شرح نظم عقيدة السفاريني

عبد الكريم الخضير

شرح نظم عقيدة السفاريني (1)

شرح نظم عقيدة السفاريني (1) المقدمة الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير وهو شرح للدرة المضية مع طبعة، وهل هناك من ملاحظات على مختصر ابن سلوم، ومختصر الشطي، أفيدونا؟ أولا: الكتاب المنظومة الأصلية الدرة المضية للسفاريني مع شرحها لمؤلفها فيها ملاحظات يسيرة، هي الأصل أنها على عقد الفرقة المرضية التي هي السنة والجماعة، لكن لم تسلم من الشوائب التي خالف فيها الناظم ما يستعمله أهل السنة والجماعة من ألفاظ أو استعمال ما استعمله الخلف مما لا يوجد له دليل، وإن كانت المنظومة في الأصل على مذهب أهل السنة والجماعة، والناظم وهو الشارح في الوقت نفسه توسع في مفهوم السنة، وفي دائرة أهل السنة فقال: إن أهل السنة ينقسمون إلى ثلاث فرق: الأثرية، وإمامهم الإمام أحمد بن حنبل. والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي. والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري. وتلقى هذا الكلام من اختصر الكتاب؛ لأنه يقول: وهل هناك من ملاحظات على مختصر ابن سلوم ومختصر الشطي؟

هذان لم يغيرا من واقع الكتاب شيئا، ولم يعلقا على ما فيه مما يلاحظ، وطبع الكتاب بطبعته الأولى أعني الشرح باسم (لوامع الأنوار البهية) في مطبعة المنار منذ ما يقرب من ثمانين عاما، وهذه الطبعة نادرة لا توجد، ثم أعيد طبعه بمطابع الأصفهاني في جدة، وعلق عليه من قبل الشيخ عبد الله البطين، والشيخ سليمان بن سحمان، تولوا التعليق على هذه الملاحظات، وهي مطبوعة مع الكتاب، ثم صور مرارا بعد ذلك، وهذه المختصرات أعني مختصر ابن سلوم ومختصر الشطي أبقوا الكتاب كما هو، وأما بالنسبة للشيخ ابن مانع في مختصره فقد علق على بعض الأشياء وهذا الشطي يقول: إنه اختصره نعم يقول في مقدمة المختصر: الحمد الله، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فإن الكتب المصنفة في العقائد السلفية لعلمائنا الحنابلة كثيرة بين كبير كشرح العقيدة للعلامة السفاريني، وصغير كعقيدة شيخ المذهب الموفق ابن قدامة، وكلاهما مطبوع معروف، ولم نطلع على كتاب متوسط يجمع المسائل الاعتقادية، خاليا من ذكر الخلاف الكثير والمناقشات الطويلة، وهذا ما دعا سيدنا الجد العلامة الكبير الشيخ حسن الشطي -رحمه الله- تعالى لاختصار شرح السفاريني المنوه به، فإنه جرد منه المسائل التوحيدية، والمباحث العلمية، وترك الخلاف، والمناقشات والإطناب قاصدا بذلك إفادة الطلاب، وقد انتشر هذا المختصر وانتفعت به الحنابلة في بلاد الشام ونابلس ومصر من حياة المؤلف حتى الآن، ولم يغني عنه طبع أصله المذكور للفائدة المذكورة، فإنه طبع بمصر سنة 1323هـ، -يعني منذ أكثر من مائة سنة-، طبعا حسنا في جزأين، وعليه ترجمة المؤلف وفهرس مفصل. أما هذا المختصر فإنه في نحو الربع من الأصل، وهو اختصار بدون زيادة، خلافا للمختصر الذي وضعه الفاضل الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع النجدي، وطبعه في الهند سنة 1336هـ، فإنه بالغ في الاختصار وأتى بزيادات لم تسلم له حتى عند ذويه النجديين -سامحه الله-.

أتى زيادات، ابن مانع معروف أنه على مذهب أهل السنة يقول: أتى بزيادات لم تسلم له حتى عند ذويه النجديين -سامحه الله-، ولما قلت نسخ المختصر المذكور، وكثر طلابه من الحنابلة وغيرهم، أحببت أن أبادر إلى طبعه، وتعميم نفعه، والله الهادي، وعليه اعتمادي. هذه المختصر مطبوع سنة 1350هـ، يعني -نحو من ثمانين عاما- فهذا لم يزد فيه، وأبقى كل ما لوحظ على السفاريني أبقاه، وهنا حتى في مسألة التوسع في مفهوم أهل السنة قال: فائدة أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية، وإمامهم الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-. والأشعرية، وإمامهم أبو الحسن الأشعري -رحمه الله- تعالى. والماتريدية، وإمامهم أبو منصور الماتريدي. وعلق على هامش الأصل وهو موجود مخطوط بهامش الأصل: هذا مصانعة من المؤلف -رحمه الله- في إدخال الأشعرية، والماتريدية في أهل السنة، كيف يكون من أهل السنة من لا يثبت علو الرب -سبحانه- فوق سماواته، واستواءه على عرشه؟ ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وأن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت إلى آخره، وسيأتي الكلام عليه في موضعه -إن شاء الله تعالى-. المقصود أن الملاحظات على الأصل وجدت كما هي على المختصرين، أعني مختصر: ابن سلوم، ومختصر الشطي. مختصر ابن مانع أضاف إليه إضافات، وجرده من بعض الملاحظات، وكذلك حاشية الشيخ عبد الرحمن بن قاسم أيضا مطبوعة قديمة سنة 64، أو 66، 1366هـ، ثم أعيد طبعها مرارا، ويبقى أن الأصل الذي هو الشرح، شرح المؤلف فيه فوائد وعلوم لا توجد في غيره؛ لأنه مطول. هذه ترجمة السفاريني قد يقول قائل: ترجمتوا للشيخ حافظ، وتذكرون الآن ترجمة للسفاريني، ولم تترجموا للإمام المجدد، أنا أقول: الإمام المجدد ليس بحاجة إلى ترجمة، فترجمته بمثل هذه الطريقة لا تسمن ولا تغني من جوع، في ترجمته مؤلفات، وقد بحث -رحمة الله عليه- من جوانب متعددة، أقول: بحوث مطبوعة وموجودة، وهو أشهر من أن ينوه به في كلمات يسيرة.

يقول: جاء في سلك الدرر في تراجم رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر، يقول: محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفّاريني، الشهرة والمولد، النابلسي الحنبلي، الشيخ الإمام، والحبر البحر النحرير الكامل الهمام الأوحد العلامة ... إلى آخره. هذا الكتاب سلك الدرر للمراديفي فيه مبالغات، فيه مبالغات، وفيه أيضا إطراء وغلو لبعض المترجمين، إلى أن قال: فقد كان غرة عصره، وشامة مصره، لم يظهر في بلاده بعده مثله، وكان يدعى للملمات، ويقصد لتفريج المهمات، هذا الكلام غلو، هذا غلو ومبالغة اللهم إلا إذا كان يستعان به ويستفاد منه مما يقدر عليه في مقدوره إذا احتاج الإنسان إلى شيء، إلى مساعدة في شيء مما يقدر عليه لا مانع، أما ما لا يقدر عليه فهذا ليس من خصائصه، ذا رأي صائب وفهم ثاقب، جسورا على ردع الظالمين وزجر المفترين، إذا رأى منكرا أخذته رعدة، وعلا صوته من شدة الحدة، وإذا سكن غيظه وبرد قيظه يقطر رقة ولطافة وحلاوة وظرافة، وله الباع الطويل في علم التاريخ، وحفظ وقائع الملوك والأمراء والعلماء والأدباء، وما وقع في الأزمان السالفة، وكان يحفظ من أشعار العرب العرباء والمولدين شيئا كثيرا. كونه يغار على محارم الله، ويغضب إذا انتهكت محارم الله هذا أمر شرعي، فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يغضب، لكن في مقابل فاعل المنكر. جسورا على ردع الظالمين وزجر المفترين، إذا رأى منكرا أخذته رعدة، وعلا صوته من شدة الحدة، الحدة في هذه المواطن لا شك أنها قد تكون نابعة من شدة الغيرة، والزيادة في الغيرة، لكن مقابلة مرتكب المنكر بهذا الأسلوب ليس بشرعي، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((لا تزجروه، لا تزرموه، دعوه)) وهذا للذي بال في المسجد، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- رفيقاً في مثل هؤلاء في تعليم الجاهل، اللهم إلا المعاند فله أسلوب آخر.

يقول: كنيته أبو العون، ولد بقرية سفارين من قرى نابلس سنة أربع عشرة ومائة وألف، 1114هـ، ونشأ بها وتلا القرآن العظيم، رحل إلى دمشق لطلب العلم فأخذ بها عن الأستاذ الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، وشيخ الإسلام الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي، وأبي الفرج عبد الرحمن بن محيي الدين المجلد، وأبي المجد مصطفى بن مصطفى السواري، إلى آخره، وأخذ الفقه عن كذا، وحصل لصاحب الترجمة في طلب العلم ملاحظة ربانية حتى حصل في الزمن اليسير ما لم يحصله غيره في الزمن الكثيرـ ورجع إلى بلده ثم توطن نابلس. الرجل لا شك أنه مكثر من التصنيف، له مصنفات كثيرة، وأيضا هو مكثر من جمع التصانيف، عنده مكتبة كبيرة، يعني يرجع في الكتاب الواحد من تصانيفه إلى خمسمائة مصنف، مراجع، قد يقول قائل: إن هذا ليس مما يمدح به المؤلف؛ لأنه قد يكون الكتاب كله مجموع، إذا كانت خمسمائة مؤلف، أخذ من هذا شيء، وأخذ من هذا شيء يصير مؤلف، والبراءة إنما تكون في قلة المراجع؛ لأنه يكون الاعتماد على ما في الذهن حينئذ، يعني هل من مناقب من محاسن التصنيف أن يرجع فيها إلى المؤلفات الكثيرة؟ ذكر في مقدمة شرح غذاء الألباب، شرح منظومة الآداب أنه رجع فيه إلى أكثر من ثلاثمائة كتاب، وهكذا نجد في الرسائل والمنصفات الحديثة نجدهم يرجعون إلى ثلاثمائة، إلى خمسمائة، إلى سبعمائة كتاب، هل نقول: إن هذه ميزة؟ كثرة التصانيف تدل على أن الرجل اهتم ببحثه وفوح في الكتب، يمين وشمال، وأغرب وأبعد، في كتب ما يكتب موضوع ما يكتبه في غيرها من الكتب، مما له علاقة قريبة أو بعيدة هذه مما يمدح بها أو نقول: إن هذا إنما أخذ علومه من هذه الكتب، ولم يبق لتحريراته وترجيحاته ومبتكراته شيء، مع أنه قد لا يكون هذا على حساب هذا، قد يأخذ من الكتب أشياء يسيرة وينطلق منها إلى التحرير والتنقيح، وقد يكون يأخذ من هذا الكتاب، ليناقش هذا المؤلف ويرد على ذاك، ويحصل منه فائدة، أما مجرد النقل، نقل جملة من هذا، وسطر من هذا، وصفحة من هذا، هذا ليس بتأليف، هذا ليس بتأليف على الحقيقة، وليس مما يمدح به المؤلف.

فمن تآليفه: شرح ثلاثيات المسند طبع في مجلدين كبيرين، ومجموعة ثلاثيات المسند تزيد على الثلاثمائة، شرح نونية الصرصري سماها: "معراج الأنوار في سيرة النبي المختار" في مجلدين، تحبير الوفاء في سيرة المصطفى، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب، هذا الكتاب وفي أصله الذي هو منظومة الآداب لابن عبد القوي فوائد جمة لا توجد في غيره، طالب العلم عليه أن يعنى بهما، على أن الشرح فيه لا يسلم من هنات، فيه أشياء مؤثرة في الاعتقاد، فيه طلاسم، وفيه رموز، وفيه أرقام، لا يدرى ما يعني بها، وهذه لا شك أنها خلل في الكتاب، وعلى كل حال الكتاب لو جرد من هذه لكان نفعه أكبر، منظومة الآداب أيضا لابن عبد القوي صاحب النظم، نظم الفقه نظم المقنع، طبعت مرارا وطبع معها منظومة الكبائر للحجاوي، ونسبت إلى ابن عبد القوي، حتى الطبعة الأولى لمنظومة الآداب مع ديوان ابن مشرف الذي طبعها ابن قاسم، الشيح عبد الرحمن بن قاسم في مطبعة أم القرى بمكة أدخل فيها منظومة الكبائر للحجاوي؛ لأنها على نفس الروي فظنت منها، وهي في الحقيقة ليست منها، فيها نقول عن بعض من تأخر عن الناظم، وزاد حفيد المجد أو جاء وعيده ... إلى آخره شيخ الإسلام بعد ابن عبد القوي. المقصود أن هذه المنظومة أدخل في المنظومة الكبائر وليست لابن عبد القوي، وهي للحجاوي.

البحور الزاخرة في علوم الآخرة، هذا كتاب مطبوع في الهند قديما في مجلدين، وحقق في رسائل علمية، وكشف اللثام في شرح عمدة الأحكام، من أنفس الشروح، وتأخر طبعه لنقص في أوائله يسير، ثم بعد ذلك طبع على نقصه، نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار، والجواب المحرر في الكشف عن حال الخضر والاسكندر، وعرف الزرنب في شرح السيدة زينب، القول العلي في شرح أثر أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه-، شرح منظومة الكبائر الواقعة في الأقناع، شرح السفاريني منظومة الكبار للحجاوي شرحها السفاريني، نظم الخصائص الواقعة فيه أيضا، الدر المنظم في فضل شهر الله المحرم، قرع السياط في قمع أهل اللواط، المنظومة الغرامية في شرح منظومة ابن فرح اللامية، المنح المنح الغرامية، والتحقيق في بطلان التلفيق، ولواقح الأفكار السنية في شرح منظومة الإمام الحافظ أبي بكر بن أبي داود الحائية في مجلد، هذا طبع، تحفة النساك في فضل السواك، الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية وشرحها المسمى: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية، تناضل العمال بشرح حديث فضائل الأعمال، الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات، رسالة في بيان الثلاثة والسبعين فرقة والكلام عليها، اللمعة في فضائل الجمعة، الأجوبة النجدية، الأجوبة الوهبية عن أسئلة الزعبية، شرح على دليل الطالب لم يكمل، تعزية اللبيب بأحب حبيب، إلى آخره، وله شعر أيضا، وكان وفاته في شوال سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، مولود سنة كم؟ أربع عشرة ومائة وألف، فيكون عن أربع وسبعين سنة، -رحمه الله- تعالى. سم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه أجمعين، أما بعد: وعلى آله وأصحابه أجمعين اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد: فهذا متن الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية، للشيخ محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفّاريني، المتوفى سنة تسع وثمانين ومائة وألف من الهجرة، قال -رحمه الله- تعالى: الحمد لله القديم الباقي ... مسبب الأسباب والأرزاق مسبب وإلا مقدر؟ مسبب. طالب:. . . . . . . . .

وهنا مسبب، شرح الشطي مسبب الأسباب، وهنا مقدر الآجال، نعم. الحمد لله القديم الباقي ... مسبب الأسباب والأرزاق حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود دلت على وجوده الحوادث ... سبحانه فهو الحكيم الوارث ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى وآله وصحبه الأبرار ... معادن التقوى مع الأسرار وبعد فاعلم أن كل العلم ... كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل لفهمه لم يبتغ فيعلم الواجب والمحالا ... كجائز في حقه تعالى وصار من عادة أهل العلم ... أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم لأنه يسهل للحفظ كما ... يروق للسمع ويشفي من ظما فمن هنا نظمت لي عقيده ... أرجوزة وجيزة مفيده نظمتها في سلكها مقدمه ... وست أبواب كذاك خاتمه وسمتها بالدرة المضيه ... في عقد أهل الفرقة المرضيه على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... إمام أهل الحق ذي القدر العلي حبر الملا فرد العلى الرباني ... رب الحجى ماحي الدجى الشيباني فإنه إمام أهل الأثر ... فمن نحا منحاه فهو الأثري سقى ضريحا حله صوب ... والعفو والغفران ما نجم أضا الرضا وحله وسائر الأئمة ... منازل الرضوان أعلى الجنة يكفي، يكفي. إيش التحقيق اللي معاك؟ طالب:. . . . . . . . . الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله- تعالى في مقدمة منظومته، هذه المنظومة الوجيزة المحررة المختصرة التي جمعت من أبواب العقيدة ما لم يجمعه مختصر في حجمها، افتتحها -رحمه الله- بالحمد، فقال -رحمه الله- تعالى: الحمد لله القديم الباقي ... . . . . . . . . .

الحمد لله القديم الباقي، الحمد: وأل هذه للاستغراق، جميع أنواع المحامد لله -جل وعلا-، واللام في لله كما هي في مفتتح كتابه للاستحقاق، فالحمد كله مستحق لله -جل وعلا-، الحمد ذكر صفات المحمود ذكر صفات المحمود مع تعظيمه، مع تعظيمه، نعم، نعم وحبه، فكثير من أهل العلم يفسرون الحمد بالثناء بما في ذلك السفّاريني، يفسرون الحمد بالثناء، والمختصر يقول: الحمد لغة الثناء باللسان على الجميل الاختيار على جهة التعظيم والتبجيل، تفسير الحمد بالثناء كما قرر ابن القيم -رحمه الله- تعالى في الوابل الصيب يرده حديث أبي هريرة: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي)) فجعل الثناء هو التكرار لهذه المحامد، تكرار المحامد يقال له: ثناء. يقول: الحمد عرفا، أولا لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختيار على جهة التعظيم والتبجيل. وعرفاً: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم على الحامد وغيره، هم يضيفون في هذه المحامد، وهو ما يمكن أن يحمد عليها وما يمدح بها إنها لا بد أن تكون أوصاف جميلة؛ لأن الشيء لا يمدح بالقبيح، الذي ليس بجميل. الأمر الثاني: أن يكون هذا الوصف الجميل اختياريا، فلا يمدح بما هو إجباري، كما أنه لا يذم بما جبل عليه وأرغم عليه وأجبر عليه. يقولون: فلا مدح ببياض الخد، ولا بجمال القد، أو ما أشبه ذلك؛ لأن هذا ليس من صنعه، كما أنه لا ذم بضد ذلك، يعني ما يمدح الإنسان بجماله الإجباري الذي لا يد له فيه، لا يستطيع أن يتركه ويعدل عنه إلى غيره، كما أنه لا ذم بما كان هذا شأنه، الإنسان ولد طويل أو قصير، لكنه لا يمدح ولا يذم، {صنْع الله الّذي أتْقن كلّ شيْءٍ} [(88) سورة النمل]، خلق الإنسان في أحسن تقويم، فالجميل الاختياري هو الذي يمدح به، الأخلاق التي يمكن أن يتخلق بها، ويمكن له أن يتركها إلى غيرها.

"الحمد لله القديم الباقي" "القديم" لم يرد في أسماءه الحسنى ما يدل على وصفه بهذا اللفظ، ولا على تسميته، يعني إذا كان الوصف أوسع من دائرة التسمية فإن الوصف لم يرد فضلا عن أن يسمى به، لم يرد ومفهومه في لغة العرب أنه المتقدم على غيره، ولو كان حادثاً، فلو اشتريت قلماً قبل عام وفي هذه السنة اشتريت قلماً، أنت اشتريت قبل الأول عشرات الأقلام، لكن العام الماضي اشتريت قلماً، وهذه السنة اشتريت قلماً آخراً، وعندك القلمين كلاهما، فهل يسوغ لك أن تقول لولدك أو لزوجتك: أعطيني القلم القديم؟ طيب قبله عشرات الأقلام، إذا كان الأمر كذلك لكان يطلق على المتقدم على غيره بغض النظر عن تقدمه المطلق، فإنه لا يسوغ إطلاقه على الله -جل وعلا-، كالعرجون القديم، العرجون القديم إذا وضع في الشمس، أخذ ما عليه من تمر ووضع في الشمس التوت أغصانه، وصار قديما بالنسبة للعذق الجديد الأخضر. بعضهم ينفي هذا المحظور أو المحذور بإضافة أزلي، القديم الأزلي، يعني المتناهي في القدم، وإذا كان المعنى كذلك والأمر كذلك فمعناه صحيح، لكن يبقى أن استعمال الألفاظ التي جاءت بها النصوص هو الأولى، بل المتعين، فبدلا من أن نقول: القديم، أو نقول: القديم الأزلي، نقول: الأول، هو الأول والآخر، كما قال الله -جل وعلا- عن نفسه، وفسره نبيه -عليه الصلاة والسلام-، ((الأول الذي لا قبله أحد))، أو ((ليس قبله شيء)). "الحمد لله القديم الباقي"،: "الباقي" مثل القديم، نعم جاء {ويبْقى وجْه ربّك} [(27) سورة الرحمن]، والبقاء بمعنى الدوام الذي لا نهاية له، هو معنى الآخر الذي لا شيء بعده، استعمال المؤلف لهذين اللفظين، عدول عن الأولى الذي هو استعمال ما دلت عليه النصوص. هنا في هذه النسخة يقول: . . . . . . . . . ... مقدر الآجال والأرزاق وأكثر النسخ بما فيها النسخ الأصلية التي مع الشرح يقول: مسبب الأسباب. . . . . . . . . . ... مسبب الأسباب والأرزاق أيهما أولى مقدر الآجال والأرزاق، أو مسبب الأسباب والأرزاق؟ طالب:. . . . . . . . . الآن ما نستطيع أن نقول: مسبب الأرزاق، أو مقدر الأرزاق؟ طالب:. . . . . . . . .

الآن هذه النسخة معكم من النسخ المطبوعة ما يوافق مقدر الآجال؟ ها، مقدر الآجال؟ طالب:. . . . . . . . . إيه طيب شوفوا لنا الصورة اللي عن الهندية الأصلية، مطبوعة، مع، مصورة، عندك. طالب: .... لا، لا قبل، قبل، الهندية، "مقدر الآجال والأرزاق"، مسبب الأسباب ماشي، لكن مسبب الأرزاق لا شك أنها قلقة، وأن الأولى أن يقال: مقدر، كل شيء بقدر، سواء كان من الآجال والأرزاق، وهي تكتب يؤمر الملك بكتابتها والجنين في بطن أمه، فهي مقدرة، الآجال مقدرة، حين يبعث الملك إلى الحمل الجنين وهو في بطن أمه، فيكتب أجله ورزقه وشقي أم سعيد، كل هذا يكتب وهو في بطن أمه، فهي مقدرة. "مسبب الأسباب"، جاعل هذه الأسباب مؤثرة في مسبباتها، جاعل هذه الأسباب مؤثرة في مسبباتها، ولا شك أن الذي يجعل التأثير في الشيء هو الله -جل وعلا-، من عداه لا يستطيع أن يجعل الشيء سببا وهو في الحقيقة ليس بسبب لا شرعي ولا عادي، ويعدون هذا ضرب من الشرك، إذا تعلق بشيء يظن تأثيره ولم يثبت في النص ولا العادة المطردة تأثيره هذا شرك، فالمسبب للأسباب هو الله -جل وعلا-، كما أن المقدر للآجال هو الله -جل وعلا-، هو الذي ضرب هذه الآجال، فإذا جاءت هذه الآجال لا يتقدم الإنسان ولا يتأخر. طالب:. . . . . . . . . يقول هنا. . . . . . . . . طالب:. . . . . . . . . الشيخ ابن مانع، طيب. يقول: "مسبب الأسباب" المتوصل بها إلى مسبباتها، هذا كلام الشيخ ابن مانع، وفي نسخة مقدر الآجال، وهو أولى لأمرين. الأول: أن المقدم من صفات أفعاله المعبر عنها بالفواضل، وفي نسخة بدل الآجال الأقدار، وهي أهم. والثاني: الدلالة على تقدير الآجال، جمع أجل محركة، غاية الوقت بالموت، وحلول الدين، ومدة الشيء قال تعالى: {فإذا جاء أجلهمْ لا يسْتأْخرون ساعة ولا يسْتقْدمون} [(34) سورة الأعراف]. "مقدر الأرزاق" جمع رزق إلى آخره، وهو ما ينتفع به من حلال أو حرام. هذه المختصر هو مأخوذ من شرح المؤلف، في أحد معه شرح المؤلف: "لوامع الأنوار"؟

هو مأخوذ بحروفه من شرح المؤلف، مسبب الأسباب والأرزاق، وهنا مقدر الآجال؛ لأن التسبيب لا يتسلط على المعطوف والمعطوف عليه، بينما التقدير يمكن تسليطه على المتعاطفين، ومعلوم أن العطف على نية تكرار العامل، مقدر الآجال ومقدر الأرزاق، لكن إذا قلنا: مسبب الأسباب صحيح، لكن هل نستطيع ومسبب الأرزاق؟ نستطيع نقول: مسبب الأرزاق؟ لا، العبارة مضطربة. الشارح المختصر الشطي يقول: مسبب الأسباب المتوصل بها إلى مسبباتها، أي خالق الأسباب المتوصل بها إلى المطلوب، فإن قلت: هل من أسماءه تعالى المسبب؟ حتى أطلقه عليه مع أن الأسماء توقيفية، أم كيف الحكم؟ قلت: ذكر غير واحد من المحققين منهم الإمام المحقق في بدائع الفوائد أن ما يطلق عليه -سبحانه وتعالى- في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يكون توقيفيا كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه، لا شك أن دائرة الإخبار أوسع، أوسع من دائرة الوصف، والوصف أوسع من التسمية، فالاسم يؤخذ منه صفة، والصفة يخبر بها عن الله -جل وعلا-، ولا عكس، ولا عكس. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . يسمونه، لكن مثل هذا إذا كان عن طريق الإخبار لا بأس، لكن الآخر الذي ليس بعده شيء، وفي أيضا عندنا، {ويبْقى وجْه ربّك ذو الْجلال والْإكْرام} [(27) سورة الرحمن]، هو باق بلا شك، لكن التسمية لا بد لها من نص، الإخبار أمره واسع.

وهنا يقول: وما يطلق عليه في باب الإخبار لا يجب أن يكون توقيفيا هذا كلام ابن القيم كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه، هذا لا يحتاج إلى نص، بمجرد الإخبار، حتى أنه في تفسير الشيخ ابن سعدي في سورة يس، {يا حسْرة على الْعباد} [(30) سورة يس]، يقول: ثم قال متحسرا على العباد، أو متوجعا قال: متوجعا، متوجعا على العباد، قائلا: {يا حسْرة على الْعباد}، التوجع بالنسبة إليه -جل وعلا- هذا ليس بوارد وفي بعض النسخ: مترحما، والصورة واحدة في الكتابة، قريبة جداً، متوجعاً ومترحماً، الصورة قريبة، لا سيما عند بعض الناس الذي لا يحقق الحروف، وأثبت في بعض النسخ هذا وأثبت هذا، والذي حقق الكتاب يدافع عما أثبته بقوله: متوجعا، إن هذا من باب الإخبار عن الله -جل وعلا-، لكن مسألة التوجع فيها شيء من النقص، التوجع فيه شيء من النقص، بينما الترحم لا، فلا شك أن الترحم أولى من التوجع. طالب:. . . . . . . . . ويش يقول. الشيخ عبد الله بن بطين -رحمه الله- في حاشيته يقول: ليس في كلام المؤلف ما يدل صراحة على أن الباقي من أسماء الله الحسنى، ولم أجد حتى ساعتي هذه ما يدل على أنه من أسماء الله، وإن كان في القرآن قد أضيف البقاء إلى الله تعالى في قوله: {ويبْقى وجْه ربّك} [(27) سورة الرحمن]، لكن التعبير عن الصفة بالفعل لا يعني أن نشق له منها اسم، ولذلك لم يشتق لله اسم من نحو {اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [(15) سورة البقرة]، {وَيَمْكُرُ اللهُ} [(30) سورة الأنفال]، {وَأَكِيدُ كَيْدًا} [(16) سورة الطارق]، {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا} [(47) سورة الذاريات]، {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَ} [(48) سورة الذاريات]، وأمثال ذلك، لكن الباقي إن ثبت أنه من أسماء الله وجب إثباته، وإلا فلا نطلقه على الله، وإن كان الإخبار به عنه سائغا فباب الإخبار أوسع، وفي القرآن ما دل على هذا المعنى وزيادة، وهو قوله: "الآخر" فإن معناه الذي ليس بعده شيء، والله أعلم. مثل ما قررناه كما سمعتم.

الآجال التي ضربت للمخلوقات بحيث إذا جاءت لا يمكن أن يزاد فيها ولا ينقص، {إذا جاء أجلهمْ لا يسْتأْخرون ساعة ولا يسْتقْدمون} [(34) سورة الأعراف]، إذا جاء، وهل في هذا ما يمنع من الزيادة بسبب صلة الرحم؟ ((من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره)) هل يعارض هذا ما تقرر من تقدير الآجال؟ أما على قول أن الزيادة في الرزق والأجل زيادة معنوية، وهو أنه يبارك للبار في عمره وفي رزقه هذا ما فيه إشكال، يعني عمره ثلاثين أربعين خمسين، ما يزاد فيها، وقد يبارك فيها، فينتج فيها ما ينتجه من يعمر مائة سنة فأكثر، مثل ما سمعنا في ترجمة الشيخ حافظ، -رحمه الله-، وأنه ولد سنة اثنتين وأربعين، ومات سنة سبع وسبعين خمس ثلاثين سنة، وقد يعيش الإنسان ضعف أو ثلاثة أضعاف يزيد على المائة، ولا ينتج في هذا العمر شيء، وإن كان من ينتسب إلى العلم، وإن كانت لديه أهلية الإنتاج، لكن ما يبارك له في عمره، وأما بالنسبة للأرزاق فكم من إنسان حصل الأموال الطائلة، ولم يستفد منها، بل لم يستفد منها البتة، ومن الناس من يكون رزقه كفافا أو قريبا من الكفاف ومع ذلك يعيش سعيدا بهذا المال القليل؛ لأنه بورك له فيه، ومن أهل العلم من يرى أن الزيادة حقيقية، الزيادة حقيقية، وأن الإنسان قد يكتب له في الصحف التي بأيدي الملائكة عمر ستين سنة، ثم بعد ذلك يفعل السبب المقتضي للزيادة فيصل رحمه ثم يزاد عشرة سنين أو عشرين سنة، فالمتغير هو الذي بأيدي الملائكة، وأما ما في علم الله -جل وعلا- فإنه لا يتغير، {يمْحو الله ما يشاء ويثْبت وعنده أمّ الْكتاب} [(39) سورة الرعد]، عمر يقول: "اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني، واكتبني سعيدا" فالذي بأيدي الملائكة هو الذي يتغير، والذي في علم الله -جل وعلا- هذا لا يمكن أن يتغير. "مقدر الآجال" على هذا اللفظ مثل ما سمعنا أن الآجال محددة ومقدرة في اللوح المحفوظ، ولكنها قد تزيد بفعل بعض الأسباب، وأما ما عند الله فلا يتغير.

"مسبب الأسباب" جاعل التأثير في هذه الأسباب، ولا شك أن الأسباب لها أثر، بجعل الله -جل وعلا- هذا الأثر فيها، وأما كونها تؤثر بنفسها فلا، خلافاً للأشعرية الذين يقولون: هذه الأسباب لا تؤثر أصلا، ووجودها مثل عدمها، حتى قال القائل منهم: إن أعمى الصين يجوز أن يرى بَقة الأندلس، يعني العجب لا ينتهي من مثل هذا الكلام، يعني كبار، كبار جداً في عقولهم وذكائهم، يعني ما هو بهذيان هذا الكلام، لكنه بسبب ما أصلوه، وما قعدوه مما لم يرجعوا فيه إلى الكتاب والسنة، والعقل إذا لم يكن زمامه وخطامه وسائقه وحاديه نصوص الوحيين لا بد أن يضل، لا بد أن يضيع، أعمى الصين في أقصى المشرق يجوز أن يرى بقة الأندلس، لماذا؟ لأن البصر سبب، والسبب وجوده كعدمه، ويأتينا أن المؤلف على ما سيأتي بسطه إن أدركناه، نعم -إن شاء الله-، تأثر بمثل هذا الكلام وقال في خبر المتواتر: أن العلم يحصل عنده لا به، هذا كلام الأشاعرة، أن الشبع يحصل عند الأكل لا به، والري يحصل عند الشرب لا به، الإبصار يحصل عند الإبصار لا به، السمع يحصل عند، أو يحصل عند الاستماع أو الحاسة لا بها، هذا كلامهم، هاه. طالب:. . . . . . . . . هو كلام دقيق يحتاج إلى فهم، ومناسبة ذكر الأسباب أولا: المعتزلة يرون أن الأسباب مؤثرة بذاتها، وهذا لا شك أنه قدح في الشرع، قدح في الديانة، في ديانة الشخص، والأشعرية يرون أن الأسباب لا أثر لها، وهذا نقص في العقل، طيب، هذه الأسباب الأعمى ما يبصر شيئا، ما يرى شيئا، والمبصر يرى، إذن السبب الذي هو الحاسة السليمة صار لها أثر، وإلا ما لها أثر؟ لها أثر، لكن من الذي جعل فيها هذه الأثر؟ هو الله -جل وعلا- الذي يستطيع أن يسلب هذا الأثر، الذي وضعه ويستطيع أن يسلبه، طيب. هم يقولون: لا، هذه، السبب لا أثر له، طيب كيف يشوف؟ كيف يبصر المبصر؟ يقولون: حصل الإبصار عنده لا به، وأهل السنة يقولون: حصل الإبصار به؛ لأنه سبب، لكن لا بذاته، لا بجعل التأثير له، الله -جل وعلا- جعله سبباً مؤثراً، فيقولون: عنده، ما دام وجد هذا وجد هذا، وإن كان تذكرون في مسألة الطيرة والتشاؤم إن كان ففي الدابة والدار والزوجة، إن كان الشؤم ففي ثلاثة.

وأن ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة قال: إن هذا الشؤم يحصل عندها لا بها، وقلنا: إن ابن القيم وقال غيرنا –يعني ممن تقدم-: أن ابن القيم تأثر بكلام الأشعرية، فلما تأملناه وجدنا كلامه صحيحاً دقيقاً، ويختلف عن كلام الأشاعرة؛ لأنه يريد أن يقرر أن هذه الدار لا أثر لها فيما حصل لساكنيها، لا أثر لها، هذا الشخص سكن هذه الدار، عشرين سنة هو في هذه المدة عشرين سنة تحصل له خسائر مادية، يحصل له أمراض، ويحصل له كذا، هل هو بسبب هذه الدار، أو عند سكناه هذه الدار، وهو مقدر عليه بحيث لو سكن دار غيرها حصل له ما حصل، ومثله لو اقتنى دابة غير هذه الدابة، أو زوجة غير هذه الزوجة، فليس الأثر للزوجة، الزوجة لا أثر لها فيما حصل له، الدار لا أثر لها، الدار يعني لو نظرنا إليها بعين البصيرة والواقع هل لها أثر؟ ليس لها أثر وليست بسبب، لكن حصل هذا الأثر عندها لا بها، وقلنا في أول مرة، قلنا: لعل ابن القيم تأثر نقل هذا الكلام ووجدناه في غاية الدقة؛ لأنه حينما يكون للسبب تأثير، يكون التأثير به لا عنده، وإذا لم يكن المقارن له لا أثر له البتة يكون عنده لا به، والأشعرية يطلبون كل الأسباب من هذا النوع، يعني مثل ما لو اشتريت دابة وحصل لك خسائر وكوارث وأمراض، نعم، يقولون: هذه الدابة لا تؤثر فيك كما أن الأسباب الأخرى التي جعل الله فيها تأثير لا أثر لها فيك.

يقول المؤلف -رحمه الله- تعالى: مقدر الآجال: جمع أجل محركة، والأرزاق: جمع رزق وهو ما ينتفع به، الرزق ما ينتفع به، سواء كان من وجه شرعي أو من غيره، حلالاً كان أو حراماً، المعتزلة يقولون: لا يسمى رزقاً حتى يكون حلالاً، وأوردوا عليهم أن مولوداً ولد فسرقه لصوص، يعيشون على السرقات، وليس لهم أي مصدر دخل غير السرقات، وغذوه بهذه الأموال المسروقة، وهذه الأطعمة المسروقة، وعاش مدة طويلة عندهم لا مصدر له غير ذلك ثم مات، وعلى هذا يكون ما نال من رزقه شيء عندهم، عند هؤلاء المعتزلة الذين يقصرون الرزق على الحلال، ولا يسمون الحرام رزقا، طيب الله -جل وعلا- يقول: {وممّا رزقْناهمْ ينفقون} [(3) سورة البقرة]، {وممّا رزقْناهمْ ينفقون} والله -جل وعلا- طيب لا يقبل إلا طيبا، فهل في هذا ما ينفي أن يكون الحرام رزقاً؟ إذا قلنا: رزق، وأنفقوا منه، الحرام رزق، وأنفقوا منه، يدخلون في المدح بقوله: {وممّا رزقْناهمْ ينفقون}؟ أو نقول: إن الحرام ليس برزق؟ إذا قلنا: إن الحرام رزق، وهذا هو المعتمد وهو قول أهل السنة، إذا أنفق صاحب الحرام من هذا الرزق دخل في عموم: {وممّا رزقْناهمْ ينفقون} لكن هذا العموم مخصوص بنصوص أخرى، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً))، حي وإلا حيٍ؟ حي وإلا حيٍ؟ طالب:. . . . . . . . . يجوز الوجهان، يعني إذا قلت: حيٍ أتبعته ما تقدم، نعم لكن المتعين هنا لا من حيث الجواز اللغوي لا، لكن في النظم مرفوع وإلا على شان إيش؟ على شان الوجود، قامت به الأشياء والوجود، لا بد أن تقول: حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود أهل العلم يقررون أن لفظ الجلالة الله، لا بد أن يكون متبوعا لا تابعا، يعني ما يمكن تقول: الحمد للقديم الله الباقي، أو تقول: بسم الرحمن الله الرحيم، لا بد أن يكون هذا اللفظ الاسم الذي قال بعضهم: إنه الاسم الأعظم، الله لا بد أن يكون متبوعا لا تابعا، وما جاء في صدر سورة إبراهيم صراط. طالب:. . . . . . . . . العزيز الحميد الله، هنا تابع وإلا متبوع؟ طالب:. . . . . . . . .

هذا يرد على كلام ابن القيم وغيره وإلا ما يرد؟ يعني هل رأيتم في نص غير هذا جاء لفظ الجلالة تابعاً؟ نعم؟ في جميع النصوص متبوعاً، لكن على كل حال هذا وارد على إطلاقه، والتابع والمتبوع، يعني التابع يشمل الوصف ويشمل البدل، ويشمل عطف البيان، في مثل هذا، لكنه ليس بتوكيد ولا عطف نسق، وهل يختلف الأمر إذا قلنا: إنه بدل أو بيان؟ أو وصف؟ كيف يختلف؟ طالب:. . . . . . . . . لأنه أوضح من اللي قبله، يعني هو أوضح عند السامع ممن قبله، فيبين به من قبله، وإذا قلنا: بدل؟ طالب:. . . . . . . . . بيان معناه عطف البيان عنده، وعندهم أن كل ما يصلح أن يكون بدلاً، يصلح أن يكون عطف بيان، إلا مسائل ثلاث، في أحد يعرفها؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . صالح لبدلية يرى ... في غير نحو يا غلام يعمرا يا الله هات الباقي؟ على كل حال ما جاء في صدر السورة وارد على كلام ابن القيم، ويقرره كثير من أهل العلم ينقلونه ولا يستحضرون ما يرد. على كل حال ما من شخص إلا وله وعليه. "حي"، حي من الأسماء الحسنى منصوص عليه في أعظم آية في كتاب الله، {الله لا إله إلاّ هو الْحيّ الْقيّوم} [(255) سورة البقرة] {آلم* الله لا إله إلاّ هو الْحيّ الْقيّوم} [(1 - 2) سورة آل عمران]، {وعنت الْوجوه للْحيّ الْقيّوم} [(111) سورة طه]. حي حياة كاملة لا يعتريها نقص بحال من الأحوال. "عليم" فعيل صيغة مبالغة وعلام ويعلم، وصفة العلم ثابتة له -جل وعلا- والعليم من أسماءه الحسنى، وهناك فرق بين العلم والمعرفة الله -جل وعلا- يقال له: عليم، وهو السميع العليم، وصف نفسه بذلك، لكن هل يقال له: عارف؟ أو يعرف؟ أهل العلم يقولون: لا، لماذا؟ لأن المعرفة تستلزم سبق الجهل، بخلاف العلم، وماذا عن قوله في الحديث: ((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة))؟ طالب: مقابلة. نعم مقابلة هذه مقابلة.

"حي عليم قادر"، قادر وقدير ومن صفاته القدرة ومن أسماءه القدير موجود، موجود نعم أسماءه وصفاته تدل على أنه موجود، لكن هل ورد ما يدل على جواز التسمية بهذا اللفظ أو لا؟ يعني كون معناه صحيح، لا يعني أنه يجوز أن يسمى به، نعم يخبر عنه به، لكن التسمية تحتاج إلى نص يدل على أن هذا من الأسماء الحسنى. "قامت به الأشياء والوجود" هو الحي القيوم، هو الحي القيوم، القائم بنفسه المقيم لغيره، ولذلك قال: قامت به الأشياء، يعني مقتضى كونه قيوم يعني أنه قام بنفسه فلا يحتاج إلى غيره، وقامت به الأشياء لمسيس حاجتها إليه، كما أنه قيوم كما في آية الكرسي أيضا هو قيّام وقيم كما جاء في الذكر، ذكر الاستيقاظ من النوم، قبل الصلاة، أو في افتتاحها ((اللهم أنت قيوم))، ((اللهم أنت قيام))، وفي بعض الروايات ((اللهم أنت قيم))، وهي ألفاظ صحيحة، معناها واحد. "قامت به الأشياء والوجود"، بكامله الوجود بكامله قام بالله -جل وعلا-، فالله -سبحانه وتعالى- هو الذي أقامه، وبه قامت الأشياء كلها؛ لأنها لا تستطيع الاستقلال بنفسها، ولا شيء من هذه المخلوقات يستطيع أن يستقل بنفسه دون موجده، وهو الله -سبحانه وتعالى-. دلت على وجوده الحوادث ... سبحانه فهو الحكيم الوارث دلت على وجوده، من الأدلة على وجود الله -جل وعلا- الحوادث؛ لأنه ما من حادث إلا وله محدث، ما من حادث إلا وله محدث، وما من فعل ومفعول إلا له فاعل، يستحيل أن يحدث الشيء نفسه، ويستحيل أن يحدث ويوجد من لا شيء، جبير بن مطعم لما جاء في فداء الأسرى وسمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور تأثر، وكاد عقله أن يطير على ما قال، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبه، وفي هذه السورة {خلقوا منْ غيْر شيْءٍ أمْ هم الْخالقون} [(35) سورة الطور]، في شيء ثالث، نعم؟ هو الخالق -جل وعلا-، هو المتعين، يعني إذا نفي هذا، ونفي هذا تعين أن يكون هناك خالق، يعني لا يمكن أن يطلقوا أنفسهم، ولا يمكن أن يخلقوا من لا شيء، لا بد لهم من خالق وهو الله -جل وعلا-. دلت على وجوده الحوادث ... سبحانه. . . . . . . . . تنزيه لله -جل علا- عن النقائص والعيوب التي تلحق هذه الحوادث، هو منزه عنها.

"فهو الحكيم" فعيل صيغة مبالغة من الحكمة وهي وضع الشيء في مواضعه، المحكم لمخلوقاته، الحاكم بينهم بالعدل، والقسط. "الوارث" الذي يرث الأرض ومن عليها؛ لأنه هو الآخر الذي لا شيء بعده. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (2)

شرح نظم عقيدة السفاريني (2) مدخل إلى عقيدة السفاريني وأهمية التوحيد الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا يقول: في الدرس الماضي الشطر: حي عليم قادر موجود ... قامت به الأشياء والوجود يقول: قلنا في الدرس الماضي: أنه يجوز النصب، فما وجهه؟ ما قلنا هذا، الأصل أنها كلها تابعة لله -جل وعلا-، كلها الأصل أنها مجرورة، لكن يجوز الرفع وهو الذي اعتمده، يعني أنه قطعها وأثبت مبتدأ مقدر هو حي عليم قادر موجود، بدليل أن الوجود في نهاية الشطر الثاني مرفوع، فلا بد أن تكون مرفوعة. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول المؤلف، الناظم السفاريني -رحمه الله- تعالى في البيت الرابع من مقدمة، أو من خطبة المتن يقول: ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى ثم الصلاة يعني بعد الحمد، بعد البسملة والحمد يثلث بالصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- امتثالاً لقوله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب]، ولذا قال: ثم الصلاة والسلام سرمدا، يعني دائما وأبدا، دائمان لا ينقطعان. على النبي المصطفى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب] ولا يتم امتثال الأمر في الآية إلا بالجمع بين الصلاة والسلام، ولذا جمع بينهما الناظم ثم قال: قال: ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى بهذا يتم الامتثال. "الصلاة" هي: ذكر الله -جل علا- وثناءه على نبيه في الملأ الأعلى، ذكره وثناءه عليه في الملأ الأعلى كما علقه الإمام البخاري عن أبي العالية. وجاء عن ابن عباس: إن الله وملائكته يصلون: يبركون، يبركون ولكن ما علقه البخاري عن العالية جازماً به هو المرجح عند أهل العلم، وهو أن الصلاة عليه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى.

صلاة الله على نبيه ذكره له في ملأ، في خير ملأ وهم الملائكة والمقربون منهم، وفي هذا الحديث: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) فالذكر شأنه عظيم، قد يقول قائل: أذكر الله أكثر من أن أصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، يعني قد يجول في النفس مثل هذا، أذكر الله ليذكرني، أذكر الله في المجالس ليذكرني الله -جل وعلا- في ملأ الأعلى، في ملأ خير من مجالسي فأكون بذلك مثل النبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني ألا يجول في النفس هذا؟ يقول: إذا كانت الصلاة التي اختص بها النبي -عليه الصلاة والسلام- وأمرنا بها، إذا ذكرت الله -جل وعلا- في ملأ صرت مثل النبي يذكرنا الله في ملأ، نقول: يا أخي أنت واحد، وكم يصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام- من وقته إلى قيام الساعة من أتباعه، كم؟ يعني بعض الناس تحصل عنده موازنات نعم يقول: التبكير إلى الجمعة ((من راح في الساعة الأولى كمن قرب بدنة)) طيب أروح الساعة الأولى، الآن الساعة خمسة ونصف ذهبت إلى صلاة الجمعة بعد ارتفاع الشمس في الساعة الأولى من ارتفاع النهار بدنه، وجلست أنتظر الخطيب سبع ساعات، أو ست ساعات ونصف بدنة، ومن ذهب وتعلم آية من كتاب الله كمن صنع إيش؟ تصدق بناقة كوماء، أو كمن حصل، نعم كمن حصل على ناقة كوماء، وآيتين ناقتين، وهكذا.

يقول: أجلس في المسجد، أو أذهب إلى مسجد أتعلم أو أقرأ بدلا من أن أبكر جزء بربع ساعة، أو نصف ساعة أو أجزاء في ساعة، وكل آية بناقة كوماء بدلا من أن أذهب إلى المسجد لا سيما والناس في الظروف التي نعيشها، التبكير إلى الجمعة من أشق الأمور على النفوس، ليس بالأمر السهل، ولذلك مع هذه الوعود الصحيحة يندر من يطبق، يعني هذا يختلف من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، أنا صليت الفجر يوم الجمعة في مسجد جامع في بلد من البلدان في الداخل في المملكة، وقبل أن تتم الساعة السادسة فإذا الصف الأول مكتمل، مكتمل فالناس فيهم خير، لكن أيضا وأتحدث عن نفسي وأقراني أقول: هذا الأمر من أشق الأمور على النفس، ومثل وضعنا الآن الواحد يجلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس بما في ذلك يوم الجمعة، وقد يقرأ خمسة أجزاء ستة أجزاء، وقد ينشط لعشرة مثلا، لكن يصعب عليه أن يذهب مبكراً إلى صلاة الجمعة، أيهما أفضل؟ هذا الذي قرأ، وتعلم، وراجع تفاسير على عشر أو عشرين آية أفضل وإلا الذي بكر إلى الجمعة؟ طالب:. . . . . . . . . لماذا؟ طالب:. . . . . . . . . إيه. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . اللي إيش؟ طالب:. . . . . . . . . لا أنا أقول: هذا جلس بعد صلاة الصبح يوم الجمعة في مسجده، وهو ما هو بجامع، يبي يجلس له ساعتين ويروح ينام إلى إحدى عشر، يبي يمكن يطلع من المسجد الساعة ست وينام إلى إحدى عشر، أفضل وإلا الذي يذهب لينام ساعتين بعد الصلاة ويذهب مبكرا إلى صلاة الجمعة، أنا أجيب هذا من أجل المقارنات، بعضهم يقول: أتعلم عشر آيات عشرين آية، وكل آية بناقة كوماء أفضل من أن أقدم بدنة واحدة،. طالب:. . . . . . . . .

لا ما هو باختلاف الأشخاص، باختلاف النوق، الآن هذا الذي تعلم الآيات كأنما كسب من حطام الدنيا ناقة كوماء، وهذا كمن أهدى مريدا بذلك تصدق بناقة، ببدنة، فرق بين من يكسب، الدنيا كلها لا تعدل شيئا، يعني الذي تعلم آية ينظر بأنه كأنه كسب من أمور الدنيا ناقة كوماء، وفرق بين أن تكسب وبين أن تنفق، هذا فرق فالمقارنات هنا ليست واردة، نعود إلى أصل المسألة وهي يحتاجها كثير من طلاب العلم، بعضهم ييسر له الجلوس وهو في المسجد يعني يملك نفسه أن يجلس ساعتين، لكن ما يملك ما يستطيع أن يقوم قبل صلاة الجمعة بساعتين، يصعب عليه هذا، ومع ذلك نقول: جاهد واحرص على أن تبكر للجمعة، فإذا لم تستطع فنقول: مثل الوتر، إذا لم تستطع القيام في آخر الليل فأوتر أول الليل، هذا الذي لا يستطيع؛ أنه يوجد ناس ما يستطيعون البتة، إذا نام ما أستطاع أن يقوم لا سيما مع قصر الليل، والمعوقات، المعوقات بعض الناس لا يعاني، يتمنى ويحترق في جوفه، لوعة وحرقة على أن يقوم الليل، أو يبكر لصلاة الجمعة ما يستطيع، نقول: عود، أوتر أول الليل واشتغل أول النهار ولما أنك عجزت تكون أديت شيئا مما عليك، لكن هناك معوقات، وموانع تمنع الشخص من القيام، وتمنعه من التبكير، فعليه أن يسعى في تحصيل الأسباب وانتفاء الموانع. ثم الصلاة والسلام سرمداً ... على النبي المصطفى. . . . . . . . . على محمد -عليه الصلاة والسلام-.

"كنز الهدى"، كنز، كنز الهدى هو مصدر هداية -عليه الصلاة والسلام-، وهداية دلالة وإرشاد، {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} [(52) سورة الشورى]، لكنه ليس بدلالة توفيق ولا قبول {إنك لا تهدي من أحببت} [(56) سورة القصص] فالنبي -عليه الصلاة والسلام- بالمعنى الأول كنز من كنوز الهداية، وبإرساله حصل لأمته هذا الكنز العظيم، وتشبيه ما حصل على يديه من الهدى بالكنز، هذا من باب التقريب: ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة، كنز من كنوز الجنة، ولا يقابله أي كنز ولو كنزت الدنيا بحذافيرها وحصل عليها شخص ما قابل ما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- من الهدى ولا قابل قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن كنز الجنة يختلف عن كنز الآخرة، يعني كنز الجنة إذا كان ترابها المسك فما كنزها؟ يعني شيء لا يخطر على البال، ولا خطر على قلب بشر. وآله وصحبه الأبرار ... معادن التقوى مع الأسرار "وآله"، آل الرجل أهله، وذووه، وقرابته، وأتباعه، أتباعه، وبالمعنى الأعم يشمل جميع من تبع النبي -عليه الصلاة والسلام- وتبعه على دينه، فهو من آله، ويكون عطف الصحب من باب عطف الخاص على العام، وإذا قلنا: إن الآل خاص بقرابته من أزواجه وذريته قلنا: إن العطف، كعطف الصحب عطف مغاير نعم، وإذا ذكرنا الآل فلنذكر الصحب، ولو كان الآل بالمعنى الأعم يشمل الصحب وغير الصحب؛ لأن التنصيص على الصحب أمر لا بد منه، لما لهم من المنة على جميع من تبع هذه الملة إلى قيام الساعة؛ لأنهم هم الذين حملوا لنا الدين، وبهم حفظ الله الدين. "وآله وصحبه" صحب جمع صاحب كركب جمع راكب، والمراد به من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمنا به، ومات على ذلك، يقول أهل العلم: ولو تخلل ذلك ردة، ولو تخلله ردة. "وصحبه الأبرار"، الأبرار، عندنا أبرار، وعندنا مقربون أيهم أفضل؟ طالب:. . . . . . . . .

المقربون أفضل من الأبرار ولذا يقول أهل العلم: حسنات الأبرار سيئات المقربين، المقربون أفضل من الأبرار، فكيف يقول: الأبرار؟ الأبرار منهم من اقتصر على فعل الواجبات وترك المحرمات، لكن المقربون من تقرب إلى الله -جل وعلا- بقدر زائد على ذلك، وابن القيم -رحمه الله- تعالى شرح وبين المنهج الذي يسير عليه هؤلاء، والمنهج الذي يسير عليه هؤلاء في طريق الهجرتين، ووضح وبين بالأدلة أن الأبرار أفضل، وطبقة عليا تقصر دونها منزلة الأبرار، منزلة المقربين منزلة عليا، وهنا قال: وآله وصحبه الأبرار، إذا كان هؤلاء هم الأبرار فلمن تدخر منزلة المقربين؟ طالب:. . . . . . . . . نعم، نعم إذا ذكر الأبرار والمقربون افترقا، إذا اجتمعا افترقا، مثل الفقير والمسكين، وإذا أفرد فيه أحدهما دخل فيه الآخر، دخل فيه الآخر. وآله وصحبه الأبرار ... معادن التقوى مع الأسرار "معادن"، المعدن هو المكان الذي يستخرج منه المعدن، المعدن هو المكان، الموضع الذي يستخرج منه المعدن، والمعادن معروفة، نعم معادن التقوى، يعني هم مستودع التقوى، قلوبهم محتوية ومشتملة على التقوى، مع الأسرار، الأسرار. طالب:. . . . . . . . . تجي معدن ومعدن، نعم. طالب:. . . . . . . . . ويش هو؟ طالب:. . . . . . . . . يقول: الأبرار جمع البر أي البار وهو الصادق، وكثير البر، والصدق في اليمين، وفي أسماءه الحسنى البر دون البار، وقال العلامة أبو بكر بن أبي داود في كتابه "تحفة العباد": البر هو العطوف على عباده المحسن عليهم، يعني باعتباره من أسماء الله، عم ببره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه، وهو البر بأوليائه إذا خصهم بولايته واصطفاهم لعبادته، وهو البر للمحسن بمضاعفة الثواب له، وللمسيء بالصفح والتجاوز عنه. والأبرار كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد، والعباد، والصحابة الكرام أفضل أولياء الأنام، وفي الآية الكريمة: {وتوفنا مع الأبرار} [(193) سورة آل عمران]، {وتوفنا مع الأبرار}. هذا إذا أطلق بمفرده، أما إذا جمع مع منزلة المقربين فلا شك أن المقربين أفضل من الأبرار. طالب: ....

"معادن التقوى" يعني أن قلوبهم مستودعات للتقوى، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((التقوى هاهنا)) ويشير إلى قلبه، فهؤلاء صحابته وآله هم معادن التقوى، وإذا لم يكن كهم الأولياء وهم الأبرار، وهم المقربون، وهم الأتقياء، فمن القوم سواهم؟ "معادن التقوى مع الأسرار"، الأسرار: جمع سر، والمراد به الخوض أو الغوص على المعاني الدقيقة، معاني الكتاب والسنة، يعني هم أصحابها، وفي كل واحد منهم في قلبه سر يتعامل به مع ربه يخفيه عن غيره مما يقربه إلى الإخلاص. "وبعد"، وبعد يقولون: الواو هذا قائمة مقام أما، يعني الزرقاني في شرح المواهب قال: إن الواو هذه تقوم مقام أما، والأصل أما بعد، والإتيان بها سنة، وثبتت في أكثر من ثلاثين حديثا النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستعملها في خطبه ورسائله، فالإتيان بها سنة للانتقال من موضوع إلى آخر، من موضوع إلى آخر، لكن هل تتأدى السنة بقولنا: وبعد؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((أما بعد)) الظاهر أن السنة لا تتأتى، وإن قامت الواو مقام أما، فلا بد أن نقول: أما بعد، وبعد كقبل، والجهات الست كلها إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه، ونوي لفظه أو نوي فإنه حينئذ يبنى على الضم، حذف المضاف إليه مع نيته، يقتضي البناء على الضم، وبعد، أما بعد، {لله الأمر من قبل ومن بعد} [(4) سورة الروم]، لكن إذا ذكر المضاف إليه، أعرب، {قد خلت من قبلكم} [(137) سورة آل عمران] وإذا حذف المضاف إليه مع عدم نيته فإنه يعرب وينون، فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغص بالماء الفرات طالب:. . . . . . . . . ما تجي أما قبل. طالب:. . . . . . . . . لا، لا قل: البعض يقول: ثم أما بعد، هذه نسمعها كثيرا، ثم أما بعد، هذه ثم لا داعي لها، إلا إذا احتيج لأما بعد مرة ثانية، أما في الموضع الأول تقول: أما بعد، في الموضع الثاني تقول: ثم أما بعد، إذا أردت أن تنتقل إلى موضوع آخر، وأظن في سلم الوصول احتاج الشيخ إلى أن يقول أما بعد ثانية: وبعد إني باليقين أشهد ... . . . . . . . . . ، ثم قال بعد ذلك: . . . . . . . . . ... وبعد هذا. . . . . . . . . ، لا، لا ما هو بهذا المقصود، وبعد. طالب:. . . . . . . . .

لا لا، في كتاب آخر، إلا وبعد في نفس الكتاب وبعد هذا النظم في الأصول، يعني قال قبل ذلك: وبعد إني باليقين أشهد، ثم قال بعد أربعة أبيات: وبعد هذا النظم في الأصول، المفترض أن يقول: ثم، في الموضع الأول، أما بعد، وفي الموضع الثاني ثم أما بعد؛ لأنه احتاج إليها، أما في الموضع الأول يقول: أما بعد، بدون ثم. وبعد فاعلم أن كل العلم ... . . . . . . . . . المراد كل العلوم العلم هذه أل جنسية تشمل العلوم كلها، وبعد فاعلم أن كل العلم يعني جميع العلوم . . . . . . . . . ... كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي علم التوحيد يقال له: علم الأصول أو الأصل، وتقرءون في تراجم أهل العلم وقرأ في الأصلين في الأصلين المراد: أصول الدين، وأصول الفقه، أصول الدين العقائد، وأصول الفقه أصول الفقه المعروفة العلم الخاص، لكن أصول الدين هي الأصل، وكونه أصلا بالمعنى الأعم وأصليته مطلقة بينما أصيلة علم أصول الفقه نسبية بالنسبة إلى علم الفقه، أعني ليس علم أصول الفقه، أصل بالنسبة لعلم الحديث، وليس أصلا بالنسبة لعلم لسائر العلوم، إنما هو بالنسبة لأصول الفقه، أصول الحديث أصل بالنسبة نعم، أصول الدين أصل بالنسبة للدين كله، بجميع أبوابه، وبجميع فروعه. "كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي"، فاسمع نظمي، يعني انتبه لما أقول؛ لأن هذه المنظومة في الأصل. "لأنه العلم الذي لا ينبغي"، ليش، لماذا كان علم التوحيد أصل بالنسبة لجميع العلوم؟ لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل لفهمه لم يبتغ لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل. . . . . . . . . هذه علة في كونه أصل العلوم كلها، أنه هو الذي لا ينبغي لعاقل لم يبتغ؟ طالب. . . . . . . . . هو اسمع نظمي، هو يقول الناظم: اسمع نظمي. طالب:. . . . . . . . . لا لا، التعليل؛ لأنه العلم، كالفرع، أن كل العلم كالفرع للتوحيد، لماذا صار أصل وغيره فرع؟ لأنه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لم يبتغ، يعني لم يبتغ فهمه، لا ينبغي له أن يترك فهم هذا العلم؛ لأهميته ولأنه الأصل، لكن أيهما السبب الحقيقي كونه أصل هو السبب على الحث على فهمه، أو كونه العلم الذي لا ينبغي تركه هو الذي جعله أصلا؟ إذا لأنه اللام هذه

وبعد فاعلم أن كل العلم ... كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل لفهمه لم يبتغ يعني لم يبتغ لفهمه، والأصل أنه يتعدى بنفسه بدون لام، لكن النظم له ظروفه. فهل هذه علة لمعلول سابق؟ يعني صار أصول، أصل بالنسبة لسائر العلوم؛ لأنه لا ينبغي لأحد يستطيع فهمه ألا يتعرض لفهمه، ويسعى في تحصيله، يلزم عليه الدور، يعني أهميته من كونه أصل، أصل العلوم كلها، من هنا جاءت أهميته، وهل كونه أصل لهذه العلوم لأنه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لفهمه لم يبتغ؟ يلزم عليه دور، أو أحدهما علة للآخر دون دور؟ وإذا قلنا هذا قلنا: إن كونه أصل السبب في ذلك؛ لأنه العلم، أو كونه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لفهمه؛ لأنه أصل العلوم، كأنه الثاني، لكن اقتران لام التعليل بما ذكره آخراً نعم كأن فيه ما فيه. لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل لفهمه لم يبتغ يعني الذي لا يستطيع أن يفهمه ويقصر في تحصيله، هذا لا شك أنه مفرط. طالب:. . . . . . . . . فإنه ما في إشكال، ما في إشكال نعم. طالب:. . . . . . . . . فاعلم أن كل العلم. طالب:. . . . . . . . . يعني تفسيره التوحيد؟ طالب:. . . . . . . . . هذا غلط، تفسير الناظم تفسير الناظم للتوحيد، لا شك أنه متأثر بدراسته لعلم الكلام، متأثر بدراسته لعلم الكلام، النظم ما فيه إشكال، ما تدري ويش يقصد بالتوحيد، لكن في شرحه فسر التوحيد في شرحه الكبير قال في القاموس: التوحيد إيمان بالله وحده، التصديق بما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- من الخبر الدال على أن الله تعالى واحد في ألوهيته لا شريك له، والتصديق بذلك قضى أن ينسبه إلى الصدق، ومطابقة الواقع بالقلب واللسان معا؛ لأننا نعني بالتوحيد هنا الشرعي، وهو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً فلا تقبل ذاته الانقسام بوجه ولا تشبه صفاته الصفات ولا تنفك عن الذات، ولا يدخل أفعال الاشتراك، فهو الخالق دون من سواه. طالب:. . . . . . . . . إيه لا أنا شايفه هذا. طالب:. . . . . . . . .

نعم ومعرفة الخالق إلى آخره، صرح المصنف -عفا الله عنه- في شرحه بأن مراده بعلم التوحيد هنا التمييز بين الجواهر والأجسام والأعراض والممكن إلى آخره، وليس هذا من التوحيد في شيء، ولا مذهباً لأهل السنة. يعني الشيخ -رحمة الله عليه- أتي من كونه أخذ تعريف المضاف دون تعريف المضاف إليه. لأنه العلم الذي لا ينبغي ... لعاقل في فهمه لم يبتغ يعني إذا كانت هذه العلة فهذه العلة موجودة في العلوم الأخرى، يعني الذي يستطيع أن يتعلم القرآن، وما يتعلق بالقرآن، وما يخدم فهم القرآن، وقل مثل هذا في السنة ينبغي له أن يترك ويخصص فهمه لعلم الاعتقاد، نعم علم العقيدة هو الأصل، لكن كل العلوم التي حث الشرع عليها، كلها لا ينبغي لعاقل لفهما لم يبتغ. فيعلم الواجب والمحال ... كجائز في حقه تعالى فيعلم الواجب والمحال ... كجائز في حقه تعالى الواجب يقابله المحال، مقابلة الضدين أو النقيضين؟ لأنه قابل واجب محال، جائز، والممكن، نعم، يكون ضده، فيكونان ضدين فيعلم الواجب والمحال هناك أيضا ممكن، ما المراد بالواجب، وما المراد بالمحال؟ هذا ما لا يتصور الانفكاك عنه واجب، وما لا يتصور اتصافه به محال، وما يجوز هذا وهذا، يعني من الصفات الفعلية جائز. فيعلم الواجب والمحال ... كجائز في حقه تعالى فالأقسام ثلاثة، والجائز الذي يتصور وجوده ويتصور تركه. "في حقه تعالى". وصار من عادة أهل العلم ... أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم النظم الذي هو الشعر الأصل فيه أنه كلام كالنثر حسنه حسن، وقبيحه قبيح، هذا الأصل، وأنشد الشعر بين يديه -عليه الصلاة والسلام-، أنشد بين يديه، كان حسان ينشد، وكعب بن زهير أنشد وغيره أنشد، ونفي عنه {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} [(69) سورة يس]، نفي عنه -عليه الصلاة والسلام- الشعر، ولذا نجد من الخطأ أن ينظم كلامه -عليه الصلاة والسلام-، يعني وجد نظم لبلوغ المرام، يعني تحويل كلام الرسول إلى شعر، الله -جل وعلا- ينفي عنه الشعر {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} ومع ذلك نرد كلامه إلى شعر، هذا لا ينبغي، حقيقة أنا غير مرتاح ولا مطمئن لهذه الطريقة، ووجد نظم البلوغ من أكثر من شخص.

على كل حال الشعر نفي عنه -عليه الصلاة والسلام-، وأنشد بين يديه، وقال فيه: ((لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا حتى يَرِيَه)) هذا في الحديث الصحيح في الصحيحين ((خير له من أن يمتلأ شعرا)) والله -جل وعلا- يقول عن الشعراء: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [(224) سورة الشعراء]، يعني الشعر جاء ما يدل على إباحته، وجاء ما يدل على ذمه ((لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا خيراً من أن يمتلأ حتى يريه خير من أن يمتلأ شعراً)) وهنا يقول: وصار من عادة أهل العلم ... أن يعتنوا بسبر ذا بالنظم يعني هذا العلم وغيره من العلوم نظم فيها المنظومات الطويلة والقصيرة على البحور كلها، بحور الشعر، يعني هناك منظومات في ألوف المؤلفة من الأبيات، ومن نظم العلوم ما يسمى بالألفيات، ألف بيت في كثير من العلوم، ومنها ما يصل إلى عشرة آلاف وأكثر مثل نظم المقنع لابن عبد القوي أربعة عشر ألف بيت، وهناك منظومات كالنونية لابن القيم في خمسة آلاف وثمانمائة وستين بيت، المقصود أن هناك نظم، وعناية بالنظم، وسوف تذكر العلة -إن شاء الله تعالى- في كون العلماء يعنون بنظم العلوم. لكن جاء ذم النظم، يعني افترض أن شخص حفظ نظم المقنع وحفظ النونية وحفظ معها منظومات أخرى، نقول: امتلأ جوفه شعراً، يدخل في الذم وإلا ما يدخل؟ إذا ترك ما هو أهم من ذلك، وعلى رأس المهمات كتاب الله -جل وعلا-، ولذلك قال: ((حتى يريه)) يعني حتى يمتلأ، فإذا امتلأ شعراً لم يكن هناك في القلب محل لكلام الله ولا كلام رسوله، وهذا هو المذموم، لكن إذا امتلأ من القرآن ومن السنة، ومن ما يعين على فهم الكتاب والسنة من كتب متون سواء كانت نظم أو نثر، هذا كله خير على خير. "أن يعتنوا في سبر هذا"، في سبر ذا، يعني في سبر وتتبع واستقراء هذه العلة بمسائلها وتفاريعها بالنظم؛ لأنه يسهل للحفظ، نعم حفظ النظم أيسر من حفظ النثر، حفظ النظم أيسر من حفظ النثر، لماذا؟ لأنك إذا نسيت كلمة من الشطر الأول أو الثاني، لا بد أن وزن البيت يضطرك إلى تحديد الكلمة في الجملة والروي والقافية تحدد لك كلمات معينة تسد بها هذا النقص، ما تأتي أي كلمة، نسيت الوارث مثلا

دلت على وجوده الحوادث ... وهو سبحانه الحكيم الوارث نسيت الوارث، يمكن تجيب الباقي مكانها؟ ما يمكن تجيبها، هذا اللي يجعل النظم أثبت في النفس وأسهل في الحفظ؛ لأنه بطريقته وانتظامه نعم يذكرك بما نسيت، وأنت تلقائيا مثل حفظت منظومة من سنين تلقائيا إذا مسكت أولها تمشي، ولو غفلت عن ألفاظها، لكن النثر لا بد أن تحدد، وتنتبه له. وصار من عادة أهل العلم ... أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم لأنه يسهل للحفظ كما ... يروق للسمع. . . . . . . . . . . . . . . . . . لا شك أن سماع النظم ألذ وأمتنع من سماع النثر، . . . . . . . . . ... يروق للسمع ويشفي من ظمأ يشفي من ظمأ؛ لأنه يسهل الحفظ كما ... يروق للسمع ويشفي من ظمأ أو من ظمأ؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . من وإلا من؟ ما الذي يريد الشفاء؟ طالب:. . . . . . . . . هاه طالب:. . . . . . . . . أولا: عندنا ظمأ يحتاج إلى يشفي وإلا يحتاج يسقي؟ يعني مثل ما نقول في العليل والغليل، شفاء العليل وإرواء الغليل، وعندنا يشفي من ظمأ، إذا قلنا أن يشفي معناها أعم من البراءة من السقم بمعنى يكفي، يكفي من ظمأ، أو من ظمأ، من موصولة يعني الذي أصيب بالظمأ وهو العطش. طالب:. . . . . . . . . من؟ طالب:. . . . . . . . . طيب ويش نضمن الفعل شفا معنى فعل يتعدى بمن، يعني شفا من الداء، شفاه من داءه، وشفا العطشان من ظمأه، هكذا؟ طالب:. . . . . . . . . إيش يقول؟ طالب:. . . . . . . . . لا أنا يهمنا من وإلا من، يشفي الذي ظمأ، أو يشفي بمعنى أنه يروي ويسقي من ظمئ، على كل حال الوجهين جائز، صالح لهذا وهذا. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . لا هو الظمأ لا بد أن نأتي نضمن الشفاء فعل يناسب الظمأ، ليكون معناه أعم، أو نقول: إن الظمأ كما يطلق على الحاجة الشديدة إلى الماء يطلق على الحاجة الشديدة إلى العلم، نعم، {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [(14) سورة التوبة]، فالشفاء أعم من أن يكون بمعناه الاصطلاحي. يقول: فمن هنا نظمت لي عقيده ... . . . . . . . . . "من هنا" يعني من هذا المنطلق

. . . نظمت لي عقيدة ... أرجوزة وجيزة مفيده "فمن هنا نظمت" وشبه هذه الكلمات المتسقة المنتظمة في هذه الأبيات أبيات هذه العقيدة بالخرز، خرز العقد الذي ينظم في سلك واحد، لينتظم أمره ويتم. "فمن هنا نظمت لي عقيدة"، فعيلة من العقد، والأصل فيه عقد الحبل وإبرامه؛ لئلا إذا عقد الحبل نعم؛ ليحكم ما عقد له نعم وهنا العقيدة هي المراد بها الاعتقاد الجازم الذي لا يساوره شك ولا تردد، بمعنى العلم الذي لا يحتمل النقيض، ولا يلزم أن يكون مطابقاً للواقع، المقصود أنه يكون اعتقاده مع الجزم بدون أدنى تردد يسمى عقيدة، فإن كانت موافقة للواقع كانت عقيدة صحيحة وإلا ففاسدة. "أرجوزة"، نظمت لي، فمن هنا نظمت لي، يعني الأصل أن المؤلف يستحضر أن أول من يستفيد من مؤلفَه هو، ولذلك قال الإمام مسلم -رحمه الله- في مقدمة الصحيح: "فإذا عزم لي تمامه فأول من يستفيد منه أنا، وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يزاول التأليف، في مرحلة الطلب؛ ليستفيد هو، والتأليف من أعظم وسائل التحصيل، لا يؤلف بنية أنه ينفع الناس، لا، لينتفع، ثم بعد ذلك إذا تأهل، وأعاد النظر مرارا في هذا المؤلف إذا أراد ينتفع به الناس فله ذلك ولذلك قال: فمن هنا نظمت لي عقيدة ... . . . . . . . . . "أرجوزة" يعني من بحر الرجز مستفعلن مستفعلن مستفعلن إلى آخره، "وجيزة" مختصرة من الإيجاز الذي يقابل الإطناب والمساواة، الإيجاز أن يكون الكلام قليلاً والمعاني كثيرة، يقابله العكس وهو الإطناب، وأن تكون الألفاظ كثيرة والمعاني قليلة، وبينهما المساواة، تكون المعاني مستوية مع الألفاظ مفيدة، مفيدة يعني من الذي شهد لها بأنها مفيدة؟ طالب:. . . . . . . . . هو، هو اللي شهد لها، هو الذي شهد لها. . . . . . . . . طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . أذان. . . . . . . . . يقول -رحمه الله- تعالى: فمن هنا نظمت لي عقيدة ... أرجوزة وجيزة مفيدة يعني كون الإنسان يمدح كلامه بأنه مفيد، سائغ وإلا غير سائغ؟ لأنه هو الذي يمدح منظومته يقول: مفيدة. طالب:. . . . . . . . .

أما إذا كان على سبيل العجب والتعالي والتعالم هذا مذموم بلا شك، لكن إذا كان على سبيل الإغراء بقراءة هذا العلم؛ ليفاد منه ويحصل منه الأجر، يعني كثيراً ما نسمع ابن القيم يقول: وهذا الكلام، احرص على هذا الكلام علك ألا تجده في منصف آخر البتة، هذا إغراء بأن تحرص على قراءته، هو لا يريد من ذلك مدحه الذي من خلاله يمدح نفسه، فكونه يقول: مفيدة، يدل على إغراءه بها ليستفاد منها، فيعظم أجره. نظمتها في سلكها مقدمه ... . . . . . . . . . "أو مقدمة". "نظمتها" قلنا: أنه شبه هذه العقيدة في هذه الأبيات بخرز العقد، خرز العقد إذا لم تنظم في سلك واحد فإنها تتفرق وتتشتت، كما هو الشأن في كلمات هذه العقيدة. "في سلكها": السلك هو الذي يجمع هذه الحبات من الخرز. "مقدمه، أو مقدمة"؟ يجوز الوجهان فبالفتح على أنها قدمت يعني قدمها مؤلفها للقراء، وقدمها بين يدي مقاصد الكتاب، "ومقدمة" باعتبار أنها تقدمت مقاصد الكتاب، يعني المقدمة أو المقدمة التي تجعل في أول الكتاب قبل الدخول في أبوابه ومقاصده، يجوز فيها ما ذكرنا من الفتح للدال وكسرها. "وست أبواب"، أبواب جمع باب، الباب مذكر وإلا مؤنث؟ مذكر، إذن نقول: ست أبواب، وإلا ستة أبواب؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . ست وإلا ستة؟ طالب:. . . . . . . . . نعم وستة أبواب، إلا لو قال: وستا، بدون أبواب، إذا لم يذكر تمييز جاز التذكير والتأنيث ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال)) وإلا الأصل ستة أيام، وهنا ستة أبواب، . . . . . . . . . ... وست أبواب كذاك خاتمه يعني من حيث قواعد العربية خطأ؛ لأنه ذكر التمييز، والتمييز مذكر، وإذا كان التمييز مذكراً خالف العدد، وستة أبواب كذاك خاتمة هذا الأصل، لكن ينكسر البيت وإلا ما ينكسر؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . بأي شيء، ستة أبواب وستة أبواب كذاك خاتمة، يعني ما فيه ولا نسخة ستة؟ طالب:. . . . . . . . . في ستة، في شيء من النسخ؟ شرح المؤلف في شيء؟ ما في شرح المؤلف. طالب:. . . . . . . . . كان مع سليمان وراح، طيب المختصرات، مختصر ابن سلوم، وإلا الشطي، موجود؟ طالب:. . . . . . . . . هذا وش يقول؟

طالب:. . . . . . . . . ست أبواب، إيه لا أنا أريد كلام المؤلف، وما تفرع عنه من مختصراته. يعني هذه خطة البحث، البحث أو المنظومة تشتمل على مقدمة وستة أبواب وخاتمة. طالب:. . . . . . . . . كيف مصورة؟ إيش يقول؟ ست، لا الطبعة الهندية هذه فيها أغلاط كثيرة ما يعول عليها. طالب:. . . . . . . . . يعني كأنه عدل من التأنيث إلى التذكير لضرورة الشعر. أقول: المنظومة والأرجوزة هذه مكونة من خطة بينها الناظم في هذه المقدمة، من مقدمة وستة أبواب وخاتمة، طيب ما قال فهارس على طريقة الباحثين المحدثين، ما قال مقدمة وستة أبواب وخاتمة وفهارس، ما كانت الفهارس معروفة عند أهل العلم. هاه. طالب:. . . . . . . . . من أجل أن يعتنى بالكتاب كله، لو توجد فهارس اعتمد طالب العلم عليها، وأخذ ما يحتاج وترك الباقي، علما أن طالب العلم الذي له يد ومعاناة لكتب العلم لا يشكل عليه شيء، ولا يحتاج إلى فهارس. وسمتها بالدرة المضيه ... . . . . . . . . . بعض النسخ سميتها، ولا فرق، الخلاف بين البصريين والكوفيين في الاسم هل هو من السمة أو من السمو؟ على كل حال يقول: سميتها، أو وسمتها، الوسم يجعل علامة، بالدرة المضية الأصلة المضيئة، والدرر الدرة واحدة الدرر وهي أنفس ما يستخرج من قاع البحر.

فيه أجنبي في مصر قبل ستين أو سبعين سنة عنده درة نفيسة جدا، فدار بها إلى محلات الذهب والأحجار الكريمة وغيرها يعني اللي يعتنون بهذه الأمور، وأطلعهم عليها فقال: أنا أريد مثل هذه، ومستعد أن أدفع مبلغ ذكره، كبير جداً؛ لأنظمها مع هذه في سلك، أنا مضطر إلى عقد بهذه الكيفية، قال، دفع مبلغ كبير، ثم راح إلى سكنه أرسل هذه الدرة مع شخص وقال: بعها عليهم، كأنه رصد مبلغ مائة ألف مثلا فباعها على المحلات، على محل من المحلات بثمانين ألف، رجاء أن يبيعوها على صاحبها على هذا الشخص بمائة ألف، لما استلم الثمانين ألف حاجج ومنتهي سافر إلى بلده، هذه من الحيل التي تستعمل، مع الأسف أنها سلكت في بعض الأمور المتصلة بالعلم، شخص جاء إلى مكتبة وقال: أنا أريد نسخة من تفسير القرطبي ومستعد أدفع ثلاثة آلاف يحتاج له نسخة نظيفة، أرسل نسخته بالفعل نظيفة واشتروها بألفين وخمسمائة على أساس أنه يكسبهم خمسمائة فبحثوا عنه قال: أنا خلاص استغنيت اشتريت نسخة، اضطروا أن يبيعوها بخسارة، هذه من الحيل التي يلقيها الشيطان على بعض الناس والذي جرنا إلى ذكر الدرة، الدرة الشيء الثمين بخلاف الدرة، بالكسرة التي كان يصحبها عمر يؤدب بها الرعية فهي درة. وسمتها بالدرة المضية، أصلها المضيئة التي يشع منها الأنوار، هناك كتاب اسمه: "الدراري المضيئة"، الدراري المضيئة لمن؟ للشوكاني، وهنا الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية، في عقد أهل الفرقة المرضية، هو في عقد أهل وإلا في عقد الفرقة؟ هاه. يعني "الفرقة" هي المراد بها الأفكار المرضية وإلا يراد بها من يعتنق هذه الأفكار؟ يعني الفرقة المرضية الفرقة المرضية هل هذه هي الفرقة المرضية، هي المسائل المعتقدة على مذهب أهل السنة والجماعة، أو من يعتقد هذه المسائل؟ الفرقة؟ طالب:. . . . . . . . . المسائل هي الفرقة؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . من يعتقد؟ هم الفرقة، هم الفرقة المرضية، وسبب الرضا عنهم صحة اعتقادهم، فالفرقة هم من يعتقد إذن يحتاج أن نقول: أهل الفرقة؟ أو في عقد الفرقة المرضية؟ فئة، الطائفة، الجماعة، هاه. طالب:. . . . . . . . .

الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة، هذا بلا شك، فإذا قلنا: الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة قلنا: أهل الفرقة المرضية، قلنا: أهل أهل السنة والجماعة، صح وإلا لا؟ إذن له داعي هنا أهل وإلا لا؟ طالب:. . . . . . . . . ويش هو؟ طالب:. . . . . . . . . إيه لكن نحتاج إلى كلمة ما تخل بالمعنى، هاه؟ طالب:. . . . . . . . . أقول: نحتاج إلى شيء لا يخل بالمعنى، في عقد أهل الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة في عقد أو في عقيدة، العقد والعقيدة بمعنى واحد، أهل الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة. على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... . . . . . . . . . "على اعتقاد ذي السداد"، السداد: هو امتثال الأمر، لقوله: -صلى الله عليه وسلم-: ((سددوا وقاربوا)) والسداد: هو الاعتدال في الأمور، هو الاعتدال في الأمور، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو، ولا جفا، فالرجل المسدد هو الذي يوفق الانتهاج النهج السليم المعتدل. على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... . . . . . . . . . الحنبلي نسبة إلى جده. . . . . . . . . . ... إمام أهل الحق ذي القدر العلي أحمد بن محمد بن حنبل فهو منسوب إلى جده . . . . . . . . . ... إمام أهل الحق ذي القدر العلي على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... إما أهل الحق. . . . . . . . . إمام أهل السنة والجماعة، واستحق هذه الإمامة بصبره وثباته على العقيدة المأثورة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام.

"إمام أهل الحق" ذي بمعنى صاحب القدر، والمكانة، والجاه العلي الرفيع، يعني ما الذي ميزه عن غيره من أقرانه؟ من الأئمة المتبوعين، الذي ميزه هو صبره وثباته في المحنة، يعني لو أن قدر أن الإمام أحمد أجاب تحت الضغوط، وتحت الأذى، وتحت التهديد والحبس والجلد، خفي الحق على عموم الناس، ولا بد من قائم لله بالحجة، لا بد من أن يوجد قائم لله بالحجة، لو، لولا أن الله -جل. وعلا- قيض للحق من ينصره كالإمام أحمد لكان، لكانت فتنة المأمون والعلم عند الله -جل وعلا- موجودة إلى قيام الساعة، ولولا أن الله -جل وعلا- قيض شيخ الإسلام ابن تيمية يعني إذا قالوا عن الإمام أحمد العالم الرباني والصديق الثاني، نقول: بالنسبة لشيخ الإسلام لصبره على المحن والفتن، ووقوفه في جميع طوائف البدع، نستطيع أن نقول: إنه الإمام الوارث والصديق الثالث، كلها تشبيهاً بالصديق الأول الذي هو أبو بكر الصديق الذي وقف أيام الردة. على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... إمام أهل الحق ذي القدر العلي صاحب القدر الرفيع العلي. حبر الملا فرد العلى، حبر. نقف على هذا. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (3)

شرح نظم عقيدة السفاريني (3) فصل في ترجيح مذهب السلف الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير ونحن الوارثين نرث الأرض ومن عليها، ما قال الوارث بالإفراد. طالب:. . . . . . . . . على وجه. . . . . . . . . بلا شك. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سم. نعم سم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين. اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، أما بعد: قال الشيخ السفاريني -رحمه الله- تعالى في منظومته، قال -رحمه الله- تعالى: مقدمة في ترجيح مذهب السلف على مذهب الخلف: اعلم هديت أنه جاء الخبر ... عن النبي المقتفى خير البشر بأن ذي الأمة سوف تفترق ... بضعاً وسبعين اعتقاداً والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى ... وصحبه من غير زيغ وجفا وليس هذا النص جزماً يعتبر ... في فرقة إلا على أهل الأثر فأثبتوا النصوص بالتنزيه ... من غير تعطيل ولا تشبيه فكل ما جاء من الآيات ... أو صح في الأخبار عن ثقات فكل ما جاء من الآيات ... أو صح في الأخبار عن ثقات من الأحاديث نمره كما ... قد جاء فاسمع من نظامي واعلما ولا نرد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول فعقدنا الإثبات يا خليلي ... من غير تعطيل ولا تمثيل فكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات فقد تعدى واستطال واجترئ ... وخاض في بحر الهلاك وافترى ألم تر اختلاف أصحاب النظر ... فيه وحسن ما نحه ذو الأثر فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى ... وصحبه فاقنع بهذا وكفى الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله- تعالى: مقدمة بأنه طالب:. . . . . . . . . إيه البات، مش صحيح، مش صحيح. قبل هذه المقدمة بقي من درس الأمس ثلاثة أبيات بعد قوله: وسمتها بالدرة المضية ... في عقد أهل الفرقة المضية على اعتقاد ذي السداد الحنبلي ... إما أهل الحق ذي القدر العلي "حبر الملا".

الحبر: ويقال الحبر بالفتح والكسر وهو العالم، واحد الأحبار، والملأ الخلق، ومعروف أنه يقصد بذلك ما دون النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة ممن هم أفضل منه، حبر الملا عالم الخالق نعم هو عالم الأمة وفقيهها. "فرد العلى"، الذي لا يوجد له نظير في مواقفه أيام المحنة وقل أن يوجد له نظيرٌ في نصر السنة وحفظها وتعلمها وتعليمها، "الرباني" منسوب إما إلى الرب أو إلى التربية، غاية ما هنالك أنه أضيف له الألف والنون، والزيادة في النسب، الزيادة في النسبة سائرة كما قالوا في النسبة إلى الري رازي، وقالوا: يا صنعاء، صنعاني، ولا يؤثر هذا في ياء النسب، {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ} [(79) سورة آل عمران] بتشديد ياء النسب؛ لأن هذه الزيادة لا تؤثر في ياء النسب بخلاف الزيادة في النسبة إلى اليمن، فإذا قلت: يمني، هو بتشديد الياء، هؤلاء يمنيون، لكن إذا زدت الألف أو جعلتها بالألف فتخفف الياء، يمانيون؛ لأن الياء الأولى من ياء النسب أبدلت بالألف، ولا يجوز الجمع بين البدل والمبدل، لكن صنعاني هذه الألف مزيدة لا محالة ليست مبدلة، ورازي الألف مزيدة، الألف والزاي مزيدتان، وليستا ببدل، بخلاف النسبة إلى اليمن يماني، فالألف هذه بدل عن الياء الأولى من يائي النسب، ولذا الأكثر على أنها تنطق مخففةً، ويخطئون من ينطقها مشددة، وإن كان بعضهم أن هذه الألف مزيدة، وياء النسب المشددة باقية كما هي كما زيدت الألف في صنعاني ورازي وغيره، فليست بدلاً عن الياء الأولى، وعلى هذا تكون ياء النسب المشددة، مع زيادة الألف كما هو شأنها مع الزيادة في صنعاني ورازي، هذه المواطن الدقيقة ينبغي أن يعنى بها طالب العلم؛ لأنه قد يقول: ليش ننطق يمانيون يمانيون، ليش ما تكون يمانيِّون لأنه ياء النسب؟ قالوا: الياء الأولى من ياء النسب المشددة عبارة عن حرفين الأول منهما ساكن أبدل بالألف ولا يجوز الجمع بين البدل والمبدل، تبقى ياء واحدة ومحركة، بينما الزيادة في صنعاني ورازي ليست ببدل، الكلمة كاملة، وعلى هذا فالياء مشددة. يخطئ أيضاً من يخفف ياء النسب إذا لم يبدل منها شيئاً، نسمع من يقول: ابن تيمية، والياء ياء مشددة،

. . . ... ياء كالكرسي زيدت للنسب فالعلوم تؤتى من أبوابها، ولا يترك المجال للاجتهادات، هناك قواعد تضبط هذه الأمور، وكون العلماء يختلفون في شيء لا يعني أنه يترك الحبل على الغارب يعني يقول من شاء ما شاء، هذا ضياع، هذا ضياع. "الرباني" منسوب إلى الرب، أو إلى التربية، إما لأنه يربي الناس، أو لأنه مطيع لربه فاعل لأوامره مجتنب لنواهيه، معتن بخلقه، وقيل في الرباني: أنه الذي يتعلم ثم يعمل ويعلم، فالمتعلم والمعلم هذا رباني، وعن ابن عباس أنه الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره، يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره، وعلى هذا عليه أن يتدرج مع الطلاب من الصغر إلى أن يكبروا، فيعلمهم المتون الصغيرة ويحفظهم إياها، ويشرحها لهم بالطريقة المناسبة لاستيعابهم، وعقولهم ثم يتدرج إلى ما هو أكبر منها، ثم إلى ما هو أكبر، ويكون نظره إلى مصلحة الطالب لا إلى مصلحة نفسه؛ لأن بعض من يتصدى للتعليم ينظر إلى مصلحته، يأتي مجموعة من الطلاب يطلبون منه درساً فلا ينظر إلى مصلحتهم وما يناسبهم، بل ينظر إلى مصلحته هو، هو يحتاج هذا الكتاب، بغض النظر هل يستفيدون منه أو لا يستفيدون، هذا ليس برباني، هذا متعلم، هذا متعلم يريد أن يتعلم من قراءته في هذا الكتاب، لكن الذي ينظر إلى مصلحة الطالب ويوجهه إلى ما يفيده وينفعه ويناسبه هذا هو الرباني. أيضاً لو قدر أن شخصاً يعلم الطلاب، نظر إلى هؤلاء المجموعة فوجدهم من المبتدئين، أو المتوسطين، وأراد أن يرفع من هممهم وينهض، فجعل درساً في علل الدارقطني، وآخر في موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لشيخ الإسلام، در التعارض، هذا نصح للطلاب وإلا ما نصح؟ والله ما نصح للطلاب، وهؤلاء الطلاب المجزوم به أنهم سوف يتركون الطلب، فعليه أن يتدرج بهم ينظر فيما يحتاجون يتلمس حاجاتهم ويعلمهم إياها. قد يقول قائل: إن بعض الشيوخ لا يستطيع أن ينزل بطريقته وأسلوبه إلى صغار المتعلمين، هل هو من هذا النوع؟ نقول: إذا لم يقم بحاجة صغار المتعلمين لا بد أن ينزل، إذا لم يقم بها أحد، وإذا وجد من يعينه عليها ويقوم بها ويكفيه إياها لا مانع أن يعلم من فوقهم بطريقته وأسلوبه الذي يراه نافعاً.

"رب الحجا"، أي صاحب حجا، الحجا العقل. يقول هنا المؤلف: قال ابن عباس -رضي الله عنه-ما: الرباني هو المعلم، هو المعلم وأخذه من التربية أي يربي الناس بعلم، كما يربي الطفل أبوه، وقال سعيد بن جبير هو الفقيه العليم الخبير، وقال سيبويه: زادوا ألفاً ونوناً في الرباني إذا أرادوا تخصيصاً بعلم الرب، كما قالوا: شعراني ولحياني لعظيم الشعر واللحية، وقال أبو نعيم الزاهد، أبو عمر مو أبو نعيم، هذا معروف اللغوي الذي ينقل عن ثعلب: سألت ثعلباً عن هذا الحرف وهو الرباني، فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: إذا كان الرجل عالماً عاملاً معلماً، قيل له: رباني، فإن حرم خصلة منها لم يقل له رباني، وفي مفتاح دار السعادة للإمام المحقق ابن القيم: معنى الرباني: الرفيع الدرجة في العلم العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأحبار} [(63) سورة المائدة]، إلى آخره. قبله في البخاري الذي يربي لصغار العلم قبل كباره، هناك أقوال كثيرة لكن أشهرها ما ذكرنا أنه إما الذي يربي الطلاب بصغار العلم قبل كباره، أو أنه الذي يعتني بنفسه وبغيره فيتعلم ويعمل ويعلم، ويكون وقته لله. "رب الحجا، ماحي الدجى"، رب الحجا الحجا يعني صاحب العقل ماحي الدجى الظلام، "الشيباني"، نسبة إلى شيبان القبيلة التي ينتمي إليها. "فإنه إمام أهل الأثر"، فإنه يعني الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل الأثر، إمام أهل الحديث، يطلق الأثر ويراد به الحديث، وإذا قرن مع الحديث فالمراد به ما يضاف إلى من دون النبي -عليه الصلاة والسلام-، معرفة السنن والآثار، يعني معرفة المرفوعات والموقوفات، لكن كتاب الآثار فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفة، وهنا يراد به ما يؤثر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وعن صحابته ومن بعدهم. فإنه إمام أهل الأثر ... فمن نحى منحاه فهو الأثري فإنه إمام أهل الأثر ... فمن نحى منحاه فهو الأثري

يعني من اقتدى به فهو الأثري، هل يقال إن كل من ينتسب إلى الإمام أحمد أثري؟ الحنابلة كلهم أثرية؟ نعم، منهم من لا يعرف من الأثر إلا القليل النادر، لا سيما من يتفقه على مذهب الإمام أحمد بطريقة التقليد المحض، مثل هذا لا يقال له أثري، لكن من ينحو منحاه بالعناية بالسنة وحفظها والذود عنها يقال له: أثري، سواءً كان حنبلياً أو غير حنبلي، الحافظ العراقي أثري له عناية بالسنة يقول راجي ربه المقتدر ... عبد الرحيم بن الحسين الأثري وانتسب إليها جماعة من أهل العلم ممن له عناية بالسنة فالشيخ ابن باز -رحمه الله- أثري، والألباني أثري، وغيرهم من أهل العلم ممن له عناية بالسنة يقال له: أثري، نسبة إلى الأثر، ولا يلزم أن يكون مقلداً للإمام أحمد في أقواله في الأحكام، وهنا المؤلف المؤلف حنبلي هل يلزم منه أن يكون أثرياً، هو له عناية بالسنة، وله شروح في السنة، لكن أيضاً عنده مخالفات في السنة، عنده مخالفات في السنة، هل يقال: إنه أثري؟ طالب:. . . . . . . . . "فمن نحا منحاه فهو الأثري"، الإمام أحمد اكتسب هذا الوصف أو هذه النسبة لعنايته بالسنة، لعنايته بالسنة قيل له: أثري، فكل من يعتني بالسنة فهو أثري، طيب، من كان معوله في الاستدلال عموماً السنة، وميله إلى الاستنباط، يعني ميله إلى الدراية أكثر من ميله إلى الرواية. طالب: .... كل الأبواب، كل الأبواب، كل أبواب الدين، لكنه لا يصدر إلا عن نص، يستحق أن يقال له أثري، وإن كانت جهوده منصبة إلى الاستنباط؛ لأن العناية بالسنة من جهتين من جهة الحفظ والرواية، ومن جهة الاستنباط والدراية، فهذا له عناية بالسنة، وهذا له عناية بالسنة، وتجد من جل همه مصروف إلى الأول، وتجد من جل الهم مصروف عنده إلى الثاني، وتجد من يجمع بينهما وهو الموفق. طالب:. . . . . . . . . لا حقيقة مثل هذا تزكية، هذا تزكية للنفس، تزكية للنفس، لكن الانتساب إلى ما يشرف به الإنسان إذا سلم من التزكية فلا بأس به. طالب:. . . . . . . . .

هذا الظاهر، هذا الظاهر، يعني إيش معنى أثري؟ إذا كان منهج الإنسان الاستمداد من الأثر، ومعوله عليه، ومصدره منه، استحق أن يقال له: أثري، ولو كان فقيهاً، ولو كان فقهياً؛ لأن معوله وعمدته ومصدره الأثر، لكن إذا كان مصدره خليط من النصوص والأقيسة، نصوص وأقيسة واستنباطات قريبة وبعيدة، فهذا إلى الرأي أقرب، ولذا تصنف المدارس الفقهية بأن مدارس أهل الرأي، ومدارس أهل الأثر، مدارس أهل الرأي هم أهل النظر، ومدارس أهل الأثر، نعم. طالب:. . . . . . . . . إيه، يعني مسألة الانتساب للسنة هل مفهومه إخراج غيره عنها، أو يفهم من ذلك تزكية نفسه وأن أعماله جميعها موافقة للسنة؟ على كل حال كل ما يوحي بالتزكية على الإنسان أن يجتهد فيه، وعليه أيضاً في الوقت نفسه أن يكون عمدته الكتاب والسنة. طالب:. . . . . . . . . هاه. طالب:. . . . . . . . . لكنه وصف مثل ما يقال: العالم يقرر، مثل ما يقال: الإمام المجتهد الفقيه الحافظ، هذه أوصاف، يعطى الإنسان منها ما يستحقه، ما فيها إشكال. "فمن نحا منحاه فهو الأثري"، يعني في تعظيم السنة في نصر السنة في الاعتماد في التعويل على السنة، هذا يقال له: أثري. "سقى ضريحاً حله صوب الرضا"، "سقى ضريحاً": يعني القبر الذي حله ووضع فيه صوب، الصوب الصيب هو المطر وسقاه مناسبة للمطر كما يقال: تقرءون في بعض الأدعية لبعض الأموات يقول إيش يقول: أمطر الله على قلبه شئابيب الرحمة، وليس المقصود بالدعاء هنا حقيقة الدعاء، سقى ضريحاً حله صوب، يعني الصيب، لا، إنما يراد به برد الرضا، الرضا، رضا الله -جل وعلا- وباختصار هو يريد أن يقول: -رضي الله عنه-، -رضي الله عنه-، فبدلاً من أن يقول: -رضي الله عنه-، والنظم له ظروفه وأيضاً الاستعارات أسلوب معروف في لغة العرب: سقى الله ضريحه شئابيب الرحمة، وهنا يقول: سقى الله ضريحاً حله صوب الرضا، هو يدعو له بالرحمة والرضا، كثيراً ما يقولون هنا أتباع الأئمة يقولون عن أئمتهم: -رضي الله عنه-، وإن كان ممن وجد بعض الصحابة، على أن العرف عند أهل العلم كما خصوا النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصلاة والسلام خصوا الصحابة بالترضي، ومن دونهم ومن بعدهم بالترحم.

"سقى ضريحاً حله صوب الرضا، والعفو". طالب:. . . . . . . . . ضريح هذا القبر، يراد به القبر، لكن استعملت كثيراً في القبول التي يتردد عليها ويغلى بأربابها. طالب:. . . . . . . . . "ضريحاً" أي قبراً، معروف، فعيل بمعنى مفعول من الضرح وهو الشق في الأرض، ومنه، إلى آخره، هذا ما فيه شيء. وسقى الله ضريحاً حله الإمام أحمد صوب العفو من الله والصفح والغفران إلى آخره. الأضرحة أكثر ما تطلق على القبور التي يحصل فيها شيء من الغلو بأصحابها، وإلا فالأصل المقبرة والقبور، هذا هو الأصل، والضريح مثله، يراد به القبر، لكن استعماله العرفي العام عند عموم الناس ما يقال هذا ضريح إلا في الأضرحة التي يغلى بأصحابها وأربابها، وإن كان الإطلاق، إطلاق الضريح على القبر ما فيه شيء، في الأصل ما فيه شيء؛ لأن معنى الضريح هو القبر. طالب:. . . . . . . . . "سقى ضريحاً حله صوبَ". طالب:. . . . . . . . . هذا دعاء، سقى ضريحاً حله صوبَ، حله، الإمام أحمد، ما هو بحله صوبُ ما هي فاعل حل. طالب:. . . . . . . . . لكنه دعاء، المقصود سقى الله ضريحاً حله صوبَ الرضا. طالب:. . . . . . . . . إيه. "سقى ضريحاً حله"، سقى الضريح سقى القبر، سقى الله الضريح الذي حله الإمام أحمد صوب المراد بها الصيب وهو المطر، الرضا عنه العفو عن زلاته والغفران لما بدر منه. "ما نجم أضا"، يعني كل ما أضاء النجم في كل ليلة تحصل له هذه الدعوة، أو بقدر ما أضاءت النجوم يحصل له من صوب الرضا والعفو والغفران هذا المقدار. وحله وسائر الأئمة ... منازل الرضوان أعلى الجنة "وحله" يعني أحله الله، وأحل سائر الأئمة منازل الرضوان أعلى الجنة، سواءً كانوا من الأئمة المتبوعين، أو الأئمة من أهل العلم، وإن لم يكونوا من الأربعة ولا يقصد بذلك تخصيص الأئمة الأربعة. وحله وسائر الأئمة ... منازل الرضوان أعلى الجنة ثم بعد ذلك قال: مقدمة. طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب:. . . . . . . . .

قدس الله روحه، يعني المراد بذلك طهر الله روحه، هذه متداولة حتى عند أهل السنة، ونور ضريحه يعني قبره، لكن قدس سره هذه التي تستعمل عند الصوفية، قدس سره، أما قدس الله روحه، الروح تحتاج إلى تطهير إذا كان فيها شيء مما يدنسها يدعى بأن تطهر، ما في إشكال، ونور الله ضريحه يعني قبره. فصل في ترجيح، أو مقدمة، هنا يقول: مقدمة إيش قال المؤلف في الشرح مقدمة وإلا؟ طالب: .... لا، لا ما هو، هذا هذا، العبرة بهذا. طالب:. . . . . . . . . المقصود أنه قال: مقدمة، وسبق أن قال: نظمتها في سلكها مقدَمة ... . . . . . . . . . مقدِمة، ومقدَمة كما مضى. . . . . . . . . . ... وست أبواب كذاك خاتمة فهنا المقدمة، بعض الطبعات يقول: فصل في ترجيح مذهب السلف، هذه هي المقدمة، والطبعات التي يعول عليها هي ما يوافق الأصل، وا لمراد بهذه المقدمة ذكر فيها الناظم -رحمه الله- تعالى ترجيح مذهب السلف على سائر المذاهب وبيان الفرقة الناجية على سائر الفرق. قال -رحمه الله- تعالى: اعلم هديت أنه جاء الخبر ... . . . . . . . . .

"اعلم هديت"، يعني في الأصول الثلاثة: اعلم أرشدك الله، فمن التلطف بالمتعلم أن يؤمر بما ينفعه برفق، ويقرن بالدعاء فإذا قيل: اعلم وفقك الله، أو اعلم هداك الله، أو اعلم أرشدك الله، وهنا يقول: اعلم من أجل أن تنتبه وتهتم بما يقول، هديت يعني هداك الله، دعاء لك أيها المتعلم أنه جاء الخبر، جاء الخبر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن النبي المقتفى المتبع؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- هو القدوة، وهو الأسوة، خير البشر، خير البشر، ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))، فهو خير بشر بالإجماع، أفضل الخلق وأتقاهم وأخشاهم وأعلمهم بالله، مع أنه أجود الناس، وأشجع الناس فهو خير البشر من كل وجه، خيرهم من كل وجه -عليه الصلاة والسلام-، لكن قد توجد منقبة واحدة من المناقب كلها توجد في غيره، وثانية توجد في ثان، لكنه بمجموعه لا يقاربه ولا يدانيه أحد -عليه الصلاة والسلام-، فكون إبراهيم -عليه السلام- أول من يكسى يوم القيامة، هل يعني هذا أنه أفضل من محمد؟ لا، وكون موسى حينما يبعث النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو أول من تشق عنه الأرض يجد موسى آخذاً بقائمة العرش، ولا يدري -عليه الصلاة والسلام- هل بعث قبله أو لم يصعق أصلاً؟ لأنه جوزي بصعقة الطور، هذا لا يعني أن موسى أو إبراهيم أفضل منه -عليه الصلاة والسلام- وإن وجدت لهما هذه المناقب، لكن هو -عليه الصلاة والسلام- خير البشر.

وقوله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) وطلبه الصلاة كالصلاة على إبراهيم، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، هل يعني هذا أنه دون إبراهيم؟ ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) لما قال إبراهيم -عليه السلام-: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [(260) سورة البقرة] هل سبب السؤال أنه حصل في قلبه شك؟ لا، ولكن ليطمئن، والعلوم لا شك أنها تتفاوت درجات، فهناك علم اليقين، وهناك حق اليقين، وهناك عين اليقين، علم اليقين إذا بلغك عن جمع يستحيل تواطئهم على الكذب أن العسل متوفر وكثير، تقطع بهذا وتحلف عليه أنه متوافر ولا ينتابك أدنى شك، والنتيجة مائة بالمائة لا يحتمل النقيض، هذا علم اليقين فإذا خرجت إلى السوق ووجدته بكثرة، رأيته بعينك، صار هذا كيف؟ عين اليقين، فإذا لعقت بأصبعك منه، وذقته صار حق اليقين، حق اليقين، نعم. طالب:. . . . . . . . . الحق هو العلاء، على كل حال هذه العلوم وإن كان الأول منها لا ينتابه أدنى ريب ولا شك إبراهيم مصدق، وليس عنده أدنى تردد أن الله -جل وعلا- يحيي الموتى، لكن كونه في مرتبة هي من مراتب العلم القطعي لا يعني أنه يطلب ما هو أعلى منها، لا يعني أنه لا يطلب ما هو أعلى منها، ولذلك إبراهيم لم يشك، ولم يتوهم فضلاً عن أن يشك، فالأمر مقطوع به عند إبراهيم فلم يحصل له الشك، واليقين المنافي للشك موجود عند إبراهيم، فلما انتفى عنه الشك قال النبي -عليه الصلاة والسلام- من باب هضم النفس، ومن باب نفي ما قد يعلق، أو يفهمه بعض الناس أن إبراهيم حصل عنده شك، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) ولا يعني هذا أن إبراهيم خير منه، بل النبي -عليه الصلاة والسلام- هو خير البشر. طالب:. . . . . . . . . "المقتفى" المتبع المقتدى به الأسوة، ومن أسماءه -عليه الصلاة والسلام- المقفي، نقول: المقتفي أو المقتفى؟ طالب: المقتفى المختص. . . . . . . . . قال في النهاية: هو المولى. . . . . . . . .

فرق، فرق بين هذا وهذا فرق كبير بين المقفِي والمقتفى هذا بالنسبة لمن قبله، وهذا بالنسبة لمن بعده، فمن أسماءه، هاه؟ طالب:. . . . . . . . . نعم يعني أنه يقفُ أثر من قبله من الأنبياء، ويتبعهم فهو آخرهم، هذا شيء مستقر، والمقتفى المتبع ممن بعده من أتباعه. بأن ذي الأمة سوف تفترق ... . . . . . . . . . جاء الخبر بأن هذه الأمة سوف تفترق جاء الخبر يعني الحديث الصحيح بأن هذه الأمة ستفترق سوف تفترق بعضاً وسبعين فرقة، إذا كانت اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة والنصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اعتقاداً، هذا الافتراق هو في باب الاعتقاد، لا في باب الأحكام، وإلا فالفرقة المرضية الصحابة -رضوان الله عليهم- اختلفوا في الأحكام، والاختلاف في الأحكام لا يدخل في حديث الافتراق؛ لأنه وجد بين الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولم يقل أحد بأن عمر فرقة، وأبو بكر فرقة، وعثمان فرقة؛ لأنهم قالوا أقوال مختلفة أبداً، كلهم في الفرقة الناجية، وكذلك من يقول بقولهم في باب الاعتقاد، ولو خالف بعض أقوالهم، أو أقوال بعضهم في مسائل الأحكام، هذا لا يخرجه من كونه من الفرقة الناجية. بأن ذي الأمة سوف تفترق ... بضعاً وسبعين اعتقاداً. . . . . . . . . يعني في باب الاعتقاد، أما في باب الأحكام فلا يمكن أن تصنف من هذه الفرق، ما يقال الحنفية فرقة، والمالكية فرقة، والحنابلة فرقة، والشافعية فرقة، ما يقال هذا؛ لأن المراد بالافتراق في مسائل العقيدة، في مسائل الاعتقاد لا في مسائل الأحكام، أما مسائل الأحكام فالخلاف فيها وجد من عصر الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولذلك قال: اعتقاداً يعني في الاعتقاد، والمحق من هذه الفرق الثلاث والسبعين الذي على الحق ما كان في نهج النبي المصطفى ... . . . . . . . . . يعني على ما كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-. ما كان في نهج النبي المصطفى ... . . . . . . . . .

يعني يقفو أثر النبي -عليه الصلاة والسلام- ويقتدي به ويأتسي به، ما كان في نهج النبي المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وصحبه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين في الفرقة الناجية بأنها من كانت على ما كان عليه -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه. . . . . . . . . . ... وصحبه من غير زيغ وجفا نعم وبعضهم يشكك في ((كلها في النار إلا واحدة)) على كل حال الحديث مخرج ومعروف، ما كان في نهج النبي المصطفى، وصحبه، يعني على ما كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه. من غير زيغ وجفا ... . . . . . . . . . يعني من غير إفراط ولا تفريط، بل على سبيل التوسط، في الأمور كلها، وهذا هو المنهج الشرعي الوسط بين الفرق، كما أن الدين هو الوسط بين الملل. من غير زيغ وجفا ... . . . . . . . . . من غير إفراط ولا تفريط، من غير غلو ولا جفا ولا تفريط. . . . . . . . . دين الله وسط بين الغالي والجافي، دين الله وسط بين الغالي والجافي، وأهل السنة وسط بين الخوارج والمرجئة، فأهل الزيغ هم أهل الغلو كالخوارج، وأهل الجفا هم المرجئة الذين يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، لا يضر مع الإيمان، أي معصية، اصنع ما شئت، وإيمان أفجر الناس كإيمان جبريل -عليه السلام، وهذا قول باطل نسأل الله العافية، هذا قول باطل، كما أن مذهب الخوارج جاء ذمه في النصوص الصحيحة وأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فدين الله هو الوسط، وأهل السنة وسط بين الفرق كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، في باب القدر وسط بين القدرية والجبرية، في باب الصحابة وسط بين الرافضة والنواصب، في باب الوعيد ومرتكب الكبيرة وسط بين الخوارج والمعتزلة من جهة، وبين المرجئة من جهة أخرى وهكذا، من غير زيغ وجفا. وليس هذا النص جزماً يعتبر ... في فرقة إلا على أهل الأثر

وليس هذا النص، لا يجزم بأن هذه الفرقة، يعني المجزوم به في الدخول دخولاً أولياً في هذه الفرقة إلا على أهل الأثر، يعني دخولهم في النص قطعي؛ لأنهم هم الذين على ما كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه، لكن قد يقول قائل: إن هناك من يعتني بالأثر ولا يعمل، يهتم بالسنة ويصحح السنة، ويجمع السنة لكنه في العمل أقل، نقول: إن ما يجمعه ليس بعلم؛ لأن العلم ما نفع، وبالمقابل هناك أهل علوم أخرى لهم عناية بالعقيدة، عناية بدراسة العقيدة، تجده يحفظ كتب شيخ الإسلام، ولا يحفظ الكتب الستة. طالب:. . . . . . . . . إيه لا بأس. يقول: هل من أسماء الرسول -عليه الصلاة والسلام- المصطفى؟ لا، هو من أوصافه، وليس من أسمائه. وهل كان الصحابة يقولون: قال المصطفى؟ لا، يقولون: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن الوصف إذا كان صحيحاً وورد به الأثر والخبر، لا مانع من إطلاقه، لكن في عموم الأحوال إنما يسمى باسمه -عليه الصلاة والسلام- وبوصفه الذي اختاره الله له. هذا يقول: هل الإخبار بالعدد في الحديث يفيد الحصر بأن الأمة لا تفترق بأكثر من ثلاث وسبعين، وهل الوصف، وصف الأمة يدل على بقاء أصل التوحيد؟ نعم، الطائفة المنصورة التي هي على الحق على ما كان -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه هي الباقية إلى قيام الساعة، يعني إلى قرب قيام الساعة، حتى تأتي الريح التي تقبض أرواح المؤمنين. وليس هذا النص حديث الافتراق، هذه الفرقة الواحدة الناجية ليس يجزم بدخول أي فرقة، وأي طائفة من الطوائف جزماً يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر؛ لأنهم هم الذين يعتنون بأقواله، وأفعاله، ويقتدون به هؤلاء هم أولى الناس بهذا الاسم، وبهذا الوصف، ولذا، ولذا يقول الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث، يعني الطائفة المنصورة هم أهل الحديث إن لم يكونوا هم فماذا، فماذا؟ طالب: ....

نعم، فإنه لا يعرف طائفة أولى منهم، لكن هل يعني هذا الحصر لأهل الحديث؟ أهل الحديث دخولهم مجزوم به مقطوع به، ودخول غيرهم كل على حسبه قرباً وبعداً، هناك المفسرون، هناك الفقهاء، هناك أصحاب العلوم الأخرى، يعني لو افترضنا أن شخص تخصص في لغة العرب في اللغة وهو في مذهبه في الاعتقاد على مذهب أهل السنة وال جماعة أو تخصص في الفقه أو العقائد أو غير ذلك من العلوم وهو في الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة، هذا يدخل، المفسرون الذين على الجادة عنايتهم بكتاب الله على ما يؤثر عن رسوله -عليه الصلاة والسلام- وعن سلف هذه الأمة يدخلون، الفقهاء الذين فقههم مستمد من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- بحيث لا يقدمون على النصوص شيء يدخلون، وهكذا لكن المجزوم بدخوله في الخبر ودخوله قطعي في الخبر هم أهل الأثر، طالب:. . . . . . . . . رواية ودراية، لكن الرواية داخلون بلا شك، والدراية من باب أولى. طالب:. . . . . . . . . إلا يوجد، يوجد من ينتسب إلى الحديث وعقيدته فيها خلل، نعم. طالب:. . . . . . . . . يوجد، يوجد من يروي حتى ممن تقدم، من يروي الحديث وهو مطعون في عقيدته، فتجدون في كتب التراجم نعم فلان ابن فلان ثم يصدر حكمه وفيه تشيع وفيه نصب، وفيه يرى رأي الخوارج، هذا كذا، لا يدخل، نعم. طالب: .... أهل الأثر، إيش معنى أهل الأثر؟ يعني كل من اعتنى بشيء يصح نسبته إليه؟ لا ما يلزم، لا ما يلزم. فأثبت النصوص بالتنزيه ... من غير تعطيل ولا تشبيه

أهل الأثر سمعوا النصوص المتعلقة بالله -جل وعلا- من أسماء وصفات وأفعال وغيرها من الكتاب والسنة فأثبتوها معتقدين تنزيهه عن مماثلة المخلوقين، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، لكنهم أثبتوا ما تفيده هذه النصوص عملاً بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(11) سورة الشورى]، وجاءت آيات وأحاديث فيها أسماء وصفات أثبتها أهل السنة قاطبة من عهد السلف إلى يومنا هذا، أثبتوها على ما يليق بجلال الله وعظمته، مع اعتقاد أن لها معاني، والجزم بنفي الكيفيات كما سئل الإمام مالك عن الاستواء كيف استوى؟ فقال: الاستواء معلوم، وفي هذا رد على المفوضة، أهل التفويض، والكيف مجهول، رد على أهل التمثيل، والسؤال عنه بدعة، يعني لك أن تسأل عن معنى الصفة، لكن كيفية الصفة ليس لك أن تسأل عنه؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، والله -جل وعلا- أخبرنا في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- بما يتعلق به من أسماء وصفات فعلينا أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ووصفه به رسوله -عليه الصلاة والسلام- من غير تعطيل.

يقول: "ولا تشبيه"، التنزيه لا بد منه، التنزيه، تنزيه الرب -جل وعلا- عن مشابهة أو مماثلة المخلوقين أمر لا بد منه، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، ومن غير تعطيل يعني نفي لهذه الصفات التي أثبتها الله -جل وعلا-، ولا تشبيه هكذا قال المؤلف، والوارد في النصوص نفي التمثيل، نفي التمثيل؛ لأن التمثيل منفي من أصله وأساسه، وأما التشبيه فإن كان المراد به تشبيه ما يتعلق بالله -جل وعلا- بما يناسب المخلوق أو بما يوجد في المخلوق فهذا مرفوض، وإن كان المراد به نفي المشابهة ولو من وجه، فقد جاءت بعض النصوص بإثباته، وأيضاً هذا اللفظ إنما يستعمله المبتدعة للتوصل به إلى نفي الصفات، فيسمون المثبتة مشبهة، أثبتوا النصوص في التنزيه كما أثبتها الله -جل وعلا- لنفسه وأثبتها لها رسوله -عليه الصلاة والسلام- من غير تعطيل خلافاً للجهمية والمعتزلة الجهمية عطلوا الرب -جل وعلا- من الأسماء والصفات، والمعتزلة عطلوه عن صفاته، وما ثبت لله -جل وعلا- من الأسماء والصفات واتفق على إثباته سلف هذه الأمة لا يجوز التعرض له بحال، بل لا بد من إثباته، لا بد من إثباته كما أثبتوه، لكن ما اختلف فيه الصحابة وسلف هذه الأمة هل يلزمنا إثباته أو نفيه؟ يكون من مسائل الاجتهاد، يكون من مسائل الاجتهاد، فصفة العزم لله تعالى، صفة العزم لله تعالى في الجزء السادس عشر من مجموع الفتاوى يقول: اختلفوا في إثبات العزم لله -جل وعلا- القول الأول وهو الأصح، -يقول شيخ الإسلام- إثباته، ثم أورد ما يدل على ذلك من الآثار ليس فيه شيء مرفوع، إلا قول أم سلمة في كتاب الجنائز من صحيح مسلم فعزم الله لي فقلتها، قول أم سلمة، يعني الذي يثبت الصفة بمثل هذا يقول: إن أم سلمة لا يمكن أن تثبت لله شيئاً من تلقاء نفسها، هذا لا يمكن أن يدرك بالرأي، عمر أيضاً أثر عنه، وأثر أيضاً، ذكر مسلم في صحيحه فإذا عزم لي تمامه فأول من يستفيد منه أنا، فإثبات صفة العزم بمجموع هذه الأمور –لا أعني مقال مسلم ومن دون مسلم- لكن الكلام فيما ثبت عن السلف، شيخ الإسلام يقول: هو الأصح، والقول الثاني، هاه. طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب:. . . . . . . . .

قياس الأولى في إيش؟ طالب:. . . . . . . . . يعني، يعني أكمل، إذا كانت أكمل، كل كمال يتصور في المخلوق فالخالق به أولى، هذه قواعد عامة، لكن مفردات الصفات لا يمكن أن تثبت بهذه الطريقة. القول الثاني: أن هذه الصفة لم يثبت فيها شيء ملزم، وشيء يعني تبرأ الذمة بإثباته به، ولذا القول الثاني: لا تثبت صفة العزم، مثل هذه الصفة يعني في مجال للاجتهاد، يعني لو نفاها إنسان ما يبدع، ما يبدع لو نفاها، لكن الكلام فيما اتفق عليه سلف هذه الأمة، جاءت به النصوص اتفقوا عليه، مثل هذا لا محيد ولا محيص ولا مفر عن إثباته. فأثبتوا النصوص في التنزيه ... من غير تعطيل. . . . . . . . . يعني كما فعلت الجهمية، و "لا تشبيه" والمقصود التمثيل المنفي في قوله -جل وعلا-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، وعرفنا أن التمثيل أولى من التشبيه؛ لأنه هو الوارد في النصوص, ولأن التشبيه من وجه دون وجه ورد به النصوص الصحيحة، وأيضاً المبتدعة استغلوا هذا اللفظ في نفي الصفات، ورموا المثبتة بأنهم مشبهة، الإثبات نفي الكيفية أو عدم العلم بالكيفية، وعدم السؤال عن الكيفية أمر لا بد منه، والسؤال عن الكيفية بدعة، لكن ماذا عن السؤال عن معنى الصفة، السؤال عن معنى الصفة ما معنى استوى؟ هذا ما فيه إشكال، لكن كيف استوى؟ كيف استوى؟ هذا بدعة، لكن ما معنى استوى؟ ارتفع وعلا وصعد كما جاء عن السلف.

فإذا قال: ما معنى استوى؟ يجاب بما ثبت عن السلف في معنى الاستواء، إذا قيل: كيف استوى؟ يرد عليه بما قال مالك، الاستواء معلوم يعني معناه معلوم ليس بطلسم، والكيف مجهول، لا يمكن أن يطلع عليه أحد؛ لأنه ما وضح هذا الكيف بالنصوص ولا رؤي بحيث يمكن أن ترى الكيفية، وليس له نظير بحيث يعرف من معرفة نظيره، ولا شك أن الإثبات مع التنزيه هو مذهب أهل السنة والجماعة، معنى الصفة معروف، والسؤال عن الكيف بدعة، والتفويض من شر أقوال المبتدعة؛ لأنه سيأتينا في قوله: من الأحاديث نمره كما جاء، وجاء عن السلف: أمروها كما جاءت، وآيات الصفات تمر كما جاءت، لكن هل يعني هذا أنها ليس لها معاني؟ لا، المفوضة استغلوا مثل هذا الكلام، وقالوا: تمر كما جاءت ولا يتعرض لها، ولا معاني، ولا ندرك شيء إطلاقاً، استوى استوى، نثبت أنه استوى لكن ما نعرف إيش معنى الاستواء، وكذلك سائر الصفات، وهذا يقرر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من شر أقوال المبتدعة، يعني هم أثبتوا وغيرهم نفوا، هم وقفوا وغيرهم كيفوا وشبه ومثل، نقول: هو من شر أقوال المبتدعة، لماذا؟ لأنه يظن به الخير وهو في حقيقته شر، ويؤول إلى أن يكون في كلام الله وكلام رسوله وفي شرعه ما لم يعرف، ما لا يعرفه أحد، وقصر النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانه، قصر النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانه.

إيش معنى التفويض؟ يعني واحد كتب في الإنترنت أن التفويض هو مذهب السلف، التفويض هو مذهب السلف، وكلام المؤلف في شرحه كأنه يفهم منه هذا، هل معنى قولهم: أمروها كما جاءت، أنها لا معنى لها البتة، ولا يتعرض لمعانيها؟ ليس الأمر كذلك طيب إذن ما الفرق بين الإثبات بلا تمثيل، وبين التفويض؟ إثبات المعنى دون الكيفية، والتفويض نفي المعنى، يوضح ذلك أنه لو ذكر، طيب السفاريني هذا صاحب المنظومة من أهل فلسطين، وعاش قبلنا بمئات السنين وتوفي سنة 1188هـ، يعني كم؟ مائتين وأربعين سنة، مائتين وأربعين سنة، تجزم بأن السفاريني له صفات مثل صفات بني آدم، وتعرف أن له يد، وله رجل، وله، يعني مثل غيره؛ لأنه ما ذكر في ترجمته شيء يخالف غيره، لكن هل الكيفيات عنده، يده طويلة وإلا صغيرة أصابعه شثنى، لونه كذا، ما تدري عن شيء، لكن ما رأيته، ولا قيل لك: أنه يشبه فلان، من أجل أن تقرب، ولذا لو عرفت عالم في المشرق أو في المغرب اسمه زيد، زيد من الناس، تعرف أن زيد يشبه فلان الذي اسمه زيد في الاسمية، وليس مشبهاً لعكسه كديز، هذه الكلمة لها معنى، تعرف هذا المعنى، وليست طلسم مثل عكس زيد ديز، وأيضاً لكونك لم تره، ولم يوصف لك وصفاً دقيقاً، أو يضرب له مثال، يقال: مثل فلان، أن تعرف أن له صفات، لكن لا تدري ما كيفيات هذه الصفات، تدري عن كيفيات صفات شخص عاش في بلد بعيد لم تره، ولا وصف لك!، ولا قيل: إنه مثل فلان الذي تعرفه، تثبت له هذه الصفات، لكن كيفياتها لا تثبتها؛ لأنه ليس هناك وسيلة يمكن أن تنبذها من طريقه، ما في وسيلة يمكن، وهكذا ما جاء عن الله على ما وقفنا عليه، نعتقد أن لها معاني، وبعضها مفسر معناه، ولها حقائق، والحقائق مراده ومقصودة، لكن مع ذلك لا نعرف ما وراء ذلك من الكيفيات، وإذا عجزنا أن نعرف كيفية السفاريني المؤلف؛ لأننا لم نره، ولم يوصف لنا وصفاً دقيقاً ولا نظر بفلان الذي نعرفه فإننا لا نستطيع عن كيفية صفاته، هذا في المخلوق الذي هو أقرب الناس إلينا، فكيف بمن لا تبلغه الأفهام ولا تدركه الأوهام، -جل وعلا-. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (4)

شرح نظم عقيدة السفاريني (4) تابع في ترجيح مذهب السلف الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله- تعالى: اعلم هديت أنه جاء الخبر ... عن النبي المقتفى خير البشر بأن ذي الأمة سوف تفترق ... بضعا وسبعين اعتقادا والمحق ما كان في نهج النبي المصطفى ... وصحبه من غير زيغ وجفا ليس هذا النص جزما يعتبر ... في فرقة إلا على أهل الأثر تقدم الكلام على هذه الأبيات ووقفنا على قوله: فأثبتوا النصوص بالتنزيه ... من غير تعطيل ولا تشبيه يعني أن أهل الأثر، هاه. طالب:. . . . . . . . . اللي بعده؟ طالب:. . . . . . . . . إيه ما هو بمشكل. فأثبتوا النصوص بالتنزيه ... من غير تعطيل ولا تشبيه أثبتوا، يعني أهل السنة أهل الأثر، أثبتوا النصوص وما تدل عليه هذه النصوص مما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله -عليه الصلاة والسلام- مما يليق بجلاله وعظمته، "من غير تعطيل" غير نفي لهذه الصفات، ولا نفي لمدلولها، "ولا تشبيه"، ولا تشبيه وقلنا في الدرس الماضي: أن التشبيه لم يرد به النص، وإنما المنفي، {ليس كمثله شيء} [(11) سورة الشورى]، هنا قال: ولا تمثيل، مع أنه سيقولها فيما بعد، ينص على أنها في التمثيل، وأما التشبيه فلم يرد نفيه في النصوص، وإنما ورد نفي التمثيل إضافة إلى أن التشبيه ليس منفيا بالجملة المعنى في المشابهة والمطابقة لكن المشابهة من وجه جاء التشبيه في بعض النصوص كتشبيه الرؤية بالرؤية ((إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر ليس ... الشمس ليس دونها سحاب صحوا، أو ضحوا)) المقصود أن التشبيه من وجه لا يعني التشبيه من كل وجه، ولذا لم يرد النص بنفي التشبيه وإن كانت المشابهة من كل وجهة هي التمثيل فهي منفية، لكن من وجه دون وجه جاء ما يدل على عدم نفيها، وأيضا المبتدعة يتوصلون إلى نفي الصفات بنفي التشبيه، ويجعلون من يثبت الصفات مشبه، يصفونه بأنه مشبه، فكل ما جاء من الآيات ... أو صح في الأخبار عن ثقات

من الأحاديث نمره كما ... قد جاء فاسمع من نظامي واعلما فكل ما جاء من الآيات ... أو صح في الأخبار عن ثقات كل ما جاء بالآيات من كتاب الله -جل وعلا-، أو صح، يعني عطف ما صح من الأخبار من الأحاديث على ما جاء من الآيات وهو أسلوب متين وقوي؛ لأن الآيات ما قال: كل ما صح من الآيات والأخبار، ولم يقل: ما صح من الأخبار لتدخل فيها الآيات، إنما أفرد الآيات لأنها كلها قطعية، وأما بالنسبة للأخبار ففيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف. وكل ما صح من الآيات هذا أمر مقطوع به ولا يحتاج إلى نظر، من حيث الثبوت، وإن جاز النظر فيه من حيث الدلالة، فقد تكون الدلالة على المطلوب غير ظاهرة، ولا تكون قطعية، يعني مثل دلالة قوله: {فصل لربك وانحر} [(2) سورة الكوثر]، على صلاة العيد، أو على الأضحية مثلا مما يستدل به على وجوبهما الدلالة ليست قطعية، وإن كان ثبوت الآيات قطعيا. أما بالنسبة للأخبار ففيها الصحيح، وفيها الحسن، وفيها الضعيف. أما الصحيح فلا إشكال في إثبات جميع أبواب الدين فيه، والحسن وإن كان فيه خلاف ضعيف عند بعض أهل العلم أنه لا يحتج به، لكن الصواب أنه محتج به كالصحيح في جميع أبواب الدين، محتج به كالصحيح وأما بالنسبة للضعيف فلا يحتج به بشيء من أبواب الدين، هذا الضعيف الذي لا يصل ولا إلى حد الحسن لغيره، فإنه لا يحتج به مطلقا، وإن كان جمهور أهل العلم على الاحتجاج به في الفضائل، وذكرنا في حديث سبق في كتاب التوحيد التردد في كونه من أحاديث الفضائل فيحتج به؛ لأن فيه كلام، أو من أحاديث العقائد فلا يحتج به، ولا بد أن نميز بين البابين بدقة، لا سيما إذا ملنا إلى قول الجمهور وأن. . . . . . . . . يحتج بها بالضعيف، وإلا فالقول المرجح أنه لا يحتج بها مطلقا.

ولا يطلب للعقائد الأدلة القطعية كما تقول المبتدعة، المبتدعة يقولون: أخبار الآحاد لا يحتج بها في العقائد وإنما يطلب للاستدلال بها الأحاديث المقطوع بثبوتها، وهذا القول ليس بصحيح بل قول باطل، يراد منه نفي غالب ما أثبته الرسول -صلى الله عليه وسلم- لله -جل وعلا-؛ لأن غالب ما يروى عنه أخبار آحاد في الاصطلاح، هي آحاد فإذا قلنا: إنه لا يحتج بالآحاد في باب العقائد قلنا: إن أكثر ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في باب الاعتقاد فضلا عن العبادات والمعاملات وغيرها إنما هي أخبار آحاد، وإذا أثبت أهل العلم، واتفقوا على أن الأحكام تثبت بأخبار الآحاد، فإن باب العقائد باب من أبواب الدين مساو للأبواب الأخرى، فأبواب الدين متساوية الأقدام وكلها شرع، وكلها مما يضاف إلى الله -جل وعلا-، فلا بد أن تكون صحيحة وحسنة، ولا يلزم أن تكون متواترة كما قرره طوائف البدع. في بعض التفاسير عند قوله -جل وعلا-: {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} [(28) سورة النجم]، {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} يعني، قال بعضهم: يعني فيما يطلب له العلم، فيما يطلب له العلم، {لا يغني من الحق شيئا} فيما يطلب له العلم، هذا الكلام صحيح وإلا لا؟ الكلام صحيح وإلا ليس بصحيح؟ طالب: من دون العقائد.

نعم هم يقررون أن العقائد يطلب لها العلم ولا يكفي فيها الظن كالعبادات والمعاملات يعني كالأحكام وعلى هذا فالظن الخبر الواحد لا يفيد إلا الظن، والظن لا يغني من الحق شيئا فيما يطلب له العلم من أبواب العقائد، وهذا الكلام ليس بصحيح، وهم جارين على أصولهم ومذاهبهم في أبواب الاعتقاد أنها لا يفيد فيها خبر الواحد شيئا، وإذا قلنا: أن مرادهم من ذلك نفي ما أثبته الرسول -عليه الصلاة والسلام- لربه، يعني إذا نفوا ما أثبت بطريق الآحاد لم يصف من ذلك من الباقي إلا القليل النادر جدا؛ لأن جل الأحاديث أخبار آحاد، ومسألة الإفادة خبر الواحد العلم وعدم إفادته العلم وهو الظن، أو احتفت به قرينة، المسألة معروفة الخلاف عند أهل العلم ولا أثر لهذا الخلاف وإن كان بعضهم يوجس من ذلك خيفة ويريد أن يقرر أن خبر الواحد ولو لم يكن متواترا يفيد العلم ليقطع الطريق على من يقول بأن العقائد لا تفيد إلا الظن، هذا لا يعنينا، نقول: وإن قلنا بقول الجمهور وأنه يفيد الظن سواء مطلقا، أو يفيد العلم إذا احتفت به قرينة، فإننا نثبت به العقائد كما أثبتنا به الأحكام، ومسألته اصطلاحية، ما معنى كون خبر الواحد يفيد العلم؟ يعني أنه مقطوع به، ولا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه، لا يحتمل النقيض، بمعنى أنه لا يحتمل مخالفة الواقع ولا بنسبة واحد بالمائة، وإذا افترضنا أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر قلنا: إنه قد يقع الخطأ من واحد من هؤلاء، ومالك نجم السنن وقع منه ما وقع، حفظ عليه أخطاء، ولذا لا نقطع بأن كل ما يقوله مطابق للواقع، ووجود الراجح والمرجوح في الصحيح يقرر هذا، يعني لا يقال: إن الطرفين كلاهما مفيد للعلم، وإن صح.

على كل حال المسألة بحثها في موضع آخر، لكن سواء قلنا: أنه يفيد العلم إذا احتفت به القرائن كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن رجب، وابن حجر، كلهم يقولون: إن خبر العلم إذا احتفت به قرينة أفاد العلم، ومفهوم هذا أنه إذا لم تحتف به قرينة أنه يفيد الظن، وسواء قلنا أنه يفيد الظن مطلقا أو إذا احتفت به قرينة أفاد العلم نقول: إنه يجب العمل به، العلم واجب والعمل به لازم سواء كان في أبواب العقائد أو في أبواب العبادات أو المعاملات أو غيرها، نعم. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هم يقولون: إن الفضائل يعني إثبات العمل المرتب عليه ثواب ومفاد مجموع كلامهم الذي ذكروه والشروط التي اشترطوها يدل على أن المراد بالفضائل فضائل الأعمال التي لا تدخل في باب التأثيم، يعني الرغائب وما يرغب فيه، وإذا نظرنا إلى حدهم وكلامهم الطويل على مسألة الفضائل، وجدناها لا تفترق شيئا عن المستحبات والمندوبات، والمستحب حكم من الأحكام الشرعية، حكم من الأحكام الشرعية، ومن الفضائل تثبت عندهم، لكن لا يثبتها أحمد ولا غيره، يشترطون أن لا يكون الضعف شديدا، لا يكون الضعف شديدا، وأن يندرج تحت أصل عام، وألا يعتقد عند العمل به ثبوته، وإنما يعتقد الاحتياط. . . . . . . . . . ... أو صح في الأخبار عن ثقات . من الأحاديث نمره كما ... . . . . . . . . . من الأحاديث صحت الأخبار من الأحاديث عن الأئمة الثقات.

نمره كما قد جاء فاسمع من نظام واعلم، وجاء عن السلف "أمروها كما جاءت" أمروها كما جاءت، تمر كما جاءت لماذا؟ لئلا يسترسل الناظر في هذه الأحاديث ويستطرد حتى يقع في بحث الكنه والكيفية، وأما معانيها فهي معلومة، لا يعني أنها تمر كما جاءت من غير فهم لمعانيها، هي ليست طلاسم إنما هي بلسان عربي مبين يفهمه العربي بسليقته، ولو كان فيها شيء من الخفاء من حيث المعنى لسأل الصحابة وهم أحرص الناس على أن يسألوا النبي -عليه الصلاة والسلام-، إذا سمعوا قالوا: سمعنا وأطعنا، ويفهمون ولا يترددون في ذلك، لكن كونهم يقولون: أمروها كما جاءت؛ لئلا يسترسل الإنسان في النظر في هذه الأحاديث، وهذه الأخبار فيصل إلى حد يبحث فيه عن الكنه والكيفية، وهذا لا يمكن الوصول إليه بحال، لا يمكن الوصول إليه، لماذا؟ لأنها أخبار عن شيء لم نطلع عليه، ولم نطلع عليه، وليس له شبيه في الوجود يمكن أن يقاس عليه، ليس له شبيه في الوجود يمكن أن يقاس عليه. . . . . . . . . . نمره كما ... قد جاء فاسمع من نظامي واعلما كما جاء عن سلف هذه الأمة، كما قد جاء " فاسمع من نظامي" تعليق على إيش؟ طالب:. . . . . . . . . هم يعلقون على أنها ليست هذه الكلمة تمر، ليس مراد السلف حينما قالوا: "أمروها كما جاءت" أنها ليس لها معاني، لا، هي لها معاني ولذا لما سئل الإمام مالك عن الاستواء قال: الاستواء معلوم، الاستواء معلوم، لكن كوننا نحتاط لهذا الباب؛ لئلا نسترسل فنتعدى البحث عن المعاني إلى البحث عن الكيفيات. "كما قد جاء فاسمع من نظامي"، يعني من نظمي، "واعلما" يعني اسمع وافهم واحفظ لتكون عالما بذلك. طالب:. . . . . . . . .

بعض المتأخرين، بعض أهل الكلام يقررون أو جل أهل الكلام يقررون أن نصوص الصفات من المتشابه، ونقل هذا عن الإمام مالك لكنه لا يصح عنه، بل هي من المحكم، وليست من المتشابه، وشراح شراح كتاب التوحيد نقلوا هذا القول المنسوب لمالك مما لا يصح عنه وردوه، حتى قال بعضهم: إن نصوص الصفات ينبغي ما دامت من المتشابه ألا تقرئ على العامة؛ لأنها فتنة لهم، العامة قد يقعون في التشبيه، قد يقعون في التمثيل؛ لأنه لا يحسنون التعامل مع هذه النصوص، نقول: إذا حجبت النصوص من الأحاديث عن العامة فكيف تحجب النصوص من القرآن، وهم يسمعونه؟ يعني جاء النداء في العصور المتأخرة حجب بعض الآيات عن الناس كلها لماذا؟ لأنها تثير الناس عليهم، وتوغر الصدور، نعم هذا دين يا أخي، هذا دين لا يمكن التنازل عنه بحال من الأحوال، وإخفاء بعض كلام الله هذا تحريف، هذا صنع اليهود، ابن صوريا لما وضع يده على آية الرجم، يظن نضع أقلامنا وغيرها على بعض الآيات التي على حد زعمهم أنها تثير علينا الأعداء، هذا إلحاد في كتاب الله، هذا إلحاد والله المستعان. . . . . . . . . . ... فاسمع من نظامي واعلما ولا نرد ذاك بالعقول ولا نرد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول

لا نرد ذاك بالعقول؛ لأن المعول عند أهل السنة على النص والعقل تابع له، على أن النص الصحيح لا يمكن أن يعارض العقل الصريح، وطوائف البدع من المتكلمين مرجعهم ومصدرهم العقل، وما وافقه من نقل أثبتوه، وما خالفه من النقول فإنهم يردونه، الذي يخالف المعقول مردود عند المبتدع، لكن عقل من؟ لأنه كما سيأتي ألم تر اختلاف أصحاب النظر، يعني حتى الذين اعتمدوا على العقول لم يتفقوا، والمسألة الواحدة يقول بعضهم: إن العقل يجعلها مما يجب لله، ويقول بعضهم: إنها مما يستحيل لله، فهل هذه العقول يمكن أن تتبع؟ إضافة على أن العقل قاصر ضعيف عن إدراك ما لم يطلع عليه، روحه التي بين جنبيه هل يستطيع إدراكها، التي تتوقف عليها حياته؟ لا يمكن أن يعرف كيفيتها وكنهها؛ لأنه لم يرد في النصوص ما يبين ذلك، {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} [(85) سورة الإسراء]، والعالم من بداية الخلق إلى يومنا هذا بآلاتهم واكتشافاتهم بذكائهم وعقولهم وبحوثهم لم يستطيعوا أن يحددوا ماهية الروح على حقيقتها، فكيف، فكيف بما هو أعظم من ذلك وهو خالق الروح جل جلاله! وإذا لم يمكن تحديد كنه بعض المخلوقات والإحاطة بها فكيف بخالق هذه المخلوقات. ولا نرد ذاك بالعقول، يعني لا نعول على العقل، وإنما مردنا ومؤولنا على النص، والعقل تابع، العقل تابع العقل نعم له نصيب من الفهم، يفهم النص، لكنه لا يقرر شيئا من تلقاء نفسه، وإنما هو تابع للنصوص، والماوردي في أدب الدنيا والدين قال: المتبوع إما شرع مسموع، أو عقل مطبوع، فجعل العقل مصدر كالشرع، ولذلك رماه بعضهم بالاعتزال، أهل السنة يجعلون العقل تابع، لا يستقل بشيء، لا يستقل بشيء العقل، ولذا ما نرد شيئاً من النصوص بعقولنا، ولا شك أن العقول تتعامل مع النصوص، لكنها لا تستقل بإحداث شيء لم ترد به النصوص. ولا نرد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول طالب:. . . . . . . . . على كل حال هم يعنوا ما ذكرنا.

"ولا نرد ذاك بالعقول"، بمجرد العقل؛ لأن المبتدعة إذا قيل لهم: ينزل ربنا في آخر كل ليلة إلى السماء الدنيا، حكموا العقل في هذا النص، كيف ينزل؟ كيف ينزل، وإذا نزل إلى السماء الدنيا فما وضع السماء الثانية والثالثة، هل هي بتظله، وهل الدنيا تقله، وهل يخلو من العرش أو لا يخلو، والثلث الأخير من الليل باعتبار من؟ لأن الثلث الأخير في المشرق غير الثلث الأخير بالنسبة للمغرب، الصحابة لما سمعوا الحديث ما سألوا ولا سؤال مما يتعلق بهذا، إنما يخصهم منه ما الذي يخصهم من هذا الحديث؟ استغلال هذه الفرصة، والتعرض لنفحات الله في هذا الوقت، ما تقول والله أنا بنجد الثلث الأخير من الساعة كذا إلى كذا في الصباح عند قوم، وهو في المساء عند آخرين، الشمس طالعة في المشرق من أول النهار الثاني، والشمس أيضا طالعة من آخر النهار الأول عند المغرب، الصحابة ما قالوا هذا ولا سألوا هذه الأسئلة؛ لأن هذا الأمر لا يعنيهم، يعنيهم أن هذا الوقت من أوقات إجابة الدعاء فليتعرض المسلم للنفحات الإلهية في هذا الوقت، بينما المبتدعة إذا سمعوا النص من النصوص تناولوه بعقولهم، وكل يدلي برأيه، هذا يقول كذا، ثم يأتي بعده شارح ثاني، المتن يقرر كذا، موجود في كتب المبتدعة، يقرر الماتن كذا ثم الشارح بعقله يستدرك عليه، ثم المحشي يستدرك على هذا الشارح، ثم يأتي شارح ثاني يناقش الثلاثة، ثم يأتي وهكذا، ولذلكم ضخمت كتب العقائد بالقيل والقال، بالقيل والقال، مجلدات على لا شيء، وفي النهاية الندم، والحيرة مما سيشير إليه المؤلف فيما بعد. طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . الماوردي يقول في أدب الدنيا والدين: "المتبوع إما شرع مسموع أو عقل مطبوع". طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . بالاعتزال، يعني الذين يرون أن العقل يستقل هؤلاء هم المعتزلة. طالب:. . . . . . . . . إيش فيها؟ طالب: ....

يعني الكتب، الكتب التي فيها تفاصيل شروح المواقف، شروح المقاصد، شروح، هذه فيها كتب مطولات، وكلها قيل وقال، وما تجد قال الله ولا قال رسوله إلا من أجل الرد والنقد، بينما أهل السنة والجماعة إذا سمعوا النص، سمعنا وأطعنا يستسلمون، وقدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، قدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التسليم، يعني في النهاية لا بد أن يسلم الإنسان، يعني من يستطيع عقله مهما كان من العقل أن يستوعب أن الله -جل وعلا- ينزل ولا يخلو منه العرش؟ وإذا كان مثل هذه الحيرة توجد بالنسبة لبعض المخلوقات، الشمس تدور في فلكها أربعةً وعشرين ساعة، إذا غابت عن قطر طلعت على القطر الثاني، ومع ذلك تسجد في آخر كل ليلة تحت العرش، حديث صحيح، يستطيع أن يستوعب مثل هذا؟ ما لك إلا تسلم، تقول: سمعنا وأطعنا وتعمل فيما يخصك من النص، هذا النص فائدته إيه بالنسبة لك، ما فائدة هذه النص بالنسبة لك؟ هل فائدته أن تبحث وتقول: إذا كان عندنا الثلث الأخير، طيب اللي بالمشرق وإلا المغرب عندهم في الصباح أو العصر أو الظهر، وإذا كان نازل بالنسبة لنا بالنسبة لهم ما ... أنت ما لك دخل في هذه الأمور، أنت قيل لك: الثلث الأخير ما أنت بمكلف في غير بلدك، ما تقول والله فاتني الثلث الأخير في بلدي الآن الثلث الأخير في مصر مثلا أو في المغرب استغل هذا الثلث الأخير، ما لك علاقة بهذا؛ لأن الذي يتولي الإثابة على هذه الأمور من يعلم خفايا الأمور، ويحاسب الناس في آن واحد، لا يخفى عليه ما فعل هذا، أو ما صنع هذا، أو أن هذا، يعني أمور يعني لائقة بالبشر لكن الله -جل وعلا- لا يمكن أن يقاس بالبشر، ولا يمكن أن يتعامل مع نصوصه التي أثبتها لنفسه بمقاييس البشر، ولذلك قال: ولا نرد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول "لقول مفتر" يعني كذاب، جهول بهذه الأحاديث وهذه النصوص التي ثبتت لله -جل وعلا- في كتابه وفي سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لكن ما الذي جعلهم يسترسلون وراء العقول ويتركون النصوص؟ نعم؟ طالب: ....

في أول الأمر، في أول الأمر أشار بعض السلف قال: أعيتهم النصوص أن يحفظوها، عجزوا عن حفظ النصوص فصاروا يتعاملون معها بالرأي، يعني الحديث الواحد بدلا من أن يتفقهوا من أحاديث كثيرة نعم، والأحاديث تحتاج إلى حفظ، النصوص تحتاج إلى حفظ، فصاروا يطولون المناقشات، وجلساتهم التي يزعمون أنها علمية بالقيل والقال لماذا؟ لأن ما عندهم رصيد من النقول، أعيتهم النصوص أن يحفظوها فلجئوا إلى العقول، طيب نرى بعض بعض أهل العلم المعتبرين عنده حفظ من النصوص كثير، وتجد في درسه تمر الآيات والأحاديث بكثرة، وتجد النوع الآخر، يعني هذا عنايته بالنقل والأثر، والآخر عنايته بالنظر والدراية، يسمونها الدراية، فتجده يتحدث بالحديث الواحد ويذكر فيه من الاحتمالات ما يذكر، ويستنبط منه ما يستطيع استنباطه، ويوفق في كثير من الاستنباطات، هل نقول إن هذا أعياه حفظ النصوص فشغل وقته بهذه الاستنباطات؟ لا، الاستنباط مطلوب؛ لأن المطلوب الفهم الذي يترتب عليه العمل، لا النقول، لا المناقشات العقيمة التي نهايتها رد الخبر، ليس المراد أن يطول القيل والقال من أجل أن يرد الخبر، لا هذا يطول في الاستنباط من أجل إيش؟ أن يستثمر أكبر قدر من الخبر، والقرآن والسنة ما نزل القرآن، وما تحدث النبي -عليه الصلاة والسلام- إلا ليعمل بهذه النصوص، وإذا لم نستعمل النظر في الاستنباط من هذه الأحاديث، واقتصرنا على الظاهر صرنا ظاهرية، لكن يبقى أن الإيغال في الاستنباط والنظر في الحديث من وجوه بعضها قوي، وبعضها ضعيف، واستدلالات من الحديث بعضها أصلية، وبعضها تبعية، وبعضها لا يقره عقل، يعني نقرأ في الشروح أشياء بعيدة كل البعد عن مدلول الحديث، نعم الاسترسال في مثل هذه الأمور يجب التقليل منه، والاقتصار بقدر الحاجة؛ لأن هذا حصل وتكلم بعض الطلاب بل بعض العلماء في بعض من أجل هذا.

بعضهم يقول: دروس فلان من المشايخ إنما هي مجرد قراءة نصوص، يقرئ عليه عشرة أحاديث ثم يتكلم عليها بخمس دقائق وينتهي، وبعضهم يقرئ عليه حديث واحد أو يقرأ حديث واحد ثم بعد ذلك يستغرق الشرح عليه ساعات، نقول: إذا كان الحديث من الجوامع التي يمكن أن يستنبط منه ما يتعلق بأبواب الدين سواء كان في جميعها كحديث الأعمال بالنيات، أو كثير منها كما في الأحاديث الجوامع، مثل هذا لا مانع من أن يكتب عنه مجلد إيش المانع؟ لكن مجلد علم، ما هو مجلد إنشاء، يمكن اختصاره بورقة؛ لأن بعض الكتب يكتب، يعطى أسلوب ويكتب، هات، ومن ورقة لأخرى إلى أن يصل ألف ورقة في حديث واحد، أو في آية واحدة، وفي النهاية يمكن اختصاره في شيء يسير. شيخ الإسلام لما سئل عن مسألة تتعلق بكلام الله، أجاب عنها بمائتين وثلاثين صفحة، مسألة واحدة، هل نقول إن هذا من باب الاستطراد والتطويل الذي نص العلماء على كراهته وتشقيق المسائل؟ ابن رجب لما تكلم على حديث: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)) وأنا أقرأ شرح هذا الحديث صار عندي ثاني حال، خفت أحاسب نفسي هل أنا من اللي يشقق المسائل بدون فائدة، أو نبحث عن الفائدة؛ لأن كلام السلف في هذا كثير، لا سيما ابن رجب في كتبه كثيرا ما يلمز بكثرة الكلام حول النصوص، يعني هدي السلف وطريقة السلف أنهم يتكلمون عن المسألة بكلمتين ثلاث ما يزيدون، يعجبني أو لا يعجبني، أو يقولون كلام مختصر وجامع، ولا يستطردون، من هذا إلى عصر الإمام أحمد ومن بعده ثم احتاج الناس، احتاج أهل السنة إلى تطويل الكلام في مقابل كلام المبتدعة؛ لأن كل كلام المبتدعة عقلي، ويحتمل وجوه، ويحتاج إلى نقض، تجد شيخ الإسلام ينقض مسألة بكتاب، هل نقول إنه يخالف هدي السلف في هذا؟ لا، وابن رجب -رحمه الله- في فضل علام السلف على الخلف قال: "من فضل عالما على آخر لكثرة كلامه فقد أزرى بسلف هذه الأمة".

لكن المواقف قد تتطلب التطويل، قد تتطلب التطويل، قد تتطلب البسط، حاجة طلاب العلم قد تكون، قد لا تفي إلا بشيء من التوضيح والبسط،، وإلا الأمر سهل يعني إن الإنسان يقرئ عليه المنظومة هذه بجلستين، أو ثلاث يعلق على كلمة غريبة، وإلا يوضح له مسألة ويمشي سهل، هذا ما يشق، ثم بعد ذلك ندعي أن هذا هدي السلف، نقول هذا الكلام لأنه يدور في المجالس أن فلان، وبعضهم يلمز مثلا الشيخ ابن عثيمين مثلا -رحمه الله- وهو يطول على المسائل والأحاديث وعلى الآيات ويستنبط ويشرق ويغرب، يقولون: هذا، لو، لو كان خيرا لسبقونا إليه، إيش يقول المشايخ كلهم، يعني في الجلسة الواحدة يقرأ في عشرين كتاب يعلق على كل كتاب بخمس دقائق وينتهي الإشكال، يقول: هل هذا فيه مغمز أو مطعن؟ لا، الكلام فيما أحدثه المبتدعة من القيل، والقال الذي لا يترتب عليه فائدة، أما ما يترتب عليه فائدة من توضيح إشكال، أو استنباط دقيق يقاس عليه؛ لأنه رب مبلغ أوعى من سامع، يمكن تقرأ كل الشروح وفيها ما فيها من الكلام الكثير لأهل العلم ثم يظهر لك غيره، أنت بحاجة، أحيانا الحاجة تمس إلى شيء من التفصيل، وهذا الكلام لا بد منه، هذه المسألة لا شك أنها شبهة واردة على بعض الدروس، شبهة واردة على بعض الدروس. وعلى كل حال كل يعرف من نفسه ومقصده ما يعينه على الاستمرار، أو إعادة النظر في طريقته، يعني لما قرأت شرح ابن رجب لهذا الحديث، والله تردد في نفسي هل أنا ممن يأتي بمسائل لا حاجة إليها؟ ويطول ويروح ويشرق ويستطرد، والحاجة تقوم بأدنى من ذلك، أو نقول: إن هذا مما يعين على فهم النص، والنظائر، والأمثلة والتنظير هذا مفيد بالنسبة لطالب العلم، ويبقى أن المحظور هو ما سلكه أهل الكلام الذين في نهاية أمرهم رد النصوص، فإن قيل: قلنا، إلى أن تنتهي دلالة النص، يقضون على جميع الاحتمالات. ومنها رد ذاك بالعقول ... لقول مفتر به جهول "لقول مفتر" يعني كذاب به، جار ومجرور متعلق بإيش؟ بمفتر وإلا بجهول؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . .

تحتمل، ويترتب على ذلك فائدة وإلا ما يترتب؟ أعني في قوله -جل وعلا-: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه} [(25) سورة الحج]، {من يرد فيه بإلحاد بظلم} فيه، هل تتعلق بالإرادة؟ فيه هل تتعلق بالإرادة أو تتعلق بالإلحاد؟ وهل الممنوع الإلحاد في، إرادة الإلحاد في الحرم ولو كان الإلحاد خارج الحرم، أو المراد الإلحاد في الحرم ولو كانت الإرادة خارج الحرم؟ فرق عندنا الآن به، مثل فيه في الآية، نظير فيه بالآية، إذا قلنا: فيه متعلق بالإرادة {من يرد فيه} {من يرد فيه} قلنا: إنه لا بد أن تكون الإرادة في الحرم، والإلحاد سواء كان في الحرم أو خارج الحرم، يعني هذا حاج أو معتمر من شرق الأرض أو غربها يقول: إذا رجعت إلى بلدي أبفعل كذا، فالإلحاد حصل في بلده، والإرادة حصلت في الحرم، هذا هو المقصود في الآية؟ أو أن المراد فيه المقصود به الإلحاد فيه فيكون فيه متعلق بالإلحاد، وحينئذ يكون الإلحاد في الحرم محرم، ولنذقه من عذاب أليم ولو كانت الإرادة في بلده، وهو في بلده يقول: إذا حججت أبفعل كذا، طالب. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . يبقى أن الإرادة من مراتب القصد، هل يؤاخذ فيها في الحرم؟ يؤاخذ فيها خارج الحرم؟ أو يكون هذا من خواص الحرم أنه يؤاخذ على الإرادة فقط، ولو لم يتعبها فعل؟ هاه؟ طالب: .... حتى يفعل، لكن من خصاص الحرم أنه يؤاخذ، إذن فيه متعلق بالإرادة ولو كان الإلحاد خارج الحرم، فضلا عن أن يكون الإلحاد في الحرم. هذا يسأل: هل يكون هناك، هل سيكون هناك درس يومي الخميس والجمعة وإلا لا؟ أما الجمعة فهذا متفق عليه، هذا متفق عليه الجمعة ليس فيه دروس، لكن الخميس؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ لازم نأخذ رأي الإخوان. طالب:. . . . . . . . . ماذا يقال للأخ، يقول: في دروس يوم الخميس؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . أما الخميس الثاني محل إجماع؛ لأن الدورة اللاحقة بأبهاء ما يمدينا، الجمعة ما يكفي طريق، هاه؟ طالب:. . . . . . . . . وجوده، والله نود أننا نمشي، نود. طالب:. . . . . . . . . هو يزيد درس أو ينقص درس واحد. طالب: ....

لا الفجر ما فيش، الخميس الثاني ما فيش، لكن ها الخميس بعد؟ طالب:. . . . . . . . . لازم، لازم يا الإخوان؟ لأن هذا هاه؟ طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . إن شاء الله، إن شاء الله وهو كذلك إن شاء الله. نعود إلى الجار والمجرور هل يعود أو يتعلق بمفتر أو بجهول؟ مفتر به، يعني كذاب بما يستدل به من دلالة العقل الذي يحاول أن يقضي به على النقل، "أو جهول" به يعني بجهله بالنقل الاثنين، فيكون لقول مفتر به جهول به، نعم والجار والمجرور قد يحذف لدلالة غيره عليه، {وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} [(33) سورة المؤمنون] منه، نعم. فعقدنا الإثبات يا خليل ... . . . . . . . . . فعقدنا، الطبعات عندكم ويش على العين؟ طالب: .... العقد وإلا عقد؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . عقد، ما في فرق بين العقد والعقد؟ عقدنا يعني -عقيدتنا وما نعتقده-. فعقدنا الإثبات يا خليل ... من غير تعطيل ولا تمثيل

يعني إثبات ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة يعني ما صحت به كما أشار المؤلف الإثبات كما يليق بجلال الله وعظمته من غير تعطيل كما تقوله الجهمية من تعطيلهم المطلق للأسماء والصفات، والمعتزلة في الصفات دون الأسماء، والأشعرية في غالب الصفات دون السبع، ولا تمثيل كما يقوله بعض من مثل الله وشبهه بخلقه، ولا شك أن المعطل يعبد عدماً، يعبد لا شيء، ليس له معبود في الحقيقة، والممثل يعبد صنماً، يعبد صنماً؛ لأن الذي اعتقده مما يماثل فلان، أو فلان، أو الشيء الفلاني ليس هو الله -جل وعلا-، إنما هو غيره، فهو من هذه الحيثية صنم يعبد من دون الله، وسواء كان من المعطلة، أو من الممثلة، وسواء كان التعطيل كليا، أو جزئيا فإن أمره خطير جدا، إذا جاء الرب -جل جلاله- في الموقف العظيم، وعرفه المؤمنون بصفاته التي قرءوها في كتابه، وذكرها نبيه -عليه الصلاة والسلام- في سنته، كيف يعرفه المعطل؟ إذا رآه أهل الإيمان بصفاته التي يعرفونها وسجدوا له، فكيف يعرفه من عطل أو مثل؟ هل يعرفونه على الحقيقة فيسجدون له، يعني إذا عطله من الصفات كيف يعرفه؟ هذا أمر خطير جداً، ومن مثله بمخلوق كيف يعرفه؟ والواقع يخالف ذلك. . . . . . . . . . ... من غير تعطيل ولا تمثيل وكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات كل من أول في الصفات سواء كانت الصفات الخبرية، أو الصفات الفعلية الخبرية الذاتية، أو الفعلية، من أول في الصفات {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [(27) سورة الرحمن] يقول: ذاته، وجاء ربك، أمره، استوى، استولى، وهكذا

وكل من أول في الصفات وهذا يقال له تأويل على سبيل التجوز، وإلا فهو في الحقيقة والواقع تحريف، تحريف، {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [(46) سورة النساء]، ولا شك أن الزيادة في الكلمة، أو النقص منها تحريف، كما فعلت اليهود والنصارى في كتبهم، كل من أول، الأصل في التأويل أنه صرف الاحتمال، المعنى من الاحتمال الراجح، من الاحتمال الراجح إلى المرجوح لدليل يقتضي ذلك، لكن الدليل عندهم الذي جعلهم يؤولون هل هو دليل بالفعل، دليل معتبر شرعا أو ليس بدليل؟ ليس بدليل إذن ليس عندهم دليل يحملهم على التأويل فحقيقة أمرهم وصنيعهم، تحريف وليس بتأويل. والتأويل كما أنه يطلق على ما ذكرنا من حمل اللفظ من الاحتمال، أو صرف اللفظ من الاحتمال الراجح إلى المرجوح لدليل يقتضي ذلك، يطلق أيضا على التفسير، كما أنه يطلق على ما يؤول إليه الأمر، تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن، القول في تأويل قول الله -جل وعلا- كذا، بمعنى التفسير، {وما يعلم تأويله إلا الله}؟ [(7) سورة آل عمران] يعني تفسيره في المتشابه. وعلى كل حال ما يرتكبه المبتدعة ويسمونه تأويلا، وإن ادعوا ذلك إلا أنه في حقيقة الأمر تحريف؛ لأنه لا دليل لهم يقتضي حمل اللفظ وصرفه من معناه الراجح إلى مرجوح وإذا كان الأمر كذلك فهو تحريف. وكل من أول في الصفات ... كذا به من غير ما إثبات مادام أثبتوا لله -جل وعلا- ذات، ذات لا تشبه الذوات، فمن لازم ذلك أن يثبتوا له صفات لا تشبه الصفات، فالكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فإذا أثبتوا ذات تليق به -جل وعلا- لا تشبهها ذوات المخلوقين، فيلزمهم إثبات صفات تليق به -جل وعلا- لا تشبه صفات المخلوقين؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، الذات كثرت في كلام أهل السنة وترددت كثيراً، يعني ذات الله، وتداولها أهل السنة من غير نكير، وشيخ الإسلام، ومن يقول بقول أهل السنة، ويذب عن مذهبهم ومنهجهم وردت على ألسنتهم كثيراً، لكن هل لها وجود في النصوص؟ في قصة إبراهيم وأنه كذب ثلاث كذبات كلها في ذات الله، في ذات الله، هل تدل على المراد بذات الله، الله -جل وعلا- كلها في ذات الله، هاه. طالب: ...

في إيش؟ ما معنى في ذات الله؟ في هذه، ظرفية؟ هل نقول إن هذا الكذبات الثلاثة مظروفها ذات الله؟ أو نقول في سببية؟ هاه؟ سببية أو نقول: في ذات الله -يعني من أجل الله-؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . لأن كلمة الذات يثبتها شيخ الإسلام، لكن هل له مستند، أو ليس له مستند؟ طالب: ... وذلك في ذات الله، مثله، مثله يعني من أجله، من أجله، من أجل الله، غيره. طالب:. . . . . . . . . قلنا هذا. طالب:. . . . . . . . . لا هو الأصل عند أهل السنة أنه لا يطلق شيء يتعلق بالله -جل وعلا- إلا بنص. طالب:. . . . . . . . . يعني هل المراد بالآية، بالحديث في ذات الله، هل المراد أن الله -جل وعلا- له ذات؟ وأن المراد بها في الحديث هو المراد بها في كلام أهل العلم؟ هاه؟ طالب: .... يعني ما تذكرون كلامنا في الواسطية؟ يعني من لازم مجموع الصفات تتكون الذات؟ يعني إذا كان أهل العلم يناقشون كلمة الجسم، وأنها لم تثبت في النصوص، وأنه لا يجوز إثباتها إلا بنص إذا قلنا مثل هذا قلنا: إن الصفات تجتمع وتكون جسم، كذلك، لا بد من نص نعتمد عليه، هاه. طالب: .... وذلك في ذات الله، ليست أبلغ من كلام إبراهيم، ليست أبلغ مما جاء في قصة إبراهيم، في الحديث الصحيح. طالب: .... ويش هي؟ طالب: .... ما علينا من ذوله اتركهن جانبا لأنه لم ترد، اللي ما يرد في كلام السلف ما نحتاج إلى مناقشته، الذي لا يرد في كلام السلف لا نحتاج إلى مناقشته. في جنب الله تدل على أن هناك ذات؟ يعني المسألة يختلفون في إثبات الجنب أو نفيه؟ هذا يستدل به على هذه الآية نعم. طالب:. . . . . . . . . شوف اصطلاحات المبتدعة لا علاقة لنا بها، لكن دعنا نناقش كلام أهل السنة لئلا يأتي، يقولون: أنتوا أثبتوا لفظ ذات هاتوا دليل عليه، هاتوا دليل على أن هناك ذات؟ فكيف تردون علينا، تنفون ما نثبت وأنتم تثبتونه؟ طالب: .... من اللازم، الكلام على نص، مع أننا لا نثبت إلا بنص، هل ورد نص يدل على ذلك؟ طالب: ... دليل، هو ذكر، الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، هذا ما عندنا إشكال، وتكرر كثير في كلام الأئمة. طالب:. . . . . . . . . ليس بالتنزل.

طالب:. . . . . . . . . لا، لا تتكلف في معرض التقرير، أنت قاعد تتكلف في معرض التقرير. طالب:. . . . . . . . . يعني إذا قلنا: أنه جاء ما يدل على أن الله شيء، لا شيء أغير من الله، هل نستطيع أن نعبر عن الله بأنه ذات؟ كما يقول أهل العلم: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فمن أثبت لله ذاتاً لا تشبه الذوات يثبت له صفات لا تشبه الصفات. لو نراجع كلامنا في الواسطية ترى وصلنا إلى شيء، نعم؟ طالب:. . . . . . . . . لا، تدري إن هذا كلام المبتدعة الذي توصلوا به إلى نفي الوجه. طالب:. . . . . . . . . إذن جميع الصفات بمفرداتها وبمجموعها تدل على وجود ذات، ومنها الوجه. طالب: .... يعني لا تقصد تخصيص الوجه؟ طالب:. . . . . . . . . على كل حال نراجع شرح الواسطية ونشوف، تراجعه، أو ما عندك؟ هذا موجود هاه؟ طالب:. . . . . . . . . . . . . . . . . . لا بأس. طالب:. . . . . . . . . طيب. يقول: وكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات فقد تعدى واستطال واجترأ ... وخاض في بحر الهلاك وافترى نقف على كل من أول، ما في فائدة، ما يمدينا الآن.

شرح نظم عقيدة السفاريني (5)

شرح نظم عقيدة السفاريني (5) تابع في ترجيح مذهب السلف، باب في معرفة الله تعالى الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المسألة المطلوبة بالأمس مسألة الذات، هل أحضرت من شرح الواسطية؟ أنا طلبت من شرح الواسطية والإخوان جاءوا لي من كتب أخرى، أنا أذكر أننا وقفنا عندها طويلاً في شرح الوسطية. طالب:. . . . . . . . . جابه واحد بس ما هو، بكلام يبدو أنه على حسب فهمه هو. طالب:. . . . . . . . . من أين؟ طالب:. . . . . . . . . من شرح الواسطية. طالب: .... طيب. يقول: قال أهل اللغة: أصلها مؤنث، ثم استخدمها أهل المعاني على نفس الشيء عرضاً كان أو جوهراً. ثم قلت أنا: لكن يتنبه لذلك فالعقائد لا تثبت بكلام أهل اللغة، ما سبق من كلام أهل اللغة عن ابن برهان قال صاحب المصباح: ما قاله ابن برهان إنما هو في ذو بمعنى صاحب، أما ذات هنا فليست بمعنى صاحب، بل بمعنى نفس، {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(119) سورة آل عمران] بمعنى نفس، وقد بين صاحب المصباح أن أصلها عربي، ولا التفات لمن قال: ليست على استعمال العرب. أما استعمالها بمعنى صاحبة، ذات بمعنى صاحبة، ذات علم، ذات ورع، كما أن ذو بمعنى صاحب هذا لا إشكال فيه عربي أصلاً واستعمالاً، استعمال ذات بمعنى صاحبة هذا لا إشكال فيه وليس النقاش فيه. {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} بمعنى نفس، وقد بين صاحب المصباح أن أصلها عربي، ولا التفات لمن قال: ليست على استعمال العرب.

السؤال: هل تثبت الصفات بقول الصحابي؟ على القولين المشهورين، يقول، نسب لي أنا قلت: الصحيح نعم، أمثلة على إثبات الصفات بقول الصحابي أولاً: الذات جاء في البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات، ثنتين منهم في ذات الله" أخرجه البخاري موقوفاً، وقد صرح في مسلم وأبي داود والنسائي وأحمد بالرفع، فهل تعل رواية الرفع برواية الوقف؟ وأقول: سواءً كان الأثر موقوفاً أو مرفوعاً فالذات تضاف لله تعالى، ويثبت للموقوف حكم الرفع، وأيضاً جاء إثبات الذات عن ابن عباس موقوف بإسناد حسن، وعن حسان حين أنشد النبي -عليه الصلاة والسلام- بإسناد صحيح، وهناك آثار كثيرة منها المرفوع ومنها الموقوف في إثبات الذات، لكن البعض منها قد لا يدل على إثبات الذات بمعنى النفس، ولكن بمعنى من أجل الله، أو في جهة الله، ومنه قول خبيب: وذلك في ذات الإله وإن يشأ وكذلك ما جاء عن أبي هريرة في قصة إبراهيم، ولشيخ الإسلام كلام في مجموع الفتاوى، وفي الصواعق لابن القيم، والسلسلة الصحيحة والضعيفة، وفتح الباري، ثم من باب الاستطراد جيء بمسألة العزم، وأنه ثبت بقول أم سلمة. نذكر أننا أوردنا حديث: تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله، تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله، وهذا هو، هذا هو اللي يدل على المراد، هذا الحديث هو الذي يدل على المراد لو صح، لكن فيه كلام لأهل العلم، يعني لو صح صار هو القاطع، هو القاطع في المراد بمعنى النفس، وما عداه من قول إبراهيم، من قول أبي هريرة: ثلاث كذبات في ذات الله، وقول خبيب، وما أشبه هذه الأقوال ليس المراد بها الذات بمعنى النفس، وإنما يراد بها من أجل، من أجل الله، نذكر فيه كلام، يعني الحديث هذا لو ثبت كان نص قاطع؛ لأنه يدل على المراد لكن فيه كلام لأهل العلم. هذا ملخص يقول، نعم؟ طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . بالنسبة لاستعماله في النفس محدثة، محدثة وليدة، إلا لو صح الخبر تفكروا، يعني لو صح الخبر لكان المعول عليه، لكن الكلام أن الحديث فيه كلام لأهل العلم. طالب:. . . . . . . . . إيه؟ طالب:. . . . . . . . .

اللفظ ثابت ما فيه شك، واللفظ عربي، لكن تنزيل اللفظ على المراد هو الذي يحتاج إلى مزيد تأمل. هنا يقول: ملخص ما قاله في المصباح المنير: ويكون بمعنى صاحب فيعرب بالواو والألف يعني ذو، والياء ولا يستعمل إلا مضافاً إلى اسم جنس فيقال ذو علم، وذو مال، وذوا علم، وذوو علم، وذات مال، وذواتا مال إلى آخره، وأما قولهم: في ذات الله فهو مثل قولهم: في جنب الله، ولوجه الله، وأنكر بعضهم أن يكون ذلك في الكلام القديم ولأجل ذلك قال ابن برهان من النحاة: قول المتكلمين: ذات الله جهل؛ لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث، فلا يقال: علامة، وإن كان أعلم العالمين، قال: وقولهم في الصفات الذاتية خطأ، أذكر أنا جبنا هذا الكلام، يعني ذكرنا هذا الكلام في شرح الواسطية، وقولهم: الصفات الذاتية خطأ أيضاً؛ لأنه واحد من الإخوان جابه لي ونسيته عندي في البيت يعني، جاء أحضره لي. وقولهم: الصفات الذاتية خطأ أيضاً فإنها نسبة إلى ذات. هذا يقول: إن الإخوان يسألون عن هناك درس غداً يوم الخميس؟ إن شاء الله في درس هذا الذي استقر عليه الأمر بعد تردد، لكن إن شاء الله في درس. وما قاله ابن برهان فيما إذا كانت بمعنى صاحب والوصف مسلم، والكلام فيما إذا قطعت عن هذا المعنى واستعملت في غيره بمعنى الاسمية، نحو {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(119) سورة آل عمران]، والمعنى عليم بنفس الصدور، أي ببواطنها وخفاياها، بذات الصدر هل هو بذات الصدور نفسها، أو بما فيها وما يحوك فيها ويتردد فيها؟ وقال النابغة: ذات الإله ودينه القوي فما يرجون غير العواقب يقول: مجلتهم ذات الإله ودينه القويم فما يرجون غير العواقب المجلة، بالجيم الصحيح، أي كتابهم عبودية نفس الإله. وقال: الحجة في قوله: {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(119) سورة آل عمران] ذات الشيء نفسه، والصدور يكنى بها عن القلوب، وقال أيضاً في سورة السجدة: ونفس الشيء وذاته وعينه، هؤلاء وصف له.

وقال المهدوي في التفسير: النفس في اللغة على معان: نفس الحيوان وذات الشيء الذي يخبر عنه، فجعل نفس الشيء، وذات الشيء مترادفين، فجعل نفس الشيء، وذات الشيء مترادفين، وإذا نقل هذا فالكلمة العربية لا التفات إلى من أنكر كونها عربية فإنها في القرآن وهو أفصح الكلام. أما كونها مستعملة عند العرب وجاءت بها النصوص وجاءت في القرآن، هذا لا أحد ينكره، لكن الكلام على تنزيل هذه الكلمة على ما يذكر في كتب العقائد من أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وأنه يراد بالذات النفس، الشيء نفسه. نعم يقول: التسهيل والتكميل في فقه متن خليل، يقال: نفسه كما قال: كتب ... ربكم الآية أما من نسب ذاتاً له فقد عنا التي له ... ملته شرعته سبيله والأصل أن تضاف للإله ... لا للضمير أو للفظ الله يعني ما يقال ذات الله، ذات الإله، والأصل أن تضاف للإله، كما قال خبيب: في ذات الإله، لا للضمير، لا يقال: ذاته، أو للفظ الله، أو هذه عطف للمنفي أو للمثبت؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . الآن أو، يقول: والأصل أن تضاف للإله ... لا للضمير أو للفظ الله الأصل أن يكون على أقرب مذكور، لكن من حيث المعنى إذا قلنا: ذات الإله أو ذات الله؟ أما إذا قلنا: ذاته فأشبه ما تكون مؤكدة، أشبه ما تكون بالتأكيد، نعم. طالب:. . . . . . . . . يعني ما يقال ذات زيد؛ لأنه قال: والأصل أن تضاف للإله كما قال خبيب لا للضمير أو للفظ الله، إيش الفرق بين أن تضاف للإله، أو تضاف لله؟ والله مقتضى استعمالهم أن ما في إشكال، ثانياً: من أطلق عبارة ذات الله من القدماء فإنما يقصد سبيله، أو ملته، أو شرعته، فلو قال: ذات الله ومعناه أضاف الذات إلى الله، والمقصود إذا كان ذلك بالنص أو في كلام السلف مثل سبيل الله، أو ملة الله، أو شريعة الله، أي اعلموا: أن ثم مضافاً إلى الله، أي مملوكاً لله مثل ملته أو شرعته أو سبيله.

إطلاق الذات على الله في مقابل الصفة اصطلاح حادث، وبهذا نعلم أن لفظ ذات إنما جاء على إطلاقه في إطلاقه على مقابل الصفة في العصور المتأخرة، وإن كان بعض أئمتنا يطلقه لكنه يقصد بذلك المجاراة وأصبحت كلمة دارجة في عرف الناس والناس يقولون: خطأ مشهور خير من صواب مهجور، وهذه الخيرية نسبية؛ لأنها إذا كانت تقتضي إثباتاً أو نفياً في مجال الاعتقاد فليس كذلك؛ لأن المقصود به الإفهام والمجاراة، فإذا كان الناس لا يعرفون مقابل الصفة إلا بالذات فإننا نقيس عليه هذه الكلمة، وإن كانت ليست في لغة العرب أصلاً، فليس في لغة العرب لفظ ذات تطلق على مقابل الصفة وإنما هي من ألفاظ المتكلمين التي اندرجت بالعربية فأصبحت دارجة فيها، فهي من الكلام الدارج، أما استعمالها بكثرة فهو موجود في كلام بعض من ينتسب إلى السلف كشيخ الإسلام وابن القيم ومن جاء بعدهم.

ننظر في كلام ابن القيم في هذه المسألة، ننقل كلامه. وأما قوله، قال: وأما النفس، من الذي قال؟ قال: يعني السهيلي، يعني السهيلي قال: وأما النفس فعلى أصل موضعها إنما هي عبارة عن حقيقة الموجود دون معناً زائد، وقد استعمل أيضاً من لفظها النفاسة والشيء النفيس فصلحت للتعبير عنه سبحانه بخلاف ما تقد من الألفاظ المجازية، وأما الذات فقد استهوى أكثر الناس لا سيما المتكلمين القول فيها، أنها في معنى النفس والحقيقة، ويقولون: ذات الباري هي نفسه، ويعبرون بها عن وجوده وحقيقته ويحتجون في إطلاق ذلك بقوله -صلى الله عليه وسلم- في قصة إبراهيم: ((ثلاث كذبات كلهن في ذات الله)) وقول خبيب: وذلك في ذات الإله، شفت في ذات الله، في حديث إبراهيم في البخاري حديث أبي هريرة في ذات الله، وقول خبيب في ذات الإله، فلا فرق، فتكون أو لفظ الله معطوفة على لفظ الإله في آخر الشطر الأول، وذلك في ذات الله، قال: وليست هذه اللفظة إذا استقريتها في اللغة والشريعة كما زعموا، ولو كان كذلك لجاز أن يقال: عبدت ذات الله، واحذر ذات الله، كما قال تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} [(28) سورة آل عمران]، وذلك غير مسموع، ولا يقال إلا بحرف فيه الجارة، وحرف فيه للوعاء وهو معنى مستحيل على نفس الباري إذا قلت: جاهدت في الله، وأحببت في الله محال أن يكون هذا اللفظ حقيقة، لما يدل عليه هذا الحرف من معنى الوعاء؛ لأن في ظرفية، وإنما هو على حذف المضاف أي في مرضاة الله وطاعته، فيكون الحرف على بابه كأنك قلت: هذا محسوب في الأعمال التي فيها مرضاة الله وطاعته، وأما أن تدع اللفظ على ظاهره فهو محال، وإذا ثبت هذا فقوله: في ذات الله، أو في ذات الإله، إنما يريد في الديانة والشريعة التي هي ذات الإله، فذات وصف للديانة، وكذلك هي في أصل موضوعها نعت لمؤنث ألا ترى أن فيها تاء التأنيث، وإذا كان الأمر كذلك، وقد صارت عبارة عما تشرف بالإضافة إلى الله -عز وجل-، لا عن نفسه سبحانه، وهذا هو المفهوم من كلام العرب، ألا ترى إلى قول النابغة: مجلتهم ذات الإله ودينهم ... وقد بان غلط من جعل هذه اللفظة عبارة عن نفس ما أضيفت إليه.

وهذا من كلامه من المرقصات فإنه أحسن فيه ما شاء، وأصل هذه اللفظة هو تأنيث ذو بمعنى صاحب، بمعنى صاحب، فذات صاحبة، كذا في الأصل، ولهذا لا يقال: ذات الشيء إلا لما له صفات، ونعوت تضاف إليه، فكأنه يقول: صاحبة هذه الصفات والنعوت، ولهذا أنكر جماعة من النحاة منهم ابن برهان وغيره على الأصوليين قولهم: الذات، قد لا مدخل للألف واللام هنا كما لو قال: الذو في ذو، وهذا إمكان صحيح والاعتذار عنهم أن لفظة الذات في اصطلاحهم قد صارت عبارة عن نفس الشيء، وحقيقته، وعينه، فلما استعملوها استعمال النفس والحقيقة عرفوا باللام وجردوها، ومن هنا غلطهم السهيلي فإن هذا الاستعمال والتجريد أمر اصطلاحي لا لغوي فإن العرب لا تقول ذات، لا تكاد تقول ذات الشيء لعينه ونفسه، وإنما يقولون ذلك لما هو منسوب إليه ومن جهته، وهذا كجنب الشيء إذا قالوا: هذا في جنب الله لا يريدون إلا فيما ينسب إليه من سبيله ومرضاته وطاعته، لا يريدون غير هذا البتة، فلما اصطلح المتكلمون على إطلاق الذات على النفس والحقيقة، ظن من ظن أن هذا هو المراد بقوله: ((ثلاث كذبات في ذات الله)) وقوله: وذلك في ذات الإله، فغلط واستحق التغليط،. . . . . . . . . كالجنب في قوله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [(56) سورة الزمر]، ألا ترى أنه لا يحسن أن يقال هنا فرط في نفس الله وحقيقته، ويحسن أن يقال: فرط في ذات الله, كما يقال فعل كذا في ذات الله، وقتل أو قُتل في ذات الله، أو صبر أو صَبر في ذات الله فتأمل ذلك فإنه من المباحث العزيزة الغريبة التي يثنى على مثلها الخناصر، والله الموفق والمعين. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هذا المجلد الثاني صفحة أربعمائة، وأنا أذكر أننا قلنا كلام يمكن في محاضرتين في درس الواسطية، نعم. طالب:. . . . . . . . .

في سبيله، في سبيله ومن أجله، من أجل شرعه ودينه، كل هذا، هذا هو الأصل في الاستعمال، وأما استعمال الذات بمعنى النفس مولد، لكنهم استعملوه في أمر لا يلتبس؛ لأنه لما مر كلام، الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، المنصوص عليه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} [(28) سورة آل عمران]، نفسه، ما قال ذاته، فاستشكلنا في شرح الواسطية هذا الكلام وجرت البحوث مع الإخوان وفي كلام طويل. طالب:. . . . . . . . . مطبوع، على كلامه مطبوع الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. فيقول المؤلف -رحمه الله- تعالى: فعقدنا الإثبات يا خليلي ... من غير تعطيل ولا تمثيل هنا وكل من أول في الصفات، أو فكل من أول إما بالتفريع على ما تقدم. فكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات كذاته، وهذا الذي جعلنا نستشكل هذه الكلمة ونطلب فيها ما نطلب. كل من أول فقد تعدى، فكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات الفاء هذه واقعة في خبر كل، وكل باعتباره من ألفاظ العموم فهو مشبه للموصول، والموصول مشبه للشرط، ويستحسنون إدخال الفاء في مثل هذا فقد تعدى، تجاوز واستطال على، على الله -جل وعلا-، استطال على كتابه، وعلى ما ثبت عن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، تعدى ما حد له، وتجاوزه، واستطال، واجترأ. طالب:. . . . . . . . . المقصود يعني إذا استطال على الله -جل وعلا-، وعلى كتابه، وعلى سنة نبيه فالبقية تبع.

"واستطال واجترأ" من الجرأة ولا يسلك مثل هذا المسلك إلا شخص جريء، والجرأة قد تطلب في بعض المواطن، لكنها تذم في بعض المواطن، نعم إذا كانت الجرأة لها ما يسندها، ويدل لما تقتضيه من الكتاب والسنة هذا على العين والرأس، وبعض الناس عنده جرأة، وبعض الناس عنده جبن، فالناس حيال النصوص طرفان ووسط، بعضهم عنده جرأة، وجرأة لا تستند إلى أصل هذه مذمومة، وبعض الناس عنده جرأة لكنها تأوي إلى ركن شديد وإلى أصل، يعني هل جرأة هؤلاء الكتاب الذين يتطاولون على الدين، وعلى أهله، وهم لا يعرفون مبادئ العلوم مثل جرأة شيخ الإسلام في بعض فتاويه التي نسب فيها إلى أنه خالف الإجماع، هل نستطيع أن نقول هذا؟ يعني الأئمة الأربعة وأتباعهم على قول، ثم يأتي شيخ الإسلام ويختار غيره، هذه لا شك أنها جرأة، لكنها جرأة تستند إلى أصول وإلى قواعد شرعية، وإلى نصوص وإحاطة، وبعض الناس عنده جبن، هذا إذا كان مثلاً ما يأوي إلى علم، وإلى معرفة بنصوص الكتاب والسنة، والقواعد والمصالح والمفاسد، هذا محمود، لكن إذا كانت لديه القدرة على الاختيار، ثم يجبن ويتأخر عن الاختيار هذا مذموم، ولن ينال الإمامة بحال من الأحوال، وتجدون مثل هذا في كلام أهل العلم على الأحاديث، كلام أهل العلم على الأحاديث، يعني شيخ الإسلام يصحح ويضعف ومعوله في الغالب على المتن، ثم يأتي من يأتي ويقول بخلاف قول الشيخ تبعاً للسند، ما عنده إلا السند، ما يستطيع النظر في المتون، أو يجبن أن يتكلم في أخبارٍ أسانيدها جيدة، لكن كما أن التصحيح والتضعيف يكون مسبباً عن ضعف الأسانيد، يكون أيضاً عن ضعف المتون المشتملة على مخالفة، وبعض العلماء إذا وجد أحاديث متعارضة وأسانيدها مقبولة ليس عنده من الحيلة إلا أن يقول بتعدد القصة، يعني صلاة الكسوف مثلاً جاءت على صور، يعني ما حصلت إلا مرة واحدة في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن بعض الناس يقول: هذه الصور جاءت في صحيح مسلم، إذن تعددت القصة، ولو قال أهل السير: أن الكسوف ما حصل إلا مرة واحدة من باب صيانة الصحيح، وصيانة الرواة الثقات عن التوهيم، فبعضهم يجزم، شيخ الإسلام في هذا المقام أبداً قال: الكسوف ما حصل إلا مرة واحدة وقال: إن

إبراهيم بن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما مات إلا مرة واحدة، لكن بعض الناس ما يستطيع أن يقول مثل هذا الكلام والخبر في أحد الصحيحين، لا يمكن أن شيخ الإسلام يقول: ((أحابستنا هي))، يعني زوجته لما حاضت النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((أحابستنا هي)) وشيخ الإسلام يقول: لا ما تحبس الرفقة، تتحفظ وتطوف وتمشي، يعني هذه جرأة جاءت من فراغ؟ ما جاءت من فراغ، من إحاطة بالنصوص، وإحاطة بالأصول، والقواعد العامة للشريعة سواءً وافقناه أو خالفناه، يعني فرق من شخص يأتي خالي الذهن وينظر في مسائل الدين ويجرؤ عليها، هذا آثم بلا شك، لكن مثل شيخ الإسلام مجتهد، والآلات كلها متوافرة فإن أصاب له أجران، وإن أخطأ له أجر، فالكلام على اجترأ.

فأقول: الجرأة أحياناً تكون مذمومة وهذا هو الغالب لا سيما بالنسبة لمن لم يتأهل، وأما بالنسبة للمتأهل فالجبن مذموم؛ لأنه يأتي مواقف لا بد من حسمها، وقد يكون هذا في تصور بعض الطلاب ما نصنعه في الدرس، نستطرد ونذكر المسائل والأدلة ثم إنه يعيا، نعم ما في راجح، هذا جبن، أحياناً نذكر الحديث ولا ننقل تصحيحه وتضعيفه عن غيره، مع أنه الحمد لله يعني بإمكاننا أن نصل إلى القول الراجح، لكن أنا كررت مراراً أننا بين يدي طلاب علم ليس المجال مجال تلقين، ليس المجال مجال تلقين، وإلا بإمكاننا نأتي بما نختاره من غير استطراد كما يفعله كثير من شيوخنا الذين يقصدون من أجل معرفة أقوالهم في المسائل، يعني الذي يأتي لشيخ كبير لا يريد اختياره، وإلا ارجع للكتب، لكن حنا عندنا ما جاء الطلاب لمعرفة رأي فلان وإلا علان، يبون العلم مبسوط ويدركون منه ما يدركون، ويقيسون عليه ما لا يدركون، وهذا نوع من أنواع التربية، تربية طلاب العلم، يعني كثيراً ما يقال: إن الشيخ ابن باز -رحمه الله- تكلم عن الحديث بدقيقتين ثلاث، وأنت تتكلم عليه بساعتين، قلت: يا أخي اللي يجون يبون، اللي يجون للشيخ يبون رأي الشيخ، ما هم منتظرين من الشيخ يذكر خلافات وعلل وأسباب واستطرادات ولوازم ما ينظرون من الشيخ هذا، يبون رأي الشيخ؛ لأن الشيخ إمام، رأيه على العين والرأس يسلم به، لكن يجون طالب علم، يعني يتعلم مثل بقية الطلاب لا، يبون شيء يطلعوه له من بطون الكتب، واستطرادات وتنبيش وأشياء تنبههم على مسائل كانوا غافلين عنها، ففرق بين هذا وهذا، الجرأة التي يقصدها لا شك أنها لا تستند إلى أصل، ولذلك يقول: فقد تعدى واستطال واجترأ ... وخاض في بحر الهلاك وافترى خاض، خاض غمرات البحر، وغاص في لججه، بحر إيش؟ بحر العلوم، بحر الهلاك، خاض في بحر الهلاك؛ لأن كل الخير، الخير كل الخير في اتباع من سلف، كل الخير في اتباع من سلف، كل الخير في الاقتداء والاتباع للنصوص، أما الابتداع فقد كفيناه، خلاص عندنا نصوص، وكل بدعة ضلالة. "وافترى": الافتراء هو الكذب، وكذب على الله وعلى رسوله وعلى سلف هذه الأمة وأئمتها.

حينما يقول: معنى استوى استولى، أو اليد النعمة، هذا قال على الله ما لم يقله، كأنه يقول: مراد الله من قوله: استوى، استولى، هذا كذب على الله، افترى على الله، وكذلك حينما يقول: ينزل ربنا، يعني ينزل أمره، كذب على الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ودخل في حديث: ((من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار))، افترى. ألم ترَ اختلاف أصحاب النظر ... . . . . . . . . . يعني أصحاب الكلام يسمونهم أهل النظر، في مقابل أهل الأثر "ألم ترَ اختلاف أصحاب النظر فيه، يعني في نظرهم وكلامهم، وبون شاسع، وفرق كبير جداً بين أقوالهم، وكفاهم عيباً تناقض قولهم، فشخص من كبار المتكلمين يقول: هذا مما يجب، والثاني يقول: مما يستحيل، كيف نوفق بين الأمرين؟ تناقض ظاهر، يعني لو قال واحد يجب، وقال: يجوز يعني فيه ممكن شيء من. . . . . . . . . لكن التباين، قال واحد: يجب، والثاني يقول: يستحيل في حق الله، أليس هذا هو التناقض؟ فكيف يقلد أمثال هؤلاء؟ ألم تر اختلاف أصحاب النظر ... وحسن ما نحاه ذو الأثر

فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر، أهل الأثر متفقون ما عندهم اختلاف، وأهل النظر كل واحد منهم يستقل برأي، لا تجدهم يجتمعون على رأي، يعني نظير ما قال الحافظ ابن كثير: اجتمع عشرة من النصارى لبحث قضية فصدروا عن أحد عشر قولاً، صدروا عن أحدى عشر قولاً، لكن أهل الأثر؛ لأن أصلهم واحد فقولهم واحد، لماذا؟ في المسائل التي لا تخضع للاجتهاد، في مسائل الاعتقاد، أما مسائل العمل المسائل العملية التي يدخل فيها الاجتهاد فقد يختلفون فيها، والاختلاف المذموم هو الاختلاف فيما لا يقبل الاجتهاد، وأما الاختلاف في المسائل التي تقبل الاجتهاد، في المسائل العملية مما حصل من الصحابة ومن بعدهم هذا اختلاف محمود، لماذا؟ لأن الإنسان على أي حال مأجور إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، ولذلك كل من كتب في الفرق في مقدمة كتابه يذكر حديث الافتراق ثم يقول: لا يدخل فيه أصحاب المذاهب الفقهية؛ لأن اختلافهم مما يسوغ فيه الاختلاف وقد حصل مثله، يعني هذا الاختلاف حصل من الصحابة تجد لأبي بكر قول، ولعمر قول، هل نقول إن هذا اختلاف أصحاب النظر؟ لا، لأن هذا الإنسان مأمور باتباع النصوص، لكن النص بفهم من؟ بفهم من لديه الأهلية للفهم، واكتملت عنده آلة النظر في النصوص ممن يستطيع أن يتعامل مع هذه النصوص على مقتضى القواعد العلمية، ويخرج لنا أو ينبت فينا ممن ينتسب لديننا نابتة الآن تقول: إن النصوص غير صالحة للاستعمال لماذا؟ لأنها تحمل وجوب، ونتدين لله على فهم من؟ قيل مثل هذا الكلام، على فهم من؟ وكنا نتبع مشايخ يأطروننا على قول واحد فبين أن أقوال كثير منها مرجوحة، ثم تبين لنا، عند من؟ حتى قال واحد: مليون فهم للإسلام، فلان يفهم، وفلان يفهم، احنا مكلفين بفهم من؟ إذن النصوص غير صالحة، نسأل الله العافية، إيش معنى هذا؟ معنى هذا أننا نتخلى عن ديننا، إذا وصلنا إلى هذا الحد.

هذا الكلام ليس له حظ من النظر، إنما هو بفهم من لديه الأهلية للفهم، من لديه الأهلية، المتأهل الذي طرق الباب وولج إلى ما يريد من بابه، على طريقة سلف هذه الأمة وأئمتها، الذي يقول في القرآن برأيه هذا آثم ولو أصاب، الذي يفسر كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- من غير أمر يستند إليه آثم، ولذا يشترطون فيمن يتصدى لبيان الغريب، غريب الحديث أن يجمع بين اللغة والحديث، لا يكفي أن يأتي لغوي ويشرح الحديث، ما يكفي، لماذا؟ لأنه لا يستطيع أن ينزل الكلمة الغريبة بمجرد معرفته للغة، على مراده -عليه الصلاة والسلام-، حتى يكون محدثاً يعرف أن المراد من هذه الكلمة في هذا الموضع هذا المعنى، فاللغوي الصرف لا يكفي، المحدث الذي لا يعرف لغة العرب أيضاً لا يكفي، فإذا رجعت في كلمة غريبة في لسان العرب مثلاً وجدت عشرين معنى، ما الذي تختاره؟ تختار ما يؤيده السياق، والسياق إذا أردت أن تعرفه على صورته الواضحة لا بد أن تجمع الطرق، فبذلك تكون محدثاً لغوياً فتجمع بين الأمرين، أما محدث صرف لا علاقة له باللغة، أو لغوي صرف لا علاقة له بالحديث لا يجوز له أن يفسر الغريب. الأصمعي وهو إمام من أئمة اللغة، ويحفظ ستة عشر ألف بيت، بعض، ستة عشر ألف قصيدة، بعض القصائد من مائتي بيت، ملايين البيت، يسأل عن الصقب ويقول: أنا لا أفسر كلام الرسول، لكن العرب تزعم أن الصقب اللصيق، فهذا الأمر لا بد منه، لا بد أن نجعل مثل هذا هو الذي يحد الضياع الذي تعيشه الأمة الآن، الآن كثير من طلاب العلم يتخبطون، يسمعون بعض المثقفين يتكلم بكلام له رنين، يعني يكون لديهم حصيلة لغوية وثروة ثقافية، فيتحدث يبهر السامع، لكن إذا نظرت إلى واقعه ووزنته بالميزان الشرعي إذا هو شبه عامي، ما يكفي أن يكون الإنسان عنده قدرة على الكلام، ولذلك في الملمات والمعضلات لا يحلها إلا أهل الرسوخ، ولو كان في باب الكلام وفي ترادف المعاني لو كان أقل من غيره، ولذلك: ألم تر اختلاف أصحاب النظر ... فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر لماذا؟ فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى ... وصحبه فاقنع بهذا وكفى فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى -عليه الصلاة والسلام- وصحبه فاقنع بهذا وكفى

يعني هل لك وسيلة أو طريق أو صراط يمكن أن تسلكه يوصلك إلى الله -جل وعلا- من غير طريق النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ ما في، ما فيه طريق يوصل إلى الرب -جل وعلا-، إلى ما يرضيه، إلى جناته، وينجي من عذابه إلا عن طريقه -عليه الصلاة والسلام-، يعني من يزعم أنه يمكن أن يصل إلى الله -جل وعلا- من غير طريق الرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا إيش؟ كافر هذا، من النواقض، يعني كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، يزعم هذا أنه يسعه أن يصل إلى الله من غير طريقه -عليه الصلاة والسلام- فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى ... وصحبه فاقنع بهذا وكفى ومر بنا في كتاب التوحيد: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، فأنت إذا سمعت نص عظمه في نفسك، واتبعه، واجعله هو قائدك، أما أن تقول: النص هذا محتمل، النص هذا قبله فلان، النص هذا رده فلان، النص أوله فلان، النص لا يؤيده عقل، لا، هذا كله لا قيمة له، أرأيت، أرأيت قال: اترك أرأيت باليمن، ابن عمر لما تكلم عن تقبيل الحجر فقال له شخص: أرأيت لو زحمت، أرأيت لو كذا، لو كذا قال: اترك أرأيت باليمن، أنت عليك أن تمتثل ولا لك دعوة بغير هذا، الاحتمالات التي يوردها بعض الناس للصد عن تطبيق السنة، هذه لا قيمة لها، لكن إذا قصد تطبيق السنة وعجز معذور، يعذر حينئذ أما في البداية قبل أن يبدأ بالعمل يقول: احتمال كذا، لا، لا، خلي احتمالاتك في بلدك، سم. غير الباب، ويش هو؟ طالب:. . . . . . . . . ويش اللي معك أنت؟ المتن الذي اعتمدته. طالب:. . . . . . . . . ما عليك، اقرأ الباب الأول واقرأ الأبيات، أنت عندك متن، تعتمد متن، جزاك الله خير، نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين. اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد: قال المؤلف -رحمه الله- تعالى: الباب الأول في معرفة الله تعالى: أول واجب على العبيد ... معرفة الإله بالتشديد بأنه واحد لا نظير ... له ولا شبه ولا وزير صفاته كذاته قديمة ... أسماؤه ثابتة عظيمة لكنها في الحق توقيفية ... لنا بذا أدلة وفيّه

له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم واقتدر بقدرة تعلقت بممكن ... كذا إرادة فعي واستبن والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقا وسمعه سبحانه كالبصر ... بكل شيء يا خليلي مطلقا والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل مسموع وكل مبصَر فصل في مبحث القرآن العظيم، والكلام المنزل القديم وأن ما جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل كلامه سبحانه قديم ... أعيى الورى بالنص يا عليم وليس في طوق الورى من أصله ... أن يستطيعوا سورة من مثله وليس في طوق الورى من أصله ... أن يستطيعوا سورة من مثله من مثله، نعم. فصل في ذكر الصفات التي يثبتها لله أئمة السلف دون غيرهم من الخلف وليس ربنا بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا فكل ما قد جاء في الدليل سبحانه، سبحانه نعم. سبحانه قد استوى. سبحانه قد استوى كما ورد ... من غير كيف قد تعالى أن يحد فلا يحيط علمنا بذاته ... كذاك لا ينفك عن صفاته قلت بذاتِهِ، قل بصفاتِهِ نعم إذا قلت في الشطر الأول: بذاتِهِ، قل: عن صفاتِهِ نعم فلا يحيط علمنا بذاته ... كذاك لا ينفك عن صفاته فكل ما قد جاء في الدليل بذاتِهِ، قل صفاتِهِ يعني بدون عن يعني؟ لا، فيه عن، أنا ما أقول لك حرف، أقول: إذا قلت في الشطر الأول: بذاتِهِ، قل في الثاني عن صفاتِهِ، مو واحدة مجرورة والثانية ساكنة لا. هاه؟ نعم. فلا يحيط علمنا بذاته ... كذاك لا ينفك عن صفاته فكل ما قد جاء في الدليل ... فثابت من غير ما تمثيل من رحمة ونحوها كوجهه ... ويده وكل ما من نهجه وعينه وصفة النزول ... وخلقه فاحذر من النزول فسائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال لكن بلا كيف ولا تمثيل ... رغماً لأهل الزيغ والتعطيل . تمرها كما أتت في الذكر ... . . . . . . . . . تمرها. ضمها عندك؟ سم. إيش عليها، الراء؟ السكون. نعم السكون نُمِرُها، نُمِرُها، بالنون نُمِرُها نُمِرُها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل وغير فكر ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت حقا من غير فكر وإلا نكر؟ لا، فكر هاه؟ فكر. بالفاء؟ نعم. طيب. نُمِرُها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل وغير فكر

ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت حقاً والعمى فكل نقص قد تعالى الله ... عنه فيا بشرى لمن والاه فصل في ذكر الخلاف في صحة إيمان المقلد في العقائد وفي جوازه وعدمه وكل ما يطلب فيه الجزم ... فمنع تقليد بذاك حتم لأنه لا يكتفَ بالظن ... لذي الحجى في قول أهل الفن وقيل يكفي الجزم إجماعاً بما ... يطلب فيه عند بعض العلماء الجازمون من عوام البشر ... فمسلمون عند أهل الأثر يكفي، يكفي. إيه تفضل. أذان. . . . . . . . . اللهم صلي وسلم على عبدك، ورسولك محمد.

في مطلع القصيدة المنظومة ذكر المؤلف أنه ألفها، وبناها على مقدمة، وستة أبواب وخاتمة، الباب الأول من هذه الأبواب في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك، في معرفة الله وما يتعلق بذلك، من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، وأسماءه تعالى وكلامه وغير ذلك، معرفة الله في معرفة الله، ومعرفته غير ممكنة إلا بواسطة ما جاءنا عنه في كتابه أو على لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لماذا؟ لأن المعرفة إما أن تكون عن خبر صادق، أو مشاهدة، والمشاهدة منتفية، إذن لم يبق إلا الخبر الصادق، أو عن معرفة الشبيه والنظير، ولا شبيه له ولا نظير، ولا ند ولا مثيل، يعني إذا أنت ما رأيت فلان من الناس، زيد من الناس ما رأيته، لكن قال لك من رآه: إن أشبه الناس به فلان، تستطيع أن تتصور تصور إجمالي عن هذا الشخص الذي لم تره، أشبه الناس به صاحبكم، طيب صاحبكم جاءت صفاته بالتفصيل في كتب الشمائل، لكننا ما جاءنا تفصيل عن صفات المشبه، لما عرفنا النظير عرفنا نظيره، واحد ما أدرك مثلاً الشنقيطي مثلاً ولا رآه في صورة ولا شافه، لكن من أدركه يقول: شوف أقرب الناس إليه فلان، يصير عندك شيء من التصور، لكن الأوهام، الأوهام التي لا يمكن أن تدرك شيئاً غائباً تسمع كلام في شرط مثلاً ثم تتخيل شكل المتكلم، هل تصيب؟ الغالب أنك لا تصيب، وأنك إذا رأيته تفاجئ لماذا؟ لأن العقول لا تدرك، لا تدرك ما غاب عنها، شخص له مشاركات، وله أشرطة، وله كلام كثير، وكذا حرص واحد من المحبين لرؤيته وقال: لا بد أن أراه، لما رآه إذا جسمه ما هو بكبير، يقول: والله إني تصورته ما يدخل مع الباب، لماذا؟ لأنه ما رآه، كثيراً ما تسمع صوتاً ثم تحلل هذا الصوت، أو يخطر على بالك أن هذ الونه كذا، أو طوله كذا، أو عرضه، ثم تفاجئ بالعكس تماماً، لماذا؟ لأن العقول لا تستطيع أن تدرك ما غاب عنها، وإذا كان هذا فيما له نظير في الجملة فيكف بمن لا نظير له ولا ند له ولا شبه له؟ كيف يتصور من لا تدركه الأفهام ولا تبلغه الأوهام؟ يعني في الجملة لو تصورت شخصاً ما رأيته، يعني ما رأيت الشيخ الألباني، تقول والله إذا بدي؟؟؟؟ ويمكن تصوره على طول وإلا على عرض وإلا شيء، احتمال واحد بالمائة،

اثنين بالمائة، خمسة بالمائة تصيب، لكن فكيف تتصور وتتخيل من لا نظير له ولا شبه له؟ لا يمكن، وبعض الناس يعجب بصوت من الأصوات سواءً كان مع اختلاف الجنس، فيتوقع أن هذه المرأة على قدر من الجمال، أو الخلق، أو الدين من خلال كلامه، ثم بعد ذلك يتبين العكس، أو المرأة تعجب بصوته في شريط، أو كذا ثم يتبين لها خلاف ما توقعت، وكل هذا لأن الإنسان بعقله المحدود لا يستطيع أن يتصور ما غاب عنه، التصور الذي يمكن أن يصفه به وصفاً مطابق للواقع، أما التخيل الذي قد يصيب والغالب أنه لا يصيب، هذا يمكن يتخيل، أما بالنسبة لله -جل وعلا- فلا يمكن أن يتخيله أحد، ولا يتوهمه متوهم إلا من خلال ما جاءنا عنه في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-.

يقول: في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، فذكر من الصفات في بداية حديثه عن الصفات، الصفات التي يتفق فيها الأشعرية، الصفات السبع مع السلف، يعني التي يثبتونها إثباتاً يختلف عن إثبات السلف على ما سيأتي، يختلف عن إثبات السلف، يثبتون سمعاً، يثبتون كلاماً ويثبتون لكن هل هو على إثبات على طريقة أهل السنة والجماعة في الإثبات؟ يقولون: سميع، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر؛ لأنه لا ارتباط عندهم بين البصر والإبصار، لا ارتباط عندهم بين البصر والإبصار، يعني مثل ما قلنا مراراً إن البصر سبب، والسبب معطل عندهم، فيمكن أن يرى وإن كان لا عين له، وإن كان أعمى عندهم ممكن أن يرى، ويمكن أن لا يرى وإن كان مبصراً، فلا ارتباط بين البصر والإبصار، ولا السمع ولا الاستماع وهكذا، فكونهم يثبتون الصفات السبع، وأهل السنة يثبتون الصفات السبع، أهل السنة يثبتونها على مقتضى النصوص، والمبتدعة يثبتونها بطرقهم الكلامية، وبوسائلهم، ومقدماتهم التي تحصل نتائجهم، عندهم مقدمات يبنون عليها النتائج، لكن هل المقدمات مسلمة لتكون النتائج مسلمة؟ لا، يعني إذا بنينا نتيجة على مقدمة غير مسلمة يعني كمن يسأل يقول: صاحب سيارة ينقل معلمات أو طالبات يسافر بهن دون محرم، إلى محل العمل ثم من مقتضى طول الطريق أن تأتي صلاة الصبح مثلاً، ولا يستطيع أن يمكنهن من الصلاة؛ لأنه يخاف عليهن، ويريد جواب، يريد نتيجة شرعية، نقول: مقدمتك ليست شرعية لتكون النتيجة شرعية، هاه طالب:. . . . . . . . . من إيش؟ طالب:. . . . . . . . .

لكن هو يسأل، يقول هو، لماذا اضطر أن يسأل هذا السؤال؟ لأن المقدمة غير شرعية، فمن لازم ذلك أن تكون النتيجة غير شرعية، من لازم ذلك أن تكون النتيجة غير شرعية، وهؤلاء وضعوا مقدمات ابتكروها واخترعوها ثم بعد ذلك يريدون أن تكون النتائج لهذه المقدمات شرعية، فالإثبات موجود عند السلف ومن يقول بقولهم، وموجود عند الأشعرية يثبتون الصفات السبع لكن هل الإثبات هو الإثبات؟ لا، كونهم يثبتون الرؤية مثلاً، لكن ينفون الجهة، من لازم نفي الجهة نفي الرؤية، إذا لم يكن المرئي في جهة فلا يمكن رؤيته، وعلى كل حال سيأتي الكلام في هذا، وهل تثبت الجهة أو لا تثبت؟ محل كلام، وتحتاج إلى استفصال، من قال: هل نثبت أو لا نثبت إن كان المقصود بالجهة جهة العلو فهي ثابتة لله -جل وعلا- بالنصوص المتظافرة، وإن كان المقصود بجهة تحويه أو تحيط به فلا. من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، التشبيه هنا لا يقتضي المشابهة من كل وجه، هم يثبتون ألفاظ كما يثبتها السلف، لكن يختلفون عن السلف في الوسيلة والنتيجة، في الغاية أيضاً يختلفون، -في النهاية؛ لأنه ليس من أثبت لفظاً على طريقة غير شرعية وصارت وصار إثباته لهذا اللفظ على خلاف ما يثبته السلف، أن يكون مثبتاً على ما سيأتي تفصيله في كلام السلف مقارناً بكلام الخلف. وأسمائه تعالى، وكلامه وغير ذلك. طيب من تعداد الصفات والأسماء، هذا فيه تقابل بين الأسماء والصفات، لكن الكلام، من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، وأسمائه تعالى، من تعداد الصفات والأسماء هذا فيه تقابل ما فيه إشكال، لكن وكلامه وغير ذلك أليس الكلام صفة؟ لماذا ينص عليه؟ يعني من باب عطف الخاص على العام للاهتمام به والعناية بشأنه؛ لأنه أفرد الكلام، والكلام في صفة الكلام وفي القرآن أكثر من بقية الصفات، فاحتاج أن يفرد له فصل مستقل نأتي عليه إن -شاء الله تعالى-. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (6)

شرح نظم عقيدة السفاريني (6) تابع باب: معرفة الله تعالى الشيخ/ عبد الكريم الخضير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا يقول: أيهما أولى بالحفظ سلم الوصول أم السفارينية؟ السلم فيه أشياء لا توجد في عقيدة السفاريني والعكس، ومجموع المنظومتين خمسمائة بيت، يعني لو حفظهما طالب العلم استفاد. هذا يقول: أنا في نسختي: مقدر الآجال والأرزاق؟ هذا انتهى في وقته، وقلنا: إن بعض النسخ مسبب الأسباب، وبعضها مقدر الآجال والأرزاق، هذا انتهى في وقته، قلنا في وقته: إن مقدر الآجال والأرزاق أولى. ما اسم الشرح الذي يقرأ منه الشيخ؟ ما في شرح نقرأ منه نقرأ المتن ونعلق عليه، قد نحتاج كما كان القارئ أحياناً يقول: إن الشارح قال كذا، ويريد أن نقرأه على الحضور، لكن الشرح طويل، شرح المؤلف طويل، يعني لو أخذنا شرح بيت واحد أخذ الدرس. هذا يريد، أو هذه تريد بسط القول في الفرق بين كلام ابن القيم وقول الأشعرية في الأسباب تؤثر عندها لا بها، لم نفهم؟

قلت أنا في وقته: إن هذا كلام دقيق، والشارح تعرض له فيما يفيده المتواتر وقال: إنه يفيد العلم، لكن قد يقال: إنه يلزم عليه الدور؛ لأنا لا نعرف أنه بلغ حد التواتر حتى يفيد العلم، وكونه مفيداً للعلم مرتب على كونه متواتراً، واتقاءً لمثل هذا قال الشارح: إنه يفيد العلم أو إفادة العلم عنده لا به، عنده لا به، وذكرنا هذا أنه تأثر بقول الأشعرية الذين يقولون: إن التأثير حصل عند الأسباب لا بها، مثل الشبع حصل عند الأكل لا به، الشرب حصل عند الري لا به، وتعرضنا إلى كلام ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة في حديث: ((إن كان الشؤم ففي ثلاث: في المرأة والدابة والدار)) وقال ابن القيم: إن هذا يحصل الشؤم عندها لا بها، وقيل: عن ابن القيم حتى من بعض العلماء الكبار إن هذا تأثر بقول الأشعرية، وأنه لا يقبل حتى من ابن القيم، وهذا ما فهمته في أول ما تكلمنا على شرح الموطأ، ثم في الدرس الثاني تبين لي أنه يختلف عن قول الأشعرية، يختلف عن قول الأشعرية لماذا؟ لأن الثلاث: الدابة والدار والمرأة، هذه الثلاثة حصل التأثر، هل حصل بها؟ هل حصل التأثر بها أو عندها؟ بمعنى أن هذا الرجل الذي لم يتزوج هذه المرأة، أو اشترى هذه السيارة، أو اشترى هذه الدار، وحصلت له هذه المصائب بعد اقتناء هذه الأمور الثلاثة، هل لو اشترى دابة أخرى، أو سكن داراً أخرى، أو تزوج امرأة أخرى، يحصل له هذا وإلا ما يحصل؟ إن كان ما يحصل له مثل هذه المصائب التي قد كتبت عليه، قلنا: إن التأثر كان بها لا عندها؛ لأنها هي اللي أثرت فهي سبب في التأثير، وإذا قلنا: إن هذه المصائب التي كتبت عليه بعد سكنى هذه الدار، وبعد تزوجه هذه المرأة، وبعد اقتنائه هذه الدابة هو مكتوب عليه، سواءً اشترى هذه الدار أو داراً أخرى، أو اشترى هذه الدابة أو دابة أخرى، تزوج هذه المرأة أو امرأة أخرى، قلنا: إن التأثير حصل عندها، يعني عند وجودها، لا بها، وحينئذ يكون الكلام صحيحاً، لا بها، يعني ليست هي السبب، بمعنى أنه لو كانت امرأة ثانية حصل عندها هذا المقدر، دابة ثانية حصل عندها هذا المقدر، داراً ثانية حصل عندها هذا المقدر، فليست هي المؤثر، وإنما هذا أمر كتبه الله عليه سواء

سكن هذه الدار أو داراً أخرى، أو تزوج هذه المرأة أو زوجة أخرى، أو هذه الدابة ودابة أخرى. بينما حصول البصر أو الإبصار عند البصر، لا شك أنه البصر هو السبب، سبب مؤثر، والله -جل وعلا- هو الذي جعل فيه التأثير، فلا يسلب التأثير بالكلية، كما تقول الأشاعرة ولا يمنح التأثير المطلق لذاته، وأنه مؤثر بذاته كما تقول المعتزلة، هذا فرق دقيق بين المسألتين، هاه. طالب:. . . . . . . . . إن كان. طالب:. . . . . . . . . إن كان، إن كان الشؤم، إن كان يعني إن وجد، وحتى لو قدر أنه وجد الشؤم عند هذه الأشياء لا يعني أنه وجدت. طالب:. . . . . . . . . لا، المكتوب عليه باسمه؛ لأنه بيشتري دابة ثانية، بيشتري. طالب:. . . . . . . . . فسر هذا، قيل هذا، مرأة سليطة اللسان، والدار كثيرة الهوام، والدابة، هذا إذا قدر أنها وصف اتصفت به. طالب:. . . . . . . . . لا، أنا ما أنا بقرر كلام أن هذا، لكن أوجه كلام ابن القيم، أوجه كلام ابن القيم، الذي قالوا إنه متأثر بقول الأشعرية. طالب:. . . . . . . . . هذا إذا أثبتنا الشؤم، هذا إذا أثبتناه، ومع ذلك هو قابل للتأويل، ولأهل العلم كلام كثير، والمقصود من كلامي هذا كله توضيح الفرق بين كلام ابن القيم وكلام الأشعرية. انتهينا من الكلام على مسألة الذات؟. طالب: .... أنا أجزم بالباب الأول، لكن مسألة الذات التي كثر الكلام فيها، وهل تثبت أو لا تثبت؟ يقال في الشريط الرابع والخامس من شرح الواسطية، يعني درس 27/ محرم/ سنة 26هـ، والدرس الذي يليه الخامس 5/ صفر/ 26هـ، وفرغ الآن من بعض الإخوان، فرغ من هاذين الشريطين ويمكن الرجوع. الخلاصة؛ لأن الكلام كثير في مسألة الذات، كلام ابن برهان المتقدم أن إطلاق الذات على الله جهل، مرادهم المعنى الأصلي؛ لأن ذات مؤنث ذو، وهي بمعنى صاحب، فلا يجوز إطلاقه على الله بهذا المعنى، وأهل اللغة نظروا إليها من هذه الزاوية لذلك أنكروا على من أطلقها على الله.

الأمر الثاني: لا شك أنها ثابتة في السنة، ولكن يبقى الإشكال هل المراد بالذات أنها النفس؟ شيخ الإسلام يذكر الحديث بصيغة التمريض فيقول: وقد روي في الحديث المرفوع وغير المرفوع: ((تفكروا في آل الله، ولا تتفكروا في ذات الله)) فإن كان هذا اللفظ أو نظيره ثابتاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فقد وجد في كلامهم إطلاق اسم الذات على النفس كما يطلقه المتأخرون، والمعول عليه في هذا هل يثبت الحديث؟ شيخ الإسلام يؤكد ما قاله أهل اللغة من أن الكلمة مولدة، فنجد أن ابن برهان حينما قال: إطلاقه على الله جهل، عنده شيء من الحق، النزاع في المعنى الذي يطبق عليه لفظ الذات، وعلى كل حال ما دام أثبتها شيخ الإسلام، وهو من عنده من الغيرة على العقيدة، وعنده أيضاً من الإحاطة بالنصوص التي تتعلق بالإخبار عن الله -جل وعلا- ما عنده، يكون الأمر فيه شيء من السعة. طالب:. . . . . . . . . يعني ما جاء في حديث أبي هريرة من قصة إبراهيم وأنه كذب في ذات الله، إذا أردنا أن نبدل في ذات الله النفس؟ يستقيم وإلا ما يستقيم؟ ما يستقيم، ولذا أورد شيخ الإسلام حديث: ((تفكروا في آل الله ولا تتفكروا في ذات الله)) قال: إن ثبت الحديث أثبتناه، إن ثبت الحديث أثبتناه، وصدره بصيغة التمريض، وعلى كل حال شيخ الإسلام يكثر من ذكره، يكثر من ذكر الذات، وهو من أغير الناس على العقيدة، ومن أدقهم في استعمال الألفاظ -رحمه الله-. طالب:. . . . . . . . . قال: سنده جيد، لكن شيخ الإسلام وهو معني بهذه الأمور، هم قالوا: إنه موقوف، ومنهم من أثبته مرفوعاً. طالب:. . . . . . . . . لكن في ذات الله هي اللي فيها الكلام، هي التي فيها الكلام، التي إن ثبتت أثبتنا الكلام، وإن لم تثبت ففي إثباتها نظر. طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب:. . . . . . . . . احنا نريد أن نجعل النفس بدلها كلمة ذات، ما أثبته الله لذاته شيخ الإسلام يقول: ما أثبته الله لنفسه، هل نستطيع أن نقول: ما أثبته الله لذاته، كما يقولون: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات؟ يعني عن النفس، معلوم أنه جاء أخبار صحيحة في ذات الله، في ذات الله، لكن هي ليست التي نريد، ليست هي التي نريد.

جاء فيها مما نريده ((تفكروا في آل الله ولا تتفكروا في ذات الله)) لكن هذا الكلام في ثبوته نظر عند أهل العلم. طالب:. . . . . . . . . كلامه في هذا كثير، لكن الكلام على أن ما يضاف إلى الله توقيفي، أما في باب الأسماء هذا ليس لأحد أن يجتهد فيه، في باب الأسماء. الصفات قالوا: إذا ثبت الاسم اشتق منه صفة، وكذلك لا يوصف الله -جل وعلا- إلا بما وصف به نفسه. الإخبار عن الله -جل وعلا- أوسع، أمره أخف. طالب:. . . . . . . . . وين؟ طالب:. . . . . . . . . الإخبار عن الله لا شك أنه أوسع. طالب:. . . . . . . . . شوف الآن العلماء حينما يعرفون النية يقولون: النية في اللغة: القصد، يقال: نواك الله بخير، نواك الله بخير، هذا إخبار، يعني قصدك، هذا أمره واسع، ولا ينكر في مثل هذا، لحظة لحظة، لكن هل يقال: من أسمائه -جل وعلا- الناوي؟ لا، قولاً واحداً، هل يوصف -جل وعلا- بأنه ينوي؟ لا، لكن الأخبار بمثل قوله: نواك الله بخير، يعني قصدك هذا دائرته أوسع، وقلت لكم: أنه في تفسير الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- في تفسير سورة يس أنه جاء في بعض الطبعات يقول الله -جل وعلا- مترحماً: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [(30) سورة يس]، وطبع طبعة أخيرة بدل مترحماً متحسراً، متوجعاً نعم، متوجعاً، يعني متحسراً يؤخذ من يا حسرة، لكن متوجعاً هذه ما في ما يدل عليها، وقلنا: إن كلمة مترحماً أولى من متوجعاً، لا سيما وأنها هي الطبعة الأولى، وليس فيها محذور؛ لأن صفة الرحمة ثابتة له، فهو يترحم على عباده ويرحمهم، وأما بالنسبة للتوجع فلا يثبت عنه لا من قوله، ولا من قول رسوله -عليه الصلاة والسلام-. طالب:. . . . . . . . . متوجعاً. طالب:. . . . . . . . . لا، متوجعا. طالب:. . . . . . . . .

كيف؟ لا متحسراً إخبار تؤخذ من يا حسرة، نعم، متحسراً من يا حسرة، لكن متوجعاً ما في ما يدل عليها، سمع هذا الكلام محقق الكتاب في طبعته الأخيرة فاتصل علي وقال: إن هذا بخط الشيخ، هذا هو خط الشيخ متوجعاً، ويكون هذا من باب الإخبار، والإخبار أمره واسع، المقصود أنه إذا وجد ما يدل مما لا ملحظ فيه حتى من الشيخ يعني، لو افترضنا، مع أن متوجعاً ومترحماً في الصورة قريبة من بعض، وكثير من الكتاب لا يحققون الفرق بينهما، والطبعة التي طبعت في حياة الشيخ -رحمه الله- فيها مترحماً، الطبعة الأولى، وهو يقول: إنه أثبتها من النسخة التي بخط الشيخ. يقول -رحمه الله- تعالى في الباب الأول، في معرفة الله تعالى، وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف وأسمائه تعالى، وكلامه وغير ذلك.

قلنا: بالنسبة للصفات التي يثبتها المتكلمون ويقصد بذلك الأشعرية؛ لأنه تكلم عن السبع الصفات التي يثبتها الأشاعرة ويثبتها أهل السنة، يتفقون في إثباتها، لكنهم يختلفون في كيفية الإثبات، ويختلفون أيضاً في مدلول الصفة، معنى الصفة، وإن أثبتوها، فالأصل فيما تستمد منه الأسماء والصفات بالنسبة لأهل السنة هو النص، الدليل الشرعي، من الكتاب والسنة، وعندهم الإثبات يكون بالعقل، يكون بالعقل، والمعول عليه عندهم، فما أثبته العقل أثبتوه، وما نفاه العقل نفوه، وهذه الصفات السبع هذه يثبتها العقل، طيب، وماذا عن السمع؟ السمع إن كان قطعياً في القرآن مثلاً تأولوه، وإن كان في السنة فأمره عندهم أمره سهل؛ لأنها أخبار آحاد، والآحاد لا تثبت بها العقائد، وهذه، هذا ضلال نسأل الله العافية، يعني الدين كله يثبت بأقواله -عليه الصلاة والسلام- فيما صح عنه، ونأتي إلى باب من أعظم أبواب الدين، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بالبيان مع الخلاف الكبير في هذا الباب النبي -عليه الصلاة والسلام- قصَّر في بيانه على حد زعمهم، فهذا اتهام للنبي -عليه الصلاة والسلام- أنه ما بين، ويكفي في سقوط قولهم تناقضهم، تناقضهم التناقض الذي لا يمكن الجمع بين أطرافه، يعني هناك أقوال خلاف يمكن الجمع بين أطرافها؛ لأنها متقاربة، يعني الذي يقول محرم، والذي يقول مكروه، الأمر يعني يمكن حمل هذا على شيء، وحمل هذا على شيء وتلتئم، لكن الذي يقول واجب، والذي يقول محرم، ما يمكن، يعني في مسائل يمكن الاحتياط فيها، ومسائل لا يمكن الاحتياط فيها، فإذا أمكن أن يوفق بين القولين، فإنه يمكن الاحتياط، وأما ما لا يمكن الاحتياط منه لا بد من الترجيح والجزم بأحد القولين، فلا يمكن التوفيق بأن يقال هذا بين قول من يقول هذا يجب لله، والثاني يقول: يستحيل، ما يمكن التوفيق بينهما، هذا في أقصى اليمين، وهذا في أقصى الشمال، مثل من يقول: هذا واجب، وهذا حرام، يعني نظير ذلك قول سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير فيمن تجاوز الميقات، فيمن تجاوز الميقات دون إحرام، قال ابن المسيب: لا شيء عليه، وقال ابن جبير: لا حج له، يعني قولان متباينان، فأهل الكلام أقوالهم متباينة، أقوالهم

متباينة على ما تقدم. يقول: في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف. أما معرفة الله -جل وعلا- فهي إنما تعرف ويستدل عليه بها من آياته الشرعية والكونية وآلائه ونعمه ومخلوقاته، فيعرف بنصوص الكتاب والسنة، لا بالعقل؛ لأن العقل لن يدرك شيئاً مما يتعلق بهذه الأبواب، وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون يعني من الأشاعرة، كالسلف يثبتون سبعاً. وأسمائه تعالى التي يثبتها السلف وكثير من طوائف المتكلمين، يعني من المتكلمين من ينفي الأسماء والصفات كالجهمية، ومنهم من ينفي الصفات ويثبت الأسماء كالمعتزلة، ومنهم من ينفي بعض الصفات دون بعض كالأشعرية ومنهم من يثبت الجميع وهم أهل السنة. وأسمائه تعالى وكلامه، كلامه صفة من صفاته، وإفراده للاهتمام به، وكثرة الأقوال فيه، والنزاع وكثرة الكلام ولذا يقال: مسألة الكلام، مسألة الكلام؛ لأنها متعلقة بكلام الباري -جل وعلا-، ومتعلقة بما كثر من الكلام والقيل والقال، والعلم كله يسمى علم الكلام، علم الكلام؛ لأن هذه المسألة من أعظم ما يبحث فيه، ولأنه مبني على كلام، ولذا جاء ذم الكلام وأهله، ذم الكلام وأهله، وكلامه وغير ذلك. يقول -رحمه الله- تعالى: أول واجب على العبيد ... معرفة الإله بالتسديد "أول واجب على العبيد": أول ما يجب على المكلف أن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ولذا جاء في الحديث الصحيح: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)) معرفة الإله من خلال معرفة كلمة التوحيد لا إله إلا الله، هذا أول واجب على العبيد، وهذا كونه أول واجب متفق عليه، لكن ما الطريق إلى هذه المعرفة؟ عند أهل السنة النصوص، إضافة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالله -جل وعلا- خلق عباده حنفاء، فاجتالتهم الشياطين كما في حديث عياض بن حمار ((كل مولود يولد على الفطرة)) فالإنسان يعرف الله بفطرته، بفطرته وما جاء عنه من نصوص الكتاب والسنة، المعرفة إجمالية تحصل بالفطرة، وأن هناك خالق، والتفصيل في نصوص الكتاب والسنة.

المتكلمون يرون أن أول واجب على المكلف النظر، النظر، ينظر في إيش؟ في أدلة التوحيد، ويقصدون بذلك الأدلة العقلية، النظر في الأدلة العقلية، بعض أهل السنة يقرر التوحيد بأدلة عقلية، أدى إليها النظر، لكنهم ليست هي معتمدهم ولا المعول عليه عندهم، هم يعتمدون على ما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ويختلفون في ذلك عن أهل الكلام، يعني إذا وجد العقل موافقاً للنقل فلا مانع من الاستدلال به على أنه ليس بالدليل الأصلي، إنما يكون مساعداً للدليل الأصلي، فهذا الباب توقيف، توقيف، ليس باجتهاد، فإذا ثبت الأمر لله -جل وعلا- في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- لا مانع من أن نستدل بأدلة عقلية موافقة للأدلة النقلية، ولا نكون بذلك اعتمدنا على العقل؛ لأنا اعتمدنا على النص، وكوننا نذكر هذه الأدلة العقلية؛ لأن بعض الخصوم لا يسلم للأدلة الشرعية، فإذا لم يقتنع بالأدلة الشرعية ونظر في الأدلة العقلية، وهداه الله بسبب هذه الأدلة ما في ما يمنع من أن تذكر هذه الأدلة، كما يذكر أهل العلم ويحشدون الأدلة لبعض المسائل، ويستدلون على بعضها بالواقع وحقائق التاريخ، وأدلة كثيرة لا تثبت بمفردها، لا يثبت بها شيء بمفرده.

منهم من يقول: النظر، ومنهم من يقول: القصد إلى النظر، القصد إلى النظر، أول ما تبدأ القصد إلى النظر، ثم بعد ذلك تنظر، ومنهم من يقول: أول واجب على المكلف الشك، لا بد أن تشك، فإذا ملت إلى شيء يكون عن قناعة، لماذا؟ لأنه يريدك أن تعرف الدليل قبل المدلول، تعرف الدليل قبل المدلول، وكل على طريقته في الدليل هل هو عقلي أو نقلي؟ لكن أهل السنة ما يقولون بالشك، فبقي الدليل العقلي عند بعض المتكلمين الذين يوجبون الشك ثم بعد ذلك إذا نظرت لا يكون عن هوى، وإنما يكون صادراً عن دليل يعتمد عليه ويعول عليه عندهم؛ لأنك إذا جنحت وملت إلى شيء قبل النظر في دليله تكون تحكمت، وشيخ الإسلام يقرر أنه لا يمكن الميل إلى قول من الأقوال إلا بعد معرفة ما يرجحه، لكن أحياناً من كون الفارق بينهما بين الأمرين لا يكاد يذكر يقال: إنه ترجيح بالتحكم، كالبدء بأحد الرغيفين أو سلوك أحد الطريقين، طريق يؤدي وطريق يؤدي، أنت لك هدف في غرب الرياض، في غرب الرياض وأنت في شرقها الآن، تقول: أروح مع الدائري الشمالي، أو مع الدائري الجنوبي، إن رحت بدون نظر فأنت رجحت بغير مرجح، وكلاهما يؤدي والمسافة واحدة، لكن إن نظرت تقول: الدائري الشمالي في هذا الوقت أخف من الدائري الجنوبي، فأنت نظرت ثم بعد ذلك، أول معنى شككت ما تدري أيهما أفضل، ثم بعد أن نظرت رجحت فذهبت على بينة، أحياناً تركب السيارة ما تدري تلف يمين وإلا يسار، هذا تحكم، شيخ الإسلام يرجح، يتكلم عن الموضوع بمثل هذا، وأن الترجيح بين شيئين لا بد أن يكون له ما يستند عليه، حتى في الأمور التي يعد من الأمور العادية كسلوك أحد الطريقين والبداءة بأحد الرغيفين عندك رغيفين أخذت واحد وبدأت به، لماذا قدمته على الثاني؟ طالب:. . . . . . . . . هذا لكونه أقرب، لكونه أعلى، لكونه اليمين اللي على جهة اليمين، وكونه، هذه من المرجحات، نعم طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب: .... لا قد يكون واحد منهما أنضج من الثاني، وأنت في شك هل يكفيك واحد أو لا بد من الاثنين تبدأ بالناضج، هذا مرجح لاحتمال أنك قد لا تحتاج إلى الثاني، لكن. طالب:. . . . . . . . . هاه، إيش هو؟ طالب: ....

وأنت لماذا بدأت به؟ لا، هناك أناس عندهم نقص والتردد عندهم كثير في كل شيء، هؤلاء لا عبرة بهم، لا عبرة بهم، يلبس هذا الثوب أو ذا، ثم يطلع ويخرج وينزل ويرجع هذا، هذا بالنسبة لمثل هذا لا شك أنه نقص ومرض، لكن الإنسان السوي هل يأخذ هذا أو يأخذ هذا؟ هناك مرجحات تلقائية، هؤلاء حينما قالوا: لا بد أن يشك، ثم بعد ذلك ينظر؛ لئلا يرجحوا بغير مرجح، ليقف حائراً في أول الأمر ثم بعد ذلك يميل إلى هذا أو إلى هذا، وقصدهم من هذا أن يكون الدليل متبوعاً لا تابعاً؛ لأن بعض الناس حتى في المسائل العملية يصير ذهنه غائباً، يعني درس في الصغر كتاب بعينه، ثم بعد ذلك ترسخ في ذهنه هذه المسائل ويعمل بها، ثم بعد ذلك يسمع قول من يخالف، أو يميل إلى إمام من الأئمة، ثم يسعى جاهداً إلى أن يكون قوله هو الراجح في كل مسألة، فإذا تعسف في استعمال النصوص لخدمة مذهبه، هذا جعل الدليل تابعاً وإلا متبوعاً؟ جعله تابعاً لقول إمامه، لكن إذا مجرد يحفظ مسائل ثم إذا وجد الدليل يخالف هذه المسائل ضرب بهذه المسائل عرض الحائط وأخذ بالدليل، هذا جعل الدليل هو المتبوع، وجعل قول إمامه هو التابع، المقصود أن هؤلاء كل المتكلمون منهم من يرى أن أول واجب هو النظر، ومنهم من يرى أن أول واجب هو النظر، ومنهم من يرى القصد إلى النظر، ومنهم من يقول: الشك، وأهل السنة يرون أن أول واجب على المكلف هو شهادة أن لا إله إلا الله، شهادة أن لا إله إلا الله، وهي المصححة لجميع الأعمال، وقد تكون وقد يكون دليل ذلك الفطرة، يعني ميله إلى ذلك بالفطرة، وقد يحتاج إلى دليل إذا كان عنده شيء من اللوثة، أو شيء عنده مما أثر عليه، يحتاج إلى دليل، ويحتاج إلى نظر، ويحتاج إلى زيادة نظر، لكن ليس هو الأصل، الأصل أن الناس على الفطرة، مفطورون على التوحيد. طالب: .... أين؟ طالب:. . . . . . . . . النظر، تدخل في النظر مباشرة، هاه، والقصد إلى النظر هو ما في شيء إلا، هاه؟ طالب:. . . . . . . . . يعني تدخل فيه من غير قصد ولا نية، النظر مباشرة والقصد إلى النظر تقصد إليه، نعم. أول واجب على العبيد ... معرفة الإله بالتسديد

قال المصنف: بالنظر في الوجود والموجود، بالنظر في الوجود والموجود، ولا شك أن المصنف متأثر بما قرأه من كتب الكلام، بأقوال متكلمين، ولذلكم لما شرح المقدمة والفرق بين المذاهب السلف والخلف، قال: إن مذاهب السلف يشمل الطوائف الثلاث، يعني أهل السنة ثلاث فرق عنده، وقرر هذا والذين اختصروا كلامه قرروه، لكنه كلام مردود، يعني كيف ينفي ما أثبته الله لنفسه ويكون من أهل السنة؟ ينفي ما أثبتته السنة ونقول: من أهل السنة؟ ومن العجيب والطريف أن السنة كل يدعيها؛ لأنها وصف تشريف، كل يدعيها، إلا الرافضة، هم الذين لا يدعون السنة، ولا يمكن أن يقول، بل عيب، وذم، ذم شديد إذا وصف فلان بأنه سني. طيب قوله: بالتسديد يعني بالنظر في الوجود والموجود كأنه يقرر أن أول واجب على العبيد معرفة الله بالنظر، أو القصد إليه، على ما يقوله المتكلمون، لكن هذا القول قول محدث، محدث الذي عند أهل السنة والجماعة أنه معرفة الله -جل وعلا- بالفطرة التي تدعمها الأدلة، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [(19) سورة محمد]، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [(25) سورة الأنبياء]، فالمفروض على العباد، وأول واجب عليهم العلم بذلك، العلم بأنه لا إله إلا الله، وسواءً كان هذا في أوساط المسلمين أو كان من غير المسلمين ويريد الدخول في الإسلام، وحينئذ يكون ما يدل عليه قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)). بأنه واحد لا نظير ... له ولا شبه ولا وزير

"بأنه واحد لا نظير"، بأنه -جل وعلا- واحد في ربوبيته لا خالق معه ولا رازق، وأنه واحد في ألوهيته، لا شريك له فيما يتعبد به المسلم، وواحد في أسمائه وصفاته لا ند له، ولا مثيل -جل وعلا-، ولا وزير، يقول: لا نظير له ولا شبه ولا وزير، يعني لا وزير يعينه؛ لأن القصد من الوزير الذي يتخذه المخلوق من أجل أن يعينه على نوائبه، {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} [(29) سورة طه]، يعني يعينني على تبليغ ما حملت، {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} من شد الأزر، وهو الإعانة على النوائب، فالله -جل وعلا- لا نظير له ولا شبه ولا وزير؛ لأنه ليس بحاجة، ليس بحاجة إلى من يعينه، وقد يقول قائل: إن الله -جل وعلا- وكل الملائكة بالأعمال، وكل الملائكة بالأعمال، الحفظة الذين يكتبون الحسنات والسيئات، بعضهم موكل بالقطر، وبعضهم موكل بالوحي، وبعضهم موكل بالنار، وبعضهم موكل بالجنة وهكذا، اختص كل مجموعة بأعمال أنيطت بهم، هل هذا من هذا النوع؟ يعني حينما يتخذ السلطان أعوان، وزراء، ويكل إليهم أعمال الدولة، لا شك أنه فعل ذلك؛ لأنه محتاج إليهم، لا يمكن أن يقوم بالأمر بمفرده، لكن الله -جل وعلا- اتخذ هؤلاء مع أنه قادر على أن تسير هذه الأمور بدون غيره؛ لأنه لا يثقله ولا يكرثه شيء، كن فيكون، ويحاسب الخلائق كمحاسبة واحد، ويرزق الخلائق كما يرزق واحد، ويحيي الخلائق كما يحيي واحد، وينفخ في الصور فيموت الناس جميعاً، ينفخ في الصور يبعث الناس جميعاً، لا حاجة إلى ما يعين؛ لأنه -جل وعلا- قادر بدون من يعين، جاء في كلام المصنف بأنه واحد في شرحه قال: لا يتجزأ ولا ينقسم، ويقول غيره: أنه لا يتعدد ولا يتركب واحد، لا يتجزأ ولا ينقسم، هل نحن بحاجة إلى مثل هذا الكلام؟ لسنا بحاجة إلى مثل هذا الكلام، لسنا بحاجة إلى هذا الكلام، وإذا قالوا مثل هذا الكلام لزمت عليه لوازم، ولم يرد به نص من كتاب ولا سنة، ولا أثارة من علم، ولا قول صاحب، فلسنا بحاجة إلى ذكره.

"ولا شبه له ولا وزير"، بل هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، الغني الغنى المطلق الذي لا يحتاج إلى شيء، وكونه يستوي على العرش لا لأنه محتاج إليه، وكونه ينزل إلى السماء الدنيا، لا لأن السماء الثانية أظلته أو الأولى أو الدنيا أقلته؛ لأنه موجود قبل خلق السماوات والأرض، ولم يخلق السماوات والأرض من حاجة، وإنما هي لحكمة عظيمة، ما خلق الملائكة ولا خلق الخلق إلا من أجل الهدف الأعظم، الأعظم وهو تحقيق العبودية لله تعالى، وما عدى ذلك مخلوق من أجل تحقيق هذه العبودية، طيب الميزان الله -جل وعلا- ليس بحاجة إلى وزن الأعمال؛ لأنه يطلع على الدقائق والجلائل، يقول المعتزلة: إنما خلق الميزان ليعرف من ترجح حسناته على سيئاته أو العكس، وحينئذ لا يخلق إلا إذا احتيج إليه؛ لأن خلقه قبل ذلك عبث، خلق النار ليجازي بها، يعذب بها من عصاه، وخلق الجنة ليجازي بها من أطاعه، ولا يحتاج إلى ذلك إلا بعد البعث في القيامة، وعلى هذا ليست موجودة، وأهل السنة على خلاف ذلك؛ لأن له الحكمة البالغة والمشيئة النافذة {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [(23) سورة الأنبياء]. طالب:. . . . . . . . . هاه .... طالب:. . . . . . . . . هم يقولون: ليدخل على بينة، نظير ذلك شخص طلق امرأته طلاقاً مختلفاً فيه، والخلاف فيه طويل، الآن هو في شك، في حيرة، هل تحل لمن بعده أو لا تحل؟ وقلنا.

وقلنا: أن من طلق امرأته وهي حائض أفتي بأن الطلاق لا يقع، ثم سمع ممن تبرأ ذمته بتقليده، بل من يعظمه ويرى رجحانه. . . . . . . . . أن الطلاق واقع، وهؤلاء لهم أدلتهم، وهؤلاء لهم أدلتهم، هؤلاء معتبرون عنده، وهؤلاء معتبرون، وقع في شك وحيرة، ماذا يصنع؟ قال: لا بد أوقع طلاق مجزوم به، هم يبونك مثل هذا، تحتار في أول الأمر تشك، ثم توقع الشيء على يقين وبينة؛ لأنه إن اعتبرها طلقة حلت لمن بعده، بعد العدة، وإن لم يعتبرها لم تحل، وهو دائر بين هذين الأمرين، هل تحل أو لا تحل؟ إذن يجزم، مثل من مر بميزاب قال: هو نجس وإلا طاهر؟ إذن نجلس تحته علشان نصير على بينة، هو مثل هذا، مثل هذا كلامهم كله من هذا، لكن هل قول إبراهيم لما رأى الكوكب ثم رأى القمر، ثم رأى الشمس من هذا النوع. طالب:. . . . . . . . . لا، أقول: الاسم إذا كان مشتملاً على صفة يشتق منه، يعني الاسم يدل على الصفة، لكن الصفة لا تدل على الاسم. طالب: .... طيب، هنا مسألة على رأي المتكلمين لو قصد إلى النظر ودله النظر على خلاف الصواب، هل يعذر عندهم أو لا يعذر؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هو لن يعذر، إذن ما فائدة النظر؟ يعني ينسب للجاحظ والعنبري أن الاجتهاد يشمل حتى الأصول، وأنه إذا أداه اجتهاده إلى القول غير الصحيح بعد الاجتهاد أنه يؤجر على اجتهاده، ولكن ليس له إلا أجر واحد، لكن هذا قول باطل؛ لأنه يستلزم تصحيح المذاهب، والملل الكفرية، نعم. طالب:. . . . . . . . . هم يريدون أن تنظر في دلائل التوحيد. طالب:. . . . . . . . . طيب على كل حال هذا رأيهم فماذا عن عوام المسلمين؟ عوام المسلمين الذين ليست لديهم أهلية النظر، هاه؟ وهل يقبل التقليد في باب الاعتقاد أو لا يقبل؟ عند المتكلمين ما يقبل، ما يقبل، وعوام المسلمين ليس لهم إلا التقليد. طالب:. . . . . . . . . فين؟ طالب:. . . . . . . . . إيش فيهم؟ طالب:. . . . . . . . .

أما دقائق مسائل الاعتقاد فهذه لا شك أن تكليف العوام بها من باب تكليف بما لا يطاق، أو بالمحال بالنسبة لهم، وأما الأمور الإجمالية فلا يعذر فيها، مثل الأركان، مع أن بعض العامة الذين جهلهم مطبق قد يصدر منهم أشياء، أو يتلفظون بأمور لو تلفظ بها من يعرف لم. . . . . . . . . يقول -رحمه الله-: صفاته كذاته قديمة ... أسماءه ثابتة عظيمة لكنها في الحق توقيفية ... لنا بذا أدلة وفية يعني مثل ما يقرر أهل العلم أن الصفات سواءً كانت ذاتية، أو فعلية، أو خبرية قديمة، ولا شك أن الصفات الذاتية، والخبرية المتعلقة بذاته التي لا تنفك عنه قديمة بقدمه، يعني أزلية؛ لأنه هو الأول، الذي ليس قبله شيء، أما الصفات الفعلية فأنواعها قديمة، مثل الخلق والرزق، والكلام مثلاً، والاستواء، والنزول، هذه متنوعة، الكلام قديم النوع متجدد الآحاد، يعني تكلم في الأزل ويتكلم بما شاء متى شاء، متى شاء طيب، الرزق هو متصف به، الخلق هو متصف به، لكن آحاده خلق فلان، وإلا رزق فلان وإلا، لا شك أن الآحاد حادثة، الاستواء قديم وإلا حادث؟ نتصور استواء قبل خلق العرش؟ نعم. أو نزول قبل خلق السماوات؟ ما يتصور، هذه ربطت بأشياء وجدت معها، فلا يطلق القول بأنها قديمة أو ليست بقديمة، لا سيما على المعنى الذي يريدونه من قديمة، وإن كان النزاع في إثبات لفظ القديم ووصف الله -جل وعلا- بأنه قديم، والخلاف فيه ظاهر، والوارد فيه هو الأول، فصفات الباري -جل وعلا- بعضها ما هو بالنسبة لنا أبعاض، يعني ما نقول بالنسبة لله -جل وعلا- أبعاض، لكن ما هو بالنسبة لنا أبعاض، السمع والبصر واليد هذه قديمة، وأما بالنسبة للصفات الفعلية فإنها منها ما هو قديم النوع حادث الآحاد، ومنها ما هو حادث بحدوث ما علق به، كالاستواء لا يتصور استواء قبل خلق العرش، ولا يتصور نزول قبل خلق السماوات. فقوله: صفاته كذاته قديمة هذا يحتاج إلى شيء من التفصيل على الخلاف في إثبات القِدم.

مقتضى قولهم: قديمة، ومن ذلك صفة الكلام على ما سيأتي، الكلام قديم، كله قديم عندهم، ولذلك يقولون في الحديث في شرح حديث وهو ما أضيف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أطلق عليه حديث؛ لأنه في مقابلة القديم، يعني في مقابل القرآن، القرآن والسنة، في مقابلة القديم، ويريدون بذلك أن صفة الكلام صفة قديمة، بنوعها وآحادها، وأن الله -جل وعلا- تكلم في القدم في الأزل، ولا يتكلم بعد ذلك، كلامه واحد في كتبه الذي أنزلها على الرسل واحد، إن عبر عنه بالعربية صار قرآناً، وإن عبر عنه بالسريانية صار إنجيلاً، وإن عبر عنه بالعبرانية صار توراةً وهذه المسألة أشرنا إليها في درس العصر، في درس التوحيد، وقلنا: إن هذا الكلام باطل، باطل؛ لأن هل نقول: إن قوله -جل وعلا-: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [(1) سورة المجادلة]، نزل على موسى، ونزل على عيسى، ونزل على نوح، ونزل على داود، لكنه يترجم من لغة إلى لغة؟ هل يمكن أن يقال مثل هذا؟ لا يمكن أن يقال مثل هذا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما سمع منه ورقة بن نوفل أول ما نزل من القرآن اقرأ، وكان يترجم الكتاب بالعربية، يترجم الكتب القديمة بالعربية، التوراة والإنجيل يعرفها ويحفظها ويترجمها بالعربية ما قال هذا عنده صعب، هذا موجود عندي اقرأ باسم ربك الذي خلق، والخطاب لمن؟ الأمر لمن؟ هل يؤمر محمد -عليه الصلاة والسلام- بأن يقرأ فيما أنزل على عيسى أو موسى؟ هذا الكلام باطل، لا أصل له، ولا معتمد له، ولا حظ له من النظر، ولا حظ له من النظر. إن جبناه على العصر على كون داود -عليه السلام- يقرأ القرآن ريثما تجهز له الخيل، دل على أنه يسرع، يمكن يقرأ القرآن وثلاثين جزء ستمائة صفحة والخيل تجهز، إلا بهذا، ما يمكن ترتيل، استدلوا به على جواز، نقول: لا، ما هو بصحيح، هذا جاري على مذاهبهم في كون الكتب واحدة، ما أنزل على داود وما أنزل على محمد، إلا أن ذاك بلغته وهذا بلغته، وكل هذا ليتوصل إلى أن الله -جل وعلا- لا يتكلم، تكلم في الأزل وانتهى خلاص، هذا دليل، وهم لا يثبتون، هذا في الصفة التي يثبتونها، نعم. طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟

طالب:. . . . . . . . . لا، لا ما يلزم، ما يلزم، ما يلزم، يعني إذا قلت له: قم، معناه لا تقعد، وهذه المسألة يعني إذا كان الأمر ليس له إلا ضد واحد فكلامهم صحيح، وإن كان له أضداد فلا يستقيم الكلام، لا يستقيم الكلام إذا قد كان له أضداد، فإذا قلت له: لا تقعد، تمتثل الأمر بالقيام والاضطجاع، ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس)) يمتثل الأمر بالقيام أو بالاضطجاع كما يقول ابن حزم، لكن لا شك أن هذا النهي مغيا بغاية وهي: ((حتى يصلي ركعتين)) لا يحل له ذلك حتى يأتي بهذه الغاية. . . . . . . . . . ... أسماءه ثابتة عظيمة نعم ثابتة بالنص من الكتاب والسنة وبإجماع سلف هذه الأمة، وما يدعم ذلك من ما يحتاج إليه للمناظرة من العقل، لو قلنا: إن إثبات هذه الأمور بالعقل الموافق للنقل ما في إشكال، ما يقال إن هذا تأثر بأهل الكلام، لا، احنا أثبتنا بالنقل ولو لم نجد ما يدل على ذلك من العقل ما احتجنا إليه، لكن حشد الأدلة في مقابل الخصوم المتباينين في آرائهم وأفكارهم، هذا يقتنع بكذا، وهذا يقتنع بكذا لا مانع، بل قد يكون مطلوباً، وأحياناً عند مناظرة من لا يستدل، أو ما يتفق معك بالأصول يعني هل تستدل على رافضي بحديث في صحيح البخاري، أو على نصراني بآية من كتاب الله؟ ما تقدر تستدل؛ لأنه لا يوافقك في أصل ما استدللت به. "أسماءه ثابتة عظيمة"، عظيمة، لأنها تضاف إلى العظيم، تضاف إلى العظيم، فهي موصوفة بأنها عظيمة؛ لأنها حسنى، {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [(180) سورة الأعراف]. لكنها في الحق توقيفية ... . . . . . . . . . لا مجال للاجتهاد فيها، لا مجال للاجتهاد فيها، فما ورد في الكتاب والسنة مما يدل على الأسماء الحسنى فإننا نسمي الله به، وما لم يرد فإننا لا يجوز لنا أن نثبت اسماً ولو دل على معنىً صحيحاً، فهي توقيفية، معنى هذا أنها ليست قابلة للاجتهاد، نعم. طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . .

الأشاعرة يسمون الله بغير ما سمى به نفسه؛ لأنهم ألفوا في الأسماء الحسنى، ألفوا، في مؤلفات لهم في الأسماء الحسنى، وكلهم بالنسبة لإثبات الاسم ما يثبتونه إلا بدليل، لكن مع ذلك معنى الاسم عندهم قد يختلف عما عندنا، هاه. طالب:. . . . . . . . . والصانع وغيره؟ طالب:. . . . . . . . . واجب الوجود، له أسماء عندهم، لكنها يستدل بها، يستدل عليها بلازم ما ثبت في الكتاب والسنة من الأسماء. لكنها في الحق توقيفية ... لنا بذا أدلة وفية يعني أدلة لنا معاشر أهل السنة والجماعة أدلة وافية تفي بالغرض، تفي بالغرض، يعني نستدل بها على إثبات ما أثبته الله لنفسه مما اطلعنا عليه، مما أوقفنا عليه في الكتاب والسنة. له -جل وعلا- أسماء أخرى، لم نوقف عليها، لسنا مطالبين بمعرفتها، ولو كنا مطالبين لحصل بيانه، وإلا فلله -جل وعلا- أسماء لم نطلع عليها، مما استأثر الله بعلمه، مما استأثر الله بعلمه، أو علمه أحداً من خلقه، مما لم يصل إلينا، هذا لسنا مكلفين بمعرفته إلا ما جاءنا من نص ملزم من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (7)

شرح نظم عقيدة السفاريني (7) مبحث في صفاته سبحانه وتعالى الشيخ/ عبد الكريم الخضير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذا يقول: ما حكم قول الأم لبعض أبنائها إذا فعل أمراً خاطئاً يعني خطأ، إذا كان فيه مخالفة شرعية لا سيما إذا كان مكلفاً، قالت: الله يزعل منك، أو الله ما يدخلك الجنة، أو الله ما يحبك، بهدف التربية؟ ينبغي أن تكون الألفاظ مدروسة، الله يزعل منك يعني يغضب منك، يؤتى بالألفاظ الشرعية الواردة في النصوص، ويغضب من يفعل هذا الفعل إذا كان محرماً، لكن الغالب أن مثل هذا غير مكلف، فلا يؤاخذ بفعله من جهة الشرع، وإن كانت التربية وأطره على الحق، وتركه للمحرمات والمخالفات على ولي الأمر أن يأطره على هذا، لكن ما يقال له: الله يغضب منك وهو ما هو مكلف، ينبغي أن تدرس الألفاظ قبل إلقائها، أو الله ما يدخلك الجنة، هذا فيه جزم، الذي فعل المعصية إذا كان مكلفاً فهو تحت المشيئة ما لم تكن شركاً. قال: وهل أسماء الله الحسنى تسع وتسعون الموجودة في نهاية المصاحف القديمة كلها ثابتة؟ لا؛ لأنها معتمدة على رواية الترمذي التي فيها تفصيل بذكر التسعة والتسعين، وهذه الرواية لا يثبتها أهل العلم. يقول: لقد فهمت في الدرس الماضي أن صفات الله الفعلية كالكلام والنزول والخلق قديمة متجددة، فمثلاً صفة الكلام قديمة، ولكن كلامه سبحانه موسى وقع في زمان موسى -عليه السلام-، فهل على هذا من الممكن أن نقول: إن كلامه سبحانه لموسى حادث، وهل ممكن أن نقول وبالتالي أن القرآن وكلام الله ممكن أن يكون سبحانه قاله في وقت معين حادث وليس قديماً؟ مثل الكلام صفة الكلام يقرر أهل العلم أنها قديمة النوع، فالله -جل وعلا- تكلم في القدم، في الأزل، ويتكلم، في المناسبات التي ينزل على إثرها كلام الله -جل وعلا-، سواءً كان على نبينا -عليه الصلاة والسلام- أو على من قبله، الكتب السابقة نزلت جملة، وكتابنا نزل منجماً في ثلاث وعشرين سنة، حسب ما تقتضيه الحوادث فهو ينزل تبعاً لذلك، هذا بالنسبة، فهو قديم النوع متجدد الآحاد.

النزول إلى السماء الدنيا أما بالنسبة للقدم الأزلي قبل خلق السماوات والأرض، هذا لا يتصور نزول إلى السماء الدنيا وهي لم تخلق. هاه، كيف؟ طالب:. . . . . . . . . تبي تأتي القدرة وما تتعلق به، هذا الكلام على النزول، نعم، الخلق، نعم، قبل أن يوجد المخلوق لا يقال إن الله -جل وعلا- قادر على كل شيء، يخلق ما يشاء متى شاء، هذا لا ينكره أحد، لكن القدرة تعلقها بالمخلوق، يعني الاتصاف بالصفة موجود، لكن أثر هذه الصفة ووجود المخلوقات لا شك أنه حادث ومازال يحدث كن فيكون. يقول: يمكن أن يكون سبحانه قوله، يقول: قال: وفي وقت معين حادث؟ نعم آحاده متجددة وحادثه، وأما نوعه فقديم يعني الكلام، والقول بإطلاق القدم هذا قول من يقول: إن الله -جل وعلا- تكلم في الأزل، ولا يتكلم بعد ذلك، وهم الذين يجعلون كلام الله واحداً، وإنما تختلف فيه اللغات. يقول: هذا اقتراح ألا ترون أن الأفضل أن تكون مدة الدورة متناسبة مع حجم المتن، بحيث يمكن بإذن الله ختم المتن في الدورة، وهذا بدوره يعطي دافعاً قوياً معنوياً لطالب العلم، حيث أنه يكون قد انتهى من أحد المتون العلمية؟ هو بالإمكان أن تكون الدورة شهر، هذا ما فيه إشكال، يعني الدورة إذا انتهت من الرياض تبدأ في بلد ثاني، يعني ما بتنتهي إلى لا شيء، وبإمكاننا أن نجعل دورة الرياض شهراً، لكن الملل، الطلاب لا شك أنهم يملون، والنقص يبدو ظاهر في الأيام الأخيرة، وأما كون الدورة تربط بإنهاء المتون فما أدري لعل، هل المقصود الكم، وأن هذه الكتب تنتهي على أي وجه، هذا شيء ومطلب أيضاً لبعض الإخوان، أنه تقسم الأبيات على الأيام، وفي كل يوم نشرح قدر معين، وإذا قلنا مائتين وعشرة أبيات السفارينية وقسمناها على إحدى عشر يوماً أو عشرة أيام يعني في كل يوم عشرين بيت، يعني ممكن هذا، ليست بالصعبة، لكن مع ذلك، ما أدري، أنا طريقتي تختلف، يعني معنا حزم يجعلنا إذا قررنا شيئاً أنجزناه؛ لأنه تعرض لنا عوارض ويعترضنا أمور يحتاج إلى الاستفهام عنها ونحتاج إلى تثبيتها، ونحتاج إلى تكرارها، فأحياناً نشرح ثلاثة أبيات، وأحياناً نشرح أربعة، وأحياناً بيتين، وأحياناً سبعة، على حسب ما يتيسر.

هل يجوز أن أسافر بزوجتي وأمها وأختها، أم لا بد من محرم لأخت زوجتي؟ لا بد من محرم. وهل من يسافر بأسرته ومن معهم الخادمة يأثم؟ الأصل أنه يأثم إذا كانت بدون محرم، لكن بعض أهل العلم يقول: إذا لم يكن لها في البلد أحد تأوي إليه، فإن تضييعها الآثار المترتبة عليه اشد من السفر مع الأسرة بدون محرم، وعلى كل حال أصل الاستقدام بدون محرم لا يجوز. يقول: ما القول الراجح في صيام يوم الخميس؟ صيام يوم الخميس سنة؛ لأنه يوم ترفع فيه الأعمال، وجاء الحث عليه، لكن ليس بالقوة بمثابة يوم الاثنين، لكن الخميس جاء ما يدل على استحباب صيامه. وفي سؤال طرح العصر وما قرئ وأكد صاحبه أنه يجاب عليه. يقول: بعض الناس يفاضل بين شيخ الإسلام ابن تيمية والأئمة الأربعة؟ يفاضل بينهم أيهما أفضل؟ منهم من يقول: شيخ الإسلام، ومنهم من يقول: الأئمة الأربعة، على كل حال هذا السؤال سئل عنه الشيخ محمد رشيد رضا، هل شيخ الإسلام ابن تيمية أفضل أم الأئمة الأربعة هاه؟ نعم أجاب بما مراده، أو مفاده، أو ملخصه أن شيخ الإسلام إنما تخرج على كتب الأئمة الأربعة وكتب أتباعهم، فلهم الفضل عليه من هذه الحيثية، وباعتباره -رحمه الله- أحاط بكتبهم وكتب أتباعهم امتاز عليهم من هذه الجهة، يعني بالشمول، وعلى كل حال هو إمام، وهم أئمة وأئمة هدى، ولهم أجور من تبعهم ممن دلوه على الهدى، وشيخ الإسلام لا شك أن الله أحيا به سنناً، لا سيما عقيدة السلف الصالحة الصافية التي كان عليها الصحابة والتابعين بعد أن طبقت مذاهب المبتدعة الأرض، بحيث لا يكاد يذكر إلا النادر القليل ممن يعتقد مذهب السلف الصالح، الأشعرية عمت الآفاق كذلك الاعتزال، وغيرها والرفض وغيرها من المذاهب، فجاء -رحمه الله- وبين للناس الحق، وكشف وقد تكون الاستجابة في زمنه ليست على المستوى الذي أمله -رحمه الله-، قد تكون أقل، ثم بعد ذلك حوربت كتبه، وأوذي أتباعه، ثم لما قيض الله لهذه الأمة هذه الدولة التي تبنت منهج السلف الصالح نصرت كتب شيخ الإسلام، وأقوال شيخ الإسلام، فانتشرت أقواله ورجع الناس إلى السنة ولله الحمد والمنة. طالب:. . . . . . . . . بيجي -إن شاء الله-.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-: في الباب الأول: في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، ويريد بذلك الأشاعرة، وأسماءه تعالى كلامه وغير ذلك. هذه الصفات التي يثبتها المتكلمون وهي السبع ذكرها الناظم -رحمه الله- تعالى بقوله: له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم واقتدر "له" يعني يثبت له هذه الصفات التي أولها الحياة، ودليل إثباتها النص، السمع، {اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [(2) سورة آل عمران]، "الحي": حياة كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه، "له الحياة" ويثبتها المبتدعة بالعقل، من أثبتها منهم أثبتها بالعقل كما أنه أثبتها أيضاً بالدليل القطعي وهو القرآن، وجاء اسمه الحي الذي منه صفة الحياة، مقروناً بالقيوم، في ثلاثة مواضع، في آية الكرسي، وفي مطلع آل عمران، {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [(111) سورة طه]، وفي سورة طه، ثلاثة مواضع، وبعضهم يرى أن هذا الاسم المقرون بالقيوم الحي القيوم هو الاسم الأعظم، وقال: إنه في ثلاثة آيات من القرآن. على كل حال حياة الله -جل وعلا- صفة أزلية ثابتة بالكتاب والسنة، وإجماع سلف هذه الأمة كما أنها مما يدل لها العقل، مما يدل لها العقل، إذ كيف يتصرف في المخلوقات ويخلق ويرزق ويدبر ويحيي ويميت، وهو غير حي؟ فإثباتها بالنقل بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها إضافة إلى دلالة العقل.

"له الحياة والكلام"، والكلام فالله -سبحانه وتعالى- تكلم في الأزل، ويتكلم متى شاء بحرف وصوت، يسمع، فقد نادى القريب، وناجى، نادى البعيد وناجى القريب على ما يليق بجلاله وعظمته، لا نقول أنه مثل نداء المخلوق يا فلان، {قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ} [(110) سورة المائدة]، أو نقول: إنه يناجي القريب على الصفة التي نعهدها عند المخلوق أبداً، إنما تثبت له الصفة على ما يليق بجلاله وعظمته، والكلام وإن كان قديم النوع، لكنه متجدد الآحاد فهو يتكلم، تكلم في الأزل، ويتكلم متى شاء إذا شاء، ولا نتعرض لهذه الصفة ببيان الكيفية ولا نقول: إنه يلزم من الكلام كذا، يلزم أن يكون هناك شفتان، ولسان وأضراس، تعالى الله، ما نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نتعدى القرآن والحديث. كلام الله منه ما نزل على الأنبياء ودون في الصحف وفي الألواح، ونقل عن جبريل عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ما يتعلق بنا في المصحف الموجود بين الدفتين كله كلام الله، تكلم به، أوحاه، أو تكلم به إلى جبريل، وجبريل نزل به إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، منجماً في ثلاث وعشرين سنة حسب ما تقتضيه الأحوال، وكونه نزل كاملاً إلى السماء الدنيا كما أثر عن ابن عباس، ثم صار ينزل حسب الأحداث والوقائع من أهل العلم من يقول: إن هذا منكر. هاه منكر، لماذا؟ لأنه يدل على أنه تكلم به مرة واحدة، وهو موقوف على ابن عباس، ومنهم من يثبته ويقول: لا مانع أن يكون الله -جل وعلا- تكلم به، كما يقدر الأشياء قبل وقوعها، ثم بعد ذلك تقع حسب ما تقتضيه الأحوال. هاه؟ طالب:. . . . . . . . . يأتي.

كونه في لوح محفوظ، في لوح محفوظ في هذه ظرفية واللوح ظرف له، فهل كتب كاملاً في اللوح المحفوظ أو كتب ذكره، ذكره كما كان في زبر الأولين، لا يمكن أن يكون كتب بحروفه في زبر الأولين، وإنما ذكر، كتب ذكره وبيان شرفه، وشرف الداعي إليه وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-، منهم من يقول هذا، وأن اللوح المحفوظ ليس فيه من القرآن إلا الذكر، والإشادة به، ومنهم من يقول: ما يمنع أن يكون كتب كاملاً في اللوح المحفوظ، وينزل به جبريل حسب ما تقتضيه الأحوال، فمثلاً يكون الله -جل وعلا- كتب سورة المجادلة كما أنه كتب القرآن دفعة واحدة، وأنزله إلى السماء الدنيا أو البيت المعمور، هاه؟ طالب:. . . . . . . . . في حديث ابن عباس، خبر ابن عباس، نعم؟ طالب:. . . . . . . . . نعم، ها. إلى البيت المعمور، دفعة واحدة وجبريل ينزل منه بما تقتضيه الحال، ولا يمنع أن يكون مكتوباً في اللوح المحفوظ، ومنزلاً إلى البيت المعمور ويلقيه الله -جل وعلا- على جبريل، يلقي منه ما تقتضيه الحاجة، واختيار شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه مكتوب بحروفه في اللوح المحفوظ، لا أن ذكره في اللوح، وأما بقيته فلم تصدر من الله -جل وعلا- إلا بعد ذلك حسب الوقائع. هاه. طالب:. . . . . . . . . إيش فيه؟ طالب: ....

هو تلفظ حال النزول، تلفظ حال النزول، يلقيه الله -جل وعلا-، يتكلم به الرب -جل وعلا- بصوت يسمعه جبريل، هذه الحادثة سبب لنزول قوله تعالى، فلما حصلت هذه الحادثة أوحى الله إلى جبريل، تكلم به الرب -جل وعلا-، وسمعه جبريل منه بدون واسطة بصوت يسمع، فنزل به القوي الأمين إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذه القرآن الذي نزل به جبريل مرة يضاف إلى الله؛ لأنه كلامه، وهو الذي قاله ابتداءً، ومرة يضاف إلى جبريل؛ لأنه هو الذي نزل به من عند الله، ومرة يضاف إلى محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(40) سورة الحاقة]، وكونه يضاف إلى أكثر من واحد وهو كلام واحد يدل على أن الإضافة هذه ليست إضافة ابتداء، إذ لو كانت إضافة ابتداء لأضافه إلى محمد أو إلى جبريل فقط، لكن لما أضافه إليهما دل على أنهما وسائط ومبلغين عن الله -جل وعلا-، فجبريل واسطة بين الرب -جل وعلا- ومحمد، ومحمد واسطة بين جبريل وأمته، قد يقول قائل: كيف تمنعون الواسطة وتثبتونها، الله -جل وعلا- ليس بينه وبين خلقه واسطة، نقول: نعم تثبت الواسطة فيما عند، ما ينزل من الله -جل وعلا- إلينا، وتنفى الواسطة فيما يرفع إلى الله -جل وعلا- منا، فلا واسطة بيننا وبين الله في أعمالنا، نعبد الله مباشرة، ندعو الله مباشرة، نتقرب إلى الله -جل وعلا- بدون واسطة، وأما بالنسبة لما ينزل منه، فلا بد من واسطة. له الحياة والكلام والبصر ... . . . . . . . . . له بصر يبصر به جميع المبصرات، له عينان على ما يليق بجلاله وعظمته، وعظمته، مع اعتقاد التنزيه، وعدم مماثلة المخلوقين، فإثباتها ينفي التعطيل، والتنزيه ينفي التمثيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(11) سورة الشورى]، والسميع البصير هذا البصر تدرك به المبصرات، والله -جل وعلا- لا يحول شيء دون بصره، يعني إذا كان المخلوق يبصر بعينين لكن هذا البصر قاصر مسافته محدودة، ويحول دون المبصر ما يحول من الأجسام الكثيفة، بينما الله -جل وعلا- لا يحول دون بصره شيء، وله -سبحانه وتعالى- سمع وإرادة. له الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة، وعلم واقتدر

له أيضاً سمع وهو السميع، يسمع، يسمع السر وأخفى، يسمع دبيب النمل، سبحان من سمع من وسع سمعه الأصوات، تقول عائشة -رضي الله عنها-، قد كانت في الحجرة والمجادلة تشتكي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فلم تسمع، ثم نزل القرآن من السماء. "سمع إرادة"، له إرادة حقيقية، ثابتة له بالنص والإجماع، {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [(16) سورة البروج]، والإرادة نوعان: إرادة كونية، وإرادة شرعية، فالكونية هي التي ترادف المشيئة، والدينية الشرعية هي التي ترادف المحبة، ترادف المحبة، فالله -جل وعلا- يريد من الخلق أن يعبدوه، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(56) سورة الذاريات]، هذه إرادة شرعية، ويحب أن يعبد لكن هل يلزم من هذه الإرادة الوقوع أو لا يلزم؟ لا يلزم؛ لأن هناك إرادة كونية، لأن هناك إرادة كونية، فاستجابة المدعو يجتمع فيها الإرادتان، مثلاً: إيمان أبي بكر أو عمر إيمان من آمن بالنبي -عليه الصلاة والسلام- اجتمعت فيه الإرادتان، وطلب الإيمان ممن لم يؤمن كأبي جهل وأبي لهب، فيه الإرادة الكونية لا الشرعية، فيه الإرادة الكونية التي ترادف المشيئة، فما شاء كان من جميع الحوادث، وما لم يشأ لم يكن، أما ما يحبه الله -جل وعلا- مما يطلق عليه الإرادة الشرعية فلا يلزم من إرادته شرعاً أن يحصل، ولو كان الأمر كذلك لآمن الناس كلهم؛ لأنه يحب أن يعبد، يحب أن يؤمنوا به، فالإرادة ثابتة لله -جل وعلا- بالنص والإجماع.

وهي نوعان: إرادة كونية، وهي التي ترادف المشيئة، ولا بد من تحقق ما أريد بها، لا بد من التحقق، لكن الإرادة الشرعية الدينية قد يحصل المراد وقد لا يحصل، كما ذكرنا من أن الله -جل وعلا- أراد من العباد من الجن والإنس أن يعبدوه، فمنهم من استجاب ومنهم من لم يستجب، فالذي استجاب اجتمعت فيه الإرادتان، والذي لم يستجب تحققت فيه الإرادة الكونية، وتخلفت الإرادة الشرعية لكن هل هناك شيء، بالعكس تحقق إرادة شرعية دون إرادة كونية؟ يتصور وإلا ما يتصور؟ ما يتصور، يعني بعض المبتدعة يقولون: كيف يريد شيئاً ولا يقع في ملكه؟ كيف يريد شيئاً ولا يتحقق؟ والملك إذا طلب من رعيته شيئاً ولم يحققوا مطلوبه صار هذا نقص في ملكه، والله -جل وعلا- يطلب من الجن والإنس أن يعبدوه، ويخالف أكثر الناس فهل يلزم من ذلك نقص في الملك؟ ما يلزم، لا يلزم، نعم، نعم طيب ما الحكمة في كونه يطلب شرعاً، ولا يريد ذلك كوناً وقدراً، ولا يشاءه، الحكمة الإلهية من افتراق الخلق إلى شقي وسعيد، لا شك أنها حكمة بالغة؛ ليختبر الناس ويجازون على أعمالهم، ولذلك خلقت الجنة والنار، إيه لو شاء الله -جل وعلا- شرعاً وأحب أن يؤمن الناس كلهم آمنوا ولتعطلت كما يقول ابن القيم: دار الجزاء الثاني، يعني النار، تتعطل، والإرادة الكونية على ما حصل وما وقع لا شك أنها حكم ومصالح عظيمة، فالله يريد من فلان أن يؤمن، يحب من فلان أن يؤمن، ويريد كوناً أنه لا يؤمن، هل هذا تناقض بين الإرادتين؟ لا، يعني متى يكون تناقض؟ لو جبر الناس أمرهم بالإيمان، وألزمهم وجبرهم على الكفر، هل يقال كيف يأمرهم ويجبرهم؟ لكنه ترك لهم حرية اختيار، وللمخلوق مشيئة وإرادة لكنها تابعة لإرادة الله -سبحانه وتعالى-، فالشخص الذي يؤمر بالصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح، ثم يجلس في بيته إلى أن تصلى وينتهون الناس من الصلاة، هل هذا مجبور على البقاء في بيته؟ لا يستطيع القيام؟ في أحد يمنعه؟ نعم أراد الله -جل وعلا- كوناً أنه لا يستجيب وأنه لا يصلي، لكنه أراد شرعاً أن يستجيب وركب فيه من الحرية والإرادة والقدرة ما يجعله يستطيع أن يصلي، وبطوعه واختياره ومن غير إجبار ترك الصلاة.

"إرادة وعلم، وعلم واقتدر"، وعلم {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [(29) سورة البقرة]، {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [(29) سورة البقرة]، وله أيضاً قدرة على فعل ما يشاء، {وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(284) سورة البقرة]، فلا يعجزه شيء، وإذا أراد للشيء أن يكون قال له: كن فيكون، هذه الصفات لها متعلقات فالقدرة تعلقت بالممكن، ومثلها الإرادة. قدرته تعلقت بممكن ... كذا إرادة فعِ واستبن "تعلقت بممكن"، هل القدرة تتعلق بمستحيل؟ لأنه لأن وجود إله ثاني مستحيل فهل يمكن أن يقال: إن الله قادر على أن يخلق مثله؟ لماذا؟ لأنه مستحيل، والمستحيل عند أهل العلم ليس بشيء، {وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(284) سورة البقرة]، هذا ليس بشيء، يعني أورد بعض المبتدعة قوله في مجال القدرة هل الله -جل وعلا- قادر على أن يخلق صخرة لا يستطيع تفتيتها؟ نقول: هذا جمع بين النقيضين، جمع بين النقيضين، كونه يقدر على خلق هذه الصخرة يناقضه ويعارضه عدم القدرة على تفتيتها، فهو قادر غير قادر، هذا محال، والقدرة لا تتعلق بمستحيل، وتجدون في التفاسير {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(20) سورة البقرة]، يقول بعضهم: يدخل المشيئة، إن الله على ما يشاء قدير، على ما يشاء قدير، والتعليق بالمشيئة مخالف لإطلاق الآية، {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، مخالف على سبيل المثال من المختصرات تفسير الجلالين إن الله على كل شيء يشاءه قدير، نعم وهذا القيد صحيح وإلا غير صحيح؟ طالب:. . . . . . . . .

معناه الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، الأمر الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، فمعنى هذا أنه ترك ما ترك عجز، تعالى الله عما يقولون، والإطلاق إن الله على كل شيء قدير، جاء التقييد بالمشيئة؛ ليخرج بذلك عن الإشكال في إيراد المستحيلات؛ لأنه لا يشاءه، فإذا قيل: إن الله على كل شيء قدير، دخل فيه ما يستحيل عليه -سبحانه وتعالى-، لكن إذا قلنا، وهو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن المستحيل ليس بشيء، يعني هل يمكن أن يقال: هذا موجود معدوم؟ هذا لا يمكن، وإذا لم يمكن انتفى تصوره، هذا بالنسبة للنقيضين، طيب إذا قيل: عندنا ليل، وعندنا نهار، عندنا ليل، وعندنا نهار، هل القدرة متعلقة بإحداث قسيم ثالث؟ ممكن؛ لأن هذا ليس بمستحيل. يقول: "قدرته تعلقت بممكن"، يعني أنها لا تتعلق بالواجب، ولا تتعلق بالمستحيل، لا تتعلق بالواجب، بواجب الوجود، الذي هو الله -جل وعلا-، ولا تتعلق بمستحيل الوقوع، فالله -جل علا- على كل شيء قدير، وكل متعلق بكل شيء، أما الذي ليس بشيء لا تتعلق به القدرة؛ لأنه مما يستحيل وقوعه. قدرته تعلقت بممكن ... كذا إرادة فعِ واستبن كذلك الإرادة تتعلق بالممكن، تعلقت بالممكن. هاه؟ طالب:. . . . . . . . . تبارك، يقولون: هذا خاص بالله -جل وعلا- بهذه الصيغة، وإلا لفظ مبارك وبركة ممكن، هو الأصل أنه بهذه الصيغة خاص بالله -جل وعلا-، ولا يجوز إطلاق غيره عليه، إطلاقه على غيره. طالب:. . . . . . . . . تبارك فعل مضارع، فعل ماض، تبارك فعل ماض. طالب:. . . . . . . . . لا. قد يأتي بصيغة الأمر تبارك علينا، تبارك علينا، يأمر من يريد أن يكرمه بأن تحصل البركة بحضوره، ولا شك أن البركة خاصة بمن جعل الله تعالى فيه البركة، ليست في كل أحد، قد يكون عمله مبارك، وجهوده مباركة، لكن شخصه وذاته خاص، البركة خاصة بمن جعل الله فيه البركة وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-.

جاء في كلام بعض العلماء ممن يحسب على التحقيق قوله: إن الله على ما يشاء قدير، إن الله على ما يشاء قدير، ومفهوم إدخال هذا القيد أن الذي لا يشاءه الله ولا يريده لا يقدر عليه، وهذا كلام ليس بصحيح، وإن قاله الطبري في بعض المواضع وهو من أهل السنة، وأما بالنسبة لغيره فلا يسلم مثل الجلالين قالوا: إن الله على ما يشاء قدير في الموضع الأول، التعليق بالمشيئة مفهومه يلزم عليه أن الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، وجاء في حديث صحيح مسلم في آخر من يخرج من النار إذا تمنى قال -جل وعلا-: ((فإني على ما أشاء قادر، فإني على ما أشاء قادر)). وجاء أيضاً {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} [(49) سورة الشورى]، تكميل {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ} [(50) سورة الشورى]. طالب:. . . . . . . . . لا، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} [(29) سورة الشورى]، هذا المطلوب، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} والمراد بإذا متى، متى شاء يقدر على جمعهم، هذه لا أشكال فيها، لكن فإني على ما أشاء قادر، فإما أن يقال: إن مفهومه، إن مفهومه ملغى؛ لأنه معارض، ومنطوقه صحيح، إذا كان يقدر على ما شاءه ويقدر على ما لم يشأ، فالقدرة متعلقة بما يشاء وما لا يشاء، لا يعجزه شيء، قد يقول قائل: إن الذي لا يشاءه الله -جل وعلا- ليس بشيء، نعم فيكون مما لا تتعلق به القدرة، "قدرته تعلقت بممكن"، هل نقول: إن الذي لا يشاءه مستحيل، هل يكون مستحيلاً؟ لا، ليس بمستحيل، الذي لا يشاءه استحالته؛ لأن الله -جل وعلا- لم يشاءه، وإلا فهو في الأصل ممكن، الله -جل وعلا- لم يشأ أن يؤمن أبو جهل، لكن هل هذا لعدم قدرته؟ لا، ليس بصحيح، وإنما لحكمة بالغة، خلقه وسواه وهداه النجدين، وترك له من الحرية والاختيار ما يختار أحد الطريقين، فاختار سبيل الضلال بطوعه واختياره، لا مكره له على ذلك، فالحكمة الإلهية اقتضت أن يموت على الكفر، وهكذا جميع أضرابه ونظرائه ممن مات على الكفر. قدرته تعلقت بممكن ... كذا إرادة فعِ واستبن

منهم من يقول بالنسبة للحديث: فإني على ما أشاء قادر، هذا يمكن أن يقال فيما وجد بالفعل؛ لأن المشيئة ارتباطها بالمستقبل، يعني إذا كان الفعل حاصلاً فتعليقه بالمشيئة لا أثر له؛ لأنه لا يمكن أن يفهم منه أنه لا يقدر عليه لوقوعه، فانتفى المحظور، وهنا واقن؛ لأن الله أعطاه ما تمنى، هذا قول بعضهم، وعلى كل حال الحديث صحيح، ولا مفهوم له، يعني لا يفهم منه أن الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، فإما أن يقال: إن المفهوم ملغى، أو أنه في مثل هذا الموضع وقد وقع وانتهى، المحظور منتفي، واضح؟ طالب:. . . . . . . . . هو النصوص فيها الإطلاق، {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(20) سورة البقرة]، كل شيء، وهل هذا مخصوص أو أريد به الخصوص؟ هو باق على عمومه. نعم. طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب:. . . . . . . . . لا، بس يلزم عليه، يلزم عليه أنه لا يقدر على ما لا يشاءه، وما ترك ما ترك إلا عجز، ترك مشيئة أو خلق أشياء المفهوم ما هو، لا يستقيم، فإما أن يلغى المفهوم، وكم من مفهوم ملغى لوجود منطوق معارض؟ كم من المفاهيم ملغاة لوجود ما يعارضها من المنطوقات؟ أو يقال: إن القيد في الحديث قيد لأمر حاصل، وحينئذ المحظور من هذا المفهوم منتفي. . . . . . . . . . تعلقت بممكن ... إرادة فعِ واستبن عِ: فعل أمر من الوعي، هاه. طالب:. . . . . . . . . ويش هي؟ كذا إرادة يعني تعلق بممكن. طالب:. . . . . . . . .

عِ: فعل أمر، والأصل أنه بدون ياء؛ لأن هناك أفعال جاءت على حرف واحد، قِ من الوقاية، حرف واحد، فعِ واستبن، من وعاه يعيه إذا حفظه وجمعه {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [(12) سورة الحاقة]، منهم من يقول: إن أسلوب، الأسلوب الذي يطلق على الوعظ والإرشاد والتوجيه يسمونه توعية، يسمونه توعية، وهو بهذا التعبير لا يوجد في كلام السلف، إنما هو حادث، تسمية حادثة، واشتقاقها ما فيه إشكال، إذا قيل: عِ من الوعي وتعيها، لكن كل ما كان الإنسان في تعبيراته ألزم لاصطلاحات سلف هذه الأمة كان أقرب إلى الصواب، يعني تجد على كرسي مدرس مكتوب التوعية الإسلامية، التوعية الإسلامية وفيها دروس، وفيها علم، يعني ما هي من الأساليب المطروقة عند سلف هذه الأمة، عرفت حادثاً، تطلق يعني على التعليم وعلى التوجيه وعلى الإرشاد وكذا. أقول: كل ما كان الاستعمال والاصطلاح موافق لاستعمال السلف واصطلاحهم، كان أدق وأبعد عن دخول غير المراد به، وعلى كل حال الخطب سهل. "فع واستبن"، السين والتاء للطلب أي أطلب البيان من مظانه، يعني ابحث في هذه المسألة، بما تتعلق القدرة والإرادة؟ وأعطاك إشارة مختصرة، لكن إذا أردت التوسع فعِ واستبن، اجمع من الكتب واستبن اطلب البيان من أهل العلم سواءً كانوا أمواتاً أو أحياء. والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقا "والعلم والكلام قد تعلقا"، علم الله -جل وعلا- تعلق بكل شيء، بالواجب، والممكن، والمستحيل، والجائز، يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون؟ الله -جل وعلا- يقول عن أهل النار: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ} [(28) سورة الأنعام]، هذا ما كان ولا يكون، لا في الحال ولا في الاستقبال، عودهم وإلا ردهم لا يمكن أن يقع، ومع ذلك أخبر الله عن هذا الأمر الذي لن يقع أنهم لو ردوا لعادوا، مما يدل على أنه يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟. "والعلم والكلام قد تعلقا"، فالله بكل شيء عليم، بكل شيء عليم فيتعلق بالواجب وبالممكن قالوا: وبالمستحيل، كيف يعلم المستحيل؟ يعلم المستحيل لغيره {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ}، المستحيل لذاته. هاه. طالب:. . . . . . . . .

هم قالوا: حتى المستحيل يعلمه، هو يعلم الاستحالة، وأنه لو قدر وجوده هذا المستحيل وأمكن وجوده أنه يعلمه. والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقا العلم ما فيه إشكال، متعلق بكل شيء، لكن الكلام؟ الكلام كالإرادة، هل يريد كل شيء؟ وهل يتكلم بكل شيء؟ لا يتكلم إلا بما شاء، وقوله: "والعلم والكلام قد تعلقا" العلم متعلق بكل شيء، يعلم ما في السر وأخفى لكن الكلام هل يتكلم بكل شيء؟ طالب:. . . . . . . . . لكن واقع الكلام هل هو بكل شيء، يعني ما فرطنا في الكتاب من شيء هل معناه أنه تكلم بكل شيء؟ يقول -جل وعلا-: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [(38) سورة الأنعام]، لكن هل من لازم عدم التفريط أن يكون تكلم بكل شيء أو تكلم بشيء، ثم بعد ذلك بقية الأشياء من الأشباه والنظائر تقاس عليه؟ تقاس عليه، فالله -جل وعلا- لم يتكلم بكل شيء، نعم. طالب:. . . . . . . . . لتعلقه بكن؟ طالب:. . . . . . . . . إيه لكن هل قال لكل شيء: كن؟ أنت لا تنظر إلى الموجودات؛ لأن مقتضى قوله بكل شيء، أن العلم هذا ما فيه إشكال يتعلق بكل شيء، علم الله -جل وعلا- محيط بكل شيء، لكن الكلام هل تكلم بكل شيء؟ يعني مثلاً ما يستنبط منه الوجوب من القرآن، وجوب شيء لعلة، شارك هذا الشيء أشياء كثيرة بعللها، ونقول: هذا واجب للاشتراك مع الواجب في العلة، ويكون الدليل حينئذ القياس، هل نقول إن الله تكلم بهذه الأشياء التي قسناها على ما تكلم به الرب -جل وعلا-؟ لا، ولذا يقولون: الإرادة والكلام لا عموم لهما فإن الله سبحانه لا يتكلم بكل شيء، ولا يريد إلا ما سبق علمه به، لا يريد كل شيء بخلاف العلم والقدرة، فإنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير. "يا خليليي" يعني يا صديقي. "مطلقاً" طالب:. . . . . . . . . قدرته، لا، لا القدرة غير، لا لا، القدرة غير ال. . . . . . . . . طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . لا، تصير تبع القدرة، صفة القدرة، لا، هو يتكلم عن صفة الكلام، يعني هل كل شيء مرتبط بكلام الله؟ طالب: .... تكلم بأنواع منها وإلا بجميعها؟ طالب:. . . . . . . . .

إيه، لكن هذه الثلاثة لها أفراد كثيرة ما يخرج عنها شيء مما وجد، ويوجد مستقبلاً، هل أنت تريد أن تكلم في أجناس هذه الأنواع أو في أفراد هذه الأنواع؟ الأجناس ما فيها إشكال، لكن مقتضى الإطلاق بكل شيء يشمل الأفراد، ولذلك قلنا: إنه قوله جل علا: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [(38) سورة الأنعام]، مقتضاه أنه تكلم بكل شيء مما يحتاجه الناس، لكن حتى شيء يدخل فيها ما لا يحتاج إليه، وهل تكلم فيما لا يحتاج إليه، وهل تكلم بجميع ما يحتاج إليه بالحرف؟ لا ما يلزم هذا. طالب:. . . . . . . . . الله -جل وعلا- تكلم، ويتكلم {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [(109) سورة الكهف]، لكن هل مقتضى هذا أنه تكلم بكل شيء؛ لأن المؤلف يقول: والعلم والكلام قد تعلقا ... بكل شيء يا خليلي مطلقا يعني إذا أردت دليلاً لمسألة من المسائل هل تجد، كل مسألة من المسائل أن الله تكلم بما يدل عليها؟ لا. وسمعه سبحانه كالبصر ... بكل مسموع وكل مبصر يعني سمعه تعلق بكل مسموع سبحان من وسع سمعه الأصوات، وبصره كذلك بكل مبصر، لكن هل عن كون المتعلق سمعه بالمسموعات وبالبصر بالمبصرات أنه تعلق بكل شيء؟ طالب:. . . . . . . . . نعم. طالب:. . . . . . . . . غير المعدوم، يعني ما لا ينطق به. طالب:. . . . . . . . . نعم، يعني إذا كان مرئي يمكن تعلقه البصر، طيب الكلام متعلقه البصر المسموع الأصوات، الأصوات متعلقها السمع، والمبصرات متعلقها البصر، فكل مسموع متعلق بالبصر، بالسمع، وكل مبصر متعلق بالبصر، فالسمع متعلقه المسموعات، والبصر متعلقه المبصرات، نقف على الفصل. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (8)

شرح نظم عقيدة السفاريني (8) فصل في مبحث القرآن العظيم وبيان اختلاف الناس فيه ومذهب السلف الشيخ/ عبد الكريم الخضير . . . . . . . . . فيها نتائج، نستغرب أن توجد هذه النتائج عندهم، لكنها بنيت على مقدمات اقتضتها عقولهم، ثم لزم على هذه المقدمات لوازم فالتزموا بها، وإلا من يبي يتصور أن مسلماً ينتسب إلى الإسلام ويسجد لله يصلي، يقول: سبحان ربي الأسفل، أو يقول: ألا بذكر الله تزداد الذنوب ... وتنطمس البصائر والقلوب من بيتصور أن شخص ينتسب إلى الإسلام وتدعى فيه الولاية أن يقول مثل هذا الكلام، إلا أن هناك مقدمات استرسلوا فيها، وألزموا بلوازم فالتزموا بها؛ لأنه لو لم يلتزموا لنقضوا مذاهبهم، ومن يريد الله به السعادة إذا عرف هذه اللوازم رجع عن قوله، والذي لا يريد الله به السعادة فيستمر في ظلاله وغيه يستمر إلى أن يصل على حد يخرج فيه من الدين، والذي يمكن أن يقال: هذه الأقوال، وهذه ال. . . . . . . . . وهذه المقدمات قيلت عن حسن قصد يعني هم يقصدون التنزيه، فهل كلامهم صحيح، قصدهم التنزيه لله -جل وعلا-؟ أو أن لهم مآرب يريدون أن يتوصلوا بها من باب كلمة حق أريد بها باطل؟ سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عن الرازي صاحب بالتفسير، وضرره بالغ على عقيدة السلف؛ لأنه منظر، وأوتي بيان وقوة حجة، والشبهات التي يوردها يصعب الإجابة عنها، حتى هو يعجز عنها، يورد شبهات في مذهب المخالفين، شبهات عند المعتزلة بقوة وبوضوح وبجلاء ويؤكد عليها ويبدي رأيه ثم إذا أراد أن يجيب عجز، هل يقال: أنه من أجل أن يقرر الشبهة يضعف في ردها وإلا فهو يستطيع أن ينقضها بدليل أنه ظهرت عنده الشبهة بقوة وبوضوح وبجلاء وهو لا يقول بها، لكن مع ذلك يأتي برد ضعيف، وهذا قد يكون أسلوب ماكر من أساليب المناظرات، يتظاهر الإنسان بأنه لا يرى هذا القول وهو في الحقيقة يراه، فيذكره ويدعمه بقوة، ثم يذكر الرد الضعيف ليقتنع به من يقرأ، باعتبار أنه جاء على لسان منصف.

شيخ الإسلام سئل عن الرازي، وسئل عن كثير من رؤوس المبتدعة، وأجاب عنهم -رحمه الله- بإنصاف، يعني حينما يرد بقوة على المبتدعة على عموم المبتدعة والبدع، وشبهات المبتدعة فإذا سئل عن الأشخاص تحرى وتوقف، فقال عن الرازي: بعض أو كثير من الناس يطعن في قصده، يطعن في قصده والذي أراه أنه ينصر ما يراه الحق، يعني قصده سليم، لكن هذا ما، أعطي ذكاء وقوة حجة، لكنه ما أعطي زكاء، لماذا؟ هل بذل السبب في الوصول إلى الحق؟ أو أنه بسبب استرساله مع العقليات وضعفه في النقليات وصل إلى ما وصل إليه؟ يعني في تفسير سورة النصر، سورة العصر، في تفسير سورة العصر من تفسيره يقول: إن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سألت عنه في المدينة فدلت عليه، فقالت: يا رسول الله إنها شربت الخمر، ثم زنت، فحملت من الزنا، ثم قتلت هذا الصبي، قال: أما كونها شربت الخمر فلأنها لم تدرك صلاة العصر؛ لأنه يفسر سورة العصر، وأما كونها زنت فلكذا، ولكونها قتلت فلكذا، الألوسي لما ذكر هذه القصة نقلاً عن تفسير الرازي ماذا قال؟ قال: ذكرها الإمام في تفسيره، هم إذا أطلقوا الإمام انصرف إليه، ذكرها الإمام في تفسيره، ولعمري أنه إمام في معرفة ما لا يعرفه أهل الحديث، هذا مدح وإلا ذم؟ هذا ذم غاية في الذم، فبضاعته من الحديث ضعيفة جداً، واهية، لا يكاد يعرف شيئاً من الحديث، ويسترسل في العقليات لا بد أن يصل إلى هذه النتائج، فعلى طالب العلم أن يكون من أول أمره، أو من بداية أمره أن يكون ملازماً للنصوص، معولاً على الوحيين، حريصاً على فهم ما جاء عن الله وعن رسوله، على مراد الله ومراد رسوله بالطرق والوسائل التي سلكها سلف هذه الأمة، وأئمتها لفهم الكتاب والسنة، وإلا إذا اتبع العقل والرأي لا بد أن يزيغ، ولا بد أن يضل، لا سيما في مباحث الغيبيات التي لا تدرك بالمشاهدة، وليس لها نظائر تقاس عليها، وليس ثم إلا النص أو التوقف. في الأخير يقول: وما هو مذهب الراغب الأصبهاني والكفوي؟ أنا لا أعرف مذهبهم بدقة؛ لأني لم استكمل قراءة الكتابين، أنا أراجع في الكتابين، لكن لا يسلمون، ومع ذلك لا أستطيع أن أحدد المذهب بدقة، يمر علينا أشياء من التأويل عندهم.

الراغب له هذا الكتاب المفردات، وهو نافع في بيان غريب القرآن، نافع، يعني جودته في كونه يذكر الألفاظ في جميع القرآن، ويفسرها في موضع واحد، فكأنه تفسير موضوعي، يتكلم على الموضوعات مفردة مع، بجميع الآيات التي وردت فيها ويفسرها في موضع واحد، وهذا لا شك أنه يعين طالب العلم، يعين طالب العلم، لكن مع ذلك ألف كتاباً في الأدب اسمه: "محاضرات الأدباء، ومحاورات البلغاء والشعراء"، هذا في غاية السوء من كتب الأدب، يعني فيه نقيض الأدب؛ لأنهم يطلقون الأدب على أدب الدرس، ومع الأسف أن هذه الكلمة خصت عرفاً بالكتب التي هي مناقضة للأدب، وكتاب الكليات للكفوي أيضاً فيه فوائد جمعها من بطون المراجع، وكتاب يعني تعب عليه، ويستفيد منه طالب العلم فائدة كبرى، ومرتب على الحروف مثل المفردات. المفردات طبع مراراً، طبع أول ما طبع على هامش النهاية في غريب الحديث لابن الأثير مراراً، وطبع في المطبعة الميمنية قديماً أيضاً مفرد في مجلد، وطبع طبعه الحلبي وحقق أيضاً من قبل شخص يقال له: محمد أحمد خلف الله، تحقيق جيد، هذا إذا وجد فطبعته أفضل الطبعات. وأما بالنسبة للكليات فهو مطبوع قديماً، طبع في تركيا، وفي مصر، طبعات قديمة يعني منذ مائة وخمسين سنة، وبعضها دون، ثم طبع في الشام في خمسة أجزاء محقق، طبعة نفيسة إذا وجدت طيبة، ثم طبع في مجلد واحد مضغوط. طالب:. . . . . . . . . يعني المسائل، الألفاظ، ألفاظ يفسر ألفاظ. نكتفي بهذا السؤال وإلا فالأسئلة كثيرة. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-، الناظم: فصل: في مبحث القرآن. يعني تتفق عليه النسخ، الترجمة؟ طالب:. . . . . . . . . شرح المؤلف موجود معكم؟ فصل في مبحث القرآن العظيم، هنا يقول: وبيان اختلاف الناس فيه، ومذهب السلف. إيش عندك؟ طالب:. . . . . . . . . لمن؟ طالب:. . . . . . . . . ويش هو؟ طالب:. . . . . . . . . في مبحث القرآن العظيم والكلام المنزل القديم، هذه اجتهادات العبرة بما كتبه المؤلف، الشرح معكم شرح المؤلف؟ طالب:. . . . . . . . . يقول -رحمه الله تعالى-:

وأن ما قد جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل وأن ما قد جاء مع جبريل إيش؟ طالب:. . . . . . . . . وأن ما قد جاء مع جبريل طالب:. . . . . . . . . هاه؟ كلكم ما في قد، يستقيم الوزن؟ طالب:. . . . . . . . . أنت، أنت؟ طالب:. . . . . . . . . كل النسخ تتفق على حذف قد، هنا أيضاً وأن ما جاء مع جبريل؟ طالب:. . . . . . . . . على بن قاسم، هي اللي معي، حاشية ابن قاسم فيها قد، في غيرها؟ في أحد يقطع لنا البيت؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ لا ما يلزم، العروض كلنا يعرفه، العروض كلنا يعرفه. . . . . . . . . طالب:. . . . . . . . . نحتاج إلى وقت، يحتاج إلى وقت هذا. طالب:. . . . . . . . . نسخة الشيخ ابن عثيمين فيها؟ طالب:. . . . . . . . . طيب. طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . إيه لأنا قطعتها، لقد، بلا شك. يقول -رحمه الله- تعالى: وأن ما قد جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل جبريل مصروف وإلا غير مصروف؟ نعم، غير مصروف، غير مصروف وهنا صرف من أجل الضرورة، ضرورة الشعر، وإلا فالأصل أن يقول: مع جبريلَ، لكن احتج إلى الصرف من أجل التنزيل مجرور، ولا بد من الاتحاد بين شطري البيت في الرجز. وأن ما قد جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل "من محكم القرآن والتنزيل"، يعني من القرآن الذي جاء به جبريل مبلغاً إياه عن الله -جل وعلا- الذي تكلم به، وسمعه منه جبريل بصوت وحرف يسمع، ونزل به إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، تلقاه عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- وبلغه إلى الأمة، وبلغه إلى الأمة، فالقرآن كلامه مضافاً إليه؛ لأنه هو الذي تكلم به، ومنه بدأ، وإليه يعود، إلى الله -سبحانه وتعالى-، هذه عقيدة سلف هذه الأمة وأئمتها.

جاءت نسبته إلى جبريل، وجاءت نسبته إلى محمد عليهما الصلاة والسلام، الكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئاً، وقد ينسب إلى من نقله عن قائله، لكن حقيقة النسبة إنما هي لمن قاله ابتداءً، ونسب إلى محمد -عليه الصلاة والسلام- {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(38 – 40) سورة الحاقة]، ونسب إلى جبريل في سورة التكوير، وهو واحد، والواحد لا يمكن أن ينسب حقيقة إلا إلى واحد، لا ينسب حقيقة إلا إلى واحد, وأضيف إلى الاثنين بلفظ الرسالة، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ما قال قول نبي، لا، قول رسول، فالرسول بهذا اللفظ يدل على أنه مرسل من غيره، وأن غيره هو الذي قال: ما أرسل به، فالإضافة حقيقة إنما تكون للقائل ابتداءً، وأما الناقل فلا يضاف إليه إلا على سبيل التوسع والتجوز، ولذا يجمعون على أن ناقل الكفر ليس بكافر، ناقل الكفر ليس بكافر؛ لأنه ليس هو الذي قاله ابتداءً، فكون جبريل -عليه السلام- نقله عن الله أضيف إليه باعتبار أنه أرسل به، هو قول في الجملة، وهذا القول الأصل في إضافته إلى من قاله وتكلم به ابتداءً، ثم جبريل بلغه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فصحت نسبته إليه من هذه الحيثية على سبيل التجوز، وإلا فالأصل أن الكلام لمن قاله ابتداءً، وعرفنا أنه أضيف إليهما بلفظ الرسالة، مما يدل على أن هناك مرسل بهذا القول وهو الله -سبحانه وتعالى-. "من محكم": من هذه تبعيضية وإلا بيانية؟ بيانية، بيانية ليست تبعيضية، من محكم القرآن، لكن المتشابه ليس بكلامه سبحانه؟ من محكم القرآن والتنزيل كلامه سبحانه قديم ... . . . . . . . . . خبر أن، وأن ما قد جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل كلامه هذا الخبر، أو قديم؟ أيهما الخبر؟ أيهما الذي تتم به الفائدة، ويحسن السكوت عليه؟ طالب:. . . . . . . . . وأن ما قد جاء، أن القرآن كلامه، كلامه سبحانه، أو أن القرآن قديم؟ طالب:. . . . . . . . . خبر بعد خبر أو وصف؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . .

إذن انتهت الجملة، طيب قديم؟ هل نقول خبر بعد خبر، أو خبر لمبتدأ محذوف وهو قديم؟ يأتي للمبتدأ أكثر من خبر، يقول: ومن يكن ذا بت فهذا بت ... مصيف مقيض مشت خبر بعد خبر. طالب:. . . . . . . . . نقول: كلها خبر بعد خبر، أو نقول الخبر كلامه، يعني مثل ما يقال: وأن محمداً، ثم يؤتى بألفاظ الجمل، وفي الأخير عبده ورسوله، وقد يصلح بعض هذه الجملة أن يكون خبراً، إذا أريد الإخبار به عن المبتدأ، فالسياق هو الذي يحدد، يعني هل مراد الناظم أن يقرر أن القرآن كلام الله؟ أو يريد أن يقرر أن القرآن قديم؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . يعني المبحوث في هذا المبحث هو تقرير أن القرآن كلام الله، أو أن القرآن كلام الله هذا مفروغ منه، لكن يريد أن يقرر أنه قديم. طالب:. . . . . . . . . نعم؟ طالب:. . . . . . . . . نعم؟ طالب:. . . . . . . . . صاحب الحاشية يقول: أي وأن نجزم ونعتقد أن الكلام الذي جاء من الله مع جبرائيل أمينه أوحاه إليه من محكم القرآن العظيم، ومحكم التنزيل الذي أنزله الله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل هو كلام الله سبحانه، تكلم به حقيقة ... إلى آخره. يريد أن يجعل الخبر كلامه، وقوله: قديم، ليس من قول السلف، وإنما هو من قول ابن كلاب ومن تبعه، لكن هل يريد أن يقرر أنه قديم؟ من له الفصل في مثل هذا؟ إذا حصل التردد على سواء فالذي يقرر هو المؤلف، ولا بد من الرجوع إلى كلامه، وقد شرح عقيدته، الإشكال أننا منا نحضر الشرح الأصل لا بد من الرجوع إليه، نعم.

كلام، "من محكم القرآن"، المحكم يقابله المتشابه، وجاء وصف القرآن بأنه محكم {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ} [(1) سورة هود]، وجاء أيضاً وصفه بأنه متشابه، وجاء أيضاً وصف بعضه بالإحكام والبعض الآخر بالتشابه، والمراد هنا وصف بعض القرآن وإلا جميع القرآن؟ {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ} يعني جميعه، فهو يريد أن يتكلم عن القرآن بجملته، لا يريد أن يفصل المحكم من المتشابه، فقوله: محكم، لا مفهوم له؛ لأن القرآن كله محكم، وكله متشابه، وهذه لها معنى، وهذه لها معنى، وإذا قيل: إن بعضه متشابه، وبعضه محكم، صار للإحكام معنىً وللتشابه معنىً يختلف. "من محكم القرآن والتنزيل"، طيب الواو هذه عاطفة تعطف التنزيل على القرآن، وهل هذا من عطف الشيء على نفسه، أو من عطف التغاير؟ نفسه، هو يريد بالقرآن، هو التنزيل. "كلامه سبحانه"، لا شك أن القرآن كلام الله، تكلم به حقيقة بحرف وصوت يسمع؛ لأن فيها ما يدل على أنه يسمع، {حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} [(6) سورة التوبة]، أبلغه مأمنه حتى يسمع، فدل على أنه يسمع، وهو أيضاً صوت؛ لأن فيه نداء، {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [(52) سورة مريم]، يدل على أنه يسمع إما بصوت مرتفع، أو بصوت منخفض، {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى} [(10) سورة الشعراء]، {وَنَادَيْنَاهُ} [(52) سورة مريم]، تكررت في القرآن، {قَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} المقصود أن فيه ما يدل على أنه بصوت؛ لأن النداء مسموع، وكذلك المناجاة وإن اختلف الصوت قوة وما يقابل هذا.

"كلامه سبحانه"، تنزيه لله -جل وعلا-، أن يكون كلامه مشابهاً لكلام المخلوقين، هذا بالنسبة للصفة ومعناها، وأما كيفيته، كيف تكلم بالقرآن؟ فعلمه عند الله -جل وعلا-، وهذا خلافاً لمن يقول: إن كلام الله مخلوق، كلام الله مخلوق، خلقه في شيء من خلقه، أو في الشجرة، إذ نادى موسى، خلقه في الشجرة، طيب، حينما خلق الكلام في الشجرة ونطقت الشجرة وقالت لموسى: أنا ربك، ما الفرق بين قول الشجرة: أنا ربك، وبين قول فرعون: أنا ربكم الأعلى؟ في فرق؟ ما في فرق، على قول المعتزلة والجهمية الذين يقولون: إن كلام الله مخلوق، إن القرآن مخلوق، وكفروا بسبب ذلك؛ لأن مقتضى ذلك إلغاء الأمر وإلغاء الشرع. "كلامه سبحانه قديم"، قديم هذه اللفظة تقدمت، وأن القديم لم يرد إطلاقه في النصوص، ولا استعمله السلف لا بالنسبة لما يتعلق بالله -جل وعلا-، ولا ما يتعلق بصفة من أوصافه؛ لأن هذه اللفظة لا تعني الأزل، وإن كل ما تقدم على غيره كالعرجون القديم يمكن أن يوصف بأنه قديم، وذكرنا في أوائل الدروس أن من اشترى بيتاً أو سيارة أو قلماً أو كتاباً، في العام الماضي في مثل هذه الأيام من العام الماضي، واشترى قلماً في هذه الأيام، أو كتاباً في هذه الأيام، أو اشترى بيتاً في هذه الأيام، أو سيارة في هذه الأيام، يصح أن يقال: الجديد، للمتأخر يقال له: جديد، والمتقدم يقال له: قديم، فهل يمكن أن يوصف الرب -جل وعلا- لا سيما وأنه لم يرد في النصوص بمثل هذا وهذا مفاده؟ لا يمكن، وهل يرفع هذا المحظور إضافة كلمة أزلي، قديم أزلي، وهي تعني التناهي في القدم، وحينئذ تكون مساوية للأول الذي جاءت به النصوص، {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} [(3) سورة الحديد]، يعني الأول الذي ليس قبله شيء، وهذا هو اللائق بالله -جل وعلا-، ما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله -عليه الصلاة والسلام-، أما قديم فلم ترد في النصوص ولم يستعملها السلف.

جاء في الذكر: أعوذ بالله العظيم، وسلطانه القديم، وسلطانه القديم، فسلطانه يمكن أن يوصف بأنه وإن كان قديماً إلا أنه لا يكون أولاً، كما يوصف الله -جل وعلا- بالأول، أو أن قديم هنا تعني التناهي بالقدم التي تساوي الأولية، فيصح أن يتمسك بها لإثبات هذا اللفظ، ممكن وإلا غير ممكن؟ أو أن وصف الصفة لا يلزم منه الاطراد في الموصوف، يعني إذا قلنا: إن كلامه قديم، يعني جنس الكلام، لا آحاد الكلام فإنه حادث؛ لأن الله تعالى تكلم، ويتكلم متى شاء، إذا شاء. هو يقول: كلامه سبحانه قديم، وإذا عرفوا الحديث بأنه ما يضاف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يجعلونه في مقابل القديم الذي هو القرآن، قيل له حديث؛ لأنه يقابل القرآن، قلنا: جاء وصف القرآن بأنه مُحْدَث محدث، وإذا نظرنا إلى القرآن باعتباره آخر الكتب الإلهية من هذه الحيثية محدث؛ لأنه قبله كتب وصحف، جاءت من عند الله -جل وعلا-، فمثل هذه اللفظة قديم، ينبغي أن يتقى؛ لأنه لم يرد بها نص، ولم يستعملها سلف هذه الأمة ولا أئمتها، إضافة إلى أن في كلامه ما يدل على أنه يرى أنه قديم بجملته، بجملته، والقول الحق عند أهل السنة والجماعة أنه وإن كان قديم النوع فالله -جل وعلا- تكلم في الأزل، ومتصف بهذه الصفة إلا أنه بالنسبة لآحاده وأفراده متجددة، متجدداً، هل نستطيع أن نقول أن {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [(1) سورة المجادلة] في يوم نزوله هل نستطيع أن نقول أنها قديمة؟ نعم في يوم نزولها ما نقول قديمة، لا، على كلامهم أنه تكلم في القدم ولا تكلم، وهذا فيه شبه من كلام الأشعرية، فيه شبه من كلام الأشعرية، الذين يقولون: أنه تكلم في الأزل ولا يتكلم، تكلم دفعة واحدة، وكلامه واحد، أما اختلافه باختلاف اللغات، اختلافه باختلاف اللغات وهذا تقدم بيانه والرد عليه. نعم. هي مضافة إليه -جل وعلا-، مضافة إليه -جل وعلا-. نعم، كيف؟ طالب:. . . . . . . . . إيه. طالب:. . . . . . . . . على كل حال لو راجعت الحديث وشفت ما قال فيه أهل العلم تحضره غداً. يقول: . . . . . . . . . ... أعيا الورى بالنص يا عليم

أعجزهم، وهم ممن بلغ الذروة في الفصاحة والبلاغة وتحداهم الله -جل وعلا- أن يأتوا بمثله، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله، وقال: لو أنهم اجتمعوا وتظاهروا وتعانوا على أن يأتوا بمثله ثم بعد ذلك عجزوا، تحداهم أن يأتوا بعشر سور، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة، والسورة كما تكون طويلة تكون قصيرة، كما تكون طويلة تكون قصيرة، فحصل التحدي بأقصر السور، ومع ذلك في باب التحدي المتحدى يحاول جاهداً بكل ما أوتي من قوة أن يدفع عن نفسه العجز، ولو استطاع أن يستعين بأحد مهما كلفه ذلك لفعل، والعرب هم أهل الفصاحة والبلاغة، يعني كل أمة تكون معجزة نبيها الكبرى فيما اشتهر عندهم، فاشتهر السحر في قوم موسى، واشتهر الطب في قوم عيسى، فحصل التحدي في باب السحر بالنسبة لموسى، وحصل التحدي بالطب، بإحياء الموتى، بإبراء الأكمه والأبرص في بالنسبة لعيسى، وحصل التحدي بالقرآن؛ لأن من بعث فيهم النبي -عليه الصلاة والسلام- أهل فصاحة وبلاغة والقرآن هو الغاية في هذا الباب الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بسورة من مثله. قد يقول قائل: هل حصل التحدي بآية؟ ها؟ طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب:. . . . . . . . .

يعني هل يعجز العربي أن يقول: ثم نظر؟ نعم، ما يعجز، ولذا لم يحصل التحدي بآية، ومع ذلك هذه الآية المختصرة المكونة من خمسة حروف في مكانها وفي موضعها بين ما قبلها وما بعدها، غاية في الاختيار والبلاغة، قد لا يستطيع العربي أن يضعها في هذا المكان، ولديهم من القدرة ما لديهم، حاول ومن حاول جاء بالمضحكات، يحاول المعارضة جاء بما يضحك منه الصبيان، حتى قال من قال من المبتدعة من المعتزلة وغيرهم: أن الإعجاز لا لعجزهم عن ذلك، وإنما هم صرفوا عن معارضته، ويسمونه التحدي بالصرفة، يعني أنهم يستطيعون، لكنهم صرفوا، وهذا قول مرفوض عند أهل العلم؛ لأنهم إذا صرفوا ما صار هناك تحدي، ما هناك تحدي، يعني ما معنى أن يتحدى الأشل، أشل اليد اليمنى أن يكتب؟ هل للتحدي مجال، له مجال تأتي إلى أشل أو مقطوع اليد تقول: اكتب؟ ليس فيه مجال للتحدي، فالصرفة بمثابة الشلل، لا يستطيعون ذلك، ومنهم من يقول: إن فيه آية حتى مع القول بأنهم صرفوا، صرفوا لا بمانع حسي، والآلات موجودة، الآلة متوفرة لكنهم لم يفعلوا، يعني الصرف شيء محسوس وإلا معنوي؟ هم ما اختلفت عليهم من أمورهم شيء، حالوا ما استطاعوا، ومن سمع القرآن منهم أذعن، ومن سمع منهم القرآن كاد قلبه أن يطير، فما قالوا: والله إنا حاولنا وعجزنا، وواحد بغى يتكلم وعجز، لنقول بالصرفة؟ المقصود أن القول بالصرفة لا وجه له، وليس بصحيح، ومردود ومرفوض، ولديهم القوة، القدرة على الكلام، لكن العجز عن معارضة القرآن، يتكلمون بالكلام البليغ، يتكلمون بالكلام الفصيح، بالنسبة لكلام البشر هم ملاك أزمته من حيث القوة والبلاغة والفصاحة والجزالة، لكن لا شيء بالنسبة لكلام الخالق المعجز.

ظهر بعض من يعارض القرآن فمثل ما قلنا: أتى بالمضحكات، هناك كتاب للمعري اسمه هذا يقال أنه في مواعظ البريات، الفصول والغايات، الفصول والغايات في مواعظ البريات، يقال في ترجمته: أنه كان الأصل فيه أنه في معارضة الآيات، المعري معروف وضعه، رمي بالزندقة وما يستغرب أن يؤلف هذا الكتاب بهذه النية، لكن من يقرأ كتابه يعرف أن هذا الرجل رغم أنه لديه من القدرة والفصاحة ما يبهر، لكنه مع ذلك كلامه بالنسبة للقرآن لا شيء، وبعض الدعاة دعا شخصاً من النصارى ممن لا يحسن من العربية، ولا يفهم في العربية ولا حرف، فقرأ عليه شيء من القرآن، بترتيل معين، وقرأ عليه من كلام البشر بنفس الترتيل، بنفس الترتيل والنغمات وفرق بينهما، في القراءة الأولى دمعت عيناه، ووقر الإيمان في قلبه، وأما الثاني فلا شيء، قال له: هذا لا شيء، ولا يفهم من العربية شيء، يعني صناديد قريش رغم عداوتهم للنبي -عليه الصلاة والسلام- اعترفوا وأذعنوا، كما في كلام الوليد بن المغيرة وغيره، جبير بن مطعم لما سمع النبي -عليه الصلاة والسلام- يقرأ سورة الطور يقول: كاد قلبه أن يطير، وهو مشرك قبل أن يسلم. والنصارى إذا سمعوا يعني من تحدث عنهم القرآن في وقت التنزيل، إذا سمعوا من القرآن شيء تفيض أعينهم من الدمع، ومع الأسف أن المسلم يسمع القرآن، ويقرأ القرآن ولا يحرك فيه ساكناً، لا يحرك ساكناً، يعني مثل ما تقدم أن المسلم يردد لا إله إلا الله ويأتي بالنواقض، ويقرأ القرآن، وكأنه يقرأ جريدة، ويسمع القرآن بالأصوات المؤثرة ومع ذلك كأنه يسمع نشرة أخبار، لا يؤثر فيه شيء. . . . . . . . . . ... أعيا الورى بالنص يا عليم "أعيا الورى بالنص"، والواقع عجزوا أن يأتوا بشيء، ولا بسورة من مثله، أعياهم يعني أعجزهم. "يا عليم": فعيل صيغة مبالغة، الله -جل وعلا- سميع عليم، من صفاته، الله -جل وعلا- عالم ويعلم وعلام الغيوب وعليم لكن لا يقال له علامة، والبشر في المبالغة يقال له: علامة، لكن هل يقال له عليم؟ وصيغة مبالغة فعيل؟ هل يقال للبشر عليم؟ {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [(76) سورة يوسف]؟ طالب:. . . . . . . . . نعم، هذا يدل على أنه يمكن أن يوصف بهذه الصفة.

وليس في طوق الورى من أصله ... أن يستطيعوا سورة من مثله "وليس في طوق الورى"، ليس في وسعهم، وليس في مقدورهم من أصله، يعني من أساسه، نعم طالب: .... كيف؟ طالب: .... نعم، من أصل الورى، من أصل الخلق، يعني مع قدرتهم على ذلك، ومع عدم صرفهم عنه أن يستطيعوا سورة من مثله؛ لأنه قد وقع تحدي، والتحدي لا شك أنه يحمل الإنسان على أن يأتي بأقصى ما يستطيع، ومع ذلك لم يستطيعوا لا اجتماعاً ولا انفراداً أن يأتوا بسورة من مثله، والسورة من مثله قد تكون في سطر واحد، كسورة النحر، قد تكون في سطر واحد، وقد عجزوا، مع أنهم موصوفون بالفصاحة والبلاغة ومع ذلك أذعنوا واعترفوا، وشهدوا له في حال كفرهم، قبل إسلامهم أما من أسلم منهم فهذا مفروغ منه، ومن حاول المعارضة كمسيلمة مثلاً، جاء بما يزعم أنه قرآن يوحى إليه، فأتى بما يسخر منه بسببه الأطفال، وأما بالنسبة لكتاب المعري الفصول والغايات هو فيه شيء من الفصاحة، لكنه لا يقارب ولا يداني ما جاء في كتاب الله تعالى. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (9)

شرح نظم عقيدة السفاريني (9) فصل: في الصفات التي يثبتها السلفيون ويجحدها غيرهم الشيخ/ عبد الكريم الخضير هذا يقول: أخرج أبو داود في سننه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الذكر الوارد عند دخول المسجد قوله: ((أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم ... )) الحديث. قال النووي في الأذكار: حديث حسن رواه أبو داود بإسناد جيد، وصححه الألباني، قال شيخ الإسلام: "والناس متنازعون، هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع؟ ما أدري كيف يصح معناه في الشرع ولم يرد بإطلاقه نص؟! هاه يعني يكفي عدم المخالفة لأن نقول: أنه صح في الشرع، والصحة وجودية، المخالفة، عدم المخالفة عدمية. "والناس متنازعون، هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، أم لا يطلق إلا ما أطلقه نص أو إجماع على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع كلفظ القديم والذات ونحو ذلك. يعني تعجب من هؤلاء النظار الذين يطلقون ما لا نص في إطلاقه، وينفون ما دل الدليل والنص الصحيح الصريح على إطلاقه. يقول: ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عنه للحاجة، وهذا يحتاج إلى دقة في النظر للتفريق بين الأسماء التي يدعى به، وبين الأسماء التي يخبر به عنه للحاجة، فمثلاً: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)) رفيق يحب الرفق، هل من أسمائه الحسنى طيب ورفيق؟ ولا أن هذه إطلاقات للإخبار فقط، لا أنها أسماء حسنى يدعى بها. ومعنى السلطان عند أهل اللغة قدرة الملك، قدرة الملك. يقول: ويلاحظ في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((وسلطانه القديم)) أنه وصف للصفة، يعني هل يتجاوز في وصف الصفة ما لا يتجاوز في وصف الذات؟ قال: يلاحظ في قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((وسلطانه القديم)) أنه وصف للصفة، وقد وصف شيخ الإسلام علم الله بالقدم في الواسطية فقال: "الإيمان بأن الله عليم بالخلق وما هم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبدا".

يعني شيخ الإسلام لا يتردد في وصفه بالقديم إذا أضيف إليه ما يدل على الأولية وهو الأزل، أما مجرد الوصف بالقدم فهو محل الإشكال الذي يتردد على ألسنة المتكلمين، ولم يرد به نص، هذا الذي يحتاج إلى مزيد بحث، وهل وصف الصفة يجري على وصف الذات ما دامت الصفة الملازمة توصف بوصف، هل يلزم من ذلك أن يسوغ أن يطلق وصف على الاسم وعلى الذات بهذه الكيفية أم لا؟ شيخ الإسلام يقول: بعلمه القديم، يعني لو قال: بعلمه القديم وسكت، قلنا: إنه وصف الصفة، لقال: الذي هو موصوف به أزلاً، ينتفي المحظور المرتب على لفظ القديم؛ لأن القديم لا يعني الأول، مثل ما قلنا: لو اشتريت آلة العام الماضي، واشتريت هذه السنة الآلة، صح أن ما اشتريته في العام الماضي تقول: قديم، وأن ما اشتريته هذه السنة تقول: جديد، أو حديث، لا يعني أنك اشتريته أو اشتري لك مع وجودك، المسألة يعني تحتاج إلى دقة نظر، والمتكلمون لا يترددون في إطلاق القديم، لكن الذي جاء به النص الصحيح الصريح من الكتاب والسنة هو الأول، هو الأول، وفسر في السنة بأنه ليس قبله شيء، هذا لائق به -جل وعلا-، كالعرجون القديم، العرجون القديم هذا يمكن أكل تمره اليوم، وترك في الشمس والتوت شماريخه واصفر وصار قديماً، بينما الطري الآن يقطع من النخلة شماريخه خضر، جديد، يقابله الذي قطع أمس أو في الأسبوع الماضي، فهذا الوصف لا يعني ما يليق بالله -جل وعلا- من كونه هو الأول الذي ليس قبله شيء، وصف الصفة سلطانه القديم، لا شك أن وصف الصفة الملازمة لله -جل وعلا- بالقدم مع اعتقاد أن الله -جل وعلا- ليس قبله شيء؛ لأنه يغتفر لمن يعتقد التنزيه الذي تدل عليه النصوص ما لا يغتفر لغيره، يعني لو جاءنا في كلام مفسر أو في كلام شارح أو في كلام مؤلف في مسائل الاعتقاد يقول: اليد ثابتة لله -جل وعلا- بالكتاب والسنة وإجماع سلف هذه الأمة على ما يليق بجلاله وعظمته، ثم مر به حديث: ((والذي نفسي بيده)) قال: روحي في تصرفه، هل نقول: إنه قال هذا الكلام فراراً من إثبات الصفة؟ ما نقول هذا الكلام؛ لأننا عرفنا من اعتقاده أنه يثبت الصفة لله -جل وعلا- وإن عبر باللازم، لكن لو مر بنا شخص يؤول الصفات، مرت آيات اليد وأحاديث

اليد، وكلها يؤلها بالقدرة وبالنعمة أوبـ، ثم بعد ذلك قال: والذي نفسي بيده: روحي في تصرفه قلنا: لا، هذا أول فراراً من الصفة، فالذي يثبت لله جل علا الأولية المطلقة وأنه الأول الذي ليس قبله شيء، قد يقبل منه إذا قال: قديم؛ لأنه لا يتصور من هذا أنه يقصد بالقديم ما يقصده المتكلمون، لا سيما فيما يتعلق بصفة الكلام التي فيها الكلام، قال شيخ الإسلام: فإن الله تعالى لما أخبر بقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [(82) سورة يس]، وقال: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [(54) سورة الأعراف]، استدل طوائف من السلف على أن الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه، بل هو كلامه، بل هو كلامه، الأمر هو الكلام، يعني هل الأمر مرادف للكلام، أو أن الكلام أعم من الأمر؟ طالب:. . . . . . . . . إذن الكلام أعم من الأمر؛ لأن الكلام متنوع، متنوع منه الأمر ومنه النهي، ومنه الخبر، ومنه الاستخبار، والأمر فرد من أفراد الكلام، {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [(82) سورة يس]، وقال: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [(54) سورة الأعراف]، فاستدل طوائف من السلف على أن الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه. نعم الأمر غير مخلوق، وصفة من صفاته بهذه الآية وغيرها، صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الأمر حيث ورد، حيث ورد، فيجعله صفة طرداً للدلالة ويجعل دلالته على غير الصفة نقضاً لها، وليس الأمر كذلك، فبينت في بعض كلامي أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ} يقول للأمر كن، أو يقول للمأمور كن؟ نعم؟ للمأمور، كن فيكون، يقول: بينت في بعض رسائلي أن الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة، وعلى متعلقها أخرى، فالقدرة من صفات الله تعالى، ويسمى المقدور قدرة، ويسمى تعلقها، ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة، فتارة يراد الصفة، وتارة يراد متعلقها، وتارة يراد نفس المتعلق. ومعنى السلطان كما تقدم قدرة الملك.

على كل حال الأمر يدور على ما ذكره أولاً، الناس متنازعون هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل، أما الشرع، يحتاج إلى نص؛ لأنه قال: وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع، لو قال: والشرع لا ينفيه، والشرع لا ينفيه، يعني لا يوجد في الشرع ما ينفيه، استقام. طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . الحديث أقل أحواله الحسن، يعني أنه حسن، وأبو داود رواه بإسناد جيد، وسكت عنه، يعني المسألة. طالب:. . . . . . . . . إيش لون؟ طالب:. . . . . . . . . إيه يعني السلطان قدرة الملك؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . قدرة المَالِك، يعني هل السلطان الذي أضيف إلى الله -جل وعلا- التعبير عنه بقدرة المَلك تأويل؟ طالب:. . . . . . . . . ويش هو؟ طالب:. . . . . . . . . يعني إذا عبر عنه بالقدرة ما يكون تأويل؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . على كل حال السلطان يعني لو قيل أنه هو المُلك، سلطانه ملكه، على كل حال يحتاج إلى مزيد تأمل؛ لأن قد يفتح باب للتأويل، فمن أول السلطان بالقدرة لماذا لا تؤول غيرها من الصفات؟ وما في كلام على، لشيخ الإسلام عن معنى السلطان؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . إيش فيه؟ هو أضيف إلى الله -جل وعلا-، وهو معنىً من المعاني، معنى وليس بذات، فيقال إضافة تشريف. طالب:. . . . . . . . . بالله العظيم ووجهه الكريم. طالب:. . . . . . . . . ويش هو؟ طالب: .... ملكه مضاف إليه، لا، لا. طالب:. . . . . . . . . لا لا، إذا أضيف إليه في صفته، يعني ما تكون كلامه. يقول في قول المؤلف: وأن ما جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل قراءة كلام محقق المتن أنه كان على المؤلف أن يزيد أل في جبريل، ليكون البيت مع الجبريل؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ ليكون البيت موزوناً، وهذا ما أشكل، لا، قد أسهل من أل، قد أسهل من أل. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله- تعالى: فصل في ذكر الصفات التي يثبتها لله تعالى أئمة السلف وعلماء الأثر، دون غيرهم من علماء الخلف وأهل الكلام.

الصفات التي يثبتها لله -تعالى- أئمة السلف، يثبتون لله -جل وعلا- ما أثبته لنفسه في كتابه وفي سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- على ما يليق بجلاله وعظمته، يثبتون إثباتاً بلا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف، هذا من حيث الإجمال، ثم التفصيل كل ما ثبت به النص يذكر على حده، كل ما ثبت به نص يذكر على حدته، هذا الترجمة إجمال ذكر الصفات التي يثبتها لله تعالى أئمة السلف، يعني بعد أن ذكر الصفات التي يتفق فيها مع السلف بعض طوائف المتكلمين كالأشعرية. أئمة السلف وعلماء الأثر، السلف المراد بهم الصالح، صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان في القرون المفضلة دون غيرهم من علماء الخلف، جاء في بعض كتب الكلام والمتكلمين أن الحد الفاصل بين السلف والخلف الستمائة، سنة ستمائة، والمحدثون يجعلون الحد الفاصل رأس الثلاثمائة؛ لأنها هي التي انقضى بها عصر الرواية، ودونت فيها جل دواوين الإسلام، وابن حجر يرى أن انقضاء القرن الثالث: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) سنة مائتين وعشرين، سنة مائتين وعشرين، وعلى رأس مائتين وعشرين انتشرت البدع، بدءاً من فتنة القول بخلق القرآن، وامتحان الناس فيها، ولا شك أن القول بأن القرن سبعون سنة هذا قول معروف عند أهل العلم، وإن كان الشائع بينهم أنه مائة سنة، وإذا قلنا بأن القرن، ((خير الناس قرني)) يعني جيلي، ولا شك أن الجيل بعد سبعين سنة يكاد يكون ينقرض ويتغير ويأتي غيرهم، يأتي غيرهم، فمن وفاته -عليه الصلاة والسلام- ثلاثة أجيال إلى مائتين وعشرين، صح، سنة عشر توفي هاه؟ طالب:. . . . . . . . .

هذا مقتضاه، مائتين وعشرين هذا هو، يعني القرن الذين عاصروه -عليه الصلاة والسلام-، هو لا يقصد بذلك خير القرون الزمن الذي عاش فيه، لكن هو تحدث عن غيره، فهم جاءوا، ابن حجر كأنه جعل وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- بداية هذه القرون الثلاثة، فإذا قلنا: العشر مع مائتين وعشرة يصير مائتين وعشرين، من أهل العلم من يرى أن القرن أربعين سنة، أربعين سنة، فيكون نهاية القرون الثلاثة حكم بني أمية، حكم بني أمية، وبعده يعني بعد سنة مائة وعشر لا يوجد صحابي، لا يوجد صحابي بعد مائة وعشرة؛ لأن أبا الطفيل توفي سنة عشر ومائة، وهو آخر الصحابة موتاً ولن يتجاوز أحد المائة بعده -عليه الصلاة والسلام-؛ ل أنه جاء في الحديث الصحيح: ((لا يأتي مائة عام وليس على وجه الأرض ممن هو عليها الآن أحد)) وأبو الطفيل عاش مائة سنة بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- فقط، لم يزد ولا ينقص، وعلى كل حال السلف بالنسبة للوقت معروف، المقصود به من تقدم، وبكونه وصفاً، فمن اعتقد عقيدة السلف وسار على نهجهم وطريقتهم فهو منهم، ويصح أن يقال لشخص متمسك بالسنة أنه سلفي، أنه سلفي متمسك بالسنة يعض عليها بالنواجذ، لا يخالفها، فينسب للسلف؛ لأنه أشبههم بالتمسك، ومن وافق الخلف في مخالفاتهم وتركهم لبعض السنن خلفي، لكن ليست هذه الأمور دعاوى، وادعائها للنفس تزكية، يعني أن الشخص يقول عن نفسه أنه سلفي، تزكية للنفس، نعم إذا استفاض أمره واشتهر بين أهل العلم ونسبوه إلى السلف قالوا: فلان سلفي، أو فلان أثري، هذا ما فيه إشكال، لكن الكلام فيمن يدعيها لنفسه، ويزيد الأمر سوءاً إذا نفاها عن غيره، ممن لم يعرف عنده مخالفة لطريقة السلف، وإلا إذا قلنا: أن النسبة إلى اللفظ فمن سلف يعني تقدم، ودرج، ومضى، فلا تطلق على من تأخر. وعلماء الأثر دون غيرهم من علماء الخلف، وأهل الكلام، فالخلف يقابل السلف، وأهل الكلام يقابلون علماء الأثر، تقدمت الإشارة إلى هذا في المقدمة. يقول المؤلف الناظم -رحمه الله- تعالى: وليس ربنا بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا

هذه الألفاظ التي نفاها الناظم عن لله -جل وعلا- لم يرد لها ذكر في كلام السلف، لا نفياً، ولا إثباتاً، لا نفياً ولا إثباتاً، هذه اصطلاحات حادثة، وتعبيرات مبتكرة مبتدعة والذي على المسلم أن يعتقد عقيدة السلف، نفياً وإثباتاً، وما دام السلف المتبعين للنصوص نصوص الكتاب والسنة لم يطلقوها ولم ينفوها، فخير الخير كل الخير في اتباع من سلف، "وليس ربنا بجوهر" يتوصلون به إلى نفي ما يريدون نفيه، "ولا عرض، ولا جسم، تعالى ذو العلا" حينما يقول المتكلم: الله -جل وعلا- ليس بجوهر، والسلف لم يتكلموا بهذا، ومنهم من ينفي وجود الجوهر الذي يصطلحون عليه، ينفي وجوده أصلاً، فإذا نفي اللفظ نفي ما أطلق عليه، يعني إذا علقوا الباري -جل وعلا- باسم منفي أصلاً أو شبهوه بشيء منفي لزم من ذلك نفي المشبه، ليس بجوهر، والجوهر لا وجود له، إلا من يطلق الجوهر على الله -جل وعلا- نعم، على حسب، يختلفون في تعريفه، يختلفون في تعريف الجوهر: وهو الذي يقوم بنفسه، والعرض: الذي يقوم بغيره، الجوهر: الذي يقوم بنفسه، والعرض: الذي يقوم بغيره. منهم من قال: لا وجود للجوهر أصلاً، غير موجود، هاه، هم يطلقون الجوهر على القائم بنفسه، وأنه لا يوجد له نظير في الدنيا، وكذا، وكذا، لكن ما الداعي إلى مثل هذا؟ يعني تعليق القطعيات بأمور قابلة للنفي والإثبات، هل يسوغ وإلا ما يسوغ؟ يعني بعض النصوص من الكتاب والسنة الثابتة عندنا لا تردد فيها، طبقها بعض الناس على بعض النظريات، طبق بعض النصوص على بعض النظريات، هذه النظريات قابلة للنفي والإثبات، ما استقرت ولا أجمع عليها، فما مصير هذه النصوص إذا نفيت هذه النظريات؟ تنفى تبعاً لها، تنفى تبعاً لها، وإذا تعرضت للنفي والإثبات تبعاً لذلك تعرض ما طبق عليها النفي والإثبات.

"وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا جسم"، بعض المتكلمين الذي أطلق هذه الأمور، منهم من قال: عرض، ومنهم من قال: جوهر، بمعنى أنه قائم بنفسه، نعم الله -جل وعلا- قائم بنفسه، وقامت به المخلوقات، الحي القيوم على ما تقدم، لكن ليس لنا أن نثبت إلا بدليل، كما أنه ليس لنا أن ننفي إلا بدليل، فما دام الإنسان يقتدي بالسلف وعلماء الأثر فعليه أن يتبع الأثر، وجوداً وعدماً، ولا ينفي إلا إذا كان عنده أثر ينفي، ولا يثبت إلا إذا كان عنده أثر يثبت. "ولا عرض ولا جسم"، حينما ينفون عن الله -جل وعلا- العرض وهو القائم بغيره على حد زعمهم، الذي لا يقوم بنفسه، ولذا يقولون: عروض التجارة، فيه عندنا الجواهر مثلاً في استعمالها العرفي، والعروض في استعمالها العرفي، الجواهر في استعمالها العرفي تطلق على الذهب والفضة، وما في حكمها من الحلي، من غيرها من يستعملها الناس، يسمونها جواهر، هل هذه ينطبق عليها الحد الذي حدوه للجوهر؟ نعم؟ طالب:. . . . . . . . . هل هي قائمة بنفسها؟ حتى من وجه، وما الفرق بينها وبين العروض، ما الفرق بين الذهب والحديد؟ يعني في الاستعمال العرفي، دعونا من اصطلاحات المتكلمين، الحديد عرض من عروض التجارة، صح وإلا لا؟ الجوهر أليس بعرض؟ مثله نفسه، ما يختلف عنه شيء إلا أن هذا مادته كذا، وهذا مادته كذا، لا يختلف بشيء، يبقى أن الاصطلاحات الحادثة التي أصلوها لأنفسهم وجعلوها معياراً ومقياساً يزِنون به، ويحتكمون إليه، نفياً وإثباتاً، لماذا؟ لأنهم جعلوا العقول هي التي يعول عليها في هذا الباب، وإلا ما في النصوص ما يدل على هاتين اللفظتين، حتى أنهم اختلفوا في وجوده، الجوهر الفردي، اختلفوا في وجوده، يعني بعض الناس إذا أراد أن يصف شخصاً متميزاً عن غيره، وأنه لا نظير له قال: هذا، هاه؟ طالب:. . . . . . . . . لا، يقولون: الكبريت الأحمر، ما الذي يميز الأحمر عن الأخضر؟ هاه؟ طالب:. . . . . . . . .

نعم ندرته بقلته، هذا بالنسبة للمخلوق وما يتعلق بمخلوق شبهه بما شئت مما يشبهه ولو من وجه، لكن الباري -جل وعلا- الذي لا تبلغه الأفهام، ولا تدركه الأوهام، ولا نظير له يقاس عليه أو يشبه به؛ لأن الشيء، حقيقة الشيء إنما تدرك بالمشاهدة وبالشبيه والنظير الذي يمكن أن يقال أنه مثل فلان أو علان، وما دام الأمر كذلك، وليس عندنا أي وسيلة لمعرفة ما يتعلق به -جل وعلا- إلا ما جاء عن طريقه هو، وأخبرنا به عن نفسه. . . . . . . . . . بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا حينما يقول الله بجسم أو ليس بجسم، منهم من يقول: جسم، ومنهم من يقول: ليس بجسم، حينما ينفون الجسمية يريدون أن يتوصلوا بها إلى نفي الصفات، يريدون أن يتوصلوا بها إلى نفي الصفات؛ لأن من لازم الصفات والأبعاض أن يكون جسماً، وهذه الكلمة لا بد فيها من الاستفصال فإن كان مرادهم بلفظ الجسم أنه هو المتصف بالصفات، المتصف بالصفات، فلا شك أنه حق، وإن أرادوا بالجسم الذي يشبه الأجسام فإن هذا لا شك أنه باطل، وعلى هذا إذا كان اللفظ محتملاً لحق وباطل نعم لا بد من الاستفصال فيه، فلا يطلق بإطلاق، ولا ينفى بإطلاق، وهذه الطريقة هي المأثورة عن السلف، فما جاء إثباته أثبتناه، وما جاء نفيه نفيناه، وما جاء، وما لم يرد فيه شيء توقفنا فيه، {لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} [(32) سورة البقرة]، بينما المتكلمون ما جاء إثباته نفوه، وما جاء نفيه، لا اللي ما جاء فيه شيء هو الذي في الدنيا، الذي لم يرد فيه نفي ولا إثبات أثبتوه، بينما الذي جاء إثباته نفوه، وهذا علامة خذلان، وضلال، نسأل الله السلامة والعافية. "ذو العلا" سبحانه قد استوى كما ورد ... من غير كيف قد تعالى أن يحد

"سبحانه قد استوى"، الاستواء جاء في سبع آيات من القرآن الكريم فإثباته متعين، وتأويله على أي حال من الأحوال لا يجوز، والقول بأن هذا تأويل يعني ما يسلكه المتكلمون الذين لا يثبتون الاستواء، ويؤولونه بالاستيلاء هذا حقيقة الأمر أنه ليس بتأويل، وإنما هو تحريف للكلم عن مواضعه، التأويل إذا وجد ما يمنع من إرادة المعنى الظاهر، إذا وجد ما يمنع؛ لأن عندنا ظاهر ومؤول، راجح ومرجوح، يعني من حيث أصل الكلمة، ثم بعد ذلك تعدل عن الظاهر إلى التأويل لصارف بدليل يصرف هذا اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى المرجوح، لكن ليس عندهم دليل، عندهم بيت مصنوع. قد استوى بشر على العراق ... . . . . . . . . . مراده استولى، وإن أمكن تأويله عند بعضهم وأن الاستواء هنا الاستيلاء هنا بمعنى الاستواء والارتفاع والعلو، علا عليهم، وارتفع عليهم، سواءً كان حسياً أو معنوياً. "سبحانه قد استوى كما ورد"، يعني في سبع آيات من القرآن من غير كيف، لما سئل الإمام مالك وقبله شيخ ربيعة، ويذكر عن أم سلمة، كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، وأمر بإخراجه، نعم المبتدع الذي يخشى من تأثيره على الناس، يخرج، ويمنع من مخالطة الناس، هذا إذا لم يمكن أطره على الحق، أما الحرية حرية التعبير حرية الاعتقاد هذه ليست في الإسلام، في عندنا حق وباطل، إذا اعتقد شيئاً، ولم يخش على الناس منه، ولا أظهره للناس؛ لأنه منكر تجب إزالته، فالمبتدعة موجودون على مر العصور، لكن إذا أظهر اعتقاده وخشي من، من تأثيره على الناس لا بد من منعه. سبحانه قد استوى كما ورد ... من غير كيف. . . . . . . . . الكيف مجهول. . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . قد تعالى أن يحد

وهنا نفى الحد عن الله -جل وعلا- وهذا مثل ما تقدم، لم يرد به نص، لا نفي ولا إثبات، فلا يجوز إطلاقه ولا نفيه، ويستفصل فيه إذا ورد في كلام أحد ما مرادك بالحد؟ فإن أراد بالحد أنه متميز عن غيره متميز عن غيره بائن من خلقه كما تعرف حدود الأشياء التي تميزه عن غيره، بحيث لا يختلط بغيره، فالله -جل وعلا- مستو على عرشه بائن من خلقه، وإن أراد أنه لا يحد، يعني لا يعرف فمعرفته بما جاء عنه ممكنة، بما جاء عنه فقط، يعني لا يزيد على ما جاء عنه، ويأتي -جل وعلا- يوم الفصل بالصفة التي يعرفونها، فهو يعرف بصفاته التي ذكرها في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فماذا عن من ينكر هذه الصفات؟ هل يسجد له إذا رآه على الصفة التي جاءت في الكتاب والسنة؟ لأنه لا يعرف، إذا ما يثبت صفات ما يعرفه، ولا طريق إلى معرفته إلا بصفاته؛ لأنه يأتي على غير صفته، فيقول المؤمنون: لست ربنا، ثم يأتي على صفته التي ذكرها فيسجد ويخر المؤمنين سجداً له -جل وعلا-، فهذا من أعظم ما، ومن أخوف ما يخاف على هؤلاء المبتدعة، أنهم كيف يسجدون وهم لا يعرفونه؟ جاء عن بعض السلف ذكر الحد، ذكروا عن الإمام أحمد قوله: وهو على العرش بلا حد، ثم قال: قد استوى على العرش، أي استوى كيف شاء، ليس كمثله شيء، ولا ينافي يقول: ما نص عليه هو يعني أحمد وغيره من الأئمة كابن المبارك، قالوا: على العرش بحد، في الأول قال: بلا حد، وفي الثاني قال: بحد، قال أحمد: هكذا هو عندنا، يعني أنه عال على عرشه بائن من خلقه، وكل هذا يدور على ما المراد من معنى الحد، فإن كان المراد به المعنى المقبول وأنه بائن من خلقه مستو على عرشه، بائن من خلقه فهذا الكلام صحيح، وإن أريد به أنه لا صفة له تحدده وتميزه فإن هذا ممنوع. يقول ابن القيم: المبتدعة يقولون: ننزه الله عن الحدود والجهات أنه ليس فوق السماوات ولا على العرش، يريدون بقولهم هذا أنه ليس فوق السماوات، ولا على العرش ولا يشار إليه، ونحو ذلك، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. فلا يحيط علمنا بذاته ... كذاك لا ينفك عن صفاته

{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [(110) سورة طه]، يعني لا يعرفون مما يتعلق به -جل وعلا- إلا ما ورد في كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، ويعرفون المعاني، مع ذلك لا يعرفون الكيفيات؛ لأنها حجبت عنهم، ولا سبيل إلى معرفتها، وحكم السلف على من سأل عن الكيفيات بأنه مبتدع، فلا عندهم من ذلك أكثر مما أخبرهم الله -جل وعلا- به، فليست هذه الصفات مجردة عن المعاني، ولا تعرف كيفياتها، فمذهب أهل السنة وسط بين من يدعي الكيفية وبين من ينفي المعنى، فضلاً عن من ينفي الصفة، الذي ينفي المعنى هم المفوضة، والذين يدعون الكيفية هم الممثلة، والذين ينفون الصفة من أصلها هؤلاء هم المعطلة، والذي يثبت الصفة بلا كيف مع علمه ومعرفته بالمعنى هؤلاء هم أهل السنة والجماعة. طالب:. . . . . . . . . نعم؟ طالب:. . . . . . . . . إيش هو؟ طالب:. . . . . . . . . لا ما أنا موجود. يقول الناظم -رحمه الله تعالى-: فلا يحيط علمنا بذاته ... . . . . . . . . . كما قال -جل وعلا-: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [(110) سورة طه]. . . . . . . . . . ... كذاك لا ينفك عن صفاته التي اتصف بها، يعني لا ينفك، يعني لا يتجرد عنها، أما بالنسبة للصفات الذاتية الخبرية التي هي بالنسبة لنا أبعاض فهذا لا إشكال فيه، وبالنسبة للصفات الفعلية التي هاه؟ طالب:. . . . . . . . . نعم بالنسبة للصفات الفعلية التي متعلقة بمشيئته، مثل الكلام، ومثل النزول، ومثل غيرها من الصفات التي يفعلها ويتركها، فكونه ينزل في الثلث الأخير من الليل إذا قلنا: أنه لا ينفك عن هذه الصفة، قلنا: إنه نازل باستمرار، الكلام يتكلم متى شاء، مقتضى قولنا: لا ينفك عن صفاته أنه يتكلم باستمرار، وكذلك المجيء والإتيان، وغيرها من الصفات التي تتعلق بمشيئته، إذا شاء فعل، وإذا شاء ترك، كلها ترد على هذا الشطر. فكل ما قد جاء في الدليل ... فثابت من غير ما تمثيل

هذه قاعدة عند أهل السنة والجماعة أن كل ما دل الدليل الصحيح عليه فإنه يثبت لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته من غير تمثيل، من غير ما تمثيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فيثبت {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} وينفى المثل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، ثم أخذ يذكر أمثلة لهذه الصفات الثابتة من رحمة ونحوها كوجهه ... ويده وكل ما من نهجه من رحمة إثبات صفة الرحمة، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [(156) سورة الأعراف]، {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [(56) سورة الأعراف]، وتؤخذ من اسميه الرحمن، والرحيم، وهي صفة تليق بجلاله وعظمته، نثبتها كما أثبتها لنفسه، فلا نتعرض لها نفياً ولا تحريفاً عن معناها؛ لأن المبتدعة الذين ينفون هذه الصفة يؤولونها باللازم، بإرادة الإنعام، كما أنهم يؤولون ما يقابلها من الغضب والسخط بإرادة الانتقام، وكل هذا تحريف للكلم عن مواضعه، تثبت الصفة كما أثبتها الله. "ونحوها كوجهه"، كوجهه الوارد في النصوص، كقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ} [(27) سورة الرحمن]، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ} {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [(88) سورة القصص]، فصفة الوجه ثابتة لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته. "ويده"، وكذلك اليد ثابتة بالنصوص القطعية من الكتاب والسنة، ودل الكتاب على أنهما يدان لله -جل وعلا-، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص]، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [(64) سورة المائدة]، وجاء أيضاً في السنة، وجاء في السنة ما يدل على أنهما اثنتان، والتثنية لا يدخلها المجاز، ما يقال: أطلق الاثنين وأراد الواحد، أو أطلق الاثنين وأراد الثلاثة، لا، الجمع يطلق ويراد به الواحد، والواحد يطلق ويراد به الجنس، لكن التثنية لا تقبل مثل هذه الاحتمالات، فهما يدان لله -جل وعلا- يثبتان كما جاء عنه وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-: ((وكلتا يديه يمين)). . . . . . . . . . ... ويده وكل ما من نهجه

كل ما جاء عنه من الصفات الثابتة له -جل وعلا- بنصوص الكتاب والسنة لا بد من إثباته على ما تقدم. "وعينه"، هاه؟ طالب: ... إيش فيهم؟ طالب: .... هم عينان وإلا كم؟ في النصوص؟ في النصوص؟ طالب:. . . . . . . . . {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} [(14) سورة القمر]، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [(39) سورة طه]، ((إن الله ليس بأعور)) يعني نقف على ما وقفنا، فهل فيه ما يدل على أنهما اثنتان؟ هنا يقول: مذهب السلف إثبات العينين لله حقيقة على ما يليق بذاته وعظمته، لا كعين المخلوق، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [(48) سورة الطور] {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}، ولا شك أن الجمع لا ينفي التثنية، الجمع لا ينفي التثنية، لكن التثنية تنفي الجمع، الجمع لا ينفي التثنية، كما أن الجمع لا ينفي الوحدة؛ لأن العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع؛ لأن العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [(3) سورة الدخان]، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} [(9) سورة الحجر]، كما أشار إلى ذلك الإمام البخاري في صحيحه. "وعينه"، يقول هنا: قال تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}، {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} فدلت الآيات على أن لله عينين، والقاعدة أن المثنى إذا أضيف إلى نون الجمع أتي به بصيغة الجمع، أتي به بصيغة الجمع، وإذا أثبتت العين اليمنى ((فإن الله ليس بأعور)) في حديث الدجال ((أعور العين اليمنى)) وقوله: ((فإن الله ليس بأعور)) يعني هل يفهم منه من باب المقابلة للدجال الأعور، وأن له عينين إحداهما سليمة والأخرى عوراء، هل يلزم من باب المقابلة من باب الاستدلال والتقابل أن لله عينين؟ لكنه ليس بأعور، نعم أثبتوا العينين، لكن الآن ما يحضرني غير ما ذكرنا من النصوص التي فيها الإفراد والجمع. طالب:. . . . . . . . . من رواه؟ طالب:. . . . . . . . . العقيلي؟ في الضعفاء هذا. طالب:. . . . . . . . . إيه؟ طالب:. . . . . . . . . إذا جاءت مفردة فهي واحدة، لكن إذا أضيفت تريد بها الجنس، هي مرة جمعت، ومرة أضيفت، هاه؟ طالب: ...

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [(1) سورة الملك]، جنس، ما ينفي التثنية، ما ينفي، ((لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على منكبه شيء)) وفي الرواية الأخرى: ((ليس على منكبيه)) يراد بذلك جنس المنكب، فإذا أضيف أريد به الجنس. "وعينه وصفة النزول"، النزول ثابت بالحديث المتواتر: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى الثلث الآخر من الليل فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له ... )) إلى آخره حديث النزول ثابت، وقد بلغت رواياته حد التواتر. "بلا كيف"، ولا ندخل في تفاصيل هل يلزم منه حركة أو لا يلزم منه؟ إلا أن منهم من أثبت مع نزوله عدم خلو العرش. طالب:. . . . . . . . . كيف؟ طالب:. . . . . . . . . ولا يلزم، لكن مع ذلك أدلة العلو، وأدلة الاستواء يلزم منه أنه مستو على عرشه، أنه مستو على عرشه فقرر جمع من أهل العلم أنه ينزل كل ليلة ولا يخلو منه العرش، وهذه من الأمور التي لا يدركها العقل البشري، مهما تأمل، مهما دقق، مهما نظر لا يمكن أن يحتملها العقل البشري إذا استرسل فيها، فليس لنا إلا أن نقول: سمعنا وأطعنا. . . . . . . . . . وصفة النزول ... وخلقه فاحذر من النزول "وخلقه" {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [(62) سورة الزمر]، وصفة الخلق ثابتة بالكتاب والسنة والحس والفطرة والواقع واقع المخلوقات، كلها يدل على أن لها خالق.

"وخلقه فاحذر من النزول"، يعني احذر من النزول، الآن الإنسان مرتفع بدينه وإسلامه، ويكون ارتفاعه بقدر تحقيقه لهذا الدين وتمسكه به، فإذا اختل هذا التحقيق والتمسك نزل، نزل إلى أن يصل إلى الحضيض المناقض لهذا العلو للشرك، وقد يقرب منه بالبدعة المغلظة، إذا أخرجته من الدين هذه البدعة صار مثل المشرك في الحضيض، في الحضيض الداني، وينزل من علوه بدينه، والتزامه وتمسكه به، بقدر مخالفته، فاحذر أن تنزل عن هذا العلو الذي هو منحة إلهية، اختصك الله به، وحباك إياه، دون من لم يوفق من البشر الذين هم في الحضيض، فإذا الإنسان أثبت ارتفع؛ لأن هذا دليل على التزامه وتمسكه بدينه، فإذا نفى أو شبه أو عطل، أو خالف السلف فيما يقولون؛ لأنهم هم الطبقة العليا بالنسبة للمنتسبين لهذا الدين، ومن خالفهم ينزل بقدر مخالفته لهم. "فاحذر من النزول" فسائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال سائر الصفات التي تقدم ذكرها من الصفات الذاتية، والصفات الفعلية، والخبرية التي هي بالنسبة لنا يمكن أن يعبر عنها بأنها أبعاض، صفات. سائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال قديمة، قديمة الاستواء قديم، النزول قديم، قديمة وإلا ليست قديمة؟ طالب:. . . . . . . . . هل نقول إن النزول مثل الكلام مثل الخلق ومثله الاستواء؟ الاستواء ما حصل إلا بعد ما خلق العرش؛ لأنه استوى على العرش، والخلق الخلق أصله نوعه قديم، ما في إشكال، لكن ما يقال إن الاستواء نوعه قديم، نوعه بعد خلق العرش وكذلك النزول بعد خلق السماوات. فسائر الصفات والأفعال ... قديمة لله ذي الجلال فالإطلاق الذي ذكره المؤلف يحتاج إلى شيء من التقييد، لكن بلا كيف على ما تقدم أنه لا يجوز تخيل الكيفية ولا السؤال عنها، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ما سألوا النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك. "بلا كيف ولا تمثيل"، ليس كمثله شيء، فالتمثيل منفي بنص القرآن، رغماً لأهل الزيغ والتعطيل، رغماً لأهل الزيغ والتعطيل، أي من المبتدعة الذين إما أن يعطلوا الله -جل وعلا- عن صفاته، وينفون ما أثبته لنفسه، أو يبالغون في إثباته حتى يصلوا إلى حد التكييف والتمثيل، وتشبيه الخالق بالمخلوق.

نمرها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل وغير فكر "نمرها" يعني نقرأها ونعرف معانيها، لكن الكيفيات لا يمكن وصولنا إليها، "نمرها كما أتت في الذكر"، الذكر في الأصل هو القرآن، ومثله السنة، وجاء عن بعض السلف: أمروها كما جاء، لكن مع اعتقاد أن لها معاني، ولا مانع من البحث في هذه المعاني، لكن الممنوع هو البحث في الكيفيات، نمرها كما أتت في الذكر ... من غير تأويل وغير فكر "من غير تأويل وغير فكر"، يعني من غير تفكر فيما وراء المعنى من الكيفيات التي هي صارت سبباً لضلال من ضل، التفكر في هذه الصفات صارت سبباً في أول الأمر قرءوا النصوص، ثم بالغوا في إثباتها، وكيفياتها، فلما لم يصلوا إلى نتيجة نفوها، فالمعطل ما وصل إلى التعطيل إلا بعد أن جاز قنطرة التمثيل. قال بعد ذلك: ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت حقاً والعمى لما ذكر ما يجب أن يثبت لله -جل وعلا- من الصفات التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ذكر ما لا يجوز إثباته، ما لا يجوز إثباته، بل يستحيل إثباته؛ لأنه مناقض لما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- من صفات الكمال، ويستحيل الجهل، الله -جل وعلا- عليم، وعلام الغيوب، يعلم السر وأخفى، كيف يوصف بالجهل؟ ويستحيل الجهل والعجز هذا مستحيل لذاته وإلا لغيره؟ الجهل والعجز؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . الله -جل وعلا- ثبتت له صفة العلم والقدرة، واستحالة الجهل والعجز لذاته أو لغيره؟ يعني هل استحالته لأن فيه جمعاً بين النقيضين، أو لأن الله -جل وعلا- لا يمكن أن يتصف بهذه الصفات؟ إي لذاتها؛ لا يمكن أن يتصف؛ لأنه موصوف بصفات الكمال، فكيف يوصف بصفات النقص. ويستحيل الجهل والعجز كما ... قد استحال الموت. . . . . . . . . لأنه هو الحي القيوم، هو الباقي، هو الباقي، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [(27) سورة الرحمن]، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [(26 - 27) سورة الرحمن]، والحكم على بعض المخلوقات بأنها لا تفنى لا يعني أنها مشاركة لله بهذه الصفة. ثمانية حكم البقاء يعمها ... من الخلق والباقون في حيز العدم

هي العرش والكرسي نار وجنة ... وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم "قد استحال الموت حقاً" لأنه هو الحي القيوم، الحي الحياة المطلقة الكاملة التي لا يعتريها نقص ولا فناء، ونقص بوجه من الوجوه ولا انقضاء ولا فناء. "حقاً والعمى"، جاء نفيه، نفي العمى طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب: .... ليس بأعور، وإذا نفي عنه العور؛ لأنه نقص، فلأن ينفى العمى من باب أولى. فكل نقص. فكل نقص قد تعالى الله ... عنه. . . . . . . . . لأن الله -جل وعلا- متصف بصفات الكمال، وكل كمال يتصف به المخلوق فالخالق به أولى، وكل نقص ينزه عنه المخلوق فالخالق عنه من باب أولى. فكل نقص قد تعالى الله ... عنه فيا بشرى لمن والاه {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى} [(62 - 64) سورة يونس]، فالبشرى لأولياء الله، ولذلك قال، ختم هذا الفصل بقوله: "فيا بشرى لمن والاه"، والموالاة تكون من الطرفين لمن كان ولياً لله -جل وعلا- بأن والى الله أو والاه الله، ولا بد المفاعلة هذه من أن تكون الموالاة من الطرفين. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

شرح نظم عقيدة السفاريني (10)

شرح نظم عقيدة السفاريني (10) فصل في إيمان المقلد الشيخ/ عبد الكريم الخضير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا يقول: ذكرتم بالأمس أنه ما من صفة كمال للمخلوق إلا وهي لله -عز وجل- من باب أولى، فكيف نوفق بين هذه العبارة وكون المخلوق يحتاج للنوم الذي هو صفة كمال بالنسبة له، ولا تليق بالله -جل وعلا-، وكذلك النكاح وطلب الولد الذي يعتبر صفة كمال للمخلوق ولا تليق به -سبحانه وتعالى-؟ هذه تذكر في مثل هذا المقام بلا شك، والعلماء يستثنونها، ما من صفة كمال لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه، أما هذه الصفات التي ذكرت من النوم للمخلوق، أو طلب الولد للمخلوق فإنها ما حصلت إلا بعد نقص؛ لأن المخلوق محتاج إليها، فهي في الأصل صفة نقص ليست بصفة كمال، هي في الأصل صفة نقص ما احتاج للنوم إلا ليرتاح، وما احتاج للولد إلا ليعينه على نوائب الحياة، فهي صفة نقص، وليست بصفة كمال، هذا الأصل فيها، لكن كون الناس يقدرون هذا الأمر، ويجعلون الذي يأرق ولا ينام صحته معتلة وناقصة هذا شيء، هذا بالنسبة للمخلوق ظاهر، والله -جل وعلا- صرح بنفيه عن نفسه، {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} [(255) سورة البقرة]، وكذلك الولد كونه كمال في نظر المخلوقين للمخلوق، هذا ظاهر، لكن الله -جل وعلا- صرح بنفيه عن نفسه، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [(3) سورة الإخلاص]، وهذه في أصلها صفة نقص، ولذا لو أضيف إلى القاعدة التي ذكرت، ما من كمال للمخلوق إلا وهو لله -عز وجل- من باب أولى، فالخالق أولى به يعني كمال لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه فما نحتاج إلى أن نستثني شيئاً، لكن إذا لم تضف هذه استثنينا مثل هذه الأشياء. جاء في المسند في أول حديث من مسند جابر -رضي الله عنه- عن الدجال مرفوعاً، عن الدجال مرفوعاً، عن هذه صيغة أداء وإلا لا؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هي صيغة أداء وإلا ويش تصير هيه؟ طالب:. . . . . . . . .

يعني عن قصة الدجال، كما قالوا في قوله: عن أبي الأحوص أنه خرج عليه خوارج فقتلوه، يعني ما هي بذي رواية عن أبي الأحوص، أبو الأحوص مات وانتهى، كيف يروى عنه؟ عن أبي الأحوص يعني عن قصة أبي الأحوص؛ لأنها تأتي عن ولا يقصد بها الرواية وإنما يراد بها ذكر القصة، وفي آخره فوضع النبي -عليه الصلاة والسلام- يده على عينه وقال: ((أشهد أن ربكم ليس بأعور))، فهل هذا يدل على إثبات العينين؟ هل وضع يده على عينه، أو على عينيه؟ ما أدري هل قال فوضع يده على عينه؟ هو الأمر المتعلق بمثل هذا الخبر ما هو بمسألة إثبات، الإثبات دلت عليه النصوص الأخرى، وإن كان العدد بالنسبة للعينين يحتاج إلى نص ملزم، ما في إلا ما رواه العقيلي وما تفرد به العقيلي حكمه الضعف عند أهل العلم. وما نمي لعق وعد وخط وكر ... ومسند الفردوس ضعفه شهر وما نمي لعق يعني العقلي، وعد ابن عدي، وكر يعني ابن عساكر، ومسند الفردوس ضعفه شهر. يعني كل ما نمي إلى هذه الكتب فهو ضعيف مشهور عند أهل العلم، فما يستقل به العقيلي أو ابن عدي، أو ابن عساكر هذا حكمه الضعف، يعني ما يتفرد به، فمثل هذا الخبر ما يثبت به أن لله عينين، نعم يثبت له البصر، ويثبت له العين، لكن العدد الله أعلم به، حتى نقف على نص ملزم، من الاستنباطات والأشياء التي ذكرها أهل العلم أن نعم. طالب:. . . . . . . . . كمل، كمل خلونا نتذكر. طالب:. . . . . . . . .

نعم أريد أن أقول مثل هذا أنه لما يقول: أعور، يعني كونه -جل وعلا- ليس بأعور في مقابل أن الدجال أعور، يعني يمدح بكثرة العيون بأكثر من عينين أولى من أن يمدح بكونه ليس بأعور، يعني لو كان هناك أكثر من عينين ما احتاج إلى أن يقول: ليس بأعور، نعم هذا أيضاً قالوه، وأن من فقد عيناً من العيون ليس بأعور، إنما الأعور الذي لم يبق له إلا واحدة، لكن هذا يحتاج إلى. . . . . . . . . يحتاج إلى ما يسنده مثل هذا الكلام، يحتاج إلى ما يسنده؛ لأن هذا الباب توقيفي ما يحتاج إلى اجتهاد، هذا الذي في خبر جابر، هل وضع اليد على العين حينما تتلى النصوص أو على السمع، أو على البصر من باب التشبيه؟ وضع يده على عينه -عليه الصلاة والسلام- ليبين أنها عين حقيقية، ليست بمجاز ولا يدخلها المجاز، إنما هي حقيقية كما أن عين النبي -عليه الصلاة والسلام- حقيقية وأبو هريرة لما تلا: {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [(134) سورة النساء]، وضع يده على أذنيه وعينيه، مما يدل على أنها حقيقة، وهل نقول في مثل هذا في بقية الصفات، يعني في حديث النزول مثلاً، الإنسان على درج، سلم ينزل، يعني كما نسب ابن بطوطة لشيخ الإسلام هل نقول من باب إثبات لأن النزول حقيقي يصنع مثل هذا؟ لا يمكن، لا، لا؛ لأن هذا يوهم التمثيل، يوهم التمثيل، فيقتصر فيه على ما ورد، ولا يزاد عليه. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . هذا ليدل على أن العين حقيقة، كما أن عين الرسول -عليه الصلاة والسلام- حقيقة لا يعتريها أدنى مجاز. طالب:. . . . . . . . . على إيش؟ طالب:. . . . . . . . . لكن وجه الاستدلال فيه غموض، فيه غموض وخفاء، وأما المسائل هذه تحتاج إلى نصوص ملزمة والأصل التوقف. يقول: الأحاديث الأخبار التي أوردها ابن رجب -رحمه الله- في كتابه أهوال القبور وما مدى صحتها، وهل هناك تحقيق لهذا الكتاب؟ لا ما أعرف أنه حقق يعني تحقيقه، طبع أكثر من مرة، ويدعى تحقيقه وتخريجه، لكن ليس فيه تحقيق مرضي من كل وجه؛ لأن أكثر ما في الكتاب أخبار ورؤى ومنامات، يصعب إثباتها، يصعب إثباتها، لكن ابن رجب -رحمه الله- ثقة فيما ينقل.

يقول: كيف الجمع بين قول شيخ الإسلام أن القرآن مكتوب مفصلاً في اللوح المحفوظ، وبين أنه كلام الله، أن كلام الله ومنه القرآن آحاده حادثة تنزل حسب مقتضى الحال؟ يعني ما يمنع أن يكون مكتوب في اللوح المحفوظ، وإذا اقتضى الحال نزول شيء منه ينزل؛ لأنه لم ينزل جملة واحدة، هو نزل منجماً، هو نزل منجماً على حسب ما تقتضيه الأحوال. هل هذه المقالة صحيحة: فطور التمر سنة رسول الله سنه يحلي به؟ لا ما تجي. فطور التمر سنة رسول الله سنه فاز من يحلي به، من يحلي به، إيش؟ يحلي به الإنسان سنه؟ هم يبونه شعر بيتين. هل هذه المقولة سنة؟ يعني فطور التمر سنة، يفطر على تمرات، رسول الله سنه، يعني صحيحة، ومن يحلي به، يحلي به الإنسان سنه، هذا ويش المانع منه، أنه يحلي، هو حلال لكن الكلام هل يتحلى به السن، أو ما فيه حاسة الذوق؟ السن ما فيه حاسة للذوق لكنه من باب الإيش؟ طالب:. . . . . . . . . لا، لا ما هي بضرورة من باب الطباق، يسمونه طباق تام، طباق تام. يقول: ألا يتعارض هذا مع أول سورة براءة، ونهي المشركين عن أن يقربوا المسجد الحرام، أم هم خارج الحرم فحينئذ لا تعارض؟ هذا السؤال، ألا يتعارض هذا، نريد بيان هذا؟ طالب:. . . . . . . . . ويش هو؟ طالب:. . . . . . . . . ويش الموجود الآن؟ طالب:. . . . . . . . . جاءوا ليحاربوا، جاءوا للحرب، هم جاءوا بإذن؟ هم جاءوا بإذن؟ ما جاءوا بإذن، ولا أذن لهم أن يقربوا المسجد الحرام، لكن جاءوا من أجل أن يحاربوا، تبركوا ما أشركوا إلى الآن، أو يعني، هل هم رأوهم بالفعل في هذا الوقت، أو كانوا يعرفون أنهم يتبركون، وبعدين المسألة، المسألة الآن يمكن مكة كلهم ما بعد أسلموا، دخلوا في دين الله أفواجاً، لكن ما يمنع أن منهم أفراداً تأخروا قليلاً. هل هناك وقت محدد لإكمال الشرح، وإن لم يكن هناك وقت فأقترح وضع يومين في الأسبوع خلال العام الدراسي؟ كل هذا -إن شاء الله- يدرس في وقته. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . الله المستعان اللي نقدر عليه نبي نسويه إن شاء الله.

هناك شركة تروج بضاعتها بطريقة إعطاء المشتري هدية له كمائة ريال مثلاً على أن تتفق معه بشراء مبيعاته للمحل الذي هو فيه بغير علم صاحب المحل، فيشتري منهم بضاعة أكثر، وينزل للمحل أكثر، أكبر قدر من البضاعة نظراً للهدية المقدمة له من الشركة فما حكم ذلك من البائع والمشتري، بائع الشركة والمشتري هذا الوسيط بين صاحب المحل والشركة؟ هذا أقرب ما يكون للرشوة، هذه رشوة. وما حكم العامل الذي هو في الشركة يجبر على فعل ذلك؟ حكم العامل الذي هو في الشركة يجبر على فعل ذلك، بأن يعطي هذا العامل؟ لأنه وسيط، هو الرايش، وإذا لم يفعل لما أنتج في الشركة وأصبح خاسراً؟ على كل حال هذه الأمور داخلة في حيز الرشوة. وما حكم العمال الآخرين في الشركة البائعة كالموظف في المكتب ونحوه، هل رواتبهم وأجورهم تعتبر من كسب حرام؟ هم إذا تعاونوا معاً، مع الراشي ومع المرتشي لا شك أن هذا من التعاون على الإثم والعدوان. يقول: أنا طالب علم مبتدئ ولكن تصيبني بعض الشكوك في العقيدة فما نصيحتك لي؟ لا شك أن الذي لم يتمكن العلم في قلبه ويطلع على مثل هذه الأقوال، وهذه الآراء، وهذه الاختلافات قد يصاب بشيء من ذلك، لكن إذا لم يلتفت إلى هذه الشكوك ويتمسك بما جاء عن الله وعن رسوله بصدق وإخلاص فإنها لن تضرك -إن شاء الله-. يقول: هذا، يقول: زوجتي حامل ونزل الدم، فلما ذهبنا للكشف عليها وجدنا أن هناك كيساً، كيس حمل بدون جنين، فهل تصلي وماذا يسمى الدم؟ هذا دم فساد، إن لم يصادف وقت العادة فهو دم فساد لا يلتفت إليه، فتصوم وتصلي. هذا زائر يبدو أنه رجل يقول: بعض الأخوات قد قالوا لي. طالب:. . . . . . . . . ما أدري والله، هو يقول زائر. بعض الأخوات قد قالوا لي أن ارتداء الخاتم بأصبع التشهد حرام، ما رأيكم؟ الخاتم من أراد به الاقتداء فإما أن يلبسه في الخنصر أو البنصر، والبنصر أكثر من اليمين، هذا بالنسبة للرجل، وأما بالنسبة لحلية المرأة فلتلبسه فيما شاءت. يقول: الدورة القادمة في أبها ما هو كتاب التفسير الذي سيشرح؟

كما اعتدنا في العادة يعني جرت العادة أنه تفسير المفصل من الجلالين، المفصل من تفسير الجلالين، وسوف يكون -إن شاء الله- في سورتي الواقعة والحديد. ما حكم المناظرات بين السنة والرافضة في قناة المستقلة؟ هذه المناظرات لا شك أنها لها آثارها السيئة وأثرت بالفعل، في البيوت بعض العوام حصل عندهم بعض الريب والشك، ولا تطلب ابتداءً، لا يجوز طلبها ابتداءً على ملأ من الناس، لكن إذا وجد وألزم الناس بها وهي قائمة قائمة، فعلى أهل العلم أن يتصدوا لهؤلاء ويردوا عليهم بالنصوص، ولا ينبغي لطالب علم مبتدئ أن يتصدى لها بحيث إذا ضعف، وضعفت حجته نسب الضعف إلى المذهب، لا، يتصدى له أعلم ما في الطائفة، وأقدرهم على المحاجة، وأحضرهم بديهة؛ لأن الحجاج يحتاج لمثل هذا؛ لئلا ينسب الضعف للمذهب، وهذا كله إذا أجبر الإنسان عليه، أما ابتداءً فلا. من أراد مواصلة دراسته للدراسات والجهات المسئولة في التعليم العالي ترغمه بالخروج إلى خارج المملكة فبماذا تنصحونه علماً بأن تخصصه موجود مثيله في المملكة ولكن فيه من التعقيدات الكثير، ولا يقبلون كما في الخارج بل يضعون العراقيل حتى لا يقبل المتقدم؟ على كل حال مثل هذا ليس بضرورة، ليس بضرورة تبيح السفر إلى بلاد المشركين، والكفار، والإقامة بينهم حكمها معلوم، حرام إلا لمن لا يستطيع الهجرة، من المستضعفين، هذا إذا كان البلاد بلاد كفر، وأما إذا كان ينتسب أهلها للإسلام والإسلام فيها ظاهر، فالأمر أسهل. طالب: .... لا، ما هي بضرورة، ما لها من ضرورة أبداً، ما نحتاج إليه كله موجود عندنا، ونحن الأصل فيه. هذا يسأل عن شخص من أهل العلم بعينه ويطلب رأيي فيه، وكذا؟ أنا جرت عادتي ألا أتكلم في الأشخاص مهما كان، إلا إنسان يخشى من بدعته، ولا يكفي في ذلك التلميح، والتعريض، ويتعين حينئذ التصريح يصرح به، أما بالنسبة لغير هذا النوع فأنا لا أتكلم فيه؛ لأن الأهواء الآن هي التي تقود الناس، مهما تكلمت في شخص يقتنع به آخر، يقتنع به فئة، ويعارضهم آخرون، لن يقبل منك، المسألة محسومة ومنتهية، الناس لهم قدوات، ولهم رموز اقتنعوا بهم لن تغير قناعاتهم، على كل حال الكلام في الأشخاص أنا لا أرتضيه إطلاقاً.

يقول: ثلاث مهلكات، قيل، وقال، لا، أمرنا بثلاث ونهانا عن ثلاث: قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال؟ المقصود بالقيل والقال كثرة الكلام فيما لا ينفع، كثرة الكلام فيما لا ينفع، ومن باب أولى فيما يضر، وكثرة السؤال يعني كما جاء في الحديث الصحيح، وهذا حديث في الصحيحين، الحديث المذكور صحيح بلا إشكال، كما جاء في الحديث الآخر: ((إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤال، بكثرة مسائلهم نعم، واختلافهم على أنبيائهم)) وكيف ينجو المرء من القيل والقال إذا كان يعيش في وسط عائلة يكثر فيها الكلام؟ إذا كان في عائلة يكثر فيها الكلام، أو في مجتمع، أو في بيئة يكثر فيها القيل والقال سواءً كانوا في عمل أو في أمر يجمعهم على شيء فليعتزلهم بقدر الإمكان. طالب:. . . . . . . . . نعم؟ طالب:. . . . . . . . . هاه؟ إيش فيه؟ طالب:. . . . . . . . . إيه؟ طالب:. . . . . . . . . إلى الله المشتكى، هذه مسؤولية، مسؤولية ولاة الأمر والمسئولين عنهم المباشرين. طالب:. . . . . . . . . وكذلك. . . . . . . . . أسوأ، على كل حال هذا الأمر منوط بولي الأمر الإمام الأعظم السلطان، ثم بعد ذلك كل شخص يسأل عنه ولي أمره المباشر. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-: فصل في ذكر الخلاف في صحة إيمان المقلد، في صحة إيمان المقلد: يقول: وكل ما يطلب فيه الجزم ... فمنع تقليد بذاك حتم "كل ما يطلب فيه الجزم": يعني مسائل الاعتقاد التي لا يكتفى فيها بالظن، مبنية على أدلة تقتضي الجزم، ولا يكفي في مسائل الاعتقاد الظن الراجح الغالب، إنما العقيدة لا بد أن تكون مجزوماً بها لا تحتمل النقيض، لا تحتمل النقيض بوجه من الوجوه، فإذا وجد شك أو تردد في مسائل الاعتقاد فإنه لا يسمى اعتقاداً حينئذ، لا بد فيه من الجزم، فإن كان الاعتقاد المجزوم به مطابقاً للواقع فاعتقاد صحيح وإلا ففاسد. "ما يطلب فيه الجزم" هذه هو مسائل العقيدة.

"فمنع تقليد بذاك حتم": يعني لا يجوز فيه التقليد، وإنما على الإنسان أن يتوصل إلى ما يجزم به من مسائل الاعتقاد بنفسه، لا بد من الاجتهاد في جميع مسائل الاعتقاد لجميع المسلمين، بما في ذلك العوام وكل ما يطلب فيه الجزم ... فمنع تقليد بذاك حتم لكن هل التكليف بهذا بالنسبة لمن ليست لديه أهلية النظر والاجتهاد ومعرفة النصوص، هل هذا متصور؟ هل يمكن تصور هذا؟ لا شك أنه تكليف بما لا يطاق، تأتي إلى عامي لا يقرأ ولا يكتب تقول: مسائل الاعتقاد لا يكفي فيها التقليد، هذا قول معتبر عند أهل الكلام، هذا قول معروف يلزمون به. وكل ما يطلب فيه الجزم ... فمنع تقليد بذاك حتم هذا الذي جزم به المؤلف في البيت الأول، وسيذكر القول الثاني، وهو القول المعروف عند أهل العلم، وهو الذي يمكن تصوره، أما هذا لا يمكن تصوره، يعني عوام لا يعرفون، قد يكون كثير منهم لا يقرأ القرآن ولا من المصحف، ولا يستحضر أدنى نص، نعم الإيمان الإجمالي يكفيه هذا لا يلزم بالتفاصيل، لكن مع ذلك حتى الإيمان الإجمالي يعني مقتضاه أنه تقول لعامي من عوام المسلمين: اذكر أركان الإيمان وما دليلك؟ يمكن ما يعرف، يؤمن بالله وملائكته إذا سئل عن الملائكة، وإذا سئل عنها أجاب، لكن لا يذكرها بنفسه، ولا يذكر دليلها، فإلزامه بمثل هذا حقيقة حرج كبير عليه. طالب:. . . . . . . . . هاه؟ طالب:. . . . . . . . . كل ما يطلب فيه الجزم، شوف وكل ما يطلب فيه الجزم فيمنع التقليد فيه حتى على العامي، بذاك حتم، فمنع تقليد بذاك حتم، وهذا قول معروف عند طوائف من المتكلمة والفلاسفة وغيرهم، يقولون: ما يكفي التقليد، العقيدة الأصل فيها أن تكون مجزوماً بها، مقطوعاً بها، وإن جاء الظن في هذا الباب فالمراد به الجزم، {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ} [(46) سورة البقرة] يعني هذا البعث، لا بد فيه من الجزم، ولا بد حتماً، يعني لا يتردد الإنسان، فإذا حصل منه أدنى تردد أو شك، ما نفع. ثم قال بعد ذلك: لأنه لا يكتفى بالظن ... . . . . . . . . . يعني ما يكفي في مسائل الاعتقاد الأدلة الظنية التي أحاديث الآحاد منها عندهم؛ لأنها لا تفيد إلا الظن.

لأنه لا يكتفى بالظن ... لذي الحجى في قول أهل الفن لكن المقرر والصحيح عند أهل العلم أن ما يكفي في العبادات يكفي في العقائد، وما تثبت به العبادات والمعاملات تثبت به العقائد، وهو ما صحت نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو نزل عن ذلك قليلاً إلى درجة الحسن، المقصود أنه في دائرة القبول حجة ملزمة في جميع أبواب الدين، العقائد والعبادات والمعاملات والفضائل كلها شرع، والشرع من عند الله، وكله متساوي الأقدام –كما يقول أهل العلم- فإذا ثبتت العبادات بالحديث الصحيح وإن لم يبلغ حد التواتر ويفيد العلم القطعي، فإنه تثبت به العقائد لأنه لا يكتفى بالظن ... لذي الحجى في قول أهل الفن هذه علة منع التقليد؛ لأنه لا يكتفى فيها، بل لا بد فيها مما يفيد العلم ولا يحتمل النقيض، ولذلك قالوا في قوله -جل وعلا-: {إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [(36) سورة يونس، ] قالوا: فيما يشترط له العلم، فيما يشترط له العلم، معناه أنهم فيه أبواب يشترط لها العلم، وهذه الأبواب هي أبواب الاعتقاد يشترط فيها العلم، ولا يكتفى فيها بالظن، {إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} لكن الظن، الظن درجاته متفاوتة، يبدأ من كونه أكذب الحديث، يبدأ من كونه أكذب الحديث، وينتهي إلى المقطوع به المجزوم به، فهو درجات يطلق على أكذب الحديث الظن، ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث)) ويطلق أيضاً على المجزوم به، {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ} [(46) سورة البقرة]، وبين ذلك مراتب. لأنه لا يكتفى بالظن ... لذي الحجى. . . . . . . . . لصاحب العقل . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . في قول أهل الفن الظن، والعلم، والشك، والوهم، تطلق على المعلوم، فإن كان هذا المعلوم لا يحتمل النقيض، سموه علماً، وإن كان يحتمل النقيض فإما أن يكون راجحاً، أو مرجوحاً، أو مساوياً، فإن كان راجحاً فهو الظن، وإن كان مرجوحاً فهو الوهم، وإن كان مساوياً فهو الشك، فهو الشك، وقيل: يكفي، هذا القول الثاني. وقيل يكفي الجزم إجماعاً بما ... يطلب فيه عند بعض العلما

"وقيل يكفي الجزم إجماعاً بما يطلب فيه"، وقيل: يكفي الجزم إجماعا بما يطلب فيه، يكفي الجزم، تجزم سواءً كان مستند هذا الجزم العلم القطعي اليقيني أو الظن، أو التقليد، أو التقليد، عند بعض العلماء، يعني يكفي الجزم في أصول الدين، ولو تقليداً، طيب إجماعاً، يكفي الجزم إجماعاً، هل هذا ينقض الخلاف السابق، القول السابق، أو أنه الجزم لا بد منه، لكن مستند الجزم هو الذي يكون فيه الخلاف؟ وهذا الكلام هو الظاهر. وقيل يكفي الجزم إجماعاً بما ... يطلب فيه. . . . . . . . . يعني بما يطلب فيه الجزم، لكن مستند هذا الجزم ولو تقليداً، ولو تقليداً، المقصود أنك تجزم، إذا سمعت مسألة من مسائل الاعتقاد لا بد أن تجزم بها، ولا تتردد فيها، سواءً توصلت إلى هذه المسالة بنفسك من خلال الأدلة أو بتقليد غيرك، كما تقلد، كما يقلد من فرضه التقليد في مسائل العبادات والمعاملات وجميع أبواب الدين، فالتقليد سائغ في باب الاعتقاد، كما هو سائغ في باب في أبواب العبادات والمعاملات. . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . عند بعض العلما وهذا هو الصحيح؛ لأن العامي فرضه سؤال أهل العلم؛ لأن العامي فرضه سؤال أهل العلم، {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [(43) سورة النحل]، فرضه سؤال أهل العلم، ولو كلف أن يجتهد ولو في مسألة واحدة لما استطاع، فضلاً عن أن يجتهد في مسائل. فالجازمون من عوام البشر ... فمسلمون عند أهل الأثر الجازمون من عوام البشر، ولو كان جزمهم بواسطة التقليد فإنهم مسلمون.

الفاء: هذه واقعة في جواب، أو في خبر الجازمون، وأل هنا، أل هذه الموصولة، أل الموصولة، الذين يجزمون، والموصول فيه شوب من الشرط، الذي يقوم فله كذا، الذي يقوم فله كذا، كأنك قلت: من قام فله كذا، وكأن الناظم قال: من جزم من عوام البشر فهو مسلم، "فمسلمون عند أهل الأثر"، وهؤلاء هم العمدة في هذا الباب وهم المعول عليهم الذين يعتمدون الآثار يعتمدون الأثر والنص، وليس المعول على أهل الكلام الذين قدوتهم الفلاسفة المتقدمون من يسمونهم بالحكماء، لا، ينبغي أن يكون عمدة هذا الفن من أوله إلى آخره النص، والأثر، فإذا كانت، إذا كان المعول في العبادات والمعاملات على الأثر، وهذا هو الأصل فيها، والاجتهاد فرع عن الأثر، والقياس على ما جاء في الأثر يعني إذا جاز التوسع في أبواب الدين الأخرى فلأن يقتصر في هذا الباب الذي هو باب الاعتقاد على ما جاء في الأثر هذا هو المتعين، وإذا كان الأمر كذلك فالمعول عليه في هذا الباب هم أهل الأثر. يقول النووي: الآتي بالشهادتين مؤمن حقاً وإن كان مقلداً، الآتي بالشهادتين مؤمن حقاً وإن كان مقلداً، على مذهب المحققين والجماهير من السلف والخلف، وقد تظاهرت بذلك الأحاديث الصحاح التي يحصل بمجموعها التواتر والعلم القطعي. الآن أهل الكلام، أول ما يجب على المكلف النظر، أو القصد إلى النظر، أو الشك، يعني لو أجبنا مثل هذا على العوام، وقلنا: إنه لا يصح إيمان المقلد إلا بالنظر، يعني ما قلنا على وجه الأرض عامي مسلم، لأخرجنا جميع العوام من دائرة الإسلام، وهذا كلام لا يمكن أن يقوله عاقل إطلاقاً، فعوام المسلمين حتى في عصره -عليه الصلاة والسلام- لا يعرفون التفصيلات، امرأة عبد الله بن رواحة لما سمعت بالشعر ظنته قرآناً، فكيف تكلف مثل هذه بهذه المقدمات الكلامية؟ خواص المسلمين قد يصعب عليهم بعض هذه المقدمات، لا شك أن هذا التكليف لا أصل له في الشرع، ولا يسنده عقل، فهو قول محدث باطل، مردود، فعوام المسلمين مسلمون مؤمنون، ولو لم يصلوا إلى هذه المسائل وهذه الأقوال باجتهاداتهم. عوام المسلمين يكفيهم الإيمان الإجمالي دون تفاصيل؛ لأنهم لا يطيقون هذه التفاصيل، وقد لا يستوعبونها، وقد لا يستوعبونها، ويبقى أن بحث هذه الدقائق من خاصة أهل العلم، وطلاب العلم. والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

§1/1