، وهو في (م) بلفظ: "العِز" مكان: "العظمة". 13 - باب في الكبائر 45 - 50 - عن فَضَالة بن عبيد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارقَ الجماعة، وعصى إمامه، وماتَ عاصيًا (¬1). [وأَمَةٌ أَ] وعبدٌ أبَقَ من سيده فماتَ. وامرأة غابَ عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا؛ فخانته بعده. وثلاثة لا يُسأل عنهم: رجل [ينـ] ازع الله رداءه؛ فإنَّ رداءه الكبر، وإزاره العز. ورجل في شكًّ من أمر الله. والقانط من رحمة الله". صحيح - "الصحيحة" (542). 46 - 51 - عن أَبي الدرداءِ, قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) قلت: جملة "ومات عاصيًا" كانت في الأصل عقب الجملة الثانية الآتية، فأَثبتها هنا تبعًا لـ "الإحسان" والمصادر الأُخرى، وغفل عن ذلك الداراني! ومنها استدركت الزيادة في الجملة الثانية، وقد فاتته أَيضًا! واحتفظت في الفقرة الثالثة بلفظ: "عنها"؛ لثبوتها في المصادر الأُخرى.

"كلُّ ذنبٍ عسى الله أن يغفره، إلّا من ماتَ مشركًا، أو قتل مؤمنًا متعمدًا". صحيح - "الصحيحة" (511). 47 - 53 - عن ابن عباس، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غيرَّ تُخوم الأرض، ولعن الله من كمّه الأَعمى عن السبيل، ولعن الله من سبَّ والديه، ولعن الله من تولى غير مواليه، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط"؛ (قالها ثلاثًا في عمل قوم لوط). حسن - "أحكام الجنائز" (ص 260)، "الصحيحة" (3462). 48 - 54 و 55 - عن أبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الشيخ الزاني، والإمام الكذّاب، والعائل المزهوّ". حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (4/ 30). وهو في (م) بلفظ: "وعائل مستكبر". 49 - 56 - قال ابن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ينظرُ الله إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى". صحيح - "الصحيحة" (674). 50 - 57 - عن كريمة بنت الحَسْحاس المُزَنيّة، قالت: سمعت أبا هريرة - وهو في بيت أم الدرداء - يقول: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

14 - باب المراء في القرآن

"ثلاث من الكفر (وفي رواية: هي الكفر بالله/ 58): شَقُّ الجيب، والنياحة، والطعن في النسبِ". صحيح لغيره - "الصحيحة" تحت الحديث (1801). 14 - باب المراء في القرآن 51 - 59 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "المراء في القرآن كفر". حسن صحيح - "المشكاة" (236)، "الروض" (1124، 1125). 15 - باب فيمن أَكْفَرَ مسلمًا 52 - 60 - عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أكفر رجلٌ رجلاً [قط]؛ إلّا باء أحدهما بها؛ إن كانَ كافرًا؛ وإلّا كفر بتكفيِره". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2891). 16 - باب ما جاء في النفاق 53 - 61 - عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَربع خلال من كن فيه كانَ منافقًا خالصًا: من إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غَدر، وإذا خاصمَ فَجر، ومن كانت فيه خصلة؛ منهنّ كانت فيه خصلة من النفاق". صحيح عن ابن عمرو: ق، شاذ عن جابر - "التعليق الرَّغيب" (4/ 27). 54 - 62 - عن أبي الجعد الضمري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

17 - باب في إبليس وجنوده

"مَنْ تَرَكَ الجمعة ثلاثًا من غير عذر؛ فهو منافق". حسن صحيح - "المشكاة" (1371)، "التعليق الرغيب" (1/ 259). وسيأتي برواية أخرى (رقم 553 و 554). 17 - باب في إبليس وجنوده 55 - 63 - عن أبي موسى، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا أصبحَ إبليس بثَّ جنوده فيقول: من أضلَّ اليومَ مسلمًا ألبسته التاج، قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتّى طلَّق امرأته، فيقول: أوشكَ أن يتزوج، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتّى عقَّ والديه، فيقول: أَوشك أن يَبَرَّهما، ويجيء هذا فيقول: لم أَزَلْ به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت! [ويجيء هذا فيقول: لم أَزل به حتى زنى، فيقول: أَنت أَنت!] (¬1) ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتّى قتل، فيقول: أنت أنت!! ويلبسه التاج". صحيح - "الصحيحة" (1280). 56 - 64 - عن أَبي الزبير، عن جابر، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ إبليس قد يئسَ أن يعبده المصلونَ، ولكنّه في التحريش بينهم" (¬2). صحيح لغيره - "الصحيحة" (1608): م من طريق آخر عنه. 18 - باب في أهل الجاهليّة 57 - 65 - عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، ومع أَنَّ الداراني عزاه إليه؛ فإنَّه لم يستدركها! (¬2) قال الحافظ: "حديث جابر: رواه مسلم في (التوبة) من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، فلا معنى لاستدراكه". وأقول: يحتمل أنه ساقَه لاختلاف إسنادِه عن إسناد مسلم عن جابر كما ترى، كا فعل في حديث أبي هريرة المتقدم بإسناديه (42، 43)؛ مع أنَّه في مسلم، ولكنه لإسناد آخر.

"إذا مررتم بقبورنا وقبورِكم من أهل الجاهليّة؛ فأخبروهم أنّهم في النار". صحيح لغيره - "الصحيحة" (18)، "أحكام الجنائز" (252). 58 - 66 - عن عامر (هو الشعبيّ)، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الوائدة والموءودة (¬1) في النار". صحيح لغيره - "المشكاة" (112). 59 - 67 - عن ابن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ... مثله. صحيح لغيره - "المشكاة" أَيضًا. 60 - 68 - عن عدي بن حاتم، قال: قلت: يا رسول الله! إنَّ أبي كانَ يصل الرَّحم، وكان يفعل ويفعل؟! قال: "إنَّ أباكَ أرادَ أمرًا فأدركه"، يعني: الذِّكْرَ. قال: قلت يا رسول الله! إني أسألك عن طعام لا أدعه إلّا تحرّجاً؟ قال: "لا تدع شيئًا ضارعت النصرانيّة فيه". حسن - "الجلباب" (182). 61 - 69 - عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) تأوله بعضهم بتقدير: (له)، أي: الأب، لأن الوائدة لا تفعل ذلك إلا بإذنه، كما هو المعهود، أما إذا كانت الموءودة بالغة فلا إشكال. ثم إن الشيخ شعيباً تناقض في هذا الحديث، فضعفه هنا، وذكر له شاهداً بإسناد صحيح في "الإحسان" (16/ 523)، كنت خرجته في التعليق على "المشكاة" (1/ 40)، وبه صححت الحديث، وكأن الشيخ نسيه، بل الظاهر أنه تناساه لظنه أنه مخالف للنصوص الدالة على أنه لا تكليف قبل البلوغ، وقد ساق هو بعضها! وكأنَّه لم يقتنع بالتأويل المذكور آنفًا، لكن هذا لا يسوغ له تضعيف ما صح من الحديث، وبخاصة ما صححه هو، وإنما يكل العلم إلى عالمه، كما هو المقرر في "علم مختلف الحديث".

"لَيَأخذنَّ الرجل بيد أبيه يوم القيامة يريد أن يدخله الجنّة، فينادَى: إنَّ الجنَّةَ لا يدخلها مشرك، إنَّ الله قد حرَّم الجنّة على كلِّ مشركٍ، فيقول: أي ربّ! [أَي رب!] أبي؟ [قال:] فيتحول إلى صورة قبيحة وريح منتنة [فيتركه] (¬1) ". قال أبو سعيد: فكان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - يرون أنَّه إبراهيم، ولم يزدهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك. صحيح - "التعليقات الحسان على الإحسان" (1/ 235). * * * ¬

_ (¬1) هذه الزيادة واللتان قبلها من "الإحسان"، ولم يستدركها الداراني!

2 - كتاب العلم

2 - كتاب العلم 1 - باب فيما بثه سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 62 - 71 - عن أبي ذر، قال: تَرَكَنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وما طائر يطير بجناحيه إلّا عندنا منه علم. صحيح - التعليق على "الإحسان" (1/ 142/ 65). 2 - باب رواية الحديث لمن فهمه ومن لا يفهمه (¬1) 63 - 72 و 73 - عن عبد الرحمن بن أبان، عن أبيه، قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان نصف النهار، قال: قلت: ما بعث إليه هذه الساعة إلّا لشيء سأله عنه، فسألته؟ فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نضَّر الله امرءًا سمع منا حديثًا فبلَّغه غيرَه، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه. ثلاث لا يُغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط مَن وراءهم. ¬

_ (¬1) فيه إشارة قوية من المؤلف - رحمه الله - إلى رد قول ابن حبان أنه لا يجوز الاحتجاج بخبر الثقة الحافظ إذا حدث من حفظه، وليس بفقيه! وقد سبق الردُّ عله في المقدمة.

3 - باب طلب العلم والرحلة فيه

ومن كانت الدنيا نيتَه؛ فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلّا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيتَه؛ جمع الله أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة". صحيح - "تخريج فقه السيرة" (39)، "الصحيحة" (950)، "التعليق الرغيب" (1/ 64). 64 - 74 - 76 - عن عبد الله بن مسعود، قال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رحم (وفي رواية: نضَّرَ 75) الله من سمع منّا حديثًا، فبلَّغه كما سمعه، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 63). 65 - 77 - عن ابن عباس، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تسمعونَ ويُسمع منكم، [ويُسمع] ممن يَسمع منكم" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (1784). 3 - باب طلب العلم والرحلة فيه 66 - 78 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سَلَكَ طريقًا يطلب فيه علمًا؛ سهل [الله] له به طريقًا إلى الجنّة، ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه". صحيح - "تخريج العلم" لأبي خيثمة (113/ 17) و (رقم 25)، "صحيح أبي داود" (1308): م، فليس هو على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: "قد رواه مسلم في (الدعوات) من "صحيحه" من رواية أبي أسامة، عن الأعمش، فلا وجه لاستدراكه". قلت: رقم هذا التعليق طبع على هذا الحديث في الأصل! وهو خطأ من الناسخ أو الطابع، وحقّه أن يكون على حديث أبي هريرة الذي بعده، فقد أخرجه كما نبهت عليه فيما يأتي، بخلاف الحديث الذي قبله، فإنه لم يخرجه.

67 - 79 - عن زِرٍّ، قال: أتيتُ صفوان بن عَسَّال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: جئت أَنبِط (¬1) العلم، قال: فإنّي سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم؛ إلّا وضعت له الملائكة أجنحتها؛ رضًا بما يصنع". (قلت): وله طرق تأتي [3 - الطهارة/ 23 - باب]. حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 62). 68 - 80 - عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل فقال: يا أَبا الدرداء إنّي أَتيتُك من مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ في حديث بلغني أنّك تحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو الدرداء: أما جئتَ لحاجة؟! أما جئت لتجارة؟! أما جئت إلّا لهذا الحديث؟! قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ سَلَكَ طريقًا يطلب فيه علمًا؛ سلكَ الله به طريقًا من طرق الجنّة، والملائكة تضع أجنحتها رضًا لطالبِ العلمِ, وإنَّ العالمَ ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إنَّ العلماء ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وأورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظّ وافر". حسن لغيره - "التعليق الرَّغيب" (1/ 53/ 2). 69 - 81 - عن أبي هريرة، أنّه سمع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) أي: أطْلُب العلم وأستخرجه؛ انظر "النهاية".

4 - باب الخير عادة

"منْ دخل مسجدنا هذا ليتعلّم خيرًا أو ليعلِّمه؛ كانَ كالمجاهدِ في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك؛ كان كالناظر إلى ما ليس له". حسن - "التعليق" أيضًا (1/ 62). 4 - باب الخير عادة 70 - 82 - عن معاوية، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الخير عادة، والشر لَجاجة، ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين". (قلت): في الصحيح منه: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" فقط. حسن لغيره - "الصحيحة" (651). 5 - باب في المجالس [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 6 - باب فيمن علّم علمًا 71 - 84 - عن أبي قتادة، قال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خير ما يخلِّف المرء بعد موتِه ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم يُعمل به من بعده". صحيح لغيره - "أحكام الجنائز" (224)، "التعليق الرغيب" (1/ 58)، "الروض" (1013). 7 - باب فيمن لا يشبع من العلم ويجمع العلم 72 - 86 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "سأل موسى ربّه عن ست خصال، كان يظن أَنّها له خالصة،

8 - باب فيمن له رغبة في العلم

والسابعة لم يكن موسى يحبها، قال: يا ربِّ! أيُّ عبادك أتقى؟ قال: الذي يَذكر ولا ينسى. قال: فأيُّ عبادِك أهدى؟ قال: الذي يتَّبع الهدى. قال: فأيُّ عبادِك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسِه. قال: فأيُّ عبادِك أعلم؟ قال: الذي لا يشبع من العلم، يجمع علم الناسِ إلى علمِه. قال: فأيُّ عبادِك أعزّ؟ قال: الذي إذا قدر غفر. قال: فأيُّ عبادك أغنى؟ قال: الذي يرضى بما يؤتى. قال: فأيُّ عبادِك أفقر؟ قال: صاحب مبغوض". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الغنى عن ظهر، إنَّما الغنى غنى النفس. وإذا أرادَ الله بعبد خيراً؛ جعل غناه في نفسه، وتُقاه في قلبه، وإذا أرادَ بعبدٍ شَرّاً؛ جعل فقره بين عينيه". حسن - "الصحيحة" (3350). لكن جملة (الغنى) صحيحة بغير هذه الطريق، وهو الآتي (40 - كتاب/ 20 - باب). 8 - باب فيمن له رغبة في العلم 73 - 87 - عن أنس بن مالك، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبُّ أن يليه المهاجرون والأنصار؛ ليحفظوا عنه. صحيح - "الصحيحة" (1409). 74 - 88 - سمعت أبا عِنَبَةَ الخوْلاني - وهو من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو ممن صلّى القبلتين كلتيهما، وأكل الدم في الجاهليّة - يقول: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول:

9 - باب في النية في طلب العلم

"لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا (¬1)؛ يستعملهم في طاعته". حسن - "الصحيحة" (2442)، "تيسير الانتفاع/ بكر بن زرعة الخولاني" .. 9 - باب في النية في طلب العلم 75 - 89 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من تعلَّمَ علماً مما يُبتغى به وجهُ اللهِ، لا يتعلمه إلّا ليصيبَ عَرَضًا من الدنيا؛ لم يجد عَرف الجنّة يوم القيامة". صحيح لغيره - "اقتضاء العلم العمل" (رقم: 102)، "المشكاة" (227). 76 - 90 - عن جابر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَعلَّموا العلمَ لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا تَخَيَّروا (¬2) به المجالس، فمن فعل ذلك فالنارُ النارُ". صحيح لغيرِه - "التعليق الرَّغيب" (1/ 68). 10 - باب جدال المنافق 77 - 91 - عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أخوف ما أخاف عليكم جدالُ منافق عليم اللسان". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 78). ¬

_ (¬1) في الأصل زيادة: "بغرس يغرس"، والتصويب من مصادر التخريج منها "الثقات". (¬2) الأَصل: "ولا تجيزوا"! وعلى هامشه: "كذا، وفي "النهاية" أجازَ الأمر يجيزه: إذا أمضاه وجعله جائزًا"! ولا وجه لهذا المعنى هنا، والتصويب من الأَصل (77 - الإِحسان)، و"ابن ماجه" وغيرهما.

11 - باب معرفة أهل الحديث بصحته وضعفه

78 - [81 - عن حذيفة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ ما أتخوفُ عليكم رجل قرأ القرآن؛ حتى إذا رُئيت بهجته عليه، وكانَ رِدْءًا للإسلامِ؛ غيّره إلى ما شاء الله، وانسلخ منه، ونبذه وراء ظهرِه، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك". قال: قلت: يا نبي الله! أيهما أولى بالشرك؛ المرمي أَم الرامي؟ قال: "بل الرامي"]. حسن - "الصحيحة" (3201). 11 - باب معرفة أهل الحديث بصحته وضعفه 79 - 92 - عن أبي حميد، وأبي أسيد، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم الحديث عني، تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترونَ أنَّه منكم قريب؛ فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترونَ أنّه منكم بعيد؛ فأنا أبعدكم منه" (¬1). حسن صحيح - "الصحيحة" (732). ¬

_ (¬1) قلت: هذا الخطاب النبوي الكريم خاص بالمقربين منه - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه، والملازمين له في كل أحواله، العارفين بسنته وهديه، ثم الذين ساروا على منهجهم وهديهم من أهل العلم بالكتاب والسنة الصحيحة أمثال الإمام أحمد وابن معين وابن المديني والبخاري ومسلم، وابن أبي حاتم، وابن حبان، ونحوهم من الأئمة النقاد؛ كالذهبي والعسقلاني، وما أقلهم في كل زمان، وبخاصة في زماننا هذا. وهو أصل لما يعرف عند المحدثين بنقد المتن، ومنه الحديث المنكر والشاذ، وما أحسن ما قاله ابن القيم - رحمه الله - في رسالته "المنار المنيف" (ص 43): =

12 - باب النهي عن كثرة السؤال لغير فائدة

12 - باب النهي عن كثرة السؤال لغير فائدة 80 - 93 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". صحيح - "الصحيحة" (685): م، فليس هو على شرط "الزوائد". 13 - باب السؤال للفائدة 81 - 94 - عن أبي ذر، قال: دخلت المسجدَ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وحده، فقال: "يا أبا ذر! إنَّ للمسجدِ تحية، وإنَّ تحيته ركعتان، فقم فاركعهما". حسن لغيره؛ إلا قوله: "قم فاركعهما" فصحيح (¬1). ¬

_ = "وسئلت: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط؛ من غير أن ينظر في سنده؟ فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها مَلَكَةٌ، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهديه؛ فيما يأمر به، وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه، ويحبه، ويكرهه، ويشرعه لأمته، بحيث كأنه مخالط للرسول - صلى الله عليه وسلم - كواحد من أصحابه. فمثل هذا؛ يعرف - من أحوال الرسول وهديه وكلامه، وما يجوز أن يخبر به، وما لا يجوز - ما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل متبع مع متبوعه؛ فإن للأخص به، الحريص على تتبع أقواله وأفعاله - من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح - ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم، يعرفون أقوالهم ونصوصهم، والله أعلم". وما أحسن ما قاله بعضهم: أهل الحديث همو أهل النبي وإن ... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا (¬1) أما التحسين؛ فلأن الحافظ ذكر له هنا في الحاشية طريقًا آخر عن يزيد بن رومان، عمّن أخبره، عن أبي ذر ... وطريقًا ثالثًا في "الفتح" (2/ 407 - 408) فيه ابن لهيعة، واحتج به في مكان

قال: فقمتُ فركعتهما. حسن لغيره. ثمَّ عدت فجلستُ إليه، فقلت: يا رسول اللهِ! إنّك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: "خير موضوع، استكثر أو استقلَّ". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 145). قال: قلت: يا رسول اللهِ! أَيُّ العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1490). قال: قلت: يا رسول اللهِ! فأَيُّ المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خُلقًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (284). قلت: يا رسول اللهِ! فأيُّ المؤمنين أَسلم؟ قال: "من سلم الناس من لسانِه ويده". [قال:] قلت: يا رسول اللهِ! فأيُّ الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت". ¬

_ = آخر منه (1/ 538)؛ فكأنَّه لهذه الطرق. وأما التصحيح؛ فلحديث سليك الغطفاني حين دخل المسجد يوم الجمعة؛ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر يخطب، فجلس، فقال له: "قم فاركعهما" متفق عليه، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1021).

صحيح لغيره - "الإِرواء" (458). [قال:] قلت: يا رسول اللهِ! فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر السيئات". صحيح لغيره - "الصحيحة" (549 و 553). [قال:] قلت: يا رسول اللهِ، فما الصيام؟ قال: "فرض مجزي، وعند الله أضعاف كثيرة". [قال:] قلت: يا رسول اللهِ! فأيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "من عُقر جواده، وأُهريق دمه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (552)، و"صحيح أَبي داود" (1303). [قال]: قلت: يا رسول اللهِ! فأيُّ الصدقة أفضل؟ قال: "جُهْد المقلِّ (¬1)، يُسِرّ إلى فقير". صحيح لغيره دون جملة السِّرِّ - "الإِرواء" (3/ 317 و 415). قلت: يا رسول الله! فأَيُّما أُنزل عليك أعظم؟ قال: "آية الكرسي". صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1311). ثمَّ قال: "يا أبا ذر! ما السماوات السبع مع الكرسي؛ إلّا كحلقة ملقاة بأَرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة". قلت: يا رسول اللهِ! كم الأنبياء؟ قال: "مائة ألف وعشرون ألفًا". ضعيف جدًّا. ¬

_ (¬1) أي: قدر ما يحتمله حال قليل المال. "النهاية".

14 - باب فيمن كتم علما

قلت: يا رسول الله! كم الرسل من ذلك؟ قال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا". صحيح لغيره. [قال:] قلت: يا رسول اللهِ! من كان أولهم؟ قال: "آدم عليه السلام". قلت: يا رسول اللهِ! أنبيّ مرسل؟ قال: "نعم؛ خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قِبَلاً". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2668). 14 - باب فيمن كتم علمًا 82 - 95 - عن أبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من كتمَ علماً؛ يلجم بلجام من نار يوم القيامة". صحيح - "تخريج المشكاة" (223)، "التعليق الرَّغيب" (1/ 73)، "الروض" (1139). 83 - 96 - عن عبد الله بن عمرو، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كتمَ علماً؛ ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة". حسن صحيح - "التعليق" أيضًا، "تحذير الساجد" (ص 4). 15 - باب اتِّباع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - 84 - 97 - عن المقدامِ بن معدي كرب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إني أوتيتُ الكتابَ وما يعدله، يوشك شبعانُ على أريكته أن يقول: بيني وبينكم هذا الكتاب، فما كانَ [فيه] من حلال أحللناه، وما كانَ فيه

من حرام حرّمناه! ألا وإنّه ليس كذلك" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (2869)، "المشكاة" (163). 85 - 98 - عن أبي رافع، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا أعرفنَّ الرجلَ يأتيه الأمر من أمري؛ إمّا أمرت به، أو نهيت عنه، فيقول: ما ندري ما هذا؟! عندنا كتاب الله ليس هذا فيه! ". صحيح - "المشكاة" (162). 86 - 100 - عن معاوية بن قرّة، عن أبيه، قال: أتيتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في رهطٍ من مُزَينة، فبايعناه وإنّه لمطلق الأزرار، فأدخلت يدي في جيب قميصه، فمسِسْت الخاتم. فما رأيت معاوية ولا أباه قط - في شتاء ولا حرّ - إلّا تنطلق أُزُرُهمَا لا يُزَرَّان أبدًا. صحيح - "المشكاة" (4336)، "التعليق الرغيب" (1/ 42). 87 - 101 - عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن، أنّه قال لعبد الله بن عمر: إنّا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السفر في القرآن؟! فقال له عبد الله بن عمر: ابنَ أخي! إنَّ الله جلَّ وعلا بعثَ إلينا محمدًا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ولا نعلم شيئًا، فإنَّما نفعلُ كما رأينا يفعل. صحيح - "التعليق على ابن ماجه" (1/ 330). 88 - 102 - عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحُجْر بن حُجْر الكَلاعي، قالا: ¬

_ (¬1) قلت: ولفظ أبي داود وغيره: "وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله"، وهذا تأكيد للطرف الأول من الحديث، ولفظه عنده: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه".

16 - باب ما جاء في البر والإثم

أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه (¬1) {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}، فسلمنا وقلنا: أتيناكَ زائرينَ ومقتبسين، فقال العرباض: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول اللهِ! كأنَّ هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كانَ عبدًا حبشيًّا مُجَدَّعًا، فإنّه من يَعشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". صحيح - "الصحيحة" (937، 3007)، "الإرواء" (8/ 107 - 109)، "الظلال" (26 - 34)، "صلاة التراويح" (88 - 89). 16 - باب ما جاء في البر والإِثم 89 - 103 - عن أبي أمامة، قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: "إذا سرّتك حسنتُك، وساءتك سيئتك؛ فأنت مؤمن"، قال: يا رسول اللهِ! فما الإثم؟ قال: "إذا حك في صدرك شيء؛ فدعه". صحيح - "الصحيحة" (550). ¬

_ (¬1) الأَصل: (من الذين نزل فيهم)؛ والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"المسند" أَيضًا (4/ 126) وغيره، ولم يصححه الداراني في طبعته للكتاب!

17 - باب في الصدق والكذب

17 - باب في الصدق والكذب 90 - 105 - عن عائشة، قالت: ما كانَ خُلُقٌ أبغضَ إلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من الكذب، فإن كان الرجل يكذب عنده الكَذْبة؛ فما يزال في نفسِه عليه، حتّى يعلم أنّه قد أحدثَ منها توبة. صحيح - "الصحيحة" (2052). 91 - 106 - عن أبي بكر الصديق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالصدق؛ فإنّه مع البر، وهما في الجنّة، وإياكم والكذب؛ فإنّه مع الفجور وهما في النار". صحيح - "الروض النضير" (917)، وسيأتي بأتم منه في (38 - كتاب / 13 - باب). 92 - 107 - عن عبادة بن الصامت، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اضمنوا لي ستًّا أضمن لكم الجنّة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأَدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1470)، "الضعيفة" (2547). 93 - [28 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قال عليَّ ما لم أقل؛ فليتبوأ مقعده من النار"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (3100)، وهو في "الصحيحين" من طريق آخر بلفظ: "من كذب علي متعمداً"، "الروض النضير" (707).

18 - باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل

18 - باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل 94 - 108 - عن عبد الله بن عمرو، أنّه قال: لقد كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا اليوم والليلة عن بني إسرائيل، لا يقوم إلاّ لحاجة. صحيح - "التعليق على الإحسان" (8/ 50 - 51). 95 - 109 - عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي". حسن صحيح - "الصحيحة" (2926). 96 - 110 - عن أَبي نَملة: أنّه بينما هو جالس عند النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ جاءه رجل من اليهودِ فقال: أتَتَكلَّم هذه الجنازة؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الله أعلم"، فقال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما حدثكم أهل الكتاب؛ فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنّا بالله وملائكته وكتبه ورسلِه، فإن كانَ حقًّا لم تكذبوهم، وإن كان باطلًا لم تصدقوهم"، وقال: "قاتل الله اليهود! لقد أوتوا علمًا (¬1) ". صحيح - "الصحيحة" (2800). ¬

_ (¬1) قلت: يعني بالنسبة لسائر الملل، وبخاصة الوثنيين منهم، لما كان عندهم من التوراة، ولكنهم لم ينفعهم علمهم بعد أن كفروا بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهم كما قال تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}.

19 - باب ما جاء في القصص

19 - باب ما جاء في القَصَص 97 - 111 - عن ابن عمر، قال: لم يكن يُقَص في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان؛ إنَّما كان القصص في زمن الفتنة. صحيح - "التعليق على ابن ماجه" (2/ 410). 98 - 112 - عن ابن أبي السائب - قاص أهل المدينة -، قال: قالت عائشة: قُصَّ في الجمعة مرّة، فإن أبيت فمرتين، فإن أبيت فثلاث، ولا أُلفِيَّنك تأتي القومَ وهم في حديثهم فتقطعه عليهم، ولكن إن استمعوا حديثك فحدثهم، واجتنب السجع في الدعاء، فإني عهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يكرهون ذلك. صحيح لغيره - التعليق على "الإحسان" (2/ 162/ 974). 20 - باب التاريخ 99 - 113 و 114 - عن أنس بن مالك، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تسألوني عن الساعة؟! والذي نفسي بيده ما على الأرض نفس منفوسة [اليوم] يأتي عليها مئة سنة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3253)، "الروض النضير" (1100): م - عن أبي سعيد وجابر، وزادا: "اليوم"، وقد استدركتها من "مسند أبي يعلي"، و"الإحسان" (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: وهذه الزيادة ضرورية جدًّا، وبدونها يفسد المعنى كما هو ظاهر، وقد سقطت من بعض الرواة، ولم يتنبه لذلك المعلقون الأربعة على الكتاب! مع أنها في المصدرين المذكورين أعلاه، وهما تحت أيديهم! كما أَن بعض الرواة تحرّف عليه الحديث، فرواه بلفظ آخر، انظر "الضعيفة" (2576).

21 - باب رفع العلم

21 - باب رفع العلم 100 - 115 - عن عوف بن مالك الأشجعي: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَظَرَ إلى السماء فقال: "هذا أوان رفع العلم". فقال رجل من الأنصار - يقال له: زياد بن لبيد -: يا رسول اللهِ! يرفع العلم وقد أُثبِت، ووعته القلوب؟! فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنتُ لأحسبك أَفقه أهل المدينة! ". ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله (¬1). قال: فلقيت شداد بن أوس وحدثته بحديث عوف بن مالك؟ فقال: صدق عوف، ثمَّ قال: ألا أخبرك بأوّل ذلك يرفع؟ قلت: بلى، قال: الخشوع حتى لا ترى خاشعًا. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 187)، "اقتضاء العلم العمل" (رقم: 89). * * * ¬

_ (¬1) قلت: لقد أصاب أكثر المسلمين - حكاماً ومحكومين - ما أصابهم، فأكثرهم لا يحكّمون كتاب الله؛ وهو بين أيديهم، فحكامهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، فحكموا القوانين، وأعرضوا عن كتاب رب العالمين، واتبعهم المحكومون إلا القليل، فهم يستبيحون الربا والغناء وكثيراً من المعاصي، والقليل فيهم من يؤثر التقليد على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والله المستعان.

3 - كتاب الطهارة

3 - كتاب الطهارة 1 - باب ما جاء في الماء 101 - 116 - عن ابن عباس، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الماء لا ينجسه شيء". صحيح لغيره - "الإرواء" (14 و 25)، "صحيح أبي داود" (61). ويأتي بزيادة سبب وروده (186/ 226). 102 - 117 و 118 - عن عبد الله بن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الماء وما ينوبه من السباع والدَّواب؟! فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كانَ الماء قُلَّتين؛ لم ينجسه شيءٌ". صحيح - "الإرواء" (23)، "صحيح أبي داود" (56). 103 - 119 - عن أَبي هريرة، قال: سأل رجل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ! إنّا نركبُ البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال: "هو الطَّهور ماؤه، الحِلُّ مَيْتته". صحيح - "الصحيحة" (480)، "صحيح أبي داود" (76)، "الإرواء" (1/ 42/ 9). 104 - 120 - عن جابر:

2 - باب في سؤر الهر

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سئل عن ماء البحر؟ فقال: "هو الطهور ماؤه، الحلُّ ميتته". صحيح - "صحيح أبي داود" (76). 2 - باب في سؤر الهر 105 - 121 - عن كبشة بنت كعب بن مالك - وكانت تحت ابن أبي قتادة (¬1) -: أنَّ أبا قتادة دخل عليها، فسكبت له وَضوءًا، فجاءت هرّة تشربُ، فأصغى أبو قتادة الإناء فشربت منه، قالت كبشة: فرآني أَنظر إليه، قال: أتعجبين يا ابنة أخي؟! فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّها ليست بنجَس، إنَّما هي من الطوّافين عليكم أو الطوّافات". صحيح لغيره - "الإرواء" (173)، "صحيح أبي داود" (68 - 69). 3 - باب في جلود الميتة تدبغ 106 - 122 - عن عائشة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دُبغت. صحيح لغيره - انظر ما بعده. 107 - 123 - ومن طريق آخر عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دباغ جلود الميتة طُهورها". صحيح لغيره - "غاية المرام" (26). 108 - 124 - عن سلمة بن المحبِّق: ¬

_ (¬1) هذا هو الصواب بإثبات (ابن) فقد سقطت من بعض الرواة، وترتب على ذلك أنَّ ابن حبان أورد (كبشة) هذه في (الصحابة)، ثمَّ عاد فذكرها في (التابعين)! انظر تعليقي على "تيسير انتفاع الخلّان بثقات ابن حبان" يسَّر الله لي إتمامه.

4 - باب من أراد الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله تعالى

أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى في غزوة (تبوك) على بيت في فِنائه قِربة معلقة، فاستسقى، فقيل له: إنّها ميتةٌ؟ فقال: "ذكاة الأديم دباغه". صحيح لغيره - المصدر نفسه. 4 - باب من أراد الخلاء ومعه شيء فيه ذكر الله تعالى [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 5 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء 109 - 126 و 127 - عن زيد بن أرقم، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ هذه الحشوشَ محتضرة، فإذا أرادَ أحدكم أن يدخل؛ فليقل: أعوذ بالله من الخُبُث والخبائث". صحيح - "الصحيحة" (1070). 6 - باب آداب الخلاء والاستجمار بالحجر 110 - 128 - 130 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما أنا لكم مثل الوالد، فإذا ذهبَ أحدكم إلى الغائطِ؛ فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ولا يستطِبْ [وفي لفظ: نهى عن الاستنجاء] (¬1) بيمينه"، وكانَ يأمر بثلاثة أحجار، وينهى عن الروث والرَّمَّة. حسن - "تخريج المشكاة" (347)، "صحيح أبي داود" (6): م بعضه. 111 - 131 - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا استجمر أحدكم فليوترْ؛ فإن الله تعالى وتر يحبُّ الوتر ... ". ¬

_ (¬1) زيادة استدركتها من "صحيح ابن حبان".

صحيح - "الصحيحة" (1295)، و"التعليق الرغيب" (1/ 206). 112 - 133 - عن سليمان بن زياد، قال: دخلنا على عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ الزُّبيدي في يوم جمعة، فدعا بطست، وقال للجارية: استريني، فسترته، فبال فيه، ثمَّ قال: سمعتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ينهى أن يبول أحدكم مستقبل القبلة. صحيح - "صحيح أبي داود" (7). 113 - 134 - عن جابر، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ينهانا أن نستقبلَ القبلة أو نستدبرها بفروجنا إذا أهرقنا الماء. قال: ثمَّ قد رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة. حسن - "صحيح أبي داود" (10). 114 - 136 - عن جابر، قال: نهى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أن يمسَّ الرجل ذكره بيمينه. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (24): ق - أبي قتادة. 115 - 137 - عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يقعد الرجلان على الغائط يتحدثان، يرى كلُّ واحدٍ منهما عورة صاحبِه؛ فإنَّ الله يمقت على ذلك". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3120). 116 - [1427 - عن عائشة، قالت: من حدثكم أنَّ نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يبول قائمًا؛ فكذِّبْه، أنا رأيته يبول

7 - باب الاستنجاء بالماء

قاعدًا] (¬1). صحيح لغيره - "الصحيحة" (201). 7 - باب الاستنجاء بالماء 117 - 138 - عن أبي هريرة، قال: دخل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الخلاء، فأتيته بماء في تَورٍ (¬2) أو رَكوة (¬3)، فاستنجى به، ومسح يده اليسرى على الأرض، فغسلها، ثمَّ أتيته بإناء فتوضأ. حسن لغيره - "صحيح أبي داود" (35). 118 - [1440 - عن عائشة، أنّها قالت: مُرْن أزواجكنَّ أن يستطيبوا؛ فإنّي أستحييهم منه، إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يفعله]. صحيح - "الإرواء" (42). 8 - باب الاحتراز من البول 119 - 139 - عن عبد الرحمن ابن حَسَنة، قال: خرجَ علينا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في يده كهيئة الدَّرَقة (¬4)، فوضعها فبال ¬

_ (¬1) قلت: هذا لا ينفي أن يكون غيرها من الصحابة قد رآه - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث حذيفة في "صحيح البخاري", وانظر رواية أحمد في التعليق على الحديث الآتي (246). (¬2) هو إناء من صُفْرٍ أو حجارة كالإجّانة، وقد يتوضأ منه. "نهاية". (¬3) إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء. (¬4) الدرقة: ترس، "لسان العرب" (1/ 971).

9 - باب البول في القدح

إليها، فقال بعض القوم: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة! قال: فسمعه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ويحك! ما علمتَ ما أصابَ صاحب بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابَهم شيءٌ من البول؛ قَرضوه بالمقاريض، فنهاهم، فعُذب في قبره". صحيح - "صحيح أبي داود" (16)، "التعليق الرَّغيب" (1/ 87)، "المشكاة" (371). 120 - 140 - عن أبي هريرة قال: كنا نمشي مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير، حتّى رُعِد كُمُّ قميصه، فقلنا، ما لك يا نبي الله؟! قال: "ما تسمعون ما أَسمعُ؟ ". قلنا: وما ذاك يا نبيَّ اللهِ؟! قال: "هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا في ذنب هيَّن". قلنا: فِيمَ ذلك؟ [يا نبيَّ الله]؟! قال: "أحدهما لا يستتر من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه؛ ويمشي بينهم بالنميمة". فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كلِّ قبرٍ واحدةً، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول اللهِ؟! قال: "نعم؛ يخفف عنهما ما داما رطبتين". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 87 - 88). 9 - باب البول في القدح 121 - 141 - عن أُمَيْمَة بنتِ رُقَيقة:

10 - باب ما جاء في السواك

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يبول في قدح من عَيدان (¬1)، ثمَّ يوضع تحت سريره. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (19). 10 - باب ما جاء في السواك 122 - 142 - عن عائشة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لولا أن أشقَّ على أمتي؛ لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كلِّ صلاة". حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 100). 123 - 143 - سمعت عائشة تقول: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرَّب". صحيح - "الإرواء" (66). 124 - 144 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالسواك؛ فإنّه مطهرة للفم، مرضاة للرَّب". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 101). 11 - باب فرض الوضوء 125 - 145 - عن أسامة - والد أبي المليح -، أنّه سمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يقبل الله صلاة بغير طُهورٍ، ولا صدقة من غُلول". صحيح - "صحيح أبي داود" (53) و"الإرواء" (120). 12 - باب فضل الوضوء 126 - 146 - عن عبد الله [بن مسعود]: ¬

_ (¬1) أَي: قدح من خشب يُنقَر.

13 - باب البدء باليمين

أنّهم قالوا: يا رسول اللهِ! كيف تعرف من لم تر من أمتك؟ قال: "غرّ محجلونَ بُلْق (¬1)؛ من آثار الطُّهور". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 93). 13 - باب البدء باليمين 127 - 147 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا لبستم، وإذا توضأتم؛ فابدءوا بميامنكم". صحيح - "تخريج المشكاة" (407). 14 - باب ما جاء في الوضوء 128 - 148 - عن جبير بن نفير: أنَّ أبا جبير الكندي قدم على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوَضوء، قال: "توضأ يا أبا جبير! ". فبدأ بفيه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبدأ بفيك؛ فإن الكافرَ يبدأ بفيه". ثمَّ دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِوَضوء، فغسلَ يديه حتى أنقاهما، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفقِ ثلاثًا، ثمَّ غسلَ يده اليسرى إلى المرفق ثلاثًا، ثمَّ مسح برأسه، وغسل رجليه. صحيح - "الصحيحة" (2820). ¬

_ (¬1) جمع (أبلق) من (البَلَق)، وهو سواد وبياض في اللون، كما في "المعجم الوسيط".

129 - 149 - عن سلمة بن قيس الأشجعي، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا توضأتَ فاستنثر، وإذا استجمرت فأوتر". صحيح - "الصحيحة" (1305). 130 - 150 و 151 - عن عبد خير، قال: دخل عليٌّ رضوان الله عليه الرَّحَبة (¬1) بعد ما صلّى الفجرَ، فجلسَ في الرحبة، ثمَّ قال لغلام: ائتني بطَهور، فأتاه الغلام بإناءٍ فيه ماءٌ وطستٍ، قال عبد خير: ونحن جلوس ننظر إليه، [قال:] فأخذَ بيده اليسرى [الإِناء] (¬2) فأفرغ على يده اليمنى، ثمَّ غسلَ كفيه، ثمَّ أخذَ بيده اليمنى [الإِناء] فأفرغ على يده اليسرى، كلَّ ذلك لا يدخل يده في الإناء، حتى غسلهُما ثلاثَ مرات، ثمَّ أدخل يده اليمنى في الإناء [قال: فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى - فعل هذا ثلاث مرَّات -، ثمَّ] غسلَ وجهه ثلاث مرّات، ثمَّ غسلَ يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثمَّ غسل اليسرى إلى المرفق ثلاث مرات، ثمَّ أدخل يده اليمنى في الإناء حتّى غمرها، ثمَّ رفعها بما حملت من ماء، ثمَّ مسحها بيده اليسرى ثمَّ مسح رأسَه بيديه كلتيهما مرّة [واحدة]، ثمَّ صبَّ بيده اليمنى ثلاث مرات على قدمه اليمنى، ثمَّ غسلها بيدِه اليسرى، ثمَّ صبَّ بيدِه اليمنى على قدمِه اليسرى [ثلاث مرات، ثم غسلها بيده اليسرى]، ثمَّ أدخلَ يده في الإناء، فغرفَ بكفّه فشربَ منه، ثمَّ قال: ¬

_ (¬1) رحبة المسجد والدار: ساحتها ومتسعها. "اللسان". (¬2) هذه الزيادة وما بعدها من أَصله "الإحسان" (3/ 361 - طبع المؤسسة)، وانقلب النص فيه فجعل (اليمنى) مكان (اليسرى) وبالعكس.

هذا طُهور نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن أحب أن ينظرَ إلى طُهور نبي الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فهذا طُهوره. صحيح - "صحيح أبي داود" (100 و 101)، "المشكاة" (411). 131 - 152 - عن النَّزَّال بن سَبْرَة، قال: صليتُ مع علي بن أبي طالب الظهر ... فذكر نحوه؛ إلّا أنّه قال: ومسح برأسِه ومسح رجليه. صحيح - المصدر نفسه (105)، "مختصر الشمائل" (179). 132 - 153 - عن ابن عباس، قال: دخل عليٌّ بيتي وقد بال ... فذكر بعضه. حسن - "صحيح أبي داود" (106). 133 - 154 - عن أبي وائل، قال: رأيتُ عثمان رضي الله عنه توضأ، فخلل لحيته ثلاثًا، وقال: هكذا رأيتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فعله. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (98). 134 - 155 و 156 - عن عبد الله بن زيد: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتيَ بثلثي مُدٍّ ماءً، فتوضأ؛ فجعل يدلك ذراعيه. صحيح - "صحيح أبي داود" (84). 135 - 157 - عن أبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرّتين مرتين. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (125). 136 - 158 - عن أبي المطلب:

15 - باب إسباغ الوضوء

أنَّ عبد الله بن عمرو كانَ يتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، يُسند ذلك إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (124). 15 - باب إسباغ الوضوء 137 - 159 و 160 - عن لَقيط بن صَبِرة، قال: كنت وافدَ بني المنتفق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نصادفه في منزلِه، وصادفنا عائشة، فأمرتْ لنا بِخَزيرة، فصُنعت، وأتتنا بِقِناع - والقناع: الطبق من التمر - فأكلنا، ثمَّ جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "هل أصبتم شيئًا - أو أُمر لكم بشيء -؟ ". قلنا: نعم يا رسول الله! فبينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلوس؛ إذ دَفع الراعي غنمَه إلى المراح، ومعه سخلة تَيْعَر، فقال - صلى الله عليه وسلم -؛ "ما ولدت؟ "، قال: بهمة، قال: "اذبح مكانها شاة". ثمَّ أقبلَ عليَّ فقال: "لا تَحسَبنَّ - ولم يقل: لا تَحسِبنَّ - أنَّا من أجلِك ذبحناها، إنَّ لنا غنماً مائة لا تزيد، فإذا ولدت بهمة ذبحنا مكانها شاةً". قال: قلت: يا رسول الله! إنَّ لي امرأة، وفي لسانِها شيء؟! قال: "فطلقها إذًا". قال: قلت: يا رسول الله! إنَّ لي منها ولدًا ولها صحبة؟! قال: "عظها؛ فإن يك فيها خير فستقبل، ولا تضرب ظعينتك ضربك أمتك".

قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني عن الوضوء؟ فقال: "أسبغ الوضوء، وخلل بين أصابعك، وبالغ في الاستنشاق؛ إلّا أن تكون صائمًا". صحيح - "صحيح أبي داود" (130). 138 - 161 - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويكفر به الذنوب؟! ". قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إسباغ الوضوء على المكروهات، وكثرة الخُطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط". صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (1/ 161). 139 - 162 - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدلّكم على ما يكفر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟! ". قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "إِسباغ الوضوء - أو الطهور - في المكاره". (قلت): فذكر الحديث، وهو بتمامه في الصلاة. [5 - المواقيت 355/ 417]. صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 161). 140 - 163 - عن عبد الله بن مسعود، قال: صفقتان في صفقة ربا (¬1)، وأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإِسباغ الوضوء. ¬

_ (¬1) هو كحديث: نهى عن بعيتين في بيعة؛ وما في معناه، وستأَتي في (11 - كتاب البيوع/ 14 - باب)، وهو بيع التقسيط المعروف اليوم!

16 - باب المحافظة على الوضوء

صحيح لغيره - "الصحيحة" (2326)، "الإِرواء" (1307). 16 - باب المحافظة على الوضوء 141 - 164 - عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سددوا وقاربوا، واعلموا أنَّ خيَر أعمالِكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن". حسن صحيح - "الرّوض النضير" (177)، "الصحيحة" (115). 142 - 165 - عن عائشة، قالت: ما رأيت النبيَّ صائماً العشر قط، ولا خرج من الخلاء إلّا مسّ ماءً. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3481)، "صحيح أبي داود" (2108)، "التعليقات الحسان" (2/ 353): م الشطر الأول. 143 - [7044 - عن بريدة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما دخلتُ الجنّة إلّا سمحتُ خَشخشة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: بلال، ثم مررت بقصر مَشِيدٍ مربع، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لرجل من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. فقلت: أنا محمد! لمن هذا القصر؟ قالوا: لرجل من العرب. فقلت: أنا عربي! لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطاب رضي الله عنه"، فقال لبلال: "بما سبقتني إلى الجنّة؟ "، قال: ما أحدثت إلّا توضأتُ، وما توضأتُ إلّا صليت (وفي رواية: إلّا رأيت أن للهِ عليَّ ركعتين أُصليهما، قال - صلى الله عليه وسلم -: "بها"). وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:

17 - باب فيمن توضأ ما أمر، وصلى كما أمر

"لولا غيرتك لدخلت القصر". فقال: يا رسول الله! لم أكن لأغار عليك]. صحيح - "الإرواء" (2/ 221)، "التعليق الرغيب" (1/ 99)، "المشكاة" (1326). 17 - باب فيمن توضأ ما أُمر، وصلّى كما أُمر 144 - 166 - عن عاصم بن سفيان الثقفي: أنّهم غزوا غزوة السلاسل، ففاتهم العدو، ورابطوا (¬1)، ثمَّ رجعوا إلى معاوية؛ وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب! فاتنا العدو العام، وقد أُخبرنا أنّه من صلّى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه، قال: يا ابن أخي! أدلُّكَ على ما هو أيسر من ذلك؟! إنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من توضأ كما أُمر، وصلى كما أمر؛ غفر له ما تقدَّم من ذنبِه". أكذلكَ يا عقبة؟ قال: نعم. حسن - "التعليق الرّغيب" (1/ 98 و 99). 18 - باب فيمن بات على طهارة 145 - 167 - عن ابن عمر (¬2) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن باتَ على طهارةٍ؛ بات في شِعاره مَلَكٌ، فلا يستيقظ إلا قال ¬

_ (¬1) الأصل: (وأبطؤا)، وكذا في "الإحسان"/ بيروت، والتصويب من مصادر التخريج. (¬2) كذا الأصل! ويظهر أنّه خطأ قديم؛ فإنّه كذلك في "الإحسان" (2/ 194/ 1048)، فالحديث من طريق ابن المبارك، وهذا قد أخرجه في "الزهد"، ومن طريقه ابن شاهين وغيره بإسناده المذكور هنا؛ إلّا أنه قال: "أَبي هريرة" مكان: "ابن عمر". نعم؛ رواه غير ابن المبارك من حديث ابن عمر بإسناد آخر فيه لين، وبيان ذلك في "الصحيحة".

19 - باب فيمن استيقظ فتوضأ

المَلَكُ: اللهمَّ اغفر لعبدك فلان؛ فإنَّه باتَ طاهرًا". حسن لغيره - "الصحيحة" (2539). 19 - باب فيمن استيقظ فتوضأ 146 - 168 - عن أبي عُشَّانة، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: لا أقول اليوم على رسول الله ما لم يقل، سمعتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كذبَ عليَّ متعمدًا؛ فليتبوأ بيتًا من جهنَّم". وسمعت النَبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: " [يقوم] الرّجل من أمتي من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عُقَد، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، فإذا وضَّأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضّأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله عزَّ وجلَ للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه، يسألني! ما سألني عبدي هذا فهو له، [ما سأَلني عبدي هذا فهو له] ". حسن - "التعليق الرغيب" (1/ 220). 147 - 169 و 170 - عن جابر أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مسلم ذكر ولا أُنثى ينامُ؛ إلّا وعليه جرير (¬1) معقود، [فإِن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة]، وإن هو توضأ ثم قامَ إلى الصلاة؛ أصبحَ نشيطًا قد أصابَ خيرًا وقد انحلت عقدُه كلها، وإن أَصبح ولم يذكر الله؛ أَصبحَ وعقده عليه، وأصبحَ ثقيلاً كسلانًا لم يصب خيرًا". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 213). ¬

_ (¬1) الجرير: الحبل المضفور. "نهاية" (1/ 259).

20 - باب كراهية الاعتداء في الطهور

20 - باب كراهية الاعتداء في الطهور 148 - 171 و 172 - عن عبد الله بن مُغَفَّل: سمع ابنًا له في دعائه يقول: اللهمَّ! إني اسألُك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتُها، قال: أي بني! سل الله الجنّة وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكونُ في هذه الأمة قوم يعتدونَ في الدعاء والطهور". صحيح - "الإِرواء" (1/ 171)، "صحيح أبي داود" (86). 21 - باب المسح على الخفين 149 - 173 - عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل فقيل: يا رسول الله! أرأيت الرجلَ يُحْدِثُ، فيتوضأ ويمسح على خفيه، أيصلي؟ قال: "لا بأسَ بذلك". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2940). 150 - 174 - عن أبي يعفور، قال: سألتُ أنسَ بن مالك عن المسح على الخفين؟ فقال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح عليهما. صحيح - "التعليقات الحسان" (1315). 151 - 175 - عن أسامة بن زيد، قال: دخل بلال ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسواف (¬1)، فذهب لحاجته، ثمَّ خرجَ، ¬

_ (¬1) بالفاء، وهو حائط في المدينة. ووقع في الأصل، وفي أصلِه المطبوع من الطبعتين: (الأسواق) بالقاف! وهو تصحيف يتكرر في أكثر المصادر التي أخرجت الحديث، انظر "التعليقات الحسان".

22 - باب المسح على الجوربين والنعلين والخمار

قال أسامة: فسألت بلالًا: ماذا صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال بلال: ذهب لحاجتِه، ثمَّ توضأ، فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثمَّ صلّى. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (2/ 309). 22 - باب المسح على الجوربين والنعلين والخمار 152 - 176 - عن المغيرة بن شعبة: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ومسح على الجوربين والنعلين. صحيح - "الإرواء" (101). 153 - 177 و 178 - عن أبي مسلم مولى زيد بن صُوحان (¬1)، قال: كنتُ مع سلمان الفارسي؛ فرأى رجلًا قد أحدثَ، وهو يريد أن ينزع خفيه للوضوء، فقال له سلمان: امسح عليهما وعلى عِمامتِكَ؛ فإني رأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مسحَ على خِمارِه وعلى خفيه. صحيح لغيره - صحيح أبي داود (137 و 138). 23 - باب التوقيت في المسح 154 - 179 و 180 - عن زِرِّ بن حُبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقلت له: حَكَّ في نفسي المسح على الخفين؛ فهل سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يذكر شيئًا؟ قال: ¬

_ (¬1) قلت: لم يوثقه غير ابن حبان، وقلده الهائم وراءه، فقال (1/ 298): "إسناده جيد"! وهو يعلم أنه لم يرو عنه إلا واحد، وأن الذهبي قال: "لا يعرف"، ولكنه الحب! ولذلك إنما صححته لشواهده التي بعضها في "صحيح أبي داود".

نعم، أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنّا سَفْرًا - أو مسافرين - أن لا ننزعَ أَو نخلعَ خفافنا ثلاثةَ أيامٍ ولياليهنّ: من غائط ولا بول [ونوم] (¬1)؛ إلّا من جنابَةٍ. حسن صحيح - "الإرواء" (رقم 104). وهو طرف من الحديث الآتي (158 - 186). 155 - 181 - عن خزيمة بن ثابت، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه سئل [وفي رواية (182) أنَّ أعرابيًا سأل] عن المسح على الخفين؟ فقال: "للمسافر ثلاثًا، وللمقيم يومًا". صحيح - "صحيح أبي داود" (145). 156 - 183 - وفي رواية أخرى عنه، قال: رخّصَ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نمسحَ ثلاثًا، ولو استزدناه لزادنا. صحيح - المصدر السابق. 157 - 184 و 185 - عن أبي بكرة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وقت في المسح على الخفين: ثلاثة أيامٍ ولياليهنَّ للمسافرِ، وللمقيم يومًا وليلة. حسن صحيح - "تخريج المشكاة" (519)، "الصحيحة" (3455). 158 - 186 - عن زر، قال: ¬

_ (¬1) زيادة ثابتة في بعض طرق الحديث عند المؤلف وغيره، وتأتي قريبًا في الموضع المشار إليه في الأعلى.

أتيتُ صفوانَ بنَ عسّال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: فإنَّ الملائكةَ تضعُ أجنحتها لطالبِ العلم رضًا لما يطلبُ. قلت: حكَّ في نفسي المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنتَ امرءًا من أصحابِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأتيتُكَ أسألك: هل سمعت [منه] (¬1) فى ذلك شيئًا؟ قال: نعم، كانَ يأمرنا إذا كنّا سَفْرًا - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن؛ إلّا من جنابة؛ لكن من غائط وبول ونوم. قلت [له]: سمعته يذكر شيئًا في (¬2) الهوى؟ قال: نعم؛ بينا نحن معه في مسير، فناداه أعرابيّ بصوت جَهْوَريٍّ: يا محمد! فأجابه على نحو من كلامه قال: "هاؤم" (¬3). ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل تبعًا لأَصله، وهي من رواية زهير بن معاوية عن عاصم - وهو ابن أَبِي النجود -، وقد أَخرجها النَّسائي عن خمسة من الحفاظ، زهير أَحدهم، ومنهم سفيان، وتقدمت روايته في الحديث الأول، ثم هي ثابتة في رواية أَربعة حفاظ آخرين عن عاصم: عند الطيالسي (160/ 1166)، وعن غيرهم أَيضًا، فهي متواترة - كأَصل الحديث - عن عاصم، خلافًا لمن ادعى أَنَّها مدرجة. (¬2) ليس في طبعتي "الإحسان": (شيئًا في)، وكذا في "مسند أَحمد" (4/ 240)، لكني رأَيتها ثابتة في "مسند الطيالسي" (160/ 1167) بلفظ: (في الهوى شيئًا): أَخرجها عن أَربعة من الحفاظ عن عاصم، فأَثبتُّها. (¬3) كلمة تنبيه، تقول العرب: ها يا رجل! وللاثنين: هاؤما يا رجلان! وللجمع: هاؤم يا رجال! انظر "الفائق" للزمخشري (4/ 87)، "لسان العرب" (3/ 842)، "فتح القدير" للشوكاني (5/ 276)

24 - باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث

قلنا: ويلك! اغضض صوتك؛ فإنك نُهيِت عن ذلك. قال: أرأيت رجلًا أحبَّ قومًا ولم يلحق بهم؟ قال: "هو يوم القيامة مع من أحبّ". ثمَّ لم يزل يحدثنا، حتّى قال: "إنَّ من قِبَل المغربِ بابًا فتحه الله للتوبة؛ مسيرةَ أربعين سنة، فتحه يومَ خلق السماوات والأرض، فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه". وفي رواية: أمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناها على طهور ثلاثًا إذا سافرنا. قلت: تقدم لصفوان بن عسال في أول الكتاب طرف من (¬1) هذا. حسن صحيح - "الإِرواء" (1/ 140/ 104)، "التعليق الرغيب" (4/ 73)، و"الروض" (360). 24 - باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 25 - باب الذكر والقراءة على غير وضوء 159 - 189 و 190 - عن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان: أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ، فسلّم عليه، فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى توضأ، ثمَّ اعتذر إليه فقال: "إني كرهتُ أن أذكرَ الله إلّا على طهارة" (¬2). ¬

_ (¬1) الأَصل: "طرق في"! وهو خطأ ظاهر، فإنه لم يتقدم هناك (رقم 79) إلَّا الطرف المتعلق بطالب العلم. (¬2) قال مؤلف الأصل ابن حبان: "أرادَ به - صلى الله عليه وسلم - الفضل؛ لأنَّ الذكر على طهارة أفضل، لا أنّه كرهه لنفي جوازِه".

26 - باب صلاة الحاقن

صحيح - "الصحيحة" (834)، "صحيح أبي داود" (13). 160 - 191 - عن ابن عمر: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل من الغائطِ، فلقيه رجل عند (بئر جمل)، فسلَّمَ عليه، فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل على الجدارِ، فوضعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدَه على الحائطِ، ثمَّ مسحَ وجهه ويديه، ثمَّ ردَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على الرَّجلِ السلام. صحيح - "صحيح أبي داود" (357). 26 - باب صلاة الحاقن 161 - 194 - عن عروة: أنَّ عبد الله بن الأرقم كانَ يؤم أصحابه، فحضرت الصلاة يومًا، فذهب لحاجته، ثمَّ رجع فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا وجدَ أحدكم الغائط؛ فليبدأ به قبل الصلاة". صحيح - "صحيح أبي داود" (80). 162 - 195 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصلي أحدكم وهو يدافعه الأخبثان". صحيح لغيره - "الإرواء" (550): م - عائشة. 27 - باب التيمم 163 - 196 - 198 - عن أبي ذر، قال: اجتمعتْ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غنم الصدقة غنمٌ، فقال: "ابدُ يا أبا ذر! ".

فبدوتُ فيها إلى (الربذة)، قال: فكانَ يأتي عليَّ الخَمسُ والست وأنا جنب، قال: فوجدتُ في نفسي، فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مسند ظهره إلى الحجرة، فلما رآني [قال: "ما لك يا أَبا ذر؟! ". قال: فجلست.] قال: "ما لك يا أبا ذر؟! ثكلتك أمك؟! ". قلت: يا رسول [الله]! جنب، فأمر جارية سوداء، فجاءت بعُسًّ فيه ماء، فاستترتُ بالبعير وبالثوب فاغتسلت، قال فكأنما وضع عني جبلًا، فقال: "ادنُ؛ فإنَّ الصعيدَ الطيب وَضوء المسلم [ولو عشرَ حِجج] (¬1)، فإذا وجدَ الماء؛ فليُمسِّ بشرته الماء (وفي رواية:) وإن لم يجد الماء عشر سنين". صحيح لغيره - صحيح أبي داود (358)، "الصحيحة" (3029). 164 - 199 - عن عمار، قال: تيممنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المناكبِ (¬2). (قلت): وقد تقدّمَ حديث ابن عمر في تيمم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على الجدار في (باب الذكر والقراءة على غير وضوء). [رقم 161/ 191]. صحيح - "صحيح أبي داود" (341). ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان" (1309)، وهي بإسناد الذي في الأصل برقم (198). (¬2) قالَ المؤلف في الأصل: "كان هذا قبل تعليم النبي عمارًا كيفية التيمم، ثمَّ علَّمه كيفية التيمم، ثمَّ علَّمه ضربة واحدة للوجه والكفين لما سأل عمار النبيَّ عن التيمم". قلت: يشير إلى حديث عمار الذي في أصل الأصل: "صحيح ابن حبان"، وهو متفق عليه، ومخرج في "الإرواء" (158).

165 - 200 - عن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيتُ خمسًا لم يعطهنَّ أحد قبلي: بعثتُ إلى الأحمرِ والأسودِ، وأُحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، ونصرتُ بالرعب فَيرَعَبُ العدوُّ مني مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وقيل لي: سل تعطه، فاختبأت دعوتي شفاعة لأُمتي في القيامة، وهي نائلة - إن شاء الله - لمن لا يشرك بالله شيئًا". صحيح - "الإرواء" (1/ 316)، "صحيح أبي داود" (506). 166 - 201 - عن ابن عباس: أنَّ رجلًا أجنبَ في شتاء، فسأل؟ فأُمِر بالغُسلِ، فماتَ، فذُكر للنبيّ؟ فقال: "ما لهم قتلوه قتلهم الله؟! (ثلاثًا)، جعل الله الصعيد - أو التيمم - طهورًا". قال: شكَّ ابن عباس، ثمَّ أثبته بعد. حسن - "صحيح أبي داود" (365). 167 - 202 - عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص: أنَّ عمرو بن العاص كانَ على سَرِيَّة، وأنهم أصابهم برد شديد لم يُرَ مثلُه، فخرجَ لصلاة الصبح، قال: والله لقد احتلمت البارحة، فغسل مغابِنَه (¬1)، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثمَّ صلى بهم، فلما قدمَ على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ سألَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه فقال: ¬

_ (¬1) المغابن: الأرفاغ، وهي بواطن الأفخاذ عند الحوالب، جمع (مَغْبِن). "نهاية"، وزاد غيره: الآباط.

28 - باب ما ينقض الوضوء

"كيفَ وجدتم عَمرًا وصحابتَه (¬1) "، فأثنوا عليه خيرًا، وقالوا: يا رسول الله! صلّى بنا وهو جنب؟! فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عَمرو فسأله فأخبره بذلك، وبالذي لقي من البرد، وقال: يا رسول الله! إنَّ الله قال: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}، ولو اغتسلت مت! فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمرو. صحيح - "الإرواء" (154)، "صحيح أَبِي داود" (361 - 362). 28 - باب ما ينقض الوضوء 168 - 203 و 204 - عن علي بن طلق، قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّا نكونُ في أرض الفلاة، ويكونُ منا الرويحة، وفي الماء قلّة، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فسا أحدكم فليتوضأ (¬2)، ولا تأتوا النساء في أعجازهنَّ (وفي رواية (204): أَدبارهن)، فإنَّ الله لا يستحيي من الحق". حسن لغيره - "المشكاة" (314/ التحقيق الثاني)، "ضعيف أبي داود" (27). 169 - 205 و 206 - عن عائشة، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أحدثَ أحدُكم وهو في الصلاة؛ فليأخذ على أنفِه ثمَّ لينصرف". ¬

_ (¬1) أَي: صحبته. وكان الأَصل: "وأَصحابه (لعله وصحابته) "، وواضح خطأ الأَصل، وأَن قوله: "لعله .. " مقحم من النَّاسخ أَو الطابع، وصححته من "الدارقطني" و"البيهقي" وغيرهما. ومن الغرائب أَنْ يخفى هذا الخطأ على المعلقين على طبعتي الكتاب الحديثتين وعلى "الإِحسان"! (¬2) قلت: يشهد لهذه الجملة: حديث عائشة الآتي بعده، ولما بعدها: حديث خزيمة الآتي في (17 - النِّكاح/ 26 - باب النهي ...) إلخ. وفي الرواية الثانية: "وليعد صلاته"، وأعلّها ابن حبان بالمخالفة، وجازف مع ذلك الأخ الداراني، فقال (1/ 333): "إسناده صحيح"! وكذلك قال في الرواية الأولى، وفيها مجهولان!! وثقهما ابن حبان على قاعدته في توثيق المجهولين، التي تبين وهاؤها، وخطأ الداراني في اتباعه هواها، كما تقدم في المقدمة، فراجعها.

29 - باب ما جاء في مس الفرج

صحيح - "صحيح أبي داود" (1020). 29 - باب ما جاء في مسّ الفرج 170 - 207 و 209 - عن طلق بن علي، قال: خرجنا وفدًا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رجل فقال: يا نبيَّ الله! ما تقولُ في مسِّ الرَّجلِ ذَكَرَهُ بعد ما يتوضأ؟ فقال: "هل هو إلّا مُضغة - أو بَضعة - منه؟! ". صحيح - "صحيح أبي داود" (176). 171 - 208 - وفي طريق أخرى عنه: أنّه سألَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرَّجلِ يمسُّ ذكرَه وهو في الصلاة؟ قال: "لا بأسَ به؛ إنّه كبعضِ جسدِه". صحيح - "صحيح أبي داود" (177). 172 - 210 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أَفضى أحدكم بيدِه إلى فرجه، وليس بينهما سِتر ولا حجاب؛ فليتوضأ". صحيح - "الصحيحة" (1235)، "الروض النضير" (1050). 173 - 211 - عن عروة، عن مروان، عن بُسرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مسَّ فرجَه (وفي رواية: ذكره)؛ فليتوضأ [وضوءَه للصلاةِ] ". قال عروةُ: فسألتُ بسرة؟ فصدقَتْه. صحيح - "الإِرواء" (116)، "صحيح أَبِي داود" (175). 174 - 212 - وفي لفظ عروة عنها:

30 - باب فيما مسته النار

"من مسَّ فرجه؛ فليعد الوضوء". حسن صحيح - انظر ما قبله. 175 - 214 - وفي أخرى عنها: "إذا مسَّ أحدكم فرجه فليتوضأ، والمرأة مثل ذلك". صحيح لغيره - إلّا زيادة المرأة؛ فإنَّها مدرجة (¬1) - "صحيح أبي داود" أيضًا. 30 - باب فيما مسته النار 176 - 215 - عن البراء: أنَّ رجلًا قال للنبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أنصلي في أعطان الإبل؟ فقال: "لا". قيل: أنصلي في مرابض الغنم؟ قال: "نعم". قيل: أنتوضأ من لحومِ الإبل؟ قال: "نعم". قيل: أنتوضأ من لحومِ الغنم؟ قال: "لا". صحيح - "الإرواء" (118)، "صحيح أبي داود" (178): م - جابر بن سمرة. ¬

_ (¬1) يعني من قول الزهري؛ قاله البيهقيُّ. ولم يتنبه لها المعلقون على الكتاب فأمضوها! إلا أن المعلق على "الإحسان" (3/ 400 - 401) نقله عن البيهقي وأيّده! وإن من شطط الأخ الداراني أنّه صحح إسناده، ووثق راويه (عبد الرحمن بن نمر اليحصبي)، وهو مجهول مضعَّف، وانظر الرد عليه مبسوطًا في تقليده لتوثيق ابن حبان، وعلى ما تشبث به في نفي التساهل عنه بما لا تراه إلا هناك، ثم زدته بيانًا وتفصيلًا في مقدّمة هذا الكتاب.

177 - 216 - عن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: أُهديتْ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة، فَشُوي له بطنها، فأكلَ منها، ثمَّ قامَ فصلّى ولم يتوضأ. صحيح لغيره - "المشكاة" (327، 328): م بطريق أخرى باختصار الهدية (¬1). 178 - 217 - عن أبي هريرة: أنّه رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - توضأ من أثوارٍ أَقِط (¬2)، ثمَّ رآه أكل كتف شاة، فصلى ولم يتوضأ. (قلت): وهو في "الصحيح" باختصار نسخ الوضوء. صحيح - "مختصر الشمائل" (149). 179 - 218 و 219 - عن جابر: أنَّ النبيَّ أتى امرأةً من الأنصار، قال: فبسطت له عند ظلّ صَور (¬3)، ورشت بالماء حوله، وذبحت شاة، فأكل وأكلنا معه، ثمَّ قال (¬4) تحت الصَّور، فلما استيقظَ توضأ ثمَّ صلّى الظهر، فقالت المرأة: يا رسول اللهِ فَضَلَتْ عندنا فضلةٌ من طعام، فهل لك فيها؟ قال: "نعم"، فأكل وأكلنا، ثمَّ صلّى قبل أَنْ يتوضأ. ¬

_ (¬1) هنا في الأصل رواية أخرى عن أبي رافع، فيها زيادة منكرة أوردتها في "الضعيف"، ولم يتنبه لها المعلقان على الكتاب/ طبعة المؤسسة، فصححاها! وهو ظاهر كلام المعلقين الآخرين!! (¬2) الأَثوار: جمع (ثَور) وهي قطعة من الأقط، وهو لبن جامد مستحجر. "نهاية". (¬3) الصَّور - بفتح الصاد -: الجماعة من النخل. (¬4) أي: نام نومة القيلولة.

صحيح - "صحيح أبي داود" (176). 180 - 220 - وفي رواية عنه، قال: أكلَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من لحم، ومعه أبو بكر وعمر، ثمَّ قاموا إلى العصر (¬1) ولم يتوضؤا. قال جابر: ثمَّ شهدتُ أبا بكر أكلَ طعامًا، ثمَّ قام إلى الصلاة ولم يتوضأ، ثمَّ شهدتُ عمر أكل من جفنة، ثمَّ قامَ فصلّى ولم يتوضأ. صحيح - "صحيح أبي داود" (186). 181 - 221 - وفي ثالثة عنه، قال: ثمَّ دخلت مع أبي بكر فقال: هل من شيء؟ فلم يجدوا، فقال: أين شاتكم الوالد؟ فأمرني بها، فاعتقَلْتُ فحلبتُ، ثمَّ صنع له طعامًا، فأكلنا، ثمَّ صلّى قبل أن يتوضأ ... فذكر نحوه. صحيح - المصدر نفسه. 182 - 222 - وفي رابعة، قال: ودخلنا على أبي بكر، فدعا بطعام فلم يجده، فقال: أين شاتكم التي ولدت؟ قالت: هي ذِه، فدعا بها فحلبها بيده، ثمَّ صنعوا لِبَأً (¬2) فأكلَ، فصلى ولم يتوضأ، وتعشيت مع عمر، فأتي بقصعتين فوُضعت واحدةٌ بين يديه، والأخرى بين يدي القوم، فصلّى، ولم يتوضأ. ¬

_ (¬1) الأصل (الصف)، والتصحيح من "الإحسان" (1133)، و"المسند" (3/ 322 و 375)، و"البيهقي" (1/ 156)، ولم يصححه المعلقون الأربعة!! (¬2) الأصل: (لنا)! والتصحيح من طبعتي في "الإحسان"، و"المسند" (3/ 307)، وهو مما غفل عن تصحيحه الداراني وصاحبه! و (اللَّبَأ): أول اللبن عند الولادة قبل أن يرق. "المعجم الوسيط".

[30/ 2 في مس اللحم النيء

صحيح - انظر ما قبله. 183 - 223 - عن عبد الله بن الحارث بن جَزْء، قال: كنّا نأكلُ على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجدِ الخبزَ واللحم، ثمَّ نصلي ولا نتوضأ. صحيح - "الصحيحة" (2116). 184 - [1131 - وفي خامسة، قال: كانَ آخرَ الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تركُ الوضوء ممّا مَسَّت النار]. صحيح - "صحيح سنن أبي داود" (187). 185 - [1150 - عن ابن عباس، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكلَ عَرْقًا (وفي طريق: كتفًا/ 1139) من شاة، ثمَّ صلّى، ولم يتمضمض ولم يمس ماءً، (وفي الطريق الآخر): ولم يتوضأ]. صحيح - "الصحيحة" (3028): ق دون ذكر المضمضة. [30/ 2 في مسّ اللحم النيء 186 - [1160 - عن أبي سعيد الخدري: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بغلام يسلخُ شاةً فقال له: "تَنحَّ حتَّى أريَكَ؛ فإني لا أراكَ تُحسن تَسْلخُ"! قال: فأدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده بين الجلدِ واللحم فدحس بها (¬1)، حتّى توارت إلى الإبط، ثمَّ قال - صلى الله عليه وسلم -: "هكذا يا غلام! فاسلخ". ¬

_ (¬1) أي: أدخلها بقوة؛ كما في "غريب الحديث" لابن الجوزي (1/ 326).

31 - باب فضل طهور المرأة

ثم انطلق ولم يتوضأ، ولم يمسَّ ماءً]. صحيح - "صحيح أَبِي داود" (179). 31 - باب فضل طَهور المرأة 187 - 224 - عن الحكم بن عمرو الغفاري: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرَّجل بفضل وَضوء المرأة. صحيح - "الإرواء" (1/ 43)، "صحيح أبي داود" (75). 188 - 225 - عن ابن عمر: أنّه أبصر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يتطهرونَ - الرجالَ والنساءَ - من إناء واحدٍ؛ يتطهرون منه. صحيح - "صحيح أبي داود" (72). 189 - 226 - عن ابن عباس: أنَّ امرأة من أزواج النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - اغتسلت من جنابة، فجاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ بفضلِها، فقالت له؟ فقال: "إنَّ الماء لا ينجِّسه شيءٌ". صحيح - "صحيح أبي داود" (61). 190 - 227 - عن أمّ هانئ: أنَّ ميمونة ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اغتسلا في قَصعة فيها أثر العجين. صحيح - "الإرواء" (1/ 64). 32 - باب ما يوجب الغسل 191 - 228 و 229 - عن أُبيّ بن كعب، قال:

33 - باب في الجنب يأكل أو ينام

إنّما كان "الماء من الماء" رخصةً في أول الإسلام، ثمَّ نُهي عنها. صحيح - "صحيح أبي داود" (208 و 209). 192 - 230 - عن الزهري، قال: سألت عروة عن الذي يجامع ولا يُنزل، قال: على الناس أن يأخذوا بالآخر فالآخر من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدثتني عائشة: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يفعلُ ذلك ولا يغتسل، وذلك قبل فتح مكة، ثمَّ اغتسل بعد ذلك، وأمر الناس بالغسل. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (1177). 193 - [1172 و 1173 و 1181 - عن عائشة: أنها سُئلت عن الرَّجل يجامع [أهله]، فلا ينزل الماء؟ قالت: إذا جاوزَ الختان الختان؛ فقد وجبَ الغسل، فعلت ذلك أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فاغتسلنا منه جميعًا]. صحيح - "المشكاة" (442)، "الإرواء" (80)، "الصحيحة" (3/ 260). وقول عائشة عند مسلم مرفوع. 33 - باب في الجنب يأكل أَو ينام 194 - 231 - عن عائشة قالت: كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينامَ وهو جنب؛ لم ينم حتى يتوضأ، وإذا أرادَ أن يأكلَ (¬1)؛ غسلَ يديه وأكل. ¬

_ (¬1) زاد أبو داود: وهو جنب.

34 - باب التستر عند الاغتسال

(قلت): هو في "الصحيح" غير قصة الأَكل. صحيح - "الصحيحة" (390)، "صحيح أبي داود" (219 و 220). 195 - 232 - عن عمر - رضوان الله عليه -: أنّه سأل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "نعم؛ ويتوضأ إن شاء" (¬1). صحيح - "آداب الزفاف" (ص 114 - الطبعة الجديدة): م نحوه، فليس على شرط "الزوائد". 196 - [1255 - عن حذيفة، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا لقي الرَّجل من أصحابه ماسحه (¬2) ودعا له، قال: فرأيته يومًا بُكرة فحِدْتُ عنه، ثمَّ أتيته حين ارتفعَ النهار، فقال: "إني رأيتُكَ؛ فَحِدْت عني؟! "، فقلت: إنّي كنتُ جنبًا، فخشيت أن تمسني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المسلمَ لا ينجس"]. صحيح - "صحيح أبي داود" (225): م مختصرًا دون الشطر الأول منه. 34 - باب التستر عند الاغتسال [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] ¬

_ (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "صحيح مسلم" بمعناه، وينظر في قولِه: "إن شاء"! ". قلت: هو عنده (1/ 171)؛ ولفظه: "نعم؛ ليتوضأ، ثمَّ لينم حتى يغتسل، إذا شاء". (¬2) على وزن: (صافحه) وزنًا ومعنى، وكان الأصل: (مَسحه)؛ أعني "الإحسان" في طبعتيه، والمثبت من "سنن النسائي الصغرى" (1/ 52)، و"الكبرى" (1/ 122).

35 - باب الغسل لمن أسلم

35 - باب الغسل لمن أسلم 197 - 234 - عن قيس بن عاصم: أنّه أسلم، فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل بماء وسدر. صحيح - "صحيح أبي داود" (382)، "الروض النضير" (893). وفي الباب عن ثمامة (36 - المناقب/ 36 - باب). 36 - باب ما جاء في دم الحيض 198 - 235 - عن أم قيس بنت محصن، قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن دم الحيض يصيب الثوب؟ فقال: "اغسليه بالماء والسدر، وحكِّيه بضِلَع (¬1) ". صحيح - "الصحيحة" (300)، "صحيح أبي داود" (389). 37 - باب ما جاء في الثوب الذي يجامع فيه 199 - 236 - عن جابر بن سمرة، قال: سأل رجل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أصلي في الثوب الذي آتي فيه أهلي؟ قال: "نعم؛ إلّا أن ترى فيه شيئًا؛ فتغسله". صحيح - "صحيح أبي داود" (390). 200 - 237 - عن معاوية بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنّه سألها: هل كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم يَرَ فيه أذى. ¬

_ (¬1) بضلع؛ أي: بعود. "نهاية" (3/ 96).

38 - باب ما جاء في الحمام

صحيح - "صحيح أبي داود" (392). 38 - باب ما جاء في الحمام 201 - 238 - عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليكرم جاره، ومن كانَ يؤمن بالله واليوم الآخرِ؛ فلا يدخل الحمّام إلّا بمئزر، ومن كانَ يؤمن باللهِ واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كانَ يؤمن بالله واليوم الآخرِ من نسائكم؛ فلا تدخل الحمام". قال: فَنَمَيْتُ بذلك إلى عمر بن عبد العزيز في خلافته، فكتبَ إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن سل محمد بن ثابت عن حديثه؛ فإنّه رضًا، فسأله؟ ثمَّ كتبَ إلى عمر، فمنع النساء عن الحمام. صحيح - "التعليقات الحسان" (7/ 445/ 5568). 39 - باب ما جاء في المذي 202 - 239 - عن إياس بن خليفة، عن رافع بن خَديج: أنَّ عليًّا أمرَ عمارًا أن يسأل رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن المذي؟ فقال: "يغسلُ مذاكيره ويتوضأ". صحيح لغيره دون ذكر عمار فإنه منكر لجهالة (إياس) - "الإرواء" (1/ 86/ 47)، "التعليق على سبل السلام". والثابت في "الصحيحين" وما يأتي: (المقداد) مكان: (عمار) (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: ولم يتنبّه لهذا الفرق - كعادتِه في مثلِه - المعلّق على طبعة المؤسسة (3/ 389)؛ وحسّنه! وأدهى من ذلك وأمر: أنّه قال في "التعليق على "الإحسان" (3/ 389): "إسناده صحيح"!! ثم وثق أحد رواته، وغفل عن علّته الكامنة في جهالة (إياس بن خليفة)، وقد نقلها هو في تعليقه على "تهذيب =

203 - 240 - عن سهل بن حُنَيْفٍ، قال: كنت ألقى من المذي شدة، فكنت أكثر الاغتسال منه، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فقال: "إنَّما يجزيك منه الوضوء". فقلت: فكيف بما أصابَ ثوبي منه؟ قال: "يكفيك أن تأخذَ كفًّا من ماء، فتنضح بها من ثوبِك". صحيح - "صحيح أبي داود" (205). 204 - 241 - 243 - عن علي بن أبي طالب، قال: كنت رجلًا مذَّاءً، فسألتُ (¬1) النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "إذا رأيت المذي؛ فاغسل ذكرك [وتوضأ]، وإذا رأيت الماء؛ فاغتسل" (¬2). ¬

_ = المزي" (3/ 401) عن الذهبي، أنّه قال في "الميزان": "لا يكاد يعرف"، وسبقه إلى ذلك العقيلي فقال في "الضعفاء" (1/ 33): "مجهول في الرواية، في حديثه وَهَم". ثم ساق له هذا الحديث مبيِّنًا نكارة ذكر عمار فيه، ونقل عبارته المذكورة المعلّق المشار إليه دون الجملة الأولى منها! وأما المعلّق الداراني فتجاهل الجهالة المذكورة، وهو على استحضار لها؛ هيامًا منه وراء ابن حبان، وتقليدًا منه لتوثيقه لهذا المجهول! وتجاهل أيضًا مخالفته للثابت في "الصحيحين"! وما نقله عن "الفتح" من الجمع مخالفٌ للأصول؛ لأنه إنما يصار إليه إذا كان المتعارضان من قسم المقبول، وهيهات! (¬1) فيه اختصار مخل موهم، وفي الرواية ذات الرقم (245)، والتي لم يسق لفظها أيضًا، وقال كالعادة في الاختصار: "فذكر نحوه"، ولفظه في "الإحسان" (1104): "فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو ذكر له"، وفي رواية لابن أبي شيبة (1/ 92) بلفظ: " ... وكانت تحتي بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنت أستحي أن أسأله، فأمرت رجلًا فسأله ... "، فهذه ثلاثة ألفاظ من طريق واحدة: حصين بن قبيصة عن علي، واللفظ الثالث هو الصحيح؛ لموافقته للطرق الأخرى عن علي في "الصحيحين" وغيرهما. (¬2) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "الصحيحين" بغير هذا اللفظ". قلت: ليس فيه: "وإذا رأَيت الماء فاغتسل"، والزيادة التي بين المعكوفتين هي عندهما، وفي الطريق الثانية في الكتاب، لكن المؤلف - رحمه الله - لم يسق لفظه، وإنما قال: "فذكر نحوه"، فنقلتها من "الإحسان" (1101)، وهو مخرّج في "الإرواء" (47).

40 - باب طهارة المسجد من البول

صحيح - "الإرواء" (125)، "صحيح أبي داود" (201). 205 - 244 و 245 - عن المقداد بن الأسود: أنَّ عليَّ بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرَّجلِ إذا دنا من أهلِه، فخرج منه المذي؛ ماذا عليه؟ فإن عندي ابنته وأنا أستحي أن أسأله، قال المقداد: فسألت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "إذا وجد ذلك أحدكم؛ فلينضح فرجه، وليتوضأ وضوءه للصلاة" (¬1). صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (202). 40 - باب طهارة المسجد من البول 206 - 246 - عن أبي هريرة، قال: دخل أعرابيّ على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - المسجد وهو جالس، فقال: اللهم! اغفر لي ولمحمد، ولا تغفر لأحد معنا، قال: فضحكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ قال: "لقد احتظرتَ واسعًا". ثمَّ ولّي الأعرابيّ، حتى إذا كانَ في ناحية المسجد فَفَحَّج (¬2) ليبول، فقال الأعرابيُّ بعد أن فقه في الإسلام: فقامَ إليَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يؤنبني ولم يسبني، وقال: "إنَّما بُني هذا المسجد لذكر الله والصلاة، وإنّه لا يبال فيه". ¬

_ (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو منقطع، سليمان لم يسمعه من المقداد، وقد رواه مسلم من طريق سليمان عن عبد الله بن عباس عن علي". (¬2) أي: فرّق ما بين رجليه وباعد بينهما ليبول: "نهاية". وفي حديث المغيرة: أنّه - صلى الله عليه وسلم - أتى سباطة قوم؛ فبال قائمًا. قال حماد بن أبي سليمان: ففحَّج رجليه. أخرجه أحمد (4/ 246) بسند حسن.

41 - باب في بول الغلام والجارية

ثمَّ دعا بسَجْل من ماء، فأفرغه عليه. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (406، 825): ح مفرقًا. 41 - باب في بول الغلام والجارية 207 - 247 - عن علي بن أبي طالب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في بول الرضيع: "ينضح بولُ الغلام، ويغسل بول الجارية". صحيح - "الإرواء" (166)، "صحيح أبي داود" (404). 42 - باب إزالة القذر من النعل 208 - 248 - عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا وطئ أحدكم بنعلِه في الأذى؛ فإنَّ الترابَ له طَهور". صحيح - "صحيح أبي داود" (411). 209 - 249 - وفي رواية عنه، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا وطئ أحدُكم الأذى بخفيه؛ فطَهورهما التراب" حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (412). 43 - باب ما يُعفى عنه من الدم 210 - 250 - عن جابر بن عبد الله، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرِ غزوة (ذات الرقاع)، فأصابَ رجل من المسلمين امرأةَ رجلٍ من المشركين، فلما انصرفَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ أتى زوجها وكانَ غائبًا، فلما أُخْبِرَ؛ حلفَ لا ينتهي حتى يُهريق في أصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم - دمًا، فخرج يتبعُ أثرَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منزلاً، فقال: "مَن رجلٌ يكلأنا (¬1) ليلتنا هذه؟ ". ¬

_ (¬1) يكلأُنا؛ أي: يحرسنا.

فانتدبَ رجل من المهاجرين ورجل من الأنصارِ، فقالا: نحن يا رسول الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فكونا بفم الشِّعب". قال: وكانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه نزلوا إلى شِعبٍ من الوادي، فلما خرج الرجلان إلى فم الشِعْبِ؛ قال الأنصاري للمهاجري: أيُّ الليلِ أحبُّ إليكَ أن أكفيَك، أولَه أو آخرَه؟ قال: بل اكفني أولَه، قال: فاضطجعَ المهاجري فنامَ، وقامَ الأنصاري يصلي، وأتى زوجُ المرأة، فلما رأى شخصَ الرجل، عرف أنه ربيئة (¬1) القوم، فرماه بسهم فوضعه فيه، فنزعه فوضعه، وثبتَ قائمًا يصلي، ثمَّ رماه بسهم آخر فوضعه فيه، فنزعه وثبتَ قائمًا يصلي، فلما عادَ الثالثة فوضعه فيه، فنزعه فوضعه، ثمَّ ركع وسجد، ثمَّ أهبَّ صاحبَه فقال: اجلس فقد أتيتُ، فوثبَ، فلما رآهما الرَّجل؛ عرف أنه نُذِر (¬2) به [فهرب] (¬3)، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء؛ قال: سبحان الله! أفلا أهبتني أول ما رماك؟ قال: كنت في سورة أقرأها، فلم أحبّ أن أقطعها حتى أُنفِذها، فلما تابع عليّ الرمي ركعت، فآذنتك، وايم الله لولا أن أضيِّع ثغرًا أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظه؛ لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (193)، التعليق على "مختصر البخاري" (1/ 96/ 45). ¬

_ (¬1) هو العين والطليعة الذي ينظر للقوم؛ لئلا يدهمهم عدو. "نهاية". (¬2) أي: علموا به، وأحسُّوا بمكانه. "نهاية". (¬3) سقطت من الأصل واستدركتها من طبعتي "الإحسان". وغفل عنها المعلقون الأربعة على الكتاب.

4 - كتاب الصلاة

4 - كتاب الصَّلاة 1 - باب فرض الصلاة 211 - 251 - عن أنس: أن رجلًا قال: يا رسول الله! ما افترض الله على عباده؟ قال: "خمسُ صلوات". قال: هل قبلهنَّ أو بعدهن شيء؟ قال: "افترض الله على عبادِه خمسَ صلوات". قال: هل قبلهنَّ أو بعدهنَّ شيء؟ قال: فحلف الرَّجل باللهِ لا يزيد عليهنَّ ولا ينقص منهنَّ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - "إنْ صَدَقَ دَخَلَ الجنّة" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (2794). 212 - 252 - عن المُخْدَجي: أنّه قال لعُبادة بن الصامت: إنَّ أبا محمدٍ - رجلًا من الأنصارِ كانت له صحبة - يزعم أن الوتر حق، فقال: كذب أبو محمد! سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جاء بالصلواتِ الخمس، قد أكملهنَّ لم ينتقص من حقهنَّ شيئًا؛ كانَ له عند اللهِ عهد أن لا يعذبه، ومن جاء بهنَّ وقد انتقصَ من حقهنَّ شيئًا؛ فليسَ له عند الله عهد؛ إن شاء رحمه، وإن شاء عذبه". ¬

_ (¬1) قلت: وأما زيادة "وأبيه" في بعض الروايات، فهي شاذة كما حققته في "الضعيفة" (4992).

2 - باب فيمن حافظ على الصلاة ومن تركها

وفي رواية: "خمسُ صلوات افترضهنَّ الله على عبادِه ... ". صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (452 و 1276)، "المشكاة" (570). 213 - 253 - وفي رواية عن ابن محيريز، قال: جاء رجل إلى عبادة بن الصامت. (قلت): فذكر نحوه. صحيح لغيرِه - "صحيح أبي داود" (452، 1276)، "المشكاة" (570). 2 - باب فيمن حافظ على الصلاة ومن تركها 214 - 255 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ العهدَ الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" صحيح - "المشكاة" (574). 215 - 256 - عن بريدة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم؛ فإنّه من تركَ الصلاة فقد كفر". صحيح، لكن جملة التبكير منه شاذة، والمحفوظ موقوف؛ ولذلك أوردتها في "الضعيف" (¬1) - "الإرواء" (1/ 276/ 255). 216 - 257 - عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَتُنقضنَّ عُرى الإسلامِ عروةً عروةً، فكلما انتقضت عروة تشبَّث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضًا الحكم، وآخرهنَّ الصلاة". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 197). ¬

_ (¬1) وأما قول الأخ الداراني (1/ 399) بعد ما تكلم في بعض رواته: "والمتن شاذ"! فهو على إطلاقه خطأ ظاهر، هذا مع سكوته عن عشرات الأحاديث الشاذة والمنكرة حقّاً، كما مضى ويأتي التنبيه على شيء منها.

3 - باب فضل الصلاة

3 - باب فضل الصلاة 217 - 259 - عن واثلة بن الأسقع، قال: جاء رجل إلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ! إنّي أصبتُ حدًّا فأقمه عليَّ، فأعرضَ عنه، ثمَّ قال: يا رسول اللهِ! إني أصبتُ حدًّا فأقمه عليَّ، فأعرضَ عنه، ثمَّ قال: يا رسول اللهِ! إنّي أصبتُ حدًّا فأقمه عليَّ، وأقيمت الصلاة، فلما سلّم - صلى الله عليه وسلم - قال له الرَّجل: يا رسول اللهِ! إني أصبتُ حدًّا فأقمه عليّ، فقال له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هل توضأت حين أقبلت؟ ". قال: نعم، قال: "وصليت معنا؟ " قال: نعم، قال: "فاذهب فإنَّ الله قد غفر لك". (قلت): قد تقدّم حديث ثوبان: "واعلموا أنَّ خيرَ أعمالِكم الصلاة" في (الطهارة) [142/ 164]، ويأتي حديث أبي أمامة: "صلّوا خمسكم، وأدّوا زكاة أموالِكم" في (الزكاة) [7/ 1 - باب/ 652/ 795]. صحيح - "التعليقات الحسان" (3/ 113 - 114). 218 - 260 - عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يعجب (¬1) ربّنا من راعي غنمٍ، في رأس الشَّظِيَّة (¬2) للجبل، يؤذِّن بالصلاة ويصلي، فيقول الله جلّ وعلا: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم ¬

_ (¬1) الأصل "تعجب"، والتصحيح من "الإحسان" وغيرِه. (¬2) الشَّظيَّة: قطعة مرتفعة في رأس الحبل، كما في "النهاية" (2/ 476).

الصلاة؛ يخاف منّي، غفرت لعبدي، وأدخلته الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (41)، "صحيح أبي داود" (1086)، "الإرواء" (1/ 230/ 214) (¬1). 219 - [1731 - عن عبد الله بن عَمرو بن العاص: أنَّه رأى فتى وهو يصلي، قد أطال صلاته، وأطنب فيها، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل: أَنا، فقال عبد الله: لو كنت أعرفه؛ لأمرته أن يطيل الركوع والسجود؛ فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن العبد إذا قام يصلي؛ أُتِيَ بذنوبِه، فُوضِعتْ على رأسه أو عاتقه، فكلما ركع أو سجد؛ تساقطَتْ عنه"]. صحيح لغيره - لكن من حديث عبد الله بن عُمر - الصحيحة (1398). * * * ¬

_ (¬1) عقب هذا في الأصل حديث كعب بن عجرة، فحذفته؛ لأنه سيأتي مكررًا في (39 - كتاب التوبة/ 37 - باب الورع).

أبواب المواقيت

5 - أبواب (¬1) المواقيت 1 - باب وقت صلاة الصبح 220 - 262 - عن أبي هريرة، قال: صلّى بنا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الصبح فغلَّس بها، ثمَّ صلّى الغداة فأسفر بها، ثمَّ قال: "أينَ السائل عن وقت صلاة الغداة؟ فيما بين صلاتَيْ أمسِ واليوم". حسن صحيح - "الصحيحة" (1115)، "صحيح أبي داود" (420). 221 - 263 - 265 - عن رافع بن خَديج، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أصبحوا بالصبح؛ فإنّكم كلما أصبحتم بالصبح؛ كانَ أعظمَ لأجورِكم - أو: لأجرِها -". حسن صحيح - "الإرواء" (258). 222 - 264 - وفي رواية عنه نحوه، إلّا أنه قال: "أسفروا بالفجر؛ فإنّه أعظمُ للأجر". انظر ما قبله. 223 - 266 - عن مغيث بن سُمَيًّ، قال: صلّى بنا عبد الله بن الزبير الغداةَ فغلس بها، فالتفتُّ إلى ابن عمر ¬

_ (¬1) الأصل: "كتاب المواقيت"؛ انظر المقدمة (ص 91).

2 - باب وقت صلاة الظهر

فقلت: ما هذه الصلاة؟ قال: هذه صلاتنا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، فلما قتل عمر؛ أسفر بها عثمان رضوان الله عليه. (قلت): ويأتي حديث أبي مسعود في التغليس بها في "باب جامع في مواقيت الصلاة". [236/ 279]. صحيح - "الإرواء" (1/ 279). 2 - باب وقت صلاة الظهر 224 - 267 - عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا نصلي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في شدّة الحرّ، فيعمد أحدنا إلى قبضة من الحصى، فيجعلها في كفّه هذه ثمَّ في كفه هذه؛ فإذا بردت سجد عليها. حسن - "صحيح أبي داود" (428). 225 - 268 - عن أنس بن مالك: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ؛ فصلّى الظهرَ حين زاغت الشمس. صحيح لغيره - وليس من شرط الزوائد، فإنّه في "البخاري" (540) أتم منه. 226 - 269 - عن المغيرة بن شعبة، قال: كنّا نصلي مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالهاجرة، فقال: "أبردوا بالصلاة؛ فإنَّ شدةَ الحرِّ من فيح جهنّم". صحيح لغيره - "الروض" (1049). 3 - باب ما جاء في صلاة العصر 227 - 270 - عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم الخندق:

4 - باب وقت صلاة المغرب

"شغلونا عن صلاة العصر، ملأ الله قبورَهم وبيوتهم نارًا - أو قلوبهم -". قال: ولم يصلها يومئذٍ حتى غابت الشمس. صحيح - "صحيح أبي داود" (437). 4 - باب وقت صلاة المغرب 228 - 271 - عن جابر: أنهم كانوا يصلونَ المغربَ - يريد مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ ينتضلونَ (¬1). صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (443). 5 - باب وقت صلاة العشاء الآخرة 229 - 272 - عن النعمان بن بشير، قال: أنا أعلم الناسِ بوقت هذه الصلاة - يعني: العشاء -؛ كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يصليها لسقوط القمر لثالثة. صحيح - "صحيح أبي داود" (446). 230 - 273 - عن جابر، قال: خرجَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على أصحابِه ذات ليلة وهم ينتظرونَ العشاء؛ فقال: "صلّى الناس ورقدوا، وأنتم تنتظرونها، أما إنّكم في صلاة ما انتظرتموها"، ثمَّ قال: "لولا ضعفُ الضعيف، أو كِبرَ الكبير؛ لأخرت هذه الصلاة إلى شطرِ الليل". ¬

_ (¬1) ينتضلون؛ أي: يرمون بالسهام للسبق.

6 - باب الحديث بعدها

صحيح - "صحيح أبي داود" (449). 231 - 274 - عن ابن مسعود، قال: أخّر رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء، ثمَّ خرجَ والناس ينتظرونَ الصلاة، فقال: "أما إنّه ليسَ من أهلِ الأديانِ أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم". ثمَّ نزلت عليه {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}. حسن - "التعليقات الحسان" (3/ 37/ 1528)، و"صحيح أبي داود" (447). وهو في "الصحيحين" عن ابن عمر دون نزول الآية. 6 - باب الحديث بعدها 232 - 275 - عن عروة، قال: سمعتني عائشة وأنا أتكلّم بعد العشاء الآخرة، فقالت: يا عُرَيُّ! ألا تريح كاتِبَيْك؟! فإنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ينامُ قبلها، ولا يتحدّث بعدها. صحيح - "التعليقات الحسان" (7/ 430/ 5521). 233 - 276 - عن عمر بن الخطاب، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمرِ من أُمورِ المسلمين، وإنّه سمرَ عنده ذات ليلة وأنا معه. صحيح - "الصحيحة" (2781). 234 - 277 - عن ابن مسعود، قال: جَدَبَ (¬1) لنا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - السمَرَ بعد صلاة العتمة. ¬

_ (¬1) أي: ذمّه وعابه. "نهاية".

7 - باب جامع في أوقات الصلوات

صحيح لغيِره - "الصحيحة" تحت الحديث (2435). 7 - باب جامع في أوقات الصلوات 235 - 278 - عن جابر، قال: جاء جبريل إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين زالت الشمس، فقال: قم يا محمد! فصلّ الظهر، فقام فصلّى الظهر. ثمَّ جاءه حين صارَ ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَه، فقال: قم فصلِّ العصر، فقام فصلّى العصر. ثمَّ جاءه حين غابت الشمس، فقال: قم فصلّ المغرب، [فقام فصلى المغرب]. ثمَّ مكثَ حتى ذهب الشفق فجاءه، فقال: قم فصلّ العشاء، فقام فصلاها. ثمَّ جاءه حين سطعَ الفجر بالصبح، فقال: قم يا محمد! فصلّ [الصبح]، فقام فصلّى الصبح. وجاءه من الغد حين صار ظلُّ كلِّ شيءٍ مثله، فقال: قم فصلّ الظهر، فقام فصلّ الظهر. ثمَّ جاءه حين صارَ ظلُّ كلِّ شيءٍ مثليه، فقال: قم فصلّ العصر، فقام فصلّى العصر. ثمَّ جاءه حين غابت الشمس وقتًا واحدًا لم يَزُلْ عنه، فقال: قم فصلّ المغرب، فقام فصلّى المغرب. ثمَّ جاءه للعشاء حين ذهب ثلث الليل، فقال: قم فصلّ العشاء، فقام

فصلّى العشاء. ثمَّ جاءه الصبح حين أسفر جدًّا، فقال: قم فصلِّ الصبح، فقال: ما بين هذين وقت كلّه. صحيح - "الإرواء" (250)، "صحيح أبي داود" (419). 236 - 279 - عن ابن شهاب: أنَّ عمر بن عبد العزيز كانَ قاعدًا على المنبر، فأخر الصلاة شيئًا، فقال عروة بن الزبير: أما علمتَ أنَّ جبريلَ قد أخبرَ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بوقت الصلاة؟ فقال له عمر: اعلم ما تقول يا عروة! فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعودٍ يقول: سمعتُ أبا مسعودٍ الأنصاري يقول: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نزلَ جبريل فأخبرني بوقت الصلاة، فصليتُ معه، ثمَّ صليت معه، ثمَّ صليت معه، ثمَّ صليت معه، فحسبَ بأصابعه خمسَ صلوات". ورأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر حين تزول الشمس، وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة، فينصرف الرَّجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يَسْوَدُّ الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلّى الصبح بِغَلَسٍ، ثمَّ صلّى مرّة أخرى فأسفر بها، ثمَّ كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات - صلى الله عليه وسلم -، لم يعد إلى أن يُسفر. (قلت): في "الصحيح" طرف من أوله. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (418).

8 - باب في الصلاة لوقتها

8 - باب في الصلاة لوقتها 237 - 280 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قلت: يا رسول الله! أي الأعمالِ [أفضل]؟ قال: "الصلاة في أولِ وقتها". (قلت): وهو في "الصحيح" غير قوله: "في أول وقتها". صحيح - "صحيح أبي داود" (453). 9 - باب المحافظة على الصبح والعصر 238 - 281 - عن فَضَالة بن عبيد الليثي، قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمني الصلوات الخمس ومواقيتَها، قال: فقلت له: إنَّ هذه ساعات أشتغل فيها، فمرني بجوامع، فقال: "إن شُغلت فلا تُشغل عن العصرين". قلت: وما العصران؟ قال: "صلاة الغداة وصلاة العصر". صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (454). 239 - 282/ 1 - عن فَضالة الليثي، قال: علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكانَ فيما علمنا قال: "حافظوا على الصلوات، وحافظوا على العصرين". قلت: يا رسول الله! وما العصران؟ قال: "صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبِها". صحيح - "الصحيحة" (1813).

10 - باب فيمن أدرك ركعة من الصلاة

240 - 282/ 2 - وعن عُمَارة بن رُوَيبة (¬1)، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلّى البردين دخل الجنّة". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 162): ق - أبي موسى. وقوله: "عمارة ابن رويبة" شاذ. 241 - [1740 - عن جندب، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلّى الغداة؛ فهو في ذمة الله، فاتق الله يا ابن آدمَ! أن يطلبَكَ الله بشيءٍ من ذمتِه"]. صحيح لغيره دون: "فاتق الله يا ابن آدم! " - "الصحيحة" (2890). 10 - باب فيمن أدرك ركعة من الصلاة 242 - 283 - عن أبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من أدركَ ركعة من العصر قبل أن تغربَ الشمسُ؛ فقد أَدركها، ومن أدركَ ركعة من الفجرِ قبل أن تطلعَ الشمسُ، وركعة بعد ما تطلعُ الشمس فقد أَدركها". (قلت): هو في "الصحيح" غير قوله: "وركعة بعد ما تطلع الشمس". صحيح - "الإرواء" (2/ 274): م - دون الزيادة؛ وهي مدرجة في نقدي. 11 - باب فيمن نام عن صلاة 243 - 284 - عن عبد الله بن مسعود، قال: سرنا ذات ليلة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلنا: يا رسول الله! لو أَمَسْتنا ¬

_ (¬1) هكذا وقع الحديث هنا عن عمارة، وهو في الأصل بغير إسناد؛ خلافًا لشرطه الذي جرى عليه، وهو في "الإحسان" برقم (1736)، ورجاله ثقات، لكن ذكر (عمارة) شاذ، والمحفوظ عن (أبي موسى الأشعري).

12 - باب ترتيب الفوائت

الأرض فنمنا، ورعتْ رِكابُنا (¬1)، قال: "فمن يحرُسُنا؟ "، قال: قلت: أنا، فغلبتني عيني، فلم يوقظني إلّا وقد طلعت الشمس، ولم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا بكلامنا، قال: فأمر بلالًا فأذن، ثمَّ أقام، فصلّى. حسن صحيح - "الإرواء" (1/ 293)، "صحيح أبي داود" (473). لكن قوله: "أنا" شاذ، والمحفوظ: "قال بلال ... ". 12 - باب ترتيب الفوائت 244 - 285 - عن أبي سعيد الخدري، قال: حُبِسنا يوم الخندق، حتّى كان بعد المغرب [هويًّا]، وذلك قبل أن ينزلَ في القتال [ما نزل، فلما كفينا القتال] (¬2)، وذلك قول الله: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}؛ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأقامَ الظهرَ، فصلاها كما كانَ يصليها في وقتها، ثمَّ أقامَ العصر فصلاها كما كانَ يصليها في وقتها، ثمَّ أقامَ المغربَ فصلاها كما كانَ يصليها في وقتها. صحيح - "الإرواء" (1/ 257)، "التعليق على ابن خزيمة" (2/ 88 و 99). 13 - باب فيمن فاتته الصلاة من غير عذر 245 - 286 - عن نوفل بن معاوية، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من فاتته الصلاة؛ فكأنَّما وُتِرَ أهلَه ومالَه". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 169 - 170، 198): ق - فليس على شرط الزوائد. ¬

_ (¬1) زاد أحمد (1/ 450): قال: فغفل. (¬2) هذه الزيادة وما قبلها من "المسند" (3/ 25)، وكذا هي عند ابن خزيمة (2/ 99) دون: (ما نزل)، وعنه رواه ابن حبان، ولم يستدرك الداراني شيئًا من ذلك كما هي عادته!

[أبواب]

14 - باب فيما جاء في الآذان 246 - 287 - عن عبد الله بن زيد، قال: لما أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالناقوس ليضربَ به ليجمع الناسَ إلى الصلاة؛ أطافَ بي من الليل وأنا نائم رجلٌ عليه ثوبان أخضران، وفي يدِه ناقوس يحمله، فقلت: يا عبد الله! أتبيع الناقوس؟ قال: فما تصنع به؟ قلت: أدعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلّكَ على خيرٍ من ذلك؟ قلت: بلى، قال: إذا أردتَ أن تؤذنَ تقول: الله أكبرُ الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أَشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول اللهِ، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبرُ الله أكبر، لا إله إلّا الله. ثمَّ استأخر عني غير بعيد، ثمَّ قال: تقول إذا أقمتَ الصلاة: الله أكبرُ الله أكبْر، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أنّ محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله. فلما أصحبتُ غدوتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنَّها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى، قم فألق على بلال الذي رأيتَ فليؤذن؛ فإنّه أندى صوتًا منك". فقمت إلى بلال، فجعلت أُلقي عليه ويؤذن بذلك، فسمع عمر صوتَه وهو في بيته على (الزوراء)، فخرج يجر رداءه فقال: والذي بعثَ محمدًا بالحق؛ لأُريتُ مثل ما رأى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"فلله الحمد". حسن - "الإرواء" (246)، "صحيح أبي داود" (517). 247 - 288 - عن أبي محذورة، قال: علمني رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الأذانَ تسعَ عشرة كلمة، والإقامة سبعَ عشرة كلمة. (قلت): فذكر الأذان كما في "مسلم" (¬1)، قال: والإقامة: الله أكبُر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلّا الله (مرتين)، أشهد أن محمدًا رسول الله (مرتين)، حي على الصلاة (مرتين)، حي على الفلاح (مرتين)، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبُر الله أكبر، لا إله إلّا الله. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (517). 248 - 289 - وفي طريق أخرى قال: قلتُ يا رسول اللهِ علمني سنة الآذان، قال فَمَسَحَ مُقدم رأسي. (قلت): فذكر الحديث كما في "صحيح مسلم" إلا أنه زادَ: "فإن كانت صلاة الصبح (¬2) قلتَ: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله". صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (515). 249 - 290 و 291 - سمعت ابن عمر يقول: ¬

_ (¬1) قلت: يعني: بتربيع التكبير كما في الرواية المتقدمة، وحديث عبد الله بن زيد الذي قبله. (¬2) أي: في الأذانِ الأول كما في رواية لأبي داود، انظر "صحيح أبي داود" (516).

كانَ الأذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى مثنى، والإقامة واحدة، غير أنّه يقول: قد قامت الصلاة مرتين. حسن - "صحيح أبي داود" (527). 250 - [1678 - عن عبد الله بن مُحَيْرِيز - وكان يتيمًا في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام - قال: قلتُ لأبي محذورة: إنّي أُريدُ أن أخرج إلى الشامِ، وإنّي أسألُ عن تأذينِكَ فأخبرني؟ قال: خَرَجْتُ في نَفَرٍ، فَكُنَّا في بعضِ طَريقِ حُنَيْنٍ مَقْفَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حُنَيْنٍ، فَلَقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطريق، فأذَّنَ مؤذِّنُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فسمعنا الصوتَ ونحن مُتَنَكِّبُون عن الطريق، فصرخنا نستهزئُ نحْكيه، فسمع الصوتَ، فقال: "أيُّكم يَعْرِفُ هذا الذي أسمعُ الصوتَ؟ "، قالَ: فجيءَ بِنا، فَوَقفْنا بين يديه، فقال: "أيّكم صاحبُ الصوت؟ "، قال: فأشارَ القومُ كلُّهم إليَّ، قال: فأرسلَهُم وحبسني عندَه، ولا شيءَ أكرَهُ إليَّ ممّا يأمرني به رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأمرني بالأذان، وألقى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عليَّ نفسُه الأذان، فقال: "قل: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهدُ أن لا إلّه إلّا الله، أشهدَ أن لا إلّه إِلّا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله"؛ ثمَّ قال لي: "ارْجع وامدُد صوتَكَ"؛ قال: "أشهد أن لا إلّه إلّا الله، أشهد أن لا إله إلّا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أنَّ محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلّا الله".

15 - باب فضل الأذان والمؤذن وإجابته والدعاء بين الأذان والإقامة

فلمّا فَرَغَ من التأذين؛ دعاني فأعطاني صُرَّةً فيها شيءٌ من فضّةٍ، وقال: "اللهم! بارك فيه وبارك عليه". قال: فقلت: يا رسول الله! مُرني بالتأذين، قال: "قد أمرتُك به". قال: فعادَ كلُّ شيء من الكراهية في القلب إلى المحبّة، فَقدمت على عتَّابِ ابن أَسِيد عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنتُ أُؤَذِّنُ بمكة عن أمرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (518). 15 - باب فضل الأذان والمؤذن وإجابته والدعاء بين الأذان والإقامة 251 - 292 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤذنُ يغفر له مَدى صوتِه، ويشهد له كلُّ رطبٍ ويابسٍ، وشاهدُ الصلاة يكتبُ له خمس وعشرون حسنة، ويكفر عنه ما بينهما" (¬1). صحيح - "صحيح أبي داود" (528). 252 - 293 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) هذا الحديث من رواية موسى بن أبي عثمان: سمعت أبا يحيى: سمعت أبا هريرة ... و (أبو يحيى) هذا جزم المعلقون الأربعة على الكتاب أنّه (أبو يحيى المكي) المسمى بـ (سمعان)، وهو من أوهامهم! وشرح ذلك يطول؛ ويكفي هنا أن نذكر أن يحيى بن سعيد القطان الحافظ قال في روايته لهذا الحديث عن موسى، قال: حدثني أبو يحيى مولى جعدة، قال: سمعت أبا هريرة ... وأبو يحيى هذا وثقه بن معين، ولذلك صححت إسناد الحديث، بينما هم جوّدوه فما أجادوا؛ لأن (سمعان) هذا فيه جهالة، وله حديث آخر عن أبي هريرة أيضًا سيأتي برقم (1724/ 2054)، وقد صححوه هناك!! ثم دلّنى بعض الإخوان الضيوف - جزاه الله خيرًا - أن الحافظ ابن حجر أورد الحديث في "أطراف المسند" (8/ 210) تحت ترجمة أبي يحيى مولى جعدة بن هُبيرة، عن أبي هريرة، وهو من رجال مسلم". فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله. وراجع من أجل أبي يحيى هذا - الثقة -: "الصحيحة" (190) - إن شئت -.

"المؤذنونَ أطول الناسِ أعناقًا يوم القيامة" (¬1). صحيح - "تيسير الانتفاع/ عباد بن أُنيس". 253 - 294 - عن أبي هريرة، قال: كنّا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بـ (تلعات المحل) (¬2)، فقام بلال ينادي، فلما سكت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال مثل ما يقول هذا يقينًا؛ دخل الجنّة". حسن - "التعليق الرغيب" (1/ 113). 254 - 295 - عن عبد الله بن عمرو: أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! إنَّ المؤذنين يفضلوننا؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعطَ". حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (537). 255 - 296 - عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا". صحيح لغيره - "الإرواء" (244)، "تخريج المشكاة" (671)، "تخريج الكلم الطيب" (74) (¬3). ¬

_ (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "رواه مسلم من حديث معاوية". ووقع هذا في الأصل تعليقًا على الحديث الذي قبله! (¬2) كذا الأصل! وفي طبعتي "الإحسان": (تلعات النخل)، وفي "المسند" و"أطرافه" (8/ 71/ 10346): (تلعات اليمن)، ولم يذكر ياقوت في "معجمه" شيئًا من هذه التلاع، والله أعلم. (¬3) قلت: فيه اختلاط أبي إسحاق السبيعي وعنعنته، لكن قد توبع كما هو محقق في المصادر المذكورة أو بعضها.

16 - باب ما جاء في المساجد

256 - 298 - وفي رواية عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء: عند حضورِ الصلاة، وعند الصف". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 115 - 116). 257 - [1681 - عن عائشة قال: "كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع المؤذن قال: وأنا وأنا"] صحيح - صحيح أبي داود (538). 16 - باب ما جاء في المساجد 258 - 299 - عن ابن عمر: أنَّ رجلًا سأل النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أي البقاع شر؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل عليه السلام". فسأل جبريلَ؟ فقال (¬1): ... "خير البقاع المساجد، وشرها الأسواق". صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (1/ 131). 259 - 300 - عن عمر بن الخطاب، أنّه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) هنا في الأصل ما نصّه: (لا أدري حتى أسأل ميكائيل، فجاء فقال)؛ فحذفته لنكارته وفقدانه الشاهد؛ بخلاف سائر الحديث. ولم يفرق المعلقون الأربعة - كعادتهم - بين الشاهد القاصر، والمشهود الزائد عليه فحسّنوه! ومثل هذا يكثر منهم كما سترى فيما يأتي. وسقط من الرواية السؤال عن خير البقاع أيضًا، وهو ثابت عند الحاكم (2/ 8)، وكذا الطبراني في "الكبير"، كما في "الترغيب" (1/ 131/ 32).

"من بَنى للهِ مسجدًا يُذكر فيه؛ بنى الله له بيتًا في الجنة". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 117)، "الروض" (883). 260 - 301 و 302 - عن أبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من بنَى للَّهِ مسجدًا ولو كَمَفْحَصِ قطاةٍ؛ بنى الله له بيتًا في الجنّة". صحيح - "تمام المنّة" (ص 279)، "الروض" أيضًا. 261 - 303 - عن طلق، قال: بنيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجدَ المدينة (¬1)، وكان يقول: "قدّموا اليماميَّ من الطين؛ فإنّه من أحسنِكم له مسًّا". صحيح - "التعليقات الحسان" (1119). 262 - 304 - عن طلق بن علي أيضًا، قال: خرجنا ستة وفدًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خمسةٌ من بني حنيفة، ورجلٌ من بني ضُبَيعة بن ربيعة، حتى قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبايعناه وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بِيعةً لنا (¬2)، واستوهبناه من فضل طَهورِه، فدعا بماء فتوضأ منه، ومضمض، ثمَّ صبَّ لنا في إداوة، ثمَّ قال: "اذهبوا بهذا الماء، فإذا قدمتم بلدكم؛ فاكسروا بيعتكم، ثمَّ انضحوا مكانها من هذا الماء، واتخذوا مكانها مسجدًا". فقلنا: يا رسول اللهِ! البلد بعيد، والماء ينشف، قال: "فأمدّوه من الماء؛ فإنّه لا يزيده إلّا طيبًا". ¬

_ (¬1) في الأصل: (لعلّه المسجد)، والتصحيح من "الإحسان"، و"البيهقي" وغيرهما. ورواه الدارقطني من طريق أخرى عن قيس بن طلق به نحوه، وعزاه الحافظ في "الفتح" (1/ 543) لابن حبان؛ فوهم. (¬2) البِيعة: كنيسة النصارى، والجمع: (بيع)، كما في "لسان العرب".

17 - باب المباهاة في المساجد

فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة؛ أينا يحملها؟ فجعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَوْبًا بيننا؛ لكلّ رجل منا يومًا وليلة، فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا، فعملنا الذي أمرنا، وراهب القوم رجل من طَيِّئٍ، فنادينا بالصلاة، فقال الراهب: دعوة حق، ثمَّ هربَ، فلم يُرَ بعد. صحيح - "التعليقات" أيضًا، "الصحيحة" (2582) 263 - 305 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ["ما أمرتُ بتشييد المساجد". قال: قال ابن عباس:] (¬1) لتزخرفنّها كما زخرفتها اليهود والنصارى. صحيح - "صحيح أبي داود" (475). 264 - 306 - عن عائشة، قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد في الدُّور، وأن تُطَيّب وتنظف. صحيح - "صحيح أبي داود" (480)، "تخريج المشكاة" (717). 17 - باب المباهاة في المساجد 265 - 307 و 308 - عن أنس بن مالك، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن (وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى") يتباهى الناس في المساجد. صحيح - "صحيح أبي داود" (476)، "المشكاة" (719). 18 - باب الجلوس في المسجد للخير 266 - 309 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) سقطت هذه الزيادة من الأصل، واستدركتها من "الإحسان"، ومصادر التخريج.

19 - باب الجلوس في المسجد لغير الطاعة

"لا يُوَطِّنَ (¬1) الرجل المسجدَ للصلاة أو لذكر الله؛ إلّا تبشبشَ الله به، كما يتبشبشُ أهل الغائبِ إذا قدم عليهم غائبهم". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 126). 19 - باب الجلوس في المسجد لغير الطاعة 267 - 311 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون في آخرِ الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدِهم، ليس لله فيهم حاجة". حسن - "الصحيحة" (1163)، "التعليق الرغيب" (1/ 124 - 125)، "المشكاة" (743). 20 - باب ما نُهي عن فعلِه في المسجد 268 - 312 - عن أبي هريرة، قال: خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على أصحابِه؛ وهم في المسجدِ جلوس حلقًا حلقًا، فقال: "ما لي أراكم عِزِين؟! (¬2) ". صحيح - "المشكاة" (4724)، "صحيح أبي داود" (918): م - فليس هو على شرط "الزوائد". 269 - 313 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أي: يتخذه وطنًا ومحلاً، يقال: أوطنتُ الأرض وواطنتها واستوطنتها؛ أي: اتّخذتها وطنًا ومحلاً". كذا في "النهاية". (¬2) عِزِين: جمعُ عِزَةٍ، وهي الحلقة المجتمعة من الناس، كما في "النهاية" (3/ 333).

21 - باب في منع صاحب الرائحة الخبيثة من دخول المسجد

"إذا رأيتم الرَّجل يبيع ويشتري في المسجد؛ فقولوا: لا أَربح الله تجارتك". صحيح - "الإرواء" (1295)، "المشكاة" (733). 270 - 314 - عن أبي هريرة، أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب بن عجرة: "إذا توضأت ثمَّ دخلت المسجد؛ فلا تُشَبِّكَنَّ بين أصابعِك". حسن صحيح - "الصحيحة" (1294)، "التعليق الرغيب" (1/ 123). 271 - 315 - عن كعب بن عجرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: "يا كعبَ بن عجرة! إذا توضأت فأحسنتَ الوضوء، ثمَّ خرجت إلى المسجدِ؛ فلا تشبكنَّ بين أصابعِكَ؛ فإنّك في صلاة". حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (571). 272 - 316 - عن أبي ثمامة الحناط: أنَّ كعبَ بن عجرة أدركه وهو يريد المسجد، قال: فوجدني وأنا مُشَبِّكٌ يَدَيَّ إحداهما بالأخرى، ففتقَ يديَّ. قلت: فذكر الحديث بنحو ما تقدم. صحيح لغيره - المصدر نفسه. 21 - باب في منع صاحب الرائحة الخبيثة من دخول المسجد 273 - 317 - عن حذيفة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من أكل من هذه البقلة الخبيثة؛ فلا يقربن مسجدنا"، (ثلاثًا). قال إسحاق: يعني: الثوم. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 134).

274 - 318 - عن أبي سعيد الخدري: أنه ذُكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثومُ والبصل، فقيل: يا رسول الله! وأشد ذلك كلّه الثوم، أَفتحرمُه؟ فقال: "كلوه، ومن أكله منكم؛ فلا يقربن هذا المسجد حتّى يذهب ريحه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2032). 275 - 319 - عن المغيرة بن شعبة، قال: أكلتُ ثومًا، ثمَّ أتيتُ مصلّى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فوجدته قد سبقني بركعة، فلما قمت أقضي؛ وجد ريح الثوم، فقال: "من أكل من هذه البقلة؛ فلا يقربنَّ مسجدنا حتى يذهب ريحُها". قال المغيرة: فلما قضيت الصلاة أتيته فقلت: يا رسول اللهِ! إنَّ لي عذرًا فناوِلني يدك، قال: فناوَلني، فوجدته - واللهِ - سهلاً، فأدخلتها في كُمي إلى صدري، فوجده معصوبًا، فقال: "إنَّ لك عذرًا". صحيح - "تخريج الإصلاح" (71)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (3/ 86 - 87/ 1672). 276 - 320 - عن جابر بن سمرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتي بقَصْعةٍ من ثريد فيها ثوم، [فلم] (¬1) يأكل منها، وأرسل بها إلى أبي أيوب، وكانَ أبو أيوب يضع يده حيث يرى أثَرَ يَدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، فلما لم يَرَ أثرَ يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل، وأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) من "الإحسان". (¬2) هنا جملة: "يضع يده" وكأنها مقحمة فحذفتها، وهي ثابتة في طبعتي الكتاب، وفي طبعتي "الإحسان" أيضًا؛ لكن هي فيه بلفظ: "وضع".

22 - باب ما يقول إذا دخل المسجد

وقال له: إنّي لم أرَ أثرَ يدك فيها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فيها ريح الثوم، ومعي ملَكٌ". حسن صحيح - "الإرواء" (8/ 154 - 155). 277 - [2089 - عن أبي أيوب الأنصاري: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَرسل إليه بطعام مع خَضِر، فيه بصل أو كراث، فلم ير فيه أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأبى أن يأكله، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منعك أن تأكل؟! ". قال: لم أر أثرَك فيه يا رسول الله! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أستحي من ملائكة الله، وليس بمحرّم"]. صحيح - التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (3/ 85/ 1670): م دون قوله "أستحي ... ". 278 - [2090 - عن أم أيوب الأنصاري، قالت: نزل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتكلفنا له طعامًا فيه بعض البقول، فقال لأصحابِه: "كُلوا؛ فإني لست كأحد منكم؛ إنّي أخافَ أن أوذي صاحبي"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (2784). 22 - باب ما يقول إذا دخل المسجد 279 - 321 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا دخلَ أحدكم المسجدَ؛ فليسلم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهم! افتح لي أبوابَ رحمتِك، وإذا خرجَ؛ فليسلم على النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وليقل: اللهمَّ!

23 - باب في تحية المسجد

أجِرني من الشيطان الرَّجيم". صحيح - "صحيح أبي داود" (484). 23 - باب في تحية المسجد 280 - 322 - عن أبي ذرًّ، قال: دخلت المسجدَ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وحده فقال: "يا أبا ذرٍّ! إنَّ للمسجدِ تحية، وإنَّ تحيته ركعتان، فقم فاركعهما". قال: فقمت فركعتهما. (قلت): فذكر الحديث بطولهِ، وهو في العلم قد تقدم. حسن لغيره؛ إلا جملة الأمر فهي صحيحة. تقدم في أول (2 - العلم/ 13). 281 - 323 - عن أبي قتادة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا دخل أحدكم المسجدَ؛ فليركع ركعتين قبل أن يجلس، أو يستخبر". (قلت): هو في "الصحيح" غير قوله: "أو يستخبر" (¬1). صحيح لغيره دون زيادة: "أو يستخبر"؛ فإنّها شاذّة - "صحيح أبي داود" (486)، "الإرواء" (2/ 220 - 221). 282 - 324 - عن أبي هريرة، وجابر، قالا: دخل سُليك الغطفاني المسجدَ؛ والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فأمره أن يصلي ركعتين. (قلت): حديث جابر في "الصحيح". ¬

_ (¬1) كذا الأصل بالباء الموحدة من (الاستخبار)، وكذا في طبعة المؤسسة. وفي طبعة الداراني: "يستخير" من (الاستخارة)! وعلى كل؛ فالمعنى غير ظاهر، على شذوذها.

24 - باب دخول النساء المسجد وصلاتهن فيه وفي بيوتهن

صحيح - "صحيح أبي داود" (1022). 283 - 325 - عن أبي سعيد الخدري: أنَّ رجلًا دخل المسجدَ يوم الجمعة، والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين، ثمَّ دخل الجمعة الثانية وهو على المنبر، فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين. حسن - "التعليق على ابن خزيمة" (1799). 24 - باب دخول النساء المسجد وصلاتهنَّ فيه وفي بيوتهنَّ 284 - 326 - عن زيد بن خالد، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجدَ الله، وليخرجن تَفِلات (¬1) ". حسن صحيح - "الإرواء" (515)، "صحيح أبي داود" (574). 285 - 327 - عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات". حسن صحيح - المصدر نفسه. 286 - 328 - عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي: أنها جاءت إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله! إني أحبُّ الصلاة معك، قال: "قد علمتُ أنّكِ تحبين الصلاة معي، وصلاتُك في بيتِكِ خير من صلاتِكِ في حُجرتِك، وصلاتك في حجرتِك خير من صلاتِك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجدِ قومِك، وصلاتُك في مسجدِ قومِكِ خير من صلاتِكَ في مسجدي". ¬

_ (¬1) أي: تاركات للطيب، كما في "النهاية" (1/ 191).

25 - باب دخول الحائض المسجد

قال: فأمَرتْ فبُنِي لها مسجدٌ في أقصى شيءٍ من بيتِها وأظلمِهِ، وكانت تصلي فيه، حتى لقيت الله جل وعلا. حسن - "التعليق الرَّغيب" (1/ 134 - 135). 287 - 329 و 330 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان (¬1)، وأقرب ما تكون من ربها إذا هي في قعرِ بيتها". صحيح - "الصحيحة" (2688)، "الإرواء" (1/ 303/ 273)، "التعليق الرغيب" (1/ 136). 25 - باب دخول الحائض المسجد 288 - 331 - عن عائشة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال للجارية: "ناوليني الخُمرة" - أرادَ أن يبسطها فيصلي عليها -، فقلت: إنّها حائض؟! قال: "إنَّ حيضَتها ليست في يدها". (قلت): لعائشة حديث في "الصحيح" في أنها هي التي قيل لها ذلك. صحيح بلفظ الخطاب لعائشة: "إنَّ حيضَتك ... " - "صحيح أبي داود" (254). ¬

_ (¬1) أي: زينها في نظر الرجال، والأصل في الاستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب. قال الشيخ علي القاري في "المرقاة" (3/ 411): "والمعنى: أن المرأة يُستقبح بروزها وظهورها، فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها، ويغوي غيرها بها، فيوقعهما أو أحدهما في الفتنة". قلت: والحديث بإطلاقه يشمل المتجلببات فضلًا عن المتبرجات، كما هو ظاهر.

26 - باب فيمن بصق في القبلة

26 - باب فيمن بصق في القبلة 289 - 332 - عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تفل تجاه القبلة؛ جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه". صحيح - "الصحيحة" (222)، "التعليق الرغيب" (1/ 122). 290 - 333 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجيءُ صاحبُ النخامة في القبلة يوم القيامة؛ وهي في وجهه". صحيح - "الصحيحة" (223). 291 - 334 - عن السائبِ بن خلّاد: أنَّ رجلًا أمَّ قومًا، فبصقَ في القبلة؛ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه، فقال - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ: "لا يصلي لكم [هذا] ". فأرادَ بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه، وأخبروه بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "نعم - حسبت أنّه قال - إنَّكَ آذيتَ الله". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 122)، "الصحيحة" (3376). 292 - [2263 - عن جابر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا صلّى أحدكم؛ فلا يبصق بين يديه، ولا عن يمينِه، وليبصق عن يسارِه، أو تحت قدمه اليسرى"]. صحيح - "صحيح أبي داود" (497).

27 - باب الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل

27 - باب الصلاة في مرابض الغنم وأعطان الإبل 293 - 336 و 337 - عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن لم تجدوا إلّا مرابضَ الغنم ومعاطن الإبل؛ فصلّوا في مرابض الغنم، ولا تصلّوا في معاطن الإبل". صحيح - "الإرواء" (1/ 194/ 176). 28 - باب ما جاء في الصلاة في الحمام والمقبرة 294 - 338 و 339 - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الأرض كلّها مسجد، إلّا المقبرة والحمام". صحيح - "الإرواء" (1/ 320)، "أحكام الجنائز" (270). 295 - 340 و 341 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من شرار الناسِ: من تدركهم الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد". حسن صحيح - "تحذير الساجد" (26 - 27). 296 - 342 - عن عبد الله بن عمرو: أنَّ رسول نهى عن الصلاة في المقبرة. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (3/ 33/ 2314). 297 - 343 - 345 - عن أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصلاة إلى (وفي رواية: بين) القبور. صحيح لغيره - "أحكام الجنائز" (138 و 270)، "تحذير الساجد" (31 - 33).

29 - باب ما يصلى فيه من الثياب

29 - باب ما يصلى فيه من الثياب 298 - 346 - عن أبي هريرة، قال: نادى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيصلي أحدنا في الثوبِ الواحد؟ قال: " [أوكلكم يجد ثوبين]؟! " [ثم سأل رجل عمر فقال:] (¬1). إذا وسع الله عليكم؛ فأوسعوا على أنفسِكم، جمع رجل عليه ثيابه، صلّى رجل في إزار ورداء، في إزار وقميص، في إِزار وقَباء، في سراويل وقميص، في سروايل ورداء، في سروايل وقباء، في تبّان وقميص، في تبّان وقباء - قال: وأحسبه -، في تبان ورداء". قلت: في "الصحيح" طرف من أوله. صحيح - "الروض" (2/ 445)، "الضعيفة" تحت الحديث (5746): خ بتمامه مميزًا الموقوف من المرفوع. ¬

_ (¬1) سقطت هاتان الزيادتان من الأصل، تبعًا لأصلِه "صحيح ابن حبان" (3/ 107/ 1711)، وهما ثابتتان في رواية أخرى عنده (4/ 27/ 2295)، وفي "صحيح البخاري" (365) من طريق آخر عن أيوب، والزيادة الأولى عند مسلم من طريق زهير بن حرب، وهو أبو خيثمة شيخ أبي يعلى هنا، وهذا من أفحش الأخطاء التي وقفت عليها، حيث أدرج الموقوف في المرفوع، وقد نبه على ذلك الحافظ في "الفتح". وجزْمُ المعلق على "الإحسان" (4/ 614) بنسبة الخطأ إلى ابن حبان: مما لا وجه له، بل هو متردد بينه وبين شيخه أبي يعلى، ثم قد رأيت الحديث في "مسند أبي يعلى" (10/ 442) كما هنا، فانتفى الخطأ عن ابن حبان، والتصق بأبي يعلى. ومن الغريب جدًّا: أن يسكت الأخ الداراني عن هذا الخطأ الفاحش في تعليقه على هذا الكتاب: "الموارد"، وتبعه على ذلك المعلق عليه في طبعة المؤسسة، فتركا الحديث كما هو في الأصل دون أن يستدركا الساقط منه؛ الذي يبين المرفوع من الموقوف، فأقرّا أن الموقوف مرفوع! مع أنهما قد نبها على هذا الخطأ، الأول في تعليقه على "مسند أبي يعلى"، والآخر في تعليقه على "الإحسان" كما تقدم، والمعصوم من عصمه الله.

299 - 347 - عن أَنس بن مالك، قال: آخر صلاةٍ صلّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع القومِ في ثوبٍ واحدٍ متوشحًا بردائِه، قاعدًا خلفَ أَبي بكر. صحيح - "التعليقات الحسان" (3/ 283/ 2122). 300 - 348 - عن ابن عمر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا صلّى أحدكم، فليتزر وليرتد". صحيح - "صحيح أبي داود" (645). 301 - 349 - عن أنس بن مالك: أنَّ النبيَّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - خرجَ وهو يتوكأ على أسامة بن زيد، وعليه ثوب قِطْري قد توشح به، فصلّى بهم. صحيح - "مختصر الشمائل" (47/ 49). 302 - 350 - عن ميمونة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلّى في مِرْط (¬2) لبعض نسائه، وعليها بعضه - قال سفيان: أراه قال - وهي حائض. صحيح - "صحيح أبي داود" (395). 303 - 352 - عن عائشة قالت: [كانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في شُعُرنا، ولا لحُفنا] (¬3). ¬

_ (¬1) في "الإحسان" الطبعتين: "رسول الله". (¬2) في "الإحسان" الطبعتين: "وعليه مرط" (2323) و (2329). (¬3) (شُعُرنا): جمع شعار، وهو الثوب الذي يلي الجسد: "نهاية" (2/ 480). (تنبيه) لم يكن هذا الحديث في "الموارد" وإنما أشار إليه عقب متن آخر قبله بلفظ: كان يصلي في لحفنا، في وإسناده ضعيف، فهو من حصة الكتاب الآخر، ثم ساق عقبه إسنادًا آخر، وقال عقبه: =

صحيح - "الصحيحة" (3321)، "صحيح أبي داود" أيضًا (393، 394). 304 - [1708 - عن عائشة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يقبل الله صلاة حائض (¬1) إلّا بخمار"] صحيح - "الإرواء" (196)، "صحيح أبي داود" (648). 305 - [2300 - عن أبي هريرة، قال: قال رجل: يا رسول الله! أيصلي الرجل في الثوبِ الواحد؟ فقال: "ليتوشح به، ثمَّ ليصل فيه"]. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (636 - 640)، "الروض" (1069 و 1092): ق بلفظ: "أَوَ لِكُلِّكُم ثوبان؟! ". 306 - [2561 - عن ابن عباس، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل في بردٍ له حَضْرَمِيٍّ متوشِّحَه، ما عليه غيره]. حسن - انظر التعليق (¬2). ¬

_ = "فذكر نحوه"! يشير إلى هذا الحديث، نقلته من "الإحسان"، وما استجزت إخلاء الكتاب منه كما فعل مؤلفه الهيثمي، وقلده طابعا كتابه الشيخ شعيب، والداراني!! وقوله: "فذكر نحوه" خطأ؛ لأنه يعني اصطلاحًا: بمعناه! وهو باطل، فالذي هنا نافٍ، وذلك مثبت!! كما هو ظاهر. (¬1) أي: بالغة، أي: التي بلغت بالحيض، فإن من المعلوم أن الحائض - حقيقةً - لا يجوز لها أن تصلي! وبهذا المعنى فسر قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث قطع الصلاة: " ... والمرأة الحائض"، وسيأتي مع التعليق عليه برقم (412). (¬2) أَخرجه عن شيخِه أَبي يعلى بإسناده الصحيح عن ابن إسحاق، عن سلمة بن كُهيل ومحمد ابن الوليد بن رويفع مولى آل الزبير؛ كلاهما حدثني، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس به. ومن هذا الوجه أخرجه أَحمد أَيضًا (1/ 265). =

30 - باب ما جاء في العورة

30 - باب ما جاء في العورة 307 - 353 - عن جَرْهَد: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ به وقد كشف فخذه، فقال: "غطِّها؛ فإنّها عورة". صحيح لغيره - "الإرواء" (1/ 295 - 298). 31 - باب الصلاة على الخُمرة (¬1) 308 - 354 و 355 - عن ابن عباس، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الخُمرة. صحيح لغيره - "الروض النضير" (87). 309 - 356 - عن أم حبيبة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يصلي على الخُمرة. صحيح - المصدر السابق. 32 - باب الصلاة في النعلين، وأَين يضعهما إذا خلعهما؟ 310 - 357 - عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = قلت: هذا إسناد حسن، صرّحَ ابن إسحاق فيه بالتحديث عن شيخِيهِ المذكورين؛ فأمنّا تدليسَه. والحديثُ ممّا لم يروه أَبو يعلى في "مسندِه" المطبوع، ولا في "المسند الكبير"؛ وإلّا لأورده الحافظُ في "المطالب العالية"، ولم نره فيه. وكذلك لم يورده المؤلف الهيثمي في "المقصد العلي" (1/ 152 - 154). (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "تقدم فيه حديث في باب دخول الحائض المسجد"، يشير إلى حديث عائشة المتقدم برقم (284/ 331). والخُمرة: ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير ونحوه. "نهاية" (2/ 77).

33 - باب الإمامة

"خالفوا اليهود والنصارى؛ فإنَّهم لا يصلونَ في خفافهم، ولا في نعالهم". صحيح - "صحيح أبي داود" (659)، "المشكاة" (765). 311 - 358 و 359 - عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا صلّى أحدكم فخلعَ نعليه؛ فلا يؤذ بهما أحدًا، وليجعلهما بين رجليه، أو ليصل فيهما". صحيح - "صحيح أبي داود" (662). 312 - 360 - عن أبي سعيد الخدري، قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما صلّى خلعَ نعليه فوضعهما عن يسارِه، فخلعَ القومَ نعالهم، فلما قضى صلاتَه قال: "ما لكم خلعتم نعالكم؟! ". قالوا: رأيناكَ خلعت فخلعنا، قال: "إني لم أخلعهما من بأس، ولكن جبريل أخبرني أنَّ فيهما قذرًا، فإذا أتى أحدُكم المسجدَ؛ فلينظر في نعليه، فإن كانَ فيهما أذى فليمسحه". صحيح - "صحيح أبي داود" (657)، "المشكاة" (766). 313 - 361 - عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلّى أحدُكم؛ فلا يضع نعليه عن يمينِه، ولا عن يسارِه؛ فيكون عن يمين غيرِه؛ إلّا أن لا يكونَ عن يسارِه أحدٌ، وليضعهما بين رجليه". حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (661 و 662)، "المشكاة" (767). 33 - باب الإمامة 314 - 362 - عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

34 - باب في الإمام يصلي جالسا

"الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشدَ اللهُ الأئمةَ، وعفا (¬1) عن المؤذنين". حسن بما بعده - "التعليق الرغيب" (1/ 108). 315 - 363 - عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، فأرشدَ اللهُ الأئمةَ، وغفر للمؤذنين". صحيح - "الإرواء" (4/ 231 - 235/ 217)، "صحيح أبي داود" (530)، "الروض النضير" (1076 - 1079). 34 - باب في الإمام يصلي جالسًا 316 - 364 - عن ابن عمر: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ في نفر من أصحابِه، فقال: "ألستم تعلمون أني رسولُ الله إليكم؟! ". قالوا: بلى، نشهد أنّك رسولُ الله، قال: "ألستم تعلمونَ أنَّ مَن أطاعني فقد أطاع الله، وأن مِن طاعة الله طاعتي؟! ". قالوا: بلى، نشهد أن من أطاعك فقد أطاع اللهَ، ومِن طاعة الله طاعتُك. قال: "فإن من طاعة الله طاعتي، ومن طاعتي أن تطيعوا أمراءكم، وإن صلّوا قعودًا؛ فصلوا قعودًا". صحيح - "الإرواء" (2/ 123). ¬

_ (¬1) كذا وقع في هذه الرواية: "عفا"! وهو بمعنى الرواية الآتية عن أبي هريرة: "وغفر". والمحفوظ في هذه الرواية: "اللهم! أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين".

35 - باب نسخ ذلك

317 - 365 و 366 - عن جابر، قال: ركبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسًا بالمدينة، فصرعه على جِذْم نخلة، فانفكت قدمه، فدخلنا عليه نعوده، فوجدناه في مَشرُبةٍ لعائشة يُسَبِّحُ (¬1) جالسًا، فقمنا خلفه، فسكت عنّا. ثمَّ أتيناه مرّة أخرى، فوجدناه يصلي المكتوبة، فقمنا خلفه، فأشارَ إلينا، فقعدنا، فلما قضى الصلاةَ قال: "إذا صلّى الإمام جالسًا؛ فصلّوا جلوسًا، وإذا صلّى قائمًا؛ فصلّوا قيامًا، ولا تفعلوا كما تفعل أهل فارس بعظمائها؛ [يقومون وهو جالس] " (¬2). (قلت): حديث جابر في "الصحيح" باختصار. صحيح - "الإرواء" (2/ 122)، "صحيح أبي داود" (614). 35 - باب نسخ ذلك (¬3) 318 - 367 - عن عائشة، قالت: أُغمي على رسول الله، ثمَّ أفاقَ فقال: ¬

_ (¬1) أي: يصلي النافلة. (¬2) هذه الزيادة في روايةٍ من هذه الطريق، وهي عند مسلم وابن حبان وغيرهما من طريق أخرى، وهي التي أشار إليها المؤلف، ولفظها: "يقومون على ملوكهم وهم قعود"، وهي في "صحيح أبي داود" برقم (619). (¬3) قلت: لا دليل على النسخ، والفعل لا ينهض لنسخ القول، لا سيما وقد عمل الصحابة به بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من روى القول، كجابر رضي الله عنه كما ترى، وكذا عن الآخرين. وقد بسط القول في ذلك ابنُ خزيمة في "صحيحه" (3/ 53 - 57)، ومؤلف أصل الأصل: ابن حبان في "صحيحه" تحت "باب فرض متابعة الإمام"، وتحته فصول عقدها لبيانه، معقبًا على أحاديثها بكلام يؤكد الوجوب، ويجمع بين أحاديثها، فانظر "الإحسان" (5/ 460 - 496 - المؤسسة).

"أصلّى الناس؟ ". قلنا: لا قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناسِ". قلت: يا رسولَ الله! إنَّ أبا بكر رجل أسيف، إذا قامَ مقامَكَ لم يستطع أن يصلي بالناسِ قال عاصم: والأسيف الرقيق الرحيم. (قلت): فذكر الحديث إلى أن قال: فصلّى أبو بكر بالناسِ، ثمَّ إنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وجد خِفَّةً من نفسه، فخرج بين بَريرة ونَوبة، إني لأنظر إلى نعليه يَخُطَّان في الحصا، وأنظرُ إلى بطونِ قدميه، فقال لهما: "أجلساني إلى جنبِ أبي بكر". فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر، فأومأ إليه أن اثبت مكانك، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، قالت: فكانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو جالس، وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، والناسُ يصلونَ بصلاة أبي بكر. (قلت): هو في "الصحيح" باختصار بريرة ونوبة. حسن - "التعليقات الحسان" (3/ 278). 319 - 368 - عن عائشة، قالت: صلّى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي ماتَ فيه خلف أبي بكر قاعدًا (¬1). ¬

_ (¬1) هذه الرواية ذكرها المؤلف بالمعنى وباختصار شديد؛ لأن لفظها مثل الرواية التي قبلها إلّا في هذه الجملة، فإنَّها مصرحة بأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هو المقتدي عكس التي قبلها، ورجح المؤلف ابن حبان رحمه الله بأنّهما حادثتان مختلفتان، وأن هذه آخرهما، وكذلك رجحه ابن خزيمة، فراجع.

36 - باب الإمام يستخلف إذا غاب

صحيح - المصدر نفسه، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (3/ 55). 36 - باب الإمام يستخلف إذا غاب َ 320 - 369 - عن سهل بن سعد، قال: كانَ قتال بين بني عَمرو بن عوف، فأتاهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ليصلح بينهم، وقد صلّى الظهر، فقال لبلال: "إذا حضرَتْ صلاةُ العصر ولم آتِ؛ فمر أبا بكر فليصل بالناسِ". فلما حضرت صلاة العصر؛ أذَّنَ بلال وأقامَ، وقال: يا أبا بكر! تقدم، فتقدّم أبو بكر. (قلت) فذكر الحديث. وهو في "الصحيح" غير أمر أبي بكر بالصلاة في هذه الواقعة (¬1). صحيح - "صحيح أبي داود" (869): خ دون قوله لبلال: "إذا حضرت .. بالناس". 321 - 370 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استخلف ابن أُمّ مكتوم على المدينة، يصلي بالناس. صحيح - "الإرواء" (2/ 311 - 312)، "صحيح أبي داود" (608). 37 - باب في الإمام يحتبس عن الناس لضرورة 322 - 371 - عن المغيرة بن شعبة، قال: تَبَرَّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ جاء فأفرغتُ عليه من الإداوة، فغسلَ ¬

_ (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "قلت: هو في "البخاري" من طريق حماد ابن زيد ولفظه: "وأَمر أبا بكر فتقدم"؛ والعذر للمصنف أنَّ البخاري أخرجه في الأحكام".

38 - باب في الإمام يذكر أنه محدث

وجهه، ثمَّ ذهبَ يحسر عن ذراعيه، فضاقَ كم جبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي صوف روميّة -؛ فأدخل يده من فُرُّوج كانَ في خصرِها، فغسلهما إلى المرفقين، ومسح برأسه، ومسح على خفيه. ثمَّ أقبل وأنا معه، فوجد الناسَ في الصلاة، فقامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصف؛ وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم، فأدركناه وقد صلّى ركعة، فصلينا مع عبد الرحمن بن عوف الثانية، فلما سلّم قامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتمَّ صلاتَه، ففزعَ الناسُ لذلك، فلما قضى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صلاته، قال: "قد أصبتم وأحسنتم ... " (¬1). (قلت): هو في "الصحيح" خلا من قولِه: "إذا احتبس ... " إلخ. صحيح دون قولِه المشار إليه - "صحيح أبي داود" (136). 38 - باب في الإمام يذكر أنّه محدث 323 - 372 - عن أبي بكرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كبر في صلاة الفجر، ثمَّ أومأ إليهم، ثمَّ انطلقَ فاغتسلَ، فجاء ورأسه يقطر، فصلّى بهم. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (227 و 228) (¬2). ¬

_ (¬1) هنا في الأصل زيادة نصُّها: "إذا احتبسَ إمامكم، وحضرت الصلاة؛ فقدِّموا رجلًا يؤمكم"، فحذفتها لنكارتها، وذلك مما لم ينص عليه الأربعة! (¬2) قلت: أعلّه المعلق الداراني بأن (الحسن البصري) لم يسمع من أبي بكرة، وهو قول لبعضهم، ولكنه جَهِلَ أو تجاهل تصريحه بالسماع منه في "صحيح البخاري" (2704) في حديث آخر، وقول البخاري عقبه: "قال لي علي بن عبد الله (هو ابن المديني): إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث". ولذلك ذكره البزار فيمن سمع الحسن من الصحابة. =

39 - باب في الإمام يكون أرفع من المأمومين

39 - باب في الإمام يكون أرفع من المأمومين 324 - 373 - عن همام، قال: صلّى بنا حذيفة على دُكَّان مرتفع؛ فسجد عليه، فجبذه أبو مسعود فتابعه حذيفة، فلما قضى الصلاة؛ قال أبو مسعود: أليسَ قد نُهي عن هذا؟! فقال حذيفة: ألم ترني قد تابعتُك؟! صحيح - "صحيح أبي داود" (616). 40 - باب فيمن أمَّ الناسَ فأصابَ الوقتَ وأتمَّ الصلاة 325 - 374 - عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول]: "من أمَّ الناسَ فأصابَ الوقتَ، وأتمَّ الصلاة؛ فله ولهم، ومن انتقصَ من ذلك شيئًا؛ فعليه ولا عليهم". حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (593). 326 - 375 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "سيأتي - أو يكون - أقوام يصلونَ الصلاة، فإن أتموا فلكم ولهم، وإن انتقصوا فعليهم ولكم". ¬

_ = فالصواب إذن إعلاله بعنعنته؛ لأنه كان مدلسًا، لكن حديثه هذا صحيح بشواهد له خرجتها في المصدر المذكور أعلاه، وهذا مما يرجح التجاهل المذكور؛ لأنه لم يذكر شيئًا منها ولا خرجها، وهي تحت بصره؛ لأنه قد أخرجها البيهقي في كتابه "السنن" (2/ 297 - 298)، وهو من مصادر تخريجه لحديث الباب، فأتبعه البيهقي بها، ثم أتبعها بقوله: "وكل ذلك شاهد لحديث أبي بكرة". فتجاهل المعلق المذكور ذلك كلّه؛ ليوهم قراءه بقاء الحديث معلولًا بالانقطاع! ولينصب التعارض بينه وبين قصة أخرى من حديث أبي هريرة تشبه هذه، مع أنه لا تعارض بينهما؛ لأنه من الممكن الجمع بينهما بوجه من وجوه الجمع التي نقلها هو عن "الفتح"، منها أنهما واقعتان، وهو الذي استظهره النووي كما ذكره في "الفتح"؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار!!

41 - باب فيمن يصلي الصلاة لغير ميقاتها

حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 170). 41 - باب فيمن يصلي الصلاة لغير ميقاتِها 327 - 376 - عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: قدمَ علينا معاذ بن جبل اليمن، بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلينا، فسمعت تكبيره مع الفجر، رجل أجش الصوت، فأُلقيتْ عليه محبتي، فما فارقته حتى دفنته بالشام، ثمَّ نظرت إلى أَفقه الناسِ بعده، فأتيتُ ابن مسعودٍ، فلزمته حتّى ماتَ، فقال لي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيفَ بكم إذا أُمّرَ عليكم أمراء يصلونَ الصلاةَ لغيِر ميقاتِها؟! ". قلت: فما تأمرني إذا أدركني ذلك يا رسول اللهِ؟! قال: "صلّ الصلاة لميقاتها، واجعل صلاتَكَ معهم سُبحة". صحيح - "صحيح أبي داود" (459). 42 - باب فيمن أم قومًا وهم له كارهون [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 43 - باب الفتح على الإمام 328 - 378 و 379 - عن المسوَّر بن يزيد، قال: شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصلاة، فتعايى في آية، فقال رجل: يا رسول الله! إنّك تركت آية! قال: "فهلا أذكرتنيها؟! ". قال: ظننت أنّها نسخت، قال: "فإنَّها لم تنسخ".

44 - باب النهي عن مسابقة الإمام

حسن لغيره - "صحيح أبي داود" (842 و 843). 329 - 380 - عن عبد الله بن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلّى صلاة، فالتبسَ عليه، فلما فرغَ قال لأُبيٍّ: "شهدتَ معنا؟ ". قال: نعم، قال: "فما منعك أن تفتحها عليّ؟! ". صحيح - "صحيح أبي داود" (843). 44 - باب النهي عن مسابقة الإمام 330 - 381 - عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أيها الناس! إنّي قد بَدَّنْتُ، فلا تسبقوني بالركوع والسجود، ولكني أسبقكم، إنّكم تدركون ما فاتكم". حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (630). 331 - 382 و 383 - عن ابن محيريز: أنّه سمع معاوية على المنبر يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجودِ؛ فإني قد بدّنت، وإني مهما أسبقكم حين أركع، تدركوني به حين أرفع، وما أسبقكم به حين أسجد؛ تدركوني به حين أرفع". حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (630). 45 - باب ما جاء في الصف للصلاة 332 - 384 - عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"أحسنوا إقامة الصفّ في الصلاة، وخير صفوف القوم في الصلاة أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء في الصلاة آخرها، وشرها أولها". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 174). 333 - 385 - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير صفوف الرجال المقدم، وشرّ صفوف الرجال المؤخر، وشر صفوف النساء المقدم. يا معشر النساء! إذا سجدَ الرجال؛ فاخفضن أبصاركنّ عن عورات الرجال". فقلت لعبد الله بن أبي بكر: ما يعني بذلك؟ قال: ضيق الأُزُر. (قلت): رُوي هذا في حديث طويل يأتي لفظه بحروفِه [355 - 417]. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 97/ 161). 334 - 386 - عن البراء، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتينا، فيمسح عواتقنا وصدورَنا، ويقول: "لا تختلف صفوفكم فتختلفَ قلوبكم، إنَّ اللهَ وملائكتَه يصلون على الصف الأول". صحيح - "صحيح أبي داود" (670). 335 - 387 - عن أنس، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "رصّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأكتافِ؛ فوالذي نفسي بيدِه إني لأرى الشيطانَ يدخل من خلل الصف؛ كأنها الحَذَف". (قلت): لأنس حديث في الصفوف غير هذا.

صحيح - "صحيح أبي داود" (673). 336 - 390 و 391 - عن أنس، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتموا الصفَّ المقدم، فإن كانَ نقص فليكن في المؤخر". صحيح - "صحيح أبي داود" (675). 337 - 392 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزالُ قوم يتخلفونَ عن الصف الأوّل؛ حتى يخلِّفهم الله في النار". صحيح لغيرِه دون قولِه: "في النار" (¬1) - "الضعيفة" (6442). 338 - 394 - عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الله وملائكتَه يصلُّون على الذين يَصِلُونَ الصفوفَ". حسن - "صحيح أبي داود" (680). 339 - 395 - عن العرباض بن سارية، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أنّه كانَ يصلي على الصفّ الأوّل المقدم ثلاثًا، وعلى الثاني واحدةً. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 172). 340 - 396 - عن. النعمان بن بشير، قال: أقبل علينا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، فقال: "أقيموا صفوفَكم (ثلاثًا)، والله لتقيمُنّ صفوفكم، أو ليخالفن الله بين قلوبكم". قال: فرأيتُ الرَّجل يُلزق كعبه بكعب صاحبِه، ومنكبه بمنكب صاحبِه. ¬

_ (¬1) وغفل المعلقون الأربعة عن نكارة هذه الزيادة، وصححوا الحديث، مستشهدين بحديث أبي سعيد الخدري عند مسلم، مع أنه ليس فيه الزيادة المنكرة! فيا لها من غفلة، فهو عليهم لو كانوا يعلمون!

46 - باب فيمن يلي الإمام

(قلت): هو في "الصحيح" باختصار قوله: فرأيت ... إلخ. صحيح - "الصحيحة" (32)، "صحيح أبي داود" (668). 341 - 397 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة". صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (676)، "الصحيحة" (2533). 46 - باب فيمن يلي الإمام 342 - 398 - عن قيس بن عُباد، قال: بينا أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلّي؛ فجبذني رجل من خلفي جبذةً، فنحّاني وقام [مقامي]، فوالله ما عقَلت صلاتي، فلما انصرفت إذا هو أبيّ بن كعب، قال: ابن أخي! لا يَسُؤْك الله، إنَّ هذا عهد من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلينا، ثمَّ استقبل القبلة وقال: هَلَكَ أهل العُقد (¬1) وربِّ الكعبة (ثلاثًا)، ثمَّ قال: والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلّوا. قال: قلت: من تعني بهذا؟ (¬2) قال: الأمراء. صحيح - "المشكاة" (1116). 47 - باب الصلاة بين السواري 343 - 399 - عن عبد الحميد بن محمود، قال: ¬

_ (¬1) في الأصل: (هكذا أهل العقد)! والتصحيح من "سنن النسائي" (5/ 86 - طبع الهند). وأهل العُقد - بضم العين -: جمع عقدة، وهم الذين عقدت لهم ألوية الإمارات على الأمصار. (¬2) في "سنن النسائي": ما تعني بأهل العقد؟!

48 - باب فيمن يصلي خلف الصف وحده

صليت إلى جنب أنس بن مالك بين السواري، فقال: كنّا نتقي هذا على عهد رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "صحيح أبي داود" (677). 344 - 400 - عن قرّة بن إياس، قال: كنّا ننهى عن الصلاة بين السواري، ونطرد عنها طردًا. صحيح لغيره - المصدر السابق، "تمام المنّة" (286)، "الصحيحة" (335). 48 - باب فيمن يصلي خلف الصف وحده 345 - 401 و 402 - عن علي بن شيبان - رجل من بني حنيفة، وكان ممن وفد إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته؛ نظر إلى رجل خلف الصف وحده، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. "هكذا صليت؟ "، فقال: نعم، قال: "فأعد صلاتك، فإنّه لا صلاة لفرد خلف الصف وحده". صحيح - "الإرواء" (2/ 328 - 329). 346 - 403 و 404 - عن وابصة بن معبد: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يصلي خلف الصف وحده، فأمره فأعادَ الصلاة. صحيح لغيرِه - "الإرواء" (2/ 343/ 541)، "صحيح أبي داود" (683). 347 - 405 - وفي رواية عن هلال بن يساف، قال: أخذَ بيدي زياد بن أبي الجعد ونحن بالرقة، فأقامني على شيخ من بني

49 - باب [صلاة النساء خلف الرجال]

أسد - يقال له: وابصة بن معبد -، قال: حدثني هذا الشيخ: أنَّ رجلًا صلى خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وحده، ولم يتصل بأحد، فأمره أن يعيد الصلاة. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (683). 49 - باب [صلاة النساء خلف الرجال] 348 - 406 - قال ابن عباس: صليتُ إلى جنبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ وعائشة خلفنا تصلي معنا، وأنا إلى جنبِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أصلي معه. صحيح - "المشكاة" (1/ 346 - التحقيق الثاني). 50 - باب السترة للمصلي 349 - 409 - عن سهل بن أبي حثمة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلّى أحدُكم إلى سترة؛ فليدن منها؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته". صحيح - "صحيح أبي داود" (692/ 2). 51 - باب [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 52 - باب فيما يقطع الصلاة 350 - 411 - عن عبد الله بن المغفَّل، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يقطع الصلاةَ الكلبُ والحمار والمرأة". صحيح - "الروض النضير" (956)، "الضعيفة" تحت الحديث (5660).

53 - باب فيما لا يقطع الصلاة

351 - 412 - عن ابن عباس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يقطع الصلاة الكلب والمرأة الحائض (¬1) ". صحيح - "صحيح أبي داود" (700). 352 - 413 - عن ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يصلي، فمرت شاة بين يديه؛ فساعاها إلى القبلة، حتى ألزقَ بطنه بالقبلة. صحيح - "صحيح أبي داود" (702). 353 - [2384 - عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تعاد الصلاة من ممر الحمار، والمرأة، والكلب الأسود". قلت: ما بال الأسود من الأصفر من الأحمر؟! فقال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتني؟ فقال: "الكلب الأسود شيطان"]. صحيح - "الصحيحة" (3323): م بلفظ "يقطع الصلاة ... " (¬2). 53 - باب فيما لا يقطع الصلاة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 54 - باب المشي إلى الصلاة وانتظارها 354 - 416 - عن أبي أمامة، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) أي: البالغة؛ على حد قوله - صلى الله عليه وسلم - في المرأة الحائض: "لا تقبل صلاتها إلا بخمار"، وقد مضى في آخر (29 - باب ...). وحمله ابن خزيمة في "صحيحه" على ظاهره، فقال: "الحائض دون الطاهر"! وهذا أشبه ما يكون بالتكليف بما لا يطاق، كما هو ظاهر بأدنى تأمل، وانظر تعليقي عليه (2/ 22). (¬2) والفرق بين اللفظين بيِّن، فالأول صريح بالإعادة، بخلاف الآخر، فقد تأوله بعض الحفاظ بما لا يستلزم الإعادة، فانظر "الصحيحة".

"ثلاثة كلهم ضامن على الله، إن عاشَ رُزق وكُفي، وإن ماتَ أدخله الله الجنّة: من دخل بيته فسلّم؛ فهو ضامن على الله، ومن خرج إلى المسجدِ؛ فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله؛ فهو ضامن على الله". صحيح - "المشكاة" (727)، "التعليق الرغيب" (1/ 130)، "صحيح أبي داود" (2253). 355 - 417 - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألَا أَدلّكم على شيء يكفر الخطايا، ويزيد في الحسنات؟! ". قالوا: بلى يا رسولَ الله! قال: "إِسباغ الوضوء والطهور في المكاره، وكثرة الخُطا إلى هذا المسجد، والصلاة بعد الصلاة، وما من أحد يخرج من بيته متطهرًا؛ يأتي المسجد، فيصلي مع المسلمين أَو مع الإِمام، ثم ينتظر الصلاة التي بعد؛ إلا قالت الملائكة: اللهم! اغفر له، اللهم! ارحمه. فإِذا قمتم إِلى الصلاة؛ فاعدلوا صفوفكم، وسدوا الفرج. فإذا كبّر الإِمامُ فكبّروا؛ فإِنّي أَراكم من ورائي، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربّنا! ولك الحمدُ. وخير صفوف الرجال المقدم، وشر صفوف الرجال المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر، وشرّ صفوف النساء المقدم، يا معشر النساء! إذا سجد الرجال؛ فاخفضن أَبصارَكن عن عورات الرّجال". فقلت: لعبد الله بن أبي بكر: ما يعني بذلك؟ قال: ضيق الأزر. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 161). وتقدم بعضه برقم (139 - 162 و 333 - 385).

356 - 418 - عن عقبة بن عامر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "القاعد على الصلاة كالقانت، ويكتب من المصلين من حين يخرج من بيتِه حتى يرجع إليه". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 125). 357 - 419 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من راحَ إلى مسجدِ جماعة؛ فخطواته خطوة تمحو سيئة، وخطوة تكتب حسنة؛ ذاهبًا وراجعًا". حسن - "التعليق الرغيب" (1/ 125). 358 - 420 - عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من حين يخرج أحدكم من منزلِه إلى مسجدي؛ فرِجلٌ تكتبُ حسنة، ورجل تحط عنه سيئة؛ حتّى يرجع". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 125). 359 - 421 - عن عقبة بن عامر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "إذا تطهرَ الرَّجلُ ثمَّ أتى المسجدَ يرعى الصلاة؛ كَتبَ له كاتبُه - أو قال كاتباه - بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة عشرَ حسنات". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 125). 360 - 422 - عن أبي الدرداء، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد؛ آتاه الله نورًا يوم القيامة". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 129). 361 - 423 و 424 - عن سهل بن سعد الساعدي، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال:

55 - باب ما جاء في الصلاة في الجماعة

"من انتظر الصلاة (وفي رواية: من كان في المسجد ينتظر الصلاة)؛ فهو في صلاة ما لم يُحدِث". صحيح - "التعليق" أيضًا (1/ 160). 55 - باب ما جاء في الصلاة في الجماعة 362 - 425 - عن معدان بن أبي طلحة، قال: سألني أبو الدرداء: أين مسكنُك؟ قلت: في قرية دون حمص، قال: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدوٍ، لا تقام فيهم الصلاة؛ إلّا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة؛ فإنّما يأكل الذئبُ القاصيةَ". حسن - "صحيح أبي داود" (556). 363 - 426 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع النداء فلم يجب؛ فلا صلاة له؛ إلّا من عذر". صحيح - "المشكاة" (1077)، "صحيح أبي داود" (560)، "تمام المنّة" (ص 327). 364 - 427 - عن ابن عمر، قال: كنا إذا فقدنا الإنسانَ في صلاة الصبح والعشاء، أسأنا به الظنَّ. صحيح - "التعليق الرَغيب" (1/ 154). 365 - 428 - عن جابر بن عبد الله، قال: جاء ابن أم مكتوم إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول اللهِ! إني مكفوفُ البصر، شاسعُ الدار، فكلمه في الصلاة أن يرخصَ له أن يصلي في منزله،

قال: "أتسمعُ الأذان؟ "، قال: نعم: قال: "فَأتِها؛ ولو حبوًا". صحيح لغيره دون قولِه: "ولو حبوًا" (¬1) - "الإرواء" (487)، "صحيح أبي داود" (561)، "التعليق الرغيب" (1/ 158)، "الروض النضير" (755). 366 - 429 و 430 - عن أُبيّ بن كعب، قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أشاهد فلان؟ ". قالوا: لا، قال: "أشاهد فلان؟ " قالوا: لا، قال: "إنَّ هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون فضل ما فيهما؛ لأتوهما ولو حبوًا، وإنَّ الصفَّ الأوّلَ لعلى مثل صفّ الملائكة، ولو تعلمونَ فضيلتَه لابتدرتموه. ¬

_ (¬1) وإنَّما صحت الزيادة في فضل صلاة العشاء والفجر، كما في حديث أُبي الآتي بعده، وكذا في حديث أبي هريرة في "الصحيحين"، وهو مخرج في "الإرواء" (486). ولم يتنبه لهذا المعلق على "موارد المؤسسة" (1/ 196) فحسن الحديث! مع أنه ضَعّف إسناده في تعليقه على "الإحسان" (5/ 413)، وذكر له طريقًا وشاهدًا صحيحًا ليس فيها تلك الزيادة! ونحوه صنع الداراني في "موارده" (2/ 132)، بل زاد عليه فحسن إسناده، ولم يعبأ بما قيل في راويها من الجرح، ومنها أنه "منكر الحديث"، وهذه الزيادة شاهد صدق عليه! ومن الغريب أنه مع ذلك قد ذكر الشاهد ومعه بعض الطرق المشار إليها في تعليقه على "مسند أبي يعلى" (3/ 337)! وأغرب منه أنه ضعَّف إسناد حديث الباب - وهو الحق -، ثم تراجع عنه فحسن إسناده كما مر آنفًا!! ومع ذلك كله مال في تعليقه إلى القول بعدم وجوب صلاة الجماعة تقليدًا لما نقله عن الشوكاني!! ضاربًا صفحًا عن هذا الحديث الذي حسّنه بالزيادة! وعن دلالة حديث أبي الدرداء في أول الباب الصريح في الوجوب الذي أنكره، حتى في ثلاثة في قرية أو بدو! وأعجب من كل ما تقدم؛ أنه أحال القراء في هذه المسألة الهامة إلى تعليقه الواهي المذكور، وليس فيه تعرض لحديث أبي الدرداء ودلالته، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

56 - باب هل تعاد الصلاة؟

وصلاة الرَّجل مع رجلين أزكى من صلاتِه مع رجل، وكل ما كثر؛ فهو أحب إلى اللهِ تعالى". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 152)، "صحيح أبي داود" (563). 367 - 431 - عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الرَّجل في جماعة تزيد على صلاتِه وحده بخمسٍ وعشرين درجة، فإن صلّاها بأرضِ قِيٍّ (¬1)، فأتم ركوعها وسجودها؛ تكتب صلاته بخمسين درجة" (¬2). صحيح - "صحيح أبي داود" (568)، "التعليق الرغيب" (1/ 152 - 153)، والشطر الأوّل في (خ). 56 - باب هل تعاد الصلاة؟ 368 - 432 - عن سليمان بن يسار: أنّه رأى ابن عمر جالسًا بالبَلاط والناس يصلونَ، فقلت: ما يجلسك والناس يصلونَ؟! قال: إنّي قد صليت. وإنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى أن نعيدَ صلاةً في يوم مرتين. صحيح - "صحيح أبي داود" (592). 57 - باب فيمن صلّى في أهلِه ثمَّ وجد الناس يصلون 369 - 433 - عن مِحْجَن بن الأدرع: أنّه كانَ في مجلس مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأُذِّن بالصلاة، فقامَ رسول اللهِ ¬

_ (¬1) القي - بكسر القاف وتشديد الياء -: الفلاة، كما جاء مفسرًا في رواية أبي داود. (¬2) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "صدره في "الصحيح" من طريق عبد الله بن خباب [عن أبي سعيد] بلفظ: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة" فقط".

58 - باب الصلاة مع من قصد الجماعة، فوجدهم قد صلوا

- صلى الله عليه وسلم - فصلّى، ثمَّ رجع ومحجن في مجلسِه، فقال له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما مَنَعَكَ أن تصلي مع النَّاس؟! أَلست برجل مسلم؟! ". قال: بلى يا رسول الله! قد كنتُ صليتُ في أهلي، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جئتَ فصلّ مع الناسِ؛ وإن كنتَ قد صليت". حسن لغيره - "صحيح أبي داود" (590 - 591). 370 - 434 و 435 - عن يزيد [بن] الأسود، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخَيْفِ من مِنى، فلما قضى صلاته؛ إذا رجلان في آخر الناسِ لم يصليا، فأتى بهما تُرْعَدُ فرائصهما، فقال: "ما منعكما أن تصليا معنا؟! ". قالا: يا رسول اللهِ! كنّا قد صلينا في رحالنا، قال: "فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما، ثمَّ أتيتما مسجد جماعة؛ فصليا معهم؛ فإنّها لكما نافلة". صحيح - المصدر نفسه. 58 - باب الصلاة مع من قصد الجماعة، فوجدهم قد صلّوا 371 - 436 - 438 - عن أبي سعيد الخدري، قال: دخل رجل المسجدَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلّى، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ألا من يتصدق على هذا فيصلي معه؟ ". صحيح - "المشكاة" (1146)، "الإرواء" (535) "صحيح أَبي داود" (589).

59 - باب التخلف عن الجماعة في المطر

59 - باب التخلف عن الجماعة في المطر 372 - 439 و 440 - عن أسامة والد أبي المليح، قال: كنّا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية، فأصابتنا سماء لم تَبُلَّ أَسافل نعالنا، فأمر رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مناديه أن: "صلّوا في رحالكم". صحيح - "الإرواء" (2/ 341 - 342)، "صحيح أبي داود" (997). 60 - باب إذا أُقيمت الصلاة فلا تصلِّ غيرها 373 - 441 - عن ابن عباس، قال: أُقيمت صلاة الصبح، فقمت لِأصلي الركعتين، فأخذ بيدِي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "أتصلي الصبح أَربعًا؟! ". حسن صحيح - "الصحيحة" (2588): م - ابن بُحينة. 61 - باب فيما يستفتح الصلاة من التكبير وغيره 374 - 442 - عن أَبي حميد الساعدي، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا قامَ إلى الصلاة؛ استقبل القبلة، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثمَّ قال: "الله أكبر". (قلت): فذكر الحديث. [يأتي تمامه برقم 407/ 491]. صحيح - "المشكاة" (801)، "الإرواء" (305)، "صحيح أبي داود" (720).

375 - 443 و 444 - عن جبير بن مطعم، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل في الصلاة، قال: "الله أكبر كبيرًا [ثلاثًا]، والحمد لله كثيرًا (ثلاثًا)، وسبحان الله بكرة وأصيلًا (ثلاثًا)، أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم، من نفخه وهمزِه ونفثهِ". قال عمرو: نفخه: الكبر، وهمزه: المُوتة، ونفثه: الشعر. صحيح لغيرِه دون لفظ: "ثلاثًا" في الموضعين الأخيرين (¬1) - "صفة الصلاة"، "المشكاة" (816)، "الإرواء" (342). 376 - 445 - عن [علي بن] أبي طالبٍ رضي الله عنه، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتحَ الصلاةَ؛ كبّر ثمَّ يقول: "وجهت وجهي للذي فطرَ السماوات والأرضَ حنيفًا مسلمًا، وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي للهِ ربِّ العالمين، لا شَريكَ له، وبذلك أُمرت وأَنا أوّل المسلمين". (قلت): هذا الحديث كما في "صحيح مسلم"، وإنّما ذكرتُ هذا لقولِه: كبر ثمَّ يقول ... (¬2) وقد قال لي بعض المالكية بأنهم يقولون هذا قبل التكبير للصلاة، وهو في "السنن" لأَبي داود وغيره كما ها هنا، والله أَعلم. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (738): م، فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) وأما الموضع الأول؛ فله شاهدٌ من حديث أبي سعيد الخدري، وهو مخرج في "الإرواء" (2/ 51)، والزيادة بين المعكوفتين استدركتها من "صحيح ابن خزيمة" (1/ 239)، وهي غير منافية للسياق، بل هي موضحة له. (¬2) قلت: جاء التكبير في رواية لمسلم في هذا الحديث، فليسَ هو على شرط "الزوائد" كما ذكرت أعلاه. وخفي ذلك على المعلقين الأربعة على الكتاب! مع أن الداراني لما خرجه؛ عزاه لجماعة من الحفاظ دون مسلم!

62 - باب نشر الأصابع بعد رفع اليدين

62 - باب نشر الأصابع بعد رفع اليدين 377 - 446 - عن أبي هريرة: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينشر أَصابعَه في الصلاة نشرًا. صحيح لغيرِه - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (735). ويأتي نحوه أَتم منه بعد حديث. [برقم: (379/ 449)]. 63 - باب وضع اليد اليمنى على اليسرى 378 - 447 - عن وائل بن حُجْر: أنَّه صلّى مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فوضع اليدَ اليمنى على اليد اليسرى، فلما قال: " {وَلَا الضَّالِّينَ} "؛ قال: "آمين"، وسلّم عن يمينه وعن يسارِه. صحيح - "المشكاة" (845)، "الصحيحة" (464)، "صحيح أبي داود" (863 - 364). 64 - باب السكتة في الصلاة 379 - 449 - عن سعيد بن سمعان مولى الزُّرَقيين، قال: دخل علينا أَبو هريرة المسجد، فقال: ثلاث كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يعمل بهن؛ تركهنَّ النَّاس: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذا أَمَّ قامَ إِلى الصَّلاة؛ رفع يديه مدًّا، وكانَ يقف قبل القراءة هنيهة يسأَل اللهَ من فضلِه، وكان يكبر في الصَّلاة كلما ركع وسجد. صحيح لغيره - وهو تمام الحديث الذي قبله بحديث.

65 - باب القراءة في الصلاة

65 - باب القراءة في الصلاة 380 - [94 - عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! فأي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" (¬1). صحيح لغيره - "الإرواء" (2/ 210/ 458)، "الصحيحة" (551): م - جابر. 381 - [1796 - عن أنس بن مالك، قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم؛ فلم أسمع أحدًا يجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. صحيح - "صحيح أبي داود" (751): م نحوه دون لفظ (الجهر) (¬2). 382 - 453 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اخرُج فنادِ في الناسِ: أن لا صلاةَ إلّا بقراءة فاتحة الكتابِ فما زاد" (¬3). صحيح - "صحيح أبي داود" (778). 383 - 454 - 456 - عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: ¬

_ (¬1) المراد هنا طول القيام والقراءة فيها. (¬2) قلت: ومن غفلة المعلق على "الإحسان" وقلة فقهه، عزوه هذا الحديث في تخريجه إياه (5/ 103 - المؤسسة) للشيخين! (¬3) الأصل: "وما تيسر"، والتصحيح من "مسند ابن راهويه" (1/ 179/ 126)، و"الإحسان" (5/ 94 - المؤسسة)، وعنه أخرجه. ولم يتنبه لهذا الخطأ المعلقون على "الموارد"، فتركوه كما هو!!

"هل قرأ أحدٌ منكم معي آنفًا؟ ". فقال رجل: نعم أنا يا رسول اللهِ! فقال: "إِنّي أَقولُ: ما لي أنازعُ القرآنَ؟! ". قال (¬1): فانتهى الناسُ عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقراءة، حين سمعوا ذلك منه - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (781). 384 - 457 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب". قلت: فإن كنت خلف الإمام؟ قال: فأخذ بيدي فقال: اقرأ بها في نفسِك. صحيح - "صحيح أبي داود" (779): م - نحوه. 385 - 462 - عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغَ من قراءة أمّ القرآن؛ رفع صوته وقال: ¬

_ (¬1) قلت: هنا في الأصل زيادة نصُّها: " ... عن الزهري، عمن سمع أبا هريرة، قلت: فذكر نحوه، إلا أنه قال: قال الزهري: فانتهى المسلمون، فلم يكونوا يقرؤون معه". فأقول: نزلت بها إلى هنا لجهالة التابعي الذي لم يسم. وقول الشيخ شعيب في تعليقه على "موارد المؤسسة": "رجاله ثقات"! من أوهامه. وقد اختلفت الروايات اختلافًا كثيرًا في هذا، هل هو من قول أبي هريرة أو الزهري؟ والأول عليه الأكثر، وهو ظاهر رواية المؤلف الأولى، وهو الذي رجحه ابن القيم، ثم الشيخ أحمد شاكر، ثم الكاتب في "صحيح أبي داود". وهناك شيءٌ آخر، وهو أن شعيبًا قد صحح معنى الحديث بكامله برقم الأول والثاني، فالتوثيق المذكور - لو صح - قد يوهم ترجيح أن هذا القول للزهري، فكان لا بد من دفع الإيهام في هذه الحالة.

66 - باب منه في القراءة في الصلاة

"آمين". (قلت): له حديث في "الصحيح" في التأمين غير هذا. صحيح لغيره - "الصحيحة" (464)، "صحيح أبي داود" (866). 66 - باب منه في القراءة في الصلاة 386 - 463 - عن سليمان بن يسار، أنه سمع أبا هريرة يقول: ما رأيت أحدًا أَشبه صلاةً برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من فلان؛ أمير كانَ بالمدينة، قال سليمان: فصليت أنا وراءه، فكان يطيل في الأُولَيَيْن من صلاة الظهرِ، ويخفف في الأُخْرَيَيْن، ويخفف العصر، ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل، وفي العشاء بوسط المفصل، وفي الصبح بطوال المفصل. حسن - "المشكاة" (853). 387 - 464 - عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ بهم في المغرب بـ {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}. صحيح - "صفة الصلاة"، "الروض النضير" (529). 388 - 465 - عن جابر بن سمرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقرأ في الظهرِ [والعصر] (¬1): {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} و {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (767). 389 - 466 - عن جابر بن سمرة، قال: ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من "الإحسان" و"أبي داود" وغيره.

كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يصلي نحوًا من صلاتِكم، وكانَ يخفف الصلاةَ، وكانَ يقرأ في صلاة الفجر بـ {الْوَاقِعَةُ} ونحوها من السور. حسن - "صفة الصلاة". 390 - 467 - عن أبي هريرة، قال: قدمت المدينة والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، ورجل من بني غفار يؤمهم في الصبح، فقرأ في الأولى {كهيعص}، وفي الثانية {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}. وكان عندنا رجل له مكيالان، مكيال كبير، ومكيال صغير، يعطي بهذا، ويأخذ بهذا، فقلت: ويل لفلان. صحيح - "الصحيحة" (2965). 391 - 468 - عن أبي قتادة قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطيل في أول ركعة من الفجر والظهر، وقال: كنّا نرى أنّه يفعل ذلك ليتدارك الناس. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (763). 392 - 469 - عن أنس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّهم كانوا يسمعون منه في الظهر النغمة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. صحيح - "صفة الصلاة". 393 - 470 - عن عبد الله بن عمر، قال: إن كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ليؤمُّنا في الفجر بـ {الصَّافَّاتِ}. صحيح - "صفة الصلاة".

67 - باب

394 - 471 - عن عقبة بن عامر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمهم بالمعوذتين في صلاة الصبح. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (1315 - 1316)، "المشكاة" (848). 67 - باب [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 68 - باب فيمن لم يحسن القرآن 395 - 473 - عن ابن أبي أوفى: أنَّ رجلًا قال: يا رسول اللهِ! علمني شيئًا يجزئني من القرآنِ؟ قال: "قل: سبحان اللهِ، والحمد للهِ، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوّة إلّا باللهِ". حسن - "الإرواء" (303)، "صفة الصلاة"، "المشكاة" (858)، "صحيح أبي داود" (785). 69 - باب فيما نُهي عنه في الصلاة 396 - 474 - عن أبي سعيد المقبري: أنّه رأى أبا رافع مولى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وحسن بن علي يصلي غرزَ ضفيرته في قفاه، فحلها أبو رافع، فالتفت الحسن إليه مُغضَبًا، فقال أبو رافع: أقبل على صلاتِك ولا تغضب؛ فإنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ذلك كِفل الشيطان". يعني: مغرز ضفيرته. حسن - "صحيح أبي داود" (653).

397 - 475 - عن كُريب مولى ابن عباس: أنَّ عبد الله بن عباس رأَى عبد الله بن الحارث ورأسه معقوص من ورائه، فجعل يحلّه، وأَقرَّ له الآخر، فلما انصرفَ أقبلَ إلى ابن عباسٍ فقال: ما لك ورأسي؟! فقال: إني سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّما مثل هذا كمثل الذي يصلي وهو مكتوف" (¬1). صحيح - "صحيح أبي داود" (654): م. قلت: فليس على شرطِ "الزوائد". 398 - 476 - عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن ثلاث خصال في الصلاة: عن نقرة الغرابِ، وعن افتراشِ السبع، وأن يوطنَ الرَّجل المكانَ كما يوطن البعير. حسن لغيرِه - "المشكاة" (902)، "الصحيحة" (1168)، "صحيح أبي داود" (808)، "التعليق الرغيب" (1/ 181)، التعليق على "ابن خزيمة" (1/ 331). 399 - 477 - عن عبد الله بن عمر، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء، مخافة أن تلتمعَ"، يعني: في الصلاة. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 188). 400 - 478 - 479 - عن أبي هريرة: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن السدلِ (¬2) في الصلاة، وأن يغطي الرَّجل فاه. ¬

_ (¬1) أراد أنه إذا كان شعره منشورًا سقط على الأرض عند السجود، فيُعطى صاحبه ثواب السجود به، وإذا كان معقوصًا صار في معنى ما لم يسجد، وشبهه بالمكتوف، وهو المشدود اليدين؛ لأنهما لا يقعان على الأرض في السجود. كذا في "النهاية" (3/ 276). (¬2) السَّدل: هو أن يلتحف بثوبه، ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد، وهو كذلك، وهذا مطَّرد في القميص وغيره من الثياب. انظر: "النهاية" (2/ 355).

70 - باب صفة الصلاة

حسن - "صحيح أبي داود" (650). 70 - باب صفة الصلاة 401 - 484 - عن رفاعة الزُّرَقي - وكانَ من أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: جاء رجل ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فصلّى قريبًا منه، ثمَّ انصرفَ فسلّمَ عليه، فقال له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أعد صلاتَكَ، فإنّك لم تصلّ". فقال: يا رسول اللهِ! كيفَ أصنعُ؟ فقال: "إذا استقبلتَ القبلة؛ فكبر، ثمَّ اقرأ بأم القرآن، ثمَّ اقرأ بما شئتَ، فإذا ركعتَ فاجعل راحتيك على ركبتيك (¬1)، وامدد ظهرَك، فإذا رفعت رأسَك؛ فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلِها (¬2)، فإذا سجدتَ فكبر لسجودِك، فإذا رفعت رأسَك، فاجلس على فخذِك اليسرى، ثمَّ اصنع ذلك في كلِّ رَكعة". صحيح - "صفة الصلاة"، "الإرواء" (1/ 321 - 322)، "صحيح أبي داود" (803 - 807). ¬

_ (¬1) زعم السقاف في ما أسماه بـ "صحيح صفة صلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 148) -وقد سرق أكثر مادته من كتابي - أنَّ هذا غير واجب، واحتج على ذلك بحديث منكر موقوف! انظر "الضعيفة" (4138). (¬2) أي: عِظام الصلب والظهر، أي: يستقر ويعود إلى مكانه كل فِقرة من فقرات ظهره، كما جاء في وصف أبي حميد لصلاته - صلى الله عليه وسلم - الآتي قريبًا؛ والمراد كمال الاعتدال في هذا القيام، وقد صحّت أحاديث في النهي عن الإخلال به كما يأتي. وأما الاستدلال به على وضع اليدين على الصدر في هذا القيام؛ فمن أبعد ما يكون عن هديه - صلى الله عليه وسلم - المعروف في صلاته، وعن سياق هذا الحديث وغيره، كما شرحت ذلك في غير ما موضع، فمن شاء التوسع رجع إليه، من ذلك "صفة صلاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ".

402 - 485 - عن وائل بن حُجْر، [قال]: لأنظرنَّ إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كيفَ يصلي؟ فنظرتُ إليه حين قامَ، فكبر ورفعَ يديه حتّى حاذى أُذنيه، ثمَّ وضعَ يده اليمنى على كفّه اليسرى والرُّسغ والساعد. ثمَّ لمّا أرادَ أن يركعَ؛ رفعَ يديه مثلها، ثمَّ ركع فوضع يديه على ركبتيه. ثمَّ رفع رأسه فرفع يديه مثلها (¬1)، ثمَّ سجدَ فجعل كفيه بحذاء أُذنيه. ثمَّ جلسَ فافترشَ فخذَه اليسرى، وجعل يده اليسرى على فخذِه وركبته اليسرى، وجعل حدَّ مرفقِه الأيمن على فخذِه اليمنى، وعقد ثنتين من أصابعِه، وحلّق حلقة، ثَّم رفعَ إصبعه، فرأيته يحركها يدعو بها. ثمَّ جئت بعد ذلك في زمان فيه برد، فرأيت ناسًا عليهم جُلّ الثيابِ، تتحرّك أيديهم من تحت الثياب. صحيح - "صفة الصلاة"، "المشكاة" (911)، "صحيح أبي داود" (714). 403 - 486 - وفي رواية أُخرى: ووضعَ مرفقه الأيمن على فخذِه اليمنى، وقبضَ خنصرَه والتي تليها، وجمع بين إبهامِه والوسطى، ورفعَ التي بينهما يدعو بها. صحيح - انظر ما قبله. 404 - 488 - عن وائل: ¬

_ (¬1) قلت: ليتأمل القراء في حسن سياق وائل رضي الله عنه لصفة رفع يديه - صلى الله عليه وسلم - في تكبيرة الإحرام، ثم إيجازه تعبيره عنها عند الركوع والقيام منه بقوله: "فرفع يديه مثلها"؛ فلو كان ما ينسبه إليه بعض الفضلاء من قبض اليدين بعد القيام منه صحيحًا لقال مثلًا: "ووضع اليمنى على اليسرى مثلها" أو نحو ذلك؛ لأنه وقت البيان كما هو ظاهر، فتأمل منصفًا، وانظر "صفة الصلاة".

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا ركع فرَّج أصابعَه، وإذا سَجَدَ ضمَّ أصابعَه. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (809). 405 - 489 - عن محمد بن جُحادة: حدثنا عبد الجبار بن وائل بن حجر، قال: كنت غلامًا لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة (كذا! والصواب: علقمة بن وائل، كما قال ابن حبان)، عن وائل بن حجر، قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانَ إذا دخل [في] الصلاة رفع يديه وكبر، ثمَّ التحفَ، فأدخل يده في ثوبه، فأخذَ شماله بيمينِه، وإذا أَرادَ أن يركعَ أخرجَ يديه ورفعهما وكبر ثمَّ ركع، فإذا رفعَ رأسه من الرُّكوعِ؛ رفعَ يديه ثمَّ كبّر فسجدَ، ثمَّ وضع وجهه بين كفيه (¬1). قال ابن جُحَادة: فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن، فقال: هي صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعله من فعله، وتركه من تركه. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (714). 406 - 490 - سمعت البراء بن عازب يقول: كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يسجد على أليتي الكف. صحيح - "الصحيحة" (2966). ¬

_ (¬1) زاد أبو داود: وإذا رفع رأسه من السجودِ أيضًا رفع يديه. قلت: وهذه زيادة هامة صحيحة، ولها شواهدُ كثيرة، فنلفت أَنظار أهل السنة والمحبين العمل بها إلى إحيائها. والزيادة التي بين المعكوفتين من "الإحسان". وفي هذا الحديث والذي قبله بحديثين إشارة قوية إلى أن وضع اليدين على الصدر بعد الركوع لا أصل له, لأن وائلًا لم يذكره، ولو رآه لذكره كما ذكر رفع اليدين في المواضع الثلاثة، كما قدّمت بيانه آنفًا. فما جاء في "النسائي" عن وائل قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان قائمًا في الصلاة قبض بيمينه على شماله ... هو مختصر من روايته هذه المفضَّلة، والتي قبلها بحديثين؛ فلا تدل على الوضع في القيام الثاني، ولذلك لم يجر عمل السلف عليه. فتنبه.

407 - 491 - 493 - عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة [من] أصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم أبو قتادة، فقال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: لم؟ فوالله ما كنتَ أكثرَنا له تَبْعَةً، ولا أقدَمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فأعرِضْ، قال: كانَ إذا قامَ إلى الصلاةِ كبّر، ثمَّ رفعَ يديه حتّى يحاذي بهما منكبيه. ثمَّ يركعُ ويضعُ راحتيه على ركبتيه معتدلًا، لا يصوب رأسه (¬1) ولا يقنع به [ثم رفع رأسه] (¬2). ثمَّ يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويرفع يديه حتّى يحاذي بهما منكبيه، حتى يقر (¬3) كلّ عظم إلى موضعه. ثمَّ يهوي إلى الأَرض (¬4)، ويجافي يديه عن جنبيه. ثمَّ يرفع رأسه ¬

_ (¬1) أي: لا ينكِّسُه، و (لا يُقنع به)؛ أي: لا يرفعه. (¬2) زيادة من الرواية الثانية المشار إليها برقم (492)، ولم يسق المؤلف لفظها، وإنما أحال به على الرواية المذكورة، وقد استدركت الزيادة من "الإحسان" (1862)، وهي ضرورية كما هو ظاهر، وهو مما فات المعلقين الأربعة. (¬3) أي: يستقر (كل عظم إلى موضعه)؛ يعني: من عظام ظهره، لما في رواية البخاري في هذا الحديث بلفظ: فإذا رفع رأسه؛ استوى حتى يعود كل فقار مكانه. و (الفقار): عظام الظهر. والمراد بذلك كمال الاعتدال، كما قال الحافظ ابن حجر (2/ 308). (¬4) أي ينحط إلى الأرض ساجدًا بقوة. هذا ما يقتضيه أصل هذه الكلمة: (هوى يهوي) كما في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}، وما روي في صفة مشيته - صلى الله عليه وسلم -: "كأنما يهوي من صبب". قال ابن الأثير: "أي: ينحط، وذلك مشية القوي من الرجال". قلت: وإذا صح هذا، فهذه الهيئة لا تصدق على من يسجد على ركبتيه, لأنه يكون مقرونًا بالأناة والهوينى، وإلا اصطدمت ركبتاه بالأرض، وشابه البعير في بروكه تمام المشابهة، وهذا مشاهَد من أكثر المصلين لمن تأمله، فهل من معتبر؟!

ويثني رجليه ويقعد عليهما. ويفتخ (¬1) أصابع رجليه إذا سجد. ثمَّ يسجد، ثمَّ يكبر ويجلس على رجله اليسرى، حتى يرجع كلُّ عظم إلى موضعِه. ثمَّ يقوم فيصنع في الأُخرى مثل ذلك. ثمَّ إذا قامَ من الركعتين؛ رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما يصنع عند افتتاح الصلاة (¬2)، ثمَّ يصلي بقية صلاتِه هكذا، حتّى إذا كانَ في السجدة التي فيها التسليم؛ أخرجَ رجليه، وجلس على شقه الأيسر (¬3) متوركًا. قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. (قلت): عند البخاري بعضه عن أبي حميد وحده ونفر غير مسمَّين. ¬

_ = وحديث السجود على الركبتين ضعيف، وهو من حصة الكتاب الآخر "ضعيف الموارد" (رقم 43/ 487)، مع مخالفته لحديث ابن عمر: كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه ... وهو يطابق تمامًا قوله: يهوي إلى الأرض ساجدًا. فلا جرم أنه أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة، وهما مخرجان في "الإرواء" (2/ 87 - 88) وغيره. وانظر "تمام المنة في التعليق على فقه السنة" (ص 193 - 195). (¬1) بالخاء المعجمة، أي: يلينها حتى تنثني؛ فيوجهها نحو القبلة، كما قال الخطابي وغيره. ووقع في الأصل بالحاء المهملة! وهو تصحيف غفل عنه الأخ الداراني وصاحبه! والتصويب من "الإحسان" ومصادر التخريج. (¬2) زاد البخاري: فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، ونصب اليمنى. وهذا هو الافتراش، وفي التشهد الذي فيه التسليم: (التوركُ) كما هو تمام الحديث. وبهذا التفصيل قال الإمام أحمد، خلافًا للحنفية والمالكية. انظر "صفة الصلاة" (156 و 181). (¬3) الأصل: (الأيمن)! وهو خطأ فاحش لعله من النساخ، وغفل عنه الداراني وصاحبه كالعادة، والتصويب من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج، ومنها البخاري، كما في التعليق الذي قبله.

71 - باب ما جاء في الركوع والسجود

صحيح - "المشكاة" (801)، "الإرواء" (2/ 13/ 305)، "صحيح أبي داود" (720). 408 - 494 و 495 - عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، قال: اجتمعَ أبو حميد الساعدي، وأبو أسيد الساعدي، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة ... فذكر نحوه. صحيح لغيرِه - "صحيح أبي داود" (723). 409 - 498 - عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبسط ذراعيك إذا صليت كبسط السَّبُع، وادَّعِم على راحتيك، وجافِ عن ضَبْعَيك (¬1)؛ فإنَّكَ إذا فعلتَ ذلك سجدَ كلُّ عضو منك". حسن صحيح - "صفة الصلاة"، التعليق على "ابن خزيمة" (645). 410 - [1941 - عن عبد الله بن الزبير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تشهد؛ وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بأصبعه السَّبّابة، لا يجاوز بصرُهُ إشارتَه]. حسن صحيح - صحيح أبي داود (910). 71 - باب ما جاء في الركوع والسجود 411 - 500 - عن علي بن شيبان - وكان أحد الوفد الستة -، قال: قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلينا معه، فلمح بمؤخر عينه رجلًا لا يقيم صلبه في الركوع والسجود، فقال: ¬

_ (¬1) الضَّبْع: وسط العضد، وقيل: هو ما تحت الإبط. "نهاية" (3/ 73).

"إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه". صحيح - "صفة الصلاة"، "الصحيحة" (2536). 412 - 501 و 502 - عن أبي مسعود، قالَ: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجزئ صلاة أحدٍ لا يقيم صلبه في الرُّكوع والسجودِ". صحيح - "صفة الصلاة"، "صلاة التراويح" (119)، "صحيح أبي داود" (801)، "الصحيحة" (2536). 413 - 503 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أسوأُ الناسِ سرقةً الذي يسرقُ صلاتَه". قال: وكيف يسرقُ صلاتَه؟! قال: "لا يتمُّ ركوعها ولا سجودها". حسن - "صفة الصلاة"، "صلاة التراويح" (119)، "التعليق الرغيب" (1/ 183). 414 - [1930 - عن عائشة، قالت: فقدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان معي على فراشي، فوجدته ساجدًا راصًّا عقبيه، مستقبلًا بأطراف أصابعه لِلْقبلة، فسمعته يقول: "اللهم! إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، أثني عليك؛ لا أبلغ كل ما فيك". فلما انصرف قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة! أحْرَبَكِ (¬1) شيطانك؟ ". ¬

_ (¬1) أي: أغضبك شيطانك. وفي "صحيح ابن خزيمة": "أخذك"، وهو الصواب الموافق لسائر الروايات خلافًا للمعلق على "الإحسان"، وفي "صحيح مسلم" (8/ 139): "أقد جاءك"؛ ولم يقف عليه المعلق، وهو في "المسند" (6/ 115) أيضًا من هذا الوجه باللفظ المثبت أعلاه. =

72 - باب فيمن رفع رأسه قبل الإمام

فقلت: أَوَ معي شيطان؟ فقال: "ما من آدمي إلا له شيطان". فقلت: وأنت يا رسول الله؟! قال: "وأنا، ولكن دعوتُ الله عليه فأسلم"]. صحيح - "صحيح أبي داود" (823)، "الروض النضير" (758): م ببعض اختصار. 72 - باب فيمن رفع رأسه قبل الإمام [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 73 - باب ما يقول في الركوع والرفع منه والسجود 415 - 505 - عن أَنس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قالَ الإمامُ: سمع الله لمن حمدَه؛ فقولوا: ربّنا! ولكَ الحمد". صحيح - "صحيح أبي داود" (794). 74 - باب الاستعانة بالركب في السجود [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 75 - باب رفع الرجال قبل النساء 416 - 508 - عن سهل بن سعد، قال: كنّ النساءُ يؤمرن في عهدِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة أن لا يرفعن ¬

_ = وإنما استدركه المؤلف لجملة الرصّ والاستقبال، وهي فائدة ما ينبغي أن تفوتَ. وقوله: "أو معي" الأصل: "من"! وزاد قبلها في طبعة المؤسسة "ما لي" وذكر المعلق أنه استدركها من "التقاسيم"، وأستبعد صدور هذا النفي من عائشة. وفي "صحيح ابن خزيمة" (1/ 328)، و"البيهقي" (2/ 116): "أما لكَ؟ "، والصواب ما أثبته، وهو من "مسلم" و"المسند".

76 - باب الدعاء في الصلاة

رءوسهنَّ؛ حتّى يأخذَ الرَّجال مقاعدهم من الأرض؛ من ضيق الثياب. صحيح - "صحيح أبي داود" (641). ق نحوه. قلت: فليس على شرطِ "الزوائد". 76 - باب الدعاء في الصلاة 417 - 509 - عن عطاء بن السائبِ، عن أبيه قال: كنّا جلوسًا في المسجدِ، فدخلَ عمار بن ياسر فصلّى صلاة خففها، فمرَّ بنا، فقيل له: يا أبا اليقظانِ! خَففتَ الصلاة؟! قال: أفخفيفة رأيتموها؟ قلنا: نعم، قال: أما إنّي قد دعوت فيها بدعاء سمعته من رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ مضى، فاتبعه رجل من القومِ (قال عطاء: اتبعه - يعني: أبي - ولكنّه كره أن يقولَ: اتبعته)، فسأله عن الدعاء؟ ثمَّ رجع فأخبرهم بالدعاء: "اللهمَّ! بعلمِك الغيب وقدرتك على الخلق؛ أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي، اللهمَّ! إنّي أسألُكَ خشيتَك في الغيبِ والشهادةِ، وكلمةَ العدل والحقِّ في الغضبِ والرضا، وأسألك القصدَ في الفقر والغنى، وأسلك نعيمًا لا يبيد، وقرّةَ عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برْدَ العيشِ بعد الموتِ، وأسألك لذة النظرِ إلى وجهِكَ، وأسألك الشوق إلى لقائك، في غيرِ ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مضلّة، اللهمَّ! زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين". صحيح - "صفة الصلاة"، "الكلم الطيب"، "ظلال الجنة" (129). 418 - 510 - عن فَضَالة بن عبيد، قال: سمع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يدعو في صلاتِه؛ لم يحمد الله، ولم يصلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:

77 - باب ما جاء في القنوت

"عجِلَ هذا"، ثمَّ دعاه، فقال له: "إذا صلّى أحدُكم؛ فليبدأ بتحميد اللهِ، والثناء عليه، ثمَّ ليصلِّ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ ليدع بعدُ بما شاء". صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (1331): "المشكاة" (930). 77 - باب ما جاء في القنوت 419 - 511 - عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه، قال: صليت خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلم يقنت، وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت، وصليت خلف عمر فلم يقنت، وصليت خلف عثمان فلم يقنت، وصليت خلف علي فلم يقنت، ثمَّ قال: يا بني! إنَّها بدعة (¬1). صحيح لغيرِه - "الإرواء": (435)، "المشكاة" (1292). 420 - 512 و 513 - عن أبي الحَوْرَاء السعدي، قال: قلت للحسن بن علي: حدثني بشيء حفظته من رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، لم يحدثك به أحد، يعني عنه؟ فقال: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنَّ الخيرَ طمأنينة، والشرَّ ريبة". وأُتي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ من تمر الصدقة، فأخذتُ تمرة فألقيتها في فيَّ، فأخذها بلعابها حتّى أعادها في التمر، فقيل له: يا رسول اللهِ! ما كانَ عليك من هذه التمرة من هذا الصبي؟ فقال: "إنّا - آل محمد - لا تحلُّ لنا الصدقة". ¬

_ (¬1) قلت: يعني: القنوت في الصلوات الخمس في غير النوازل والوتر.

78 - باب ما يقول في التشهد

وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذا الدعاء [وفي رواية: وكان يعلمنا هذا الدعاء]: "اللهمَّ! اهدني (¬1) فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت؛ فإنَّكَ تقضي ولا يقضي عليك، إنّه لا يذلُّ من واليت، تباركت وتعاليت". صحيح - "الإرواء" (2/ 172/ 429 و 7/ 155/ 2074)، "المشكاة" (2773)، "الروض النضير" (512)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (2/ 151). 78 - باب ما يقول في التشهد 421 - 514 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "ما تقول في الصلاة؟ ". ¬

_ (¬1) الأصل في هذه الرواية الأولى: "اهدنا" وسائر الأفعال بصيغة الجمع! والمحفوظ فيها كلها بصيغة الأفراد كما في الرواية الأُخرى، وهي من حديث شعبة برواية جمع من الثقات، والرواية الأُولى هي من رواية (مؤمل بن إِسماعيل) عنه، وهو سيّئ الحفظ بالاتفاق، ومع ذلك صحح روايته المعلّقون على (الكتاب) وعلى "الإحسان"، بدعوى متابعة الثقات إياه! وهذه غفلة عجيبة، فإنهم لم يذكروا له ولا متابعًا واحدًا على صيغة الجمع هذه، ولا على نسبته الدعاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يدعو به، وأهمل تعليمه - صلى الله عليه وسلم - كما هي رواية الثقات. والذي يقتضيه التحقيق أن ينسب إلى مخالفته للثقات، لا إلى متابعتهم إياه، وعليه يكون حديثه منكرًا، لو كانوا يعلمون! ثم إن في بعض الروايات الثابتة أن التعليم كان في قنوت الوتر، وإلى ذلك أشار المؤلف بذكره الحديث في هذا الباب. وقد غفلوا عنه أيضًا!

قال: أتشهَّد ثمَّ أَقولُ: اللهمّ! إني أسألُكَ الجنّةَ وأعوذُ بكَ من النارِ، أما واللهِ ما أُحسن دندنتَكَ ولا دندنة معاذ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "حولها ندندن". صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (757). 422 - [1947 و 1948 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: كنا لا ندري ما نقول في كلِّ ركعتين؛ إلّا أن نسبّحَ ونكبِّرَ ونحمدَ ربَّنا، [نقول: السلام على جبريل، السلام على ميكائيل]، وإنَّ محمدًا عُلِّمَ فواتحَ الخير وخواتمه - أو قال: جوامعه -، [فعلمنا] وإنّه قال لنا: " [إنَّ الله هو السلام، فـ] إذا قعدتم في كلِّ ركعتين، فقولوا: التحيات للهِ، والصلوات والطيبات، السلام عليك (¬1) أيّها النبيُّ! ورحمة اللهِ وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -[فـ] [إذا قلتها أصابت كلَّ ملك مقرّب، ونبيّ مرسل، وعبد صالح]-، أشهد أَن لا إلّه إلّا الله، وأَشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله. ثمَّ ليتخير من الدعاء ما أعجبه، فليدع به ربّه"]. صحيح - "صفة الصلاة"، "الإوراء" (2/ 43)، "صحيح أبي داود" (890). ¬

_ (¬1) هذا في قيد حياتِه - صلى الله عليه وسلم -؛ لقول ابن مسعود في رواية للبخاري وغيره في هذا الحديث: وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام على النبيّ ... ، وصححه الحافظُ العسقلاني، والفقيه السبكي. ومن زعم من المعاصرين أنّه شاذ، فمن جهله أُتي. انظر "الإراوء" (2/ 26).

[78/ 2 - الإشارة بالسبابة إلى القبلة

[78/ 2 - الإشارة بالسبابة إلى القبلة 423 - 1944 - عن ابن عمر: أنّه رأى رجلًا يحرّك الحصا بيده وهو في الصلاة، فلما انصرف قال له عبد الله: لا تحرّك الحصا وأنت في الصلاة؛ فإن ذلك من الشيطان، ولكن اصنع كما كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يصنع؛ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه، وأَشارَ بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة، ورمى ببصره إليها أو نحوها، ثمَّ قال: هكذا رأيتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يصنع]. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (907): م - دون قولِه: إلى القبلة، ورمى ببصرِه إليها ... ولذلك خرجته. 79 - باب الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 424 - 515 - عن أَبِي مسعود، قال: أقبلَ رجل حتّى جلسَ بين يدي رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[ونحن عنده]، فقال: يا رسول اللهِ! أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتِنا صلّى الله عليك؟ فصمتَ حتّى أحببنا أنَّ الرَّجلَ لم يسأله، ثمَّ قال: "إذا أنتم صليتم [عليَّ]؛ فقولوا: اللهمَّ! صلِّ على محمد النبيِّ الأُميّ وعلى آل محمد، كما صليت على

80 - باب التسليم من الصلاة

إِبراهيم [وعلى آل إِبراهيم، وبارك على محمد النبيِّ الأُميّ، وعلى آل محمد، كما باركت على إِبراهيم] (¬1) وعلى آل ابراهيم، إنَّك حميد مجيد". حسن - "صفة الصلاة"، "صحيح أبي داود" (902). 80 - باب التسليم من الصلاة 425 - 516 و 517 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يسلّم عن يمينه وعن يسارِه - حتّى يرى بياض خدّه -: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته" (¬2). صحيح لغيره دون: "وبركاته" في التسليمة الثانية - "صفة الصلاة"، "المشكاة" (950)، "صحيح أبي داود" (915). 426 - 518 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يسلّم تسليمة واحدة؛ تلقاء وجهه إلى القبلة. صحيح لغيره - "صفة الصلاة"، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (729). 427 - 519 - عن أنس بن مالك، قال: ¬

_ (¬1) هذه الزيادة وما قبلها استدركتها من "صحيح ابن خزيمة" (1/ 351 - 352)؛ فإن ابن حبان أخرجه من طريقه، وهي كلّها في طبعة المؤسسة لـ "صحيح ابن حبان" - "الإحسان" -، دون طبعة بيروت. ومع أن الأخ الداراني عزا الأولى منهما، فإِنه لم يستدركها! (¬2) بهذا الأصل بزيادة: "وبركاته" في التسليمة الثانية أيضًا، ولم تقع إلا في الثانية في طبعتي الكتاب وفي طبعتي "الإحسان"، وهو منكر جدًا، ومر عليها المعلقون الأربعة على الكتاب فلم ينكروها! بل إن الشيخ شعيبًا أوهم في تعليقه على "الإحسان" (5/ 333) أنها ثابتة في مصادر التخريج التي منها "السنن"، و"المسند" وغيرها وليست عندهم إطلاقًا، نعم للزيادة في التسليمة الأولى شاهد صحيح من حديث وائل - رضي الله عنه -؛ صححه جمع، كما هو مبين في المصادر المذكورة أعلاه.

81 - باب ما يقبل من الصلاة

إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ ينصرف عن يمينِه. صحيح - "المشكاة" (945): م، فليس هو على شرطِ "الزوائد". 428 - 520 - عن هُلْب - رجل من طيِّئ -: أنّه صلّى مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فكانَ ينصرف عن شقيه. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (956). 429 - [1996 - عن ابن مسعود، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: كانَ عامة ما ينصرفُ عن يسارِه إلى الحجراتِ]. حسن - "صحيح أبي داود" (957): م - دون قولِه: إلى الحجرات. 81 - باب ما يقبل من الصلاة 430 - 521 - عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارثِ بن هشام، [عن أبيه] (¬1): أنَّ عمارَ بن ياسر صلّى ركعتين فخففهما، فقال له عبد الرحمن: يا أبا اليقظانِ! أراكَ قد خففتهما؟ فقال: إنّي بادرت بها الوسواس، إني سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الرَّجلَ ليصلي الصلاةَ؛ ولعلّه لا يكون له منها إلّا عُشرها، أو تُسعها، أو ثمنها، أَو سبعها، أو سدسها، حتّى أتى على العدد". ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل تبعًا لأصله، واستدركتها من عدّة مصادر منها "مسند أحمد" (4/ 319)، و"سنن النسائي الكبرى" (1/ 211/ 611)، و"مسند أبي يعلى" (9/ 189) - ومن طريقه رواه المؤلف -، و"سنن البيهقي". ولم يستدركها الداراني (2/ 238)، فأعله بالانقطاع وضعّف إسناده! وزعم ابن حبان عقب الحديث: أن عمر بن أبي بكر سمعه عن جده عبد الرحمن بن الحارث بن هشام!

82 - باب البكاء في الصلاة

حسن صحيح - "صفة الصلاة/ المقدمة"، "صلاة التراويح" (ص 121/ 6)، "صحيح أبي داود" (761)، "التعليق الرغيب" (1/ 184). 82 - باب البكاء في الصلاة 431 - 522 - عن عبد الله بن الشِّخِّير، قال: دخلت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ وهو قائم يصلي، ولصدرِه أَزيز كأزيزِ المِرْجَل. صحيح - "صلاة التراويح" (ص 121 - 122/ 7)، "صحيح أبي داود" (840)، "التعليق الرغيب" (1/ 187). 432 - 523 - عن عطاء، قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آنَ لك أن تزورَ، فقال: أقولُ يا أمّه! كما قال الأوّل: زر غِبًّا تزدد حُبًّا، قال: فقالت: دعونا من بَطالتكم هذه، قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فسكتت، ثمَّ قالت: لما كانَ ليلة من الليالي؛ قال: "يا عائشة! ذريني أتعبد الليلة لربّي". قلت: واللهِ إنّي لأحبّ قربَك وأحبُّ ما يسرك، قالت: فقامَ فتطهر ثمَّ قامَ يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بلَّ حِجره، قالت: وكان جالسًا، فلم يزل يبكي - صلى الله عليه وسلم - حتّى بل لحيته، قالت: ثمَّ بكى حتّى بلَّ الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول اللهِ! تبكي؛ وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبِكَ وما تأخر؟! قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟! لقد نزلت عليَّ الليلة آية؛ ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ} الآية كلها".

83 - باب ما يجوز من العمل في الصلاة

حسن - "الصحيحة" (68)، "التعليق الرغيب" (2/ 220). 83 - باب ما يجوز من العمل في الصلاة 433 - 524 - عن عقبة بن عامر، قال: صلينا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فأطالَ القيام، وكانَ إذا صلّى بنا خفف، ثمَّ لا نسمع منه شيئًا غير أنّه يقول: "ربِّ وأنا فيهم؟! ". ثمَّ رأيته أهوى بيدِه ليتناولَ شيئًا، ثمَّ إنّه ركع، ثمَّ أسرعَ بعد ذلك، فلما سلم رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ جلسَ وجلسنا حولَه، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قد علمتُ أنَّه رابَكم طول صلاتي وقيامي". قلنا: أجل يا رسول اللهِ! وسمعناك تقول: "ربِّ وأنا فيهم؟! "، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيدِه؛ ما من شيءٍ وُعدتموه في الآخرةِ؛ إلّا قد عُرضَ علي في مقامي هذا، حتّى لقد عُرضت عليَّ النار، وأقبلَ عليَّ منها شيءٌ حتّى دنا مكاني هذا، فخشيت أن تغشاكم، فقلت: ربِّ! وأنا فيهم؟! فصرفها، فأدبرت قِطعًا كأنّها الزَّرابيُّ (¬1)، فنظرتُ فيها نظرة، فرأيت فيها عَمرو بن خرثان - أخا بني غفار - متكئًا في جهنّم على قوسِه، وإذا فيها الحِمْيَرِيّة صاحبة القطة؛ ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها". صحيح - التعليق على "الإحسان" (8/ 117)، "جزء صلاة الكسوف". 434 - 525 و 526 - عن أبي هريرة، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) جمع (الزربِيَّة): الطَّنفسة، وقيل: البساط ذو الخمل. "نهاية".

84 - باب فتح الباب في الصلاة

"اعترضَ الشيطان في صلاتي، فأخذتُ بحلقه، فخنقته حتّى وجدتُ بَرْدَ لسانِه، ولولا دعوة أخي سليمان؛ لأصبح موثقًا تنظرونَ إليه". حسن صحيح - "صفة الصلاة"، "تمام المنّة": ق نحوه أتمّ منه. 435 - 527 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى شيطانًا وهو في الصلاة، فأخذَ بحلقه حتى وجد بَرد لسانِه على يدِه، قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لولا دعوة أخي سليمان؛ لأصبح موثقًا حتّى يراه الناس". حسن صحيح - المصدر نفسه. 436 - 528 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب". صحيح - "صحيح أبي داود" (854). 437 - 529 - عن ابن عباس، قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناسِ، فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب تشتدان؛ اقتتلتا، فأخذهما رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فنزعَ إحداهما من الأخرى، ومها بالى بذلك. صحيح - "صحيح أبي داود" (710). 84 - باب فتح الباب في الصلاة 438 - 530 - عن عائشة رضي الله عنها، قالت: استفتحتُ الباب ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يصلي تطوعًا، والباب في القِبلة، فمشى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه أو عن يسارِه حتى فتح الباب، ثمَّ رجعَ إلى الصلاة.

85 - باب ما لا يضر من الالتفات في الصلاة

حسن - "صحيح أبي داود" (855). 85 - باب ما لا يضر من الالتفات في الصلاة 439 - 531 - عن ابن عباس، قال: كانَ النبيُّ (¬1) - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَفَّتُ يمينًا وشمالًا في صلاته، ولا يلوي عنقَه خلفَ ظهرِه. صحيح - "المشكاة" (998). 86 - باب الإشارة بالسلام في الصلاة 440 - 532 - عن ابن عمر، قال: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مسجدَ بني عمرو بن عوف - يعني: مسجد قباء -، فدخل رجالٌ من الأَنصارِ يسلمونَ عليه، قال ابن عمر: فسألتُ صُهيبًا - وكانَ معه -: كيفَ كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يفعلُ إذا كانَ يُسَلَّمُ عليه وهو يصلي؟ فقال: "كانَ يشير بيده". صحيح - "صحيح أبي داود" (860). 441 - [2241 - عن ابن مسعود، قال: كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة، فيرد علينا قبل أن نأتي أرض الحبشة، فلما رجعنا من عند النجاشي؛ أتيته وهو يصلي، فسلمتُ عليه، فلم يرد عليَّ السلام (¬2)، فأخذني ما قَرُبَ وما بعد، فجلست أنتظر، ¬

_ (¬1) في طبعتي "الإحسان": (كانَ رسول اللهِ يلتفت) (2285)، (2288)؛ وكذا في "صحيح ابن خزيمة" (871)، والمؤلف رواه من طريقه. (¬2) يعني: لفظًا، وإنما إشارة بيده، ففي رواية للطبراني من طريق أخرى عن ابن مسعود بلفظ: مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فسلّمت عليه، فأشار إليّ. وسنده جيّد، ويشهد له حديث ابن عمر الذي قبله.

87 - باب سجود السهو

فلما قضى الصلاةَ قلت: يا رسول الله! سلمتُ عليك وأنت تصلي فلم ترد عليَّ السلام (وفي رواية: إنك كنت ترد علينا)؟! فقال: "إن الله يُحْدِثُ من أمره ما شاء، وقد أحْدَثَ أن لا نتكلم في الصلاة"]. حسن صحيح - الصحيحة (5/ رقم 2380)، "صحيح أبي داود" (857)، "الروض النضير" (605 و 637). 87 - باب سجود السهو 442 - 533 - عن ابن عباس، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا صلّى أحدُكم فلم يدرِ ثلاثًا صلّى أم أربعًا؛ فليصلِّ ركعة، وليسجد سجدتين قبل السلام، فإن كانَ خامسة شفعتها سجدتان، وإن كانت رابعة؛ فالسجدتان ترغيم للشيطان". صحيح - "صحيح أبي داود" (941 - 942): م - نحوه. 443 - 534 - عن عبد الرحمن بن شِماسة، قال: صلّى بنا عقبة بن عامر، فقامَ وعليه جلوس، فقال الناس وراءه: سبحان الله، فلم يجلس، فلما فرغ من صلاتِه؛ سجدَ سجدتين وهو جالس، فقال: إنّي سمعتكم تقولونَ: سبحان اللهِ كيما أجلس، وليس تلك السنة، إنَّما السنّة التي صنعتُ. صحيح - "صحيح أبي داود" تحت حديث (951). 444 - 535 - عن معاوية بن خَديج، قال:

صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب، فسها، فسلّم في الرَّكعتين ثمَّ انصرفَ، فقال له رجل: يا رسول اللهِ! إنَّكَ سهوت فسلمت في الرَّكعتين، فأمر فأَقامَ الصلاة، ثمَّ أتمَّ تلكَ الرَّكعتين (¬1). وسُئلتُ (¬2) عن الرَّجلِ الذي قال: يا رسول اللهِ! إنَّكَ قد سهوت؛ فقيل لي: تعرفه؟ فقلت (¬3): لا؛ إلا أن أَراه، فمر بي رجل فقلت: هو هذا، فقالوا: هذا طلحة بن عبيد الله. صحيح - "صحيح أَبي داود" (938). 445 - 537 - عن أبي سعيد الخدري، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا شكَّ أحدكم؛ فليلق الشكّ، وليبنِ على اليقين، فإن استيقن التمام سجد سجدتين، فإن كانت صلاته تامّة؛ كانت الركعة نافلة، والسجدتان نافلة، وإن كانت ناقصة؛ كانت الركعة تمامًا لصلاتِه، والسجدتان ترغمان أنفَ الشيطان". (قلت): رواه مسلم باختصار قوله في الركعة وفي سجدتي السهو نافلة. حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (939). ¬

_ (¬1) في أصل الأَصل (4/ 2664): "ركعة"، وكذا في "سنن أبي داود". (¬2) كذا الأصل، وهو الصحيح عندي، وعليه؛ فقوله: "فقيل لي ... " جملة بيانية لما قبلها إن صحت، فقد تفرد بها يحيى بن أيوب - وهو الغافقي المصري -، وفي حفظه كلام كثير تراه في "التهذيب"، وقد زادها على الليث بن سعد، فإنه ذكر مكانها: "فأخبرت بذلك الناس"، وهذا هو الصحيح، على أن الزيادة لفظها في "ابن خزيمة"، و"الإحسان" وعنه المصنف: "وسألت الناس عن الرجل ... "، وهذا منكر؛ إذ كيف يسأل هو الناس، ثم يعود هؤلاء فيسألونه: "أتعرفه"؟! فهذا ينفي سؤاله إياهم، ولعل الهيثمي لاحظ هذا التدافع فعدَّل الجملة لِتزول نكارتها، وقد عرفت نكارتها سندًا. (¬3) الأصل: (فقال)؛ والتصويب من "الإحسان" و"أبي داود" وغيره.

88 - باب ما جاء في الذكر والدعاء عقب الصلوات

446 - [2655 و 2656] عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلّى أحدُكم فلم يدرِ ثلاثًا صلّى أم أربعًا؛ فليسجد سجدتين وهو جالس، وإذا أَتى أحدَكم الشيطانُ فقال: قد أحدثتَ؛ فليقل: كذبت؛ إلّا ما سمع صوته بأُذنِه، أو وجد ريحه بأنفه". وفي الباب حديث آخر عنه، فانظره في "الصحيح". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1362)، "صحيح أبي داود" (939". 447 - 538 - عن ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمى سجدتي السهو المُرْغِمتين. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (940). 448 - [2670 - عن ابن بُحَيْنة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلّى، فقامَ في الشفع الذي يريد أن يجلس؛ فسبحنا، فمضى، فلما فرغ من صلاتِه؛ سجدَ سجدتين وهو جالس]. صحيح - "الصحيحة" (2457): ق - بدون قولِه: فسبحنا. 88 - باب ما جاء في الذكر والدعاء عقب الصلوات 449 - 539 و 540 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "خصلتان لا يحصيهما عبد إلّا دخلَ الجنّة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله أحدُكم دبرَ كلِّ صلاةٍ عشرًا، ويحمد عشرًا، ويُكبِّر عشرًا، تلك مئة [وخمسون] باللسانِ، وألف وخمس مئة في الميزان (¬1)، ¬

_ (¬1) يعني: أنَّ الحسنة بعشر، فيكون المجموع (300) حسنة في الصلاة الواحدة، فتضرب بـ (5) وهي الصلوات الخمس، فالناتج (1500)، فضل من اللهِ ونعمة.

89 - باب الدعاء بعد الصلاة

وإذا أوى إلى فراشِه يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر أَربعًا وثلاثين، فتلك مئة باللسانِ وأَلف في الميزانِ - قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: فأيكم يعمل في يومِه وليلته ألفين وخمس مئة سيئة؟! ". قال عبد الله: رأيتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يعقدهنَّ بيده. قال: قيل: يا رسول اللهِ! كيفَ "لا يحصيهما"؟! قال: "يأتي أحدَكم الشيطانُ - وهو في صلاتِه - فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، ويأتيه عند منامه فينوّمه". صحيح - "الكلم الطيب"، "المشكاة" (2406)، "التعليق الرَّغيب" (1/ 209 و 2/ 461) 89 - باب الدعاء بعد الصلاة [ليس فيه هنا حديث على شرط الكتاب، لكن سيأتي في (37/ 7)] 90 - باب صلاة السفر 450 - 542 - عن أمية بن عبد الله بن خالد: أنَّه قال لعبد الله بن عمر: إنّا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن، ولا نجد صلاة السفر في القرآن؟ فقال له عبد الله: يا ابن أخي! إنَّ الله تعالى بعث إلينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ولا نعلم شيئًا، وإنَّما نفعل كما رأيناه يفعل. صحيح - "التعليق على ابن ماجه" (1/ 330). 451 - 543 - عن عمر رضوان الله عليه، قال: صلاة السفر، وصلاة الفطر، وصلاة الأضحى، وصلاة الجمعة

91 - باب مدة القصر

ركعتان؛ تمام غير قصر، على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الإرواء" (638). 452 - 544 - عن عائشة، قالت: فرضت صلاة الحضر والسفر ركعتين، فلما أقامَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة؛ زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان، وتركت صلاةُ الفجر لطولِ القراءة، وصلاةُ المغرب لأنها وتر النهار. (قلت): في "الصحيح" طرف منه. صحيح - "الصحيحة" (2814)، "تمام المنّة" (316 - 317). 453 - 545 - عن ابن عمر، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ اللهَ يحبُّ أن تُؤتى رخصه، كما يكره أَن تؤتى معاصيه". (قلت): وحديث ابن عباس يأتي في "الصيام في السفر" [(760/ 913)]. صحيح - "الإرواء" (3/ 10 - 11)، "التعليق الرغيب" (2/ 92) (¬1). 91 - باب مدة القصر 454 - 546 و 547 - عن جابر بن عبد الله: ¬

_ (¬1) هذا الحديثُ وحديث ابن عباسٍ الآتي هناك؛ ممّا جنى عليهما السقاف فقال فيما سمّاه "صحيح صفة صلاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من التكبير إلى التسليم كأنّك تنظرُ إِليها"!! (ص 21) قال: "والصحيح عندنا أنّه موقوف، وقد أَخطأ من صححه مرفوعًا"! كذا قال! وأَظنّ أن هذا الكلامَ لغيرِه، لقّنه إياه وتبناه هو؛ لأَنّه أَجبن من أَن يتجرّأ على شيخِه الغماري فقد صححه في "كنزِه" (رقم 759)، وصححه من قبله ابن خزيمة وابن حبان والمنذري وغيرهم. انظر المصدر المذكور أَعلاه. والحقيقة أنّ كتابَه المذكور انّما يصحُّ أَن يقالَ فيه " .. صفة صلاة الشافعيّة"؛ لكثرة موافقتِه لهم ومخالفته لصفة صلاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة، وبيان ذلك له مجال آخر، وحسبك أن تعلم أنه صرح بأن من سنن الصلاة التلفظ بالنية!!

92 - باب الجمع في السفر

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أقامَ بتبوك عشرين يومًا يقصر الصلاة. صحيح - "صحيح أبي داود" (1120). 92 - باب الجمع في السفر 455 - 548 - عن جابر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء في السفر. صحيح لغيره - انظر ما بعده. 456 - 549 - عن معاذ بن جبل: أنَّهم خرجوا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عامَ تبوك، فكان رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الظهرِ والعصر، والمغرب والعشاء، قال: فأخّرَ الصلاةَ يومًا؛ ثمَّ خرجَ فصلّى الظهرَ والعصر جميعًا، ثمَّ دخلَ، ثمَّ خرجَ فصلّى المغربَ والعشاء جميعًا، ثمَّ قال: "إنَّكم تأتونَ غدًا إنْ شاء الله عينَ تبوك، وإنَّكم لن تأتوها حتّى يضحي النّهار، فمن جاءها؛ فلا يمسّ من مائها شيئًا حتّى آتي". قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان، والعين مثل الشِّراك تَبُضُّ بشيءٍ من ماء، فسألهما رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هل مسِستما من مائها؟ ". قالا: نعم، وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلًا؛ حتّى اجتمعَ في شيءٍ، ثمَّ غسل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فيه وجهه ويديه، ثمَّ أعاده فيها، فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثمَّ قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

[أبواب الجمعة]

"يُوشك يا معاذ! إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد عاد جنانًا" (¬1). (قلت): هو في "الصحيح" باختصار قصة عين تبوك. صحيح - "صحيح أَبِي داود" (1089)، "الصحيحة" (1210): م. قلت: بل هو في "صحيح مسلم" (7/ 60 - 61) بالقصة أيضًا، فليس على شرط "الزوائد". 457 - [1591 - عن معاذ بن جبل: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ في غزوة تبوك، فكانَ إذا ارتحل قبل زيغ الشمسِ؛ أخّر الظهر حتّى يجمعها إِلى العصر فيصليها جميعًا، وإِذا ارتحل بعد زيغِ الشمس؛ صلّى الظهر والعصر جميعًا، ثمَّ سارَ، وكانَ إِذا ارتحلَ قبل المغربِ؛ أخّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاء، وإِذا ارتحلَ بعد المغربِ؛ عجَّلَ العشاء فصلاها مع المغرب]. صحيح - "الإرواء" (578)، "صحيح أبي داود" (1106). [أبواب الجمعة] (¬2) 93 - باب ما جاء في يوم الجمعة والصلاة على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيه 458 - 550 - عن أوس بن أوس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من أفضل أيامكم يومَ الجمعة: فيه خلق الله آدمَ، وفيه قُبض، ¬

_ (¬1) هذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - العلمية الغيبية، فقد صارت (تبوك) جنانًا، أو كادت، فصلى الله وسلم على محمد النبي الأمي. (¬2) زيادة من عندي، فإن أبوابه أكثر من أبواب المواقيت.

94 - باب فيما يقرأ في المغرب والعشاء ليلة الجمعة

وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإِنَّ صلاتكم معروضة عليَّ". قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرَمت (أي: بليت)، فقال: "إنَّ الله جلّ وعلا حرّم على الأَرض أَن تأْكل أَجسامنا". صحيح - "المشكاة" (1361)، "الصحيحة" (1527)، "صحيح الترغيب" (698). 459 - 551 - عن أبي هريرة، أَن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تطلع الشمسُ ولا تغرُب على يوم أفضلَ من يوم الجمعة، وما من دابّة إلّا وهي تفزع يومَ الجمعة؛ إلّا هذين الثقلين: الجنَّ والانسَ". (قلت): في "الصحيح" بعضه بنحوه، وباختصار قوله: "وما من دابّة ... " إِلى آخره. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 249). وهو قطعة من حديثه الطويل الآتي في (9 - كتاب/ 30 - باب). 94 - باب فيما يقرأ في المغرب والعشاء ليلة الجمعة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 95 - باب فيمن ترك الجمعة 460 - 553 و 554 - عن أبي الجعد الضمري - وكانت له صحبة -، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من تَرَكَ الجمعة ثلاثًا من غير عُذرٍ؛ فهو منافق". (وفي راوية: "تهاونًا بها؛ طبع الله على قلبه"). حسن صحيح - "المشكاة" (1371)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1857)،

96 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة

"صحيح أبي داود" (965). وقد مضى بالرواية الأولى (رقم 62). 461 - 555 - عن ابن عمر، وابن عباس، أنّهما شهدا على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على المنبر: "لينتهينَّ أقوامٌ عن وَدْعِهم الجمُعاتِ، أو ليختمنَّ اللهُ على قلوبهم، وليكونُنَّ من الغافلين". (قلت): حديث ابن عمر في "الصحيح" (¬1)، ويأتي حديث سمرة في [باب فيمن فاتته] الجمعة: "وليتصدّق بدينار أو نصف دينار" ["ضعيف الموارد"]. صحيح - "الصحيحة" (2967). 96 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة تقدم في أول الجمعة من حديث أوس بن أوس [458/ 550]. 97 - باب في حقوق الجمعة من الغسل واللباس والطيب وغير ذلك 462 - 556 - عن أبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "حق على كلِّ مسلم أن يغتسلَ كلَّ سبعة أيام، وأن يمسَّ طيبًا إنْ وجده". صحيح - التعليق على "ابن خزيمة" (1761). 463 - 557 - عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ للهِ حقًّا على كلِّ مسلمٍ أَنْ يغتسلَ كلَّ سبعة أيامٍ يومًا، فإن كانَ له طيبٌ مسّه". ¬

_ (¬1) يعني: "صحيح مسلم"، وقرن فيه أبا هريرة مع ابن عمر مكان ابن عباس.

(قلت): له حديث في "الصحيح" غير هذا. صحيح - التعليق على "الإحسان" (1229). 464 - 558 - عن جابر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "علّى كلِّ مسلم في سبعة أيام غسل، وهو يوم الجمعة". صحيح لغيره - "الإرواء" (1/ 173). 465 - 559 - عن أَوس بن أوس، قال: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من غسّل يوم الجمعة واغتسل، وبكّر وابتكر، ومشى، فدنا واستمع، وأنصت ولم يَلغُ؛ كتب الله له بكلِّ خطوة يخطوها عمل سنةٍ؛ صيامَها وقيامَها". صحيح - "صحيح أَبي داود" (373). 466 - 560 - عن أبي هريرة، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: " [إنَّ] مِن فطرة الإسلامِ الغسل يوم الجمعة، والاستنان، وأخذ الشارب، وإعفاء اللحى، فإِنَّ المجوسَ تُعفي شواربها، وتُحفي لحاها، فخالفوهم، فحفّوا شواربَكم (¬1)، وأعفوا لِحاكم". حسن - "الصحيحة" (3123). 467 - 561 - عن عبد الله بن أبي قتادة، قال: دخل عليَّ أبو قتادة وأنا أغتسلُ يوم الجمعة، فقال: ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وفي طبعتي "الإحسان": "خذوا"! وهو غريب. وفي "تاريخ البخاري": "فجزوا"؛ فلعله الصواب؛ لأنه المحفوظ في الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة عند مسلم وغيره مختصرًا، وهو مخرج في "جلباب المرأة المسلمة" (ص 186).

أغُسلك هذا من جنابة؟ قلت: نعم، قال: أعِدْ غُسلًا آخر؛ فإني سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اغتسل يوم الجمعة؛ لم يزل طاهرًا إلى الجمعة الأُخرى". حسن - "الصحيحة" (2321)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1760). 468 - 562 - عن أبي هريرة، وأبي سعيد، قالا: سمعنا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اغتسل يوم الجمعة، واستنَّ، ومسَّ من طيب إن كانَ عنده، ولبس من أَحسنِ ثيابِه، ثمَّ جاء إلى المسجدِ، ولم يتخطَّ رقابَ الناسِ، ثمَّ ركعَ ما شاء الله أَنْ يركعَ، ثمَّ أَنصتَ إِذا خرجَ إِمامُه حتّى يصلي؛ كانت كفارةً لما بينها وبين الجمعة التي قبلها"، [يقول أبو هريرة: "وثلاثة أيام زيادة، إن الله جعل الحسنة بعَشر أمثالها] (¬1). (قلت): حديث أَبِي سعيد وحده في "الصحيح" باختصار. وفي رواية: "وزيادة ثلاثة أَيام". حسن - "صحيح أَبي داود" (371). 469 - 566 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من اغتسلَ يوم الجمعة فأحسنَ غُسله، ولبسَ من صالحِ ثيابِه، ومسَّ من طيب بيتِه أو دهنه؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة الأُخرى، وزيادة ثلاثة أَيّام من التي بعدها". (قلت): في "الصحيح" منه الغسل فقط. ¬

_ (¬1) زيادة استدركتها من "صحيح ابن خزيمة" (3/ 131)، فان المؤلف رواه عنه، وهي عند أبي داود أيضًا وغيره، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!!

98 - باب الوضوء يوم الجمعة

صحيح - "صحيح أَبِي داود" (371). 98 - باب الوضوء يوم الجمعة 470 - 567 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من توضّأ فأحسنَ الوضوء، ثمَّ أتى الجمعة فاستمع وأنصتَ؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة، وزيادة ثلاثة أيّامٍ، ومن مسَّ الحصا فقد لغا". صحيح - "صحيح أبي داود" (964): م - فليس على شرط "الزوائد". 99 - باب الثياب للجمعة 471 - 568 - عن عائشة، و [عن] (¬1) يحيى بن سعيد عن رجل منهم: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خطبَ يومَ الجمعة، فرأى عليهم ثياب النمار، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما على أَحدِكم - إِن وجدَ سَعة - أَن يتخذَ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته؟! ". صحيح لغيره - "المشكاة" (1389)، التعليق على "ابن خزيمة" (1765)، "غاية المرام" (64/ 76)، "صحيح أبي داود" (989). [99/ 2 - تباين الناس في الأَجر عند رواحهم إلى الجمعة 472 - 2763 - عن أَبِي هريرة، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "على كلِّ باب من أَبوابِ المسجدِ ملَكان يكتبان الأولَ الأوّل، فَكَرَجُلٍ قدّمَ بدنة، وكرجل قدّم بقرة، وكرجل قدَّمَ شاةً، وكرجل قدّم طيرًا، وَكرجل قدَّمَ بيضة، فإذا قعدَ الإمامُ طويت الصحف] ¬

_ (¬1) زيادة من "صحيح ابن خزيمة"؛ فإن ابن حبان رواه عنه.

100 - باب صلاة التحية والإمام يخطب

صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 253). 100 - باب صلاة التحية والإمام يخطب 473 - 569 - عن جابر بن عبد الله، قال: دخل سُليك الغطفاني المسجدَ يوم الجمعة - ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ الناسَ -، فقال له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اركع ركعتين، ولا تعودَنَّ لمثل هذا". فركعهما ثمَّ جلسَ. (قلت): هو في "الصحيح" باختصار. وقال ابن حبان: أَرادَ به الإبطاء. حسن - "الصحيحة" (466، 2893). 101 - باب الصلاة قبل الجمعة 474 - 570 - عن نافع (¬1)، قال: كانَ ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة، ويصلي بعدها ركعتين في بيته، ويُحدّث أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يفعل ذلك. (قلت): الصلاة بعد الجمعة في البيت في "الصحيح". صحيح - "صحيح أَبِي داود" (1033). 102 - باب فيمن نعس في مجلسه يوم الجمعة 475 - 571 - عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا نَعَسَ أحدُكم [في مجلسه] (¬2) يوم الجمعة؛ فليتحوّل منه إِلى غيرِه". ¬

_ (¬1) في الأصل: ابن عمر!، وقد استدركتها من طبعتي "الإحسان". والصلاة قبل الجمعة موقوف على ابن عمر خلافًا للمتبادر كما هو محقق في "الأجوبة النافعة". (¬2) هذه الزيادة استدركتها من طبعتي "الإحسان" أيضًا، ولم يستدركها الداراني وصاحبه كما هي عادتهما.

103 - باب فيمن يتخطى رقاب الناس

صحيح لغيره - "المشكاة" (1394)، "الصحيحة" (468). 103 - باب فيمن يتخطى رقاب الناس 476 - 572 - عن عبد الله بن بُسر، قال: كنت جالسًا إلى جنبِ المنبر يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطّى رقابَ الناسِ، ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ الناسَ، فقال له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس؛ فقد آذيتَ وآنيت (¬1) ". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 256)، "صحيح أبي داود" (1024). 104 - باب فيمن تنعقد بهم الجمعة 477 - 573 - عن جابر، قال: بينا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم الجمعة، قدمت عِير إلى المدينة، فابتدرها أصحابُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، حتّى لم يَبقَ مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلّا اثنا عشر رجلًا، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " [والذي نفسي بيده] (¬2) لو تتابعتم (¬3) حتّى لا يبقى منكم أَحدٌ؛ لسالَ لكم الوادي نارًا"؛ فنزلت هذه الآية {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}. وقال (¬4): في الاثني عشر رجلًا الذين ثبتوا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما. ¬

_ (¬1) أي: آذيت الناس بتخطيك، وأخّرت المجيء وأبطأت، كما في "النهاية" (1/ 78). (¬2) زيادة من طبعتي "الإحسان"، وفاتت الشيخ شعيبًا والداراني! (¬3) في الأصل: "تبايعتم"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان" أيضًا. (¬4) أي: جابر.

105 - باب الخطبة على المنبر وغيره

(قلت): هكذا هو في الأصل، وهو في "الصحيح" باختصار. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3147). 105 - باب الخطبة على المنبر وغيره 478 - 574 - عن الحسن، عن أَنس بن مالك، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ يومَ الجمعة إلى جنبِ خشبةٍ، يسند ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: "ابنوا لي منبرًا". فبنوا له منبرًا له عتبتان، فلما قامَ على المنبر ليخطب؛ حنَّت الخشبة [إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة حنَّت] (¬1) حنين الواله، فما زالت تحن، حتّى نزلَ إليها رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فاحتضنها، فسكنت. قال: فكانَ الحسن إذا حدّث بهذا الحديث؛ بكى ثمَّ قال: يا عباد اللهِ! الخشبة تحنُّ إلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شوقًا إليه لمكانِه [من الله] (1)، ثمَّ قال: يا عباد اللهِ! فأنتم أحقّ أن تشتاقوا إِلى لقائه. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2174). 479 - 575 - عن أَبِي سعيد الخدري: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خطبَ يومَ العيدِ على رجليه (¬2). صحيح - "الصحيحة" (2968). ¬

_ (¬1) الزيادتان من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنها الداراني وصاحبه كما هي عادتهما! (¬2) الأصل: راحلته! وهو خطأ قديم لم يتنبّه له المعلقون الأربعة على الكتاب، وكذا المعلق على "الإحسان"، والمعلقان على "مسند أبي يعلى"؛ وغيرهم في تحقيق أَودعته في المصدر المذكور أَعلاه.

106 - باب الإنصات للخطيب

480 - 576 - عن أبي كاهل، قال: رأيت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ الناسَ يومَ عيد على ناقة له خَرماء (¬1) , وحبشي ممسك بخطامِها. حسن - "التعليق على ابن ماجه" (1/ 388). 106 - باب الإنصات للخطيب 481 - 577 - عن جابر بن عبد الله، قال: جاء ابن مسعود والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ، فجلسَ إلى جنبِ أُبيِّ بن كعب، فسأله عن شيءٍ أو كلمه بشيءٍ، فلم يرد عليه، فظنَّ ابن مسعود أنها مُوجِدة، فلما انفتل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من صلاتِه؛ قال ابن مسعود: يا أبَيُّ! ما منعك أن تردَّ عليّ؟! قال: إنّك لم تحضر معنا الجمعة، قال: لم؟! قال: تكلمت والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فدخلَ ابن مسعودٍ على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرَ ذلك له؟! [فقال] رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صدق أُبيّ، صدق أُبيّ، أَطع أُبيًّا". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 257، 258)، "الصحيحة" (2251). 107 - باب الخطبة 482 - 579 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كل خُطبة ليس فيها تشهد؛ فهي كاليد الجذماء". صحيح - "الأجوبة النافعة" (ص 48)، ويأتي رقم (1994). ¬

_ (¬1) أي: مثقوبة أو مشقوقة الأذن، والظاهر أنها ناقته (العضباء)، والحبشي: بلال رضي الله عنه. ولعل ذلك كان في (منى) أيام الحج.

108 - باب الصلاة بعد الجمعة

108 - باب الصلاة بعد الجمعة 483 - 580 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من كانَ منكم مصليًا بعد الجمعة فليصلِّ أَربعًا ... " (¬1). (قلت): هو في الصحيح، خلا قولِه: "فإن كانَ له شغل إلى آخرِه". صحيح دون القول المذكور، فإنّه مدرج، وهو من قول سهيل بن أبي صالح كما في "مسلم". وفي "أبي داود": أنَّه من قول أبيه أبي صالح، وهو رواية لمؤلف "الإحسان" - "صحيح أبي داود" (1036). 109 - باب فيمن فاتته الجمعة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 110 - باب صلاة الخوف 484 - 584 - عن أبي هريرة: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نزلَ من (ضَجنان) و (عُسفان)، فحاصر المشركين، قال: فقالوا: إنَّ لهؤلاء صلاةً هي أحبّ إليهم من أبنائهم وأبكارهم - يعنون العصر -، فأجمِعوا أمرَكم، ثمَّ ميلوا عليهم مَيلةً واحدةً، قال: فجاء جبريل إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فأَمره أن يقسمَ أَصحابه شطرين، ويصلي بالطائفة الأُولى ركعة، وتأخذ الطائفة الأُخرى حِذرهم وأَسلحتهم، فإِذا صلّى بهم ركعة ¬

_ (¬1) هنا في الأصل ما نصّه: "فإن كانَ له شغل فركعتين في المسجدِ وركعتين في البيت"، وهي مدرجة في الحديث ليست منه، ولذلك حذفته كما في أمثاله، مكتفيًا بهذه الإشارة هنا، وبالنقط أعلاه. وإن من مساوئ طبعة شعيب للكتاب: التساهل أو الغفلة عن التنبيه على هذا الإدراج في الحديث، فقد ساقه بتمامه وطبع في آخره: "صحيح: "ابن حبان" (2485)! مع أنه في تعليقه على "الصحيح" ذكر ما يدل على الإدراج!!

تأخروا، وتقدّمَ الآخرون؛ فصلّى بهم ركعة، وأَخذَ هؤلاءِ الآخرون حذرَهم وأَسلحتَهم، فكانت لكلِّ طائفة مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ركعة ركعة. حسن صحيح - "المشكاة" (1425). 485 - 585 - عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - وكان يتيمًا في حجر عروة ابن الزبير -، قال: سمعت أَبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف؟ فقال أَبو هريرة: كنت مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في تلك الغزاة، قال: فصدعَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الناسَ صدْعين، قامت معه طائفة، وطائفة أُخرى مما يلي العدو، وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وكبروا جميعًا، الذين معه والذين يقاتلونَ (¬1) العدو، ثمَّ ركع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ركعة واحدة، فركع معه الطائفة التي تليه، ثمَّ سجدَ، وسجدتْ معه الطائفة التي تليه، والآخرونَ قيام مقابلي العدو، ثمَّ قامَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى الثانية، وأخذت الطائفة التي صلّت معه أَسلحتهم، ثمَّ مشوا القهقرى على أَدبارِهم حتّى قاموا مما يلي العدو، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة للعدو فركعوا وسجدوا؛ ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قائم كما هو، ثمَّ قاموا، فركع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ركعة أُخرى، فركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثمَّ أَقبلت الطائفةُ التي كانت مقابل العدوّ، فركعوا وسجدوا؛ ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قاعدٌ ومن معه، ثمَّ كانَ السلام؛ فسلّم رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وسلّموا جميعًا، فقامَ ¬

_ (¬1) كذا في الطبعات الثلاث من الكتاب، و"الإحسان" أيضًا! وإنما أظن أن الصواب: (يقابلون) بدليل قوله الآتي: (والآخرون قيام مقابلي العدو)، وهو الذي يقتضيه السياق، فتأمل. ثم رأيت في "أبي داود" (1240) ما يؤكد الصواب، والحمد لله.

القوم وقد شَرِكوه في الصلاة كلّها (¬1). حسن صحيح - "صحيح أبي داود" (1129 - 1130)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1362). 486 - 586 - عن ثعلبة بن زهدم، قال: كنّا مع سعيد بن العاص بـ (طَبَرِستان) فقال: أيّكم صلّى مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، قال: فقام حذيفة، وصفَّ الناسَ خلفه صفين: صفًّا خلفه، وصفًّا يوازي العدوّ، فصلّى بالّذين خلفه [ركعة] (¬2)، ثمَّ انصرفَ هؤلاء مكانَ هؤلاء، وجاء أُولئكَ فصلّى بهم ركعة، ولم يقضوا. صحيح - "الإرواء" (3/ 44)، "صحيح أَبي داود" (1133). 487 - 587 و 588 - عن أبي عيّاش الزرقي، قال: كنّا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بـ (عُسفان) [والمشركون بـ (ضَجنان)]، وعلى المشركين خالد بن الوليد، قال: فصلينا الظهرَ، فقال المشركون: لقد كانوا على حال لو أَردنا لأصبناهم غِرَّة، أو لأصبناهم غفلة، قال: فأنزلت آية القصر بين الظهرِ والعصر، فأخذَ الناس السلاح، وصفّوا خلف رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صفين مستقبلي العدو، والمشركونَ مستقبلوهم، فكبرّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وكبّروا جميعًا، وركع وركعوا جميعًا، ثمَّ رفعَ رأسه ورفعوا جميعًا، ثمَّ سجدَ ¬

_ (¬1) لفظ: (كلها) لم ترد في "الإحسان"، وهي عند أبي داود (1242)، ولفظ أحمد (2/ 320): فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان. (¬2) زيادة من طبعتي "الإحسان"، ولم ينتبه إليها الداراني وصاحبه كما هي عادتهما!

وسجدَ الصفّ الذي يليه، وقامَ الآخرون (¬1) يحرسونهم، فلما فرغَ هؤلاء من سجودِهم [سجد هؤلاء، ثم نكص الصف الذي يليه، وتقدم الآخرون فقاموا مقامهم، فركع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركعوا جميعًا، ثم رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفعوا جميعًا، ثم سجد، وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما فرغ هؤلاء من سجودهم] (¬2) سجدَ الآخرون، ثمَّ استووا معه فقعدوا جميعًا، ثمَّ [سلّم] عليهم جميعًا، صلّاها بـ (عسفان)، وصلاها يوم بني سُلَيم. صحيح - "صحيح أبي داود" (1129). 488 - 589 - عن عائشة، قالت: صلّى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف بـ (ذات الرقاع)، قالت: فصدَع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الناسَ صدعين، فصفَّ طائفةً وراءه، وقامت طائفةٌ وِجاه العدوّ، قالت: فكبّر رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وكبّرت الطائفة الّذين صفوا (¬3) خلفه، ثمَّ ركعَ وركعوا، ثمَّ سجدَ وسجدوا، ثمَّ رفعَ رأسه فرفعوا، ثمَّ مكثَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جالسًا، وسجدوا لأنفسِهم السجدة الثانية، ثمَّ قاموا فنكصوا على أَعقابِهم يمشون القهقرى، حتّى قاموا من ورائِهم، وأَقبلت الطائفة الأُخرى، فصفّوا خلف رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فكبروا، ثمَّ ركعوا لأنفسِهم، ثمَّ ¬

_ (¬1) الأصل: (صلوا)، والتصحيح من "صحيح ابن خزيمة" (2/ 303)، و"الإحسان"؛ فإنه رواه عنه، و"المسند"، ولم ينتبه لها الأخ الداراني وصاحبه! (¬2) هذه الزيادة سقطت من الأصل، واستدركناها من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنها الأخ الداراني وصاحبه كما هي عادتهما! (¬3) في طبعتي "الإحسان": (الآخر).

سجدَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سجدته الثانية فسجدوا معه، ثمَّ قامَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في ركعتِه، وسجدوا لأَنفسِهم السجدة الثانية، ثمَّ قامت الطائفتان جميعًا فصفّوا خلف رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فركع بهم ركعة وركعوا جميعًا، ثمَّ سجد فسجدوا جميعًا، ثمَّ رفع رأسه فرفعوا معه، كلُّ ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سريعًا جدًّا، لا يألو أَن يخففَ ما استطاعَ، ثمَّ سلّمَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فسلّموا، ثمَّ قامَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قد شركه الناسُ في صلاتِه كلّها. حسن - "صحيح أَبِي داود" (1131). 489 - 590 - عن القاسم بن حسان، قال: أتيتُ زيد بن ثابت فسألته عن صلاة الخوف، قال: صلّى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وصفٌّ خلفه، وصفٌّ بإزاء العدو، فصلّى بهم ركعة، ثمَّ ذهبوا إلى مصاف إخوانِهم، وجاء الآخرون فصلّى بهم ركعة (¬1)، ثمَّ سلّم، فكانَ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ركعتان، ولكلِّ طائفة ركعة. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (1134). 490 - 591 - عن ابن لعبد الله بن أنيس، عن أبيه، قال: دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنه قد بلغني أن سفيان بن نبيح الهذلي جمع لي الناس ليغزوني، وهو بـ (نخلة) أو بـ (عرنة)، فأْتِهِ فاقتله، قال: قلت: يا رسول الله! انعته لي [حتى أعرفه]، قال: ¬

_ (¬1) تكررت هنا في الأصل جملة: ثمَّ ذهبوا إلى مصافّ .. فصلّى بهم ركعة! فحذفتها لعدم ثبوتها في "الإحسان" من الطبعتين، وغفل عن ذلك الداراني وصاحبه كعادتهما!!

"آيةُ ما بينك وبينه أنَّك (¬1) إذا رأيته وجدت له قُشَعْريرةً". قال: فخرجت متوشحًا بسيفي حتى دفعت إليه وهو في ظعن يرتاد لهنَّ منزلًا، حتى كان وقت العصر، فلمّا رأيته وجدتُ ما وصفَ لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الاقشعريرة، فأخذت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت، وأنا أمشي نحوه، وأومئ برأسي، فلمّا انتهيت، إليه قال: ممّن الرَّجلُ؟ قلت: رجل من العرب، سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاء لذلك. قال: فقال: إنّا في ذلك. فمشيت معه شيئًا حتّى ذَا أمكنني حملت عليه بالسيف حتّى أقتله، ثمَّ خرجتُ وتركت ظعائنه منكبّاتٍ عليه، فلما قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورآني قال: "قد أفلح الوجه". قلت: قتلته يا رسول الله. قال: "صدقت". قال: ثمَّ قام معي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدخلني بيته وأعطاني عصًا فقال: "أمسك هذه العصا [عندك] يا عبد الله بن أنيس". قال: فخرجتُ بها على الناس، فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرني أن أمسكها، قالوا: أفلا ترجعُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتسأله لم ذلك؟ قال: فرجعتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! لِمَ أعطيتني هذه العصا؟ قال: ¬

_ (¬1) هنا في الأصل زيادة: "إذا رأيته أذكرك الشيطان، وإنك"، فحذفتها؛ لأنها لم ترد في طبعتي "الإحسان"، ولا في "مسند أبي يعلى" (2/ 201)؛ فإنه في الكتاب من طريقه، وإنما هي في "سيرة ابن هشام" (4/ 293)، وسقط من إسناده لفظ: (ابن) لعبد الله بن أنيس، وكذلك لم ترد في الإسناد الآخر الذي به قوَّيت الحديث، كما يأتي في التعليق التالي.

111 - باب الخروج إلى العيد

"آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ". فقرنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معهُ حتى إذا مات أمر بها؛ فضُمّت معه في كفنه، ثمَّ دفنا جميعًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2981) (¬1). 111 - باب الخروج إلى العيد 491 - 592 - عن أبي هريرة، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذا خَرجَ إِلى العيدين؛ يرجع في غير الطريق الّذي خرج منه. صحيح لغيره - "الإراوء" (637): خ - جابر. 112 - باب الأَكل يوم الفطر 492 - 593 - عن بريدة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يخرج يوم الفطر (¬2) حتّى يَطعَم، ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر. صحيح - "المشكاة" (1440). ¬

_ (¬1) قلت: خرجته فيه بإسناد آخر جيد لم يقف عليه المعلقان على الكتاب، وهو من نفائس هذا "الصحيح". ومن غرائب الأخ الداراني: أنه في تعليقه على الكتاب قال: "إسناده ضعيف فيه جهالة"، وهذا هو الصواب في إسناد الكتاب، ولكنه سرعان ما نقضه بقوله: "وقد خرجناه بإسناد حسن في مسند الموصلي" وهناك لم يأت بشيء جديد سوى رواية البيهقي التي فيها تسمية (ابن عبد الله بن أنيس) بـ (عبد الله)! وهو علة الإسناد لجهالته التي أشار إليها! وهو مخرج في "الإرواء" (3/ 47 - 49). (¬2) في الأصل: يوم العيد؛ والتصحيح من نسختي "الإحسان"، ومصادر التخريج، ولم ينتبه إليها الداراني وصاحبه كما هي عادتهما!!

113 - باب صلاة الكسوف

113 - باب صلاة الكسوف 493 - 594 - عن عبد الله بن عمرو، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقامَ وقمنا معه، ثمَّ قال: "أَيّها النَّاسُ! إِنَّ الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، فإذا انكسف أحدهما، فافزعوا إلى المساجد". (قلت): له حديث في "الصحيح" غير هذا. صحيح - وهو مختصر الآتي بعده. 494 - 595 - عن عبد الله بن عمرو، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقامَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[يصلي] (¬1) حتّى لم يكد أن يركع، ثمَّ ركع حتّى لم يَكد أَن يرفع رأسه، [ثم رفع رأسه] (¬2)، فجعل يتضرع ويبكي، ويقول: "ربِّ! أَلم تعدني أَن لا تعذبهم وأَنا فيهم؟! أَلم تعدني أَن لا تعذبهم ونحن نستغفرك؟! ". فلما صلّى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ انجلت الشمس، فقام فحمد الله، وأَثنى عليه، وقال: "إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا انكسفا؛ فافزعوا إلى ذكر الله"، ثمَّ قال: "لقد عرضت عليَّ الجنّة، حتّى لو شئت لتعاطيت قِطفًا من قطوفها، ¬

_ (¬1) زيادة استدركناها من طبعتي "الإحسان"، ولم يتعرض لها الداراني وصاحبه كما هي عادتهما! (¬2) زيادة استدركناها من طبعتي "الإحسان".

وعرضت عليّ النار، حتّى جعلت أَتقيها (¬1) حتّى خفت أَن تغشاكم، فجعلت أَقول: أَلم تعدني أَن لا تعذبهم وأنا فيهم؟! ربِّ! ألم تعدني أَن لا تعذبهم وهم يستغفرونك؟! "، قال: 1 - "فرأيتُ فيها الحِميرية السوداء صاحبة الهرّة، كانت حبستها؛ فلم تطعمها، ولم تسقها، ولم تتركها تأْكل من خَشاش الأرض، فرأيتها كلما أَدبرت نهشت [بها، وكلما أقبلت نهشتها] (¬2) في النار. 2 - ورأيت فيها صاحب بدنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أَخا [بني] دعدع يدفع في النار بقضيبٍ ذي شعبتين. 3 - ورأيت صاحب المحجن، فرأيته في النار على محجنه متكئًا" (¬3). (قلت): له حديث في "الصحيح" غير هذا. صحيح لغيره - لكن المحفوظ ركوعان في كلِّ ركعة (¬4)، ولا يصح من رؤيته رقم (2) إلا أنه سرق البدنتين، وأن (أخا بني دعدع) هو صاحب المحجن في الرؤية (3) - "صحيح أبي داود" (1079)، "مختصر الشمائل" (170/ 278)، "جزء صلاة الكسوف" (3 - الحديث/ 3 - 4 طريق). وسيأتي بعضه من طريق آخر [في (40 - كتاب ... / 40 - باب)]. 495 - 596 - عن عبد الله بن عمرو، قال: ¬

_ (¬1) الأصل: "أتبعها"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"النسائي" (1902)، وغيرهما. (¬2) هذه الزيادة من أحمد والنسائي وابن خزيمة (1392)، ومنه الزيادة التالية، وهي في "الإحسان" (4/ 216 - بيروت). (¬3) زاد أحمد (2/ 159): " .. كان يسرق الحاج بمحجنه، فإذا علموا به قال: لست أنا أسرقكم؛ إنما تعلق بمحجني"! (¬4) قلت: وصححه المعلقون على الكتاب دون هذا البيان. انظر الحديث الآتي وتعليقي عليه.

انكسفت الشمس على عهد رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقام وقمنا، فصلّى، ثمَّ أَقبل علينا يحدثنا فقال: "لقد عُرضت عليَّ الجنّة، حتّى لو شئت لتعاطيت من قطوفها، وعرضت عليَّ النار، فلولا أَنّي دفعتها عنكم لغشيتكم. ورأيت فيها ثلاثة يعذبون: 1 - امرأةً حِميرية سوداء طويلة؛ تعذّب في هرّة لها أوثقتها، فلم تدعها تأكل من خَشاش الأرض ولم تطعمها، حتّى ماتت، فهي إِذا أَقبلت تنهشها، وإِذا أَدبرت تنهشها. 2 - ورأيت أَخا بني دَعْدَع صاحب السِّبِتيَّتيْن (¬1) يدفع بعمودِه في النارِ؛ والسبتيتين بدنتين (1) لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرقهما. 3 - ورأيت صاحب المحجن متكئًا على محجنه، وكانَ صاحب المحجن يسرق متاع الحاج بمحجنه، فإذا خفي له ذهب به، وإِذا ظهرَ عليه قال: إِني لم أَسرق، إِنَّما تعلق بمحجني". صحيح لغيره إِلا ما بينت في الحاشية - "التعليق الرغيب" (3/ 160)، "جزء صلاة الكسوف"، "صحيح أبي داود" (1079). ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وكذا في "ابن خزيمة" (2/ 323)، وهو رواية النسائي، وهو من تخاليط عطاء، دخل عليه جملة في أخرى، فإن (أخا دعدع) هو نفسه (صاحب المحجن) في رواية شعبة الصحيحة عنه عند النسائي وأحمد؛ وليس فيها إلا جملة السرقة فقط! كما دخل عليه حديث في آخر! فإن (صاحب السبتيتين) إنما هو في حديث بشير بن الخصاصية الآتي في (6 - كتاب الجنائز/ 35 - باب). وهذا من التحقيق الذي فات المعلقين على (الكتاب)، وعلى "الإحسان"! بدعوى أن شعبة وغيره قد رووه عن عطاء! غافلين عن الفرق بين روايتهم ورواية الذين رووه عنه بعد الاختلاط مخالفةً - وهذا مثاله - واختصارًا!!

114 - باب الاستسقاء

114 - باب الاستسقاء 496 - 599 - عن أَنس بن مالك: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذا هبت الريح (¬1)؛ عُرف ذلك في وجهه. صحيح - "التعليقات الحسان" (2/ 29/ 663): خ - فليس على شرط "الزوائد". 497 - 600 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذا رأى في السماء غبارًا أو ريحًا؛ تعوّذ بالله من شرّه، فإذا أمطرت (¬2) قال: "اللهم! صيّبًا نافعًا". صحيح دون لفظة: غبارًا (¬3). والمحفوظ: سحابًا - "الصحيحة" (2757). 498 - 601 و 602 - عن عمير موَلى آبي اللحم: ¬

_ (¬1) لفظ البخاري: كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ... (¬2) في الأصل: "اضطرب". (¬3) ولم يتنبه لهذا المعلق على "الإحسان" (3/ 287 - طبعة المؤسسة)، فقال: "حديث صحيح" ولم يستثنِ! وكذلك فعل هو والداراني في التعليق على الكتاب!

أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - استسقى عند أحجار الزيت، قريبًا من (الزوراء)، قائمًا يدعو يستسقي، رافعًا يديه (¬1)، لا يجاوز بهما رأسه، مقبلًا بباطن كفيه إِلى وجهه. صحيح - "صحيح أبي داود" (1059). 499 - 603 - عن [إسحاق بن] (¬2) عبد الله بن كنانة، قال: أرسلني أَمير من الأُمراء إلى ابن عباس أَسأله عن صلاة الاستسقاء؟ فقال: خَرَج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبذلًا متمسكنًا متضرعًا متواضعًا، لم يخطب خطبتكم هذه، فصلّى ركعتين كما يصلي في العيد. حسن - "صحيح أَبِي داود" (1058)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (2/ 331). 500 - 604 - عن عائشة، قالت: شكا الناسُ إلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قحوطَ المطر، فأَمر بالمنبر، فوُضِع له في المصلّى، ووعدَ الناسَ يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج الناس إلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فحمد الله وأَثنى عليه، ثمَّ قال: "إِنّكم شكوتم جدب جِنانكم، واحتباس المطر عن إبّان زمانه عنكم (¬3)، وقد أَمركم الله أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيبَ لكم"، ثمّ قال: "الحمد للهِ ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مَلِك يوم الدين، لا إِله إِلّا أنت تفعل ما تريد، [اللهم!] أَنت الله لا إِله إِلّا أَنت، أَنت الغنيّ، ونحن الفقراء، أَنزل علينا الغيث، واجعل ما أَنزلت لنا قوّة وبلاغًا إِلى حين (¬4) ". ثمَّ رفع يديه - صلى الله عليه وسلم - حتى رأينا بياض إِبطيه، ثمَّ حوّلَ إِلى الناسِ ظهره، وقلب أو حوّل رداءه وهو رافع يديه، ثمَّ أَقبل على الناسِ، ونزل فصلّى ¬

_ (¬1) في نسختي "الإحسان": (كَفَّيْهِ). (¬2) زيادة من "السنن"، وترجمة ابنه (هشام بن إسحاق). (¬3) الأصل: "فيكم"، وكذا في طبعتي الكتاب، وهو خطأ غفل عنه المعلقون الأربعة عليهما، وقد صححته من طبعتي "الإحسان"، و"أبي داود" وغيره. (¬4) الأصل "خير"، والتصحيح من "الإحسان" وسائر مصادر التخريج، وأهمل تصحيحه المعلقون الأربعة! ومن غرائب الأخ الداراني أنه عزاه لخمسة مصادر كلها وقعت فيها اللفظة على الصواب! فكأنّه لا يهمه من التحقيق الذي يدعمِه إلّا تسويد الورقات بالتخريج، والله المستعان!

ركعتين، فأنشأ الله سحابًا، فرعدت وأبرقت وأَمطرت بإذن الله، فلم يلبث في مسجده حتّى سالت السيول، فلمّا رأى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَثَق (¬1) الثياب على الناس؛ ضحك حتى بدت نواجذه وقال: "أشهد أنَّ الله على كلِّ شيءٍ قدير، وأني عبد الله ورسوله". حسن - "صحيح أَبِي داود" (1064). 501 - 605 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى المطر قال: "اللهم! صيبًا نافعًا". صحيح - "المشكاة" (1520/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (2757): خ - فليس على شرط "الزوائد". وقد مضى في الحديث (496/ 600). 502 - [2848 - عن أَنس بن مالك، قال: قحط المطر عامًا، فقامَ بعض المسلمين إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ! قحط المطر، وأجدبت الأَرض، وهَلَك المال، قال: فرفع يديه وما نرى في السماء سحابة، فمدَّ يديه حتّى رأيت بياض إبطيه يستسقي الله، فما صلينا الجمعة حتّى أهمَّ الشابَّ القريب الدار الرَّجوعُ إلى أهلِه، فدامت جمعة، فلما كانت الجمعة التي تليها قال: يا رسول اللهِ تهدمت! البيوت، واحتبس الركبان؟ قال: فتبسّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسرعة ملالة ابن آدم وقال بيديه: "اللهمَّ! حوالينا ولا علينا". ¬

_ (¬1) اللثق: البلل.

115 - باب فيمن يقول: أمطرنا بنوء كذا

قال: فتكشفت عن المدينة]. صحيح - "الإرواء" (2/ 144 - 145)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1789)، وأتم منه دون جملة الملالة. 115 - باب فيمن يقول: أمطرنا بنوء كذا [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 116 - باب في كثرة المطر وقلة النبات 503 - 607 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ليس السَّنةُ بأن لا تُمطروا، ولكنَّ السَّنة بأَن تمطروا وتمطروا؛ ولا تنبت الأرض شيئًا". صحيح - "التعليقات الحسان" (991): م - فليس هو على شرط "الزوائد". * * *

[أبواب التطوع]

[أبواب التطوع] (¬1) 117 - باب ما جاء في ركعتي الفجر وما يقرأ فيهما 504 - 608 - عن ابن عمر، قال: نادى رجل رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأنا بينهما: كيف صلاة الليل؟ فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيت [الصبح] فصلّ واحدة، وسجدتين قبل الصبح". (قلت): هو في "الصحيح" غير قولِه: "وسجدتين قبل الصبح". صحيح دون السجدتين؛ فإنّها شاذّة - "التعليقات الحسان" (2614) -: ق دونها (¬2). 505 - 609 - عن ابن عمر، قال: رمقت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شهرًا، فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (1142). 506 - 610 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) زيادة مني يقتضيها حسن التبويب والتصنيف. (¬2) وفات المعلقين على (الكتاب) وعلى "الإحسان" التنبيه على ذلك، بل أوهموا أنها في "الصحيح"! بل صرح المعلق عليه (6/ 353) بقوله: "وصححه ابن خزيمة" (1072) "! فإذا رجعت إلى هذا الرقم؛ لم تجد الزيادة الشاذة!!

118 - باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

"نعم السورتان هما يقرآن في ركعتي الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ". صحيح - "الصحيحة" (646)، "صفة الصلاة". 507 - 611 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ رجلًا قامَ فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} حتّى انقضت السورة، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هذا عبد عرف ربّه". وقرأ في الآخرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتّى انقضت السورة، فقال النبىّ - صلى الله عليه وسلم -: "هذا عبد آمنَ بربّه". صحيح - "صفة الصلاة". 118 - باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر 508 - 612 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا صلّى أَحدكم ركعتي الفجر؛ فليضطجع على شِقّه". فقال له مروان بن الحكم: أَما يجزي أَحدنا ممشاه إِلى المسجد حتى يضطجع؟! قال: لا. قال: فبلغَ ذلك ابن عمر فقال: أَكثر أبو هريرة. فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئًا ممّا يقول؟ قال: لا، ولكنّه اجترأَ (¬1) ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، وطبعتي "الموارد". وفي طبعتي "الإحسان": (أكثر)، والمثبت موافق لما في "أبي داود"، و"ابن خزيمة"، وهو الأنسب لقوله: (وَجَبُنّا).

119 - باب فيمن فاتته سنة الصبح

وجبنّا. فبلغ ذلك أَبا هريرة فقال: ما ذنبي إنْ كنت حفظت ونسوا؟! صحيح - "صحيح أَبِي داود": (1146). 119 - باب فيمن فاتته سنة الصبح 509 - 613 - عن أَبِي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من لم يصلّ ركعتي الفجر؛ فليصلهما إذا طلعت الشمس". صحيح - "الصحيحة" (2361). 120 - باب الصلاة قبل الصلوات وبعدها 510 - 614 - عن أُم حبيبة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من صلّى ثِنتي عشرة ركعة في اليوم؛ بنى الله له بيتًا في الجنّة: أَربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل الصبح". صحيح لغيره، والمحفوظ: "وركعتين بعد العشاء": مكان الركعتين قبل العصر (¬1) - "الصحيحة" (2347)، "التعليق الرغيب" (1/ 200 - 201): م مختصرًا دون ذكر عدد الركعات. 511 - 615 - عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) لم ينتبه لهذا - كالعادة - المعلّق على الكتاب، وعلى "الاحسان" (6/ 205 - 206)؛ فصححه دون بيان! واستراح من ذلك المعلّق الداراني وصاحبه فضعفا إسناده، وأحال في تخريج طرقه على ثلاثة مواضع من "مسند أبي يعلى"، وأطال النفس جدًّا في ذلك دون فائدة تذكر؛ سوى تسويد صفحتين (3/ 44 - 45) ليس فيها هذه الرواية المبينة لعدد الركعات، وما هو الصحيح منها! وفيها العزو لمسلم!

121 - باب الصلاة قبل المغرب

"ما من صلاة مفروضة إلّا بين يديها ركعتان". صحيح - "الصحيحة" (232). 512 - 616 - عن ابن عمر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله امرءًا صلّى قبل العصر أَربعًا". حسن - "صحيح أَبي داود" (1154). 513 - [94 - عن أبي ذر، قال ... فقلت: يا رسول الله! إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: "خير موضوع، استكثر أو استقل"] حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 145). 121 - باب الصلاة قبل المغرب [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 122 - باب الأوقات التي تكره فيها الصلاة 514 - 618 - عن أَبِي هريرة: أنَّ رجلًا أتى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أمِنْ (¬1) ساعات الليل والنّهار [ساعة] تأمرني أَن لا أُصلّي فيها؟ فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا صلّيتَ الصبح؛ فأقصر عن الصلاة حتّى ترتفع الشمس؛ فإنّها تطلع بين قرني الشيطان، ثمَّ الصلاة مشهودة محضورة متقبلة، حتّى ينتصف ¬

_ (¬1) الأصل: (أي)، وكذلك هو في طبعتي "الموارد"، وكذلك هو في طبعتي "الإحسان"! والتصويب من "أبي يعلى" (11/ 457)، فإن المؤلف تلقاه عنه، ومن "صحيح ابن خزيمة" أيضًا (1275)، ويؤيّده الطريق التالية، وفيهما الزيادة، وغفل عن هذا كلّه المعلقون الأربعة على "الإحسان"، و"الموارد"!!

النهار، فإذا انتصفَ النهار؛ فأقصر عن الصلاة حتّى تميل الشمس؛ فإِن حينئذ تُسَعَّر (¬1) جهنّم، وشدّة الحرِّ من فَيْح جهنّم، فإذا زالت الشمس؛ فالصلاة محضورة مشهودة متقبلة حتّى تصلي العصر، فإذا صليت العصر؛ فأقصر عن الصلاة حتّى تغيب الشمس؛ فإنّها تغيب بين قرني الشيطان، ثمَّ الصلاة محضورة مشهودة متقبلة حتّى تصلي الصبح". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1371)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1275). 515 - 619 - ومن طريق أخرى، عن أَبِي هريرة، قال: سأل صفوان بن المعطل فقال: يا رسول اللهِ! إنّي سائلك عن أمر أنت به عالم، وأنا به جاهل، قال: "وما هو؟ "، قال: [هل] (¬2) مِن ساعات الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة؟ (قلت): فذكر نحوه. حسن صحيح - "الصحيحة" أيضًا. 516 - 620 - عن سعد بن أَبِي وقاص، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "صلاتان لا صلاة بعدهما: صلاة الصبح حتّى تطلع الشمس، وصلاة العصر حتّى تغرب الشمس". صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (1547). 517 - 621 - 622 - عن علي بن أَبِي طالب، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) في طبعات "الموارد": "تسجر"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان" و"أبي يعلى" و"ابن خزيمة". (¬2) زيادة من "الإحسان" من طبعتيه، وكذا في "ابن ماجه" (1252)، ولم يستدركها الداراني وصاحبه على العادة.

123 - باب الصلاة ذات السبب بعد الصبح

"لا يُصَلَّى بعد العصر؛ إلّا أَن تكونَ الشمس مرتفعة" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (200)، "صحيح أَبِي داود" (1156). 123 - باب الصلاة ذات السبب بعد الصبح 518 - 624 - عن قيس بن قهد: أنَّه صلّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح، ولم يكن ركع الركعتين قبل الفجر، فلمّا سلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[سلم معه, ثم] (¬2) قامَ فركع ركعتي الفجر، ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه، فلم ينكر ذلك عليه. صحيح لغيره - "صحيح أَبِي داود" (1159)، "المشكاة" (1044) (¬3). 519 - 625 - عن شريح بن هانئ، قال: ¬

_ (¬1) قلت: هذا الاستثناء يقيّد النفي الذي قبله، وما في معناه، فتنبه! وراجع "الصحيحة" لتزداد علمًا بصحة هذا الحديث ودلالته الفقهية التي غفل عنها الجمهور! (¬2) زيادة من "الإحسان" - طبع المؤسسة. (¬3) تناقض الطابعون للكتاب لا هذا الحديث، فجوّد إسناده الداراني! وذلك من تساهله المعروف، وتقليده لتوثيق ابن حبان للمجهولين، وهو هنا (سعيد بن قيس بن قهد)، بل إنه تظاهر بأنه من أئمة الجرح والتعديل، فقال فيه (2/ 360): "ولم أر فيه جرحًا"! وضعّفه الشيخ شعيب مشيرًا إلى الجهالة في تعليقه على "الإحسان" (6/ 223)، ولكنه ضعف متن الحديث في طبعته للكتاب (1/ 277/ 624) وأخطأ؛ لأنه تجاهل طرقه وشواهده التي تقويه. وقد خرّجت بعضها في "صحيح أبي داود"، وخرّجها الشيخ أبو الطيب في كتابه القيم: "إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر"، وما أظن ذلك قد خفي عليه، ولكنها المذهبية الضيقة التي تتنافى مع التحقيق الحديثي العلمي! والإخلاص له. ومن الأمثلة المعروفة في ذلك: الشيخ زاهد الكوثري، ومن قلّده وسار مسيرته من المشارقة والمغاربة!

124 - باب الصلاة بمكة

سألت عائشة عن الصلاة بعد العصر؟ فقالت: صلَّ؛ إنَّما نهى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قومك عن الصلاة إذا طلعت الشمس. صحيح - "الصحيحة" (3488)، "التعليقات الحسان" (3/ 51/ 1566) (¬1). 124 - باب الصلاة بمكة 520 - 626 - 628 - عن جبير بن مطعم، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يا بني عبد مناف! لا تمنعُنَّ أحدًا طافَ بهذا البيت، وصلّى (وفي رواية: يا بني عبد المطلب! إن كان لكم من الأمر شيء؛ فلا أعرفنَّ أحدًا منكم أن يمنع من يصلي عند البيت) أي ساعة شاء من ليل أو نهار". صحيح - "الإرواء" (481)، "المشكاة" (1045). 125 - باب صلاة الضحى 521 - 629 - عن أَبِي هريرة، قال: بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثًا فأعظموا الغنيمة، وأسرعوا الكرة، فقال رجل: يا رسول اللهِ! ما رأينا بعثَ قومٍ بأسرعَ كرّةٍ، وأعظم غنيمةً من هذا البعث؟ فقال: ¬

_ (¬1) عزاه المعلق على "الإِحسان" (4/ 436) للطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 301) من طريق إسرائيل عن المقدام بن شريح به، ولمسلم (833) من طريق طاووس عن عائشة!! وهذا من أوهامه الفاحشة - كأنه من مبتدئ في هذا العلم - لأن لفظ الطحاوي: كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة العصر ثم يصلِّي بعدها ركعتين"! ولفظ مسلم: "نهى - صلى الله عليه وسلم - أن يُتحرى [بالصلاة] طلوع الشمس وغروبها! وهذا رواه أبو عوانة أيضًا (1/ 382) والطحاوي (1/ 152)، ورواه ابن راهويه بأتم منه، وفيه فائدة عزيزة، وهي أن عمر كان يصليهما، وأنه إنما نهى عنهما سدًّا للذريعة وخشية أن يصلوها عند غروب الشمس، وأن عائشة استحسنت ذلك منه رضي الله عنهما، خلافًا لرواية شاذة عنها أنها استنكرت ذلك منه - استدركتها على المؤلف - تراها في "الضعيف" هنا.

"أَلا أُخبركم بأَسرع كرّة وأعظم غنيمةً من هذا البعث؟! رجل توضأ في بيته فأحسن وضوءه، ثمَّ تحمل إلى المسجد، فصلّى فيه الغداة (¬1)، ثمَّ عقب بصلاة الضحى، فقد أَسرع الكرّة، وأَعظم الغنيمة". صحيح - "الصحيحة" (2531)، "التعليق الرغيب" (1/ 235). 522 - 630 - عن عائشة، قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتي، فصلّى الضحى ثماني ركعات. صحيح لغيره - "الإرواء" (464). 523 - 631 - عن أم هانئ، قالت: ... و (¬2) صُبّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماءٌ فاغتسل، ثمَّ التحف بثوب عليه، وخالف بين طرفيه، فصلّى الضحى ثمان ركعات. (قلت): هو في "الصحيح"؛ غير قولِها: فصلّى الضحى. حسن صحيح - "الإرواء" (2/ 218 - 219/ التحقيق الثاني). 524 - 632 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رجل من الأنصارِ - وكان ضخمًا - للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنّي لا أستطيعُ الصلاة معكَ، فلو أَتيتَ منزلي فصليت فيه، فأقتدي بك، فصنع الرَّجل له طعامًا ودعاه إلى بيتِه، فبسطَ له طرفَ حصير لهم، فصلّى عليه ركعتين. ¬

_ (¬1) أي: صلاة الصبح. (¬2) سقط حرف (و) من الأصل، واستدركته من "الإحسان" و"المسند". ولم يذكر المؤلف الهيثمي ما قبله؛ لأنه ليس من شرط "الزوائد"، وفيه قصة أم هانئ، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أجرنا من أجرت يا أُم هانئ! "، وهو في "الصحيحين"، وهو مخرج في "الصحيحة" (2019).

126 - باب صلاة النافلة في البيت

قال: فقال فلان ابن الجارود لأَنس (¬1): أكانَ النبيّ يصلي - صلى الله عليه وسلم - الضحى؟ قال: ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم. صحيح - "صحيح أَبِي داود" (664): خ - دون قوله: فأقتدي بك. 525 - 633 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلًا، على كلِّ مفصل صدقة". قالوا: يا رسول اللهِ! فمن يطيق ذلك؟ قال: "يُنَحِّي الأَذى؛ وإلّا فركعتي الضحى". صحيح - "الإرواء" (2/ 213). ويأتي بأتم منه [7 - كتاب/ 11 - باب]. 526 - 634 - عن نعيم بن همار الغطفاني، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عن ربّه تعالى أنّه قال: "يا ابن آدمَ! صلِّ لي أَربعَ ركعات [في] (¬2) أوّل النهار؛ أكفِكَ آخرَه". صحيح لغيره - "الإرواء" (2/ 216)، "صحيح أبي داود" (1167). 126 - باب صلاة النافلة في البيت 527 - 635 - عن أَبِي هريرة، أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تتخذوا بيوتكم مقابر، وصلّوا فيها؛ فإنَّ الشيطانَ ليفرُّ من البيت يسمع (¬3) سورةُ البقرة [تُقرأ فيه] ". ¬

_ (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر - رحمه الله -: "هذا الحديث رواه البخاريّ في "صحيحه" عن علي بن الجعد، وفيه زيادة سؤال ابن الجارود". (¬2) زيادة من طبعتي "الاحسان"، وغفل عنها المعلقون الأربعة. (¬3) الأصل: "يقرأ فيه"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، والزيادة الآتية منه، وهو مما غفل أيضًا عنه المعلقون الأربعة.

127 - باب الصلاة مثنى مثنى

صحيح - "الصحيحة" (2418). 127 - باب الصلاة مثنى مثنى 528 - 636 - عن ابن عمر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "صلاة الليلِ والنّهار مثنى مثنى". صحيح - "صحيح أَبِي داود" (1172)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1210)، "الروض النضير" (522)، "الحوض المورود" (123). 128 - باب في العمل الدائم 529 - 637 - عن أمّ سلمة، قالت: ما مات رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حتّى كانَ أكثرُ صلاته وهو جالس، وكان أحبُّ العمل إليه ما داوم عليه العبد، وإن كان يسيرًا. صحيح - "الروض" (1202)، "مختصر الشمائل" (238). 129 - باب فيمن نام حتّى أَصبح 530 - 638 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: سئل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن رجل نامَ حتّى أَصبحَ؟ قال: "بال الشيطان في أُذنه [أو أذنيه] " (¬1). صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 223). ق - فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: "هو في "الصحيح" من حديث ابن مسعود بلفظ: ذكر عند رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رجل نام ليلة حتى أَصبح، قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أُذنيه، أو قال: في أُذنه"؛ كذا قال النووي رحمه الله في "رياض الصالحين". "، والزيادة من طبعتي "الإحسان".

[أبواب صلاة الليل]

[أبواب صلاة الليل] (¬1) 130 - باب صلاة الليل تنهى عن الفحشاء 531 - 639 - عن أَبِي هريرة، قال: قيل: يا رسول اللهِ! إنَّ فلانًا يصلي الليلَ كلّه؛ فإِذا أَصبحَ سرقَ؟! قال: "سينهاه ما يقول". قلت: وأعاده بسندِه إلّا أنّه قال: قلت: يا رسول اللهِ! إنَّ فلانًا ... فذكره. صحيح - "الصحيحة" (3482)، "الضعيفة" تحت الحديث (2). 131 - باب فيمن نوى أَن يصلّي من الليل 532 - 640 - عن سويد بن غفلة: أنَّه عاد زِرِّ بنَ حُبيش في مرضه، فقال: قال أَبو ذر - أَو أَبو الدرداء؛ شكَّ شعبة -: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما من عبد يُحدِّثُ نفسه بقيام ساعة من الليل، فينام عنها؛ إلّا كانَ نومه صدقة تصدّق الله بها عليه، وكتب له أَجر ما نوى". حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (1188)، "التعليق الرغيب" (1/ 208 - 209). 132 - باب في صلاة الليل 533 - 641 - عن أَبِي مالك الأَشعري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ في الجنّة، غرفًا يرى ظاهرُها من باطنها، وباطنُها من ظاهرها، ¬

_ (¬1) زيادة مني يقتضيها حسن التبويب والتصنيف كما تقدم في أمثالها.

[132/ 2 - باب ما يقول إذا تعار من الليل

أعَدّها الله تعالى لمن أَطعم الطعام، وأَفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام". حسن - "التعليق الرَّغيب" (2/ 46). [132/ 2 - باب ما يقول إذا تعارَّ من الليل 534 - 2585 - عن ربيعة بن كعب الأَسلمي، قال: كنت أبيت مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وآتيه (¬1) بوَضوئه وحاجتِه، وكان يقوم من الليل يقول: "سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده" الهَويَّ (¬2)، ثمّ يقول: "سبحان ربّ العالمين، سبحان ربّ العالمين" الهوي]. صحيح - "صحيح أَبِي داود" (1193)، "المشكاة" (1218). 133 - باب فيمن قامَ من الليل إلى الصلاة 535 - 643 و 644 - عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عجبَ ربّنا من رجلين: رجلٍ ثار عن وِطائه ولحافه من بين حِبِّه وأهلِه إلى صلاتِه، فيقول الله جلّ وعلا [لملائكته] (¬3): انظروا إِلى عبدي، ثار عن فراشِه ووطائه من بين حبّه وأَهله إِلى صلاتِه، ورغبة فيما عندي، وشفقة ممّا عندي. ورجل غزا في سبيل اللهِ، فانهزمَ أصحابه، وعلم ما عليه في الانهزام، وما له في الرُّجوع، فرجع حتّى يُهريق دمَه، فيقول الله لملائكتِه: انظروا إلى ¬

_ (¬1) في طبعتي "الإحسان": (فأتيته)، والتصحيح من "سنن البيهقي" وغيره. (¬2) بالفتح: الحين الطويل من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل. كذا في "النهاية". (¬3) سقطت من طبعات "الموارد"، واستدركناها من طبعتي "الإحسان".

134 - باب أي الليل أفضل

عبدي، رجع رجاءً فيما عندي، وشفقة ممّا عندي، حتّى أهريق دمُه". حسن لغيره - "تخريج المشكاة" (1251)، "التعليق الرغيب" (1/ 219 - 220)، "صحيح أبي داود" (2287). 536 - 645 - عن أبي سعيد، وأَبي هريرة، قالا: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من استيقظَ من الليل وأَيقظَ أَهلَه، فقاما فصليا ركعتين؛ كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1182). 537 - 646 و 647 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله رجلًا قامَ من الليل فصلّى، وأَيقظَ امرأته، فإن أبت؛ نَضحَ في وجهها الماء، [و] رحم الله امرأةً قامت من الليل فصلت، وأَيقظت زوجها، فإن أَبى؛ نضحت في وجهه الماء". حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (1181). 134 - باب أيّ الليل أفضل 538 - 648 - عن أبي مسلم، قال: سألت أَبا ذر: أيُّ قيامِ الليلِ أَفضل؟ قال: سألتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كما سألتني؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "نصف الليل - أو جوف الليل -" (¬1) شكَّ عوف. ¬

_ (¬1) ضعف إسناده المعلق على "الإحسان" (6/ 304) براويه (المهاجر بن مخلد)، وبه جزم هنا! بينما رأيناه حسن إسناده في حديث آخر فيه (1324)، وهو حديث أبي بكرة المتقدم (157/ 184)، ثم لم يستقر عليه فقال في حديث ثالث (6532): "إسناده حسن في الشواهد" وهو الآتي (35 - كتاب/ 18 - باب)، فلا أدري أهذا الاضطراب من المحقق الواحد، أم هناك أكثر من كاتب =

135 - باب ما يستفتح به إذا قام من الليل

حسن - "الكلم الطيب" (113/ 70/ التحقيق الثاني)، "التعليق الرغيب" (2/ 276). 135 - باب ما يستفتح به إذا قامَ من الليل 539 - 649 - عن عاصم بن حميد: أنّه سأَل عائشة زوج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: ما كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يستفتح به إِذا قامَ من الليل؟ قالت: لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتح إِذا قامَ من الليل يصلي؛ يبدأ فيكبر عشرًا، ويسبح عشرًا، ويحمد عشرًا، ويهلل عشرًا، ويستغفر عشرًا، وقال: "اللهمَّ! اغفر لي واهدني وارزقني" عشرًا، ويتعوّذ بالله من ضيق يوم القيامة عشرًا. صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أَبي داود" (742). 136 - باب البداءة بركعتين خفيفتين [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 137 - باب القصد في العبادة 540 - 651 - عن جابر، قال: مرَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على رجل قائمٍ يصلي على صخرة، فأتى ناحية مكة، فمكثَ مَلِيًّا، ثمَّ أقبلَ فوجد الرَّجل على حاله يصلي، فجمع يديه ثمَّ قال: ¬

_ = واحد، تضاربت أراؤهم في الراوي الواحد! وهذا هو الأرجح عندي، لأن بعض التخريجات نقطع أنها ليست من المحقق، وهذا ما نرجو مخلصين أن لا يتكرر في مشروع المؤسسة الجديد: طبع "مسند الإمام أحمد"، ولا سيما وقد طبع على الوجه الأول أنه شارك في التحقيق جماعة! وقد سُمُّوا!

"أيها الناس! عليكم بالقصد، عليكم بالقصد؛ فإنَّ الله لا يمل حتّى تملّوا". (قلت): وقد تقدّم حديث (¬1): كان أَحبّ العمل إِليه ما داومَ عليه صاحبه وإِن كان يسيرًا. [528/ 637] صحيح لغيره - "الصحيحة" (1760). 541 - 652 - عن أَبي هريرة، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكلِّ عمل شِرَّة، ولكلِّ شِرَّة فترة، فإن كان صاحبها سدد وقارب (¬2) فارجوه، وإن أُشيرَ إليه بالأصابعِ؛ فلا تَعُدّوه". حسن - "الصحيحة" (2851)، "التعليق الرَّغيب" (1/ 46). 542 - 653 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكلِّ عمل شِرَّة، وإن لكلِّ شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي؛ فقد أَفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك؛ فقد هلك". (قلت): هذا هو الصواب، والأصل: "فمن كانت نشرته" في الثنتين. صحيح - "صفة الصلاة"، "ظلال الجنّة" (51)، "التعليق" أيضًا. ¬

_ (¬1) الأصل: "حديثه"! وهو خطأ من الناسخ، يوهم أنه يعني حديث جابر، وإنما المتقدم من حديث أم سلمة وبلفظ: " ... عليه العبد". (¬2) الأصل: "سادًّا وقاربًا" وكذا في طبعتي "الإحسان"! والتصحيح من مصادر الحديث، منها "الترمذي" و"مشكل الآثار" وغيرهما.

138 - باب رب قائم حظه السهر

138 - باب ربّ قائم حظه السهر 543 - 654 - عن أَبي هريرة، أنَّه سمع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رُبَّ قائمٍ حظّه من قيامِه السهر، وربّ صائم حظّه من صيامِه الجوع". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 97). 139 - باب فيمن يُسِرُّ العملَ [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 140 - باب فيمن يجهر بالقرآن ومن يسرّ به 544 - 656 - عن أَبي قتادة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بأَبي بكر وهو يصلي؛ يخفض من صوتِه، ومرَّ بعمر يصلي، رافعًا صوته، فلما اجتمعا عند النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قال لأبي بكر: "يا أبا بكر! مررت بك وأَنتَ تصلي تخفض من صوتِك". قال: قد أسمعتُ من ناجيت، قال: "ومررت بك يا عمر! وأنت ترفع صوتك". قال يا رسول الله! أُوقظ الوسنان وأَحتسب به. قال: فقال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "ارفع من صوتك شيئًا". وقال - صلى الله عليه وسلم - لعمر: "اخفض من صوتِك شيئًا". صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أَبي داود" (1200). 545 - 657 - عن أَبي هريرة:

141 - باب القراءة بالصوت الحسن

أنّه كانَ إِذا قامَ من الليل رفع صوته طورًا، ويذكر أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يفعله. حسن - "صحيح أَبي داود" (1204). 546 - 658 - عن عقبة بن عامر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسرّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة". صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أَبي داود" (1204). 547 - [2572 - عن كريب، قال: سألت ابن عباس فقلت: [ما] (¬1) صلاة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل؟ قال: كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في بعض حُجَره، فَيَسمع مَن كان خارجًا]. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (1198)، "صفة الصلاة". 141 - باب القراءة بالصوت الحسن 548 - 660 - عن البرَاء بن عازب، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "زينوا القرآن بأَصواتكم". صحيح - "صفة الصلاة"، "صحيح أَبي داود" (1320). 549 - 661 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "زينوا القرآن بأصواتكم". صحيح - المصدر نفسه. ¬

_ (¬1) سقطت من "الإحسان"، واستدركتها من "صحيح ابن خزيمة" (2/ 187 - 188)، ومن طريقه رواه ابن حبان.

142 - باب القراءة في صلاة الليل

142 - باب القراءة في صلاة الليل 550 - 662 - عن عبد الله بن عمرو، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال: "من قام بعشر آيات؛ لم يكتب من الغافلين، ومن قامَ بمئة آية؛ كتبَ من القانتين، ومن قامَ بألف (¬1) آية؛ كتبَ من المقنطرين". صحيح - "الصحيحة" (642)، "صحيح أَبي داود" (1264). 551 - 666 - عن ابن مسعود، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَيعجِزُ أَحدُكم أَن يقرأَ ثُلثَ القرآن كلَّ ليلة؟ ". قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول اللهِ؟! قال: " [بلى] (¬2) {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ". صحيح - "الروض النضير" (1025). 143 - باب في صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 552 - 668 - عن سعد بن هشام الأنصاري: ¬

_ (¬1) الأصل: "بمئتي"، وهو خطأ، ويبدو أنه قديم، فقد عزاه إليه المنذري في "الترغيب" (1/ 222) مشيرًا إلى شذوذه، وقد صححته من مصادر التخريج، ومنها "صحيح ابن خزيمة"، وعلى الصواب وقع في طبعتي "الإحسان"، والظاهر أنه من تصويب مرتَّبه الأمير ابن بلبان، ولم يتبينه الشيخ شعيب؛ فترك الخطأ هنا على ما هو عليه، واكتفى بالإشارة إلى ما في طبعة "الإحسان" , وأما الأخ الداراني فصححه محيلًا به على "الإحسان" ومصادر التخريج. (¬2) سقطت من الأصل، ومن "الإحسان"، واستدركتها من "عمل اليوم والليلة" لابن السني، فإنه رواه من طريق أبي يعلى شيخ ابن حبان فيه، وهي في "عمل النَّسائيُّ" أيضًا (675) من طريق غيره.

أنّه سأل عائشة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[بالليل] (¬1)؟ فقالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلّى العشاء تجوّزَ بركعتين، ثمَّ ينامَ وعند رأسه طهوره وسواكه، فيقوم فيتسوّك ويتوضّأ، ويصلي ويتجوز بركعتين، ثمَّ يقوم فيصلي ثمان ركعات، يسوي بينهنَّ في القراءة، ثمَّ يوتر بالتاسعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، فلمّا أسن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأخذَ اللحمَ؛ جعل الثمان ستًّا، ويوتر بالسابعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، يقرأُ فيهما {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {إِذَا زُلْزِلَتِ}. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1223)، "صلاة التراويح" (103)، "صحيح ابن خزيمة" (1104/ التحقيق الثاني). 553 - 669 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوتر بتسع ركعات، لم يقعد إلّا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو (¬2)، ثمَّ ينهض ولا يسلّم، ثمَّ يصلي التاسعة ويذكر الله ويدعو، ثمَّ يسلم تسليمة يسمعنا، ثمّ يصلّي ركعتين وهو جالس (¬3)، فلما كَبِر وضعف أوترَ بسبع ركعات، لا يقعد إلّا في السادسة، ثمَّ ينهض - ولا يسلّم - فيصلي السابعة، ثمّ يسلّم تسليمة، ثمَّ يصلي ركعتين وهو جالس. ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، وهو مما فات الأخ الداراني وصاحبه! (¬2) زاد أبو عوانة في "صحيحه": ويصلي على نبيه ... وهذه فائدة مهمة في شرعية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والدعاء في التشهد الأول. انظر "صلاة التراويح" (ص 109). (¬3) قلت: سقط ما بعده من السطرين من طبعتي "الإحسان"، ولم ينتبه لذلك الشيخ شعيب!

144 - باب ما جاء في الوتر

صحيح - "صلاة التراويح" (ص 108 - 109/ 5)، "الإرواء" (2/ 32 - 33)، "صحيح أَبي داود" (1213): م - بأتم منه، فليس هو على شرط "الزوائد". 554 - [2429 - عن عائشة: أَنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوتر بخمس، وأَوتر بسبع]. صحيح - "الصحيحة" (2961). 144 - باب ما جاء في الوتر 555 - 670 - عن أبي أيوب الأنصاري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "الوتر حق، فمن أحبَّ أن يوتر بخمس فليوتر، ومن أَحبَّ أن يوتر بثلاث فليوتر، ومن أحبَّ أن يوتر بواحدة فليوتر بها، ومن غلبه ذلك (¬1)؛ فليومئ إيماءً". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1278)، "صلاة الترويح" (99)، "المشكاة" (1265). 145 - باب لا وتران في ليلة 556 - 671 - عن قيس بن طلق، قال: زارني أَبي يومًا في رمضان، وأَمسى عندنا وأَفطر، فقامَ بنا تلك الليلة وأَوتر، وانحدر إلى مسجدِه فصلّى بأصحابِه، ثمَّ قدَّم رجلًا فقال: أَوتر بأَصحابِكَ، فإنّي سمعتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا وتران في ليلة". ¬

_ (¬1) كذا في طبعات "الموارد"، و"الإحسان"، لكن المعلق على طبعة المؤسسة منه صححه إلى: "شق عليه" معلقًا بقوله: "في الأصل: "ومن غلبه"، والمثبت من "التقاسيم" (1/ لوحة 446) ".

146 - باب بادروا الصبح بالوتر

صحيح - "صحيح أَبي داود" (1293). 146 - باب بادروا الصبح بالوتر 557 - 672 - عن ابن عمر، أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "بادروا الصبحَ بالوتر". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1290). 147 - باب الوتر أول الليل وآخره 558 - 673 - عن ابن عمر: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال لأَبي بكر رضوان الله عليه: "متى توترُ؟ ". قال: أَوترُ ثمَ أَنامُ. قال: "بالحزمِ أَخذتَ". وسأَل - صلى الله عليه وسلم - عمر رضوان الله عليه: "متى توتر؟ ". قال: أَنامُ، ثمَّ أَقومُ من الليل فأوترُ. قال: "فعلَ القوي أَخذت". صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1200 و 1288)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (1084 و 1085)، "الصحيحة" (2596). 148 - باب فيمن أدركه الصبح فلم يوتر 559 - 674 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

149 - باب ما يقرأ في الوتر

"من أَدركَ الصبح ولم يوتر؛ فلا وتر له". صحيح - "الإرواء" (2/ 153). 149 - باب ما يقرأ في الوتر 560 - 675 - عن عائشة، قالت: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الرَّكعة الأُولى من الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وفي الثانية: بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثالثة بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1280). 561 - 676 و 677 - عن أُبيّ بن كعب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يوترُ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، زاد في الرواية الأخرى: فإذا سلّمَ قال: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرّات. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1279 و 1284). 150 - باب الفصل بين الشفع والوتر 562 - 678 و 679 - عن عبد الله بن عمر، قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يفصل بين الشفع والوتر بتسليم يسمعناه. صحيح لغيره - "الإرواء" (2/ 32). 151 - باب النهي عن الوتر بثلاث 563 - 680 - عن أَبي هريرة، أَنّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال:

152 - باب الوتر بركعة

"لا توتروا بثلاث، أَوتروا بخمس أَو سبع، ولا تشبّهوا بصلاة المغرب". صحيح - "صلاة التراويح" (100). 152 - باب الوتر بركعة 564 - 681 - عن ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَوتر بركعة. صحيح - "الإرواء" (1/ 327/ 294): ق - مطولًا دون قولِه: بركعة. 565 - 682 - عن عائشة: أنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقرأ في الرّكعتين اللتين يوتر بعدهما بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ويقرأُ في الوتر بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (¬1). صحيح - "صحيح أَبي داود" (1280). 153 - باب الصلاة بعد الوتر 566 - 683 - عن ثوبان، قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[في سفر] (¬2)، فقال: "إنَّ هذا السفرَ جُهد وثقل، فإذا أَوتر أحدكم فليركع ركعتين، فإن استيقظَ؛ وإلّا كانتا له". ¬

_ (¬1) قلت: هذا الحديث مكرر المتقدم (559/ 675)، ولا يناسب الباب هنا. (¬2) سقطت من الأصل، واستدركتها من "الإحسان"، و"صحيح ابن خزيمة"، وغيرهما، وهو مما فات استدراكه على الأخ الداراني وصاحبه! وفيها دلالة قاطعة على خطأ رواية الدَّارميُّ بلفظ: "إن هذا السهر"؛ وأشار إلى خطأ من رواه باللفظ الأول! انظر "الصحيحة".

154 - باب الاستخارة

صحيح - "الصحيحة" (1993). 154 - باب الاستخارة 567 - 687 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أَرادَ أَحدكم أَمرًا، فليقل: اللهمَّ! إنّي أَستخيرك بعلمِك، وأَستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك [العظيم]، فإنّك تقدر ولا أَقدر، وتعلم ولا أعلم، وأَنت علّام الغيوبِ، اللهمَّ! إِن كانَ كذا وكذا خيرًا لي في ديني، وخيرًا لي في معيشتي، وخيرًا لي في عاقبة أَمري؛ فاقدره لي وبارك لي فيه، وإِن كانَ غيرُ ذلك خيرًا لي، فاقدر في الخير حيث كانَ، ورضّني بقدرك". حسن صحيح - "الضعيفة" تحت الحديث (2305). 155 - باب سجود التلاوة 568 - 688 - عن ابن عمر، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ القرآن؛ فيأتي على السجدة، فيسجد، ونسجد معه لسجودِه. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1272): ق بأتم، فليس على شرط "الزوائد". 569 - 689 و 690 - عن أَبي سعيد الخدري، أنّه قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقرأ {ص}، فلما بلغَ السجدة؛ نزل فسجد وسجدنا معه، وقرأها مرّة أُخرى، فلما بلغ السجدة؛ تَشَزَنَّا للسجود، فلما رآنا؛ قال: "إنَّما هي توبة نبي، ولكني أَراكم قد استعددتم للسجود" فنزل،

فسجد، وسجدنا معه. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1271). 570 - 691 - عن ابن عباس، قال: جاء رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إنّي رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم؛ كأنّي أُصلي خلفَ شجرة، فرأيت كأَني قرأت سجدة، فرأيت الشجرة كأنَّها تسجد لسجودي، فسمعتها [وهي ساجدة] (¬1)، وهي تقول: اللهمَّ! اكتب لي بها عندك أجرًا، واجعلها لي عندك ذُخرًا، وضع عني بها وزرًا، واقبلها مني كما تقبلت من عبدِك داود. قال ابن عباس: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأَ السجدة، فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة. حسن لغيره - "الصحيحة" (2710). * * * ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من "الإحسان".

6 - كتاب الجنائز

6 - كتاب الجنائز 1 - باب فيمن أَصابه أَلم 571 - 692 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ رجلًا من المسلمين قال: يا رسول الله! أَرأيت هذه الأَمراض التي تصيبنا؛ ما لنا بها؟ قال: "كفّارات". قال: أيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -! وإن قَلَّتْ؟ قال: "وإنْ شوكةً فما فوقها". قال: فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوَعْك حتّى يموت، وأن لا يشغله عن حجّ، ولا عمرة، ولا جهاد في سبيل الله، ولا صلاة مكتوبة في جماعة، قال: فما مسَّ إِنسانٌ جسده إلّا وجد حرّها حتّى مات. حسن - "التعليق الرغيب" (4/ 153). 572 - 693 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الرَّجلَ ليكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره، حتّى يبلَّغه إِيّاها". صحيح - "الصحيحة" (1599 و 2599). 573 - 694 - عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها؛ إلّا رفعه الله بها درجة، وحطَّ

2 - باب أي الناس أشد بلاء؟

بها عنه خطيئة". صحيح (¬1) - "الرَّوض" (819): م بتمامه، خ مختصرًا، فليس من شرط "الزوائد". 574 - 695 - عن عائشة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا اشتكى المؤمن؛ أَخلصه ذلك (¬2) كما يُخلِص الكيرُ خَبَث الحديد". صحيح - "الصحيحة" (1257). 575 - 696 - عن جابر، عن نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما يمرض مؤمن ولا مؤمنة، ولا مسلم ولا مسلمة؛ إِلّا حطَّ الله بذلك خطاياه كما تنحطُّ الورقة عن الشجرة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2503). 576 - 697 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله ونفسه؛ حتّى يلقى الله وما عليه من خطيئة". حسن صحيح - "الصحيحة" (2280)، "المشكاة" (1567). 2 - باب أي الناسِ أَشدُّ بلاءً؟ 577 - 698 - 700 - عن سعد، قال: ¬

_ (¬1) قلت: من أوهام المؤلف الهيثمي - رحمه الله -: أنه اختلط عليه هذا الحديث بآخر في الباب، وإسناد هذا بهذا! وكلاهما صحيح المتن، والإسناد الذي هنا ليس لهذا المتن، وما دام أني جريت على حذف الأسانيد؛ فلا داعي لتفصيل ذلك. (¬2) في طبعات "الموارد": "الله"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما فات المعلقين الأربعة، وما كان في "الموارد" هو لفظ البخاري في "الأدب المفرد"، وإسناده معلول، انظر "الصحيحة".

سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الناس أشدّ بلاءً؟ قال: "الأنبياء، ثمَّ الأَمثل فالأَمثل، يبتلى الناس على قَدْرِ دينهم، فمن ثخُنَ دينه اشتدَّ بلاؤه، ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه، وإِن الرَّجل ليصيبُه البلاء؛ حتّى يمشي في الناس ما عليه خطيئة". صحيح - "الصحيحة" (143). 578 - 701 - عن ابن مسعود، قال: دخلت على النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فمسِسته، فقلت: يا رسول الله! إنّك لتوعك وَعْكًا شديدًا؟! فقال: "أجل، إني أُوعك كما يوعك رجلان منكم". قلت: إنَّ لك أجرين؟ قال [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: "أَجل"، ثمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ ما على الأَرض مسلم يصيبه أَذى - من مرض فما سواه -؛ إلّا حطّ الله عنه خطاياه كما تحطُّ الشجرةُ ورقها". صحيح - "الصحيحة" (2047): ق - فلا وجه لذكره في "الزوائد". 579 - 702 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - طرقه وجع، فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه، فقالت له عائشة: لو فَعل هذا بعضنا لوجدتَ عليه! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الصالحين قد يشدد عليهم، وإنّه لا يصيبُ مؤمناً نَكبة من شوكة فما فوقها؛ إلّا حُطَّت عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة". حسن صحيح - "الصحيحة" (1610): م - نحوه.

3 - باب فيمن لم يمرض

3 - باب فيمن لم يمرض 580 - 703 - عن أَبي هريرة، قال: دخل أعرابيّ على النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَخذتك أمُّ مِلْدَمٍ؟ ". قال: وما أم ملدم؟ قال: "حرّ يكون بين الجلد واللحم". قال: وما وجدت هذا قط. قال: "فهل وجدت هذا الصداع؟ ". قال: وما الصداع؟ قال: "عِرق يضرب على الإنسان في رأسه". قال: وما وجدت هذا قط! فلمّا ولّى قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من أَحَبَّ أَن ينظر إِلى رجل من أَهل النار؛ فلينظر إلى هذا". حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (2905). 4 - باب ما جاء في الحمّى 581 - 704 - عن جابر، قال: أتت الحمّى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فاستأذنت عليه؛ فقال: "من أَنتِ؟ " قالت: أنا أُمّ مِلْدَمٍ. قال: "انهَدي إِلى أَهل قباء [فأْتيهم". قال:]. فأتتهم، فَحُمُّوا ولَقُوا منها شدّة، فقالوا: يا رسول الله! [ما ترى] ما لقينا من الحمّى؟! قال: "إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم، وإن شئتم كانت طَهورًا".

5 - باب فيمن ذهب بصره فصبر

قالوا: بل تكون طهورًا. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 154). 5 - باب فيمن ذهب بصره فصبر 582 - 705 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله تبارك وتعالى: إِذا أخذت كريمتي عبدي، فصبر واحتسبَ؛ لم أَرضَ له ثوابًا دون الجنّة". صحيح لغيره - "التعليق الرّغيب" (4/ 156). 583 - 706 - عن العرباض بن سارية، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يعني -، عن ربِّه تبارك وتعالى أنّه قال: "إذا سلبتُ من عبدي كريمتيه، وهو بهما ضنين؛ لم أَرض له ثوابًا دون الجنّة، إِذا حمِدني عليهما". حسن صحيح - "الصحيحة" (2010). 584 - 707 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يذهب الله بحبيبَتَيْ عبدٍ، فيصبر ويحتسب؛ إلّا أَدخله الله الجنّة". صحيح - "التعليق الرغيب" أيضًا (4/ 156)، "الضعيفة" تحت الحديث (6425). 6 - باب فيمن صبر على اللمم 585 - 708 - عن أَبي هريرة، قال: جاءت امرأة إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبها لَمَم (¬1)، فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يشفيني، قال: ¬

_ (¬1) لمم: طرف من الجنون يلمُّ بالإنسان؛ أي: يقرب منه ويعتريه. "نهاية" (4/ 272).

7 - باب عيادة المريض

"إن شئتِ دعوتُ الله لكِ فشفاكِ، وإن شئتِ صبرت ولا حساب عليكِ". فقالت: بل أصبر ولا حساب عليّ. حسن صحيح - "التعليق الرّغيب" (4/ 149)، "الصحيحة" (2502). 7 - باب عيادة المريض 586 - 709 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُودوا المرضى، واتَّبعوا الجنائز؛ تُذَكرْكم الآخرة". حسن صحيح - "أحكام الجنائز" (86)، "الصحيحة" (1981). 587 - 710 - عن عبد الله بن شداد: أنَّ عمرو بن حُريث زار الحسن بن علي، فقال له علي بن أَبي طالب: يا عمرو تزور! الحسن وفي النفس ما فيها (¬1)؟! قال: نعم يا علي! لستَ بربِّ قلبي، تصرفه حيث شئتَ (¬2)، فقال عليّ: أَما إنَّ ذلك لا يمنعني أن أُؤدِّي إليك النصيحة، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من امرئ مسلم يعود مسلمًا؛ إلَّا ابتعثَ الله سبعين ألف ملك يصلون عليه؛ في أيِّ ساعات النهار [كان] (¬3) حتّى يمسي، وفي أيّ ساعات الليل [كان] حتّى يصبح". صحيح - "الصحيحة" (1367)، "المشكاة" (1550). ¬

_ (¬1) عمرو بن حريث قرشي من بني مخزوم؛ صحابي صغير ولي إِمارة الكوفة بعد ذلك لزياد ثمّ لابنه، وكان بنو أمية يميلون إليه، ويثقون به. (¬2) يعني: أنّه يعود المريض أَداء للواجبِ، وتصريف القلوب بيد الله تبارك وتعالى. (¬3) هذه والتي بعدها من "الإحسان"، وهو مما غفل عنه المحققون الغافلون!

588 - 711 - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عادَ مريضًا؛ لم يزل يخوض الرَّحمة حتّى يجلس، فإذا جلسَ غُمر فيها". صحيح - "الصحيحة" (1929)، "صحيح أَبي داود" (2714). 589 - 712 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا عادَ الرَّجل أخاه (¬1) أو زاره؛ قال الله تعالى: طبتَ وطابَ ممشاك، وتبوأتَ منزلًا في الجنّة". حسن لغيره - "الصحيحة" (2632)، "المشكاة" (1575، 5015/ التحقيق الثاني). 590 - 713 - عن أبي سعيد الخدري، سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خمس من عملهن في يوم؛ كتبه الله من أَهل الجنّة: من عادَ مريضًا، وشهدَ جنازة، وصامَ يومًا، وراح يوم الجمعة، وأَعتق رقبة". صحيح - "الصحيحة" (1023). 591 - 714 - عن ابن عباس، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عادَ المريض؛ جلس عند رأسه ثمَّ قال (سبع مرات) (¬2): ¬

_ (¬1) لفظه في "الإحسان" في الطبعتين: "إذا عاد المسلم أخاه المسلم"، واللفظ الذي في (الكتاب) هو لفظ البخاري في "الأدب المفرد" (345). وبهذا اللفظ عزاه المنذري في "الترغيب" (4/ 162) لابن حبان، فلعل ما في "الإحسان" خطأ من الناسخ. والله أعلم. (¬2) هذه (المرات) كان في الأصل عقب الدعاء فنقلتها إلى هنا تبعًا لـ "الإحسان" ومصادر التخريج، وغفل عنه المعلقون الأربعة!!

8 - باب حسن الظن بالله تعالى

"أسأل الله العظيم ربَّ العرش العظيم أَن يشفيك"؛ فإنْ كانَ في أَجلِه تأخير عوفي من وجعه ذلك. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2719)، "المشكاة" (1553). 592 - 715 - عن عبد الله بن عمرو: أنَّ رسولَ اللهِ كانَ إذا جاء الرَّجلَ يعوده قال: "اللهمَّ! اشفِ عبدَك؛ ينكأْ لك عدوًا، أَو يمشي لك إلى صلاة". (قلت): وفي "الرقى" في (الطب) أَحاديث في الدعاء للمريض [21 - كتاب /8 - باب]. حسن - "الصحيحة" (1304)، "المشكاة" (1556). 593 - [239 - عن أَبي هريرة، أَنَّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث كلهنَّ على المسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إِذا حمد الله"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (1800)، وهو في "مسلم" من طريق آخر بلفظ أَتمّ - الصحيحة (1832). 8 - باب حسن الظن بالله تعالى 594 - 716 - 718 - عن حيان (¬1) أَبي النضر، قال: خرجت عائدًا ليزيد بن الأَسود، فلقيت واثلة بن الأَسقع وهو يريد عيادته، فدخلنا عليه، فلما رأى واثلة؛ بسط يده وجعل يشير إليه، فأقبلَ واثلة حتّى جلسَ، فأخذَ يزيد بكَفَّيْ واثلة فجعلهما على وجهه، فقال له ¬

_ (¬1) الأصل: (حبان) بالموحدة التحتية! خطأ، والزيادة الآتية في آخر الحديث هي الرواية الأخرى ذات الرقم (717).

9 - باب فيمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله

واثلة: كيف ظنّك باللهِ؟ قال: ظنّي باللهِ - والله - حسن، قال: فأبشر؛ فإنّي سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله جلَّ وعلا: أنا عند ظنّ عبدي بي؛ إن ظنَّ بي خيرًا، وإنْ ظنَّ شرًّا؛ [فليظن بي ما شاء] ". صحيح - "الصحيحة" (1663). 9 - باب فيمن كانَ آخر كلامِه لا إله إلا الله 595 - 719 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "لقنّوا موتاكم: لا إله إلّا الله؛ [فإنه] من كانَ آخر كلامه لا إله إلّا الله عند الموت؛ دخل الجنّة يومًا من الدهر، وإِنْ أصَابَه قبل ذلك ما أَصابه". (قلت): في "الصحيح" طرف من أَوله. حسن - "الإرواء" (3/ 150)، "أحكام الجنائز" (ص 19). 10 - باب قراءة يس عند الميت [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 11 - باب موت الأولاد 596 - 721 - عن أَنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من احتسبَ ثلاثة من صلبه؛ دخل الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (2302). 597 - 722 و 723 - قال صَعْصَعْةُ بن معاوية - عمّ الأحنف بن قيس -: أتيتَ أبا ذر بـ (الرَّبَذَة)؛ فقلت: يا أَبا ذر! ما مالُك؟ قال: مالي

عَمَلي، قلت: حدِّثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا سمعته منه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلِمَين يموت بينهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث؛ إلّا أدخلهما الله الجنّة بفضل رحمته إياهم". صحيح لغيره - "أحكام الجنائز" (ص 24)، "التعليق الرغيب" (3/ 89). 598 - 724 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ماتَ له ثلاثة من الولد؛ دخل الجنّة". قال: قلنا: يا رسول الله! واثنان؟ قال: "واثنان" قال محمود: قلت لجابر بن عبد الله: إنّي لأراكم لو قلتم: واحد، لقال: واحدًا (¬1)؟! قال: واللهِ أَظنّ ذلك. حسن - "التعليق الرَّغيب" (3/ 92). 599 - 725 - عن قرّة بن إياس، قال: كانَ رجل يختلف إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مع بُنَيٍّ له، ففقده النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: ماتَ ابنه يا رسول اللهِ! فقال لأبيه: "أما يسرُّكَ أن لا تأتي بابًا من أَبوابِ الجنّة؛ إلّا وجدتَه ينتظرُكَ؟! ". صحيح - "أحكام الجنائز" (ص 205)، "التعليق الرغيب" (3/ 92). ¬

_ (¬1) الأصل: الأولى مرفوعة، والأُخرى منصوبة، وفي "الإحسان" بنصبهما، ولعلَّ الأَصحَّ رفعهما، كما في جوابه الأول: "واثنان"؛ ثم رأيته في "المسند" (3/ 306) كما رجحت.

12 - باب ما جاء في الطاعون

600 - 726 - عن أَبي سنان، قال: دفنت ابني سِنانًا (¬1)؛ وأَبو طلحة الخولانيّ على شَفِير القبر، فلما أَردت الخروج؛ أَخذَ بيدي فأخرجني وقال: ألا أُبشرك؟! حدثني الضحّاك بن عبد الرحمن بن عَرْزَب، عن أَبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ماتَ ولد العبد المؤمن؛ قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ قالوا: نعم، قال: قبضتم ثمرة فؤادِه؟ قالوا: نعم، قال: فما قال؟ قالوا: استرجع وحمدك، قال: ابنوا له بيتًا وسمّوه بيتَ الحمد". حسن لغيره - "التعليق" أيضًا (3/ 93)، "الصحيحة" (1408). 12 - باب ما جاء في الطاعون 601 - 727 - عن عمرو بن العاص: أنَّ الطاعون وقع بالشام، فقال: إنّه رِجْز، فتفرَّقوا عنه، فقال شرحبيل ابن حسنة: إنّي صحبت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وعمرٌو أضلّ من حمار [أو جمل] أَهله (¬2) -، وقال: "إنَّها رحمة ربِّكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه". فسمع بذلك عمرو بن العاص؛ فقال: صدق. صحيح - "التعليقات الحسان" (2940). ¬

_ (¬1) الأصل: (شابًا)! والتصحيح من "الترمذي" (1408)، ولم ترد في طبعتي "الإحسان" مطلقًا، ولم يصححها المعلقون الأربعة على "الموارد"!! (¬2) أي: أسلمت لما كان عمرو لا يزال في الشرك، والزيادة من "الإحسان" وغيره.

13 - باب في المبطون

13 - باب في المبطون 602 - 728 - عن سليمان بن صُرَدٍ، وخالد بن عُرْفُطَة، أنَّهما بلغهما: أنَّ رجلًا ماتَ ببطن، فقال أحدهما: أَلم يبلغك أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قتله بطنه لم يعذّب في قبرِه"؟! قال الآخر: صدقت (وفي رواية: بلى). صحيح - أحكام الجنائز (53/ 2). 14 - باب في موت الغريب 603 - 729 - عن عبد الله بن عمرو، قال: توفي رجل بالمدينة، فصلّى عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا ليته مات في غيرِ مولده! ". فقال رجل من الناس: لِمَ يا رسول اللهِ؟! قال: "إنَّ الرَّجلَ إِذا ماتَ في غيرِ مولدِه؛ قيسَ له من مولدِه إِلما منقطع أَثره في الجنّة". حسن - "المشكاة" (1293). 15 - باب في موت المؤمن وغيره 604 - 730 - عن بريدة بن الحُصَيب: أنَّه دخل، فرأى ابنًا له يرشح جبينه، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يموت المؤمن بعَرَق الجبين". صحيح - "أحكام الجنائز" (49/ الثانية).

605 - 731 - عن أَبي هريرة، أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ المؤمن إذا حضره الموت؛ حضرته ملائكة الرَّحمة، فإذا قُبضت نفسُه جُعلت في حريرة بيضاء، فَيُنطلق بها إِلى باب السماء، فيقولون: ما وجدنا ريحًا أَطيب من هذه، فيقال: دعوه يستريح؛ فإنّه كانَ في غمٍّ (¬1)، فيُسأل: ما فعل فلان؟ ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ وأمّا الكافر؛ فإذا قبضت نفسه، وذُهب بها إِلى باب الأرضِ؛ يقول خزنة الأرض: ما وجدنا ريحًا أَنتن من هذه، فيذهب بها إِلى الأَرض السفلى". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (4/ 187). 606 - 733 - عن أَبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ المؤمنَ إِذا قُبِضَ؛ أَتته ملائكة الرَّحمة بحريرة بيضاء، فتقول: اخرجي إِلى رَوْح الله، فتخرج كأَطيبِ ريح مسك، حتّى إِنّهم ليناوله بعضهم بعضًا فيشَمونه، حتّى يأتون به بابَ السماء، فيقولونَ: ما هذه الريح الطيبة الّتي جاءت من الأَرض؟ ولا يأتونَ سماءً إلّا قالوا مثل ذلك، حتّى يأتوا به أَرواح المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحًا به من أَهلِ الغائبِ بغائبهم، فيقولونَ: ما فعل فلان؟ [فيقولون: دعوه حتّى يستريح؛ فإنّه كانَ في غمّ الدنيا، فيقول: قد مات، أَما أتاكم؟] (¬2) فيقولون: ذُهبَ به إلى أُمِّهِ الهاوية. ¬

_ (¬1) هنا في الأصل زيادة: "الدنيا"؛ فحذفتها لعدم ثبوتها في طبعتي "الإحسان". (¬2) ما بين المعكوفتين لم ترد في "إحسان المؤسسة" فقط، وهي في "الترغيب" برواية ابن حبان، وكان هناك بعض الأخطاء، اكتفيت بتصحيحها دون التنبيه عليها.

16 - باب الاسترجاع

وأَمّا الكافر؛ فتأتيه ملائكة العذابِ بِمِسح فيقولون: اخرجي إِلى غضب الله، فتخرج كأنتنِ ريح جيفة، فَيُذهب به إلى باب الأرضِ". صحيح - "الصحيحة" (1309)، "التعليق الرغيب" (4/ 187) أيضًا. 607 - 734 - عن كعب بن مالك، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "نسمة المؤمن طائر تَعلُق في شجر الجنّة، حتّى يردّها الله إِلى جسدِه يوم القيامة". صحيح - "الصحيحة" (995). 16 - باب الاسترجاع 608 - 735 - عن أَنس، قال: خطبَ أَبو طلحة أمَّ سُلَيْم، فقالت له: ما مثلك يا أَبا طلحة! يرد، ولكني امرأة مسلمة، وأَنتَ رجل كافر، ولا يحلُّ في أن أتزوجك، فإن تُسلم؛ فذلك (¬1) مهري، لا أَسألك غيره، فأسلم، فكانت له، فدخل بها فحملت، فولدت غلامًا صبيحًا، وكان أَبو طلحة يحبّه حبًّا شديدًا، فعاشَ حتى تحرَّكَ، فمرضَ، فحزن عليه أَبو طلحة حزنًا شديدًا حتّى تَضَعْضَعَ، قال: وأَبو طلحة يغدو على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ويروح، فراح روحة، ومات الصبيّ، فعمَدت إِليه أُمُّ سُليم، فطيبته ونظفته وجعلته في مخدعنا، فأتى أَبو طلحة فقال: كيفَ أَمسى بُنيَّ؟ فقالت: بخير، ما كان منذ اشتكى أَسكن منه الليلة! قال: فحمد الله، وسرُّ بذلك، فقربّت له عشاءهُ ¬

_ (¬1) الأصل: (فذاك)؛ والتصحيح من طبعتي "الإحسان".

17 - باب فيمن تعزى بعزاء الجاهلية

فتعشّى، ثمَّ مسّت شيئًا من طيب، فتعرضت له، حتّى واقعها أو وقع بها، فلما تعشّى وأصابَ من أَهلِه؛ قالت له: يا أَبا طلحة! أرأيتَ لو أنَّ جارًا لك أَعارَكَ عاريَّة فاستمتعت بها، ثمَّ أَرادَ أَخذَها منك؛ أَكنتَ رادَّها عليه؟ فقال: إي والله؛ إنّي كنت لرادُّها عليه، قالت: طيبةً بها نفسك؟ قال: طيبةً بها نفسي، قالت: فإنَّ الله قد أَعارَكَ بُنيَّ ومتعك به ما شاء، ثمَّ قبضه إِليه، فاصبر واحتسب، قال: فاسترجع أَبو طلحة وصبر، ثمَّ أصبحَ غاديًا على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فحدثه حديث أمِّ سليم كيف صنعت، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بارك الله لكما في ليلتكما". قال: وحملت من تلك الوقعة. (قلت): فذكر الحديث، وهو في "الصحيح" باختصار. صحيح - "أحكام الجنائز" (35 - 38). 17 - باب فيمن تعزّى بعزاء الجاهليّة 609 - 736 - عن عُتَيٍّ، قال: رأيتُ أُبيًّا وتعزّى رجُلٌ بعزاء الجاهليّة، فأعضّه ولم يَكْنِ، ثمَّ قال: قد أَرى الذي في أَنفسِكم - أو في نفسِك -؛ إنّي لم أَستطع إذ سمعتُها أنْ لا أَقولَها، سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ تعزَّى بعزاء الجاهليّة؛ فأعِضُّوه (¬1) ولا تَكْنُوا". ¬

_ (¬1) زاد النَّسائيُّ في "كُبراه" (5/ 272): "بِهَنِ أبيه"، وهي تبين المراد من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فأعضوه".

18 - باب الخامشة وجهها وغير ذلك

صحيح - "الصحيحة" (269). 18 - باب الخامشة وجهها وغير ذلك 610 - 737 - عن أَبي أمامة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الخامشة وجهها، والشاقّة جيبها، والداعية بالويل. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2147). 611 - 738 - عن أَنس، قال: أخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على النساء حيث بايعهنَّ أن لا يَنُحن، فقلن: يا رسول اللهِ! إنَّ نساءً أَسعدننا في الجاهليّة، أَفنسعدهنَّ (¬1) في الإسلام؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا إسعاد (1) في الإسلامِ، ولا شغارَ في الإسلام، ولا عقر في الإسلامِ، ولا جَلَبَ ولا جَنَب، ومن انتهبَ نهبة فليس منّا". صحيح - "المشكاة" (2947). 612 - 739 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثٌ من عمل الجاهليّة لا يتركُهنَّ أَهلُ الإسلامِ: النياحةُ، والاستسقاءُ بالأَنواء، والتعايرُ". (قلت): يعني: بالأَنسابِ. حسن صحيح - "الصحيحة" (1801). ¬

_ (¬1) إسعاد النساء في المناحات: أن تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها، فتساعدها على النياحة. "نهاية".

19 - باب ما جاء في البكاء على الميت

613 - 740 - ومن طريق أُخرى عنه نحوه؛ وذكر فيه (العَدْوَى) وجعلها رابعة. قلت: ولفظه "أَربعة من الجاهليّة .. "، وقال: "والعدوى: جَرِب بعير في مائة بعير! فمن أَعدى الأَول؟ ". صحيح - "الصحيحة" (735)، "التعليقات الحسان" (3132). 19 - باب ما جاء في البكاء على الميت 614 - 741 - عن أَنس بن مالك: أنَّ عمر رضي الله عنه لمّا طُعِنَ؛ أعْوَلَت عليه حفصة، فقال لها عمر: يا حفصة! أَما سمعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ المُعَوَّلَ عليه يعذّب"؟! قالت: بلى. صحيح - "التعليق الرَّغيب" (4/ 178): م - دون قولها: بلى. 615 - 742 - عن محمد بن سيرين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الميت يعذّب ببكاء الحيِّ". فقيل لمحمد بن سيرين: من قاله؟ قال: عمران بن حصين، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -. حسن صحيح - "أَحكام الجنائز" (40). 616 - 743 - عن أَبي هريرة، قال: لما توفي ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ صاحَ أُسامة بن زيد، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ليس هذا منّا، ليس للصارخ حظٌّ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول ما يُغضِب الرَّب".

حسن - "أحكام الجنائز" (ص 39). 617 - 744 - عن أَنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بامرأة عند قبر تبكي، فقال: "يا هذه! اصبري". فقالت: إنَّكَ لا تدري ما مصابي؟! فقيل لها بعد [ذلك] (¬1): إنَّ هذا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأَتته فقالت: لم أَعرفك (¬2). صحيح - "أَحكام الجنائز" (33 و 234): ق - أتم منه، فليس هو على شرط "الزوائد". 618 - 745 - عن أَسماء بنت عميس، أنّها قالت: لما أُصيبَ جعفر بن أَبي طالب؛ أَمرني رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "تَسَلَّبي (¬3) ثلاثًا، ثمّ اصنعي [بَعْدُ] ما شئت". صحيح - "الصحيحة" (3226). 619 - 746 - عن عكرمة، قال: كان ابن عباس يكثر أن يحدث بهذا الحديث: أنَّ ابنة لرسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حضرتها (¬4) الوفاة، فأَخذها فجعلها بين يديه، ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان". (¬2) في هامش الأَصل - وقد أَصابه قطع عند التجليد -: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا الحديث في "الصحيح" من وجه آخر". (¬3) أي: البسي ثوب الحِداد، وهو (السِّلاب)، والجمع سُلُب، وتسلبت المرأة إذا لبسته. كذا في "النهاية". ووقع في الأصل: "سلي"! وفي "الإحسان": "سلمي"! أو: "تسلمي"! وهو تصحيف كما في "الفتح" (9/ 487 - 488). (¬4) في طبعات "الموارد": (احتضرتها)، والتصويب من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنه المعلقون الأربعة!

20 - باب الثناء على الميت

ثمَّ احتضنها وهي تَنْزع، حتّى خرج نَفَسُها، وهو يبكي، فوضعها، فصاحت أمّ أَيمن، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تبكين"، فقالت: ألا أرى (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ أَبكي فإنَّما هي رحمة، المؤمن بكلِّ خير؛ نَفْسُهُ تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله تعالى". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1632). 20 - باب الثناء على الميت 620 - 748 - عن أَبي هريرة، قال: مُرَّ على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بجنازة؛ فَأُثني عليها خيرًا من (¬2) مناقب الخير، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "وجبت". ثمَّ مرَّ عليه بأُخرى، فَأُثني عليه, شرًّا من مناقب الشرِّ، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وجبت، أَنتم شهود اللهِ في الأَرض". حسن صحيح - "أحكام الجنائز" (60)، "الصحيحة" (2600). 621 - 749 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأصل: [أبكي و]، وكذا في طبعة الداراني! والتصحيح من "الإحسان" أيضًا. (¬2) في الطبعات الثلاث (في)، والتصحيح من "الإحسان - المؤسسة"، لكن سقط منها جملة الجنازة الأخرى، والثناء عليها شرًّا! وعلى الصواب وقع في "المسند" (2/ 528).

21 - باب غسل الميت وإجماره

"ما من مسلم يموت، فيشهد له أَربعة أَهل أَبيات من جيرانِه الأَدنَيْنَ أنّهم لا يعلمون إلّا خيرًا؛ إلّا قال الله جلَّ وعلا: قد قبلت عِلْمَكم فيه، وغفرت له ما لا تعلمون". (قلت): لأَنس حديث في "الصحيح" غير هذا. صحيح لغيره - "أَحكام الجنائز" (62)، "الصحيحة" (1694). 622 - 750 - عن أَبي قتادة: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعي إِلى جنازة سأَل عنها؟ فإن أُثني عليها خيرًا؛ قامَ فصلّى عليها، وإنْ أُثني عليها شرًّا؛ قال لأهلها: "شأنَكم بها"، ولم يصلِّ عليها. صحيح - "أَحكام الجنائز" (109). 21 - باب غسل الميت وإجماره (¬1) 623 - 751 - عن أَبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مَن غسّل ميتًا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ". صحيح - "أحكام الجنائز" (71). 624 - 752 - عن جابر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا أَجْمَرْتم الميت؛ فأوتروا". صحيح - "أَحكام الجنائز" (84). ¬

_ (¬1) إجمار الميت: تبخيره بالطيب.

22 - باب الإيذان بالميت والصلاة عليه

22 - باب الإِيذان بالميت والصلاة عليه 625 - 753 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: "كنّا - مَقْدَمَ (¬1) رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذا حُضِر (¬2) الميتُ آذنّاه، فَحَضَره واستغفر له حتّى يُقبض، فإِذا قُبِضَ انصرفَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فربما طالَ ذلك من حَبْس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما خشينا مشقة ذلك؛ قال بعض القوم لبعض: والله لو كنّا لا نؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد حتّى يُقْبَضَ، فإذا قبض آذناه؛ فلم يكن في ذلك مشقة عليه ولا حبس، قال: ففعلنا، فكنّا لا نؤذنه إلّا بعد أَن يموت، فنأتيه، فيصلي عليه ويستغفر له، فربّما انصرفَ عند ذلك، وربّما مكثَ حتّى يُدْفَنَ الميت، قال: وكنّا على ذلك حينًا، ثمَّ قُلْنا: والله لو أنّا لا نُحْضِرُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وحملنا إِليه جنائز موتانا حتّى يصلي عليها عند بيته؛ لكان ذلك أَرفقَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَيسرَ عليه، ففعلنا ذلك، فكان الأَمر إلى اليوم. حسن - "أحكام الجنائز" (87). 626 - 754 - عن أَبي هريرة، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا صليتم على الجنائز؛ فأَخلصوا لها الدعاء". حسن - "أحكام الجنائز" (156)، "المشكاة" (1674). 627 - 755 - وفي لفظ: ¬

_ (¬1) في الأَصل: (نعزم)! وكذا في أصله "صحيح ابن حبان/ الإحسان"، وهو تحريف من النساخ، والتصحيح من "المستدرك"، و"سنن البيهقي". (¬2) حُضِرَ فلانٌ واحْتُضِرَ: إذا دنا موته. "نهاية".

"إذا صليتم على الميت؛ فأخلصوا له الدعاء". حسن - انظر ما قبله. 628 - 756 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه: كان إذا صلّى على جنازة يقول: "اللهمَّ! عبدُك وابنُ عبدك، كان يشهد أن لا إله إلّا الله، وأنَّ محمدًا عبدُك ورسولك، وأَنت أَعلم به مني، إنْ كانَ محسنًا فزد في إحسانِه، وإن كانَ مسيئًا فأغفر له، ولا تحرمنا أَجره، ولا تَفتنَّا بعدَه". صحيح - "أحكام الجنائز" (159). 629 - 757 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول في الصلاة على الجنائزِ: "اللهمَّ! اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأُنثانا، اللهم! من أَحييته منا فأحيه على الإيمان، ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام". صحح - "أحكام الجنائز" (157 - 158)، "المشكاة" (1675). 630 - 758 - عن واثلة بن الأسقع، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه صلّى على رجل فقال: "اللهمَّ! إنَّ فلانَ بن فلان في ذمتك، وحبل جوارِك، فأعذه من فتنة القبر، وعذاب النار، أنت أهل الوفاء والحمد، اللهم! اغفر له وارحمه، إِنّك أنت الغفور الرَّحيم". صحيح - "أحكام الجنائز" (158)، "المشكاة" (1677).

23 - باب الصلاة على القبر

23 - باب الصلاة على القبر 631 - 759 - 761 - عن يزيد بن ثابت - وكان أَكبَر من زيد [وكان قد شهد بدرًا، وزيد لم يشهد بدرًا]-، قال: خرجنا مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فلما وردنا البقيع؛ إذا هو بقبر، فسأل عنه؟ فقالوا: فلانة، فعرفها، فقال: "أَفلا آذنتموني بها؟! ". قالوا: كنت قائلًا صائمًا! قال: "فلا تفعلوا، لا أَعرفنَّ ما ماتَ منكم ميت - ما كنت بين أَظهرِكم - إلّا آذنتموني به؛ فإنَّ صلاتي عليه رحمة". قال: ثمَّ أَتى القبر، فصففنا خلفه، وكبّر عليه أَربعًا. صحيح - "أحكام الجنائز" (114). 24 - باب الصلاة على الغائب 632 - 762 - عن أَبي هريرة: أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى على النجاشي، وكبّر عليه أَربعًا (¬1). صحيح - "أَحكام الجنائز" (45، 115 - 116): ق - فليس على شرطه. 25 - باب الصلاة على من قتل نفسه 633 - 763 - عن جابر بن سمرة: ¬

_ (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في " الصحيحين" من طريق صالح بن كيسان عن الزهريّ".

26 - الصلاة على من عليه دين

أنَّ رجلًا كانت به جراحة، فأَتى قَرَنًا له، فأَخذَ مِشْقَصًا، فذبح به نفسه، فلم يصلّ عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح لغيره - "أحكام الجنائز" (109): م - مختصرًا. 26 - الصلاةُ على من عليه دين يأتي في "البيوع" [11 - كتاب/ 41 - باب]. 27 - باب الإِسراع بالجنازة 634 - 764 - عن أَبي هريرة، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ العبدَ إِذا وضع على سريره يقول: قدموني، قدموني، وإنَّ العبدَ إِذا وضعَ على سريره يقول: يا ويلتي أَين تذهبونَ بي؟! "؛ يريد المسلم والكافر (¬1). صحيح - "الصحيحة" (444) "أَحكام الجنائز" (92). 635 - [3032 - عن عبد الرحمن بن جوشَنٍ، قال: شهدتُ جنازة عبد الرحمن بن سمرة، وخرج زياد يمشي بين يدي سريره، ورجال يستقبلون السرير ويداسون على أَعقابهم يقولون: رويدًا رويدًا، بارك الله فيكم، حتى إذا كنا في بعض المربد (¬2)؛ لحقنا أَبو بكرة على بغلة، فلما رأى أولئك وما يصنعون؛ حمل عليهم بِبَغلتِهِ، وأَهوى إليهم بسوطه وقال: خلوا، فوالذي نفسي بيده؛ لقد رأيتُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنّا نكاد أَن نَرْمُلَ (¬3) بها ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "فائدة: أخرجه الترمذي من طريق وكيع، عن شريك، وإسرائيل، عن سماك، وأَخرجه ابن ماجه من رواية شريك أَتم من هذا السياق". (¬2) المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم؛ كما في "النهاية". (¬3) أي: نسرع في المشي.

28 - باب المشي مع الجنازة

رملًا؛ قال: فجاءَ القوم وأَسرعوا المشي، وأَسرع زياد المشيَ]. صحيح - "أَحكام الجنائز (ص 94). 28 - باب المشي مع الجنازة 636 - 765 - عن سالم بن عبد الله: أنَّ عبد الله بن عمر كانَ يمشي بين يدي الجنازة، قال: وإنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يمشي بين يديها، وأَبو بكر، وعمر، وعثمان. قال الزهريّ: وكذلك السنّة. صحيح - "الإرواء" (3/ 187)، "المشكاة" (1668). 637 - 766 - 768 - عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وأَبا بكر، وعمر رضوان الله عليهما كانوا يمشون أَمام الجنازة. صحيح - "الإرواء" (739)، "المشكاة" (1668). 638 - 769 - عن المغيرة بن شعبة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الرَّاكبُ في الجنازة: خلف الجنازة، والماشي: حيث شاء منها، والطفل يُصَلَّى عليه". صحيح - "أحكام الجنائز" (94 - 95)، "المشكاة" (1667). 29 - باب القيام للجنازة 639 - 770 - عن عبد الله بن عمرو، قال: سأَل رجل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول اللهِ! تَمُرُّ بنا جنازة الكافر؛ أَفنقوم لها؟ قال:

30 - باب ما جاء في دفن الميت

"نعم فقوموا لها؛ فإنكم لستم تقومون لها؛ إنَّما تقومون إِعظامًا للذي يقبض الأَرواح". صحيح لغيره - "المشكاة" (1386/ التحقيق الثاني). 640 - 771 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا كانَ مع الجنازة؛ لم يجلس حتّى توضع في اللحد أَو تدفن. شكَّ أَبو معاوية. صحيح دون قولِه: "في اللحد .. " - "التعليقات الحسان" (3096). 30 - باب ما جاء في دفن الميت 641 - 772 - عن ابن عمر، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أنّه كانَ اذا وضع الميت [في القبر] (¬1)؛ قال: "بسم الله، وعلى ملّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". صحيح - "أحكام الجنائز" (192). 642 - 773 - وفي رواية عنه، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا وضعتم موتاكم في اللحد، فقولوا: بسم الله، وعلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". صحيح - "أَحكام الجنائز" (192). 31 - باب دفن الشهداء حيث قتلوا 643 - 774 - عن جابر بن عبد الله، قال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان".

32 - باب فيمن آذى ميتا

خرجَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من المدينة إلى المشركين ليقاتلهم، فقال لي أَبي عبدُ الله: يا جابر! لا عليك أن تكونَ في نُظَّار أَهل المدينة، حتّى تعلم إِلى ما يصير أَمرنا؛ فإنّي - واللهِ - لولا أَنّي أَترك بناتٍ لي بعدي؛ لأَحببت أَن تقتل بين يَدَيَّ، فبينا أَنا في النظارين؛ إذ جاء ابن عمتي بأبي وخالي، عادلهما على ناضح، فدخل بهما المدينة ليدفنهما في مقابرنا؛ إذ لحق رجل ينادي: أَلا إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يأمرُكم أنْ تَرجِعوا بِالقتلى، فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت؛ قال: فرجعناهما مع القتلى حيث قُتِلَتْ. صحيح - "أَحكام الجنائز" (175). 644 - 775 - عن جابر بن عبد الله: أنّه قال في قتلى أُحد: حَمَلوا قتلاهم (¬1)، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَن رُدّوا القتلى إِلى مصارِعهم. صحيح - "أَحكام الجنائز" (25). 32 - باب فيمن آذى ميتًا 645 - 776 - عن عائشة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كسر عظم الميت؛ ككسره حيًّا". صحيح - "أَحكام الجنائز" (297). 33 - باب في الميت يسمع ويُسأل 646 - 777 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) كذا في الطبعات الثلاث وطبعتي "الإحسان"! وفي اختصار مُخلٌّ, ولفظ أحمد وغيره: أن قتلى أحد حملوا من مكانهم.

"إنَّ الميّتَ ليسمع خفقَ نعالِهم إذا ولَّوْا مدبرين". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (4/ 188 - 189). 647 - 778 - عن عبد الله بن عمرو: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فَتّانَيِ القبر، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أَتُرَدُّ علينا عقولنا يا رسول اللهِ؟! قال: "نعم كهيئتكم اليوم". قال: فبفيه الحجر! حسن - "التعليق الرَّغيب" (4/ 183). 648 - 779 - عن جابر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل الميت القبر؛ مُثّلَت [له] (¬1) الشمسُ عند غروبِها، فيقول: دعوني أُصلي". صحيح - "ظلال الجنّة" (867). 649 - 780 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا قبر أحدُكُمْ - أَو الإِنسان -؛ أَتاه ملكان أَسودان أَزرقان، يقال لأحدهما: (منكر)، وللآخر: (نكير)، فيقولان له: ما كنتَ تقول في هذا الرَّجل محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -؟ فهو قائل ما كانَ يقول. فإن كانَ مؤمنًا قال: هو عبدُ الله ورسولُه، أَشهد أَن لا إِله إلّا الله وأَشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله. ¬

_ (¬1) سقطت من طبعات "الموارد"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة، وهي في طبعتي "الإحسان"!!

فيقولان له: إنْ كنّا لنعلم إَنَّكَ لتقول ذلك، ثمَّ يفسح له في قبرِه سبعون ذراعًا في سبعين ذراعًا، وينوّر له فيه. فيقال له: نم، فينام كنوم العروس الذي لا يوقظه إلّا أَحبُّ أَهله إِليه، حتّى يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كانَ منافقًا قال: لا أَدري! كنت أَسمع الناس يقولون شيئًا، فكنت أَقوله! فيقولان له: إن كنّا لنعلم أنّك تقول ذلك، ثمَّ يقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، حتّى تختلف [فيها] (¬1) أَضلاعه، فلا يزال معذبًا، حتّى يبعته الله تعالى من مضجعِه ذلك". حسن صحيح - "الصحيحة" (1391)، "الظلال" (864). 650 - 781 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الميت إذا وضع في قبره؛ إنَّه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإِن كانَ مؤمنًا؛ كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شمالِه، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإِحسان إِلى الناسِ عند رجليه. فيؤتى من قبل رأسِه، فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل. [ثمَّ يؤتى عن يمينِه، فيقولُ الصيام: ما قبلي مدخل] (¬2). ثمَّ يؤتى عن يسارِه، فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل. ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان - المؤسسة"، و"ظلال الجنة". (¬2) سقطت من الأَصل، واستدركتها من "الترغيب" - وقد عزاهُ لابن حِبّان - ومن "الإحسان" أَيضًا، ومع أَنَّ الأخ (الداراني) عزاه إليه - كالعادة -؛ فلم يستدركها!

ثمَّ يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإِحسان إِلى الناسِ: ما قبلي مدخل. فيقال له: اجلس فيجلس، وقد مُثِّلت له الشمس، وقد آذنت للغروب، فيقال له: أَرأَيتَك هذا [الرجل] الذي كانَ فيكم؛ ما تقول فيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ قال: فيقول: دعوني حتّى أُصلي، فيقولان: إنَّكَ ستفعل، أَخبرني عما نسألك عنه، أَرأَيتك هذا الرَّجل الذي كانَ فيكم؛ ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمد؛ أَشهد أنّه رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأنّه جاء بالحقِّ من عند الله، فيقال له: على ذلك حَيِيت، وعلى ذلك مِتَّ، وعلى ذلك تبعث إن شاء الله. ثمَّ يفتح له باب من أَبواب الجنّة، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أَعدَّ الله لك فيها، فيزداد غبطة وسرورًا. ثمَّ يفتح له باب من أَبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك [منها] وما أَعدَّ الله لك فيها لو عصيته، فيزداد غبطة وسرورًا. ثمَّ يفسح له في قبرِه سبعون ذراعًا، وينوّر له فيه، ويعاد الجسد لما بدئ منه، فتجعل نسمته في النسيم الطيب، وهي طير تعلق في شجر الجنّة، فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ...} الآية. وإنَّ الكافرَ إذا أُتي من قبل رأسه لم يوجد شيء، ثمَّ أُتيَ عن يمينه فلا يوجد شيء، ثمَّ أُتي عن شمالِه فلا يوجد شيء، ثمَّ أُتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيقال له: اجلس، فيجلس مرعوبًا خائفًا، فيقال: أَرأيتك

34 - باب الراحة في القبر وعذابه

هذا الرَّجل الذي كان فيكم، ماذا تقول فيه؟ وماذا تشهد [به] عليه؟ فيقول: أي رجل؟ [فيقال: الذي كان فيكم]؛ فلا يهتدي لاسمه؛ حتى يقال له: محمد، فيقول: ما أَدري! سمعت الناس قالوا قولًا، فقلت كما قال الناس! فيقال له: على ذلك حييت [وعليه مت]، وعليه تبعث إنْ شاء الله. ثمَّ يفتح له باب من أَبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك من النار وما أَعدَّ الله لك فيها، فيزداد حسرة وثبورًا. ثمَّ يفتح له باب من أَبواب الجنّة، فيقال له: ذلك مقعدك [من الجنة] وما أَعدَّ اللهُ لك فيها لو أَطعتَه، فيزداد حسرة وثبورًا. ثمَّ يُضيَّق عليه قبره حتّى تختلف فيه أَضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}. حسن - "التعليق الرَّغيب" (4/ 188 - 189)، "أحكام الجنائز" (272). 34 - باب الراحة في القبر وعذابه 651 - 782 - عن أَبي هريرة، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ المؤمنَ في قبرِه لفي روضة خضراء، فَيُرْحَبُ له قبره سبعون ذراعًا، وينوَّر له كالقمر ليلة البدر، أَتدرون فيما أنزلت هذه الآية: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}؟! ", قال: "أَتدرونَ ما المعيشةُ الضنكةُ؟ ". قالوا: الله ورسوله أَعلم! قال: "عذاب الكافر في قبره! والذي نفسي بيده؛ إِنّه يسلط عليه تسعة وتسعون تِنِّينًا - أَتدرون ما التنين؟ سبعون حية، لكلِّ حيّة سبع رؤوس -

يلسعونه ويخدشونه إِلى يومِ القيامة". حسن - "التعليق الرغيب" (4/ 183). 652 - 784 - عن أَبي هريرة، قال: كنّا نمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا على قبرين، فقام [فقمنا معه] (¬1)، فجعل لونه يتغير، حتّى رَعَد كُمُّ قميصه، فقلنا: ما لك يا نبي الله؟! قال: "تسمعون ما أَسمع؟! ". قلنا: وما ذاك يا نبيّ الله؟ قال: "هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابًا شديدًا، في ذنب هيّن". قلنا: مِمَّ ذلك [يا نبي الله]؟! قال: " [كان] أحدهما لا يستنزه من البول، و [كان] الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة". فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كلِّ قبر واحدةً، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟! قال: "نعم، يخفف عنهما ما دامتا رطبتين". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 87 - 88). 653 - 785 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن في حائط لبني النجار مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على بغلة له، فحادت به بغلته؛ فإذا في الحائط أَقْبُرٌ، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هذه الزيادة وما بعدها من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!

"من يعرف هؤلاء الأقبر؟ ". فقال رجل: أَنا يا رسول الله! قال: "ما هم؟ ". قال: ماتوا في الشرك، قال: "لولا أَن لا تدافنوا؛ لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أَسمع منه؛ إنَّ هذه الأمة تبتلى في قبورِها". ثمَّ أَقبل علينا بوجهه، فقال: "تعوذوا بالله من عذاب النار، وعذاب القبر، وتعوذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال". (قلت): هو في "الصحيح" من حديث أَبي سعيد عن زيد بن ثابت، وهو هنا من حديث أَبي سعيد نفسه. صحيح - "الصحيحة" (159). 654 - 786 - عن أَنس بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه دخل حائطًا من حوائط بني النّجار، فسمع صوتًا من قبرٍ، فقال: "متى دُفن صاحب هذا القبر؟ "، فقالوا: في الجاهليّة، فَسُرَّ بذلك وقال: "لولا أن لا تدافنوا؛ لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر". صحيح - "الصحيحة" (158). 655 - 787 - عن أُمِّ مُبَشِّرٍ، قالت: دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنا في حائط من حوائط بني النجار، فيه قبورٌ منهم، وهو يقول:

[باب النهي عن الكتاب على القبر]

"استعيذوا بالله من عذاب القبر". فقلت: يا رسول الله! وللقبر عذاب؟! قال: "نعم؛ إنّهم ليعذبون في قبورِهم، تسمعه البهائم". صحيح - "الصحيحة" (1445). 656 - [3102 - عن عائشة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "للقبر ضغطة، لو نجا منها أحدٌ؛ لنجا منها سعد بن معاذ"]. صحيح - "الصحيحة" (1695). [باب النهي عن الكتاب على القبر] 657 - [3154 - عن جابر، وعن سليمان بن موسى، قالا: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تجصيص القبور، والكتاب عليها، والبناء عليها، والجلوس عليها]. صحيح لغيره - "أَحكام الجنائز" (ص 204): م - دون: الكتاب عليها. 35 - باب زيارة القبور 658 - 789 - عن أَبي هريرة ... فذكر نحوه. [قلت: هو مختصر بلفظ: "لعن الله زائرات القبور"]. حسن لغيره - "الإرواء" (774)، "أحكام الجنائز" (235)، "المشكاة" (1770). 659 - 790 - عن بشير بن الخصاصية - وكان اسمه في الجاهليّة (زحم)؛ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"ما اسمك؟ ". قال: زحم. قال: "أَنت بشير"، فكانَ اسمَه -؛ قال: بينما [أنا] أَمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا ابن الخصاصية! ما أَصبحت تنقم على الله؟! ". قلت: ما أَصبحتُ أَنقم على الله شيئًا، كل خير فعل الله بي! فأتى على قبور المشركين، فقال: "لقد سبق هؤلاء خيرًا كثيرًا (ثلاث مرّات) ". ثمَّ أَتى على قبور المسلمين، فقال: "لقد أدركَ هؤلاء خيرًا كثيرًا (ثلاث مرات) ". فبينما هو يمشي؛ [إذ] حانت منه نظرة؛ فإذا هو برجل يمشي بين القبور، وعليه نعلان، فناداه: "يا صاحب السَّبْتيَّتَين! أَلقِ سِبتيتيك". فنظر، فلما عرف الرَّجلُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ خلع نعليه فرمى بهما. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أَكون مع عبد الله بن عثمان (¬1) في الجنائز، فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث، فقال: حديث جيد، ورجل ثقة! ثمّ خلع نعليه فمشى بين القبور (¬2). حسن - "أَحكام الجنائز" (172 - 173 و 252)، "الإرواء" (760). ¬

_ (¬1) قلت: هو عبد الله بن عثمان البصري صاحب شعبة، قال النَّسائيُّ وغيره: "ثقة ثبت". (¬2) قلت: وفيه دليل على أنَّ الحديث على ظاهرِه غير مؤوّل؛ كما يدعي بعضهم، فتنبّه.

36 - باب منه

36 - باب منه 660 - 791 - عن بريدة، قال: كنّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فنزل بنا - ونحن قريب من أَلف راكب -، فصلّى [بنا] ركعتين، ثمَّ أَقبل علينا بوجهه، وعيناه تذرفان، فقامَ إليه عمر رضي الله عنه، ففدَّاه بالأَب والأُم، وقال: ما لك يا رسول الله؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنّي استأذنت ربّي في الاستغفار لأُمي؛ فلم يأذن لي، فدمعت عيني رحمة لها من النار". (قلت): فذكر الحديث؛ وبقيته في "الصحيح". صحيح - "أَحكام الجنائز" (238): م - دون قصة البكاء، وهي عنده عن أَبي هريرة. * * *

7 - كتاب الزكاة

7 - كتاب الزكاة 1 - باب فرض الزكاة وما تجب فيه 661 - 793 - عن عمرو بن حزم (¬1): أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كتبَ إِلى أَهل اليمن [بكتاب فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع عمرو بن حزم، فقرئت على أهل اليمن] (¬2)، وهذه نسختها: ¬

_ (¬1) سئل أَحمد عن حديث عمرو بن حزم في الصدقات: صحيح هو؟ فقال: "أَرجو أَن يكون صحيحًا"، كذا في "مسائل البغوي" (ص 5 - نسختي). قلتُ: وذلك لشواهدِهِ، وهي - أو غالبها - مخرجة في أبوابها المناسبة لها من كتابي "الإرواء" وغيره، ولا يتسع المجال هنا للإشارة إليها في هذا النوع من التعليقات المقتضبة كما هو ظاهر، وقد أحسن الشيخ شعيب في تخريجها من طرق تحت كل فقرة من فقرات الحديث في تعليقه على "الإحسان" (14/ 500 - 510)، فأفاد وأجاد، جزاه الله خيرًا. وعلى خلافه الأخ الداراني؛ فإنه في الوقت الذي أطال النفس جدًّا - كما هي عادته - في تخريج الحديث، وبيان ضعف إسناده، وما قاله العلماء في راويه الذي دارت كل طرق مخرجيه عليه، حتى سوّد بذلك ست صفحات (3/ 79 - 84) لا يستفيد منها عامة القراء شيئًا سوى أن الإسناد ضعيف! بينما هو أهمل العناية بما يهمهم وهو معرفة ما صح منه؛ فإنه ضرب صفحًا عن تتبع شواهده، بل إنه أوهمهم أنها قليلة جدًّا بقوله في آخر تخريجه: "نقول: غير أن لبعضه شواهد"! ثم ساق ستة منها في أقل من صفحة!! وهذا مما يبين الفرق بين الرجلين، أو التعليقين في هذا المجال - والحق يقال -، كما أنه لم يُعْنَ إطلاقًا بضبط نصه كما سترى. (¬2) سقطت من طبعتي "الإحسان"؛ وهي ثابتة في "المستدرك" (1/ 395)، و"سنن البيهقي" (4/ 89)، وقد أخرجاه بتمامه، ولم يستدركها الأخ الداراني وصاحبه على عادتهما!

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى شُرَحْبِيلَ بن عبد كُلال، والحارث بن عبد كُلال، ونعيم بن عبد كُلال - قَيلِ ذي رُعين ومعافر وهمدان -. أمَّا بعد: فقد رجع رسولكم، وأعطيتم من الغنائم خمس الله، وما كتب الله على المؤمنين من العشر في العَقار (¬1). وما سقت السماء أَو كانَ سَيْحًا أَو بعلًا؛ ففيه العشر إذا بلغَ خمسة أَوسق، وما سُقي بالرَّشاءِ والدَّلو؛ ففيه نصف العشر إذا بلغَ خمسة أَوسق. وفي كلِّ خمس من الإبل سائمةُ شاة إلى أَن تبلغَ أَربعًا وعشرين، فإذا زادت واحدةً على أَربعٍ وعشرين؛ ففيها ابنة مخاض، فإن لم توجد بنتُ مخاض فابن لبون ذكر إِلى أَن تبلغَ خمسًا وثلاثين، فإذا زادت واحدة على خمس وثلاثين؛ ففيها ابنة لبون إلى أَن تبلغ خمسًا وأَربعين، فإِذا زادت واحدةً على خمس وأَربعين؛ ففيها حِقّةٌ طَروقةٌ إلى أَن تبلغَ ستين، فإن زادت على ستين واحدة؛ ففيها جَذَعَة إلى أَن تبلغَ خمسًا وسبعين، فإن زادت على خمس وسبعين واحدةً؛ ففيها ابنتا لبون إلى أَن تبلغ تسعين، فإِن زادت على تسعين واحدة؛ ففيها حِقتان طروقتا الجمل إلى أَن تبلغَ عشرين ومئة، [فإن زادت على عشرين؛ فما زاد ففي كلِّ أَربعين بنتَ لبون، وفي [كل] خمسين حقّة طروقة الجمل. وفي كلِّ ثلاثين باقورةً تبيعٌ: جذع أو جذعة، وفي كل أَربعين باقورةً بقرةٌ. ¬

_ (¬1) بالفتح: الضيعة والنخل والأرض، ونحو ذلك. كما في "النهاية".

وفي كلِّ أَربعين شاة [سائمةً] شاةٌ إِلى أَن تبلغَ [عشرين ومئة، فإذا زادت على عشرين ومئة واحدة؛ ففيها شاتان إلى أن تبلغ] (¬1) مئتين، فإن زادت واحدة؛ فثلاثـ[ــة شياه] إلى أَن تبلغَ ثلاث مئة؛ فما زادَ ففي كلِّ مئة شاةٍ شاةٌ. ولا يؤخذ في الصدقة هَرِمة، ولا عجفاء، ولا ذات عُوَار، ولا تيس الغنم، ولا يُجمع بين متفرق، ولا يُفرّق [بين] مجتمع خيفةَ الصدقة. وما أُخذ من الخليطين؛ فإنَّهما يتراجعان بينهما بالسويّة. وفي كلِّ خمس أَواق من الوَرِق خمسة دراهم، فما زادَ ففي كلّ أَربعين درهمًا درهم، وليس فيما دون خمس أَواق شيء. وفي كلِّ أَربعين دينارًا دينارٌ. وإنَّ الصدقة لا تحلُّ لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ولا لأَهل بيته؛ إنَّما هي الزكاة تزكّى بها أنفسهم: في فقراء المؤمنين، أو في سبيل الله. وليس في رقيق ولا مزرعة ولا عُمّالها شيء؛ إذا كانت تؤدَّى صدقتها من العشر، وليس في عبد المسلم ولا فرسه شيء. وإنَّ أَكبر الكبائر عند الله يوم القيامة: الإشراك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير الحقّ، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلّم السحر، وأَكل الربا، وأَكل مال اليتيم. وإنَّ العمرةَ الحجُّ الأصغر، ولا يمسّ القرآن إلّا طاهر، ولا طلاق قبل إملاك، ولا عتق حتّى يُبْتاع. ¬

_ (¬1) من طبعتي "الإحسان" وغيره، وكذلك الزيادات الأخرى، ومنه صححت بعض الأخطاء.

ولا يصلين أحدكم في ثوب واحد؛ ليس على منكبيه منه شيء، ولا محتبيًا في ثوب واحد ليس بينه وبين السماء شيء، ولا يصلين أَحدكم في ثوب واحد وشِقه بادٍ، ولا يصلين أَحدكم عاقصًا شعره. وإِنّ من اعتبطَ مؤمنًا قتلًا عن بينة؛ فهو قَوَدٌ؛ إلّا أَن يرضى أَولياء المقتول. وإنَّ في النفس الدية: مئة من الإبل، وفي الأَنف إذا أُوعِبَ جدعه الدية، وفي اللسان الدية، وفي الشفتين الدية، وفي البيضتين الدية، وفي الذكر الدية، وفي الصلب الدية، وفي العينين الدية، وفي الرَّجل الواحدة نصف الدية، وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الجائفة ثلث الدية، وفي المنقَّلة خمس عشرةَ من الإِبل، وفي كلِّ إصبع من الأصابع من اليد والرجل عشرٌ من الإبل، وفي السنّ خمس من الإبل، وفي الوضحة خمس من الإبل، وإنَّ الرَّجل يقتل بالمرأة، وعلى أَهل الذهب ألف دينار" (¬1). صحيح لغيره - "الإرواء" (1/ 158/ 122 و 7/ 268/ 2212)، "المشكاة" (465 / التحقيق الثاني). 662 - 794 - عن معاذ، قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى اليمن، فأَمرني أَن آخذَ من البقر من كلّ ¬

_ (¬1) قلت: هذه الجملة الأخيرة لم أجد لها شاهدًا مرفوعًا، وإنما رواه أبو داود عن عمر موقوفًا، من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عنه، وفي سنده ضعف؛ لا سيما ورواه البيهقي عن عمرو بن شعيب عن عمر، فهو منقطع، ورواه عن ابن شهاب وابن أبي رباح عن عمر، فهو بهذه الطرق حسن إن شاء الله، وانظر "الإرواء" (7/ 305 - 306/ 2247 و 2248).

2 - باب فيمن أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه

أَربعين مُسِنَّة، ومن [كل] ثلاثين تَبيعًا أَو تَبيعة، ومن كلِّ حالم دينارًا، أَو عدله مَعافر. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1408). 663 - 795 - عن أَبي أُمامة الباهليّ، قالَ: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخطبنا - في حجّة الوداع وهو على ناقته الجدعاء، وتطاول في غرز الرحل، فقال: "يا أَيّها الناس! ". فقال رجل في آخر الناس: ما تقول - أو ما تريد -؟ فقال: "أَلا تسمعون؟! أَطيعوا ربَّكم، وصلّوا خمسَكم، وأَدّوا زكاةَ أَموالِكم؛ وأَطيعوا أُمراءَكم، تدخلوا جنّة ربِّكم". فقلت لأبي أُمامة: ابن كم كنت يومئذ حين سمعت هذا؟ قال: [سمعت] وأَنا ابن ثلاثين سنة. صحيح - "الصحيحة" (867). 2 - باب فيمن أَدّى زكاة ماله طيبةً بها نفسه 664 - 796 - عن أُبيّ بن كعب، قال: بعثني النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على صدقة (بَليّ) و (عُذْرة)، فمررت على رجل من (بلي) له ثلاثون بعيرًا، فقلت له: إنَّ عليك في إِبلِك هذه بنتَ مخاض، قال: ذاك ما ليس فيه ظهر ولا لبن، وإنّي أَكره أَن أُقرض الله شرَّ مالي؛ فتخيّر، فقال له أُبيّ بن كعب: ما كنت لآخذ فوق ما عليك، وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأْته، فأتاه فقال نحوًا ممّا قال لأبيّ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

3 - باب خرص الثمرة

"هذا ما عليك، فإن جئتَ بفوقه قبلناه منك". قال: يا رسول الله! هذه ناقة عظيمة سمينة؛ فمُرْ بقبضها، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبضها، ودعا له في ماله بالبركة. قال عمارة: فضرب الدهر ضربة، وولاني مروان صدقة (بليّ) و (عذرة) في زمن معاوية، فمررت بهذا الرجل، فَصَدَّقْتُ ماله ثلاثين حقّةً فيها فَحْلُها على الألف وخمس مئة بعير، قال ابن إسحاق: قلت [لعبد الله بن] أَبي بكر: ما فحلها؟ قال: في السنّة إِذا بلغَ صدقة الرَّجل ثلاثين حِقَّةً؛ أُخِذَ معها فحلها. حسن - "صحيح أَبي داود" (1411). 665 - 797 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا أَدَّيتَ زكاةَ مالِك؛ فقد قضيتَ ما عليك فيه، ومن جمعَ مالًا حرامًا ثمَّ تصدّقَ به؛ لم يكن له فيه أَجر، وكانَ إِصرُه عليه". حسن - "التعليق الرغيب" (1/ 266 و 2/ 28). 3 - باب خرص الثمرة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 4 - باب تعليق التمر للمساكين 666 - 801 - عن جابر بن عبد الله، قال: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن كلّ جادًّ (¬1): عشرة أَوسق من التمر بِقِنوٍ يعلّق في المسجد للمساكين. ¬

_ (¬1) الأصل: (جذاذ)! وهو خطأ تقلده طابع "الإحسان" (3278 - بيروت)؛ لجهله باللغة وبالرجوع إلى مصادر الحديث لتصحيح ما يعجز عن قراءتِه في الأصل! ومعنى (الجادّ): المجدود؛ أي: نخل يجد منه ما يبلغ عشرة أَوسق. كما في "النهاية".

5 - باب فيمن منع الزكاة

صحيح - "صحيح أَبي داود" (1465). 667 - 802 - عن ابن عمر: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمرَ للمسجدَ من كلِّ حائطٍ بِقَنَاً (¬1). (قلت): ويأتي حديث أَبي هريرة في "باب الصدقة بالحرام وبالرديء" (¬2) [22 - باب .. رقم الحديث (693/ 836)]. صحيح - انظر ما قبله. 5 - باب فيمن منع الزكاة 668 - 803 - عن ثوبان، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تركَ بعده كنزًا؛ مُثِّلَ له شجاع أَقرع يوم القيامة، له زبيبتان يتبعه فيقول: من أَنتَ؟! فيقول: أَنا كنزك الذي خَلَّفتَ [بعدك]، فلا يزال يتبعه حتى يُلقمه يده فيقضَمها، ثمَّ يتبعه سائر جسدِه". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 269). 6 - باب العامل على الصدقة 669 - 804 - عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعثَ سعد بن عبادة مصدِّقًا، فقال: "إِيّاكَ يا سعد! أَن تجيءَ يوم القيامة ببعير له رُغاء". ¬

_ (¬1) هو القنو المذكور في الحديث قبله. (¬2) قلتُ: لا وُجودَ لهذا البابِ باللفظِ المذكورِ فيما يأتي، فالظاهرُ أنَّ المؤلَّفَ عدلَ عنْهُ إلى اللفظِ الآتي: (باب فيمن تصدَّقَ بالطيَّب وغيره)؛ فإن الحديث فيه.

7 - باب لا تحل الزكاة لغني

فقال: لا آخذه، ولا أَجيءُ به، فأعفاه. صحيح - "الصحيحة" (2542). 670 - 805 - عن أُمِّ سلمة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بينا هو في بيتها وعنده نفر من أَصحابِه؛ إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله! كم صدقةُ كذا وكذا من التمر؟ قال: "كذا وكذا". قال [الرجل]: فإنَّ فلانًا تعدّى عليَّ، فأَخذَ مني كذا وكذا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فكيفَ بكم إِذا سَعَى عليكم من يتعدّى عليكم أشدَّ من هذا التعدي؟! ". فخاضَ القوم في ذلك، فقال [الـ]ـرجل منهم: فكيف بنا يا رسول الله! إذا كانَ الرَّجل منّا غائبًا في إبله وماشيته وزرعه ونخله، فأدّى زكاة ماله؛ فتَعَدّى عليه الحق، فكيف يصنع يا رسول الله؟! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "من أَدّى زكاة مالِه طيبةً بها نفسه، يُريد بها وجه الله والدار الآخرة، لم يغيّب منها شيئًا، وأَقامَ الصلاة، وآتى الزكاة، وتعدّى عليه الحق، فأَخذَ سلاحه، فقاتل، فقتل؛ فهو شهيد". صحيح - "الصحيحة" (2655)، "صحيح أَبي داود" (2291). 7 - باب لا تحلّ الزكاة لغني 671 - 806 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

8 - باب في المكثرين

" [إن الصدقة] لا تحلُّ (¬1) لغنيّ، ولا لذي مِرّة سَوِيٍّ". صحيح - "الإرواء" (3/ 381 - 384). 8 - باب في المكثرين 672 - 807 - عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نحن الآخِرونَ والأوّلونَ يوم القيامة، وإنَّ الأَكثرين هم الأَسفلونَ؛ إلّا من قال هكذا وهكذا: عن يمينه، وعن يسارِه، ومن خلفه، وبين يديه، ويَحثي بثوبه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2412)، "التعليق الرَّغيب" (4/ 108). 9 - باب ما جاء في الشح 673 - 808 - عن أَبي هريرة، قالَ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شرُّ ما في الرَجل: شح هالع، وجبن خالع". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2268). 10 - باب اليد العليا خير من اليد السفلى 674 - 809 - عن مالك بن نَضْلة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السفلى السائلة (¬2)؛ فأعطِ الفضل، ولا تعجِز عن نفسِك". ¬

_ (¬1) الأصل: "لا تحل الصدقة"؛ والمثبت من "الإحسان" (5/ 123/ 3279)، ولفظُ الأصل هو للنسائي وابنِ ماجه وغيِرهما، ولم ينتبه لهذا الخطأ المعلقون الأربعة. وقولُهُ: "مِرّة"؛ أَي: شدّة، و"سوي": صحيح الأَعضاء، والمعنى: أَنَّه لا يحلُّ لها السؤالُ. (¬2) الأصل: "السائل السفلى"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان".

11 - باب ما على الإنسان من الصدقة

صحيح - "صحيح أَبي داود" (1455). 675 - 810 - عن طارق المحاربي، قال: قدمت المدينة؛ فإذا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطب الناس، وهو يقول: "يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أُمَّك وأَباك، وأُختَك وأَخاك، ثمَ أَدناك أَدناك". صحيح - "الإرواء" (3/ 319). 11 - باب ما على الإنسان من الصدقة 676 - 811 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في الإنسان ستون وثلاث مئة مِفْصَل، عليه أَن يتصدّق عن كلِّ مفصل منه بصدقة". قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟! قال: "النخاعة تراها في المسجد فتدفنها، أَو الشيء تُنحِّيه عن الطريق، فإن لم تجد؛ فركعتا الضحى تُجزيانك". صحيح - (2434 و 2435)، مضى مختصرًا (؟؟ / 633). 677 - 812 - عن ابن عباس، قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "على كلِّ مَنسِم (¬1) من بني آدم صدقة كلَّ يوم". فقال رجل من القوم: ومن يطيق هذا؟! قال: "أَمرٌ بالمعروف [صدقة]، ونهيٌ عن المنكر صدقة، والحمل عن الضعيف [صدقة]، وكلّ خطوة يخطوها أَحدُكم إِلى الصلاة صدقة". ¬

_ (¬1) أَي: مفصل، في "النهاية": "المنسم: خف البعير، وقد يطلق على مفاصل الإنسان اتساعًا".

12 - باب في صدقة السر

(قلت): وحديث أَبي ذر في "باب فيما يؤجر فيه المسلم" [30 - باب .. بثلاث رواياتٍ عنه]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (577). 12 - باب في صدقة السر [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 13 - باب فيمن ينفق ومن يمسك 678 - 814 - عن أَبي الدرداء، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما طلعت شمسٌ قط إلّا وبجَنَبَتَيها مَلَكان يناديان: اللهم! من أَنفق فأعقبهُ خلفًا، ومن أَمسكَ فأعقبه تلفًا". (قلت): وله طريق في "الزهد" أَكمل من هذه [40 - كتاب/ 6 - باب]. صحيح - "الصحيحة" (920)، "المشكاة" (5218). 679 - 815 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إن ملَكًا بباب من أبوابِ الجنّة يقول: من يقرضِ اليومَ يُجزَ غدًا، وملَك بباب آخر يقول: اللهمَّ! أَعطِ منفقًا خلفًا، وأَعطِ ممسكًا تلفًا". (قلت): هو في "الصحيح" غير قوله: "بباب من أَبواب الجنّة"، وقوله: "من يقرض اليوم يجزَ غدًا". صحيح - "الصحيحة" (920). 14 - باب ما جاء في الصدقة 680 - 817 - عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

15 - باب صدقة الإنسان في صحته

"كلُّ امرئ في ظلِّ صدقته، حتّى يقضى بين الناسِ". قال يزيد (¬1): فكانَ أَبو [الخير] مرثد لا يخطئه يوم؛ إلّا تصدّق فيه بشيء، ولو كعكة، أَو بصلة. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 25)، "تخريج المشكاة" (118). 681 - 819 - عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الله ليربِّي لأَحدِكم التمرة واللقمة، كما يربي أَحدُكم فُلُوَّه أَو فَصيله، حتّى تكون مثل أُحد". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 19). 15 - باب صدقة الإنسان في صحته [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 16 - باب لا تحصي فيحصي الله عليك 682 - 822 - عن عائشة، قالت: جاءها سائل، فأمرت له بشيء، فلما خرجت الخادم؛ دعتها فنظرت إِليه، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تخرجين شيئًا إلّا بعلمك؟ ". قالت: إنّي لأعلم، فقال لها: "لا تحصي؛ فيحصيَ الله عليك". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1491). ¬

_ (¬1) هو يزيد بن أبي حبيب؛ الراوي عن أبي الخير مرثد، وهذا عن عقبة.

17 - باب صدقة المرأة أو الخازن

17 - باب صدقة المرأة أو الخازن 683 - 823 - عن عائشة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة؛ فلها أَجرها، ولزوجها أَجر ما اكتسبَ، ولها أَجر ما نوت، وللخازن مثل ذلك". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1479): ق، فليس على شرط "الزوائد". 18 - باب إعطاء السائل ولو ظلفًا محرّقًا 684 - 824 - عن أُم بجيد - وكانت ممن بايع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ المسكين ليقوم على بابي، فما أَجد له شيئًا أعطيه إياه؟! فقال لها رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا لم تجدي شيئًا تعطينه إِياه إِلّا ظِلفًا محرَّقًا؛ فادفعيه إِليه في يده". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1467). 685 - 825 - وفي رواية عنها، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ردّوا السائل ولو بظِلف مُحَرَّق". صحيح - انظر ما قبله. 19 - باب أي الصدقة أَفضل 686 - 826 - عن جابرٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضلُ الصدقة ما كانَ عن ظَهر غِنىً، وابدأ بمن تعول". صحيح - "الإرواء" (3/ 319).

20 - باب النفقة على الأهل والأقارب ونفسه

20 - باب النفقة على الأَهل والأَقارب ونفسه 687 - 827 - عن عبد الله بن عمرو بن أُمية الضمري، قال: مرَّ عثمان بن عفان - أَو عبد الرحمن بن عوف - بمرط فاستغلاه، فمرَّ به على عمرو بن أُميّة؛ فاشتراه وكساه امرأته سُخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن المُطَّلب، فمرَّ به عثمان - أَو عبد الرحمن - فقال: ما فعل المرط الذي ابتعتَ؟ فقال عمرو: تصدقت به على سُخيلة [بنت عبيدة بن الحارث] (¬1)، فقال: أَو كلُّ ما صنعت إِلى أَهلِك صدقة؟ قال عمرو: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك، فذكر ما قال عمرو لِرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "صدق عَمرو، كلُّ ما صنعت الى أَهلِك؛ [فهو] (1) صدقة عليهم". حسن لغيره - "الصحيحة" (1024). 688 - 828 - 830 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه قال يومًا لأصحابِه: "تصدقوا". فقال رجل: يا رسول اللهِ! عندي دينار؟ قال: "أَنفقه (وفي رواية: تصدق به) على نفسِك". قال؛ إن عندي آخر؟ قال: "أنفقه على زوجتك". قال: إنَّ عندي آخر؟ قال: "أَنفقه على ولدِك". ¬

_ (¬1) سقطتا من طبعات "الموارد"، وهي في طبعتي "الإحسان"، و"مسند أبي يعلى"، وعنه ابن حبان، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!!

قال: إنَّ عندي آخر؟ قال: "أنفقه على خادمك". قال: إنَّ عندي آخر؟ قال: "أنت أَبصر". حسن - "صحيح أَبي داود" (1484)، "الإرواء" (3/ 408/ 895). 689 - 831 - عن رَيْطة - امرأة عبد الله بن مسعود؛ أُمّ ولده؛ وكانت امرأة صَنَاعًا، وليس لعبد الله بن مسعود مال، قال: وكانت تنفقُ عليه وعلى ولده من ثمر صنعتها -: قالت له يومًا: والله لقد شَغَلْتَني أَنتَ وولدك عن الصدقة، فما أَستطيعُ أَن أَتصدَّق معكم، فقال: ما أُحبُّ - إن لم يكن لك في ذلك أَجر - أَن تفعلي، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أَو هي - فقالت: يا رسول اللهِ! إنّي امرأة، ولي صنعة فأبيع منها، وليس في ولا لزوجي ولا لولدي شيء، وشغلوني فلا أتصدَّق، فهل لي في النفقة عليهم من أَجر؟ فقال: "إنَّ لكِ [في ذلك] أجر ما أَنفقتِ عليهم، فأنفقي عليهم". صحيح - "الإرواء" (3/ 390). 690 - 833 - عن سلمان بن عامر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرَّحم اثنتان: صدقة وصلة". حسن لغيره - "الإرواء" (883).

21 - باب فيمن وقف شيئا ولم يسم مصرفه

691 - [454 - عن عائشة: أنَّ أَسماءَ سألت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن أُم لها مشركة، قالت: جاءتني راغبة راهبة؛ أَصِلُها؟ قال: "نعم"]. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1468): ق - عن أسماء بنت أَبي بكر نفسها، وهو الصحيح (¬1). 21 - باب فيمن وقف شيئًا ولم يسم مصرفه 692 - 834 - عن أَنس، قال: لما نزلت هذه الآية {لن تنالوا البرَّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون}؛ قال أبو طلحة: يا رسول الله! إنَّ الله يسألنا من أموالنا؛ فإني أشهدك أني قد جعلت أرضي وقفًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلها في قرابتك". فقسمها بين حسان بن ثابت وأُبيِّ بن كعب. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1482): ق أَتم منه، وفيه تسميةُ الأَرضِ (بَيرُحاء)، فليسَ على شرطِ "الزوائد". 22 - باب فيمن تصدق بالطيب وغيره 693 - 836 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من جمع مالًا حَرامًا، ثمَّ تصدّقَ به؛ لم يكن له فيه أَجرٌ، وكان إصره عليه". ¬

_ (¬1) وقد غفل عن الفرق بين حديث عائشة وحديث أَسماء: المعلقُ على "الإحسان"؛ فعزا حديث عائشة للبخاري أيضًا! ولا أصلَ له عنده، انظر تعليقه (2/ 198، 199)، وتعليقي عليه في (1/ 339).

23 - باب تفاوت أجر الصدقة

حسن - "التعليق الرغيب"، تقدم أَتم منه (... / 797). 694 - 837 - عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: خرج علينا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وفي يده عصا، وأقناءٌ معلقة في المسجد، قِنوٌ منها حَشَف، فطعن [بذلك] العصا في ذلك القنو، ثمَّ قال: "لو شاء ربُّ هذه الصدقة فتصدق بأطيبَ منها! إنَّ صاحبَ هذه الصدقة ليأكل الحَشَفَ يوم القيامة". ثمَّ أَقبلَ علينا فقال: " [أما والله] يا أَهل المدينة! لتذرُنّها للعوافي، هل تدرون ما العوافي؟ ". قلنا: الله ورسوله أَعلم! قال: "الطير والسباع". حسن - "صحيح أَبي داود" (1426). 23 - باب تفاوت أَجر الصدقة 695 - 838 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبق درهم مئة ألف درهم". فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟! قال: "رجل له مال كثير، أَخذَ من عُرْضه (¬1) مئة أَلف درهم؛ تصدّقَ بها، ورجل ليس له إلّا درهمان؛ فأَخذَ أحدَهما فتصدّقَ به". حسن - "تخريج مشكلة الفقر" (75/ 119)، التعليق على "ابن خزيمة" (4/ 99/ 2443)، "التعليق الرغيب" (2/ 28). ¬

_ (¬1) أَي: جانبه، وهو بالضمَّ، قال ابنُ الأَثير: "العرض - بالضمِّ -: الجانب والناحية من كلَّ شيءٍ". ووقع في طبعة الداراني: "عَرَضِهِ"! ولا معنى له هنا.

24 - باب الصدقة بجميع المال

24 - باب الصدقة بجميع المال 696 - 840 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ رجلًا دخل المسجدَ يوم الجمعة ورسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فدعاه فأَمره أَن يصلي ركعتين، ثمَّ قال: "تصدّقوا"، فتصدقوا، فأعطاه - صلى الله عليه وسلم - ثوبين مما تصدقوا، وقال: "تصدَّقوا"، فألقى هو أَحد ثوبيه، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع، وقال: "انظروا إِلى هذا، دخل المسجد بهيئة بذّة، فرجوت أن تفطنوا له فتَصَدَّقوا عليه، فلم تفعلوا، فقلت: تصدقوا، فأعطوه ثوبين، ثمّ قلت: تصدّقوا، فألقى أحد ثوبيه، خذ ثوبك"؛ وانتهره. حسن - التعليق على "ابن خُزيمة" (3/ 150 - 151)، "صحيح أَبي داود" (1470). 25 - باب ما جاء في المسألة 697 - 842 و 843 - عن زيد بن عقبة، قال: قال له الحجّاج: ما يمنعك أَن تسأَلَني؟! فقال: قال سمرة بن جندب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ هذه المسألة كَدٌّ يَكَدّ (وفي رواية: كُدوح يَكْدَح) بها الرَّجل وجهه، فمن شاء أَبقى على وجهه، ومن شاء ترك؛ إلّا أن يسأل ذا سلطان، أَو ينزل به أمر لا يجد منه بُدًّا". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1447)، "المشكاة" (1846/ التحقيق الثاني). 698 - 844 و 845 - عن سهل ابن الحنظلية الأَنصاري - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

أنَّ الأَقرعَ وعيينة سألا [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] شيئًا، فأمر معاويةَ أن يكتبَ به لهما، وختمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأَمر بدفعها (¬1) إِليهما، فأَمّأ عيينة فقال: ما فيه؟ فقال: "فيه الذي أَمرت به"، فقبله وعقده في عمامته، وكان أَحلم الرَّجلين، وأَمّا الأَقرعُ فقال: أَحمل صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمِّس؟! فأخبر معاوية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولهما. وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاجته، فمرَّ ببعير مناخ على باب المسجد في أوّل النهار، ثمَّ مرَّ به في آخر النهار وهو في مكانه، فقال: "أين صاحب هذا البعير؟ "، فابتغي فلم يوجد، فقال: "اتقوا الله في هذه البهائم، اركبوها صحاحًا، وكِلوها (¬2) سمانًا - كالمتسخط آنفًا -؛ إنّه من سأل شيئًا وعنده ما يغنيه؛ فإنَّما يستكثر من جمر جهنم". قالوا: يا رسول الله! وما يغنيه؟ قال: "ما يغدِّيه أَو يعشيه". صحيح - "الصحيحة" (23)، "صحيح أَبي داود" (1441)، "التعليق الرغيب" (2/ 4/ 14). 699 - 846 - عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من سأَل وله أُوقية؛ فهو مُلْحِفٌ". قال: قلت: الياقوتة - ناقتي - خير من أوقية، قال: والأُوقية أَربعون درهمًا. حسن - "الصحيحة" (1719)، التعليق على "ابن خُزيمة" (4/ 100/ 2447)، "صحيح أَبي داود" (1440). ¬

_ (¬1) الأصل في الطبعات الثلاث (وختمهما ... بدفعهما)، وهو خطأ صححّته من "الإحسان"، وغفل عن تصحيحه المعلقون الأربعة!! (¬2) قيل: بضم الكاف، والراجح عندي بكسره؛ أي: اتركوها. انظر "الصحيحة".

700 - 847 - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الرَّجلَ يأتيني منكم، فيسألني فأعطيه، فينطلق وما يحمل في حضنه إلّا النار". صحيح - "التعليق الرّغيب" (2/ 15). 701 - 848 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم ذهبًا؛ إذ أَتاه رجل فقال: يا رسول الله! أَعطني، فأَعطاه، ثمَّ قال: زدني، فزاده (ثلاث مرات)، ثمَّ ولّى مدبرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتيني الرَّجل، يسألني فأعطيه، ثمَّ يسألني فأعطيه (ثلاث مرات)، ثمَّ يولي مدبرًا وقد جعل في ثوبه نارًا إذا انقلبَ إِلى أَهلِه". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 15/ 5). 702 - 849 - عن عمر بن الخطاب: أنّه دخل على النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول اللهِ! رأيت فلانًا يشكر؛ ذكر أنَّك أَعطيته دينارين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكنَّ فلانًا قد أَعطيته ما بين العشرة إِلى المئة، فما يشكره ولا يقوله! إنَّ أَحدَكم ليخرج من عندي بحاجته متأبطها؛ وما هي إلّا النار". قال: قلت: يا رسول الله! لم تعطيهم؟! قال: "يأبونَ إلّا أَن يسألوني، ويأبى الله لي البخل". صحيح - المصدر نفسه (2/ 278 و 15/ 6).

26 - باب فيمن أعطي شيئا بإشراف

703 - 850 - عن عمر بن الخطاب: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل الناسَ لِيُثْري ماله؛ فإنَّما هو رَضْف (¬1) من النارِ يلتهبه، من شاء فليُقِلَّ، ومن شاءَ فليكثر". صحيح لغيره - المصدر نفسه (2/ 5 - 6/ 15). 26 - باب فيمن أعطي شيئًا بإِشراف 704 - 851 - عن عائشة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الدنيا (¬2) خَضِرة حلوة، فمن أَعطيناه منها شيئًا بطيب نفس منا، وحسن طعمة منه، من غير شرف - أو من غير شره - نفس؛ بوركَ له فيه، ومن أَعطيناه منها شيئًا بغير طيب نفس منّا، وحسن طعمة منه، وإشراف نفس؛ كانَ غير مبارك له فيه". صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (2/ 14). 705 - 852 و 853 - عن خولة بنت قيس، قالت: أَتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقربت إليه طعامًا، فوضع يده فيه، فوجده حارًّا، فقال: "حَسِّ" (¬3)، وقال: "ابنُ آدمَ إن أَصابه برد قال: حَسِّ، وإن أَصابه حرٌّ قال: حسِّ". ¬

_ (¬1) الرَّضْف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها: رَضفة. (¬2) الأصل: "هذا المال"؛ والتصحيح من طبعتي "الإحسان" (6/ 68)، ولم يصححه المعلقون الأربعة. (¬3) حَسِّ - بفتح الحاء وكسر السين وترك التنوين -: كلمة تقال عند الألم.

27 - باب فيمن جاءه معروف من غير سؤال

ثمَّ تذاكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحمزة بن عبد المطلب الدنيا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا خَضِرة حلوة، فمن أَخذها بحقّها؛ بوركَ له فيها، ورُبَّ متخوض فيما شاءت نفسُه في مال الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ له النار يوم القيامة". (قلت): في "الصحيح" طرف من آخره. حسن صحيح - "الصحيحة" (1592). 27 - باب فيمن جاءه معروف من غير سؤال 706 - 854 و 855 - عن خالد بن عدي الجهني، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بلغه معروف عن أَخيه، من غير مسألة ولا إشراف نفس؛ فليقبله ولا يرده؛ فإنَّما هو رزق ساقه الله إليه". صحيح - "الصحيحة" (1005)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 16). 707 - 856 - عن قَبيصة بن ذؤيب: أنَّ عمر بن الخطاب أَعطى [ابن] السعدي أَلف دينار، فأبى أن يقبلها وقال: أنا عنها غني، فقال له عمر: إني قائل لك ما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا ساقَ الله إليكَ رزقًا، من غير مسألة ولا إشراف نفس؛ فخذه؛ فإنَّ اللهَ أَعطاكَه". (قلت): هو في "الصحيح" بنحوه من غير قوله: ألف دينار. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1453).

28 - باب الصدقة عن الميت

28 - باب الصدقة عن الميت 708 - 857 - عن سعيد بن سعد بن عبادة قال: خرج سعد بن عبادة مع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -[في بعض مغازيه] (¬1)، وحضرت أمَّه الوفاةُ بالمدينة، فقيل لها: أَوصي، قالت: فَبِمَ أُوصي؟ إنَّما المالُ مال سعد! فتوفيت قبل أن يقدَم سعد، فلما قدم سعد؛ ذكر ذلك له، فقال سعد: يا رسول اللهِ! هل ينفعها أن أَتصدَّق عنها؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "نعم". فقال سعد: حائط كذا وكذا صدقة عليها - لحائط سماه -. حسن - التعليق على "ابن خزيمة" (4/ 124/ 2500). 29 - باب في سقي الماء 709 - 858 - عن سعد بن عبادة، قال: قلت: يا رسول الله! أي الصدقة أَفضل؟ قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "سقيُ الماء". حسن لغيره - "صحيح أَبي داود" (1474 - 1476). 710 - 859 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "دنا رجل إِلى بئر، فنزلَ فشربَ منها، وعلى البئر كلب يلهثُ، فرحمه، فنزع أحدَ خفيه؛ [فَغَرَفَ له] فسقاه، فشكر الله له، فأدخله الجنّة" (¬2). ¬

_ (¬1) زيادة من "طبعتي الإحسان"؛ لم يستدركها الداراني! (¬2) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "الصحيحين" من طريق سمي عن أَبي صالح عن أَبي هريرة، فلا وجه لاستدراكه، وإن كان في لفظهما بعض مخالفة".

30 - باب فيما يؤجر فيه المسلم

حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 160)، "الصحيحة" (29): ق أتم منه، فليس هو على شرط "الزوائد". 711 - 860 - عن محمود بن الربيع، قال: أنَّ سراقة بن جُعْشُم قال: يا رسول الله! الضالة تَرِدَ على حوضي، فهل لي فيها أَجر إنْ سقيتها؟ قال: "اسقها؛ فإنَّ في كلِّ ذات كبدٍ حرَّى أجر". صحيح - "الصحيحة" (2152). 30 - باب فيما يؤجر فيه المسلم 712 - 861 - عن البَراء بن عازب، أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مَنح مَنيحةً (¬1) أَو سقى لبنًا، أَو هدى زُقاقًا (¬2)؛ كانَ له عتق رقبة - أو قال: نسمة -". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 34)، "تخريج المشكاة" (1917). 713 - 862 - عن أَبي ذر، أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليسَ من نفس ابن آدمَ؛ إلّا عليها صدقة في كلِّ يوم طلعت فيه الشمسُ". قيل: يا رسول الله! ومن أَينَ لنا صدقة نتصدّقُ بها؟! فقال: "إنَّ أَبوابَ الخيِر لكثيرة: التسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، ¬

_ (¬1) منيحة اللبن: أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها. "نهاية". (¬2) أراد: من تصدق بزُقاق من النخل، وهي السكة والصف من أشجاره.

والأمرُ بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتميط الأَذى عن الطريق، وتُسمعُ الأصمّ، وتَهدي الأعمى، وتدلُّ المستدلّ على حاجته، وتسعى بشدة ساقيكَ مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كلّه صدقة منك على نفسك". صحيح لغيره - "الصحيحة" (575). 714 - 863 - عن أَبي كثير السُّحيمي، قال: سألت أَبا ذر؛ قلت: دلّني على عمل إِذا عمل العبد به دخل الجنّة؟ قال: سألتُ عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "تؤمن بالله" [قال: فـ]ـقلت: يا رسول الله! إنَّ مع الإيمان عملاً، قال: "يرضخُ ممّا رزقه الله". قلت: وإن كانَ مُعْدِمًا لا شيءَ له؟ قال: "يقول معروفًا بلسانه". قلت: فإن كان عَيِيًّا لا يبلِّغ عنه لسانه؟ قال: "فيعين مغلوبًا". قلت: فإن كانَ ضعيفًا لا قدرةَ له؟ قال: "فليصنع لأخرق (¬1) ". قلت: وإن (¬2) كانَ أَخرق؟ فالتفت إليَّ قال: ¬

_ (¬1) الأخرق؛ أي: الجاهل بما يجب أن يعلمه، ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها، كما في "النهاية". (¬2) في الأصل: (فإن)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما غفل عنه الغافلون الثلاثة مع أنهم يحيلون إلى "الإحسان"، ومنه صححت أخطاءً أخرى.

"ما تريد أَن تدعَ في صاحبِك شيئًا من الخير؟ فلَيدَعِ الناس من أَذاه". قلت: [يا رسول الله] إنَّ هذا كلَّه ليسير؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ ما من عبد يعمل بخصلة منها، يريد بها ما عند الله تعالى؛ إلّا أخذت بيده يوم القيامة، حتّى يدخل الجنّة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2669). 715 - 864 و 865 - مِن طريقٍ آخرَ عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تبسّمك في وجه أَخيكَ صدقة لك، وأَمرُك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادُك الرَّجلَ في أَرض الضلالة لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (572). 716 - 866 - عن أَبي جُريّ الهُجَيمي، قال: أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله! إنّا قوم من أهل البادية، فعلِّمنا شيئًا ينفعنا الله به؟ فقال: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تُفرغَ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أَخاكَ ووجهك إليه منبسط، وإياكَ وإسبالَ الإزار؛ فإنّه من المخيلة؛ ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك؛ فلا تشتمه بما تعلم فيه؛ فإنَّ أجره لك، ووباله على من قاله". (قلت): وقد تقدّم حديث أَبي قتادة في العلم: "خير ما يخلف الرَّجل من بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة، وعلم" [70/ 84].

31 - باب فيمن دل على الخير

صحيح - "الصحيحة" (1352). 31 - باب فيمن دلَّ على الخير 717 - 767 و 868 - عن أَبي مسعود، قال: أَتى رجل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فسأله؟ فقال: "ما عندي ما أعطيك، ولكن ائت فلانًا". فأتى الرَّجلَ فأَعطاه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دلَّ على خير؛ فله مثل أجر فاعله - أَو عامله -". صحيح - "الصحيحة" (1660). [صدقة الفطر وما يخرج فيها 718 - 3295 - عن عياض بن عبد الله بن أبي [سَرْحٍ] قال: قال أَبو سعيد الخدري - وذكروا عنده صدقة رمضان، فقال -: لا أُخرج إلّا ما كنت أُخرج في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صاعَ تمر، أَو صاع حنطة، أو صاع شعير، أَو صاع أقط. فقال له رجل من القوم: أو مدين من قمح؟ فقال: لا، تلك قيمة معاوية، لا أقبلها، ولا أَعمل بها]. حسن صحيح دون قوله: حنطة؛ فإنّه خطأ، والمحفوظُ: طعام - التعليق على صحيح "ابن خزيمة" (4/ 89، 2419)، "ضعيف أَبي داود" (284) (¬1). * * * ¬

_ (¬1) ولتمام الفائدة انظر "تمام المنّة" (ص 386 - 387).

8 - كتاب الصيام

8 - كتاب الصيام 1 - باب في رؤية الهلال 719 - 869 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثمَّ يصوم لرؤية رمضان، فإن غُمَّ عليه؛ عَدَّ ثلاثين يومًا ثمَّ صامَ. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2014)، "الإرواء" (3/ 7 - 8)، "المشكاة" (1980)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (3/ 203/ 1910). 720 - 871 - عن ابن عمر، قال: تراءى الناس الهلال فرأيته، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصامَ، وأَمر الناس بصيامه. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2028)، "الإرواء" (908)، "المشكاة" (1979/ التحقيق الثاني). 2 - باب في هلال شوال 721 - 872 - عن أَنس بن مالك: أنَّ عمومة له شهدوا عند النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - على رؤية الهلال، فأَمرهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يخرجوا لعيدهم من الغد. صحيح لغيره - "الإرواء" (634)، "صحيح أَبي داود" (1050).

3 - باب النهي عن تقدم شهر رمضان بصيام

3 - باب النهي عن تقدم شهر رمضان بصيام 722 - 873 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصوموا قبل رمضان، صوموا لرؤيته، وأَفطروا لرؤيتِه، فإن حالت دونه غَيايةٌ؛ فأكملوا (¬1) ثلاثين". صحيح لغيره - "الإرواء" (902). 723 - 875 - عن حذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقدموا الشهر حتّى تروا الهلال، أو تكملوا العدّة، ثمَّ صوموا حتّى تروا الهلال، أَو تكملوا العدّة". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2015)، "الإرواء" (4/ 8). 724 - 876 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا كانَ النصف من شعبان؛ فأفطروا حتّى يجيء رمضان". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2125)، "المشكاة" (1974). 725 - 877 - وفي رواية: "لا صوم بعد النصف من شعبان، حتّى يجيء [شهر] رمضان". صحيح - نفس المصدر. 726 - 878 - عن صِلَة بن زُفَر، قال: كُنّا عند عمار بن ياسر؛ فأتي بشاة مَصْليَّة، فقال: كلوا، فتنحى بعض القوم وقال: إنّي صائم! فقال عمار [بن ياسر]: ¬

_ (¬1) الأصل: "فعدوا" والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو من الكثير الذي فات المعلقين الأربعة تصحيحه!

في فضل رمضان

من صامَ اليوم الذي يُشَكُّ فيه؛ فقد عصى أَبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -. صحيح لغيره - "الإرواء" (961)، "صحيح أَبي داود" (2022). [في فضل رمضان 727 - 3426 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا كانَ أوّلُ ليلة من شهر رمضان؛ صُفِّدت الشياطين مَرَدةُ الجنّ، وغُلِّقت أَبواب النارِ، فلم يفتح منها باب، وفُتَّحت أَبواب الجنّة، فلم يغلق منها باب، ومنادٍ ينادي: يا باغيَ الخير! أَقبل، ويا باغيَ الشرِّ أَقصر، ولله عتقاء من النارِ، وذلك كلَّ ليلة"]. حسن صحيح - "المشكاة" (1961)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 68). 4 - باب فيمن صام رمضان وتحفظ فيه [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 5 - باب ما جاء في السَّحور 728 - 880 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله وملائكتَه يصلّون على المتسحِّرين". حسن - "التعليق الرَّغيب" (2/ 92). 729 - 881 - عن أَبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هو الغداء المبارك"؛ يعني: السَّحور (¬1). ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "الحديث له شاهد مطول من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد من وجهين".

6 - باب تأخير السحور وتعجيل الفطر

صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (2030). 730 - 882 - عن العرباض بن سارية، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعو إلى السُّحورِ في شهر رمضان؛ فقال: "هلمّوا إلى الغداء المبارك". صحيح لغيره - التعليق على "ابن خُزيمة" (3/ 214/ 1938). 731 - 883 - عن أَبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "نعم سحور المؤمن التمر". صحيح - "الصحيحة" (562). 732 - 884 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تسحروا ولو بجَرعة من ماء". حسن صحيح - "الضعيفة" تحت رقم (1405). 6 - باب تأخير السحور وتعجيل الفطر 733 - 885 - عن ابن عباس، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنّا - معشرَ الأنبياء - أمِرنا أن نؤخرَ سحورنا، ونعجل فطرنا، وأَن نمسكَ أيماننا على شمائلنا في صلاتنا". صحيح - "أَحكام الجنائز" (149)، "صفة الصلاة". 734 - 887 - عن أُنيسة بنت خُبيب، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أذن ابن أم مكتوم؛ فكلوا واشربوا، دماذا أذن بلال؛ فلا تأكلوا ولا تشربوا".

فإن كانت الواحدة منا ليبقى عليها الشيء من سَحورها، فتقول لبلال: أمهل حتّى أَفرغ من سَحوري. صحيح - "الإرواء" (1/ 237). 735 - 888 - عَن عائشةَ، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتّى يؤذن بلال" (¬1). وكان بلال يؤذّن حين يرى الفجر. صحيح - "الإرواء" أيضًا (1/ 236 - 237). 736 - 889 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَزالُ الدين ظاهرًا ما عجّل الناس الفطر؛ إنَّ اليهود والنصارى يؤخرون". حسن - "التعليق الرغيب" (2/ 95)، "صحيح أَبي داود" (2038)، "المشكاة" (1995). 737 - 890 - عن أَنس، قال: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط صلّى صلاة المغرب حتّى يفطر، ولو على شربة من ماء. صحيح - "الصحيحة" (2110) (¬2). ¬

_ (¬1) ليس في هذا الحديث مخالفة؛ فإن ذلك كان في حالين مختلفتين، كان بلال في الأولى يؤذن عند طلوع الفجر أول ما شرع الأذان، ثم استقر الأمر على أن يؤذن بدله ابن أم مكتوم، ويؤذن هو قبله، كما أفاده ابن حجر في "الفتح" (2/ 85)، ورجح أنه ليس مقلوباً كما ادّعى جماعة من الأئمة، ومنهم الحافظ نفسه في كتابه "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/ 879 - 881)؛ فراجع إن شئت "الإرواء". (¬2) قلت: عَزاه الداراني في تعليقِه على الكتاب (3/ 194) للبُخاري إلى موضعين منه! وهو من أَخطائِهِ الفاحشةِ؛ بسبب التهويش والعجلة، أَو توسيد الأَمر إلى غيرِ أَهلِه.

7 - باب على أي شيء يفطر؟

738 - 891 - عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزالُ أُمتي على سنتي؛ ما لم تنتظر بفطرِها النجوم". قال: وكانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إِذا كانَ صائمًا؛ أَمَرَ رجلًا فأَوفى على نشز (¬1)، فإِذا قال: غابتِ الشمس؛ أَفطر. (قلت): له في "الصحيح": "ما عجلوا الفطر". صحيح - "الصحيحة" (2080)، التعليق على "ابن خُزيمة" (3/ 275/ 2061)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 94). 739 - [3570 - عن أَبي سعيد الخدري، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا وصال في الصيام"]. صحيح - "الصحيحة" (2894). 7 - باب على أي شيء يفطر؟ [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 8 - باب دعوة الصائم وغيره [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 9 - باب فيمن فطّر صائمًا 740 - 895 - عن زيد بن خالد الجهنيّ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) الأَصل: (شيء)! والتصحيح من "المستدرك"، و (النشز): المرتفع من الأرض. ثم إن هذه الفقرة لم تقع في طبعة شعيب والداراني لـ "الموارد"، ولا هم استدركوها أو على الأقل نبهوا عليها! وهي ثابتة في "صحيح ابن حبان/ الإحسان"؛ وكذا في "صحيح ابن خزيمة"، وعنه ابن حبان، غير أن ابن خزيمة أشار إلى أنه يخشى أن تكون مدرجة، ولا وجه لذلك عندي؛ لأنه خلاف الأصل، وقد صححه الحاكم والذهبي، وله شاهد في "مصنف عبد الرزاق" (4/ 226/ 7594).

10 - باب اللغو من الصائم

"من فطَّر صائمًا؛ كُتبَ له مثل أَجرِه، لا يَنْقُص من أَجرِه شيء". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 95)، "المشكاة" (1992). 10 - باب اللغو من الصائم 741 - 896 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الصيامَ ليسَ من الأكلِ والشرب فقط؛ إنَّما الصيام من اللغو والرَّفث ... " فذكر الحديث. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 97). 11 - باب في الصائم يُجْهلُ عليه 742 - 897 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تُسَابَّ وأنتَ صائم، وإنْ سابّك أَحد؛ فقل: إنّي صائم، وإِن كنتَ قائمًا فاجلس". (قلت): هو في "الصحيح" بنحوه غير قولِه: "وإن كنتَ قائمًا فاجلس". حسن - المصدر السابق، التعليق على "ابن خزيمة" (1/ 241/ 1994). 743 - 898 - عن أَبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن سُبَّ أَحدُكم وهو صائم؛ فليقل: إنّي صائم"، ينهى بذلك عن مراجعة الصائم. حسن بما قبله. 12 - باب في الحجامة للصائم 744 - 899 - عن ثوبان - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

13 - باب القبلة للصائم

أنَّه خرجَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثمان عشرة خلت من شهر رمضان إِلى البقيع، فنظرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل يحتجم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَفطر الحاجم والمحجوم". صحيح - "الإرواء" (4/ 65/ 931)، التعليق على "ابن خُزيمة" (3/ 236/ 1983)، "صحيح أَبي داود" (2049 - 2053). 745 - 900 و 901 - عن شداد بن أَوس، قال: بينما أَنا أَمشي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في ثمان عشرة خلت من رمضان؛ إذ حانت منه التفاتة، فأَبصر رجلًا يحتجم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَفطر الحاجم والمحجوم". صحيح بما قبله - "الإرواء" (4/ 68 - 70)، "الصحيحة" (2050 - 2051)، "المشكاة" (2012). 746 - 902 - عن رافع بن خَديج، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَفطرَ الحاجمُ والمَحجوم". صحيح - "الإرواء" (4/ 70 - 71). 13 - باب القبلة للصائم 747 - 905 - عن عمرَ بن الخطّاب، قال: هَشَشْتُ، فقبّلت وأَنا صائم، فجئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: لقد صنعتُ اليومَ أَمرًا عظيمًا! قال: "وما هو؟ "، قلت: قبّلت وأَنا صائم! فقال - صلى الله عليه وسلم -:

14 - باب في الصائم يأكل ناسيا

"أَرأَيتَ لو مضمضت من الماء؟! ". قلت: إذًا لا يضرُّ؟ قال: "فنعم" (¬1). صحيح - "صحيح أَبي داود" (2064). 14 - باب في الصائم يأكل ناسيًا 748 - 906 - عن أَبي هريرة، أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أَفطرَ في شهر رمضان ناسيًا؛ فلا قضاءَ عليه ولا كفارة ". حسن - التعليق على "ابن خُزيمة" (3/ 239/ 1990)، "الإرواء" (4/ 87). 749 - [3513 - عن أَبي هريرة: أَنَّ رجلًا سأَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسولَ الله! إِنّي كنت صائمًا، فأكلتُ وشربتُ ناسيًا؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَطعمكَ اللهُ وسقاكَ، أتمَّ صومَك"]. صحيح - "الإرواء" (4/ 86)،"صحيح أَبي داود" (2075): ق - دون السؤال. 15 - باب في الصائم يقيء 750 - 907 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) كذا الأَصل، و"الإحسان/ 3536 - بيروت"! ولعلّه من أَخطاءِ شيخِهِ (الفضل بن الحُباب) - وهو أَبو خليفة - على شيخِهِ (أَبي الوليد الطيالسي)، فقد رواهُ عنه الدارمي (2/ 13) بلفظ: "ففيم؟ "، وتابعَه آخرون عنه، كما تابع (أَبا الوليد) جمعٌ من الثقات عن شيخِهِ الليث بن سعد: أَحدهم ابنه (شعيب بن الليث) عند ابن خزيمة (3/ 245/ 1999)، ولم يتنبه لهذا الأخ الداراني، فمر عليه الكرام! ثم رأيته في "إحسان المؤسسة" (3544) مصحّحًا من "التقاسيم".

أمر المجامع في رمضان بالكفارة والاستغفار

"من ذرعه القيءُ وهو صائم؛ فليسَ عليه قضاء، ومن استقاءَ فليقض". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2059)، "المشكاة" (2007). 751 - 908 - عن أَبي الدرداء: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطرَ. فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت له ذلك؛ فقال: صدق، أَنا صببت له وَضوءًا. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2060). [أَمر المجامع في رمضان بالكفارة والاستغفار 752 - 3517 - عن أَبي هريرة، قال: قال رجل: يا رسول الله! هلكتُ؟! قال: "ويحك! وما ذاك؟ ". قال: وقعت على امرأتي في يوم من شهر رمضان! قال: "أعتق رقبة". قال: ما أَجد! قال: "فصم شهرين متتابعين". قال: ما أستطيع! قال: "أَطعم ستين مسكينًا". قال: ما أجد! قال: فأتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعَرَق فيه خمسة عشر صاعًا من تمر، فقال له:

16 - باب الصوم في السفر

"فتصدّق به". قال: على أَفقر من أَهلي؟! ما بين لابتي المدينة أَحوجُ من أَهلي! فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتّى بدت أَنيابه، وقال: "خذه، واستغفر الله، وأَطعمه أَهلك". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2068 و 2070)، وهو في "الصحيحين" دون (الاستغفار) -، "الإرواء" (4/ 88/ 939). 16 - باب الصوم في السفر 753 - 909 و 910 - عن أَبي سعيد الخدري قال: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على نهر من ماء وهو على بغلته، والناس صيام، والمشاة كثير، فقال: "اشربوا"؛ فجعلوا ينظرونَ إِليه، فقال: "اشربوا؛ فإني آمُرُكُم". فجعلوا ينظرون، فحوّل وَرِكه، فشربَ وشربَ الناس. صحيح لغيره - التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (3/ 256/ 2022). 754 - 911 - عن أَبي هريرة، قال: أتُي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطعام بـ (مَرِّ الظهران)، فقال لأَبي بكر وعمر: "كُلا"، فقالا: إنّا صائمان، فقال: "ارحَلوا لصاحبيكم، اعملوا لصاحبيكم (¬1)، ادْنُوَا فكلا! ". ¬

_ (¬1) في طبعات "الموارد": "لصاحبيكما" بالتثنية في الموضعين، وكذا في طبعتي "الإحسان"! والتصحيح من مصادر التخريج، وقد غفل عنه الجماعة في التعليق على الكتابين!! ومعنى "ارحلوا"؛ أي: شدوا الرحل لهما على البعير.

صحيح - "الصحيحة" (رقم: 85). 755 - 912 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام في السفر". صحيح - "الإرواء" (4/ 59). 756 - 913 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ الله يحبُّ أَن تؤتى رخصه، كما يحبُّ أَن تؤتى عزائمه". صحيح - "الإرواء" (3/ 10 - 11)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 92). 757 - 914 - عن ابن عمر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الله يحبُّ أَن تؤتى رخصُه، كما يحبُّ أَن تُؤتى عزائمُه". صحيح - "الإرواء" (564) (¬1). 758 - [2695 - عن جابر: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، حتّى بلغ كَرَاع الغميم، قال: فصامَ الناس وهم مشاة وركبان، فقيل له: إنَّ الناسَ قد شقَّ عليهم الصوم، إنَّما ينظرونَ ما تفعل، فدعا بقدح، فرفعه إلى فيه حتّى نظرَ الناسُ، ثمَّ شربَ، فأفطر بعض الناس، وصام بعض، فقيل للنبيِّ ¬

_ (¬1) قلتُ: تقدَّمَ في (4 - كتاب/ 90 - باب) بالسند الذي هنا، لكن بلفظ: "كما يكرهُ أَنْ تؤتى معصيته"، وهو الصوابُ عن ابن عمر؛ فإنَّ مدارَهُ على (قتيبة بن سعيد)، وقد رواهُ عنه أَحمد على الصواب، وعزاهُ إليه المنذري (2/ 92)، وإلى البزار والطبراني وابنِ خزيمة وابن حبان بهذا اللفظ. قلتُ: ولست أَدري هل هذا الاختلاف من ابن حبان نفسه في "صحيحه"؛ دخل عليه حديث ابن عباس في حديث ابن عمر؟! أَم هو من مرتبه ابن بلبان (ت 739) في "الإحسان"، ثمّ الهيثمي هنا (ت 807)، ولعلّ هذا هو الأَقرب، ولم يتنبه لهذا المعلقون هنا، ولا المعلق على "الإحسان"!! والله المستعان.

17 - باب فيمن يقول: صمت رمضان كله وقمته

- صلى الله عليه وسلم -: إنَّ بعضهم صامَ! فقال: "أُولئكَ العصاة". واجتمع المشاة من أَصحابِه، فقالوا: نتعرض لدعوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اشتدَّ السفر، وطالت المشقة، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا بالنَّسَل؛ فإنّه يقطع عنكم (¬1) الأرض، وتَخِفُّونَ له". قال: ففعلنا، فخففنا له]. صحيح - "التعليقات الحسان" (4/ 169/ 2695)، "الصحيحة" (465): م مختصرًا دون فقرة المشاة (¬2). 17 - باب فيمن يقول: صُمت رمضان كله وقمته [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 18 - باب الاعتكاف 759 - 916 - عن عائشة، وعن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يعتكفُ [في] العشر الأَواخر من رمضان، حتّى قبضه الله. (قلت): أخرجته لحديث أَبي هريرة (¬3). ¬

_ (¬1) في "الإحسان" - بطبعتيه -: "علم"! والتصحيح من "ابن خُزيمة"، و"مسند أَبي يعلى"؛ فإن ابن حبان تلقاه عنه، وهو كناية عن طي الأرض. و"النسل"؛ يعني: الإسراع في المشي؛ كما في "النهاية". (¬2) قلت: ولقد أخطأ الأخ الداراني فعزاه في تعليقه على "أبي يعلى" (3/ 400) لمسلم! وليس عنده الفقرة، وعكس ذلك الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان"، فعزاه للحاكم، وليس عنده ما قبلها! وهذا من تساهلهما أو قلة تحقيقهما. (¬3) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "أخرجه البخاري من طريق أُخرى عن أَبي هريرة: كان يعتكف في كلَّ رمضان عشرة أَيّام ... الحديث".

19 - باب في قيام رمضان

صحيح - "صحيح أَبي داود" (2125، 2126): ق - عائشة، خ - أَبي هريرة نحوه. 760 - 917 - عن أبي بن كعب: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف [في] العشر الأواخر من رمضان، فسافر ولم يعتكف، فلما كان العام المقبل؛ اعتكف عشرين يومًا. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2126). 761 - 918 - عن أَنس بن مالك، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا كانَ مقيمًا؛ يعتكف [في] العشر الأواخر من رمضان، فإذا سافر، اعتكف من العام المقبل عشرين. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2126)، "المشكاة" (2102/ التحقيق الثاني). 19 - باب في قيام رمضان 762 - 919 - عن أَبي ذر، قال: صمنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رمضان، فلم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتّى ذهبَ شطر (¬1) الليل، فقلنا: يا رسول الله! لو نفَّلتنا بقية ليلتنا هذه! فقال: "إنَّه (¬2) من قامَ مع الإمام حتّى ينصرف، كُتبَ له قيامُ ليلةٍ". ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وهو الصواب الموافق لمصادر التخريج، وغفل عنها الشيخ شعيب؛ فلم يصحح ما في طبعته لـ "الإحسان"؛ ففيه: (ينتظر)! والظاهر أنه خطأ مطبعي، فالخطب سهل. (¬2) في طبعات "الموارد": "إنَّ"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما غفل عن تصحيحه المعلقون الأربعة هنا!!

20 - باب ما جاء في ليلة القدر

ثمَّ لم يصلّ بنا حتّى بقي ثلاثةٌ من الشهر، فقام بنا في الثالثة، وجمع أَهله ونساءه، فقام بنا حتّى تخوفنا أَن يفوتنا الفلاح. قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1245)، "صلاة التراويح"، "المشكاة" (1298). 763 - 920 - عن جابر بن عبد الله، قال: صلّى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان ثماني ركعات، وأَوتر، فلما كانت الليلة القابلة؛ اجتمعنا في المسجد، ورجونا أَن يخرجَ فيصلي بنا، فأقمنا فيه حتّى أصبحنا، فقلنا: يا رسول الله! رجونا أَن تخرجَ فتصلي بنا؟! فقال: "إنّي كرهت - أو خشيت - أن يكتب عليكم؛ الوتر". صحيح لغيره دون قوله في آخره: "الوتر"، والمحفوظ: "صلاة الليل" - "الروض" (200)، "صلاة التراويح" (21)، "التعليقات الحسان" (2401). 20 - باب ما جاء في ليلة القدر 764 - 923 - عن أَبي هريرة، قال: ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كم مضى من الشهر؟ ". فقلنا: مضى اثنان وعشرون يومًا، وبقي ثمان، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا، بل مضى اثنان وعشرون يومًا، وبقي سبع، والشهر تسع وعشرون يومًا، فالتمسوها الليلة". صحيح - التعليق على "ابن خزيمة" (3/ 326/ 2179)، "صحيح أَبي داود" (2088). 765 - 924 - عن عبد الرحمن بن جوشن، قال:

21 - باب فيمن صام رمضان وستا من شوال

ذكُرتْ ليلة القدر عند أَبي بكرة، فقال: ما أَنا بطالبها إلّا في العشر الأواخر، بعد حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: "التمسوها في العشر الأواخر: في سبع يبقين، أَو خمس يبقين، أَو ثلاث يبقين (¬1)، أَو في آخر ليلة". فكان لا يصلي في العشرين إلّا كصلاته في سائر السنة، فإذا دخل العشر اجتهد. صحيح - "المشكاة" (2092/ التحقيق الثاني). 766 - 925 - عن معاوية، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1254). 767 - 927 - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني كنتُ أُريت ليلة القدر ثم نُسَّيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طلقة (¬2) بَلْجَة، لا حارّة ولا باردة، كأنَّ فيها قمرًا يفضح كواكبها، لا يخرج شيطانها حتّى يخرج فجرها". صحيح لغيره - التعليق على "صحيح ابن خزيمة" (3/ 330/ 2190) "الضعيفة" (4404). 21 - باب فيمن صام رمضان وستًّا من شوال 768 - 928 - عن ثوبان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) كذا في "الموارد" و"الإحسان" في المواضع الثلاثة! وفي "صحيح ابن خزيمة" (3/ 324/ 2175): "بَقِين"، وعنه تلقاه المؤلف. (¬2) أي: لم يكن فيها حرٌّ ولا بردٌ يؤذيان، و"بلجة"؛ أي: مشرقة. كما في "النهاية".

22 - باب فضل الصوم

"من صامَ رمضان وستًّا من شوّال؛ فقد صامَ السنّة". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 75). 22 - باب فضل الصوم 769 - 929 - عن أَبي أمامة، قال: أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشًا، فأتيته فقلت: يا رسول الله! ادع الله لي بالشهادة؛ فقال: "اللهمَّ! سلّمهم وغنّمهم". فغزونا، فسلمنا وغنمنا، حتّى ذكر ذلك ثلاث مرات، قال: ثمَّ أتيته فقلت: يا رسول الله! [إنِّي] أَتيتك تترى ثلاث مرات أَسألك أَن تدعو الله لي بالشهادة، فقلت: "اللهمَّ! سلمهم وغنّمهم"، فسلمنا وغنمنا يا رسول الله! فمرني بعمل أَدخل به الجنّة؟ فقال: "عليك بالصوم؛ فإنّه لا مثل له". قال: فكان أَبو أُمامة لا يُرى في بيته الدخان نهارًا؛ إلّا إذا نزل بهم ضيف، [فإذا رأوا الدخان نهارًا؛ عرفوا أنّه قد اعتراهم ضيف] (¬1). صحيح - التعليق على "المختارة" تحت الحديث (21). 770 - 930 - وفي رواية عنه: قلت: يا رسول الله! دلني على عمل؟ قال: "عليك بالصوم؛ فإنّه لا عدلَ له". صحيح - "الصحيحة" (1937)، التعليق على "المختارة" تحت الحديث (21)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 62). ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان" من طبعتيه، وغفل عنها المعلقون الأربعة - كعادتهم -، فلم يستدركوها!

23 - باب في صيام عاشوراء وعرفة

771 - 931 - عن مطرَّف - رجل من بني عامر بن صعصعة -: أنَّ عثمان بن أَبي العاص دعا بلبن ليسقيه، فقال مطرف: إنّي صائم، فقال عثمان: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصيام جنّة كجنة أحدِكم من القتال". وسمعت [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] يقول: "صيامٌ حسن: ثلاثةُ أَيام من كلِّ شهر". صحيح - "التعليق الرّغيب" (2/ 60). 23 - باب في صيام عاشوراء وعرفة 772 - 932 - عن محمد بن صيفي الأَنصاري، قال: خرجَ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يوم عاشوراء] (¬1)، فقال: "هل منكم أحد طعِم اليوم؟ "، قالوا: منّا من كان طعم، ومنّا من لم يطعم، فقال: "من لم يطعم منكم فليصم، ومن طعم فليتمَّ بقية يومه، وآذنوا أَهل العَروض (¬2)؛ فليتموا بقية يومهم". صحيح - "الصحيحة" (2624). 773 - 932 - عن أَسماء بن حارثة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَهُ إلى قومِه فقال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، لم يستدركها الداراني! (¬2) هي الناحية، والمراد من كان بأكناف المدينة، كما في "النهاية"، وقد قرن معها مكة؛ وهو خطأ ظاهر لبعد المسافة.

24 - باب الصوم في شعبان

"مُر قومَك فليصوموا هذا اليوم". قلت: فإن وجدتهم قد طعموا؟ قال: "فليتموا آخر يومهم". حسن صحيح - المصدر السابق. 774 - 934 - عن أَبي نَجيح، قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة؟ فقال: حججت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يصمه، وحججت مع أَبي بكر فلم يصمه، وحججت مع عمر فلم يصمه، وحججت مع عثمان فلم يصمه (¬1). صحيح لغيره دون قول: وأَنا لا أَصومه ... إلخ، وقد ثبت نهيه عنه (¬2) - "التعليقات الحسان" (5/ 246/ 3595). 24 - باب الصوم في شعبان 775 - 935 و 936 - عن عمران بن حصين: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له - أو لرجل -: "أَصُمتَ من سَرَرِ (¬3) شعبان شيئًا؟ ". قال: لا، قال: ¬

_ (¬1) هنا في الأصل ما نصُّه: وأَنا لا أَصومه، ولا آمر به، ولا أَنهى عنه! فنزلت بها إلى هنا لأنها ليست على شرط "الصحيح"، ومن صححه فقد غفل أو تجاهل علّته: فقد رواه الأحفظ والأكثر: عن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عمر! (¬2) روى الحميدي (582)، والدولابيّ (1/ 133) من طريق أَبي الثورين: أنَّ ابن عمر نهى عن صوم عرفة، وسنده حسن، وروي عنه مرفوعًا ولا يصحُّ، وهو مخرج في "الضعيفة" (404). (¬3) الأصل: "شهر"! وهو تصحيف خفي على الداراني وصاحبه، والتصحيح من "الإحسان" وغيره من مصادر الحديث. وسرر الشهر: آخره، وراجع له "الفتح" (4/ 232 - 234).

25 - باب فيمن يصوم الدهر

"فإذا أفطرت؛ فصم [يومًا أَو] يومين". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2016): ق دون الزيادة؛ وهي في الرواية (936) - (انظر التعليق) (¬1). 776 - [3635 - عن رَبيعة بن الصامت (¬2): أنّه سأل عائشة عن صيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: كانَ يصوم شعبان كلّه، حتّى يصله برمضان، وكان يتحرَى صيام الاثنين والخميس]. صحيح - مختصر "الشمائل" (258)، "الإرواء" (4/ 105 - 106)، التعليق على "ابن حزيمة" (2116). 25 - باب فيمن يصوم الدهر 777 - 937 - عن عمران بن حصين: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل له: إنَّ فلانًا لا يفطر نهارًا الدهر - إلّا ليلًا -؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا صامَ ولا أَفطر". صحيح - "الإرواء" (4/ 108 - 109)، "التعليق الرغيب" (2/ 88): م - عن أَبي قتادة. ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا الحديث رواه البخاري تعليقًا، ومسلم متصلًا من حديث حماد بن سلمة عن ثابت به". (¬2) كذا في "إحسان بيروت"، ووقع في طبعة المؤسسة منه (3643): (ابن الغاز)، وعلى الوجهين ترجمه في "الثقات" كما حققته في "تيسيرِ الانتفاع".

26 - باب في الصوم والإفطار

778 - 938 - وفي رواية عنه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صامَ الأبد؛ فلا صامَ ولا أَفطر". صحيح - "التعليق" أَيضًا. 779 - [3576 - عن أَبي موسى الأَشعري، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من صامَ الدهر؛ ضُيَّقت عليه جهنّم هكذا"؛ وعقد تسعين]. صحيح - "الإرواء" (4/ 108 - 109): م عن أَبي قتادة، "الصحيحة" (3202). 26 - باب في الصوم والإفطار 780 - 939 - عن حميد الطويل، قال: سئل أَنس عن صوم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: كانَ يصومُ من الشهر؛ حتى نرى أنهُ لا يريد أن يفطر منه شيئًا، ويفطر من الشهر؛ حتى نرى أنهُ لا يريد أن يصومَ منه شيئًا، وكنتَ لا تشاء أن تراه من الليل مصليًا إلّا رأيته مصليًا، ولا نائمًا إلّا رأيته نائمًا. صحيح - "مختصر الشمائل" (253): ق - فليس على شرط "الزوائد". 27 - باب ما جاء في صيام السبت ... 781 - 940 - عن عبد الله بن بُسْر المازني - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ترون يدي هذه؟ بايعت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وسمعته يقول: "لا تصوموا يوم السبت إلّا فيما فُرضَ عليكم، ولو لم يجد أَحدكم إلّا لِحَاء شجرة؛ فليفطر عليه". صحيح - "الإرواء" (960)، "صحيح أَبي داود" (2092)، "المشكاة" (2063/ التحقيق الثاني).

28 - باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر

28 - باب صيام ثلاثة أَيام من كل شهر 782 - 943 و 944 - عن أَبي ذر، قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصومِ: ثلاثَ عَشرة، وأربعَ عَشرة، وخمسَ عَشرة. حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (2115/ 2)، "الإرواء" (رقم: 947). 783 - 946 - عن المنهال بن ملحان، أنَّه كانَ مع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يأمر [هم] بصيام البيض، [و] (¬1) يقول: "هي صيام الدهر". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2115/ 2). 784 - 947 - عن قرّة بن إياس - وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مسح على رأسه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صيام ثلاثة أَيام من كلِّ شهر: صيامُ الدهر وإفطارُه" (¬2). صحيح - "الصحيحة" (2806). 785 - 949 - عن أَبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشَّخَّير، قال: كنّا بالمِرْبَد (¬3)؛ فإذا أَنا برجل أَشعث الرأس، بيده قطعة أَديم أحمر، فقلنا له: كأنّك رجل من أَهل البادية؟ قال: أجل، فقلنا له: ناولنا هذه القطعة الأدم التي في يدِك، فأخذناها فقرأنا ما فيها، فإذا فيها: ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان/ المؤسسة" وغيره. (¬2) وفي رواية: "وقيامه"! وهي شاذة؛ كما حققته في المصدر المذكور أعلاه، ولخصت ذلك في التعليق عليها في "ضعيف الموارد" ردًّا على ابن حبان الذي صححها، وعلى المعلقين الثلاثة الذين قلّدوه! (¬3) المربد: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم، كما في "النهاية".

"من محمد رسول الله إلى بني زهير: أعطوا الخمس من الغنيمة، وسهم النبيّ والصفي، وأَنتم آمنون بأمان الله وأمانِ رسوله". قال: فقلنا: من كتبَ لك هذا؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقلنا: ما سمعتَ منه شيئًا؟ قال: نعم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كلَّ شهر: يذهبن وَحَر الصدر (¬1) ". قال: فقلنا له: أسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ألا أراكم تتهموني؟! والله لا أُحدثكم بشيء، ثمّ ذهب. (قلت): وتقدّم حديث عثمان بن أَبي العاص في "باب فضل الصوم" [22/ باب]. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 82). 786 - [3637 - عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم من غرة كلِّ شهر ثلاثة أَيام، وقلّ ما يفطر يوم الجمعة]. حسن - "صحيح أَبي داود" (2116)، "المشكاة" (2058/ التحقيق الثاني). 787 - [3651 - عن أَبي عثمان: أنَّ أبا هريرة كانَ في سفر، فلما نزلوا، ووضعت السفرة؛ بعثوا إليه وهو يصلي، فقال: إنّي صائم، فلما كادوا أَن يفرغوا؛ جاء فجعل يأكل، فنظر القوم إلى رسولِهم فقال: ما تنظرونَ إلي؟! قد - والله - أَخبرني أنّه صائم، فقال أَبو هريرة: صدق، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) وحر الصدر: غشه وحقده ووساوسه.

29 - باب صيام يوم من الشهر

"من صامَ ثلاثة أَيام من كلِّ شهر؛ فقد صام الشهر كلّه". وقد صمت ثلاثة أَيام من كلّ شهر، وإني الشهرَ كلَّه صائم، ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله جلَّ وعلا: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}]. صحيح - "الإرواء" (4/ 99/ 946). 29 - باب صيام يوم من الشهر 788 - 950 - عن عبد الله بن عمرو، قال: أَتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألته عن الصوم؟ فقال: "صم يومًا من كلِّ شهر، ولك أَجر ما بقي". (قلت): فذكر الحديث؛ وبقيته في "الصحيح". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 88). 30 - في الصائم المتطوع يفطر [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 31 - باب في الصائم الصابر والطاعم الشاكر 789 - 952 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطاعم الشاكر؛ بمنزلة الصائم الصابر". صحيح - "الصحيحة" (655). 32 - باب في الصائم يؤكل عنده [ليس تحته حديث على شرط الكتاب]

33 - باب صوم المرأة

33 - باب صوم المرأة 790 - 954 و 955 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصومنَّ امرأة [يومًا]- سوى شهر رمضان - وزوجها شاهد؛ إلّا بإِذنه". (قلت): له طريق في عشرة النساء [17 - كتاب/ 30 - باب]. صحيح - "الإرواء" أيضًا، "صحيح أَبي داود" (2121): ق - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 791 - 956 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: جاءت امرأة إِلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله! زوجي صفوان بْن المعطِّل يضربني إذا صلّيت، ويفطِّرني إذا صمت، ولا يصلّي صلاة الفجر حتّى تطلع الشّمس؟! قال: وصفوان عنده، فسأله عما قالت؟! فقال: يا رسول الله! أمَّا قولها: (يضربني إذا صلّيت)؛ فإنَّها تقرأ بسورتين وقد نهيتها عنهما، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - "لو كانت سورة واحدة لكفت النَّاس". قال: وأما قولها: (يفطرني إذا صمت)؛ فإنها تنطلقُ فتصوم، وأَنا رجل شاب ولا أَصبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ: "لا تصوم امرأة إلّا بإذن زوجها". قال: وأما قولها: (لا أُصلّي الصُّبح حتّى تطلع الشّمسُ)؛ فإنّا أهلُ بيت لا نكاد نستيقظُ حتّى تطلع الشّمس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

34 - باب النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم

"فإذا استيقظتَ فصلِّ". صحيح - "الصحيحة" (395)، "صحيح أَبي داود" (2122). 34 - باب النّهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم 792 - [3600 - عن أَبي هريرة، قال: ما أَنا نهيت عن صيام يوم الجمعة، محمّدٌ - صلى الله عليه وسلم - وربِّ الكعبة - نَهَى عنه]. صحيح - "الصحيحة" (1012)، التعليق على "ابن خزيمة" (2157). 793 - 957 - عن عبد الله بْن عمرو، قال: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على جويرية بنت الحارث يوم الجمعة، وهي صائمة، فقال: "أَصمتِ أمس؟ ". قالت: لا، قال: "أَفتريدين أَن تصومي غدًا؟ "، قالت: لا، قالَ: "فأَفطري". صحيح - التعليق على "ابن خزيمة" (2162)، "صحيح أَبي داود" (2093): خ - جويرية. 35 - باب في العيدين وأيام التّشريق 794 - 958 - عن عقبة بْن عامر، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يوم عرفة، ويوم النَّحر، وأيام التّشريق: [هُنَّ] عيدنا أهلَ الإسلامِ،

هنَّ أَيام أكلٍ وشربٍ" (¬1). صحيح - "الإرواء" (4/ 130)، "صحيح أَبي داود" (2090). 795 - 959 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيّام التّشريق أَيام طُعم [وذكر". وفي طريق أُخرى: ¬

_ (¬1) قلت: لا منافاة بين ذكر يوم عرفة هنا، وبين الأحاديث الّتي جاءت في الترغيب في صومه، وأنه يكفر السنة الماضية والآتية؛ لأنها تعني في غير عرفة، وما هنا يعني في عرفة؛ كما هو المتبادر من السياق، وعليه دلّت السنة العملية، كما في بعض الأحاديث الصحيحة، منها حديث ابن عمر المتقدم في (23 - باب)، ومن المعروف عند أهل العلم أنّ الأحاديث يفسر بعضها بعضًا. وإذا تبين هذا؛ فلا وجه لما فعله بعض المتأخرين من التمثيل بهذا الحديث الصحيح للحديث الشاذ، بدعوى أنّ يوم عرفة لم يذكر في الأحاديث الأخرى، كحديث أبي هريرة الآتي بعده؛ لأن حديثها حديث مستقل سندًا ومتنًا، فلا يخالفه ولا يصدق عليه ما جاء في تعريف الحديث الشاذ، وزيادة الثقة مقبولة كما هو معروف عند المتفنّنيين بهذا العلم، فلا جرم أنّ يتتابع الحفاظ على تصحيحه دون خلاف بينهم أعلمه (انظر مقدمة في علم العلل، المطبوعة في مقدمة "المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي" تأليف الشيخ أحمد بْن الصديق الغماري - رحمه الله - (ص 14)، والمقدمة بقلم الشيخ المحدث حسين بْن محمّد الأنصاري اليماني - رحمه الله - طبعها الناشر). فالأنصاري هذا مثّل بهذا الحديث للشاذ في المتن، ولكنه لم يستقر عليه؛ لأنه نقل عن بعض المتأخرين أنه حمله على من كان واقفًا بعرفة للحج، وهذا هو الصواب لما بيّنا آنفًا. وبهذه المناسبة أقول: ما هو موقف المتحمسين لتأويل حديث النّهي عن صوم يوم السبت نهيًا مطلقًا إِلَّا في الفرض كما تقدّم في (27 - باب)؛ كحملهم إياه على إفراده، فهل يقولون كذلك في النّهي عن صوم يوم النَّحر، وصوم اليوم الأخير من أيام التّشريق؟ فإن قالوا: لا، تمسكًا بعموم النّهي؛ قلنا: أصبتم ولزمتكم الحجة، وإن قالوا: بلى؛ قلنا: انحرفتم عن المحجة، أو {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}!

"أيّام منى أَيام أكل وشرب"] (¬1). حسن صحيح - "الصحيحة" (1282)، "الإرواء" (4/ 129). * * * ¬

_ (¬1) هذه الطريقُ مع الزيادة استدركتُها من "الإحسان" (5/ 245/ 3592)؛ فإنّها على شرطِ "الزوائد".

9 - كتاب الحج

9 - كتاب الحج ِّ 1 - باب فيمن مضت عليه خمسة أَعوام وهو غني ولم يحج أَو يعتمر 796 - 960 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله: إن عبدًا أَصْحَحْتُ له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة، تمضي عليه خمسةُ أَعوام، لا يفد إليّ: لمحروم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1662)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 134). 2 - باب الحجِّ عن العاجز والاعتمار عنه 797 - 961 - عن أَبي رَزين العقيلي: أنّه سأل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إنَّ أَبي شيخ (¬1) كبير، لا يستطيع الحجَّ والعمرة والظَّعن؟ فقال: "حُجَّ عن أَبيك واعتمر". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1588)، "المشكاة" (2528/ التحقيق الثّاني). 3 - باب فيمن حجَّ عن غيره 798 - وفي طريق أُخرى عنه، قال: ¬

_ (¬1) الأصل: "سنُّه"، وكذا في الطبعتين الأخيرتين! وغفل عنها المعلقون الأربعة مع شهرة الحديث في كتب السنة!

4 - باب في فضل الحج

جاء رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إنَّ أَبي شيخٌ كبير لا يستطيع الحجَّ، أَفأَحجّ عنه؟ قال: "نعم؛ حجَّ مكان أبيك"]. صحيح - "الصحيحة" (3047). 799 - 962 - عن ابن عبّاس: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: لَبَّيْكَ عن شُبْرُمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شبرمة؟ "، قال: أَخ لي أو قرابة، قال: "هل حججت قط؟ "، قال: لا، قال: "فاجعل هذه عن نفسِك، ثمَّ احجج عن شبرمة". صحيح - "الإرواء" (4/ 171 - 173)، "صحيح أَبي داود" (1589)، "المشكاة" (2529). 800 - [3981 - عن ابن عبّاس: أنَّ رجلًا أَتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ أَبي ماتَ ولم يحجَّ؛ أَفأحج عنه؟ قال: "أرأيت لو كانَ على أَبيك دين؛ أَكنتَ قاضيَهُ؟ ". قال: نعم، قال: "حجَّ عن أَبيك". 4 - باب في فضل الحج ِّ 801 - 963 - عن ابن عمر، قال:

جاء رجل من الأَنصارِ إلى النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول اللهِ! كلمات أَسألُ عنهنَّ؟ قال: "اجلس"، وجاء رجل من ثقيف، فقال: يا رسول الله! كلمات أَسألُ عنهنَّ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك الأنصاري". فقال الأنصاري: إنّه رجل غريب، وإنَّ للغريبِ حقًّا، فابدأ به، فأقبل على الثقفيّ فقال: "إن شئتَ أجبتك (¬1) عما كنت تسألني، وإن شئتَ سألتني وأخبرك". فقال: يا رسول الله! [بل] أجبني عما كنت أَسألك، قال: "جئتَ تسألني عن الرّكوع والسجود والصلاة والصوم". فقال: لا والذي بعثكَ بالحقِّ؛ ما أَخطأتَ ممّا كانَ في نفسي شيئًا، قال: "فإذا ركعت؛ فضع راحتيك على ركبتيك، ثمَّ فرّج بين أصابعِكَ، ثمَّ امكث حتّى يأخذَ كلُّ عضو مأخذَه، وإذا سجدت؛ فمكّن جبهتَك، ولا تنقر نقرًا، وصلِّ أَوّل النهارِ وآخره". فقال: يا نبيَّ الله! فإن أَنا صلّيت بينهما؟ قال: "فأنت إِذًا مصلّ، وصم من كلِّ شهر ثلاث عشرة، وأَربع عشرة، وخمسَ عشرة". فقام الثقفيُّ. ¬

_ (¬1) الأصل: "أنبأتك"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، ومنه صححت بعض الأخطاء الأخرى.

ثمَّ أَقبلَ على الأنصاريّ فقال: "إنْ شئتَ أَخبرتك عمّا جئتَ تسأل، وإن شئتَ سألني فأُخبرك". فقال: لا، يا نبي الله! أخبرني عَما جئت أسأَلُكَ؟ قال: "جئت تسألني عن الحاج؛ ما له حين يخرج من بيته، وما له حين يقوم بعرفات، وما له حين يرمي الجمار، وما له حين يحلق رأسه، وما له حين يقضي آخرَ طواف بالبيت؟ ". فقال: يا نبيَّ الله! والذي بعثك بالحق؛ ما أَخطأتَ ممّا كانَ في نفسي شيئًا، قال: "فإنَّ له حين يخرجُ من بيته: أنَّ راحلته لا تخطو خطوة؛ إلّا كتبَ له بها حسنة، أو حطَّتْ عنه بها خطيئة، فإذا وقفَ بعرفة؛ فإنَّ الله عزَّ وجلَّ ينزلُ إلى السَّماء الدنيا فيقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غُبرًا، اشهدوا أنّي قد غفرت لهم ذنوبهم؛ وإن كانت عدد قطر السَّماء، ورمل عالج، وإِذا رمى الجمار؛ لا يدري أحد ماله حتّى يتوفّاه يوم القيامة، [وإِذا حَلَقَ رأسَه؛ فله بكلِّ شعرةٍ سقطت من رأسه نورٌ يومَ القيامةِ] (¬1)، وإِذا قضى آخرَ طوافهِ بالبيت؛ خرج من ذنوبِه كيومَ ولدته أُمّه". ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، و"البزار"، و"الطَّبرانيُّ" وغيرها، والسياق يقتضيها؛ فإنّها جوابُ السؤالِ المتقدم عن حلق الرّأس، ويظهر أَنّه سقطٌ قديم، فقد عزاه المنذري (2/ 129 - 130/ 11) لابن حِبان دونَها! وهذا بخلاف ما نقله المعلقون الأربعة عن الحافظ أنه ذكر عن المنذري أنها في "صحيح ابن حبّان"؛ فإنه إن كان يعني كتابه "الترغيب" فهو وهم =

5 - باب في الحجاج والعمار والغزاة

حسن لغيره - "التعليق الرَّغيب" (2/ 111 و 130)، "تيسير الانتفاع/ سنان بْن الحارث بْن مصرف". 5 - باب في الحجاج والعمار والغزاة 802 - 964 - عن ابن عمر، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الغازي في سبيل الله، والحاج إلى بيت الله، والمعتمر: وَفدُ اللهِ، دعاهم فأجابوه". حسن لغيره - "التعليق الرَّغيب" (2/ 165)، "الصحيحة" (1820). 803 - 965 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وفد الله ثلاثة: الحاج، والمعتمر، والغازي". صحيح - "التعليق" أيضًا، "المشكاة" (2537). 6 - باب الاستمتاع من البيت 804 - 966 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = لأنه قد ساقه بطوله في موضعين منه أحدهما ما سبقت الإشارة إليه، والآخر (2/ 110 - 111/ 32) من رواية جمع منهم البزار، وقال: "واللفظ له". قلت: وفيها الجملة الساقطة، ثمّ قال: "ورواه ابن حبّان في "صحيحه"، ويأتي لفظه"، وهناك ساقه دونها، فلا أدري إذا كان الحافظ عنى كتابًا آخر للمنذري أم لا؟! وعلى كلّ حال؛ فالزيادة لم يستدركها الداراني في الحديث مع عزوه إياه إلى "الإحسان"، وإن من حداثته في هذا الفن أنه جوّد إسناد ابن حبّان، مع أنه نقل أنه وصف (عُبيدة بْن الأسود) بالتدليس، فرفضه قائلًا: "ولم يسبق ابن حبّان أحد إلى اتهامه بالتدليس"! وهذا منه غريب جدًّا؛ فإن المعروف عنه تعصبه الشديد لأقوال ابن حبّان مع مخالفتها لمذهب الجمهور؛ كما في مسألة (العدل) الّتي فصلت القول فيها في المقدِّمة، وإن من غفلته: أنّ البيهقي قد وقع في روايته تصريح (عبيدة) بالتحديث، وحسن إسناده، وقد عزاه إليه!!

7 - باب المتابعة بين الحج والعمرة وفضل ذلك

"استمتعوا من هذا البيت؛ فإنَّه [قد] هُدم مرَّتين، ويرفع في الثّالثة". صحيح - "الصحيحة" (1451). 7 - باب المتابعة بين الحجِّ والعمرة وفضل ذلك 805 - 967 - عن عبد الله - يعني: ابن مسعود -، قال: قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - "تابعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنّهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، وليس للحجّة المبرورة ثواب دون الجنَّة". صحيح - "الصحيحة" (1200)، "المشكاة" (2524)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 107 - 108). 8 - باب الخروج من طريق والرُّجوع من غيره 806 - 968 - عن أَبي هريرة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا خرج إِلى مكّة؛ خرج من طريق الشجرة، وإِذا رجع؛ رجع من طريق المُعَرَّس. صحيح لغيره، والمحفوظُ من حديث ابن عمر - "صحيح أَبي داود" (1631): ق - ابن عمر. 9 - باب ما يقول إذا خرج إِلى السَّفر وإذا رجع 807 - 969 - عن ابن عبّاس، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا أَرادَ أَن يخرج في سفر (¬1)، قال: ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وهو الصواب الموافق لـ "مسند أبي يعلى"، وعنه ابن حبّان، وكذا ابن السني (525)، وموافق أيضًا لرواية أحمد وابنه (1/ 256)، ووقع في "الإحسان": (سفره)!

10 - باب أدب السفر

"اللهمَّ! أنتَ الصاحبُ في السَّفر، والخليفة في الأَهل، اللهمَّ! إنِّي أَعوذ بك من الضِّبنة (¬1) في السَّفر، والكآبة في المنقلب، اللَّهُمَّ! اقبض (¬2) لنا الأرض، وهوّن علينا السَّفر". فإذا أرادَ الرُّجوع؛ قال: "آيبون، تائبون، عابدون، لربّنا ساجدون". فإذا دخل بيته؛ قال: "توبًا توبًا، لربّنا أوبًا، لا يغادرُ علينا حوبًا". حسن لغيره - "صحيح أَبي داود" (2339): م - ابن عمر أتم منه. 808 - 970 و 971 - عن البَراء: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إِذا قدمَ من سفر؛ قال: "آيبون، تائبون، عابدون، لربّنا حامدون". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2339). 10 - باب أَدبِ السَّفر 809 - 972 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سافرتم في الخصب؛ فأعطوا الإبل حقّها، وإذا سافرتم في السَّنة (¬3)؛ ¬

_ (¬1) الضِّبنة: من تلزم الانسان نفقته، تعوذ من هم العيال في السَّفر، وفي حديث ابن عمر: "من وعثاء السَّفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب". (¬2) كذا الأصل وفق المصادر المتقدمة؛ إِلَّا "مسند أحمد"، ففيه: "اطوِ"؛ وكذا في حديث ابن عمر - الصّحيح - عند مسلم. (¬3) أي: الجدب. و"عرّستم"؛ أي: نزلتم آخر اللّيل.

11 - باب الاشتراط في الإحرام

فأسرعوا السير عليها، وإذا عرَّستم فاجتنبوا الطريق؛ فإنّها مأوى الهوام". صحيح - "الصحيحة" (1357): م - فليس على شرط "الزوائد". 11 - باب الاشتراط في الإحرام 810 - 973 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخل على ضُباعة بنت الزُّبير بْن عبد المطلب وهي شاكية؛ فقال لها: "حجّي واشترطي: أنّ مَحِلّي حيث حبستني". صحيح لغيره - "الإرواء" (1009): ق أَتم منه - فليس على شرط "الزوائد". 12 - باب التَّلبية 811 - 974 - عن زيد بْن خالد الجهنيّ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَتاني جبريل - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمّد! مُر أَصحابك فليرفعوا أَصواتهم بالتلبية؛ فإنّه من شعار الحجِّ". صحيح - عن خلّاد، عن أَبيه - "صحيح أَبي داود" (1592)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 119)، "المشكاة" (2549). 812 - 975 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في تلبيته: "لَبَّيْكَ إلهَ الحقِّ! لَبَّيْكَ". صحيح - "الصحيحة" (2146)، "حجة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 55). 13 - باب ما جاء في الهدي 813 - 976 - عن ناجية الخزاعي - وكان صاحب بُدْنِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال:

14 - باب الاشتراك في الهدي

قلت: يا رسول الله! كيفَ أَصنعُ بما عَطِبَ من البُدن؟ قال: "انحرها، ثمَّ أَلقِ نعلها في دمها، ثمَّ خلّ بينها وبين الناسِ؛ فليأكلوها". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1546). 14 - باب الاشتراك في الهدي 814 - 977 - عن أَبي هريرة، قال: ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نسائه بقرة. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1536 - 1537): ق - عائشة نحوه. 815 - 978 - عن جابر، قال: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليشترك النفرْ في الهدي". صحيح - "الإرواء" (1061): م - نحوه، فليس هو على شرط "الزوائد". 15 - باب ما جاء في الصَّيد للمحرم وجزائه 816 - 979 - عن جابر بْن عبد الله، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضُّبُعِ؟ فقال: "هي صيد، وفيها كبش". (قلت): وله طريق أُخرى تأتي إن شاءَ الله. [10 - كتاب/ 10 - باب]. صحيح - "الإرواء" (1050)، "المشكاة" (2704).

817 - 981 - عن ابن عبّاس، قال: قلت لزيد بْن أَرقم: أَما علمت أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُهديَ له عضو صيد وهو محرم، فردّه؟ قال: نعم. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1652): م - بلفظ أتم، فليس هو على شرط "الزوائد". 818 - 982 - عن عمير بْن سلَمة الضَّمْري، قال: بينما نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض أُثاية (¬1) (الروحاء) وهم حرم؛ إذا حمارٌ معقور، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه؛ فيوشك صاحبه أَن يأتيه". فجاء رجل من بَهْزٍ - هو الّذي عقر الحمار - فقال: يا رسول اللهِ! شأنكم بهذا الحمار، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَبا بكر، فقسمه بين النَّاس. صحيح - "التعليقات الحسان" (7/ 284/ 5089). 819 - 983 - عن عمير بْن سلمة الضمري أنّه أخبره عن البهزي (¬2): أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يريد مكّة، حتّى إذا كانَ بـ (الروحاء)؛ إذا ¬

_ (¬1) الأَصل: (أَثناء) وكذا في "الإحسان"! والتصحيح من مصادر التخريج، منها: مالك والنَّسائيّ وأحمد، وغيرهم، ومن الرِّواية الآتية، وهو موضع في طريق الجحفة، كما في "معجم البلدان" وغيره، ولم يصححها الشّيخ شعيب هنا، ولا في تعليقه على "الإحسان" (11/ 513)! (¬2) أَي: عن قصته، وله نظائر في الأسانيد؛ وإلا فالحديث من مسند عمير بْن سلمة كما تقدّم في الّذي قبله، وصححه الحافظ موسى بْن هارون، ونقله ابن عبد البر في "التمهيد" (23/ 342 - 343) وارتضاه، وجزم بأن اسم (البهزي): زيد بْن كعب. وانظر تعليقي على "الإحسان" (7/ 284 - 285).

16 - باب ما جاء في القران

حمار وحشي عقير، فذُكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "دعوه؛ فإنّه يوشك - أو فيوشك - أَن يأتي صاحبه". فجاء البهزي - وهو صاحبه - إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! شأنكم بهذا الحمار، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَبا بكر فقسمه بين الرفاق؛ ثمَّ مضى حتّى إِذا كانَ بـ (الأُثاية) بين (الرويثة) و (العرج)؛ إذا ظبي واقف في ظلٍّ وفيه سهم، فزعم أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمر رجلًا يقف عنده؛ لا يرميه أَحد من الناسِ حتّى يجاوزه. صحيح - "التعليقات الحسان" أيضًا (5090). 820 - 984 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَبا قتادة الأنصاري على الصَّدقة، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه محرمين، حتّى نزلوا بـ (عُسفان) ثنيّة (الغزال)؛ فإذا هم بحمار وحشيٍّ، فجاء أَبو قتادة وهو حِلّ، فنكسوا رءوسهم كراهية أنّ يحدّوا أبصارهم فيفطن، فرآه، فركب فرسه؛ وأخذ الرمح، فسقط منه السوط، فقال: ناولنيه، فقلنا: لا نعينك عليه [بشيء]، حمل عليه فعقره، فقال: ثمَّ جعلوا يشوون منه، ثمَّ قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أَظهرنا - وكان تقدمهم -! فلحقوه فسألوه؟ فلم ير به بأسًا، وأظنّه قال: "هل معكم منه شيء؟ "؛ شكَّ عبيد الله. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1623). 16 - باب ما جاء في القِران 821 - 985 و 986 - عن أَبي وائل شقيق بْن سلمة، قال:

كثيرًا ما كنت آتي الصُّبَي بْن معبد أَنا ومسروق نسأله عن هذا الحديث، قال: كنتُ امرءًا نصرانيًّا فأسلمت، فأهللت بالحجّ والعمرة، فسمعني سلمان بْن ربيعة وزيد بْن صوحان - وأنا أهلُّ بهما بالقادسيّة -، فقالا: لَهذا أَضلُّ من بعير أَهلِه! فكأنما حُمِّل عليَّ بكلامهما جبل، حتّى قدمت مكّة، فأتيتُ عمر بْن الخطابِ - وهو بمنى -، فذكرت ذلك له؟ فأَقبل عليهما فلامهما، وأقبل عليّ فقال: هُديت لسنة نبيّك - صلى الله عليه وسلم -، مرتين. صحيح - "الإرواء" (983)، "الروض النضير" (38)، "صحيح أَبي داود" (1578). 822 - 987 و 988 - عن أَبي عمران التُّجِيبي (¬1): أنَّه حجَّ مع مواليه، قال: فأتيتُ أُمَّ سلمة فقلت: يا أُمَّ المؤمنين! إنّي لم أَحجّ قط، فبأيهما أَبدأ بالحجّ أَم بالعمرة؟ فقالت: إنْ شئتَ فاعتمر قبل أَن تحجَّ، وإنْ شئتَ بعد أَن تحجَّ، فذهبت إلى صفية؟ فقالت لي مثل ذلك، فرجعت إِلى أُمّ سلمة فأخبرتها بقول صفية؟ فقالت أُمُّ سلمة: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا آل محمّد! من حجَّ منكم؛ فليهلَّ بعمرة في حجّ" (¬2). ¬

_ (¬1) الأصل: (الجوني)! وهو خطأ، وأبو عمران التجيبي: هو أسلم بْن يزيد المصريُّ، ترجمته في "تهذيب الكمال" (2/ 528) وغيره، وهو ثقة. (¬2) قلتُ: حديثها المرفوع صريح في أَنَّ العمرة ليست بعد الحجِّ، وهذا لا يناسب جوابها وجواب صفية بالتخيير المذكور، ولا سيما وأَن أَحدًا لم يعتمر بعد الحجِّ من أَصحابه - صلى الله عليه وسلم - غير عائشة لعذرها المعروف، ولعلّه لهذا الإشكال لم يردّ جوابها في بعض مصادر الحديث المذكورة في "الصحيحة" كالطحاوي ورواية لأَحمد، وهي رواية الطَّبرانيُّ (23/ 341)، ولعلّ تخييرها ليس في عمرة الحجِّ، وإنما في عمرة مستقلة، والله أَعلم.

صحيح - "الصحيحة" (2469). 823 - 989 - 991 - عن أَنس بْن مالك، قال: أَنا عند ثفنات (¬1) ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند المسجد، فلما استوت به قال: "لَبَّيْكَ بحجة وعمرة معًا"؛ وذلك في حجّة الوداع. (قلت): لأنس حديث في "الصّحيح" غير هذا. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1575): م - مختصرًا. 824 - 992 - عن أَنس بْن مالك: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرن بين الحجِّ والعمرة، وقرن القومُ معه. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1556). 825 - 993 - عن ابن عمر، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من جمع الحجِّ والعمرة؛ كفاه لهما طواف واحد، ولا يَحِلُّ حتّى يوم النحر، ثمَّ يَحِل منهما جميعًا". صحيح - "الروض" (33)، "التعليقات الجياد" (4/ 71). 826 - 994 - عن ابن عمر: أنّه جمع بين الحجِّ والعمرة وطاف لهما سبعًا، وسعى بين الصفا والمروة سبعًا وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل. صحيح - "الإِرواء" (4/ 240 - 241): ق أَتم منه، فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) الثفنات: ما ولي الأرض من كلِّ ذات أَربع إذا بركت، كالركبتين وغيرهما.

17 - باب في المتعة بالعمرة إلى الحج

17 - باب في المتعة بالعمرة إلى الحج ِّ [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 18 - باب فسخ العمرة إِلى الحجِّ 827 - 997 - عن أَنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لما قدمَ مكّة؛ أَمرهم أَن يَحِلّوا إلّا من كانَ معه الهدي، قال: ونحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع بدنات قيامًا. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1576): خ - فليس هو على شرط "الزوائد". 19 - باب ما جاء في الطواف 828 - 998 - عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطّواف بالبيت صلاة؛ إلّا أنّ اللهَ أُحلَّ فيه المَنْطِقَ؛ فمن نطقَ فلا ينطق إلّا بخير". صحيح لغيره - "المشكاة" (2576)، "الإرواء" (121)، التعليق على "ابن خزيمة" (2739). 829 - 999 - عن عبد الرّحمن بْن عوف، قال: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كيف صنعت في استلام الحَجَرِ؟ ". فقلت: استلمت وتركت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أصبتَ". صحيح - "الرّوض النضير" (658).

20 - باب ما جاء في الحجر الأسود والمقام

830 - 1000 - عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مسح الحجر، والركن اليماني؛ يحط الخطايا حَطًّا". صحيح - التعليق على "ابن خزيمة" (2729)، "التعليق الرَّغيب" (2/ 120). 831 - 1001 - عن عبد الله بْن السائب، قال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول بين الركن والحجر: " {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ". حسن لغيره - "صحيح أَبي داود" (1653). 832 - 1002 - عن ابن عبّاس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - شربَ ماءً في الطّواف. صحيح - "التعليقات الحسان" (6/ 54/ 3826). 833 - 1003 - عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من طافَ بالبيت أُسبوعًا [فأحصاه؛ كان كعتق رقبة"، وسمعته يقول] (¬1): "لا يضع قدمًا، ولا يرفع أُخرى؛ إلّا حطَّ الله عنه بها خطيئة، وكتبَ له بها حسنة، ورفع له بها درجة". صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (2/ 122)، "المشكاة" (2580). 20 - باب ما جاء في الحجر الأَسود والمقام 834 - 1004 - عن عبد الله بْن عمرو (¬2)، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ¬

_ (¬1) سقطت من الطبعات كلها، ومن "الإحسان"، واستدركتها من "أبي يعلى"؛ فإن ابن حبّان عنه تلقاه، وأما شعيب؛ فلم يستدركها لا هنا ولا هناك!! (¬2) الأَصل: (عُمر)! والتصحيح من "الإحسان" ومصادر التخريج.

21 - باب ما جاء في الوقوف بعرفة والمزدلفة

وهو مسند ظهره إلى الكعبة: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنّة، ولولا أنَّ الله طمسَ نورهَما؛ لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب". صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (2/ 123)، التعليق على "ابن خزيمة" (2731)، "المشكاة" (2579/ التحقيق الثّاني). 835 - 1005 - عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لهذا الحجر لسانًا وشفتين، يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق". وفي رواية: "ليبعثنَّ الله هذا الركن يوم القيامة له عينان ... " فذكر نحوه صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 122)، التعليق على "ابن خزيمة" (2735 و 2736). 21 - باب ما جاء في الوقوف بعرفة والمزدلفة 836 - 1007 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الله يباهي بأَهلِ عرفات ملائكةَ السَّماء، فيقول: انظروا إِلى عبادي هؤلاء، جاءوني شُعثًا غُبرًا". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 117 و 128). 837 - 1008 - عن جبير بْن مُطْعِم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ عرفات موقف، وارفعوا عن عُرَنة، وكلُّ مزدلفة موقف، وارفعوا عن مُحَسِّر، وكلُّ فجاج منى منحر، و [في] كلِّ أَيّام التّشريق ذَبح". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2464، 2476).

22 - باب ما جاء في الرمي والحلق

838 - 1009 - عن عبد الرّحمن بن يَعْمَر الدِّيلي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الحجِّ عرفات، فمن أَدرك عرفة ليلة جَمْع قبل أَن يطلع الفجر؛ فقد أَدركَ، أَيامُ منى ثلاثة أيّام، فمن تعجّل في يومين؛ فلا إِثمَ عليه [، ومن تأخر؛ فلا إثم عليه] ". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1703)، "المشكاة" (2714). 839 - 1010 - عن عروة بْن مُضَرِّس، قال: رأيت النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بـ (المزدلفة)، فقال: "من صلّى صلاتنا هذه، ثمَّ أَقامَ معنا (¬1) وقد وقف قبل ذلك بعرفات. ليلًا أَو نهارًا؛ فقد تمَّ حجّه". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1704). 22 - باب ما جاء في الرمي والحلق 840 - 1011 - عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة العقبة وهو واقف على راحلته: "هاتِ الْقُطْ لي". فلقطتُ له حصيات، وهي حصا الخذف، فلما وضعتُهنَّ في يده قال: ¬

_ (¬1) ولفظ ابن خزيمة: "ثمّ وقف معنا حتّى نفيض"، وهو رواية للنسائي، وفي أُخرى له: "مَنْ أَدرك جمعًا مع الإمام والناس حتّى يفيض؛ فقد أَدرك الحجِّ، ومن لم يدرك مع النَّاس والإمام؛ فلم يدرك".

"نعم، بأمثالِ هؤلاء، بأمثال هؤلاء (¬1)، وإياكم والغلوَّ في الدين؛ فإنّما أَهلكَ من كانَ قبلكم الغلوُّ في الدين". صحيح - "الصحيحة" (1283). 841 - 1012 - عن جابر بْن عبد الله: أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله! ذبحت قبل أَن أَرمي؟ فقال: "ارْمِ ولا حرج". فقال آخر: يا رسول اللهِ! حلقت قبل أَن أذبح؟ قال: "اذْبَحْ ولا حرج". فقال آخر: طفتُ قبل أَن أَرمي يا رسول الله؟! فقال: "ارْمِ ولا حرج". صحيح - "حجّة النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -" (86/ 97)، "مختصر البخاريّ" (1/ 406/ 274). 842 - 1013 - عن عائشة، قالت: أفاضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) حين صلّى الظهر، ثمَّ رجع إِلى منى فأقامَ بها أَيام التّشريق الثلاث، يرمي الجمار - حين تزول الشّمس - بسبع حصيات كلَّ جمرة، ويكبر مع كلِّ حصاة تكبيرة، يقف عند الأُولى، وعند الوسطى ¬

_ (¬1) في طبعات الأصل زيادة: "بأمثال هؤلاء" للمرة الثّالثة، ومع كلّ مرّة زيادة: "فارموا"، ولا أصل لذلك كله في طبعتي "الإحسان"، ومع هذا كله غفل عنه المعلقون الأربعة!! (¬2) يعني: يوم النَّحر إلى مكّة لطواف الإفاضة، وكان ذلك قبل الظهر؛ فإنه صلّى صلاة الظهر في منى بعد رجوعه إليها، كما في الأحاديث الصحيحة، وتكلف ابن خزيمة في "صحيحه" (4/ 311) في تأويل حديث عائشة لدفع التعارض بينه وبينها، فراجعه إن شئت، ولم ينتبه لهذه النكارة المعلقون الأربعة كعادتهم!

23 - باب رمي الرعاء

ببطن الوادي فيطيل المقام، وينصرف إذا رمى الكبرى ولا يقف عندها. وكانت الجمار من آثار إبراهيم صلوات الله عليه. صحيح لغيره؛ إِلَّا قوله: حين صلّى الظهر، وقوله: وكانت الجمار ... ؛ فإنّه منكر - "الإرواء" (1082)، "صحيح أَبي داود" (1722). 843 - 1014 - عن ابن عمر: أنَّه كانَ يرمي الجمرة الأُولى بسبع حصيات، يكبر مع كلِّ حصاة، ثمَّ يتقدّم، فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلًا، فيدعو ويرفع يديه، ثمَّ يرمي الوسطى كذلك، ثمَّ يأخذ ذات الشمال، فيقوم مستقبل القبلة قيامًا طويلًا، ويدعو ويرفع يديه، ثمَّ يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثمَّ ينصرف، ويقول: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل. صحيح - "الصحيحة" (2073)، "صحيح أَبي داود" (1722): خ - فليس على شرط "الزوائد". 23 - باب رمي الرعاء 844 - 1015 - عن عاصم بْن عدي: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رخّصَ للرِّعاء أَن يرموا يومًا، ويَدعوا يومًا. صحيح - "الإرواء" (1080)، "صحيح أَبي داود" (1724 و 1725)، "المشكاة" (2677/ التحقيق الثّاني). 24 - باب الخطبة 845 - 1016 - عن الهِرْماس بْن زياد الباهلي، قال:

25 - باب طواف الوداع

أَبصرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَبي، وأَنا مُرْدَف وراءه على جمل، وأَنا صبي صغير، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ النَّاس على ناقته العضباء بمنى. حسن - "صحيح أَبي داود" (1707). 846 - [3863 - عن أَبي كاهِل، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب النَّاس يوم عيد على ناقة له خَرْماء (¬1)؛ وحبشي مُمْسِك بخِطامها]. حسن - التعليق على "ابن ماجة". 25 - باب طواف الوداع 847 - 1017 - عن ابن عمر، قال: من حجَّ [البيت]؛ فليكن آخر عهده بالبيت؛ إلّا الْحُيَّضَ، رخص لهنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الإرواء" (4/ 289)، ولـ (خ) منه جملة الترخيص. 26 - باب ما جاء في العمرة 848 - 1018 - عن ابن عبّاس، قال: اعتمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَربع عُمَرٍ: عمرة الحديبية، وعمرة القضاء من قابل، وعمرة الجِعْرانة، وعمرته الّتي مع حجّته. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1739). ¬

_ (¬1) أَي: مشقوقة الأُذن. قلتُ: والظاهرُ أَنها (العضباء) المذكورة في الحديث قبله. و (أبو كاهل)؛ اسمه قيس بْن عائذ الأحمسي رضي الله عنه.

27 - باب العمرة في رمضان

849 - 1019 - عن أَبي هريرة: [في قوله: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...} (¬1) قال: لمّا قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين؛ اعتمر من (الجعرانة)، ثمَّ أمَّرَ أَبا بكر على تلك الحجّة. صحيح - "التعليقات الحسان" (3699). 27 - باب العمرة في رمضان 850 - 1020 - عن ابن عبّاس، قال: جاءت أُمُّ سُلَيم إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: حجَّ أَبو طلحة وابنه وتركاني، فقال: "يا أُمَّ سليم! إنَّ عمرة في رمضان تعدل حجّة معي". (قلت): هو في "الصّحيح" بنحوه من غير تسمية لأبي طلحة وابنه وأُم سليم، وقوله: "تعدل حجّة معي، من غير شك (¬2). صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1737)، "التعليق الرغيب" (2/ 114). 28 - باب العمرة من بيت المقدس [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من أصله "الإحسان"، ومن "صحيح ابن خزيمة" (4/ 362)؛ فإنّه تلقاه عنه. (¬2) هكذا هو في "البخاريّ" (1863) من غير شك، وفي "مسلم" (4/ 61 - 62) بالشك: "حجة أو حجة معي". انظر "مختصر البخاري" (28 - جزاء الصَّيد/ 22 - باب).

29 - باب الصلاة في الكعبة

29 - باب الصّلاة في الكعبة 851 - 1022 - عن عبد الله بْن السائب، قال: حضرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح، وصلّى في الكعبة، فخلع نعليه، فوضعهما عن يساره، ثمَّ افتتح (سورة المؤمنين)، فلما بلغَ ذكر موسى [وهارون]- أَو عيسى -؛ أحذته سُعْلَةٌ، فركع. (قلت): هو في "الصّحيح"؛ غير صلاته في الكعبة. صحيح - "الإرواء" (397)، "صحيح أَبي داود" (656): م - دون الوضع أيضًا. 30 - باب الصّلاة في المساجد الثّلاثة 852 - 1023 - عن جابر، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ خيَر ما رُكِبَت إليه الرواحل: مسجدي هذا، والبيتُ العتيق". صحيح - "الصحيحة" (1648). 853 - 1024 - عن أَبي هريرة، أنَّه قال: خرجت إلى الطور، فلقيت كعب الأَحبار، فجلست معه، فحدثَني عن التوراة، وحدثْته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان فيما حدثته أنّ قلت له: قال [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير يوم طلعت عليه الشّمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أُهبط، وفيه تِيبَ عليه، وفيه مات، وفيه تقوم السّاعة، وما من دابّة إلّا وهي مصيخة (¬1) يوم الجمعة، من حين يصبح حتّى تطلع الشّمس، شفقًا ¬

_ (¬1) أَي: مُصغِية. وكان الأَصل: "مسبحة"! والتصحيح من "الموطأ" لمالك، وهو في "الكتاب" من طريقه. ويروى: "مسيخة" بالسين المهملة، والأَصل بالصاد، كما قالَ ابن الأَثير.

من السّاعة؛ إلّا الجن والإِنس. وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلّي يسأل الله شيئًا؛ إلّا أعطاه [إيّاهُ] ". قال كعب: ذلك في كلِّ سنة يوم. فقلت: بل في كلِّ جمعة، قال: فقرأ كعب التوراة فقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أبو هريرة: فلقيت بَصرة بْن أَبي بصرة الغفاري، فقال: من أَين أَقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أَن تخرجَ إليه ما خرجتَ إليه؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تعمل المطي إلّا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام، وإلى مسجدي هذا، وإلى مسجد (إيليا) - أو مسجد بيت المقدس -" شكَّ أيّهما قال. فقال أبو هريرة: ثمَّ لقيت عبد الله بْن سلَام، فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار، وما حدثته في يوم الجمعة، فقلت له: قال كعب: ذلك في كلِّ سنة يوم، فقال عبد الله بْن سلَام: كذب كعب، قلت: ثمَّ قرأ التوراة فقال: بل هي في كلِّ جمعة، فقال عبد الله بْن سلَام: صدق كعب. ثمَّ قال عبد الله بْن سلَام: قد علمتُ أيّةَ ساعة هي؟! قال أبو هريرة: فقلت له: فَأَخبرني بها ولا تضنُنْ عليَّ؟ فقال عبد الله: هي آخر ساعة في يوم الجمعة، قال أَبو هريرة: وكيف تكون في آخر ساعة من يوم الجمعة؛ وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلّي"، وتلك ساعة لا يصلّى فيها؟! فقال عبد الله ابن سلَام: أَلم يقل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

31 - باب فضل مكة

"من جلس ينتظرُ الصّلاة؛ فهو في صلاة حتّى يصلّيها"؟! قال أبو هريرة: بلى، قال: فهو ذاك. (قلت): في "الصّحيح" بعضه. قلت: وتأتي أحاديث في الصّلاة في المسجد الحرام، ومسجد المدينة، وبقية مساجدها؛ في فضلها، وكذلك مسجد بيت المقدس. [في البابين الآتيين، و 38 و 39 و 42 - باب] صحيح - "صحيح أَبي داود" (962). 31 - باب فضل مكة 854 - 1025 - عن عبد الله ابن حمراء الزّهريُّ، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته واقفًا بـ[الحَزْوَرَة] (¬1) يقول: "والله إنّكِ لخيرُ أَرض الله، وأحبُّ أَرض الله إلى الله، ولولا أَني أُخرجت منكِ ما خرجت". صحيح - "المشكاة" (2725/ التحقيق الثّاني). 855 - 1026 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أَطيبكِ من بلدةٍ وأَحبَّكِ إليّ! ولولا أنَّ قومي أَخرجوني منكِ، ما سكنت غيرك" صحيح لغيره - "المشكاة" (2724). ¬

_ (¬1) الحزورة في اللُّغة: الرابية الصغيرة، وكانت الحزورة سوق مكّة، وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه، كما في "معجم البلدان" (2/ 255).

32 - باب الصلاة في المسجد الحرام

32 - باب الصّلاة في المسجد الحرام 856 - 1027 - عن عبد الله بْن الزُّبير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي هذا أَفضل من أَلف صلاة فيما سواه؛ إلّا المسجد الحرام، وصلاة في ذاك أَفضل من مئة صلاة في هذا"؛ يعني: في مسجد المدينة. (قلت): ويأتي أَحاديث الصّلاة في مسجد المدينة الشريفة في "فضل المدينة" [36 - باب]. صحيح - "الإرواء" (1129) "التعليق الرغيب" (2/ 136). 33 - باب ما جاء في زمزم 857 - 1028 - عن أُبي بْن كعب، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ جبريل حين ركَض زمزم بعقبه؛ جعلت أمّ إسماعيل تجمع البطحاء"، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله هاجر! لو تركتها كانت عينًا معينًا". صحيح - "الصحيحة" (1669): خ - لم يذكر أُبيًّا؛ وهو الأَصح. 34 - باب في وادي السرر [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 35 - باب علامة هدم الكعبة 858 - 1030 - عن أَبي هريرة، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يبايَعُ لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحلَّ هذا البيت إلّا أهلُه،

36 - باب فضل مدينة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

فإذا استحلوه فلا تسل عن هَلَكَة العرب، ثَمَّ تظهر الحبشة، فيخربونه خرابًا لا يُعْمَر بعده أَبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه". (قلت): في "الصّحيح" بعضه. صحيح - "الصحيحة" (579 و 2743). 36 - باب فضل مدينة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 859 - 1031 - عن ابن عمر، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من استطاع منكم أَن يموت بالمدينة؛ فليمت بالمدينة؛ فإني أشفعُ لمن ماتَ بها". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 142)، "الصحيحة" (3073)، "المشكاة" (2750). 860 - 1032 - عن الصُّمَيتة - امرأة من بني ليث -، أنّها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من استطاع منكم أَن لا يموتَ إلّا بالمدينة؛ فليمت بها؛ فإنّه من يمت بها يُشفع له - أو يُشهد له -" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (2928)، "التعليق الرغيب" أَيضًا. 861 - 1033 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) كذا الأصل و"الإحسان" طبعة بيروت: "يُشْفع له، أَو يُشهد له" بالبناء للمجهول، وذلك جائزٌ في اللُّغةِ إذا كانَ الفاعلُ معلومًا، وهو هنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدليل الأحاديث الأُخرى، منها الّذي قبله، بل في رواية النسائي في "الكبرى" (2/ 488/ 4285) في هذا الحديث بلفظ: "فإني أَشفع له أَوْ أَشهدُ له"، ووقع في "إحسان المؤسسة": "تشفع له أو تشهد له"! كذا دون أي تعليق أو شرح من المعلق! وانظر التعليق على "صحيح الترغيب والترهيب" (1194).

37 - باب في منبره - صلى الله عليه وسلم -

"إنَّ الإيمان ليأرِز (¬1) إلى المدينة، كما تأرزُ الحيّة إلى جحرها". صحيح لغيره - "المشكاة" (1/ 60)، "الصحيحة" (3073): ق - أَبي هريرة، وهو الصواب. 37 - باب في منبره - صلى الله عليه وسلم - 862 - 1034 - عن أُم سلمة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "قوائم المنبر؛ رواتب في الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (2050). 38 - باب في مسجده - صلى الله عليه وسلم - 863 - 1035 و 1036 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: ودّع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا؛ فقال: أين تريد؟ قال: أُريد بيت المقدس، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة في هذا المسجد أَفضل من مئة صلاة في غيره؛ إلّا المسجد الحرام". صحيح لغيره بلفظ: "ألف" - ولفظ: "مئة" منكر (¬2): "الصحيحة" (2902)، "الإرواء" (4/ 145). 864 - 1037 - عن سهل بْن سعد، قال: ¬

_ (¬1) أي: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها، كما في "النهاية". (¬2) قلت: وغفل عن هذا المعلقون الأربعة على الكتاب، والشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" (4/ 504 و 505) فصححوه! ومن تمام غفلتهم أنهم جميعًا صححوا إسناده أيضًا، مع أنّ فيه عنعنة مدلس، وهو (مغيرة بْن مقسم)، لقد تجاهلوه مع النكارة المذكورة، والحافظ يقول فيه: "كان يدلس، ولا سيما عن إبراهيم". قلت: وهذا من روايته عنه!! كما غفلوا عن أنّ الشواهد الّتي أشاروا إليها، إنّما فيها اللّفظ المحفوظ: "ألف"!!

39 - باب ما جاء في مسجد قباء

اختلف رجلان في المسجد الّذي أسّسَ على التقوى، فقال أحدهما: هو مسجد المدينة، وقال الآخر: هو مسجد قباء، فأتوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "هو مسجدي هذا". صحيح - لكن قوله: سهل بْن سعد ... شاذ، والمحفوظ: عن أبي سعيد الخدري: م، "التعليقات الحسان" (1602). 39 - باب ما جاء في مسجد قباء 865 - 1038 - عن ابن عمر: أنَّه شهد جنازة بـ (الأوساط) في دار سعد بْن عبادة، فأقبل ماشيًا إلى بني عمرو بْن عوف، بفِناء بني الحارث بْن الخزرج، فقيل له: أَين تَؤم يا أَبا عبد الرّحمن؟! قال: أؤم هذا المسجد في بني عمرو بْن عوف؛ فإنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صلّى فيه؛ كانَ كعِدل عمرة". صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (2/ 139). 40 - باب فيمن أَخاف أَهل المدينة 866 - 1039 - عن جابر بْن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أَخاف أَهل المدينة؛ أَخافه الله". حسن صحيح - "الصحيحة" (2304). 41 - باب خروج أَهل المدينة منها 867 - 1040 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

42 - باب الصلاة في مسجد بيت المقدس

"لتُتركَنَّ المدينة على أَحسن ما كانت". (قلت) .. فذكر الحديث (¬1). صحيح لغيره دون جملة الكلب - "الصحيحة" (683 و 1634)، "الضعيفة" (4299). 42 - باب الصّلاة في مسجد بيت المقدس 868 - 1042 - عن عبد الله بْن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ سليمان بْن داود عليهما السّلام سأل الله ثلاثًا، فأعطاه اثنتين، وأرجو أنْ يكون قد أَعطاه الثّالثة: سأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده؛ فأعطاه إياه، وسأله حكمًا يواطئ حكمَه؛ فأعطاه إياه. وسأله من أَتى هذا البيت - يريد بيت المقدس - لا يريد إلّا الصّلاة فيه: أن يخرج منه كيوم ولدته أمه". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) قلت: هنا في الأصل ما نصّه: "حَتّى يدخل الكلب فَيُغَذِّي على بعض سواري المسجد، أو على المنبر"، فحذفته؛ لأنه ليس على شرط الكتاب، وتمامه في "الإحسان": قالوا: يا رسول الله! فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ قال: "للعوافي: الطير والسباع"، وهذه الجملةُ الأَخيرةُ في "الصحيحين" من طرق أُخرى عن أَبي هريرة، فهي ليست على شرط "الزوائد"، ولذلك لم يذكرها الهيثمي، وغفل محقق الكتاب - طبعة المؤسسة، فحسَّن الحديث، ولم يتنبّه لنكارةِ جملة الكلب، مع اعترافه بجهالة أَحد رواته في تعليقه على "الإحسان" (15/ 177)! وكذلك الأخ الداراني اعترف، ولكنه أساء بسكوته على رواية الحاكم؛ لأنه أوهم القراء أنّ فيها الجملة المنكرة!! وقوله: "يغذِّي"؛ أي: يبول؛ وذلك لخلِّوه من النَّاس.

"وأرجو أن يكون الله قد أَعطاه الثالثة". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 137 - 138)، التعليق على "ابن خزيمة" (2/ 288 - 1334). * * *

10 - كتاب الأضاحي

10 - كتاب الأضاحي 1 - باب ما جاء في يوم الأضحى وعشر ذي الحجّة 869 - 1044 - عن عبد الله بْن قُرْط، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَفضل الأيَّام عند الله: يوم النَّحر، ويوم القَرّ (¬1) ". صحيح - "الإرواء" (1958)، "صحيح أَبي داود" (1549). 2 - باب ما لا يجزئُ في الأُضحيّة 870 - 1046 و 1047 - عن البرَاء، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يجوز من الضَّحايا أربع: العوراء البيِّن عورها، والعرجاء البين عرجها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء الّتي لا تُنْقي". صحيح - تخريج "المشكاة" (1465)، "صحيح أَبي داود" (2497). 871 - [5890 - عن علي بْن أَبي طالب، قال: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَن نستشرف العين والأُذن]. حسن صحيح - "الإرواء" (362 - 363). 3 - باب الأضحية بالجذع 872 - 1048 - عن عقبة بْن عامر، قال: ¬

_ (¬1) القرّ: السكون والقرار، والمراد به ثاني أَيام منى.

4 - باب ما جاء في البقر والإبل

ضحينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجَذَع من الضأن. صحيح - "الإرواء" (4/ 357)، "الضعيفة" تحت الحديث (65). 873 - 1049 - عن زيد بْن خالد الجهني، قال: قَسَم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في أَصحابِه غنمًا للضحايا، فأعطاني عَتودًا (¬1) من المعز، فجئتهُ به، فقلت: يا رسول الله! إنّه جَذَع؟ فقال: "ضحِّ به". حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (2493). 4 - باب ما جاء في البقر والإبل 874 - 1050 - عن ابن عبّاس، قال: كنّا مع النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فحضر النحرُ، فاشتركنا في البقرة سبعة، وفي البعير سبعة، أَو عشرة (¬2). صحيح - تخريج "المشكاة" (1469)، "الإرواء" (4/ 254)، "الروض" (613). 5 - باب فيمن ذبح قبل الصّلاة 875 - 1051 - عن جابر: أنَّ رجلًا ذبح قبل أَن يصلّي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هو الصغير من أولاد المعز؛ إذا قوي ورعى وأتى عليه حول. كما في "النهاية". (¬2) كذا في رواية المؤلِّف بالشك، ورواه غيره من أصحاب "السنن" بدون شك: وفي الجزور عشرة، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم والذهبي، وكذا ابن خزيمة (4/ 291)، وأيده ببعض الشواهد الصحيحة، وقد جمع الحافظ بينه وبين حديث جابر الّذي يبدو أنه معارض له بجمع مقبول؛ فانظره في "الفتح" (9/ 627).

"لا يجزئ عن أحد [بعدك] أَن يذبح حتّى يصلّي" (¬1). صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (7/ 562): م نحوه أَتم منه. 876 - 1052 - عن عويمر بْن أَشقر الأَنصاري [ثم] المازني: أنَّه ذبح أُضحية قبل أَن يغدوَ يوم الأَضحى، وأَنّه ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَن يعيد أُضحية أُخرى. صحيح - "الإرواء" (4/ 368)، "التعليقات الحسان" (5882). 877 - 1053 - عن البراء، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من وجّه قبلتنا، وصلّى صلاتنا، ونسك نسكنا؛ فلا يذبح حتّى يصلي". فقال خالي أبو بردة: يا رسول الله! إنّي نسكت عن ابن لي؟ قال: "ذاك شيءٌ عجلته لأهلك". قال: فإنَّ عندي جذعة؟ قال: "ضحِّ بها عنه؛ فإنَّها خير نَسيكتَيْكَ". (قلت): للبراء حديث في "الصّحيح" غير هذا (¬2). صحيح - "الإرواء" (4/ 367): م - فليس هو على شرط "الزوائد". 878 - 1054 - عن بشير بْن يسار: أنَّ أَبا بُرْدة بْن نِيَار ذبح قبل أَن يذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأَضحى، ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "قلت: أَصله في "صحيح مسلم" من طريق ابن جريج عن أَبي الزُّبير عن جابر، وسياقه أَتم". قلت: صرح فيه ابن جريح وأبو الزُّبير بالتحديث. (¬2) كذا قال! والصواب: أنّه روى هذا وغيره.

6 - باب إلى كم يأكل من لحم أضحيته

فزعم أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمره أَن يعيد أُضحية أُخرى، قال أَبو بردة: لا أَجد إلّا جذعًا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وإن لم تجد إِلَّا جذعًا فاذبحه". صحيح الإسناد - وقصته في حديث البراء الّذي قبله. 6 - باب إِلى كم يأكل من لحم أُضحيته 879 - 1055 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن لحوم الأَضاحي فوق ثلاثة أَيام، ثمَّ رخّصَ أَن نأكلَ وندَّخرَ، فقدم قتادة بْن النعمان أَخو أَبي سعيد الخدري، فقدّموا إليه من قديد الأَضحى، فقال: أَليسَ قد نَهَى عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قال أبو سعيد: إنّه قد حدث فيه بعدك أَمر: كانَ نهانا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نحبسَه فوق ثلاثة أَيّام، ثمَّ رخّصَ أَن نأكل وندّخر. (قلت): حديث أَبي سعيد في "الصّحيح" خاليًا من حديث قتادة بْن النعمان (¬1). صحيح لغيره، لكن على القلب: الراوي للرخصة هو قتادة، والممتنع أَبو سعيد - "الصحيحة" (2969): خ نحوه. 880 - [5872 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحّى بكبش أَقرن فَحِيل (¬2)، يأكل في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في سواد]. ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر - رحمه الله -: "قلت: بل قصة أَبي سعيد وقتادة في "الصّحيح"؛ إلّا أنّها مقلوبة". (¬2) الفحيل: المنجب في ضرابه، واختار الفحل على الخصيِّ والنعجة؛ طلبَ نُبله وعِظَمه. كذا في "النهاية".

7 - باب ما جاء في العقيقة

صحيح - "صحيح أَبي داود" (2492)، "المشكاة" (1466). 881 - [5903 - عن يزيد مولى سليم بْن الأكوع: أن امرأته أم سُليم سألت عائشة عن لحوم الأَضاحي؟ فقالت: قدِم عليُّ بْن أَبي طالب من غزوة، فدخل على أَهله، فقربت له لحمًا من لحوم الأَضاحي، فأبى أنّ يأكله، حتّى سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كله من ذي الحجّة إلى ذي الحجّة"]. صحيح - "الصحيحة" (3109)، "الإرواء" (4/ 370). 7 - باب ما جاء في العقيقة 882 - 1056 - عن عائشة، قالت: عقَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حسن وحسين يوم السابع، وسماهما، وأَمر أَن يماطَ عن رأسيهما (¬1) الأَذى. صحيح لغيره - "الإرواء" (4/ 380). 883 - 1057 - عن عائشة، قالت: كانوا في الجاهليّة إذا عقّوا عن الصبيّ؛ خضبوا قطنة بدم العقيقة، فإذا حلقوا رأس الصبي؛ وضعوها على رأسه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا مكان الدم خَلوقًا". صحيح - "الصحيحة" (463، 2452)، "الإرواء" (4/ 389). 884 - 1058 - عن يوسف بْن ماهَك، قال: ¬

_ (¬1) الأصل: (رأسه)، والمثبت من طبعتي "الموارد"، وفي بعض مصادر التخريج مثل "سنن البيهقي" (9/ 299): (رأسهما).

8 - باب ما جاء في الوليمة وإجابة الدعوة

دخلنا على حفصة بنت عبد الرّحمن، فسألناها عن العقيقة؟ فأخبرتنا أنَّ عائشة أخبرتها، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة". صحيح - "الإرواء" أَيضًا (1166). 885 - 1059 - عن أُمّ كُرْز، أَنّها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العقيقة، قال: "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة، لا يضرّكم ذكرانًا كنَّ أَو إناثًا". صحيح - "المشكاة" (4152)، "الإرواء" (4/ 390 - 392)، "صحيح أَبي داود" (2525). 886 - 1060 - وفي رواية عنها نحوه؛ إلّا أنّه قال: "عن الغلام شاتان مكافِئتان". قال: فقلت له - يعني: عطاءً -: ما المكافِئتان؟ قال: مثلان، وذُكرانُها أَحبّ إليّ من إِناثهما. صحيح لغيره - المصادر المذكورة قبله. 887 - 1061 - عن أَنس بْن مالك، قال: عقَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حسن وحسين بكبشين (¬1). صحيح لغيره - "الإرواء" (4/ 381). 8 - باب ما جاء في الوليمة وإجابة الدّعوة 888 - 1062 - عن أَنس: ¬

_ (¬1) وفي حديث ابن عبّاس وعائشة: بكبشين كبشين، انظر "الإرواء" (4/ 379، 381)، "المشكاة" (4155).

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَولم على صفيّة بسَويق وتمر. صحيح - "مختصر الشمائل" (99/ 150). 889 - 1063 - عن نافع: أنَّ ابن عمر كانَ إذا دُعي ذهب إلى الداعي؛ فإن كانَ صائمًا دعا بالبركة ثمَّ انصرف، وإن كانَ مفطرًا جلس فأكل. قال نافع: قال ابن عمر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دعيتم إلى كُراع (¬1)؛ فأجيبوا". صحيح - "الإرواء" (1947): ق - نحوه. 890 - 1064 - عن عبد الله [بْن مسعود]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجيبوا الداعي، ولا تردّوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين". صحيح - "الإرواء" (1616). 891 - 1065 - عن أَنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو دعيت إِلى كُراع لأجبت، ولو أُهدي إِلي لقبلت". صحيح - "مختصر الشمائل" (178 - 179): خ - أبي هريرة. 892 - 1066 - عن أَنس بْن مالك، قال: صنع بعض عمومتي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا، وقال: إنّي أُحبّ أَن تأكل في بيتي، وتصلّي فيه! فأَتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإِذا في البيت فحل من تلك الفحول (¬2)، فأمر ¬

_ (¬1) هو ما دونَ الركبة من الساق، كما في "النهاية". (¬2) الفحل هنا: حصير معمول من سُعف فحال النخل، وهو فحلها وذكرها الّذي تلقح منه، فسمي الحصير فحلًا؛ مجازًا. "نهاية".

9 - باب

بجانب منه؛ فكنس ثمَّ رشّ، فصلّى وصلّينا معه. صحيح - "صحيح أَبي داود" (664). 9 - باب 893 - 1067 - عن أَبي رَزِين، أنَّه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّا كنّا نذبح ذبائح (¬1)، فنأكل منها ونطعم من جاءنا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا بأس بذلك". صحيح لغيره - "الإرواء" (4/ 412 - 413). * * * ¬

_ (¬1) زاد النَّسائيُّ في كتاب الفرع والعتيرة: في الجاهلية في رجب.

11 - كتاب الصيد والذبائح

11 - كتاب الصيد والذبائح (¬1) 1 - باب في الضبع والأَرنب والضبّ 894 - 1068 - عن عبد الرّحمن بْن أَبي عمّار، عن جابر بْن عبد الله، قال: سألته عن الضبع؛ آكله؟ فقال: نعم. قلت: أَصيدٌ هو؟ قال: نعم. فقلت: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. صحيح - "المشكاة" (2703)، "الإرواء" (4/ 242 - 244). وتقدّم نحوه في (9 - الحج / 15 - باب). 895 - 1069 - عن محمّد بْن صفوان الأَنصاري: أنّه صاد أَرنبين، فذبحهما بِمَرْوةٍ (¬2)، فسأل النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فأمرهُ بأكلهما. ¬

_ (¬1) الأصل: (باب ما جاء في الصَّيد والذبائح)، وليس تحته شيء سوى الأبواب التالية، وأظن أنه سبق قلم من المؤلِّف أو الناسخ، وأن الصواب ما أثبتُّه؛ لأنه المناسب لأسلوب الكتاب من أوله وآخره، والمطابق لأبوابه، والموافق لأصله، أعني: "صحيح ابن حبّان"؛ فإنّه عقد فيه ثلاثة كتب بعنوان (كتاب الصَّيد)، (كتاب الذّبائح)، (كتاب الأضحية)، كما نقله مرتبه العلّامة الفارسي في مقدمة "إحسانه" (1/ 100 - بيروت)، فهذا الكتاب الثّالث هو المتقدم بأبوابه آنفًا، والأول والثّاني ألف بينهما المؤلِّف - فيما يبدو - فجعلهما كتابًا واحدًا، متبعًا في ذلك سبيل المحدثين في تآليفهم، فمن كتب الإمام البخاريّ في "صحيحه": (72 - كتاب الذّبائح والصَّيد)، و (73 - كتاب الأضاحي)، وليس هناك ما يقتضي الخروج عن هذه السبيل إِلَّا السّهو الّذي لا ينجو منه كاتب أو مؤلف، والله أعلم. (¬2) هي هنا حجر أبيض برّاق، كما في "النهاية"، وقال: "والمراد في الذَّبح جنس الأَحجار لا المروة نفسها". قلت: وذلك عندما لا يتيسر ما يغني عنها ممّا هو أمضى كالسكين؛ لما يأتي تحت الباب (6)، ولأحاديث الرفق بالحيوان وآثاره، وهي مخرجة في المجلد الأوّل من "الصحيحة".

2 - باب النهي عن الذبح لغير منفعة

صحيح - "الإرواء" (2496)، "صحيح أَبي داود" (2513). 896 - 1070 - عن عبد الرّحمن ابن حسنة المَهْرِيِّ، قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلنا أَرضًا كثيرة الضِّباب، ونحن مُرملون، فأصبناها، فكانت القدور تغلي بها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا؟ "، فقلنا: ضباب أصبناها، فقال: "إنَّ أُمّة من بني إسرائيل مُسخت، وأَنا أَخشى أَن تكون هذه (¬1) ". فأمرنا فأكفأنا وإنّا لجياع. صحيح دون: فأَمر ... - "الصحيحة" (2970). 2 - باب النّهي عن الذبح لغير منفعة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 3 - باب النّهي عن صبر البهائم 897 - 1072 - عن أَبي أَيوب الأَنصاري، قال: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صبر (¬2) الدابّة. (قلت): وله طريق يأتي في الجهاد [26 - كتاب/ 31 - باب] (¬3). صحيح لغيره - "غاية المرام" (ص 281)، "صحيح أَبي داود" (2507): ق - أَنس. ¬

_ (¬1) قلت: هذه الخشية إنّما كانت منه - صلى الله عليه وسلم - قبل أَن يوحى إليه أَنه لا نسلَ لممسوخ؛ كما في حديث ابن مسعود في "مسلم"، وهو مخرج في "الصحيحة" (2264 و 3068). (¬2) يعني: أن تمسك، ثمّ ترمى بشيء حتّى تموت. "نهاية". (¬3) قلت: الطريق هناك هو نفس الطريق الذي هنا، والتغاير إنّما هو فيمن دون بكير بْن الأشج الراوي عن عبيد بْن تِعلَى، وقد تحرّف في الموضعين إلى: (يعلى)! وشيخ (بكير) هناك غيره هناك، وكذلك لفظه، وهو من حصة الكتاب الآخر.

4 - باب النهي عن المثلة بالحيوان

4 - باب النّهي عن المثلة بالحيوان 898 - 1073 - عن مالك بْن نَضْلة، قال: أَتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هل تُنتَج إبل قومك صحاحًا آذانُها، فتعمد إلى الموسى فتقطع آذانها، [فتقول: هذه بحر]، أو تشقّ جلودها، وتقول: هذه صُرُمٌ (¬1)، فتحرمها عليك وعلى أَهلك؟! ". فإن قلت: نعم؛ قال: "فكلُّ ما آتاك الله [لك] حلّ، ساعِد الله أَشد من ساعدك، وموسى الله أشدّ من موساك". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 104). 5 - باب النّهي عن ذبيحة الشريطة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 6 - باب فيما يدرك ذكاته والذبح بـ (المروة) 899 - 1075 - عن ابن عمر: أنَّ خادمًا لكعب بْن مالك كانت ترعى غنمه بـ (سَلْع) (¬2)، فأرادت شاة منها أَن تموتَ، فلم تجد حديدة تذكيها، فذكتها بمروة، فسئل عن ذلك النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فأَمر بأكلها (¬3). ¬

_ (¬1) جمع صريم، وهو الّذي صُرمت أذنه, أي: قطعت، والصرم: القطع. "النهاية". (¬2) جبل بجوار مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. (¬3) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "رواه البخاريّ من حديث مالك عن نافع أنّ رجلًا من الأَنصارِ أَخبر ابن عمر به، وهو الصواب". =

7 - باب ذكاة الجنين

صحيح، لكن من رواية كعب نفسه: خ - "الإرواء" (8/ 164). 900 - 1076 - عن زيد بْن ثابت: أنَّ ذئبًا نَيَّبَ في شاة، فذبحوها بمروة، فسألوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فأمرهم بأكلها، فأكلوا. صحيح بما قبله، وبالحديث المتقدم (؟؟ / 1069). 7 - باب ذكاة الجنين 901 - 1077 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذكاة الجنين ذكاة أُمّه". صحيح - "الإرواء" (2539)، "صحيح أَبي داود" (2516)، "المشكاة" (4091, 4092). 8 - باب ما نهي عن قتله 902 - 1078 - عن ابن عبّاس، قال: نَهَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل أَربعة: الهدد، والصُّرَد (¬1)، والنملة، والنحلة. ¬

_ = قلت: وفي رواية أُخرى للبخاري أنّ الرَّجل الأنصاري هو كعب بْن مالك، وهو رواية للمؤلف (5863 - الإحسان). وللعبرة أقول: لقد سوّد الأخ الداراني ثلاث صفحات (3/ 406 - 408) في تخريج الحديث، نقل فيها أقوال الحفاظ في الاختلاف في إسناده، دون أنّ يخرج من ذلك بخلاصة يبين الراجح منها، وإذ لم يفعل؛ فقد كان في غنىَ عنه؛ لأنه خلاف شكلي لا يضر في صحة الحديث؛ لولا حب التشبُّع!! (¬1) الصرد: طائر ضخم الرّأس والمنقار، له ريش عظيم، نصفه أبيض، ونصفه أسود. كذا في "النهاية".

9 - باب ما أمر بقتله

صحيح لغيره - "الإرواء" (2490)، "المشكاة" (4145). 9 - باب ما أُمر بقتله 903 - 1079 - عن أَبي هريرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما سالمناهنَّ منذ حاربناهنَّ - يعني: الحيات -، ومن ترك قتل شيء منهنَّ خيفةً؛ فليس منّا". حسن صحيح - "المشكاة" (4139/ التحقيق الثّاني). 904 - 1080 - عن ابن عبّاس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الحيات [من] مسخ الجانّ، كما مسخت الخنازير والقردة". (قلت): وقد تقدّم الأمر بقتل الحية والعقرب في الصّلاة من حديث أَبي هريرة في "باب ما يجوز من العمل في الصّلاة" [4 - كتاب/ 43 - باب]. صحيح - "الصحيحة" (1824). 905 - 1082 - عن سائبة مولاة الفاكِه بْن المغيرة: أنّها دخلت على عائشة، فرأت في بيتها رمحًا موضوعةً، فقالت: يا أُمَّ المؤمنين! ما تصنعين بهذا؟! قالت: نقتل به الأوزاغ؛ فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخبرنا أنَّ إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما أُلقي في النّار؛ لم تكن في الأَرض دابّة إلّا أَطفأت النّار عنه؛ غير الوَزَغ؛ فإنّه كانَ ينفخ عليه، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله. صحيح - "الصحيحة" (1581). 10 - باب فيما ورد في الكلاب 906 - 1083 - عن جابر، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:

"لولا أنَّ الكلابَ أُمّة من الأُمم؛ لأمرت بقتلها، ولكن اقتلوا الكلب الأَسود البهيم؛ فإنّه شيطان". صحيح لغيره - "غاية المرام" (114/ 148)، "صحيح أَبي داود" (2535)، "المشكاة" (4102/ التحقيق الثّاني): م نحوه دون الجملة الأُولى. * * *

12 - كتاب البيوع

12 - كتاب البيوع 1 - باب في طلب الرزق 907 - 1084، 1085 - عن جابر بْن عبد الله، أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تستبطئوا الرزق؛ فإِنّه لن يموت العبد حتّى يبلغَه آخرُ رزقٍ هو له، فأجملوا في الطلب: أخذَ الحلال، وتركَ الحرام". صحيح لغيره - "الظلال" (420)، "التعليق الرَّغيب" (3/ 7). 908 - 1086 - عن ابن عمر، قال: جاء سائل إلى النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا تمرة عائرة (¬1)، فأعطاها إياه، وقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "خذها؛ لو لم تأتها لأتتك". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 8). 909 - 1087 - عن أَبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أَجله". صحيح لغيره - "المشكاة" (5312)، "الصحيحة" (952). 2 - باب في المال الصالح للرَّجل الصالح 910 - 1089 - عن عمرو بْن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هي الساقطة الّتي لا يعرف لها مالك. "النهاية".

3 - باب في موانع الرزق

"يا عمرو! نعم المال الصالح للرَّجل الصالح". صحيح - "المشكاة" (3756)، وسيأتي بأَتمّ منه (1933/ 2277). 3 - باب في موانع الرزق 911 - 1090 - عن ثوبان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ... (¬1)، ولا يُرَدُّ القَدَرُ إلّا بِالدعاء، ولا يزيد في العمر إلّا البرّ". حسن لغيره - "الصحيحة" (154). 912 - عن صخر الغامدي، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللَّهُمَّ! بارك لأمتي في بكورها". قال: فكان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث سرية؛ بعث بها من أول النهار، وكان صخر رجلًا تاجرًا، فكان يبعث غلمانه من أول النهار؛ فكثر ماله وأثرى]. صحيح - "صحيح أبي داود" (2345). 4 - باب في الكسب الطيب 913 - 1091 - 1093 - عن عُمارة بْن عمير، قال: كانَ في حجر عمّة لي ابنٌ لها يتيم، وكان يكسب، فكانت تحَرَّج أَن تأكل من كسبه، فسألت عن ذلك عائشة؟ فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَطيبَ ما أَكلَ الرَّجل من كسبه، وإنَّ ولد الرَّجل من كسبه". صحيح - "المشكاة" (2770)، "الإرواء" (1626)، "أحاديث البيوع". ¬

_ (¬1) طرف هذا الحديث ليس من شرط هذا "الصّحيح"، وإنّما هو من شرط "الضعيف"، وسنذكره هناك دون سائره، فأكتفيت هنا بالإشارة إليه بالنقط، ولم يحسن من حسنه دون هذا التفصيل، انظر المصدر المذكور أعلاه.

5 - باب في مال الولد

5 - باب في مال الولد 914 - 1094 - عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ رجلًا أَتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخاصم أَباه في دين عليه، فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنت ومالك لأبيك". صحيح لغيره - "المشكاة" (3354)، "الإرواء" (838)، "أَحاديث البيوع". 6 - باب ما جاء في التجار 915 - 1095 - عن رفاعة: أنَّه خرجَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى البقيع والناس يتبايعون، فنادى: "يا معشر التجار! ". فاستجابوا له، ورفعوا إليه أَبصارهم، قال: "إنَّ التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا؛ إلّا من اتقى، وبَرَّ وصدق". حسن لغيره - "المشكاة" (2800/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (994 و 1458)، "غاية المرام" (124/ 168). 7 - باب في الهين اللين 916 - 1096 - عن ابن مسعود، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّما يحرم على النار، كلّ هين لين، قريب سهل". صحيح لغيره - "المشكاة" (5084/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (938). 917 - 1097 - وفي رواية، قال:

8 - باب في الحلف في البيع

"أَلا أُخبركم بمن تحرم عليه النَّار؟! ". قالوا: بلى يا رسول الله! فذكر نحوه. صحيح لغيره - انظر ما قبله. 8 - باب في الحلف في البيع 918 - 1098 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَربعة يبغضهم الله: البياع الحلّاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر". صحيح - "الصحيحة" (363). 919 - 1099 - عن أَبي سعيد، قال: مرّ أَعرابي بشاة؛ فقلت: تَبيعُنيها بثلاثة دراهم؟ فقال: لا والله، ثمَّ باعنيها .. فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "باع آخرتَه بدنياه". حسن - "الصحيحة" (364)، "التعليق الرَّغيب" (3/ 30/ 14). 920 - عن أبي هريرة، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اليمين الكاذبة؛ مَنْفَقَةٌ للسلعة مَمْحَقَةٌ للكسب". صحيح - "الصحيحة" (3363): ق نحوه دون لفظ: "الكاذبة". 9 - باب خيار المتبايعين 921 - 1100 - عن ابن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من ابتاع بيعًا فوجبَ له؛ فهو فيه بالخيار على صاحبِه ما لم يفارقه؛

10 - باب الإقالة

إن شاء أَخذ، وإن شاءَ ترك؛ فإن فارقه فلا خيارَ له". حسن صحيح - "أَحاديث البيوع". 922 - 1101 و 1102 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رجلًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يبايع، وفي عُقدته (¬1) ضعف، فأتى أهلُه نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: يا نبي الله! احجُر على فلان؛ فإنه يبايعُ، فدعاه نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -، فنهاه عن البيع، فقال: يا نبيّ الله! لا أَصبر عن البيع! فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ كُنتَ غيرَ تاركٍ للبيعِ؛ فقل: هاء وهاء (¬2)، ولا خِلابة". صحيح - "الصحيحة" (2875)، "أَحاديث البيوع". 10 - باب الإقالة 923 - [4529 - عن جرير، قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة، والنصح لكل مسلم. فكان إذا اشترى شيئًا أو باعه؛ يقول لصاحبه: اعلم أن ما أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناكه؛ فاختر]. صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 25): ق دون قوله: فكان ... 924 - 1103 و 1104 - أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أَقالَ مسلمًا عثرته (وفي رواية: [نادمًا] بيعته)؛ أَقاله الله عثرته يوم القيامة". ¬

_ (¬1) أي: في رأيه ونظره في مصالح نفسه. "نهاية". (¬2) هاء وهاء؛ قبل معناه: خذ وأعط. ولا خلابة؛ أي: لا خداع. "نهاية".

11 - باب في الكيل والوزن

صحيح - "المشكاة" (2881)، "الإرواء" (1334)، "الصحيحة" (2614)، "أحاديث البيوع". 11 - باب في الكيل والوزن 925 - 1105 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الوزن وزن [أهل] مكة، والمكيال مكيال [أهل] المدينة". صحيح - "الصحيحة" (165)، "الإرواء" (1342). 12 - باب ما نهى عنه من التسعير وغيره 926 - 1106 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ يهوديًّا قدم زمن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بثلاثين حِملاً شعيرًا وتمرًا، فسعَّر مدًّا بمد النبي - صلى الله عليه وسلم - بدرهم، وليس في الناس يومئذ طعام غيره، وكانَ قد أَصابَ الناسَ قبل ذلك جوعٌ لا يجدون فيه طعامًا، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - الناسُ يشكون إليه غلاء السعر، فصعد المنبر، فحمد الله وأَثنى عليه، ثم قال: "لَأَلْقَيَنّ اللهَ من قبل أَن أعطيَ أَحدًا من مال أَحد من غير طيب نفس، وإِنّما البيع عن تراضٍ، ولكنَّ في بيوعكم خصالًا أذكرها لكم: لا تضاغَنوا (¬1)، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا يسوم الرَّجل على سوم أَخيه، ولا يبيعنَّ حاضر لبادٍ، والبيعُ عن تراضٍ، وكونوا - عباد الله! - إِخوانًا". صحيح - "الإرواء" (1283). ¬

_ (¬1) من (الضِّغْن) وهو الحقد الشديد؛ أَي: لا يحقد بعضكم على بعض.

13 - باب ما جاء في الغش والخديعة

13 - باب ما جاء في الغش والخديعة 927 - 1107 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من غشّنا فليس منّا، والمكر والخداع في النار". حسن - "الإرواء" (1319). 928 - [4948 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا باعَ أَحدُكم اللِّقحةَ أَو الشاةَ؛ فلا يحفّلها (¬1) "]. صحيح - "الصحيحة" (3236)، "أحاديث البيوع". 14 - باب ما نُهي عنه في البيع من الشروط وغيرها 929 - 1108 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنّه قال: يا رسول الله! إنّا نسمعُ منك أَحاديث، أَفتأذن لنا أن نكتبها؟ قال: "نعم"، فكان أولَ ما كتب كتابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أَهل مكّة: "لا يجوز شرطان في بيع واحد، ولا بيع وسلف جميعًا، ولا بيع ما لم يُضمن، ومن كان مكاتَبًا على مئة درهم فقضاها إلّا عشرة دراهم؛ فهو عبد، أَو على مئة أُوقية فقضاها إِلّا أُوقية؛ فهو عبد". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1212 و 1532)، "المشكاة" (3399)، "الإِرواء" (6/ 119 - 120) (¬2). ¬

_ (¬1) أَي: لا يجمع اللبن في الضرع، يقال: حفَّل الناقة ونحوها؛ لم يحلبها أَيامًا؛ ليجتمع اللبن في ضرعها. و (اللقحة): الناقة الحلوب الغزيرة اللبن. (¬2) قلت: لقد تسرّع محقق الكتاب/ طبعة المؤسسة (1/ 477 - 478)؛ فضعّف هذا الحديث - وغيره كثير - لقلة التحقيق، مع أَنَّه قد أخرج الشواهد لأَطرافه مبسطًا في تعليقه على "الإحسان" (10/ 162 - 164) مصرحًا بتصحيح بعضِها، وتحسين بعضٍ آخر!!

930 - 1109 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه نهى عن بيعتين في بيعة. حسن صحيح - "المشكاة" (2878)، "الإرواء" (5/ 149)، "الصحيحة" (2326)، "البيوع". 931 - 1110 - وفي رواية عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من باع بيعتين في بيعة (¬1)؛ فله أَوكسهما أَو الرِّبا". حسن - المصدر نفسه. 932 - 1111 - عن عبد الله بن مسعود، قال: صفقتان في صفقة ربا، وأَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسباغ الوضوء. صحيح لغيره - مضى برقم (137/ 163). 933 - 1112 - عن ابن مسعود، أنّه قال: "لا تحلُّ صفقتان في صفقة". وإِنّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لعنَ آكلَ الرّبا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه. صحيح - "الإرواء" (1336)، "أحاديث البيوع". ولمسلم منه الشطر الأوّل من الربا وتمامه عنده عن جابر. ¬

_ = وكذلك فعل الداراني في تعليقه على الحديث هنا (3/ 441 - 444)، مع أنه خرّج الحديث في ثلاث صفحات، ثم لم يبين لقرائه هل بقي الحديث على الضعف أم صح بشواهده؟! (¬1) فسره العلماء - ومنهم النسائي في "سننه" - بأَنَّه: أَن يقول: أَبيعك هذه السلعةَ بمئة درهم نقدًا، وبمئتي درهم نسيئة، وبه فسر - أَيضًا - قوله - صلى الله عليه وسلم - المتقدم: "لا يجوز شرطان في بيع واحد"، وهو قولُ ابن قتيبة وابن الأَثير وغيرهم، وهو بمعنى قول ابن مسعود الآتي: صفقتان في صفقة؛ كما قالَ ابن الأثير، وهو بيع التقسيط الذي ابتلي أكثر الناس به اليوم، وعلته الربا، كما في هذا الحديث والذي بعده، فلا تُصغ إلى من يُعلُّه بجهالة الثمن؛ لأَنه خلاف النص، وخلاف الواقع أَيضًا! وانظر "الإرواء".

15 - باب بيع الحيوان بالحيوان نسيئة

15 - باب بيع الحيوان بالحيوان نسيئة 934 - 1113 - عن ابن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنّه نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة. صحيح - "المشكاة" (2822/ التحقيق الثاني)، "أحاديث البيوع". 16 - باب بيع الثُّنْيا 935 - 1114 - عن جابر، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الثُّنْيا (¬1)؛ إلّا أن تُعلم. صحيح - "المشكاة" (2861/ التحقيق الثاني)، "أحاديث البيوع": م - دون الاسثناء. 17 - باب بيع الغرر 936 - 1115 - عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الغرر. صحيح - "الإرواء" (5/ 133 - 134)، "أحاديث البيوع". 18 - باب في ماء الفحل 937 - 1116 - عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن عَسْبِ الفحل (¬2). ¬

_ (¬1) هي أن يستثنى في عقد البيع شيء مجهول فيفسد. وقيل: هو أن يباع شيء جزافًا؛ فلا يجوز أن يستثنى منه شيء قلَّ أو كثر، وتكون الثنيا في المزارعة: أن يستثنى بعد النصف أو الثلث كيل معلوم، كذا في "النهاية". (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله. "أخرجه البخاري في الإجارة عن مسدد بهذا الإسناد؛ فلا يستدرك". و (عسب الفحل): ماؤه؛ فرسًا كان أو بعيرًا أو غيرهما، والمراد: النهي عن الكراء الذي يؤخذ عليه، فإن إعارة الفحل مندوب إليها، انظر: "النهاية".

19 - باب في ثمن الكلب وغيره

صحيح - "أحاديث البيوع": خ - فليس على شرط "الزوائد". 938 - 1117 - عن عمرو، سمع أَبا المِنهال (¬1)، عن إِياس بن عبد الله المزني - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الماء. لا يدري عمرو أيَّ ماء هو (¬2)؟! صحيح - "أحاديث البيوع". 19 - باب في ثمن الكلب وغيره 939 - 1118 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ مهر البغي، وثمن الكلب (¬3)، والسِّنّور، وكسب الحجام: من السُّحت". حسن صحيح - "الصحيحة" (2971 و 2990 و 3302). 20 - باب في ثمن الخمر 940 - 1119 - عن أَنس بن مالك، قال: لمّا حرّمت الخمر؛ إِنّي يومئذ أَسقي أَحدَ عشرَ رجلًا، قال: فأمروني فكفأتها، وكفأ الناس آنيتهم بما فيها، حتّى كادت السكك تمتنعُ من ريحها، ¬

_ (¬1) هو عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي، وعمرو: هو ابن دينار. (¬2) قلت: لا شك أَنَّه الماء المشاع الذي لا مالك له كمياه البحار والأَنهار، بخلاف الماء الذي استنبطه صاحبه من أرضه بالآلة والحفر، أَو من أَرض موات أَحياها بكده وجهده، ويشمل بعمومه ماء الفحل أيضاً. (¬3) قلت: إلّا كلب الصيد؛ فيحل ثمنه كما في بعض الطرق، وهو صحيح رواية ودراية أيضًا، كما حققته في "الصحيحة".

21 - باب في المبيع قبل القبض

قال أَنس: وما خمرهم يومئذ إلّا البسر والتمر مخلوطين. فجاء رجل إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنّه قد كانَ عندي مال يتيم، فاشتريتُ به خمرًا، أَفترى أَن أَبيعَه؛ فأَردّ على اليتيم مالَه؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قاتل الله اليهود! حُرِّمَتْ عليهم الشحوم؛ فباعوها وأكَلوا أثمانها"؛ ولم يأذن لي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في بيع الخمر. صحيح - "الإرواء" (5/ 131)، "أحاديث البيوع". 21 - باب في المبيع قبل القبض 941 - 1120 - عن ابن عمر، قال: قدم رجل من الشام بزيت، فساومته فيمن ساومه من التجار، حتّى ابتعته منه، فقام إليّ رجل فأَربحني حتّى أَرضاني، فأخذت بيده لأضرب عليها، فأَخذَ رجل بذراعي من خلفي، فالتفتُّ إليه؛ فإذا زيد بن ثابت، فقال [لي]: لا تبعه حتّى تحوزه إلى رحلك؛ فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك (¬1). فأمسكت يدي. حسن صحيح - "المشكاة" (2843 و 2844)، "أحاديث البيوع": ق - مختصرًا. 942 - [4964 - عن حكيم بن حِزَام، أنّه قال: اشتريت طعامًا من طعام الصدقة، فأُربِحتُ فيه قبل أَن أقبضه، فأردت بيعه، فسألتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ¬

_ (¬1) أَقول: أَين هذا من بعض البيوع الربوية التي يسميها مفتو البنوك - المسماة بالبنوك الإسلامية - بـ (بيع المرابحة)؟! وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القائل في الحديث الآتي: "يسمونها بغير اسمها" (20 - كتاب/ 9 - باب)!!

22 - باب كسب الحجام

"لا تبعه حتّى تقبضَه"]. صحيح لغيره - "المشكاة" (2867)، "الإرواء" (1292)، "أحاديث البيوع". 22 - باب كسب الحجام 943 - 1121 - عن ابن مُحَيِّصة: أنّ أَباه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خراج الحجام؟ فأَبى أَن يأذن له، فلم يزل به؛ حتّى قال: "أَطعمه رقيقك، وأَعلفه ناضحك" (¬1). صحيح - "المشكاة" (2778/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (1400)، "أحاديث البيوع". 23 - باب بيع العرايا 944 - 1122 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حين أَذن للعرايا أَن يبيعوها بخرصها - يقول: "الوَسْق والوَسْقين والثلاثة والأربعة". حسن - "أَحاديث البيوع". 24 - باب ما جاء في الرهن 945 - 1124 - عن أَنس، قال: رهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - درعًا له عند يهودي على طعام بدينار، فما وجد ما يفتكُّها (¬2) به حتّى مات - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الإرواء" (1393)، "البيوع". ¬

_ (¬1) الناضح: هو البعير أو الثور أو الحمار الذي يُستقى عليه الماء، كما في "اللسان". (¬2) الأصل: (يفكها)؛ والتصحيح من "الإحسان" و"المسند" وغيره.

25 - باب الخراج بالضمان

25 - باب الخراج بالضمان 946 - 1125 - عن مَخْلد بن خُفاف، قال: كانَ بيني وبين شركاء لي عبد، فاقتويناه بيننا (¬1)، وكان بعض الشركاء غائبًا، فقدم، وأَبى أَن يجيزه، فخاصمناه إِلى هشام، فقضى بردّ الغلام والخراج، وكان الخراج بلغَ أَلفًا، فأتيت عروة بن الزبير فأخبرته؟ فقال: أخبرتني عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أنَّه] قضى: أنَّ الخراج بالضمان. فأتيت هشامًا فأَخبرته، فردّه ولم يردّ الخراج. حسن لغيره - "الإرواء" (1315)، "أحاديث البيوع". 947 - 1126 - وفي رواية عنها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخراج بالضمان". حسن لغيره - المصدر السابق. 26 - باب فيمن باع عبدًا أو نخلًا 948 - [4929 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الولاء لحُمة كلحمة النسب؛ لا يباع، ولا يوهب"]. صحيح لغيره - "الإرواء" (1668)، "أَحاديث البيوع". ¬

_ (¬1) أي: اشترينا حصة الشركاء بعد المزايدة، وكان الأَصل: (فاحتويناه بيننا)! والتصحيح من "سنن أَبي داود" و"البيهقي". ويعني (مخلد) أَن الشركاء تزايدوا على شراء العبد، فاشترى هو حصتهم، وأَحدهم غائب، فلما حفر أبى أَن يجيز البيع، فلما رفع الأمر إلى (هشام) وهو ابن إسماعيل - كما في "الدارقطني"؛ رد البيع والخراج، فلما بلغه الحديث رجع عن رد الخراج؛ لأَنه مقابل الضمان في الحديث، انظر مادة (خرج) و (قوا) من "النهاية".

27 - باب فيمن يبيع بنقد ويأخذ غيره

949 - 1127 - عن ابن عمر، وعن جابر، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ابتاعَ عبدًا وله مال؛ فله ماله، وعليه دينه؛ إلّا أَن يشترطَ المبتاع، ومن أَبَّر (¬1) نخلًا فباعه بعد تأبيره؛ فله ثمرته، إلّا أَن يشترطَ المبتاع". (قلت): حديث ابن عمر في "الصحيح" من غير ذكر دين العبد. حسن - "الإرواء" (1314)، "أحاديث البيوع". 27 - باب فيمن يبيع بنقد ويأخذ غيره [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 28 - باب أجرة الراقي وغيره 950 - 1129، 1130 - عن عِلاقة بن صُحار السَّليطي التميمي: أنّه أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأسلم ثمَّ أَقبل راجعًا من عنده، فمرَّ على قوم عندهم رجل موثق بالحديد، فقال أَهله: إنّه قد حدثنا أنَّ ملككم (وفي رواية: صاحبكم) هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيءٌ ترقيه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مئة شاة، فأَتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "خذها؛ فلعمري لمن أكَل برقية باطل؛ فقد أَكلت برقية حقّ". حسن صحيح - "الصحيحة" (2027)، التعليق على "الروضة الندية"، "أحاديث البيوع". 951 - 1131 - عن ابن عباس: أنَّ نفرًا من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مروا بحيّ من أَحياء العرب، وفيهم لديغ - أو سَلِيم -، فقالوا: هل فيكم مِن راقٍ؟ فانطلق رجل منهم فرقاه على شاءٍ، فبرأ، فلما أَتى أَصحابه كرهوا ذلك، فقالوا: أَخذتَ على كتاب الله ¬

_ (¬1) أي: لقَّحه.

أَجرًا؟! فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأُتَيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأَخبروه بذلك؟ فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرَّجل فسأَله؟ فقال: يا رسولَ الله! إِنّا مررنا بحيّ من أَحياء العرب فيهم لديغ - أَو سليم -، فقالوا: هل فيكم من راقٍ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَحقّ ما أَخذتم عليه أَجرًا: كتاب الله جلّ وعلا" (¬1). صحيح - "الإرواء" (1494)، "أحاديث البيوع": خ - فليس هو على شرط "الزوائد". 952 - 1132 - عن ابن عمر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِنّما أجلكم في أجل من خلا من الأُمم؛ كما بين صلاة العصر إِلى مغارب الشمس، وإنّما مثلكم ومثل اليهود والنصارى؛ كرجل استعملَ عُمالًا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ قال: فَعَمِلت اليهود إِلى نصف النهار على قيراط قيراط، ثمَّ قال: من يعمل لي من نصف النهار إِلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ قال: فعمِلت النصارى من نصف النهار إِلى صلاة العصر على قيراط قيراط (¬2)، ثمَّ قال: من يعمل من صلاة العصر إِلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين؟ [ثم قال: أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين] (¬3)، قال: فغضبت ¬

_ (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا رواه البخاري من حديث أَبي معشر بسنده، فلا معنى لاستدراكه". (¬2) سقط قوله: "قيراط قيراط" من طبعة "إحسان المؤسسة" (7217)، وهو ثابت في "البخاري" (3459)، وقد رواه عن شيخه (قتيبة بن سعيد)، ومن طريقه رواه ابن حبان، وغفل عنه الشيخ شعيب فلم يستدركه، مع أنه ثابت في رواية أخرى عند ابن حبان (6639). (¬3) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، و"البخاري"، وهو مما فات الأخ الداراني!

29 - باب ما جاء في المزارعة

اليهود والنصارى وقالوا: نحن كنّا أَكثر عملًا وأَقلّ عطاءً! قال: هل ظلمتكم من عملكم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فإنّه فضلي أُوتيه من أَشاء". صحيح - "الروض النضير" (504)، "مختصر البخاري" (314): خ - فليس على شرط "الزوائد". 29 - باب ما جاء في المزارعة 953 - 1133 - عن سعد بن أَبي وقاص، قال: كنّا نكري الأَرض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما على السواقي من الزرع، وبما سقي بالماء منها: فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، ورخصَ لنا أَن نكريها بالذهب والورِق. حسن لغيره - "أحاديث البيوع". 30 - باب النهي أَن يقول الرَّجل زرعت 954 - 1135 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقولنَّ أحدكم: زرعتُ، ولكن ليقل: حرثتُ". قال أَبو هريرة: أَلم تسمع إلى قول الله تبارك وتعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ}؟! صحيح - "الصحيحة" (2801)، "أحاديث البيوع". 31 - باب إحياء الموات 955 - 1136 و 1138 - عن جابر، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أَحيا أَرضًا ميتةً فله فيها أَجر، وما أكَلت العافيةُ (¬1) منها فهو له صدقة". ¬

_ (¬1) العافية: كلُّ طالب رزق؛ من إنسان، أو بهيمة، أو طائر، وجمعها: العوافي؛ كما في "النهاية".

32 - باب ما جاء في الملح

صحيح - "الإرواء" (155)، "الصحيحة" (568)، "أحاديث البيوع". 32 - باب ما جاء في المِلح 956 - 1140 - عن أَبيض بن حَمَّال: أنَّه وفد إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقطعه، فأقطعه الملح، فلما أَدبر قال رجل: يا رسول الله! أَتدري ما أَقطعته؟ إنّما أَقطعته الماء العِدّ (¬1)! قال: فرجع فيه (¬2). حسن لغيره دون جملة: وسألته ... (¬3) - "صحيح أَبي داود" (2694)، "أحاديث البيوع". 33 - باب في فضل الماء 957 - 1141 - عن عائشة، قالت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُمنع نَقْع البئر - يعني: فضل الماء -. ¬

_ (¬1) بالكسر؛ أَي: الدائم الذي لا انقطاع لمادته، وجمعه (أَعداد): "نهاية". (¬2) هنا في الأصل ما نصه: قالَ: وسألتُه عمَّا يُحمى من الأراك؟ قال: "ما لم تبلغه أَخفاف الإِبل"، فحذفته؛ لأنه ليس على شرط الكتاب. (¬3) قلت: ولم يفرق بينها وبين ما قبلها: الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" (10/ 351/ 4499)؛ فإنه مع إشارته إلى جهالة بعض رواته؛ مال إلى تقويته بطريق أخرى من رواية ابن ماجه وغيره، وأتبعها بقوله: "فلعله يتقوى بالطريقين ويحسن". ولم ينتبه أنه ليس فيه الجملة المشار إليها أعلاه. وكذلك غفل الداراني مع إطالته في التخريج، سردًا للمصادر في ثلاث صفحات، كل مصدر في سطر وزيادة، دون بيان الفرق بين متونها زيادة ونقصًا، كما هي غالب عادته! بل وزاد - ضغثًا على إبالة -؛ فصدّر التخريج بقوله: "إسناده حسن"! متبنيًا توثيق ابن حبان للمجهولين، وهي قاعدة له خالف بها عامة الحفاظ!!

34 - باب فيمن مر على ماشية أو بستان

صحيح لغيره - "الصحيحة" (2388)، "أحاديث البيوع". 958 - 1142 - عن أَبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تمنعوا فضل الماء، ولا تمنعوا الكلأ؛ فيهزل المال، ويجوع العيال". صحيح لغيره دون قوله: "فيهزل ... "؛ فإنه منكر (¬1) - "الضعيفة" تحت الحديث (4261). 34 - باب فيمن مرَّ على ماشية أَو بستان 959 - 1143 - عن أَبي سعيد، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا أَتى أحدُكم على راعي [إبل]؛ فلينادِ: يا راعيَ الإبل! (ثلاثًا) فإن أَجابه؛ وإلّا فليحلب وليشرب، ولا يحملَنَّ. وإذا أَتى أَحدكم على حائط؛ فلينادِ [ثلاثًا]: يا صاحبَ الحائط! فإن أَجابه؛ وإلّا فليأكل ولا يحملنَّ". قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الضيافة ثلاثة أيام؛ فما زادَ فصدقة". صحيح لغيره - "المشكاة" (2953)، "الإرواء" (2521)، "صحيح أَبي داود" (2356)، "أحاديث البيوع". 35 - باب ما جاء في الهديّة 960 - 1145 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هممت أَن لا أَقبل هدية؛ إلّا من قرشي، أَو أنصاري، أو ثقفي، أو دوسي". حسن صحيح - "الصحيحة" (1684)، "المشكاة" (3022). ¬

_ (¬1) غفل عنه المعلقون الأربعة على عادتهم!

36 - باب الهبة للأولاد

961 - 1146 - عن ابن عباس: أنَّ أعرابيًّا وهبَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأثابه عليها، قال: "رضيتَ؟ "، قال: لا، فزاده، وقال: "رضيت؟ "، قال: نعم، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لقد هممت أَلّا أَتَّهِبَ إلّا من قرشي، أَو أَنصاري، أَو ثقفيّ". صحيح - المصدر السابق. 36 - باب الهبة للأولاد 962 - 1147 - عن النعمان بن بشير، قال: إن والدي بشير بن سعد أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إنَّ عَمرة بنت رواحةَ نُفِست بغلام، وإنّي سمَّيته (نعمان)، وإنّها أبت أن تربيه حتّى جعلتُ حديقة لي هي أفضل مالي، وإنها قالت: أَشْهِدِ النبي - صلى الله عليه وسلم -[على ذلك]؟! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك ولد غيره؟ "، قال: نعم، قال: "لا تُشهدني إلّا على عدل؛ فإنّي لا أشهدُ على جور". صحيح لغيره؛ دون جملة النفاس والتربية - "الإرواء" (6/ 41 - 42). 963 - 1148 - عن ابن عباس، وابن عمر، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحلُّ لرجل أَن يُعطي عطيةً أو هبة ثمَّ يرجع فيها؛ إلّا الوالد فيما يعطي ولده، [ومثل الذي يعطي عطية أَو هبة ثمّ يرجعُ فيها كمثل الكلب؛ أَكل حتى شبع، ثم قاءَ، ثم عاد إِلى قيئه] (¬1) ". ¬

_ (¬1) هذه الزيادة استدركتها من "الإحسان"، وفي ظنّي أَنَّ المؤلفَ تعمّد تركها؛ لأَنها في =

37 - باب في العمرى والرقبى

صحيح - "المشكاة" (3021/ التحقيق الثاني)، "الإرواء" (1624)، "الصحيحة" (2282) "الروض" (219). 37 - باب في العمرى والرقبى 964 - 1149 - عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أُعمر أَرضًا؛ فهي لورثته" (¬1). صحيح لغيره - "الإرواء" (6/ 53/ الحاشية). 965 - 1150 - فذكر بإِسناده نحوه. [قلت: ولفظه: "العمرى سبيلها سبيل الميراث"]. صحيح - "الإرواء" أيضًا. 966 - 1151 - عن ابن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تُرقِبوا أَموالكم، فمن أَرقبَ شيئًا؛ فهو لِمَن أُرقِبه". صحيح لغيره دون تفسير: الرقبى، وأَظنها مدرجة (¬2) - "الإرواء" (6/ 52 - 55). ¬

_ = "صحيح مسلم" كما جرى في أَمثالها، وسبق التنبيه على شيءٍ منه، لكن الأَمر هنا يختلفُ؛ لأَنَّه عنده بلفظ: " .. الذي يتصدقُ بصدقة ... " ليس فيه ذكر العطية والهبة، ثم هو عنده عن ابن عباس وحده، مع اختلاف إسناده عنه، وليس فيه: (وابن عمر). (¬1) الأَصل: "لوارثه"! والتصحيح من "الإحسان"، وغفل المعلقون الأربعة - كعادتهم - فلم يصححوها! (¬2) هنا في الأصل ما نصه: "والرقبى أن يقول الرَّجل: هذا لفلان ما عاش، فإن ماتَ فلان فهو لفلان" فحذفتها؛ لأنها ليست من شرط الكتاب؛ ولأنها لم ترد في أحاديث (الرقبى)، منها حديث جابر في الباب، وحديث ابن عمر عن غيره، كأحمد، وفي رواية عنده أنها من قول عطاء، انظر: "الإرواء". و (الرقبى) - بوزن العمرى -: مأَخوذةٌ من المراقبة؛ لأَنهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية، فيعطي =

38 - باب ما جاء في الشفعة

967 - [5105 - عن جابر، قال: قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُرقبوا، ولا تُعمِروا، فمن أُعمر شيئًا، أَو أُرقب؛ فهو له"]. صحيح - "الإرواء" (1609). 968 - [5109 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا عمرى، ومن أُعمر شيئًا؛ فهو له"]. حسن - "الإرواء" (6/ 50). 38 - باب ما جاء في الشفعة 969 - 1152 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، وصرِّفت الطرق، فلا شفعة". صحيح - "الإرواء" (1532)، "البيوع": ق - جابر. 970 - 1153 - عن أَنس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "جار الدار أَحقُّ بالدار". صحيح لغيره - "الإرواء" (1539)، "البيوع". ¬

_ = الرجل الدار ويقول: أَعمرتك إِياها؛ أَي: أَعطيتها لك مدة عمرك، وقيل لها: (عمرى) لذلك، وكذا قيل لها: (رقبى)؛ لأَنَّ كلاً منهما يرقبُ متى يموت الآخر لترجع إِليه، وكذا ورثته يقومون مقامه لا ذلك، هذا أَصلها في اللغة. وأَمَّا شرعًا؛ فالجمهور على أَنَّ العمرى إذا وقعت كانت ملكًا للآخذ، ولا ترجع إلى الأَول إلّا إن صرح باشتراط ذلك. "الفتح".

39 - باب ما جاء في الربا

39 - باب ما جاء في الربا 971 - 1154 - عن ابن مسعود، قال: آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهداه إذا علموا به، والواشمة والمستوشمة للحُسن، ولاوي الصدقة، والمرتدّ أَعرابيًّا بعد هجرته: ملعونون على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة. صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (3/ 49)، "أحاديث البيوع". 972 - [4393 - عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما ظهر في قوم الزنى والرّبا؛ إلّا أَحلّوا بأنفسِهم عقاب الله جلّ وعلا". حسن لغيره - "التعليق الرَّغيب" (3/ 50). 40 - باب ما جاء في القرض 973 - 1155 - عن الأَسود بن يزيد: أنّه كانَ يستقرض من تاجر، فإذا خرج عطاؤه قضاه، فقال الأَسود: إنْ شئتَ أخرتُ عَنْك (¬1)؛ فإنّه قد كانت علينا حقوق في هذا العطاء، فقال له التاجر: لست فاعلاً، فنقده الأسود خمس مئة درهم، حتّى إذا قبضها [قال له التاجر: دونكها، فخذ بها، فقال له الأسود، قد سألتك هذا فأبيت؟] فقال له التاجر: إنّي سمعتك تحدّ [ثنا]، عن عبد الله بن مسعود، أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول: "من أَقرضَ اللهَ مرَّتين؛ كانَ له مثل أَجر إِحداهما لو تصدّقَ به". ¬

_ (¬1) الأصل: (عَلَينا)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما غفل عنه المعلقون الأربعة، والزيادتان منه.

41 - باب ما جاء في الدين

صحيح لغيره - "الصحيحة" (1553)، "المشكاة" (2829/ التحقيق الثاني"، "التعليق الرَّغيب" (2/ 34). 974 - 1156 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يسَّر على معسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 51 و 52): م - فليس على شرط "الزوائد". 975 - 1157 - عن ميمونة: أنّها كانت تَدّان، فقال لها أَهلها في ذلك، ووجدوا عليها؟ فقالت: لا أَترك الدَّين وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من أَحد يَدّان دينًا يعلم الله أنّه يريد قضاءه؛ إلّا أدّاه الله عنه في الدنيا". صحيح لغيره دون قوله: "في الدنيا"؛ فإنه منكر (¬1) - "التعليق الرَّغيب" (3/ 33)، "الضعيفة" (4149). 41 - باب ما جاء في الدين 976 - 1158 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نفْس المؤمن معلقة؛ ما كانَ عليه دين". صحيح - "المشكاة" (2915). 977 - 1159 - 1161 - عن أَبي قتادة، قال: ¬

_ (¬1) قلت: وغفل عن هذا الشيخ شعيب - كعادته -؛ فإنه - مع تصديره الحديث في "الإحسان" (11/ 420) بالإشارة إلى جهالة راويَيْه (زياد بن عمرو بن هند، عن عمران بن حذيفة) - حسنه هنا، فكأنه يعني بشواهده التي ذكرها هناك، لكنها عليه؛ لأنه ليس فيها هذا (المنكر)! وأما الداراني؛ فله شأن آخر؛ فإنه جوّد إسناده هنا، وكذا في "مسند أبي يعلى" (12/ 515) مقلدًا - كعادته أيضًا - توثيق ابن حبان للروايين المذكورين! رافضًا تجهيل الحفاظ لهما؛ كقول المزي والعسقلاني في (عمران): "أحد المجاهيل"!

42 - باب حسن المطالبة

أُتي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بجنازة ليصلي عليها، فقال: "أَعليه دين؟ ". قالوا: نعم، ديناران (¬1)، قال: "تركها لهما وفاءً؟ "، قالوا: لا، قال: "فصلّوا على صاحبِكم". قال أَبو قتادة: هما إليَّ يا رسولَ الله! قال: فصلّى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. حسن صحيح - "أَحكام الجنائز" (ص 111). 978 - 1162 - عن جابر بن عبد الله، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي على رجلٍ ماتَ وعليه دَين، فأُتيَ بميِّت، فقال: "أَعليه دين؟ "، قالوا: نعم؛ ديناران (¬2)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "صلّوا على صاحبِكم". فقال أَبو قتادة: هما عليَّ يا رسولَ اللهِ! [فصلى عليه]. فلما فتح الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَنا أولى بكلِّ مؤمن من نفسِه، فمن ترك دَينًا فعليَّ، ومن ترك مالًا فلورثته". صحيح - "أحكام الجنائز" أَيضًا (27)، "الإرواء" (5/ 249). 42 - باب حسن المطالبة 979 - 1163 - عن ابن عمر، وعائشة، أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) الأَصل: (دينارين)، والتصحيح من "المسند" (5/ 297 و 304). (¬2) الأصل: (دينارين)، والتصحيح من "الإحسان" وغيره. ومن الغرائب أَن لا يتنبه لهذا الخطأ محقق طبعة المؤسسة من "الموارد"، وهو محقق "الإحسان" أَيضًا فيما يقول، أَو يطبع على الغلاف!!

43 - باب في المطل

"من طلبَ حقًّا؛ فليطلبه في عفاف، وافٍ أو غير واف". صحيح - "التعليق الرّغيب" (3/ 20)، "أحاديث البيوع". 43 - باب في المطل 980 - 1164 - عن الشَّريد بن سُويد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لَيُّ (¬1) الواجدِ يُحلُّ عِرْضَه وعقوبته". حسن - "المشكاة" (2919)، "الإرواء" (1434)، "أحاديث البيوع" 44 - باب فيمن أَفلسَ ومتاع البائع عنده 981 - 1165 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أَعْدَمَ (¬2) الرَّجلُ، فوجد البائع متاعه بعينه؛ فهو أَحقُّ به". صحيح لغيره - "البيوع". 45 - باب ما جاء في الغصب 982 - 1166 - عن أَبي حميد الساعدي، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحلُّ لامرئٍ أَن يأخذَ عصا أَخيه بغير طيب نفس منه". قال ذلك؛ لشدّة ما حرّم الله من مال المسلم على المسلم. صحيح - "الإرواء" (5/ 279 - 280/ 1459)، "أَحاديث البيوع". 983 - 1167 - عن يعلى بن مرّة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) اللَّي: المطل. (¬2) الأَصل: "عدم"! والتصحيح من "الإحسان"، ونحوه في "صحيح مسلم" (5/ 31) من حديث أَبي هريرة، وهو بمعنى: أَفلس، وبهذا اللفظ رواه البزار (2/ 100 - 101). ولم يصححه الداراني وصاحبه!

46 - باب فيما تفسده المواشي

"أيّما رجل ظلَمَ شبرًا من الأَرضِ؛ كلّفه الله أن يحفره حتى يبلغ (¬1) سبع أَرضين، ثمَّ يطوّقه يوم القيامة، حتّى يُقضى بين الناس". صحيح - "الصحيحة" (240)، "المشكاة" (2959 و 2960/ التحقيق الثاني)، "أحاديث البيوع". 46 - باب فيما تفسده المواشي 984 - 1168 - عن مُحَيِّصة: أنَّ ناقةً للبَراء بن عازب دخلت حائطًا فأفسدت فيه، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أَهل الأَرض حفظها بالنهار، وعلى أَهل المواشي حفظها بالليل. صحيح لغيره - "الصحيحة" (238)، "الإرواء" (1527). 47 - باب ما جاء في اللقطة 985 - 1169 - عن عياض بن حِمار، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من التقط لقطة؛ فليُشهد ذَوَي عدل، ثُمَّ لا يكتم ولا يغير، فإن جاء صاحبها فهو أحقّ بها؛ وإلّا فهو مال الله يؤتيه من يشاء". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1503). 986 - 1170 - [عن الجارود]، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ضالة المسلم حَرَقُ النار (¬2) ". صحيح - "الصحيحة" (620)، "الروض" (264). ¬

_ (¬1) الأصل: "إلى سبع ... "! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"المسند"، ولم يصححه المعلقون الأربعة!! (¬2) أي: لهبها؛ أي: أن ضالة المسلم إذا أخذها إنسان ليمتلكها؛ أدَّته إلى النار. "النهاية". والزيادة من "الإحسان" (7/ 196/ 4867) وغيره.

48 - باب في لقطة الحاج

987 - [3285 - عن أَنس بن مالك: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يمرُّ بالتمرة ساقطة، فلا يمنعه من أَخذها إِلّا مخافة الصدقة]. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1457)، "الضعيفة" تحت الحديث (6467). 988 - 1171 - عن عبد الله بن الشَّخِّير، قال: قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - رَهط من بني عامر، فقالوا يا رسول الله! إنّا نجد في الطريق هواميَ (¬1) من الإِبل، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ضالّة المسلم حَرَق النّار". صحيح لغيره - المصدر نفسه. 48 - باب في لقطة الحاج 989 - 1172 - عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لقطة الحاج. قال ابن وهب: ولقطة الحاج: أَن يتركها حتّى يجدها صاحبها (¬2). صحيح - "صحيح أبي داود" (1512): م - فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) وكذا في رواية البيهقي؛ وهو ضوال الإبل كما في "القاموس". ذكره في مادة (هَمَى) قال الشارح: "وقد همت تهمي هميًا: إذا ذهبت على وجهها في الأَرض مهملة، بلا راع ولا حافظ، فهي هامية، وفي الحديث ... " ثم ذكر هذا. ونحوه في "النهاية". ووقع في "المسند"، و"كبرى النسائي" (3/ 414/ 5790): (هوام)! (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا قد أخرجه مسلم في "صحيحه" في كتاب القضاء عن أَبي الطاهر بن السرح ويونس بن عبد الأَعلى، فلا وجه لاستدراكه".

49 - باب ما جاء في العارية وغيرها

49 - باب ما جاء في العارية وغيرها 990 - 1173 - عن يعلى بن أُمية، قال: قال [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أَتتك رُسلي فأعطهم - أَو ادفع إليهم - ثلاثين بعيرًا أو ثلاثين دِرعًا". قال: قلت: العارية مؤداة يا رسول الله؟! قال: "نعم". صحيح - "الصحيحة" (630)، "أحاديث البيوع". 991 - 1174 - عن أَبي أُمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العارية مؤداة، والمنحة مردودة، ومن وجد لِقْحَةً مصرّاة؛ فلا يحلُّ له صرارها حتّى يردَّها (¬1) ". حسن - "الصحيحة" (611). * * * ¬

_ (¬1) الأصل: "يريها"! وكذلك في طبعتي "الإحسان"، و"الموارد"! والتصويب من "معجم الطبراني" (8/ 169/ 7637)، و"الجامع الكبير" (1/ 428 - 429)، وقد عزاه لابن حبان والطبراني، ولم يصححه المعلقون على الكتاب، وكان فيه: (لقطة) مكان: (لقحة)! وهي الناقة القريبة العهد بالنتاج. ولم يصححها أيضًا الأخ الداراني! ولا أستطيع تعليل هذه الغفلة منه عن هذا الخطأ الفاحش بالعجمة وقلة الفهم للنص، إلا بأنه يمر عليه دون أن يتأمله؛ وإلا فكلمة (مصراة) و (صرارها) كافيتان لتنبيه العربي الغافل؛ لأن (الصرار): خيط يشد فوق ضرع الحلوب؛ لئلا يرضعه الولد، وقد كنت وقعت أنا يا مثل هذه الغفلة في "الصحيحة"، وعذري أن همّي هناك - في الغالب - إنما هو التخريج والتصحيح والتضعيف فقط، دون التحقيق للنصوص كما يزعم هؤلاء، وأيضًا فأنا ألباني أعجمي!!

13 - كتاب الأيمان والنذور

13 - كتاب الأيمان والنذور 1 - باب الحلف [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 2 - باب فيما يحلف به وما نهى عن الحلف به 992 - 1176 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحلفوا بآبائِكم، ولا بأُمّهاتِكم، ولا بالأَنداد، ولا تحلفوا إِلّا باللهِ، ولا تحلفوا إِلّا وأَنتم صادقون". صحيح - "المشكاة" (3418/ التحقيق الثاني). 993 - 1177 - عن سعيد بن عبيدة، قال: كنتُ عند ابن عمر، فحلف رجل بالكعبة، فقال ابن عمر: ويحك لا تفعل؛ فإنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من حلف بغير الله فقد أَشرك". صحيح لغيره - "الإرواء" (2561)، "الصحيحة" (2042). 3 - باب فيمن حلف على يمين فرأى غيرَها خيرًا منها 994 - 1179 - عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حلف على يمين لم يحنث؛ حتّى نزلت كفارة اليمين، فقال - صلى الله عليه وسلم -:

"لا أَحلفُ على يمين فأَرى غيرها خيرًا منها؛ إلّا أَتيتُ الذي هو خير، وكفرت عن يميني". حسن صحيح - "الإرواء" (7/ 168 - 169). 995 - 1180 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها؛ فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه". صحيح لغيره - المصدر السابق. 996 - 1181 - عن عمران بن حصين، قال: أَتى أَبو موسى الأَشعري رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يستحمله لنفر من قومه، فقال: "واللهِ لا أَحملهم". فأُتي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بنهب من إِبل (¬1)؛ ففرقها، فبقي منها خمس عشرة، فقال: "أَين عبد الله بن قيس؟ ". فقال: [هو] ذا هو، فقال: "خذ هذه، فاحمل عليها قومَك". فقال: يا رسول الله! إنّك كنت قد حلفت؟! قال "وإِن كنت قد حلفت! ". صحيح الإسناد. وقد أَخرجه الشيخان عن أَبي موسى نفسه أَتم منه - "الإرواء" (7/ 166). ¬

_ (¬1) يعني: نهبت من الكفار حين غزاهم المسلمون.

4 - باب الاستثناء

997 - 1182 - عن ابن عباس، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلفَ على مُلْكِ يمينِه أَن يضربه؛ فكفارته تركه، ومع الكفارة حسنة". صحيح - "التعليقات الحسان" (6/ 272/ 4329). 4 - باب الاستثناء 998 - 1183 و 1184 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف فاستثنى؛ فهو بالخيار؛ إِن شاءَ مضى، وإِن شاءَ ترك غير حَنِثٍ". وفي رواية: "من حلف فقال: إِن شاء الله؛ لم يحنث". صحيح - "الإرواء" (2571)، "المشكاة" (3424). 999 - 1185 - عن أَبي هريرة، أَن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف فقال: إِن شاء الله؛ فقد استثنى" صحيح - "الإرواء" (2570). 5 - باب الاستثناء المنفصل 1000 - 1186 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والله لأَغزونَّ قريشًا، والله لأغزونَّ قريشًا، والله لأَغزونَّ قريشًا"، ثمَّ سكتَ، فقال: "إِن شاءَ الله". صحيح لغيره - التعليق على "الإحسان" (4328).

6 - باب في لغو اليمين

6 - باب في لغو اليمين 1001 - 1187 - عن إِبراهيم الصائغ، قال: سألت عطاءً عن اللغو في اليمين؟ فقال: [قالت عائشة]: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هو كلام الرَّجل: كلّا والله، وبلى والله". صحيح - "الإرواء" (2567): خ - نحوه. 7 - باب في اليمين الآثمة 1002 - 1188 - عن أَبي أُمامة (¬1)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حَلَفَ على يمين فاجرةٍ، يقتطع بها مال امرئ مسلم [بغير حق]؛ [حرّم اللهُ عليه الجنّة، وأَوجب له النار". قيل: يا رسول الله!] (¬2) وإن كانَ شيئًا يسيرًا؟! قال: "وإن كانَ قضيبًا من أَراك". صحيح - "الروض" (240): م. قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 1003 - 1189 - عن الحارث ابن البَرْصاء، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يمشي بين الجمرتين من الجمار [وهو] يقول: ¬

_ (¬1) هو الحارثي, كما في رواية لمسلم، واسم أَبيه: ثعلبة الأَنصاري. (¬2) قلت: هاتان الزيادتان من "الإحسان"، والثانية منهما كانت في الأَصل بين معكوفتين أَيضًا، لكن بتأخير الجملة الأولى عن الأخرى، وهكذا هي في "مسلم"، فالظاهر أَن محقق الأَصل محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله استدركها منه.

"من أَخذ شبرًا من مال امرئ مسلم [بيمين فاجرة]؛ فليتبوأ بيتًا من النار". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 46). 1004 - 1190 - عن الأَشعث بن قيس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف على يمين [صبر] (¬1)، ليقتطع بها مال امرئٍ مسلم وهو فيها فاجر؛ لقي الله أَجذم". (قلت): هو في "الصحيح" غير قوله: "لقي الله أَجذم". صحيح بلفظ: "لقي الله وهو عليه غضبان" - "الإرواء" (8/ 262 و 263)، "تيسير الانتفاع/ كردوس الثعلبي": ق باللفظ المذكور. 1005 - 1191 - عن عبد الله بن أُنيس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مِن أَكبر الكبائر الإِشراك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، والذي نفسي بيده؛ لا يحلف رجل على مثل جناح بعوضة؛ إلّا كانت نكتة (¬2) في قلبِه يوم القيامة". حسن - "التعليق الرَّغيب" (3/ 46)، "المشكاة" (3777/ التحقيق الثاني). 1006 - 1192 - عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من "الإحسان" (5065)، وهي ثابتة في "الصحيحين" أَيضا عند البخاري في "الأيمان" ومسلم في "الإيمان". ومعنى (صَبْر): ألزم بها وحبس عليها، وكانت لازمة لصاحبها من جهة الحكم، كذا في "النهاية". (¬2) وقعت هذه اللفظة في طبعتي "الاحسان": "كية"!، وهي خطأ، والصواب ما أثبته، وبه يلتئم السياق، ويوافق "سنن الترمذي"، والمصادر الأخرى.

8 - باب ما جاء في النذر

"من حلف على منبري هذا بيمين آثمة؛ تبوّأ مقعده من النار". صحيح - "الإرواء" (2697). 8 - باب ما جاء في النذر 1007 - 1193 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض مغازيه، فجاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله! إِني نذرت إِن ردّكَ الله سالمًا أَن أَضربَ على رأسك بالدّف، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنتِ نذرت فافعلي؛ وإلّا فلا". قالت: إنّي كنت نذرت، فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فضربت بالدُّف (¬1). صحيح - "الصحيحة" (1609 و 2261)، "المشكاة" (2015)، "تحريم آلات الطرب" (ص 122). 1008 - 1194 - عن سعيد بن المسيب: أنَّ أَخوين من الأَنصارِ كانَ بينهما ميراث، فسألَ أَحدهما صاحبه القسمةَ، فقال: لئن عُدتَ تسألني القسمة لم أَكلمك أَبدًا، وكلُّ مالي لي في رتاج (¬2) الكعبة، فقال عمر بن الخطاب: إنَّ الكعبة لغنيَّة عن مالك، كفِّر ¬

_ (¬1) لهذا الحديث تتمة فيها بيان فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وزاد فيه بعض المؤلفين ما لا أَصل له، واحتج به آخرون لجواز الدُّف في غير العرس والعيد، ولا حجّة فيه، وقد بينت ذلك كله في كتابي "تحريم آلات الطرب"، وهو فريد في بابه وأُسلوبه، وتحت يدي التجربة الأَخيرة منه، وهو وشيك الصدور إن شاءَ اللهُ تعالى، ثم نشر وصار بين أيدي القراء، والحمد لله. (¬2) أي: بابها، والمراد: الكعبة، كما سيأتي في قول عمر، وكنى عنها بالباب؛ لأنه منه يدخل إليها، كما يقول ابن الأثير في "نهايته".

عن يمينك وكلِّم أَخاك؛ فإِنّي سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يمين عليك، ولا نذر في معصية، ولا قطيعة رحم، ولا فيما لا تملك". صحيح لغيره؛ المرفوع منه - "المشكاة" (3443/ التحقيق الثاني). * * *

14 - كتاب القضاء

14 - كتاب القضاء 1 - باب ما جاء في الرشا 1009 - 1196 - عن أَبي هريرة، قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرَّاشي والمرتشي في الحكم. حسن لغيره - "المشكاة" (3753 و 3754)، "الإرواء" (2621). 2 - باب حكم الحاكم 1010 - 1197 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنّما أَنا بشر، ولعلَّ بعضكم يكونُ أَلحنَ بحجتِه من بعض، فمن قضيت له من حقِّ أخيه شيئًا؛ فإنّما أَقطع له قطعة من النار". حسن صحيح - "الصحيحة" (1162). 3 - باب فيمن يعين على الباطل 1011 - 1198 - عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مثل الذي يعين قومَه على غير الحقَّ؛ كمثل بعير تَردَّى في بئر؛ فهو ينزع منها بذَنَبِه". صحيح لغيره - "المشكاة" (4904).

4 - باب في الصلح

4 - باب في الصلح 1012 - 1199 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلح جائزٌ بين المسلمين؛ إلّا صلحًا أحلَّ حرامًا، أَو حرّمَ حلالاً". حسن صحيح - "الإرواء" (1303). 5 - باب التخيير 1013 - 1200 - عن أَبي ميمونة: شهد أَبا هريرة خيَّر غلامًا بين أَبيه وأُمّه؛ وقال: إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خيّر غلامًا بين أَبويه (¬1). صحيح - "الإرواء" (7/ 249 - 250/ 2192). * * * ¬

_ (¬1) هو من الأحاديث التي لم توجد في "طبعتي الإحسان"، وقد عزاه إلى "صحيح ابن حبان" الزيلعي في "نصب الراية" (3/ 269)، وابن حجر في "التلخيص" (4/ 12).

15 - كتاب العتق

15 - كتاب العتق 1 - باب في المملوك يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 2 - باب التخفيف عن الخادم 1014 - 1205 - عن أَبي هريرة، أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلّف إلّا ما يطيق، فإن كلفتموهم فأعينوهم، ولا تعذبوا عباد الله؛ خلقًا أَمثالكم". (قلت): في "الصحيح" بعض أَوله. حسن بتمامه، صحيح نصفه الأوّل - "الإرواء" (2172): م - النصف الأوّل. 3 - باب العتق 1015 - 1207 - عن الشَّريد بن سُويد الثقفي، قال: قلت: يا رسولَ الله! إنَّ أُمي أَوصت أَن نعتق عنها رقبة، وعندي جارية سوداء؟ قال: "ادع بها". فجاءت، فقال: "من ربّك؟ "، قالت: الله، قال: "من أَنا؟ ".

قالت: رسول الله، قال: "اعتقها؛ فإنَّها مؤمنة". حسن صحيح - "الصحيحة" (3161): م - معاوية بن الحكم نحوه (¬1). 1016 - 1208 - عن أَبي نَجيح السُّلَمي، قال: حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطائفَ، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أيما رجل مسلم أَعتق رجلًا مسلمًا؛ فإنَّ الله جلَّ وعلا جاعلٌ وِقاءَ كلِّ عظمٍ من عظامِ محرَّرِه عظمًا من عظامِه من النارِ، وأيّما امرأة مسلمة أَعتقت امرأة مسلمة؛ فإنَّ الله جلَّ وعلا جاعلٌ وِقاء كلِّ عظمٍ من عظام محرَّرِها عظمًا من عظامها من النّارِ". صحيح - "الصحيحة" (1756). 1017 - 1209 - عن البَراء بن عازب، قال: جاء أعرابيّ إِلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! علمني عملًا يدخلني الجنّة، قال: "لئن كنتَ أَقصرت الخُطبة؛ لقد أَعرضت المسألة: أَعتق النسمة، وفكَّ الرقبة". قال: أَوليستا بِواحدة؟! قال: ¬

_ (¬1) قلت: وفي حديثه أَنَّ السؤال كان: "أَين الله؟ "، وجواب الجارية: في السماء، وهو أَصح إِسنادًا، وأكثر شواهد، ويمكن الجمع بينه وبين حديث الباب بوقوع الأَمرين كما بينت في "الصحيحة"، وقد رددت فيه على الكوثري والغماري وأَذنابه إنكارهم صحة حديث معاوية؛ بما لا تجده في مكان آخر، وبالله التوفيق.

4 - باب عتق العبد المتزوج قبل زوجته

"لا، (عتق النسمة) أَن تَفَرَّدَ بعتقها، و (فكّ الرقبة) أن تعطي في ثمنها! والمِنْحة الوَكُوف (¬1)، والفيء على ذي الرَّحم القاطع، فإن لم تطق ذاك؛ فأطعم الجائع، واسق الظمآن، وَأْمُرْ بالمعروف، وانْهَ عن المنكر، فإن لم تطق ذلك؛ فكفَّ لسانَك إلّا من خير". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 47). 4 - باب عتق العبد المتزوج قبل زوجته [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 5 - باب فيمن أَعتقَ شِرْكًا في عبد 1018 - 1211 - عن ابن عمر، وجابر، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أَعتقَ عبدًا وله فيه شريك، وله وفاء؛ فهو حرّ، ويضمن نصيب شركائه بقيمة عدل لما أَساء مُشاركتهم (¬2)، وليس على العبد شيء". (قلت): حديث ابن عمر في "الصحيح" بمعناه. صحيح لغيره - "الإرواء" (5/ 357 - 359): ق عن ابن عمر وحده ... نحوه. 6 - باب ما جاء في الكتابة 1019 - 1212 - عن ابن عباس، قال: اشترت عائشة بَرِيرة من الأَنصار لتعتقها، واشترطوا [عليها] أن تَجعلَ لهم وَلاءها، فشرطت ذلك، فلما جاء نبيّ الله أخبرته بذلك؟ [فقال: ¬

_ (¬1) المنحة الوكوف: الناقة غزيرة اللبن يمنح لبنها للفقير. (¬2) الأصل: "شركهم"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"كبرى النسائي" (3/ 185/ 4961)، و"كامل ابن عدي" (267 - 268).

"إنّما الولاء لمن أَعتق"، ثمَّ صعد المنبر] (¬1) فقال: "ما بالُ أَقوامٍ يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله؟! ". وكانَ لبريرة زوج، فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إِن شاءت أَن تمكثَ مع زوجها كما هي، وإِن شاءت فارقته، ففارقته. ودخل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - البيتَ؛ وفيه رِجل شاة أو يد، فقال - صلى الله عليه وسلم -[لعائشة]: "أَلا تطبخوا لنا هذا اللحم؟! ". فقالت: تُصُدِّقَ به على بريرة، فأهدته لنا، فقال: "اطبخوا؛ فهو عليها صدقة ولنا هدية". صحيح لغيره؛ إلّا الرِّجْل أو اليد والأمر بالطبخ - التعليق على "الإحسان" (5098) (¬2). 1020 - 1213 - عن عائشة، قالت: لما سبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا بني المصطلق؛ وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس [أ] ولابن عمه، فكاتبت على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملّاحة، لا يكادُ يراها أحدٌ إلّا أخذت بنفسِه، فأتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلّا أَن وقفت على باب الحجرة فرأيتها؛ كرهتها، وعرفت أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سيرى منها مثلَ ما رأيت، فقالت [جويرية]: يا رسولَ الله! كانَ [من] الأمر ما قد عرفت، فكاتبت على نفسي، فجئت أَستعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها وما بعدها من "الإحسان"؛ ومنه صححت بعض الأخطاء. (¬2) قلت: خلط هنا المعلقان على الكتاب طبعة المؤسسة، فصرحا بصحة الحديث دون أي استثناء، وهو تلخيص لما في تعليق الشيخ شعيب أو غيره على "الإحسان" (11/ 521) مع تصريحه بضعف إسناده! وأوهم أن الطريق الأخرى التي ذكرها من رواية أحمد تشهد له، وليس فيها الاستثناء المذكور!

7 - باب احتجاب المرأة من مكاتبها إذا كان عنده ما يؤدي

"أوْ ما هو خير من ذلك؟ ". قالت: وما هو؟ قال: "أَتزوجكِ، وأَقضي عنكِ كتابتَك". فقالت: نعم، قال: "قد فعلت". [قالت: فبلغ] المسلمين ذلك؛ قالوا: أصهارُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلوا ما كانَ في أَيديهم من سبايا بني المصطلق. قالت: فلقد أَعتق بتزويجها به كذا وكذا أَهل بيت من بني المصطلق، قالت: فما أَعلم امرأة أَعظم بركةً على قومها منها. حسن - "تخريج فقه السيرة"، "التعليقات الحسان" (6/ 143/ 4043). 7 - باب احتجاب المرأة من مكاتبها إذا كان عنده ما يؤدي [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 8 - باب في أُمهات الأولاد 1021 - 1215 - عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا نبيع سرارينا أُمهاتِ الأَولاد؛ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حيّ فينا، فلا يَرى بذلك بأسًا. صحيح - "الصحيحة" (2437). 1022 - 1216 - وفي طريق أُخرى عنه، قال: كنّا نبيع أُمهاتِ الأَولاد على عهدِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَبي بكر، فلما كانَ

9 - باب فيمن تولى غير مواليه

عمر نهانا عن بيعهنَّ. صحيح - "الإرواء" (1777). 9 - باب فيمن تولّى غيرَ مواليه 1023 - 1217 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ادعى إلى غير أَبيه، أَو تولّى غير مواليه؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناسِ أَجمعين". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 88). * * *

16 - كتاب الوصايا

16 - كتاب الوصايا 1 - باب فيمن يتصدق عند الموت [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 2 - باب فيما أَوصى به سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 1024 - 1220 - عن أَنس، قال: كانَ آخر وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يغرغر بها في صدره، وما يكاد (¬1) يَفِيض بها لسانه: "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أَيمانكم". صحيح لغيره - "تخريج فقه السيرة" (468)، "المشكاة" (3356/ التحقيق الثاني)، "الإرواء" (2178). 1025 - 1221 - عن سليم بن جابر الهجيمي، قال: انتهيت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مختبئ في بردة له، وإن هُدْبها (¬2) لعلى قدميه، فقلت: يا رسول الله! أَوصني، قال: ¬

_ (¬1) الأَصل: (وملكان)! وفي "الإحسان": (وما كان)! وما أثبته من "المسند"، وهو أَقرب. (¬2) يعني: طرفها.

3 - باب فيما أمر الله تعالى به الأنبياء صلى الله عليهم أن يبلغوه العباد

"عليك باتقاء الله، ولا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تُفرغ من دلوك في إناء المستقي، وكلّم أَخاك ووجهك [إليه] منبسط، وإِياك وإسبالَ الإزار؛ فإنها من المخيلة، ولا يحبها الله، وإن امرؤ عَيَّرَك بشيءٍ يعلمه فيك؛ فلا تعيره بشيء تعلمه منه، دعه يكن وباله عليه، وأَجره لك، ولا تسبَّنَّ شيئًا". قال: فما سببت - بعدُ - دابةً ولا إِنسانًا. صحيح لغيره - "الصحيحة" (1352). 3 - باب فيما أَمر الله تعالى به الأَنبياء صلّى الله عليهم أن يبلغوه العباد 1026 - 1222 - عن الحارث الأَشعريّ - يعني: أبا مالك - (¬1)، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ جلَّ وعلا أَمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات؛ يعمل بهنَّ، ويأمرُ بني إِسرائيل أَن يعملوا بهنَّ، وإنَّ عيسى قال له: إنَّ اللهَ [قد] أَمرَكَ بخمس كلمات تعمل بهنَّ، [وتأمر بني إسرائيل يعملوا بهن]؛ فإمّا أنْ تأمرَهم، وإِمّا أَن آمرهم، قال: أي أخي! إِني أَخافُ إِن لم آمرهم أَن أُعذبَ أَو يُخسفَ بي. قال: فجمع الناسَ في بيت المقدس؛ حتّى امتلأَت، وجلسوا على الشرفات، فوعظهم، وقال: ¬

_ (¬1) قلت: هذه الزيادة من كلام ابن حبان عقب الحديث في أصل المؤلف "صحيح ابن حبان" (8/ 44 - الإحسان)، ومنه الزيادات، وبه صححت بعض الأخطاء.

إنَّ الله جلَّ وعلا أَمرني بخمس كلمات؛ أَعملُ بهنَّ، وآمركم أَن تعملوا بهنَّ: أوَّلُهنَّ: أَن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، ومَثَلُ ذلك مَثلُ رجلٍ اشترى عبدًا يخالص مالِه بذهب أو وَرِق، وقال له: هذه داري وهذا عملي، فجعل العبد يعمل ويؤدي إِلى غير سيده! فأيّكم يسرُّه أَن يكونَ عبدُه هكذا؟! وإنَّ اللهَ خلقكم ورزقكم، فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا. وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإنَّ العبدَ إذا لم يلتفت استقبله جلّ وعلا بوجهه. وآمركم بالصيام، وإنّما مَثَل ذلك كمثل رجل معه صرّة فيها مسك، وعنده عصابة يسرّه أَن يجدوا ريحها؛ فإنَّ [ريح] الصائم عند الله أَطيب من ريح المسك. وآمركم بالصدقة، وإنَّ مَثَل ذلك كمثل رجل أَسره العدو، فأَوثقوا يده إِلى عنقِه، وأَرادوا أَن يضربوا عنقه، فقال: هل لكم أَن أَفدي نفسي؟ فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفكَّ نفسه منهم. وآمركم بذكر الله؛ فإنَّ مَثَل ذلك مثل رجل طلبه العدوّ سِراعًا في أَثرِه، فأَتى على حصن حصين، فأَحرزَ نفسَه فيه، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إِلّا بذكر الله". قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وأَنا آمركم بخمس أَمرني الله بها: الجماعة، والسمع، والطاعة،

والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فمن فارقَ الجماعة قِيد شبر، فقد خَلع رِبقةَ (¬1) الإسلام من عنقه إلّا أن يراجعَ، ومن دعا بدعوى الجاهليّة؛ فهو من [جُثا] (¬2) جهنّم". قال رجل: وإن صامَ وصلّى؟ قال: "وإن صامَ وصلّى، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم: المسلمين المؤمنين عبادَ اللهِ". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (1/ 189 و 190)، "المشكاة" (3694)، التعليق على "ابن خزيمة" (483 و 930). * * * ¬

_ (¬1) الربقة في الأصل: عروة في حبل، تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها، فاستعارها للإسلام، يعني: ما يشد به المسلم نفسه من عرى الإسلام؛ أي: حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه، قاله ابن الأثير. قلت: هذا النص من عشرات النصوص التي تدين فرقة التكفير بالضلال والخروج؛ ففيه الأمر بهذه الخمس الّتي لم يقوموا بشيء منها؛ فقد خرجوا عن الجماعة، وعن السمع والطاعة، ولم يهاجروا، ولم يجاهدوا، بلى، لقد هاجر بعضهم إلى بلاد الكفر لتكفير المسلمين وبخاصة حكامهم!! فإن تعللوا ونفوا أن ينطبق الحديث عليهم؛ سألناهم: ما قولكم بمن ترك واحدة من هذه الأوامر؟ أيكفر بذلك كفر ردة، وإن لم يستحل ذلك بقلبه، بل هو معترف بذنبه؟! فإن أجابوا بالإيجاب التزموا مذهبهم الخارج عن الجماعة، وكفروا أنفسهم بأنفسهم؛ لأنهم لا بد أنهم يعترفون أنهم مخلون بكثير من الأوامر من هذه الخمس وغيرها! وإن أجابوا سلبًا؛ فقد نقضوا مذهبهم، وذلك ما نبغي، هداهم الله! (¬2) الجثا: جمع جثوة، وهو الشيء المجموع. "نهاية".

17 - كتاب الفرائض

17 - كتاب الفرائض 1 - باب في الصبي يستهل ّ 1027 - 1223 - عن جابر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إذا استهلَّ الصبيّ؛ صُلِّي عليه ووُرِّث". صحيح لغيره دون لفظ الصلاة - "أَحكام الجنائز" (106)، "الصحيحة" (153)، "الإرواء" (1707) (¬1). 2 - باب في الجدة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 3 - باب ما جاء في الخال 1028 - 1225 و 1226 - عن المقدام، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) قلت: أخطأ الداراني فصحح إسناده على شرط مسلم! وفيه عنعنة أبي الزبير، ونقل هو عن الحافظ أنه العلة، ولم يعبأ به! أما الشيخ شعيب؛ فحسنه هنا مع أنه أعله بالعنعنة في تعليقه على "الإحسان" (13/ 393) فأصاب به دون التحسين؛ لأنه إن كان يعني حسنًا لغيره؛ فليس لجملة الصلاة شاهد معتبر، بل هي منكرة؛ لأنها لم ترد في بعض الشواهد لأصل الحديث؛ منها حديث جابر والمسور بن عبد الله مرفوعًا دونها، وسنده صحيح كما قال، وهو في "الإرواء"، وإن كان يريد الحديث بدون الزيادة؛ فقد قصر لأنه صحيح!!

"من ترك كَلًّا (¬1) فإلينا، ومن ترك مالاً فلورثته، وأَنا وارثُ من لا وارثَ له؛ [أعقل عنه وأورثه] (¬2)، والخالُ وارثُ مَنْ لا وارثَ له؛ يعقلُ عنه ويرثه". حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (2578 و 2579). 1029 - 1227 - عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، قال: كتبَ عمر رضي الله عنه إِلى أَبي عبيدة أن: علِّموا صبيانكم العوم، ومقاتلتَكم الرمي. قال: وكانوا يختلفون بين الأَغراضِ، قال: فجاء سهم غَرْب (¬3)، فأصابَ غلامًا فقتله، ولم يعلم للغلام أَهل إِلّا خاله، فكتبَ أَبو عبيدة إِلى عمر، فذكر له شأن الغلام: إِلى من يدفع عقله؟ فكتبَ إليه: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارثَ له". حسن - "الإرواء" (1700). * * * ¬

_ (¬1) الكلُّ: العيال، كما في "النهاية". (¬2) زيادة من "الإحسان". (¬3) أي: لا يعرف راميه: "نهاية".

18 - كتاب النكاح

18 - كتاب النكاح 1 - باب ما جاء في التزويج واستحبابه 1030 - 1228 - عن أَنس، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرُ بالباءة، وينهى عن التبتّل نهيًا شديدًا؛ ويقول: "تزوّجوا الودود الوَلودَ؛ فإِنّي مكاثر [بكم] (¬1) الأَنبياءَ يوم القيامة". صحيح لغيره - "آداب الزّفاف" (89 و 132 - 133)، "المشكاة" (3091)، "الإرواء" (1784). 2 - باب فيما يرغب فيه من النّساء وما يُنهى عنه 1031 - 1229، 1230 - عن مَعْقِل بن يَسَار: أنَّ رجلًا جاء إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إِنّي أَصبْتُ امرأة ذات [حسب و] جمالٍ، وإنّها لا تلد؟ قال: أَأَتَزَوّجها؟ (¬2) فنهاه. ¬

_ (¬1) قلت: هكذا أصلنا المطبوع، وكذلك هو في "إحسان بيروت"، وكأنها زيادة من محققه محمد عبد الرزاق حمزة ألحقها به، وهي رواية لأحمد (3/ 245). (¬2) الأصل: (لأتزوجها)، والتصويب من طبعتي "الإحسان" وغيره، ولم يصححها الشيخ شعيب! أما الداراني فذكرها في الهامش!

3 - باب في الحسب

ثمَّ أَتاه الثانية، فنهاه، ثمَّ أَتاه الثالثة، فنهاه وقال: "تزوّجوا الوَدود الولودَ؛ فإِنّي مكاثر بكم". حسن صحيح - "آداب الزفاف" (132 - 133)، "صحيح أبي داود" (1789)، وانظر ما قبله. 1032 - 1231 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالِها، وتنكح المرأة على دينها، خذ ذاتَ الدين والخُلق؛ تَرِبَتْ يمينُك". حسن - "الصحيحة" (307). 1033 - 1232 - عن سعد بن أَبي وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَربعٌ من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهني. وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق". صحيح - "الصحيحة" (282). 3 - باب في الحسَب 1034 - 1233 و 1234 - عن بُريدة بن الحُصَيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَحسابَ أهل الدنيا الذي يذهبون إِليه: لهذا المال". صحيح - "الإرواء" (6/ 271 - 272).

4 - باب النظر إلى من يريد أن يتزوجها

4 - باب النظر إلى من يُريدُ أَن يتزوّجها 1035 - 1235 - عن سليمان بن أَبي حثمة (¬1)، قال: رأيت محمد بن مسلمة يطارد ابنة بنت الضحاك على إِجّار (¬2) من أَجاجير المدينة يبصرها، فقلت له: أَتفعل هذا وأَنت صاحب رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟! قال: نعم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا أَلقى اللهُ في قلبِ امرئ خِطبة امرأة؛ فلا بأسَ أَن ينظرَ إِليها". صحيح لغيره - "الصحيحة" (رقم 98). 1036 - 1236 - عن أَنس: أنَّ المغيرة خطبَ امرأة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اذهب فانظر إليها؛ فإِنّه أَجدرُ أَن يؤدمَ بينكما". صحيح - "الصحيحة" (رقم 96). 1037 - 1237 - عن أَنس بن مالك، قال: قيل: يا رسول الله! أَلا تتزوّجُ في الأَنصار؟ قال: "إنَّ في أَعينِهم شيئًا". حسن - "الصحيحة" أَيضًا (رقم 95). ¬

_ (¬1) قلت: فيه جهالة، لم يوثقه غير ابن حبان، وتجاهله الأخ الداراني، فلم يتعرض له بذكر، وإنما أعلّه بغيره، فقال في صدر التخريج: "إسناده ضعيف لانقطاعه، فقد سقط منه حجاج بن أرطأة ... "، ثم أفاض في بيان ذلك وتخريج الروايات المثبتة لذلك إفاضة لا فائدة تذكر في أربع صفحات (4/ 155 - 158) سوى تكثير الصفحات والمجلدات، وتسويد السطور، لكل مصدر سطر أو أكثر، وكذلك لكل قول ينقله! ولولا ذلك لكان يمكن الاقتصار في ذلك على صفحة أو صفحتين على الأكثر، ومع ذلك فتخريجه يوهم أن الإسناد اتصل، وليس ذلك، فإن الحجاج هذا مدلس معروف، وقد عنعنه في كل الروايات، فصرفه حب التوسع في الوسيلة عن الغاية، وهي بيان العلة! والله المستعان. (¬2) الإجَّار: السطح ليس له حاجز.

5 - باب الاستئمار

5 - باب الاستئمار 1038 - 1238 - عن أَبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُستأمر اليتيمة في نفسها؛ فإن سكتت فقد أَذنت، وإِن أَبت لم تكره". صحيح - "الصحيحة" (656). 1039 - 1239 و 1240 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تُستأمر اليتيمة في نفسها؛ فإن سكتت فهو رضاها، وإِن أَبت فَلا جوازَ عليها". حسن صحيح - "الإرواء" (1828). 1040 - 1241 - عن ابن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّه قال: "ليس لوليّ مع الثيب أَمر، واليتيمة تستأمر، وصمتها إِقرارها". (قلت): له في "الصحيح": "الأَيم أَحقُّ بنفسها من وليها، والبكر تستأذن". ولم يذكر اليتيمة. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1830). 1041 - 1242 - عن فاطمة بنت قيس: أنّها كانت عند رجل من بني خزيمة [فطلقها] البتة، فلما حلّت؛ خطبها معاوية وأَبو الجهْم، فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "معاوية لا شيء له، وأمّا أَبو الجهم؛ فلا يضعُ عصاه عن عاتقِه، فأين أَنتم عن أُسامة؟! ". فكأنَّ أهلها كرهوا ذلك فقالت: لا أَنكح إِلّا من قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنكحته.

6 - باب ما جاء في الولي والشهود

(قلت): هو في "الصحيح" خلا من قولِه: فكأنّ أَهلها كرهوا ذلك ... إلخ (¬1). حسن - وأَصله في مسلم (4/ 196)، انظر: "الإرواء" (6/ 208). 6 - باب ما جاء في الولي والشهود 1042 - 1243 - 1245 - عن أَبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نكاح إِلّا بولي". صحيح لغيره - "الإرواء" (6/ 235/ 1839)، "المشكاة" (3130). 1043 - 1246 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا نكاح إِلّا بولي". حسن صحيح - "الإِرواء" (6/ 242). 1044 - 1247 - عن عائشة، أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نكاحَ إلّا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح على غير ذلك؛ فهو باطل، فإن تشاجروا، فالسلطان وليّ من لا وليَّ له". ¬

_ (¬1) قلت: إسناده حسن، رواه من طريق أبي يعلى، وليس في "مسنده"، وهو من الأَحاديث التي لم توجد في "الإحسان"، وهو في "سنن الدارمي" (2/ 135 - 136)، و"المسند" (6/ 413)، و"الطبراني الكبير" (24/ 369/ 917)، وإسناده حسن. وإن من عجائب الأخ الداراني هنا: أنه توسع كعادته في تخريج طرق الحديث وتكثيره السطور والصفحات - كما سبق التنبيه عليه مرارًا - توسعًا لا يستفيد منه عامة القراء فائدة تذكر، ومع تصديره ذلك كله بقوله: "إسناده صحيح، وما وجدته في "الإحسان" بهذا الإسناد وهذه السياقة"! مع هذا كله ضنَّ على القراء أن يذكر لهم ولو سياقًا واحدًا لطريق من تلك الطرق وهي خمس! وفي صفحتين!! وبصورة خاصة أنه أبى أن يشير ولو إشارة سريعة مفهومة إلى وجود تلك السياقة في طريق من تلك الطرق! وهي في الطريق الثانية عنده من رواية أحمد والدارمي!! وفاته عزوه للطبراني!

7 - باب الكفاءة

حسن صحيح - "المصدر نفسه" (6/ 243/ 1840). 1045 - 1248 - وفي رواية عنها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيما امرأة نَكَحت بغير إذن وليّها؛ فنكاحها باطل (مرتين)، ولها ما أَعطاها بما أَصابَ منها، فإن كانت بينهما خصومة؛ فذلك إلى السلطان، والسلطان وليّ من لا وليَّ له". حسن صحيح - المصدر نفسه. 7 - باب الكفاءة 1046 - 1249 - عن أَبي هريرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا بَني بياضة! أَنْكِحُوا أَبا هند، وانكِحُوا إِليه" - وكانَ حجّامًا -. حسن صحيح - "الصحيحة" (760 و 2446). 8 - باب ما جاء في الرضاع 1047 - 1250 - عن أُمِّ سلمة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحرّمُ من الرَّضاعِ إلّا ما فتقَ الأَمعاء". صحيح - "الإرواء" (2150)، "المشكاة" (3173/ التحقيق الثاني). 1048 - 1251 - عن ابن الزبير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُحرِّم المصّة ولا المصتان". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1801)، "الإرواء" (2148): م - عائشة وهو الصحيح. 1049 - 1252 - عن الزبير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

9 - باب ما جاء في الصداق

"لا تحرِّم المصّه والمصتان، ولا الإملاجة ولا الإملاجتان". صحيح لغيره - "الإرواء" (2149)، وانظر ما قبله. 9 - باب ما جاء في الصداق 1050 - 1256 - عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يمنِ المرأة: تسهيلُ أَمرها، وقلّةُ صداقها". قال عروة: وأَنا أَقول - من عندي -: ومن شؤمها: تعسير أَمرها، وكثرة صداقها. حسن - "الإرواء" (6/ 350). 1051 - 1257 - عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ النكاح أَيسرُه". (قلت): فذكر الحديث يأتي بتمامه [؟؟؟ / 1262]. صحيح - "الصحيحة" (1842)، "الإرواء" (1924)، "صحيح أَبي داود" (1842). 1052 - 1258 - عن أَبي هريرة، قال: جاء رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إِنّي تزوجت امرأة، فقال: "كم أَصدقْتَها؟ ". قال: أَربع أَواق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَربع أَواق؟! كأنما تنحِتون الفضة من عُرضِ هذا الجبل! ". صحيح - "مشكلة الفقر" (48/ 85): م - فليس هو على شرط "الزوائد". 1053 - 1259 - عن أَبي العجفاء السُّلمي، قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: ألا لا تَغْلوا صَداق النساء؛ فإنّها لو كانت مكرمة في الدنيا [أ] وتقوى

عند الله؛ لكان أَولاكم وأَحقَّكم بها محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، ما أَصدق امرأةً من نسائه ولا أُصدِقت امرأةٌ من بناتِه أَكثرَ من اثنتي عشرة أُوقية (¬1). وأُخرى تقولونها: من قتل في مغازيكم: ماتَ فلان شهيدًا! (¬2) فلا تقولوا ذاك، ولكن قولوا كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو كما قال محمد - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل في سبيل الله، أَو ماتَ في سبيل الله؛ فهو في الجنّة". صحيح - "المشكاة" (3204)، "الإرواء" (1927)، "الأَحاديث المختارة" (276 - 280). 1054 - 1260 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ صداقُنا - إِذ كانَ فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرَ أَواق. صحيح - "التعليقات الحسان" (4085). 1055 - 1261 - عن أَنس، قال: خطبَ أَبو طلحة أُمَّ سُلَيم، فقالت له: يا أَبا طلحة! ما مثلك يرد، ولكنّي امرأة مسلمة، وأَنت رجل كافر، ولا يحلُّ لي أَن أَتزوجك، فإن تُسلم؛ فذاك مهري، لا أَسألك غيرَه، فأسلمَ، فكانت له، فدخل بها. (قلت): فذكر الحديث، وهو بتمامه في (الجنائز) في "باب الاسترجاع". صحيح - تقدّم بتمامه هناك (6/ 16). ¬

_ (¬1) الأوقية - بضم الهمزة وتشديد الياء -: اسم لأربعين درهمًا، كما في "النهاية"؛ أي: أن المهر يومئذ نحو نصاب زكاة الفضة مئتي درهم! (¬2) قلت: لقد رخصت هذه الكلمة في هذا الزمان، وابتذلت حتى أطلقت على بعض الفجرة القتلة، بل وعلى أَفراد من الكفرة، وسميت بعض الشوارع والمدارس باسمه! أَما إِطلاقها على بعض الإسلاميين والقياديين؛ فما أَكثره! والخيرُ كلُّه في الاتباع.

10 - باب فيمن تزوج ولم يعين الصداق

10 - باب فيمن تزوّج ولم يعين الصداق 1056 - 1262 - عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير النكاح أَيسره". وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "أَترضى أَن أُزوجك فلانة؟ ". قال: نعم، قال لها: "أَترضَيْن أن أُزوجك فلانًا؟ ". قالت: نعم، فزوجها - صلى الله عليه وسلم -، ولم يفرض لها صداقًا، فدخل بها ولم يعطها شيئًا، فلما حضرته الوفاة قال: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - زوجني فلانة ولم أُعطها شيئًا، وقد أَعطيتها سهمي من خيبر، وكانَ له سهم بخيبر، فأخذته؛ فباعته فبلغَ مئة أَلف. صحيح - هو تمام الحديث المتقدم برقم (؟؟؟ / 1257). 1057 - 1263 - 1265 - عن علقمة: أن قومًا أَتوا عبد الله بن مسعود فقالوا: جئناك لنسألك عن رجل تزوّج امرأة [منا] , ولم يفرض لها صداقًا، ولم يجمعْهُما الله حتّى ماتَ؟! فقال عبد الله: ما سئلت عن شيءٍ منذ فارقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَشدّ عليَّ من هذه، فأْتوا غيري، فاختلفوا إِليه شهرًا، ثمَّ قالوا له في آخر ذلك: من نسألُ إِن لم نسألك؛ وأنت لَعَيْبَةُ (¬1) أَصحابِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا البلد، ولا نجد ¬

_ (¬1) أَي: خاصتهم وموضع سرهم، ووقع في "الإحسان": (أُخَيَّة)؛ أَي: بقيّة، والأَول أَقرب، ونحوه لفظ النسائي: "وأَنت من جِلّةِ ... ".

11 - باب في حق المرأة واليتيم

غيرَك؟! فقال ابن مسعود: سأَقول فيها بجهد رأيي، إن كانَ صوابًا فمن الله، وإِن كانَ خطأ فمني، [والله ورسوله منه بريء، أرى أن يفرض] [لها كصداق نسائها]، لا وكس ولا شططَ، ولها الميراث، وعليها العدّة أَربعة أَشهر وعشرًا، وذلك بحضرة ناس من أَشجع، فقام رجل - يقال له: معقل بن سنان الأَشجعي -، فقال: أَشهدُ أنّكَ قضيتَ بمثل الذي قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في امرأة منّا - يقال لها: بَرْوَع بنت واشِق -، فما رئي عبد الله فَرِحَ بشيءٍ بعد الإسلامِ كفرحِه بهذه القصة. صحيح - "الإرواء" (6/ 358 - 359)، "المشكاة" (3207)، "صحيح أَبي داود" (1839 - 1841). 11 - باب في حقّ المرأة واليتيم 1058 - 1266 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه كانَ يقول على المنبر: "أُحَرِّجُ مالَ الضعيفين: اليتيمِ, والمرأةِ". حسن - "الصحيحة" (1015). 12 - باب ما جاء في نكاح المتعة 1059 - 1267 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمّا خرَج؛ نزل (ثَنِيَّة الوَداع)، فرأى مصابيح، وسمع نساءً يبكين، فقال: "ما هذا؟ "، فقالوا: يا رسول الله! نساء كانوا تمتعوا منهنّ أَزواجُهنّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

13 - باب ما جاء في الشغار

"هدم - أو قال: حرّم - المتعةَ: النكاحُ والطلاق والعدّة والميراث". حسن - "الصحيحة" (2402). 13 - باب ما جاء في الشغار 1060 - 1268 - عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأَعرج: أنَّ عباس بن عبد الله بن عبّاس أَنكح عبد الرحمن بن الحكم ابنته، وأَنكحه عبدُ الرحمن ابنته، وقد كانَا جعلاه صداقًا، فكتبَ معاوية بن أَبي سفيان - وهو خليفة - إِلى مروان يأمره بالتفريق بينهما، وقال في كتابه: هذا الشغار، وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه. حسن - "الإرواء" (6/ 307/ 1896)، "صحيح أَبي داود" (1810). 1061 - 1269 - عن أَنس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -, قال: "لا شِغارَ في الإسلام". صحيح - "الإرواء" (6/ 306): م - ابن عمر. 1062 - 1270 - عن عمران بن حصين، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا جَلَبَ (¬1)، ولا جَنَبَ، ولا شغارَ، ومن انتهبَ نُهبةً فليس منّا". ¬

_ (¬1) الجلب: يكون في شيئين: أحدهما: في الزكاة، وهو أن يقدم المصدِّق على أهل الزكاة فينزل موضعًا، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها، فنهى عن ذلك، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم. الثاني: أن يكون في السباق: وهو أن يتبع الرجلُ فرسَه، فيزجره ويجلب عليه، ويصيح حثّاً له على الجري، فنهى عن ذلك، قاله ابن الأثير. و (الجنب) كذلك في شيئين: في الزكاة بمعنى (جلب)، وفي السباق: أن يجنُب فرسًا إلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب. انظر "النهاية" (1/ 281 و 303).

14 - باب ما جاء في نكاح المحرم

صحيح لغيره - "الإرواء" (6/ 306)، "صحيح أَبي داود" (2325). 14 - باب ما جاء في نكاح المحْرِم 1063 - 1271 - عن عائشة، قالت: تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه (¬1) وهو محرم، واحتجم وهو محرم. صحيح لغيره دون قوله الأَول: وهو محرم"؛ فإنه شاذ - "الإرواء" (4/ 78): ق - ابن عباس بالشطر الشاذ، "الإرواء" (4/ 227 و 228). 1064 - 1274 - عن عثمان، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يَنكِحُ المحرم، ولا يُنكَح، ولا يَخْطُبُ ولا يُخطب عليه". (قلت): هو في "الصحيح" غير قوله: "ولا يخطب عليه". صحيح دون قولِه: "ولا يخطب عليه"؛ فإنه منكر (¬2) - "الإرواء" (4/ 226 - 227/ 1037)، "صحيح أَبي داود" تحت الحديث (1615). ¬

_ (¬1) هي ميمونة كما في حديث ابن عباس في "الصحيحين"، وهو معلول عند العلماء، قال ابن عبد الهادي: "وقد عد هذا من الغلطات التي وقعت في (الصحيح) ". وتأويل ابن حبان إيّاه بأنّه أَرادَ به داخل الحرم؛ يردّه أُمور، منها حديث عائشة هذا وغيره، فهل كانَ احتجامه داخل الحرم وهو حلال؟! انظر تعليقي على "الإحسان" (6/ 170 - 171)، ولم ينتبه لهذا الأخ الداراني؛ فقلد ابن حبان مع مخالفته للجمهور، كما في "الفتح". ثم إن في إسناد الحديث عنعنة (المغيرة بن مقسم)، وهو مدلس كما تقدم، وتجاهلها المعلقان على الكتاب، والمعلق على "الإحسان"، فصححا إسناده!! (¬2) قلت: وذلك لأنه من رواية (فليح بن سليمان) عن عبد الجبار بن نُبَيهِ بن وهب، عن أبيه، عن أبان بن عثمان، عن عثمان. وقد أعله الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" (9/ 434) بـ (فليح): فيه كلام من جهة حفظه، فأصاب في هذا، لكن إعلاله عندي بشيخه (عبد الجبار) أولى؛ لأنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولأن =

15 - باب النهي أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها

15 - باب النهي أَن تنكح المرأة على عمتها أَو على خالتها 1065 - 1275 - عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَن تُزوجَ المرأة على العمّة والخالة ... (¬1). ¬

_ = هذا عقب عليه برواية أخرى عن فليح: حدثني عبد الأعلى، وعبد الجبار بن نُبَيْه به دون: "ولا يخطب عليه"، فظننت أن هذه الزيادة تفرد بها عبد الجبار. ويؤيده أن البزار رواه في "البحر الزخار" (2/ 25) من طريق فليح به دونها، ويكفي في إنكارها أنه خالفه نافع، فرواه عن (نبيه بن وهب) به دونها. أخرجه مسلم وأصحاب "السنن" وغيرهم كما تراه في "الإرواء"، ولذلك فلم يصب الشيخ شعيب في تصديره التخريج بقوله: "حديث صحيح"! لخلو هذه الزيادة من شاهد مرفوع، فهي لذلك منكرة. وأبعد منه عن الصواب قول الأخ الداراني هنا (4/ 203): "إسناده حسن" كما هو ظاهر مما تقدم، وإن من حداثته في هذا العلم قوله في (عبد الجبار): "وقد ترجمه البخاري (6/ 109)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً"! لأنه لم يترجمه بشيء مطلقًا سوى أنه ذكر اسمه! فهل هذه ترجمة؟! وأهل العلم يعرفون للبخاري هذا الأسلوب، وأنه كتب اسمه لعله يتيسر له فيما بعد شيء يترجمه به، وهذا مثل ترجمة ابن أبي حاتم لبعض رجاله بأن يذكر من روى عنه دون توثيق أو تجريح، فيتوهم بعض الجهلة أنه توثيق منه، وإنما كتبه رجاء العثور على الجرح والتعديل، كما نص عليه في مقدمته (1/ 38)، ولذلك قال الحافظ في (إياس بن نُذَير) الذي وثقه ابن حبان: "وذكره ابن أبي حاتم وبيض له؛ فهو مجهول"، فاعلم هذا؛ فإنه من النفائس. (¬1) هنا في الأصل ما نصُّه قال: "إنّكنَّ إذا فعلتنَّ ذلك قطعتنَّ أَرحامكنَّ"؛ فحذفتها لنكارتها، وتفرد أبي حريز بها، على أنهم اختلفوا عليه فيها، وأكثرهم لم يروها عنه، عند أبي داود والترمذي وأحمد وكذا الطبراني (11/ 336/ 11930). وقد أخطأ الشيخ شعيب خطأً فاحشًا بقوله في تعليقه على "الإحسان" (9/ 426): "حديث حسن، أبو حريز حديثه حسن في الشواهد، وقد توبع"! ثم عزاه للثلاثة المذكورين موهمًا أن الزيادة عندهم!! والمتابعة التي أشار إليها مجرد دعوى وإلا لخرجها، وهو لم يذكر في التخريج مصدرًا آخر غير الطبراني (11805) من طريق جابر الجعفي، ومع أن هذا متروك، فليس فيه الزيادة! {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ}! وأسوأ منه قول الأخ الداراني في تعليقه على الكتاب (4/ 205): =

16 - باب فيمن أسلم وتحته أختان

صحيح لغيره دون: "إنكنَّ ... " - "الإرواء" (1882)، "ضعيف أَبي داود" (352). 16 - باب فيمن أَسلم وتحته أُختان 1066 - 1276 - عن فيروز الديلمي، قال: قلت: يا رسول الله! إنّي أسلمت وتحتي (¬1) أُختان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طلّق أَيتهما شئت". حسن - "الإرواء" (6/ 334 - 335)، "صحيح أَبي داود" (1940). 17 - باب فيمن أَسلم وتحته أَكثر من أَربع نسوة 1067 - 1277 - 1279 - عن [عبد الله بن عمر]: أنَّ غَيلان بن سلمة الثقفي أَسلم وتحته عشر نسوة، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اختر منهنَّ أَربعًا، [وفارق سائرهنَّ] ". فلما كانَ في عهد عمر؛ طلّق نساءه، وقَسَمَ مالَه بين بنيه، فبلغَ ذلك عمر، فلقيه فقال: إنّي أَظنُّ أنَّ الشيطانَ - فيما يسترق من السمع - سمع بموتك فقذفهُ في نفسِك، ولعلّك لا تمكث الّا قليلًا، وايم الله لَتَرُدَّنَّ نساءك ولترجِعنَّ في مالِك؛ أو لأُورثُهُنَّ منك، ولآمرنَّ بقبرك فيرجم، كما رجم قبر أَبي رغال (¬2). ¬

_ = "إسناده حسن من أجل أبي حريز ... " ثم عزاه إلى الثلاثة المشار إليهم، فخفي عليه ما تقدم من الاختلاف! أو تجاهله، وأحلاهما مر، وأسوأ - أو أفحش - من ذلك كله تجاهلهما أن الحديث رواه خمسة آخرون من الصحابة منهم أبو هريرة عند الشيخين مثل رواية الأكثرين عن أبي حريز دون الزيادة، فمن يحسنها مع هذا؛ فهو إما جاهل، أو غافل، أو مغرض. (¬1) كذا في طبعات الكتاب الثلاث، وفي طبعتي "الإحسان": (وعندي)، ولعل الصواب ما أثبته؛ فإنه الموافق لمصادر التخريج كـ "السنن"، و"المسند" وغيره. (¬2) أَبو رغال كانَ دليل الأَحباش أَصحاب الفيل الذين جاءوا من اليمن لهدم الكعبة، فعدَّته العرب خائنًا، وكانت ترجم قبره.

18 - باب في الزوجين يسلمان

صحيح - "الإرواء" (1883). 18 - باب في الزوجين يسلمان [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 19 - باب لفظ التزويج 1068 - 1281 - عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ النكاح أَيسره". وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "أَترضى أَن أُزوجك فلانة؟ ". قال: نعم، قال لها: "أَترضين أَن أُزوجك فلانًا؟ ". قالت: نعم، فزوجها - صلى الله عليه وسلم - ... فذكر الحديث. صحيح - وتقدّم بتمامه (؟؟؟ / 1262). 20 - باب تزويج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 1069 - 1282 - عن أُمّ سلمة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أَصابته مصيبةٌ فليقل: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللهمّ! عندك أَحتسب مصيبتي، فآجِرني فيها، وأبدلني بها خيرًا منها". فلما ماتَ أَبو سلمة قلتها، فجعلتُ كلما بلغتُ: "أَبدلني خيرًا منها" قلت في نفسي: ومَن خيرٌ من أَبي سلمة؟! فلما انقضت عدتها بعثَ إليها أبو بكر يخطبها، فلم تَزوجه، ثمَّ بعث إليها عمرُ [يخطبها] فلم تَزوجه، ثمَّ بعثَ إِليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب يخطبها عليه، قالت: أَخبر

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنّي امرأة غَيْرَى، وأني امرأة مُصْبية، وليس أحد من أَوليائي شاهدًا، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: "ارجع إليها فقل لها: أما قولُكِ: إِنّي امرأة غيرى؛ فأسأل الله أَن يذهب غيرتَك، وأَمّا قولُكِ: إِنّي امرأة مصبية؛ فتكفين صبيانَك، وأَما قولكِ: إنّه ليس أحدٌ من أَوليائي شاهدًا؛ فليس من أَوليائك شاهد ولا غائب يكره ذلك". فقالت لابنها: يا عمر! قم فزوج رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوجه، فكانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيها ليدخلَ بها، فإذا رأته أخذت ابنتها زينبَ فجعلتها في حجرها، فينقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعلم بذلك عمار بن ياسر - وكان أخاها من الرّضاعة -؛ فجاء إِليها فقال: أَين هذه المقبوحة التي قد آذيتِ بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخذها فذهب بها، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها، فجعل يضرب ببصره في جوانب البيت، فقال: "ما فعلت زينب؟ ". قالت: جاء عمار فأَخذها فذهب بها، فبنى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... (¬1) وقال: ¬

_ (¬1) في الأصل هنا ما نصّه: "لا أَنقُصُكِ ممّا أعطيت فلانة؛ رحاءين، وجرّتين، ومرفقة حشوها ليف"، وقال .. "، ولما لم أجد له ما يقويه كأصله فقد حذفته، ولا يغرنك قول الداراني: "إسناد جيد"! فإنه مبني على اجتهاده الفج في اعتماده على توثيق ابن حبان للمجهول كراوي هذا الحديث (محمد ابن عمر بن أبي سلمة) الذي قال فيه أبو حاتم: "لا أعرفه"، ونقله هو معرضًا عنه! ولذلك لم يوثقه الحافظ ولا الذهبي! ولا قول الشيخ شعيب هنا: "حسن"! لأنه حكم مرتجل، فإنه يعني - والله أعلم -: =

21 - باب ما يدعى به للذي يريد الزواج

"إن سبعت لكِ سبعتُ لنسائي". صحيح - "الصحيحة" (293)، "الإرواء" (6/ 219 - 221 و 7/ 83 - 84): م - نحوه. 1070 - 1283 - عن عائشة، قالت: هاجر عبيد الله بن جحش بأمِّ حبيبة بنت أَبي سفيان - وهي امرأته - إِلى أَرض الحبشة، فلمّا قدمَ أَرضَ الحبشةِ مرض، فلما حضرته الوفاة؛ أَوصى إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتزوّجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُمَّ حبيبة، وبعثَ بها النجاشي مع شرحبيل ابن حسنة. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1835). 21 - باب ما يدعى به للذي يريد الزواج 1071 - 1284 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذا أَرادَ الرَّجلُ أَن يتزوّجَ؛ قال له: "بارك الله لك، وبارك عليك". صحيح - "آداب الزفاف" (175)، "صحيح أَبي داود" (1850). 22 - باب إِعلان النكاح 1072 - 1285 - عن عبد الله بن الزبير، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ = "حسن لغيره"، وهذا يعني أن الحديث بتمامه له شواهد ومتابعات في المصادر التي ذكرها في تخريج الحديث في "الإحسان"، ولا شيء من ذلك بخصوص هذه الزيادة، وإن كان بمعنى أنه حسن لذاته - وهذا ما أستبعده - تناقض مع غمزه في التخريج لتوثيق ابن حبان، واعتماده على قول الحافظ في الرواي المذكور: "مقبول"، يعني: عند المتابعة، والواقع أنه لا متابعة في الزيادة!

23 - باب في حق المرأة على الزوج

"أَعلنوا النّكاح". حسن صحيح - "آداب الزفاف" (193)، "المشكاة" (3152)، "الإرواء" (1993). 23 - باب في حقّ المرأة على الزوج 1073 - 1286 - عن معاوية بن حيدة: أنَّ رجلاً سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: ما حقُّ المرأة على الزوج؟ قال: "يُطعمها إِذا طَعِم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبّح، ولا يهجر إلّا في البيت". صحيح - "الإرواء" (2033)، "صحيح أَبي داود" (1859 و 1860)، "المشكاة" (3259)، "آداب الزفاف" (280). 1074 - 1287 - عن أَبي موسى، قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فرأينها سيئة الهيئة، فقلن: ما لكِ؟! ما في قريش رجل أَغنى من بعلِك! قالت: ما لنا منه شيء، أَمّا نهاره فصائم، وأَمّا ليله فقائم! قال: فدخلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرنَ ذلك له؟ فلقيه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عثمان! أَما لك فيَّ أُسوة؟! ". قال: وما ذاك يا رسولَ الله! فداك أَبي وأُمي؟! قال: "أَما أَنت فتقوم الليلَ وتصوم النّهار، وإنَّ لأَهلِكَ عليك حقًّا، وإِنَّ لجسدِك عليك حقًّا، صَلِّ وَنَمْ، وصم وأَفطر". قال: فأتتهم المرأة بعد ذلك [عَطِرَةً] كأَنّها عروس، فَقُلْنَ لها: مه؟! قالت: أَصابنا ما أَصابَ النّاس.

24 - باب في حق الزوج على المرأة

صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1239). 1075 - 1288 - عن عائشة [رضي الله عنها]، قالت: دخلت امرأة عثمان بن مظعون - واسمها خولة بنت حكيم - على عائشة وهي بَذّة الهيئة، فسألتها عائشة: ما شأنُك؟! قالت: زوجي يقوم الليل، ويصوم النهار، فدخل النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت عائشة ذلك له؟ فلقي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون، فقال: "يا عثمان! إنَّ الرهبانيّةَ لم تكتب علينا، أَما لك فيّ أُسوةٌ حسنة؟! فواللهِ إِنّي لأَخشاكم للهِ، وأحفظكم لحدوده". صحيح لغيره - المصدر نفسه. 24 - باب في حقّ الزوج على المرأة 1076 - 1289 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: جاء رجل بابنة له إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! هذه ابنتي، قد أَبت أَن تتزوجَ! فقال لها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَطيعي أَباك"، فقالت: والذي بعثك بالحقِّ لا أَتزوّج حتّى تخبرني ما حقّ الزوج على زوجته؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "حقُّ الزوج على زوجتِه، أَن لو كانت به قرحة فلحستها ما أَدّت حقّه". فقالت: والذي بعثك بالحقِّ لا أَتزوج أَبدًا! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُنْكِحوهنَّ إلّا بإذنهنَّ" (¬1). ¬

_ (¬1) كذا الأصل وهو الصواب، وفي الطبعتين الأخريين، وطبعتي "الإحسان": "بإذن أهلهن"! وهو مخالف للسباق والسياق، وما أثبته موافق لرواية البزار (2/ 177 - 178)، وقد رواه عن شيخه =

حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 74). 1077 - 1290 - عن ابن أَبي أَوفى، قال: لما قدم معاذ بن جبل من الشام! سجد للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا يا معاذ؟! ". قال: يا رسولَ اللهِ! قدمت الشام، فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم وأَساقفتهم، فأردتُ أَن أَفعلَ ذلك بك، قال: "فلا تفعل؛ فإنّي لو أَمرت شيئًا يسجدَ لشيءٍ؛ لأمرتُ المرأة أَن تسجدَ لزوجها، والذي نفسي بيدِه؛ لا تؤدي المرأة حقَّ ربِّها حتّى تؤدي حقَّ زوجها؛ [حتى لو سألها نفسها، وهي على قتب، لم تمنعه] " (¬1). صحيح - "التعليق" أَيضًا (3/ 76)، "آداب الزفاف" (284)، "الإرواء" (7/ 56). 1078 - 1291 - عن أَبي هريرة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ حائطًا من حوائط الأَنصارِ، فإِذا فيه جملان يَضربان (¬2) وَيرعُدان، فاقتربَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهما، فوضعا جِرانهما بالأَرض، فقال من معه: يُسْجَدُ لك (¬3)! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = (أحمد بن عثمان بن حكيم، وهو شيخ شيخ ابن حبان، ولرواية ابن أبي شيبة (4/ 303)، ورواه عن شيخه جعفر بن عون شيخ أحمد بن عثمان، كما يشهد له قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ... " متفق عليه، وهو مخرج في الإرواء" (6/ 228)، وهو مذهب البخاري، انظر "الفتح" (9/ 191 - 192)، وخفي هذا الخطأ على الشيخ شعيب هنا، وفي "الإحسان"!! (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، و"المسند"، ولم يستدركها الداراني. (¬2) أي: يركضان ويسرعان، و (الجران): باطن العنق. (¬3) كذا الأصل، وفي "الإحسان": (سجد له)، وفي "ترغيب الأصبهاني" (2/ 625): (سجدا له)، وهذا أنسب وألصق بالسياق؛ فلعل فيه سقطًا أو طيًّا واختصارًا؛ فإنّ أصله كما في رواية ابن =

"ما ينبغي لأحدٍ أَن يسجدَ لأحد، ولو كانَ أحد ينبغي له أَن يسجدَ لأَحدٍ؛ لأَمرتُ المرأةَ أَن تسجدَ لزوجها؛ لما عَظَّم الله عليها من حقّه". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 75)، "الإرواء" (1998)، "المشكاة" (3255). 1079 - 1294 - عن ابن مسعود، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: [أنَّه] قال للنساء: "تصدّقنَ؛ فإنّكنَّ أَكثر أَهل النّارِ". قالت امرأة ليست من عِلْيَةِ النساء: بم - أو: لم -؟! قال: "لأَنكنَّ تكثرنَ اللعن، وتكفرن العشير". قال عبد الله: ما من ناقصات العقل والدين أَغلب على الرّجال ذوي الأَمر على أَمرهم من النساء، قيل: وما نقصان عقلها ودينها؟ قالَ: أمّا نقصان عقلها؛ فإنَّ شهادةَ امرأتين بشهادة رجل، وأَمّا نقصان دينها؛ فإنّه يأتي على إِحداهنَّ كذا وكذا يوم لا تصلي فيه صلاة واحدة. صحيح لغيره دون قوله في المرأة: من عِلية النساء (¬1) - "الصحيحة" (3142)، "الإرواء" (1/ 205)، "الظلال" (2/ 463 - 464): م - أَبي هريرة وابن عمر مرفوعًا كلّه. ¬

_ = عباس لهذه القصة والمعجزة، ولفظه: قالوا: يا رسول الله! هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك، أفلا نسجد لك؟ قال ... وهو مخرج في "الصحيحة" (3490)، وقد فات هذا التصحيح المعلقين الأربعة. (¬1) قلت: وفي حديث أَبي هريرة أَنها كانت: جَزْلة؛ أَي: ذات عقل ورأي، كما قال النووي في "شرح مسلم". وأما قول ابن الأثير: "أَي: تامة الخلق" فمما لا يناسب المقام كما هو ظاهر. ومن أَجل هذه المخالفة، ووَقْف قوله: ما من ناقصات؛ أَوردت الحديث في "ضعيف الموارد" أَيضًا؛ وخشية أَن يتعلق به بعض ذوي الأَهواء، فينفون صحته، وهو ثابت في أَحاديث كما بينته هناك.

25 - باب في إتيان الرجل أهله

1080 - 1295 - عن طلق بن علي، قال: قال: سمعتُ نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا دعا الرَّجلُ زوجتَه لحاجتِه فَلْتُجِبْه؛ وإِنْ كانت على التنّورِ". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 79)، "الصحيحة" (1202). 1081 - 1296 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا صلّت المرأة خمسَها، وصامت شهرَها، وحصَّنت فرجها، وأَطاعت بعلها؛ دخلت من أَي أَبواب الجنّة شاءت". حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 73)، "آداب الزفاف" (286). 25 - باب في إِتيان الرَّجل أَهله 1082 - 1298 - عن أَبي ذر، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لك في جماعِ زوجتكَ أَجر". فقيل: يا رسولَ اللهِ! وفي شهوةٍ يكونُ أَجر؟! قال: "نعم، أَرأيتَ لو كانَ لك ولد قد أدرك ثمَّ مات، أكنت محتسبه؟ ". قال: نعم، قال. "أَنت خلقته؟ " قال: بل الله خلقه، قال: "أَنت كنت هديته؟ ". قال: بل الله هداه، قال: "أَكنت ترزقه؟ "، قال: بل الله كانَ يرزقه؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

26 - باب النهي عن الاتيان في الدبر

"فضعه في حلالِه [، وجنِّبه حَرَامه] (¬1) وأَقرِرْه؛ فإِن شاء اللهُ أَحياه، وإِنْ شاء أَماته، ولك أَجر". صحيح لغيره - "الصحيحة" (975). 26 - باب النهي عن الاتيان في الدبر 1083 - 1299 و 1300 - عن خزيمة بن ثابت الخطمي، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساءَ في أَعجازهنّ". صحيح - "الإرواء" (7/ 66/ 2005)، "المشكاة" (3193)، "آداب الزفاف" (104). 1084 - 1301 - عن علي بن طلق: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ! إِنّه يخرج من أَحدنا الرُّوَيحة؟! قال: "إِذا فسا أَحدكم فليتوضأ (¬2)، ولا تأتوا النساء في أَعجازهنَّ". حسن لغيره - "المشكاة" (314/ التحقيق الثاني)، "ضعيف أَبي داود" (27)، وقد مضى (... / 203). 1085 - 1302 و 1303 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينظر اللهُ إِلى رجل أَتى [رجلًا أَو] امرأة في دبرها". صحيح - "آداب الزفاف" (105). ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان" لم يستدركها المعلقون الأربعة. (¬2) قلت: في بعض الروايات زيادة بلفظ: "فلينصرف فليتوضأ، وليعد الصلاة"؛ وهي منكرة، ولذلك أَوردته في "ضعيف أَبي داود"، وقد تقدمت في الحديث (203)، وجازف الأخ الداراني فصحح إسنادها، وفيه جهالة ومخالفة كما ذكرت هناك.

27 - باب ما جاء في وطء المرضع

27 - باب ما جاء في وطءِ المرضع 1086 - 1304 - عن أَسماء بنت يزيد بن السكن، قالت: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[يقول]: "لا تقتلوا أَولادكم سرًّا؛ فإنَّ [قتل] الغَيْلِ (¬1) يدرك الفارس فيُدَعْثِرُهُ (¬2) عن فرسه". حسن - "المشكاة" (3196/ التحقيق الثاني). [27/ 2 - باب ما جاء في العزل 1087 - 4182 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ رجلًا من الأَنصارِ جاءَ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنَّ عندي جارية وأَنا أَعزلُ عنها؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنّه سيأتيها ما قُدّر لها". ثمَّ أَتاه بعد ذلك فقال: إنّها قد حملت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قدر الله نسمة تخرج؛ إِلّا هي كائنة". فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: كان يقال: لو أنَّ النطفة التي قدّرَ منها الولد، وضعت على صخرة؛ لأخرَجَتْ]. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1889): م - نحوه دون قول ابراهيم: لو أنَّ ... إلخ. ¬

_ (¬1) الأصل: "فإن قتله يدرك"! والتصحيح من "الإحسان" (5952) وغيره. (¬2) أي: يصرعه ويسقطه، وأراد بهذا أن المرضع إذا جومعت فحملت فسد لبنها، وينهك الولد إذا اغتذى بذلك اللبن، فإذا صار رجلاً، وركب الخيل، فركضها؛ فربما أدركه ضعف الغيل فزال وسقط عن متونها، فكان ذلك كالقتل له؛ غير أنه سِرٌّ لا يرى ولا يعرف. انظر: "شرح السنة" (9/ 109).

28 - باب ما جاء في القسم

28 - باب ما جاء في القَسْم 1088 - 1306 - عن عائشة، قالت: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال نساؤه: انظر حيث تحب أَن تكونَ فيه فنحن نأتيك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "وكلكن (¬1) على ذلك؟ ". قلن: نعم، فانتقل إِلى بيت عائشة، فماتَ فيه - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1854): خ مختصرًا. 29 - باب في غيرة النساء 1089 - 1307 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من كانت له امرأتان، فمالَ مع إحداهما على الأُخرى؛ جاء يومَ القيامة وأَحد شقيه ساقط". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 79)، "الإرواء" (2017)، "صحيح أَبي داود" (1850). 30 - باب في عِشرة النساء 1090 - 1308 - عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المرأةَ خُلقت من ضِلَعٍ، فإِن أَقمتها كسرتها، فدارها؛ تعش بها". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 72). 1091 - 1309 - عن أَبي هريرة، أنّه سمع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) الأصل: "وكلكم"! والتصحيح من "الإحسان".

31 - باب ما جاء في الغيرة وغيرها

"لا يحلُّ لامرأة [أن] تصوم وزوجها شاهد إِلّا بإذنِه، ولا تأذن لرجل في بيتها وهو له كاره، وما تصدقت من صدقة؛ فله [نصف] صدقتها، وإنّما خلقت من ضلع". صحيح لغيره - "الإرواء" (7/ 64)، "صحيح أبي داود" (2121). ومضى طرفه الأَول من طريق آخر وبزيادة فيه مهمة برقم (... / 954). 1092 - 1310 - عن عائشة، قالت: سابقني النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فسبقته، فلبثنا حتّى إِذا أَرهقني (¬1) اللحم؛ سابقني فسبقني، فقال [النبي]- صلى الله عليه وسلم -: "هذه بتلك". صحيح لغيره - "الإرواء" (1502)، "آداب الزفاف" (276)، "المشكاة" (3251)، "صحيح أَبي داود" (2323). 1093 - 1311 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَكمل المؤمنين إِيمانًا أَحسنهم خُلقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم" (¬2). صحيح لغيره - "الصحيحة" (284). 1094 - 1312 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُكم خيرُكم لأَهلِه، وأَنا خيرُكم لأَهلي، وإِذا ماتَ صاحبُكم فدعوه". صحيح - المصدر نفسه (285). 31 - باب ما جاء في الغَيْرة وغيرها 1095 - 1313 - عن ابن عتيك الأَنصاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أَي: غشيني، وفي رواية أَبي داود: فلما حملت اللحم ... وهو رواية لـ "كبرى النسائي"، وهو كناية عن السِّمَن. (¬2) الحديث في "الإحسان" (6/ 188/ 4164) بإسناد آخر عن أَبي هريرة، ولم أَره في مكان آخر بإسناده الذي ساقه هنا.

32 - باب استعذار الرجل من امرأته

"إنَّ من الغَيرةِ ما يحبُّ اللهُ، ومنها ما يبغضُ الله، فأَمّا الغيرةُ الّتي يحبُّ [الله]؛ فالغيرةُ في الله، [وأمّا الغيرةُ التي يبغضُ؛ فالغيرةُ في غيرِ الله]، وإنَّ من الخيلاء ما يحبّ الله، [ومنها ما يُبغضُ الله]، [فأمّا الخيُلاءُ التي يحبُّ الله]: أَن يتخيّلَ العبدُ بنفسِه عند القتال، وأن يتخيل عند الصدقة (¬1)، وأمّا الخُيلاء التي يبغضُ الله؛ فالخُيلاءُ لغير الدين". حسن - "الإرواء" (1999)، "صحيح أَبي داود" (2388). 32 - باب استعذار الرَّجل من امرأته 1096 - 1314 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - استعذرَ أَبا بكر من عائشة (¬2)، ولم يظن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَن ينالَها [أبو بكر] بالذي نالها (¬3)، فرفع أَبو بكر يدَه فلطمها، وصكَّ في صدرها، فوجد من ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: "يا أَبا بكر! ما أَنا بمستعذرِك منها بعدها أَبدًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2900). 33 - باب ضرب النساء 1097 - 1315 - عن ابن عباس: ¬

_ (¬1) قلت: وجه ذلك كما قال ابن الأثير: "أما الصدقة؛ فأن تهزه أريحيَّة السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه، فلا يستكثر كثيرًا، ولا يعطي منها شيئًا إلا وهو له مستقل، وأما الحرب فأن يتقدم فيها بنشاط وقوة ونخوة وجنان". (¬2) أي: أنه - صلى الله عليه وسلم - طلب من أبي بكر أن يعذره إن هو - صلى الله عليه وسلم - أدّبها. (¬3) الأصل في الطبعات الثلاث: (أن ينال منها بالذي نال منها)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"مصنف عبد الرزاق" والزيادة منه.

أنَّ الرجالَ استأذنوا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في ضربِ النساء؟ فأذنَ لهم، فضربوهنَّ، فباتَ، فسمع صوتًا عاليًا، فقال: "ما هذا؟ "، فقالوا: أَذنتَ للرّجالِ في ضربِ النساء فضربوهنَّ، فنهاهم، وقال: "خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأَنا من خيرِكم لأهلي". صحيح لغيره دون سبب الورود (¬1) - "الصحيحة" (285)، "التعليق الرَّغيب" (3/ 72). 1098 - 1316 - عن إِياس بن أَبي ذُباب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تضربوا إِماءَ الله". [قال:] فذئِرَ النساء (¬2)، وساءت أَخلاقهنَّ على أَزواجهنَّ، فجاء عمر ابن الخطاب فقال: قد ذئر النساء [وساءت أخلاقهن على أزواجهن] منذ نهيتَ عن ضربهنَّ! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فاضربوا"، فضرب الناس نساءهم تلك الليلة، فأَتى نساءٌ كثير يشتكين الضرب، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح: ¬

_ (¬1) لم يتنبّه لهذا الاستثناء المعلقون على الكتاب - على غالب عادتهم -، بل وتناقضوا، فالشيخ شعيب - ومن معه - قال: إنه حسن، ويعني: أَنّه حسن لغيره، وبه صرّح في تعليقه على "الإِحسان" (9/ 492)، وذكر أَن في إِسناده راويين لم يوثقهما غير ابن حبان، مشيرًا الى جهالتهما، ثم بين سبب تحسينه المذكور بقوله: "ويشهد له حديث عائشة المتقدم"؛ يعني حديثها في آخر الباب (30)! وغفل أَنه ليس فيه (سبب الورود)، فكان ينبغي استثناؤه من التحسين كما يقتضيه التحقيق. وأَما الداراني ومن معه؛ فجوّد إسناده اعتدادًا منه بالتوثيق المذكور، وهدرًا لنقد الحفاظ إيّاه كما عليه علم المصطلح! مع تصريح الحافظ الذهبي في أَحدهما أَنّه لا يعرف! (¬2) أَي: نشزن واجترأن.

34 - باب الإيلاء

"لقد طافَ بآل محمد الليلة سبعون امرأة؛ كلهن يشتكين الضربَ، وايم اللهِ لا تجدون أُولئك خيارَكم". صحيح لغيره - "المشكاة" (3261/ التحقيق الثاني)، "صحيح أَبي داود" (1863). 34 - باب الإيلاء 1099 - 1317 - عن عائشة، قالت: آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائِه، فجعل الحرام حلالًا، وجعل في اليمين كفارة. صحيح لغيره - التعليق على "ابن ماجه" (1/ 639). 35 - باب فيمن أَفسد امرأة على زوجها أَو عبدًا على سيده 1100 - 1318 - عن بريدة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من خَبَّبَ (¬1) زوجةَ امريءٍ أَو مملوكَه؛ فليسَ منّا، ومن حلفَ بالأَمانةِ؛ فليسَ منّا". صحيح - "الصحيحة" (94 و 325). 1101 - 1319 - عن أَبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من خبّبَ عبدًا على أهله؛ فليسَ منّا، ومن أَفسدَ امرأة على زوجها؛ فليسَ منّا". صحيح - "الصحيحة" (324)، "صحيح أَبي داود" (1890). [35/ 2 باب النفقة] 1102 - [4226 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أي: خدع وأفسد، كما في "النهاية".

[35/ 3 - من فتنة النساء التزين لغير المحارم]

"كفى بالمرء إثمًا أَن يضَيِّعَ من يقوت"]. حسن - "صحيح أَبي داود" (1485)، "تخريج فقه السيرة" (436)، "الإرواء" (894). [35/ 3 - من فتنة النساء التزين لغير المحارم] 1103 - [5564 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذكر الدنيا فقال: "إنَّ الدنيا خَضِرة حلوة؛ فاتقوها واتقوا النساءَ". ثمَّ ذكرَ نسوةً ثلاثةً من بني إِسرائيل؛ امرأتين طويلتين [تعرفان]، وامرأة قصيرة لا تُعرفُ، فاتخذت رجلين من خشب، وصاغت خاتمًا، فحشته من أَطيب الطيب: [المِسك، وجعلت له غَلْقًا] (¬1)، فإذا مرّت بالمسجد أو بالملإِ قالت به؛ ففتحته؛ ففاح ريحه"]. صحيح - "الصحيحة" (486، 591): م مفرقًا نحوه. * * * ¬

_ (¬1) هذه الزيادة - والتي قبلها - من "صحيح ابن خزيمة" (1699)؛ فإن ابن حبان رواه عنه؛ وزاد - أيضًا - في آخره: قال المستمرُّ بخنصره اليسرى؛ فأشخصها - دون أصابعه الثلاث - شيئًا، وقبض الثلاث. وقوله: قال؛ يعني: أشار. وكذا قوله في الحديث: "قالت"؛ أي: أشارت.

19 - كتاب الطلاق

19 - كتاب الطلاق 1104 - 1320 - عن ثوبان، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَيما امرأة سألت زوجها طلاقها؛ من غير بأسٍ؛ فحرامٌ عليها رائحة الجنّة". صحيح - "الإرواء" (2095)، "المشكاة" (3279). 1 - باب في المطلقة ثلاثًا 1105 - 1323 - عن الزُّبير بن عبد الرحمن بن الزَّبير: أنَّ رفاعة بن سموأل طلّقَ امرأته تميمة (¬1) بنتَ وهب في عهد رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، فنكحها عبد الرحمن بن الزبير، فلم يستطع أَن يمسّها، ففارقها، فأرادَ رِفاعةُ أنْ ينكحها، وهو زوجها الأَوّل الذي كانَ طلقها، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فنهاه أَن يتزوجها وقال: "لا تحلُّ [لك] حتّى تذوق العُسيلة". صحيح لغيره - "الإرواء" (6/ 300 - 301). 2 - باب الرَّجعة 1106 - 1324 - عن عمر رضوان الله عليه: ¬

_ (¬1) الأصل: نعيمة! والتصحيح من مصادر التخريج ومصادر ترجمة مطلَّقة رفاعة، كـ "أُسد الغابة"، و"الإصابة". و (الزُّبير) الحفيد على الجادة: بالضم، وجدّه (الزَّبير) بالفتح كما في "التقريب" وغيره.

3 - باب الخلع

أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - طلّقَ حفصةَ ثمَّ راجعها. صحيح - "الإرواء" (2077)، "صحيح أَبي داود" (1975)، "الأَحاديث المختارة" (154 - 155). 1107 - 1325 - عن ابن عمر، قال: دخلَ عمر على حفصة وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟! لعلَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد طلقك؟ إِنّه قد كانَ طلقك، ثمَّ راجعك من أَجلي، وايم الله لئن كانَ طلّقَكِ؛ لا كلمتُكِ كلمةً أَبدًا. صحيح - "الإرواء" (7/ 158). 3 - باب الخُلْع 1108 - 1326 - عن حبيبة بنت سهل الأَنصاريّة: أنّها كانت تحتَ ثابت بن قيس بن شمّاس، وأَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ إِلى صلاةِ الصبحِ، فوجدَ حبيبة بنت سهل على بابِه في الغَلَس، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما شأنُك؟! ". فقالت: لا أَنا ولا ثابت بن قيس - لزوجها -؛ فلمّا جاء ثابت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذه حبيبة بنت سهل، قَدْ ذكرت (¬1) ما شاءَ اللهُ أَن تذكر". ¬

_ (¬1) الأصل: "فَذَكرت"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"موطأ مالك"، وغيره من المصادر، وهو مما فات الأخ الداراني وصاحبه! مع أنه عزاه لتلك المصادر بتوسع كما هي عادته! أما تحقيق النص؛ فأمر لا يعطيه أي عناية!!

4 - باب العدد

قالت حبيبة: يا رسولَ اللهِ! كلُّ ما أَعطاني عندي، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لثابت [بن قيس]: "خذ منها". فأخذَ منها، وجلست في أَهلها. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1929). 4 - باب العِدد 1109 - 1327 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة بنت قيس: "اذهبي إِلى أُم شَريك، ولا تَفُوتينا بنفسِك" (¬1). حسن صحيح - "الإرواء" (6/ 208): م عن فاطمة "الزوائد". 1110 - 1328 - عن أُم سلمة (¬2)، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "المتوفى عنها زوجها؛ لا تلبس المعصفر من الثياب، ولا المُمَشَّقة، ولا الحلي، ولا تختضب، ولا تكتحل". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1995). 1111 - 1329 - عن أَبي السنابل، قال: وضعت سبيعة [حَمْلَها] بعد وفاة زوجها بثلاث وعشرين أو خمس ¬

_ (¬1) أي: لا تنفردي برأيك في نفسك، من الفوت وهو السبق، وهو بمعنى الروايات الأخرى: "إذا حللتِ فآذنيني". قلت: وهذا الحديث مما بخسه حقه المعلقون الأربعة فحسنوه فقط! وهو صحيح بشاهده المشار إليه أعلاه عند مسلم، وذلك لسبب جمودهم عند رواية الكتاب، دون النظر في الشواهد والمتابعات! (¬2) هذا هو الصواب تبعًا لما في "الإحسان" (4291)، و"مسند أَبي يعلى" (4/ 1670)، وقد أخرجه المؤلف من طريقه. ووقعَ في الأَصل: أُم سُليم!

وعشرين ليلة، فلما وضعت تشوَّفَت للأَزواج، فعِيب ذلك عليها، فذكر ذلك لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "وما يمنعها وقد انقضى أَجلها؟! ". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1996). 1112 - 1330 - عن أَبي سلمة، قال: سئل ابن عباس عن امرأة وضعت بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة؟ فقال ابن عباس: آخر الأَجلين، قال أَبو سلمة: فقلت: أَما قال الله: {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}؟! قال أَبو هريرة: أَنا مع ابن أَخي - يعني: أَبا سلمة -، فأَرسل ابن عباس كُريبًا الى أَزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يسألهنَّ: هل سمعتنَّ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك سنّةً؟ فأرسلن إِليه: إنَّ سبيعةَ الأَسلميةَ وضعت بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة، فزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (قلت): هو في "الصحيح" من حديث أُمِّ سلمة فقط. صحيح - "الإرواء" (7/ 192/ 2113): ق، فليس هو على شرط "الزوائد". 1113 - 1331 - عن فُرَيعة: أنَّ زوجها كانَ في قرية من قرى المدينة، وأنّه تبعَ أَعلاجًا (¬1) فقتلوه، فأتت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت الوحشةَ، وذكرت أَنَّها في منزل ليس لها، وأنّها استأذَنته أَن تأتي إِخوتها بالمدينة؟! فأذنَ لها، ثمَّ أَعادها فقال لها: "امكثي في بيتِه الذي جاء فيه نعيه، حتّى يبلغَ الكتابُ أَجلَه". صحيح - انظر ما بعده. ¬

_ (¬1) جمع (عِلج)، وهو الرجل القوي الضخم، وهم عبيد له فرّوا، كما في الرواية التالية.

1114 - 1332 - عن الفريعةِ بنتِ مالك بن سنان - وهي أُخت أَبي سعيد -: أنّها أَتت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تسأله أَن ترجعَ إِلى أَهلِها في بني خُدْرَة؛ فإنَّ زوجها خرجَ في طلبِ أَعبدٍ له أَبَقُوا، حتّى إِذا كانوا بطرف (القَدُوم) لحقهم فقتلوه، فسألتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَن أَرجع الى أَهلي؛ فإنَّ زوجي لم يتركني في منزل يملكه، ولا نفقة لي؟ فقالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم". فانصرفت، حتّى إِذا كنت في الحجرة - أَو في المسجد -؛ دعاني - أَو أَمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَدُعِيتُ لَه -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيفَ قلتِ؟ ". فرددت عليه القصة التي ذكرتُ من شأن زوجي، فقال: "امكثي في بيتكِ حتّى يبلغَ الكتابُ أَجلَه". قالت: فاعتددت فيه أَربعة أَشهر وعشرًا. قالت: فلمّا كانَ عثمان [بن عفان]؛ أَرسل إليّ، فسألني عن ذلك؟ فأخبرته، فاتَّبعه، وقضى به. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2/ 1992)، "تيسير الانتفاع/ زينب بنت كعب"، "الإرواء" (7/ 206 - 207/ التحقيق الثاني) (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: من غرائب الداراني في هذا الحديث، والحديث الذي قبله: أنه لم يتعرض لنقل توثيق ابن حبان الوحيد للتابعية الرواية لهما (زينب بنت كعب بن عجرة)، وهو الهائم بتوثيقه حتى للمجهولين حقًّا، كما تقدم التنبيه على ذلك مرارًا - وفي المقدمة - ردًّا وبيانًا ونصحًا، فلا أدري ما هو السبب؟! أهو لم يحسن الوقوف على ترجمتها فيه - وله في ذلك سلف -؟! أم صرفه عنه هيامه الآخر، وهو الاهتمام =

5 - باب عدة أم الولد

5 - باب عِدة أُمّ الولد 1115 - 1333 - عن عمرو بن العاص، قال: لا تَلْبِسوا علينا سنّة نبينا - صلى الله عليه وسلم -! عدّة أُم الولد عدّة المتوفى عنها زوجها. صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1998). 6 - باب الظهار 1116 - 1334 - عن خُويلَة بنت ثعلبة، قالت: فيَّ - والله - وفي أَوس بن الصامت أَنزلَ الله جلَّ وعلا صدرَ سورة المجادلة، قالت: كنتُ عنده، وكانَ شيخًا كبيرًا؛ قد ساءَ خلقه وضجر، قالت: فدخلَ عليَّ يومًا؛ فراجعته في شيءٍ، فغضبَ وقال: أَنتِ عليّ كظهرِ أُمي. ثمَّ خرجَ فجلسَ في نادي قومِه ساعة، ثمَّ دخلَ عليَّ، فإذا هو يريدني على نفسي، فقلت: [كلا] والذي نفس خُوَيلة بيده؛ لا تَخْلُصُ إِليّ وقد قلتَ ما قلتَ حتّى يحكم اللهُ ورسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني، فامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأةُ الشيخَ الضعيفَ، فألقيته عني، ثمَّ خرجتُ إِلى بعض جاراتي، فاستعرت منها ثيابًا، ثمَّ خرجت حتّى جئتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ¬

_ = بالوسيلة عن الغاية، وهي تسويد ثلاث صفحات بتخريج الحديث، وتصدير السطور بقوله: "وأخرجه فلان .. "، و"أخرجه فلان .. "، وتكراره إياها تكرارًا مخلًّا ممجوجًا قرابة عشرين مرة! لكل مرة سطر إلى ثلاثة أو أكثر! وكان من الممكن تقليلها إلى نحو ربعها؟! ولكنه الانشغال بالوسيلة عن الغاية، وحب الدنيا رأس كل خطيئة! وقد سبق مني بيان سبب الصحة، مع تفرد ابن حبان بتوثيقها في المقدمة! والتفصيل في المصادر المذكورة أعلاه.

فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه ما أَلقي من سوء خلقه؟ قالت: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا خويْلةُ! ابن عمّك شيخٌ كبير، فاتقي (¬1) الله فيه". قالت: فوالله ما برحت حتّى نزلَ القرآن، فتغشى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ما كانَ يتغشاه، ثمَّ سُرِّيَ عنه، فقال: "يا خُويْلةُ! قد أَنزلَ الله [جل وعلا] فيكَ وفي صاحبِك". قالت: ثمَّ قرأ عليّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ فقال رسول اللهِ: "مُرِيهِ فليعتق رقبة". قالت: قلت: يا رسولَ اللهِ! ما عنده ما يعتق؟! قال: "فليصم شهرين متتابعين". قالت: فقلت: [والله] يا رسولَ اللهِ! إنّه شيخ كبير ما به [من] صيام؟! قال: "فليطعم ستين مسكينًا [وسقًا من تمر] ". قالت: فقلت: والله يا رسولَ الله! ما ذلك عنده؟! قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنّا سنعينه بعَرْق من تمر". ¬

_ (¬1) الأصل: "فأَبْلي"! والمثبت في "الإحسان" ومصادر التخريج، ومنه صححت أخطاءً أخرى منها: (خولة) إلى (خويلة)، وإن كان يقال فيها هذا وهذا، كما استدركت الزيادات. وهو مما فات الداراني المبتلى بحب التوسع في التخريج دون التحقيق!!

7 - باب اللعان

قالت: [فقلت:] وأَنا يا رسول الله! سأُعينه بِعَرْقٍ آخر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَصبتِ - أو أَحسنتِ -؛ فاذهبي فتصدقي به عنه، واستوصي بابن عمّك خيرًا". فقالت: ففعلت. حسن لغيره - "الإرواء" (2087)، "صحيح أَبي داود" (1918). 7 - باب اللعان [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 8 - باب الولد للفراش 1117 - 1336 - عن عبد الله [بن مسعود]، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر". صحيح لغيره (¬1) - "صحيح أَبي داود" (1966): ق - أَبي هريرة وعائشة. * * * ¬

_ (¬1) قلت: صحّح إسناده المعلقون الأربعة؛ متجاهلين عنعنة المغيرة بن مقسم، وهو مدلس، أو أنهم غافلون عن تدليسه، فقد تكرر هذا منهم، أو أنّ المعلق واحد!!

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ جَمِيع حُقُوق الملكية الأدبية مَحْفُوظَة للناشر، فَلَا يسمح مُطلقًا بطبع أَو نشر أَو تَصْوِير أَو إِعَادَة تنضيد الْكتاب كَامِلا أَو مجزأ. ويحظر تخزينه أَو برمجته أَو نسخه أَو تسجيله فِي نطاق استعادة المعلومات فِي أَي نظام كَانَ ميكانيكي أَو إلكتروني أَو غَيره يمكِّن من استرجاع الْكتاب أَو جُزْء مِنْهُ. وَلَا يسمح بترجمة الْكتاب أَو جُزْء مِنْهُ إِلَى أَي لُغَة أُخْرَى دون الْحُصُول على إِذن خطي مسبق من الناشر.

صَحِيحُ مَوَارد الظَّمْآن

جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة للناشر الطَّبعة الأولى 1422 هـ - 2002 م دَار الصميعي للنشر والتوزيع هَاتِف: 4262945 - 4251459 - فاكس: 4245341 الرياض - السويدي - شَارِع السويدي الْعَام ص. ب: 4967 - الرَّمْز البريدي: 11412 المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

20 - كتاب الأطعمة

20 - كتاب الأطعمة 1 - باب 1118 - 1337 - عن حفصة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يجعلُ يمينَه لطعامِه، ويجعلُ شمالَه لما سوى ذلك. حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (25). 1119 - 1338 و 1339 - عن عمر بن أَبي سلمة، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجلس يا بُني! وسمِّ اللهَ، وكل بيمينك، وكل ممّا يليك". قال: فوالله ما زالت إِكلتي بعدُ. صحيح - "الإرواء" (1968): ق - وليس عند (م) الوقوف آخره، وعليه فهو ليسَ على شرط "زوائده"؛ إِلّا أَن يكونَ أَورده من أجل أنه ليس عندهم: "اجلس يا بُني! ". 1120 - 1340 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نسيَ أَن يذكرَ اللهَ في أَوّلِ طعامِه؛ فليقل حين يذكر: بسم اللهِ في أَولِه وآخرِه (¬1)؛ فإنّه يستقبلُ طعامهُ جديدًا، ويمنعُ الخبيثَ ما كانَ يصيب منه". صحيح - "الصحيحة" (198)، "الإرواء" (7/ 26 و 27). ¬

_ (¬1) يلاحظُ القارئ أنَّ اللفظَ في هذا الحديث: "في أوله .. "، وفي الذي يليه: "أولَه" دون حرف: "في"، وهذا أَصح من الآخر؛ لأن هذا صحيح لذاته، والآخر صحيح لغيره. والله أَعلم.

1121 - 1341 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل طعامًا في ستة نفر، فجاء أَعرابيّ، فأكله بلقمتين، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه لو كانَ سمّى بِاللهَ لكفاكم، فإذا أَكلَ أَحدُكم طعامًا؛ فليذكر اسمَ الله عليه، فإن نسي في أَولِه؛ فليقل: بسم الله أَوله وآخره". صحيح لغيره - "الإرواء" (1965). 1122 - 1342 - عن جابر، قال: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع، ونهانا عن خمس: "إِذا رقدتَ فأغلق بابَكَ، وأَوكِ سقاءَك، وخمّر إِناءَك، وأَطفِئ مصباحَك؛ فإنَّ الشيطانَ لا يفتحُ بابًا، ولا يَحُلُّ وِكاءً، ولا يكشفُ غطاءً، وإنَّ الفأرةَ الفُوَيْسقة تحرق على أَهل البيت بيتَهم. ولا تأكل بشمالِك، ولا تشرب بشمالك، ولا تمشِ في نعلٍ واحدة، ولا تشتمل الصمّاء، ولا تَحْتَبِ في الإزارِ مفضيًا (¬1) ". (قلت): هو في "الصحيح" غير قوله: "ولا تأكل بشمالِك ... " (¬2) إلخ. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2974): م - ببعض اختصار. 1123 - 1343 - عن جابر، أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) الأصل: "والإزار مفضي"، وفي "الإحسان": "في الدار مفضيًا"! والتصحيح من "المسند" وغيرِه، والمعنى: مفضيًا بفرجه الى السماء كما في بعض الروايات، ولم يصححها المعلقون الأربعة! (¬2) كذا قال المؤلف الهيثمي! وكلُّ ذلك ثابت في "صحيح مسلم" إِلّا جملة الشرب، ولم يتنبه لذلك المعلّق على "الإِحسان" (رقم: 1273)، ولا لخطأ الهيثمي الذي وقع منه كما نبهت عليه آنفًا، فعزا الحديث لمسلم دون أَي استثناءٍ أَو تفصيلٍ!

2 - باب تغطية الطعام حتى تذهب حرارته

"إِذا طِعم أَحدُكم فسقطت لقمته من يده؛ فليمِطْ ما رابه منها، وَلْيَطْعَمها ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتّى يلعق يده؛ فإنَّ الرَّجل لا يدري في أيِّ طعامِه يبارك له، فإنَّ الشيطانَ يرصد الناس - أَو الإنسان - على كلِّ شيءٍ؛ حتّى عند مطعمه - أَو طعامه -، ولا يرفع الصحفة حتّى يلعقها أَو يلعقها؛ فإنَّ في آخرِ الطعامِ البركة". صحيح - "الصحيحة" (1404) م - دون جملة الرصد؛ فهي عنده بمعناه. 2 - باب تغطية الطعام حتّى تذهب حرارته 1124 - 1344 - عن أَسماء بنت أَبي بكر: أنّها كانت إِذا ثردت غطته حتّى يذهب فورهُ (¬1)، ثُمَّ تقول: إِني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّه أَعظمُ للبركة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (392 و 659)، "المشكاة" (4241). 3 - باب الاجتماع على الطعام 1125 - 1345 - عن وحشي بن حرب، قال: قالوا: يا رسولَ اللهِ! إنّا نأكلُ ولا نشبعُ؟! قال: "تجتمعونَ على طعامِكم أو تتفرّقونَ؟ ". قالوا: نتفرّق، قال: "اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله؛ يبارك لكم فيه". حسن لغيره - "الصحيحة" (664). ¬

_ (¬1) أي: وهجه وغليانه.

4 - باب الأكل من جوانب القصعة

4 - باب الأَكل من جوانب القَصعة 1126 - 1346 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "البركة تنزل وسط (¬1) الطعام، فكلوا من حافَتيه". صحيح لغيره - "المشكاة" (4211)، "الصحيحة" (2030). 5 - باب إِطعام من ولي مشقّة الطعام 1127 - 1347 - عن جابر بن عبد الله: سئل عن خادم الرَّجل إِذا كفاه المشقة والخدمة: أَمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَن يدعوه؟ قال: نعم. صحيح - "الصحيحة" (1399 و 2599). 6 - باب فيما يكفي الإنسان من الأَكلِ والشرب 1128 - 1348 و 1349 - عن المقدامِ، قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما ملأَ آدميّ وعاءً شرّاً من بطن، حسبُك يا ابنَ آدمَ! لقيماتٌ يقمن صلبَك، فإن كانَ ولا بدَّ؛ فثلث طعامٌ، وثلثٌ شرابٌ، وثلث نَفَسٌ". صحيح - "الإرواء" (1983)، "الصحيحة" (2295). 7 - باب الإنصاف في الأَكل إِذا كانَ الطعام مشتركًا 1129 - 1350 - عن أَبي هريرة، قال: كنت في أَصحابِ الصفّة، فبعثَ إِلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر عجوة، فكُبَّت بيننا، فجعلنا نأكل الثنتين من الجوع، وجعل أَصحابنا إِذا قرن أحدهم ¬

_ (¬1) الأصل: "بين أوسط"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما غفل عنه المعلقون الأربعة!

8 - باب ما يقول عقيب الأكل والشرب

قال لصاحبِه: إِني قد قرنت، فاقرِنوا. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2323). 8 - باب ما يقول عَقِيبَ الأَكل والشرب 1130 - 1351 - عن أَبي أَيوبَ، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّه كانَ إِذا أَكلَ أَو شربَ قال: "الحمد للهِ الذي أَطعمَ وسقى، وسوّغه وجعلَ له مخرجًا". صحيح - "الصحيحة" (705 و 2061)، "المشكاة" (4207). 1131 - 1352 - عن أَبي هريرة، قال: دعا رجل من الأَنصار النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فانطلقنا معه، فلمّا طعم وغسل يديه؛ قال: "الحمد لله الذي يُطعِم ولا يُطعَم، مَنَّ علينا فهدانا، وأَطعمنا وسقانا، وكلَّ بلاءٍ حسن أَبلانا، الحمد لله الذي أَطعم من الطعام، وسقى من الشرابِ، وكسا من العُري، وهدى من الضلالة، وبصَّر من العمى، وفضَّلَ على كثيرٍ ممن خلقَ تفضيلاً، الحمد لله ربِّ العالمين". صحيح الإسناد (¬1). 9 - باب ما يقول إِذا أَفطر عند أَحد 1132 - 1353 - عن عبد الله بن الزبير قال: أفطرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند سعد فقال: ¬

_ (¬1) رجاله ثقات رجال مسلم، وزهير بن محمد - الذي في إسناده -: هو الخراساني المروزي، ثقة في رواية البصريين عنه، وهذا منها، وفيه كلام يسير، وصححه الحاكم (1/ 546)، ووافقه الذهبي.

10 - باب الغسل من الطعام

"أَفطر عندكم الصائمون، وصلّت عليكم الملائكة، وأَكلَ طعامَكم الأَبرارُ". حسن صحيح - "آداب الزفاف" (170/ عمان). 10 - باب الغسل من الطعام 1133 - 1354 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من باتَ وفي يدِه غَمَرٌ (¬1)، فعرض له عارض؛ فلا يلومنَّ إِلّا نفسه". صحيح - "الروض النضير" (8231)، "المشكاة" (4219)، "الصحيحة" (2956). 11 - باب في الذباب يقع في الطعام 1134 - 1355 - عن أَبي سعيد الخدريّ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِذا وقعَ الذباب في إناء أَحدِكم؛ فامْقُلُوه؛ فإنَّ في أحدِ جناحيه داءً، وفي الآخر دواءً". صحيح - "الصحيحة" (39). 1135 - [1243 و 5226 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا وقعَ الذباب في إِناء أَحدكم؛ [فَلَيَغْمِسْهُ] (¬2)؛ فإنَّ في أَحدِ جناحيه داءً، وفي الآخر شفاءً، وإِنّه يَتَّقي بجناحِه الذي فيه الدواء، فليغمسه كلّه، ثمَّ لينزعه"]. ¬

_ (¬1) الغَمَر: الدسم والزهومة من اللحم، كما في "النهاية". (¬2) ولفظ "سنن أَبي داود" (3844): (فامقلوه)، والمعنى واحد، وهو في حديث أبي سعيد الآتي بعده.

12 - باب في البطيخ والرطب

حسن صحيح - "الصحيحة" (رقم 38): خ؛ دون جملة الاتقاء؛ ولذلك استدركته (¬1). 12 - باب في البطيخ والرّطب 1136 - 1356 - عن أَنس بن مالك، قال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يأكلُ الطِّبِّيخَ (¬2) - أو البطيخ - بالرطبِ. الشك من أحمد. صحيح - "الصحيحة" (57). 1137 - 1357 و 1358 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يأكلُ البطيخ بالرطب. حسن صحيح - انظر ما قبله. 13 - باب ما جاء في الجبن 1138 - 1359 - عن ابن عمر، قال: أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بجبنة من جبن (تبوك)، فدعا بالسكين، فسمّى وقطع. حسن - "المشكاة" (4227/ التحقيق الثاني). 14 - باب إِطعام الطعام 1139 - 1360 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) وأَطلق العزو إليه المعلّق على "جزء ابن عرفة" (53/ 21) فوهم! وتبعه المعلّق على "الإحسان" (4/ 53 - 54). (¬2) الأصل: (البِطِّيخ) خطأ صححته من "الإحسان". وهو - على وزن سكين -: البطيخ على لغة أهل الحجاز، كما في "شرح القاموس"، وتحرف في طبعة المؤسسة إلى (الطَّبيخ)!

15 - باب في لحم الخيل

"اعبدوا الرحمن، وأفشوا السلام، وأَطعموا الطعام؛ تدخلوا الجنان". صحيح لغيره - "الصحيحة" (571)، "الإرواء" (3/ 239). 15 - باب في لحم الخيل 1140 - 1361 - عن جابر، قال: أَمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلحومِ الخيل، ونهانا عن لحوم الحُمُرِ الأَهليّة. صحيح لغيره - "الإرواء" (8/ 138): م - قلت: فليسَ على شرط "الزوائد". 16 - باب ما جاء في الثوم 1141 - 1362 - عن جابر بن سمرة، قال: كانَ رسول الله في دار أَبي أيوب، فأتي بطعام فيه ثوم، فلم يأكل منه، وأَرسل [به] إِلى أَبي أَيوبَ، فلم يأكل منه أَبو أيوب؛ إذ لم يرَ فيه أثرَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ أَتاه فسأله عنه؟ فقال: يا رسولَ الله! أحرام هو؟ قال: "لا؛ ولكن كرهته من أَجل الريح". قال: فإني أَكره ما كرِهتَ. (قلت): تقدمت أَحاديث في الصلاة نحو هذا. [5/ 21]. صحيح - "الإرواء" (2511): م - جابر بن سمرة، عن أَبي أَيوب الأَنصاري. 17 - باب ما جاء في لبن الجَلَّالة وغيره 1142 - 1363 - عن ابن عباس:

18 - باب في الفأرة تقع في السمن

أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبن الجلّالة، وعن المجَثَّمة (¬1) , [وعن الشرب من فِي السِّقاء]. صحيح - "الصحيحة" (2391). 18 - باب في الفأرة تقع في السمن [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] * * * ¬

_ (¬1) في "النهاية": "الجلالة من الحيوان التي تأكل العذِرة، و (الجِلَّة): البعر، فوضع موضع العذرة". و (المجثمة): كل حيوان ينصب ويرعى ليقتل؛ أي: تجعل غرضًا وهدفًا، وهو مما ينافي أحاديث الرفق بالحيوان. والزيادة ما بين المعكوفتين من "الإحسان" - الطبعتين، وهي مما غفل عنه الأخ الداراني وصاحبه على العادة! وهي من رواية قتادة عن عكرمة عنه، وهي عند البخاري من طريق أخرى عن عكرمة به، وهو الحديث الآتي (1146/ 1368).

21 - كتاب الأشربة

21 - كتاب الأَشربة 1 - باب استعذاب الماء 1143 - 1365 - عن عائشة: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُستعذبُ له الماء من بيوت السُّقْيا (¬1). صحيح - "المشكاة" (4284). 2 - باب النهي عن النفخ في الشراب، وعن الشرب من ثلمة القدح 1144 - 1366 - عن أَبي سعيد، قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشربِ من ثُلْمَة القدح (¬2)، وأَن ينفخَ في الشرابِ. صحيح لغيره - "الصحيحة" (388). 1145 - 1367 - عن أَبي المثني الجهني، قال: كنتُ عند مرْوان بن الحكم فدخل عليه أَبو سعيد الخدري، فقال له مروان: سمعتَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن النفخ في الشرابِ؟ فقال أبو ¬

_ (¬1) أي: يحضر له منها الماء العذب، وهو الطيِّب الذي لا ملوحة فيه، كذا في "النهاية". (¬2) أي: موضع الكسر منه، وإنما نهى عنه لأنَّه لا يتماسك عليها فم الشارب، وربما انصب الماء على ثوبه وبدنه، وقيل: لأنَّ موضعها لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء. "النهاية". قلت: ويمكن أن يقال اليوم: لأنَّه مجمع الجراثيم والمكروبات، فهو من الطب النبوي، والإعجاز العلمي؛ فصلى الله على النَّبيُّ الأمي!

3 - باب الشرب قائما والأكل

سعيد: نعم، قال له رجل: يا رسولَ الله! إنّي لا أَروى من نَفَسٍ واحدٍ؟ قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "فَأَبِن القدح عن فيك ثمَّ تنفس". قال: فإني أَرى القذاة فيه؟ قال: "فأَهرقها". حسن - "الصحيحة" (385). 1146 - 1368 - عن ابن عباس: أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى أَن يشربَ الرَّجلُ من في السقاء، وأَن يتنفسَ في الإناء. (قلت): هو في "البُخاريّ"؛ غير التنفس في الإناء. صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 118) "الإرواء" (7/ 36 - 37). 3 - باب الشرب قائمًا والأَكل 1147 - 1369 - 1371 - عن ابن عمر، قال: كنّا نأكل ونحن نمشي، ونشرب [ونحن] قيام على عهدِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "المشكاة" (4275)، "الصحيحة" (3178). 1148 - 1372 - عن كبشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخلَ عليها فشربَ من فم قربة وهو قائم، فقامت إِليه فقطعته، فأمسكته. صحيح - "مختصر الشَّمائل" (182)، "المشكاة" (4281).

4 - باب ما جاء في الخمر وتحريمها

1149 - [5300 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لو يعلم الذي يشربُ وهو قائم ما في بطنِه؛ لاستقاء". صحيح - "الصحيحة" (176). 4 - باب ما جاء في الخمر وتحريمها 1150 - 1373 - عن البَراءِ بن عازب، قال: ماتَ ناس من أَصحابِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهم يشربونَ الخمرَ، فلمّا حُرّمت قال ناسٌ من أَصحابِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: كيفَ بأصحابنا ماتوا وهم يشربونها؟! فنزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ...} الآية [المائدة: 93]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3486) (¬1). 1151 - 1374 - عن ابن عباس، قال: ¬

_ (¬1) قلت: رجال إسناده ثقات، ولذلك بادر الأخ الداراني إلى تصحيحه في الكتابين: هذا وفي "مسند أبي يعلى", متجاهلاً هنا رواية هذا "المسند" عن شعبة أنه سأل أبا إسحاق السبيعي قائلًا: أسمعته من البراء؟ قال: لا! وكذلك تجاهلها الشيخ شعيب هنا، وفي تعليقه على "الإحسان" (12/ 173)، فصدر تخريجه بتصحيح إسناده. وكذلك فعل الداراني هنا، لكن زاد عليه أن ضلل قراءه عن رواية أبي يعلى بقوله: "إسناد صحيح، شعبة قديم السماع من أبي إسحاق السبيعي"! قلت: ها أنت أزلت عنه شبهة التحديث هنا في الاختلاط، فلم كتمت عنه علة عنعنته، وقد كان مدلسًا كما صرح به من شغفت بتوثيقه للمجاهيل، وقد تابعه على ذلك جمع؟ بل لماذا خنت الأمانة وتعاميت عن تصريح السبيعي أنه لم يسمعه من البراء، كما رواه شعبة عنه؟! وانظر المقدمة.

5 - باب من أي شيء الخمر؟

إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتاه جبريل فقال: يا محمد! إنَّ الله لعنَ الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إِليه، وشاربها، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومُسقاها. صحيح - "الصحيحة" (839)، "الإرواء" (5/ 367)، "التعليق الرَّغيب" (3/ 183). 5 - باب من أي شيءٍ الخمر؟ 1152 - 1376 - عن عامرِ، أن النعمان بن بشير خطبَ النَّاسَ بالكوفة فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الخمرَ من العصير، والزبيب، والتمر، والحنطة، والشعير، والذرة، وإنّي أَنهاكم عن كلِّ مسكر" صحيح لغيره - "المشكاة" (3647)، "الصحيحة" (1593). 6 - باب الخمر داء لا شفاءَ فيها 1153 - 1377 - عن طارق بن سويد الحضرميّ، قال: قلت: يا رسولَ اللهِ! إنَّ بأرضنا أَعنابًا نعتصرها ونشربُ منها؟ قال: "لا تشرب". قلت: أَفنشفي بها المرضى؟ فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّما ذلك داء، وليس بشفاء". صحيح - "غاية المرام" (65): م - نحوه. 7 - باب فيمن شربَ الخمر 1154 - 1378 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

8 - باب في مدمن الخمر

"من شربَ الخمرَ فسكر؛ لم تقبل له صلاة أَربعين صباحًا، فإن ماتَ دخلَ النّار، فإن تابَ؛ تابَ اللهُ عليه، فإنْ عادَ فشربَ فسكرَ؛ لم تقبل له صلاة أَربعين صباحًا، فإنْ ماتَ دخلَ النارَ، فإن تابَ، تابَ الله عليه، فإن عادَ فشربَ فسكر؛ لم تقبل له صلاة أَربعين صباحًا، فإن ماتَ دخلَ النَّارَ، فإن تابَ تابَ اللهُ عليه، فإن عادَ الرَّابعة؛ كانَ حقّاً على اللهِ أَن يسقيَه من طينةِ الخبالِ يومَ القيامة". قالوا: يا رسولَ اللهِ! وما طينة الخبال؟ قال: "عصارة أَهل النَّار". صحيح - "المشكاة" (3644/ التحقيق الثاني". 8 - باب في مدمن الخمر 1155 - 1379 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من لقي اللهَ مدمنَ خمرٍ؛ لقيه كعابدِ وثن". صحيح - "الصحيحة" (677). 1156 - 1381 - عن أَبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنّة مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم". حسن لغيره - "الصحيحة" (678) انظر ما قبله. 1157 - 1382 و 1383 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنّة ولد زِنية، ولا منّان، ولا عاق، ولا مدمن خمر". حسن - "الصحيحة" (673).

9 - باب فيمن يستحل الخمر

9 - باب فيمن يستحل الخمر 1158 - 1384 - عن مالك بن أَبي مريم قال: تذاكرنا الطلاءَ (¬1)، فدخل علينا عبد الرحمن بن غَنْم، فتذاكرنا، فقال حدثني أبو مالك الأَشعريّ، أنَّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يشرب ناس من أُمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يضرب على رءوسِهم بالمعازفِ والقيناتِ، يخسفُ اللهُ بهم الأَرضَ، ويجعل منهم القردة والخنازير". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1/ 138)، "تحريم آلات الطرب" (ص 41 - 51). 10 - باب في قليل ما أَسكر كثيره 1159 - 1385 - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قليلُ ما أَسكر؛ كثيره حرام". صحيح - "الإرواء" (8/ 43)، "تخريج المشكاة" (3645). 1160 - 1386 - عن سعد بن أَبي وقاص: أنَّ رسولَ الله نهى عن قليلِ ما أَسكر كثيره. صحيح - "الإرواء" أَيضًا. 1161 - 1388 - عن عائشة، أَنَّها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلُّ مسكرٍ حرام، وما أَسكرَ الفَرَق منه؛ فملءُ الكف منه حرام". (قلت): هو في "الصحيح"؛ غير ذكر الفرق. ¬

_ (¬1) بالكسر والمد: الشراب المطبوخ من عصير العنب، وهو (الرُّبّ). "نهاية". وانظر الحديث الذي بعده.

صحيح - "الإرواء" (2376)، "غاية المرام" (59). 1162 - 1389 - عن أُمِّ حبيبة زوجِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ ناسًا من أَهل اليمن قدموا على رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فعلّمهم الصلاةَ والسننَ والفرائضَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ! إنَّ لنا شرابًا نصنعُه من القمحِ والشعير؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "الغبيراء (¬1)؟ ". قالوا: نعم، قال: "لا تَطْعَمُوه". فلمّا كانَ بعدَ يومين [ذكروهما له أَيضًا؟ فقال: "الغبيراء؟ ". قالوا: نعم، قال: "لا تَطْعَمُوه"] (¬2)، فلما أَرادوا أَن ينطلقوا؛ سألوا عنه؟ فقال: "الغبيراء؟ ". قالوا: نعم، قال: "فلا تَطْعَمُوه". حسن الإسناد. 1163 - [5341 - عن قيس بن حَبْتَر، قال: سألت ابن عباس عن الجرَّ الأَخضر والجرِّ الأَبيض والجرِّ الأَحمر؟ فقال: أنَّ أَوَّلَ مَن سألَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عنه وفد عبد القيس؟ فقال: ¬

_ (¬1) في "النهاية": "ضرب من التراب، يتخذه الحبش من الذرة، وهي تسكر، وتسمى (السُّكُرْكة) ". (¬2) سقطت من الأَصل، فاستدركتها من "الإحسان" من الطبعتين، ومنه صححت بعضَ الأَخطاء كانت في الأَصل.

"لا تشربوا في الدبّاء، والمزفت، والحنتم (¬1)، ولا تشربوا في الجرَّ، واشربوا في الأَسقية". قالوا: فإن اشتدَّ في الأَسقية؟ قال: "وإن اشتدَّ في الأَسقية؛ فصبّوا عليها الماء". قالوا: فإنَّ اشتدَّ؟ قال: "فأهريقوه"، ثمَّ قال: "إنَّ اللهَ جلَّ وعلا حرَّمَ عليّ - أو حرم - الخمر، والميسر، والكوبة (¬2)، وكلُّ مسكر حرام"]. صحيح - "تخريج المشكاة" (4503)، "الصحيحة" (1708). 1164 - [5360 - عن ابن عباس، قال: أَتاه قوم فسألوه عن بيعِ الخمرِ، وشرائِه، والتجارةِ فيه؟ فقال ابن عباس: أَمسلمونَ أَنتم؟ قالوا: نعم، قال: فإنّه لا يصلحُ بيعه، ولا شراؤه، ولا التجارة فيه لمسلم، وإنَّما مثل من فعل ذلك منهم مثل بني إِسرائيل؛ حرمت عليهم الشحوم؛ فلم يأكلوها، فباعوها وأَكلوا أَثمانها. ثمَّ سألوه عن الطلاء؟ قال ابن عباس: وما طلاؤكم هذا الذي تسألونَ عنه؟ قالوا: هذا العنب؛ يطبخُ ثمَّ يجعلُ في الدِّنانِ. قال: وما الدنانُ؟ ¬

_ (¬1) سيأتي تفسيرها قريبًا. (¬2) هي الطبل؛ كما جاء في بعض الأحاديث، انظر "تحريم آلات الطرب" (ص 78).

قالوا: دنان مُقَيَّرة (¬1). قال: أيسكر؟ قالوا: إذا أكثر منه أَسكر. قال: فكلُّ مسكرٍ حرام. ثمَّ سألوه عن النبيذِ؟ قال: خرجَ نبيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في سفرِ، فرجع وناسٌ من أَصحابه قد انتبذوا نبيذًا في نقير، وحناتمَ، ودُبّاء، فأمر بها فأُهريقت، وأمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء، فكانَ ينبذُ له من الليل، فيصبح فيشربه يومه ذلك، وليلته التي يستقبل، ومن الغد حتّى يمسي، فإذا أَمسى فشرب وسقى، فإذا أصبحَ منه شيء أَهراقه]. صحيح - "التعليقات الحسان" (7/ 379): م - دون قولِه: وإنّما مثل ... إلى: فكل مسكر حرام (¬2). ¬

_ (¬1) أي: دهنت بـ (القار) وهو الزفت؛ لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها؛ ونحوه الأوعية الآتية: (النقير): وهو أصل النخلة، ينقر وسطه، ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذًا مسكرًا. (الحنتم): جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة. (الدباء): هو القرع؛ واحدها (دبّاءة)، وانظر شرح ذلك في الحديث الأول والثاني من الباب التالي. (¬2) وأَطلقَ المعلقُ على "الإحسان" (12/ 205) العزو إلى مسلم، فأوهم - كعادته - أنّه عنده بتمامه.

- باب ما جاء في الأوعية

11 (¬1) - باب ما جاء في الأَوعية 1165 - 1390 - عن أَبي بكرة، قال: نهى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن الدبّاءِ، والحنتم، والنقير، والمزفت (¬2). فأمّا الدبّاءُ؛ فكانَت تُخْرطُ عناقيد العنبِ، فنجعله في الدبّاء ثمَّ ندفنها حتّى تموت. وأمّا الحنتم؛ فجرار كنّا نؤتي فيها بالخمر من الشامِ. وأَمّا النقيرُ؛ فإنَّ أَهلَ المدينةِ [كانوا] يعمدونَ إلى أُصولِ النخلةِ، فينقرونها ويجعلونَ فيها الرطبَ والبسر، فيدفنونها في الأَرضِ حتّى تموت. وأمّا المزفت؛ فهذه الزقاق التي فيها الزفت. حسن - "التعليقات الحسان" (5343). 1166 - 1391 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ وفد عبد القيس لمّا قدموا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قالوا: يا رسول اللهِ! إِنّا حيٌّ من ربيعة، وإنَّ بيننا وبينك كفار مضر، وإنّا لا نقدرُ عليك إلّا في الشهرِ الحرام، فمرنا بأَمرٍ ندعو له من وَراءنا من قومنا، وندخلُ به الجنّة إِذا نحن أَخذنا به أو عملنا؟ قال: "آمركم بأربع، وأَنهاكم عن أَربع: آمركم أَن تعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا، وتقيموا الصلاةَ، وتؤتوا الزكاةَ، وتصوموا رمضان، وتعطوا الخُمُسَ من المغنم. ¬

_ (¬1) الأصل (10)! وكذا في طبعة الداراني المحققة!! (¬2) سبق تفسيرها أول الباب، وانظر تمام هذا الحديث.

وأَنهاكم [عن أربع]: عن الدبّاء، والحنتم، والمزفت، والنقير". قالوا: يا رسول اللهِ! وما علمك بالنقير؟ قال: "الجذع تنقرونَه وتلقون فيه من القُطَيعاء (¬1) أو التمر، ثمَّ تصبّونَ عليه الماء كي يغلي، فإِذا سكن شربتموه، فعسى أَحدُكم أَن يضربَ ابن عمّه بالسيف". [قال:] وفي القوم رجل به ضربة كذلك، قال: كنت أُخبِّئها حياءً من رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: ففيم تأمرنا أَن نشربَ يا نبيَّ اللهِ؟! قال: "اشربوا في الأَسقيةِ من الأَدمِ الّتي تلاثُ (¬2) على أَفواهها". قالوا: يا رسولَ اللهِ! أَرضنا كثيرةُ الجرذانِ، لا يبقى بها أَسقية الأَدم؟ قال: "وإن أَكلتها الجرذان" - مرتين أَو ثلاثًا -. ثمَّ قال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - لأَشج عبد القيس: "إنَّ فيكَ لخصلتين يحبّهما اللهُ: الحلمَ والأَناةَ". صحيح - "تخريج المشكاة" (2/ 625/ 5054 - التحقيق الثاني): م - فليس هو على شرط "الزوائد". 1167 - 1392 - عن أَبي هريرة، قال: ¬

_ (¬1) على وزن (حميراء): ضرب من التمر. "قاموس". (¬2) أي: تشد وتربط.

نهى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وفد عبد القيس عن النبيذ في الدبّاء، والحنتم، والمزفت، والنقير، والمزادة المجبوبة (¬1)، قال: "انبذ في سقائك، وأَوكه، واشربه حلوًا طيبًا". فقال رجل: يا رسول الله! ائذن لي في مثل هذه - وأَشارَ النضرُ بكفّه -؟ قال: "إِذًا تجعلها مثلَ هذه"؛ وأَشارَ النضر بباعه. (قلتُ): هو في "مسلم" باختصار من قوله: "واشربه حلوًا ... " إِلى آخره، واختصار: المزادة المجبوبة. صحيح - "الصحيحة" (2956). 1168 - 1393 - عن الأَشجّ العَصَري: أنَّه أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في رفقة من عبد القيس ليزوروه، فأَقبلوا، فلما قدموا رُفِعَ لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2)، فأَناخوا ركابَهم، فابتدره القوم، ولم يلبسوا إِلّا ثياب سفرِهم، وأَقامَ العصري، فعقل ركائب أَصحابِه وبعيرَه، ثمَّ أخرج ثيابَه من عَيْبَتِهِ، وذلك بعين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ أَقبلَ إِلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -[فسلَّم عليه] (¬3)، فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هي التي قُطع رأسها، وليس لها عزلاء من أسفلها يتنفس منها الشراب. "نهاية". (¬2) بالبناء للمجهول؛ أي: أبصروه من بعيد. "المعجم الوسيط". وضبطه المعلقون بالبناء للمعلوم، ولا أرى له وجهًا، ومن ثم أهملوه ولم يفسروه. (¬3) زيادة من طبعتي "الإحسان"، و"مسند أبي يعلى", ومع ذلك لم يستدركها المعلقون!! كما أنني صححت منهما بعض الأخطاء كانت في الأصل لم يصححها!!

"إنَّ فيك لخلتين يحبهما الله ورسوله". قال: ما هما؟ قال: "الأناة والحلم". قال: شيءٌ جبلت عليه؛ أَو شيءٌ أتخلَّقه؟ قال: "لا، بل جُبِلْتَ عليه". قال: الحمد للهِ، ثمَّ قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "معشرَ عبد القيس! ما لي أَرى وجوهَكم قد تغيرت؟! ". قالوا: يا نبيَّ الله! نحنُ بأَرض وخمة، وكنّا نتخذُ من هذه الأَنبذةِ ما يقطعُ اللُّحمان في بطوننا، فلمّا نَهيتنا عن الظروفِ؛ فذلك الذي ترى في وجوهنا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الظروفَ لا تُحِلُّ ولا تحرّم، ولكن كلُّ مسكرٍ حرام، وليسَ أَن تجلسوا (¬1) فتشربوا، حتّى إذا امتلأت العروقُ تفاخرتم (¬2)، فوثبَ الرَّجل على ابن عمّه فضربه بالسيفِ فتركه أَعرج". قال: وهو يومئذٍ في القوم الأَعرج الذي أَصابَه ذلك. صحيح - التعليق على "المشكاة" (2/ 625/ 5054 - التحقيق الثاني). * * * ¬

_ (¬1) و (¬2) كذا في طبعات الكتاب، وهو موافق لما في "أبي يعلى" (12/ 244) الذي عنه رواه ابن حبان، وفي طبعتي "الإحسان": "تحبسوا"، "تناحرتم".

22 - كتاب الطب

22 - كتاب الطب 1 - باب التداوي 1169 - 1394 - عن ابن مسعود، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ لم ينزل داءً إلّا أَنزلَ له دواءً؛ جهله من جهلَه، وعلمه من علمه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (452). 1170 - 1395 - عن أُسامة بن شريك، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تداووا عبادَ اللهِ! فإنَّ الله لم ينزل داءً إلّا [قد] أَنزلَ له شفاءً (¬1)؛ إلّا السام والهرم". (قلت): وله طريق يأتي في "حسن الخلق" أَطول من هذه. [... / 1924] صحيح - "غاية المرام" (292)، "المشكاة" (4532). 1171 - 1396 - عن كعب بن مالك: أنَّه قال: يا رسولَ اللهِ! أَرأيتَ دواءً نتداوى به، ورُقىً نسترقي بها، وأَشياء نفعلها؛ هل تردُّ من قدرِ الله؟ قال: "يا كعبُ! بل هي من قدرِ الله". حسن لغيره - "تخريج أَحاديث مشكلة الفقر" (13/ 11). ¬

_ (¬1) الأصل: "دواء"! والمثبت في طبعتي "الإحسان".

2 - باب التداوي بالحرام

2 - باب التداوي بالحرام 1172 - 1397 - عن أُمّ سلمة: اشتكت ابنة لي، فنبذت لها في كوز، فدخل النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يغلي، فقال: "ما هذا؟ "، فقلت: إنَّ ابنتي اشتكت، فنبذنا لها هذا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ لم يجعل شفاءَكم في حرام". (قلت): وتقدّم حديث طارق بن سويد في (الأَشربة) [20/ 6]. حسن لغيره - "غاية المرام" (30 و 66). 3 - باب ما جاء في أَلبان البقر 1173 - 1398 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أَنزلَ الله داءً إِلّا وأَنزلَ له دواءً، فعليكم بألبانِ البقرِ؛ فإنّها تَرُمُّ (¬1) من كلِّ الشجرِ". صحيح - "الصحيحة" (452). 4 - باب في الحجامة 1174 - 1399 - عن أَبي هريرة: أنَّ أَبا هند حجمَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في اليافوخ (¬2)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشرَ الأَنصارِ! أَنكحوا أَبا هند، وانكحوا إليه"، فقال: ¬

_ (¬1) أي: تأكل، كما في "النهاية". (¬2) اليافوخ: فجوة مغطاة بغشاء تكون عند تلاقي عظام الجمجمة، وهما يافوخان: أمامي وخلفي: "المعجم الوسيط".

5 - باب ما جاء في الكمأة

"إن كانَ في شيءٍ ممّا تداوون به [خير] (¬1)؛ فالحجامة". حسن صحيح - "الصحيحة" (760)، وتقدم نحوه دون الشطر الثاني (1044 - 1249). 1175 - 1400 - عن أَنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجمَ وهو محرم على ظهرِ القدم؛ من وجع كانَ به. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1611/ 2). 1176 - 1401 - عن أَنس بن مالك: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجمَ على الأَخدعين والكاهل. صحيح - "الصحيحة" (908)، "المشكاة" (4546). 5 - باب ما جاء في الكمأة 1177 - 1402 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: خرجَ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي يده أكمؤ، فقال: "هؤلاء من المنِّ (¬2)، وماؤها شفاء للعين". صحيح - "الضعيفة" تحت الحديث (2918). 6 - باب ما جاء في الكي 1178 - 1403 - عن عائشة: ¬

_ (¬1) سقط من الأصل، واستدركتها من "مسند أبي يعلى"؛ فإنّه في الكتاب عنه، ومع ذلك لم يستدركها الداراني! ومنه صححت بعض الأخطاء. (¬2) أي: ممَّا منَّ الله به على عباده، وقيل: شبهها بالمنِّ وهو العسل الحلو، الذي ينزل من السماء عفوًا بلا علاج، وكذلك الكمأة، لا مؤونة فيها ببذر ولا سقي، كذا في "النهاية".

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أمَرَ بابن زرارة أَن يُكوى. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (6047). 1179 - 1404 - عن أَنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كوى أسعد بن زُرَارة من الشوكة. صحيح - "المشكاة" (4534/ التحقيق الثاني). 1180 - 1405 - عن جابر، قال: رُمي يوم الأَحزابِ سعدٌ، فقطع أَكحله فنزفه، فانتفخت يده، فحسمه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالنار، فنزفه، فحسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنارِ أُخرى. صحيح - التعليق على "ابن ماجه"، م - فليس على شرط "الزوائد". 1181 - 1406 - عن عبد الله بن مسعود، قال: جاءَ ناس فسألوا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن صاحبِ لهم أن يكووه؟! فسكت، ثمَّ سألوه - ثلاثًا -؟ فسكت، وكره ذلك. صحيح - "التعليقات الحسان" (6050). 1182 - 1407 - عن عمران بن حصين، قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكي، فاكتوينا؛ فما أَفلحنا، ولا أَنجحنا. صحيح لغيره - التعليق على "ابن ماجه" (2/ 252). 1183 - 1408 - عن المغيرة بن شعبة، عن النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من اكتوى أو استرقى؛ فقد برئ من التوكل" (¬1). ¬

_ (¬1) أي: التوكل الكامل الذي يؤهل صاحبه أن يدخل الجنة بغير حساب، كما سيأتي في حديث عكاشة آخر الكتاب (2646)، وذلك لا ينافي الجواز كما في أحاديث الباب وغيره.

7 - باب فيمن تعلق شيئا

صحيح - "الصحيحة" (244). 7 - باب فيمن تعلّق شيئًا 1184 - 1412 - عن يحيى بن الجزار، قال: دخل عبد الله [بن مسعود] على امرأة وفي عنقها شيء معقود (¬1)، فجذبه فقطعه، ثمَّ قال: لقد أَصبحَ آلُ عبد اللهِ أَغنياء [عن أن] يشركوا باللهِ ما لم ينزّل به سلطانًا، ثمَّ قال: سمعتُ رسولَ اللهِ يقول: "إنَّ الرقى والتمائم والتِّولة شركٌ" (¬2). صحيح لغيره دون ما بعد المرفوع - "الصحيحة" (331 و 2972) "غاية المرام" (298)، "تخريج الإيمان" (87/ 81). 8 - باب في الرقى 1185 - 1414 - عن كريب الكندي، قال: أَخذَ بيدي عليّ بن الحسين، فانطلقنا إِلى شيخ من قريش- يقال له: ابن حَثْمة (¬3) - يصلِّي إِلما أسطوانةِ، فجلسنا إليه، فلما رأى عليًّا انصرفَ إِليه، فقال له عليّ: حدّثنا حديث أُمّك في الرقية، فقال: ¬

_ (¬1) هكذا الأصل، وفي طبعتي "الإحسان": (مُعَوِّذ)، وما أثبته موافق للطريق الأخرى بلفظ: (خرزًا من الحمرة). (¬2) هنا في الأصل ما نصُّه: قالوا: يا أَبا عبد الرحمن! هذه الرقى والتمائم قد عرفناها، فما التولة؟ قال: شيء تصنعُه النساء يتحببنَ إلى أَزواجهنّ، وليست على شرط "الصحيح". (¬3) هو أبو بكر بن سليمان بن أبي حَثْمة العدني المدني، تابعي ثقة.

حدثتني أُمي أنَّها كانت ترقي في الجاهليّة، فلما جاء الإسلام قالت: لا أَرقي حتّى أَستأذن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأتتهُ فاستأذنته؟ فقال لها رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ارقي؛ ما لم يكن فيها شرك". حسن - "الصحيحة" (178). 1186 - 1416 - عن محمد بن حاطب، قال: انصبت على يدي مَرَقَمة فأحرقتها، فذهبت بي أُمي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيناه وهو في الرحبة، فأحفظُ أنّه قال: "أَذهبِ البأس، ربَّ النَّاسِ! - وأَكثر علمي أنّه قال - أنت الشَّافي لا شافي إلَّا أَنت". صحيح - "التعليقات الحسان" (2965). 1187 - 1417 - عن عبد الرحمن بن السائبِ ابن أَخي ميمونة أنَّ مَيمونة: قالت [لي]: يا ابن أَخي! أَلا أَرقيكَ برقية رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟! قلت: بلى، قالت: "بسم الله أَرقيك، واللهُ يشفيكَ، من كلِّ داءٍ فيك، أَذهب البأس، ربَّ النَّاسِ! اشفِ أَنت الشَّافي، لا شافي إلَّا أَنت". حسن لغيره - "الضعيفة" تحت الحديث (3357). 1188 - 1419 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - دخلَ عليها - وامرأة تعالجها أَو ترقيها -، فقال: "عالجيها بكتابِ الله".

صحيح - "الصحيحة" (1931). 1189 - 1420 - عن عبادة بن الصامت، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ جبريلَ رقاه وهو يوعك، فقال: بسم الله أَرقيك، من كلِّ داءٍ يؤذيك، من كلِّ حاسدٍ إذا حسدَ، ومن كلِّ عين وسُمٍّ، واللهُ يشفيك. حسن - التعليق على "ابن ماجه". 1190 - 1421 - عن عائشة، قالت: رخّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرقية من الحيّة والعقرب. (قلت): هو في "الصحيح" باختصار العقرب (¬1). صحيح لغيره. 1191 - 1422 - عن طلق بن عليّ، قال: لدغتني عقرب عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فرقاني ومسحها. صحيح الإسناد - "صحيح أَبي داود" (176). 1192 - 1423 - عن عائشة، قالت: كنتُ أَعوِّذ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بدعاء كانَ جبريل - عليه السلامُ - يعوذه به إِذا مرضَ: ¬

_ (¬1) قلت: وأَوهم المعلّق على "الإحسانِ" (13/ 467) أنّه في "مسلم" بتمامه، وليس كذلك كما صرّح المؤلف، لكن في المتفق عليه من طريق أُخرى عن عائشة بلفظ: من كلِّ ذي حُمة؛ أي: سمّ، فهذا يشمل العقرب، فهو شاهد قويّ للحديث؛ لأنَّ فيه عنعنة المغيرة - وهو ابن مِقْسَم -. وأما قولُ الدكتورة سعاد في تعليقاتها على الحديث في "مكارم الأَخلاق" (2/ 977): "وإسناده حسن، فمغيرة بن سعد الطَّائي مقبول"! فهو من حداثتها في هذا العلم، وإنَّ ممَّا يؤكّد ذلك أنَّ هذه الترجمةَ إنما نقلتها الدكتورة من "التقريب" للحافظ، وهو قد أَشارَ إلى أنَّ المترجمَ ليسَ من رجال ابن ماجه، مع أن الدكتورة نفسها قد عزت الحديث إلى ابن ماجه (3517)!!

9 - باب ما جاء في العين

"أَذهب الباس، ربَّ النَّاسِ! بيدِك الشفاء، لا شافي إِلّا أَنتَ، [اشف] شفاءً لا يغادر سقمًا". فلمّا كانَ في مرضِه الذي توفي فيه؛ جعلتُ أدعو بهذا الدعاء، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ارفعي يدكِ؛ فإنّها كانت تنفعني في المُدَّة". (قلت): هو في "الصحيح" باختصار. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2775 و 3104). 9 - باب ما جاء في العين 1193 - 1424 - عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، أنّه قال: اغتسلَ أَبي سهلُ بن حنيف بـ (الخرَّار) (¬1)، فنزعَ جبّة كانت عليه؛ وعامر بن ربيعة ينظرُ، قال: وكانَ سهل رجلًا أَبيض حسنَ الجلد، قال: فقال عامر بن ربيعة: ما رأيتُ كاليوم ولا جلدَ عذراء، فَوُعِكَ سهل مكانَهُ، فاشتدَّ وعْكه، فأُتي رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأُخبِرَ أنَّ سهلاً وُعِكَ، وأنّه غير رائحٍ معك يا رسولَ اللهِ! فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فأخبره سهل بالذي كانَ من شأن عامر بن ربيعة، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "علامَ يقتلُ أحدكم أَخاه؟! أَلا بَرَّكت؟! إنَّ العين حقّ، توضأ له". ¬

_ (¬1) فيه أقوال ذكرها الأخ الداراني هنا (4/ 410) ضائعًا بينها! والراجح عندي: ما في "القاموس" أنه موضع قرب الجُحْفَةِ، ويؤيده رواية أحمد (3/ 486): أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج، وساروا معه نحو مكّة، حتَّى إذا كانوا بـ (شعب الخرَّار) من (الجحفة) اغتسل سهل بن حنيف ... وسنده حسن.

10 - باب ما جاء في الطيرة

فتوضأَ له عامر بن ربيعة، فراح سهل مع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ليسَ به بأس. صحيح - "المشكاة" (4562)، "الصحيحة" (2572)، "الروض النضير" (1194). 10 - باب ما جاء في الطِّيَرَة 1194 - 1427 - عن ابن مسعود، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الطِيرة شرك، وما منّا إِلّا .. ولكن الله يذهبه بالتوكل". (قلت): قول: "وما منّا ... " إلخ من قولِ ابن مسعود (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: يعني: أنه مدرج، والمؤلف تبع في ذلك (سليمان بن حرب) من شيوخ البُخاريّ، وهذا هو الذي نقله عنه، فيما حكاه التِّرمذيُّ، وهو من الغرائب عندي؛ لأنَّه يستلزم تخطئة الثقة من رواته - وكلهم ثقات لا مغمز فيهم - بمجرد الدعوى، وهذا خلاف الأصول، ولم أزل مستنكرًا لها، حتَّى وجدت - والحمد لله - من سبقني إلى ذلك تلويحًا أو تصريحًا، فهذا هو البيهقي يشير في "شُعَبِه" إلى تمريض الدعوى بقوله (2/ 62): "يقال: هذا من قول عبد الله بن مسعود". وتبعه في هذا التمريض عبد الحق الإشبيلي، فأورد الحديث في "الأحكام الصغرى"، وهي خاصة بما صح من الحديث عنده، كما نص عليه في "المقدمة"، ثم أكد ذلك بقوله (2/ 521) عقبه مثل قول البيهقي المذكور، وكذا قال في "الأحكام الوسطى" (3/ 30). ثم صرح برد الدعوى الحافظ ابن القطان الفاسي في كتابه القيم "بيان الوهم والإيهام" عقب قول عبد الحق المذكور (5/ 387)؛ فقال: "كل كلام مسوق في السياق لا ينبغي أن يقبل ممن يقول: إنه مدرج؛ إلَّا أن يجيء بحجة، وهذا الباب معروف عند المحدثين، وقد وضعت فيه كتب". قلت: ومن المعروف عبد أهل العلم: أن أبا حاتم الرازي من المتشددين في هذا المجال، ومن أوسع الحفَّاظ خطوًا في استنكار الأحاديث، ومع ذلك فقد خلا كتاب ابنه "العلل" من هذا الحديث. ولعل الحامل على تلك الدعوى إنما هو الوقوف عند لفظة "شرك" الذي لا يليق بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. فأقول: المراد بها شرك الجاهلية؛ فإنها كانت تصدهم عن حاجاتهم، وهذا ليس مرادًا من قوله =

صحيح - "الصحيحة" (429)، "غاية المرام" (186/ 303). 1195 - 1428 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا طيرةَ، والطيرة على من تطيّر (¬1)، وإن تك في شيء؛ ففي الدار والفرسِ والمرأة". (قلت): في "الصحيح" (¬2) طرف من أوله. حسن - "الصحيحة" (789). 1196 - [6094 - عن سعيد بن المسيب، قال: سألت سعد بن أَبي وقاص عن الطيرة؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هام؛ فإِن تك الطيرة (¬3) في شيء؛ ففي المرأة والفرس والدار"]. ¬

_ = - صلى الله عليه وسلم -: "وما منا إلَّا ... "، وإنما ما قد يجده الشخص في نفسه، ثم يصرفه بالتوكل على الله، فهذا التوكل ممَّا كلف به العبد بخلاف ما يجده فإنّه لا يملكه، وهذا صريح في حديث معاوية بن الحكم السلمي؛ أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ومنا رجال يتطيرون؟ قال: "ذاك شيء يجدونه في صدورهم؛ فلا يصدنهم" رواه مسلم (2/ 70). فلم ينكر عليهم ما يجدون من الطيرة، فضلاً عن أن يصفه بالشرك، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من ردته الطيرة فقد قارف الشرك"، وهو مخرج في "الصحيحة" (1065)، فهذا يوضح تمام التوضيح حديث الباب، ويبطل الإدراج المدعى، فتأمل! (¬1) يعني: إثم الطيرة على من تطيّر بعد علمه بنهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطيرة، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" (9/ 284). (¬2) يعني: "صحيح الشيخين"، وليس عندهما عن أنس إلَّا قوله: "لا طيرة" في حديث "لا عدوى ... "، وهو مخرّج في "الصحيحة" (786)، والشطر الثاني منه عندهما من حديث ابن عمر، وهو مخرج في "الصحيحة" برقم (799). (¬3) قلت: وهذا اللفظ والذي قبله بظاهر ينفي الشؤم، وهو المحفوظ في أكثر الأحاديث الواردة =

11 - باب ما جاء في الفأل

صحيح - "الصحيحة" (789)، "الظلال" (266 و 267). 11 - باب ما جاء في الفأل 1197 - 1429 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الفأل، ويكره الطيرة. حسن صحيح - "الكلم الطيب" (248). 1198 - 1430 - عن بُريدة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتطيّر من شيء، غير أنَّه كانَ إذا أَرادَ أَن يأتيَ أَرضًا؛ سألَ عن اسمها، فإن كانَ حسنًا؛ رُئي البشر في وجهه، وإن كانَ قبيحًا؛ رؤي ذلك في وجهه. صحيح - "الصحيحة" (762). ¬

_ = في الباب، وقد جاء ذلك صراحة بلفظ "لا شؤم"، وهو مخرج في "الصحيحة" (1930)، وأما ما في بعض الروايات بلفظ: "إنما الشؤم في ثلاثة ... " فذكرها؛ فهو شاذ، انظر "الصحيحة" (788). و (الهام): اسم طائر كانوا يتشاءمون به. وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تغير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت. وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت - وقيل: روحه - تصير هامة فتطير، ويسمونه الصَّدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه، كذا في "النهاية". وبهذه المناسبة أقول: لقد تحرف هذا اللفظ على أحد الناشرين الذي قلب لنا ظهر المجن بعد عديد من السنين، تظاهر فيها بالاحترام والتبجيل، ثم لما حصحص الحق؛ تبيّن أنها (رغوة صابون)، فقد طبع عدّة من كتبي دون إذني، وقع في بعضها مكان (الهام): (البهائم)! وكرر ذلك في أكثر من موضع!! انظر التعليق على "صحيح الأدب المفرد" (702/ 914).

12 - باب أقروا الطير

12 - باب أقروا الطير [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 13 - باب لا عدوى 1199 - 1432 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا طيرةَ، ولا هامةَ، ولا عدوى، ولا صَفَرَ (¬1) ". فقال رجل: يا رسولَ اللهِ! إنّا لنأخذ الشاةَ الجرباء، فنطرحها في الغنم فتُجرب الغنم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فمن أَعدى الأَوّل؟! ". صحيح - "الصحيحة" (782). * * * ¬

_ (¬1) كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها: الصَّفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك. وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله. "النهاية".

23 - كتاب اللباس

23 - كتاب اللباس 1 - باب اللباس الحسن والنظافة 1200 - 1434 و 1435 - عن مالك بن نَضْلة، قال: أتيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَنا قَشِفُ (¬1) الهيئة، فقال: "هل لك من مال؟ ". فقلت: نعم، قال: "من أَي المالِ؟ ". قلت: من كلٍّ قد آتاني الله؛ من الإبلِ والرقيق والغنم، قال: "إِذا آتاكَ اللهُ مالاً؛ فليُرَ عليك" [وفي رواية قال: "إن الله إِذا أَنعمَ على العبدِ نعمةً؛ أحبّ أن ترى عليه"]. قال: قلت: يا رسولَ اللهِ! أَرأيتَ رجلًا نزلتُ به فلم يكرمني ولم يَقْرِني، فنَزَلَ بي (¬2)؛ أجزيه بما صَنَعَ؟ قال: "لا، بل أَقْرِهِ". ¬

_ (¬1) أي: تاركًا للتنظيف والغسل. والقشَفُ: يُبس العيش؛ كما في "النهاية". (¬2) الأصل في طبعات الكتاب: (فتراني)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"مسند أحمد" وغيره.

صحيح - "غاية المرام" (75)، "الصحيحة" (1290)، "المشكاة" (4352). 1201 - 1436 - عن جابر بن عبد الله، قال: خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أَنمار، قال: فبينما أَنا نازلٌ تحت شجرة؛ إِذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فقلت: يا رسولَ اللهِ! هلمَّ إِلى الظلِّ، قال: فنزلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال جابر: فقمت إِلى غِرارة لنا، فالتمست فيها فوجدت فيها جِرْو قِثاء (¬1)، فكسرته ثمَّ قرّبته إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من أَينَ لكم هذا؟ ". فقلت: خرجنا به يا رسولَ اللهِ! من المدينة، قال جابر: وعندنا صاحب لنا نجهزه [ليذهب] يرعى ظهرنا، قال: فجهزته، ثمَّ أَدْبَرَ (¬2) ليذهب في الظهرِ، وعليه بردان له قد خَلُقا، قال: فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَما له ثوبان غير هذين؟! ". قال: فقلت: [بلى] يا رسولَ اللهِ! له ثوبان في العَيْبة كسوتُهُ إيّاهما، قال: "فادعه فمره فليلبسهما"، [قال: فدعوته، فلبسهما]. ثمَّ ولّى ليذهبَ، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما له ضرب اللهُ عنقَه؟! أَليسَ هذا خيرًا؟! ". ¬

_ (¬1) يعني: صغار القثاء، كما في "النهاية". (¬2) الأصل: (ذهب)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، ومنه صححت أخطاءً أخرى، والزيادات.

2 - باب في الثياب البيض

فسمعه الرّجل، فقال: يا رسولَ اللهِ! في سبيل اللهِ؟ [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في سبيل الله"]، فقتل الرَّجل في سبيل الله. صحيح - التعليق على "الإحسان" (5394). 1202 - 1437 - عن أَبي هريرة، قال: جاءَ رجل إلى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! إِنّي حُببَ إليَّ الجمال، فما أُحبُّ أن يفوقني أحد فيه بِشِراك (¬1)، أَفَمِنَ الكبر هو؟ قال: "لا؛ إنّما الكبر مَن سَفِه الحقَّ، وَغَمَطَ النَّاس (¬2) ". صحيح - "الصحيحة" (1626). 1203 - 1438 - عن جابر، قال: أَتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زائرًا في منزلنا، فرأى رجلًا شعثًا، فقال: "أَما كانَ هذا يجد ما يسكن به شعرَه؟! ". ورأى رجلًا عليه ثياب وسخة، فقال: "أَما كانَ هذا يجدُ ما يغسلُ به ثوبه؟! ". صحيح - "الصحيحة" (493). 2 - باب في الثياب البيض 1204 - 1439 - 1441 - عن ابن عباس، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) الشراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. "نهاية". (¬2) أي: احتقرهم ولم يرهم شيئًا. "نهاية".

3 - باب ما يقول إذا استجد ثوبا

"البَسوا من ثيابِكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم؛ فإنّها من خيرِ ثيابِكم، وإنَّ من خيِر أكحالِكم الإثمد [عند النوم]، يجلو البصر، وينبت الشعر". صحيح - "أَحكام الجنائز" (62)، "المشكاة" (1638)، "مختصر الشَّمائل" (43، 44، 54). 3 - باب ما يقول إِذا استجدَّ ثوبًا 1205 - 1442 - عن أَبي سعيد الخدري: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا استجدَّ ثوبًا؛ سمّاه باسمه فقال: "اللهمَّ! أَنت كسوتني هذا [- القميص، أو الرِّداء، أو العمامة -] (¬1)، فلك الحمد، أَسألك من خيرِه وخيرِ ما صُنعَ له، وأَعوذُ بك من شرّه وشرِّ ما صنع له". حسن صحيح - "المشكاة" (4342)، "مختصر الشَّمائل" (47/ 50). 4 - باب لبس الصوف 1206 - 1443 - عن أَبي موسى، قال لابنِه أَبي بُردة: لقد رأيتُنا ونحن عند نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -؛ ولو أَصابتنا مطرة لَشَمِمْتَ منّا ريح الضأن. صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 109). 5 - باب ما جاء في السراويل 1207 - 1444 - عن سويد بن قيس، قال: ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة على الكتاب!!

6 - باب ما جاء في الإزار

جَلَبْتُ أَنا ومخرفَة العبدي بَزّاً من (هَجَر)، فأتانا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فساومنا سراويلَ، وعنده وزان يزِن بالأَجر، فقال له النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "زِنْ وأَرجح". صحيح - "أَحاديث البيوع"، "المشكاة" (2924/ التحقيق الثاني). 6 - باب ما جاء في الإزار 1208 - 1445 و 1446 - عن عبد الرحمن بن يعقوب، قال: ذكر الإزار، فأَتيت أَبا سعيد الخدري فقلت: أَخبرني عن الإزار؟ فقال: أجل؛ بعلم، سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إزرة المؤمن إِلى أَنصافِ ساقيه، لا جُناحَ عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أَسفلَ من ذلك ففي النّار، من جرَّ إزارَه بطرًا لم ينظر الله إِليه". صحيح - "الصحيحة" (2037). 1209 - 1447 و 1448 - عن حذيفة، قال: أَخذَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعَضَلَة ساقي فقال: "ها هنا موضع الإزار، فإن أَبيتَ فها هنا، ولا حقَّ للإِزارِ في الكعبين". حسن صحيح - المصدر السابق. 1210 - 1449 - عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بحجزة سفيان بن أَبي سهل، فقال: "يا سفيان! لا تسبل إِزارَكَ؛ فإنَّ اللهَ لا يحبُّ المسبلين (¬1) ". ¬

_ (¬1) في الأَصل: "المستكبر"، وفي "الإحسان": "لا ينظر إلى المسبلين"! والصواب ما أثبته؛ كما في "الترغيب" (3/ 99) معزوّاً للمؤلف، وهو الموافق لرواية ابن ماجَه وأحمد.

7 - باب البداءة باليمين في اللباس والوضوء

صحيح لغيره - "الصحيحة" (4004)، "التعليق الرغيب" (3/ 98). 1211 - 1450 - عن أَبي جُرَي الهُجَيمي، قال: أَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسولَ اللهِ! إِنّا قوم من أَهلِ البادية، فعلمنا شيئًا ينفعنا اللهُ به؟ فقال: "لا تحقرنَّ من المعروفِ شيئًا؛ ولو أَن تفرغَ من دلوِك في إِناء المستسقي، ولو أن تكلمَ أَخاكَ ووجهك إِليه منبسط، وإيّاكَ وإسبالَ الإزارِ؛ فإِنه من المخيلة، ولا يحبّها الله، وإن امرؤٌ شتمَك بما يعلمُ فيك؛ فلا تشتمه بما تعلم فيه؛ فإِنَّ أجره لك، ووباله على من قاله". (قلت): وقد تقدّمَ حديث سليم بن جابر الهجيمي في الوصايا بأتمَّ من هذا [رقم 1221]. صحيح - مكرر (866/ 000). 1212 - 1451 - عن صفيّة بنت أَبي عبيد: أنَّ أُمّ سلمة زوجَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر الإِزار: فالمرأة يا رسولَ الله؟! قال: "ترخي شبرًا". قالت أُم سلمة: إذًا ينكشفُ عنها؟! قال: "فذراعًا لا تزيد عليه". صحيح - "غاية المرام" (90)، "الصحيحة" (1864). 7 - باب البداءة باليمين في اللباس والوضوء 1213 - 1452 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا لبستم، وإِذا توضأتم؛ فابدؤا بميامنِكم".

8 - باب فيما يحرم على النساء مما يصف البشرة وغيره

صحيح - "المشكاة" (401). 1214 - 1453 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه. صحيح - "المشكاة" (4330/ التحقيق الثاني). 8 - باب فيما يحرم على النساء ممّا يصفُ البشرة وغيره 1215 - 1454 - عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكونُ في آخرِ أُمتي رجال يركبون على سرُج كأشباه الرحال (¬1)، ينزلون على أَبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رءوسهنَّ كأسنمة البخت العجاف، العنوهنَّ فإنّهنَّ ملعونات، لو كانَ وراءَكم أُمّة من الأُمم؛ خدمهنَّ نساؤكم كما خدمَكم نساء الأُمم قبلكم". حسن - "الصحيحة" (2683) ¬

_ (¬1) جمع (رحل) بالحاء المهملة، وهو كل شيء يعد للرحيل من وعاء للمتاع، ومركب للبعير، وكان الأصل: "الرجال" في كل الطبعات، وطبعتي "الإحسان"، وكثير من مصادر الحديث، وقد صحّحته - بفضل الله - من بعض المخطوطات منها "فوائد المخلص"، وهي نسخة قيمة متقنة، ولم يقف عليها كل من خرج الحديث من المعاصرين، ولذلك استشكل معنى الحديث الشَّيخ أحمد شاكر - رحمه الله - ولو وقف على ما ذكرت؛ لزال إشكاله الذي مر عليه الشَّيخ شعيب وأمثاله فلم يعلقوا عليها ولو بكلمة واحدة، وهنا يظهر أثر المعاصرة في بعض النفوس - كفانا الله شرها -، فقد رأوا تحقيق ذلك فأغمضوا! ثم الحديث معجزة علمية غيبية للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنّه يشير إلى السيارات الفاخرة التي يركبها أشباه الرجال الذين يأتون عليها إلى المساجد مشيعين للجنازة، فإذا أدخلت المسجد للصلاة عليها؛ ظل أولئك في سياراتهم أو واقفين بجانبها بالانتظار، وقد شرحت هذا كله في "الصحيحة"، ورددت فيه على الشَّيخ شعيب تضعيفه للحديث، وتناقضه في راويه الذي اتكأ عليه فيه! وتناقضه فيه، فتارة يضعفه كما هنا، وتارة يحسن له، وتارة يصحح له، ولفت النظر إلى سبب هذا التناقض، فليرجع إليه من شاء التفصيل.

9 - باب في الرجل يلبس لبسة المرأة

9 - باب في الرجل يلبس لبسة المرأة 1216 - 1455 و 1456 - عن أَبي هريرة، قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرَّجل يلبس لِبسة المرأة، والمرأة تلبس لِبسة الرَّجل. صحيح - "جلباب المرأة المسلمة" (141/ 1). 10 - باب ما جاء في الحجاب [ليس تحته حديث على شروط الكتاب] 11 - باب ما جاء في الوسائد 1217 - 1458 - عن جابر بن سمرة، قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فرأيته متّكئًا على وسادة على يسارِه. صحيح - "مختصر الشَّمائل" (74/ 304). 12 - باب في البيت المزوّق 1218 - 1459 - عن سفينة: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يدخل بيتًا مزوّقًا - وفي نسخة: مرقومًا - (¬1). حسن صحيح - "المشكاة" (3221/ التحقيق الثاني). 1219 - [6319 - عن ابن عمر: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أتى فاطمةَ، فرأى على بابِها سِترًا، فلم يدخل عليها؛ قال: وقلَّ ما كانَ يدخلُ إلّا بدأَ بها، فجاء عليّ رضوان الله عليه فرآها مُهْتَمَّةً، فقال: ما لكِ؟! فقالت: جاءني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يدخل! ¬

_ (¬1) قلت: وهكذا هو في "الإِحسان"؛ والأَوّل في "أَبي داود" وغيره، لكن من قولِه - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: "إنّه ليس لي - أو لنبيّ - أن يدخلَ بيتًا مزوّقًا".

13 - باب ما جاء في الحرير والذهب وغير ذلك

فأَتاه عليّ فقال: يا رسولَ الله! إنَّ فاطمةَ اشتدَّ عليها أَنّك جئتها ولم تدخل عليها؟! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما أَنا والدنيا، وما أَنا والرَّقْمَ؟! " (¬1). فذهب إِلى فاطمة، فأَخبرها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: فقل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فما تأمرني؟ قال: "قل لها: فلترسل به إِلى بني فلان"]. صحيح - "الصحيحة" (3140): خ - مختصرًا (¬2). 13 - باب ما جاء في الحرير والذهب وغير ذلك 1220 - 1460 - عن عمران بن حصين: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس الحرير، وعن التختم بالذهب، وعن الشرب في الحناتم (¬3) ". صحيح - "تيسير الانتفاع/ حفص بن عبد الله الليثي". 1221 - 1461 - عن أبي [هشام بن] (¬4) رقية، قال: سمعت مسلمة بن مخلد وهو على المنبر يخطب النَّاس يقول: ¬

_ (¬1) يعني: النقش والوشي، كما في "النهاية". (¬2) وأَطلق العزو إليه المعلق على "الإحسان" كعادته! (¬3) الحناتم: جرار مدهونة خُضْرٌ كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتُّسع فيها، فقيل للخزف كله: حنتم، واحدتها: حَنْتمة، وإنما نهي عن الانتباذ فيها؛ لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها. "النهاية"، وتقدم في غير ما حديث في آخر الأشربة. (¬4) من "الإحسان"، و"المعرفة والتاريخ" (2/ 506)، ومنه صححت بعض الأخطاء.

يا أَيّها النَّاس! أَما لكم في العَصْب والكتان ما يغنيكم عن الحرير؟! وهذا رجل يخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قم يا عقبة! فقامَ عقبة بن عامر - وأَنا أَسمعُ - فقال: انّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من كذب عليَّ متعمّدًا؛ فليتبوّأ مقعده من النار". وأَشهدُ أنّي سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من لبس الحرير في الدنيا؛ حُرِمَهُ أَنْ (¬1) يلبسه في الآخرة". حسن - "التعليق الرغيب" (3/ 102). 1222 - 1463 - عن عقبة بن عامر الجهنيّ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يمنعُ أَهلَه الحليةَ والحريرَ، ويقول: "إنْ كنتُم تحبّونَ حليةَ الجنّة وحريرَها؛ فلا تلبسوها في الدنيا". صحيح - "الصحيحة" (338). 1223 - 1464 - عن أَبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ويل للنساء من الأَحمرين: الذهب والمعصفر! ". حسن صحيح - "الصحيحة" (339). 1224 - 1465 - عن عليّ بن أَبي طالب: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَخذَ حريرًا فجعله في يمينه، وأَخذَ ذهبًا فجعله في شمالِه، ثمَّ رفعَ يده، وقال: ¬

_ (¬1) الأصل: "أنّي"! والتصويب من "الإحسان"، و"الترغيب"، ومصادر التخريج، ولم ينتبه لهذا الخطأ - كعادتهم - المعلقون الأربعة.

14 - باب فيما دعت إليه الضرورة من ذلك

"هذان حرام على ذكورِ أُمتي". صحيح لغيره - "الإرواء" (1/ 305 - 308/ 277). 14 - باب فيما دعت إليه الضرورة من ذلك 1225 - 1466 - عن عرفجة بن أَسعد: أنّه أُصيبَ أَنفه يومَ الكُلاب (¬1)، فَاتخذَ أَنفًا من وَرِق، فأنتنَ عليه، فأمره النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أن يتخذَ أَنفًا من ذهب. حسن - "المشكاة" (4400) (¬2). 15 - باب ما جاء في الخاتم 1226 - 1468 - عن ابن عباس، قال: اتخذَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا (¬3) فلبسه، وقال: "شغلني هذا عنكم منذ اليوم"؛ ثم رمى به. صحيح - "المشكاة" (4405/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (3/ 189/ 1192). 1227 - 1469 - عن أنس بن مالك: أنّه رأى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في يده يومًا خاتمًا من ذهب، فاضطربَ النَّاس ¬

_ (¬1) في الأصل زيادة: (في الجاهلية)؛ لم ترد في "الإحسان"، ومعناها صحيح، ولعلها زيادة بيانية من المؤلف. (¬2) قلت: مع تصحيح ابن حبان؛ جزم بنسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع؛ منهم الطحاوي، والذهبي، والعسقلاني. (¬3) أي: من ذهب كما في رواية مرسلة صحيح، وهي مخرجة هناك في "الصحيحة"، ولا وجه لرميه إلَّا لكونه من ذهب؛ كما في الحديث الآتي.

16 - باب فيمن نهي عنه من جر الإزار، وخاتم الذهب وغير ذلك

الخواتيم (¬1)، فرمى به، وقال: "لا أَلبسه أَبدًا". (قلت): له في "الصحيح" نحوه من غير قوله: من ذهب. صحيح - "الصحيحة" (2979). 1228 - 1470 - عن أَبي ثعلبة، قال: قعدَ إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه خاتم من ذهب، فقرعَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَده بقضيب كانَ في يدِه، ثمَّ غفل عنه، فألقى الرَّجلُ خاتمَه، ثمَّ نظرَ إِليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أَين خاتمك؟ ". قال: أَلقيته، قال: "أَظُنّنا قد أَوجعناك وأَغرمناك". صحيح - "آداب الزفاف" (126 - 127). 16 - باب فيمن نهي عنه من جر الإزار، وخاتم الذهب وغير ذلك [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 17 - باب ما جاء في الطِّيب 1229 - 1473 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من عُرِضَ عليه طيب، فلا يردّه؛ فإنّه خفيف المحمل، طيّب الرائحة". صحيح - "المشكاة" (3016)، م - بلفظ: "ريحانة"، فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) أي: من ذهب، وأما رواية: من وَرِق؛ فهي شاذة؛ كما في "الفتح" (10/ 319 - 320). وتكلف بعضهم في توجيهه، فراجعه - إن شئت التبين والبصيرة -. وقوله: (فاضطرب النَّاس)؛ أي: أَمَروا أن تضرب لهم الخواتيم وأن تصاغ.

18 - باب طيب المرأة لغير زوجها

18 - باب طيب المرأة لغير زوجها 1230 - 1474 - عن أَبي موسى، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَيّما امرأة استعطرت، فمرّت على قومٍ ليجدوا ريحَها؛ فهي زانية، وكلُّ عين زانية". حسن - "جلباب المرأة المسلمة" (137/ 1). 19 - باب تغيير الشيب 1231 - 1475 - عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَحسنَ ما غيرّتم به الشيب: الحناء والكتم". صحيح - "الصحيحة" (836). 1232 - 1476 - عن أَنس بن مالك، قال: جاء أَبو بكر بأبي قحافة إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكّة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[لأبي بكر] (¬1): "لو أَقررت الشَّيخ في بيته لأتيناه"؛ تكرمةً لأبي بكر. قال: فأسلمَ ورأسه ولحيته كالثَّغَامة بياضًا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيروهما، وجنّبوه السواد". صحيح - "غاية المرام" (105): م - نحوه عن جابر. 20 - باب ما جاء في الشيب 1233 - 1477 - عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) من "الإحسان". و (الثغامة): نبت أبيض الزهر والثمر؛ يشبَّه به الشَّيب. "نهاية".

"من شابَ شيبةً في سبيل الله (¬1)؛ كانت له نورًا يوم القيامة". صحيح - "الصحيحة" (2972). 1234 - 1478 - عن أَبي نَجيح السلمي، قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من شابَ شيبةً في سبيل الله؛ كانت له نورًا يوم القيامة". صحيح - "الصحيحة" أَيضًا. 1235 - 1479 - عن أَبي هريرة أنَّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنتفوا الشَّيب؛ فإنّه نورٌ يوم القيامة، ومن شابَ شيبة [في الإسلام]؛ كُتِبَ له بها حسنة، وحُطّ عنه بها خطيئة، ورفع له بها درجة". حسن صحيح - "الصحيحة" (1243). 1236 - [5449 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيرّوا الشيبَ، ولا تشبهوا باليهود والنصارى"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (836)، "جلباب المرأة المسلمة" (189/ 7)، "المشكاة" (4455 - 4457). 1237 - [5452 - عن ابن عمر، قال: ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - المجوس! فقال: "إنّهم يُوَفُّون سِبالهم (¬2)، ويحلقون لحاهم، فخالفوهم". فكانَ ابن عمر يَجُزُّ (¬3) سباله كما تُجَزُّ الشاة أَو البعير"]. ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وهو موافق لما في "الترغيب" (3/ 113/ 4) من رواية ابن حبان، وكذا هو في "المعجم الأوسط" (1825)! وفي طبعتي "الإحسان": "في الإسلام". (¬2) أي: شواربهم. و"يحلقون لحاهم"؛ أي: تشبهًا بالشباب المُزد! (¬3) يعني: يقص؛ من الجزِّ، وهو قص الشعر والصوف. "نهاية".

21 - باب ما جاء في الترجل

صحيح - "الصحيحة" (2834). 21 - باب ما جاء في التّرجّل 1238 - 1480 - عن عبد الله بن المغفّل، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التّرجّل إلّا غِبًّا. صحيح لغيره - "الصحيحة" (501). 22 - باب الأَخد من الشعر والظفر 1239 - 1481 - عن زيد بن أَرقم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يأخذ من شاربِه؛ فليس منّا". صحيح - "المشكاة" (4438) "الروض" (313). 1240 - 1482 - عن ابن عمر، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الفطرة: قصُّ الشاربِ، وتقليمُ الأَظْفارِ، وحلق العانة". صحيح - "صحيح أَبي داود" (43): خ - نحوه. قلت: فليس من شرطِ "الزوائد". 23 - باب ما جاء في الصور 1241 - 1483 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمرَ عمرَ بن الخطّابِ [رضي الله عنه] زمنَ الفتح - وهو بالبطحاء - أَن يأتيَ الكعبةَ؛ فيمحو كلَّ صورة فيها، فلم يدخلها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - حتّى محيت كلّ صورة [فيها]. حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (1768)، "الصحيحة" (3115).

1242 - 1485 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصور في البيت. صحيح - "الصحيحة" (424). 1243 - 1486 - عن رافع مولى الشِّفاء، قال: دخلت أَنا وعبد الله بن أَبي طلحة على أَبي سعيد الخدري نعوده، فقال لنا أَبو سعيد: أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الملائكةَ لا تدخل بيتًا فيه تماثيل - أَو صورة -". يشكَّ إِسحاق أَيّهما قال أَبو سعيد. صحيح - "غاية المرام (118): م - أَبي هريرة. 1244 - 1487 و 1488 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتاني جبريل فقال: إِنّي كنتُ أَتيتُك البارحة، فلم يمنعني أَن أَدخلَ البيتَ الذي كنتَ فيه؛ إِلّا أنّه كانَ في البيت تمثال رجل، وكانَ في البيت سِتر فيه تماثيل، وكانَ في البيت كلب، فَأْمُرْ بِرأس التمثال أن يقطعَ، [وأْمُرْ بالستر الذي فيه التماثيل أن يقطع] (¬1) ويُجْعل منه وسادتان، وأْمُرْ بالكلبِ فيُخرج"، [فَفَعَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (¬2)، وكانَ الكلب جِروًا للحسن والحسين تحت نَضَدٍ لهم (¬3)، قال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان" مع شيء من التصويب من "المسند"، و"السنن"؛ حتَّى استقام النص، ولم يستدركها الداراني، ففسد المعنى؛ لأنَّ ضمير (يجعل) يعود إلى (تمثال رجل). (¬2) زيادة من "المسند"، و"السنن". (¬3) هو السرير الذي تنضد عليه الثياب. "النهاية".

24 - باب ما جاء في الجرس

"ثمَّ أَتاني جبريل، فما زالَ يوصيني؛ بالجار حتّى ظننت أنّه سيورثه". صحيح - "آداب الزفاف" (108)، "الصحيحة" (356). 24 - باب ما جاء في الجرس 1245 - 1489 - عن أَنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمر بقطع الأَجراس. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 68). 1246 - 1490 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمر بالأَجراسِ أن تقطعَ من أَعناقِ الإبل يوم بدر. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 68). 1247 - 1491 و 1492 - عن أُمِّ حبيبة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ العيرَ الّتي فيها الجرس؛ لا تصحبها الملائكةُ". صحيح - "الصحيحة" (1873)، "صحيح أَبي داود" (2302). * * *

24 - كتاب الحدود

24 - كتاب الحدود 1 - باب الستر على المسلمين والغض عن عوراتهم 1248 - 1494 - عن ابن عمر، قال: صعدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[هذا] المنبَر؛ فنادى بصوت رفيع، وقال: "يا معشرَ من أَسلمَ بلسانِه، ولم يدخل الإِيمانُ قلبه! لا تؤذوا المسلمين، ولا تُعَيِّروهم، ولا تطلبوا عثراتِهم؛ فإنّه من يطلبْ عورةَ المسلمِ؛ يطلبِ اللهُ عورته، ومن يطلبِ الله عورته؛ يفضحه ولو في جوف بيته". ونظرَ ابن عمر يومًا إِلى البيت؛ فقال: ما أَعظمَكِ وأعظمَ حرمتَك! ولَلْمؤمن أَعظمُ عند الله حرمةً منك. حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 77). 1249 - 1495 - عن معاوية، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّك إن اتبعت عورات النَّاس؛ أَفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم". قال: يقول أَبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ نفعه الله بها. صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 177).

2 - باب فيمن لا حد عليه

2 - باب فيمن لا حدّ عليه 1250 - 1496 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتّى يستيقظ، وعن الغلام حتّى يحتلم، وعن المجنون حتّى يُفيق". صحيح - "الإرواء" (297)، "المشكاة" (3287 و 3288). 1251 - 1497 - عن ابن عباس، قال: مَرَّ عليُّ [بن أبي طالب رضي الله عنه] بمجنونة بني فلان قد زنت؛ أمر عمر برجمها، فردّها عليّ، وقال لعمر: يا أَميرَ المؤمنين! أَترجمُ هذه؟ قال: نعم، قال: أو ما تذكر أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقلِه، وعن النائم حتّى يستيقظ، وعن الصبيّ حتّى يحتلم"؟! قال: صدقت، فخلّى عنها. صحيح - "الإرواء" (2/ 5). 3 - باب الخطأ والنسيان والاستكراه 1252 - 1498 - عن ابن عباس، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ تَجاوزَ عن أُمتي الخطأ، والنسيانَ، وما استكرهوا عليه". صحيح - "الإرواء" (1/ 123/ 82)، "المشكاة" (3/ 6284). 4 - باب حد البلوغ 1253 - 1499 - 1501 - عن عطية القُرَظي، قال:

5 - باب فيمن لا قطع عليه، وفيما لا قطع فيه

كنتُ فيمن حكمَ فيهم سعد بن معاذ، فَشَكُّوا فيَّ؛ أَمن الذرية أنا أم من المقاتلة؟ فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "انظروا؛ فإن كانَ أَنبتَ الشعر فاقتلوه؛ وإِلّا فلا تقتلوه". ولم يرفعه في رواية. صحيح - "المشكاة" (3974). 5 - باب فيمن لا قطعَ عليه، وفيما لا قطعَ فيه 1254 - 1502 - 1504 - عن جابر، أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليسَ على منتهبٍ، ولا مختلس، ولا خائن قطع، [ومن انتهبَ [نهبةً]؛ فليسَ منّا] ". صحيح لغيره - "الإرواء" (2403)، "المشكاة" (2947 و 3596/ التحقيق الثاني). 1255 - 1505 - عن واسع بن حَبَّان: أنَّ غلامًا سرَقَ وَدِيًّا (¬1) من حائط، فَرُفِعَ إِلى مروان، فأمر بقطعِه، فقال رافع بن خديج: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا قطعَ في ثمر ولا كَثَرٍ (¬2) ". صحيح - "الإرواء" (2414). 6 - باب الحد كفارة 1256 - 1506 - عن عُبادة بن الصامت، قال: ¬

_ (¬1) الوَدِيّ - بتشديد الياء -: صغار النخل، الواحدة: ودِيّة. "النهاية". (¬2) بفتحتين: جمار النخل؛ وهو شحمه الذي وسط النخلة. "نهاية".

7 - باب إقامة الحدود

أَخذَ علينا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كما (¬1) أَخَذَ على النساء - وقال: "من أَصابَ منكم - أَو منهنَّ - حَدًّا، فَعُجّلت له عقوبته؛ فهو كفارتُه، ومن أُخِّرَ عنه؛ فأَمره إلى اللهِ: إِن شاءَ رحمه، وإن شاءَ عَذَّبه (¬2) ". صحيح - "الصحيحة" (2317 و 2999): م، خ - نحوه، فليس هو على شرطِ "الزوائد". 7 - باب إِقامة الحدود 1257 - 1507 و 1508 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِقامةُ حدٍّ بأَرض؛ خير لأَهلِها من مطرِ أَربعين صباحًا". صحيح - "الصحيحة" (231)، "المشكاة" (3588 و 3589). 8 - باب النهي عن المُثْلَة 1258 - 1509 - عن الحسن، قال: قال رجل لعمران بن حصين: إنَّ لي عبدًا أَبَقَ، وإنّي نذرتُ إِن أَصبتُه لأَقطعنَّ يدَه؟ فقال: لا تقطع يدَه. فإنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: كانَ يقومُ فينا؛ فيأمرنا بالصدقة، وينهانا عن المثلة. صحيح لغيره - "المشكاة" (3540)، "الإرواء" (2230)، "صحيح أبي داود" (2393). ¬

_ (¬1) الأصل: (ما)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"مسلم". وفيهما - بعد كلمة: (النساء) - زيادة: (منا)، ولم أرها في شيء من مصادر التخريج. (¬2) بهامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله. "قلت: هو في "الصحيحين" بأتمّ من هذا السياق، وفيه محصل ما في هذا، أَخرجاه من طريق أُخرى عن عبادة".

9 - باب النهي عن التحريق بالنار

9 - باب النهي عن التحريق بالنار 1259 - 1510 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا لقيتم هبّار بن الأَسودِ، ونافع بن عبد القيس؛ فحرقوهما بالنار"، ثمّ إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال بعد ذلك: "لا يعذّبُ بها إلّا الله، ولكن إِن لقيتموهما فاقتلوهما". صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (2399): خ - دون تسمية الرَّجلين. 10 - باب حد الزنى 1260 - 1511 - عن ابن عباس، أنَّه قال: من كفر بالرجم؛ فقد كفر بالرحمن، وذلك قول الله: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، فكانَ ممّا أَخفوا آيةُ الرَّجم. صحيح - التعليق على "الإحسان" (6/ 302/ 4413). 1261 - 1512 - عن أَبي موسى الأَشعريّ، قال: جاءت امرأة إِلى نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -[فقالت:] قد أَحدثت، وهي حُبلى، فأمرها نبيّ [الله]- صلى الله عليه وسلم - أن تذهبَ [فترضعه]؛ حتّى تضع ما في بطنها، فلمّا وضعت؛ جاءت فأمرها أَن تذهبَ حتّى تفطمه، ففعلت، ثُمَّ جاءت، فأمرها أن تدفع ولدها إِلى أُناس، ففعلت، ثمَّ جاءت، فسألها: "إلى من دفعتِه؟ "، فأخبرت أنَّها دفعته إلى فلان، فأمرها أَن تأخذه وتدفعه إِلى أُناس من الأَنصارِ، ثُمَّ إنّها جاءت، فأمرها أن تُشَدَّ عليها ثيابها،

[10/ 2 - إطلاق اسم الزنى على اليد إذا لمست الأجنبية

ثمَّ إِنّه - صلى الله عليه وسلم - أَمر بها فرجمت، ثمّ إنّه كفّنها وصلّى عليها ثمَّ دفنها، [فقال النَّاس: رَجَمَها ثُمَّ كفنها، وصلى عليها ثم دفنها؟!] (¬1)، فبلغَ نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - ما يقوله النّاس، فقال: "لقد تابت توبة؛ لو قُسمت توبتها بين سبعين رجلًا من أَهل المدينة لوسعتهم". حسن صحيح -"الإرواء" (7/ 366)، "الروض" (97). [10/ 2 - إطلاق اسم الزنى على اليد إذا لمست الأَجنبيّة 1262 - 4405 - عن أَبي هريرة، يأثره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلّ ابن آدم أَصاب من الزنى لا محالة، فالعين زناؤها النظر، واليد زناؤها اللمس، والنفس تهوى، يصدقهُ أو يكذبه الفرج"]. صحيح - "الصحيحة" (2804). 11 - باب فيمن نكح ذات محرم 1263 - 1516 - عن البَراء، قال: لقيت خالي أَبا بردة ومعه الراية، فقلت له: إِلى أَين؟ فقال: أَرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى رجل تزوّج امرأة أَبيه؛ أن أَقتله أَو أَضرب عنقه. صحيح - "الإرواء" (8/ 121). ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنها الداراني كعادته! لكنه وقع في غفلة أكثر، فالحديث بين يديه من رواية (أبي الميلح الهذلي) فضعّف إسناده قائلًا: "أبو المليح الرقي (!) لم يسمع أبا موسى"! و (الرقي) من الطبقة الثامنة عند الحافظ، و (الهذلي) من الثالثة، وقد روى عن جماعة من الصحابة.

12 - باب ما جاء في شارب الخمر

12 - باب ما جاء في شارب الخمر 1264 - 1517 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِذا سكِر الرَّجل فاجلدوه، ثمَّ إِن سكر فاجلدوه، ثمَّ إن سكر فاجلدوه، ثمَّ إِن سكر الرّابعة فاضربوا عنقه". حسن صحيح - "الصحيحة" (1360)، "التعليق الرَّغيب" (3/ 187). 1265 - 1518 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من شربَ الخمر [فاجلدوه]، فإن عادَ فاجلدوه، فإن عادَ فاجلدوه، فإن عادَ فاقتلوه". حسن صحيح - "الصحيحة" (1360). 1266 - 1519 - عن معاوية بن أَبي سفيان، أَنّ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "إِذا شربو [ها] فاجلدوهم، ثمَّ إِذا شَربو [ها] فاجلدوهم، ثمّ اذا شربو [ها] فاجلدوهم، ثمَّ إِذا شربو [ها] فاقتلوهم". حسن صحيح - "الصحيحة" أَيضًا. 13 - باب التعزير وسقوطه عن ذوي الهيئات 1267 - 1520 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَقيلوا ذوي الهيئات (¬1) زلّاتِهم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (638). ¬

_ (¬1) هم الذين لا يعرفون بالشر، فيزلُّ أحدهم الزلَّة، كذا في "النهاية".

14 - باب فيمن ارتد عن الإسلام

14 - باب فيمن ارتدّ عن الإِسلام 1268 - 1521 - عن حميد، قال: سمعتُ أَنسًا، يقول: كانَ رجل يكتب للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانَ [قد] قرأَ البقرة وآل عمران - وكانَ الرَّجل إِذا قرأَ (البقرة) و (آل عمران) عُدّ فينا ذا شأن - وكانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُملي عليه {غَفُورًا رَحِيمًا} فيكتب {عَفُوًّا غَفُورًا}، فيقول النبيّ: "اكتب" ويملي عليه {عَلِيمًا حَكِيمًا} فيكتب: {سَمِيعًا بَصِيرًا}، فيقول النبي: "اكتب أَيّهما شئتَ" -، [قال:] فارتدَّ [عن الإسلام]؛ فلحقَ بالمشركين، فقال: أَنا أَعلمُكم بمحمد، إِن كنتُ لأَكتب ما شئت! فماتَ؛ فبلغَ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "إنَّ الأَرض لن تقبله". قال: [فـ]ـقال أَبو طلحة: فأتيتُ تلك الأَرض التي ماتَ فيها، وقد علمتُ أنَّ الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال، فوجدته منبوذًا، فقلت: ما شأن هذا؟! فقالوا: دفناه فلم تقبلْه الأَرض. صحيح: "التعليقات الحسان" (741): ق دون ما بين العلامتين (-) (¬1). 1269 - [5955 - عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) قلت: وهي زيادة مشكلة في الظاهر، وإسنادها صحيح، وأَخرجه الطحاوي (4/ 240)، وأَحمد (3/ 121)، ثلاثتهم بأَسانيد صحيحة عن حميد، وقد صرّح بسماعه عند المؤلف كما ترى. وقد أَخرجه البخاريّ (3617) من طريق عبد العزيز، ومسلم (8/ 124) من طريق ثابت؛ كلاهما عن أَنس نحوه دون الزيادة، فيمكن أن تعلَّ بالشذوذ والمخالفة، وقد حملها الطحاويّ على أنَّ الكتابة لم تكن في القرآن، وإنّما فيما كان يمليه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الكاتب من كَتْبِه إِلى النّاس يدعوهم إِلى الإِسلام، وليس في الحديث ما ينفي هذا التأويل، والله أَعلم.

"من خنق نفسه في الدنيا فقتلها؛ خنق نفسه في النار، ومن طعن نفسه؛ طعنها في النار، ومن اقتحم (¬1) فقتل نفسه؛ اقتحم في النار". حسن صحيح - "الصحيحة" (3421). * * * ¬

_ (¬1) أي: النار؛ كما في رواية أحمد، فلعل الأصل: "اقتحمها" أو: "اقتحم فيها".

25 - كتاب الديات

25 - كتاب الديات 1 - باب لا يجني أحد على أَحد 1270 - 1522 - عن أَبي رِمْثَة، قال: انطلقت مع أَبي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمّا رأيته قال أَبي: مَن هذا؟ قلت: لا أَدري، قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فاقْشَعْرَرْتُ حين قال ذلك، وكنت أَظنّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يشبه الناسَ! فإذا له وفرة بها رَدع من حنّاء، وعليه بردان أَخضران، فسلّمَ عليه أَبي، ثم أَخذَ يحدثنا ساعة، قال: "ابنُك هذا؟ "؛ قال: إي وربِّ الكعبة، أَشهد به، قال: " [أما] إنَّ ابنَكَ هذا لا يجني عليك، ولا تجني عليه"، ثمَّ قرأَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {[وَ] لَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ". ثمَّ نظرَ إِلى السِّلْعةِ (¬1) التي بين كتفيه، فقال: يا رسولَ الله! إنّي كأَطَبِّ الرجال، أَلا أُعالجها؟! قال: "طبيبها الذي خلقها". صحيح - "الصحيحة" (749 و 1537). ¬

_ (¬1) هي غدَّة تظهر بين الجلد واللحم، إذا غُمزت باليد تحركت. "نهاية".

2 - باب أعف الناس قتلة أهل الإسلام

2 - باب أعف الناس قتلة أهل الإسلام [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 3 - باب النهي على المثلة تقدم في الحدود [ص 62] 4 - باب النهي عن التحريق بالنار تقدم في الحدود أَيضًا [ص 63] 5 - باب دية الجنين 1271 - 1525 - عن ابن عباس: أن عمر - رضوان الله عليه - ناشد الناس في الجنين، فقام حَمَل بن مالك ابن النابغة فقال: كنت بين امرأتين، فضربتْ إحداهما الأخرى، فقتلتها وجنينها، فقضى رسول - صلى الله عليه وسلم - فيه بغرة: عبدٍ أو أمةٍ، وأن تقتل بها. صحيح - دون قوله: وأن تقتل بها؛ فإنها غير محفوظة - "التعليقات الحسان" (5989) (¬1). 6 - باب دية شبه العمد 1272 - 1526 - عن عبد الله بن عمرٍ [و]: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لما افتتح مكّة قال: ¬

_ (¬1) قلت: لم يتنبه لها المعلقون الأربعة على الكتاب، فصححوها مع الحديث! مع أن الشيخ شعيبًا أنكرها في تعليقه على "الإحسان" (13/ 378 - 379)، فراجعه إن شئت.

7 - باب في الأصابع والأسنان

"لا إله إلّا الله، صدقَ وعدَه، ونصر عبده، وهزمَ الأَحزاب وحده، أَلا إنَّ كلَّ مَأْثَرَة (¬1) تحت قدمي هاتين؛ إلّا السِّدانة والسِّقاية، أَلا إنَّ [دية] (¬2) قتيلَ الخطأ شِبه العمد - قتيل السوط والعصا - مُغَلَّظَةٌ؛ [مئة من الإبل] (¬3)، منها أَربعون، في بطونها أَولادها". صحيح - "الإرواء" (2197)، التعليق على "التنكيل" (2/ 79). 7 - باب في الأصابع والأسنان 1273 - 1527 - عن أَبي موسى الأَشعري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الأَصابع سواء". قلت: عشر عشر؟ قال: "نعم". صحيح - "الإرواء" (2271). 1274 - 1528 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَسنان سواء، والأَصابع سواء". صحيح - "الإرواء" (2277). 8 - باب في الشجة 1275 - 1529 - عن عائشة: ¬

_ (¬1) مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها، أي: تروى وتُذكر. "نهاية". (¬2) و (¬3) زيادتان من "أبي داود"، و"ابن الجارود" وغيرهما من المصادر، وقد سقطت الأخرى من الطبعات الثلاث للأصل، وكذلك من أصله "صحيح ابن حبان" من طبعتي "الإحسان". ومع ذلك غفل عنها المعلقون الأربعة؛ فلم يستدركوها!

9 - باب فيمن قتل معاهدا

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعثَ أَبا جهم بن حذيفة [مصدِّقًا]، فلاجَّه رجل في صدقتِه، فضربه [أبو جهمٍ] فشجّه، فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: القودَ يا رسولَ الله! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لكم كذا وكذا"؛ فلم يرضوا، فقال: "لكم كذا وكذا"، فلم يرضوا، فقال: "لكم كذا وكذا"، فرضوا، وقال: "أَرضيتم؟ "؛ قالوا: نعم. صحيح - "التعليقات الحسان" (4470). 9 - باب فيمن قتل معاهدًا 1276 - 1531 - 1533 - عن أَبي بكرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قتل نفسًا معاهدةً بغير حقّها؛ لم يَرَح رائحة الجنة، وإن ريح الجنّة ليوجد من مسيرة مئة عام" (¬1). صحيح لغيره - "التعليق الرّغيب" (3/ 205)، "الصحيحة" (2356)، "الضعيفة" تحت الحديث (6376). * * * ¬

_ (¬1) كذا في هذه الرواية، وهي الصواب. وفي أخرى ستأتي في "الضعيف" بلفظ: "خمسمائة عام"، وهي شاذة أو منكرة، وجوّد وصحّح إسنادهما الأخ الداراني متجاهلًا أن فيه عنعنة الحسن البصري والنكارة، وشاركه في هذه الشيخ شعيب! وانظر التعليق الآتي - إن شاء الله - في "الضعيف".

26 - كتاب الإمارة

26 - كتاب الإمارة 1 - باب الخلافة 1277 - 1534 و 1535 - عن سفينة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثمَّ تكونُ مُلكًا (في رواية: وسائرهم ملوك) ". قال: أَمسِك: خلافة أَبي بكر رضي الله عنه سنتين، وعمر رضوان الله عليه عشرًا، وعثمان رضي الله عنه ثنتي عشرة، وعلي رضي الله عنه ستًّا. قال علي بن الجعد: قلت لحماد بن سلمة: سَفينةُ (¬1) القائل: أَمسك؟ قال: نعم. حسن صحيح - "الصحيحة" (459)، "الظلال" (2/ 562/ 1181). 2 - باب الناس تبع لقريش 1278 - 1536 و 1537 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ لي على قريش حقًّا، وإنَّ لقريش عليكم حقًّا؛ ما حَكموا فعدلوا، وائتُمِنوا فأدّوا، واستُرحموا فرحموا؛ [فمن لم يفعل ذلك منهم؛ فعليه لعنة الله] (¬2) ". ¬

_ (¬1) سفينة: هو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يكنى أبا عبد الرحمن، يقال: كان اسمه مهران، أو غير ذلك، لقب بسفينة؛ لكونه حمل شيئًا كبيرًا في السفر. "تقريب". (¬2) هذه الزيادة من طبعتي "الإحسان"، و"مصنف عبد الرزاق" (19902)، وهو في الكتاب من طريقه، ولم يستدركها المعلقون الأربعة، ولها شاهد صحيح في "الإرواء".

3 - باب ما جاء في العدل

صحيح - "الإرواء" (2/ 298 - التحقيق الثاني). 3 - باب ما جاء في العدل 1279 - 1538 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين -: المقسطون على أَهليهم وأَولادِهم وما وُلّوا". صحيح - "آداب الزفاف" (281): م - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 4 - باب أدَب الحاكم [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 5 - باب إِعانة الله للقاضي العدل 1280 - 1540 - عن ابن أَبي أَوفى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله مع القاضي ما لم يَجُر". حسن - "المشكاة" (3741/ التحقيق الثاني). 6 - باب فيمن يرضي الله بسخط الناس 1281 - 1541 - عن عائشة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أَرضى اللهَ بسخط الناس، كفاه الله، ومن أَسخطَ الله برضا الناسِ؛ وكله الله إِلى النّاسِ". صحيح - "الصحيحة" (2311). 1282 - 1542 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من التمسَ رضا الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه، وأَرضى الناس

7 - باب ما جاء في السمع والطاعة

عنه، ومن التمس رضا النّاس بسخط الله؛ سخطَ الله عليه، وأَسخطَ عليه الناسَ". صحيح لغيره - المصدر نفسه. 7 - باب ما جاء في السمع والطاعة 1283 - 1543 و 1544 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال: "آمركم بثلاث، وأَنهاكم عن ثلاث: آمركم أَن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وتعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تتفرقوا، وتطيعوا لمن ولّاه الله أَمرَكم. وأَنهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإِضاعة المال". صحيح - "الصحيحة" (685)، وجملة النهي تقدمت برقم (؟؟؟ / 97). 1284 - 1545 و 1546 - عن عبادة بن الصامت، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليك السمع والطاعة (¬1) في عسرك ويسرِك، ومنشطِك ومكرهك، وأَثَرة عليك، وإن أكَلوا مالَك، وضربوا ظهرَك، [إلّا أَن يكون معصية لله بواحًا] (¬2) ". وهو في الصحيح غير قولِه: "وإن أكلوا مالَك وضربوا ظهرَك". صحيح - "الظلال" (1029). 1285 - 1548 - عن أَبي ذر، قال: ¬

_ (¬1) في طبعتي "الإحسان": "اسمع وأَطع". (¬2) زيادتان من "الإحسان" (4543، 4547، 6633)، وكان مكانهما في الأَصل: "فذكر الحديث"! أحال به على ما قبله، وهذا الثاني منهما هو في الكتاب الآخر، فرأيت من تمام الفائدة نقل الزيادة إلى هنا.

أَتاني نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنا نائمٌ في مسجد المدينة، فضربني برجله وقال: "أَلا أَراك نائمًا فيه؟ ". قلت: [بلى] يا رسولَ الله! غلبتني عيناي، [قال: "فكيف تصنع إِذا أُخرجت منه؟ ". قلت: ما أَصنع يا نبيَّ الله؟! أَضرب بسيفي؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أَدلُّكَ على ما هو خير لك من ذلك وأَقرب رشدًا؟! تسمع وتطيع، وتنساق لهم حيث ساقوك" (¬1). حسن لغيره - "الظلال" (1074). 1286 - 1549 - عن عبد الله بن الصامت، قال: قدم أَبو ذر على عثمان من الشام فقال: يا أَميَر المؤمنين! افتح البابَ حتى يدخل الناس، أَتحسِبُني من قوم يقرءون القرآنَ لا يجاوزُ حناجرَهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، ثمَّ لا يعودون فيه حتّى يعودَ السهم على فُوقه، هم شرّ الخلق والخليقة؟! والذي نفسي بيده؛ لو أَمرتني أَن أَقعدَ لما قمتُ، ولو أَمرتني أَن أَكونَ قائمًا لقمت؛ ما أَمكَنتْني رجلاي، ولو ربطتني على بعير؛ لم أُطْلِق نفسي حتّى تكون أَنتَ تطلقني. ثُمَّ استأذنه أَن يأتيَ (الرَّبَذَة)، فأذنَ له، فأتاها؛ فإذا عبدٌ يؤمهم، فقالوا: أَبو ذر، فنكص العبد، فقيل له: تقدّم، فقال: ¬

_ (¬1) هذا مقيد في غير معصية الله تعالى، كما يدل عليه الحديث الفائت وأحاديث أخرى، والزيادة من "الإحسان"، مكان قوله في الأصل: "فذكر نحوه باختصار".

أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم -[بثلاث] (¬1): أَن أَسمع وأطيع، ولو لعبد حبشيّ مجدع الأَطراف. صحيح - "الظلال" (2/ 501/ 1052)، وعند م آخره: أوصاني ... 1287 - 1550 - عن الحارث الأَشعري، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ جلَّ وعلا أَمرَ يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهنَّ، ويأمر بني إِسرائيل [أن] يعملوا بهنَّ، وأنَّ عيسى قال له: إنَّ اللهَ [قد] أَمرَك بخمس كلمات تعمل بهنَّ، وتأمر بني إِسرائيل [أن] يعملوا بهنَّ؛ فإمّا أن تأمرَهم، وإمّا أَن آمرهم، قال: أي أَخي! إِنّي أَخاف إن لم آمرهم أَن أُعذب أَو يخسف بي. قال: فجمع الناس في بيت المقدس؛ حتّى امتلأت وجلسوا على الشُّرُفات؛ فوعظهم وقال: إنَّ الله جلَّ وعلا أَمرني بخمس كلمات أَعمل بهنَّ، وآمركم أن تعملوا بهنَّ: أَولهنَّ: أَن تعبدوا اللهَ ولا تشركوا به شيئًا، ومَثَل ذلك مَثَل رجل اشترى عبدًا بخالص مالِه بذهب أَو وَرِقٍ، وقال له: هذه داري وهذا عملي، فجعل العبد يعمل ويؤدي إِلى غير سيده، فأيّكم يسرّه أن يكونَ عبده هكذا؟! وإنَّ اللهَ خلقكم ورزقكم؛ فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا. ¬

_ (¬1) لم ترد في الأَصل، واستدركتها من "الإحسان" (5933)، وأَظنُّ أن المؤلفَ تعمّدَ إسقاطها لأنَّ تمام الثلاث في "صحيح مسلم"، فهي ليست على شرط "الزوائد"، ولكن يرد عليه أن الخصلة الأُولى هي أَيضًا عند مسلم كما ذكرت في التخريج، والثانية من الثلاث: إكثار المرق للجيران، وسيأتي برقم (000/ 2042)، والثالثة: الصلاة لوقتها.

وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإنَّ العبدَ إذا لم يلتفت؛ استقبله جلّ وعلا بوجهه. وآمركم بالصيام، وإنّما مثل ذلك كمثل رجل معه صُرّة فيها مسك، وعنده عصابة يسرُّه أن يجدوا ريحها؛ فإنَّ الصيامَ عند اللهِ أَطيب من ريح المسك. وآمركم بالصدقة، وإنَّ مثلَ ذلك كمثل رجل أَسره العدو، فأوثقوا يدَه إِلى عنقِه، وأَرادوا أَن يضربوا عنقَه فقال: هل لكم أن أَفدي نفسي؟ فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم. وآمركم بذكر الله؛ فإنَّ مثلَ ذلك كمثل رجل طلبَه العدوّ سِراعًا في أَثره، فأَتى على حصن حصين، فأَحرز نفسه فيه، فكذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إِلا بذكر الله". قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا آمركم بخمس أَمرني الله بها: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فمن فارقَ الجماعة قِيد شبر؛ فقد خلعَ ربقة الإِسلامِ من عنقه (¬1)؛ إِلّا أن يراجعَ، ومن دعا بدعوى الجاهليّة فهو من جُثا جهنّم". قال رجل: وإن صام وصلّى؟! قال: "وإن صامَ وصلّى، فادعوا بدعوى اللهِ الذي سمّاكم: المسلمين المؤمنين عبادَ اللهِ". ¬

_ (¬1) أي: أحكامه وأوامره ونواهيه. انظر التعليق المتقدم في "الوصايا".

8 - باب ما جاء في الوزراء

صحيح - "المشكاة" (3694)، التعليق على "ابن خزيمة" (483، 930)، "التعليق الرغيب" (1/ 189). وتقدّمَ بإسنادِه ومتنِه في "الوصايا" (1222). 1288 - [4554 - عن معاوية، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ماتَ وليس له إِمام، ماتَ مِيتة جاهليّة"]. حسن صحيح - "ظلال الجنّة" (2/ 503/ 1057). 8 - باب ما جاء في الوزراء 1289 - 1551 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بالأمير خيرًا، جعل له وزير صدق؛ إن نسى ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد [الله به] غير ذلك؛ جعل له وزير سوءٍ؛ إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يُعِنْهُ". صحيح - "الصحيحة" (489)، "صحيح أبي داود" (2603). 9 - باب فيمن أَمر بمعصية 1290 - 1552 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علقمة بن مُجَزِّز المُدْلِجِي على بعث أَنا فيهم، فخرجنا حتّى إِذا كنّا على رأس غزاتنا وفي بعض الطريق؛ استأذنته طائفة، فأذن لهم، وأمَّر عليهم عبد الله بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب بدر، وكانت فيه دُعابة، فكنت فيمن رجع معه، فبينا نحن في الطريق نزل منزلًا، فأَوقد القوم نارًا يصطلون بها، ويصنعون عليها صنيعًا لهم؛ إِذ قال لهم عبد الله بن حذافة: أَليس لي عليكم السمع والطاعة؟! قالوا: بلى، قال:

فما أنا (¬1) آمركم بشيء إِلّا فعلتموه؟ [قالوا: بلى]، قال: فإنّي أَعزم عليكم بحقي وطاعتي؛ إِلّا تواثبتم في هذه النار! قال: فقام ناس [فتَحَجَّزوا]، حتّى إِذا ظنّ أنّهم واثبون فيها؛ قال: أمسكوا عليكم أَنفسكم؛ إِنّما [كنت] أَضحك معكم! فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ذكروا ذلك له، فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من أَمركم بمعصية؛ فلا تطيعوه". حسن صحيح - "الصحيحة" (2324). 1291 - 1553 - عن عقبة بن مالك، قال: بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فَسَلَّحْتُ رجلًا منهم سيفًا (¬2)، فلما انصرفنا؛ ما رأيت مثلما لامنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "أعجزتم - إذ أمّرت عليكم رجلًا، فلم يَمْضِ لأمري الذي أمرت به أو نهيت عنه - أن تجعلوا مكانه آخر يُمْضي أَمري الذي أَمرت؟! ". حسن - "صحيح أَبي داود" (2362). ¬

_ (¬1) الأصل: (فإنما)، والتصحيح من "مسند أبي يعلى" (2/ 502)؛ فإنه من طريقه في الكتاب؛ وهو مما فات تصحيحه على المعلقين الأربعة! والزيادتان منه، ومعنى: (فتحجزوا)؛ أي: تجمعوا وتضامّوا ليثبوا! (¬2) أي: زَوَّد؛ وفي الأَصل: سلم رجلًا سيفًا. والحديث بسندِه عند أَبي داود في "باب الطاعة من كتاب الجهاد"، واعتمدنا ما فيه، كذا في هامش الأَصل، وهو موافق لما في "النهاية"، وقال في شرح الجملة: "أي: جعلته سلاحَه". قلت: وكان في آخر الحديث زيادة: " .. به، أو نهيت عنه"، فحذفتها لعدم ثبوتها في "الإحسان"، ولا في "أبي داود" وغيره من المصادر، وليس فيها قوله: "الذي أمرت أو نهيت" المذكور في أوله.

10 - باب أخد حق الضعيف من الشديد

10 - باب أخد حق الضعيف من الشديد 1292 - 1554 - عن جابر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كيف تقدَّس أُمةٌ لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم؟! ". (قلت): لهذا الحديث طريق أَطول من هذا في "كتاب البعث" في "الحساب والقصاص" [41/ 10]. صحيح لغيره - "مختصر العلو" (59). 11 - باب ما جاء في الأمراء 1293 - 1555 - 1557 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أَنكر برئ، ومن أَمسك سلم، ولكن من رضي وتابع" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (3007). 1294 - 1558 - عن أَبي سعيد، وأَبي هريرة، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليأتينَّ عليكم أُمراء يقربون شرارَ النّاسِ، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أَدرك ذلك منكم؛ فلا يكونن عريفًا، ولا شرطيًّا، ولا جابيًا، ولا خازنًا" (¬2). حسن لغيره - "الصحيحة" (360). ¬

_ (¬1) قلت: تفسير هذا في حديث ابن مسعود في الباب التالي. (¬2) قلت: أليس هذا زمانه؟! أم كان أيضًا قبله بزمان؟!

12 - باب في الأئمة المضلين

1295 - 1559 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويل للأُمراء! ليتمنينَّ أَقوام أَنّهم كانوا معلقين بذوائبِهم بالثريّا، وأنّهم لم يكونوا وَلُوا شيئًا قط". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 279)، "الصحيحة" (2620). 1296 - 1562 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راع عمّا استرعاه: حفظ أَم ضيّع؟! حتّى يسأل الرَجل عن أَهل بيته". حسن - "الصحيحة" (1636)، "تخريج فقه السيرة" (434). 12 - باب في الأَئمة المضلين 1297 - 1564 - عن شداد بن أَوس، قال: قال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِني لا أَخافَ على أُمتي إلّا الأَئمةَ المضلين، وإِذا وضع السيف في أُمتي؛ لم يرفع عنهم إِلى يوم القيامة". صحيح - "المشكاة" (5394)، "الصحيحة" (1582). 1298 - 1565 - عن عطاء بن يسار قال: سمعت ابن مسعود وهو يقول: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سيكون أُمراء من بعدي، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لا إِيمانَ بعده". قال عطاء: فحين سمعت الحديث منه؛ انطلقت [به] إِلى عبد الله بن

13 - باب ما جاء في الظلم والفحش

عمر فأَخبرته، فقال: أنت [سمعت] (¬1) ابن مسعود يقول هذا؟ - كالمدخل عليه في حديثه -! قال عطاء: فقلت: هو مريض فما يمنعك أَن تعودَه؟ قال: فانطلِق بنا إِليه، قال: فانطلَق وانطلقتُ معه، فسأله عن شكواه؟ ثمَّ سأَله عن الحديث؟ قال: فخرجَ ابن عمر وهو يُقلّب كفّه وهو يقول: ما كان ابن أُمّ عبد يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "التعليقات الحسان" (1/ 201/ 177)، التعليق على "إصلاح المساجد" (ص 44): م من طريق آخر دون قولِه: قال عطاء ... إلخ. 13 - باب ما جاء في الظلم والفحش 1299 - 1566 - عن أَبي هريرة، يبلغ به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إيّاكم والظلم؛ فإنَّ الظلمَ هو الظلمات عند الله يوم القيامة، وإِيّاكم والفحش؛ فإنَّ الله لا يحبُّ الفاحشَ والمتفحش، وإيّاكم والشحّ؛ فإنَّ الشحَّ دعا من كانَ قبلَكم؛ فسفكوا دماءَهم، وقطعوا أَرحامَهم، واستحلّوا محارمَهم". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 144)، "الصحيحة" (858). 14 - باب في الذين يعذبون الناس 1300 - 1567 - عن عروة: أنَّ حكيم بن حزام مرَّ بعمير بن سعد وهو يعذب الناس في الجزية في ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، فاستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ومنه صححت بعض الأخطاء المطبعي "إنَّ اللهَ يعذبُ الذين يعذبون الناسَ في الدنيا".

15 - باب في إمارة الصبيان

الشمس، فقال: يا عمير! إِني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ اللهَ يعذِّبُ الذين يُعَذِّبُونَ الناسَ في الدنيا". قال: اذهب فخلِّ سبيلَهم. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2685): م - فليس من شرط "الزوائد". 15 - باب في إِمارة الصبيان 1301 - 1568 - عن عامر بن شهر، قال: كلمتين سمعتهما ما أُحبُّ أنَّ لي بواحدة منهما الدنيا وما فيها، إِحداهما من النجاشي، والأُخرى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأمّا التي سمعتها من النجاشي؛ فإنّا كنّا عنده؛ إذ جاءه ابن له من الكُتَّاب فعرض لوحةً قال: وكنت أَفهم بعض كلامِهم، فمرَّ بآية فضحكت، فقال: ما الذي أَضحككَ؟! فوالذي نفسي بيده لأُنزلت من عند ذي العرش، إنَّ عيسى بن مريم قال: إنَّ اللعنةَ تكون في الأَرض إِذا كانت إِمارة الصبيان. والذي سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: سمعته يقول: "اسمعوا من قريش، ودعوا فعلهم". صحيح - "الصحيحة" (1577) 16 - باب فيمن يدخل على الأُمراء السفهاء ويعينهم على ظلمهم 1302 - 1569 و 1570 - عن جابر بن عبد الله، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا كعب [بن عجرة]! أُعيذك بالله من إِمارة السفهاء، إنّها ستكون أُمراء [لا يهتدون بهديي، ولا يستنّونَ بسنتي]، من دخل عليهم فأَعانهم على

ظلمِهم، وصدقهم بكذبهم؛ فليس منّي، ولست منه، ولن يرد عليَّ الحوضَ، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعنهم على ظلمِهم، ولم يصدقهم بكذبهم؛ فهو منّي، وأَنا منه، وسيرد عليَّ الحوض. يا كعب بن عجرة! الصلاة قربان، والصوم جنّة، والصدقة تطفئُ الخطيئةَ كما يطفئ الماء النار، والناس غاديان؛ فمبتاع نفسه: فمعتِق رقبته، وموبقُها. يا كعب بن عجرة! إنّه لا يدخل الجنّة لحم نبت من سُحت". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 150)، "الظلال" (756). 1303 - 1571 - 1573 - ومن طريق أُخرى عن كعب بن عجرة، قال: خرجَ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن تسعة - خمسة، وأَربعة؛ أحد الفريقين من العرب، والآخر من العجم -، فقال: "اسمعوا - أَو هل سمعتم؟ - إنّه يكون بعدي أُمراء، فمن دخلَ عليهم فصدقهم بكذبهم، وأَعانهم على ظلمِهم؛ فليس منّي، ولست منه، وليس بواردٍ عليَّ الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمِهم؛ فهو منّي، وأَنا منه، وهو واردٌ عليَّ الحوض". صحيح - "الروض النضير" (745)، "الظلال" (755). 1304 - 1574 - عن خَبّاب، قال: كنّا قعودًا على باب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخرجَ علينا فقال: "اسمعوا"، قلنا: قد سمعنا، قال:

17 - باب الكلام عند الأمراء

"اسمعوا"، قلنا: قد سمعنا، قال: "اسمعوا"، قلنا: قد سمعنا، قال: "إنَّه سيكون بعدي أُمراء، فلا تصدقوهم بكذبهم، ولا تعينوهم على ظلمِهم؛ فإنّه من صدّقهم بكذبهم، وأَعانهم على ظلمِهم؛ لم يرد عليَّ الحوض". حسن لغيره - "التعليق الرَّغيب" (3/ 151)، "الظلال" (757). 17 - باب الكلام عند الأَمراء 1305 - 1576 - عن علقمة بن وقاص: أنّه مرَّ به رجل من أَهل المدينة له شرف، وهو جالس بسوق المدينة، فقال علقمة: يا فلان! إنَّ لك حرمة، وإنَّ لك حقًّا، وإِني رأيتُك تدخلُ على هؤلاء الأُمراء، فتكلَّم عندهم، وإني سمعتُ بلالَ بن الحارث [المُزَنيَّ]- صاحبَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أَحدَكم ليتكلمُ بالكلمةِ من رضوان الله، ما يظنُّ أَن تبلغ ما بلغت؛ فيكتب الله له بها رضوانه إِلى يوم يلقاه، وإنَّ أَحدَكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغت؛ فيكتب الله له بها سخطه [إِلى] يوم القيامة". قال علقمة: انظر - ويحك - ماذا تقول وما تتكلّم به؛ فرُبّ كلام قد منعنيه ما سمعتهُ من بلال بن الحارث. حسن صحيح - "الصحيحة" (888). * * *

27 - كتاب الجهاد

27 - كتاب الجهاد 1 - باب ما جاء في الهجرة 1306 - 1579 - عن عبد الله بن وَقْدان القرشي - وكان مسترضعًا في بني سعد ابن بكر، وكانَ يقال له: عبد الله بن السعدي -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنقطعُ الهجرة ما قُوتل الكفار". صحيح - "الصحيحة" (1674)، "الإرواء" (1208). 1307 - 1580 - عن عبد الله بن عمرو، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والظلمَ؛ فإنَّ الظلمَ ظلمات يوم القيامة، وإيّاكم والفحشَ؛ فإنَّ اللهَ لا يحبُّ الفحش ولا التفحش، وإِيّاكم والشحَّ؛ فإنّما أَهلَكَ من كان قبلكم الشح؛ أَمرهم بالقطيعة فقطعوا أَرحامَهم، وأَمرهم بالفجور ففجروا، وأَمرهم بالبخل فبخلوا". فقال رجل: يا رسولَ اللهِ! [و] أي الإسلام أَفضل؟ قال: "أن يَسلمَ المسلمون من لسانك ويدك". قال: يا رسولَ اللهِ! فأيّ الهجرةِ أَفضل؟ قال: "أن تهجرَ ما كره ربّك". قال: [و] قال رسول الله: "الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر، وهجرة البادي: أمّا البادي؛ فيجيبُ اذا دعي، ويطيعُ إِذا أُمر، وأمّا الحاضرُ؛ فهو أَعظمهما بليّةً، وأَعظمها أَجرًا" صحيح - "الصحيحة" (858 و 1262).

2 - باب فضل الهجرة

2 - باب فضل الهجرة 1308 - 1582 - عن أبي سعيد الخدريِّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للمهاجرين منابرُ من ذَهَبٍ، يجلسون عليها يومَ القيامة، قد أَمِنُوا من الفَزَعِ"، قال أبو سعيد الخُدْريُّ: "واللهِ لو حَبَوْتُ بها أحدًا لَحَبَوْتُ بها قَومِي". صحيح - "الصحيحة" (3584). 3 - باب في فضل الجهاد 1309 - 1583 - عن أَبي هريرة: أنّه كانَ في الرباط، ففزعوا إِلى الساحل، ثمَّ قيل: لا بأس، فانصرف الناس، وبقي أَبو هريرة واقفًا، فمرَّ به إنسان فقال: ما يوقفكَ يا أبا هريرة؟! قال: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "موقفُ ساعة في سبيل الله؛ خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود". صحيح - "الصحيحة" (1068). 1310 - 1584 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مثل المجاهد في سبيل الله؛ كمثل القانت الصائم؛ الذي لا يفتر صلاةً ولا صيامًا، حتّى يرجعه اللهُ الى أَهله بما يرجعه إِليهم؛ من غنيمة أو أَجر، أو يتوفاه فيدخله الجنّة". حسن صحيح - "الصحيحة" (2896): خ نحوه. 1311 - 1585 - عن أَبي هريرة (¬1)، قال: ¬

_ (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "صحيح مسلم" من هذا الوجه". قلت: وعنده زيادة: "القائم"، وهي في طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!

قالوا: يا رسولَ اللهِ! أَخبرنا بعمل يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: "لا تطيقونه". قالوا: يا رسولَ الله! أَخبرنا لعلَّنا نطيقه؟ قال: "مثل المجاهد في سبيل الله؛ كمثل الصائم [القائم] القانت بآيات الله؛ لا يفتر مِن صوم ولا صدقة، حتى يرجع المجاهد إِلى أهله". صحيح - المصدر نفسه: م - فليس على شرط "الزوائد". 1312 - 1586 - عن أَبي هريرة (¬1)، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ في الجنّة مئةَ درجة؛ أَعدّها الله للمجاهدِين في سبيله، بين الدرجتين كما بين السماء والأَرض، فإذا سألتم اللهَ فسألوه الفردوسَ؛ فإنّه أَوسطُ الجنّة، وهو أَعلى الجنّة، وفوقه العرش، ومنه تفجر أَنهار الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (921): خ - فهو ليس على شرط "الزوائد". 1313 - 1587 - عن فضالة بن عبيد [الأنصاري]، قال: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَنا زعيم - والزعيم الحميل (¬2) - لمن آمنَ وأَسلمَ وهاجرَ؛ ببيت في رَبض الجنّة، وببيت في وسط الجنّة، وأَنا زعيم لمن آمنَ بي وأَسلمَ وجاهدَ ¬

_ (¬1) من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "البخاري" لكن قال: عن هلال عن عطاء عن أبي هريرة". (¬2) هذه الجملة كأنها مدرجة، وجزم بذلك ابن حبان، فقال عقب الحديث: "الزعيم: لغة أهل المدينة، والحميل: لغة أهل مصر، والكفيل: لغة أهل العراق، ويشبه أن تكون هذه اللفظة: "الزعيم الجميل" من قول ابن وهب أدرج في الخبر"، ونقله عنه السيوطي في رسالته: "المَدْرَج إلى المُدْرج" (45/ 64)، ولم يزد! والله أعلم.

في سبيلِ الله؛ ببيتِ في ربض الجنّة، وببيت في وسط الجنّة، وببيت في أَعلى غُرف الجنّة، فمن فعلَ ذلك؛ لم يدع للخير مطلبًا، ولا من الشرَّ مهربًا، يموتُ حيث شاءَ أَن يموت". صحيح - "التعليق الرّغيب" (2/ 173). 1314 - 1588 - عن أَبي المُصَبِّح المَقْرَئِيَّ، قال: بينا نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي؛ إذ مرَّ مالكٌ بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلًا له، فقال له مالك: أي أَبا عبد اللهِ! اركب فقد حملك الله، فقال جابر: أصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اغبرَّت قدماه في سبيل الله؛ حرّمه الله على النار". [فأعجب مالكًا قوله] (¬1)، فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت؛ ناداه بأعلى صوته: يا أبا عبد الله! اركب، فقد حملك الله، فعرف جابر الذي أراد برفعِ صوته، فقال: أصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله؛ حرّمه الله على النار". فتواثب الناسُ عن دوابِّهم، فما رأيت يومًا أكثر ماشيًا منه. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2219). 1315 - 1589 - عن عبد الله بن سلام، قال: جلست في نفر من أَصحابِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، وكان هناك بعض الأخطاء فصححتها منه، وغفل الداراني عنها - كعادته! -.

أَيّكم يأتي رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فيسأله: أَيّ الأَعمال أحبّ إلى اللهِ؟ قال: فهبنا أن يسأله منّا أحد، قال: فأرسل إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفردنا رجلًا رجلًا، لم يَتَخَطَّ غيرنا (¬1)، فلما اجتمعنا عنده أومأ بعضنا إلى بعض: لأي شيء أرسل إلينا؟ وفزعنا أن يكونَ نزل فينا، فقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} قال: فقرأها من فاتحتها إِلى خاتمتها. ثمَّ قرأَ يحيى من فاتحتها إِلى خاتمتها، ثم قرأَ الأَوزاعي من فاتحتها إِلى خاتمتها، وقرأ [ها] الوليد من فاتحتها إِلى خاتمتها. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (7/ 57 - 58). 1316 - 1590 - عن عبد الله بن سلام، قال: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ سمع القوم وهم يقولون: أي الأعمال أفضل يا رسول الله؟! قال: "إيمان بالله ورسوله، وجهاد في سبيله، وحج مبرور". ثم سمع نداء في الوادي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: "وأنا أشهد، وأشهد أن لا يشهد بها أحد إلا برئ من الشرك". ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وهو الذي يدل عليه السياق، ويؤيده رواية أحمد وابن أبي حاتم بلفظ: فأرسل إلينا رجلًا حتى جمعنا". ووقع في "إحسان المؤسسة": (يتخطى)، وفي طبعة بيروت: (يتخط) دون (لم) الجازمة! قلت: والشاهد من السورة آيات تتعلّق بالجهاد كقولِه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}، وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.

صحيح - "الصحيحة" (2897). 1317 - 1592 - عن أبي صالح - مولى عثمان بن عفان -، قال: قال عثمان في مسجد الخيف بمنى: أَيها النّاس! إِنّي سمعت من رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حديثًا كنتُ كتمتكموه ضنًّا بكم، وقد بدا لي أَن أَبْدِيَهُ (¬1) نصيحةً للهِ ولكم، سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يوم في سبيل الله خير من أَلف يوم فيما سواه". فلينظر كلُّ امرئ منكم لنفسِه. حسن - التعليق على "الأَحاديث المختارة" (305 - 310). 1318 - 1593 و 1594 - عن ابن عباس: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خرجَ عليهم وهم جلوس في مجلس، فقال: "ألا أُخبركم بخير النّاس منزلًا؟! ". قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: "رجل آخِذ برأسِ فرسِه في سبيل الله، حتّى عُقِرَتْ (¬2) أو يقتلَ. أَلا أُخبركم بالذي يليه؟! ". قلنا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: "امرؤٌ معتزلٌ في شِعبٍ يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناسِ. أَفأخبركم بشرِّ الناس؟! ". ¬

_ (¬1) الأصل: (أبذكه)! والمثبت من "الإحسان". (¬2) الأصل: "يموت"! والتصحيح من "الإحسان" أيضًا.

قلنا: بلى يا رسول الله! قال: "الذي يُسأل باللهِ ولا يعطي به". صحيح - "الصحيحة" (255)، "التعليق الرغيب" (2/ 173). 1319 - 1595 - عن معاذ بن جبل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من جاهدَ في سبيل الله؛ كانَ ضامنًا على اللهِ، ومن عادَ مريضًا؛ كانَ ضامنًا على اللهِ، ومن غدا إِلى المسجدِ أو راحَ؛ كانَ ضامنًا على اللهِ، ومن دخلَ على إِمام يعزره؛ كانَ ضامنًا على اللهِ، ومن جلسَ في بيته لم يغتب إِنسانًا؛ كانَ ضامنًا على اللهِ". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 166). 1320 - 1596 - عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قاتلَ في سبيل الله فُوَاق (¬1) ناقة؛ وجبت له الجنّة". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2291). 1321 - 1597 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[قال]: "لا يجتمعُ في جوفِ عبدٍ مؤمنٍ: غبارٌ في سبيل اللهِ وفَيحُ جهنّمَ، ولا يجتمعُ في جوف عبد: الإيمان والحسد". حسن - "التعليق الرغيب" (2/ 167). 1322 - 1598 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمعُ دخان جهنّمَ وغبارٌ في سبيلِ الله في منخري مسلم". صحيح - "المشكاة" (3828/ التحقيق الثاني). ¬

_ (¬1) أي: قدر فواق - بضم الفاء وفتحها - ناقة، وهو ما بين الحلبتين من الراحة. "النهاية".

1323 - 1599 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجتمعُ غبارٌ في سبيلِ اللهِ ودخانُ جهنّم في جوف عبد، ولا يجتمعُ الشحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أَبدًا". صحيح - المصدر نفسه. 1324 - 1600 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يجتمعُ الكافرُ وقاتله في النارِ أَبدًا". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2254): م - فليس هو على شرط "الزوائد". 1325 - 1601 - عن سبرة بن أَبي الفاكه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الشيطانَ قعدَ لابن آدمَ بطريقِ الإسلام؛ فقال [له] (¬1): تُسلم وتذر دينك ودين آبائك؟! فعصاه فأسلم، فغفر له. فقعد له بطريق الهجرةِ، فقال [له]: تهاجرُ وتذرُ دارَكَ وأَرضَكَ وسماءَك؟! فعصاه فهاجر. فقعدَ له بطريق الجهاد، فقال [له]: تجاهدُ - وهو جهد النفس والمال - فتقاتل فتُقتل، فتُنكحُ المرأةُ ويقسمُ المال؟! فعصاه فجاهد". فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فمن فعلَ ذلك فمات؛ كانَ حقًّا على اللهِ أَن يدخلَه الجنّةَ، أو قتل؛ كانَ حقًّا على اللهِ أَن يدخلَه الجنّة، وإِن غرق؛ كانَ حقًّا على اللهِ أن يدخلَه الجنّة، أو وقصته دابّة؛ كانَ حقًّا على اللهِ أَن يدخلَه الجنّة". صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 173)، "الصحيحة" (2979). 1326 - [94 - عن أبي ذر، قال: ¬

_ (¬1) زيادة في المواطن الثلاثة من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها الداراني على عادته!

4 - باب فيمن ثبت عند الهزيمة

قلت: يا رسول الله! أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (1490)، وهو طرف من حديث أبي ذر الطويل المتقدم بالرقم المصدّر به. 1327 - [4579 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه سئل: أَيّ الأَعمال أَفضل؟ قال: "إِيمان بالله ورسولِه". قال: ثمَ أَي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله سنام العمل". قال: ثمَّ أَي؟ قال: "حج مبرور"]. حسن صحيح - "الضعيفة" (6367): ق - دون قولِه: "سنام العمل". 4 - باب فيمن ثبت عند الهزيمة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 5 - باب النية في الجهاد 1328 - 1604 - عن أَبي هريرة: أنَّ رجلاً قَال: يا رسولَ الله! رجل يريد الجهادَ في سبيل اللهِ، وهو يبتغي من عرض الدنيا؟ قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا أَجرَ له".

6 - باب فيمن يؤيد بهم الإسلام

فأَعظمَ ذلك الناسُ، وقالوا للرَّجل: عُدْ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فلعلّكَ لم تفهمْه، [قال:] فقال الرجلُ: يا رسولَ اللهِ! رجل يريدُ الجهادَ في سبيل الله، وهو يبتغي من عَرَض الدنيا؟ قال: "لا أَجر له". فأَعظمَ ذلك الناسُ، وقالوا: عُدْ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له الثالثة: رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي من عرض الدنيا؟ قال: "لا أَجرَ له". حسن - "صحيح أَبي داود" (2272). 1329 - 1605 - عن عُبادة بن الصامت، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ غَزا، و [لا] ينوي في غزاتِه إِلّا عقالًا؛ فله ما نوى". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 182) 6 - باب فيمن يؤيد بهم الإسلام 1330 - 1606 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيؤيِّدَنّ اللهُ هذا الدينَ بقوم لا خلاقَ لهم". صحيح - "الصحيحة" (1649). 1331 - 1607 - عن عبد الله [بن مسعود]، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ليؤيدنَّ اللهُ هذا الدينَ بالرَّجلِ الفاجر". حسن صحيح - "الصحيحة" أَيضًا: ق - أَبي هريرة.

7 - باب ما جاء في الشهادة

7 - باب ما جاء في الشهادة 1332 - 1608 - عن جابر، قال: قال رجل: يا رسولَ اللهِ! أَي الجهاد أَفضل؟ قال: "أن يُعقرَ جوادُك، ويُهراق دمُك". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 191 و 192). 1333 - 94 - عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! فأي الجهاد أفضل؟ قال: "من عقر جواده، وأهريق دمه". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 191 - 192)، "الصحيحة" (552). 1334 - 1611 - عن ابن عباس، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الشهداء على بارقِ نهرٍ - بباب الجنّة - في قبّة خضراء، يخرجُ إِليهم رزقهم من الجنة بُكرة وعشيًّا". حسن - "التعليق الرغيب" (2/ 196). 1335 - 1612 - عن نِمْران بن عتبة الذَّمَاري، قال: دخلنا على أُمّ الدرداء ونحن أَيتام صغار، فمسحت رءوسَنا، وقالت: أَبشروا يا بَنِي! فإني أَرجو أن تكونوا في شفاعة أَبيكم؛ فإنّي سمعتُ أَبا الدرداء يقول: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الشهيد يشفع في سبعين من أَهل بيتِه". صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (2277)، "الصحيحة" (3213). 1336 - 1613 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

"ما يجد الشهيدُ من مسِّ القتلِ؛ إِلّا كما يجدُ أَحدُكم من مسِّ القرصة". حسن - "الصحيحة" (960). 1337 - 1614 - عن عتبة بن عبد السلمي - وكان من أَصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "القتل (¬1) ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسِه ومالِه في سبيل الله، حتّى إِذا لقي العدوَّ؛ قاتلهم حتّى يقتل، فذلك الشهيد المفتخر (¬2) فِى جنّة اللهِ تحت عرشِه، لا يفضله النبيّون إِلّا بفضلِ درجة النبوّة. ورجل [مؤمن] قَرِفَ على نفسِه من الذنوبِ والخطايا، ثمَّ جاهدَ بنفسِه ومالِه في سبيلِ الله، حتّى [إذا] لقي العدو، وقاتلَ حتّى يقتل؛ فتلك مُمَصْمِصة (¬3) محت ذنوبه وخطاياه، إن السيفَ محّاء الخطايا، وأُدخلَ من أي أَبواب الجنّة شاء؛ فإنَّ لها ثمانية أَبواب، ولجهنّمَ سبعة [أبواب]، وبعضها أَفضلُ من بعض. ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وكذلك هو في "المسند" (4/ 185 و 186)، و"الفتح" (10/ 193) معزوًا إليهما، وفي أكثر المصادر: "القتلى"؛ منها الطيالسي (1267)، والدارمي (2/ 206)، و"المعرفة" للفسوي (2/ 342)، والطبراني (17/ 125/ 310). (¬2) الأصل: "المحتجر"، والتصويب من "الفتح"، وقد عزاه لأحمد وابن حبان كما تقدم أنفًا، وكذا في روايتين للطبراني. وفي رواية الطيالسي، و"المعرفة" والدارمي وغيرهم: "الممتحن"؛ أي: المصفى المهذب، كما في "النهاية"، وخفي هذا على المعلق على (الطيالسي)، فقال: "هكذا (يعني الأصل)؛ والظاهر: المتمكن"!! (¬3) أي: مطهرة، كما في "النهاية"، وفي الأصل: "مصمصة".

8 - باب فيمن خرج في سبيل الله أو سأل الله تعالى الشهادة

ورجل منافقٌ جاهدَ بنفسِه ومالِه في سبيلِ الله؛ حتّى [إذا] لقي العدو، وقاتلَ حتّى قُتِل؛ فذلك في النّارِ، إنَّ السيفَ لا يمحو النفاق". حسن - "التعليق الرغيب" (2/ 192). 8 - باب فيمن خرجَ في سبيل الله أو سأل الله تعالى الشهادة 1338 - 1615 - عن معاذ بن جبل، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من جُرحَ جُرحًا في سبيل الله؛ جاء يومَ القيامة ريحُه [كَـ]ـريح المسك، ولونه لون الزعفران، عليه طابع الشهداء، ومن سألَ الله الشهادة مخلصًا؛ أَعطاه اللهُ أجرَ شهيد، وإن مات على فراشِه". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2291). 9 - باب جامع فيمن هو شهيد 1339 - 1616 - عن جابر بن عَتيك: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جاء يعودُ عبد اللهِ بن ثابت، فوجده قد غُلب عليه، فصاحَ به، فلم يجبه، فاسترجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "غُلبنا عليك يا أَبا الربيع! ". فصاحت النسوة وبكين، وجعل ابن عتيك يسكتهنَّ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهنَّ؛ فإذا وجبَ فلا تبكين باكية"، قالوا: وما الوجوب يا رسول اللهِ؟! قال: "إِذا ماتَ"، قالت ابنته: والله إِنْ [كُنتُ] لأَرجو أَن تكونَ شهيدًا؛ فإنّكَ كنتَ قد قضيتَ جِهَازَكَ (¬1)! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الجهاز - هنا -: ما يحتاجه المجاهد في غزوه.

10 - باب داوم الجهاد

"إنَّ اللهَ قد أَوقعَ أَجره على قدر نيّته، وما تعدون الشهادة؟! ". قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشهادة سبع - سوى القتل في سبيل الله -: المبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب (¬1) شهيد، والمطعون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمْعٍ (¬2) شهيد". حسن - "أَحكام الجنائز" (39)، "صحيح أَبي داود" (2723). 10 - باب داوم الجهاد 1340 - 1617 - عن النواس بن سمعان، قال: فُتِحَ على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتْحٌ، فاتيته فقلت: يا رسولَ اللهِ! سُيِّبَت الخيل، ووضعوا السلاح، وقد وضعت الحرب أوزارها، وقالوا: لا قتال؟! فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "كذبوا! الآن جاء القتال، الآن جاء القتال، إنَّ اللهَ جل وعلا يُزيغُ قلوبَ أَقوامٍ تقاتلونهم، ويرزقكم الله منهم، حتّى يأتي أَمر الله على ذلك، وعُقْر (¬3) دار المؤمنين بالشام". صحيح - "الصحيحة" (1935). ¬

_ (¬1) ذات الجنب: هي الدُّبيلة والدُّمّل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب، وتنفجر إلى داخل، وقلما يسلم صاحبها. "النهاية". (¬2) أي: تموت وفي بطنها ولد، وقيل: التي تموت بكرًا، والجمع - بالضم - بمعنى المجموع .. والمعنى: أنها ماتت مع شيء مجموع فيها، غير منفصل عنها من حمل أو بكارة. "النهاية". (¬3) عقر الدار - بالضم والفتح -: أصلها، والحديث يشير إلى وقت الفتن؛ أي: يكون الشام يومئذ آمنًا منها، وأهل الإسلام به أسلم، انظر "النهاية".

11 - باب الجهاد بما قدر عليه

11 - باب الجهاد بما قدر عليه 1341 - 1618 - عن أَنس، عن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "جاهدوا المشركين بأيديكم وأَلسنتِكم". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2262). 12 - باب فيمن جهّز غازيًا 1342 - 1619 - عن زيد بن خالد الجهنيّ (¬1)، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من جهّزَ غازيًا في سبيلِ اللهِ، أو خلفه في أَهلِه؛ كُتبَ له مثل أَجرِه، حتّى إِنّه لا ينقصُ من أَجر الغازي شيء". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 157)، "صحيح أَبي داود" (2266): ق دون قولِه: "حتّى إنّه ... ". 13 - باب الاستعانة بدعاء الضعفاء 1343 - 1620 - عن أَبي الدرداء، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبغوني ضعفاءكم؛ فإنّكم إِنّما تُرزقونَ وتنصرونَ بضعفائكم" (¬2). صحيح - "الصحيحة" (779): خ - سعد مختصرًا. 14 - باب النهي عن الاستعانة بالمشركين 1344 - 1621 - عن عائشة: أنَّ رجلًا من المشركين لحقَ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يقاتلَ معه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "أخرجه البخاري ومسلم بمعناه من طريق بسر بن سعيد عن زيد بن خالد". (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "أَخرجه البخاري من حديث مصعب بن سعد عن أَبيه".

15 - باب استئذان الأبوين في الجهاد

"ارجع؛ فإنّا لا نستعين بمشرك". صحيح - "الصحيحة" (1101): م - قلت: فليس على شرط الكتاب. 15 - باب استئذان الأَبوين في الجهاد 1345 - [420 - عن عبد الله بن عمرو، قال: جاء رجل [وقد أَسلم/ 424]، فقال: يا رسولَ الله! إِنّي أُريدُ أَن أُبايعَك على الهجرة، وتركت أَبويَّ يبكيان، فقال: "ارجع إِليهما، وأَضحكهما كلما أَبكيتهما". [وأَبى أَن يخرج معه/ 424]]. صحيح - "الإرواء" (5/ 19 - 21)، "صحيح أَبي داود" (2281) - ق: نحوه مختصرًا. 1346 - [422 - ومن طريق أُخرى عنه: أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله! ائذن لي في الجهاد، قال: "أَلك والدان؟ ". قال: نعم: قال: "اذهب فبرّهما". فذهب وهو يتخلل الركاب] (¬1). حسن - "الإرواء" (1199). ¬

_ (¬1) هي الرواحل من الإبل؛ الصالحة للأسفار والأحمال. و (يتخلل)؛ أي: يمشي بينها. ووقع في الأصل: (محلَّل)! وفي طبعة المؤسسة (2/ 164 - 165): (يحمل)! وكلاهما خطأ مطبعي فاحش!

16 - باب فيمن حبسهم العذر عن الجهاد

16 - باب فيمن حبسهم العذر عن الجهاد 1347 - 1623 - عن أَنس (¬1)، قال: لمّا رجعَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك ودنا من المدينة؛ قال: "إنَّ بالمدينةِ لأَقوامًا، ما سرتم من مسير، ولا قطعتم من واد؛ إِلّا كانوا معكم فيه". قالوا: يا رسولَ اللهِ! وهم بالمدينة؟! قال: "نعم، حبسهم العذر". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2265): خ، فليس هو على شرط "الزوائد". 17 - باب ما جاء في الرباط 1348 - 1624 - عن فَضَالة بن عبيد يحدث، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "كل ميت يختم على عمله؛ إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله؛ فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر". وسمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المجاهد من جاهد نفسه لله عزَّ وجلَّ". صحيح - "الصحيح" أيضًا (2258). 18 - باب الدعاء إِلى الإسلام 1349 - 1626 - عن أَنس: ¬

_ (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "أَخرجه البخاري من رواية زهير بن معاوية عن حماد بن زيد عن حميد"؛ يعني: عن أنس.

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كتبَ إِلى بكر بن وائل: " [من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل] (¬1)؛ أن أَسلموا تسلموا". قال: فما قرأه (¬2) الّا رجل منهم من بني ضُبيعة، فهم يسمون بني الكاتب. صحيح - "الروض النضير" (رقم 22). 1350 - 1627 - عن [أبي موسى] الأَشعري، قال: لمّا نزلت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}؛ وضعَ إصبعيه في أُذنيه ورفع صوته، وقال: "يا بني عبد مناف! ". وقال ... ثمَّ ساقَ الحديث (¬3). حسن صحيح - التعليق على "الإحسان" (8/ 174). 1351 - 1628 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "من ينطلقُ بصحيفتي هذه إِلى قيصرَ؛ وله الجنّة؟ ". فقال رجل من القوم: وإِن لم يقتل (¬4)؟ قال: "وإن لم يقتل" (¬5). ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان". (¬2) الأصل: (فما قرأه منهم ...)! والتصحيح من "الإحسان". (¬3) كذا هو في أَصل الكتاب أَيضًا - أَعني: "صحيح ابن حبان" -، وزادَ أَبو عَوانة وغيره: "يا صباحاه! إنّي لكم نذير". (¬4) و (¬5) كذا الأصل: مكررًا سؤالًا وجوابًا، وفي طبعتي "الإحسان": (لم أقتل) بصيغة المتكلم، (لم تقتل) بصيغة المخاطب، ولم أجد ما أرجح.

فانطلقَ الرَّجلُ به، فوافقَ قيصرَ وهو يأتي بيتَ المقدس، قد جُعلَ له بساط، لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتابِ على البساط، وتنحّى، فلما انتهى قيصرُ إِلى الكتابِ أَخذه، ثمَّ دعا رأس الجاثَليق (¬1) وأَقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتابِ إِلّا كعلمِك، فنادى قيصرُ: من صاحب الكتاب؟ فهو آمن فجاء الرجل، فقال: إذا [أنا] قدمتُ فأْتني، فلما قدم أتاه، فأمر قيصرُ بأَبواب قصرِه فغلقت، ثمَّ أَمر مناديًا فنادى: أَلا إنَّ قيصرَ تبعَ محمّدًا وتركَ النصرانيّة! فأَقبل جندُه وقد تسلحوا، حتّى أَطافوا بقصرِه، فقال لرسولِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: قد ترى أنّي خائفٌ على مملكتي! ثم أَمر مناديًا فنادى: أَلا إنَّ قيصرَ قد رضي عنكم، وإِنّما اختبركم (¬2) لينظرَ كيفَ صبركم على دينِكم؟ فارجعوا، فانصرفوا. وكتبَ قيصرُ إِلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنّي مسلم! وبعثَ إِليه بدنانير، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حينَ قرأَ الكتابَ: "كذبَ عدوُّ اللهِ، ليسَ بمسلمٍ، وهو على النصرانيّةِ"، وقَسَمَ الدنانيرَ. (قلت): ويأتي حديث في "دعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إِلى الإِسلام" في (كتاب المغازي والسير). [27/ 1]. صحيح - التعليق على "الإحسان" (7/ 17). ¬

_ (¬1) في "القاموس": "الجاثليق - بفتح الثاء المثلثة: رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام، ويكون تحت يد بطريق أنطاكية، ثم المطران تحت يده، ثم الأسقف يكون في بلد من تحت المطران، ثم القسيس، ثم الشماس". (¬2) في الطبعتين: (خبركم)، وفي مرسل المزني الصحيح: إنما أراد أن يجربكم ...

19 - باب النهي عن قتل الرسل

19 - باب النهي عن قتل الرسل 1352 - 1629 - عن حارثة بن مُضَرِّب: أنّه أَتى عبد الله - يعني: ابن مسعود -، فقال: ما بيني وبين أحد من العربِ إحنة (¬1)، وإِنّي مررت بمسجدٍ لبني حنيفة؛ فإذا هم يؤمنون بمسيلمة، فأرسل إليهم عيد الله، فجيء بهم فاستتابهم؛ غير ابن النواحة قال له: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لولا أنّكَ رسول لضربت عنقَك". وأنتَ اليوم لست برسول، فأمر قرظة بن كعب، فضرب عنقَه في السوق، ثمَّ قال: من أَرادَ أن ينظرَ إِلى ابن النواحة؛ فلينظر إِليه قتيلًا في السوق. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2467). 1353 - 1630 - عن أَبي رافع: أنّه جاء بكتاب من قريش إِلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلمّا رأيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أُلقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسولَ اللهِ! والله لا أَرجعُ إِليهم أَبدًا، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّي لا أخيسُ (¬2) بالعهد، ولا أحبس البُرْد (¬3)، ولكن ارجع إِليهم فإن كانَ في قلبِك الذي في قلبِك الآن؛ فارجع". ¬

_ (¬1) الإحنة: الحقد، كما في "النهاية". (¬2) أي: لا أنقضه، يقال: خاس بعهده يخيس، وخاس بوعده. إذا أخلفه. (¬3) أي: لا أحبس الرسل الواردين عليَّ. البُرد: جمع بريد، وهو الرسول، مخفف من بُرُد، كرُسْل مخفف من رُسُل؛ انظر "النهاية".

20 - باب تبليغ الإسلام

قال: فرجعت إليهم، ثمّ إنّي أَقبلت إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأسلمت. قال بكير: وأخبرني أنَّ أَبا رافع كانَ قبطيًّا. صحيح - "الصحيح" أَيضًا (2463). 20 - باب تبليغ الإسلام 1354 - 1631 و 1632 - عن المقداد بن الأَسودِ، قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يبقى على ظهرِ الأَرضِ بيت مَدَر ولا وَبَر؛ إِلّا أَدخل الله عليهم كلمةَ الإسلامِ؛ بعزِّ (1) عزيز، أو بذلِّ (¬1) ذليل". صحيح - "تحذير الساجد" (173)، "الصحيحة" (رقم 3). 1355 - [4860 - عن أَبي موسى، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من سَمِعَ [بي من أُمتي] (¬2) يهوديًّا أَو نصرانيًّا، [ثم لم يؤمن بي] (¬3)؛ دخل النار"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (157 و 3093) م - أبي هريرة. 21 - باب ما جاء في الخيل والنفقة عليها 1356 - 1633 - عن عقبة بن عامر - أو (¬4) أبي قتادة -، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأَصل: "يعز"، "يذل"! والتصحيح من "الإحسان"، ومصادر الحديث. (¬2) و (¬3) سقطتا من "الإحسان" من الطبعتين، واستدركتهما من "المسند" (4/ 398) وغيره، وهو مغير للمعنى، وله ترجم ابن حبان! ومن الغرابة بمكان أَن يخفى هذا السقط الفاحش على محقق "الإحسان"، ثمَّ يفسر الحديث تفسيرًا باطلًا روايةً ولغةً وشرعًا، ويزعمَ أنَّ إسناده على شرط الشيخين! وهو منقطع! وتفصيل هذا الإجمال في المصدر المذكور أَعلاه. ثمَّ رأيت الحافظ السخاوي نبّه على الرواية وخطأها في "فتح المغيث" (3/ 150) بنحو ممّا قلت، والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات. (¬4) الأَصل (و)! والتصحيح من "الإحسان"، وقوله: (قال) يدلُّ عليها.

"خير الخيل: الأَدهمُ (¬1)، الأَقرحُ، الأَرثم، المُحَجّل ثلاثًا، طَلْقُ اليد اليمنى". قال يزيد (¬2): فإن لم [يكن] أَدهم؛ فكُمَيْتٌ على هذه الشِية. صحيح - "المشكاة" (3877)، "التعليق الرغيب" (2/ 162) 1357 - 1634 - عن أَبي هريرة: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سمّى الأُنثى من الخيل الفرس. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2294). 1358 - 1635 - عن أَبي كبشة صاحبِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير، وأَهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 160). ¬

_ (¬1) (الأدهم): الأسود، و (الدهمة): السواد، ويقال: فرس أدهم: إذا اشتدت زرقته حتى ذهب البياض منه، فإن زاد حتى اشتد السواد؛ فهو جون. و (الأقرح) ما كان في وجهه قرحة، وهي ما دون الغرة. و (الأرثم) من الرَّثم: بياض في جحفلة الفرس العليا؛ أي: شفته، وفي "النهاية": "هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا". و (المحجل ثلاثًا): الذي في ثلاث من قوائمه بياض، و (طلق اليمين)؛ أي: مطلقًا ليس فيها تحجيل، بل خالية من البياض مع وجوده في بقية القوائم، و (كميت)؛ أي: لونه بين سواد وخمرة، قال سيبويه: سألت الخليل عنه؟ فقال: الأصفر، فإنه بين سواد وحمرة، كأنه لم يخلص واحد منهما، فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب، فقوله: (فكميت على هذه الشية)؛ أي: على هذا اللون والصفة يكون إعداد الخيل للجهاد وغيره من سبل الخير. انظر: "فيض القدير" (3/ 470 - 471). (¬2) هو يزيد بن أَبي حبيب، أحد رجال الإسناد، ولعلّه شكَّ في رفع هذه الزيادة كما شكَّ في كون الحديث من مسند (عقبة) أو (أبي قتادة)، وهي عند غيرِ ابن حبان كالترمذي وابن ماجه من تمام الحديث، ثمَّ هو عندهم من حديث أَبي قتادة، وروي عن عقبة.

22 - باب فيمن أطرق فرسا

1359 - 1636 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَثل المنفقِ على الخيل؛ كالمتكففِ بالصدقة". فقلنا لمعمر: ما المتكفف بالصدقة؟ قال: الذي يعطي بكفّيه. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 160). 22 - باب فيمن أَطرق فرسًا 1360 - 1637 - عن أَبي عامر الهوزني، عن أَبي كبشة الأَنماريّ: أنّه أَتاه فقال: أَطرقني فرسَك؛ فإِنّي سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أَطرقَ فرسًا (¬1)، فَعَقَّبَ له الفرس؛ كانَ له كأَجرِ سبعين فرسًا حمل عليها في سبيل الله، وإن لم تُعَقَّبَ؛ كانَ له كأَجَر فرس حمل عليه في سبيل الله". صحيح - "الصحيحة" (2898). 23 - باب المسابقة 1361 - [4668 - عن ابن عمر: أنَّ رسولَ - صلى الله عليه وسلم - أَجرى الخيل المضمرة من (الحفياء) إِلى (ثنيّة الوداع)، وبينهما ستة أَميال، وما لم تضمر من (ثنيّة الوداع) إِلى مسجد بني زريق، وبينهما ميل، وكنت فيمن أَجرى]. صحيح - "الإرواء" (5/ 326 و 327): ق - دون ذكر الأَميال والميل. 1362 - [4669 - عن ابن عمر: ¬

_ (¬1) أي: من أعار غيره فحله ليلقح فرسه. (فَعَقَّبَ الفرس)؛ أي: خلف ونسل.

24 - باب النهي عن إنزاء الحمر على الخيل

أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: سَبَّق بين الخيل، وفضل القُرَّح (¬1) في الغاية]. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2322). 1363 - 4670 - وفي طريق أخرى عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سابقَ بين الخيل، وجعل بينهما سَبَقًا، وجعل بينهما محللًا، وقال: "لا سَبَق (¬2) إِلّا في حافر أَو نصل"]. صحيح لغيره؛ إلا جملة التحليل؛ فإنها باطلة - "صحيح أَبي داود" (2322). 1364 - 1638 - عن أَبي هريرة، أنَّ نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا سبقَ (2) إلّا في خُفٍّ، أَو حافر، أو نَصْل". صحيح - "الإرواء" (1506). 24 - باب النهي عن إِنزاء الحمر على الخيل 1365 - 1639 - عن علي [بن أبي طالب]، قال: أُهدِيَتْ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بَغلةٌ فأَعجبته، فقلنا: يا رسولَ اللهِ! فلو أنزينا الحمر (¬3) على خيلنا، فجاءت مثل هذه، فقال: "إنّما يفعلُ ذلك الذين لا يعلمون". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2311). ¬

_ (¬1) القُرَّح: جمع قارح، والقارح من الخيل: هو الذي دخل في السنة الخامسة. (¬2) السَّبَق - بفتح الباء -: ما يجعل من المال رهنًا على المسابقة، والمعنى: لا يحل أخذ المال بالمسابقة إلا في هذه الثلاثة: الإبل، والخيل، والسهام، وقد ألحق بها الفقهاء ما كان بمعناها، وله تفصيل في كتب الفقه. "نهاية". (¬3) الأَصل: (الحمار)، والتصويب من "الإحسان" ومصادر التخريج، ولم يصححها شعيب، واكتفى الداراني في الحاشية بالتنبيه دون التصحيح!!

25 - باب ما جاء في الحمى

25 - باب ما جاء في الحِمى 1366 - 1640 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا حمى إلّا لله ولرسولِه". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2704). 1367 - 1641 - عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - حمى النَّقيع (¬1) لخيل المسلمين. صحيح - المصدر نفسه (2705). 1368 - 1642 - عن أَبيض بن حَمّال: أنّه وفد إِلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فاستقطعه، فأَقطعه الملح، فلمّا أَدبرَ قال رجل: يا رسولَ اللهِ! أَتدري ما أَقطعته؟ إِنّما أَقطعته الماء العَدَّ! قال: فرجع فيه (¬2). حسن لغيره دون جملة الخفاف - تقدم (1140). 26 - باب ما جاء في الرمي 1369 - 1643 - عن شرحبيل بن السمط، قال: قلنا لكعب بن مُرّة: يا كعبُ! حدثنا عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - واحْذَرْ! قال: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) الأَصل: (البقيع)! وهو تصحيف، انظر المصدر المذكور أَعلاه، و (النقيع)، موضع قريب من المدينة كان يستنقع فيه الماء؛ أي: يجتمع، بينه وبين المدينة عشرون فرسخًا، انظر "معجم البلدان" (5/ 301). (¬2) هنا في الأصل ما نصُّه: قال: وسألته عمّا يحمى من الأراك؟ قال: "ما لم تبلغه خفاف الإبل"، فحذفته؛ لأنه ليس على شرط الكتاب، وانظر الرد على الشيخ شعيب الذي مال إلى تقويته، وعلى الداراني الذي حسن الحديث فيما تقدم.

"من بلغَ العدوَّ بسهم؛ رفعَ الله له درجة". فقال له عبد الرحمن بن النَّحام: يا رسولَ اللهِ! وما الدرجة؟ قال: "أَما إنّها ليست بعتبةِ أُمّك! ما بين الدرجتين مئة عام". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 171). 1370 - 1644 - عن كعب بن مرّة، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من رمى بسهم في سبيل اللهِ؛ كانَ كمن أَعتقَ رقبة". صحيح - المصدر السابق. 1371 - 1645 - عن أَبي نَجيح السُّلمي، قال: حاصرنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الطائف، فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بلغَ بسهم في سبيل الله؛ فهو له درجة في الجنّة". قال: فبلغتُ يومئذ ستة عشر سهمًا. صحيح - المصدر السابق. 1372 - 1646 - عن أَبي هريرة، قال: خرجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ وأَسلمُ يرمون، فقال: "ارْمُوا بني إسماعيل! فإنَّ أَباكم كانَ راميًا، ارْمُوا، وأَنا مع ابنِ الأَدْرَع". فأمسكَ القوم قِسِيَّهُم، قالوا: من كنتَ معه غَلَبَ! قال: "ارموا، وأَنا معكم كلِّكم". حسن صحيح - "الصحيحة" (1439).

27 - باب في النفقة في سبيل الله

27 - باب في النفقة في سبيل الله 1373 - 1647 - عن خُريم بن فاتِك، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من أَنفقَ نفقةً في سبيلِ الله؛ كُتبَ له سبعُ مئة ضعف". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 156). 1374 - 1649 - 1652 - عن صعصعةَ بن معاوية [عم الأحنف]، قال: لقيتُ [في رواية: أتيت] أَبا ذر بـ (الرَّبَذَة)؛ وقد أَوردَ رواحل له، فسقاها ثمَّ أَصدرها، وقد علق قِربة في عنق راحلة له منها، ليشربَ منها ويسقي أَصحابَه - وذلك خُلُقٌ من أَخلاقِ العرب -، فقلتُ له: يا أَبا ذر! [ما] مالك؟ قال: مالي عملي، فقلت له: يا أَبا ذر! ما سمعتَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول؟ قال: سمعته يقول: "من أَنفقَ زوجين من مالِه [في سبيل الله]؛ ابتدرتْهُ حَجَبَةُ الجنّة". قلت: يا أَبا ذر! ما هذان الزوجان؟ فقال: إِن كانَ رجلًا فرجلان، وإن كانَت خيلًا ففرسان، وإِن كانت إِبلًا فبعيران، حتّى عدَّ أَصنافَ المالِ كلّه. قلت: إِيهِ يا أَبا ذر؟! فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلمين يموتُ لهما ثلاثة أَولاد؛ إِلّا أَدخلهما الله الجنّة بفضل رحمتِه". صحيح - "الصحيحة" (226 و 567).

28 - باب في عون الله تعالى المجاهد ونحوه

28 - باب في عون الله تعالى المجاهد ونحوه 1375 - 1653 - عن أَبي هريرة، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ثلاثة حقّ على اللهِ أن يعينهم: المجاهد في سبيل الله، والناكح يريد أَن يستعِفَّ، والمكاتَبُ يريد الأَداء". حسن - "غاية المرام" (210). 29 - باب فيمن أَظلَّ رأس غاز أو جهزه [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 30 - باب فيما نُهي عن قتله 1376 - 1655 - عن حنظلة الكاتب، قال: كنّا مع رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فمرَّ بامرأة مقتولة، والناسُ عليها، فقال: "ما كانت [هذه] لتقاتل! أَدرك خالدًا فقل [له]: لا تقتل ذرية ولا عسِيفًا (¬1) ". حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (2395). 1377 - 1656 - عن رباح بن الربيع، قال: كنّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، وعلى مقدمة الناسِ خالد بن الوليد؛ فإذا امرأة مقتولة على الطريق، فجعلوا يتعجبون من خَلْقها، قد أَصابتها المقدمة، فأتى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فوقفَ عليها، فقال: ¬

_ (¬1) العسيف: الأجير، وقيل: هو الشيخ الفاني، وقيل: العبد.

"هاه (¬1)! ما كانت هذه لتقاتل (¬2) "، [ثم قال]: "أَدرك خالدًا؛ فلا يقتلوا ذريّةً، ولا عسيفًا". حسن صحيح - انظر ما قبله. 1378 - 1657 - عن ابن عمر: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رأى في بعض مغازيه امرأة مقتولة، فـ[ـأنكر ذلك، و] (¬3) نهى عن قتل النساء والصبيان. صحيح - "الإرواء" (1210)، "صحيح أبي داود" (2394): ق - فهو ليس من شرط "الزوائد". 1379 - 1658 - عن الأَسود بن سريع - وكانَ شاعرًا، وكانَ أوّل من قصَّ في هذا المسجد -، قال: أَفضى بهم القتل إِلى أَن قتلوا الذريّة، فبلغَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَو ليس خيارَكم أَولادُ المشركين، ما من مولود يولد إلّا على فطرة الإسلام، حتّى يُعرِب؛ فأَبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجّسانه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (402). 1380 - 1659 - عن الصَّعْب بن جَثَّامة، قال: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا حمّى إلّا للهِ ولرسولِه". ¬

_ (¬1) كلمة تنبيه للمخاطب، ينبه بها على ما يساق إليه من الكلام. "نهاية". (¬2) الأَصل: "تقاتل"؛ وكذا هو في "مسند أَبي يعلى" (3/ 116)، ومن طريقه تلقاه ابن حبان، وكذا وقع في "الإحسان". لكن في طبعة المؤسسة منه (11/ 112) - وهي أَصحّ من الأُولى- ما أَثبتُّ، وهكذا هو في "المسند" (3/ 488)، ولعلّه أَرجح، والله أَعلم. (¬3) سقطت من الأصل، واستدركتها من "الإحسان" (رقم 135)، ومن مصادر التخريج، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!

31 - باب النهي عن قتل الصبر

وسألته عن أَولاد المشركين: أَنقتلهم معهم؟ قال: "نعم؛ فإنّهم منهم". ثمَّ نهى عن قتلهم يوم حنين. (قلت): هو في "الصحيح"؛ غير النهي عن قتل الذرية. حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (2397): ق - دون النهي. 31 - باب النهي عن قتل الصبر [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 32 - باب ما يقول إذا غزا 1381 - 1661 - عن أَنس، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذا غزا قال: "اللهم! أَنت عضدي، و [أنت] نصيري، وبك أُقاتل". صحيح - "الكلم الطيب" (126 و 127)، "صحيح أَبي داود" (2366). 33 - باب خروج النساء في الغزو 1382 - 1662 - عن أُم سليم، قالت: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يغزو بنا [معه]: نسوةٍ من الأَنصار؛ نسقي الماء، ونداوي الجرحى. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2284): م - فهو ليس على شرط "الزوائد". 34 - باب في خير الجيوش والسرايا [ليس تحته حديث على شرط الكتاب]

35 - باب كيف النزول في المنازل؟

35 - باب كيف النزول في المنازل؟ 1383 - 1664 - عن أَبي ثعلبة الخُشَني، قال: كانَ الناسُ إِذا نزلوا منزلًا؛ تفرقوا في الشِّعابِ والأَودية، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ تفرقكم في هذه الشعابِ والأَودية، إِنّما ذلكم من الشيطان". قال: فلم ينزلوا بعد منزلًا؛ إِلّا انضمَّ بعضُهم إِلى بعض، حتّى لو بُسطَ عليهم ثوب لعمّهم. صحيح - "الجلباب" (ص 209)، "صحيح أَبي داود" (2363). 36 - باب الرأي في الحرب 1384 - 1665 - عن عمرو بن العاص: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعثه في ذات السلاسل، فسأله أَصحابه أن يوقدوا نارًا؛ فمنعهم، فكلموا أَبا بكر، فكلّمه [في ذلك]؛ فقال: لا يوقد أَحد منهم نارًا إِلَّا قذفته فيها، قال: فلقوا العدو فهزموهم، فأرادوا أَن يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرفَ ذلك الجيش؛ ذكروا ذلك للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - وشكوه إِليه، فقال: يا رسولَ اللهِ! إِنّي كرهتُ أَن آذنَ لهم أَن يوقدوا نارًا؛ فيرى عدوهم قلّتَهم، وكرهت أَن يتبعوهم؛ فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، فحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَمره. [فقال: يا رسولَ اللهِ! من أَحبّ الناسِ إليك؟ قال: "لم؟ ". قال: لأُحبّ من تحبّ! قال:

37 - باب الخيلاء في الحرب وعند الصدقة

"عائشة". قال: من الرجال؟ قال. "أَبو بكر"] (¬1). صحيح - التعليق على "الإحسان" (4523). 37 - باب الخيلاء في الحرب وعند الصدقة 1385 - 1666 - عن جابر بن عَتِيك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "من الغيرة ما يبغض الله، ومنها ما يحب الله، ومن الخيلاء ما يحبُّ الله، ومنها ما يبغض الله (¬2): فالغَيرة التي يحبُّ الله: الغيرة في الدين، والغيرة التي يبغضُ الله: الغيرة في غيرِ دينه. والخيلاء التي يحبُّ الله: اختيالُ الرَّجل بنفسِه عند القتال وعند الصدقة، والاختيال الذي يبغض الله الخيلاء في الباطل". حسن - وتقدّم (18 - النكاح/ 31 - باب 1313). 38 - باب ما جاء في الجرأة 1386 - 1667 - عن أَسلمَ أَبي عمران مولى لكندة، قال: ¬

_ (¬1) هذه الزيادة من "الإحسان"، ويبدو أنَّ المؤلفَ الهيثميّ - رحمه الله - تعمد حذفها؛ لأنّها في "الصحيحين" من طريق أَبي عثمان عن عمرو بن العاص، ولكن ليس فيه السؤال والجواب المذكوران في هذه الزيادة، ولذلك آثرت إثباتها. (¬2) في "الإحسان" تقديم هذه الجملة على ما قبلها في الموضعين، وما هنا يوافق الرواية المتقدمة في (17/ النكاح)، وهي مطابقة لما في "الإحسان" (1/ 257/ 295)، ولغيره من مصادر التخريج، وتقديم توجيه الخيلاء في (الصدقة) في الموضع المشار إليه أعلاه.

كنّا بمدينة الروم، فأَخرجوا إلينا صفًّا عَظيمًا من الرُّومِ، وخرج إِليهم مثله أَو أَكثر (¬1) - وعلى أَهل مصر عقبة بن عامر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فحمل رجل من المسلمين على صفّ الروم حتّى دخل فيهم، فصاح به الناسُ وقالوا: سبحان الله! تلقي بيدك إِلى التهلكة! فقامَ أَبو أَيوب الأَنصاري فقال: أَيّها النّاس! إنّكم تتأوّلونَ هذه الآية على هذا التأويل، إنّما نزلت هذه الآية فينا معشر الأَنصار، وإنّا لمّا أَعزَّ اللهُ الإسلامَ، وكثّر ناصريه؛ قلنا بعضنا لبعضٍ سرًّا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ أَموالنا قد ضاعت، وإنَّ اللهَ قد أَعزَّ الإسلامَ وكثّر ناصريه، فلو أَقمنا في أَموالِنا؛ فأَصلحنا ما ضاعَ منها! فأنزلَ الله عز وجلّ [على نبيه - صلى الله عليه وسلم -] يردّ علينا ما قلنا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، فكانت التهلكةُ الإِقامةَ في أَموالنا وإصلاحها وتركَنا الغزوَ (¬2)، وما زالَ أَبو أَيوب شاخصًا في سبيل اللهِ؛ حتّى دفنَ بأَرض الروم. صحيح - "الصحيحة" (13). ¬

_ (¬1) أَي: من المسلمين، ولفظ النسائي في "الكبرى" (6/ 199): وصففنا لهم صفًّا عظيمًا من المسلمين. (¬2) قلت: وهذا ما أصاب المسلمين اليوم، فشغلوا بإصلاح أموالهم وتنميتها عن الاهتمام بدينهم، والدفاع عن بلادهم، وقد غزاها أذل الناس، فصدق فيهم قول نبيهم - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تبايعتم بالعينة .. " الحديث، وفيه: "وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلًا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم". وفي الحديث ما يدل على جواز ما يعرف اليوم بالعمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض الشباب المسلم ضد أعداء الله، ولكن لذلك شروط، من أهمها أن يكون القائم بها قاصدًا وجه الله، والانتصار لدين الله، لا رياءً، ولا سمعة، ولا شجاعة، ولا يأسًا من الحياة.

39 - باب في الغنائم

39 - باب في الغنائم 1387 - 1668 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لم تَحِلَّ الغنائم لأَحدٍ من سودِ الرؤوس قبلكم، كانت تنزلُ من السماء نار فتأكلها، فلما كانَ يوم بدر؛ وقعَ الناس في الغنائم، فأنزلَ اللهُ {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. صحيح - "الصحيحة" (2155). 1388 - 1669 - عن عمير مولى آبي اللحم، قال: شهدت خيبر وأَنا عبد مملوك، فقلت: يا رسولَ اللهِ! سهمي، فأَعطاني سيفًا، وقال: "تقلده" (¬1). وأَعطاني من خُرْثيِّ المتاع (¬2). صحيح - "صحيح أبي داود" (2440). 1389 - 1670 - عن ابن عمر: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وجّه جيشًا، فغنموا طعامًا وعسلًا، فلم يخمِّسه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2420). 40 - باب ما جاء في السلب 1390 - 1671 - عن أَنس بن مالك: ¬

_ (¬1) الأَصل: سهمًا وقال: "تقلَّد"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان". (¬2) يعني: أردأه: "اللسان".

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حنين: "من قتل كافرًا فله سَلَبُه (¬1) ". فقتل أَبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا، وأَخذَ أَسلابَهم. قال أَبو قتادة: يا رسولَ الله! ضربت رجلًا على حَبل العاتق، وعليه درع، فأُجْهِضَتْ (¬2) [عنه] (¬3)، فقال رجل: أَنا أَخذتها، فأرضِه منها وأَعطنيها، وكانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لا يسألُ شيئًا إِلّا أَعطاه أو سكت، فسكت - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر [ابن الخطاب] (¬4) رضوان الله عليه، والله لا يُفيئها الله على أَسَد من أُسدِه ويعطيكها، فضحكَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وقال: "صدق عمر (4) ". (قلت): قصة أَبي قتادة في "الصحيح" من حديث أَبي قتادة، وهذا الحديث كلّه من حديث أَنس، وله طرق تأتي في غزوة حنين. صحيح - "الصحيح" أيضًا (2431). ¬

_ (¬1) هو بمعنى المفعول: أي: مسلوبه، مما يكون عليه أو معه من ثياب وسلاح ودابة وغيرها؛ انظر "النهاية". (¬2) أي: سقطت. (¬3) سقطت من الأصل واستدركتها من "الإحسان" وغيره، وزاد أحمد (3/ 190): فانظر من أَخذها، وفي حديث أَبي قتادة المتفق عليه: .. ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأَقبل عليّ فضمّني ضمّةً وجدتُ منها ريحَ الموت، ثمَّ أَدركه الموت فأرسلني. (¬4) وفي حديث أَبي قتادة المشار إليه آنفًا: أَبو بكر الصديق؛ وهو أَصح، ورجحه الحافظ.

41 - باب ما جاء في النفل

41 - باب ما جاء في النَّفَل 1391 - 1672 - عن رجاء بن أَبي سلمة، قال: سمعت عمرو بن شعيب وسليمان [بن موسى] يذكران النفَلَ، فقال عمرو: لا نَفَل بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له سليمان بن موسى: شغلكَ أَكلُ الزبيبِ بالطائف! حدثنا مكحول، عن زياد بن جارية اللخمي (¬1)، عن حبيب بن مسلمة الفهري: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَفَّلَ في البَدْأة الربعَ بعد الخمس، وفي الرَّجعة الثلث بعد الخمس (¬2). صحيح - "الصحيحة" (2455 و 2456). 42 - باب 1392 - 1673 - عن عوف بن مالك، قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذا أَتاه الفيءُ؛ قسمه من يومِه، فأعطى الآهل حظين، وأَعطى العَزَبَ حظًّا. صحيح - "الصحيحة" (2617). ¬

_ (¬1) صوابه: التميمي، كما في "سنن أَبي داود" (باب فيمن قال: الخمس قبل النَفَل) من كتاب الجهاد، و"ثقات ابن حبان" (4/ 252)، وانظر: "العدّة شرح العمدة" لمحمد بن إسماعيل الصنعاني (4/ 537). (¬2) أراد بالبدأة: ابتداء الغزو، وبالرجعة: القفول عنه. والمعنى: كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو، فأوقعت بهم؛ نَفَّلها الربع مما غنمت، وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر، نفلها الثلث؛ لأن الكرَّةَ الثانيةَ أشقُّ عليهم، والخطر فيها أعظم، وذلك لقوة الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم، وهم في الأصل أنشط وأشهر للسير والإمعان في بلاد العدو، وهم عند القفول أضعف وأفتر وأشهى للرجوع إلى أوطانهم، فزادهم لذلك. "نهاية".

43 - باب فيما غلب عليه الكفار من أموال المسلمين

43 - باب فيما غلبَ عليه الكفار من أَموال المسلمين 1393 - 1674 - عن ابن عمر، قال: ذهبتْ فرس له، فأَخذها العدوُّ، فظهرَ عليه المسلمون، فَرُدّ عليه في زمن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2417): خ معلقًا (¬1). قال: وأَبَقَ عبد له فلحقَ بالرّوم، فظهر عليه المسلمون؛ فردّه عليه خالد بن الوليد بعد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الصحيح" (2418): خ معلقًا (¬2). 44 - باب ما ينهى عنه من استعمال شيءٍ من الغنيمة قبل القسمة 1394 - 1675 - عن رويفع بن ثابت الأَنصاري: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال عامَ خيبر: " [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يُسْقِيَنّ ماءه ولدَ غيره، و] (¬3) من كانَ يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر؛ فلا يأخذن دابة من المَغانم فيركبها، حتّى إذا أَعجفها ردّها في المغانم، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يلبسنَّ ثوبًا من المَغانمِ، حتّى إذا أَخَلَقَه ردّه في المغانم". ¬

_ (¬1) و (¬2) قلت: للبخاري روايتان أُخريان موصولتان تختلفان في تحديد زمن القصتين المذكورتين عن روايته هذه المعلقة، وقد خلط بينها خلطًا عجيبًا المعلّق على "الإحسان" (11/ 179 - 180 - طبع المؤسسة)، كما بيّنت ذلك فيما علقته عليه في هذا الحديث على طبعة دار الكتبِ العلميّة (7/ 167 - 168)؛ ممّا لا مجالَ لذكره هنا، فاكتفيت بهذه الإشارة. (¬3) زيادة من "الإحسان"، لم يستدركها الداراني!

45 - باب ما جاء في الغلول

صحيح - "صحيح أَبي داود" (2426). 45 - باب ما جاء في الغُلُول (¬1) 1395 - 1676 - عن ثوبان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من جاء يوم القيامة بَريئًا من ثلاث؛ دخل الجنّة: الكبر، والغلول، والدَّين". صحيح - "الصحيحة" (2785). 1396 - 1677 و 1678 - عن عبد الله بن عمرو، قال: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذا أَصابَ مَغنمًا؛ أَمرَ بلالًا فنادى في النّاسِ، فيجيءُ الناس بغنائمهم، فيخمسه ويقسمة، فأَتاه رجل بعد ذلك بزمام من شعر، فقال: [يا رسول الله! هذا فيما كنا أصبنا في الغنيمة، قال:] (¬2) "أَما سمعت بلالًا ينادي ثلاثًا؟! ". قال: نعم، قال: "فما منعك أَن تجيءَ به؟! "؛ فاعتذر إِليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كن أَنتَ الذي تجيءُ [به] (2) يوم القيامة، فلن أَقبله منك". حسن - "صحيح أَبي داود" (2429). 46 - باب النهي عن النُّهْبَة (¬3) 1397 - 1679 - عن ثعلبة بن الحكم - وكان شهد حنينًا -، قال: ¬

_ (¬1) هو الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، سُميت غلولًا؛ لأن الأيدي فيها مغلولة؛ أي: ممنوعة مجعول فيها غُلٌّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه. "نهاية". (¬2) من "الإحسان" طبعة المؤسسة، و"سنن أَبي داود"، ولم يستدركها الداراني، وهما في الرواية الأخرى ذات الرقم الثاني (1678)، ساق المؤلف إسنادها عن شيخ آخر، وقال: فذكر نحوه. (¬3) النُهبة: اسم الانتهاب والنهْب.

47 - باب النهي عن الغدر

سمعتُ منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يومَ حنين ينهى عن النهبة. صحيح - "الصحيحة" (3673). 1398 - 1680 - عن عمران بن حصين، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من انتهبَ نُهْبَة فليس منّا". صحيح لغيره - "الإرواء" (2403)، "المشكاة" (2947/ التحقيق الثاني). 47 - باب النهي عن الغدر 1399 - 1681 - عن سليم بن عامر، قال: كانَ بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير [نحو بلادهم]، وهو يريد إِذا انقضى العقد أَن يغدرَ بهم؛ فإذا شيخٌ يقول: الله أَكبر، الله أَكبر، لا غَدر، فإذا هو عمرو بن عَبَسَة، فسألته؟ فقال: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا كانَ بين قومٍ عَقد؛ فلا تُحلّ عقدةٌ حتى يَمضيَ أَمَدُها، أَو ينبذَ إِليهم على سواء (¬1) ". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2464). 1400 - 1682 - عن عمرو بن الحَمِق، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَيما رجل أَمَّنَ رجلًا على دمه، ثمَّ قَتَله؛ فأنا من القاتلِ بَرِيءٌ، وإِن كانَ المقتول كافرًا". ¬

_ (¬1) أَي: يعلمهم أَنّه يريد أَن يغزوهم، وأنّ الصلحَ الذي كانَ بينه وبينهم قد ارتفعَ، فيكون الفريقان في ذلك على السواء، ولكن لا يجوز أن يفعلَ ذلك إلّا بعد الإعلام، والإنذار فيه، انظر "معالم السنن" للخطابي. وزاد أحمد وأبو داود وغيرهما: فبلغ ذلك معاوية فرجع. والزيادة الأولى من "الإحسان" وغيره، ولم يستدركها الداراني كعادته.

حسن - "الصحيحة" (440) (¬1). * * * ¬

_ (¬1) تمَّ تخريج كتاب الجهاد صباح 26 ذي الحجة بين الفجر وطلوع الشمس سنة (1412)، والحمد لله.

28 - كتاب المغازي والسير

28 - كتاب المغازي والسير 1 - باب دعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الناسَ إِلى الإِسلامِ وما لقيه 1401 - 1683 - عن طارق بن عبد الله المحاربي، قال: رأيتُ رسولَ الله في سوق (ذي المجاز) (¬1) وعليه حلّة حمراء، وهو يقول: "يا أَيّها النّاس! قولوا: (لا إِله إلّا اللهُ)؛ تُفلحوا". ورجل يتبعه يرميه بالحجارة، وقد أَدمى عُرْقُوبيه وكعبيه، وهو يقول: يا أَيّها النّاس! لا تطيعوه فإنّه كذاب، فقلت: من هذا؟ فقيل: هذا غلام من بني عبد المطلب، قلت: فمن هذا الذي يتبعُه يرميه بالحجارة؟ قيل: هذا [عمّه] (¬2) عبد العُزَّى أَبو لهب. فلمّا أَظهر اللهُ (¬3) الإسلامَ؛ خرجنا في ذلك حتّى نزلنا قريبًا من المدينة ومعنا ظَعِينة لنا، فبينما نحن قعود؛ إِذ أَتانا رجل عليه ثوبان (¬4) أَبيضان ¬

_ (¬1) كان موضع هذه السوق بعرفة على ناحية (كبكب) عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة، كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام. "معجم البلدان" (5/ 55). (¬2) زيادة ثابتة في الأَصل ليست في "الإحسان"، ولمّا كان في بعض المصادر مثل "سنن الدارقطني" أبقيتها، وكذلك فعلت في بعض الأَحرف الأُخرى. (¬3) وكذا في "المستدرك" (2/ 612). وفي "الإحسان" "ظهر الإِسلام". وقوله: ظعينة لنا؛ أي: زوجة، وقد تكون عل الهودج، وقد لا تكون. (¬4) الأَصل: (بُردان).

فسلّم، فقال: "من أَين أقبل القوم؟ ". قلنا: من (الرَّبَذَة)، قال: ومعنا جل، قال: "أَتبيعون هذا الجمل؟ ". قلنا: نعم، قال: "بكم؟ "، قلنا: بكذا وكذا صاعًا من تمر، قال: فأَخذه ولم يستنقصنا، قال: "قد أَخذته". ثمَّ توارى بحيطان المدينة، فتلاومنا فيما بيننا فقلنا: أَعطيتم جملكم رجلًا لا تعرفونه! قال: فقالت الظعينة: لا تَلاوموا؛ فإِنّي رأيتُ وجهَ رجل لم يكن ليُخفِركم (¬1)، ما رأيت شيئًا أَشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه. قال: فلمّا كانَ من العشي؛ أَتانا رجل فسلّم علينا فقال: أَنا رسولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِليكم؛ يقول: إنَّ لكم أَن تأكلوا حتّى تشبعوا، وتكتالوا حتّى تستوفوا، قال: فأكلنا حتّى شبعنا، واكْتلنا. قال: ثمَّ قدمنا المدينة من الغد؛ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يخطبُ على المنبر وهو يقول: "يد المعطي [يد] العليا، وابدأ بمن تعول، أُمَّك وأَباك، وأُختَك وأَخاك، ثمَّ أَدناك أَدناك". ¬

_ (¬1) أي: لم يكن لينقض عهدكم وذممكم، وهذا اللفظ هو الصواب المؤيد برواية الحاكم (2/ 612)، والبيهقي (6/ 21) بلفظ: لا يغدر بكم. ونحوه رواية البيهقي في "الدلائل" (5/ 381) بلفظ: "أَنا ضامنٌ لِثَمَن جملكم". ومن ثم يتبين أنَّ ما جاء في طبعتي "الإحسان" بلفظ: ليحرقكم! خطأ، لم يتنبّه له محقق طبعة المؤسسة، ومنها صححت بعض الأَخطاء لم أَر التعليق عليها.

فقام رجل فقال: يا رسولَ اللهِ! هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع، قتلوا قتلانا في الجاهليّة، فخذ لنا ثأرنا منه، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه؛ حتّى رأيت بياض إِبطيه، وقال: "أَلا لا تجني أُمّ على ولد، أَلا لا تجنّي أُم على ولد (¬1) ". صحيح - "الإرواء" (3/ 319 و 7/ 335)، "تخريج مشكلة الفقر" (44). 1402 - 1684 - عن جُبَيْر بن نُفَيْر، قال: جلسنا إِلى المقداد بن الأَسود يومًا، فمرَّ به رجل، فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، لوددنا أنّا رأينا ما رأيتَ، وشهدنا ما شهدت، فاستُغضِبَ، فجعلتُ أَعجبُ! ما قالَ إِلّا خيرًا، ثمَّ أَقبلَ إِليه فقال: ما يحمل الرجلَ على أَن يتمنّى محضرًا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيفَ كانَ يكون فيه؟! والله لقد حضر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَقوامٌ كبّهم الله على مناخرِهم في جهنّمَ، لم يجيبوه ولم يصدّقوه، أَوَلا تحمدون اللهَ إِذ [قد] أَخرجكم تعرفون ربَّكم، مصدقين لما جاءَ به نبيّكم - صلى الله عليه وسلم -، [قد] كُفيتم البلاء بغيرِكم؟! والله لقد بُعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على أَشدّ حالٍ بُعِثَ عليها نبيّ من الأَنبياء، وفترة وجاهليّة، ما يرون أنَّ دينًا أَفضل من عبادة الأَوثان، فجاء بفرقان فرّقَ به بين الحقِّ والباطل، وفرّق بين الوالد وولده، حتّى إِن كانَ الرَّجل ليرى ولدَه أو والدَه أَو أَخاه كافرًا؛ وقد فتحَ اللهُ قُفل قلبِه للإيمان، ¬

_ (¬1) أي: جنايتها لا تلحق ولدَها مع ما بينهما من شدة القرب، وكمال المشابهة، فكل من الأصل والفرع يؤاخذ بجنايته غير مطالب بجناية الآخر، قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وانظر "فيض القدير" (6/ 391).

يعلمُ أنّه إِن هَلَكَ دخل النّار، فلا تقرّ عينهُ وهو يعلمُ أنَّ حبيبَه في النار (¬1)، وأنّها التي قال الله جلَّ وعلا: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ...} الآية. صحيح - "الصحيحة" (2883). 1403 - 1685 - عن عمرو بن العاص، قال (¬2): ما رأيت قريشًا أَرادوا قتلَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إِلّا يومَ ائتمروا به (¬3) وهم جلوس في ظلِّ الكعبة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عند المقام، فقام إِليه عقبةُ بن أَبي مُعَيط، فجعل رداءَه في عنقه، ثمَّ جذبه حتّى وجبَ (¬4) لركبتيه - صلى الله عليه وسلم -، وتصايح الناس، فظنّوا أنّه مقتول، قال: وأَقبلَ أَبو بكر رضي الله عنه يشتدّ حتّى أَخذَ بضبْعَيْ (¬5) رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من ورائه [وهو يقول: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}؟! ثمَّ انصرفوا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -]، فقامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى صلاته؛ مرَّ بهم وهم جلوس في ظلِّ الكعبة، فقال: "يا معشرَ قريش! أَما والذي نفسي بيده ما أُرسلت إِليكم (3) إِلّا ¬

_ (¬1) قلت: ليتأمل - في هذه الكلمة الرائعة من هذا الصحابي الجليل المعبرة تمام التعبير عن حقيقة دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - من يقول من الأحزاب الإسلامية الذين تجلت لهم صحة الدعوة السلفية بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح، يقولون بلسان الحال، وبعضهم بلسان المقال: إنها دعوة حق، ولكنها تفرق! ونحن اليوم بحاجة إلى التجمع والتكتل! فنقول: على ماذا؟! على خليط من (سلفية صوفية)، و (سنية شيعية)؟! فهل من معتبر بما كان عليه "قائدنا" - صلى الله عليه وسلم -؟! (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا الحديث أَخرجه البخاري في "صحيحه" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وعلقه لمحمد بن عمرو، عن أَبي سلمة"!. قلت: ليس عند البخاري قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر قريش ... " إِلخ، ولذلك أَخرجه المؤلف. (¬3) الأَصل: (يومًا رأيتهم)، و (لكم)، والتصحيح من "مصنّف ابن أَبي شيبة"، وعنه أَبو يعلى، وعن هذا ابن حبان، ولم يتنبّه لهذا الأخ الداراني! والزيادة بين المعكوفين منهما و"الإحسان". (¬4) أي: وقع. (¬5) الضَّبع: وسط العضُد، وفيل: هو ما تحت الإبط. "نهاية".

بالذَّبح"، - واَشارَ بيده إِلى حلقه - فقال له أَبو جهل: يا محمد! ما كنتَ جهولًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت منهم". (قلت): ويأتي حديث ابن عباس بنحو هذا في غزوة بدر. حسن - التعليق على "الإحسان" (6535). 1404 - [6533 - عن عروة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قلت: ما أَكثرُ ما رأيت قريشًا أَصابت من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كانت تُظهرُ من عداوتِه؟ قال: قد حضرتُهُمْ وقدِ اجتمعَ أَشرافُهُم في الحِجْر، فذكروا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه مِن هذا الرّجل قطُّ؛ سَفَّهَ أَحلامنا؛ وشتَمَ آباءنا، وعابَ ديننا، وفرّقَ جماعتنا، وسبَّ آلهتنا، لقد صبرنا منه [على] أَمر عظيم - أَو كما قالوا -، فبينا هُم في ذلك؛ إِذ طلعَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأَقبلَ يمشي حتّى استلمَ الركنَ، فمرَّ بهم طائفًا بالبيت، فلمّا أن مرَّ بهم [غمزوه ببعض القول، قال: وعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى - صلى الله عليه وسلم -، فلما مرَّ بهم] (¬1) الثانية غمزوه بمثلِها، فعرفتُ ذلك في وجهه، ثمَّ مضى [- صلى الله عليه وسلم -]، فمرَّ بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، ثمَّ قال: "أَتسمعون يا معشرَ قريش! أما والذي نفسُ محمد بيدِه؛ لقد جئتكُم بالذبح". ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان"، و"سيرة ابن هشام" (1/ 526)، ومنها صححت بعض الأخطاء الأخرى.

2 - باب البيعة على الحرب

قالَ: فأَخذتِ [القومَ] كلمتهُ، حتّى ما منهم رجل إِلّا لكأنّما على رأسِه طائر واقع، حتّى إنَّ أَشدَّهُم فيه وطأة قبلَ ذلكَ يترفؤهُ (¬1) بأحسن ما يجيبُ من [القول]؛ حتّى إِنّه ليقول: انصرف يا أَبا القاسم! انصرف راشدًا؛ فواللهِ ما كنتَ جهولًا! فانصرفَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، حتّى إِذا كانَ من الغَد، اجتمعوا في الحِجْر؛ وأَنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغَ منكُم، وما بلغَكم عنه، حتّى إِذا بادأكُم بما تكرهونَ تركتموه! وبينا هُم في ذلك؛ إِذ طلعَ عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوثبوا إِليه وثبةَ رجلٍ واحد، وأَحاطوا به يقولون لَهُ: أَنتَ الذي تقولُ كذا وكذا؟ لِما كانَ يبلغهم منهُ مِنْ عيب آلهتهم ودينهم، قال: "نعم أَنا الذي أَقولُ ذلك"، قال: فلقد رأيتُ رجلًا منهم أَخذَ بمجمَع ردائه، وقامَ أَبو بكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول - وهو يبكي -: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}، ثمَّ انصرفوا عنه. فإنَّ ذلك لأشدّ ما رأيتُ قريشًا بلغتْ منه قطُّ.]. حسن - "التعليقات الحسان" (8/ 186/ 6533). 2 - باب البيعة على الحرب 1405 - 1686 - عن جابر، قال: مكثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة سبع (¬2) سنين يَتَبَبَّع الناس بمنازلِهم، بِـ (عُكاظ) و (مَجَنّة) والموسم بـ (مِنًى) يقول: ¬

_ (¬1) أي: يُسَكّنُهُ ويرفق به ويدعو له. "نهاية". (¬2) كذا الأَصل، وكذا في أَصله "الإحسان" (8/ 57/ 6241)! وأَظنّه خطأ من بعض النسّاخ؛ فإنّه في جميع المصادر التي روت الحديث بلفظ: (عشر)، وهو رواية فيه (9/ 75/ 6973)، ولم يتنبّه لذلك المعلّق على "الإِحسان" طبعة المؤسسة (14/ 172 و 15/ 475)، لا في الموضع الأول، ولا الثاني!!

"مَن يُؤْويني وينصرني، حتّى أَبلّغَ رسالاتِ ربّي؟! " (¬1). حتّى إنَّ الرجلَ ليخرج من (اليمن) أَو من (مصر)، فيأتيه قومُهُ فيقولون: احْذَرْ غلامَ قريش لا يفتنك! ويمشي بين رحالِهم وهم يشيرون إِليه بالأَصابعِ، حتّى بعثنا الله له من (يَثْرب)، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرّجل منّا فيؤمن به، ويقرئه القرآن، وينقلبُ إِلى أَهلِه، فيسلمون بإسلامِه، حتّى لم يبقَ دارٌ من دورِ الأَنصارِ؛ إِلّا وفيها رهط من المسلمين يظهرونَ الإسلام. ثمَ إِنّا اجتمعنا فقلنا: حتّى متى نتركُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُطْرَدُ في جبالِ مكّة ويُخاف؟! فرحل اليه منّا سبعون رجلًا، حتّى قدموا عليه مكة في الموسم، فواعدناه بيعة العقبة، [فقال عمّه العباس: يا ابن أَخي! إِنّي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك؟! إِنّي ذو معرفة بأهل يثرب] (¬2)، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين، حتّى توافَيْنا، [فلما نظرَ العباس في وجوهنا؛ قال: هؤلاء قومٌ لا أَعرفهم، أَحداث!] (¬3) فقلنا: يا رسولَ الله! على ما نبايعُك؟ قال: "تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسلِ، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأَمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، وأَن تقولَها لا تبالي (¬4) في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني وتمنعوني - إِذا قدمت عليكم - ممّا تمنعون منه أَنفسكم وأَزواجكم وأَبناءكم، ولكم الجنّة". ¬

_ (¬1) زاد في الرواية الأخرى: "وله الجنة"، ويشهد لها آخر الحديث هنا. (¬2) و (¬3) هاتان الزيادتان عند المؤلف في الرواية الأُخرى، وفي سنده ضعف، بيّنته فيما علّقته عل الأَصل "الإحسان" (9/ 79). (¬4) كذا في طبعتي "الإحسان" أَيضًا، والسياق يقتضي أنَّ الصواب: "وأن تقولوها لا تبالون! "، ويؤيّده رواية أَحمد بلفظ: "وأَن تقولوا في الله لا تخافون ... "، ولم يعلق عليه الأربعة بشيء!

3 - باب الهجرة ونزول آية القتال

فقمنا إِليه فبايعناه، وأَخذ بيده أَسعدُ بنُ زُرارة - وهو من أَصغرِهم -، فقال: رويدًا يا أَهلَ يثرب! فإنّا لم نضرب أَكبادَ الإبل إلّا ونحن نعلمُ أنّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنَّ إِخراجَه اليوم منازعةُ العرب كافةً، وقتلُ خيارِكم، وأن تعَضَّكُم السيوف، فإِمّا أَن تصبروا على ذلك وأَجرُكُم على الله، وإِمّا أَنّكم تخافون من أَنفسكم جُبْنًا فبيِّنوا ذلك، فهو أَعذَرُ لكم! فقالوا: أَمِط عنّا (¬1)، فوالله لا ندع هذه البيعة أَبدًا، فقمنا إِليه فبايعناه، فأَخذ علينا، وَشَرَطَ أَن يعطينا على ذلك الجنّة. صحيح لغيره - "فقه السيرة" (148 - 149)، "الصحيحة" (63). 3 - باب الهجرة ونزول آية القتال 1406 - 1687 - عن ابن عباس، قال: لمّا أُخرج (¬2) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من مكّة، قال أَبو بكر: أَخرجوا نبيّهم، إِنّا للهِ وإِنّا إِليه راجعون، لَيَهْلِكُنَّ! {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. قال: فعرفت أنّها ستكون، [قال ابن عباس: فهي أَوّلُ آية نزلت في القتال]. صحيح - "التعليقات الحسان" (4690). 4 - باب في غزوة بدر 1407 - 1688 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]: ¬

_ (¬1) أي: ابتعِدْ. (¬2) في طبعتي "الإحسان": (خرج) بحذف أَلف التعدية (4710 - 4690)، وكذا في "المسند" (1/ 216)! والمثبت موافق لما في "الترمذي" (3170) وحسنه، و"كبرى النسائي" (3/ 3/ 4292)، والزيادة من "الإحسان" و"مسند أَحمد" وغيره، ولم يستدركها الداراني على عادته وإهماله.

أنّهم كانوا يوم بدر بين كلِّ ثلاثة بعير، وكانَ زميلَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عليٌّ وأَبو لُبابة، فإِذا حانتْ عُقبةُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالا: اركب ونحن نمشي، فيقول [النبي]- صلى الله عليه وسلم -: "ما أَنتما بأَقوى منّي، وما أَنا بأَغنى عن الأَجر منكما". حسن - "الصحيحة" (2257)، تخريج "فقه السيرة" (219)، "المشكاة" (3915/ التحقيق الثاني). 1408 - 1690 - عن علي - رضوان الله عليه -، قال: "ما كانَ فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتُنا وما فينا قائم؛ إِلّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة؛ يصلي ويبكي حتّى أَصبح". صحيح - "صفة الصلاة/ السترة"، التعليق على "الإحسان" (4/ 11). 1409 - 1691 - عن ابن عباس: أنَّ الملأَ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا - باللات والعزّى ومناة الثالثة الأُخرى ونائلة وأساف (¬1) -: لو قد رأينا محمدًا؛ لقمنا إِليه قيامَ رجلٍ واحد، فلم نفارقه حتّى نقتله. فأَقبلت ابنتهُ فاطمةُ تبكي، حتّى دخلت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هؤلاء (¬2) الملأ من قومِك قد تعاقدوا عليك: لو قد رأوك قاموا إِليك فقتلوك، فليس منهم رجل إِلّا عرف نصيبه من دمك! قال: ¬

_ (¬1) أساف وإساف: اسم صنم لقريش، وكذلك نائلة، وضعهما عمرو بن لُحي على الصفا والمروة، وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة. انظر "لسان العرب". (¬2) الأَصل: (هذا)! والتصحيح من "الإحسان"، و"المسند"، والزيادة الآتية من "الإحسان".

5 - باب في غنيمة بدر وغيرها

"يا بنيّة! ائتيني بوَضوء". فتوضأ، ثمَّ دخلَ المسجد، فلمّا رأوه قالوا: ها هو ذا؛ [ها هو ذا]، فخفضوا أَبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورِهم، فلم يرفعوا إِليه بصرًا، ولم يقم إِليه منهم رجل، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتّى قامَ على رءوسهم، فأخذ قبضة من تراب، وقال: "شاهت الوجوه" (¬1). ثمَّ حصبهم، فما أَصاب رجلًا منهم من ذلك الحصا حصاةٌ؛ إِلّا قُتل يوم بدر. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2824)، "فقه السيرة" (228). 5 - باب في غنيمة بدر وغيرها 1410 - 1692 و 1693 - عن عبادة بن الصامت، قال: خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى بدر؛ فلقي العدوَّ، فلمّا هزمهم اللهُ اتبعَتْهُم طائفةٌ من المسلمين (¬2) يقتلونهم، وأَحدقت طائفة برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، واستولت طائفة على العسكر والنُّهبة، فلما كفى اللهُ العدوَّ، ورجعَ الذين طلبوهم؛ قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم! وقال الذين أَحدقوا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: والله ما أَنتم أَحقَّ به منّا، هو لنا، ونحن أَحدقنا ¬

_ (¬1) أي: قبحت. "نهاية". (¬2) إلى هنا كانَ الحديث في الأصل بإسناده ومتنه في آخرِ البابِ الذي قبله، ولما كانَ غير موجود هكذا مختصرًا في "الإحسان" الذي هو في "ترتيب صحيح ابن حبان"، ولو كانَ موجودًا فليس من عادة المؤلف الهيثميّ مثل هذا التكرار، ظننت أنّه من حشو الناسخ، أَو سبق قلم من المؤلف، فحذفته من هناك، واحتفظت برقمه - وهو الأول - بجانب رقم هذا؛ للدلالة على حذفه.

6 - باب في أسرى بدر

برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لئلّا ينال العدو منه غِرَّة! قال الذين استولوا على العسكر والنَّهْب: والله ما أَنتم بأَحق به منّا؛ هو لنا! فأَنزل الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ...} الآية، فقسمه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُنَفِّلُهُمْ إِذا خرجوا بادئين: الربعَ، وينفلهم إِذا قَفَلُوا: الثلث. وقال: أَخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وَبْرة من جنب بعير، ثمّ قال: "يا أَيّها الناسُ! إنّه لا يحلُّ لي ممّا أَفاء الله عليكم [قدر هذه] (¬1) إلّا الخمس، والخمسُ مردودٌ عليكم، فأدّوا الخَيْطَ والمِخْيَطَ، وإِيّاكم والغُلُول؛ فإنّه عار على أَهلِه يوم القيامة، وعليكم بالجهادِ في سبيل الله؛ فإنّه باب من أَبواب الجنّة، يُذهبُ الله به الهمَّ والغمَّ". قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأَنفال ويقول: "ليردَّ قويُّ المؤمنين على ضعيفهم". صحيح لغيره - "تخريج فقه السيرة" (234). 6 - باب في أَسرى بدر 1411 - 1694 - عن علي بن أَبي طالب رضي الله عنه: أنَّ جبريل عليه السلام هبطَ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال له: خَيِّرهم - يعني: أصحابه - في الأَسارى: إن شاءوا القتل، وإِن شاءوا الفداء، على أَن يقتل العام المقبل منهم عدتهم، قالوا: الفداء، ويقتل منّا عدتهم. صحيح - "الإرواء" (5/ 48 - 49)، "المشكاة" (1973 - التحقيق الثاني). ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، لم يستدركها الأربعة.

7 - باب في غزوة أحد

7 - باب في غزوة أُحد 1412 - 1695 - عن أُبيّ بن كعب، قال: لمّا كانَ يوم أُحد أُصيب من الأَنصارِ أَربعة وسبعون، ومنهم ستة فيهم حمزة، فَمَثَّلوا بهم، فقالت الأَنصار: لئن أَصبنا منهم يومًا لَنُرْبِيَنَّ (¬1) عليهم، فلمّا كانَ يوم فتح مكة؛ أَنزل الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}، فقال رجل: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كفّوا عن القوم غير أَربعة". صحيح - "الضعيفة" تحت الحديث (550). 1413 - [6989 - عن عائشة، قالت: خرجت يومَ الخندق أَقفو أَثر الناس، فسمعت وئيد الأرض (¬2) من ورائي، فالتفتُّ؛ فإذا أَنا بسعد بن معاذ ومعه ابن أَخيه الحارث بن أَوس يحمل مجنّةً (¬3)، فجلستُ إِلى الأَرض، فمرّ سعد وعليه درع قَد خرجت منها أَطرافه، [فأَنا] أَتخوّف على أَطراف سعد، وكان من أَعظمِ الناس وأَطولهم، قالت: فمرَّ وهو يرتجزُ، ويقول: لَبِّثْ قليلًا يُدركِ الهَيْجَا (¬4) حَمَلْ ... ما أَحْسَنَ الموتَ إِذا حانَ الأَجلْ ¬

_ (¬1) أي: لنزيدنَّ ولنضاعِفَنَّ. "نهاية". (¬2) أي: صوت شدة الوطء على الأرض، يُسمع كالدوي من بُعد. (¬3) يعني: ترسًا. (¬4) الهيجاء - تمد وتقصر -: الحرب.

قالت: فقمتُ فاقتحمتُ حديقة، فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر: ويحكِ ما جاءَ بك؟! لعَمْري والله إِنّك لجريئة، ما يؤمنك أَن يكونَ تحوُّز (¬1) أَو بلاء؟! قالت: فما زالَ يلومني حتّى تمنيتُ أنَّ الأَرضَ قد انشقت فدخلتُ فيها، وفيهم رجل عليه تَسْبِغَةٌ له، فرفع الرجلُ النصيف عن وجهه؛ فإذا طلحة بن عبيد الله، فقال: ويحك يا عمر إِنّك قد أَكثرت منذ اليوم، وأَين [التحوُّز أو] (¬2) الفرارُ إِلّا إِلى الله؟! قالت: ورمى سعدًا رجلٌ من المشركين - يقال له ابن العَرِفة - بسهمٍ، قال: خُذها وأنا ابن العَرِفَة فأَصابَ أكحله، فقطعها، فقال: اللهمَّ! لا تمتني حتّى تُقرَّ عيني من قريظة، وكانوا حلفاءه ومواليَه في الجاهليّة، فبرأ كَلْمُهُ. وبعثَ الله الريحَ على المشركين؛ فـ {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}، فلحقَ أَبو سفيان بتهامة، ولحق عُيَيْنه [بن بدر بن حِصن] ومَن معه بنجد، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا بصياصيهم (¬3). فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى المدينة، وأَمر بقبّة من أَدم؛ فضربت على سعد في المسجد، ووضعَ السلاحَ، قالت: فأَتاه جبريل فقال: أَوقد وضعتَ السلاحَ؟! فوالله ما وضعتِ الملائكةُ السلاحَ، اخرج إِلى بني قريظة فقاتلهم، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرحيل، ولبس لَأْمَته، فخرج فمرَّ على بني غَنْمٍ - وكانوا جيران المسجد -، فقال: "من مرّ بكم؟ "، قالوا: مرَّ بنا دحيةُ ¬

_ (¬1) الأصل: (حوزًا)، والتصحيح من "ابن أبي شيبة"، ومنه قوله تعالى: {أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ}، أي: منضمًّا إليها، والتحوز والتحيز والانحياز بمعنى. "النهاية". (¬2) هذه الزيادة والتي بعدها من "المصنف"، و"الطبقات"، و"المسند". (¬3) يعني: بحصونهم.

الكلبي [وكان دحيةُ تشبه لحيته وسنه ووجهه بجبريل]، فأَتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحاصرهم خمسًا وعشرين يومًا، فلمّا اشتدَّ حصرهم، واشتدَّ البلاء عليهم، قيلَ لهم: انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فاستشاروا أَبا لبابة، فأشارَ [بيده] إِليهم أنّه الذبحُ، فقالوا: ننزلُ على حكم سعد بن معاذ، فنزلوا على حكم سعد، وبعثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلى سعد، فحُملَ على حمارٍ وعليه إِكاف من ليف، وحَفَّ به قومه، فجعلوا يقولون: يا أَبا عمرو! حلفاؤك ومواليك وأَهل النكاية ومَنْ قد علمتَ، فلا يرجع إليهم قولًا؛ حتّى إذا دنا من دارهم (¬1) التفتَ إِلى قومِه، فقال: قد آنَ لسعد أَن لا يبالي في الله لومة لائم، فلمّا طلع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا إِلى سيدكم فأنزلوه" قال عمر: سيدنا الله، قال: "أنزلوه"، فأنزلوه (¬2)، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احكم فيهم"، قال: فإنّي أَحكم فيهم أَن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتُقْسم أَموالهم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حكمتَ فيهم بحكم الله ورسولِه". ثمَّ دعا اللهَ سعدٌ، فقال: اللهمَّ! إِن كنت أَبقيتَ على نبيّك - صلى الله عليه وسلم - من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، وإِن كنتَ قطعتَ بينه وبينهم، فاقبضني إِليك، فانفجر ¬

_ (¬1) الأصل: ذراريهم، وكذا في طبعة المؤسسة! والتصحيح من "المصنف". وفي "الطبقات" و"المسند": "دورهم". (¬2) الأصل: (انزلوا: فأنزلوا)! والتصحيح من طبعة المؤسسة، وغيرها.

8 - باب في غزوة الحديبية

كَلْمُه، وكانَ قد برأَ منه؛ حتّى ما بقيَ منه إِلا مثل الخُرْص (¬1)، قالت: فرجعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ورجعَ سعدٌ إِلى قُبَّتِهِ (¬2) الذي ضربَ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: فحضره رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَبو بكر وعمر؛ قالت: فوالذي نفسي بيده إِنّي لأَعرفُ بكاءَ أَبي بكر من بكاءِ عمرَ، وأَنّا في حجرتي، وكانوا كما قال الله: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}. قال علقمةُ: فقلتُ: أَي أُمَّهْ! فكيفَ كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع؟ قالت: كانَ عيناهُ لا تدمعُ على أحدٍ، ولكنّه إِذا وجد، فإِنّما (¬3) هو آخذ بلحيته]. حسن - "الصحيحة" (67). 8 - باب في غزوة الحديبية 1414 - 1696 - عن المغيرة بن شعبة: أنَّه كانَ قائمًا على رأس رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيف وهو مُلَثَّم، وعنده عروة (¬4)؛ فجعل عروة يتناولُ لحيةَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ويجذبه، فقال المغيرة لعروة: لتكفّن يدك عن لحيته أو لا ترجع إِليك! قال: فقال عروة: من هذا؟ قال: ¬

_ (¬1) الأصل والمؤسسة: (الحمص)! والتصحيح من المصادر السابقة. ومعنى (الخرص)؛ أي: قلة ما بقي منه. (¬2) الأصل: (بيته)، وكذا في طبعة المؤسسة، والتصحيح من المصادر السابقة. (¬3) الأصل: (إنما)؛ وزيادة الفاء من المصادر السابقة. (¬4) هو عروة بن مسعود بن مُعَتِّب.

9 - باب ما جاء في خيبر

هذا ابن أَخيك المغيرة بن شعبة، فقال عروة: يا غُدَر (¬1)! ما غسلتَ رأسَك من غدرتِك بعدُ (¬2). صحيح - "صحيح أَبي داود" (2470)، وهو طرف من حدث المِسْور بن مخرمة في قصة الحديبية عند البخاري نحوه. 9 - باب ما جاء في خيبر 1415 - 1697 - عن ابن عمر: أنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلَ أَهل خيبر حتّى أَلجأهم إِلى قصرِهم، فغلب على الأَرض والنخل والزرع، فصالحوه على أَن يُجْلُوا منها؛ ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء والبيضاء، ويخرجون منها، فاشترط عليهم أَن لا يكتموا شيئًا، ولا يغيّبوا شيئًا، فإنْ فعلوا ذلك فلا ذمّة لهم ولا عصمة، فغيبوا مَسكًا (¬3) فيه مال وحليّ لِحُيَيِّ بن أَخطب، كانَ احتمله معه إِلى خيبر حين أُجْليت النضير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمّ حيي: "ما فعلَ مَسك حُيَي الذي جاء به من النضير؟ ". فقال: أَذهبته النفقات والحروب! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العهد قريب، والمال أَكثر من ذلك". ¬

_ (¬1) مبالغة في وصفه بالغدر. (¬2) أشار عروة بهذا إلى ما وقع للمغيرة قبل إسلامه، وذلك أنه خرج مع ثلاثة عشر نفرًا من ثقيف من بني مالك؛ فغدر بهم وقتلهم، وأخذ أموالهم، فتهايج الفريقان بنو مالك والأحلاف رهط المغيرة، فسعى عروة بن مسعود عم المغيرة، حتى أخذوا منه دية ثلاثة عشر نفسًا واصطلحوا. قاله ابن هشام في "السيرة"، وانظر "فتح الباري" (5/ 341). (¬3) المَسك - بفتح الميم -: الجلد، أَي: وعاء من جلد.

فدفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى الزبير [بن العوام]؛ فمسّه بعذاب، و [قد] كان حُيَي قبل ذلك قد دخل خَرِبَةً، فقال: قد رأيتُ حُييًّا يطوف في خربة ها هنا، فذهبوا فطافوا؛ فوجدوا المَسك في الخَرِبة، فقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابني [أبي] حُقَيق - وأَحدهما زوج صفية بنت حيي بن أَخطب -، وسبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهم وذراريهم، وقسم أَموالهم؛ للنكث الذي نكثوا، وأَراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد! دعنا نكون في هذه الأَرض نصلحها ونقوم عليها، [ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأَصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يتفرغون أن يقوموا عليها، فأَعطاهم (خيبر)؛ على أنَّ لهم الشطر من كلِّ نخل وزرع وشجر (¬1)، وما بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكانَ عبد الله بن رواحة يأتيهم كلَّ عام يَخْرُصُها عليهم، [ثمَّ] يُضَمِّنُهم الشطر، قال: فَشَكَوْا إِلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شدّة خَرصه، وأَرادوا أن يَرشوه فقال: يا أَعداء الله! أَتطعموني السُّحت؟! والله لقد جئتكم من عند أَحبِّ الناسِ إِليّ، ولأَنتم أَبغض إِلي من عدَّتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إِيّاكم، وحبي إِيّاه على أَن لا أَعدل عليكم! فقالوا: بهذا قامت السماوات والأَرض. قال: ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيني صفية بنت حُيَي خُضرة، فقال: "يا صفيّة! ما هذه الخضرة؟ ". ¬

_ (¬1) الأَصل: (وسني) وفي "الإحسان": (شيء)، وكذا عند البيهقي! لكن عزاه إِليه الحافظُ في "الفتح" (5/ 13) باللفظ المثبت أَعلاه: (وشجر)، وأَرى أنّه الصواب؛ لأنّه من غير المعقول أنَّ يكون في الشروط ما هو نكرة غير معروف: (شيء)! فتأمل.

فقالت: كانَ رأسي في حِجْرِ [ابن] أَبي حُقَيق وأَنا نائمة، فرأيت كأنَّ قمرًا وقع في حجري، فأَخبرته بذلك، فلطمني وقال: تَمَنيَّن مَلِكَ يَثرب؟! قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أَبغض الناس إِلي، قتلَ زوجي وأَبي وأَخي، فما زالَ يعتذرُ إِليّ، ويقول: "إنَّ أَباكِ ألَّبّ عليَّ العرب وفعل وفعل"، حتّى ذهب ذلك من نفسي. وكانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي كلَّ امرأة من نسائه ثمانين وَسقًا من تمر كلَّ عام، وعشرين وسقًا من شعير، فلمّا كانَ زمن عمر بن الخطاب غَشُّوا المسلمين، وأَلقوا ابن عمر من فوق بيت، فقال عمر بن الخطاب: من كانَ له سهم من خيبر؛ فليحضر حتّى نقسمها بينهم، فقسمها عمر بينهم، فقال رئيسهم: لا تخرجنا، دعنا نكون فيها كما أَقرّنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَبو بكر، فقال عمر لرئيسهم: أَتراني سقط عنّي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[لك]: "كيفَ بك إِذا أَفْضَت بك راحلتك نحو الشام يومًا ثمَّ يومًا"؟! وقسمها عمرُ بين من كانَ شهد خيبر من أَهل الحديبية. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2658). 1416 - 1698 - عن أَنس بن مالك، قال: لمّا افْتَتَحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر؛ قال الحجاج بن عِلاط: يا رسولَ الله! إنَّ لي بمكة مالًا، وإنَّ لي بها أَهلًا، وإِنّي أُريدُ أَن آتيهم، فأَنا في حل إن [أَنا] نِلتُ منك، أو قلتُ شيئًا؟ فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء. [قال:] فأتى امرأته حين قدمَ، فقال: اجمعي لي ما كانَ عندَك؛ فإنّي

أريدُ أَن أَشتري من غنائم محمد وأَصحابِه؛ فإنّهم قد استبيحوا وأُصيبت أَموالهم. قال: وفشا ذلك بمكة؛ فأَوجع المسلمين، وأَظهر المشركون فرحًا وسرورًا، وبلغَ العباس بن عبد المطلب، فَعُقِرَ في مجلسه، وجعل لا يستطيع أَن يقوم. قال معمر: فأَخبرني الجزريّ عن مِقْسَم، قال: فأَخذ العباس ابنًا له - يقال له: قُثَم - وكان يشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستلقى فوضعه على صدرِه وهو يقول: حِبِّي قُثَم! [حبي قثم] (¬1)! ... شبيه ذي الأنف الأَشم [نبي ربّ ذي النعم] ... برغم [أَنف] من رَغِم قال معمر: قال ثابت: عن أَنس: ثمَّ أَرسل غلامًا له إلى الحجاج بن عِلاط: ويلك ما جئتَ به، وماذا تقول؟! فما وعد الله خيرٌ ممّا جئتَ به، قال الحجاج لغلامِه: أقرِئ أَبا الفضل السلام، وقل له: فلْيُخْلِ لي بعض بيوته لآتيه؛ فإنَّ الخبر على ما يسره، فجاء غلامه، فلمّا بلغ الباب قال: أَبشر يا أَبا الفضل (¬2)! فوثبَ العباس فرحًا حتّى قبّل بين عينيه؛ [فأَخبره ما قال الحجاج، فأَعتقه] (¬3)، ثمَّ ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل، واستدركتها من "الإحسان". وقوله بعد سطور: ثمَّ جاء الحجاج ... كانَ الأَصل: (العباس) مكانَ: (الحجاج) فصححته منه. ولم يتنبّه لهذا الخطأ الفاحش - ولا لسقوط الجملة المذكورة - الأخ الداراني وصاحبه!! (¬2) هنا زيادة: فإنَّ الخبر على ما يسرك ... فحذفتها لأَنّها لم ترد في "الإحسان"، ولا في المصادر الأُخرى، ولم يتنبّه لها المحققون الأربعة!! (¬3) هذه الزيادة من "المسند" (3/ 138)، والتي بعدها من "مصنف عبد الرزاق" (5/ 467).

جاء الحجاج، فأَخبره أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قد افتتح خيبر، وغنم أَموالهم، وجرت سهام الله في أَموالِهم، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفيّة بنت حيي، واتخذها (¬1) لنفسه، وخيرها بين أن يعتقها فتكون زوجته، أَو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته. ولكنّي جئت لمال [كان] لي ها هنا؛ أَردت أَن أَجمعه وأَذهب [به]، فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَذن لي أن أقول ما شئت، فأخْفِ عني ثلاثًا، ثمَّ اذكر ما بدا لك. قال: فجمعت امرأته ما كانَ عندها من حلي ومتاع جمعته، فدفعته إِليه، ثمَّ استمر (¬2) [به]. فلمّا كانَ بعد ثلاث؛ أَتى العباس امرأةَ الحجاج، فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنّه قد ذهب، وقالت: لا يُحزِنك الله أَبا الفضل! لقد شقَّ علينا الذي بلغَك، قال: أَجل لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إِلّا ما أَحببناهُ، وقد أَخبرني الحجاج أنَّ اللهَ قد فتحَ (خيبر) على رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفيّة لنفسِه، فإن كانت لكِ حاجة في زوجك فالحقي به، قالت: أَظنّك - والله - صادقًا، قال: فإِنّي صادق، والأَمر على ما أَخبرتك. قال: ثمَّ ذهبَ حتّى أَتى مجالسَ قريش، وهم يقولون: لا يصيبك إِلّا خير أَبا الفضل! قال: لم يصبني إِلّا خير بحمد الله، قد أَخبرني الحجاج ¬

_ (¬1) الأصل: (فأخذها)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنها المعلقون الأربعة. (¬2) أَي: مرَّ جادًّا، وكان الأَصل: انشمر! فصححته من "مصنف عبد الرزاق" (5/ 468)، ومن طريقه رواه ابن حبان، وهو مما غفل عنه الأربعة أيضًا!!

10 - باب ما جاء في غزوة الفتح

أنَّ (خيبر) فتحها الله على رسولِه [- صلى الله عليه وسلم -]، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، وقد سألني أَن أُخفي عنه ثلاثًا، وإِنّما جاء ليأخذَ مالًا كانَ له، ثمَّ يذهب. قال: فردَّ الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كانَ دخل بيته مكتئبًا؛ حتّى أَتوا العباس فأَخبرهم الخبر، فسُرَّ المسلمون، وردّ الله ما كانَ من كآبة أَو غيظ أَو خزي على المشركين. صحيح - "الصحيحة" تحت الحديث (545). 1417 - [4826 - عن أَبي ثعلبة الخُشني: أنَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نهى عام خيبر أَن توطأ الحبالى من السبي حتى يضعن]. حسن صحيح - "الإِرواء" (1/ 200 و 201 و 5/ 139 - 142). 1418 - [4830 - عن رُويفع بن ثابت الأَنصاري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أَنه قال عام خيبر: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يُسْقين ماءه ولدَ غيره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يأخذن دابة من المغانم فيركبها؛ حتى إِذا أعجفها (¬1) ردها في المغانم، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يلبس ثوبًا من المغانم؛ حتى إِذا أَخْلَقَهُ رده في المغانم"]. صحيح - "الإرواء" (5/ 141)، "صحيح أَبي داود" (2426). 10 - باب ما جاء في غزوة الفتح 1419 - 1699 - عن ابن عمر، قال: ¬

_ (¬1) أي: أهْزَلها. "نهاية".

كانت خزاعةُ حُلفاءَ لِرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت بنو بكر - رهط من بني كِنانة - حُلَفاء لأَبي سفيان، قال: وكانت بينهم موادعة أَيّام الحديبية، فأَغارت بنو بكر على خزاعة في تلك المدّة، فبعثوا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يستمدّونه، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُمِدًّا لهم في شهر رمضان، فصامَ حتّى بلغَ (قُدَيْدًا) (¬1)، ثمَّ أَفطرَ، وقال: "ليصم الناس في السفر ويفطروا، فمن صامَ أَجزأ عنه صومه، ومن أَفطر وجب عليه القضاء". ففتح الله مكة، فلما دخلها؛ أَسند ظهره إِلى الكعبة، فقال: "كفّوا السلاح، إِلّا خزاعة عن بكر". حتّى جاءه رجل فقال: يا رسولَ اللهِ! إنّه قُتل رجلٌ بـ (المزدلفة)، فقال: "إنَّ هذا الحرم حرام عن أمر الله، لم يَحِلَّ لمن كان قبلي، ولا يَحلُّ لمن بعدي، وإنّه لم يحلّ لي إلّا ساعة واحدة، وإنّه لا يحلّ لمسلم أن يَشهَرَ فيه سلاحًا، وإنّه لا يُختلى خَلاه (¬2)، ولا يعْضد شجره، ولا يُنَفَّر صيدُهُ". فقال رجل: يا رسولَ الله! إلّا الإذخر؛ فإنّه لبيوتنا وقبورنا؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إلّا الإِذخر، وإنَّ أَعتى النّاسِ على الله ثلاثة: من قَتَلَ في حرم الله، ¬

_ (¬1) موضع قرب مكة. "معجم البلدان" (4/ 313). (¬2) الخَلا: النبات الرطب الرقيق ما دام رطبًا، واختلاؤه: قطعه. "نهاية".

أَو قتلَ غيَر قاتِله، أَو قتل بِذَحْل (¬1) الجاهليّة". فقام رجل فقال: يا رسول الله! إني وقعت على جارية بني فلان، وإنها ولدت لي، فأْمُرْ بولدي فليُرَدَّ إليَّ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس بولدك، لا يجوز هذا في الإسلام، والمدعى عليه أَولى باليمين؛ إلّا أن تقوم بينة، الولد لصاحب الفراش، وبِفِي العاهِر الأَثْلَبُ (¬2) ". فقال رجل: يا رسولَ الله! وما "الأَثلب"؟ قال: "الحجر؛ فمن عَهَرَ بامرأة لا يملكها، أو بأمرأةِ قومٍ آخرين، فولدت له؛ فليس بولدِه، لا يرث ولا يُورث، والمؤمنون يدٌ على من سواهم، تتكافأ دماؤهم، يجير (¬3) عليهم أَولهم، وَيردُّ عليهم أَقصاهم، ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهدِ في عهده، ولا يتوارث أَهلُ ملتين، ولا تُنكح المرأة على عمّتها ولا على خاللها، ولا تسافر ثلاثًا مع غير ذي محرم، ولا تصلوا بعد الفجر حتّى تطلع الشمس، ولا تصلّوا بعد العصر حتّى تغرب الشمس". ¬

_ (¬1) هو - بفتح الذال المعجمة -: الحقد والثأر. وفي "الإحسان": "لذحل". وفي حديث ابن عمرو: "بذحول الجاهليّة". (¬2) الأثلب - بكسر الهمزة واللام وفتحهما، والفتح أكثر -: الحجر، والعاهر: الزاني، كما في الحديث الآخر: "وللعاهر الحجر"، قيل: معناه: له الرجم، وقيل: هو كناية عن الخيبة، وقيل: الأثلب دقاق الحجارة، وقيل: التراب، وهذا يوضح أن معناه الخيبة؛ إذ ليس كلُ زانٍ يرجم، وهمزته زائدة. "نهاية". (¬3) الأصل: "يعقد"، والتصحيح من "الإحسان" و"المسند"، والمعنى - كما يقول ابن الأثير -: إذا أجار واحد من المسلمين - حرٌّ أو عبد أو أمة - واحدًا أو جماعة من الكفار، وخفرهم وأمنهم؛ جاز ذلك على جميع المسلمين، لا ينقض عليه جواره وأمانه.

حسن صحيح (¬1) - "تيسير الانتفاع/ سنان بن الحارث بن مصرف". 1420 - 1700 - عن أَسماء بنت أَبي بكر، قالت: لمّا وقفَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بـ (ذي طوى)، قال أَبو قحافة لابنةٍ له من أَصغر ولده: أي بُنيّة! أَظهريني على أَبي قُبيس، قالت: وقد كفّ بصره، فأشرفت به عليه، فقال: أَي بنية! ماذا تَرَينَ؟ قالت: أَرى سوادًا مجتمعًا، قال: تلك الخيل، قالت: وأرى رجلًا يسعى بين [يدي] ذلك السواد مقبلًا ومدبرًا، قال: ذلك يا بنية! الوازع - يعني: الذي يأمر الخيل ويتقدّم إليها -، ثمَّ قالت: قد - والله - انتشر السواد، فقال: قد - والله - دفعت الخيل، فأسرعي بي إِلي بيتي، فانحَطَّت به، فتلقاه الخيل قبل أَن يصل بيته، وفي عنق الجارية طوق لها من وَرِق، فتلقاها رجل، فاقتلعه من عنقها. قالت: فلمّا دخل رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[مكة] (¬2)، ودخلَ المسجدَ؛ أَتاه أَبو بكر رضي الله عنه بأبيه يقوده، فلمّا رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هلّا تركتَ الشيخَ في بيتِه حتّى أَكون أَنا آتيه؟! ". قال أَبو بكر: يا رسولَ اللهِ! وهو أَحقُّ أن يمشي إِليكَ من أَن تمشي إِليه، فأجلسه بين يديه، ثمَّ مسح صدره، ثمَّ قال له: ¬

_ (¬1) قلت: إسناده عين إسناد الحديث المتقدم (963)، لكن قد جاء مفرقًا في أحاديث كثيرة، فهو بها صحيح. وهو هناك - كما هنا - من حديث (ابن عمر) كما ترى، وكذلك هو في "الإحسان" في الموضعين، فحرفه الداراني هنا إلى (ابن عمرو)! لا لشيء سوى أنّه جاء في بعض المصادر التي ذكرها من حديث (ابن عمرو) من طريق عمرو بن شعيب، وبسياقات مغايرة لما هنا!!! (¬2) زيادة من "المسند" للإمام أحمد وغيره.

"أَسلم"، فأَسلمَ. قالت: ودخلَ به أَبو بكر رضي الله عنه على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وكأنّ رأسه ثَغامة (¬1)؛ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "غيرّوا هذا من شعره". ثمَّ قام أَبو بكر وأَخدَ بيد أُخته، فقال: أَنشد الله والإسلام طوق أُختي، فلم يجبه أحد، فقال: يا أُخيَّةَ! احتسبي طوقك، فـ[ـوالله] (¬2) إنَّ الأَمانةَ اليوم في الناسِ لقليل. حسن - "الصحيحة" (491). 1421 - 1701 - عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح مكةَ، ولواؤه أبيض. حسن لغيره - "الصحيحة" (2100)، و"صحيح أبي داود" (2334). 1422 - 1702 - عن ابن عمر: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لمّا دخلَ مكّة؛ وجد بها ثلاثمائة وستين صنمًا، فأَشارَ بعصاه إِلى كلِّ صنم منها، وقال - صلى الله عليه وسلم -: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}، فسقط الصنم ولم يمسّه. صحيح لغيره دون قولِه: فسقط الصنم ... - "الضعيفة" (6397). 1423 - 1703 - عن ابن عمر، قال: ¬

_ (¬1) نبت أَبيض الزهر كالقطن. (¬2) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة!

11 - باب في غزوة حنين

طافَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمِحْجَنه، وما وجد لها مُنَاخًا (¬1) في المسجد، حتّى أُخرجت إِلى بطن الوادي فأُنيخت، ثمَّ حمدَ الله وأَثنى عليه، ثمَّ قال: "أَمّا بعد؛ أَيّها الناس! فإنَّ اللهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّة الجاهليّة (¬2)، يا أَيّها الناس! إِنّما الناس رجلان: بَرٌّ تقيٌّ كريم على ربِّه، وفاجر شقي هيّن على ربِّه"، ثمَّ تلا: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} حتّى قرأَ الآية، ثمَّ قال: أَقول قولي هذا، وأَستغفر الله لي ولكم". صحيح - "الصحيحة" (2803). 11 - باب في غزوة حنين 1424 - 1704 - عن جابر بن عبد الله، قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعلم بِخَبْءِ القوم الذين خَبأوا لنا (¬3)، فاستقبلنا وادي (حنين) في عَماية (¬4) الصبح، وهو واد أَجوف من أَودية (تهامة)، إِنّما ينحدرون فيه انحدارًا، قال: فوالله إنَّ الناسَ ليتتابعون لا يعلمون بشيء: إذ فجأتهم الكتائب من كلِّ ناحية، فلم ينتظر الناس أن انهزموا راجعين. ¬

_ (¬1) المناخ: الموضع الذي تناخ - أي: تبرك - فيه الإبل، كما في "اللسان". (¬2) أَي: كبرها وفخرها ونخوتها، انظر "النهاية" (3/ 169). (¬3) الأصل: (لا نعلم بمن يخبر بالقوم الذين خرجوا إلينا)! والتصحيح من "مسند أبي يعلى" (3/ 387)، ومعناه في "سيرة ابن هشام" (4/ 71)، و"مسند أحمد"، وكان هناك أخطاء أخرى فصحّحتها من بعض هذه المصادر. (¬4) أي: في بقية ظلمة الليل. "نهاية".

قال: وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمن وقال: " [أين] أَيّها الناس! أَنا رسول اللهِ، أَنا محمد بن عبد الله". وكانَ أَمام (هوازن) رجل ضخم، على جمل أَحمر، في يده راية سوداء، إِذا أدركَ طعنَ بها، وإِذا فاته شيءٌ بين يديه رفعها لمن خلفه [فاتبعوه]، فرصد له علي بن أَبي طالب رضوان الله عليه، ورجل من الأَنصار كلاهما يريده، قال: فضرب عليّ عرقوبي الجمل، فوقع على عَجُزه، وضرب الأَنصاري ساقَه فطرح قدمه بنصف ساقه فوقع، واقتتل الناس حتّى كانت الهزيمة. وكانَ [كَلَدَة] أَخو صفوان بن أُمية لأُمّه قال: أَلا بَطل السحر اليوم، وكان صفوان بن أُمية يومئذ مشركًا في المدّة التي ضرب له رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له صفوان: اسكت فضّ الله فاك! فواللهِ لأن يَرُبّني (¬1) رجل من قريش أحبّ إِليّ من أن يَرُبّني رجل من هوازن. حسن - "تخريج فقه السيرة" (389). 1425 - 1705 - عن أَنس بن مالك، أنّه قال: إنَّ هوازن جاءت يوم (حنين) بالشاء والإبل والغنم، فجعلوها صفين ليكثروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالتقى المسلمون والمشركون، فولّى المسلمون مدبرين، كما قال الله جلّ وعلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أَي: يكون عليّ سيّدًا وأَميرًا.

12 - باب غزوة تبوك

"أَنا عبدُ الله ورسولُه"، فهزم الله المشركين، ولم يُضرب بسيف، ولم يُطعن برُمح، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذ: "من قتل كافرًا فله سلبه". فقتل أَبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا، وأَخذ أَسلابَهم. (قلت): فذكر الحديث، وذكر قصة أَبي قتاده، فكتبته في "باب في الغنيمة في الجهاد في أنَّ السلب للقاتل" [26 - الجهاد/ 40 - باب] صحيح - "صحيح أَبي داود" (2431): م - بعضه أُم سليم. 12 - باب غزوة تبوك 1426 - 1706 - عن فَضَالة بن عبيد، قال: غزونا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة (تبوك)، فجُهِدَ الظَّهْر (¬1) جهدًا شديدًا، فشكوا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ما بظهرِهم من الجهد، فتحيَّنَ [بهم] (¬2) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَضِيقًا سارَ الناس فيه؛ وهو يقول: "مُرّوا بسم الله"، فجعل ينفخ بِظَهْرِهم (¬3)، وهو يقول: "اللهمَّ! احْمِلْ عليها في سبيلِك؛ فإنّك تحمِلُ على القوي والضعيف، والرطب واليابس، في البّر والبحر". قال فضالة: فلمّا بلغنا المدينة؛ جَعلتْ تُنَازعنا أَزِمَّتَها (¬4)، فقلت: هذه ¬

_ (¬1) الظهر: الإبل التي يحمل عليها ويركب. "اللسان". (¬2) زيادة من "الإحسان". (¬3) الأصل: (بظهورهم)، والمثبت من "الإحسان". (¬4) جمع (زمام)، وهو الخيط الذي يشد في البُرَة أو الخشاش، ثمَّ يشد إلى طرف المقود.

13 - باب فتح الحيرة والشام

دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القوي والضعيف، فما بال الرطب واليابس؟! فلما قدمنا الشامَ؛ غزونا غزوةَ (قُبْرُس)، ورأيت السفن وما تدخل [فيها] (¬1)؛ عرفت دعوة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -. صحيح لغيره - التعليق على "الإحسان" (4662). 13 - باب فتح الحيرة والشام 1427 - 1709 - عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُثِّلَتْ لي (الحيرة) كأَنياب الكلاب، وأنّكم ستفتحونها". فقام رجل فقال: هب لي رسولَ الله! ابنة (بُقَيلة)، فقال: "هي لك". فأعطَوْهُ إياها (¬2)، فجاء أَبوها فقال: أَتبيعنيها؟ فقال: نعم، قال: بكم؟ قال: احتكم ما شئتَ، قال: بألف درهم، قال: قد أَخذتُها، فقيل [له]: لو قلتَ: ثلاثين ألفًا، قال: وهل عدد أكثر من أَلف (¬3)؟. (قلت): هكذا وقع في هذه الرواية: أنَّ الذي اشتراها أَبوها؛ وإن المشهور أنَّ الذي اشتراها عبد المسيح أَخوها، والله أَعلم. صحيح - "الصحيحة" (2825). ¬

_ (¬1) زيادة من "المسند" للإمام أحمد. (¬2) الأصل: (فأعطوها إياه)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان" وغيره، وهو مما غفل عنه الداراني، ولم يصححه! (¬3) قلت: للحديث شاهد قوي من مرسل (حميد بن هلال) في "الأموال" لأبي عبيد (182/ 487) فيها تفصيل بيع الرجل لـ (بُقَيلة)، وأن فتح (الحيرة) كان صلحًا على يد خالد بن الوليد، بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم -، وفيها قول الرجل: لا تلوموني، فوالله ما كنت أظن عددًا يذكر أكثر من ألف درهم!!

1428 - 1710 - عن عياض الأَشعري، قال: شهدت (اليرموك) وعليها خمسة أُمراء: أَبو عبيدة بن الجراح، ويزيد ابن أَبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض - وليس عياض صاحبَ الحديث الذي يحدّث سماك عنه -، قال: قال عمر رضي الله عنه: إِذا كانَ قتالٌ؛ فعليكم أَبو عبيدة. قال: فكتبنا إِليه: أن قد جاشَ إِلينا الموت، واستمددناه، فكتب إِلينا: إِنّه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإِنّي أَدلّكم على ما هو أَعزُّ نصرًا وأَحضر جندًا: الله، فاستنصروه؛ فإنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد نُصِر [يوم بدر] (1) بأَقل من عددكم، فإذا أَتاكم كتابي فقاتلوهم، ولا تراجعوني. قال: فقاتلناهم وهزمناهم، وقتلناهم أَربع فراسخ، وأَصبنا أَموالًا، فتشاوروا، فأشارَ عليهم عياض [أَن نعطي] (¬1) عن كلِّ رأس عشرة، فقال أَبو عبيدة: من يراهنني (¬2)؟ فقال شاب: أَنا إن لم تغضب! [قال: فسبقه] (¬3)، قال: فرأيت عَقِيصَتَي أَبي عبيدة تَنْقُرْان (2)، وهو (¬4) خلفه على فرس عربي. صحيح الإسناد. ¬

_ (¬1) و (¬3) زيادة من "المسند" (1/ 49)، و"مصنف ابن أَبي شيبة" (13/ 34 - 35)، ولم يستدركها المعلقون الأربعة! وجملة الغضب كانت محرفة فصححتها منهما. وقوله: (أحضر جندًا) فهو الصواب الموافق للمصدرين المذكورين، ووقع في طبعتي "الإحسان": (وأحصن)! ولعله تحريف. (¬2) أي: يسابقني على أن يكون العوض من أحد الطرفين. و (تنقزان)؛ أي: تثبان. (¬4) الأصل: وهي.

14 - باب فتح الإسكندرية

14 - باب فتح الإسكندرية 1429 - 1711 - عن عمرو بن العاص، قال: خرجَ جيشٌ من المسلمين أَنا أَميرهم، حتّى نزلنا الإسكندرية، فقال عظيم من عظمائِهم: أَخرجوا إِلينا رجلًا يكلمني وأُكلمُه، فقلت: لا يخرج إِليه غيري، فخرجت ومعي تُرْجماني، ومعه تُرْجمانه، حتّى وُضع لنا منبران (¬1) فقال: ما أَنتم؟ فقلت: نحن العربُ، ونحن أَهلُ الشوك والقَرَظ (¬2)، ونحن أهل بيت الله، كنّا أَضيقَ الناسِ أَرضًا، وأَشدَّهم عيشًا، نأكلُ الميتةَ والدّمَ، ويُغيرُ بعضُنا على بعض، بأشدِّ عيش عاشَ به الناس، حتّى خرجَ فينا رجل ليس بأَعظمنا يومئذٍ شَرَفًا، ولا أَكثرنا مالًا، فقال: "أَنا رسولُ اللهِ إِليكم". يأمرنا بما لا نعرف، وينهانا عمّا كنّا عليه وكانت عليه آباؤنا، فكذّبناه فرددنا عليه مقالته، حتّى خرج إليه قومٌ من غيرِنا، فقالوا: نحن نصدقك، ونؤمنُ بك، ونتبعُك، ونقاتلُ من قاتلَك، فخرج إِليهم، وخرجنا إِليه فقاتلناه، فَقَتَلَنَا وظهرَ علينا [وغلبنا]، وتناول من يليه من العرب، فقاتلهم حتّى ظهرَ عليهم، فلو يعلم مَنْ ورائي من العرب ما أَنتم فيه من العيش، لم يبق أحد إلّا جاءَكم، حتّى يَشْرَكَكُم فيما أَنتم فيه من العيش! ¬

_ (¬1) الأصل: (منبر)، والتصحيح من "مسند أبي يعلى" (13/ 337)، وعنه ابن حبان، ولم يستدركه شعيب في طبعته! ومنه صححت بعض الأخطاء. (¬2) القرظ: شجر يدبغ به، وقيل: هو ورق السَّلَم يدبغ به الأدم؛ انظر "لسان العرب".

15 - باب فتح نهاوند

فضحك، ثم قال: إنَّ رسولَكم [قد] صدقَ، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولُكم؛ فكنّا عليه، حتّى ظهرَ فينا ملوك، فجعلوا يعملون بأَهوائهم، ويتركون أَمر الأَنبياء؛ فإن أَنتم أَخذتم بأمر نبيّكم؛ لم يقاتلكم أحد إِلّا غلبتموه، ولم يشارِرْكم (¬1) أَحد إِلّا ظهرتم عليه، فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا، وتركتم أَمر نبيّكم، وعملتم مثل الذي عملوا بأَهوائِهم، يُخَلَّى بيننا وبينكم، فلم تكونوا أَكثر عددًا منّا، ولا أَشدّ منّا قوة. قال عمرو بن العاص: فما كلمتُ أحدًا قطُّ أَذكى (¬2) منه. حسن - "تيسير الانتفاع/ عمرُ بن علقمة". 15 - باب فتح نَهَاوَنْد 1430 - 1712 - عن زياد بن جبير بن حَيَّة، قال: أَخبرني أَبي (¬3): أنَّ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال للهُرْمُزان (¬4): ¬

_ (¬1) أي: يفعل بكم شرًّا يحوجكم إلى أن تفعلوا به مثله، وهو تفاعل من الشر؛ انظر "النهاية". (¬2) في طبعتي "الإحسان": (أَمكر) بالميم، وفي "تاريخ ابن عساكر" (13/ 515 - 516): (أَنكر) أخرجه من طريق أَبي يعلى، وكذلك ابن حبان، فهذا اختلاف شديدٌ يحار فيه الخريت، ومنه ما في "مسند أَبي يعلى" بلفظ: (أذكر) وهذا أنكرها، والأَقرب عندي من حيث المعنى ما أَثبتُّه أَعلاه، والله أَعلم. ولقد صدق عمرو! ولم لا؟! والرومي كأنه يترجم بكلامه مثل قوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}، وواقع أمراء المسلمين يشهد لذكائه! (¬3) أَبوه: جبير بن حيّة بن مسعود الثقفي، من أَعيان مسلمي عصرِه، تولى ولاية أَصبهان في خلافة عبد الملك رحمه الله، وتوفي فيها. (¬4) الهُرْمُز والهُرْمُزان والهارَمُوز: الكبير من ملوك العجم، كما في "لسان العرب".

أَمّا إِذ فتَّني (¬1) بنفسِك؛ فانْصَحْ لي؛ وذلك أنّه قال له: تكلّم لا بأس، فأمَّنه، فقال الهرمزان: نعم، إنَّ فارس اليوم رأس وجناحان. قال: فأَين الرأس؟ قال: (نهاوند) مع (بُندار) (¬2)، قال: فإنَّ معه أَساوِرَةَ (¬3) كسرى وأَهل (أَصفهان). قال: فأَين الجناحان؟ فذكر الهرمزان مكانًا نسيتُه، فقال الهرمزان: اقطع الجناحين توهن الرأس. ¬

_ (¬1) الأصل: (أمنتني)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، والمعنى: نجوت بنفسك من قتلي، وذلك أن عمر رضي الله عنه قال له: تكلم، لا بأس، وقد جاءت هذه الجملة في قصة بين عمر وأنس رضي الله عنهما، قال أنس: "حاصرنا (تستر)، فنزل (الهرمزان) على حكم عمر، فلما قدم عليه استعجمه، فقال له عمر: تكلم لا بأس عليك، وكان ذلك تأمينًا له. ذكره الحافظ من رواية ابن أبي شيبة، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" بإسناد صحيح عن أنس. قلت: وهي في "ابن أبي شيبة" (12/ 456 - 457 و 13/ 2524)، وأخرجها أبو عبيد أيضًا في "الأموال" (113/ 304 و 305) كلاهما بأتم مما ذكره الحافظ، وكأنه اختصره. ثم رواها ابن أبي شيبة (13/ 19 - 24) بإسناد آخر مطولًا جدًّا بسند فيه جهالة عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان، ومن معه بـ (تستر) ... إلخ. وفيها روائع من بطولات السلف رضي الله عنهم. (¬2) الأصل: (بيداد)! والتصحيح من "تاريخ الطبري" (4/ 233 - 234)، و"فتح الباري" (6/ 364 - 265). ويبدو لي - والله أعلم - أن (البُندار) لقب يطلق على بعض تجار العلوج، فراجع - إن شئت - "أنساب السمعاني". (¬3) الأساوِرَة: جمع الأسوار: قائد الفرس، وقيل: هو الجيد الرمي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، انظر "لسان العرب".

فقال له عمر رضوان الله عليه: كذبت يا عدوَّ اللهِ! بل أَعمِدُ إِلى الرأس فيقطعه الله، فإِذا قطعه الله عني انقطع (¬1) عني الجناحان. فأَرادَ عمر أَن يسيرَ إِليه بنفسِه، فقالوا: نُذَكِّرُكَ اللهَ يا أَمير المؤمنين! أَن تسيرَ بنفسِك إِلى العجم، فإن أُصبتَ بها؛ لم يكن للمسلمين نظام، ولكن ابعث الجنود. قال: فبعثَ أَهل المدينة، وبعثَ فيهم عبد الله بن عمر [بن] الخطاب، وبعث المهاجرين والأَنصار، وكتبَ إِلى أَبي موسى الأَشعري: أَن سِرْ بأهل البصرة، وكتبَ إِلى حذيفة بن اليمان: أَن سِرْ بأَهل الكوفة؛ حتّى تجتمعوا جميعًا (بِنُهاوند)، فإِذا اجتمعتم فأَميركم النعمان بن مُقَرَّن المُزَنيّ. فلمّا اجتمعوا بـ (نهاوند)؛ أَرسل إِليهم (بندار) [العلج] (¬2): أَن أَرسلوا إِلينا يا معشرَ العربِ! رجلًا منكم نكلمه، فاختار الناسُ المغيرةَ بن شعبة، قال أَبي: فكأنّي أَنظرُ إليه - رجل طويل أَشعر أَعور -، فأَتاه، فلمّا رجع إِلينا سألناه فقال لنا: إِنّي وجدتُ العِلْجَ قد استشارَ أَصحابَه في أَيِّ شيءٍ تأذنون لهذا العربي؟ أَبشارتنا وبهجتنا وملكنا؟ أو نَتَقَشَّفُ له فنزهده عمّا في أَيدينا؟ فقالوا: بل نأذنُ له بأَفضلَ ما يكون من الشارة والعُدّة. ¬

_ (¬1) كذا الأَصل! وفي "الإحسان": (انفض)، وفي "التاريخ": "لم يعْص عليه". (¬2) زيادة من "التاريخ"، يشهد لها قول المغيرة الآتي: (إني وجدت العلج).

فلمّا أَتيتهم رأَيتُ الحرابَ والدَّرَق (¬1) يُلْتَمَعُ منها البصر، ورأيتهم قيامًا على رأسه؛ فإذا هو على سرير من ذهب، وعلى رأسِه التاج، فمضيتُ كما أَنا، ونَكَسْت رأسي لأَقعد معه على السرير، قال: فدُفعتُ ونُهِرتُ؛ فقلت: إنَّ الرَّسلَ لا يُفعلُ بهم هذا! فقالوا لي: إِنّما أَنت كلب، أَتقعدُ مع الملك؟! فقلت: لأَنا أشرف في قومي من هذا فيكم! قال: فانتهرني وقال: اجلس، فجلست، فَتُرجِمَ لي قوله، فقال: يا معشرَ العربِ! إِنّكم كنتم أَطولَ الناسِ جوعًا، وأَعظمَ الناسِ شقاءً، وأَقذرَ الناسِ قذرًا، وأَبعدَ الناسِ دارًا، وأَبعده من كلِّ خير، وما كان منعني أَن آمر هذه الأَساوِرَةَ حولي أن ينتظموكم بالنُّشَّابِ إِلّا تنجّسًا لجيفتكم؛ لأنّكم أَرجاس، فإِن تذهبوا يخلى عنكم، وإِن تأبوا نبوِّئكم مصارَعكم. قال المغيرة: فحمدتُ الله وأَثنيتُ عليه، وقلت: والله ما أَخطأتَ من صفتنا ونعتنا شيئًا، إِن كنّا لأَبعدَ الناسِ دارًا، وأَشد الناسِ جوعًا، وأَعظم الناسِ شقاءً، وأَبعد الناسِ من كلِّ خير، حتّى بعثَ الله إِلينا رسولًا، فوعدنا بالنصر في الدنيا، والجنةِ في الآخرة، فلم نزل نتعرف من ربّنا - مذ جاءنا رسوله - صلى الله عليه وسلم - الفَلاحَ (¬2) والنصر، حتّى أَتيناكم، وإِنّا - والله - نرى لكم ملكًا وعيشًا، لا نرجع إِلى ذلك الشقاء أَبدًا؛ حتّى نغلبكم على ما في أَيديكم، أَو نُقْتل في أَرضكم. فقال: أَمّا الأَعور؛ فقد صَدَقَكُمْ الذي في نفسِه. ¬

_ (¬1) هي ضرب من الأتراس. (¬2) كذا الأصل، وفي "التاريخ": (الفتح)، وفي طبعتي "الإحسان": (الفَلْجَ).

فقمت من عنده؛ وقد - والله - أَرعبتُ العِلجَ جهدي، فأَرسل إِلينا العلج: إِمّا أَن تعبروا إلينا بـ (نهاوند)، وإِمّا أن نعبَر إِليكم، فقال النعمان: اعبروا، فعبرنا، فقال أَبي (¬1): فلم أَر كاليوم قط، إنَّ العلوج يجيئونَ كأنّهم جبال الحديد، وقد تواثقوا أَن لا يفرّوا من العرب، وقد قُرِنَ بعضُهم إِلى بعض، حتّى كانَ سبعة في قِران، وأَلقوا حَسَكَ (¬2) الحديد خلفهم، وقالوا: من فرَّ منّا عقره حَسَكُ الحديد، فقال المغيرة بن شعبة حين رأى كثرتَهم: لم أَرَ كاليومِ فشلًا، إن عدوّنا يُتركون أن يتتاموا، فلا يُعْجَلوا (¬3)! أَمّا والله لو أنَّ الأَمرَ إِليَّ؛ لقد أَعجلتهم به. قال: وكانَ النعمان رجلًا بكّاءً، فقال: قد كانَ الله جلّ وعزَّ يشهدُك أَمثالها؛ فلا يحزنك ولا يعيبك موقفك، وإِنّي - والله - ما يمنعني أن أُناجزهم (¬4) إِلّا لشيءٍ شهدته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذا غزا فلم يقاتل أَول النّهار؛ لم يعجل حتّى تحضر الصلوات، وتَهُبَّ الأَرواح، ويطيبَ القتال. [فما منعني إلا ذلك]. ثمَّ قال النعمان: اللهمَّ! إِنّي أَسألك أن تُقِرَّ عيني اليوم [بفتح] يكون فيه عزّ الإسلامِ وأَهله، وذل الكفر وأَهله، ثمَّ اختم لي على إِثْرِ ذلك بالشهادة، ثمَّ قال: ¬

_ (¬1) يعني: جبير بن حَيَّة؛ الراوي عن عمر. (¬2) الحسك: ما يعمل على مثال الحسك؛ كان يلقى حول العسكر، ويثبت في مذاهب الخيل، فينشب في حوافرها. (¬3) كذا الأصل، و"الإحسان"، وفي "التاريخ": (يتأهبون لا يعجلون)، ولعله أصح. (¬4) أي: أن أسارع إلى قتالهم.

أَمِّنُوا - رحمكم الله -، فَأَمَّنّا، وبكى فبكينا. فقال النعمان: إِنّي هازٌّ لوائي فتيسروا للسلاح، ثمَّ هازُّها الثانية، فكونوا متيسرين لقتال عدوكم بإزائكم، فإِذا هززتها الثالثة؛ فليحمل كلُّ قومٍ على من يليهم من عدوهم على بركة الله. قال: فلمّا حضرت الصلاة، وهبت الأَرواح؛ كبّر وكبرنا، وقال: ريح الفتح - واللهِ - إِن شاء اللهُ، وإِنّي لأَرجو أن يستجيبَ الله لي، وأَن يفتحَ علينا، فهزَّ اللواء فتيسروا، ثمَّ هزّها الثانية، ثمَّ هزّها الثالثة، فحملنا جميعًا كلّ قوم على من يليهم. وقال النعمان: إن أُصبت؛ فعلى الناس حذيفة بن اليمان، فإن أصيب حذيفةُ؛ ففلان، فإن أصيب فلان؛ [ففلان]، حتّى عدَّ سبعة، آخرهم المغيرة بن شعبة. قال أَبي (¬1): فوالله ما علمت من المسلمين أحدًا [يومئذ] يحبُّ أن يرجع إِلى أَهله؛ حتّى يقتل أَو يظفر، وثبتوا لنا، فلم نسمع إلّا وقع الحديد على الحديد، حتّى أُصيب في المسلمين منها مُصابة عظيمة. فلمّا رأوا صبرنا، ورأونا لا نريد أن نرجع؛ انهزموا، فجعل يقعُ الرَّجل عليه سبعة في قران فيقتلون جميعًا، وجعل يعقرهم حسك الحديد خلفهم. فقال النعمان: قدّموا اللواء، فجعلنا نقدّم اللواء، فنقتلهم ونهزمهم. فلمّا رأى النعمان أنَّ الله قد استجاب له (¬2)، ورأى الفتح؛ جاءته ¬

_ (¬1) يعني: أَباه جبير بن حية؛ الرواي عن عمر رضي الله عنه. (¬2) الأصل: (فلما رأى النعمان قد استجاب الله له).

نُشَّابة (¬1)، فأَصابت خاصرته، فقتلته، فجاء أَخوه معقل بن مُقَرِّن؛ فَسَجَّى عليه ثوبًا، وأَخذ اللواء، فتقدم [به]، ثمَّ قال: تقدّموا رحمكم الله، فجعلنا نتقدّم، فنهزمهم ونقتلهم. فلمّا فرغنا واجتمع الناس؛ قالوا: أَين الأَمير؟ فقال معقل: هذا أَميركم، قد أَقرَّ الله عينه بالفتح، وختم له بالشهادة. فبايع الناسُ حذيفةَ بن اليمان. قال: وكانَ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بالمدينة يدعو الله، وينظر مثل صيحة الحُبلى، فكتب حذيفة إِلى عمر بالفتح مع رجل من المسلمين، فلمّا قدِمَ عليه قال: أَبشر يا أَمير المؤمنين! بفتح أعزّ الله فيه الإسلام وأَهلَه، وأَذلّ الشركَ وأَهلَه، وقال: النعمان بعثك؟ قال: احتسبِ النعمانَ يا أَمير المؤمنين! فبكى عمر واسترجع، فقال: ومَنْ ويحك؟! قال: فلان وفلان - حتّى عدّ ناسًا - ثمَّ قال: وآخرين يا أَمير المؤمنين! لا تعرفهم، فقال عمر رضوان الله عليه - وهو يبكي -: لا يضرهم أن لا يعرفهم عمرُ، لكنَّ اللهَ يعرفهم (¬2). صحيح - "الصحيحة" (2826)، والمرفوع منه وبعض القصة عند "البخاري" من وجه آخر عن زياد بن جبير. * * * ¬

_ (¬1) الجمع: نُشَّاب، وهو النَّبْل. "لسان العرب". (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "أَخرج البخاري بعض هذا الحديث من وجه آخر".

29 - كتاب التفسير

29 - كتاب التفسير 1 - سورة فاتحة الكتاب 1431 - 1713 - عن أَنس بن مالك، قال: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في مسير، فنزلَ فمشى ورجل من أَصحابِه إِلى جنبِه، فالتفت إِليه فقال: "أَلا أُخبرك بأَفضل القرآن؟! ". قال: بلى، فتلا عليه {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 216 و 217). 1432 - 1714 - عن أُبيِّ بن كعب، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أُمِّ القرآن، وهي السبع المثاني، [قال الله] (¬1): وهي مقسومة بيني وبين عبدي؛ ولعبدي ما سأَل". ¬

_ (¬1) قلت: كذا في الأصل زيادة بين معكوفتين لم أرها في شيء من مصادر التخريج، كالترمذي، وابن خزيمة، والحاكم، وغيرها، والظاهر أنها من محققه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة - رحمه الله -؛ للتفريق بين شطري الحديث؛ فإن الأول حديث نبوي، والآخر حديث قدسي، وهذا قطعة من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن الله عز وجل: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين .. " رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في "الإرواء" (2/ 280). وقد حاول تقليد ما صنع الشيخ محمد: المعلقُ على "الإحسان" (3/ 53 - المؤسسة"، فلم يحسن! لا أقول: إنه الشيخ شعيب! فإنه طبع الزيادة أمام الشطر الأول هكذا: " [يقول الله تعالى:] ما في التوراة ... " فصار الحديث عنده كلّه حديثًا قدسيًّا، وهو مما لا أعلم له أصلًا، وهو لم يذكر من أين جاء بها؛ كما يقتضيه التحقيق العلمي، فهل هذا من عمل الشيخ شعيب؟ أم هو من قبيل ما يقال: (له الاسم

2 - سورة البقرة

صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 216). 1433 - 1715 - عن عدي بن حاتم، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}: اليهود، و {الضَّالِّينَ}: النصارى" (¬1) صحيح لغيره - "تخريج الطحاوية" (ص 594)، "الصحيحة" (3263). 2 - سورة البقرة 1434 - 1716 - عن أُسيد بن حُضَير: أنه قال: يا رسولَ الله! بينا أَنا أَقرأُ الليلةَ (سورةَ البقرة)؛ إذ سمعت وَجْبَةً (¬2) من خلفي، فظننت أنَّ فرسي انطلق؟! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ [يا] أَبا عَتيك! "؛ [قال:] فالتفت فإذا مثل المصباح مُدَلّىً بين السماء والأَرض، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اقرأ أَبا عتيك! "، فقال: يا رسولَ الله! فما استطعت أَن أَمضي؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلك الملائكة تنزلت لقراءة سورة البقرة، أَما إِنّك لو مضيتَ؛ لرأيتَ العجائب". ¬

_ = ولغيره الرسم)؟ أحلاهما مر!! ولم يزدها مطلقًا في طبعته لـ "الموارد"!! وأما ما في الأصل؛ فيشهد له حديث أنس: "إن الله تعالى أعطاني فيما منَّ به عليَّ: إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك قسمين"، وهو مخرج في "الضعيفة" (3051). (¬1) وهو في آخر قصة إسلامه الآتية في "الضعيف" برقم (2279)؛ لتفرد المجهول بها، وإنما صححت هذا منه؛ لأنه قد توبع، كما هو مبين في المصدر المذكور أعلاه. (¬2) هي صوت السقوط، وأصل الوجوب: السقوط والوقوع، وقد سبق.

صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 209 و 219). 1435 - 1718 - عن ابن عباس، قال: لمّا وُجّه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إِلى الكعبة قالوا: كيف بمن ماتَ من إِخواننا وهم يصلون نحو بيت المقدس؟! فأَنزل الله جلّ وعلا: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (1714): خ - البراء. 1436 - 1719 - عن أَبي سعيد عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: في قولِه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قال: "عدلًا" (¬1). صحيح - وليس على شرط "الزوائد"؛ فإنّه في "البخاري" (4487 و 7349). 1437 - 1720 - عن عائشة، قالت: كانت قريش قُطّان البيت (¬2)، وكانوا لا يُفيضونَ من منى، وكانَ الناس يفيضون من عرفات؛ فأَنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}. صحيح بلفظ: المزدلفة، وهو المحفوظ مكان: منى؛ فإنه شاذ (¬3) - "صحيح أَبي داود" (1668): ق نحوه. ¬

_ (¬1) بهامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر - رحمه الله -: "هو طرف من حديث في "الصحيح" في آخره: "والوسط: العدل"". (¬2) أي: سكان البيت، جمع: قاطن. (¬3) قلت: ولم يتنبه لهذا المعلقون الأربعة - كعادتهم -؛ مع أن الأخ الداراني سود صفحتين في تخريج الحديث بتكثير المصادر؛ أهمها "الصحيحان"، وفيهما اللفظ المحفوظ، فشغلته الوسيلة عن الغاية التي منها تنبيه القراء إلى ما لا يصح من الحديث الذي صدّره بقوله: "إسناده صحيح"، ولو تمثل قول الشيخ شعيب في آخر تخريجه على "الإحسان" (9/ 170): "ورواية المؤلف: وكانوا يفيضون من منى .. =

1438 - 1721 - عن ابن عباس، قال: جاءَ عمر رضوان الله عليه إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: هلكتُ، فقال: "وما أَهلكك؟! "، قال: حَوَّلتُ رَحلي الليلةَ، قال: فلم يردَّ عليه شيئًا، فأَوحى الله إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}، يقول: "أَقْبِلْ وأَدْبِرْ، واتقِ الدُّبُرَ والحيضةَ". حسن - "آداب الزفاف" (27 و 28). 1439 - 1722 - عن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب: أنّه كانَ يكتبُ المصاحفَ أَيامَ أَزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فاستكتبتني حفصةُ مصحفًا، وقالت: إِذا بلغتَ هذه الآية من (سورة البقرة)؛ فلا تكتبها حتّى تأتيني بها، فأُمليها عليك كما حفظتها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلمّا بلغتُها؛ جئتُها بالورقة الّتي أكَتبها، فقالت: اكتب {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} وصلاة العصر {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}. حسن صحيح - "صحيح أبي داود" تحت (438)، "التعليقات الحسان" (6289). 1440 - 1724 - عن ابن أُبي بن كعب، أنّ أَباه أخبره: أنّه كانَ لهم جَرِينٌ (¬1) فيه تمر، وكان ممّا يتعاهده، فيجده ينقصُ، ¬

_ = لم أقف عليها عند غيره"! وإن كان هذا غير صريح ولا مفهوم عند عامة القراء: أنه شاذ غير صحيح، ولعله كذلك عند الكاتب نفسه، وإلا لعلقه بكلمة موجزة على الحديث هنا في طبعته! وقلّده في تخريجه وسرقه منه السارق في كتابه الجديد: "تشنيف الآذان بسماع الزائد على الستة عند ابن حبان"؛ إلا أنه حذف منه قوله المذكور: "وكانوا ... "؛ انظره (2/ 544). (¬1) الجرين: موضع تجفيف التمر، ويجمع على جُرُن. "نهاية".

فَحَرَسَهُ ذات ليلة؛ فإِذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم، قال: فسلّمتُ، فردَّ السلام، فقلت: ما أَنت، جنّ أَم إِنس؟! قال: جن، فقلتُ: ناولني يدَكَ؛ فإذا يدُ كلبٍ وشعرُ كلبٍ، فقلت: هكذا خلق الجنّ؟ فقال: لقد علمت الجنّ أَنَّهُ ما فيهم من هو أَشدُّ منّي، فقلت: ما يحملُك على ما صنعتَ؟ فقالَ: بلغني أَنّك تحبُّ الصدقة، فأَحببتُ أَن أُصيبَ من طعامِك، قلت: ما الذي يُحْرِزنا منكم؟ فقال: هذه الآيةُ آيةُ الكرسي، قال: فتركته، وغدا أَبي إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فأَخبره! فقال [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: "صدق الخبيث". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 221)، "الصحيحة" (3245) (¬1). 1441 - 1725 - عن ابن عباس: في قولِه: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: كانت المرأة من الأَنصار لا يكادُ يعيشُ لها ولد، فتحلِفُ: لئن عاشَ لها ولد لتهوَّدَنّه، فلمّا أُجليت بنو النضير؛ إِذا فيهم ناس من أَبناءِ الأَنصارِ، فقالت الأَنصار: يا رسولَ اللهِ! أَبناؤنا؟ فأَنزل الله هذه الآية: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؛ قال سعيد بن جبير: فمن شاءَ لحقَ بهم، ومن شاءَ دخلَ في الإسلام. ¬

_ (¬1) لقد أَطالَ النفس جدًّا الأخ الداراني في تخريج هذا الحديث في ثلاث صفحات دون فائدة تذكر؛ فإنّه علّق صحة الحديث في صدر التخريج بقوله: "إن كان يحيى بن أَبي كثير سمعه من الطفيل"! ولا ذكر للطفيل هذا في بحثه الطويل وتخريجاته مطلقًا!! ونحوه في الإطالة المعلّق على "الإحسان"، لكنّه جزم بأنَّ إسنادَه قوي، إلّا أنّه لم يبين وجه ذلك، والموضع موضع بيان لا إجمال، وقد لخصت تخريجي المشار إليه أعلاه بأنّ مدار الحديث على ابن أُبَيّ، وأنه روى عنه على الأقل ثقتان مع تابعيته، وتصحيح الحاكم والذهبي، والله أعلم!!

3 - سورة آل عمران

صحيح - "صحيح أَبي داود" (2404). 1442 - 1726 - عن النعمان بن بشير، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الآيتان خُتِم بهما سورة البقرة، لا تُقرآنِ في دار ثلاثَ ليالٍ فيقربَها شيطان". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (2/ 219). 1443 - 1727 - عن سهل بن سعد، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا، وإِنَّ سَنامَ القرآن سورةُ البقرة، من قرأها في بيته ليلاً؛ لم يدخل الشيطانُ بيته [ثلاث ليال، ومن قرأها نهارًا؛ لم يدخل الشيطان بيته] (¬1) ثلاثة أَيّام". صحيح لغيره دون: "ثلاث ليالِ"، و"ثلاثة أيام" - "الصحيحة" (588)، "الضعيفة" (1349). 1444 - 94 - عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! فأيُّما أُنزل عليك أعظم؟ قال: "آيةُ الكرسي"]. صحيح لغيره - م (2/ 199): أبي بن كعب. 3 - سورة آل عمران 1445 - 1728 - عن ابن عباس، قال: كانَ رجل من الأَنصار أَسلم ثمَّ ارتدَّ، فلحقَ بالشرك، ثمَّ ندمَ، ¬

_ (¬1) هذه الزيادة من طبعتي "الإحسان"، و"مسند أبي يعلى" (13/ 547)، فإنه في الكتاب عنه، ومن "الترغيب" (2/ 218/ 6).

4 - سورة النساء

فأرسل إلى قومه أن سلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لي من توبة؟ قال: فنزلت: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} إِلى قولِه: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}؛ قال: فأَرسل إليه قومه، فأَسلم. صحيح - "الصحيحة" (3066). 1446 - 1729 - عن أَبي هريرة، قال: جاءَ رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! أَرأيت جنةً عرضها السماوات والأَرض، فأين النار؟ فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرأيت هذا الليل [الذي] قد كان أَلْبَسَ عليك كلّ (¬1) شيء، أَين جُعل؟ "؛ قال: الله أَعلم، قال: "فإنَّ اللهَ يفعلُ ما يشاء". صحيح - "الصحيحة" (2892). 4 - سورة النساء 1447 - 1730 - عن عائشة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: في قولِه: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} قال: "أَلّا تجوروا". صحيح - "الصحيحة" (3222). ¬

_ (¬1) الأصل كما في "الإحسان" بطبعتيه: "ثم ليس شيء"! فصححته من "مسند إسحاق بن راهويه" (1/ 399)؛ فإنّ المصنف رواه من طريقه، ونحوه في "المستدرك"، وخفي ذلك على المعلقين الأربعة فلم يصححوه!

1448 - 1731 - عن ابن عباس, قال: لما قدمَ كعب بن الأَشرف مكّة؛ أَتوه فقالوا: نحن أَهل السقاية والسدانة، وأنت سيد أَهل يثرب، فنحن خير أَم هذا الصُّنَيْبِيرُ (¬1) المنْبَتِر من قومه يزعم أنّه خير منّا؟ فقال: أَنتم خير منه، فنزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}، وأُنزلت عليه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}. صحيح - "التعليقات الخيار على كشف الأستار" (3/ 83/ 2293). 1449 - 1732 - عن أَبي هريرة: أنّه قال في هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إِلى قولِه: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضعُ إِبهامَه على أُذنِه، والتي تليها على عينه [ويقول: هكذا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها، ويضع إصبعيه] (¬2). صحيح - "الصحيحة" تحت الحديث (3081). 1450 - 1733 - عن الفَلَتان بن عاصم، قال: ¬

_ (¬1) في الأَصل: (الصنبور)! والذي أثبتناه من "الإحسان"، وهو تصغير (الصنبور)؛ أي: الأبتر الذي لا عقب له، والمنبتر - أيضًا - الذي لا ولد له. فالمراد: المبالغة في ذلك الوصف المشين. انظر "النهاية" (1/ 93)، (3/ 55). (¬2) سقطت من الأصل، ومن طبعتي "الإحسان"، واستدركتها من "التوحيد" لابن خزيمة (ص 31)، وعنه تلقاه المؤلف، ومن "أبي داود" (4728). وقد فاتت المعلقين الأربعة! ومنهما صححت بعض الألفاظ، فاستقام النص، والحمد لله تعالى.

كنّا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فأَنزلَ [الله] عليه، وكانَ إِذا أُنزلَ عليه دامَ (¬1) بصره، مفتوحة عيناه، وفرغَ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله، فكنّا نعرفُ ذلك [منه]، فقال للكاتبِ: "اكتب {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ". قال: فقام الأَعمى فقال: يا رسولَ اللهِ! ما ذنبنا؟! فأَنزلَ الله عليه، فقلنا للأَعمى: إِنّه يُنزلُ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، [فخاف أن ينزل عليه شيءٌ من أمره] (¬2)، فبقي قائمًا، ويقول: أَعوذ بالله من غضب (¬3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: "اكتب {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} ". قلت: في الأصح: "أَعوذ بغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". صحيح - "التعليقات الحسان" (7/ 106). 1451 - 1734 و 1735 - عن أَبي بكر الصديق رضوان الله عليه: أنّه قال: يا رسولَ الله! كيف الصلاح بعد هذه الآية: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ...} الآية، وكلُّ شيءٍ عملنا جُزينا به؟! فقال: ¬

_ (¬1) الأصل: (رامَ)، والتصحيح من "مسند أبي يعلى" وغيره. (¬2) لم يستدركها الأخ الداراني - كعادته - من عدم اهتمامه بتحقيق النص!! وهي في طبعتي "الإحسان". (¬3) قلت: كذا الأصل! ويبدو من قولِ مؤلفه عقب الحديث: "قلت: في الأَصح: أَعوذ بغضب .. " أنَّه الذي في نسختِه من أَصل كتابِه: "صحيح ابن حبان"؛ لكن الذي في طبعتي "الإحسان"، وأصله "مسند أبي يعلى" موافق لما صححه، وهو مشكل؛ لما هو معلوم أنَّه لا يستعاذ بمخلوق، ولفظ الطبراني (18/ 334/ 856): "أتوب إلى الله"، فلعله الصواب.

5 - سورة المائدة

"غفر الله لكَ يا أَبا بكر! أَلستَ تمرضُ، [ألست تحزن,] أَلستَ تصيبك اللأَواء؟! "، قال: قلت: بلى. قال: "هو ما تجزون به". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (4/ 152)، "الروض النضير" (819). 1452 - 1736 - عن عائشة: أنَّ رجلاً تلا هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، فقال: إِنّا لنُجزى بكلِّ ما عملنا؟ هلكنا إذًا؟! فبلغَ ذلك رسولَ اللهِ فقال: "نعم؛ يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسدِه ممّا يوذيه". صحيح - "التعليق الرغيب" أَيضًا و"الروض النضير". 5 - سورة المائدة 1453 - 1737 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنَّ الله يؤاخذني وعيسى بذنوبنا؛ لعذبنا ولا يظلمنا شيئًا"؛ وأَشارَ بالسبابة والتي تليها (¬1). صحيح - "الصحيحة" (3200). 1454 - 1738 - عن ابن عباس، قال: كانت قريظة والنضير، وكانت النضير أَشرفَ من قريظة، قال: وكانَ إِذا قَتَلَ رجلٌ من قريظة رجلاً من النضير قُتل به، وإذا قَتَلَ [رجلٌ من] ¬

_ (¬1) قلت: ولابن حبان لفظ آخر سيأتي (2112/ 2495).

النضير (¬1) رجلًا من قريظة؛ وُدي بمئة وسق من تمر، فلمّا بُعثَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَتَلَ رجلٌ من النضير رجلًا من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا لنقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتوه، فنزلت {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} - و (القسط): النفس بالنفس -، ثمَّ نزلت: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} (¬2). صحيح لغيره -"التعليقات الحسان" (7/ 258) 1455 - 1739 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا نزلَ منزلًا؛ نظروا أَعظمَ شجرة يرونها، فجعلوها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فينزلُ تحتها، وينزلُ أَصحابُه بعد ذلك في ظلِّ الشجر، فبينما هو نازلٌ تحت شجرة - وقد علّقَ السيفَ عليها -؛ إِذ جاءَ أَعرابيّ، فأَخذَ السيفَ من الشجرة، ثمَّ دنا من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم، فأَيقظه، فقال: يا محمد! من يمنعك منّي الليلة؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "الله"، فأَنزلَ الله {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ...} الآية. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2489). 1456 - 1740 - عن البَراء، قال: ماتَ ناسٌ من أَصحابِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهم يشربونَ الخمر، فلمّا نزلَ تحريمُها؛ قال ناسٌ من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [فـ] كيفَ [بِـ]ـأَصحابنا الذين ¬

_ (¬1) الأصل: (وإذا قتل النضيري رجلاً)، والتصحيح من "الإحسان"، والنسائي. وأما الداراني فقد اشتط في غفلته، فسقط من مطبوعته جملة: (قتل به، وإذا قتل رجل من بني النضير رجلًا من قريظة)! فأفسد المعنى كما هو ظاهر، والله المستعان. (¬2) قلت: زاد النسائي: "فحملهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحق في ذلك، فجعل الدية سواءً"، وسنده حسن.

6 - سورة الأنعام

ماتوا وهم يشربونها؟! فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}. صحيح لغيره، وقد مضى (1147/ 1373). 6 - سورة الأَنعام 1457 - 1741 و 1742 - عن ابن مسعود، قال: خطَّ لنا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خطًّا؛ فقال: "هذا سبيل الله". ثمَّ خطَّ خطوطًا عن يمينه وعن شمالِه، ثمَّ قال: "وهذه سُبُلٌ، على كلِّ سبيلٍ منها شيطان يدعو إِليه"، ثمَّ تلا {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ...} إِلى آخر الآية. حسن صحيح - "ظلال الجنة" (16 و 17). 8 - سورة الأَنفال 1458 - 1743 - عن ابن عباس، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أَتى مكانَ كذا وكذا، [أو فعلَ كذا وكذا] (¬1)؛ فله كذا وكذا"، فتسارعَ [إليه] الشبّان، وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلمّا فتح الله عليهم؛ جاءوا يطلبونَ الذي جَعَلَ لهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم الأَشياخ: لا تذهبونَ به دوننا؛ ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، و"كبرى النسائي" (6/ 349)، و"تفسير الطبري" (9/ 116)، وغيرها من المصادر التي ذكرها الأخ الداراني وشعيب، ثم لم يستفيدا منها هذا الاستدراك؛ كما هي عادتهما مع الأسف! وفي رواية صحيحة لأبي داود (2738): قال يوم بدر: "من قتل قتيلًا؛ فله كذا وكذا [من النفل]، ومن أسر أسيرًا؛ فله كذا وكذا".

9 - سورة براءة

[فإنّا] كنّا رِدْءًا لكم، فأَنزلَ الله هذه الآية {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2445). 9 - سورة براءة صحيح لغيره - "التعليق على صحيح كشف الأَستار" (/ 2485). 1459 - 1744 - عن أبي (¬1) مسعود، قال: كنّا نتحاملُ على ظهورِنا، فيجيءُ الرَّجلُ بالشيءِ فيتصدّقُ به، فجاء رجل بنصف صاعِ، وجاءَ آخرُ بشيءٍ كثير، فقالوا: إنَّ الله غنيٌّ عن صدقة هذا، وقالوا: هذا مُرائي! فنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ...} الآية. صحيح - "التعليقات الحسان" (3327)، وليس من شرط "الزوائد"؛ لأنّه في "الصحيحين"، كما نبّه عليه الحافظُ في هامش الأَصل. 1460 - [6610 - عن أَبي سعيد - أَو أَبي هريرة -، قال: بعثَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَبا بكر رضي الله عنه، فلما بلغ (ضَجْنان) (¬2) سمع بُغام (¬3) ناقة علي رضي الله عنه [فعرفه]، فأتاه فقال: ما شأني؟! قال: خيرٌ؛ ¬

_ (¬1) الأصل: (ابن)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، والظاهر أن الخطأ من المؤلف الهيثمي؛ فقد جاء في هامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "الحديث أَخرجه الشيخان من طريق شعبة بهذا الإِسناد، ولعلَّ المصنّف وقعت له نسخة فيها: عن "ابن مسعود" بدل: "أَبي مسعود"، فاستدركه لذلك، ولو راجع نسخةً أُخرى؛ لعرف الصواب ولما استدركه". (¬2) هو جبل، قال الواقدي: "بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلاً"، وقيل غير ذلك. انظر "معجم البلدان" (3/ 453). (¬3) البُغام: صوت الإِبل. انظر "النهاية" (1/ 143).

10 - سورة يونس

إِنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثني بـ {بَرَاءَةٌ}، فلما رجعنا انطلق أَبو بكر - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله! ما لي؟ قال: "خيرٌ؛ أَنت صاحبي في الغار، [وأَنت معي على الحوض] (¬1)، [غير] أَنه لا يبلِّغ غيري أَو رجل مني" - يعني عليًّا -]. 10 - سورة يونس 1461 - 1745 - عن ابن عباس رفعه، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ جبريل كان يَدُسُّ في فم فرعون الطينَ؛ مخافةَ أنَّ يقولَ: لا إِله إلّا الله". صحيح - "الصحيحة" (2015). 12 - سورة يوسف 1462 - 1746 - عن سعد بن أبي وقاص، قال: أُنزلَ القرآن على رسولِ الله، فتلا عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو قصصتَ علينا, فأَنزل الله تبارك وتعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ...} إلى قولِه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، فتلا عليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - زماناً، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! لو حدّثتنا، فأَنزلَ الله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا ...} الآية، كلَّ ذلك يؤمرون بالقرآن. قال خلّاد: وزادَ [ني] فيه آخر (¬2) قالوا: يا رسولَ الله! ذكّرنا، فأَنزل ¬

_ (¬1) زيادة من "الدر المنثور" (3/ 210)، وقد عزا الحديث لابن حبان وابن مردويه، وهي ثابتة في بعض روايات القصة، انظر تعليقي على "صحيح كشف الأَستار" (/ 2485). (¬2) الأصل: (حسن)، وفي طبعة الداراني: (حسين)، وطبعة المؤسسة: (حين)، وكذا في طبعتي "الإحسان"! والمثبت من "تفسير ابن جرير"، و"أسباب النزول"، ولعله الصواب، وما بين المعكوفتين من "البحر الزخار" (3/ 353). ولهذه الزيادة شاهد مرسل من رواية القاسم - وهو ابن عبد الرحمن الهذلي المسعودي - في "تفسير ابن أبي حاتم" (7/ 2100/ 11325)، ورجاله ثقات.

14 - سورة إبراهيم

الله: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}. صحيح - "التعليقات الحسان" (8/ 31/ 6176). 1463 - [6174 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو جاءني الداعي الذي جاء إِلى يوسف لأَجبته، وقال له: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، ورحمة الله على لوط؛ إِن كانَ ليأوي إِلى ركن شديد؛ إِذ قال لقومه: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}؛ فما بعثَ اللهُ بعدَه من نبيّ إِلّا في ثروة من قَومه"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (1867). 14 - سورة إِبراهيم [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 15 - سورة الحجر 1464 - 1749 - عن ابن عباس، أنّه قال: كانت تصلي خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة حسناء من أَحسن النّاسِ، فكان بعض القوم يتقدّم في الصف الأَوّل لئلّا يراها، ويستأخر بعضهم حتّى يكون في [الصّف] المؤخَّر، فكان إِذا ركع نظر من تحت إِبطِه، فأَنزل الله عزَّ وجلَّ في شأنها: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}. صحيح - "الصحيحة" (2472) "جلباب المرأة المسلمة" (70/ 10). 17 - سورة الإسراء 1465 - [99 - عن ابن عباس، قال:

19 - سورة كهيعص

قالت قريش لليهود: أَعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرّجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه؟ فنزلت: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، فقالوا: لم نؤت من العلم نحن إلّا قليلاً، وقد أُوتينا التوراة، ومن يؤت التوراة فقد أُوتي خيرًا كثيرًا؟! فنزلت: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي ...} الآية [الكهف: 109]. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (1/ 155 - 156). 19 - سورة كهيعص 1466 - 1750 - عن أَبي سعيد الخدري، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} (¬1)، قال: "في الدنيا". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 10)، "مختصر مسلم" (2149). 20 - سورة طه 1467 - 1751 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: في قولِه جلّ وعلا: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، قال: "عذاب القبر". (قلت): وله طريق (¬2) في "الجنائز" أَطول من هذه. ¬

_ (¬1) نص الآية الكريمة: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]. (¬2) قلت: لعل الأصح - أو الصواب - أنَّ يقال: (لفظ) أو: (سياق أطول)؛ لدفع إيهام أنه من طريق أخرى غير هذه، وهي واحدة مدارها على (محمد بن عمرو).

22 - سورة الحج

حسن - وتقدم مطولًا برقم (781). 22 - سورة الحج 1468 - 1752 - عن أَنس بن مالك، قال: نزلت {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في مَسير له، فرفع بها صوته، حتّى ثابَ إِليه أَصحابه، ثمَّ قال: "أتدرون أيّ يوم هذا؟! يوم يقول الله جلّ وعلا [لآدم]: يا آدم! قم فابعثْ بعثَ النار، من كلِّ أَلفٍ تسعَ مئةٍ وتسعةً وتسعين". فَكَبُرَ ذلك على المسلمين، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "سددوا وقاربوا وأَبشروا، فوالذي نفسي بيده؛ ما أَنتم في الناس إِلّا كالشامةِ في جنبِ البعير، أو كالرَّقْمة في ذراع الدابة (¬1)، وإنّ معكم لخليقتين ما كانتا في شيءٍ قطّ إِلّا كثَّرَتاه: يأجوجَ ومأجوجَ، ومن هلك من كفرة الإنس والجنّ". صحيح - "الترمذي" (3168): ق - أَبي سعيد. 23 - سورة المؤمنين 1469 - 1753 - عن ابن عباس، قال: جاء أَبو سفيان بن حرب إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! أَنْشُدُكَ اللهَ والرَّحِم، فقد أَكلْنا العِلْهِزَ - يعني: الوبر - والدمَ، فأَنزل الله: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} (¬2). ¬

_ (¬1) الرَّقْمةُ هنا: الهَنَة الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وهما رقْمتان في ذراعيها. "النهاية". (¬2) قلت: أَخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (6/ 413/ 11352)، وابن جرير (18/ 34) وغيرهما، كالحاكم (2/ 394)، وقال: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي.

31 - سورة لقمان

صحيح - انظر التعليق. 31 - سورة لقمان 1470 - 1754 و 1755 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مفاتيح الغيب خمس: لا يعلم ما تضع الأَرحامُ أحدٌ إِلّا الله، ولا يعلمُ ما في غدٍ إِلّا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إِلّا الله، وما تدري نفسٌ بأي أَرض تموت، ولا يعلم متى تقومُ الساعة [1755 - أَحد إلّا الله] ". صحيح - "الصحيحة" (2903): خ - قلت: فهو ليس من شرط "الزوائد". 33 - سورة الأحزاب 1471 - 1756 - عن زِرِّ بن حُبَيْشٍ، قال: لقيتُ أُبيَّ بنَ كعبٍ فقلتُ له: إنَّ ابنَ مسعود كان يحكُّ المعوذتين من المصاحف، ويقول: إِنّهما ليستا من القرآن، فلا تجعلوا فيه ما ليس منه (¬1)، قال أُبيّ: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لنا، فنحن نقول! ¬

_ (¬1) جملة الحكّ والنفي صحيحة جدًّا عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، فقد أَخرجها الطبرانيّ (9/ 268 - 269) بثلاثة أَسانيد صحيحة أُخرى، فقول ابن حزم ومن تبعه - بأنَّ ذلك كذب عليه موضوع - من المجازفات الّتي لا يجوزُ ذكرها إلاّ لإبطالِها، وَعُذْرُ ابن مسعود قد بينه في بعض تلك الأَسانيد، فقال: إنّما أُمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ يتعوّذ بهما، ولم يكن يقرأ بهما. ولهذا قال سفيان بن عيينة عنه: كانَ يرى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يعوّذ بهما الحسن والحسين، ولم يسمعه يقرؤهما في شيءٍ من صلاتِه، فظنَّ أنهما معوذتان، وأَصرّ على ظنّه، وتحقق الباقون كونهما من القرآن. رواه أَحمد (5/ 130). وهذا النفي منه - رضي الله عنه - ليس بأَغرب من نفيه وضع الكفين على الركبتين في الركوع، ومن نفيه رفع اليدين عند الركوع والرفع منه، وفي ذلك عبرة وحجّة على المقلدة الذين يردّون السنة تقليدًا لإمامهم، ويكون معذورًا؛ لأنّه وقف عند ما بلغه من العلم، وليس معذورًا من قلّده لمخالفته لما علم، فهل من معتبر؟!

38 - سورة ص

كم تعدُّون (سورة الأَحزاب) من آية؟ قال: قلت: ثلاثًا وسبعين آية، قال أُبَيّ: والذي يُحْلَفُ به؛ إِن كانت لتعدل (سورة البقرة)، ولقد قرأنا فيها آية الرَّجم: "الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا؛ فارجموهما البتةَ نَكالًا من الله والله عزيز حكيم". (قلت): في إسناده عاصم بن أَبي النجود، وقد ضُعّف. حسن صحيح - "الصحيحة" (2913)، وللبخاري منه قول أُبي المرفوع. 38 - سورة ص [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 43 - سورة الزخرف 1472 - 1758 - عن ابن عباس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: في قولِه: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قال: "نزول عيسى ابن مريم [من] قبل يوم القيامة". حسن صحيح - "الصحيحة" (3208). 45 - سورة الجاثية 1473 - 1759 - عن سفيانَ بن عُيَيْنَةَ، قال: كانَ أَهل الجاهليّة يقولون: إِنّما يهلكنا الليلُ والنهارُ، هو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا، قال الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ}.

49 - سورة الحجرات

قال الزهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يقول الله جلَّ وعلا: يؤذيني ابنُ آدمَ، يسبُّ الدهرَ، وأَنا الدهرُ، بيدي الأَمر، أُقلب ليله ونهاره، فإِذا شئتُ قبضتهما". (قلت): هو في "الصحيح" باختصار. صحيح - "الصحيحة" (531)، وهو في "الصحيحين" دون قوله ابن عيينة. 48 - سورة الفتح 1474 - 1760 - عن أَنس بن مالك، قال: نزلت على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} مَرْجِعَه من الحديبية، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أُنزلت عليَّ آيةٌ أَحبّ إِليّ ممّا على ظهرِ الأَرض"، فقرأها عليهم. فقالوا: هنيئًا مريئًا يا نبيَّ الله! قد بيّن اللهُ لك ما يفعلُ بك، فماذا يفعلُ بنا؟ فنزلت عليه: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...} حتّى {فَوْزًا عَظِيمًا}. صحيح - وشطره الأَول في "الصحيح" - "صحيح الترمذي/ التفسير". 49 - سورة الحجرات 1475 - [3817 - عن ابن عمر، قال: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمحجنه، وما وجد لها مناخًا في المسجد، حتّى أُخرجت إِلي بطن الوادي فأُنيخت، ثمَّ حمد الله وأَثنى عليه، ثمَّ قال:

51 - سورة الذاريات

"أَمّا بعد؛ أَيّها الناس! فإِنَّ اللهَ قد أَذهبَ عنكم عُبِّيَّة الجاهليّة، يا أَيّها الناس! [إِنّما الناس] رجلان: بَرٌّ تقيٌّ كريم على ربّه، وفاجر شقيّ هيّن على ربِّه"، ثمَّ تلا: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ...} حتّى قرأَ الآية، ثمّ قال: "أَقولُ هذا، وأَستغفرُ الله لي ولكم"]. صحيح - "الصحيحية" (2803). 1476 - 1761 - عن الضّحّاك بن أَبي جبيرة (¬1)، قال: كانت لهم أَلقاب في الجاهليّة، فدعا رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً بلقبه، فقيل له: يا رسولَ اللهِ! إَنّه يكرهه، فأَنزلَ الله تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}. قال: وكانت الأَنصار يتصدقون ويعطون ما شاءَ الله، حتّى أَصابتهم سَنَةٌ (¬2) فأَمسكوا، فأَنزل الله {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. صحيح - التعليق على "ابن ماجه". 51 - سورة الذاريات 1477 - 1762 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: ¬

_ (¬1) كذا وقع هنا، وهو من أَوهام حمَّاد بن سلمة؛ انقلبَ عليه، والصواب كما قال الحافظُ وغيره: (أَبو جبيرة بن الضحاك)، كذلك أَخرجه أَصحاب "السنن"، ومنهم النسائي في "الكبرى" (6/ 466/ 11516) من طريق جمع من الثقات من طبقة حمّاد وأَوثق. (¬2) أي: جدب.

55 - سورة الرحمن

أَقرأَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّي أَنا {الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (¬1) ". صحيح - "التعلقات الحسان" (8/ 80/ 6295). 55 - سورة الرحمن 1478 - 1763 - عن أَبي الدرداء، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: في قولِه: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}؛ قال: "من شأنِه أَن يغفرَ ذنبًا، ويفرّجَ كربًا، ويرفعَ قومًا، ويضعَ آخرين". صحيح - "ظلال الجنة" (301). 58 - سورة {قَدْ سَمِعَ} [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 67 - سورة الملك 1479 - 1766 و 1767 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "سورة في القرآن ثلاثون آية، تستغفرُ لصاحبها حتّى يُغْفَرَ له: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ". حسن لغيره - "صحيح أَبي داود" (1265). 72 - سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} 1480 - 1768 - عن ابن مسعود، قال: سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول]: ¬

_ (¬1) هذه القراءة ليست من القراءات العشر، والقراءة التي في المصاحف الشريفة: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].

80 - سورة عبس

"بِتُّ (¬1) الليلة أَقرأُ على الجنِّ رفقاءَ بـ (الحَجون) (¬2) ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3209). 80 - سورة عبس 1481 - 1769 - عن عائشة، قالت: [أُ] نزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} في ابن أُمّ مكتوم الأَعمى، قالت: أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا نبيَّ اللهِ! أَرشدني؟ قالت: وعندَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماءِ المشركين، فجعل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه، ويقبل على الآخر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "يا فلان! أَترى بما أَقولُ بأسًا؟ ". فيقول: لا، فنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}. صحيح - "الإحسان" (1/ 374/ 536). 83 - سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} 1482 - 1770 - عن ابن عباس، قال: لمّا قدمَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة؛ كانوا من أَخبث الناس كَيْلاً، فأَنزل الله عزّ وجلَّ: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، فأَحسنوا الكيل بعد ذلك. ¬

_ (¬1) في الأصل: "أمرت"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"المسند" وغيرها، ومنها صححت كلمة: "رفقاءَ"، فقد كانت في الأصل "واقفًا"! ومعناها: أنهم كانوا جماعة رفقة، وفي بعض الشواهد المرسلة أنهم كانوا تسعة، وهناك شواهدُ أخرى مخرجة في المصدر المذكور أعلاه، غفل عنها المعلقون الأربعة، وضعفوا الحديث جمودًا منهم عند إسناده المنقطع!! (¬2) جبل بأعلى مكة عنده مدافن أَهلها، بحذاء مسجد البيعة على شعب الجزارين، وهي المعروفة بـ (مقبرة المعلاة)، وبها دفن أخي (محمد ناجي؛ أبو أحمد)، وتوفي موسم حج سنة (1401)، وهو في (منىّ) رحمه الله تعالى.

94 - سورة {ألم نشرح}

صحيح لغيره - "أَحاديث البيوع" (¬1). 1483 - 1771 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "إنَّ العبد إِذا أخطأَ خطيئةً؛ نُكتت في قلبه نكتة، فإِن هو نَزَعَ واستغفر وتاب صُقِلت، فإن عادَ زِيدَ فيها، [فإن عادَ زيد فيها] (¬2)، حتّى تعلوَ قلبه، فهو (الران) الذي ذكر الله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. حسن - "التعليق الرَّغيب" (2/ 268). 94 - سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ} [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 104 - سورة الهُمَزَة 1484 - 1773 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأَ {يَحْسَبُ (¬3) أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (8/ 81/ 6298). 108 - سورة الكوثر 1485 - [6437 - عن ثابت، قال: ¬

_ (¬1) ورواه النسائي في "تفسير الكبرى" (6/ 508/ 11654)، وسنده حسن. (¬2) زيادة من طبعتي "الإحسان"، غفل عنها الداراني! (¬3) الأَصل بفتح السين المهملة، وهي إِحدى القراءات السبع المتواترة، ووقع في "الإحسان" وسائر مصادر التخريج مثل "سنن أَبي داود"، و"السنن الكبرى" للنسائي (6/ 521/ 11698) بكسر السين، بل صرحت بذلك رواية "المستدرك" (2/ 222): "بكسر السين" وهي من السبع أَيضًا، قرأ بها ابن كثير ونافع وأَبو عمرو والكسائي كما في "زاد المسير" (1/ 328). وانظر "مشكل غريب القرآن" للمقرئ مكي بن أبي طالب القيسي (2/ 499).

112 - 114 - سورة الإخلاص والمعوذتين

قرأَ أَنسُ بنُ مالك {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}؛ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكوثر نهر في الجنّة يجري على وجه الأَرض، حافَتاه قِباب الدُّرِّ"، قال - صلى الله عليه وسلم -: "فضربت بيدي؛ فإذا طينه مِسْكٌ أَذْفَر (¬1)، وإِذا حصباؤه اللؤلؤ"]. صحيح -"المشكاة" (5641)، "الصحيحة" (2513). 112 - 114 - سورة الإِخلاص والمعوذتين 1486 - 1774 و 1775 - عن أَنس: أنَّ رجلًا كانَ يلزم قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الصلاة مع كلِّ سورة؛ وهو يؤمُّ بِأَصحابه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه؟! فقال: إِنّي أُحبّها، فقال: "حُبُّها أَدخلك الجنّة" (¬2). صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 226). 1487 - 1776 و 1777 - عن عقبة بن عامر، قال: تَبِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو راكب، فجعلت يدي على ظهر قدمه، فقلت: يا رسول الله! أَقرئني إِمَّا من سورة (هود) وإمّا من سورة (يوسف)، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أي: طيب الريح. (¬2) تنبيه: وقعَ للمؤلف الهيثمي - رحمه الله - في هذا الحديث شيء من الخلط بين السند والمتن؛ فإنّه من رواية ثابت عن أَنس، وله عن ثابت طريقان عنده: الأُولى: عن مبارك بن فضالة عنه، ولفظه مختصر عن هذا المذكور هنا. والآخر: عن عبيد الله بن عمر عنه. قال عقبه: "فذكر نحوه"؛ أَي: نحو المتن المذكور أعلاه، ولدى الرَّجوع إلى الأَصل بواسطة "الإحسان" (2/ 82 - 83/ 789 و 791)؛ تبيّن أنَّ المتن المذكور هو للطريق الآخر! وأَما الطريق الأَول؛ فمتنه أَخصر من هذا، ولم يتنبّه لهذا الخلط محققو الكتاب!

1 - باب في أحرف القرآن

"يا عقبةَ بن عامر! إِنّك لن تقرأَ سورةً أَحبّ إِلي اللهِ، ولا أَبلغَ عنده من أَنْ تقرأَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، فإن استطعت أَن لا تفوتَك في صلاةٍ فافعل". وفي رواية: "إِنّك لن تقرأ شيئًا أَبلغَ عندَ الله من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 226). 1488 - 1778 - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ يا جابر! ". قال: فقلتُ: ما أَقرأُ بأَبي وأُمي؟! قال: "اقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. فقرأتُهما، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ بهما؛ فلن تقرأ بمثلهما". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 226). 1 - باب في أَحرف القرآن 1489 - 1779 - عن أَبي هريرة، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أُنزل القرآن على سبعة أَحرف: {حكيمًا عليمًا}، {غفورًا رحيمًا} ". حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (2/ 62/ 740). 1490 - 1780 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُنزلَ القرآن على سبعة أَحرف، والمِراء في القرآن كفر (ثلاثًا)، ما عرفتم منه فاعْمَلوا به، وما جهِلتم منه فردّوه إِلى عالمِه". صحيح - "الصحيحة" (1522).

1491 - 1782 - عن ابن مسعود، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "كان الكتاب الأَوّل ينزل من باب واحد [و] على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أَبواب على سبعة أَحرف ... " (¬1). حسن لغيره دون قوله: "زجر .. " إلخ - "الصحيحة" (587). 1492 - 1783 - عن عبد الله بن مسعود، قال: أَقرأَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة (الرحمن)، فخرجت إِلى المسجد عشيةً، فجلس إليّ رهط، فقلت لرجل: اقرأ عليَّ؛ فإذا هو يقرأ أحرفًا لا أَقرأها، فقلت: من أَقرأك؟ قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقنا حتّى وقفنا على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقلت: اختلفنا في قراءتنا؛ فإذا وجهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فيه تغيرٌ، ووجدَ في نفسهِ حين ذكرتُ الاختلاف، وقال: "إِنمّا هلَك من قبلكم بالاختلاف". فأَمر عليًّا فقال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمركم أنَّ يقرأَ كلُّ رجلٍ منكم كما عُلِّمَ؛ فإنما أَهلك من قبلكم الاختلافُ. قال: فانطلقنا وكُلّ رجلٍ منّا يقرأُ حرفًا لا يقرأ صاحبهُ. حسن - "الصحيحة" (1522). ¬

_ (¬1) هنا في الأصل ما نصُّه: "زجر" وأَمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأَمثال، فأَحِلّوا حلالَه، وحرّموا حرامه، وافعلوا ما أُمرتم به، وانتهوا عمّا نهيتم عنه، واعتبروا بأَمثالِه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كلّ من عند ربّنا"، ولما لم يكن على شرط الكتاب؛ فقد حذفته، وأما الأخ الداراني؛ فسوّد أربع صفحات في الكلام عليه وتخريجه، ثم لا يفهم منه ما الذي انتهى إليه؟ أهو قويٌّ أم ضعيف؟!

2 - باب تعاهد القرآن

2 - باب تعاهد القرآن 1493 - 1784 و 1785 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استذكروا القرآن؛ فلهو أَشدّ تفصِّيًا من صدور الرجال من النَّعم من عقلها". (قلت): فذكر الحديث، وقد رواه مسلم موقوفًا. صحيح: ق - "التعليق الرغيب" (2/ 214)، وقوله: " .. مسلم موقوفًا"؛ قلّد فيه المنذري، فقد رواه مرفوعًا أَيضا كالبخاري؛ فليس هو على شرط "الزوائد". 1494 - 1786 و 1787 - عن سهل بن سعد، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا ونحن نقرأُ، فقال: "الحمد لله، كتاب [الله] واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأَسود، اقرءوه قبل أنَّ يقرأه أَقوام يقومونه كما يقوم السهم، يتعجل أَجْره ولا يتأجله". صحيح لغيره - "الصحيحة" (259)، "صحيح أَبي داود" (784). 1495 - 1788 - عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعلموا القرآن واقتنوه؛ فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيًا من المخاض من العُقل". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 214). 3 - باب فيمن يقرأ القرآن 1496 - [752 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

4 - باب القراءة بالجهر والإسرار

"يكون خَلْفٌ بعد ستين سنة؛ أَضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات، فسوفَ يَلْقَون غَيًّا، ثمَّ يكونُ خَلْفٌ يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيَهم. ويقرأُ القرآنَ ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وفاجر". قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق: كافر به، والفاجر: يَتَأَكَّلُ به، والمؤمن: يؤمن به]. صحيح - "الصحيحة" (3034). 1497 - [755 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَفْقَهُ مَنْ قرأَ القرآن في أَقلَّ من ثلاث". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1257). 1498 - 1790 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأْ، وارقَ، ورَتِّلْ، كما كنتَ ترتل في الدنيا (¬1)؛ فإنَّ منزلتَك عند آخر آيةٍ كنتَ تقرأُها (¬2) ". حسن صحيح - "الصحيحة" (2240). 4 - باب القراءة بالجهر والإسرار 1499 - 1791 - عن عقبة بن عامر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الجاهرُ بالقرآنِ كالجاهرِ بالصدقة، والمسرُّ بالقرآن كالمسرّ بالصدقة". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1204). ¬

_ (¬1) الأصل: "الدنيا مقدار الدنيا"! والتصحيح من "الإحسان" ومصادر التخريج، وغفل عنها الشيخ شعيب؛ فأثبتها هنا خلافًا لـ "إحسانه"! (¬2) أي: حفظًا، وليس قراءةً في المصحف فقط، كما كنت شرحته في "الصحيحة".

5 - باب اتباع القرآن

5 - باب اتباع القرآن 1500 - [120 - عن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ليسَ منّا من لم يتغنَّ بالقرآن"]. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1321)، و"الضعيفة" تحت الحديث (6511). 1501 - 1792 - عن أَبي شُريح الخُزَاعي، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أبشروا وبشِّروا، أَليس تشهدون أن لا إِله إِلّا الله، وأَنّي رسول الله؟! "، قالوا: نعم (¬1)، قال: "فإنَّ هذا القرآن [سببٌ] (¬2)، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به؛ فإِنّكم لن تضلّوا، ولن تهلَكوا بعده أَبدًا". صحيح - "الصحيحة" (713). 1502 - 1793 - عن جابر، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "القرآن شافعٌ مشفَّعٌ، وماحِل (¬3) مصدَّق، من جعله أَمامَه؛ قاده إِلى الجنّة، ومن جعله خلف ظهرِه؛ ساقه إِلي النّار". صحيح - "الصحيحة" (2019). ¬

_ (¬1) كذا في الأصل، و"الإحسان"، و"مصنف ابن أبي شيبة" الذي من طريقه أخرجه ابن حبان، فهو وجهٌ إذن، كقولك: "بلى". (¬2) أَي: حبل، وما يتوصل به إِلي غيرِه، وقد سقطت من الأَصل، فاستدركتها من "مصنّف ابن أَبي شيبة" (10/ 481)، ومن طريقه أَخرجه ابن حبان، وهي ثابتة في "الإحسان"، وانظر "الصحيحة". (¬3) ماحل: مجادل ومدافع. وسقطت كلمة: "شافع" من طبعتي "الإحسان"؛ فلتستدرك.

1503 - [117 - عن حذيفة، قال: قلت: يا رسولَ اللهِ! هل بعد هذا الخير الذي نحن فيه من شر نحذرُهُ؟ قال: "يا حذيفةُ! عليك بكتاب الله؛ فتعلَّمْهُ، واتَّبعْ ما فيه خيرًا لك". صحيح - "الصحيحة" (2739). * * *

30 - كتاب التعبير

30 - كتاب التعبير 1 - باب الرؤيا ثلاثةُ أَصناف 1504 - [6015 - عن أُم كرز الكعبية، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذهبت النبوّة وبقيت المبشَّرات"]. صحيح لغيره - "الإرواء" (8/ 129). 1505 - 1794 - عن عوف بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الرؤيا ثلاثة: تهويلٌ من الشيطان؛ ليحزنَ ابنَ آدم، ومنها ما يَهُمُّ به الرَّجل في يقظته فيراه في منامِه، ومنها جزءٌ من ستة وأَربعين جزءًا من النبوّة". فقلت له: أَنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أَنا سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الصحيحة" (1870). 2 - باب رؤيا المؤمن 1506 - 1795 - عن أَبي رَزِين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رؤيا المؤمن جزء من [سِتَّةٍ وَ] أَربعين جزءًا من النبوّة، والرؤيا على رِجل طائر ما لم تُعَبَّر عليه، فإِذا عُبَّرت وقعت -[قال:] وأَحسبه قال -؛ لا يقصّها إِلّا على وادٍّ، أو ذي رأي".

3 - باب في رؤيا الأسحار

صحيح لغيره - "الصحيحة" (120) (¬1). 1507 - 1796 و 1797 - وفي رواية، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرؤيا جزء من سبعين جزءًا من النبوّة، والرؤيا معلقة بِرِجل طائر؛ ما لم يحدّثْ بها صاحبُها، فإذا حدّثَ بها وقعت، فلا يحدّث بها إلّا عالمًا، أَو ناصحًا، أَو حبيبًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (119 و 120)، "الروض النضير" (616): م - ابن عمر جملة السبعين (¬2). 1508 - 1798 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرؤيا جزء من سبعين جزءًا من النبوّة". (قلت): له في "الصحيح": "جزء من خمسة وأَربعين أَو ستة وأَربعين". حسن صحيح - "الروض النضير" أَيضًا. 3 - باب في رؤيا الأَسحار [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 4 - باب فيما رآه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 1509 - 1800 - عن أبي أُمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "بينا أَنا نائم إذ أَتاني رجلان، فأخذا بِضَبعيَّ (¬3)، فأَتيا بي جبلاً وعِرًا، ¬

_ (¬1) جوَد إسنادَه المعلّق الداراني، وزعم أن راويه (وكيع بن حدس) روى عنه أَكثر من اثنين! انظر الحديث المتقدّم (30). (¬2) انظر التعليق السابق. (¬3) (الضبع): وسط العَضُد، وقيل: هو ما تحت الإبط، كما سبق.

فقالا [لي]: اصعد، حتّى إِذا كنتُ في سواء الجبل؛ فإذا أَنا بصوت شديد، فقلت: ما هذه الأَصوات؟! قال: هذا عُواء أَهلِ النار. ثمَّ انطلقا بي؛ فإذا أَنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مُشَققةٍ أَشداقُهُم، تسيل أَشداقُهُم دمًا، فقلت: من هؤلاء؟! قيل: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحِلَّةِ صومهم (¬1). ثمَّ انطلق بي؛ فإِذا أنا بقوم أشدّ شيء انتفاخًا، وأنتنه ريحًا، وأسوئه منظرًا، [فقلت: من هؤلاء؟! فقال: هؤلاء قتلى الكفار. ثم انطلقا بي؛ فإذا بقوم أشد انتفاخًا، وأنتنه ريحًا، كأن ريحهم المراحيض] (¬2). قلت: من هؤلاء؟! قيل: الزانون والزواني. ثمَّ انطلق بي؛ فإذا أنا بنساء ينهش ثُدِيَّهُنَّ الحيَّاتُ، قلت: ما بالُ هؤلاء؟! ¬

_ (¬1) أَقول: هذه عقوبة من صام ثمَّ أفطر عمدًا قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أَصلاً؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة. واعلم أنَّ وقت الإفطار إِنّما هو غروب الشمس كما في الحديث الصحيح: "إذا أقبل الليل من ههنا، وأَدبر النهار من ههنا، وغربت الشمس؛ فقد أَفطر الصائم" متفق عليه. والأذان إِنّما هو إعلام بدخول الوقت، فقد يخطئ المؤذن، فيؤذن قبل الوقت كما وقع لبلال - رضي الله عنه - لغلبة النوم، وكما يقعُ اليوم في كثير من البلاد الإسلامية بل وغيرها! اغترارًا منهم بالتوقيت الفلكي، وإهمالاً لمثل قولِه تعالى: {.. حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} وللحديث المذكور، حتى صار المؤذنون - فضلًا عن غيرِهم - لا يعرفون مواقيت الصلوات إلا بـ (المفكرات) أو الروزنامة! مع أنَّ المواقيت تختلف بين أَرض وأَرض في البلد الواحد، فبالأَولى بين بلد وآخر كما هو معلوم بالمشاهدة؛ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}؟! (¬2) قلت: سقطت هذه الزيادة من الأصل، ولم يتنبه لها المعلقون على طبعة "المؤسسة"، ودار الثقافة، واستدركتها من "صحيح ابن خزيمة"؛ فإنّ ابن حبان رواه عنه، وكان هناك أخطاء أخرى صححتها من مصادر أخرى، فانظر "الصحيحة".

5 - باب في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم -

قيل: هؤلاء اللاتي يمنعن أَولادَهنَّ أَلبانَهُنّ (¬1). ثُمَّ انطلق بي؛ فإذا أَنا بغلمانٍ يلعبون بين نهرين، قلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء ذراري المؤمنين. ثمَّ أَشرفَا بي شَرَفًا (¬2)؛ فإذا أَنا بثلاثة يشربون من خمرٍ لهم، فقلتُ: من هؤلاء؟ قالوا: [هؤلاء] إِبراهيم وموسى وعيسى، وهم ينتظرونَك". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 74)، "الصحيحة" (3951). 5 - باب في رؤية النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 1510 - 1801 - عن أَبي جُحَيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رآني في المنام؛ فكأنّما رآني في اليقظة؛ فإنَّ الشيطان لا يتشبه بي". صحيح - "الصحيحة" (1004). 1511 - 1802 - عن خزيمة بن ثابت بن خزيمة بن ثابت - الذي جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته بشهادة رجلين -: أنَّ خزيمة بن ثابت أُري في النوم أنّه سجد على جبهة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتى خزيمةُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فحدّثه، قال: فاضطجع له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمَّ قال: "صدِّق رؤياك"؛ فسجد على جبهة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) فيه تنبيه قوي على تحريم ما تفعله بعض الزوجات من إرضاعهن أولادهن الإرضاع الصناعي؛ محافظة منهنّ على نهود أثدائهنَّ؛ تشبهًا منهنَّ بالكافرات أَو الفاسقات! (¬2) الشَّرَف: العلو، والمكان العالي، كلما في "لسان العرب".

6 - باب رؤيا الصادق

صحيح لغيره (¬1) - "تخريج المشكاة" (4624)، "تيسير الانتفاع/ خزيمة". 6 - باب رؤيا الصادق 1512 - [6016 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: كانَ إِذا انصرفَ من صلاة الغداة يقول: "هل رأى أَحد منكم الليلةَ رؤيا؟ "، ويقول: "إِنّه ليس يبقى بعدي من النبوّة إِلّا الرؤيا الصالحة"]. صحيح - "الصحيحة" (473)، وللبخاري آخره. 1513 - 1803 - عن أَنس بن مالك، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجبه الرؤيا، فربما رأى الرَّجلُ الرؤيا فسأل عنه إِذا لم يكن يعرفه، فإذا أَثنى عليه معروفًا كانَ أَعجب لرؤياه إليه، فأتته امرأةٌ فقالت: يا رسول الله! رأيتُ كأنّي أُتيتُ فأخرِجتُ من المدينة وأدخلت الجنّة، فسمعت وجبةً ارتجت لها الجنّة، فنظرت فإذا فلان وفلان وفلان - فسمت اثني عشر رجلاً، كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثَ سرية قبل ذلك -، فجيء بهم عليهم ثياب طلس تشخب أَوداجُهُم (¬2)، فقيل: اذهبوا بهم إِلي نهر (البيدخ) قال: فغُمِسوا فيه، قال: فخرجوا ووجوهم كالقمر ليلة البدر، ¬

_ (¬1) إِنّما صححته لغيره؛ لأنّ خزيمة التابعي هذا لا يعرف إلاّ في إسناد المصنف هذا، وعليه أَورده في "الثقات" (4/ 215)، ولدى التحقيق تبين أنّه شخص لا وجود له، وهذا من الأَدلة الكثيرة على تساهله وتوثيقه لمن لا يعرفه هو فضلًا عن غيره، وقد بَدا هذا جليًّا للمعلّق الداراني هنا؛ لكنه أبى أن يعترف بذلك، وزعم أنَّ ترجمة خزيمة هذا مقحمة في "الثقات"! مع أنَّه يرى بعينه أنَّه في إِسنادِ الحديث! فهل هو مقحم أَيضًا؟! كلّا! ولقد جاء بعجيبة أُخرى، فقال عقب زعمه المذكور: "إسناده صحيح"!! وقد رددت عليه مفصلًا في "تيسير الانتفاع"، يسّر الله إتمامه. (¬2) أي: تسيل.

فأَتوا بصحفةٍ من ذهب فيها بُسْرَةٌ، فأَكلوا من بُسْرِه ما شاءوا، ما يقلبونها (¬1) من وجه إلّا أَكلوا من الفاكهة ما أَرادوا، وأَكلت معهم. فجاء البشير من تلك السرية فقال: كانَ من أَمرنا كذا وكذا، فأَصيب فلان وفلان، حتّى عد اثني عشر رجلًا، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمرأة فقال: "قصي رؤياك"؛ فقصتها وجعلت تقول: جيء بفلان وفلان كما قال الرَّجل. صحيح (¬2). * * * ¬

_ (¬1) الأصل: (يقلبوها)! والتصحيح من "مسند أبي يعلى"، ومن طريقه أخرجه ابن حبان. (¬2) قلت: أخرجه ابن حبان من طريق أبي يعلى، وهذا في "مسنده" (6/ 44 - 45)، وتابعه عثمان بن خرَّزاد الأَنطاكي عند البيهقي في "دلائل النبوة" (7/ 26 - 27). وأخرجه هو والنسائي في "الكبرى" (4/ 382/ 7622)، وأَحمد (3/ 135 و 257) من طرق أُخرى عن سليمان بن المغيرة: حدثنا ثابت، عن أنس ... وإسناده صحيح على شرط الشيخين. والعجب من الحاكم كيف لم يخرجه؟! وهو عند النسائي مختصر جدًّا، ليس عنده: فأَتته امرأة ... إلخ.

31 - كتاب القدر

31 - كتاب القدر 1 - باب في أَخذ الميثاق وما سبق في العباد 1514 - 1804 - عن مسلم بن يسار الجهنيِّ: أنَّ عمرَ بن الخطاب سُئلَ عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (¬1) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ...} الآية، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئلَ عنها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ خلقَ آدمَ، ثم مسح على ظهره بيمينه، فاستخرجَ منه ذريةً فقال: خَلَقْتُ هؤلاءِ للجنّةِ، وبعملِ أَهلِ الجنّةِ يعملون، ثمَّ مسح على ظهره، فاستخرجَ منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنّار، وبعملِ أَهلِ النَّارِ يعملون". فقال رجل: يا رسولَ اللهِ! ففيمَ العمل؟! فقال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ إِذا خلقَ العبد للجنّة؛ استعمله بعملِ أَهلِ الجنّة، حتّى يموت على عملٍ من أَعمالِ أَهلِ الجنة، فَيُدْخله به الجنّة، وإِذا خلقَ العبد للنارِ؛ استعمله بعملِ أَهلِ النّارِ، حتّى يموتَ على عملِ من أَعمالِ أَهلِ النَّارِ، فيدخله به النَّار". ¬

_ (¬1) هكذا قرأ على الجمع: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر. وقرأ ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي على الإفراد، وفتح التاء: {ذُرِّيَّتَهُمْ}، انظر "النشر في القراءات العشر" (2/ 263)، و"زاد المسير" (3/ 173)، وغيرها من كتب التفسير والقراءات.

2 - باب فيما فرغ منه

صحيح لغيره - "الضعيفة" (3071)، "تخريج الطحاوية" (240/ 220). 1515 - 1805 - عن عائشة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الرَّجل ليعمل بعمل أَهل الجنّة، وإِنّه لمن أَهل النّار، وإنَّ الرَّجل ليعمل بعمل أَهلِ النّار، وإنّه لمن أهل الجنّة". صحيح - "ظلال الجنة" (252). 1516 - 1806 - عن عبد الرحمن بن قتادة السُّلَمي - وكان من أَصحابِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خلق الله آدم، ثُمَّ أَخذ الخلقَ من ظهرِه فقال: هؤلاء في الجنّة ولا أُبالي، وهؤلاء في النارِ ولا أُبالي". قال قائل: يا رسولَ الله! فعلى ماذا نعمل؟! قال: "على مواقع القدر". صحيح - "الصحيحة" (48). 2 - باب فيما فُرغ منه 1517 - 1807 - عن أَبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! نعمَلُ في شيء نَأْتنِفُهُ (¬1)، أم في شيء قد فُرغَ منه؟ قال: "في شيء قد فرغ منه". قال: ففيمَ العملُ؟! قال: ¬

_ (¬1) أي: نستأنفه استئنافًا من غير أن يكون سبق به سابقُ قضاءٍ وتقدير. انظر "النهاية".

"يا عمَرُ! لا يدرَكُ ذاك إِلّا بالعمل"، قال: إِذًا نجتهدُ يا رسولَ الله (¬1)! صحيح - "ظلال الجنة" (165 - 167). 1518 - 1808 - عن جابر، قال: قلت: يا رسولَ الله! أَنعملُ لأَمرٍ قد فُرغَ منه، أَم لأَمرٍ نأتنفه؟ قال: "بل لأَمرٍ قد فُرغَ منه". قال: ففيمَ العمل إِذًا؟! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّ عاملٍ مُيَسَّرٌ لعملِه". (قلت): لجابر في "الصحيح" أنَّ سراقة هو السائل. صحيح لغيره - حجة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (رقم 35)، وهو الآتي بعده. 1519 - 1809 - عن جابر: أنَّ سُرَاقة بن جُعشُم قال: يا رسولَ الله! أخبرنا عن أَمرِنا كأنّا ننظرُ إِليه، أَبِما جرتْ به الأَقلامُ، وثبتتْ به المقادير، أو بما يُسْتَأنف؟ قال: " [لا،] بل بما جرت به الأَقلام، وثبتت به المقادير". قال: ففيمَ العَمَلُ إِذًا؟! ¬

_ (¬1) قلت: ونحوه قول سراقة بن مالك، وقد سأل مثل هذا السؤال؟ فأجابه - صلى الله عليه وسلم - بقوله "كلٌّ ميسرٌ له عمله"، فقال - رضي الله عنه -: فالآن نَجِدُّ، الآن نجد، الآن نجد. رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 73/ 167) بإسناد صحيح، ويأتي في الكتاب بعده، وهذا هو الفهم الصحيح من هذين الصحابيين الجليلين، ولذلك أقرهم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ القدر إنما يعني العمل، وليس التواكل على القدر، كما يظنُّ بعضُ الجهلة من الجبريّة وغيرهم، كالمعتزلة الذين شاركوهم في سوء الفهم، ولكنهم لمّا رأوه مخالفًا للشرع؛ أنكروا القدر فضلوا، وذلك كله من شؤمِ مخالفة السلف.

3 - باب

قال: "اعملوا؛ فكلٌّ ميسرٌ". قال سراقة: فلا أَكون أَبدًا أَشدَّ اجتهادًا في العمل منّي الآن (¬1) صحيح لغيره - "الظلال" (165 - 167). 1520 - 1810 - عن عبد الله بن عُمَرَ (¬2): قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا أَرادَ الله أَن يخلق نسمةً؛ قال مَلَكُ الأَرحامِ مُعْرِضًا: يا ربِّ! أَذكرٌ أَم أُنثى؟ فيقضي اللهُ أَمره، ثمَّ يقول: يا ربّ! أَشقي أَم سعيد؟ فيقضي اللهُ أَمره، ثمَّ يَكتبُ بين عينيه ما هو لاقٍ حتى النَّكبةَ يُنْكَبُها". صحيح - "تيسير الانتفاع/ عبد الرحمن بن هنيدة". 1521 - 1811 - عن أَبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فرغَ اللهُ إِلي كلِّ عبدٍ من خمس: من رزقهِ، وأَجلهِ، وعملهِ، وأَثرِه، ومَضجَعهِ". صحيح لغيره - "ظلال الجنة" (304)، "المشكاة" (113 - التحقيق الثاني). 3 - باب 1522 - 1812 و 1813 - عن عبد الله بن الديلمي، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو، فقلت: إِنّهم يزعمون أَنّك تقول: الشقيّ من شقيَ في بطنِ أُمّه، فقال: لا أُحِلُّ لأَحد يكذبُ عليّ، إنّي سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) انظر التعليق السابق. (¬2) الأَصل: (عمرو) وكذا وقع في "الإحسان" (6145)! وهو خطأ.

4 - باب في قضاء الله سبحانه للمؤمنين

"إنّ الله خلقَ خَلْقَهُ في ظُلْمةٍ، وأَلقى عليهم من نورِه، فمن أَصابَه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضلّ، فلذلك أَقول: جفَّ القلم على علم الله [جلَّ وعلا] ". (قلت): وقد تقدّم حديث الأَسود بن سريع: "كلُّ نسمة على فطرة الإسلام" في الجهاد في "باب ما نُهي عن قتله". صحيح - "الصحيحة" (1076)، "تخريج المشكاة" (1/ 37/ 101)، "ظلال الجنة" (1/ 107 - 108/ 241 - 244). 4 - باب في قضاء الله سبحانه للمؤمنين 1523 - 1814 - عن أَنسِ بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عجبتُ للمؤمن! لا يقضى الله له شيئًا إِلّا كانَ خيرًا له". صحيح - "الصحيحة" (148). 5 - باب فيمن كانت وفاته بأَرض 1524 - 1815 - عن أَبي عَزَّة (¬1)، قال: سمعت رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا أَرادَ اللهُ قبضَ عبدٍ بأَرض؛ جعلَ له فيها حاجة". قال أَيوب: أو: "بها". صحيح - "الصحيحة" (1221)، "المشكاة" (110). 6 - باب فيما لم يُقَدَّر 1525 - 1816 - عن أَنس، قال: ¬

_ (¬1) أبو عزةَ الهذلي، اسمه يسار بن عبد الله، له صحبة، سكن البصرة، انظر "أسد الغابة" (5/ 212).

7 - باب ما قضى الله سبحانه على عباده فهو العدل

خدمت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سنين، فما بعثني في حاجةٍ لم أُتمّها؛ إِلّا قال: "لو قُضي لكان" أو: "لو قُدّرَ لكان". صحيح - "المشكاة" (5819/ التحقيق الثاني)، "الروض النضير" (56). 7 - باب ما قضى الله سبحانه على عباده فهو العدل 1526 - 1817 - عن ابن الدَّيْلَمي، قال: أَتيتُ أُبيَّ بنَ كعبٍ فقلتُ له: وقعَ في نفسي شيء من القدرِ، فحدّثني بشيءٍ؛ لعلّه أَن يُذهبَه عني من قلبي؟! قال: إنَّ اللهَ لو عذّبَ أَهلَ سماواتِه وأَهلَ أَرضِه؛ عذّبهم وهو غير ظالمٍ لهم (¬1)، ولو رحمهم؛ كانت رحمتُهُ خيرًا لهم من أَعمالِهم، ولو أَنفقتَ مثلَ أُحدٍ في سبيل الله؛ ما قَبِله الله منك حتّى تؤمنَ بالقدر، وتعلمَ أنَّ ما أَصابَكَ لم يكن ليخطئك، وأنَّ ما أَخطأَكَ لم يكن ليصيبَك، ولو متَّ على غير هذا لدخلتَ النار. قال: ثمَّ أَتيتُ عبدَ الله بنَ مسعود؛ فقال مثل قولِه. ثمَّ أَتيتُ حذيفة بن اليمان؛ فقال مثل قولِه. ثمَّ أَتيتُ زيدَ بن ثابت؛ فحدثني عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك. صحيح - "المشكاة" (115)، "ظلال الجنة" (245). 8 - باب الأَعمال بالخواتيم 1527 - 1818 - عن معاويةَ، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول]: ¬

_ (¬1) لا يعني الحديث أنَّ اللهَ لو عذبهم؛ عذبهم دون ذنبٍ منهم يستحقون عليه العذاب! كلّا، ولذلك قال ابن تيمية عقب الحديث - وبحث فيه مفيد - (18/ 143 - "الفتاوى"): "من هذا نتبين أنَّ العذاب لو وقع؛ لكان لائقًا بهم ذلك؛ لا لكونه بغير ذنب".

"إِنّما الأَعمال بخواتيمها (¬1)، كالوعاء إِذا طابَ أعلاه طابَ أَسفلُه، وإذا خبثَ أَعلاه خبثَ أَسفله". صحيح لغيره دون ذكر: "خواتيمها" - "الصحيحة" (1734). 1528 - 1820 - عن عائشة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنّما الأَعمالُ بالخواتيم". صحيح لغيره - "ظلال الجنة" (216): خ - عن سهل بن سعد، وانظر الحديث (1805). 1529 - 1821 - عن أَنس بن مالك، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا أَرادَ الله بعبدٍ خيرًا استعمله". قيل: كيف يستعملُهُ يا رسولَ الله؟! قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته". صحيح - "ظلال الجنة" (397 - 399). 1530 - 1822 و 1823 - عن عمرو بن الحَمِق الخزاعي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أَرادَ الله بعبدٍ خيرًا؛ عَسَلَه قبل موتِه". قيل: وما عَسَلَه قبل موته؟ قال: "يُفتحُ لهُ عملٌ صالحٌ بين يدي موته؛ حتّى يرضى عنه" (¬2). ¬

_ (¬1) الأَصل: "بالخواتيم"! والتصحيح من "الإحسان"، و"مسند أَبي يعلى". ولم يتنبّه لهذا المعلقون على الكتاب! وإنما ضعّفتُ هذه الكلمة في هذا الحديث، وإن كانت وردت في أحاديث صحيحة - كالذي بعده -؛ لأن المعنى لا يستقيم بذكرها ها هنا لمن تأمله! (¬2) في الأَصل عقب هذا رواية أُخرى في آخرها زيادة بلفظ " .. بين يدي موته يؤخذ به عنه فيحببه إِلى أَهله وجيرانه"، فلمّا لم ترد في "الإحسان"، ولا في مصادر أُخرى؛ فقد حذفتها، ولم يتنبه لهذا المعلقون على الكتاب، فأَحالوا به على "الإحسان"!! ومن أحالك على معدوم؛ فما أنصفك!

9 - باب النهي عن الكلام في القدر والولدان

صحيح - "الصحيحة" (1114). 9 - باب النهي عن الكلام في القدر والولدان 1531 - 1824 - عن ابن عباس، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزالُ أَمر هذه الأُمةِ مواتيًا - أو مقاربًا -؛ ما لم يتكلموا في الوِلْدَان (¬1) والقدر". صحيح - "الصحيحة" (1515). 10 - باب في ذراري المؤمنين 1532 - 1826 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذراري المؤمنين يَكْفُلُهُم إِبراهيمُ في الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (603). 11 - باب فيمن لم تبلغهم الدعوة وغيره 1533 - 1827 - عن الأَسود بن سريع، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أَصم، ورجل أَحمق، ورجل هَرِم، ورجل ماتَ في الفترة. فأمّا الأَصمُّ فيقول: يا ربِّ! لقد جاء الإِسلامُ وما أَسمعُ شيئًا. وأَمّا الأَحمق فيقول: يا ربِّ! لقد جاء الإِسلامُ والصبيان يحذفونني بالبعْر. ¬

_ (¬1) أَي: في الأطفال؛ ما مآلهم في الآخرة؟!

وأَمّا الهرِم فيقول: [ربَّ!] لقد جاءَ الإِسلامُ وما أَعقلُ. وأَمّا الذي مات في الفترة فيقول: يا ربّ! ما أَتاني لك رسول. فيأخذُ مواثيقَهم لَيُطيعُنَّه، فيرسل إِليهم رسولاً أَنِ ادْخُلُوا النّار، قال: فوالذي نفسي بيده؛ لو دخلوها كانت عليهم بردًا وسلامًا". صحيح - "الصحيحة" (1434)، "ظلال الجنة" (1/ 176/ 404)، "التعليق على رفع الأَستار" للصنعاني (ص 113). * * *

32 - كتاب الفتن

32 - كتاب الفتن نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن 1534 - 1828 و 1829 - عن معاويةَ، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لم يبقَ (وفي رواية: "ما بقي") من الدنيا إِلّا بلاء وفتنة". صحيح - التعليق على "ابن ماجه". 1 - باب فيمن يجعل بأسهم بينهم، نعوذ بالله من ذلك 1535 - 1830 - عن خَبّاب بن الأرتِّ، قال: رمقتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة صلّاها حتّى كانَ مع الفجر، فلمّا سلّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته؛ جاءه خبّاب فقال: يا رسولَ الله! بأَبي أَنت [وأمي] (¬1)؛ لقد صليتَ الليلةَ صلاةً ما رأيتُك صليتَ نحوَها؟! قال: "أَجل، إِنّها صلاةُ رَغَبٍ ورَهَب، سألت ربي [فيها] ثلاثَ خصالٍ، فأَعطاني اثنتين، ومنعني واحدة: سألتُهُ أَلّا يهلكنا بما أَهلكَ به الأُممَ قبلنا؛ فأَعطانيها، وسألتُهُ أَن لا يُظهِرَ علينا عدوًّا من غيرِنا؛ فأَعطانيها، وسألته أن لا يَلْبِسَنا شيعًا؛ فمنعنيها". ¬

_ (¬1) من طبعتي "الإحسان"، و"كبرى النسائي" (1/ 420/ 1332 و 1333)، وغيرهما.

2 - باب في وقعة الجمل

صحيح - "صفة الصلاة". 2 - باب في وقعة الجمل 1536 - 1831 - عن قيس بن أَبي حازم، قال: لما أَقبلتْ عائشةُ مرّتْ ببعض مياه بني عامر؛ طَرَقَتْهم [ليلاً]، فسمعتْ نُباح الكلاب، فقالت: أَي ماءٍ هذا؟ قالوا: ماءُ الحَوْأب، قالت: ما أَظنني إِلّا راجعة، قالوا: مَهْلًا يرحمكِ اللهُ، تَقدَمينَ فيراك المسلمون، فيُصلح الله بك، قالت: ما أَظنني إِلّا راجعة، إِنّي سمعتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كيفَ بإحداكنَّ تَنْبَحُ عليها كلاب الحوأَب؟! ". صحيح - "الصحيحة" (474). 3 - باب في ذهاب الصالحين 1537 - 1832 - عن رويفع بن ثابت، أنّه قال: قُرِّبَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تمر ورطب، فأَكلوا منه حتّى لم يبق منه شيء إِلّا نواه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتدرون ما هذا؟ ". قالوا: الله ورسولُه أَعلم! قال: "تذهبون الخَيِّرُ فالخَيِّرُ، حتّى لا يبقى منكم إِلّا مثلُ هذا! ". حسن لغيره - "الصحيحة" (1781). 1538 - 1833 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَتُنَتَقَّوْنَ (¬1) كما يُنَقَّى التمر من حُثالتِهِ". ¬

_ (¬1) الأصل: "تنقون"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وفي "تاريخ ابن عساكر" (8/ 222/ 2169): "لتنتقنَّ"، وغفل عن التصحيح المعلقون الأربعة!

4 - باب في افتراق الأمم

حسن - "الصحيحة" (1781). 4 - باب في افتراق الأُمم 1539 - 1834 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اليهودَ افترقت على إِحدى وسبعين فرقة؛ أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى على مثلِ ذلك، وتفترق هذه الأُمّة على ثلاث وسبعين فرقة" (¬1). حسن صحيح - "الصحيحة" (203)، "ظلال الجنة" (66 و 67). 1540 - 1835 - عن أَبي واقد الليثي، قال - وكان من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لمّا افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكّة خرجنا معه قِبَلَ (هوازن)، حتّى مررنا على سِدرَةٍ للكفار، يعكفون حولها [ويُعَلِّقون بها أسلحتهم] (¬2)، ويَدْعونها (ذاتَ أَنواط)، قلنا: يا رسولَ الله! اجعل لنا (ذات أَنواط) كما لهم (ذاتُ أَنواط)! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أَكبر! إنّها السُّنَن، هذا كما قالت بنو إِسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ". ثمَّ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّكم لَتَركبُنَّ (¬3) سَنَنَ من قبلكم". ¬

_ (¬1) زاد في حديث آخر: "كلّها في النار إلا واحدة"، قالوا: من هي يا رسولَ الله؟! قال: "ما أَنا عليه وأَصحابي"، وفي آخر: "وهي الجماعة"، والمعنى واحد كما هو ظاهر. (¬2) زيادة من "المسند"، و"ابن أبي عاصم" وغيرهما. (¬3) الأَصل: "ستركبن"! وفي فهرس التصويب "ستركبون"، والتصحيح من "الإحسان - المؤسسة"، ومصادر التخريج كـ "الترمذي"، و"المسند" لأحمد، و"السنة" لابن أَبي عاصم، و"المصنف" لابن أَبي شيبة.

5 - باب تحريش الشيطان بين المصلين

صحيح - "ظلال الجنة" (1/ 37/ 76). 5 - باب تحريش الشيطان بين المصلين 1541 - 1836 - عن جابر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ إِبليس قد يئسَ أَن يعبده المصلون، ولكنّه في التحريش بينهم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1608)، وقد مضى إسنادًا ومتنًا (رقم 64). 6 - باب الأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1542 - 1837 و 1838 - عن قيس بن أَبي حازم، قال: قرأَ أَبو بكر الصديق هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}؛ ثمَّ قال: إنَّ الناس يضعون هذه الآية على غيِر مَوْضِعِها، [ألا] وإِنّي سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ النّاسَ إِذا رأوا الظالمَ، فلم يأخذوا على يديه - أَو قال: المنكر فلم يغيروه -؛ أَوشك أن يَعُمَّهُم الله بعقابه". صحيح - تخريج "المشكاة" (5142). 1543 - 1839 و 1840 - عن جرير، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما مِن رجلٍ يكون في قومٍ، يَعمَلُ فيهم بالمعاصي (¬1)، يقدرون على أَن يُغيَّروا عليه ولا يُغيِّرون إِلّا أَصابهم الله بعقابٍ قبلَ أَن يموتوا". حسن صحيح - "تخريج المشكاة" (5143/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (3353). 1544 - 1842 و 1843 - عن أَبي سعيد الخدري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) قلتُ: لفظ البيهقي من طريق شعبة: "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي؛ هم أكَثر وأَعزّ ممن يعملُ بها ... ".

"لا يمنعن أَحدَكم مخافةُ الناسِ أَن يقولَ [أَو] يتكلّمَ بحق إِذا رآه أَو عرفه". قال أَبو سعيد: فما زالَ بنا البلاء، حتّى قصَّرنا (¬1)؛ وإِنّا لنبلّغُ في السرّ (¬2). صحيح - "الصحيحة" (168). 1545 - 1844 - عن ابن مسعود، قال: أَتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو في قبة من أَدم، فيها أَربعون رجلًا، فقال: "إِنّكم مفتوحون ومنصورون ومصيبون، فمن أَدرك ذلك الزمان منكم؛ فليتقِ الله، وليأمر بالمعروف، ولينهَ عن المنكر، ومن كذبَ عليَّ متعمدًا؛ فليتبوأ مقعدَه من النّار". صحيح - "الصحيحة" (1383). 1546 - 1845 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّه سمع رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله جلَّ وعلا يسألُ العبدَ يومَ القيامة، حتّى إِنّه ليقول له: ما منعك إِذ رأيتَ المنكر أَن تنكره؟! فإذا لقّن الله عبدًا حجّتَه، فيقول: يا ربِّ! وثقتُ بك، وفرقت (¬3) من النّاس - أو فرقت من النّاس، ووثقت بك -". حسن - "الصحيحة" (929). ¬

_ (¬1) الأصل: (صرنا)، والتصحيح من "الإحسان". (¬2) كذا: (السر) ضد الجهر، وكذا هو في "سنن البيهقيّ" (10/ 90)، و"شعبه" (6/ 9/ 7572)؛ ووقع في طبعتي "الإحسان": (الشر) ضد الخير، وكذا في "المسند" (3/ 92)! ولعل الأَوّل أَصح؛ لأنّه الذي يناسب التقصير، كما لا يخفى على اللبيب، ولا سيما وفي رواية لأَحمد (3/ 84) والبيهقي في كتابيه: قال أَبو سعيد: فذاك الذي حملني على أن رحلت إلى معاوية، فملأت مسامعَه، ثمَّ رجعت ... (¬3) من الفَرَق - بالتحريك -؛ أي: الخوف والفزع. "النهاية".

7 - باب أنهلك وفينا الصالحون؟

7 - باب أَنهلك وفينا الصالحون؟ 1547 - 1846 - عن عائشة، قالت: قلت: يا رسولَ الله! إنَّ الله إذا أَنزلَ سطوته بأَهل الأَرض وفيهم الصالحون؛ فيهلكون بهلاكهم؟ فقال: "يا عائشةُ! إنّ اللهَ إِذا أَنزل سطوتَه بأهل نقمتِه، وفيهم الصالحون؛ فيصابون معهم، ثمَّ يُبعثون على نياتهم [وأعمالهم] (¬1) ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1622). 8 - باب انصر أَخاك ظالمًا أَو مظلومًا 1548 - 1847 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انصر أَخاكَ ظالمًا أَو مظلومًا". قيل: يا رسولَ اللهِ! هذا نصره (¬2) مظلومًا، فكيف أَنصره ظالمًا؟! قال: "تُمْسِكُه من الظلم، فذلك نَصْرُك إِيّاه". صحيح لغيره - "الإرواء" (8/ 98): ق - أَنس. 9 - باب فيمن يَنْهَى عن منكر ويفعلُ أَنكرَ منه 1549 - 1848 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُبْصِرُ أَحدُكم القذاةَ في عين أَخيه، وينسى الجِذْعَ في عينهِ! ". صحيح - "الصحيحة" (33)؛ والأَصحُّ - أَو الصحيح - أنّه موقوف. ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، وهي ثابتة في "البخاري" من حديث ابن عمر، ومع ذلك لم يستدركها المعلقون الأربعة! (¬2) الأصل: (بل أنصره)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما تفرد بإخراجه ابن حبان.

10 - باب فيمن بقي في حثالة؛ كيف يفعل؟

10 - باب فيمن بقي في حثالة؛ كيف يفعل؟ 1550 - 1849 - عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيفَ أَنتَ يا عبد الله بن عمرو! إِذا بقيتَ في حُثالة من الناسِ؟ "، قال: وذاك ما هم (¬1) يا رسولَ الله؟! قال: "ذاك إِذا مرِجَتْ (¬2) أماناتُهُم وعهودُهُم؛ وصاروا هكذا"، وشبّكَ بين أَصابعه. قال: فكيفَ بي يا رسولَ الله؟! قال: "تعملُ بما تعرف، وتدعُ ما تنكر، وتعملُ بخاصةِ نفسِك، وتدعُ عَوام الناس". صحيح - "الصحيحة" (205 و 206). 11 - باب لا تزال طائفة من هذه الأُمة على الحقّ منصورة 1551 - 1851 و 1852 - عن قرّة بن إياس، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يزالُ ناسٌ من أُمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتّى تقومَ الساعة" صحيح - "الصحيحة" (270). 1552 - 1853 - عن أَبي هريرة، أَنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) قلت: وكذا في طبعتي "الإحسان". وفي "أوسط الطبراني" (1/ 156/ 2): وذاك ما هو؟ ولعله أوضح. (¬2) أي: اختلطت، والمرْج: الخلط. "النهاية".

12 - باب لا يتعاطى السيف وهو مسلول

"لا يزالُ على هذا الأَمر عصابةٌ على الحقِّ، لا يضرهم خِلافُ من خالفهم، حتّى يأتيهم أَمر الله - جلَّ وعلا - وهم على ذلك". حسن صحيح - "الصحيحة" (1962). 12 - باب لا يتعاطَى السيف وهو مسلول 1553 - 1854 و 1855 - عن جابر، قال: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بِقوم يتعاطون سيفًا بينهم مسلولًا، فقال: "أَلم أَزجركم عن هذا؟! ليغمده ثمَّ يناوله أَخاه". صحيح - "المشكاة" (3527)، "صحيح أَبي داود" (2331). 13 - باب فيمن أشارَ إلى مسلم بحديدة 1554 - 1856 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الملائكة تلعنُ أَحدَكم إِذا أَشارَ إلى أَخيه بحديدة، وإنْ كانَ أَخاه لأَبيه وأُمّه". صحيح - "غاية المرام" (446): م - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 14 - باب النهي عن الرمي بالليل 1555 - 1857 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من رمانا بالليل (¬1) فليس منّا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2339). ¬

_ (¬1) كذا الأصل! وهو الصواب الموافق لمصادر التخريج، وترجم له البخاري في "الأدب المفرد" بـ (باب من رمي بالليل)، وتحرف على بعض رواة "صحيح ابن حبان" أو هو نفسه إلى: "بالنبل"! فترجم له فيه (7/ 449 - الإحسان) بقوله: "ذكر الزجر عن رمي المرء من فيه الروح بالنبل".

15 - باب النهي عن قتال المسلمين

15 - باب النهي عن قتال المسلمين 1556 - 1858 و 1859 - [عن الصُّنابح] (¬1)، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِنّي فَرَطُكم على الحوض، وإِنّي مكاثِرٌ بكم الأَمم، فلا تقتتلنَّ بعدي". صحيح - "ظلال الجنّة" (739). 1557 - 1860 - عن واثلة بن الأَسقع، قال: خرجَ علينا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: " [أ] تزعمونَ (¬2) أَنّي من آخركم وفاة؟! إِنّي من أَوّلكم وفاة، وتتبعوني أَفنادًا (¬3)، يضرِب بعضُكم رقابَ بعضٍ". صحيح - "الصحيحة" (851). 1558 - 1861 - عن سَلَمَةَ بن نُفَيل السَّكوني، قال: كنّا جلوسًا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يُوحَى إِليه، فقال: "إنّي غيرُ لابثٍ فيكم، ولستم لابثين بعدي إلاَّ قليلًا، وستأتوني أَفنادًا، يُفني بعضُكم بعضًا، وبين الساعة مُوتان (¬4) شديد، وبعده سنوات (¬5) الزلازل". ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل، واستدركتها من "الإحسان"، وجزمَ المؤلف أَنَّه غير "الصنابحي"، وأنَّ الأَول صحابي والآخر تابعي، ووقع في "المسند" و"ابن أَبي شيبة" (1915/ 19019): "الصنابحي"! وهو وهم، جزم به الحافظ وغيره، ويؤيده أنَّ في رواية لابن أَبي شيبة: "الصنابحي الأَحمسي" (15/ 29/ 19020)، وكذا في رواية لأحمد. (¬2) الأَصل: "يزعمون"! والتصحيح من "الإحسان - المؤسسة" و"المسند". (¬3) أَفنادًا: جماعات متفرقين، جمع (فند). (¬4) الموتان - بوزن البُطلان -: الموت الكثير الوقوع. "النهاية" (4/ 370). (¬5) الأصل: "شبوات"! والتصحيح من "الإحسان".

16 - باب كيف يفعل في الفتن

صحيح - "الصحيحة" (1935). 16 - باب كيف يُفعلُ في الفتن 1559 - 1862 و 1863 - عن أَبي ذر، قال: ركبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حمارًا، وأَردفني خلفه، ثمَّ قال: " [يا] أَبا ذر! أَرأيت إِنْ أَصابَ الناسَ جوعٌ شديد، حتّى لا تستطيع أَن تقومَ من فراشِك إِلى مسجدك؛ [كيف تصنع؟] (¬1) ". قلت: الله ورسوله أَعلم! قال: "تَعَفَّفُ". قال: "يا أَبا ذر! أَرأيت إِن أَصابَ الناسَ موتٌ شديد، حتّى يكون البيت [فيه] بالعبد (¬2)؛ كيف تصنع؟ ". قال: الله ورسوله أَعلم! قال: "اصبر يا أَبا ذر! أَرأيت إِن قَتَل الناسُ بعضهم بعضًا؛ حتّى تغرق حجارة الزيت [- موضع بالمدينة -] (1) من الدماء؛ كيف تصنع؟ ". قال: الله ورسوله أَعلم! قال: "اقعد في بيتك، وأَغلق عليك بابك"، قال: أَرأيت إِن لم أُترك؟! قال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان". (¬2) ولفظ رواية أَبي داود وغيره: "يكون البيت فيه بالوصيف". قال ابن الأَثير: "أَرادَ بـ (البيت) هنا: القبر، و (الوصيف): الغلام، أَراد أنَّ مواضع القبور تضيق، فيبتاعون كلَّ قبرٍ بوصيف".

17 - باب علامة الفتن

"ائت من أَنت منه؛ فكن فيهم". قال: فآخذ سلاحي؟ قال: "إِذًا تشاركهم [فيه] (¬1)! ولكن إِن خشيت أَن يروعَك شَعاعُ (¬2) السيف؛ فأَلقِ طرفَ ردائِك على وجهك؛ يَبُؤْ بإثمِك وإِثمِه". صحيح - "الإرواء" (8/ 100/ 2451). 17 - باب علامة الفتن 1560 - 1864 - عن خولة بنت قيس، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا مشت أُمتي المُطَيْطاء (¬3)، وخدمتهم فارس والروم؛ سُلِّطَ بعضُهم على بعض". صحيح - "الصحيحة" (956). 1561 - 1865 - عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تدور رحى الإِسلام على خمس وثلاثين أَو ست وثلاثين، فإن هلكوا؛ فسبيل من هلك، وإِن بقوا؛ بقي لهم دينهم سبعين سنة". صحيح - "الصحيحة" (976). 18 - باب فيما يكون من الفتن 1562 - [6626 - عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) "الأَصل: "منه"، والتصحيح من طبعتي المؤسسة لـ "الإحسان". (¬2) "بفتح أوله؛ أي: بريقه ولمعانه؛ وهو كناية عن أعمال السيف": عون المعبود". (¬3) المطيطاء: التبختر ومد اليدين في المشي؛ كما هو النظام العسكري عند الغربيين ومقلديهم!

"يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش" (¬1). صحيح دون قوله: فلما رجع ... - الصحيحة (376 و 1075). 1563 - 1866 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ستكون فتن كرياح الصيف، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، من استشرفَ لها استشرفتْهُ". حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (5928): ق - دون جملة الرياح، وهي عند م - حذيفة. 1564 - 1867 - عن أَبي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنّه كانَ يقول: "ويل للعرب! من شرًّ قد اقتربَ، من فتنة عمياءَ صمّاءَ بكماءَ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ويل للساعي من الله يوم القيامة". حسن صحيح - "التعليقات" أيضًا (6670): ق دون: "فتنة عمياء صمّاء بكماء". 1565 - 1868 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بادروا بالأَعمالِ فتنًا كقطع الليلِ المظلمِ، يصبحُ الرَّجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويصبحُ كافرًا ويمسي مؤمنًا، يبيعُ دينَه بعرض من الدنيا". صحيح - "الصحيحة" (758): م - فليس على شرط "الزوائد". 1566 - 1869 - عن أَبي موسى الأَشعري، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هنا في الأصل ما نصُّه: فلما رجع إلى منزله؛ أَتَتْه [قريشٌ] فقالوا: ثم ماذا؟ قال: ثم يكون الهرْج] ... فحذفته على القاعدة.

"إنَّ بين يدي الساعة لفتنًا كقطعِ الليلِ المظلم، يصبحُ الرَّجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبحُ كافرًا، القاعدُ فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، كَسِّروا قِسِيَّكم، وقطِّعوا أَوتارَكم، واضربوا بسيوفِكم الحجارة، فإنْ دُخل على أَحدِكم بيته؛ فليكن كخير ابني آدم". صحيح - "الإرواء" (8/ 102). 1567 - 1870 - عن كُرْز (¬1) الخزاعي، قال: قال أَعرابيّ: يا رسول الله! هل [لهذا] الإِسلامِ من منتهى؟ قال: "نعم، من يرد الله به خيرًا من عرب أَو عجم؛ أَدخله عليهم". قال: ثمَّ ماذا يا رسولَ الله؟! قال: "ثمَّ تقعُ فتن كالظُّلل". قال: كلّا والله يا رسولَ اللهِ! قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بلى والذي نفسي بيده؛ لتعودن فيها أَساوِدَ صبًّا (¬2)، يضرب بعضكم رقاب بعض، فخير الناسِ يومئذ: مؤمن معتزل في شِعْبٍ من الشعابِ؛ يتقي الله، ويذرُ الناسَ من شرِّه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3091). ¬

_ (¬1) هو ابن علقمة، ويقال: ابن حبش الخزاعي، أَسلم يوم الفتح وعُمّر طويلًا، وكانَ ممن جدد أَنصاب الحرَم في زمن معاوية. (¬2) الأصل: "صُمًّا"! والتصحيح من "الإحسان". و"الأساود": هى الحيات، قال النضر: إن الأسوَدَ إذا أراد أن ينهش؛ ارتفع ثم انصب على الملدوغ. "النهاية" (3/ 5).

19 - باب قتال الترك

1568 - 1871 - عن أَبي هريرة، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لو تعلمون ما أَعلم؛ لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، يظهرُ النفاق، وترفعُ الأَمانةُ، وتقبض الرَّحمة، ويُتَّهم الأَمين، ويؤتمنُ غير الأَمين، أَناخ بكم الشُّرْف الجُون". قالوا: وما الشُّرْف [الجون] يا رسولَ اللهِ؟! قال: "فتن كقطع الليل المظلم" (¬1). حسن - "الصحيحة" (3194). 19 - باب قتال الترك 1596 - 1872 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقومُ الساعة حتّى تقاتلوا قومًا صغارَ الأَعين، كأنّ أعينَهم حَدَقُ الجراد، عِراض الوجوه، كأنّ وجوههم المَجَانُّ المُطْرَقة (¬2)، يجيئون حتّى يربطوا خيولَهم بالنخل". صحيح - "الصحيحة" (2429). 1570 - 1873 - عن أَبي بكرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ ناسًا من أُمتي ينزلونَ بغائط (¬3) يسمونَه (البَصْرة)، عندها نهرٌ يقال ¬

_ (¬1) شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها: بالنوق المسنة السود. "نهاية". (¬2) أي: التَّراس التي ألبست العَقَبَ شيئًا فوق شيء، ومنه طارق النعل إذا صيرها طاقًا فوق طاق، وركب بعضها فوق بعض". وقال أبو الحسن السندي: "الترس المطرق: الذي جعل على ظهره (طراق)، وهو جلد يقطع على مقدار الترس، فيلصق على ظهره، شبّه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها". (¬3) الأصل: "بحائط"، وكذا في "الإحسان"! والتصحيح من "سنن أبي داود" وغيره. والغائط: البطن المطمئن من الأرض، كما في "النهاية".

20 - باب ما جاء في الملاحم

له: (دِجْلة)، يكون لهم عليها جسر، ويكثرُ أَهلها، ويكون من أَمصار المهاجرين، فإِذا كانَ [في] آخر الزمان؛ جاء بنو قَنْطُوراء (¬1) - أقوام عِراض الوجوه - حتّى ينزلوا على شاطئ النهر، فَيفْتَرِقُ أَهلها على ثلاث فرق، فأَمّا فرقةٌ فتأَخذ أَذناب الإبل والبَرِّيّة، وهَلَكوا (¬2)، وأمّا فرقة فيأخذون لأَنفسِهم (¬3) وكَفَروا (¬4)، وأَمّا فرقة فيجعلون ذراريهم خلف ظهورِهم ويقاتلونهم، وهم الشهداء". حسن - "تخريج المشكاة" (5432). 20 - باب ما جاء في الملاحم 1571 - 1874 و 1875 - عن ذي مِخْبَر ابن أَخي النجاشي، أنّه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تصالحون الرومَ صُلْحًا آمنًا، حتّى تغزوا أَنتم وهم عدوًّا من ورائِهم، فَتُنْصرونَ وتَغْنَمون، وتنصرفون حتّى تنزلوا بمَرْج ذي تُلُول، فيقولُ قائلٌ من الروم: غَلَبَ الصليب، ويقول قائل من المسلمين: بل الله غلب، فيثورُ المسلم إِلى صليبِهم وهو منه غيرَ بعيد؛ فيدقُّهُ، ويثور الروم إِلى كاسرِ صليبِهم فيضربون عنقه، ويثور المسلمون إِلى أَسلحتهم، فيقتتلون، فيكرمَ الله تلك ¬

_ (¬1) اسم أبي الترك. (¬2) الأَصل: "ويهلكوا"، "ويكفروا"، والتصويب من "سنن أَبي داود" (4306). وفي "المسند" (5/ 45): "وهلكت"، "فكفرت". (¬3) أَي: يطلبون الأَمان من الترك. (¬4) انظر التعليق قبل السابق.

21 - باب ما جاء في المهدي

العصابةَ من المسلمين بالشهادة، فتقولُ الرومُ لصاحب الروم: كفيناك العرب، فيجتَمِعون لِلملحمة (¬1)، فيأتون تحت ثمانين غاية (¬2)، تحت كلِّ غاية اثنا عشر أَلفًا". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2472). 21 - باب ما جاء في المهدي 1572 - 1876 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لم يبقَ من الدنيا إِلّا ليلة؛ لَمَلَكَ فيها رجلٌ من أَهل بيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ". حسن صحيح - "الروض النضير" (2/ 52). 1573 - 1877 - عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لم يبق من الدنيا إِلّا ليلة؛ لملك رجل من أَهل بيتي، يواطئ اسمهُ اسمي". حسن صحيح - "الروض النضير" (2/ 52). 1574 - 1878 و 1879 - عن عبد الله [بن مسعود]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتّى يملك [الناس] رجل من أَهل بيتي، يواطئُ اسمُه اسمي، واسمُ أَبيه اسمَ أَبي (¬3)، فيملأها قِسطًا وعدلًا". ¬

_ (¬1) الأَصل: "فَيَجْمَعُونَ الملحمة"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان" و"المسند"، ولم يتنبّه له الداراني! (¬2) يعني: راية. (¬3) هنا في الأصل زيادة في رواية الرقم الثاني: "وخُلُقُهُ خُلُقي"، وهي منكرة! في سندها مجهول، وهو مخرج في "الضعيفة" (6485)، وغفل عن ذلك الشيخ شعيب، فحسّن الحديث هنا، مع أنه ضعّف إسناده في التعليق على "الإحسان" (15/ 238). وأما الداراني؛ فوثق المجهول تقليدًا لابن حبان، ولكنه لم يحسنه، وحسن الذي قبله.

22 - باب في أمارات الساعة

حسن صحيح - "الروض" أَيضًا. 1575 - 1880 - عن أَبي سعيد الخدري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تقومُ الساعة حتّى تُملأ الأَرض ظلمًا وعدوانًا، ثمَّ يخرج رجل من أَهل بيتي أَو عترتي، فيملأها قسطًا وعدلًا، كما مُلئت ظلمًا وعدوانًا". حسن صحيح - "الروض النضير" أَيضًا. 22 - باب في أمارات الساعة 1576 - [6732 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة حتّى تمطرَ السماءُ مطرًا، لا يَكُنُّ (¬1) منه بيوتُ المَدَرَ (¬2)، ولا يَكُنُّ منه إلاَّ بيوت الشعر"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (3266). 1577 - 1882 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يوشكُ أَن لا تقوم الساعة؛ حتّى يُقبض العلم، وتظهر الفتن، ويكثر الكذب، ويتقارب الزمان، وتتقارب الأَسواق". (قلت): فذكر الحديث، وهو في "الصحيح"؛ غير قوله: "ويكثر الكذب، وتتقارب الأَسواق". صحيح - "التعليقات الحسان" (6683). 1578 - 1883 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) أي: لا يستر منه أو يصون. (¬2) هي بيوت الطين المتماسك.

"خُروج الآيات بعضها على بعض، يتتابعن كما تتتابع الخرز". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1762) و (3210). 1579 - 1884 - عن أَبي سعيد الخدري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تقوم الساعة حتّى لا يُحجّ البيتُ". صحيح - "الصحيحة" (2430). 1580 - 1885 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنقضي الدنيا؛ حتّى تكون عند لُكَع ابنِ لُكع" (¬1). صحيح - "تخريج المشكاة" (5365/ التحقيق الثاني). 1581 - 1886 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "والذي نفس محمَّد بيده؛ لا تقوم الساعة حتّى يظهر الفحش والبخل، ويُخوَّن الأَمين، ويؤتمن الخائن، ويَهلك الوُعُول، ويظهر التُحُوت" (¬2). قالوا: يا رسولَ الله! وما الوعول والتحوت؟ قال: ¬

_ (¬1) اللكع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم، يقال للرجل: لُكَعُ، وللمرأة: لكاع، وقد لكع الرجل يلكع لكعًا فهو ألكع، وأكثر ما يقع في النداء، وهو اللئيم، وقيل: الوسخ، وقد يطلق على الصغير؛ كما في "النهاية" لابن الأثير. وأريد به هنا من لا يعرف له أصل، ولا يحمد له خلق من الأسافل والرعاع! إذا التحق الأسافل بالأعالي ... فقد طابَتْ منادمةُ المنايا انظر "فيض القدير" (6/ 418). (¬2) الوعول: جمع وعِل: تيس الجبل، شبه أشراف الناس بالأوعال التي لا ترى إلا في رؤوس الجبال. والتحوت: هم الأرذال السفلة الذين لا يؤبه لهم لحقارتهم، جَعَلَ التحت الذي هو ظرفٌ اسمًا، فأدخل عليه لام التعريف وجمعه. انظر "النهاية"، و"لسان العرب".

"الوعول: وجوه النّاس وأَشرافهم، والتحوت: الذين كانوا تحت أَقدام النّاسِ؛ لا يُعلمُ بهم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3211). 1582 - 1887 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعةُ حتّى يتقاربَ الزمانُ، فتكون السنة كالشهر، ويكون (¬1) الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليومُ كالساعة، وتكون الساعةُ كاحتراق السعفة أَو الخُوصة". صحيح - "المشكاة" (5448 - التحقيق الثاني). 1583 - 1888 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة؛ حتّى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها". صحيح - "شرح الطحاوية" (500/ التاسعة): ق - فليس من شرط "الزوائد". 1584 - 1889 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتّى يَتَسَافدوا (¬2) في الطريق تسافد الحمير". قلت: إنَّ ذلك لكائن؟! قال: "نعم ليكونَنَّ" (¬3). صحيح - "الصحيحة" (481). 1585 - [6675 - عن أَبي موسى، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) الأصل: "وتكون"! والتصحيح من "الإحسان". (¬2) السِّفاد: نزو الذكر على الأنثى، كما في "اللسان". (¬3) وقد كان، وإنا لله وإنا إليه راجعون! وهذا من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم -، ودلائل صدقه.

23 - باب في المسخ وغيره

"يكون بين يدي الساعة الهَرْجُ". قالوا: يا رسولَ الله! وما الهرج؟ قال: "القتل". قالوا: أَكثر مما (¬1) نقتل؟! قال: "إنَّه ليس من قتلكم المشركين، ولكن قتل بعضِكم بعضًا". قال: ومعنا عقولُنا؟ قال: "إنّه لتنزع عقولُ أَهل ذلك الزمان"]. صحيح - "الصحيحة" (1682). 23 - باب في المسخ وغيره 1586 - 1890 - عن أَبي هريرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة؛ حتّى يكون في أُمتي خسف، ومسخ، وقذف". حسن صحيح - "الصحيحة" (1787). 24 - باب في خروج النار 1587 - 1891 - عن أَبي ذر، قال: أَقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فنزلنا (ذا الحُلَيفة)، وتعجَّلَ رجالٌ إِلى المدينة فباتوا بها، فلمّا أَصبحَ سألَ عنهم؟ فقيل: تعجلوا إِلى المدينة، فقال: "تعجلوا إِلى المدينة والنساء! أَما إِنّهم سيتركونها أَحسنَ ما كانت". ¬

_ (¬1) الأصل: (ما)! والتصحيح من "إحسان المؤسسة" (15/ 104)، و"دلائل النبوة" (6/ 529)، وزاد: "إنها لتقتل في العام الواحد أكثر من كذا ألفًا".

25 - باب ما جاء في الكذابين والدجال

وقال للذين تخلفوا معه معروفًا، ثمَّ قال: "ليت شعري متى تخرج نار من اليمن من جبل (الوِراق)؛ تضيءُ لها أَعناقُ الإبل - وهي تبرك (¬1) بـ (بصرى) - كضوء النهار". قال علي (¬2): " (بصرى) بالشام". صحيح - "الصحيحة" (3083). 25 - باب ما جاء في الكذابين والدجال 1588 - [6618 - عن أبي بكرة، قال: ... قامَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناسِ .. ، ثمَّ قال: " .. (¬3) إنّه كذّاب من ثلاثين كذابًا يخرجون قبل الدجال، وإنّه ليس بلد إِلّا يدخله رعب المسيح؛ إِلّا المدينة، على كلِّ نقب من أَنقابها ملكان، يذبان عنها رعب المسيح"]. صحيح لغيره دون المشار إليه بالنقط، والمذكور في الحاشية - "الصحيحة" (1683 و 3084)، "قصة نزول عيسى عليه السلام وقتله المسيح الدجال"، "التعليقات الحسان" (8/ 6616 و 6618). 1589 - 1893 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء العنسي، ومنهم صاحب حِمْيَر، ومنهم الدجال، وهو أعْظَمُهم فتنةً". ¬

_ (¬1) كذا الأصل؛ وفي "المسند": "بروكًا"، وفي طبعتي "الإحسان": "تنزل". (¬2) هو ابن المديني. (¬3) كان النص في الأصل هكذا: "أكثر الناس في شأن مسيلمة الكذّاب قبل أن يقول فيه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، ثمَّ ... فأثنى على الله بما هو أهله ... أما بعد، في شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم في شأنه، فـ ".

قال (¬1): وقال أَصحابي [قال]: "هم قريب من ثلاثين كذّابًا". حسن صحيح - "التعليقات" أيضًا (6616)، "قصة المسيح الدّجال" (ص 50). 1590 - 1894 - عن عبد الله بن مغَفَّل، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّه لم يكن نبيّ إِلّا حذّر أُمتَه الدجال، وإِنّي أُنذركموه، وإِنّه كائن فيكم". صحيح لغيره - "قصة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان" (8)، "التعليقات" أَيضًا (6743)، "الصحيحة" (2934). 1591 - 1896 - عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبيّ إِلّا وقد أَنذر أُمتَه الدجال، وإِنّي سأُبيّن لكم شيئًا، تعلمون أنّه أَعور، وإنَّ ربّكم ليس بأَعور، وإنّه بين عينيه مكتوب: (كافر)، يقرأه كلُّ مؤمن، كاتب وغير كاتب". (قلت): هو في "الصحيح"؛ خلا من قولِه "وإنَّ بين عينيه .. إلخ". حسن صحيح - "الضعيفة" تحت الحديث (1969). 1592 - 1897 - عن حذيفة، قال: كنّا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فذكر الدجال، فقال: "لفتنةُ بعضكم أَخوفُ عندي من فتنة الدجال؛ إنّها ليست من فتنة صغيرة ولا كبيرة إِلّا تتضعُ لفتنة الدجال، فمن نجا من فتنةِ ما قبلها نجا منها، وإنّه لا يضرّ مسلمًا، مكتوب بين عينيه: (كافر) مُهَجّاة (¬2): (ك ف ر) ". ¬

_ (¬1) أَي: جابر، كما في "مسند أَحمد"، ولفظه: قال جابر: وبعض أصحابي يقول ... (¬2) الأَصل: "بهجاوة"! ولم أَجد معناه مناسبًا فصححته من طبعتي "الإحسان"، وكذلك وقع في "المسند" (3/ 397) من حديث جابر، ونحوه في مسلم (8/ 195)، وأحمد (3/ 206 و 211، 229، 249) من حديث أَنس بألفاظ متقاربة.

حسن صحيح - "قصة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان" (3084). 1593 - 1898 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يخرج الدجال مِن ها هنا"؛ وأَشار نحوَ المشرق". صحيح لغيره - "تخريج المشكاة" (5480)، "التعليقات الحسان" (6750): م - نحوه. 1594 - 1899 - عن أُبي بن كعب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الدجال عينه خضراء (¬1) كزجاجة، وتعوذوا بالله من عذاب القبر". صحيح - "الصحيحة" (1863). 1595 - 1900 - عن ابن عباس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنّه ذكر الدجال فقال: "أَعور هَجَان (¬2) أَزهر، كأنّ رأسه أَصَلَة (¬3)، أَشبهُ الناس بعبد العُزّى ابن قَطَن، فإن هلك الهُلَّك (¬4)؛ فإنّ ربّكم ليس بأَعور". صحيح - "الصحيحة" (1193)، "قصة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان" (26 و 27) 1596 - 1901 - عن مُجَمِّع بن جارية، قال: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يقتل ابنُ مريمَ الدجالَ بباب (لُدٍّ) (¬5) ". صحيح - "قصة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان" (68 و 69). ¬

_ (¬1) الأَصل: "حصى"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"" و"المسند". (¬2) أي: أبيض؛ كما في "النهاية". (¬3) الأصلة: الحية العظيمة الضخمة القصيرة، والعرب تشبّه الرأس الصغير كثير الحركة برأس الحيّة. (¬4) بالضم والتشديد جمع: (هالك)؛ أَي: فإن هلك ناس جاهلون وضلّوا؛ فاعلموا أنَّ اللهَ ليس بأَعور. "النهاية"، وفي الأصل: "الهالك"! بالإفراد، والتصحيح من "الإحسان". (¬5) لُدٌّ: قرية قرب بيت المقدس

1597 - 1902 و 1903 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الأَنبياء إِخوة لِعَلَّات (¬1)، وأُمهاتهم شتى، وأَنا أَولى الناس بعيسى ابن مريم، إنَّه نازل فاعرفوه؛ فإنّه رجل ينزعُ إِلى الحمرة والبياض، كأنّ رأسه يقطر؛ وإن لم يصبه بَلّة، وإنّه يَدُقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويفيضُ المالُ، ويضعُ الجزية، وإنَّ الله يُهْلِك في زمانه الملل كلّها غير الإِسلام، ويهلك الله المسيحَ الضالَّ الأَعور الكذّاب، ويُلقي [الله] الأَمَنَةَ؛ حتّى يرعى الأَسد مع الإبل، والنمر مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان مع الحيات، لا يضرّ بعضهم بعضًا، [فيمكث في الأرض أَربعين سنة، ثمَّ يُتوفى، فيصلّي عليه المسلمون [صلوات الله عليه] ". صحيح - "الصحيحة" (2182)، "قصة نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان" (ص 61 و 62) 1598 - 1904 - عن أَبي هريرة، قال: قال: أُحدّثكم ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق؟ [حدثنا رسول الله الصادق المصدوق] (¬2): "إنَّ الأعور الدجال - مسيحَ الضلالة - يخرج من قبل المشرق، في زمان اختلاف من النَّاس وفُرقة، فيبلغ ما شاءَ الله من الأرض في أَربعين يومًا، [الله] أَعلم ما مقدارها، الله أَعلم ما مقدارها (مرتين)؟! وينزل [اللهُ] عيسى ابن مريم؛ فَيَؤُمُّهم (¬3)، فإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، ¬

_ (¬1) هم الذين أُمهاتهم مختلفة وأَبوهم واحد، أَراد أن إيمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة. "نهاية". (¬2) زيادة من طبعتي "الإحسان"، لم يستدركها الداراني. (¬3) قال ابن حبان: أراد به فيأمرهم بالإمامة؛ إذ العرب تنسب الفعل إلى الآمر، كما تنسبه إلى الفاعل". قلت: هذا تأويلٌ لا وجه له عندي، بل هو خلاف قوله: "فإذا رفع رأسه من الركعة قال .. ". =

26 - باب في يأجوج ومأجوج

قتل الله الدجال وأَظهر المؤمنين". صحيح - "التعليقات الحسان" (6773)، "قصة المسيح الدجال" (ص 13). 1599 - 1905 - عن عائشة؛ قالت: دخل عليَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وأَنا أَبكي، فقال: "ما يُبكيك؟ "، فقلت: يا رسولَ اللهِ! ذكرتُ الدجال، قال: "فلا تَبكِيِنَّ، فإن يخرج وأَنا حيٌّ أَكفِيكُموه، وإن مُت فإن ربكم ليس بأعور، وإنه يخرج معه اليهود، فيسير حتى ينزل بناحية المدينة، وهي يومئذ لها سبعة أَبواب، على كلِّ باب مَلَكان، فَيُخْرِجُ اللهُ شرارَ أَهلها، فينطلق [حتى] يأَتي (لُدًّا)، فينزل عيسى ابن مريم فيقتله، ثمَّ يلبث عيسى في الأَرض أَربعين سنة؛ [أو قريبًا من أربعين سنة] إِمامًا عَدْلاً، وحَكَمًا مُقْسِطًا". حسن صحيح - "قصة المسيح الدجال" (ص 18)، "التعليقات الحسان" (6783). 26 - باب في يأجوج ومأجوج 1600 - 1906 - عن أُمِّ حَبيبة (¬1)، قالت: ¬

_ = فالمعنى: يصلي بهم إمامًا، وهذا وهو في بيت المقدس، حيث يَقتلُ عليه السلام الدجال بـ (لُد)، كما في الحديث التالي، وفي الحديث اختصار وطيٌّ؛ فإن من الثابت في غير ما حديث صحيح أن عيسى عليه السلام ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وفي "صحيح مسلم": "فيقول أميرهم: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة". فهو هناك مأموم، وفي بيت المقدس إمام، وذلك يكون بعد وفاة المهدي عليه السلام، وانتقال عيسى من دمشق إلى (القدس). (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر: "هو في "الصحيحين" من رواية أُمّ حبيبة عن زينب بنت جحش عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأَخرجه مسلم من رواية ابن عيينة، فلعلَّ زينب سقطت من هذا الطريق".

استيقظَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "لا إِله إِلّا الله! ويلٌ للعربِ من شرّ قد اقترب! فُتِحَ [اليوم] (¬1) من ردم يأجوج ومأجوج" - وحلّق بيده عشرة -. قالت: قلت: يا رسولَ اللهِ! أَنهلك وفينا الصالحون؟! قال: "نعم إِذا كثر الخَبَث". صحيح - "الصحيحة" (987): ق - عن زينب؛ وهو الصواب وهو رواية لابن حبان (1/ 272/ 327 - "الإحسان"). 1601 - 1908 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يحفرون في كلِّ يوم، حتّى يكادوا أَن يروا شعاع الشمس، فيقولون: نرجع إِليه غدًا، فيرجعون وهو أَشدّ ما كانَ، حتّى إِذا بلغت مدتهم، وأَرادَ الله أن يبعثَهم على النّاس؛ قالوا: نرجع إليه غدًا إِن شاءَ الله، فيرجعون إِليه كهيئة ما تركوه، فيحفرونه فيخرجون على النّاس"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل، وكذا من طبعة الداراني، واستدركتها من طبعتي "الإحسان" وغيره، وهذا الحديث - كالذي بعده وما في معناهما - صريح في أنه سيأتي يوم على السد يحفره يأجوج ومأجوج، وينطلقون منه، فلا ينافي ذلك قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}؛ لأن المنفي فيه غير المثبت في الأحاديث كما هو ظاهر، وخفي ذلك على الحافظ ابن كثير؛ فإنه مع تقويته لحديث أبي هريرة الآتي؛ زعم أنه منكر لمخالفته للآية، وقد كنت رددت عليه في "الصحيحة" بما لا يمكن لمنصف ردّه، ثم رأيت الشيخ شعيبًا في طبعته لهذا الكتاب: "الموارد" قد صرح (2/ 851) بقوله: "جيد؛ لكن في رفعه نكارة" محيلًا في بيان ذلك إلى تعليقه على "الإحسان"، وهناك (15/ 243 - 244) نقل كلام ابن كثير في "تفسيره" على ما فيه، وتقلَّده الشيخ شعيب، ثم حملته شهوة الرد والنقد على الألباني، فنسبني إلى الوهم بشطبة قلم، دون أن يبين سبب الوهم! وتجاهل رجوع ابن كثير في كتابه "البداية" عن النكارة المزعومة بالجمع الذي أشرت إليه آنفًا، كما تجاهل حديثي البخاري ومسلم، وقد رددت عليه في تخريجي لحديث أبي هريرة في "الصحيحة" (3015) بما يكشف عن مكابرته واتباعه لهواه، والله المستعان.

27 - باب قبض روح كل مؤمن، ورفع القرآن

"فيفرُّ الناس منهم إِلى حصونِهم". صحيح - "الصحيحة" (1735). 1602 - 1909 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تفتح يأجوج ومأجوج، ويخرجون على النّاس كما قال الله عزَّ وجلّ: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}، وينحاز المسلمون عنهم إِلى مدائنِهم وحصونِهم، ويضمون إِليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأَرض، حتّى إِنَّ بعضَهم ليمرُّ بذلك النهر فيقول: قد كانَ ها هنا ماء مرّة! حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا في حصن أو مدينة؛ قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقي أهل السماء! قال: ثم يهز أحدهم حربته، ثم يرمي بها إلى السماء، فترجع إِليه مختضبة دمًا - للبلاء والفتنة -، فبينما هم على ذلك؛ يبعث الله عزَّ وجلَّ دودًا في أَعناقِهم، كَنَغَف الجراد الذي يخرج في أَعناقِها، فيصبحون موتى لا يُسمع لهم حِسّ، فيقول المسلمون: أَلا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو؟ فيتجرّد رجل منهم لذلك محتسبًا لنفسِه على أنّه مقتول، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي: يا معشرَ المسلمين! أَلا أَبشروا؛ فإنَّ الله قد كفاكم عدوّكم، فيخرجون من مدائنهم وحصونِهم؛ فَيَسْرحون مواشيَهم". حسن صحيح - "الصحيحة" (1793). 27 - باب قبض روح كلّ مؤمن، ورفع القرآن 1603 - 1910 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:

28 - باب لا تقوم الساعة على أحد يقول: لا إله إلا الله

"لا تقومُ الساعة حتّى تُبعث ريح حمراء من قبل اليمن، فيكفِتُ بها اللهُ كلَّ نفسٍ تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر، وما ينكرها الناس من قلّة من يموتُ فيها، ماتَ شيخ في بني فلان، وماتت عجوز في بني فلان. ويُسرَى على كتابِ الله، فيرفع إِلى السماء فلا يبقى في الأَرض منه آية. وتقيءُ الأَرض أَفلاذَ كَبِدها من الذهب والفضة، ولا ينتفعُ بها بعد ذلك اليوم، فيمرُّ بها الرَّجل فيضربها برجله ويقول: في هذه كان يَقْتَتِلُ [مَنْ كانَ] (¬1) قبلنا، وأَصبحت اليوم لا ينتفعُ بها". قال أَبو هريرة: [وإن] أَوّل [قبائل] العرب فناءً: قريش، والذي نفسي بيدِه أَوشك أَن يمرَّ الرَّجل على النعلِ وهي ملقاة في الكناسة؛ فيأخذها بيدِه ثمَّ يقول: كانت هذه من نعال قريش في الناس (¬2). صحيح - "التعليقات الحسان" (6814). 28 - باب لا تقوم الساعة على أحد يقول: لا إِله إِلّا الله 1604 - 1911 - عن أَنس (¬3)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأَصل: "يقتل قبلنا"، وكذا في الطبعة الجديدة المحققة! والتصحيح من طبعتي "الإحسان". (¬2) قول أَبي هريرة قد صحَّ مرفوعًا من طريق أُخرى عنه، وهو مخرّج في "الصحيحة" (738). (¬3) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا رواه مسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البناني عن أَنس، فلا حاجة لاستدراكه، لكن لفظه: "الله الله"". وأَقول: رواية الكتاب هامّة جدًّا؛ لأنها توضحُ المراد من رواية مسلم، ولذلك استدركها المؤلف فأَحسن، جزاه الله خيرًا؛ فإنّها تقضي على طرق الصوفيّة واستدلالهم بحديث مسلم على الذكر باللفظ المفرد. وجرت لي مناقشة منذ نحو خمسين سنة في دمشق مع أحد شيوخ الطريقة النقشبنديّة - ولا زالَ حيًّا -؛ اعترف فيها بعدم صحة الاستدلال به؛ لما رويت له هذا اللفظ، مع شرح لا مجال هنا لبيانه.

"لا تقوم الساعة على أَحد يقول: لا إِله إِلّا الله" صحيح - "الصحيحة" (3016): م بلفظ: "الله، الله": * * *

33 - كتاب الأدب

33 - كتاب الأَدب 1 - باب في الأكابر وتوقيرهم 1605 - 1912 - عن ابن عباس، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "البركة مع أَكابرِكم". صحيح - "الصحيحة" (1778). 1606 - 1913 - عن ابن عباس، رفعه إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ليس منّا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير ... ". صحيح لغيره دون الجملة المحذوفة (¬1) - "الضعيفة" تحت الحديث (2108)، "الصحيحة" (2196). 2 - باب ما جاء في الرفق 1607 - [553 - عن عائشة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) قلت: ونصها: "ويأمر بالمعروف، وينه عن المنكر"، وهي زيادة منكرة لا شاهد لها، وأما الأخ الداراني؛ فقد جرى على عادته وغفلته، فقد صدر الحديث هنا بقوله: "إسناده ضعيف .. " فأَحسن، ولكنّه أَساء حينما لم يوضح للقرّاء ما صح منه، مع إطالته في التخريج في ثلاث صفحات! ونحو ذلك فعل المعلّق على "الإحسان" (2/ 203 - 305)، ولكنه هنا (2/ 855) عكس فقال: "حسن" دون تفصيل؛ فتناقض! والله المستعان.

3 - باب ما جاء في حسن الخلق

"إنَّ الله يحبُّ الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"]. صحيح - "الصحيحة" (524): م مختصرًا. 1608 - 1914 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الله رفيق يحبُّ الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف". حسن صحيح - "الروض النضير" (36، 764): م - عائشة. 1609 - 1915 - عن أَنس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما كانَ الرفق في شيءٍ قط إِلّا زانه، ولا كان الفحشُ في شيء قطّ إِلّا شانه". صحيح لغيره - "المشكاة" (4854/ التحقيق الثاني)، "الروض" (36). 3 - باب ما جاء في حسن الخلق 1610 - 1916 - عن عبد الله بن عمرو، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مجلس: "أَلا أُخبركم بأَحبّكم إِليّ، وأَقربكم منّي مجلسًا يوم القيامة؟! " (ثلاث مرّات يقولها). قلنا: بلى يا رسولَ الله! قال: "أَحسنكم أَخلاقًا". حسن صحيح - "الصحيحة" (791). 1611 - 1917 و 1918 - عن أَبي ثعلبة الخشني، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:

"إنَّ أَحبَّكم إِليّ وأَقربَكم منّى في الآخرة: أَحاسنُكم أَخلاقًا، و [إن] أَبغضَكم إِليّ وأَبعدَكم منّى في الآخرة: أَسوؤُكم أَخلاقًا، المتشدّقون، المتفيهقون، الثرثارون". صحيح لغيره - "الصحيحة" (791). 1612 - 1919 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَلا أُخبركم بخيارِكم؟! ". قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: "أَطولُكم أَعمارًا، وأَحسنُكم أَخلاقًا" (¬1). صحيح لغيره - "الصحيحة" (1298). 1613 - 1920 و 1921 - عن أَبي الدرداء، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ أَثقلَ ما يوضعُ في ميزان المؤمن يوم القيامة: خلقٌ حسن، وإنَّ اللهَ يبغضُ الفاحش البذيء". صحيح - "الصحيحة" (876). 1614 - 1922 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنَّ معاذ بن جبل أَرادَ سفرًا، فقال: يا نبيَّ الله! أَوصني؟ قال: "اعبد الله ولا تشرك به شيئًا". قال: يا نبيَّ الله! زدني؟ قال: "إِذا أَسأت فأحسن". ¬

_ (¬1) قلت: وفي لفظ: "أعمالًا"؛ وسيأتي (2083 - 2465) مع الكلام على إسناده؛ والرد على المعلقين الغافلين عن علته.

قال: يا نبيّ الله! زدني؟ قال: "استقم، وليحسُن خلقُك". حسن - "الصحيحة" (1228). 1615 - 1923 - عن أَبي هريرة، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أَكثر ما يدخل الناس الجنّة؟ قال: "تقوى الله، وحسنُ الخلق". قيل: ما أَكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: "الأَجوفان: الفمُ والفرجُ". حسن - "التعليق الرغيب" (3/ 256). 1616 - 1924 و 1925 - عن أُسامة بن شريك، قال: كنّا عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كأنَّ على رءوسنا الرَّخَمَ، ما يتكلّم منّا متكلمٌ، إِذ جاء ناس من الأَعراب، فقالوا: يا رسولَ اللهِ! أفتنا في كذا، أفتنا في كذا؟ فقال: "أَيّها الناس! إنّ الله قد وضعَ عنكم الحرج؛ إِلّا امْرَءًا اقترضَ من عِرض أَخيه، فذاك الذي حَرِجَ وهلك". قالوا: أَفنتداوى يا رسولَ الله؟! قال: "نعم؛ فإنَّ الله لم ينزل داءً إِلّا أَنزل له دواءً، غير داءٍ واحد". قالوا: وما هو يا رسول الله؟! قال: "الهرم".

قالوا: فأَي الناسِ أَحبّ إِلى الله يا رسولَ اللهِ؟! فقال: "أَحبُّ الناسِ إِلى اللهِ أَحسنهم خلقًا". وفي رواية [قالوا: يا رسولَ الله! فما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: "خلق حسن"]. صحيح - "الصحيحة" (432)، "غاية المرام" (292)، "صحيح أَبي داود" (1759)، "الروض النضير" (رقم 12). 1617 - 1926 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَكمل المؤمنين إِيمانًا أَحسنهم خُلُقًا". حسن صحيح - "الصحيحة" (284). 1618 - [94 - عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "أحسنهم خلقًا"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (284). 1619 - 1927 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المؤمن ليدرك بخلقه درجة الصائم القائم". صحيح - "الصحيحة" (522، 795). 1620 - [91 - عن أَبي هريرة، قال: سمعت أَبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خيركم أَحاسنكم أَخلاقًا؛ إِذا فَقُهوا"]. صحيح - "الصحيحة" (1846).

4 - باب ما جاء في الحياء

4 - باب ما جاء في الحياء 1621 - 1929 و 1930 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الحياء من الإِيمان، والإيمان في الجنّة، والبَذَاء من الجفاء، والجفاء في النار". حسن صحيح - "تخريج الإِيمان" (14/ 1042)، "الصحيحة" (495). 5 - باب ما جاء في السلام 1622 - 1931 - 1933 - عن أَبي هريرة: أنَّ رجلًا مرَّ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مجلس، فقال: سلام عليكم، فقال: "عشر حسنات". ثمَّ مرَّ آخر فقال: سلام عليكم ورحمة الله، فقال: "عشرون حسنة". ثمَّ مرَّ رجل آخر فقال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: "ثلاثون حسنة". فقامَ رجل من المجلس ولم يسلّم، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما أَوشك ما نسي صاحبكم! إِذا جاءَ أَحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أَن يجلس فليجلس، وإِن قام فليسلم؛ فليست الأُولى بأَحقَّ من الآخرة". صحيح - "الصحيحة" (183).

1623 - 1934 - عن البراء، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَفشوا السلام تَسلموا". حسن - "الصحيحة" (1493)، "الإرواء" (3/ 239 و 240). 1624 - 1935 - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أَيّهما بدأ؛ فهو أَفضل". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1146). 1625 - 1936 - عن فضالة بن عبيد، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لِيسلم (¬1) الفارسُ على الماشي، والماشي على القاعد، والقليلُ على الكثير". صحيح - "الصحيحة" (1150). 1626 - 1937 و 1938 - عن [شريح بن هانئ] (¬2): أنَّ هانئًا لمّا وفد إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مع قومِه، فسمعهم يَكنون هانئًا أَبا الحكم، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ¬

_ (¬1) كذا الأصل: "ليسلم" بزيادة لام الطلب، وكذلك هو في "الإحسان"! ولعلها مقحمة أو سهو من بعض الرواة؛ فإنها لم ترد في أي مصدر آخر من مصادر تخريج الحديث عن فضالة، ولا عن غيره من الصحابة - فيما علمت -، وقد جاء عن أبي هريرة - من طرق عنه -، وعن جابر -وتقدم قبله -، وعبد الرحمن بن شبل، وغيرهم، كلهم قالوا: "يسلم .. "، والباقي نحوه. انظر "الصحيحة" (1145 - 1150)، ويمكن أن يكون من باب رواية الحديث بالمعنى، والله أعلم. (¬2) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان".

6 - باب السلام في الكتاب

"إنَّ اللهَ هو الحَكَم، وإِليه الحُكْمُ؟ فلم تكنى أَبا الحكم؟! ". قال: قومي إِذا اختلفوا في شيء رضوا بي حَكَمًا، فحكمت بينهم، فقال: "إنَّ ذلك لحسن، فما لك من الولد؟ ". قال: قال: شريح، وعبد الله، ومسلم، قال: "فأَيّهم أَكبر؟ ". قال: شريح، قال: "فأَنت أَبو شريح"؛ فدعا له ولولده. فلمّا أَرادَ القوم الرّجوع إِلى بلادِهم؛ أَعطى كلَّ رجلٍ منهم أَرضًا حيث أَحبّ من بلادِه، قال أَبو شريح: يا رسول الله! أَخبرني بشيء يوجب لي الجنّة؟ قال: "طِيبُ الكلام، وبذل السلام، وإِطعام الطعام". وفي رواية: ["عليك بحسن الكلام ... "]. صحيح - "الصحيحة" (1939)، "الإرواء" (2615). 1627 - 1939 - عن أَبي هريرة، قال: إنَّ أَبخل الناسِ من بخل بالسلام، وأَعجزَ الناسِ من عَجَزَ عن الدعاء. صحيح - "الصحيحة" (601) مرفوعًا. 6 - باب السلام في الكتاب 1628 - 1940 - عن ابن عباس:

7 - باب الرد على أهل الذمة

أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كتبَ إِلى حَبر (تَيماء)؛ فسلم (¬1) عليه. حسن الإسناد. 7 - باب الرد على أَهل الذمة 1629 - 1941 - عن أَنس: أَنَّ يهوديًّا سلّمَ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه؛ فقال: السأم (2) عليكم، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتدرون ما قال؟ ". قالوا: نعم، سلّم علينا! قال: "لا، إِنّما قال: السأم (2) عليكم؛ أَي: تسأمون (¬2) دينكم، فإِذا سلّم عليكم رجل من أَهل الكتاب؛ فقولوا: وعليك". صحيح - "الإرواء" (1276): م - مختصرًا. 8 - باب التواضع [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] ¬

_ (¬1) الأصل: (يسلم)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، ولعل هذا السلام كان على نحو ما كتب - صلى الله عليه وسلم - إلى (هِرَقل): "السلام على من اتبع الهدى". (¬2) كذا بالهمز في المواضع الثلاثة، وفي طبعتي "الإحسان" بدون همز، وهو المعروف في مصادر الحديث، فأَخشى أَن يكون قوله: "أَي: تسأمون دينكم" تغييرًا من بعضهم أَقحمه الناسخ في الحديث، والله أَعلم. ثم رأيت ابن الأثير قال في "النهاية": "هكذا جاء في رواية مهموزًا؛ من السأم، ومعناه: أنكم تسأمون دينكم، والمشهور فيه ترك الهمز، ويعنون به الموت".

9 - باب الفخر بأهل الجاهلية

9 - باب الفخر بأَهل الجاهليّة 1630 - 1943 - عن ابن عباس، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تفتخروا (¬1) بآبائكم في الجاهليّة، فوالذي نفس محمَّد بيده؛ لما يُدَهْدِهُ الجُعَل (1) بمنخريه: خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهليّة". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 21). 10 - باب ما جاء في الأَسماء 1631 - [5809 - عن جابر بن عبد الله، أَنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِن عِشتُ إِن شاءَ الله؛ زَجَرْتُ أَن يُسمَّى بركة ونافعًا وأَفلح" فلا أَدري قال: أَفلَحَ أَم لا؟ فقبض النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يزجر عن ذلك، فأَراد عمر أَن يزجر عن ذلك؛ ثم تركه]. صحيح - "الصحيحة" (3271): م نحوه من طريق أخرى عن جابر: "الصحيحة" (2143). 1632 - [5795 - عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل، ويعجبه الاسم الحسن]. صحيح - "الصحيحة" (777). 1633 - [5794 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطير يجري بقدر". ¬

_ (¬1) الأصل: "لا تفخروا"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"مسند الطيالسي"؛ فإنه في الكتاب عنهم، وكذا أحمد، ولم يصححه المعلقون الأربعة! والجُعَل: حيوان كالخنفساء يكثر في المواضع الندية.

وكان يعجبه الفأل الحسن]. حسن - "الصحيحة" (860). 1634 - 1945 - عن خيثمة، قال: كانَ اسم أَبي عَزيزًا، فسماه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن. صحيح لغيره - "الصحيحة" (904). 1635 - 1946 - عن بشير بن الخصاصية - وكان اسمه في الجاهليّة (زحم) -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما اسمك؟ ". قال: زحم. قال: "أَنت بشير"، فكان اسمَه؛ قال: بينما أَنا أَمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا ابن الخصاصية! ما أَصبحتَ تَنقِم على اللهِ؟! ". قلت: ما أَصبحتُ أَنقِمُ على اللهِ شيئًا، كلُّ خيرٍ فعل اللهُ بي. (قلت): فذكر الحديث، وهو في الجنائز [200/ 790]. حسن - "أحكام الجنائز" (172 - 173 و 252)، "الإرواء" (760). 1636 - [5793 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلًا يقول: يا شهاب! قال: "أنت هشام"]. حسن - "الصحيحة" (215). 1637 - 1947 - عن عائشة:

11 - باب ما جاء في العطاس

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بأرض تسمى غَدِرة (¬1)، فسماها خَضِرة. صحيح - "الصحيحة" (208). 11 - باب ما جاء في العطاس 1638 - 1949 - عن أَبي هريرة، قال: جلس رجلان عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَحدهما أَشرف من الآخر -، فعطس الشريف فلم يحمد الله، وعطس الآخر فحمد الله، فشمته النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! عطستُ فلم تشمتني، وعطس هذا فَشَمَّتَّهُ؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ هذا ذكر الله فَذَكَرْتُه، وأنت نسيتَ فنسيتُك". حسن - "تخريج المشكاة" (4734/ التحقيق الثاني). 12 - باب الصلاة على غير النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 1639 - 1950 - 1952 - عن جابر، قال: أَتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَستعينه في دين كان على أَبي، فقال: "آتيكم". فقلت للمرأة: إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يأتينا؛ فإِيّاك أن تكلميه أو تؤذيه، قال: فأَتى - صلى الله عليه وسلم -؛ فذبحت له داجنًا كانَ لنا، قال: "يا جابر! كأنّك علمت حبّنا اللحمَ". فلمّا خرج قالت له المرأة: يا رسولَ الله! صلّ عليَّ وعلى زوجي، ففعل. ¬

_ (¬1) الأصل: (عذرة)! والتصويب من "الإحسان"، انظر "الصحيحة".

13 - باب الجلوس على الطريق

(وفي رواية): فقال: "صلّى الله عليك، وعلى زوجِك"). فقال لها: أَلم أَقل لك؟! فقالت: رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يدخل بيتي ويخرج؛ ولا يصلي علينا؟! صحيح - "فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (رقم 77)، "صحيح أَبي داود" (1372). 13 - باب الجلوس على الطريق 1640 - 1953 - عن البَراء، قال: مرَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على مجلس الأَنصار، فقال: "إِن أَبيتم إِلّا أَن تجلسوا؛ فاهدوا السبيل، وردّوا السلام، وأَعينوا (¬1) الملهوف". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2501) (¬2). 1641 - 1954 - عن أَبي هريرة، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أَن يجلسوا بأفنية الصُّعُدات. ¬

_ (¬1) في طبعتي "الإحسان": "وأغيثوا". (¬2) قلت: من تخاليط الشيخ شعيب التي ارتضاها لنفسه: أنه صحح إسناد الحديث لذاته، وهو يرى في بعض مصادره تصريح شعبة بأن أبا إسحاق السبيعي لم يسمعه من البراء، ويحتمل عندي أن هذا التخريج ليس بقلمه، ولا باطلاعه، وإنما بقلم بعض من كان يعمل تحت إشرافه من المبتدئين في هذا العلم، ولا سيما أنه قد قيل: إن الجزء الأول والثاني من "الإحسان" ليس من تحقيقه، وإنما من تحقيق الأخ الداراني؛ إلا أن هذا - مع كثرة أخطائه وغفلاته - قد أعل الحديث هنا بأنه منقطع، ونقل تصريح شعبة المشار إليه، لكن بقي هناك فائدة وهي أن هذا مثال من عشرات الأمثلة على أن ابن حبان لم يف بشروطه التي وضعها لكتابه "الصحيح"؛ منها أن لا يكون في الإسناد مدلس، وأبو إسحاق عنده مدلس كما صرح في "ثقاته" (5/ 177)، وقد روى عنه أحاديث كثيرة بالعنعنة، فهو من الأدلة الكثيرة للرد على من زعم أنه وفى بشروطه، كالداراني هذا، انظر (المقدمة).

14 - باب الجلوس

قالوا: يا رسولَ الله! إِنّا لا نستطيع ذلك ولا نطيقه؟! قال: "إِمّا لا؛ فأَدّوا حقّها". قالوا: وما حقُّها يا رسولَ الله؟! قال: "ردُّ التحية، وتشميت العاطس إِذا حمد الله، وغض البصر، وإِرشاد السبيل". حسن صحيح - "الصحيحة" أَيضًا. 14 - باب الجلوس 1642 - 1955 - عن جابر بن سمرة، قال: كنّا إِذا أَتينا النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ جلس أَحدنا حيث ينتهي. صحيح لغيره - "الصحيحة" (330). 15 - باب ما نهي عنه من الجلوس 1643 - 1956 - عن الشرِيد بن سويد، قال: مرَّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنا جالس، وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت (¬1)، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " (¬2) أَتقعد قِعدة المغضوب عليهم؟! ". قال ابن جريج: وضع راحتيه على الأَرض [وراء ظهره] (¬3). ¬

_ (¬1) زاد أَبو داود وغيره: على ألية يدي. (¬2) الأَصل: "لا"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان" ومصادر التخريج، وغفل عنه المعلقون الأربعة! (¬3) قلت: زيادة من "الإحسان"، ولينظر ما هو المراد من قول ابن جريج هذا؟! فإن الجملة التي مرت بمعناه هي من روايته، وليس في إسناد الحديث غيره.

16 - باب فيمن قام من مجلسه ثم رجع إليه

صحيح لغيره - "جلباب المرأة" (196/ 2) (¬1). 16 - باب فيمن قام من مجلسه ثمَّ رجع إِليه 1644 - 1957 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا قامَ الرَّجل من مجلسه ثمَّ رجع إِليه؛ فهو أَحقّ به". صحيح - "صحيح الأَدب المفرد" (881): م - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 17 - باب التحول إِلى الظل 1645 - 1958 - عن أَبي حازم، قال: جاء أَبي والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقام في الشمس، فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتحول إِلى الظل. صحيح - "الصحيحة" (833). 18 - باب الاضطجاع 1646 - 1959 - عن أَبي هريرة، قال: مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رجل مضطجع على بطنِه، فغمزه برجله وقال: "إنَّ هذه ضِجعة لا يحبّها الله". حسن صحيح - "المشكاة" (4718). ¬

_ (¬1) أَعلّه الداراني وصاحبه هنا بعنعنة ابن جريج، وسبقهما المعلق على "الإحسان"! وعليه؛ ضعفه هنا! وفاتهم جميعًا تصريحه بالتحديث في رواية عبد الرزاق عنه، انظر "جلباب المرأة".

19 - باب الاستلقاء

19 - باب الاستلقاء 1647 - 1961 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه نهى أَن يستلقيَ الرَّجل ويثني إِحدى رجليه على الأُخرى. (قلت): ذكر أَبا بكر بن حفص في "الثقات" (¬1)، وقال: "يروي عن أَبي هريرة". فالله أَعلم. صحيح - "الصحيحة" (3/ 255). 20 - باب ما جاء في المباشرة 1648 - 1963 - عن ابن عباس، رفع الحديث إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا يباشر الرجلُ الرَجلَ، ولا المرأةُ المرأةَ". صحيح لغيره - "الروض النضير" (474 و 1179). 21 - باب ما جاء في المخنثين 1649 - 1964 - عن عائشة: أَنَّ (هِيتًا) كانَ يدخل على أَزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا لا يعدّونه من أُولي الإربة (¬2)، فدخل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذ ينعَت امرأة أنّها إِذا أَقبلت أَقبلت بأَربع، وإِذا أَدبرت أَدبرت بثمان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " [أ] (¬3) لا أرى هذا يعلم ما ها هنا؟! لا يدخل هذا عليكم". ¬

_ (¬1) (ج 5/ 563)، وذكره في مواضع أخرى منه، ولم يذكر روايته هذه، فانظر "تيسير الانتفاع". (¬2) كناية عن الحاجة إلى النكاح. (¬3) سقطت من الأصل، واستدركتها من "الإحسان" من الطبعتين و"صحيح مسلم" (7/ 11)، و"أَبي داود" (4107)؛ وليس عنده اسم: (هيت)؛ خلافًا لتعليق شعيب (10/ 341)!

22 - باب الاستئذان

وأَخرجه، وكان بالبيداء يدخل كلَّ جمعة يَستطعِم. صحيح - "التعليقات الحسان" (4471): م - دون ذكر البيداء والاسم (¬1). 22 - باب الاستئذان 1650 - 1965 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "رسول الرَّجل إِلى الرجل إِذنه". صحيح - "الإرواء" (1955). 1651 - 1966 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأذن المرأة في بيت زوجها وهو شاهد إِلّا بإذنِه". صحيح - "الإرواء" (2004)، "صحيح أَبي داود" (2126): ق - فليس على شرط "الزوائد". 1652 - 1967 - عن أَبي صالح، قال: جاء عمرو بن العاص إِلى منزل علي [بن أبي طالب] يَلْتَمِسُهُ، فلم يقدر عليه، ثمَّ رجع فوجده، فلمّا دخل كلّمَ فاطمة، فقال له علي: ما أَرى حاجتَك إِلّا إِلى المرأة، قال: أجل، إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أَن ندخل على المُغِيبات. صحيح لغيره إلا قوله: فاطمة (¬2) - "الصحيحة" (652)، التعليق على "الإحسان" (5557). ¬

_ (¬1) قلت: فقول الداراني (6/ 252): "وليس على شرط الهيثمي"! ليس صحيحًا على إطلاقه؛ فتنبّه. (¬2) قلت: وذلك لأن (أبا صالح) هذا هو (ذكوان)، ولم يذكروا له رواية عن (عمرو بن العاص)، وبينهما في رواية لأحمد وغيره (مولى لعمرو بن العاص)، ولا يعرف؛ إلا أن يكون (أبا قيس مولى عمرو) الثقة، ولكنهم لم يذكروه في شيوخ (ذكوان)، وجَزمُ ابن حبان بأن (أبا صالح) هو المعروف بـ (ميزان) في غير محله؛ لمخالفته لروايتين صحيحتين عنه أنه (ذكوان)، مع أنه مما لا سلف له في ذلك. =

23 - باب دخول الأعمى

23 - باب دخول الأَعمى [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 24 - باب مشي النساء في الطريق 1653 - 1969 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس للنساء وَسَط الطريق". حسن لغيره - "الصحيحة" (856). 25 - باب ما جاء في الوحدة 1654 - 1970 - عن ابن عمر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لو يعلم الناس ما في الوحدة؛ ما سار راكب بليل أَبدًا". صحيح - "الصحيحة" (61): خ - قلت: فهو ليس من شرط "الزوائد". 26 - باب ما جاء في الغضب 1655 - 1971 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قلت: يا رسول الله! ما يمنعني من غضب الله تعالى؟ قال: "لا تغضب". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (3/ 277). ¬

_ = وعليه؛ فتصدير الداراني هنا الحديث بقوله: "إسناده صحيح"! غير صحيح، وكذلك صنع الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" (12/ 397 - 398)، وقد سرق تخريجه المسمى بـ (عبد السلام علوش) في "زوائده" (2/ 124) دون أن يميز صوابه من خطئه كما هي عادته!! إذا عرفت هذا؛ ففي روايةٍ تسمية المرأة (أسماء بنت عميس)، فالحديث مضطرب سندًا ومتنًا؛ لكن له إسناد آخر صحيح؛ ليس فيه التسمية مطلقًا، فمن شاء راجع "الصحيحة".

27 - باب ما جاء في الفحش

1656 - 1972 - عن جارية بن قدامة: أنَّ رجلًا قال للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: [يا رسول الله!] (¬1) قل لي قولًا [ينفعني الله به] وأَقلل؛ [لعلي لا أُغفله]؟ قال: "لا تغضب"؛ فأَعاد عليه [مرارًا، كلَّ ذلك يرجع إِليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]، قال: "لا تغضب". صحيح - "التعليق" أَيضًا. 1657 - 1973 - عن أبي ذر، أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس؛ فإن ذهب عنه الغضب؛ وإلا فليضطجع". صحيح - "التعليق" أيضًا (3/ 279). 27 - باب ما جاء في الفحش 1658 - 1974 - عن محمَّد بن إِسحاق (¬2) يحدث، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: ¬

_ (¬1) هذه الزيادة وما بعدها استدركتها من رواية أُخرى لابن حبان (7/ 479/ 5660 - "الإحسان")؛ كانَ على المصنّف الهيثمي أَن يختارها؛ لأنّها أَتمّ وأَكمل، ثم يشير إلى هذه الرواية المختصرة كما هي عادته - رحمه الله تعالى -. ومن طبيعة إهمال المعلقين الأربعة لما هو أهم من هذا الاستدراك - أعني: تحقيق النص - أن يهملوه!! (¬2) ابن إسحاق هذا مدلس باعتراف ابن حبان، وإخراجه له بالعنعنة من الأدلة على إخلاله بشرطه! كما ترى، فمن أَعجب ما رأيت قول الأخ الداراني هنا: "إسناده صحيح؛ فقد صرّح ابن إِسحاق بالتحديث ... " فلا أَدري - والله - أَهو السهو الذي لا ينجو منه إنسان، أَم الجهل بالمراد بقول الرواي: "عن ابن إِسحاق يحدث عن صالح"؛ وتوهم أنَّه بمعنى: "حدثني صالح"؟! أَحلاهما مرّ!!

28 - باب في المستبين

رأيت أُسامة بن زيد يصلي عند قبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مروان بن الحكم فقال: تصلي إِلى قبره؟! فقال: إنّي أحبّه، فقال له قولًا قبيحًا، ثمَّ أَدبر، فانصرف أُسامة بن زيد، فقال له: يا مروان! إِنّك آذيتني، وإِنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله يبغض الفاحش المتفحش". وإنّك فاحش متفحش. صحيح لغيره المرفوع فقط، والقصة ضعيفة، وقوله: يصلي عند قبر النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ... منكر بل باطل - "التعليقات الحسان" (7/ 481)، "الإرواء" (7/ 209 و 210). 28 - باب في المستبّين 1659 - 1976 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "المستبّان؛ ما قالا فعلى البادئ منهما؛ ما لم يعتدِ المظلوم". صحيح - م (8/ 20 و 21)، قلت: فليس هو من شرط الكتاب. 1660 - 1977 و 1978 - عن عياض بن حِمار، قال: ¬

_ = وقد نحا نحوهما المعلق على "الإحسان" فقال: (12/ 507): "إسناده حسن .. " ثمَّ قال في ابن إِسحاق: "وهو صدوق"! ولم يتعرض لوصفه بالتدليس، ولا لكونه عنعن أَو صرّح بالتحديث! فهل هذا بقلم الشيخ شعيب؟! وقد سرقه المدعو عبد السلام علوش - كعادته - وأقره صاحب "المكتب الإِسلامي"! ومع ضعف الإسناد؛ فإنَّ في القصة ما لا يخفى بطلانه على طالب علم فقيه، بل ولا على عارف بفضل الصحابة، وبعدهم عن الشركيات؛ من الصلاة عند القبر، والاحتجاج على ذلك بحبِّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، كما تقول جهلة العوام اليوم، هذا لو كانَ من الممكن يومئذ الصلاة إلى القبر الشريف، وهو في بيت عائشة رضي الله عنها. فلا أدري - والله - كيف سكت هؤلاء على هذا الباطل المنسوب إلى أُسامة بن زيد رضي الله عنه؟! أَهو الغفلة، أم الجهل، أم العجلة في التخريج، واللامبالاة بالنقد والتحقيق؟! ظلمات بعضها فوق بعض، والله المستعان!!

29 - باب في ذي الوجهين

قلت: يا نبيّ الله! الرَّجل يشتمني [من قومي] وهو دوني، أَعليَّ من بأس أَن أنتصر منه؟! قال: "المستبان شيطانان؛ يتهاتران ويتكاذبان". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 285). 29 - باب في ذي الوجهين 1661 - 1979 - عن عمار بن ياسر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من كانَ ذا وجهين في الدنيا؛ كانَ له لسانان من نار يوم القيامة". صحيح - "الصحيحة" (892). 30 - باب في الشحناء 1662 - 1980 - عن معاذ بن جبل، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يطلع الله إِلى خلقه في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه؛ إِلّا لمشرك أَو مشاحن". حسن - "التعليق الرغيب" (3/ 282 و 283)، "الصحيحة" (1144). 31 - باب ما جاء في الهجران 1663 - 1981 - عن هشام بن عامر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحلُّ لمسلم أن يصارم مسلمًا فوق ثلاث، وإِنّهما ناكبان عن الحقّ ما كانا على صِرامهما، وإنَّ أَوّلهما فَيئًا يكون سَبْقُه بالفيء كفارةً له، وإن سلّم عليه فلم يقبل سلامه؛ ردّت عليه الملائكة، وردّ على الآخر الشيطان، وإِن ماتا على صرامِهما؛ لم يدخلا الجنّة -[أ] ولم يجتمعا في الجنّة -".

32 - باب الإصلاح بين الناس

صحيح - "الإرواء" (7/ 94)، "الصحيحة" (1246). 32 - باب الإصلاح بين الناس 1664 - 1982 - عن أَبي الدرداء، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: " [أَلا] (¬1) أُخبركم بأفضل من درجة الصيام والقيام؟! ". قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: "إِصلاح ذات البين، وفسادُ ذات البين هي الحالقة". صحيح - "غاية المرام" (414). 33 - باب النهي عن سب الأَموات 1665 - 1983 و 1984 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا مات صاحبكم فدعوه". صحيح - "الصحيحة" (285). 1666 - 1985 - عن مجاهد، قال: قالت عائشة: ما فعل يزيد بن قيس عليه لعنة الله؟! قالوا: قد ماتَ، [قالت]: فأستغفر الله، فقالوا لها: ما لك لعنتيه ثمَّ قلت: أستغفر الله؟! قالت: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا الأَموات؛ فإنّهم أَفضوا إِلى ما قدّموا" (¬2). صحيح - "الروض النضير" (1/ 437) - خ المرفوع فقط. ¬

_ (¬1) استدركتها من "الإحسان" (7/ 275/ 5070). (¬2) بهامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "الحديث" في "البخاري" من هذا الوجه، لكن ليس فيه كلام عائشة".

34 - باب النهي عن سب الريح

1667 - 1987 - عن المغيرة بن شعبة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا الأَموات؛ فتؤذوا الأَحياء". صحيح - "الصحيحة" (2397). 34 - باب النهي عن سبّ الريح 1668 - 1988 - عن ابن عباس: أنَّ رجلاً لعن الريح عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تلعن الريح؛ فإنّها مأمورة، وليس أحد يلعن شيئًا ليس له بأهل؛ إلّا رجعت عليه اللعنة". صحيح - "الصحيحة" (528). 1669 - 1989 - عن أَبي هريرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الريح من رَوح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فلا تسبُّوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا من شرّها". صحيح - "الصحيحة" (2756). 35 - باب النهي عن سبّ الديك 1670 - 1990 - عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبّوا الديك؛ فإنّه يدعو إِلى الصلاة". (قلت): وقد تقدّم حديث في "التفسير" في سورة (الجاثية) في "النهي عن سبّ الدهر". صحيح - "المشكاة" (4136).

36 - باب المستشار مؤتمن

36 - باب المستشار مؤتمن 1671 - 1991 - عن أَبي مسعود، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "المستشار مؤتمن". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1641). 37 - باب الأخد باليمين 1672 - 1992 - عن أَبي قتادة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يُعطيَ الرَّجل بشمالِه [شيئًا]، أَو يأخذ بها [، ونهى أن يتنفس في إنائه إذا شرب]. صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 117)، "الصحيحة" (399 و 400 و 1236). 38 - باب الابتداء بالحمد في الأُمور [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 39 - باب فيمن لم يتشهد في الخطبة 1673 - 1994 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ خطبة ليس فيها تشهد؛ فهي كاليد الجذماء". صحيح - "الصحيحة" (169) ومضى برقم (579). 40 - باب الخروج إلى البادية 1674 - 1995 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) إِلى هذه التلاع. ¬

_ (¬1) أي: يخرج إلى (التلاع)، وهي مسايل الماء من عُلْو إلى سُفْل. "نهاية".

41 - باب ما يفعل في الليل وما يقول إذا سمع نهاق الحمير ونباح الكلاب

(قلت): فذكر الحديث (¬1). صحيح لغيره - "الصحيحة" (524)، "صحيح أَبي داود" (2140). 41 - باب ما يفعل في الليل وما يقول إِذا سمع نُهاق الحمير ونباح الكلاب 1675 - 1996 - عن جابر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا سمعتم نُباح الكلاب، أَو نُهاق الحمير بالليل؛ فتعوذوا باللهِ؛ فإنّها ترى ما لا ترون، وأقِلّوا الخروج إذا هدأت الرجل؛ فإنّ اللهَ جلَّ وعلا يَبُثُّ من خلقِه في ليله ما شاء، وأَجيفوا الأَبواب، واذكروا اسم الله عليها؛ فإنَّ الشيطان لا يفتح بابًا أُجيفَ وذُكر اسمُ الله عليه، وغطّوا الجرار، [وأكْفئُوا الآنِيَةَ]، وأَوكئوا القرب". (قلت): في "الصحيح" منه من قولِه: "وأَجيفوا الأَبواب ... " إلى آخره. صحيح لغيره - "الكلم الطيب" (220)، "الصحيحة" (1518 و 3184). 42 - باب إِطفاء النار 1676 - 1997 - عن ابن عباس، قال: جاءت فأرة [فاخذت] تجر الفتيلة، فذهبت الجارية تزجرها، فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) قلت: تمامه في الأصل: وقال لي: "يا عائشة! ارفقي؛ فإنَّ الرّفقَ لم يكن في شيء قط إِلّا زانه، ولا نزع من شيء إِلّا شانه". وإِنّما لم يسقه المؤلف؛ لأنّه - أَعني: هذا التمام - عند مسلم (8/ 22)، وتقدم من حديث أَنس نحوه (1609/ 1915).

43 - باب لا يقال: ما شاء الله وشاء فلان

"دعيها". فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة التي كانَ عليها قاعدًا، فأحرقت منها مثل موضع درهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا نمتم؛ فأَطفئوا سُرُجَكم؛ فإنَّ الشيطان يدلُّ مثل هذه على مثلِ هذا، فتحرقكم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1426). 43 - باب لا يقال: ما شاء الله وشاء فلان 1677 - 1998 - عن جابر بن سمرة، قال: رأى رجل من أَصحابِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في النوم أنّه لقي قومًا من اليهود، فأَعجبته هيئتهم، فقال: إِنكم لقوم؛ لولا أَنّكم تقولون: عزير ابن الله، فقالوا (¬1): وأَنتم قوم؛ لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد! قال: ولقي (¬2) قومًا من النصارى؛ فأَعجبته هيئتهم، فقال: إِنّكم لقوم؛ لولا أَنّكم تقولون: المسيح ابن الله، فقالوا (¬3): وأَنتم قوم؛ لولا أَنّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد! فلمّا أَصبحَ قصَّ ذلك على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كنتُ أَسمعها منكم فتؤذيني، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد". صحيح لغيره - "الصحيحة" (137). ¬

_ (¬1) و (¬3) الأصل: (قال)! والتصويب من "مصنف عبد الرزاق". (¬2) الأصل: (ورأى)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وهو مما غفل عنه المعلقون الأربعة!

44 - باب حلب المواشي

44 - باب حلب المواشي 1678 - 1999 - عن ضرار بن الأَزور، قال: بعثني أَهلي بلَقُوح إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأَتيته بها، فأَمرني أن أَحلبها فحلبتها، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "دع داعي اللبن" (¬1). حسن - "الصحيحة" (1860). 45 - باب ما يقول إِذا ركب 1679 - 2000 - عن حمزة بن عمرو الأَسلمي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "على ظهرِ كلِّ بعير شيطان، فإِذا ركبتموها، فسمّوا الله، ولا تُقَصِّروا عن حاجاتِكم". حسن صحيح - التعليق على "حقيقة الصيام" (48). 46 - باب صاحب الدابّة أَحقُّ بصدرِها 1680 - 2001 - عن بريدة بن الحُصَيب: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بينا هو يمشي، فقال له رجل على حمار: اركَبْه يا رسولَ الله! وتأخّرَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صاحب الدابّة أَحقّ بصدرِها؛ إِلّا أن تجعلها لي". [قال:] فجعله له، فركب [رسول الله] (¬2) - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) أي: اترك منه في الضرع شيئًا يستنزل اللبن، ولا تستنقص حَلَبَه. "نهاية". (¬2) من طبعتي "الإحسان" مع التي قبلها.

47 - باب النهي عن اتخاذ الدواب كراسي

حسن صحيح - "صحيح أَبي داود" (2318). 47 - باب النهي عن اتخاذ الدوابّ كراسي 1681 - 2002 - عن معاذ بن أَنس - وكانَ من أَصحابِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اركبوا هذه الدوابَّ سالمةَ، ولا تتخذوها كراسيَّ". صحيح - "الصحيحة" (21 و 22). 48 - باب وسم الدواب ّ 1682 - 2003 - 2005 - عن جابر بن عبد الله، قال: مرَّ حمار برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قد كُوِيَ في وجههِ، يفور منخراه من دم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله من فعل هذا". ثمَّ نهى عن الكي في الوجه، والضرب في الوجه. صحيح - "الصحيحة" (2149)، "الإرواء" (2189): م - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 49 - باب اللعب بالحمام 1683 - 2006 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يتبعُ حمامةً، فقال: "شيطان يتبعُ شيطانة". حسن صحيح - "المشكاة" (4506).

50 - باب ما جاء في الجن

50 - باب ما جاء في الجن 1684 - 2007 - عن أَبي ثعلبة الخشني، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الجنُّ على ثلاثة أَصناف: صنف كلاب وحيّات، وصنف يطيرون في الهواء، وصنفٌ يَحِلُّون ويَظْعَنون" صحيح - "المشكاة" (4148). 51 - باب ما جاء في المدّاحين 1685 - 2008 - عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "احثوا في أَفواه المدّاحين التراب". صحيح - "الصحيحة" (912). 52 - باب ما جاء في اللسان 1686 - 2009 - عن ابن عباس: أنَّ أَعرابيًّا أَتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فتكلّمَ بكلام بيّن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من البيان [سحرًا]، وإنَ من الشعر حِكَمًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1731). 53 - باب اللعب 1687 - 2011 - عن عائشة، قالت: لمّا قدمَ وفد الحبشة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قاموا يلعبون في المسجد.

54 - باب ما جاء في الزمارة

قال الزهري: وأَخبرني سعيد بن المسيب، أنَّ أَبا هريرة قال: دخل عمر؛ والحبشة يلعبون المسجد، فزجرهم عمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعهم يا عمر! فإِنّما هم بنو أَرْفِدَةَ". صحيح - "الصحيحة" (3128). 1688 - 2012 - عن أَنس بن مالك: أنّ الحبشة كانوا يَزْفِنون (¬1) بين يَدَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيتكلمون بكلام لا يفهمه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يقولون؟ ". قال: يقولون: محمد عبد صالح. صحيح - التعليق على "الإحسان" (7/ 545/ 5840). 54 - باب ما جاء في الزمارة 1689 - 2013 - عن نافع، قال: سمع ابن عمر صوتَ زُمّارَةِ راعٍ، قال: فجعل إِصبعيه في أُذنيه، وعدل عن الطريق، وجعل يقول: يا نافعُ! أَتسمعُ؟ فأَقول: نعم، فلمّا قلت: لا؛ راجع الطريق ثمَّ قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله. حسن صحيح - "المشكاة" (4811)، "تحريم آلات الطرب" (ص 116). 55 - باب ما جاء في الشعراء 1690 - 2014 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) يزفنون: يلعبون ويرقصون، والزفن: اللعب والرقص.

56 - باب ما جاء في الدف

"إنَّ من أَعظمِ الناسِ فِريةً اثنان: شاعر يهجو قبيلة بأَسْرها، ورجل انتفى من أَبيه". صحيح - "الصحيحة" (763). 56 - باب ما جاء في الدّف 1691 - 2015 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض مغازيه، فجاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله! إِنّي نذرت - إِن رَدَّكَ الله سالمًا - أَن أَضربَ على رأسِكَ بالدُّفِّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِن نذرت فافعلي؛ وإِلّا فلا". قالت: إِنّي كنت نذرت، فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وضربت بالدُّف (¬1). صحيح - "الصحيحة" (2261). ومضى برقم (1193). 57 - باب الغناء واللعب في العرس [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] ¬

_ (¬1) هنا زيادة في الأصل بلفظ: وقالت ... فذكرت الأبيات التالية، وعلى هامشه ما نصُّه: "ما بعد هذا من الهامش، وبخط يخالف خط الأَصل" انتهى. قلت: وهي أَبيات حذفتها؛ لأنّها مقحمة في الحديث لا أَصل لها فيه، وقد مضى كما أشرت أَعلاه بدونها، وهي: أَشرق البدر علينا ... من ثنيّات الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع وقد اشتهر على الأَلسنة: أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - استقبل بها من جواري المدينة حين هاجر إليها، وليس لذلك أَصل في السيرة.

58 - باب إن من الشعر حكما

58 - باب إنَّ من الشعرِ حكمًا 1192 - [5751 - عن جابر بن سمرة، قال: جالست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَكثر من مئة مرّة، فكانَ أَصحابه يتناشدون الشعر، ويتذاكرون أَشياءَ من أَمر الجاهليّة وهو ساكت، وربّما تبسم معهم - صلى الله عليه وسلم -]. صحيح - "الصحيحة" (434). م - دون جملة الشعر. 1693 - 2017 - عن ابن عباس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ من الشعر حكمة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1731). 59 - باب في هجاء أَهل الشرك 1694 - 2018 و 2019 - عن كعب بن مالك، قال: قلت: يا رسولَ الله! إنَّ الله قد أَنزلَ في الشعر ما قد أَنزل؟! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ المؤمنَ يجاهد بسيفِه ولسانِه، والذي نفسي بيدِه؛ لكأنّما ترمونهم نَضْحَ النَّبْل". صحيح - "المشكاة" (4795)، "الصحيحة" (1631). 1695 - 2020 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا دخل مكّة؛ قامَ أَهل مكّة سِماطين (¬1) قال: ¬

_ (¬1) أَي: صفَّين.

وعبد الله بن رواحة يمشي ويقول: خلّوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله ضربًا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله يا ربّ إِنّي مؤمن بقيله فقال عمر: يا ابن رواحة! أَتقول الشعر بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَهْ يا عمر! هذا أَشدُّ عليهم من وَقعِ النَّبْل". صحيح - "مختصر الشمائل" (210). 1696 - 2021 - ومن طريق أُخرى عنه، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمرة القضاء؛ وعبد الله بن رواحة آخذٌ بغرزه وهو يقول: خلّوا بني الكفار عن سبيله ... قد أَنزل الرحمن في تنزيله بأنَّ خيرَ القتل في سبيله صحيح - المصدر نفسه. * * *

34 - كتاب البر والصلة

34 - كتاب البر والصلة 1 - باب بر الوالدين 1697 - 2022 - عن ابن عمر، قال: أَتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ! أَذنبتُ ذنبًا كبيرًا، فهل لي من توبة؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلكَ والدان؟ ". قال: لا، قال: "فلَك خالة؟ ". قال: نعم، قال: "فبّرها إِذًا". صحيح - "التعليق الرَّغيب" (3/ 218). 1698 - 2023 - عن أَبي عبد الرحمن السلمي: أنَّ رجلاً أَتى أَبا الدرداء فقال: إِنَّ أَبي لم يزل بي حتّى زوّجني, وإِنّه الآن يأمرني بطلاقها؟! قال: ما أَنا بالذي آمرُك أن تَعُقَّ والدَك، ولا [أنا] بالذي آمرك أن تطلّقَ امرأتك؛ غير أنّك إِن شئتَ؛ حدثتك ما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول:

"الوالد أَوسطُ أَبواب الجنّة". فحافظ على ذلك إِن شئت أَو دع. قال: فأَحسب عطاءً قال: فطلَّقها. صحيح لغيره - "الصحيحة" (914). 1699 - 2024 و 2025 - عن ابن عمر، قال: كانت تحتي امرأة، وكنتُ أُحبّها، وكانَ أَبي يكرهها، فأَمرني بطلاقها، فأبيتُ عليه، فذكر ذلك عمر للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله! طلقها، (وفي رواية: أَطع أَباك"). حسن - "الصحيحة" (919)،"المشكاة" (4940/ التحقيق الثاني). 1700 - 2026 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد". حسن - "الصحيحة" (516) "التعليق الرغيب" (3/ 218). 1701 - 2027 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرج ثلاثة فيمن كانَ قبلَكم يرتادون لأهليهم، فأَصابتهم السماءُ، فَلَجَأوا إِلى جبل، فوقعت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأَثر، ووقع الحجر، ولا يعلم بمكانكم إِلّا الله، ادعوا الله بأَوثقِ أَعمالِكم. فقال أَحدهم: اللهمَّ! إِن كنتَ تعلمُ أنّه كانت امرأة تعجبني، فطلبتها، فأَبت عليَّ، فجعلت لها جُعلاً، فلمّا قَرَّبَتْ نفسَها تركتُها، فإِن كنت

تعلم أَنّي إِنّما فعلتُ (¬1) ذلك رجاءَ رحمتِك، وخشية عذابِك؛ فافرج عنّا، فزال ثلث الحجر. وقال الآخر: اللهمَّ! إِن كنتَ تعلم أنّه كانَ لي والدان، وكنت أَحلُب لهما في إِنائهما، فإِذا أَتيتهما وهما نائمان؛ قمت [قائمًا] حتى يستيقظا، فإذا استيقظا شربا (¬2) فإن كنت تعلم أَنّي فعلت ذلك رجاء رحمتِك، وخشية عذابِك؛ فافرج عنّا، فزال ثلث الحجر. وقال الثالث: اللهم! إِن كنت تعلم أَنّي استأجرتُ أَجيرًا يومًا، فعمل لي نصف النّهار، فأَعطيته أَجره، فتسخطه ولم يأخذه، فَوَفَّرته عليه، حتّى صارَ من كلِّ المال، ثمَّ جاء يطلب أَجره، فقلت: خذ هذا كلّه - ولو شئتُ لم أُعطه إِلّا أَجره الأَوّل -، فإن كنت تعلم أَنّي فعلتُ ذلك رجاء رحمتِك، وخشية عذابِك؛ فافرج عنّا، فزال الحجر، وخرجوا يتماشَوْن". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 217)، "التعليقات الحسان" (2/ 158 و 967). 1702 - 2028 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صعِد المنبَر فقال: ¬

_ (¬1) الأَصل: "جعلت" فصحّحته من طبعتي "الإحسان" ولم يتنبّه الداراني وصاحبه! (¬2) زاد البزار بسند صحيح عن أَبي هريرة: "وإني أَتيتهما ليلة من تلك الليالي، وجئت بشرابهما، فوجدتهما قد ناما، وإنّي جعلت أرغبُ لهما من نومهما، وأكره أن أُوقظهما، وأكره أَن أرجع بالشراب، فيستيقظان فلا يجداني عندهما، فقمت مكاني قائمًا على رؤوسهما كلذلك حتّى أصبحت، اللهم! ... ".

"آمين! آمين! آمين! ". قيل: يا رسولَ الله! إِنّك [حين] صعِدت المنبر قلت (¬1): "آمين! آمين! آمين! "؟! قال: "إنَّ جبريل عليه السلام أَتاني فقال لي: من أَدرك شهر رمضان، فلم يغفر له فدخل النّار؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ومن أَدرك أَبويه أَو أَحدهما، فلم يَبَرَّهما فمات فدخل النار؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ومن ذُكِرتَ عنده، فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ". (قلت): في "صحيح مسلم" منه ما يتعلّق ببر الوالدين بنحوه فقط (¬2). حسن صحيح - "فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - " (9/ 18)، "التعليق الرغيب" (3/ 216). 1703 - 2029 - عن أَبي هريرة، قال: مرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على عبد الله بن أُبيٍّ [ابنِ] سلول، وهو في ظلِّ أَجَمَة، فقال: ¬

_ (¬1) الأصل: "فقلت"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"مسند أبي يعلى" (10/ 328)؛ فإنه في الكتاب من طريقه، والزيادة منها، وكان هناك أخطاء أُخرى فصححتها منه، وأما المعلقون الأربعة فعلى ما هم عليه من اللامبالاة! (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "بل هو في "صحيح مسلم" كله". قلت: هذا وهم! والصواب قول المؤلف رحمهما الله تعالى.

2 - باب في العقوق

قد غَبَّرَ علينا ابن أَبي كبشة (¬1)، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله (¬2): والذي أَكرمك، وأنزل عليك الكتاب؛ لئن شئتَ لأتيتُك برأسِه! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا، ولكن برَّ أَباك، وأَحسن صحبته". حسن - "الصحيحة" (3223). 1704 - 2031 - عن أَبي بردة، قال: قدمت المدينة، فأَتاني عبد الله بن عمر فقال: أَتدري لمَ أَتيتُك؟! قال: قلت: لا، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أَحبَّ أَن يصلَ أَباه في قبِره؛ فليصل إِخوان أَبيه بعده". وإنّه كانَ بين أَبي عمر، وبين أَبيك إِخاء وودٌّ، فأحببت أن أَصل ذاك. (قلت): له حدث في "الصحيح" غير هذا. حسن - "التعليق الرغيب" (3/ 219). 2 - باب في العقوق 1705 - 2032 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هو أحد أجداد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جدٍّ غامض، كما في "الفتح" (6/ 40). (¬2) من فضلاء الصحابة، قتل شهيدًا يوم اليمامة في حرب مسيلمة الكذاب في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة، انظر "أسد الغابة"، وله ذكر في "طبقات ابن سعد" (2/ 63/ غزوة المريسيع).

3 - باب صلة الرحم وقطعها

"ثلاثة لا ينظر الله إِليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنّان ما أَعطى". صحيح - مضى (49/ 56). 3 - باب صلة الرحم وقطعها 1706 - 2033 - عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله تبارك وتعالى: أَنا الرحمن، خلقتُ الرَّحِمَ، وشققتُ لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بَتَتُّهُ". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1487). 1707 - 2034 - عن عبد الله بن عمرو، قال (¬1): قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرحم معلقة بالعرش". (قلت): فذكر الحديث. صحيح - "غاية المرام" (ص 230). 1708 - 2035 و 2036 - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: " [إن/ 2036] الرحم شُجْنة من الرحمن، معلقة بالعرش، [فإذا كان يوم ¬

_ (¬1) بهامش الأصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "حديث عبد الله بن عمرو في "البخاري"! ". قلت: إنّما عنده ما حذف المؤلف مشيرًا إليه بقوله: "الحديث"، وهذا من دقيق صنعه، فكانَ على الحافظ أَن يشيرَ إلى ذلك، ولذلك كنت رددت عليه في "غاية المرام"، ولفظ البخاري: "ليس الواصل بالمكافئ, ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"، وهو مخرج في "الغاية" برقم (408). ووهم الشيخ شعيب في تعليقه هنا تقليدًا للحافظ أن ما ذكره المؤلف هو عند البخاري! وأكد وهمه في تعليقه على "الإحسان" (2/ 189)؛ فإنه عزاه للبخاري دون أن ينبه أن الجملة المذكورة من أفراد ابن حبان عنه.

القيامة] تقول: يا رب! إني قُطعت، إني أُسيء إلي! فيجيبها ربها: أما ترضين أن أقطع من قطعك، وأصل من وصلك؟ ". قلت: له حديث في "الصحيح" غير هذا. صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (3/ 226)، "غاية المرام" (ص 231). 1709 - 2037 - عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه: "أرحامَكم أرحامَكم". صحيح - "الصحيحة" (736). 1710 - 2038 - عن أبي بَكرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أعجل الطاعة ثوابًا: صلة الرحم، وإن أهل البيت ليكونون فجرة فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا، وما من أهل بيت يتواصلون فيحتاجون" حسن صحيح - "الصحيحة" (918، 978). 1711 - 2039 و 2040 - عن أَبي بكرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما من ذنب أَجدر أن يُعَجّلَ [الله] لصاحبه العقوبة في الدنيا - مع ما يدخر له في الآخرة - من قطيعة الرحم والبغي". صحيح - "الصحيحة" (918). 1712 - 2041 - عن أَبي ذر، قال: أَوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بخصال من الخير: أَوصاني أَن لا أَنظر إِلى من هو فوقي؛ وأَن أَنظرَ إِلى من هو دوني.

وأَوصاني بحبِّ المساكين والدنوِّ منهم. وأَوصاني أَن أَصل رحمي وإِن أَدْبَرَتْ. وأَوصاني أَن لا أَخاف في الله لومة لائم. وأوصاني أَن أقول الحق وإِن كان مرّاً. وأَوصاني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوّة إِلّا بالله؛ فإنّها كنز من كنوز الجنّة. صحيح - "الصحيحة" (2166)، "الروض النضير" (604، 948). 1713 - 2042 - عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا طبخت قدرًا؛ فأَكثر مرقها؛ فإنّه أَوسع للأَهل والجيران". (قلت): في "الصحيح" نحوه من غير ذكر الأَهل. صحيح - "الصحيحة" (1268 و 1368). 1714 - [454 - عن عائشة: أن أسماء سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أم لها مشركة؛ قالت: جاءتني راغبةً راهبةً؛ أصلها؟ قال: "نعم"]. صحيح لغيره - "صحيح أبي داود" (1468): ق عن أسماء بنت أبي بكر نفسها، وهو الصحيح (¬1). ¬

_ (¬1) وقد غفل عن الفرق بين حديث عائشة وحديث أسماء: المعلق عل "الإحسان"، فعزا حديث عائشة للبخاري أيضًا! ولا أصل له عنده؛ انظر تعليقه (2/ 198 و 199)، وتعليقي (1/ 339) هناك.

4 - باب ما جاء في الأولاد

4 - باب ما جاء في الأَولاد 1715 - 2043 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم له ابنتان، فَيُحْسِن إِليهما ما صحبتاه أو صحبهما؛ إِلّا أَدخلتاه الجنّة". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (3/ 83)، "الصحيحة" (2776). 1716 - 2044 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان (¬1) له ثلاث بنات، أَو ثلاث أَخوات، أو ابنتان، أَو اختانِ، فأَحسن صحبتهنَّ واتقى اللهَ فيهنَّ؛ دخل الجنّة". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (3/ 84)، "الصحيحة" تحت الحديث (294). 1717 - 2045 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عالَ ابنتين، أَو ثلاثًا، أَو اختين، أَو ثلاثًا، حتّى يَبِنَّ، أو يموت عنهنَّ؛ كنتُ أَنا وهو في الجنّة كهاتين، وأَشارَ بأصبعيه السبابة والتي تليها". (قلت): هو في "الصحيح" باختصار. صحيح - "الصحيحة" (296). ¬

_ (¬1) الأَصل: "كانت" والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"الترمذي"، و"الترغيب"، وهو ممّا فاتَ الأخ الداراني تصحيحه! كما أنَّه تساهل فجوّدَ إسناده، ووثّق راويه (سعيدًا الأَعشى)! خلافًا للذهبي والعسقلانيّ، ورد علي إعلالي إياه بالجهالة والاضطراب، مع أنه كان قد تبعني في ذلك، فقد قال في نهاية ردّه: "والحديث في "صحيح ابن حبان" برقم (446) بتحقيقنا" وهناك صدّرَ تحقيقَه بقولِه: "إِسناده ضعيف؛ لاضطرابِه وجهالة سعيد الأَعشى ... "!! إلا أن يكون ما أحال إليه ليس من كلامه!

5 - بات التسوية بين الأولاد

5 - بات التسوية بين الأَولاد 1718 - 2046 - عن أَبي حريز، أنَّ عامرًا حدّثه، أنَّ النعمان بن بشير قال: إنَّ والدي بشير بن سعيد أَتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! إنَّ عَمرة بنت رواحة نُفِسَت بغلام، وإِنّي سميته (نعمان)، وإنّها أَبت أن تربيه حتّى جعلتُ له حديقة هي أَفضل مالي (¬1)، وإنّها قالت: أَشهدِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -[على ذلك]؟! فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك ولد غيره؟ ". قال: نعم، قال: "لا تُشْهدني إِلّا على عدل؛ فإنّي لا أَشهد على جور". (قلت): في "الصحيح" بعضه. صحيح لغيره دون ذكر النفاس والتربية والحديقة؛ فإنها منكرة تفرّد بها أَبو حريز، ولذلك أوردته في "الضعيف" أيضًا (962/ 1147) (¬2) - "الإرواء" (6/ 41 و 42). 6 - باب ما جاء في المساكين والأَرامل 1719 - 2047 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الساعي على الأَرملة والمسكين: كالمجاهد في سبيل الله - وأَحسبه قال -، وكالصائم لا يفطر، وكالقائم لا ينام". صحيح - "الصحيحة" (2881): ق - قلت: فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) في طبعتي "الإحسان": حديقة لي، أَفضل مالي هو ... ولعلَّ المثبت أَولى. (¬2) قلت: ولم يتنبه لهذه النكارة المعلقون الأربعة كما هي عادتهم، فصححوا الحديث بعامة!!

7 - باب ما جاء في الأيتام

7 - باب ما جاء في الأَيتام 1720 - 2048 - عن جابر، قال: قال رجل: يا رسول الله! مم أَضرب منه يتيمي؟ قال: "مما كنت ضاربًا منه ولدك؛ غير واقٍ مالك بماله، ولا مُتَأثِّل من ماله مالاً". حسن - "الروض النضير" (249). 8 - باب ما جاء في الأصحاب والجيران 1721 - 2049 و 2050 - عن أَبي سعيد الخدري، أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تصاحب إِلّا مؤمنًا، ولا يأكل طعامَك إِلّا تقيّ". حسن - "التعليق الرغيب" (4/ 50). 1722 - 2051 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الأَصحاب عند الله خيرهم لصاحبِه، وخير الجيران عند الله خيرُهم لجارِه". صحيح - "الصحيحة" (103). 1723 - 2052 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما زال جبريل يوصيني بالجار؛ حتّى ظننت أنّه سيورثه! ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (356)، وهو طرف من الحديث المتقدم (1487). 1724 - 2053 - عن أَبي أَيوب الأَنصاري، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كانَ يؤمن باللهِ واليوم الآخر؛ فليكرم جارَه".

9 - باب في أذى الجار

(قلت): فذكر الحديث، وقد تقدّم في الطهارة في باب الحمام (201/ 238). صحيح - التعليق على "الإحسان" (7/ 445). 9 - باب في أَذى الجار 1725 - 2054 - عن أَبي هريرة: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! إنَّ فلانة ذُكِر من كثرة صلاتها وصيامها؛ غير أنّها تؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: "هي في النّار". قال: [يا رسول الله!] إنَّ فلانة ذُكِر من قلة صلاتها وصيامها، وإنّها تَصَدَّقُ (¬1) بأثْوار أَقط؛ غير أنّها لا تؤذي جيرانها؟ قال: "هي في الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (190). 1726 - 2055 - عن أَبي هريرة، قال: جاء رجل إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فشكا إِليه جارًا له، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات: "اصبر". ثمَّ قال له في الرابعة أَو الثالثة: "اطرح متاعَك في الطريق"، ففعل. ¬

_ (¬1) الأصل: (ما تصدقت)، وكذا في طبعتي (المؤسسة، ودار الثقافة)! وفي طبعتي "الإحسان": (وإنها تصدقت)، وسقط منهما: (وصيامها) في القصة الأولى، والتصحيح من مصادر التخريج، وخفي ذلك على المعلقين الأربعة! والأَقط: اللبن الرائب المجفف. وأَثوار الأَقط: القطع منه.

10 - باب شهادة الجيران

قال: فجعل الناس يمرون به ويقولون: ما لك؟! فيقول: آذاه جاره، فجعلوا يقولون: لعنه الله، فجاء جارَه فقال: ردَّ متاعَك، ولا والله ما أُوذيك أَبدًا حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 235). 1727 - 2056 - عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم! إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يَتَحَوَّل". حسن - "الصحيحة" (1443). 10 - باب شهادة الجيران 1728 - 2057 و 2058 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: قال رجل للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: كيف لي أَن أَعلم إِذا أَحسنت، وإذا أَسأت؟ قال: "إِذا سمعت جيرانَك يقولون: قد أَحسنتَ؛ فقد أَحسنتَ، وإِذا سمعتهم يقولون: قد أَسأت؛ فقد أَسأت". صحيح - "الصحيحة" (1327). 1729 - 2059 - عن أَبي زهير الثقفي، قال: سمعت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته بـ (النَّباءة) (1) أَو البَناوة (¬1) من الطائف: ¬

_ (¬1) قلت: اختلفت المصادر في هاتين النسبتين، هل كلتاهما بالنون ثم الباء الموحدة، أو إحداهما هكذا، والأخرى على القلب، ويبدو أن الأول هو الراجح؛ فإن العلماء لم يذكروا غيره، مثل ياقوت والفيروزآبادي والزبيدي وغيرهم.

11 - باب ما جاء في الحلف

"توشكون أَن تعلموا أَهل الجنّة من أَهل النّار، أَو خيارَكم من شرارِكم" - ولا أَعلمه إِلّا قال: "أَهل الجنّة من أَهل النارِ" -، فقال رجل من المسلمين: بم يا رسولَ الله؟! قال: "بالثناء الحسن، والثناء السيِّيء، أَنتم شهداء، بعضُكم على بعض". حسن صحيح - "تخريج الطحاوية" (ص 489). 11 - باب ما جاء في الحلف 1730 - 2060 - عن شعبة بن التوأم: أنَّ قيسَ بن عاصم سألَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن الحلف؟ فقال: "لا حِلْف في الإسلام" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (2262)، "صحيح أَبي داود" (2597). 1731 - 2061 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حلف في الإسلام، وما كانَ في الجاهليّة، لم يزده الإسلام إِلّا شدّة، أَو حدّة". صحيح لغيره - المصدر نفسه. 1732 - 2062 - عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) قال ابن الأثير: "أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات؛ فذلك الذي نهى عنه الإسلام، وما كان في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الأرحام، كحلف الطيبين، وما جرى مجراه؛ فذلك الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "وأيما حلف كان في الجاهلية؛ لم يزده الإسلام إلا شدة"، يريد من المعاقدة على الخير، ونصرة الحقّ؛ فبذلك يجتمع الحديثان".

12 - باب حق المسلم على المسلم

"شهدت مع عمومتي حلف المطيَّبين، فما أُحبُّ أنَّ لي حُمْرَ النَّعَمِ وأَنّي أَنكثه". حسن صحيح - المصدر نفسه، "الصحيحة" (1900). 1733 - 2063 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما شهدت من حلف قريش إِلّا حلف المُطَيَّبين، وما أُحبُّ أَنّ لي حُمْرَ النَّعَم وأنّي كنت نقضته". قال: والمطيبون: هاشم وأُمية وزهرة ومخزوم. حسن صحيح دون قوله: قال: والمطيبون ... - "الصحيحة" (1900). 12 - باب حق المسلم على المسلم 1734 - 2064 - عن أَبي مسعود، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "للمسلم على المسلم أَربع خلال: يعوده إِذا مرض، ويَشهده إِذا ماتَ، ويُشَمِّتُه إِذا عطسَ، ويجيبه إِذا دعاه". صحيح - "الصحيحة" (2154). 13 - باب في الرحمة 1735 - 2065 - عن شعبة، قال: كتبَ إِليَّ منصور - وقرأته عليه، فقلت له: أقول: حدثني [منصور] (¬1)؟ فقال: ¬

_ (¬1) زيادة من "سنن أبي داود" (4942).

14 - باب الضيافة

أَليس إِذا قرأتَه عليَّ فقد حدثتك به؟! قال: سمعت أَبا عثمان (¬1) يحدث، عن أَبي هريرة، قال: سمعت أَبا القاسمِ - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - يقول: "إنَّ الرَّحمة لا تُنزعُ إِلّا من شقيّ". حسن - تخريج "المشكاة" (4968). 14 - باب الضيافة 1736 - 2066 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الضيافة ثلاثة أَيام؛ فما وراءها فهو صدقة". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 242). 1737 - 2067 - عن [مالك بن نضلة]، قال: قلت: يا رسولَ الله! مررت برجل فلم يضفني ولم يَقْرني، أَفأجزيه (¬2)؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "بل أَقْرِهِ". صحيح - "الصحيحة" (1290)، "غاية المرام" (75)؛ وهو مختصر (1434). ¬

_ (¬1) هو (التَّبان) مولى المغيرة بن شعبة، روى عنه جمع، وحسن حديثه الترمذي، وجزم الحافظ في "التهذيب" أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، وأظنه وهمًا اشتبه عليه بغيره، تقلده الداراني في تعليقه على "أبي يعلى" (10/ 526)، وشعيب في تعليق "الإحسان"! فإنه ليس في مطبوعة "الثقات"، ولا في "ترتيبه" للهيثمي! والله أعلم. (¬2) قلت: الأَصل وطبعتي "الإحسان": (أفأحتكم)، ولا معنى له هنا، وفي "المسند" (3/ 473) و"الطبراني" (19/ 282/ 621) من طريق شعبة: (أَقريه وأجزيه؟)، وتقدّم نحوه (1200/ 1434)، فلعل الصواب ما أثبته.

15 - باب فيمن يرجى خيره

15 - باب فيمن يرجى خيره 1738 - 2068 - عن أَبي هريرة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف على ناس جلوس فقال: "أَلا أُخبركم بخيركم من شرّكم؟! "، قال: فسكتوا، قال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل: بلى يا رسولَ الله! أَخبرنا بخيرنا من شرّنا؟ قال: "خيركم: من يرجى خيرُه ويؤمن شرّه، وشرّكم: من لا يرجى خيرُه ولا يؤمن شرّه". صحيح - "تخريج المشكاة" (4993). 16 - باب قضاء الحوائج [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 17 - باب شكر المعروف 1739 - [3404 - عن أُسامة بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صنع إِليه معروفًا، فقال لفاعلِه: جزاك الله خيرًا؛ فقد أَبلغَ في الثناء"]. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 55). 1740 - 2070 - عن أبي هريرة، قال: سمعت أَبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يشكر اللهَ من لا يشكر الناسَ". صحيح - "الصحيحة" (416).

18 - باب مداراة الناس صدقة

1741 - 2071 و 2072 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعاذكم بالله فاعيذوه، ومن سألكم بالله فأَعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صَنَعَ إِليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه؛ فادعوا له حتّى تروا أنّ قد كافأتموه". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1469)، "الصحيحة" (254). 1742 - 2073 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أُولِيَ معروفًا، فلم يجد له خيرًا إِلّا الثناء؛ فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلّى بباطل؛ فهو كلابس ثوبي زور". صحيح لغيره - "الصحيحة" (617). 1743 - 2074 - عن عمر بن الخطاب، قال: قلت للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إِنّي رأيت فلانًا يدعو ويذكر خيرًا، ويذكر أنّك أَعطيته دينارين، قال: "لكنَّ فلانًا أَعطيته ما بين كذا إِلى كذا، فما أَثنى، ولا قالَ خيرًا!! ". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 8)، وله تتمة فيما تقدم (216/ 849). 18 - باب مداراة الناس صدقة 1744 - 2076 و 2077 - عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تبسمُك في وجه أَخيك صدقة" (¬1). ¬

_ (¬1) في الأصل قبل هذا حديث آخر بلفظ ما ترجم له، لكنه من حصة الكتاب الآخر، فلا تشكلن عليك الترجمة.

19 - باب لا حليم إلا ذو عثرة

حسن صحيح - "الصحيحة" (572). 19 - باب لا حليم إلّا ذو عثرة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] * * *

35 - كتاب علامات النبوة وذكر الأنبياء صلوات الله على نبينا وعليهم أجمعين

35 - كتاب علامات النبوة وذكر الأَنبياء صلوات الله على نبيّنا وعليهم أَجمعين 1 - باب في عدد الأَنبياء والمرسلين وما نزل من الكتب 1745 - 2079 - عن أَبي ذر، قال: دخلت المسجدَ؛ فإِذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس وحده، فقال: "يا أَبا ذر! إنَّ للمسجد تحيةً، وإنّ تحيته ركعتين، فقم فاركعهما"، فقمت فركعتهما، ثمَّ عدت فجلست إِليه. (قلت): فذكر الحديث بطولِه في كتاب العلم؛ قال فيه: قلت: يا رسول الله! كم الأَنبياء؟ قال: "مئة أَلف وعشرون أَلفًا". قلت: يا رسولَ الله! كم الرسل من ذلك؟ قال: "ثلاث مئة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا". [قلت: يا رسول الله! من كان أولهم؟ قال: "آدم عليه السلام .. خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قِبلاً"] (¬1). (قلت): فذكر الحديث. ¬

_ (¬1) زيادة من الحديث الطويل المتقدم في أول الكتاب (2 - العلم/ 13 - باب).

2 - باب ذكر أبينا آدم صلى الله على نبينا وعليه

صحيح لغيره - إلا جملة التحية؛ فحسن لغيره على تفصيل سبق بيانه في (5 - الصلاة/ 23 - باب)، "الصحيحة" (2668) (¬1). 2 - باب ذكر أَبينا آدم صلّى الله على نبيّنا وعليه 1746 - 2081 - عن أَنس بن مالك، أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمّا نفخ الله في آدم الروح، فبلغَ الروح رأسه عطس، فقال: الحمد للهِ ربِّ العالمين، فقال له تبارك وتعالى: يرحمك الله". صحيح - "الصحيحة" (2159). 1747 - 2082 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمّا خلقَ الله آدمَ، ونفخَ فيه الروح عطسَ، فقال: الحمد للهِ، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربّه: يرحمك ربّك يا آدم! اذهب إِلى أُولئك الملائكة - إِلى ملإ منهم جلوس - فسلِّم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثمَّ رجع إِلى ربّه فقال: هذه تحيتُك وتحيةُ بَنيك بينهم، وقال الله جلَّ وعلا - ويداه مقبوضتان -: اختر أَيهما شئت، فقال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثمَّ بسطها؛ فإِذا فيها آدم وذريته، فقال: أَي ربِّ! ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك؛ فإِذا كلّ إِنسان ¬

_ (¬1) قلت: خبط المعلقون الأربعة هنا، والشيخ شعيب في "الإحسان" (2/ 76 - 81) أيضًا؛ فجمدوا ووقفوا عند إسناده الضعيف، وهو حديث طويل فيه فقرات كثيرة قوية بشواهدها، فكسلوا ولم يتتبعوها، وتبعهم في ذلك (السارق) علوش بإشراف المكتب الإسلامي وإنَّ مما يؤكد ما ذكرت أنهم صححوا بعض الأحاديث التي جاءت في بعض تلك الفقرات، أقربها إلى هنا حديث أبي ذر الآتي بعد ثلاثة أحاديث؛ فإن بعضه في إحداها، وسبق التنبيه على أحاديث أخرى في (4 - الصلاة)، و (26 - الجهاد).

مكتوب عمره بين عينيه؛ فإِذا فيهم رجل أَضوؤهم - أَو من أَضوئهم -؛ لم يكتب له إِلّا أَربعون سنة، قال: يا ربّ! ما هذا؟ قال: هذا ابنُك داود، وقد كتبتُ له عمرَه أَربعين سنة، قال: أَي رب زده في عمره، قال: ذاك الذي كتبتُ له، قال: فإِنّي جعلتُ له من عمري ستين سنة، قال: أَنتَ وذاك، اسكن الجنّة. فسكن الجنّة ما شاء الله؛ ثمَّ أهبط منها، وكانَ آدم يَعُدُّ (¬1) لنفسِه، فأتاه ملك الموت؛ فقال له آدم: قد عَجِلتَ، قد كُتِبَ لي أَلف سنة؟! قال: بلى، ولكنّك قد جعلتَ لابنك داود منها ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فمِن يومِئذ أُمِرَ بالكتاب والشهود". حسن - "ظلال الجنة" (1/ 91/ 206)، "تخريج المشكاة" (4662). 1748 - 2083 و 2084 - عن أَبي موسى الأَشعريّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله تعالى خلق آدمَ من قبضة قبضها من جميع الأَرض، فجاء بنو آدم على قَدْرِ الأَرض؛ منهم الأَحمر، والأَسود، والأَبيض، والأصفر، وبين ذلك، والسهل، والحَزْن، والخبيث، والطيب". صحيح - "الصحيحة" (1630). 1749 - 2085 - عن أَبي أُمامة: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله! أَنبيًّا كانَ آدم؟ قال: "نعم [مكلَّم] "، قال: فكم كانَ بينه وبين نوح؟ قال: "عشرة قرون". ¬

_ (¬1) يعني: السنين.

3 - باب ما جاء في موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه وسلم

صحيح - "الصحيحة" (2668)، وتقدمَ من طريق أُخرى عن أَبي ذر في حديثه الطويل (2 - العلم/ 13 - باب). 3 - باب ما جاء في موسى الكليم صلى الله على نبيّنا وعليه وسلم 1750 - 2086 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "كأنّي أَنظرُ إِلى موسى بن عمران منهبطًا من ثنيّة هرشى ماشيًا". صحيح - "الصحيحة" (2958). 1751 - 2087 و 2088 - عن ابن عباس، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ليس الخبر كالمعاينة، قال الله لموسى: إنَّ قومَك صنعوا كذا وكذا؛ فلم يبالِ (وفي رواية: أَخبر الله موسى أنَّ قومَه فُتنوا، فلم يلق الأَلواح)، فلمّا عاين (وفي رواية: رآهم)؛ أَلقى الأَلواح". صحيح - "تخريج المشكاة" (5738)، "تخريج الطحاوية" (315). 4 - باب ما جاء في زكريّا صلّى الله على نبيّنا وعليه وسلّم 1752 - 2089 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانَ زكريا نجارًا". صحيح - "أَحاديث البيوع": م - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 5 - باب ما جاء في داود والمسيح صلى الله على نبيّنا وعليهما وسلم [ليس تحته حديث على شرط الكتاب]

6 - باب ما جاء في نبي الله أيوب صلى الله على نبينا وعليه وسلم

6 - باب ما جاء في نبي الله أَيوب صلى الله على نبيّنا وعليه وسلّم 1753 - 2091 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ أَيوبَ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - لبثَ في بلائه ثمان عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد؛ إِلّا رجلين من إِخوانِه [كانا من أخص إخوانه]، كانا يغدوان إِليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أَذنبَ أَيوب ذنبًا ما أَذنبه أَحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟! قال: منذ ثمان عشرةَ سنةً لم يرحمه الله فيكشفَ ما به، فلمّا راح إِليه؛ لم يصبر الرَّجل حتّى ذكر ذلك له، فقال أَيوب: لا أَدري ما تقول؟! غير أنَّ اللهَ يعلم أَنّي كنت أَمُرُّ على الرَّجلين يتنازعان فيذكران الله، فأَرجع [إلى] (¬1) بيتي، فأَكَفِّرُ عنهما؛ كراهية أَن يذكرَ الله إِلّا في حقّ. قال: وكانَ يخرج إِلى حاجته، فإِذا قضى حاجتَه؛ أَمسكت امرأته بيده [حتّى يبلغ] (¬2)، فلمّا كان ذات يوم أَبطأَ عليها، فأَوحى الله إِلى أَيوب في مكانِه: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}، فاستَبْطأته، فبلغته (¬3)، فأَقبل عليها قد أَذهب الله ما به من البلاء، فهو أَحسن ما كان، فلمّا رأته ¬

_ (¬1) الأَصل: "وارجع"، والتصحيح والزيادة من "مسند البزار"، و"أَبي يعلى"، و"تاريخ ابن عساكر" وغيرهم. (¬2) سقطت من الأَصل ومن طبعتي "الإحسان"؛ فاستدركتها من المصادر المذكورة، وغفل عنها المعلقون الأربعة!! وعزاها المعلّق على "الإحسان" لمسلم! فوهم. (¬3) كذا الأَصل! وكذلك في طبعتي "الإحسان" ولعل الصواب ما في "المستدرك" (2/ 582): "فتلقته"، وكذا في "البزار" وزاد: "تنظر"، وأصحّ منه رواية لابن عساكر: "فاستقبلته امرأته تنتظره".

7 - باب ما جاء في الخضر عليه السلام

قالت: أَي! بارك الله فيك! هل رأيت نبيّ الله هذا المبتلى؟ والله - على ذلك - ما رأيتُ أَحدًا كانَ أَشبه به منك إذ كانَ صحيحًا! قال: فإِنّي أنا هو. وكان له أنْدَران (¬1): أندر القمح، وأَندر الشعير، فبعث الله سحابتين، فلمّا كانت إِحداهما على أَندر القمح؛ أفرغت فيه الذهب حتّى فاضت (¬2)، وأَفرغت الأُخرى على أَنْدر الشعير الورِقَ حتّى فاضت". صحيح - "الصحيحة" (17). 7 - باب ما جاء في الخضر عليه السلام 1754 - 2092 عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّما سمّي الخَضِر (خضرًا)؛ لأنّه جلسَ على فروة بيضاء؛ فإِذا هي تهتزُّ تحتَه خضراء" (¬3). صحيح - "التعليقات الحسان" (6189): خ - فليس على شرط "الزوائد". 1755 - [969 - عن سَهْل بن سعد الساعدي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأندر: البيدر؛ وهو الموضع الذي يداس فيه الطعام - بلغة الشام -. والأندر - أيضاً -: صُبْرة من الطعام". "نهاية". (¬2) نحوه ما جاء من طرف عن أَبي هريرة مرفوعًا: "إن الله أَمطر على أَيوب جرادًا (وفي طريق: فَراشًا) من ذهب فجعلَ يحثي في ثوبه، فأوحى الله إِليه: أَلم أُوسع عليك؟! فقال: بلى يا ربِّ! ولكن لا غنى لي عن فضلك": أَخرجه البخاري (3391)، وابن حبان (6196 و 6197)، وأَحمد (2/ 203، 304 و 314 و 347 و 390 و 511) وغيرهم. (¬3) بهامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا رواه البخاري في أَحاديث الأَنبياء من طريق ابن المبارك عن معمر به، فلا معنى لإخراجه هنا". قلت: وفيه إشارة إلى أنه من أفراد البخاري، وقد صرح بذلك الحافظ ابن كثير؛ فانظر المصدر المذكور أعلاه.

"اللهم اغفر لقومي (¬1) فإنهم لا يعلمون"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3175): ق. * * * ¬

_ (¬1) أي: ذنبهم بي من الشجَّ لوجهي؛ لا أنه دعا للكفار بالمغفرة، قاله ابن حبان.

36 - كتاب علامات نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم -

36 - كتاب علامات نبوة نبيّنا - صلى الله عليه وسلم - 1 - باب في أَول أَمره 1756 - 2093 - عن العرباض بن سارية الفَزاري، قال: سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنّي عند الله مكتوبٌ: خاتَمُ النبيين؛ وإنَّ آدمَ لَمُنْجَدِلٌ في طينتِه، وسأخبركم بأوّلِ ذلك: دعوةُ [أبي] إِبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أُمي التي رأت (¬1) حين وضعتني: أنّه خرج منها نُور أَضاءت لها منه قصور الشام". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1546 و 1925)، "الضعيفة" (2085) (¬2). 2 - باب في أَسمائه 1757 - 2095 - عن حذيفة (¬3)، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سكّة من سكك المدينة: ¬

_ (¬1) أي: في منامها كما هو ظاهر قوله: "ورؤيا". (¬2) قلت: وإنما أوردته فيه لزيادة عند أحمد وغيره في آخره بلفظة: "وكذلك أمهات النبيين ترين"، وهي زيادة منكرة، لم ترد في سائر طرق الحديث، والبيان هناك في المجلد الخامس من "الضعيفة"، وقد طبع والحمد لله. (¬3) الأصل: (عبد الله)، والتصويب من مصادر التخريج، وهو من رواية زر عن حذيفة، وزاد الداراني: " .. وكتب الرجال"! وهذه حداثة أو تشبع؛ لأن مثل هذه الأحالة هنا لا تفيد مطلقًا؛ إذ غاية ما فيها أن (زرًا) روى عن حذيفة! لكنه قد روى عن (عبد الله) وهو ابن مسعود، بل هو به أشهر كما لا يخفى على أهل العلم!

3 - باب في خاتم النبوة

"أَنا محمد، وأَحمد، والحاشر، والمقفِّي، ونبيّ الرحمة". حسن صحيح - "مختصر الشمائل" (رقم 316)، "الروض النضير" (401 و 1017). 3 - باب في خاتم النبوّة 1758 - 2096 - عن أَبي زيد، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادن منّي فامسح ظهري". قال: فكشفتُ عن ظهرِه، وجعلت الخاتم بين أُصبعي، فغمزتها، قيل: وما الخاتم؟ قال: شعر مجتمع على كتفه. صحيح - "مختصر الشمائل" (31/ 17). 4 - باب مشي الملائكة خلف ظهره 1759 - 2099 - عن جابر بن عبد الله، قال: كان أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا خرجوا معه؛ مشوا أَمامه، وتركوا ظهرَه للملائكة. صحيح - "الصحيحة" (436، 1557، 2087). 5 - باب في عصمته 1760 - 2101 - عن شريك بن طارق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أَحد إِلّا وله شيطان". قالوا: ولك يا رسول الله؟! قال: "ولي؛ إِلّا أنَّ الله أَعانني عليه فأَسلمَ".

صحيح الإسناد (¬1) -: م (8/ 139) - ابن مسعود وعائشة. 1761 - 2102 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبيّ إِلّا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تَأْلوه خَبالاً، فمن وُقي شرها فقد وُقي". صحيح - "الصحيحة" (1641 و 2270). 1762 - 2103 - عن ابن عباس، قال: لمّا نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}؛ جاءت امرأة أَبي لهب إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ومعه أَبو بكر، فلمّا رآها أَبو بكر قال: يا رسولَ الله! إِنّها امرأة بذيئة، وأَخاف أن تؤذيك، فلو قمتَ! قال: "إنَّها لن تراني". فجاءت فقالت: يا أَبا بكر! إنَّ صاحبَك هجاني، قال: لا، وما يقول الشعر، قالت: أَنت عندي مصدق، وانصرفت، فقلت: يا رسول الله! لم ترك؟! قال: "لا، لم يزل ملك يسترني منها بجناحيه". حسن لغيره - "التعليقات الحسان" (6477). 1763 - 2104 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) رجاله ثقات من رجال "التهذيب"؛ غير شيخ ابن حبان (بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز البصري)، ويبدو أنّه من شيوخه المعروفين، فقد أَخرج له في "صحيحه" عشرة أَحاديث هذا أَحدها، وقد تابعه البزار، فقال (3/ 146/ 2439): حدثنا بشر بن معاذ المقدمي ... بإسناد المؤلف.

"يا عباد الله! انظروا كيف يصرف الله عنّي شتمهم ولعنهم؟! " - يعني: قريشًا -. قالوا: كيف [ذلك] يا رسولَ الله؟! قال: "يشتمون مذممًا، ويلعنون مذمَّمًا، وأَنا محمد! ". صحيح - تخريج "فقه السيرة" (59): خ - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 1764 - 2106 - عن عوف بن مالك الأَشجعيّ، قال: انطلق النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا وأَنا معه، حتّى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يومَ عيدِهم، وكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر اليهود! أَروني اثني عشر رجلاً يشهدون أن لا إِله إِلّا الله، وأَنّي رسول الله، يُحبِطِ الله عن كلِّ يهوديّ تحت أَديم السماء الغضب الذي كان عليه". قال: [فأمسكوا وَ] ما أَجابه منهم أَحد، ثمَّ ردَّ عليهم، فلم يجبه أَحد، ثمَّ ثَلَّثَ، فلم يجبه أَحد، فقال: " [أ] أَبيتم؟! فوالله انّي لأَنا الحاشر، وأَنا العاقب، وأَنا المقفِّي، آمنتم أو كَذَّبتم". ثمَّ انصرفَ وأَنا معه، حتّى دنا أَن يخرج، فإِذا رجل من خلفنا يقول: كما أَنت يا محمد! قال: فقال ذلك الرَّجل: أَي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود؟! قالوا: ما نعلم أنّه كانَ فينا رجل أَعلم بكتاب الله ولا أَفقه منك، ولا من

أَبيك من قبلِك، ولا من جدّك قبل أَبيك، قال: فإِنّي أَشهدُ له بالله أَنّه نبيّ الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا: كذبت! ثمَّ ردّوا عليه [وقالوا له] شرًّا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كذبتم، لن يقبل قولكم، أَمّا آنفًا؛ فتثنون عليه من الخير ما أَثنيتم، وأَمّا إذ آمنَ كذبتموه، وقلتم فيه ما قلتم، فلن يقبل [قولكم] ". قال: فخرجنا ونحن ثلاثة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأَنا، وعبد الله بن سلام، فأَنزل الله [فيه]: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ [بِهِ] ..} الآية (¬1). صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 147). ¬

_ (¬1) قلت: تمامها: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. وجاء في حاشية الكتاب ما نصُّه: "استبعد ابن كثير نزولها في عبد الله بن سلام؛ لأَنّها مكية وابن سلام أَسلم في المدينة"! قلت: ولا وجه لهذا الاستبعاد، وذلك للوجوه التالية: الأَوّل: مخالفته لهذا الحديث الصحيح، وله شاهد عن سعد بن أَبي وقاص قال: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأَحد يمشي على الأَرض: إنَّه من أَهل الجنّة إلّا لعبد الله بن سلّام، قال: وفيه نزلت هذه الآية {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ}: أَخرجه البخاري (3812)، وابن جرير (26/ 7). الثاني: أنّه ليس هناك نص صريح في أنَّ الآية مكيّة، فيمكن أن تكون مدنية في سورة مكيّة، وبهذا أَجاب ابن سيرين رحمه الله، كما حكاه الحافظ في "الفتح" (7/ 130)؛ قال: "وبه جزم أَبو العباس في "مقامات التنزيل" فقال: "الأَحقاف مكيّة؛ إِلاّ قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ ...} إلى آخر الآيتين". وهو اختيار الشيخ الشنقيطي رحمه الله في "أَضواء البيان" (7/ 380 - 381)، في كلام جيد له في تفسير الآية؛ فليراجع.

1765 - 2107 - عن الفَلَتان بن عاصم، قال: كنّا قعودًا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فَشَخَصَ بصرَه إِلى رجل يمشي في المسجد، فقال: "يا فلان! "، قال: [لبيك يا رسولَ الله] (¬1)، قال: ¬

_ = الثالث: أنّه قول أَكثر المفسرين، ومال إليه أخيرًا ابن جرير نفسه، وما رواه (26/ 7) عن مسروق أنها نزلت في مكّة .. مرسل لا تقوم به حجّة، وبخاصة مع معارضته للحديثين الصحيحين، فقول الأخ الداراني المعلّق على "الموارد" هنا: "وهذا إِسناد صحيح"! في منتهى الغرابة، ولعلّه غَفلَ أَيضًا عن كون المرسل من أَقسام الحديث الضعيف في مصطلح علم الحديث. الرَّابع: ما ذكره ابن جرير: أنّه لم يجرِ لليهود قبل ذلك ذكر، يعني الآيات الّتي تقدّمت الآية، جوابه: أنَّ ذلك ليس باللازم، فيمكن أَن يذكروا فيما بعد، وهذا هو الواقع، فقد قال تعالى بعدها: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} إلِى أَن قال بعد آية: {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}. فهذا الخطاب موجه لليهود؛ لأنهم هم الذين يؤمنون بكتاب موسى، وليس المشركين، كما هو ظاهر. والخامس: أنَّ من المعلوم أن المشركين لا يؤمنون أَيضًا بكتاب موسى، فهل تقام الحجّة على كفرِهم بالقرآن بشهادة شاهد من بني إسرائيل على مثل، سواءً فسر {مِثْلِهِ} بالتوراة كما فسّره ابن جرير، أو بالقرآن نفسه كما رجّحه الشنقيطي؟! اللهم لا، ثمَّ لا، وغفل عن هذا كله الداراني، وذهب إلى ما قاله مسروق، وهذا مما يدل على جهله وقلة فقهه؛ إذ كيف يجوز لمسلم يزعم أنه محقق أن يخالف الحديث الصحيح لقول غير معصوم؟! وقد كان صدر تخريجه إياه بقوله: "إسناده صحيح"، ثم ختمه بمخالفته إلى قول مسروق!! وليس هذا فقط، وخالف شاهده المتقدم عن سعد بن أبي وقاص عند البخاري!! ومن بلاياه أنه كتمه عن عمد؛ لأنه وقف عليه في "تفسير ابن جرير"، وهو قبل حديث عوف الذي لما خرجه عزاه إليه!!! (¬1) هذه الزيادة ثابتة في الأصل، ولقد كدت أن أحذفها؛ لأن السياق صريح أن الرجل ليس مسلمًا، وبخاصة أنها لم ترد في طبعتي "الإحسان"، لكني أثبتها حين وجدتها عند البزار والطبراني، وفي رواية لهذا: التصريح بأن الرجل من اليهود، والسياق يدل عليه.

7 - باب انشقاق القمر

"أَتشهد أَنّي رسول الله؟ "، قال: لا، قال: "أَتقرأ التوراة؟ "، قال: نعم، قال: "والإنجيل؟ "، قال: نعم، قالَ: "والقرآن؟ "، قال: والذي نفسي بيده لو أَشاءُ لقرأته، قال: ثمّ نشَدَه (¬1) قال: " [ما] تجدني في التوراة والإنجيل؟ ". قال: نجد مثلَكَ ومثلَ أُمتَك ومخرجِك، وكنّا نرجو أَن تكون فينا، فلمّا خرجت تخوّفنا أَن تكون أَنتَ، فنظرنا فإِذا ليس أَنت هو، قال: "ولم ذاك؟ "، قال: إنَّ معه من أُمتِه سَبعين (¬2) أَلفًا ليس عليهم حساب ولا عقاب، وإِنّما معك نفر يسير؟ قال: "والذي نفسي بيده لأَنا هو، وإِنّها لأَمتي، وإِنّهم لأَكثر من سبعين أَلفًا، وسبعين أَلفًا، وسبعين أَلفًا". صحيح - "التعليقات الحسان" (6546). 7 - باب انشقاق القمر 1766 - 2108 - عن جبير بن مطعم، قال: انشقَّ القمر على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة. صحيح الإسناد، ومتواتر عن جمع من الصحابة - "صحيح سنن الترمذي" (3/ 112). ¬

_ (¬1) أَي: قال له: نشدتك الله؛ أَي: سألتك بالله. وكانَ الأَصل: (نشهده)! فصححته من "الإحسان". (¬2) الأَصل: (تسعين) وكذا في طبعة الداراني لـ "الموارد"! وعلى هامشه: "في الأَصلين: "تسعون"، والصواب ما أَثبتناه"! ولعل ما أَثبته خطأ مطبعي؛ فإنّه مخالف لطبعتي "الإحسان" ومصادر الحديث وتمام الحديث.

8 - باب شهادة الذئب بنبوته

8 - باب شهادة الذئب بنبوته 1767 - 2109 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: بينا راعٍ يرعى بالحَرَّة؛ إِذ عرض ذئب لشاة من شياهه، فجاء الراعي يسعى، فانتزعها منه، فقال للراعي: أَلا تتقي الله؟! تحول بيني وبين رزق ساقه الله إِلي؟! قال الراعي: العجب لذئب (¬1) - والذئب مُقْعٍ على ذَنَبه - يكلّمني بكلام الإِنس! فقال الذئب للراعي: أَلا أُحدّثك بأَعجب من هذا؟! هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحرتين، يحدّث الناس بأَنباء ما قد سبق، فساق الراعي شاءَه إِلى المدينة، فزواها في زاوية من زواياها، ثمَّ دخلَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له ما قالَ الذئب؟! فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال للراعي: ["قم فأَخبره"] (¬2)، فأَخبَر الناس بما قال الذئب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق الراعي، أَلا إنَّ من أَشراط الساعة: كلام السباع الإِنس، والذي نفسي بيده؛ لا تقوم الساعة حتّى تكلّم السباع الإنس، ويكلم الرّجلَ نعلُه، وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بِحَدَثِ أَهله بعده" (¬3). صحيح - "الصحيحة" (122)، "المشكاة" (5459). ¬

_ (¬1) هنا زيادة في الأَصل بين معكوفتين: [يتكلم]، فحذفتها لعدم ورودها في "الإحسان"، ولا في "المسند" وغيره. (¬2) من طبعتي "الإحسان"، و"دلائل النبوّة" للبيهقيّ. (¬3) في "الترمذي" وغيره: "بما أحْدَثَ أهله من بعده".

9 - باب شهادة الشجر وانقيادها له

9 - باب شهادة الشجر وانقيادها له 1768 - 2110 - عن ابن عمر، قال: كنّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر (¬1)، فأَقبل أَعرابيّ، فلمّا دنا منه؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَين تُريد؟ "؛ قال: إِلى أَهلي، قال: "هل لك إِلى خير؟ ". قال: ما هو؟ قال: "تشهد أنَّ لا إِله إلّا الله وحده لا شريك له، [وأنَّ محمدًا عبده ورسوله]؟! ". قال: هل من شاهد على ما تقول؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "هذه الشجرة"، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأَرض خَدًّا، حتّى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثًا، فشهدت أنّه كما قال، ثمَّ رجعت إِلى منبتها، ورجع الأَعرابيّ إِلى قومِه، وقال: إِن يتبعوني أَتيتُك بهم؛ وإِلّا رجعت إِليك فكنت معك. صحيح - "تخريج المشكاة" (5925). 1769 - 2111 - عن ابن عباس، قال: جاءَ رجلٌ من بني عامر إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ كأنّه يداوي ويعالجُ، فقال: يا ¬

_ (¬1) الأصل: (مسير)، والتصويب من طبعتي "الإحسان"، ومنه صححت أخطاءً أخرى، والزيادة كانت في الأصل بين معكوفتين، وهي ثابتة في "الإحسان".

10 - باب النهي عن سؤال الآيات

محمد! إِنّك تقولُ أَشياءَ، هل لك أَن أُداويك؟! قال: فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى الله، ثمَّ قال له: "هل لك أن أُريك آية؟ ". وعنده نخل وشجر، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عِذقًا منها، فأَقبل إِليه وهو يسجد ويرفعُ رأسه، ويسجد ويرفعُ رأسه، حتّى انتهى إِليه - صلى الله عليه وسلم -، فقام بين يديه، ثمَّ قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع إِلى مكانِك". فرجع إِلى مكانه، فقال العامريّ: والله لا أُكذبك بشيءً تقوله أَبدًا، ثمَّ قال: يا آل عامر بن صعصعة! واللهِ لا أُكذبه بشيءٍ يقوله. قال: والعذق: النخلة. صحيح - "الصحيحة" (3315)، "المشكاة" (5926/ التحقيق الثاني). 10 - باب النهي عن سؤال الآيات [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 11 - باب في صفته - صلى الله عليه وسلم - 1770 - 2114 - عن البراء، قال: كانَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحسنَ الناسِ وجهًا، وأَحسنهم خَلْقًا وخُلُقًا، وليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير. صحيح - "مختصر الشمائل" (13/ 1 و 2/ 296): ق - فليس على شرط "الزوائد".

1771 - 2115 - عن أَنس، قال: كان لون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَسمر. (قلت): الظاهر أَنّه اشتبه على الراوي: "أَزهر" بـ: "أَسمر" (¬1). صحيح - "مختصر الشمائل" أَيضًا (14/ 2). 1772 - 2116 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لبسَ بردةً (¬2) سوداءَ، فقالت عائشة: ما أَحسنها عليكَ يا رسولَ الله! يشوبُ بياضُك سوادها، ويشوب سوادها بياضَك، فثار منها ريح، فألقاها. قالت: وكان يعجبه الريح الطيبة. صحيح - "الصحيحة" (2136). 1773 - 2117 - عن علي بن أَبي طالب: أنّه كانَ إِذا وصف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: كانَ عظيمَ الهامة، أَبيض مُشْرَبًا حمرةً، عظيمَ اللحية، طويل المَسْرُبَة، شَثْنَ الكفين والقدمين، إِذا مشى كأنّما يمشي في صبب، لم أَرَ مثله قبله ولا بعده - صلى الله عليه وسلم -. صحيح لغيره - "الصحيحة" (2053)، مختصر الشمائل (15/ 4). ¬

_ (¬1) قلت: كذا قال! والروايتان صحيحتان، ولا اختلافَ كما بيّنه الحافظُ في "الفتح" (6/ 569)، وخلاصته: أنَّ روايةَ: "أَزهر" تعني: "أَبيض مُشْربًا بحمرة" كما في حديث علي الآتي بعد حديث، و: "أَسمر" أَي: أَسمر إلى بياض، وهذا مصرّح به في بعض الروايات، والله أَعلم. (¬2) الأصل: (خميصة)، والتصويب من طبعتي "الإحسان"، ومنه صححت بعض الأخطاء.

12 - باب في الخصائص

1774 - 2118 - عن أَبي هريرة، أنّه قال: ما رأيت شيئًا أَحسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنّما الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أسرع [في] مشيته (¬1) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنّما الأَرض تطوى له، إِنّا لَنُجْهِدُ أَنفسَنا وإِنّه لغير مكترث. صحيح - "مختصر الشمائل" (100/ التحقيق الثاني)، "المشكاة" (5795/ التحقيق الثاني). 1775 - 2119 و 2120 - عن ابن عمر، قال: رأيتُ شيبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوًا من عشرين شعرة بيضاء في مُقدِّمِتهِ. صحيح لغيره - "مختصر الشمائل" (39/ 33)، "الصحيحة" (2096). 1776 - [6405 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذا أَهمّه (¬2) شيءٌ؛ أَخذَ بلحيتِه هكذا - وقبضَ ابن مسهر على لحيته -]. حسن لغيره - "الضعيفة" (707 - التحقيق الثاني)، و (4237). 12 - باب في الخصائص 1777 - 2121 - عن جابر بن سمرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتي بقصعة من ثريد فيها ثوم؛ فلم يأكل منها، وأَرسلَ إِلى أَبي أَيوبَ، وكانَ أَبو أَيوبَ يضع يده حيث يرى أَثر يدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) الأَصل: (أسرع مشية)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان". (¬2) وفي طبعتي "الإحسان": (هَمَّه).

وضع يده، فلمّا لم يَرَ أَثرَ يَدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لم يأكل، وأَتى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال له: إِنّي لم أَرَ أَثرَ يدِك فيها! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فيها ريح الثوم، ومعي ملك". حسن صحيح - "الإرواء" (8/ 154 و 155)؛ وتقدّم (/ 320). 1778 - 2122 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا أُتي بطعام من غيرِ أَهلِه؛ سأل عنه؟ فإِن قيل: هدية؛ أَكل، وإِن قيل: صدقة؛ قال: "كلُوا"؛ لم يأكل. صحيح - خ (2576)، فليس هو على شرط "الزوائد". 1779 - 2123 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية، ولا يقبل الصدقة. حسن صحيح - "الإرواء" (6/ 48). 1780 - 2124 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تنامُ عيني، ولا ينام قلبي". حسن صحيح - "الصحيحة" (696). 1781 - 2125 - عن عوف بن مالك عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُعطيتُ أَربعًا لم يعطهنَّ أَحدٌ كانَ قبلنا، وسألتُ ربي الخامسةَ فأَعطانيها: كانَ النبيُّ يُبعَثُ إِلى قريته ولا يعدوها، وبعثتُ [كافَّةً] إِلى النّاسِ.

13 - باب في فضله

وَأُرْهِبَ منّا عدوّنا مسيرة شهر. وجعلت لي الأَرضُ طهورًا ومساجدَ. وأُحلَّ لنا الخُمُسُ، ولم يحلّ لأَحدٍ كانَ قبلنا. وسألتُ ربي الخامسة، سألته أَن لا يلقاه عبدٌ من أُمتي يوحده إِلّا أَدخله الجنّة، فأعطانيها". (قلت): وأَحاديث الشفاعة في "كتاب البعث" [41/ 14]. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (8/ 104/ 6365). 1782 - 2126 - عن عائشة، قالت: ما ماتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتّى حَل له من النساءِ ما شاء. صحيح - "الصحيحة" (3224). 13 - باب في فضله 1783 - 2127 - عن عبد الله - يعني: ابن سلام -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنا سيدُ ولد آدمَ يومَ القيامة ولا فخر، وأَوّلُ من تنشقُّ عنه الأَرض، وأَوّلُ شافعٍ [ومشفع]، بيدي لواءُ الحمدِ، تحته آدم فمن دونه". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1571)، "ظلال الجنّة" (787، 792 - 796)، التعليق على "بداية السول" (ص 34 و 35). 1784 - 2128 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا خيرنا وابن خيرنا! ويا سيدنا وابن سيدنا! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

14 - باب حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم -

"يا أَيّها الناس! قولوا بقولِكم، ولا يستفزَّنَّكم الشيطانُ، أَنا عبد الله ورسولُه" (¬1). صحيح - "غاية المرام" (99/ 127). 14 - باب حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - 1785 - 2129 و 2130 - عن ابن أَبي أَوفى، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُكثرُ الذكر، وَيُقِلُّ اللغوَ، ويُطيلُ الصلاة، ويُقصرُ الخُطْبة، وكانَ لا يأنف ولا يستكثر أَن يمشي مع الأَرملةِ والمسكين، فيقضي له حاجته. صحيح - "المشكاة" (5833)، "الروض" (371). 1786 - 2131 - عن أَبي عبد الله الجدلي، قال: قلت لعائشة: كيف كانَ خُلُق رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في أَهلِه؟ قالت: كانَ أَكرمَ النّاسِ [خُلُقًا]، لم يكن فاحشًا [ولا متفحشًا] ولا سخَّابًا في الأَسواق، ولا يَجزي بالسيئةِ السيئة، ولكن يعفو ويصفح. صحيح لغيره - "المشكاة" (5820)، "مختصر الشمائل" (182/ 298). 1787 - 2132 - عن أَنس، قال: ما رأيت رجلاً التقمَ أُذُنَ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فَيُنَحِّي رأسَه حتّى يُنحي الرّجل رأسه، وما رأيت رجلًا قط أَخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فيتركُ يده حتّى ¬

_ (¬1) قلت: زاد أحمد (3/ 153) في رواية صحيحة: "ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل -".

15 - باب في زهده وتواضعه وما عرض عليه - صلى الله عليه وسلم -

يكون الرَّجلُ هو الذي يترك [يده] (¬1). صحيح لغيره - "الصحيحة" (2485). 1788 - 2133 - 2135 - عن عائشة: سألها رجل: هل كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعملُ في بيته؟ قالت: نعم. كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْصِفُ نعلَه، ويَخيطُ ثَوبَه، [ويرقَعُ دَلْوه]، ويعملُ في بيته ما يعملُ أَحدُكم في بيته (¬2). صحيح - "المشكاة" (5922). 1789 - 2136 - وعنها: أنّها سئلت: ما كانَ يعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟ قالت: ما كانَ إِلّا بشرًا من البشر، كانَ يفلي ثوبه، ويحلبُ شاته، ويخدمُ نفسه - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الصحيحة" (671)، "مختصر الشمائل" (179/ 293). 15 - باب في زهدِه وتواضعِه وما عرض عليه - صلى الله عليه وسلم - 1790 - 2137 - عن أَبي هريرة، قال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها المعلقون الأربعة، وليس فيه - أعني: "الإحسان" - الشطر الأول من الحديث؛ لكنه ثابت في "مسند أبي يعلى" (6/ 187/ 3471)، وعنه تلقاه ابن حبان. (¬2) قلت: من تخاليط المعلّق على "الإحسان" (14/ 352) أنّه عزاه إلى ثلاثة مواضع من "صحيح البخاري"؛ فأوهمَ القرّاء أنّه عنده بتمامِه، والواقعُ أنّه ليس له منه - ومن طريق آخر - إِلّا الجملة الأَخيرة منه بلفظ مختصر جدًا: "كانَ يكون في مهنة أهلِه ... "، فهل هو من تخاليط الشيخ شعيب؟! أم من بعض من يعمل تحت يده، ودون إشراف منه؟!

جلسَ جبريل إِلى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فنظرَ إِلى السماء؛ فإِذا مَلَكٌ يَنزل، فقال له جبريل: هذا المَلَكُ ما نزل منذ خُلِقَ قبل الساعة، فلمّا نزل قال: يا محمد! أَرسلني إِليك ربّك، أَمَلِكًا أَجعلُكَ أَم عبدًا رسولًا؟ قال له جبريل: تواضع لربّك يا محمد! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا؛ بل عبدًا رسولًا". صحيح - "التعليق الرغيب" (3/ 112)، "الصحيحة" (1002). 1791 - 2139 - عن أَنس بن مالك، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخر شيئًا لغدٍ. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 42). 1792 - 2140 - عن أُمِّ سَلَمة، قالت: دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو ساهمُ الوجه، قالت: حسبتُ ذلك من وجع، قلت: ما لي أَراكَ صلّى الله عليك وسلّم ساهمَ الوجه؟! قال: "من أَجل الدنانير السبعة الّتي أَتتنا بالأَمسِ ولم نَقسمها". صحيح - التعليق على "الإحسان" (5138). 1793 - 2141 - عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، قال: دخلت أَنا وعروة بن الزبير على عائشة فقالت: لو رأيْتُما نبيَّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم في مرض له، وكانت له عندي ستة دنانير أَو سبعة، [قالت:] فأَمرني أَن أَفرّقها، فشغلني وجع رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حتّى عافاه الله، قالت: ثمَّ سألني عنها؟ فقلت: لا والله، قد كانَ شغلني

16 - باب زيارته لأصحابه

وجعك، قالت: فدعا بها، فوضعها في كفّه، ثمَّ قال: "ما ظَنُّ نبيّ الله لو لقي الله وهذه عنده؟! ". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 42)، "الصحيحة" (1014). 1794 - 2142 و 2143 - ومن طريق آخر عنها، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي ماتَ فيه: "يا عائشة! ما فعلت الذهب؟ " ... فذكر نحوه. حسن صحيح - انظر ما قبله. 1795 - 2144 - عن عُلَيِّ بن رباح، قال: سمعت عمرو بن العاص يخطبُ الناس يقول: يا أَيّها النّاس! كانَ نبيّكم - صلى الله عليه وسلم - أَزهد الناسِ في الدنيا، وأَصبحتم أَرغبَ الناسِ فيها. صحيح - "التعليق" (4/ 116). 16 - باب زيارته لأصحابه 1796 - 2145 - عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم. صحيح - "الصحيحة" (1278)، (2112). 17 - باب الشفاء بريقه 1797 - 2146 - عن بُريدة بن الحُصَيب، قال:

18 - باب بركته في الطعام

إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَفَلَ في رِجل عمرو بن معاذ حين قُطِعَتْ رجله، فبرأ. صحيح - "الصحيحة" (2904). 18 - باب بركته في الطعام 1798 - 2147 - عن ابن عباس: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا نزل (مَرَّ الظهران) (¬1) - حيث صالح قريشًا -؛ بلغ أَصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ قريشًا تقول: إِنّما بايع أَصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ضعفًا وهُزْلًا (¬2)، فقال أَصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: لو نحرنا [من] ظهرنا، فأَكلنا [من] لحومها وشحومها، وحسونا من المرق؛ أَصبحنا غدًا إِذا غدونا عليهم وبنا جَمام، قال: "لا، ولكن ائتوني بما فَضلَ من أَزوادِكم". فبسطوا أَنطاعًا، ثمَّ صبّوا عليها ما فضل من أَزوادِهم، فدعا لهم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالبركة، فأَكلوا حتّى تضلّعوا شِبَعًا، ثمَّ كَفَتوا ما فضل من أَزوادِهم في جُرُبِهم (¬3). ¬

_ (¬1) الأَصل: (مرّان)، وكذا في "الإحسان" (8/ 163 - لبنان)! وفي مكان آخر منه (6/ 46): "مرّ [الظهران] "، والمثبت أعلاه من طبعة المؤسسة في الموضعين، وكذا هو في "المسند". (1/ 305) بإسناد صحيح. (¬2) الأَصل: (هولاً)، وكذا في "الإحسان" طبع لبنان! والمثبت من الطبعة الأُخرى، وهو المناسب لرواية أَحمد بلفظ: (العجف). (¬3) عزاه المعلّق على "دلائل النبوّة" (4/ 120) لمسلم في: (31 - كتاب اللقطة)! وهذا فيه إِيهام أنّه عنده من حديث ابن عباس، وإنّما هو من حديث سلمة بن الأَكوع، وفيه أنهم كانوا في غزوة، وليس فيه إلّا قصة الأزواد والجرب، وما جعل فيها من البركة.

(قلت): فذكر الحديث (¬1). صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1650 و 1651)، "الصحيحة" (2573). 1799 - 2149 - عن سمرة بن جندب: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أُتي بقصعة من ثريد، فوضعت بين يدي القوم، فتعاقبوها إِلى الظهر من غدوة، يقوم قوم، ويجلس آخرون. فقال رجل لسمرة: أَكانت تُمَدُّ؟ فقال سمرة: من أَي شيء تتعجّبُ؟ ما كانت تمدُّ إِلّا من ها هنا، وأَشارَ بيده إِلى السماء. صحيح - "المشكاة" (5928). 1800 - 2150 - عن أَبي هريرة، قال: أَتيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بتمرات قد صففتهنَّ في يدي، فقلت: يا رسولَ اللهِ! ادع الله لي فيهنَّ بالبركة، فدعا لي فيهنَّ بالبركة، وقال: " [خذهُنَّ فاجعلهن في مزودٍ - أو قال: في مزودك -، فـ] (¬2) إِذا أَردتَ أَن تأخذ منهنَّ شيئًا؛ فأَدخل يَدَك ولا تنثره نثرًا". ¬

_ (¬1) لم يذكر تمام الحديث؛ لأنّه في "مسلم" (4/ 64) من هذا الوجه، ولكنّه مختصر جدًّا، ثمَّ رواه من وجه آخر عن ابن عباس بأَتمّ منه، ومع ذلك فرواية المؤلفِ أكَملُ وأَتمُ فائدةً، فتمنيتُ لو أَنّها لم تحذف، فلنستدركها إذن: ثم غدوا على القوم، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَرَيَنَّ القوم فيكم غميزة"، فاضطبعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه، فرملوا ثلاثة أَشواط، ومشوا أَربعًا، والمشركون في الحِجر وعند دار الندوة، وكانَ أَصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تغيبوا منهم بين الركنين: اليماني والأَسود؛ مشوا، ثمَّ يطلعون عليهم، فتقول قريش: والله لكأنهم الغزلان، فكانت سنّة. (¬2) زيادة من "الترمذي"، و"دلائل النبوة" للبيهقي.

قال أَبو هريرة: فحملت من ذلك التمر كذا وكذا وسقًا في سبيل الله، وكنّا نَطْعَمُ منه ونُطْعِمُ، [وكان في حقوي]؛ حتّى انقطع منّي ليالي عثمان. حسن صحيح - "الصحيحة" (2936)، "تيسير الانتفاع/ مهاجر بن مخلد". 1801 - 2151 - عن دُكَين بن سعيد المَزَني، قال: أَتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ركب من مزينة، فقال لعمر بن الخطاب: "انطلق فجهزهم". فقال: يا رسولَ اللهِ! إِن هي إِلّا آصع من تمر (¬1)! فانطلق، فأَخرج مفتاحًا من حُزَّتِهِ (¬2) ففتح الباب؛ فإِذا مثل الفصيل الرابض من التمر، فأَخذنا منه حاجتنا، [قال: فلقد] التفتُّ إِليه وإنّي لمن آخرِ [أصحابي]، كأننا لم نرزأه تمرةً. صحيح - "التعليقات الحسان" (8/ 162/ 6494)، "صحيح سنن أبي داود" (5238). 1802 - 2152 - عن جابر، قال: توفي أَبي وعليه دَين، فَعَرَضْتُ على غرمائه أَن يأخذوا التمر بما عليه؛ فأَبوا، ولم يعرفوا أنَّ فيه وفاءً، فأَتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له؟! فقال: "إِذا جددته ووضعته؛ فآذني". فلمّا جددته ووضعته في المربد (¬3)؛ آذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء ومعه أَبو ¬

_ (¬1) زاد الحميدي (893): تقيظ عيالي (أَي: تكفيهم إلى الصيف)، فقال أَبو بكر: اسمع وأَطع، فقال عمر: سمعًا وطاعة، قال ... (¬2) الأصل: (خزينته)، وهو مخالف لكلَّ مصادر الحديث، والتصحيح من "الإحسان"، و"مسند أَحمد"، و"الحميدي" وغيره. و (الحجزة): موضع شدّ الإزار. و (نرزأه)؛ أَي: ننقصه. (¬3) في طبعتي "الإحسان": (المسجد)! وهو خطأ مخالف لرواية البخاري؛ لكنه وقع على الصواب في رواية أخرى في "الإحسان" (6502).

بكر وعمر، فجلس، فدعا له بالبركة وقال: "ادع غرماءك وأَوفهم". فما تركت أَحدًا له على أبي دين إِلّا قضيته، وفضل لي ثلاثة عشر وسقًا عجوةً. قال: فوافيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ المغرب، فذكرت ذلك له، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "ائت أَبا بكر وعمر فأخبرهما". فقالا: قد علمنا - إِذ صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنعَ - أَن يكون ذلك. صحيح - "أَحكام الجنائز" (28 و 29)، "صحيح أَبي داود" (2568): خ - فليس على شرط "الزوائد". 1803 - 2153 - عن أَبي هريرة، قال: ذبحت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاةً، فقال: "ناولني الذراع"، فناولته، ثمَّ قال: "ناولني الذراع"، فناولته، ثمَّ قال: "ناولني الذراع". فقلت: يا رسول الله! إِنّما للشاة ذراعان؟! قال: "أَما إِنّك لو ابتغيته لوجدته". حسن صحيح - "مختصر الشمائل" (96/ 143). 1804 - [6470 - عن عبد الله بن مسعود، قال:

كنتُ يافعًا في غنم لعقبة بن أبي مُعيط (¬1) أَرعاها، فأَتى عَليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأَبو بكر، فقال: "يا غلام! هل معك من لبن؟ ". فقلت: نعم، ولكنّي مؤتمن، قال: "ائتني بشاة لم يَنزُ عليها الفحل". فأتيته بعَناق، فأَعتقلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ جعلَ يمسح الضرع ويدعو، حتّى أَنزلت، فأَتاه أَبو بكر رضوان الله عليه بشيءٍ، فاحتلب فيه، ثمَّ قال لأَبي بكر: "اشرب". فشرب أَبو بكر - رضي الله عنه -، ثمَّ شربَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بعده، ثمَّ قال للضرع: "اقلص"، فقلص، فعاد كما كانَ، قال: ثمَّ أَتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسولَ الله! علّمني من هذا الكلام، أَو من هذا القرآن، فمسح رأسي، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّك غلام معلّم". قال: فلقد أَخذت من فيه سبعين سورة؛ ما نازعني فيها بشر]. ¬

_ (¬1) يكنى بـ (أبي الوليد)، كان شديد الأذى للمسلمين عند ظهور الدعوة، فأسروه يوم بدر، وقتلوه ثم صلبوه، وإنما استجازه النبي - صلى الله عليه وسلم - بلبن الشاة؛ لأنها لم تكن حلوبًا، وإنما أنزلت الحليب معجزة له - صلى الله عليه وسلم -.

19 - باب في مرض سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووفاته ودفنه

حسن صحيح - "الروض النضير" (652)، وفي (ق) جملة السبعين سورة (¬1). 19 - باب في مرض سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووفاته ودفنه 1805 - 2154 - عن أَسماء بنت عميس، قالت: أَوّل ما اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، فاشتدَّ مرضه حتّى أُغمي عليه، قالت: وتشاوروا في لدِّه! فلدّوه (¬2)، فلمّا أَفاقَ قال: "ما هذا؟! (¬3) [أ] فعل نساء جئن من ها هنا؟! "، وأَشارَ إِلى أَرض الحبشة. ¬

_ (¬1) وفاتت هذه الفائدة على المعلق على "الإحسان" (6504) فلم يستدركها، ولم ينبه عليها، وقد أخرج الحديث من عدة مصادر "مطولاً ومختصرًا"، فكان من أولى الواجبات في فن التخريج هذا التنبيه! (¬2) لديدا الفم: جانباه، واللدود من الأَدوية: ما يسقاه المريض في أَحد شقي الفم. ولدوه: سقوه اللدود. (¬3) الأَصل: "ما هذا [إلاّ] " فحذفت الزيادة لأنها لم ترد في طبعتي "الإحسان"، وما أَثبته موافق لرواية أَحمد (6/ 438)، و"المجمع" عنه (9/ 33)، و"مشكل الآثار" (2/ 383)، والطبرانيّ في "المعجم الكبير" (24/ 140) وقالَ: "أَفِعل"؛ فصرحَ بهمزة الاستفهام، وهي ثابتة في طبعة "المؤسسة"، وكلّهم مع المؤلف أَخرجوه من طريق عبد الرزاق، وهذا في "المصنف" (5/ 429)، وفيه: "هذا فعل .. " وليس فيه: "ما"، وهكذا وقعَ في "الفتح" (8/ 148) معزوًّا إليه، وصحح إِسناده، والظاهر أنّه سقط من بعض النسّاخِ سهوًا أَو استشكالاً، وعلق عليه الشيخ الأَعظميّ بقولِه: "وفي (ص): "أَفعل" خطأ". ويعني ب (ص) في اصطلاحه الذي نصَّ عليه في المقدمة: الأَصل المخطوط لـ "المصنف"، فلا وجه لهذه التخطئة، بل هو الصواب الموافق لرواية الطبرانيّ، و"المؤسسة"، وللسياق أَيضًا. وما كان في الأَصل أَقرّه المعلقان الداراني وصاحبه على طبعتهما للكتاب وقالا: "هذه زيادة يقتضيها المعنى، ورواية عبد الرزاق: هذا فعل نساء جئن من هؤلاء". وهذا ممّا يؤكد لنا قلّة عنايتهما بالتحقيق، وإهتمامهما البالغ بالتحويش والتقميش والتخريج! فإنَّ المصادرَ التي اعتمدت عليها فيما تقدّم من التحقيق هي من مراجعهم المذكورة في تخريجهم! وانظر التعليق الآتي. =

وكانت بنت عميس فيهنَّ، فقالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله! قال: "إن [كان] ذلك [لداءً] (¬1) ما كانَ الله لِيقذِفَني به (¬2)، لا يبقينَّ أَحد في البيت إِلّا لُدَّ؛ إِلّا عَمَّ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" - يعني: عباسًا -، قال: فلقد التَدَّتْ ميمونةُ، وإِنّها يومئذ لصائمة؛ لعزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الصحيحة" (3339). 1806 - [6557 - عن عائشة، قالت: أغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ورأسه في حجري، فجعلت أَمسحه وأَدعو له بالشفاء، فلمّا أَفاقَ قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا بل أَسألُ الله الرفيقَ الأَعلى، مع جبريل وميكائيل وإِسرافيل"]. صحيح - "الصحيحة" (3104). 1807 - 2155 - عن أَبي هريرة، قال: دخل أَبو بكر المسجدَ؛ وعمرُ يكلّمُ الناس، حين دخل بيتَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه، وهو بيت عائشة زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فكشفَ عن وجهه بُرْدَ ¬

_ = (تنبيه): ذكر الحافظ للفظِ عبد الرزاق المذكور آنفًا شاهدًا من رواية ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد بسنده عن عائشة، وهو في "طبقات ابن سعد" (2/ 235) وليس فيه ما ذكر، وكذلك هو عند الطحاويّ من الوجه المذكور، والله أَعلم. (¬1) زيادة من المصادر المتقدمة، لم يستدركها المعلقان! (¬2) الأَصل: "ليعذبني"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"المصنف" و"الطبراني"، و"المجمع"، و"المستدرك" (4/ 202)، وما في "المشكل" و"الفتح" موافق للأصل. وقد وهم وهمًا فاحشًا المعلق على "الإحسان" (8/ 198 - طبع بيروت)، فعزا ما في "الفتح" إلى الثلاثة المذكورين: "المصنف" و"الطبرانيّ"، و"المستدرك"!

حِبرَةٍ كان مُسَجًّى به، فنظر إلى وجهه، ثمَّ أَكبَّ عليه فقبله، وقال: بأبي أَنت، فوالله لا يجمع الله عليك موتتين، لقد متَّ الموتة التي لا تموت بعدها. حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (3019)، "أَحكام الجنائز" (ص 31): خ - أَتم منه، فليس هو على شرط "الزوائد"؛ إِلاّ لاختلاف السند. 1808 - 2156 و 2157 - عن عائشة، قالت: لما اجتمعوا لِغَسلِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ اختلفوا بينهم فقالوا: والله ما ندري؛ أَنُجَرِّدُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نُجَرِّدُ موتانا، أَو نغسله وعليه ثيابه؟! قالت: فأرسل الله عليهم النوم، حتّى ما منهم رجل إِلّا ذَقَنُهُ (¬1) في صدره، ثمَّ نادى منادٍ من البيت - لا يدرون ما [الرواية الثانية: من] هو -: أَن اغسلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قميصُه، قال: فوثبوا إِليه وثبة رجل واحد، فغسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قميصه، يصبون عليه الماء، ويَدلكونه من وراء القميص. وكان الذي أَجلسه في حجره علي بن أَبي طالب رضوان الله عليه، أَسنده إِلى صدره. قالت: فما رُئي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء ممّا يرى من الميت. وقالت عائشة: لو استقبلت من أَمري ما استدبرت؛ ما غسله غيرُ نسائه. صحيح لغيره - "أَحكام الجنائز" (ص 66، 67). 1809 - 2159 - عن أَبي هريرة: ¬

_ (¬1) بتحريك القاف؛ كما في "القاموس" وغيره من كتب اللغة ووقع في طبعة شعيب والداراني: (ذَقْنُه) بسكون القاف! وهي لغة عاميّة شامية!

20 - باب في اليوم الذي قدم فيه - صلى الله عليه وسلم - واليوم الذي قبض فيه - صلى الله عليه وسلم -

أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كُفِّنَ في ثوب نجراني، ورَيْطَتَين (¬1). صحيح - "التعليقات الحسان" (6596). 1810 - 2160 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُلْحِدَ له، ونصب عليه اللَّبن نصبًا، ورُفع قبرُه من الأَرض نحوًا من شبر. صحيح لغيره في شطره الأول، وحسن لغيره في شطره الآخر - "أَحكام الجنائز" (195) (¬2). 1811 - 2161 - عن ابن عباس، قال: دخل قبرَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - العباسُ، وعليّ، والفضل، رضوان الله عليهم، وسَوَّى لَحْدَهُ رجلٌ من الأَنصارِ، وهو الذي سوّى لُحود الشهداء يوم بدر. صحيح - "الأَحكام" (183). 20 - باب في اليوم الذي قدم فيه - صلى الله عليه وسلم - واليوم الذي قبض فيه - صلى الله عليه وسلم - 1812 - 2162 - عن أَنس، قال: ¬

_ (¬1) تثنية (رَيْطة)، ووقع في الداراني: (رِيطة) بكسر الراء! وهي المُلاءة، كلّها نسج واحد وقطعة واحدة. (¬2) ضعّفَ الداراني وصاحبه رواية (الفضل بن سليمان) هذه؛ فأَصابا، بخلاف المعلّق على "الإحسان" (14/ 602)؛ فصحح إسناده على شرط مسلم! وأَظنّه من أَحدِ الطلاب المتمرنين لديه؛ فإنَّ الصوابَ قوله في تعليقه على "مراسيل أَبي داود" (ص 303): "وإسناده محتمل للتحسين". ثمَّ قوى المعلقان الشطر الأَول منه بشاهد صحيح، والشطر الآخر بشاهد قاصر ليس فيه ذكر (الشبر)! والشاهد التام مخرّج في "الأَحكام"، وله شاهد آخر في "مصنف عبد الرزاق" (3/ 502 - 503).

21 - باب تتابع الوحي قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم -

لمّا كانَ [الـ] يوم [الذي] دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه المدينة؛ أَضاء منها كلُّ شيء، فلمّا كانَ اليوم الذي ماتَ فيه - صلى الله عليه وسلم -؛ أَظلمَ منها كل شيء، وما نفضنا عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الأَيدي؛ [وإنا] لفي (¬1) دفنه، حتّى أَنكرنا قلوبنا. صحيح - "مختصر الشمائل" (196/ 329)، تخريج "فقه السيرة" (ص 201). 21 - باب تتابع الوحي قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - 1813 - [6612 - عن واثلة بن الأَسقع، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أَتزعمون أَنّي من آخركم وفاة؟! إِنّي من أَوّلِكم وفاة، وتتبعوني أَفنادًا، يضرب بعضكم رقاب بعض"]. صحيح - "الصحيحة" (851). 1814 - 2163 - عن الزهري، قال: أَتاه رجل فقال: يا أَبا بكر! كم انقطع الوحي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قبل موته؟ فقال: ما سألني عن هذا أَحدٌ منذ وعيتها من أَنس بن مالك، قال أَنس: لقد قُبِضَ من الدنيا وهو أَكثر ما كانَ. حسن صحيح - "التعليقات الحسان على الإحسان" (1/ 126): ق - نحوه أَتمّ منه دون سؤال السائل وقول الزهري. 22 - باب لم يترك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ميراثًا من الدنيا 1815 - 2164 و 2165 - عن زِرًّ، قال: ¬

_ (¬1) الأصل: (من)، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج، والزيادة منها. نعم؛ في رواية لأبي يعلى (6/ 110/ 3378) بلفظ: (وما نفضنا أيدينا من تراب قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أنكرنا قلوبنا)، وسنده صحيح.

سألت عائشة عن ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: [تسألوني عن ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!]. ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارًا، ولا درهمًا، [ولا شاة، ولا بعيرًا]، [ولا عبدًا، ولا أَمةً]، ولا أَوصى بشيء (¬1). صحيح - "مختصر الشمائل" (205/ 342)، "صحيح أَبي داود" (2549): م - مختصرًا من طريق آخر عنها. * * * ¬

_ (¬1) قلت: هذا الحديث ساقه المصنف من طريقين عن عاصم، عن زر، وإليهما أشرت بالرقمين؛ ولكنه لم يسق إلا لفظًا واحدًا، وقال عقب الطريق الأخرى: "فذكر نحوه باختصار". والواقع أن لفظ هذا الحديث في "الصحيح/ الإحسان" أطول من لفظ الأول، ومنه أخذ المؤلف جملة العبد والأمة، ولذلك جعلتها بين معكوفتين، وأسقط منه الجملة التي قبلها، وهي ثابتة في الطريقين؛ ولذلك استدركتها بين المعكوفتين كما فعلت في التي قبلها؛ وهي فيهما أيضًا، واللفظ للأخرى، ولم يستدرك هاتين الزيادتين المعلقون الأربعة.

37 - كتاب المناقب

37 - كتاب المناقب 1 - باب في فضل أَبي بكر الصديق - رضي الله عنه - 1816 - 2166 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما نفعني مال [قطُّ] ما نفعني مال أَبي بكر". قال: فبكى أَبو بكر - رضي الله عنه - وقال: ما أَنا ومالي إِلّا لك! صحيح - "الصحيحة" (2718). 1817 - 2167 - عن عائشة، قالت: أَنفق أَبو بكر - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَربعين أَلفًا. صحيح - "الصحيحة" (3144). 1818 - 2168 - عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت كأنّي أُعطيتُ عُسًّا مملوءًا لَبنًا، فشربت منه حتّى مُلِئتُ، فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم، ففضلت منها فضلة فأَعطيتُها أَبا بكر". قالوا: يا رسولَ الله! هذا العلم أَعطاكه الله حتّى إِذا تملأت منه فضلت فضلة؛ فأعطيتها أَبا بكر، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قد أَصبتم".

صحيح بذكر: (عمر) مكان: (أَبي بكر)، والعكس شاذ - "التعليقات الحسان" (6815) (¬1). 1819 - 2169 - عن عمر بن الخطاب، قال: كانَ أَبو بكر - رضي الله عنه - أَحبَّنا إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان خيرنا وسيدنا. حسن - "المشكاة" (608/ التحقيق الثاني)، "ظلال الجنة" (1166): خ - فليس هو على شرط "الزوائد". 1820 - 2170 - عن عائشة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمر بسدِّ الأَبوابِ الشوارع في المسجد؛ إِلّا باب أَبي بكر - رضي الله عنه -. صحيح - "التعليقات الحسان" (6818). 1821 - 2171 - عن عبد الله بن الزبير، قال: كانَ اسمُ أَبي بكر عبدَ اللهِ بنَ عثمان، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنت عتيق الله من النار"؛ فسمي عتيقًا. صحيح - "المشكاة" (6022/ التحقيق الثاني). ¬

_ (¬1) غفل الشيخ شعيب عن هذا الشذوذ في طبعته للكتاب (2/ 966)، مع أنه تنبه له في تعليقه على "الإحسان" (15/ 269 - 270)، لكنه كأنه مال في آخر بحثه إلى تصحيح الروايتين، ولا وجه له عندي! وعليه جرى الحافظ في ثلاثة مواضع من "الفتح"، ولقد عجبت منه كيف لم يتعرض في أي موضع منها لهذه الرواية الشاذة، فالظاهر أنه لم يقف عليها. وأما الأخ الداراني فلم يحسن أن يقول بشذوذ ذكر (أبي بكر)، ولكنه دندن حولها فقال: "في جميع روايات الحديث: "فأعطيتها عمر"، كما في "الصحيحين"، وإذا كان ذلك هو الصواب؛ فمكان الحديث في فضائل عمر، والله أعلم"!

1822 - 2174 - عن عبد الله بن عمر، قال: لمّا اشتدَّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وجعه] (¬1)؛ قال: "مروا أَبا بكر فليصلِّ بالناس". فقالت له عائشة: يا رسولَ اللهِ! إنَّ أَبا بكر رجل رقيق، إِذا قامَ مقامَك؛ لم يُسمِع الناسَ من البكاء، فقال: "مروا أَبا بكر فليصل بالناس". فعاودَتْه مثل مقالتها، فقال: "إِنّكن صواحبات يوسف (¬2)! مروا أَبا بكر فليصلِّ بالناسِ". صحيح - "فقه السيرة" (467)، "الإرواء" (148)، "ظلال الجنة" (2/ 557/ 1167): ق - فليس على شرط "الزوائد". 1823 - 2175 و 2176 - عن أَنس بن مالك، قال: لمّا كانَ يوم الاثنين؛ كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سترة الحجرة. (قلت): فذكر الحديث وهو في "الصحيح"، وقال فيه: فقام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت، ولكنّه أُرسل إليه كما أُرسل إِلى موسى، فمكث في قومِه أَربعين ليلة، والله إِنّي لأَرجو أَن يعيشَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حتّى يقطع أَيدي رجال من المنافقين وأَلسنتَهم؛ يزعمون أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات. ¬

_ (¬1) من "الإحسان" أَيضًا. (¬2) أي: مثلهن في كثرة الإلحاح، كما قال أبو الحسن السندي في حاشية "النسائي": وأما حديث: "ويحك يا يا عكاف! إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف ... "؛ فهو منكر، قد خرجته في "الضعيفة" (6053).

قال الزهري: فأَخبرني أَنس بن مالك أنّه سمع خطبة عمر الأَخيرة حين جلس على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وكانَ الغد من يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فتشهد عمر، وأَبو بكر صامت لا يتكلّم، ثمّ قال: أَمّا بعد؛ فإِنّي قلت أمسِ مقالةً، وإِنّها لم تكن كما قلت، وإِنّي والله ما وجدت المقالةَ الّتي قلت في كتاب [أنزله] الله، ولا [في] عهدٍ عهده إِليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن كنت أَرجو أَن يعيشَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يَدْبُرَنا - يريد بذلك أَن يكون آخرهم -؛ فإِن يك محمد - صلى الله عليه وسلم - قد مات؛ فإِنَّ الله قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به، فاعتصموا به تهتدوا لما هدى اللهُ محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، ثم إِنَّ أَبا بكر صاحبُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وثاني اثنين، وإنه أَولى الناس بأمورِكم، فقوموا فبايعوه. وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكان [ـت] بيعة العامة على المنبر. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (9/ 14). 1824 - 2177 - عن عائشة، قالت: كنتُ عند أَبي بكر حين حضرته الوفاة، فتمثلت بهذا البيت: من لا يزال دمعه مُقَنَّعًا ... يوشك أن يكون مدفوقًا (¬1) ¬

_ (¬1) أَي: مصبوبًا، وكانَ الأَصل: (مدفونًا) وهو خطأ! وقوله: (مقنعًا)؛ قال ابن الأَثير: "فسّروا "المقنع" بأنّه المحبوس في جوفِه، ويجوزُ أَن يرادَ به من كان دمعه مغطى في شؤونه كامنًا فيها؛ فلا بدَّ أَنْ يبرزَه البكاءُ".

2 - باب فضل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -

فقال: يا بنية! لا تقولي هكذا، ولكن قولي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. ثمَّ قال: في كم كفن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: في ثلاثة أَثواب، فقال: كفنوني في ثوبيِّ هاذين، واشتروا إِليهما ثوبًا جديدًا؛ فإن الحيَّ أَحوجُ إلى الجديدِ من الميت، وإنّما هي للمهنة [أَو للمهلة] (¬1). صحيح - "التعليقات الحسان" (5/ 16): خ - بقصة الكفن نحوه. 1825 - 2178 - عن عائشة، قالت: قال لي أَبو بكر: أَيَّ يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: يوم الاثنين، قال: إنّي لأَرجو أَن أَموت فيه، فمات يوم الاثنين عشيةً، ودفن ليلًا. صحيح - "مختصر الشمائل" (197/ 330): خ - فليس على شرط "الزوائد". 1826 - [7063 - عن أَنس، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أَحبّ الناسِ إليك؟ قال: "عائشة"، قيل له: ليس عن أَهلِك نسألك؟ قال: "فأَبوها"]. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (9/ 119/ 7063). 2 - باب فضل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - 1827 - 2179 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان"؛ وقد عزاه المعلق عليه للبخاري، وتبعه المعلقان على الكتاب! وهو خطأ؛ لأنّه ليس عنده ما قبل قصة الكفن.

"اللهمَّ! أَعزّ الدين بأَحبِّ هذين الرَّجلين إِليك: أَبي جهل بن هشام، أَو عمرَ بنِ الخطابِ". فكانَ أَحبّهما إِليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. حسن صحيح - "المشكاة" (6036/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (3225). 1828 - 2180 - عن عائشة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ! أَعزّ الإِسلام بعمر بن الخطاب خاصّة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3225). 1829 - 2181 - عن ابن عمر، قال: لمّا أَسلمَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -؛ لم تعلم قريش بإسلامِه، فقال: أَيُّ أَهلِ مكّة أَفشى للحديث؟ فقالوا: جميل بن معمر الجمحي (¬1)، فخرج إِليه وأَنا [معه] أَتبع أَثره، أَعقِلُ ما أَرى وأَسمع، فأتاه فقال: يا جميل! إِنّي قد أَسلمت، قال: فواللهِ ما ردَّ عليه كلمةً، حتّى قامَ عامدًا إِلى المسجد فنادى أَندية قريش، فقال: يا معشر قريش! إِنَّ ابن الخطاب قد صبأ، فقال عمر: كذب، ولكنّي أَسلمت، وآمنت بالله، وصدَّقْتُ رسولَه، فثاوروه، فقاتلهم حتّى ركدت الشمس (¬2) على رءوسهم، حتّى فتر عمر وجلس، [فقاموا على رأسه]، فقال [عمر]: افعلوا ما بدا لكم، فوالله لو كنّا ثلاث مئة رجل؛ لقد تركتموها [لنا]، أَو تركناها لكم. ¬

_ (¬1) أسلم يوم الفتح، وقد شاخ، ثم شهد فتح مصر، مات زمن عمر، وحزن عليه حزنًا شديدًا. "التجريد". (¬2) أي: استوت.

فبينا هم كذلك قيام [عليه]؛ إِذ جاء رجل عليه حلّة حرير، وقميص قومَسِيٌّ فقال: ما [با] لكم؟! فقالوا: إِنَّ ابن الخطابِ قد صبأ، فقال: فمه؟ امرؤ اختارَ دينًا لنفسِه، أَفتظنّون أنَّ بني عدي تُسْلِمُ إِليكم صاحبهم؟! قال: فكأنّما كانوا ثوبًا انكشفَ عنه. فقلت له بعدُ بالمدينة: يا أَبةِ! من الرّجل الذي ردّ عنك القوم يومئذ؟ قال: يا بني! ذاك العاص بن وائل (¬1). حسن - "التعليقات الحسان" (9/ 16/ 6840). 1830 - 2183 - عن ابن عمر، قال: رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ثوبًا أَبيض، فقال: "أَجديد قميصك أَم غسيل؟ ". قال: بل جديد، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "البس جديدًا، وعش حميدًا، ومت شهيدًا" (¬2). صحيح لغيره دون الزيادة - "الصحيحة" (352). 1831 - 2184 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله جعل الحقَّ على لسان عمر وقلبه". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2623). ¬

_ (¬1) والد عمرو بن العاص فاتح مصر وغيرها، مات والده العاص مشركًا. (¬2) هنا في الأصل ما نصُّه: "قال عبد الرزاق: وزاد فيه الثوري عن إِسماعيل بن أَبي خالد: "ويرزقك الله قرّة العين في الدنيا والآخرة .. "! فحذفته للقاعدة.

1832 - 2185 - عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الله جعلَ الحقَّ على لسان عمر وقلبه". قال ابن عمر: ما نزل بالناسِ أَمر قط، فقالوا فيه، وقال فيه عمر بن الخطاب؛ إِلّا نزل القرآن على نحْوٍ مما قال عمر - رضي الله عنه -. حسن صحيح - "المشكاة" (6034/ التحقيق الثاني)، "صحيح أَبي داود" (2623). 1833 - 2186 - عن بريدة بن الحُصَيب، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنّي لأَحسبُ الشيطان يفرُّ منك يا عمر! ". صحيح - "الصحيحة" (1609). 1834 - 2187 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عمر بن الخطاب من أَهل الجنّة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3916). 1835 - 2188 و 2189 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دخلت الجنّة؛ فإِذا أَنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لفتى من قريش، فظننت أنّه لي، فقلت: من هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، يا أَبا حفص! لولا ما أَعلم من غيرتِك لدخلته". فقال: يا رسولَ اللهِ! من كنت أَغار عليه؛ فإِنّي لم أكن أَغار عليك. صحيح - "الصحيحة" أيضًا (1423). 1836 - 2190 - عن أَبي رافع، قال:

كانَ أَبو لؤلؤة عبدًا للمغيرة بن شعبة، وكان يصنع الأَرْحاء (¬1)، وكانَ المغيرة يستغله كلَّ يوم [بِـ] أَربعة دراهم، فلقي أَبو لؤلؤة عمرَ بن الخطابِ - رضي الله عنه - فقال: يا أَميَر المؤمنين! إِنَّ المغيرة قد أثقلَ عليّ غَلَّتي، فكلِّمه يخفف عنّي، فقال له عمر: اتقِ اللهَ وأَحسن إِلى مولاك -[ومن نية عمر أَن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف]- (¬2)، فغضب العبد وقال: وسع الناسَ كلَّهم عدلُك غيري! فأضمرَ على قتلِه، فاصطنعَ خِنجرًا له رأسان، وسَمَّه، ثمَّ أَتى به الهرمزان؛ فقال: كيف ترى هذا؟ فقال: أَرى أنّك لا تضرب بهذا أَحدًا إِلّا قتلته. قال: وتحين أَبو لؤلؤة عمر، فجاءه في صلاة الغداة، حتّى قامَ وراء عمر، وكانَ عمر إِذا أُقيمت الصلاة يقول: أَقيموا صفوفكم، فقال كما كانَ يقول؛ فلمّا كبَّر عمر؛ وَجَأَه أَبو لؤلؤة في كتفه، وَوَجَأه في خاصرته، وسقط عمر، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً، فهلك منهم سبعة، وحُمل عمر، فَذُهب به إِلى منزلِه، وصاح الناس؛ حتّى كادت تطلع الشمس، فنادى الناسَ عبدُ الرحمن بن عوف: يا أَيّها النّاس! الصلاةَ الصلاةَ. قال: ففزعوا إلى الصلاة، فتقدّم عبد الرحمن بن عوف؛ فصلّى بهم بأَقصر سورتين في القرآن، فلمّا قضى صلاتَه؛ توجهوا إِلى عمر، فدعا عمر بشراب ¬

_ (¬1) جمع (الرحا): الأداة التي يطحن بها، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر، ويدار الأعلى على قطب. "المعجم الوسيط". (¬2) زيادة من "مسند أَبي يعلى" (5/ 116)؛ فإنَّ المؤلف رواه عنه.

لينظرَ ما قَدْرُ جُرحِه، فأُتى بنبيذ (¬1) فشربه، فخرجَ من جُرْحِه، فلم يدرِ أَنبيذ هو أم دم؟ فدعا بلبن فشربه؛ فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس عليك يا أَمير المؤمنين! فقال: إن يكن القتل بأسًا فقد قتلت، فجعل الناس يثنون عليه، يقولون: جزاك الله خيرًا يا أَمير المؤمنين! كنتَ وكنتَ، ثمَّ ينصرفون، ويجيءُ قومٌ آخرون يثنون عليه، فقال عمر: أَمّا والله على ما تقولون؛ ودِدْتُ أَنّي خرجت منها كفافًا لا عليَّ ولا لي، وأنَّ صحبةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَلِمَت لي. فتكلّم ابنْ عباس وكان عند رأسه، وكان خَليطَه؛ كأَنّه من أَهلِه، وكانَ ابن عباس يُقرئه القرآن، فتكلّم ابن عباس فقال: لا والله لا تخرج منها كفافًا، لقد صحبتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فصحبته وهو عنك راضٍ بخير ما صحبه صاحب، كنتَ له، وكنت له، وكنت له، حتّى قُبضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راضٍ، ثمَّ صحبتَ خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فكنت تنفذ أَمره، وكنت له، وكنت له، ثمَّ وُلِّيتَها يا أَمير المؤمنين! أَنتَ، فَوَليتها بخير ما وليها [والٍ] (¬2)؛ وإنك كنتَ تفعل، وكنتَ تفعل، فكانَ عمر يستريح إِلى حديث ابن عباس، فقال له عمر: كرّر [عليَّ] حديثَك، فكرر عليه. فقال عمر: أَما والله على ما تقول؛ لو أنَّ لي طِلاع (¬3) الأَرض ذهبًا ¬

_ (¬1) النبيذ: منقوع التمر أو غيره مما يكون فيه شراب حلو، ويسمى نبيذًا وإن لم يسكر. (¬2) الأَصل: (ما وليها وإنك)! والتصحيح من "طبعة المؤسسة" و"مسند أبي يعلى". (¬3) بكسر الطاء؛ أَي: ما يملأ الأرض ذهبًا حتّى يطلع عنها ويسيل.

3 - باب فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر وغيرهما من الفضل

لافتديت به اليوم من هول المُطَّلَع (¬1)! قد جعلتها شورى في ستة: عثمانَ، وعليِّ بن أَبي طالب، وطلحةَ بن عبيد الله، والزبيرِ بن العوام، وعبدِ الرحمن ابن عوف، وسعدٍ بن أَبي وقّاص، رضوان الله عليهم أَجمعين (¬2). وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرًا، وليس منهم، وأجَّلهم ثلاثًا، وأَمر صهيبًا أَن يصليَ بالناسِ، رحمة الله عليهم ورضوانه (¬3). صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 25 - 27/ 6866). 1837 - 2191 - عن ابن عباس: أنّه دخل على عمر حين طعن، فقال: أَبشر يا أَميرَ المؤمنين! أَسلمتَ مع رسول الله حين كفرَ الناسُ، وقاتلتَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خَذَلَه الناسُ، وتوفي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راضٍ، ولم يَختلف في خلافتِك رَجلان، وقُتِلْتَ شهيدًا. فقال: أَعد، فأَعادَ، فقال: المغرور من غررتموه، لو أنَّ لي ما على الأَرض من بيضاء وصفراء؛ لافتديتُ به من هول المُطَّلعِ! صحيح لغيره دون قوله: المغرور من غررتموه - "التعليقات الحسان" (6852). 3 - باب فيما اشترك فيه أَبو بكر وعمر وغيرهما من الفضل 1838 - 2192 - عن أَبي جحيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) يريد به الموقف يوم القيامة، وما يشرف عليه من أَمر الآخرة عقب الموت، فشبّهه بالمطّلعِ الذي يشرف عليه من موضع عالٍ. "النهاية". (¬2) و (¬3) جملة الترضي هذه كأنها من بعض النساخ، ولم ترد في مطبوعة المؤسسة، ولا في "مسند أبي يعلى".

4 - باب فضل عثمان - رضي الله عنه -

"أَبو بكر وعمر سيّدا كهول أَهل الجنّة من الأَوّلين والآخرين؛ إِلّا النبيين والمرسلين". حسن صحيح - "الصحيحة" (824). 1839 - 2193 - عن حذيفة، قال: كنّا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إِنّي لا أَرى مقامي فيكم إلّا قليلا، فاقتدوا باللذين من بعدي -[وأشار إلى] أَبي بكر وعمر -، واهتدوا بهدي عمّار، وما حدّثكم ابن مسعود فاقبلوه". حسن صحيح - "الصحيحة" (1233). 1840 - [6458 - عن سهل بن سعد: أنَّ (أُحُدًا) ارتجَّ، وعليه النبيُّ وأبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "اثبت أُحد! فما عليك إِلّا نبيّ وصدّيقٌ وشهيدان"]. صحيح - "الصحيحة" (875): خ أنس 4 - باب فضل عثمان - رضي الله عنه - 1841 - 2195 - عن مرّة البهزي، قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق من طرق المدينة؛ قال: "كيف تصنعون في فتنة تثور في أَقطار الأَرض، كأنّها صياصي (¬1) بقر؟ "، ¬

_ (¬1) أي: قرونها.

قالوا: نصنع ماذا يا نبيَّ الله؟! قال: "عليكم بهذا وأَصحابِه". قال: فأسرعت حتى عطفت إِلى الرَّجل؛ قلت: هذا يا نبيَّ الله؟! قال: "هذا"؛ فإِذا هو عثمان بن عفان - رضي الله عنه -. صحيح - "الصحيحة" (3118). 1842 - 2196 - عن النعمان بن بشير: أنّه أرسله معاوية بن أَبي سفيان بكتاب إِلى عائشة، فدفعه إِليها فقالت: أَلا أُحدّثك بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قلت: بلى، قالت: إِنّي عنده ذات يوم أَنا وحفصة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو كانَ عندنا رجل يحدّثنا". فقلت: يا رسول الله! أبعث [إِلى أَبي بكر يجيءُ فيحدثنا؟! قالت: فسكت، فقالت حفصة: يا رسولَ الله! أبعث] (¬1) إِلى عمر فيجيء فيحدثنا؟! قالت: فسكت. قالت: فدعا رجلاً فأَسَرَّ إِليه بشيء دوننا، فذهب فجاء عثمان، فأَقبل عليه بوجهه، فسمعته يقول - صلى الله عليه وسلم -: "يا عثمان! إِنَّ اللهَ لعلّه يقمصك قميصًا، فإِن أَرادوك على خلعِه، فلا تخلعه" (ثلاثًا). ¬

_ (¬1) استدركتها من طبعتي "الإحسان" ومن مصادر الحديث، وأَمّا المعلقان الداراني وصاحبه فهما في شغل عن هذا، مع أنهما قد عزوه إلى تلك المصادر، ومنها "الإحسان"!

قلت: يا أُمّ المؤمنين! فأين كنتِ عن هذا الحديث؟ قالت: يا بنيّ! أُنْسِيتُه كأنّي لم أَسمعه قط. صحيح - "المشكاة" (6068). 1843 - 2197 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[في مرضه]: "وددتُ أنَّ عندي بعض أَصحابي". قالت: فقلنا: يا رسولَ اللهِ! أَلا ندعو لك أَبا بكر؟! فسكت، فقلنا: عمر؟! فسكت، فقلنا: علي؟! فسكت، قلنا: عثمان؟! قال: "نعم"، قالت: فأرسلنا إِلى عثمان فجاء، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلّمه ووجهه يتغيّر. قال قيس: فحدثني أَبو سهلة أنَّ عثمان قال يوم الدار: إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عهد إِليَّ عهدًا، وأَنا صابر عليه، قال قيس: كانوا يرون أنّه ذلك اليوم. صحيح - "المشكاة" (6070)، "الظلال" (1175 و 1176). 1844 - 2198 - عن أَبي عبد الرحمن السلمي، قال: لمّا حُصِرَ عثمان وأُحيطَ بدارِه؛ أَشْرَفَ على النّاسِ فقال: نشدتكم بالله؛ هل تعلمون أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حين انتفضَ بنا حراء قال: "اثبت حِراء! فما عليك إلّا نبيّ، أَو صديق، أَو شهيد"؟! قالوا: اللهم! نعم.

قال: نشدتكم بالله؛ هل تعلمون أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال في غزوة العسرة: "من ينفق نفقة متقبلة؟ "، والناس يومئذ مُعْسِرون مَجْهودون، فَجَهَّزْتُ ثُلُثَ ذلك الجيش من مالي؟! فقالوا: اللهم! نعم. [ثم] قال: نشدتكم بالله؛ هل تعلمون أنَّ (رُومةَ) لم يكن يُشرَبُ منها إِلّا بثمن، فابتعتها [بمالي، فجعلتها] للغنيَّ والفقير وابن السبيل؟! قالوا: اللهم! نعم ... في أَشياء عددها. صحيح لغيره - "الصحيحة" (875)، "الإرواء" (1594) (¬1). 1845 - 2200 - عن الأَحنف بن قيس، قال: قدمنا المدينة، فجاء عثمان، فقيل: هذا عثمان، وعليه مُلَيَّة (¬2) له صفراء، قد قنع بها رأسه، فقال: ها هنا علي؟ قالوا: نعم، قال: ها هنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أَنْشُدُكُم بالله الذي لا إِله إِلّا هو؛ أَتعلمون أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يبتاع مِربدَ بني فلان، غفر الله له؟ "؛ فابتعته بعشرين ألفًا أو خمسة وعشرين ألفًا، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت [له]: قد ابتعته، فقال: ¬

_ (¬1) صحح إسناده على شرط مسلم المعلّق على "الإحسان" (15/ 348)؛ غافلاً أو متغافلاً عن اختلاط أَبي إسحاق السبيعي، وتنبه لذلك المعلقان على الكتاب (7/ 120)؛ فقالا: "إسناده ضعيف .. "، ولكنهما قد أَغفلا بيان مرتبة الحديث مع إطالتهما الكلام جدًّا في تخريجه في خمس صفحات، والإكثار من العزو والكلام على الرواة، دون خلاصة يفهمها عامة القرّاء!! (¬2) مُليّة - بضم الميم وتشديد الياء -: مصغر ملاءة.

"اجعله في مسجدنا وأجره لك"؟! قال: فقالوا: اللهم! نعم. قال: [فقال] فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو؛ هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يبتاع بئر رومة غفر الله له؟ "؛ فابتعتها بكذا وكذا، فأَتيته فقلت: قد ابتعتها؛ فقال: "اجعلها سقايةً للمسلمين وأجرها لك"؟! فقالوا: اللهم! نعم. قال: أَنشدكم بالله الذي لا إِله إِلّا الله هو؛ هل تعلمون أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم فقال: "من جهز [هؤلاء] غفر الله له؟ " - يعني: جيش العسرة -؛ فجهزتُهم حتّى لم يَفْقِدوا عِقالًا ولا خِطامًا؟! فقالوا: اللهم! نعم. قال: اللهمَّ! اشْهد (ثلاثًا). صحيح لغيره - "المشكاة" (6066/ التحقيق الثاني). 1846 - [6870 - عن حبيب بن أَبي [مُليكة] قال: سألَ رجلٌ ابن عمر عن عثمان: أَشهد بدرًا؟ فقال: لا. فقال: أشهد بيعة الرضوان؟ قال: لا. قال: كانَ فيمن تولى يوم التقى الجمعان؟ (¬1) ¬

_ (¬1) يعني: يوم أحد، يشير إلى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.

5 - باب في فضل علي - رضي الله عنه -

قال: نعم. قال الرجل: الله أَكبر! ثم انصرف. فقيل لابن عمر: ما صنعت؟! ينطلق هذا فيخبر الناس أَنك تنقصت عثمان! قال: ردّوه عليَّ، فلما جاء قال: تحفظ ما سألتني عنه؟ فقال: سألتك عن عثمان: أشهد بدرًا؟ فقلت: لا. قال: فإِن رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعثه يوم بدر في حاجة له، وضرب له بسهم. وقال: وسألتك: أشهد بيعة الرضوان؟ فقلت: لا. فقال: إِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه في حاجة له، ثم ضرب بيده على يده، أَيهما خير يدُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَو يد عثمان؟ قال: وسألتُك: هل كان فيمن تولى يوم التقى الجمعان؟ فقلت: نعم. قال: فإِن الله يقول: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}! اذهب فاجهد على جهدك]. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2437). 5 - باب في فضل علي - رضي الله عنه - 1847 - 2201 - عن سعد بن أبي وقاص، [و] عن أُم سلمة: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: "أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؛ غير أنّه لا نبيَّ بعدي؟! ". (قلت): حديث سعد في "الصحيح". صحيح لغيره، بل هو متواتر - "الإرواء" (8/ 127/ 2473): ق - سعد.

1848 - 2202 - عن عمرو بن شاس، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد آذيتني"! قلت: يا رسولَ الله! ما أُحبُّ أَن أُؤذيَك؟! قال: "من آذى عليًّا فقد آذاني". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2295) (¬1). 1849 - 2203 - عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرِيَّةً واستعمل عليهم عليًّا، فمضى في السَّرِيّة، فأَصابَ جاريةً، فأنكر ذلك عليه أَصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: إِذا لقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَخبرناه بما صنع عليٌّ، [قال عمران:] وكانَ المسلمون إِذا قدموا من سفر؛ بدأوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسلموا عليه، ونظروا إِليه، ثمَّ ينصرفون إِلى رحالهم، فلمّا [قدمت السرية] (¬2) سلموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقام أَحد الأَربعة فقال: يا رسولَ الله! أَلم تَرَ أنَّ عليًّا صنع كذا وكذا؟! فأَعرض عنه، [ثمَّ قامَ آخر فقال: يا رسولَ الله! ألم تَرَ أنَّ عليًّا صنع كذا وكذا؟! فأعرض عنه]، ثمَّ قام آخر فقال: يا رسولَ اللهِ! أَلم تَرَ أنَّ عليًّا صنع كذا وكذا؟! فأقبل إِليه رسول الله - والغضب يعرف في وجهه - فقال: "ما تريدون من علي (ثلاثًا)؟! إِنَّ عليًّا مني، وأَنا منه، وهو وليّ كلِّ مؤمن بعدي". ¬

_ (¬1) قلت: أخطأ فيه المعلقون الأربعة، أما الداراني وصاحبه؛ فجوّدا إسناده وفيه جهالة، وأما الشيخ شعيب وصاحبه؛ فضعَّفا الحديث هنا، وغفلا عن شاهده بسند حسن عن سعد؛ حسنه هو أيضًا في تعليقه على "الإحسان" (15/ 366). (¬2) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها الداراني!

(قلت): ويأتي أَحاديث في تزويجه بفاطمة - رضي الله عنهما - في "فضل فاطمة" [13 - باب]. صحيح - "الصحيحة" (2223). 1850 - 2204 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كنت وليه؛ فعليّ وليه". صحيح - "الصحيحة" (1750)، "الروض" (171). 1851 - 2205 - عن أَبي الطفيل، قال: قال علي: أَنشُدُ اللهَ كلَّ امرئٍ سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم غدير (خُمٍّ) (¬1) لَمَّا قامَ! فقام أُناسٌ فشهدوا أنّهم سمعوه يقول: "أَلستم (¬2) تعلمون أنّي أَولى الناس بالمؤمنين من أَنفسهم؟ " قالوا: بلى يا رسولَ الله! قال: فقال: "من كنت مولاه؛ فإنَّ هذا مولاه، اللهمَّ! والِ من والاه، وعادِ من عاداه". فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء، فلقيت زيد بن أَرقم، فذكرت ذلك له؟! فقال: قد سمعناه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك له. قال أبو نعيم (¬3): فقلت لفطر: كم بين هذا القول وبين موته؟ قال: ¬

_ (¬1) هو موضع بين مكة والمدينة، تصب فيه عين هناك، كما في "النهاية". (¬2) الأصل: "ألم تعلموا"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنه المعلقون الأربعة. (¬3) هو (فضيل بن عياض). و (فطر): هو (ابن خليفة) الراوي عن (أبي الطفيل) - واسمه (عامر ابن واثلة الليثي) -، ولد عام أحد، وهو آخر من مات من الصحابة.

مئة يوم (¬1). صحيح - "الصحيحة" أَيضًا (4/ 331). 1852 - 2206 - عن علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عليّ! أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتهن غُفرَ لك مع أنّه مغفور لك؟! لا إِله إِلّا الله العليّ العظيم، لا إِله إِلّا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربِّ السمواتِ السبعِ وربِّ العرشِ العظيم، والحمد للهِ ربِّ العالمين". صحيح لغيره - "الروض النضير" (679 و 717). 1853 - 2207 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلتُ على تنزيله". قال أَبو بكر: أَنا هو يا رسولَ اللهِ؟! قال: "لا"، قال عمر: أَنا هو يا رسولَ اللهِ؟! قال: "لا، ولكن خاصف النعل". قال: وكان أعطى عليًّا نعله يخصفها. صحيح - "الصحيحة" (2487). 1854 - 2210 - عن علي [بن أبي طالب]، قال: قال لي عبد الله بن سلام؛ وقد وضعت رجلي في الغرز (¬2)؛ وأَنا أُريد العراق: ¬

_ (¬1) قال ابن حبان - عقبه -: يريد موت علي - رضي الله عنه -. (¬2) هو ركاب الرحل من جلد مخروز يعتمد عليه في الركوب. "المعجم الوسيط".

6 - باب فضل طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -

لا تأتِ أهلَ العراق؛ فإِنّك إِن أَتيتهم أَصابَك ذَنَبُ (¬1) السيف بها. قال علي: وأَيم الله، لقد قالها [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال أَبو الأَسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم رجلًا محاربًا، يحدّث الناس بمثل هذا. حسن - "التعليقات الحسان" (6698)، تخريج "الأَحاديث المختارة" (474). 1855 - 2211 - عن هُبَيْرَة بن يَريم، قال: سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس، فقال: يا أَيّها النّاس! لقد فارقكم أَمسِ رجلٌ ما سبقه الأَوّلون (¬2)، ولا يُدركه الآخِرون، لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثه البعث فيعطيه الراية، فما يرجع حتّى يبعث الله عليه: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، ما ترك بيضاء ولا صفراء؛ إِلّا سبع مئة درهم؛ فضلت من عطائه، أَراد أَن يشتري بها خادمًا. حسن لغيره - "الصحيحة" (2496). 6 - باب فضل طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - 1856 - 2212 - عن الزبير، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[مُصعِدين] (¬3) في (أُحد)، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينهض على صخرة، فلم يستطع، فبرك طلحة بن عبيد الله تحته، ¬

_ (¬1) كذا الأَصل تبعًا لأَصله "الصحيح"! وفي "مسند الحميدي" (1/ 30)، و"مسند أَبي يعلى" (1/ 381)، و"المختارة": "ذباب"، وهو الصواب؛ وهو حد السيف. (¬2) سقطت هذه الكلمة من طبعتي "الإحسان"! (¬3) من طبعتي "الإحسان".

7 - باب فضل الزبير بن العوام - رضي الله عنه -

فصعِدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهرِه حتّى جلس على الصخرة، قال الزبير: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَوجب طلحة". ثمَّ أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بن أَبي طالب - رضي الله عنه -، فأتى (المهْراسَ) (¬1)، فأتاه بماء في دَرَقَتِه، فأرادَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أَن يشربَ منه، فوجد له ريحًا؛ فعافه، فغسل به الدم الذي في وجهه، وهو يقول: "اشتدّ غضب الله على من دَمَّى وَجْهَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". حسن - "الصحيحة" (945). 7 - باب فضل الزبير بن العوام - رضي الله عنه - 1857 - 2214 - عن هشام بن عروة، عن أَبيه، قال: قال ابن الزبير لأَبيه: يا أَبت! حدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتّى أُحدِّثَّ عنك؛ فإِن كلَّ أَبناء الصحابة يحدّث عن أَبيه؟! قال: يا بني! ما من أَحدٍ صحبَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بصحبة إلّا وقد صحبته بمثلِها أَو أَفضل، ولقد علمتَ يا بني! أنَّ أُمّكَ أَسماء بنت أَبي بكر كانت تحتي، ولقد علمتَ أنَّ عائشةَ بنتَ أَبي بكر خالتُك، ولقد علمتَ أنَّ أُمي صفيّة بنت عبد المطلب، وأنَّ أَخوالي حمزة [بن عبد المطلب] وأَبو طالبٍ والعباس، وأنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ابن خالي، ولقد علمتَ أنَّ عمّتي خديجة بنت خويلد كانت تحته، وأنَّ ابنتَها فاطمةَ بنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد علمتَ أنَّ أُمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، وأنَّ أُمَّ صفيّة وحمزة هالة بنت وهب [بن ¬

_ (¬1) ماء بأُحد.

8 - باب فضل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -

عبد مناف بن زهرة]، ولقد صحبته بأَحسن صحبة والحمد لله، ولقد سمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قالَ عليَّ ما لم أَقل؛ فليتبوأ مقعده من النّار". قلت: له في "الصحيح": "من كذب عليَّ متعمدًا؛ فليتبوأ مقعده من النار". صحيح لغيره دون القصة - "الصحيحة" (3100). وهو في "صحيح البخاري" باللفظ الذي ذكره الهيثميّ، لكن ليس فيه عنده لفظة: "متعمدًا" وهي محفوظة عند غيره فيه وفي غيره، ومن ذلك حديث عقبة بن عامر المتقدّم (70/ 168). 8 - باب فضل سعد بن أَبي وقاص - رضي الله عنه - 1858 - 2215 - عن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ! استجب له إِذا دعاك" - يعني: سعدًا -. صحيح - "المشكاة" (6116). 9 - باب فضل عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - 1859 - 2216 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول: "إِن أَمركنَّ لَمِمَّا يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن بعدي إِلّا [الصابر] ". قال: ثمَّ تقول: فسقى الله أَباك من سلسبيل الجنة - تريد: عبد الرحمن بن عوف -؛ وقد كان وصل أُمّهات المؤمنين أَزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بمال؛ بيع بأَربعين (¬1) أَلفًا. حسن صحيح - "المشكاة" (6121 و 6122)، "الصحيحة" (1594). ¬

_ (¬1) الأصل: (يبلغ أربعين)! والتصحيح من "الإحسان"، وبعض مصادر الحديث كـ"الترمذي"، و"الحاكم".

[9/ 2 - فضل أبي عبيدة

[9/ 2 - فضل أَبي عبيدة 1860 - 6963 - عن عبد الرحمن بن عوف، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "عشرة في الجنّة: أَبو بكر في الجنّة، وعمر في الجنّة، وعثمان في الجنّة، وعليّ في الجنّة، والزبير في الجنّة، وطلحة في الجنّة، وابن عوف في الجنّة، وسعد في الجنّة، وسعيد بن زيد في الجنّة، وأَبو عبيدة بن الجرّاح في الجنّة"]. صحيح - "المشكاة" (6110 و 6111)، "تخريج الطحاوية" (487/ 727 و 728). [9/ 3 - فضل العباس بن عبد المطلب 1861 - 7012 - عن سعد بن أَبي وقاص، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهزُ بعثًا - في موضع سوق النخاسين اليوم -؛ إِذ طلعَ العباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العباس عمُّ نبيّكم؛ أَجود قريش كفًّا وأَوصلها"]. حسن - "التعليقات الحسان" (7012). 10 - باب فضل جماعة من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم - 1862 - 2217 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "نِعْمَ الرَّجل أَبو بكر، نعم الرَّجل عمر، نعم الرَّجل أَبو عبيدة ابن الجراح، نعم الرَّجل أُسَيْد بن حضير، نعم الرَّجل ثابت بن قيس بن شَمَّاس، نعم الرَّجل معاذ بن عمرو بن الجَموح، بئس الرَّجل فلان وفلان". سماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمهم لنا سهيل (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: وهو ابن أبي صالح، والظاهر أنه لم يسمهم نسيانًا.

صحيح - "الصحيحة" (875)، "المشكاة" (6224). 1863 - 2218 و 2219 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرحم أُمتي بأُمتي أَبو بكر، وأَشدّهم في أَمر الله عمر، وأَصدقهم حياءً عثمان، وأَقضاهم عليّ (¬1)، وأَقرؤُهم لكتابِ الله أُبَيّ بن كعب، وأفرضُهم زيد بن ثابت، وأَعلمهم بالحلالِ والحرام معاذ بن جَبَل (¬2)، أَلا وأن لكلِّ أُمّةٍ أَمينًا؛ وأَمينُ هذه الأُمّةِ أَبو عبيدة بن الجرّاح". صحيح - "المشكاة" (6111)، "الصحيحة" (1224). 1864 - [6957 - عن عبد الله بن ظالم المازنيّ، قال: [قام] خطباء يتناولون عليًّا - رضي الله عنه -، وفي الدار سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل؛ فأَخذ بيدي وقال: أَلا ترى هذا الرَّجل الذي أَرى يلعن رجلاً من أَهل الجنّة، وأَشهدُ على التسعة أَنّهم في الجنّة، ولو شهدت على العاشر لم آثم؟! فقلت: من التسعة فقال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء فقال: ¬

_ (¬1) قلت: جملة عليّ هذه لم ترد في طبعتي "الإحسان"؛ ولا في مصادر التخريج التي وقفت عليها؛ إلا في "سنن ابن ماجه" (رقم 154)، ووجدت لها شاهدًا من مرسل قتادة - عند عبد الرزاق في "المصنف" (11/ 225/ 20387). وآخر موقوفًا على عمر؛ رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 65)، ورجاله ثقات؛ غير (محمد بن جعفر بن الهيثم) فلم أعرفه. (¬2) كان هنا في الأصل ما نصُّه: "وما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء على رجل أَصدق ذي لهجة من أبي ذر، أشبه عيسى في ورعه"، فحذفتها؛ لأنها لم ترد في "الإحسان" أيضًا، ولا في مصدر من مصادر الحديث، فظننت أنه مقحم من بعض النساخ! نعم؛ قد جاء نحوه عن بعض الصحابة عند ابن حبان وغيره دون قوله: "أشبه عيسى في ورعه"، ولم أجد له ما أقويه، وأصله المشار إليه سيأتي (2258) هنا في "الصحيح".

11 - باب في أهل بدر

"أَثبت حراء! فإِنَّ عليك نبيًّا وصديقًا وشهيدًا". قلت: من هم؟ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأَبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف. قلت: من العاشر؟ فتفكر ساعة؛ ثم قال: أَنا. صحيح - "الصحيحة" (875). 1865 - [7041 - عن عبد الله، قال: كانَ أَوْل من أَظهر إِسلامَه سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأَبو بكر، وعمار، وأُمّه سميّة، وصهيب، وبلال، والمقداد. فأَمّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فمنعه الله بعمّه أَبي طالب، وأَمّا أَبو بكر؛ فمنعه الله بقومِه، وأمّا سائرهم؛ فأَخذهم المشركون وأَلبسوهم أَدراعَ (¬1) الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم أَحد إِلّا وأَتاهم على ما أَرادوا؛ إِلّا بلالًا؛ فإِنّه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه؛ فأَخذوه فأَعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكّة، وهو يقول: أَحد، أَحد]. حسن - "صحيح السيرة النبويّة". 11 - باب في أَهل بدر 1866 - 2220 - عن أَبي هريرة: أنَّ رجلًا من الأَنصار عَمِيَ، فبعثَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أَن تعال فاخطط في داري مسجدًا أَتخذه مصلّى، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واجتمع إِليه قومه، وبقي رجل منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأصل: (ذراع) والتصويب من "إحسان المؤسسة"، و"مصنف ابن أبي شيبة" (12/ 149/ 12383)؛ فإن ابن حبان عنه تلقاه، ومن غيره.

[أَين فلان؟ ". فغمزه بعض القوم؛ فقال: إِنّه، وإِنّه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:] "أَليسَ قد شهد بدرًا؟! ". قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! ولكنّه كذا وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعلَّ الله اطّلعَ على أَهلِ بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرتُ لكم". حسن صحيح - لكن الراجح أَن آخرَ الحديث إنما هو في حاطب، كما في الحديث بعده - "الصحيحة" (2732). 1867 - 2221 - عن جابر: أنَّ [حاطبَ] (¬1) بنَ أَبي بلتعة كتبَ إِلى أَهل مكّة؛ يذكر أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرادَ غزوَهم، فدلّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على المرأة الَّتي معها الكتاب، فأَرسل إِليها، فأَخذ كتابَها من رأسها، فقال: "يا حاطب! أَفعلت؟ ". قال: نعم، أَما إِنّي لم أَفعله غِشًّا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفاقًا، ولقد علمتُ أنَّ الله سيظهرُ رسولَه ويتمُّ أَمرَه، غير أَنّي كنتُ غريبًا بين ظهرانيهم، وكانت أَهلي معهم، فأردت أَن اتخذها عندهم يدًا! فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أَلا أَضربُ رأسَ هذا؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتقتل رجلًا من أَهل بدر؟! ما يدريك؛ لعلَّ الله اطلعَ على أَهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؟! ". صحيح - "التعليقات الحسان" (4777). ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان".

12 - باب في أي النساء أفضل

12 - باب في أَي النساء أَفضل 1868 - [6971 - عن ابن عباس، قال: خطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأَرض خطوطًا أَربعة قال: "أَتدرون ما هذا؟ "؛ قالوا: الله ورسوله أَعلم! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَفضل نساء أَهل الجنّة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون". صحيح - "الصحيحة" (1508). 1869 - [6913 - عن عائشة، قالت: قلت لفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأيتكِ أكببتِ على النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في مرضه فبكيت، ثمَّ أَكببتِ عليه الثانية فضحكتِ؟! قالت: أَكببت عليه، فأَخبرني أنّه ميت؛ فبكيت، ثمَّ أَكببتُ عليه الثانية، فأَخبرني أَنّي أَوّل أَهلِه لحوقًا به، وأَنّي سيدة نساء أَهل الجنّة؛ إِلّا مريم بنت عمران؛ فضحكت]. حسن صحيح - "الصحيحة" (2948). 1870 - 2222 - عن أَنس بن مالك، [قال]: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير نساء العالمين: مريمُ بنتُ عمران، وخديجةُ بنت خويلد، وفاطمة بنتُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، وآسيةُ امرأةُ فرعون". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1508). 13 - باب في فضل فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنها 1871 - 2223 - عن أُمِّ المؤمنين عائشة، أنّها قالت:

14 - باب تزويج فاطمة بعلي - رضي الله عنهما -

ما رأيتُ أَحدًا كانَ أَشْبَهَ كلامًا وحديثًا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة، وكانت إِذا دخلت عليه؛ قامَ إِليها فقبَّلها ورحّبَ بها، وأَخذَ بيدها، وأجلسها في مجلسه، وكانت هي إِذا دخل عليها؛ قامت إِليه؛ فقبلته وأَخذت بيده. (قلت): فذكر الحديث (¬1). صحيح - "تخريج المشكاة" (4689)، و"نقد نصوص حديثية" (44 - 45). 14 - باب تزويج فاطمة بعلي - رضي الله عنهما - 1872 - 2224 - عن بريدة، قال: خطبَ أَبو بكر وعمر فاطمة - رضي الله عنها -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّها صغيرة". فخطبها عليّ، فزوجها منه. صحيح - "المشكاة" (6095). 1873 - 2226 - عن علي، قال: ¬

_ (¬1) قلت: تمامه: فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه، فأسرّ إليها فبكت، ثم أَسرّ إليها فضحكت، فقالت [عائشة]: كنتُ أَحسبُ أن لهذه المرأة فضلاً على الناسِ؛ فإِذا هي امرأة منهنَّ، بينا هي تبكي إذا هي تضحك! فلمّا توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألتها عن ذلك؟ فقالت: أَسرّ إليَّ أنه ميت فبكيت، ثمَّ أَسرّ إليَّ، فأخبرني أَنّي أَوّل أهلِه لحوقًا به، فضحكت. وإِنّما لم يسقه المؤلف؛ لأنّه في "الصحيحين" من طريق أُخرى عنها، ولكن ليس عندهما جملة "الحسبان"، فكان الأَولى ذكرها. وفي فضل فاطمة - رضي الله عنها - ما تقدم في آخر حديث عائشة، وحديث أنس المذكورين في الباب (12)، وما يأتي من الزيادة في حديث حذيفة في (15 - باب ما جاء في الحسن والحسين).

فضل خديجة

جهّزَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فاطمة] في خميلة (¬1) ووسادة [أَدَم] حشوها ليف. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 119). [فضل خديجة 1874 - 6969 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يكثر ذكر خديجة، [فـ]ـقلت: لقد أَخلفَك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين (¬2)! فتمعرَ وجهه - صلى الله عليه وسلم - تمعرًا ما كنت أَراه منه إِلّا عند نزول الوحي، وإِذا رأى المخيلة (¬3)؛ حتّى يعلم أَرحمة أَو عذاب؟!]. صحيح - "الصحيحة" تحت الحديث (216): ق دون قولِه: فتمعر وجهه ... إِلخ. [فضل عائشة 1875 - [7067 - عن عائشة أنّها، قالت: لمّا رأيت من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - طِيبَ نفسٍ؛ قلت: يا رسول الله! ادع الله لي! فقال: ¬

_ (¬1) الأَصل: (جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جهازه وسادة)! والتصحيح من طبعتي "الإِحسان" و"الترغيب". وقال ابن حبان عقب الحديث: "الخميلة: قطيفة بيضاء من الصوف". (¬2) تثنية (الشَّدق) - وهو جانب الفم مما تحت الخد -، وإنما قالت ذلك؛ من غيرتها حينما كانت تسمع ثناءَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عليها، ففي "البخاريّ" (3818): ما غرت على أَحد من نساء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كانَ يكثر ذكرها .. فربما قلت له: كأنّه لم يكن في الدنيا امرأة إِلّا خديجة؟! فيقول: "إنها كانت وكانت؛ وكان لي منها ولد". (¬3) المخيلة: هي السحابة الخليقة بالمطر، كما في "النهاية".

15 - باب ما جاء في الحسن والحسين رضي الله عنهما

"اللهمَّ! اغفر لعائشة ما تقدّم من ذنبها وما تأخر، وما أَسرت وما أَعلنت". فضحكت عائشة حتّى سقطَ رأسها في حجرها من الضحك، قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيسركِ دعائي؟ ". فقالت: وما لي لا يسرني دعاؤك؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "والله إِنّها لدعائي لأُمتي في كلَّ صلاة"]. حسن - "الصحيحة" (2254). [باب في فضل عائشة رضي الله عنها 1876 - 7054 - عن عائشة، أنّها قالت: يا رسولَ الله! من أَزواجُك في الجنّة؟ قال: "أَما إِنّك منهنّ". قالت: فخيل إِليَّ أنَّ ذلك؛ أنّه لم يتزوج بِكرًا غيري]. صحيح - "الصحيحة" (3011). 15 - باب ما جاء في الحسن والحسين رضي الله عنهما 1877 - 2228 - عن أَبي سعيد الخدري، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أَهل الجنّة؛ إِلّا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريّا صلّى الله عليهما".

صحيح لغيره دون الاستثناء (¬1) - "الصحيحة" (796)، "المشكاة" (6154). 1878 - 2229 - عن حذيفة، قال: أَتيت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فصليت معه المغرب، ثمَّ قامَ يصلي حتّى صلّى العشاء (¬2)، ثمَّ خرجَ، فاتبعته فقال: "عَرَضَ لي مَلَكٌ استأذن ربّه أن يسلّمَ عليَّ، ويبشرني أنَّ الحسن والحسين سيّدا شباب أَهل الجنّة؛ [وأن فاطمة سيدة نساء الجنة] (¬3) ". صحيح - المصدر نفسه. 1879 - 2230 و 2231 - عن بريدة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب؛ إذ جاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أَحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمَّ قال: "صدق الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}! نظرت إِلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أَصبر حتّى قطعت حديثي فرفعتهما". ¬

_ (¬1) قلت: خلط المعلقون الأربعة على هذا الحديث؛ فصححوه مطلقًا! أما الأخ الداراني فجوّد إسناده، وفيه من ليّن، وخالفه الثقة وغيره، فلم يذكر الاستثناء! ثم خرّج طرقه وشواهده، وليس فيها الاستثناء، بل في بعضها استثناء آخر صحيح يأتي التنبيه عليه في الحديث التالي. وأما الشيخ شعيب فخالفه في التجويد فأصاب، وخالفه في إطلاقه التصحيح فأخطأ هنا، وفي "الإحسان" (15/ 412)، وقد روي الحديث عن عشرة من الصحابة، وبطرق عديدة ليس فيها الاستثناء إلا في الإسناد اللين، فانظرها - إن شئت - في "الصحيحة". (¬2) الأَصل: (الغداة)! والتصحيح من "الإحسان" وغيره. (¬3) هذه الزيادة من "مصنف ابن أبي شيبة" (12/ 96/ 12226 و 127/ 12321)؛ فإنه في الكتاب من طريقه، وحسنها الترمذي، وصححها الحاكم والذهبي.

صحيح - "صحيح أَبي داود" (1016)، "المشكاة" (6159). 1880 - 2232 - عن أَبي بكرة، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا، وكان الحسن يجيءُ وهو صغير، فكان كلمّا سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وثبَ على رقبته وظهرِه، فيرفع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -[رأسه] رفعًا رفيقًا حتّى يَضَعَه. فقالوا: يا رسولَ الله! إِنّك تصنعُ بهذا الغلامِ شيئًا ما رأيناك تصنعُه بأَحد؟! فقال: "إِنَّه ريحانتي من الدنيا". (قلت): فذكر الحديث (¬1). حسن لغيره - "الصحيحة" (564). 1881 - 2233 - عن عبد الله [هو ابن مسعود]، قال: كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يصلي؛ والحسنُ والحسين يَثبان على ظهرِه، فيباعدهما الناس، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "دعوهما بأبي هما وأُمي، من أَحبّني فليحبَّ هذين". حسن - "التعليقات الحسان" (6931)، الصحيحة" (4002). 1882 - 2236 - عن أَبي هريرة، قال: ¬

_ (¬1) قلت: وتمامه: "إن ابني هذا سيد، وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"؛ وإنما لم يذكره المؤلف؛ لأنه في "البخاري"، وهو مخرج في "الإرواء" (1597).

كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْلَعُ لسانَه (¬1) للحسن (¬2)، فيرى الصبيّ حمرةَ لسانِه فيهشُّ إِليه، فقال عيينة بن بدر: أَلا أَراه يصنع هذا بهذا، فوالله إِنّه يكون لي الولد قد خرج وجهه (¬3)، وما قبلتُه قطّ! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من لا يرحم لا يرحم". (قلت): له في "الصحيح": "من لا يرحم لا يرحم" فقط. حسن - "التعليقات الحسان" (6936). 1883 - 2237 - عن جابر بن عبد الله، أنه قال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة؛ فلينظر إلى الحسين بن علي؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله. صحيح - "الصحيحة" (4003). 1884 - 2240 - عن يعلى العامري: أنّه خرجَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى طعام دُعوا إِليه؛ فإِذا حسين مع الصبيان يلعب، فاستقلّ (¬4) أمام القوم، ثمَّ بسطَ يده، فطفق الصبي يفرُّ ها هنا ¬

_ (¬1) أَي: يخرجه حتّى ترى حمرته فيهش إليه، يقال: دَلَع وأَدلع: "نهاية". (¬2) كذا الأصل! خلافًا لطبعتي "الإحسان"، والمثبت موافق لما في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - "، وأصله في "الصحيحين"، وهو مخرج في "تخريج مشكلة الفقر" (70/ 108). (¬3) قلت: كأنه يعني شعر وجهه؛ أي: لحيته. (¬4) كذا الأَصل! ولعلّه بتشديد اللام؛ بمعنى: ارتفع وتقدّم، أو محرّف (استقبل)، فإِنّه هكذا وقعَ في "مصنّف ابن أَبي شيبة" (12/ 102/ 12244)، وعنه تلقاه المؤلفُ، وهو رواية لأَحمد (4/ 172)، وفي رواية له: (فاستمثل)، وكدا هو في كتابه "فضائل الصحابة" (2/ 772/ 1391)، وفي "الأدب المفرد" (279/ 364 - "صحيح الأَدب المفرد" و"تاريخ البخاري" (4/ 2/ 414): (فأسرع)، وفي "النهاية" وقد ذكر طرف الحديث: " (فاسْتَنْتَلَ)؛ أَي: تقدم، و (والنتل): الجذب إِلى قدّام"، ولعلّ هذا أَقرب، والله أَعلم.

مرّة، وها هنا مرّة، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يضاحكه، حتى أخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل] إِحدى يديه تحت ذقنِه، والأُخرى تحت قفاه، ثمَّ قَنَّعَ رأسه، فوضعَ فاه على فيه، فقبَّله، وقال: "حسين منّي، وأَنا من حسين، أَحبَّ اللهُ من أَحبَّ حسينًا، حسين سِبْط من الأَسباط". حسن لغيره - "الصحيحة" (1227). 1885 - 2241 - عن أَنس بن مالك، قال: استأذنَ ملك القَطْر ربّه أن يَزورَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأَذنَ له، فكانَ في يوم أُمِّ سلمة، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا أَحدٌ". فبينا هي على الباب، إِذ دخل الحسين بن علي، فَطَفَر فاقتحمَ، ففتح الباب فدخل، فجعل يَتَوَثَّبُ على ظهرِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وجعلَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَثَّمه ويُقَبِّله، فقال له الملك: [أ] تحبّه؟ قال: "نعم"، قال: أَما إِنَّ أُمتَك ستقتله، إنْ شئتَ أَريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: "نعم"، فقبضَ قبضةً من المكان الذي يقتل فيه، فأَراه إِيّاه، فجاء بسهلةٍ أَو ترابٍ أَحمر، فأَخذته أُمّ سلمة، فجعلته في ثوبِها. قال ثابت: كنّا نقول: إِنّها كربلاء. صحيح لغيره - "الصحيحة" (821 و 822). 1886 - 2242 - عن الشعبيّ، قال: بلغَ ابنَ عمر - وهو بمالٍ له - أنَّ الحسين بن علي قد توجّه إِلى العراق،

فضل جعفر

فلحقه على مسيرة يومين أَو ثلاثة، فقال: إِلى أَين؟ فقال: هذه كتب أَهل العراق، وبَيْعتُهم، فقال: لا تفعل، فأَبى، فقال له ابن عمر: إنَّ جبريلَ عليه السلام أَتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فخيّره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا. وإنّكم بَضْعةٌ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كذلك يريده بكم، فأَبى، فاعتنقه ابن عمر؛ وقال: استودعتك الله؛ والسلام. حسن - "التعليقات الحسان" (2929). 1887 - 2243 - عن أنس بن مالك، قال: كنتُ عند ابن زياد؛ إِذ جيء برأسِ الحسين، فجعل يقول بقضيبه في أَنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حُسنًا! فقلت: أَما إِنّه كان من أَشبههم برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). صحيح - "المشكاة" (6170/ التحقيق الثاني): خ - مختصرًا. [فضل جعفر 1888 - 7007 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُريتُ جعفرًا مَلَكًا يطيرُ بجناحيه في الجنّة"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (1226)، "تخريج المشكاة" (6153). 1889 - [7006 - عن علي رضوان الله عليه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجعفر: "أَشبهتَ خَلقي وخُلقي"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3/ 178). ¬

_ (¬1) بهامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "الصحيح" من طريق محمد بن سيرين عن أَنس نحوه".

16 - باب فضل أهل البيت

16 - باب فضل أَهل البيت 1890 - 2245 - عن واثلة بن الأسقع، قال: سألتُ عن علي في منزلِه؟ فقيل لي: ذهبَ يأتي برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ إِذ جاء، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخلت، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الفراش وأَجلسَ فاطمة عن يمينه، وعليًّا عن يسارِه، وحسنًا وحسينًا بين يديه، وقال: " {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، اللهم! هؤلاء أَهل بيتي". قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأَنا يا رسولَ اللهِ! من أَهلِك؟ قال: "وأنتَ من أَهلي". قال واثلة: [إِنّها] لمن أَرجى ما أَرتجي. صحيح - "الروض" (976 و 1190). 1891 - 2246 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ لا يبغضنا [أهلَ البيت] رجلٌ؛ إِلّا أَدخله الله النار". حسن صحيح - "الصحيحة" (2488). 1892 - [7053 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرَ فاطمةَ، قالت: فتَكَلَّمْتُ أنا، فقال: "أَما ترضين أَن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟! "، قلت: بلى والله! قال:

"فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة"]. صحيح - "الصحيحة" (3011). 1893 - [7064 - عن ابنِ أَبي مُلَيكَةَ، قال: جاء عائشةَ عبدُ الله بنُ عباس يستأذنُ عليها، قالت: لا حاجةَ لي به، قال عبد الرحمن بن أَبي بكر: إنَّ ابن عباس من صالحي بنيك، جاءك يعودك! قالت: فأْذَنْ له، فدخل عليها؛ فقال: يا أَمّاه! أَبشري؛ فوالله ما بينك وبين أَن تَلقي محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والأَحِبّة إِلّا أن تفارقَ روحك جسدَك، كنتِ أَحبَّ نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِليه، ولم يكن يحبُّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلّا طيِّبة. قالت: وأَيضًا؟ قال: هلكتْ قِلادتك بـ (الأبواء)، فأصبحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يجدوا ماءً، فتيمموا صعيدًا طيبًا، فكانَ ذلك بسببك وبركتِك ما أَنزلَ الله لهذه الأُمّةِ من الرخصة، وكانَ (¬1) من أَمر مِسْطَح ما كان، فأَنزلَ الله براءَتك من فوق سبعِ سموات، فليس مسجد يذكر فيه الله إِلّا وشأنُك يتلى فيه آناء الليل وأَطرافَ النهار، فقالت: يا ابن عباس! دعني منك ومن تَزكيتِك؛ فواللهِ لوددتُ أَنّي كنتُ نسيًا منسيًّا!]. ¬

_ (¬1) الأَصل: (فكان).

17 - باب ما جاء في صفية رضي الله عنها

صحيح لغيره (¬1). 17 - باب ما جاء في صفية رضي الله عنها 1894 - 2247 - عن عائشة، قالت: كانت صفيّة من الصَّفِيِّ (¬2). ¬

_ (¬1) في إسنادِ هذا الحديث ثلاث علل: الأولى: جهالة الهيثم بن جَنَّاد الحلبي؛ فإِنّه لا يعرف إِلّا بهذه الرواية، كذلك أَورده المؤلف في "ثقاته" (9/ 237)، ولم يروِ له في "صحيحه" إلّا هذا الحديث. الثانية: يحيى بن سُليم - وهو الطائفي -؛ فإنّه وإِن كانَ من رجالِ الشيخين؛ فقد تُكلّمَ فيه من قبل حفظِه، حتّى إنَّ أَحمد تركه لأنّه يخلطُ في الأَحاديثِ، ووثقه غيره، وفي "التقريب": "صدوق سيِّئ الحفظ". قلت: ويؤيّدهُ روايتُه لهذا الحديث مرسلاً إِن كانَ الحلبيّ قد حفظه عنه. الثالثة: الإرسال؛ فإنَّ قولَ ابن أَبي مليكة: "جاء عائشة .. " صورته صورة الإرسال، فإنّه ليس في القصّة أنّ ابن أبي مليكة كانَ حاضرًا، وهكذا رواه البخاري (4753) من طريق أُخرى عنه مختصرًا. لكن قد وصله جماعة؛ فذكروا الواسطة بين ابن أَبي مُليكة وعائشة: أَخرجه أَحمد (1/ 276 و 349)، وابن سعد (8/ 75)، وأَبو يعلى (5/ 56 - 57)، والطبراني (10/ 390 - 391) من طرق أَربعة عن ابن خثيم عن ابن أَبي مليكة عن ذَكوان مولى عائشة: أنَّه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت، وعندها ... الحديث نحوه على اختلاف يسير في بعض الأحرف، وليس عندهم جميعًا جملة (مسطح)، والسند صحيح على شرط مسلم. ثمَّ رواه البخاريّ (3771) من طريق أُخرى عن ابن عباس .. مختصرًا جدًّا؛ ولذلك فإِنّي أَقول: لقد أَساءَ المعلّقُ على "مسند أَبي يعلى" وليس على قرّائِه؛ إِذ لم يبيّن الفرق الشاسع بين رواية ابن خثيم المطولة هذه، وروايتي البخاري المختصرتين، فعطفهما في أَثناء التخريج عليها! وشاركه في الأُولى منهما المعلّق على "الإحسان" (16/ 42)! (¬2) الصفي: ما كان يختاره رئيس الجيش لنفسِه من الغنيمة قبل القسمة.

18 - باب في أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي أرضعته

صحيح - "صحيح أَبي داود" (2648). 1895 - 2248 - عن أَنس، قال: بلغَ صفية أنَّ حفصة قالت [لها]: ابنة يهودي! فدخل عليها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقال - صلى الله عليه وسلم -. "ما يبكيك؟! ". قالت: قالت لي حفصة: [إِني] (¬1) بنت يهودي! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنّك لابنة نبي، وإِنّ عمّك لنبيّ، وإِنّك لتحت نبيّ، فَبِمَ تفخر عليكِ؟! ". ثمّ قال - صلى الله عليه وسلم -: "اتقي الله يا حفصة! ". صحيح - "المشكاة" (6183). 18 - باب في أُمّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الّتي أَرضعته [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 19 - باب في فضل أَبي طلحة رضي الله عنه 1896 - 2250 - عن أنس بن مالك: أنَّ أَبا طلحة كانَ يرمي بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان - صلى الله عليه وسلم - يرفعُ رأسه من خلفِه؛ لينظرَ أَين يقعُ نَبله؟ فيتطاول أَبو طلحة بصدرِه يتّقي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يقول: هكذا يا نبيّ الله! جعلني الله فداك، نَحري دون نَحرك. ¬

_ (¬1) زيادة من "مصنّف عبد الرزاق" (11/ 430)، و"مسند أَبي يعلى" (6/ 158)، وقد أَخرجه من طريقه، ومنه تلقاه ابن حبان.

فضل عمار

صحيح - "التعليقات الحسان" (4563): ق - دون قولِه: جعلني الله فداك ... - "فقه السيرة" (258). 1897 - 2251 - عن أَنس: أنَّ أَبا طلحة قرأ سورة (براءة)، فأَتى على هذه الآية: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فقال: أَلا أَرى ربّي يستنفرني شابًّا وشيخًا؟! جهزوني، فقال له بنوه: قد غزوتَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتّى قبضَ، وغزوت مع أَبي بكر حتّى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزو عنك! [فقال: جهزوني,] فجهزوه وركب البحر فمات، فلم يجدوا له جزيرةً يدفنوه فيها إِلّا بعد سبعة أَيّام، فلم يتغيّر. صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 157/ 7140). [فضل عمار 1898 - 7034 - عن علي رضي الله عنه، قال: كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء عمار يستأذن، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ائذنوا له؛ مرحبًا بالطيب المطيب! ". صحيح لغيره - "المشكاة" (6226)، "الصحيحة" (2/ 466)، "الروض" (702). [فضل عبد الله بن عمر 1899 - 7033 - عن نافع، قال: كانَ ابن عمر يتتبع أَثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلّ منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزلُ فيه، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت سَمُرَةٍ، فكان ابن عمر يجيءُ بالماءِ،

ذكر البراء بن معرور رضوان الله عليه

فيصبّه في أَصل السمرة كي لا تيبس]. صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 104). [ذكر البراء بن معرور رضوان الله عليه 1900 - [6972 - عن كعب بن مالك: أنهم واعدوا رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أن يلقوه من العام القابل بمكة (¬1)، حتّى إِذا كنّا بظاهر البيداء؛ قال البَراء بن معرور بن صخر بن خنساء - وكان كبيرَنا وسيدَنا -: قد رأيتُ رأيًا، والله ما أَدري أَتوافقوني عليه أَم لا؟ إِنّي قَد رأيتُ أن لا أجعلَ هذه البُنْيَة مني بظهر - يريد: الكعبة -، وإِنّي [لمصلٍّ] (¬2) إِليها! فقلنا: لا تفعل، وما بلغنا أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إِلّا إِلى الشام، وما كُنّا نصلي إِلى غيرِ قبلتِه، فأَبينا عليه ذلك، وأَبى علينا، وخرجنا في وجهنا ذلك، فإذا حانت الصلاةُ صلّى إِلى الكعبة، وصلينا إِلى الشام، حتّى قدمنا مكّة، قال كعب بن مالك: قال لي البَراءُ بن معرور: والله يا ابنَ أَخي! قَدْ وَقعَ في نفسي ما صنعتُ في سفري هذا! ¬

_ (¬1) هنا زيادة في طبعة المؤسسة (15/ 471) قدر سطرين، لم أَتشجع لاستدراكها؛ لأني ظننتُ أنها مقحمة من بعض النساخ؛ فإِنّها لم ترد في "سيرة ابن إِسحاق" (2/ 47 - رواية ابن هشام)، ومن طريقه رواه المؤلفُ، وكذلك المصادرُ الأُخرى التي تلقته عنه، مثل "المسند" (3/ 460)، و"تاريخ الطبري" (2/ 237)، و"معجم الطبراني" (19/ 87/ 174)، و"المستدرك" (3/ 441)، و"الدلائل" (2/ 444) كلّهم رووه عن ابن إِسحاق دونها، وللفائدة أذكرها: .. فيمن تبعهم من قومهم، فخرجوا من العام القابل سبعون رجلاً فيمن خرج من أرض الشرك من قومهم، قال كعب ... (¬2) هكذا الأَصل بين معكوفتين، وهو موافق لـ "السيرة". وفي طبعة المؤسسة: (أُصلي).

قال: وكنّا لا نعرفُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنّا نعرفُ العباسَ بن عبد المطلب؛ كانَ يختلفُ إِلينا بالتجارة ونراه، فخرجنا نسألُ [عن] (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، [وكنّا لا نعرفه، لم نره من قبل ذلك] (1)؛ حتّى إِذا كنّا بالبطحاء لَقِيَنا رجل، فسألناه عنهُ؟ فقال: هل تعرفانه؟ قلنا: لا والله، قال: فإذا دخلتُم؛ فانظروا الرَّجلَ الذي مَعَ العباسِ جالسًا؛ فهوَ هُوَ، تركته معه الآنَ جالسًا. قال: فخرجنا حتّى جئناه - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا هو مع العباسِ، فسلمنا عليهما، وجلسنا إِليهما، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هل تعرف هذين الرجلين يا عباس؟! ". قال: نعم، هذان الرَّجلان مِنَ الخَزرج - وكانت الأَنصارُ إِنّما تُدعى في ذلك الزمان أَوْسَهَا وخَزْرَجها -؛ هذا البَراءُ بن معرور؛ وهو رجل من رجالِ قومِه، وهذا كعبُ بن مالكٍ، فوالله ما أَنسى قولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الشاعرُ؟ "، قالَ: نعمْ. قال البراء بن معرور: يا رسولَ الله! إِنّي قَدْ صنعتُ في سفري هذا شيئًا أَحببتُ أن تخبرني عنهُ؛ فإنّه قَد وَقعَ في نفسي منه شيءٌ؛ إِنّي قد رأيتُ أنْ لا أَجعلَ هذه البنية مني بظهر، وصليتُ إليها، فعنّفني أَصحابي وخالفوني؛ حتّى وقعَ في نفسي من ذلكَ ما وقعَ؟! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَما إِنّك قد كنتَ على قبلةٍ؛ لو صبرتَ عليها! "، ولم يَزده على ذلك. ¬

_ (¬1) زيادة من "السيرة"، و"المسند".

20 - باب في فضل عبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام وغيرهما

قال: ثمَّ خرجنا إِلى منى، فقضينا الحجّ، حتى إذا كنّا وسطَ أَيّامِ التشريق؛ اتَّعدنا نحنُ ورسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - العقبة، فخرجنا مِنْ جوفِ الليلِ نتسللُ مِنْ رحالنا، ونخفي ذلك ممن معنا من مشركي قومنا، حتّى إذا اجتمعنا عندَ العقبة؛ أَتى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ومعه [عَمُّهُ] العباسُ بن عبد المطلبِ، فتلا علينا رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فأَجبناه، وصدقناه، وآمنّا به، ورضينا بما قال، ثمَّ إنَّ العباسَ بن عبد المطلبِ تكلّمَ فقالَ: يا معشرَ الخزرج! إنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - منّا حيثُ قَدْ عَلمتُم، وإِنّا قد منعناهُ ممنْ هُوَ على مثلِ ما نحنُ عليه، وهو في عشيرتِه وقومِه ممنوعٌ، فتكلّمَ البراءُ بن معرورٍ - وأَخذ بيدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: بايعنا، قال: "أُبايعكُم على أَن تمنعوني ممّا تمنعون منهُ أنفسكُمْ ونساءكم وأبناءكم". قال: نعم، والذي بعثَكَ بالحقّ، فنحنُ - واللهِ - أَهلُ الحربِ؛ ورثناها كابرًا عَنْ كابر]. حسن - "تخريج فقه السيرة" (ص 15). 20 - باب في فضل عبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام وغيرهما 1901 - [7022 - عن عبد الله بن مسعود، قال: لقد رأيتني سادس ستة؛ ما على الأَرض مسلم غيرنا]. صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 100/ 7022). 1902 - [7023 - عن عبد الرحمن بن يزيد، قال:

قلنا لحذيفة بن اليمان: أَنبئنا برجل قريب الهدي والسمت من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ نأخذُ عنه؟ فقال: ما أَعرف [أقرَبَ] سمتًا وهديًا ودَلّاً برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ من ابن أُمِّ عبد، حتّى يواريه جدار بيته، ولقد علم المحفوظون من أَصحابِ محمد - صلى الله عليه وسلم - أنَّ ابنَ أُمِّ عبدٍ من أَقربهم إِلى الله وسيلةً]. صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 101/ 7023): خ - مختصرًا دون قولِه: حتّى يواريه ... إِلخ. 1903 - [7024 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعة وسبعين سورة؛ وإِنَّ زيدًا له ذؤابتان يلعبُ مع الصبيان]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3027). 1904 - 2252 - عن يزيد بن عَمِيرةَ: أنَّ معاذَ بن جبل لمّا حضرته الوفاة قالوا: يا أَبا عبد الرحمن! أَوصنا؟ قال: أَجلسوني، ثمَّ قال: إنَّ العلمَ (¬1) والإيمانَ مظانَّهما؛ من التمسهما وجدهما، والعلم والإيمان مكانَهما، من التمسهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أَربعة: عند عويمر أَبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن ¬

_ (¬1) في طبعتي "الإحسان" هنا: (العمل) مكان: (العلم)! بخلاف الجملة التي بعدها، ومن الظاهرِ أنَّ أَحدَ الرواةِ تردد بينهما وشكَّ، والمحفوظُ الجملةُ الأُخرى؛ فإِنَّ الأُولى لم ترد في شيءٍ من المصادرِ التي وقفتُ عليها؛ أَي: أنَّ طرفَ الحديث فيها بلفظ: إنَّ العلمَ والإيمانَ مكانهما.

سلام الذي كانَ يهوديًّا فَأَسلمَ؛ فإِنّي سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنّه عاشرُ عَشرةٍ في الجنّةِ". صحيح - "المشكاة" (6231). 1905 - [7035 - عن هانئ بن هانئ، قال: استأذنَ عمّار على علي رضوان الله عليه، فقال: مرحبًا بالطيّب المطيّبِ! سمعت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "عمّار ملىَء إِيمانًا إِلى مشاشه" - أَي: مثانته -. صحيح لغيره - "الصحيحة" (807)، "تخريج الإيمان" (31/ 91 - 92). 1906 - [7026 - عن عبد الله [بن مسعود]: أنَّ أَبا بكر وعمر رضوان الله عليهما بشراه أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سَرّه أَن يقرأَ القرآنَ غضًّا كما أُنزلَ؛ فليقرأهُ على قراءة ابن أُمّ عبد"]. صحيح - "الصحيحة" (2301). 1907 - [7029 - عن زر بن حبيش: أنَّ عبد الله بن مسعود كان يجتني لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سواكًا من أَراك، وكانَ في ساقيه دقة، فضحكَ القومُ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما يضحككم من [دقة] ساقيه؟! والذي نفسي بيده إِنّها أَثقلُ في الميزان من أُحُد! "]. صحيح - "الصحيحة" (3192).

21 - باب فضل عبد الله بن سلام

21 - باب فضل عبد الله بن سلام 1908 - 2253 - عن أَنس: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قدمَ المدينةَ؛ وعبد الله بن سلام في نخل له، فأَتى عبدُ الله بنُ سلام رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إِنّي سائلُك عن أَشياءَ لا يَعلمها [إِلّا نبيّ]؛ فإن أنتَ أَخبرتني بها آمنت بك، فسأله عن الشَّبَهِ، وعن أول شيء يَحشُرُ الناسَ، وعن أَوّل شيءٍ يأكلُه أَهلُ الجنّة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرني بهنَّ جبريل آنفًا". قال: ذلك عَدُوُّ اليهود! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَما الشبهُ؛ إِذا سبقَ ماءُ الرَّجلِ ماءَ المرأة؛ ذهب بالشبه، وإِذا سبقَ ماء المرأة ماءَ الرَّجلِ؛ ذهبَتْ (¬1) بالشبه. وأوّل شيء يحشرُ الناسَ؛ نارٌ تجيء من قبل المشرق، فتحشر الناس إِلى المغرب. وأوّل شيء يأكله أَهل الجنّة؛ رأس ثور (¬2) وكَبِدُ حوت". [فآمن، وقال: أَشهد أنّك رسول الله] (¬3). ¬

_ (¬1) وكذا في "المسند" (3/ 271)، وفي الطبعتين: "ذهب"؛ أَي: الماء. (¬2) كذا في الطبعتين، ولم ترد: "رأس ثور" في مسند أَحمد (3/ 271)، و"أَبي يعلى" (6/ 139)، وهي زيادة صحيحة ثابتة في أحاديث. (¬3) من "المسندين"؛ أحمد وأبي يعلى.

ثمَّ قال: يا رسولَ الله! إِنَّ اليهود قومٌ بُهُتٌ، وإِنّهم إِن سمعوا بإيماني بك؛ بَهَتُوني ووقعوا فيَّ، فاخْبَأني، وابعثْ إِليهم (¬1) [وسلهم عنّي] (¬2)، فجاءوا، فقال: "ما عبد الله بن سلام؟ ". قالوا: سيّدنا وابنُ سيّدنا، وعالمُنا وابنُ عالمِنا، وخيرُنا وابنُ خيرنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَرأيتم إِن أَسلم، أَتسلمون؟! ". فقالوا: أَعاذه الله أَن يفعلَ ذلك! ما كانَ ليفعلَ! فقال: "اخرج يا ابن سلام! "، [فخرج] [إِليهم] فقال: أَشهد أن لا إِله إِلّا الله، وأَشهدُ أنَّ محمدًا رسول الله، فقالوا: [بل هو] شرُّنا وابنُ شرّنا، وجاهلُنا وابن جاهلِنا، فقال: أَلم أُخبرك يا رسول الله! أنّهم قوم بُهُت؟! صحيح - "التعليقات الحسان" (7380): خ - باختصار قليل. 1909 - 2254 - عن سعد بن أبي وقاص: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُتِيَ بقصعة، فأَصبْنَا منها، فَفَضَلَتْ فَضلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطلعُ رجل من هذا الفج - يأكل هذه القصعة - من أَهل الجنّة". ¬

_ (¬1) وكذا في "المسندين": "مسند أحمد"، و"أبي يعلى"، وهو الصواب. ووقع في الطبعتين: (ووقعوا فيّ، فأحب أني أبعث إليهم، فبعث فجاؤوا)! وهو خطأ ظاهر. (¬2) زيادة من "المسندين" أيضًا.

باب في فضل سعد بن معاذ

فقال سعد: وكنت تركت أَخي عُميرًا يتطهر، فقلت: هو أَخي، فجاء عبد الله بن سلام، فأَكلها. حسن - "التعليقات الحسان" (7120)، "الصحيحة" (3317). [باب في فضل سعد بن معاذ 1910 - 6998 - عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال: [دخلتُ على أَنسِ بن مالك، فقالَ لي: مَن أَنتَ؟ قلتُ: أَنا واقدُ بن عَمرو بن سعد بن معاذ، فقال:] (¬1) إِنَّكَ بسعدٍ لشبيه، ثمَّ بكى فأَكثرَ البكاءَ، قالَ: رحمةُ اللهِ على سعدٍ، كانَ من أَعظم الناس وأَطولِهم، ثم قال: بعث رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جيشًا إِلى (أُكَيْدِرِ دَومَةَ)، فأَرسل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[بجبةِ] ديباجٍ منسوجٍ فيها الذهب، فلبسها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام على المنبر أَو جلس، فلم يتكلم، ثم نزل، فجعل الناس يلمسون الجبة، وينظرون إليها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَتعجبونَ منها؟! ". قالوا: ما رأينا ثوبًا قط أَحسن منه! فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أَحسن مما ترون"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (3346). 1911 - [6994 - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد: "هذا الرجلُ الصالح الذي فتحت له أَبواب السماء، شدد عليه ثم فرج ¬

_ (¬1) سقطت من الأَصل، واستدركتها هي والتي بعدها من طبعة المؤسسة، و"مصنف ابن أَبي شيبة".

22 - باب ما جاء في فضل سلمان الفارسي

عنه"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (3348). 1912 - [6993 - عن أنس: أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - وجنازة سعد موضوعة -: "اهتزَّ لها عرش الرحمن". فطفقَ المنافقون في جنازتِه، وقالوا: ما أَخفّها! فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إِنّما كانت تحمله الملائكةُ معهم"]. صحيح - "المشكاة" (6228)، "الصحيحة" (3347). 22 - باب ما جاء في فضل سلمان الفارسي [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 23 - باب فضل أَبي هريرة 1913 - 2256 - عن مضارب بن حزن، قال: بينا أَنا أَسيرُ من الليل؛ إِذا رجل يكبّر، فأَلحقته بعيري، فقلت: من هذا المكبّر؟! قال: أَبو هريرة، قلت: ما هذا التكبير؟! قال: شكرًا، قلت: على مه؟! قال: على أنّي كنتُ أَجيرًا لِبُسْرةَ بنت غزوان؛ بعُقبة رِجلي (¬1)، وطعام بطني، فكان القومُ إِذا ركبوا سقت لهم، وإِذا نزلوا خدمتهم، فزوَّجنيها الله، فهي امرأتي اليوم، فإِذا ركبَ القوم ركبتُ، وإِذا نزلوا خُدِمتُ. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (9/ 141)، "تيسير الانتفاع/ مضارب". ¬

_ (¬1) أي: نوبتي ووقت ركوبي. "نهاية".

24 - باب فضل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

24 - باب فضل أَبي ذر الغفاري رضي الله عنه 1914 - [7090 - عن أَبي ذَر، قال: كنت رُبُعَ الإسلام، أَسلم قبلي ثلاثة وأَنا الرّابع (¬1)، أَتيتُ نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: السلام عليك يا رسولَ الله! أَشهد أن لا إِله إِلّا الله، وأَشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، فرأيتُ الاستبشارَ في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "من أَنتَ؟ ". فقلت: إِنّي جندب؛ رجل من بني غفار]. حسن لغيره - "التعليقات الحسان" (9/ 135/ 7090). 1915 - 2258 و 2259 - عن أَبي ذر، قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تُقِلُّ الغبراء، ولا تُظِلُّ الخضراء على ذي لهجة أَصدق وأوفى من أَبي ذر، شبيه عيسى بن مريم" - على نبيّنا وعليه السلام -؛ قال: فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا نبيّ الله! أَفنعرفُ ذلك له؟ قال: "نعم، فاعرفوا له". صحيح لغيره دون قال: فقام عمر ... إلخ فإنّه منكر (¬2) - "المشكاة" (6229 و 6111)، "الصحيحة" (1224 و 2343). ¬

_ (¬1) أفاد ابن حبان أنه يعني: من قومه فقط؛ لأنه في ذلك الوقت أسلم الخلق من قريش وغيرهم. (¬2) قلت: وذلك لأنَّ فيه مالك بن مرثد عن أَبيه، قال الذهبي: "مرثد فيه جهالة، لم يرو عنه غير ابنه"، وقد توبعَ على أَصل الحديث من طرق دونها، وقد أَحسن المعلّق على "الإحسان" بقولِه هذه المرّة (16/ 76): "حديث حسن لغيره، مالك بن مرثد وأَبوه لم يوثقهما غير المؤلف والعجلي"؛ ولكنّه لم يتنبّه للنكارة حين جاء الحديث في مكان آخر منه (16/ 84) بالزيادة؛ فقال: "إِسناده كسابقه"! فإنَّ هذا يعني تحسين الحديث أيضًا بالزيادة، وإلّا لبيّن.

25 - باب فضل أبي موسى والأشعريين رضي الله عنهم

25 - باب فضل أَبي موسى والأَشعريّين رضي الله عنهم 1916 - 2262 - عن أَبي موسى، قال: خرجنا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في البحر، حتّى إِذا جئنا مكةَ وإِخْوتي [أَبو عامر بن قيس، وأَبو رهم بن قيس، ومحمد بن قيس] (¬1) معي في خَمسين من (¬2) الأَشعريين، وستة من (عَكٍّ)؛ قال أَبو موسى: فكانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ للنّاسِ هجرةً واحدةً، ولكم هجرتان" (¬3). حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (7150). 1917 - 2263 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سمعَ قراءةَ أبي موسى الأَشعريّ، [فَـ] قال: "لقد أُوتي هذا من مزامير [آل] داود". ¬

_ = على أنَّ شيخَ ابن حبان فيه غيره في الأوّل، ولذا قال المعلّقُ على "الموارد": "ما وجدتُ له ترجمة"، ولهذا لم يصدر الحديث بمرتبته، كما هي غالب عادته، ولكنّه قال في حديث الشيخ الأَوّلِ: "إِسناد صحيح"؛ غير مبالٍ بتجهيل الذهبي لمرثد، وقول الحافظ فيه: "مقبول"؛ يعني: عند المتابعة؛ وإلّا فلين الحديث عند التفرّد، فكيف عند المخالفة؟! علمًا أنّه تجاهلَ أنَّ الشيخَ المشارَ إِليه قد توبعَ عند الحاكم (3/ 342) وصححه على شرط مسلم؛ فردّه المعلّق بقولِه: "مرثد وابنه لم يخرج لهما مسلم شيئًا"! (¬1) زيادة من "مسند أَبي يعلى" (13/ 202/ 7232)، وعنه رواه المصنّف. (¬2) الأَصل: (خمسة)! والتصحيح من "المسند"، ولم يتنبّه الأخ الداراني لهذا الخطأ الفاحش، ولا لسقوط الزيادة!! ومثله في "الإحسان". قلت: وهو الموافق (أي خمسين) لـ "الموارد" و"الصحيحين" أيضًا، فمن بالغ الجهل العدول عنه! (¬3) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: "هو في "الصحيح" بغير هذا السياق".

[25/ 2 - باب في فضل سعد بن معاذ

صحيح - "التعليقات الحسان" (7151). 1918 - 2264 - عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع قراءة أبي موسى الأشعري قال: "لقد أُوتي هذا من مزامير آل داود" صحيح - "التعليقات الحسان" (7152). 1919 - 2265 و 2266 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقدَمُ عليكم قومٌ أَرقّ منكم قلوبًا". فقدم الأَشعريّون؛ وفيهم أَبو موسى، فكانوا أوّلَ من أَظهر المصافحة في الإسلام، فجعلوا - حين دنوا المدينة - يرتجزون ويقولون: غداً نلقى الأَحبّه ... محمدًا وحزبه صحيح - "الصحيحة" (527). [25/ 2 - باب في فضل سعد بن معاذ 1920 - 6994 - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسعد: "هذا الرَّجل الصالح الذي فتحت له أَبواب السماء، شدّد عليه، ثمَّ فرّج عنه". حسن صحيح - "الصحيحة" (3348). 1921 - [6995 - عن ابن عمر قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبرَه - يعني: سعد بن معاذ - فاحتبس، فلمّا خرجَ قيل: يا رسولَ الله! ما حبسُك؟! قال:

26 - باب فضل أشج عبد القيس

"ضُمَّ سعد في القبر ضمّةً، فدعوت اللهَ، فكشف عنه"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (4/ 270). 26 - باب فضل أشج عبد القيس 1922 - 2267 - عن ابن عباس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال للأَشجّ أَشجّ عبد القيس: "إنَّ فيك خَصلتين يحبهما اللهُ: الحلمُ والأَناة". (قلت): وقد وردَ هذا من حديث الأَشج نفسه في حديث طويل في الأَدعية. صحيح - "ظلال الجنة" (1/ 84/ 190) , "المشكاة" (2/ 625/ 5054 - التحقيق الثاني): م - فليس على شرط "الزوائد". 27 - باب ما جاء في فضل جُلَيبيب 1923 - 2268 - عن أَنس بن مالك، قال: خطبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جُليبيب امرأةً من الأَنصارِ إِلى أَبيها، فقال: حتّى استأمرَ أُمّها، قال: " [فَـ] نعم إِذًا"، فذهبَ إِلى امرأته فذكر ذلك لها؟ فقالت: لاها لله إِذًا، وقد منعناها فلانًا وفلانًا! قال: والجارية في سترها تسمع، فقالت الجارية: أَتردون على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمرَه؟! إِن كانَ قد رضيه لكم فأَنكحوهُ، قال: فكأنّها حَلَّتْ (¬1) عن أَبويها، قالا: صَدَقْتِ، فذهبَ أَبوها إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: إِن رضيته لنا رضيناه، قال: ¬

_ (¬1) كذا - بالحاء المهملة -، وزاد البزار: (عقالاً، أو كلمة نحوها). ووقعت في "المسند" (3/ 136): (جَلّت) بالجيم.

"فإِنّي أَرضاه"؛ فزوجها. ففزعَ أَهل المدينة، فركب جُليبيب، فوجدوه قد قُتل؛ وحوله ناس (¬1) من المشركين قتلهم. قال أَنس: فما رأيتُ بالمدينة ثَيِّبًا (¬2) أَنفقَ منها. صحيح - "التعليقات الحسان" (4047). 1924 - 2269 - عن أَبي برزة الأَسلمي: أنَّ جُلَيبيبًا كانَ امرءًا من الأَنصارِ، وكان يدخل على النساء، وكان يتحدّث إليهنَّ. قال أَبو برزة: [فَـ] قلت لامرأتي: لا يدخلَنَّ عليكم جُليبيب. قال: فكانَ أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كانَ لأَحدهم أَيّمٌ (¬3)؛ لم يزوجها حتّى يعلمَ أَللرسولِ - صلى الله عليه وسلم - فيها حاجة أَم لا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم لرجل من الأَنصارِ: " [يا فلان!] زوّجني ابنتَك". قال: نعم، ونُعْمى عين (¬4)! قال: ¬

_ (¬1) الأصل: (وخرجت امرأة جليبيب وقتها، فوجدت زوجها قد قتل، وتحته قتلى)! والتصحيح من مصادر التخريج، منها "مصنف عبد الرزاق"؛ فإنه في الكتاب من طريقه، وغفل عنه المعلقون الأربعة، وفيهم شعيب، وقد غفل عنه أيضًا في تعليقه على "الإحسان" (9/ 366)!! (¬2) الأَصل: (بنتًا) وكذا في "مصنف عبد الرزاق" الذي عنه رواه المؤلف، وعنه أَحمد أَيضًا! لكن وقعَ فيه "بيت"! والصواب: (ثيبًا) كما في طبعتي "الإحسان"، و"مسند البزار"، وعزاه في "المجمع" إِليه وإلى أَحمد بلفظ: "أَيم"، ويشهد له حديث أَبي برزة بعده. (¬3) هي التي لا زوج لها، بكرًا كانت أو ثيبًا، مطلقة كانت أو متوفى عنها. (¬4) أي: قرة عين؛ يعني: أقر عينك بطاعتك واتباع أمرك. "نهاية".

"إِنّي لست لنفسي أُريدها". قال فلمن؟ قال: "لجُليبيب"، قال: يا رسولَ الله! حتّى أَستأمر أُمّها، فأتاها فقال: [إنَّ] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ ابنتَك، قالت: نَعَم، ونُعْمى عين! قال: إِنّه ليس لنفسِه يريدها، قالت: فلمن يريدها؟ قال: لجُليبيب، قالت: حلقى (¬1)! [أَ] لجليبيب؟! قالت: لا لعمر الله، لا أُزوج جُلَيبيبًا، فلمّا قامَ أَبوها ليأتي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قالت الفتاة من خِدرها لأمها: من خطبني إِليكما؟ قالا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: أتردون على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمرَه؟! ادفعوني إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإِنّه لن يضيعني. فذهب أَبوها إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: شأنُك بها فزوجها جُلَيبيبًا. قال حماد: قال إِسحاق [بن عبد الله] بن أَبي طلحة: هل تدري ما دعا لها به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: وما دعا لها به؟ قال: "اللهمَّ صُبَّ الخيرَ عليهما صبًّا، ولا تجعل عيشهما كدًّا". قال ثابت: فزوجها إِيّاه، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاةٍ؛ قال: "تَفقِدون من أحد؟ ". قالوا: نفقد فلانًا، ونفقدُ فلانًا، ثمَّ قال - صلى الله عليه وسلم -: "هل تفقدون من أَحد؟ "] (¬2). قالوا: لا، قال: ¬

_ (¬1) أي: أصابها وجع في حلقها خاصة! كأنها تدعو على نفسها إن فعلت! (¬2) قلت: من قوله: قالوا ... ، إلى هنا سقط من طبعتي "الإحسان"، وهو ثابت في "المسند".

[27/ 2 - باب فضل عبد الله بن عمرو بن حرام

"لكنّي أَفقدُ جُليبيبًا؛ فاطلبوه في القتلى". فوجدوه إِلى جنبِ سبعة؛ قد قتلهم ثمَّ قتلوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَقتلَ سبعةً ثمَّ قتلوه؟! هذا منّي وأَنا منه" - يقولها مرتين (¬1) -؛ فوضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه، ما له سريرٌ إِلّا ساعدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتّى وضعه في قبِره. قال ثابت: وما كانَ في الأَنصارِ أَيّم أنفق منها (¬2). صحيح - "أَحكام الجنائز" (ص 73): م - بقصة فقد جليبيب. [27/ 2 - باب فضل عبد الله بن عمرو بن حَرام 1925 - 6981 - عن جابر بن عبد الله، قال: أَمر أَبي بخَزيرة (¬3) فصنعت، ثمَّ أَمرني فحملتها إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَتيته وهو في منزلِه، فقال: "ما هذا يا جابر! أَلحم ذا؟ ". قلت: لا، ولكنها خزيرة، فأمر بها فقبضت، فلمّا رجعتُ إِلى أَبي؛ قال: هل رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: نعم، فقال: هل قال شيئًا؟ فقلت: ¬

_ (¬1) الأصل في كل طبعاته، وفي طبعتي "الإحسان": (سبعًا)، وهو تحريف من بعض النساخ، أو شذوذ من بعض الرواة لا نعرف له مثيلاً في الأحاديث! والتصحيح من "كبرى النسائي" (5/ 68/ 8246)، وسائر المصادر، زاد في بعضها: (أو ثلاثًا)، ولم يتنبه لهذا الخطأ الغريب المعلقون الأربعة! (¬2) قال أبو عبد الرحمن ابن الإمام أحمد عقبه: "ما حدث به في الدنيا أحد؛ إلا حماد بن سلمة، ما أحسنه من حديث! ". (¬3) الخزيرة: لحم يقطع صغارًا، ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. "نهاية".

نعم، قال: "ما هذا يا جابر! أَلحم ذا؟ ". فقال أَبي: عسى أَن يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد اشتهى اللحم! فقامَ إِلى داجنٍ (¬1) عنده فذبحها، ثمَّ أَمر بها فشويت، ثمَّ أَمرني فحملته إِلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ فانتهيتُ إِليه وهو في مجلسِه ذلك، فقال: "ما هذا يا جابر؟! ". فقلت: يا رسولَ الله! رجعتُ إِلى أَبي فقال: هل رأيتَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلت: نعم، فقال: هل قالَ شيئًا؟ قلت: نعم؛ قال: "ما هذا؟ أَلحم ذا؟ ". فقال أَبي: عسى أن يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد اشتهى اللحمَ، فقامَ إِلى داجن عنده فذبحها، ثمَّ أَمرَ بها فشويت، ثبم أَمرني فحملتها إِليك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جزى الله الأَنصارَ عنّا خيرًا، ولا سيّما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عُبادة"]. صحيح - "الصحيحة" (461). 1926 - 6983 - عن جابرٍ، قال: لقيني النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: ¬

_ (¬1) هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم. "نهاية".

28 - باب فضل ثابت بن قيس

"يا جابر! ما لي أَراك منكسرًا؟! ". فقلت: يا رسولَ الله! استشهدَ أَبي وترك عيالاً ودينًا! فقال: "أَلا أُبشرك بما لقي اللهُ به أَباك؟! ". قلت: بلى يا رسولَ الله! قال: "ما كلّمَ الله أَحدًا قطّ إِلّا من وراءِ حجاب، وإنَّ الله أَحيى أَباكَ فكلمه كِفاحًا، فقال: يا عبدي! تمنَّ أُعطك، قال: تحييني؛ فأُقتل قتلةً ثانية، قال الله: إِنّي قضيتُ أنّهم لا يرجعونَ، ونزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} "]. حسن - "الصحيحة" (3290)، "التعليق الرغيب" (2/ 190)، "ظلال الجنّة" (602). 28 - باب فضل ثابت بن قيس [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 29 - باب فضل أَبي الدحداح 1927 - 2271 - عن أَنس بن مالك، قال: أَتى رجلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! إنّ لفلان نخلة، وأَنا أُقيم حائطي بها، فمرْه يعطيني (¬1) أُقيم بها حائطي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطِه إِيّاها بنخلة في الجنّة"، فأَبى، فأتاه أَبو الدحداح فقال: بعني نخلتَك بحائطي، ففعل، فأتى أَبو الدحداح النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله! إِنّي [قد] ابتعتُ النخلةَ بحائطي، فاجعلها له، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) زاد الطبراني وغيره: .. إيّاها حتّى ... ، ومعنى (أقيم)؛ أي: أصلحه، والله أعلم.

30 - باب فضل حارثة الأنصاري

"كم من عَذْق (¬1) دوّاح لأَبي الدحداح في الجنّة" (مرارًا). فأَتى أَبو الدحداح امرأتَه، فقال: يا أُمَّ الدحداح! اخرجي من الحائط؛ فقد بعته بنخلة في الجنّة، فقالت: رَبحَ البيعُ (¬2)! 1928 - [6985 - عن جابر، قال: جاء عمرو بن الجموح إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -[يوم أحد]، فقال: يا رسولَ الله! من قتل اليوم دخل الجنّة؟ قال: "نعم". قال: فوالذي نفسي بيده؛ لا أَرجعُ إِلى أَهلي حتّى أَدخلَ الجنّة، فقال له عمر بن الخطاب: يا عَمرو! لا تَأَلَّ على الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهلاً يا عمر! فإنَّ منهم من لو أَقسمَ على اللهِ لأَبرّه؛ منهم عمرو بن الجموح، يخوضُ في الجنّة بعرجتِه"]. حسن - "التعليقات الحسان" (9/ 84/ 6985). 30 - باب فضل حارثة الأَنصاري 1929 - 6975 - عن عائشة، أنّها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هو بالفتح: النخلة. (دواح): العظيم الشديد العلو، وكل شجرة عظيمة دوحة. "نهاية". (¬2) الأصل: السعر، وكذا في طبعتي "الإحسان"! والتصحيح من "المسند" وسائر مصادر الحديث، منها "الأَحاديث المختارة" للضياء المقدسي. وإنَّ من أَخطاء المعلقين هنا قولهم: "ويشهد له حديث ابن مسعود عند أَبي يعلى (8/ 404) برقم (4986) "! وليس فيه ما يشهد لما هنا، بل هي قصة أُخرى تختلف عن هذه تمامًا، مع ضعف إِسنادِها، فهل هو الجهل بعلم الشواهد والمتابعات، أم المقصود تكثير السطور والصفحات؟!

31 - باب فضل عمرو بن أخطب

"دخلتُ الجنّة فسمعتُ قراءةً، فقلت: من هذا؟ قيل: هذا حارثة بن النعمان (¬1)، كذاكم البر، كذاكم البر". قال: وكانَ من أَبرِّ الناسِ بأُمّه]. صحيح - "الصحيحة" (913). 1930 - 2272 - عن أَنس، قال: انطلق حارثة ابن عمتي نظَّارًا يوم بدرٍ، مَا انطلقَ لقتال، فأَصابه سهم فقتله، فجاءت عمتي أُمُّهُ إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسولَ الله! ابني حارثة؛ إِن يكن في الجنّة أَصبر وأَحْتَسِبْ؛ وإِلّا فسترى ما أَصنعُ؟! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا أُمَّ حارثةَ! إِنّها جنان كثيرة، وإِنّ حارثة في الفردوس الأَعلى". (قلت): وله طريق في سؤال الجنّة في الأَدعية. صحيح - "الصحيحة" (1811). 31 - باب فضل عمرو بن أَخطب 1931 - 2273 - عن عمرو بن أَخطب، قال: استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَتيته بإناءٍ فيه ماء، وفيه شعرة، فرفعتها، فناولته، فنظرَ إِليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اللهمَّ! جمّله". قال: فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين؛ وما في رأسِه ولحيته شعرة بيضاء. صحيح - "التعليقات الحسان" (7128). ¬

_ (¬1) زاد النسائي وأَحمد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

32 - باب فضل زاهر بن حرام

1932 - 2274 و 2275 - عن أَبي زيد (¬1): أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مسح وجهه، ودعا له بالجمال. صحيح - "التعليقات" أَيضًا (7126 و 7127). 32 - باب فضل زاهر بن حرام 1933 - 2276 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رجلاً من أَهل البادية - يقال له: زاهر بن حَرام - كان يُهدي للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - الهدية [من البادية]، فيجهزه [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] (¬2) إِذا أَرادَ أَن يخرجَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " [إن] زاهرًا باديتنا، ونحن حاضروه". قال: فأَتاه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يبيع متاعَه، فاحتضنه من خلفِه، والرَّجل لا يبصره، فقال: أَرسلني، من هذا؟! فالتفت إِليه، فلمّا عرفَ أنّه النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ جعل يلزقُ ظهرَه بصدرِه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يشتري هذا العبد؟ ". فقال زاهر: [إِذن والله] تجدني يا رسولَ الله! كاسدًا، فقال: "لكنّك عند الله لَسْتَ بكاسدٍ"؛ أو قال - صلى الله عليه وسلم -: "بل أَنتَ عند الله غالٍ". صحيح - "مختصر الشمائل" (127/ 204). ¬

_ (¬1) أَبو زيد: هو عمرو بن أخطب رضي الله تعالى عنه. (¬2) زيادتان من "مصنّف عبد الرزاق" (10/ 455)، وعنه رواه المصنف، وكذا الترمذي في "الشمائل"، وفيه الزيادتان اللّتان بعدها، والحديث صححه الحافظ في "الإصابة".

33 - باب فضل عمرو بن العاص

33 - باب فضل عمرو بن العاص 1934 - 2277 - عن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمرو! اشدُدْ عليك سلاحَك وثيابَك". قال ففعلتُ، ثمَّ أَتيته فوجدته يتوضأ، فرفع رأسه، فصعَّد فيَّ النظر وصوّبه، ثمَّ قال: "يا عمرو! إِنّي أُريدُ [أنْ] أَبعثك وجهًا؛ فَيُسلِّمُكَ الله ويُغَنِّمُكَ! وأرغب لك من المال رَغبةً صالحة". قال: قلت: يا رسولَ الله! لم أُسْلِم رَغبةً في المال؛ إِنّما أَسلمتُ رغبةً في الجهادِ والكينونة معك! قال: "يا عمرو! نِعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح". صحيح - ومضى مختصرًا (268/ 1089). [فضل جرير بن عبد الله البجلي 1935 - [7155 - عن جرير بن عبد الله، قال: لمّا دنوت من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أَنختُ راحلتي وحللتُ عَيبتي، فلبستُ حُلتي، فدخلت (¬1) ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ، فسلم عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرماني الناس بالحَدَق، فقلت لجليسـ[ـي]: يا عبد الله! هل ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أَمري شيئًا؟ قال: نعم، ذكرك بأَحسن الذكر؛ بينما هو يخطبُ إِذ عرض له في خطبتِه، فقال: ¬

_ (¬1) الأَصل: (على)، وكذا في طبعة المؤسسة! ولعلّ الأَصح ما أَثبته، وهو رواية البيهقي عن ابن خزيمة شيخ المصنف فيه، ورواية لأَحمد.

34 - باب في معاوية

"إِنّه سيدخلُ عليكم من هذا الباب - أو من هذا الفج - مِن خير ذي يمنٍ، وإنّ على وجهه مسحة ملك". فحمدت الله على ما أَبلاني]. صحيح - "الصحيحة" (3193). 34 - باب في معاوية 1936 - 2278 - عن العرباض بن سارية السلمي، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللَّهم! علّم معاويةَ الكتابَ والحسابَ، وقِهِ العذَابَ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3227) (¬1). [فضل أبي حديفة بن عتبة 1937 - 7046 - عن عائشة، قالت: أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتلى بدر؛ فسحبوا إِلى القليب، فطرحوا فيه، ثمَّ جاءَ حتّى وقف عليهم؛ فقال: "يا أَهل القليب! هل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟! فإِنّي وجدتُ ما وعدني ربّي حقًّا". ¬

_ (¬1) ضعّف إسناده المعلّق على "الإحسان" برجل لم يوثقه غير ابن حبان، وجهله ابن عبد البر والذهبيّ، فأَصابَ؛ ولكنّه أخطأ في تضعيف الحديث رغم شواهده التي ساقَ بعضها، وأَحدها قوي كما نقله عن الذهبي، وأمّا إعلاله هو بسعيد بن عبد العزيز؛ فقد رددت عليه في المصدر المذكور أَعلاه، وخالفه المعلقان هنا؛ فحسَّنا إِسناده على قاعدتهم في عدمِ المُبالاة بمخالفة الحفّاظ لابن حبان، فأخطآ! ثم أفاضا في استيعاب الشواهد وتقوية الحديث بها، فأحسنا، والله يحب الإنصاف.

فضل حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة

قالوا: يا رسولَ الله! تكلم قومًا موتى؟! قال: "لقد علموا أنَّ ما وعدتهم حقٌّ". فلما رأى أَبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة أَباه يسحب إِلى القليب؛ عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكراهية في وجهه فقال: "كأنّك كاره لما ترى؟! ". فقال: يا رسولَ الله! إِنّ أَبي كان رجلاً سيدًا حليمًا، فرجوت أَن يهديه الله إِلى الإسلام، فلمّا وقع بالموقع الذي وقع به؛ أَحزنني (¬1) ذلك، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأَبي حذيفة بخير]. حسن - تخريج "فقه السيرة" (231/ التحقيق الثاني)، "التعليقات الحسان" (9/ 108). [فضل حنظلة بن أَبي عامر غسيل الملائكة 1938 - 6986 - عن عبد الله بن الزبير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول - وقد كانَ الناسُ انهزموا عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حتّى انتهى بعضهم إِلى دون (الأَعراض) (¬2) إِلى جبل بناحية المدينة، ثمَّ رجعوا إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كانَ حنظلة ابن أَبي عامر التقى هو وأَبو سفيان بن حرب، فلمّا استعلاه حنظلة؛ رآه شداد بن الأَسود، فعلاه شداد بالسيف حتّى قتله، وقد كاد يقتل أَبا سفيان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأصل: (أخذني)، والتصحيح من "المستدرك" (3/ 224)؛ فإنه رواه من طريق ابن إسحاق التي في الكتاب، ومن "سيرة ابن هشام" (2/ 283) التي هي مختصر "السيرة" لابن إسحاق. (¬2) هي: قرى المدينة التي فيها أَوديتها، وفيها الزرع والنخل.

35 - باب ما جاء في عدي بن حاتم

"إِنَّ صاحبَكم تغسله الملائكة، فسلوا صاحبتَه". فقالت: خرجَ وهو جنب لمّا سمعَ الهائعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فذاك قد (¬1) غسلته الملائكة"]. حسن - "أَحكام الجنائز" (50 - 51)، "الصحيحة" (326). 1939 - [7016 - عن عائشة، قالت: عثر أُسامة بن زيد بعتبة الباب، فشجّ وجهه، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لعائشة: "أَميطي عنه الأَذى". فقذرته! قالت: فجعل رسول الله يمجّها؛ ويقول: "لو كان أُسامة جارية؛ لحليته وكسوته حتّى أنَفِّقَه"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (1019). 1940 - [7018 - عن عائشة، قالت: أَراد رسول الله أَن يمسح مخاط أُسامة بن زيد، فقالت عائشة: دعني حتى أَكون أنا الذي أَفعله، قال: "يا عائشة! أَحبيه؛ فإِنّي أُحبّه"]. حسن - "المشكاة" (6167). 35 - باب ما جاء في عدي بن حاتم [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 36 - باب في ثمامة بن أُثال الحنفي ¬

_ (¬1) كذا الأصل! وفي "المستدرك"، و"سنن البيهقي"، و"الإصابة": "لذلك غسلته ... "، ولعله الصواب.

37 - باب فضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم

1941 - 2281 - عن أَبي هريرة: أنَّ ثمامة الحنفي أُسِرَ، فكانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعودُ إِليه فيقول: "ما عندك يا ثُمامة؟! ". فيقول: إِن تَقْتُل تَقْتُل ذا دم، وإِن تَمُنَّ تَمُنَّ على شاكر، وإِن تُرِد المالَ تُعطَ ما شئتَ. قال: فكانَ أَصحابُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يحبّونَ الفِداء، ويقولون: ما نصنعُ بقتل هذا؟! فمرّ به النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا فأسلم، فبعثَ به إِلى حائط أَبي طلحة، فأمره أَن يغتسلَ، فاغتسلَ، وصلّى ركعتين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حسن إِسلامُ صاحبِكم". (قلت): بعضه في "الصحيح". صحيح - "الإرواء" (1/ 164). 37 - باب فضل أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم 1942 - 2282 و 2283 - عن جابر بن سمرة، قال: خطبنا عمرُ بن الخطاب بـ (الجابية)، فقال: إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قامَ في مثلِ مقامي هذا، فقال: "أَحسنوا إِلى أَصحابي، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يفشو الكذب، حتّى يَحلفَ الرَّجلُ على اليمين قبل أن يُستحلفَ عليها، ويشهد على الشهادة قبل أَن يُستشهدَ عليها، فمن أَحبّ منكم أَن ينالَ بَحبوحَةَ الجنّة؛ فليلزم

الجماعةَ؛ فإنَّ الشيطانَ مع الواحدِ، وهو من الاثنين أَبعد. أَلا لا يخلونّ رجل بامرأة؛ فإِنَّ ثالثَهما الشيطان. أَلا ومن كان منكم تسوؤه سيِّئتُه، وتسرّه حسنتُه؛ فهو مؤمن". صحيح - "الصحيحة" (430 و 1116)، "المشكاة" (6003). 1943 - 2285 - عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ الناسِ قَرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم [ثم الذين يلونهم] " (¬1). صحيح - "الصحيحة" (699)، "المشكاة" (6003). 1944 - 2286 - عن النعمان بن بشير، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ الناسِ قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم (¬2)، ثمَّ يأتي قومٌ يسبقُ أَيمانُهم شهادتَهم، وشهادتُهم أَيمانَهم". (قلت): ويأتي أَحاديث في قولِه: "طوبى لمن رآني وآمن بي" في باب بعد هذا بقليل. حسن صحيح - "الصحيحة" (700): ق - ابن مسعود. 1945 - 2287 - عن جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المهاجرون والأَنصارُ؛ بعضهم أَولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاءُ من قريش والعتقاء من ثقيف؛ بعضهم أولياءُ بعض في الدنيا والآخرة". ¬

_ (¬1) هكذا وقع للمؤلف من طريق ابن أَبي شيبة في "المصنّف" (12/ 176/ 1246) عن شيخِه وكيع، وله في "المسند" عنه تتمة، فانظرها في "الصحيحة". (¬2) كانَ في الأَصل زيادة: "ثمَّ الذين يلونهم" في المرّة الثالثة، ولما لم تقع في طبعتي "الإحسان"، ولم تقع في رواية البزار، ومشكل الآثار"، وحديث ابن مسعود وغيره، فحذفتها.

38 - باب فضل قريش

حسن صحيح - "الصحيحة" (1036). 1946 - [7048 - عن عبد الرحمن بن أَزهر: أنَّ خالدَ بن الوليد خرجَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، [يوم حنين] فكانَ على خيل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1)، قال ابن الأَزهر: فلقد رأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: "من يدلُّ على رحل خالد بن الوليد؟ ". قال ابن الأَزهر: فمشيتُ - أو قال: سعيتُ - بين يديه وأنا محتلم، أَقولُ: من يدلُّ على رحل خالد بن الوليد؟ حتّى دُلِلنا علَى رحلِه؛ فإِذا هو قاعد مستند إِلى مُؤَخَّر رحلِه، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنظر إِلى جُرْحه. قال الزهري: وحسبتُ أنّه قال: ونفثَ فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (7048). 38 - باب فضل قريش 1947 - 2288 - عن عمرو بن عثمان، قال: قال لي أَبي عثمانُ بن عفّان: أَي بُنيَّ! إِنْ وَليتَ من أَمرِ المُسلمين شيئًا؛ فأَكرم قريشًا؛ فإِنّي سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أَهانَ قريشًا أَهانَه اللهُ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1178). 1948 - 2289 - عن جبير بن مطعم، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "للقرشيّ قوة الرَّجلين من غير قريش". ¬

_ (¬1) يعني: في غزوة الفتح، كما في رواية لأحمد (4/ 350 - 351).

39 - باب فضل الأنصار

فسأل سائل ابن شهاب: ما يعني بذلك؟ قال: نبل الرأي. صحيح - "الصحيحة" (1697). 1949 - 2290 - عن أَبي هريرة، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الأَنصارُ أَعِفّة صُبُرٌ، و [إنَّ] الناسَ تبعٌ لقريش في هذا الأَمر؛ مؤمنهم تبعُ مؤمنِهم، وفاجرهم تبعُ فاجرهم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1006). 39 - باب فضل الأَنصار 1950 - 2291 - عن الحارث بن زياد صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أَحبّ الأَنصار؛ أَحبّه الله يومَ يلقاه، ومن أَبغضَ الأَنصار؛ أَبغضه الله يومَ يلقاه". حسن صحيح - "الصحيحة" (991). 1951 - 2292 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لولا الهجرةُ لكنتُ امرءًا من الأَنصار، ولو يندفعُ [الناس] شِعبًا، والأَنصار في شِعبهم؛ لاندفعت مع الأنصار في شِعبهم". صحيح - "الصحيحة" (1768). 1952 - 2293 - عن أَنس بن مالك: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خرجَ يومًا عاصبًا رأسه، فتلقاه ذراري الأَنصار وخدمُهم

ما هم بوجوه (¬1) الأَنصار يومئذٍ، فقال: "والذي نفسي بيده؛ إِنّي لأُحبّكم" (مرتين أو ثلاثًا)، ثمَّ قال: "إنَّ الأَنصار قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي عليكم، فأَحسنوا إِلى محسنِهم، وتجاوزوا عن مسيئهم". صحيح - "الصحيحة" (916)، وهو في "البخاري" نحوه من طريق آخر دون جملة الحب. 1953 - 2294 - عن قدامة بن إبراهيم، قال: رأيتُ الحجاج يضرب عباس بن سهل في إمرةِ ابن الزبير، فأتاه سهل ابن سعد - وهو شيخ كبير له ضفيرتان، وعليه ثوبان إِزار ورداء -، فوقفَ بين السِّماطين فقال: يا حجاج! أَلا تحفظُ فينا وصية رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟! فقال: وما أَوصى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم؟ قال: أوصى أن يُحسَنَ إِلى محسنِ الأَنصار، ويُعفى عن مسيئهم. حسن - "التعليقات الحسان" (7243). 1954 - 2295 - عن رِفاعة الزرقي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) الأصل: (ذخرة)! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"الفضائل" للنسائي (186/ 223). والحديث من رواية إسماعيل بن جعفر: أخبرني حميد، عن أنس، وهذا إسناد صحيح؛ لكن خالفه محمد بن أبي عدي عن حميد به، فقال: فتلقاه الأنصار ونساؤهم وأبناؤهم؛ فإذا هو بوجوه الأنصار فقال ... أخرجه أحمد (3/ 205 - 206)، و"الفضائل" (2/ 799 - 800)، وإسناد صحيح أيضًا وثلاثي. وتابعه معتمر قال: سمعت حميدًا، وذكر أنه سمع أنسًا، وإسناده صحيح أيضًا. فقد خالفاه، فلم يذكرا: (الخدم)، وأثبتا: (الوجوه)، وروايتهما أصح - بداهة -.

"اللهمَّ! اغفر للأَنصارِ، ولذراري الأَنصار، ولذراري ذراريهم، ولمواليهم، ولجيرانهم". صحيح لغيره دون: "وجيرانهم" - "الضعيفة" (6399). 1955 - 2296 - عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ضرَّ امرأة نزلت بين بيتين من الأَنصارِ، أو نزلت بين أَبويها". صحيح - "التعليقات الحسان" (7223)، "الصحيحة" (3434). 1956 - 2297 - عن أنس بن مالك، قال: أَتى أُسَيْدُ بنُ حُضَير الأَشهلي النقيبُ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ له أَهلَ بيتٍ من الأَنصارِ فيهم حاجة، قال: وقد كانَ قسمَ طعامًا، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "تركتنا حتّى ذهبَ ما في أَيدينا! فإِذا سمعتَ بشيءٍ قد جاءنا؛ فأذكِرني - أو قال فاذكر لي - أَهلَ ذلك البيت". قال: فجاءه بعد ذلك طعام من خبز شعير وتمر، قال: وجُلُّ أَهل ذلك البيت نسوة. قال: فقسمَ في الناس، وقسمَ في الأَنصار فأجزل، وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل، فقال له أسيد بن حضير يشكر له: جزاك الله عنا يا نبي الله أطيب الجزاء - أو قال: خيرًا -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "وأنتم - معشرَ الأنصار! - فجزاكم الله أَطيبَ الجزاء - أَو قال خيرًا -؛ فإِنكم - ما علمتكم - أَعِفَّةٌ صُبُرٌ، وسترون بعدي أَثَرَةً في الأَمر والعيش،

40 - باب فضل أهل اليمن

فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". صحيح - "الصحيحة" (3096). 40 - باب فضل أهل اليمن 1957 - 2299 - عن ابن عباس، قال: بينما النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة؛ إِذ قال: "الله أَكبر! الله أَكبر! جاءَ نصر الله والفتح، وجاء أَهل اليمن، قومٌ نقيةٌ قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمانٍ، والفقه يمانٍ، والحكمة يمانيّة". صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (7254)، "الصحيحة" (3369). 41 - باب في بني عامر 1958 - 2300 - عن أَبي جحيفة، قال: دخلتُ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنا ورجلان من بني عامر، فقال: "من أَنتم؟ ". فقلنا: من بني عامر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مرحبًا بكم، أَنتم منّي". صحيح - "الصحيحة" (3212). 42 - باب في أَهل المشرق 1959 - 2301 - عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيرُ أَهل المشرق عبدُ القيس؛ أَسلم الناسُ كَرهًا، وأَسلموا طائعين". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1843).

43 - باب فيمن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه ومن آمن به ولم يره

43 - باب فيمن آمنَ بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - ورآه ومن آمنَ به ولم يره 1960 - 2302 - عن أَبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ رجلاً قال [له]: يا رسولَ الله! طوبى لمن رآك وآمنَ بك! قال: "طوبى لمن رآني وآمنَ بي، وطوبى ثمَّ طوبى لمن آمنَ بي ولم يرني". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1241). 1961 - 2303 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "طوبى لمن رآني وآمنَ بي، وطوبى سبع مرات لمن آمنَ بي ولم يرني". صحيح لغيره - "الصحيحة" أَيضًا. 44 - باب فضل أُمّة نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - 1962 - 2304 - عن أَبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنا حظّكم من الأَنبياء، وأنتم حظي من الأُمم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3207). 1963 - 2305 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما صُدّق نبيٌّ ما صُدقت؛ إنَّ من الأَنبياء من لم يصدقه من أُمتِه إِلّا رجل واحد". صحيح - "الصحيحة" (397): م - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 1964 - 2306 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ لَتَدْخُلُنَّ الجنّة كلُّكم؛ إِلّا من أَبى وشردَ على الله كشِراد البعير".

45 - باب فى عالم المدينة

قالوا: يا رسولَ الله! ومن يأبى أن يدخلَ الجنّة؟! فقال: "من أَطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أَبى". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2043 و 2044 و 3141): خ - أبي هريرة. 1965 - 2307 - عن عمّار، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل أُمتي مثل المطر؛ لا يدرى أوّله خير أو آخره! ". صحيح - "الصحيحة" (2286). 45 - باب فى عالم المدينة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 46 - باب في ناس من أَبناء فارس [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 47 - باب فضل أَهل الحجاز 1966 - 2310 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "غِلَظُ القلوبِ والجفاءُ: في أَهلِ المشرقِ، والإيمان: في أَرضِ الحجاز". صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 204/ 7252)، "الصحيحة" (3436): م - فليس على شرطِ "الزوائد". 48 - باب ما جاء في الشام وأَهله 1967 - 2311 - عن زيد بن ثابت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا ونحن عندَه (¬1): ¬

_ (¬1) زاد الترمذي وغيره: نؤلف القرآن من الرقاع ... وهي عند المصنّف (1/ 163/ 114) بلفظ: كنّا عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نؤلف ... إلخ، وهو ممّا فاتَ الهيثميّ؛ فاستدركته هنا.

"طوبى للشامِ (¬1)! [قال] إنَّ ملائكةَ الرحمن لَباسطةٌ أَجنحتها عليه". صحيح - "الصحيحة" (503)، "المشكاة" (6624)، "تخريج فضائل الشام" (رقم 1). 1968 - 2312 - عن عبد الله [بن عمر]، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ستخرجُ عليكم في آخر الزمان نارٌ من حضرموت تحشرُ الناس". قال: قلنا: بما تأمرنا يا رسولَ الله؟! قال: "عليكم بالشام". صحيح - "تخريج الفضائل" (رقم: 11). 1969 - 2313 - عن قرّة بن إياس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا فسدَ أَهلُ الشامِ؛ فلا خيرَ فيكم". صحيح - "الصحيحة" (403)، "فضائل الشام" (رقم: 5)؛ وهو تمام الحديث المتقدم برقم (1851). 1970 - [7262 - عن عبد الله بن حَوالة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّكم سَتُجَنِّدون أَجنادًا؛ جندًا بالشامِ، وجندًا بالعراقِ، وجندًا باليمن". قال: قلت: يا رسولَ الله! خِر لي؟ قال: "عليك بالشام، فمن أَبى فليلحق بيمنِه، وَلْيَسْقِ من غُدُرِهِ (¬2)؛ فإنَّ الله تكفّل لي بالشامِ وأَهلِه". ¬

_ (¬1) زاد أَحمد وغيره: ولم ذلك يا رسول الله؟! قال ... (¬2) جمع (غدير)، وهو القطعة من الماء يغادرها السيل، كما في "التاج" وغيره، وفيه الحضُّ على العناية بالزرع والسقي.

49 - باب في أهل عمان

صحيح - "تخريج فضائل الشام" (2). 49 - باب في أَهل عُمان 1971 - 2314 - عن أَبي برزة الأَسلمي، قال: بعثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً إلى حيٍّ من أَحياء العربِ في شيء - لا أَدري ما قال؟ -، فسبّوه وضربوه، فرجع إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فشكا إِليه، فقال: "لكنَّ أَهل عُمان لو أتاهم رسولي؛ ما سبّوه ولا ضربوه". صحيح - "الصحيحة" (2730): م - فليس على شرط "الزوائد". 50 - باب في أَهل مصر [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] * * *

38 - كتاب الأذكار

38 - كتاب الأذكار 1 - باب فضل الذكر والذاكرين 1972 - 2316 - عن كريمة بنت الحسحاس، قالت: سمعتُ أَبا هريرة في بيت أُمّ الدرداء يحدّثُ، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "قال الله تعالى: أَنا مع عبدي؛ ما ذكرني وتحركت بي شفتاه". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 227). 1973 - 2317 - عن عبد الله بن بسر، قال: جاء أَعرابيّان إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال أَحدهما: يا رسولَ الله! أَخبرني بأمرٍ أَتشبثُ به؟ قال: "لا يزالُ لسانُك رَطبًا من ذكر الله تعالى". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 227). 1974 - 2318 - عن معاذ بن جبل، قال: سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأَعمالِ أَحبّ إِلى الله تعالى؟ قال: "أَن تموتَ ولسانُك رطبٌ من ذكر الله". حسن صحيح - "الصحيحة" (1836)، تخريج "الكلم الطيب" (25/ 3).

2 - باب فيمن ترك الذكر والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شيء من أحواله

2 - باب فيمن ترك الذكر والصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في شيء من أَحواله 1975 - 2321 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما جلسَ قوم مجلسًا لم يَذكروا الله فيه؛ إِلّا كان عليهم تِرةً، وما مشى أَحدٌ ممشى لم يَذكُرِ اللهَ فيه؛ إِلّا كانَ عليه تِرةً، وما أَوى أَحدٌ إِلى فراشِه ولم يذكر الله؛ إِلّا كانَ عليه تِرة". صحيح - "الصحيحة" (78). 1976 - 2322 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما قعدَ قوم مقعدًا لا يذكرون الله فيه، ويصلّون على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، إِلّا كانَ عليهم حسرةً يومَ القيامة، وإِن دخلوا الجنّة للثواب". صحيح - "الصحيحة" (76). 3 - باب إخفاء الذكر [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 4 - باب فضل التسبيح والتهليل والتحميد 1977 - 2325 - عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال العبد: لا إله إلا الله والله أكبر؛ صدقه ربه، قال: صدق عبدي: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده؛ صدقه ربه، قال: صدق عبدي: لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله لا

شريك له؛ صدقه ربه، قال: صدق عبدي: لا إله إلا أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك [وله الحمد] (¬1)؛ صدقه ربه، قال: صدق عبدي: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله لا حول ولا قوة إلا بالله؛ صدقه ربه، وقال: صدق عبدي: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي". صحيح لغيره - "المشكاة" (2310/ التحقيق الثاني)، "الصحيحة" (1390). 1978 - 2326 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أفضلُ الذكر: لا إله إِلّا الله، وأفضلُ الدعاء: الحمد لله". حسن لغيره - "المشكاة" (2306)، "الصحيحة" (1497). 1979 - 2327 - عن البراء، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قالَ: لا إِله إِلّا الله وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، يحيى ويميتُ، وهو على كلِّ شيءٍ قدير - عشر مرّات -؛ كانَ كعدلِ رقبة أو نسمة". صحيح دون: "يحيى ويميت" هنا- "التعليق الرغيب" (2/ 241)، "الضعيفة" (3276). ¬

_ (¬1) زيادة من "سنن الترمذي" (3426)، و"مسند أبي يعلى" (11/ 14)، وهي ضرورية لتنسجم مع جملة التصديق التي بعدها، وكان تخلل في الأصل بين قوله: "لا إله إلا أنا"، وقوله: "لي الملك ولي الحمد"، قولُه: "وإذا قال: لا إله إلا الله له الحمد؛ صدقه ربه؛ قال: صدق عبدي: لا إله إلا أنا"! ولا أصل لها في طبعتي "الإحسان"، وهي ظاهرة في الإقحام! فحذفتها. وأما المعلقون الأربعة فهم في شغل عن المقابلة والتصحيح! ولا سيما الشيخ شعيب؛ فإنه على الأقل كان يجب عليه أن يقابله بما في طبعته من "الإحسان" على الأقل، ولو أنه فعل؛ لوجد أن هذه الزيادة لا أصل لها فيه، مع أن السياق ينافيها لمن تأمله!

1980 - 2328 - عن أَبي سلمى راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعتُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقول: "بخٍ بخٍ! - وأشارَ بيده بخمس - ما أَثقلهنّ في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إِله إِلَّا الله، والله أَكبر، والولدُ الصالحُ؛ يتوفّى للمرءِ المسلمِ، فيحتسبه". صحيح - "الصحيحة" (1204). 1981 - 2329 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الكلام أَربعٌ، لا يضرّك بأيّهنّ بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إِله إِلّا الله، والله أَكبر". (قلت): له حديث في "مسلم" غير هذا. صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 244). 1982 - 2331 - عن أَبي أُمامة الباهليّ: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ به وهو يحرّكُ شفتيه، فقال: "ماذا تقولُ يا أَبا أُمامة؟! ". قال: أَذكرُ ربّي. قال: "أَلا أُخبرك بأَكثر - أَو أفضل - من ذكرِك الليل مع النّهار، والنّهار مع الليل؟! أنْ تقولَ: سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله ملءَ ما خلق، وسبحان الله عدد ما في الأَرض والسماء، وسبحان الله ملءَ ما في الأَرضِ والسماء، وسبحانَ الله عددَ ما أَحصى كتابُه، وسبحانَ الله عدد كلِّ شيءٍ،

وسبحانَ الله ملءَ كلِّ شيءٍ، وتقول: الحمد لله مثل ذلك". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 252 و 253)، "الصحيحة" (2578). 1983 - 2333 - عن يُسيرة: - وكانت إِحدى المهاجرات -، قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكنَّ بالتسبيح والتهليل والتقديس، فَاعْقِدْنَ بالأناملِ؛ فإِنّهنَّ مسؤولاتٌ، ومستنطقات". حسن لغيره - "الضعيفة" تحت الحديث (83)، "المشكاة" (2316)، "صحيح أَبي داود" (1345)، "الرد على الحبشي" (ص 13) (¬1). 1984 - 2334 - عن عبد اللهِ بن عمرو، قال: رأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يعقدُ التسبيحَ بيده (¬2). صحيح - "صحيح أَبي داود" (1346)، تخريج "الكلم الطيب" (68 - 69)، "الضعيفة" تحت الحديث (83). ¬

_ (¬1) قلت: تناقض في هذا الحديث تحقيق الشيخ شعيب، والأخ الداراني، فجزم الأول بضعفه هنا (2/ 1052)، وفي تعليقه على "الإحسان" (3/ 122)، فأخطأ، وأعل إسناده هناك بجهالة (حميضة بنت ياسر)، وتفرُّدِ ابن حبان بتوثيقها؛ فأصاب، وخالف الداراني - كعادته - فقال (7/ 339): "ما رأيت فيها جرحًا"! (ما شاء الله!!)، وركن إلى توثيق ابن حبان، فقال: "إسناده جيد"! والصواب ما أثبته أعلاه: (حسن لغيره)؛ لشواهده، كحديث ابن عمرو الصحيح الآتي بعده، وأثر امرأة من بني كليب قالت: رأتني عائشة أسبح بتسابيح معي، فقالت: أين الشواهد؟ يعني الأصابع. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 390) بسند صحيح عنها, ولولا أن المرأة لم أعرفها لكان الإسناد إلى عائشة صحيحًا؛ على أن من المحتمل أن تكون صحابية؛ لأن الراوي عنها (أبا تميمة) - واسمه (طريف ابن مجالد)، وهو تابعي - روى عن جماعة من الصحابة، فلا أقل من أن يستشهد بأثرها، كيف لا؛ وكلامُ اللهِ أكبرُ شاهدٍ على ذلك: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. (¬2) أي: اليمنى، كما في رواية لأبي داود، وحسنها الحافظ، فانظر - إن شئت - تخريج "الكلم".

5 - باب في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله

1985 - 2335 - عن جابر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قالَ: سبحان الله العظيم وبحمده؛ غرست له نخلة في الجنّة". (قلت): وفي رواية: "شجرة" بدل: "نخلة". صحيح لغيره - "الصحيحة" (64). 1986 - 2336 - عن أَبي مالك الأَشعريّ (¬1)، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِسباغُ الوضوءِ شطرُ الإيمان, والحمدُ لله تملأ الميزان, والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأَرض، الصلاةُ نور، والزكاة برهان، والصبرُ ضياءٌ، والقرآن حجّة لك أَو عليك، كلُّ النّاسِ يغدو، فبائعٌ نفسه: فمعتقها أَو موبقها". صحيح - "تخريج مشكلة الفقر" (35/ 59): م بلفظ: "الطهور شطر ... " نحوه. 5 - باب في قول: لا حول ولا قوّة إِلّا بالله 1987 - 2338 - عن أَبي أَيوب صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ليلة أُسري به؛ مَرّ على إِبراهيم خليلِ الرحمن - صلى الله عليه وسلم -، فقال [إبراهيم] لجبريل - صلى الله عليه وسلم -: من معك يا جبريل؟! قال جبريل: هذا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، فقال إِبراهيم: يا محمَّد! مرّ أُمتَك أن يكثروا [من] (¬2) غراس الجنّة؛ فإنّ ترتبتها طيبة، وأرضها واسعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإبراهيم: ¬

_ (¬1) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا أَخرجه مسلم بتمامه، لكنّه عنده من رواية ابن سلّام عن أَبي مالك، لم يذكر بينهما عبد الرحمن بن غنم". قلت: هذا منقطع، والمحفوظ ذكر عبد الرحمن بن غنم، كما في الكتاب وغيره. (¬2) سقطت من الأَصل، ومن "الإحسان" أَيضًا، واستدركتها من فهرس الأَصل! وهي ثابتة في "مسند أَحمد" (5/ 418)، و"معجم الطبراني" (4/ 157)، و"شعب الإيمان" (1/ 444)، و"مسند الحارث" (ق 125/ 1 - البغية)، وكذا هي في الشاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني (12/ 364)، و"الموضح" (1/ 417).

6 - باب ما يقول من الذكر بعد الصلاة

"وما غراس الجنّة؟ "، قال: لا حولَّ ولا قوّة إِلّا بالله". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 256)، "الصحيحة" (105)، تخريج "الكلم الطيب" (29/ 15). 1988 - 2339 - عن أَبي ذر، قال: كنتُ أَمشي خلف النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "يا أَبا ذر، أَلا أَدلُّك على كنزٍ من كنوزِ الجنّة؟! ". قلت: بلى [يا رسول الله!] قال: "لا حولَ ولا قوّةَ إِلّا بالله". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 256)، "الصحيحة" (1528). 6 - باب ما يقول من الذكر بعد الصلاة 1989 - 2340 - عن زيد بن ثابت، أنّه قال: أمرنا أنّ نسبّحَ في دبرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، ونحمدَ ثلاثًا وثلاثين، ونكبر أربعًا وثلاثين، فَأُتِيَ رجلٌ في منامِه؛ فقيل له: [إنّه] (¬1) أَمركم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - أن تسبّحوا في دبرِ كلَّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وتحمدوا ثلاثًا وثلاثين، وتكبروا أربعًا وثلاثين؟ قال: نعم، قال: اجعلوها خمسًا وعشرين، واجعلوا فيها التهليلَ، فلمّا أَصبحَ أَتى رسولَ الله (¬2) فأَخبره؟! فقال النبيّ (2) - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) من "الإحسان". (¬2) كذا الأصل في الموضعين، وهو من رواية ابن خزيمة، وهو فيه على القلب: (النبيّ) في الموضع الأَوّل، و (رسول الله) في الموضع الآخر، وكذا في "المسند".

"فافعلوه". صحيح - "المشكاة" (973). 1990 - 2341 - عن أَبي أَيوب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قالَ دبر صلاتِه إِذا صلّى [وفي رواية: إِذا أَصبح] (¬1): لا إِله إِلّا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، عشرَ مرّات؛ كتب له بهنَّ عشر حسنات، ومحا بهنَّ عنه عشر سيئات، ورفع له بهنّ عشر درجات، وكنّ له عتق عشر رقاب، وكنّ له حرسًا من الشيطان حتّى يمسي. ومن قالهنّ حين يمسي؛ كانَ له مثل ذلك حتّى يصبح". (وفي رواية): "وكن له عدل عتاقة أَربع رقاب، [وكن له حرسًا من الشيطان حتى يمسي] , ومن قالهنَّ إِذا صلّى المغربَ دبرَ صلاتِه؛ فمثل ذلك [حتى يصبح] ". (قلت): وله حديث في "الصحيح" غير هذا. حسن صحيح - "الصحيحة" (113 و 2563). ¬

_ (¬1) يعني: صلاة الصبح، بقرينة قوله في آخر الرواية الآتية بلفظ: "إذا صلى المغرب"، وهي تمام هذه الرواية: "إذا أصبح"، وإنما ذكرتها بين معكوفتين؛ لأنه لم يذكرها الهيثمي، وهي في "الإحسان" (2020) بنفس سند الأُولى؛ إلَّا أنّ في هذه ذكر القاسم بن مخيمرة، وفي الأُخرى: مكحولاً، وسياق الرواية الأولى له، وليس فيها: "عشر مرات" وإنما هي في رواية القاسم، وكذلك فيها الرواية الأُخرى التي ذكرها الهيثمي، وهي تبين أن المراد بقوله فيما قبلها: "حين يمسي": أن المراد دبر صلاة المغرب، فتنبه؛ فإنه مما أغفله المعلقون!

1991 - 2342 - عن أنس بن مالك، قال: جاءت أُمّ سليم إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسولَ الله! علّمني كلماتٍ أَدعو بهنَّ في صلاتي (¬1)؟ فقال: "سبّحي الله عشرًا، واحمديه عشرًا، وكبريه عشرًا، ثمَّ سَليه حاجتك". صحيح لغيره دون قوله: "ثم سليه حاجتك" - "الصحيحة" (3338)، "الضعيفة" (3688)، "التعليقات الحسان" (2008). 1992 - 2343 و 2344 - عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خصلتان لا يحصيهما عبد إِلّا دخلَ الجنّة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبّحُ [الله] أَحدكم دبر كلّ صلاة عشرًا، ويحمده عشرًا، ويكبره عشرًا، تلك مئة وخمسون باللسان، وألف وخمس مئة في الميزان, وإذا أوى إلى فراشه؛ يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر أربعًا وثلاثين؛ فتلك مئة باللسان، وألف في الميزان". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فأيّكم يعملُ في يومٍ وليلةٍ ألفين وخمس مئة سيّئة؟! ". قال عبد الله [بن عمرو]: رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهنَّ بيده (¬2). قال: فقيل: يا رسولَ الله! وكيفَ لا نحصيهما؟! قال: ¬

_ (¬1) أَي: دعائي وذكري، ففي حديث محمَّد بن عمرو بن عطاء: "سبّحي الله في كلَّ غداة عشرًا ... " الحديث، وهو مرسل صحيح الإسناد. (¬2) أي: اليمنى, كما تقدم قريبًا (1984/ 2334).

7 - باب الدعاء بعد الصلاة

"يأتي أَحدَكم الشيطانُ وهو في صلاتِه فيقول له: اذكر كذا، اذكر كذا، ويأتيه عند منامه فينوّمه". صحيح - مضى بإسناده ومتنه (449/ 539). 7 - باب الدعاء بعد الصلاة 1993 - 2345 - عن معاذ بن جبل: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخذَ بيد معاذ يومًا، فقال: "يا معاذ! والله إِنّي لأحبّك". فقال معاذ: بأبي أَنتَ وأُمّي [يا رسولَ الله!] والله إِنّي لأُحبّك (¬1)، قال: "يا معاذ! أُوصيك [أن] لا تدعَنَّ في دبر كلِّ صلاةٍ أَن تقولَ: اللهمَّ! أَعني على ذكرِك [وشكرك] وحسن عبادتك". قال: فأوصى بذلك معاذٌ الصنابحيَّ، وأوصى بذلك الصنابحيُّ أَبا عبد الرحمن، وأوصى بذلك أَبو عبد الرحمن عقبةَ بن مسلم (¬2). صحيح - "صحيح أَبي داود" (1362). 8 - باب قراءة المعوذات دبر الصلاة 1994 - 2347 - عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) كذا هو في موضع من "الإحسان"، وكذا هو في "صحيح ابن خزيمة" (1/ 369). وفي الموضع الآخر: (وأنا والله أُحبّك). وكذا هو في "عمل النسائي" (187/ 109)، وهو المناسب للسياق، والغريب أنّه في الموضعين بإسناد واحد، والزيادة من الموضع الآخر، والنسائي، وأَحمد (5/ 245). (¬2) قلت: ثمَّ اشتهرَ الحديثُ عند المحدثين بروايته هكذا مسلسلاً بالوصية حتّى عصرنا هذا.

9 - باب ما يقول بعد السلام

"اقرأوا المعوِّذات في دبر كلِّ صلاة". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1363)، "الصحيحة" (645). 9 - باب ما يقول بعد السلام 1995 - 2348 - عن ابن مسعود، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يجلس بعد التسليم إِلّا قدر ما يقول: "اللهمّ! أَنتَ السلامُ، ومنك السلامُ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام! ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2074): م - عائشة. 10 - باب ما يقول إِذا أَصبحَ وإذا أَمسى وإذا أوى إلى فراشِه 1996 - 2349 - عن أَبي هريرة، قال: قال أَبو بكر: يا رسولَ الله! أَخبرني ما أَقولُ إِذا أَصبحتُ وإذا أَمسيتُ؟ قال: "قل: اللهمَّ! عالمَ الغيبِ والشهادة! فاطرَ السماواتِ والأَرضِ! ربَّ كلِّ شيءٍ: ومليكه! أَشهدُ أن لا إِله إِلّا أَنتَ؛ أَعوذُ بكَ من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه"، قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "قله إِذا أَصبحتَ، وإذا أَمسيتَ، وإذا أَخذتَ مضجعَك". صحيح - تخريج "الكلم الطيب" (22/ 32)، "الصحيحة" (2753). 1997 - 2350 و 2351 - عن البَراء بن عازب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه كانَ إِذا اضطجعَ لينامَ؛ وضع [يده] اليمنى تحت خدّه الأَيمن، وقال:

"اللهمَّ قني عذابَك يوم تبعثُ عبادَك". صحيح لغيره - "الصحيحة" (2754)، "مختصر الشمائل" (142/ 216). 1998 - 2352 - عن أَبان بن عثمان، عن عثمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبحُ [ثلاث مرات] (¬1): باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأَرض ولا في السماء، وهو السميعُ العليم؛ لم تفجأه فاجئة بلاء حتّى يصحي، ومن قالها حين يمسي؛ لم تفجأه فاجئة بلاءً حتّى يصبح". [وقد كانَ أَصابه الفالج, فقيل له: أَين ما كنت تحدثنا به؟! قال: إنَّ الله حينَ أَرادَ ما أَرادَ أنسانيها] (1). صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 227)، تخريج "الكلم الطيب". 1999 - 2353 - عن بريدة بن الحُصَيب، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قال (¬2): اللهمَّ أنت ربي لا إِله إِلّا أَنتَ، خلقتني وأَنا عبدُك، وأَنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ، أَعوذ بكَ من شرِّ ما صنعتُ، أَبوءُ بنعمتِك عليَّ (¬3)، وأبوء بذنبي، فأغفر لي؛ إِنّه لا يغفرُ الذنوبَ إِلّا أنتَ، فماتَ من يومِه أَو ليلتِه؛ دخل الجنة". صحيح - "الصحيحة" (1747). ¬

_ (¬1) هذه الزيادة، وما قبلها من طبعتي "الإحسان"، والمقصود بالذي أصابه الفالج؛ إنما هو (أَبان ابن عثمان)، كما في "أَبي داود" (5088) أيضًا، ولفظ أَبي داود: غضبتُ فنسيت أَن أَقولها. (¬2) زاد أَحمد وغيره: "حين يصبح، أو حين يمسي ... ". (¬3) سقطت جملة النعمة هذه من طبعتي "الإحسان".

2000 - 2354 و 2355 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول إِذا أَصبحَ: "اللهمَّ! بكَ أَصبحنا، وبكَ أَمسينا، وبكَ نحيا، وبكَ نموتُ، وإِليكَ المصير (¬1)، وإليك النشور". وإذا أَمسى قال: "اللهمّ! بك أَمسينا، وبكَ أَصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت". صحيح - "الصحيحة" (262)، "الكلم الطيب". 2001 - 2356 - عن عبد الله بن عمر، قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: "اللهمّ! إِنّي أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهمّ! إِنّي أَسألك [العفو و] العافية في ديني، ودنياي، وأَهلي، ومالي، اللهمّ! استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم! احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأَعوذُ بعظمتِك أن أغتالَ من تحتي". قال وكيع: يعني: الخسف. صحيح - تخريج "الكلم الطيب" (27)، "المشكاة" (2397/ التحقيق الثاني). ¬

_ (¬1) إلى هنا ينتهي الحديثُ في "الإحسان" (960) في هذه الطريق، وكذلك في طريق حماد الآتية، فالظاهرُ أنّها ملحقة من بعض النسّاخ، بدليل الجمع بين جملتي: "وإليك المصير" و"إِليك النشور"؛ فإنَّ هذا الجمعَ لا أَصلَ له في شيءٍ من الروايات، وإنّما هو من اختلاف الرواة كما ذكرتُ في "الصحيحة"، وقد رواه الإِمام البغويّ بتمامه في "شرح السنّة" (5/ 112) من طريق شيخ المصنّف، دون قولِه: "وإليك النشور"، وزاد في آخره: "وإليك المصير" أَيضًا. ورواه البخاريّ في "الأَدبِ المفرد" عن (وهيب) الذي في طريق المصنف، فجعل في دعاء الصباح: "وإليك النشور"، وفي دعاء المساء: "وإليك المصير"؛ ولعلّه أَليق من حيث المعنى، والله أَعلم.

2002 - 2357 - عن ابن عمر: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول إِذا تبوّأَ مضجعَه: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، [وأَطعمني] وسقاني (¬1)؛ الحمد للَّهِ الذي منّ عليّ فأفضل، والحمد للهِ الذي أَعطاني فأجزل، والحمد لله على كلِّ حال. اللهمّ! ربَّ كلِّ شيءٍ! ومالكَ كلّ شيءٍ! وإلهَ كلّ شيءٍ؟! لك كلُّ شيءٍ، أَعوذُ بك من النارِ". صحيح - "التعليقات الحسان" (5513). 2003 - 2358 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا تضورَ (¬2) من الليل؛ قال: "لا إله إلَّا الله الواحد القهار، ربّ السماوات والأَرض وما بينهما العزيز الغفار". صحيح - "الصحيحة" (2066). 2004 - 2360 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من قالَ حين يمسي: أَعوذُ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلقَ (ثلاث مرّات)؛ لم تضرّه حُمَةٌ (¬3) إِلى الصباح". ¬

_ (¬1) الأَصل: "وشفاني"! والتصويب من "الإحسان" ومصادر التخريج منها "مسند أَحمد" (2/ 177) - والزيادة منه -، و"عمل اليوم" للنسائي (466/ 798) وغيرهما. (¬2) أَي: تلوى وأرق. (¬3) بالضمِّ والتخفيف: السم، ووقع في طبعات الكتاب الثلاث، وطبعتي "الإحسان": "حيّة"! والتصحيح من "الترمذي" (3600)، و"المسند" (2/ 290). وغفل عنها المعلقون الأربعة، مع مخالفتها لما ذكرت، وشذوذها عن سائر الروايات والمصادر التي ذكروها!!

قال: وكان إِذ لُدِغَ إِنسان من أَهلِه قال: أَما قال (¬1) الكلمات؟! [وفي رواية: قال: فكانَ أَبو هريرة إِذا لُدغ إِنسان منّا؛ أَمره أَن يقولها/ 1033]. (قلت): له حديث في "الصحيح" غير هذا في العقرب. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 226)، تخريج "الكلم الطيب" (33/ 23). 2005 - 2363 و 2364 - عن نوفل، أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) قال: "فمَجِيءُ ما جاءُ بك؟ ". قال: جئت لتعلمني شيئًا أَقوله عند منامي؟ قال: "اقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ثمّ نم على خاتمتها؛ فإِنها براءة من الشرك". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 209)، "التعليقات الحسان" (786 و 787)، "المشكاة" (2161/ التحقيق الثاني). ¬

_ (¬1) قلت: كذا على هامش الاَصل، والمعنى واضح، ولكنّي في شكًّ من ثبوت هذا القول مرفوعًا؛ كما بينته في "التعليقات الحسان" (2/ 181)، بل هو موقوف كما في الرواية المستدركة من "الإحسان" (185 - 186/ 1033)؛ فإنها صريحة في الوقف. ثم إن قوله: "لم تضره"، قال ابن حبان: "أراد به: أنك لو قلت ما قلنا؛ لم يضرك ألم اللدغ، لا أن الكلام الذي قال؛ يدفع قضاء الله عليه". قلت: ويؤيد ما قال زيادة أحمد عقب الحديث - وظاهرها الوقف -: قال: فكان أهلنا قد تعلموها، فكانوا يقولونها، فلدغت جارية منهم؛ فلم تجد لها وجعًا. وسنده صحيح. (¬2) قلت: في الأصل ما نصه: قال: "هل لك في رَبيبة لنا فتكفلها [قال: أَراها] زينب؟ "؛ [قال علي: هذا من زهير]. قال: ثمَّ جاء فسأله النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: تركتها عند أُمّها ... فحذفته؛ لأنّه ليس على شرط الكتاب. وتجاهل المعلقون الأربعة اختلاط أبي إسحاق السبيعي وعنعنته؛ فصححوا الإسناد!!

11 - باب كفارة المجلس

2006 - 2365 - عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلَّا الله وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءَ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله والحمدُ لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، غُفِرت له (¬1) ذنوبه - أو خطاياه؛ شك مسعر - وإن كانت مثل زبد البحر". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 210). 11 - باب كفارة المجلس 2007 - 2366 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من جلسَ في مجلس أكثر فيه لغطه، ثمَّ قال قبلَ أن يقومَ: سبحانَك اللهمَّ [ربنا]! وبحمدك، لا إِله إِلّا أنت، أَستغفرك وأَتوبُ إليك؛ إِلّا غفر له ما كان في مجلسه ذلك". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 236)، "المشكاة" (2433). 12 - باب فيمن قال: رضيت بالله ربًّا 2008 - 2368 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قالَ: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإِسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، وجبت له الجنّة". صحيح - "الصحيحة" (334)، "صحيح أَبي داود" (1368). ¬

_ (¬1) كذا الأصل، وكذا في نقل المنذري عن "المؤلف" ونحوه عند النسائي، وأوقفه، وفي طبعتَي "الإحسان": "غفر الله".

13 - باب ما يقول عند الكرب

13 - باب ما يقول عند الكرب 2009 - 2369 - عن عائشة: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - جمعَ أَهلَ بيته فقال (¬1): "إِذا أَصابَ أَحدَكم غمٌّ أو كربٌ؛ فليقل: اللهُ اللهُ ربي، لا أُشرك به شيئًا" (¬2). حسن صحيح - "الصحيحة" (2755). 2010 - 2370 - عن أَبي بكرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "دعوات المكروب: اللهمَّ! رحمتَك أَرجو، فلا تكلني إِلى نفسي طرفة عين، وأَصلح لي شأني كلّه، لا إِله إِلّا أنت" (¬3). حسن - "تمام المنّة" (232)، تخريج "الكلم" (121)، "التعليق الرغيب" (3/ 42). ¬

_ (¬1) الأصل: (كان يجمع أهل بيته فيقول)! والتصويب من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنه الشيخ شعيب! (¬2) تكررت هذه الجملة في الأصل؛ خلافًا لـ "الإحسان"، وكل الطرق! وغفل عن ذلك المعلقون الأربعة! (¬3) قلت: هذا الحديث مما أحل ابن حبان بالشرط الخامس من شروط رواة "صحيحه"، وهو التعري عن التدليس (*)، فإن في إسناده (عبد الجليل بن عطية)، وقد رماه ابن حبان في "ثقاته" (8/ 421) بالتدليس، وقد رواه بالعنعنة! فلا أدري لِمَ لَم يعله بهذا الغارق في تقليده في توثيق المجاهيل، بل اكتفى بتحسين إسناده (7/ 402)؟! وأحال في ترجمته إلى (5/ 17)، وهناك - وفي حديث آخر شاهد - نقل عبارة ابن حبان بوصفه بالتدلس وسكت! فكان عليه هنا أن يجيب عن هذه العلة؛ كان يقول مثلًا: زالت العلة بتصريحه بالتحديث عند فلان! وهذا هو الواقع في "مسند الطيالسي"، و"أحمد"، "ومصنف ابن أبي شيبة"، وهذه من المصادر التي عزا الحديث إليها! ولكنها الغفلة أو الحداثة، فقد رأيته في الحديث المتقدم (801/ 963)، قد رفض وصف ابن حبان إياه بالتدليس قائلًا: "لم يسبقه أحد"!

14 - باب ما يقول إذا أصابه هم أو حزن

2011 - 2371 - عن علي بن أَبي طالب، أنّه قال: لقنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الكلمات، وأَمرني إِذا أَصابني كرب أَو شدّة أَن أَقولهنّ: "لا إِله إلَّا الله الحليم الكريم، سبحانه وتبارك الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربِّ العالمين". حسن صحيح - "الروض النضير" (679). 14 - باب ما يقول إِذا أصابه همٌّ أَو حُزن 2012 - 2372 - عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قال عبد - قط - إِذا أَصابه هم أَو حزن: (اللهم! إِنّي عبدُك ابن عبدِك ابنُ أَمتِكَ، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أَسألك بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمّيتَ به نفسَك، أَو أنزلته في كتابِك، أو عَلَّمته أَحدًا من خلقِك، أَو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك: أَن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ بصري، وجِلاءَ حُزْني، وذهابَ هَمّي): إلَّا أَذهبَ الله همّه، وأَبدله مكانَ حُزْنِه فرحًا" (¬1). قالوا: يا رسولَ الله! ينبغي لنا أَن نتعلّمَ هذه الكلماتِ؟! قال: ¬

_ (¬1) كذا بالحاء المهملة، وهو الموافق لأصله "الإحسان" (3/ 253 - المؤسسة)، و"مسند أبي يعلى" (5297)، وعنه تلقاه ابن حبان. ووقع في طبعة بيروت منه (2/ 160): "فَرَجًا" - بالجيم -. وعلى الوجهين وقع في "مسند أحمد" (1/ 391 و 452) - حتى في طبعة أحمد شاكر (3712 و 4318) -، وهو عندهم جميعًا عن (يزيد بن هارون)، فالله أعلم.

15 - باب ما يقول إذا خاف قوما

"أَجل، ينبغي لمن سمعهنَّ أَن يتعلمهنّ". صحيح - "الصحيحة" (199)، تخريج "الكلم الطيب" (74/ 123). 15 - باب ما يقول إِذا خاف قومًا 2013 - 2373 - عن عبد الله بن قيس: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إِذا خافَ قومًا قال: "اللهمَّ! إِنا (¬1) نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورِهم". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1375)، تخريج "الكلم الطيب" (75/ 82). 16 - باب ما يقول إِذا رأى الهلال 2014 - 2374 - عن ابن عمر، قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا رأى الهلالَ قال: "اللهمَّ! أَهِلَّه علينا بالأَمن والإيمان, والسلامة والإِسلام، والتوفيق لما تحبُّ وترضى، ربّنا وربُّكَ الله". صحيح لغيره إلا جملة التوفيق - تخريج "الكلم الطيب" (91/ 161)، "الصحيحة" (1816). 17 - باب ما يقول إِذا خرجَ من بيته 2015 - 2375 - عن أَنس بن مالك، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا خرجَ الرَّجل من بيتِه فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حولَ ولا قوّةَ إِلَّا بالله؛ قال: فيقال له: حَسبُكَ، قد كُفيتَ وهُدِيتَ ووُقيتَ، ¬

_ (¬1) في طبعات الكتاب الثلاث: "إنّي"، والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج، وغفل عنها الشيخ شعيب!

18 - باب ما يقول عند الوداع

فَيَلقى الشيطان شيطانًا آخر فيقول له: كيف لك برجل قد كُفيَ وهُدِيَ وَوُقِيَ؟! ". صحيح - تخريج "الكلم الطيب" (59). 18 - باب ما يقول عند الوداع 2016 - 2376 - عن مجاهد، قال: خرجتُ إِلى العراق أَنا ورجل معي، فشيَّعَنا عبد الله بن عمر، فلما أَرادَ أَن يفارقنا، قال: إِنّه ليس معي ما أُعطيكما, ولكن سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا استُودعِ اللهُ شيئًا حفظه". وإِنّي أَسْتَوْدِعُ الله دينَكما وأَمانتَكما وخواتيمَ عملِكما. صحيح - "الصحيحة" (14)، "الكلم الطيب" (93/ 168 و 669). 19 - باب ما يقول إِذا رأى قرية يريد دخولها 2017 - 2377 - عن صهيب: حدّثه: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرى قريةً يريد دخولها؛ إِلّا قالَ حين يراها: "اللهمَّ! ربَّ السماواتِ السبعِ وما أَظلَلْنَ! وربَّ الأَرضين السبع وما أَقْلَلْنَ! وربَّ الرياح وما ذرين! وربّ الشياطين وما أَضللن! نسألُك خيَر هذه القرية وخيرَ أَهلِها، ونعوذُ بك من شرّها وشرِّ أَهلِها وشرِّ ما فيها". صحيح - "الصحيحة" (2759)، تخريج "الكلم الطيب" (فصل 37 - الطبعة الجديدة).

ما يقول إذا سمع صياح الديكة ونهاق الحمير

[ما يقول إِذا سمع صياح الديكة ونهاق الحمير 2018 - 1001 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِذا سمعتم أَصواتِ الديكة؛ فإِنّها رأت ملكًا، فاسألوا الله وارغبوا إِليه، وإِذا سمعتم نُهاقَ الحمير؛ فإنّها رأت شيطانًا، فاستعيذوا بالله من شرِّ ما رأت"]. صحيح - "الصحيحة" (3183): ق - دون قوله: "وارغبوا إليه". 20 - باب وصية المسافر والدعاء له 2019 - 2378 و 2379 - عن أَبي هريرة، قال: جاءَ رجل يريد سفرًا فقال: يا رسولَ اللهِ! أَوصني، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُوصيك بتقوى الله، [والتكبير على كلِّ شَرَف] " (¬1). فلما ولّى الرَّجل قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمّ! ازْوِ له الأَرضَ، وهوّن عليه السفر". حسن - "الصحيحة" (1730)، "تخريج الكلم الطيب" (94/ 171). 21 - باب ما يقول إِذا ركبَ الدابّة 2020 - 2380 و 2381 - عن علي بن ربيعة الأَسدي قال: ركبَ عليّ دابةً فقال: ¬

_ (¬1) من طبعتي "الإحسان"، و"مستدرك الحاكم"، ولم يستدركها الشيخ شعيب، وكذا الداراني، إلا أنّ هذا نبه عليها في الهامش! ومن شططه أنه قال: "إسناده صحيح"! متجاهلاً اختلاط السبيعي وعنعنته، ولا سيما وقد أسقط بينه وبين ربيعة واسطتين كما حققه الحافظ! وتوسَّط شعيب فحسنه!!

بسم الله. فلمّا استوى عليها قال: الحمد لله الذي أَكرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفَضَّلنا على كثير ممّن خلقَ تفضيلاً، {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}، ثمَّ كبرّ ثلاثًا، ثمَّ قال: اللهمَّ! اغفر لي إِنّه لا يغفرُ الذنوبَ غيرك. ثمَّ قال: فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذا وأنا رديفه. (وفي رواية) عنه قال: شهدتُ عليًّا أُتي بدابّة ليركبها، فلما وضع رِجله في الركاب قال: بسم الله. فلمّا استوى على ظهرِه قال: الحمد للهِ [ثلاثًا] , ثمَّ قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [إلى قولِه:] {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}، ثمَّ قال: "الحمدُ للهِ (ثلاثًا)، الله أَكبر (ثلاثًا)، سبحانَك انّي ظلمتُ نفسي؛ فأغفر لي، إِنّه لا يغفرُ الذنوبَ إِلّا أَنتَ". ثمَّ ضحكَ، فقلت: من أَيَّ شيءٍ ضَحكتَ يا أَميرَ المؤمنين؟! قال: رأيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صنعَ كما صنعتُ ثمَّ ضحك، فقلت: من أَيِّ شيءٍ ضحكتَ يا رسولَ الله؟! قال: "إنَّ ربّك ليعجب من عبده إِذا قال: [ربِّ!]، اغفر لي ذنوبي، قال:

علم عبدي أنّه لا يغفر الذنوب غيري". صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1342)، تخريج "الكلم الطيب" (95/ 172). * * *

39 - كتاب الأدعية

39 - كتاب الأَدعية 1 - باب الدعاء بأسماء الله تعالى 2021 - 2382 - عن أَنس بن مالك، قال: كنتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا في الحلقة، ورجل قائمٌ يصلي، فلمّا ركعَ وسجدَ، وتشهد دعا، فقال في دعائه: اللهمَّ! إِنّي أَسألكَ بأنَّ لك الحمد، لا إِله إِلّا أنتَ [الحنّان] المنان، بديعَ السماوات والأَرض، يا ذا الجلال والإكرام! يا حيّ يا قيوم! اللهمَّ! إِنّي أَسألك .. ، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتدرونَ [بِـ] ما دعا؟ ". قالوا: الله ورسوله أَعلم! فقال: "والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إِذا دعي به أَجاب، وإِذا سئل به أَعطى". صحيح لغيره - "صحيح أَبي داود" (1342)، "صفة الصلاة"، "التعليق الرغيب" (2/ 274). 2022 - 2383 - حدثنا بريدة بن الحُصيب: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سمعَ رجلًا يقول: اللهمَّ! إنّي أَسألكَ بأني أَشهدُ أنّك لا إِله إِلّا أَنتَ، الأَحدُ الصمدُ.

2 - باب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -

الذي لم يلد ولم يولد. ولم يكن لك كُفُوًا أَحد ... فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لقد سألتَ الله بالاسم الذي إِذا سئلَ به أَعطى، وإذا دُعي أَجابَ". [وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أعطي مزمارًا من مزامير آل داود"؛ وهو عبد الله بن قيس. قال: فقلت له: يا رسول الله! أخبره؟ فقال: "أخبره"، فأخبرت أبا موسى، فقال: لن تزال لي صديقًا] (¬1). صحيح - "صحيح أَبي داود" (1341). 2023 - 2384 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّ للهِ تسعةً وتسعين اسمًا؛ مائة إلَّا واحدًا، إِنّه وتر يحبُّ الوتر، من أَحصاها دخل الجنّة ... ". صحيح دون سرد الأَسماء؛ فإنه منكر - "المشكاة" (2288/ التحقيق الثاني). 2 - باب الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 2024 - 2386 - عن مالك بن الحويرث، قال: صَعِدَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فلما رَقيَ عتبةً قال: "آمين"، ثمَّ رَقِيَ [عتبة] أُخرى فقال: "آمين"، ثمَ رَقيَ عتبةً ثالثة فقال: "آمين"، ثم قالَ: "أَتاني جبريل فقال: يا محمدُ! من أَدَرك رمضان فلم يُغفرْ له؛ فأَبعده الله، فقلت: آمين! قال: ¬

_ (¬1) قلت: هذه الزيادة استدركتها من رواية أخرى في "الإحسان" (2/ 125/ 889) عقب الرواية الأولى، ولمسلم (2/ 192 - 193) منها جملة المزامير.

ومن أَدرك والديه أَو أَحدَهما فدخلَ النّار؛ فأَبعده الله، فقلت: آمين! [فـ]ـقال: ومن ذُكِرْتَ عنده فلم يصل عليكَ؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 66 و 283). 2025 - 2387 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صعدَ المنبر فقال: "آمين! آمين! آمين! ". قيل: يا رسول الله! إِنّكَ [حين] صعدتَ المنبر قلت: "آمين آمين آمين"؟! فقال: "إنَّ جبريل أَتاني فقال: من أَدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ومن أَدركَ أَبويه أَو أَحدهما فلم يبرهما، فماتَ فدخل النارَ؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات فدخل النار؛ فأَبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ". حسن صحيح - "فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - " (9/ 18)، "التعليق الرغيب" (3/ 216)، وتقدم (1702/ 2028). 2026 - 2388 - عن حسين، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:

" [إنَّ] البخيل من ذكرتُ عنده فلم يصلِّ عليّ". صحيح - "تخريج المشكاة" (933). 2027 - 2389 - عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاةً". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (2/ 280). 2028 - 2390 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلّى عليَّ [صلاةً] واحدةً؛ صلّى الله عليه عشرَ صلوات، وحَطَّ عنه عشر خَطيئات". صحيح - "تخريج المشكاة" (922). 2029 - 2391 - عن أَبي طلحة، قال: خَرَجَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مسرور، فقال: "إنَّ المَلَكَ جاءني فقال لي: يا محمَّد! إِنَّ الله تعالى يقول لك: أَما ترضى أن لا يصلّي عليك عبدٌ من عبادي [صلاة]؛ إِلّا صليتَ عليه بها عشرًا، ولا يسلّمُ عليك تسليمةً؛ إِلّا سلمت عليه بها عشرًا؟! قلت: بلى أَي ربّ! ". حسن صحيح - "صحيح الترغيب" (65 - الدعاء/ 7 - باب)، "الصحيحة" (829). 2030 - [902 - عن أَبي هريرة، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "من صلّى عليَّ مرّةً واحدةً؛ كُتِبَ له بها عشرُ حسنات". صحيح - "فضل الصلاة على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -" (رقم 11). 2031 - 2392 - عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

3 - باب حسن الظن بالله تعالى

"إنَّ للهِ ملائكةً سياحين في الأَرض، يبلغوني عن أُمتي السلام". (قلت): وقد تقدّمَ في الصلاة بعض هذا في التشهد. صحيح - "المشكاة" (524). 3 - باب حسن الظنّ بالله تعالى 2032 - 2393 - عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، عن الله جلّ وعلا، أنّه قال: "أنا عند ظنّ عبدي بي؛ فليظنّ بي ما شاء". صحيح - مضى (594/ 716) بأتم مما هنا. 2033 - 2394 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "إنَّ الله جلَّ وعلا يقول: أنا عند ظنّ عبدي بي؛ إِن ظنَّ خيرًا فله، وإِنْ ظنَّ شرًّا فله". (قلت): في "الصحيح" بعضه. صحيح - "الصحيحة" (1663). 4 - باب ما جاء في فضل الدعاء 2034 - 2396 - عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدعاءُ هو العبادة"، ثمَّ قرأَ هذه الآية: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي (¬1) سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. ¬

_ (¬1) أي: عن دعائي. {دَاخِرِينَ}؛ أي: أذلاء. قلت: ومثلهم الذين يخشعون لغير الله، ويدعونهم من دون الله، {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.

5 - باب لا يتعاظم على الله تعالى شيء

صحيح - "صحيح أَبي داود" (1329). 2035 - 2397 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس شيءٌ أَكرمَ على اللهِ من الدعاء". حسن - "التعليق الرغيب" (2/ 271)، "المشكاة" (2232). 2036 - 2399 و 2400 - عن سلمان، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله جلَّ وعلا يستحي من العبدِ أَن يرفعَ إِليه يديه فيردّهما خائبتين". صحيح - "صحيح أَبي داود" (877). 5 - باب لا يتعاظم على الله تعالى شيء 2037 - 2401 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا دعا أَحدُكم؛ فليعُظِم الرغبةَ؛ فإنّه لا يتعاظمُ على اللهِ شيء". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1333): م - بزيادة فيه، فليس هو على شرط "الزوائد". 6 - باب سؤال العبد جميع حوائجه 2038 - 2403 - عن عائشة؛ قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا سألَ أَحدُكم فليكثر؛ فإِنّه يسألُ ربّه". صحيح - "الصحيحة" (1266 و 1325). 7 - باب الإشارة في الدعاء 2039 - 2405 - عن أَبي هريرة:

8 - باب في دعوة المظلوم والمسافر في الطاعة والصائم وغيرهم

أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَبصرَ رجلًا يدعو بإصبعيه جميعًا، فنهاه، وقال (¬1): "بإحداهما، باليمنى". "صحيح أبي داود" (1344). (قلت): تقدّم حديث سلمان الفارسي في الباب [4] قبل هذا: "إنَّ الله تعالى يستحي من عبدِه إِذا رفعَ إِليه يديه أن يردّهما خائبتين" 8 - باب في دعوة المظلوم والمسافر في الطاعة والصائم وغيرهم 2040 - 2406 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شكَّ فيهنَّ: دعوة المظلومِ، ودعوةُ المُسافرِ، ودعوةُ الوالدِ على ولدِه". حسن - "الصحيحة" (596)، "صحيح أبي داود" (1374). 2041 - 2408 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوةُ المَظلوم تحملُ (¬2) على الغَمام، وتفتحُ لها أَبوابُ السماواتِ، ويقولُ الرَّبُّ تباركَ وتعالى: وعزّتي لأَنصرنّكَ ولو بعد حين". حسن لغيره - "الصحيحة" (870). 2042 - 2409 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتّقوا دعوة المظلوم". صحيح - "الصحيحة" (870). ¬

_ (¬1) أَي: أَشار. (¬2) الأَصل: "ترفع"! والتصحيح من "الإحسان"، و"مسند أَحمد" وغيره، وكذا في حديث خزيمة.

9 - باب إعادة الدعاء

9 - باب إعادة الدعاء [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 10 - باب النهي عن دعاء الإنسان على نفسه وعلى غيرها 2043 - 2411 - عن جابر بن عبد الله، قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يطلبُ المَجْدِيّ بن عمرو الجهني، وكانَ الناضحُ يعتقبه [منا] الخمسة والستة والسبعة، فدنا عقبة رجل من الأَنصارِ على ناضح له، فأَناخه فركبه، ثمَّ بعثه، فتَلَدَّنَ عليه بعض التلدن، فقال: سَأْ (¬1)؛ لَعَنَكَ الله! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا اللاعنُ بعيره؟ ". فقال: أَنا يا رسولَ الله! فقال: "انزل عنه؛ فلا تَصحبنا (¬2) بملعون، لا تدعوا على أَنفسِكم، ولا [تدعوا] على أَولادِكم، ولا تدعوا على أَموالِكم؛ لا توافقوا من [الله] الساعةَ (¬3) [يُسألُ فيها عطاء]؛ فيستجيبَ لكم". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1371): م - فليس هو على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) كذا الأَصل: (سأ) بالسين المهملة، وفي "الإحسان"، و"مسلم": (شأ) بالمعجمة، وكلاهما كلمة زجر للبعير. (¬2) الأصل: "يصحبنا"، وفي الطبعتين الأخريين: "يصحبنا ملعون"! والتصحيح من طبعتي "الإحسان"، و"مسلم". (¬3) الأَصل: "الإجابة الساعة"! والتصحيح من "الإحسان"، وفيه: "الساعة"، والتصويب والزيادتان من "صحيح مسلم" و"سنن أَبي داود"؛ وهما ضروريتان حتى تستقيم العبارة ويصحَّ المعنى: وغفل عن ذلك كله المعلقون الأربعة!!

11 - باب في الجوامع من الدعاء

11 - باب في الجوامع من الدعاء 2044 - 2412 - عن عائشة، قالت: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الجوامع من الدعاء. صحيح - "صحيح أَبي داود" (1332). 2045 - 2413 - عن عائشة: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمها أَن تقولَ: "اللهمَّ! إِنّي أَسأُلك من الخيرِ كلِّه؛ عاجلِه وآجله، ما علمتُ منه وما لم أَعلمُ، وأَعوذُ بكَ من الشرِّ كلِّه؛ عاجلِه وآجله، ما علمتُ منه وما لم أَعلم. اللهمَّ! إِنّي أَسألك من [الـ] خير ما سألك منه عبدُك ونبيّك، وأَعوذُ بك من [الـ] شرِّ ما عاذَ منه عبدُك ونبيّك. وأَسألك الجنّة وما قرّب إِليها من قولٍ وعمل، وأَعوذُ بكَ من النّارِ وما قرب إِليها من قولٍ وعمل، وأَسألك أَن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1542). 12 - باب أَدعية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 2046 - 2414 و 2415 - عن ابن عباس، قال: كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ربِّ! أَعني ولا تعن عَلَيّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، [وامكر لي ولا تمكر عليّ,] واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغي عليّ. ربِّ! اجعلني لك شَكّارًا، لك ذكّارًا، لكَ أَوّاهًا، لكَ مِطواعًا، إِليكَ مُخبتًا، إِليكَ أوّاهًا منيبًا.

ربِّ! تقبّل توبتي، واغسل حوبتي، وأَجب دعوتي، وثبت حجّتي، واهدِ قلبي، وسدد لساني، واسْلُلْ سَخيمةَ قلبي". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1353)، "ظلال الجنة" (384)، "تخريج المشكاة" (2488/ التحقيق الثاني). 2047 - 2416 - عن شداد بن أَوس: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[كانَ يقولُ في صلاتِه] (¬1): "اللهمَّ! إِني أَسألك الثباتَ في الأَمر، وعزيمة الرّشد، وشكر نعمتِك، وحسن عبادتك، وأَسألك قلبًا سَليمًا، وأَسألك من خيِر ما تعلمُ، وأَعوذُ بك من شرِّ ما تعلمُ، وأستغفرُك لما تعلم". صحيح لغيره - "الصحيحة" (3228). 2048 - 2417 - عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه كان يدعو: "اللهمَّ! اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا، وهزلَنا وجِدَّنا وعَمدنا، وكلّ ذلك عندنا. اللهمَّ! [إنّي] أَعوذُ بك من غلبة الدَّينِ، وغلبة العدو (¬2)، وشماتة الأَعداء". حسن - "الصحيحة" (1541)، "صحيح الأَدب المفرد" (249/ 519/ 669). 2049 - 2418 - عن أَبي عبيد الله مسلم بن مِشْكَم، قال: ¬

_ (¬1) زيادة من طبعتي "الإحسان"، و"سنن النسائي"، و"الطبراني الكبير". (¬2) الأَصل في كل الطبعات: "العباد"، وكذا في طبعتي "الإحسان"! وهو تحريف؛ صححته من مصادر الحديث، ولم يتنبه له المعلقون!

خرجتُ مع شداد بن أَوس، فنزلنا (مَرْجَ (¬1) الصُّفَّر) فقال: ائتوني بالسُّفرة نعبثْ بها، فكان [القوم] يحفظونها منه، فقال: يا بني أخي! لا تحفظوها عنّي، ولكن احفظوا منّي ما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا اكتنزَ الناسُ الدنانيرَ والدراهمَ؛ فاكتنز [وا] هؤلاءَ الكلمات: اللهمَّ! إِنّي أَسألك الثباتَ في الأَمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأَسألك شكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأَسأَلك من خيِر ما تعلمُ، وأَعوذُ بك من شرِّ ما تعلم، وأَستغفرك لما تعلمُ، إِنَّك أَنتَ علّامُ الغيوبِ". صحيح لغيره المرفوع فقط دون القصة - "الصحيحة" (3228) (¬2). 2050 - 2419 - عن النواس بن سمعان، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من قلب إِلّا بين إصبعين من أَصابعِ الرحمن: إِن شاءَ أَقامَه، وإِنْ شاءَ أَزاغَه". قال: وكانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا مقلّبَ القلوبِ! ثبت قلوبَنا على دينِك"، قال: "والميزان بيد الرحمن؛ يرفعُ قومًا ويخفضُ [آخرين إلى يوم القيامة] (¬3) ". صحيح - "ظلال الجنة" (219 و 230 و 552)، "الصحيحة" (2091). ¬

_ (¬1) الأَصل: (منزل)! والتصحيح من "الحلية" وغيرها. (¬2) ضعفه المعلقون على الكتاب بـ (سويد بن عبد العزيز) فأصابوا, ولكنهم غفلوا عن الطريق الأخرى التي خرجتها ثمة، فأخطأوا! مع أن الشيخ شعيبًا حسنها حين خرج الحديث المتقدم (2416)، فكأنه نسي، فسبحان الله {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}! (¬3) زيادة من طبعتي "الإحسان"، لم يستدركها المعلقون الأربعة.

13 - باب

2051 - [934 - عن ثابت: أنَّهم قالوا لأنس بن مالك: ادعُ الله لنا! فقال: اللهمَّ! آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقنا عذابَ النارِ. قالوا: زدنا، فأَعادها، قالوا: زدنا، فأَعادها، فقالوا: زدنا، فقال: ما تريدون؟! سألتُ لكم خيرَ الدنيا والآخرة، قال أنس: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يدعو بها: "اللهمَّ! آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذابَ النّارِ". صحيح - "صحيح الأدب المفرد" (525/ 677). 2052 - [947 - عن عبد الله بن عباس: أنّه قال: يا رسولَ الله! ما أَسأل الله؟ قال: "سل الله العفو والعافية". ثمَّ قال: ما أَسأل الله؟ قال: "سل الله العفو والعافية"]. صحيح لغيره - "الروض النضير" (917). 13 - باب 2053 - 2420 - عن أَوسط بن عامر البجلي، قال: قدمتُ المدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقيت أَبا بكر يخطبُ النّاسَ، وقال: قامَ فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ أَوّل - فخنقته العَبرة ثلاث مرّات -، ثمَّ قال:

" [يا] أَيّها الناسُ! سلوا الله المعافاة؛ فإِنّه لم يُعطَ أَحدٌ مثل اليقين بعد المعافاة، ولا أَشد من الريبة بعد الكفر، وعليكم بالصدق؛ فإِنّه يَهدي إلى البر، وهما في الجنّة، وإِيّاكم والكذبَ؛ فإِنّه يهدي إِلى الفجور، وهما في النَّار". صحيح - "الروض النضير" (917). 2054 - 2421 - عن أَبي هريرة، قال: سمعتُ أَبا بكر رضوان الله عليه على هذا المنبر يقول ... فذكر نحوه باختصار؛ إِلّا أنّه قال: "لن تؤتوا شيئًا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فسلوا الله العافية". صحيح بما قبله. 2055 - 2422 - عن زياد بن علاقة، عن عمّه (¬1)، قال: كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهمّ! جنبني منكرات [الأخلاق و] (¬2) الأَهواء، [والأسواء] (¬3) والأَدواء". صحيح - "المشكاة" (24/ التحقيق الثاني)، "ظلال الجنة" (1/ 12/ 13). 2056 - 2423 - عن ابن مسعود، قال: كانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم! حسَّنت خَلْقي؛ فحسِّن خُلُقي". صحيح - "الإرواء" (74). ¬

_ (¬1) هو قطبة بن مالك. (¬2) سقطت من الأصل، وهي ثابتة في طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها الداراني - كعادته -! (¬3) من "الإحسان".

14 - باب

2057 - 2426 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهمَّ! إِنّي أَسأُلك علمًا نافعًا، وأَعوذُ بك من علمٍ لا ينفعُ". حسن صحيح - "الصحيحة" (1511)، "تخريج المشكاة" (2498)، "التعليق الرغيب" (1/ 75). 2058 - 2427 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ! لا سهلَ إِلّا ما جعلته سهلًا، وأنتَ تجعلُ الحَزْنَ سَهْلاً إِذا شئتَ". صحيح - "الصحيحة" (2886). 2059 - 2428 - عن عثمان بن أَبي العاص، وامرأة من قريش، أنّهما سمعا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهمَّ! اغفر لي ذنوبي؛ خَطَئِي وعمدي". وقال الآخر: إِنّي سمعته يقول: "اللهمَّ! إِنّي أَستهديك لأرشد أَمري، وأَعوذُ بك من شر نفسي". صحيح - "التعليقات الحسان" (898). 14 - باب 2060 - 2431 - عن حصين، قال: أَتى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رجل (¬1) فقال: يا محمَّد! عبدُ المطلبِ خير لقومِه منك، كانَ يطعمهم الكبد والسنامَ، وأنت تنحرهم! فقال له ما شاءَ الله، ¬

_ (¬1) هو حصين - نفسه - والد عمران، جاء ذلك صريحًا في رواية أَحمد (4/ 444) وغيره.

15 - باب فيمن منع الخير عن أكثر المسلمين

فلمّا أَرادَ أَن ينصرفَ قال: ما أَقولُ؟ قال: "قل: اللهمَّ! قني شرَّ نفسي، واعزم لي على أَرْشَدِ (¬1) أَمري". فانطلقَ الرَّجلُ ولم يكن أَسلمَ، فأسلمَ وقال: يا رسولَ الله! إِنّي أتيتك فقلتُ: عَلِّمْني، فقلتَ: "اللهم! قني شرّ نفسي، واعزم لي على رشدِ أَمري"؛ فما أَقولُ الآن حين أسلمتُ؟ قال: "قل: اللهمَّ! قني شرَّ نفسي، واعزم لي على [أ] رشدِ أَمري، اللهم! اغفر لي ما أَسررتُ، وما أَعلنتُ، وما أَخطأتُ، وما عَمَدْتُ، وما جَهِلْتُ". صحيح - "المشكاة" (2476/ التحقيق الثاني). 15 - باب فيمن منعَ الخيرَ عن أَكثرِ المسلمين 2061 - 2432 - عن عبد الله بن عمرو: أنَّ رجلاً قال: اللهمَّ! اغفر لي ولمحمد وحدَنا! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حجبتها عن ناسِ كثير". صحيح لغيره - "التعليقات الحسان" (981 - 983): خ - عن أَبي هريرة نحوه. 16 - باب في سؤال الجنّة والاستجارة من النّار 2062 - 2433 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سألَ الله الجنّةَ ثلاث مرّاتٍ؛ قالت الجنّة: اللهمَّ! أَدخله الجنّةَ، ومن ¬

_ (¬1) الأصل: "رشد"، وكذا في "إحسان بيروت"، وكذلك هو في "عمل اليوم والليلة" (993 - 995)! وفي المصادر الأخرى مثل، مصنف ابن أبي شيبة"، و"المسند"، و"الدعاء" للطبراني (3/ 1451)، و"إحسان المؤسسة" ما أثبته، وهو الموافق لحديث عثمان بن أبي العاص المتقدم قبله. و (الرشد): الاستقامة على طريق الحق مع تصلّب فيه، كما في "القاموس".

17 - باب فيمن همته الآخرة

استجارَ من النَّارِ ثلاثَ مرّاتٍ؛ قالت النَّار: اللهمَّ! أَجره من النَّار". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (4/ 222)، "المشكاة" (2478). 2063 - 2434 - عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أُمَّ حارثة! إِنّها لجنان، وإنَّ حارثةَ في الفردوس الأَعلى، فإِذا سألتم اللهَ؛ فسلوه الفردوسَ الأَعلى". صحيح - "الصحيحة" (1811)، وتقدّمت قصتها حين قتل ابنها حارثة (1930/ 2272)، وأَصلها في "البخاري". 17 - باب فيمن همته الآخرة 2064 - 2435 - عن أَبي موسى، قال: أَتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَعرابيًّا فأكرمه، فقال له: "ائتنا"، فأَتاه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سل حاجتَك". قال: ناقة نركبها، وأَعنز يحلبها أَهلي، فقال [رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]: "أَعجزتم أَن تكونوا مثلَ عجوزِ بني إِسرائيل؟! ". قالوا: يا رسولَ الله! وما عجوزُ بني إِسرائيل؟ قال: "إِنَّ موسى عليه السلامُ لما سارَ ببني إسرائيل من مصر؛ ضَلّوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: [إِنَّ] يوسفَ عليه السلام لمّا حضره الموتُ؛ أَخذَ علينا موثقًا من الله، أَن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ

عظامَه (¬1) معنا، قال: [فـ] من يعلمُ موضعَ قبره؟ قال: عجوز من بني إسرائيل، فبعثَ إِليها، فأَتته فقال: دلِّيني على قبِر يوسفَ، قالت: حتّى تعطيني حُكمي، قال: وما حكمكِ؟ قالت: أكَونُ معَكَ في الجنّة، فكره أَن يعطيها ذلك، فأَوحى اللهُ إِليه أَن أَعطها حكمَها، فانطلقت بهم إِلى بحيرة [موضع] مستنقعِ ما، فقالت: انضبوا هذا الماء، فأنضبوه، فقالت: احتفروا، فاحتفروا، فاستخرجوا عظامَ يوسف، فلما أَقلّوه إِلى الأَرضِ؛ فَإِذا الطريقُ مثل ضوء النّهار". صحيح لغيره - "الصحيحة" (313). 2065 - 2436 - عن زر: أنَّ ابن مسعود كانَ قائمًا يصلي، فلمّا بلغَ رأسَ المائة من النساء (¬2)؛ أَخذَ يدعو، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "سل تعطه" ثلاثًا، فقال: اللهم! إِنّي أَسألك إِيمانًا لا يرتد، ونعيمًا لا ينفذُ، ومرافقة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -؛ في أَعلى جنة الخلد. ¬

_ (¬1) أَي: بدنه، من باب إطلاق الجزء، وإرادة الكُلّ، فلا يخالفُ قوله - صلى الله عليه وسلم - المتقدم في آخر الحديث (458/ 550): "إنَّ اللهَ حرّم على الأَرض أَن تأكلَ أَجسادَ الأَنبياء"، كما كنت بيّنته في "الصحيحة". وهي فائدة كنت ذكرتها هناك، فتلقفها الأخ الداراني في تعليقه على "الموارد" (8/ 83) لقمة سائغةً دون عزو! حاذفًا استشهادي بآية، إلى قول له تمويهًا! والله المستعان. وأما الشيخ شعيب؛ فاستراح من ذلك وضعف الحديث! مع علمه بطرقه الدائرة على ابن فضيل: حدثنا يونس بن عمرو، عن أبي بردة، عن أبي موسى ... وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه؛ سوى استغراب ابن كثير إياه، وهذا لا شيء، ولعله خفي عليه الجمع المذكور، والله أعلم. وللزيادة راجع "الصحيحة". (¬2) أَي: رأس مئة آية من سورة النساء.

18 - باب

حسن صحيح - "المشكاة" (931)، تخريج "المختارة" (255). 18 - باب [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 19 - باب الاستعاذة 2066 - 2440 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول: "اللهمَّ! إِنّي أَعوذُ بك من علم لا ينفعُ، وعملٍ لا يُرفعُ، وقلبٍ لا يخشعُ، وقولٍ لا يسمعُ". صحيح - "تخريج علم أبي خيثمة" (148/ 165)، "التعليق الرغيب" (1/ 75). 2067 - 2441 - ومن طريق أُخرى عنه: "اللهمَّ! إِنّي أَعوذُ بك من نفسٍ لا تشبعُ (¬1)، وأَعوذُ بك من دعاء لا يسمعُ، وأَعوذُ بك من قلبٍ لا يخشعُ". صحيح - "صحيح أَبي داود" (1385). 2068 - 2442 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعّوذوا باللهِ من الفقر، [والقلّة] (¬2)، والذلّة، وأَنْ تَظْلِمَ، أو تُظْلَمَ". ¬

_ (¬1) هنا في الأصل الجملة التالية: "وأعوذ بك من صلاة لا تنفع"؛ فحذفتها؛ لأنها لم ترد في طبعتي "الإحسان"، ولم أجد ما يشهد لها إلا عند أبي داود بإسنادٍ فيه ضعيف، ولذلك أودعته في "ضعيف أبي داود" (272) بعد أن كنت تورطت بورودها هنا في "الموارد" قبل طبع "الإحسان" بعشرات السنين، والله الموفق الهادي. وأما الجملة التي قبلها؛ فلها شواهد كثيرة، أحدها عن زيد بن أرقم؛ في "مسلم" (8/ 81 - 82). (¬2) وقعت هذه الزيادة في الأصل دون "الإحسان" في طبعتيه، فأثبتها؛ لورودها في "سنن النسائي".

صحيح - "الإرواء" (3/ 355 - 356). 2069 - 2443 - عن أَبي هريرة: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كانَ يقول: "اللهمَّ! إِنّي أَعوذُ بك من الفقر والفاقة، وأَعوذُ بك [من] أن أظلِمَ أو أُظلَمَ". صحيح - "الصحيحة" (1445)، "الإرواء" (860)، "صحيح أَبي داود" (1381). 2070 - 2444 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ من دعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ! إِنّي أَعوذُ بك من الجوعِ؛ فإنّه بئسَ الضجيعُ، وأَعوذُ بك من الخيانة؛ فإِنَّها بئست البطانة". حسن - "صحيح أبي داود" (1383). 2071 - 2445 - عن عمرو بن ميمون، قال: حججت مع عمر بن الخطاب حجتين؛ إِحداهما التي أُصيبَ فيها، فسمعته يقول بـ (جمع): أَلا إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: كانَ يتعوّذُ من خمس: "اللهمَّ! إِنّي [أَعوذُ بكَ من البخلِ والجُبْنِ، و] (¬1) أَعوذُ بك من سوءِ العمر، وأَعوذُ بك من فتنة الصدر، وأَعوذُ بك من عذابِ القبر" (¬2). ¬

_ (¬1) لم تقع هذه الزيادة في طبعتي "الإحسان"، وهي ثابتة في مصادر التخريج، وعدد (خمس) يقتضيها كما هو ظاهر. (¬2) في إسناده أَبو إسحاق - وهو السبيعي -، وكان اختلطَ، ومن طريقه أَخرجه جمع منهم أَبو داود، وقد كنت خرجته في "ضعيف أَبي داود" (270). =

صحيح لغيره - انظر "التعليق". 2072 - 2446 و 2447 - عن أَنس، قال: كانَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -[يدعو] يقولُ: "اللهمّ! إِنّي أَعوذُ بك من العجزِ والكسل، والبخل والهرم، والقسوة والغفلة، والذِّلَّة [والمسكنة] , وأَعوذُ بك من الفقر والكفر، والشرك والنفاق، والسمعة والرياء، وأَعوذ بك من الصَّمَمِ والبَكم، والجنون والبَرَص، والجذام، وسيّئ الأَسقام". صحيح لغيره - "الإرواء" (3/ 357)، "صحيح أَبي داود" (1390)، "الروض النضير" (87). 2073 - [976 - عن أَبي هريرة، قال: ¬

_ = وأَزيد هنا فأَقول: كانَ أَبو إسحاق يضطرب في إسناده، فتارةً يجعله من حديث عمر كما هنا، وتارة يجعله عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود، أَخرجه النسائي (2/ 314)، وتارة يقول: عن عمرو بن ميمون قال: حدثني أَصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، رواه النسائي أَيضًا (2/ 317)، وفي كلَّ هذه الروايات ذكر فتنة الصدر؛ فهي ضعيفة من هذا الوجه لما ذكرت من الاختلاط. ثُمّ وجدتُ لهذه الزيادة شاهدًا من حديث ابن عباسٍ، غير حديث سعد المستدرك الآتي، وفيه قابوس بن أَبي ظبيان عن أبيه عنه. أخرجه البزار (3205)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1453، 1398)، وإسناده حسن في الشواهد، ورجاله رجال الصحيح؛ غير قابوس؛ ففيه لين، وقد عزاه الهيثميّ (10/ 141) للطبراني، ولم أَره في شيءٍ من "معاجيمه" الثلاثة! وله شاهد آخر؛ لكن فيه الجزري وهو متروك، أَخرجه الطبرانيّ أَيضًا (1361). وأمّا بقية الجملِ؛ فلها شواهد عديدة في "الصحيحين" وغيرهما, ولذا قررتُ نقله الى "صحيح أَبي داود". وحديث سعد في "الإحسان" (1007) بسند صحيح، وهو في "البخاري" (6390) دون: "فتنة الصدر".

جاء رجل إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر دوسًا فقال: إنهم [عصوا] (¬1)؛ فذكر رجالهم ونساءهم، فرفعَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يديه، فقال الرَّجل: إِنّا للهِ وإنّا إِليه راجعون، هلكت دوس وربِّ الكعبة، فرفع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يديه، وقال: "اللهمّ! اهدِ دوسًا"]. صحيح - "الصحيحة" (2941): ق - مختصرًا. 2074 - [1007 - عن سعد، عن نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه كانَ يدعو بهؤلاءِ الكلماتِ: "أَعوذُ باللهِ أَن أُردّ إِلى أَرذلِ العمرِ، وأَعوذُ باللهِ من البخلِ والجبن، وأَعوذُ باللهِ من فتنةِ الصدرِ، وبغي الرَّجال"]. صحيح - انظر التعليق المتقدم. * * * ¬

_ (¬1) الأصل في طبعتي "الإحسان": "إنهم ... " هكذا بياض في الأصل، والتصحيح من "مسند إسحاق بن راهويه" (1/ 186/ 135)، فإنه في الكتاب من طريقه، وعلق عليه محققه الدكتور البلوشي بقوله: "هكذا جاء في المخطوط. "إلهم"، وأثبت ما استظهرته لتنسجم العبارة، والله أعلم". قلت: وما جاء في المخطوط يشبه إلى حد كبير ما في "الإحسان": "إنهم"؛ فتأمل! وما أثبته في "مسند أحمد" أيضًا.

40 - كتاب التوبة

40 - كتاب التوبة 1 - باب ما جاء في الذنوب 2075 - 2448 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ العبدَ إِذا أَخطأ خطيئة؛ نُكِتَت في قلبِه نُكتة؛ فإِن هو نزعَ واستغفر وتاب صُقِلَت، فإن عادَ زيدَ فيها، [فإن عاد زيد فيها] , حتى تعلو فيه، فهو الران الذي ذكر الله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ". حسن - "التعليق الرغيب" (2/ 268). 2 - باب إلى متى تقبل التوبة 2076 - 2449 - عن ابن عمر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ الله تبارَك وتعالى يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرغِر". حسن لغيره - "تخريج المشكاة" (2343). 3 - باب المؤمن يسهو ثمَّ يرجع [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 4 - باب في الندم على الذنب والتوبة منه 2077 - 2452 - عن حميد الطويل، قال: قلت لأنس بن مالك: [أَ] قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:

5 - باب فيمن أذنب ثم صلى واستغفر

"الندم توبة"؟ قال: نعم. صحيح - "الروض النضير" (642 , 1150)، "التعليق الرغيب" (4/ 76). 5 - باب فيمن أَذنبَ ثمَّ صلّى واستغفر 2078 - 2454 - عن علي رضي الله عنه، قال: كنتُ إِذا سمعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا؛ ينفعني الله بما شاءَ أَن ينفعني، و [كان] إِذا حدثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضُ أَصحابِه استحلفتُهُ؛ فإن حلفَ لي صدقته، وإنّه حدثني أَبو بكر - وصدقَ [أبو بكر]-، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "ما من عبدٍ يُذنبُ ذنبًا، ثم يتوضأ، ثمَّ يصلي ركعتين، ثمَّ يستغفر [الله] لذلك الذنب؛ إِلا غفر الله له". حسن أو صحيح وفي ثبوت جملة الاستحلاف وقفة - "صحيح أَبي داود" (1361)، التعليق على "المختارة" (7)، "تخريج المشكاة" (1324). 6 - باب فيما يكفر الذنوب في الدنيا 2079 - 2455 - عن عبد الله بن المغفل: أنّ رجلًا لقي امرأة كانت بَغِيًّا في الجاهليّة، فجعل يلاعبها؛ حتى بسطَ يده إِليها، فقالت: مه؟! فإنَّ الله قد أَذهبَ الشركَ وجاء بالإِسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه، وينظرُ إِليها؛ حتّى أَصابَ وجهُهُ حائطًا، ثمَّ أَتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والدمُ يسيلُ على وجههِ، فأَخبره بالأَمرِ؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -:

7 - باب ما جاء في الاستغفار

"أنتَ عبدٌ أَرادَ الله بكَ خيرًا". ثمَّ قال: "إنَّ الله جلَّ وعلا إِذا أَرادَ بعبدٍ خيرًا؛ عجّلَ عقوبةَ ذنبِه، وإِذا أَرادَ بعبدٍ شرًّا؛ أَمسكَ [عليه] ذَنبَه؛ حتّى يوافي يوم القيامة كأنّه عائر" (¬1). صحيح المرفوع منه دون قوله: "أنت عبد .... خيرًا" ودون القصة - "الصحيحة" (1220). 7 - باب ما جاء في الاستغفار 2080 - 2456 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "إِنّي لأَستغفرُ الله وأَتوبُ إِليه في اليومِ أَكثر من سبعين مرّة". صحيح - "الضعيفة" تحت الحديث (4410): خ - فليس على شرط الكتاب. 2081 - 2457 - عن أَنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّي لأَتوبُ في اليوم سبعين مرّة". صحيح - المصدر نفسه. 2082 - 2459 - عن ابن عمر، قال: ربّما عُدَّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحدِ مئة مرّة: "ربّ! اغفر لي وتب عليّ؛ إِنّك أَنتَ التوّابُ الرَّحيم". صحيح والأصح: "الغفور" مكانَ: "الرَّحيم" - "صحيح أَبي داود" (1357)، "الصحيحة" (556). ¬

_ (¬1) كذا وقع للمصنف، وفي "المسند" (4/ 87) وغيره: "عير"، قال ابن الأَثير: "و (العير): الحمار الوحشي، وقيل: أَرادَ الجبل الذي بالمدينة اسمه (عير)، شبّه عظمَ ذنوبِه به".

8 - باب فيمن عمل حسنة أو غيرها أو هم بشيء من ذلك

2083 - 2460 - عن أَبي هريرة، قال: ما رأيتُ أَحدًا أَكثرَ أَن يقولَ: (أَستغفر الله وأَتوبُ إِليه)؛ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح بما قبله. 8 - باب فيمن عمل حسنةً أو غيرها أو همَّ بشيء من ذلك [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 9 - باب في طول عمر المسلم والنهي عن تمنيه الموت 2084 - 2462 - 2464 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يتمنَّ أَحدُكم الموتَ لِضُرٍّ نزلَ به في الدنيا, ولكن ليقل: اللهمَّ! أَحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إِذا كانت الوفاة خيرًا لي وأَفضل". صحيح - "أَحكام الجنائز" (12)، "الإرواء" (3/ 146 - 147): ق - نحوه. 2085 - 2465 - عن أَبي هريرة، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَلا أُنبئكم بخياركم؟! ". قالوا: بلى يا رسولَ الله! قال: "خيارُكم أَطولكم أَعمارًا، وأَحسنُكم أَعمالاً" (¬1). صحيح لغيره - "الصحيحة" (1298). ¬

_ (¬1) قلت: وفي لفظ: "أخلاقًا"، وتقدم برقم (1612/ 1919) هذا، وقد كنتُ ذكرتُ في "الصحيحة" (1298) حديث أَبي هريرة هذا شاهدًا؛ وقلت: "وهو جيد لولا عنعنة ابن إسحاق". ثمَّ طبعَ "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان" طبع دار الكتب العلميّة، ثمّ طبع المؤسسة، فإذا الحديث في الطبعتين الأولى برقم (2970) والأُخرى برقم (2981) قد صرّح ابن إِسحاق بقوله: =

2086 - 2466 - عن طلحة بن عبيد الله، قال: ¬

_ = "حدثني محمَّد بن إبراهيم التميمي" وبذلك يظهرُ أنَّ الإسناد جيد أو قويٌّ، كما قال المعلق على طبعة المؤسسة، ولكنّي في شك كبير من ثبوت هذا التصريح بالتحديث من ابن إِسحاق، وذلك لما يأتي: أولًا: عدم ورود التصريح في "الموارد"، وكل من مؤلف "الموارد" - وهو الهيثميّ -، و"الإحسان" - وهو الأَمير الفارسي - رجع إلى الأَصل - ولا بد -، وهو "صحيح ابن حبان"، فإمّا أن يكونَ الخطأ من أَحدهما، أو من نسختهما من "الصحيح". الثاني: وعلى افتراض أنَّ الصحيح ثبوت التصريح في "الصحيح"؛ ففي الطريق إلى ابن إسحاق: محمَّد بن عثمان العقيلي، فهذا انفرد بالتصريح المذكور، وهو وإن كانَ روى عنه جمع من الحفاظ كالنسائي وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 98)، ومع أنّه تفرّد بتوثيقه؛ فقد قال فيه: "يغرب". وكذا قال الحافظ. وأمّا الذهبي فبيّض له في "الكاشف"، ولم يَذكر فيه شيئًا! فيخشى أن يكونَ تصريحه من غرائبه! ويؤكده: الثالث: أنه قد رواه جمع من الثقات عن ابن إسحاق معنعنًا، وهم: 1 - جعفر بن عون عند ابن حبان أَيضًا (رقم 484 - الإحسان) و (الموارد فيما تقدم 1919 نحوه)، وابن أَبي شيبة (13/ 254 - 255)، والبزار (1971)، وأعله الشيخ شعيب في تعليقه على "الإحسان" بالعنعنة. 2 - ابن أَبي عدي - وهو محمَّد بن إبراهيم بن أَبي عدي -، رواه أَحمد (2/ 235): ثنا ابن أَبي عدي به. 3 - محمَّد بن سلمة - وهو الحراني -، رواه أَحمد أيضًا (2/ 403)، كلهم قالوا في روايتهم عن ابن إسحاق: "عن محمَّد بن إبراهيم". ولذلك قال الحافظ المنذري في "الترغيب" (3/ 259/ 21): "رواه البزار وابن حبان في "صحيحه"؛ كلاهما من رواية ابن إسحاق، ولم يصرح بالتحديث". ومن المُستبعد عادة أن يَحفظَ الثقة الواحد ما لم يحفظه الثقات، بل ما خالفهم فيه! بل هذا هو الشاذ عند المحدثين، وهذا لو لم يكن موصوفًا بالإغراب. وقد وهمَ المعلق على مسند أَبي يعلى (6/ 214) وهمًا فاحشًا حين عزا التصريح المذكور لـ "مسند أَحمد" (2/ 235 و 403)! كما غفل عن شذوذ رواية التصريح عند ابن حبان من طريق العقيلي، ووافقه على ذلك المعلّق على طبعة المؤسسة (7/ 248)، والله المستعان على قلة التحقيق، وكثرة التسويد!

10 - باب أعمار هذه الأمة

قدمَ على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - رجلان من (بَليَّ) وكانَ إِسلامهما جميعًا واحدًا، وكانَ أَحدهما أَشدّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد فاستشهد، وعاشَ الآخر سنة؛ حتّى صامَ رمضان، ثمَّ مات، فرأى طلحةُ بن عبيد الله خارجًا خرجَ من الجنّة؛ فأذن للذي توفي آخرَهما (¬1)، ثمَّ خرج، فأذن للذي استشهد، ثمَّ رجعَ إِلى طلحة فقال: ارجع فإِنّه لم يأنِ لك. فأصبحَ طلحة يحدّث به الناس، فبلغَ ذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فحدثوه الحديث وعجبوا، فقالوا: يا رسولَ الله! كانَ أَشدَّ الرجلين اجتهادًا، واستشهدَ في سبيل الله؛ ودخل هذا الجنّة قبله؟! فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَليس قد مكثَ هذا بعده سنة؟! ". قالوا: نعم، قال: "وأدركَ رمضان وصامه، وصلّى كذا وكذا في المسجد في السنة؟! ". قالوا: بلى يا رسول الله! قال: "فَلَما بينهما أَبعد ممّا بين السماءِ والأَرض". صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (1/ 142). 10 - باب أَعمار هذه الأُمّة 2087 - 2467 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَعمارُ أُمتي ما بين الستين إِلى السبعين، وأَقلّهم من يجوزُ ذلك". قال ابن عرفة: [و] أَنا من ذلك الأَقل (¬2). ¬

_ (¬1) أي: بدخول الجنة قبل الذي استشهد. (¬2) قلت: وأَنا أَيضًا من ذلك الأَقلّ، فقد جاوزت الرابعة والثمانين، سائلاً المولى سبحانه =

11 - باب في حسن الظن

حسن صحيح - "الصحيحة" (757). 11 - باب في حسن الظن ّ 2088 - 2468 - عن واثلة بن الأَسقعِ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول، عن الله جلّ وعلا قال: "أَنا عند ظنّ عبدي بي؛ فليظنّ بي ما شاء". صحيح - وهو مكرر (2032/ 2393)، ونحوه (594/ 716) وفيه قصة. * * * ¬

_ = وتعالى أن أَكونَ ممّن طالَ عمره، وحسن عمله، ومع ذلك فإِنّي أكَاد أَتمنى الموت؛ لما أَصابَ المسلمين من الانحراف عن الدين، والذل الذي نزل بهم حتّى من الأَذلين، ولكن حاشا أن أَتمنى، وحديث أَنس ماثل أَمامي منذ نعومةِ أَظفاري، فليس لي إلّا أَن أَقولَ كما أَمرني نبيّي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ! أَحيني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفني اذا كانت الوفاةُ خيرًا لي"، وداعيًا بما علمنيه عليه الصلاة والسلام: "اللهم! متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعلها الوارث منا"، وقد تفضل سبحانه فاستجاب ومتعني بكل ذلك، فها أنا ذا لا أزال أبحث وأحقق، وأكتب بنشاط قل مثيله، وأصلي النوافل قائمًا، وأسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة، وبسرعةٍ ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها؛ ولي في ذلك تفصيل يعرفه بعضهم! أقول هذا من باب: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، راجيًا من المولى سبحانه وتعالى أن يزيدني من فضله، فيجعل ذلك كله الوارث مني، وأن يتوفاني مسلمًا على السنة التي نذرت لها حياتي دعوة وكتابةً، ويلحقني بالشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، إنه سميع مجيب!

41 - كتاب الزهد

41 - كتاب الزهد 1 - باب فتنة المال 2089 - [693 - عن أَبي موسى الأَشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا إنَّ الدينار والدرهم أَهلكا من كانَ قبلَكم، وهما مُهلكاكم"]. صحيح - "الصحيحة" (1703). 2090 - 2470 - عن كعب بن عياض، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لكلِّ أُمّةٍ فتنة، وإنَّ فتنةَ أُمتي المال". صحيح - "الصحيحة" (593). 2091 - 2471 - عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتخذوا الضَّيعةَ؛ فترغبوا في الدنيا". قال عبد الله: كيف بالمدينة (¬1)، [و] ما بـ (المدينة)، وما (براذان)، [و] ما (براذان)؟! (¬2). صحيح لغيره - "الصحيحة" (12). ¬

_ (¬1) الأصل: (كيف بالمدينة)، وكذا في "الإحسان" (2/ 47/ بيروت)! والتصحيح من "مسند أبي يعلى" (9/ 127)؛ فإنه في الكتاب عنه، وكذا في "إحسان المؤسسة" (2/ 488)، وإنما جاءت هذه الزيادة في "مسند أحمد" (1/ 439) بلفظ: (فكيف بأهل براذان)، وأهل (المدينة)، وأهل كذا؟ وفي لفظ: كيف من له ثلاثة أهلين؟ أهل بـ (المدينة)، وأهل بكذا، وأهل بكذا؟! وجزم الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ص 479) أن ابن مسعود يعني بذلك نفسه، والله أعلم. (¬2) (براذان): قرية بنواحي، المدينة كما في "معجم البلدان"؛ أو كورتان بسواد بغداد.

2 - باب فيمن يحرص على المال والشرف

2 - باب فيمن يحرص على المال والشرف 2092 - 2472 - عن كعب بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما ذئبان جائعان [أرسلا] في غنم؛ بأفسد لها من حِرص الرجل - على المال والشَرَف - لدينه" صحيح - "الروض النضير" (رقم 5 - 7)، "المشكاة" (5181). 3 - باب فيمن أحبّ دنياه أو آخرته 2093 - 2473 - عن أبي موسى، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أحبّ دنياه أَضرَّ بآخرته، ومن أحبّ آخرته أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى". صحيح لغيره - .... (3287). 4 - باب إِذا أَحبّ الله عبدًا حماه الدنيا 2094 - 2474 - عن قتادة بن النعمان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحب الله عبدًا؛ حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء". صحيح - "المشكاة" (5250/ التحقيق الثاني). 5 - باب منه 2095 - 2475 - عن فضالة بن عبيد، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهمَّ! من آمنَ بكَ، وشهدَ أَني رسولك؛ فحبب إِليه لقاءَك، وسهّل عليه قضاءَك، وأقلل له من الدنيا (¬1). ¬

_ (¬1) أي - والله أَعلم -: أن لا يناله منها ما يلهيه ويطغيه، فأمّا من وسع عليه في الدنيا، فصرفها في وجوه الخير؛ فإنّما أَكثر له من الآخرة. كذا على هامش الأَصل.

6 - باب فيما قل وكفى

ومن لم يؤمن بك، ولم يشهد أَنّي رسولُك؛ فلا تحبب إِليه لقاءَك، ولا تُسَهِّل عليه قضاءك، وأَكثر له من الدنيا". صحيح - "الصحيحة" (1338). 6 - باب فيما قلّ وكفى 2096 - [669 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "قد أَفلحَ من أَسلمَ، وكانَ رزقه كفافًا؛ فصبر عليه"]. حسن - "الصحيحة" (129): م - بلفظ: "وقنّعه الله بما آتاه". 2097 - 2476 - عن أَبي الدرداء، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ما طلعت شمس قط إلّا بِجَنَبَتَيْهَا مَلَكان يناديان؛ يُسمعان من على الأَرض غير الثقلين: أَيَّها الناسُ! هلمّوا إِلى ربّكم؛ ما قَلَّ وكفى خيرٌ ممّا كَثُرَ وأَلهى، ولا غربت إِلّا بِجَنَبَتَيْهَا مَلَكان يناديان: اللهم! أَعط منفقًا خلفًا، وأَعطِ ممسكًا تلفًا". صحيح - "الصحيحة" (443، 947، 920)، "الإحسان"، "المشكاة" (5218) [تقدّم بعضه 814]. 7 - باب فيمن تفرّغ لطاعة الله تعالى 2098 - 2477 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ اللهَ يقول: يا ابنَ آدمَ! تفرّغ لعبادتي؛ أَملأ صدرَك غِنىً، وأَسدّ فقرَك؛ وإن لا تفعل ملأتُ يديك شُغلاً، ولم أَسدَّ فقرك".

8 - باب فيما يكفي من الدنيا

صحيح - "الصحيحة" (1359). 8 - باب فيما يكفي من الدنيا 2099 - 2478 - عن سمرة بن سهم، قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة [بن ربيعة]، وهو مطعون؛ فأتاه معاوية يعودُه، فبكى أبو هاشم، فقال معاوية: ما يبكيك أي خال؟ أو وجعْ أم على الدنيا؛ فقد ذهب صفوها؟ فقال: على كلِّ لا، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدَ إليّ عهدًا وددتُ أنّي كنتُ تبعته؛ قال: "لعلّك أن تدرك أموالاً تقسمُ بين أقوام، وإنّما يكفيك من ذلك خادم ومركب في سبيل الله"، فأدركت وجمعت. حسن لغيره - "الصحيحة" تحت (2202)، "التعليق الرغيب" (4/ 124) (¬1). 2100 - 2479 - عن أَبي هريرة، قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ما أَخشى عليكم بعدي الفقرَ، ولكنّي أَخشى عليكم التكاثر، وما أَخشى عليكم الخطأ، ولكنّي أَخشى عليكم العمد". صحيح - "الصحيحة" (2216). 2101 - 2480 - عن عامر بن عبد الله: أنَّ سلمان الخير حين حضره الموت؛ عرفوا منه بعض الجزع، فقالوا: ما يجزعك يا أَبا عبد الله؟! وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدتَ مَعَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مغازي حسنة، وفتوحًا عظامًا؟! قال: يجزعني أنَّ حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - حين فارقنا عهد إِلينا قال: ¬

_ (¬1) قلت: وكعادة الداراني في الشذوذ والمخالفة؛ فقد صحّح إسناده، ضاربًا صفحًا بأقوال الحفاظ بجهالة (ابن سهم) هذا ومقلدًا لابن حبان في توثيقه إياه!! وانظر المقدمة.

9 - باب فيمن يأكل نصيب الفقراء وهو غني

"ليكف المرءَ (¬1) منكم كزادِ الرّاكب". فهذا الذي أَجزعني، فَجُمِعَ مالُ سلمان؛ فكانَ قيمته خمسة عشر درهمًا! صحيح - "الصحيحة" (1716). 9 - باب فيمن يأكلُ نصيب الفقراء وهو غني 2102 - 2481 - عن عبد الله، قال: توفي رجل من أَهل الصُّفَّة، فوجدوا في شملتِه دينارين، فذكروا ذلك، للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كيتان". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 43). 2103 - 2482 - عن سلمة بن الأَكوعِ، قال: كنتُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فأُتِيَ بجنازةٍ، فقالوا: صلِّ عليها يا رسولَ الله! قال: "ترك عليه دينًا؟ "، قالوا: لا، قال: "فهل تركَ من شيءٍ؟ "، قالوا: ثلاثة دنانير، قال: ¬

_ (¬1) قلت: هذا هو الموافق لما في "الترغيب" (4/ 124) برواية ابن حبان، وقريب منه لفظ "الحلية": "المؤمن". ووقع في طبعتي "الإحسان" بلفظ: "اليوم"! وهو خطأ مخالف لكل طرق الحديث؛ انظر: "الترغيب" (4/ 99). ووقع فيها خطأ آخر، وهو (دينارًا)! ومن الغريب أنه وقع كذلك في "حلية أبي نعيم"؛ لكنه خطأه بقوله: "كذا قال (عامر بن عبد الله): (دينارًا)! واتفق الباقون على (بضعة عشر درهمًا) ".

10 - باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب

"ثلاث كيّات" ... فذكر الحديث (¬1). صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 44)، "أَحكام الجنائز" (85). 10 - باب لا يملأُ جوف ابن آدمَ إِلّا التراب 2104 - 2483 - عن ابن عباس، قال: جاء رجلٌ إِلى عمرَ يسأله، فجعل ينظرُ إِلى رأسِه مرّة، وإِلى رجليه أُخرى؛ لا يرى عليه من البؤس، فقال له [عمر]: ما مالك؟ قال: أَربعون [من الإبل] (¬2)، قال: فقال ابن عباس: فقلت: صدق الله ورسوله: "لو كانَ لابنِ آدمَ واديان من ذهبٍ؛ لابتغى إِليهما الثالث، ولا يملأُ جوفَ ابنِ آدم إِلّا التراب، ويتوبُ اللهُ على من تاب". قال: فقال لي عمر: ما تقول؟! قال: قلت: هكذا أَقرأنيها أُبيّ بن كعب، قال: فقم بنا إِليه، [قال:] فأتاه فقال: ما يقول هذا؟! قال أُبيّ: هكذا أَقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الروض النضير" (332)، "الصحيحة" (2909): ق - المرفوع فقط دون القصة مع عمر وأُبي. 2105 - 2484 - 2486 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ¬

_ (¬1) لم يسق المؤلف تمام الحديث؛ لأنّه عند البخاريّ، ومع ذلك فإنمّا أَورده في "الزوائد"؛ لأنّه ليس عند البخاري قوله: "ثلاث كيّات". (¬2) زيادة من "الإحسان"، ومنه صححتُ بعض الأَخطاءِ التي كانت في الأَصل.

11 - باب فيما لابن آدم من الدنيا

"لو أنَّ لابن آدمَ واديًا مالاً (وفي طريق آخر: وادٍ من نخل/ 2475)؛ لأَحبّ أَن يكونَ له إِليه مثلُه، ولا يملأُ نفسَ ابن آدمَ إِلّا التراب، والله يتوبُ على من تابَ". صحيح - "الروض" أَيضًا. 11 - باب فيما لابن آدمَ من الدنيا 2106 - 2487 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقولُ العبدُ: مالي مالي، وإِنّما له من مالِه ثلاثة: ما أَكلَ فأَفنى، أَو [ما] أَعطى فأَبقى (¬1)، أو لبسَ فأَبلى، وما سوى ذلك؛ فهو ذاهبٌ وتاركه للنّاسِ". صحيح: م - (8/ 211)، فليس هو على شرطِ "الزوائد". 12 - باب الدنيا سجن المؤمن 2107 - 2488 - عن أَبي هريرة, قال: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا سجنُ المؤمنِ وجنّةُ الكافر". صحيح - م (8/ 210)، فليس هو على شرطِ "الزوائد". 13 - باب مثل الدنيا 2108 - 2489 - عن أُبيّ بن كعبٍ، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) في "المسند" (2/ 368 و 412): "فأقنى"، وكذلك هو في بعض نسخ "مسلم"؛ كما قال النووي؛ أي: أرضى. وفي "سنن البيهقي" (3/ 369)، و"شعب الإيمان" (7/ 273): "فأَمضى"؛ فالله أَعلم.

14 - باب المواعظ

"إِنَّ مطعمَ ابنِ آدمَ ضُرِبَ للدنيا مثلاً، بِما خرجَ من ابنِ آدمَ - وإِن قزَّحَه ومَلَحه -؛ فانظر إِلى ما يصير إِليه؟! ". صحيح - "الصحيحة" (382). 14 - باب المواعظ 2109 - 2490 - عن النعمان بن بشير، قال (¬1): قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُنذِرُكم النارَ، أُنذركم النار، أُنذركم النار". حتّى لو كانَ في مقامي هذا - وهو بالكوفة - سمعه أَهلُ السوق؛ حتّى وقعت خميصة كانت على عاتقه على رجليه. صحيح - "المشكاة" (5687)، "التعليقات الحسان" (643). 2110 - 2491 و 2492 - عن أَبي هريرة، قال: مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رهطٍ من أَصحابِه يضحكون، فقال: "لو تعلمون ما أَعلمُ؛ لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيرًا". فأتاه جبريل فقال: إنَّ الله يقولُ لك: لم تُقَنَّطُ عبادي؟! قال: فرجع إِليهم فقال: "سدّدوا، [وقاربوا]، (¬2)، وأبشروا". صحيح - "الصحيحة" (3194). ¬

_ (¬1) زاد الطيالسي: وسمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطبُ وهو يقولُ ... فذكره مختصرًا. (¬2) زيادة في رواية لابن حبان (1/ 162 - 163/ 113)، ساق إسنادها المؤلف ولم يذكرها، وهو المشار إليه بالرقم الثاني (2492)، وهي ثابتة في رواية البخاري في "الأدب المفرد"، وعند غيره، انظر "صحيح الأدب" (191/ 254).

15 - باب

2111 - [361 - عن أبي ذر، قال: يا رسول الله! أوصني؟ قال: "أوصيك بتقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كله". قلت: يا رسول الله! زدني؟ قال: "عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله؛ فإنَّه نورٌ لك في الأرض، وذخر لك في السماء". قلت: يا رسول الله! زدني؟ قال: "إياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب". صحيح لغيره - "الصحيحة" (555، 930). 15 - باب 2112 - 2493 - عن أَنس، قال: قال أَصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنّا إِذا كنّا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ رأينا من أَنفسنا ما نحبُّ، وإِذا رجعنا إِلى أَهالينا فخالطناهم؛ أَنكرنا أنفسَنا، فذكروا ذلك للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تدومونَ على ما تكونون عليه عندي في الحال؛ لصافحتكم الملائكةُ حتّى تظلَّكم بأجنحتِها، ولكن ساعة وساعة". صحيح - "الصحيحة" (1965). 16 - باب الخوف من اللهِ تعالى، وأنّه سبحانه يعذب من يشاءُ ويرحم من يشاء 2113 - 2494 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فيما يروي عن ربه جلّ

17 - باب اجتناب المحقرات

وعلا، أنّه قال: "وعزتي لا أَجمعُ على عبدي خوفين وأَمنين، إِذا خافني في الدنيا أَمَّنته يومَ القيامة؛ وإِذا أمِنَني في الدنيا؛ أَخَفْتُهُ يومَ القيامة". حسن صحيح - "الصحيحة" (742). 2114 - 2495 و 2496 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو يؤاخذني اللهُ وابنَ مريم بما جنت هاتان - يعني: الإِبهام والتي تليها -؛ لعذبنا؛ ثمَّ لم يظلمنا شيئًا". صحيح - "الصحيحة" (3200). 17 - باب اجتناب المحقرات 2115 - 2497 - عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة! إِيّاك ومُحَقَّراتِ الأَعمال؛ فإِنّ لها من اللهِ طالبًا". صحيح - "الصحيحة" (513)، "الروض النضير" (تحت الحديث 351). 18 - باب فيما كرهه اللهُ تعالى من العبد 2116 - 2498 - عن أُسامة بن شريك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما كره الله منك شيئًا؛ فلا تفعله إِذا خَلَوتَ". حسن لغيره - "الصحيحة" (1055) (¬1). ¬

_ (¬1) قلت: ضعفه المعلقون الأربعة! وخفي عليهم شاهده الذي كنت خرجته فيه، وحسنته به.

19 - باب ما جاء في الرياء

19 - باب ما جاء في الرياء 2117 - 2499 و 2500 - عن أَبي سعيد -[أو أبي] (¬1) سعد - بن أَبي فضالة الأَنصاري - وكانَ من الصحابة -، قال: سمعت رسول الله يقول: "إِذا جمعَ اللهُ الأَولين والآخرين يومَ القيامة ليومٍ لا ريبَ فيه؛ نادى منادٍ: من كانَ أَشركَ في عملِه للهِ أَحدًا؛ فليطلب ثوابه من عنده؛ فإنَّ اللهَ أَغنى الشركاءِ عن الشركِ". حسن صحيح - "تخريج المشكاة" (5318)، "التعليق الرغيب" (1/ 35): م مختصرًا. 2118 - 2501 - عن أُبيِّ بن كعبٍ؛ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بشّر [هذه الأمة] (¬2) بالنصرِ والسناء والتمكين، فمن عمل منهم عملَ الآخرة للدنيا؛ لم يكن له في الآخرة من نَصيب". حسن صحيح - "أَحكام الجنائز" (70)، "التعليق الرغيب" (1/ 31) (¬3). 2119 - 2502 - عن شُفَيِّ الأَصبحي: ¬

_ (¬1) هذه الزيادة مني يقتضيها السياق؛ فإن المؤلف ساق الحديث بإسنادين لابن حبان، وقد وقع في "الإحسان" في الموضعين: "أبي سعد بن أبي فضالة"، وعقب ابن حبان على الموضع الثاني بقوله: "الصحيح: هو أبو سعيد بن أبي فضالة". ومن الغريب أن ابن حبان لم يورده في "الصحابة" من كتابه "الثقات"! والله أعلم. (¬2) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج، وليس فيها حرف: "من" الذي في آخره، وهو ثابت في رواية الحاكم (4/ 318)، والبيهقيّ في "الشعبِ" (5/ 334 و 7/ 287)، وفي "الترغيب" (1/ 31) وقد عزاه للمذكورين جميعًا. (¬3) قلت: صحح إسناده الأخ الداراني، فأخطأ؛ لأنه من رواية الربيع بن أنس، وحسنه الشيخ شعيب؛ فأصاب، ولكنه غفل عن متابعة أيوب إياه، ذكرها في آخر تعليقه على "الإحسان" (2/ 122)! كما ذكرها الداراني ساكتًا عنه، وإسناده بالتصحيح أولى من إسناد الربيع!!

أنّه دخل مسجدَ المدينة؛ فإِذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، فقال: من هذا؟ قالوا: أَبو هريرة، قال: فدنوتُ منه حتّى قعدتُ بين يديه، وهو يحدّثُ الناسَ، فلمّا سكتَ وخلا؛ قلت له: أَنشدُك [بحق] (¬1) لما حدثتني حديثًا سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عقلته وعلمتَه؟ فقال أَبو هريرة: أَفعلُ، لأُحدّثنّكَ حديثًا سمعته من رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -[عقلته وعلمته، ثم] نَشَغَ أَبو هريرة نَشغةً (¬2)، فمكثَ قليلاً ثمَّ أَفاقَ، فقال: لأحدّثنّك حديثًا حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[أَنا وهو] في هذا البيت، ما معنا أَحدٌ غيري وغيره، ثمَّ نشغَ أَبو هريرة نشغة [أُخرى]؛ فمكثَ [كذلك]؛ ثمَّ أَفاقَ [فمسحَ عن وجهه] فقال: أفعلُ، لأحدثنّك حديثًا حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وأَنا وهو] في هذا البيت ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثمَّ نشغَ نشغةً شديدةً، ثمَّ مالَ خارًّا على وجهه، وأسندتُه (¬3) طويلاً، ثمَّ أَفاقَ فقال: حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله تباركَ وتعالى - إِذا كان يوم القيامة - ينزلُ إِلى العبادِ ليقضيَ بينهم، وكلُّ أُمّةٍ جاثية، فأوّل من يدعو به: رجل جمعَ القرآن، ورجل يقتلُ في سبيل الله، ورجل كثيرُ المالِ. فيقول الله تباركَ وتعالى للقارئ: أَلم أُعلِّمك ما أَنزلتُ على رسولي - صلى الله عليه وسلم -؟! ¬

_ (¬1) استدركته من "الإحسان"، وهو فيه: "بحقي"! وأَظنّه خطأً؛ لأنّه سؤالَ بحق مخلوق، وهو غير مشروع، فصححته من "الترمذي" (7/ 113)، و"الحاكم" (1/ 418)، وهو فيها مكرر: "بحق وبحق"، وكذا في "الترغيب" (1/ 29). (¬2) النشغ: الشهيق حتّى يكاد يبلغ به الغشي. (¬3) الأَصل: (واشتدّ به)، وكذا في "الإحسان"، والطبعتين الجديدتين لهذا الكتابِ: "الموارد"! والتصحيح من "الترمذي"، و"الحاكم"، و"الترغيب".

قال: بلى يا ربّ! قال: فماذا عَمِلْتَ فيما عَلِمْتَ؟ قال: كنتُ أَقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النّهارِ، فيقولُ الله تباركَ وتعالى له: كذبتَ! وتقولُ له الملائكةُ: كذبتَ! ويقول الله: بل أَردتّ أَن يُقالَ: فلان قارئ، وقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحبِ المالِ، فيقولُ الله له: أَلم أُوسِّعْ عليك حتّى لم أدعك تحتاجُ إِلى أَحدٍ؟! قال: بلى يا ربّ! قال: فماذا عملتَ فيما آتيتُك؟ قال: كنتُ أَصلُ الرحمَ وأَتصدّقُ، [قال:] فيقول الله له: كذبتَ! وتقول له الملائكةُ: كذبت! [ويقول الله:] بل [إِنّما] أَردّتَ أن يقال: فلان جَواد، فقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيلِ اللهِ، فيقال له: في ماذا قتلت؟ فيقول: أُمِرتُ بالجهادِ في سبيلِك، فقاتلتُ حتّى قتلتُ، فيقول الله له: كذبتَ! وتقول له الملائكةُ: كذبت! ويقول الله: بل أَردتَ أن يقالَ: فلان جَريءٌ، فقد قيل ذاك". ثمَّ ضربَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركبتي، ثم قال: "يا أَبا هريرة! أُولئكَ الثلاثةُ أَوّلُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بهم النّار يوم القيامة". قال الوليد بن أَبي الوليد: أخبرني عقبةُ أنَّ شُفَيًّا هو الذي دخلَ على معاوية، فأَخبره بهذا الخبر. قال أَبو عثمان الوليد: وحدثني العلاءُ بن [أَبي] حكيم: أنّه كانَ سيّافًا لمعاوية، قال: فدخلَ عليه رجل فحدّثه بهذا عن أَبي هريرة، فقال معاوية: قد فعلَ بهؤلاءِ مثل هذا، فكيفَ بمن بقي من الناسِ؟! ثمَّ بكى معاوية بكاءً شديدًا؛ حتّى ظننا أنّه هالك، فقلنا: قد جاءنا هذا الرَّجلُ بشرٍّ، ثمَّ أَفاقَ معاوية ومسحَ عن وجهه فقال: صدقَ الله ورسولُه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ

20 - باب فيمن أصبح آمنا معافى

الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. (قلت): رواه مسلم من حديث سليمان بن يسار باختصار عن هذا. صحيح - "التعليق الرغيب" (1/ 29 - 30): م - مختصرًا. 20 - باب فيمن أَصبحَ آمنًا معافى 2120 - 2503 - عن [أَبي] الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أَصبحَ معافىً في بدنِه، آمنًا في سِرْبِه، عنده قوت يومِه؛ فكأنّما حيزت له الدنيا". حسن لغيره - "الصحيحة" (2318). 21 - باب في المتقين 2121 - 2504 - عن معاذ بن جبل، قال: لمّا بعثه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى اليمن؛ خرجَ معه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوصيه - معاذ راكب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت راحلتِه -، فلما فرغَ قال: "يا معاذ! إِنّك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلّك (¬1) أن تمرَّ بمسجدي وقبري". فبكى معاذ جَشَعًا (¬2) لفراق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ التفت رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) كذا الأَصل، وكذا في "المسند" (5/ 235)، و"كبير الطبراني" (20/ 121)! وفي "الإحسان": "لعلّك" بإسقاط الواو، والأول أَصحّ. (¬2) الأَصل (خشعًا) - بالمعجمة -، وكذا في "الإحسان"، وهو تصحيف! والتصحيح من "المسند"، و"نهاية ابن الأَثير"، وقال: "والجشعُ: الجزعُ لفراقِ الالف". ويؤيده رواية الطبراني (20/ 121): (جزعًا).

22 - باب محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -

نحوَ المدينة فقال: "إنَّ أَهلَ بيتي هؤلاءِ يرونَ أنّهم أولى الناسِ بي، وإنّه أولى الناسِ بي المتقون؛ من كانوا وحيثُ كانوا، اللهمَّ! إِنّي لا أُحِلُّ لهم فسادَ ما أَصلحتُ، وايمُ اللهِ لَيَكفَأُنَّ أُمتي عن دينها كما يُكفأُ الإِناءُ في البطحاء". صحيح - "فقه السيرة" (485)، "المشكاة" (5227/ التحقيق الثاني). 22 - باب محبّة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 2122 - 2505 - عن عبد الله بن مغفل، قال: أَتى رجلٌ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فَقال: [والله] يا رسولَ الله! إِنّي لأُحبّك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ البلايا أسرعُ إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه". حسن صحيح - "الصحيحة" (1586). 23 - باب المرء مع من أَحبّ 2123 - 2506 - عن أَبي ذر: أنّه قال: يا رسولَ الله! الرَّجلُ يحبُّ القومَ؛ ولا يستطيعُ أَن يعملَ كعملهم؟ [قال: "إنك يا أبا ذر! مع من أحببت"، قال: فإني أحِبُّ الله ورسوله"] (¬1)، قال: "أنتَ يا أَبا ذر مع من أَحببت". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 50). ¬

_ (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان".

24 - باب في المتحابين لله

2124 - 2507 - عن صفوان بن عسال: أنَّ رجلاً أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! - بصوت له جَهْوَرِيّ - فقلنا: ويلك اخْفِضْ من صوتِك؛ فإنّك قد نُهيتَ عن هذا! فقال: لا والله حتّى أُسمعَه، فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بيده: "هاؤم" (¬1). فقال: أَرأيتَ رجلاً أَحبّ قومًا ولمّا يلحقُ بهم؟! قال: "ذلك مع من أَحبّ". حسن صحيح - "الروض النضير" (360). 2125 - [565 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رجلاً قال: يا نبيَّ الله! متى الساعةُ؟ قال: "أما إِنّها قائمةٌ؛ فما أَعددتَ لها؟ ". قال: ما أَعددت لها كثير عمل؛ إِلّا أنّي أُحبُّ الله ورسولَه. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنّك مع من أَحببت، ولك ما احتسبت"]. صحيح لغيره - "الصحيحة" (3253). 24 - باب في المتحابين لله 2126 - 2508 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِن عِبادِ الله عبادًا ليسوا بأنبياءَ، يَغبِطُهم الأَنبياءُ والشهداء". ¬

_ (¬1) في "النهاية": "أصلها (هاك)؛ أي: خذ، يقال للواحد: هاء، وللاثنين: هاؤما، وللجميع: هاؤم".

قيل: من هم؟ لعلّنا نُحِبُّهم! قال: "هم قوم تحابُّوا بنورِ الله، من غيرِ أَرحام ولا أَنسابٍ، وجوههم نور، على منابر من نورٍ، لا يخافون إِذا خافَ النّاسُ، ولا يحزنونَ إِذا حزنَ النّاسُ"، ثمَّ قرأَ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 47 - 48). 2127 - 2509 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما تحابّ اثنان في اللهِ؛ إِلّا كانَ أفضلَهما أَشدُّهما حبًّا لصاحبِه". حسن صحيح - "الصحيحة" (450). 2128 - 2510 - عن أَبي إِدريس الخولاني، أنّه [قال]: دخلتُ مسجدَ دمشق؛ فإِذا فتى برّاق الثنايا، وإِذا الناس معه؛ إِذا اختلفوا في شيءٍ أَسندوه إِليه، وصدروا عن رأيه، فسألتُ عنه؟ فقيل لي: هذا معاذُ بن جبلٍ، فلما كان الغد هَجَّرْتُ، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي [قال:]، فانتظرته حتّى قضى صلاته، ثمَّ جئته من قِبَلِ وجهه، فسلّمتُ عليه [و] قلت: واللهِ إنّي لأُحبّكُ للهِ! فقال: آلله؟ فقلت: آلله! فأَخذَ بحبوةِ ردائي، فجبذني إِليه وقال: أَبشر؛ فإِنّي سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال الله [تبارك و] تعالى: وَجَبَتْ محبّتي للمتحابّين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتجالسين فيَّ". صحيح - "المشكاة" (5011)، "التعليق الرغيب" (4/ 47).

2129 - [2510/ 2 - و [في طريق أخرى] (¬1) عن أَبي مسلم [الخولاني]، قال: قلت لمعاذ [بن جبل]: واللهِ إِنّي لأُحبّك لغير دنيا أَرجو أنْ أُصيبها [منك]، ولا قرابةٍ بيني وبينك، قال: فلأي شيءٍ؟! قلت: لله! [قال:] [فجذبَ حبوتي ثمَّ] قال: أَبشر إِن كنتَ صادقًا؛ فإِنّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المتحابّون في اللهِ في ظلِّ العرشِ يومَ لا ظلَّ إِلّا ظلّه، يَغبطهم بمكانهم النبيّون والشهداء". [ثمَّ] قال: [فخرجت فأَتيت] عبادةَ بن الصامتِ فحدثته بحديث معاذ، فقال [عبادة بن الصامت]: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، عن ربّه تبارك وتعالى: "حقّت محبّتي على المتزاورين فيّ (¬2)، وحقّت محبّتي على المتحابين في، وحقّت محبتي على المتناصحين فيّ، وحقّت محبتي على المتباذلين فيّ، [و] هم على منابر من نور؛ يغبطُهم النبيّون والصديقون [بمكانهم] " (¬3). ¬

_ (¬1) قلت: هذه الزيادة مني؛ لأنها في الأصل قد جاءت بدون إسناد معطوفة على إسناد الرواية التي قبلها، وهي من طريق أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني ... وأما هذه فهي - كما في "الإحسان" (1/ 392/ 576) - من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني؛ ولذلك أعطيتها رقمها في التسلسل العام. (¬2) هذه الخَصلة هي الثالثة في "الإحسان"؛ أَي: بعد خصلة " .. المتناصحين"، ولم ترد مطلقًا في "الترغيب" (4/ 47)، وقد عزاه لابن حبّان، وهي في رواية أَحمد (5/ 237) وفي رواية ابنه عبد الله في "زوائد المسند" (5/ 328)، مكان خصلة: "المتناصحين"، والظاهر أن كلتيهما محفوظتان، حفظَ بعضُهم ما لم يحفظ الآخر. (¬3) زيادة من "الإحسان"، و"زوائد المسند"؛ والزيادات التي قبلها من "الإحسان".

25 - باب إعلام الحب

صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 47). 25 - باب إِعلام الحبّ 2130 - 2511 - عن معاذ بن جبل: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَخذَ بيد معاذ يومًا فقال: "يا معاذُ! واللهِ إِنّي لأُحبّك". فقال معاذ: بأبي أَنتَ وأُمّي؛ والله إِنّي لأُحبّك!! (قلت): فذكر الحديث، وهو في الأَدعية في باب الدعاء بعد الصلاة. صحيح - انظر رقم (1993/ 2345). 2131 - 2512 - عن ابن عمر، قال: بينا أَنا جالسٌ عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ إِذ أَتاه رجل، فسلّم عليه، ثمَّ ولّى عنه، [فـ] قلت: يا رسولَ اللهِ! إِنّي لأُحبُّ هذا للهِ، قال: "فهل أَعلمته ذاك؟ ". قلت: لا، قال: "فأعلم ذاك أَخاك". قال: فاتبعته فأدركته، فأَخذت بمنكبِه، فسلمتُ عليه، وقلت: واللهِ إِنّي لأُحبّك للهِ، قال هو: واللهِ إِنّي لأُحبّك [لله]، قلت: لولا أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمرني أن أُعلمَك لم أَفعل. حسن صحيح - "الصحيحة" (3253). 2132 - 2513 - عن أَنس بن مالك، قال: كنتُ جالسًا عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ إِذ مرّ رجل، فقال رجل من القوم: يا

26 - باب علامة حب الله تعالى

رسولَ اللهِ! إِنّي لأُحبّ هذا الرَّجل، قال: "هل أَعلمته ذاك؟ ". قال: لا، قال: "قم فأعلمه". فقامَ إليه فقال: يا هذا! والله إِنّي لأُحبّك، قال: أَحبّك الذي أَحببتني له. صحيح - "الصحيحة" (418 و 3253). 2133 - 2514 - عن المقدامِ بن مَعدي كَرِب، أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذا أَحبّ أَحدُكم أَخاه؛ فليعلمه". صحيح - "الصحيحة" (417 و 1199). 26 - باب علامة حب الله تعالى [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 27 - باب فيمن يُسَرُّ بالعمل [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 28 - باب ما جاء في الشهرة 2134 - 2517 - عن أَبي هريرة، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكلِّ عملٍ شِرَّة، ولكلِّ شرة فترة، فإنْ كانَ صاحبها سادد وقارب (¬1)؛ فارجوه، وإِن أُشير إليه بالأصابع؛ فلا تعدّوه". ¬

_ (¬1) انظر التعليق على الحديث حيث تقدم بالرقم المذكور أعلاه.

29 - باب فيمن جاهد نفسه

حسن - مكرر (541/ 652). 29 - باب فيمن جاهد نفسه 2135 - 2518 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليسَ الشديدُ من غَلَبَ [الناسَ] (¬1)؛ وإِنّما الشديدُ من غَلَبَ نَفْسَه". صحيح - "صحيح الأَدبِ المفرد" (989): ق نحوه أَتم منه. 2136 - 2519 - عن فضالة بن عبيد، قال: سمعتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المُجاهدُ من جاهدَ نفسَه في اللهِ". صحيح - "صحيح أَبي داود" (2258). 30 - باب الغنى غنى النفس 2137 - 2520 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليسَ الغنى عن كثرة العَرَضِ؛ إِنّما الغنى غنى النفس". صحيح - "تخريج مشكلة الفقر" (16): ق - قلت: فليس هو على شرط "الزوائد". 2138 - 2521 - عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أَبا ذر! أَترى كثرةَ المالِ هو الغنى؟ ". قلتُ: نعم يا رسولَ الله! قال: "فترى قلّةَ المالِ هو الفقر؟ ". قلت: نعم يا رسولَ الله! قال: "إِنّما الغنى غنى القلبِ، والفقر فقر القلبِ". ¬

_ (¬1) هذه اللفظة ثابتة في الأصل دون "الإحسان"، وهي في بعض مصادر التخريج، مثل "مشكل الآثار" وغيره.

31 - باب فيمن يصلح للصحبة

(قلت): فذكر الحديث. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 92 - 93). 31 - باب فيمن يصلح للصحبة 2139 - 2522 - عن أَبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لا تصاحب إِلّا مؤمنًا، ولا يأكلُ طعامَك إِلّا تَقيّ". (قلت): ولهذا الحديث طريقان في "البر والصلة" [أو] "الأَدب" (¬1). حسن - "التعليق الرغيب" (4/ 50). 32 - باب في الخوف والرجاء 2140 - 2523 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو يعلمُ المؤمنُ ما عند اللهِ من العقوبة؛ ما طمعَ في الجنّة أَحد، ولو يعلمُ الكافرُ ما عند الله من الرَّحمةِ؛ ما قَنَطَ من الجنّة أَحدٌ". صحيح - "الصحيحة" (1634) ق - فليس على شرط "الزوائد". 2141 - 2524 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله سَيُخَلِّصُ رجلاً من أُمتي على رءوسِ الخلائقِ يومَ القيامة، فينشرُ عليه تسعة وتسعين سِجلّاً، كلُّ سِجِلٍّ مَدَّ البصر، ثمّ يقولُ له: أَتنكرُ شيئًا من هذا؟ أَظَلَمَك كَتَبَتي الحافظون؟ فيقول: لا يا ربّ! فيقول: أَفلَك ¬

_ (¬1) قلت: ليس في "الأَدب" شيء. وفي "البر .. " هذه الطريق فقط (... / 2049)، وإنما ساق عقبه إِسنادًا آخر لابن حبان عن عبد الله بن المبارك بإسناده الذي هنا، فالطريق واحد؛ خلافًا لما يتبادر من قولِه، فهو يعني إذن: (طريقان عن شيخ ابن المبارك: حيوة بن شريح بسنده عن أبي سعيد! ومثل هذا الإيهام قد بلوته كثيرًا من الإمام النووي - رحمه الله - في "رياض الصالحين"، وغيره.

33 - باب ما جاء في عيش السلف

عُذرٌ أَو حسنة؟ فيبهت الرَّجلُ ويقول: لا يا ربّ! فيقول: بلى؛ إنَّ لك عندنا حسنة، وإِنّه لا ظلمَ عليكَ اليومَ، فَيُخرجُ له بطاقةً فيها: أَشهدُ أن لا إِله إِلّا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضُرْ وزنَك، فيقول: يا ربِّ! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقول: إِنّك لا تُظلمُ، فتوضعُ السجلاتِ في كِفّة، والبطاقة في كِفّة، فطاشت السجلّات، وثقلت البطاقة، قال: فلا يثقلُ مع اسم اللهِ شيء". صحيح - "التعليق الرغيب" (2/ 240 - 241). باب فضل الفقراء يأتي في آخر الزهد 33 - باب ما جاء في عيش السلف 2142 - 2525 - عن أَنس: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ على سرير وهو مُرْمَلٌ بشريط، قال: فدخل عليه ناسٌ من أَصحابِه، ودخل عمر رضوان الله عليه فانحرفَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فإذا الشريط (¬1) قد أَثّرَ بجنبِه، فبكى عمر وقال: واللهِ إنّا لنعلمُ أنّك أَكرمُ على اللهِ من كسرى وقيصر، وهما يعيثان فيما يعيثان (¬2) فيه؟! قال - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) هو خوص مفتول يشرط به السرير ونحوه، كما في "القاموس". وكان الأَصل: (السرير)! والتصحيح من "مسند أَحمد"، و"مسند أبي يعلى" (5/ 167). و (مرمل)؛ أي: منسوج. (¬2) الأَصل: (يعيشان فيما هم)! فصححته من "مسند أَحمد"، و"أَبي يعلى"، وهو في الكتاب عنه و"أَدبِ البخاري" (ص 169 - هنديّة)، ومن فوائدِه تصريح الحسن البصري والمبارك عنه بالتحديث، وفات ذلك المعلقين على الكتابِ؛ فضعفوه بالعنعنة. كما فاتهم استدراك كلمة: (يعيثان) الثانية، وهي ثابتة في الكتب المذكورة!!

"أما ترضى أَن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة؟! ". قال: بلى، قال: فسكت (¬1). صحيح لغيره - "التعليق الرَّغيب" (4/ 114)، "صحيح الأَدب المفرد" (886). 2143 - 2526 - عن ابن عباس، قال: دخل عمر رضوان الله عليه على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو على سرير؛ قد أَثَّرَ في جنبه، فقال: يا رسولَ الله! لو اتخذت فراشًا أَوثرَ من هذا! فقال: "يا عمر! ما لي وللدنيا، وما للدنيا ولي؟! والذي نفسي بيده؛ ما مثلي ومثل الدنيا؛ إِلّا كراكبٍ سارَ في يومٍ صائف، فاستظلَّ تحتَ شجرة ساعةً من نهار، ثمَّ راحَ وتركها". حسن صحيح - "الصحيحة" (439). 2144 - 2528 - عن أَنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد أُوذيتُ في الله؛ وما يؤذى أَحدٌ، ولقد أُخفت في الله؛ وما يُخافُ أَحدٌ، ولقد أَتت عليَّ ثلاث من بين يومٍ وليلة؛ وما لي طعامٌ إِلّا ما واراه إِبط بلال". صحيح - "مختصر الشمائل" (116)، "الصحيحة" (2222). 2145 - 2529 - عن أَنس بن مالك: أنَّ أُمَّ سُليم بعثت معه بقناع فيه رطب إِلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فجعلَ يقبضُ القبضة، فيبعثُ بها إِلى بعضِ أَزواجِه، ثمَّ يقبضُ القبضة فيبعثُ بها [إلى أزواجه، ثم يبعث بها]؛ وإِنّه ليشتهيه، فعل ذلك غير مرّة؛ [وإِنّه ليشتهيه]. ¬

_ (¬1) قلت: ولفظُ البخاري: بلى يا رسولَ الله! قال: "فإنّه كذلك"؛ وهذا المرفوع في "المسند" أَيضًا.

صحيح - "التعليقات الحسان" (694). 2146 - 2530 - عن عائشة، قالت: من حدّثكم أنّا كنّا نشبعُ من التمر؛ فقد كَذَبَكم، فلمّا افتتحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريظة؛ أَصبنا شيئًا من التمر والوَدَك. حسن - "التعليق الرَّغيب" (4/ 112). 2147 - 2531 - عن جابر بن عبد الله، قال: جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَبو بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فأَطعمناهم رُطبًا، وسقيناهم من الماءِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا من النعيم الذي تُسألون عنه". صحيح - "الروض النضير" (1/ 403). 2148 - 2532 - عن أَنس: أنَّ نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذاتَ يومٍ: "ما أَصبحَ في آل محمد - صلى الله عليه وسلم - صاعُ بُرٍّ، ولا صاع تمر"؛ وإنَّ له يومئذٍ تسع نسوة - صلى الله عليه وسلم -. صحيح - "الصحيحة" (2404). 2149 - 2533 - عن أَنس بن مالك: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم؛ إِلّا على ضفف (¬1). صحيح - "مختصر الشمائل" (76/ 109 و 84/ 117). ¬

_ (¬1) أَي: على ضيق وشدّة.

2150 - 2534 - عن عائشة، قالت: تُوفي رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وتركَ عندنا شيئًا من شعير، فما زلنا نأكلُ منه؛ حتّى كالته الجارية، فلم يلبث أَن فني، ولو لم تَكِلْه؛ لرجوتُ أَن يبقى أَكثر. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 116/ 41): ق - فليس هو على شرطِ "الزوائد". 2151 - 2535 - عن أَبي هريرة، قال: ما كانَ لنا على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام إِلّا الأَسودان: التمر والماء. صحيح لغيره - "مختصر الشمائل" (77/ 111). 2152 - 2537 - عن عبد الله بن لُحَي الهَوْزني، قال: لقيت بلالاً مؤذنَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا بلالُ! أَخبرني كيف كانت نفقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما كانَ له [من] شيءٍ، وكنتُ أَنا الذي أَلِي ذلك منذ بعثه الله حتّى تُوفي - صلى الله عليه وسلم -، فكانَ إِذا أَتاه الإنسانُ المسلمُ [فرآه] عاريًا؛ يأمرني، فأنطلقُ فأستقرضُ، فأشتري البردة أَو النَّمِرَةَ، فأكْسوه وأُطعِمه، حتّى اعترضني رجل من المشركين فقال: يا بلال! إِنَّ عندي سعةً؛ فلا تستقرض من أَحدٍ إِلّا منّي، ففعلت، فلمّا كان ذات يوم؛ توضأت ثمَّ قمتُ أُؤذنُ بالصلاة؛ فإِذا المشرك في عصابة من التجار، فلمّا رآني قال: يا حبشي! قلت: يا لَبَّيْهِ! فتَجَهَّمني (¬1) وقال لي قولاً غليظًا؛ وقال: أَتدري كم بينك وبين الشهر؟! قلت: قريب، قال [لي]: إِنَّما بينك وبينه أَربع، فآخذك بالذي عليك؛ فإِنّي لم أُعطك الذي أَعطيتُك من كرامتِك علي، ولا كرامة صاحبِك؛ و [لكنّي] ¬

_ (¬1) أَي: قابلني بوجه عابس كريه.

إِنّما أَعطيتُك لِتَجِبَ لي عبدًا، فأردَّكَ ترعى الغنم كما كنتَ قبل ذلك! فأَخذ في نفسي ما يأخذ الناس، فانطلقتُ ثمَّ أَذَّنتُ بالصلاة، حتّى إِذا صليتُ العتمةَ؛ رجعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى أَهلِه، فاستأذنتُ عليه، فأَذنَ لي، فقلت: يا رسولَ الله! بأَبي أنت، إنَّ المشركَ الذي ذكرت لك أني كنت أَتَدَيَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي، وهو فاضحي، فَأْذَنْ لي أَن أَتوجّه (¬1) إِلى بعضِ هؤلاءِ الأَحياءِ الذين أَسلموا؛ حتّى يرزقَ الله (¬2) ما يقضي عنّي؟! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا شئتَ اعتمدت". قال: فخرجتُ حتّى آتي منزلي، فجعلتُ سيفي وجَعبتي ومِجَنِّي ونعلي عند رأسي، واستقبلت بوجهي الأُفق، فكلما نمت ساعة استنبهت، فإِذا رأيتُ عليّ ليلاً نمت، حتّى أَسفرَ الصبح الأَوّل (¬3)، أردتُ أن أَنطلق؛ فإذا إِنسان يسعى يدعو: يا بلال! أجب رسولَ - صلى الله عليه وسلم -، فانطلقت حتّى أَتيته؛ فإِذا أَربع ركائب مُناخاتٍ عليهنَّ أَحمالُهنَّ، فأَتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فاستأذنتُه، فقال [لي] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَبشر؛ فقد جاءَ الله بقضائك"، فحمد [ت] الله، وقال لي: " [أَلَمْ] تَمرُّ على الرَّكائبِ المناخاتِ الأَربع؟! ". ¬

_ (¬1) في "الإحسان" (أَنوء)، والمعنى واحد. (¬2) زاد أَبو داود (رسوله). (¬3) يعني: البياض العمودي الذي يمتد إلى السماء قبل أن يمتدّ طولاً في الأُفق يمينًا ويسارًا، ويسميه البعض بالفجر الكاذب، وهو وقت الأذانِ الأَوّل الذي فيه: (الصلاة خيرٌ من النوم) قبل الأذان الثاني بقليل، انظر "تمام المنّة" (186 - 187).

فقلت: بلى، فقال: "إنَّ لَكَ رِقابَهُنَّ وما عليهن من كسوةٍ وطعامٍ، أَهداهنّ إِليّ عظيم (فَدَك)، فاقبضهن، ثمَّ اقضِ دينَك". قال: ففعلتُ، فَحَطَطتُ عنهنَّ أَحمالهنّ، ثمَّ عَقلتُهُنَّ، ثمَّ عَمَدْتُ إِلى تأذين صلاة الصبح، حتّى إِذا صلّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ خرجتُ إِلى البقيع؛ فجعلتُ إِصبعي في أُذني فنادَيْتُ: من كانَ يطلبُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دَينًا فليحضر، فما زلتُ أَبيعُ وأقضي، وأَعرض فأقضي (¬1)، حتّى إِذا فضل في يدي أُوقيتان أَو أُوقية ونصف؛ انطلقت إِلى المسجدِ وقد ذهب عامّة النهارِ؛ فإِذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجدِ وحده، فسلمتُ عليه، فقال لي: "ما فعلَ ما قبلك؟! ". فقلت: قد قضى الله كلَّ شيء [كان] على رسولِه - صلى الله عليه وسلم -؛ فلم يبقَ شيءٌ، فقال [رسولُ الله]- صلى الله عليه وسلم -: "أفضلَ شيءٌ؟ ". قلت: نعم، قال: "انظر أَن تريحني منها". فلمّا صلّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العتمة؛ دعاني فقال: "ما فعل ما قبلك؟ "؛ [قال:] قلت: هو معي لم يأتنا أَحد، فباتَ في المسجد حتّى أَصبحَ، فظلّ في المسجد اليوم الثاني؛ حتّى كان في آخر النهار ¬

_ (¬1) زاد الطبراني (1/ 351)، والبيهقي في "الدلائل" (1/ 350): حتّى لم يَبق على رسولِ الله دين في الأَرض.

جاء راكبان، فانطلقتُ بهما، فكسوتهما وأَطعمتهما، حتّى إِذا صلّى العتمة؛ دعاني فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما فعل الذي قبلك؟ "، فقلت: قد أَراحك الله منه يا رسول الله! فكبّر وحمد الله؛ شفقًا أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثمَّ اتبعته حتّى جاء أَزواجَه، فسلّم على امرأةٍ امرأة، حتّى أَتى مَبيتَه؛ فهذا الذي سألتني عنه. صحيح - "صحيح أَبي داود" (2688). 2153 - 2538 - عن فضالة بن عبيد، قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذا صلّى بالناسِ؛ يخرُّ رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الحاجة، وهم أَصحاب الصُّفَّة، حتّى يقول الأَعراب: [إنَّ] هؤلاءِ لمَجَانين، فإِذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: "لو تعلمون ما لكم عند الله؛ لأَحببتم أَن تزدادوا فاقةً وحاجةً". قال فضالة: وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ. صحيح - "الصحيحة" (2169). 2154 - 2539 - عن طلحة بن عَمْرٍو، قال: كانَ الرَّجلُ إِذا قدمَ المدينة؛ فإنْ كانَ له - يعني: بها - عريف (¬1) نزلَ على عريفِه، وإن لم يكن له بها عريف نزل الصفّة، قال: فكنتُ ممّن نزل الصفّة، قال: فوافقت رجلاً، فكان يُجري علينا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - كلَّ يوم مدًّا من تمر [بينَ] رجلين، فسلّم ذات يوم من الصلاة، فناداه رجلَ منّا فقال: يا رسولَ اللهِ! قد أَحرَقَ التمرُ بطوننا، قال: قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إِلى منبره، ¬

_ (¬1) هو القيِّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس؛ يلي أمورهم، ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل. "نهاية".

[فَصَعِدَ] فحمد الله وأَثنى عليه، ثمَّ ذكر ما لَقيَ من قومِه، [قال]: "حتّى مكثتُ [أنا] وصاحبي بضعةَ عشرَ يومًا، ما لنا طعام إِلا البَرير - والبرير: ثمر الأَراك -، حتّى قدمنا على إِخواننا من الأنصار، وعُظْم طعامهم التمر، فواسونا فيه، والله لو أَجِدُ لكم الخبزَ واللحمَ لأَطعمتكموه، ولكن لعلّكم تدركون زمانًا - أو من أَدركه منكم - يَلْبسون فيه مثل أَستار الكعبة، ويُغدَى عليهم بالجفان ويُراح" (¬1). صحيح - "الصحيحة" (2486). 2155 - [6883 - عن علي، قال: شكت لي فاطمة من الطحين، فقلت: لو أَتيتِ أَباك فسألتيه خادمًا؟! قال: فأَتت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فلم تصادفه، فرجعت مكانها، فلمّا جاءَ أُخْبرِ، فأَتانا وعلينا قطيفة، إِذا لبسناها طولاً خرجت منها جنوبنا، وإِذا لبسناها عرضًا خرجت أَقدامنا ورؤسنا، قال: "يا فاطمة! أُخبرِتُ أنّك جئتِ، فهل كانت لك حاجة؟ ". قالت: لا، قلت: بلى شكت إِليّ من الطحين، فقلت: لو أَتيتِ أَباك فسألتيه خادمًا؟! فقال: "أَفلا أَدلُّكما على ما هو خير لكما من خادم؟! إِذا أَخذتما مضاجعكما تقولان ثلاثًا وثلاثين، وثلاثًا وثلاثين، وأَربعًا وثلاثين: تسبيحةً، وتحميدة، وتكبيرة"]. صحيح - "التعقيب على حجاب المودودي". ¬

_ (¬1) جمع (الجَفْنَة): القصعة.

34 - باب في القناعة

34 - باب في القناعة 2156 - 2541 - عن فضالة بن عبيد، أنّه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "طوبى لم هُدِيَ إِلى الإسلامِ، وكان عيشُه كفافًا، وقَنَّعه الله به". صحيح - "الصحيحة" (1506). 35 - باب ما جاء في اللسان 2157 - 2542 - عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيمنُ (¬1) امرئٍ وأَشأمه: ما بين لحييه". قال وهب: يعني: لسانه. صحيح - "الصحيحة" (1286). 2158 - 2543 - 2545 - عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: يا رسولَ الله! حدثني بأمر أَعتصمُ به؟ قالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل: ربي الله، ثمَّ استقم". قلت: يا رسولَ اللهِ! مما أَخوف مما تخافُ علي؟ قال: "هذا"؛ وأَشارَ إِلى لسانِه. (قلت): في "الصحيح" منه الى قولِه: "ثمَّ استقم". صحيح لغيره - "ظلال الجنة" (15/ 22)، "تخريج المشكاة" (15 و 4843): م - دون جملة اللسان. 2159 - 2546 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) من (اليُمْن)؛ وهو البركة، وضده الشؤم، كما في "النهاية".

36 - باب ما جاء في التوكل

"من وُقِيَ شَرَّ ما بين لحييه، وما بين رجليه؛ دخل الجنّة". (قلت): وقد تقدّم في حسن الخلق [1614 - 1923]: ما أَكثر ما يدخل الناسَ النار؟ قال: "الأَجوفان: الفم والفرج". حسن صحيح - "الصحيحة" (510). 2160 - 2547 - عن عبادة بن الصامت، أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اضمنوا لي ستًّا أَضمنْ لكم الجنّة: اصْدُقوا إِذا حَدَّثتم، وأَوفوا إِذا وعدتم، وأَدّوا إِذا ائْتُمِنْتُم، واحفظوا فروجَكم، وغضّوا أَبصارَكم، وكفّوا أَيديَكم". صحيح لغيره - مضى برقم (92/ 107). 36 - باب ما جاء في التوكل 2161 - 2548 - عن عمر بن الخطاب، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لو أَنّكم (¬1) توكلون على اللهِ حَقَّ توكلِه؛ لرزقكم [الله] كما يرزقُ الطير: تغدو خِماصًا، وتروحُ بِطانًا". (قلت): وقد تقدّم في أَوائل البيوع [909/ 1087]: "إنَّ الرَّزقَ ليطلبَ العبد كما يطلبه أَجله". صحيح - "الصحيحة" (310). 2162 - 2549 - عن عمرو بن أُميّة، قال: قال رجل للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أُرسِلُ ناقتي وأتوكلُ؟ قال: "اعقلها وتوكّل". ¬

_ (¬1) لم ترد في "الإحسان" من الطبعتين كلمة: "أنكم".

37 - باب في الورع

حسن لغيره - "تخريج مشكلة الفقر" (23/ 22). 2163 - 2550 - عن أَنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يدخر شيئًا لغد. صحيح - مكرر رقم (1791/ 2139). 37 - باب في الورع 2164 - 2551 - عن النعمان بن بشير، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اجعلوا بينكم وبين الحرامِ سُترةً من الحلالِ، من فعل ذلك؛ استبرأ لدينه وعِرضه، ومن أَرتعَ فيه؛ كان كالمرتعِ إِلى جنبِ الحمى". حسن - "الصحيحة" (896)، "غاية المرام" (30/ 20)، "الروض النضير" (511 و 890): ق نحوه أتم منه. 2165 - 2552 - عن أَبي رَزِين العُقَيلي، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "مثل المؤمنِ مثل النحلة: إِن أكَلتَ أَكلتَ طيّبًا، وإِن وضعتَ وضعتَ طيبًا". صحيح لغيره - "الصحيحة" (355، 2288). 2166 - 2553 - عن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا كعب بن عجرةَ! إِنّه لا يدخلُ الجنّة لحم ودم نبتا على سحت، النار أَولى به، يا كعب بن عجرة! الناس غاديان: فغادٍ في فكاك نفسه فمعتقها، وغادٍ موبقها، يا كعب بن عجرة! الصلاة قربان، والصدقة برهان، والصوم جُنّة، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يذهبُ الجليد على الصفا". صحيح دون: "الصدقة برهان" و: "كما يذهب .. " كما سبق (23/ 261).

38 - باب قرب الأجل

38 - باب قرب الأَجل 2167 - [3232 - عن خَبَّاب، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الرَّجل ليؤجر في نفقته كلِّها، إِلّا في هذا التراب"]. صحيح - "الصحيحة" (2831): خ - موقوفًا. 2168 - 2554 - عن أَنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا ابن آدمَ، وهذا أَجله". ووضعَ يدَه عند قفاه، ثمَّ بسط يده فقال: "وثَمّ أمله، وثَمَّ أمله". صحيح - "تخريج المشكاة" (5277/ التحقيق الثاني). 2169 - 2555 و 2556 - عن عبد الله بن عمرو، قال: مَرَّ بي النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأَنا وأُمي نصلحُ خُصًّا لنا، فقال: "ما هذا يا عبدَ الله؟! ". قال: قلت: خُصٌّ لنا [وهى] نصلحه، فقال: "الأَمر أَسرعُ من ذلك". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 132). 2170 - 2557 و 2558 - عن أَنس بن مالك، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "تسألوني عن الساعة؟! والذي نفسي بيده ما على الأَرض نفس منفوسة [اليوم] (¬1) يأتي عليها مئة سنة". ¬

_ (¬1) سقطت هذه الزيادة هنا وهناك، وسقوطها مفسد للمعنى كما سبق، ومع ذلك كله؛ غفل عن استدراكها المعلقون الأربعة في الموضعين!!

39 - باب ذكر الموت

صحيح لغيره - تقدّم برقم (99/ 113). 39 - باب ذكر الموت 2171 - 2559 - 2561 - عن أَبي هريرة، قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يكثرُ أَن يقولَ: "أَكثروا ذكرَ هاذمِ اللذّاتِ: الموت". حسن صحيح - "المشكاة" (1607)، "الإرواء" (682). 2172 - 2562 - عن أَبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "أَكثروا ذكرَ هاذمِ اللذاتِ؛ فما ذكره عبد قطّ وهو في ضيق إِلّا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سعةٍ إِلّا ضيقه عليه". حسن - "الإرواء" أَيضًا. 40 - باب ما جاء في الفقراء ومن لا يُؤبهُ له 2173 - 2563 - عن أَبي ذر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أَبا ذر! أَترى كثرة المال هو الغنى؟ ". قلت: نعم يا رسولَ الله! قال: "فترى قلّةَ المالِ هو الفقر؟ ". قلت: نعم يا رسولَ الله! قال: "إِنّما الغنى غنى القلبِ، والفقر فقرُ القلب". ثمَّ سألني عن رجل من قريش؛ فقال:

"هل تعرف فلاناً؟ ". قلت: نعم يا رسولَ الله! قال: "فكيفَ تَراه - أَو تُراه -؟ ". قلت: إِذا سأل أُعطِيَ، وإِذا حَضَر أُدخِلَ. قال: ثمَّ سألني عن رجلٍ من أَهل الصُّفَّةِ، [فَـ] قال: "هل تعرف فلانًا؟ ". قلت: لا واللهِ ما أَعرفه يا رسولَ الله! [قال]: فما زالَ يُحَلِّيه وينعتُه حتّى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسولَ الله! قال: "فكيفَ تراه -أو تُراه -؟ " فقلت: هو رجل مسكين من أَهل الصُّفّةِ، فقال: "هو خير من طِلاعِ الأَرض من الآخر". قلت: يا رسولَ اللهِ! أَفلا يُعطى من بعضِ ما يُعطى الآخر؟! فقال: "إِذا أُعطي خيرًا؛ فهو أَهله، وإِذا صُرِفَ عنه؛ فقد أُعطي حسنةً". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 92 و 93)، ومضى طرفه الأَوّل (برقم 2521). 2174 - 2564 - عن أَبي ذر، قال: بينما أَنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد؛ إذ قال: "انظر أَرفعَ رجلٍ في المسجد في عينك" (¬1). فنظرتُ؛ فإِذا رجل في حُلّة جالس يحدّثُ قومًا، فقلت: هذا، قال: "انظر أَوضعَ رجلٍ في المسجد في عينك" (1). ¬

_ (¬1) في "الإحسان": "عينيك".

قال: فنظرتُ؛ فإِذا رُوَيجلُ مسكين في ثوب له خَلَقٍ، قلت: هذا، قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هذا خير عند الله يوم القيامة من قُرابِ الأَرض مثلِ هذا". صحيح - المصدر نفسه (4/ 93). 2175 - 2565 - عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "هل تدرون مَن أَوّل من يدخلُ الجنّة من خلق الله؟ ". قالوا: الله ورسوله أَعلم! قال: "أَوّلُ من يدخلُ الجنّة من خلق الله: الفقراءُ المهاجرون الذين تُسدّ بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموتُ أَحدهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً، فيقول الله لـ[من يشاءُ من] (¬1) ملائكتهِ: ائتوهم فحيُّوهم، فتقول الملائكة: ربَّنا! نحنُ سكانُ سماواتِك، وخِيرتُك من خلقِك، أَفتأمرنا أن نأتيَ هؤلاءِ فنسلمَ عليهم؟! قال: إِنّهم كانوا عبادًا لي، يعبدوني لا يشركون بي شيئًا، وتسدُّ بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموتُ أَحدُهم وحاجتُه في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً، قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كلِّ باب {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} ". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 86). 2176 - 2566 - عن عبد الله بن عمرو، قال: بينا أَنا جالسٌ في المسجدِ؛ [وحلقة من فقراء المهاجرين وَسَطَ ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان"، و"المسند" (2/ 168).

المسجدِ] (¬1) جلوسٌ، فدخلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - المسجدَ نصفَ النَّهارِ، فانطلقَ إِليهم فجلسَ معهم، فلمّا رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جلسَ إِليهم؛ قمتُ إليه، فأدركتُ من حديثه وهو يقول: "بشّر فقراءَ المهاجرين: إِنّهم ليدخلون الجنّةَ قبلَ الأَغنياءِ بأَربعين عامًا". (قلت): في "الصحيح" طرف من آخره. صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 87)، "تخريج المشكاة" (5258/ التحقيق الثاني): م - جملة الدخول. 2177 - 2567 - عن أَبي هريرة، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يدخلُ فقراءُ المؤمنين الجنّةَ قبل الأَغنياءِ بنصفِ يوم: خمس مئة سنة". حسن صحيح - "تخريج المشكاة" (5243)، التعليق على "كشف الأَستار" (ص 106). 2178 - 2568 - عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "دخلتُ الجنّة فرأيتُ أَكثرَ أَهلِها الفقراء، واطلعتُ في النّارِ فرأيتُ أَكثر أَهلها الأَغنياء والنساء (¬2)، ورأيتُ فيها ثلاثةً يعذبون: امرأة من حمير ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان"، و"سنن الدارمي" (2/ 339). والأصل: (ونفر جلوس). وغفل عن هذا التصحيح الأخ الداراني وصاحبه على عادتهما الغالبة! (¬2) الأَصل: "النساء والسا"! فصححته من فهرس الخطأ والصواب في آخر الكتاب، ومن "المسند" (2/ 173)، وقد رواه من طريق ابن أَبي شيبة الذي هو عنه في الكتاب، وهذا من الكثير الذي خفي على المعلقين عليه وعلى "الإحسان" أَيضًا، وقال أَحدهم: "ما وجدتها عند غيرِ المؤلف"! ولذلك اقتصروا على كلمة: "النساء"! وحذفوا التي بعدها! أَقول هذا تحقيقًا للنص؛ وإلّا فإنّي لم أَجد لهذا اللفظ "الأَغنياء" شاهدًا معتبرًا نقويه به، كما حققته في "الضعيفة" (2800)، بخلاف سائر الحديث، فشواهده كثيرة.

طوالةً، ربطت هرةً لها لم تُطعمها، ولم تسقها، ولم تدعها تأكل من خشخاش الأرض، فهي تنهش قُبُلَها وَدُبُرَها، ورأيتُ فيها أخا بني دَعْدَع الذي كانَ يسرقُ الحاج بمحجنِه، فإِذا فُطنَ له قال: إنّما تعلّق بمحجني! والذي سرقَ بدنتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". (قلت): وقد تقدّم حديث فضالة بن عبيد في "باب عيش السلف" [2150/ 2538]. (قلت): ويأتي لعبد الله بن عمر حديث في الفقراء في البعث [641/ 2587]. صحيح لغيره - "التعليق الرغيب" (3/ 159 و 160). 2179 - 6449 - عن أَبي هريرة، أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رُبَّ أَشعثَ ذي طِمرين؛ لو أَقسم على الله لأَبرَّه"]. صحيح - "صحيح الترغيب" (24 - الزهد/ 6): م نحوه (¬1). * * * ¬

_ (¬1) هو عنده في موضعين (8/ 36 و 154) عن شيخه سُويد بن سعيد - والكلامُ فيه معروف - بلفظ: "رب أَشعث مدفوع بالأَبواب، لو أَقسم ... ".

42 - كتاب البعث

42 - كتاب البعث 1 - باب ما جاء في الصور 2180 - 2569 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيفَ أَنعم وصاحبُ الصور قد التقمَ القرن، وحنى جبهته؛ ينتظرُ متى يؤمرُ أَن ينفخَ؟! ". قال: قلنا: يا رسولَ اللهِ! فما نقول يومئذٍ (¬1)؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، [على الله توكّلنا] (¬2) ". صحيح - "الصحيحة" (1079)، "تخريج المشكاة" (5527/ التحقيق الثاني). 2181 - 2570 - عن عبد الله (هو ابن عمرو): أنَّ أَعرابيًّا سألَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ما الصور؟ قال: "قرن ينفخُ فيه". صحيح - "الصحيحة" (1080). ¬

_ (¬1) هذه اللفظة لم ترد في أكثر طرق الحديث، فأخشى أن تكون مقحمة، والله أعلم. (¬2) هذه الزيادة في الأَصل تمام الحديث، وقد ساقه المؤلف من طريق شيخ ابن حبان (عبد الله بن البخاري)، وليست فيه، وإنما هي عنده (2/ 95/ 820 - "الإحسان") عن شيخه أبي يعلى، ساقه عنه بإسناد الشيخ الأول؛ إلّا أنه قال: "بنحوه، قال: قولوا ... " إلخ. ومن عادة المؤلف أن يذكر مثل هذا، فكأنه ذهل هنا أو سقط من الناسخ، وهو في في "مسند أبي يعلى" (2/ 339 - 340)، ولم يتنبه لهذا المعلقون الأربعة!!

2 - باب قيام الساعة

2 - باب قيام الساعة 2182 - 2571 - و 2572 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَتَقومَنَّ (¬1) الساعةُ؛ و [قد نشر الرَّجلان] (¬2) ثوبهما بينهما؛ لا يتبايعانه ولا يطويانه، ولَتقومنَّ الساعةُ وقد انصرفَ [الرَّجل] بِلَبَن لقحته لا يطعمه، ولتقومَّنَّ الساعةُ [وهو] يلوطُ حوضَه لا يسقيه، ولتقومَنَّ الساعةُ؛ ورفع [أحدكم] لقمته إِلى فيه لا يطعمها". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 191): خ، م - لكن ليس عنده الفقرة الأَخيرة، فليس الحديث على شرط "الزوائد". 2183 - 2574 - عن أَبي هريرة، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلُّ ابن آدمَ يأكله الترابُ؛ إِلّا عَجْب الذَّنَبِ، منه خلق، ومنه يركب" (¬3). صحيح - "ظلال الجنّة" (891): م، خ - نحوه، فليس على شرط "الزوائد". ¬

_ (¬1) الأَصل: "لتقوم" في الفقرات الأَربع! والظاهرُ أنَّه هكذا وقعت الرواية لابن حبّان؛ فإنّه كذلك في طبعتي "الإحسان"، وكذلك هو في "ترغيب المنذري" (4/ 191) معزوًّا لأَحمد، وابن حبّان في "صحيحه"، ومن الغريب أنَّ هذه اللفظة تحرفت إلى: "لتقم" في "مسند أَحمد" (2/ 269)، ووقعت على الصوابِ في "أَطراف المسند" (7/ 371/ 9884) للحافظ ابن حجر: "لتقومَنَّ"، وكذلك هو في "صحيح البخاري" (6506). (¬2) هذه الزيادة وما بعدها من "صحيح البخاري". (¬3) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإِسلام ابن حجر رحمه الله: "هذا الحديث أَخرجه مسلم من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أَبي الزناد بهذا اللفظ، فلا وجه لاستدراكه، وأَخرجه أَيضًا من طريق همام عن أَبي هريرة، وأَخرجه الشيخان في أَثناء حديث من طريق أَبي صالح عنه".

4 - باب كيف يبعث الناس؟

4 - باب كيف يبعثُ الناس؟ 2184 - 2575 - عن أَبي سعيد الخدري، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الميتُ يبعثُ في ثيابِه (¬1) التي قبضَ فيها". صحيح - "الصحيحة" (1671). 2185 - 2576 - عن عبد الله، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنّكم محشورون حفاةً عُراةً غُرلاً، وأوّلُ الخلائقِ يكسى يومَ القيامةِ: إبراهيم". صحيح عن عبد الله بن عباس، وشاذ عن عبد الله؛ وهو ابن مسعود - "التعليقات الحسان" (9/ 214/ 7284). 5 - باب في مقدارِ يوم القيامة 2186 - 2578 - عن أَبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: " {[يوم] يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: مقدارَ نصفِ يومٍ من خمسين أَلف سنة، يُهَوَّن ذلك على المؤمنين؛ كتدلي الشمسُ للغروب إِلى أَن تَغربَ" (¬2). صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 196)، "الصحيحة" (2817). 6 - باب بعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأُمته 2187 - 2579 - عن كعب بن مالك، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: ¬

_ (¬1) قلت: الحديث على ظاهره، وهو من الغيب الذي أُمِرْنا بالإيمان به، فلا وجه لتأويله، ولا سيما أنه كذلك فهمه الصحابي أبو سعيد الخدري؛ فإنه رواه لما حضره الموت، دعا بثياب جدد فلبسها، ثم قال ... فذكره، ولا ينافيه ما بعده؛ فإنه في الحشر، وهذا في البعث، فتأمل تهتد! (¬2) قلت: لآخره شاهد من حديث ابن عمرو، يأتي في أول الباب (12).

7 - باب كيف يبعث الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما؟!

"يبعثُ الناس يوم القيامة، فأَكونُ أَنا وأُمتي على تَل، فيكسوني ربّي حُلَّةً خَضراءَ، فأَقولُ ما شاءَ اللهُ أَن أَقول، فذلك المقامُ المحمود". صحيح - "الصحيحة" (2370). 7 - باب كيف يبعث الذين يأكلون أَموال اليتامى ظلمًا؟! [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 8 - كيف ينصب للكافر؟! [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 9 - باب دنو الشمس وعرق الناس 2188 - [7328 - عن عائشة، قالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهمَّ! حاسبني حسابًا يسيرًا". قالت: قلت: يا رسولَ اللهِ! ما الحساب اليسير؟ قال: "أَنْ ينظرَ في سيّئاته ويتجاوز له عنها، إِنّه من نوقش الحساب يومئذٍ هلك، وكلُّ ما يصيب المؤمن يكفر عنه من سيئاته، حتّى الشوكة تشوكه"]. حسن صحيح - "ضعيف أَبي داود" (557). 2189 - 2583 - عن عقبة بن عامر، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يقول] "تدنو الشمسُ من الأَرض، فيعرقُ الناسُ، فمن الناسِ من يبلغُ عرقه كعبيه، [ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق] (¬1)، ومنهم من يبلغُ إِلى ركبتيه، ومنهم من يبلغُ إِلى العجز (¬2)، ومنهم من يبلغُ إِلى الخاصرة، ومنهم من ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان"، و"الترغيب"، وقد عزاه لجمع منهم ابن حبان. (¬2) الأَصل: "الفخذ"، والتصحيح مما ذكر قبله، ومنهما صححتُ بعضَ الأَخطاءِ الأخرى.

10 - باب ما جاء في الحساب

يبلغُ عنقه، ومنهم من يبلغُ وسطَ فيه - وأَشارَ بيده فألجم فاه، قال: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشيرُ هكذا -، ومنهم من يغطيه عرقه"؛ وضرب بيده إشارةً" (¬1). صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 195). 2190 - [7318 - عن أَبي هريرة، قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "رحم الله عبدًا كانت لأَخيه عنده مظلمة في نفس، أَو مالٍ، فأَتاه، فاستحلَّ منه قبل أَن يؤخذَ من حسناتِه؛ فإِن لم يكن له حسنات؛ أُخذَ من سيّئاتِ صاحبِه، فتوضعُ في سيّئاتِه"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (3265)، وهو في "البخاري" نحوه دون قولِه: "رحم الله عبدًا". 10 - باب ما جاء في الحساب 2191 - 2584 - عن جابر، قال: [لمّا] رجعت مهاجرة الحبشة إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: "أَلا تحدّثوني بأَعجبِ ما رأيتم بأَرض الحبشة؟! ". قال فتية منهم: يا رسولَ الله! بينا نحن جلوس؛ مرَّت علينا عجوزٌ من عجائزهم، تحملُ على رأسها قُلَّةً من ماءٍ، فمرّت بفتى منهم، فجعل إِحدى يديه بين كتفيها ثمَّ دفعها على ركبتيها، فانكسرت قُلتها، فلما ارتفعت التفتت إِليه، ثمَّ قالت: ستعلمُ يا غُدَرُ! إِذا وضعَ الله الكرسيّ، وجمعَ الأَوّلين والآخرين، وتكلمت الأَيدي والأَرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم ¬

_ (¬1) بيّنتها رواية الحاكم، فزاد: فأمرَّ يَده فوق رأسِه؛ من غير أَن يصيبَ الرّأس، دوّر راحته يمينًا وشمالاً.

11 - باب شهادة الأرض

أَمري وأَمرَك عنده غدًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدقت ثمَّ صدقت! كيف يقدّسُ اللهُ قومًا لا يؤخذُ لضعيفهم من شديدهم؟! ". صحيح لغيره - "مختصر العلوّ" (59)، "ظلال الجنة" (1/ 257/ 582): تقدّم بعضه في "الإمارة" (1292/ 1554). 2192 - 2585 - عن أَبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَولُ ما يقالُ للعبدِ يومَ القيامة: أَلم أُصَحِّحْ جِسمَكَ، ونُروِكَ من الماءِ البارد؟! ". صحيح لغيره - "الصحيحة" (539). 11 - باب شهادة الأَرض [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 12 - باب حساب الفقراء 2193 - 2587 - عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يجتمعون يومَ القيامة؛ فيقال: أَين فقراءُ هذه الأُمّة [ومساكينها]؟ قال: [فيقومون] فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربّنا! ابْتَلَيْتنا فصبرنا، وَوَلَّيتَ (¬1) الأَموالَ والسلطان غيرنا، فيقول الله: صدقتم، قال: فيدخلون الجنّة قبل الناسِ، وتبقى شدة الحسابِ على ذوي الأَموالِ والسلطان". قالوا: فأَينَ المؤمنون يومئذٍ؟ قال: ¬

_ (¬1) كذا الأَصل، وكذا في "الترغيب" برواية الطبراني وابن حبّان، و"المجمع" (10/ 337) برواية الطبراني! وفي "الإحسان": "وآتيت".

13 - باب عرض المؤمنين والكافرين

"يوضعُ لهم كراسي من نور، وتُظلل عليهم الغمام، يكون ذلك اليوم أَقصر على المؤمنين من ساعة من نهار" (¬1). حسن - "التعليق الرَّغيب" (4/ 87). 13 - باب عرض المؤمنين والكافرين [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 14 - باب جامع في البعث والشفاعة 2194 - 2589 و 2590 - عن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: أَصبحَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذاتَ يومٍ، فصلّى الغداةَ، ثمَّ جلس، حتّى إِذا كانَ من الضحى؛ ضحكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجلسَ مكانه حتّى صلّى الأُولى والعصر والمغرب [والعشاء]، كلَّ ذلك لا يتكلّمُ، حتّى صلى العشاء الآخرة، ثمَّ قامَ إِلى أَهلِه، فقال الناس لأَبي بكر: سل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما شأنه؟ صنعَ اليومَ شيئًا لم يصنعه قط، [فسأله]، فقال: "نعم، عُرِضَ عليَّ ما هو كائن من أَمرِ الدنيا والآخرة، فَجُمِع الأوّلون والآخرون بصعيد واحد، حتّى انطلقوا إِلى آدم عليه السلام، والعَرَقُ يكادُ يلجمهم، فقالوا: يا آدمُ! أَنتَ أَبو البشر؛ اصطفاكَ الله، اشفعَ لنا إِلى ربِّك، فقال: لقد لقيت مثل الذي لقيتم، فانطلقوا إِلى أَبيكم بعد أَبيكم، إِلى نوح {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}. فينطلقون إِلى نوح، فيقولون: اشفع لنا إِلى ربّك؛ فإنّه اصطفاك الله واستجابَ لك في دعائك، فلم يَدَعْ على الأَرضِ من الكافرين ديّارًا، ¬

_ (¬1) قلت: لآخره شاهد من حديث أبي هريرة تقدم في (5 - باب).

فيقول: ليس ذاكم عندي، فانطلقوا إِلى إِبراهيم؛ فإنَّ اللهَ اتخذه خليلاً. فينطلقون إِلى إِبراهيم (¬1) فيقول: ليس ذاكم عندي، فانطلقوا إِلى موسى؛ فإنَّ الله قد كَلَّمه تكليمًا. فيقول [موسى]: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إِلى عيسى ابن مريم؛ فإنّه يبرئُ الأَكمه والأَبرص ويحيى الموتى. فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إِلى سيد ولد آدم؛ فإنّه أَوّل من تنشقُّ عنه الأَرض يوم القيامة، انطلقوا إِلى محمد؛ فليشفع لكم إِلى ربِّكم. قال: فينطلقون، وآتي جبريل، فيأتي جبريل ربّه، فيقول [الله]: ائذن له وبشره بالجنّة. قال: فينطلقُ به جبريل، فيخرُّ ساجدًا قدر جمعة، ثمّ يقول الله تبارك وتعالى: يا محمد! ارفع رأسك، وقل تُسمع، واشفع تُشَفّع، فيرفعُ رأسه، فإِذا نظرَ إِلى ربِّه؛ خرَّ ساجدًا قَدْرَ جمعة أُخرى، فيقول الله: يا محمد! ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، فيذهب ليقع ساجدًا، فيأخذ جبريل بِضَبْعَيْهِ، ويفتحُ الله عليه من الدعاء شيئًا لم يفتح على بشر قط، فيقول: أَي ربِّ! جعلتني سيد ولدِ آدم ولا فخر، وأوّل من تنشق عنه الأَرض يوم القيامة ولا فخر، حتّى إِنَّه ليَرِدُ عليَّ الحوض [يوم القيامة] أَكثر ممّا بين صنعاء وأَيلة. ¬

_ (¬1) في "الإحسان": "فيأتون إبراهيم"، والزيادات منه، وكذا تصحيح بعض الأخطاء.

ثمَّ يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون، ثمَّ يقال: ادعوا الأَنبياء؛ فيجيءُ النبيّ معه العصابة، والنبي معه الخمسة والستة، والنبي ليس معه أَحد، ثمَّ يقال: ادعوا الشهداء؛ فيشفعون لمن أَرادوا. فإِذا فعلت الشهداء ذلك؛ يقول الله جلَّ وعلا: أَنا أَرحمُ الرَّاحمين، أدخلوا جنّتي من كانَ لا يشركُ بي شيئًا، فيدخلون الجنّة. ثمَّ يقول الله تعالى: انظروا في النّار هل فيها من أَحد عمل خيرًا قطّ؟ فيجدون في النار رجلًا، فيقال له: هل عملت خيرًا قط؟ فيقول: لا؛ غير أنّي كنت أُسامحُ النّاس في البيع، فيقول الله: أسمحوا لعبدي كإسماحه إِلى عبيدي، ثمَّ يخرج من النار آخر، فيقال له: هل عملت خيرًا قط؟ فيقول: لا؛ غير أَنّي [كنت] أَمرت ولدي إِذا متِّ؛ فاحرقوني بالنار، ثمَّ اطحنوني حتّى إِذا كنت مثل الكحل؛ فاذهبوا بي إِلى البحر، فذروني في الريح! فقال الله: لم فعلتَ ذلك؟ قال: من مخافتِك! فيقول: انظر إِلى مُلك أَعظم مَلِك؛ فإنَّ لك مثله وعشرة أَمثالِه، فيقول: لِمَ تسخر بي وأَنت المَلِك؟! فذلك الذي ضحكتُ منه من الضحى". قال إِسحق: هذا من أَشرف الحديث، وقد روى هذا الحديث عدة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بنحو هذا، منهم حذيفة، وابن (¬1) مسعود، وأَبو هريرة، وغيرهم. حسن - "ظلال الجنة" (751، 812). ¬

_ (¬1) الأصل: (أبو)، والتصويب من "الإحسان" وغيره، وغفل عنه المعلقون على "الموارد" في طبعتهم الجديدة، وانظر "صحيح الترغيب" (26 - البعث/ 5 - فصل).

2195 - 2592 - عن عوف بن مالك، قال: كنّا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه، فانتهيتُ ذاتَ ليلةٍ، فلم أَرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في مكانِه، وإِذا أَصحابه كأنّ على رؤسهم الطير، وإِذا الإِبل قد وضعت جرانها، قال: فنظرتُ؛ فإذا أَنا بخيال؛ فإِذا معاذ بن جبل قد تصدى [لي]، فقلت: أَين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: [ورائي]، وإِذا أنا بخيال؛ فإذا هو أَبو موسى الأَشعريّ، فقلت: أَين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ورائي. قال: فسمعت خلف أَبِي موسى هَزيزًا كهزيز الرَّحى؛ فإِذا أَنا برسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسولَ الله! إنَّ النبيّ إِذا كانَ بأَرض العدوّ؛ كانَ عليه حرس؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتاني آتٍ فخيرني بين أَن يدخلَ نصفُ أُمتي الجنّة، وبين الشفاعة، فاخترتُ الشفاعة" فقال معاذ: بأَبي أَنتَ وأُمي يا رسولَ الله! قد عرفتَ منزلتي؛ فاجعلني منهم، قال: "أَنت منهم". قال عوف بن مالك وأَبو موسى: يا رسولَ الله! قد عرفتَ أنَّا تركنا أَموالَنا وأَهلينا وذرارينا؛ نؤمنُ باللهِ ورسولِه، فاجعلنا منهم، قال: "أنتما منهم". قال: فانتهينا إِلى القوم وقد ثاروا، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَتاني آتٍ من ربّي، فخيرني بين أَنْ يدخل نصف أُمتي الجنّة، وبين

الشفاعة، فاخترتُ الشفاعة". فقال القوم: يا رسولَ اللهِ! اجعلنا منهم، فقال: "أَنصتوا". فأَنصتوا حتّى كأنَّ أَحدًا لم يتكلّم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي لمن ماتَ لا يشرك بالله شيئًا". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 215)، "ظلال الجنّة" (819). 2196 - 2593 و 2594 - ومن طريق آخر عن عوف بن مالك، قال: عرَّس بنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافترش كلُّ رجلٍ منّا ذراع راحلته، فانتبهت في بعض الليل؛ فإِذا ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس قدّامها أحدٌ! فانطلقت أَطلبُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإِذا معاذُ بن جَبل وعبد الله بن قيس قائمان، قال: قلت: أَينَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالا: ما ندري! غير أنّا سمعنا صوتًا بأعلى الوادي؛ فإِذا مثل هزيز الرحى، فلم يلبث إِلّا يسيرًا حتّى أَتانا. فقلت ... فذكر نحوه. صحيح - "ظلال الجنة" (818). 2197 - 2596 - عن أَنس بن مالك، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "شفاعتي لأَهل الكبائر من أُمتي". صحيح - "ظلال الجنة" (832)، "مشكاة المصابيح" (5598 و 5599/ التحقيق الثاني)، "الروض النضير" (45، 65). 2198 - [6433 - عن جابر، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

15 - باب شفاعة إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبيا وسلم

"شفاعتي لأَهل الكبائر من أُمتي"]. صحيح لغيره - "تخريج المشكاة" (5599)، "الروض النضير" (45)، "ظلال الجنة" (830 - 832). 15 - باب شفاعة إِبراهيم صلى الله عليه وعلى نبيّا وسلّم 2199 - 2597 - عن حذيفة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "يقول إِبراهيم يومَ القيامة: يا ربّاه! فيقول الله جلَّ وعلا: يا لبَّيكاه! فيقول إِبراهيم: يا ربِّ! حرقت بَنيَّ، فيقول: أَخرجوا من النّارِ من كانَ في قلبِه ذرةً أَو شعيرة من إِيمان". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 220). 16 - باب في شفاعة الصالحين 2200 - 2598 - عن عبد الله بن شقيق، قال: جلستُ إِلى قوم أَنا رابعهم، فقال أَحدهم: سمعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليدخلنَّ الجنةَ بشفاعة رجلٍ من أُمتي أَكثرُ من بني تميم". قلنا (¬1): سواك يا رسولَ الله؟! قال: "سواي". قلت: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، فلمّا قامَ قلت: من هذا؟ قالوا: ابن الجدعاء - أو ابن أَبِي الجدعاء -. ¬

_ (¬1) الأصل: (قلت)، والمثبت من "مسند أحمد"، و"أبي يعلى"، ولعله أولى.

17 - باب في شفاعة الملائكة والنبيين

صحيح - "الصحيحة" (2178). 17 - باب في شفاعة الملائكة والنبيّين 2201 - [183 - عن جابر، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إِذا مُيِّزَ أَهلُ الجنّة وأَهلُ النار؛ يدخلُ أَهلُ الجنّة الجنةَ، وأَهلُ النار النّارَ؛ قامت الرَّسلُ فشفعوا، فيقال: اذهبوا فمن عرفتم في قلبِه مثقالَ قيراط من إِيمان؛ فأَخرجوه، فيخرجون بشرًا كثيرًا، ثمَّ يقالُ: اذهبوا فمن عرفتم في قلبه مثقال خردلةٍ من إِيمان؛ فأَخرجوه، فيخرجون بشرًا كثيرًا، ثمَّ يقول جلَّ وعلا: أَنا الآن أُخرجُ بنعمتي وبرحمتي، فيخرج أَضعاف ما أَخرجوا وأضعافهم؛ قد امتَحَشُوا وصاروا فحمًا، فيلقون في نهرٍ، أو في نهر من أَنهارِ الجنّة، فتسقط مُحاشهم على حافة ذلك النهر، فيعودون بيضًا مثل الثعارير (¬1)، فيكتب في رقابهم: عتقاء الله، ويسمّون فيها الجهنميّين"]. صحيح لغيره - "ظلال الجنّة" (2/ 404/ 841)، "الصحيحة" (3054). 2202 - 2599 - عن صالح بن أَبِي طريف، قال: قلت لأَبي سعيد الخدري: أَسمعتَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول في هذه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}؟ فقال: نعم، سمعتُه يقول: "يُخْرجُ الله أُناسًا من المؤمنين من النّارِ بعد ما يأَخذ نقمته منهم - قال: لَمّا أَدخلهم الله النار مع المشركين؛ قال المشركون: أَليس كنتم تزعمون في ¬

_ (¬1) هي القثاء الصغار، شبهوا بها؛ لأن القثاء ينمو سريعًا: "نهاية".

18 - باب في حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -

الدنيا أَنَّكم أَولياؤُه، فما لكم معنا في النّار؟! فإِذا سمعَ الله ذلك منهم؛ أَذِنَ في الشفاعة، فيشفعُ لهم الملائكة والنبيّون، حتّى يُخْرَجوا بإذن الله، فلمّا أُخرِجوا قالوا: يا ليتنا كنا مثلهم؛ فتدركنا الشفاعةُ فنخرجَ من النّار! فذلك قول الله [جل وعلا]: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} قال: فَيسَمَّونَ [في الجنة]: (الجهنّميين)؛ من أَجلِ سوادٍ في وجوههم، فيقولون: ربّنا! أَذهب عنّا هذا الاسم، فيغتسلون في نهر في الجنّة، فيذهب ذلك منهم". (قلت): لأَبي سعيد أَحاديث في "الصحيح" في الشفاعة غير هذا. صحيح لغيره - "ظلال الجنّة" (2/ 405/ 842، 844). 18 - باب في حوض النبيّ - صلى الله عليه وسلم - 2203 - 2600 - عن أَبي برزة، قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما بين ناحيتي حوضي؛ كما بين (أيلة) إِلى صنعاء مسيرةَ شهر، عرضه كطولِه، فيه مزرابان ينثعبان من الجنّة، مِن وَرِق وذَهبٍ، أَبيضُ من اللبن، وأَحلى من العسل، وأَبردُ من الثلج، فيه أَباريق عدد نجوم السماء". حسن صحيح - "ظلال الجنة" (722). 2204 - 2601 - عن عتبة بن عبدٍ السُّلَميِّ، قال: قامَ أَعرابيّ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما حوضُك الذي تُحَدِّثُ عنه؟ فقال: "هو كما بين صنعاء إِلى بصرى، ثمَ يمدّني الله فيه بكُراع (¬1) لا يدري بَشرٌ - ممن خُلِق - أَيَّ طرفيه". ¬

_ (¬1) أَي: طرفٍ من ماء الجنّة يشبه بـ (الكراع) لقلّته، وأنّه كالكراع من الدابّة. "نهاية".

قال: فكبّر عمر رضوان الله عليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَمّا الحوضُ؛ فيزدحم عليه فقراءُ المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله، ويموتون في سبيل الله، وأَرجو أَن يوردني الله الكراعَ فأَشرب منه" (¬1). صحيح لغيره - "ظلال الجنة" (715). 2205 - 2602 - عن أَبي أُمامة الباهليّ: أنَّ يزيد بن الأَخنسِ [السلمي] قال: يا رسولَ الله! ما سعةُ حوضِك؟ قال: "كما بين عدن إِلى عَمّان، وإِنَّ فيه مَثْغَبَين من ذهب وفضة". قال: فما ماءُ حوضِك يا نبيَّ الله؟! قال: "أَشدُّ بياضًا من اللبن، وأَحلى مذاقةً من العسل، وأَطيبُ رائحةً من المسك، من شربِ منه لم يظمأُ أَبدًا، ولم يسودّ وجهه أَبدًا". صحيح - "ظلال الجنة" (729)، "التعليق الرغيب" (4/ 208). 2206 - 2603 - عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حوضي مسيرةُ شهر، زواياه سواء (¬2)، ماؤه أَبيضُ من الثلج، وأَطيبُ ¬

_ (¬1) كذا الأَصل، ويلقى في البال أن قولَه: "وأَرجو ... " لعلّه من قول عمر، ليس من تمام الحديث المرفوع، وإنما أدرج فيه، والله أَعلم. (¬2) في هامش الأَصل: من خط شيخ الإسلامِ ابن حجر رضي الله عنه: "أَصل هذا عن ابن عمر، وليس عن ابن عمرو بن العاص، رواته في "الصحيحين" من رواية نافع عن ابن عمر كذلك؛ فلا يستدرك، وقد أَخرجه مسلم عن داود بن عمر والد كعب بها، ولكن لم أَر في خ: "زواياه سواء"؛ فينظر". قلت: بل الحديث في "الصحيحين" من رواية ابن أَبِي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو - زاد مسلم -: ابن العاص ... وهو مخرّج في "الظلال" (728)، وأَمّا حديث ابن عمر رواية نافع عنه؛ فهو =

19 - باب في صفة جهنم

من المسك، آنيتُه كنجومِ السماءِ، من شربَ منه لا يظمأ بعده أَبدًا". (قلت): لابن عمر حديث في الحوض في "الصحيح" غير هذا (¬1). صحيح - "ظلال الجنة" (728) ق - ابن عمرو، وهنا: ابن عمر، والطريق واحد! 2207 - 2604 - عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أَنا فرطُكم بين أَيديكم، فإن لم تجدوني؛ فأَنا على الحوض، ما بين أَيلة إِلى مكّة، وسيأتي رجال ونساء بآنية وقِرَب، [ثم] (¬2) لا يذوقون منه شيئًا". صحيح - "ظلال الجنّة" (2/ 358/ 771). 19 - باب في صفة جهنّم 2208 - 2608 - عن أَبي هريرة، يبلغ به النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ناركم هذه جزءٌ من سبعين جزءًا من نارِ جهنّم، ضُربت بماء البحر، ولولا ذلك؛ ما جعل الله فيها منفعةً لأحد". (قلت): في "الصحيح" منه إِلى قولِه: "ضربت". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 226)، "الضعيفة" تحت الحديث (3208): ق دون قوله: "ضربت ... " إلخ. ¬

_ = حديث آخر عندهما، وهو الذي أَشارَ إِليه الهيثميّ، وليس فيه: "زواياه سواء"؛ انمّا هي في حديث ابن عمرو في رواية لمسلم، كما أَشارَ إليه ابن حجر هنا، وصرَّحَ بذلك في "الفتح" (11/ 470)، وعزاها للإسماعيلي أَيضًا، قلت: وابن أَبِي عاصم أَيضًا في "السنّة" (728). (¬1) قلت: يشيرُ إلى حديثِ نافع عن ابن عمر مختصرًا بلفظ: "إن أَمامَكم حوضًا، ما بين ناحيتَيْه كما بين جرباء وأَذرح"؛ زاد مسلم في رواية: "فيه أَباريق كنجومِ السماء، من وردَ فشرب منه؛ لم يظمأ بعدها أبدًا"؛ وهو مخرّج في "الظلال" (726 و 727). (¬2) زيادة من "الإحسان"، ولفظه في "السنّة": "يطردون منه، فلا يطعمون منه شيئًا".

20 - باب

2209 - 2609 - عن أَبِي موسى الأَشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أنَّ حَجَرًا يقذفُ به في جهنّم؛ هوى سبعين خريفًا قبل أَن يبلغَ قَعرَها". صحيح لغيره - "الصحيحة" (1612 و 2165). 2210 - 2613 - عن عبد الله بن الحارث بن جَزْءٍ الزبيدي، قال عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أنّه قال: "إنَّ في النّارِ لحيّاتٍ أَمثال أَعناق البُخت، تلسعُ أحدهم (¬1) اللسعةَ، فيجدُ حُمُوَّها أَربعين خريفًا". حسن - "التعليق الرغيب" (4/ 233)، "الصحيحة" (3429). 20 - باب 2211 - 2614 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بالموتِ يومَ القيامة فيوقفُ على الصراطِ، فيقال: يا أَهلَ الجنّة! فينطلقون خائفين وجِلين أَن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثمَّ يقال: يا أَهلَ النَّارِ! فينطلقون فرحين مستبشرين أَن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم ربَّنا! هذا الموتُ، فيؤمر به فيذبحُ على الصراطِ، ثمَّ يقال للفريقين كلاهما: خلود ولا موت فيه أَبدًا". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 278 و 279)، "تخريج الطحاوية" (419/ 576). ¬

_ (¬1) الأصل: "إحداهن"، والتصحيح من "الإحسان"، ومنه صححت أيضًا لفظة: "حموها"، فقد جاءت في الأصل: "حرها"، والمعنى واحد.

21 - باب عرض مقاعدهم عليهم من الجنة والنار

21 - باب عرض مقاعدهم عليهم من الجنّة والنَّار 2212 - 2615 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلُ الجنّة أَحدٌ إِلا أُرِيَ مقعدَه من النّارِ [لو أساء] (¬1)؛ ليزدادَ شكرًا، ولا يدخلُ النَّارَ أَحدٌ إِلّا أُرِيَ مقعدَه من الجنّة [لو أحسن] (1)؛ ليكونَ عليه حسرة". صحيح - "التعليقات الحسان" (9/ 271): خ - فليس هو على شرط "الزوائد". 22 - باب صفة الكافر في جهنّم 2213 - 2616 - عن أَبِي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "غِلظُ جلدِ (¬2) الكافر: اثنان وأَربعونَ ذراعًا بذراع الجبّار، وضرسه مثلُ أُحد". الجبّار: ملك باليمن؛ يقال له: الجبّار (¬3). صحيح - "ظلال الجنّة" (1/ 271/ 610)، "التعليق الرغيب" (4/ 237). 23 - باب في أَهون أَهل النَّار عذابًا 2214 - 2617 - عن أَبِي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ¬

_ (¬1) زيادة من "الإحسان"، و"صحيح البخاري" وغيره من المصادر. (¬2) سقط من "الإحسان"، وهو ثابت في "الترغيب" (4/ 237/ 3) برواية ابن حبان؛ لكن ليس فيه لفظة: "غلظ". (¬3) كذا جاء عقب الحديث في الأصل، وكذا في "الإحسان"! والظاهر أنه تفسير من ابن حبان، وإلى قوله عزاه المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 237)، وقرن به غيره، وقال: "وقيل: ذلك بالعجم".

رؤية المصطفى عمرو بن لحي في النار

"إنَّ أَدنى أَهلِ النَّارِ عذابًا: الذي يجعلُ له نعلان من نارٍ؛ يغلي منها دماغه". حسن صحيح - "التعليق الرَّغيب" (4/ 240)، "الصحيحة" (54 و 55). [رؤية المصطفى عمرو بن لحي في النار 2215 - [7447 - عن أَبِي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "عُرِضت عليَّ النار، فرأيت فيها عمرو بن لُحَيِّ بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار، وكان أَول من غير عهد إِبراهيم وسيَّب السوائب، وكان أَشبه شيءٍ بأَكثم بن أَبي الجون الخزاعي". فقال الأَكثم: يا رسول الله! هل يضرني شبهه؟ فقال: "إِنَّك مسلم وهو كافر"]. حسن صحيح - "الصحيحة" (1677) (¬1). * * * ¬

_ (¬1) من أَخطاء المعلِّقَيْن - أَو المعلق - على الكتاب (16/ 536 - طبعة المؤسسة): أَنه عزاه لمسلم (2856) (50)، وليس عنده قوله: "وكان أَول ... " إلخ. وكذلك رواه البخاري (3520 و 3521)، وهو في الكتاب (6260). واشتط في الخطأ مخرّب كتب الأَئمة، فعزا في التعليق على "إغاثة اللهفان" (2/ 254) جملة التغيير للشيخين!

43 - كتاب صفة الجنة

43 - كتاب صفة الجنّة 1 - باب صفة أَبواب الجنّة 2216 - 2618 - عن معاوية بن حيدة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بين مِصراعين من مصاريع الجنّة مسيرةُ سبع سنين". صحيح بلفظ: "أَربعون سنة"، ولفظة: "سبع" شاذة - "الصحيحة" (1698). 2217 - 2619 - عن أَبِي هريرة، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "والذي نفسي بيده، إنَّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنّة؛ لكما بين مكّة وهجر، أو كما بين مكّة وبصرى". صحيح - وهو قطعة من آخر حديث الشفاعة الطويل: "ظلال الجنّة" (2/ 381/ 811)، ق - فليس على شرط "الزوائد". 2 - باب فيما في الجنّة من الخيرات 2218 - 2621 - عن أَبِي هريرة، قال: قلنا: يا رسولَ اللهِ! [إنا] إِذا كنّا عندك رَقَّتْ قلوبُنا، وكنّا من أَهل الآخرة، وإِذا فارقناك؛ أَعجبتنا الدنيا، وشمِمنا النساء والأَولاد؟ فقال: "لو تكونون على كلِّ حالٍ على الحالِ الذي أَنتم عليه عندي؛ لصافحتكم الملائكة بأَكفّكم؛ ولو أنّكم في بيوتكم. ولو لم تذنبوا؛ لجاء الله بقوم يذنبون؛ كي يغفر لهم".

قال: قلنا: يا رسولَ الله! حدثنا عن الجنّة ما بناؤها؟ قال: "لَبِنةٌ من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلُها يَنْعَمْ فلا يبؤسُ، ويخلدُ لا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ... (¬1). ودعوة المظلوم تحمل على الغمام، وتفتحُ لها أَبواب السماوات، ويقول الرَّبّ: وعزتي لأَنصرنّكِ ولو بعد حين". صحيح لغيره - "المشكاة" (5630/ التحقيق الثاني). 2219 - [7351 - عن أَبِي هُريرة، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لمّا خَلق اللهُ الجنة قال: يا جبريل! اذهب فانظر إِليها، فذهب فنظر، فقال: يا رب! وعزتك لا يسمع بها أحد إِلا دخلها! فحفها بالمكاره، ثم قال: اذهب فانظر إِليها، فذهب فنظر إِليها، فقال: يا رب! لقد خشيت أَن لا يدخلها أَحد! فلما خلق الله النار قال: يا جبريل! اذهب فانظر إِليها، فقال: يا رب! وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها! فحفها بالشهوات، ثم قال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال: يا رب! وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إِلا دخلها! "]. حسن صحيح - "تخريج التنكيل" (2/ 177)، "تخريج الطحاوية" (416)، "تخريج المشكاة" (5696). ¬

_ (¬1) هنا فقرة حذفتها؛ لأني لم أَجد لها شاهدًا، وقد تقدمت في "الضعيف" برقم (... / 894).

3 - باب في أنهار الجنة

3 - باب في أَنهارِ الجنّة 2220 - 2622 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنهارُ الجنّة تخرجُ من تحت تلال - أو من تحت جبالِ - المسك". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 255)، "التعليقات الحسان" (7365). 2221 - 2623 - عن معاوية بن حيدة، أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ في الجنّة بحرَ الماء، وبحرَ العسل، وبحرَ الخمر، وبحرَ اللبن، ثمَّ تنشق منّها بعدُ الأَنهارُ". صحيح - "المشكاة" (5650 و 5651/ التحقيق الثاني). 4 - باب في شجر الجنّة 2222 - 2624 - عن أَبِي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما في الجنّة شجرة إِلّا ساقها من ذهب". حسن صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 557). 2223 - 2625 - عن أَبِي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه قال له رجل: يا رسولَ الله! ما طوبى؟ قال: "شجرة [في الجنة] مسيرةَ مائة سنة، ثيابُ أَهل الجنّة تخرجُ من أَكمامها". حسن لغيره - "التعليق الرغيب" (4/ 258). 2224 - 2626 - عن عتبة بن عبدٍ السلمي، قال: قامَ أَعرابيّ إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، [فـ] قال: ما فاكهة الجنّة؟ قال:

"فيها شجرة تدعى طوبى". قال: أَي شجرنا تشبه؟ قال: "ليس تشبه شجرًا من شجر أَرضك، ولكن أَتيتَ الشام؟ ". قال: لا يا رسولَ الله! قال: "فإنّها تُشْبِهُ شجرةً بالشامِ تدعى (الجوزة)، تَشْتَدُّ على ساق، ثمَّ يَنْتَشِرُ أَعلاها". قال: ما عظم أَصلها؟ قال: "لو ارتحلت جذعة من إِبلِ أَهلك؛ ما أحطْتَ بأصلها حتّى تنكسر ترقوتها هرمًا". صحيح لغيره - "ظلال الجنة" (715 - 716)، "التعليق الرغيب" (4/ 256/ 6)، "التعليقات الحسان" (7203). 2225 - 2627 - عن عتبة بن عبد السلمي، قال: قامَ أَعرابيّ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: فيها عنب - يعني: الجنّة - يا رسولَ الله؟! قال: "نعم" قال: ما عِظَمُ العنقود منها؟ قال: "مسيرة شهر للغراب الأَبقع؛ لا يني ولا يفتر". قال: ما عِظَمُ الحَبَّة منه؟ قال: "هل ذبح أَبوك تيسًا من غنمِه قطُّ عظيمًا؟ ". قال: نعم، قال:

5 - باب فرش أهل الجنة

"فسلخَ إِهابهُ فأَعطاه أُمَّك، وقال: ادبغي لنا هذا، [ثم اقري لنا منه] دلوًا نروي به ماشيتنا؟ ". قال: "نعم". قال: "فإنَّ تلك الحبّة، تُشْبعني وأَهْلَ بيتي؟ قال: "نعم، و [عامّة] عشيرتَك". صحيح لغيره - انظر ما قبله. 5 - باب فرش أَهل الجنّة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 6 - باب في نساء أَهل الجنّة وفضل موضع القدم من الجنّة على الدنيا وما فيها 2226 - 2629 و 2630 - عن أَنس بن مالك، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "غدوة في سبيل الله أَو روحة؛ خيرٌ من الدنيا وما فيها. ولقابُ قوسِ أَحدِكم أَو موضعُ قدم من الجنة؛ خيرٌ من الدنيا وما فيها. ولو أَنَّ امرأةً اطلعت إِلى الأَرضِ من نساءِ أَهل الجنّة؛ لأَضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها". (قلت): في "الصحيح" منه: "غدوة في سبيل الله أَو روحة خير من الدنيا وما فيها" (¬1). صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 263): خ بتمامه، م الشطر الأول منه، فالحديث ليس على شرط الكتاب. ¬

_ (¬1) بهامش الأَصل: "من خط شيخ الإسلام ابن حجر: "بل هو في "البخاري" بتمامه في أَواخر صفة الجنة قبل كتاب القدر".

7 - باب فيمن يشتهي الولد في الجنة

2227 - 2633 و 2634 - عن أَبِي هريرة، عن رسول الله أنّه قيل له: أنطأ في الجنّة؟ قال: "نعم - والذي نفسي بيده - دَحمًا دحمًا، فإِذا قامَ عنها؛ رجعتُ مطهرة بكرًا". حسن - "التعليقات الحسان" (9/ 246/ 7359). 2228 - 2635 - عن أَنس، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يعطَى الرَّجلُ في الجنّة كذا وكذا من النساء". قيل: يا رسولَ اللهِ! ومن يطيقُ ذلك؟! قال: "يعطي قوّة مائة". حسن صحيح - "تخريج المشكاة" (5636)، "الروض النضير" (1085). 7 - باب فيمن يشتهي الولد في الجنّة 2229 - 2636 - عن أَبِي سعيد الخدري، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ المؤمنَ إِذا اشتهى الولد في الجنّة؛ كانَ حملُه ووضعه وشبابه كما يشتهي في ساعة". صحيح - "المشكاة" (5648). 8 - باب في أَكل أَهل الجنّة وشربهم 2230 - 2637 - عن زيد بن أَرقم، قال: أَتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من اليهود، فقال: يا أَبا القاسم! أَلست تزعمُ أنَّ أَهل الجنّة يأكلون ويشربون فيها؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

9 - باب في أدنى أهل الجنة منزلة

"والذي نفسي بيده؛ [إنَّ أَحدهم] ليعطى قوّة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع". فقال له اليهودي: فإنَّ الذي يأكلُ ويشربُ؛ تكون له الحاجة؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حاجتهم عرقٌ يفيضُ من جلودِهم مثل المسك؛ فإِذا البطن قد ضمر". صحيح - "التعليق الرغيب" (4/ 259). 9 - باب في أَدنى أَهل الجنّة منزلة [ليس تحته حديث على شرط الكتاب] 10 - باب في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأُمّة 2231 - [2639 - عن بريدة بن الحُصَيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَهلُ الجنّة عشرون ومائة صف، هذه الأُمّة منها ثمانون صفًّا، [وأَربعون من سائر الأُمم] (¬1) ". صحيح - "المشكاة" (5644). 11 - باب تفاضل منازل أَهل الجنّة 2232 - 2640 و 2641 - عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) سقط هذا الحديث من الأصل؛ من طبعاته الثلاث، لكن بقي فيه ما يدل عليه؛ وهو رواية ابن حبان عن شيخه أبي يعلى بسنده عن سليمان بن بريدة، عن أبيه ... فذكر نحوه، فقول الهيثمي رحمه الله: "فذكر نحوه" فيه إشعار قوي أنه كان قد ذكر قبله الحديث بإسناده كما هي عادته، فرجعت إلى "الإحسان" (9/ 274/ 7416 و 7417)، فوجدت الحديث فيه من طريق أبي يعلى، ومن طريق شيخ آخر بإسنادهما عن ابن بريدة عن أبيه ... باللفظ المستدرك؛ لكن أحدهما فيه فقط الزيادة.

"إنَّ أَهلَ الجنّة يرونَ أهلَ الغرف، كما ترون الكوكبَ الدرّي الغابر في الأُفق من المشرق والمغرب؛ لتفاضلِ ما بينهما". قالوا: يا رسولَ الله! تلك منازلُ الأَنبياء؛ لا يبلغها غيرهم! قال: "بلى؛ والذي نفسي بيده؛ رجال آمنوا باللهِ وصدقوا المرسلين". (قلت): عند مسلم طرف من أَوّله. صحيح لغيره بتمامه - "التعليقات الحسان" (209): ق - أَبِي سعيد، فليس على شرط "الزوائد". 2233 - 2642 - عن أَبِي أُمامة الباهليّ، أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ اللهَ وعدني أَن يدخلَ من أُمتي الجنّةَ سبعين أَلفًا بغير حساب". [فـ] قال يزيد بن الأَخنس السلمي: والله ما أُولئك في أُمتك يا رسولَ اللهِ! إِلّا كالذباب الأَصهبِ في الذِّبَّان! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ ربّي قد وعدني سبعين أَلفًا، مع كلِّ أَلف سبعين أَلفًا، وزادني حَثَيات". صحيح - "ظلال الجنّة" (1/ 260 - 261). 2234 - 2643 - عن عتبة بن عبد السلمي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ ربّي وعدني أن يدخلَ من أُمتي الجنّة سبعين أَلفًا بغيِر حساب، ثمَّ يُتبعُ كلَّ أَلفٍ [بـ] سبعين أَلفًا، ثمَّ يَحثي بكفّه ثلاث حثيات". فكبّر عمر! فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ السبعين الأَلف الأُول يشفِّعهم الله في آبائهم وأُمهاتهم وعشائرهم، وأَرجو أن يجعل الله أُمتي أَدنى الحثيات الأواخر".

حسن صحيح - "التعليقات الحسان" (7203). 2235 - 2644 و 2645 - عن عبد الله بن مسعود، قال: تحدّثنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة؛ حتّى أَكرينا (¬1) الحديث، ثمَّ رجعنا إِلى منازلنا، فلمّا أَصبحنا غدونا عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عُرضت عليَّ الليلة الأَنبياء [وأُممهم وأَتباعها من] أُممها، فجعل النبيّ يمرّ ومعه الثلاثة من أُمته، وجعل النبيّ يمرُّ ومعه العصابة من أُمته، [والنبي وليس معه إلا الواحد من أمته، والنبي وليس معه أحدٌ من أمته] (¬2)، حتّى مَرَّ موسى بن عمران [في كبكبةٍ من بني إسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني، فقلت: يا ربِّ! من هؤلاء؟ قال: أخوك موسى بن عمران] ومن تبعه من بني إِسرائيل، قلت: يا ربّ! فأَينَ أُمتي؟ قال: انظر عن يمينك، فنظرتُ؛ فإِذا الظِّراب ظراب مكّة قد سُدَّ بوجوه الرِّجالِ، فقلت: يا ربِّ! من هؤلاءِ؟ قال: هؤلاءِ أُمتك؛ أَرضيت؟ فقلت: يا رب! قد رضيت، قال: انظر عن يسارِك، فنظرت؛ فإِذا الأُفق قد سُدَّ بوجوه الرِّجال، فقلت: [يا ربِّ! من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أُمَّتك، أرضيت؟ فقلت:] ربّ! رضيت، قيل: [فـ] إنَّ مع هؤلاءِ سبعين أَلفًا بلا حساب". ¬

_ (¬1) قال ابن حبان: "أَكرينا: أَخرنا". (¬2) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان"، ولم يستدركها الداراني - كعادته -! والزيادة الثانية من "الإحسان" أيضًا، وأما التي بعدها؛ فهي ثابتة في الأصل بالرقم الثاني (2645).

قال: فأَنشأ عُكَّاشة بن مِحْصن أَحد بني أَسد بن خزيمة؛ فقال: يا رسولَ الله! ادعُ الله أَن يجعلني منهم! قال: "فإنّك منهم". قال: ثمَّ أَنشأَ آخر فقال: يا رسولَ اللهِ! ادعُ اللهَ أَن يجعلني منهم! قال: "سبقك بها عكاشة بن محصن". [قال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم -: "فدىً لكم (¬1) أَبِي وأُمي، إِن استطعتم أن تكونوا من السبعين أَلفًا فكونوا، فإن عجزتم وقَصَّرتم؛ فكونوا من أَهل الظراب، فإنْ عجزتم وقصرتم؛ فكونوا من أَهل الأُفق؛ فإِنّي رأيت ثَمَّ أُناسًا يَتَهَوَّشونَ (¬2) كثيرًا"] (¬3). صحيح - التعليق على "الإحسان" (7/ 628). ¬

_ (¬1) وكذا في "البحر الزخار" (4/ 271)، وفي طبعتي "الإحسان": "فداكم". (¬2) كذا الأَصل "يتهوشون"، وفي طبعتي "الإحسان": "يتهرشون"، وفي "النهاية" على هذا الحديث (يتهارشون) قال: "هكذا رواه بعضهم، وفسره بالتقاتل، وهذا مما لا وجه له هنا". وهو في "مسند أَحمد" (1/ 401)، و"البحر الزخار" - بالواو بدل الراء - كما هنا. والتهاوش: الاختلاط. قلت: وهذا المعنى هو المناسب للمقام كما هو ظاهر، وهو معنى ما في الأَصل، والله أَعلم. (¬3) اعلم أنَّ هذه الزيادة ساقها الهيثميّ بإسناد ابن حبان من طريق سعيد، عن قتادة، وساق الحديث قبلها من طريق هشام، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران، فأَوهم الهيثميّ بهذا أنَّ طريق سعيد كطريق هشام، مداره على قتادة عن الحسن فقط! وليس كذلك؛ فإنَّ سعيدًا - وهو ابن أَبِي عَروبة - قال: عن الحسن، والعلاءَ بن زياد ... هكذا هو في "الصحيح" (8/ 115/ 6397 - "الإحسان")، =

2236 - 2646 - عن ابن مسعود، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "عُرضت [عليَّ] (¬1) الأُمم بالموسم، فرأيت أُمتي، فأَعجبتني كثرتُهم وهيئتهم، قد ملؤوا السهل والجبل، فقال: يا محمد! أَرضيت؟ قلت: نعم أَي رب! قال: ومع هؤلاءِ سبعون أَلفًا يدخلون الجنّة بغير حساب، الذين ¬

_ = و"البزار"، فزاد في الإسناد: العلاء هذا، وهو ثقة، وبه صحَّ الإسناد؛ لأنَّ الحسن مدلس وقد عنعنه، فكان على الهيثميّ أن يُنبّه على هذه الزيادة في السند، كما نبّه على الزيادة في المتن بقوله عقبه: "فذكر بإسناده نحوه وزاد بعد قولِ: "سبقك عكاشة". وقال نبيّ الله: "فدى لكم ... ". ولقد كانَ من آثارِ إغفالِه لهذه الزيادة: أنَّ الأَخ الداراني - في تعليقه على هذا الحديث هنا - ختمه بخطأ فاحش، فضعفَ الطريقين بعلّة العنعنة! فقال في تعليقه على طريق سعيد: "إسناده ضعيف كسابقه". وإنَّ من غرائبه: أنَّه بعد هذا التضعيف بسطر واحد؛ عزاه لابن حبان من طريق سعيد - وصححه - دون أن يتنبّه أنّه هو الطريق الذي ضعفه! ولا أَجدُ تعليلًا معقولًا لمثل هذه الأَوهام والغفلات؛ إِلّا الهيام الشديد بالنقل والتخريج، وتسويد الصفحات، وتكثير المجلدات دون تحقيق أو تدقيق يذكر، وقد نبهت على شيءٍ من ذلك فيما تقدّم حسبما تيسر! ومن ذلك قوله - بعد أن عزا الحديث للبزار بواسطة "كشف الأَستار" رقم (3538) بالسند الصحيح -: "وقال البزار: "في "الصحيح" طرف منه من حديث عمران ... " نقول: حديث عمران الذي أَشارَ إليه البزار أَخرجه مسلم ... "! فعزا جملة: "في الصحيح .. " للبزار! وهي للهيثمي، كما يفعل ذلك كثيرًا في كتابنا هذا "الموارد"، ولولا أنّه كرّرَ اسمَ البزار مرتين - كما رأيت - لقلت بأنّه سبق قلم، كما يقع ذلك لغيره، ولكن هذا التكرار يدلّ على أنّه ليس كذلك، والله المستعان، ولا حولَ ولا قوّة إلّا بالله. (¬1) سقطت من الأصل، واستدركتها من طبعتي "الإحسان" وبعض مصادر التخريج، منها "الأدب المفرد" (700 - "صحيح الأدب")، وغيره مثل "مسند البزار"، و"أبي يعلى". وقد عزاه الأخ الداراني إليهما دون أن يستدرك منهما هذه الزيادة!

13 - باب عرض الزيادة على أهل الجنة

لا يسترقون (¬1)، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربِّهم يتوكلون". فقال عكَّاشة: ادعُ الله أَن يجعلني منهم! فقال: "اللهمَّ! اجعله منهم". ثمَّ قال رجل آخر: ادعُ اللهَ أن يجعلني منهم! قال: "سَبَقَكَ بها عكَّاشة". (قلت): وقد تقدّم حديث الفلتان بن عاصم فيمن يدخل الجنّة بغير حساب في (علامات النبوّة) في "باب فيما كان عند أَهل الكتاب من علامات نبوّته - صلى الله عليه وسلم -". حسن صحيح - التعليق على "الإحسان" (7/ 628). 13 - باب عرض الزيادة على أَهل الجنّة 2237 - 2647 - عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذا دخلَ أَهل الجنّة الجنّة؛ قال الله جلَّ وعلا: أَتشتهون شيئًا [فأزيدَكم] (¬2)؟! قالوا: ربّنا! وما فوق ما أَعطيتنا؟! فيقول: بل رضاي أَكبر" (¬3). ¬

_ (¬1) أي: لا يطلبون الرقية من غيرهم، توكلًا منهم على ربِّهم، وأما زيادة: "لا يرقون" التي وقعت في بعض طرق الحديث عن ابن عباس في "مسلم" (1/ 183)؛ فهي شاذّة، زادها بعض رواته مكان قول: "لا يكتوون"؛ فزاد ونقص، ولذلك ضعفها شيخُ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله. والنظرُ الصحيحُ في معناها يؤكدُ ذلك؛ لأنَّ الرقية لا تنافي التوكل، بخلاف الاسترقاء، ولذلك تتابعت الأَحاديث في رقيته - صلى الله عليه وسلم - لغيره وحضه على ذلك، بل وثبت أنّه - صلى الله عليه وسلم - رقاه جبريل بدون طلب منه - صلى الله عليه وسلم -، كما تقدّم ذلك في (21 - كتاب الطب/ 8 - باب الرقى). (¬2) زيادة من طبعتي "الإحسان"، ومصادر التخريج. (¬3) كذا الأصل، وكذلك هو في أكثر مصادر التخريج. ووقع في طبعتي "الإحسان": "أكثر". =

صحيح - "الصحيحة" (1336). * * * وهذا آخر "صحيح موارد الظمآن"، والمستدرك عليه، فأسأله تبارك وتعالى أن يدخلني والمحبين لله الجنة بسلام، وأن يتفضل علينا جميعًا برضوانه الأكبر، إنه سميع مجيب، وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه، والسائرين على دربه إلى يوم الدين. وسبحانك اللهم! وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. وكتب محمد ناصر الدين الألباني ¬

_ = بالثاء المثلثة، وأظنه تصحيفًا، وما أثبته هو الموافق للنص القرآني: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. أسأل الله الكريم، رب العرش العظيم: أن يدخلني الجنة، ويتفضل عليَّ برضوانه الأكبر.

§1/1