شرح كفاية المتحفظ تحرير الرواية في تقرير الكفاية

ابن الطيب

بسم الله الرحمن الرحيم يا من التحفظ بذكره كافٍ عن كفاية المتحفظِ, والتلفظ بشكره إلى بدايته تنتهي نهاية المتلفظ, إذ القصور عن إدراك التخلق به قصارى كل عالمٍ, بشهادةٍ لا نُحصى ثناء عليك, أنت كما أثنيت على نفسك, في محامد سيد العوالم, صل وسلم على سيدنا ومولانا محمدٍ المخصوص بجوامع الكلم في جميع اللغات, المؤيد على سيدنا ومولانا محمدٍ المخصوص بجوامع الكلم في جميع اللغات, المؤيد بالمعجز العظيم, الجامع لإحكام الأحكام والحكم البالغات, وعلى آله وصحابته المستمدين من فيض سحابته, وبعد: فهذا شرح تقر بتقرير تحريره عيون العيون, وتنشرح بتحرير تقريره صدور الصدور, ويستخرج كامل الغوص من عباب قاموس الرائق, من عقد صحاح جوهره المحكم الفائق, ما فيه غنية الفصيح المهذب في الورود والصدور, استخرت الله تعالى, وضبطت فيه ما يحتاج إليه المتلفظ من ألفاظ المختصر الموسوم بـ «كفاية المتحفظ» , بعد ما سألنيه جماعة من الأصحاب الجهابذة, الذين تكررت قراءتهم إياه كغيره عليّ, وطائفة من الشيوخ الأساتذة الذين كانوا يستندون في أمثاله من العلوم اللسانية إليّ, فلم يمكني إلا جبر خواطرهم بالمقابلة بالامتثال, والمساعفة بالمبادرة إلى جمع ما راموه من تقييد ما هو كالشرح لذلك الكتاب العزيز المثال, فجمعت لهم ما تاقت إليه أنفسهم

الأبية من تلك التحارير, وأضفت إليها من اللطائف الأدبية ما تتحلى بقلائد طرفه نحور النحارير, سائلًا من بحر كرم الله السائل, وفضله المبذول لكل قاصد وسائل, المأمول لتحصيل المقاصد وتوصيل الوسائل, أن يجعله من الذخائر المرجو نفعها في الدنيا والآخرة, والأعمال التي لا تنقطع بصيرورة الأجسام العظام عظامًا نخرة, وأن يعم بالنفع السائل والمسؤول, ويبلغ الجميع منا [غاية] السول, وأن يرزقنا الإخلاص فيه, وفي غيره من الأعمال, ويبلغنا بمحض فضله وكرمه جميع الآمال. ولما اتسقت في سمط المصنفات الغريبة جواهره, وتألفت في أفق المؤلفات العجيبة زواهره, وتألقت في رياض التحقيقات أزاهره, خدمت به خزانة المولى, التي خلقت للرغبة في أنواع العلوم ذاته, وجعلت, في تحصيل عوارف المعارف طيباته ولذاته, وتوجهت همته الوجيهة إلى إدراك كل غريب, وفاق بين أرباب المناصب الشرعية في ذلك كل غريب, مولى الموالي, باتفاق الموالي والموالي, أقضى قضاة الزمان, وأجمعهم للمناقب, التي انتظمت له انتظام النجم الثاقب, فضلًا عن عقود الجمان: علم إلى حلم إلى كرمٍ إلى ... عرفان أرباب المعارف والألى وشريف أخلاق وأعراقٍ وأعـ ... ـلاق تجل عن العلا وعن العلا ومناصب شرعية موروثة ... مبثوثة في الفرع عن أصل علا ودقائق وحقائقٍ لا تنتهي ... غاياتها في كل تحقيقٍ إلى

فوحدة الوجود, ووجود الوحدة من دقائقه, ووجدان الجود, وجود الجود من دقائقه, فلا يقف عن بغية المعارف, التي يقف دونه فيها كل واقف عارف, فالانتساب إليه من جميع العوارض عاصم, لأنه أعظم المعاقل وأعصم المعاصم, والانسياب إلى حوزه سدته العلية, التي هي صون عن وصم الواصم, أغنى ما يدخره المنساب إلى سدة, وأعنى ما يعده الأنجاب إلى عدة أو عدة, لأنه يغنى عن العواظم والعواصم, مولانا العلم المفرد «جلبى زاده أفندي اسماعيل عاصم»: أدام الله رفعته وأبقى ... علاها في علو وارتقاء وأسمى قدره في كل أرضٍ ... سمو البدر في أفق السماء ولا زال ملحوظًا بعين العناية, محفوظًا بواقية الوقاية: من قال آمين أبقى الله مهجته ... لأن هذا دعاءٌ يشمل البشرا كيف لا, وهو الذي عمت نعمه السوابغ ما بين الروم والحجاز, وبلغت آيات كرمه دلائل الإعجاز, وعجزت عن إدراك كمالاته الحقيقة والمجاز, فهو الجدير بأن تهدى تحف العلوم إليه, وتقصر الآمال العلمية عليه, ولعله يتلقاها بالقبول والإقبال فيحصل الحبر من ذلك الجبر لكسير البال, والله المسؤول أن يجعل إشاعته في ميزانه الراجح, وإذاعة النفع به في الأقطار من سعيه الناجح, بمنه وكرمه آمين: آمين آمين لا أرضى بواحدةٍ ... حتى أضيف إليها ألف آمينا

[شرح مقدمة كفاية المتحفظ]

[شرح مقدمة كفاية المتحفظ] وقد ابتدأ المصنف - رحمه الله تعالى - كغيره من المصنفين تبركًا بالتسمية, وتيمنًا بالبسملة السمية, فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) اقتداء بكتاب الله تعالى المجمع على ابتدائه بالتسمية, وإن وقع الخلاف بين الأئمة في كونها آية من الفاتحة, كما هو رأي الشافعي - رحمه الله تعالى - أم لا, كما هو رأي باقي الأئمة - رضي الله عنهم - وعملًا بما رواه الخطيب في الجامع وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم: «كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر». وقد اشتهر الكلام على البسملة ومباحثها في أول كل مصنف, ومبادئ كل مؤلف, فأغنانا ذلك عن تتبعها واستقراء ما يتعلق بها, إذ ليست مقصودنا في هذا المؤلف, وقد استوعبنا غالب ما يتعلق بها من المطالب, وأحطنا بما تقر به من ذلك عين الطالب في كتابنا الموسوم بـ «سمط الفرائد فيما يتعلق بالبسملة والصلاة من الفوائد» , فمن رام التوسعة في ذلك فليراجعه هنالك. ويوجد في بعض النسخ الصحيحة, (يقول العبد الفقيد إلى الله تعالى ابراهيم بن اسماعيل الأطرابلسي المعروف بابن الأجدابي عفا الله عنه) ,

أقول - مستمدًا من واهب العقول, - يقول مضارع قال الواوي, ومصدره القول, وهوموضوع لتحكى به الجمل أو ما في معناها كما في كتب العربية, والمحكي هنا قوله بعد الحمد لله رب العالمين ... الخ: «الكتاب». و«العبد»: الإنسان, حرًا كان أو مملوكًا كما في القاموس وغيره, وله اثنان وعشرون جمعًا, مجموعة في قول ابن مالك: عباد عبيد جمع عبدٍ, وأعبد ... أعابد معبوداء معبدة عبد كذلك عبدان وعبدان أثبتا ... كذاك العبدى وامدد إن شئت أن تمد وقول السيوطي: وقد زيد أعباد عبود عبدة ... وخففت بفتح, والعبدان إن تشد وأعبدة عبدون ثمت بعدها ... عبيدون معبودا بقصرٍ فخذ تسد وقول شيخنا أبي محمد الفارسي: وما ندسًا وازى, كذاك معابدٌ ... بذين تفي عشرين واثنين إن تعد

ويقال له «العبد» بزيادة اللام أيضًا, وقدمه لأنه أشرف أوصاف الإنسان عند الله تعالى, ولذلك قال: {سبحان الذي أسرى بعبده} , {واذكر عبدنا} و {نعم العبد} وغير ذلك, وقال: لا تدعني إلا بـ «يا عبدها» ... فإنه أشرف أسمائي نسأل الله تعالى أن يحققنا بوصف العبودية له, ويجعلنا من المتسربلين بجلابيبها بجاه محمد وآله. و «الفقير» , المحتاج المضطر غاية الاضطرار, والفقر بالفتح والضم, والافتقار: الحاجة وعدم الغنى, وقد اختلفوا في الفرق بين الفقير والمسكين على أقوال حققتها في شرح نظم الفصيح وشرح القاموس وغيره. والفعل منه افتقر, وفقر كفرح وكرم, ومن هذا الثلاثي بناء قولهم: ما أفقره, وهو أفقر من زيد, لا من افتقر كما توهمه جمع من النحويين, وزعموا أنه شاذ, وقد بسطته في حواشي التوضيح, وشرح الكافية الكبرى, وشرح نظم الفصيح وغيرها بما لا مزيد عليه. ووصف العبد بالفقر إظهارًا لكمال العبودية والاحتياج إلى الله تعالى, واستشعارًا لقوله تعالى: {يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد}. وابراهيم اسمه, وهو بدل من العبد, وذكر اسمه أولًا للتحريض

على الاعتناء بكتابه, والاشتغال به, لأن العلوم النقلية المحضة, ومنها علوم اللغة تتوقف على معرفة الناقل, والإحاطة بأحواله, وكونه ثقة وهو إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله الأطرابلسي, المعروف كما قال: بابن الأجدابي, كأنه نسبه إلى «أجدابية» بالفتح, وهي قرية عظيمة من بلاد أفريقية, قريبة إلى برقة, بينها وبين أطرابس نحو خمس عشرة مرحلة, وفيها آثار الأبنية العظيمة, والقصور الجسيمة, ورأيت من ضبطه في نسب المصنف بالذال المعجمة, وما إخاله إلا تصحيفًا, وكنيته أبو إسحق, وكان من صدور المائة السابعة وأئمتها الأعلام, أثنى عليه المجد اللغوي في بعض تصانيفه, وذكره الجلال السيوطي في البغية, ووصفه بالجلالة في العربية, واعتنى بهذا المختصر جمع من الأئمة المقتدى بهم واعتمدوه, وأكثر من النقل عنه الحافظ الثقة أحمد الفيومي في كتابه «المصباح المنير» , والإمام كمال الدين الدميري في «حياة الحيوان» , وغيرهما, وعدلوه بالمصنفات الكبار, كالصحاح والتهذيب والمجمل ونحوها, وربما اختار كلامه في المصباح عليهم أحيانًا, واعتنى بخدمته الإمام الأديب البارع قاضي الحرم, جمال الدين محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الطبري, فنظمه في نحو ألف وثلاثمائة بيت نظمًا حلوا, على ارتكاب أوهام, وبعد أفهام. ومدحه

الفقيه الأديب العلامة جمال الدين علي بن صالح العدوي, فأجاد حيث قال: من كان يطلب في الغريب وسيلةً ... من شاعرٍ أو كاتب متلفظ أو كان يبغي في الكلام بلاغةٌ ... فليحفظن كفاية المتحفظ وشهرته بين أهل الفن كافية, وإن كانت فيه مواضع تفتقر إلى ضبط, وكذلك تشكل مطالعته على غير المهرة بالفن, وقوله: عفا الله عنه, أي تجاوز عنه, وصفح عن سيئاته, جملة دعائية, اختارها اتهامًا للنفس, وتحذيرًا من دسائسها التي تسري إليها بالتأليف, كأنه عد تأليفه لهذا الكتاب مما يسأل لأجله العفو والصفح, حتى لا يحصل للنفس بالتصدي لذلك نوع افتخار واستكبار, والله أعلم. ثم ثنى بالحمدلة, جمعًا بين الروايتين, واغتنامًا للبركتين, فقال: (الحمد لله رب العالمين) مؤثرًا للجملة الاسمية على الفعلية, ليوافق ابتداء الكتاب العزيز, الذي هو أفصح الكلام وأبلغه, ولذلك ختمه بـ «رب العالمين» حتى تتم الموافقة, وتكمل البركة, ولما في الجملة الاسمية من الدلالة على الثبوت والدوام, وقدم لفظ الحمد باعتبار أن المقام يقتضي أهمية تقديمه, وإن كان لفظ الجلالة أهم في نفسه كما ذهب إليه الزمخشري ومن وافقه من المحققين والحمد لغةً: الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل, سواء أكان في مقابلة نعمة أم لا, والفرق بينه وبين الشكر, وكذلك النسب الستة التي بينهما مما اشتهر بين الطلاب, وحشي به أوائل كل كتاب, فلا حاجة

إلى التطويل والإسهاب. والفعل منه: حمد, بالكسر. يحمد كسمع, حمدًا, ومحمدًا ومحمدًا [ومحمدة] ومحمدةً. وأحمد: صار أمره إلى الحمد, أو فعل ما يحمد عليه, قاله في القاموس, وقد أوردته وأشبعت الكلام عليه في شرح نظم الفصيح. د و«الله»: علم على ذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد, دال عليه تعالى دلالة جامعة لمعاني أسمائه الحسنى كلها, ما علم منها وما لم يعلم, ولذلك يقال في كل اسم من أسمائه الكريمة: هو من أسماء الله ولا ينعكس, وقد أوضحت الفرق بينه وبين الإله في «شرح نظم الفصيح» , وصححت الفرق بينهما لفظًا ومعنى, ونقلت كلام ابن مالك في شرح التسهيل, وكلام شارح اللب, على صحة التفرقة, ورددت ما أجمله الشمني في حواشي المغني من الميل إلى موافقتهما, بما لا يزيد عليه, وأشرت هنالك إلى الخلاف في كونه مشتقًا, كما هو مذهب علماء الأدب والاشتقاق, أو غير مشتق كما هو الأصح من مذهب الجمهور, وعلى القول باشتقاقه, هل مشتق من أله, أو من وله, أو من لاه يلوه, أو من لاه يليه, أو من غير ذلك من الأقوال التي استقصيتها في «سمط الفرائد» , وأوردت في اشتقاقه نيفًا وثلاثين قولًا, وبينت أن اقتصار المجد الشيرازي في «المباسيط» على عشرين قولًا قصور, وأن تبجحه بذلك في القاموس وغيره من كتبه غير

جارٍ على قوانين المتبجح باستقصاء غرائب الأمور, وصححت أنه علم غير مشتق كما هو قول أكثر أئمة المحققين من الأصوليين والفقهاء. والله أعلم. و«الرب»: في الأصل معناه التربية, وهو تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا, ثم وصف به للمبالغة كالعدل, وهو نعت من ربه يربه فهو رب, كما قالوا نمة ينمه فهو نم, ثم سمي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه ويريبه, كما أشار إليه الزمخشري والبيضاوي والتفتازاني وغيرهم. قالوا: ولا يطلق على غيره تعالى إلا مقيدًا نحو: {ارجع إلى ربك}. ويطلق الرب بمعنى الملك, والسيد, والمبعود, والمالك, والخالق, والمربي, والقائم بالأمور, والمصلح لما يفسد منها, ومستحق الشيء, وصاحبه, قاله ابن عطية في تفسيره, وذكر مثله عياض, وابن الأثير وغيرهم. قال ابن عطية: وهذه الإطلاقات قد تتداخل, فالرب على الإطلاق هو رب الأرباب على كل جهة, وهو الله تعالى. ووقع في القاموس: الرب باللام لا يطلق لغير الله عز وجل, وقد يخفف. قلت: التخفيف, مع انفراده به لا يدرى مرجعه, وقد ناقشته في حواشيه, وأشرت له في شرح نظم الفصيح وغيره, ولجواز إطلاق الرب على هذه المعاني كلها, وصحة معناها في وصف الله تعالى, حسن إيثار وصف الجلالة به دون المالك ونحوه, كما نبه عليه

ابن كمال باشا في تفسيره. وما أشرنا إليه من جواز إطلاق «رب» نكرة ومقيدًا على غيره سبحانه وتعالى كرب الدار ونحوه, هو الذي عليه الجمهور, وبحث فيه الطيبي في حواشي الكشاف وشرح المشكاة وغيرهما, قائلًا: إنه لا يجوز إطلاقه على غير الله مطلقًا, واستدل لذلك بحديث الصحيحين عن أبي هريرة: «لا يقل أحدكم ربي, وليقل سيدي ومولاي». وأما قول يوسف - عليه السلام - فهو ملحق بقوله تعالى: {وخروا له سجدًا} , من الاختصاص بزمانه. وأجيب عنه بوجوه مذكورة في حواشي الكشاف والبيضاوي وغيرهما من المطولات التي لسنا بصدد التنزل لها. و«العالمين»: جمع عالم بفتح اللام, وهو اسم لما يعلم به الشيء كالخاتم والقالب, غلب فيما يعلم به الصانع, سبحانه, وهو كل ما سواه من الجواهر والأعراض, فإنها لإمكانها وافتقارها إلى مؤثر واجبة لذاته تدل على وجوده, وإنما جمعه ليشمل ما تحته من الأجناس المختلفة, وغلب للعقلاء منهم فجمعه بالياء والنون كسائر أوصافهم, هذا هو الذي صدر في «معالم التنزيل» , وحكى غيره من الأقوال بـ «قليل» , وصدر في الكشاف بأن العالم

اسم لذوي العلم من الملائكة والثقلين, ثم ثنى بما ذكره في المعالم, ووجه جمعيته بما أشير إليه من الشمول, وكونها بالياء والنون مع عدم العلمية والوصفية بأنه إنما ساغ ذلك لمعنى الوصفية فيه, وهي الدلالة على معنى العلم. وها هنا في حواشيهما أبحادث نفيسة, أعرضنا عنها خشية الطول, والذي جزم به ابن مالك وقال إنه التحقيق, هو كون العالم اسم جمع محمولًا على الجمع, لأنه لو كان جمعًا لعالم لزم أن يكون المفرد أوسع دلالة من الجمع, لأن العالم اسم لما سوى الله تعالى, والعالمين خاص بالعقلاء. قلت: الظاهر الذي يثلج له الصدر أن العالم له في كلامهم استعمالان, فتارةً يطلقونه بمعنى ما سوى الله تعالى كما هو إطلاق المتكلمين والمناطقة, وتارةً يطلقونه على بعض أصناف الموجودات, وأجناسها كما يقال عالم الملائكة, وعالم الإنس, وعالم الجن, وعالم البنات وغير ذلك, وإنما يقصدون إلى جمعه على هذا الاستعمال الثاني, وعليه فلا يكون المفرد أوسع دائرة من جمعه كما يقوله ابن مالك - رحمه الله - لاختلاف المجموع, ويؤيده ما ورد في الأخبار المأثورة من الخلاف في أعداد العوالم, فقيل: لله تعالى ألف عالم, وقيل: ثمانية عشر ألف عالم, وقيل: أربعون ألف عالم, وقيل: ثمانون ألف عالم, وقيل: مائة ألف عالم, وقيل غير ذلك. قال كعب الأحبار: لا يحصى عدد العالمين إلا الله, {وما يعلم جنود ربك إلا هو}. وقد بسطها «الثعلبي» في تفسيره, والسيوطي في «الدر» وغيره, ونقل

بعض ذلك «الملاخسرو» وغيرهم من المفسرين, فمثل هذه الآثار تدل على تعدد العالم واستعماله بمعنى آخر غير ما أراده ابن مالك, وإن كان هو الجاري على الألسنة, ولا سيما بين المتكلمين والمناطقة والحكماء, والله أعلم. ولما حاز الفضيلتين, وجمع بركة التسميتين, وعمل بمقتضى الروايتين ثلث بخاتمة البركتين فقال: (وصلى الله على محمد خاتم النبيين) مقتفيًا أثر السلف في ابتدائهم كتبهم وخطبهم بعد البسملة والحمد لله بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, لما في ذلك من الفوائد المهمة التي حليت بجواهرها معاطف كتابنا «سمط الفرائد» , وألممت ببعضها في «شرح نظم الفصيح» , إذ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها فوائد يكل دونها الحساب, ولا يحيط بها قرطاس ولا كتاب, والمتعلق منها بالابتداء أمور: منها ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: «كل كلام لا يذكر الله تعالى فيه, فيبدأ به وبالصلاة عليَّ فهو أقطع ممحوق من كل بركة» أخرجه الديلمي في «مسند الفردوس» , وأبو موسى المديني, والخليلي,

والرهاوي في «الأربعين» وغيرهم. قال الحافظ السخاوي: وسنده ضعيف, وهو في «فوائد ابن منده» بلفظ «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله ثم بالصلاة عليَّ فهو أقطع أكتع» , وقد أشبعت عليه الكلام في «السمط» , ورقيته إلى درجة السحن, وبينت أن الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال وغير ذلك. ومنها: امتثال قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي, يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} , وقد تقرر أن الأصل في الأمر الوجوب, ويخلص منه المكلف بالمرة الواحدة إذا لم يعين له حد, ثم يبقى الطلب على جهة الاستحباب على ما بين في الأصول. وفي أمره تعالى بها عقب قوله: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} من شرفها ومزيتها وعظم قدره صلى الله عليه وسلم عند ربه مال اتفي به العبارات, ولا تستوفيه الاعتبارات, كما ألممت بغالب أسرار ذلك في «شرح القصيدة المضربة في الصلاة على خير البرية». ومنها: القيام بشكر الوسائط جمعًا بين الشريعة والحقيقة, إذ حمده تعالى على نعمائه وشكره على جزيل آلائه حقيقة: {وما بكم من نعمةٍ فيمن الله} , لكن جاء الشرع بشكر الوسائط أيضًا, إذ «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» , والنبي صلى الله عليه وسلم هو الواسطة العظمى للعباد في

كل خير ديني أو دنيوي, وجميع النعم الواصلة إليهم التي أعظمها الهداية إلى الإيمان - إنما هي ببركته صلى الله عليه وسلم. ومنها: اغتنام بعض ما ورد في الصلاة عليه من الفضائل والأمور التي لا حصر لها كما تدل له الآية السابقة, والأحاديث الصحيحة الشهيرة, وغير ذلك مما أوضحته في «السمط» وزدته إيضاحًا في, «شرح المضرية» وآثر هنا الجملة الفعلية لما فيها من الدلالة على التجدد والموافقة للقرآن, لأنه وقع فيه التعبير بالفعل المضارع والأمر كما مر, وآثر الماضوية إما لتحقق الوقوع كما هو المشهور في الجمل الدعائية مثل: رحمه الله, ورضي عنه وهو الظاهر, وذلك هو نكتة إقامة الماضي مقام المضارع, أو لأن الماضي في مثل هذا المقام ليس معناه الانقطاع, بل الاستمرار نظير «كان الله غفورًا رحيما» وأمثاله. فليس المراد الإخبار عن شيء انقطع, بل المراد ثبوت ذلك الوصف له مطلقًا في الماضي والمستقبل, أي: ولا يزال كذلك كما اختاره القرافي. والجملة معطوفة على التي قبلها, لأن عطف الفعلية على الاسمية وعكسه جائز على الأصح, ولا سيما إذا قلنا بإنشائهما على ما هو مختار المحققين, كما أوضحته وبسطته في السمط. ومعنى «صلى الله على محمد»: زاده أثرة وتشريفًا وتعظيمًا, إذ ليس المراد من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم أصل معناها الذي هو الرقة والرحمة والعطف والحنو كما ذكره السهيلي في الروض الأنف, وعلل به تعديتها بـ «على» وبسطته في

السمط, بل المراد الزيادة في مراتبه العالية, ومقاماته السامية كما أشار إليه أبو بكر القشيري وغيره من المحققين, وأومأ إليه أبو العالية. وقد خفي أصل معنى الصلاة على كثيرين, فوقعوا في مجازفة بلا تحقيق, وموهوا بأنواع المخالفة عن غير تدقيق, وقد استوفيت ذلك كله في «السمط» , وزدته إيضاحًا في «شرح المضرية» , واستقصيت الأقوال في معنى الصلاة, وأوردت ما شاع على الألسنة من أنها من الله رحمة, ومن الملائكة استغفار, ومن العباد دعاء, وأن ابن هشام في المغني بعد ذلك من جهات مبحوث فيها, وأن أصل ما أورده للسهيلي في نتائج الفكر, وغير ذلك من الأبحاث الشريفة والنكت اللطيفة وقد قال المجد كالجوهري, والسعد في «التلويح» وغيرهم: إن المصدر من صلى: صلاة, قالوا: ولا يقال تصلية, وتمالأ على ذلك جمع من اللغويين والفقهاء والمحدثين, حتى قال الشيخ أبو عبد الله الحطاب في شرح المختصر عن بعض الشافعية: إنه حذر من استعمال لفظ التصلية بدل الصلاة, وقال: إنه موقع في الكفر لمن تأمله, لأن التصلية الإحراق, ثم نقل عن العلاء الكناني المالكي مثله, بل بالغ في الإنكار حتى قال: إن العرب لم تفه بذلك قط, ولا قالت في الصلاة بمعنى الدعاء أو الشرعية, أو على النبي صلى الله عليه وسلم تصلية, وإنما يقولون صلاة خاصة, وقد رده شيخ

شيوخنا العلامة أبو العباس قاضي القضاة شهاب الدين أحمد الخفاجي, ولهج بإبطاله في كتبه المشهورة, واعترضه في شرح الشفا وحواشي البيضاوي وشفاء الغليل وغيرها, وقال: إن هذه المقالة دعوى باطلة, درايةً وروايةً. واحتج لذلك سماعًا وقياسًا, أما السماع فما أنشده ابن عبد ربه في العقد, وثعلب في الأمالي, والمبرد في الكامل من الشعر القديم وهو: تركت المدام وعزف الغناء ... وأدمنت تصليةً وابتهالا ونقله الزوزني في مصادره الفارسية, والقياس لا خفاء في اقتضائه له على ما قرر في مبادئ الصرف, وقد أوردت ذلك مبسوطًا مستطيلًا في «سمط الفرائد» , وأشرت إليه في شرح نظم الفصيح, وأوضحت القول فيه في شرح المضرية وغيرها بما لا مزيد عليه. والذي اختاره وأميل إليه أن لفظ التصلية على ثبوته ووروده ينبغي اجتنابه لما فيه من الإيهام, والقاتل: إنه لا يقال تصلية, كأنه يريد في الاستعمال الفصيح المشهور المتداول, فلا ينافي وجوده في الأمالي الثعلبية والعقد والكامل ونحوها. وأما الحكم على مستعمله بالكفر فلا شك أنه أبعد من بعيد, كيف وقد وقع التعبير به في كلام الأكابر, كالنسائي, وابن المقري وغيرهما. نعم, إذا تكلم به من يتهم في دينه ولا يعتد بإيمانه فلا

شك أنه يزجر وينسب للكفر والنفاق وغيره لاحتمال أنه يريد معنى الإحراق, كما قيل في: {لا تقولوا راعنا} كما لا يخفى, والله أعلم. ولكون الصلاة بمعنى أرق الرحمة, وأتم العطف, وأكمل الحنو - عدوها بـ «على» كما يعدى به العطف والحنو في قولهم: حنوت عليه, وعطفت عليه, قال السهيلي في الروض الأنف: الصلاة أصلها انحناء وانعطاف في الصلوين, وهما عرقان في الظهر إلى الفخذ, ثم قالوا: صلى عليه, أي: انحنى عليه رحمة, ثم سموا الرحمة حنوًا وصلاة إذا أرادوا المبالغة فيها, فقولك: «صلى الله على محمد» أرق وأبلغ من قولك: «رحم الله محمدا» , قال: ولذا لا تكون الصلاة بمعنى الدعاء على الإطلاق, لا تقول: صليت على العدو, أي: دعوت عليه, إنما يقال: صليت عليه, في معنى الحنو والرحمة والتعطف, لأنها في الأصل انعطاف, ولذا عديت بـ على, وأطال في تقرير ذلك, ورد القول بأنها بمعنى مطلق الدعاء فقط, قال: وأكثر أهل اللغة لم يفرقوا, ولكن قالوا: الصلاة بمعنى الدعاء إطلاقًا. وقد نقلت كلامه في «السمط» مستوفى, وأوضحته بما لا مزيد عليه, وأشرت إليه في «شرح المضرية» , وأيدته بتحقيقات نقلية وعقلية. و «على» متعلق بـ «صلى». «ومحمد»: علم على نبينا صلى الله عليه وسلم, منقول من اسم مفعول المضاعف, ومعناه لغةً: من كثرت محامده, وهو أبلغ من محمود, لأنه من الثلاثي, ألهم الله تعالى عبد المطلب جد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تسميته بذلك, ليطابق اسمه صفته, لأنه محمود في السماء والأرض, وقيل

لجده لما سماه بذلك: لم عدلت عن أسماء آبائك؟ فقال: ليكون محمودًا في الأرض والسماء, فحقق الله تعالى رجاءه, وكان صلى الله عليه وسلم كذلك, فهو صلى الله عليه وسلم أجل حامد, وأفضل محمود, وهو أحمد الحامدين, وأحمد المحمودين, ومعه لواء الحمد, يبعثه ربه هنالك مقامًا محمودا, يحمده فيه الأولون والآخرون, ويفتح عليه بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله, وأمته الحامدون, يحمدون الله في السراء والضراء, وصلاته وصلاة أمته مفتتحة بالحمد, وكذلك خطبه وخطبهم ومصاحفهم, وقد أشرت لغير هذه الوجوه في «شرح الفصيح» , واستوفيت ذلك في «السمط». ثم وصفه بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه «خاتم النبيين» , سيرًا على جادة الأدب, لأن وصفه بما وصفه الله به مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى صلى الله عليه وسلم بسواها, فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصفٍ من الواصف يبلغ به حقيقة مدحه عليه الصلاة والسلام, ولذا تجد الأكابر يتقصرون في ذكره عليه السلام على ما وردت به الشرعة الطاهرة, كتابًا وسنةً دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب, وفيه كمال التسوية في ارتكاب النوع البديعي, الذي هو الاقتباس في كل منهما, حيث اقتبس الأولى برمتها من أول الفاتحة, واقتبس خاتمة هذه من سورة الأحزاب والله أعلم. «والخاتم» بكسر المثناة على صيغة اسم الفاعل, كما قرأ به الجمهور, معناه: آخر الأنبياء الذين ختمهم, وبفتحها, كما هي قراءة عاصم, معناه:

الذي ختم الأنبياء به كما في جمهور التفاسير, وقال ابن الأعرابي: إن كلا من الخاتم والخاتم من أسمائة صلى الله عليه وسلم. قال ثعلب: فالخاتم: الذي ختم الأنباء به, والخاتم: أحسن الأنبياء خلقًا وخلقًا, ونقله عياض في «المشارق» مقتصرًا عليه. وزعم المجد الشيرازي أن كلا من الخاتم والخاتم معناه الآخر مطلقًا كالخاتمة, ولهج بذلك في القاموس وشرح البخاري وغيره من مصنفاته, ولي في ذلك أبحاث أبديتها فيما كتبته على القاموس وغيره. و«النبيين» جمع نبي, وهو إنسان أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بالتبليغ كما في كتب الكلام, وهل هو مشتق من «النبأ» بمعنى الخبر, أو من «النبوة» وهي الرفعة, أو من «نبأ»: إذا خرج من أرض إلى أرض, لخروجه من مكة إلى المدينة أو غير ذلك, من أقوال بسطتها في غير هذا المحل, وأشرت إليها في «المسط» وغيره, وأوضحت أن المهموز يجوز تسهيله تخفيفًا, لا لأن التسهيل لغته صلى الله عليه وسلم كما ظنه البدر الزركشي مستدلًا بحديث تأوله الجوهري والصاغاني, ورد صحته الحفاظ الموثوق بضبطهم, خلافًا لما يوهمه الحاكم في المستدرك من كونه على شرط الصحيحين, بل لاقتضاء

المقام ذلك, كما أوضحت الخلاف في كونه مرادفًا للرسول أو مخالفًا له في كون الرسالة أفضل من النبوة كما هو رأي الجمهور, أو النبوة أفضل لتعلق طرفيها بالله تعالى دون الرسالة, كما لهج بن العز بن عبد السلام في قواعده واماليه وغيرهما, أو الخلاف لفظي كما اخترته في مصنفاتي, وبسطته مع غالب مباحث النبوة في «شرح المضرية» غاية البسط, والله أعلم. وخص «النبيين» دون «الرسل» لأن النبوة تستلزم الرسالة كما هو مبسوط في التفاسير, ولا يتنقض بما تقرر من نزول «عيسى» عليه السلام في آخر الزمان, لأنه ينزل كواحد من أمته يحكم بشرعته لا على حسب الاستقلال, على أن المراد أنه آخر من تنبأ, وهو مفرد في هذا الوصف كما أومأ إليه «القاضي» وغيره. لطيفة: قال «التاج السبكي» في طبقاته الكبرى: قال لي شيخنا الذهبي مرة: من في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بالإجماع؟ فقلت: يفيدنا الشيخ: فقال: عيسى بن مريم عليه السلام, فإنه من أمة المصطفى, ينزل على باب دمشق, ويأتم في الصلاة بإمامها ويحكم بهذه الشريعة. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الواسطة العظمى الذي به نتواصل إلى ربنا, وكان عليه السلام من العزة والشرف بمكان, احتجنا إلى وسائط نقدمها إليه, ونجعلها وسيلة عنده صلى الله عليه وسلم, وما ذلك إلا عترته الطاهرة الذين جاءت في مدحهم والثناء عليهم الأحاديث الشريعة والآي الطاهرة, ولذلك خصهم المصنف بالانتظام في سلك الصلاة عليه, عاطفًا لهم على محمد عليه الصلاة والسلام, فقال: (وعلى آله أجمعين) , أقول: الآل: اسمُ جمع لا واحد له من لفظه, وألفه مبدلة عن هاء كما هو مذهب

سيبويه, وهو شاذ لا نظير له في كلامهم, أو عن واو كما هو مذهب الكسائي, وهو الذي يقتضيه القياس, وتصغيره على الأول «أهيل» , وعلى الثاني «أويل». قال الشمني: ولا يضاف إلا لمن له شرف من العقلاء الذكور, فلا يقال: آل الإسكاف, ولا آل مكة, ولا آل فاطمة, وعن الأخفش أنهم قالوا: آل البصرة, وآل المدينة, والصحيح أنه يضاف إلى الضمير كما استعمله المصنف خلافًا للكسائي والنحاس وغيرهما ممن منع ذلك, والشاهد عليه قوله: أنا الفارس الحامي حقيقة والدي ... وآلي كما تحمي حقيقة آلكا وقول عبد المطلب: وانصر على آل الصليـ ... ـب وعابديه اليوم آلك واختلفوا في معناه على أقوال, المذكور منها في مذهبنا المالكي سبعة, منها وهو أشهرها: أن آله عليه السلام هم بنو هاشم فقط, وهو قول مالك وابن القاسم وغالب الأصحاب, وقيل: وبنو عبد المطلب أيضًا كما هو مذهب

الشافعي, وهو الذي مشى عليه الشيخ خليل في الزكاة من «مختصره» , وإن ناقشه فيه بعض شراحه. قال الدماميني: وهو المختار عندنا. وقال الشيخ زروق: إنه المذهب. ولذلك قال شيوخنا: إنه قوي في المذهب, وقيل: جميع أمته. قال ابن العربي في «العارضة»: وصغى إليه مالك. وقال عبد الحق في كتاب الصلاة الثاني من «تهذيبه»: وأعرف لمالكٍ رحمه الله تعالى أن آل محمد كل من تبع دينه, كما أن آل فرعون كل من تبعه, وقيل أيضًا: المؤمنون, وقيل غير ذلك: وهذا الذي ذكرنا معناه شرعًا, أما لغةً: فالآل هم الأهل والعيال والأتباع كما في الصحاح وغيره. قلت: كأنه لما كان الأتباع في الأصل للعقلاء الأشراف الذكور لهج أرباب التآليف بكونه خاصًا بهم, كما مر عن الشمني إيماء إليه, إما لأنه لغيرهم بضرب من المسامحة والتجوز وادعاء كما في «آل فرعون» , أو لأنه بمعنى آخر, أو هو أغلبي. فلا ينتقض بنحو قوله:

وانصر على آل الصليب ... البيت وقوله: عفا من آل فاطمة الجواء والله أعلم. بقى أن بعض من منع إضافته علل ذلك بأن الإضافة ترد الأشياء إلى أصولها كالتصغير, قال: ولذا قيل في تصغيره أهيل. قلت: هذا التعليل رده المبرد وقال: الإضافة من حيث هي, [لا] ترد الأشياء إلى أصولها, ألا تراك تقول: «عدته» وغيره مما لا يحصى, ثم إذا كانت الإضافة ترد الأشياء إلى أصولها فهلا ردته في إضافته إلى الظاهرة, وهل الفرق بينهما إلا تحكم, وادعاء أن الإضافة للضمير خروج عن الأصل مرتين ينافي الإطلاق في التعليل كما لا يخفى. ثم كون «أهيل» تصغير «آل» مع وجود «أهل» في الكلام وشيوعه - مكابرة ظاهرة, والله أعلم. وقوله: «أجمعين» توكيد لآله جيء به لإرادة الإحاطة والشمول, وغالب استعماله بعد كل, ويستعمل بدونها كثيرًا أيضًا, كما جاء التنزيل بكل منهما, والله تعالى أعلم.

وها هنا أمور: منها: أن المصنف أفرد الصلاة عن السلام, وقد شاع في كلام جمع من العلماء كراهية إفراد أحدهما عن الآخر, وصرح به النووي وغيره, وعزاه الشيخ زروق في «شرح الوغليسية» لجمهور المحدثين, وإن توقف «الحافظ ابن حجر» في إطلاق الكراهية كما نقله عنه تلميذه «السخاوي» في «القول البديع» , وقال: إن إطلاقهم فيه نظر, نعم يكره أن يفرد الصلاة ولا يسلم أصلًا, أما لو صلى في وقت, وسلم في وقت آخر فإنه يكون ممتثلًا بلا كراهة, فإما أن يجاب عن المصنف بهذا, أو يقال إنه سلم بالنطق, ولا يشترط في ذلك الكتابة, كما قالوه فيما وقع في «خطبة مسلم» , «والتنبيه» وغيرهما من مصنفات أئمة السنة من الاقتصار على لفظ الصلاة فقط كما أوضحته في «السمط» مطولًا, وأوردت أحاديث تدل لما اختاره الحافظ ابن حجر. ومنها: أنه جاء باسم النبي صلى الله عليه وسلم مجردًا عن السيادة والمولوية, وقد قيل: إن ذلك خلاف الأولى لما فيه من ترك كمال الأدب, قال الأبي في شرح مسلم: ما يستعمل من لفظ السيد والمولى - يعني في

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - حسن وإن لم يرد, والسنة قوله: «أنا سيد ولد آدم» , وقد طلب ابن عبد السلام تأديب من قال: لا يقولها في الصلاة, وإن قالها بطلت, فتغيب حتى شفع فيه, قال: وكأنه رأى أن تغيبه تلك المدة عقوبته. واختار المجد اللغوي صاحب القاموس وغيره ترك ذلك في الصلاة اتباعًا للفظ الحديث, والإتيان به في غير الصلاة, ونقل كلامه الحافظ السخاوي أواخر الباب الأول من «القول البديع» , وذكر مثله عن «ابن مفلح الحنبلي» وذكر عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أن الإتيان بها في الصلاة ينبني على الخلاف, هل الأولى امتثال الأمر, أو سلوك الأدب؟ قلت: والذي عليه المحققون هو أولوية سلوك الأدب وتقديمه كما تشهد له قضية علي - رضي الله عنه - في محو الكتاب وأضرابها مما لا يغرب عن ممارسي دواوين الحديث. قال السخاوي: والذي يظهر لي وأفعله في الصلاة وغيرهما الإتيان بلفظ السيد, وارتضاه جماعة منهم الحطاب, وقد سقت الكلام

في ذلك مبسوطًا في «السمط» وبينته بما لا مزيد ع ليه نقلًا وترجيحًا من البسط. ومنها: إفراد الآل عن الصحب, وقد صرحوا بكراهية ذلك كالعكس, إلا أن يجاب بأنه أراد بالآل مطلق الأتباع كما هو مدلوله لغة, أو أمته كما نقله في «العارضة» عن مالك, فيكون شاملًا للصحب أيضًا, والله أعلم. ومنها: الصلاة على غير الأنبياء, قد تقرر فيها الخلاف بين العلماء بالجواز مطلقًا, والمنع مطلقًا, والتفضيل بين أن يكون الغير تابعًا للأنبياء - عليهم السلام - فيجوز, بحسب التبع, أو مستقلًا فيمتنع, وهذا هو المشهور الذي اختاره الجمهور, والله أعلم. ومنها: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرضُ مرة في العمر كغيرها من النظائر المجموعة في قولي: صلاةٌ, سلامٌ, ثم حمدٌ, شهادةٌ ... وتسبيحٌ, استغفارٌ, الشكرُ, كبرًا هذا بعض ما يتعلق بكلام المصنف من المباحث المحتاج إليها, وقد وشحت عطف «السمط» بأضعافها من فرائد الفوائد المزرية بقلائد الفرائد, فليخض في بحره من علت همته لانتظام فوائده الفريدة من قلائد نحره. ثم وقفت على أصل مصحح لبعض الشيوخ قال فيه: «بعد الحمد لله رب العالمين, وصلواته وسلامه على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين ... » وهذه النسخة سالمة من كثير مما أوردناه على الأولى, وصححنا أصولنا عليها بأمر من شيوخنا, وفيها تناسق الجملتين على أسلوب واحد, والإتيان بالاسمية الدالة على الثبوت. «والصلوات» جمع صلاة ومر معناها. و «السلام» اسم من السلامة, أو بمعنى التسليم والتحية, أو هو اسمه تعالى, كما جوز ذلك عياض في المشارق والشفا كغيره. و «السيد»: الملجأ والمرجع, و «المولى»: مثله, وله معانٍ كثيرة ذكرها

المجد وغيره. و «الصحب»: اسم جامع لصاحب كما اختاره سيبويه وغيره, والمراد به من اجتمع به صلى الله عليه وسلم مؤمنًا, ومباحثه مشهورة. ولما حمد الله تعالى, وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم, ذكر بعض أوصاف مصنفه كغيره من المصنفين, فقال: (هذا) هو في الأصل اسم إشارة للقريب, وقد يؤتى به لفصل الخطاب, نظير «أما بعد» , وكثيرًا ما يستعمله الفصحاء في مخاطباتهم ورسائلهم, وقد خرجوا عليه قوله تعالى: {هذا وإن للطاغين لشر مآب}. وقاله الزمخشري في قوله: {هذا ذكر} , قال في الكشاف: لما أجرى ذكر الأنبياء وأتمه, وهو باب من أبواب التنزيل ونوع من أنواعه, وأراد أن يذكر على عقبه بابًا آخر, وهو ذكر الجنة وأهلها, قال: {هذا ذكر} , ثم قال: {وإن للمتقين} كما يقول الجاحظ في كتبه: هذا باب ثم يشرع في باب آخر. ويقول الكاتب إذا فرغ من فصل في كتابه وأراد الشروع في باب آخر: هذا, وقد كان كيت وكيت, والدليل عليه أنه لما أتم ذكر أهل الجنة وأراد أن يعقبه بذكر أهل النار قال: {هذا وإن للطاغين}. وأشار لمثله السكاكي في المفتاح والخطيب القزويني في التلخيص والإيضاح, ونبه عليه السعد, والسيد, والعلامة الشيرازي, والطيبي, وابن الأثير وغيرهم. ثم اختلفوا في المشار إليه بمثل هذه الإشارة الواقعة في أوائل الكتب وفي أوائل الأبواب, هل هو الألفاظ الموجودة ووضعوا الخطبة والإشارة بعد الفراغ من الكتب والباب مثلًا, أو ما تخيله المصنف في خزانة حسه وجعله كالشيء الظاهر, أو غير ذلك من الوجوه التي ذكرها شراح كتاب

سيبوية, وقد ذكر غالبها ابن هشام في حواشيه على التسهيل, فقال: إنما قدر قبل الباب «هذا» لعدم صاحية غيره, ولأنهم لما يتممون التراجم يصرحون به, فإن قيل: كيف يشار إلى غير مشارٍ إليه؟ فأجاب الصفار بأنهم يضعون التراجم بعد الفراغ من المترجم عليه, وأجاب السيرافي بأنها وضعت غير مشار بها لتكون معدة للإشارة عند الحاجة إلى ذلك. ورده الفارسي في التذكرة بأنه يقتضي إعرابها, وأجاب أبو الفتح بن جني بأن الشيء إذا سلب وصفه فالأكثر أن يبقى عليه حكمه كباب «التسوية» فإنه بقيت عليه الصدرية ولا يخرج عن ذلك إلا قليلًا, وأجاب آخرون بأنه أشار لما في نفسه من العلم, وذلك حاضر عنده. وقال آخرون: أشار إلى الباب مع أنه غائب لأنه متوقع قريب, ومثله, «هذه جهنم» وليست بالحاضرة, ولكن لقرب الساعة جعلت كالموجودة, ومثله: {أتى أمر الله} أي, يأتي: انتهى. قلت: وكلام الفارسي الذي أشار إليه نصه في التذكرة ما ذكره بعضهم من أن «هذا» في أوائل الأبواب, إنما وضع غير مشار به ليشار به إذا وجد ما أريد من الإشارة إليه - خطأ لا وجه له, ولو جاز أن يخلوا عن معنى الإشارة مع تضمنه معنى حرفها الموجب للبناء فيها, لجاز أن يخلو «كيف» من الدلالة على الحال, و «أين» من الدلالة على المكان, و «هو» و «أنا» من المكنى الذي يدلان عليه, وإنما معناه التقريب وتنزيله بذلك منزلة ما حضر ولم يبعد متناوله, وتمثيلهم هذا بقولهم: هذا ما شهد عليه الشهود, وإن ذلك لم يكتب, ولم يشهدوا بعد, لا يدل على هذا, وإنما هذا بمنزلة قولهم: «قد قامت الصلاة» , يقال هذا ولم تقم بعد, يراد بها أنها من قرب إقامتها بمنزلة ما قد وقع وأقيم, وإنما وضع لفظ الماضي, والمعنى للاستقبال. قلت: أوردت هذا

الكلام لشدة الاحتياج إليه مع ندوره وقلة وجوده في الدواوين المتداولة, والمختار عند المحققين الإشارة إلى ما في نفسه من العلم تنزيلًا له منزلة المحسوس المشخص, والله أعلم. وقوله: «هذا» مبتدأ, خبره قوله: (كتاب) , هو في الأصل مصدر كتب كنصر كتبًا بالفتح, وكتابةً وكتابًا بكسرهما: إذا خط, ثم صار يستعمل بمعنى المكتوب, كاللباس بمعنى الملبوس. وقوله (مختصر) صفة كتاب, أي: وجيز جامع للمعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة. قال النووي في «تهذيب الأسماء واللغات»: اختلفت عبارات الفقهاء في معنى المختصر, فقال الأسفراييني: حقيقة الاختصار ضم بعض الشيء إلى بعض, قال: ومعناه, عند الفقهاء رد الكثير إلى القليل, وفي القليل معنى الكثير, وقيل: هو إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى, وقال صاحب الحاوي: قال الخليل, ما دل قليله على كثيره يسمى اختصارًا لاجتماعه قلت: في عبارة الخليل نوع تسامح, وكون الاختصار بمعنى الإيجاز هو المشهور المتداول بين الجمهور, وقد حكى التفرقة بينهما الشيخ خالد في الباب الرابع من شرح القواعد,

[فوائد لغوية]

وحاصل ما أشار إليه أن الاختصار يتعلق بالألفاظ, والإيجاز يتعلق بالمعاني, والله أعلم. وقوله: «في اللغة» صفة ثانية لكتاب, أو حال منه لتخصيصه بالوصف, إذ حكم الجار والمجرور بعد النكرات والمعارف كحكم الجمل على ما اشتهر في دواوين العربية, والله أعلم. [فوائد لغوية] وها هنا فوائد, أزهى من الدرر الفرائد, رأيت تقديمها بين يدي المقصود لغرابتها في الدواوين اللغوية المتداولة, وقلة تعاطيها وتناول أهل العصر لها, لقصور هممهم عن الحلول في قصور تحقيقاتها المشيدة المنيفة, وعطول أجيادهم عن التحلي بحلي تدقيقاتها المفيدة الشريفة مع شدة الاحتياج إليها, وتوقف الناظر في هذا الفن الذي عفت مرابعه ومدارسه, وقل متعاطيه وفقد مدارسه, في تحقيقات مباديه عليها: الفائدة الأولى: اختلفت عباراتهم في حد اللغة, وإن كانت تؤول لشيء واحد, فقال ابن جني في الخصائص: حد اللغة أصوات يعبر بها كل قومٍ عن أغراضهم. وتمالأ على نقل هذه العبارة من حدها بعده من أرباب التآليف اللغوية كابن سيده في المحكم والمخصص, وتبعه صاحب خلاصة المحكم, والمجد

الفائدة الثانية

الشيرازي في القاموس وغيره, وابن فارس في مواضع من مصنفاته, وغيرهم. وعبر علماء الأصول بالألفاظ بدل الأصوات, فقال ابن الحاجب في مختصره الأصولي: حد اللغة كل لفظٍ وضع لمعنى, وقال الأسنوي في شرح منهاج الأصول: اللغات عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني, ومثل ذلك عبارة التاج السبكي في جمع الجوامع, وغيره من الأصولييين, ومآل تلك العبارات شيء واحد كما أشرنا إليه أولًا, وكلها في غاية الظهور فلا نحتاج لتفسيره كما لا يخفى, والله أعلم. الفائدة الثانية: كما اختلفوا في حدها اختلفوا في تصاريفها, قال ابن جني في الخصائص: اللغة فعلة من لغوت, أي: تكلمت, وأصلها لغوة, ككرة وقلة وثبة كلها لاماتها واوات, وقالوا فيها لغات ولغون كثباتٍ وثبون, وقيل منها: لغي, يلغى. إذا هذى, وقال: عن الغا ورفث التكلم وكذلك اللغو, قال تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} , أي:

بالباطل. وفي الحديث: «من قال في الجمعة صه فقد لغا» أي: تكلم. قلت: قوله فعله, من لغوت, أي: بضم الفاء وسكون العين كغرفة, لا فعلة كرطبة, كما قيل. وقوله: «أي تكلمت» تفسير للغوت, يقال لغا, يلغو كدعا, لغوًا: إذا تكلم مطلقًا كما في المصباح والقاموس وغيرهما, ولا يقال في مضارعه يلغى كيسعى لمكان حرف الحلق كما يقتضيه القياس, لأنه إذا تعارض السماع والقياس فالسماع مقدم كما في الخصائص وغيرها, خلافًا للكسائي. وقوله: وأصلها لغوة, أي: قبل الإعلال والتعويض, ثم استثقلت الحركة على الواو, فنقلت للساكن قبلها وهو العين, فبقيت الواو ساكنة فحذفت وعوض عنها هاء التأنيث, ووزنها بعد الإعلال «فعة» بحذف اللام, وقوله «ككرة» تشبيه لها بها بعد الإعلال والتعويض لا قبله, وإلا تقال ككروة, وإعلالهما واحد, والكرة: كل شيء أدرته وجعلته مستديرًا كما في المحكم والخلاصة والقاموس وغيرها, والقلة مخففة كاللغة والكرة: عودان يلعب بهما الصبيان كما في الصحاح وغيره. والثبة بضم المثلثة مخففة أيضًا: الجماعة كما في الدواوين اللغوية والنحوية. وقوله: «وكلها لامتها واوات» , هذا هو المشهور الذي عليه الجمهور, وقيل: إن لامتها ياءات كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. ثم عباراته صريحة في أن المحذوف من هذه الألفاظ لامتها, وهو المشهور المعروف المقرر, فأما اللغة والقلة فلا نعلم فيهما خلافًا أصلًا, وأما الكرة والثبة فشذ بعض ضعفة النحويين فقالوا: إن الكرة محذوفة العين, وإن أصلها كورة أو كيرة, وأن الثبة أصلها ثوبة من ثاب الشيء, إذا اجتمع وانضم بعضه إلى بعض, ويرد عليهم أمران: أحدهما

أنهم قالوا في جمعهما كرين وثبين فألحقوهما بجمع المذكر السالم كسنين, وقد تقرر في العربية أن هذا الحكم لا يبذل إلا للكلمة الثلاثية التي حذفت لامها وعوض عنها هاء التأنيث, ومن ثم منعوا جمع ثبة بمعنى وسط الحوض هذا الجمع, لأن المحذوف منه عينه كما في التصريح وغيره, ولذلك عابوا على المجد ذكره وسط الحوض من معاني الثبة في باب المثناة دون الموحدة كما أشرت إليه في حواشيه, والله أعلم. الثاني أنهم قالوا: كرا بالكرة يكرو: إذا لعب بها, وثبا الناس: أي اجتمعوا جماعات, وقد تقرر أن التصريف يرد الأشياء إلى أصولها, وقد بسطت القول في هذه الألفاظ في حواشي التوضيح وشرح الكافية الكبرى, وأشرت إليه في شرح نظم الفصيح بما لا مزيد عليه من التحقيق, والله أعلم. وقال في الصحاح إن الفراء كان يقول: إنما ضم أول القلة ليدل على الواو, فيجب أن يكون ذلك في نظرائها, من باب «لا فارق» , والله أعلم. وقوله: وقالوا فيها, أي في جمعها: لغات على أنه جمع مؤنث سالم, ولم يردوا اللام المحذوفة لكثرة الاستعمال طلبًا للتخفيف, ولغون إلحاقًا لها بجمع المذكر السالم لأنها من باب سنين لصدق ضابطه المتقدم, إلا أنه يجوز في فائها حالة الجمع الضم على الأصل, والكسر طلبًا للتخفيف, لأن الألفاظ المجموعة هذا الجمع من هذا الباب إذا كانت مفتوحة كسنة وجب كسرها في حالة الجمع, وإن كانت مكسورة كعضة وعزة بقيت على كسرها, وإذا كانت مضمومة كلغة وثبة جاز في الجمع الضم بقاء على الأصل, والكسر طلبًا للتخفيف على ما هو مقرر في دواوين النحو, والله أعلم.

وقوله: وقيل, أي: قال بعض أهل الاشتقاق, منها, أي: من اللغة اشتق لغي يلغى بكسر الماضي وفتح المستقبل كرضي كما صرح به في الصحاح, وزاد في القاموس أنه يقال لغى بفتحها كسعى, وبفتح الماضي وضم المستقبل كدعا, وقوله: إذا هذى تفسير لغى, يقال: هذى بالذال المعجمة يهذي كرمى, هذيا وهذيانًا: تكلم بغير معقول لمرض أو غيره, والاسم الهذاء كدعاء, ورجل هذاء, وهذأة كهمزةٍ: كثير الهذيان والهذر, وفيه لغة هذا يهذو هذوًا كدعا, ذكرها الجوهري والمجد وغيرهما. وقوله: «قال عن اللغا» , هذا شاهد استدل به على إطلاق اللغا بمعنى الهذاء, وفاعل «قال»: الراجز المفهوم من الكلام, وهو العجاج, واسمه عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر التميمي الراجز المشهور, له رواية عن أبي هريرة وغيره, مات في أيام الوليد بن عبد الملك, ترجمته واسعة في شروحنا للشواهد, ومحكي قال هنا هو: عن اللغا, وهو شطر من الرجز, أو بيت مشطور على الخلاف بين العروضيين في أمثاله, وهو من قصيدة طويلة أولها: يا دار سلمى يا سلمى ثم اسلمي بسمسمٍ أو عن يمين سمسم وقبله: ورب أسرابٍ حجيجٍ كظم عن اللغا ................ الخ. والحجيج جمع حاج, والكظم جمع كاظم وهو الساكت, وعن اللغا متعلق به, واللغا بفتح اللام كالفتى: السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره,

كاللغوى كسكرى, قاله في القاموس. «ورفث التكلم» كالبيان لما قبله, وفيه الشاهد حيث عطفه على اللغة فدل على أنه من جنسه, أي عن الهذيان وفحش المنطق. والرفث محركة, وكذلك والرفث الفحش في المنطق, أو التصريح بما يكنى عنه من ذكر النكاح, ويطلق الرفث بمعنى النكاح أيضًا, فقوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} , المراد: الجماع وقوله: {فلا رفث} , قيل: فلا جماع, وقيل: فلا فحش من القول. وقيل: الرفث يكون في الفرج بالجماع, وفي العين بالغمز للجماع, وفي اللسان: الموعدة به, قال معناه في المصباح, قال الأزهري: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة, وفي القاموس: الرفث محركة, الجماع. والفحش كالرفوث, وكلام النساء أو ما ووجهن به من الفحش, وقد رفث كنصر وفرح وكرم, وأرفث. وإلى هذه المعاني كلها يرجع ما في الدواوين اللغوية والتفسيرية والحديثية. وذكر القاضي عياض في المشارق كالفيومي في المصباح أنه يقال: رفث بالفتح, يرفث بالكسر, كضرب, وأغفله في القاموس كما أغفل أنه يقال في المصدر: الرفث بالفتح, وأن الرفث بالتحريك اسم, ففيه قصور من وجهين. وبما تقرر علم أن في الفعل خمس لغات, وأن له ثلاثة مصادر, والله أعلم. والظاهر أن المراد بالرفث في الرجز المستشهد به: الفحش في المنطق على طريقة العموم, ولذلك أضافه إلى التكلم, فيكون كالهذيان كما أشرنا إليه آنفًا, ويدل على ترك غيره بالأولوية. وقوله: وكذلك اللغو, كأنه مبتدأ وخبر, أي: اللغو كائن كاللغا في معناه

وكون مدلوله رفث التكلم, وفسره الجوهري بالباطل, فقال في الصحاح: لغا يلغو لغوًا, أي: قال باطلًا, ولغى بالكسر, يلغى لغًا, مثله, ثم أنشد الرجز الذي أنشده ابن جني. فكل من اللغو واللغا وارد على القياس الصرفي, وبه تعلم أن اللغا كالفتى غير اللغى بالضم مقصورًا, فإنه لغة في اللغة كما قاله المجد وغيره. وقد يكون جمع لغة كالظبا, جمع ظبة كثبة, والله أعلم. ثم كون اللغة بمعنى الأصوات المعبر بها عن الأغراض, مأخوذًا من اللغو واللغا بمعنى الباطل والرفث - لا يخلو من مجاز, والمراد أن هذا معناه بالنسبة إلى أصل الوضع والاشتقاق, كما هو مختار ابن جنى في الخصائص في رده المادة وأن تعددت معانيها وتصاريفها إلى معنى واحد في الأصل, ثم يتفرع عنها فروع استعمالية, فلا تنافي بين إطلاق اللغة على فحش المنطق في الأصل, ثم صار يطلق على ما هو أعم من ذلك, لأن الفحش يتأثر به سامعه كما يتأثر بالكلام, وقد قالوا: إن الكلام مشتق من الكلام بالفتح, الذي هو الجرح لتأثيره في النفوس كما يؤثر الجرح, حتى قال الشاعر: جراحات السنانِ لها التئام ... ولا يلتامُ ما جرح اللسانُ وقال الآخر: فداو بلينٍ ما جرحت بغلظةٍ ... فطب كلام المرء طيب كلامه وهو كثير في الكلام, وإن صرح المحقق الرضي في شرح الكافية بأنه اشتقاق بعيد. وقد رد ابن جني في الخصائص معنى مادة «كـ لـ م» من حيث الاشتقاق إلى شيء واحد وهو التأثير, واستنبط أن جميع ما يتصرف من «كلم» من المواد

الستة بتقديم بعض الحروف على بعض يرجع إلى شيء واحد, فكأنه لمح هذا المعنى هنا, ورأى أن اللغة تشتق من اللغو لكونهما بمعنى الباطل وفحش المنطق, ولا شك أن النفوس تتأثر للباطل والفحش وتنفعل لذلك أشد التأثر, والله أعلم. على أن إمام الحرمين في البرهان صدر بقوله: اللغة من لغى يلغى, إذا لهج بالكلام. قلت: لغي فيه بالكسر. ومضارعه بالفتح على القياس, كرضي, ومناسبته في غاية الظهور, إلا أن الذي في غالب الدواوين اللغوية: لغى بالأمر, لهج به سواء كان كلامًا أو غيره, مثل ما يقولون: لهج بالأمر كفرح, إذا أولع به وأغري باستعماله, وكأن الإمام قصره على الكلام أخذًا من معنى اللهجة الذي هو اللسان, والله أعلم. ثم قال في البرهان: وقيل, من لغى يلغى, فكأنه يريد - والله أعلم - ما قاله ابن جني كغيره. وإن مال لما صدر به في البرهان جماعات. وحديث الجمعة الذي أشار إليه ابن جني خرجه الإمام مالك في الموطأ, والشيخان وغيرهم, بروايات مختلفة الألفاظ ليس هذا محل بسطها. وتفسيره «لغى» بـ «تكلم» عليه جمهور شراح الموطأ والصحيحين وغيرهم من أئمة الحديث واللغة, وهو المناسب لما جاء به من الاستدلال, وفسر بغير ذلك. قال القاضي عياض في المشارق: فقد لغى, أي: تكلم, وقيل: لغى عن الصواب, أي: مال, وقيل: صارت جمعته ظهرًا, وقد خاب من الأجر, ومثلها في نهاية ابن الأثير وغيرها. وقد أطلنا القول في هذه الفائدة بالنسبة لهذا المختصر, وإن كانت

الفائدة الثالثة

مباحثها تفتقر لمصنفٍ مستقلٍ لغرابتها واحتياج الخائض في هذا العلم إليها, وافتقار كلام ابن جني لما أشرنا إليه من الشرح, فلا يعده القاصر تطويلًا في محله, أو تعقيدًا ربما يستغنى عن جله. فإن أمثال هذه الحور مقصورات في قصور الأذهان الألمعية عن أرباب القصور. والله الموفق سبحانه. الفائدة الثالثة: اختلف العلماء: هل اللغة توقيف ووحي, أو اصطلاح وتواطؤ؟ قال ابن فارس في فقه اللغة: «اعلم أن لغة العرب توقيف, ودليل ذلك قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها} فكان ابن عباس يقول: علمه الأسماء كلها, وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس من دابة وأرض وسهل وجبل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. وقال مجاهد: علمه اسم كل شيء. وقال غيرهما: علمه أسماء الملائكة وأسماء ذريته أجمعين. قال ابن فارس: والذي نذهب إليه في ذلك ما ذكرناه عن ابن عباس. ثم أخذ يبين ما يرد على ذلك: أن من عود الضمير للمذكورين في «عرضهم» ربما عين أنه لأعيان بني آدم, إذ لو أريد غيرها لقال عرضها, أو عرضهن, وأجاب بأن ذلك من باب التغليب نظر {فمنهم من يمشي} ... الخ. وأطال في تقرير ذلك, ورجح التوقيفية فيها على ما هو مذهب أئمة السنة وهو من أشياخهم. وتردد في ذلك ابن جني في الخصائص, فمال مرة إلى أن اللغات تواضع وتواطؤ, كما يقوله المعتزلة, لأنه من أشياخهم كشيخه أبي علي الفارسي, وتارة إلى القول بالوقف, وتارة إلى التوقف عن الخوض في ذلك مطلقًا, وقد عقد لذلك ترجمة في الخصائص فقال: باب القول على أصل اللغة, إلهام هي أم

اصطلاح؟ هذا موضع محوج إلى فضل تأمل, غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف, إلا أن أبا علي قال لي يومًا: هي من عند الله, واحتج بقوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها} وهذا لا يتناول موضع الخلاف, لأنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن واضع عليها, وهذا المعنى من عند الله سبحانه وتعالى لا محالة, فإذا كان ذلك محتملًا سقط الاستدلال به, وقد كان أبو علي قال أيضًا به في بعض كلامه, وهذا أيضًا رأي أبي الحسن, على أنه لم يمنع قول من قال: إنها تواضع منه, على أنه قد فسر هذا بأن قيل: إنه تعالى علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات: العربية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية وغير ذلك, فكان آدم وولده يتكلمون بها, ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا, وعلق كل واحد منهم بلغة من تلك اللغات, فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهدهم بها, وإذا كان الخبر الصحيح قد ورد بهذا وجب تلقيه باعتقاده والانطواء على القول به. فإن قيل: فاللغة فيها أسماء وأفعال وحروف, وليس يجوز أن يكون المعلم من ذلك الأسماء وحدها دون غيرها, مما ليس بأسماء, فكيف خص الأسماء وحدها؟ قيل: اعتمد ذلك من حيث كانت الأسماء أقوى الثلاثة, ولابد لكل كلام مفيد منفرد من الاسم, وقد تستغني الجملة المستقلة عن كل واحد من الحرف والفعل, فلما كانت الأسماء من القوة والأولوية في النفس والرتبة على ما لا خفاء به, جاز أن يكتفى بها عما هو تال لها, ومحمول في الحاجة إليها عليها. قلت: هذا صدر كلامه في الخصائص, وهو موافق لمذهب الأشعري والجمهور من كونها توقيفية, والجواب الذي أجاب به عن الاقتصار على

الأسماء في الآية دون الأفعال حسن, وأحسن منه ما ذكره بعض أئمة الأصول عند الاستدلال بالآية, قال: فالأسماء كلها معلمة من عند الله بالنص, وكذا الأفعال والحروف أيضًا لعدم القائل بالفصل, ولأن الأفعال والحروف أيضًا أسماء, لأن الاسم ما كان علامة, والتمييز من تصرفات النحاة لا من اللغة, ولأن التكلم بالأسماء وحدها متعذر كما أشار إليه في المحصول والحاصل وغيرهما. ثم أخذ في الخصائص يحتج للقول بالمواضعة: وذلك أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة لابد فيه من المواضعة قالوا: وذلك بأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدًا, فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظا, إذا ذكر عرف به مسماه ليمتاز من غيره, ويغني بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين, فيكون ذلك أقرب وأسهل من تكلف إحضاره, وأطال القول في تقرير هذا الكلام, وإن كان واضحًا بنحو ورقة, ثم قال: وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات, كدوي الريح وصوت الرعد وخرير الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونحو ذلك, ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد, وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل. قال: واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع, فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي, مختلفة جهات التغول على فكري, وذلك أني تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة, فوجدت فيها من الحكمة والدقة

والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح بي أمام غلوة السحر, فمن ذلك ما نبه عليه أصحابنا, ومنه ما حذوته على أمثلتهم فعرفت بتتابعه وانقياده علي, وبعد مراميه وآماده, صحة ما وفقوا لتقديمه منه, ولطف ما أسعدوا به, وفرق لهم عنه, ويضاف إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله تعالى, فقوي في نفسي اعتقاد كونها توقيفيًا من الله سبحانه وتعالى, وأنها وحي. ثم أقول في هذا ضد هذا: إنه كما وقع لأصحابنا ولنا, وتنبهوا وتنبهنا على تأول هذه الحكمة الرائعة الباهرة, كذلك لا ينكر أن يكون الله تعالى, قد خلق من قبلنا - وأن بعد مداه عنا من كان ألطف منا أذهانًا, وأسرع خواطر وأجرأ جنانًا, فأقف بين تين الخلتين حسيرًا, وأكاثرهما فأنكفئ مكثورًا, وان خطر خاطر فيما بعد يعلق الكف بإحدى الجهتين ويكفها عن صاحبتها قلنا به. قلت: فحاصل كلامه أولًا وآخرًا يرجع إلى ثلاثة أقوال: التوقيف, وهو الذي رواه عن شيخه أبي علي الفارسي مستدلًا بالآية, والمواضعة والتواطؤ وهو الذي نسبه لأهل النظر في أول كلامه, واستدل في الأثناء بما أطال فيه الكلام بلا طائل, وتأول الآية بما مر من أن معنى علمه: قدره على وضعها, ونقل عن قوم أنه: كان يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدا ... الخ. وعن آخرين أن أصل اللغات كلها من الأصوات المسموعات كدوي الريح ... الخ. واستحسن هذا الأخير, قال: إنه وجه صالح ومذهب متقبل, ثم مال للتوقيف, وأيده بالأثر, وجزم بأنها من عند الله, ثم غلبه ما لديه مما لا اعتماد عليه, فاستنبط قولًا ثالثًا واعتمده, زاعمًا أنه الذي ترجح عنده في الوقت, وهو الوقف عن القول بكل منهما, وأنه لا يدري ذلك لعدم دليل قاطع وبرهان ساطع, فأنت تراه كيف ينتقل من تخير إلى تحير, ومن ترجيح دليل إلى بحث في تعليل.

وقال الفخر الرازي في المحصول, وتبعه التاج الأرموي في الحاصل والسراج الأرموي في التحصيل ما حاصله: الألفاظ إما أن تدل على المعاني بذواتها, أو بوضع الله تعالى إياها, أو بوضع الناس, أو يكون البعض بوضع الله والباقي بوضع الناس, والأول مذهب عباد بن سليمان, والثاني مذهب أبي الحسن الأشعري وابن فورك, والثالث مذهب أبي هاشم, وأما الرابع فإما أن يكون الابتداء من الله والتتمة من الناس, وهو مذهب الأستاذ أبي إسحق الاسفراييني أو الابتداء من الناس والتتمة من الله وهو مذهب قوم. ثم أخذوا في رد مذهب عباد من أصله, والاستدلال بما عده من المذاهب بما لها وما عليها مما ليس محله هذا المختصر. وقال أبو الفتح بن برهان في كتاب «الوصول إلى الأصول»: اختلف العلماء في اللغة: هل تثبت توقيفًا واصطلاحًا؟ فذهبت المعتزلة إلى أن اللغات بأسرها تثبت اصطلاحًا, وذهبت طائفة إلى أنها تثبت توقيفًا, وزعم

الأستاذ أبو اسحق أن القدر الذي يدعو به الإنسان غيره إلى التواضع يثبت توقيفًا, وما عدا ذلك يجوز أن يثبت بكل واحد من الطريقين. وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب: يجوز أن يثبت توقيفًا, ويجوز أن يثبت اصطلاحًا, ويجوز أن يثبت بعضه توقيفًا وبعضه اصطلاحًا, والكل ممكن. وعمدة كل من هذه الأقوال وأدلتها وما لها وما عليها مبسوط في المطولات من دواوين الأصول. وقال الإمام الغزالي في المنخول: قال قائلون: اللغات كلها اصطلاحية, إذ التوقيف يثبت بقول الرسول, ولا يفهم قوله دون ثبوت اللغة. وقال آخرون: هي توقيفية, إذ الاصطلاح يفرض بعد دعاء البعض البعض بالاصطلاح, ولابد من عبارةٍ يفهم منها قصد الاصطلاح. وقال الآخرون: ما يفهم منه قصد التواضع توقيفي دون ما عداه. ثم اختار تجويز العقل لذلك كله تبعًا لشيخه إمام الحرمين. وأطال في تقريره.

وقال ابن الحاجب في المختصر الأصلي: الظاهر من هذه الأقوال قول الأشعري وقال التاج السبكي في شرح منهاج البيضاوي: ومعنى قول ابن الحاجب: القول بالوقف عن القطع بواحد من هذه الاحتمالات. وترجيح مذهب الأشعري بغلبة الظن محال, وقد كان بعض الضعفاء يقول: إن هذا الذي قاله ابن الحاجب مذهب لم يقل به واحد, لأن العلماء في المسألة بين متوقف وقاطع بمقالته, فالقول بالظهور لا قائل به, قال: وهذا ضعيف, فإن المتوقف لعدم قاطع قد يرجح بالظن, ثم إن كانت المسألة ظنية اكتفي في العمل بها بذلك الترجيح وإلا توقف عن العمل بها. ثم قال: والإنصاف أن الأدلة ظاهرة فيما قاله الأشعري, فالمتوقف إن توقف لعدم القطع فهو مصيب, وإن ادعى عدم الظهور فهو غير مصيب, هذا هو الحق الذي قاله جماعة من المتأخرين منهم الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد, وقد أشار السبكي لمثله في شرحه على ابن الحاجب الموسوم برفع الحاجب. وهذا ما تحمله هذه العجالة, التي هي بالنسبة إلى مبادئ هذا الفن درة في نحر, أو قطرة من بحر, والله أعلم. تنبيه: قال التاج في رفع الحاجب: الصحيح عندي أنه لا فائدة لهذه المسألة, وهو ما صححه ابن الأنباري وغيره, ولذلك قيل: ذكرها في الأصول فضول. وأشار لمثله في شرح منهاج البيضاوي. قلت: والحق أنه ليس كذلك, بل ذكرها له فائدتان: فقهية ولذا ذكرت في أصوله, ونحوية ولذا ذكرها ابن جني في الخصائص, وتبعه الجلال في الاقتراح وأشار لها في

الفائدة الرابعة

المزهر, وهي جواز قلب اللغات. فإن قلنا: اصطلاحية جاز, وإلا فلا, وإطباق كثير من النحاة على أن المصحفات ليست بكلام ينبغي أن يكون من هذا الأصل, والله أعلم. الفائدة الرابعة: إذا جرينا على مذهب الأشعري الذي هو المختار عند جمع من المحققين, وقلنا إن اللغات توقيفية, ففي الطريق إلى علمها وكيفية وصوله إلينا مذاهب, حكاها ابن الحاجب وغيره: أحدها: بالوحي إلى بعض الأنبياء. والثاني: بخلق الأصوات في بعض الأجسام تدل عليها, وإسماعها لمن عرفها ونقلها. والثالث: بعلم ضروري خلقه في بعضهم, حصل له إفادة اللفظ للمعنى. قال ابن السبكي في رفع الحاجب: والظاهر من هذه هو الأول, لأنه المعتاد في تعليم الله تعالى لخلقه, والله أعلم. الفائدة الخامسة: قال ابن جني في الخصائص: الصواب وهو رأي أبي الحسن الأخفش, سواء قلنا بالتوقيف أم بالاصطلاح, أن اللغة لم توضع كلها في وقت واحد, بل وقعت متلاحقة متتابعة, قال الأخفش: اختلاف لغات العرب إنما جاء من قبل أن أول ما وضع منها وضع على خلاف, وإن كان كله مسوقًا على صحة وقياس, ثم أحدثوا من بعد أشياء كثيرة للحاجة إليها, غير أنها على قياس ما كان وضع في الأصل مختلفًا. قال: ويجوز أن يكون الموضوع الأول ضربًا واحدًا, ثم الآن جاء بعد أن خالف قياس الأول إلى قياس ثان جار في الصحة

الفائدة السادسة

مجرى الأول. قال: وأما أي الأجناس الثلاثة الاسم والفعل والحرف, وضع قبل - فلا يدرى ذلك, ويحتمل في كل من الثلاثة أنه وضع قبل, وبه صرح أبو علي الفارسي. والله أعلم. الفائدة السادسة: اختلف, هل وضع الواضع المفردات والمركبات الإسنادية أو المفردات خاصة؟ فذهب الفخر الرازي وابن الحاجب وابن مالك وغيرهم, إلى الثاني وقالوا: ليس المركب بموضوع, وإلا لتوقف استعمال الجمل على النقل عن العرب كالمفردات, ورجح القرافي والتاج السبكي وغيرهما من الأصوليين أنه موضوع, لأن العرب حجرت في التراكيب كما حجرت في المفردات. الفائدة السابعة: في الطريق إلى معرفة اللغة: قال الفخر الرازي في المحصول: الطريق إلى معرفة اللغة إما النقل المحض كأكثر اللغة, أو استنباط العقل من النقل, كما إذا نقل إلينا أن الجمع المعرف يدخله الاستثناء ونقل إلينا أن الاستثناء إخراج ما يتناوله اللفظ, فيستدل بهذين النقلين على أن صيغ الجمع للعموم. وأما العقل الصرف فلا مجال له في ذلك. قال والنقل المحض إما تواتر أو آحاد. واقتصر ابن الحاجب في مختصره, والآمدي في إحكامه على الطريق الأول فقط وهو النقل المحض. وعقد لذلك ابن فارس في فقه اللغة بابًا, فقال: باب القول في مأخذ اللغة: تؤخذ اللغة اعتياديًا كالصبي العربي يسمع أبويه أو غيرهما, وتؤخذ تلقينًا من ملقن, وتؤخذ سماعًا من الرواة الثقاة ذوي الصدق والأمانة. وأشار لمثله ابن الأنباري, والزركشي في «البحر» وغيرهما. وزعم ابن جني

الفائدة الثامنة

أن اللغة تكون بالقرائن, فقال في الخصائص: من قال إن اللغة لا تعرف إلا نقلًا فقد أخطأ فإنها تعلم بالقرائن أيضًا. واستدل بأمور لا تخلو عن نظر تام. والذي تميل إليه النفس أنها إنما تدرك بالنقل المحض أو الممزوج بالعقل كما أشار إليه في المحصول, ولذلك منع جمع من المحققين ثبوتها بالقياس, وصرحوا بأن القياس لا يجري في شيء من اللغة كما أشار إليه أبو الفتح بن برهان في كتاب «الوصول إلى الأصول» وإمام الحرمين في «البرهان» , والغزالي في «المنخول» وغيرهم. والله أعلم. الفائدة الثامنة: في سعة اللغة وعدم الإحاطة بها. أشار إليه ابن فارس في مواضع من فقه اللغة, وعقد له أبوابًا فقال: باب القول على لغة العرب وهل يجوز أن يحاط بها؟ . قال بعض الفقهاء: كلام العرب لا يحيط به إلا نبي, وهذا كلام حري أن يكون صحيحًا, وما بلغنا أن أحدًا ممن مضى ادعى حفظ اللغة كلها, ثم أخذ في تبرئة الخليل مما وقع في آخر كتاب العين المنسوب له من قوله: «هذا آخر كلام العرب» , وتنزيهه عن مثل هذا القيل لورعه وتقواه, ولمراقبته لله في سره ونجوه. قلت: وما نقله في صدر هذا الباب عن بعض الفقهاء هو نص الإمام الشافعي - رضي الله عنه - فقد قال في أول الرسالة: لسان العرب أوسع الألسنة مذهبًا, وأكثرها ألفاظًا, ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي, ولكن لا يذهب منه شيء على عامتنا حتى لا يكون موجودًا فيها من يعرفه, وأطال في تفصيل ذلك. وقال ابن فارس في موضع آخر من الفقه: باب القول على أن لغة العرب لم تنته إلينا بكليتها, وأن الذي جاءنا عن العرب قليل من كثير, وأن كثيرًا من الكلام ذهب بذهاب

الفائدة التاسعة

أهله: ذهب علماؤنا أو أكثرهم إلى أن الذي انتهى إلينا من كلام العرب هو الأقل, ولو جاءنا جميع ما قالوه لجاء شعر كثير وكلام كثير, وأحر بهذا القول أن يكون صحيحًا, لأنا نرى علماء اللغة يختلفون في كثير مما قالته العرب, فلا يكاد واحد منهم يخبر عن حقيقة ما خولف فيه, بل يسلك طريق الاحتمال والإمكان, وأخذ في أمثلة ذلك, وإيراد كثير مما لا يسعه هذا المختصر. الفائدة التاسعة: قال ابن جني في الخصائص: اللغات على اختلافها كلها حجة, ألا ترى أن لغة الحجاز في إعمال ما, ولغة تميم في ترك إعمالها, كل منهما يقبله القياس, فليس لك أن ترد إحدى اللغتين لصاحبتها, لأنها ليست أحق بذلك من الأخرى, لكن غاية مالك في ذلك أن تتخير إحداهما فتقويها على أختها, وتعتقد أن أقوى القياسين أقبل لها وأشد أنسًا بها, فأما رد إحداهما بالأخرى فلا. وقال الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل: كل ما كان لغة لقبيلة قيس عليه, وقال أيضًا: إنما يسوغ التأويل إذا كانت الجادة على شيء, ثم جاء شيء يخالف الجادة فيتأول, أما إذا كانت لغة طائفة من العرب لم تتكلم إلا بها فلا تأويل. الفائدة العاشرة: عقد ابن فارس في فقه اللغة بابًا لانتهاء الخلاف في اللغات, وذكر أنه يقع في الكلمة الواحدة لغتان كالصرام والحصاد, وثلاث كالزجاج,

وأربع كالصداق, وخمس كالشمال, وست كالقسطاس. قال: ولا يكون أكثر من هذا. قلت: فهو صريح في أن الكلمة لا يكون فيها أكثر من ست لغات وهو بعيد جدًا, فقد حكوا ألفاظًا كثيرة فيها عشر لغات وأكثر كما في الشمال الذي زعم أن فيها خمس لغات, فقد حكى المجد فيها إحدى عشرة لغة, وزد عليه لغة أخرى ثانية عشرة كما سيأتي. والخاتم حكى العراقي فيها عشر لغات, والأترج حكى فيه الشهاب القسطلاني ثماني لغات, وغير ذلك مما لا يخفى عمن له ممارسة باستقراء اللغات, حتى إنه لا يمكن الإحاطة بالألفاظ التي فيها عشر لغات وأكثر, بل من الألفاظ مما فيه عشرون وثلاثون لغة وأزيد, فكلامه لا يخلو عن مسامحة, وإن نقله الجلال السيوطي في المزهر, وسلمه, واحتج به, فإن الاستقراء يأباه كما سنلم ببعض ذلك في أثناء الشرح, إن شاء الله تعالى. وهذا بعض ما يتحمله المقام من متعلقات الفنون اللغوية من الكلام, ولو وفيناه حقه, وأعطيناه من الكلام والفوائد مستحقه, لاحتاج إلى سفر على جهة الاستقلال, ولربما تعجز الأسفار عن الإسفار عما في فنون هذا العلم من

قيل وقال. وقد ألف الإمام جلال الدين السيوطي - رحمه الله تعالى - في فنون اللغة مصنفًا حافلًا سماه المزهر, وذكر فيه من أنواع هذا الفن خمسين نوعًا, استطرد نكتًا لطيفة, وفوائد مهمة شريفة, وملأه بالنقول الغريبة, والمسائل العجيبة, غير أنه أخلاه من المباحث العقلية التي أوجبت الانتقاد عليه في مواضع تعارضت فيها النصوص النقلية, وقد أبديت أسرار ذلك في حاشية سميتها «المسفر عن خبايا المزهر» , والله يقول الحق وهو يهدي السبيل, ومنه سبحانه أستمد المعونة, فهو حسبي ونعم الوكيل. ولنرجع إلى ما نحن بصدده فنقول: سبق تفسير قوله: «هذا كتاب مختصر في اللغة» , وقوله: (وما يحتاج إليه من غريب الكلام) أقول: ما موصولة في محل جر معطوفة على اللغة, أي كتاب في اللغة وفي الشيء الذي يحتاج إليه, وهو من عطف الخاص على العام, لأن اللغة تعم المحتاج إليه وغيره, ونكتته الاهتمام بشأن المحتاج, والاعتناء بالتنبيه على كونه أورده في هذا النبذة المختصرة, ولا يجوز رفعه بالعطف على كتاب لاقتضائه أنه شيء زائد على الكتاب, مغاير له, وخارج عنه, وذلك مما لا معنى له في هذا المقام. «ويحتاج» بالبناء للمفعول أي يقصد ويفتقر, ونائب فاعله الجار والمجرور, وضميره عائد إلى ما, ويجوز كون ما موصوفة, والجملة صفتها, أي في شيء يحتاج إليه, ويكون فيه إشارة إلى قلة ما ذكره من الغريب, لأنه لا تفي به الأسفار فضلًا عن هذه النبذة وكونها موصولة أظهر في بادئ الرأي, والله أعلم. ويحتاج مضارع احتاج, افتعل من الحاجة وهي الفقر, أو أخص منه, وتطلق على ما يتوقف عليه أمر الإنسان, ولشهرتها وكون معرفتها من الضروريات قال المجد كالجوهري وغيرهما: الحاجة معروفة كالحوجاء, والجمع حاج, وحاجات, وحوج, وحوائج, على غير قياس, أو مولدة

أو كأنهم جمعوا حائجة. قلت: إنما قالوا على غير قياس لأنه لا يعرف جمع «فعلة» على «فعائل» , وقولهم أو مولدة إشارة إلى ما ذهب إليه الأصمعي من أن حوائج كلمة مولدة لم تستعملها العرب, وقد قلده في ذلك الرئيس أبو محمد القاسم بن علي الحريري في «درة الغواص» , وجعل الحوائج من أوهام الخواص, زاعمًا أنه لم يحفظ لتصحيحه شاهدًا من كلام العرب, ولا ألفى له حجة في دواوين الأدب, إلا بيتًا واحدًا للبديع الهمذاني نسبه فيه للغلط, وأكثر فيه عليه من اللغط. وهذا قصور ظاهر لا يرضاه شاد فضلًا عن ماهر, وقد تصدر للرد عليه ونسبه للغلط فيما استند إليه الإمام أبو محمد عبد الله بن بري في رسالة جلب فيها نصوص الأئمة الأعلام, وأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم, وأشعارًا حجة من إنشاء العرب العرباء الذين هم رؤساء الكلام, كلها تشهد باستعمال لفظ الحوائج وشيوعه بينهم, وقد أورده الخليل في كتابه العين, وأبو الفتح بن جني في كتاب اللمع, وابن السكيت في كتاب الألفاظ له, وسيبويه في باب تفعل واستفعل من كتابه, وابن دريد في جمهرته, وتلميذه المهلبي فيما كتبه عنه, ونقل عن أبي عمرو بن العلاء, وغيرهم من الأئمة. قلت: وإنما غلط الأصمعي في هذه اللفظة حتى جعلها مولدة, كونها خارجة عن القياس كما أومأ إليه ابن بري وغيره, لأن ما كان على مثال الحاجة مثل غارة وجارة لا يجمع على غوائر وجوائر, وقطع بذلك على أنها مولدة غير فصيحة, على أنه حكى الرياشي والسجستاني عن

عبد الرحمن عن الأصمعي أنه رجع عن هذا القول, وإنما هو شيء كان عرض له من غير بحث ولا نظر, وهذا هو الأِبه به لأن مثله لا يجهل ذلك مع شيوعه وكثرة استعماله في كلام النبي صلى الله عليه وسلم, وفي كلام غيره من العرب الفصحاء, وكأن الحريري - رحمه الله - لم يطن على أذنيه إلا ما نقل عن الأصمعي, فتلقاه بالقبول تقليدًا, ولم يتأمل تأمل ألمعي, وكان في غنى عن توهيم العوام فضلًا عن الخواص, بمثل هذه النتائج التي أنتجها شكل عقل معقول بالعقم غير غواص. وإنما نبهت على هذه المسألة لغرابتها في الدواوين, وخشية أن يغتر بما ذكره الحريري من لا تحرير عنده من الغاوين. وقولهم: أو كأنهم, أي العرب جمعوا حائجة, أي توهموا عند الجمع أن مفرده «حائجة» فجمعوه على حوائج كما يقتضيه القياس, نظير ما قالوا: إن الليالي جمع ليلاه على القياس كما قاله ابن العربي, لا ليلة على غير قياس, وقد قال: الخليل في كتاب العين: إن الحجة مخففة من حائجة, وإن لم ينطق بها, لأنهم كثيرًا ما يستعملون الفروع ويهجرون الأصول تخفيفًا, إلا أن بعض أئمة اللغة نقل عن أبي عمرو بن العلاء أنه يقال: في نفسي حاجة وحائجة وحوجاء وعليه فالحوائج جمع حائجة قياسًا, إذ فاعلة تجمع على فواعل بلا توقف كما في الدواوين النحوية والصرفية, ولكنهم في المفرد يستعملون الحاجة غالبًا تخفيفًا ويهجرون الحائجة, وفي الجمع بالعكس, ومثله كثير في كلامهم كما يشهد له الاستقراء, والله أعلم.

ثم أقول: إنه يجوز كما قال قوم من علماء اللسان أن تكون الحوائج جمع حوجاء, وقياسها حواجٍ كصحار جمع صحراء, ثم قدمت الياء على الجيم فصارت حوائج, والقلب في كلامهم مطروق, مشهور, كثير جدًا, كما في أبوابه من الدواوين النحوية والصرفية, وعليه فوزنه «فعالي» , ثم «فعائل» , والله أعلم. والفعل احتاج كما مر, وحاج يحوج حوجًا كقال, حكاها الجوهري وأنشد عليها قول الكميت: غنيت فلم أرددكم عند بغيةٍ ... وحجت فلم أكددكم بالأصابع قلت: أكددكم معناه: أشر إليكم, قال في الصحاح: الكد: الشدة في العمل وطلب الكسب, وكددت الشيء: أتعبته, والكد: الإشارة بالإصبع كما يشير السائل, وأنشد البيت المذكور. ومثله في الدواوين اللغوية. ويتعدى حاج بالألف, فيقال: أحوجته إلى الغير, أي جعلته محتاجًا إليه, أو أفقرته إليه, ويستعمل أحوج الرباعي لازمًا أيضًا, فيقال: أحوج فلان, فهو محوج, أي: احتاج كما أشار إليه في القاموس والصحاح والمصباح وغيرها. وبما سبق علم أن احتاج وحاج - كقال - لازمان, وأن أحوج يستعمل لازمًا ومتعديًا, والله أعلم. تنبيه: القياس في محوج أن يجمع جمع مذكرٍ سالمًا كمكرم ومحسن, فيقال: «محوجون» , إلا أن الناس يقولون في الجمع محاويج مثل مفاليس, حتى إن بعض أهل اللغة ينكره, ويقول إنه ليس بممسوع من العرب

[الغريب]

وإن اشتهر, والحق أنه مسموع وارد في كلامهم, وأغلفه أرباب التآليف لشهرته, وأشار إليه في المصباح, والله أعلم. [الغريب]: وقوله: «من غريب الكلام» بيان «لما يحتاج» في محل نصب على الحال كما هو مقرر في «من» البيانية, والإضافة في «غريب الكلام» من إضافة الصفة إلى الموصوف, أي: ما يحتاج إليه من الكلام الغريب. والغريب - كما أشار إليه السعد في المطول قسمان: غريب حسن: وهو الذي لا يعاب استعماله على العرب, لأنه لم يكن غريبًا عندهم لشهرته بينهم, وتداوله على ألسنتهم, وهو في النظم أحسن منه في النثر, كما أشار إليه السعد والسيد وابن رشيق في العمدة وغيرهم. ومن هذا القسم غريب القرآن والحديث الذي قالوا إن معرفته من الضروريات للمفسر والمحدث كما اشترطوه في شروطهما, ولذلك اعتنى جمع من الأعلام بالتنصيف فيه, وأفرده خلق لا يحصون, منهم أبو عبيدة وأبو عمر الزاهد وابن دريد والعزيزي الذي أقام على ما قيل خمس عشرة سنة يهذب غريبه ويحرره هووشيخه أبو بكر بن الأنباري, وأحسن ذلك مفردات الراغب, قال ابن الصلاح: وحيث رأيت في كتب التفسير, «قال أهل المعاني»: فالمراد مصنفو الكتب في معاني القرآن كالزجاج والفراء والأخفش وابن الأنباري. وقد اعتنى بغريب الحديث القاضي أبو الفضل عياض, وابن الأثير, وابن قتيبة, والخطابي, والهروي وغيرهم. وغريب قبيح: وهو ما يعاب استعماله مطلقًا نظمًا ونثرًا, وتخلو منه

الدواوين اللغوية المتداولة بين علماء هذا الشأن, ويسمى عندهم بالوحشي الغليظ وبالمتوعر, وهو مع غرابته ثقيل على السمع, كريه على الذوق, وهذا هو الذي اشترط علماء المعاني خلو الكلام منه في الفصاحة دون الأول كما عرف في محله, قلت: ومراد المصنف بالغريب هنا القسم الأول, وكأنه أراد أن ما ذكره غريب بالنسبة لهذه الأعصار التي غلبت فيها العجمة على الناس, وقل تعاطيهم للعلوم اللسانية, حتى صارت الألفاظ الضرورية عند الأقدمين من الناس فضلًا عن العرب تسمى وحشية غريبة لعدم تداولها بين الناس. وإلا فإنه لم يذكر شيئًا من الغريب بالنسبة لما اصطلح عليه علماء هذا الشأن لاختصاره, وعدم استيفائه لباب من أبواب اللغة المشهورة المتداولة عند الأقدمين, فضلًا عن غرابتها كما يعلمه من مارس فنونها, والله أعلم. ولما وصف كتابه بأنه مختصر مشتمل على المحتاج إليه من الكلام الغريب نبه على ما أودعه فيه على جهة الإجمال ليرغب فيه الطالب فقال: (أودعناه كثيرًا من الأسماء والصفات) أقول: أصل الإيداع الدفع على وجه الوديعة, تقول: أودعته مالًا: إذا دفعت إليه ليكون وديعة, وأودعته أيضًا: قبلت ما أودعكه, فهو من الأضداد كما في الصحاح والقاموس وغيرهما, ثم صار يستعمل بمعنى الجعل. تقول: أودعت كذا في كذا: إذا جعلته فيه, وهو قريب من الأول. ومنه قول المصنف: أودعناه أي جعلناه في هذا الكتاب كثيرًا, فالضمير مفعوله الأول, وكثيرًا مفعوله الثاني, وهو فعيل من الكثرة بالفتح كما في الفصيح وغيره, وتكسر في لغة, أو هو رديء, أو خطأ كما أوضحته في شرح نظم الفصيح. والكثرة نقيض القلة, وكثر الشيء ككرم, فهو كثير, كأمير, وغراب, وصاحب, وصيقل.

وقوله: «من الأسماء» بيان لما في «كثير» من الإيهام, فهو صفة له, «والأسماء» جمع اسم, وهو يطلق على ما يقابل الفعل والحرف وعلى ما يقابل الكنية واللقب, وعلى ما يقابل الصفة على ما قرر في العربية, وكأنه أراد الإطلاق الثالث لأنه قابله بالصفات. والخلاف في كون الأسماء مشتقة من السمو وهو العلو كما هو مذهب البصريين الذي عليه المعول بدليل التكسير والتصغير, أو من الوسم وهو العلامة كما يدعيه الكوفيون - مشهور مبسوط. وقد أوضحت كلا من المذهبين مع ماله وما عليه في «السمط». والصفات: جمع صفة, وأصلها وصفة, فحذفت الواو منها لما تقرر من وجوب حذف الواو من مضارع مثله, وفعلته عملًا بقوله في الخلاصة: فا أمرٍ أو مضارعٍ من كوعد ... احذف, وفي كعدةٍ ذاك اطرد والصفة والوصف والنعت ألفاظ مترادفة من حيث اللغة, وفرق المتكلمون بين الوصف والصفة, فقالوا: الوصف يقوم بالواصف, والصفة بالموصوف, كما فرق أقوام من الكوفيين منهم أبو العباس ثعلب بين النعت والصفة, فقالوا: النعت ما كان خاصًا بعضو كالأعور والأعرج, فإنهما يخصان موضعين من الجسد, والصفة للعموم كالعظيم والكريم. ومن ثم قال جماعة: الله تعالى يوصف ولا ينعت. والله أعلم. وجملة أودعناه ... الخ. صفة أخرى لكتاب, وأتى مع كونه واحدًا بضمير الجمع الدال على العظمة إظهارًا لملزومها وهو تعظيم الله إياه بالعلم كما قاله «الجلال المحلي» في شرح قول «التاج السبكي»: نحمدك اللهم

[الحوشي والغريب من الألفاظ]

على نعم يؤذن الحمد بازديادها» , وأيده بقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} , بل هذا المقام أولى به من ذاك, إذ ليس هنا مقام حمد ولا دعاء بخلاف ذاك كما أوضحته في شرح نظم الفصيح وحواشي السعد وغيرهما. واعتبر الجوارح المعينة للعقل على هذا التأليف, وعبر عنها بضمير الجمع كما اختاروه في «نحمدك» ومثله يقال في «جنبناه» وما بعده, والله أعلم. [الحوشي والغريب من الألفاظ]: ولما ذكر ما أودعه في كتابه, عقبه بذكر ما جنبه إياه, زيادة في الترغيب, فقلا: (وجنبناه حوشي الألفاظ واللغات) أقول: التجنيب: الإبعاد, يقال: جنبته الشيء, ومنه, كنصر: إذا أبعدته, ومنه {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} ويشدد للمبالغة فيقال: جنبته تجنيبًا كما يقال: قطع وقطع, كما أشار الفيومي كالجوهري. وزاد المجد: أجنب رباعيًا كأبعد إبعادًا وزنًا ومعنىً. والحوشي: بضم الحاء المهملة وبعد الواو شين معجمة فياء نسبة, هكذا هو في غالب النسخ التي رأيناها [ورويناها] ويوجد في بعض النسخ «وجنبناه وحشي» بالفتح منسوب إلى الوحش, وكلاهما بمعنى واحد, بل ظاهر عبارتهم أن الغريب أيضًا مثلهما, إلا أن الصواب فيه ما قدمناه, وإن كان إطلاقه على الوحشي أكثر كما في عمدة ابن رشيق وكتب المعاني واللغة, والله أعلم. وأما الحوشي بالضم ففسره في القاموس بالغامض من الكلام. وفي الصحاح حوشي الكلام: وحشيه وغريبه, وفي الصحاح: مستغربه. وفي

عمدة ابن رشيق: الوحشي من الكلام: ما نفر عن السمع, ويقال له أيضًا: حوشي, كأنه منسوب إلى الحوش, وهو بقايا «إبل وبار» بأرض قد غلبت عليها الجن فعمرتها, ونفت عنها الإنس, لا يطأها إنسي إلا خبلوه, قال رؤبة: جرت رجالًا من بلاد الحوش قال: وإذا كانت اللفظة خشنة مستغربة لا يعلمها إلا العالم المبرز أو الأعرابي القح فتلك وحشية. قلت: ما ذكره من كون الألفاظ الوحشية منسوبة إلى الحوش هو المشهور في دواوين الأدب, وإن لم يذكره اللغويين فيه, بل ذكروه في الإبل الحوشية ونحوها مما يوصف بالحياة, فقد قال المجد: والحوشي من الإبل وغيرها منسوب إلى الحوش, وهو بلاد الجن. أو فحول جن ضربت في «نعم مهرة» , فنسبت إليها. فذكر فيه وجهين بخلاف ابن رشيق. قال الجوهري: وأصل الحوش فيما زعموا: بلاد الجن من وراء «رمل يبرين» لا يسكنها أحد من لناس, قال: والحوش: النعم المتوحشة, ويقال إن الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش, وهي فحول جن تزعم العرب أنها ضربت في نعم أحدهم فنسبت إليها. وفي المصباح: حكى ابن قتيبة أن الإبل الحوشية منسوبة إلى الحوش, وأنها فحول من الجن ضربت في إبل فنسبت إليها, وحكاها أبو حاتم أيضًا, وقال: هي النجائب المهرية ومثله في غالب الدواوين اللغوية مقتصرين به على الإبل, وإن قال المجد: من

الإبل وغيرها, فإن قوله بعد: أو فحول ... الخ, ربما تعين الإبل, ومن ثم قيل إن في عبارته تدافعًا كما أوضحته في حواشيه: والله أعلم. وأما الوحشي فإن معناه يفهم مما قدمناه, وكلام علماء المعاني فيه أوضح من كلام اللغويين, وكذلك قالوا كما نقله السعد في مطوله, والسيد في شرح المفتاح, وغيرهما: الوحشي منسوب إلى الوحش الذي يسكن القفار, استعيرت للألفاظ التي لم يؤنس استعمالها فيوجد فيها ثقلًا على السمع وكراهية على الذوق, كما أشرنا إليه من قبل في تعريف الغريب القبيح لأنه مرادفه عندهم كما مر آنفًا, والله أعلم. و«الألفاظ» جمع لفظ, وهو في الأصل مصدر لفظت الشيء, وبه, كضرب وسمع: إذا رميته, ثم ن قل في عرف علماء اللسان ابتداء كما هو ظاهر إطلاقاتهم, أو بعد جعله بمعنى الملفوظ كالخلق بمعنى المخلوق, كما ارتضاه الرضي مقتصرًا عليه - إلى ما يتلفظ به الإنسان. قال في التوضيح: والمراد باللفظ: الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية. وقد أشار الفخر الرازي إلى مناسبة إطلاقه على الصوت فقال: سمي الصوت لفظًا لكونه يحدث بسبب رمي الهواء من داخل الرئة إلى خارجها, إطلاقًا لاسم السبب على المسبب, ونقله في التصريح. والمشهور في اللفظ أنه يطلق على المستعمل الموضوع له معنى, وعلى المهمل الذي لا معنى له, بخلاف القول والكلام. وحقق الرضي في شرح الحاجبية أن القول والكلام واللفظ من حيث أصل اللغة بمعنى, لكن القول اشتهر في المفيد بخلاف اللفظ

والكلام, واشتهر الكلام لغةً في المركب. قال: واللفظ خاص بما يخرج من الفم, فلا يقال لفظ الله كما يقال كلام الله, والله أعلم. وقد اشتهر على الألسنة جمع لفظ على ألفاظ, وارتكبه الجماء الغفير من المحققين في الفنون, وفيه أنه مصدر, وقد صرح سيبويه وغيره بأنه لا يجمع, وما ورد من ذلك كالأشغال والحلوم شاذ يقتصر منه على ما سمع, ولا يتجاوزه على ما شحنت به دواوين العربية, إلا أن يجاب عنه بأنه تنوسي فيه معنى المصدرية, وحكم عليه بالاسمية فصار في عدادها كما أومأ إليه في المصباح. فيبقى حينئذ أن «فعلا» الصحيح لم يجمع على أفعال إلا في كلمات شاذة ذكر منها ابن هشام فرخًا وأفراخًا, وزندًا وأزنادًا, حملًا وأحمالا. قيل: ولا رابع لها. وإن ذكر في التصريح كلمات غيرها, وعد منها لفظًا وألفاظًا اغترارًا بما في الصحاح, فإن مثل هذا لا يثبت إلا بنقل صريح, وكثير من الأقدمين لم يتعرضوا له بنفي ولا إثبات, وقد يكون من الخطأ المشهور المفضل على الصواب المهجور, والله أعلم. و«اللغات» جمع لغة, وقد سبق الكلام فيها مستوفى, والإضافة في «حوشي الألفاظ» من إضافة الصفة إلى الموصوف, والمعنى: أبعدنا عن كتابنا هذه الألفاظ الغريبة المستوحشة واللغات الحوشية المستكرهة لاستثقال النفوس لها وكراهتها في الأسماع والأذواق, ولذلك عيب أقوام من فحول الأدباء بارتكابهم الغرائب والنوادر والوحشيات في نظامهم, وقد بالغ ابن رشيق في العمدة في النكير على مرتكب الغرائب والوحشيات وذمهم حتى قال قصيدته النونية المشهورة التي أولها: قبح الله صنعة الشعر ماذا ... من صنوف الجهال فيها لقينا

يؤثرون الغريب [منه] على ما ... كان سهلًا للسامعين مبينا وأنكر ذلك الصفي الحلي في قصيدته السينية المشهورة التي قالها لما قيل في شعره: لا عيب فيه سوى قلة استعماله لغة العرب. وقال إبراهيم بن المهدي لكاتبه عبد الله بن صاعد: إياك وتتبع وحشي الكلام طمعًا في نيل البلاغة, فإن ذلك هو العي الأكبر, وعليك بما سهل مع تجنبك ألفاظ السفل. ونبه على ذلك حازم في منهاج البلغاء. وإن مال أقوام لاستحسان استعمال الغريب واستطراف ارتكابه حتى قال ابن خميس الأندلسي من قصيده: العشي تعجز والنوابغ ... عن شكر أنعمك السوابغ

[الاستشهاد في اللغة]

ما ذاق طعم بلاغةٍ ... من ليس للحوشي ماضغ والحق - كما أشير إليه في منهاج البلغاء وغيره - أن ذلك يختلف باختلاف المقامات والقرائح, إذ لكل مقام مقال, ولكل أقوام تخاطب لا يحسن بغيره بينهم القيل والقال, كما هو مبسوط في دواوين الأدب, وشروح كلام العرب, والله أعلم. ثم زاد في أوصاف الكتاب ترغيبًا فيه فقال: (وأعريناه من الشواهد) أقول: «الإعراء»: التجريد, عري بفتح العين وكسر الراء المهملتين كرضي: تجرد من الثياب, هذا أصله, ثم استعمله أرباب التأليف في التجريد من الأشياء, وأعربته: جردته, وكذلك عريته, فأما عرا بالفتح كدعا فمعناه: قصد وطلب, يقال عراه يعروه عروًا. إذا قصده لطلب رفده, وعراه الأمر: نزل به كاعتراه. وهذا واوي اللام بخلاف عري من الثياب فهو يائي كما في أمهات اللغة, وكثير ممن ينسب للفضل لا يحسن التفرقة بينهما ضبطًا ولا مادة. [الاستشهاد في اللغة]: «والشواهد»: جمع شاهد, وهو اسم فاعل من شهد الشيء كعلم: إذا عاينه, والشهادة: الخبر القاطع, وقد شهد كعلم وكرم شهادة, قاله في القاموس, وقد أوضحت معناها لغةً واصطلاحًا في شرح نظم الفصيح, والمراد بالشواهد عند علماء اللسان: الجزئيات التي تذكر لإثبات القواعد من كلام الله تعالى, أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم, أو كلام العرب العرباء الثابتة فصاحتهم, الموثوق بعربيتهم.

وها هنا تنبيهات يحتاج إلى تحصيلها الهمم العالية, والقرائح النبيهات

وها هنا تنبيهات يحتاج إلى تحصيلها الهمم العالية, والقرائح النبيهات: [التنبيه] الأول: لا خلاف بين العلماء في الاستدلال بالقرآن العظيم, والاحتجاج به في جميع الفنون العلمية على اختلافها وكثرتها, ولا سيما علوم اللسان: لغة وصرفًا ونحوًا وبيانًا بأنواع الثلاثة. وأما الحديث الشريف فاختلف فيه, فذهب إلى الاحتجاج به والاستدلال بألفاظه وتراكيبه جمع من الأئمة, منهم: شيخا هذه الصناعة وإماماها, الجمالان: ابنا مالك وهشام, والجوهري, وصاحب البدعي, والحريري, وابن سيده, وابن فارس, وابن خروف, وابن جني, وأبو محمد عبد الله بن بري, والسهيلي وغيرهم ممن يطول ذكره, وهو الذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه, إذ المتكلم به صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق على الإطلاق, وأبلغ من أعجزت فصاحته الفصحاء على جهة العموم والاستغراق, فالاحتجاج بكلامه عليه الصلاة والسلام الذي هو أفصح العبارات وأبلغ الكلام, مع تأييده بأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز من الملك العلام أولى وأجدر من الاحتجاج بكلام الأعراب الأجلاف, بل لا ينبغي أن يلتفت في هذا المقام لمقال من جار عن الوفا, وإلى إجراء الخلاف, على أنا لا نعلم أحدًا من علماء العربية خالف في هذه المسألة إلا ما أبداه الشيخ أبو حيان في شرح التسهيل, وأبو الحسن بن الضائع في شرح الجمل, وتابعهما على ذلك الجلال السيوطي - رحمه الله - فأولع بنقل كلامهما, وألهج به في كتبه, واعتنى باستيفائه في كتاب الموسوم بـ «الاقتراح في علم أصول النحو» , وهو كتاب بديع في بابه, رتبه على ترتيب أصول الفقه في

الأبواب والفصول, وأبدى فيه نكتًا غريبة جعلها للفروع النحوية كالأصول, واستوفاه أيضًا فيما كتبه على المغني, ولهج به في غيرهما من كتبه ظانًا أنه من الفوائد الغريبة, متلقيًا له بالقبول تقليدًا, غافلًا ع ن أنه في هذا الباب لا يسمن ولا يغني. فأما ابن الضائع فحجته في المنع تجويز الرواية بالمعنى, قال: ولولا تصريح العلماء بجواز النقل بالمعنى في الحديث لكان أولى في إثبات فصيح اللغة كلام النبي صلى الله عليه وسلم, لأنه أفصح العرب, وسيأتي جوابه, وأما أبو حيان فقد أطال على عادته - عفا الله عنه - في التحامل على الإمام ابن مالك بلا طائل, وأبدى أدلة حالية بالتمويه, خالية من الدلائل. وحاصل ما قاله: إن نحاة البلدين البصرة والكوفة لم يستدلوا بالحديث, وتابعهم على ذلك نحاة الأقاليم, وعلل ذلك بوجهين: جواز الرواية بالمعنى, ووقوع اللحن كثيرًا في الأحاديث لأن كثيرًا من الرواة كانوا غير عرب بالطبع, ولا يعلمون لسان العرب بصناعة النحو, فوقع اللحن في كلامهم, وبنى على ذلك كلامه كله واعتراضه على الشيخ ابن مالك. فأما عدم استدلالهم بالحديث فلا يدل على أنهم يمنعون ذلك, ولا يجوزونه كما توهمه, بل تركهم له لعدم تعاطيهم إياه, وقلة إسفارهم عن محياه, على أن كتب الأقدمين الموضوعة في اللغة لا تكاد تخلو عن الأحاديث والاستدلال بها على إثبات الكلمات, واللغة أخت النحو, وأيضًا في الصدر الأول لم يكن الحديث مدونًا مشهورًا مستعملًا استعمال الأشعار العربية والآي القرآنية, وإنما اشتهر ودون بعدهم, فعدم احتجاجهم به لعدم

اشتهاره بينهم, وعلماء الحديث غير علماء العربية, ولما تداخلت العلوم وتشاركت استعملوا بعضها في بعض, وأدخلوا فنًا في فن, حتى صارت المنقولات المحضة نوعًا من المعقولات, وبالجملة فكونهم ** يحتجوا بالحديث لا يلزم منه منعهم ذلك كما لا يخفى. وأما ادعاؤه أن ** الأقاليم تابعوهم على ذلك فهو مصادرة, بل هذه كتب الأندلسيين وأهل المغرب قاطبة مشحونة بذلك, وقد استدل بالحديث في كتب النحو طوائف, منهم الصفار, والسيرافي, والشريف الغرناطي, والشريف الصقلي في شروحهم لكتاب سيبويه, وابن عصفور, وابن الحاج في شرح المغرب, وابن الخباز في شرح ألفية ابن معطي, وأبو عبد الله بن بري وغيرهم مما أسلفنا ذكره آنفًا, وشيد أركانه المحققون كالإمام النووي في شرح مسلم وغيره, والعلامة المحقق البدر الدماميني في شرح التسهيل وغيره, وقاضي القضاة ابن خلدون في مواضع من مصنفاته, بل خص هذه المسألة بالتصنيف وأجاب عن كل ما أورده جوابًا شافيًا, ومال إليه العلامة النظار أبو إسحق الشاطبي, والعلامة القناري وغير واحد. وشيد أركانه عصري شيوخنا العلامة عبد القادر البغدادي في أوائل «شرح شواهد الرضي» بما لا مزيد عليه, بل رأيت الاستدلال بالحديث في

كلام أبي حيان مرات, ولا سيما في مسائل الصرف, إلا أنه لا يقر له عماد, فهو كل حين في اجتهاد. وأما الرواية بالمعنى, فهي وإن كانت رأي قوم, فقد منعها آخرون منهم مالك رضي الله عنه, بل نسب المنع للجمهور من المحدثين والأصوليين والفقهاء كما نقله القرطبي وغيره. وبعد تسليمه, فمن أجازه اشترط له شروطًا مشهورة في علوم الاصطلاح لم تذكر في شيء مما استدل به ابن مالك وغيره, بل قالوا: إنه لا يجوز النقل بالمعنى إلا لمن أحاط بدقائق علم اللغة, وكانت جميع المحسنات الفائقة بأقسامها على ذكر منه, فيراعيها في نظم كلامه, ثم فتح احتمال التغيير والتصرف في التعبير يؤدي إلى خرق بعيد الالتئام, في جميع الأحكام, لأن المخالف يقول لمخالفه المستدل في حكم بلفظ حديث: لعل هذا اللفظ من الراوي. وقالوا: إنه إذا فتح هذا الباب لا يبقى لنا وثوق بحديث ولا اطمئنان لشيء من الآثار الواردة عنه صلى الله عليه وسلم, وأوجد المبتدعة مسلكًا للطعن في جميع الأحاديث, وانتقلنا إلى النظر في دلالاتها على العمومات والإطلاقات وغير ذلك مما يترتب على هذا القول من المفاسد العظام. وأما ادعاء اللحن في الحديث فهو باطل, لأنه إن أراد اللحن الذي هو الخطأ في الإعراب بحيث لا يتخرج على وجه من الوجوه, فهذا لا وجود له في شيء من الأحاديث أصلًا, وإن أراد أنه على خلاف الظاهر, كنصب الجزأين بـ: أن ونحوه من الأحاديث

الواردة على لغة من اللغات الغير المشهورة فهو لا يضر, لأن القرآن العظيم وهو متواتر فيه آيات على خلاف الظاهر في الإعراب, احتاج هو في «بحره» و «نهره» إلى تأويلها وتخريجها على وجه صحيح, ولم يدع أنها ملحونة, وإن ورد في كلام عائشة - رضي الله عنها - وغيرها التعبير في حقها باللحن, فقد أجابوا عنه كما بسطه الجلال في الاتقان, ولم تخرج بسبب ذلك عن القرآن. وما رأيت أحدًا من الأشياخ المحققين إلا وهو يستدل بالأحاديث على القواعد النحوية والألفاظ اللغوية, ويستنبطون من الأحاديث النبوية الأحكام النحوية والصرفية واللغوية وغير ذلك من أنواع العلوم اللسانية, كما يستخرجون منها الأحكام الشرعية. وقد طال ما اقترح على الجهابذة من الأصحاب والأساتذة أن أخص هذه المسألة بتصنيف مستقل, فما تسعف الأقدار بذلك لكثرة العوارض والقواطع, ولما أبديت هذا الكلام في هذا الشرح قنعوا به وارتضوا وأيدوه, وبعد الفراغ من هذا الكتاب بأزمان, هيأ الله سبحانه لي الأسباب وفتح لي الباب, فعنيت بشرح الاقتراح لأغراض بينتها في خطبة الشرح, وبذلت الجهد في تحقيق هذا البحث, ونقلت صدر كلامي الذي هنا فيه, ثم تتبعت كلام أبي حيان وابن الضائع الذي نقله الجلال هنالك, ونقضته لبنة لبنة بما لا غبار عليه في نحو كراسين منه, وأبديت هنالك من التحقيقات العجيبة ما لا يشك مطالعه أنه نفحة من النفحات النبوية, ومنحة من المنحات المصطفوية, ويعلم متقنه

التنبيه الثاني

بالمطالعة أن الحق ما قاله الإمام ابن مالك علامة «جيان» لا ما قاله أبو حيان, ويجزم بأن كلام ابن الضائع كلام ضائع, والله الموفق سبحانه. التنبيه الثاني: لا خلاف بين أئمة العربية في أن كلام العرب كله نظمه ونثره ويستدل به على إثبات القواعد العربية مطلقًا, من لغة وصرف ونحو وغير ذلك, وإنما وقع الخلاف في معرفة من يستدل بكلامه, ومن لا يحتج بكلامه, فاحتاجوا إلى بيان معرفة طبقات المتكلمين, وجعلوهم شعراء, لأن المحفوظ المنقول أغلبه شعر, فقالوا إن طبقات الشعراء أربعة: جاهليون كامرئ القيس وطرفة وزهير وأضرابهم, ومخضرمون وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام كحسان ولبيد وكعب وأضرابهم, وإسلاميون كالفرزدق وجرير وأضرابهما, ومولدون كبشار ومن بعده إلى الآن, فأما الجاهليون والمخضرمون فقد أجمعوا على الاستشهاد بكلامهم, وإثبات القواعد في سائر الفنون بنثارهم ونظمهم. وأما الطبقة الثالثة وكلهم الإسلاميون, فاختلفوا في الاستدلال بكلامهم, وأطبق المحققون على الاستشهاد ولم يعبئوا بالخلاف في ذلك. وأما طبقة المحققون على الاستشهاد بكلامهم في القواعد النحوية والألفاظ العربية, بل يجوز الاستشهاد بشعرهم في المعاني والبيان والبديع فقط, وخالف الزمخشري وأتباعه السلف, فاستشهد بكلام المولدين كأبي تمام, وقال في الكشاف: لأني أجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه, واعترضوا عليه بأن قبول الرواية مبني على الضبط والوثوق, واعتبار القول مبني على معرفة الأوضاع اللغوية والإحاطة بقوانينها, ومن البين أن إتقان الرواية لا يستلزم إتقانالدراية, وأطال في الرد عليه الفاضل التفتزاني, والمحقق في الكشف وغير واحد.

التنبيه الثالث

وألممت بأكثر ذلك في شرح شواهد البيضاوي, ولا حجة له في استشهاد سيبويه ببيت لبشار أنشده في الكتاب, لأنه إنما أورده مثالًا, ولم يجعله شاهدًا, وكان بشار هجاءً, فتوعد سيبويه فقطع لسانه لذلك كما صرحوا به, والله أعلم. التنبيه الثالث: قصر الطبقات على ما ذكرنا وحصرها في أربع هو المشهور المتداول بين الجمهور, ولذلك اقتصرنا عليه في شروح الشواهد وشرح نظم الفصيح وغيرهما. وزاد فيها جماعة ففصلوها على غير هذا الترتيب فقالوا: الشعراء طبقات: جاهليون كامرئ القيس, ومخضرمون كلبيد, ومتقدمون, ويقال إسلاميون, وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق, ومولدون وهم من بعدهم كبشار, ومحدثون وهم من بعدهم كأبي تمام, ومتأخرون كمن حدث بعدهم من شعراء الحجاز والعراق فجعل الطبقة الرابعة ثلاثًا,

التنبيه الرابع

والصواب أنها كلها نوع واحد, وأن كل من حدث من بشار إلى الآن كلهم مولدون لا يستشهد بشعرهم إلا في المعاني خاصة دون الألفاظ, ولذلك اقتصرت على ما ذكرت أولًا في شرح نظم الفصيح وغيره من شروح الشواهد, وإن استوفيت هذه الأنواع كلها في شرح شواهد البيضاوي لاحتياج المقام لذلك, ولاختياره تبعًا للزمخشري الاستشهاد بهؤلاء اعتمادًا على عدم الفرق بين الرواية والقول, وأوضحت أن الحق ما عليه الجمهور, وأن الاعتماد على ما رووه دون ما رأوه كما مرت الإشارة إليه. والله أعلم. التنبيه الرابع: العلوم التي تحتاج إلى استشهاد من علوم الأدب ثمانية: اللغة, والصرف, والنحو, والعروض, والقوافي, والمعاني, والبيان, والبديع, فأما العلوم الخمسة الأولى فلا يستشهد عليها إلا بالطبقات الثلاث الأولى, وبالقرآن, أو بالحديث كما حققناه, لأن المعتبر فيها ضبط الألفاظ, والجري على تلك القوانين, والثلاثة الأخيرة يجوز الاستشهاد بكلام البحتري وأبي تمام وأبي الطيب وأبي العلاء وهلم جرا, كما حققه الأندلسي في شرح بديعية رفيقه ابن جابر, وإن كان في كلامه قصور يعلم بالوقوف عليه كما نبهنا عليه في شرح نظم الفصيح, وحواشي عقود الجمان وغيرهما, والله أعلم. ولشدة احتياج مبحث الشواهد إلى غريب هذه الفوائد جعلتها في لبتها

أزهى من قلائد الفرائد, فلا يعدها طولًا من أتقن النظر, وكان موصول الفكر بالصلاة والعوائد. وقوله: (ليسهل حفظه) علة «أعريناه» أي: جردناه من الشواهد ليكون ذلك سببًا في سهولة حفظه, ويجوز أن يعم ما قبله أيضًا, أي جنبناه الوحشي ليسهل, لأن الوحشي مما تنفر منه الطباع كما مر, ويسهل مضارع سهل الأمر ككرم سهالة: إذا تيسر وتهيأ, فهو سهل بالفتح. «والحفظ» بالكسر: مصدر حفظ الشيء كفرح: إذا منعه من الضياع, ثم قالوا: حفظ القرآن ونحوه: إذا وعاه على ظهر قلبه, وهو المراد هنا: والضمير لكتاب. أي: ليتيسر وعي الكتاب واستظهاره, أي: علمه على ظهر الغيب. (ويقرب تناوله) أي: يدنو تعاطيه, قرب إليه, ومنه, ككرم: دنا, والتناول: الأخذ, أو بسرعة. (وجعلناه) أي الكتاب (مغنيًا) أي كافيًا اسم فاعل من أغناه بالغين المعجمة أي صيره غنيًا لا يحتاج لأحد, من اعتنى بهذا الكتاب وحفظه: اغتنى به عن غيره إذا كان متوسطًا, ولذلك قال: (لمن اقتصد) أي توسط (في هذا الفن) أي النوع, وهو اللغة, والاقتصاد في الشيء والقصد فيه هو التوسط, وعدم الإفراط والتفريط: يقال: قصده, وله, وإليه, يقصد كضرب, وضم المضارع غلط لا أصل له, وإن جرى على ألسنة كثيرين: إذا أمه وتوجه إليه. وقصده: إذا ترك الإفراط, كاقتصد. و «الفن» بالفتح: النوع والضرب وجمعه فنون, أي لمن توسط في هذا الفن من فنون العلم وهو فن اللغة, أي بخلاف الماهر المتبحر, فإنه لا تكفيه بحار الأمهات فضلًا عن المتوسطات, فضلًا عن هذه الورقات. (ومعينًا) أي: مساعدًا ومقويًا, اسم فاعل من أعانه على الشيء: إذا ساعده عليه, وفيه جناس التصحيف والتحريف مع مغنيا, (لمن أراد الاتساع فيه) أي في هذا الفن, لأن من أراد الاتساع لا يكتفي بهذه العجالة, وإنما يكون مثلها معينًا له ومقويًا على الاطلاع لغيره, وزاد اللام في المفعول لتقويه اسم الفاعل. (وسميناه) أي الكتاب, أي وضعنا له اسمًا علمًا عليه, يقال سماه كذا وبه تسميه, وأسماه فلانًا وبه: إذا وضعه له, وجعله مميزًا له

دون غيره, وقد استعمله المصنف متعديًا للمفعولين بنفسه ولذلك قال: (كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ) , فمجموع هذه الفقرة هو العلم على هذا الكتاب, وقد طابق الاسم المسمى, فإنه كفاية لمن يتحفظ, أي: يتكلف الحفظ, فهو أبلغ من الحافظ, و «نهاية» أي: غاية لمن يتكلف اللفظ أيضًا, وذلك يقتضي التوسعة والزيادة على اللفظ, لكن في القاموس أن لفظ وتلفظ بمعنى واحد, يقال: لفظ الشيء وبه, كضرب وسمع, لفظًا, إذا رماه, ولفظ الكلام: نطق به, وقد صرحوا بأنه مجاز لما فيه من معنى الرمي كما أوضحته في مصنفات النحو. وقد سمينا هذا الشرح: «تحرير الرواية في تقرير الكفاية» (وصنفناه) أي الكتاب, أي جعلناه أصنافًا, أي: أنواعًا وضروبًا, عقدنا لها (أبوابًا) , جمع باب, أصله بوب محركة, فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فصار بابًا, ولذلك جمع على أبواب, وهو مذكر, ولذلك يصغر على بويب, ومعناه: المدخل, ويستعمله المصنفون في مسائل متعددة من جنس واحد تقريبًا للمراجعة. أي: جعلنا كل صنف منه في باب على حدة, زيادة في تسهيل حفظه وتقريب تناوله. (فمن ذلك) المذكور من جعل أصنافه أبوابًا أي مبوبةً, زيادة في الضبط, والظاهر أن «من» تبعيضية, والظرف خبر مقدم عن قوله: (باب في صفات الرجال المحمودة) جمع صفة, وقد مر الكلام عليها, وعلى الفرق بينها وبين الوصف, وإن كانت كلها مترادفة بالنسبة لأصل اللغة.

[باب في صفات الرجال المحمودة]

[باب في صفات الرجال المحمودة] «الرجال» جمع رجل بفتح الراء وضم الجيم, وقد تسكن مع بقاء فتح الراء, وجوز بعض السكون مع نقل ضم الجيم للراء, لكن في شرح أمالي القالي أنه لم يسمع فيه سكون الجيم مع نقل ضمها للراء, بل مع فتح الراء فقط, كما أوضحته في شرح القاموس, وأوردت له هناك جموعًا, وبينت أن أبا حيان في «بحره» ذكر له اثني عشر جمعًا, ونقلها أصحابه في إعراباتهم كصاحب «الدر اللقيط» , وإن كان بعضها لا يخلو عن نظر. والرجل: الذكر إذا احتلم وشب عند الأكثر, وقيل: هو رجل ساعة يولد. وقوله: «المحمودة»: نعت لـ «صفات» , أي: التي حمدت وأثني عليها الثناء الجميل, «مفعولة» من حمده كسمع, إذا أثنى عليه وكشره. (الجواد) كسحاب: (الرجل) ذكره توطئةً لما بعده, على أن الترجمة

مغنية عنه, (السخي) تفسير للجواد. والسخي بفتح السين وكسر الخاء المعجمة وتشديد الياء التحتية: هو الكريم الجواد كما في القاموس وغيره, وجمعه أسخياء. والأنثى سخية, وجمعها سخيات وسخايا. وفي الفعل منه لغات, يقال: سخا, كسعى, ودعا, وسرو, ورضي, سخاءٌ, وسخى, وسخوة وسخوًا, وتسخى: تكلفه, قاله في القاموس, وهو صريح في أن السخي مأخوذ من هذه الأفعال كلها, لكن في «المصباح» أن الصفة من سخا كدعا ساخٍ, ومن سخي كرضي سخٍ كشجٍ منقوصًا, ومن سخو ككرم سخي على فعيل, وهو الذي يقتضيه القياس, وتشهد له القواعد الصرفية. وقد أغفل المجد ذلك, ولم يذكر في الأوصاف غير سخي كغني, وهو قصور ظاهر, كما أن في المصباح قصورًا, لأنه أغفل سخى كسعى, وإن ذكر اللغات الثلاث وذكر تصاريفها, والله أعلم. وظاهر المصنف أن الجواد وصف خاص بالرجال, وليس كذلك, بل يقال: رجل جواد, ويقال: امرأة جواد أيضًا بغير هاء, قال: فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا وقال في أنثى: صناع بإشفاها, حصان بشكرها ... جواد بقوت البطن, والعرق زاخر

وقد بينت ذلك في شرح نظم الفصيح, وشرحت البيت, وأوضحت أن الشكر بالفتح: الفرج كما في الصحاح وغيره. ويقال: عرق فلانٍ زاخر: إذا كان كريمًا, قاله أبو عبيدة. وقالوا: معناه: إن عرق الكريم يزخر بالكرم, وأشرت هناك إلى أنه يقال: جاد, كقال, جوادًا بالضم, فهو جواد, وهي جواد, وأنهم سووا بين الذكر والأنثى, لأن هذه البنية من أبنية المصادر, كما قالوا براء للذكر والأنثى, وأن الجود بالضم كما استعمل مصدرًا استعمل جمعًا لجواد وأصله بضم الواو, كما قالوا: قذال وقذل, ثم خففوا لمكان حرف العلة, فهو نظير الجلوس مصدر جلس, وقالوا: قوم جلوس وقعود وشهود ونحوها مما جاء مصدرًا وجمعًا, وهناك فوائد تتعلق بالجيد كسيد, وبجواد الخيل وغير ذلك مما اقتضته المادة من البسط, والله أعلم. (والخرق) بكسر الخاء وسكون الراء آخره قاف: (الكريم) , أي: الجواد السخي, لأنه المراد عند الإطلاق, وإن كان الكرم أخص من الجواد, لأنه ضد اللؤم, وهو جمع الخصال القبيحة, كما أن ضده وهو الكرم جمع الخصال الحسنة, وفيه كلام أودعناه شرح شواهد التوضيح وغيره. قال في الأساس: فلان خرق يتخرق في السخاء, أي: يتسع فيه, وهو متخرق الكف بالنوال لا يبقى شيئًا, قال الشماخ: معي كل خرقٍ في الغداة سميدعٍ ... وفي الحرب داري العشيات ذيال

قال: الداري: المتطيب. وفي الصحاح: الخرق بالكسر: السخي الكريم, يقال: هو سخي ويتخرق في السخاء: إذا توسع فيه, وكذلك الخريق, مثال فسيق, قال أبو ذؤيب يصف رجلًا صحبه رجل كريم: أتيح له من الفتيان خرق ... أخو ثقةٍ, وخريق خشوف ومثله في المحكم والخلاصة ومختصر العين وغيرها من الدواوين اللغوية, بل ذكره قطرب في مثلثه الذي هو موضوع للولدان, فضلًا عمن له بالفن يدان ومع شهرته وكثرة من ذكره أغفله المجد في القاموس, واقتصر على الخريق كسكيت, وفسره بالسخي أو الكريم في سخاوة, والفتى الحسن الكريم الخليقة. وإن إغفاله إياه مع ذكره في كل كتاب لمما يقتضي منه العجب العجاب, ولا سيما وهو في الصحاح والمحكم وهو شديد اقتفاء الأثر لعبارتهما, والله أعلم. (والخضم) بكسر الخاء وفتح الضاد المعجمتين وشد الميم: (الكثير العطية). أي الذي كثرت عطيته لقاصدية, والعطية, فعلية, يريدون بها الشيء الذي يعطى. قال المجد: الخضم كخدب: السيد الحمول المعطاء خاص بالرجال, وجمعه خضمون. وقال الجوهري: الخضم: الكثير العطاء. ومثله في المحكم وخلاصته ومختصر العين وغيرها, ومن أمثالهم قول الشاعر:

دعاني إلى عمرٍ جوده ... وقول العشيرة: بحر خضم (والهضوم) بفتح الهاء وضم الضاد المعجمة كصبور: (الكثير الإنفاق) زاد المجد: «لماله». ويقال فيه هاضوم وهضام, ويطلق على كل دواء هضم طعامًا, وأغفله الجوهري بالمعنى الذي أورده المصنف, وقد أورده بلغاته ومعانيه في المحكم, وإياه تبع المجد. والله أعلم. (والأريحي) بفتح الهمزة والتحتية بينهما راء مهملة ثم حاء مهملة بعده تحتيه مشدد. (الذي يرتاح) , أي: تأخذه أريحية, أي خفة ونشاط (للعطاء) , فيعطي بلا كلفةٍ ومشقةٍ لتعوده ذلك, وتمرنه عليه. وعبارة القاموس كالصحاح والمحكم: الأريحي: الواسع الخلق, وأخذته الأريحية: إذا ارتاح للندى. والمراد من العطاء في كلام المصنف هو الندى المذكور في عبارتهم لأنه بمعناه, وهذا أحد الأسماء التي جاءت على لفظ المنسوب وليس بمنسوب كالألمعي واللوذعي والأحوذي وحوها, وقد عقد لها في «ديوان الأدب» بابًا على حدة, وأورد أكثرها في المزهر, وذيلت ما خطر بالبال منها في «المسفرة» والله أعلم. (والحسيب: الكريم الآباء) والفعل منه حسب حسبًا وحسابه ككرم كرمًا وكرامةً, وكلام المصنف نصٌ في أن الحسب إنما يكون بالآباء, وهو الذي

عليه الأكثر. وقال ابن السكيت وغيره: إن الحسب يكون للإنسان بنفسه ولو لم يكن له آباء كرام, قال في الصحاح: الحسب: ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه, ويقال: حسبه دينه. ويقالك ماله, والرجل حسيب, وقد حسب بالضم حسابةً مثل خطب خطابةً, قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف, قال: والشرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء. وفي القاموس: الحسب: ما تعده من مفاخر آبائك, أو المال, أو الدين, أو الكرم, أو الشرف في الفعل أو الفعال الصالح, أو الشرف الثابت في الآباء أو المال, أو الحسب والكرم يكونان لمن لا آباء له شرفاء, والشرف والمجد لا يكونان إلا بهم. قلت: فأورد الأقوال في ذلك وأقرها, وأصل ما أورده في المحكم, وفي الصحاح بعضه, وما نقلوه عن ابن السكيت من أن المجد لا يكون إلا بالآباء اعترضه الهروي وغيره, بأنه ورد في وصف الله تعالى: «المجيد» في غير آية وحديث, ووصف به العرش, وعدوة من الأسماء الحسنى, وكان بعض الشيوخ يجيب عنه بأنه بالنسبة إلينا. وفي التوشيح: الحسب: الشرف بالآباء والأقارب. وقد مال الفيومي في المصباح إلى اختيار كلام ابن السكيت, فقال: الحسب بفتحتين: ما يعد من المآثر, وهو مصدر حسب وزان شرف شرفًا, وكرم كرمًا, قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الإنسان وإن لم

يكن لآبائه شرف, ورجل حسيب: كريم بنفسه. قال: وأما المجد والشرف فلا يوصف بهما الشخص إلا إذا كانا فيه وفي آبائه. وقال الأزهري: الحسب: الشرف الثابت له ولآبائه. قال: وقوله عليه السلام: «تنكح المرأة لحسبها» أحوج أهل العلم إلى معرفة الحسب, لأنه مما يعتبر في مهر المثل. فالحسب الفعال له ولآبائه, مأخوذ من الحساب وهو عد المناقب, لأنهم كانوا إذا تفاخروا حسب كل واحد مناقبه ومناقب آبائه, ومما يشهد لقول ابن السكيت قول الشاعر: ومن كان ذلك نسبٍ كريمٍ ولم يكن ... له حسب كان اللئيم المذمما فجعل الحسب فعال الشخص مثل الشجاعة وحسن الخلق والجود, ومنه قوله: «حسب المرء دينه» وقد أشرت في شرح القاموس إلى أن بعض أئمة اللغة حقق أن الحسب يستعمل على ثلاثة أوجه: أن يكون من مفاخر الآباء كما هو رأي الأكثر, وأن يكون من مفاخر الرجل نفسه كما هو رأي ابن السكيت ومن وافقه, وأن يكون أعم منها كما في المغرب وغيره, والله أعلم. (والماجد: الشريف) أي العالي القدر, صفة من مجد كنصر, ويقال

ككرم: مجادة. والوصف منه: مجيد ككريم ومر أن المجد لا يكون إلا بالآباء, وأنه يعارض بأنه من صفات الله وصفات العرش, ويجاب بأن هذا بالنسبة إلى البشر. قال في القاموس: المجد مثل الشرف والكرم, أو لا يكون إلا بالآباء أو كرم الآباء خاصة, مجد كنصر وكرم, مجدًا ومجادة فهو ماجد ومجيد, وأمجده ومجده, عظمه وأثنى عليه, وهو ظاهر, وفيه كلام أودعناه في شرحه. والشريف: صفة من شرف ككرم, فهو شريف, والشرف محركة: علو القدر والمجد, أو لا يكون إلا بالآباء أو علو الحسب, قاله المجد وابن سيده وغيرهما. (والصنديد) بكسر الصاد المهملة وسكون النون وكسر الدال المهملة وبعد التحتية الساكنة دال أخرى: (الرئيس) أي: والي القوم ومتولي مهماتهم (العظيم) أي الكبير الجامع للولاية. قال المجد: (الصدد كزبرج: السيد الشجاع كالصنديد والحليم والجواد, أو الشريف. وقال بعض الأئمة: الصنديد السيد الشريف في قومه, الجامع للشجاعة والحماسة والجود, الغالب لمن عاداه وعارضه. وقد أشرت في شرح القاموس إلى أن النون والياء فيه زائدتان, وأن أصله من الصد وهو الإعراض, لأن ذلك هو شأن العظماء كما في الممتع وغيره, والله أعلم. (وكذلك) أي مثل الصنديد في معناه (الهمام) كغراب, فهو الرئيس

العظيم, لأنه الذي يهتم بأمور من دونه من رعاياه. قال المجد: الهمام كغراب: الملك العظيم الهمة, والسيد الشجاع السخي, خاص بالرجال كالهمهام, وجمعه همام ككتاب. وقد أشرت في شرح القاموس إلى أنه سمي همامًا لعظم همته كما أشار إليه, أو لأنه إذا هم بأمر فعله لقوة عزمه وشدة شكيمته, وهو قريب من الأول, والله أعلم. (والسميدع) بفتح السين, قال في الفصيح: وأما من ضمها فإنه خطأ: (السيد) , هو من يفوق قومه, من السيادة, وهي الرئاسة والزعامة ورفعة القدر, وقيل: السيد: الحليم الذي لا يغلبه غضبه, قاله عياض فيه المشارق. وفي المصباح: ساد يسود سيادة, والاسم السؤدد, وهو المجد والشرف, فهو سيد, والأنثى سيدة بالهاء, ثم أطلق على الموالي لشرفهم على الخدم, وإن لم يكن لهم في قومهم شرف. وسيد القوم: رئيسهم وأكرمهم. والسيد: المالك. وجعله في القاموس من الضروريات لشهرته فأعرض عن تفسيره, وأوردنا معانيه في شرحه, وقد استوعبها أو أكثرها ابن الأثير في النهاية. وتفسير السميدع بالسيد كما قال المصنف هو الذي صرح به أبو العباس في الفصيح, واقتفى أثره ناظمه مالك بن الرحل فقال: وهو السميدع وذاك السيد ... ولا تضم السين ذا لا يوجد وفسره جماعة بالموطأ الأكناف, وجمع بينهما الأكثر كالمجد والجوهري وابن سيده وغيرهم. وقال المجد: السميذع بفتح السين والميم بعدها مثناة تحتية ومعجمة مفتوحة, ولا تضم السين فإنه خطأ: السيد الكريم الشريف السخي الموطأ الأكناف. كذا في كثير من النسخ المصححة التي وقفت عليها من القاموس, وفي نسخة منه: السميدع كغضنفر, وفيها بعد لا يخفى عن

العارف بالاصطلاح, وفي أكثر النسخ المتداولة: السميدع كعصيفر, وفيه مخالفة للمنصوص, إذ عصيفر تصغير عصفر مقصورًا لغة في عصفور, فيقتضي ضم الأول وكسر ما قبل الآخر, وقد جعلوا ذلك غلطًا كما في الصحاح والمحكم والخلاصة والفصيح, الذي هو أصل الجميع, وغيرها من دواوين اللغة. ثم ظاهر كلامهم إهمال الدال, وقد صرح المجد في بعض تلك النسخ بأعجامها. وبالجملة فجميع نسخة على اختلافها لا تخلو عن تقصير في هذا اللفظ كما أوضحته في شرحه, وأشرت إليه في شرح نظم الفصيح, والله أعلم. وقد أسند معناه على ما ينبغي أبو العباس المبرد في الكامل فقال: حدثني العباس بن الفرج الرياشي, قال: حدثني الأصمعي قال: قيل لأعرابي, وهو المنتجع بن نبهان: ما السميدع؟ فقال: السيد الموطأ الأكناف. وتأويل الأكناف الجوانب. ومر عن الأساس قول الشماخ: معي كل خرق في الغداة سميدع ............ البيت (وكذلك) أي مثل السميدع في معناه الذي هو السيد (الجحجاح) بجيمين بينهما حاء مهملة وآخره مثلها, زاد المجد أنه يقال جحجح بغير ألف, قال: وجمعه جحاجح وجحاجهة وجحاجيح, وفي الصحاح: الجحجاح: السيد والجمع الجحاجح, وقال: ماذا ببردٍ فالعقنـ ... ـقل من مرازبةٍ جحاجح

وقال وجمع الجحاجح جحاجحة, وإن شئت جحاجيح, والهاء عوض عن الياء المحذوفة, ولابد منها أو من الياء, ولا يجتمعان. قلت: ففي كلامه نظر من وجهين: أحدهما ادعاؤه أنه الجحاجيح بالياء أو الهاء جمع للجمع الأول, ولا قائل به, وصيغة منتهى الجموع لا تجمع مرة أخرى. والثاني: ادعاؤه أنه لابد من الياء عند فقد الهاء, وقد اتفقوا على جواز حذفها مطلقًا, وزيادتها مطلقًا, كمفاتيح وصياريف, وكلاهما من المبادئ, التي لا تخفى عن البادي فضلًا عن الشادي, وقد زدته تقريرًا في شرح القاموس, لأن بعضهم جاء به كالمعترض عليه بكلام لا يلتفت إليه. وقد أنشدني هنا شيخنا علامة العلوم اللسانية أبو عبد الله محمد بن الشاذلي حفظه الله شاهدًا قول الفرزدق: ترى الغر الجحاجح من قريشٍ ... إذا ما الخطب بالحدثان هالا قيامًا ينظرون إلى سعيدٍ ... كأنهم يرون به هلالا (والأريب: العاقل) , قال في المحكم: أرب أرابة, فهو أريب: عقل, وأربت في الشيء: صرت ماهرًا فيه. وفي القاموس: أرب إربا كصغر صغرًا, وأرابة ككرامة: عقل, فهو أريب: وأرب كفرح, والعاقل: الشخص الذي قام

به العقل. وهو - كما قال الراغب - يقال للقوى المتهيئة لقبول العلم, ويطلق على العلم المستفاد منه, ولذا قال علي, رضي الله عنه: «العقل عقلان»: مطبوع ومسموع. ولا ينفع مطبوع, إذا لم يكن مسموع, كما لا ينفع ضوء الشمس وضوء العين ممنوع» , وقال بعض الحكماء: هو جوهر. وقال آخرون: جسم شفاف محله الدماغ أي القلب. والأصح أنه قوة نفسية هي منشأ الادراك. وقال المجد: الحق أنه نور روحاني, به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية. وكونه يخلق مع الولد أو يحدث فيه بعد, فيه كلام أودعناه شرح القاموس وغيره. وقد عقل كضرب, وحكى الفيومي عقل كفرح, فهو عاقل وجمعه عقلاء. (والحلاحل) بضم الحاء المهملة وبعد اللام الممدودة حاء أخرى مكسورة: (الوقور) بفتح الواو وضم القاف, وبعد الواو الساكنة راء مهملة, أي: الكثير الوقار بالفتح, وهو الحلم والرزانة, مصدر وقر بالضم, مثل جمل جمالا, ويقال أيضًا: وقر يقر من باب وعد, فهو وقور مثل رسول, والمرأة وقور أيضًا, فعول بمعنى فاعل, مثل صبور وشكور, والوقار أيضًا: العظمة,

قاله في المصباح. وفي القاموس: الوقار كسحاب: الرزانة. وقال القرطبي: الوقار: السكينة, ورده النووي بأنه التأني في الحركات واجتناب العبث, وفيه كلام أودعناه شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرهما. وكون الحلاحل هو الوقور مشى عليه بعض أهل اللغة, وقلدهم المصنف, وقال في الصحاح: الحلاحل: السيد الركين, والجمع الحلاحل بالفتح, وهو قريب من كلام المصنف لأن فيه زيادة السيد. وأما الركين فهو الوقور, وقد ركن ركانة ككرم: صار ركينًا, أي وقورًا. وقال المجد: الحلاحل بالضم: المتسوط الشجاع, أو الضخم المروءة, أو الرزين في نجابة, يخص الرجال, وما له فعل, وجمعه بالفتح, ومثله في المحكم, ففيه زيادة على ما في الصحاح وغيره, والله أعلم. (والمنجد) بضم الميم وفتح النون والجيم المشددة وبالدال المهملة ومعجمة (الذي جرب الأمور) , جمع أمر بمعنى الشأن أي مارسها وتمرن عليها, فيقولون له: منجد, أي: مجرب محكم, كأنه قد عض على ناجذه وتمكن عقله. وقال الميداني: «أنه لمنجذ» أي: محنك, وأصله من الناجذ, وهو أقصى أسنان الإنسان, هذا قول, والصحيح أنها الأسنان كلها كما جاء في الحديث: «فضحك حتى بدت نواجذه» , قلت: يأتي

للمصنف أن النواجذ أقصى الأضراس كما نقله الميداني عن بعض, وما صححه من الإطلاق, الصحيح خلافه كما يأتي, والله أعلم. ويروى: إنه لمنجد بالدال غير معجمة, أخذًا من النجد وهو المكان المرتفع, أو من النجدة وهي الشجاعة, أي: إنه مقوي بالتجارب. (والمدره) بكسر الميم وسكون الدال وفتح الراء المهملتين آخره هاء كمنير, هو (الذي يكون رأس القوم) , أي رئيسهم وكبيرهم الذي يرجعون إليه, (ولسانهم) أي: كلمتهم النافذة, أو المتكلم عنهم في المحافل, واختلفوا في هائه: هل هي أصلية, وهو الذي مشى عليه كثير من اللغويين, أو مبدلة من الهمزة, وأصله من الدرء وهو الدفع, لأنه يدفع عنهم بلسانه, ثم قالوا: مدرًا, ثم أبدلوا من الهمزة هاء على غير قياس, وعليه مشى كثير من أهل الاشتقاق, وصنيع المجد نص في أصالة الهاء, لأنه إنما ذكره في باب الهاء, وإن كان الدره بالهاء معناه الدرء بالهمزة, فإنهما لفظان مستقلان لتصرف كل واحد منهما تصرفًا تامًا, وتمام التصرف في الكلمات يدل على الأصالة في الكل كما قاله ابن مالك وغيره. وادعاء القلب خلاف الأصل, على أنهم لم يذكروا «مدرأ» بالهمزة كما ذكروا «مدره» بالهاء, وإن كانت متفقة معنى وتصرفًا, يقال: درأه كمنع, وعنه: أي دفع, وكذلك دره كمنع بالهاء, أي دفع, والله أعلم. وقد فسره المجد بأبسط مما قال المصنف, فقال: المدره كمنبر: السيد الشريف والمقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال. وفي الصحاح ما يقتضي أن الهاء بدل من الهمزة, لأنه قال: درهت عن القوم: دفعت عنهم مثل درأت, وهو مبدل منه نحو هراق الماء وأراقه. والمدرة: زعيم القوم, والمتكلم عنهم, قال لبيد:

ومدره الكتيبة الرداح والجمع: المدار, ومنه قول الأصبغ: يا بن الجحاجحة المداره ... والصابرين على المكاره وفيما ادعاه من القلب تأمل, وإن وافقه عليه كثيرون, وأغفل المجد التنبيه عليه, وقد أوضحته في شرح القاموس وغيره. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي, وسمعتها مرة من شيخنا الإمام الأعظم البارع أبي عبد الله محمد بن المسناوي دامت بركته: وإني من قضاعة من يكدها ... أكده, وهي مني في أمان ولست الشاعر السفساف فيهم ... ولكن مدره الحرب العوان سأهجو من هجاني من سواهم ... وأصفح منهم عمن هجاني (واللوذعي) بفتح اللام وسكون الواو وفتح الذال المعجمة وكسر العين المهملة آخره ياء مشددة للمبالغة في الوصف كما مر في الأريحي وأضرابه مما لحقته الباء للمبالغة, لا للنسب, كما أشرنا إليه من قبل, فسره بقوله: (الذكي القلب) أي المتوقده, من ذكت النار تذكو, كدعا, ذكًا وذكاءً بالمد, حكاه الزمخشري: إذا اشتد لهبها. والذكي من الناس: السريع الفطنة. وقد ذكى كرضي وسعى وكرم ذكاء بالمد. وقال بعض اللغويين: الذكاء حدة الفؤاد

بسرعة إدراكه وفطنته لأنه في الأصل الاشتعال والتوقد, ولذا يقال: الذكي: المتوقد الذهن. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي رحمه الله: لو لم يحل ماء الندى ... فيه لأحرقه ذكاؤه وفي الكامل: الذكاء على ضربين: تمام السن, وحدة القلب, وقد فصلت كلامه في شرح القاموس وغيره. والقلب: الفؤاد أو أخص منه كما يشهد له «الإيمان يمان» , وسيأتي في كلام المصنف وبسط شرحه, والعقل, وخالص كل شيء, ومصدر قلبه بقلبه كضرب: إذا أصاب قلبه, وإذا أكفأه. وتفسيره اللوذعي بالذكي القلب هو الذي عليه كثير, والاشتقاق يشهد له, لأنه مأخوذ من لذع النار, وهو إحراقها. قال المجد: اللوذعي: الخفيف الذكي, الظريف الذهن, الحديد الفؤاد, واللسن الفصيح, كأنه يلذع بالنار من ذكائه. فوسع - رحمه الله - في شرحه, وزاد أنه يقال اللوذع مجردًا من الياء. واقتصر في الصحاح على قوله: اللوذعي: الظريف الحديد الفؤاد. (والمصقع) بكسر الميم وسكون الصاد وفتح القاف وآخره عين مهملة: (البليغ اللسان). أي الفصيح الذي يبلغ بلسانه ما أراد لفصاحته. وفي القاموس: المصقع كمنبر: البليغ, أو العالي الصوت, أو من لا يرتج عليه في كلامه ولا يتعتع. وفي شرح الكشاف والبيضاوي والمطول: المصقع: البليغ, ومن لا يرتج عليه كلامه, والجهير صوته. فهو ككلام المجد في معناه. قالوا: ومثله لفظًا ومعنى مجهر. وهو من صقع الديك: إذا صاح, أو من الصقع بمعنى الجانب, لأنه يأخذ في كل جانب من الكلام, أو من صقعه إذا ضرب صوقعته, وهي

وسط رأسه. ونقله المتأخر منهم عن المتقدم وسلموه, وفيه كلام أودعته في شرح القاموس وغيره. والله أعلم. (والسري) بفتح السين وكسر الراء المهملتين آخر تحتية مشددة: (المرتفع القدر) ولا يكون ذلك إلا لسادات القوم فلا ينافي تفسيرهم إياه بالسيد, (وجمعه) أي السري (سراة) , وأصله سروه, فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا (بفتح السين) , نبه على ضبطه بالفتح على خلاف عادته لدفع ما يتوهم أنه بالضم كما يجري على ألسنة كثير ممن لا معرفة عنده, وهذا شاذ, ولذلك قالوا: ليس في كلامهم جمع «فعيل» على «فعلة» محركة إلا سري وسراة, ولذلك جعله سيبويه - رحمه الله - اسم جمع لا جمعًا, وفي الصحاح: جمع السري سراة, وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة, ولا يعرف غيره, وجمع السراة سروات, والمصدر فيه السرو بالفتح, وفسروه بأنه المروءة في شرف كما في القاموس, أو سخاء في مروءة كما في الصحاح, والفعل منه سرو ككرم, ودعا, ورضي: فهو سري, وأنشد الجوهري: وترى السري من الرجال بنفسه ... وابن السري إذا سرى, أسراهما وأنشدناه شيخنا الإمام أبو عبد الله بن المسناوي غير مرة: إن السري هو السري بنفسه ... وابن السري إذا سرى, أسراهما وقال الجلال في شرح شواهد المغني بعد نقل كلام الجوهري: وسراة القوم: أكابرهم وساداتهم.

[فصل في ألفاظ الحماسة والإقدام]

[فصل في ألفاظ الحماسة والإقدام] (فصل) هو في اللغة الحاجز بين الشيئين المتقاربين, وفي اصطلاح المصنفين: ترجمة لها تعلق بما قبلها, ففيه إشعار بالمعنى اللغوي, وجاءوا به لأنه نوع من المسائل مفصول عن غيره, أو لأنه ترجمة فاصلة بينه وبين غيره, فهو بمعنى مفعول, أو فاعل, وما يذكره المصنف في هذا الفصل هو من نوع ما قبله, لأنه من أوصاف الرجال المحمودة, إلا أن ما في هذه الترجمة خاص بالأوصاف الدالة على الحماسة والإقدام: (البطل) بفتح الموحدة والطاء المهملة: (الرجل) ذكره توطئة (الشجاع) مثلث الشين المعجمة, صفة من شجع بفتحها وضم الجيم: إذا كان شديد القلب عند البأس, له إقدام وجرأة في الحروب. قال المجد: الشجاع كسحاب وكتاب وغراب [وأمير] وكتف وعنبة وأحمد: الشديد القلب عند البأس, الجمع شجعة مثلثة, وشجعة مثلثة, وشجعة كفرحة, وشريفة, وشجعاء. والجمع شجائع وشجاع وشجع بضمتين, أو خاص بالرجال, وقد شجع ككرم. وأغفل المصدر لشهرته. وفي المصباح: شجع بالضم شجاعة:

قوي قلبه, واستهان بالحروب جراءةً وإقدامًا, فهو شجيع وشجاع, وبنو عقيل تفتح الشين حملًا على نقيضه وهو جبان, وبعضهم يكسر للتخفيف, وامرأة شجيعة بالهاء, وقيل فيها أيضًا: شجاع وشجاعة, ورجال شجعة بالكسر مثل غلام وغلمة, وشجعاء مثل شريف وشرفاء. قال أبو زيد: وقد تكون الشجاعة في الضعيف بالنسبة إلى من هو أضعف منه. وقد بقي عليه ألفاظ مما في القاموس, وإن كان هو بسط الكلام فيه أورده كما لا يخفى, كما بقي عليه المجد المصدر, والله أعلم. (وجمعه) أي البطل: (أبطال). كما تقول: سبب وأسباب, والفعل منه بطل بالضم ككرم نظير حسن, فهو حسن, قيل: ولا نظير لهما في الصفات: لأن وردوها على الفعل محركة قليل. وفي لغة يقال: بطل يبطل كنصر, والمصدر البطالة بالفتح, والكسر لغة أيضًا, والبطولة بالضم ... سمي الشجاع بطلًا لبطلان الحياة عند ملاقاته, أو لبطلان العظائم به كما في المصباح, أو لأنه تبطل جراحته فلا يكترث لها, أو تبطل عنده دماء الأقران. وفي هذه المادة أبحاث بسطناها في شرح نظم الفصيح وغيره. (ومثله) أي مثل البطل في معناه ودلالته على الشجاع بالجملة: (الكمي) بفتح الكاف وكسر الميم وتشديد التحتية, وكونه الشجاع كما قال المصنف هو الذي صدر به المجد, وقيده أكثر اللغويين بأنه الذي ينستر في سلاحه, وعليه اقتصر في الصحاح فقال: الكمي: الشجاع المتكمي في سلاحه, لأنه كمى نفسه, أي سترها في الدرع والبيضة. وقال السهيلي في الروض الأنف: الكمي الفارس الذي استتر في الحديد, أو الذي يستر شجاعته حتى يظهرها عند الوغى وعليه مشى شراح الحماسة والمعلقات

قاطبة. والله أعلم. (وجمعه) أي الكمي (كماة) بالضم على غير قياس, لأن «فعيلا» لا يجمع على «فعلة» , لكنهم لمحو أن أصله كامٍ كقاضٍ, فجمعوه هذا الجمع كما أشار إليه في الصحاح, وجزم كثير بأن هذا الجمع لكام كقاض, ولا لكمي كغني. قال أبو العلاء: الكماة في الحقيقة جمع كام كغازٍ وغزاة, من كمى نفسه في السلاح: تستر فيه, وأهل العلم يتجوزون بقولهم: الكماة جمع كمي وفعيل لا يجمع كذلك, وإنما استجازوه لتشارك فاعل وفعيل كثيرًا, كعالم وعليم, وشاهد وشهيد, وحافظ وحفيظ ونحو ذلك, قاله الخطيب التبريزي في شرح قول الحماسي: إنا لمن معشرٍ أفنى أوائلهم ... قول الكماة ألا أين المحامونا؟ وأشار لمثله الإمام المرزوقي وغيره, والله أعلم. (والذمر) هو بكسر الذال المعجمة وسكون الميم في أصول هذا الكتاب, وآخره راء مهملة, وفيه لغات ستأتي, هو عطف على الكمي كاللفظين بعده. يعني أن الكمي والألفاظ الثلاثة بعده مثل البطل في الدلالة على الشجاعة, وإن كان في بعضها قيد أو تخصيص. (وجمعه) أي: الذمر (أذمار). قال في المحكم: رجل ذمر وذمر وذمير وذمر: شجاع, وقيل: هو الظريف اللبيب المعوان, والجمع أذمار والاسم الذمارة, وفي القاموس: الذمر: ككبد وكبد وأمير وفلز: الشجاع, والاسم الذمارة,

والظريف اللبيب المعوان. فظاهر كلامه الاشتراك, وكلام المحكم صريح في الخلاف, والله أعلم. (والصمة) بكسر الصاد المهملة وتشديد الميم آخره هاء تأنيث هو الشجاع, ويطلق على الأسد وعلى الداهية, إلا أن ظاهر القاموس كالصحاح يقتضي أنه مشترك بين هذه المعاني ... وقال في المصباح: الصمة بالكسر: الأسد, ثم سمي به الشجاع, فهو نص في أنه مجاز أخذ من اسم الأسد, والله أعلم. (وجمعه) أي الصمة (صمم) بكسر ففتح على غير القياس, لأنه إنما يقاس جمع فعلة بالكسر على فعل إذا كان اسمًا ككسرة. وصمة صفة كما أشار إليه في التوضيح وشرحه وغيرهما. (والبهمة) بضم الموحدة وسكون الهاء وفتح الميم آخره هاء تأنيث: الشجاع, كما قال المصنف. وقيل: هو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى من شدة بأسه كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. وجمعه, أي: البهمة بهم, بضم ففتح على غير قياس أيضًا, لأن هذا الوزن مقيس في «فعلة» بالضم إذا كان اسمًا كما في التوضيح وشرحه والكافية وغيرها, وبهمة: صفة. وقد يطلق لفظ البهمة بمعنى الحبيش العظيم كما قال الجوهري, ومنه قولهم: فلان فارس بهمةٍ وليث غايةٍ. (والشهم) بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء: (الحديد القلب) أي: الذي قلبه حديد, أي: قوي شديد, وذلك يستلزم الشجاعة. وفي القاموس: الشهم: الذكي الفؤاد المتوقد كالمشهوم, والجمع شهام, والفرس السريع النشيط القوي, وقد شهم ككرم: السيد النافذ الحكم, والجمع شهوم. وفي الصحاح: شهم بالضم شهامة فهو شهم, أي جلد ذكي الفؤاد. (والغشمشم) بفتح الغين والشين المعجمتين وسكون الميم وفتح الشين

المعجمة آخره ميم, وفي نسخة «والمغشم كمنبر»: (الذي لا يرده شيء عما يريده) , وكلاهما صحيح. قال المجد: المغشم كمنبر, والغشمشم: من يركب رأسه فلا يثنيه عن مراده شيء. ومثله قول الجوهري: المغشم والغشمشم: الذي يركب رأسه لا يثنيه شيء عما يريد ويهوى, من شجاعته, قال أبو كبير: ولقد سريت على الظلام بمغشمٍ وهو أبسط من كلام المجد. (والنهيك) بفتح النون وكسر الهاء وبعد التحتية كاف: (الشجاع) على مثل كلام المصنف اقتصر المجد فبالغ في الاجحاف. وفي الصحاح كالمحكم: رجل نهيك, أي: شجاع, لأنه ينهك عدوه, أي: يبالغ فيه, وقد نهك بالضم ينهك نهاكة, أي: صار شجاعًا, والأسد نهيك, وسيف نهيك: أي: قاطع. (والباسل) بفتح الموحدة وبعد الألف سين مهملة مكسورة فلام: (مثله) , أي: مثل النهيك في أنه الشجاع, سمي بذلك لكراهية منظره لأن الشجاع تغلب عليه كراهية المنظر أو العبوس غضبًا, وذلك أيضًا شأن الشجاع. وقيل: أصل البسالة المنع, وسمي الشجاع باسلًا لامتناعه عن قرنه بقوته وإقدامه كما أشار إليه البيضاوي. وهنا كلام أودعناه شرح القاموس.

[صفات الرجال المذمومة]

[صفات الرجال المذمومة] (ومن) تبعيضية, (صفات الرجال المذمومة): أي القبيحة التي يذمها سامعها ويترفع عنها: (اللحز) بفتح اللام وكسر الحاء المهملة وبالزاي المعجمة. و (اللحز) بسكون الحاء لغة في كسرها, هو الذي في أصول هذا الكتاب, والذي في القاموس: اللحز, بالكسر وككتف. فإن كانا أصلين فيحتاج إلى نظر, وإن كان الساكن الحاء مخففًا من المكسور, فقد علم أن مثله يخفف بالتسكين مع بقاء الفتح, وبنقل حركة الحاء, فتسكن الحاء, ولذلك قالوا: إن فيه وفي أمثاله من كل ما كان على وزن كتف لغات ثلاث, وفسره المصنف بقوله: (البخيل) وهو خلاف الكريم, صفة من بخل كفرح وكرم, بخلا بالضم, والتحريك, فهو بخيل, وله مصادر كثيرة ذكرها المجد وغيره. وقال في القاموس: اللحز بالكسر وككتف: البخيل الضيق الخلق وقد لحز كفرح. وقال شراح المعلقات في شرح عمرو بن كلثوم: ترى اللحز الشحيح إذا أمرت ... عليه لماله فيها مهينا

إن اللحز الضيق, أو هو الضيق الصدر, أو من يجمع كثيرًا من الشرور كالهلباجة. قلت: وربما يرشد إليه وصفه بالشحيح, فإن الأصل في المعطوفات المغايرة, والله أعلم. و(الشرس) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وبالسين المهملتين: (السيئ الخلق) الذي ساء خلقه, أي طبعه, وهو بضمتين ويخفف. قال في القاموس: الشرس, محركة: سوء الخلق وشدة الخلاف, كالشراسة, وهو أشرس وشرس وشريس. وفي الصحاح: رجل شرس: أي سيئ الخلق بين الشرس والشراسة, وهو شرس وأشرس: عسر, شديد الخلاف, وتشارس القوم, أي: تعادوا. و(البرم) بفتح الموحدة والراء المهملة, (اللئيم) هو ضد الكريم كما في القاموس وغيره, قال العيني في شرح الشواهد الكبرى: اللؤم هو أن يجتمع في الإنسان الشح ومهانة النفس ودناءة الآباء, فهو من أذم ما يهجى به, ونقله في التصريح أيضًا. وبه يعلم معنى الكرم, لأنه الأشياء تتضح بضدها, وتتميز, فالكرم إذن من أمدح ما يثنى به كما مرت الإشارة إليه وقد أشار لمثله حازم وغيره. والمشهور عند أهل اللسان, أن البرم هو الذي لا يدخل مع القوم في الميسر كما في القاموس وغيره. وذلك كأنه يستلزم اللؤم والبخل, والجمع أبرام, ويقال: البرم بمعنى السآمة والضجر, وقد برم كفرح. و(الهدان) بكسر الهاء وفتح الدال المهملة بعد الألف نون: (الضعيف) , أي: في الرأي, لأنه مذموم, أما الضعيف خلقةً فلا لوم عليه ولا ذم ينسب إليه, يقال: ضعف ككرم ونصر ضعفًا وضعفًا بالفتح والضم, أو الضعف بالفتح في الرأي. وبالضم في البدن كما اختاره الخليل. وتفسير

الهدان بالضعيف غريب, بل الذي في القاموس والصحاح والمحكم وغيرها. الهدان ككتاب: الأحمق الثقيل. وفي القاموس قبله: الهيدان كبيطار: الجبان والبخيل, الأحمق. ولا شبهة في أن هذا مذموم, أما مجرد الضعف فلا كما لا يخفى, والله أعلم. و(كذلك) مثل الهدان في معناه (الزمل) بضم الزاي المعجمة وفتح الميم المشددة وباللام و (الزميل) كذلك بزيادة تحتية بعد الميم, ويقالان بالتخفيف أيضًا, وفيهما لغات أخر جمعها المجد في القاموس فقال: الزمل كسكر, وصرد, وعدل, وزبير, وقبيط, ورمان, [وكتف] وقسيب, وجهينة, وقبيطة, ورمانة: الجبان الضعيف, واقتصر المصنف على هذين لشهرتهما وتداولوهما بين أهل اللسان. وأنشد الجوهري لأحيحة: فلا وأبيك ما يغني غنائي ... من الفتيان زميل كسول وظاهر كلام المصنف أن الزميل الضعيف كالهدان في رأيه, وقد علمت ما فيه, والله أعلم. و(النخيب) بفتح النون وكسر الخاء المعجمة وبعد التحتية موحدة: (الجبان) بفتح الجيم والموحدة وبعد الألف نون, أي: الخائف الذي لا إقدام له, ضد الشجاع,] قال: جبن الرجل ككرم, جبنا بالضم, وبضمتين, وجبانة بالفتح, فهو جبان, أي: هيوب للأشياء لا يقدم عليها, وربما شددوه فقالوا: جبان كسداد, ويقال جبين كأمير, كلها بمعنى. وذكر ابن السراج أنه يقال للمرأة أيضًا جبان وجبانة, وقد حكى جبانة بالهاء سيبويه, وقال: إنه شاذ. لأن

فعالا بالفتح والكسر لا تلحق مؤنثه الهاء كما قاله الرضي وغيره, وأوضحته في شرح القاموس وغيره. وكون النخيب هو الجبان اتفقوا عليه, وإن حكوا فيه لغات, وأنه يقال: رجل نخب, بكسر الخاء ككتف, ونخيب بزيادة التحتية كأمير, ومنخوب على مفعول, ومنتخب, أي: جبان, لا فؤاد له, كأنه منتزع الفؤاد, قال معناه في الصحاح. وزاد في القاموس: نخب بالفتح, ونخبة بالضم, ونخب كهجف ونخب بكسرتين وتشديد الموحدة. و(الجبأ) بضم الجيم وفتح الموحدة المشددة مهموزًا, (الهيوبة) فعولة من الهيبة, أي الكثير الخوف, ولحقته الهاء لتأكيد المبالغة المفهومة من فعول, فهو الجبان أشد الجبن, البالغ في الخوف, وحكى المجد فيه المد لغةً فقال: الجبأ كسكر, ويمد: الجبان. واقتصر الجوهري على ما للمصنف. وأنشد: فما أنا من ريب المنون بجبأٍ ... ولا أنا من سيب الإله بآيس وأنشد الكسائي شاهدًا على جواز تقديم الفاعل المحصور بإلا قوله: ما عاب إلا لئيم فعل ذي كرمٍ ... ولا جفا قط إلا جبأ بطلا

ونقله ابن هشام وابن مالك وأبو حيان وغيرهم, وأوضحته في شرح شواهد التوضيح. و(الكفل) بالكسر, (الذي لا يثبت على الخيل) , أي لا يستقر على ظهورها لعدم معرفته بركوبها, والخيل اسم جمع لا واحد له من لفظه, وسيأتي تحقيقه في بابه, ويطلق الكفل أيضًا على الرجل الذي يكون في مؤخر الحرب, همته التأخر والفرار, وكلاهما وصف قبيح, واقتصر الجوهري على ما للمصنف, وزاد المجد المعنى الثاني, والله أعلم. و(الأميل) أفعل من الميل, (نحوه) , أي: مثل الكفل في معناه ودلالته على الشخص الذي لا يثبت على الخيل, وجمعه: ميل, وأنشدني غير واحد: لم يركبوا الخيل إلا بعد ما هرموا ... فهم ثقال على أكتافها ميل وقال كعب في لاميته المشهورة: زالوا فما زال أنكاس ولا كشف ... عند اللقاء ولا ميل معازيل قلت: الأنكاس جمع نكس بالكسر, وهو الرجل الضعيف القول, المهين الذي لا رأي له ولا تدبير, شبهوه بالنكس من السهام, والكشف بضمتين, الثانية إتباع لأن الأصل فيه سكون الثاني, لأنه جمع أكشف كأحمر وحمر. والأكشف الذي ليس معه ترس في الحرب. والميل: جمع أميل, وهو الذي لا يثبت على السرج ولا يحسن الركوب. والمعازيل جمع معزال, وهو الذي لا سلاح معه, جاءوا به على مفعال للمبالغة, ويقال له الأعزل, كما يأتي للمصنف, وهو الأشهر في الاستعمال والله أعلم.

و (الأعزل) بفتح الألف وسكون العين المهملة وفتح الزاي المعجمة وآخره لام: (الذي لا سلاح معه) , ويطلق على الرجل المفرد المنقطع أيضًا كما في القاموس, ويقال فيه, عزل بضمتين, ومعزال كمفتاح كما في كلام كعب, وقيل المعزال الذي لا رمح معه, وهو يرجع في المعنى للأعزل من السلاح - بالكسر, آلة الحرب, وسيأتي الكلام عليها في كلام المصنف. و(الرعديد) بمهملات كقنديل: (الجبان) , مرشوحه قريبًا. وأنه الخائف الذي لا إقدام له, كأنه لكثرة ارتعاده من الخوف سمي رعديدًا. و(الغمر) بضم الغين المعجمة وسكون الميم, آخره راء مهملة, وحكى فيه المجد التثليث والتحريك: (الذي لم يجرب الأمور) فهو الجاهل بها, ويقال له: مغمر, كمعظم أيضًا, ورجل مغامر: إذا كان يلقي نفسه في الغمرات, أي: الشدائد كما أشار إليه ثعلب في الفصيح, وأوضحته في شرح نظمه. وأنشدني العلامة أبو عبد الله بن الشاذلي, رحمه الله: فلا تعدلي بيني وبين مغمر ... سقتك روايا المزن حيث تصوب و(الهلباجة) بكسر الهاء وسكون اللام وفتح الموحدة وبعد الألف جيم مفتوحة فهاء تأنيث, ألحقوها به للمبالغة في الذم, نظيرها في لحانة ونظائره التي أوردها في الفصيح, وأشبعتها إيضاحًا في شرح نظمه: (الأحمق) الذي لا عقل له, وقد حمق ككرم وفرح, واقتصار المجد على الأول قصور, فإن الثاني أشهر وأكثر دورانًا في الدواوين, فلا معنى لتركه كما

بينته في حواشيه. ومصدره: الحماقة, والحمق بالضم وبضمتين, واقتصر المصنف على تفسيره بالأحمق, لأن الحمق من الأدواء العظيمة التي لا دواء لها, فكان المتصف به جامعًا لكل خصلة ردية, فلا ينافي ما في الصحاح والقاموس وغيرهما. قال في القاموس: الهلباجة بالكسر: الأحمق. الضخم القدم الأكول الجامع كل شر. وفي الصحاح: الهلباجة الأحمق, قال خلف الأحمر: سألت أعرابيًا عن الهلباجة, فقال: هو الأحمق الضخم الفدم الأكول الذي والذي ... ثم جعل يلقاني بعد ذلك يزيد في التفسير كل مرة شيئًا, ثم قال بعد حين, وأراد الخروج: هو الذي يجمع كل شر. وقال ناظم الفصيح: ويجمع الهلباجة الرذائل ... فما يخلي قولة لقائل وبسطته في شرحه. و(المائق) اسم فاعل من ماق يموق كقال, مواقة بالفتح, ومؤوقًا وموقًا بالضم: إذا حمق, وقيل: الموق, الحمق في غباوة كما في القاموس. وظاهر المصنف أن المائق هو الأحمق بغير قيد, ولذلك فسره بقوله (مثله) أي: مثل الهلباجة في أن معناه الأحمق. وأنشدني غير واحد للإمام أبي علي اليوسي في وصف الدهر: ويولي بتدبير الورى كل مائقٍ ... وفضل الغنى كل امرئ شكسٍ نكد و(المجع) بكسر الميم وسكون الجيم وآخره عين مهملة, (كذلك)

مثل سابقه في أن معناه الأحمق, ويقال له: المجعة بالضم, وكهمزة, كما في الصحاح وغيره. وفسره جماعة منها المجد, بأنه الأحمق الذي إذا جلس لم يكد يبرح من مكانه وقد مجع ككرم مجاعة ومجعا بفتحهما. و(الفدم) بفتح الفاء وسكون الدال المهملة وآخره ميم: (البعيد الفهم) الذي لا يكاد يفهم لغباوته, قال المجد: الفدم العي عن الكلام في ثقل ورخاوة وقلة فهم, والغليظ الأحمق الجافي, وجمعه فدام, وهي بهاء, وقد فدم ككرم فدامةً وفدومةً. وقد أنشدني غير مرة جماعة منهم الوالد, وأبو عبد الله بن المسناوي لشيخ الجماعة أبي علي الحسن اليوسي - رضي الله عنه - يخاطب أهل فاس: على رسلكم يا أهل فاس فإنني ... فتى لست بالفدم الغبي ولا الغمر أنا الصارم الماضي, ويا رب نافثٍ ... يخلق في البحث الأديم ولا يفري ثم رأيتهما بخطه في كتابه الذي سماه «المحاضرات» ومعهما قوله: ما أنصفت فاس ولا أعلامها ... علمي ولا عرفوا جلالة منصبي لو أنصفوا لصبوا إليّ كما صبا ... «راعي سنين» إلى الغمام الصيب

و (المأفون) هو مفعول من الأفن بالهمزة المفتوحة والفاء الساكنة والنون, وهو ضعف العقل والرأي كما للمصنف. وقد أنشدني غير واحد قول الوزير أبي عامر بن أرقم: إني امرؤ لا يعتري حسبي ... خلق يدنسه ولا أفن وأنشده في قلائد العقيان: إني امرؤ لا يعتري خلقي ... دنس يفنده ولا أفن وفسره المصنف بقوله: (الضعيف العقل والرأي) وهو كقول المجد في القاموس, المأفون: الضعيف الرأي والعقل المتمدح بما ليس عنده كالأفين, ومثله في الصحاح. وقد أفن كفرح أفنا بالفتح ويحرك. وأفنه الله كضرب فهو مأفون, قاله الجوهري وغيره. و(العبام) بفتح العين المهملة والموحدة, وبعد الألف ميم: (العيي) بفتح العين المهملة وكسر التحتية بعدها مثلها, أي: العاجز عن النطق الذي أعياه النطق لحصره (الثقيل) بفتح المثلثة وكسر القاف وبعد التحتية لام. يعني أن العبام يجمع هذين الوصفين القبيحين: العي والثقالة, ومثاله في القاموس كالصحاح, وأنشد لأوس بن حجر يذكر أزمة في سنة شديدة البرد: وشبه الهيدب العبام من الـ ... أقوام سقبًا مجللًا فرعًا قلت: وشبه: ماضٍ مبني للمفعول, والهيدب بفتح الهاء وسكون التحتية وفتح الدال المهملة آخره موحدة: الثقيل, العي, فهو كالعبام في

معناه. و «من الأقوام»: حال أو صفة إن جعلت «أل» جنسية. و «سقبا» بفتح المهملة وسكون القاف آخره موحدة مفعوله الثاني, أو نصب على إسقاط الجار, أي بسقب وهو ولد الناقة, ومجللًا صفة أي: ملبسا, والفرع محركة: أول ولد تنتجه الناقة, كانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك, قاله الجوهري وأنشد البيت. وقوله: «مجللًا فرعًا»: أي لابسًا جلد فرع كما نبه عليه في الصحاح, وأنشد البيت مرتين, والله أعلم. وقد عبم ككرم, ويقال ابن القطاع كابن القوطية: عبم عبامة وعباما: عظم خلقه مع حمق, فهو عبام. ففيه أن العبام يستعمل مصدرًا وصفة كما هو ظاهر, وهو كثير. وأنشدني أبو عبد الله بن الشاذلي: وإني لأحمل بعض الرجال ... وإن كان فدمًا عييًا عباما فإن الجبن على أنه ... ثقيل وخيم يشهي الطعاما والجبن كعتل لغة في الجبن المأكول كما سيأتي, إن شاء الله تعالى. و(اللعمظ) بفتح اللام وسكون العين المهملة وبعد الميم المفتوحة, ظاء مشالة معجمة: (الشره) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء المهملة آخره هاء, صفة من شره, كفرح شرها محركة: إذا غلب حرصه على الطعام وغيره, فهو شره ككتف, وشرهان وشاره, (الحريص) بمهملات كالتأكيد للشره, لأنه فعيل من الحرص بالكسر, مصدر حرص على الشيء كضرب:

إذا رغب فيه رغبة مذمومة, وفيه لغة: حرص كفرح, لكنهم فسروه بهما كالمصنف. ففي القاموس اللعمظ كجعفر: الحريص الشرهان. وفي بعض النسخ: الشهوان, أي الكثير الشهوة. وفي الصحاح: اللعمظة, الشره. ورجل لعمظ, أي بالفتح, ولعموظ ولعموظة أي بضمهما: هو النهم الشره, وقوم لعاميظ, قال الشاعر: أشبه ولا فخر فإن التي ... تشبهها قوم لعاميظ وهذا اللفظ على شهرته فات الحريري في ظائيته. و(العفريت) بكسر العين والراء المهملتين بينهما فاء ساكنة وبعد التحتية الساكنة فوقية وهما زائدتان. لأن أصله عفر فزادوا الياء والتاء مبالغة فيه, وهو مأخوذ من العفارة وهو الخبث, وقد يقال عفر بالكسر بغير زيادة, وقد تجعل التاء هاء تأنيث وتفتح التحتية, وفيه لغات أخر أوردها المجد فقال: ورجل عفر وعفرية وعفريت بكسرهن, وعفر كطمر, وعفري, وعفرنية, وعفارية بضمهما, بين العفارة بالفتح, خبيث منكر, وفسره المصنف بقوله: (الخبيث) فعيل من الخبث بضم الخاء المعجمة وسكون الموحدة آخره مثلثة, وهو الفجور ونحوه من الأوصاف المذمومة, والخبيث ضد الطيب, وخبث ككرم ضد طالب, خبثًا بالضم وخباثة وخباثية بالفتح, فهو خبيث, وجمعه خبثاء وأخباث, كشرفاء وأشراف, وخبث بضمتين كبريد وبرد, وجمعوه على خبثة كضعيف وضعفه. قالوا: ولا يكاد يوجد لهما ثالث كما في المصباح. قلت:

إن أرادوا من الصحيح فظاهر, وإن أرادوا مطلقًا فيرد عليهم سرى وسراة. وقوله: (الفاجر) فاعل من الفجور بالجيم, وهو الانبعاث في المعاصي والزنى, وقد فجر كنصر فجرًا بالفتح, وفجورًا بالضم. وقال بعض اللغويين: الفجور اسم جامع للشر كله, فهو في كل شيء بحسبه, فيقال فجر: إذا فسق وزنى, وفي اليمين: كذب, ونحو ذلك. فالعفريت عند المصنف هو الجامع للخبث والفجور كما هو ظاهر. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: العفريت القوي النافذ مع خبث ودهاء, ويطلق على المتمرد من الجن والإنس. وفي الحديث: «إن الله ليبغض العفريت النفريت الذي لا يرزأ في مال ولا ولد». و(الخب) بفتح الخاء وتشديد الموحدة: (الخبيث المخادع) بضم الميم, اسم فاعل من خادعه مخادعة وخداعًا, بالخاء المعجمة والدال والعين المهملتين. ويقال: خدعه كمنعه خدعًا بالفتح, ويكسر, إذا خلته وأراد به المكروه من حيث لا يعلم, وهذا معنى الخب, لأنه مصدر أطلقوه على الشخص الخداع مبالغة كما في المصباح وغيره, وكلام المصنف صريح في أن الخب هو الجامع للخبث والخداع, وفسره المجد كالجوهري والفيومي وغيرهم, بأنه الخداع. وكأن الخبث لما كان لازمًا للمخادع جمعه له المصنف, والله أعلم.

[صفات النساء المحمودة]

[صفات النساء المحمودة] (باب) خبر المبتدأ محذوف كما هو الأظهر, وفيه وفي أمثاله وجوه ليس هذا محل بسطها, والمجرور بعده صفة على القاعدة, (في ذكر بعض صفات النساء) بكسر النون وفتح السين المهملة وبعد الألف همزته, جمع امرأة من غير لفظها كالنسوان بالكسر, والنسوة بالكسر والضم. (المحمودة) نعت لصفات, أي الصفات المحمودة, أي التي يحمدن بها, ويثنى عليهن بجودها فيهن: (الخود) بفتح الخاء المعجمة وسكون الواود وبالدال المهملة: (المرأة الحسنة الخلق) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام, أي التي حسنت صورتها الظاهرة. وفي القاموس: الخود: الحسنة الخلق الشابة أو الناعمة. وفي الصحاح: الخود: الجارية الناعمة, وقد استعملوا لفظ الخود مفردًا وجمعًا, يقال: امرأة خود ونساء خود أيضًا, كما قالوا: رمح لدن ورماح لدن, وربما جمعوه على خودات كما في غير ديوان, والله أعلم.

و (الغادة) بفتح الغين المعجمة وبعد الألف الساكنة المبدلة عن تحتية دال مهملة فهاء تأنيث: (الناعمة) أي المترفهة الناضرة الحسنة العيش والغذاء كما أشار إليه المجد وغيره, ويقال لها الغيداء, كما في الصحاح وغيره. وفي القاموس: الغادة, المرأة الناعمة اللينة البينة الغيد, والغيداء: المتثنية لينًا. و(الممكورة) بفتح الميم الأولى وسكون الثانية وضم الكاف وبعد الواو الساكنة راء مهملة فهاء تأنيث (المطوية الخلق) أي المجتمعته المنضم بعضها ببعض. وبذلك فسره المجد, وزاد: المستديرة الساقين, أو المدمجة الشديدة البضعة. وقال الجوهري: الممكورة: المطوية الخلق من السناء. يقال: امرأة ممكورة الساقين, أي خدلاء. و(البخنداة) بفتح الموحدة والخاء المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وبعد الألف هاء تأنيث, وفي نسخة: الخبنداة بتقديم الخاء المعجمة على الموحدة, وكلاهما [صحيح] , لأنهما لغتان فصيحتان, ويقال أيضًا: يخندى وخبندى مقصورين كما في الصحاح والقاموس وغيرهما, ومعناها كلها: (التامة القصب) بفتح القاف والصاد المهملة وآخره موحدة, أي: التي تم وكمل قصبها, أي: عظامها. قال في الصحاح: القصب: كل عظم مستدير أجوف, فجعله عامًا. وفي القاموس: القصب محركة: عظام الأصابع, فخصها بالأصابع, وهو غريب كما أوضحته في شرحه. وقال الفيومي: القصب, عظام اليدين والرجلين ونحوهما, وهو غير بعيد عما في الصحاح وغيره ثم الذي في الصحاح: أن البخنداة بلغاتها الأربع معناها التامة القصب كما للمنصف. وفي

القاموس ما يوافقهما تارة ويزيد عليهما تارة أخرى, فإنه قال في الموحدة: البخنداة كعلنداة المرأة التامة القصب كالبخندى, والجمع: بخاند. فوافق المصنف والجوهري. وقال في الخاء المعجمة: جارية خبنداة, تامة القصب, أو تارة ممتلئة, أو ثقيلة الوركين, وساق خبنداة: مستديرة ممتلئة. فزاد عليهما بالتنوع في التفسير. وأصل كلامه في المحكم, والله أعلم. وقالوا: امرأة بخدن بفتح الموحدة والدال المهملة بينهما خاء معجمة ساكنة آخره نون, أي: ناعمة كما في القاموس وغيره, ومثله بهكنة, بفتح الموحدة والكاف بينهما هاء ساكنة, ونون وهاء تأنيث, يقال: امرأة بهكنة, أي شابة غضة ناعمة. قال طرفة: وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ... ببهكنةٍ تحت الطراف الممدد لكن المصنف بني على الاختصار, فلا يكاد يأتي بعشر المعشار. و(الخدلجة) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة واللام المشددة والجيم آخره هاء تأنيث (الممتلئة الذراعين) تثنية ذراع مؤنثة عند الأكثر, ويجوز التذكير و (الساقين) تثنية ساق مؤنث اتفاقًا كما في المصباح, وإن لم ينبه عليه في القاموس كالصحاح, وقد وافق المصنف أرباب الدواوين قاطبة على تفسير الخدلجة. و(الهركولة) بكسر الهاء وسكون الراء المهملة وفتح الكاف واللام بينهما واو اساكنة آخره هاء تأنيث: (العظيمة الوركين) تثنية ورك بفتح الواو وكسر

الراء ككتف هو الأصل, وقد يخفف بسكون الراء مع فتح الواو وكسرها كنظائره, وإن كان ظاهر القاموس يقتضي أنها لغت: هو ما فوق الفخذ, وهو مؤنث, وجمعه أوراك. وقال في الصحاح: الهركولة على وزن البرذونة, الجارية الضخمة المرتجة الأرداف. وفي القاموس: الهركولة كبرذونة, والهركيل كقنديل: الحسنة الجسم والخلق والمشية, ومثله في المحكم, وزاد أنه يقال فيها هركلة بالكسر, وهركلة بالضم وهركلة بالفتح. تنبيه: مقتضى الدواوين اللغوية كالمحكم والصحاح والقاموس وغيرهما, أن الهاء أصلية وأن وزن «هركولة» فعلولة, وجزم به في الممتع, وقال: هو الصواب. وحكى أبو الحسن عن الخليل أن الهاء زائدة, وأن وزن هركولة «هفعولة» قال: لأن أصلها التي تركل في مشيتها, فأصلها ركل, والله أعلم. وقد زدته إيضاحًا في شرح القاموس وغيره. و(الرداح) مهمل الحروف وزان سحاب (الثقيلة العجز) مثلثة, وكندس, وكتف كما سيأتي: هو مؤخر الشيء, أي التي ثقلت عجزها لكثرة سمنها. قال الجوهري: الرداح, المرأة الثقيلة الأوراك, ومثله في القاموس وغيره. وأنشدني غير واحد منهم العلامة ابن الشاذلي: ومرتجة الأعطاف, أما قوامها ... فلدن, وأما ردفها فرداح

و (البضة) بفتح الموحدة وتشديد الضاد المعجمة آخره هاء تأنيث (الرقيقة الجلد) أي التي رق جلدها لنعومتها. وعن الأصمعي أنها الرخصة الجلد الرقيقة الممتلئلة. و(الرعبوبة) بضم الراء وسكون العين المهملتين وضم الموحدة وبعد الواو الساكنة موحدة أخرى فهاء تأنيث, و (الرعبوب) بحذف هاء التأنيث: (البيضاء) اللون (الناعمة) الجسم, أي الناضرة المترفة. قال المجد: جارية رعبوبة ورعبوب, ورعبيب بالكسر, شطبة تارة أو بيضاء حسنة رطبة حلوة أو ناعمة. وفي الصحاح: الرعبوبة من النساء, الشطبة البيضاء. قلت: الشبطة بفتح الشين المعجمة وسكون الطاء المهملة وفتح الموحدة في أوصاف النساء وهي الطويلة. و(الهيفاء) بفتح الهاء وسكون التحتية وفتح الفاء وبعد الألف همزة: (الضامرة البطن) أي التي ضمر بطنها, أي خف لحمها,] قال: ضمر البطن, بالضاد المعجمة ضمورًا كنصر وكرم, فهو ضامر: خفيف اللحم لطيف. وفي القاموس كالصحاح: الهيف محركة: ضمر البطن ورقة الخاصرة, هيف كفرح وخاف, فهو أهيف وهي هيفاء. و(الأملود) بضم الهمزة واللام بينهما ميم ساكنة وبعد الواو الساكنة دال مهملة, ويقال: أملودة بهاء التأنيث أيضًا عن يعقوب كما في الصحاح وغيره: (الناعمة) أي الناضرة المترفة لحسن غذائها وعيشتها. وكذلك يقال: غصن أملود, أي ناعم. وجعله بعض أصلًا, واستعماله في بني آدم مجال, لكن ظاهر القاموس كالصحاح وغيرهما أنهما حقيقة, والله أعلم.

و (الرؤد) بضم الراء المهملة وسكون الهمزة وبالدال المهملة, ويقال لها الرأد بالفتح أيضًا (مثلها) , أي مثل الأملود في أن معناها الناعمة. قال في الصحاح: الرأد والرءود من النساء: الشابة الحسنة, قال أبو زيد: هما مهموزان. ويقال أيضًا رأدة ورءودة. وفي القاموس: الرأد بالفتح والضم, وبهاء فيهما, الشابة الحسنة, كالرءودة والرادة. قلت: مجموع ما في القاموس ست لغات, وجعلها غيره ثمانيًا بتجريد المسهل من الهاء أيضًا, والله أعلم. وقال الآمدي في الموازنة: الرؤد: الحسنة الغصة, من ترأد الغصن إذا انثنى لينًا لكثر مائه وغضاضته. و(العطبولة) بضم العين وسكون الطاء المهملتين وبعد الموحدة المضمومة واو ساكنة فلام فهاء تأنيث هي: (الطويلة العنق) أي التي طال عنقها, وذلك مما يدل على الحسن, ومرادهم من الطول التوسط, وأما الطول الفاحش فمذموم, ولذلك قال امرؤ القيس: وجيدٍ كجيد الرئم ليس بفاحشٍ ... إذا هي نصته ولا بمعطل (وهي العطبول) أي بغير هاء, وعليه اقتصر في الصحاح (أيضًا) , وقد أنشدني غير واحد: إن من أعظم الكبائر عندي ... قتل حسناء غادةٍ عطبول وأنشده في الصحاح مغايرًا لهذا فقال: العطبول من النساء: التامة, قال: إن من أعجب العجائب عندي ... قتل بيضاء حرة عطبول

وفي القاموس: العطبل, والعطبول, والعطبولة, بضمهن, والعيطبول كحيزبون: المرأة الجميلة الممتلئة الطويلة العنق. وفي الموازنة: العطبول, قويمة العنق. وهي متقاربة, وإن كان في ظاهرها تخالف ما, فعند التأمل ترجع للمعنى الجامع وهو الحسن والتمام, والله أعلم. و(الطفلة) بفتح الطاء, أي المهملة, وإنما ضبطه وليست عادته للاحتراز عن المكسور الطاء, فإنه مؤنث الطفل, وهو الصغير من كل شيء فلما كان ربما يتوهم أنه المراد احتاج إلى ضبطه: (الناعمة) أي التي ظهرت في بدنها آثار النعمة والنضارة كالأملود, قال في الصحاح: الطفل, بالفتح الناعم. يقال جارية طفلة, أي: ناعمة. وفي القاموس: الطفل: الرخص الناعم من كل شيء والجمع: طفال, وطفول, وهي بهاء, طفل ككرم, طفالة, وطفولة. و(الممسودة) بفتح الميم وسكون الميم الثانية وضم السين المهملة وبعد الواو دال مهملة مفتوحة فهاء تأنيث, (الممشوقة) مفعولة من المشق بالشين المعجمة, وهو طول القامة, كما قاله بعض شييوخنا. في القاموس أنه: الطول مع الرقة, وقد مشقت الجارية كعني, وفيه: ورجل مشق بالكسرة, ومشيق وممشوق: خفيف اللحم. وفيه كالصحاح وجارية ممشوقة: حسنة القوام. والمسد بالفتح, وأصل الفتل, والممسود هو المجدول الخلق, كما في الصحاح والقاموس, أي غير مسترخي الجلد, كأنه قد جدل وفتل وصار كحبل من مسد, ثم استعملوه بمعنى الممشوق لقربه منه, وفسروه به, والله أعلم.

و (العيطاء) بفتح العين والطاء المهملتين بينهما تحتية ساكنة وبعد الألف همزة مد: (الطويلة) فظاهر كلام المصنف أنها المتصفة بالطول المطلق, والذي في الصحاح والقاموس وغيرهما أن العيطاء الطويلة العنق خاصة. وفي مشارق عياض: العيطاء, الطويلة العنق في اعتدال, وقيل الحسنة القوية. و(البرهرهة) بفتح الموحدة والراءين المهملتين بينهما هاء ساكنة ثم هاء آخره هاء تأنيث: (الناعمة). وقال بعض الشيوخ: المسترخية اللحم لنعومتها. وفي القاموس: البرهرهة: المرأة البيضاء الشابة والناعمة, أو التي ترعد رطوبة. وفي الصحاح: البرهرهة: المرأة التي كأنها ترعد رطوبة, وهي «فعلعلة» كرر فيه العين واللام. وقال: برهرهة رودة رخصة ... كخرعوبة البانة المنفطر و(الغيداء) بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية, وفتح الدال المهملة ممدودة: (المتثنية) اسم فاعل من انثنى, أي المنعطفة (من) أجل (اللين) بكسر اللام وسكون التحتية, وخلاف الخشونة, أي الناعمة التي ظهرت نعومتها ولينها على أطرافها, فهي تلين وتنثني, ومرت إشارة لها في الغادة, لأنها مثلها عند الجوهري, وتفرقة المصنف هي التي في القاموس. و(البهنانة) بفتح الموحدة والنون بينهما هاء ساكنة وبعد الألف نون أخرى ثم هاء تأنيث: (الطيبة الريح) , أي التي رائحتها طيبة, وهو قريب من قول

الجوهري: البهنانة, المرأة الطيبة النفس والأرج, لأن الأرج محركة هو الريح, وقال المجد: البهنانة, الطيبة النفس والريح, أو اللينة في عملها ومنطقها, والضحاكة الخفيفة الروح. وفي المحكم ما يقرب منه. و(الخفرة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الفاء وبالراء المهملة: (الحيية) بالحاء المهملة وتحتيتين, فهي نظيرتها وزنًا ومعنى, وكذلك الفعل خفر كفرح, حيى, والخفر محركة: الحياء ممدودًا, وفيه كلام أودعناه شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرهما. و(كذلك) أي مثل الخفرة في معناها (الخريدة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء المهملة وبعد التحتية الساكنة دال مهملة فهاء تأنيث, وهو كقول الجوهري: الخريدة من النساء الحيية, والجمع خرائد وخرد. وربما قالوا: جارية خرود, أي: خفرة. وكل عذراء خريدة. وقال المجد: الخريد, وبهاء والخرود: البكر لم تمسس, أو الخفرة الطويلة السكوت, الخافضة الصوت المستترة, والجمع خرائد وخرد, وقد خردت كفرح, وتخردت. وصوت خريد: لين عليه أثر الحياء, ثم قال: والخريدة, اللؤلؤة, لم تثقب. ففيه أن فيها ثلاث لغات, ولها ثلاثة معان, والله أعلم.

و (النوار) بفتح النون والواو وبعد الألف راء مهملة: (النفور) كصبور للمبالغة من النفار, وهو الفرار من الشيء والهروب منه, (من الربية) بكسر الراء المهملة وسكون التحتية وفتح الموحدة آخره هاء تأنيث, وهي التهمة, وقد يستعمل النوار مصدرًا أيضًا, قال المجد: النوور كصبور, المرأة النفور من الريبة, كالنوار كسحاب, والجمع نور بالضم, والأصل نور بضمتين فكرهوا الضمة على الواو, ونارت نورًا ونوارًا بالكسر والفتح: نفرت, وقد نارها ونورها واستنارها. و(العروبة) بفتح العين وضم الراء المهملتين وبعد الواو موحدة مفتوحة فهاء تأنيث, ويقال عروب بغير هاء, وعربة كفرحة كما في القاموس وغيره, (المتحببة) بكسر الموحدة الأولى على أنه اسم فاعل من تحببت إليه: إذا أظهرت له أنها تحبه, وجوز بعضهم الفتح بصيغة المفعول. وقوله: (إلى زوجها) هو النائب عن الفاعل, وفيه بعد ظاهر. وتفسيرها بالمتحببة هو الذي في الصحاح وغيره. وفي القاموس أنها المتحببة إلى زوجها, أو العاصية له, أو العاشقة له, أو المتحببة إليه المظهرة له ذلك, أو الضحاكة. وفي مشارق عياض: الجارية العروبة يفسره قولها بعد ذلك, الحريصة على اللهو. يقال: امرأة عاربة, أي ضاحكة, والعرب: النشاط. و {عُرُبًا أترابًا} , قيل فيهن هذا المعنى. وقيل: هن المتعشقات لأزواجهن, ويقال الغنجة. وما قاله المصنف كالجوهري هو الذي أطبق عليه أكثر المفسرين كما زدته إيضاحًا في حواشي الجلالين, والله أعلم.

و (الغانية) فاعلة من الغنى بكسر الغين المعجمة والقصر, ضد الفقر: (صفة تمدح بها) أي بتلك الصفة (المرأة) نائب فاعل تمدح لأنه مجهول, أي تمدح العرب النساء بذكر هذا الوصف وهو الغانية في حقهن, ونبه على حقيقته بقوله: (الأصل فيه) معنى المرأة (الغانية أنها) أي الغانية (ذات) أي: صاحبة (الزوج) , أي المتزوجة التي استغنت بزوجها, واقتصرت عليه. ويشهد لذلك قول جميل: أحب الأيامى إذ بثينة أيم ... وأحببت لما أن غنيت الغوانيا وبه صدر الجوهري وأنشد البيت. قال: وقد تكون الغانية التي غنيت بحسنها وجمالها, وزاد بعضهم عن الزينة. وقال المجد: والغانية «المرأة» التي تطلب ولا تطلب, أو الغنية بحسنها عن الزينة, أو التي غنيت ببيت أبويها ولم يقع عليها سباء أو الشابة العفيفة ذات زوج أم لا, والجمع: غوانٍ.

[صفات النساء المذمومة]

[صفات النساء المذمومة] (ومن) بعض (مذموم) بالذال المعجمة مفعول من الذم, وهو خلاف المدح, وذمه: عابه, (صفاتهن) , أي: النساء. وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف, أي: من صفات النساء المذمومة ما أذكره هنا: (العفضاج) بكسر العين المهملة وسكون الفاء وفتح الضاد المعجمة وبعد الألف الساكنة جيم (المسترخية اللحم) , وكلام المصنف صريح في أن هذا من أوصاف النساء الخاصة بهن, وكلام أهل اللغة يأباه ففي الصحاح: الفضاج: الضخم السمين الرخو, وكذلك العفاضج بالضم. وفي القاموس: العفضج بالمعجمة, أي بالضاء كجعفر, وهلقام, وعلابط: الضخم السمين الرخو. وهكذا قال ابن سيده وغيره: فلا معنى لاختصاصه بهن, وتصدير هذا الباب به كما هو ظاهر. والله أعلم. (والكرواء) بفتح الكاف وسكون الراء المهملة وفتح الواو ممدودًا: (الرقيقة الساقين) لهزالها, وقد كريت كرضى, كرى بالقصر, فهي كرواء. وفي القاموس: الكرا: فحج في الساقين أو دقتهما وضخم الذراعين,

امرأة كرواء, وقد كريت. وفي الصحاح: الكرواء من النساء: الدقيقة الساقين, قال: ليست بكرواء ولكن خدلهم ... ولا بزلاء ولكن ستهم قلت: الخدلم معناه الخدلة, أي الناعمة الممتلئة الساقين والذراعين كالخدلاء, والميم زائدة للتأكيد, وهي بالخاء المعجمة والدال المهملة, وكذلك الستهم, والميم فيه زائدة, وهي العظيمة الاست, أي: العجيزة: والزلاء بالزاي المعجمة: الخفيفة الوركين كما يقوله المصنف. والله أعلم. (والرصعاء) مهمل الحروف (الزلاء) أي التي لا كفل لها, (وهي) أي الرصعاء (الرسحاء) مهمل الحروف أيضًا. فالألفاظ الثلاثة عند المصنف مترادفة. وفي القاموس: الرصعاء: المرأة لا أسكتان لها ولا عجيزة. وقد رصعت كفرح, وهو أرصع. قلت: الأسكتان تثنية أسكة بالفتح والكسر, وهي شفر الرحم أو جانبه ما يلي شفريه, وفسر الأزل والزلاء بالأرسح, وقال أنه من أوصاف الذئب, وقال في الصحاح: قال أبو عمرو: الأزل: الخفيف الوركين, وامرأة زلاء رسحاء بينة الزلل, وقال: ولا بزلاء ولكن ستهم وقال المجد في «رسح»: الرسح محركة: قلة لحم العجز والفخذين, وكل ذئب أرسح لخفة وركيه. والرسحاء: القبيحة, والجمع رسح. وفي الصحاح: رجل أرسح بين الرسح: قليل لحم العجز والفخذين, وامرأة

رسحاء, وكل ذئب أرسح لأنه خفيف الوركين. وهكذا في جل الدواوين اللغوية, ومعناها متقاربة في الجملة, وقول المجد: إن الرسحاء هي القبيحة مما انفرد به عن الجمهور, لأن الرسح لا يستلزم القبح كما بينته في شرحه. والله أعلم. (والبهصلة) بضم الموحدة والصاد المهملة بينهما هاء ساكنة وبعد اللام هاء تأنيث, وربما قيلت بفتح الموحدة والصاد أيضًا: (القصيرة) , أي: التي قصرت قامتها. (وكذلك) أي مثل البهصلة في المعنى (البحترة) بضم الموحدة والفوقية بينها حاء مهملة ساكنة آخره راء مهملة فهاء تأنيث, ولا شك أن القصر من عيوب النساء وأوصافهم المذمومة إذا كان في الذوات, فإن أريد كونهن مقصورات محجوبات فهو مدح بالغ ولذلك فرق بينهما ذو الرمة في قوله: وأنت التي حببت كل قصيرةٍ ... إلي, ولم تشعر بذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطا, شر النساء البحاتر وفي البيتين كلام أورده العلامة الكبير الشريف الغرناطي في شرح مقصورة حازم في مواضع يتنفع بها الأديب الالمعي. (والشريم) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء المهملة وبعد التحتية الساكنة ميم كأمير, ويقال شروم كصبور كما في الصحاح والقاموس وغيرهما, وشرماء كحمراء كما في القاموس: (المفضاة) بالضاد المعجمة مفعول من

أفضى إليه بكذا: أوصله إليه, وأفضى الرجل المرأة: إذا جعل مسلكيها واحدًا, كما اقتصر عليه في الصحاح والقاموس, وهو الذي في النسخ المصححة. وفي بعض النسخ: المفضاة المحاضر والمبال. قال شيخنا العلامة ابن الشاذلي: المفضاة المحاضر: التي أفشيت أسرارها, وأذيعت أخبار زوجها وفراشها للناس, لأنها لا تستر ذلك ولا تتحفظ عليه, فكل ما يحاضرها به تفضي به وتذيعه. والمفضاة المبال: هي التي فسروها بأنه خلط مسلكاها وجعلا شيئا واحدا. قلت: أما الثاني فظاهر, لأن الزوج أفضاها فهي مفضاة, أو كانت كذلك خلقة أي أفضاها الله خلقة أو بسبب علة أو غير ذلك. وأما الأول ففيه نظر لأن مقتضاه أن يقول مفضية بصيغة الفاعل لأنها تفضي للناس أسرار زوجها, فلا يتم كونها على صيغة المفعول إلا بنوع من المجاز كما هو ظاهر, والله أعلم. ومن شواهد النحاة على الجر بـ «لعل» قوله: لعل الله فضلكم علينا ... بشيء إن أمكم شريم (والضهياء) بفتح الضاد المعجمة والتحتية بينهما هاء ممدودة (التي لا تحيض) وعدم الحيض دال في الغالب على العقم وعدم الولادة وهو قبيح مذموم شرعًا وعادة. وقال في الصحاح: الضهياء: المرأة التي لا تحيض.

وحكى أبو عمرو: امرأة ضهياة, وضهياة بالتاء والهاء جميعًا, قال: وهي التي لا تطمث. وهذا يقتضي أن تكون الضهيا مقصورًا. قلت: في كلام بعض محشي القاموس أن أبا عمرو يجمع بين الهمزة والهاء, فاعترضه بأن فيه الجمع بين علامتي التأنيث كما بينته في شرحه. وكلام القاموس صريح في أن الهمزة أصلية وأن الياء زائدة وأنه مقصور, لأنه وزنه بعسجد, وعليه فوزنه فعيل, وهو مخالف لما أطبق عليه الصرفيون واللغويون من أن فعيلا قليل جدًا, وأنه لم يرد إلا لفظ واحد وهو «الضهيد» للرجل الصلب, ومع ذلك قالوا: هو مصنوع, وصرح المجد نفسه بأنه لا فعيل سواه. وأما «مهيع» فمفعل لأنه من هاع, وأما «مريم» فأعجمي كما قاله ابن دريد وغيره, وفيه كلام أودعناه شرح القاموس في مواضع منها باب الهمزة وباب الدال المهملة وغيرهما, وأشرنا إليه في المسفر في مواضع أيضًا, والله أعلم. (واللخناء) بفتح اللام والنون بينهما خاء معجمة ساكنة ممدودًا: (المنتنة) بضم الميم وسكون النون وكسر الفوقية: فاعل من أنتن الشيء. إذا قبحت رائحته, فهو منتن, وقد تكسر الميم اتباعًا, وقد تضم الفوقية اتباعًا وهو أقل من الذي قبله كما نبه عليه في المصباح. ويقال في الفعل: نتن ككرم وضرب وفرح كما في المصباح وغيره, واقتصار المجد على الأولين قصور, ومصدره النتانة بالفتح, والنتونة بالضم, والنتن بالفتح كالضرب من ضرب, أي قبحت رائحته. فاللخناء هي القبيحة (الرائحة) وقد يراد باللخن قبح رائحة الفرج

والأرفاغ وقبح الكلام وعدم الاختنان. وقد لخن السقاء كفرح: أنتن, ورجل ألخن وامرأة لخناء. وقال بعض المحققين: اللخن في الأصل النتن استعير للفاحشة, والمرأة التي لم تختتن. ومن شتم العرب «يابن اللخناء» , أي: يا دنيء الأصل ولئيم الأم. وقد زدته بيانًا في شرح القاموس وغيره. (والدفنس) بكسر الدال المهملة والنون بينهما فاء ساكنة آخره سين مهملة: (الحمقاء) التي لا عقل لها مؤنث الأحمق, وقد مر استيفاء الكلام عليه, وأنشد أبو عمرو بن العلاء كما في الصحاح: وقد اختلس الضربـ ... ـــــة لا يدمى لها نصلي كجيب الدفنس الورهاء ... ء بيعت وهي تستفلي قلت: الورهاء كالحمقاء وزنًا ومعنى كما في القاموس كالصحاح وغيره. (والمومسة) بضم الميم وسكون الواو وكسر الميم الثانية وفتح السين المهملة آخره هاء تأنيث: (الفاجرة) , أي الزانية العاهرة, أو الكاذبة, لأن الفجور يستعمل في المعنيين, أو الجامعة لأنواع الفسوق, كما مر إيماء له, وقال بعض أهل الغريب في المومسات: «إنهن المجاهرات بالفجور».

فصل تذكر بعض الألفاظ الدالة على الزوجة

فصل تذكر بعض الألفاظ الدالة على الزوجة (حنة) بفتح الحاء المهملة وشد النون (الرجل: زوجته) استعمل الزوجة بالهاء على غير الأفصح, لأنه في مقام البيان, وإزالة ما عساه أن يشكل, وكان الأفصح أن يقول: زوجه, كما قال تعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنة} لأنه يطلق على الذكر والأنثى بلفظ واحد. وقد يقال زوجة بالهاء أيضًا, كما حكاه غير واحد من الأئمة, بدليل قول الفرزدق: فإن الذي يسعى ليفسد زوجتي وقول ذي الرمة: أذو زوجةٍ يا عمرو أم ذو خصومةٍ ... أراك لها بالبصرة العام ثاويا وأنشد المبرد في باب «الطرف والملح» , قال: أنشدني أبو العالية الأعرابي:

ألا تسأل المكي ذا العلم: ما الذي ... يحل من التقبيل في رمضان؟ فقال لي المكي: أما لزوجةٍ ... فسبع, وأما خلةٍ فثمان. وهو كثير في الكلام, وقول الحريري وغيره: إن لحاق الهاء بزوج لحن, ومبالغتهم في التشنيع على مرتكبه غير سديد, ولا ينبني على أساس شديد, بل كل منهما وارد في كلام العرب, إلا أن التجريد أكثر استعمالًا, وأشيع دورانًا كما أوضحناه في شرح نظم الفصيح, وحاشية الدرة وغيرهما, والله أعلم. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: خذا حذرًا يا حنتي فإنني ... رأيت جران العود قد كاد يصلح و(هي) أي زوجة الرجل (حليلته) بالحاء المهملة, وقد يقال لها حليل بغير هاء. قال المجد: وحليلتك: امرأتك وأنت حليلها, ويقال للمؤنث حليل أيضًا. وفي المصباح: الحليل الزوج, والحليل: الزوجة, سميا بذلك لأن كل واحد يحل من صاحبه محلالًا يحله غيره. وأنشد في الصحاح قول عنترة: وحليل غانية تركت مجلدلا ... تمكو فريصته كشدق الأعلم

قلت: المجدل كمعظم: المطروح على الجدالة بالفتح, وهي الأرض, وتمكو: أي تصفر وتصوت من الدم, والأعلم: المشقوق الشفة العليا كما يأتي. (وعرسه) بالكسر مهمل الحروف. (وظعينته) بفتح الظاء المعجمة المشالة وكسر العين المهملة وبعد التحتية الساكنة نون فهاء تأنيث, والضمير للرجل كالذي قبله, وأصل الظعينة المرأة ما دامت راكبة في الهودج, ثم صار يطلق لفظ الظعينة على المرأة وإن لم تكن في الهودج, وعلى الهودج وإن لم تكن فيه امرأة كما أوضحته في شرح القاموس, ثم استعملوا الظعينة في الزوجة. وقالوا إنها فعيلة بمعنى مفعولة, لأن زوجها يظعن بها كما نبه عليه في المصباح, وإن أغفله في القاموس كالصحاح. (وربضه) بفتح الراء والموحدة وبالضاد المعجمة كما في المحكم والصحاح وغيرهما, وأنشدوا: جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا ... يا ويح كفي من حفر القراميص قلت: القراميص بالقاف والصاد المهملة: هي حفر صغار يستكن فيها الإنسان من البرد, وأحدها قرموص. قاله ابن السكيت وأنشد البيت, ونقله الجوهري كابن سيده. والربض كما يطلق على المرأة يطلق على كل ما يأوي إليه الإنسان من بيت ونحوه كما في الصحاح وغيره. وزاد المجد أنه يطلق على الأم والأخت أيضًا, وأنه يقال بالضم أيضًا, وبضمتين, وبالفتح لغات, والمشهور الذي عليه الجمهور هو التحريك, والله أعلم. (وطلته) بفتح الطاء المهملة وشد اللام. وأنشد الجوهري لعمرو بن حسان ابن هانئ بن مسعود بن قيس بن خالد:

أفي نابين نالهما إساف ... تأوه طلتي, ما إن تنام؟ قال: والناب: الشارف من النوق, وإساف اسم رجل. قلت: ويصلح أن يكون شاهدًا على أن «في» تعليلية, أي: لأجل نابين وبسببهما تتوجع زوجتي, ويجوز أن يكون على حذف مضاف, و «في» على بابها أي في شأن نابين. والله أعلم. (وبيته) استعارة من بيت السكنى كما أشار إليه في الأساس وغيره. وفي الصحاح: البيت أيضًا: عيال الرجل, قال الراجز: ما لي إذا أترعها صأيت ... أكبر غيرني أم بيت قلت: أترعها: ملأ الكأس, وصأيت بالهمزة في عينه: أي صحت فزعًا من امتلائها, فما أدري أتغيرت بالكبر والهرم أم بالزوجة والعيال. والصواب: أنزعها بالنون والزاي, والضمير للدلو. أي إذا جذبت الدلو من البئر صحت لما ذكر, والله أعلم. (وقعيدته) أي التي يأوي إليها يقعد عندها. ومن أشهر الشواهد: إلى المرأة التي يقال لها «يا لكاع» على رأي, ويجوز استعماله عاريًا عن النداء كما أوضحت شرحه في شرح شواهد التوضيح وغيره. (وزوجه) وهذا هو المشهور, وكلها محمولة عليه, وجاء به هنا مجردًا من هاء التأنيث على اللغة الفصحى, وهو ظاهر. والله أعلم.

[باب في مخالطة النساء]

[باب في مخالطة النساء] هذا (باب) أورد فيه كلمات تتعلق بمخالطة النساء, وأوصاف الحب والعشق ونحو ذلك مما يتولد عن ذكر أوصافهن, ويؤثر) في القلوب الرقيقة من نعوتهن: (ويقال: رجل زير نساء) بكسر الزاي وسكون التحتية وبالراء المهملة, وياؤه مبدلة عن واو, لأنه من زار يزور, قلبت ياء لوقوعها إثر كسرة نظير ريح وعيد. وقول القاضي زكريا في حواشي البيضاوي: إنه زئر - غير سديد ولا معروف, وقد فسره المصنف بقوله: (إذا كان يزورهن ويخالطهن) أي يعاشرهن ويصاحبهن. والخليط: العشير. وفي القاموس: أنه الذي يحب محادثة النساء, ويجب مجالستهن بغير شر, أو به. وجمعه أزوار وزيرة كعنبة [وأزيار] ويقال للمرأة: زير أيضًا كما نقله الأكثر, وقيل إنه خاص بالرجال كما أومأ إليه المجد, والله أعلم. (ورجل خلب نساء) بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام آخره موحدة, (وهو) أي الخلب (الذي يخلبهن) بالضم كينصر, أي يخدعهن في المحادثة

ويخلب خواطرهن. وفي القاموس: خلب نساء: أي: يحبهن للحديث والفجور. (ورجل متيم) بضم الميم وفتحه الفوقية والتحتية المشددة وبالميم (وهو) أي المتيمم (الذي) تيمه (استعبده [الحب]) أي اتخذه عبدًا يقال: تيمه الحب والعشق, وتامه كباع تيما, ومنه «تيم اللات» , سموا بالمصدر. وأنشد في الأساس للقيط بن زرارة: تامت فؤادك لو يحزنك ما فعلت ... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا ورواه ابن هشام في شرح الكعبية «صنعت» بدل «فعلت» , وقد استشهد به ابن الشجري على أن لو قد تجزم حملا على «أن» , قال ابن هشام: ولا دليل فيه لاحتمال أنه خففه كقراءة أبي عمرو {وما يشعركم} لتوالي الحركات, أو ضرورة كقوله: فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثمًا من الله ولا واغل

وعلى التوجيه الأول اقتصر الشيخ ابن مالك في شرح الكافية, وبسطناه بسطًا في شرحها وغيره من مصنفات النحو. والحب بضم الحاء المهملة وشد الموحدة: الوداد. وفيه أحكام: منها: أن الأفصح في فعله كونه رباعيًا واستعماله ثلاثيًا شاذ, وقرئ به {يحببكم الله}. ومنها أن مضارع الثلاثي منه مكسور على خلاف القياس, لأن القاعدة في مضارع فعل الثلاثي المضاعف المفتوح المتعدي أن يكون على يفعل بالضم وشذ حب وحده. ومنها: أنهم قالوا: إنه لا يأتي يفعل بالكسر مضارع فعل بالفتح في المضاعف متعديًا إلا ويشركه يفعل بالضم, كنم الحديث ينمه وأضرابه مما هو في اللامية وشروحها وحاشيتنا على ابن الناظم, وشذ حب فجاء مضارعه بالكسر فقط من غير مشاركة. ومنها أنه لم يسمع الثلاثي اسم فاعل أبدًا, وإنما قالوا محب من الثلاثي والرباعي, ولم يقولوا حاب على القياس كما صرح به أبو حيان في شرح التسهيل وغيره. ومنها أن المفعول منه حبيب ومحبوب على وفق الثلاثي, ولم يستعمل محبًا بفتح الحاء مفعولًا إلا شاذًا كقول عنترة: ولقد نزلت فلا تظنى غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم

قالوا: ولم يسمع في غير هذا البيت في كلامهم كما في درة الغواص وغيره. ومنها أنه قيل من الثلاثي حب بالكسر يحب بالفتح, كمل وفرح, وحكاها في المصباح وغيره وأغفلها كثيرون. ومنها أن هذيلًا تقول: حاببته حبابا كقاتل بمعنى أحببته. وهناك أحكام تطول أودعناها غير هذا المختصر كشرح القاموس, وحواشي الدرة, وحواشي ابن الناظم على اللامية, وشرح الكافية, وغير ذلك من مصفنات اللغة والصرف, والله أعلم. وزاد بعضهم في معنى تيمه: المذلة, أي استعبده الحب وأذله, وفي كلام المجد إيماء إليه. (والمدله) بضم الميم وفتح الدال المهملة واللام المشددة آخره هاء: (الذاهب العقل) أي الذي ذهب عقله, وزال لبه (من الهوى) أي لأجل الحب وبسببه, وقد هوي كرضي, هوى بالقصر فهو هوٍ, أي: أحب حبًا شديدًا يكون في الخير والشر كما قاله المجد وغيره. والدله بالفتح ويحرك: هو ذهاب العقل من العشق. وقد دلهه العشق تدليها فتدله, ودله كفرح: تحير ودهش, أو جن عشقًا, أو غمًا. (والصبابة) بفتح الصاد المهملة والموحدة وبعد الألف باء أخرى فهاء تأنيث, مصدر معناه: (رقة الشوق) , أي الشوق الرقيق الذي داخل الأعضاء كلها, وتركها تصب إلى المحبوب. وفي القاموس: الصبابة: الشوق, أورقته, أو رقة الهوى, صببت كقنعت, تصب, فأنت صب وهي صبة. وقال

الجوهري: الصبابة رقة الشوق وحرارته, يقال: رجل صب: عاشق مشتاق, وقد صببت يا رجل بالكسر. قال الشاعر: ولست تصب إلى الظاعنين ... إذا ما صدقك لم يصبب (والعلاقة) بفتح العين المهملة في الأفصح, وقد تكسر, عكس علاقة السيف, وإن قالوا أن علاقة الحب ونحوه من المعاني بالفتح, وعلاقة السيف ونحوه من الحسيات بالكسر. واختاره السيد في شرح المفتاح تبعًا للجوهري, فالتحقيق ما أسلفناه. ومعنى العلاقة: (الحب اللازم للقلب) الذي لا يفارقه, كأنه متعلق به لا ينفك عنه. وأنشد الجوهري: أعلاقة أم الوليد بعدما ... أفنان رأسك كالثغام المخلس والبيت أنشده ابن هشام في المغني والقواعد وغيرهما من كتبه, وفيه شواهد حذف عامل المصدر, لأن التقدير: أتعلق علاقة, وإعمال اسم المصدر وهو علاقة في أم الوليد, وزيادة «ما» بعد الظرف هو «بعد» فتكفه عن الإضافة, وصحح ابن هشام أنها مصدرية. والوليد بالتصغير للوزن كما رجحه غير واحد, وإن قيل إنه مكبر, والبيت مزاحف كما أشار إليه السيوطي في شرح شواهد المغني. والأفنان كالأغصان وزنًا ومعنى, وأراد بها جوانب شعره. والثغام بفتح المثلثة والمعجمة: نبت أبيض يشبه الشيب كما يأتي.

والمخلس بالمعجمة وآخره مهملة: المختلط. وقد زدته إيضاحًا في حاشية شرح القواعد. (والجوى) بفتح الجيم والواو مقصورًا: (الهوى) بالقصر, أي الحب (الباطن) , الذي في باطن الإنسان في قلبه, وقيل هو الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن, وقد جوى كرضى, فهو جوٍ. (واللوعة) بفتح اللام وسكون الواو وفتح العين المهملة وهاء تأنيث (حرقة) بضم الحاء وسكون الراء المهملتين, أي احتراق القلب من شدة (الحب والحزن) , أي أثر كل منهما وشدته, ويقال له لذعة. ويقال: اللوعة هي الهوى أيضًا يقابل بها الجوى. وفي الصحاح: لوعة الحب: حرقته, وقد لاعه الحب يلوعه, والتاع فؤاده: احترق من الشوق. فاقتصر باللوعة على الحب. ووسع المجد فقال: اللوعة: حرقة في القلب, وألم من الحب, أو هم, أو مرض, ولاعه الحب: أمرضه, ولاع هو يلاع, وحكى ابن القطاع وحده يلوع. وقال المبرد في الكامل: يقال: لاع يلاع لوعة, فهو لائع, ويقال: لاعٍ على القلب. وأنشد أبو زيد: ولا فرح بخير إن أتاه ... ولا جزعٍ من الحدثان لاع

أي لائع: فهو نظير هارٍ, بمعنى هائر, وهاعٍ أي هائع. ويقال: هاعٍ لاعٍ أي: جبان جزوع كما نبهوا عليه, والله أعلم. (واللاعج) بكسر العين المهملة آخره جيم: (الهوى) أي الحب (المحرق) اسم فاعل من أحرقه: إذا أوقد فيه نار الحب والعشق, وفي الصحاح: يقال هوى لاعج لحرقة الفؤاد من الحب, وأهمله المجد فاستدركته عليه في شرحه. (والشغف) بفتح الشين والغين المعجمتين والفاء, وقد تهمل الغين, وقرئ بهما قوله تعالى: {شغفها حبًا}: (استيلاء الحب على القلب) أي توليته عليه بحيث يحيط بشغافه ويستوعبه من جميع جهاته, فإن شغاف القلب حجابه كما يأتي, وشغفه الحب: بلغ شغافه كما في غير ديوان. والله أعلم.

(معرفة حلي النساء)

(معرفة حلي النساء) هذه ترجمة استطردها لموجب ذكر النساء وأوصافهن, وعلاقات القلوب بمحاسنهن, فإن من تتمة أوصافهن الكاملة ذكر زينتهن, وحليتهن والتنوع في ذلك. والترجمة: خبر لمبتدأ محذوف على حذف مضاف, أي هذا باب معرفة. أي: علم حلي النساء. والحلي يجوز كونه مفردًا فيضبط بفتح الحاء المهملة وسكون اللام, وجمعًا فيكون بضم الحاء أو كسرها للمناسبة وكسر اللام. والأصل حلوي, ثم اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فأبدلت الواو ياء ثم أدغمت في الياء, وكسرت اللام لمناسبة الياء, ويجوز بقاء الحاء على ضمها وكسرها لمناسبة كسرة اللام على ما قرر في الصرف, والله أعلم. والحلي, بالفتح: هو كل ما تزين به المرأة وغيرها من مصوغ المعدنيات أو الحجارة الفاخرة. (الرعثة) بفتح الراء والعين المهملتين والثاء المثلثة آخره هاء تأنيث, وتسكن العين أكثر وأفصح: (القرط) بضم القاف وسكون الراء وبالطاء المهملتين: ما تحلى به الأذن, والتحقيق أنه ما يكون في شحمة الأذن. وعبارة بعضهم: القرط ما يعلق في أسفل الأذن, والشنف بالفتح ما يعلق في

أعلاها. وهو الذي في الفصيح وغيره. والشنف بالشين المعجمة والنون, يقال بالفتح عند الأكثر, وحكى المجد فيه الضم أيضًا. وأنشدني العلامة أبو عبد الله بن الشاذلي: يُشير إلى قرطاه وتصغي ... خلاخله إلى نغم الوشاح و(جمعه) أي جمع لفظ الرعثة (رعاث) بكسر الراء, وجمع فعلة على فعال قياس مطرد, وجمعوا رعاث على رعث بضمتين ككتاب وكتب, وجمعوا القرط على أقراط وقراط وقروط وقرطة كعنبة. و(القلب) بضم القاف وسكون اللام وبالموحدة: (السوار) بكسر السين وضمها. ويقال أسوار بزيادة همزة مضمومة, أوله (يكون من عاج) وهو عظم الفيل كما قاله ابن فارس والجوهري وغيرهما, وخصه ابن سيده في المحكم, والقزاز في غريبه بناب الفيل. قالا: ولا يسمى غيره عاجًا. وفسره ابن قتيبة والخطابي وغيرهما بأنه الذبل بالذال المعجمة والموحدة الساكنة, وهو ظهر السلحفاة البرية. ومنهم من يقول: كل عظم عند العرب عاج. وقد وسعت القول فيه بأزيد من هذا في شرح القاموس, (أو نحوه) أي: نحو العاج من العظام, وهذا القيد مشى عليه بعض اللغويين, وقيده بعض بأنه الذي يكون فيه فضة. وقال أقوام: القلب سوار المرأة مطلقًا. وعليه مشى الجوهري والمجد وغيرهما, والله أعلم.

وأنشدني شيخنا الإمام ابن المسناوي, وسمعته مرات من العلامة أبي عبد الله الشاذلي: أحب بني العوام من أجل حبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالًا يجول ولا قلبا و(كذلك) أي مثل القلب في معناه, (المسكة) بفتح الميم والسين المهملة والكاف وهاء التأنيث و (جمعها مسك) بغير هاء, فهو اسم جنس جمعي, قال المجد: المسك بالتحريك: الذبل والأسورة والخلاخيل من القرون والعاج, الواحد بهاء. وفي الصحاح إيماء إليه كغيره من الأمهات اللغوية. و(الوقف) بفتح الواو وسكون القاف وآخره فاء: (الخلخال) بخاءين معجمتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة, وبعد الألف لام أخرى وقد يقال: خلخل بغير ألف على أنه لغة في المد أو مقصور منه, وهو الحلي المعروف, وكون الوقف هو الخلخال إنما ذكره صاحب خلاصة المحكم وحده, وهو غريب, والمشهور أن الوقف هو السوار, فقيل من العاج فقط, وعليه اقتصر المجد كالجوهري, وقيل من العاج والذبل وعليه جماعة, وقيل: الوقف, السوار ما كان, حكاه ابن سيده في المحكم, وصدر في الخلاصة بتفسيره بالخلخال. لكنه قيده بأنه من الفضة والذبل وغيرهما, ثم حكى ما عليه الجمهور من تفسيره بالسوار بـ: قيل, وهو غريب كما نبهنا عليه أولًا, وأشرنا إليه في شرح نظم الفصيح, والله أعلم.

وقد أنشدني الإمام ابن الشاذلي: أما في نسيم الريح عرف يعرف ... لنا, هل لذات الوقف بالجزع موقف وهو مطلع قصيدة ابن زيدون المشهورة التي مدح بها «المعتضد». و(السمط) بكسر السين المهملة وسكون الميم وآخره طاء مهملة: (العقد) بكسر العين المهملة وسكون القاف, وآخره دال مهملة, فهو مثله وزنًا ومعنى, ومثله السلك, ومعناها الخيط الذي ينظم فيه الجوهر وغيره. وفسرهما المجد بالقلادة, وقال بعض اللغويين: إنما يقال له سمط ما دام فيه خرز, وإلا فهو سلك وخيط, وهو الذي في فقه اللغة لأبي منصور الثعالبي وغيره. و(الجحل) بكسر الحاء المهملة وبفتح وكلاهما مع سكون الجيم, وقد يقال بكسرتين كإبل, وتشديد اللام كطمر (الخلخال) ولو أسقط قوله (أيضًا) لكان أولى, أو جاء بالحجل عقب الوقف ليناسب الإتيان بـ أيضًا وبما بعده, لأنه كله من متعلقات الخلخال لكان أنسب بالصناعة, وأخر السمط لأنه كلام أجنبي بالنسبة لهذه, لكنه اعترض بالسمط كما هو ظاهر, ويطلق الحجل على القيد أيضًا كما في أمهات اللغة و (جمعه) أي الحجل: (حجول) بالضم, ويجمع على أحجال أيضًا. وقول العيني أنه يجمع على حجال بغير ألف ككتاب وهم كما نبه عليه العلامة عبد القادر البغدادي في شرح شواهد الرضي, وأشرت إليه في شرح القاموس, والله أعلم. و(كذلك) أي مثل الحجل في معناه (البرة) بضم الموحدة وفتح الراء

المهملة وهاء التأنيث النائبة عن لام الكلمة المحذوفة وهو الواو, وأصله بروة بالضم كغرفة كما قال الجمهور, لا بالفتح كقرية وقرى, وإن قاله أبو علي وسلمه الجوهري, فإنه وهم من أبي علي - رحمه الله - كما نبهوا عليه, وإن أغفله المجد كعادته في الإعراض عن المهمات, والاعتراض بما لا يجدي من المدلهمات كما نبهنا عليه في شرحه. وكون البرة هي الخلخال كما قاله المصنف هو الذي في أكثر الدواوين اللغوية, وعليه اقتصر المجد وغيره, وزعم الجوهري أنه علم من الخلخال, فقال: البرة, حلقة من صفر تجعل في لحم أنف البعير, كل حلقة من سوار وقرط وخلخال وما أشبهها برة. وقلده في ذلك جماعة من شراح السقط والحماسة والمعلقات وغيرهم, والمعروف عن أئمة اللغة أن البرة الخلخال كما قاله المصنف, والله أعلم. (وجمعها) أي لفظ البرة (برون) ألحقوه بجمع المذكر السالم في الدواوين النحوية, وإذا جمعوه أبقوا حركة الفاء على ما هي عليه, وأجازوا كسرها أيضًا, فإن كان المفرد مفتوحًا أو مكسورًا كعضة التزموا كسره, وأنشد في الصحاح: وقعقعن الخلاخل والبرينا وأنشد الرضي شاهدًا على كسر نون الجمع في الشعر قول الطرماح: حسان مواضع النقب الأعالي ... غراث الوشح صامتة البرين

وكنى «بغراث الوشح» عن دقة الخصر. فإنه يقال: «غرثى الوشاح» , أي: دقيقة الخصر. وكنى «بصامته البرين» , عن امتلاء الساقين وسمنهما بحيث لا يتحرك الخلخال فيسمع صوته. والنقب بضم ففتح, جمع نقبة بالضم, وهو الوجه واللون وما يبدو, وأراد بالأعالي ما يظهر للشمس, وفيه كلام أودعناه شرح الشواهد البيضاوية, ويقال في الجمع أيضًا البرى بالضم والقصر كالظبا والقرى. وأنشدني العلامة ابن الشاذلي: ومن كان يستدعي الجمال بحليةٍ ... أضر به فقد البرى والمراسل قلت: المراسل جمع مرسلةٍ كمكرمةٍ, وهي القلادة الطويلة تقع على الصدر, أو القلادة فيها الخرز وغيرها. وقد زدته إيضاحًا في شرح نظم الفصيح, والله أعلم. و(الخدمة) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة والميم آخره هاء تأنيث, عطفًا على البرة, أي: والخدمة كذلك (أيضًا) , أي مثل الحجل في أن معناه الخلخال (والجمع خدام) بكسر الخاء ككتاب, ويجمع على خدم محركة بإسقاط الهاء كما في القاموس وغيره, وأصل الخدمة سير يشد به رسغ البعير. قال الجوهري: وبه سمي الخلخال خدمة, لأنه ربما كان من سيور, ويركب فيه الذهب والفضة. وظاهر كلام المصنف أنه أصل, وهو الذي يقتضيه صنيع القاموس, فيكون مشتركًا, وما قاله الجوهري هو الأظهر, والله أعلم.

(باب ما يحتاج إلى معرفته من خلق الإنسان)

(باب ما يحتاج إلى معرفته من خلق الإنسان) الخلق بفتح الخاء المعجمة وضمها في الأصل بمعنى, لكن خص الأول بالهيئات والآثار والصور المدركة بالحواس الظاهرة, والثاني بالقوى والسجايا المدركة بالبصائر كما قاله الراغب وغيره, وأوضحته في شرح القاموس وغيره. ومراد المصنف بالخلق هنا الحواس الظاهرة والأعضاء التي في الجسم كما هو ظاهر. والإنسان بالكسر: البشر, ومثله الإنس, وقد اتفقوا على أنه اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع, واختلفوا في اشتقاقه مع اتفاقهم على زيادة نونه الأخيرة: فقال البصريون: من الأنس خلاف الوحشة, وعليه جرى من قال: وما سمي الإنسان إلا لأنسه ... ولا القلب إلا أنه يتقلب لأنهم يأنسون بأمثالهم, وعليه فوزنه «فعلان».

وقال الكوفيون: من النسيان لأنه يغلب عليهم, وعليه فالهمزة زائدة ووزنه «إفعان» على النقص, وأصله «إنسيان» على «إفعلان». وعن ابن عباس, رضي الله عنهما قال: «خلق الله آدم فنسي فسمي إنساناً». وعليه قول الشاعر: قالت وقد حم الفراق, وكأسه ... قد خولط الساقي بها والحاسي لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنسانًا لأنك ناسي وقيل: إنه مشتق من الإيناس, مصدر آنس ممدودًا, أي: أبصر. وفي معناه قلت: لما تستر إذ رآني مقبلًا ... عني زعيمًا أنه لا يؤنس ناديته, لا تخف شخصك إنما ... سميت إنسانًا لأنك مؤنس ويقال للمرأة إنسانة بالهاء كما حكاه الشيخ ابن مالك, والمحقق الرضي, والجلال في «الهمع» , وابن هشام ونقله عنه الشيخ يس وغيرهم, وقال: إنسانةُ الحي أم أدمانة السمر الأبيات.

ووقع في كلامهم كثيرًا, فقول المجد إنها عامية شهادة على النفسي, فهي مردودة, وتشكيكه في أبيات أبي منصور من أعجب القصور, فقد أوردها أبو منصور الثعالبي في غالب كتبه مدعيًا أنه لم يسبق لمعناه, وقد أوضحته في شرح القاموس وغيره شرحًا كافيًا, وأشرت إليه في شرح نظم الفصيح, وبينت الفرق بينه وبين الناس, وما له وما عليه. (جثة الإنسان) بضم الجيم وشد المثلثة وهاء التأنيث: (شخصه) , بفتح الشين وسكون الخاء المعجمتين وبالصاد المهملة, أي ذاته, فإن الشخص في الأصل سواد الإنسان وغيره, تراه من بعد, ثم استعمل في ذاته كما في غير ديوان. قال الخطابي: ولا يسمى شخصًا إلا جسم مؤلف له شخوص وارتفاع. وظاهر كلام المصنف ترادف الجثة والشخص, وهو الذي في القاموس وغيره, وقيده الجوهري بما إذا كان نائمًا أو قاعدًا, وبسطه الفيومي في المصباح, فقال: الجثة للإنسان إذا كان قاعدًا أو نائمًا فإن كان منتصبًا فهو طلل. والشخص يعم الكل, وهو الموافق لما في المحكم. والله أعلم. (وجثمانه) بضم الجيم وسكون المثلثة وفتح الميم وبعد الألف نون فهاء تأنيث: (جماعة جسمه) بكسر الجيم وسكون السين المهملة, أي جميع بدنه, قال ابن دريد: الجسم كل شخص مدرك. وقال أبو زيد: الجسم: الجسد. قلت: فعلى قول ابن دريد يكون الجسم عامًا في الحيوان والجماد

وغير ذلك, بخلاف قول أبي زيد بأنه يختص بالنوع العاقل فقط, لأنه فسره بالجسد, والجسد إنما يطلق على جسم العاقل فقط, وهو الإنسان والملائكة والجن, كما في القاموس والصحاح والمصباح والبارع والخلاصة وغيرها. على أن صاحب المحكم خصه بالإنسان فقط, وجعل إطلاقه على الملائكة والجن قليلًا, كما يدل عليه قوله: الجسد: جسم الإنسان, ولا يقال لغيره من الأجسام المغتذية, وقد يقال للملائكة والجن جسد. وقد أودعنا فيه كلامًا مطولًا في شرح نظم الفصيح وغيره. وأما قوله تعالى: {فأخرج لهم عجلًا جسدًا} , أي ذا جثة على التشبيه بالعاقل, أو الجسم كما نبه عليه في المصباح وغيره, والله أعلم, وقد يقال في الجثمان جسمان بالسين بدل المثلثة كما في الدواوين اللغوية. لكن ظاهر كلام الجوهري أنه جمع, والتحقيق أنه مفرد. والجثمان والجسمان والجسم كلها مترادفة. والله أعلم. (وقمته) بكسر القاف وشد الميم: (أعلى رأسه) وقد استعملوا القمة بمعنى القامة أيضًا كما في القاموس وغيره. (والبشرة) بفتح الموحدة والشين المعجمة والراء المهملة آخره هاء تأنيث. (ظاهر جلده) بكسر الجيم وسكون اللام, وقد يفتحان معًا, أي: جلد الإنسان, وهو ظاهر بشرته, يستعمل في كل حيوان. وقال الأزهري: الجلد: غشاء جسد الحيوان. وقوله: (كله) هو بالرفع تأكيد لـ «ظاهر» كما لا يخفى, وجميعها بشر بإسقاط هاء التأنيث, ثم أطلقوه على الإنسان واحده

وجمعه حتى صار حقيقة عرفية فيه بحيث لا تتوقف إرادته على علاقة, ولذا يذكره اللغويون كالمشترك. (والأدمة) محركة (باطنة) أي باطن الجلد ليوافق ما قبله. وفي القاموس: الأدمة محركة: باطن الجلدة التي تلي اللحم, أو ظاهرها الذي عليه الشعر, وهذا من غرائبه. فإن الجمهور على أن البشرة الظاهر, والأدمة الباطن كما للمصنف وهو الذي في الصحاح وغيره. والله أعلم. (والفروة) بفتح الفاء وسكون الراء وبعد الواو هاء تأنيث: (جلدة الرأس) بكسر الجيم أي غطاء الرأس (خاصة) لا تستعمل الفروة في غيرها. (والفودان) تثنية فود بفتح الفاء وسكون الواو وبالدال المهملة, وهما (جانبا) تثنية جانب أي ناحيتا (الرأس) عن اليمين وعن اليسار. وهذا الذي ذكره المصنف هو الذي نقله في البارع عن الأصمعي, وقال: إن كل شق فود, ويجمع على أفواد. وقال ابن فارس في المجمل: الفود معظم شعر اللمة مما يلي الأذنين. وتبعه المجد وغيره. وقال ابن السكيت الفودان: الضفيرتان. (والقمحدوة) بفتح القاف والميم وسكون الحاء وضم الدال المهملتين وفتح الواو المخففة بعدها هاء تأنيث, والواو زائدة, ووزنها «فعلوة» كما قاله أبو حيان وغيره: (العظم الناشئ) , اسم فاعل من نشأ كمنع مهموزًا, أي تجدد وحدث, ولعل المراد: الظاهر البارز, ولذا كان شيخنا أبو عبد الله

الشاذلي يصحح ما يوجد في بعض النسخ وهو الناشز. بالشين والزاي المعجمتين, أي المرتفع البارز وهو الذي كان في نسخته, وفي بعض النسخ: الناتئ بالفوقية والهمزة, وهو صحيح أيضًا, لأن معناه البارز كالناشز, أي المرتفع (من الرأس فوق القفا) بالقصر, وقد تمد كما في القاموس, وهو مؤخر العنق, وقال المجد: وراء العنق. وفسر الفيومي القمحدوة بأنها ما خلف الرأس, وهو مؤخر القذال, ومثله في الصحاح وغيره, والجمع قماحد. وأنشدني غير واحد من الشيوخ: حباك الوليد بن المغيرة مجده ... وعلمك الأشياخ ضرب القماحد (والشؤون) جمع شأن بفتح الشين وسكون الهمزة, كالشأن بمعنى الأمر (عروق) جمع عرق بكسر العين وسكون الراء المهملتين والقاف (في الرأس) صفة عروق, (منها) أي العروق: أو الشؤون, ومتعلق منها قوله (يجري) , أي: يسيل, من جرى الماء وغيره من المائعات, وفاعله (الدمع) بالفتح هو ماء العين, وهو في الأصل مصدر دمعت العين, كفرح ومنع, أي: سال منها الماء لحزم أو سرور, ثم أطلقوه على نفس السائل, وقوله (إلى العينين) متعلق بيجري أيضًا, وهو تثنية عين. والمراد بها الجارحة المعروفة, ولها أزيد من ثمانين معنى استوعبها طائفة من الأدباء نظمًا ونثرًا. قال السهيلي في الروض الأنف: الشؤون: مجاري الدمع, وهي أطباق الرأس, وهي أربعة للرجل وثلاثة للمرأة كذا ذكروه عن أهل التشريح, وكذلك ذكر قاسم بن ثابت في «الدلائل». قلت: هذه التفرقة التي نقلها السهيلي عن أهل

التشريح من شؤون المرأة وشؤون الرجل, وأنها أربعة للرجل وثلاثة للمرأة غريبة لم يتعرض لها أئمة اللغة. والله أعلم. ورأيت بخط بعض المحققين: الشؤون مواصل قبائل الرأس, وهي أربع قبائل, أي: قطع, مشعوب بعضها إلى بعض, فموضع شعبها يقال له الشؤون, واحدها شأن. وزعم الأصمعي. قال: يقال إن مجاري الدموع منها, فذلك يقال: استهلت شؤونه. وأنشد قول أوس بن حجر: لا تحزنيني بالفراق فإنني ... لا تستهل من الفراق شؤوني وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي أثناء القراءة: ستبدي شؤوني عن شؤوني كلها ... وهل لامرئٍ نمت مدامعه عذر قلت: هو مع هذا الجناس التام العجيب أعذب من وصل الحبيب عند غفلة الرقيب. وأنشد الإمام ابن الخطيب في «روضة التعريف بالحب الشريف»: بلاني الحب فيك بما بلاني ... فشأني أن تفيض غروب شأني (وأم الرأس) بضم الهمزة: (جلدة) بكسر الجيم (رقيقة) بقافين (فوق الدماغ) بكسر الدال المهملة وآخره غين معجمة. قال المجد: الدماغ

ككتاب: مخ الرأس, أو أم الهام, أو أم الرأس, أو أم الدماغ: جليدة رقيقة كخريطة هو فيها, (إذا بلغت) أي وصلت (الشجة) بفتح الشين المعجمة وشد الجيم: الجراحة. وإنما تسمى بذلك إذا كانت في الوجه أو الرأس, والجمع شجاج (إليها) أي إلى أم الرأس (قيل لها) أي أطلق على الشجة, وسميت عندهم: (المأمومة) مفعولة من أمه: إذا ضربه على أم دماغه, والشجاج عند الفقهاء تسع, وقيل عشر, أوردها المجد في «دمغ» وأوردتها نظمًا ونثرًا في شرحه, وزدتها إيضاحًا في بعض تعاليق الفقه. (والغدائر) بفتح الغين المعجمة والدال المهملة, وبعد الألف همزة مكسورة وآخره راء مهملة: (ذوائب الشعر) جمع ذؤابة بضم الذال المعجمة وفتح الهمزة وبعد الألف موحدة, أي خصل الشعر المتدلية منه, وقيل: الذؤابة: الشعر المضفور من الرأس, وقيل: كل ما يرخى منه, قال الجوهري: وكان الأصل ذآئب لأن الألف التي في ذؤابة كالألف التي في رسالة, حقها أن تبدل منها همزة في الجمع, ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف الجمع بين الهمزتين, فأبدلوا من الأولى واوًا: وأشار إليه المجد وغيره. والشعر: يقال بفتح العين وسكونها كغيره من حلقي العين, مثل نهر. (والواحدة) لغدائر (غديرة) كظريفة. ومنه بيت التلخيص لامرئ القيس: غدائره مستشزرات إلى العلا البيت. (وفرع المرأة) بفتح الفاء وسكون الراء وبالعين المهملتين (شعرها) وفي الصحاح كالقاموس: الفرع: الشام التام.

(والصماخ) بكسر الصاد المهملة ويقال بالسين أيضًا كما في القاموس والناموس وغيرهما آخره خاء معجمة: (ثقب) بفتح المثلثة وسكون القاف وموحدة, هو الخرق الذي يكون في (الأذن الذي يفضي إلى المسمع) كمنبر. كذا في بعض النسخ. والمسمع والمسمعة: الأذن حكى اللحياني: فلان طويل المسمعين, وقيل: المسمع خرقها ومدخل الكلام فيها, قاله في المحكم. والمراد المعنى الأخير, إذ لا معنى للأول لأنه لا معنى لقولك: ثقب الأذن الذي يفضي إلى الأذن, ويؤيد ما قلناه أن في بعض النسخ «يفضي إلى السمع» بالفتح, بإسقاط الميم الأولى كما هو الواقع في عبارة الفيومي في المصباح. وقد يطلق الصماخ على الأذن نفسها كما في القاموس وغيره. والله أعلم. (ومحيا الإنسان) بضم الميم وفتح الحاء والتحتية المشددة مقصورًا (وجهه). وقال المجد: المحيا: جماعة الوجه وحرة. ومثله في المحكم. (والأسازير) الظاهر أنه جمع جمع, فالأسارير جمع أسرار والأسرار جمع سرر, كعنب, أو سر. قال في المغرب في حديث عائشة رضي الله عنها, أنه عليه السلام «دخل عليها تبرق أسارير وجهه». جمع أسرار,

جمع سرر أوسر, وهو ما في الجبهة من الخطوط والمعنى أن وجهه يلمع ويضيء سرورًا. وفسرها المصنف بقوله: (الكسور) كأنه جمع كسر بالفتح, أي الكسرات (التي تكون في الجبهة) بفتح الجيم وسكون الموحدة والهاء آخره هاء تأنيث: هي موضع السجود من الوجه, أو مستوى ما بين الحاجبين إلى الناصية, وهو موافق لقولهم: الخطوط, لأنه المراد. وقال عياض في المشارق: أسارير الوجه: خطوط الجبهة وتكسرها, واحدها سر أو سرر, والجمع أسرار. والأسارير جمع الجمع. وقال الأخفش: أسرار الوجه: محاسنه وخطوطه, ويجمع على أسرة أيضًا. وكثير ما أنشدنا شيخنا الإمام ابن المسناوي بيت أبي كبير الهذلي الذي أنشدته عائشة, رضي الله عنها, لرسول الله صلى الله عليه وسلم: وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ... برقت كبرق العارض المتهلل وفي الصحاح ما يقتضي أن الأسرة جمع سرار ككتاب, وهو الظاهر. والله أعلم. (وهي) أي الأسارير (الغضون) بضم الغين والضاد المعجمتين (أيضًا) , أي كما يطلق عليها لفظ «الأسارير» يطلق عليها لفظ الغضون, وهو جمع غصن محركة, كأسد وأسود, وقد تسكن الضاد كفلس, وفلوس, إلا أن الغصون عام يكون [في] كل متكسر لا خصوصية له بالوجه ولا بالكف ولا بغيرهما كما نبه عليه في المصباح. والله أعلم.

(والجبينان) تثنية جبين, بفتح الجيم وكسر الموحدة وبعد التحتية نون: (جانبا الجبهة). قال المجد: الجبينان: حرفان مكتنفا الجبهة من جانبيها فيما بين الحاجبين مصعدًا إلى قصاص الشعر, أو حروف الجبهة ما بين الصدغين متصلًا عند الناصبة, كله جبين. وعلى الأول اقتصر في المحكم. وقال الجوهري: الجبين فوق الصدغ, وهما جبينان عن يمين الجبهة, وشمالها. ومثله في المحكم والتهذيب, ونقله في المصبااح مقتصرًا عليه. والعامة تطلق الجبينين على الجبهة, واستعمله «المتنبي» وغيره وخطئوه, ولكن صحح الشهاب الخفاجي في العناية ذلك الاستعمال, وقال أنه مجاز علاقته المجاورة, ونقله عن شارح ديوان زهير, وفيه كلام أودعناه شرح القاموس وغيره. والله أعلم. (والحجاج) بكسر الحاء المهملة وتفتح فتح الجيم وجيم أخرى بينهما ألف (العظم الذي ينبت) بضم الموحدة مضارع نبت كنصر, (عليه شعر الحاجب) إذا كان الحاجب هو الشعر النابت. كما هو رأي كثير من اللغويين فالإضافة بيانية, وإن كان الحاجب هو العظم فوق العين بلحمه وشعره كما هو رأي آخرين, وبه صدر المجد, فهو من إضافة البعض إلى الكل. والله أعلم. قال في المصباح: حجاج العين بالكسر, والفتح لغة: العظم المستدير حولها, وجمعه أحجة, وهو مذكر, وقال ابن الأنباري: الحجاج: العظم المشرف على غار العين. وعبارة المصنف كالصحاح. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي:

مقارعة أحجتها العوالي ... مجنبةً نواظرها الرقادا (والوجنة) بفتح الواو في الأفصح كما في المصباح, وتثلث كما في القاموس, وتبدل الواو همزة بالحركات الثلاث أيضًا كما في القاموس, ويقال وجنة بفتحتين كما في المحكم والقاموس وغيرهما, ووجنة بكسر الجيم حكاها في القاموس, ونقلها الشيخ يس وهي أغربها, فتصير ثمان لغات. فاقتصار الجلال السيوطي في التوشيح على الفتح والكسر فقط قصور, وكذلك اقتصار الكرماني في شرح البخاري على ضم الهمزة في المبدل. والله أعلم. وفسر المصنف الوجنة بقوله: (أعلى الخد) بفتح الخاء المعجمة وشد الدال المهملة, أي المرتفع منه (الذي تحته حجم) بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم: ما تحس به تحت يدك. قال المجد: الحجم: كل شيء ملمسه الناتئ تحت يدك والمراد من (العظم) , عظم الخد لا مطلق العظم كما هو ظاهر. وقال المجد: الوجنة: ما ارتفع من الخدين, وهو قريب من كلام المصنف, ومثله في توشيح الجلال, وقيل: هي أعلى الخد وما يلي العين من الوجه, وتطلق على الخد كله كما قاله الخفاجي في شرح الشفا. (والمقلة) بضم الميم وسكون القاف (شحمة العين التي تجمع السواد والبياض) هو نص الصحاح والمصباح وغيرهما, وبه صدر المجد, وزاد: أو هي السواد والبياض أو الحدقة وكلاهما غير مشهور. (والحدقة) بفتح الحاء والدال المهملة والقاف وهاء تأنيث: (السواد

الأعظم) , عليه اقتصر أرباب التآليف المتداولة. (والناظر) كاسم الفاعل من نظر إليه: (السواد الأصغر الذي يبصر الرائي فيه شخصه) أي: ذاته إذا نظر في العين. وعليه اقتصر الجوهري وقال المجد: الناظر: العين. أو النقطة السوداء في العين, أو البصر نفسه. (والحماليق: بواطن) جمع باطن (الأجفان) جمع جفن بفتح الجيم وسكون الفاء, وهو غطاء العين من أعلاها وأسفلها كما في المصباح والقاموس وغيرهما. (واحدها) أي الحماليق, أي المفرد منها (حملاق) بكسر الحاء المهملة وضمها, ويقال حملوق كعصفور. وقد فسره المجد بأنه باطن الأجفان الذي يسود بالكحلة, أو ما عطته الأجفان من بياض المقلة أو باطن الجفن الأحمر الذي إذا قلب للكحل رأيت حمرته. واقتصر الجوهري على القولين الأولين. (والأشفار) بفتح الهمزة: (حروف الأجفان التي) هي صفة حروف (ينبت عليها) أي الحروف (الشعر) بالتحريك ويفتح, (الواحد) أي مفرد الأشفار (شفر) بضم الشين المعجمة وقد تفتح مع سكون الفاء فيهما, (والشعر النابت عليها) أي الأشفار أو الحروف المفسرة لها, (هو) أي الشعر (الهدب) بضم الهاء وسكون الدال المهملة وبالموحدة, وكثير من القوم يغلطون فيزعمون أن الأشفار هي الأهداب, وهو غلط كما في الدرة وغيره. وقال في المصباح: شفر العين: حرف الجفن الذي ينبت عليه الهدب, قال ابن قتيبة: والعامة تجعل أشفار العين الشعر, وهو غلط, وإنما الأشفار حروف

العين التي ينبت عليها الشعر. والشعر: الهدب. وقد وسعنا الكلام فيه في شرح نظم الفصيح, وأشرنا إليه في شرح القاموس وغيره, والله أعلم. (والمحجر) بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم, وبالعكس, وإن اقتصر في المصباح على الثاني لأنه وزنه بمجلس, وآخره راء مهملة: (ما دار) أي أحاط (بالعين, وهو) أي المحجر (ما يبدوا) أي يظهر مضارع بدا كدعا: إذا ظهر (من النقاب) ككتاب, وهو ما تنتقب به المرأة, قال في التوشيح: النقاب هو الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر. وبهذا أو ما يقرب منه فسره الأكثر. قال في المصباح: المحجر وزان مجلس: ما ظهر من النقاب من الرجل والمرأة من الجفن الأسفل, وقد يكون من الأعلى قال بعض العرب: وهو ما دار بالعين من جميع الجوانب وبدا من البرقع. وقال المجد: المحجر كمجلس ومنبر, من العين: ما دار بها وبدا من البرقع, أو ما يظهر من نقابها وعمامته إذا اعتم. (وجمعه) أي المحجر (محاجر). وما ألطف وأعذ ما أنشدنيه شيخنا ابن الشاذلي رحمه الله: لله ما فعلت بنا ... تلك المحاجر في المعاجر أمضى وأقضى في النفوس ... س من الخناجر في الحناجر ولقد تعبت بينكم ... تعب المهاجر في الهواجر قلت: المعاجر جمع معجر كمنبر, وهو الثوب الذي يعتجر به, أي يلتفت به, أصغر من الرداء. وقد اشتملت الأبيات على ضروب من الأدب

أعذب في الأذواق من ارتشاف الضرب, وجادتها أنواء أنواع البديع, فأزهرت بما فاق النبع والغرب, والنسيك والغرب عند من أتقن كلام العرب. (والمؤق) بضم الميم وتفتح وسكون الهمزة, والقاف, وفيه لغات سنوردها في كلام المجد: (طرف العين) بفتح الطاء والراء المهملتين (الذي يلي الأنف) أي: يلاصقه, ويتصل به, والموصول صفة طرف. قال في المصباح: مؤق العين بالهمزة ساكنة, ويجوز التخفيف: مقدمها, والماق لغة فيه, وقيل: المؤق المؤخر, والماق بالألف المقدم. وقال الأزهري: أجمع أهل اللغة أن الموق والماق جزء العين الذي يلي الأنف, وأن الذي يلي الصدغ يقال له اللحاظ, والمأقي لغة فيه, قال ابن القطاع: مأقي العين «فعلي» وقد غلط فيه جماعة من العلماء فقالوا: «مفعل» , وليس كذلك, بل الياء في آخره للإلحاق, ولما كان «فعلى» بكسر اللام نادرًا لا أخت لها ألحق بـ «مفعل» ولذا جمع على مآقٍ على التوهم, وجمع المؤق على أمآق, ومثل قفل وأقفال, ويجوز القلب فيقال آماق. قال المجد: مأق العين, ومؤقها, ومؤقيها, وماقيها, وماقها, ومؤقئها, ومأقيها, وموقها, وأمقها, ومقيتها, بضمهما, كمعقٍ, ومعقٍ, ومعطٍ, وقاضٍ, ومالٍ, وموقع, ومأوي الإبل, وسوق: طرفها مما يلي الأنف, وهو مجرى الدمع من العين, أو مقدمها, أو مؤخرها, والجمع آماق وأماق ومواقٍ ومآقٍ. وقد أنعمت هذه الألفاظ شرحًا في شرح القاموس, وأوضحت ضبط لغاتها العشر, وبينت الخلاف في «مأقى» , هل هو «فعلى» كما هو رأي ابن

السكيت وحققوه, أو «مفعل» كما مال إليه بعض القاصرين. والله أعلم. (واللحاظ) بفتح اللام, ووهم من كسرها كما نبه عليه ابن قتيبة والحريري وغيرهما, وإن جرى عليه في المصباح فهو من بوادر قلمه: (طرفها) أي العين (الذي يلي الصدغ) , الموصول صفة الطرف كالذي قبله. والصدغ: بضم الصاد وسكون الدال المهملتين, وربما أبدلت صاده سينا في لغة كما حكاه في القاموس: ما بين العين والأذن, قاله المجد. وفي المصباح: ما بين لحظ العين إلى أصل الأذن, وقد يطلق الصدغ على الشعر المتدلي على ذلك المكان مجازًا كما في الأساس وغيره, وليس هو فيه حقيقة كما يوهمه كلام المجد. والله أعلم. وقد أطلق في القاموس كالجوهري فقالا: اللحاظ كسحاب: مؤخر العين. وأكثر أئمة اللغة يقول اللحاظ: طرف العين مما يلي الأذن كما قال المصنف. وقد يقال له لحظ بالفتح أيضًا. فأما اللحاظ بالكسر فمصدر لاحظه كقاتل: إذا راعاه, كما في المصباح, ويطلق اللحاظ بالكسر على سمة تحت العين كما في القاموس, والله أعلم. (والعرنين) بكسر العين وسكون الراء المهملتين ونونين بينهما تحتية: (الأنف) بفتح الهمزة وقد تضم وسكون النون, اسم لمجموع المنخرين والحاجز والقصبة وهي ما صلب من الأنف, فعد المنخرين من المزدوج لا ينافي عد الأنف من غير المزدوج كما توهمه الغنيمي في «شرح الشعراوية» كما بينته في شرح القاموس. وإطلاق العرنين على الأنف

مشهور, وإن كان في الأصل هو أعلاه, أو ما صلُب منه, أو غير ذلك. قال المجد: العرنين بالكسر: الأنف كله, أو ما صلب من عظمه. وقال الفيومي: العرنين «فعلين» بكسر الفاء: من كل شيء أوله, ومنه عرين الأنف لأوله, وهو ما تحت مجتمع الحاجبين, وهو موضع الشحم, وهو شم العرانين, وقد يطلق العرنين على الأنف. وعلى كونه أول الأنف اقتصر في الصحاح. والله أعلم. (وهو) أي الأنف: (المعطس) بمهملات كمجلس, وعليه اقتصر الفيومي, وقد تفتح الطاء كمقعد كما في القاموس والصحاح وغيرهما, (والمخطم) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة كمجلس, وقد يعكس فيقال مخطم كمنبر, وفيه لغة ثالثة: خطم بالفتح بغير ميم حكاها المجد وغيره, واقتصر الأكثر على الأولى. (والخرطوم) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وضم الطاء المهملتين وبعد الواو ميم, وكونه الأنف كما قال المصنف عليه اقتصر في المصباح. وقال المجد: الخرطوم كزنبور: الأنف, أو مقدمة, أو ما ضممت عليه الحنكيم: كالخرطم كقنفذ. قلت: الأكثر أن المقصور هو الأول: قصر, لا أنه لغة مستقلة كما نبه عليه أبو حيان وغيره, ولذلك لم يذكره أكثر أرباب التآليف. والله أعلم. (والمارن) بفتح الميم وبعد الألف راء مهملة مكسورة فنون: (ما لان من الأنف) وهو ما دون القصبة كما نبه عليه في المصباح كالصحاح مقتصرًا على ما عقد المصنف, وذكره المجد ثالثًا فقال: المارن: الأنف, أو طرفه, أو ما لان منه.

(والأرنبة) بفتح الهمزة والنون بينهما راء مهملة ساكنة آخره موحدة فهاء تأنيث: (طرف المارن) , وفي الأمهات المشهورة: طرف الأنف, وهو قريب, وقد أنشدني الإمام ابن الشاذلي على العرنين: ولو غير أخوالي أرادوا نفيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما (وأسنان الإنسان): المراد بها ما يكون في الفم, جمع سن بالكسر, وهي عند اللغويين كالضرس وزنًا ومعنىً, وظاهر كلام المصنف أن الأسنان أعم, وفيه كلام أودعناه في شرح نظم الفصيح وغيره. وأسنان مبتدأ وخبره اثنان, كذا رأيناه في جميع النسخ المروية المقررة, والأولى (اثنتان) بزيادة التاء لأن المعدود مؤنث كما نصوا عليه, ولذا جرى المصنف بعد عليه, والخطب فيه سهل. (وثلاثون سنًا) بكسر المهملة. وإذا صغر زادوا فيه هاء التأنيث: (أربع) بدل مفصل من مجمل, أو خبر لمبتدأ محذوف, أي هي ... الخ. أو مبتدأ خبره محذوف. أي: منها (ثنايا) جمع ثنية بفتح المثلثة وكسر النون وشد التحتية بعدها هاء تأنيث, وقد قالوا إن الثنايا من الأسنان مقدمها, ثنتان منها من فوق, وثنتان من أسفل. (وأربع رباعايات) جمع رباعية كثمانية مخففًا, وهي التي بين الثنية والناب كما في الأمهات اللغوية. (وأربع أنياب) جمع ناب, وعينه تحتية, والناب مذكر ما دام له هذا الاسم, وهو الذي يلي الرباعيات. قال ابن سينا ولا يجتمع في حيوان ناب وقرن معًا, قاله في

المصباح. وما قاله من الجزم بتذكيره جزم في القاموس بخلافه فقال: أنه مؤنث, وكلام المصباح عندي أصوب, والله أعلم. (وأربع ضواحك) جمع ضاحك أو ضاحكة, وكلاهما بمعنى السن التي تلي الناب كما في المصباح, وفي القاموس ما يقتضي أن الواحدة ضاحكة بالهاء فقط. قال: الضاحكة: كل سن تبدو عند الضحك, والأربع التي بين الأنياب والأضراس. (واثنتا عشرة) بسكون الشين المعجمة وقد تكسر عند تميم (رحى) مقصورًا, وألفه عن واو في الأفصح فيثنى رحوان, وقد يقال رحيان بالتحتية نادرًا كما نبه عليه المجد وغيره, والأرحاء هي التي يكون بها المضغ: كأنها رحى للطعام الذي يكون في الفم, فهي كالرحى الذي هو الطاحون. وقوله: (ثلاث في كل جانب) بيان للاثنتي عشرة فإن ثلاثًا في أربع هي اثنتا عشرة, أي كل جانب مشتمل على ثلاث, فإن في الفك الأعلى جانبين يمينًا ويسارًا, والفك الأسفل مثله (ثم) جاء بها لبعد هذا النوع في أقصى الفم (أربعة) كأنه جاء بالهاء في العدد لأنه الناجذ مذكر, (نواجذ) بالجيم والذال المعجمة, (وهي) أي النواجذ (أقصاها) أي أبعد الأسنان في الفم إلى جهة الحلق, وهو الذي اقتصر عليه ابن الأثر في النهاية, وصدر به المجد, ثم أطلق أنها الأنياب وما يليها أو الأضراس كلها. والحق ما قاله المصنف كابن الأثير والجماء الكثير. (والناجذ) بفتح النون وبعد الألف جيم مكسورة وآخره ذال معجمة: (ضرس الحلم) بكسر الضاد المعجمة وسكون الراء وبالسين المهملتين, كالسن وزنًا ومعنىً وتأنيثًا كما في الأمهات, وفرقوا في العرف بين

الأسنان والأضراس, فجعلوا الأضراس آلة المضغ التي في الجوانب دون غيرها من الثنايا والرباعيات والأنياب كما هو مقتضى صنيع المصنف, والحلم بكسر الحاء المهملة: العقل, وأصله الأناة, وأضافوا الضرس إليه لأنه يتأخر طلوعه, فلا ينبت إلا بعد أن يكمل الإنسان ويتم عقله. قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: إن الناجذ آخر الأضراس, وإنما يطلع إذا استحكمت شبية الإنسان واشتدت مرته, ولذا يدعوه العامة ضرس الحلم, كأن الحلم يأتي مع طلوعه, ويذهب نزق الصبي. وقد سبق أنهم اشتقوا منه المنجذ لكمال عقله. وفي بعض النسخ: والنواجذ: ضروس الحلم بصيغة الجمع, وكلاهما صحيح كما هو ظاهر. والله أعلم. (والأرحاء) جمع رحى بالقصر. (والنواجذ) جمع ناجذ (هي الأضراس) أي وما عداها ثنايا ورباعيات وأنياب وتقدم أن كلام اللغويين صريح في اتحاد الأضراس والأسنان, وأنه لا فرق بينهما عندهم. والمتعارف هذا التفصيل الذي ذكره المصنف. والله أعلم. (وإذا سقطت) كنصر سقوطًا أصل السقوط هو الوقوع من أعلى إلى أسفل ثم استعملوه بمعنى الذهاب والزوال أي زالت (أسنان الصبي) بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة وشد التحتية أي الولد الصغير, ويأتي الكلام عليه (قيل) في حقه (ثغر) بضم المثلثة وكسر الغين المعجمة مجهولًا من الثلاثي, ونائب فاعله (الصبي) ذكره للبيان, وإلا فلو حذفه وأعاد الضمير على الصبي الأول لكان كافيًا (فهو) أي الصبي (مثغور) على القياس. كأن أحدًا ثغره كمنع, أي: أسقطها لها. (فإذا نبتت) أي: أسنانه (قيل) في حقه (قد اتغر) بشد الفوقية, وأصله افتعل, فأبدلت المثلثة الأولى مثناة, وأدغمت في تاء الافتعال, (واثغر) بشد المثلثة إبقاء لها مع قلب تاء الافتعال مثلثة الأجل الإدغام نظير ادكر واذكر. (بالتاء) المثناة وقدمها لأنها أفصح (والتاء) المثلثة (مع التشديد فيهما) , أي

التاء والثاء لوجود تاء الافتعال ووجوب الادغام فيها على ما عرف في الصرف. وهذا الذي ذكره المصنف هو الذي عليه الأكثر, وبنقله ختم في المصباح الخلاف في ذلك. وهناك أقوال أخر أوردها الفيومي والمجد. وابن سيده وغيرهم, قال ابن فارس: إذا كسر ثغر الصبي قيل ثغر بالبناء للمفعول, وثغرته كمنع: كسرته. وإذا ثبت بعد السقوط قيل: أثغر كأكرم. فإذا ألقى أسنانه قيل: اتغر على افتعل, وبعضهم يقول: إذا نبتت أسنانه قيل اتغر بالتشديد. وقال أبو زيد: ثغر [الصبي] كعني: سقط ثغره, وبنو كلاب لا يقولون للصبي اثغر بالتشديد بل يقولون للبهيمة اثغرت, وأوردنا باقيه في شرح القاموس وغيره. (واللسان) بالكسر الجارحة المعروفة, (يذكر) أي يستعمل مذكرًا وهو الأكثر الأفصح. قال أبو حاتم: التذكير فيه أكثر, وهو في القرآن كله مذكر. (ويؤنث) أي يستعمل مؤنثًا لأنه يكنى به عن الكلمة واللغة, فيراد به الجارحة كما يراد به إذا ذكر العضو, فلو استعمل بمعنى الكلمة أو اللغة وجب التأنيث كما في الصحاح وغيره, (وجمعه) أي اللسان (إذا ذكر: ألسنة) كحمار وأحمرة, (وإذا أنت فالجمع ألسن) كذراع وأذرع. قال في الصحاح: لأن ذلك قياس ما جاء على فعال من المذكر والمؤنث. (وعكدة [اللسان]) بفتح العين والكاف الدال المهملتين آخره هاء تأنيث (أصله) أي أصل اللسان, وما غلظ منه كما زاده بعض. (والصردان) تثنية صرد بضم الصاد وفتح الراء وبالدال المهملات (العرقان المستبطنان) بكسر الطاء المهملة (له) أي اللسان.

(والجيد) بكسر الجيم وسكون التحتية آخره دال مهملة: (العنق) يقال بضم العين المهملة وسكون النون وضمها أيضًا وفتحها, وعنيق كأمير أربع لغات: هي الوصلة بين الرأس والجسد, ومنه امرئ القيس المشهور: وجيد كيجد الرئم ليس بفاحش ... (والوقص) بفتح الواو والقاف وبالصاد المهملة: (قصر العنق). وقد وقص كفرح, فهو أوقص. (والجيد) بفتح الجيم والتحتية وآخره دال مهملة: (طال العنق) وعليه الأكثر وبه صدر المجد. وقيل: رقة العنق مع طول, وقد جيد كفرح فهو أجيد وهي جيداء وجيدانة أيضًا كمنا في القاموس وغيره. وقال الجوهري: الجيد محركة: طول العنق وحسنه؟ (وهو) أي العنق (التليل) بفتح الفوقية وكسر اللام وبعد التحتية الساكنة لام أخرى أيضًا. (والهادي) العنق أيضًا لأنه المتقدم من البدن, وكل متقدم هادٍ, وهوادي الوحش ما تقدم القطيع منها. وأنشدني غير واحد من الشيوخ: قد جاءنا الطرف الذي أهديته ... هاديه بعقد أرضه بسمائه وقال القطامي: إني وإن كان قومي ليس بينهم ... وبين قومك إلا ضربةُ الهادي

(والطلية) بضم الطاء المهملة وسكون اللام وفتح التحتية آخره هاء تأنيث: العنق أيضًا (والجمع طلى) بالضم والقصر, هذا قول الأصمعي وعليه الأكثر. وقال أبو عمرو والفراء: الواحدة طلاة. ومنهم من يقول: الطلي أصول الأعناق كما أشار إليه المجد. والله أعلم. (والأخدعان) تثنية أخدع بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال وبالعين المهملتين: (عرقان في موضع المحجمتين) تثنية محجمة بالكسرة آلة الحجامة وهي القارورة, أي في الموضع الذي توضع عليه القارورة من العنق عند احتجامه. قال في المصباح: الأخدعان عرقان في موضع الحجامة, وهو قريب من كلام المصنف. وقال المجد: الأخدع: عرق في المحجمتين, وهو شعبة من الوريد. والظاهر أن المحجمتين في كلام المجد بفتح الميم: مكان الاحتجام, إذ لا معنى لكون العرق في آلة الحجم كما هو ظاهر, بخلاف كلام المصنف فإنه أضاف «موضع» إلى «المحجمتين» فلا معنى لجعلهما بالفتح بمعنى مكان, والله أعلم. (والوريد) بفتح الواو وكسر الراء المهملة وبعد التحتية الساكنة دال مهملة: (عرق في العنق يتصل بالقلب) إذا قُطع مات صاحبه, وقيل: الودج نفسه, وقيل بجنبه. وقال الفراء: عرق بين الحلقوم والعلباوين, وهو ينبض أبدًا, وهو من الأوردة التي فيها الحياة, ولا يجري فيها دم, بل هي مجاري النفس بالحركات.

(والأوداج): العروق التي يقطعها الذابح من الشاة, واحدها أي الأوداج: (ودج) بفتح الواو والدال المهملة آخره جيم, ويقال فيه وداج ككتاب. قال الفيومي: هو عرق الأخدع الذي يقطعه الذابح فلا يبقى معه حياة, ويقال: في الجسد عرق واحد حيث ما قطع مات صاحبه: وله في كل عضو اسم, فهو في العنق الودج والوريد, وفي الظهر النياط, وهو عرق ممتد فيه, والأبهر: وهو عرق مستبطن القلب, والقلب متصل به. والوتين في البطن, والنسا في الفخذ, والأكحل في اليد, والصافن في الساق. وقال في المجرد: الوريد: عرق كبير يدور في البدن, وذكر معنى ما تقدم, لكنه خالف في بعض. قال: والودجان عرقان غليظان يكتنفان ثغرة النحر يمينًا ويسارًا. وزاد في التهذيب: والوريدان بجنب الودجين, فالودجان من الجداول, والوريدان المنبض والنفس. (واللغاديد): جمع لغدود كعصفور, معجمة الغين مهمل الدالين, ويقال لغديد كقنديل (لحم باطل الحلق مما يلي الأذنين) في القاموس أنه لحمة في الحلق أو كالزوائد في باطن الأذن, أو ما أطاف بأقصى الفم إلى الحلق من اللحم. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: أتزعم يا ضخم اللغاديد أننا ... ونحن أسود الحرب لا نعرف الحربا

(والقصرة) بفتح القاف والصاد والراء المهملتين آخره هاء تأنيث (أصل العنق) وجمعها قصر بحذف الهاء, قال الجوهري: وبها قرأ ابن عباس? ترمي بشرر كالقصر? محركة, ويجمع أيضًا على قصرات, قال: وأبيض مثل الملح بليت حده ... وهبته بالساق والقصرات (والضبع) بفتح الضاد المعجمة وسكون الموحدة وبالعين المهملة (العضد) بفتح الضاد المعجمة وسكون الموحدة وبالعين المهملة (العضد) بفتح العين المهملة وضم الضاد المعجمة وبالدال المهملة, هذه أفصح لغاته, وفيه لغات أوردها المجد فقال: العضد بالفتح والضم وبالكسر, وككتف وندس وعنق: ما بين المرفق إلى الكتف. وتفسير الضبع بالعضد هو الذي اقتصر عليه الجوهري, وغيره, وقلدهم ابن هشام في شرح الكعيبة. قالوا: وجمعه أضباع على غير قياس كفرخ وأفراخ. وقال المجد: الضبع العضد كلها أو وسطها بلحمها, أو الإبط, أو ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاه. وزاد ابن سيده أنه ما تحت الابط. ويقال: الإبط ضبع للمجاورة, وقيل الضبع باطن الساعد. وقد أوردتها تكميلًا لكلامه في شرح القاموس. وخرجت مرة لزيارة بعض الصالحين فقلت: قصدتكم رجال الله أسعى ... فقد هتفت بجودكم الحمام ولم أقصد ذرا فضلٍ سواكم ... ولو نشبت بضبعي الحمام

(والمأبض) بفتح الميم وسكون الهمزة وكسر الموحدة وبالضاد المعجمة: (باطن المرفق) بفتح الميم وسكون الراء المهملة وكسر الفاء وآخره قاف في أفصح لغاته, وفيه لغة كمنبر, وعليهما اقتصر المجد وغيره. وزاد العكبري أنه يقال: مرفق بالفتح فيهما, وهو موصل الذراع في العضد. (وهو) أي: المأبض (باطن الركبة) بضم الراء المهملة وسكون الكاف وفتح الموحدة وهاء التأنيث: موصل ما بين أسافل أطراف الفخذ وأعالي الساق, كما يطلق المأبض على باطن المرفق يطلق على باطن الركبة (أيضًا) لكن في القاموس تقييده بباطن مرفق البعير. واقتصر الجوهري على قوله: المأبض: باطن الركبة من كل شيء. ولم يذكر إطلاقه على باطن المرفق. ففي كلام المصنف تجوز ظاهر. (والنواشر) جمع ناشرة بالشين المعجمة والراء المهملة: (عروق باطن الذراع) بكسر الذال المعجمة, من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطي, وهو أنثى عند سيبويه والفراء وأبي العباس ثعلب, وكذلك خطأ من ذكرها في الفصيح. وقال الأصمعي: لا أعرف التذكير. قلت: نقله الزجاج وغيره. وقالوا: هو لغة لطوائف من عكل, بل نقله قوم عن ثعلب في غير الفصيح, وعن الفراء أيضًا. وقد نقلت ذلك كله واسعًا في شرح نظم الفصيح وبسطته بسطًا, والله أعلم. وقد وافق المصنف الجوهري في كون النواشر عروق باطن الذراع كجماعة, (وكذلك) في المعنى (الرواهش أيضًا) وهو جمع راهش لأنه اسم. وقد نقل الجوهري عن أبي عمرو أن الرواهش عروق

باطن الذراع كما قال المصنف, وهو المختار. (وقيل) أي قال بعض اللغويين (النواشر: عروق ظاهر الذراع, والرواهش: عروق باطنها) أي: الذراع لأنه أنثى. قال المجد: النواشر: عصب الذراع من داخل وخارج, أو عروق وعصب في باطن الذراع, أو العصب في ظاهرها, واحدتها ناشرة. ثم قال: الراهشان: عرقان في باطن الذراعين, والرواهش: عروق ظاهر الكف. وهو خلاف ما سبق عن الصحاح, وما في الصحاح أصح على ما عرف عن أرباب الفن. والله أعلم. (والمعصم) بكسر الميم وسكون العين وفتح الصاد المهملتين: (موضع السوار) وقد يطلق على اليد كما قيل وهو بعيد. ومن شواهد المغني: بدا لي منها معصم حين جمرت أي: رمت الجمار. والزند) بفتح الزاي المعجمة وسكون النون وبالدال المهملة, ووهم من كسر أوله من المتشدقين: (طرف الذراع الذي) صفة لطرف أي: الطرف الذي (انحسر) مطاوع حسر بمهملات كضرب, أي: انكشف (عنه اللحم) , هو كقول الفيومي في المصباح: الزند ما انحسر عنه اللحم من الذراع وهو مذكر. وقال المجد: الزند موصل طرف الذراع في الكف, (فرأس الزند

الذي) صفة لرأس (بلي الخنصر) بالكسر, وهي الأصبع الصغرى (هو الكرسوع) بالضم مهمل الحروف, وبهذا التفسير صدر في القاموس. (ورأسه) أي: الزند (الذي يلي الإبهام) بكسر الهمزة وسكون الموحدة: أكبر الأصابع. (هو الكوع) بالضم وبينهما الرسغ بضم الراء وسكون السين المهملتين وقد تضم السين إتباعًا, وقد تبدل صادًا, أربع لغات, وآخره غين معجمة. وقد أنشدنا شيخنا الإمام ابن المسناوي غير مرة في فنون متنوعة, وشيخنا العلامة ابن الشاذلي عند قراءة هذا الكتاب قول من ضبط ذلك, مع زيادة ما في الرجل, بقوله: فعظم يلي الإبهام كوع ... وما يلي / لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط / وعظم يلي ... إبهام رجل ملقب / ببوع فخذ بالعلم, واحذر من الغلط والبيتان نسبهما غير واحد لأبي الفتح المالكي. وقال الجلال في التوشيح: البوع بالفتح: الباع, وبالضم: جمع بوع. ويقال «لا يعرف كوعه من بوعه» قال الدميري في شرح المنهاج: البوع: عظم الرسغ الذي يلي الإبهام في اليد, والكوع ما يقابله في الرجل. وهنا كلام في القاموس مخالف لكلامهم, فلا يعتد به, وقد بينا أوهامه في شرحه.

و (الراحة) بفتح الراء والحاء المهملتين بينهما ألف وهي عين الكلمة, لأنها مقلوبة عن واو, وجمعها: راحات, وراح أيضًا, وأنشدوا في وصف السحاب القريب من الأرض: دانٍ مسفٍ فويق الأرض, هيدبه ... يكاد يمسكه من قام بالراح (الكف) بالفتح: اليد أو إلى الكوع قاله المجد. وقال الأزهري: الكوع: الراحة مع الأصابع لأنها تكف الأذى عن البدن, ونقله في المصباح, فتوقف بعض المتأخرين ممن شرح الشمائل في أن الأصبع جزء من الكف ساقط لا معنى له كما ها ظاهر, والتأنيث في الكف هو الأكثر الأشهر, وتذكيره غلط أو قليل جدًا. قال ابن الأنباري: زعم من لا يوثق به أن الكف مذكر, ولا يعرف تذكيرها من يوثق بعلمه, وقولهم: كف مخضب على معنى ساعد, ونقله في المصباح, وزدناه إيضاحًا في شرح نظم الفصيح, وأشرنا لتحقيقه في شرح القاموس وغيره. (وفيها الأصابع) جملة حالية من الكف كما هو ظاهر, والأصابع جمع أصبع مثلثة الهمزة والموحدة, تسع لغات, والعاشرة أصبوع بالضم, كما نقل ذلك كله المجد عن كراع. وفي تذكيرها كلام مبسوط في شرح القاموس وشرح نظم الفصيح, والمعروف هو تأنيثها سواء كانت بلفظ الأصبع أو غيره كالخنصر والبنصر وغير ذلك, وقد أوردت لغاتها مجموعة نظمًا مرات في شرح نظم الفصيح. (وهي) أي الأصابع: (الإبهام) وهو أكبرها

كما مر, ولا يجوز حذف الهمزة الأولى منه, ولا يقال فيه «بهم» كما وقع لابن أبي زيد في التيمم من «الرسالة» فإنه غلط. والبهم صغار الغنم كما نبهنا على ذلك في غير ديوان. (ثم السبابة) بفتح السين المهملة والموحدة المشددة وبعد الألف موحدة أخرى, آخره هاء تأنيث, سميت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها عند السب كما أشار إليه في المصباح, كما أنها سميت في الإسلام المسبحة بصيغة اسم الفاعل, لأنها يشار بها عن التسبيح. (ثم الوسطى) بالضم (ثم البنصر) بكسر الموحدة وسكون النون وكسر الصاد وبالراء المهملتين, (ثم الخنصر) بكسر الخاء وسكون النون وكسر الصاد وبالراء المهملتين, وحكى المجد فتح الصاد أيضًا وهو غريب, وأغرب منه زعمه أن الخنصر يقال للوسطى. و(كذلك) أي مثل أسمائها في اليد (أسماؤها في الرجل أيضًا). و(السلاميات) بضم السين وفتح اللام والميم جمع سلامى كحبارى (العظام) جمع عظم, وهو قصب الحيوان الذي عليه اللحم (التي بين كل مفصلين) تثنية مفصل بفتح الميم وكسر الصاد المهملة كمسجد (من مفاصل الأصابع) سواء كانت في اليد أو الرجل كما هو مختار كثيرين, أو أصابع اليد كما هو مختار جماعة. وفي الحديث: «يصبح على كل سلامي من بني آدم

صدقة قال في النهاية: «السلامي جمع سلامية وهي الأنملة من أنامل الأصابع, أو واحدة وجمعه سواء» , ويجمع على سلاميات, وهي التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان, أو السلامى كل عظم مجوف من صغار العظام, المعنى: على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. وقال الخطابي: يريد أن كل عضو ومفصل من بدنه عليه صدقة. وقال النووي: هو بضم السين وتخفيف اللام, وأصله عظام الأصابع وسائر الكف, ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله. وقال المجد: السلامى: عظام صغار طول أصبع وأقل في اليد والرجل, وفي المصباح: السلامى أنثى, قال الخليل: هي عظام الأصابع, وزاد الزجاج على ذلك فقال: وتسمى القصب. وقال قطرب: عروق ظاهر الكف والقدم, وقد زدته إيضاحًا في شرح القاموس وحواشي القسطلاني. وعد قطرب وغيره من أصحاب المثلثات له فيها مع السلام والسلام مما لا معنى له كما أوضحته في غير ديوان. و(الرواجب) جمع راجبة بالجيم والموحدة: (بطون السلاميات وظهورها) فالرواجب تطلق على كل من البطون والظهور. وقال ابن الأثير: إنها ما بين عقد الأصابع من داخل, ووسع المجد فقال: الرواجب مفاصل أصول الأصابع, أو بواطن مفاصلها, أو هي قصب الأصابع أو مفاصلها, أو ظهور السلاميات, أو ما بين البراجم من السلاميات, أو المفاصل التي تلي الأنامل: وقد أشار لبعضها ابن سيده في المحكم والمخصص. و(البراجم) جمع برجمة بضم الموحدة والجيم بينهما راء مهملة ساكنة: (رؤوس السلاميات من ظاهر الكف) وهي, أي: البراجم, (ظهور

مفاصل الأصابع). فالبراجم مستعملة للأمرين, وفي القاموس: البراجم المفاصل الظاهرة أو الباطنة من الأصابع, أو هي بطون الأصابع كلها, أو ظهور القصب من الأصابع, أو رؤوس السلاميات إذا قبضت كفك نشزت وارتفعت. وفي الصحاح: البراجم, مفاصل الأصابع التي بين الأشاجع والرواجب, وهي رؤوس السلاميات من ظهر الكف إذا قبض القابض كفه نشزت وارتفعت. (والكاهل) بكسر الهاء (مقدم) كمعظم أي متقدم أعلى (الظهر مما يلي العنق) , زاد في المصباح: وهو الثلث الأعلى وفيه ست فقرات وقال أبو زيد: الكاهل خاص بالإنسان ولا يستعمل في غيره إلا على طريق الاستعارة, وهو ما بين كتفيه. وقال الأصمعي: هو موصل العنق, وأشار لمثله في المحكم والقاموس وغيرهما. و(هو) أي الكاهل (الكتد) بفتح الكاف والفوقية, وقد تكسر وبالدال المهملة, وعليه مشى بعض اللغويين, والأكثر أنه ما بين الكاهل إلى الظهر, ولذلك اقتصر عليه في الصحاح. وقال في القاموس: الكتد محركة: مجتمع الكتفين من الإنسان والفرس كالكتد, أو هما الكاهل, أو ما بين الكاهل إلى الظهر. وفي المصباح: الكتد بفتح التاء وكسرها, وقال ابن السكيت: مجتمع الكتفين, وبعضهم يقول: ما بين الكاهل إلى الظهر. وقيل: مغرز في الكاهل عند الحارك, والجامع أكتاد. و(الثبج) بفتح المثلثة والموحدة وبالجيم, قضيته أنه الكاهل أيضًا

كالذي قبله, وفي المصباح: الثبج بفتحتين, ما بين الكاهل إلى الظهر, ومثله في الصحاح والقاموس والمحكم وغيرها. (والصلب) بضم الصاد المهملة وسكون اللام وبالموحدة: ابتداؤه (من الكاهل إلى عجب الذنب) , العجب بفتح العين المهملة وسكون الجيم وبالموحدة, والذنب محركة: آخر كل شيء. وعجب الذنب: عظم لطيف في أصل الصلب عند رأس العصعص كحب الخردل, وقيل: هو رأس العصعص. وقال شيخ شيوخنا الخفاجي في العناية: العجب بالفتح والضم, أصل الذنب, وهو أول ما يخلق وآخر ما يبلى كما ورد في الحديث, فزاد في ضبطه الضم. وعبارة بعض الأفاضل: العجب بالباء والميم, قيل: هو مثلث الأول, وظاهر الآثار أنه لأفراد الإنسان فقط, والجمهور على أنه لا يفنى لسر يعلمه الله, واختار المزني أنه يفنى كسائر الجسد. وقد نقلت في حواشي القسطلاني ما يرشد إليه, وذكرته في شرح القاموس أيضًا. وحكاية التثليث فيه غريب, فإن المعروف فيه الفتح وعليه اقتصر أرباب التآليف, نعم ذكروا أن الباء تبدل ميمًا, وحكى المجد في العجم بالميم الفتح والضم, والله أعلم. وقد وافق المصنف المجد في تفسيره الصلب, فقال: الصلب بالضم وبالتحريك عظم من لدن الكاهل إلى العجب كالصالب. وقال الفيومي: الصلب كل ظهر له فقار, وتضم اللام للإتباع, ومثله في الصحاح. وعبارة بعض المحققين: الصلب, عظم ممتد من لدن الكاهل, وهو فقار الظهر الممتدة فيه كالسلسة, وأصل معناه: الشديد, فسمي به الظهر والعظم

المذكور, والله أعلم. وعلم من مجموع كلامي المجد والفيومي أن فيه ثلاث لغات: الضم والتحريك وضم الفاء والعين. و(المطا) بفتح الميم والطاء المهملة والقصر: (الظهر). (هو) أي الظهر, (القرا) بفتح القاف والراد المهملة والقصر كالمطا وزنًا ومعنى, (أيضًا مقصورًا) , الظاهر أنه قيد لما يليه, والأولى رده لهما معًا, أو ضبط الأول لئلا يتوهم أن الأول ممدود, والله أعلم. و(الحيزوم) بفتح الحاء المهملة وسكون التحتية وضم الزاي المعجمة وبعد الواو الساكنة ميم (الصدر) , ويقال فيه الحزيم أيضًا, قاله ابن هشام في شرح الكعبية, وأصله في الصحاح. قال: وهو وسط الصدر, وما يشد عليه الحزام, وأنشد ابن هشام: كأنما أوب يديها إلى ... حيزومها فوق حصى الفدفد نوح ابنة الجون على هالكٍ ... تندبه رافعة المجلد والمجلد كمنبر: قطعة من جلد في يد النائحة تلطم بها وجهها. فالمصنف جعل الحيزوم هو الصدر, والجوهري وابن هشام وغيرهما جعلوه وسط الصدر, والمجد قال: الحيزوم ما استدار بالظهر والبطن, أو ضلع الفؤاد, أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر (وهو) أي الصدر (الكلكل)

بكافين ولامين كجعفر, وعلى تفسيره به اقتصر الجوهري, وبه صدر المجد فقال: الكلكل والكلكال: الصدر, أو ما بين الترقوتين, أو باطن الزور. (والبرك) بفتح الموحدة, وسكون الراء المهملة ويقال له: البركة بالكسر أيضًا كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. (والجوشن) بفتح الجيم والشين المعجمة بينهما واو ساكنة وآخره نون. (والجؤجؤ) بجيمين وهمزتين مضمومًا كهدهد. (والزور) بفتح الزاي المعجمة وسكون الواو وبالراء المهملة (مقدم الصدر) , وفسره الجوهري بأعلى الصدر, وقال المجد: الزور, وسط الصدر, أو ما ارتفع منه إلى الكتفين, أو ملتقى أطراف عظام الصدر حيث اجتمعت. (والترقوتان) تثنية ترقوة بفتح الفوقية ولا يجوز ضمها كما نبه عليه المجد وغيره, وسكون الراء المهملة وضم القاف وفتح الواو مخففة وهاء تأنيث, «فعلوة» ولا نظير لها سوى عرقوة وعنصوة وثندوة وقرنوة. لا سادس لها. والعرقوة: واحدة عراقي الدلو كما سيأتي. والعنصوة: النبت القليل المتفرق. والثندوة: أصل الثدي أو لحمه, والقرنوة: نبت. والترقوتان: (العظمان المشرفان على أعلى الصدر) , وهذا لا ينافي قول المجد والفيومي وغيرهم, الترقوة: العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق كأنه مشرف على

أعلى الصدر كما قال المصنف, والجمع التراقي. قال بعضهم: ولا تكون الترقوة لشيء من الحيوان إلا للإنسان خاصة كما في المصباح وغيره, ومنه: ? إذا بلغت التراقي? ويؤيد ما قلناه قول المصنف. (والهمزة) بفتح الهاء وسكون الزاي المعجمة: الحفرة (التي بينهما) أي الترقوتين (هي الثغرة) بضم المثلثة وسكون الغين المعجمة وبالراء المهملة آخره هاء تأنيث. (والفريصة) بالفاء والراء والصاد المهملتين كسفينة: (لحمة بين الثدي) بفتح المثلثة وسكون الدال المهملة آخره تحتية: العضو المعروف, وقد يكسر أوله, وقد يفتح أوله وثانيه. قال بعضهم: هو خاص بالمرأة. والأشهر أنه عام في الذكور والإناث, وغالب أهل اللغة على تذكيره, والتأنيث جائز فيه (والكتف) بفتح الكاف وكسر الفوقية وتسكن مع الفتح وتكسر, (ترعد) مجهولًا, أي ترتعد وتضطرب, هي أي: اللحمة المفسر بها الفريصة (عند الفزع) متعلق ترعد, والفزع محركة: الخوف كما جزم به أكثر أئمة اللغة. وقال بعضهم: الفزع كرب يلحق من الشيء بغتة, والخوف كرب يلحق مما يتوقع وروده, وقد استعملوه بمعنى المسارعة لدفع العدو ونحوه. وفيه كلام أوردته في شرح القاموس مؤيدًا بكلام المبرد في الكامل وغيره, والله أعلم. وقال المجد: الفريصة اللحمة بين الجنب والكتف. وقال الزمخشري في الأساس: الفريصة لحمة في الجنب ترتعد عند الفزع. يقال: ارتعدت فرائصه وفي مجمع الأمثال ما يوافق كلام المصنف. والله أعلم.

(والشاكلة) بالشين المعجمة: (الخاصرة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد وفتح الراء المهملتين, فهي مثلها وزنًا ومعنى, و (هي) أي الخاصرة (الخصر) بفتح الخاء المعجمة وسكون الصاد المهملة. وهذا مخالف لما أطبقوا عليه من أن الخصر هو وسط الإنسان. زاد المصباح وهو المستدق فوق الوركين. وأما الخاصرة فقالوا: هي الشاكلة كما قال أولًا, وفسروا الشاكلة بأنها الطفطفة بطاءين مهملتين وفاءين, وضبطوها بالفتح والكسر, وفسروها بأنها أطراف الجنب المتصلة بالأضلاع, أو كل لحم مضطرب, أو الرخص الناعم من أول البطن, ولم يجعل أحد الخصر بمعنى الخاصرة, بل هي غيره, كما هو مشهور غني عن البيان. والألفاظ المذكورة بعد الخصر كلها بمعناه, أو تقرب منه, لا بمعنى الخاصرة, والله أعلم. (ومن أسماء الخصر أيضًا) عند بعضهم كالمصنف (الكشح) بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وبالحاء المهملة, فهو مثله وزنًا ومعنى, وقيل هو الخاصرة, وقيل: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف, وقيل ما بين منقطع الأضلاع إلى الورك, وقيل الجنب, وقيل ما بين الخاصرة والجنب, وقيل غير ذلك مما استوعبته في شرح القاموس. (والقرب) قال ابن هشام في شرح الكعبية على وزن القرب ضد البعد, وسمع فيه أيضًا قرب بضمتين, كما سمع في عسر ويسر السكون والضم, ولا نعلم ذلك مسموعًا في ضد البعد, ومن أجاز في نحو قفل قفل بضمتين أجاز ذلك, وفسره بالخاصرة لا الخصر. قال المجد: القرب بالضم وبضمتين: الخاصرة, أو من الشاكلة إلى مراق البطن. وعلى كونه الشاكلة إلى المراق اقتصر في الصحاح (وجمعه) أي القرب (أقراب).

(والإطل) بكسر الهمزة وسكون الطاء المهملة وقد تكسر إتباعًا للفاء كإبل, أطبقوا على تفسيره بالخاصرة كالذي بعده, (وجمعه) أي الإطل (آطال) بالمد. (والأيطل) بفتح الهمزة والطاء المهملة بينهما تحتية ساكنة, والظاهر أنها زائدة فوزنه «فيعل» كصيقل. (وجمعه) أي الأيطل (أياطل) وقد أراد أن يذكر بعض ما اشتمل عليه باطن الإنسان على طريقة الاختصار فقال: (وفي الجوف) بفتح الجيم وسكون الواو وآخره فاء, أصله الخلاء, ثم استعملوه فيما يقبل الشغل والفراغ, فقيل: جوف الدار لداخلها وباطنها, وجوف الإنسان لداخل بطنه وباطنه, والجائفة من الجراحة: الواصلة إلى الجوف. (الفؤاد) بضم الفاء وفتح الهمزة وبعد الألف دال مهملة. قال المجد: والفواد بالفتح والواو غريب. قلت: إن كان مسموعًا فلا غرابة فيه فإن إبدال الهمزة واوا تخفيفًا أمر مشهور متداول, وإن كان غير مسموع كما جزم به الأفزري وغيره. ونقلته واسعًا في شرح القاموس, فلا معنى لذكره, ولا لادعاء غرابته, اللهم إلا أن يكون حاكيه قاس القلب على ما فيه و (هو) أي الفؤاد (القلب) , وقضيته ترادفهما, وعليه اقتصر في المصباح كجماعة من أهل اللغة, والأكثر على التفرقة, والحديث شاهد بها. قال

الأزهري: القلب مضغة في الفؤاد معلقة بالنياط. وبهذا جزم الواحدي وغيره. وقيل: القلب أخص من الفؤاد كما أشار إليه المجد. وقيل: الفؤاد وعاء القلب أو داخله أو غشاؤه, والقلب جثته كما قال عياض وغيره, والله أعلم. وقد سبق أنه يطلق على العقل وغيره من المعاني. (ويسمى) أي القلب (الجنان) بفتح الجيم ونونين بينهما ألف (أيضًا) وقد اتفقوا على إطلاقه عليه. (وفي) نفس (القلب) أمور منها: (سويداؤه) مصغرًا ممدودًا. (وهي) أي السويداء (علقة) بفتح العين المهملة واللام والقاف وآخره هاء تأنيث. (سوداء في وسط القلب) بفتح الواو والسين المهملة, ويجوز سكونهما, وقد بسطنا الكلام في الوسط ومتعلقاته في شرح نظم الفصيح لأنه من مقاصده, وحاصله أن كل موضع يصلح فيه «بين» فالسكون فيه أفصح ويجوز التحريك, كجلست وسط القوم, وما لا يصلح فيه «بين» فالتحريك فيه أفصح, ويجوز السكون, كجلست وسط الدار ونحوه. وقد نظم التزام الفصيح بعض الأفاضل فقال: فرق ما بين قولهم وسط الشي ... ء ووسط تحريكًا أو تسكينًا موضع صالح لـ «بينٍ» فسكن ... ولـ «في» حركن تراه مبينًا

كجلسنا وسط الجماعة إذا هم ... وسط الدار كلهم جالسنا (يقال للرجل) أي الشخص إذ لا يختص بهم: (اجعل ذلك) الأمر المهتم بشأنه (في سويداء قلبك) أي: بالغ في التحفظ على محبته والاعتناء به, ويقال له: سواد القلب وسوداؤه بالمد دون تصغير وأسوده, أربع لغات حكاه المجد والجوهري وغيرهما, أي حبته, وذلك كناية عن داخل القلب. (وخلب القلب) بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام وبالموحدة. (حجابه) الذي يحجبه ويستره عن سواد البطن. قال الجوهري: الخلب بالكسر: الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن. وقال في المغني: الخلب زيادة الكبد, أو حجاب القلب, أو ما بين الكبد والقلب. وقد أورده ثعلب في الفصيح بقوله: خلب الكبد فأشبعناه شرحًا في نظمه. (وكذلك) في المعنى (شغافه) بفتح الشين والغين المعجمتين كسحاب. قال المجد: هو غلاف القلب أو حجابه أو حبته أو سويداؤه أو مولج البلغم. ومثله في المحكم. وقال في الصحاح: والشغاف: غلاف القلب, وهو جلدة دونه كالحجاب. (ومنه قيل: شغف) مجهولًا, (فلان بكذا) كناية عن المحبوب, واستعمال كذا في الكنايات عن المقاصد كثير, وأكثر منه استعمالها كناية عن الأعداد, وتحقيق مباحثها في المغني وغيره, وأودعت تحقيقات من مسائلها في شرح نظم الفصيح, وحاشية الدرة. (أي) حرف تفسير لا اسم فعل كما قاله بعض, ونقله ابن يعيش, ولا حرف عطف كما قاله الكوفيون وتبعهم صاحب المستوفى والمفتاح, (وصل): تفسير لشغف,

ومعناه بلغ, (حبه إلى شغاف قلبه) وقد مر ذلك في الألفاظ الدالة على العلاقات الغرامية. وقال الشاعر: علم الله أن حبك منى ... في سواد الفؤاد وسط الشغاف (وفي) ظاهر (البطن) لأن داخله هو الجوف, وقد أورد ما فيه وبقي عليه ما في ظاهره, وهو خلاف الظهر, وجزم المجد والفيومي بأنه مذكر. وقال في الصحاح وهو مذكر. وحكى أبو حاتم عن أبي عبيدة أن تأنيثه لغة, وحكاه غيره عن الأصمعي أيضًا: (السرة) بضم السين وفتح الراء المشددة المهملتين آخره هاء تأنيث, وهو الموضع الذي يقطع منه السرر. (فأما السرر) بكسر السين وفتحها (فهو الذي تقطعه القابلة) فاعلة من قبلت المرأة الولد كفرح. قبالة بالكسر: إذا تلقته وأخذته عند الولادة, فهي قابلة وقبول وقبيل كما في القاموس وغيره. ويقال لما تقطعه: سر, بالضم أيضًا كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. (والذي يبقى) متصلًا لازقًا (في البطن هو السرة) بالهاء, وجمعها سر كأنها من أسماء الجنس الجمعية, وسرر كغرف, وسرات بالإدغام, لا يحركون العين لأنها كانت مدغمة كما في الصحاح. والسرة لا تقطع, فلذلك لا يجوز عرفت ذلك قبل أن تقطع سرتك بل المسموع قبل أن يقطع سرك أو سررك كما في الأمهات اللغوية, والله أعلم. (والثنة) بضم المثلثة وشد النون المفتوحة وهاء التأنيث: (شعرات تتصل من السرة إلى العانة) بفتح العين المهملة والنون بينهما ألف مبدلة

عن واو كانت متحركة فوجب إبدالها لتحركها وانفتاح ما قبلها كما نبه عليه في المصباح, وفيها اختلاف فقال الأزهري وجماعة: هي منبت الشعر فوق قبل المرأة وذكر الرجل, والشعر النابت عليهما يقال له الإسب والشعرة. وقال ابن فارس في موضع هي الإسب. وقال الجوهري والمجد: هي شعر الركب. وقال ابن السكيت وابن الأعرابي: استعان واستحد, حلق عانته, وعلى هذا فالعانة الشعر النابت, وقوله - عليه السلام? في قصة بني قريظة «من كان له عانة فاقتلوه» ظاهره دليل لهذا القول, وصاحب القول الأول يقول: الأصل من كان له شعر عانة, فحذف للعلم به, وقال في التوشيح: العانة, الشعر الذي حوالي ذكر الرجل وفرج المرأة, وزاد ابن سريج, وحلقه الدبر, فجعل العانة منبت الشعر مطلقًا, والمشهور الأول. قلت: لا يخلو كلامه عن تأمل, قال: والشعر النابت على العانة يسمى شعرة, وفي نسخة: ما بين السرة إلى العانة, وهذه عبارة الصحاح إلا أنها بالواو بدل إلى وهي أوضح. وفي القاموس: الثنة: العانة. أو ما بينهما وبين السرة, والله أعلم. (وهي) أي الثنة (مراق البطن) بفتح الميم والراء المهملة و (بتشديد القاف) جمع لا مفرد له كما قاله الجوهري وغيره. وقيل إنه جمع مرق بفتح الميم والراء, أي موضع الرقة واللين, وقضيته أن المراق هو الشعرات المتصلة ... الخ, على النسخة الأولى, أو ما بين السرة والعانة على النسخة الثانية, وكلاهما غير مرضي ولا معروف ولا منقول عن نقاد عروف, بل الذي في الأمهات اللغوية كالصحاح والمحكم والقاموس والمجمل وغيرها, أن

مراق البطن ما رق منه ولان, والله أعلم. وانظر لو جعل «وهي» راجعًا إلى العانة, هل يصح الكلام لأنها من المراق على ما فيه من البعد. (ومؤخر الإنسان) بضم الميم وفتح الهمزة والخاء المعجمة المشددة آخره راء (أليتاه) تثنية ألية بفتح الهمزة والتحتية بينهما لام ساكنة آخره هاء تأنيث, وهي العجيزة أو ما ركب العجز من شحم أو لحم كما في القاموس. و (هو) أي المؤخر (الكفل) بفتح الكاف والفاء, و (الردف) بكسر الراء وسكون الدال المهملتين وبالفاء, ذكره الجوهري وابن فارس وابن سيدة وغيرهم, وأغفله صاحب القاموس كما نبهت عليه في شرحه. (والبوص) بفتح الموحدة وضمها وبالواو والصاد المهملة: العجيزة, قاله الجوهري وأنشد: عريضة بوصٍ إذا أدبرت ... هضيم الحشا شختة المحتضن وذكره المجد وغيره. (والعجز) بفتح العين المهملة وضم الجيم وبالزاي المعجمة. قال المجد: العجر مثلثة وكندس وكتف: مؤخر الشيء, ويؤنث, وجمعه أعجاز, وقال الجوهري: العجز: مؤخر الشيء, يؤنث ويذكر, وهو للرجل والمرأة جميعًا, والجمع أعجاز. و (العجيزة) كسفينة, قضيته أنها مثل العجز في كل شيء, وهو ظاهر كلام جماعة منهم المجد وغيره. وقال الجوهري:

العجيزة للمرأة خاصة, فلا يقال عجيزة الرجل, قال بعضهم وهو التحقيق. (والرفغان) بالراء المهملة والفاء والغين المعجمة: (باطنا أصل الفخذين) تثنية فخذ بالفاء والخاء والذال المعجمتين, قال في القاموس: الفخذ ككتف: ما بين الساق والورك, مؤنث كالفخذ, ويكسر, (واحدهما) أي: الرفغين (رفغ) بالضم و (رفغ) بالفتح. وقد اختلفت عبارات المحدثين, وأهل الغريب, وأئمة اللغة في معنى الأرفاغ ومدلوله, وكل من ذكر له معنى أجحف بغيره, فرأيت أن أثبت كلامهم على اختلافه تتميمًا للفائدة, فأقول: الرفغ بالفتح في لغة تميم, وبالضم في لغة أهل العالية, هو باطن الفخذين, أو أصولهما مما يلي الجوف, أو ما بين الدبر والذكر, أو مغابن الجسد كله, أو معاطفه, أقوال. قال الزبيد في مختصر العين: الرفغ, باطن الفخذ ووسخ الظفر. وقال ابن فارس في المجمل: الرفغ, أصل الفخذين, وسائر المغابن أرفاغ, وكل موضع اجتمع فيه الوسخ رفغ, وفي الحديث: «كيف لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته». قال الإمام عبد الحق: الرفغ, أصل الفخذين, الفتح لتميم, والضم لأهل العالية, والأرفاغ: أصول المغابن كلها, «ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته». قال الليث: الرفغ وسخ الظفر, كأنه أراد, ووسخ رفغ أحدكم, فاختصر الكلام, وأراد صلى الله عليه وسلم: لا تقلمون أظافركم, ثم تحكون بها أرفاغكم, فيتعلق بها ما في الأرفاع .. وفي الحديث: «إذا التقى

الرفغان فقد وجب الغسل» , والرفغان: أصلا الفخذين كما مر, يريد, إذا التقى ذلك من الرجل والمرأة, ولا يكون ذلك إلا بعد التقاء الختانين. وهذه المادة تدور على اللين والقذر المجتمعين في المغابن, فمن القذر ما تقدم ومنه الرفغ الذي هو ألام الوادي, وشره ترابًا, ومن اللين: رفاغة العيش ورفاغيته, أي رفاهيته, وفي حديث أبي داود: «ثم غسل مرافغه» , قال في المرقاة: هو جمع رفغ, بضم الراء وفتحها وسكون الفاء, وهي مغابن البدن أو مطاويه, وما يجتمع فيه الأوساخ كالإبطين وأصول الفخذين ونحوهما. وعن ابن الأعرابي: المرافغ, أصول الفخذين, لا واحد لها من لفظها. وقال عياض: الرفغان, أصلا الفخذين ومجتمعهما من أسفل البطن, ومنه: «إذا التقى الرفغان وجب الغسل» ويقال: الرفغان في غير هذا الحديث الإبطال, وقيل: أصول المغابن, وأصله ما ينطوي من الجسد, فكلها أرفاغ, وبالجملة, فالمادة كما قالوا تدور بين الوسخ واللين, ويلزمه الانطواء, والله أعلم. (والرضفة) بفتح الراء المهملة والضاد المعجمة وتسكن, والفاء, آخره هاء تأنيث: (العظم المنطبق) أي المشتمل (على رأس الركبة) , ويقال: طبق تطبيقًا فانطبق, إذا جعل له غطاء فتغطى, قال المجد: الرضف, عظام كالأصابع المضمومة تداخل بعضها بعضًا, وهي من الفرس ما بين الكراع والذراع, واحدتها رضفة وتحرك, وأغفلها الجوهري والفيومي وغيرهما.

[ترتيب أزمان الآدمي]

[ترتيب أزمان الآدمي] هذا (باب) يتكلم فيه على ترتيب الآدمي من لدن ولادته إلى انتهاء عمره: (ما دام الولد) محركة, يعم الذكر والأنثى والواحد وغيره? أي مدة دوامة (في بطن أمه, فهو) أي الولد (جنين) لأنه مستتر عن الأبصار, وهذه المادة بجميع تصرفاتها تدل على الستر والخفاء عن الأبصار كما قاله الراغب والزمخشري وغيرهما. (فإذا ولد) مجهولًا, أي: وضع الولد (فهو منفوس) , لأن أمه قد نفسته, فهو مفعول, (وأمه نفساء) , بضم النون وفتح الفاء والسين كناقة عشراء, وليس في العربية وصف على فعلاء غيرهما, ويقال أيضًا نفساء بفتحات, وليس لهم وصف على فعلاء غيره. ويقال نفساء بالفتح كحمراء, والجمع نفاس بالكسر كعشار جمعًا لعشراء, وليس في الكلام فعال جمعًا لفعلاء غيرهما. ونفاس بالضم كغراب بناء نادر, أو ليس في العربية فعال جمعًا لفعلاء غيره. ونفس بضمتين ككتب, وليس في العربية فعل جمعًا لفعلاء غيره, ونفس بالضم, وعندي أن هذا جمع لنفساء كحمراء وحمر, لأن تخريجه على القياس المشهور أولى, ونوافس ولا أعلم له نظيرًا, ويمكن

جعله جمعًا لنافس من نفس كفرح كما قالوا طالق وطالق ونحوه على ما حكاه بعض, وإن كان غريبًا, ونفساوات وهو جمع نفساء كحمراء على ما هو ظاهر. وقد خفي هذا على كثيرين فاقتصروا على الوصف الأول وجمعه, ولم يعرجوا لقصورهم على استيعاب باقي النظائر وجمعه, وما الاستيعاب إلا شأن المتبحر الماهر, وقد نفست المرأة كعني وفرح: نفاسًا بالكسر: إذا ولدت. وفيه كلام أودعناه شرح نظم الفصيح لأنه أولى به. (فإن خرج رأسه) أي الولد (قبل رجليه) بالتثنية (فهو وجيه) بفتح الواو وكسر الجيم. (وإن خرجت رجلاه) أي الوالد (قبل رأسه فهو يتن) بفتح التحتية وسكون الفوقية, قال: فجاءت به يتنا يجر مشيمةً ... تسابق رجلاه هناك الأناملا (وذلك) الخروج على هذه الكيفية (مذموم) , قالوا: وربما مات هو وأمه. (ويسمى) الولد بعد خروجه ووضعه (طفلا) بكسر الطاء المهملة وسكون الفاء, (ورضيعا) بمعنى مرضع اسم مفعول كقولهم عقيد بمعنى معقد. أو هو فعيل بمعنى فاعل من رضع الصبي أمه كسمع وضرب. (فإذا ارتفع) أي زاد وعلا في السن (شيئًا) أي قليلًا (وأكل) الطعام ولو لم يكتف به. وفي القاموس: الصبي إذا انتفخ لحمه وأكل, (فهو جفر) بفتح الجيم وسكون الفاء (والأنثى جفرة) بالهاء الدالة على التأنيث. (فإذا فطم) بالبناء للمفعول, أي فطمته أمه كضرب, أي فصلته عن الرضاع (فهو فطيم) أي مفطوم مفصول عن الرضاع (فإذا قوي) بفتح القاف وكسر الواو كرضي, أي ظهر فيه القوة, وزال ضعف الرضاع (وخدم) بفتح

الخاء المعجمة والدال المهملة كنصر أي تأهل لخدمة أهله والقيام ببعض مصالحهم, (فهو حزور) بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة والواو المشددة وآخره راء مهملة وزان عملس, وعليه اقتصر في القاموس. وفي الصحاح أنه يقال مخففًا أيضًا بتسكين الزاي وتخفيف الواو, قال: وهو الغلام إذا اشتد وقوي. وقال يعقوب: هو الذي قد كاد يدرك ولم يفعل. وحكاهما الزمخشري في الأساس فقال: غلام حزور وحزور بلغ القوة, قال الفرزدق: سيوف بها كانت حنيفة تبتني ... مكارم أيامٍ أشبن الحزورا وغلمان حزاور وحزاورة. (فإذا ارتفع فوق ذلك فهو يافع) بالتحتية والفاء والعين المهملة, اسم فاعل من يفع الغلام كمنع: إذا راهق العشرين, والأفصح في الفعل أيفع رباعيًا, إلا أنه لم يسمع منع موفع, بل اقتصروا على بناء الوصف من الثلاثي اكتفاء به, وهو عندهم من النوادر كما أنعمته شرحًا في شرح القاموس وغيره, ويقال فيه يفعة محركة أيضًا. قال في ديوان الأدب: غلام يفعة: أشرف على البلوغ, وكذا جمعه. وزاد المجد أنه لا يثنى أيضًا, والله أعلم. (فإذا قارب الاحتلام) , أي البلوغ, لأنه لا يدرى إلا به غالبًا فجعلوه كناية عنه, أي أشرف عليه ولم يحتلم بعد (فهو مراهق) بكسر الهاء. (فإذا بلغ الحلم) بالضم وبضمتين, أي أدرك وبلغ مبالغ الرجال (فهو محتلم) , اسم فاعل من احتلم, إذا رأى مفضيًا بخروج المني. (فإذا بقل وجهه) بفتح الموحدة والقاف, أي نبت فيه العذار, يقال: بقل وجه الغلام كنصر,

وأبقل رباعيًا: إذا خرج شعره (فهو طار) بفتح الطاء وشد الراء المهملتين بينهما ألف, (ويقال: طر وجهه وطر شاربه) أي نبت شعر وجهه, يطر ويطر, وغلام طار وطرير كما طر شاربه, قاله المجد وغيره, وأطبق عليه أئمة هذا الشأن, لكن قال أبو حيان التوحيدي في تذكرته سمعت السيرافي يقول: إياك أن تقول: طر شاربه, فإن طر معناه قطع, فأما طر وبر الناقة: إذا بدا صغاره فبمعنى نبت. قلت: وهذا التفصيل غير معروف بين أئمة هذا الشأن, والله أعلم. والشارب: ما سال على الفم من الشعر, وما طال من ناحية السبلة, أو السبلة كلها شارب: قال أبو علي: الشراب لا يكاد يثني. (فإذا جاوز وقت النكاح) أي الزواج, وأصله المداخلة, وقد وسعت فيه في شرح القاموس وغيره من مصنفات الحديث والفقه (ولم يتزوج فهو عانس) بالعين والسين المهملتين بينهما نون, اسم فاعل من عنست الجارية كسمع ونصر وضرب, عنوسًا وعناسًا: طال مكثها في أهلها بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار, ولم تتزوج قط, كأعنست وعنست قاله المجد وغيره. وظاهر كلامهم اختصاص التعنيس بالإناث, وشهر بعض استعماله في الذكور أيضًا, وعليه جرى المصنف. (فإذا اجتمع وتم) أي كمل (فهل كهل) بفتح الكاف وسكون الهاء, قال في المصباح: الكهل من جاوز الثلاثين ووخطه الشيب, وقيل: من بلغ الأربعين. وعلى الأول اقتصر في الصحاح, وقال في القاموس: الكهل من وخطه الشيب, أو من جاوز الثلاثين, أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين.

(فإن رأى) أي أبصر (البياض) في شعره (فهو أشيب) , صفة من شاب يشيب فهو أشيب على غير قياس, والقياس شائب كما نبه عليه الزوزني وغيره. والشيب: بياض الشعر, وقد يطلق على الشعر الأبيض نفسه. (وأشمط) بالشين المعجمة والطاء المهملة, قضيته أنه كالأشيب وزنًا ومعنىً. وقول المجد: الشمط محركة: بياض الرأس يخالط سواده, صريح في أنه شيب الرأس خاصة. وفي المغرب عن الليث أن الشمط شيب اللحية, وقد شمط كفرح فهو أشمط. (فإذا استبانت) أي ظهرت (فيه السن) بالكسر, المراد به العمر, وهي مؤنثة أيضًا لأنها بمعنى المدة, وكأنهم أخذوها من السن التي هي إحدى الأسنان التي في الفم لأنها تدل على الكبر فأطلق عليها, (فهو) بعد استبانة السن وظهورها (شيخ) بفتح الشين وبالخاء المعجمتين بينهما تحتية, وفسره الفيومي بأنه فوق الكهل. وقال المجد: الشيخ والشيخون: من استبانت فيه السن, أو من خمسين, أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره أو إلى الثمانين وله جموع نظمها الشيخ ابن مالك في قوله: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..................... ... ........................

(فإذا ارتفع عن ذلك فهو مسن) اسم فاعل من أسن إذا كبرت سنه, (فإذا ارتفع عن ذلك فهو قحم) بفتح القاف وسكون الحاء المهملة. وقد فسره المجد وغيره بأنه الكبير المسن جدًا, وقالت أخت طرفة ترثيه: عددت له ستًا وعشرين حجةً ... فلما توفاها استوى سيدا ضخما فجعنا به لما رجونا إيابه ... على خير حالٍ لا وليدًا ولا قحما ويقال له: «القحوم» أيضًا, والمرأة قحمة, والاسم القحامة والقحومة, مصادر بغير فعل كما نبه عليه في القاموس, (فإذا قارب الخطو) بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة: المشي, مصدر خطا كرمى (فهو دالف) اسم فاعل من دلف بفتح الدال المهملة واللام. قال المجد: دلف الشيخ يدلف دلفًا, ويحرك, ودليفًا, ودلفانًا: مشى مشي المقيد وفوق الدبيب. وقال الجوهري: الدليف: المشي الرويد, يقال: دلف الشيخ إذا مشى, وقارب الخطو. (فإذا زاد على ذلك فهو هرم) بفتح الهاء وكسر الراء المهملة, وقد هرم كفرح, والهرم بالتحريك: أقصى الكبر كما في القاموس وغيره. (وهم) بكسر الهاء وشد الميم وقد يقال له همة بهاء التأنيث أيضًا كما قاله المجد وغيره, وفسرهما بالشيخ الفاني. (فإذا ذهب عقله) ولم يبق له تمييز تام (من الكبر) بكسر الكاف وفتح الموحدة, مصدر كبر في السن كفرح, فأما كبر: إذا عظم فهو ككرم, وكثير من المتشدقين لا يفرقون بينهما, فيقولون كبر بالضم في كليهما وهو غلط عجيب. (فهو) أي الذاهب العقل من الكبر (خرف) بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء المهملة, وقد خرف كفرح ونصر وكرم, فهو

خرف ككتف, أي: فسد عقله كما قاله المجد وغيره, واقتصر الجمهور على خرف كفرح فقط. (وقال بعضهم) , أي بعض اللغويين في ترتيب حالات الإنسان: (الولد ما دام في بطن أمه فهو جنين, وإذا ولدته سمي صبيًا) بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة, وله جموع عشرة نظمتها في قولي: أصبيةً ثم أصب ثم صبيان ... وصبية صبية أيضًا وصبيان وصبوة ثم صبوان وصبوان ... وصبيان حكاها من له شان (فإذا فطم) مبنيًا للمفعول أي فطمه أهل من الرضاع (سمي غلامًا) بضم الغين المعجمة, وقضيته أنه يقال له صبي ما دام رضيعًا, ومثله قول المجد: الصبي من لم ينفطم بعد. وقول صاحب الخلاصة: الصبي من لدن يولد إلى أن ينفطم, وعليه فلا يقال له بعد الفطام صبي بل غلام, ولا يطلق عليه زمن الرضاع غلام بل صبي, لكن قال في الصحاح: الصبي: الغلام, فجعلهما مترادفين, ويقرب من قول الفيومي: الصبي: الصغير. وكلام الجوهري عندي أصوب, لأن الاستعمالات صريحة في أن الصبي هو من لم يبلغ, وفي الأحاديث ما يدل عليه من اللعب مع الصبيان. وتصابى: تشبه بالصبيان ونحوه مما يطول. وأما من لم يفطم بعد فإنه لا يحدث عنه بلعب ولا غيره, ولا له أخلاق يتخلق بها, وقد بسطت الكلام في ذلك في شرح نظم الفصيح وغيره.

ثم لا يزال المولود غلامًا (إلى سبع سنين) بتقديم السين على الموحدة, والسنون: جمع سنة وهي الحول, وهل ترادف العام؟ في ذلك تفصيل حكاه ابن الجواليقي فقال: عوام الناس لا يفرقون بين العام والسنة, ويجعلونهما بمعنى, وهو غلط, والصواب ما أخبرنا به عن ثعلب أنه قال: السنة من أي يوم عددته إلى مثله, والعام لا يكون إلا شتاء وصيفًا, وقد أوردت كلامهم في شرح القاموس وغيره مبسوطًا. (ثم يصير يافعًا إلى عشر حجج) بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم, جمع حجة بالكسر, وهي السنة. (ثم يصير حزورًا) وقد سبق أنه يخفف ويثقل (إلى خمس عشرة سنة) بفتح الجزءين من العدد للتركيب, ومجموعهما في محل جر, ومن لا معرفة له يكر السين من خمس إعمالًا لحرف الجر الذي هو «إلى» ويتحير في عشرة, وذلك من كمال الجهل باللسان. والشين ساكنة عند الأكثر وتميم تكسرها. (ثم يصير قمدا) بضم القاف والميم وشد الدال المهملة كعتل وقد يخفف, فسره الجوهري وغيره بأنه القوي الشديد. وقال المجد: رجل قمد مخففة, وقمد كمعتل, وقماد كغراب, وقمدود وقمادي وقمدان وقمداني: شديد أو غليط. وكأنهم أرادوا في هذا التفصيل القوة. ولا يزال قمدًا (إلى خمس وعشرين سنة ثم يصير عنطنطًا) بفتح العين والنون وسكون الطاء المهملتين وفتح النون ثم طاء أخرى استعملوه بمعنى الطويل. ويقال لأول الشباب عنطيان, ولعل المراد الثاني. والله أعلم. ولا يزال عنطنطا (إلى ثلاثين سنة, ثم يصير صملًا) بضم الصاد المهملة والميم وشد اللام, وقد فسروه بالشديد الخلق كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. ولا يزال صملًا (إلى أربعين سنة, ثم يصير كهلًا إلى خمسين سنة, ثم يصير

شيخًا إلى ثمانين, ثم يصير بعد ذلك همًا). وقد سبق تفصيلها آنفًا وشرحها. ونظم العلامة البدر الدماميني هذه الصفات المذكورة على هذا الترتيب الذي نقله المصنف عن بعضهم. فقال: أصخ لصفات الآدمي وضبطها ... لتلفظ درا تقتنيه بديعا جنين إذا ما كان في بطن أمه ... ومن بعد يدعى بالصبي رضيعا فإن فطموه فالغلام لسبعةٍ ... كذا يافعًا للعشر قله مطيعا إلى خمس عشرٍ بالحزور سمه ... لتحسن فيما تنتجيه صنيعا قمد إلى خمسٍ وعشرين حجةً ... بذاك دعاه الفاضلون جميعا ومن بعد يدعى بالعنطنط لانتها ... ثلاثين, فاحفظ لا تعد مضيعا صمل لحد الأربعين وبعده ... فكهل إلى الخمسين فادع سميعا وشيخًا إلى حد الثمانين فادعه ... بها, ثم هما للممات سريعا وأورده في شرح المغني وسلمه, وادعى أنه وقف عليه في زمن الشبيبة, فنظمه تقريبًا للضبط. وقد وقفت على ترتيب آخر لبعض اللغويين قال فيه: أحوال الإنسان من ابتداء تكوينه: يكون نطفةً, ثم علقة, ثم مضغةً, ثم عظما, ثم لحما, ثم جنينًا, ثم وليدًا, ثم رضيعا, ثم فطيما, ثم يافعًا, ثم ناشئًا, ثم مترعرعًا, ثم باقلًا, ثم مسبطرًا, ثم مطرخمًا, ثم مخططًا, ثم صملا, ثم ملتحيا, ثم مستويا, ثم صعلًا, ثم مجتمعًا. والشاب يجمع ذلك كله, ثم ملهوزا ثم

كهلا ثم أشمط, ثم شيخا, ثم أشيب, ثم حوقلا, ثم صفلا, ثم هما, ثم هرما, ثم محتضرا, ثم ميتا. وقد نقله الإمام ابن البخاري في شرح الأربعين حديثًا في السابقين في الإسلام. قلت: المسبطر بالمهملات والموحدة وزان مشمعل, ومثله في الوزن المطرخم بالطاء والراء المهملتين والخاء المعجمة. والمخطط: كمعظم كأن الشعر خط في وجهه والصعل بفتح الصاد وسكون العين المهملتين. والمهلوز بالزاي المعجمة: اسم مفعول. والصفل: بكسر الصاد المهملة والفاء وشد اللام. وباقي الألفاظ واضح الضبط. وقال محمد بن حبيب: زمن الغلومية سبع عشرة سنة منذ يولد إلى أن يستكملها, ثم زمن الشبابية من زمن سبع عشرة سنة إلى أن يستكملها إحدى وخمسين سنة, ثم هو شيخ إلى أن يموت. فطوى تلك المراحل كلها وأراحنا من هذه الألفاظ الغربية. وقيل: الشاب: البالغ إلى أن يكمل ثلاثين, وقيل ابن ست عشرة سنة إلى اثنتين وثلاثين, ثم هو كهل كما قاله ابن حبيب أيضًا.

فصل في ترتيب أزمان الإناث

فصل في ترتيب أزمان الإناث (وأما المرأة ما دامت صغيرةً فهي جارية) اسم فاعل من جرى, لأنها لا تزال تجري بين يدي والديها وأهلها, ثم تنوسي فيها معنى الوصف وقالوا لكل فتية شابة: جارية, وتوسعوا في ذلك حتى استعملوا الجارية في الأمة, لأن الجري شأنها في خدمة مواليها وإن كانت عجوزًا كما نبهوا عليه, (فإذا كعب ثديها) أي: نتأ وظهر, ويقال كعب كنصر وضرب, وكعب بالتشديد تكعيبًا, وفسره المصنف بقوله: (أي استدار) أي ظهر مستديرًا (في صدرها, فهي كاعب) اسم فاعل من كعب. ومكعب كمحدث من كعب مشددًا, ويقال لها كعاب كسحاب كما ذكرها المجد وغيره. وزاد صاحب «كنز اللغة» أنه يقال لها كاعابة بالهاء أيضًا وهو غريب, والكعوب خاص بالنساء. (فإذا ارتفع ثديها) فوق الكعوب (فهي ناهد) , اسم فاعل من نهدت المرأة كنصر ومنع: إذا ارتفع ثديها, ويقال ناهدة بالهاء أيضًا كما في القاموس والمصباح وغيرهما. ويقال أنهدت فهي منهد كمحسن. ونهد الثدي أيضًا, وقضية كلام المصنف أن النهو مرتبة بعد الكعوب, والذي في دواوين اللغة هو اتحاد معناهما, وأنه لا فرق بين نهد وكعب, ولا فرق بين الناهد والكاعب, والله

أعلم. (فإذا قاربت الحيض) أي: ولم تحض (فهي معصر) اسم فاعل من أعصرت المرأة: إذا بلغت شبابها وأدركت, وقد يقال أعصرت إذا حاضت كما أشار إليه المجد, واقتصر عليه ابن السيد في الفرق وأوردت, كلامه في شرح القاموس. (فإذا بلغت العشرين ولم تتزوج فهي عانس) اسم فاعل من عنست الجارية كنصر وسمع وضرب: إذا طال مكثلها في أهلها بعد إدراكها, وقد سبق الكلام فيه, وأن كثيرًا من اللغويين يخصه بالنساء, وشهر غير واحد من المحققين اشتراكه والله أعلم. (وما دامت المرأة بكرًا) بكسر الموحدة وسكون الكاف (لم تتزوج) كالتفسير لبكر, وبعضهم يخص البكر بالعذراء, والجمهور على أنها التي لم تتزوج وإن كانت غير عذراء كما إذا زالت عذرتها بوثبة أو عود أو نحو ذلك, ولذلك قال فقهاؤنا: إذا اشترط بكرًا لا رجوع له بوجوها ذاهبة العذرة, بخلاف ما إذا اشترط عذراء فله الخيار, (فهي عاتق) بعد العين المهملة وبعد الألف فوقية مكسورة فقاف, قالوا: إن العاتق هي الجارية التي آن لها التزوج, شبهت بالفرخ العاتق, أي الذي قد نبت ريشه, أو هي التي تقيم في بيت أبيها [بعد] بلوغها, من عتق الشيء: قدم, والجمع عواتق وعتق, وقد فسر الحديث بهما كما في النهاية وغيره. (فإّا تزوجت فهي ثيب) بفتح المثلثة وكسر التحتية المشددة والموحدة, وكونها ثيبًا عند التزوج قول بعض اللغويين, والمشهور أنها ثيب إذا فارقت

زوجها كما قالوه في حديث «الثيب تعرب عن نفسها» وأشاروا له في قوله تعالى: {ثيباتٍ وأبكارا} والله أعلم. (فإذا بلغت الثلاثين) سنة (أو فوقها فهي شهلة) بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء, وفي الصحاح أن الشهلة هي النصف العاقلة, وقال المجد: هي العجوز والنصف العاقلة. (فإذا جاوزت الأربعين فهو عوان) بفتح العين المهملة والواو (ونصف) بفتح النون والصاد المهملة. قال المجد: النصف محركة: المرأة بين الحدثة والمسنة, أو التي بلغت خمسًا وأربعين أو خمسين سنة ونحوها, واقتصر الجوهري على التفسير الأول, وصرح في المصباح أن العوان والنصف مترادفان كما قال المصنف. وفي القاموس: العوان من النساء: التي كان لها زوج, وهذا أعم من النصف, لكن الأكثر على ما قال المصنف والفيومي, والله أعلم. (فإذا عجزت) بفتح العين والجيم المشددة تعجيزًا, كذا رويناه في هذا الكتاب, ويقال عجزت مخففًا أيضًا, كنصر وكرم, أي صارت عجوزًا, ولا يقال عجوزة بالهاء إلا في لغة رديئة لا التفات إليها (وفيها بقية من شباب فهي حيزبون) بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة بينهما تحتية ساكنة وبعد الموحدة المضمومة واو ساكنة فنون زائدة, لأن وزنها فيعلون, وقد قال بعض اللغويين: الجيزبون: العجوز القليلة الخير, أو التي لا خير عندها, وفسربها الجوهري بالعجوز مطلقًا.

(باب في الحلي)

(باب في الحلي) هذا (باب في الحلي) , بكسر الحاء المهملة على القياس, والضم لغة مشهورة, جمع حلية بالكسر, ولا نظير له إلا لحية بالكسر, قالوا في جمعه لحى بالكسر والضم أيضًا. والحلية: الخلقة والصورة, وحلاة: وصفة وذكر حليته, تحلية: (إذا كان الرجل عظيم الجبهة) أي كبيرها واسعها بحيث تمتاز تمييزًا ظاهرًا (فهي أجبه) والمرأة جبهاء, وقد جبه كفرح جبها محركة. وقيل: الأجبة: الحسن الجبهة, وقيل: الناتئها, أي البارزها. (فإذا كان شعر رأسه سائلًا في وجهه) بحيث لا يتجاوز منابته المعتادة (حتى تضيق به) - أي بالشعر (الجبهة) والقفا, أي ينبت فيهما فيضيقهما, (فهو أغم) بالغين المعجمة, وربما قالوا: أغم القفا وأغم الوجه, وربما جمعوا بينهما. وأنشدني غير واحد من الشيوخ مرارًا قول الشاعر: أقلي عليك اللوم وارعي لمن رعى ... ولا تجزعي من أن أصاب فأجزعا ولا تنكحي إن فرق الله بيننا ... أغم القفا والوجه ليس بأنزعا

ضروبًا بلحييه على زور صدره ... إذا القوم هشوا للفعال تقنعا والمرأة غماء, وقد غمم كفرح غمما محركة: أي سال شعر رأسه حتى ضاقت جبهته وقفاه. (فإذا كان شعر رأسه كثيرًا) , ولم يتجاوز منابته المعتادة (فهو أفرع والمرأة فرعاء) وقد فرع بفتح الفاء وكسر الراء وبالعين المهملتين فرعًا محركة, وكأنه ذكر وصف الأنثى هنا, وإن كان الأغلب عليه تركها لأن المذكر بالحمل عليها, إذ لا يقال أفرع إلا إذا كثر شعر رأسه خاصة دون غيره من شعره. قال الجوهري: الفرع بالتحريك مصدر الأفرع, وهو التام الشعر. وقال ابن دريد: امرأة فرعاء: كثيرة الشعر. قال: ولا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية أو الجمة, وإنما يقال: رجل أفرع لضد الأصلع, وربما يشعر به إتيان المصنف بالأصلع بعده. والله أعلم. (فإذا انكشف رأسه من الشعر) قضيته انكشاف الرأس كله, والمشهور في الصلع أنه انحسار الشعر عن مقدم الرأس فقط كما في الأمهات اللغوية, وسببه نقصان مادة الشعر في تلك البقعة وقصورها عنها كما بينه المجد وغيره, (فهو أصلع) , والمرأة صلعاء وقد صلع بفتح الصاد وكسر اللام وبالعين المهملتين صلعًا محركة. (فإذا انحسر) بالمهملات أي انكشف (الشعر عن جانبي) أي ناحيتي (ناصيته) بكسر الصاد المهملة, هي قصاص الشعر, ويقال لها ناصاة,

ويطلقون الناصية على مقدم الرأس كثيرًا (يمينًا وشمالًا) بيان للجانبين أي انحسر عن اليمين وعن الشمال (فهو أنزاع, وقد نزع كفرح بفتح النون وكسر الزاي المعجمة وبالعين المهملة نزعًا, والمرأة يقال لها زعراء, وقد زعرت بالزي والعين والراء المهملتين, ولا تقل نزعاء كما نبهوا عليه, ولا ينافي كلام المصنف قولهم: النزع: انحسار الشعر من جانبي الجبهة, لأن أعلى الجبهة هو الناصبة, والله أعلم. (فإذا زاد) الانحسار (قليلًا فهو أجلح) بالجيم والحاء المهملة بينهما لام, والمرأة جلحاء, وقد جلح كفرح. قال ابن القطاع: الجلح فوق النزع, وأولها النزع, ثم الجلح, ثم الصلع. وذكر مثله أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة. ويقال أجلح الجبين أي حسنه, وقد تبدل الحاء هاء فيقال أجله, وقد يقال أجلى معتلًا أيضًا. (فإذا كان طويل الحاجبين دقيقهما) بدال وقافين (فهو أزج) والمرأة زجاء وقد زج زججًا محركة, واشترط الزمخشري في الأساس الاستقواس والامتداد في الزجج. وتابعه شراح التلخيص, وصوبه صاحب «تحفة العروس» وبسطه, ونقلت خلاصة ما قالوا في شرح شواهد التلخيص وغيره. (فإذا كان متصل الحاجبين) بحيث لم يكن بينهما بياض أصلًا, بل نبت

الشعر بينهما أيضًا (فهو أقرن) والمرأة قرناء وقد قرن بفتح القاف وكسر الراء المهملة قرنًا محركة, فلو أسندت القرن إلى الحواجب قلت: مقرون الحواجب لا أقرنها عند الفصحاء, قال ثابت في كتاب خلق الإنسان: رجل أقرن, وامرأة قرناء, فإذا نُسب للحاجبين قالوا: مقرون الحاجبين ولا يقال: أقرن الحجبين. قلت: وكلامهم ربما يومئ إليه وإن لم يصرحوا به, فإنهم يقولون: الأقرن هو المقرون الحاجبين كما في الصحاح والقاموس وغيرهما, وقد نقل كلام ثابت غير واحد وسلموه, واقتصر عليه الخفاجي في شرح الشفا وغيره من كتبه. (فإذا انقطعا) أي: الحاجبان (فكان ما) أي الموضع الذي (بينهما نقيًا من الشعر فهو أبلج) بالموحدة والجيم, وقد بلج كفرح بلجا محركة: إذا لم يكن مقرونًا كما في الصحاح وغيره. (فإذا كان عظيم العينين) أي كبيرهما (فهو أعين) والمرأة عيناء, ومنه {وحور عين} , وقد عين كفرح عينًا محركة: عظم سواد عينيه في سعة كما في القاموس وغيره. (فإن كان في عينيه نتو) بضم النون والفوقية وشد الواو أي علو وارتفاع (وظهور) كعطف التفسير (قيل: رجل جاحظ العينين, والمرأة جاحظة) بالهاء, وقد جحظت العين بفتح الجيم والحاء والظاء المشالة كمنع: خرجت مقلتها أو عظمت وبه سمي «الجاحظ» المشهور عالم المعتزلة وشيخ العربية, قالوا: لم ير من زمن المعيدي إلى زمنه أقبح منه, ولذا قال فيه القائل كما أنشدنيه شيخنا ابن الشاذلي:

لو يسمخ الخنزير مسخًا ثانيًا ... ما كان إلا دون قبح الجاحظ رجل ينوب عن الجحيم بوجهه ... وهو القذى في عين كل ملاحظ (فإن كان واسع العينين حسنهما فهو أنجل) بالنون والجيم (والمرأة نجلاء) وقد نجل كفرح نجلًا محركة. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: مثلت عينك في حشاي جراحةً ... فتشابها, كلتاهما نجلاء (فإذا كان شديد سواد الحدقة فهو أدعج) والمرأة دعجاء, وقد دعجت دعجًا محركة, ودعجة بالضم, وزعم بعض أن الدعجة زرقة في بياض لقول الشاعر: يا رب إن العيون السود قد فتكت ... فينا, وصالت بأسيافٍ من الدعج قال: لأن السيوف زرق, وهو غلط واضح, لأن التشبيه في الفتك لا اللون, على المعروف في السيوف أنها البيض, والزرق السهام كقول امرئ القيس: ومسنونةٌ زرقٌ كأنياب أغوال

وقد زدته إيضاحًا في شرح القاموس وغيره. (فإن كان سوادهما) - أي العينين, مراعاة لما تقدم, وفي نسخة سوادها - أي الحدقة (خفيفًا) ليس ببالغ (لإهو أشهل) بالشين المعجمة والهاء, والمرأة شهلاء. قال المجد: الشهل محركة, والشهلة بالضم: أقل منا لزرقة في الحدقة وأحسن منها, أو أن تشرب الحدقة حمرة وليست خطوطًا كالشكلة, ولكنها قلة سواد الحدقة, حتى كأنه يضرب إلى الحمرة, شهل كفرح, واشهل اشهلالًا, والنعت أشهل وشهلاء. (فإذا كان سواد عينيه مائلًا إلى جهة أنفه فهو أقبل) بالقاف والموحدة, وهي قبلاء, وقد قبل كفرح قبلًا محركة, وذكر المجد فيها أقوالًا فقال: القبل محركة في العين: إقبال السواد على الأنف, أو مثل الحول أو أحسن منه, أو إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى, أو إقبالهما على عرض الأنف أو على المحجر أو على الحاجب, أو إقبال نظر كل من العينين على صاحبتها. وقد قبلت كفرح ونصر, واقبلت واقبلالًا, واقبالت اقبيلالًا. (فإذا كان صغير حجم العينين ضعيف البصر) أي الإبصار, أي لا يبصر إلا قليلًا (فهو أخفش) بالخاء والشين المعجمتين بينهما فاء, وقد خفش كفرح, واشترط المجد أن يكون ذلك خلقة, وقيل: هو فساد في الجفون بغير وجع, وقد يطلق الأخفش على الذي لا يبصر نهارًا, وعلى الذي يبصر أيام الغيم دون الصحو. (فإذا كان في أنفه ارتفاع واستواء فهو أشم) بالشين المعجمة, والمرأة

شماء, وقد شمم كفرح شممًا محركة. (فإن ارتفع وسط أنفه) محركة, ويجوز الفتح على ما أسلفنا (عن طرفيه) تثنية طرف محركة (فهو أقنى, والمرأة قنواء) , وقد قني كرضي, قنى, محركة مقصورًا: إذا ارتفع أعلى أنفه واحدودب وسطه كما في القاموس وغيره. (فإن صغرت أرنبته) بفتح الصاد المهملة وضم الغين المعجمة, أي كانت صغيرة (وقصر) بفتح القاف وضم الصاد المهملة (أنفه فهو أذلف بالذال المعجمة (والمرأة ذلفاء) وقد ذلف كفرح ذلفًا. قال المجد: الذلف محركة: صغر الأنف واستواء الأرنبة, أو صغره في رقه, أو غلظ واستواء في طرفه. (وإن قصر أنفه ومالت أرنبته فهو أخنس) بالخاء المعجمة والسين المهملة بينهما نون, (والمرأة خنساء) وقد خنس كفرح, وفي المصباح خنس الأنف كفرح: انخفضت أرنبته. وقال المجد: الخنس محركة: تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة. (فإن عرض) بفتح العين وضم الراء المهملتين وبالضاد المعجمة الأنف, أي كان عريضًا (وتطامنت) أي انخفضت (قصبته فهو أفطس) بالفاء والطاء والسين المهملتين, (والأنثى فطساء) , وقد فطس كفرح فطسًا وفطسةً محركتين. قال المجد: الفطس: تطامن قصبة الأنف وانتشارها وانفراش الأنف في الوجه. (فإن كان مقطوع الأنف فهو أجدع) بالجيم والدال والعين المهملتين, والمرأة جدعاء, وقد جدع كفرح جدعًا محركة, وجدعه غيره: إذا قطعه. وكونه المقطوع الأنف هو المشهور, وقيل هو المقطوع الأنف أو الأذن, أو اليد, أو الشفة, أو الأطراف كما أشار إليه المجد وغيره.

(وإن كان في الشفة العليا) مؤنث الأعلى (شق) بفتح الشين المعجمة وشد القاف هو القطع على الطول (فهو أعلم) والمرأة علماء. وقد علم كفرح علمة بالضم: إذا انشقت شفته العليا. (فإن كان ذلك في الشفة السفلى) مؤنث الأسفل (فهو أفلح) بالفاء واللام والحاء المهملة, والمرأة فلحاء. وقد فلح كفرح فلحًا محركة. وأنشدني شيخنا ابن المسناوي مراتٍ للزمخشري: وأخرني دهري وقدم معشرًا ... على أنهم لا يعلمون وأعلم ومن خبر الأيام يعلم أنني ... أنا الميم, والأيام أفلح أعلم المراد أنها لا تنطق به ولا تقدمه, لأن المشقوق الشفتين لا ينطق بالميم كما هو ظاهر. (فإن كان في شفتيه سواد) مستحسن كما قيده به في القاموس بحيث لا يخرج عن الحمرة البالغة (فهو ألعس وألمى) هما متقاربان, لأن اللمى سمرة في الشفة مستحسن كاللعس, (والمرأة لعساء) , وقد لعس بكسر العين وبالسين المهملتين كفرح لعسًا محركة (ولمياء) أي سمراء الشفة, وقد لميت كرضي, لمى محركة, وقد تثلث, وقد يقال لمى كرمى, لميًا كرقي. (فإن كان واسع الفم فهو أفوه) والمرأة فوهاء, وجاءوا بالهاء في الصفات ردًا للأصل, لأن أصل الفم فاه, وألفه واو لجمعه على أفواه,

ولقولهم في الوصف أفوه وفوهاء, وأفمام ليس له مفرد كما أوضحناه في شرح نظم الفصيح, وفي القاموس إيماء إليه, وكلمناه في شرحه. (فإذا تقدمت ثناياه) جمع ثنية, والمراد هنا التثنية لا الجمع, لأنها لا تذكر في الغالب إلا جمعًا, أي ثنيتاه (السفلى ولم تقع عليها العليا فهو أفقم) بالفاء والقاف, وهي فقماء, وقد فقم كفرح فقمًا محركة. وما ذكره المصنف هو الذي في الصحاح والنهاية وجماهير الدواوين اللغوية, وعكس ذلك في القاموس, فقال: الفقم محركة: تقدم الثنايا العليا, فلا تقع على السفلى, وقد بينت في شرحه أنه وهم بلا مرية. والله أعلم. (فإذا تباعد ما بين الثنايا) وبقيت فرجة بينهما (فهو أفلج) بالفاء والجيم, والأنثى فلجاء, وقد فلج كفرح فلجًا محركة وزعم المجد أنه لا يقال أفلج مجردًا, بل لابد من ذكر الأسنان فيقال: أفلج الأسنان أو أفلج الثنايا, أما مجردًا فلا يقال, وقد بحث فيه الخفاجي في شرح الشفا كما بينته في شرح القاموس وغيره, وإن نقله الجوهري عن ابن دريد ففيه نظر. وفي نسخه: فإن تباعد ما بين أسنانه, والكل صحيح. وقد يطلق الفلج على الكل, إلا أنه ما بين الثنايا مستحسن, وفي الأسنان كلها مستقبح كما أوضحوه في شروح الشمائل والشفا والمواهب وغيرها. والله أعلم.

(فإذا اختلفت أسنانه) وبين الاختلاف بقوله: (فطال بعضها وقصر بعضها فهو أشغى) بالشين والغين المعجمتين, والأنثى شغواء, وقد شغي كرضي, شغى محركة: إذا زادت السن على غيرها, وخالف منبتها منبت غيرها, وقال ابن فارس: الشغى: أن تتقدم الأسنان العليا على السفلى. وقال المجد: الشغي اختلاف نبتة الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج, شغت سنه تشغو فهي شاغية, وشغي هو كرضي ودعا, فهو أشغى, وهي شغواء وشغياء. (فإن علت أسنانه) بالنصب مفعول مقدم, وفاعله (خضرة, فهو أقلح) , بالقاف والحاء المهملة, والأنثى قلحاء, وقد قلح كفرح قلحًا محركة وعبارة المصباح أعم من الخضرة لأنه قال: قلحت الأسنان قلحًا كتعب: تغيرت بصفرة أو خضرة, وقصره المجد على الصفرة فقال: القلح محركة: صفرة الأسنان: وهو الذي في النهاية وغيره. (فإذا كان لسانه يتردد في كلامه) فلا ينطق إلا بكلفةٍ (فهو أرت) بالراء المهملة والفوقية, والأنثى رتاء, وقدرت كفرح رتتًا محركة, والاسم الرتة بالضم, وهي حبسة في اللسان, وعن المبرد: هي كالرتج تمنع أول الكلام فإذا جاء شيء منه اتصل. (فإذا كان يتردد في التاء) المثناة الفوقية (فهو تمتام) بالفوقية والميم. وأنشدنا شيخنا ابن الشاذلي من قصيدةٍ لربيعة الرقي: لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد سليم, والأغر بن حاتم

يزيد سليم سالم المال, والفتى ... أخو الأزد للأموال غير مسالم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم فلا يحسب التمتام أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم وهي طويلة عجيبة أوردتها في حواشي المرادي وغيره. (فإن تردد في الفاء فهو فأفاء) بفاءين وهمزتين ممدودًا. وأنشدني شيخنا الإمام ابن المسناوي: جاذبته والسكر يجذب قوله ... بتلجلجٍ كتلجلج الفأفاء (فإن كان يخرج الحرف من غير مخرجه مثل أن يجعل الراء غينًا أو نحو ذلك) كأن يجعل السين مثلثة (فهو ألثغ) بالثاء المثلثة والغين المعجمة, وقد يقال بالمهملة أيضًا كما حكاه في القاموس. (فإن كان عظيم اللحية) بكسر اللام وسكون المهملة, وهو الشعر النابت على الخدين والذقن (فهو ألحى) ولحياني أيضًا: عظيم اللحية طويلها. (فإن قصر شعرها وكثر) بضم المثلثة (فتلك) الحالة أو الهيئة التي دل عليها المقام (الكثاثة) بفتح الكاف والمثلثة, والكثوثة بالضم أيضًا. (يقال: رجل كث اللحية) بفتح الكاف وشد المثلثة, وقد كثت لحيته كضرب وفرح:

إذا اجتمع شعرها وكثر نبته في غير طول. (فإن لم يكن في عارضيه) تثنية عارض, وهو صفحة الخد - شيء من الشعر, وفي نسخة مصححة (شعر) وهي أنص على المراد - (فهو ثط) بفتح المثلثة وشد الطاء المهملة, وفسره المجد والجوهري بالكوسج. وقال السهيلي في الروض: الثط: الذي لا لحية له. (فإن كان له شارب) وهو الشعر الذي يسيل على الفم (وليس في ذقنه) بفتح الذال المعجمة والقاف والنون: هو مجتمع اللحيين من أسفلهما (ولا عارضيه شيء) من الشعر (فهو كوسج) فسره الجوهري بالأثط. وقال المجد: إنه معروف. وقال الأزهري: الكوسج لا أصل له في العربية. وقال بعضهم: هو معرب وأصله «كوسق». وقال ابن القوطية: كسج كفرح: لم تنبت له لحية. وهو ظاهر في كونه عربيًا, وحكى المجد فيه الضم أيضًا, والله أعلم. (فإن لم يكن في وجهه شعرٌ) باللكلية (فهو سناط) بضم السين المهملة وكسرها وآخره طاء مهملة. وما ذكره المصنف صدر به المجد في القاموس فقال: السناط بالكسر والضم: كوسج لا لحية له أصلًا, أو الخفيف العارضين ولم يبلغ حال الكوسج, أو لحيته في الذقن وما في العارضين شيء. (ومن) بعض (نعوت خلق الإنسان: الجنأ) بفتح الجيم والنون والهمزة مقصورًا, هو انكباب الظهر على الصدر, يقال: رجل أجنأ كأحمر, وجنيء كفرح: أشرف كاهله على صدره. (والقعس) بفتح القاف والعين وبالسين

المهملتين (خروج الصدر ودخول الظهر). (وهو) أي القعس (ضد الحدب) بفتح الحاء والدال المهملتين. فالحدب خروج الظهر ودخول الصدر, وقد حدب كفرح فهو أحدب وهي حدباء. (والصكك) بالصاد المهملة وكافين محركًا (اصطكاك الركبتين) بأن تصك إحداهما الأخرى, وهو أصك, وهي صكاء, وقد صكك كفرح. (والفحج) بفتح الفاء والحاء المهملة آخره جيم: (تباعد ما بين الساقين) (ويقال) في الوصف منه: (رجل أفحج). وكان عليه أن يذكر الوصف من الصكك أيضًا, وإحالته على الشهرة أو القياس بعيد, وقد ورد في وصف الدجال ومن يهدم الكعبة, وفسروه بأنه تباعد ما بين الرجلين, وهو قريب من كلام المصنف. (والوكع) محركة: (ميل) مرحكة أيضًا (إبهام الرجل على الأصابع الباقية من الرجل (وذلك) أي وصف الوكع (أن تركب) بالفتح مضارع ركب كفرح. أي تعلو (الإبهام) فاعله (على السبابة حتى يرى شخص أصلها) أي الإبهام (خارجًا) أي بارزًا متميزًا كالعقدة. ولو قال «أصله» بالتذكير ليعين كون الضمير راجعًا إلى الإبهام لأنه يذكر, فيختار هنا لإزالة اللبس كما فعل صاحب القاموس - لأجاد. والرجل أوكع, والمرأة وكعاء, وقد وكع كفرح. (والفدع) بفتح الفاء والدال وبالعين المهملتين: (اعوجاج القدم وذلك) الاعوجاج (أن تميل) أي القدم (من أصلها من الكعب) بالفتح, وهو العظم الناشز عند مفصل الساق والقدم من جانبيها (وطرف الساق) وهو ما مبين الكعب

والركبة. وفي التوشيح: الفدع: زوال المفصل من الساق. وظاهر المصنف أنه خاص بالرجل, والمشهور في الدواوين أن يكون في الأرساغ سواء كانت في الأيدي أو الأرجل, حتى ينقلب الكف أو القدم إلى إنسيها. وقال الجلال في شرح شواهد المغني: الفدع: ميل من أصل القدم عند الكعب بينهما وبين الساق وهو في الأكف ميل بينها وبين الذراع عند الرسغ. وقد فدع كفرح, فهو أفدع, وهي فدعاء. (والحنف) بفتح الحاء المهملة والنون: (إقبال) هو الصحيح, وفي نسخة: ميل وليس ببعيد, لكن الأول هو الموافق لعبارتهم, ويؤيده قوله: (إحدى) بالتأنيث (القدمين على الأخرى) , ولو كان ميل لجاء بـ «إلى» بدل «على» فدل على أن نسخة «إقبال» هي الأصل المصحح. (يقال) في الوصف: (رجل أحنف, وامرأة حنفاء) وقد حنف كفرح, قال في المصباح: الحنف: الاعوجاج في الرجل إلى داخل هو مصدر من باب تعب, فالرجل أحنف, وهو الذي يمشي على ظهور قدميه. زاد في القاموس: من شق الخنصر.

باب في أسماء الإبل باختلاف الأزمنة والسنين

باب في أسماء الإبل باختلاف الأزمنة والسنين وهي بكسر الهمزة والموحدة, وقد تسكن, وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه. ووقع لصاحب القاموس هنا أوهام وتناقض غير خاف عن ذوي الأفهام, وقد أوضحته في شرحه وبينته بيانًا شافيًا في شرح نظم الفصيح, وأشرت إلى ادعاء تداوله وتواتر بنائه, مع أنه لا نظير له إلا حبر بكسرتين وهو القلح, وشذوذ فعل كدئل مع أنه كثير بالنسبة لهذا القليل, وعجبت من سيبويه فمن دونه كيف أجمعوا على ذلك من غير دليل. وجمعه: آبال, وأبيل كعبيد, وهو مؤنث, ولذلك تلحقه الهاء عند تصغيره خلافًا لما في كلام المجد من التناقض العجيب. (الربع) بضم الراء وفتح الموحدة وبالعين المهملة (من أولاد الإبل:

ما ينتج) بالبناء للمفعول, أي يولد (في أول النتاج عند إقبال الربيع, والأنثى ربعة) بالهاء. و (الهبع) بوزانه, (ما نتج) مجهولًا (في آخر النتاج عند إقبال الصيف) , قال الخافجي في شرح الشفا قبيل أسمائه - علليه السلام - الربع كصرد: ولد الناقة الصغير الذي يولد في الربيع, وبعده الهبع الذي يولد في الصيف. وهو موافق لما في الصحاح وغيره. ووافق المجد الجمهور في الربع. وقال في الهبع: الفصيل ينتج أو في آخر النتاج. فأخر قول الجمهور وقدم الإطلاق, مع أنه لم يقلد غيره كما أشرت إليه في شرحه, والله أعلم. (وإذا حملت الناقة فهو خلفة) بفتح الخاء وكسر اللام, والجمع: خلف, بحذف الهاء كلبن ولبق. (فإذا بلغت عشرة أشهر من حملها فهي عشراء) بضم العين المهملة وفتح الشين المعجمة كنفساء (والجمع: عشار) بكسر العين كنفاس. وسبق أنه لا ثالث لهما في كلام العرب, وفي المحكم: أن العشار يطلق على الإبل ينتج بعضها, وبعضها ينتظر. وبه يصح قول الفرزدق: كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت علي عشارى وفيه كلام أودعناه شرح الشواهد, وأشرنا إليه في شرح القاموس. (فإذا وضعت) الناقة (ولدها فهو سليل) بفتح السين المهملة كأمير (قبل

أن يعرف أذكر هو أم أنثى, فإذا كان ذكرًا فهو سقب) بفتح السين المهملة وسكون القاف وبالموحدة. قال: رغا فوقهم سقب السماء فداحض ... بشكته لم يستلب وسليب ولا يقال ذلك للأنثى, زاد الأصمعي فقال: ثم هو بعد السقب «راشح» بالشين المعجمة والحاء المهملة: إذا مشى, ثم «جاذل» بالجيم والذل المعجميتن كأنه من جذل إذا ثبت وقوى. (وإذا كانت أنثى فهي) وفي نسخة: فهو بالتذكير باعتبار المولود (حائل) بالحاء المهلمة والهمزة عن واو, وكما تطلق على الأنثى ساعة تولد في مقابلة السقب تطلق على الناقة التي أرسل عليها فلم تلقح. (ثم هو) أي المولود (حوار) بضم الحاء المهملة وتكسر (إلى أن ينفطم) , وفي نسخة يقطم مجهولًا, وفي القاموس ما يقتضي أنه حوار ساعة تضعه أمه, ويسترسل عليه هذا الاسم إلى الفطام. وما قاله المصنف أوفق, وقد وافقته المجد على التفصيل السابق, وأنشدوا: ويسقط وسطها المرئي لغوا ... كما ألغيت في الدية الحوارا (فإذا فطم) مجهولًا (فهو فصيل) كأمير, وأنشدوا: وجدنا نهشلًا فضلت فقيمًا ... كفضل ابن اللبون على الفصيل (وإذا دخل في السنة الثانية فهو ابن مخاض) بفتح الميم, (والأنثى بنت

مخاض). قالوا: سمي بذلك لأن أمه قد ضربها الفحل فحملت ولحقت بالمخاض وهي الحوامل. وقال شارح أمالي القالي: كيف جاز أن يقال ابن محاض, للذي جاء عليه حول, وإنما المخاض جماعة الإبل, ولا يقال للواحدة مخاض بل خلقة؟ فالجواب أن المخاض فيه المصدر نحو: {فأجاءها المخاض} وإنما يعنون ابن ذات مخاض, لأنه لا يقال ناقة مخاض. ووسع الكلام فيه السهيلي في الروض الأنف, ووسعت كلامه في شرح القاموس وزدته بسطًا. (وإذا دخل في السنة الثالثة فهو ابن لبون) بفتح اللام, (والأنثى بنت لبون) , سمي بذلك لأن أمه ولدت غيره فصار لها لبن, قاله في المصباح. (فإذا دخل في السنة الرابعة فهو حق) بكسر الحاء المهملة وشد القاف (والأنثى حقة) بالهاء, وجمع الأول حقاق, والثاني حقق كسدر. وأحق البعير إحقاقًا: صار حقًا, قيل: سمي بذلك لأنه استحق أن يحمل عليه, وحقة بينة الحقة, بكسرهما. فالأولى الناقة, والثانية مصدر, ولا يكاد يعرف لها نظير كما نبه عليه الفيومي والمجد وغيرهما, وبسطت معناه في شرح القاموس. (فإذا دخل في السنة الخامسة فهو جذع) بفتح الجيم والذال المعجمة وبالعين المهملة (والأنثى جذعة) بالهاء, وقد أجذع رباعيًا. قال ابن الأعرابي: الإجذاع, وقت ليس بسن ينبت ولا يسقط. (فإذا دخل في السنة السادسة فهو ثني) بفتح المثلثة وكسر النون وشد

التحتية (والأنثى ثنية) بالهاء, كأنه يلقي ثنيته في ذلك الوقت. (فإذا دخل في السنة السابعة فهو رباع) بفتح الراء والموحدة (والأنثى رباعية مخففة الياء) التحتية كثمانية, لأنها تلقي رباعياتها في ذلك الوقت, وقد أربعت إرباعًا. (فإذا دخل في السنة الثامنة فهو سديس) بفتح السين وكسر الدال المهمليتن كأمير, (وسدس) محركة, وقد أسدس: إذا ألقى السن التي بعد الرباعية, (والأنثى سديس أيضًا مثل الذكر) في الوصف الأول دون الثاني, فإذا قيل سدس محركة كان الذكر فقط, وسديس مشترك. (وقد قيل سديسة أيضًا بالهاء) الدالة على التأنيث للفرق, وتعبير بالهاء دون التاء صواب كما في أدب الكاتب وغيره. إذ التاء هي الساكنة الخاصة بالأفعال, والهاء هي المتحركة الخاصة بالأسماء الموقوف عليها بالهاء كما بسطوه, وكثير لم يفرقوا بينهما. (فإذا دخل في السنة التاسعة فهو بازل, والأنثى بازل أيضًا). وقد بزل, بفتح الموحدة والزاي المعجمة كنصر بزولًا: إذا فطر نابه بدخوله السنة التاسعة, فهو بازل يستوي فيه الذكر والأنثى, قاله في المصباح, ومثله في الأمهات المشهورة لكن قال البكري في شرح أمالي القالي: أنه يقال ناقة بازلة بالهاء أيضًا, وجمعها: بوازل. والبوازل عند غيره جمع لبازل, ولذا قال في المصباح: والجمع, بوازل. وبزل كركع, وبزل بالضم, ومن الشواهد المشهورة: وابن اللبون إذا ما لز في قرنٍ ... لم يستطع صولة البزل القناعيس (فإذا دخل في السنة العاشرة فهو خلف) اسم فاعل من أخف البعير بالخاء المعجمة: إذا جاز البازل كما في القاموس, والأنثى مخلف أيضًا,

ومخلفة بالهاء. وقيل: المخلفة الناقة يظهر لهم أنها لقحت فلم يكن ذلك, والله أعلم. (وليس بعد البزول) بالضم مصدر بزل كنصر (والإخلاف سن) يكون به تمييز كالذي قبله (ولكن يقال) عند إرادة التمييز, (بازل عام وبازل عامي): إذا مضى له بعد البزول عام أو عامان وهكذا ... ويروى لعلي, وهو من شواهد القوافي: ما تنكر الحرب العون مني بازل عامين حديث سني لمثل هذا ولدتني أمي فهو شاهد للإكفاء, وهي الإتيان بما يقارب القافية كالميم مع النون, أو القافية هي ياء المتكلم الساكنة فلا إقواء على ما قرر في محله. (ومخلف عامٍ ومخلف عامين) إذا ذهب له بعد الإخلاص عام أو عامان. (ثم لا يزال كذلك) يقال: بازل ثلاثة أعوام, وأربعة أعوام, ومخلف ستة أعوام ونحوه (حتى يهرم) بالفتح مضارع هرم: إذا بلغ أقصى الكبر, (فيسمى) وقتئذ (عودا) بفتح العين وسكون الواو وبالدال المهملتين. قاله في المحكم, وجمعه عيدة وعودة - كعنبة, والأنثى عودة بالهاء, حكاها الجوهري. (وقحرا) بفتح القاف وسكون الحاء وبالراء المهملتين, قال الجوهري: القحر: البعير المسن, ويقال للأنثى ناب وشارف ولا يقال قحرة, وبعضهم يقوله, والجمع أقحر وقحور, حكاها ابن سيدة والمجد وغيرهما.

هذا فصل فيه تفاصيل عجيبة تتعلق بالإبل

هذا فصل فيه تفاصيل عجيبة تتعلق بالإبل (البعير) بفتح الموحدة وكسر العين المهملة كأمير, وجمعه على أبعرة وأباعر وبعران بالضم, وهو (اسم يقع على الذكر والأنثى, وهو في الإبل بمنزلة الإنسان في الناس) ولا شك أن الإنسان يقع على الذكر والأنثى. (والجمل) بفتح الجيم والميم (بمنزلة الرجل) في الناس, فيخص الذكور. (والناقة) أصلها نوقة كبدنة, لجمعها على نوق كبدن, وفعلة بسكون العين لا تجمع على فعل بالضم, تجمع في القلة على أنوق, ولثقل ضم الواو قدموها فقالوا: أونق, ثم أبدلوا الواو ياء فقالوا: أينق, ثم جمعوه على أيانق, وقد أشار لذلك «ابن لب» في «ألغازه» , والجلا في «الأشباه» , وبسطناه في غير ديوان من مصنفات اللغة والنحو, (بمنزلة المرأة) في الناس, فتختص بالإناث. و (القعود) بفتح القاف وضم العين المهملة كصبور (بمنزلة الفتى) بالقصر, أي الشاب الذكر, قيل: سمي قعودًا لأن ظهره اقتعد. قاله

في المصباح. وقال الشامي: القعود من الإبل: ما أمكن ركوبه, وأدناه أن يكون له سنتان, فإذا دخل في السادسة فهو جمل. و (القلوص) بفتح القاف آخره صاد مهملة كصبور (بمنزلة الجارية) أي الفتاة الشابة, فلا يقال لها قعودة بالهاء. قال الأزهري: القعود لا يقال إلا للذكر وللأنثى قلوص, وحكى الكسائي في النوادر قعودة للقلوص, وكلام الأكثر على خلافه. وقال الخليل: القعودة من الإبل: ما يقعده الراعي ليحمل متاعه, والهاء للمبالغة, فهو استعمال آخر للقعود, لا الذي يقابل القلوص التي هي الشابة الفتية كالجارية من النساء. قالوا: ولا تزال قلوصًا حتى تصير بازلًا بأن تدخل في التاسعة, وحينئذ يطلع الناب وتكمل القوة, ويقال لها: بازل, وقد جرى على هذا التفصيل الذي ذكره المجد جماعة, وحكاه ابن السكيت وابن جني والأزهري وغيرهم. قال الأزهري: هكذا كلام العرب, ولكن لا يعرفه إلا خواص أهل العلم باللغة, ونقله الفيومي وغيره. (وإنما يقال جمل وناقة إذا أربعا) أي: دخلا في السنة السابعة, وألقيا الرباعيات كما تقدم, أو طلعت الرباعية. قال في المحكم: أربع الفرس والبعير, ألقى رباعيته, وقيل: طلعت رباعيته. فائدة: الأفعال الدالة على أسنان الإبل وغيرها من الحيوانات كلها رباعية, من باب الإفعال إلا قرح فهو قارح, قال ابن قتيبة في أدب الكاتب:

أجذع المهر, وأثنى, وأربع, ونحوها كلها بالألف, وقرح هذا وحده بغير ألف. (وأما قبل ذلك) أي الأرباع المدلول عليه بـ «أربعًا» (فيقال: قعود وقلوص [وبكر] بالفتح للمذكر, وهو الفتى من الإبل (وبكرة) بالهاء للأنثى. (وجمع القعود: قعدان) بكسر القاف. (وجمع القلوص: قلائص) كشمائل جمع شمول و (قلاص) بالكسر ككتاب و (قلص) بضمتين ككتب. ومنهم من قال: إن القلص بضمتين جمع القلاص ككتاب, فهو جمع الجمع. و(الشارف: الناقة المسنة) وجمعها: شرف بضم الشين المعجمة والراء, ومنه أبيات البخاري وغيره: ألا يا حمز للشرف النواء ... وهن معقلات في الفناء و(كذلك) أي مثل الشارف في معناه (الناب, وجمعها: نيب) بالكسر, ومنه شواهد لولا المشهور: تعدون عقر النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لولا الكمى المقنعا وتجمع على أنياب أيضًا.

[من صفات الإبل]

[من صفات الإبل] (ومن) بعض (صفات الإبل: الحرف) بفتح الحاء وسكون الراء المهملة (وهي الناقة الضامرة) التي قل لحمها, وهزلت بعد السمن, وقد ضمرت ضمورًا كنصر وكرم, وضمرها صاحبها: إذا قلل علفها بعد السمن بقدر القوت, وجعلها في بيت وغطاها حتى تحمى فتعرق, فإذا جف عرقها خف لحمها فقويت على الجري, قاله في التوشيح, فكأنهم يشبهون الناقة الضامرة في الرقة والقوة بحرف الكتابة, وقيل: الحرف, الناقة العظيمة, تشبيهها بحرف الجبل, ولذلك قال المجد: الحرف, الناقة الضامرة, أو المهزولة, أو العظيمة. ومن أحسن التوريات قول أبي العلاء: حروف سرى جاءت لمعنى أردته ... برتني أسماء لهن وأفعال ومن أكمل ما وقع له في ذلك قوله: وحرفٍ كنونٍ تحت راءٍ ولم يكن ... بدالٍ يؤم الرسم غيره النقط

وأخذه الإمام حازم, فقال في المقصورة: ألوت بخفض العيش عني أحرف ... نواصب, جاءت لمعنى في السرى فكملت له في هذا البيت التورية النحوية في الخفض, وهو دعة العيش, والأحرف وهو النوق, والنواصب من نصب القوم: ساروا يومهم, أو من النصب وهو التعب, وتمم البيت بقوله: «جاءت لمعنى» , كما فعل أبو العلاء فأبدع في تكميل التورية وقد أوضح ذلك شارح المقصورة الإمام الشريف الغرناطي بما يخرجنا عن القصد, وإن كان من مهمات أهل هذا الشأن. (والعنس) بفتح العين وسكون النون وبالسين المهملتين (وهي الشديدة الصلبة) بضم الصاد المهملة وسكون اللام, ومن فتح الصاد فقد وهم وإن جرى على ألسنة المتشدقين. (والشملال) بكسر الشين المعجمة وسكون الميم (وهي الخفيفة, وكذلك الشملة) بكسر الشين المعجمة والميم وشد اللام المفتوحة, وفسرها المجد بالسريعة, وهو قريب من قول المصنف كالجوهري: الخفيفة. (والعنتريس) بالمهملات والنون الساكنة زائدة والفوقية المفتوحة أصلية, (الشديدة) الوثيقة. (والعذافرة: الصلبة) قال ابن هشام في شرح الكعبية: ولن يبلغها إلا عذافرة ... لها على الأين إرقال وتبغيل العذافرة: مهمل الأول مضمومه, معجم الثاني: الناقة العظيمة الصلة, ويقال للجمل إذا كان كذلك عذافر, والجمع عذافر بالفتح, وألفه كألف

مساجد وليست بالتي كانت في المفرد, بل تلك محذوفة. وفي القاموس: العذافر كعلابط, العظيم الشديد من الإبل. (والعلنداة) «فعنلاة» من «علد» بالعين والدال المهملتين, وقد تحذف الهاء كما قال: أعددت للحدثان سا ... بغةً وعداءً علندا (الغليظة) (واليعملة) «يفعلة» من العمل بزيادة التحتية في أولها: (التي تعمل في السفر) لنجابتها وقوتها. وفي الصحاح: اليعملة, الناقة النجيبة المطبوعة على العمل, ومثله في القاموس. وعند التأمل لا يخالف ما للمصنف. قال في المحكم: ولا يقال اليعملة إلا للأنثى, وقد حكي «يعمل» وهما اسمان عند سيبويه فلا يوصف بهما. و(الوجناء) بالجيم والنون: (الشديدة) , وقيل: العظيمة الوجنتين, وقال السهيلي في الروض: الوجناء, غليظة الوجنات بارزتها, وهو يدل على غؤور عينيها, وهم يصفون الإبل بغؤور العينين عند طول الأسفار, يقال في الوجنة من الآدميين, رجل موجن وامرأة موجنة لا وجناء, قاله يعقوب. وفسرها ابن هشام في شرح الكعبية بالغليظة الوجنيتن, وقيل من الوجين وهو ما صلب من الأرض وعليه اقتصر المجد. (وكذلك الدعبلة) بكسر الدال والموحدة بينهما عين مهملة:

الشديدة, وفسرها المجد بالناقية القوية, ويقال لها دعبل بغير هاء أيضًا. (والعيرانة) بالفتح (الصلبة) , قال ابن هشام في شرح قول كعب: عيرانة فذفت بالنحض من عرضٍ البيت. العيرانة بفتح العين المهملة, المشبهة في صلابتها للعير, وهو حمار الوحش, أي: قوية صلبة, وقذفت: رميت, والنحض كاللحم وزنًا ومعنى. (وكذلك العرمس) بالمهملات كزبرج. (والناجية) بالجيم: (السريعة) كأنها تنجو من التعب, أو ممن يروم لحاقها. (والجسرة) بفتح الجيم وسكون السين المهملة: (السبطة) بكسر الموحدة, أي: الحسنة القامة والاستواء (الطويلة). وفسر الجوهري والمجد الجسرة بالعظيمة, ويقال للذكر جسر أيضًا بغير هاء. (والقوعاء) ضبطناه بالقاف المفتوحة والواو الساكنة والعين المهملة ممدودًا: (الضامرة) وكأنها صارت قاعًا, والمشهور أنه يقال قعا البعير وقاع, إذا نزا وقاع أيضًا: ظلع. (وكذلك النضوة) بالكسروالضد المعجمة: الناقة الضامرة والمهزولة, والذكر نضو بغير هاء, وقد أنضته الأسفار أي: أهزلته. وأنشدني العلامة ابن الشاذلي, وسمعتهما من شيخنا الإمام ابن المسناوي: أقول لنضوٍ أنقذ السير نيها ... فلم يبق منها غير عظمٍ مجلد

خذي بي - رماك الله بالشوق والهوى ... وهاجك تحنان الحمام المغرد (والميلع) بالفتح كصيقل (الخفيفة) السريعة ومثله الميلعة بالهاء, وتستعمل في الخيل أيضًا كما في القاموس والصحاح. وأنشد في وصف فرس: ميلع التقريب يعبوب إذا ... بادر الجونة واحمر الأفق (والعيهل) بالفتح المهملة وزان ما قبله (الشديدة) القوية, (ويقال: السريعة) , وهما متلازمان في الغالب, ولذلك جمع بينهما المجد فقال: العيهل والعيهلة والعيهول والعيهال: الناقة السريعة والنجيبة الشديدة. ومن شواهد الوقف بالتشديد: ببازلٍ وجناء أو عيهل (والأجد) بضمتين والدال مهملة (الموثقة) مفعول إما من وثقه مضعفا, أو أوثقه بالألف أي: المتقنة (الخلق). قال المجد: ناقة أجد بضمتين: قوية موثقة الخلق, متصلة فقار الظهر, خاص بالإناث, ومثله في الصحاح, قال: وآحدها الله, فهي موجدة القرا, أي: موثقة الظهر. وأنشدني العلامة ابن الشاذلي: فعد عما مضى إذ لا ارتجاع له ... وانم القتود على عيرانةٍ أجد

قلت: انم, ارفع. تقول: نميت الشيء وأنميته: إذا رفعته, قاله ابن ظفر. (وكذلك المضبرة) بضم الميم وفتح الضاد المعجمة والموحدة المشددة, وقد يقال في الخيل أيضًا, بل وفي بني آدم كما في الصحاح وغيره. و(السناد) بالكسر: الناقة القوية. وقال الجوهري: الناقة الشديدة الخلق, وأنشد لذي الرمة: جمالية حرف سناد يشلها ... وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق وفسرها المصنف بقوله: (المشرفة) أي: المرتفعة, كأنها على شرف, وهو قريب مما قبله في الجملة. (وكذلك الجلس) وقضيته كالمجد أنه حقيقة فيه. وفي الصحاح: الجلس, الغليظ من الأرض, ومنه: جمل جلس, وناقة جلس, أي: وثيق جسيم, وإليه يشير كلام الزمخشري في الأساس وغيره, وهو الأظهر, والله أعلم. و(الجمالية) بضم الجيم وتخفيف الميم وشد التحتية: الناقة (المذكرة الخلق) أي: الشبيهة بالذكر في خلقتها (وذلك) أي كون الناقة كالجمل في الخلقة (مما يمدح) مجهولًا, أي: تمدحه العرب (لإي النوق) جمع ناقة, كساحة وسوح, قال الجوهري: الناقة الجمالية: المشبهة بالفحل من الإبل في عظم الخلق. قال الأعشى يصف ناقته:

جمالية تغتلي بالرداف ... إذا كذب الآثمات الهجيرا وتقدم قول ذي الرمة: جمالية حرف سناد .. الخ. و(الشمردلة) بفتح الشين المعجمة والميم وسكون الراء وفتح الدال المهملتين: (الناقة الطويلة). و(الحرجوج) بالحاء والراء المهملتين وجيمين كعصفور: (الضامرة) الطويلة الوقادة القلب, أو السمينة الطويلة على وجه الأرض, كما أشار إليه المجد. ومن شواهد المغني في «إلا» قول ذي الرمة: حراجيج ما تنفك إلا مناخةً البيت. (وكذلك المقورة) بضم الميم وسكون القاف وفتح الواو والراء المشددة, كأنه من اقور. الفرس أقورارا: إذا ضمر, وقوره صاحبه: ضمره, قال بشر: يضمر بالأصائل فهو نهد ... أقب مقلص فيه اقورار و(الخرقاء) كأنه فعلاء من الخرق بضم الخاء المعجمة وهو الحمق وخفة

العقل كما يشير إليه كلامه الآتي: (التي كأن بها هوجًا) بالنصب, اسم كأن, والهوج محركة: طول في حمق وطيش وتسرع. والناقة الهوجاء: المسرعة حتى كأن بها هوجًا قاله في القاموس. (من) تعليلية أي لأجل (شدة النشاط) بالفتح مصدر نشط في العمل كفرح: إذا خف فيه وأسرع. وفسر المجد الخرقاء بالتي لا تتعاهد مواضع قدمها. ولا ينافي ما قال المصنف, لأن المراد المبالغة في سرعتها, وجعلوا «كأن» في أمثال هذا التركيب للظن والشك كما قاله ابن الأنباري وغيره. و(الهجان) بالكسر: (الإبل الكريمة, وكل كريم خالص) من الشوائب من أي جنس كان (فهو هجان). (ويقع) بهذا اللفظ من غير تغيير (على الواحد والجمع) أي والتثنية. وقضيته أنه يعم بني آدم أيضًا لأنه داخل في عموم قوله: وكذلك كل كريم خالص, ونعت به الجوهري المرأة فقال: وامرأة هجان: كريمة. وقال ابن هشام في شرح الكعبية: الهجان, كرائم الإبل, وأصل الهجنة غلظ الخلق, قال: والتهجين مدح في الإبل وذم في الآدميين, لأن معناه في الإبل: كرام الأبوين, وفي الآدميين: أن يكون الأب عربيًا, والأم أمة. يقال منه: رجل هجين. وهو المفهوم من المصباح والقاموس وغيرهما من الدواوين, والله أعلم. و(الناعجات من الإبل) جمع ناعجة, اسم فاعل من نعج بفتح النون والعين المهملة والجيم كنصر: إذا ابيض, لذلك فسرها بقوله: (البيض) جمع بيضاء. فأما النوةاعج فهي السريعات, وقد نعجت في سيرها: إذا أسرعت.

و (الشغاميم) بفتح الشين والغين المعجمتين (الحسان) جمع حسنة أو حسناء (الواحدة شغموم) بالضم, أي: حسن طويل. وأنشد في الصحاح: وتحت رحلي بازل شغموم و(الخدب) بكسر المعجمة وفتح المهملة وشد الموحدة: (الجمل الضخم) , أي: الغليظ, وقد ضخم ككرم ضخامة فهو ضخم, وهي ضخمة. و(العبنى) محركة, مشدد النون مقصورًا: (الغليظ) في خشونة, و (الأنثى عبناة) بالهاء. و(الدرفس) بالمهملات كحضجر: العظيم من الإبل, قاله المجد كالجوهري. و (الأنثى درفة) , بالهاء, وأنشد الجوهري: درفسةٍ أو بازلٍ درفس و(الصلخدى) بكسر الصاد المهملة وشد اللام المفتوحة وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة مقصورًا: (الشديد) والأنثى صلخداة بالهاء. وفي نسخة صحيحة: الصلخد بغير ألف, والصلخدة بالهاء وهي صحيحة

أيضًا. وقد جمع في القاموس لغاته فقال: الصلخد كجعفر وحضجر وجردحل وقرطاس وسبنتى وعلابط: الصلب القوي. (والكوماء: الناقة العظيمة السنام) بفتح السين المهملة, كأنها صارت كومة بالضم والفتح, أي: صبرة عظيمة, وجمل أكوم كذلك, (والجمع كوم) بالضم. و(الشول) بفتح الشين المعجمة وسكون الواو وجمع شائلة على غير قياس: (الإبل إذا جفت ألبانها) أي: يبست وكادت أن تنقطع, وهي في الكفاية بالجيم, وفي المحكم خفت بالخاء المعجمة, والكل صحيح لأن المراد هو نقص اللبن, (وذلك) الجفاف يقع (بعد نتاجها) أي حملها (بستة أشهر أو سبعة) أو ثمانية كما في الصحاح. قال في المحكم: الشائلة من الإبل, التي أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر, فجف لبنها, والجمع شول, قال الحارث بن حلزة: لا تكسع الشول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج وشول لبنها: نقص, وشولت هي: جفت ألبانها, فأما الشول كركع فجمع شائل وشائلة, وهي التي تشول بذنبها للقاح, أي الحمل, وشالت الناقة بذنبها شولًا وشولانًا, وأشالته: رفعته. وقد أورده ثعلب في الفصيح, وأنعمته شرحًا في شرح نظم الفصيح, وسفرت الحجاب عن بيت ابن حلزة الذي أنشده في المحكم بكلام محكم.

و (المهارى): إبل من نتاج مهرة بالفتح (وهي) أنث باعتبار القبيلة, أو باعتبار كون الخبر بعدها مؤنثًا, (قبيلة من قضاعة) وهو مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحافي بن قضاعة, وقضاعة بالضم, أبو حي من اليمن, اسمه عمرو بن مالك بن حمير, لقب قضاعة لانقضاعه عن قومه, أو لأنه قضع أعداءه, أي: قهرهم, أو أخذوه من قضاعة, وهو اسم الفهد, أو لغير ذلك مما بينته في شرح القاموس. وقال بعض أهل الأنساب: إن قضاعة من معد, وأنه ابن معد بن عدنان, وهو رأي ابن عمر, ومال ابن إسحق للأول. وفي كتب الأنساب ما يشهد للفريقين كما أوضحته في شرح القاموس, والله أعلم. (يقال: ناقة مهرية) نسبة لمهرة القبيلة المذكورة على ما اختاره المصنف وغيره كالمجد والجوهري وغير واحد. وقال جماعة: نسبة لمهرة وهي بلد من بلاد عمان, والله أعلم. و (نوق مهاري) بشد التحتية, ضبطناه في أصول هذا الكتاب. وفي المحكم: ونوق مهاري بالتشديد, ومهارٍ بالتخفيف, ومهارى بفتح الراء. (والعيدية) بكسر العين (منسوبة إلى بني العيد, وهم من مهرة أيضًا) كأنه يختار أنها منسوبة إلى العيد بن الندغي بفتح النون والدال المهملة وكسر الغين المعجمة وياء نسبة, لعرب بن مهرة السابق, وكلام الجوهري صريح في أن العيد فعل منجب, وبه صدر المجد, ولعله لا ينافي الأول. وقيل:

منسوبة إلى عاد بن عاد على غير قياس, أو إلى عيد بن الأمري, والمشهور ما مشى عليه المصنف, والله أعلم. (والغريرية) بضم الغين المعجمة والراءين المهملتين مصغرًا (منسوبة إلى غرير) مصغرًا (وهو فحل كريم) , قاله الجوهري: وأنشد قول الكميت: غريرية الأنساب أو شدقمية ... يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا وأغفل المجد تقصيرًا كما نبهت عليه في شرحه. و(الشدقمية, والجديلية) بفتح الجيم وكسر الدال المهملة (والداعرية, منسوبة إلى شدقم) كجعفر معجم الشين مهمل الدال, لأن أصل الواسع الشدق, وميمه زائدة, ولذلك وهم المجد في ذكره في الميم كما نبهت عليه في شرحه. وزعم مكي في حواشي التوضيح أن داله معجمة, وهو وهم بلا ريب كما نبهت عليه في شرح القاموس وحواشي التوضيح وغيرهما. وشدقم الذي هو علم كان فحلًا منجيًا للنعمان بن المنذر, كما في الصحاح وغيره. وأنشدوا بيت الكميت السابق. و (جديل) كأمير هو للنعمان بن المنذر أيضًا كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. و (داعر) بالمهملات اسم فحل منجب تنسب إليه الداعرية من الإبل, قاله في الصحاح. وقال المجد: الإبل الداعرية: منسوبة إلى فحل منجب, أو قبيلة من بني الحارث بن كعب, وهي داعر بن الحماسي, (وهي) أي المنسوب إليها المذكورة (فحول) جمع فحل بالفتح, وهو الذكر من كل حيوان, وأراد فحولًا من الإبل (مذكورة) بالشهرة بالإنجاب.

و (الأرحبية) إبل كريمة منسوبة إلى بني أرحب, بالراء والحاء المهملتين وموحدة, قبيلة (من همدان) بسكون الميم وإهمال الدال, وعليه اقتصر الجوهري وغيره, ونقله الشريف الغرناطي, وقال المجد: أو فحل أو مكان. و(الشدنية) بفتح الشين المعجمة والدال المهملة (منسوبة إلى فحل أو بلد) يقال له «شدن» محركة كما أشار المجد إليهما معًا كالمصنف, وعلى البلد اقتصر الجوهري فقال: الشدنيات من النوق منسوبة إلى موضع باليمن. وأنشدنا شيخنا العلامة ابن الشاذلي: ولقد تجول به الفلاة إذا ... صام النهار, وقالت العفر شدنية رعت الحمى فأتت ... ملء الحبال كأنها القصر

فصل يتعلق بأعداد الإبل

فصل يتعلق بأعداد الإبل (الذوذ) بفتح الذال المعجمة وسكون الواو وبالدال المهملة, (من الإبل: ما بين الثلاث إلى العشر) وعليه اقتصر الجوهري وقال: هي مؤنثة لا واحد لها من لفظها, ومثله قول الفيومي, الذود من الإبل, قال ابن الأنباري: سمعت أبا العباس يقول: ما بين الثلاث إلى العشر ذود, كذا قال الفارابي. وقال في البارع: الذود لا يكون إلا إناثًا. وقال المجد: الذود ثلاثة أبعرة إلى العشرة, أو خمس عشرة إلى عشرين, أو ثلاثين, أو ما بين الثنتين والتسع, وهو واةحد وجمع, أو جمع لا واحد له, أو واحد. قلت: وفي كلامه نظر أودعته شرحه. وقال عياض في المشارق: الذود ما بين الاثنين إلى التسع, هذا قول أبي ع بيد, وإن ذلك يختص بالإناث وقال الأصمعي: هو ما بين الثلاث إلى العشر. (والصرمة) بكسر الصاد وسكون الراء المهملتين (فوق ذلك) أي الذود (إلى الأربعين) على أحد الأقوال المستوفاة في القاموس, واقتصر الجوهري على أن الصرمة نحو الثلاثين.

(والهجمة) بالفتح (فوق ذلك إلى زا زادت) بغير حصر, وعليه اقتصر الجوهري نقلًا عن أبي عبيد, وبه صدر المجد. وقال السهيلي في الروض: الهجمة ما بين التسعين إلى المائة. وفيه كلام أودعناه شرح القاموس. (والعكرة) محركة (من الإبل: ما بين الخمسين إلى السبعين) بتقديم المهملة على الموحدة. وفي الصحاح: العكر جمع عكرةٍ, وهي القطيع الضخم من الإبل. قال أبو عبيدة: العكرة, ما بين الخمسين إلى المائة. وقال الأصمعي: الخمسون إلى الستين إلى السبعين. وفي القاموس: العكرة محركة, ما فوق خمسمائة من الإبل, أو الستون منها, أو ما بين الخمسين إلى المائة, وتسكن الكاف. فأغفل ما ذكره المصنف والجوهري مع أنه أعرف وأشهر. (وهيندة) مصغرة (المائة من الإبل) قاله الجوهري, وأنشد قول جرير: أعطوا هنيدة, يحدوها ثمانية ... ما في عطائهم من ولا سرف وأنشد العلامة ابن الشاذلي: من كان بين الندى والبأس, منصله ... هندية, وعطاياه هنيدات

(وهند) بالكسر: (المائتان من الإبل) , وهو أحد أقوال في القاموس, وأغفله الجوهري وغيره, قال في الروض: والثلاثمائة أمامة بضم الهمزة وأنشد: تبين رويدًا ما أمامة من هند وفي القاموس: أمامة كتمامة, ثلاثمائة من الإبل, وأصله في المحكم, وأغفله الجوهري, وزدته تتميمًا للنظائر في الجملة. (والعرج) بفتح المهملة وكسرها مع سكون الراء وآخره جيم (نحو خمسمائة من الإبل) إلى الألف في قول الأصمعي, (وقيل) أي قال بعض اللغويين: (العرج من الإبل ثمانون إلى التسعين) بتقديم الفوقية على المهملة, به صدر الجوهري, وذكره المجد ثانيًا. وقال أبو عبيدة: مائة وخمسون وفوق ذلك. وقيل غير ذلك مما هو في القاموس وغيره.

هذا باب في ألوان الإبل

هذا باب في ألوان الإبل جمع لون بالفتح, وهو صفة الجسد من البياض والسواد والحمرة وغير ذلك, فيقال: لونه أحمر وأصفر وأسود ونحو ذلك. (الأدم) بالضم جمع آدم - كما يأتي: (الإبل الخالصة البياض) الشديدته, وقيل: مع سواد عيونها بخلاف الأدمة في بني آدم فهي السمرة, وفي الظباء فهي الغبرة كما هو مشهور, والله أعلم. (ويقال) في المفرد: (جمل آدم) على أفعل, وأبدلت الثانية ألفًا لوقوعها ساكنة بعد نقلها على ما عرف في الصرف, وكذا نظائره (وناقة أدماء) بالفتح. (والعيس) بكسر العين والسين المهملتين بينهما تحتية ساكنة, جمع: هي النوق (التي يخالط بياضها) بالنصب مفعول مقدم (شيء) فاعل (من شقرة) بضم الشين المعجمة, وهي حمرة تعلوا بياضًا في الإنسان, وحمرة صافية في الخيل, قاله ابن فارس. قال الجوهري بعد هذا التفصيل: وبعير أشقر: شديد الحمرة, وقد شقر كفرح, فهو أشقر, وهي شقراء, في جميع الأنواع.

(ويقال) في المفرد (جمل أعيس, وناقة عيساء). ومثله في الصحاح وأنشد: أقول لخاربي همدان لما ... أثارا صرمة حمرا وعيسا أي يبضا. قال: ويقال هي كرائم الابل. واقتصر المجد على ما للمصنف. (والصهب) بضم الصاد المهملة وسكون الهاء: (التي تغلب عليها الشقرة) , الواحد أصهب والأنثى صهباء, وأنه أراد بالشقرة الحمرة. وفي الصحاح: الأصهب من الإبل: الذي يخالط بياضه حمرة, وهو أن يحمر أعلى الوبر وتبيض أجوافه. وكلام القاموس يرجع معناه إليه. (والحمر) بالضم: (الخالصة الحمرة) , وجمل أحمر, وناقة حمراء. (والرمك) بالضم (التي يخالط حمرتها) بالنصب مفعول (سواد) هو الفاعل. (يقال) في الوصف: (بعير) , ولو قال جمل لكان أولى مع الاختصار (أرمك, ناقة رمكاء) , وقال أبو عبيد: بدل حمرتها كمتتها, وهو قريب منه. (و) النوق (الورق) بالضم: (التي يخالط سوادها بياض) وهو لا ينافي ما نقله الجوهري عن الأصمعي لأنه بمعناه (يقال) فيه مامر: (بعير أورق, وناقة ورقاء) وقد ورقت ورقة بالضم كحمرت حمرة.

(والخور) بضم الخاء المعجمة وسكون الواو والراء المهملة: (التي) تكون (ألوانها بين الغبرة) بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة, وهي لون شبيه بالغبار (والحمرة, وفي جلودها رقة. يقال) في الوصف (ناقة خوارة) بفتح الخاء والواو المشددة, فجمعه على خور غير مقيس, بل لا نظير له, ووصفوا الخوارات بأنها الغزيرات. (قالوا) أي العرب, وعزاه لأنهم أعرف بأحوال الإبل وأخبر بمنافعها: (والحمر من الإبل: أظهرها جلدا) أي أنظفها وأبعدها عن القذر. (والورق: أطيبها لحمًا) وليست بمحمودة عندهم في العمل والسير كما نقله الجوهري عن الأصمعي. (والخور: أغزرها) أي أكثرها (لبنًا). وكثير من أرباب التصانيف اقتصروا على كونها غزرا, دون التعرض للونها. (وأكثر ما تكون النجابة) مصدر نجب ككرم وزنًا ومعنى (في الأدم) جمع آدم, (والصهب) جمع أصهب. (وقد قال بعض العرب: الرمكاء بهياء) فعلاء من البهاء وهو الحسن, وقد بهو كسرو ورضي ودعا, (والحمراء صبراء) فعلاء من الصبر, أي لها جلادة وقوة على الحمل والسير, ولذلك يميلون إلى إيثار حمر النعم على كل محبوب. (والخوارة غزراء) فعلاء من الغزارة, مصدر غزر لبنها ككرم: إذا كثر, أي: غزيرة الألبان, كما مر. (والصهباء سرعاء) أي كثيرة الإسراع. وفي

نسخ كلها مقصورة, كأنها فعلى مؤنث أفعل على المرجوح, والله أعلم. (وقالت) بالتأنيث باعتبار الجماعة, والأولى تركها (بنو عبس) بفتح المهملة وسكون الموحدة, هو أبو قبيلة من قيس, وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر, وأولاده مذكورون في معارف ابن قتيبة وغيره: (ما صبر معنا في حربنا إلا بنات العم) العبسيات (من جميع النساء, ومن الإبل إلا الحمر) لأنها أجلد كما مر (ومن الخيل إلا الكمت) بالضم جمع كميت مصغرًا, وهو البالغ الحمرة كما سيأتي. وفي نسخة: إلا الكميت بالإفراد, وصححت, والأولى أنسب. والله أعلم.

هذا باب في أنواع سير الإبل

هذا باب في أنواع سير الإبل (العنس) محركة: (ضرب) بالفتح كالنوع وزنًا ومعنى, (من سير الإبل) (وهو) أي العنق (المشي السريع الذي يتحرك فيه عنق البعير, يقال: أعنق البعير) رباعيًا (يعنق إعناقًا) بالكسر. وفي التوشيح: العنق: سير بين الإبطاء والإسراع. وقيل: سير سهيل في سرعة. وفي سيرة الشامي: أن يباعد بين خطاه ويتوسع في جريه عكس الهملجة. (وفوق ذلك) أي الإعناق (الرتك) بفتح الراء والفوقية وتسكن (وهو) أي الرتك (مقاربة الخطو في إسراع) خاص بالإبل (وشبيه به) أي بالرتك (الخفد) بفتح الخاء المعجمة والفاء وبالدال المهملة مصدر خفد كفرح.

(يقال) في الفعل منهما: (رتك) بالفتح (يرتك) بالضم كنصر (رتكا) بالفتح والتحريك. (ورتكانا) بالتحريك. (وخفد) بالكسر والفتح, (يخفد) بالفتح مضارع المكسور, وبالضم مضارع المفتوح, لأنه كفرح ونصر, (خفدا) بالفتح مصدر خفد كنصر, وبالتحريك مصدر حفد كفرح, (وحفدانا) محركة مصدر المفتوح فقط. (فإذا ارتفع سيره حتى يكون) أي يصير (عدوا) أي جريا, وقد عدا كدعا (يراوح فيه ما بين يديه) بأن يقدم على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة أخرى, (فذلك) العدو هو (الخبب) بفتح الخاء المعجمة والموحدة. قال المجد: الخبب محركة: ضرب من العدو, أو كالرمل, أو أن ينقل الفرس أيامنه جميعًا وأياسره جميعًا, أو أن يراوح بين يديه في السرعة. (يقال) في الفعل منه: (خب البعير) بفتح المعجمة والموحدة المشددة (يخب) بالضم على خلاف القياس, (خببًا) محركة, وخبا بالفتح, وخبيبًا. و(الدأدأة) بمهملتين وهمزتين (والدئداء) بالكسر (سير فوق الخبب) أي أعلى منه وأشد. قال المجد: دأدأ دأدأة ودئداء: عدا أشد العدو, أو أسرع وأحضر, وفي أثره: تبعه. ومثله في الصحاح وأنشد: واعرورت العلط العرضي تركضه ... أم الفوارس بالدئداء والربعة قلت: العلط بضمتيم. قال الأصمعي: ناقة علط: بلا خطام, وقال الأحمر: بلا سمة. ونقله الجوهري وأنشد البيت.

(وفوق ذلك) - أي الدأدأة: (الربعة) بفتح الراء والموحدة والعين المهملة, مبتدأ, خبره الظرف قبله, (وهو) أي السبر المفسر بالربعة (أن يضرب البعير الأرض بقوائمه كلها). قال في المحكم: ارتبع البعير: أسرع, قال: بأن تحتي أخدريا أحقبا ... رباعيًا مرتبعًا أو شوقيا والاسم الربعة, قال: واعرورت العلط العرضي تركضه ... أم الفوارس بالدئداء والربعة وقال الجوهري: الربعة أشد عدو الإبل. يقال: مر البعير يرتبع: إذا ضرب بقوائمه كلها, قال الشاعر: واعروت العلط .................... البيت. وفي بعض النساخ بدل والدأدأة «والربذ سير ... الخ» وهو بفتح الراء والموحدة وبالذال المعجمة مصدر ربذ كفرح فهو ربذ ككتف, أي خفيف القوائم في مشيه لكن النسخة الأولى أصح وأشهر. (والنص) بفتح النون وشد الصاد المهملة: (سير مرتفع. يقال: نصصت البعير) بالفتح (أنصه) بالضم على القياس (نصًا) بالفتح. وأنشدني الشيخ أبو عبد الله بن الشاذلي لأبي زيد بن حارثة:

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل (ولا يقال: نصب البعير) أي لازمًا, بل إنما يستعمل متعديًا - وفسره المجد وغيره بقوله: نصب ناقته: استخرج أقصى ما عندها من السير. (والنصب) بفتح النون وسكون الصاد المهملة: (سير بين العدو والمشي) , كأنه مصدر نصب نصب سيرة إذا رفعه, أو هو أن يسير طول يومه, وهو سير لين, قاله في القاموس. (والرفع) بالفتح: (أوسع ما يكون من السير) تقول: رفع البعير في سيره. إذا بالغ فيه, ورفعته أنا, لازم متعد, كما في القاموس وغيره. (ومن) بعض (ضروب السير) أي أنواعه: (الوخد) بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وبإبدال المهملة (والوخيد) والخدان محرمة, وقد وخد كوعد: أسرع أو رمى بقوائمه كمشي النعام, والوخد: سعة الخطو, وهو آخد. وقد وقع لابن هشام في شرح الكعيبة ضبطه بالذال المعجمة, وأن «خذى» مقلوب منه, وهو غلط من وجهين: أحدهما أنه لا قائل من أئمة اللغة بإعجام الدال فيهما. الثاني: أن خذى يائي كرمى, ووخد واوي الفاء, فكيف يتصور فيه القلب, ولا سيما وكل واحد منهما كامل التصرف وما كمل تصرفه لا يجوز ادعاء القلب فيه, ولذلك غلطوا الجوهري في ادعائه أن الجذب مقلوب من الجبذ كما هو مشهور. والله أعلم.

(والإرقال) بالكسر, مصدر أرقلت الناقة: إذا أسرعت, ومنه قول كعب بن زهير: لها على الأين إرقال وتبغيل (والذميل) بفتح الذال المعجمة كأمير, مصدر ذملت الناقة تذمل وتذمل, ذملًا وذمولًا وذميلًا وذملانًا: إذا سارت سيرًا لينًا, والذميل فوق العنق كما أشار إليه المجد. (والملع) بفتح الميم وسكون اللام وبالعين المهملة: الإسراع وحركة العنق, وقد أملعت رباعيًا, وامتلعت. (والرسيم) كأمير, مصدر رسم البعير كضرب: أسرع, ومن شواهد الاستثناء: مالك من شيخك إلا عمله ... إلا رسيمه وإلا رمله والشيخ في البيت الجمل كما صرحوا به. (والتخويد) بالخاء المعجمة والدال المهملة, مصدر خودت الناقة: إذا أسرعت. (والعسيج) بالعين والسين المهملتين والجيم كأمير, مصدر عسجت الناقة في مشيها: إذا مدت عنها. وأنشد الجوهري لذي الرمة: والعيس من عاسج أو واسج خببًا ... ينحزن من جانبيها وهي تنسلب

يقول: الإبل مسرعات يضربن بالأرجل في سيرهن ولا يلحقن بنافتي. قلت: ينحزن من النحز بفتح النون وسكون الحاء المهملة والزاي, وهو الدفع والنخس, وقد نحزته برجلي: أي ركلته, قاله الجوهري وأنشد البيت. (والوسيج) مصدر وسج كوعد: أسرع في السير. وأنشد الجوهري بيت ذي الرمة السابق. (والوضع) بالفتح, مصدر وضع البعير في سيره بفتح الواو والضاد المعجمة, أي: أسرع. وقال: يا ليتني فيها جدع ... أخب فيها وأضع (والوجيف) بفتح الواو وكسر الجيم, مصدر وجف البعير والفرس كوعد, وجفا ووجيفا: إذا أسرع, وأوجفته, قال تعالى: {فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب}. (يقال: وضع البعير) بالفتح (يضع) بالفتح أيضًا لمكان حرف الحلق, وأصله يوضع بالكسر, ولذلك حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها في الأصل, ثم فتح للحرف الحلقي على ما عرف في التصريف (وضعا) بالفتح. (وأوضعه راكبه) بالألف, لأنها ما أدوات التعدية, (إيضاعًا) بالكسر مصدر. (كل هذه) المذكورات (أنواع من السير سريعة) , كما أومأنا لبعض ذلك.

[باب في الخيل]

[باب في الخيل] هذا (باب في) أحوال (الخيل) , بفتح الخاء المعجمة وسكون التحتية, اسم لجماعة الأفراس, لا واحد له من لفظه, وقيل: مفرده خائل, لأنه يختال والأول أِهر, وهو مؤنث سماعي يعم الذكور والإناث, سميت لاختيالها, قال أبو حاتم, قال الأصمعي: جاء معتوه إلى حلقة ابن العلاء, فقال: يا أبا عمرو, لم سميت الخيل خيلا؟ فقال: لا أدري. فبقال: لكني أدري, فقال: علمنا. قال لاختيالها في المشي. فقال أبو عمرو لأصحابه بعدما ولي: اكتبواة الحكمة وارووها ولو عن معتوه. (الحصان) بكسر الحاء وفتح الصاد المهملتين: (الذكر) فلا يستعمل في الإناث (من الخيل) وقيل: هو المضنون بمائة فلا ينزى إلا على كريمة, ثم كثر حتى سموا كل ذكر حصانًا كما في الصحاح, وقيل: سمي لأنه يكون كالحصن المانع لراكبه كما أشار إليه ناظم الفصيح, وأوضحته في شرحه, وهو في المصباح أيضًا. (والحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم: (الأنثى) من الخيل,

لا تطلق على الذكر, ولا تلحقها الهاء, ولذلك لحنوا من قال: حجرة. (وتسمى) أي الأنثى: (الرمكة) محركة, قال المجد: الرمكة محركة: البرذونة تتخذ للنسل, والجمع رمك, وجمعه أرماك, ومثله في الصحاح. (والجواد) بفتح الجيم كسحاب: (والفرس الكريم السريع) , فرس جواد, بين الجودة بالضم: رائع. وقد جاده جودةً وجودًا, وأجود كما في القاموس والصحاح وغيره, وفي نظم الفصيح أنه يقال جودة بالفتح, وبيانه في شرحه مبسوط مع فوائد جمة. (والطرف) بالكسر: (مثله) , أي مثل الجواد في المعنى, وقيده أبو زيد بالذكور خاصة وهو الأظهر, وإن كا كلام الأصمعي عامًا, ومن إنشاده: قد جاءنا الطرف الذي أهيدته ... البيت. (والعناجيج) بالعين المهملة وجيمين: (جياد الخيل) جمع جواد و (الواحد عنجوج) بالضم, قاله أبو عبيد, ومن شواهد المغني وغيره قول أبي دؤاد: ربما الجامل المؤبل فيهم ... وعناجيج بينهن المهار

وأنعمته شرحًا في شرح شواهد التوضيح. (واليعبوب) «يفعول» من عب الماء بالمهملة والموحدة: (الفرس الجواد) فسروه بالكثير الجري, كأنه الماء يعب. قال السهيلي في الروض: اليعبوب من الخيل: الشديد الجري, ويقال الطويل والأول أصح لأنه مأخوذ من عباب الماء وهو شدة جريه, وأطال في تصحيحه بما نقلنا في شرح القاموس وغيره, وهذا خلاصته. (والهضب) بكسر الهاء وفتح الضاد المعجمة وشد الباء الموحدة: (الكثير العرق) محركة, وهو الرشح الذي يكون من الحيوان, لشبع أو تعب أو نحو ذلك, وعرق الخيل يدل على كرمها, وأنشد الجوهري لطرفة: من عناجيج ذكورٍ وقحٍ ... وهضباتٍ إذا ابتل العذر (والطمر) بكسرتين وشد الراء (السريع: وقيل المشرف) أي المرتفع العالي, من أشرف إذا علا شرفا, وفي القاموس: الطمر كفلز: الفرس الجواد أو الطويل القوائم الخفيف أو المستعد للعدون. فقوله: أو الطويل هو معنى المشرف وقوله: أو المستعد هو السريع عند التأمل, وفي الصحاح إيماء إليه أيضًا. (والعجلزة) بكسر المهملة واللام وفتحهما, بينهما جيم ساكنة آخره زاي

فهو تأنيث: (الفرس الشديدة). قال في الصحاح: ناقة عجلزة وعجلزة: أي قوية شديدة, الفتح لتميم, والكسر لقيس, وفرس عجلزة أيضًا. قال بشر: على شقاء عجلزةٍ وقاح ولا يقال للذكر, زاد المجد: نعم يقال جمل عجلز, أي بغير هاء. (والمقربة) بفتح الراء, اسم مفعول من أقربه: جعله قريبًا: (الخيل المعدة) اسم مفعول أيضًا (للحرب) , أي القتال كما يأتي, (فهي تقرب وتكرم) مجهولين أي يقربها أهلها ويكرمونها استعدادًا لملاقاة العدوة, فأما المقربات بصيغة الفاعل فالتي قرب ولادها, يقال: أقربت المرأة والفرس: إذا دنا ولادهما, ولا يقال ذلك في النوق كما نبه عليه الجوهري وغيره. (والمذاكي) بالذل المعجمة: (الخيل المنتهية في السن). قال المجد: هي التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان, وذكى تذكية: أسن وبدن, (وهي المذكيات أيضًا) , وإنما المذاكي جمع تكسير, والمذكيات جمع سلامة, (واحدها) أي مفرد الخيل التي جمعت هذين الجمعين (مذكٍ) بضم الميم وفتح الذال المعجمة وشد الكاف: اسم فاعل من ذكى: إذا أسن كما **, (ومنه قولهم) - أي العرب في المثل: (جري المذكيات غلاء) جمع غلوة, (ويروى غلاب) بالكسر, مصدر غالبه مغالبة وغلابا. قال أبو الفضل الميداني في مجمع الأمثال: الغلاب: المغالبة, أي: إن المذكي يغالب مجاريه فيغلبه لقوته, ويجوز أن يراد أن ثاني جريه أبدًا أكثر من باديه, وثالثه أكثر من ثانيه, فكأنه يغالب بالثاني الأول, وبالثالث الثاني, فجريه أبدًا غلاب, وهذا معنى قول أبي عبيد حيث قال: فهي تحتمل أن تغالب الجري

غلابًا. ويروى: «جري المذكيات غلاء» جمع غلوة, يعني أن جريها يكون غلوات, ويكون شأوها بطينًا لا كالجذع, يضرب لمن يوصف بالتبريز على أقرانه في حلبة الفضل. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: وكأن الجو ميدان وغى ... رفعت فيه المذاكي رهجا (والمراخي) من الخيل: (السراع) جمع سرير ككريم, وكرام. (واحدها مرخاء) كمعطاء, من الرخو بالخاء المعجمة, وهو الشيء السهل اللين, سميت لسهولة عدوها ولين مشيها بلا مشقة. (والسابح: الفرس السريع الذي كأنه يسبح) بالفتح مضارع سبح كمنع: إذا عام (بيديه) في سيره, وفي الأساس أنه مجاز كالسبوح كصبور. (والمسح) بكسر الميم وفتح السين وبالحاء المهلمتين المشددة: (السريع أيضًا, كأنه يسح العدو) , هو بالضم مضارع سح, والعدو بالفتح كالجري وزنًا ومعنى: الإسراع, (أي يصبه) بالضم مضارع صب الماء وغيره: إذا أراقه, وقد قيدا السح بأنه الصب, وربما يشعر به التأكيد بالمصدر في قوله (صبًا). (والصافن الذي يرفع إحدى قوائمه) الأربع على طرف الحافر (إذا وقف, ويقوم على ثلاث) قوائم. وأنشد الزجاج في تفسيره: ألف الصفون فلا يزال كأنه ... مما يقوم على الثلاث كسيرا

(يقال: خيل صافنات) جمع سلامة, ومنه الآية. (وصوافن): جمع تكسير على القياس, وقد صفنت الخيل, كضرب, صفونا. (والمسنفات) بكسر النون اسم فاعل من أسنف الفرس: إذا تقدم أمام الخيل, ولذا فسرها بقوله (من الخيل: المتقدمات: في السير) بكسر الدال المشددة, أي تقدمت على غيرها. كلما سمعت المسنفة بكسر النون فهي الخيل, وكلما سمعت المسنفة بفتحها فهي الإبل المربوطة بالسناف بكسر السين المهملة, وهو حبل يشد به الرجل, لأن أربابها أسنفوها, فهي مسنفة بالفتح. (ويقال: فرس بحر وغمر) بفتح الغين المععجمة وسكون الميم: (إذا كان كثير الجري) , وفي الحديث: «وإن وجدناه لبحرا» والزمخشري يحمل أمثال هذين على المجاز, (وفرس محضير) بكسر الميم كمسكين, ويقال محضار أيضًا كمعطار كما حكاه ابن سيده في المحكم, فلا اعتداد بقول المجد كالجوهري: لا محضار, والله أعلم. (إذا كان عداء) بشد الدال, أي كثير العدو, لأنه مبالغة فيه, (يقال: أحضر الفرس) رباعيًا (إذا عدا) أي جرى وأسرع (والحضر) بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة اسم منه, (والإحضار) بالكسر مصدر أحضر (العدو) , أي الجري والإسراع.

[ومن عدو الخيل]

[ومن عدو الخيل] (ومن بعض صفات) , وفي بعض النسخ المصححة «عدو» بدل «صفات» , أي: إسراع (الخيل) , وهو الأنسب بما ذكره بعد, لأنه لم يتعرض للصفات أصلًا, وإنما ذكر أنواعًا من العدو, ولو وجدت نسخة فيها: «ومن صفات عدو الخيل» لكانت صحيحة أيضًا, والله أعلم. (الهملجة) بفتح الهاء واللام بينهما ميم ساكنة وآخره جيم فهاء تأنيث (وهي سير يزيد على العنق) محركة كما, وهي سير الهملاج بالكسر, وهو من البراذين ما يسرع مشيه ويكثر نقله على هيئة مخصوصة, وتسميه العامة «رهوان» , قاله في شرح الشفا, وصرحوا بأنه فارسي معرب. (والإلهاب) بالكسر مصدر ألهب الفرس في عدوه: إذا جد حتى أثار الغبار (وهو اضطرام الجري) أي اشتعاله واتقاده, افتعال من ضرمت النار: اتقدت, كفرح وكلاهما عند الزمخشري من المجاز عن المبالغة في السرعة كأنها تحترق.

(والرديان) بفتح الراء والدال المهملتين والتحتية, مصدر, (وهو أن يرجم) الفرس (الأرض) أي يرميها (بحوافره) جمع حافر [رجما] تأكيد ليرجم السابق (يقال: ردى الفرس) بالفتح (يردي) بالكسر على القياس كيرمي (رديا) بالفتح (ورديانًا) محركة لما فيه من معنى الحركة كالجولات ونحوه مما مر. (والتقريب) مصدر قرب الفرس في عدوه: إذا رفع يديه معًا ووضعهما معًا, وهو دون الحضر, وله تقريبان: أعلى وأدنى, قاله الجوهري, (مثل الرديان) محركة (وهو) - أي ما ذكر - أو واحد منهما, لأنه يصدق على الآخر, (ضرب من الوثب) بفتح الواو وسكون المثلثة, مصدر وثب كوعد, إذا نفر وطمر. وفي نسخة: و «الوثب» بالعطف وإسقاط ما عداه, أي الوثب من نوع من السير ولا معنى له. والله أعلم. (والخناف) بكسر الخاء المعجمة (أن يهوي) بالكسر مضارع هوى كرمى, وهو السقوط من علو إلى أسفل, أي: ينزل (الفرس بحافره إلى وحشيه) , نسبة إلى الوحش كما يأتي. (وهو) - أي الخناف (سير لين) بشد التحتية وتخفف (سهل) تأكيد لأنه بمعنى اللين. ولما كان وحشي الفرس والحافر غير متعارف بين الناس احتاج إلى تفسيره فقال: (والوحشي) كالمنسوب إلى الوحش وإن تنوسي فيه, (من حافره) أي الفرس (ما أدبر منه عن يديه, والإنسي) بالضم كأنه منسوب إلى الأنس, وهو خلاف الوحشية: (ما أقبل

منه عليه) , أي الفرس قال في المحكم: وقال بعضهم: أنسي القدم: ما أقبل منها على القدم الأخرى, ووحشيها: ما خالف إنسيها. (فأما الجانب الوحشي) المراد جانب الدابة لا جانب الحافر كما قد يتوهم, لأنه لا يستقيم كما هو ظاهر, (فالأيمن) أي: فالجانب الأيمن (في قول أبي زيد الأنصارى) وأبي عمرو. قال عنترة: وكأنما تنأى بجانب دفها الـ ... وحشي من هزج العشي مؤوم وإنما تنأى بالجانب الوحشي لأنه سوط الراكب في يده اليمنى, قال الراعي: فمالت على شق وحشيها ... وقد ريع جانبها الأيسر ويقال: ليس من شيء يفزع إلا مال على جانبه الأيمن, لأن الدابة لا تؤتى من جانبها الأيمن, وإنما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر, فإنما خوفها منه, والخائف إنما يفر من موضع المخافة إلى موضع الأمن. قاله الجوهري: (والأنسي الأيسر, وقيل: الوحشي هو الأيسر, والأنسي هو الأيمن, هذا قول أبي عبيدة والأصمعي). وعن الأصمعي وحده نقل الجوهري (قال أبو عبيدة: وكذلك هو) أي الوحشي والأنسي على ما اختاره هو والأصمعي (في الناس أيضًا) فلا يختص بالداب. (وقد

توصف الإبل بالخناف أيضًا) كما توصف به الخيل, (يقال: ناقة خنوف وجمل خنوف) كصبور فيهما (الذكر والأنثى في ذلك) الوصف (سواء). (والضبع) بفتح المعجمة وسكون الموحدة وآخره مهملة: (أن يهوي الفرس بحافره إلى عضده إذا عدا) أي أسرع (وقيل وهو) أي الضبع (أن يمد) بالضم مضارع مد بالفتح (ضبعيه) تثنية ضبع بالفتح, وقد سبق الكلام فيه, أي عضديه, تثنية عضد, بفتح فضم على الأِهر, وقد مر بيانه (حتى لا يجد بالرفع لانتفاء موجب النصب إلا بتكلف, (مزيدًا) أي زيادة. (وهو الضبح أيضًا بالحاء) المهملة (في قول بعضهم) لعله أبو عبيدة, فقد قال الجوهري: قال أبو عبيدة: ضبحت الخيل ضبحًا مثل ضبعت, وهو السير. (قال الله تعالى: {والعاديات} جمع عادية وهي المسرعة في العدو {ضبحا} مفعول مطلق من العاديات من غير لفظها, كقمت وقوفًا. (وقيل) أي قال غير أبي عبيدة, وهم الأكثر: (الضبح بالحاء (صوت يخرج من صدورها إذا عدت) أي أسرعت, فضبحا مفعول مطلق لمحذوف, أي تضبح, أو مصدر بمعنى الحال, أي تعدو في حالة كونها ضابحة, أي مصوتة وعلى الثاني اقتصر البيضاوي والزمخشري وطوائف المفسرين, وحكى الأول غير واحد أيضًا, وأشار إليهما في الصحاح والقاموس.

فصل في أسماء بعض المشاهير من الخيل وأنسابها

فصل في أسماء بعض المشاهير من الخيل وأنسابها (الخيل الأعوجية منسوبة إلى أعوج وهو فحل كريم) مشهور بالإنجاب. ويقال لأولاده: الأعوجيات, وبنات أعوج, وبنات عوج. قال: تركنا في الحضيض بنات عوجٍ ... عواكف قد خضعن إلى النسور (كان) أي أعوج (لبني هلال بن عامر). قال أبو عبيدة: كان أعوج لكندة فأخذته بنو سليم في عض أيامهم, فصار إلى بني هلال, وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلًا منه. وقال الأصمعي في كتاب الفرس: أعوج كان لبني آكل المرار, ثم صار لبني هلال.

(والخيل الحرونية) بالفتح (منسوبة إلى الحرون) بفتح الحاء وضم الراء المهملتين, (وهو فرس كريم كان لمسلم) , وكنيته أبو صالح (بن عمرو) بالفتح (أبي) - أي والد (قتيبة بن مسلم) وفي بعض النسخ (الباهلي). نسبة إلى باهلة القبيلة المشهورة, وأنشد الجوهري: إذا ما قريش خلا ملكها ... فإن الخلافة في باهله لرب الحرون أبي صالحٍ ... وما ذاك بالسنة العادله (وهو) أي الحرون (من نسل أعوجٍ فيما يقال). قال الأصمعي: هو الحرون بن الأثاثي بن خزز بن ذي الصوفة بن أعوج. قال: وكان يسبق الخيل ثم يحرن, أي يمتنع عن السير. يقال: حرنت الدابة كفرح ونصر: إذا وقفت عند اشتداد جريها, فكان الحرون يحرن حتى تلحقه الخيل, فإذا لحقته سبقها, وهذا هو المشهور كما في الصحاح وغيره. وقيل: إن الحرون كانت لشقيق بن جرير الباهلي. والله أعلم. (ومن) بعض (الفحول المشهورة) بين العرب (التي تنسب) مجهولًا (إليها الخيل) هو النائب عن الفاعل: (الوجيه) بفتح الواو وكسر الجيم آخره هاء. (والغراب) بضم الغين المعجمة كاسم الطائر. (ولاحق) كاسم الفاعل من لحق كفرح: أدركه, لكثرة لحاقه لمن يسبقه. وقد جمعها طفيل الغنوي في قوله: بنات الوجيه والغراب ولاحقٍ ... وأعوج تنمي نسبة المتنسب

(ومذهب) اسمك مفعول من أذهب. (ومكتوم) مفعول بن كتم السر: حفظه (وكانت) هذه الفحول (كلها لغني) بفتح الغين المعجمة وكسر النون: علم على رجل, وهو غني بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان, كما حققته في شرح القاموس في مواضع, لا أنه من غطفان, قاله المجد تبعًا للجوهري, فإنه وهم كما بينته في شرحه. وفي نسخة: (وهي) - أي غني, وأنث باعتبار الخير - (قبيلة) من قيس عيلان كما حققه غير واحد من أهل الأنساب لا من غطفان كما في الصحاح والقاموس, فإن غطفان هو ابن سعد بن قيس, فأعصر أخو غطفان, وغني هو ابن أعصر, فليس غني حيًا من غطفان كما لا يخفى. والله أعلم. (وقيل: كان الوجيه ولاحق لبني أسد). ولذلك كثيرًا ما يجمعان. وأنشدني غير واحد: من الجود من آل الوجيه ولاحقٍ ... تذكرنا أورتارنا حين تصهل (ومنها) أي الفحول المشهورة (قيد) بفتح القاف وسكون التحتية وبالدل المهملة. (وحلاب) بفتح المهملة واللام المشددة وبالموحدة (كلاهما لبني تغلب) بفتح الفوقية وسكون المعجمة وكسر اللام مضارع غلب, وهو أبو حي, لأنه تغلب بن وائل بن قاسط, وهناك تغلب بن قحطان ذكره العيني, ورده لقضاعة, وبينا ذلك في شرح القاموس. (ومياس) بفتح الميم والتحتية المشددة وبعد الألف سين مهملة (وهو لبني أعيى) بفتح الهمزة والتحتية بينهما عين مهملة, كمضارع عيي كفرح (من باهلة). في القاموس أن مياس لشقيق بن جزء, وأن أعيى من جرم لا من باهلة, وفي الصحاح

أغفل مياس وقال: أعيى أبو بطن من أسد. فليحرر. (وداحس) بالمهملات. (والغبراء) كمؤنث أغبر بالمعجمة والموحدة, (وهما لبني عبس) بالفتح كما مر ضبطه, وفي القاموس ما يقتضي أنهما فرس واحد, واضطرب كلامه في المادتين. والتحقيق أنهما اثنان كما قال المصنف, وبسط الكلام فيهما الميداني في قولهم في المثل, «أشأم من داحس» لأنها كانت سبب الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة وأورد قصتهما أيضًا الجوهري والمجد, وكلاهما كانا لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي. (والخطار) بفتح المعجمة والمهملة المشددة آخره راء مهملة. (والحنفاء) كمؤنث أحنف بالحاء المهملة (وهما لبني بدر) ولو قال «لابن» بالافراد لكان صوابًا, لأن صاحبهما هو حذيفة بن بدر وفي قصته مع قيس العبسي قيل: وقد جرت الحنفاء قتل حذيفةٍ ... وكان يراها عدة للشدائد وكان تراهن مع العبسي على مسابقة داحس والغبراء مع الخطار والحنفاء, وجعل الغاية مائة غلوة, والمضمار أربعين ليلة, فأجرى قيس داحسًا والغبراء, وأجرى حذيفة الخطار والحنفاء, فوضعت فزارة كمينًا في الطريق, فلطم الغبراء وكانت سابقًا, أو داحسًا, وهو الموافق لقولهم: «أشأم من داحس» فهاجت الحرب بينهم تلك المدة الطويلة, وبدر (من فزارة) بالفاء والزاي: أبو قبيلة من غطفان كما في غير ديوان, وتتمته في شرح

القاموس. (والنعامة) بالفتح كاسم الطائر (وهي للحارث بن عباد) بالتخفيف كغراب (من بني قيس بن ثعلبة) بفتح المثلثة واللام بينهما عين مهملة: القبيلة المشهورة, وهو القائل كما أنشدنيه الشيخان الإمامان: قربا مربط النعامة مني ... لقحت حرب وائلٍ عن حيال لم أكن من جناتها علم اللـ ... ـه وأني بحرها اليوم صال

هذا فصل في بعض ألوان الخيل

هذا فصل في بعض ألوان الخيل (الكميت) بالضم على صورة المصغر, (الفرس الشديد الحمرة, ولا يقال: كميت حتى يكون عرفه) بالضم, وهو الشعر الذي يكون في عنقه (وذنبه) محركة: ذيله, واحد الأذناب (أسودين). (فإذا) - وفي نسخة فإن (كانا) - العرف والذنب (أحمرين فهو) - أي الفرس (أشقر). قال الجوهري: الكميت من الخيل يستوي فيه المذكر والمؤنث, ولونه الكمتة, وهي حمرة يدخلها قنوء. قال سيبويه: سألت الخليل عن كميت, فقال: إنما صغر لأنه بين السواد والحمرة. كأنه لم يخلص له واحد منهما, فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب, والفرق بين الكميت والأشقر بالعرف والذنب. فإن كانا أسودين فهو كميت, تقول منه: اكمت الفرس اكمتاتًا, واكمات اكميتاتًا مثله. (والورد) بالفتح كاسم النور المشموم: (فيما بين الكميت والأشقر) , أي يوجد في اللون الذي بين هذين, ولو أسقط «في» لكان أبين وأدل, (والجمع وراد) بالكسر. (والأدهم: الأسود) وزنًا ومعنى. (والأحوى: الأخضر) ,

البالغ في الخضرة (الذي يضرب إلى سواد) أي يميل إليه, (والجمع حو) بضم المهملة وشد الواو. (والبهيم: المصمت اللون) اسم مفعول من أصمته: إذا جعله لونًا واحدًا, (وهو الذي لا شية) بكسر الشين المعجمة, أصلها وشية, فحذفت الواو كما حذفت في عدة (فيه, أي لون كان). (وإن كان يوجه الفرس بياض يسير) أي قليل (بقدر الدرهم فما دون ذلك, فذلك) البياض يقال له (القرحة) بالضم. (والفرس أقرح) وقد قرح بفتح القاف وكسر الراء وبالحاء المهملتين كفرح قرحًا محركة. (فإذا جاوز البياض قدر الدرهم فهو الغرة بضم المعجمة وشد الراء (والفرس أغر). (فإن كان بجحفلته) بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة (العليا) صفة الجحفلة بياض (فهو أرثم) بالمثلثة. (والجحفلة من ذوات الحوافر) والخيل والبغال والحمير (بمنزلة الشفة) وهو طبق الفم, ولامها هاء في الأفصح, وواو في لغية, كما بينته في شرح نظم الفصيح وغيره, (من الإنسان) فلا يقال لها شفة إلا مجازًا, كما لا يقال للإنسان جحفلة ولا شفر إلا كذلك, نبه عليه في الفصيح ونظمه, وأوضحته في شرحه. (فإن كان بجحفلته السفلى فهو ألمظ) وقد المظ, بالميم والظاء المشالة المعجمة, المظاظًا, (وإن كان أبيض الظهر فهو أرحل) بالحاء المهملة, ضد الأرحل من الغنم, فإنه الأسود الظهر. (وإن كان أبيض البطن فهو أنبط) بالنون والموحدة والطاء المهملة في الصحاح: والنبطة بالضم: بياض يكون تحت إبط الفرس وبطنه, يقال: فرس أنبط, بين النبط. قال ذو الرمة: كلون الحصان الأنبط البطن قائمًا ... تمايل عنه الجل, واللونُّ أشقر (وإن كانت قوائمه الأربع بيضًا لا يبلغ البياض منها إلى الركبتين فهو

محجل) اسم مفعول من التحجيل. (فإن كان البياض بيديه دون رجليه فهو أعصم) بالعين والصاد المهملتين. وفي الصحاح ما يقتضي أنه أعصم ولو كان البياض في يد واحدة, لكن يقال: أعصم اليمين وأعصم اليسار, وفيه تأمل أوضحناه في شرح القاموس. (فإن لم يبيض من قوائمه إلا رجل واحدة فهو أرجل) بالجيم (وذلك) أي الرجل محركة, وهو ابيضاض رجل واحدة (مذموم) معيب عند العرب, (إلا أنيكون مع الرجل) محركة (وضح) بالتحريك, أي بياض (غيره) أي غير الرجل, وأكثر ما يستحسنونه إذا كان في الوجه (فلا يذم) لذهاب الوضح بقبح الرجل. وأنشد الجوهري: أسيل نبيل ليس فيه معابة ... كميت كلون الصرف أرجل أقرح فال: فمدح بالرجل لما كان أقرح.

هذا باب في أسماء جماعات الخيل

هذا باب في أسماء جماعات الخيل (الكتيبة) بفتح الكاف وكسر الفوقية, ومن ثلثها فقد وهم: (الجماعة من الخيل) مجتمعة, مأخوذة من الكتب وهو الجمع, أو لأنهم يكتبهم الإمام. وفي القاموس: الكتيبة: الجيش أو الجماعة المنحازة من الخيل, أو جماعة من الخيل إذا أغارت من المائة إلى الألف. وكتباه تكتيبًا: هيأها, (والجمع الكتائب) , ومن تشبيهات القاضي عياض العجيبة ما أنشدناه شيخنا الإمام ابن المسناوي وغيره غير مرة: انظر إلى الزرع وخاماته ... تحكي وقد ماست أمام الرياح كتيبةً خضراء مهزومةً ... شقائق النعمان فيها جراح (والرعلة) بفتح الراء وسكون العين المهملتين: (القطعة من الخيل). وكذلك الرعيل كأمير. والجمع رعال, قال طرفة: ذلق في غارةٍ مسفوحةٍ ... كرعال الطير أسرابًا تمر

وفي مختصر العين أن الرعيل الجماعة السابقة من الخيل. وفي القاموس: الرعلة: القطعة القليلة من الخيل كالرعيل, أو مقدمتها, أو قدر العشرين أو الخمسة والعشرين. (وكذلك السرية) كعطية, قيل: سموا سرية لأنهم يكونون بأخيار العسكر, كأنها مؤنث السري, أي النفيس الشرايف, ويرشد إليه قول الزمخشري في الفائق: السرية من قولهم: يستري بين العسكر, أي يختار من سرواتهم, وظاهره يقتضي أنها واوية, والمشهور أنها يائية من سرى: إذا مشى ليلًا, لأن ذلك شأنها. قال المجد. من خمسة أنفس إلا ثلاثمائة, إلى أربعمائة, وهو نظير قول ابن الأثر في النهاية: أقصاها أربعمائة. وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: إنها من مائة إلى خمسمائة فما زاد فمنسر فإن زاد على ثمانمائة فجيش, فإن زاد على أربعة آلاف فجيش جرار. وقد أودعنا ذلك شرح القاموس وحواشي القسطلاني. (والمقنب) بكسر الميم وفتح النون: (جماعة الخيل) ما بين الثلاثين إلى الأربعين, أو زهاء ثلاثمائة. وأنشدني العلامة ابن الشاذلي: هيهات لا تنجي من الـ ... ـموت الكتائب والمقانب وقوله: (تجتمع للغارة) أي للإغارة, فحذفوا الألف لكثرة الاستعمال. وأغار على القوم: تقدم لأخذهم, قيد خلت عنه الدواوين. (وكذلك المنسر) كمنبر ومجلس. قال الجوهري: قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير. قال لبيد يرثي قتلى هوازن:

سمالهم ابن الجعد حتى أصابهم ... بذي لجبٍ كالطود ليس بمنسر (والفيلق) كصيقل: (الكتيبة العظيمة). وفسرها الأكثر بالجيش. (والخميس) بفتح المعجمة وكسر الميم (الجيش) لأنه خمس فرق: المقدمة, والقلب, والميمنة, والميسرة, والساقة, قاله المجد. وفي النهاية: قيل للجيش خميس لأنه تخمس فيه الغنائم, وفيه تأمل. وأنشدنا الشيوخ مرارًا: فلا كتب إلا المشرفية والقنا ... ولا رسل إلا الخميس العرموم أي الجيش الجرار, وأنشدني الشيخ ابن الشاذلي: لا يحتمي بالجيش, كلا بل به ... وببأسه الجيش العرموم يحتمي (والجحفل) بفتح الجيم وسكون المهملة وفتح الفاء: (الجيش العظيم).

(أسماء الخيل في السباق)

(أسماء الخيل في السباق) هذه ترجمة مستقلة, كأنها خبر مبتدأ محذوف, أي هذه أسماء, أو على حذف مضاف, أي هذا باب أسماء الخيل في السباق, بالكسر, مصدر لـ: سابقه سباقًا ومسابقةً: إذا أراد كل واحد أن يسبق صاحبه. (أولها المجلي) فاعل من جلى تجليةً بالجيم, أي تقدم غيره, (وهو السابق المبرز). فاعل من برز على أقرانه: إذا فاقهم وانفرد عنهم, ومنه العدل المبرز من الفقهاء, وقد برز تبريزًا. (والمصلي) كالفاعل من صلى تصلية, سمي لأن رأسه يكون عند صلا الأول, أي ما حول ذنبه (وهو الثاني). (والمسلي) كالفاعل من سلاة تسلية: إذا جعله ساليًا, لأنه يسلي راكبه بكونه في أول الحلبة (وهو الثالث). (والتالي) كفاعل تلا كدعا, أي تبع, لأنه تابع لمن تقدمه, مجتهد في تحصيله, وهو (الرابع). (والمرتاج) صفة من استراح لاستراحته حتى تقدمه جماعة (وهو الخامس). (والعاطف) فاعل من عطف عليه: إذا كر, أو من عطف: إذا أشفق وخاف, كأنه مشفق من أن يدركه من خلفه ولا يدرك هو من أمامه, وقد خلت منه الدواوين المشهورة كالصحاح والقاموس ومختصر العين (وهو) أ] العاطف

(السادس). (والخطي) بفتح الحاء المهملة وكسر الظاء المشالة المعجمة أي له خظوة بالنسبة لمن وراءه, أو من حظا كدعا: إذا مشى مشيًا لينًا, وهو كالذي قبله لم يعرج عليه أكثر أرباب الدواوين المشهورة, (وهو السابع). (والمؤمل) كمعظم لأن صاحبه يرجو ويأمل فيه أن لا يبقى أخيرًا, وقد أغفله الأكثرون لأنه غير عربي وذكره المجد, (وهو الثامن). (واللطيم) كأنه فعيل بمعنى مفعول, لأن راكبه يلطمه من كل ناحية ليدرك من أمامه, أو لئلا يدركه من وراءه, والمشهور في اللطيم من الخيل عندهم الذي سالت غرته في أحد شقي وجهه, وعليه اقتصر الجوهري, وذكرهما المجد معًا, (وهو التاسع). (والسكيت) ككميت, وقد تشدد الكاف كأنه سكت ولم تبق له حركة. (وهو العاشر). (والمحفوظ) الذي حفظه الرواة (عن العرب) , ونقلته من هذه الألفاظ ثلاثة: (السابق) وهو الأول المعبر عنه بالمجلي (والمصلي) وهو الثاني (والسكيت الذي هو العاشر. وأما باقي تلك الأسماء) فهو - بالتذكير, لأن معاده «باقي» , وفي نسخة «فهي» بالتأنيث لإضافته لأسماء, وهو الأوفق لقوله: «محدثة» , أي: أحدثها المتكلمون وولدوها, وليست من كلام العرب, وفي نسخة (فأراها) مجهولًا أي فأظنها (محدثة) , إذ لا سبيل للجزم بأنها لم تتكلم بها العرب مع كثرة من نقلها وتكلم بها, وهي الصواب, لأنها في كثير من النسخ وعليها اقتصر الفيومي في النقل.

(والفسكل) بالكسر (الذي يأتي آخر الخيل في الحلبة) بفتح المهملة وسكون اللام. قال في الأساس: الحلبة: مجال الخيل للسباق, ويقال للخيل التي تأتي من كل أوب حلبة. وكلام المصنف بأجمعه نقله الفيومي في المصباح, ثم قال: ونقل في التهذيب من أبي عبيد معنى ذلك, وفي نسخة منه, لا أدري أصحيحة هذه الأسماء أم لا, ثم قال الأزهري: وقد رأيت لبعض العراقيين أسماءها, وروى عن ابن الأنباري هذه الحروف وصححها, وهي السابق والمصلي والمسلي والمجلي والتالي والعاطف والحظي والمؤمل واللطيم والسكيت وقد جمعت في قولي: وخذا المجلي والمصلي والمسلـ ... ـي تاليًا مرتاحها والعاطف وحظيها ومؤمل ولطيمها ... وسكيتها هو في الأواخر عاكف قلت: النظم موافق لترتيب المصنف, وعليه جرى الجماهير الذي لا يحصرون ممن ألف في خيل السباق. وقد عقد لها العلامة أبو عبد الله بن المناصف فصلًا في أرجوزته الموسومة بـ «المذهبة» وذكر ترتيبها واشتقاقاتها فقال: وجملة المخصوص عند العرب ... من سبق الخيل بوضع اللقب عشرة محفوظة الأسماء ... موقوفة النقل عن الفراء

أولها سبقًا هو المجلي ... ينقض مثل النجم أو كالنبل واشتق من جلى بمعنى: أظهرا ... ما كان عن أمر الرهان مضمرا وقد يقال أيضًا: المبرز ... والسابق الكل بهن ينبز والفرس الثاني هو المصلي ... لأنه يليه دون فصل فهو كأن رأسه تراه ... عند صلا السابق أو أخراه وثالث الخيل هو المسلي ... من السلو في اشتقاق الفعل كأنما سابقه به سلا ... إذ جاء بعد السابقين أولا وبعده الرابع وهو التالي ... لتلوه الثالث في الإعجال فنسبه الرابع للمسلي ... كنسبة الثاني من المجلي ثم يليه الخامس المرتاح ... كأنه من كده يرتاح إذ كان يخشى أن يكون بعد ... لكونه في السبق منه بعد وبعده السادس وهو العاطف ... عطفًا على المرتاح يعني الواصف لأنه قد فاته ما قبل ... فانضاف للمرتاح أيضًا يتلو فنسبوه منه للتولي ... كنسبة الثاني من المسلي والسابع الذي هو الحظي ... وأصله من حظوةٍ معني لأنه يحظى وإن تأخرا ... بسبق ما خلفه مؤخرا والثامن الذي هو المؤمل ... ليس وراءه لسبقٍ أمل فهو مؤمل الثلاث الباقيه ... بأن يفوز من ملام اللاحيه والتاسع اللطيم فهو يحرم ... حظ الجياد قبله ويلطم لأنه لم يترك المؤمل ... لتلوه حظًا عليه يعمل والعاشر السكيت ليس ينظر ... وما أتى من بعده لا يذكر وأصله ووزنه فعيل ... من السكوت إذ عداه القول

لأنه ماذا عسى تراه ... يقول واللطيم في أولاه ويؤثر السكيت والسكيت ... كلاهما فيه, وقد وفيت وله من قصيدة أخرى مختصرة: جلى وصلى ثم سلى تاليا ... وارتاح للعطف الحظي وأملا وأتى السكيت يلي اللطيم, فلا أتى ... كلاهما حل الحضيص الأسفلا [وقال غيره]: جاء المجلي وصلى بعد صاحبه ... ثم المسلي وتالٍ ثم مرتاح فعاطف فحظي والمؤمل قد ... بذ اللطيم وسكيت به صاحوا [وقال آخر]: أتانا المجلي والمصلي وبعده ... مسلٍ وتالٍ ثم مرتاحه يجري وعاطفه ثم الحظي ومؤمل ... وتحت اللطيم والسكيت له يثري قلت: أثرى الماء من الفرس, بالمثلثة: إذا ندي بعرقه. وقال آخر: أول الخيل في السباق المجلي ... والمصلي ثم المسلي وتال ثم مرتاحاها وثانٍ حظي ... قبله عاطف سريع التوالي ثم يأتي مؤمل واللطيم ... وسكيت مؤخر في المجال وأنشدني شيخنا العلامة ابن الشاذلي فيها:

فجلى الأعر وصلى الكميت ... وسلى فلم يذمم الأدهم وأردفها رابع تاليا ... وأين من المنجد المتهم وما ذم مرتاحها خامسًا ... وقد جاء يقدم ما يقدم وسادسها العاطف المستحير ... يكاد لحيرته يحرم وجاء الحظي لها سابعا ... فأسهمه حظه المسهم وخاب المؤمل فيمن يخيب ... وعن له الطائر الأشام حدا سبعةً وأتى ثامنًا ... وثامنةُ الخيل لا تسهم وجاء اللطيم لها تاسعًا ... فمن كل ناحيةٍ يلط وجاء السكيت لها عاشرًا ... وعلباه من قنبةٍ أعظم وفي هذا كفاية, إذ لو استقصيناه لخرجنا عن شرح الكفاية.

[باب في أسماء الحرب]

[باب في أسماء الحرب] هذا (باب في أسماء الحرب) بالفتح, وهو الترامي بالسهام, ثم المطاعنة بالرماح, ثم المجالدة بالسيوف, ثم المعانقة والمصارعة: إذا تزاحموا فلم يبق للسيف مجال, ومنه المحاربة وهي المقاتية والمنازلة, وأصل الحرب: السلب, أي الأخذ, وقد يستعمل في معناه, يقال: حربه: إذا سلبه, والحرب مؤنثة, ويجوز تذكيرها كما في القاموس وغيره, لكن إذا صغرت التزم فيها التذكير ذهابًا بالمعنى إلى القتال, والله أعلم. (الهيجاء: [الحرب] وهي تمد وتقصر). (والوغى) بالمعجمة مقصورًا (ضجة الحرب) , أي لما فيها من الأصوات والجلبة, وضج ضجيجًا: صوت. (والرحى) بالمهملة مقصورًا: (معظم الحرب) , ويقال حومتها. (والمعركة) بالفتح وتضم الراء. (والمعترك) بضم الميم وفتح الراء اسم مفعول: (موضع القتال) , لأنه مكان الاعتراك والمقاتلة. (وكذلك المأقط) كمجلس لأنه موضع المصارعة, لأنه يقال: أقط قرنه كضرب: إذا صرعه, والمأقطن المضيق في الحرب أيضًا, وهي بالطاء المهملة. (والمأزق) كالذي قبله وزنًا ومعنى. (وحومة القتال) بفتح المهملة وسكون الواو (معظمه) وأشد

موضع فيه. (والملحمة): مفعلة من اللحم, لأنه يسقط في الملاحم, وللتداخل فيها قيل لها ملحمة, كأن لحوم المتقاتلين تختلط وتلتحم, وهي (الوقعة العظيمة). (والغارة) بالمعجمة, اسم من أغار عليهم: إذا وقع عليهم الخيل والرجل لأخذهم, وأصلها إغارة فحذفوا الألف كما حذفوها في طاعة ونحوه لكثرة الاستعمال. وقوله (الشعواء) صفة الغارة, وهي بفتح المعجمة وسكون المهملة: المتفرقة (التي تأتي من كل الجهات) ومن الشواهد العروضية, وأنشده في المغني: قد أشهد الغارة الشعواء البيت. (والهرج) بفتح الهاء وسكون الراء المهملة وبالجيم (الفتنة والاختلاط) وأطلق في الحديث على القتل. ولذلك قال: (وقد يسمى القتل هرجًا) و (الرهج) بفتح الراء والهاء والجيم: (غبار الحرب): رفعت فيه المذاكي رهجا (وهو القسطل) بفتح القاف والطاء بينهما سين مهملة, وتبدل صادًا, وقد يمد فيقال: قسطال, وإن كان فعلال قليلًا كما في الصحاح وغيره. (والعجاج) بالفتح. (والنقع) بالفتح ومنه {فأثرن به نقعًا}. (والعثير) كبسر

المهملة وسكون المثلثة وفتح التحتية آخره راء مهملة. (والمصاع بالكسر مصدر ماصعه بالمهملتين مماصعة ومصاعًا: إذا قاتله وضاربه بالسيف, وأصل المضع الضرب بالسيف كما نقله الخفاجي وغيره: هو (الجلاد) بكسر الجيم, مصدر جالده, كالمجالدة أي المضاربة (بالسيوف) , جمع سيف ويأتي. (والمداعسة) بالمهملات: (المطاعنة) وزنًا ومعنى. والدعس: الطعن. والمدعس كمنبر: الرمح يدعس به, أي يطعن. (والوخض) بالفتح معجم الأخيرين (الطعن في الجوف). وفي الصحاح: الوخض: طعن غير جائف. وقال المجد: الوخض: الطعن يخالط الجوف ولم ينفذ, أو غير المبالغ فيه, ولا منافاة بين كلامهم عند التأمل. (والغموس) بفتح الغين المعجمة وآخره مهملة (الطعنة النافذة) أي الواصلة إلى المنافذ, من نفذ السهم بالمعجمة كنصر: خرق الرمية ودخل في المرمى, وقد يقال غامس بمعنى قاتل. وغمس نفسه في الحرب: ألقاها. ولما كانت الخيل والحروب تستدعي آلات الحرب والسلاح, عقبها بها, فقال:

[باب في السلاح]

[باب في السلاح] هذا (باب في السلاح) بالكسر: آلة الحرب أو حديدتها, وهي تختص بالسيف والقوس ونحوهما, وهو مذكر, ويؤنث كما في القاموس والصحاح وغيرهما. وذكر صفات السيوف - جمع سيف - غير محتاج إلى الاشتقاق. وادعاء يعقوب وابن دريد, أنه مشتق من السواف بالفتح أو بالضم كما حكاه الأصمعي وهو الهلاك, أو من ساف المال كقال: إذا هلك - دعوى لا دليل عليها, مع وضوح بطلانها بأن السيف يائي ولم يسمع بالواو والسواف إنما هو بالواو, وقد وأضحته في شرح القاموس وغيره. وله أسماء زادت على ألف, أوردها المجد في «الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف» ورأيت فيه تأليفًا مستقلًا. (من أسماء السيوف ونعوته) عطفة إشارة إلى أن الألفاظ التي تطلق على السيف إما أسماء له, أو صفات ونعوت, والمختار عند المحققيبن كأبي علي وأضرابه أنه إنما له اسم واحد وهو السيف وما عداه كلها نعوت له, لأنها تدل على أمر زائد على مجرد كونها سيفًا كما هو ظاهر: (النصل) بالفتح, وقيده المجد بما لم يكن له مقبض. (والمنصل) بضم الميم والمهملة بينهما نون ساكنة, وقد تفتح الصاد (والحسام) بضم الحاء وفتح السين المهملتين.

(والمشرفي) بفتح الراء نسبة إلى مشارف الشام كما قاله الأكثر. وقال السعد في مختصره ومطوله: المشارف: اليمن. واعترضوا عليه, ونقل الوجهين في المصابح. وفي ضرام السقط «أنها» نسبة لشرف, وهو قين كان يعمل السيوف وزدت ذلك إيضاحًا في شرح القاموس وحواشي المختصر السعدي. ويوجد في بعض النسخ المصححة: قال امرؤ القيس, وهو ابن حجر الكندي الملك الضليل الشاعر المشهور, وسعت الكلام في ترجمته في حاشية ديوانه وشروح الشواهد: أيقتلني والمشرفي مضاجعي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال وهو من القصيدة المشهورة الطويلة الجامعة التي أولها: ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟ وأراد بمضاجعة السيف أنه رفيقه حتى في النوم كناية عن شدة الملازمة, والمسنونة المحدودة بالمسن, وأراد بها المشاقص. والزرق: الصافية اللامعة والأغوال: الشياطين, وهم يذكرونها للتهويل والتفظيع. قال المبرد: لم يخبر صادق قط أنه رأى الغول. وأنشده شاهدًا على المشرفي وهو قليل إنشاد الشواهد, فلذلك تسقط الشواهد في بعض النسخ, ولا سيما وقد قال في الخطبة, «وأعريته من الشواهد» كما سبق.

(والصارم) بالمهملة: أي القاطع, من صرم الشيء: قطعه. (والمهند) كمعظم والهندواني) بزيادة الواو والنون في آخره على غير قياس في النسب, كما أجازوا ضم الهاء أيضًا للتغيير, وهو السيف المطبوع من حديد الهند. قال في المحكم: الهند لجيل معروف, والسيف الهندواني والمهند منسوب إليهم, وهندت السيف: شحذته. قال: كل حسام محكم التهنيد ... يقضب عند الهز والتجريد سالفة الهامة واللديد وأنشدني غير واحد للحطيئة: ترى الجود يسري سائرًا فوق وجهه ... كما زان متن الهندواني رونق (والصمصام) بالمهملتين والميمين وقد يؤنث بالهاء. (والصفبحة, وهو) ذكره باعتبار الخبر, والمعنى (السيف العريض) (والمصمم) كاسم الفاعل (هو الماضي) , وأصله من التصميم على الأمر, وهو الجزم به والمضاء فيه. (والعضب) بفتح العين المهملة وسكن الضاد المعجمة وبالموحدة (وهو القاطع) كأنه وصف بالمصدر مبالغة, وعضبه: قطعه, (وكذلك القاضب) بالقاف والضاد المعجمة, وقضبه: قطعه, فهو صفة من القضب بمعنى القطع, (والقرضاب) بالكسر الذي يقطع العظام كما في الصحاح.

(والقاصل) كاسم الفاعل من قصل بفتح القاف والمهملة كضرب: إذا قطع. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: إذا الله لم ينصرك فيما تريده ... فلا الدرع مناع ولا السيف قاصل (والجراز) بضم الجيم وفتح الراء وآخره زاي معجمة, (والمخذم) بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الذال المعجمة, مفعل من خذمه: قطعه, لأنه آلة القطع. قال عنترة: فطعنته بالرمح ثم علوته ... بمهندٍ صافي الحديدة مخذمٍ

[من صفات السيف المذمومة]

[من صفات السيف المذمومة] (ومن) بعض (صفاته) , أي السيف (المذمومة) عند العرب: (الكهام) , بفتح الكاف والهاء, قال السموأل, وانشدنيه غير واحد: ونحن كماء المزن ما في نصابنا ... كهام, ولا فينا يعد بخيل (وهو) أي الكهام (الكليل) مبالغة في كلالته وعجزه عن القطع. (وكذلك الددان) بفتح الدالين المهملتين وبعد الألف نون. قال الجوهري: الددان: الرجل لا غناء عنده, والددان: السيف الكهام لا يمضي, ولم توجد الفاء والعين من جنس واحد بلا فاصلة بينهما, وهما متحركتان إلا في هاتين الكلميتن. وفي القاموس أنه يطلق على القطاع أيضًا من أسماء الأضداد. (والمعضد) كمنبر ومفتاح كما في الصحاح وإن أغفله المجد. (وهو الذي يمتهن في قطع الشجر) والحجر (ونحو ذلك).

هذا فصل يتعلق بأطراف السيف ونحوها

هذا فصل يتعلق بأطراف السيف ونحوها (فرند السيف) بكسر الفاء والراء وسكون النون, لا نظير له في الأوزان العربي: (جوهره) أي رواؤه ورونقه ووشيه, وقد يطلق على نفس السيف كما في القاموس وغيره. (وكذلك أثره) بالفتح وبكسر كما في القاموس, وضبطه ابن هشام في شرح الكعبية بفتح الهمزة وضمها, كلاهما مع سكون المثلثة, وعليه فهو مثلث الأول, إلا أن الضم الذي ذكره ابن هشام غير معروف لغيره. وقال الجوهري: قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعي إلا بالفتح, وقال: وأنشدني عيسى بن عمر الثقفي: جلاها الصيقلون فأخلصوها ... خفافًا, كلها يتقي بأثر أي كلها يستقبلك بفرنده. (وذبابه) بضم المعجمة كاسم الطائر المحتقر, وفي المصباح كالصحاح, ذباب السيف: طرفه الذي يضرب به. وفي القاموس: ذباب

السيف: حده أو طرفه المتطرف, فأطلق المصنف ففسره بقوله: (طرفه) محركة, وضميره للسيف. (وغراره) بالكسر: (حده) وأنشدني الشيخ ابن الشاذلي: أجفانهم نفت الغرار كما انتفى ... ماضي الغرار بهم من الأجفان والغرار الأول: النوم, والأجفان: أجفان العين. والثاني: حد السيف والأجفان: الأغماد. ولا يخفى ما فيه من اللطف مع الجناس التام فيهما. (وكذلك ظبيته) بضم المشالة المعجمة كثبة, وأصلها ظبوة بالضم كبرة وثبة في تصريفه. (وغربه) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء. (والعير) بفتح المهملة وسكون التحتية: (الناشز) فاعل من نشز بفتح النون والمعجمة والزاي: إذا ارتفع (في وسطه) محركة. (وقائم السيف) كفاعل من قام: (مقبضه) كمسجد ومقعد ومنبر, وبالهاء فيهن: ما يقبض عليه من السيف وغيره, قاله المجد (ورئاسه) بكسر الراء وفتح الهمزة وبعد الألف سين مهملة (قائمه) أي مقبضه كما مر, وأنشد الجوهري لابن مقبل: إذا اضطجعت سلاحي عند مغرضها ... ومرفقٍ كرئاس السيف إذ شسفا أي ضمر, يعني المرفق. (وسيلانه) بكسر المهملة وسكون التحتية, وزنه «فعلان» بالكسر من سال, وياؤه أصلية: (ما دخل في القائم) أي المقبض وعبر غيره بالنصاب بدل القائم (من حديدته) قال أبو عبيد: قد سمعته ولم أسمعه من عالم, قاله الجوهري.

صفات الرماح

صفات الرماح ترجمة: وهي خبر عن مبتدأ محذوف, أي هذه - على حذف مضاف أولًا, ويجوز كونها مبتدأ والخبر محذوف. والرماح جمع رمح بالضم وهو الآلة المعروفة. (من) بعض (صفات الرماح: الرمح الخطي) نسبة إلى الخط, بفتح الخاء وشد المهملة, وهو موضع بالبحرين ترسي به السفن, تجلب إليه الرماح فتباع فيه, لا أنه منبت كما توهمه بعض, ومنع في الفصيح الكسر, وهو لغة ضعيفة كما في شرح نظمه, فقد أوسعت فيه الكلام هناك. (والسمهري) نسبة إلى سمهر بالفتح: رجل كان مشهورًا بتثقيف الرماح فنسب إليه, وقيل: سمهر موضع في بلاد الحبشة تجلب منه الرماح. (واليزني)

نسبة لذي يزن بفتح التحتية والزاي, أحد أدواء اليمن وأبناء «ذي أصبح» المشاهير بملك اليمن, وولايته وترجمته في شرحنا للقاموس. (ويقال: رمح يزني وأزني) بإبدال التحتية همزة تخفيف, (وأزأني) بزيادة همزة أخرى بعد الزاي بناء على أن أصله يزأن, كيمنع مضارع زأن كما قاله المجد. ولكن صرح الصاغاني بأن زأن غير معروف في الكلام, (ويزأني) بإبدل الهمزة تحتية, (كل ذلك) المذكور من الوجوه (لغات فيه) , واقتصر في القاموس كالصحاح وغيره على ثلاث دون الثانية وهي أزنى فلم يعرجوا عليها. (والرديني) نسبة إلى ردينة مصغرًا, وهي امرأة سمهر. كانا يقومان الرماح بالخط, فتارة نسب للمرأة, وتارة للرجل, وتارة للمكان كما بسطته في شرح نظم الفصيح وغيره. وأغفل المجد ردينة في القاموس تقصيرًا كما أشرت إليه في شرحه, وذكره إياها استطرادًا في سمهر غير كافٍ عن ذكرها في مادتها كما لا يخفى, والله أعلم. (والزاعبي) نسبة إلى زاعب بالعين المهملة. قال الخليل: الرماح الزاعبية منسوبة إلى زاعب لا أدري رجل هو أم بلد. قاله في المحكم. وقال في الأساس: رمح زاعبي, ورماح زاعبية: نسبة إلى رجل من الخزرج يعمل الأسنة, عن المبرد. وقيل: هي العسالة إذا هزت تدافعت كالسيل الزاعب يزعب بعضه بعضًا, أي يدفعه, وياء النسب للنسبة إلى الزاعب

بمعنى التشبه به, أو للتأكيد كياء الأحمري. (والأسمر) لأنه يميل للسمرة في الجملة. (والعاسل) فاعل من عسل بفتح المهملتين كضرب, أي اهتز واضطرب, ومنه العسال لكثرة اهتزازه للينه. (والمدعس) كمنبر وقد سبق أنه الرمح يدعس به. (والمثقف) اسم مفعول من ثقفه بفتح المثلثة وشد القاف: أي سواه وأصلحه, ورمح مثقف كمعظم. (والصعدة) بالمهملات: (القناة) أي الرمح. وقال: وكنت كالصعدة تحت السنان (والمزراق) «مفعال» من زرقه بفتح الزاي والراء كضرب, أي رماه بالمزراق, وهو (الرمح الخفيف) وقيدوه بالقصير. (وكذلك النيزك) بفتح النون والزاي بينهما تحتية وآخره كاف, هو الرمح القصير أيضًا, وهو فارسي معرب كما في الصحاح, ونزكه به ضربه: وفي القاموس هنا ت قصير. (والأله) بفتح الهمزة واللام المشددة: (الحربة) وفي نصلها عرض كما قاله الجوهري. وجمعها: أل بإسقاط الهاء. قال الأعشى: تداركه في منصل الأل بعدما ... مضى غير دأداءٍ وقد كاد يعطب الدأداء من الشهر: ثلاث ليال من آخره, قال الجوهري وأنشد البيت. [ويجمع] أيضًا على إلال مثل جفنة وجفان.

(والأسل) محركة: (الرماح) , وواحدها أسلة. (وقيل الأسل ما دق من الحديد وحد) مجهولًا, أي جعل له حد يقطع به, (فيقع ذلك) الاسم, أي يطلق (على الأسنة) جمع سنان بالكسر, وهي حديدة الرمح المركبة في رأسه (والسيوف ونحوها) مما يكون فيه تحديد. (وأكثر ما تستعمل الأسل) أي هذا اللفظ (في الرماح) تخصها (خاصةً) في أكثر استعمالها (لرقة أطرافها, ودقة حدائدها) جمع حديدة كعطف التفسير, (ومنه أسلة اللسان) محركة. (وهي) أي أسلة اللسان (حيث استدق ورق) عطف تفسير للإيضاح, ويقال لذلك المكان من اللسان: أسلة لرقته, كما يقال أسلة الذراع أيضًا خلافًا لمن زعم أن أسلة اللسان لحدة اللسان في الكلام, فهذا غير وارد بدليل أسلة الذراع, والله أعلم. (وهي) أي أسلة اللسان (العذبة, أيضًا) بفتح المهملة والمعجمة والموحدة. قال الجوهري: عذبة اللسان: طرفه الرقيق. (والوشيج) بفتح الواو وكسر المعجمة وبعد التحتية جيم (الرماح) قضيه أن الوشيج جمع, وأن معناه الرماح, والمشهور أن الوشيج هو شجر تتخذ منه الرماح كما في القاموس والصحاح. ويؤيده قول امرئ القيس: وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ... وتغرس إلا في منابتها النخل؟ (والمران) بضم الميم وشد الراء: (الرماح أيضًا, واحدها مارن) وقيده الجوهري بما لان من الرمح نظير المارن من الأنف. وفي القاموس أن الواحد مرانة فهو اسم جنس جمعي, وعبارته: المران كزنار: الرماح الصلبة

اللدنة, الواحدة مرانة. وكان شيخنا ابن المسناوي - رضي الله عنه - كثيرًا ما ينشد: ذهب الذين يهزهم مداحهم ... هز الكماة عوالي المران وأنشدنا شيخنا ابن الشاذلي: وخز الأسنة والخضوع لناقصٍ ... أمران عند ذوي النهى مران والحزم إن يختار فيما دونه ... مر كوخز أسنة المران (والخرصان) بكسر الخاء المعجمة: (الأسنة: واحدها خرص) مثلث الخاء ساكن الراء مهمل الصاد, وقد يطلق الخرص على الرمح الصغير كما في القاموس وغيره. (وهي) أي الأسنة (القعضبية منسوبة إلى قعضبٍ) بفتح القاف والضاد المعجمة بينهما عين مهملة آخره موحدة, وهو (رجل) جاهلي من بني قيس كما في شرح أمالي القالي (كان يعملها) أي يصنع الأسنة (في الجاهلية). (وثعلب الرمح) بفتح المثلثة واللام بينهما عين مهملة ساكنة: (ما دخل في السنان). (وتحت الثعلب) من الرمح (العامل, وجمعه عوامل) (وهو) أي العامل [ما] تحت السنان إلى مقدار ذراعين. (والعالية) وفي نسخة ثم العالية كاسم الفاعل من علا إذا ارتفع, (وجمعها: عوال, وهي إلى قدر النصف من الرمح). (وما تحت ذلك) المذكور من العالية فما فوقها (إلى الزج) بضم الزاي وشد الجيم, وهي الحديدة التي أسفل الرمح (يسمى) ما كان تحت العالية (السافلة).

[باب في السهام]

[باب في السهام] هذا (باب في السهام) جمع سهم, وهو مجموع القدح والنصل, لأنه واحد النبل من غير لفظه, وبعضهم يجعله نفس النصل كما نقله الفيومي, وبعض بالعكس, والله أعلم. (نصل السهم) بالفتح: (حديدته) التي تجعل في رأسه. (وقدحه) بالكسر: (عوده) بالضم, أي خشبه المنحوت, ومجموع الأمرين هو السهم, ولذلك قال فقهاء اللغة: لا يقال للقدح سهم إلا إذا كان فيه نصل وريش وإلا فلان. (والنضي) بفتح النون وكسر الضاد المعجمة وشد التحتية: (ما عري) بالكسر أي تجرد (من القدح) بيان «لما» أي المكان الذي تجرد من النصل حالة كونه كائنًا من القدح, والحديث يؤيده. لكن في القاموس: النضي كغني: السهم بلا نصل ولا ريش. (والرعظ) بضم الراء وسكون المهملة وبالظاء المشالة المعجمة: (مدخل) بالفتح أي: موضع دخول (النصل في السهم). قال في المحكم: رعظ السهم: مدخل سنخ النصل من فوقه لفائف

العقب. وسنخ النصل بالخاء المعجمة: الحديدة التي تدخل في رأس السهم, وسنخ السيف لسيلانه (والرصاف) بالكسر المهمل الصاد: (العقب) محركة, هو العصب الذي تعمل منه الأوتار الواحدة عقبة. تقول: عقبت السهم والقدح والقوس عقبًا: إذا لويت شيئًا منه عليه. قال الشاعر: وأسمر من قداح النبع فرعٍ ... به علمان من عقبٍ وضرس قاله في الصحاح. والضرس بفتح الضاد المعجمة: العض الشديد بالأضراس يقال: ضرست السهم: إذا عجمته, قاله الجوهري, وأنشد البيت ونسبه لدريد بن الصمة ووصف العقب بقوله: (الذي فوق الرعظ). (والقذذ: ريش السهم, الواحدة قذة) بضم القاف وشد الذال المعجمة كغرفة وغرف. (والفوق بضم الفاء: الفرض) بالفتح وهو مواقع الوتر من القوس, وفيه يكون السهم كما يفيده المجد (الذي يدخل فيه الوتر) محركة. وفي الصحاح كالقاموس: الفوق: موضع الوتر من السهم. (والمرماة) بالكسر مفعلة من الرمي. كأنها آلة ولذا فسرها بقوله: (السهم) وقيدها المجد بأنه صغير ضعيف, أو سهم يتعلم به الرمي. (والمعبلة) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الموحدة: (السهم الذي له نصل عريض) طويل كما في الصحاح والقاموس. قال الكسائي: عبلت السهم جعلت فيه معبلة وأنشدني العلامة ابن الشاذلي:

إذا أنت أعطيت السيادة لم تبل ... وإن نظرت شزرًا إليك القبائل نفتك على ... أبطالها القنا ... وهابتك في أغمادهن المناصل وإن سدد الأعداء نحوك أسهمًا ... رجعن على أفواقهن المعابل وفي نسخة: والمغلاة, وما إخالها إلا تحريفًا, فإن المغلاة سهم يغلى به, لم يخصوه بنصل ولا اتخذوه للقتل. (والمشقص) كمنبر معجم الشين مهمل الصاد: (الطويل النصل) أو العريض. (والمريخ) بكسر الميم والراء المشددة, وبعد التحتية خاء معجمة: (السهم الطويل). قال الجوهري: المريخ: سهم طويل له أربع قذذ يغلى به, قال الشماخ: كما سطع المريخ شمرة الغالي أي أرسله. (والكثاب) بضم الكاف وتفتح وشد المثلثة المفتوحة وبعد الألف موحدة: (سهم صغير يتعلم) مجهولًا (به الرمي) هو نائب الفاعل. وفي نسخة: يتعلم الرامي به, وكلاهما بمعنى. وفي القاموس: كثاب كرمان وشداد: السهم لا نصل له ولا ريش, وقد أغفله الجوهري وطائفة. (والجماح) بضم الجيم وشد الميم وبعد الألف حاء مهملة: (نحوه) أي

الكثاب, فهو مثله وزنًا ومعنىً. قال الجوهري: الجماح بالضم والتشديد: سهم بلا نصل مدور الرأس يتعلم الصبي به الرمي. ومثله في القاموس والمحكم. (والقرن) محركة: (جعبة) بالفتح: وعاء (السهم) , قال الأصمعي: القرن: جعبة من جلود تكون مشقوقة, ثم تخرز, وإنما تشق حتى تصل الريح إلى الريش, فلا تفسد, وقال: يا بن هشامٍ أفسد الناس اللبن فكلهم يعدو بقوسٍ وقرن قاله الجوهري. (وهي) أي الجعبة (الكنانة أيضًا) بكسر الكاف, لأنها تكن السهام, أي تسترها وتحفظها, وفي القاموس: كنانة السهم: جعبة من جلد لا خشب فيها, أو بالعكس (والجفير) بفتح الجيم وكسر الفاء. فسره المجد بما قاله في الكنانة بعينه, وقال غيره: الجفير: وعاء السهم, أوسع من الكنانة, وهو الذي في الصحاح. (والفوضة) بالفتح والضاد المعجمة, (وجمعها وفاض) بكسر الواو على القياس. قال الجوهري: الوفضة: شيء كالجعبة من أدم ليس فيها خشب, والجمع وفاض.

[باب في الدروع والبيض]

[باب في الدروع والبيض] هذا (باب في الدروع) , جمع درع بالكسر, وهو آلة الحديد المتخذ للحرب, والأكثر على أنها مؤنثة, وحكى التذكير أبو عبيدة وأبو عليّ وغيرهما, وتصغيرهما بغير هاء مطلقًا على خلاف القياس. فأما الدرع الذي هو قميص المرأة فمذكر لا غير. قال ناظم الفصيح: فأنث الدرع من الحديد ... وذكر الدرع لبوس الخود وأنعمته شرحًا في الشرح. واليلب بفتح التحتية واللام والموحدة, ويأتي للمصنف شرحها. وفي نسخة: (والبيض) بالفتح جمع بيضة وهو ما يجعل في الرأس. (البدن) بفتح الموحدة والمهملة (الدرع) بالكسر. وأنشدني ابن الشاذلي علامة هذه الفنون: أعاذل عدتي بدني ورمحي ... وكل مقلصٍ سلس القياد

وقال: تخشخش أبدان الحديد عليهم ... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب وخرج عليه بعضهم قوله تعالى: {فاليوم ننجيك ببدنك} أي: درعك, واستبعده الأخفش وغيره. (وهي النثرة) بفتح النون وسكون المثلثة. وقيدها الجوهري وغيره بالواسعة. (واللامة) بفتح اللام وسكون الهمزة كما في الحديث. (ومن بعض صفاتها) - أي الدرع (الدلاص) بكسر المهملة وآخرة مهملة يوصف به الواحد والجمع. ومعناها: البراقة اللينة التي تزل عنها السيوف. قال عمرو بن كلثوم: علينا كل سابغةٍ دلاصٍ ... ترى فوق النجاد لها غضونا (والماذية) بكسر الذال المعجمة وشد التحتية: الدرع اللينة السهلة, قال: فأوتاده ماذية, وعماده ... ردينية فيها أسنة قعضب (والزعف) بفتح الزاي وسكون الغين المعجميتن, وفي نسخة والزغفة بهاء التأنيث وكلاهما صحيح. قال ابن سيده في المحكم: الزغفة والزغف. الدرع الواسعة الطويلة. والجمع رغف على لفظ الواحد, وقد تحرك الغين من كل ذلك. واقتدى أثره المجد كالجوهري. (والفضفاضة) بالفاء والضاد

المعجمة مكررتين, بهاء التأنيث وبدونها, أي: واسعة. (والسابغة) من سبغ الثوب وغيره, بفتح المهملة والموحدة وبالغين المعجمة: الطويلة, ومنه آية داود. (والموضونة) مفعولة من وضن الدرع وغيرها, بفتح الواو والضد المعجمة: إذا أتقن نسجها. والدرع الموضونة: المنسوجة بوضن حلقها بعضها في بعض مضاعفة, قاله الجوهري. وقال المجد: الموضونة: الدرع المنسوجة, أو المتقاربة النسيج, أو المنسوجة بالجواهر. (والمجدولة) مفعولة من جدل الشيء بفتح الجيم والدال المهملة: إذا أحكم فتله ونسجه, وكذلك الجدلاء, كلاهما بمعنى الدرع المنسوجة المحكمة كما في الصحاح وغيره. (والمسرودة) من سرد بفتح المهملات كنصر: إذا أتقن النسج وأحكمه. فهو كالذي قبله وزنًا ومعنى. (والسلوقية: دروع منسوبة إلى سلوق) بالفتح كصبور, (وهي قرية باليمن) وقيل بلد بطرف أرمينية. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي للقطامي: معهم ضوارٍ من سلوق كأنها ... حصن تجول تجرر الأرسانا وأنشده الجوهري شاهدًا علىنسبة الكلاب إليها كما تنسب إليها الدروع. (والحطمية: دروع منسوبة إلى حطمة) بضم الحاء وفتح الطاء المهملتين (ابن محارب بن عبد القيس) بن أفضى أبي قبيلة من أسد, كما

أشار إليه في «تحفة العروس» , ولا معول على توجيهات القاموس. (واليلب: دروع كانت تعمل قديمًا من جلود) الإبل وغيرهاا. (وقيل: اليلب: الدرق) بفتح الدال والراء المهملتين, فهو مثله وزنًا ومعنىً, والمراد منه الترسة التي يتلقى بها آلات الحرب. (وأنشد) هذا القائل الثاني: (عليهم كل سابغةٍ دلاصٍ ... وفي أيديهم اليلب المدار) هو ظاهر المعنى, لأن ألفاظه كلها مشروحة في الكتاب, والشطر الأول نظيره سبق لعمرو بن كلثوم, وقد وسع الكلام في اليلب الإمام السهيلي في الروض الأنف في شرح قول ضرار بن الخطاب قبل إسلامه: على الأبطال واليلب الحصينا فقال اليلب: الترسة, وقيل الدرق, وقيل بيضات ودروع كانت تتخذ من جلود الإبل, ويشهد لذلك قول حبيب: هذي الأسنة والماذي قد كثرا ... فلا الصياصي لها قدر ولا اليلب

أي: لا حاجة بعد وجود الدروع الماذية إلى اليلب, وبعد الأسنة إلى الصياصي وهي القرون, وكانت أسنتهم [منها] في الجاهلية, قال: يهزهز صعدةً جرداء فيها ... نقيع السم أو قرن محيق قلت: ظاهر كلامه وصريحه أن الدرق غير الترسة, لأنه جعلهما: «قولان» ولا فرق بينهما, بل الكل بمعنى واحد, وإن كان بعض اللغويين يشترط في الدرق والجحف أن تكون من جلود ليس فيها خشب ولا عقب. والترسة أعم من ذلك, فالمعروف إطلاق بعضها على بعض بلا تحالف. والله أعلم. (والقتير) بفتح القاف وكسر التحتية: (مسامير) جمع مسمار (الدروع) التي تسمر بها, ويقال لذلك التسمير السرد بالمهملات, وهو سمرك بين طرفي الحلقة بالقتير, ومنه, {وقدر في السرد} «كما في «غريبي الهروي» وغيره «وهي» أي المسامير (الحرابي) بشد التحتية الأخيرة قبلها موحدة مكسورة (أيضًا. واحدها حرباء) بكسر المهملة وسكون الراء وفتح الموحدة والمد, وأنشد الجوهري قول لبيد يصف درعًا: أحكم الجنثي من عوراتها ... كل حرباء إذا أكره صل والجنثي بكسر الجيم وسكون النون وكسر المثلثة منسوب,

هو الزراد, قاله الجوهري وأنشد البيت أيضًا. وصل: بفتح الصاد المهملة وشد اللام: صوت يقال: صل المسمار وغيره يصل صليلًا إذا صوت, قاله الجوهري وأنشد البيت ثالثة. (والتريكة) بفتح الفوقية وكسر الراء: (البيضة) بالفتح: ما يجعل فوق الرأس من الحديد. وفي نسخة مصححة (وكذلك التركة أيضًا) أي بإسقاط التحتية بعد الراء وهي لغة فيها ذكرها المجد وغيره. قال البحتري: حص التريك رؤوسهم, فرؤوسهم ... في مثل لألاء التريك المذهب وهو أخذه من قول الآخر: قد حصت البيضة رأسي فما ... أطعم نومًا غير تهجاع أي ابيضت الرؤوس لانحسار الشعر عنها باعتبار لبس المغافر والتريك لاتصال الحروب. قال الحماسي: بيض مفارقنا, تغلي مراجلنا ... نأسو بأموالنا آثار أيدينا ويحتمل أنه أراد: بيض مفارقنا من استعمال الطيب المنبئ بالتمكن والقدرة من كثرة النزال في الحروب كقوله: ومن يجد مثل حرها يشب أو أراد: شبنا شيب الكرام لقوله:

وشبت مشيب العبد في نقرة القفا ... وشيب كرام الناس فوق المفارق ومعنى تغلي مراجلنا: تفور حروبنا كقوله: تفور علينا قدرهم فنديمها أو غليانها للضيوف. وروي: بيض مقارفنا, أي وجوهنا, واحدة مقرف كمقعد, ومعنى نأسو: أنا عزيزون إذا قتلنا لا يقتص منا, وإنما يداوون بأموالهم ما أثرت أيديهم في القتل. (والقونس) بالفتح: (أعلى البيضة, وجمعه قوانس). وفي الصحاح: القونس: أعلى البيضة من الحديد, قال الشاعر: بمطردٍ لدنٍ صحاحٍ كعوبه ... وذي رونقٍ عضب يقد القوانسا (والمغفر) مفعول من غفره: إذا ستره: (زرد) بفتح الزاي والراء وبالدال المهملتين مأخوذ من الزرد بالفتح, وهو كالسرد وزنًا ومعنىً, لأنه تداخل حلق الدرع بعضها في بعض. والزرد محركة: الدرع المرودة (ينسج) مجهولًا (على قدر الرأس) كالبيضة تحت القلنسوة كما في الصحاح نقلًا عن الأصمعي, (وجمعه مغافر). ومن محاسن المعتمد بن عباد: ولما اقتحمت الوغى دارعًا ... وقنعت وجهك بالمغفر حسبنا محياك شمس الضحى ... عليها سحاب من العنبر

[باب في السباع والوحوش]

[باب في السباع والوحوش] هذا (باب في السباع) جمع سبع بفتح المهملة وضم الموحدة وتسكن وتفتح, ثلاث لغات: وهو المفترس من الحيوان (والوحوش) جمع وحش, وهو كعطف العام. وفي نسخة: والوحش بالإفراد. (من أسماء الأسد) محركة وهو المستأسد الجريء المفترس من الحيوان, وأسماؤه كثيرة زادت على الألف أورد أكثرها المجد الشيرازي في «الروض المسلوف»: (الليث» بالفتح وآخره مثلثة وياؤه أصلية عند الأكثر, وقيل إنها عن واو لأنه من اللوث, أي: القوة, أو مخفف عن ليث كميت. (والضيغم) «فيعل» من الضغم بالمعجمتين وهو العض. والضيغم: الكثير العض والياء زائدة كما قاله أبو عبيد. وفي نسخة: الضرغم وهو بفتح الضاد والغين المعجمتين بينهما راء ساكنة, من أسمائه أيضًا. (والضرغام) بكسر الضاد المعجمة لغة من ضرغم كجعفر, ويقال ضرغامة بالهاء أيضًا. (والهزبر) بكسر الهاء وفتح الزاي وسكون الموحدة, هذه أفصح لغاته, ويقال هزبر كدرهم, وهزابر كعلابط, والهاء أصلية عند الأكثر, وقيل إنها زائدة وأنه من

الزبر وهو الدفع بقوة, حكاهما أبو حيان (والهيصم) بفتح الهاء والصاد المهملة بينهما تحتية ساكنة «فيعل» من الهصم وهو الكسر. (والعنبس) بفتح المهملة والموحدة بينهما نون ساكنة وآخره سين مهملة, «فنعل» من العبوس, والنون زائدة, لأن لذلك شأنه. (والرئبال) بكسر الراء وسكون الهمزة وفتح الموحدة وبعد الألف لام. قال أبو سعيد: ويجوز فيه ترك الهمزة, وأنشد لجرير: ريابيل البلاد يخفن مني ... ................... (والقسورة) بفتح القاف والواو بينهما مهملة ساكنة وبعد الراء هاء تأنيث كما في {فرت من قسورة} ويجوز حذفها. (والهرماس) بكسر الهاء وسكون الراء آخره سين مهملة, قال الأصمعي: هو صفة للأسد من الهرس, والميم زائدة, ونقله ابن أبي الربيع عن أبي علي الفارسي, واختار ابن عصفور أصالة الميم, وأنه اسن للأسد الشديد العادي على الناس, لا صفة. ولكلٍ وجه بسطناه في شرح القاموس. والله أعلم. (والفرافصة) كعلابطة بفاءين وصاد مهملة, وقد تحذف الهاء: الأسد الشديد الغليظ. (وأسامة) بالضم على جنس على الأسد مشهور, ومن أشهر الشواهد قول زهير:

ولأنت أشجع من أسامة إذ ... دعيت نزال, ولج في الذعر (وساعدة) علم جنس كالذي قبله, ولذا أعقبهما المصنف بقوله: (وهما اسمان معرفتان) , أي بالعلمية والجنسية كما أشرنا إليه. (والشبل) بكسر الشين وسكون الموحدة: (ولد الأسد) , (وهو) أي الولد (الشيع) بفتح الشين المعجمة وسكون التحتية آخره مهملة: (والحفص) بالحاء والصاد المهملتين. (ويقال به) أي بحفصٍ الذي هو ابن الأسد (سمي الرجل حفصًا) , أي نقل منه إلى الأعلام, وقال: وإن حفصًا كحفص الضيغم الضاري (واللبؤة) بفتح اللام وضم الموحدة وفتح الهمزة وآخره هاء تأنيث, وقد تسكن الموحدة وتسهل الهمزة عن ابن السكيت: (الأنثى من الأسد). (والغيل) بكسر الغين المعجمة: (موضع الأسد, وجمعه أغيال) وغيول أيضًا, حكاه الجوهري, وأنشد لعبد الله بن عجلان كما أعاده: جديدة سربال الشباب كأنها ... سقية بردي نمتها غيولها والغيل أيضًا الشجر الملتف كما قاله الأصمعي وغيره. (وهو العرين) بفتح المهملة وكسر الراء, ويقال عرينه بالهاء أيضًا. قال السهيلي: الأباءة أي

بالفتح, كسحابة: الأجمة التي فيها الأسد, وكذلك الخر والغيل والعرين والعرينة. قال الجوهري: العرين والعرينة: مأوى الأسد الذي يألفه, يقال: ليث عرينةٍ, وليث غابةٍ. (والغريف) بفتح الغين المعجمة وكسر الراء وبعد التحتية فاء. قال الجوهري: هو الشجر الكثير المتلف من أي شجر كان. قال الشاعر: كبردية الغيل وسط الغريـ ... ـف ساق الرصاف إليه غديرا وقيل: الغريف في هذا البيت ماء في الأجمة. وقيل: الغريف والغريفة: الأجمة من البردي والحلفاء, وقد تكون من الضال والسلم. (والعريس) بكسر المهملة والراء المشددة وبعد التحتية سين مهملة, والعريسة بالهاء. (والخيس) بكسر المعجمة وآخره سين مهملة (وجمعه أخياس). (والشرى) بفتح الشين المعجمة والراء مقصورًا: (موضع) في طريق سلمى كثير الأسود, (ينسب) مجهولًا, أي تنسب العرب (إليه الأسد) لكثرة وجود جنسه فيه. (وكذلك خفان) بفتح الخاء المعجمة والفاء المشددة, «فعلان» من خف, وهو مأسدة عظيمة فريبة من الكوفة, ومنه قول الشاعر: هصور له في غيل خفان أشبل

(وخفية) بفتح الخاء المعجمة وكسر الفاء وشد التحتية وآخره هاء تأنيث, أصله الغيضة المتفة, وأطلق على مأوى الأسد لأن شأنه ذلك. (وحلية) بفتح المهملة والتحتية بينهما لام ساكنة: مأسدة بناحية اليمن. قال يصف أسدًا: كأنهم يخشون منك مدربًا ... بحلية, مشبوح الذراعين مهزعا (وترج) بفتح الفوقية وسكون الراء وبالجيم. قال الجوهري: اسم موضع, وأنشد الأصمعي: وهابٍ كجثمان الحمامة أجفلت ... به ريح ترجٍ والصبا كل مجفل بال: ويقلل في المثل: «هو أجرأ من الماشي بترج» لأنها مأسدة. (والسبنتى) بفتح المهملة والموحدة وسكون النون وفتح الفوقية مقصورًا: (النمر) بفتح النون وسكون الميم, سمي لتنمره وجرأته وشدة غضبه. قالت الخنساء:

يا صخر وراد ماءٍ قد تناذره ... أهل المياه فما في ورد عار مشي السبنتى إلى هيجاء معضلةٍ ... له سلاحان: أنياب وأظفار وأنشد الجوهري للشماخ يرثي عمر بن الخطاب, رضي الله عنه: وما كانت أخشى أن تكون وفاته ... بكفي سبنتى أزرق العين مطرق (والأنثى سبنتاه) بزيادة هاء التأنيث, فالألف للإلحاق. (والسيد) بكسر المهملة وسكون التحتية: (الذئب) بكسر المعجمة وسكون الهمزة ويسهل, فيكون مثله وزنًا ومعنى. قال الشنفري في لامية العرب: ولي دونكم أهلون سيد عملس ... وأرقط زهلول وعرفاء جيأل (وهو) أي الذئب (السرحان) بكسر السين وفتح الحاء المهملتين بينهما راء ساكنة, وتطلقه هذيل على الأسد أيضًا. وفي المثل: «سقط العشاء به على سرحان». قال سيبويه: النون زائدة وهو «فعلان» , والجمع سراحين. قال الكسائي: والأنثى سرحانة. (والطمل) بكسر الطاء المهملة وسكون

الميم (والطملال) كذلك. ويقال طمل بشد اللام كطمر, فسره المجد بالذئب الأطلس الخفي الشخص, وأغفله الجوهري. (والأطلس) بالمهملتين, قال الجوهري: ذئب أطلس: هو الذي في لونه غبرة إلى السواد, وكل ما كان على لونه فهو أطلس. (واللعوس) بفتح اللام والواو بينهما عين ساكنة وآخره سين مهملتان, قال الجوهري: هو الخفيف في الأكل وغيره, ومنه قيل للذئب: لعوس. وزاد المجد أنه يقال بالغين المعجمة أيضًا. (والعملس) بفتح المهملة والميم وشد اللام وآخره سين مهملة: (الذئب أيضًا) الأولى إسقاطه لأنه في تعداد أسماء الذئب كما هو ظاهر. قال أبو عمرو: العملس: السريع القوي, وأنشد: عملس أسفارٍ, إذا استقبلت له ... سموم كحر النار لم يتلثم وقال ابن دريد: والعملسة: الإسراع, ولذلك سمي الذئب عملسًا, لأن سيره هرولة. (وهو) أي الذئب (أوس) , كلام الجوهري والمجد وغيرهما صريح في أنه من أسماء الذئب المطلقة, ولذا ذكروه معرفًا بأل فقالوا: الأوس: الذئب, وكلام المصنف صريح في أنه مجرد, وأنه علم لذكره مقرونًا بذؤالة, وهو الذي صرح به السهيلي - رحمه الله - فقال: أوس للذئب علم كأسامة

للأسد, وليس أوس للذئب كقولك ذبب, وإلا لجمع وعرف كأسماء الأجناس ولقيل للأنثى أوسة كذئبة, وهو ظاهر لا غبار عليه, وزدته شرحًا واستدلالًا في شرح القاموس, ويقال له. «أويس» أيضًا بالتصغير كما في الحديث. قال الهذلي: يا ليت شعري عنك والأمر أمم ... ما فعل اليوم أويس في الغنم (وذؤالة) بضم المعجمة وفتح الهمزة كثمامة: علم على جنس الذئب, ولو نبه عليه كما فعل في أسامة لأجاد. (والسلفة) بكسر المهملة وسكون اللام: (الأنثى من الذئاب) ويقال للذكر سلق بغير هاء كما في الصحاح, ولكن صرح جماعة بأنه لا يقال للذكر سلق بل ذئب, والأنثى سلقة, ولعل المصنف أراد ذلك. والله أعلم. (والسمع) بكسر المهملة وسكون الميم آخره مهملة: (ولد الذئب من الضبع) قالوا: وهو أسمع من جميع الحيوان, ولذلك سموه سمعًا, ومن أمثالهم: «أسمع من سمع». قال ابن هرمة: تراه حديد الطرف أبلج واضحًا ... أغر طويل الباع, أسمع من سمع

وقالوا: أسمع من السمع الأزل. قال الكميت يخاطب رجلًا ادعى مقاومته: فإما تدعني أتركك جزرًا ... بسمع الأرض للسمع الأزل ويقال أيضًا: «أسرع من السمع» كما في مجمع الأمثال للميداني, لأنه ليس من الحيوان من يعدو عدوه, لأنه أسرع من الطير. يقال: وثبات السمع تزيد على ثلاثين ذراعًا, وذكر أنواعًا من المركبات بين الحيوانات ذكرها يخرج عن المقصود. (والضبغان): بكسر المعجمة وسكون الموحدة وفتح العين المهملة: (ذكر الضباع) وجمعه ضباعين, كسرحان وسراحين, وجمع الضبع ضباع كسبع وسباع, قاله ابن هشام. (وهو) أي ذكر الضباع (الذبح) بكسر الذال وسكون التحتية وبالخاء المعجمتين (أيضًا). وفي الصحاح والقاموس أنه ذكر الضباع الكثير الشعر. قال الكسائي: والأنثى ذيخة, والجمع ذيوخ وأذياخ وذيخة. قال جرير: مثل الضباع يسفن ذيخا ذائخًا (والفرعل) بضم الفاء والعين المهملة بينهما راء: (ولد الضبع). قال حسان يخاطب عكرمة ويذكر فراره يوم الخندق:

ولم تلق ظهرك مستأنسًا ... كأن قفاك قفا فرعل قال المجد: وهي بهاء, والفرعلان بالضم: الذكر منه. (ومن أسماء الضبع) بفتح الضاد المعجمة, وضم الموحدة وقد تفتح: الحيوان المعروف, يطلق على الذكر والأنثى, ولا يقال ضبعة لأن الذكر ضبعان بالكسر كما مر, وزعم الجوهري أن الأنثى يقال لها ضبعانة بالهاء, وتابعه على ذلك في القاموس وغيره, قال ابن بري في حواشي الصحاح: قوله والأنثى ضبعانة غير معروف. قلت: هو الحق الذي صرحوا به, ومتابعة المجدله من الغرائب. والله أعلم. (جيأل) بفتح الجيم والهمزة بينهما تحتية ساكنة وهي زائدة والهمزة أصلية, ووزنه «فيعل» , وهي معرفة بلا ألف ولام كما في الصحاح وغيره. وكونه علمًا على الضبع هو الذي في الأمهات المشهورة, وصرح به جماهير أئمة اللغة, وأطبق عليه شراح لامية العرب, وأغرب ابن السيد في كتاب «أبيات المعاني» فقال: إن الجيأل الذئب. (وحضاجر) بفتح المهملة والمعجمة, علم أيضًا على الضبع. قال الجوهري: سميت بذلك لعظم بطنها, وهو معرفة, قال الحطيئة: هلًا غضبت لرحل جا ... رك إذا تنبذه حضاجر ولا يصرف في معرفة ولا نكرة لأنه اسم لواحد على بناء الجمع.

(وجعار) بفتح الجيم والعين المهملة. قال الجوهري: اسم للضبع لكثرة جعرها, وإنما بنيت على الكسر لأنه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغالبة, ومعنى قولنا غالبة أنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها كما يعرف باسمه وهي معدولة عن جاعرة, فإذا منع من الصرف لعلتين وجب البناء لثلاث, لأنه ليس بعد منع الصرف إلا منع الإعراب. قلت: وهذا موجب غريب للبناء لا يذكره أكثر النحاة. (وأم عامرٍ, وأم عمرو) كلاهما كنية للضبع, والأولى أشهر وأكثر, وعليها اقتصر الجوهري, وأوردهما معًا المجد والجلا في المزهر وغيرهما. (وأم خنور) بفتح الخاء المعجمة وشد النون المضمومة كتنور, عليها اقتصر الجوهري, وفيها لغة خنور بكسر المععجمة وفتح المشددة كسنور حكاها المجد وغيره. وذكر السهيلي وغيره من أسماء الضبع: قثام بالقاف والمثلثة كقطام, وعيثوم بفتح المهملة وسكون التحتية وضم المثلثة, والذكر منها: عيلام وعتبان. (والوجار) بفتح الواو وكسرها والجيم: (الغار الذي يكون فيه الضبع) , والذئب أيضًا كما في فقه اللغة للثعالبي وغيره. (والثعلبان) بضم المثلثة واللام بينهما مهملة, وبعد الموحدة ألف فنون: (ذكر الثعالب, والأنثى ثعلبة) بالهاء. والثعلب للجنس, وهو مختار الكسائي, وعليه اقتصر الجوهري. (وثرملة) بضم المثلثة والميم بينهما راء: أنثى الثعالب أيضًا. (والهجرس) بالكسر: (ولد الثعلب). وفي الصحاح أنه الثعلب نفسه.

وفي القاموس: الثعلب أو ولده, فجمع بينهما. (وهو) أي الولد (التنفل) بضم الفوقية الأولى وسكون الثانية وضم الفاء (أيضًا). (قال امرؤ القيس) في المعلقة في صفة فرس: (له أيطلا ظبي وساقا نعامةٍ ... وإرخاء سرحانٍ وتقريب تنفل) قلت: أيطلا تثنية أيطل, ومر أنه الخاصرة, والإرخاء: الإسراع, وسرحان: الذئب. وتقريب نوع من السير, أضيف للتنفل. (والخزز) بخاء وزاءين معجمات كصرد: (الذكر من الأرانب) , جمع أرنب, (وجمعه خزان) بالكسر (وقال امرؤ القيس أيضًا) في اللامية: (تخطف خزان الشربة بالضحى ... وقد جحرت منها ثعالب أورال) قلت: الشربة بشد الموحدة: علم على موضع, وحجرت بتقديم. الجيم: دخلت في جحرها, والشاهد فيه خزان كصردان, جمع خزر كصرد. (والعكرشة) بكسر العين والراء المهملتين بينهما كاف ساكنة وآخره شين معطعجمة فهاء تأنيث: الأنثى من الأرانب) وقيدها في القاموس بالضخمة. (والخريق) بكسر المعجمة والنون بينهما راء ساكنة: (ولدها) أي الأرنب. (والقشة) بكسر القاف وفتح الشين المعجمة المشددة: (الأنثى من القرود) جمع قرد بالكسر: الحيوان المعروف. وفي القاموس: القشة بالكسر. القردة أو ولدها الأنثى, والضئيلة الصغيرة الجثة. (وهي) أي الأنثى (المنة أيضًا)

وفي نسخة شيخنا أبي عبد الله بن الشاذلي بالصاد المهملة والنون, وفي غيرها من الأصول بالميم بدل الصاد, وهو الذي في النظم, وكلاهما مفقود في أمهات اللغة التي رأيناها, والله أعلم. ثم رأيت في جمهرة ابن دريد: تسميتهم الأنثى من القرود منه مولد. وهو بالميم على ما في الأصول الكثيرة, وبين أن الصاد تحريف, وأن إهمال أهل المصنفات له قصور. والله أعلم. (والحودل) كجوهر, والحاء والدال مهملان: (ولدها) أي القردة. وفي كثير من النسخ: وهودل بالهاء بدل الحاء المهملة تصحيف. والله أعلم.

[باب في الظباء]

[باب في الظباء] هذا (باب في الظباء) جمع ظبي بفتح الظاء المشالة المعجمة وسكون الموحدة, أي الغزلان. (الظباء ثلاثة أصناف) جمع صنف بكسر الصاد المهملة وتفتح مع سكون النون, هو النوع والضرب: (منها الآرام وهي ظباء بيض). جمع أبيض (خالصة البياض) أي صافيته ناصعته (الواحد منها رئم) بكسر الراء وسكون الهمزة, ومنه قول امرئ القيس: وجيدٍ كجيد الرئم ... .................. البيت. (وهي) أي الآرام (تسكن الرمل) بالفتح لسهولته ونعومته. (ويقال) أي على لسان العرب: (هي ضأن الظباء) بفتح الضاد المعجمة وسكون الهمزة, ذوات الصوف من الشاء. وهي أشرف من الماعز وأطيب. وإنما قيل للآرام ضأن الظباء (لأنها أكثر لحمًا وشحمًا). وفي نسخة: لحومًا وشحومًا بالجمع, ففاقت غيرها من الأصناف كما فاقت الضأن الماعز. وصدر كلام المصنف نقله الجوهري عن الأصمعي.

(ومنها) أي من أصناف الظباء: (العفر) بالضم (وهي ظباء هنع) بضم فسكون جمع أهنع, وأشار إلى شرحه بقوله: (قصار الأعناق مطمئنتها) أي منخفضتها قال الجوهري: والهنع من العفر في الظباء خاصة دون الأدم, لأن في أعناق العفر قصرًا, (يعلوا بياضها) بالنصب, أي بياض الظباء العفر (حمرة) بالرفع فاعل. (ويقال: ظبي أعفر: إذا كان كذلك) الوصف السابق, والواحدة عفراء, والاسم العفرة بالضم. قال المجد: الأعفر من الظباء: ما تعلو بياضه حمرة, أو الذي في سراته - أي وسط ظهره - حمرة, وأقرابه بيض, والأبيض ليس بالشديد البياض. وقال الجوهري: قال أبو عمرو: والعفر من الظباء: التي يعلو بياضها حمرةٌ, قصار الأعناق, وهي أضعف الظباء عدوًا, تسكن القفار وصلاتة الأرض. قال الكميت: وكنا إذ جبار قومٍ أرادنا ... بكيدٍ, حملناه على قرن أعفرا يقول: نقتله ونحمل رأسه على السنان, وكانت تكون الأسنة فيما مضى من القرون. (ومنها) أي أصناف الظباء (الأدم) بالضم: (وهي ظباء طوال الأعناق والقوائم, بيض البطون, سمر الظهور) بالضم جمع أسمر, أي ظهورها سمر وبطونها بيض: (وتسمى) أي تدعى وتلقب عند العرب: (العواهج) جمع عوهج كجوهر, وهو الطويل العنق من الظباء والظلمات والنوق كما في الصحاح وغيره (وهي) أي الأدم (أسرع الظباء عدوًا) أي جريًا, (ومساكنها) جمع مسكن, أي مواضع سكناها (الجبال وشعابها) جمع شعبة, أي نواحي الجبال. وقد نقل الجوهري مثل هذا الكلام عن الأصمعي.

(وتقول الأعراب) - بالفتح: سكان البوادي من العرب: وليس جمعًا كما يتوهم, لأن العرب سكان القرى والأمصار, وأسند القول للأعراب لأنهم أمس بالوحش وأعرف بالغزلان وغيرها من الحاضرة: (هي) أي الأدم (إبل الظباء) أي هي في الظباء كالإبل, (لأنها أغلظها لحمًا) كالإبل. (ويقال) في مفرد الأدم: (ظبي آدم, وظبية أدماء) كأحمر وحمراء, (والجمع أدم) بالضم كحمر على القياس (وأدمان) بالضم على غير قياس. (والسرب) بكسر السين المهملة وسكون الراء: (القطيع) [من الظباء] بفتح القاف وكسر الطاء المهملة: الطائفة من العشرة إلى الأربعين. وفي التوشيخ وغيره ويكون السرب في غير الظباء أيضًا كالقطا وبقر الوحش والغنم وغير ذلك. (وكذلك الإجل) بكسر الهمزة وسكون الجيم (وجمعه آجال وجماعة البقر إجل) بالكسر (أيضًا). (والفور) [بضم الفاء كنور]: (الظباء, وهو) أي لفظ الفور (جمع لا واحد له من لفظه). (والخشف) مثلثًا: (ولد الظبية) , أول ما يولد كما في القاموس وغيره, وزادوا: ذكرًا كان أم أنثى, وكسر المعجمة أفصح من فتحها وضمها كما صرحوا به وإن كان في القاموس (وهو) أي الولد (الطلا) بفتح الطاء المهملة كالفتى, قال المجد: ولد الظبية ساعة يولد, والصغير من كل شيء كالطلو, والجمع أطلاءو وطلاء وطليان.

(والغزال) بفتح الغين المعجمة والزاي كسحاب. قال المجد: هو الشادان حتى يتحرك ويمشي, أو من حين يولد إلى أن يبلغ أشد الإحضار والأنثى غزالة. وزعم جماعةٍ كالصفدي اختصاص الغزال بالشمس وأن أنثى الغزال ظبية ولا يؤنث لفظ الغزال - مردود كما حكاه في المصباح وغيره كما بينته في شرح القاموس وغيره, وإن كان ظاهره ربما يشعر به, فإنه لا يلتفت إليه. والجمع غزلة وغزلان بكرسهما. (والشادن) اسم فاعل من شدن, بفتح المعجمة والمهملة كنصر, شدونا: إذا اشتد وقوي واستغنى عن أمه, فهو شادن, والأشهر استعماله في الظباء, ويستعمل في ولد كل ذي ظلف وخف وحافر كما في القاموس وغيره. (واليعفور) بفتح التحتية الزائدة, في أوله, لأنه «يفعول» من العفرة, يستعمل في الخشف أكثر, ويستعمل بمعنى الظبي الذي لونه كلون التراب, أو عام كما في القاموس وغيره. فائدة: قيل: أول ما يكون ولد الظباء خشفًا, ثم رشًا, ثم شادنًا, ثم طلًا, ثم غزالًا: وقيل أول ما يكون طلًا, ثم خشفًا, ثم رشًا, ثم غزالًا, فإذا طلع قرناه فهو شادن, ثم شصر محركة, والأنثى شصرة, ثم جذع, ثم ثني إلى أن يموت. وقال أبو حاتم: الطلا: ولد الظبية ساعة يولد, ثم هو غزال وهي غزالة, فإذا قوي وتحرك فهو شادن, فإذا بلغ شهرًا فهو شصر, فإذا بلغ ستة أشهر أو سبعة فهو جداية بالفتح للذكر والأنثى, وهو خشف أيضًا. واعتمد الجوهري كلام أبي حاتم. والله أعلم.

[باب في البقر الوحشية]

[باب في البقر الوحشية] (باب في البقر) محركة, جمع بقرة, والتاء للوحدة, فتشمل الذكر والأنثى, وتجمع على بقرات, وبقر بضمتين, وبقار, وأبقور, وبواقر, وأما باقر, وبقير, وبيقور, وباقور, وباقورة فأسماء للجمع, قاله في القاموس, وفي كلامه مناقشات أوضحتها في شرحه. (الوحشية) نسبة إلى الوحش, خلاف الإنسية لأنها لا تتنوع تنوع الوحشية: (الربرب) براءين مهملتين وموحدتين: (جماعة البقر) , أي قطيع بقر الوحش كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. وقد استعمله «حازم» على جلالته في قطيع الظباء فقال: يا ظبية الربرب الحالي سوالفه ... من قلد الحلي أرآما وغزلانا (وكذلك الإجل) بالكسر كما مر. (والصوار) بكسر الصاد المهملة وضمها: القطيع من بقر الوحش, ويستعمل بمعنى وعاء المسك, وقد جمع بينهما الشاعر في قوله:

إذا لاح الصوار ذكرت ليلى ... وأذكرها إذا فاح الصوار كذا أنشدنيه شيخنا العلامة ابن الشاذي بمقابلة «فاح» , وكذلك سمعته من شيخنا نحوي العصر أبي العباس أحمد الوجاري, والذي في الصحاح: وأذكرها إذا نفح «والمعنى واحد». وقد أخذت معناه, واستعملته في ملطع قصيدة خاطبته بها فقلت: تبدت في قطيعٍ كالصوار ... فتاة عرفها نشر الصوار وتبدل الواو ياء فيقال صيار بالكسر (والجمع صيران) بالكسر. (والغيطلة) بفتح المعجمة والمهملة بينهما تحتية: (البقرة الوحشية) قيدها الجوهري بأنها ذات اللبن, وأنها تطلق على الظبية أيضًا. (والحسيلة) بفتح الحاء وكسر السين المهملتين: (البقرة) أيضًا, (وجمعها) أي الحسيلة (حسائل). وفي الصحاح: الحسيل: ولد البقرة لا واحد له من لفظه, ومنه قول الشاعر: وهن كأذناب الحسيل صوادر والأنثى حسيلة وفي كلامه تأمل, وزعم المجد أن الحسيل البقر الأهلية.

(واللأى) بفتح اللام والهمزة مقصورًا: (الثور) بفتح المثلثة وسكون الواو: ذكر البقرة, (والأنثى لآة) بالهاء كقناة (مثل لعاة) بفتح اللام والمهملة, وهي الكلبة, والمرأة الحريصة الشديدة الشهوة, وجاء به وزنًا للكلمة السابقة. (وقال بعض أهل اللغة: اللآة: البقرة). وهو الذي اختاره أبو حنيفة الدينوري, وأنشد في وصف فلاة: كظهر اللأى لو تبتغى رية بها ... نهارًا لأعيت في بطون الشواجن (وكذلك اللآة) فهما لفظان معناهما واحد وهو البقرة. (قال) أي ذلك البعض: (ولا يقال للثور لأى) خلافًا لزاعميه كابن الأنباري وطائفة, وقد بسطه السهيلي ونقلت بعض كلامه في شرح القاموس مع ما هنا, وعلى الأول اقتصر الجوهري, وذكر المجد القولين. والله أعلم. (واللهق) بفتح اللام والهاء: (الثور الأبيض) , وفي الصحاح أنه مقصور من اللهاق كسحاب. وفي القاموس أنهما لغتان وأن يقال لهق ككتف أيضًا. (والشبب) بفتح المعجمة والموحدة الأولى: (الثور المسن) الكبير السن الذي انتهى أسنانه كما قال الأصمعي. وقال أبو عبيدة: الذي انتهى شبابًا. (وكذلك الشبوب) كصبور, (والمشب) كالمسن فهو مثله وزنًا معنى, وربما قالوا مشب بكسر الميم كما قاله الجوهري.

(والأرخ) بالفتح آخره خاء معجمة: (البقرة الفتية) الناعمة الظاهرة الفتوة (وجمعه إراخ بكسر الألف) أي الهمزة, لأنه إطلاق الأقدمين, ثم اصطلحوا بعد على أن المتحركة الهمزة, والألف الحرف الهاوي الساكن الذي لا يقبل الحركة للفرق. (والجؤذر) بضم الجيم والذال المعجمة بينهما همزة ساكنة وآخره راء مهملة, وقد تفتح ذاله, وقد يقال مفتوحًا ككوكب: (ولد البقرة الوحشية). (هو) أي الولد (الفز) بفتح الفاء وشد الزاي, سمي لخفته, من فز: إذا خف وأسرع. (والغض) بفتح الغين وشد الصاد المعجمتين: القريب النتاج من أولاد البقر كما في القاموس وغيره. وفي نسخة: والغضيض كأمير, والأول أصح, وإن كانت هذه ربما يتمحل لها وجه بأنهم قالوا: الغض والغضيض: المستحدث من كل شيء. (والشصر) بفتح المعجمة والمهملة آخره راء, المعروف أنه ولد الظبية كما مر, ولم يذكروه في أولاد البقر. والشوصر بزيادة الواو كجوهر, كذا في أصولنا المضبوطة, والذي في غير هذا الكتاب من الأمهات أنه شاصر بالألف بدل الواو كما في الصحاح والقاموس وغيرهما, مع تخصيصة بأولاد الظباء كالذي قبله. (والذرع) بفتح المعجمة والراء وبالعين المهملتين: ولد البقرة الوحشية كما في غير ديوان. (والفرقد) بفتح الفاء والقاف بينهما راء مهملة ساكنة وآخره دال مهملة. (والبرغز) بفتح الموحدة والغين المعجمة بينهما راء مهملة ساكنة وآخره زاي معجمة, وفيه لغات: قال المجد: كجعفر, وقنفذ, وعصفور, وسربال: ولد البقرة إذا

مشى مع أمه. (والبحزج) بفتح الموحدة والزاي بينهما حاء مهملة ساكنة آخره جيم, وقد يضم كبرنس: ولد البقرة وحشية أولا. (والغفر بكسر الغين) أي المعجمة: ولد البقرة. (فأما الغفر بالضم فهو ولد الأروية) بضم الهمزة وكسرها. وأنشد الجوهري: وصعب يزل الغفر عن قذفاته ... بحافاته بان طوال وعرعر (وهو) أي الأروية (الأنثى من الوعول). (والوعول) أعاده ظاهرًا دفعًا للإبهام: (تيوس الجبل) , جمع تيس بفتح الفوقية وسكون التحتية: ذكر الظباء إذا أتى عليه حول. (واحدها) أي الوعول (وعل) بفتح الواو وكسر العين المهملة وقد تفتح وتسكن.

[باب في الحمير الوحشية]

[باب في الحمير الوحشية] هذا (باب في الحمير) جمع حمار وهو العير, وربما قالوا للأنثى حمارة بالهاء كما في الصحاح وغيره, ويجمع أيضًا على حمور, وحمر, وقيد بقوله: (الوحشية) احترازًا عن لإنسية إذ لا تتنوع هذه الأنواع: (العانة) بالعين المهملة وألفها عن واو؛ (جماعة الحمير الوحشية, وجمعها) أي العانة (عون) بالضم. (والمسحل) بمهملتين كمنبر: (فحل العانة). قال ابن السيد في الفرق: سمي به لسحيله أي صوته. وأغفله المجد تقصيرًا مع كونه في الصحاح (وجمعه) أي المسحل (مساحل). (والأخدرية: حمير الوحش منسوبة إلى إخدر) بالخاء المعجمة والدال والراء المهملتين كأحمر, (وهو فحل تناسلت منه) أي توالدت, لأنه انفلت فضرب في حمر بكاظمة فنسب إليه أولادها.

(والقلو) بالكسر: (الجحش) بفتح الجيم وسكون الهملة: ولد الحمار (الفتي) , أي الشاب الناعم, وقيل (الحمار الخفيف) وعليه اقتصر المجد كالجوهري. (والجأب) بفتح الجيم وسكون الهمزة: (الحمار الغليظ) , أي الضخم. قال أبو زيد: الجأب الغيظ من حمر الوحش يهمز ولا يهمز. (والأقمر: الأبيض, وجمعه قمر) بالضم على القياس كأحمر وحمر, والأنثى قمراء من القمرة بالضم, وهو لون إلى الخضرة أو بياض فيه كدرة قاله في القاموس. والصواب أن القمرة في الحمر هي شدة البياض كما في القاموس وغيره. (والأحقب) الحمار (الذي بموضع حقيبته) بفتح الحاء وكسر القاف, قيل: هي في الأصل العجز, ثم قيل لما يحمله الراكب خلفه مجازًا, (بياض). وفي القاموس: الأحقب: الحمار الوحشي الذي في بطنه بياض, أو الأبيض موضع الحقب. وقال الجوهري: الأحقب. حمار الوحش, سمي بذلك لبياض في قحويه. (والأنثى حقباء. والجمع فيهما) أي الذكر والأنثى (حقب) بالضم على القياس. (والسمحج) بفتح السين والحاء المهملتين بينهما ميم ساكنة آخره جيم: (الأتان) بفتح الهمزة والفوقية كسحاب, الأنثى من الحمير, ولا تلحقها الهاء في الأفصح, (الطويلة الظهر) ويطلق على الفرس أيضًا في غير ديوان (والجمع سماحج). (والنحوص) بفتح النون وضم الحاء المهملة وآخره

صاد كذلك. وضبط الكمال الدميري له بالمعجمتين سهو ظاهر, لأن هذه المادة مهملة لا وجود لها في الدواوين, فضلًا عن كونها لها معنى, وفسرها المصنف بقوله: (التي لم تحمل). وفي الصحاح كالقاموس: الحائل, وهو معنى لم تحمل. ويقال: النحوص من الأتن: ما لا ولد لها ولا لبن. (وجمعها) أي النحوص (نحائص) وأنشد الجوهري لذي الرمة: يحدو نحائص أشباهًا محملجةً ... ورق السرابيل في ألوانها خطب (والعفو) مثلثة: (ولد الحمار, والجمع أعفاء). ويقال في المفرد العفا بالقصر كالفتى, والأنثى عفوة. وقال ابن السكيت: العفا بالكسر, وأنشد لحنظلة بن شرقي: بضربٍ يزيل الهام عن سكناته ... وطعنٍ كتشهاف العفاهم بالنهق (وهو) أي الولد (التولب) بفتح الفوقية واللام بينهما واو آخره موحدة (أيضًا). قال سيبويه: وهو مصروف لأنه فوعل, ويقال للأتان: أم تولب. وقال أوس: وذات هدم عارٍ نواشرها ... تصمت بالماء تولبًا جدعا يعني صبيًا, وهو استعارة, قاله الجوهري. (وجمعه) أي التولب (توالب). (والجحش) بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وآخره شين معجمة, (وجمعه جحاس) كبغال, (وجحشان) بالضم كبطنان (وجحشة) كعنبة.

[باب في النعام]

[باب في النعام] هذا (باب في النعام) , بفتح النون والعين المهملة, اسم جنس لهذا الطائر المعروف, واحدته نعامة, والهاء للوحدة كدجاجة وحمامة, والجمع نعائم. قالوا: وهو أصم ولا نظير له في الحيوان إلا الأفاعي فإنها صم أيضًا, فهذان نوعان من الحيوان أصمان. (الخيط) بكسر الخاء المعجمة في الأفصح, وتفتح, وتحتية ساكنة وطاء مهملة: (الجماعة من النعام, والجمع خيطان) بالكسر, ويقال خيطى بالفتح كسكرى أيضًا. (والظليم) بفتح الظاء المشالة المعجمة وكسر اللام: (ذكر النعام). (وهو) أي الذكر (الهيق) بفتح الهاء وسكون التحتية, (والهقل) بكسر الهاء وسكون القاف, (إلا أن الهقل خاص بالفتي) - كغني: الشاب الناعم كما قيدوه به, والهيق عام (والأنثى هقلة) بالهاء. (والخفيدد) بفتح الخاء المعجمة والفاء وسكون التحتية فدالين مهملتين: هو الخفيف من الظلمان, كأنه يخفد أي يسرع. (والنقنق) بنونين وقافين كزبرج: الظليم, أو النافر, أو الخفيف, وهي بهاء. (والصعل) بفتح الصاد وسكون العين المهملتين.

(وإنما سمي) الظليم (صعلًا لصغر رأسه) , لأن الصعل محركة هو صغر الرأس: ورجل أصعل وامرأة صعلاء: إذا كانا كذلك. (والأنثى) من النعام (صعلة) بالهاء. (والرئال) بكسر الراء وفتح الهمزة: (فراخ النعام, واحدها) أي الرئال (رأل) بتفح الراء وسكون الهمزة فهي مثلها وزنًا ومعنى في المفرد والجمع. (والخفان) بفتح المهملة وشد الفاء وبعد الألف نون, وهما زائدتان ووزنه فعلان: (صغار النعام) , يشمل الذكور والإناث, والواحد حفانة والهاء للوحدة كما في الصحاح والقاموس وغيرهما. وقال ابن السيد: يقال إن الحفان خاص بالإناث, وقيل: حفان النعام: ريشه. وقيل: الحفان في الأصل صغار النعام, ثم استعمل في صغار كل شيء. (والظليم الخاضب) اسم فاعل من خضب بالخاء والضاد المعجمتين: استعمل الخضاب, أي صبغ شعره, استعير للظليم لأنه صار خاضبًا بما أكل من الربيع, ولذا فسره بقوله: (هو) أي الخاضب لأن الظليم سبق له شرحه (الذي أكل الربيع) أي البنات الطالع زمن الربيع (فاحمرت ظنابيبه) جمع ظنبوب, بضم المشالة المعجمة والموحدة بينهما نون ساكنة, وبعد الواو موحدة أخرى: العظم اليابس من قدم الساق. قال يصف ظليمًا: عاري الظنابيب, منحص قوادمه ... يرمد حتى ترى في رأسه صتعا وأما قول سلامة بن جندل:

كنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قرع الظنابيب فيقال: عنى به سرعة الإجابة, وجعل قرع السوط على ساق الخف في زجر الفرس قرعًا للظنبوب, قاله الجوهري, وقد أنعمت المثل شرحًا في شرح القاموس - (واطراف ريشه) بالرفع عطفًا على ظنابيب, أي: واحمرت أطراف ريشه. (يقال: خضب الظليم) كضرب: (إذا صار كذلك) أي محمر الظنابيب والأطراف, (فهو خاضب. وظلمان) بالكسر جمع ظليم (خواضب) جمع خاضب, وكلا الجمعين مقيس. ولهم في الخاضب من النعام أقوال استوعبها المجد فقال: الخاضب: الظليم اغتلم فاحمرت ساقاه, أو أكل الربيع فاحمر ظنبوباه, أو اخضرا, أو اصفرا. خاص بالذكر لا يعرض للأنثى, أو هو احمرار يبدأ في وظفيته عند بدء احمرار البسر وينتهي بانتهائه. (والعرار) بالكسر: (صياح الظليم) بالكسر أيضًا, مصدر صاح إذا صوت, فهو مثله وزنًا ومعنى. وقد (عر الظليم) بفتح العين وشد الراء المهملتين يعر بالكسر على القياس: (إذا صاح). (والزمار) بكسر الزاي المعجمة: (صياح الأنثى) خاصة. وقد زمرت بالفتح كضرب. (والأدحى) أفعول من «دحا» بالمهملتين كدعا: (الموضع الذي تبيض فيه النعامة, وسمي) ذلك الموضع (أدحيا لأنها) - أي النعامة (تدحوه) كتدعوه (أي توسعه) وتبسطه للبيض (برجليها). وليس للنعام عش, قاله في الصحاح.

[باب في الطير]

[باب في الطير] هذا (باب في الطير) هو ما له حركة في الجو كمشي الحيوان في الأرض, وهو منقول من مصدر طار, أو صفة مخففة من طير بشد التحتية كسيد, أو جمع لطائر كنجر, أو اسم جمع وصححوه كما أوضحته في شرح القاموس. وتجمع على طيور وأطيار. قال أبو عبيدة وقطرب: ويقع الطير على الواحد أيضًا كما يقع على الجمع, وزعم ابن الأنباري أن الطير جماعة, وأنه لا يقال للواحد طير بل طائر, والأكثر على خلافه. وتأنيث الطير أكثر من تذكيره, وقد وسعنا الكلام فيه في مواضع من شرحي القاموس ونظم الفصيح وغيرهما. (المضرحي): بفتح الميم والراء بينهما ضاد معجمة, ساكنة, وبعد الحاء المهملة ياء نسبة: (النسر) بفتح النون وسكون السين المهملة: الطائر المعروف, سمي لأنه ينسر الشيء ويقتلعه, قالوا: ولا مخلب للنسر, وإنما له ظفر كالدجاجة والعراب والرخمة. (العظيم) والمشهور بين أئمة اللغة أن المضرجي هو الصقر الطويل الجناح, وعليه اقتصر الجوهري والمجد وغيرهما ولم يذكروه في أسماء النسر, فهو غريب. والياء فيه زائدة اتفاقًا, وأما الميم ففيها خلاف, ولذا ذكره المجد في فصلي الميم والضاد من الحاء المهملة,

وزيادتها أرجح. والله أعلم. (وكذلك القشعم) بفتح القاف والعين المهملة بينهما شين معجمة ساكنة, وهو النسر الضخم المسن كما في القاموس وغيره. قال عنترة: إن يفعلا فلقد تركت أباهما ... جزرًا لخامعةٍ ونسرٍ قشعم (والسوذنيق) بالسين المهملة وبالذال المعجمة, أغفله الجوهري وذكره المجد مما زاد عليه فقال: السوذنيق كزنجبيل, ويضم أوله, والسيذنوق, والسوذانق بضم أوله وفتحه وكسر النون وفتح, والسذانق بفتح النون والسين وضمه, والسوذنيق: الصقر أو الشاهين. وفسره المصنف بقوله: (الصقر) بالفتح. يقال بالصاد والسين والزاي, وهو كل ما يصيد م نالبزاة والشواهين كما قاله المجد وغيره. (وهو) أي الصقر, أي من أسمائه (الأجدل) , ويقال الأجلي بالياء للمبالغة ودال مهملة. وقال دريد بن الصمة: وترى الفوارس من مخافة رمحه ... مثل البغات خشين وقع الأجدل (والقطامي) بفتح القاف وضمها وفتح الطاء المهملة على صورة المنسوب, وقيده بعضهم بأنه اللخيم من الصقور, لا مطلق الصقر كما في القاموس وغيره. (واللقوة) بالفتح والكسر (العقاب) بالضم: الطائر

المعروف, سميت لسعة أشداقها كما في الصحاح, وقيده المجد بأنه الأنثى من العقبان, وكأن المصنف لم يقيده لما اشتهر أن العقاب لا يكون إلا أنثى ينكاحها طائر آخر من غير جنسها أو الثعلب فتلد, والله أعلم. (ومن) بعض (صفاتها) أي العقاب: (الشغواء) بفتح الشين وسكون الغين المعجميتن, «فعلا» من الشغى, وهو اختلاف الأسنان كما مر, وسميت بذلك لفضل منقارها الأعلى على الأسفل. قال الشاعر: شغواء توطن بين النيق والشيق (والخدارية) بضم الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة: العقارب للونها. قال ذو الرمة: ولم يلفظ الغرثى الخدارية الوكر يقول: بكرت هذه المرأة قبل أن تطير العقاب من كروها. (والفتخاء) «فعلاء» من فتخ بالفاء والفوقية والخاء المعجمة: أي لان, وعقاب فتخاء لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتها, وهذا لا يكون إلا من اللين. (والهيثم) بفتح الهاء والمثلثة بينهما تحتية ساكنة: (فرخ العقاب, وذكر بعضهم أن الهيثم فرخ النسر أيضًا) وقد ذكرها المجد, واقتصر الجوهري على الأول كالجمهور.

(والهوذة) بالفتح وذاله معجمة: (القطاة) بالقاف والطاء المهملة: الطائر المعروف, وكلامه صريح في أنه اسم جنس للقطاة, وقيل: إنه علم جنس معرفة, وأنه بغير «أل» , وهو الصواب, ولذلك اقتصر عليه الجوهري, والله أعلم. قال الجوهري: هوذة: القطاة, وبه سمي الرجل هوذة. قال الأعشى: من يلق هوذة يسجد غير متئبٍ ... إذا تعمم فوق التاج أو وضعا وأنشدني شيخنا العلامة ابن الشاذلي: إلى هوذة الوهاب أعملت ناقتي ... لكلكلها والقصريين وجيب (وهي) أي القطاة (الغطاطة) كسحابة (بغين معجمة أيضًا) , الأولى إسقاطها أو ذكرها متصلة بالغطاطة, إذ لا مهمل حتى يعادل بمعجمه أيضًا, والطاء مهملة. (وجمعها غطاط) بحذف الهاء, فهو اسم جنس جمعي. وكونها القطا مطلقًا, به صدر المجد ثم قال: أو ضرب من غير الظهور والبطون سود بطون الجنحة, وعليه اقتصر الجوهري وزاد في وصفها: طوال الأرجل والأعناق, لطاف لا تجتمع أسرابًا, أكثر ما يكون ثلاثًا, واثنتين. (والصلصلة) بضم الصادين المهملتين بينهما لام ساكنة, وبعد اللام الثانة هاء تأنيث, وتقال بدونها: (الفاختة) بالخاء المعجمة, واحدة الفوخت

المعروفة من ذوات الأطواق. (والعكرمة) بالكسر: (الحمامة) بالفتح, واحد الحمام. (والجوازل: فراخ الحمام الواحد) منها (جوزل) كجوهر, (والحمام) بالفتح اسم جنس جمعي, الواحد حمامة يطلق على الذكر والأنثى, ولا يقال للذكر حمام وفيه كلام أودعته شرح نظم الفصيح وشرح القاموس وغيرهما. وقد ذكر له المجد خواص وفوائد منها: أن مجاورته أمان من الخدر والفالج والسكتة والجمود والسبات, ولحمه باهي يزيد الدم والمني, ودمها يقطع الرعاف وغير ذلك. والحمام كما قال المصنف (عند العرب هي البرية) بالفتح وشد الراء والتحتية نسبة إلى البر, أي الفلوات من الأرض (ذوات) أي صاحبات (الأطواق) جمع طوق, وهو ما يحيط بالعنق من الحمرة أو الخضرة (كالفواخت) , جمع فاختة, (والقماري) بالفتح جمع قمري بالضم على صورة المنسوبة. ويقال للأنثى قمرية, وهو ضرب من الحمام كما قال, (وما أشبهها) من ذوات الطوق كالقطا والوراشين, وفي نسخة ونحوها وهي بمعناها. (فأما الدواجن) جمع داجن, فاعل من دجن بالدال المهملة والجيم كنصر: أقام في البيت, أي المقيمات (في البيوت) فلا تطير ولا تخرج. ويقال لها الرواجن أيضًا بالراء بدل الدال كما قاله ابن قتيبة وغيره, (فهي وما أشبهها) أي ماثلها من الاستيناس وعد الفرار من الآدمي وألفة البيوت (من طير الصحراء: اليمام) بفتح التحتية, وهذا الذي ذكره المصنف مختار كثير من أهل اللغة, وهو المنقول عن الأصمعي والكسائي وطائفة, وقيل: الحمام: ما يشرب الماء بلا مص. وعن أبي حاتم أن أسفل ذنب الحمام مما يلي ظهرها أبيض, وأسفل ذنب اليمام لا بياض فيه, والله أعلم.

(والحاتم) فاعل من حتم بالحاء المهملة والفوقية كضرب: (الغراب) لأنه يحتم بالفراق ويدعو به. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واقٍ وحاتم فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم (ويقال له) أي للغراب (ابن دأية) بفتح المهملة وسكون الهمزة, وقد تسهل, وتحتية, سمي بذلك لوقوعه على دأية البعير ينقرها, وهي فقاره, كأنها تغذوه كما تغذو الأم ولدها, أو لأن أنثاه إذا طارت عن بيضها حضنها الذكر فيكون كالدأية للأنثى, وقال الشاعر: فهم في جموع لا يراها ابن دأيةٍ ... وهم في صحيحٍ لا يحسن به الخلد وقال حازم في مقصورته المشهورة: ما لمت في ذنب النوى ابن دايةٍ ... ولا بنات العيد, بل من قد حدا (ويقال: نغق الغراب) بالفتح (ينغق) بالكسر كضرب على غير قياس (نغيقًا) مصدر, لأنه دال على صوت (بغين معجمة) أي منقوطة لإزالة اللبس, وضبطه لرد من يجوز ضبطه بالعين المهملة, فقد قال ابن قتيبة: مما يغلط فيه العوام قولهم: نعق الغراب بالمهملة, وإنما هو بالمعجمة. والصواب أنه بالمعجمة أفصح لا أن المهملة مهملة كما يوهمه كلامه. والله أعلم. (إذا

صاح) فقال: «غيق غيق» , (كذلك نعب ينعب) بفتح المهملة فيها كمنع, وقد يكسر المضارع كضرب على غير قياس, يقال: نعب إذا قال: غاق غاق. (وقد نغق) بالمعجمة والقاف (بخير): إذا جاء بما يتيامن به, (ونعب) بالمهملة والموحدة (بشر, أي بما يتشاءم به (وشحج) بفتح الشين المعجمة والحاء المهملة والجيم (يشحج) بالفتح كيمنع على القياس, (ويشحج) بالكسر على غير قياس كيضرب. (والواق) بكسر القاف إشارة إلى حذف الياء: (الصرد) بمهملات كرطب, قال الجوهري: الواقي: الصرد, مثل القاضي. ويقال هو الواق بكسر القاف بلا ياء لأنه سمي بذلك لحكاية صوته. ويروى قول الشاعر: ولست بهياب إذا شد رحله ... يقول: عداني اليوم واقٍ وحاتم (وهو) أي الصرد (طائر يتشاءم به, وجمعه صردان) بالكسر. (واليعاقيب) بفتح التحتية والمهملة: (ذكور الحجل) بفتح الحاء المهملة والجيم, وهو الطائر المعروف (واحدها) أي اليعاقيب (ويعقوب) قال سلامة بن جندل يبكي على فراق الشباب: إن الشباب الذي مجد عواقبه ... فيه نلذ, ولا لذات للشيب ولى حثيثًا, وهذا الشيب يتبعه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب

قال ابن هشام في شرح الكعبية: اليعقوب له معنيان, أحدهما ذكر القبح بفتح القاف وإسكان الباء الموحدة بعدها جيم, وهو الحجل بفتحتين. والمعنى الثاني العقاب: وهو غريب ذكره بعضهم, وأنشد عليه قول الشاعر: عالٍ يقصر دونه اليعقوب لأن الحجل لا يوصف بالعلو في الطيران. قال الفرزدق: يومًا تركن لإبراهيم عافيةً ... من النسور عليه واليعاقيب لأن الحجل لا ينزل على القتلى. والركض هو سرعة الطير. قال: كأن تحتى بازيًا ركاضا وزعم الكمال الدميري أن المراد باليعاقيب الحجل لقول الرافعي: يجب الجزاء بقتل المتولد بين اليعقوب والدجاج. قال: وبهذه يرد قول من قال: أن المراد من البيتين الأولين هو العقاب, فإن التناسل لا يقع بين الدجاج والعقاب, وإنما يقع بين حيوانين بينهما تشاكل وتقارب في الخلق كالحمار الوحشي والأهلي. قلت: ولا ينهض له ما ادعاه إلا إذا قيل أن اليعقوب إنما يطلق على العقاب, فأما مع إطلاق الاشتراك فلا كما لا يخفى عن المتأمل. وفيه كلام لسنا بصدد استقصائه والله أعلم.

(والسلك) بضم السين المهملة وفتح اللام: (الذكر من فراخ الحجل). ويقال لفرخ القطا أيضًا. (والأنثى سلكة) بالهاء. (والفياد) بفتح الفاء والتحتية المشددة وبعد الألف دال مهملة: (ذكر اليوم) بضم الموحدة, ويقال بومة بالهاء, وكلاهما للذكر والأنثى من هذا الطائر المعروف الذي يتشاءم به, فإذا قلت فياد وصدى: اختص بالذكر كما في الصحاح وغيره. (والحيقطان) بفتح المهملة وسكون التحتية وضم القاف وفتح الطاء المهملة وبعد الألف نون ووزنه فيعلان: (ذكر الدراج) بضم الدال وفتح الراء المشددة المهملتين, وبعد الألف جيم, قال الجوهري: الدراج والدراجة: ضرب من الطير للذكر والأنثى حتى تقول الحيقطان فيختص بالذكر. وقال الكمال الدميري: هو طائر أسود باطن الجناحين وظاهرهما على خلقة القطا إلا أنها ألطف منه. قال ابن سيده: هو طائر من العراق. وقال ابن دريد: أحسبه مولدًا, وقال الجاحظ: إنه من أقسام الحمام. وقال سيبويه: إنه الدراج. (وساق حر) مركب من ساق الرجل, والحر بالضم خلاف العبد, أخذوه وأطلقوه على (ذكر القماري) بالفتح جمع قمري أو قمرية بالضم: طائر صغير من أنواع الحمام كما قاله ابن سيده وغيره, ويزعم بعض أنه منسوب إلى «قمر» , وهي قرية من قرى مصر المشهورة. وله صوت جيد, ويدل على أنه من أنواع الحمام قول عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - لما طلق زوجته عاتكة بنت سعيد بن زيد: أعاتك ما أنساك ما ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق

الأبيات. وسبق كلام على القماري, وكثيرًا ما يذكروا ساق حر في كلامهم. قال حميد بن ثور: وما هاج هذا الشوق إلا حمامة ... دعت ساق حر ترحة وترنما وقال الكميت: تغريد ساقٍ على ساقٍ تجاوبها ... من الهواتف ذات الطوق والعطل ومن أظرف ما قيل في ذلك قول «مالك بن المرحل» كما أنشده الشريف الغرناطي في شرح المقصورة, وسمعته من شيخينا الإمامين مرارًا: رب ربعٍ وقفت فيه وعهد ... لم أجاوزه والركائب تسري أسأل الدار وهي قفر خلاء ... عن حبيب قد حلها منذ دهر حيث لا مسعد على الوجد إلا ... عين حر تجود أو ساق حر يريد أنه لا يساعده إلا حر تبكي له عينه أو حمام ينوح معه. (والخرب) بفتح الخاء المعجمة والراء المهملة وبالموحدة: (ذكر الحبارى) بضم المهملة وفتح الموحدة وبعد الألف راء فألف تأنيث, ولذلك يمنع من الصرف. وقول الجوهري: إن الألف ليس للتأنيث, ولا للإلحاق كلام لا معنى له, وقد نبهوا على أنه غلط ظاهر.

وهو اسم جنس جمعي يقع على الذكر والأنثى والواحد والجمع, وربما قالوا حباريات في الجمع, طويل العنق رمادي اللون, في منقاره بعض طول. قالوا: وشأنها أن تصاد ولا تصيد. (وجمعه) أي الخرب (خربان) بالكسر. (والنهار) كوزن مقابل الليل: (فرخ الحبارى) (والليل) كمقابر النهار: (فرخ الكروان) محركة كما في الصحاح وغيره. وظاهر القاموس أنه بالفتح وفي كلامه تخليط أوضحته في شرحه, وهو طائر يشبه البطة. وقال ابن فارس في المجمل: يقال إن بعض الطير يسمى ليلًا ولا أعرفه. وأنشدني غير واحد من الشيوخ كاللغز: أكلت النهار بوسط النهار ... وليلًا أكلت بليلٍ بهيم قال البطليوسي في شرح أدب الكاتب؛ قد اختلف اللغويون في النهار, فقال قوم: هو فرخ القطا, وقال قوم: إنه ذكر البوم. وقيل: إنه ذكر الحبارى, والأنثى ليل, وقيل إنه فرخ الحبارى, قال الشاعر: ونهارٍ رأيت منتصف الليلـ ... ـل وليلٍ رأيت وسط النهار (والعترفان) بضم العين والراء والمهملتين بينهما فوقية ساكنة, وبعد الفاء ألف فنون: (الديك) بكسر المهملة وسكون التحتية, هو ذكر الدجاج. (والأخيل) بالخاء المعجمة: (الشقراق) بفتح المعجمة وكسرها كما في المحكم وأدب الكاتب لابن قتيبة وغيرهما. قال البطليوسي في شرح أدب

الكاتب: الشقراق بالكسر أقيس, لأن فعلالًا بكسر الفاء موجود في أبينة الأسماء نحو طرماح, وفعلان بفتح الفاء مفقود فيها. قال: وبكسر الشين قرأناه في غريب المصنف, وهكذا حكاه الخليل, وذكر أن فيه ثلاث لغات: كسر الشين وإسكان القاف, وضم الشين كذلك, وربما قالوا شرقراوق. وهو طائر صغير يسمى الأخيل, والعرب تتشاءم به, وهو أخضر مليح بقدر الحمام, خضرته حسنة مشبعة, في أجنحته سواد ويكون مخططًا بحمرةوخضرة وسواد وبياض. وذكر المجد فيه لغات أخر, وكون الأخيل الشقراق كما قال المصنف قاله غير واحد, وقيل: هوطائر قريب منه أخضر - على أجنحته لمع تخالف لونه, سمي بذلك لاختياله في مشيه. وقال المجد: الأخيل: طائر مشؤوم أو هو الصرد, سمي لاختلاف لونه بالسواد واليباض. وفي صرفه ومنعه كلام في مصنفات النحو, وقال: وإذا قذفت له الحصاة رأيته ... ينزو لوقعتها طمور الأخيل ومن شواهد النحو: فما طائري يومًا عليك بأخيلا (والوطواط) بواوين وطاءين مهملتين: (الخفاش) بضم الخاء المعجمة وفتح الفاء المشددة وبعد الألف معجمة, سمي لصغر عينيه وضعف بصره, وله خواص ذكرها المجد, وزدنا عليه في شرحه, وفي نسخة الخطاف, وهو

تحريف بلا مرية, لأن الخطاف كرمان طائر أسود غير الوطواط على ما عرف في الدواوين. وقال بعض اللغويين: الكبير وطواط, والصغير خفاش. (والكعيت) بضم الكاف وفتح المهملة كالكميت, ولا يعرف له مكبرًا: (البلبل) بضم الموحدتين: طائر معروف من أنواع العصافير التي تحبس لصوتها, وهو الذي يقال له النعر بضم النون وفتخ الغين المعجمة, وسيأتي. (والغرانيق؛ طير الماء, واحدها غرنبق) بضم الغين المعجمة وسكون الراء المهملة وفتح النون وسكون التحتية وقاف, هذه أفصح لغاته, ويقال غرنوق كعصفور وفردوس, وهو الكركي أو طائر يشبهه. وقال الزمخشري والجوهري: إنه طائر أبيض من طير الماء طويل العنق. وقال ابن الأثير: إنه الذكر من طير الماء يسمى لبياضه. وقيل: الغرانيق طير سود في حد البط. (والمكاء) بضم الميم وتفح الكاف المشددة ممدودًا على فعال, والهمزة أصلية, لأنه مكا كدعا: إذا صوت, (طائر يصوت) أ] يصيح (في الرياض) جمع روضة, وهي عند العرب كل أرض ذات شجر وماء, وتطلق الرياض على البساتين, وقد تخص بذوات الأنهار, (سمي مكاء لأنه يمكو) كيدعو (أي يصفر) بالكسر مضارع صفر: إذا صوت, كضرب صفيرًا, وقد يقال صفر تصفيرًا. قال ابن السكيت في إًصلاح المنطق: يقال مكا الطير يمكو مكاء: إذا جمع يديه وصفر فيهما. قال البغوي: المكاء طائر أبيض يكون بالحجاز له صفير. وقال ابن قتيبة: المكاء بالتشديد: طائر يسقط في الرياض, ويمكو, أي يصفر. قال الشاعر: إذا غرد المكاء في غير روضةٍ ... فويل لأهل الشاء والحمرات

قال البطليوسي في شرح أدب الكاتب: المكاء إنما يألف الرياض, فإذا غرد في غير روضة فإنما يكون ذلك لإفراط الجدب وعدم النبات, وعند ذلك تهلك الشاء والحمير, فالويل لمن لم يكن له مال غيرهما. والحمرات في البيت بالضمات: جمع حمر بضمتين جمع حمار أو حمير, والله أعلم. (والوصع) بفتح الواو وسكون الصاد وبالعين المهملتين, وقد يحرك. وقول الكمال الدميري: أنه بالضاد المعجمة سبق قلم بلا مرية, إذ لا قائل به من أئمة اللغة ولا من أهل الغريب, ولا وجود له في الدواوين المتداولة, والله أعلم: (طائر صغير) أصغر من العصفور كما في الصحاح والقاموس والنهاية وغيرها. (ومنه الحديث: إن إسرافيل ليتواضع لله) أي يتصاغر ويتذلل ويخضع (حتى يصير كالوضع) روي بفتح الصاد المهملة وسكونها. والحديث مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تفكروا في عظمة الله, ولكن تفكروا فيما خلق الله من الملائكة, فإن خلقًا من الملائكة يقال له إسرافيل, زاوية من زوايا العرش على كاهله, وقدماه في الأرض السفلى, وقد خرق رأسه سبع سماوات, وأنه ليتضاءل من عظمة الله كأنع الوصع» .. أي يتصاغر, فهي بمعنى يتواضع, «يتفاعل» من الضآلة بالهمزة, وهي النحافة والدقة, وضؤل ككرم. وأخرج ابن المبارك في «الزاهد» عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل أن يتراءى له في صورته, فقال جبريل: إنك لن تطيق ذلك, قال: إني أحب أن تفعل,

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المصلى في ليلة مقمرة, فأتاه جبريل في صورته, فغشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, حين رآه, ثم أفاق وجبريل مسنده وواضع إحدى يديه على صدره, والأخرى بين كتفيه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أرى أن شيئًا من الخلق هكذا. فقال جبريل: فكيف لو رأيت إسرافيل, إن له لاثني عشر جناحًا, منها جناح بالمشرق, وجناح بالمغرب, وإن العرش على كاهله, وإنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله حتى يصير مثل الوصع, حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته. وأورده الجلال في «الدر المنثور» على ما عند ابن المبارك, الألفاظ التي أوردها المصنف عليها اقتصر الجوهري وابن الأثير وغيرهما, وأورده الكمال الدميري بلفظ: «إن إسرافيل له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب, وإن العرش على منكب إسرافيل وأنه ليتضاءل الأحيان لعظمة الله تعالى حتى يصير مثل الوصع» , والله أعلم. (والضوع) بضم الضاد المعجمة وفتح الواو وبالعين المهملة, وكسر ضاده لغة فهو كصرد وعنب: (طائر أيضًا) , قال الجوهري: هو طائر من طير الليل من جنس الهام. وقال المفصضل: هو ذكر البوم. وقال المجد: الضوع كصرد وعنب: طائر من طير الليل والكروان وذكر البوم, أو طائر أسود كالغراب طيب اللحم. وقال النووي: إن الأشهر أنه من الهام كما قال الجوهري, والله أعلم. (والنغر) بضم النون وفتح الغين المعجمة: (العصفور) بالضم: وحكى ابن رشيق في كتاب الغرائب والشواذ أنه يفتح, والفتح غير معروف عند أهل الصناعة إذ فعلول مفقود من الكلام الفصيح. قال حمزة: سمي عصفورًا لأنه عصى وفر (وجمعه) أي النغر (نغران) بالكسر وله أحكام في حديث أنسٍ المشهور «ما فعل النغير».

(والنهس) بضم النون وفتح الهاء وبالسين المهملة: (طائر صغير الجسم) يشبه الصرد. قال ابن سيده: إنه ضرب منه سمي ب 1 لك لأنه ينهس اللحم. يقال أنه لا يزال يحرك ذنبه ويصيد العصافير. (والسيد) بضم المهملة وفتح الموحدة آخره مهملة: (طائر لين الريش إذا قطرت عليه قطرة ماءٍ» بالإفراد, وفي القاموس والصحاح: قطرتان من ماء (جرت) أي القطرة, أي سالت (من لينه) تلعليلة, أي لأجل لينه, والعرب تشبه به الخيل إذا عرقت [قال]: كأنه سبد بالماء مغسول (جمعه) أي السبد (سبدان) بالكسر كنظائره. (والتنوط بفتح التاء) الفوقية والنون (وضم الواو) المشددة وآخره طاء مهملة مشالة: (طائر يدلي) مضارع أدلى الدلو ونحوه: أرسله من علو إلى أسفل, أي يرسل (خيوطًا من شجرة) ثم ينسج بها عشه ويجعله مخففًا محكمًا كما قاله أبو حيان وغيره, (ثم يفرخ) أي يلد أفراخه (لإيها) أي في تلك الخيوط. (ويقال فيه) أي في لفظه لغة أخرى (أيضًا تتنوط بضم التاء) الفوقية والنون, ويجوز فتح النون (وكسر الواو) , ووزنه «تفعل» , لأنه من «ناط» كما اختاره ابن الضائع, وتبعه تلميذه أبو حيان, لفقدان «فعلل» في كلامهم, وقد بسطناه بسطًا في شرح القاموس وغيره. (والبرقش) بالكسر, آخره معجمة: (طائر صغير ملمع) كمعظم, أي فيه لمع ونقوش, وهذا القيد أهمله أرباب الدواوين, (وهو) أي البرقش (الذي

يسميه أهل الحجاز الشرشور) بضم المعجمتين وراءين, وهو طائر مثل العصفور أغبر لطيف كما في المحكم وغيره. (وبغاث الطير) أول البغاث مثلث الضبط, وآخره مثلث النقط, ووسطه غين معجمة (خشاشها) بالمعجمات مفتوحًا (التي لا تصيد منها) لعجزها. وقال ابن إسحق: إنه ذكر الرخم إذا هرم واسود. وقال الكمال: هو طائر أغبر دون الرخمة بطيء الطيران من شرار الطيور ومما لا يصيد منها. قال العباس بن مرداس: بغاث الطير أكثرها فراخًا ... وأم الصقر مقلات نزور قال دريد: وترى الفوارس من مخافة رمحه ... مثل البغاث خشين وقع الأجدل وقال الآخر: كأن بني مروان إذ يقتلونه ... بغاث من الطير اجتمعن على صقر (والواحدة بغاثة) بالهاء. فهو اسم جنس جمعي, ووقع «ليونس» كلام فيه شبه تناقض بسطناه في شرح القاموس.

(والسقطان) تثنية سقط بالكسر والسين والطاء المهملتين (من الطير: جناحاه) تثنية جناح بالفتح, وهو للطائر كاليد للإنسان, ولذلك يطلق عليها نحو: {واضمم إليك جناحك} والتحقيق أنه استعارة كما جزم به البيضاوي وغيره, لا حقيقة كما يوهمه كلام المجد, وبه تعلم أن قول المصنف (وهما) أي الجناحان (يداه) , أي الطائر لا يخلو من تأمل, والله أعلم. (وفي الجناح عشرون ريشة) , واحدة الريش, وهو كسوة الطير, ميز بها العدد, وفصله بقوله: (أربع منها قوادم) جمع قادمة (وهي أعلاها) , وسموها قوادم لأنها في مقدم الجناح, وقالوا قدامى كحبارى أيضًا. (ثم أربع مناكب) بعد القوادم, ولا يعرف لمناكب الريش واحد كما نبه عليه في القاموس. (ثم أربع كلى) كأنه جمع كلية لأنها تقابلها, وهذا مهمل عند الجمهور في مادتها, وذكرها الجوهري في «بهر» استطرادًا كما يأتي. (ثم أربع خوافٍ) جمع خافية, وجعلها غيره بعد المناكب. وقال المجد: الخوافي: ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خفيت, أو هي الأربع اللواتي بعد المناكب, أو هي سبع ريشات بعد السبع المقدمات. (ثم أربع أباهر) جمع أبهر, (وهي التي تلي الجنب). قال المجد: الأبهر هو الجانب الأقصر من الريش, وجعل الجوهري الأباهر هي القسم الرابع, والكلى بعده, فقال: والأباهر من ريش الطائر ما يلي الكلى. أولها القوادم, ثم المناكب, ثم الخافي, ثم الكلى. وأغفلها في مادة «كلا» فلم يتعرض لها كأكثر أرباب الدواوين, وأسقطها الفيومي في المصباح في المادة والتقسيم, فقال في تقسيم الريش: يقال في الجناح ست عشرة ريشة: أربع قوادم, وأربع خواف, وأربع مناكب, وأربع أباهر, وأسقط الكلى. ثم قوله كالمصنف أن القوادم أربع هو رأي كثير من أئمة اللغة. وقال الجوهري

والمجد وغيرها: إن قوادم الطير مقاديم ريشه, وهو عشرة في كل جناح, والواحدة قادمة كما مر. وقال ابن جني: الواحدة قدامى كحبارى, وكلام غيره صريح في أن القدامى جمع لا مفرد له, والله أعلم. (والعفرية) بكسر العين والراء المهملتين بينهما فاء ساكنة, وبعد التحتية المخففة هاء تأنيث: (عرف الديك) بضم العين المهملة وسكون الراء, ما فوق رأسه, (وكذلك عرف الخرب) محركة. وسبق أنه ذكر الحبارى, أي يطلق على عرفه عفرية أيضًا. (والقيض) بفتح القاف وسكون التحتية وبالضاد المععجمة: (قشر البيض الأعلى) (والغرقئ) بكسر الغين المعجمة والقاف بينهما راء ساكنة آخره همزة: (القشرة الرقيقة التي تحت) , وفي نسخة «التي تلي» (القيض). (ويقال: أصفت) بتقديم الصاد المهملة على الفاء في أصولنا المصححة, وهو الذي في الأصول اللغوية. وفي نسخة, أفصت بتقديم الفاء, وهو تصحيف, لأنه إنما يقال في إقلاع المطر ونحوه كما يأتي. وفاعله (الدجاجة) مثلثًا, والفتح أفصح, والهاء للوحدة لا للتأنيث, وقد بسطنا الكلام فيه في شرح القاموس وغيره: (إذا انقطع بيضها) فلم يبق لها بيض. (وكذلك الحمامة) يقال لها أفصت: إذا انقطع بيضها. (ومثلثه) أي في المعنى أصفت السماء) بتقديم الصاد المهملة في أصولنا المصححة كأصول اللغة (إصفاء) مصدره لإيضاح أنه رباعي, (إذا انقطع ماؤها) أي أقلع مطرها. (وأصفى الشاعر) كذلك: (انقطع شعره) فلم يقل شعرًا ولم يقدر على قوله, وفي نسخة: أفصت السماء وأفصى الشاعر, بتقديم الفاء على الصاد المهملة, وهي صحيحة بالنسبة إلى السماء, فقد قال المجد: أفصى المطر: أقلع, فأما في الشاعر فلا تصح إلا بنوع من المجاز, كأفصت الدجاجة, كما أشرنا إليه, والله أعلم.

[باب في النحل والجراد والهوام وصغار الدواب]

[باب في النحل والجراد والهوام وصغار الدواب] هذا (باب في النحل) , بفتح النون وسكون الحاء المهملة في الأشهر, وقرأ ابن وثاب بفتحتين, فهو لغة وإن أغفلها طوائف, أو اتباع, وهو كما في القاموس: ذباب العسل, للذكر والأنثى لأن الهاء فيه للوحدة. قال الزجاج: سميت نحلًا لأن الله نحل الناس العسل يخرج منها, إذ النخلة العطية, وكفاها شرفًا الإيجاء إليها. وأوردت بعض أصنافها في شرح القاموس. (والجراد) بفتح الجيم والراء وبالدال المهملتين, الواحدة جرادة للذكر والأنثى كغيره من أسماء الأجناس, قالوا: سمي جرادًا لأنه لا ينزل على شيء إلا جرده, أي أكله كما في الروض. وحكى ابن سيده أنه يقال للذكر جراد وللأنثى جرادة, وهو أصناف برية وبحرية أشرت إلى بعضها في شرح القاموس. (والهوام) بشد الميم جمع هامة بالتشديد أيضًا كدابة, وهي ك ل ما له يقتل كالحية, ولذلك وردت الاستعاذة منها, وقد تطلق

الهوام على كل ما يؤذي, قال أبو حاتم: ويقال لدواب الأرض جميعها هوام ما بين قملة إلى حية. (وصغار) جمع صغير, (الدواب) جمع دابة بالتشديد, وهو كل ما يدب على الأرض, فيشمل الطير وإن أخرجه بعضهم لأن قوله تعالى: {والله خلق كل دابة من ماء} ظاهر في دخوله, وتخصيصه - غير الإطلاق - بذوات الأربع, أو بذوات الحوافر عرف طارئ, والله أعلم. (الثوال) بفتح المثلثة وسكون الواو: (الجماعة من النحل) بالمهملة: ذباب العسل, (ولا واحد له) , أي من لفظه كما قال الأصمعي, ونقله الجوهري وغيره. (وكذلك الدبر) بفتح المهملة وسكون الموحدة: اسم لجماعة النحل لا واةحد له من لفظه عند الأصمعي, وقال أبو عبيدة: واحدها دبرة بالهاء. واتفقوا على أن جمعه دبور, ويطلق على جماعة الزنابير كما في الحديث. (والخشرم) بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين: الجماعة من النحل لا واحد له من لفظه كما قاله الأصمعي, ونقله الجوهري. (واليعسوب) بفتح التحتية وسكون المهملة وضم السين وبعد الواو موحدة «يفعول» لفقد «فعلول» من كلامهم. وصعفوق غير عربي كما حققته في شرح نظم الفصيح وغيره: (ذكر النحل) , والمراد به عند الإطلاق أميرها الذي تنقاد إليه, وتأتمر بأمره, وتسير خلفه, وأمره عجيب مشاهد.

(والغوغاء) بمعجمتين بينهما واو, ممدودة: (صغار الجراد). (وأول ما يكون الجراد دبى) بفتح المهملة والموحدة مقصورًا كعصى, وفيه أمثال أوردها الميداني, وذكرنا بعضها في شرح القاموس (ثم يكون غوغاء): إذا صارت له أجنحة وكاد يطير قبل أن يستقل فيطير, قاله الأصمعي ونقله الجوهري. ثم إن اعتبرت ألفه للإلحاق بقمقام صرفته وإن جعلتها للتأنيث منعته, كما نبه عليه الجوهري: (إذا ماج بعضه في بعض) أي أكثر وأخذ يعلو بعض بعضًا كالموج, (ومنه قيل لعامة الناس وأخلاطهم) أوباشهم: (غوغاء) قال في البحر العميق: غوغاء الناس: سفلتهم, وأصله الجراد حين يخف للطيران, ثم استعير للسفلة المسرعين إلى الشر, ويجوز أن يكون من الغوغاء وهو الصوت والجبلة لكثرة لغطهم. وصياحهم. (ثم تكون) بعد ذلك (كتفانًا) بضم الكاف وسكون الفوقية. (ثم يصير خيفانًا) بفتح الخاء المعجمة وسكون التحتية (إذا صارت فيه خطوط مختلفة) من بياض وصفرة. والخيف محركة: اختلاف الألوان, (الواحدة خيفانة) بالهاء, ولذلك صرف, (وواحدة الكتفان كتفانة) بالهاء أيضًا. وقد جزم السهيلي بأن الخيفانة من الجراد هي التي ألقت سرءها, أي بيضها, قال: وهي أخف طيرانًا. قال: والكتفان من الجراد أكبر من الخيفان. قلت: لا يخلو كلامه عن نظر وإن عرف بالتحقيق واشتهر. (ثم يكون جرادًا, والواحدة جرادة). فالجراد خامس مراتبها عند المصنف, والذي في الصحاح أن أول مراتب الجراد السرو بالواو وأصله الهمزة, فأول ما تكون الجرادة سروة وسرية بالواو والتحتية, ثم دبى,

ثم غوغاء ... الخ. وهو الذي ذكره جمع من أئمة اللغة, ومشى على ما للمصنف أقوام أيضًا, والله أعلم. (ويقال للجرادة) عند التكنية (أم عوف) , ومن ألغاز العرب ما أنشدنيه غير واحد: وما صفراء تكنى أم عوفٍ ... كأن سويقتيها منجلان وأنشده الجوهري عن أبي الغوث: كأن رجيلتيها. (والعنظب) بالعين المهملة والظاء المشالة المعجمة وموحدة كالجندب وقنفذ: (ذكر الجراد) الأصفر, أو الضخم من الجراد. (والحنظب) بالحاء المهملة بدل العين بوزنى عنظب: (ذكر الخنافس) جمع خنفساء بالضم, وهو الدويبة السوداء المعروفة, وفي القاموس أن كلًا من العنظب والحنظب يطلق على كل من ذكر الجراد والخنافس. (والرجل) بكسر الراء وسكون الجيم: (الجماعة الكبيرة من الجراد) , وهو كقول المجد: الرجل بالكسر: القطعة العظيمة من الجراد جمع على غير لفظ الواحد كالعانة والخيط والصوار, والجمع أرجال, ومثله في الصحاح مبسوطًا. (والجندب) بضم الجيم والدال المهملة بينهما نون ساكنة, وتفتح داله, وتكسر جيمه وتفتح داله أيضًا كدرهم, ونونه زائدة كما حققته في

شرح القاموس وغيره ونقلت كلام أبي حيان وغيره: (شبيه بالجرادة يكون في البرية) نسبة إلى البر وهي الفلاة (وهو الذي يطير في شدة الحر ويصيح) وقال جماعة: إنه نوع من الجراد. (والصدى) بفتح الصاد والدال المهملتين مقصورًا: (شبيه به) أي بالجندب. (وهو) أي الصدى (الذي يسمى الصرار بالصاد والراء المهملتين مبالغة في صرصرته, أي تصويته. والمعروف فيه صرار الليل بالإضافة كما في الدواوين اللغوية. (ويقال له الجدجد) بالضم, بجيمين ودالين مهملتين, وإطلاق الصدى عليه إنما هو لبعض االعرب خاصة, قال الجوهري: صرار الليل: الجدجد, وهو أكبر من الجندب, وبعض العرب يسميه الصدى. فكلام المصنف لا يخلو عن تأمل والمعروف في الصدى أنه ذكر البوم الذي يجيب المتكلم في الأبنية العالية وبين الجبال ونحو ذلك, وقد شرحته شرحًا ناعمًا في شرح شواهد التوضيح وغيره. والله أعلم. (والأفعوان) بالضم: (الذكر من الأفاعي) جمع أفعى, واختلفوا في وزنها: على «أفعل» , أو «فعلى» بكلام حررته في حواشي المرادي وغيره, وهي من أخبث الحيات وأكثرها سمًا. (والشجاع) بضم الشين المعجمة وتكسر آخره عين مهملة: (الحية) مطلقًا, أو خاص بالذكر, أو ضرب منها صغير. (والشيطان) كاسم إبليس, وكونه من شاط أو شطن مما حققناه في

غير ديوان: (الحية الخفيفة) الحركة, ومنه {طلعها كأنه رؤوس الشياطين} , قال الجوهري: والعرب تسمي بعض الحيات شيطانًا, وهو ذو العرف القبيح الوجه. (والنضناض) بنونين وضادين معجمتين: (الحية الكثيرة الحركة). والنضنضة: حركة اللسان وغيره. قال المجد: حية نضناضة ونضناض لا تستقر في مكان. وإذا نهشت قتلت من ساعتها, أو التي أخرجت لسانها تنضنضه, أي تحركه. وأنشدني غير واحد: تبيت الحية النضناض منه ... مكان الحب تستمع السرارا (ومن أسماء الحية) الحيوان القاتل, سمي لطول حياته, زعم المتكلمون في طباع الحيوان أن الحية تعيش ألف سنة, وفي كل سنة تسلخ جلدها, وتبيض ثلاثين بيضة على قدر أضلاعها, والتاء فيه للوحدة, فتطلق على الذكر والأنثى, وتميز بالإشارة أو الضمير, تقول: هذا حية ذكر, وهذه حية أنثى كما أشار إليه المبرد في الكامل, وهو في الدواوين اللغوية والنحوية, وروى عن بعض العرب: رأيت حيًا على حية, أي ذكرًا على أنثى, وأسماؤها كثيرة أوصلها ابن خالويه إلى مائتين, وزاد غيره, وذكر منها جملةً وافرة, المجد في «الروض المسلوف» وكر منها المصنف هذا النزر القليل فقال: (الأيم) بفتح الهمزة, وحكى المجد كسرها, وهو غريب, وسكون التحتية: الحية مطلقًا كما للمصنف, أو الأبيض اللطيف. وفي الصحاح عن ابن السكيت أن أصله أيم فخفف كهين ولين. وأنشد لأبي كبير:

إلا عواسر كالمراط معيدة ... بالليل مورد أيم متغضف (والأرقم) بالفتح: أخبث الحيات وأطلبها للناس, أو ما فيه سواد وبياض, أو هو ذكر الحيات, والأنثى رقشاء. (والصل) بكسر المهملة وشد اللام, يطلق على الحية مطلقًا, وقيل: الصل الدقيقة الصفراء كما في القاموس. وقال ابن السيد في الفرق: هي الحية التي تقتل من ساعتها, ومنه قيل: رجل صل للداهية, وأنشد قول زياد الأعجم: صل يموت سليمة قبل الرقى ... ومخاتل لعدوه بتكافح (والأصلة) محركة: حية صغيرة أو عظيمة تهلك بنفختها, وفي الصحاح أنها أخبث الحيات. (والحباب) بالمهملة وموحدتين كغراب من أسمائها. (والحضب) بكسر الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة, وعليه اقتصر الجوهري, وقال المجد: الحضب بالفتح ويكسر: حية, أو ذكرها الضخم, أو أبيضها, أو دقيقها.

(والثعبان) بضم المثلثة وسكون المهملة وفتح الموحدة, (ما عظم من الحيات) , وفي القاموس أنه الحية الضخمة الطويلة, أو الذكر خاصة, أو عام. (والحفاث) بضم الحاء المهملة وشد الفاء المفتوحة وبالمثلثة: (حية عظيمة تنفخ ولا تؤذي) ومثله في الصحاح. وأنشد قول جرير: أيفايشون وقد رأوا حفاثهم ... قد عضه فقضى عليه الأشجع (والشبدع) بكسر الشين المعجمة والدال المهملة بينهما موحدة ساكنة وآخره عين مهملة: (العقرب) بالفتح. (والعقربان) بالضم: (ذكر العقارب): قال النووي في «تحرير التنبيه»: العقرب والعقربة والعقرباء كله للأنثى, وأما الذكر فعقربان بضم العين والراء, وقد سمع العقراب في اسم الجنين قال: أعوذ بالله من العقراب ... الشائلات عقد الأذناب قاله في «مختصر البيان» فيما يحل ويحرم من الحيوان. وأنشد في الصحاح: كأن مرعى أمكم إذ بدت ... عقربة يكومها عقربان «ومرعى» علم عليها.

(والحمة) بضم الحاء المهملة وفتح الميم مخففة كثبة (سم العقرب) , مثلث السين, والضم فيه أفصح, وكلامهم صريح في أنه عام سواء كان في عقرب أو غيرها, أو خاص بالإبرة التي للزنبور ونحوه. قال المجد: الحمة كثبة: السم أو الإبرة يضرب بها الزنبور أو الحية ونحو ذلك أو يلدغ بها. وقول الجوهري: وحمة العقرب سمها ليس نصًا في كلام المصنف حتى يدل له, بل هو مثال كعادته. (ويقال: لدغته العقرب) بفتح الدال المهملة والعين المعجمة كمنع, (ولسبته) بفتح اللام والمهملة والموحدة كضرب (وأبرته) بفتح الهمزة والموحدة والراء كضرب ونصر, (ووكعته) بفتح الواو والكاف والعين المهملة كوضع. (ويقال في الحية: عضته) بالكسر في الأصل (تعضه) بالفتح كسمع هو المعروف, زاد المجد: وكمنع, وفيه نظر أوضحناه في شرحه. (ونهشته تنهش) بالفتح فيهما لكون العين حلقية, ويقلب فيقال: نشهته بتقديم الشين على الهاء أيضًا, كذا رأيته وهو مفقود في الدواوين. (ونشطت) بفتح النون والمعجمة والمهملة (تنشط) بالكسر كتضرب أفصح من الضم. (ونكزت) بفتح النون والكاف والزاي المعجمة: أي لسعت (بأنفها): قيد بالأنف لأنه النكز إنما يكون به كما صرحوا به (تنكز) بالكسر كتضرب هو المشهور, وكلام المجد أنه بالضم كنصر, والله أعلم. تتمة: قال فقهاء اللغة: يقال فيما ضرب بفيه: لدغ, وبمؤخره: لسع, وبأسنانه: نهس بالمهملة ونهش بالمعجمة, وبأنفه: نكز, وبنابه نشط, هذا هو الأصل, وقد يتجوز ببعضها مكان بعض كاللدغ في العقرب. وقد ذكر مثله الحافظ ابن حجر في فتح الباري.

فائدة: لدغ الحية والعقرب ونحوهما بالدال المهملة والغين المعجمة, ولذع النار ونحوهما بالعكس, فتعجم الدال وتهمل العين, وقد نظم ذلك شيخ شيوخنا أبو الإرشاد على الأجهوري في قوله: ولدغ لذي سم بإهمال داله ... وفي النار بالإهمال في التالي فاعرفا والإهمال في كل, والإعجما فيهما ... من المهمل المتروك حقًا بلا خفا (والهمج) محركة: (البعوض) كصبور, هو الذباب المعروف. (والقمع) مركة (ذباب أزرق عظيم) يركب الإبل والظباء إذا اشتد الحر, (الواحدة قمعة) بالهاء. (ولخازباز) بالخاء والزاي المعجمتين وموحدة وزاي أخرى, فيه لغات استوعبها المجد وغيره. وفيه كلام أودعته في باب الأسماء المركبة من شرح الكافية الكبرى. قال الجوهري: الخازباز: اسمان جعلا واحدًا وبنيا على الكسر لا يتغير في الرفع والنصب والجر, وأنشد قول ابن أحمر: تفقأ فوقه القلع السواري ... وجن الخازباز به جنونًا والخزباز كقرطاس لغة فيه, وهناك لغات ليس هنا محل بسطها, فسره المصنف بقوله: (ذباب يكون في العشب). قال الأصمعي: أصله حكاية

صوت الذباب, ثم سمي به. وغيره بجعله مشتركًا بينها وبين داء يكون في الأعناق وغير ذلك. (والخرقع) ضبطناه عن الشيوخ بضم الخاء المعجمة والقاف بينهما راء وآخره عين مهملة, ولم نقف عليه في الدواوين المشهورة: (الصغير من الذباب). (والذر) بفتح الذال المعجمة والراء المشددة: (صغار النمل) , مائة منها زنة حبة شعير. وقال النيسابوري: سبعون ذرة تزن جناح بعوضة, وسبعون جناح بعوضة تزن حبة, قال الجاحظ: ليس شيء من الحيوان يحمل أضعاف وزنه مرارًا كثيرة غير الذر, ونقله ابن حجر المكي في «فتاواه» والواحدة ذرة. (والمازن) بالزاي المعجمة المكسورة كصاحب: (بيض النمل). (والعلس) محركة, مهمل الطرفين: (القراد) بالضم, وقيده الجوهري بالضخم. (وهو) - أي القراد - (البرام أيضًا) بضم الموحدة, كالقراد وزنًا ومعنى. (وأول ما يكون القراد قمنانة) بالفتح, (ثم يصير حمنانة) بفتح الحاء المهملة بدل القاف, (ثم يصير قرادًا, ثم يصير حلمة) بفتح المهملة واللام, وجمعه حلم بإسقاط الهاء. وحلم إبله كضرب: أزال عنها الحلم. ومن ألغاز الأعراب ما أنشدنيه غير واحد:

وما ذكر فإن يكبر فأنثى ... شديد الأزم ليس له ضروس؟ يعني القراد إذا كبر صار حلمة, فلفظ القراد مذكر, ولفظ الحلمة مؤنث. والأزم: العض. (والقمل) بضم القاف وفتح الميم المشددة: (دواب) جمع دابة (صغار) جمع صغيرة (من جنس القردان) بالكسر, جمع قراد كغراب, (ويقال: هي كبار القردان, والواحدة قملة) بالهاء كسكرة. [قال المجد: القمل كسكر] صغار الذر والدبى الذي لا أجنحة له, أو شيء صغير بجناح أحمر, أو شيء يشبه الحلم, لا يأكل أكل الجراد, خبيث الرائحة, أو دواب صغار كالقردان, أو قمل الناس, وهذا القول مردود. (والفرعة) بفتح الخاء المعجمة المهملتين, وقد تسكن الراء (القملة) المعروفة في بدن الإنسان. (والخدرنق) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة عند أكثر أئمة اللغة, وجوز الحريري في الدرة فيها الإهمال والإعجام, وسكون الراء المهملة وفتح النون آخره قاف: (ذكور العناكب, والعناكب جمع عنكبوت) بالفتح, حذفت زائده للجمع, والنون أصلية عند سيبويه والأكثر, وهو معروف مشهور.

(والليث) كاسم الأسد (ضرب) أي نوع (من العناكب قصير الأرجل يصيد الذباب وثبًا) أي قفزًا, أي يثب عليها فيأخذها. (والحرباء) بكسر الحاء وسكون الراء المهملتين ممدودًا: (ذكر أم حبين) بضم المهملة وفتح الموحدة, سميت بذلك لعظم بطنها. والحبن محركة: داء يعظم منه البطن ويشتد ورمه كالاستسقاء, وهي على قدر الكف تشبه الضب غالبًا, قاله أبو منصور الأزهري. (وقيل) أي قال ابن السكيت وغيره: (هو) يوجد في بعض النسخ ويسقط في الأكثر (دابة تشبهها) أي أم حبين وليست هي. قال في المرصع: اختلف في أم حبين فقيل: هي ضرب من العظاة, وقيل: هي أعرض منها, وقيل هي أنثى الحرابى تتحاماها العرب فلا تأكلها لنتنها. وقوله: ضرب من العظاة ردوه وإن جزم به ابن قتيبة, لأن العظاة ضرب من الوزع كما صرحوا به, وقال أبو زياد: أم حبين غبراء لها أربع قوائم على قدر الضفدع التي ليست بضخمة: (وهو) - أي الحرباء - لأن ذلك مشهور في فعله, أو أم حبين, فقد نبه عليه ابن قتيبة (يستقبل الشمس ويدور معها حيث) , وفي نسخة كيف وهي الواقعة في عبارة ابن قتيبة (دارت). (والجحل) بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة (هو الحرباء). قال الجوهري الجحل: الحرباء, وهو ذكر أم حبين, ومنه قول ذي الرمة:

واقلولى على عودة الجحل ويطلق على اليعسوب والجراد والجعل غيره كما في القاموس والصحاح وغيرهما, فجعل الكمال الدميري لها أقوالًا مما لا معنى له. (ويقال له) أي للحرباء (الشقد) بضم الشين المعجمة وفتح القاف وبالذال المعجمة كصرد, ويقال شقذ بالفتح والكسر أيضًا, والمعروف أن الشقذ بلغاته ولد الحرباء, وكلام المجد صريح في أنه يطلق على الكبير. (وجمعه شقذان) بالكسر كصردان, وفي نسخة شقاذى بالفتح كقدامى وهو صحيح أيضًا, وكلاهما في القاموس. (والعضرفوط) بفتح العين المهملة وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء وضم الفاء وبعد الواو طاء مهملة: (الذكر من العظاء) بفتح العين المهملة والظاء المعجمة المشالة والمد: جمع عظاءة بالهاء, ويقال عظاية بالتحتية بدل الهمزة, وهي دويبة أكبر من الوزغة كسام أبرص. قال المجد العضرفوط: ذكر العظاءة, وهو من دواب الجن وركائبهم. (والجخدب) بضم الجيم والدال المهملة بينهما خاء معجمة ساكنة

وآخره موحدة: (دابة نحو من ذلك) السابق. قال الجوهري: الجخدب: ضرب من الجنادب, وهو الأخضر الطويل الرجلين. وقال المجد: هو ضرب من الجنادب, ومن الجراد, ومن الخنفساء, ضخم, (وجمعه جخادب). (والسرفة) بضم المهملة وسكون الراء: (دابة) وعبر المجد كالجوهري بـ: دويبة مصغرة (تبني) لنفسها (بيتًا حسنًا) مربعًا من دقاق العيدان تضم بعضها إلى بعض بلعابها (تكون فيه) فتموت فيه. (يقال في المثل: «هو أصنع من سرفة») , أورده المجد كالجوهري وغير واحد قال الميداني: اختلفوا في نعت هذه الدويبة. قال اليزيدي: هو دويبة صغيرة تنقب الشجرة تبني فيها بيتًا, وقال أبو عمرو بن العلاء: هي دويبة صغيرة مثل نصف عدسة تنقب الشجر ثم تبني فيه بيتًا من عيدان تجمعها مثل غزل العنكبوت منخرطًا بين أعلاه إلى أسفله, كأن زواياه قومت على مخط, وله في إحدى صفائحه باب مربع قد ألزمت أطراف عيدانه من كل صفيحة أطراف عيدان الصفيحة الأخرى كأنها مغروة. وقال محمد بن حبيب: هي دويبة تنسج على نفسها بيتًا فهو ناموسها حقًا, وللدليل على ذلك أنه إذا نقض هذا البيت لم توجد الدويبة حية فيه أصلًا. وزاد بعض رواة الأخبار عن ابن حبيب أن الناس في أول الدهر كانوا يتعلمون الحيل من البهائم, ثم تعلموا من السرفة إحداث بناء النواويس على موتاهم, وأنها في خروط وشكل بيت السرفة. قلت: الناووس: اسم للقبر ليس بعربي لأنه مقابر المجوس كما نبه عليه غير واحدة, وإن أغفله صاحب القاموس تقصيرًا. (والقرنبي) بفتح القاف والراء وفتح الموحدة مقصورًا: (دويبة) مصغر دابة (مثل الخنفساء, تقول العرب في أمثالها: «القرنبى في عين أمها

حسنة) وفي مجمع الأمثال «حسناء» بالمد. قال الجوهري: القرنبى مقصور: دويبة طويلة الرجلين مثل الخنفساء أعظم منه شيئًا, وفي المثل «القرنبي في عين أمها حسنة» وقال يصف جارية وبعلها: يدب إلى أحشائها كل ليلةٍ ... دبيب القرنبي بات يعوا نقًا سهلًا وقال الميداني: هو دويبة مثل الخنفساء منقطعة الظهر طويلة القوائم. وأغفله المجد تقصيرًا واستدركته عليه في شرحه. وأنشدني غير واحد من الشيوخ: كل امرئ حسن في عين صاحبه ... والخنفساء تسمى بنتها القمرا (والأساريع: دود تكون في الرمل بيض) صفة دود كالذي بعده (طوال ملس) جمع أملس, أي لين لا شعر عليه (تشبه بها) بالأساريع (الشعراء) امرؤ القيس فمن دونه (أصابع النساء, واحدها) أي الأساريع (أسروع) بالضم. ويقال يسروع كذلك باتباع حركة الراء. قال الجوهري: قال ابن السكيت: اليسروع والأسروع: دودة حمراء تكون في البقل ثم تنسلخ فتصير فراشة, والأصل يسروع بالفتح, لأنه ليس في الكلام «يفعول» قال سيبويه: وإنما ضموا أوله إتباعًا لضمة الراء كما قالوا: أسود بن يعفر. قال ذو الرمة: وحتى سرت بعد الكرى في لويه ... أساريع معروفٍ وصرت جنادبه

واللوي: ما ذبل من القبل, يقول: قد اشتد الحر فالأساريع لا تسري على البقل إلا ليلًا, لأن شدة الحر بالنهاء يقتلها. وقال القناني: الأسروع, دود حمر الرؤوس بيض الجسد تكون في الرمل تشبه بها أصابع النساء, وأنشد لامرئ القيس: وتعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبىٍ أو مساويك إسحل وظبي: اسم واد: «ويقال: أساريع ظبي» , كما يقال سيد رملٍ, وضب كديةٍ, وقد أشار المجد لذلك. (ويقال هي) أي الأساريع (شحمة الأرض) بفتح الشين المعجمة وسكون الحاء المهملة. قال الجوهري: دودة بيضاء. (وهي التي يقال لها: بنات النقا) بفتح النون وقاف مقصورة, ويقال لها شحمة النقا أيضًا كما في القاموس وغيره. (والظربان) بفتح المشالة المعجمة وكسر الراء بعد الموحدة ألف فنون: (دابة منتنة الريح) أي قبيحة الرائحة. ومن أمثالهم «أفسى من ظربان» قال الميداني. هو فوق جرو الكلب, كثير الفساء, عرف ذلك من نفسه واتخذه سلاحًا لقتل الضب وغير ذلك مما في مجمع الأمثال. وقال غيره: دويبة لها صماخان بلا أذنين قصير اليدين, ظهره عظم واحد بلا قفص لا يعمل فيه السيف لصلابة جلده, إلا أن يصيب أنفه, وفيه كلام أودعناه في شرح القاموس وغيره. (وسام) بفتح المهملة وبعد الألف ميم مشددة (أبرص) ركبت الكلمتان فصارت علم جنس: (هو الوزغ) بفتح الواو والزاي والغين المعجمتين,

والمعروف أنه على على العظام من الوزغ لا على مطلقها كما يوهمه كلامه, سمي الوزغ لخبثه وسرعة حركته. ثم المشهور أنه مركب, أما تركيب إضافة فأبرص مجرور دائمًا والإعراب على سام, أو تركيب مزج فسام مبني على الفتح دائمًا, وأبرص معرب إعراب ما لا ينصرف لوزن الفعل مع العلمية, وهما في الصحاح وغيره من الدواوين النحوية أيضًا. وزعم بعض بناءهما معًا على الفتح كخمسة عشر, وهو غريب كما أوضحته في شرح نظم الفصح وشرح الكافية وغيرهما, والله أعلم. (والحشرات) بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة (من دواب الأرض, ما صغر) بضم الغين المعجمة (منها) أي الدواب (مثل الضب) بفتح الضاد المعجمة وشد الموحدة: هي دويبة صغيرة معروفة, قال عبد اللطيف البغدادي: الضب والحرباء وشحمة الأرض والوزغ كلها متناسبة في الخلق. وقال عبد القاهر: الضب دويبة على حد فرخ التمساح الصغير, وذنبه كذنبه, وهو يتلون ألوانًا نحو الشمس كما تتلون الحرباء. وقالوا: لذكر الضب ذكران في أصل واحد, ولأنثاه فرجان, ويعيش سبعمائة عام ولا يضرب الماء, بل يكتفي بالنسيم, ويبول في كل أربعين يومًا قطرة, ولا يسقط له سن. يقال: إن أسنانه قطعة واحدة مفرجة فإذا فارق حجره لا يعرفه, ويبيض كالطير كما أشار لذلك ابن خالويه وغيره, وفي شرح القاموس غالب أحواله, وفي المثل: «أعق من ضب» لأنه يأكل أولاده أولاده, وقد الميداني وغيره, وأوضحه في شرح القاموس أيضًا. (والفأرة) بالهمز وقد يسهل, والذكر فأر,

والجمع فئران. (واليربوع) بفتح التحتية وسكون الراء وبعد الموحدة المضمومة واو فعين مهملة: هو دابة مثل الفأر ولكن ذنبه وأذناه أطول, ورجلاه أطول من يديه, عكس الزرافة, قاله الفيومي وغيره. (وما دون ذلك) كالجرذان الأهلية والبرية, وحيوانات الأرض التي لا تفارق الحجر إلى ماء ولا هواء, (الواحدة) , وفي نسخة الواحد بغير هاء: (حشرة) محركة. (والحسل) بكسر الحاء وسكون السين المهملتين: (ولد الضب) حين يخرج من بيضته, وبه كني الضب «أبا حسل». (والمكن) بالفتح وككتف (بيضه) أي الضب. وأنشد الجوهري: ومكن الضباب طعام العريب ... ولا تشتهيه نفوس العجم وقال آخر: خراب باديةٍ غرثى بطونهم ... مكن الضباب لهم زاد بلا ثمن (والكشى) بضم الكاف وفتح المعجمة مقصورًا (شحمه) واحدته أي الكشى, وفي نسخة (والواحدة كشية) بالضم, وقيدها الجوهري بشحم بطنه وأنشد: إنك لو ذقت الكشى بالأكباد ... لما تركت الضب يمشي في الواد

(والحارش) اسم فال: (صائد الذباب. يقال حرشت الضب) , بفتح الحاء والراء المهملتين وبالشين المعجمة كضرب (واحترشته) على افتعل (إذا صدته) , وذلك بأن تحرك يدك على باب جحره ليظنه حية فيخرج ذنبه ليضربها فتأخذه. (والحرذون) بكسر الحاء وسكون الراء المهملتين وفتح الذال المعجمة, وحكى المجد إهمالها أيضًا, وواو ساكنة فنون: (دويبة شبيهة بالضب) في شكلها كما مر. وقيل: هو ذكر الضب لأن له ذكرين مثله, وهو من ذوات السموم يوجد في العمران المهجورة كثيرًا, له كف ككف الإنسان مقسومة الأصابع مقومة الأنامل. (والبر) بكسر الموحدة وشد الراء المهملة: (الفأرة) , ويطلق على الجرذ أيضًا كما في القاموس. (والخلد) بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وبالدال المهملة: (فأرة عمياء, ويقال لها الخلد بكسر الخاء) أي المعجمة (ذكر ذلك) أي الكسر (عن الخليل) ابن أحمد إمام العربية, وهذا النقل غير معروف في الدواوين اللغوية, فلعل المصنف اطلع عليه, والمعروف الضم وعليه اقتصر الجوهري والفيومي, وحكى المجد الفتح, وهو غريب, ونقل الكمال الدميري عن المصنف أنه نقل عن الخليل الكسر والفتح, ولا يعرف في

نسخ الكافية إلا الضم, ونقل الكسر عن الخليل والفتح ليس في شيء من أصول الكفاية ولا منظوماتها. والله أعلم. (والزبابة) بفتح الزاي المعجمة وموحدتين بينهما ألف آخرها هاء تأنيث: (فأرة صماء). وفي القاموس: الزباب كسحاب: فأر عظيم أصم, أحمر الشعر, أو بلا شعر. والهاء فيه للوحدة, ومن أمثالهم: «أسرق من زبابة». وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: ولقد رأيت معاشرًا ... قد جمعوا مالًا وولدا وهم زباب حائر ... لا تسمع الآذان رعدا (والوبر) بفتح الواو وسكون الموحدة وبالراء: (دويبة تقرب من السنور) بكسر المهملة وفتح النون المشددة وسكون الواو وآخره راء مهملة. ويقلل سنار كرمان, (ولها) أي الدويبة (بول يخثر) مضارع خثر بفتح الخاء المعجمة والمثلثة ويكسر ويضم كنصر وفرح وكرم, أي يغلظ (وييبس) مضارع يبس بفتح التحتية وكسر الموحدة وبالمهملة كفرح (فيتداوى به) أي ببولها (الناس) , أي يتخذونه دواء (ويقال لبولها الصن) بكسر الصاد المهملة وشد النون, وهو منتن جدًا. قال جرير: تطلي وهي سيئة المعرى ... بصن الوبر تحسبه ملابا قاله الجوهري. وقال المجد: الصن بالكسر: بول الإبل, وما إخاله

إلا غلطًا والله أعلم. قال الكمال: الوبر: دويبة أصغر من السنور كحلاء اللون لا ذنب لها تقيم في البيوت, ومرادهم أنه قصير الذنب جدًا, لا أنه لا ذنب له بالكلية, وقال الرافعي وغيره: إنه دويبة سوداء على قدر الأرنب. (والشيهم) بفتح الشين المعجمة والهاء بينهما تحتية ساكنة: (ذكر القنافذ) مطلقًا, أو العظيم الشوك, والياء زائدة, ووزنه «فيعل». (والدلدل) بدالين مهملتين مضمومتين ولامين: (القنفذ) بضم القاف والفاء بينهما نون ساكنة آخره ذال معجمة, وقد تفتح الفاء: حيوان شائك معروف, وقيده بقوله: (العظيم) تبعًا لجماعة, وبعضهم أطلق, وبعضهم قال: الدلدل الذكر خاصة. (والعلجوم) بضم العين المهملة والجيم بينهما لام ساكنة وآخره ميم: (ذكر الضفادع) جمع ضفدع بكسر العين المعجمة وفتح المهملة أشهر لغاته وإن كان وزنًا قليلًا حتى قال الخليل: ليس في الكلام «فعلل» إلا أربعة: درهم وهجرع وهبلغ وقلعم ونقله الجوهري, ويقال ضفدع بالكسر والفتح كزبرج وجعفر, وفيه لغة كجندب حكاها المجد وغيره. (والغيلم) بفتح الغين المعجمة واللام بينهما تحتية ساكنة: (ذكر السلاحف, والأنثى سلحفاة بفتح اللام وإسكان الحاء) المهملة, وكذلك نقله الفراء عن بني أسد, ويقال: يطلق السلحفاة على الذكر والأنثى, وكلهم ضبطوا اللام والحاء ولم يتعرضوا لضبط السين, والمعروف فيها الضم

لإجماعهم عليه في سلحفية كبلهنيةٍ وهي لغة فيها, وضبطها بعضهم بالفتح وما إخاله صحيحًا, والله أعلم. ويقال فيها سلحفاء بحذف الهاء ممدودًا ومقصورًا. وفي المصباح: السلحفاء من حيوان الماء معروفة, وتطلق على الذكر والأنثى. وقال الفراء: الذكر من السلاحف غيلم, والأنثى سلحفاة في لغة بني أسد, وفيها لغات: إثبات الهاء فتفتح اللام وتسكن الحاء, والثانية بالعكس إسكان اللام وفتح الحاء, والثالثة والرابعة حذف الهاء مع فتح اللام وسكون الحاء فتمد وتقصر. (والرق) بفتح الراء وشد القاف: (العظيم من السلاحف). (الضيون) بفتح الضاد المعجمية والواو بينهما تحتية ساكنة آخره نون, وصحت واوه شذوذًا «كجيد» لأنه موضوع على غير فعل كما نبه عليه سيبويه: (ذكر السنانير) (وهو السنور) سبق أن فيه لغتين, وفيه كلام المصنف شبه تدافع, لأن قوله ذكر السنانير يقتضي عمومها وإطلاقها على الذكور والإناث, وقوله: وهو أي الذكر السنور صريح في تخصيصه بالذكر, اللهم إلا أن يقال: الخاص بالذكر سنور مجرد عن الهاء. وإذا أريد الأنثى قبل سنورة بالهاء, والجمع يكون لهما لا للذكر فقط, ويؤيده قول ابن الأنباري: السنور: الهر, والأنثى سنورة, قال: وهما قليل في كلام العرب, والأكثر أن يقال: هر وضيون. والجمع سنانير. (والقط) بالكسر وإهمال الطاء, قال ابن دريد في الجمهرة: أنه بمعنى السنور لا أحسبه عربيًا صحيحًا

وردوه بوروده في الحديث الشريف وذكر الثقات له, فلا معنى لحسبانه كما بينته في شرح القاموس وغيره. (والخيطل) بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة بينهما تحتية ساكنة آخره لام, (والهر) بالكسر: الذكر والأنثى, قاله الأزهري وغيره, وقال ابن الأنباري: الهر يقع على الذكر والأنثى, وقد يدخلون الهاء في المؤنث. (والسرعوب) بضم السين والعين المهملتين بينهما راء ساكنة وبعد الواو الساكنة موحدة: (ابن عرس) بالكسر مهمل الحروف, حيوان دقيق يشبه الفأر إلا أنه يعادية لغلبته على جحره, فيخرج الفأر ويستولي عليه ابن عرس, ولا يخاف من الهرخوف الفأر منه. (ويقال له) أي لابن عرس (النمس) بكسر النون وسكون الميم وبالمهملة: دوية عريضة كأنها قطعة قديدة تكون بأرض مصر تقتل الثعبان, قاله الجوهري والمجد وغيرهما. وهو صريح في أنه غير ابن عرس, لكن صرح ابن قتيبة بأنه ابن عرس كما قال المصنف. وقال قوم: هو حيوان قصير اليدين والرجلين وفي ذنبه طول, يصيد الفأر والحيات ويأكلها, وقيل غير ذلك. والله أعلم.

[باب في نعوت القفار والأرضين]

[باب في نعوت القفار والأرضين] هذا (باب في نعوت) - أي صفات - (القفار) , جمع قفر بالفتح وهو الخلاء من الأرض. (والأرضين) بفتح الراء ولا يجوز تسكينها إلا ضرورة: جمع أرض, وهي المعروفة. (الفلاة) محركة: (الأرض المنقطعة عن الماء). أو الصحراء الواسعة, وجمعها (فلا) بإسقاط الهاء, وفلوات. (والفيافي: القفار) أي الخالية جمع قفر (واحدها فيفاء) بفاءين بينهما تحتية, ممدودًا. (والموماة) بميمين, بينهما واو ساكنة وبعد الألف هاء تأنيث (كذلك) معناها القفار, (والجمع موامٍ) كصحار: قال في ضرام السقط: سميت لأن سالكيها يومئ بعضهم لبعض من شدة الخوف ولا يتكلمون. وعليه فالميم زائدة وصرح السهيلي في الروض بأصالتها, واستدل له بأمور, أوردتها مع وزنها وما لابن السراج فيها من التحقيق في شرح القاموس. (والصحراء) بالمهملات ممدودًا: (البرية) نسبة للبر, وهو الواسع من الأرض, سميت بذلك, أي بالصحراء, وفي نسخة (سميت صحراء للون ترابها) وبينه بقوله: (والصحرة) بالضم (قريبة من الصهبة) بالضم أيضًا, ومر شرحها قريبًا.

(والخرق) بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء: (المتسع من الأرض). (واليهماء) بفتح التحتية وسكون الهاء فعلاء من يهمت الأرض, كفرح: إذا أقفرت من الأنيس فلا يسمع فيها صوت, ومنه الأيهم الذي لا يسمع. وفي الأساس: اليهماء: الفلاة لا أنيس بها. قال الأعشى: وبهماء بالليل عطشى الفلا ... ويؤنسني صوت فيادها والفياد: ذكر البوم كما مر. وفسره المصنف بقوله: (الأرض التي لا يهتدي فيها لطريق) لسعة أطرافها وخلائها. (والهيماء) بتقديم الهاء على التحتية: (المفازة لا ماء فيها) , كأن قاطعها يهيم على وجهه. (وكذلك التيهاء) بفتح الفوقية وسكون التحتية ممدودًا, (والتيه) بالكسر وقد يفتح كما في القاموس, (والمتيهة) بفتح الميم وكسر الفوقية كمعيشة, وتقال بضم الميم أيضًا كاسم الفاعل كمقيمة, لأنها تتيه من يسير فيها أي تصيره تائها أي: ضالًا, لغات أوردها المجد وقال: هي الأرض المضلة, وتطلق التيهاء وحدها بمعنى المفازة كما للمصنف, وقاله المجد أيضًا. والله أعلم. (والمهمه) بالفتح: (القفر) الخلاء, وقيده بعض بالمخوف. قال ابن السيد في شرح شواهد الجمل: هو من مهمهت به: زجرته, فقلت له: مه, إذ سالكه يخفي صوته وحركته لخوفه, فإن رفع صاحبه صوته قال له: مه مه؛ كما قالوا في قول أبي ذؤيب:

على «أطرقا» باليات الخيام أن «أطرقا» موضع سمي به, لأن ثلاثة مروا به فتكلم أحدهم مع صاحبه فقال لهما الثالث: أطرقا. وكذلك سموا المفازة أيضًا: «إصمت» والله أعلم. (وكذلك الهوجل) بفتح الهاء والجيم بينهما واو ساكنة. قال الأصمعي: الهوجل: الأرض تأخذ مرة هكذا ومرة هكذا. وقال غيره: هي الفلاة التي لا أعلام فيها. وأنشد بعض الشيوخ: ولست بمحيار الظلام إذا انتحت ... هدى الهوجل العسيف يهماء هوجل والهوجل: الأحمق الأهوج أيضًا, والجمل الأهوج. والبيت في لامية العرب. (والمرت) بفتح الميم وسكون الراء وبالفوقية: (الأرض التي لا نبت فيها. وكذلك السبروت) بضم المهملة والراء بينهما موحدة ساكنة وبعد الواو فوقية, (والجمع سباريت) على القياس. (ومنه قيل) أي قالت العرب (للرجل الصعلوك) بالضم, أي الفقير المحتاج لذي لا شيء عنده (سبروت) كأنه كالأرض التي لا نبات فيها, فكلام المجد صريح في أن إطلاقه على

الصعلوك مجاز, وكلامهم صريح في أنه مشترك, ويدل له أن الصعلوك يقال له سبريت وسبرات أيضًا دون القفر, فإنما قالوا سبروت, ولا يتوسعون في الفرع أكثر من أصولها على ما عرف. والله أعلم. (والملا) بالفتح مقصورًا (الفلاة) سبق أنها الأرض المنقطعة عن الماء. وفي القاموس: الملاة كقناة: فلاة ذات حر وسراب, وجمعها ملا (والبسابس) بتقديم الموحدة على السين المهملة. قال: حلل لم تكن كأطلال سعدى ... في قفارٍ من البسابس ملس (والسباسب) بتقديم المهملة على الموحدة كمقلوبة: (القفار) جمع قفر, (المستوية) أي المعتدلة (واحدها بسبس) راجع للبسابس (وسبسب) راجع للسباسب, فهو لف ونشر مرتب. (والسربخ) بفتح السين والموحدة بينهما راء مهملة آخره خاء معجمة: (الأرض الواسعة) والمضلة التي تضل داخلها, (وكذلك الرهاء) بفتح الراء والهاء ممدودة. (والسهب) بفتح المهملة وسكون الهاء وموحدة, فسروها بالفلاة غير مقيدة بالواسعة, وكلام المصنف يقتضيه. (ومن نعوت القفار: البلقع) بالفتح, (والنفنف) بفتح النونين وفاءين (والديموم) بفتح المهملة «فيعول» من «دمم» , وفي الصحاح أنه من دام يدوم ديمومة, لأنها دائمة البعد, وغلطه صاحب القاموس وزعم أنها من دمم, وفيه

نظر بسطناه في شرحه. (والديمومة) بالهاء, (والدوية) قال المبرد في كامله: هي الصحراء التي لا تكاد تنقضي, قال: وهي منسوبة إلى الدو بفتح الدال المهملة والواو المشددة: صحراء ملساء, لا علم بها ولا إمارة, قال الحطيئة: وأنى اهتدت والدو بيني وبينها ... وما خلت ساري الدو بالليل يهتدي (والفيفاء) بفاءين بينهما تحتية ممدودة, سبق له ولا وجه لتكراره. (والمليع) بفتح الميم وكسر اللام وبعد التحتية عين مهملة: الأرض الواسعة, أو التي لا نبات فيها, أو البعيدة المستوية. (والقي) بكسر القاف وشد التحتية. (والقواء) بالفتح هو الأكثر والأشهر, وضبطه المجد بالكسر والمد. (والصحصح) بفتح الصادين المهملتين وحاءين مهملتين, زاد بعضهم في نسخة «والضحضح» أيضًا بضادين معجمتين, والظاهر أنه لا أصل له, لأن الضحضح بالمعجمتين من أوصاف الماء لا من أوصاف القفر, ولذلك سقط في الأصول المصححة. (والصحاح) بزيادة الألف بعد الصاد الثانية, (والصحصحان) بزيادة الألف والنون في آخره, كلها بمعنى المستوى المعتدل. (والسملق) بفتح المهملة واللام بينهما ميم ساكنة آخره قاف. ومن الشواهد النحوية: وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق

(والفضاء) بفتح الفاء والضاد المعجمة ممدودًا: (المتسع من الأرض). (والسي) بكسر المهملة وشد التحتية (مثله) أي المتسع لكن في القاموس: مكان سي كزي مستوٍ ولم يذكره الجوهري. (والخبت) بفتح المعجمة وسكون الموحدة وبالفوقية: (المطمئن) أي المنخفض (من الأرض) فيه رمل كما في الصحاح. (والغائط) بفتح الغين المعجمة وبعد الألف همزة مكسورة فطاء مهملة: (المطمئن الغامض) بالغين والضاد المعجمتين, ذكره تأكيدًا, لأن الغامض هو المطمئن كما في الصحاح والقاموس وغيرها, وغمض المكان غموضًا كنصر. وكأن المصنف قصد المبالغة في الاطمئنان, لأن الغموض معناه الخفاء. والله أعلم. وأنشدنا شيخنا الإمم ابن المسناوي غير مرة: والشمس تنشر زعفرانا في الربا ... ونفت مسكنها على الغيطان (والقاع: المطمئن الواسع) زاد ابن فارس في المجمل: المستوى الذي لا ينبت. وقال غيره: هي الأرض السهلة المطمئنة التي انفرجت عنها الجبال والآكام كما في القاموس, وقد أوردنا غير هذه الأقوال في شرحه, (وجمعه قيعان) بالكسر (وقيعة) بالكسر أيضًا, فأما الأول فلا كلام في جمعيته, وأما الثاني فصرح بأنه جمع المجد وغيره, وقال جماعة: إنه مفرد كالقاع, وهو

ظاهر الصحاح, وزدناه إيضاحًا في شرح القاموس. والله أعلم. (والأبطح والبطحاء) بالطاء والحاء المهملتين, ذكروا باعتبار المكان, وأنثوا باعتبار الأرض: (بطن الوادي) , وهو لا ينافي قول المجد: مسيل واسع فيه دقاق الحصى, عند التأمل. وقال بعض: الأبطح: ما اتسع من بطون الأودية, وقيل: ما فيه رمل وحصى. (والجزع) بكسر الجيم, وقال أبو عبيدة: الأليق أن يكون مفتوحًا, وسكون الزاي وبالعين المهملة: (منعطف) بفتح الطاء المهملة, اسم مفعول, أي المكان الذي ينعطف فيه (الوادي) , ويطلق على وسط الوادي, وقيل: هو منقطع الوادي الذي ينجزع به, أي ينقطع. (والجهلة) بفتح الجيم والهاء بينهما لام ساكنة آخره هاء تأنيث: (جانبه) , أي الوادي, قال الجوهري: الجلهة: ما استقبلك من حروف الوادي, وجلهتا الوادي: ناحيتاه وحرفاه. قال لبيد: فعلا فروع الأيهقان وأطفلت ... بالجلهتين ظباؤها ونعامها (والبعثط) بضم الموحدة والمثلثة بينهما عين مهملة ساكنة آخره طاء مهملة, وفي نسخة: وبعثطه, بالإضافة إلى ضمير الوادي: (أفضله ووسطه. وكذلك سره) بكسر السين وشد الراء المهملتين (وسرارته) بالفتح, كسحابة: أطيب الوادي وبطنه كما في القاموس وغيره. (والمعزاء) صفة من معزت الأرض بفتح الميم وكسر العين المهملة وبالزاي المعجمة كفرح: إذا غلظت وصلبت فهي معزاء, ومكان أمعز,

والمعز محركة: الصلاة كما في غير ديوان, وفسرها المصنف بقوله: (الأرض الصلبة) بضم المهملة وسكون اللام وفتح الموحدة, وفتح الصاد غلط وإن جرى على ألسنة المتشدقين, (ذات الحصى) بفتح الحاء والصاد المهملتين مقصورًا: صغار الحجارة, الواحدة حصاة بالفتح. (والأبرق والبرقاء) من برقت الأرض بفتح الموحدة وكسر الراء المهملة وبالقاف: إذا تلونت وكان فيها طين وحصى ذات ألوان كما في الموازنة وغيرها, ووسعته في شرح القاموس, ولذا قال المصنف (التي) أي الأرض التي (فيها حجارة ورمل) أي وطين مختلطة كلها كما قال ابن حبيب وغيره. (والأياديم: الأرضون) بفتح الهمزة والراء كما مر, ولا تسكن إلا ضرورة جمع أرض بالفتح. (الصلبة) بالضم كما مر ولا يجوز الفتح, الواحدة إيدامة بكسر الهمزة وسكون التحتية وفتح المهملة. وقول الجوهري: لا واحد لها وهم كما نبه عليه المجد. (والحرة) بفتح الحاء وشد الراء المهملتين: (الأرض السوداء) ذات الحجارة النخرة المتحرقة كما قيدوةا به, (وجمعها حرار) بالكسر, وتجمع أيضًا جمع المذكر السالم فيقال حرون وإحرون بزيادة الهمزة المكسورة أولها, ولذلك جعلها ابن هشام من جموع التكسير الملحقة. وقال الجوهري أنهم جمعوها على توهم إحرة في المفردة, وفيها كلام أورده شيخ شيوخنا الشهاب الخفاجي في المجلس السادس عشر من «طرازه».

(واللابة) بفتح اللام والموحدة بينهما ألف وآخرها هاء تأنيث (مثلها) في المعنى, وحرم النبي صلى الله عليه وسلم ما بين لابتي المدينة أي حرتيها, (والجمع لاب) بحذف الهاء (ولوب) بالضم. في الصحاح ما يقتضي أنه جمع لوبة بالضم, ويقال نوب بالنون أيضًا. قالوا: ومنه سميت السودان نوبة ولوبة, كأنه منسوب إلى اللوب والنوب بمعنى الحرة. (والحزن) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي المعجمة: (ما غلظ من الأرض) كصلب وزنا ومعنى, ومنه الدعاء المشهور: «وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا» (والحزيز) كأمير بالحاء المهملة وزايين معجمتين: (مثله, وجمعه أحزة) في القلة, (وحزان) بالكسر في الكثرة. (والزيزاء) بكسر الزاي المعجمة وسكون التحتية وفتح الزاي الثانية ممدودًا: (المكان الغليظ المنقاد) , وزيادة «المنقاد» مفقود في الدواوين المشهورة, بل زادوا: الصلبة. وقال بعض: الزيزاء: التي لا أعلام فيها. وحكى ابن يسعون فيه فتح الزاي الأولى أيضًا, قال: وهي لغة هذيل, قالوا: إلا أن وزن المكسورة «فعلال» كقرطاس, ووزن المفتوحة «فعلاء» كحمراء, ونقله شارح شواهد المغني, ولم يعرج على تعليله لظهوره. والله أعلم.

(والحومانة) بالفتح «فعلانة» من حام حومًا: (الأرض الغليظة) المنقادة كما زاد المجد. (والفدفد) بفاءين ودالين مهملتين: (المكان الصلب): زاد في نسخة: (المرتفع) أي العالي. (والقردد) بفتح القاف وسكون الراء ودالين مهملتين والثانية للإلحاق: (ونحوه) أي مثله أو قريب منه في معناه. (والبين) بكسر الموحدة وسكون التحتية وبالنون: (القطعة من الأرض قدر مد البصر) وجمعه بيون كما في الصحاح. (والميل) بالكسر (نحوه) أي مثله وزنًا ومعنى, (وجمعه أميال). وقدر الفقهاء الميل بألف باع, وأوردته نظمًا ونثرًا في شرح القاموس وغيره.

[باب في الرمال]

[باب في الرمال] هذا (باب في الرمال) بالكسر, جمع رمل بالفتح, وهو التراب فيه حروشة. (من أسماء التراب) بضم الفوقية, كغراب: (الصعيد) بالمهملات كأمير, وهو قول الأكثر, وقيل: الصعيد: وجه الأرض, وقيده بعض بما يكون فيه التراب, وقيل: إن الصعيد أكثر ما يكون فيما اطمأن من الأرض لا فيما علا. (والبرى) بفتح الموحدة والراء مقصورًا: التراب. (والتوراب) بفتح الفوقية والراء بينهما واو, وبعد الألف موحدة: لغة في التراب, وفيه لغات أخرى أوردها المجد في القاموس, وأوضحتها في شرحه. (والدقعاء) بفتح الدال والعين المهملتين بينهما قاف ساكنة ممدودة: من أسماء التراب, وتطلق على الأرض التي لا نبات فيها. (والبوغاء) بفتح الموحدة والغين المعجمة بينهما واو سااكنة ممدودة: (التربة) بالضم من لغتات التراب (الرخوة) مثلثة: أي اللينة السهلة. (والعثان) بضم المهملة وفتح المثلثة وبعد الألف نون: (الغبار) بضم الغين المعجمة وفتح الموحدة وبعد الألف راء؛ فهو مثله وزنًا ومعنى, (وجمعه عواثن) والأكثر

أن العثان الدخان بلا نار, والله أعلم. (وكذلك القتام) بفتح القاف والفوقية وبعد الألف ميم. (والكثيب) بفتح الكاف وكسر المثلثة آخره موحدة كأمير: (ما اجتمع من الرمل) , وفسر به: {كثيبًا مهيلا}. (والحبل) بفتح المهملة وسكون الموحدة واللام: (ما استطال منه) أي: ما كان طويلًا من الرمل. (والأميل) بفتح الهمزة وكسر الميم وباللام كأمير: (نحوه) , أي مثل الجبل في معناه, وفي القاموس: الأميل كأمير: الجبل من الرمل مسيرة يوم طولًا وميل عرضًا, أو المرتفع منه. (والأجرع والجرعاء) بالجيم والراء وبالعين المهملتين: (الرابية) أي المرتفعة, من ربا بالراء والموحدة كدعا. (من الرمل). (وكذلك) مثلهما (الجرع) محركة (أيضًا). وفي القاموس: الجرعة وتحرك: الرملة الطيبة المنبت لا وعوثة فيها, أو الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل, أي الدعص لا ينبت, أو الكثيب جانب منه [رمل] وجانب حجارة كالأجرع والجرعاء في الكل. وقال الجوهري: الجرعة بالتحريك واحدة الجرع, وهي رملة مستوية لا تنبت شيئًا, وكذلك الجرعاء. (والرغام) بفتح الراء والغين المعجمة وبعد الألف ميم: (الرمل اللين) , والأكثر أن الرغام التراب. وأنشدني سيدي والدي غير مرةٍ, وسمعته من شيخنا الإمام ابن المسناوي كذلك:

وما أنا منهم بالكون فيهم ... ولكن معدن الذهب الرغام (والهيام) بفتح الهاء والتحتية من الرمل: (الذي يسيل من دقته ولينه). قال الجوهري: الهيام بالفتح: الرمل الذي لا يتمساك أن يسيل من اليد للينه. ومنه قول لبيد: تجتاب أصلًا قالصًا متنبذا ... بعجوب أنقاء يميل هيامها (والوعث) بفتح الواو وسكون العين المهملة وبالمثلثة: (الذي تغيب فيه الرجل) أنشد المبرد في كامله للأعشى: إذا كان هادي الفتى في البلا ... د صدر القناة أطاع الأميرا يصفه أنه عمٍ, فإنما تهديه العصا, ألا تراه يقول: وهاب العثار إذا ما مشى ... وخال السهولة وعثًا وعورا فالأول كأنه لغز, ولذلك عدوه من أبيات المعاني. (والعوكلة) بفتح العين المهملة والكاف بينهما واو ساكنة: (الرملة العظيمة) قال ذو الرمة: وقد قابلته عوكلات عوانك

أنشد الجوهري. (والعداب) بفتح العين والدال المهملتين وبعد الألف موحدة: (الرمل المسترق) قاله ابن سيدة في المحكم والجوهري وغيرهما, وأنشدوا لابن أحمر: كثور العداب الفرد لبده الندى ... تعلى الندى في متنع وتحدرا كذا سمعته من شيخنا ابن الشاذلي, وفي رواية: «يضربه الندى» وهو المطر الخفيف. وتعلى الندى, أي الشحم كما في المحكم وغيرهز (ومن نعوت الرمال: النقا) بفتح النون والقاف مقصورًا: الكثيب من الرمل, (واللوى) بكسر اللام وفتح الواو مقصورًا أيضًا: ما التوى من الرمل واستدق, (والسقط) بكسر السين المهملة وقد تفتح وتضم وسكون القاف وبالطاء المهملة. (وهو) السقط (منقطع) بفتح الطاء المهملة أي مكان انقطاع (الرمل). (والقوز) بفتح القاف وسكون الواو وبالزاي المعجمة: الكثيب المشرف. (والحقف) بكسر الحاء المهملة وسكون القاف آخره فاء: رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء, من احقوقف الشيء: إذا اعوج, قاله البيضاوي كالزمخشري. وقال المجد: الحقف بالكسر: المعوج من الرمل. وزاد غيره: المشرف. (والدعص) بالمهملات مكسور الأول: قطعة من الرمل مستدبرة, قال الجوهري. (واللبب) بموحدتين محركا: هو ما استرق من الرمل كما قاله الجوهري نقلًا عن الأحمر. وأنشد لذي الرمة: براقة الجيد واللبات واضحة ... كأنها ظبية أفضى بها لبب

(والعقد) بفتح العين المهملة وكسر القاف آخرها دال مهملة, وكجبل لغة حكاها المجد: هو ما تعقد من الرمل وتراكم, واحده بهاء, وقال الجوهري: العقد بكسر القاف: ما تعقد من الرمل, أي تراكم, الواحدة عقدة, وكان أبو عمرو يقول: العقد والعقدة بالفتح. (والأوعس والوعساء) بمهملتين قبلهما واو. قال الجوهري: الوعساء: الأرض اللينة ذات الرمل, والسهل أوعس. وقال أبو عمرو: الأرض ما لم توطأ. وفي القاموس: الوعساء: رابية من رمل لينة تنبت أحرار البقول, ومكان أوعس. وأنشدني بعض الشيوخ: أقفرت الوعساء والعثاعث (والعانك) بفتح العين المهملة وبعد الألف نون مكسورة فكاف: رملة فيها تعقد ولا يقدر البعير على المشي فيها إلا أن يحبو. (والعثعث) بفتح المهملتين بينهما ثاء مثلثة ساكنة آخره مثلثة أيضًا. قال المجد كالجوهري: العثعث: ظهر الكثيب لا نبات فيه, وأصله في كتاب العين, وتبعه الزبيدي في المختصر, لكن قال أبو حنيفة الدينوري في كتاب النبات: العثعث من أكرم منابت العشب. والله أعلم. وفسره المصنف بقوله: (وهو الكثيب السهل). (والهدملة) بكسر الهاء وفتح الدال المهملة وسكون الميم وفتح اللام فهاء تأنيث, (وهي) أي الهدملة: (الرملة ذات الشجر). وقال الجوهري: الرملة الكثيرة الشجر عن أبي عبيد, قال:

كأنها بالهدملات الرواسيم (وكذلك الخميلة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم, قال أبو صاعد: الخميلة: الشجر المجتمع الكثيف. وقال الأصمعي: الخميلة: رملة تنبت الشجر, والمصنف جرى على قول الأصمعي لأنه الإمام. (والعاقر) بفتح المهملة وبعد الألف قاف مكسورة فراء: (الرملة التي لا تنتب) , كأنه من المرأة العاقر, وهي التي لا تلد. وقال الجوهري: العظيم من الرمل لا ينبت شيئًا. وفي القاموس: العاقر من الرمل: ما لا ينبتو والعظيم منه. تأمل. (والعقنقل) بفتح العين المهملة والقافين بينهما نون ساكنة آخره لام: (المنعقد) بكسر القاف, اسم فاعل (من الرمل). قال الجوهري: العقنقل: الكثيب العظيم المتداخل الرمل. (والصريمة) بفتح الصاد وكسر الراء المهملتين وبعد التحتية ميم فهاء تأنيث (القطعة من الرمل تنفرد من) وفي نسخة عن (معظمه) أي أكثره, سميت لانصرامها, أي انقطاعها عنه, ويقال: صريم بغير هاء. تتمة: جمع الجلال في «قلائد الفوائد» أسماء التراب, فقال: في اللغات التراب بينها النحـ ... ـاس شيخ النحاة والآداب تورب تيرب تراب رغام ... أثلب إثلب مع التوراب كثكث كثكث ودقعم دقعا ... ء كذا عثير بنقلٍ صواب

كلمح كلحم وخاتمة الشكـ ... ـل البرى كالعصا فخذ بجواب وفي كتاب «الأسماء والصفات» , في أسماء التراب: الكثكث, والحضيض, والحضحض, والأثلب, والإثلب, والحصلب, والبرى, والثرى, والكباب, والصعيد, والتيام, والجبوب, والرغام, والأعفر, والجدالة. وقد بقي عليه أضعاف ما ذكروه كما يعلم بالاستقراء, ولسنا بصدد استقصاء ذلك, وأوردنا هذا لحفظ النظائر والتقريب على الناظر. والله الموفق سبحانه.

[باب في الجبال والأماكن المرتفعة والأحجار]

[باب في الجبال والأماكن المرتفعة والأحجار] هذا (باب في الجبال) بالكسر, جمع جبل محركة, وهو كل وتد للأرض عظم وطال, فإن انفرد فأكمة أو قنة, قاله في القاموس. (والأماكن): جمع أمكنة جمع مكان, وإن كان ظاهر القاموس يقتضي أن الأماكن جمع مكان كالأمكنة, فالصواب أنه جمع الجمع, وقد اختلفوا: هل هو «فعال» فالميم أصلية والألف زائدة أو «مفعل» من الكون فالميم زائدة والألف أصلية وتناسوا زيادتها فعاملوها معاملة الأصل كما نبه عليه الجوهري وغيره. والله أعلم. (المرتفعة) أي العالية القريبة من الجبال. (والأحجار) جمع حجر محركة, وهو الصخر المعروف. (الطود) بفتح الطاء وبالدال المهملتين بينهما واو ساكنة: (الجبل العظيم) فهو في الآية صفة كاشفة. وقيل: مطلق الجبل, فالصفة تأسيس. (وكذلك الطور) بضم الطاء وبالراء المهملتين بينهما واو, وهو في القرآن أيضًا.

(والشعب): بكسر الشين المعجمة وسكون العين المهملة والموحدة: (الطريق في الجبل). (والأخشب) بالخاء والشين المعجمتين وموحدة: (الجبل الخشن) بفتح الخاء وكسر الشين المعجمة. وفي الصحاح: الأخشب: الجبل الخشن العظيم, قال الشاعر: تحسب فوق الشول منه أخشبا والأخشبان: جبلا مكة, وفي الحديث: «لا تزول مكة حتى يزول أخشباها». (والباذخ) بفتح الموحدة وبعد الألف ذال مكسورة وخاء معجمتان: (الطويل المرتفع) (وكذلك الشاهق) بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء (والشامخ) بالشين والخاء المعجمتين, الثلاثة متحدة وزنًا ومعنى. (والنيق) بكسر النون وسكون التحتية والقاف: (أعلى الجبل). قال الجوهري: النيق: أرفع موضع في الجبل, والجمع نياق. ومنه قول الشاعر: شعواء توطن بين الشيق والنيق والشيق هو أصعب موضع في الجبل كما قاله الجوهري, وأنشد البيت السابق. وقال أبو عمرو: الشيق: الجبل, وأنشد قول أبي ذؤيب: تأبط خافةً فيها مساب ... فأصبح يقتري مسدًا بشيق

أراد يقتري شيقًا بمسد, فقلبه. (والشعاف) بالكسر: (رؤوس الجبال, الواحدة شعفة) بفتح الشين المعجمة والعين المهملة والفاء, وتجمع على شعف بإسقاط الهاء كما في الحديث. (وكذلك الشناخيب) جمع شنخوب بضم الشين والخاء المعجمتين بينهما نون ساكنة آخره موحدة, (والشماريخ) جمع شمراخ بكسر الشين لمعجمة وسكون الميم وفتح الراء وبالخاء المعجمة. (والرعن) بفتح الراء وسكون العين المهملة: (أنف يتقدم الجبل, وجمعه) أي الرعن (عان) [بالكسر كنعال] (ورعون) بالضم كفلوس. (والريد) بفتح الراء وبالدال المهملتين بينهما تحتية ساكنة: (حرف الجبل) الناتئ منه كما في الصحاح وغيره. (والجر) بفتح الجيم وشد الراء المهملة, وهو الصواب, وفي نسخة «الجراجر» كعلابط, وما إخاله إلا شبهة عرضت للمصحح, وإن رجحه بعض شيوخنا: (أصله) , أي أصل الجبل. قاله الجوهري, وأنشد: وقد قطعت واديًا وجرًا وقوله في القاموس: «أو هو تصحيف للفراء, والصواب أنه الجراصل كعلابط. فيه أن جرصل مهمل عنده, وقد بيناه في شرحه. والله أعلم. (والسفح) بفتح السين وبالحاء المهملتين بينهما فاء ساكنة: (أسفله) , أي الجبل

(والفجاج) بالكسر (الطريق) , الأولى الطرق بالجمع ليكمل التناسب (بين الجبال, واحدها) أي الفجاج (فج) بفتح الفاء وشد الجيم. (والعرعرة) بالمهملات مضمومًا: (أعلى الجبل). (والحضيض) بفتح الحاء المهملة وضادين معجمتين كأمير: (أسفله) أي الجبل. قال الجوهري: الحضيض: القرار من الأرض عند منقطع الجبل, وكتب «يزيد ابن المهلب» إلى «الحجاج»: «إنا لقينا العدو, ففعلنا, واضطررناهم إلى عرعرة الجبل ونحن بحضيضيه». وقد يطلق الحضيض بمعنى الأرض مطلقًا, ومنه حديث: «ضعه على الحضيض, لهدية أهديت له, صلى الله عليه وسلم, فإنما أنا عبد آكل مما يأكل العبد». والله أعلم. (والسند) بفتح السين والنون وبالدال المهملتين: (ما ارتفع من الأرض في أصل الجبل). (والهضاب) بالكسر: (جبال تنبسط على الأرض) , (والواحدة هضبة) بفتح الهاء والموحدة بينهما ضاد معجمة ساكنة. (والإكام) بكسر الهامزة: (نحو منها) أي الهضاب (الواحدة أكمة) محركة, (ويقال في جمع الأكمة أكم) بإسقاط الهاء, فهو اسم جنس جمعي, (وأكم) بضمتين, (وإكام) بالكسر ككتاب, (وآكام) بالمد كأعلام. فظاهر كلام المصنف كطوائف من أئمة اللغة أن هذه الجموع كلها لأكمة, وساقها ابن هشام في شرح الكعبية مساقًا عجيبًا فقال: الأكم: جمع أكمة كشجرة

وشجر, وجمع الأكم محركة إكام كجبل وجبال, وجمع الإكام بالكسر أكم بضمتين ككتاب وكتب, وجمع الأكم بضمتين آكام بالمد, ونظيره أثمار جمع ثمر بضمتين؛ جمع ثمار ككتاب, جمع ثمر كجبل, جمع ثمرة. قال: ولا أعلم له نظيرًا في العربية. (والظرب) بفتح الظاء المشالة المعجمة وكسر الراء المهملة موحدة: (الجبل الصغير, وجمعه ظراب) بالكسر. قال الجوهري: الظرب بكسر الراء واحد الظراب وهي الروابي الصغار, ومنه سمي عامر بن الظرب العدواني أحد حكام العرب. وفي القاموس: الظرب ككتف: ما نتأمن الحجارة وحد طرفه, أو الجبل المنبسط أو الصغير. (والنجوة) بفتح النون والواو بينهما جيم ساكنة آخره هاء تأنيث: (المرتفع من الأرض, وجمعها) أي النجوة (نجاء) بالكسر. (والقف) بضم القاف وشد الفاء: (المكان الغليظ المرتفع) أيضًا (لا يبلغ أن يكون جبلًا). في الصحاح: القف: ما ارتفع من سي الأرض, وفي القاموس: ما ارتفع من الأرض. (والثنية) بفتح المثلثة وكسر النون وشد التحتية فهاء تأنيث: (العقبة) بفتح العين المهملة والقاف والموحدة وهاء تأنيث: هي المرقى الصعب من الجبال, (وجمعها) أي التثنية (ثنايا) على القياس. قالوا: الثنية: كل عقبة في جبل أو طريق عال, وقيل: مكان مرتفع في جبل يكون طريقًا.

(والربوة) مثلثة (والرابية: ما ارتفع من الأرض) ويقال لها رباوة مثلثة أيضًا, ورباءة بإبدال الواو همزة. (والنشز) بفتح النون وسكون الشين وبالزاي المعجمتين: (ما ارتفع. وكذلك اليفاع) بفتح التحتية والفاء وبعد الألف عين مهملة. وأنشدني غير واحد: وقفت على رأس اليفاع ولم أكن ... كمن لاذ من خوف القرى بالحواجب ومن الشواهد النحوية قول الأعشى: لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوءٍ نارٍ في يفاعٍ تحرق فاليفاع ما ارتفع (أيضًا) , ولا ينافي تفسيرهم له بالمشرف, ويقال يفع محركة بغير ألف كما في القاموس وغيره. (والقارة) بفتح القاف وراء بينهما ألف: (الجبل الصغير, وجمعها قور) بالضم. كساحة وسوح, (وكذلك القنة) بضم القاف وشد النون ولكن المعروف في القنة أنها أعلى الجبل مثل القلة, وأنشد عليه الجوهري: أما ودماءٍ مائراتٍ تخالها ... على قنة العزى وبالنسر عندما ومن مشاهير الأبيات: كيف السبيل إلى سعاد ودونها ... قنن الجبال, ودون ذاك حتوف

(وجمعها) أي القنة (قنان) بالكسر كبرمة وبرام, وتجمع على قنن أيضًا كغرف, كما مر [في البيت]. (والصمان) بفتح الصاد والميم المشددة وبعد الألف نون: (أرض غليظة دون الجبل). قال ابن السيد في الفرق: الصمان: أرض صلبة الحجارة. قال عنترة: وتحل عبلة بالجواء, وأهلنا ... بالحزن, فالصمان, فالمتثلم ووزنه «فعلان». (والصمد) بفتح الصاد وبالدل المهملتين بينهما ميم ساكنة: (الغليظ من الأرض المرتفع). (والزبى) بضم الزاي المعجمة وفتح الموحدة مقصورًا: (أماكن) جمع مكان, أو جمع أمكنة جمع مكان على ما مر بيانه (مرتفعة يحفر بيها) أي الأماكن (للأسد) عند إرادة اصطياده, وتغطى بشيءٍ ويجعل عليها اللحم, فإذا جاء الأسد ليأكل اللحم سقط منها. (ولأجل ارتفاعها) أي الزبى (قالوا) أي العرب في المثل: (بلغ الماء) وفي نسخة صحيحة «السيل» وهو الذي رويناه عن الشيوخ المحققين, ورأيناه في كتب الأمثال كالمستقصى ومجمع الأمثال وأمثال أبي عبيد وغيرها. أي وصل السيل (الزبى) , بالزاي وهو المشهور, ويورى بالراء المهملة جمع ربوة: (إذا أخبروا بتفاقم الأمر, وخروجه عن

الحد). وهو عطف تفسير لأنه بمعناه, وإنما دل على التفاقم لأن الزبى عالية مرتفعة لا يعلوها أحد, فإذا وصل إليها السيل كان جارفًا مجحفًا, فضربوه مثلًا لمن جاوز الحد. وواحد الزبى زبية بضم الزاي المعجمة وسكون الموحدة وفتح التحتية فهاء تأنيث, وهي الرابية لا يعلوها ماء كما قاله المجد والجوهري وغيرهما, ولهم في هذا المعنى أمثال كثيرة منها: «بلغ السكين العظم» و «بلغ منه المخنق». أي الحنجرة, و «بلغ الشظاظ الوركين» وغيرها كما في المستقصى والمجمع وغيرهما. (والصوى) بفتح الصاد المهملة والواو مقصورًا: (حجارة تنصب ليهتدى بها) , كلا الفعلين مجهول, أي ينصبها الناس ليهتدي بها المارة, وأنشدوا: لم المنازل لا تجيب صواها ... محت معالمها, وصم صداها (وهي) أي حجارة الاهتداء (الآرام) بتقديم الهمزة الممدودة, (واحدها إرم) بكسر الهمزة وفتح الراء. (والصوان) بفتح الصاد المهملة والواو المشددة وألف ونون, «فعال» لأن النون أصلية, وقيل زائدة وبعدوه, (حجارة صلبة) بالضم (تقتدح منها النار, الواحدة صوانة) بالتاء. (والظرار) بكسر الظاء المشالة المعجمة وفتح الراء المهملة: (حجارة

لها أطراف محددة) على صيغة المفعول, (واحدها ظرر) بضم المعجمة وفتح الراء ثم أخرى, (وظررة) بالهاء كرطبة. (والأير) بفتح الهمزة والتحتية وشد الراء المهملة: (الحجر الصلب) بالضم, صفة من يرر كفرح يررًا محركة: إذا صلب واشتد, فهو حجر أير, وصخرة يراء, ولا يقال للماء والطين, بل لشيء صلب كما في القاموس وغيره. وقال الجوهري: اليرر محركة: مصدر قولهم حجر أير, أي صلد صلب, وفي حديث لقمان: «ليبصر أثر الذر في الحجر الأير» قال العجاج: سنابك الخيل يصدعن الأير ... من الصفا القاسي ويدعسن اغدر والجمع ير, أي بالضم على القياس. (والصلب) بضم الصاد المهملة وفتح اللام المشددة وموحدة: (حجر المسن) بكسر الميم, أي الذي يسن عليه, أي تشحذ عليه, ويقال له الصلبي بزيادة ياء النسب, وقد تزداد عليها هاء التأنيث فيقال صلبية كما في القاموس وغيره. (والكثكث) بكافين ومثلثتين, كجعفر وزبرج: (الحجارة). وفي القاموس كالصحاح أنه فتات الحجارة والتراب. (والسلام) بكسر السين المهملة: (الحجارة أيضًا, والواحدة سلمة) كفرحة.

(والمرو) بفتح الميم وسكون الراء آخره واو: (حجارة بيض) بالكسر جمع أبيض (براقة) كثيرة البريق واللمعان لصفاء بياضها, (تكون فيها النار) فيقدح بها, وقيل: هي أصلب الحجارة. (واللخاف) بالكسر (حجارة فيها عرض) بكسر العين وفتح الراء المهملة, مصدر عرض ككرم, أي صار عريضًا, أي عريضة قليلًا (ورقة. والواحدة لخفة) بفتح اللام والفاء بينهما خاء معجمة ساكنة آخره هاء التأنيث. (والكذان) بفتح الكاف والذال المعحمة المشددة, والألف والنون زائدتان. ووزنه «فعلان» من «كذا»: إذا خشن, وهي (حجارة رخوة) مثلثة, أي: لينة, واحدها كذانه بالهاء. (والنشفة) بفتح النون والشين المعجمة والفاء وهاء تأنيث: (الحجارة التي تدلك بها الأقدام) جمع قدم, وهو العضو المعروف, سميت نشفة لأنها تنشف الوسخ, أي تذهيه, وهي حجارة سود كأنها حجارة الحرة, أو حجارة سود ذات تخاريب, ويقال نسفة بالسين المهملة أيضًا, وهو الصواب أو بالعكس, والجمع نشف بإسقاط الهاء. (والصفاة) كقناة (الصخرة) بفتح الصاد والراء المهملتين بينهما خاء معجمة ساكنة, قال المجد: الصخرة: الحجر العظيم [الصلب] ويحرك. (وكذلك الصفواء) كحمراء, (والصفوان) كسركان, ومنه الآية.

(واليرمع) بفتح الياء والميم بينهما راء ساكنة آخره عين مهملة: (الحصا) ودقاق الحجارة كما مر غير مرة, ووزنه «يفعل» لأنه من رمع أي: لمع, وفي الصحاح: اليرمع: حجارة بيض رقاق تلمع. (والجلاميد: الصخور) جمع صخر, جمع صخرة, (واحدها جلمود) بضم الجيم. ومن أشهر الشواهد: كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل

[باب في المحال والأبنية]

[باب في المحال والأبنية] هذا (باب في المحال) بفتح الميم والمهملة وشد اللام, جمع محل بالفتح, وهو موضع الحلول والإقامة, أي المنازل التي يحلها الإنسان. (والأبنية): جمع بناء بالكسر والمد, بمعنى المكان المبني, فعال بمعنى مفعول كلباس ونحوه. (الربع) بفتح الراء وبالعين المهملتين بينهما موحدة, ووقع في حديث أبي داود «الربعة» بزيادة الهاء, فقال الخطابي: الربعة والربع: المنزل الذي يربع به الإنسان ويتوطن, يقال: ربع وربعة كما يقال دار ودارة. وقال ابن الأثير في النهاية الربعة أخص من الربع, وتابعه الجلال في مختصر النهاية ومرقاة الصعود. واقتصر المجد كالجوهري والفيومي وغيرهم على الربع فقط, وهو منزل القوم حيث كانوا, وفي أي زمان كانوا أما (المربع) كمقعد فهو (المنزل في الربيع خاصة) لا يتعداه إلى غيره بخلاف الربع فإنه يشمله وغيره. (والمباءة) بفتح الميم والموحدة وبعد الألف همزة فهاء تأنيث: (المحلة) بفتح الميم والحاء المهملة واللام المشددة فهاء تأنيث, وهي

المنزل. (والمغاني) بفتح الميم والغين المعجمة: (المنازل التي كان بها أهلها) ثم ظعنوا, وقيل: هي المنازل مطلقًا. (واحدها) أي المغاني (مغنى) بالفتح اسم مكان من غني بالمكان البراح كفرح: أقام به. (والجواء) بكسر الحاء المهملة وفتح الواو ممدودًا: (جماعة بيوت الناس) المتدانية, القريب بعضها من بعض كما قيده به المجد وغيره. (والمعان) هو بفتح الميم والعين المهملة وبعد الألف نون: محال بالألف جمع محل, وفي نسخة (محل القوم) بالإفراد وهو الأولى, وبعضهم ضبطه بضم الميم, قال الوقشي: الصواب فتحها وهو الذي في الدواوين المشهورة, وهو من أمعن النظر, فوزنه «فعال» والميم أصلية, أو من العون أو من الماء المعين فوزنه «مفعل» والميم زائدة. والأول هو الذي تقتضيه الدواوين, وهو الأشهر والأكثر. والله أعلم. (والطلل) بفتحالطاء المهملة واللام: (ما شخص) بفتح الشين والخاء المعجمتين وبالصاد المهملة كمنع, أي ارتفع (من) أثر محركة بالإفراد وفي نسخة (آثار الديار) بالجمع هو الأكثر. والديار جمع دار ودارة, وهي المحل يجمع البناء والعرصة. (والرسم) بفتح الراء وسكون السين المهملتين: (ما كان لاصقًا بالأرض من آثارها) أي الديار (كالرماد) بالفتح (ونحوه) من حفير الكانون والنؤي ونحوه مما لا شخص له ولا ارتفاع. (والدمنة) بكسر الدال المهملة وسكون الميم وفتح النون فهاء تأنيث:

(آثار الناس) في المنازل (وما سودوا) من الأرض أي تركوه أسود بالنزول فيه, أو جعلوه محل أسودتهم وأسودة أنعامهم, والسواد: الشخص كما مر. (والأس): بضم الهمزة وشد السين المهملة, وفي نسخة: «والأثر» محركة وهو تحريف, بل الأس: (ما بقي من الرماد بين الأثافي) جمع أثفية بالضم وسكون الثاء, وهي الحجارة التي تنصب عليها القدر. (والنؤي) بضم النون وسكون الهمزة: وبالتحتية: (حاجز) بالحاء المهملة والجيم والزاي, فاعل من حجزه عن كذا: إذا منعه, أي: مانع, (من رملٍ يحاط) مجهولًا أي يحيطه صاحبه. يقال: أحاطه بكذا فأحاط, لام متعد كما صرحوا به, أي: يطاف (بالبيت) الذي للأعراب من الشعر ونحوه (ليدفع ماء المطر) أن يصل إلى البيت فيخربه. (وإذا كان البيت من وبرٍ) بفتح الواو والموحدة: صوف الإبل والأرانب ونحوها (أو صُوفٍ) بالضم, هذا المعروف من نبتة الضأن (فهو خباء) بكسر الخاء المعجمة وفتح الموحدة ممدودًا, ويكون من شعر أيضًا. كما قالوا. (وإن كان من شعر) محركة (فهو خيمة) بفتح الخاء المعجمة والميم بينهما تحتية ساكنة وهاء تأنيث. هذا هو مختار ابن الأنباري, وبعضهم قال: الخيمة كل بيت مستدير (وإن كان من شعر) بالفتح والتحريك, وهو نبتة الجسم مما ليس بصوف ولا وبر (فهو مظلة) بفتح الميم وكسرها مع فتح الظاء المشالة المعجمة واللام المشددة, وقيده الجوهري بالكسر. وفي القاموس: المظلة بالفتح والكسر الكبير من الأخبية. (وإن كان من أدمٍ) محركة جمع أديم, ولا نظير له غير أفيق وأفق محركة, وفيه كلام أودعته شرح القاموس وغيره. والأديم: الجلد الذي قد تم دباغُه وتناهى - (فهو طراف) بكسر الطاء وفتح الراء المهملتين. ومنه شاهد الإشارة:

ولا أهل هذاك الطراف الممدد (وقبة) بضم القاف وشد الموحدة, وقضيته أنها من الأديم كالطراف. وأطلق المجد والجوهري وغيره فقالوا: القبة بالضم من البناء. وفي النهاية: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير. وقال الخفاجي: القبة: ما يرفع للدخول فيه ولا يختص بالبناء كما في العرف. وقد عقد فقهاء اللغة كأبي منصور الثعالبي وابن فارس وابن قتيبة وغيرهم لهذا بابًا يخصه فقالوا: خباء من صوف, بجاد من وبر, فسطاط من شعر, خيمة من غزل. قشع من جلد, طراف من أدم, قبة من لبن, حطيرة من شجر, سترة من مدر. وقال ابن الكلبي: بيوت العرب ستة: قبة من أدم, ومظلة من شعر, وخباء من صوف, وبجاد من وبر, وخيمة من شجر, وأقنة من حجدر, ودسوط من شعر, أو هو أصغرها. وقال البغدادي: الخباء بيت يعمل من وبر أو صوف أو شعر ويكون على عمودين أو ثلاثة, والبيت يكون على ستة أعمدة إلى تسعة. وفي التوشيح أنهم أطلقوا الخباء على البيت كيف كان, ولهم كلام واسع أودعناه المصنفات اللغوية والأدبية مفرقة, لأن بسطها يخرجنا إلى الطول. والله أعلم. (والعرصة) بفتح العين والصاد المهملتين بينهما راء ساكنة آخره هاء تأنيث: (كل موضع متسع لا بناء فيه) قال في التهذيب: سميت عرصة لأن

الصبيان يعرصون فيها, أي: يلعبون ويمرحون. وعرص كفرح: نشط واضطرب. (وعقر الدار) هو بضم العين المهملة وفتحها مع سكون القاف: (أصلها) ووسطها أيضًا. (والعقار) بفتح العين المهملة والقاف: (الأرض والضياع) بكسر الضاد المعجمة, جمع ضيعة بالفتح, وهي المال, وفسرت بالقرية, وبالعقار, وكلها متقاربة. وفي المصباح: العقار: كلام كل ملك ثابت له أصل كالدار والنخل. قال بعضهم: وربما أطلق على المتاع. (وباحة الدار) بالموحدة والحاء المهملة: (قاعتها) أي: الموضع المتسع أمامها, (وكذلك ساحتها) , فالثلاثة متفقة وزنًا ومعنى. (وصرحتها) بفتح الصاد والحاء المهملتين بينهما راء ساكنة. (وبحبوحتها) بموحدتين وحاءين مهملتين: (وسطها). وقال جرير: قومي تميم هم القوم الذين بهم ... تنفون تغلب عن بحبوحة الدار (والجناب) بفتح الجيم والنون آخره موحدة: (فناء الدار) بكسر الفاء, وهو سعة أمام البيت, وقيل: ما امتد من جوانبه (وكذلك الوصيد) بفتح الواو وكسر الصاد وبالدال المهملتين كأمير: (والوصيد أيضًا: الباب) وفسرت الآية بهما. (يقال: أوصدت الباب إذا أغلقته) رباعيًا أفصح, أو الثلاثي لحن كما أوضحته في شرح نظم الفصيح وغيره. وقوله:

ولا أقول لباب الدار مغلوق محتمل. (والبهو) بفتح الموحدة وسكون الهاء: (الفضاء المتسع بين يدي البيت) , أي أمامه كناية عن سعة ما حوالي بابه, إذ ليس له يدان. (والصرح) بفتح الصاد والحاء المهملتين بينهما راء ساكنة: (البناء المرتفع) العالي. (والفدن) بفتح الفاء والدال المهملة: (القصر). ومنه بيت التلخيص: كما طينت بالفدن السياعا (وهو) أي القصر (المجدل) بكسر الميم وسكونا لجيم وفتح الدال المهملة, ومنه قول الكميت: مجادل شد الراصفون اجتدالها

وقول الأعشى: في مجدلٍ شيد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر قاله الجوهري. (والمحاريب؛ الغرف) بضم الغين المعجمة وفتح الراء, جمع غرفة بالضم, وهي العلية كما في الدواوين وهي ما ارتفع من البناء كالقصر, (واحدها) أي المحاريب (محراب) بالكسر. (وكذلك المشارب) بالشين المعجمة, (واحدها) (مشربة) بفتح الميم والراء وتضم, بينهما شين معجمة ساكنة. (والبناء المشيد) بفتح الميم وكسر الشين المعجمة مفعول من شاده: طلاه بالشيد, (هو المطلي بالشيد) بكسر الشين المعجمة وسكون التحتية آخره دال مهملة. (والشيد) - أظهر رفعًا للإبهام (الجص) بكسر الجيم وشد المهملة وتفتح الجيم, معرب كما صرحوا به. ومثله في تلخيص أبي هلال العسكري. وقال الجوهري: الشيد بالكسر: كل شيء طليت به الحائط من جص أو بلاط. وأنشد المبرد في الكامل قول عدي بن زيد العبادي: شاده مرمرًا وجلله كلـ ... ـسا فللطير في ذراه وكور ثم قال: كل شيء طليبت به البناء من جص أو جيار وهو الكلس, فهو الشيد, قال الشماخ:

لا تحسبني وإن كنت امرءًا غمرا ... كحية الماء بين الطين والشيد (وأما) البناء (المشيد) بضم الميم وفتح المعجمة والتحتية المشددة, وهو المراد بقوله (بالتشديد) , أي للياء, اسم مفعول من شيد البناء إذا رفعه (فهو البناء المرفع المطول) على صيغة المفعول فيهما, أي الذي رفعه صاحبه وطوله (يقال: شيدت البناء تشييدًا: أعليته). وفي نسخة: عليته مضعفًا. وكلاهما بمعنى.

فصل له تعلق بالباب

فصل له تعلق بالباب (القرية) بفتح القاف والتحتية بينهما راء ساكنة آخره هاء تأنيث: (كل مكان اتصلت به الأبنية) جمع بناء (واتخذ) مجهولًا, أي اتخذه أهله (قرارًا) , أي مكانًا يستقرون فيه. (وجمعه) أي لفظ القرية (قرى) بضم القاف وفتح الراء مقصورًا على غير قياس, لأن قياس فعلة المعتل اللام فعال كظبية وظباء. (ويقع ذلك) - أي لفظ القرية (على المدن) بضمتين جمع مدينة, وهي المصر الجامع ووزنها فعيلة أو مفعلة كما أوضحته في شرح نظم الفصيح وغيره وبينت دليل كل من القولي (وغيرهما) أي المدن من الأمصار ونحوهما, وكثيرًا: ما يطلقون القرية على الضيعة, وبه صدر الفيومي في المصباح, ثم نقل كلام المصنف. وقال المجد: القرية وتكسر: المصر الجامع. (والأمصار: المدن الكبار, واحدها مصر) بكسر الميم [وسكون الصاد] المهملة. قال ابن فارس في المجمل: المصر: كل كورة يقم فيها الفيء والصدقات. (والمدرة) بفتح الميم والدال والراء المهملتين: (القرية والمدينة.

يقال: فلان سيد مدرته) أي قريته. وقال الأزهري: العرب تسمي القرية مدرة, لأن بنيانها غالبًا بالمدر, وهو قطع الطين اليابس الذي لا يخالطه رمل. (وكذلك البحرة) بفتح الموحدة والراء بينهما حاء مهملة ساكنة, تستعمل بمعنى القرية, وأكثر ما تستعمل بمعنى البلد كما في الأحاديث (أيضًا, والجمع بحار) بالكسر. (والكفور) بالضم: (القرى الخارجة عن المصر) الأعظم ككفور م صر والشام (واحدها) أي الكفور (كفر بفتح الكاف) وسكون الفاء آخره راء مهملة. (ويقال: رجل قروي) محركة على غير قياس في الأفصح الأكثر: (إذا كان من أهل القرى. وبدوي) محركة كذلك: (إذا كان من أهل البادية) , خلاف الحاضرة.

[باب في الرياح]

[باب في الرياح] هذا (باب في الرياح) جع ريح, وهو الهواء المتحرك كما قال الراغب, وأوضحته في حاشية القسلطاني, وياؤه عن واو لذلك جمعوه على أرواح, وربما قالوا أرياح للفرق بين جمع روح, كما أوضحته في شرح نظم الفصيح وحاشية الدرة وغيرهما خلافًا لمن أنكره كالحريري. (أمهات) جمع أم, أي أصول (الرياح أربع: الصبا) بفتح المهملة والموحدة مقصورًا. (والدبور) كصبور (والشمال) بالفتح والكسر, والشمل, والشأمل بالهمز ودونه, والشمل محركة وتسكن ميمه, والشمأل بالهمزة وقد تشدد لامه, والشومل كجوهر, والشمول كصبور وأمير, فهي اثنتا عشرة لغة. (والجنوب) بفتح الجيم. (فالصباهي الريح الشرقية) نسبة إلى الشرق خلاف الغرب, (ويقال لها القبول) بالفتح. (وهي) التي (تهب) بالضم على غير قياس, أي تثور (من مشرق الاستواء) بكسر الراء على غير قياس, أي موضع الشروق زمن استواء الليل والنهار كما يفيده الجوهري. (وهو مطلع) بفتح اللام على القياس وكسرها على خلافه: مكان طلوع (الشمس في زمن

الاعتدال) هو تفسير لما قبله. (والدبور تقابلها) أي الصبا (وهي الريح الغربية) نسبة للغرب, (لأنها) أي الدبور (تهب من مغرب الشمس) بكسر الراء على غير قياس, أي مكان غروبها, ولابد من قيد «زمن الاعتدال» وأغنى عند اشتراطها في ضدها كما لا يخفى. (والشمال هي الريح الشأمية) نسبة إلى الشأم مهموزًا, ويخفف, لأنه عن مشأمة القبلة, وقيل هو غير مهموز لأنه شامات, أو لغير ذلك مما شرحناه في شرح القاموس وشرح نظم الفصيح وغيرهما. (وتسمى) أي الشمال عند بعض (الجربياء) بكسر الجيم والموحدة بينهما راء ساكنة وبعد التحتية ألف ممدودة, قيل: الجربياء نكباء كما يأتي: (وهي تهب من ناحية) أي جهة (القطب الأعلى). (والجنوب هي الريح اليمانية) بالألف وتخفيف ياء النسبة على غير قياس, وجوز بعضهم تشديد الياء مع الألف, والجمهور على المنع لأن الألف عوض عن إحدى الياءين, فلا يجوز الجمع بينهما على ما عرف في محله, (وتسمى النعامى) بالضم والقصر كحبارى. (والأزيب) عند بعض, وهي بفتح الهمزة والتحتية بينهما زاي ساكنة آخره موحدة, وقيل هي نكباء كما يأتي, (وهي تهب من ناحية سهيل) مصغر: نجم معروف عند طلوعه تنضج الفواكه وينقضي القيظ. (وكل ريح انحرفت) أي هبت منحرفة (عن مهاب) جمع مهب بالفتح: موضع هبوب (هذه الرياح الأربع) الأصول, (فوقعت بين ريحين منها فهي نكباء) بالفتح والمد, لأنها نكبت عن المهاب المعروفة (وجمعها نكب) بالضم.

تنبيهات: الأول - قد حققنا مطالع هذه الرياح وما لها وما عليها في شرح نظم الفصيح, وألممنا بها في شرح القاموس, ورأينا غير واحد جمعها في ضوابط, منها قوله: شملت بشأم, والجنوب تيامنت ... وصبت بشرق, والدبور بمغرب ورأيته في بعض المجاميع على تغيير في الشطر الأول ونصه: شملت بجوفٍ والجنوب بقبلةٍ وجمعها النواجي مبسوطةً في قوله: صبًا ودبور والجنوب وشمأل ... بشرقٍ وغربٍ والتيمن والضد ومن بينها النكباء: أزيب جربيا ... وصابية, والهيف خاتمة العد وقد جرى على أن [الأرزيب] والجربياء من النكب على خلاف قول المصنف أنها من أسماء الأمهات. تتمة: في شرح البيت الثاني من بيتي النواجي, قوله: ومن بينها, أي من بين كل ريحين منها النكباء كما مر. فالأزيب: النكباء التي تجري بين الصبا والجنوب, عليه اقتصر الجوهري, وأورده المجد ثانيًا. والجربياء: النكباء التي تجري بين الشمال والدبور كما في الصحاح, وجعلها المجد

كالأزيب بين الجنوب والصبا, ولم يوافقوه كما أوضحنا في شرحه. وصابية كاسم الفاعل من صبا: هي النكباء التي تجري بين الصبا والشمال, والهيف: النكباء التي بين الجنوب والدبور حارة كما يأتي للمصنف. والله أعلم. الثاني: هذه الكلمات الموضوعة للدلالة على أمهات الرياح كما استعملوها أسماء استعملوها صفات, قال المبرد في الكامل, وأشار إليه المجد في مواضع من القاموس, وإن كان التحقيق أنها تنوسيت فيها معنى الوصفية. الثالث: أسماء الريح كلها مؤنثة إلا «إعصار» فإنه مذكر كما في قوله تعالى: {فأًابها إعصار فيه نار} كما صرح به غير واحد. الرابع: الأفعال المبنية من الريح, كلها ثلاثيةكنصر, تقول: شملت الريح, ودبرت, وجنبت, وصبت كدعا, إلا النعامي بالضم وهي من أسماء الجنوب كما مر فإنك تقول فيها أنعمت رباعيًا كما في الفصيح. قال ناظمة: وكلها تقول فيها يفعل ... بالضم, لكن في الصبا يحتمل إلا النعامى, فتقول أنعمت ... وهي التي من الجنوب يممت أي: وكل الرياح تقول في مضارع ثلاثة يفعل بالضم كينصر إلا النعامى, وقوله: لكن في الصبا يحتمل مما لا معنى له, بل هو أيضًا كدعا, لأن لامه واو كما صرحوا به, فاحتمال غيره ساقط, وقد أنعمته شرحًا في شرحه. والله أعلم.

(ومحوة) بالفتح (اسم علم) فلا تدخله الألف واللام ولا ينصرف للعلمية والتأنيث: (من أسماء الشمال) وعليه اقتصر الجوهري, (وقيل: هو اسم للدبور) وعليه اقتصر في القاموس. (وسميت بذلك) أي محوة (لأنها تمحو السحاب) أي تذهب به فلا تبقي له أثرًا, يقال: محاه يمحوه ويمحاه ويمحيه: إذا أزاله وأذهب أثره. (والهيف) بفتح الهاء وسكون التحتية: (الريح الحارة) , ويقال لها الهوف بالواو, وهي النكباء التي تجري بين الجنوب والدبور من تحت مجرى سهيل, تهب من ناحية اليمن كما في الصحاح وغيره. ومن الشواهد المشهورة: وبدلت والدهر ذو تبدل ... هيفا دبورا بالصبا والشمأل (والنائجة: الريح) بالإفراد فيهما, وفي نسخة بالجمع فيهما (الشديدة المر) بالفتح, أي الهبوب, مصدر مرت الريح: إذا هبت شديدة (وقد نأجت) بفتح النون والهمزة والجيم, (تنأج) بالفتح كتمنع لمكان حرف الحلق في العين, أي تحركت بشدة. (والسوافي: التي تسفي التراب) بفتح الفوقية وسكون المهملة وكسر الفاء, مضارع سفى ك رمى (أي تثيره) مضارع أثار بفتح الهمزة والمثلثة أي ترفعه وتحركه (وتحمله) بالكسر مضارع حمل كضرب (الواحدة سافياء) كقاصعاء. وأنشدني غير واحد:

لعب الزمان بها وغيرها ... بعدي سوافي المور والقطر (والبوارح: الريح الحارة الشديدة, الواحدة بارح) بفتح الموحدة وبعد الألف راء مكسورة فحاء مهملة. قال أبو زيد: البارح: الشمال الحارة. (والروامس: التي ترمس الآثار) بالضم, مضارع رمس الشيء, بفتح الراء والميم والسين المهملة (أي تدفنها) بالكسر مضارع دفنه كضرب: إذا ستره في الأرض وأخفاه, ولم يذكروا لها مفردًا. (والحواصب: التي ترمي بالحصباء) بالحاء والصاد المهملتين ممدودًا, أي الحصا (واحدها حاصب) كما في القرآن العزيز. (والحراجيج: الدائمة الهبوب واحدها حرجوج) بالحاء المهملة وجيمين كعصفور, وقيدها المجد بالباردة. والحرجوج من أوصاف النوق أيضًا كما مر. (والحرجف) بفتح الحاء المهملة والجيم بينهما راء ساكنة آخره فاء: (الريح الشديدة الباردة) فهي ضد الحرور, وفي المثل «كلا النسيمين حرور حرجف» أي نسيما الغداة والعشي, يضرب لمن يرجى عنده خير فيرى منه ضده كما في مجمع الأمثال للميداني وغيره. (وكذلك الصرصر) بصادين

مهملتين وراءين, والقرآن أعظم شاهد. (والبليل) بفتح الموحدة وكسر اللام كأمير: (التي فيها برد) بالفتح (وندى) بالقصر كالطل, كأنها أصابها بلل من الندى. (والعاصفة) بالتاء والعاصف بدونها كما في القرآن: (الريح الشديدة) , وقد عصفت بفتح العين والصاد المهملتين كضرب (وكذلك القاصف) بالقاف بدل العين, وهو في القرآن الكريم أيضًا. (والربدة) بفتح الراء والدال المهملة بينهما تحتية ساكنة: الريح (اللينة) خلاف الشديدة. (والنسيم) بفتح النون وكسر السين المهملة (النفح) بالمهملة (الضعيف من الريح). (والصرصر) سبق ذكره, ولكن أعاده هنا بأبسط مما سبق فقال: (الريح ذات الصوت) بالفوقية, مصدر صات إذا نادى ورفع صوته, واستعماله في الريح ونحوه مجاز كما نبه عليه الزمخشري وغيره. (ويقال: ذات الصر) بإسقاط الفوقية وتضعيف الراء وكسر المهملة في أوله (وهو) أي الصر بالكسر: (البرد الشديد).

(والعرية) بفتح العين المهملة وكسر الراء وشد التحتية المفتوحة: (الري الباردة). (والسهام) بفتح السين المهملة: (الريح الحارة). قال المجد: السهام كسحاب, حر السموم ووهج الصيف. (وهي السموم) بفتح المهملة وهي في القرآن (أيضًا). (والعقيم) بفتح العين المهملة وكسر القاف: (التي لا تثير) مضارع أثار, أي تهيج (سحابا ولا تأتي بمطر) كأنه استعير من المرأة العقيم التي لا تلد, ووردت في القرآن أيضًا. (والمعصرات) على صيغة اسم الفاعل كما في القرآن: (الريح التي تأتي بالمطر, وقيل: المعصرات: السحائب ذوات المطر) , وبه فسرت الآية دون الأول, وعليه اقتصر الجوهري والمجد وغيرهما فحكاته بـ: قيل, والتصدير بغير مما لا معنى له. (والأعاصير: التي ترفع التراب بين السماء والأرض, والواحدة إعصار) بالكسر وفي القاموس: الإعصار: الريح تثير السحاب, أو التي فيها نار, أو التي تهب من الأرض كالعمود نحو السماء, أو التي فيها العصار, وهو الغبار الشديد, واقتصر البيضاوي على المعنى الثالث. (والعرب تسميه) - أي

الإعصار (الزوبعة). قال في الصحاح والقاموس والمحكم: الزوبعة: رئيس من رؤساء الجن, ومنه سمي الإعصار زوبعة, وقيل: أم زوبعة. (والمور) بالضم: (التراب الذي تثيره الرياح وتجيله) بضم الفوقية وكسر الجيم, مضارع أجال, أي صيره جائلًا, أي مترددًا ذاهبًا جائيًا, وهو هنا مجاز. (والهباء) بالفتح ممدودًا (التراب الرقيق الذي تطيره) - مضارع أطار رباعيًا: صيره طائرًا, أي مرتفعًا بقوة, (الريح على وجوه الناس وثيابهم). (والهبوة) بفتح الهاء والواو بينهما موحدة ساكنة آخره هاء تأنيث: (الغبرة) بفتح الغين والموحدة والراء وهاء تأنيث, (يقال: يوم ذو هبوة) أي صاحب غبرة, أي غبار. (ويقال: يوم راح) مخففًا (وريح) كسيد: (إذا كان ذا ريح).

[باب في السحاب]

[باب في السحاب] هذا (باب في السحاب) وهو الغيم, سمي لانسحابه في الجو, أو لسحب بعضه بعضًا, أو لجر الرياح له, وهو اسم جنسٍ جمعي, واحده سحابة, يذكر ويؤنث, ويفرد وصفه, ويجمع, وقد ألف الأصمعي كتابًا في أسمائه وأوصافه, ونقل كثيرًا من ذلك صاحب كتاب «الأسماء والصفات» , ونقلت بعض كلامه في شرح القاموس. (المزن) بضم الميم وسكون الزاي (السحاب, واحدته مزنة) بالضم, وهو في القرآن المجيد. (والغيم) بفتح المععجمة وسكون التحتية: (السحاب). (والغمام) بفتح المعجمة والميم (مثله) في معناه وأكثر مادته, لكن الأول معنل العين والثاني مضاعف, ووقع للزبيدي فيهما اشتباه. (الواحدة غمامة) بالهاء كسحابة وزنًا ومعنىً. (والغماء) بفتح المهملة والميم ممدودًا: (الغيم الرقيق): قال أبو زيد: هو شبه الدخان يركب رؤوس الجبال. (وكذلك الطخاء) بفتح الطاء المهملة

والخاء المعجمة ممدودًا, وفسره الجوهري بالسحاب المرتفع. (والطهاء) بالهاء بدل المعجمة لغة, وهو السحاب المرتفع كما في الصحاح. (والعنان) بالعين المهملة والنون. وبعد الألف نون أخرى: (السحاب, واحدته عنانة) بالهاء كسحابة وزنًا ومعنىً. (والصبير) بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة وبعد التحتية الساكنة راء: (السحاب الأبيض) لا يكاد يمطر. قال: يروح إليهم عكر تراغى ... كأن دويها رعد الصبير وقال الأصمعي: الصبير: السحاب الذي يصير بعضه فوق بعض درجا. قال يصف جيشًا. ككرفئة الغيث ذات الصبير ... قال الجوهري. (والحبي) بفتح الحاء المهملة وكسر الموحدة وشد التحتية: (السحاب المشرف) الذي يعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء. قال امرؤ القيس: في حبي مكلل

قاله في الصحاح. (والنشاص) بفتح النون وعليه اقتصر الجوهري, وتكسر كما زاده المجد, وفتح الشين المعجمة, وبعد الألف صاد مهملة: (المرتفع بعضه فوق بعض) وأنشد الجوهري قول بشر: فلما رأونا بالنسار, كأننا ... نشاص الثريا هيجته جنوبها (والمكفهر) بضم الميم وسكون الكاف وفتح الفاء وكسر الهاء وشد الراء: (الغليظ المتراكب) بعضه فوق بعض. (والكنهور) بفتح الكاف والنون وسكون الهاء وفتح الواو آخره راء: (نحوه) , أي مثل المكفهر في معناه, وفسره المجد بالعظيم من السحاب وقطع من السحاب كالجبال, وقيل: المتراكم منه, وهي متقاربة. (والقلع) محركة (جمع قلعةٍ): (وهي السحابة العظيمة). (والقزع) محركة: (قطع) كعنب. جمع قطعة بالكسر بمعنى الطائفة (من السحاب متفرقة). وقيل: القزع: قطع من السحاب رقيقة سواء كان فيها ماء أو لا. وقال أبو عبيد: أكثر ما يكون في الخريف. وأودعنا بسطه في شرح. القاموس وغيره, وواحدته قزعة بهاء كما جاء في الحديث. (والكرفئ) بكسر الكاف والفاء بينهما راء ساكنة آخره همزة: (قطع

منه) أي السحاب (متراكمة) بعضها فوق بعض, ويقال بالمثلثة بدل الفاء كما في القاموس وغيره. (والرباب) بفتح الراء والموحدة وبعد الألف موحدة أخرى: (السحاب المتعلق دون السحاب). قال المازني: كأن الرباب دوين السحاب ... نعام تعلق بالأرجل (والهيدب) بفتح الهاء والدال المهملة بينهما تحتية ساكنة آخره موحدة: (المتدلي من السحاب كأنه هدب القطيفة) , بضم الهاء وسكون المهملة, وكل ما له خمل يقال له قطيعة. ومر قوله: دانٍ مسفٍ فويق الأرض هيدبه ... (والجهام) بفتح الجيم والهاء: (السحاب الذي هراق) الهاء بدل الهمزة, وفيه تحقيقات أوردناها في شرح نظم الفصيح وأشرنا إلياه في شرح القاموس وغيره. أي أراق - أي صب (ماءه) بالنصب مفعوله, والفاعل ضمير السحابز (والهف) بكسر الهاء وشد الفاء: (السحاب الذي لا ماء فيه). (والزبرج) بكسر الزاي والراء بينهما موحدة ساكنة آخره جيم: (نحوه). (والصراد) بمهملات كرمان: (سحاب بارد ندٍ). وفيه ندى أي بلل, (وليس فيه ماء).

(والجلب) بضم الجيم وسكون اللام آخره موحدة: (سحاب يعرض) بالكسر ويضم: أي يعترض (كأنه جبل) لعظمه (وليس فيه ماء). (والدجن) بفتح الدال المهملة وسكون الجيم: (إظلال السحاب الأرض) بالنصب مفعول إظلال, أي أن يظل السحاب الأرض, أي يكون عليها كالظلة. (والمجلجل) بجيمين ولامين اسم فاعل: (السحاب الذي فيه رعد). وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: فسقى الرباب مجلجل الـ ... أكناف لماع بروقه (والمزمزم) بزاءين وميمين اسم فاعل أيضًا: (المصوت بالرعد) , كأنه الحادي يزمزم بالإبل. (وكذلك الهزيم) بفتح الهاء وكسر الزاي. وفي الصحاح: هزيم الرعد: صوته, والخلاف في الرعد مشهور, هل هو صوت السحاب, أو اسم ملك يسوقه كالحادي, ورعد كمنع ونصر, وله أسماء كثيرة ذكرها الأصمعي, ونقلها صاحب كتاب الأسماء والصفات. وذكرت بعضها في شرح القاموس. (والمرتجس) اسم فاعل من ارتجست السماء إذا رعدت: افتعل من رجس بالراء والجيم والمهملة. (والأجش) بالجيم والشين المعجمة: الغليظ الصوت من الرعد

والإنسان أيضًا كما في القاموس وغيره. (والقاصف: الشديد صوت الرعد) يقال: رعد قاصف: إذا كان صيتًا, والريح العاصف: الشديد كما سبق. (والبارق: السحاب الذي فيه برق) بالفتح, وهو لمع السحاب لازدحامه وتراكمه أو ضرب ملك السحاب وتحريكه إياه لينساق, أو آلة الملك كالسوط, أو أثر ضربه, أو غير ذلك مما بسطناه في شرح القاموس وغيره. (والعقيقة) بمهملة وقافين كسفينة: (شعاع البرق) بضم المعجمة ومهملتين بينهما ألف. أنشدني شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي: إذا شمت من برق العقيق عقيقةً ... فلا تنتجع دون الجفون السحائبا (والإيماض) مصدر أومض البرق رباعيًا, وهو (لمع البرق) , أي ضوءه (الخفي) بالرفع صفة لمع. (والانكلال بنحوه) أي الإيماض, وهو مصدر انكل البرق انكلالًا: إذا لمع لمعًا خفيفًا, (وهو شبيه بالتبسم) , ومصدر تبسم: شرع في الضحك, وهو أحسن الضحك, ولذلك يشبهون مباسم الملاح بومض البرق, وقد يعكسون على المبالغة, ولذلك قال: يا بارقًا بأعالي الرقمتين بدا ... لقد حكيت ولكن فاتك الشنب (والخفي) بفتح الخاء المعجمة وسكون الفاء وبالتحتية (اللمع الضعيف, وهو الخفو) بالواو بدل التحتية (أيضًا, يقال: خفى البرق يخفي) كرمى (وخفا يخفو) كدعا. (والانعقاق) انفعال من العق, وهو الشق: (تشقق البرق) , أي استطالته إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينًا وشمالًا, وقيل تفرقه.

(والتبوج) بفتح الفوقية والموحدة وضم الواو آخره جيم: (مثله) , فسره المجد بأنه تكشف البرق. (والعراص) بفتح العين والراء المشددة المهملتين وبعد الألف صاد مهملة: (البرق الشديد الاضطراب) الكثير اللمعان. (والخلب) بضم الخاء المعجمة وفتح اللام المشددة آخره موحدة: (البرق الكاذب الذي لا مطر معه) , تفسير للكاذب, (كأنه يخلب) بالضم مضارع خلب كنصر (من يشيمه) أي ينظر إليه, مضارع شام بفتح المعجمة كباع, وسيفسره المصنف (أي يخدعه) كيمنع تفسير ليخلب. (والشيم) بفتح المعجمة وسكون التحتية كالبيع مصدر شام البرق, معناه: (النظر إلى البرق أو السحاب ليعلم) مجهولًا, ونائبه محذوف أي جواب قول القائل: (هل فيه دليل على المطر) أي علامة تدل على وقوعه, (أو لا) دليل فيه. (وقد يوصف السحاب أيضًا بأنه خلب) مجازًا (وذلك إذا كان فيه برق كاذب). (وعزالي السحاب: مخارج الماء منه). قال الكميت: مرته السحاب فلما اكفهر ... حلت عزاليه الشمأل وقال مهيار: لا عداك الغيث يا دار الوصال ... كل منحل العرى واهي العزالي

(الواحدة عزلاء) بفتح العين المهملة وسكون الزاي وفتح اللام ممدودًا كصحراء (مأخوذ) أي مستعار (من عزلاء المزادة) بالفتح وهي ظرف الماء الذي يستقى به على الدابة التي تسمى راوية. قال أبو عبيد: لا تكون إلا من جلدين تقام بجلد ثالث, ونقله السيد في شرح المفتاح, وأوردته مبسوطًا في حواشي القاموس وغيره. (وهي) أي عزلاء المزادة (مصب الماء منها) كما في كتاب العين, قال الخليل: ولكل مزادة عزلاوان من أسفل, وعزلاوان من فوق. وتمام شرحه في شرح القاموس.

[باب في المطر]

[باب في المطر] هذا (باب في المطر) محركة, وهو ماء السماء: (الودق) بفتح الواو وسكون الدال المهملة وبالقاف: (المطر) , وهو في القرآن. (وهو السيل) بفتح السين المهملة والموحدة, وفي نسخة «تحتية» وهو تحريف بلا مرية. (والغيث) بفتح الغين المعجمة وبالمثلثة بينهما تحتية ساكنة, وهو في القرآن, (والصيب) بفتح المهملة وكسر التحتية وموحدة وهو في القرآن أيضًا. (والوسمي) بفتح الواو وكسر الميم بينهما سين مهملة ساكنة آخره ياء نسب: (أول ما يأتي من المطر عند إقبال الشتاء, سمي وسميًا لأنه يسم)

مضارع وسم كوعد, أي جعل علامة, أي يعلم (الأرض بالنبات). وأنشدنا شيخنا العلامة ابن الشاذلي: سقاها من الوسمي كل مجلجلٍ ... سكوب العزالي صادق البرق والرعد (والولي) كغني: (المطر الثاني الذي يأتي بعد الوسمي) فهو يليه, فقيل له الولي لموالاته الوسمي. (والصيف) كسيد: (مطر الصيف) بالفتح, وفي المثل: «تمام الربيع الصيف» أي تظهر آثار الربيع في الصيف, كما قيل: «الأعمال بخواتيمها». والصيف المطر الذي يأتي بعد الربيع, يضرب في استنجاح تمام الحاجة, قاله الميداني والزمخشري. (والحميم) بفتح المهملة وكسر الميم فتحتية ساكنة فميم أخرى: (مطر القيظ) بفتح القاف وبالظاء المعجمة بينهما تحتية ساكنة فميم, (وهو) أي القيظ (أشد الحر). (والعهاد) بالكسر: (الأمطار البواكر) , أي المتقدمة السابقة في أول وقت الحاجة إليها (واحدها عهد) بالفتح (وعهدة) بالهاء. وأنشد الأصمعي: أمير عم بالمعروف حتى ... كأن الأرض جللها العهاد (وأخف المطر وأضعفه: الطل) بفتح الطاء المهملة وشد اللام, وهو في القرآن (ثم الرذاذ) بفتح الراء المهملة وذالين معجمتين بينهما ألف (ثم

البغش) بفتح الموحدة وسكون الغين وبالشين المعجمتين (وقد أصابته بغشة) بالفتح (من المطر, أي دفعة) بضم المهملة وسكون الفاء وفتح العين المهملة آخره هاء تأنيث: هي الدفعة من المطر, فأما الدفعة بالفتح: المرة من الدفع. (ومثل البغش الرك) بكسر الراء وشد الكاف (وجمعه ركاك) بالكسر أيضًا, كقدح وقداح, وعليه اقتصر الجوهري, وفي القاموس أن الراك بالفتح ويكسر. (والرهمة) بالكسر: (المطر الضعيف, وجمعها رهام) بالكسر أيضًا. قال لبيد في المعلقة: رزقت مرابيع النجوم وصابها ... ودق الرواعد جودها فرهامها (والذهاب) بكسر المعجمة: (أمطار ضعيفة) أيضًا (مثل الرهام) , وواحدتها ذهبة بالكسر أيضًا كما في الصحاح, فهما متحدان في الوزن والمعنى والمفرد, وأنشد الجوهري للبعيث: وذي أشرٍ كالإقحوان تشوفه ... ذهاب الصبا والمعصرات الدوالح وهي السحابة الكثيرة المطر. (والديمة) بكسر الدال المهملة وسكون التحتية المبدلة عن واو لأنها «فعلة» من الدوام: (المطر الدائم مع سكون) بلا رعد وبرق, أو يدوم خمسة

أو ستة أو سبعة أو يومًا وليلة, أو أقله ثلث يوم, أو غير ذلك من الأقوال التي بسطناها في حواشي القاموس. (والجمع ديم) كعنب. (والتهميم) «تفعيل) من هم, وفي نسخة: الهميم كأمير, وكلاهما صحيح ذكرها المجد وغيره: (الضعيف من المطر). (والغيبة) بفتح الغين المعجمة والتحتية بينهما موحدة وآخرها هاء تأنيث: (المطرة القوية واةلجمع غبيات) بفتح الغين المعجمة [والموحدة] والتحتية وبعد الألف فوقية, (وغباء) بكسر المعجمة وفتح الموحدة, الأول جمع سلامة, وحركت الغين إتباعًا, والثاني جمع تكسير. (والبوقة) بضم الموحدة وفتح القاف بينهما واو ساكنة آخرها هاء تأنيث: (الدفعة) الشديدة (من المطر) كما في القاموس وغيره. (والشؤبوب) بضم الشين المعجمة والموحدة بينهما همزة ساكنة وبعد الواو موحدة أخرى (الدفعة) بالضم (الشديدة منه) أي المطر (والجمع شآبيب) على القياس. (والوابل: المطر الشديد الذي يكون منه السيل, وهو أقوى المطر وأضخمه قطرا) أي قطرها بالغ في الضخامة والغلظ, وهو في القرآن. (والجود) بالفتح (الذي يروي) بضم حرف المضارعة, مضارع أرواه رباعيًا: جعله مملوءًا من الري, أي يملأ (كل شيء). ومن أشهر الشواهد: إن الربيع الجود والخريفا

(والجدا) بفتح الجيم والدل المهملة مقصورًا: (المطر العام) أو الذي لا يعرف أقصاه. (والساحية) بالمهملتين والتحتية, فاعلة من سحا كدعا: (المطرة الشديدة) أي (التي تسحو الأرض أي تقشر وجهها) , أي تزيل ما فوقه, وهو مضارع قشر كنصر وضرب. ويقال: سحا الشيء يسحوه ويسحاه ويسحيه: إذا قشره, وقالوا للمطرة الشديدة الوقع على الأرض ساحية لأنها تسحوها, أي تقشرها كما أشار إليه المصنف. (والعين) بالفتح مشترك بين الباصرة والجارية وما لا يحصى منها أنها (المطر) الذي يقيم أيامًا لا يقع) , من الإقلاع, وهو الكف. (ويقال: هطلت السماء) بفتح الهاء والطاء المهملة واللام كضرب: (إذا أمطرت) مطرًا دائمًا متتابعًا ولو ضعف. (وهتنت) بفتح الهاء والفوقية والنون كضرب, فهو كالذي قبله وزنًا ومعنى, والمشهور أن الهتن فوق الهطل. (وهتلت) باللام بدل النون كضرب أيضًا, (وهملت) كضرب ونصر: دام مطرها. وفي نسخة: «انهملت» بزيادة النون بعد الألف أوله, وهو انفعل منه ومعناه صحيح, وكلاهما في القاموس وغيره. (واستهلت) وفي نسخة صحيحة انهلت وكلاهما صحيح أيضًا, لأن الأول استفعل, والثاني انفعل, لكن كلام المصنف يرجح الأولى وإن كانت الثانية صحيحة. فقوله: (وذلك) أي إطلاق استهلت: (إذا سمع لقطرها صوت) بيان لمأخذه, وإشارة إلى مجازيته. (ومنه قيل: استهل الصبي استهلالًا: إذا صاح) لأن الاستهلال

هو رفع الصوت, والمشهور عكس ما قاله, إلا أن أعيد ضمير منه على غير استهلال القطر, ومنه أيضًا سمي الهلال لأنهم يستهلون عند رؤيته, أي يرفعون أصواتهم. والله أعلم. (ويقال: أثجم المطر) بالمثلثة والجيم رباعيًا كما للمصنف, وثلاثيًا كما في القاموس. (وأدجن) بالدال المهملة والجيم رباعيًا فقط. (وأغبط) بالغين المعجمة والموحدة والطاء المهملة رباعيًا فقط. (وأغضن) بالغين والضاد المعجمتين والنون رباعيًا كما في الصحاح وغيره, أغفله المجد تقسيرًا. (وألظ) بشد الظاء المشالة رباعيًا. (وأرب) بشد الموحدة, إربابا, (وألث) بالمثلثة رباعيًا أفصح. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: منازل أنسٍ من ربائب مازنٍ ... ألث رباب المزن فيهن ساكبا (كل ذلك) المذكور من الأفعال (إذا دام أيامًا لا يقلع). (وإذا أقلع) أي كف (قيل: قد أنجم) بالنون والجيم إنجامًا. (وأنجى) بالألف بدل الميم كأعطى إنجاء, (وأفصى) بالفاء والصاد المهملة كالذي قبله وزنًا ومعنى, (وأفصم) بالميم بدل الألف كأكرم. (والهضب) بفتح الهاء وسكون الضاد المعجمة وموحدة: (المطر الدائم, الواحدة هضبة) بالهاء, (وقد هضبتهم السماء) كضرب: (بلتهم). أصابتهم بالبلل. وفي نسخة: وقد هضبت السماء تهضب أي بالكسر, وكلاهما صحيح.

[باب في السيول والمياه]

[باب في السيول والمياه] هذا (باب في السيول) , جمع سيل بالفتح, وهو الماء الكثير, وهو في الأصل مصدر سال سيلًا كباع: إذا طغى وجرى ثم غلب السيل في المجتمع من المطر الجاري في الأودية. (والمياه) جمع ماء, وأصلها ماه بالهاء, ولذا جمع على مياه وأمواه, وبسطته في شرح نظم الفصيح, وأشرنا إليه في حواشي القاموس أيضًا. (السيل الجحاف) بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وبعد الألف فاء: (الذي يذهب بكل شيء من شدته) , أي لأجلها, (يقال: سيل جحاف وجراف) بالراء بدل الحاء, (وقحاف) بضم القاف وفتح الحاء المهملة, (وقعاف) بالعين المهملة بدل الحاء: (إذا كان) كثيرًا (شديدًا). فالأربعة متحدة وزنًا ومعنىً. (ولأتي) بفتح الهمزة وكسر الفوقية وشد التحتية كغنى: (السيل الذي يأتي من أرض أخرى). وقال السهيلي في الروض: الأتي: الساقية. (ومنه

قيل للرجل الغريب) الوطن (أتي) لأنه يأتي من بلده إلى بلد الغربة. وفي الحديث «إنما هو أتي فينا» أي غريب, يقال رجل أتي وأتاوي. ومنه قول عثمان «إنا رجلان أتاويان» , وسيل أتي جاءك ولم يجئك مطره, قاله الهروي في غريبيه. (وطحمة السيل) بتثليث الطاء وسكون الحاء المهملتين وفتح الميم, آخره هاء تأنيث؛ (دفعته) بالضم. (وعبابه) بضم العين المهملة وموحدتين بينهما ألف (ما زخر) بفتح الزاي والخاء المعجمتين كمنع (من مائه, أي علا وارتفع) وطما تفسير لـ زخر (وآذيه) بمد الهمزة وكسر الذال المعجمة وشد التحتية (موجه. وكذلك آذي البحر, والجمع أواذي) , على القياس (والنواصف مجاري جمع مجرى, أي مواضع جري (ماء السيل إلى الأودية) جمع واد, وليس في كلام العرب فاعل معتل اللام جمعه «أفعلة» غيره كما أطبقوا عليه, وقد استدركت عليهم النادي والأندية في شرح نظم الفصيح وحواشي القاموس وغيرهما. (الواحدة ناصفة) بفتح النون وبعد الألف صاد مهملة مكسورة ففاء فهاء تأنيث. (والرجل) بكسر الراء وفتح الجيم (مسايل الماء) بالتحتية جمع مسيل, والياء أصلية كمعايش, وهمزة وهم, وقد تناسوا فيه زيادة الميم فجمعوه جمع «فعيل» فقالوا: مسلان وأمسلة, كرغفان وأرغفة جمع رغيف, كما أوضحته في حواشي القاموس وغيره (واحدها رجله) بالكسر.

(والقريان) بضم القاف وسكون الراء وفتح التحتية وبعد الألف نون: (مدافع الماء) جمع مدفع بالفتح, وهو موضع دفع الماء, أي جريه بشدة (إلى الرياض) جمع روض أو روضة, وهي كل أرض ذات نبات وماء وعشب كما مر. (واحدها) أي القريان (قري) بفتح فكسر كغني. وقد أنشد صاحب الأمالي: نسجته الجنوب وهي صناع ... فترقى كأنه حبشي وقرى كل قريةٍ كان يقرو ... ها قرى لا يجف منه القري (والشراج) بالكسر: (مدافع الماء من الحزن) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي ونون كالصعب وزنًا ومعنى, ومنه الدعاء المشهور, (إلى السهولة) بالضم مصدر سهل ككرم سهولة وسهالة خلاف صعب. (واحدها) أي الشراج (شرج) بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وجيم منه [حديث] «شرج الحرة». (والتلعة) بفتح الفوقية والعين المهملة بينهما لام ساكنة آخره هاء تأنيث: (مسيل الماء من المكان المرتفع, وجمعه) أي لفظ التلعة (تلاع) بالكسر. (والشعبة) بضم الشين المعجمة وسكون المهملة وفتح الموحدة وهاء تأنيث: (التلعة) بالفتح (الصغيرة, وجمعها شعاب) بالكسر.

(والميثاء) بفتح الميم والمثلثة بينهما تحتية ساكنة ممدودة: (التلعة العظيمة, وجمعها ميث) بالكسر على القياس, كما قالوا هيفاء وهيف, قاله الجوهري. (والسواعد: مجاري ماء النهر) بالفتح, والتحريك, وهو الأفصح وهي القراءة المشهورة, والجمهور على أنه الأخدود, وفي المصباح أنه الماء الجاري في الأخدود, وفيه كلام أوضحته في شرح نظم الفصيح وغيره (إلى البحر) بالفتح: الماء الكثير كما يأتي قريبًا (واحدها) أي السواعد (ساعد) بالمهملات كساعد اليد. (والغدير) بفتح الغين المعجمة وكسر الدال المهملة وتحتية ساكنة وراء: (القطعة) العظيمة (من السيل تبقى بعد ذهابه) بالفتح مصدر ذب ذهابًا وذهوبًا: إذا انصرف, والمراد بذهاب السيل انقطاع مائه الجاري وركوده في الوادي, (سمي غديرًا لأن السيل غادره, أي تركه) وأبقاه. وفي القرآن: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة} , وعليه فهو فعيل بمعنى مفاعل بصيغة اسم المفعول, وهو أحد معاني فعيل, أو لأنه يغدر بأهله عند الحاجة إليه لانقطاعه في الحر, فهو فعيل بمعنى فاعل. والله أعلم. وكلام المجد وغيره ناظر إلى الأول, واستدركت عليه الثاني في حواشيه. (والنهي) بكسر النون وسكون الهاء وتحتية: (الغدير, وهو النهي بالفتح أيضًا, والجمع أنهاء) بالفتح وكأنه جمع للنهي المكسور, لأنه فعلا بالفتح

لا يجمع على أفعال إلا في ألفاظ محصورة ليس هذا منها. (وكذلك الرجع) بفتح الراء وسكون الجيم وعين مهملة (وجمعه رجعان) بالضم. (والأضاة) بفتح الهمزة والضاد المعجمة كقناة: الغدير أيضًا, (والجمع إضاء وأضى, إذا كسرت الألف) أي الهمزة التي هي فاء الكلمة, جرى في ذلك على قانون الأقدمين الذين لا يفرقون بين الألف والهمزة, فأما المتأخرون فاصطلحوا على إطلاق الهمزة على المتحركة, والألف على الحرف الهاوي كما أشرنا إليه أولًا وبسطناه في شرح نظم الفصيح وغيره, أي إذا جعلت أوله مكسورًا (مددت) آخره, (وإذا فتحت) أوله أي جعلت الهمزة مفتوحة (قصرت) آخره, فعلى الأول هو جمع تكسير كعقبة وعقاب, وعلى الثاني اسم جنس جمعي كثمر وثمرة, قال السهيلي في الروض الأنف لما تكلم على «أضاة بني غفار» , وهي على عشرة أميال من مكة: والأضاة: الغدير, كأنه مقلوب من وضاة على وزن فعلة, واشتقاقه من الوضاءة بالمد وهي النظافة, لأن الماء ينظف, وجمع الأضاة إضاء. قال النابغة: وهن إضاء صافيات الغلائل وهذا الجمع يحتمل أن يكون غير مقلوب, فتكون الهمزة بدل واو م كسورة في وضاء. وقياس الواو المكسورة يقتضي الهمزة على تأصل الاشتقاق, ويكون الواحد مقلوبًا, لأن الواو المفتوحة لا تهمز, على أن لام الفعل غير همزة, ويجوز أن يكون الجمع أيضًا محمولًا على الواحد فيكون مقلوبًا مثله. ويقال أضاءة بالهمز, ويجمع أضاءة على إضين, قال أبو حنيفة:

محافرها كأسرية الإضين والأسرية جمع سري, وهو الجدول, ويقال له السعيد. قلت: ادعاؤه القلب لا يخلو عن تأمل, وقد بسطناه في شرح القاموس وغيره. (والطبع) بكسر الطاء المهملة وسكون الموحدة وعين مهملة: (النهر الصغير) كما قاله الأصمعي. ويقال: هو اسم نهر بعينه كما في الصحاح, وجمع بينهما في القاموس. (والجعفر) بفتح الجيم والفاء بينهما عين مهملة ساكنة آخره راء: (النهر الكبير الواسع) كما عليه طائفة, ونقله المجد, ويطلق أيضًا على النهر الصغير, وعليه اقتصر الجوهري. وقيل: هو النهر الملآن. وقيل: فوق الجدول. (والثغب) بفتح المثلثة وسكون الغين المعجمة وموحدة: (الماء المستنقع) بكسر القاف اسم فاعل من استنقع الماء في الغدير: إذا اجتمع - المجتمع (في الجبل, والجمع ثغبان) بالضم والكسر. وقال بعض اللغويين: الثغب هو الغدير في ظلٍ يبرد ماؤه ويروق. وفي القاموس الثغب: أكثر ما بقي من الماء ف يبطن الوادي, ويحرك. وفي الصحاح: الثغب الغدير يكون في ظل حبل لا تصيبه الشمس فيبرد ماؤه, والجمع ثغبان قال الشاعر: وثالثةٍ من العسل المصفى ... مشعشعةٍ بثغبان البطاح

فأما الثعب بالمهملة فهو مسيل الماء في الوادي كما في الدواوين, وجعله في بعض النسخ هنا مهملًا غير صواب, لأنه المسيل لا الغدير كما تبين. والله أعلم. (والقلت) بفتح القاف وسكون اللام وفوقية: (النقرة) بالضم كالحفرة وزنًا ومعنىً, إلا أن النقرة تخص بالصغيرة (في الجبل يستنقع) أي يجتمع (فيها الماء. والجمع قلات) بالكسر كبغال (وقلوت) بالضم كفلوس, والمفرد وارد في الحديث الصحيح مرارًا. (وكذلك الردهة) بفتح الراء والهاء بينهما دال مهملة آخره هاء تأنيث, وبذلك فسرها الزمخشري والميداني في الأمثال, والجوهري في الصحاح. وقال المجد: الردهة: حفيرة في القف تكون خلقة. فتأمل. (والجمع رداه) بالكسر. (والوقيعة) بفتح الواو وكسر القاف وبعد التحتية عين مهملة فهاء تأنيث, (وجمعها وقائع). (والكر) بفتح الكاف وشد الراء (الحسي) بفتح الحاء وكسرها وسكون السين المهملتين وتحتية. قال الآمدي في الموازنة: الحسي: ماء المطر يغمض, أي يخفى في الرمل قليلًا ثم يصير إلى الصلابة, فيقف فيحفر عنه ويشرب. وقيل الحسي بئر تحفر في الرمل قريبة القعر, وكلام الجوهري يومئ للأول. وفي القاموس: الحسي بالفتح ويكسر والحسى كإلى: سهل من الأرض يستنقع فيه الماء, أو غلظ فوقه رمل يجمع ماء المطر, كلما نزحت دلوا جمت أخرى (والجمع كرار) بالكسر. جزم الجوهري بأن الأحساء هو الكرار وفيها خلاف أوضحته في حواشي القاموس.

(والثمد) بفتح المثلثة والميم ودالة مهملة أي (القليل كماء الأحساء) بالفتح جمع حسي بالكسر لأنه قياسه, فأما المفتوح فجمعه حساء بالكسر بغير ألف, ونحوها من مواضع استنقاع الماء. (وجمعه) أي الثمد (ثماد) بالكسر كجبال. (والضحل) بفتح الضاد المعجمة وسكون الحاء المهملة: (الماء القليل) على الأرض, لا عمق له كما في القاموس وغيره. (وكذلك الضحضاح) بضادين معجمتين وحاءين مهملتين. ومنه حديث أبي طالب. (والضهل) بفتح الضاد المعجمة وسكون الهاء. (والسحل) بفتح السين والحاء المهملتين, أغفله أكثر أرباب الدواوين, ويمكن أن يقال إنه من سحلت العين إذا دمعت, فأخذوا منه اسم الماء القليل. والله أعلم. (والنطفة) بالضم ومنه أخذت النطفة رفيقة العلقة لقلتها. (والوشل) بفتح الواو والشيبن المعجمة. هذه الألفاظ كلها من الثمد إلى الوشل معناها: الماء القليل. (والغلل) بفتح الغين المعجمة واللام: (الماء الجاري بين الشجر) كما يومئ إليه كلام المجد, وصرح به الجوهري, ثم نقل عن أبي عمرو أن الغلل الماء الذي له جرية, وإنما يظهر على وجه الأرض ظهورًا قليلًا, فيخفى مرة ويظهر مرة.

(والغيل) بكسر الغين المعجمة وسكون التحتية: مشترك بين غيل الأسد وهو خيسة كما مر, وبين الحمل والماء (الجاري على وجه الأرض) وهو ظاهر الصحاح, وبه جزم شيخنا ابن الشاذلي, وكلام المجد صريح في أنه بفتح الغين. والله أعلم. (وكذلك السيح) بفتح السين وبالحاء المهملتين بينهما تحتية ساكنة: الماء الجاري على وجه الأرض كما في الصحاح والقاموس: (والنجل) بضم النون وسكون الجيم: هو الماء يظهر من الأرض كما في الصحاح. (والنز) بفتح النون وشد الزاي المعجمة: (ما ظهر من رشح) بفتح الراء وسكون الشين المعجمة وحاء مهملة: ما ينقط من الإناء شيئًا فشيئًا, وقد رشح الإناء كمنع, وكل ما كان يخرج شيئًا فشيئًا كالعرق ونحوه يقال له رشح (على وجه الأرض ويستقنع): يجتمع. (والبحر) بفتح الموحدة وسكون المهملة: (الماء الكثير المتسع, عذبًا كان أو ملحًا) بكسر الميم وسكون اللام هو الأفصح, أي خلافًا لمن خصه بالملح, (وإنما سمي البحر) المتعارف عليه (بحرًا لكثرة مائه) فهو من إطلاق الحال وإرادة المحل: ضد النهر. ووقع للملا على القارئ في الناموس غلط عجيب نبهت عليه في حواشي القاموس. (ومن أسماء البحر: اليم) بفتح التحتية وشد الميم وهو في القرآن كالبحر (والدأماء) بفتح الدال المهمل وسكون الهمزة وفتح الميم ممدودًا, (والمهرقان) بضم الميم والراء بينهما هاء وبعد القاف ألف فنون, وبفتح الميم

وضم الراء, وبالعكس: البحر كما قاله المصنف, أو الموضع الذي فاض فيه الماء كما في القاموس. (وخضارة) بضم الخاء وفتح الضاد المعجمتين وبعد الألف راء فهاء تأنيث, معرفة لا ينصرف للعلمية الجنسية والتأنيث, وهومعنى قول الجوهري والمجد وغيرهما. لا يجري, أي لا ينصرف, لأن الإجراء عند الأقدمين, سيبويه فمن دونه هو الانصارف كما في الكتاب وغيره. (والقاموس: وسط البحر) وبه سمي الكتاب المشهور للمجد الشيرازي. (وغوارب البحر) بالغين المعجمة والراء والموحدة: (أمواجه) , والأظهر أنه جمع غارب كما يومئ إليه قول الجوهري: غوارب التماء: أعالي موجه, شبهت بغوارب الإبل. (والحال) بالحاء المهملة مشترك بين هيئة الشيء وغيرها, ومنه أنه: (طينه) أي البحر (وترابه). (والعبر) بكسر العين المهملة وسكون الموحدة: (ساحل البحر) , أي: ريفه, وهو فاعل بمعنى مفعول, لأن الماء سحله بالسين, والحاء المهملتين كمنع أي قشرة, أو هو بمعنى ذي ساحل كما في القاموس وغيره. (وهو) أي الساحل (الشط) بفتح الشين المعجمة وشد الطاء المهملة (والشاطئ) بفتح الشين المعجمة وبعد الألف طاء مهملة مكسورة فهمزة, وهو في القرآن المجيد. (والجد) بفتح الجيم وشد الدال المهملة, (والجدة) بالهاء, وبه سمي البلد الذي بساحل مكة «جدة» , وأغرب من ضبطه بالفتح, وزاده غرابة من قال إنه سمي بجدة

الناس «حواء» , فهو غلط مرتين. (والضيف) بكسر الضاد المعجمة وسكون التحتية وفاء. (والضفة) بفتح الضاد المعجمة وشد الفاء وهاء تأنيث. (والسيف) بكسر السين المهملة كالضيف وزنًا ومعنىً. (والعيقة) بفتح العين المهملة والقاف بينهما تحتية ساكنة آخره هاء تأنيث, هذه الألفاظ من العبر إلى العيقة, كلها مترادفة بمعنى واحد. (والغمر) بفتح الغين المعجمة وسكون الميم: (الماء الكثير, وجمعه غمار) بالكسر. (والزغرب) بفتح الزاي المعجمة والراء المهملة بينهما غين معجمة ساكنة آخره موحدة: (الماء الكثير). (يقال: ماء زغرب) أي كثير, ومنه قول الكميت: وفي الحكم بن الصلت منك مخيلة ... نراها, وبحر من فعالك زغرب (وماء قليذم) بفتح القاف واللام وسكون التحتية وفتح الذال المعجمة وميم, الذي في الأمهات اللغوية, أن القليذم كسميدع: البئر الغزيرة الماء, وأنشدوا: إن لنا قليذماً هموما ... يزيدها مخج الدلا جموما

والهموم كصبور: البئر الكثيرة الماء أيضًا. ومخج الدلا بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وجيم: أي جذبها وتداولها, أي يزيدها كثرة الأخذ منها جمم الماء فيها واجتماعه, وقصر الدلاء ضرورة. وكلام المصنف عام. فتأمل. (وماء خضرم) بكسر الخاء المعجمة والراء بينهما ضاء معجمة ساكنة آخره ميم: (إذا كان) الماء (كثيرًا متسعًا). قيد في الثلاثة: وكتب لي مرةً شيخنا العلامة ابن الشاذلي من قصيدة التزم فيها الترصيع: محلك مقصود, وشأنك معجم ... ومثلك مفقود ونيلك خضرم وشعرك خنذيذ, ونشرك أنجم ... وكم لك تلميذ فصيح مخضرم

باب في النبات

باب في النبات هذا (باب في النبات) , أصله مصدر من نبت البقل وغيره, بفتح النون والموحدة والفوقية كنصر, مثل «النبت) , ثم استعملوها في الشيء النابت: (الشجر) بفتح الشين المعجمة والجيم: (ما كان على ساق من النبات) , وساق الشجر هو الجذع الصلب الذي يحملها وتقوم عليه, وفي القاموس: الشجر, والشجر, والشجراء, كجبل وعنب وصحراء, والشير بالياء كعنب, من النبات: ما قام على ساق أو سما بنفسه, دق أو جل, قادم الشتاء أو عجز عنه, الواحدة بهاء. (والنجم) بفتح النون وسكون الجيم (ما ليس له ساق) يقوم عليه, (قال الله عز وجل: {والنجم والشجر يسجدان}. (والكلأ) بفتح الكاف واللام مهموزًا: (العشب) , بضم العين المهملة وسكون الشين وموحدة, رطبًا كان أو يابسًا, في المجمل والقاموس وغيرها, وإن خصوا العشب بأنه الكلأ الرطب في أول الربيع كما في المصباح وغيره, وفيه كلام أودعناه شرح القاموس. (والخلا) بفتح الخاء المعجمة واللام مقصورًا, والواحدة خلاة كعصا وحصاة: (الرطب بضم الراء) ضبطه لأنه من مهمات فقهاء اللغة, قال البكري في شرح أمالي القالي: الرطب بالضم من النبت,

وفي سائر الأشياء بالفتح. (وهو) أي الرطب (ما كان غضًا) بالمعجمتين أي: طريًا (من الكلأ). (والحشيش) بالرفع مبتدأ, خبره (ما يبس منه) أي جف من الماء, كأنه محشوش, أي مقطوع العرف لا ماء فيه و (الخلة) بضم الخاء المعجمة وشد اللام وهاء تأنيث: (ما حلا) بفتح المهملة واللام كرمى, من الحلاوة (من النبات) وفي المثل. «أوضع بنا وأخل». قال الميداني والزمخشري وغيرهما: الوضيعة: الحمض بعينه, والخلة: ما فيه حلاوة من النبت, وكل أرض لا حمض فيها, أي: ارع الحمض تارة والخلة أخرى, يضرب في التوسط حتى لا يسأم. (والحمض) بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وضاد معجمة: (ما ملح) بضم اللام ككرم, أي ما كان في ملوحة منه أي النبات, (تقول العرب: الخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها) أي: الخلة قائمة للإبل مقام الخبز لبني آدم, والحمض يقوم لها مقام الفاكهة. (والأب) بفتح الهمزة وشد الموحدة (المعرى) أي: موضع الرعي, (وقيل: الأب للبهائم كالفاكهة للناس) , وروي عن عمر, رضي الله عنه, كما

نقله ابن خالويه, وقال الفيومي: الأب المرعى الذي لم يزرعه الناس مما تأكله الدواب والأنعام. ويقال: الفاكهة للناس والأب للدواب. وهو في القرآن عطف على الفاكهة, وفيه كلام أودعنا حواشي الجلالين. (والآس) بالمد آخره سين مهملة. (الريحان) بالفتح, وهل أصله ريحان بشد التحتية ثم خفف كسيد فوزنه «فيلان» , أو لم يحذف منه شيء فوزنه فعلان» , قولان بسطناهما في حواشي الجلالين وشرح نظم الفصيح وغيرهما. والريحان: نبت, أو كل بقل طيب الريح, أو أطراف كل بقلة طيبة الريح. وكونه الآس قاله كثيرون. وحاصل الكلام فيه أنه فسر بضرب من الرياحين. قال ابن دريد: الآس: المشموم, أحسبه دخيلًا غير أن العرب تكلمت به وجاء في الشعر الفصحيح. وقال أبو حنيفة الدينوري: الآس بأرض العرب كثير ينبت في السهل والجبل, وخضرته دائمة, ويعظم جدًا. وقد قيل في قوله تعالى: {والحب ذو العصف والريحان} أن العصف ساق الزرع, والريحان خضرة ورقه. (الظيان) بفتح الظاء المعجمة المشالة والتحتية المشددة وبعد الألف نون (ياسمين) بفتح السين وكسرها, وقد قالوا في الواحد ياسم كعالم ولا ثالث لهما. ويقال: يا سم بالكسر أيضًا كصاحب, وفي جمعه كلام

أودعناه شرح الكافية وحواشي القاموس: وقيده بياسمين (البر) احترازًا عن البستاني. قال الجوهري: وهو «فعلان» وأنشدوا مفردًا: تالله يبقى على الأيام ذو حيدٍ ... بمشمخر به الظيان والآس يعني لا يبقى, لأنه لو أراد الإيجاب لأدخل عليه اللام. (والمظ) بفتح الميم وشد الظاء المعجمة المشالة: (رمان البر) أي شجره, أو بريه ينبت في جبال السراة ولا تحمل ثمرًا وإنما ينور وفي نوره عسل, كما قاله في القاموس. وقال الجوهري: المظ: الرمان البري, قال أبو ذؤيب يصف عسلًا: فجاء بمزجٍ لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل يمانيةٍ أحيالها مظ «مأبدٍ» ... وآل قراسٍ صوب أسقيةٍ كحل (والجليل) بفتح الجيم وكسر اللام وبعد التحتية الساكنة لام أخرى: (الثمام) بضم المثلثة وميمين بينهما ألف: نبت ضعيف ذو خوص, وربما حشى منه, أو سد به خصاص البيوت, وكثيرًا ما يقال: «هو على طرف الثمام» للأمر السهل الذي لا مشقة في تناوله, (واحدته) - أي الجليل: (جليلة) بالهاء. ومن أشهر شواهده قول بلال يتشوق لمكة:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً ... بوادٍ وحولي إذخر وجليل كما في البخاري وغيره من الصحاح. وأنشده الجوهري «بمكة حولي». ويجمع على أجله كما في الحماسة, وجلائل كما في الصحاح. (والحنزاب) بكشر الحاء المهملة وسكون النون وفتح الزاي وبعد الألف موحدة كقرطاس, وفي أصالة نونه وزيادتها خلاف ببنته في شرح القاموس: (جزر البر) بفتح الجيم وتكسر وفتح الزاي: آخره راء: معرب كما نبه عليه المجد وغيره. (والشوع) بضم الشين المعجمة وبعد الواو الساكنة عن مهملة: (شجر البان) , المعروف. وله دهن ومنافع. (والخزامى) بضم الخاء وفتح الزاي وبعد الألف ميم مقصورًا كحبارى: (خيري البر) بكسر الخاء المعجمة والراء بينهما تحتية ساكنة آخره ياء النسب, هو المنثور, لكنه غلب على الأصفر من المنثور لأنه يخرج دهنه ويدخل في الأدوية, ويقال للخزامى خيري البر لأنه أذكى نبات البادية ريحًا, قاله في المصباح. وقد عدوا للخزامى خواص ومنافع أورد بعضها المجد في القاموس, وزدت عليه كثيرًا في حواشيه. (والأقحوان) بضم الهمزة والحاء بينهما قاف ساكنة وبعد الواو ألف

فنون: (البابونج) بموحدة مفتوحة فألف فموحدة أخرى مضمومة فواو ساكنة فنون مفتوحة فجيم (وله نور) بفتح النون, أي زهر (أبيض تشبه به) - أي بذلك النور - (العرب الثغر) أي الفم بأسنانه لانتظام الأسنان الحسنة على هيئة الأقحوان, ولذا ختم به أبو عبادة في قوله: كأنما تبسم عن لؤلؤٍ ... منضدٍ أو بردٍ أو أقاح وقال الآخر: وبين الخد والشفتين خال ... كزنجي أتى روضًا صباحا تبختر في الرياض فليس يدري ... أيجني الورد أم يجني الأقاحا وقال آخر: يبسم عن در وعن جوهرٍ ... أو عن أقاحٍ, أو سنا البرق وقال الحريري: يفتر عن لؤلؤٍ رطب وعن برد ... وعن أقاحٍ وعن طلع وعن حبب وهو كثير في دواوين الأدب جدًا.

(والأيهقان) «فيعلان» بالفتح: (الجرجير) بجيمين وراءين: بقلة معروفة, وقيده الفاكهي في شرح المقامات بالبري. وفي القاموس: الأيهقان عشب يطول وله وردة حمراء, وورقه عريض ويؤكل, أو الجرجير البري واحدته بهاءز (والريهقان) بفتح الراء وضم الهاء «فيعلان» من رهق: (الزعفران) بالفتح الطيب المعروف. (والعرار) بفتح العين المهملة وراءين بينهما ألف (نبت طيب الريح يشبه البهار) بالفتح, عرفوه بما عرف به المصنف العرار, فلعلهما مترادفان, وهما في أشعار العرب كثير. (ومن أسماء النبات) , وفي نسخة إسقاط أسماء والمعنى صحيح (الطيب الريح: القيصوم) بفتح القاف وسكون التحتية وضم الصاد المهملة وبعد الواو الساكنة ميم: نبت معروف عند العرب, وهو قسمان أنثى وذكر كما بسطه في القاموس. (والجثجاث) بجيمين ومثلثتين مفتوحًا, ومنه قول كثير: فما روضة بالحزم طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها (والحنوة) بفتح الحاء المهملة والواو بينهما نون ساكنة آخره هاء تأنيث: نبت طيب الريح, قال يصف روضة: وكأن أنماط المدائن حولها ... من نور حنوتها ومن جرجارها

(والحوذان) بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة بينهما واو ساكنة وبعد الألف نون: نبت نوره أصفر قاله الجوهري. وقال غيره: طيب الرائحة والطعم. (والرند) بفتح الراء وبالدال المهملتين بينهما نون ساكنة: شجر طيب الرائحة من شجر البادية. (والغار) بفتح الغين المعجمة وبعد الألف راء. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: يا لبينى أوقدي نارًا ... إن من تهوين قد جارا رب نارٍ بت أرمقها ... تقضم الهندي والغارا حوله ظبي يورثها ... عاقد بالجيد تقصارا وقال الجوهري: الغار ضرب من الشجر, ومنه دهن الغارو قال عدي بن زيد: رب نارٍ بت أرمقها ... تقضم الهندي والغارا (والعبيثران) بفتح العين المهملة والموحدة وسكون التحتية وفتح المثلثة ولراء وبعد الألف نون, (ويقال أيضًا العبوثران) بالواو بدل التحتية, وفي القاموس يقتضي أن الثاء بينهما مضمومة وقد تفتح. واللغات الأربع في الصحاح على حدٍ سواء. (والشقر) بفتح الشين المعجمة وكسر القاف, قال: وعلا القوم دماء كالشقر

(شقائق النعمان). قيل: إن الشقائق لا واحد له, وعليه الأكثر, وقيل واحده شقيقة وشقيق, قال: وكأن محمر الشقيـ ... ـق إذا تصوب أو تصعد أضيف للنعمان, وهو الدم لمشابهته له في الحمرة. أو النعمان بن المنذر ملك الحيرة لأنه حماه. (الواحدة شقرة) بالهاء. (والفيجن) بفتح الفاء والجيم بينهما تحتية ساكنة: (السذاب) بفتح السين المهملة والذال المعجمة, معرب لأن السين والذال لا يجتمعان في كلمة عربية, بل قال في المحكم: الفيجن السذاب. قال ابن دريد: هي شامية ولا أحسبها عربية, فكلاهما معرب عليه. والله أعلم. (والحفأ) بفتح الحاء المهملة والفاء. (البردي) بفتح الموحدة وتضم وسكون الراء وكسر الدال المهملة منسوب: شجر ناعم رطب ينبت على الأنهار, وقيل هو الموز وقوله (مهموز غير ممدود) ضبط للحفا. (والتوت) بضم الفوقية وبعد الواو الساكنة فوقية أخرى. وحكى ابن فارس في الثنية التثلث, وعليه اقتصر في «عمدة الطبيب» , ولحن

الحريري من ضبطه بالمثلثة, وفي كلام أودعناه شرح القاموس وأشرنا إليه في حواشي الدرة وغيرها. وهو (الفرصاد) بالكسر. وقيل إن الفرصاد اسم اللثمرة, والتوت اسم للشجرة. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: فكأن رمحك منقع في عصفرٍ ... وكأن سيفك سل من فرصاد (والخلاف) بكسر الخاء المعجمة وفتح اللام مخففًا, ومن شدده فقط وهم: (الصفصاف) بصادين مهملتين وفاءين وفي القاموس أنه صنف منه (وهو يورق) رباعيًا أي ينبت الأوراق (وينور) تنويرًا, أي يكون له نور بالفتح, أي زهر, ويسقط زهره (ولا يثمر) - أي رباعيًا, أي: لا يكون له ثمر. (والضال) بفتح الضاد المعجمة وألف ولام: (السدر) بالكسر مهمل الحروف (البري) نسبة إلى البر بالفتح, وكثيرًا ما تذكره الأعراب في شعرها, (والعبري) وفي نسخة صحيحة «ويقابله» , أي يذكر في مقابلته العبري بكسر العين المهملة وسكون الموحدة وراء منسوب, وهو (السدر النهري) منسوب إلى النهر, أي يكون على السقي فيحسن ثمره. قال الجوهري: العبري: ما نبت من السدر على شطوط الأنهار, وعظم. في شرح شواهد الرضي: العبري بالضم: السدر النابت على شطوط الأنهار أو نسبة لعبر النهر وهو شطه وجانبه, وكلام الجوهري يومئ إليه, وأغفله المجد بالكلية, وضبطه غيرهم

بالكسر, وكان يجزم به شيخنا ابن الشاذلي, وعندي أن الضم أصوب, والله أعلم. (والفنا) مقصورًا: (عنب الثعلب) قال زهير: كأن فتات العهن في كل منزلٍ ... نزلن به حب الفنا لم يحطم (والفرفخ) بفتح الفاءين بينهما راء ساكنة آخره معجمة: (البقلة) بالفتح (الحمقاء) بالمد, سميت بذلك لأنها تنبت في مجاري الماء فيقلعها أو في الطريق فتداس بالأرجل. ويقال «هو أحمق من الرجلة» كما بسطته في شرح نظم الفصيح وغيره (وهي الرجلة) بالكسر (أيضًا) , قال الميداني في مجمع الأمثال: الرجلة: هي البقلة التي تسميها العامة الحمقاء. والرجلة المسيل فسميت به. (والحرض) بضم الحاء المهملة والراء آخره ضاد معجمة: (الأشنان) بضم الهمزة وكسرها معرب, وهمزته أصلية, ووزنه فعلان, أو فعلال. ولو جعلت زائدة لكان وزنه «أفعال» ولا نظير له في العربية, والله أعلم. (والعظلم) بكسر العين المهملة واللام ويقال بفتحهما أيضًا, إن أغفله المجد - بينهما ظاء مشالة معجمة ساكنة آخره ميم: (الوسمة) بالفتح, وكفرحة أفصح لأنها لغة الحجاز, ولذلك أنكر الأزهري سكون السين, وقال: كلام العرب بالكسر, وعليه اقتصر في القاموس. ولا يقال وسمة بالضم كما

توهمه بعض: نبات يختضب بورقه, أو هو ورق النيل, ويقال هو العظلم. وقال عنترة: عهدي به شد النهار كأنما ... خضب اللبان ورأسه بالعظلم وقال ابن هشام في شرح الكعبية: العظلم: شجر الكتم بفتحتين, وهو الذي يصبغ به الشيب. (والعندم) بفتح العين والدال المهملتين بينهما نون ساكنة: (دم الأخوين) نبت معروف, ويقال هو البقم. (والقضب) بفتح القاف وسكون الضاد المعجمة وموحدة (الرطبة) بالضم, (وهي التي تسمى الفصفصة) بفاءين وصادين مهملتين مكسورًا, وفي البارع: القضب: كل نبات اقتضب فأكل طريًا. وقيل: القضب نبات يشبه البرسيم يعلف للدواب. (والذرق) بضم الذال المعجمة, وفتح الراء وقاف: (الحندقوق) بفتح الحاء والدال المهملتين بينهما نون ساكنة, وبعد القاف المضمومة واو ساكنة فقاف أخرى: بقلة مشهورة (واحدها ذرقة) بالهاء. (والغضا) بفتح الغين والضاد المعجمتين مقصورًا (شجر) توقد منه النار. (والقصائم) بالقاف والصاد المهملة: (منابت) مواضع نبت (الغضا) بالغين والضاد المعجمتين (الواحدة

قصيمة) بفتح القاف وكسر المهملة, وهي رملة تنبت الغضا كما في الصحاح, أو جماعة الغضا المتقارب كما أوردهما المجد. (والعضاه) بكسر العين المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعد الألف هاء: (كل شجر له شوك). قال في المصباح: العضاه وزان كتاب من شجر الشوك كالطلح والعوسج, واستثنى بعضهم القتاد والسدر, فلم يجعله من العضاه, والهاء أصلية. وعضه البعير كفرح: رعى العضاه. (ومن مشهور ذلك) الذي يطلق عليه العضاه (الطلح) بفتح الطاء المهملة وسكون اللام آخره مهملة (والسلم) محركة. قال: لما رأيت عدي القوم يسلبهم ... طلح الشواجن, والطرفاء, والسلم والشواجن: أودية كثيرة الشجر, واحدتها شاجنة. (والقتاد) بفتح القاف والفوقية, وبعد الألف دال مهملة, وسبق أن بعضهم استثناه من شجر العضا. (والسيال) بفتح السين المهملة والتحتية وبعد الألف لام. (والعرفط) بضم العين المهملة والفاء بينهما راء ساكنة آخره طاء مهملة, قيل هو الطلح, وله صمغ كريه الرائحة, وهو في الحديث الصحيح, وبسطناه في شرح القاموس وحواشي القسطلاني. (والشبهان)

بفتح الشين المعجمة والموحدة والهاء وألف ونون, وقد يضم أولاه. قال المجد: الشبهان محركة وبضمتين: شجر من العضاة له ورد لطيف أحمر. (والسمر) بفتح السين المهملة وضم الميم. قال الفيومي: شجر الطلح, وهو نوع من العضاة, وفيه أقوال أخر أوردناها في حواشي القاموس. (وهو) أي السمر كما هو ظاهر لا العضاه كما قد يتوهم, لأن عوده إلى العضاة بعد خروجه عن الظاهر خروج عن الصواب مخالف لإطلاقات الأعراب, لأن المراد أن السمر يقال له: (شجر أم غيلان) بالفتح كما صرح به في القاموس وغيره. فقال: أم غيلان: شجر السمر, وقد قيل: ثمرها أحلى من العسل كما نقله الخفاجي في الواقعة من حواشي البيضاوي, ثم ظاهر كلامهم, بل صريحه أن أم غيلان بفتح المعجمة وفي كتاب النبات لأبي حنيفة: العامة تسمي الطلح أم غيلان, وظاهره أنه مولد, وكأن وجه التسمية أنه ينبت في القفار, وهي محل الغيلان عندهم, فلاجتماع الغيلان عندها شبهت بالأم التي يجتمع عندها أولادها, قاله الخفاجي - وهو كالصريح في كسر الغين, لأن جمع غول غيلان بالكسر, والمعروف في ضبط الشجر أم غيلان بالفتح فتأمل. (والعلف) بضم العين المهملة وشد اللام المفتوحة وفاء (ثمر الطلح) , وهو يشبه الباقلا الغض, يخرج فترعاه الإبل كما في الصحاح وغيره. (والبرم) محركة: مشترك بين اللئيم كما سبق, ومصدر برم كسئم وزنًا ومعنى, وهو أيضًا (ثمر السمر) وفي الصحاح: البرم ثمر العضاه, وقد يقال لا منافاة, والواحدة برمة, وبرمة كل العضاه صفراء إلا العرفط, فإنه برمته بيضاء, وبرمة السلم أطيب البرم ريحًا, قال الجوهري.

(ومن أنواع الشجر: الأرطى) بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة وألف مقصورة للإلحاق, أو أصلية: شجر نوره كنور الخلاف, وثمره كالعناب. (والألاء) كسحاب: شجر مر, وقد يقصر, ومنه قوله: يخضر ما اخضر الألا والآس (والآثل) بفتح الهمزة وسكون المثلثة: من أنواع الطرفاء, وهو في القرآن الكريم. وقال عمرو بن كلثوم: قراع السيوف بالسيوف أحلنا ... بأرضٍ براحٍ ذي أراك وذي أثل (والطرفاء) بالفتح ممدودًا: شجر, وهي أربعة أصناف, منها الأثل, الواحدة طرفاءة, وطرفة محركة قاله في القاموس. واقتصر في «نور النبراس» في «وفد غامد» على أن الواحد طرفة محركة. (والسرح) بالفتح, مهمل الحروف, شجر عظام, أو كل شجر لا شوك له, أوكل شجر طال. (والعراد) كسحاب مهمل الحروف: الغليظ من النبات. (والكنهبل) بفتح الكاف والنون وسكون الهاء وتضم الموحدة وتفتح, ولام: ضرب من الشجر العظام. قال امرؤ القيس: يكب على الأذان دوح الكنهبل

(والميس) بفتح الميم وسكون التحتية وسين مهملة, كمصدر ماس ميسًا: شجر عظام كما في القاموس وغيره (وهو) أي الميس شجر (يعمل منه الرحال) , جمع رحل بفتح الراء وسكون الحاء المهملة, للإبل كالسرج للفرس. (والبشام) بفتح الموحدة والشين المعجمة, (وهو شجر يستاك به) وفي نسخة: بعيدانه, أي جمع عود. أي تتخذ أعواده سواكًا. وأنشدني شيوخنا الأئمة: أتذكر يوم تصقل عارضيها ... بفرع بشامةٍ, سقي البشام (وكذلك الأراك) بفتح الهمزة. وبعض المتشدقين يضبطه بالكسر, وهو غلط واضح (أيضًا) , أي مما يستاك به وأنشدني شيخنا الإمام ابن المسناوي غير مرة: لا أحب السواك من أجل أني ... إن ذكرت السواك قلت سواكًا وأحب الأراك من أجل أني ... إن ذكرت الأراك قلت أراكًا ومن اللطائف ما أنشدنيه شيخنا ابن الشاذلي مرارًا: بالله إن جزت بوادي الأراك ... وقبلت أغصانه الخضر فاك فابعث إلى المملوك من بعضها ... فإنني والله مالي سواك

وقد تلاعبوا بهذا المعنى كثيرًا, واستيعابه في كتب الأدب. (البرير) بفتح الموحدة وكسر الراء وبعد التحتية الساكنة راء أخرى (ثمر الأراك) قال قيس ليلى: حمامة بطن الواديين ترنمي ... سقاك من الغر الغوادي مطيرها أبيني لنا - لا زال ريشك ناعمًا ... ولا زالت في خضراء دانٍ بريرها (فما كان منه) أي ثمر الأراك (غضًا) طريًا (فهو الكباث) بفتح الكاف والموحدة وبعد الألف مثلثة (وما كان نضيجًا فهو المرد) بفتح الميم وسكون الراء ودال مهملة وفي الصحاح أن المراد ثمر الأراك الغض. ولعل المصنف أراد رده. ويسمى شجر الأراك: الجهاد, كسحاب. (ومن الأشجاب التي يعمل منها القسي) بكسر القاف والسين المهملة وشد التحتية جمع قوس مقلوبًا على ما اشتهر: (النبع) بفتح النون وسكون الموحدة وعين مهملة, ورد في الحديث, وهو شجر يطول ويعلو في قنن الجبال, فدعا عليه النبي, صلى الله عليه وسلم, فقال: «لا أطالك الله من عود» فلم يطل بعد. قاله في النهاية. وفي المثل: «النبع يقرع بعضه بعضا». قال الميداني والزمخشري وغيرها: النبع من شجر الجبل من أكرم

العيدان, وهذا المثل يروى لزياد بنأبيه, قاله في نفسه ومعاويه, وذلك أن زيادًا كان على البصرة وكان المغيرة بن شعبة على الكوفة, فتوفي بها, فخاف زياد أن يولى مكانه عبد الله بن عامر, وكان زياد لذلك كارهًا, فكتب لمعاوية يخبره بموت المغيرة ويشير بولاية الضحاك بن قيس مكانه, ففطن له معاويةو فكتب له: قد فهمت كتابك, فليفرخ روعك أبا المغيرة, لسنا نستعمل ابن عامر على الكوفة, وقد ضممناها إليك مع البصرة, فلما ورد كتابه على زياد قال: «النبع يقرع بعضه بعضا» , فسار مثلًا في المتكافئين في الدهاء والمكر, وذهب قول معاوية: «ليفرخ روعك» مثلًا, أي يذهب فزعك, ويقال: «قد أفرخ روعك» بمعناه, قاله الميداني وغيره, وليفرخ وأفرخ بالخاء المعجمة من أفرخت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ, يضرب لمن يدعى له أن يسكن روعه. قال أبو الهيثم: كلهم قال روعه بفتح الراء, والصواب ضم الراء, لأن الروع المصدر, والروع القلب. وقد سارت الأمثال بالنبع في أمور, منها: أنه لا يثمر حتى قال أبو عبادة: وعيرتني سجال العدم جاهلةً ... والنبع عريان ما في غصنه ثمر فقال الآخر يرد عليه: وقال الوليد: النبع ليس بمثمرٍ ... وأخطأ, سرب الوحش من ثمر النبع أي أن سهامه وقسيه يصطاد بها سرب الوحش كاملًا فهوثمره. وقد

سمعته المرات ذوات العدد من شيخينا الإمامين ابن المسناوي وابن عمه الشاذلي - رضي الله عنهما - وأشار لذلك الشريف الغرناطي في شرح المقصورة, وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي في قراءة المقامات: لا حاربتك الليالي, إن أسهمها ... إذا ضربن كسرن النبع بالغرب (والشوحط) بفتح الشين المعجمة والحاء المهملة بينهما واو ساكنة آخره طاء مهملة: شجر تتخذ منه القسي, أو ضرب من النبع, أو هما والشريان واحد, وإنما اختلف بحسب المنابع, فما كان في قنة الجبل وأعلاه فهو النبع, وما كان في السفح فشريان, وفي الحضيض الشوحط. قاله في القاموس, أنشدني شيخنا ابن الشاذلي: وقد جعل الوسمي ينبت بيننا ... وبين بني رومان نبعا وشوحطا (والسراء) كسماء: شجر تتخذ منه القسي, قال زهير يصف وحشًا. ثلاث كأقواس السراء ومسحل ... قد اخضر من لس الغمير جحافله قاله الجوهري. (والنشم) بفتح النون والشين المعجمة (الواحدة نشمة) بالهاء. (والتألب) بفتح الفوقية واللام بينهما همزة ساكنة آخره موحدة, همزته أصلية وتاؤه زائدة ووزنه «تفعل» كما اقتضاه الصحاح والعباب والقاموس

وغيرها. وقيل وزنه «فعلل» والتاء أصلية كما صرح به المجد في الفوقية بعد موافقتهم في الهمزة, وبسطناه في شرحه. (والتنضب) بفتح الفوقية وضم الضاد بينهما نون ساكنة آخره موحدة: شجر حجازي, شوكه كشوك العوسج, واتفقوا على زيادة تائه لفقد «فعلل» ووجود «تفعل» في الجملة ولو في الأفعال, كما أوضحته في حواشي القاموس وغيره. (والشريان) بفتح الشين المعجمة وكسرها وسكون الراء وفتح التحتية وألف ونون. (والعجرم) بكسر العين المهملة والراء, وضمها بينهما جيم ساكنة وآخره ميم, الواحدة عجرمة بالهاء. (والساسم) بفتح المهملتين بينهما ألف آخرها ميم, قال: يمسن كغصن الساسم المتايع وورد في صحيح مسلم, قال الأبي في شرحه: هو عود أسود, وقيل: هو الأبنوس, وقال ابن الأثير: خشب أسود كالأبنوس. وقيل غير ذلك مما أودعناه في «المسفر عن خبايا المزهر». وتبدل ميمه موحدة. وأنشدنا شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي لحميد بن ثور الهلالي: ترى جانبيه يعسلان كليهما ... كما اهتز عود السام المتتايع ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا, لإهو يقظان هاجع وفي رواية «فهو يقدم هاجع».

(والدوح) بفتح الدال المهملة وسكون الواو وحاء مهملة: (العظيم من الشجر) , الواحدة دوحة, بالهاء. (والمرخ) بفتح الميم وسكون الراء وبالخاء المعجمة. (والعفار) بفتح العين المهملة والفاء وبعد الألف راء (ضربان) تثنية ضرب بالفتح, وهو النوع, أي: نوعان (من الشجر, تقدح) مجهولًا (منهما النار, وهما أكثر الشجر نارًا) , يقال: إنهما كالذكر والأنثى, المرخ ذكر, والعفار أنثى. فالزند: الأعلى, والزندة السفلى, وعكس الجوهري وهم, وإن قالوا أن ما تفرد به لا يقبل, ولكن يؤيده هنا قول الشاعر: إذا المرخ لم يور تحت العفار وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - «في كل شجر نار إلا العناب». وإليه لمح الخفاجي بقوله: أيا شجر العناب نارك أوقدت ... بقلبي, وما العناب من شجر النار ومن الأمثال: «المرخ والعفار لا يلدان إلا النار» , واشتهر من الأمثال: «وفي كل شجر نار, واستمجد المرخ والعفار» قال أبو زياد: ليس في الشجر كله أورى زنادًا من المرخ, قال: وربما كان المرخ مجتمعًا ملتفًا وهبت الريح

فحك بعضه بعضًا فأورى فاحترق الوادي كله, ولم نر ذلك في سائر الشجر, قال الأعشى: زنادك خير زناد الملو ... ك خالط فيهن مرخ عفارا ولوبت تقدح في ظلمةٍ ... حصاةً ينيعٍ لأوريت نارا وقالوا: النبع لا نار فيه. ويقال: «أورى بنبع» للسديد الرأي البالغ الدهاء كما في القاموس وغيره. والله أعلم. (والإعليط) بكسر الهمزة واللام بينهما عين مهملة ساكنة وبعد التحتية طاء مهملة: (وعاء ثمر المرخ) مثله في القاموس. وفي الصحاح أنه ورق المرخ. وأنشد في صفة أذن فرس: له أذن حشرة مشرة ... كإعليط مرخٍ إذا ما صفر (وهي) أي الوعاء: (السنف أيضًا) بكسر السين المهملة وسكون النون, ونقل الجوهري عن أبي عمرو أنه ورق المرخ كالإعليط, وأنشد على أنه الوعاء: تقلقل سنف المرخ في جعبة صفر

وفي القاموس: السنف بالكسر: ورقة المرخ, أو وعاء ثمره, أو كل شجرة ت كون لها ثمرة حب في خباء طويل فالواحدة من تلك الخرائط سنفة بالكسر. (والإسحل) بكسر الهمزة والحاء المهملة بينهما سين مهملة ساكنة: (شجر يستاك به) قال امرؤ القيس: أو مساويك إسحل (والخزم) بفتح الخاء والزاي المعجمتين: (شجر يتخذ من لحائه) - بالكسر والمد - أي: قشره (الحبال) بالكسر جمع حبل بفتح المهملة وسكون الموحدة. (والعنم) بفتح العين المهملة والنون: (شجر له أغصان دقاق) - جمع دقيق - (تشبه) مجهولًا (به البنان) جمع بنانة بفتح الموحدة ونونين بينهما ألف, وهي الأصابع أو أطرافها قال النابغة: عنم على أغصانه لم يعقد وقال أبو عبيدة: هو أطراف الخروب الشامي, وقال: فلم أسمع بمرضعةٍ أمالت ... لهاة الطفل بالعنم المسوك وأبعد من قال إنه دود.

(والأفنان: الأغصان) وزنًا ومعنى, (احدها فنن) محركة, وواحد الأغصان غصن بالضم وبضمتين فاختلفا وزنًا وإن اتحدا معنى بخلاف جمعهما. (الخوط) بضم الخاء المعجمة وآخره طاء مهملة: (القضيب من الشجرة) قال: بدت قمرًا ومالت خوط بانٍ (وجمعه خيطان) بالكسر. (والعبل) بفتح العين المهملة والموحدة: (الورق) , لإهو مثله وزنًا ومعنى وإطلاقًا. وقال المجد كالجوهري: العبل محركة: كل ورق مفتول غير منبسط كورق الطرفاء وثمر الأرطى أو هدبه إذا غلظ وصلح أن يدبغ به أو الورق الدقيق أو الساقط منه والطالع, ضد. (والهدب) بفتح الهاء والدال المهملة وموحدة: (ورق الأرطى والأثل ونحوهما) من كل ما لا عرض لورقه, (وكذلك كل ورق مفتول) غير عريض كورق الطرفاء (فهو هدب) محركة. (والآء) بهمزتين بينهما ألف: (ثمر السرح, الواحدة آءة) بالهاء, قال زهير يصف ظليمًا: أصك مصلم الأذنين أجبى ... له بالسي تنوم وآء (والتنوم) بفتح الفوقية وشد النون المضمومة وبعد الواو الساكنة ميم: (شجر له ثمر أسود, وجاء في الحديث» ما معناه (أن الشمس كسفت) كضرب

كسوفًا, أي: احتجبت أو تغيرت إلى السواد, وتحقيق القول فيه, والفرق بينه وبين خسف أودعناه شرح القاموس وشرح نظم الفصيح وشروح الشواهد (فآضت) بالمعجمة, أي صارت (كأنها تنومة) والحديث خرجه أبو داود وغيره عن سمرة بن جندب, قال: «بينما أنا وعلام من الأمصار نرمي غرضين لنا حتى إذا كانت الشمس قدر رمحين أو ثلاثة في عين الناظرين الأفق اسودت حتى آضت كأنها تنومة» الحديث, قال الخطابي: التنوم: نبت لونه إلى السواد, ويقال: بل هو شجر له ثمر كميت اللون, وتقدم قول زهير: له بالسي تنوم وآء (والدوم) بفتح الدال المهملة وسكون الواو وميم: (شجر المقل) بالضم, (والمقل: حمل الدوم) , أي ثمره وفي القاموس: الدوم شجر المقل والنبق, وضخام الشجر ما كان, وفسر المقل بأنه الكندر وصمغ شجرةٍ قال: ومنه هندي وعربي. ثم قال: المقل المكي: ثمر الدوم فقيد بالمكي؛ وجرى الجوهري على ما للمصنف. (ويقال للمقل الخشل) بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين ويحرك, (وهو) أي الخشل (من المقل كالحشف) بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة. وهو الرديء (من التمر) بفتح الفوقية وسكون الميم, ثمر النخل. قال المجد: الخشل: المقل أو يابسه أو رطبه أو نواه, ويحرك. وقال الجوهري: الخشل: المقل اليابس, ويقال: نوى المقل وكذلك الخشل بالتحريك. قال الكميت:

يستخرج الحشرات الخشن ريقها ... كأن أرؤسها في موجه الخشل الواحدة خشلة وخشلة. (والحتى) بفتح الحاء المهملة وكسر الفوقية وشد التحتية على فعيل: (سويق المقل) أو رديه أو يابسه, قاله المجد. وقال الجوهري: الحتي على فعيل سويق المقل, وقال: لا در دري إن أطعمت نازلهم ... قرف الحتي, وعندي البر مكنوز (ومن أنواع النبات: اليروق) بفتح الموحدة والواو بينهما راء ساكنة آخره قاف. (والخمخم) بخاءين معجمتين وميمين مكسورين. (والعشرق) بكسر العين المهملة والراء بينهما شين معجمة ساكنة آخره قاف. (والشكاعى) بضم المعجمة وفتح الكاف والعين المهملة بينهما ألف مقصورة كحبارى, قال سيبويه: وهو واحد وجمع. وقال غيره: الواحدة شكاعاه بالهاء (والعرفج) بفتح العين المهملة والفاء بينهما راء ساكنة آخره جيم. (والينمة) بفتح التحتية والنون والميم وهاء تأنيث. (والأفاني, والواحدة أفانية) كثمانية, قاله المجد والجوهري في المعتل. (والإفان) بالكسر ككتاب ضبطناه في أصول هذا الكتاب عن شيخنا رواية: (نبت أيضًا) , (والحماض) بضم الحاء المهملة وشد الميم آخره ضاد معجمة, (وهو يبيس الأفاني) , كذا في أصول

هذا الكتاب, وكان شيوخنا يقرونه كذلك. والتحقيق أن الحماض كرمان نبت آخر غير يبيس الأفاني, بل هو عشب له ورق كالهندبا وحامض طيب, ومنه مر, وكلاهما نافع للعطش وغيره كما في كتاب النبات وغيره. وأما يبيس الأفاني فهو الحماط بالحاء والطاء المشالة المهملتين وتحفيف الميم كسحاب قال الجوهري: الحماط: يبيس الأفاني تألفه الحيات, يقال: هو شيطان حماطٍ, كما يقال: ذئب غضى. وقال المجد: إنه شجر شبيه بالتين. وهو المراد, فالصواب ضبط الأصل عليه كما هو ظاهر, والله أعلم. (والنصي) بفتح النون وكسر الصاد المهملة وشد التحتية. (والصليان) بكسر المهملة واللام المشددة وفتح التحتية وبعد الألف نون, قال الجوهري: وزنه «فعليان» وذكره المجد في اللام والمعتل إشارة إلى قولين. (والحلي) بفتح المهملة وكسر اللام كغني: (وهو يبيس النصى) مثله في الصحاح. وفي القاموس أنه ما ابيض من يبيس النصي, وقد يقال: لا منافاة. (والثغام) بفتح المثلثة والغين المعجمة (نبت أبيض يشبه به الشيب) , وسبق قوله: أعلاقةً أم الوليد بعدما ... أفنان رأسك كالثغام المخلس وهو في حديث أبي قحافة يوم الفتح. (والبهمى) بالضم مقصورًا: (نبت يشبه السنبل) بالضم, واحد سنابل الزرع. (والبارض) بفتح الموحدة وبعد الألف راء مكسورة فضاد معجمة: (أول) ما تخرج الأرض من (نبات البهمى). (والسفا) بفتح السين المهملة

والفاء مقصورًا (شوكها) أي البهمى, ويطلق على كل رقيق من ذوات الشوك. (والعرب) بكسر العين المهملة وسكون الراء آخره موحدة. ومن ضبطه بالتحريك فقد وهم. (والصفار) ضبطناه عن الشيوخ بضم الصاد المهملة كغراب, وهو الذي في القاموس وضبطه الجوهري بالفتح: (يبيسها) أي البهمى كما في الدواوين. وفي نسخة: يبيسهما بالتثنية أي البارض والسفا, وهو مخالف لما في الأمهات, فما إخالها إلا تحريفًا, والله أعلم. (والسعدان) بفتح السين والدال المهملتين بينهما عين مهملة ساكنة وبعد الألف نون: (نبت كثير الحسك) بفتح الحاء والسين المهملتين: شوك صلب حديد, قاله الهروي ونقله عياض. وكأنه معروف عندهم, ولذلك قال في الصحاح: الحسك: حسك السعدان, والواحدة حسكة بالهاء. وأطال المجد في وصفه ومنافعه بما أبهمه وأخرجه عن القصد. (وهو) أي السعدان (من أجود ما ترعاه الإبل) (ويقال في بعض الأمثال) العربية: (مرعى ولا كالسعدان) , قال بعض الرواة: السعدان أخثر العشب لبنًا, وإذا خثر لبن الراعية كان أفضل ما يكون وأطيب وأدسم منابت السعدان السهول, وهو من أنجع المراعي في المالو ولا تحسن على نبت حسنها عليه, قال النابغة: الواهب المائة الأبكار زينها ... سعدان «توضح» في أوبارها اللبد

يضرب مثلًا للشيء يفضل على أقرانه وأشكاله, وقالوا: أول من قال ذلك الخنساء بنت عمر بن الشريد, وذلك أنها أقبلت في الموسم فوجدت الناس مجتمعين على هند بنت عتبة بن ربيعة ففرجت عنها وهي تنشدهم مراثي في أهل بيتها, فلما دنت منها قالت: على من تبكين؟ قالت: أبكي سادة مضر. قالت: فأنشديني بعض ما قلت. فقالت هند: أبكي عمود الأبطحين كليهما ... ومانعها من كل باغٍ يريدها أبي عتبة الفياض ويحك فاعلمي ... وشيبة والحامي الذمار وليدها الأبيات. قالت: خنساء: «مرعى ولا كالسعدان» فذهبت مثلًا, ثم أنشدت تقول: أبكي أبي عمرًا بعينٍ غزيرةٍ ... قليل إذا تغفى العيون رقودها وصخرًا, ومن ذا مثل صخر إذا بدا ... بساحته الأبطال قبا يقودها حتى فرغت من ذلك. وهي أول من قالت: «مرعى ولا كالسعدان». ومرعى خبر مبتدأ محذوف, أي هذا مرعى, أو هو مرعى, كأنهم قالوا: هذا مرعى جيد, وليس في الجود مثل السعدان, وقال أبو عبيد: حكى المفضل

أن المثل لامرأة من طبيء, كان تزوجها امرؤ القيس بن حجر الكندي, وكان مفركًا, فقال لها: أين أنا منزوجك الأول؟ فقالت: مرعى ولا كالسعدان, أي أنك وإن كنت رضا فلست كفلان, وقد بسط ذلك الميداني في مجمع الأمثال, والزمخشري في مستقصى الأمثال, وأشرنا له في شرح القاموس وغيره, والله أعلم. (ومن أنواع الحمض) بالفتح كما سبق: (الرمث) بكسر الراء وسكون الميم ومثلثة: من مراعي الإبل من الحمض كما في القاموس. (والرغل) بضم الراء وسكون الغين المعجمة. ضرب من الحمض كما قاله الجوهري. (والعلام) ضبطناه عن جماعة بضم العين المهملة وتخفيف اللام, ولم نعثر عليه, والصواب أنه بضم القاف وشد اللام كزنار لكنه نوع من الحمض, وأما العلام فهو الحناء كما يأتي, فلا مرية في أنه تحريف من القلام بالقاف, لأنه الذي في الدواوين مفسرًا بالحمض. والله أعلم. (والهرم) بفتح الهاء وسكون الراء: ضرب من الحمض كما في الصحاح وغيره. (والنجيل) بفتح النون وكسر الجيم: ما تكسر من ورق الهرم, وهو ضرب من الحمض قاله الجوهري. (والخذراف) بكسر الخاء, وفتحها وهم وإن جزم به بعض, وسكون الذال المعجمتين وفتح الراء وبعد الألف فاء: ضرب منالحمض كما قاله الجوهري. وقال المجد: الخذراف بالكسر: نبات ربعي إذا أحس بالصيف يبس, أو ضرب من الحمض. (ومن أنواع النبات المر) بالجر - صفة نبات: (الصاب) بالرفع مبتدأ خبره الظرف قبله, (والسلع) بفتح السين المهملة واللام آخره عين مهملة,

(وهما) أي الصاب والسلع (ضربان من الشجر مران) , تثنية مر بالضم. وهو خلاف الحلو, (وكذلك الغار) بالغين المعجمة وسبق أنه من الطيب الرائحة. (والدفلى) بكسر الدال المهملة كذكرى في الأفصح, ويقال دفل بالكسر بغير ألف قصر, وبه صدر المجد: (شجر مر) زهره كالورد الأحمر وله منافع كثيرة أوردها «ابن البيطار وغيره. وذكر المجد بعضها. (والمقر) بفتح الميم وكسر القاف: (الصبر) بفتح المهملة وكسر الموحدة ولا تسكن إلا ضرورة: (نفسه) أكده للرد على من يزعم المغايرة بينهما, ويقول أنه شبيه به لا هو نفسه. (والشري) بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وتحتية: (الحنظل) بفتح الحاء المهملة والظاء المعجمة بينهما نون ساكنة آخره لام, (الواحدة شربة) بالهاء. (والهبيد) بفتح الهاء وكسر الموحدة وسكون التحتية ودال مهملة: (حب الحنظل). (والجراء) بكسر الجيم (صغار الحنظل) , (واحدها) أي الجراء (جروا) مثلثًا. (وكذلك صغار (القثاء) بكسر القاف وتضم وشد المثلثة ممدودًا للإلحاق أو التأنيث, وحكمه مبسوط في شرحنا للقاموس (أيضًا) بل قيل: يطلق على صغار كل نبت أرضي كاليقطين ونحوه كما يطلق على صغار الكلاب ونحوها. (فإذا اشتد) أي صلب: (الحنظل فهو الحدج) , بفتح الحاء والدال والمهملتين آخره جيم. (فإذا صارت فيه خطوط) خضر (فهو الخطبان) بضم الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة وفتح الموحدة وبعد الألف نون, وقد أخطب: إذا صار كذلك. (فإذا اصفر) كله ولم تبق فيه خطوط (فهو الصراء) بفتح الصاد المهملة ممدودًا كسماء كما في الصحاح والقاموس وغيرهما, وجزم بعض بكسر الصاد وما إخاله إلا تخليطًا, والله أعلم.

هذا فضل له تعلق بالنبات

هذا فضل له تعلق بالنبات (الزهر) محركة وبفتح: (النور) بالفتح (الأصفر) , الأولى إطلاقه في النور على أي لون كان, وخصه بعضهم بالأبيض ورده أبو حنفية في كتاب النبات, وارتضى كلامه السهيلي في الروض, ونقلت ذلك في شرح القاموس, وأشرت إليه في حواشي الشمائل. (والبراعيم: كمايم) وفي نسخة كمام بالكسر, وكلاهما بمعنى, والمراد أقماع (الزهر: واحدها برعوم) بضم الموحدة والعين المهملة بينهما راء ساكنة وبعد الواو ميم. (والخلفة) بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام: (ورق يخرج بعد الورق الأول في الصيف) يصير خلفًا منه. (والربل) بفتح الراء وسكون الموحدة: (ضروب) الأولى ضرب (من الشجر, إذا أدبر الصيف) , أي ولى وانصرف (وبرد الليل) كنصر - أي صار باردًا (تفطرت بورقٍ أخضر من غير مطر) , بل بالبرد فقط. (والنشر) بفتح النون وسكون الشين المعجمة: مشترك, من معانيه (ما يبس) بفتح التحتية وكسر الموحدة, أي: جف (من الكلأ, ثم أصابه

المطر في قبل الصيف) بضمتين: أي أوله. وفي نسخة: إقبال, مصدر أقبل إذا أشرف, والأولى أولى, (فاخضر) بعد يبسه, (وهو مذموم, إذا رعته الإبل سهمت) كعني (أي أصابها السهام بضم السين المهملة, (وهو داء تموت منه) الإبل. (والجزء) بالفتح (الرطب) بالضم من الكلأ, (سمي جزءًا لأن الإبل تجزًا به) مضارع جزئ كفرح ومنع (أي تكتفي به) , أي بالرطب (عن الماء). فإطلاقه عليه مجاز. ولذلك لم يتعرضوا له بهذا المعنى, وإنما قالوا: جزأت الإبل بالرطب من المرعى عن الماء: قنعت به واكتفت, وأجزأتها أنا وجزأتها. (ويقال: ألوى النبت رباعيًا إلواء, إذا تهيأ للجفوف) ولم يجف بالفعل. (فإذا جف) بالفعل (قيل ذوى) بفتح الذال المعجمة والواو كرمى, (يذوي ذويًا) بضم الذال المعجمة على فعول, عليه اقتصر المجد والجوهري وغيرهما. وذويًا بالفتح كالرمي من رمى, ذكره الفيومي في المصباح, وضبطه بعض بفتح الذال وكسر الواو, ولا وجود لها فيما رأيناه والله أعلم. وكون الفعل مفتوحًا كما أورده المصنف هو الفصيح المشهور, وفيه لغة مرجوجة. ذوي كرضي حكاها يونس ونقلها شراح الفصيح. (وذأى يذأى) مهموز العين كسعى, وعليه اقتصر المجد والجوهري. وفي أفعال ابن القطاع أنه يقال ذوي بالكسر كفرح أيضًا, ومعناه ذبل. وقد وسعت الكلام فيها في شرح نظم الفصيح. (وقد تصوح النبت) وصوح أيضًا

بفتح الصاد وشد الواو وحاء مهملة (إذا تشقق من اليبس) بالضم أي الجفا. (والهشيم) بفتح الهاء وكسر الشين المعجمة, وهو في القرآن. و (الحطام) كغراب (المكسر) اسم مفعول (من اليبس). (والدرين) بفتح الدال المهملة وكسر الراء كأمير: (ما قدم) بفتح القاف وضم الدال المهملة ككرم أي كان قديمًا (من حطام الشجر وأحرار البقول) بالجر عطف على حطام. وأحرار البقول: كل بقل يؤكل بغير طبخ كما قال الجوهري وغيره, وإن أهمله في القاموس تقصيرًا. (والعروة) بالضم كعروة الحبل: (كل شجرةٍ لا يسقط ورقها في الشتاء, والجمع عرى) مقصورًا على القياس. قال الكميت: ما أنت من شجر العرى ... عند الأمور ولا العراعر وأنشدنا شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي لمهلهل: خلع الملوك وسار تحت لوائه ... شجر العرى وعراعر الأقوام

هذا باب في أشجار الحاضرة ونباتها

هذا باب في أشجار الحاضرة ونباتها (الحبلة) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة: (الكرمة) بالفتح, العنب أو شجره, (وهي الزرجون) كقربوس (أيضًا). والزرجون: قضبان الكرم, وقيل: هو من أسماء الخمر, وقد عدوه من المشترك بين الكرم أو قضبانه وبين الخمر. وكلام العرب يشهد لهما, والله أعلم. (والجفن) بالفتح مشترك بين جفن العين وجفن السيف, وهو أيضًا (أصل الكرمة) أو قضبانها أو ضرب من العنب كما في القاموس وغيره. (والفرسك) بالكسر (الخوخ) بالفتح معجم الخاءين بينهما واو, الواحدة خوخة. (والبلس) بفتح الموحدة واللام سين مهملة: (التين) بالكسر أو شيء يشبهه, وأكثر ما يكون باليمن. (والضرف) بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء ككتف: (شجر التين) , أو من شجر الجبال. (والبلسن) بضم الموحدة والسين

المهملة بينهما لام ساكنة آخره نون, وفي نسخة البلس بحذف النون بضمتين وكلاهما صحيح, لأن كلا منهما يطلق ويراد به (العدس) محركة الحروف: حب معروف. (والخلر) بضم الخاء المعجمة وشد اللام المفتوحة وراء: (الجلبان) بالضم, وقد يضم اللام وتشد الموحدة: من القطاني. قال أبو حنيفة: لم أسمعه من العرب إلا بالتشديد. وما أكثر من يخففه, ولعل التخفيف لغة. ونقله المقدسي في حواشي القاموس. وقيل: إن الخلر هو الفول, وقيل: نبات آخر, وقيل هو الماش. (والباقلاء) بكسر القاف وشد اللام: (الفول) بالضم حب معروف, وبعضهم يخصه باليابس. (والباقلاء) مخففًا, (إذا خففت اللام مددت) آخره (وإذا شددتها) , أي اللام (قصرت) الآخر, وجوز بعضهم القصر مع التخفيف. (والتقدة) بكسر الفوقية وتفتح وسكون القاف وفتح الدال المهملة آخره هاء تأنيث: (الكزبرة) بالضم, والكروياء أيضًا, قاله في القاموس. (والفحا) بفتح الفاء وكسرها وفتح الحاء المهملة مقصورًا (البزر) بالكسر, وهو كل حب يبذر للنبات والتوابل التي يطيب بها الغذاء, ويصلح (اليابس) , قيد به جماعة, وأطلق آخرون, فقالوا: الفحا, البزر, (والأفحاء: الأبزار) وزنًا

ومعنى, وإن كان في المصباح جعل الإبزار مفردًا, وحكى فيه الفتح والكسر, وصوب الكسر وجعل الفتح شاذًا لأنه مشهور في الجموع, وقد بسطناه في شرح القاموس وغيره. (يقال: فح) بفتح الفاء وكسر الحاء المهملة المشددة - أي طيب - (قدرك) بالإفحاء وقد فحى القدر تفحية: إذا كثر أبازيرها, وفي نسخة الفحا: الأبزار, وجمعه أفحاء, وهي صحيحة في الجملة, والأولى أبسط وأدل على المراد. والله أعلم.

[باب في النخل]

[باب في النخل] هذا (باب في) خصوص (النخل) بفتح النون وسكون الخاء المعجمة, هو من أنواع الشجر, وبه فسر: { ... كلمة طيبة كشرجة طيبة} وأفرده المصنف اهتمامًا به وتوسعة في أسمائه وتفاصيله, والنخل يذكر ويؤنث كما ورد بهما القرآن العظيم. (الصور) بفتح الصاد المهملة وسكون الواو وراء: (جماعة النخيل) بالتحتية بعد المعجمة, جمع نخل كعبد وعبيد, وبه جزم في التوشيح: وقال غيره: إنه اسم جمع كالنخل. (والحائش) بفتح الحاء المهملة وبعد الألف همزة مكسورة فشين معجمة: (مثله) , أي الصور, فهو النخل المجتمع لا واحد له من لفظه كما في غير ديوان. (والأشاء) بفتح الهمزة والشين المعجمة ممدودًا: (النخل الصغار,

الواحدة أشاءة) بالهاء. (والجعل) بفتح الجيم وسكون العين المهملة (النخل القصار) جمع قصيرة, (الواحدة جعلة) بالهاء. (والعيدانة) بفتح العين والدال المهملتين بينهما تحتية ساكنة, اختلف فيه قول صاحب العين, فتارة قال: هو «فيعهالة» من عدن بالمكان, وذكره في المعتل على أنه «فعلانة» , وهي (النخلة الطويلة) (وكذلك الرقلة) بفتح الراء وسكون القاف. (والجبارة) بفتح الجيم والموحدة المشددة وبعد الألف راء فهاء تأنيث. (والباسقة) من بسق بالموحدة والمهملة والقاف إذا طال, وهو في القرآن. (ويقال للنخلة حين تفصل من أمها: جثيثة) بفتح الجيم وكسر المثلثة وبعد التحتية مثلثة أخرى فهاء تأنيث (وبتيلة) بفتح الموحدة وكسر الفوقية, لانقطاعها عن أمها. (وودية) بفتح الواو وكسر الدال المهملة وشد التحتية كغنية (والجمع ودي) بإسقاط الهاء وكذلك اللذان قبلها, فالكل اسم جنس جمعي. (فإذا انتشرت) الودية (فهي فسيلة) بفتح الفاء وكسر السين المهملةوبعد التحتية لام فهاء تأنيث. (ثم هي أشاءة, ثم جعله) سبقتا, (ثم ملم) اسم فاعل من ألم لأنها قاربت الإرطاب كما في القاموس, (ثم طريق) كالطريق بمعنى السبيل فهو مشترك بينهما: وظاهر المصنف أنه مفرد, وصرح المجد كالجوهري بأنه جمع والواحدة طريقة, قال أبو عمرو: الطريقة: أطول النخل بلغة اليمامة, حكاها عنه يعقوب. والجمع طريق, قال الأعشى: طريق وجبار رواء أصوله ... عليه أبابيل من الطير تنعب وقوله: أطول النخل ينافي قول المصنف (إذا نالت اليد أعلاها) , ولعله لا يريد لغة عمان, (فإذا ارتفعت عن الأيدي) وعلت (فهي جبارة). قال

في الأساس: من المجاز: نخلة جبارة: طويلة تفوت اليد, وهي دون السحوق, وناقة جبار: عظيمة, بدون هاء, وقد فسر قوله تعالى: {قومًا جبارين}. بعظام الأجرام. وقلب جبار: لا يقبل الموعظة, وطلع الجبار: أي الجوزاء لأنها في صورة ملك متوج على كرسي, (ثم هي عيدانة, ثم رقلة) , سبقتا, (ثم سحوق) بفتح السين وضم الحاء المهملتين وبعد الواو قاف. (والعذق بفتح العين) المهملة وسكون الذال: (النخلة نفسها) , والعذق بالكسر: (الكباسة) بالكسر, (وهي) أي الكباسة (القنو) بالكسر أفصح من الضم (أيضًا, وجمعه) أي القنو (قنوان) بالكسر أفصح من الضم والفتح, وكذلك اقتصر عليه في القرآن. (وعود العذق) بالكسر, وفي نسخة القنو وكلاهما بمعنى, (وهو عود الكباسة, يقال له العرجون) بالضم. (والإدهان) ككتاب من أسماء العرجون كما في القاموس وغيره. (وفي العرجون الشماريخ, واحدها شمراخ) بكسر الشين المعجمة وسكون الميم وفتح الراء وبعد الألف خاء معجمة, (وشمروخ) بالضم. (وهو) أي الشمراخ بلغتيه (الذي يكون عليه البسر) بضم الموحدة وسكون السين المهملة وهو التمر قبل إرطابه. (وهو) أي الشمراخ (العثكال) بكسر العين المهملة وسكون المثلثة فهو مثله وزنًا ومعنى, وفيه لغة عثكول بالضم وعثكولة بالهاء (أيضًا جمعه عثاكيل). (والعسيب) بفتح العين وكسر السين المهملتين, وبعد التحتية موحدة: (سف النخل) بفتح السين والعين المهملتين وفاء (وهوجريده) أي النخل.

(وجمعه) أي العسيب: (عسب) بضمتين كقضيب وقضب, لكن في المصباح: السعف. أغصان النخل ما دامت بالخوص, فإذا زال الخوص عنها قيل جريدة, ووافقه جماعة من فقهاء اللغة. وفي القاموس: السعف محركة: جريد النخل أو ورقة أو أكثر ما يقال إذا يبست, وإذا كانت رطبة فشطبة. (والكرنافة) بالكسر (أصل السعفة الغليظة. وأما العريضة التي تيبس) بالفتح على القياس والكسر شذوذًا (فتصير مثل الكتف) بفتح الكاف وكسر الفوقية, أي في هيأتها وصورتها, (فهي الكربة) بفتح الكاف والراء والموحدة, وجمعها كرب بغير هاء. وأنشدني شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي من أمثال العرب: أكذب من فاختةٍ ... تقول فوق الكرب والطلع لم يبد لها ... هذا أوان الرطب (والجمار) بضم الجيم وشد الميم كرمان: (شحم النخلة, وهو الكثر) بفتح الكاف والمثلثة وكلاهما في الحديث. (والجذب) بفتح الجيم والذال المعجمة وموحدة الجمار أو الخشن منه. (والإبار) بكسر الهمزة وفتح الموحدة وبعد الألف راء كتاب: (تلقيح النخلة). (وكذلك العفار) بفتح العين المهملة والفا: إصلاح النخل وتلقيحها,

وهو بالفاء أشهر منه بالقاف, قاله الجوهري. وفي القاموس أنه ككتاب. (وقيل العفار) كسحاب, (والعفر) محركة, وضبطه بعض بالفتح, والأول أصوب: (أن يقطع) مجهولًا أو معلومًا, وفاعله الساقي المفهوم من الكلام (عنها) أي النخلة (السقي بعد الإبار, ثم تسقى بعد شهرٍ أو نحوه) لئلا يفسد التلقيح بكثرة الماء, وهذا القيل ضعفوه. (وأول حمل النخل: الطلع) بالفتح, وهو في القرآن. (فإذا انشق فهو الضحك) بالفتح, وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب: فجاء بمزجٍ لم ير الناس مثله ... هو الضحك, إلا أنه عمل النحل قال أبو عمرو: شبه بياض العسل ببياضه. (والإغريض) بكسر الهمزة والراء بينهما غين معجمة ساكنة, وبعد التحتية ضاد معجمة. (والوليع) بفتح الواو وكسر اللام وبعد التحتية مهملة, (الواحدة وليعة) بالهاء. (والكافور) مشترك, يطلق على الطيب المعروف, ويطلق أيضًا ويراد به الطلع, أو وعاؤه كما في القاموس وغيره, واقتصر المصنف على الثاني فقال: الكافور: (وعاء الطلع, وهو) أي الوعاء (الجف) بضم الجيم وشد الفاء (أيضًا, وجمعه جفوف) بالضم. (فإذا انعقد الطلع حتى يصير بلحًا) بفتح الموحدة واللام وحاء مهملة, مثل البسر (فهو السياب) بضم السين المهملة وشد التحتية آخره موحدة كرمان, وقد يخفف ويفتح كسحاب الواحدة سيابة بالهاء في اللغتين. (فإذا اخضر واستدار فهو الجدال) بفتح الجيم والدال المهملة, والواحدة جدالة

كسحابة. (فإذا عظم واشتد) صلب وقوي (فهو البسر) بالضم. (فإذا احمر فهو الزهو) بالفتح. (فإذا بدت) أي ظهرت (فيه نقط) جمع نقطة أي لمع متفرقة (من الإرطاب فهو موكب) اسم فاعل من وكت بفتح الواو والكاف المشددة والفوقية, أي ظهر فيه الإرطاب, ويقال موكتة بالهاء كما في القاموس وغيره. (فإذا أتاه) أي جاءه (التوكيت من قبل) بكسر القاف وفتح الموحدة, أي جهة (أذنابه) بالجمع, وفي نسخة «ذنبه» بالإفراد محركة وهو آخره (فهو مذنب) اسم فاعل من ذنب البسر بفتح الذال المعجمة والنون المشددة والموحدة, إذا بدا فيه الإرطاب من جهة ذنبه, فهو مذنب, ومذنبة بالهاء أيضًا كما في الصحاح وغيره (وتذنوب) بالفتح والتاء زائدة لأنه من الذنب, ولفقد «فعلول» بالفتح على ما عرف, (الواحدة تذنوبة) بالهاء. (فإذا لان الإرطاب فهو ثعد) بفتح المثلثة وسكون العين وبالدال المهملتين, وفي نسبة اللين إلى الإرطاب نوع مسامحة, والذي في الدواوين. فإذا لان البسر فهو ثعد, وضبط الأرطاب بالفتح على أنه جمع رطب فيه بعد. (فإذا بلغ الأرطاب أنصافه) جمع نصف, أي ظهر أرطاب كل واحدة إلى نصفها (فهو مجزع) اسم فاعل من جزع البسر تجزيعًا فهو مجزع كمحدث, وربما قالوا مجزع بالفتح كمعظم, والواحدة مجزع بالهاء. (فإذا بلغ ثلثية فهو حلقان) بضم الحاء وسكون اللام وفتح القاف (ومحلقن) بزيادة النون في آخره, وربما قالوا محلق بغير نون. من حلق البسر: بلغ الأرطاب. ثلثية بالتثنية. كما للمصنف

والجوهري وغيرهما. وفي القاموس إذا بلغ ثلثه بالإفراد. والواحدة بالهاء. (فإذا جرى الإرطاب فيه) كله بالجر توكيد للضمير (فهو منسبت) بضم الميم وسكون النون وفتح السين المهملة وكسر الموحدة وفوقية يقال: رطب منسبت إذا عمه الارطاب. قال أبو عبيد: وقياس الواحدة معوة بالهاء, ولم أسمعه, لكن حكاه ابن دريد فقال: المعوة: الرطبة إذا دخلها بعض اليبس. (والصرام) بكسر الصاد وفتحها: (جذاذ) بالفتح والكسر أيضًا, وهو بجيم وذالين معجمتين ومهملتين. أي جنى (النخل) وقطفه وإن وقعت تفرقة بين المعجم والمهمل, فالأول للثمار والثاني للنخل, وقد أشرنا لردها في حواشي القاموس وغيره. (وهو الجراء) بفتح الجيم وكسرها (أيضًا). (والخرف) بفتح الخاء وسكون الراء: (اجتناء) أي اقتطاف (ثمر النخل, وإنما سمي الخريف) الذي هو الفصل (خريفًا لأن النخل يخرف فيه) مجهولًا (أي يجنى ثمرها. يقال: خزف النخل) كنصر (واخترفته) إذا جنيت ثماره, وفي نسخة صحيحة يقال: «خرف الثمر يخرفه» , أي بفتح الماضي وضم المضارع, وأخرفتك نخلةً رباعيًا: جعلتها لك خرفة بالكسر, أي تخترفها, ويمكن ضبطه بالضم, لأن الخرفة بالضم: مما يجتنى من الفواكه كما قال الجوهري وغيره. (والمربد) كمنبر وداله مهملة: (الموضع الذي يجعل فيه التمر إذا صرم) في لغة أهل المدينة. (وهو الجرين) بفتح الجيم وكسر الراء كأمير أيضًا في لغة أهل نجد. (وجمعه) أي الجرين (جرن) بضمتين.

[باب في الأطعمة]

[باب في الأطعمة] هذا (باب في الأطعمة) , جمع طعام بالفتح, وهو في العرف اسم لما يؤكل, كالشراب اسم لما يشرب, وإذا أطلق أهل الحجاز «الطعام» عنوا به البر كما في المصباح. وفي مختار الصحاح: الطعام ما يؤكل, وربما خص بالبر, وربما خص بالحنطة والذرة, أو الطعام عند أهل مكة الحنطة. وفي شرح الشفا للعلامة الخفاجي الطعام: ما يؤكل, وبه قوام البدن, ويطلق على غيره مجازًا, وبقية مباحثه في شرح القاموس. (الوليمة) بفتح الواو وكسر اللام: (طعام العرس) بضم وبضمتين, هو ما يصنع عند التزويج من الأفراح ولأطعمة وغيرها. (والإعذار) بالكسر: (طعام الختان) أي قطع العذرة, وعذره بفتح العين المهملة والذال المعجمة: ختنه. (والخرس) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وسين مهملة: (طعام الولادة) , قال: كل الطعام تشتهي ربيعه ... الخرس والإعذار والنقيعة

(والوكيرة) بفتح الواو وكسر الكاف وبعد التحتية راء فهاء تأنيث: (طعام البناء). (والنقيعة) بفتح النون وكسر القاف وبعد التحتية عين مهملة فهاء تأنيث: (طعام القدوم من السفر) قال ابن جني, قال الفراء: النقيعة: ما صنعه الرجل عند قومه من السفر, يقال: أنقعت إنقاعًا. وما اختاره المصنف هو المشهور بين علماء هذا الشأن, وهناك أقوال أخر, وولائم لم تشتهر, أبديناها في مواضع من شرح القاموس, وقد نظم أسماء الولائم جماعة, وزادوا على ما للمصنف, فمن ذلك ما رأيته بخط بعض شيوخنا لبعضهم ناظمًا أسماء الولائم: أسامي الطعام اثنان من بعد عشرةٍ ... سأسردها مقرونةً ببيان وليمة عرسٍ, ثم خرس ولادةٍ ... عقيقة مولودٍ, وكيرة بان وضيمة ذي موتٍ, نقيعة قادمٍ ... عذيرة أو إعذار يوم ختان ومأدبة الخلان لا سبب لها ... حذاق صغير يوم ختم قران وعاشرها في النظم تحفة زائرٍ ... قرى الضيف مع نزلٍ له بقران قلت: قوله المأدبة لا سبب لها, يعني أنها غير مقيدة بسبب كما يأتي في كلام المصنف, لا أنها مقيدة بنفي السبب, فهي أعم من الكل, ويأتي ضبطها وتصرفها في كلام المصنف. قال شيخنا أبو عبد الله محمد بن الشاذلي: بقي على الناظم من أسماء الولائم: السلفة, واللمجة, واللهنة, والقفي, والحتيرة, والحترة, والخبرة, وغير ذلك مما يعلم بالاستقراء. قلت: يأتي بعضها للمصنف, ونتعرض له.

وكل من هذه الأنواع إذا كانت عامة تسمى الجفلى, وإن كانت خاصة تسمى النقرى, وسيأتي في كلام المصنف, وننعمه شرحًا والله أعلم. (وكل طعام صنع لدعوة) أي دعوة كانت, وكلامه نص كلام ابن جني (فهو) أي ذلك الطعام (مأدبة) بضم الدال المهملة, وهو الأفصح, (ومأدبة) بفتح الدال تليها, وعليهما اقتصر في النهاية والقاموس والصحاح والمحكم والخلاصة والعين ومختصره والمجمل والتهذيب وغيرها, وحكى ابن جني وغيره: مأدبة بالكسر أيضًا فهي مثلثة, وأفصحية الضم صرح بها ابن الأثير وغيره. قال شيخ شيوخنا العلامة الخفاجي في شرح الشفا: المأدبة: هي الأطعمة الكثيرة النقية المعدة لإكرام الأضياف والأصحاب تعم كل دعوة. وفي كلام الزمخشري وابن جني وغيرهما من أهل الاشتقاق ما معناه: أن تركيب أدب يدل على الجمع والدعاء كما أشرنا إليه في شرح القاموس. وقالوا: ومنه على الأشهر حديث: «القرآن مأدبة الله» بدليل الحديث الآخر: «إنه الجفنة الغراء» أي: التي يجتمع الناس عليها ويدعون إليها. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: يزاحم في المآدب كل عبدٍ ... وليس لدى الحفاظ بذي زحام (وقد أدب الرجل) بفتح الهمزة والذال المهملة والموحدة (يأدب) بالكسر, كضرب, قال:

وما أصبح الضحاك إلا كخالعٍ ... عصانا فأرسلنا المنية تأدبه (أدبًا) محركة. كذا قيل, وظاهر المصباح وصريح غيره أنه بالفتح كالضرب من ضرب وهو الصواب. والله أعلم. (فهو آدب) , وأنشد عليه الجوهري لطرفة: لا ترى الآدب منا ينتقر ويقال: آدب إبدابًا كما حكاه ابن جني عن أبي عبيد, والجوهري عن أبي زيد. (والمضيرة) بفتح الميم وكسر الضاد المعجمة وبعد التحتية راء فهاء تأنيث: (طعام يتخذ) مجهولًا, أي تتخذه العرب - (باللبن الماضر وهو) أي الماضر - (الحامض) الذي يحذى اللسان قبل أن يروب كما قال الجوهري وغيره. (واللفيتة) بفتح اللام وكسر الفاء وبعد التحتية فوقية فهاء تأنيث: (مرقة) محركة (كالحيس) , طعام مركب يأتي للمصنف. (واللفيتة) أيضًا: (العصيدة) وقيدها الجوهري والمجد وغيرهما بالغليظة من العصائد لأنها تلفت - أي تلوى. (واللهيدة) بفتح اللام وكسر الهاء وبعد التحتية دال مهملة فهاء تأنيث: (العصيدة الرخوة) مثلثة: اللينة. (والسخينة) بفتح السين المهملة وكسر الخاء المعجمة وبعد التحتية نون فهاء تأنيث: (دون ذلك) - العضد - (قريب من الحساء) بفتح الحاء والسين المهملتين مقصورًا ويمد,

وإن اقتصر الجوهري على الثاني فقط: هو اسم لما يحسى, أي: يشرب مثل المرق ونحوه. يشير إلى أن السخينة عصيدة جارية تشرب وتحسى, ولذلك قال المجد: السخينة كسفينة: طعام رقيق يتخذ من دقيق وقال الجوهري: السخينة: طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء, وإنما يأكلون السخينة والنفيتة من شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال. قلت: النفيتة غير اللفيتة السابقة لأنها دونها في العصد, رقيقة خفيفة كما قالوه, وكانت قريش تلقب «سخينة» لاتخاذها إياها, وكانت العرب تعيرها بذلك, لهذا قال لهم القائل فيما أنشدنيه شيخنا ابن الشاذلي: زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب وقال الآخر: يا شدة ما شددنا غير كاذبةٍ ... على سخينة لولا الله والحرم (والخزيرة) بفتح الخاء وكسر الزاي المعجمتين وبعد التحتية راء فهاء تأنيث: (لحم يقطع صغارًا, ويصب عليه ماء كثير, فإذا نضج) بفتح النون وكسر الضاد المعجمة وفتح الجيم كفرح, أي: أدرك واستوى (صب عليه الدقيق) , وقد وردت الخزيرة في حديث الصحيحين, وفسرها ابن قتية في

غريبه بما قال المصنف, قال: فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. وقال الخليل: الخزيرة مرقة تصفى من بلالة النخالة ثم تطبخ, ووافق يعقوب ابن قتيبة لكن قال: تكون من لحم بات ليلة, ولا تسمى خزيرة إلا وفيها لحم الخزيرة. والخزير: الحسا من الدسن والدقيق, قاله عياض في المشارق. (والربيكة) بفتح الراء وكسر الموحدة وبعد التحتية كاف فهاء تأنيث: (طعام يتخذ من بر) بالضم أي حنطة (وتمر) بفتح الفوقية وسكون الميم, في أحد الأقوال المنقولة في الصحاح والقاموس وغيرهما. (والحيس) بفتح الحاء وبالسين المهملتين بينهما تحتية ساكنة: (طعام يجمع) - مجهولًا - (من أخلاط: وهي التمر والأقط) بفتح الهمزة وكسر القاف وطاء مهملة في أشهر لغاته, وقد يثلث, ويحرك, وتضم قافة كرجل, وتكسر همزته كإبل, قال ابن العربي: هو لبن جامد متحجر, وقيل: لبن فيه زبدة, وقيل غير ذلك مما بسطناه في شرح القاموس وحاشية القسطلاني (والسمن). فالحيس مركب من هذه الأشياء الثلاثة إذا عجنت وخلطت, قال: وإذا تكون كريهةً أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب (والأصية) بفتح الهمزة وكسر الصاد المهملة وفتح التحتية مخففة وهاء تأنيث كفرحة (مثل الحساء) , ضبطناه هنا بالمد فقط. وإن جوز فيه المجد القصر أيضًا (يصنع بالتمر). (والرغيدة) بفتح الراء وكسر الغين المعجمة وبعد

التحتية دال مهملة فهاء تأنيث: (لبن يغلى) مجهولًا من التغلية, أو الإغلاء بالغين المعجمة, أو يسخن تسخينًا بالغًا, إلى أن يغلى (ثم يذر) مجهولًا أيضًا من ذر بالذال المعجمة والراء أي نثر (عليه الدقيق حتى يختلط, فيلعق لعقًا) بالأصابع ونحوها. (والفريقة) بفتح الفاء وكسر الراء وبعد التحتية قاف فهاء تأنيث: (طعام يتخذ للنفساء من التمر والحلبة) بضم الحاء المهملة وسكون اللام وفتح الموحدة وهاء تأنيث: حب معروف له منافع كثيرة أورد بعضها في القاموس واستوفاها في «التذكرة) وفي «ما لا يسع الطبيب جهلة» وفي حديث الطبراني: «لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها ولو بوزنها ذهبا» وإن كان في سنده نظر أوضحته في حواشي القاموس وغيره. (واللمص) بفتح اللام وسكون الميم وصاد مهملة (الفالولذج) بالجيم في أصول هذا الكتاب المصححة, والمشهور حذفها, والبالوذ بالموحدة بدل الفاء آخره ذال معجمة: معرب بالودة وهي الحلواء المعروفة. وقال يعقوب: ولا تقل فالوذج, أي بالجيم, ونقله الجوهري وغيره وأقروه على ذلك, والله أعلم. (وهو) - أي الفالوذ - (السرطراط) - مهمل الحروف بكسرتين وبفتحتين أيضًا - (أيضًا) وقيل: السرطراط: الخبيص.

(والصفيف) بفتح الصاد المهملة: (القديد) أي المقدود من اللحم. (يقال: صففت اللحم) بالفتح (أصفه) بالضم على القياس, إذا قددته وصففته في الشمس ليجف, أو على النار لينشوي. (والفئيد) بفتح الدال وكسر الهمزة وبعد التحتية دال مهملة بمعنى مفئود, وهو (الشواء) بالكسر والضم أي المشروع. (والحنيذ) بفتح الحاء المهملة وكسر النون آخره ذال معجمة بمعنى محنوذ, وهو في القرآن: (المشوي بالرضاف) بالكسر, جمعه رضفة بفتح الراء والضاد المعجمة والفاء, (وهي الحجارة المحماة) بالنار ليشوى عليها. (والأنيض) بفتح الهمزة وكسر النون وبعد التحتية ضاد معجمة: اللحم (الذي لم ينضج) بالفتح, أي لم يدرك. (والنهئ) بفتح النونوكسر الهاء آخره همزة فعيل من نهئ اللحم كسمع وكرم إذا لم ينضج, فهو (اللحم النيء) بكسر النون وسكون التحتية: لم ينضج, وأنيأ اللحم مهموزًا لم ينضجه, فهو نيء. وذكره في المعتل وهم كما أشار إليه المجد وغيره. (والخنز) بفتح الخاء المعجمة وكسر النون وزاي: (اللحم المتغير) الرائحة, (] قال: خنز اللحم) كفرح, وعليه اقتصر المجد كالجوهري, ويقال خنز بالفتح كضرب ححكاها الحافظ ابن حجر في الفتح, والفيومي في المصباح, وابن القطاع وغيرهم (يخنز) بالفتح والكسر على اللغتين. (وصل) بفتح الصاد المهملة قال الخفاجي وهو كضرب وعلم, (وأصل) رباعيًا (وخم) بفتح الخاء المعجمة والميم يخم ويخم, قاله المجد وفيه نظر أودعناه شرحه. (وأخم) رباعيًا (إذا أنتن) رباعيًا, أفصح من نتن ثلاثيًا, مثلث الفوقية كما أشرنا إليه قبل (وتغيرت ريحه) عطف تفسير.

(والوذر) بفتح الواو والذال وتسكينها أكثر, ولذلك اقتصر عليه الجوهري (قطع اللحم) جمع قطعة (يقال للقطعة) بالكسر (المستديرة من اللحم وذرة) بالفتح والتحريك (ونصحة, وبضعة) بالفتح كما اقتصر عليه في الفصيح ونظمه والصحاح وغيرهم, قال الجوهري: هذه بالفتح وأخواتها بالكسر كالقطعة والفلذة وما لا يحصى. وحكى شراح الفصيح الكسر عن الفراء وغيره, كما أوضحته في شرح نظمه, ومن الغريب أن الخفاجي حكى ضمها أيضًا كما نقلته في شرح القاموس, وما إخاله ثبتًا والله أعلم. (وفدرة) بكسر الفاء وسكون الدال المهملة (فإن كانت) القطعة (مستطيلة فهي حزة) بضم الحاء المهملة وشد الزاي وخصها بعض بالكبد (وفلذة) بكسر الفاء وسكون اللام وفتح الذال المعجمة وهاء تأنيث (ووذمة) بفتح الواو والذال المعجمة (والجمع وذام) بالكسر كثمرة وثمار: ولكن أطبقوا على أن الوذام الكرش والأمعاء ولم يجعلوها من القطع التي زعم, والله أعلم. (وقيل الأفلاذ) بالفتح جمع فلذ أو فلذة: (قطع) الكبد, (ولا يكون) ما ذكر من الأفلاذ, والفلذ المفهوم من الكلام (إلا من كبد البعير خاصة) وهو الذي اقتصر عليه المجد كأصحاب الغريب الحديثي. وقيل الفلذة عامة في اللحم كبد أو غيره, وفي غيره من كل شيء مالٍ وغيره, وبه صرح الجوهري والفيومي وغيرهما والله أعلم. (والسديف) بفتح السين وكسر الدال المهملتين وبعد التحتية فاء: (شحم السنام) بالفتح: ذورة الجمل. وقال الجوهري: السديف: السنام بإسقاط شحم, وأثبتها المجد وغيره. وأنشدنا شيخنا ابن الشاذلي. ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ... من السديف إذا لم يؤنس القزع

(والإهالة) بالكسر (الودك) محركة كالدسم وزنًا ومعنىً. (يقال لستأهل الرجل) , استفعل من الاهالة: (إذا أكل الإهالة). (والقفار) بالفتح (الخبز بغير إدام) , ككتاب, ما يؤتدم به, وفي نسخة بغير أدم بضمتين جمع آدام, وكلاهما صحيح, والأول أنسب, والثاني هو الواقع في الصحاح, والله أعلم.

[هذا فصل يتعلق بالأكل]

[هذا فصل يتعلق بالأكل] (اللمج) بفتح اللام وسكون الميم وجيم: (الأكل) , فهو مثله وزنًا ومعنى, وقيده الجوهري والمجد بأنه بأطراف الفم, (وكذلك الأرم) بفتح الهمزة وسكون الراء مصدر أرم كضرب. (العدف) بفتح العين وسكون الدال المهملتين, مصدر عدف كضرب (والقضم) بفتح القاف وسكون الضاد المعجمة: (الأكل بأطراف الأسنان). (والخضم) بالخاء المعجمة بدل القاف: (الأكل بجميع الفاء) هو المشهور, وقيل غير ذلك مما بسطه أهل الاشتقاق, وأوردته في شرح نظم الفصيح وشرح الاقتراح وحواشي القاموس وغيرها. (والوجبة) بفتح الواو والموحدة بينهما جيم ساكنة: (الأكلة) بالفتح (الواحدة). توكيد لأن الوحدة مفهومة من «فعلة» على ما عرف في الصرف (في اليوم والليلة, وفلان يأكل وجبةً واحدة: أي مرة في اليوم). (والسلفة) بالضم (واللهنة) بالضم: (الشيء) القليل (من الطعام يتعلل به الإنسان قبل

الغداء) , بفتح الغين المعجمة والدال المهملة ممدودًا: الطعام أول النهار, وهو في القرآن. وأما الغذاء بالمعجمتين والكسر فما يكون به قوام البدن من طعام أو شراب في كل وقت, وفي نسخة «قبل الطعام» , أي الكثير المشبع. (ولهنت لهم) تلهينًا, وكذلك لهنتهم يتعدى بنفسه وباللام, أي هيأت لهم اللهنة. وقد قالوا: اللهنة ما يدهيه المسافر قال الحسن بن عبد الله العسكري في كتاب «الأسماء والصفات»: اللهنة ما يهديه المسافر إذا قدم من سفر, يقال: لهنونا مما عندكم. وقال أبو زيد: الهنة ما يتعلل به الضيف قبل الطعام. وفي شرح إصلاح المنطق: اللهنة شيء يسير من الطعام يؤكل إلى أن يطبخ الطعام, يقال له السلفة واللهنة, وقد لهنت للقوم ولهنتهم, وسلفت لهم وسلفتهم, وحكى أبو عبيد لهجتهم بمعناها, ورد بأنه بالميم, والهاء تصحيف. وفي «المضاف والمنسوب» لهنة الضيف: ما يقدم إليه يتعلل به إلى أن يدرك الطعام. يقال: لهنوا ضيفكم, أي اقتصروا على اليسير إلى أن يدرك الكثير, ومن أمثال العامة في هذا المعنى: «كسيرة بملح إلى أن يدرك الشواء». (والكيص) بفتح الكاف وسكون التحتية وصاد مهملة: (أن يأكل الإنسان وحده) لبخله, (يقال: كاص فلان طعامه كيصًا. إذا انفرد بأكله, ورجل كيصى) بالكسر والقصر كضيزى (وهو الذي يأكل وحده) لشدة بخله وضيق خلقه, وقد قالوا: الكيصى البخيل جدًا والسيء الخلق كما في القاموس وغيره. وأغفل الجوهري هذه المادة. بالكلية. وقد أنكر سيبويه ورود

«فعلى) بالكسر صفة, وهذا يرد عليه كما أوضحته في شرح القاموس وغيره من كتب النحو. (والفيه) بفتح الفاء وكسر التحتية المشددة وهاء أصلية كسيد: (الكثير الأكل) النهم. (والبلعم) بالفتح: (الكثير الأكل الشديد البلع للطعام) , والميم فيه زائدة للمبالغة كزرقم ونحوه (وكذلك الجرضم) بضم الجيم والضاد المعجمة بينهما راء ساكنة آخره ميم, (والجراضم) بالضم كعلابط, ومن أشهر الشواهد: إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد ... لها أبدًا ما دام فيها الجراضم (وهو الأكول) كصبور, البالغ الأكل. (والقتين) بفتح القاف وكسر الفوقية: (القليل الأكل) , وقد قتن ككرم. وامرأة قتين بغير هاء كما في الصحاح وغيره. قليلة الأكل, الذكر والأنثى فيه سواء. (والأرشم) بفتح الهمزة والشين المعجمة بينهما راء ساكنة (الذي يتشمم الطعام ويحرص عليه) لنهمته, وقد رشم كفرح. (والوارش: الداخل على طعام القوم) وهم يأكلون كما في الدواوين (ولم يدع إليه). وقد ورش بفتح الواو والراء والشين المعجمة كوعد فهو وارش ووروش. (وهو) الداخل لغير دعوة (الطفيلي) نسبة إلى طفيل كزبير, قال ابن قتيبة في المعارف: وطفيل الذي ينسب إليه الطفيليون هو من أهل الكوفة من ولد عبد الله بن غطفان بن سعد, وكان يقال له طفيل العرائس لدخوله الأعراس وتتبعه لها. وقال المرتضى, في المجلس الحادي والثلاثين من

درره: قول العامة طفيلي مولد لا يوجد في العتيق من كلام العرب, وأصله رجل بالكوفة يقال له طفيل كزبير, يدعى طفيل الأعراس أو العرائس, كان يأتي الولائم بلا دعوة, فقيل للوارش طفيلي, تشبيه بطفيل المذكور. وقالوا في الأمثال: «أطمع من طفيل» , و «أوغل من طفيل». قال الميداني: زعم أبو عبيدة أن بعلًا من أهل الكوفة. يقال له طفيل بن زلال من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم من غير أن يدعي إليها, وكان يقال له طفيل الأعراس, وطفيل العرائس, وكان أول رجل لابس هذا العمل في الأمصار, فصار مثلًا ينسب إليه كل من يقتدى به فيقال: طفيلي, فأما العرب بالبادية فإنها كانت تقول لمن يذهب إلى طعام لم يدع إليه: وارش وتقول لمن فعل ذلك على الشراب: واغل. وزعم الأصمعي أن الطفيلي مشتق من الطفل, وهو إقبال الليل على النهار بظلمته, وقال أبو عمرو: الطفل: الظلمة بعينها. ولا يخفى ما في دعوى اشتقاقه من ذلك من البعد, والله أعلم. (وإن كان ذلك) الدخول بغير دعوة (في شراب فهو الواغل) وقد وغل بفتح الواو والغين المعجمة كوعد. (والضيفن) بزيادة نون على الضيف (الذي يأتي مع الضيف ولم يدع. (ويقال: دعى فلان الجفلى) بفتح الجيم والفاء مقصورًا, (والأجفلى) بزيادة الهمزة في أوله: (إذا عم بالدعوة) قاطبة. (ولم يخص أحدًا) دون أحد. (والنقرى) بفتح النون والقاف والراء مقصورًا: (أن يخص) [الداعي] (قومًا بالدعوة بأعيانهم) [دون غيرهم] (يقال: انتقر في دعوته ينتقر انتقارًا) إذا دعا النقرى, قال طرفة بن العبد:

نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب منا ينتقر وفي نسخة مصححة: (ونقرت باسمه) كنصر: (سميته من بينهم, وقد انتقر في دعوته ينتقر انتقارًا: إذا دعى النقرى وهو أن يخص في دعوته إلى الطعام). وقد أنشدني شيخنا العلامة أبو عبد الله محمد بن الشاذلي, للفقيه الكاتب البليغ أبي القاسم خلف بن عبد العزيز القتبوري من قصيدة مدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زار قبره الشريف وأنشدها هنالك: دعا الدعاة إلى دين الهدى النقرى ... وجاء بعد فكان الداعي الجفلا قال العلامة الشريف الغرناطي في شرح المقصورة بعد إنشاده, يريد أن دعوة الأنبياء كانت خاصة, ودعوته - عليه الصلاة والسلام - عامة كما جاء في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وكان النبي يبعث إلى قومه, وبعثت للناس كافة» ومصداقه في غير آية من القرآن, والله أعلم.

[باب في الأشربة]

[باب في الأشربة] هذا (باب في الأشربة) جمع شراب بالفتح, وهو ما يشرب من المائعات, قاله في المصباح كغيره. وترجم الفقهاء والمحدثون وغيرهم بكتاب الأشربة, وهو مقيس, لأن أفعلة جمع مطرد لاسم رباعي بمد كما في دواوين العربية والصرف, فلا اعتداد بقوله في القاموس: إن الشراب والعذاب لا يجمعان كالنهار, على أنه اضطرب كلامه في ذلك, والله أعلم. (الماء الفرات) , وقد فرت بفتح الفاء وضم الراء وفتح الفوقية ككرم, (وهو العذب) بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة وموحدة, أي الحلو السائغ المشرب, وقد عذب ككرم عذوبة. وقال المجد: الفرات الماء العذب جدًا, قال في الكشاف: لأنه يرفت العطس أي يسكنه. وفي التوشيح أنه يقال بالهاء أيضًا كالتابون والتابوه, والله أعلم. (والنمير) بفتح النون وكسر الميم (هو النامي) أي الظاهر النفع الناجع (في الجسد وإن كان غير عذب) والفرات والعذب كلاهما في القرآن. (والشبم) بفتح الشين المعجمة وكسر الموحدة

هو (الماء البارد) , وقد شبم كفرح. (والنقاخ) بضم النون وفتح القاف وبعد الألف خاء معجمة: (العذب) الذي ينقخ الفؤاد ببرده: وأنشد ابن ظفر في شرح المقامات: فمنهن من تسقى بعذبٍ مبردٍ ... نقاخ, فتلكم طأطأت واطمأنت ومنهن من تسقى بآخر آجن ... أجاجٍ, فلولا خشية الله فرت (وكذلك الزلال) بالضم: سريع المر في الحلق, بارد عذب, صاف, سهل. وفي «حياة الحيوان» أن الزلال دود يتربى في الثلج يشرب ما في بطنه لشدة برده, ولذا يشبه الناس الماء البارد بالزلال. وهو وإن جاء به عن طريقة الجزم فبعده غير خافٍ, ولا سيما ولم يذكره أهل اللسان. وإنما الزلال عندهم من أوصاف الماء كالزليل كأمير وصبور, والله أعلم. (والسلسل) بفتح المهملتين وسكون اللام الأولى (والسلاسل) بالضم: (السهل الدخول في الحلق). (والشريب) بفتح الشين المعجمة وكسر الراء وبعد التحتية موحدة: (الذي فيه شيء من عذوبة) قليلة, (وهو) وفي نسخة صحيحة «فهو» , بالفاء, قال شيوخنا: وهي أولى, (يشرب على ما فيه) , أي مع ما فيه من الملوحة, (وليس يشرب إلا عند الضرورة) والاحتياج وهذا هو الذي صرح

به ابن قتيبة, وجزم به واختاره شراح الفصيح والزبيدي وغيرهم, وجعلهما الجوهري والمجد وغيرهما بمنزلة واحدة, فقالوا: الشروب والشريب: الماء بين العذب والملح. وفي كلام المجد نظر أوضحناه في شرح نظم الفصيح وغيره. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي لابن الخطيب: بكينا على النهر الشروب عشيةً ... فعاد أجاجًا بعدنا ذلك النهر ولعله أخذ معناه من قول مهيار: بكيت على الوادي فحرمت ماءه ... وكيف يحل الماء, أكثره دم (والأجاج) بضم الهمزة وجيمين بينهما ألف: (الماء الملح) بالكسر الذي فيه ملوحة, وهو في القرآن. (يقال: ماء أحاج, وقعاع) بضم القاف وعينين مهملتين بينهما ألف: شديد المرارة, قاله المجد. (ومأج) بفتح الميم وسكون الهمزة وجيم. قال الجوهري: المأج: الماء الأجاج, وقد مؤج الماء, أي بالضم ككرم, مؤوجة فهو مأج. قال ابن هرمة: فإنك كالقريحة عام تمهى ... شروب الماء ثم تعود مأجا (وزعاق) بضم الزاي وفتح العين المهملة وبعد الألف قاف, قال

المجد: هو الماء المر الغليظ لا يطاق شربه. وزعق ككرم, وقوله (إذا كان ملحًا) , قيد في الأربعة, وكأنه أراد به ما يشمل المر, أو أراد الذي لا يطاق شربه, فلا ينافي ما سبق, وإلا ففيه تأمل. (ولا يقال: ماء مالح) بالألف في الأفصح كما جزم به ثعلب وغيره من أرباب الفصيح, (وإنما يقال ماء ملح) بالكسر لأنه الأفصح وبه ورد القرآن. (وقد قيل): قال الأزهري وغيره من أئمة اللغة, (يقال) أ] تقول العرب: (ماء مالح) بالألف, (وهي لغة شاذة) وعبارتهم قليلة, وقد ملح الماء ككرم ومنع ونصر, والأولى لغة أهل العالية, والفاعل منها ملح وزان خشن, فهو خشن هذا هو الأصل في اسم الفاعل, وبه قرأ طلحة بن مصرف, {وهذا ملح أجاج} , لكن لما كثر استعماله خفف واقتصر في الاستعمال عليه, فقيل: ملح وزان حمل, وأهل الحجاز يقولون: أملح الماء إملاحًا رباعيًا, والفاعل مالح: من النوادر التي جاءت على غير قياس, نحو: أبقل الموضع فهو باقل, وأنشدوا: ولو تفلت في البحر, والبحر مالح ... لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا ونقل الأزهري اختلاف الناس, وقال: ملح ومالح أيضًا. وفي نسخة من التهذيب, قلت: مالح لغة لا تنكر وإن كانت قليلة. وقال في المجرد: ماء مالح وملح بمعنى, وعبارة المتقدمين فيه: ومالح قليل, ويعنون بقلته أنه

لم يجيء على فعله, فلم يهتد بعض المتأخرين إلى مغزاهم, وحملوا القلة على الثبوت والاستعمال وليس كذلك, بل هي محمولة على جريانه على فعلة, كيف [وقد] نقل أنها لغة حجازية, وصرح أهل اللغة بأن أهل الحجاز كانوا يختارون من اللغات أفصحها, ومن الألفاظ أعذبها, فيستعملونه, ولهذا نزل القرآن بلغتهم, وكان منهم أفصح العرب, وما يثبت أنه من لغتهم لا يجوز القول بعدم فصاحته, وقد قالوا في الفعل أيضًا: ملح ملوحًا كقعد, وقياس هذا: مالح, وعليه هو جارٍ على القياس, وقد بسطناه في شرح نظم الفصيحو والله أعلم. (والصدى): بفتح الصاد والدال المهملتين مقصورًا: (العطش) محركة. (يقال: رجل صديان) كعطشان وزنًا ومعنى, وقد صدى كرضى (وصادٍ) بالألف على غير قياس (وصدٍ) [كشج قياس] كالأول. (وكذلك الأوام) بالضم, أو هو أشد العطش أو حره. وقد آم يئوم كقام. (والعيم) بفتح العين المهملة وسكون التحتية مشترك بين العطش وشدة الشهوة إلى اللبن. (والنوع) بضم النون وسكون الواو وعين مهملة, جزم غير واحد بأنه العطش, وفي كلام العرب له أدلة, وزعم بعض أن النوع اتباع الجوع, وأن النائع تأكيد جائع, وبه صدر الجوهري. (واللوح) بضم اللام وآخره حاء مهملة. ومن شواهد المغني:

تركت بنا لوحًا ولو شئت جادنا ... بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح (والغليل) بفتح الغين المعجمة وكسر اللام, (والغلة) بالضم. (والجواد) بضم الجيم وفتح الواو وبعد الألف دال مهملة, أنشد عليه الجوهري للباهلي: ونصرك خاذل عني بطيء ... كأنبكم إلى خذلى جوادا بالضم, أي عطشًا, والجودة العطشة: وجيد مجهولًا: عطش, قال ذو الرمة: تظل تعاطيه إذا جيد جودةً ... رضابًا كطعم الزنجبيل المعسل (كل ذلك) المذكور من الصدى إلى هنا (من أسماء العطش). (النشح) بفتح النون وسكون الشين وحاء مهملة, مصدر نشح كمنع نشحا ونشوحًا. (والنضح) بالضاد المعجمة بدل الشين مصدر نضح كضرب, ومنع: (الشرب دون الري) بالكسر وقد يفتح, مصدر روى: بالكسر: إذا اكتفى من الماء. (والنقع) بالفتح (الري يقال: نقعني الماء) كمنع (نقعًا ونقوعًا). والذي في الأمهات: أنقعني رباعيًا: أرواني, ونقعني: نجع في, وماء نقع ناجع في البدن, (ونقعت بالماء نقوعًا, إذا رويت) بالكسر, أي اكتفيت. (والبغر) بفتح الموحدة والغين المعجمة داء وعطش. قال الأصمعي: هو عطش يأخذ الإبل فتشرب ولا تروى وتمرض عنه فتموت, قال الشاعر:

فقلت ما هو إلا الشأم تركبه ... كأنما الموت في أجناده البغر تقول منه: بغر بالكسر, قاله الجوهري: وحكى المجد بغر كمنع أيضًا, وكلامهم ظاهر في أنه من أوصاف الإبل. (والنجر) بفتح النون والجيم. (أن تكثر) أنت - من الإكثار من الشراب كسحاب, وفي نسخة (من الشرب) بالفتح والضم وهي الأولى (ولا تروى) بالفتح كترضى لأنه داء, وأصله في الإبل والغنم كما في الصحاح والقاموس وغيرهما: قال يعقوب: وقد يصيب الإنسان من شرب اللبن الحامض فلا يروى بالماء, (وقد نجر) بالكسر (ينجر) بالفتح كفرح (فهو نجران) كعطشان وزنًا ومعنى, (وهم نجارى) بالفتح. (والنغبة) بضم النون وسكون الغين المعجمة وموحدة فهاء تأنيث, وقد تفتح النون, أو الفتح للمرة والضم للاسم: (الجرعة) مثلثة - الحسوة (من الماء) , أو بالضم أو الفتح الاسم من جرع الماء كسمع ومنع: بلعه, وبالضم: ما اجترعت, قاله في القاموس. (وجمعها) - أي النغبة (نغب) بضم ففتح على القياس.

[فصل في اللبن]

[فصل في اللبن] هذا (فصل في اللبن) محركة, يكون للآدمي وغيرهز (الرسل) بكسر الراء وسكون السين المهملة ولام: (اسم اللبن) قال: والشول ما حلبت تدفق رسلها ... وتجف درتها إذا لم تحلب وأنشدنا شيخنا العلامة أبو عبد الله بن الشاذلي: إذا هي لم تمنع برسلٍ لحومها ... من السيف لاقت حده, وهو قاطع تدافع عن أحسابنا بلحومها ... وألبانها, إن الكريم يدافع (والغبر) بضم الغين المعجمة وسكون الموحدة: (بقية اللبن في الضرع, وجمعه أغبار) , وسبق قول الحارث بن حلزة: لا تكسع الشول بأغبارها البيت.

(والسيء) بفتح السين المهملة وسكون التحتية وهمزة, وعليه اقتصر الجوهري, وحكى المجد فيه الكسر أيضًا: (اللبن الذي ينزل من الضرع من غير حلب) بالفتح والتحريك, وقال المجد: السيء بالفتح ويكسر: اللبن الذي ينزل قبل الدرة يكون في أطراف الأخلاف. وقال الجوهري: السيء بالفتح: اللبن يكون في أطراف الأخلاف قبل نزول الدرة, قال زهير: كما استغاث بسيءٍ فز غيطلةٍ ... خاف العيون ولم ينظر به الحشك (والفطر) بفتح الفاء وسكون الطاء المهملة: (الحلب بأطراف الأصابع) اعتمده كثيرون. وقيل هو الحلب بالسبابة والإبهام وعليه اقتصر الجوهري وبه صدر المجد. (والضب) بفتح الضاد المعجمة وشد الموحدة كاسم الحيوان السابق (والضف) بالفاء [بدل] الموحدة في لغة: (الحلب بجميع الكف) فيستعمل فيه الأصابع الخمس. قال الفراء: هو أن يجعل إبهامه على الخلف ثم يرد أصابعه على الإبهام والخلف جميعًا. وقد ضبها بالفتح يضبها بالضم على القياس. (والصريف) بالفتح الصاد المهملة وكسر الراء وبعد التحتية فاء: (اللبن الحار يحلب) وينصرف به عن الضرع كما قاله الجوهري. (فإذا سكنت رغوته) مثلثة, وهي زبده محركه, أي ما يعلوه حين الحلب (فهو الصريح) بالحاء المهملة بدل الفاء, ومنه قولهم: نسب صريح أي خالص لا يشويه شيء. (فإذا أخذ شيئًا من التغير فهو خامط) بالخاء المعجمة والميم والطاء المشالة المهملة. وقد خمط كنصر وفرح إذا تغيرت رائحته تغيرًا كما قال

المصنف, فكانت كالنبق والتفح كما قاله المجد وغيره, ويقال أيضًا خمط: إذا كان طيب الرائحة حسنها, فهو من الأضداد كما في القاموس وغيره, والله أعلم. (فإذا حذى اللسان) بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة كرمى, أي قرصه (فهو قارص) فاعل من قرص اللبن اللسان بفتح القاف وفتح الراء والصاد المهملة كنصر فهو قارص, أي يحذى اللسان وتؤثر فيه حموضته, أو هو حامض يحلب عليه حليب كثير يذهب بالحموضة, قاله في القاموس, واقتصر في الصحاح على ما للمصنف. (فإذا خثر) بفتح الخاء المعجمة والمثلثة كنصر, وقد تكسر كفرح وتضم ككرم, خثارة وخثورة وخثورًا, أي ثخن اللبن (فهو رائب) فاعل من راب روبًا, قال الزمخشري في الأساس: سقاه الرائب والروب والمروب, وهو اللبن الذي تكبد وكثفت دوايته وأنى مخضه. وعن الأصمعي إذا أدرك قيل له رائب ثم يلزمه هذا الاسم وإن مخض, وأنشد: سقاك أبو عامرٍ رائبًا ... ومن لك بالرائب الخاثر أي سقاك مخيضًا, ونحوه العشراء في لزومه الناقة بعد مضي الأشهر العشرة. وقد راب اللبن يروب روبًا ورؤبًا, وطرح فيه الروبة ليروب وهي خميرته, وقد روبوه وأرابوه في المروب, وهو وعاؤه الذي يخمر فيه, (فإذا اشتدت) قويت (حموضة الرائب) بالضم: هي طعم الحامضو وقد حمض اللبن كفرح خاصة, وأما غيره فيقال: حمض مثلثًا, أو هو مثلث في اللبن وغيره. (فهو حازر). قال المجد: الحازر من اللبن والنبيذ: الحامض, وقد حزر بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة والراء كنصر. (فإذا تلبد) صار كاللبد, كأنه من تلبد الصوف ونحوه إذا تداخل ولزم (بعض على بعض فهو إدل) بكسر الهمزة وسكون الدال المهملة, قال الجوهري: الإدل: اللبن

الخاثر, الشديد الحموضة. (فإذا خثر) وفي نسخة فإذا ثخن بفتح المثلثة وضم الخاء المعجمة ككرم, أي غلظ وصلب, (جدًا) بالكسر منصوب على المفعولية المطلقة يراد به المبالغة, أي ثخانة بالغة, (وتكبد) بالكاف بدل اللام, أي خثر كما في القاموس فهو كعطف التفسير, (فهو هدبد) بضم الهاء وفتح الدال المعجمة وكسر الموحدة ودال أخرى, وظاهر المصنف أنه أصل, وقال الجوهري وغيره أنه مقصور من هدابد بالألف كعلابط. وأنشدني شيخنا ابن الشاذلي: إنه لا يبرئ من ذا الهدبد إلا القلايا من سنامٍ وكبد وأنشده الجوهري: «إنه لا يبئ داء الهدبد». قال: ويقال بعينه هدبد أي: عمش. (والضريب) بفتح الضاد المعجمة وكسر الراء وبعد التحتية موحدة: (اللبن الخاثر) وقال المجد: الضريب: اللبن يحلب من عدة لقاح. وفي الصحاح: ضربت الشول: لبن يحلب بعضه على بعض, عن أبي نصر, وقال بعض أهل البادية: لا يكون ضريبًا إلا من عدة إبل, فمنه ما يكون رقيقًا, ومنه ما يكون خاثرًا. قال ابن أحمر: وما كنت أخشى أن تكون منيتي ... ضريب جلاد الشول خمطًا وصافيًا (والصرب) بفتح الصاد المهملة وسكون الراء وموحدة, (والصرب)

بالتحريك لغة (الشديد الحموضة) , هو كقول الجوهري: الحامض جدًا, الواحدة صربة بالهاء مفتوحة محركة لأنها تابعة للجمع. (والرثيئة) بفتح الراء وكسر المثلثة وبعد التحتية همزة فهاء تأنيث: (لأبن حليب يصب على حامض ثم يشرب) , وقد رثأه كمنع أي صيره رثيئةً, وقيدوه بأنه يخثر بعد الحلب عليه, (وكذلك المرضة) بضم الميم لأنها اسم فاعل من أرضت الرثيئة بالضاد المعجمة: إذا خثرت كما في القاموس وغيره. (والعكيس) بفتح العين المهملة وكسر الكاف وبعد التحتية سين مهملة: (اللبن الذي يصب على المرق) , والعكيس أيضًا: اللبن الحليب تصب عليه الإهالة فيشرب, وعليه اقتصر الجوهري, وذكرها المجد معًا. (والنخيسة) بفتح النون وكسر الخاء المعجمة وبعد التحتية سين مهملة فهاء تأنيث: (لبن الضأن) ذوات الصوف, (يصب على لبن المعز) بالفتح والتحريك, ذوات الشعر, والغنم يشمل الجميع. (والوغير) بفتح الواو وكسر الغين المعجمة وبعد التحتية راء, وفي بعض النسخ «والرغيدة»: هي تحريف بلا شك لأنها سبقت في الأطعمة: (اللبن المسخن) اسم مفعول سخنه مضعف: إذا صيره سخنا بضم السين المهملة وسكون الخاء المعجمة, أي حارًا, وقيده الجوهري وغيره بأنه بالحجارة المحماة قال الصحاح: الوغيرة: اللبن يسخن بالحجارة المحماة. والوغير أيضًا. قال يصف فرسًا عرقت: ينش الماء في الربلات منها ... نشيش الرضف في اللبن الوغير (والهجير) بفتح الهاء وكسر الجيم وبعد التحتية راء: (اللبن الجيد) الظاهر الجودة, وأغفله الجوهري. وقال المجد: الهجير نصف النهار عند

الزوال, والحوض العظيم الواسع والقدح الضخم واللبن الخاثر. (والسمهج) بفتح السين المهملة والهاء بينهما ميم ساكنة آخره جيم: (الحلو الدسم) كفرح, أي فيه دسومة. وفي القاموس: لبن سمهج: خلط بالماء, أو حلو دسم, لكن في الصحاح أنه الخبيث الطعم. ويؤيده أنهم قالوا: أنه من السماجة, وهو القبح, والهاء فيه زائدة, وقالوا في سمج: لبن سمج وسميج, أي: دسم خبيث الطعم. والله أعلم. (والمحض) بفتح الميم وسكون الحاء المهملة وضاد معجمة (الذي لم يخالطه ماء) فهو الخالص. (والمذق) بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وقاف, (والمذيق) كأمير. (المخلوط بالماء) فهو فعيل بمعنى مفعول, أي ممذوق, وقد مذقه كنصر. (فإذا كثر ماؤه فهو الضيح) بفتح الضاد المعجمة وسكون التحتية وحاء مهملة. وأنشد الأصمعي: امتحضا وسقياني ضيحا ... وقد كفيت صاحبي الميحا والميج: طلب الشيء ها هنا وها هنا, قاله في الكامل, وأنشد الجوهري شطره (والضياح) كسحاب. (والسجاج) بفتح السين المهملة وجيمين بينهما ألف: (أرق من الضياح) لكثرة مائه عليه (وكذلك السمار) بفتح السين

المهملة والميم, (والخضار) بفتح الخاء والضاد المعجمتين, وفي نسخة صحيحة زيادة: «وهما أرق من الضياح» , وهو مستغنى عنه لفهمه من قوله: «وكذلك». (والثمالة) بضم المثلثة: (رغوة اللبن) مثلثة كما مر. ما يعلوه من الزبد محركة. (والحباب) بفتح الحاء المهملة وموحدتين بينهما ألف (شيء يجتمع فوق لبن الإبل خاصة, فيصير كأنه زبد وليس للبن الإبل زبد) بالضم, بل لها زبد محركة ورغوة. (والدواية) بضم المهملة وكسرها: (شيء يعلو اللبن كأنه جلدة) رقيقة. (يقال: ادويت) بشد الدال المهملة على افتعلت: (إذا أكلت الدواية).

[فصل في العسل]

[فصل في العسل] هذا باب, وفي نسخة مصححة (فصل في العسل) , ولكل وجهة. قال المجد: العسل محركة: لُعاب النحل, أو طل خفي يقع على الزهر وغيره فتلقطه النحل, وهو بخار يصعد فينضج في الجو فيستحيل فيغلظ في الليل فيقع عسلًا. وقد يقع العسل ظاهرًا فيلقطه الناس, وأفردت لمنافعه وأسمائه كتابًا, ويؤنث. قلت: تفسيره بلعاب النحل وهو الذي عليه أئمة اللغة, وما بعده من الاحتمالات آراء للحكماء لا اعتداد بها ولا تعرفها العرب الذي مبني الكلام على أوضاعهم, فلا معنى لتفسير كلامهم بما لا يعرفون من البخار والطل وغيرهما, والكتاب الذي أفرده سماه «ترقيق الأسل لتصفيق العسل» وقد تتبعته فرأيته ذكر فيه من أسمائه ثمانين اسمًا وأبدع في جمعه وترتيبه, وقوله: وقد يؤنث, ظاهر في أن التذكير أغلب عليه وليس كذلك, بل قال القزاز إنه لا يقال إلا مؤنثًا, والحق أن التأنيث أكثر فيه وأغلب عليه كما في المصباح والصحاح وغيرهما, وقد أشبعت كلامه أيضًا في حواشيه, والله أعلم. (الأري) بفتح الهمزة وسكون الراء وتحتية: (العسل) , (والمأذى)

بفتح الميم وسكون الهمزة وتسهل, وكسر الذال المعجمة وياء نسبة, (العسل الأبيض) قاله في الصحاح وأنشد: في سماعٍ يأذن الشيخ له ... وحديث مثل ماذي مشار وأنشدني غير واحد: هو العسل الماذي لينًا وشيمةً ... وليث إذا يلقى الدو غضوب (وكذلك الضرب) بفتح الضاد المعجمة والراء وموحدة: أي هو العسل الأبيض كما أفاده قوله «وكذلك» , قيده ابن مالك بكونه الأبيض الغليظ, كما في جوابه عن حديث «غير الدجال أخوفني عليكم» وهو الموافق لقول الجوهري: الضرب بالتحريك. العسل الأبيض الغليظ يذكر ويؤنث, قال الهذلي: وما ضرب بيضاء يأوى مليكها ... إلى طنف أعيا براقٍ ونازل (والضريب) كأمير (أيضًا) ثبت في بعض النسخ المصححة وهو ساقط في الأكثر وفي النظم, وأغفله الجوهري والمجد وغيرهم, لكن ذكره

المجد في «ترقيق الأسل في أسماء العسل» , وزاد فيه. وفي القاموس: الضرب بالفتح, قال: والتحريك أشهر, والله أعلم. (والدبس) بكسر الدال وبالسين المهملتين بينهما موحدة ساكنة: (عسل التمر) بفتح الفوقية, (ويسميه أهل الحجاز الصقر) بالفتح كاسم الطائر, وفي الصحاح: الصقر: الدبس عند أهل المدينة, يقال: رطب صقر للذي يصلح للدبس. (والشور) بفتح الشين المعجمة وسكون الواو وراء (اجتناء العسل) , أي: أخذه من أجبابه, (يقال: شرت العسل) ثلاثيًا كقمت, (وأشرته) رباعيًا, (واشترته) كافتعلت: (إذا أخذته من أجباحه) , جمع جبح بفتح الجيم وسكون الموحدة وحاء مهملة, وقد يثلث أوله كما في القاموس وغيره, وإن أغفله في الصحاح. (والخلايا: الأجباح, واحدتها خلية) , بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وشد التحتية وهاء تأنيث: هو بيت النحل الذي يعسل فيه. وذكروا من أسماء العسل «المزج» بكسر الميم وسكون الزاي, وفي الصحاح أنه بالفتح. قال المجد: المزج الخلط, وبالكسر: اللوز المر والعسل, وغلط الجوهري في فتحه, أو هي لغة, وقد أنشد الجوهري: فجاءوا بمرج لم ير الناس مثله ... هو الضحك, إلا أنه عسل النحل ومن أسمائه «الشوب» , لأنه مزاج الأشربة, من شابه: خلط كما في المصباح. وقد نقل أسماءه في «المزهر» , وزدت عليها في «المسفر». والله الموفق سبحانه.

[باب في الخمر]

[باب في الخمر] هذا (باب في أسماء الخمر) وسقط لفظ «باب والجار» في كثير من النسخ. والخمر: بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم: ما أسكر من عصير العنب, أو عام كالخمرة, وقد يذكر, وأن أنكر الأصمعي التذكير. والعموم فيها أصح, فهي اسم لكل مسكر خامر العقل, أي غطاه, لأنها حرمت وما بالمدينة خمر عنب, وما كان شرابهم إلا البسر والتمر كما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة التي لا تحصر, سميت لأنها تخمر العقل وتستره كما مر, أو لأنها تركت حتى أدركت واختمرت بتغيير ريحها كما قاله ابن الأنباري, أو لأنها تخامر العقل وتخالطه وتداخله, وقد خصها جماعة بالتصنيف, وأورد غالب أسمائها وما قيل فيها صاحب «الحلبة». (ومن أسماء الخمر ونعوتها) , جمع نعت أي أوصافها, عطف إشارة إلى أن المراد من الأسماء في الترجمة ما يعم الأوصاف كما هو ظاهر: (المدام) بضم الميم مفعول من أدام الشيء وعليه: إذا أدمن عليه, فالميم زائدة, قال المجد: المدام: المطر الدائم, والخمر كالمدامة, لأنه ليس شراب يستطاع إدامة شربه إلا هي. وألغز بعضهم في لفظ مدام فقال:

وما شيء حشاه فيه داءٌ ... وأوله وآخره سواء (والقهوة) بالفتح, يقال: سميت بذلك لأنها تقهى, أي تذهب بشهوة الطعام, قاله الجوهري. (والراح) لأن شاربها يرتاح للعطاء, ويقال لها رياح بزيادة تحتية بعد الراء المفتوحة كما قاله المجد وغيره, وأنشد الجوهري: كأن مكاكي الجواء غديةً ... نشاوى تساقوا بالرياح المفلفل وأنشده ابن هشام في شرح الكعبية ونسبه لامرئ القيس, ولم أقف عليه في ديوانه. ويراد بالرح أيضًا الارتياح كما قاله الجوهري وابن هشام وغيرهما, وأنشدوا: ولقيت ما لقيت معد كلها ... وفقدت راحي في الشباب وخالي أي ارتياحي واختيالي. قال ابن هشام: وذكر أبو عمرو أن الأول منقول من هذه فإنه قال: سميت الخمر راحًا لارتياح شاربها إلى الكرم, والراح أيضًا جمع راحة وهي الكف كما سبق في أول الكتاب, والله أعلم. (والرحيق) بفتح الراء وكسر الحاء المهملة وبعد التحتية قاف. الخمر, أو أطيبها, أو أفضلها, أو الخالص, أو الصافي. (والسلاف) بضم السين المهملة (والسلافة) بالهاء: ما سال من العنب قبل العصر, من سلف, أي: تقدم,

وهو أرق الخمر وأعتقها, وقد يجعل أول ما يسيل منها عند العصر, ويدل للأول قوله: من عصير الكروم جاءت سلافًا ... لم يطأها برجله العصارا أي: جاءت العصار سلافًا لم يطأها برجله, قاله ابن السيد في شرح السقط. (والخرطوم) بضم الخاء المعجمة والطاء بينهما راء ساكنة: الخمر السريعة الإسكار, أو أول ما يجري من العنب قبل أن يداس, قاله في القاموس. (والقرقف) بفتح القافين بينهما راء آخره فاء [وفيه لغة قرقوف كعصفور: الخمر يرعد عنها صاحبها, وإنكار الجوهري رده في القاموس] وفيه بحث بيناه في شرحه. (والشمول) بفتح الشين المعجمة: الخمر, أو الباردة منها, لأنها تشمل الناس, أو لأن لها عصفة كعصفة الشمال, قاله في القاموس, ويقال لها المشمولة أيضًا كما في غير ديوان, وأنشد ابن هشام: فقلت لو باكرت مشمولةً ... صفرا كلون الفرس الأشقر

(والخندريس) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة بينهما نون ساكنة وبعد الراء المكسورة تحتية ساكنة فسين مهملة, قال الجوهري: سميت بذلك لقدمها. وقال المجد: من الخدرسة, ولم تفسر, أو هي رومية معربة, وكونها «فنعليس» فأصولها «خدر» لأنها تخدر كما اختاره أبو حيان والمطرزي, أو هي من الخرس, لأنها تحبس اللسان كما قال غيره, وردوه لأن الدال لا تزاد, أو المختار أنه «فعلليل» كما قاله سيبويه مقتصرًا عليه كما بسطناه في شرح القاموس وغيره. (والعقار) بضم العين المهملة لمعاقرتها أي ملازمتها الدن, أو لعقرها لشاربها عن المشي قاله في القاموس. (والإسفنط) بالسين والطاء المهملتين. قال المجد: الإسفنط بالكسر وفتح الفاء المطيب من عصير العنب, أو ضرب من الأشربة, أو على الخمر. سميت لأن الدنان تفطتها, أي تشربت أكثرها, أو من السفيط للطيب النفس. قال الجوهري: والإسنفط: ضرب من الأشربة فارسي معرب وقال الأصمعي: هي بالرومية, قال الأعشى: وكأن الخمر العنيق من الإسفنط ممزوجةً بماءٍ زلال (الصهباء) سميت بذلك للونها كما في الصحاح. وقال المجد: إنه

اسم لها كالعلم. (والمشعشعة) بشينين معجمتين وعينين مهملتين: من أوصاف الخمر, (وهي الممزوجة) أي المخلوطة بالماء, وشعشعت الشراب: مزجته, قال عمرو بن كلثوم: مشعشعةً كأن الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا (وكذلك المعرقة) كمكرمة ومعظمة, يقال: أعرق الشراب إعراقًا, وعرقه تعريقًا: إذا جعل فيه عرقًا من الماء بالكسر وهو القليل جدًا, أي لم يبالغ في مزجه كما في الصحاح وغيره. (والمصفقة) من صفق الشراب مضاعفًا, من إنناء إلى إناء إذا حوله ممزوجًا ليصفوا كأنه أخذه من صفق إلى صفق, أي من ناحية إلى ناحية. (والعاتق: الخمر القديمة) من عتق الشيء بفتح المهملة وضم الفوقية فهو عتيق وعاتق. قال الجوهري: المعتقة: الخمر التي عتقت زمانًا. والعاتق: الخمر العتيقة, ويقال: التي لم يفض ختامها أحد, ومنه قول الشاعر: أو عاتقٍ كدم الذبيح مدام (والبتع) بكسر الموحدة وسكون الفوقية وعين مهملة: (نبيذ العسل) هو المشهور وقيل: التبع: الخمر. (والجعة) بكسر الجيم وفتح العين مخففًا كعدة, وهم يذكرونه في مادة «وجع» , لكن قال أبو عبيد: لا أدري ما نقصانه, واتفقوا على أنه (نبيذ الشعير).

(والمزر) بكسر الميم وسكون الزاي: (نبيذ الحنطة) , أي البر. (والسكركة) ضبطها ابن الأثير في النهاية بضم السين المهملة والكاف وسكون الراء, وقضية القاموس أنها كدحرجة, والصواب ما في النهاية (نبيذ الذرة) بضم الذال المعجمة وفتح الراء مخففة كثبة, وهو معتل اللام وأصله ذرو كما في القاموس وغيره. وصرح في القاموس زيادة على ما في الصحاح بأنها حبشية عربت, ويدل له قول المصنف: (وهو شراب الحبشة) , لأن الذرة أكثر حبوبهم بل لا يكاد يوجد عندهم غيره. (والطلاء) بكسر الطاء المهملة ممدودًا: (المطبوخ بالنار) حتى يذهب ثلثاه كما في الصحاح وغيره. (والمصطار) بضم الميم وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين: (الحامض من الخمر) , ولم يقيد المجد المصطار بحامض ولا غيره, بل المقيد عندهم المسطار بالسين بدل الصاد. وضبطه الجوهري بالكسر, وأغفل المجد ضبطه, بل قال: المسطار: الخمر الصارعة لشاربها, أوالحامضة, أو الحديثة. وهو مضبوط بالقلم بالضم. والمصطار بالصاد صرح فيه بالضم وفسره بالخمر بلا قيد كما مر, وأغفل الجوهري مادته بالكلية, والموجود في أصول الكفاية وأصول نظمها هو الصاد دون السين, فكلامه لا يخلو عن تأمل. والله أعلم. (والمزاء) بفتح الميم والزاي المشددة ممدودًا, وفي نسخة: المزة بهاء التأنيث, وكلاهما صحيح: (ضرب من الأشربة) أي نوع, وهو اللذيذ. وفي نسخة: المزاء: الخمر اللذيذة, وهي صحيحة أيضًا, وإن كانت الأولى هي

التي في أكثر الأصول, وعليها مشى الطبري في النظم. قال المجد: المزة: الخمر اللذيذة الطعم كالمزاء والمز, ثم قال والمزة بالضم: الخمر فيها حموضة. قلت: وهو الظاهر الذي لا غبار عليه, وإن كان شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي, رضي الله عنه, يضبط المزة في نسخة المصنف بالفتح والضم, فالأولى الاقتصار على الفتح ليوافق نسخة المزاء بالمد, وأما الضم فمعناه غير الفتح كما نبه عليه المجد وغيره والله أعلم. وفي الصحاح أن المزاء الممدودة بالضم أيضًا, وفسره بضرب من الأشربة, فهو عنده غير المزة بالفتح والمزة بالضم. فالمزة بالفتح: الخمر اللذيذة الطعم, سميت بذلك للذعها اللسان, قال الأعشى: نازعتهم قضب الريحان متكئًا ... وقهوةً مزةً راووقها خضل المزة بالضم: الخمر التي فيها طعم حموضة ولا خير فيها. والمزاء بالضم والمد: ضرب من الأشربة, قال: وهو اسم للخمر, ولو كان صفة لكان على فعلاء, أي بالفتح, وفيه كلام أودعته شرح القاموس. وأنشد للأخطل يعيب قومًا: بئس الصحاة وبئس الشرب شربهم ... إذا جرى فيهم المزاء والسكر وفيه شاهد على قول المصنف. (والسكر) محركة (كل شراب يسكر) شاربه, وفسره المفسرون بنبيذ

التمر, وعليه اقتصر الجوهري: وفي القاموس: السكر محركة: الخمرو ونبيذ يتخذ من التمر, وكل ما يسكر. (والقمحان) بضم القاف والميم المشددة وفتح الحاء المهملة, كعنفوان, وقد تفتح الميم كما في القاموس وغيره: (الزبد الذي يعلو على الخمر) كالذريرة, كما قاله الجوهري والمجد وغيرهما. (والحباب) بفتح الحاء المهملة وموحدتين بينهما ألف: (الطرائق) جمع طريقة (التي تكون فيها) أي الخمر (من المزج) أي الخلط بالماء. ويقال لها: ثفافاته وفقاقيعه. (والسباء) بالكسر ككساء بـ (شراء الخمر) , يقال: (سبأت الخمر) بفتح السين المهملة والموحدة مهموزًا كمع (أسبأها) بالفتح لمكان حرف الحلق في اللام: (إذا اشتريتها). زاد في نسخة: (ومن أسمائها) أي الخمر: (الإثم) بالكسر, وقال غيره أنه مجاز من إطلاق المسبب على السبب, وقال قوم إنه حقيقة, وهو ظاهر القاموس وأنشد الجوهري: شربت الإثم حتى ضل عقلي ... كذاك الإثم تذهب بالعقول وسقطت هذه الزيادة في أغلب أصول هذا الكتاب, كما أسقطها ناظمه. والله أعلم.

[باب في الآنية]

[باب في الآنية] هذا (باب في الآنية) جمع إناء كوعاء وأوعية وزنًا ومعنى. (التبن) بكسر الفوقية وسكون الموحدة ونون: (أعظم الأقداح) , جمع قدح محركة, وهو من أواني الشرب, أو إناء بين اإناءين لا صغير ولا كبير, وربما وصف بأحدهما, (يكاد) أي التبن (يروي) بالضم من الإرواء (العشرين, ثم الصحن) بالفتح (مقارب له) , أي التبن (ثم العس) بضم العين المهملةوشد السين المهملة و (يروي الثلاثة والأربعة, ثم القدح) محركة (يروي الرجلين, ثم القعب) بفتح القاف وسكون العين المهملة وموحدة, (يروي الرجل. ثم الغمر) بضم المعجمة وفتح الميم. قال أعشى باهلة, وكنيته أبو قحافة يرثي أخاه المنتشر بن وهب الباهلي: تكفيه فلذة كبدٍ إن ألم بها ... من الشواء, ويكفي شربه الغمر كذا أنشده المبرد, وأنشده الجوهري: «تكفية حزة فلذ» , (وهو) أي الغمر (أصغرها) أي الأقداح, وقد نقلها الجوهري عن الكسائي على هذا الترتيب إلى الغمر, ولم يزد.

(والرفد) بالكسر والفتح (إناء عظيم) قال المجد كالجوهري: القدح الضخم, (والناجود) بالجيم والدال المهملة: (كل إناء يجعل فيه الشراب من جفنةٍ أو غيرها) كما في الصحاح. (والحنتم) بفتح الحاء المهملة والفوقية بينهما نون ساكنة: (جرار) بالكسر جمع جرة, (خضر) بالضم جمع خضراء (يعمل فيها) أي الجرار (الخمر) قال أهل اللغة: الحنتم الخزف الأخضر. وقال الأصمعي: كل خزف حنتم, وأنشد: من مبلغ الحسناء أن حليلها ... بمسيان يسقى في زجاجٍ وحنتم وقال جرير: ما في مقام ديار تغلب مسجد ... وبها كنائس حنتمٍ ودنان وقد صرحوا بزيادة نونه, وأن وزنه «قنعل». (وأعظم القصاع) جمع قصعة بالفتح كما يأتي - أي أكبرها قدرًا: (الجفنة) بالفتح, جعلها المجد كالجوهري كالقصعة وزنًا ومعنى. قال غيرهما: هي القصعة الكبيرة للطعام كالصحفة, وقيل: أعظم منها وهو مختار المصنف, (ثم القصعة) بالفتح (تليها) , (وهي) أي القصعة (تشبع) , بالضم من الإشباع, (العشرة) , أي تكفيهم لشبعهم, (ثم الصحفة) بالفتح قال الزمخشري: هي قطعة مستطيلة, (وهي تشبع الخمسة ونحوهم) كالستة

أو كالأربعة, (ثم الميكلة) بكسر الميم وسكون التحتية المبدلة من الهمزة وفتح الكاف لأنها مفعلة من الأكل (تشبع الرجلين والثلاثة) وقد نقل الجوهري هذا الكلام من قوله: وأعظم القصاع إلى هنا عن الكسائي في مادة «ص ح ف» ثم زاد: والصحيفة: [أي بالتصغير تشبع الرجل. وفي التوشيح أن الصحفة] أكبر من القصعة تشبع خمسة ونحوهم, وفيه نظر لمخالفته كلامهم. وقال في العناية نقلًا عن الراغب: أن الصحفة كالجفنة والقصعة ما يوضع فيه الطعام مطلقًا, ثم نقل كلام المصنف عن بعض اللغويين وجاء به فيهما, وهو في الصاحح وغيره, فلا معنى للإبهام. وقال ابن حجر في شرح الشمائل: الصحفة تسع ضعفي ما تسعه القصعة. وقيل: هما واحدو واستغربه الملا على القارئ جازمًا بأن القصعة ما يأكل منها عشرة كما في «تهذيب الأسماء» والصحفة ما يأكل منها خمسة كما في التهذيب والصحاح. قلت: وهو ظاهر موافق لكلام المصنف والجوهري وغير واحد, فانقلب ذلك على ابن حجر. والله أعلم. (والفاثور) بالفاء وبعد الألف مثلثة مضمومة فواو فراء (الخوان) بكسر الخاء المعجمة وضمها: ما يؤكل عليه الطعام: معرب, وقيل: عربي كما في شفاء الغليل. (والشيز) بكسر الشين المعجمة وسكون التحتية وزاي: (شجر) أسود وهو الآبنوس, أو الساسم, أو خشب الجوز (تعمل) مجهولًا, أي تصنع, (منه الجفان) , بالكسر, جمع جفنة, وفي الصحاح والقاموس وغيرهما: خشب

أسود تصنع منه القصاع, والمعنى واحد. (والشيزى) بالكسر والقصر كضيزي (الجفنة) نفسها كأنه مجاز. وقد أنشدني عليه شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي: وماذا بالقليب قليب بدرٍ ... من الشيزى تجلل بالسنام والذي في الدواوين أن كلًا من الشيز والشيزى اسم للخشب الذي تصنع منه القصاع. وأنشد الجوهري قول لبيد: وصبًا غداة مقامةٍ وزعتها ... بجفان شيزى فوقهن سنام

[باب في اللباس]

[باب في اللباس] هذا (باب في اللباس) بالكسر, اسم لما يلبس, كالكتاب ونحوه, ومثله اللبس بالكسر, وفعله لبس كفرح لبسًا بالضم, فأما اللبس بالفتح فهو التخليط والإيقاع في الإشكالات والشبهات, والفعل منه لبس كضرب, ومنه قوله تعالى: {وللبسنا عليهم ما يلبسون}. (السب) بكسر السين المهملة وشد الموحدة: (هو الثوب الرقيق) , ويراد به الخمار والعمامة كما الصحاح والقاموس وغيرهما. (والبرد) بالضم (المسهم) كمعظم: (هو المخطط) فهو مثله وزنًا ومعنى, أي الذي فيه خطوط من النقوش. (والمفوف) كمعظم بفاءين بينهما واو هو (الذي فيه نقوش) جمع نقش, وهو تلوين الشيء بلونين أو ألوان مختلفة. (والسحل) بفتح السين وسكون الحاء المهملتين: (الثوب من القطن) قيدوا الثوب بالأبيض (والشف) بكسر الشين المعجمة وفتحها: (الثوب الرقيق الذي يظهر ما خلفه) أي: ما تحته من الثياب, وجمعه شفوف, ومنه الشاهد المشهور: ولبس عباءةٍ وتقر عيني ... أحب إلي من لبس الشفوف

(والسابري) بفتح السين المهملة وبعد الألف موحدة مكسورة فراء فياء نسبة (مثله) أي رقيق, وأنشد الجوهري: بمنزلةٍ لا يشتكي السل أهلها ... وعيشٍ كمس السابري رقيق (والحصيف) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين وبعد التحتية فاء: (الثوب الكثيف) بالمثلثة أي الغليظ (الساتر) , كذا ضبطناه في أصول هذا الكتاب عن جمهور الشيوخ: وإن أغفله أرباب الدواوين, إلا أن يدعى أنه من أحصف الحبل رباعيًا: إذا أحكم فتله, وقد يقال: أحصف الشيء مطلقًا: إذا أحكمه, والله أعلم. (والأتحمية: برود منسوبة إلى أتحم) بالفوقية والحاء المهملة (في أرض اليمن) , وجزم غير واحد بأن الياء فيه ليست للنسبة, بل للمبالغة, ويدل له قولهم: تحم الثوب: إذا وشاه. والتاحم: الحائك, والبرود الأتحمية والأتحمي بغير هاء, والمتحمة كمكرمةٍ ومعظمةٍ كما في القاموس وغيره. والله أعلم. (والمجاسد): الثياب الحمر, واحدها مجسد, بضم الميم وفتح السين بينهما جيم ساكنة آخره دال مهملة, وقد تكسر ميمه: الثوب المشبع بالصبغ, قال البكري في شرح الأمالي للقالي, والذي في الدواوين أن المجسد كمكرم هو المشبع صبغًا بالزعفران لا مطلقًا, والمجسد بالكسر: هو الثوب الذي يلي الجسد. والله أعلم.

(والممصر) كمعظم, مفعول من مصر الثوب بفتح الميم والصاد المهملة المشددة وراء, أي: صبغه بالمصر بالكسر, وهو الطين الأحمر, وقال المصنف هو (المصبوغ بصفرة خفيفة) أي قليلة, ومشى عليه ناظمه فقال: وكل ثوبٍ فيه صبغ أصفر ... ذو خفةٍ, فذلك الممصر وأغفله الجوهري. (والمفدم) بوزنه والدال مهملة: (المشبع) اسم مفعول من الإشباع (الصبغ أي المبالغ في صبغه, أي لون كان كما هو ظاهر كلامه, والذي في الصحاح والقاموس أنه الأحمر المشبع حمرة, زاد في القاموس: أو ما حمرته غير شديدة. وقال قوم: المفدم: الذي يرد في العصفر مرة بعد أخرى, ثم كونه مشدد الدال المهملة هو الذي ضبطناه في أصول هذا الكتاب, ومشى عليه ناظمه وغيره, وهو الذي جزم به صاحب شمس العلوم, لأنه أورده في مفعل مشددة العين مفتوحها, وجزم الجوهري بأنه مخفف ساكن الفاء كمكرم, ومشى عليه صاحب القاموس. والله أعلم. (والسرق) بفتح السين المهملة والراء وقاف: (شقائق الحرير) جمع شقة بضم الشين المعجمة وشد القاف (الواحدة سرقة) بالهاء. (والدمقس) بكسر الدال المهملة وفتح الميم وسكون القاف وسين مهملة: (القز) بفتح القاف وشد الزاي, وقيل: نوع منه كما في الصحاح, أو هو الديباج أو الكتان, قاله في القاموس. (والردن) بفتح الراء والدال المهملة ونون: (الخز) بفتح الخاء المعجمة وشد الزاي. قال المجد: معروف, وقال في مختصر النهاية: إنه الإبريسم, ونقل جماعة أنه ثياب تعمل من صوف

وإبريسم. وقال في «منهاج اللغة»: الخز: اسم دابة, ثم سمي المتخذ من وبرها بها, وفي التوشيح: الخز: ما غلظ من الديباج, وأصله من وبر الأرنب, وزدناه بسطًا في شرح القاموس. (والعطب) بضم العين والطاء المهملتين وموحدة: (القطن) بالضم مثله وزنًا ومعنى, ويقال القطن بضمتين أيضًا, وتشدد النون فيقال قطن كعتل كما في القاموس, وخصه الجوهري بالضرورة. والله أعلم. (وهو) أي القطن (الكرسف) بالضم وقد يمد كزنبور, (والبرس) بكسر الموحدة وتضم وسكون الراء وسين مهملة هو القطن, أو شبيه به, أو قطن البردي, قاله في القاموس. وأنشدني الشيخ أبو عبد الله بن الشاذلي دامت سعادته: لابسات من البياض فما تبـ ... ـصر منها إلا غلائل برس (والعقل) بالفتح: مشترك بين القوة القابلة للعم كما مر, وبين الحبس, والدية وغير ذلك, ومن معانيه: ثوب أحمر كما في غير ديوان, وأنشد عليه الجوهري لعلقمة: عقلًا ورقمًا تكاد الطير تخطفه ... كأنه من دم الأجواف مدموم ويقال: هما ضربان من البرود. وفي القاموس: العقل: الدية, والحصن والملجأ, والقلب, وثوب أحمر يحلل به الهودج, أو ضرب من

الوشي. (والعقمة) بكسر العين المهملة وسكون القاف: الوشي كما في القاموس, وضبطه الجوهري بالفتح أيضًا, فقال: العقم والعقمة بالفتح: ضرب من الوشي, وكذلك العقمة بالكسر, وفرق بينهما المجد فقال: العقم والعقمة وبكسر: المرط الأحمر, أو أكل ثوب أحمر, والعقمة بالكسر: الوشي. (والرقم) بفتح الراء وسكون القاف: ضرب من البرود, قاله الجوهري, وأنشد لأبي خراش: فهلا مست في العقم والرقم وفي القاموس: الرقم: ضرب مخطط من الوشي, أو من الخز, أو من البرود, وفسر المصنف هذه الألفاظ الثلاثة بقوله: (ضروب) أي أنواع. (من الوشي) , وهو نقش الثوب بألوان مختلفة كما في القاموس وغيره, يعني أن العقل ومعطوفيه ضروب من النقش تستعمله العرب كما أوضحناه في الشرح. وظن العلامة أبو عبد الله جمال الدين محمد بن أحمد الطبري قاضي مكة أن هذه الألفاظ من أسماء القطن كالكرسف والبرس, فجعلها كلها من ذلك القبيل, وقال في نظم هذا الكتاب: والقطن عطب فهو عقل يعرف ... كذاك برس عقمة وكرسف وجعل قوله «ضروب من الوشي» خبرًا عن الرقم فقط, وهو وهم واضح بلا مرية كما يظهر من كلام أئمة اللغة المنقول في الشرح لبيان معنى العقمة والعقل, والله أعلم. (والسيراء) بكسر السين المهملة وفتح التحتية والراء ممدودًا: (ضروب

من الوشي) أيضًا, وفي القاموس: السيراء كالعنباء: نوع من البرود فيه خطوط صفر يخالطه حرير. وفي الصحاح إيماء له, وأنشد عليه قول النابغة: صفراء كالسيراء أكمل خلقها ... كالغصن في غلوائه المتأود (والعصب) بفتح العين وسكون الصاد المهملتين وموحدة: (ضرب من ثباب اليمن مخططة) أي فيها خطوط (بحمرة) , قال السهيلي في الروض: العصب برود اليمن لأنها تصبغ بالعصب, ولا ينبت العصب والورس إلا باليمن, قاله أبو حنيفة, وقد زدناه بسطًا وشواهد في شرح القاموس وغيره. (والحبر) بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة: (ثياب موشاة) أي منقوشة مفعول من وشاء كزكاه توشية إذا نقشه بأنواع النقوش كما مر (الواحدة حبرة) بالهاء وقد تفتح الحاء فيهما كما نبه عليه المجد. (والريطة) بفتح الراء والطاء المهملة بينهما تحتية ساكنة آخرها هاء تأنيث (الملاءة) بالضم, وقيده الفيومي بذات اللفقين. وفي القاموس: الملاءة بالضم الريطة. فظاهر المصباح أن الريطة تشمل اللفق الواحد, وعليه فالملاءة أخص من الريطة لا مرادفة لها. وفي حواشي الشفا لابن التلمساني: الملاءة بضم الميم والمد: الملحفة ذات اللفقين, فإن

كانت ليست ذات لفقين فهي ريطة, فجعلهما متباينين. وقال شيخ شيوخنا الشهاب الخفاجي في شرح الشفا: الملاءة بميم مضمومة: ثوب له شقتان, فإن كان له شقة واحدة, فهو ريطة, وقد بسطنا فيه الكلام بأزيد من هذا في شرح القاموس وغيره, وذكرت هنا قول عمر بن أبي ربيعة: أبصرتها ليلةً ونسوتها ... يمشين بين المقام والحجر يرفلن في الريط والمروط ... كما تمشي الهويني سوابق البقر (والحلة) بضم الحاء المهملة وشد اللام وهاء تأنيث: (ثوب ورداء) بالكسر, وهو كل ما يرتدى به, مذكر ولا يجوز تأنيثه, قاله ابن الأنباري. وفي التوشيح: الرداء: ما يوضع على العانق, أو بين الكتفين من الثياب بأي صفة كان وقال جماعة الرداء: ما يستر به أعلى البدن, ويقابله الإزار وهو ما يستر به أسفل البدن, وكلاهما غير مخيط, وزدناه بسطًا في شرح القاموس وغيره. (ولا تكون الحلة أقل من ثوبين) من جنس واحد كما في المصباح والنهاية وغيرهما, لكن الأكثر لم يقيد بكونهما, ومثلهما ثوب له بطانة فإنه حلة أيضًا كما في القاموس, سميت لأن كلا من الثوبين يحل على الآخر كما نقله القسطلاني, أو لأنها من ثوبين جديدين, كما حل طيهما, ثم استمر عليها ذلك الاسم كما قاله الخطابي وغيره, ونقله السهيلي في الروض, وزدناه شرحًا في حواشي القاموس. (والسدوس) بفتح السين وضم الدال المهملتين وبعد الواو سين أخرى, وقد تضم السين اتباعًا: (الطيلسان) مثلث اللام عن عياض والنوي وغيرهما.

ويقال: طالسان كما حكاه ابن الأعرابي وغيره. والفتح أفصح. وقيده المجد بالأخضر, وقال الجوهري: السدوس بالضم: الطيلسان الأخضر. قال الأفوه الأودي: والليل كالدأماء مستشعر ... من دونه لونًا كلون السدوس وكان الأصمعي يقول: السدوس بالفتح: الطيلسان, فلأنه يفرق بين المضموم والمفتوح. والطيالسة: شبه الأردية توضع على الرأس والكتفين, وفيها أقوال أوردناها في شرح القاموس وغيره, وللجلال السيوطي «الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان» (وهو الساج أيضًا) قال المجد: الساج: الطيلسان الأخضر أو الأسود, واقتصر في النهاية مثل الصحاح على الأول, وفيه أقوال أخر أوردناها في شرح القاموس وغيره, (وجمعه) أي الساج (سيجان) بالكسر كقاع وقيعان. (والمشوذ) بكسر الميم وسكون الشين وفتح الواو وذال معجمة: (العمامة) بالكسر: ما يلف على الرأس, وأنشد الجوهري للوليد بن عقبة, وكان ولي صدقات تغلب: إذا ما شددت الرأس مني بمشوذ ... فغيك مني تغلب ابنة وائل وفي الحديث: «أمرهم أن يمسحوا على المشاوذ».

(والمطرف) بضم الميم وسكون الطاء المهملة وفتح الراء: (ثوب مربع من خز) وفي القاموس: رداء من خز مربع ذو أعلام وبينت في شرحه أن كسر الميم لغة حكاها الفراء وإن أغفلوها, وأشرت إلى أن الأصل هو الضم, ولذلك اقتصر الأكثرون عليه. (والحنبل) بفتح الحاء المهملة والمواحدة بينهما نون ساكنة [آخره لام: (الفرو) بالفتح وتلحقه الهاء, والجمع فراء, وهو نوع من الثياب التي تلبس. (والقرقل) بفتح القافين بينهما راء ساكنة] , وقد تشدد لامه مطلقًا أو ضرورة: (القميص الذي لا كمين له) وقيل: هو قميص للنساء, وعليه اقتصر في الصحاح. (والخيعل) بفتح الخاء المعجمة والعين المهملة بينهما تحتية ساكنة: (مثله) , أي قميص ليس له كمان, وعليه اقتصر في الصحاح, وقال في القاموس: الخيعل كصيقل: الفرو؛ أو ثوب غير مخيط الفرجين, أو درع يخاط أحد شقيه ويترك الآخر تلبسه المرأة, كالقميص, أو قميص لا كمين له. (والخميصة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم وبعد التحتية صاد مهملة فهاء تأنيث. (كساء أسود مربع له علمان) تثنية علم محركة, وهو رقم في الثوب يخالفه, وفي المصباح: الخميصة كساء أسود معلم الطرفين, ويكون من خز أو صوف, فإن لم يكن معلمًا فليس بخميصة. وقد أشرنا في شرح القاموس إلى أن قومًا لا يشترطون فيها السواد, وآخرين لا يشترطون التربيع, وإلى غير ذلك. والله أعلم. (والبت) بفتح الموحدة وشد الفوقية, مصدربته إذا قطعه: ضرب من

الثياب, وهو (كساء غليظ من صوف أو وبر) وفي القاموس أنه الطيلسان من الخز ونحوه, وأنشد الجوهري: من كان ذا بتٍ فهذابتي .............. الخ. (والبرجد) بضم الموحدة والجيم بينهما راء ساكنة آخره دال مهملة: (كساء مخطط) , عبارة بعضهم: البرجد ثوب غليظ مخطط. (والبجاد) بكسر الموحدة (مثله). ومن أشهر الشواهد قول امرئ القيس: كبير أناسٍ بجادٍ مزمل (والقرطف) بفتح القاف والطاء بينهما راء ساكنة آخره فاء: (القطيفة) بفتح القاف وكسر الطاء المهملة: كل دثار له خمل بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم أي أهداب (المخملة) كمكرمة التي لها خمل, فهي صفة كاشفة لأن الخمل مأخوذ من تفسير القطيفة كما في غير ديوان والله أعلم. (والقرام) بكسر القاف ككتاب: (الستر) بالكسر, أي ما يستر به الفراش ونحوه, كما في الصحاح: القرام بالكسر: ستر فيه رقم ونقوش. وقال يصف دارا:

على ظهر جرعاء العجوز كأنها ... دوائر رقم في سراة قرام (والعبقري) بالفتح منسوب: (البسط) بضمتين جمع بساط ككتاب. (والزرابي) جمع زربي بالكسر ويضم كما في القاموس وهي, أي البسط, أي كل ما بسط واتكئ عليه. وفي النهاية أن المفرد زربية مثلثة الزاي: ففي القاموس قصور من وجوه بيانها في شرحه: (نحوها) من أنواع البسط. والعبقري عنده شامل لذلك كله. وفي الصحاح والقاموس وغيرهما أن العبقري موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن, ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذقه وجودة صنعه أو قوته, فقالوا: عبقري, وهو واحد وجمع, والأنثى عبقرية. وفي الحديث «أنه كان يسجد على عبقري» وهي هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش, وخاطبهم الله بما تعارفوه فقال: {وعبقري حسان} وقرأه بعضهم «وعباقري» , وهو خطأ لأن المنسوب لا يجمع على نسبته. (والنمارق) جمع نمرقة مثلثة: (الوسائد) جمع وسادة مثلثة أيضًا: وهي ما يتكأ عليه. قال الفرزدق: وإنا لتجري الكأس بين شروبنا ... وبين أبي قابوس فوق النمارق وقال نصيب:

إذا ما بساط اللهو مد وقربت ... للذاته أنماطه ونمارقه وناهيك عن قوله تعالى: {ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة}. (والقشيب) بفتح القاف وكسر الشين المعجمة وبعد التحتية موحدة: (الجديد) الذي يكون كما جده الحائك, أي قطعه وقد يستعمل القشيب بمعنى الخلق البالي لأنه من الأضداد ومنه: مررت بدار زينب في الكثيب ... كخط الوحي في ورقٍ قشيب فمراده البالي لأنه الموافق لأوصاف الأطلال والديار البالية. (والحشيف) بفتح الحاء المهملة وكسر الشين المعجمة وبعد التحتية فاء: (الثوب الخلق) محركة, ويستوي فيه الواحد وغيره لأنه مصدر في الأصل, فإنك سرت اللام كان صفة ووجب التطابق, وأنشد الجوهري: أتيح له أقيدر ذو حشيف ... إذا سامت على الملقات ساما (وكذلك الطمر) بكسر الطاء المهملة وسكون الميم وراء (والهدم) بكسر الهاء وسكون الدال المهملة وميم. (والجرد) بفتح الجيم وسكون الراء ودال مهملة (والسحق) بفتح السين وسكون الحاء المهملتين وقاف. (والدرس)

بكسر الدال وسكون الراء وبالسين المهملات. (والهدمل) بالكسر والدال مهملة, وزعم بعض أن اللام زائدة للمبالغة وأنه الهدم السابق, والأشهر أنه أصل ووزنه «فعلل» كزبرج. (والسمل) بفتح السين المهملة والميم. (والمرعبل) مفعول من رعبله إذا مزقه. فهذه الألفاظ كلها معناها الخلق من الثياب مطلقًا بغير قيد كونها من الصوف أو من غيره كما أشار إليه في القاموس وغيره, وأعرضنا عنه اختصارًا لأنه ليس مقصودًا للمصنف, وإنما أراد جمع الألفاظ الدالة على خلافة الثوب وبلاه. والله أعلم. (والمردم) بشد الدال المهملة كمعظم: (الثوب المرقع) , فهو مثله زنة ومعنى, وردم الثوب ترديمًا: إذا رقعه. (والموادع: الثياب الأخلاق) بالفتح جمع خلق ك فرح, وقد يوصف به المفرد, فيقال: ثوب أخلاق كقولهم: برمة أعشار (التي تبتذل) مجهولًا - أي: تمتهن وتستعمل في البذلة بالذال المعجمة, أي في الامتهان فلا تصان, (واحدها) أي الموادع (ميد) بكسر الميم وسكون التحتية المبدلة عن واو وفتح الدال وبالعين المهملتين, ويقال ميدعة بالهاء أيضًا. (وهي) أي الموادع, أي الثياب الخلقان (المعاوز أيضًا والواحدة معوز) بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو وزاي معجمة, لأنه لباس المعوزين, أي المحتاجين, ويقال للواحد معوزة بالهاء أيضًا (والمضارج, واحدها مضرج) بكسر الميم وسكون الضاد المعجمة وفتح الراء وجيم. قاله أبو عبيد, ونقله الجوهري وغيره وإن أغفله في القاموس. وفي نظم الكفاية أنه بالحاء المهملة وهو غلط واضح, والله أعلم. (ويقال: خلق الثوب) بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وفتحها وضمها, كفرح ونصر وكرم, خلوقة, وخلقًا محركة (وأخلق) رباعيًا كأكرم, (ومح) بفتح الميم وشد الحاء المهملة ثلاثيًا (وأمح) رباعيًا (ونهج) مثلث الهاء (وأنهج)

رباعيًا (وتسلسل) بفتح الفوقية والسينين المهملتين بينهما لام ساكنة آخره لام (وأسمل) رباعيًا واقتصاره عليه قصور فإنه يقال سمل الثوب كنصر سمولًا, وسمل ككرم سمولة, ثلاثيًا أيضًا كما في القاموس وغيره, (كل ذلك) المذكور من الأفعال, من أخلق إلى أسمل (بمعنى واحد) , وهو الخلوقة والبلا. (والإزار) بالكسر (المئزر) كمنبر, وكلاهما اسم لما يُستر به أسفل البدن, وهو غير مخيط كما مر, وقيل: الإزار ما تحت العاتق في وسطه الأسفل, وفيه أبحاث أودعناها شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرها. (والسراويل) أعجمي معرب من الفارسية, مفرد على صيغة الجمع عند الجمهور, وحكى ابن سيده في المحكم أنه جمع, واحده سروال وسروالة, وأنشد: عليه من اللؤم سروالة وأنشده الجوهري وغيره أيضًا: (ما كان حجزة) بضم الحاء وسكون الجيم وزاي وهاء تأنيث: وهي من الإزار معقده, ومن السراويل مجمع شدة الذي تكون فيه التكة, (مخيطة) احترازًا عن النطاق كما سيأتي (وساقان) أي محل يكون فيه الساقان كل ساق على حدة (فإن لم يكن له ساقان, وكانت له حجز مخيطة فهو نقبة) بضم النون وسكون القاف وفتح الموحدة وهاء تأنيث (وإن لم تكن لها حجزة مخيطة ولا ساقان, وإنما يشد في الوسط, ثم يرسل أعلاه على أسفله فهو نطاق) بالكسر, وقيل: النطاق: إزار فيه تكة يشد به الوسط, وما ذكره المصنف هو الأصح المشهور الذي عليه الجمهور, والله أعلم.

(والدرع) بكسر الدال وسكون الراء وبالعين المهملة: (ثوب المرأة الكبير) , وهو مذكر, وقد أشبعناه شرحًا في شرح نظم الفصيح. (والمجول) بالجيم والواو واللام كمنبر: (ثوبها الصغير). (والنصيف) بفتح النون وكسر الصاد المهملة وبعد التحتية فاء: (الخمار) بكسر الخاء المعجمة: ما تغطي به المرأة رأسها, وأنشد الجوهري للنابغة: سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته وأتقتنا باليد (والوصواص) بفتح الواوين بينهما صاد مهملة ساكنة وبعد الواو صاد أخرى: (البرقع) بالضم, كجندب: ما تستر به المرأة وجهها (الصغير) قاله الجوهري, وأنشد للمثقب العبدي: رددن تحيةً وكتمن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون (وإذا أدنت) رباعيًا من الإدناء, أي قربت (المرأة نقابها) بالكسر (إلى عينيها) تثنية عين, (فتلك) الحالة من الإدناء (الوصوصة) , (فإذا أنزلته دون ذلك) أي تحته (إلى المحجرين) تثنية محجر, كمنبر ومجلس ما أحاط بالعين كما مر, (فهو النقاب, فإن كان على طرف الأنف فهو اللفام) بكسر اللام وفتح الفاء. (فإن كان على الفم فهو اللثام) بالمثلثة, بدل الفاء.

(والتلفع: الاشتمال بالثوب) , وقيل الالتحاف مع تغطية الرأس. قال عبد الملك ابن حبيب في شرح الموطأ: وأخطأ من قال أنه كالاشتمال, وكأن أصله من لبس اللفاع بكسر اللام وفتح الفاء وبعد الألف عين مهملة, وهو الملحفة أو الكساء, وفيه كلام أودعناه شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرهما. (والاضطباع) افعتال من الضبع وهو العضد كما مر: (أن يدخل الرجل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه) , كمجلس, وهو مجتمع رأس العضد والكتف (الأيسر) بالجر, صفة منكب, فيبدي المنكب الأيمن ويغطي الأيسر, سمي به لإبداء أحد الضبعين, قاله في القاموس. (واشتمال الصماء) بفتح الصاد المهملة وشد الميم ممدودًا كمؤنث الأصم: (أن يجلل) بالجيم (الرجل نفسه بثوبه) أي يديره عليه كالجلال, (ولا يرفع شيئًا من جوانبه). وفي القاموس: اشتمال الصماء أن يرد الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر, ثم يرده ثانيةً من خلفه على يده اليمنى وعاتقه الأيمن, فيغطيهما جميعًا, أو الاشتمال بثوب واحد, وليس عليه غيره, ثم يضعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فيبدو منه فرجه. (والسدل) بفتح السين وسكون الدال المهملتين ولام: (أن يلقي ثوبه عليه ولا يجمعه تحت يديه) , لأن السدل هو الإرسال فلا جمع فيه.

هذا فصل له تعلق باللباس

هذا فصل له تعلق باللباس (بنيقة القميص) بفتح الموحدة وكسر النون وبعد التحتية قاف فهاء تأنيث: (لبنته) بفتح اللام وكسر الموحدة ونون وهاء تأنيث وقد تشبع الموحدة فتكون كبنيقة وزنًا ومعنى. ويقال: لبنه ككتف, ولبنته بالكسر: (التي تجمع الأزرار) جمع زر بالكسر, وهو ما يوضع في العرى يضم أطراف القميص وغيره. وقالوا: البنيقة قطعة حرير تجعل في جيب القميص أو الجبة, وهو ما انفتح عنها عند النحر, وقال أبو زيد: البنيقة: اللبنة, وأنشد: كما ضم أزرار القميص البنائق وذكرت هنا أبياتًا أنشدها أبو تمام «في باب الأدب» من الحماسة تروة لنصيب: كسيت ولم أملك سوادًا وتحته ... قميص من القوهي بيض بنائقه وما ضر أثوابي سوادي وإنني ... لكالمسك لا يسلو عن المسك ذائقه إذا المرء لم يبذل من الود مثل ما ... بذلت له فاعلم بأني مفارقه

ولا خير في ود امرئٍ متكارهٍ ... عليك, ولا في صاحبٍ لا توافقه قلت: القوهي والقوهية ثياب بيض, ولذا قيل: جسم قوهي, قال: وذات خدٍ مورد ... قوهية المتجرد ويقال: عيش قاهٍ, أي مخصب تام, والقاهي: الرجل المخصب في عيشه, قاله البكري في شرح أمالي القالي قلت: وهو بضم القاف وسكون الواو وهاء أصلية, ورأيت بعضهم ضبطه بالفاء وهو وهم بلا شك. وفي القاموس أن الثياب القوهية نسبة لقوهستان بالضم, أو كل ما أشبهها من الثياب يقال لها قوهية وإن لم يكن منها, وقضيته أنه يقال قوهي لما نسج فيها مطلقًا ولو كان غير أبيض, والمعروف بين أئمة اللغة أن القوهية خاصة بالبيض والله أعلم. (وذلاذله) [أي القميص, ويشمل غيره] (أسافله) التي تلي الأرض, جمع أسفل خلاف أعاليه (واحدها ذلذل) بضم الذال المعجمة وفتح اللام وكسر الذال المعجمة ولام كعلبط وهو الأكثر, ويقال بالضم كهدهد وبالكسر كزبرج. (والأردان: أسافل الأكمام) جمع كم بالضم, فأما أكمام الزهر والثمر

فواحدها كم بالكسر كما في غير ديوان (واحدها) أي الأردان (ردن) بضم الراء وسكون الدال المهملة ونون. (وكفة الثوب) بالضم: (حاشيته) قيدها المجد بالعليا (التي لا هدب فيها, وهي أيضًا طرته) بضم الطاء المهملة وشد الراء, قال أهل اللغة: الكفة بالضم: السجاف ويسمى الطرة, وكل مستطيل ككفة الثوب لحاشيته, وكفة الرمل لما كان منه كالحبل بالضم, وكل مستدير ككفة الميزان وكفة الصائد, وهي حبالته: بالكسر, وقيل: يجوز الضم والكسر في كل من المستطيل والمستدير, والتفصيل رأي الأصمعي والمحققين. وقال الخفاجي في الأعراف من العناية: الكفة بفتح فتشديد: كل مستدير, وبه سميت كفة الميزان المعروفة, وفيه نظر. (وصنفته) أي الثواب بفتح الصاد المهملة وكسر النون أي جانبه الذي لا هدب له, ويقال: هي حاشية الثوب أي جانب كان, قاله الجوهري, وزاد المجد: أو جانبه الذي فيه الهدب. (وقبال النعل) بكسر القاف وفتح الموحدة ككتاب: (السير) بالفتح, أي القد من الجلد (الذي يجري بين السبابة والوسطى). (والزمام) بكسر الزاي: (القبال الآخر) بفتح الخاء المعجمة: (الذي بين السبابة والإبهام والشسع) بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة وعين مهملة: (الشراك) بكسر الشين المعجمة: السير (الصغير الذي يشد) مجهولًا (به رأس) نائب الفاعل (القبال إلى النعل) , (والسعدانة) بفتح السين وسكون العين وفتح الدال المهملات

وبعد الألف نون فهاء تأنيث: (عقدة الشسع قيدها المجد بالسفلىو وهو مراد المصنف بقوله (مما يلي الأرض) بالنصب مفعول يلي, وفاعله عائد على «ما». (والنعل الأسماط) مما وصف به المفرد وهو جمع كبرمة أعشار, كأنه جمع سمط, أو كأن كل طرف من النعل صار سمطًا وهي (التي ليست بمخصوفةٍ) , أي ليس لها غير طاق واحد ولا رقعة فيها كما في الصحاح وغيره بخلاف المخصوفة فهي ذات الطرائق. خصفها بفتح الخاء المعجمة والصاد المهملة كضرب, أي: خرزها ليجمع طرائقها, ويضم كل طراق بالآخر. (والنغل) بفتح النون وكسر الغين المعجمة ولام (النعل الخلق) أي البالي, كأنه من نغل الأديم كفرح: إذا فسد سواء كان نعلًا أو غيرها, فالتخصيص فيه تأمل. (والنعال السبتية) بالكسر (التي لا شعر عليها من قولهم: سبت رأسه) بفتح السين المهملة والموحدة والفوقية كضرب (أي حلقه. وقيل: هي المتخذة من السبت) بالكسر (وهي الجلود المدبوغة. بالقرظ) بفتح القاف والراء والظاء المشالة المعجمة, وهو ورق السلم كما صدر به المجد, والصواب أنه حب يخرج في علف كالعدس من شجر العضاه لأنهم يدبغون به. والورق لا يدبغ به كما أشار إليه في المصباح, وهذا الذي حكاه المصنف بـ: قيل هو الذي جزم به الأكثر, وخصوه بجلود البقر وحكي الآخر بـ: قيل, وبحثوا فيه بأنه لو كان من السبت بمعنى الحلق لقالوا: النعال السبتية بالفتح لا بالكسر, وهو إنما روي بالكسر فقط في جميع أصول الصحيح وكلام العرب والله أعلم. وقد أنعمناه شرحًا في شرح القاموس وحواشي الجلالين وغيرهما.

[باب في الطيب]

[باب في الطيب] هذا (باب في الطيب) بكسر الطاء المهملة وبعد التحتية الساكنة موحدة اسم: لما يتطيب به من أنواع العطورات كالعطر وزنًا ومعنىً. (الأناب) بفتح الهمزة والنون وبعد الألف موحدة: (المسك) بكسر الميم وسكون السين المهملة وكاف: الطيب المعروف, وكونه عربيًا أو معربًا بالفارسية أو غيرها, أو عرقًا أو غيره, وما له من المنافع مما أنعمناه شرحًا في حواشي القاموس والقسطلاني وغيرهما, وهو أشرف الطيب وأفضله, ولذلك ورد: «سيد طيب الدنيا والآخرة المسك» , و «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» , وكانت العرب لا تعدل به غيره, فقيل لها هذا الكلام ترغيبًا لها في الصيام, وتنظيره لها بما تعرف وتفضل والله أعلم. (وهو) - أي المسك (الصوار) بالكسر والضم والذي في الصحاح أنه وعاء المسك لا نفسه, وقال المجد: أنه القليل من المسك, ومنه قول الشاعر: إذا لاح الصوار ذكرت ليلى ... وأذكرها إذا فاح الصوار

الأول القطيع من بقر الوحش والظباء كما مر (أيضًا, والجمع أصورة). (العبير) بفتح العين المهملة وكسر الموحدة وبعد التحتية راء: (الزعفران) بالفتح وبه جزم أبو عبيد نقلًا عن الجاهلية. (وقيل هو) - أي العبير: (أخلاط الطيب تجمع بالزعفران) , وهو الذي جزم به الأصمعي وغيره من المحققين. والأحاديث صريحة في الفرق بينهما والتغاير, لأنه جاء قسيمًا له في حديث وصف تربة الجنة كما حققته في حواشي القسطلاني, وأشرنا إليه في شرح القاموس وغيره والله أعلم. (ومن) بعض (أسماء الزعفران) المشهورة عند العرب: (الملاب) كسحاب. وأنشد الجوهري لجرير: بصن الوبر تحسبه ملابا وميمه زائدة عند الأكثر بدليل لوبه: إذا ضمخه به, فوزنه «مفعل» كمقام, وأصلية عند البعض, فوزنه «فعال» , ولذلك ذكره المجد في الموضعين والله أعلم. وقيل: هو طيب يشبه الزعفران, لا هو نفسه. (والجادي) بالجيم والدال المهملة منسوب: قال شيخ شيوخنا عبد الرؤوف المناوي في شرح القاموس: الجادي: الزعفران نسبة إلى

قرية ينبت بها بأرض البلقاء على ما جرى عليه الزمخشري. قال الشاعر: وسربٍ كعين الرمل عوجٍ إلى الصبا ... رواعف بالجادي حور المدامع وقال جميل: تضمخن بالجادي حتى كأنما الـ ... أنوف إذا استعرضتهن رواعف (والريهقان) بفتح الراء وسكون التحتية وضم الهاء وفتح القاف فألف ونون, من أسماء الزعفران, ووزنه «فيعلان». (والجساد) بكسر الجيم وفتح السين المهملة وبعد الألف دال مهملة, من أسماء الزعفران, وثوب مجسد كمعظم: مصبوغ به. (والحص) بضم الحاء وشد الصاد المهملتين, قال المجد: إنه الزعفران, أو الورس, كالجوهري, وأنشد في الصحاح قول عمرو بن كلثوم: مشعشعةً كأن الحص فيها ... البيت. واقتصر المصنف على أنه (الورس) بفتح الواو وسكون الراء وسين

مهملة: هو نبات كالسمسم ليس إلا باليمن يزرع فيبقى عشرين سنة, قاله في القاموس وذكر له منافع, وزدنا عليها في شرحه. وقال غيره: الورس نبت أصفر مثل نبات السمسم طيب الريح, يصبغ به, بين الحمرة والصفرة. وقال السهيلي في الروض الأنف: الورس ينبت باليمن يقال لجيدة باردة الورس, من أنواعه الحبشي وهو آخره وتفصيله في كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري, وقد سقناه وزدنا عليه في شرح القاموس, وأشرنا إليه في حواشي القسطلاني وغيره, والله أعلم. (واليرنأ) بفتح التحتية وضمها, وفتح الراء والنون المشددة مهموزًا مقصورًا في الأشهر, وقد يمد, قال المجد: اليرنأ بضم الياء وفتحها مقصورة مشددة النون, واليرناء بالضم والمد: (الحناء) بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة ممدودًا وقال في البارع: البرنأ واليرنأ, أي بالضم والفتح مهموزًا, واليرنا أي مقصورًا بغير همز قال: كأن ورسًا خالط اليرنا ... خالطه من ها هنا وها هنا وقال ابن بري في حواشي الصحاح: إذا قلت اليرنأ بفتح الياء همزت لا غير, وإذا ضممت جاز الهمز وغيره, وأنشد الجوهري: كأن باليرنا المعلول ... ماء دوالي زرجونٍ ميل والهمزة لا كلام في أصالتها, وإنما الخلاف في التحتية التي في أول الكلمة, فقضية الصحاح والقاموس والبارع وغيرها من الدواوين أصالتها, وصرح أبو حيان بأنها زائدة, وبسط ذلك أودعناه شرح القاموس وغيره.

(ومن أسماء الحناء) بالكسر كما مر واتفقوا على أصالة همزته فوزنه فعال, قال السهيلي في الروض الآنف: يقال حنأ شيبه ورقنه: إذا خضبه, وجمع الحناء حنان على غير قياس. قال: ولقد أروح بلمةٍ فينانةٍ ... سوداء قد رويت من الحنان كذا قال أبو حنيفة أنه جمع حناء. قال السهيلي: وهو عندي لغة في الحناء لا جمع له. قلت: المضبوط في الروض وكتاب النبات حنان بضم الحاء وشد النون كما مر, وهو الذي قال السهيلي أنه المختار أنه مفرد, والذي في القاموس أنه جمع الحناء حنئان بضم الحاء المهملة وسكون النون وفتح الهمزة وألف ونون, ثم أن الجمهور أطبقوا على أن الحناء مفرد بلا شبهة. وقال ابن دريد وابن ولاد إنها جمع لحناءة بالهاء أخص من الحناء, لا أنه مفرد لها فليتأمل. وقد أفرد الجلال السيوطي تصنيفًا مستقلًا جمع فيه أسماء الحناء ومنافعها وما ورد فيها من الأحاديث سماه «الروضة الغناء في منافع الحناء» وهو مفيد في بابه. والله أعلم. وقول المصنف «من أسماء الحناء» خبر مقدم, والمبتدأ قوله (العلام) بضم العين المهملة وشد اللام, وتخفيفه وهم وإن بنى عليه في النظم (والرقون) بفتح الراء وضم القاف وواو ونون, (والرقان) بالكسر ككتاب (يقال: رقن فلان رأسه) بالتضعيف (وأرقن)

بالألف كأكرم (إذا خضب) بفتح الخاء والضد المعجمتين والموحدة كضرب, أي صبغها (بالحناء. والقطر) بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضمها أيضًا إتباعًا أو لغة, قال امرؤ القيس: كأن المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامى ونشر القطر يعل به برد أنيابها ... إذا غرد الطائر المستحر وهو (العود) بالضم (الذي يتبخر به) مجهولًا أي يتخذه الناس بخورًا للتطيب به (وهو) أي العود (الألنجوج) بفتح الهمزة واللام وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة جيم أخرى. (والألنجج) بحذف الواو, (واليلنجوج) بالتحتية بدل الهمزة, (واليلنجج) بحذف الواو أيضًا, أربع لغات, قال الشاعر: تجعل المسك واليلنجوج والند ... صلاء لها على الكانون وأوردها في الصحاح, وأنشد قول حميد: لا تصطلي النار إلا مجمرًا أرجًا ... قد كسرت من يلنجوجٍ له وقصا وزدا في القاموس على الأربع لغتين أخريين: يلنجوجٍ له وقصا وزاد في القاموس على الأربع لغتين أخريين: يلنجج بفتح الجيم, ويلنجوجي بزيادة ياء النسب في آخره. واتفقوا على أن الألف أو التحتية في

أولها والنون وبعد اللام زائدة, فوزنه أفنعول أو يفنعول والمقصور مثله, والله أعلم. (والألوة بضم الهمزة) واللام وتفح الواو المشددة وهاء تأنيث, واعتنى المصنف يضبط الهمزة لاختياره الضم وإلا فالفتح أيضًا لغة مشهورة فصيحة لم يخل عنها ديوان, قال السهيلي في الروض: الألوة: العود الرطب. وفي الحديث في صفة أهل الجنة: «مجامرهم الألوة» , قال فيها أربع لغات: ألوة وألوة ولوة بلا ألف, ولية قاله أبو حنيفة. وقال تلميذه الحافظ الكبير ابن دحية في كتابه «التنوير» الألوة بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وسكونها, قال الأصمعي: هو العود الذي يتبخر به, وهي كلمة فارسية عربت قال الأزهري: ويقال لوة ولية, وحكى عن الكسائي إلية بكسر الهمزة واللام, وهو الألنجوج. قلت: ظهر فيها أن فيها سبع لغات, ويزاد عليها ألو بغير هاء بالضم وبضمتين, فصارت تسعًا والله أعلم. وذكرت هنا أبياتًا قالها أعرابي شهد دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما فرغوا من دفنه أنشأ يقول: هلا دفنتم رسول الله في سفط ... من الألوة أحوى ملبسًا ذهبا وفي سحيقٍ من المسك الذكي ولم ... ترضعوا لجنب رسول الله متربا

خير البرية أتقاها وأكرمها ... عند الإله إذا ما ينسبون أبا فقال له أبو بكر, رضي الله عنه: إني لأرجو أن يغفر الله لك بما قلت, إلا أن هذه سنتنا. (والمندل) بفتح الميم والدال المهملة بينهما نون ساكنة آخره لام: (العود) أو أجوده. قاله المجد. ويقال فيه المندلي بزيادة ياء النسبة, وعليه اقتصر في الصحاح. وقال أنه عطر ينسب إلى المندل, وهي من بلاد الهند, قال الشاعر: إذا ما مشت نادى بها في ثيابها ... ذكي الشذا والمندلي المطير والأكثرون يقتصرون على غير المنسوب, ويفسرونه بالعود كالمصنف, وبعضهم يذكر المنسوب قولًا والله أعلم. (والعود القماري بفتح القاف) في الأكثر (منسوب إلى قمار) كسحاب وكتاب, (وهي جزيرة من جزائر) بحر (الهند) بالكسر, الاقليم المعروف, كذا ضبطناه عن شيخنا أبي عبد الله محمد بن الشاذلي, وأكثر أرباب الدواوين كالمجد والجوهري واقتصروا على الفتح كالمصنف, وفسروه بموضع في بلاد الهند.

(والكباء) بكسر الكاف وفتح الموحدة ممدودًا: (البخور) بفتح الموحدة وضم الخاء المعجمة وواو ساكنة وراء: ما يتبخر به, قال المجد: الكباء ككساء, عود البخور, أو ضرب منه, وقال الجوهري: الكباء ممدودًا ضرب من العود, وأنشد: ورندًا ولبنى والكباء المقترا يقال: منه كبى ثوبه بالتشديد: أي بخره, وتكبى واكتبى: أي تبخر وأنشدني شيخنا الإمام أبو عبد الله بن الشاذلي: أضيع في معشري وكم بلدٍ ... يعود عود الكباء من حطبه (والنشر) بفتح النون وسكون الشين المعجمة: ضد الطي: (ريح الطيب) فلا يستعمل في غيره, وأنشد الجوهري: وريح الخزامى ونشر القط ومن شواهد التلخيص: النشر مسك ... البيت.

(الأرج) بفتح الهمزة والراء والجيم (الرائحة الطيبة الذكية) بفتح الذال المعجمة كالتأكيد لما قبلها. قال الجوهري: الأرج, والأريج: توهج ريح الطيب, تقول: أرج الطيب بالكسر يأرج أرجا إذا فاح, قال أبو ذؤيب: كأن عليها بالةً لطميةً ... لها من خلال الدأيتين أريج وقال في القاموس: الأرج محركة, والأريج والأريجة: توهج ريح الطيب, أرج كفرح, (وكذلك العبق) بفتح العين المهملة والموحدة وقاف. (يقال: طيب أرج وعبق) ككتف فيهما. والمشهور الذي عليه الجمهور أن العبق هو لزوق الرائحة الطيبة وعلقوها. وعبق به الطيب كفرح عبقا وعباقية كثمانية: إذا لزق به, وإطلاقه على الرائحة إنما يصح بضرب من المجاز, والله أعلم. (وفوغة الطيب) بفتح الفاء والغين المعجمة بينهما واو ساكنة آخره هاء تأنيث (وفغمته) بالفاء والغين المعجمة والميم كفوغته وزنًا ومعنىً, وفسرهما بقوله: (قوة رائحته) أي كثرة انتشارها. (وقد فغم) الطيب كمنع (يفغم) بالفتح كيمنع (فغومًا) بالضم وفغمًا كالمنع على القياس: (إذا ملأ الخياشيم) جمع خيشوم بالمعجمتين كقيصوم, وهو أقصى الأنف (ريحه) وقال المجد: سد الخياشيمو وهما بمعنى, وكذلك يقال: فاغت الرائحة تفوغ: أي فاحت كما في القاموس وغيره وأغفل الجوهري هذه المادة فاستدركها عليه المجد.

(والذفر) بفتح الذال المعجمة والفاء: (قوة) هو الذي في الأصول الصحيحة المقروءة وفي نسخة حدة (الرائحة) , وعلى ذلك مشى الناظم (تكون في الطيب) بشد التحتية وصف, (والنتن) بفتح النون وسكون الفوقية أي الخبيث الرائحة, وعليه غير واحد. وقال الخفاجي في العناية: الذفر بالمعجمة: شدة ذكاء الرائحة, طيبة أو كريهة, والمشهور اختصاصه بالأول, فيقال: مسك أذفر, (فأما الدفر بالدال. غير المعجمة) وهو المهملة المفتوحة (وإسكان الفاء فلا يكون إلا في النت خاصة, ومنه قيل للدنيا: أم دفر بالدال غير المعجمة) وإسكان الفاء, وحركها القالي في الأمالي, وغلطه السهلي في الروض, وقيل لها ذلك لما فيها من الدواهي والآفات الخبيثة, وزدناها كلامًا في شرح القاموس. (والبنة) بفتح الموحدة والنون المشددة وهاء تأنيث: (الرائحة الطيبة, وقيل البنة: الرائحة: طيبة كانت أو غير طيبة) وعليه اقتصر المجد والجوهري وغيرهما, وأنشد في الصحاح: وعيد تخدج الأرام منه ... وتكره بنة الغنم الذئاب (وجمعها) أي البنة (بنان) بالكسر.

[باب في الآلات وما شاكلها]

[باب في الآلات وما شاكلها] هذا (باب في الآلات) جمع آلة, وهي ما اعتملت به من أداة, تكون واحدًا وجمعًا, أو هي جمع بلا واحد, أو واحد وجمعه آلات. قاله في القاموس, وكلامه الأخير هو المشهور, (وما شاكلها) أي: ماثل الآلات من الأواني المحتاج إليها. (المحلات) بضم الميم جمع محلة اسم فاعل من أحلت صاحبها أين شاء, أي: أنزلته لعدم احتياجه لأحد في المهمات التي يفتقر إليها المسافر ونحوه: (القربة) بالكسر: السقاء من الجلد كما مر. (والفأس) بالفتح مهموزًا ويسهل: آلة للحفر ونحوه معروفة. (والقداحة) بفتح القاف والدال المهملة المشددة وألف وحاء مهملة وهاء تأنيث, وقد تحذف الهاء كما في الصحاح والقاموس: الحجر الذي يوري النار. (والدلو) بالفتح: آلة السقى. و (الشفرة) فتح الشين المعجمة وتكسر وسكون الفاء: السكين العظيم, أو الذي امتهن في العمل أو العريض, أو غير ذلك مما بسطناه في شرح القاموس وحواشي القسطلاني وغيرهما. (والقدر) بكسر القاف وسكون الدال المهملة وراء: آلة الطبخ المعروفة, ولا تلحقها هاء التأنيث - ولو صغرت على جهة الشذوذ كما نبه عليه في الصحاح, وإن كانت مؤنثة في المعنى كما نصوا عليه, وبه تعلم أن قول ناظم الأصل: الدلو والقرية ثم الشفرة ... قداحة والفأس ثم القدرة

من غلطه الواضح, وتقليده للكلام العامي الفاضح الذي يجل عنه من تجلى عى منصة التصنيف, وانتصب إمامًا مرفوعًا في محراب التأليف, والله أعلم. وقد نبهنا في غير كتاب على أن أسماء القدر كلها مؤنثة إلا المرجل كمنبر, وهو قدر من نحاس أو حجر, يقوم على رجل واحدة, فإنه مذكر كما نص عليه الزمخشري وغيره (سميت) هذه الآلات (محلات لأن من كانت معه حل) , أي: نزل (حيث شاء) من الأماكن, ولا يحتاج للقرب من أحد ليستعيرها, ولو قال: لأنها تحله أي: تنزله حيث شاء لإغنائها إياه عن العارية لكان أظهر في كونها محلات, والله أعلم. وذكروا من المحلات: الرحى. قال الجوهري, قال أبو يوسف: المحلتان القدر والرحى, قال: فإذا قيل: المحلات, فهي القدر والرحى والدلو والشفرة والفأس والقربة, أي: من كانت عنده هذه الأدوات حل حيث شاء, وإلا فلابد له من أن يجاور الناس ليستعير منهم بعض هذه الأشياء. وأنشد: لا يعدلن أتايون تضربهم ... نكباء صربًا صحاب المحلات أي: لا يعدلن أتاويون أحدًا بأصحاب المحلات, فحذف المفعول وهو مراد, ويروى: لا يعدلن على ما لم يسم فاعله, أي: لا ينبغي. وزاد فيها المجد فقال في القاموس: المحلتان: القدر والرحى, والمحلات هما والدلو والقربة والجفنة والسكين [والفأس] والزند. فالجوهريل - وإن زاد الرحى

إلا أنه أسقط القداحة. والمجد استوفى ما لها وزاد الجفنة, وهذه الآلات كلها أكيدة كما قالوا, والله أعلم. (والكرزين) بالفتح كما هو قضية القاموس لإطلاقه, وضبطه الجوهري بالكسر وهو الصواب لحكمهم على نونه بالأصالة, وليس لهم «فعليل» بالفتح, فإن كانت النون زائدة أمكن جواز الوجهين, والله أعلم. وفيه أربع لغات: كرزين بكسر الكاف والزاي المعجمة بينهما راء ساكنة وبعد التحتية نون, وبحذف التحتية كزبرج, وإبدال النون ميمًا فيهما, وأنشد الجوهري لجرير: وأورثك القين العلاة ومرجلًا ... وإصلاح أخرات الفؤوس الكرزام وفسره المصنف بقوله: (فأس عظيمة يقطع بها الشجر) وقال غيره: هي المسحاة. (والحدأة بفتح الحاء) والدال المهملتين والهمزة وهاء تأنيث: (الفأس التي لها رأسان) , وجمعها حدأ بغير هاء, قاله الأصمعي, وأنشد للشماخ يصف إبلًا حداد الأسنان: يباكرن العضاة بمقنعاتٍ ... نواجذهن كالحدأ الوقيع ونقله الجوهري وغيره, (وأما الحدأة بالكسر) كعنبة (فهي هذا الطائر المعروف) الذي قالوا: أنه أخس الطير وأخطفه لأطعمة الناس, لكن حكى أبو حيان فيها الفتح وحكى ابن سيده في المحكم فيها المد, والمعروف ما ذكر المصنف كما أوضحته في شرح القاموس وغيره, والله أعلم.

(والفعال) بكسر الفاء وفتح العين المهملة ككتاب: (هراوة الفأس) بكسر الهاء, أي: العصا التي تجعل في عين الفأس لينتفع بها, وتسمى النصاب أيضًا كما في القاموس وغيره, وأغفل الجوهري الفعال بهذا المعنى. (والصاقور) بالصاد أفصح من السين, ولذلك اقتصر عليه الجوهري وغيره, وذكر غير واحد الوجهين: (فأس عظيمة تقطع بها الحجارة) , زاد الجوهري التي لها رأس واحد دقيق. وصقرت الحجارة صقرًا: كسرتها بالصاقور. (وهي) أي الصاقور أو الفرس العظيمة: (المعول) بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو ولام كمنبر (أيضًا) فسرها في التوشيح بالمسحاة, وفي الصحاح بالفأس العظيمة التي ينقر بها الصخر, وفي القاموس بالحديدة التي تنقر بها الجبال. (والفطيس) بكسر الفاء والطاء المشددة المهملة وبعد التحتية سين مهملة وزان «فسيق»: (المطرقة) بالكسر, آلة الطرق (العظيمة). (والعلاة) بفتح العين المهملة واللام كقناة (زبرة الحداد) بضم الزاي وسكون الموحدة: الحديدة التي يطرق عليها, تكون تحت المطرقة (وهي) الزبرة أو العلاة (التي تسمى السندان) بفتح السين المهملة وسكون النون وبعد الدال المهملة ألف ونون زائدتان, ووزنه «فعلان» , وضبطه بعضهم بالكسر وهو وهم. والله أعلم. (والجبأة) بفتح الجيم والهمزة بينهما موحدة ساكنة آخره هاء تأنيث: (الخشبة التي يحذو) بالذال المعجمة كيدعو (عليها الحذاء) بالفتح مشدد الذال المعجمة: صانع الحذاء, أي: النعل (وتسمى) هذه الخشبة (القرزوم) بضم القاف والزاي بينهما راء ساكنة آخره ميم (أيضًا). قال الجوهري: الجبأة مثل الجبهة: القرزوم, وهي الخشبة التي يحذو عليها الحذاء, قال الجعدي:

في مرفقيه تقارب, وله ... بركة زورٍ كجبأة الخزم ثم الذي ضبطناه في القرزوم في أصول هذا الكتاب ما أسلفناه. وقال الجوهري نقلًا عن ابن دريد: القرزوم بالقاف مضمومة: لوح الإسكاف المدور, يشبه كركوة البعير. قال الجوهري: وهي بالفاء أعلى, واقتصر المجد على ذكره في الفاء ثم قال: أو هو بالقاف, والله أعلم. (والميجنة) بكسر الميم وسكون التحتية المبدلة عن واو لوقوعها إثر كسرة وجعلها همزةً وهم سرى إلى الأذهان من استعمال الإجانة مهموزًا بمعناها, وهما مادتان مختلفتان: هذه من وجن بالواو والجيم, وتلك من أجن بالهامزة: (مدقة) بالكسر: آلة دق, (القصار) الذي يقصر الثياب أي بيضها, (وجمعها مواجن) بالواو لأن الجموع ترد الكلمات إلى أصولها. (والبيزرة) بفتح الموحدة في أصولنا وهو مقتضى القاموس, وضبطه بعض بكسرها, وسكون التحتية وفتح الزاي والراء وهاء تأنيث في أصولنا كالصحاح, وبدونها في القاموس كالمبزر كمنبر, (أيضًا, وجمعها بيازر). (والأسقية: زفاق الماء, واحدها) أي: الأسقية (سقاء) بالكسر, وهو جلد السخلة ونحوها إذا أجذعت يتخذ لسقي الماء ومخض اللبن ونحو ذلك. (والوطاب) بالكسر زقاق اللبن, واحدها وطب, بفتح الواو وسكون الطاء المهملة وموحدة و (الأنحاء) بالفتح, (والحمت) بضم الحاء المهملة

الميم وفوقية (زقاق السمن) , (الواحدة) من كل من الجمعين على طريقة اللف والنشر المرتب (نحى) بفتح النون وكسرها وسكون الحاء المهملة وتحتية راجع للأنحاء, (وحميت) بفتح الحاء المهملة وكسر الميم وبعد التحتية فوقية راجع للحمت بضمتين. (وأصغر أوعية السمن) جمع وعاء أي: أوانيه (العكة) بالضم, (ثم المسأب) بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الهمزة وموحدة, وبعضهم يخصه بوعاء العسل, (ثم الحميت) كأمير, (وهو أكبر من المسأب) (ثم النحي) بالكسر والفتح (وهو أعظمها). وفي بعض الأصول الصحيحة وإن تركه ناظم الأصل: (والدنان) بالكسر: (زقاق الخمر, واحدها دن) بفتح الدال المهملة وشد النون وثبت في الأصول, وفي النظم قوله. (والدوارع: زقاق ***, واحدها دارع) بدل الدنان, وكان بعض شيوخنا ينكرها ويقول: *** الدراع بمعنى الزق بناء على أنه بالدال والراء والعين المهملات وهو إنكار صحيح, لكن الظاهر أنه بالذال المعجمة, وأن الواحد ذراع ككتاب لا دارع كما في الأصول والنظم, لأنه لا وجود له ولعله تحريف. قال الجوهري: الذراع: الزق الصغير يسلخ من قبل الذراع والجمع: ذوارع, وهي للشراب, ومثله في القاموس وغيره, وبه يعلم أن كلا من النسختين صحيح, والله أعلم. (والشكاء) بكسر الشين المعجمة: (أسقية صغار تتخذ من مسوك) بالضم جمع مسك بالفتح وهو الجلد: أي من جلود (السخال) جمع سخلة بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة, وهي ولد الشاة ما كان, (والواحدة شكوة) بالفتح. (والغرب) بفتح الغين المعجمة كخلاف الشرق: (الدلو العظيمة) , ومنه

«فانقلبت غربًا» في حديث عمر, (والذنوب) بفتح الذال المعجمة: (الدلو أيضًا) وهو في القرآن (وكذلك السجل) بفتح السين المهملة وسكون الجيم ولام, (وقيل: لا يسمى دلوًا ولا ذنوبًا متى تكون مملوءة) , وهو الذي جزم به فقهاء اللغة كأبي منصور الثعالبي وابن فارس وغيرهما. لكن عبارتهم: لا يقال للدلو سجل إلا إذا كان فيه ماء وإن قل, ولا يقال ذنوب إلا إذا كانت ملأى. (والسلم) بفتح السين المهملة وسكون اللام: (الدلو التي لها عروة واحدة مثل دلاء أصحاب الروايا) جمع راوية وهي المزادة, وأصلها الجمل الذي يحمل المزادة ونحوه, ثم غلب على المزادة فصار حقيقة عرفية فيها, والمراد بأصحاب الروايا السقاءون. قال الجوهري: السلم بالفتح: الدلو لها عروة واحدة نحو دلو السقائين. (والعرقوتان) تثنية عرقوة بالفتح فعلوة, وسبق في ترقوة أنه لا نظير لها غيرها وغير قرنوة وعنصوة وثندوة: (الخشبتان اللتان تعرضان على فم الدلو كالصليب) أي: مختلفتان. (والوذم) بفتح الواو والذال المعجمة وميم: (السيور) من الجلد (التي بين آذان الدلو. وأطراف العراقي) كما في الصحاح قال والواحدة وذمة بالهاء.

(والعناج) بكسر العين المهملة وفتح النون وألف وجيم ككتاب: (حبل يشد تحت الدلو الثقيلة) أي الكبيرة فإنها إذا امتلأت تصير ثقيلة, فيخاف على أسفلها من الوقوع فيشد تحته العناج (ثم يشد) أي: يوصل شده, (إلى العراقي فيكون عونًا للوذم) وللعراقي أيضًا كما في الصحاح. فإذا انقطعت الأوزام أمسكها العناج. قاله الجوهري. (والكرب) بفتح الكاف والراء وموحدة (أن يشد الحبل على العراقي ثم يثنى ثم يثلث) للتوثيق, ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الحبل الكبير قاله الجوهري والمجد وغيرهما. وقد ذكرت هنا قول الحطيئة: سيري أمام فإن الأكثرين حصى ... والأكرمين إذا ما ينسبون أبا قوم إذا عقدوا عقدًا لجارهم ... شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا أولئك الأنف, والأذناب غيرهم ... ومن يسامي بأنف الناقة الذنبا (والدرك) بفتح الدال المهملة والراء وقد تسكن كما حكاه المجد (حبل يجعل في طرف الحبل الكبير ليكون هو) أي الدرك (الذي يلي الماء ولا يعفن) مضارع عفن الحبل بفتح العين المهملة وكسر الفاء كفرح عفنًا وعفونة: إذا مسد بحيث يتفتت عند مسه كما في القاموس, أي لا يتغير ولا يفسد (الحبل) الكبير في الصحاح وغيره: الدرك قطعة حبل تشد في طرف الرشاء إلى عرقوة الدلو ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفن الرشاء,

وظاهره أنه مثل الكرب لأنهم جعلوه لحفظ الحبل الكبير كما أشرنا إليه. وكلام المجد كالصريح في التفرقة, بينهما, وأن الذي يحفظ الرشاء هو الدرك, والكرب للتوثيق, ولذلك يشد ثانيًا وثالثًا, والله أعلم. (وفرغ الدلو) بفتح الفاء وسكون الراء وغين معجمة: (مصب الماء) أي مخرج الماء, أي: المكان الذي يصب فيه الماء من (بين العرقوتين). (والرشاء) بكسر الراء وفتح الشين المعجمة ممدودًا: (الحبل, وجمعه: أرشية) وأنشدني بعض الشيوخ: إذا جرى في كفه الرشاء ... جرى القليب ليس فيه ماء (والمقاط) بكسر الميم وفتح القاف وألف وطاء مهملة: (الحبل أيضًا, وجمعه: مقط) بضمتين. وزعم الجوهري أنه مقلوب من القماط, والصواب أن كل واحد لغة مستقلة لكمال التصرف لهما. (وكذلك الشطن) بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة ونون, (وجمعه: أشطان). (والمسد) بفتح الميم والسين وبالدال المهملتين: (الحبل من الليف) بالكسر, وهو خوص النخل والدوم ونحوه. وقد يطلق المسد على نفس الليف كما صدر به الجوهري, وهو ظاهر {حبل من مسد} ,والله أعلم. (والمغار) بضم الميم وفتح الغين المعجمة اسم مفعول: (الحبل الشديد الفتل). وأغاره: أحكم قتله. (وكذلك المحصد) كمكرم, من أحصد الحبل بالحاء والصاد والدال المهملات أحكم فتله. (والممر) هو في أصول هذا الكتاب, ونظمه بميمين وراؤه مشددة كاسم مفعول أمر, كأن فاتله أمره على يده أو نحو ذلك. وكذلك سمعناه من الشيوخ ولا وجود له في الدواوين التي وقفنا عليها

مع كثرتها وإنما قالوا: المر بالفتح كالمصدر مر الحبل مطلقًا, وأنشد عليه الجوهري قول الراجز: ثم شددنا فوقه بمر والمرير كأمير: ما لطف من الحبال وطال واشتد فتله, فما إخاله إلا تصحيفًا من واحد من هذين, والله أعلم. (والمحملج) اسم مفعول من حملج الحبل بفتح الحاء المهملة, واللام بينهما ميم ساكنة آخره ميم: إذا فتلته فتلًا شديدًا, قاله الجوهري, وأنشد عليه: قلت لخودٍ كاعبٍ عطبول ... مياسةٍ كالظبية الخذول ترنو بعيني شادنٍ كحيلٍ ... هل لك في محملجٍ مفتول؟ ويوجد في أصل صحيح والمجلحم مفعول من جلحم بالجيم والحاء المهملة وهو صحيح وإن أغفله ناظم الأصل كالجوهري. يقال: جلحم الحبل: إذا أحكم فتله, قاله في القاموس, ولعله مقلوب من حملج لاستوائهما في المادة أو كل أصل لكمال التصرف, والله أعلم. (وقوى الحبل) بضم القاف وفتح الواو وجمع قوة: (طاقاته) جمع طاقة (وكذلك آسانة, واحدها أسن) بضمتين, وأنشد الفراء لسعد بن زياد مناة: لقد كنت أهوى الناقمية حقبةٌ ... فقد جعلت آسان وصلٍ تقطع

وقيل: ومنه الماء الآسن لأنه المتغير بالحبال, ثم أطلق على المتغير مطلقًا, وفيه نظر. (والمطمر) بكسر الميم وسكون الطاء المهملة وفتح الميم وراء, ويقال مطمار كمفتاح: (الخيط الذي يقدر) معلومًا (به البناء) بشد النون فاعله, ويجوز أن يقرأ يقدر مجهولًا, البناء مخفف مصدر من بنى بناء, وهو النائب عن الفعل, (وهو الإمام أيضًا) لأنهم يقتدون به كما يقتدى بالإمام, قال الجوهري: الإمام: خشبة البناء يسوى عليها البناء قال: وخلقته حتى إذا تم واستوى ... كمخة ساقٍ, أو كتمن إمام قال الأصمعي يصف سهمًا, ألا ترى إلى قوله بعد: قرنت بحقويه ثلاثًا, فلم يزغ ... عن القصد حتى بصرت بدمام (والبريم) بفتح الموحدة وكسر الراء وبعد التحتية ميم, ومثله المبرم كمكرم: (خيط فيه لونان تشده المرأة في وسطها) , زاد الجوهري وعضدها, وأنشد الأصمعي: إذا المرضع العوجاء جال بريمها (والكر) بفتح الكاف وشد الراء: (الحبل الذي يصعد به على) - وفي نسخة إلى (النخل). (والرمة) بضم الراء وشد الميم وهاء تأنيث: (القطعة من

الحبل) وبها لقبته ذا الرمة. (والمحالة) بفتح الميم والحاء وألف ولام وهاء تأنيث, وقد تحذف الهاء, لغتان: (البكرة) بفتح الموحدة وسكون الكاف, ما يستقى عليها, (العظيمة التي يستقى بها الإبل). (والمحور) بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وراء. (العود الذي في وسط البكرة) تدور عليه, (وربما كان) ذلك العود (من حديد). (والخطاف) بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المشددة المهملة وبعد الألف فاء: (هو الذي تجري فيه البكرة إذا كان من حديد)؛ واشترطوا فيها أن تكون حجناء, أي: معوجة كما في الصحاح والقاموس. (فإن كان من خشب فهو قعو) بفتح القاف وسكون العين المهملة وواو, (والسنة) بكسر السين المهملة وشد النون وهاء تأنيث: (الحديدة التي تشق بها الأرض للحرث) كما نقلها الجوهري عن أبي عمرو وابن الأعرابي, ونقلها السهيلي في الروض الأنف عن الأكثر. (وتسميها) أي السنة (العامة السكة) بالكاف بدل النون, ونسبتها إلى العامة عجيب مع أن الذي فسرها بالحديدة التي يحرث بها هو الأصمعي, ونقلها عنه الجوهري والسهيلي وغير واحد, وأوردها أرباب التآليف قاطبة, وإنما أنكرها أبو عبيد وحده, وقال: إن السكة بالكاف هي السطر من النخل, ففي نسبتها إلى العامة تأمل, إلا أن يقال المراد عامة للغويين, أو عامة الناس اشتهرت عندهم السكة بالكاف دون النون, فإنما يعرفها الخاصة, فإنه حينئذ ظاهر. وكلام الناظم غير سديد إلا أن يريد مناقشة المصنف, فإن كلامه محتمل, والله أعلم. (والنير) بكسر النون وتحتية ساكنة وراء: (المضمد) بكسر الميم وسكون الضاد المعجمة وفتح الميم ودال مهملة, مشهور على الألسنة, ونظمه

ناظم الأصل, لكن خلت عنه دواوين اللغة التي بأيدينا, فهو من لغة العامة التي اشتهرت وليس لها أصل, فكيف يذكره وينسب السكة للعامة مع كونها لم يخل منها ديوان على العكس من المضمد. (وهي) أنث باعتبار ما بعده, وفي نسخ «وهو» باعتبار ما قبله أي النير: (الخشبة التي تجعل في عنق الثور) بالإفراد, وثناه الجوهري, قال في الصحاح: ونير الفدان: الخشبة المعترضة في عنق الثورين, وزاد المجد: «بأداتها» أي الخشبة بأداتها. (والمنصحة) بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد والحاء المهملتين وهاء تأنيث (الإبرة) بالكسر: آلة الخياطة, (وهي) أي الإبرة (المخيط) كمنبر, (والخياط) بكسر الخاء المعجمة ككتاب (أيضًا). (] قال: نصحت الثوب) كمنع: (إذا خطته). (والناصح: الخياط) بفتح الخاء المعجمة وشد التحتية كالنجار ونحوه. (والنصاح) بالكسر (الخيط). (والماوية) كأنها نسبة إلى الماء لصفائها, وكأن القياس أن يقال ما هي بالهاء إن اعتبر الأصل, أو مائي بالهمزة أن اعتبر اللفظ المنسوب إليه دون أصله, لكنهم شبهوه بما همزته عن ياء أو واو, أو شبهت الهاء بحروف المد واللين فهمزت ثم خففت, وجزم ابن هشام في شرح الكعبية بأن النسبة إلى الماء مائي وماوي, وناقشه البغدادي في الحاشية وأوردت ذلك في شرح القاموس, والله أعلم. وفسر الماوية بأنها: (المرآة) بالكسر لأنها آلة اللرؤية. (والوليجة) بفتح الواو وكسر اللام وبعد التحتية حاء مهملة فهاء تأنيث: (الغرارة) بكسر الغين المعجمة ولا تفتح خلافًا لمن زعمه (وجمعها: ولائح

ووليح) بإسقاط الهاء فهو كاسم الجنس الجمعي. (وهي الجوالق) بضم الجيم وكسر اللام وفتحها وبكسر الجيم واللم معًا: معرب كواله كما في فتح الباري, أو جوال كما هو في الفارسية والتركية, وقد أنعمناه شرحًا في حواشي شفاء الغليل والقاموس وغيرهما (أيضًا, والجمع جوالق) بفتح الجيم وكسر اللام لا غيره. (والكرز) بضم الكاف وسكون الراء وزاي (الجوالق الصغير). وفسره ابن السكيت بالخرج. (والسلف) بفتح السين المهملة وسكون اللام وفاء: (الجراب) بالكسر (وجمعه: سلوف) بالضم كفلس وفنوس. (والعرق) بفتح العين المهملة والراء وقد تسكن (الزبيل) بفتح الزاي وكسر الموحدةكأمير: القفة أو الجراب. (والمشآة) بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الهمزة وألف وهاء تأنيث كمرآة: (زبيل من أدم) محركة, أي جلد, وقيدوه بزبيل يخرج به تراب البئر (والجمع مشاء) بالفتح كمراء, قال: ولا ظللنا بالمشائي قيما (والثفال) بكسر المثلثة: (الجلد الذي توضع عليه الرحى) فيطحن باليد ليسقط عليه الدقيق؛ ومنه قول زهير: فتعرككم عرك الرحى بثفالها

(والجعال) بكسر الجيم وفتح العين المهملة (الخرقة) بالكسر, قطعة من ثوب أو نحوه أو غيرها, (تنزل) مجهولًا (به القدر) , نائبه عن النار لئلا تحرق منزلها؛ وأنشدني شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي: إذ لا يبادر في الشتاء وليدنا ... القدر ينزله بغير جعال (والجئاوة) بكسر الجيم وفتح الهمزة والألف فواو فهاء تأنيث: (التي توضع فيها القدر إذا أنزلت) عن النار من جلد أو خصف أو نحو ذلك, وقد تطلق الجئاوة على وعاء القدر. (والوئية) بفتح الواو وكسر الهمزة وشد التحتية وهاء التأنيث (القدر الواسعة) قال: وقدرٍ كرأل الصحصحان وئيةٍ ... أنخت لها بعد الهدوء الأثافيا والوئية أيضًا: الجوالق الضخم والناقة العظيمة البطن كما في غير ديوان, (وجمع وآيا) كعطية وعطايا. (والمذنب) بكسر الميم وسكون الذال المعجمة وفتح النون وموحدة: (المغرفة) بالكسر: آلة الغرف, (وهي المقدحة أيضًا) كالمغرقة وزنًا ومعنى, وتقال لغير هاء أيضًا كما في الصحاح, قال: لنا مقدح منها وللجار مقدح

والمقدحة أيضًا آلة قدح النار. (والقدر الأعشاب) بالفتح على غير قياس كما مر في أسماط, وهي (المتكسرة) وقيل العظيمة. قال في القاموس: قدر أعشار وقدور أعاشير متكسرة على عشر قطع, أو عظيمة لا يحملها إلا عشرة. (والإرة) بكسر الهمزة وفتح الراء المخففة وهاء تأنيث أصله إري كعزة, هي (الحفرة التي توقد فيها النار وجمعها إرات) وجمع مذكر (إرون) كما يقال عزون لأنه من باب سنة على ما عرف في محله. (والمحراث) بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الراء وبعد الألف مثلثة: ما تحرك به النار, يقال: حرث النار كنصر إذا حركها, وهو آلة للحراثة أيضًا أي: شق الأرض للزراعة. (والمحضأ) كمنبر والمحضاء كمفتاح: آلة, من حضأ النار بفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة والهمزة كمنع, إذا أوقدها. (والمسعر) كنبر وهو أشهرها, ومنه قالوا للشجاع: مسعر حرب لأنه يوقدها. (هو) ما ذكر من الألفاظ الثلاثة, معناه: (العود الذي تحرك به النار). (والوطيس) بفتح الواو وكسر الطاء المهملة وتحتية ساكنة فسين مهملة: (شيء يشبه التنور) بفتح الفوقية وشد النون المضمومة وبعد الواو راء هو المخبز, وفسر المجد كالجوهري وغير واحد الوطيس بالتنور, ولذلك كان شيخنا أبو عبد الله بن الشاذلي يسقط قوله «شيء يشبه» ويقول: هو هولا شيء يشبهه, و «حمي الوطيس» كناية عن اشتداد الحرب. والتنور في القرآن فسره «علي» بوجه الأرض وغيره بالمخبز لأنه أبلغ, وقوله (ويخبز فيه) لما يصنع بالتنور, وأن المراد منه هو الخبز فيه.

(والنبراس) بالكسر: (المصباح). (والذبالة) بضم المعجمة (الفتيلة, وجمعها زبال) بإسقاط الهاء, (وهي) أي الفتيلة (الشعيلة) بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة مثلها وزنًا ومعنى (وجمعها شعائل) وشعل بضمتين كصحيفة وصحف كما في المصباح وغيره. * * * ولا يخفى ما ارتكبه المصنف من حسن الصنيع, وإجراء الختم ع لى أسلوب بديع, حيث ختم كتابه بيات الآلات إشارة إلى أن علم اللغة هو الآلة العظمى لسائر العلوم, والأداة القوية البالغة في الإعانة على فهم كل معلوم, وختمها بأسماء النبراس والمصباح إشارة إلى أن من عاناها أعانته على حل المشكلات, وصيرتها عنده أوضح من بياض المصباح, وقد جعلوا علم اللغة أول آلات أهل التفسير والحديث, وبالغوا في الحث على الاعتناء بها في القديم والحديث, وأفرد طائفة احتياج جميع العلوم إليها بالتصانيف, وظهورها على وجه البداهة أغنانا عن التعرض له بتوجيهٍ أو تعليل, وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل, نورل الله قلوبنا بمعارفه, وأفاض علينا بحار عوارفه, وفهمنا به عند مقاصد شرائعه, حتى نروى بما تروى من إحكام أحكامه عن مواد الفهم اللدني, والعلم العندى وشرائعه, بجاه منبع اللغات, ومجمع الحكم البالغات, القائم بجوامع الكلم العربي وشرائعه, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المستمطرين الآداب الدينية والدنيوية من هوامع سحبه, القائمين بتشييد أركان الدين وتسديد سدده وتعضيد أعتابه وشرائعه. آمين يا رب العالمين

§1/1