شرح طيبة النشر لابن الجزري

ابن الجزري

[المقدمة]

[المقدمة] بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله الكريم القائل في محكم تبيانه الحكيم: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا» والصلاة والسلام على من نزل عليه الروح الأمين بكلام رب العالمين وعلى آله وصحبه المكرمين ومن تبعهم إلى يوم الدين. وبعد: فقد حظي كتاب شرح طيبة النشر في القراءات العشر لإمام الحفّاظ وحجة القرّاء أحمد ابن الجزري بمكانة لامعة بين طلبة العلم الشرعي وخاصة من يحفدون لجمع القراءات. فكان موردا ينهلون من معينه ومرجعا يهديهم إلى الرشاد، حيث تفيض من بين صفحاته معلومات سلسبيلة تروي الظمآن وتنعش الروح وتثلج الصدر وتنير الفكر. سيما وأن المؤلف رحمه الله تعالى بيّن بإتقان ملموس وإخلاص مرموق شرحا برّاقا لمتن طيبة النشر يتغذى به بصر كل مماقل له. ثم أتى فضيلة الشيخ العلامة علي محمد الضّباع جزاه الله خيرا وأسدل عليه ثوبا مزركشا بالضبط والإيضاح فازداد بهاء بحلّته النفيسة. ومعاذ الله أن يتجرأ طويلب علم مثلي بالزيادة على ما أفاد به عالمان جليلان جزاهما الله تعالى عنا خير الجزاء، وإنما حاولت قدر المستطاع إزالة كل ما يتعثر به طالب هذا العلم الشريف أو يلحظ منه غموضا، فكان دأبي بعون الله تعالى أن تنقشع هذه الغياهب من الإشكال لينال لبانته وفؤاده مفعم بالأمان. لقد كان نهجي تدوين بعض التعليقات والتشكيل لبعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، وسعيت سعيا حثيثا إلى تليين الرموز الجزلة فعمدت إلى تنظيمها في جداول تسهّل على الطالب الإحاطة بها دونما تعقيد.

ومحاولتي هذه عن تجربة عشتها خلال دراستي لهذا الكتاب الغزير بكل ما ضمّ بين دفتيه من فوائد مع ما يحوي من اختصار في مبناه. وإني أنصح لوجه الله تعالى كل من أراد التمكن منه والاستزادة من المعلومات الجمّة والشاملة أن يشبع مقلتيه وحجاه من كتاب النشر في القراءات العشر للمؤلف رحمه الله تعالى فزيادة مبناه تدل على زيادة معناه والله الموفق لكل خير. وختاما فهذا مما كان يجيش في ذاتي أفضته من فؤادي إلى قلمي ليرشح على الأسطر الهادئة مدادا يفوح منه شذا الرجاء والتوسّل للحق المبين سبحانه وتعالى أن يحفّ أعمالي بالقبول، وأن يجعلني أهلا لخدمة كتابه العزيز، وأن يغفر ويتجاوز عن تقصيري، وأن ينفعنا بكتابه الكريم كي يكون حجة لنا لا علينا، وأن يجعلنا تحت لواء سيد العالمين وإمام العالمين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. أنس مهرة

ترجمة يسيرة عن المؤلف ابن الجزري

ترجمة يسيرة عن المؤلف ابن الجزري (780 نحو 835 هـ- 1378 نحو 1432 م) أحمد بن محمد بن محمد أبو بكر شهاب الدين ابن الجزري مقرئ، دمشقي المولد والوفاة. أخذ عن أبيه وغيره وسمع القراءات الاثنتي عشرة، وتصدر للتدريس ومات بعد أبيه المتوفّى رحمه الله سنة 833 بقليل. له (الحواشي المفهمة في شرح المقدمة) وهي المقدمة الجزرية. (الأعلام 1/ 227).

[خطبة الطيبة]

[خطبة الطيبة] بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: قال محمّد هو ابن الجزري ... يا ذا الجلال ارحمه واستر واغفر الحمد لله على ما يسّره ... من نشر منقول حروف العشرة ثمّ الصّلاة والسّلام السّرمدي ... على النّبيّ المصطفى محمّد وآله وصحبه ومن تلا ... كتاب ربّنا على ما أنزلا وبعد: فالإنسان ليس يشرف ... إلّا بما يحفظه ويعرف لذاك كان حاملوا القرآن ... أشراف الأمّة اولي الإحسان وأنّهم في النّاس أهل الله ... وأنّ ربّنا بهم يباهى وقال في القرآن عنهم وكفى ... بأنّه أورثه من اصطفى وهو في الاخرى شافع مشفّع ... فيه وقوله عليه يسمع يعطى به الملك مع الخلد إذا ... توّجه تاج الكرامة كذا يقرا ويرقى درج الجنان ... وأبواه منه يكسيان فليحرص السّعيد في تحصيله ... ولا يملّ قطّ من ترتيله وليجتهد فيه وفي تصحيحه ... على الّذي نقل من صحيحه فكلّ ما وافق وجه نحو ... وكان للرّسم احتمالا يحوي وصحّ إسنادا هو القرآن ... فهذه الثّلاثة الأركان وحيثما يحتلّ ركن أثبت ... شذوذه لو أنّه في السّبعة فكن على نهج سبيل السّلف ... في مجمع عليه أو مختلف

باب التراجم

وأصل الاختلاف أنّ ربّنا ... أنزله بسبعة مهوّنا وقيل في المراد منها أوجه ... وكونه اختلاف لفظ أوجه قام بها أئمّة القرآن ... ومحرزو التّحقيق والإتقان ومنهم عشر شموس ظهرا ... ضياؤهم وفي الأنام انتشرا حتّى استمدّ نور كلّ بذر ... منهم وعنهم كلّ نجم درّي وها همو يذكرهمو بياني ... كلّ إمام عنه راويان [باب التراجم] [ترجمة نافع وراوييه] (فنافع) بطيبة قد حظيا ... فعنه قالون وورش رويا هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم المدني. ولد في حدود سنة سبعين، وأصله أصبهاني وكان أسود حالكا؛ انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة وأجمع الناس عليه بعد التابعين، وكان إذا تكلم تشم من فيه رائحة المسك لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيه (¬1). توفي سنة تسع وستين ومائة على الصحيح. وطيبة اسم المدينة سماها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمها يثرب فنهى (¬2) عن ذلك، وهي أفضل البقاع عند الإمام مالك رحمه الله تعالى، وقوله حظيا: أمي حصلت له بها حظوة بخت كبير وقبول كثير حتى أقرأ بها أكثر من سبعين سنة، وقال مالك: قراءة نافع سنة. وقالون: هو عيسى بن مينا الزرقي، لقبه نافع بقالون لجودة قراءته لأنه بلغة الروم جيد، وكان قارئ المدينة ونحويها. ولد سنة عشرين ومائة، ومات سنة عشرين ومائتين. وورش: هو أبو سعيد عثمان بن سعيد القبطي المصري، ولد سنة عشر ومائة، ولقب بورش لشدة بياضه، انتهت إليه رئاسة الإقراء بمصر مع التجويد وحسن الصوت، ومات سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى، وقوله: رويا: أي روى كل منهما عن نافع بنفسه بغير واسطة. ¬

_ (¬1) أي في الرؤيا. (¬2) لم أعثر على تخريجه فيما توفر لديّ من كتب الحديث وإنما ذكر هذا المعنى ياقوت الحموي في معجم البلدان والقرطبي في تفسيره وكذلك ابن كثير في تفسير ولم يخرج أحد منهم هذا الحديث ويروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى أعلم.

ترجمة ابن كثير وراوييه

[ترجمة ابن كثير وراوييه] (وابن كثير) مكّة له بلد ... بزّ وقنبل له على سند هو أبو سعيد عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان ابن فيروزان بن هرمز الداري المكي إمام الناس في الإقراء بمكة. ولد سنة خمس وأربعين، وكان فصيحا بليغا أبيض اللحية طويلا أسمر جسيما، يخضب بالحناء ذا سكينة ووقار، لقي بعض الصحابة، ومات سنة مائة وعشرين. ومكة هي البلد الحرام، وأم القرى، ومهبط الوحي، وأفضل البقاع عند الجمهور. والبزي: هو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع ابن أبي بزة المكي، كان إماما في القراءة محققا ضابطا لها ثقة قيما؛ انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة وكان مؤذن المسجد الحرام. ولد سنة مائة وسبعين ومات سنة مائتين وخمسين. وقنبل: هو أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة بجيمين بضم أولاهما مع إسكان الراء، وقنبل لقب له، كان إماما في القراءة متقنا ضابطا؛ انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل إليه الناس من الأمصار. ولد سنة مائة وخمس وتسعين، ومات سنة مائتين وإحدى وتسعين، يقال رجل قنبل: أي غليظ شديد ولذا اختلف في تلقيبه بذلك، والضمير في قوله له عائد على ابن كثير يعني هما راويان له على معنى الاختصاص، أو تكون اللام بمعنى عن كما في قوله تعالى: وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه (¬1) أي عن الذين آمنوا، وقوله على سند: أي معتمدين على سند منهما إليه فيكون الجار والمجرور في موضع الحال منهما؛ والسند الذي بينهما وبين ابن كثير أنهما قرآ على أبي الحسن أحمد بن محمد بن علقمة القواس، وقرأ هو على أبي الإخريط، وقرأ على إسماعيل بن عبد الله، وقرأ على ابن كثير. [ترجمة ابى عمر وراوييه] ثمّ (أبو عمرو) فيحيى عنه ... ونقل الدّوري وسوس منه هو زبان بن العلا بن عمار بن العريان بن عبد الله المازني البصري، اختلف في اسمه كثيرا، كان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الثقة والأمانة والدين. ولد سنة ثمان وستين ومات سنة مائة وخمس (¬2) وخمسين. ¬

_ (¬1) الأحقاف الآية «12» (¬2) نحو وأربع.

ترجمة ابن عامر وراوييه

ويحيى: هو ابن المبارك بن المغيرة أبو محمد اليزيدي، كان ثقة إماما في القراءة وعلامة في اللغات والأدب، مات سنة مائتين واثنتين. والدّوري: هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان البغدادي الضرير شيخ الإقراء في وقته مع الثقة والضبط والإتقان، مات سنة مائتين وست وأربعين. والسّوسي: هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله الرقي، ثقة ضابط مقرئ جليل، مات سنة مائتين وإحدى وستين وقد قارب التسعين. [ترجمة ابن عامر وراوييه] ثمّ (ابن عامر) الدّمشقي بسند ... عنه هشام وابن ذكوان ورد هو أبو عمران عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي، إمام جامع دمشق وقاضيها وشيخ الإقراء بها، إمام كبير وتابعي جليل؛ ولد سنة إحدى وستين ومات سنة مائة وثمان عشرة. وهشام: هو أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي الدمشقي، ولد سنة مائة وثلاث وخمسين، وكان عالم دمشق وخطيبها ومقريها ومحدثها ومفتيها ثقة ضابطا، مات سنة مائتين وخمس وأربعين. وابن ذكوان: هو أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القوشي الدمشقي، ولد سنة مائة وثلاث وسبعين، وكان شيخ الإقراء بالشام على الإطلاق، مات سنة مائتين واثنتين وأربعين، وقوله: بسند نصب على الحال: أي ملتبسين بسند، وقوله: ورد: أي جاء، تقول ورد عن فلان كذا أي جاء، وروى: يعني كل منهما جاء راويا عن ابن عامر بسند لا أنهما رويا عنه نفسه، وذلك أنهما قرآ على أبي سليمان أيوب بن تميم، وعلى أبي محمد سويد بن عبد العزيز، وعلى أبي العباس صدقة بن خالد، وقرأ الثلاثة على أبي عمرو يحيى بن الحارث الذماري، وقرأ هو على ابن عامر رحمه الله تعالى: [ترجمة عاصم وراوييه] ثلاثة من كوفة (فعاصم) ... فعنه شعبة وحفص قائم أي ثلاثة من الأئمة العشرة من مدينة الكوفة، وهم عاصم وحمزة والكسائي كما سيأتي. والكوفة في الأصل: الرملة الحمراء وبها سميت الكوفة، وهي مما مصّر زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ترجمة حمزة وراوييه

فعاصم: هو أبو بكر عاصم بن أبي النجود بهدلة الأسدي مولاهم الكوفي، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد السلمي جلس موضعه ورحل إليه العالم من الأقطار، جمع بين الإتقان والفصاحة والتجويد وحسن الصوت، مات سنة مائة وسبع وعشرين. وشعبة: هو أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم بن الحناط بالنون الأسدي الكوفي، واختلف في اسمه وهو الأشهر، ولد سنة خمس وتسعين، وكان من الأئمة الأعلام حجة ثقة، مات سنة مائة وثلاث وتسعين. وحفص: هو أبو عمر حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي الغاضري البزّاز ولد سنة تسعين. وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم. قال ابن معين: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية حفص، مات سنة مائة وثمانين، وقوله قائم: أي قائم بالقراءة، يقال قام بأمر كذا: أي نهض به وتولاه: [ترجمة حمزة وراوييه] (وحمزة) عنه سليم فخلف ... منه وخلّاد كلاهما اغترف هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي الزيات. ولد سنة ثمانين، وكان إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش، وكان ثقة كبيرا حجة مجوّدا (¬1) فرضيّا نحويّا حافظا للحديث، ورعا زاهدا خاشعا ناسكا، مات سنة مائة وست وخمسين، رحمه الله تعالى. وسليم: هو أبو عيسى سليم بن عيسى بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي، كان إماما في القراءة أخص أصحاب حمزة وأضبطهم، وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة، مات سنة مائة وثمان وثمانين. وخلف: هو أبو محمد خلف بن هشام البزار وسيأتي ترجمته عند ذكره (¬2). وخلاد: هو أبو عيسى خلاد بن خالد الشيباني مولاهم الكوفي، كان إماما ثقة في القراءة محققا مجودا ضابطا أجل أصحاب سليم وأضبطهم، مات سنة ¬

_ (¬1) أي متمكن بعلم الفرائض والإرث. (¬2) الترجمة في الصحيفة- 12 - .

ترجمة الكسائى وراوييه

مائتين وعشرين، وقوله منه: أي من سليم، وقوله كلاهما: أي خلف وخلاد، وقوله: اغترف من الاغتراف: وهو تناول الماء باليد: أي أنهما أخذا القراءة من سليم بلا واسطة لما كان بحرا من بحور القراءة. [ترجمة الكسائى وراوييه] ثمّ (الكسائيّ) الفتى عليّ ... عنه أبو الحارث والدّوريّ هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن تميم بن فيروز الكسائي الكوفي، كان إمام الناس في القراءة في زمانه وأعلمهم بالقراءات وبالنحو ولغة العرب، رحل إليه الخلق وكثر عليه الآخذون حتى كان يجمعهم في مجلس واحد ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ؛ وكان ذا كرم وحشمة وجاه عريض، أدب الخليفتين الأمين والمأمون، مات سنة مائة وتسع وثمانين وبه تم القراء السبعة. وأبو الحارث: هو الليث بن خالد البغدادي، كان ثقة محققا للقراءة قيما بها ضابطا، مات سنة مائتين وأربعين. والدّوري: هو أبو عمر حفص بن عمر المتقدم (¬1) عن أبي عمرو، وقوله: الفتى: الكريم السخي، وعنه: أي رويا عنه بلا واسطة. [ترجمة ابى جعفر وراوييه] ثمّ (أبو جعفر) الحبر الرّضى ... فعنه عيسى وابن جمّاز مضى هو أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني تابعي جليل، أخذ القراءة عن الصحابة، وكان كبير القدر، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة. وقال أبو الزناد: لم يكن بالمدينة أقرأ للسنة من أبي جعفر. وقال مالك: كان أبو جعفر رجلا صالحا. وقال نافع: لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف، فما شك أحد ممن حضره أنه نور القرآن؛ ورؤي في المنام على صورة حسنة، فقال: بشر أصحابي وكل من قرأ القرآن على قراءتي أن الله قد غفر لهم، مات سنة مائة وثلاثين، وهو ثامن القراء بالنسبة إلى هذا الترتيب. ¬

_ (¬1) الصحيفة- 8 - السطر «10».

ترجمة يعقوب وراوييه

وأما عيسى: فهو أبو الحارث عيسى بن وردان المدني الحذاء، كان رئيسا في القراءة ضابطا محققا من أصحاب نافع في القراءة على أبي جعفر ومن قدماء أصحابه، وقد مات في حدود سنة ستين ومائة. وابن جماز: هو أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز الزهري مولاهم المدني، كان مقرئا جليلا ضابطا مشارا إليه في قراءة أبي جعفر ونافع، مات بعيد سنة مائة وخمس وسبعين. والحبر بالفتح على المشهور، ويجوز كسره وهو العالم، والرضى مصدر وصف به للمبالغة: أي مرضي، وقوله: عنه: أي رويا عنه بلا واسطة، وقوله: مضى: أي ذهب، ويقال: أمضى الأمر: أي أنفذه. [ترجمة يعقوب وراوييه] تاسعهم (يعقوب) وهو الحضرميّ ... له رويس ثمّ روح ينتمي أي تاسع القراء العشرة على ترتيب الناظم: هو أبو محمد يعقوب ابن إسحاق بن يزيد بن عبد الله بن إسحاق الحضرمي مولاهم البصري، كان إماما كبيرا ثقة عالما، انتهت إليه رئاسة الإقراء بعد أبي عمرو، وكان إمام جامع البصرة. قال أبو حاتم السجستاني: كان أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهب النحو، مات سنة مائتين وخمس. ورويس: هو أبو عبد الله محمد بن المتوكّل اللؤلؤي البصري المعروف برويس، كان إماما في القراءة ضابطا مشهورا من أحذق أصحاب يعقوب، مات سنة مائتين وثمان وثلاثين. وروح: هو أبو الحسن روح بن عبد المؤمن بن عبدة الهذلي مولاهم البصري النحوي، كان ثقة ضابطا مقرئا حاذقا من أوثق أصحاب يعقوب، مات سنة مائتين وخمس وثلاثين، وقوله: له: أي عنه، وينتمي: أي ينتسب في القراءة. [ترجمة خلف البزّاز وراوييه] والعاشر البزّار وهو (خلف) ... إسحاق مع إدريس عنه يعرف أي من الشموس المشار إليهم بقوله: فمنهم عشر شموس: هو أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب البزار بالراء. ولد سنة خمسين ومائة، وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وكان إماما جليلا عالما ثقة زاهدا، مات سنة مائتين وتسع وعشرين.

باب فى بعض مباحث التراجم

وإسحاق: هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله الوراق المروزي البغدادي، كان قيما بالقراءة ضابطا ثقة، انفرد برواية اختيار خلف عنه، مات سنة مائتين وست وثمانين. وإدريس: هو أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، كان إماما ضابطا محققا ثقة، سئل عنه الدارقطني، فقال ثقة وفوق الثقة بدرجة، روى عن خلف روايته واختياره، مات سنة مائتين واثنتين وتسعين، وقوله: عنه: أي عن خلف، ويعرف بالرواية والقراءة. [باب فى بعض مباحث التراجم] [مبحث طرق الطيبة وراوييه] وهذه الرّواة عنهم طرق ... أصحّها في نشرنا محقّق يعني العشرين؛ لأنه ذكر عن كل قارئ راويين فبلغوا بذلك عشرين إلا أن الدوري منهم روى عن أبي عمرو وعن الكسائي؛ فهم من حيث الذات تسعة عشر، ومن حيث الرواية عشرون، والطرق جمع طريق، وهي لغة: السبيل والمذهب، واصطلاحا هي الرواية عن الرواة عن أئمة القرآن وإن سفلوا، فتقول مثلا: هذه قراءة نافع من رواية قالون من طريق أبي نشيط من طريق بن بويان (¬1) من طريق الفرضي، ولا يقال رواية نافع كما لا يقال قراءة قالون ولا طريق قالون كما لا يقال رواية أبي نشيط؛ فما كان عن أحد الأئمة العشرة أو من هو مثلهم يقال قراءة، وما كان عن أحد رواتهم يقال رواية، وما كان عمن بعدهم وهلم جرا يقال طريق سواء كان من مؤلفي الكتب أو غيرهم؛ فيقال طريق الداني مثلا وطريق الشاطبي، وطريق أبي العز، وطريق الكندي ونحو ذلك، وقد يعد بعض الراويين طريقا بالنسبة إلى قراءة، ويعد رواية بالنسبة إلى أخرى كإدريس هو بالنسبة إلى قراءة حمزة في رواية خلف طريق وبالنسبة إلى خلف في اختياره رواية. إذا علم ذلك، فليعلم أن المؤلف أثابه الله تعالى نظر في هذه الروايات العشرين وجعل في كتابه النشر أصح طرق وردت عنهم، فاختار منها عن كل راو طريقين، وعن كل طريق طريقين فيكون عن كل راو من العشرين أربع طرق غالبا. وحيث لم يتأتّ له ذلك من رواية خلف وخلاد عن حمزة جعل عن خلف ¬

_ (¬1) بويان بموحدة مضمومة فواو فياء تحتية.

أربعة عن إدريس عنه وعن خلاد بنفسه أربعة، وفي رواية رويس عن التّمّار عنه أربعة، وفي رواية إسحاق عن خلف أربعة اثنين عن نفسه واثنين عن ابن أبي عمر عنه، وفي رواية إدريس أربعة عن نفسه ليتم عن كل راو أربعة ويكون عن الرواة العشرين ثمانون طريقا ثم تتشعب هذه الطرق فيما بعد فتبلغ عدة الطرق عن الأئمة العشرة تقريبا من ألف طريق كلها مذكورة في النشر مسماة. فهذا ملخص معنى ما في هذا البيت والبيت الآتي بعده، وأصح الطرق التي عن هؤلاء الرواة مذكور في النشر محقق واضح. باثنين في اثنين وإلّا أربع ... فهي زها ألف طريق تجمع تقدم بيانه في البيت السابق: أي بطريقين في طريقين كما تقدم بيانه ونزيده الآن إيضاحا؛ مثاله في ورش ذكره من طريقين وهما الأزرق والأصبهاني، وعن الأزرق طريقين وهما النحاس وابن سيف، وعن الأصبهاني طريقين وهما هبة الله والمطوعي فصارت طريقين في طريقين، وقوله: فهي زها ألف الخ بيان كون تلك الطرق الثمانين تبلغ ألف طريق أو نحوها أن قالون مثلا ذكره من طريقين: أبي نشيط والحلواني. فأبو نشيط من طريقي ابن بويان والقزّاز، فابن بويان اجتمع له إحدى وعشرون طريقا، والقزاز إحدى عشرة طريقا فيكون لأبي نشيط اثنان وثلاثون طريقا. وأما الحلواني فذكره من طريق ابن أبي مهران وجعفر بن محمد؛ فابن أبي مهران من تسع وعشرين طريقا وجعفر من أربع طرق فيكون لقالون خمسة وستون طريقا، وخذ على ذلك؛ ومن أعظم فوائد معرفة الطرق تحقيق الخلاف وعدم التخليط والتركيب بما لم يقرأ به، فقد وقع في التيسير مع اختصاره مواضع خرج فيها عن طرقه وتبعه على ذلك الشاطبي كما نبه عليه في النّشر مع أنه لم يكن في التيسير عن الأربعة عشر راويا الذين هم عن السبعة سوى أربعة عشر طريقا فليعلم من ذلك قدر ما زاد المؤلف على كتاب التيسير والشاطبية من الطرق والروايات ولله الحمد وهو المستعان؛ وإذا جمعت طرق العشرة الأئمة من النشر تبلغ أكثر من تسعمائة وثمانين طريقا كما فصلت عن راو راو والله أعلم (¬1). ¬

_ (¬1) إذا أردت الاستزادة فعليك بمراجعة كتاب النشر في القراءات العشر للمؤلف رحمه الله: المجلد الأول من الصحيفة «98» إلى «193».

مبحث رموز الائمة العشرة ورواتهم

[مبحث رموز الائمة العشرة ورواتهم] جعلت رمزهم على التّرتيب ... من نافع كذا إلى يعقوب أي جعل الناظم أثابه الله تعالى لتسعة من هؤلاء العشرة ورواتهم رمزا يعرف به قراؤهم ورواتهم على الترتيب في الكلام الآتي في البيت الآتي وهي تسع كلمات كل كلمة على ثلاثة أحرف، الحرف الأول للقارئ والحرفان الآخران لكل راو من راوييه على الترتيب الذي رتبهم في نظمه السابق. بيان ذلك أبج الأولى من الكلمات التسع، الألف منها لنافع والباء لقالون لأنه المذكور بعد نافع، والجيم لورش لأنه بعد قالون ثم كذا في دهز الدال لابن كثير والهاء للبزى والزاى لقنبل، وهكذا في كلمة كلمة وقارئ قارئ وراو راو حتى يعقوب وكلمته ظغش، فالظاء ليعقوب والغين لرويس والشين لروح. (أبج دهز حطّى كلم نصع فضق ... رست ثخذ ظغش) على هذا النّسق أي على هذا النظام من الترتيب وإنما جعل رمزهم كذلك ليسهل على أهل هذه الصناعة فإنهم ألفوا ذلك بمناسبة ما رتبته الشاطبية، واستمد ذلك عنهم وما أراد أن يخالف هذه الطريقة ليكون من يحفظها قادرا على استخراج ما في الشاطبية، وكذلك من يحفظ الشاطبية يقدر على استخراج ما فيها وجعلت الكلمتان الأخيرتان دليلا على رمز أبي جعفر ويعقوب ورواتهما لأن حروفهما جعلت في الشاطبية دليلا على الجمع، فجعل الناظم رمز الجمع كلمات (¬1). ¬

_ (¬1) [تصوير] ملحوظة: هذا الجدول يبيّن اسم كل قارئ ثم رمزه ثم اسم الرواة ثم رمزهم ولم يذكر للبزّاز رمزا لأنه عند ما يذكر قراءته يصرّح باسمه أو أحد رواته، أو قد يذكره بالرموز الكلميّة وستأتك في الصحيفة- 18 - إن شاء الله تعالى.

والواو فاصل ولا رمز يرد ... عن خلف لأنّه لم ينفرد أي أنه جعل الواو فاصلة بين أحرف الخلاف وذلك أنه لما استكمل القراء ورواتهم سبعة وعشرين حرفا لم يبق إلا الواو فجعلها للفصل، ولو لم يجعل ذلك لاختلطت المسائل وعسر التمييز في أكثرها فجعلت لذلك عند الاحتياج إليها، وربما لم يأت بها عند أمن اللبس كقوله: مالك نل ظلا روى السراط مع البيت؛ وأما عند اللبس فلا بد من الإتيان بها نحو قوله: صحب بميت بلد، والميت هم البيت ونحو: وجزمه مدا شفا ويحسب، ونحو ذلك فلا بد من الإتيان بها، وقد تكون الواو في الفصل زائدة كما مثل به وقد تكون من نفس الكلمة نحو قوله: ... وبعد مؤمنا فتح ... ثالثه بالخلف ثابتا وضح وقد تكون من حرف القرآن نحو: لا تأثيم لا لغو مدا كنز، ولا يقبل أنث حق وأعدنا أقصرا، وقوله فاصل؛ يعني فاصلة، والحروف يجوز تذكيرها وتأنيثها باعتبار اللفظ واعتبار المعنى، وعدل عن قول الشاطبية فيصلا إلى فاصل لأنه المشهور إلى هذه الصيغة من أجل سناد التأسيس الذي هو من عيوب القافية ولا رمز يرد الخ، أشار إلى وجه كونه لم يذكر لخلف رمزا وهو أنه لم يكن له حرف من حروف الخلاف انفرد فيها عن قراءة واحد من السبعة أو رواتهم بل انفرد عن حمزة والكسائى وشعبة إلا في حرفين أحدهما (وحرام على قرية أهلكناها) في الأنبياء (¬1) قرأه على رواية حفص وغيره، والثاني في سورة النور (¬2) قرأه على قراءة غيرهم، وكذلك في وجه السكت بين السورتين على ما ذكره أبو العز القلانسى ومن تبعه، ولذلك ذكره الناظم صريحا كما سيأتي، وكذلك ذكر خلاف إدريس عنه في يعكفون في الأعراف (¬3) صريحا؛ فإنه لم يبق له من الحروف ما يجعل له رمزا فإن الحروف استغرقت الأئمة التسعة السابقين ورواتهم كما تقدم ولم يبق منها سوى الواو وجعلت فاصلة؛ ولما كانت موافقته تارة لحمزة وهو الأكثر، وتارة للكسائي، وتارة لشعبة جعل له مع كل رمزا على حدة كما سيأتي، لذلك ¬

_ (¬1) سورة الأنبياء الآية «96». (¬2) سورة النور الآية «36». (¬3) سورة الأعراف الآية «139».

جعله داخلا في رمز حمزة والكسائي ومعهما وشعبة ومعهما وحفص ومع الكوفيين كما سيأتي بيانه قريبا. وحيث جاء رمز لورش فهو ... لأزرق لدى الأصول يروى ومن هنا أخذ في بيان اصطلاحه فذكر في ذلك أنه إذا جاز رمز لورش وهو الجيم فلا يخلو إما أن يكون في الأصول وهي الأبواب المذكورة إلى الفرش كما سيأتي فإنها على ورش من طريق الأزرق ويكون من طريق الأصبهاني كقالون، وذلك لأن الخلاف من طريقى الأزرق والأصبهاني في الأصول كثير فلا بد من إفراده لئلا يقع التركيب، فإن اتفق الأزرق والأصبهاني في حرف سمى ورش باسمه؛ وأما إذا وقع رمز ورش في الفرش فالمراد به ورش من الطريقين، ولم يخرج عن ذلك إلا في حرف واحد وهو «اصطفى» في الصافات (¬1) ذكر فيه الخلاف عن ورش وهو مفرع على الطريقين، فالوصل للأصبهاني والقطع للأزرق كالجماعة واغتفر له ذلك لأنه لا تركيب فيه. والأزرق: هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصرى، كان عدلا أستاذا كبيرا محققا ثقة ضابطا قام بالقراءة بعد ورش بمصر وتلقى الناس روايته من طريقه بالقبول، وأجمع أهل مصر والمغرب والأندلس عليها، ولذلك لم يذكر في التيسير ولا في التبصرة ولا في الهادى ولا في الهداية ولا في الكافي ولا في العنوان ولا في الشاطبية ولا في أكثر كتبهم غيرها؛ ولهذا كانت متقنة محررة عندهم، بخلاف من ذكرها غيرهم كالعراقيين فإنها عندهم غير محققة ولا منقحة ولا صحيحة أيضا، وتوفى الأزرق في حدود الأربعين ومائتين. والأصبهانيّ كقالون وإن ... سمّيت ورشا فالطّريقان إذن هو أبو بكر محمد بن عبد الرحيم بن سعيد بن يزيد بن خالد الأسدي الأصبهاني، كان إماما في رواية ورش ضابطا لها ثقة رحل بسببها إلى مصر فقرأها على أصحابه وأصحاب أصحابه، ثم رجع إلى بغداد فكان أول من أدخلها العراق وأخذها عنه الناس حتى صاروا لا يعرفون رواية ورش إلا من طريقه ولذلك تنسب ¬

_ (¬1) سورة الصّافات الآية «154».

إليه دون من أخذها هو عنه، مات في بغداد سنة مائتين وست وتسعين؛ مثال ما وقع في الأصول من ذلك قوله في باب البسملة وهو أول ما وقع فيه: فاسكت فصل والخلف كم حماجلا، فإنه يدل على أن لكل من ابن عامر وأبي عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق ثلاثة أوجه وهي السكت والوصل والبسملة كما سيأتي، فيكون للأصبهاني عن ورش مثل قالون له البسملة فقط، وذلك من قوله في أول الباب: (¬1) بسمل بين السورتين بي نصف؛ ومثال ما سمى فيه ورش من الأصول ليدخل الطريقان قوله في صلة ميم الجمع: وقبل همز القطع ورش؛ ومثاله أيضا قوله: في باب الهمزتين من كلمتين: وسهل الأخرى رويس قنبل ورش وثامن، وقيل تبدل مدا زكا جودا الخ كما سيأتي (¬2) (¬3) ¬

_ (¬1) باب البسملة ص- 49 - . (¬2) باب الهمزتين من كلمتين ص- 100 - . (¬3) إليك الجدول التالي عن الرموز الكلميّة حيث شرع المؤلف بالحديث عنها وتبيانها وستحظى بإيضاح ملموس وتيسير في استيعاب وحفظ الرموز خلال الجدول: [تصوير]

(فمدنيّ) ثامن ونافع ... (بضريهم) ثالثهم والتّاسع يعني إذا ذكر المدني فالمراد به نافع وأبو جعفر الذي هو ثامن القراء على ما تقدم ترتيبه، وذلك لأنهما كانا بالمدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام: والمدني نسبة إلى المدينة؛ وكذلك إذا ذكر البصرى فالمراد به أبو عمرو الذي وهو ثالث القراء ترتيبا، ويعقوب الذي هو تاسعهم أيضا لأن كلا منهما كان من البصرة. والبصرة بفتح الباء: المدينة المشهورة التي مصّرت زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وحكى كسر صادها؛ ومعناها في الأصل الحجارة البيض الرخوة وبها سميت البصرة، والنسبة إليها بكسر الباء على الفصيح وهو مما خرج عن القياس في باب النسب، وقيل للفرق بين النسب إلى الحجارة وإلى البلد. وخلف في الكوف والرّمز (كفى) ... وهم بغير عاصم لهم (شفا) أي في الكوفة؛ والكوف والكوفات من أسماء الكوفة، يريد أن خلفا داخل في الكوفيين الذين هم عاصم وحمزة والكسائي كما تقدم من قوله ثلاثة من كوفة، فعاصم وإنما أدخله فيهم لأن مادة قراءته منهم ولا يخرج عن قراءتهم ولا عن قراءة أحدهم كما تقدم قوله والرمز كفا: أي ورمز الكوفيين وخلف فيهم كفا. فيكون مدلول كفا لعاصم وحمزة والكسائي وخلف، واختار ذلك لهم لخفته وسهولة دلالته عليهم من حيث الاشتقاق الأكبر ولدلالته على الكفاية وهي مما يثنى به على القراءة كقوله: كفلها الثقل كفا، أو على القارئ كقوله: فرح ظهر كفا أو عليهما، نحو قوله: وقبلا كسر أو فتحا ضم حق كفا؛ قوله وهم الخ يعني رمز هؤلاء بغير أن يكون معهم عاصم شفا فيكون مدلول شفا لحمزة والكسائي وخلف، واختار لهم ذلك لأنه كثيرا ما يرد في الشاطبية لحمزة والكسائي فيكون معينا لحافظ أحد الكتابين كما ذكره في الرمز الحرفي ولحسن دلالته أيضا ولكثرة التصرف في معانيه، فإنه يأتي اسما بمعنى حرف الشيء وطرفه، كقوله تعالى «شفا جرف هار» وبمعنى البقية وبمعنى القليل كقولهم: ما بقى منهم إلا شفا، ويأتي نحو شفا الله، وقد استعمله الناظم بحسب ما يناسبه من المعاني تارة اسما وتارة فعلا وتارة قد يحتملهما. وهم وحفص (صحب) ثمّ (صحبه) ... مع شعبة وخلف وشعبه

أي رمز هؤلاء الثلاثة ومعهم حفص صحب، فيكون مدلول صحب لحمزة والكسائي وخلف وحفص وهو جمع صاحب كراكب وركب وهو أخف من صحاب الذي استعمله الشاطبي في مدلول حمزة والكسائي وحفص (قوله ثم صحبة) أي رمز صحبة للثلاثة المذكورين ومعهم شعبة فيكون مدلول صحبة لحمزة والكسائي وخلف وشعبة وهو أيضا جمع صاحب كفارة وفرهة وهو في الشاطبية لحمزة والكسائي وشعبة فوافقه الناظم أيضا (قوله وخلف الخ) وأول البيت الآتي يعني ورمز خلف وشعبة صفا، لأنه يأتي في الشاطبية لشعبة، ولأنه يأتي اسما مقصورا جمع صفاة: وهو الحجر الأملس، وممدودا وهو خلاف الكدر وفعلا من ذلك ومن الخلاصة: (صفا) وحمزة وبزّار (فتا) ... حمزة مع عليهم (رضى) أتى أي ورمز حمزة مع خلف فتا، لأن الفاء لحمزة فيسهل استحضاره وخلف من جملة رواته؛ والفتى الكريم والسخي والشاب، ويستعمل في الكامل الأخلاق وذي الصفات الجميلة، وقوله: رضى: يعني أن رمز حمزة إذا اتفق مع الكسائي (رضي) لأن الراء رمز الكسائي وهو صاحب حمزة وهو مصدر يوصف به للمبالغة في الثناء ويكون بمعنى المرضى. وخلف مع الكسائيّ (روى) ... وثامن مع تاسع فقل ثوى أي رمز خلف مع الكسائي روى فإن الراء للكسائي وخلف من الآخذين عنه وروى يأتي اسما ممدودا بمعنى أنه حلو وعذب ولطيف، يقال ماء روا إذا وصفته بذلك، ويأتي فعلا من الرواية ومن الرواء أيضا على لغة طيء، يقال رويت من الماء ورويت منه على قلب الياء ألفا في لغتهم (قوله وثامن الخ) أي ورمز أبي جعفر ويعقوب (ثوى) لأن الثاء رمز أبي جعفر فيسهل تناوله ومعناه أقام؛ يقال ثوى بالمكان: إذا أقام به ثواء بالمد. ومدن (مدا) وبصريّ (حما) ... والمدني والمكّ والبصري (سما) يعني رمز المدني وتقدم أنه عبارة عن نافع وأبي جعفر مدا من أجل سهولة النظم ومبادرة دلالته على ذلك من حيث الاشتقاق كما ذكره في كفا للكوفيين ومعناه كفاية (قوله: وبصرى) أي رمز البصرى الذي هو أبو عمرو ويعقوب حما،

لأن الحاء رمز أبي عمرو فيبادر إليه ولأن يعقوب كثير الموافقة له، ومعناه الممنوع من القرب منه والتعرض إليه، ويجيء ممدودا ومعناه المدافع عنه، يقال حاميت عن فلان حمى: أي ناءيت عنه ودافعت (قوله: والمدني الخ) أي رمز المدني والمكى والبصرى سما فيكون مدلوله لنافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو ويعقوب، وقد وافق الشاطبية على ذلك إلا أنه أدخل فيهم أبا جعفر ويعقوب ومعناه علا وارتفع، وقد يأتي اسما من الممدود وهو كل ما علاك؛ والسماء أيضا المطر والسماء واحد السموات يذكّر ويؤنّث. مكّ وبصر (حقّ) مكّ مدني ... (حرم) و (عمّ) شامهم والمدني أي رمز المكى والبصرى حق فيكون مدلوله لابن كثير وأبي عمرو ويعقوب وتبع فيه الشاطبية أيضا (معناه خلاف الباطل) قوله مك أي رمز المكى والمدني حرمى وهو مما تبع فيه الشاطبية أيضا إلا أنه أدخل فيه أبا جعفر وأصله حرمى نسبة إلى الحرمين الشريفين فخفف (¬1) كما خفف غيره من المكى والمدني ونحو وأجرى مجرى المنقوص، ومن ذلك قول الشاعر: وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها ... لغيبة ما كانت من الوحي تعهد (قوله: وعم) أي رمز لابن عامر ونافع وأبي جعفر تبع في ذلك الشاطبي أيضا وهو يأتي اسما وفعلا ومركبا من حرف واسم؛ فمن الإسم العم أخو الأب والعم الجماعة من الناس والمحترم منهم، والفعل من العموم ومن المركب «يتساءلون» أصله عن ما فأدغم وحذف ألف الاستفهام. و (خبر) ثالث ومك (كنز) ... كوف وشام ويجيء الرّمز يعني ورمز (حبر) لأبي عمرو وابن كثير ومعناه العالم المقتدي به فوافق كون الحاء لأبي عمرو وهو أحد أصحاب ابن كثير الذي مادة قراءته منه فكأنهما واحد. قوله: (كنز) أي ورمز كنز للكوفيين وابن عامر ووافق أن الكاف لابن عامر فيبادر الفهم إليه ومعناه المال المجموع والمدفون والمدخر؛ وفي الجملة فكل هذه ¬

_ (¬1) لم يعد مشدّدا

الكلمات دالة على الثناء بالكفاية والصحبة والاصطحاب والصفا والفتوة والرواية والثبات والحماية والسمو، ونحو ذلك قوله: ويجيء الرمز. لما فرغ من الرموز الحرفية والكلمية أخذ في بيان فروعهما في كتابه، ثم ذكر مصطلحه فقال ويجيء الرمز: يعني من الكلمى والحرفي بعد حرف القراءة وقبله كما سيأتي في البيت الآتي بعد. قبل وبعد وبلفظ اغنى ... عن قيده عند اتّضاح المعنى مثاله بعد الحرف وهو الغالب قوله: من الحرفى وأزال في أزل ... فوز وآدم انتصاب الرفع دل ومن الكلمى ينزل خف حق، وقوله: والغيث مع منزلها حق شفا، ومن الكلمى والحرفي جميعا: مالك نل ظلا روى، وقوله ويكتمون حبر صف، وقوله وكسر حج عن شفا، ومثاله قبل الحرف في الحرفي قوله: وصف يمسك خف، وفي الكلمى وعم يرتدد ومنهما جميعا ودم رضا حلا الذي يبشر قوله: (وبلفظ أغنى الخ) يعنى أنه ربما يلفظ بالقراءة في بعض المواضع من غير تقييد وذلك حيث المعنى وأمن اللبس إما بالوزن أو بالخط أو بهما فتارة يلفظ بإحداهما ولا يقيد الأخرى لشهرتها كقوله: مالك نل ظلا، روى السراط مع سراط زن خلفا غلا كيف وقع وتارة يلفظ بإحداهما ويقيد الأخرى كقوله: تفجر الأولى كتقتل ظبا، وتارة بلفظ بالقراءتين معا من غير تقييد لواحدة منهما، كقوله وما يخادعون يخدعون كنز ثوى، وتارة يلفظ بالقراءتين ويقيد بعض الأخرى كقوله: وفي وطأ وطاء واكسر أحزكم (¬1). وأكتفي بضدّها عن ضدّ ... كالحذف والجزم وهمز مدّ يعني أنه إذا كان قيد القراءة ضد للقيد الآخر فإنه يكتفي بذكر أحدهما عن الآخر للاختصار فإن الضدين يدل على الآخر كالحذف مثلا، فإن ضده الإثبات وبالعكس؛ وفي معنى الإثبات قوله زد، وفي معنى الحذف قوله دع، وكالجزم ¬

_ (¬1) هذه أمثلة من المتن على مجيء الرمز الكلمي والحرفي بعد حرف القراءة وقبله وسيأتي كل شاهد في موضعه وخاصة عند ما يشرع في الكلام عن باب فرش الحروف ص- 204.

ضده الرفع ولكنه لا ينعكس، لأنه ذكر بعد ذلك أن الرفع ضده النصب وكالهمز ضده عدم الهمز وبالعكس وكالمد ضده القصر وبالعكس وكالتحريك ضده التسكين وبالعكس، وكالتنوين ضده عدم التنوين وبالعكس، وكالنقل ضده عدم النقل وبالعكس، وكالإمالة ضدها الفتح ولا عكس لأنه ذكر أن ضد الفتح الكسر وسيأتي كالإدغام ضده الإظهار وبالعكس، وكالجمع ضده التوحيد وبالعكس، وكالغيب ضده الخطاب وبالعكس وكالتذكير ضده التأنيث وبالعكس وكالتخفيف ضده التشديد وبالعكس وكالاختلاس ضده الإتمام؛ أي إتمام الحركة ولا ينعكس لاختلاف الحركات، وكالتغليظ ضده الترقيق وبالعكس وكذلك التفخيم، وكالقطع ضده الوصل وبالعكس، وكالإهمال ضده الإعجام وتسمية الفاعل ضدها تجهيله وبالعكس، وكل ذلك سيأتي في موضعه فلا حاجة إلى ذكر أمثلته هنا. ومطلق التّحريك فهو فتح ... وهو للاسكان كذاك الفتح أي إذا أطلق التحريك فإن المراد به الفتح دون الضم والكسر كقوله وكسفا حركا عم نفس. يعني فتح السين بخلاف ما إذا قيد كقوله: نصب إضم حركا به عفا ومقابله الإسكان فيكون ضده سواء كان التحريك مطلقا أو مقيدا كالفتح مع الكسر وكالنصب مع الخفض وكالنون مع الياء؛ فكل من هذه الأربعة يقابل الآخر ويكون ضدا له طردا وعكسا قوله: (وهو للإسكان) أي والتحريك المطلق طردا وعكسا كقوله: حسنا فضم اسكن نها حز عم دل، قوله: والدرك سكن كفا قوله: (كذاك الفتح) أي مثل الفتح للكسر كما سيأتي طردا وعكسا كقوله، واتخذوا بالفتح كم أصل، وقوله: وفتح السلم حرم رشفا. للكسر والنّصب لخفض إخوة ... كالنّون لليا ولضمّ فتحة أي النصب للخفض طردا وعكسا كقوله: وأرجلكم نصب ظبا عن كم أضا، وقوله: أخفض نوره صحب دد ووجه كون هذه الأربعة إخوة لأضدادها جعل كل اثنين منهما يغنى ذكر أحدهما عن الآخر قوله: (كالنون) يعني كذلك النون أخ للياء طردا وعكسا كقوله: نجمعكم نون ظبا، وقوله: ويا سنوتيهم فتا قوله: (ولضم فتحة) أي وجعل أيضا للضم الفتح ضدا طردا وعكسا كما سيأتي في البيت الآتي كقوله: ضم يخافا فز ثوى، وليس في شيء من هذه إشكال لأن أضداد هذه

الثلاثة لا يأتي بها إلا مقيدة كقوله: أولاد نصب شركائهم يجر ومثله لا يعقلون خاطبوا وتحت عم، وقوله: يقبل أنث حق. فإن قيل ذكر هذا تكرار لأن قوله وبلفظ أغنى عن قيده عند اتضاح المعنى. فالجواب أن قوله عند اتضاح المعنى يرده، وليعلم أيضا أن هذه الثلاثة لم تأت في جميع الكتاب مطلقة بل المراد أنها إذا أطلقت من غير قيد يكون كذلك وذلك بحسب ما تيسر في النظم، وإلا فقد وردت مقيدة في كثير من المواضع كقوله: قتل ارفعوا يقول يا فز يعملو، وقوله غيبا وما تشاءون، وقوله خف تساقط في علا ذكر صدا. كالرّفع للنّصب اطردن وأطلقا ... رفعا وتذكيرا وغيبا حقّقا أي كذل جعل الرفع ضد النصب كقوله: يقول ارفع ألا العفو حسنا. وقوله اطردا: يعني أن هاتين الحركتين المذكورتين (¬1) وهما الضم والرفع يكون ضدهما الفتح والنصب كما ذكر على وجه الطرد من غير عكس؛ لأنه تقدم أن الفتح ضده الكسر والنصب ضده الخفض طردا وعكسا، وقوله أطلقا الخ؛ يعني أنه ذكر هذه الأحوال الثلاثة وهي الرفع والتذكير والغيب مطلقة ويريد بها التقييد: أي يعلم من إطلاقه لها أنها المرادة لا أضدادها كقوله: وصية حزم صفا ظلا رفه، وقوله: يكون إذ حما نفا، وقوله: ويغلبون يحشرون رد فتا، وقد جمع الثلاثة في بعض بيت وهو قوله: خالصة إذ يعلموا الرابع صف يفتح في روى. وهذه أرجوزة وجيزة ... جمعت فيها طرقا عزيزه ولما فرغ من اصطلاحه أخذ في ذكر منظومته وما ذكر فيها، فقال وهذه إلى آخر الأبيات وأرجوزة أفعولة من الرجز، وهو ضرب من الشعر؛ سمى بذلك لتقارب أجزائه وقلة حروفه، وجيزة: أي مختصرة من أوجزت الكلام: إذا اختصرته وقصرته مع توفية المعنى، وطرقا: أي روايات ومذاهب، وعزيزة: أي قليلة الوجود كثيرة الدلالة عظيمة القدر. ولا أقول إنّها قد فضلت ... حرز الأماني بل به قد كملت فضلت: أي غلبت في الفضل، من فاضله ففضلته إذا غلبته في الفضل، ¬

_ (¬1) في بعض النسخ بعد هذا البيت: وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي ليسهل استحضار طالب ولم يذكره أحد من الشرح اهـ.

وكملت: أي تمت انتهت وجاءت كاملة من غير نقص، وفي كملت ثلاث لغات فتح الميم وضمها وكسرها وهو أقلها، ووجه كما لها بحرز الأماني أن ناظمها هو المتقدم، والفضل للمتقدم: وأنه الفاتح لهذا الباب والآخذ من كل فضل بأسباب ومقترح ذلك المصطلح، وما وصل صاحب هذه الأرجوزة إلى ما وصل إلا ببركة ذلك الكتاب، وحفظه له حالة الصغر منذ كان في الكتاب، ولولاه لم يصل إلى هذه الرتبة ولم يكن له من هذا العلم نصيب ولا حبة، فالله تعالى يتغمده بالرحمة والغفران ويبوئه في الدار الآخرة أعلى الجنان. وحرز الأماني هي الشاطبية نظم الإمام ولى الله أبي القاسم بن فيرة ابن خلف الرّعينى الشاطبي شيخ الإقراء بالديار المصرية رحمه الله تعالى وجزاه عنا خيرا، توفى في ثامن عشر جمادى الأخرى سنة خمسمائة وتسعين بقاهرة مصر. حوت لما فيه مع التّيسير ... وضعف ضعفه سوى التّحرير أي جمعت هذه الأرجوزة لما في حرز الأماني ولما في كتاب التيسير من القراءات والطرق والروايات ومثله ومثل مثله، وبيان ذلك تقدم عند قوله: وهذه الرواة عنهم طرق، ويجوز في ضعف النصب عطفا على موضع لما فيه والخفض عطفا على ما والتيسير أيضا، وضعف الشيء: مثله، وضعف ضعفه: مثل مثله، وضعفاه: مثلاه، ولو قيل وضعف ضعيفه لجاز وصح ولعله أولى، قوله سوى التحرير: أي غير ما فيها من الإتقان والتحقيق والتقويم، ومن نظر في ذلك بعين الإنصاف علم ذلك بحقه. ضمّنتها كتاب نشر العشر ... فهي به (طيّبة) في النّشر يعني كتاب نشر العشرة وهو كتاب القراءات الذي ألفه الناظم يرجو به رضى الله عنه جزيل ثوابه، ولا حاجة إلى زيادة في وصفه وإطنابه، فإن من وقف عليه علم مقداره حتى قال بعض العلماء من المصنفين: لا تصح رواية القراءة لأحد بعد تأليفه حتى يطلع عليه، وسميت هذه الأرجوزة طيبة؛ وفي تسميتها بذلك تورية حسنة تامة تخدم في معان من طيب الرائحة ومن الحياة ومن البسط ومن الإذاعة ومن كتاب النشر. وها أنا مقدّم عليها ... فوائدا مهمّة لديها

مبحث التجويد

ها حرف تنبيه وأنا ضمير للمتكلم وحده والمتكلمة أيضا، والألف فيه زائدة عند البصريين تحذف منه وصلا عند الجادة وتثبت على إجرائه مجرى الوقف كما أتى هاهنا، وقوله عليها: أي فيها، ومجيء على بمعنى في شائع كقولهم كان هذا على عهد فلان: أي في عهده، ويحتمل أن يكون في أصل معناها، ويكون على حذف مضاف: أي القراءة المذكورة فيها، وقوله فوائدا جمع فائدة: ما أستفيد من علم أو مال، ومهمة: أي شديدة في الاحتياج إليها، وقوله لديها: أي عندها، يريد قارئها وحافظها والراغب فيها، وهذه التي قدمها لا بد من معرفتها لطالب هذا العلم قبل شروعه فيه كما سيأتي: [مبحث التجويد] كالقول في مخارج الحروف ... وكيف يتلى الذّكر والوقوف مخارج هي جمع مخرج: وهي عبارة عن موضع خروج الحرف من الفم، وهي مختلة كما سيأتي بيانه: أي مثل الكلام في مخارج الحروف فإنه من أهم ما يحتاج إليه القارئ والمقرئ، وإن كان أكثر مؤلفى القراءة لا يذكرونه فإنهم يحيلونه على كتب التجويد، وقد ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى في آخر كتابه. والأولى تقديمه ليحيط به المبتدئ علما قبل شروعه لما يتبنى على ذلك من الإظهار والإدغام والإمالة والترقيق والتفخيم، وكذا ما يتعلق بصفات الحروف وتجويدها والوقف والابتداء وغير ذلك قوله: (وكيف يتلى الذكر) يعني من التجويد والتحقيق والتصحيح والحدر والترتيل والتدوير وغير ذلك على ما سيأتي، وقوله والوقوف معطوف على مخارج الحروف: أي كالقول في مخارج الحروف وفي الوقوف وهو جمع وقف ويجمع أيضا على أوقاف مع كونه مصدرا لتنوعه. (مخارج الحروف) سبعة عشر ... على الّذي يختاره من اختبر اختلف في عدد مخارج الحروف؛ فالفصيح عند الناظم وجماعة من المحققين سبعة عشرة مخرجا وهو الذي اختير من حيث الاختبار. وقال كثير من النحاة والقراء ستة عشر لإسقاطهم مخرج الجوفية وهي حروف المد واللين؛ فجعلوا مخرج الألف من أقصر الحلق والواو والياء من مخرج المتحركتين؛ وذهب آخرون إلى أنها أربعة عشر لإسقاطهم مخرج النون واللام والراء فجعلوها من مخرج واحد، وقوله من اختبر: أي من طلب خبر ذلك ومعرفته تحقيقا،

واختبار مخرج الحرف بحقه هو أن يلفظ بهمزة الوصل ويأتي بالحرف بعدها ساكنا أو مشددا وهو أبين مع ملاحظته صفات ذلك الحرف. فالجوف للهاوى وأختيه وهي ... حروف مدّ للهواء تنتهى أي المخرج الأول الجوف وله الألف واسمه الهاوى والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها وهي التي يقال لها حروف المد واللين وتسمى الجوفية، قال الخليل: وإنما نسبن إلى الجوف لأنه آخر انقطاع مخرجهن وتسمى الهاوية أيضا لأنها تنتهي إلى الهواء: أي تتصل به بخلاف غيرها من الحروف؛ وذكر سيبويه في تسميته الألف بالهاوي فقال هو حرف اتسع بهواء صوت مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو لأنك تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك. وقال العلامة أبو شامة: وتسمى هذه الحروف الثلاثة الهاوية، لأنها تخرج من هواء الفم، وقوله وأختيه: يعني أختي الألف الياء والواو في المد لمشاركتهما لها في كون كل واحدة منها حركة ما قبلها من جنسها، وقوله تنتهي: أي انتهاء مقطعها الهواء، فهي تتصل به وليس ذلك لغيرها من الحروف ولهذا امتازت بمخرج وحدها. وقل لأقصى الحلق همز هاء ... ثمّ لوسطه فعين حاء وهذا المخرج الثاني وهو أقصى الحلق وله حرفان الهمزة والهاء قوله: (ثم لوسطه) أي يتلوه المخرج الثالث وهو وسط الحلق وله العين والحاء، والضمير في لوسطه عائد إلى الحلق. أدناه غين خاؤها والقاف ... أقصى اللّسان فوق ثمّ الكاف وهذا المخرج الرابع وهو أدنى الحلق: أي أقربه إلى اللسان وله حرفان وهما الغين والخاء وهذه الأحرف تسمى الحلقية لأنها تخرج من الحلق والمخرج الخامس أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه من الحنك وهو القاف قوله: (قوله ثم الكاف) ثم المخرج السادس وهو أقصى اللسان من أسفل وهو للكاف ويسمى كل منهما لهويا لأنه يخرج من اللهاة وهي بين الفم والحلق. أسفل والوسط فجيم الشّين يا ... والضّاد من حافته إذ وليا قوله: (والوسط) أي المخرج السابع وسط اللسان، وبينه وبين وسط الحنك

وهو للجيم والشين والياء غير المدية؛ وتسمى الشجرية، لأنها تخرج من الشجر؛ وهو عند الخليل مفرج الفم: أي مفتحه، وقال غيره مجمع اللحيين، والمخرج الثامن أول حافة اللسان وما يليه من الأيسر عند الجمهور ومن الأيمن عند الآخرين وهو للضاد، وهو عند الخليل من الحروف الشجرية كما تقدم من تفسير الشجر. لاضراس من أيسر أو يمناها ... واللّام أدناها لمنتهاها أي الأضراس فنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها واعتدّ بالعارض كما سيأتي في النقل وهو منصوب بولى، وقوله من أيسر: أي من الجانب الأيسر عند الجمهور أو من الجانب الأيمن عند الآخرين وقدم الأيسر لأنها منه أيسر، وقوله: واللام الخ: أي المخرج التاسع وهو أدنى حافة اللسان إلى منتهى طرفه وهو اللام. والنّون من طرفه تحت اجعلوا ... والرّا يدانيه لظهر أدخل أي المخرج العاشر: وهو طرف اللسان أسفل اللام للنون قوله: (والراء) أي المخرج الحادي عشر وهو طرف اللسان أيضا يداني مخرج النون ولكنه أدخل إلى ظهر اللسان قليلا، وهذه الحروف الثلاثة تسمى الذلقية نسبة إلى ذلق اللسان: أي طرفه. والطّاء والدّال وتا منه ومن ... عليا الثّنايا والصّفير مستكن أي المخرج الثاني عشر وهو طرف اللسان ومن أصول الثنايا العليا للطاء والدال والتاء وتسمى النطعية لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى وهو سقفه. والثنايا قسمان عليا وسفلى، فميز بالإضافة نحو على القوم وليس في كل جهة إلا ثنيتان لكن المجموعة أربع فعبروا عن المثنى بالجمع تخفيفا وهو هنا أولى من قولهم غليظ الحواجب عظيم المناكب قوله: (والصفير) أي المخرج الثالث عشر لحروف الصفير، وهي الصاد والزاى والسين كما سيأتي في صفات الحروف وهو بين طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى؛ وتسمى الحروف الأسليّة لأنها تخرج من أسلته: أي مستدقّه. منه ومن فوق الثّنايا السّفلى ... والظّاء والذال وثا للعليا

أي المخرج الرابع عشر لهذه الأحرف الثلاثة وهو بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا وتسمى اللثوية نسبة إلى اللثة وهي اللحم المركب فيه الأسنان. من طرفيهما ومن بطن الشّفه ... فالفا مع أطراف الثّنايا المشرفة أي المخرج الخامس عشر: وهو باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا للفاء قوله: (من طرفيهما) أي من طرفي اللسان وأطراف الثنايا العليا، وقوله الشفة؛ أي الشفة السفلى بدليل قوله الثنايا المشرفة فإنه يريد العليا، فتعين أن تكون الشفة السفلى. للشفتين الواو باء ميم ... وغنّة مخرجها الخيشوم أي المخرج السادس عشر: وهو بين الشفتين العليا والسفلى للواو غير المدية والباء والميم فيطبقان في الباء والميم وهذه الثلاثة الأحرف تسمى الشفوية والشفهية لخروجها من الشفتين؛ والمخرج السابع عشر الخيشوم وهو الغنة، وقد تكون في الميم والنون الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمة من الإدغام بالغنة، فإن مخرجهما يتحول في مخرجه في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلى على القول الصحيح كما يتحول مخرج حروف المد من مخرجهما إلى الجوف على الصواب، ولبعض هذه الحروف فروع صحت القراءة بها كالهمزة المسهلة بين بين فهي فرع عن المحققة وألفى الإمالة والتفخيم عن الألف المنتصبة والصاد المشمة بين الصاد والزاى واللام المفخمة. والله الموفق، والخيشوم: هو الخرق المنجذب من الأنف داخل الأنف. (صفاتها) جهر ورخو مستفل ... منفتح مصمتة والضّدّ قل لما فرغ من مخارج الحروف أخذ في بيان صفاتها وذلك مما يحتاج إلى معرفته بين القوي منه والضعيف فذكر في هذا خمسا منها وهو ما له ضد وهي الجهر والرخو والمستفل والمنفتح والمصمت، وأشار إلى أضدادها بقوله: والضد قل؛ ثم ذكر الأضداد المشار إليها عقب هذا البيت كما سيأتي قوله: (والضد قل) أي قل أو أذكر فيما يأتي عقبه. مهموسها (فحثّه شخص سكت) ... شديدها لفظ (أجد قط بكت) أي مهموس الحروف، ثم ذكر هذه الكلمات الثلاث وهي عشرة الفاء

والحاء والثاء والهاء والشين والخاء والصاد والسين والكاف والتاء، قيل لها مهموسة لضعفها، ولذلك يضعف الصوت بها حين جرى النفس معها، فلم يقو الصوت قوته في المجهورة فصار في الصوت بها نوع خفاء إذ كان الهمس من صفات الضعف؛ كما أن الجهر الذي هو ضده من صفات القوت فالهمس الصوت الخفي ومنه قوله تعالى فلا تسمع إلا همسا (¬1) قيل هو صوت مشى الأقدام، وأقوى المهموس الصاد والخاء لما فيهما من الاستعلاء وهو من صفات القوة. وغير المهموس مجهور من قوله جهرت بالشيء إذا أعلنته وذلك لما امتنع النفس أن يجري معها انحصر الصوت بها فقوى التصويت، ولما فرغ من بيان المهموسة أخذ في بيان الشديدة وهي ثمانية أحرف يجمعها لفظ الكلمات الثلاث، وهي الهمزة والجيم والدال والقاف والطاء والباء والكاف والتاء قيل لها شديدة لامتناع الصوت أن يجري معها حال النطق بها لأن الصوت انحصر في المخرج فلم يجر: أي وامتنع قبوله للتليين، بخلاف الرخوة وذلك من صفات القوة وهي ثمانية منها ستة من المجهورة واثنان من المهموسة التاء والكاف، والستة الباقية اجتمع فيها أن النفس لا يجري معها ولا الصوت، وذلك معنى الجهر والشدة جميعا. وبين رخو والشّديد (لن عمر) ... وسبع علو (خصّ ضغط قظ) حصر أي الحروف التي بين الحروف الرخوة وبين الحروف الشديدة خمسة يجمعها حروف هاتين الكلمتين: وهي اللام والنون والعين والميم والراء. يعني أنها بين القبيلين الرخوة والشدة، والباقي من الحروف رخو وهي ستة عشر؛ ومعنى قوله «لن عمر» يا عمر لن فهو منادى حذف حرف ندائه: أي استعمل اللين في أمورك ولا تكن ذا عنف وفظاظة، وفي الحديث «المؤمن هين لين» (¬2) قوله: (وسبع علو) أي هذا الضد الثالث وهو ضد الحروف المستفلة. يعني والحروف المستعيلة سبع حصرتها هذه الكلمات الثلاث، وهي: الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء، وهي حروف التفخيم على الصحيح قوله: (سبع ¬

_ (¬1) سورة طه الآية «108». (¬2) رواه البيهقي في كتاب شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال حديث ضعيف.

علو) أي سبع أحرف كما تقدم من جواز تأنيث الحروف وتذكيرها، وإنما ذكر عددها لئلا يتوهم دخول حصر فيها قوله: (حصر) أي حصرها هذا اللفظ من هذه الكمات؛ ومعناها أقم في القيظ في خص ضغط: أي دنى ضغط: أي ضيق. (وصاد ضاد طاء ظاء) مطبقة ... و (فرّ من لبّ) الحروف المذلقة يعنى هذه الأربعة أحرف هي الحروف المطبقة وهي ضد الحروف المنفتحة، سميت لأنه انطبق على مخرجها من اللسان ما حاذاه من الحنك وذلك غاية القوة، وقوله: وفر من لب: الأصل من لب بالتنوين فحذف الساكن تخفيفا كما قرئ أحد. الله الصمد وهو خبر مقدم والحروف مبتدأ والمذلقة صفة؛ ومعنى اللب: العقل، أي هرب من عقله حيث لم يطق الجور، إذ الفرار مما لا يطاق من سنن المرسلين. اللهم نجنا من القوم الظالمين. والمذلقة: أي المتطرفة وهي ستة يجمعها الكلمات الثلاث، وهي: الفاء والراء والميم والنون والباء، قيل لها مذلقة لتطرفها، لأن ثلاثة منها من طرف اللسان وثلاثة من طرف الشفتين. وضدها المصمتة؛ وسميت بذلك لثقلها وامتناع الكلام بها، فلا توجد كلمة من كلام العرب رباعية فما فوقها بناؤها من الحروف المصمتة، وندر عسجد وعسطوس؛ وقيل إنهما غير أصليين في كلام العرب بل ملحقان فيه؛ ولسهولة هذه الحروف وخفتها على اللسان لا يخلو منها الكلام إلا ما ندر فلذلك ينطق بها بسهولة بلا تكلف. صفيرها (صاد وزي سين) ... قلقلة (قطب جد) واللّين لما فرغ من صفات ما ذكر لها وضده أخذ في صفات أخرى لأحرف مخصوصة لم يذكر لها ضدا، منها حروف الصفير وهي الثلاثة المذكورة؛ سميت حروف الصفير، لأنها يصفر بها وغيرها من الحروف لا صفير فيها. قال مكي: والصفير حدة الصوت. ومنها حروف القلقلة وهي خمسة جمعها في كلمتين وهي: القاف والطاء والباء والجيم والدال؛ سميت بذلك، لأنها إذا سكنت ضعفت فاشتبهت بغيرها فتحتاج إلى إظهار صوت شبه النبرة حال سكونها وإلى زيادة إتمام النطق بها فذلك الصوت في سكونها أبين منه في حركتها، وقوله: قطب جد، يجوز أن يكون أصله قطب جدي فنقلت كسرة الياء إلى الدال على نية

الوقف وعومل معاملة المنقوص فحذف الياء، فيكون فيه إشارة إلى قطب الجدي؛ وهو القطب الشمالي الذي بين الجدي والفرقدين. والجدي: هو النجم الذي إلى جانب القطب، تعرف به القبلة (قوله: واللين) أي وحرفا اللين، وهما: الواو والياء إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما؛ سميا بذلك، لما فيهما من اللين القابل لمدهما كما في باب المد. (واو وياء) سكنا وانفتحا ... قبلهما والانحراف صحّحا يعني وحروف الانحراف اللام والراء على الصحيح خلافا لمن جعله اللام فقط؛ سميا لانحرافهما عن مخرجهما حتى اتصلا بمخرج غيرهما، ويقال إن اللام فيها انحراف إلى ناحية طرف اللسان والراء: فيها انحراف قليل إلى ناحية اللام، ولذلك يجعلها الألثغ لاما. في (اللّام والرّا) وبتكرير جعل ... وللتّفشّي الشّين ضادا استطل يعني وجعل في الراء صفة تكرير فهي صفة ذاتية لها؛ فمعنى تكريرها: ربوها في اللفظ لا إعادتها بعد قطعها هنا، ولذلك يجب أن يتحفظ من إظهار تكريرها لا سيما إذا شددت كما سيأتي النص عليه قريبا، وفي تقديم تكريرها على جعل إشارة إلى أن الراء خص بذلك، فجمع بين الانحراف والتكرير (قوله: وللتفشي) أي وجعل للتفشي الشين؛ والتفشي هو الانتشار، فسمي الشين بذلك، لأنه انتشر صوتها حتى اتصل بمخرج الظاء، وقوله: ضادا استطل: أي أجعلها مستطيلة، أي موصوفة بالاستطالة، وسمي الضاد مستطيلا، لأنه استطال عن الفم عند النطق حتى اتصل بمخرج اللام وذلك لما فيه من القوة بالجهر والاستعلاء والإطباق. (ويقرأ القرآن) بالتّحقيق مع ... حدر وتدوير وكلّ متّبع لما فرغ من الكلام على مخارج الحروف وصفاتها شرع في بيان كيف يقرأ القرآن، فذكر أنه بالتحقيق وبالحدر والتدوير: أي التوسط بين حالي التحقيق والحدر. والتحقيق: هو المبالغة في الإتيان بالشيء على حقه من غير زيادة فيه ولا نقص منه؛ وهو عند أئمة القراء: إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق الهمز وإتمام الحركات وإظهار الحروف وكمال التشديدات وتوفية

الصفات وتفكيك الحروف وهو بيانها وإخراج بعضها عن بعض والسكت والترتيل والتؤدة وملاحظة الجائز من الوقوف من غير أن يتجاوز فيه إلى حد الإفراط. والحدر: هو الإسراع وهو عندهم عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتحقيقها بالقصر والاختلاس والإبدال والإدغام ونحو ذلك مما صحت به الرواية مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب، فهو ضد التحقيق؛ لتكثير الحسنات وإحراز فضل كثرة التلاوة، فليحترز فيه عن بتر الحروف المدية وإذهاب صوت الغنة وقصر المد المتصل واللازم، وعن التفريط إلى حالة لا تجوز القراءة بها. والتدوير: عبارة عن التوسط بين المقامين كما هو مذهب أكثر القراء. مع حسن صوت بلحون العرب ... مرتّلا مجوّدا بالعربي أي ويراعى هذه الأحوال الثلاثة مع حسن الصوت، لقوله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم» (¬1) وقوله: «ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن» (¬2) وغير ذلك من الأحاديث، وقوله: «بلحون العرب» لما ورد عنه عليه الصلاة والسلام «اقرءوا القرآن بلحون العرب وإياكم ولحون أهل الفسق» (¬3) وقوله: مرتلا، لقوله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا (¬4)، قال ابن عباس: بينه. وقال مجاهد: تأنّ فيه، وقال غيره: تثبت في قراءته وتمهل فيها؛ وعن علي رضي الله عنه: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف (قوله: مجودا) أي في غاية الجودة كما سيأتي في البيت الآتي، وقوله بالعربي: أي بلفظ العرب من اللغة العربية لا باللفظ العجمي من تفخيم الألفات وتصفير الصادات وتطنين النونات وتسمين الحروف. وترعيد المدات، بل قراءة سهلة عذبة حلوة لطيفة لا مضغ فيها ولا لوك فيها ولا تعسف ولا تكلف ولا تصنع ولا تقطع (¬5) غير خارجة عن طباع العرب وكلام الفصحاء. ¬

_ (¬1) رواه البخاري «792» والترمذي واحمد ورقمه في صحيح مسلم: «4736». وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم عن البراءة رضي الله عنه وقالوا حديث صحيح. (¬2) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال حديث صحيح. وكذا رواه مسلم/ باب تحسين الصوت بالقرآن/ 2111/ (¬3) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان عن حذيفة رضي الله. (¬4) سورة المزّمّل الآية «4». (¬5) تقطع: نحو تنطع.

والأخذ بالتّجويد حتم لازم ... من لم يصحّح القرآن آثم أي القراءة والإقراء بالتجويد: وهو انتهاء الغاية في التصحيح وبلوغ النهاية في التحسين، من جوّد فلان كذا: أي فعله جيدا، وهو ضد قوله: رديئا، فلذلك كان عندهم عبارة عن الإتيان بالقراءة مجودة اللفظ بريئة من الرداءة في النطق وذلك واجب على من يقدر؛ لأن الله تعالى أنزل به كتابه المجيد ووصل من نبيه عليه الصلاة والسلام متواترا بالتجويد قوله: (من لم يصحح القرآن) أي من لم يصحح القرآن مع قدرته على ذلك فهو آثم عاص بالتقصير غاشّ لكتاب الله تعالى على هذا التقدير. وقال صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله» (¬1) الحديث وقال عليه الصلاة والسلام «إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل». (¬2) لأنّه به الإله أنزلا ... وهكذا منه إلينا وصلا أي لأن الله تعالى به: أي بالتصحيح أنزله، والضمير ضمير الشأن، ويجوز أن يعود على القرآن، وهذا بيان لما قدمه واستدلال على ما ذكره من أنه من لم يصحح القرآن؛ أي ألفاظه مع القدرة فهو آثم، وذلك أن الله تعالى أنزل العظيم بهذا التصحيح من التجويد الذي تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تلقاه من الملك الكريم أمين الله على وحيه المجيد، وكلامه القديم عن رب العالمين، على هذا الوجه أجمع أئمة القراءة من أهل الأداء وتلقته الأمة المعصومة من الخطأ عنهم كذلك. وهو إعطاء الحروف حقّها ... من صفة لها ومستحقّها مكمّلا من غير ما تكلّف ... باللطف في النّطق بلا تعسّف فرقّقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف ثم شرع في النص على أمور مهمة تتعلق بتصحيح التلاوة وتجويد القراءة لا بد للقارئ من الوقوف عليها: منها أن الحروف المستفلة وهي ما عدا المستعيلة تكون أبدا مرققة إلا ما وردت الرواية بتفخيمه كاللام والراء في بعض الأحوال كما ¬

_ (¬1) رواه مسلم (باب بيان أن الدين النصيحة) رقم/ 55/. (¬2) رواه السجزي في الإبانة عن زيد ابن ثابت رضي الله عنه وقال حديث ضعيف.

الأحوال كما سننبه عليه قريبا إن شاء الله تعالى قوله: (وحاذرا) أي احذر من تفخيم الألف وذلك مهم يجب التنبيه عليه، فإن ذلك قد فشا كثيرا وأخذ عن العجم تقليدا وذلك لا يجوز، والألف حرف هواء لا توصف بتفخيم ولا ترقيق بل تبع لما قبله إن كان مفخما فخم، وإن كان مرققا رقق، خلافا لمن أطلق ترقيقه وإن كان قبله حرف تفخيم. كهمز الحمد أعوذ اهدنا ... الله ثمّ لام لله لنا وهذا أمثلة مما يتحفظ بترقيقه من حيث إن اللسان ربما سبق إلى تفخيمه وهو سر ما سرقته الطباع من العجم والنبط؛ مثل الهمز في الحمد لله إذا ابتدأ بها وكذلك من أعوذ بالله واهدنا حالة الابتداء وكذا الله، والتحفظ فيه آكد لوجود اللام المفخمة بعده، وكذلك ينبغي أن يتحفظ بترقيق اللام من لله ولنا، وكل ذلك مما تحكمه المشافهة وتسهله الرياضة. وليتلطّف وعلى الله ولا الض ... والميم من مخمصة ومن مرض أي وكذلك يجب التحفظ بترقيق اللام من قوله: «وليتلطف» (¬1) أعني اللام بعد التاء، فإن الطاء بعده لقوته وشدة تفخيمه يجذب اللسان إلى تفخيمه، وما ذكره بعض المغاربة من تفخيمه لورش فخطأ كما نبه عليه في النشر. ورأيت في النوم سنة تسعين وسبعمائة وأنا أقرأ في النوم سورة الكهف، فلما وصلت إلى هذه الكلمة فإذا شخص يلفظها إلى مرققة في غاية اللطف وكأنه يقول قل هكذا، وكذا يجب ترقيق اللام الأولى من «وعلى الله» (¬2) ومن «ولا الضالين» (¬3) لأن تفخيم الحرف بعده يجذبه إلى التفخيم، وكذلك يتحفظ بترقيق الميمين من «مخمصة» (¬4) لأن الأولى بعدها خاء والثانية صاد وكلاهما حرف تفخيم وكذلك الميم من مرض يتحفظ بترقيقها، فإن كثيرا من القراء لا يكادون يأتون بها إلا مفخمة بسبب تفخيم الراء وذلك خطأ فاحش. وباء بسم باطل وبرق ... وحاء حصحص أحطت الحقّ ¬

_ (¬1) سورة الكهف الآية «19». (¬2) في كل المواضع في القرآن الكريم. (¬3) سورة الفاتحة الآية «7». (¬4) سورة المائدة الآية «3» وغيرها من السور.

وكذا ينبغي أن يتحفظ بترقيق الباء من بسم فإن كثيرا من الناس يريد أن يبين صفة الشدة منها فيسبق لسانه إلى تفخيمها وهو لا يشعر، وكذلك الباء من باطل من أجل الطاء فكثير من الناس لا يأتي بها إلا مفخمة مع الألف بعدها أيضا، وكذلك يتعين التحفظ بترقيق الباء من برق والحاء من حصحص وكذا من أحطت ومن الحق، فكل ذلك يسبق اللسان فيه إلى التفخيم من أجل الحرف المفخم بعده. وبيّن الإطباق من أحطت مع ... بسطت والخلف بنخلقكم وقع فيه إشارة إلى مسألة يجب الاعتناء بمعرفتها، وهي أنه إذا التقى متماثلان أو متجانسان وسبق إحداهما بالسكون فإنه يجب إدغامه كما سيأتي قريبا؛ ولما التقت في أحطت (¬1) وبسطت (¬2) الطاء والتاء وكان لا بد من الإدغام وكانت الطاء أقوى من التاء لما فيها من صفات القوة أدغمت وبقي من صفتها ما يدل عليها وهو الإطباق فليلفظ بالخاء والسين ثم يشار باللفظ إلى صفة الإطباق ثم يلفظ بالتاء مشددة، ونظير ذلك إدغام النون الساكنة في الياء والواو مع بقاء الغنة؛ وقد ذهب بعض أهل الأداء إلى أن ذلك في هذه الحروف ليس بإدغام لكنه إخفاء لوجود ما يمنع من الإدغام فيه وهو الصفة القائمة، والصحيح أنه إدغام لكنه ليس بكامل؛ ثم إن أهل الأداء اختلفوا في إدغام القاف الساكنة في الكاف من قوله: «ألم نخلقكم من ماء مهين» (¬3) هل يلفظ بها كاملا من غير إبقاء صفة الاستعلاء من القاف أو ناقصا تبقيه للصفة لأجل قوة القاف بذلك؟ فذهب الداني وجماعة إلى الأول وهو الأصح، وذهب مكي إلى الثاني، وكلاهما مأخوذ به كما بينه في النشر، وهذا معنى قوله: والخلف بنخلقكم وقع: أي كان ووجد وجرى. وأظهر الغنّة من نون ومن ... ميم إذا ما شدّدا وأخفين يشير إلى فائدة يكثر دورها ويغفل عنها وهي أن النون والميم إذا وقعتا مشددتين نحو: إن و «منا بعد» وأما ومما ولما، فإنه لا فرق بينهما وبين «عن ¬

_ (¬1) سورة النمل الآية «22». (¬2) سورة المائدة الآية «28». (¬3) سورة المرسلات الآية «20».

نفس، وهم من» فليعلم ذلك وليتحفظ به (قوله: وأخفين الخ) من البيت الثالث ذكر أحكام الميم الساكنة كما سيأتي. الميم إن تسكن بغنّة لدى ... باء على المختار من أهل الأدا اعلم أن للميم الساكنة أحكاما كما للنون الساكنة، وقد ذكر القراء أحكام النون الساكنة استطرادا لما وقع في بعضها من الخلاف ولم يذكروا الميم، بل نبه بعض من ألف في التجويد على بعض أحكامها ووقع بسبب ذلك وهم كثير، وقد استوفى الناظم ذكرها بأحسن بيان في كتاب النشر، وأشار هنا إلى ما فيه كفاية فقال: وأخفين الميم إن تسكن بغنة الخ البيت الآتي بعد، وأشار إلى تتميم ذلك في البيت الثالث، ومراده أن للميم الساكنة أحكاما ثلاثة إدغام وإخفاء وإظهار؛ فالإدغام إذا سكنت عند ميم مثلها كما يخرج من قوله فيما يأتي: وأولى مثل وجنس إن سكن، وهذا الإدغام يكون بغنة كما تقدم من قوله السابق: وأظهر الغنة من نون ومن ميم إذا ما شددا ... الثاني الإخفاء، يعني إذا سكنت الميم وأتى بعدها باء نحو: «ومن يعتصم بالله، ربهم بهم»، فإن أهل الأداء اختلفوا في اللفظ بها، فقال بعضهم تكون مخفاة بغنة. وقال آخرون تكون مظهرة والأول هو المختار عند الناظم؛ وعند أكثر المحققين كما أشار إليه عمرو كما سيأتي في بابه، وعلى إخفائها إذا كانت مقلوبة من الساكنة كما سيأتي في بابها. والحكم الثالث الإظهار كما سيأتي عند باقي الحروف في البيت الآتي. أظهرنها عند باقي الأحرف ... واحذر لدى واو وفا أن تختفي وهذا الحكم الثالث من أحكام الميم وهو الإظهار عند سائر الحروف: أي سوى الباء كما تقدم وسوى الميم كما سيأتي في البيت الآتي نحو الحمد، وأنعمت، وعليهم غير، وهم يوقنون، ولهم عذاب أليم، عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون، وأنهم هم وليتحفظ بإظهارها إذا وقعت بعدها فاء أو واو نحو هم فيها، عليهم ولا لئلا يسبق اللسان إلى إخفائها من أجل قرب المخرجين وهذا مما لا خلاف فيه، وما وقع من حكاية الإخفاء عندهما عن السوسي وغيره فشاذ لا يقرأ به، وكذلك ما يفهم من عبارة بعضهم من الإخفاء

عند غيرهما فغلط فاحش لا يلتفت إليه كما حققنا ذلك في غير هذه المواضع. وأوّلى مثل وجس إن سكن ... أدغم كقل ربّ وبل لا وأبن وهذه قاعدة كلية أشار إليها الناظم؛ وهي أنه إذا التقى حرفان وكانا مثلين أو جنسين وكانا أولهما ساكنا وجب إدغام الأول منهما نحو: «فاضرب به، وقد دخلوا، وإذ ذهب، وقل لهم، وهم من، عن نفس، بل لا، يدرككم، يوجهه» والجنسان نحو: «قل رب، (¬1) قالت طائفة، (¬2) أثقلت دعوا الله، (¬3) إذ ظلمتم، (¬4) قد تبين» (¬5) إلا يكون أول المثلين حرف مد وأول الجنسين حرف حلق كما سيأتي في البيت الآتي: سبّحه فاصفح عنهم وقالوا وهم ... في يوم لا تزغ قلوب قل نعم أي وأظهر الحاء عند الهاء من سبحه: يعني من قوله تعالى ومن الليل فسبحه (¬6) لأنها حرف حلق، وكثير من الناس من سبق لسانهم إلى النطق بها حاء مشددة، وذلك لأن الحاء حرف ضعيف والهاء أقوى منه فيجذب الحاء الهاء فيقلبها من جنسها ثم تدغم فيها وذلك لحن وخطأ فليحترز منه، وكذلك قوله: «فاصفح عنهم» (¬7) وإن كانا من مخرج واحد فإنه لا يجوز إدغام الحاء في العين فلذلك نص عليه، وكذلك لا يجوز إدغام الواو المدية في واو بعدها نحو «قالوا وهم» ولا الياء المدية في ياء بعدها نحو «قالوا وهم» ولا الياء المدية في ياء بعدها نحو «في يوم» بخلاف الواو اللينة نحو «عصوا وكانوا» فإنه لا خلاف في إدغامها ولم تقع في القرآن المجيد ياء لينة بعدها ياء ولو وقع لوجب الإدغام أيضا نحو رأيت غلامي يوسف؛ ثم نص على إظهار الغين عند القاف من قوله تعالى لا تزغ قلوبنا فإنه ربما نطق بإدغامها من لا يعلم لقرب المخرجين، وكذلك يجب إظهار اللام الساكنة من قوله: قل نعم، وإن كانا متجانسين عند بعضهم والله الموفق. وبعد ما تحسن أن تجوّدا ... لا بد أن تعرف وقفا وابتدأ ¬

_ (¬1) سورة طه الآية «114» وفي غيرها كذلك. (¬2) سورة الأحزاب الآية «13» وفي غيرها كذلك (¬3) سورة الأعراف الآية «189». (¬4) سورة الزخرف الآية «39». (¬5) سورة البقرة الآية «256». (¬6) سورة الطور الآية «49». (¬7) سورة الزخرف الآية «89».

أي وبعد علمك بالتجويد يجب أن تعرف الوقف والابتداء لما نقل عن عليّ رضي الله عنه وقد سئل عن قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا فقال: الترتيل هنا تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، فيلزم المقرئ أيضا أن يعرف الوقف والابتداء؛ ولهما حالتان: إحداهما ما يوقف عليه ويبتدأ به، وثانيهما كيف يوقف وكيف يبتدأ؟ وهذا يتعلق بالقراءة كما سيأتي في بابي الوقف على أواخر الكلام وعلى مرسوم الخط، والكلام هنا على ما يوقف عليه ويبتدأ به، وللناس في ذلك كتب ومصطلحات، وأقربها ما قرره الناظم على مقتضى اصطلاح الحافظ أبي عمرو الداني ومن تبعه كما سيأتي في البيت الآتي بعده. فاللّفظ إن تمّ ولا تعلّقا ... تامّ وكاف إن بمعنى علّقا يعني أن الكلام إما أن يتم أولا؛ فإن تم، فلا يخلو إما أن لا يكون له تعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى أو يكون له تعلق، والأمل الوقف المصطلح عليه بالتام فيوقف عليه ويبتدأ بما بعده، وإن كان له تعلق، فلا يخلو إما أن يكون تعلقه من جهة المعنى أو من جهة اللفظ؛ فالأول الوقف المصطلح عليه بالكافي، وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده، وإن كان متعلقا من جهة اللفظ فهو الوقف المصطلح عليه بالحسن، فيجوز الوقف عليه لتمامه ولا يجوز الابتداء بما بعده لتعلقه بما قبله لفظا ومعنى، إلا أن يكون رأس آية فإنه يجوز في اختيار الأكثر لمجيئه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سنذكره. وبقي القسم الثاني من التقسيم الأول وهو أن لا يتم الكلام عليه فهو الوقف القبيح في مصطلحهم لا يجوز الوقف عليه ولا الابتداء بما بعده قوله: (تام) خففه ضرورة وذلك جائز في الشعر، وهذا القسم من الوقوف وهو التام أكثر ما يجيء في رءوس الآي وانقضاء القصص كالوقف على بسم الله الرحمن الرحيم والابتداء من الحمد لله رب العالمين والوقف على مالك يوم الدين والابتداء بإياك نعبد ونحو وأولئك هم المفلحون والابتداء ب «إن الذين كفروا» وقد يكون قبل انقضاء الآية نحو وجعلوا أعزة أهلها أذلة فإنه آخر حكاية كلام بلقيس، ثم قال تعالى وكذلك يفعلون وقد يكون وسط الآية نحو: لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وهو حكاية تمام قول الظالم، ثم قال تعالى وكان الشيطان للإنسان خذولا وقد يكون بعد انقضاء الآية بكلمة نحو لم نجعل لهم من دونها سترا هذا آخر الآية

وتمام الكلام «كذلك» أي أمر ذي القرنين كذلك؛ وقد يكون على تفسير دون آخر وعلى إعراب دون آخر وعلى قراءة أخرى كما بسطناه في كتاب الاهتداء وأشار إليه في النشر. قف وابتدئ وإن بلفظ فحسن ... فقف ولابتدا سوى الآي يسن أي قف على كل من التام والكافي وابتدئ بما بعدهما، وإن تعلق باللفظ فهو الحسن كما سبق قوله: فقف ولا تبدأ: أي يجوز الوقف على الوقف المصطلح عليه بالحسن دون الابتداء بما بعده، وكذلك يجوز الوقف على الحمد لله وعلى رب العالمين وعلى الرحيم وعلى المستقيم وأنعمت عليهم فإن الوقف على ذلك ونحوه حسن لأن المراد منه فهم، ولكن الابتداء بما بعده لا يجوز إلا ما كان منه رأس آية كما استثناه فقال: سوى الآي يسن: أي إلا أن يكون الحسن رأس آية فإنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الوقف عليه في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها، وهو حديث حسن وإسناده صحيح، والحديث (¬1) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. قال الداني وغيره وهو سنة. وغير ما تمّ قبيح وله ... يوقف مضطرّا ويبدا قبله أي وغير ما تم من الكلام الوقف عليه قبيح لا يجوز تعمد الوقف عليه إلا لضرورة كانقطاع نفس أو اختبار أو نحو ذلك لعدم الفائدة أو لفساد المعنى وذلك كالوقف على بسم أو (الحمد) أو (رب) أو (مالك) أو (إياك) أو صراط الذين فإن اضطر إلى الوقف بدأ بما قبله قوله: (يوقف) أي حالة اضطراره من انقطاع نفس أو نحوه قوله: (ويبدأ قبله) أي إذا اضطر إلى الوقف على القبيح فلا يبدأ بما بعده بل يعود إلى ما قبله ويبتدئ به كما وقف على الحمد لله رب مثلا، فإنه يبتدئ رب العالمين أو لله رب العالمين. وليس في القرآن من وقف يجب ... ولا حرام غير ما له سبب وهذه مسألة يتعين التنبيه عليها وهي أنه وقع في كلام كثير ممن ألف في ¬

_ (¬1) رواه الترمذي في ثواب القرآن برقم 2924 والنسائي برقم 1023 وأبو داود برقم 1466.

مبحث الوقف والابتداء

الوقوف قولهم الوقف على هذا واجب أو لازم أو حرام أو لا يحل أو نحو ذلك من الألفاظ الدالة على الوجوب أو التحريم، ولا يريدون بذلك المقرر عند الفقهاء مما يثاب على فعله ويعاقب على تركه أو يعاقب على فعله ويثاب على تركه، بل المراد أنه ينبغي للقارئ أن يقف عليه، لنكتة، (¬1) أو لمعنى يستفاد من الوقف عليه، أو لئلا يتوهم من الوصل تغيير المعنى المقصود، أو لا ينبغي الوقف عليه ولا الابتداء بما بعده لما يتوهم من تغيير المعنى أو بشاعة اللفظ ونحو ذلك؛ فمن الأول قوله تعالى ولا يحزنك قولهم (¬2) قال السجاوندي: الوقف عليه واجب لئلا يتوهم أن ما بعده، وهو إن العزة لله جميعا من قولهم بل هو ابتداء من قول الله تعالى، ويؤدي هذا المعنى كسر إن فإنها تكسر بعد القول، ومن الثاني الوقف على قوله: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى (¬3) فإنه يفهم أن الموتى يستجيبون مع الذين يسمعون وليس كذلك، وإنما المعنى أن الموتى لا يستجيبون بل يبعثهم الله تعالى، وكذلك الوقف على نحو إن الله لا يستحي (¬4) وإن الله لا يهدي (¬5) كل ذلك لا يجوز، فإن قصد أحد ذلك والعياذ بالله تعالى تغير المعنى المراد إلى غيره كان حراما معاقبا عليه بهذا السبب لا بغيره، والله أعلم. [مبحث الوقف والابتداء] وفيهما رعاية الرّسم اشترط ... والقطع كالوقف وبالآي شرط يعني أن في الوقف والابتداء يشترط رعاية الرسم: أي رسم المصاحف العثمانية المجمع عليها أو أحدها فيوقف على ما حذف لفظا بالإثبات كالألف من قوله تعالى: وقالا الحمد لله (¬6) والياء من يؤتى الحكمة (¬7) والواو من ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله (¬8) وكذلك على التنوين في حالة الرفع والجر بحذفه وعلى المنصوب منه بالألف، وكذلك يبتدأ بما حذف لفظا بالإثبات فيبتدأ ¬

_ (¬1) النكتة: هي اللطيفة المستخرجة بقوة الفكر. (¬2) الآية من سورة يونس «66». (¬3) فلا يجبر بالتالي الوقوف على الموتى بل من رأس: الآية ثم يستأنف وبتابع. (¬4) سورة البقرة «26» ومثلها في الأحزاب. (¬5) يسمى هذا الوقف القبيح عند علماء التجويد. (¬6) سورة النمل الآية «16». (¬7) سورة البقرة الآية «269». (¬8) سورة الأنعام الآية «108».

الذي أؤتمن (¬1) ونحوه بهمزة مضمومة بعدها واو ساكنة ولقاءنا ائت (¬2) بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة، وكذلك سائر همزات الوصل، وكذلك لا يقف إلا على منفصل رسما، ولا يبتدأ إلا بمنفصل في الرسم أيضا كما سيأتي بيانه في باب الوقف على مرسوم الخط قوله: (والقطع كالوقف الخ) يشير إلى مسألة جليلة قلّ من نبه عليها وهو الفرق بين القطع والوقف، فالقطع عبارة عن قطع القراءة رأسا، فهو انتهاء القراءة كالمعرض عن القراءة، أو المنتقل منها من حالة إلى حالة أخرى كالقطع على حزب أو عشر أو أربع أو نحو ذلك، فهو كالوقف حيث لا يجوز إلا على تام سواء كان تاما أم كافيا أم حسنا، ويجب فيها أيضا رعاية الرسم إلا أنه يشترط فيه أن لا يكون إلا على رأس آية، وذلك بخلاف الوقف فإنه يكون على رأس الآية وعلى أبعاضها كما تقدم. والوقف عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة، وينبغي معه البسملة في فواتح السور، كما ينبغي الاستعاذة في القطع كما سيأتي في بابها. والسّكت من دون تنفّس وخص ... بذي اتّصال وانفصال حيث نص أي المصطلح عليه عند أئمة القراءة. ولما ذكر الوقف وأقسامه والقطع وحكمه شرع في بيان السكت وتعريفه لتعرف معناه وتفرق بينه وبين الوقف والقطع، وإن كان المتقدمون يطلقون كلا منهما على الآخر، فالسكت عبارة عن قطع الصوت زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وقد اختلفت عبارة أئمة القراء في التأدية بما يدل على طول زمن السكت وقصره والمشافهة تحكم ذلك بحقه، وهو مخصوص بما اتصل رسما نحو: الأرض، والآخرة، وشيء، وقرآن، وبما انفصل نحو قد أفلح، (¬3) وقل أوحى (¬4) ومن راق (¬5) وبين السورتين حيث نص عليه أئمة القراءة ووردت به الرواية وذلك بخلاف الوقف والقطع كما تقدم قوله: (حيث نص) أي نص عليه أئمة القراءة رحمهم الله تعالى. ¬

_ (¬1) سورة البقرة الآية «283». (¬2) سورة الأحقاف الآية «4». (¬3) سورة المؤمنون الآية «1» وفي غيرها. (¬4) سورة الجن الآية «1» وفي غيرها. (¬5) سورة القيامة الآية «27».

باب الاستعاذة

والآن حين الأخذ في المراد ... والله حسبي وهو اعتمادي الآن ظرف للزمن الحاضر الذي أنت فيه، والأخذ: أي الشروع في المقصود من ذكر في اختلاف القراءة العشرة ورواتهم كما تقدم الوعد به، إذ كل ما تقدم في الخطبة مقدمة لذلك، وحسبي: أي كافي، واعتمادي: أي عمدتي واتكالي، وعليه توكلت فيما قصدته، فما خاب من توكل عليه سبحانه وتعالى. باب الاستعاذة أي هذا باب يذكر فيه مذاهب القراء في الاستعاذة قبل الشروع في القراءة فهو خبر مبتدأ محذوف، وكذلك كل ما يأتي من الأبواب، وكذا قول العلماء في كتبهم باب أو فصل أو كتاب أو فرع، وبدأ به لأن الاستعاذة أول ما يبدأ به عند الشروع في القراءة، والاستعاذة: طلب العوذ من الله تعالى، والعوذ مصدر عاذ بكذا: أي استجار به وامتنع. وقل أعوذ إن أردت تقرا ... كالنّحل جهرا لجميع القرّا أمر القارئ أن يقول إذا أراد القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما ورد في سورة النحل، (¬1) وهذا اللفظ هو أدنى الكمال عندهم، وهو المختار لجميع القراء، وقد حكى عن غير واحد من الأئمة الاتفاق على هذا اللفظ بعينه، وإنما نص على هذا اللفظ بعينه لينبه على أنه لا يجوز أستعيذ ولا استعذت ولا نحو ذلك، وما ورد عن حمزة في ذلك فلا يصح، وذلك أن المستعيذ طالب العوذ، بخلاف العائذ، وفرق بين الفاعل وطالب الفعل كما أوضحه في النشر فأمر منه بلفظ أعوذ ووكل باقية إلى ما في سورة النحل، وكذلك المختار لجميع القراء الجهر وإن كان ورد عن بعضهم إخفاؤه كما سيأتي ذكره، واللام في قوله جميع يتعلق بقل وبتقرأ وتجهرا. وإن تغير أو تزد لفظا فلا ... تعد الّذي قد صحّ ممّا نقلا أي وإن تغير شيئا من لفظ الاستعاذة المتقدم كما أشار إليه أو تزد في لفظه ¬

_ (¬1) سورة النحل الآية «98».

فلا تتجاوز به ما ورد عن السلف وصح عن الأئمة نقله، فمن ذلك: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم، وورد أيضا غير ذلك من زيادة ونقص، وفي صحته نظر، وفي قوله: وإن تزد، إشارة إلى أنه لم يصح عنده نقص من اللفظ المختار. وقول الشاطبي رحمه الله. وإن تزد لربك تنزيها، صريح في إطلاق الزيادة، وهو مشكل. قال الجعبري رحمه الله تعالى في شرحه: هذه الزيادة وإن أطلقها وخصها فهي مقيدة بالرواية وعامة في غير التنزيه. وقيل يخفى حمزة حيث تلا ... وقيل لا فاتحة وعلّلا هذا كالاستدراك على قوله: جهرا لجميع القراء، وهو أنه ورد عن حمزة روايتان في إخفاء التعوذ سوى الجهر، وهو الإخفاء مطلقا: أي حيث قرأ سواء كان أول سورة أو أثناءها، والثاني الإخفاء إلا في فاتحة الكتاب كما ذكره في النشر، والأصح عنه الجهر كما تقدم، وكذلك نقل عن نافع الإخفاء مطلقا ولكنه من غير طريق كتابنا، ووجه إخفاء حمزة ليفرق بين القرآن وغيره، ووجه تخصيص الفاتحة بالجهر الفرق بين ابتداء القرآن وغيره، وذلك أن القرآن عنده كالسورة الواحدة، ولهذا آثر وصل السورة بالسورة من غير فصل بين السورتين ببسملة ولا غيرها، ولأن أبا هريرة رضي الله عنه جهر بها في أول الفاتحة، (¬1) والألف في عللا للتثنية: أي والقولان معلولان: أي ضعيفان، ويحتمل أن يراد أن لكل منهما علة: أي وجه. وقف لهم عليه أوصل واستحب ... تعوّذ وقال بعضهم يجب أي يجوز لكل واحد من القراء الوقف على التعوذ ووصله بما بعده سواء كان بسملة أو غيرها، وهذه مسألة عزيزة قلّ من تعرض لها، وقد أشار إليها الداني في كتابه الاكتفاء، والأستاذ أبو جعفر بن الباذش في كتاب الإقناع، وأجاد في ذلك في كتاب النشر (قوله: واستحب) يشير إلى مسألة مهمة وإن لم تتعلق بالقراءة، وهي التعوذ واجب أو مستحب، فالذي ذهب إليه الجمهور أنه مستحب ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 45) وورد في كنز العمال رقم (2519).

باب البسملة

قبل القراءة على كل حال في الصلاة وغيرها، وحملوا الأمر في ذلك على الندب، وذهب آخرون إلى الوجوب، وجنح الإمام الرازي في تفسيره وحكاه عن عطاء بن أبي رباح، وأوضح ذلك وبالغ داود الظاهري وأصحابه في ذلك حتى أبطلوا صلاة من لا يستعيذ، وهو قول ظاهر القوة: أعني القول بالوجوب، وأما ما ينقل عنهم أو عن غيرهم من الاستعاذة بعد القراءة لظاهر الآية فليس بصحيح عنهم ولا عن غيرهم كما بينه في النشر. باب البسملة البسملة مصدر بسمل إذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم، كما يقال هلل وهيلل: إذا قال لا إله إلا الله، وكذا حوقل وحولق: إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكذا حيعل وحمدل وحسبل وكأنها لغة مولدة أريد بذلك الاختصار، وهي مستحبة عند ابتداء كل أمر مباح أو مأمور به؛ وهي من القرآن في قصة سليمان في النمل بلا خلاف (¬1)، وأما في أوائل السور فالخلاف فيها مشهور بين القراء والفقهاء في كل موضع رسمت، والظاهر أنها من ذلك لأنها كتبت بقلم الوحي، والله تعالى أعلم. وأتبع باب الاستعاذة بباب البسملة على حسب ترتيبها في القراءة، والبسملة تأتي في ثلاثة مواضع إذا ابتدأ سورة أو موضعا منها أو بين السورتين، فابتدأ بالثالث للاختلاف فيه فقال: بسمل بين السّورتين (ب) ي (ن) صف ... (د) م (ث) ق (ر) جا وصل (ف) شا وعن خلف أي قرأ بالبسملة بين السورتين قالون وعاصم وابن كثير وأبو جعفر والكسائي بغير خلاف عن أحد منهم، وكذلك الأصبهاني عن ورش كما سيأتي التنبيه عليه في البيت الآتي، ووجه البسملة عند من بسمل كتابتها في المصاحف العثمانية واعتقد بعضهم أنها آية، ووصل السورة بالسورة من غير بسملة حمزة، وورد الوصل والسكت عن خلف في اختياره، وأتى باسمه، لأنه ليس له رمز كما تقدم. واختلف عن الباقين في السكت والوصل والبسملة كما سيأتي في البيت الآتي؛ فوجه البسملة كتابتها في المصاحف العثمانية، ووجد الوصل عدم اعتقاد كونها ¬

_ (¬1) في الآية رقم «30».

آية، وأن إثباتها في رسم المصاحف كإثبات همزة الوصل فلذلك أثبتوها في الابتداء وحذفوها في الوصل؛ ووجه السكت الإيذان بانقضاء السورة قوله: (نصف) اسم من الإنصاف، والنصف من الرجال والنساء: من هو بين الحداثة والكبر، والنصف الشيب رأسه وغيره: أي بلغ نصفه قوله: (دم) لفظ أمر، والمراد به الدعاء للقارئ بالبقاء وطول العمر. وثق من الثقة: أي وكن واثقا حسن الرجاء. قوله: (رجا) هو الأمل ممدود وقصر ضرورة. قوله: (وصل) أي السورة بالسورة. فاسكت وصل والخلف (ك) م (حما ج) لا ... واختير للسّاكت في ويل ولا عطف الخلف على الوصل والسكت ليعلم أن من ذكر بعده له الوجهان وضدهما وهو البسملة، فيكون لكل من المذكورين وهم ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق الأوجه الثلاثة، وهي السكت والوصل والبسملة، ويبقى الأصبهاني عن ورش مثل قالون كما تقرر في الخطبة، وقد تقدم لقالون البسملة، وكم هنا خبرية: أي كم كشف شيئا ممنوعا لا يوصل إليه قوله: (جلا) أي كشف قوله: (واختير الخ) مع صدر البيت الآتي: يعني أن بعض أهل الأداء اختار في السورة التي أولها ويل ولا، يريد «ويل للمطففين» و «ويل لكل همزة» و «ولا أقسم بيوم القيامة و «لا أقسم بهذا البلد» البسملة لمن سكت من القراء وهم: خلف وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق، والسكت عمن وصل منهم، وهم: حمزة وخلف وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وورش من طريق الأزرق؛ ووجه ذلك البشاعة (¬1) التي تكون في الوصل إذا قال: «وأهل المغفرة لا، ولله ويل، وادخلي جنتي لا، وتواصوا بالصبر ويل». بسملة والسّكت عمّن وصلا ... وفي ابتدأ السّورة كلّ بسملا وهذا الموضع الثاني من مواضع البسملة، وهو ابتداء السورة فأجمع القراء على البسملة فيه إلا سورة براءة كما سيأتي في البيت الآتي: ¬

_ (¬1) قصد بالبشاعة الإشكال في أذن السامع فقد يظن أن القارئ يلحن أو قد يتوهم السامع معنى مغايرا للمعنى الأصلي.

تنبيه فى استثناء سورة التوبة

سوى براءة فلا ولو وصل ... ووسطا خيّر وفيها يحتمل أي فلا يبسمل في ابتدائها قوله: (ووسطا) أي وسط السورة: يعنى ألفاظها وأجزاءها، هذا الموضع الثالث وهو أوساط السورة؛ فالقارئ فيه مخير بين الإتيان بالبسملة فيه بعد الاستعاذة، وذلك سوى براءة فإنه يحتمل التخيير فيها كغيرها، ويحتمل المنع من البسملة فيها. وقد اختلف رأي أصحابنا في ذلك كما بينه في النشر قوله: (خير) أي بين البسملة وعدمها قوله: (وفيها) أي في أجزاء براءة وألفاظها قوله: (يحتمل) أي التخيير بين البسملة وعدمها. تنبيه [فى استثناء سورة التوبة] استثناء سورة براءة من الابتداء بالبسملة ومن البسملة بينها وبين سورة الأنفال أيضا لمن بسمل بين السورتين، وهذا معنى قوله: ولو وصل، وذلك لإجماع المصاحف على حذفها فيها واختلف في العلة التي من أجلها لا يبسمل في سورة براءة بحالة، فذهب الأكثرون إلى أنه لسبب نزولها بالسيف: يعني ما اشتملت عليه من الأمر بالقتل والأخذ والحصر ونبذ العهد، وأيضا فيها الآية المسماة بآية السيف وهي: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله (¬1)، الآية، وذهب بعضهم إلى أنها احتمال كونها من الأنفال. وإن وصلتها بآخر السّور ... فلا تقف وغيره لا يحتجر فكأي إذا فصلت بالبسملة بين السورتين، أمكن أربعة أوجه يمتنع منها وجه وهو وصلها بآخر السورة الماضية وقطعها عن السورة الآتية، وتبقى الثلاثة الأخرى جائزة: أحدها قطعها عن الماضية ووصلها بالآتية، والثاني وصلها بالماضية والآتية، والثالث قطعها عنهما، فهذه الثلاثة لا منع منها وأولها أولها. سورة أم القرآن يعني الفاتحة؛ سميت بذلك لأنها أول القرآن، وأم كل شيء: أصله، كما سميت مكة أم القرى، وقيل لأن سور القرآن تتبعها كما يتبع الجيش أمه، وهي ¬

_ (¬1) سورة التوبة الآية «29».

الراية، وقيل غير ذلك؛ ولما لم يمكن بعد ذكر الكلام في الاستعاذة والبسملة إلا بيان ما اختلف فيه من الحروف بدأ بسورة الحمد، ثم ذكر ما لا يتكرّر في غيرها، ثم أتبعه بما تكرّر فيها وفي غيرها. مالك (ن) ل (ظ) لّا (روى) السّراط مع ... سراط (ز) ن خلفا (غ) لا كيف وقع يعني قوله تعالى: مالك يوم الدين (¬1)، وهذا أول المواضع التي استغنى فيها باللفظ عن القيد لوضوحه، لأن الوزن لا يقوم بالقراءة الأخرى كما قدمنا بيانه، فلذلك لم يحتج أن يقول بالمد ولا بمد ولا نحو ذلك: أي قرأ مالك من قوله تعالى: مالك يوم الدين بالألف كما لفظ به عاصم ويعقوب والكسائي وخلف، والباقون ملك بغير ألف وكلاهما صفة من صفات الله، وللناس في ترجيح إحداهما على الأخرى كلام كثير. وفي ذلك نظر فان كلا منهما ثبت متواترا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ به جماعة من الصحابة والتابعين، وأنا أحب القراءة بكل منهما في كل ركعة، وأقدم المد في الأولى لزيادته نظرا إلى تطويل الأولى على الثانية، قوله: (السراط الخ البيت) يعني قرأ الصراط وصراط كيف وقع في القرآن بالسين كما لفظ به قنبل بخلاف عنه، ورويس بلا خلاف، والباقون بالصاد لقوله: والصاد كالزاي: أي وخلف يشم الصاد مجاورة الطاء، ووجه إشمام الصاد أنه مزج بها حرفا يجانس الطاء في الجهر، وقرئ أيضا بالزاي الخالصة والكل لغات العرب قوله: (نل ظلا) أي أصب ظلا، نقل هذه القراءة المشهورة يريد الحض عليها والحث على الأخذ بها، وقوله زن من الزينة، وقوله غلا: أي ارتفع وعلا، يشير إلى أن الخلف مرتفع عزيز عن قنبل، وذلك أن أكثر المؤلفين لم يذكروا عنه سوى السين، والناظم زاد الصاد عنه قوله: (كيف وقع) يعني منكرا أو معرّفا، منونا أو غير منوّن باللام أو بغيرها كما وقع في هذه السورة ¬

_ (¬1) أي بصير الوجه الثاني للقراءة: «ملك». وهكذا دواليك في كل كلمة تذكر في التعليق تكون إيضاحا للاختلاف في قراءتها وقد يذكرها المؤلف رحمه الله في المتن دون التعرض لها في الشرح فتننّه والله الموفق لكل خير.

وكقوله: وأن هذا صراطي مستقيما (¬1)، وصراط الله (¬2)، وهذا صراط علي (¬3). والصّاد كالزّاي (ض) فا الأوّل (ق) ف ... وفيه والثّاني وذي اللّام اختلف أي والصاد التي قرأ بها الباقون في الصراط، وصراط كيف وقع جعلها كالزاي يعني أشمها الزاي: أي خلطها بها خلف عن حمزة، وأما خلاد فقد اختلف عنه، فروى عنه بعضهم الإشمام في الأول من الفاتحة فقط، وروى بعضهم الإشمام في الأول، والثاني من الفاتحة أيضا فحسب، وروى بعضهم المعرف باللام فقط، وروى بعضهم عدم الإشمام مطلقا وهذه الأربعة المذكورة تخرج من قوله: وفيه والثاني الخ قوله: (ضفا) أي كثر ونما وطال، يشير إلى كثرة مجيء الصاد مشمة في هذا اللفظ وغيره، وأنه لغة للعرب فاشية قوله: (قف) يجوز أن يكون بضم القاف على أنه أمر من قاف أثرهم يقوفه إذا أتبعه: أي أتبع هذه القراءة فإنها مأثورة، ويجوز أن يكون بفتح القاف فيكون فاؤه مشددة خففت للوقف فيكون إشارة إلى قوتها. لأن القاف (¬4) اليابس القوي يبسه قوله: (فيه) أي في الأول والثاني: أي مع الثاني فيكون الإشمام له فيهما، وفي اللام: أي المحلى بلام التعريف حيث وقع في الفاتحة وغيرها اختلف: أي اختلف الرواة عن خلاد في ذلك كله من الإشمام وعدمه، فلا يكون له إشمام في شيء من ذلك، أو يكون الإشمام فيها وهذا واضح فليتأمل. وباب أصدق (شفا) والخلف غ) ر ... يصدر (غ) ث (شفا) المصيطرون (ض) ر لما ذكر الإشمام في الصاد في الصراط وبابه استطرد ما وقع فيه الخلاف في الإشمام، فقال: وباب أصدق، يعني بالباب الصنف: أي ما وقع فيه الصاد الساكنة وبعده دال مثل أصدق وتصديق؛ وجملته اثنا عشر صادا: اثنان في النساء، وثلاثة في الأنعام؛ وسبعة في سبع سور: الأنفال ويونس ويوسف والحجر والنحل والقصص وإذا زلزلت، فقرأها بالإشمام حمزة والكسائي وخلف ورويس بخلاف عنه، والباقون بالصاد الخالصة؛ ووجه الإشمام كما تقدم في الصراط، فإن الدال حرف مجهور كالطاء قوله: (شفا) أي أبرأ وصحح: يعني أنه ¬

_ (¬1) «سراطي». (¬2) «سراط الله». (¬3) «سراط عليّ». (¬4) نحو: القف.

في القوة بهذه المثابة، وقوله غر: من الغرور: وهو الخطر، كأنه يقول طريق الصدق سلامة وخلافه خطر، وقوله: يصدر: يعني أن كلمة يصدر من جملة الباب المذكور، ووقعت في القصص وإذا زلزلت أشم الصاد فيهما حمزة والكسائي وخلف ورويس بلا خلاف وأعاد رمز شفا لئلا يتوهم أنه لرويس وحده، وقوله: غث، من الغيث، الذي هو نفع البلاد: أي ينفع نفعا شفا الغليل فيه، يقال غاث الله البلاد قوله: (المصيطرون) يعني قوله تعالى: أم هم المصيطرون فيا لطور قرأه بالإشمام أيضا خلف عن حمزة وخلاد بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي، وقوله: ضر، من الضرر: وهو ضد النفع، يشير إلى معنى المصيطرون وهم الجبارون المسلطون: أي هم ذوو ضرر. (ق) ي الخلف مع مصيطر والسّين (ل) ي ... وفيهما الخلف (ز) كيّ (ع) ن (مع) لي ق من الوقاية: وهو الحفظ والصيانة والأمر ق حرف واحد ولكنه كتب بالياء على الأصل للبيان قوله: (مع مصيطر) يعني قوله تعالى: لست عليهم بمصيطر في الغاشية: يعني أن خلفا عن حمزة وخلادا بخلاف عنه على الإشمام كما تقدم في المصيطرون قوله: (والسين لي) أي ورواهما بالسين هشام، واختلف فيهما عن قنبل وحفص وابن ذكوان، فرواه بعضهم بالسين وبعضهم بالصاد كما ذكر في النشر فيكون في كل منهما ثلاث قراءات الإشمام لحمزة بخلاف عن خلاد والسين لهشام بلا خلاف، ولقنبل وحفص وابن ذكوان في أحد وجهيهم والصاد لهم في الوجه الآخر، وللباقين وجه كما تقدم في صراط، قوله: (زكى) أي زاك: ومعناه تام ممدوح، وقوله: عن ملي: أي ثقة قادر من الملاءة: يعني الخلاف فيهما مع صحّته ورد عن ثقة قائم به. عليهمو إليهمو لديهمو ... بضمّ كسر الهاء (ظ) بي (ف) هم أي قرأ هذه الكلم الثلاث وهي عليهم ولديهم وإليهم حيث وقعت بضم الهاء يعقوب وحمزة والباقون بالكسر، وفهم العموم من إضافة غير إليهم (¬1) إليها على العادة ووجه الضم الأصل، وذلك أن الأصل في هذه الهاء ونحوها من ها آت ¬

_ (¬1) لعله من إضافة إليهم ولديهم. والأحسن أن يكون العموم مأخوذا من الاطلاق وليتأمل.

الضمير الضم لأنها تضم مبتدأة، وبعد الألف والفتحة والضمة والواو والسكون سوى الياء، نحو: هو ودعاه وله ويعلمه وأخوه ومنه، وإنما تكسر بعد الكسرة والياء الساكنة وهو ثقيل فلذلك كسرها من كسرها في هذه الكلم. وأما تخصيص حمزة هذه الكلم بالضم التفاتا إلى اللغات (¬1) التي هي الأصل فيها واتباعا للضم المقدّر في ميم الجمع منها. وأما يعقوب فإنه يضمها على الأصل وأطلق ذلك فيها وفي تثنيتها وجمع الإناث منها وكذلك في كل هاء ضمير مثلها كما سيأتي في البيت الآتي ولم يستثن من ذلك إلا الضمير المفرد كما سيأتي. وبعد ياء سكنت لا مفردا ... (ظ) اهر وإن تزل كيخزهم (غ) دا يعني وضم كسر هاء الضمير بعد الياء الساكنة مطلقا من ضمير التثنية والجمع يعقوب، نحو: عليهما وإليهما وفيهما وعليهن وفيهن وصياصيهم وبجنتيهم ويزكيهم وأيديهم وأيديهن قوله: (لا مفردا) أي لا الضمير المفرد فلا خلاف في كسر الهاء منه لوقوعها طرفا فاستثقلت الضمة عليها قوله: (ظاهر من المظاهرة) وهي المعاونة والمغالبة قوله: (وإن تزل) أي سقطت الياء لعلة جزم أو بناء نحو «ويخزهم، وإن يأتهم، وفأتهم.، وفاستفتهم» فإن رويسا يضمها على الأصل ولا يعتد بعارض السقوط إلا في قوله «ومن يولهم» كما سيأتي؛ واختلف عنه في «يلههم، وقهم، ويغنهم» على ما ذكره في أول البيت الآتي: وخلف يلههم قهم ويغنهم ... عنه ولا يضمّ من يولّهم أي واختلف عن رويس في «ويلههم الأمل» في الحجر، «وقهم عذاب الجحيم، وقهم السيئات» كلاهما في غافر «ويغنهم الله» في النور، فورى عنه بعضهم ضمها طردا للباب، وروى آخرون كسرها لأجل الساكن بعدها إلحاقا بنحو «بهم الأسباب» قوله: (ولا يضم الخ) أي ولا يضم الهاء من قوله تعالى: ومن يولهم يومئذ دبره. بل كسرها كالباقين بلا خلاف، وذلك لأن اللام فيها مشددة مكسورة فهي بمنزلة كسرتين، والانتقال من الكسرتين إلى ضمة ثقيل جدا بخلاف أخواته. ¬

_ (¬1) الظاهر إلى الألفات لأن الياء في هذه الكلمات منقلبة عن ألف فتنبه.

وضمّ ميم الجمع صل (ث) بت (د) را ... قبل محرّك وبالخلف (ب) را يعني أن ميم الجمع إما أن يكون قبل محرك أو قبل ساكن، فإن وقعت قبل محرك نحو ما في هذه السورة، وهو «أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم، وهم يوقنون، وعلى قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم، وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم» فإن أبا جعفر وابن كثير وقالون بخلاف عنه يصلون ضم ميم الجمع من ذلك وشبهه بواو: أي حالة الوصل فيقولون: عليهمو وهمو وقلوبهمو، والباقون بالإسكان من غير صلة، وكلهم متفقون على الوقف بالسكون، ويفهم ذلك من قوله: قبل محرك فإنها لا تقع كذلك إلا في حالة الوصل وهما لغتان صحيحتان فصيحتان، ولورش فيه مذهب سيأتي في البيت الآتي: وقبل همز القطع ورش واكسروا ... قبل السّكون بعد كسر (ح) رّروا أي وصل ضم ميم الجمع قبل همز القطع نحو «عليهم أأنذرتهم (¬1) أم لم وأنهم إليه» ورش من (¬2) الطريقين، ووجهه الفرار من النقل على مقتضى مذهبه فرجع إلى الأصل، وهو الصلة عنده قوله: (واكسروا) إشارة إلى القسم الثاني من قسمي ميم الجمع، وهو أن تكون قبل ساكن. وقد اختلفوا في حركتها وحركة ما قبلها إذا وقعت بعد كسرة نحو «بهم الأسباب، وعليهم القتال» فقرأه أبو عمرو بكسر الميم حالة الوصل، والباقون بضمها كما سيأتي في البيت الآتي، ومنهم حمزة والكسائي وخلف يضمون الهاء قبلها اتباعا، وإذا وقفوا كسروا الهاء، إلا حمزة فهو على أصله في ضم الهاء في نحو عليهم القتال، وإليهم اثنين، ويعقوب على أصله كما سيأتي، وقوله: حرروا: أي قوموا وأتقنوا، وذلك أن الأصل في التقاء الساكنين الكسر، وفيه أيضا إجراؤها في الإتباع على ما قبلها تخفيفا لئلا ينتقل من كسر إلى ضم. وصلا وباقيهم بضمّ و (شفا) ... مع ميم الهاء وأتبع (ظ) رفا أي حالة الوصل قوله: (وباقيهم) أي باقي القراء يضم الميم الواقعة بعد ¬

_ (¬1) صلة كبرى تمد بقدر المنفصل: «عليهموآ أءنذرتهم» (¬2) نحو: أي وافقهم ورش فيما كان بعد الميم همزة قطع من الخ.

باب الإدغام الكبير

كسر قبل ساكن في الوصل أيضا قوله: (وشفا) أي أن حمزة والكسائي وخلفا يضمون الهاء المسكورة قبل الميم أيضا حالة الوصل مع الميم، فإذا وقفوا كسروا الهاء على أصلهم، وحمزة على أصله كما تقدّم قوله: (وأتبع) أي أتبع يعقوب الهاء الميم: يعني ما تقرر من مذهبه فيضم الميم إذا وقعت بعد الهاء المضمومة في مذهبه نحو «عليهم القتال، ويريهم الله» ويكسرها إذا وقعت بعد مكسور نحو «بهم الأسباب، وقلوبهم العجل». باب الإدغام الكبير قدم هذا الباب على سائر الأبواب من أجل تقديم «الرحيم ملك» على غيره، وافتتح به أبواب الأصول وأتبعه بغيره بحسب الترتيب. والإدغام هو اللفظ بحرفين حرفا كالثاني مشددا، وينقسم إلى كبير وصغير؛ فالكبير أن يكون الأول من الحرفين متحركا؛ سمي كبيرا لكثرة وقوعه، والصغير أن يكون ساكنا كما سيأتي في بابه. وينقسم كل منهما إلى واجب وجائز وممتنع، وقد تقدّمت الإشارة في الخطبة الى الواجب والممتنع في القراءة، والكلام هنا في الجائز، وله شرط وسبب ومانع كما سيذكره. إذا التقى خطّا محرّكان ... مثلان جنسان مقاربان هذا شرطه؛ وهو أن يلتقي الحرفان المحركان خطا سواء كان خطا أو لفظا أو خطا لا لفظا ليدخل نحو إنه هو، ويخرج نحو «أنا نذير»، وقوله مثلان، هذا سببه وهو أن يكون الحرفان منهما متماثلين أو متجانسين أو متقاربين؛ فالتماثل أن يتفقا مخرجا وصفة كالهاء في الهاء؛ والتجانس أن يتفقا مخرجا ويختلفا صفة كالدال في التاء والتاء في الطاء والثاء في الذال. والتقارب أن يتقاربا مخرجا أو صفة أو مخرجا وصفة كالتاء في الثاء والجيم في الذال. أدغم بخلف الدّور والسّوسي معا ... لكن بوجه الهمز والمدّ امنعا يعني أن الإدغام في ذلك لأبي عمرو بخلاف عنه، وإنما عبر بالدوري والسوسي لدفع وهم من يتوهم أن المراد به السوسي وحده كما وقع في كلام الشاطبي رحمة الله عليه حيث أطلقه لأبي عمرو ومراده السوسي كما هو مقرر،

وقوله: معا: حال منهما كما تقول مررت بزيد وعمرو معا: أي مصطحبين قوله: (لكن بوجه الهمز والمد امنعا) أشار إلى أنه قد يجتمع الإدغام الكبير مع همز ساكن أو مد منفصل أو معهما، فإنه ذكر لأبي عمرو في كل منهما خلاف؛ فيحتمل مع البدل والهمز أربعة أوجه (¬1)، وهي: الإدغام والإظهار مع البدل ومع الهمز، وذلك قوله تعالى: ولما يأتهم تأويله كذلك كذّب الذين من قبلهم يمتنع منها الإدغام مع الهمز وتجوز الثلاثة الباقية، وكذا لو اجتمع الإدغام مع المد كقوله «قل لا أقول لّكم (¬2)»، فإنه يحتمل أربعة أوجه أيضا، وهي: الإدغام مع المد والقصر والإظهار معهما يمتنع المد مع الإدغام، وتجوز الثلاثة الأخرى، فلو اجتمع مع الإدغام همز ومد فيحتمل ثمانية أوجه كقوله تعالى: قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما» يمتنع منها ثلاثة أوجه، وهي: الإدغام مع الهمز والمد، والإدغام مع الهمز والقصر، والإدغام مع البدل والمد، وتجوز الخمسة الباقية. وهذا موضع مهم يتعين التنبيه عليه، فلذلك نص عليه وبسط القول فيه في النشر (¬3). فكلمة مثلى مناسككم وما ... سلككم وكلمتين عمّما أي فأدغم من كلمة المثلين من مناسككم وما سلككم لا غير، وأما من كلمتين فهو عام: أي في كل كلمتين ما لم يمنع مانع مما سيذكره في البيت الآتي، وقوله مثلى «مناسككم» هو على حذف مضاف أي مثل حرفي مناسككم وهو في البقرة «و» ما سلككم في المدثر قوله: (وكلمتين عمما) أي اجعله عاما ولا تخصه كما خصصت الكلمة بهاتين الكلمتين فقط وذلك بالشرط المذكور في البيت الآتي: ما لم ينوّن أو يكن تا مضمر ... ولا مشدّدا وفي الجزم انظر هذا مانع الإدغام الكبير الذي شرطه التقاء الحرفين خطا، وسببه أن يكونا مثلين أو ¬

_ (¬1) والأوجه الأربعة صحيحة لغة وإسنادا. (¬2) تنبه للشدة فوق الحرف المدغم فيه فهي ترسم لإيضاح وجود الإدغام. (¬3) والأفضل إذا أردت استيعابا وإحاطة بهذا أن تمعن النظر في كتاب النشر في القراءات العشر للمؤلف رحمه الله تعالى المجلد الثاني في باب الإدغام الكبرى.

جنسين أو متقاربين كما تقدم، وهو أن لا يكون الأول منهما منونا، نحو «غفور رحيم، شديد تحسبهم، في ظلمات ثلاث» وأن لا يكون تاء مضمر سواء كان متكلما أو مخاطبا نحو «كنت ترابا، خلقت طينا» وأن لا يكون مشددا، نحو «مس سقر، الحق كمن، وأشد ذكر» فهذه المواضع الثلاثة لا خلاف فيها وبقي مانع آخر وهو الإخفاء قبله وذلك في حرف واحد وهو «يحزنك كفره» كما سيأتي منصوصا عليه، ويمكن أن يدخل في توالي الإعلال فإن الاخفاء إعلال والإدغام كذلك. واختلف في موانع أخرى كالجزم وتوالي الإعلال وقلة الحروف ومصيره إلى حرف واحد، واختص إظهار بعض المتقاربين بخفة الفتحة أو سكون ما قبله أو بهما أو لفقد المجاورة أو عدم التكرار كما سيأتي مبينا، وقوله وفي الجزم: أي وفي مانع الجزم تفصيل، وهو إما أن يكون في المثلين أو المتجانسين أو المتقاربين، فإن كان في المثلين والمتجانسين فإن في إدغامه خلافا لأصحاب الإدغام، منهم من أدغمه نظرا إلى تلاقي الحرفين، ومنهم من أظهره نظرا إلى ما كان أولا، فلم يعتد بذلك العارض وذلك في المثلين، نحو قوله تعالى: ومن يبتغ غير، ويخل لكم، وإن يك كاذبا وفي المتجانسين «ولتأت طائفة» فإن كان في المتقاربين فالإظهار وذلك حرف واحد وهو «ولم يؤت سعة» وما ذكره صاحب التجريد من إدغامه فهو ضعيف. فإن تماثلا ففيه خلف ... وإن تقاربا ففيه ضعف أي فإن تماثل الحرفان الملتقيان بالجزم ففي إدغامه اختلاف عن أصحاب الإدغام، فإن تقارب الحرفان ففي إدغامه ضعف: أي رواية إدغام ما دخله الجزم من المتقاربين ضعيفة، وأما قوله تعالى «فآت ذا القربى» فيجىء النص عليه مع «ولتأت طائفة» عند ذكر إدغام التاء من المتقاربين والمتجانسين. والخلف في واو هو المضموم ها ... وآل لوط جئت شيثا كاف ها أي واختلف أيضا عن أصحاب الإدغام في إدغام الواو من هو المضموم هاؤه نحو «هو والذين» ووقع في ثلاثة عشر موضعا ووجه إظهاره مصيره إلى حرف مد، وذلك أنه إذا أدغم سكن وإذا سكن صار حرف مد وحرف المد لا يدغم كما تقدم في فصل التجويد. واختلف عنهم أيضا في إدغام اللام من آل لوط، وهو في

أربعة مواضع: اثنان في الحجر وواحد في النمل وآخر في القمر، ووجه إظهاره توالى الإعلال عليه من حيث إن أصله أهل فقلبت الهاء همزة، ثم أبدلت ألفا ثم تدغم فيكون ثلاث إعلالات، وقيل لقلة حروفه وهو منتقض بإدغام «لك كيدا» وهو أقل حروفا منه. واختلف عنهم أيضا في إدغام التاء من قوله تعالى: «لقد جئت شيئا فريا» في سورة مريم، ووجه إظهاره كونه تاء مضمر، ووجه إدغامه دون إدغام «جئت شيئا» في الكهف أنه مكسور والفتحة أخف من الكسرة فأدغم تخفيفا، فإن قيل فلم لم يدغم «كنت ترابا» مع ضمه والضم أثقل من الكسرة، قيل منع ذلك إخفاء النون قبله وذلك وحده مانع فاجتمع فيه مانعان. كاللّاء لا يحزنك فامنع وكلم ... (رض سنشدّ حجّتك بذل قثم) أي كالخلاف في اللائي يعني قوله: «واللآئي يئسن من المحيض» وهو في الطلاق، اختلف في إظهاره وإدغامه على وجه قراءة أبي عمرو بإبدال الهمزة ياء كما بين ذلك في النشر قوله: (لا يحزنك) يعني قوله تعالى: «فلا يحزنك كفره» اتفقوا على إظهاره من أجل إخفاء النون قبله، وهذا هو المانع الرابع الذي تقدّمت إشارتنا إليه، وأما «فلا يحزنك قولهم» فيدخل إظهاره تحت مانع كونه بعد ساكن قوله: (وكلم) يعني لما فرغ من ذكر المثلين انتقل إلى ذكر إدغام المتجانسين والمتقاربين، فقال وكلم: أي وحروف كلم رض الخ، وهو ستة عشر حرفا في الخمس كلمات المذكورات تدغم في مجانسها ومقاربها على ما يأتي تفصيله، وأما قوله رض فمن الرياضة وهي التهذيب. تدغم في جنس وقرب فصّلا ... فالرّاء في اللّام وهي في الرّاء لا أي حروف هذه الكلم تدغم فيما جانسها وفيما قاربها وفصلا: أي بين. ثم أخذ في تفصيل ذلك فبدأ بالراء لأنها المبدوء بها في الكلام فبدأ بها فقال فالراء الخ: أي فالراء تدغم في اللام وهي أي واللام أيضا تدغم في الراء بشرط أن لا تكون واحدة منهما مفتوحة بعد ساكن كما سيأتي في البيت الآتي، ومثال الراء في اللام «أطهر لكم»، ومثال اللام في الراء «أنزل ربكم» قوله: (لا) أي إلا أن تكون كل من اللام والراء مفتوحا بعد ساكن. إن فتحا عن ساكن لا قال ثم ... لا عن سكون فيهما النّون ادّغم

معناه أن الراء واللام إذا وقعا مفتوحتين بعد ساكن فإنهما لا يدغمان إلا كلمة قال فإنها تدغم وإن كانت مفتوحة بعد ساكن، فإن كانتا مضمومتين أو مكسورتين تدغمان وإن وقعا بعد ساكن، ومثال الراء المفتوحة بعد ساكن «والحمير لتركبوها» ومثالها مضمومة بعد ساكن «وإليك المصير لا يكلف الله نفسا» ومكسورة بعد ساكن نحو: «والنهار لآيات» ومثال اللام المفتوحة بعد ساكن، فعصوا رسول ربهم»، ومثالها مضمومة بعد ساكن «يقول ربنا» ومكسورة «إلى سبيل ربك» إلا كلمة قال فإن اللام منها تدغم في الراء، وإن كانت مفتوحة بعد ساكن لكثرة دورها نحو «قال ربكم» وهذا معنى قوله: لا قال، فهو استثناء من استثناء قوله: (ثم لا عن سكون الخ) يعني أن النون تدغم في اللام والراء نحو «تأذن ربكم، وزين للذين» إلا أن تكون النون بعد ساكن فإنها لا تدغم نحو «مسلمين لك، ويخافون ربهم» إلا كلمة نحن كما سيأتي في البيت الآتي: ونحن أدغم ضاد بعض شان نص ... سين النّفوس الرّاس بالخلف يخص أي تدغم نون نحن في اللام بعدها نحو «ونحن له» وإن وقعت بعد ساكن، وهذا في المعنى استثناء مما تقدم قوله: (ضاد) أي وتدغم الضاد من بعض شأنهم في الشين قوله: (نص) أي نص على إدغامه يشير إلى قول الداني، روى إدغامه منصوصا أبو شعيب السوسي ولم يروه غيره قوله: (سين النفوس) يعني وتدغم السين من النفوس، يريد قوله تعالى: «وإذا النفوس زوجت»، وكذلك تدغم السين من «واشتعل الرأس شيبا» بخلاف عنه قوله: (يخص) أي بالخلاف دون الناس شيئا فإنه لا خلاف فيه، وفي إظهاره مع أنه مثله في وقوع الشين بعده، ولكن يفرق بينهما بكون الشين مفتوحة بخلاف الرأس فإنها فيه مضمومة. مع شين عرش الدّال في عشر (س) نا ... (ذا) (ض) ق (ت) رى (ش) د (ث) ق (ظ) با (ز) د (ص) ف (ج) نبا أي مع الخلاف في إدغام الشين من قوله تعالى «إلى ذي العرش سبيلا» قوله: (الدال) في عشر إلى آخر البيت يعني تدغم في عشرة أحرف وهي الأوائل من العشر كلمات التي ذكرها السين والذال والضاد والتاء والشين والثاء والظاء والزاي والصاد والجيم. إلّا بفتح عن سكون غيرتا ... والتّاء في العشر وفي الطّا ثبتا

يعني أن الدال تدغم في هذه الأحرف بأي حركة تحركت الدال إلا إذا فتحت وقبلها ساكن فإنها لا تدغم إلا في التاء فإنها تدغم للتجانس في «كاد تزيغ» وبعد توكيدها ومثالها في غير ذلك ففي السين «يكاد سنا برقه» وفي الذال من بعد ذلك، وفي الضاد «من بعد ضراء» وفي التاء «من الصيد تناله» وفي الشين «شهد شاهد»، وفي الظاء «يريد ظلما» وفي الزاي، «يكاد زيتها»، وفي الصاد «نفقد صواع»، وفي الجيم «داود جالوت» وفي الثاء «يريد ثواب»، قوله: (غير تاء) أي فإنها تدغم فيها، ولو فتحت بعد ساكن فهو استثناء من استثناء، قوله: (والتاء في العشر الخ) يعني أن التاء تدغم في العشرة الأحرف التي تدغم فيها الدال المذكورة، وفي الطاء أيضا فحينئذ يكون للتاء أحد عشر حرفا لكن التاء من جملة حروف الدال العشرة من باب المثلين، فإذا سقطت من العدد عددت الطاء عوضا عنها فيكون للتاء عشرة أحرف أيضا، وإنما لم يستثنها الناظم للاختصار مع حصول الغرض من البابين، ومثال التاء عند حروفها في السين «السحرة ساجدين» وفي الذال «الآخرة ذلك»، وفي الضاد «والعاديات ضبحا» وفي الشين «الساعة شيء عظيم»، وفي الثاء «بالبينات ثم»، وفي الظاء «الملائكة ظالمي»، وفي الزاي «فالزجرات زجرا» وفي الصاد «والملائكة صفا»، وفي الجيم «الصالحات جناح»، وفي الطاء «الصالحات طوبى» واختلف في كلمات ذكرها في البيت الآتي: والخلف في الزّكاة والتّوراة حل ... ولتأت آت ولثا الخمس الأول أي واختلف رواة الإدغام في إدغام التاء وإظهارها من هذه الكلمات الأربع: وهي «الزكاة ثم» في البقرة، و «التوراة ثم» في الجمعة وهاتان الثنتان عند التاء لفتحهما وسكون ما قبلها، والثالثة عند الذال وهو قوله تعالى: فآت ذا القربى حقه والرابعة عند الطاء وهو قوله تعالى ولتأت طائفة وهما في حكم المجزوم كما تقدم وتقدم لها خامس وهو جئت شيئا فريا، وقوله حل: أي استقر من حل بالمكان، ويحتمل معنى جاز، من حل الشيء يحل فهو حلال، وللثاء الخمس الأول: أي وللثاء من الحروف التي تدغم فيه التاء الخمس الأحرف التي ذكرت أوّلا من حروف الدال المتقدمة يعني السين والذال والضاد والتاء والشين؛ مثالها «وورث سليمان داود، والحرث ذلك، وحديث ضيف إبراهيم، وحيث تؤمرون، وثلاث شعب».

والكاف في القاف وهي فيها وإن ... بكلمة فميم جمع واشرطن أي وتدغم الكاف في القاف والقاف في الكاف نحو «نقدس لك قال، وينفق كيف» وإن كانت القاف عند الكاف في كلمة فلا تدغم إلا أن تكون بعد الكاف ميم جمع نحو «خلقكم ويرزقكم» فإن لم يكن بعدها ميم جمع أظهرت نحو «خلقك» واختلف فيما بعده نون إناث كما سيأتي في البيت الآتي، ويشترط في جواز إدغام الكاف في القاف والقاف في الكاف وفيما فيه ميم جمع من كلمة أن تكون بعد متحرك كما مثلنا به، فإن كنّ بعد ساكن أظهرت بلا خلاف نحو «وتركوك قائما، وفوق كل ذي علم، وميثاقكم». فيهنّ عن محرّك والخلف في ... طلّقكنّ ولحا زحزح في أي الكاف في القاف والقاف في الكاف وفيما معه ميم أن يكون بعد محرك قوله: (والخلف الخ) أي واختلف رواة الإدغام في كلمة «طلقكن» في التحريم قوله: (ولحا زحزح الخ) أي ولحرف من المتقاربين زحزح لا غير؛ يعني قوله تعالى: فمن زحزح عن النار في آل عمران واحترز بذكرها عن نحو «ولا جناح عليكم، وما ذبح على النصب» وقول في، أمر وفي يفي: إذا تم وكثر، أو في الوفاء ضد الغدر: أي أتم إدغامه، يعني أعطه حقه إذا لفظت به ولا تكن غادرا لا مخالفا. والذّال في سين وصاد الجيم صح ... من ذي المعارج وشطأه رجح أي وزدتم الذال في حرفين السين والصاد، وذلك قوله تعالى في الكهف «اتخذ سبيله» في الموضعين، و «ما اتخذ صاحبة» في الجن قوله: (الجيم صح) أي كذلك الجيم تدغم في موضعين يعني التاء من قوله تعالى: ذي المعارج تعرج بلا خلاف، وفي الشين من قوله تعالى: أخرج شطأه على الراجح من الوجهين، وقوله رجح، إشارة إلى عدم الخلاف في ذي المعارج، وقوله من ذي المعارج أي قوله تعالى تعرج الملائكة، قوله: (وشطأه) أي وإدغام الجيم في الشين بكلمة شطأه رجح: أي رجح الإدغام فيها على إظهاره إشارة إلى خلاف فيه. والباء في ميم يعذّب فقط ... والحرف بالصّفة إن يدغم سقط

أي وتدغم الباء في الميم من كلمة يعذب لا غير، يعني قوله تعالى: يعذب من يشاء حيث وقع هو خمسة مواضع: (¬1) في آل عمران موضع، وفي المائدة موضعان (¬2). وفي العنكبوت (¬3) وفي الفتح (¬4) لمجاورتها ما وقع من الإدغام قبلها أو بعدها؛ واحترز بقوله فقط عن نحو «يضرب مثلا، وسنكتب ما» فإنه لا خلاف في إظهاره قوله: (فقط) أي فحسب، يعني لا سواها قوله: (إن يدغم سقط) إشارة إلى فائدة مهمة وتنبيه جليل، وذلك أن الحرف إذا أدغم في هذا الباب فإنه يدغم إدغاما كاملا خالصا من إبقاء صفة من صفاته كالقاف مثلا فإنه يدغم في الكاف من غير خلاف وإن كانوا قد اختلفوا في كمال إدغام «ألم نخلقكم» في سورة المرسلات كما تقدم، وكذلك النون في الراء واللام إدغاما كاملا عند من روى الغنة عن أبي عمرو في النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء كما سيأتي في بابه، ومن لم يروها، ومعنى قوله سقط: أي ذهب وزال. والميم عند الباء عن محرّك ... تخفى وأشممن ورم أو اترك يعني أن الميم تخفى عند الباء إذا تحرك ما قبلها، نحو «أعلم بالشاكرين» فإن سكن فإنه لا خلاف في إظهارها نحو «إبراهيم بنيه. والإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام ولا بد من الغنة فيلفظ به كما يلفظ بقوله «من بعد» و «أنبئهم» حالة القلب؛ وبعضهم عبر عن ذلك بالإدغام وهو تجوز، ولم يحتج إلى التنبيه على إسكان الميم لأنه من لوازم الإخفاء كما لا يحتاج إلى التنبيه على الإسكان مع الإدغام، وهذا آخر الكلام على ما يتعلق بالمتقاربين. ولما فرغ من بيان ما يدغم من المثلين والمتقاربين شرع في بيان قاعدة تتعلق بالإدغام فقال: وأشممن ورم، يعني بالإشمام والروم ما يأتي بيانه في الوقف على أواخر الكلم يعني إذا أدغمت الحرف الأول في الثاني من المثلين أو المتقاربين يجوز لك فيه الإشمام والروم وتركهما: أي الإدغام المحض سوى أربع صور لا خلاف فيها وصورة اختلف فيها كما سيأتي في البيت الآتي. وذلك أن ¬

_ (¬1) سورة آل عمران في الآية «130». (¬2) سورة المائدة في الآية «19» وفي الآية «41». (¬3) سورة العنكبوت في الآية «33». (¬4) سورة الفتح في الآية «15». وهكذا تتم المواضع الخمسة.

الحرف لما أسكن للإدغام أشبه سكون الوقف فجرت عليه أحكامه، وقوله تخفى، الأحسن أن يكون بضم التاء على ما لم يسم فاعله: أي إن القارئ يخفيها قوله: (أو أترك) أي أترك الإشمام والروم يريد الإدغام الخالص. في غير با والميم معهما وعن ... بعض بغير الفا ومعتلّ سكن يعني في غير أربع صور وهي أن تتلقى الباء مع مثلها نحو «نصيب برحمتنا» أو مع الميم نحو «يعذب من» أو تتلقى الميم مع مثلها، نحو «يعلم ما» أو مع الباء نحو «أعلم بالشاكرين»؛ والصورة المختلف فيها أن تلتقي الفاء مع مثلها نحو «تعرف في» وألحقها غير واحد من الأئمة بهما، والعلة أن الإشارة تتعين بالشفة مع هذه الأحرف الشفهية ويتعذر فعلها مع الإدغام لأنه وصل بخلاف الوقف فإنه يمكن قوله: (في غير با) أي مع الباء أو مع الميم، وقوله والميم معهما: أي مع الميم أو مع باء، وقوله معهما: أي مع كل منهما، وقوله عن بعض؛ أي بعض أئمة القراء كابن سوار وأبي العز وابن الفحام قوله: (ومعتل سكن) إشارة إلى قاعدة أخرى تتعلق بالإدغام ويتعين التنبيه عليها وذلك أنه لا يخلو ما قبل الحرف المدغم. من أن يكون متحركا أو ساكنا إما يكون معتلا أو صحيحا؛ فإن كان معتلا فإنه يجوز فيه المد بنوعيه والقصر كما سيأتي في البيت الآتي، وإن كان صحيحا فقد اختلفت عبارة أصحابنا في النطق به والتعبير عنه كما سيذكره في البيت الآتي: قبل امددن واقصره والصّحيح قل ... إدغامه للعسر والإخفا أجل أي قبل الحرف المدغم نحو قوله: «الرحيم ملك، والكتاب بالحق، ويقول ربنا» وأطلق المد ليدخل نوعاه وهو الطول والتوسط قوله: (الصحيح) أي والساكن الصحيح الواقع قبل الحرف المدغم. اختلف في التعبير عن النطق بذلك الحرف المدغم من أجل أن الإدغام الصحيح يعسر معه لكونه جمعا بين ساكنين أولهما ليس بحرف علة، فالآخذون بالإدغام الخالصون قليلون، والأكثرون من المتأخرين المحققين على الإخفاء يعنون به الروم المتقدم، ومنهم من عبر عنه بالاختلاس وحمل عبارة من قال إنه إدغام على التجوز وذلك «شهر رمضان، والمهد صبيا،» وكلاهما صحيح قرأنا به إلا أن الإدغام الخالص هو المشهور

والثابت عند القدماء من أهل الأداء وبقيت قاعدة أخرى تتعلق بالإدغام وهي ما إذا وقع الإدغام بعد الإمالة وسيأتي في آخر باب الإمالة إن شاء الله تعالى، وقوله: أي قلّ الآخذون فيه بالإدغام،، وقوله للعسر الواقع باجتماع الساكنين على غير حدهما قوله: (أجلّ) أي وأقوى حجة. وافق في إدغام صفّا زجرا ... ذكرا وذروا (ف) د وذكرا الاخرى هذا فصل ألحقه في باب الإدغام الكبير ذكر فيه من وافق أبا عمرو على إدغام بعض ما تقدم، ثم استطرد فيه أحرفا أخرى ملحقة بالإدغام الكبير فوافق حمزة أبا عمرو وعلى إدغام أربعة وهي «والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا، والذاريات ذروا» ووافقه أيضا خلاد على إدغام حرفين بخلاف عنه وهما «فالملقيات ذكرا، فالمغيرات صبحا» كما سيأتي، وإنما نص على الإدغام ليدل على أنه لم يوافقه على الروم فإن الروم لا يكون معه إدغام، وإذا أطلق الإدغام فالمراد الإدغام المحض قوله: (فد) من الفيد: وهو الميل والتحيز من السرور، لأنه يشير إلى لطف خصوص هذه الأربعة الأحرف فإنه وردت عن ابن مسعود رضي الله عنه كذلك (¬1) قوله: (وذكرا الأخرى) يعني الذي وقع آخر يريد «فالملقيات ذكرا» في المرسلات، واحترز بذلك عن حرف الصافات، وعلم من ذلك أن ذكر المتقدم هو الذي في الصافات. صبحا (ق) را خلف وبا والصّاحب ... بك تمّارى (ظ) نّ أنساب (غ) بي قوله: (وبا والصاحب) أي وافق أبا عمرو أيضا على إدغام باء «والصاحب «في» بالجنب» يعقوب، وكذلك أدغم يعقوب أيضا التاء في التاء في «ربك تتمارى» في النجم منفردا بذلك عن أبي عمرو، وإنما ذكره هنا لأنه من الإدغام الكبير وإن لم يدغمه أبو عمرو، لأنه تقدم أن أبا عمرو لا يدغم من كلمة إلا «مناسككم وما سلككم» وإدغام يعقوب «تتمارى» حالة الوصل بالكاف، وكذلك أتى به الناظم، فلو ابتدأ بها لفظا فبتاءين اتباعا للرسم، وقوله أنساب غبي «فلا ¬

_ (¬1) إن قراءة ابن مسعود من القراءات الشواذ وإنما ذكرها المؤلف هاهنا رحمه الله تعالى للمقارنة والإيضاح ليس أكثر.

أنساب بينهم» في المؤمنين أدغمه رويس مع ما يأتي بعده مما وافق فيه أبا عمرو، وقوله غبي من الغباوة: أي اختفى وجه تخصيصه بالإدغام دون باقي الباب. ثمّ تفكّروا نسبّحك كلا ... بعد ورجّح لذهب وقبلا يعني أن رويسا أدغم التاء في التاء من قوله تعالى «ثم تتفكروا» وهو في سبأ وإدغامه هذا الحرف كإدغام يعقوب تتمارى قوله: (نسبحك) أي أدغم رويس موافقة لأبي عمرو الكاف من نسبحك كثيرا والحرفين بعده وهما «نذكرك كثيرا إنك كنت» وهذه الخمسة الأحرف مما لا خلاف عن رويس في إدغامها، واختلف عنه فيما يأتي بعد ذلك من الحروف، فمنها ما يترجح إدغامه عنه، ومنها ما يترجح إظهاره، ومنها ما ورد عنه الإدغام والإظهار فيه من غير ترجح، وسيأتي ذلك مبينا فيما بعد، وبدأ بما يترجح إدغامه عنه، فقال ورجح وذلك أربع كلمات في اثنى عشر حرفا وهي «لذهب بسمعهم» في البقرة، لا قبل لهم في النمل، وجعل لكم «الواقع في النحل وهو ثمانية مواضع «وأنه هو أغنى، وأنه هو رب الشعرى» الآخران من النجم، فالجمهور على إدغامها عنه. جعل نحل أنّه النّجم معا ... وخلف الأوّلين مع لتصنعا أي جعل الواقع في النحل وهو ثمانية مواضع وهي «والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا، وجعل لكم من أزواجكم، وجعل لكم السمع، وجعل لكم من بيوتكم، وجعل لكم من جلود الأنعام، وجعل لكم مما خلق ظلالا، وجعل لكم من الجبال أكنانا، وجعل لكم سرابيل»، وقوله معا: أي «وأنه هو أغنى وأقنى، وأنه هو رب الشعرى» وهما الموضعان الأخيران من النجم، ولما فرغ مما يترجح إدغامه عن رويس شرع في ذكر ما ورد فيه الخلاف عنه من غير ترجيح وهو أربعة عشر حرفا وهي «وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا» وهما الأولان من النجم «ولتصنع على عيني» في طه، «ولا مبدل لكلماته» في الكهف «والكتاب بأيديهم، والكتاب بالحق، والعذاب بالمغفرة» والثلاثة في البقرة «وكذلك كانوا» في الروم و «ركبك كلا» في الانفطار و «أنزل لكم» في النمل والرمز «تمثل لها» في مريم و «من جهنم مهاد»، في الأعراف «جعل لكم من أنفسكم» في الشورى كما

سيأتي تفصيله، فروى عنه إدغام كل منها جماعة من أهل الأداء وروى إظهارها آخرون وكلاهما صحيح عن رويس (¬1). مبدّل الكهف وبا الكتابا ... بأيد بالحقّ وإن عذابا والكاف في كانوا وكلّا أنزلا ... لكم تمثّل وجهنّم جعلا شورى وعنه البعض فيها أسجلا ... وقيل عن يعقوب ما لابن العلا تقدم شرح البيتين الأولين، وقوله شورى قيد ل «جعل لكم من أنفسكم» فيها احترازا من «جعل لكم» في النحل كما تقدم، فإن الأكثرين عنه على أدغمه، و «من جعل لكم» في باقي القرآن، فإن الجمهور على إظهاره كما سيأتي ولما فرغ من ذكر ما فيه خلاف عنه: أي عن رويس على السواء أخذ في ذكر ما الأكثرون على إظهاره وهي «جعل لكم» في غير الشورى وغير النحل وهو في سبعة عشر موضعا في البقرة والأنعام ويونس وطه والفرقان والقصص والسجد ويس، ثلاثة غافر والزخرف وحرفا الملك وموضع في نوح، فروى إدغامها مع من روى إدغام مواضع النحل وموضع الشورى صاحب الروضة وابن الفحام والأهوازي قوله: (وقيل عن يعقوب الخ) يشير إلى ما ذكره أبو الكرم في المصباح، وأبو العلا الحافظ في مفردة يعقوب وغيرهما من إدغام يعقوب كل ما أدغمه أبو عمرو من المثلين والمتقاربين. بيّت (ح) ز (ف) ز تعدانني (ل) طف ... وفي تمدّونن (ف) ضله (ظ) رف لما فرغ من مذهب يعقوب ورويس فيما أدغماه من الإدغام الكبير شرع في ذكر أحرف بقيت من الإدغام الكبير والخلاف فيها على غير ما تقدم وهو «بيت طائفة منهم» في النساء، أدغم التاء منه في الطاء أبو عمرو وحمزة، وإدغام أبي عمرو وله على غير الوجه الذي لأبي عمرو أول الباب، فإن إدغام هذا الحرف عنه بلا خلاف سواء قرئ له بالإدغام الكبير أم بالإظهار أم بالهمز أم تركه بالمد أم بالقصر، فلذلك ذكره مع حمزة والباقون بالإظهار قوله: (حز) من الحوز وهو الحفظ والصون، وقوله فز، من الفوز وهو السعادة والفلاح. قوله: (تعدانني) أي وأدغم النون في النون من قوله «أتعدانني أن أخرج» في الأحقاف هشام، والباقون ¬

_ (¬1) صحيح قراءة ولغة وإسنادا.

باب هاء الكناية

بالإظهار قوله: (لطف) من اللطف وهو الرفق والحسن، ويكون بمعنى اختفى وهو مناسب للإدغام قوله: (وفي تمدونن) يعني وأدغم النون في النون من قوله تعالى: «أتمدونن بمال» في النمل حمزة ويعقوب والباقون بالإظهار قوله: (ظرف): من الظرف وهو نوع من الكيس والجمال يمدح به الرجل وغيره. مكّنّ غير المكّ تأمنّا أشم ... ورم لكلّهم وبالمحض (ث) رم يعني قوله تعالى «قال ما مكنى فيه ربي خير» وهو في الكهف أدغم النون في النون منه غير ابن كثير فإنه يظهره قوله: (تأمنا الخ) يعنى قوله تعالى: «مالك لا تأمنا على يوسف» وقد أجمع القراء على إدغامه واختلفوا في اللفظ به، فقرأ كلهم غير أبي جعفر بالإشارة. واختلفوا في الإشارة، فجعلها بعضهم إشماما وهو إشارة إلى ضم النون بعد الإدغام فيكون الإدغام فيه صحيحا كما تقدم في مذهب أبي عمرو، وجعلها بعضهم روما فيكون والحالة هذه إخفاء فلا يتم معها الإدغام كما ذكرنا في مذهب أبي عمرو أيضا حالة الإدغام وقرأه أبو جعفر بالإدغام من غير إشارة بروم ولا إشمام والله الموفق، وسيأتي بيان الإشمام والروم في باب الوقف على أواخر الكلم، وقوله لكلهم: أي لكل القراء غير أبي جعفر فإنه بالإدغام المحض كما نص عليه بعد، وقوله وبالمحض: أي وبالإدغام المحض، وقوله ثرم، من الثرم: وهو في الأصل سقوط الثنية، ولما كان مع الإدغام المحض تسقط الإشارة ناسب ذكر الثرم. باب هاء الكناية أي باب اختلاف أو أحكام هاء الكناية، وهاء الكناية عند القراء عبارة عن هاء الضمير التي يكنى بها عن الواحد المذكر الغائب وأصلها الضم إلا أن تقع بعد كسرة أو ياء ساكنة فتكسر لذلك، وقد تضم كما قرئ «لأهله امكثوا، و «به انظر» وقدم هذا الباب على غيره لتقدم «فيه هدى» على غيرها، والخلاف بين القراء في هاء الكناية بين ضمها وكسرها ويعبر عن ذلك بالقصر وإشباع حركتها وهو المعبر عنه بالصلة وإسكانها في مواطنها سيأتي بيانها في هذا الباب. صل ها الضّمير عن سكون قبل ما ... حرّك (د) ن فيه مهانا (ع) ن (د) ما أي أشبع حركة هاء الضمير الواقعة بعد ساكن وقبل محرك لابن كثير

تحركت نحو «فيه هدى» و «عليه آيات» و «منه آيات، فاجتباه ربه» و «هداه إلى» و «خذوه فاعتلوه» والباقون بالقصر: أي بكسر منه وضم ما ضم من غير إشباع. ووجهه التخفيف، ووجه قراءة ابن كثير الأصل، وقوله عن سكون: أي بعد ساكن، واحترز بذلك عما قبله متحرك نحو إنه، و «قال له صاحبه، وهو» و «به» فإنه لا خلاف في إشباع حركة الهاء منه وهو الأصل فيه، وقوله قبل ما حرك: أي قبل محرك، واحترز بذلك عما قبل ساكن نحو «على عبده الكتاب، وإليه المصير، ونصره الله، وتذروه الرياح» فإنه لا خلاف في قصره قوله: (دن) أي جاز، ويحتمل أن يكون من الإذلال من قولهم دانه: أي أذله، لأن في إشباع حركة الهاء إذلالها قوله: (فيه مهانا) يعني قوله تعالى: «ويخلد فيه مهانا» في الفرقان، اتفق حفص وابن كثير على الصلة فيه، ووجه تخصيص حفص هذا الحرف بالصلة مع اتباع الأثر مد اللفظ بالصلة شناعة على من خالف أمر الله من العصاة وتحذيرا لغيرهم قوله: (دما) جمع دمية: وهي الصورة الحسنة. سكّن يؤدّه نصله نؤته نول ... (ص) ف (ل) ى (ث) نا خلفهما (ف) ناه (ح) ل يعني قرأ بإسكان الهاء من هذه الأربع الكلمات شعبة وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر في أحد وجهيه وهشام في أحد أوجهه، وقرأ بقصر الهاء فيها يعقوب وقالون وكذلك أبو جعفر فى الوجه الآخر وابن ذكوان في أحد وجهيه وهشام في الوجه الثاني والباقون بالإشباع وهو ورش وابن كثير وحفص والكسائي وخلف وكذا هشام في الوجه الثالث، وقوله خلفهما: أي خلف أبي جعفر وهشام، والوجه الثاني لأبي جعفر القصر، وكذلك لهشام كما سيأتي في البيت الآتي، لكن لهشام وجه ثالث وهو الصلة التي هي الإشباع المفهوم من ضد القصر الذي فهم من خلاف ابن عامر كما سيأتي. وهم وحفص ألقه اقصرهنّ (ك) م ... خلف (ظ) بى (ب) ن (ث) ق ويتّقه (ظ) لم أي والمذكورون في البيت المتقدم الذين هم شعبه وهشام في أحد أوجهه وأبو جعفر في أحد وجهيه وحمزة وأبو عمرو ومعهم حفص باسكان الهاء من ألقه وهو في النمل والباقون على ما ذكر في الأربع الكلمات المتقدمة قوله: (أقصرهن) أي أقصر الكلمات الخمس المذكورة وهي «ألقه»، ونوله، ونصله،

ونؤته، ويؤده» قوله: (خلف) أي خلاف ابن عامر وهذه طريقة الناظم تبعا للشاطبي رحمة الله عليه أنه إذا ذكر خلفا وأطلقه فإنه يعود على من تقدم خاصة فحينئذ يفهم من هذا الخلف لابن عامر القصر وضده الإشباع، وقد تقدم هشام في إسكان الهاء فيهن ويبقى ضده مسكوتا عنه، فلما ذكر لابن عامر القصر بخلاف علم من ذلك أن لابن ذكوان وجهين وهما القصر والإشباع وكذلك هما لهشام إلا أنه قد تقدم أن له الإسكان فيصير له ثلاثة أوجه، وأما يعقوب وقالون فلهما القصر، وأما أبو جعفر فلما تقدم له الإسكان بخلاف وذكره هنا فيمن قصر علم أن له وجهين وهما الإسكان مما تقدم والقصر هنا، فتأمل ذلك فإنه موضع يعلم قدره ذوو الأذهان اللطيفة قوله: (ظبا) جمع ظبة: وهي حد السيف والأسنة. وقوله ظلم جمع ظلمة: وهو خلاف النور كأنه يشير إلى غموض ذلك على من لا يعرفه وسيأتي تتمته أول البيت. (ب) ل (ع) د وخلفا (ك) م (ذ) كا وسكّنا ... (خ) ف (ل) وم قوم خلفهم (ص) عب (ح) نا قوله: (ويتقه الخ) عطف على القصر: أي قرأ بقصر الهاء من قوله تعالى «يخش الله ويتقه فإولئك هم» وهو في النور يعقوب كما علم من آخر البيت السابق وقالون وحفص، واختلف عن ابن عامر وابن جماز، فروى لهما القصر جماعة من أهل الأداء، وروى الآخرون عنهم الصلة كغيرهم على ما نذكره وأسكن الهاء منه عيسى ابن وردان وهشام خلاد بخلاف عنهم وشعبة وأبو عمرو بلا خلاف عنهما. والوجه الثاني عن عيسى وهشام وخلاد وهو الصلة الذي هو الإشباع لأنه تقدم ذكر قصر الهاء فتعين الثالث الذي هو الصلة، ولكن لما تقدم الخلاف عن ابن عامر في القصر ودخل هشام عنه في ذلك ذكر لهشام الخلاف في الإسكان مع من سكن فيكون له ثلاثة أوجه: القصر والإشباع الذي هو الصلة والإسكان والباقون بالإشباع وهم ورش وابن كثير وخلف عن حمزة والكسائي وخلف في اختياره، وكذلك ابن ذكوان في الوجه الثاني وابن جماز وعيسى وخلاد في وجههم الثاني وهشام في وجهه الثالث، وأسكن القاف منه حفص كما سيأتي، تقدم له قصر الهاء فيكون أربعة أوجه، وقوله بل حرف إضراب وعد من العود: أي عد من ظلمة غموضه إلى ضياء وضوحه قوله: (حنا) أي عوج، يقال حنا ظهره والعود إذا قوسه؛ والمعنى أنه حذر من لوم جماعة بهذه الصفة.

والقاف (ع) د يرضه (ي) في والخلف (ل) ا ... (ص) ن (ذ) ا (ط) وى اقصر (ف) ى (ظ) بى (ل) ذ (ن) ل (أ) لا معطوف على الإسكان: أي وسكن القاف حفص كما تقدم، وقد ذكر له القصر في الهاء ووجهه في ذلك الجمع بين اللغتين قوله: (يرضه) يريد قوله تعالى «يرضه لكم» بالزمر سكن الهاء منه السوسى. وكذا هشام وشعبه كما سيأتي وابن جماز والدورى بخلاف عنهم؛ والوجه الثاني لهشام وشعبة القصر كما سيأتي ولابن جماز والدورى الصلة كما سيأتي وقصرها حمزة ويعقوب وحفص ونافع وكذا هشام وشعبه في وجههما الثاني، وكذا عيسى وابن ذكوان في أحد وجهيهما والباقون بالصلة وهم ابن كثير والكسائي وخلف كذلك ابن جماز والدورى وعيسى وابن ذكوان في وجههم الثاني، وقوله يفي من الوفاء، وقوله لا اسم فاعل من لأي إذا أبطأ فنوى الوقف وخفف على القاعدة، وأشار بذلك إلى قلة الإسكان عن هشام وغرابته عنه كما نبه على ذلك في النشر، وصن من الصيانة وهو الحفظ، وطوى: اسم موضع بالأرض المقدسة بضم الطاء ويجوز كسرها وفيه الصرف وعدمه، وظبا جمع ظبة وهي الحد، ويوصف به حسن اللحاظ، وقوله لذ: أي الجأ إليه واعتصم به، وقوله نل: أي أصب خيرا وألا حرف تنبيه ويحتمل أن يكون بكسر الهمزة فيكون بمعنى النعمة. والخلف (خ) ل (م) ز يأته الخلف (ب) ره ... (خ) ذ (غ) ث سكون الخلف (ي) او لم يره أي والخلف في قصر من يرضه لكم، وقوله يأته: يعني قوله تعالى «يأته مؤمنا» في طه قصرها قالون وعيسى ورويس بخلاف عنهم ووجههم الآخر هو الصلة. وسكنها السوسى بخلاف عنه؛ والوجه الثاني الإشباع وبه قرأ الباقون قوله: (بره)، البرة من صفر أو فضة أو من شعر تجعل في أنف البعير تذلّله الانقياد قوله: (يا) حرف نداء حذف مناداه تخفيفا اكتفاء بحرف النداء وذلك شائع: أي يا هذا قوله: (ولم يره) يعنى قوله تعالى «أن لم يره أحد» في البلد أسكن الهاء منه هشام بخلاف عنه، والوجه الآخر له الصلة وأسكن الهاء من حرفي «إذا زلزلت» وهما «خيرا يره وشرّا يره» عيسى بخلاف عنه هشام بلا خلاف وقصر الهاء من حرف سورة البلد، وحرفي إذا زلزلت عيسى ويعقوب بخلاف عنهما فيكون لعيسى في البلد وجهان وهما الإشباع والقصر، وفي حرفي إذا

زلزلت ثلاثة أوجه الإسكان والقصر والصلة ويكون ليعقوب في السورتين وجهان وهما القصر والصلة والباقون بالإشباع. (ل) ى الخلف زلزلت (خ) لا الخلف (ل) ما ... واقصر بخلف السّورتين (خ) ف (ظ) ما تقدم شرح في البيت قبله. بيده (غ) ث ترزقانه اختلف ... (ب) ن (خ) ذ عليه الله أنسانيه (ع) ف يعني قوله تعالى «بيده» في موضعى البقرة وهما «بيده عقدة النكاح» و «بيده فشربوا منه»، وفي المؤمنون «بيده ملكوت» وكذلك في يس قصر الهاء منها رويس والباقون بالإشباع قوله: (ترزقانه) يريد قوله تعالى «طعام ترزقانه» في يوسف قصرها قالون وعيسى بخلاف عنهما والباقون بالصلة قوله: (بن) أي أوضح وأظهر قوله: (خذ) أي خذ له على من يقرأ عليك قوله: (عليه الله) يريد قوله تعالى «بما عاهد عليه الله» في الفتح «وما أنسانيه إلا الشيطان» في الكهف ضم حفص الهاء منهما كما سيأتي في البيت الآتي والباقون بكسرها وقيد عليه باسم الله تعالى ليخرج ما عداه نحو «عليه الضلالة» وغيره قوله: (عف) أمر من عاف الطائر: إذا حام عليه الماء: أي حم على وجه هذه القراءة: ويجوز أن يكون أمرا من العفاف: وهو الكف عما لا يجوز تناوله فتكون فاؤه مشددة خففت للوقف. بضم كسر أهله امكثوا (ف) دا ... والأصبهانيّ به انظر جوّدا أي بضم كسر الهاء من «عليه وأنسانيه» في الموضعين المذكورين في البيت السابق، وقيد الضم بالكسر لأجل قراءة الباقين ولم يطلقه لئلا يفهم من ضده الفتح قوله: (أهله امكثوا) يريد قوله في طه والقصص ضم الهاء فيه حالة الوصل حمزة والباقون بكسرها قوله: (فدا) الفداء: ما يفتدى به وإذا كسرت فاؤه يجوز قصره ومده، وإذا فتحت كان مقصورا وجرت عادة العرب بالدعاية فتقول فدا لك: أي نفديك بأنفسنا يا من يعز علينا قوله: (الأصبهاني) أي قرأ الأصبهاني عن ورش به انظر كيف في الأنعام بضم الهاء والباقون بكسرها قوله: (جودا) أي جود قراءته فقرأ على أحسن وجه. وهمز أرجئه (ك) سا (حقّ) اوها ... فاقصر (حما) (ب) ن (م) ل وخلف (خ) ذ (ل) ها

باب المد والقصر

يعني قوله تعالى «أرجئه وأخاه» في الأعراف والشعراء فقرأه بهمزة ساكنة ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وقصرها أبو عمرو ويعقوب وقالون وابن ذكوان، واختلف عن عيسى وهشام، وأسكنها حمزة وعاصم، وضمها هشام وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وكسرها الباقون وهم ورش وابن ذكوان والكسائي وخلف وابن جماز وعيسى في أحد وجهيه، وأشبع حركتها مع الضم ابن كثير وهشام في وجهه والثاني، وأشبعها مع الكسر ورش والكسائي وخلف وابن جماز وكذا عيسى بخلاف عنه فيكون لهم فيها ست قراءات: الأولى بالهمز وضم الهاء من غير إشباع لأبي عمرو ويعقوب وهشام في أحد وجهيه، الثانية كذلك مع الصلة بواو لابن كثير ولهشام في الوجه الثاني، الثالثة كذلك: أي بالهمز مع كسر الهاء من غير صلة لابن ذكوان، الرابعة بغير همز مع إسكان الهاء لحمزة وعاصم، الخامسة كذلك مع كسر الهاء مقصورة لقالون وعيسى في أحد وجهيه، السادسة كذلك مع الصلة للباقين وهم ورش والكسائي وخلف وابن جماز ولعيسى في وجهه الآخر، ويبقى لشعبه وجه آخر مع ما تقدم له عن عاصم وهو الهمز وضم الهاء من غير صلة كالبصريين؛ فاعلم ذلك وتفطن له فإنه موضع يحتاج إلى الإمعان وقد أحسن فيه الناظم غاية الإحسان شكر الله سعيه وأثابه بفضله الجنان. وأسكنن (ف) ز (ن) ل وضمّ الكسر (ل) ى ... (حقّ) وعن شعبة كالبصر انقل تقدم شرحه في البيت قبل. باب المد والقصر هو زيادة مطّ في حروف المد ولا يكون إلا لسبب، والسبب إما لفظى وهو همز أو سكون، وإما معنوي وهو قصد المبالغة في النفي كما سيأتي مفصلا. ولما انقضى الكلام على هاء الكناية أتبعه بالكلام على المد والقصر للترتيب الخلافي ولم يعتبر إمالة هدى لأنها تعرض وقفا فأخرها لما يصح في الحالتين ولا اعتبر «هم يؤمنون» إذ كان تأخيره لما هو أشبه أولى من ذكر أنواع الهمز على حدة. إن حرف مدّ قبل همز طوّلا ... (ج) د (ف) دو (م) ز خلفا وعن باقي الملا حرف المد هو الألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة

المكسور ما قبلها كما تقدم في أول مخارج الحروف، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الثلاثة قبل الهمز زيد على مد الحرف طولا وتوسطا على ما سيأتي في مذاهبهم في ذلك قوله: (طولا) أمر بتطويل المد لمن ذكره بعد وهو ورش من طريق الأزرق وحمزة وابن ذكوان من طريق أهل العراق عن الأخفش عنه وذلك أعم من أن يكون متصلا وهو ما كان حرف المد والهمز في كلمة أو منفصلا وهو ما كان حرف المد في آخر كلمة والهمز أول كلمة أخرى كما سيأتي مثالهما؛ والطول عبارة عن إشباع المد من إفراط وهو أعلى المراتب وهو مما تحكمه المشافهة؛ وقدره بعضهم بخمس ألفات (¬1) قوله: (وعن باقي الملا) الملأ: الجماعة الأشراف، قال الراغب: هم الجماعة يجتمعون على الرأي فيملئون العيون رواء والنفوس جلالة؛ والمراد بهم هاهنا باقي القراء العشرة. وسّط وقيل دونهم (ن) ل ثمّ (ك) ل ... (روى) فباقيهم أو اشبع ما اتّصل التوسط هو مرتبة دون مرتبة الإشباع المتقدم وفوق القصر كما يعرف بالمشافهة وقدر بثلاث ألفات (¬2)، وبها كان يأخذ الشاطبي لغير حمزة وورش أداء ولم يصرح به في كلامه وعليه نص صاحب العنوان وشيخه وآخرون، وهذا أحد الأقوال الثلاثة في مراتب المد وبه نأخذ غالبا وعليه نعول ولذا قدمناه قوله: (وقيل) هذا هو القول الثاني في مراتب المد، وهو أن أطولهم مدا من ذكر في البيت السابق؛ يعني ورشا من طريق الأزرق وحمزة وكذا ابن ذكوان من طريق العراقيين، ودونهم عاصم ودونه ابن عامر والكسائي وخلف ودونهم الباقون، ويبقى المرتبة الخامسة وهي القصر في المنفصل كما سيأتي، وهذا القول هو الذي في التيسير للسبعة وفي تذكرة ابن غلبون للثمانية، وفي تلخيص ابن بليمة، وفي الإقناع لابن الباذش وهو الذي قرأنا به عامة شيوخنا بمصر والشام قوله: (أو أشبع) هذا القول الثالث في مراتب المد وهو الإشباع لكل القراء في المتصل خاصة، والتفاوت في المنفصل على ما تقدم إما بالمرتبتين وإما بالأربع، وهذا ¬

_ (¬1) أي عشر حركات. (¬2) أي ست حركات ومقدار الحركة إما بقدر قبض الأصابع أو بسطها فيتلخص لدينا أن الألف حركتان.

مذهب جمهور العراقيين وأكثر الأئمة من غيرهم قوله: (ما اتصل) يعني المد المتصل؛ وهو ما اجتمع حرف المد والهمز بعده في كلمة واحدة نحو: «الملائكة، ومن سوء، وجيء». للكلّ عن بعض وقصر المنفصل ... (ل) ى (ب) ن (حم) ا (ع) ن خلفهم (د) اع (ث) مل عن بعض: أي عن بعض أئمة القراء وهم جمهور أهل العراق وكثير من المغاربة؛ نص عليه ابن شيطا وابن سوار والقلانسي وسبط الخياط وأبو علي البغدادي وأبو معشر الطبري ومكي والمهدوي وغيرهم، والمنفصل ما كان حرف المد آخر كلمة والهمز أول الكلمة الأخرى نحو «بما أنزل الله، قالوا آمنا في أنفسكم» قرأه بالقصر ابن كثير وأبو جعفر؛ واختلف عن قالون وأبي عمرو ويعقوب وهشام وحفص وكذا الأصبهاني من حيث إن رمز ورش المتقدم اختص بالأزرق عنه فبقي هو كقالون قوله: (خلفهم) أي بخلاف قالون والأصبهاني وهشام وأبي عمرو ويعقوب وحفص؛ فالقصر عن هشام وحفص من الزيادات، والمد للسوسي أيضا من الزيادات قوله: (ثمل) الثمل النشوان، يشير إلى توهين حال من خالف القصر عنهم: أي أوضح لي حما عن خلاف من طالب لذلك لا يدري ما يقول: والبعض للتّعظيم عن ذي القصر مد ... وأزرق إن بعد همز حرف مد أي بعض أئمة القراء أخذ بالمد للتعظيم عن أصحاب قصر المنفصل المتقدم ذكرهم، نص على ذلك أبو معشر الطبري والهذلي وابن مهران وغيرهم، وهو مما نختار ونأخذ به وذلك نحو لا إله إلا الله وقد ورد في ذلك حديثان مرفوعان ذكرهما في النشر، ولكن استحسنه العلماء ونص عليه الفقهاء، وقوله: عن ذي القصر مد: هو آخر الكلام على ما وقع حرف المد فيه مقدما على الهمز، ثم قال وأزرق، فأخذ في الكلام فيما وقع فيه الهمز مقدما على حرف المد وللأزرق عن ورش فيه ثلاثة أوجه المد الطويل والقصر والتوسط بينهما. مدّ له واقصر ووسّط كنأى ... فالآن أوتوا إيء آمنتم رأى تقدم شرحه في البيت قبله.

لا عن منوّن ولا السّاكن صح ... بكلمة أو همز وصل في الأصح هو مستثنى مما وقع فيه حرف المد بعد الهمز وهو ما لم يكن حرف المد مبدلا فيه عن تنوين نحو «ماء، ولؤلؤا، ودعاء» وهذا مما أهمله الشاطبي رحمه الله ولا بد من استثنائه، وكذلك استثناء ما وقع الهمز فيه بعد ساكن صحيح في كلمة واحدة نحو «قرآن، ومسئولا» واحترز بقوله: بكلمة عما إذا كانا من كلمتين نحو «من آمن، قل أوحى» وكذلك «الآخرة، والإيمان» وإن كان في صورة كلمة ويحقق ذلك تمثيله في البيت المتقدم بالآن واستثناؤه الآن فاعلم ذلك، وكذلك استثنى له أكثر الأئمة ما وقع بعد همز الوصل من ذلك في حالة الابتداء نحو «اؤتمن، ائت بقرآن» ولذلك قال في الأصح، وأتى بأو ليفصل ما أجمع عليه مما اختلف فيه؛ على أن الشاطبي رحمه الله لم يحك فيه خلافا، والخلاف فيه ثابت نص عليه في الهادي والتبصرة والكافي، وقوله: في الأصح: أي الذي نص الجمهور عليه كالداني والطبري والشاطبي، وظاهر كلام الأكثرين. وامنع يؤاخذ وبعادا الأولى ... خلف وآلآن وإسرائيلا أي وكذلك استثنوا من حروف المد الحرف الواقع بعد الهمز المغير في كلمة يؤاخذ حيث وقعت وهو مما لا خلاف فيه، وذكر الشاطبي الخلاف فيه مما يستدرك عليه فقد نص على الاتفاق عليه الداني وغيره ولذا أتى بلفظ امنع لنفي الخلاف فيه قوله: (وبعادا الأولى خلف) أي أن رواة المد المتوسط والطول، اختلفوا في عادا الأولى والآن، وهو مما وقع الهمز فيه بعد حرف المد مغيرا وفي إسرائيل وهو مما الهمز فيه محقق؛ على أن الشاطبي استثنى يا إسرائيل بلا خلاف، والصواب إثبات الخلاف فيه فقد نص على مده صاحب الهادي وصاحب الهداية وصاحب العنوان وصاحب الكافي وغيرهم قوله: (وآلآن) يعني آلآن في حرفي يونس وهما «آلآن وقد كنتم، آلآن وقد عصيت قبل» قوله: (وإسرائيل) يعني كلمة إسرائيل في جميع القرآن. وحرفي اللّين قبيل همزة ... عنه امددن ووسّطن بكلمة حرفا اللين هما الياء الساكنة المفتوح ما قبلها الواو الساكنة المفتوح ما قبلها أيضا كما تقدم في صفات الحروف. والحاصل من معنى البيت أن حرفي اللين إذا

وقعا قبل همزة في كلمة واحدة نحو شيئا وسوأة فعن الأزرق عن ورش المد الطويل والتوسط، واحترز بقوله: بكلمة عما إذا كان من كلمتين نحو «خلوا إلى، وابني آدم» فإنه لا خلاف في قصره؛ على أن ورشا ينقل حركة الهمز إليه على قاعدة مذهبة كما سيأتي في بابه. لا موئلا موودة والبعض مد ... قصّر سوءات وبعض خصّ مد واستثنى له موئلا في الكهف والموءودة في التكوير فلا خلاف في قصر الواو منهما قوله: (والبعض) أي واستثنى بعض الأئمة الذاهبين إلى المد سوءات: أي حالة الجمع كما لفظ به، فقصرها نص عليه في الهادي والهدية والكافي والتبصرة وغير ذلك ولم يستثنها في التيسير فلذلك ذكر الشاطبي فيها الخلاف، والبعض المذكور هم الذين لهم المد الطويل واستثنوها فقصروها، وهذا من حيث الرواية وإن كان يبعد فهمه من اللفظ، فلو عبر بقوله: ومن يمد لفهم قوله: وبعض خص مد: أي بعض الأئمة كأبي الحسن بن غلبون وأبي طاهر بن خلف وابن بليمة خص لفظ شيء من هذا الباب فلم يمد سواه للأزرق ولحمزة أيضا من روايته كأنهم جعلوا مده لحمزة قائما مقام السكت. شيء له مع حمزة والبعض مد ... لحمزة في نفي لا كلا مرد أي للأزرق عن ورش؛ يعني أن بعضهم خص من حرفي اللين كلمة شيء كيف أتت فمدها للأزرق وحمزة كما تقدم وهذا تمام السبب الهمزي قوله: (والبعض مد) أي وذهب بعض الأئمة إلى زيادة المد لمعنى النفي في لا التي للتبرئة، نحو «لا ريب فيه، لا جرم، لا مرد» ونص عليه لحمزة في المستنير والمبهج والجامع لابن فارس. وأشبع المدّ لساكن لزم ... ونحو عين فالثّلاثة لهم هذا بيان المد لسبب الساكن، فإن كان الساكن لازما وهو ما كان ثابتا وصلا ووقفا نحو «الضالين، وأ تحاجوني» فالقراء كلهم على مده مشبعا على مرتبة واحدة قوله: (ونحو عين) أي فإن وقع قبل الساكن اللازم حرف لين نحو عين من كهيعص، وحم عسق فيجوز للقراء العشرة الثلاثة الأوجه المتقدمة: يعني المد والتوسط والقصر، ولم يذكر الشاطبي القصر واختار الطول، واختيارنا التوسط

للفرق، والقصر مذهب ابن سوار وسبط الخياط والحافظ أبي العلا وعامة العراقيين. كساكن الوقف وفي اللّين يقل ... طول وأقوى السّببين يستقل أي هذه الثلاثة تجوز لجميع القراء في عين ونحوها كجوازها في الساكن العارض وهو الذي يوجد وقفا نحو «الكتاب، والحساب، والرحيم، والدين، ويؤمنون، والمفلحون» مما هو حرف مد ونحو «الخوف، والليل» مما هو حرف لين إلا أن الآخذين بالطول في هذا النوع وهو اللين قليلون بل الأكثرون على الأخذ فيه بالتوسط والقصر، وعلم من هذا أن الآخذين بالطول في هذا النوع المدي على خلاف ذلك من الكثرة قوله: (وأقوى السببين) هذا أصل جليل في هذا الباب لم يتعرض له الشاطبي رحمه الله تعالى وتجب معرفته؛ وهو أنه إذا اجتمع سببان للمد عمل بأقواهما وألغى أضعفهما إجماعا نحو «آمين البيت، ورأى أيديهم، وجاءوا أباهم» فلا يجوز في ذلك للأزرق التوسط ولا القصر من أجل وقوع حرف المد بعد الهمز، بل المد وجها واحدا من أجل وقوع الهمز بعد حرف المد؛ وكذلك لا يجري لهم الثلاثة في نحو «السماء، والسوء، وتفيء» حالة الوقف بالسكون ولا الثلاثة للأزرق في الوقف على نحو «يستهزءون» إلا على مذهب من قصره وصلا، بل يجوز الطول وقفا لمن مذهبه دون ذلك وصلا والله أعلم قوله: (يستقل) أي يستقل بالعمل ويذهب حكم الضعيف. والمدّ أولى إن تغيّر السّبب ... وبقي الأثر أو فاقصر أحب وهذا أصل ذكره الشاطبي في الهمزتين من كلمتين ولم يبين تفصيله وهو هنا أولى ولا بد من تفصيله، وذلك أن سبب المد إذا تغير بين بين أو غيره لا يخلو من أن يبقى أثر السبب أولا، فإن بقي أثره فالمد أولى، وإن لم يبق فالقصر أولى وذلك نحو: هؤلاء إن كنتم عند قالون والبزي حيث يجعلان الأولى بين بين ونحوها عند أبي عمرو حيث يحذفها فالقصر له أولى والمد لهما أولى، وكذلك إذا وقف لحمزة على نحو يشاء، وإلى السماء فإن المد له في وجه التسهيل بالروم أولى، والقصر أولى في وجه البدل لما ذكرنا والله أعلم، وقوله: إن تغير السبب: أي سبب المد سواء كان همزا كما مثلنا به أم ساكنا نحو الم الله حالة

باب الهمزتين من كلمة

الوصل والم أحسب الناس حالة النقل قوله: (وبقي الأثر) أي أثر السبب كأن تسهل الهمز بين بين قوله: (أحب) أي أولى وأقيس. باب الهمزتين من كلمة ثانيهما سهّل (غ) نى (حرم) (ح) لا ... وخلف ذي الفتح (ل) وى أبدل (ج) لا لما انقضى الكلام في المد والقصر أتبع الكلام في الهمزتين من كلمة لأنهما وقعتا في «ء أنذرتهم» بعد المد والقصر في «بما أنزل، وبالآخرة» ومد «أولئك»، وقوله من كلمة: أي كلمة واحدة والأولى منهما مفتوحة بكل حال وتكون الثانية مفتوحة نحو «ء أنذرتهم» ومكسورة نحو «أئنا» ومضمومة نحو «أءنزل»، وقوله ثانيهما: أي ثاني الهمزتين من كلمة سواء كانت مفتوحة أم مكسورة أو مضمومة، والمراد بتسهيل الهمزة إذا أطلقت أن تكون بين الهمزة وما منه حركتها، فإن كانت مفتوحة فبين الهمزة والألف، أو مضمومة فبين الهمزة والواو، أو مكسورة فبين الهمزة والياء، والمشافهة تحكم ذلك كله قوله: (سهل) أي سهل الثانية من الهمزتين من كلمة كيف أتت أبو عمرو ونافع وابن كثير وأبو جعفر ورويس، وحلا من الحلاوة: أي أن غنا كل من الحرمين لوجود بيت الله في أحدهما، والنبي صلى الله عليه وسلم في الآخر عن سائر بقاع الأرض له في النفوس حلاوة، وفي المنهج طلاوة، وقوله: وخلف: أي واختلف عن هشام في تسهيل الهمزة الثانية حالة الفتح، فسهلها عنه من طريق الحلواني ابن عبدان وغيره قوله: (لوى) أي مال، يشير إلى كونه اختص بالفتح دون غيره قوله: (أبدل) أي وأبدل المفتوحة ألفا الأزرق عن ورش على اختلاف بين الرواة، منهم من أبدلها ومنهم من جعلها بين بين كما تقدم في التسهيل، ومن أبدلها مدا في نحو «ء أنذرتهم، وء أشفقتهم» مدا مشبعا لالتقاء الساكنين، وأتى في نحو «ألد» بألف واحدة من غير زيادة قوله: (جلا) أي كشف؛ يعني أن الإبدال وإن خرج عن القياس ظاهر لصحة الرواية. خلفا وغير المكّ أن يؤتى أحد ... يخبر أن كان (روى ا) علم (حبر ع) د أي غير المكي وهو ابن كثير يخبر: أي يقرأ أن يؤتى أحد (¬1) يعني في ¬

_ (¬1) «أأن يؤتى».

آل عمران بالإخبار، ويبقى ابن كثير على ضد الإخبار وهو الاستفهام بهمزتين مفتوحتين، وهو في ذلك على أصله في تسهيل الثانية بين بين قوله: (أن كان) أي واختلفوا أيضا في الاستفهام والخبر في قوله تعالى: أن كان ذا مال (¬1) في ن، فقرأ بالأخبار المفهوم من عطفه على ما تقدم الكسائي وخلف ونافع وأبو عمرو وابن كثير وحفص، والباقون بالاستفهام وهم حمزة وأبو جعفر وابن عامر وشعبة ويعقوب، وقوله: حبر: أي أيا حبر فحذف حرف النداء، وقوله: عد: أي تجاوز ولا تقض بعلمك دونه بل كن في زيادة في العلم واعلم أن فوق كل ذي علم عليم. وحقّقت (ش) م (ف) ي (ص) باو أعجمي ... حم (ش) د (صحبة) أخبر (ز) د (ل) م أي وحقق الهمز من الباقين الذين قرءوا بالاستفهام روح وحمزة وشعبة والباقون منهم بالتسهيل وهم رويس وأبو جعفر وابن عامر من روايتيه قوله: (وأعجمي) أي وأعجمي الذي في سورة فصلت يريد قوله تعالى: لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي (¬2) حقق الهمز الثانية روح وحمزة والكسائي وخلف، وشعبة وقرأه بالأخبار قنبل وهشام ورويس باختلاف عنهم، والباقون بالاستفهام المفهوم من ضد الإخبار، وبالتسهيل المفهوم من ضد التحقيق وهم نافع وأبو جعفر والبزي وأبو عمرو وابن ذكوان وحفص وكذا قنبل وهشام ورويس في الوجه الثاني والأزرق على أصله في إبدال الثانية ألفا بخلاف عنه قوله: (شم) أي أنظر من شام البرق: إذا نظر إلى سحابته أن يمطر، وشمت السيف: سللته وأغمدته من الأضداد، وشممت مخايل الشيء إذا تطلعت نحوها ببصرك ناظرا له قوله: (صبا) هو ريح مهبها المستوى من مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار قوله: (شد) أي أحكم من شاده: إذا بناه بالشيد ليحكمه، وقوله زد: أي زد في جمع العلم وطلبه، وقوله لم: أي لم من لا يجمعه ولا يطلبه. (غ) ص خلفهم أذهبتم (ا) تل (ح) ز (كفا) ... و (د) ن (ث) نا إنّك لأنت يوسفا يريد قوله: «أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا» قرأه بالإخبار نافع وأبو عمرو ¬

_ (¬1) أأن كان ذا مال». (¬2) سورة فصلت الآية «44».

والكوفيون، والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التسهيل؛ فابن كثير وأبو جعفر ورويس يسهلون بين بين، وروح وابن ذكوان بالتحقيق، وهشام بالوجهين قوله: (ودن) يعني أن ابن كثير وأبا جعفر قرآ «أئنك لأنت يوسف» بالإخبار والباقون بالاستفهام وهم أيضا على أصولهم في التسهيل المتقدم والتحقيق، فسهل الثانية بين بين نافع وأبو عمرو ورويس، وحققها روح وابن عامر والكوفيون، ويوسف مجرور بإضافة جملة لأنت إليه. وآئذا ما متّ بالخلف (م) تى ... إنّا لمغرمون غير شعبتا أي قرأ ابن ذكوان المرموز له بميم متى «أئذا ما مت» في مريم بالإخبار بخلاف عنه، والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التسهيل والتحقيق قوله: (متى) أي مد، من قوله: متيت أو من متوت الشيء: مددته كأنه مد باعه فيه، ويحتمل أن يراد متى الظرفية: أي متى قرأته قوله: (إنا لمغرمون) أي اتفق القراء إلا على الإخبار في قوله تعالى في سورة الواقعة إنا لمغرمون وشعبة وحده بالاستفهام بهمزتين. أئنّكم الأعراف عن (مدا) أئن ... لنا بها (حرم ع) لا والخلف (ز) ن أي قرأ المدنيان وحفص إنكم لتأتون الرجال في سورة الأعراف بالإخبار والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم المتقدمة، وكذا قرأ المدنيان وابن كثير وحفص أئن لنا لأجرا في الأعراف بالإخبار، والباقون بالاستفهام وهم على أصولهم قوله: (والخلف) أي واختلف عن قنبل في قوله تعالى: آمنتم له في سورة طه كما سيأتي، فرواه عنه بالإخبار ابن مجاهد كما الشاطبية، ورواه ابن شنبوذ بالاستفهام، وكل ما تقدم معطوف على الإخبار من قوله: أخبر زد ثم قوله زن من الزينة، أي مزين قراءته أو من الوزن: أي أتمها كما ينبغي بإعطائها حقها. آمنتموا طه وفي الثّلاث عن ... حفص رويس الاصبهاني أخبرن أي ففي كلم آمنتم الثلاث يعني الواقعة في الأعراف وطه والشعراء قرأها حفص ورويس والأصبهاني عن ورش بالإخبار والباقون بالاستفهام إلا أن قنبلا في طه على أصله قوله: (أخبرن) أعاد النص على الإخبار لطول الفصل. وحقّق الثّلاث (ل) ي الخلف (شفا) ... (ص) ف (ش) م ءالهتنا (ش) هد (كفا)

أي قرأ بتحقيق الهمزة في كلمات آمنتم الثلاث هشام بخلاف عنه وحمزة والكسائي وخلف وأبو بكر وروح، والباقون بتسهيلها بين بين وهم أبو عمر وابن ذكوان وهشام في أحد وجهيه وقالون وأبو جعفر والبزي وورش من طريق الأزرق، ولقنبل في الأعراف مذهب سيأتي كما تقدم مذهبه في طه وهو مع المسهلين في الشعراء (¬1) قوله: (آلهتنا) أي وكذلك قرأ بتحقيق الهمزة الثانية من قوله تعالى: وقالوا أآلهتنا خير (¬2) في سورة الزخرف روح والكوفيون والباقون بالتسهيل وهم المدنيان وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ورويس قوله: (صف) من الوصف، وشم من شام السيف: إذا سله أو غمده، وشام البرق: إذا نظر إلى سحابته أن يمطر، وشام مخايل الشيء: إذا تطلع نحوها ببصره. والملك والأعراف الأولى أبدلا ... في الوصل واوا (ز) ر وثان سهّلا أي يبدل قنبل الهمزة الأولى من الهمزتين من كلمة آمنتم في تبارك (¬3) الملك وفي الأعراف (¬4) واوا خالصة حالة الوصل بما قبلها يريد قوله تعالى: وإليه النشور ءآمنتم، وقال فرعون ءآمنتم به فإذا أبدلها فله في الثانية منها خلاف كما سيأتي قوله: (زر) أمر من الزيارة. بخلفه أئنّ الانعام اختلف ... (غ) وث أئنّ فصّلت خلف (ل) طف أي اختلف الرواة عن قنبل في تسهيل الهمزة الثانية من حرفي الملك والأعراف بعد إبدال الأولى منهما واوا فسهلها ابن مجاهد عنه، وحققها ابن شنبوذ قوله: (أئن الأنعام) مجرور ويكون أئن مضافا إليه: أي حرف الأنعام: أي اختلفوا عن رويس في تسهيل الثانية من قوله تعالى: أئنكم لتشهدون (¬5) في الأنعام، فحققها أبو الطيب وسهلها الباقون عنه، وسائر القراء فيها على أصولهم، وكذلك اختلفوا عن هشام في تسهيل الهمزة الثانية من قوله تعالى: قل أئنكم لتكفرون (¬6) في فصلت، فسهلها عنه جمهور المغاربة كالداني وابن شريح ¬

_ (¬1) سيأتي بيانه في موضعه في: سورة الشعراء وفي غيرها. (¬2) سورة الزخرف الآية «58». (¬3) سورة تبارك الآية «16». (¬4) سورة الأعراف الآية «123». (¬5) سورة الأنعام الآية «19». (¬6) سورة فصلت الآية «9».

والمهدوي ومكي وغيرهم وكذلك بعض العراقيين كبسط الخياط وحققها عنه الباقون وسائر القراء فيها على أصولهم قوله: (غوث) الغوث الذي يغاث به، وقوله لطف من اللطف: وهو الرفق واللين والحسن. ء أسجد الخلاف (م) ز وأخبرا ... بنحو أئذا أئنّا كرّرا أي اختلفوا عن ابن ذكوان في قوله تعالى: ء أسجد لمن خلقت طينا (¬1) في سبحان، فسهلها عنه الصوري، وخففها عنه الأخفش، وسائر القراء على أصولهم قوله: (مز) أي اعزله، أفرده بالبيان لأنه فرد خرج عن أصله المقرر قوله: (وأخبرا) أي قرأ بالأخبار فيما كرر استفهامه نحو «أئذا، أئنا» وجملته أحد عشر موضعا في تسع سور: الأول في الرعد، واثنان في سبحان، وواحد في المؤمنون، وواحد في النمل، وواحد في العنكبوت وواحد في السجدة، واثنان في الصافات، وواحد في الواقعة، وواحد في النازعات، أخبر في الأول منهما أبو جعفر وابن عامر فيقرءان «إذا كنا ترابا أئنا» وقرأ بالأخبار في الثاني منهما الكسائي ونافع ويعقوب فيقرئون «أئذا كنا ترابا إنا» كما أشار إليهم في البيت الآتي برموزهم والباقون بالاستفهام فيهما، وخرج بعض القراء عن أصولهم في بعض المواضع نبه عليها بعد ذلك. أوّله (ث) بت (ك) ما الثّاني (ر) د ... (إ) ذ (ظ) هروا والنّمل مع نون زد أوله: أي أول المكرر من الاستفهامين ثبت: أي ثابت يشير إلى صحته تقلا، كما: أي أخفا، يقال كما فلان شهادته إذا كتمها، وناسب الإتيان به لأنه حذفه لدلالة الثاني عليه قوله: (الثاني) أي ثاني المكرر من الاستفهامين، رد من الورود: أي احضر، ظهروا، أي غلبوا: والظاهر من الورود أن ترد الإبل كل يوم نصف النهار قوله: (والنمل) أي والثاني من سورة النمل: يعني قوله تعالى: أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون قرأه بالأخبار مع زيادة نون فيه الكسائي وابن عامر «أئذا كنا ترابا أئنا» فخالف ابن عامر أصله فيه. (ر) ض (ك) س وأولاها (مدا) والسّاهره ... (ث) نا وثانيها (ظ) بى إذ رم (ك) ره أي وقرأ الكلمة الأولى منهما بالإخبار نافع وأبو جعفر فيقولان «إذا كنا ترابا ¬

_ (¬1) سورة الإسراء الآية «61».

أئنا» فخالف نافع أصله فيه، والباقون بالاستفهام فيهما وهم على أصولهم في التسهيل والتحقيق قوله: (والساهرة) أي وقرأ أبو جعفر الحرف الأول من النازعات بالإخبار فوافق فيه أصله، وقوله وثانيها: أي وقرأ الثاني من سورة والنازعات بالإخبار يعقوب ونافع والكسائي وابن عامر فهم فيه على أصولهم سواء، والباقون بالاستفهام فيهما وهم ما تقدم من التسهيل والتحقيق. وأوّل الأوّل من ذبح (ك) وى ... ثانيه مع وقعت (ر) د (إ) ذ (ث) وى أي وقرأ الأول من الموضع الأول في سورة الذبح وهي الصافات وهو قوله تعالى: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون (¬1) بالإخبار ابن عامر وحده واستفهم في الثاني منه، وخالف أبو جعفر فيه أصله فأخبر في الثاني كما سيأتي، والذبح بالكسر من أسماء سورة والصافات لقوله تعالى: وفديناه بذبح عظيم وكوى من الكي وهو معروف، ويقال كواه بعينه: إذا أحدّ إليه النظر قوله: (ثانيه) أي الثاني من الحرف الأول في والصافات المتقدم قوله: (مع وقعت) أي مع ثاني إذا وقعت الواقعة. والمعنى أنه قرأ الكسائي المرموز له براء رد ونافع المرموز له بألف إذ وأبو جعفر ويعقوب المرموز لهما بكلمة ثوى بالإخبار في الحرف الثاني من الصافات وهو قوله تعالى: أئذا كنا ترابا وآباؤنا إنا لمبعثون مع الحرف الثاني من الواقعة وهو قوله تعالى: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون والأول بالاستفهام، فخالف فيه أبو جعفر أصله وتقدم أن ابن عامر قرأ بالإخبار في الأول وبالاستفهام في الثاني. والكلّ أولاها وثاني العنكبا ... مستفهم الأوّل (صحبة) (ح) با أي قرأ كل القراء الحرف الأول من الواقعة والثاني من العنكبوت بالاستفهام: يعني أن القراء اتفقوا على الاستفهام في الأول من الوقعة وهو قوله تعالى: أئنكم لتأتون الرجال فلم يختلفوا فيهما وإنما اختلفوا في الثاني من الواقعة كما تقدم، وفي الأول من العنكبوت على ما سيأتي قوله: (الأول الخ) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو الأول من العنكبوت بالاستفهام وهو قوله أئنكم لتأتون الفاحشة والباقون بالإخبار ومن استفهم منهم فهو على أصله في التحقيق والتسهيل. ¬

_ (¬1) سورة الصافات الآية «16».

والمدّ قبل الفتح والكسر (ح) جر ... (ب) ن (ث) ق (ل) هـ الخلف وقبل الضّمّ (ث) ر المراد بالمد بين الهمزتين: هو إدخال ألف بينهما، وقبل الفتح والكسر أي قبل الهمزة المفتوحة المكسورة، نحو «ء أنذرتهم، وأئنكم» والحاصل أنه لما فرغ من الكلام على حكم الهمزتين تسهيلا وتحقيقا وما اختلف فيه إخبارا واستفهاما شرع في الكلام على الفصل بينهما بحرف المد وعدمه؛ فقرأ أبو عمرو وقالون وأبو جعفر وهشام في أحد وجهيه بالمد بين الهمزتين حالة الفتح والكسر، والباقون بغير مد بينهما وكلهم على أصلهم في التسهيل والتحقيق؛ فتحصل في النوعين للقراء أربعة أوجه: الأول التسهيل مع المد لأبي عمرو وقالون وأبي جعفر وأحد الأوجه لهشام قبل الفتح. والثاني التسهيل مع عدمه لابن كثير ورويس وورش بكماله قبل الكسر، لكن قبل الفتح له المد من طريق الأصبهاني وأحد وجهي الأزرق. الثالث المد مع التحقيق أحد أوجه هشام قبل الفتح وأحد وجهيه قبل الكسر. الرابع التحقيق مع عدمه للباقين ولهشام في الوجه الثالث قبل الفتح، وفي الثاني قبل الكسر، وقد استثنى من المكسور بعضهم له المكرر من الاستفهامين وسبعة مواضع «أئنكم، أئن» في سورة الأعراف «أئذا» في مريم «أئن» في الشعراء «أئنك، أئفكا» في الصافات «أئنكم» في فصلت فمدوه قولا واحدا وهو مذهب ابن غلبون عنه من طريق الحلواني، ويجيء في المفتوحتين وجه خامس وهو إبدالها ألفا لورش من طريق الأزرق في الوجه الثاني كما تقدم قوله: (وقبل الضم) أي وفصل بين الهمزتين قبل الضم أبو جعفر بلا خلاف وأبو عمرو وقالون وهشام بخلاف؛ عنهم فيجيء في هذا النوع للقراء أربعة أوجه: المد مع التسهيل لأبي جعفر وأحد الوجهين عن أبي عمرو وقالون، وعدمه مع التسهيل لابن كثير وورش ورويس وأبي عمرو وقالون في الوجه الثاني عنهما، والمد مع التحقيق لهشام في أحد وجهيه وعدمه مع عدم التحقيق له في الوجه الثاني وللباقين، وطريق التفصيل عن هشام يتداخل لفظا. والخلف (ح) ز (ب) ى (ل) ذ وعنه أوّلا ... كشعبة وغيره امدد سهّلا يعني بالتحقيق والقصر رواية شعبة عن عاصم قوله: (وغيره) أي الأول يعني حرف صاد والقمر يقرءونه بالمد والتسهيل كأبي جعفر وهو مذهب أبي الحسن بن غلبون وغيره، تقدم شرحه في البيت قبله.

وهمز وصل من كآلله أذن ... أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن أي ومما يلحق بهذا الباب ما إذا وقعت همزة الاستفهام سابقة على همزة الوصل المفتوحة نحو «آلله أذن لكم» ووقع في ثلاث كلم في ستة مواضع «آلذكرين» (¬1) كلاهما في الأنعام «آلآن» الحرفان كلاهما في يونس «آلله أذن لكم» (¬2) فيها «وآلله خير» (¬3) في النمل، فاتفق القراء على تسهيل الهمزة واختلفوا في كيفيته فأكثرهم على جعلها ألفا خالصة والآخرون على جعلها بين بين، فإذا أبدلت مدت لالتقاء الساكنين وإذا سهلت قصرت قوله: (أبدل) أي أبدل همزة الوصل يعني ألفا لانفتاح ما قبلها قوله: (لكل) أي لكل القراء، وإنما نص على القصر مع التسهيل بقوله واقصرن، ليعلم أنه لا يجوز المد لأحد بين الهمزتين في ذلك، ولم يحتج إلى التنبيه على المد مع البدل لأن ذلك عرف من باب المد لالتقاء الساكنين. كذا به السّحر (ث) نا (ح) ز والبدل ... والفصل من نحوء آمنتم خطل يعني هذا الحكم في قوله تعالى «ما جئتم به السحر» في يونس يريد الإبدال والتسهيل على ما تقدم، قرأ به أبو جعفر وأبو عمرو وقوله والبدل: أي إبدال الهمزة الثانية المفتوحة لمن تقدم له ذلك يريد وجه الأزرق عن ورش فيما اجتمع فيه ثلاث همزات يعني «آمنتم» الثلاثة و «آلهتنا» خطا لا يجوز، فكل من أبدل نحو «ء أنذرتهم» عنه استثنى هذا للاشتباه بالخبر ووهم من عمم الحكم فيه، وقصر في الشاطبية حيث لم ينبه على ذلك، وقد نبه على ذلك صاحب التيسير كما نبه عليه في سائر كتبه قوله: (والفصل) أي وكذلك الفصل بين الهمزتين بالمد لمن تقدم له الفصل فيه بقوله: والمد قبل الفتح والكسر حجر الخ، وعبر بقوله نحو «ليدخلء آلهتنا» في الزخرف قوله خطل خبر البدل والفصل، والخطل يقال على الخطأ في القول وهو الأصل المنطق الفاسد قوله: (حز) أي اجمع وضم، أمر يجوز الثناء: أي لا شيء عند ذوي العقل أفضل من حيازة الثناء وإنما يحاز بمكارم الأخلاق. ¬

_ (¬1) سورة الأنعام الآية «143». سورة الأنعام الآية «144». (¬2) سورة يونس الآية «51» سورة يونس الآية «91». (¬3) سورة النمل الآية «59».

أئمة سهّل أو ابدل (ح) ط (غ) نا ... (حرم) ومدّ (ل) اح بالخلف (ث) نا وما هو من الهمزتين من كلمة «أئمة» لكن الأولى ليست بهمزة استفهام كغيرها من هذا الباب إذ أصلها أأممة جمع إمام فنقلت حركة الميم إلى الهمزة قبل فأدغمت الميم في الميم للسكون. والحاصل أنه سهل الهمزة الثانية من أئمة أبو عمرو ورويس والمدنيان وابن كثير وعنهم أيضا إبدالها ياء مكسورة وجعله الشاطبي ثانيا في النحو، فأفهم أنه لا يجوز في القراءة وكلام الكشاف يؤكد ذلك مع أنه خلاف المفصل، والصواب ثبوته في القراءة أيضا قوله: (ومد) أي وقرأ بالمد بين الهمزتين في أئمة هشام بخلاف عنه وأبو جعفر بلا خلاف، لكنه مع وجه التسهيل بين بين لا مع وجه إبدال الياء، ولذا قال سهل قوله: (ثنا) بالضم والكسر وهو دون العالي في المرتبة، وناسب مجيئه لترجيح عدم الفصل بالمد عليه. مسهّلا والأصبهاني بالقصص ... في الثّان والسّجدة معه المدّ نص أي فيكون في «أئمة» للقراء خمسة أوجه: الأول التسهيل لمن ذكر، الثاني الإبدال لهم أيضا، الثالث المد مع التسهيل لأبي جعفر، الرابع المد مع التحقيق أحد وجهي هشام، والخامس التحقيق من غير مدّ له وللباقين، ولا يجوز المد مع البدل لأحد من القراء قوله: (نص) أي نص الأصبهاني المد مع التسهيل: أي رفعه واستقصاه؛ يعني أن الأصبهاني روى الثاني من القصص، والأول من السجدة بالتسهيل مع المد. أن كان أعجمي خلف مليا ... والكلّ مبدل كآسى أوتيا يريد قوله تعالى: أن كان ذا مال وبنين في ن المتقدمة و «أعجمي وعربي» في فصلت اختلف فيهما عن ابن ذكوان، وهذا وجه زائد لابن ذكوان على ما تقدم فإنه تقدم له التسهيل فيها ولم يذكر له مد بين الهمزتين، وقد نص على المد له فيهما مكي وأكثر المغاربة، ورواه ابن العلا من طريق الصورى عنه فذكره هنا معطوفا على المد مع التسهيل قوله: (مليا) من ملأت الإناء فهو ملآن ومملوء إشارة إلى ثبوته خلافا لمن أنكره قوله: (والكل) أي كل القراء قوله: (مبدل) أي الهمزة الثانية إذا كانت ساكنة: أي اتفق القراء على إبدال الهمزة الثانية

باب الهمزتين من كلمتين

حرف مد إذا كانت ساكنة مثل «آسى، آمن، أوتى، اؤتمن، إيمان، ايت بقرآن» وقد ذكر الشاطبي رحمه الله هذا باب في الهمزة المفردة وهو من هذا الباب. باب الهمزتين من كلمتين ولما تم الكلام في الهمزتين من كلمة أتبع ذلك سائر أبواب الهمز ورسم الهمزتين من كلمتين أولى بالتقديم مناسبة، ولا يقع ذلك إلا أن تكون الأولى آخر كلمة، والثانية أول الأخرى ويقعان متفقين فتحا وكسرا وضما ومختلفتين بأن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وعكسه أو مفتوحة والثانية مضمومة وعكسه، أو مضمومة والثانية مكسورة، ولم يقع عكسه في القرآن العظيم فهي ثمانية سيأتي الكلام عليها. أسقط الأولى في اتّفاق (ز) ن (غ) دا ... خلفهما (ح) ز وبفتح (ب) ن (هـ) دى أي في حال اتفاقهما سواء كان بالفتح نحو «جاء أحدهم» أو بالكسر نحو «هؤلاء إن كنتم» أو بالضم نحو «أولياء أولئك» قوله: (خلفهما) أي قنبل ورويس قوله: (حز) من الحوز وهو الملك والتصرف؛ والمعنى أن الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتين فقرأ بإسقاط الأولى منهما أبو عمرو بلا خلاف وقنبل ورويس بخلاف عنهما وهي طريق ابن شنبوذ عن قنبل وأبي الطيب عن رويس، ووافقه في المفتوحتين قالون والبزى وسهلا المكسورتين والمضمومتين كما في البيت بعده. وسهّلا في الكسر والضّمّ وفي ... بالسّوء والنّبيء الادغام اصطفى أي قالون والبزى المتقدم رمزهما آخر البيت السابق سهلا الهمزة الأولى من المتفقتين بالكسر والضم قوله: (بالسوء) يريد قوله تعالى «بالسوء إلا» (¬1) في يوسف قوله: (والنبيء)، يريد قوله تعالى «للنبي إن، وبيوت النبيء إلا» (¬2) في الأحزاب، وقوله «اصطفى»: أي اختير؛ والمعنى أن استثنى لقالون والبزى من المتفقتين بالكسر «بالسوء إلا» و «للنبيء إن» و «بيوت النبيء إلا» فقرأ قالون والبزى «بالسوء» بالإدغام على ما تقتضيه الصناعة فيصير اللفظ بواو مشددة؛ وكذا قالون ¬

_ (¬1) سورة يوسف الآية «53». (¬2) سورة الأحزاب الآية «50» الآية «53».

«في النبيء» لأنه يقرأ بهمز النبي على أصل نافع فلا تجتمع الهمزتان فيه إلا على قراءته، وإنما قال: «اصطفى، ليفهم أن فيه وجها غير مختار وهو التسهيل على ما تقدم من أصلهما، وذكر النبيء في هذا الباب لقالون متعين، وقد ذكره الشاطبي في سورة البقرة في الفرش عند ذكر النبيين فأوهم أنه يقرأ بالإدغام في حالة الوصل والوقف كالجماعة وليس كذلك، بل إنما يقرأ بالإدغام حالة الوصل لاجتماع الهمزتين فإذا وقف وقف بالهمز على أصله. وسهّل الأخرى رويس قنبل ... ورش وثامن وقيل تبدل لما فرغ من الكلام على الهمزة الأولى من المتفقتين شرع في الكلام على الهمزة الثانية منهما فذكره أنه قرأها بالتسهيل رويس وقنبل وورش وأبو جعفر ووجه قنبل ورويس المتقدم وهو إسقاط الأولى بخلاف، فعلم الثاني لهما هنا. مدّا (زكا (جو) دا وعنه هؤلا ... إن والبغا إن كسر ياء أبدلا أي حرف مد خالصا، ففي حالة الفتح ألفا، وفي الضم واوا، وفي الكسر ياء، وهذا وجه ثالث لقنبل وثان لورش من طريق الأزرق قوله: (زكا) أي نما وكثر قوله: (جوادا) أي كرما قوله: (وعنه) أي عن ورش من طريق الأزرق قوله: (هؤلا) يريد قوله تعالى «هؤلاء إن كنتم صادقين» في البقرة، وقوله تعالى «على البغاء إن أردن» في النور، وقوله كسر ياء نصب على أنه مفعول أبدلا والإبدال هذا وجه ثالث للأزرق في هذين الموضعين، وهو إبدال الثانية يا مكسورة، وقوله أبدلا أمر للقارئ: أي أبدل أنت أيها القارئ. وعند الاختلاف الاخرى سهّلن ... (حرم) (ح) وى (غ) نا ومثل السّوء إن لما فرغ من الهمزتين المتفقتين في أقسامهما الثلاثة أخذ في الكلام على المختلفتين في أقسامهما الخمسة الواقعة كما تقدم، فقرأ بتسهيل الهمزة الثانية منهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو ورويس، ثم بين كيفية تسهيلها فقال: ومثل السوء إن إلى آخر البيت؛ يعني إذا وقعت الهمزة الأولى منهما مضمومة والثانية مكسورة مثل (السوء إن، ويشاء إن، والشهداء إذا» فقد اختلف عن هؤلاء المذكورين في تسهيل الثانية منهما، فمنهم من جعل مبدلة واوا خالصة ومنهم من جعلها كالياء بين بين.

باب الهمزة المفرد

فالواو أو كاليا وكالسّماء أو ... تشاء أنت فبالابدال وعوا قوله: (كالسماء الخ) يعني إذا كانت الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة نحو «من السماء أو ائتنا، وهؤلاء أهدى» أو مضمومة ومفتوحة نحو «نشأ» أنت ولينا» فقرأها هؤلاء المسهلون المذكورون بالإبدال قوله: (وعوا) أي حفظوا. وبقى قسمان من الأقسام الخمسة من المختلفين وهما أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، نحو «أم كنتم شهداء إذ حضر، والبغضاء إلى» أو مفتوحة ومضمومة وهو «كلما جاء أمة رسولها» فسهلها المذكورون بين بين كما هو أصل التسهيل إذا أطلق. باب الهمزة المفرد وهو ساكن ومتحرك؛ فبدأ بالكلام على الساكن لاطراد تحقيقه ولأن القراء بتحقيقه أكثر، ثم أتبعه بالمتحرك بعد المتحرك لتحقيقه في الحالين ولكثرة تنوعه. وكلّ همز ساكن أبدل (ح) ذا ... خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا يعني أن أبا عمرو بخلاف عنه من الروايتين قرأ بإبدال الهمز الساكن حيث وقع إلا ما كان سكونه للجزم، نحو «يهيء» وللأمر نحو «اقرأ» وإلا «مؤصدة، ورئيا، وتؤوى» وقوله سوى ذي الجزم: أي غير الذي سكونه للجزم وهو «يشأ» في عشرة مواضع و «نشأ» في ثلاثة مواضع و «تسؤ» في ثلاثة و «ننسأها» و «يهيء»، و «أم لم ينبأ» قوله: (والأمر) أي وسوى ما كان سكونه للأمر وهو «أنبئهم» و «أرجئه موضعان، و «ينبأ» و «نبىء عبادى» و «نبئهم» موضعان «واقرأ» ثلاثة «وهيء لنا» قوله: (كذا) أي كذا استثنى «مؤصدة، ورئيا، وتؤوى» كما سيأتي في البيت الآتي. مؤصدة رئيا وتؤوي ولفا ... فعل سوى الإيواء الأزرق اقتفى «مؤصدة» في البلد والهمزة قوله: (رئيا) يعني قوله تعالى «أثاثا ورئيا» قوله: (وتؤوى) يريد قوله تعالى «وتؤوى إليك من تشاء» في الأحزاب و «تؤويه» في المعارج قوله: (ولفا) أي أن الأزرق عن ورش يبدل من الهمز الساكن ما كانت الهمزة فيه فاء الفعل نحو «تؤمن» و «المؤمن» و «تألمون، ومأكول» واستثنى من

ذلك ما تصرف من لفظ الإيواء، نحو «المأوى» و «فأووا» و «تؤوى» قوله: (اقتفى) اتبع واختار. والأصبهاني مطلقا لا كاس ... ولؤلؤا والرّأس رئيا باس أي ويبدل الأصبهاني الهمز الساكن كله إلا ما يستثنيه قوله: (مطلقا) أي سواء كانت الهمزة فاء الفعل أم عينه أم لامه، ثم بين المستثنى فقال لا كأس: أي لا لفظ كأس نحو «كأسا دهاقا» و «بكأس من معين، ولؤلؤا»، أي واللؤلؤ كيف أتى نحو «ولؤلؤا» و «يخرج منهما اللؤلؤ» والرأس: أي وإلا الرأس حيث وقع نحو «الرأس شيبا» و «رئيا» أي الذي في مريم «هم أحسن أثاثا ورئيا» وبأس أي وإلا البأس كيف ورد نحو «البأساء» و «بأس شديد». تؤوى وما يجيء من نبأت ... هيّئ وجئت وكذا قرأت يعني تؤوى وتؤويه هذه اللفظة فقط، ويبدل سواه نحو «المأوى» و «فأووا» ويستثنى الأصبهاني أيضا كل ما جاء من نحو «نبئهم» و «نبأتكما، أو لم ينبأ وهيئ ويهيئ» وكذا ما أتى من جئت نحو «جئناهم» و «جئتمونا» وكذا ما أتى من لفظ: قرأت نحو: اقرأ وقرأنا وقرأت. والكلّ (ث) ق مع خلف نبّئنا ولن ... يبدل أنبئهم ونبّئهم إذن يعني أن أبا جعفر يبدل كل همز ساكن ما استثناه أبو عمرو وغيره وما لم يستثنوه، واختلف عنه في نبئنا من قوله تعالى: «نبئنا بتأويله» في يوسف، ولا خلاف عنه في عدم إبدال «أنبئهم بأسمائهم» في البقرة «ونبئهم» في الحجر والقمر قوله: (قوله ثق) أي أبدل كل همز ساكن واثقا بصحته. وافق في مؤتفك بالخلف (ب) ر ... والذّئب (ج) انيه (روى) اللّؤلؤ (ص) ر أي وافق قالون المبدلين بخلاف عنه في إبدال مؤتفكة المفرد ومؤتفكات الجمع يعني قوله تعالى «والمؤتفكة أهوى» و «المؤتفكات أتتهم» قوله: (وذئب) أي وافق في إبدال الذئب ورش من طريق الأزرق والكسائي وخلف قوله: (اللؤلؤ صر) أي وافقهم شعبة في إبدال اللؤلؤ كيف جاء واللام فيه للعهد: أي اللؤلؤ المتقدم ذكره للأصبهاني الذي هو مطلق في المعرف والمنكر.

وبئس بئر (ج) د ورؤيا فادّغم ... كلّا (ث) نا رئيا (ب) هـ (ث) او (م) لم أي ووافقهم أيضا الأزرق عن ورش في إبدال «بئس، وبئر» قوله: (جد) أي تكرم قوله: (ورؤيا) أي ورؤيا كيف أتت نحو «رؤياك» و «رؤياي» و «الرؤيا قوله: (قوله فأدغم) أي فأدغم بعد الإبدال فيصير اللفظ بياء مشددة بعد الراء المضمومة. والحاصل أنه يبدل ثم يقلب الواو ياء ويدغمها في الياء التي بعدها إجراء للعارض مجرى الأصلي قوله: (كلا) أي كل ما جاء من لفظ رؤيا معرفا ومنكرا قوله: (رئيا الخ) أي ويبدل رئيا في مريم مع الإدغام قالون وأبو جعفر وابن ذكوان قوله: (به) أي بإبداله قوله: (ثاو) أي مقيم قوله: (ملم) أي نازل يقال ألم به أي نزل. مؤصدة بالهمز (ع) ن (فتى حما) ... ضئزى (د) رى يأجوج مأجوج (ن) ما أي وقرأ «مؤصدة» (¬1) يعني في البلد والهمزة بالهمز حفص وحمزة وخلف وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالإبدال قوله: (قوله (ضيزى) أي وكذا قرأ (ضيزى) وهو في النجم بهمزة ساكنة ابن كثير وحده والباقون بغير همز أي بالإبدال قوله: (يأجوج الخ) أي وقرأ عاصم بهمز «يأجوج ومأجوج» في سورة الكهف والأنبياء عليهم السلام، والباقون بغير همز قوله: (نما) أي كثر. والفاء من نحو يؤدّه أبدلوا ... (ج) د (ث) ق يؤيّد خلف (خ) د ويبدل لما تم الكلام على الهمز الساكن في إبداله وتحقيقه أخذ في الكلام على المتحرك فقال والفاء يعني فاء الفعل احترازا من عينه في مثل «فؤاد» ولامه في نحو (كفؤا) وقال نحو «يؤده» ليدخل «مؤجلا» و «يؤاخذ» ونحوه قوله: (أبدلوا الخ) يعنى أن ورشا من طريق الأزرق وأبا جعفر أبدلا الهمزة المفتوحة بعد الضم الواقعة فاء من الفعل قوله: (جد ثق) أي كن جوادا واثقا بالله قوله: (يؤيده) يريد لفظ يؤيد حيث وقع اختلف عن عيسى بن وردان ويبقى ابن جماز والأزرق بالإبدال وكذلك الأصبهاني كما سيأتي والباقون بالتحقيق؛ ولما كان خذ دالا على عيسى ساغ إضافته إلى الخلف قوله: (ويبدل) أي ويبدل هذا أيضا، يعني ما كان فاء من الفعل نحو يؤده للأصبهاني عن ورش. ¬

_ (¬1) الآية الأخيرة «20» من سورة البلد. والآية ما قبل الأخيرة «8» من سورة الهمزة.

للأصبهاني مع فؤاد إلّا ... مؤذّن وأزرق ليلّا أي مع إبدال لفظ فؤاد وهو عين من الفعل، واستثنى مؤذن حيث وقع وهو فاء الفعل قوله: (والأزرق) أي ويبدل الأزرق عن ورش لئلا وهو في البقرة والنساء والحديد فجعل الهمزة ياء لانكسار ما قبلها. وشانئك قري نبوّي استهزيا ... باب مائه فئة وخاطئه ريا الواو فيصل: أي ويبدل أبو جعفر الآتي رمزه «شانئك» وهو في الكوثر، وقرئ، وهو في الأعراف والسماء انشقت ونبوّئ، يعنى «لنبوئنهم» وهو في النحل والعنكبوت، واستهزئ وهو في الأنعام والرعد والأنبياء قوله: (باب مائة فئة) أي سواء كان مفردا أم مثنى نحو «مائة، ومائتين، وفئة وفئتين» وعطف عليه «وخاطئه» أي سواء كان معرفا نحو «الخاطئة» أو منكرا نحو «خاطئة» وكذلك يبدل «رياء» وهو في البقرة والنساء والأنفال. يبطّئن (ث) ب وخلاف موطيا ... والأصبهاني وهو قالا خاسيا يعني قوله تعالى «ليبطئن» في النساء قوله: (ثب) يعني أن أبا جعفر يبدل هذه الألفاظ التسعة على ما تقدم قوله: (وخلاف موطيا) أي واختلف عنه في موطئا وهو في التوبة، واتفق هو أعني أبا جعفر والأصبهاني على إبدال ثلاث كلمات وهي «خاسئا» في الملك و «ملئت» في الجن و «ناشئة» في المزمل كما يأتي في البيت الآتي، ومعنى قوله «ثب» أي ارجع إلى إبدال هذه الكلمات. ملى وناشية وزاد فبأي ... بالفا بلا خلف وخلفه بأي يريد قوله تعالى «ملئت حرسا شديدا» في الجن و «ناشئه الليل» في المزمل قوله: (وزاد) أي وزاد الأصبهاني على أبي جعفر فانفرد بإبدال فبأي إذا كان مسبوقا بالفاء نحو «فبأي آلاء ربك» قوله:؟؟ (بلا خلف) أي من غير خلاف عنه فيما هو بالفاء قوله: (وخلفه بأي) أي واختلف عنه فيما تجرد من الفاء نحو «بأي أرض تموت». وعنه سهّل اطمأنّ وكأن ... أخرى فأنت فأمن لاملأن انتقل من الإبدال إلى التسهيل فقال: وعنه سهل: أي عن الأصبهاني سهل

بين بين في اطمأن، وهو موضعان «اطمأنوا بها (¬1)» في يونس «اطمأن به» (¬2) في الحج، وفي كأن كيف أتى مشددا نحو «كأنما، وكأنه، وويكأن» أو مخففا نحو «كأن لم يكن، كأن لم تغن» قوله: (أخرى) أي الهمزة الأخرى من «فأنت أفأنتم» وكذلك الهمزة الأخرى من «أفأمن، أفأمنوا، أفأمنتم» وكذلك يسهل الهمزة الأخرى من لأملأن وهو في الأعراف وهود والسجدة وص. أصفى رأيتهم رآها بالقصص ... لمّا رأته ورآه النّمل خص أي وكذلك يسهل الأصبهاني همزة فأصفى؛ يعني في قوله تعالى: «أفأصفاكم» في سبحان، وخرج بذلك «وأصفاكم» في الزخرف، وكذلك يسهل الهمزة من رأى في ستة مواضع: الأول «رأيتهم لي ساجدين» وهو في يوسف والثاني «رآها تهتز» في القصص، والثالث «رأته حسبته» في النمل، والرابع «فلما رآه مستقرا عنده» في النمل، والخامس «وإذا رأيتهم تعجبك» في سورة المنافقين، والسادس «إني رأيت أحد عشر كوكبا» في يوسف قوله: (خص) أي خص هذه المواضع دون غيرها. رأيتهم تعجب رأيت يوسفا ... تأذّن الأعراف بعد اختلفا قيده بتعجب احتراز من الذي في سورة الإنسان «إذا رأيتهم حسبتهم»، قوله: (تأذن) أي وكذلك يسهلها في قوله تعالى «وإذ تأذن ربك» في الأعراف فلذلك أضافه إليها قوله: (بعد اختلف) أي بعد الأعراف يريد الحرف الذي في إبراهيم «وإذ تأذن ربكم» واختلف عنه في تسهيله وتحقيقه. والبزّ بالخلف لأعنت وفي ... كائن وإسرائيل (ث) بت واحذف عطف على التسهيل: أي وسهل البزى بخلاف عنه «لأعنتكم» وهو في البقرة قوله: (وفي الخ) أي يسهل الهمزة بين بين من قوله كائن، يريد قوله تعالى «وكأين من قرية، وكأي من نبي» حيث وقع أبو جعفر وهو في قراءته بألف ممدودة بعدها همزة مكسورة كما سيأتي في موضعه في آل عمران، وكذا يسهل أبو جعفر همزة إسرائيل حيث وقع قوله: (ثبت) أي حجة، ورجل ثبت: أي ثابت القلب. ثم انتقل: ¬

_ (¬1) سورة يونس الآية «7». (¬2) سورة الحج الآية «11».

كمتّكون استهزءوا يطفوا (ث) مد ... صابون صابين (مدا) منشون) (خ) د أي واحذف الهمزة إذا وقعت مضمومه بعد كسر وبعدها واو ونحو «متكئون ومستهزءون، ويستهزءوا، وقل استهزءوا، أن يطفئوا» وإنما أتى بالكاف ليعم الباب، وقد استثنى بعضهم منه «نبئوني، ويستنبئونك» وكلام الإرشاد صريح في التعميم، وقد نص على إبدالها له الهذلى والأهوازى قوله: (صابون الخ) أي ويحذف الهمزة من «الصابئون» وهو في المائدة «والصابئين» وهو في البقرة والحج أبو جعفر ونافع قوله: (ثمد) معناه الماء القليل، وقوله خد: أي شق، يقال خدّ الأرض يخدها: إذا شقها. خلفا ومتّكين مستهزين (ث) ل ... ومتّكا تطو يطو (خ) اطين ول أي واختلف عن ابن وردان في قوله تعالى: «أم نحن المنشئون» في الواقعة وابن جماز وغيره على أصله قوله: (ومتكئين الخ) ويحذف الهمزة المكسورة التي بعدها ياء في متكئين ومستهزئين فقط حيث وقعا أبو جعفر قوله: (ومتكا الخ) أي وكذا حذف أبو جعفر أيضا الهمزة من «متكئا» في يوسف ومن «تطئون. ويطئون» حيث وقع، ومن «خاطئين» حيث أتى وكيف وقعا قوله: (ثل) أي وضع في جيبه، يقال ثلّ الدراهم والتراب: إذا وضعه في جيبه قوله: (ول) ومن ولاه العمل إذا قلده: أي ول أبا جعفر إبدال ذلك. أريت كلّا (ر) م وسهلها (مدا) ... ها أنتم (ح) از (مدا) أبدل (ج) دا وأما رأيت وهو ما وقع بعد همزة الاستفهام نحو «أرأيت، وأ رأيتم، وأرأيتكم» فحذف الهمزة من ذلك كله الكسائي وسهلها بين بين نافع وأبو جعفر وأبدلها ألفا الأزرق عن ورش والباقون بالتحقيق وسيأتي بيان ذلك قوله: (رم) أي رم بالحذف للكسائي لأنه عطفه عليه قوله: (ها أنتم هؤلاء) في آل عمران حرفان وحرف في النساء ورابع في القتال، سهل الهمزة منه بين بين أبو عمرو ونافع وأبو جعفر، وأبدلها ألفا ورش من طريق الأزرق في وجه وحذفها من طريقه فى آخر أولا يحذفها وكلاهما مع بين بين وحذف قنبل مع التحقيق في وجه أو لا يحذفها كالباقين فيصير فيها لهم خمسة أوجه قوله: (جدا) الجدا: الجدوى والغنا. بالخلف فيهما ويحذف الألف ... ورش وقنبل وعنهما اختلف

أي للأزرق عن ورش خلاف في إبدالها، ووجهه الثاني بين بين كما تقدم قوله: (فيهما) أي في «ها أنتم، وأ رأيت» المتقدم قوله: (ويحذف الألف) أي من ها أنتم التي فيها الكلام قوله: (وعنهما اختلف) أي اختلف عنهما في حذف الألف؛ فيكون لورش من طريق الأزرق ثلاثة أوجه: إبدالها ألفا، وبين بين مع الحذف، ومع الإثبات كأبي عمرو وقالون وأبي جعفر، وهذا للأصبهاني عنه، ولقنبل وجهان الحذف مع التحقيق والإثبات معه كالباقين. وحذف يا اللّائي (سما) وسهّلوا ... غير (ظ) بى (ب) هـ (ز) كا والبدل وأما «اللائى» وهو في الأحزاب والمجادلة وموضعى الطلاق، فحذف الياء منها نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب. واختلفوا عن هؤلاء في تحقيق همزها وتسهيله بعد حذف يائها، فحققها يعقوب وقالون وقنبل، وسهلها الباقون بين بين، لكن أبدلها ياء ساكنة البزى وأبو عمرو في وجه، والباقون بالتحقيق، وياء بعد الهمزة فيصير فيها أربعة أوجه تأتي مبينة في هذا البيت وشطر الآتي قوله: (يا اللائي) قصر لفظه للضرورة قوله: (وسهلوا) أي مدلول «سما» وهم نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، وأما المثبتون وهم المذكورون رمزا بعد قوله: (غير) أعني يعقوب وقالون وقنبل فبالتحقيق. ساكنة اليا خلف (هـ) اديه (ح) سب ... وباب ييأس اقلب ابدل خلف (هـ) ب أي حال كون الياء ساكنة يعني مع البدل قوله: (قوله خلف) أي بخلاف عن البزى وأبي عمرو فيكون الوجه الآخر بين بين كما تقدم قوله: (هاديه) أي دليله ومرشده، والضمير يعود على البدل أو الوجه قوله: (حسب) أي عد وقدر والحسب أيضا: القدر، وهو ما يعد من المفاخر قوله: (وباب ييئس الخ) أي وكل ما أتى من لفظ ييئس نحو «ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله، حتى إذا استيأس» (¬1) فإن البزى يقلب الهمزة موضع الياء ويؤخر الياء إلى موضع الهمزة فتصير همزة ساكنة بين الياءين فيبدلها ألفا وذلك بخلاف عنه قوله: (هب) الهب: الانتباه، من هب من نومه يهب: إذا استيقظ. ¬

_ (¬1) أي تصبح صياغة الكلمة «استأيس» وكذلك ما قبلها من الهمزتين السابقتين آنفا وذلك بخلاف عنه أي مرة يأتي بهذا الوجه ومرة يوافقه باقي القراء وكل من الروايتين صحيح لديه.

باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

هيئة أدغم مع بري مري هنى ... خلف (ث) نا النّسيء (ث) مره (ج) ني أي أدغم هيئة من قوله «كهيئة الطير» من آل عمران والمائدة مع برى حيث أتى «ومريئا وهنيئا» أبو جعفر بخلاف عنه في الأربعة قوله: (ثنا) أي كف وصرف ولوى قوله: (النسيء) يعني أدغم النسيء وهو في التوبة «إنما النسىء زيادة في الكفر» أبو جعفر والأزرق عن ورش قوله: (جنى) أي المجنى من الثمر، وأكثر ما يستعمل فيما كان غضا. جزّا (ث) نا واهمز يضاهون (ن) دى ... باب النّبيّ والنّبوّة (ا) لهدى عطف على الإدغام: أي وقرأ أبو جعفر جزا وهو في البقرة والحجر والزخرف بالإدغام فيصير اللفظ بزاي مشددة من غير همز، ووجهه أنه حذف الهمزة فنقل حركتها إلى الزاي، ثم ضعف كالوقف على مرج ثم أجرى الوصل مجرى الوقف وهي قراءة الإمام الزهري، ويحكى عن حمزة وقفا قوله: (ثنا) هو ما يذكر من المحامد أصله ثناء بالمد فقصر قوله: (واهمز) أي واقرأ «يضاهون» بالهمز كما يهمز صابون فيكسر ما قبله لعاصم وحده قوله: (ندا) هو الجود قوله: (باب النبي) أي كل ما جاء من هذا اللفظ نحو الأنبياء والنبيون والنبي يقرؤه بالهمز نافع قوله: (الهدى) هو الهداية والدلالة بلطف، وحسن مجيئه بعد ذكر النبي والنبوة. ضياء (ز) ن مرجون ترجي (حقّ) (ص) م ... (ك) سا البريّة (ا) تل (م) ز بادى (ح) م يعني أن قنبلا قرأ بالهمز في ضياء حيث وقع وهو في سورة يونس والأنبياء والقصص قوله: (مرجون) أي أن ابن كثير وأبا عمرو ويعقوب وشعبة وابن عامر قرءوا بالهمز في «مرجون» في التوبة «وترجىء» في الأحزاب قوله: (البرية) يعني قرأ نافع وابن ذكوان بالهمز في البرية الحرفين في لم يكن قوله: (بادي) يعني قوله تعالى «بادي الرأي» في هود قرأه أبو عمرو بالهمز. باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها هذا نوع من الهمز المفرد أخر لاختصاص تحقيقه وصلا. وانقل إلى الآخر غير حرف مد ... لورش إلّا ها كتابيه أسد

أي وانقل حركة الهمز إلى الساكن الآخر الذي قبل الهمز كما ترجم في الباب واستثنى حرف المد كان ساكنا آخر نحو «قالوا آمنا، وفي أنفسكم، وبما أنزل» لأنه لا ينقل إليه، ودخل حرف اللين نحو «خلو إلى، وابني آدم» وقول الشاطبي رحمه الله ساكن آخر صحيح يخرجه وليس كذلك قوله: (لورش) أي له من طريقيه، وقوله إلا ها الخ؛ يعني قوله تعالى في الحاقة «اقرءوا كتابيه إني «فلا ينقل إليه على الصحيح لأنها هاء سكت قوله: (أسد) أي أولى وأقوى (¬1). من السداد: وهو الاستقامة. والمعنى أن ورشا ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ويسقط الهمزة فيتحرك الساكن بحركتها وذلك بشرط أن يكون الساكن آخر كلمة والهمز أول الأخرى وأن لا يكون ذلك الساكن حرف مد نحو «بما أنزل، قالوا آمنا، وفي أنفسكم» سواء كان الساكن المنقول إليه منوّنا نحو «بعاد إرم، وحامية ألهاكم» أم لام التعريف نحو «الآخرة، والأرض» أم غير ذلك نحو «قد أفلح، وقل أوحى» واستثنى الجمهور له «كتابيه إني ظننت» في الحافة فلم ينقل إليه وإن كان ساكنا صحيحا آخرا لكونه هاء سكت، وروى بعضهم النقل إليه. وافق من إستبرق (غ) ر واختلف ... في الآن (خ) ذ ويونس (ب) هـ (خ) طف أي وافق رويس ورشا على النقل في «من إستبرق» في الرحمن خاصة وخصها بالنقل لثقلها بالعجمة والطول. واختلف عن ابن وردان في النقل إلى اللام في كلمة الآن حيث وقعت نحو «قالوا الآن جئت بالحق، فالآن باشروهن» وأما «الآن وقد» في يونس الحرفان فوافق ورشا على النقل فيه قالون وابن وردان بلا خلاف لثقل الكلمة بالاستفهام قوله: (غر) من غيرة الرجل على أهله لتمام مروءته، كأن يشير إلى ما أعد الله في ذلك لأهل الجنة فليغر الرجل على نفسه ولا يقصر فيكون محروما قوله: (خطف) أي أخذ سريعا، يقال خطف بالكسر يخطف بالفتح وبالعكس: إذا اختلس بسرعة، كناية عن شدة العناية والحرص، وضميره عائد على النقل أو على الخلف. وعادا الأولى فعادا لولى ... (مدا) (حما) هـ مدغما منقولا ¬

_ (¬1) في نسخة: أقوم.

يريد قوله تعالى: «وأنه أهلك عادا الأولى» في النجم، قرأه بالإدغام مع النقل على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب؛ وذلك أنه لما نقل حركة الهمزة وأسقطها اعتد بالعارض وترك التنوين على حاله ساكنا ثم أدغمه في اللام على حد «هدى للمتقين». وخلف همز الواو في النّقل (ب) سم ... وابدا لغير ورش بالأصل أتم أي واختلف عن قالون في حالة النقل والإدغام هل يهمز الواو أو لا يهمز؛ فبالهمز قطع له في التيسير والشاطبية وجمهور المغاربة، وبغير همز قطع جمهور العراقيين من طريق أبي نشيط قوله: (بسم) من الابتسام: وهو دون الضحك، يقال بسم بالفتح يبسم فهو مبتسم، يشير إلى لطف هذا الوجه قوله: (أتم) أي أحسن وأقوى، لأنه أقرب إلى تمام الكلمة من حيث الإتيان بأصلها: أي بلفظ أتم؛ يعني إذا ابتدأت يجوز أن تبدأ لغير ورش من قالون وأبي جعفر وأبي عمرو ويعقوب بالأصل: أي بإسكان اللام وهمزة وصل قبلها وهمزة مضمومة بعدها على الأصل، وهو المنصوص عليه في التيسير والشاطبية. قال مكى: وهو أحسن الوجوه، ويجوز لهم وجهان آخران يأتيان في البيت الآتي: وابدأ بهمز الوصل في النّقل أجل ... وانقل (مدا) ردا و (ث) بت البدل يعني إذا نقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وكان قبل ذلك الساكن همزة وصل اجتلبت للابتداء بالساكن نحو «الأولى، والأخرى، والأرض، والآخرة، والإيمان» فيجوز أن تبدأ بهمز الوصل وإن كان الساكن قد زال بحركة النقل، وهذا هو الأصل في مذهب ورش مطلقا وفي مذهب غيره ممن نقل إلى الساكن الأول هنا، وهذا هو الوجه الثاني عمن تقدم ذكره؛ ويجوز أن تعتدّ بالعارض فتحذف همزة الوصل حالة الابتداء وتأتي بلام محركة بحركة الهمزة في مذهب ورش وغيره ممن نقل، وهذا هو الوجه الثالث عمن تقدم، ويجوز همز الواو مع هذين الوجهين لقالون على ما تقدم فيصير له خمسة أوجه قوله: (وانقل) أي اختلفوا في النقل في «رداء» وهو من كلمة، فنقل إليه نافع بكماله وأبو جعفر، إلا أن أبا جعفر يبدله ونافع لا يبدله فيصير فيه ثلاثة قراءات قوله: (ردا) يعني «ردءا يصدقني» في سورة القصص، وثبت البدل: أي أبدل التنوين ألفا من ردءا حالة الوصل إذ هو في الوقف إجماع عمن نقل ومن لم ينقل.

باب السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره

وملء الأصبهاني مع عيسى اختلف ... واسأل (روى) (د) م كيف جا القران (د) ف وأما «ملء» وهو في آل عمران، واختلف في نقله عن الأصبهاني وعيسى عن وردان فيصير فيها إذا وصلت بالأرض أربعة أوجه: النقل فيهما أحد وجهى الأصبهاني، والنقل في الأرض فقط للأزرق والوجه الثاني للأصبهاني، والنقل في ملء دون الأرض أحد وجهي عيسى، وعدم النقل فيهما وهو الثاني عن عيسى وبه قرأ الباقون وسيأتي بيان السكت، ووقف حمزة في ذلك كله قوله: (واسأل الخ) أي واسأل إذا كان أمرا كيف جاء؛ يعني بالواو وبالفاء وبلفظ الإفراد وبالجمع نحو «وأسألهم عن القرية، فاسأل به، فاسألوا أهل الذكر، فاسألوهم» قرأ بالنقل الكسائي وخلف وابن كثير، ولفظ به مهموزا احتراز من «سلهم أيهم» فإنه لا خلاف في أنه بغير همز إما اعتداد بالعارض أو على لغة سال يسأل بالألف، وقوله القران دف: أي قرأ ابن كثير القرآن كيف جاء معرفا أو منكرا باللام أو غيرها نحو «فيه القرآن، فاتبع قرآنه، قرآنا عربيا» والدف: ما يتدفى به مما يقي البرد وأصله الهمزة ولكن نقل حركة الهمزة ونوى الوقف كقراءة حمزة كما سيأتي. باب السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره تقدم بيان السكت في آخر الديباجة فأغنى عن إعادته ولذا أتى باللام العهدية، وأخره عن باب النقل لأن القصد به تحقيق الهمزة لا تخفيفه ليناسب النقل قبله، وقدمه على وقف حمزة لعمومه، ولأن زمنه دون زمن الوقف ولأنه يكون وصلا في الوسط والوقف يكون آخر فناسب تأخيره. والسّكت عن حمزة في شيء وأل ... والبعض معهما له فيما انفصل أي المذكور فيما تقدم: وهو قطع الصوت زمنا هو أقل من زمن الوقف عادة من غير تنفس، وفيه عن حمزة سبعة مذاهب: الأول السكت على شيء ولام التعريف فقط، وهذا مذهب ابن شريح وابن غلبون وابن بليمة وأحد الوجهين في التيسير والشاطبية قوله: (والبعض الخ) وبعض القراء روى عن حمزة مع السكت على شيء ولام التعريف السكت في المنفصل، وهو ما كان من كلمتين نحو «قد أفلح، قل أوحى، قل إي وربى» غير الممدود، وهذا مذهب صاحب العنوان وشيخه وصاحب التجريد من قراءته على الفارسي وطريق بن أحمد عن خلف عنه كما في التيسير والشاطبية، وهذا هو المذهب الثاني عن حمزة.

والبعض مطلقا وقيل بعد مد ... أو ليس عن خلّاد السّكت اطّرد هذا هو المذهب الثالث وهو السكت مطلقا: أي منفصلا أو متصلا؛ يعني على ما كان من كلمة نحو «مسؤولا، وقرآن» ومن كلمتين نحو «قد أفلح، وقل أوحى، وقل أي، والآخرة، والأرض» ما لم يكن حرف مدّ، وهذا مذهب أبي الطاهر بن سوار وأبي العلاء البغدادي وأبي العز القلانسي وجمهور العراقيين قوله: (وقيل بعد مد) هذا هو المذهب الرابع والخامس وهو السكت على الممدود على ما تقدم، فمع المنفصل على المد المنفصل ومع المتصل على مده، فخص أبو العلاء الحافظ المنفصل وعمم في الكامل وغيره قوله: (أو ليس عن خلاد الخ) هذا هو المذهب السادس وهو عدم السكت عن خلاد والسكت عن خلف لمكى وشيخه أبي الطيب وابن شريح وذكره صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح فارس وتبعه عليه الشاطبي رحمه الله تعالى. قيل ولا عن حمزة والخلف عن ... إدريس غير المدّ أطلق واخصصن وهذا هو المذهب السابع وهو عدم السكت عن حمزة من الطريقين وهو الذي لم يذكر في الهداية سواه، ومذهب ثامن وهو السكت على لام التعريف فقط مع المد على شيء طريق ابن غلبون وغيرهما، وتاسع وهو السكت على اللام والمنفصل مع مد شيء في العنوان وغيره كما تقدم في باب المد قوله: (والخلف الخ) أي واختلف عن إدريس في السكت وعدمه؛ فمن روى عنه السكت أطلق ما كان من كلمة ومن كلمتين، ومنهم من خصصه بما كان من كلمتين وشيء؛ واتفقوا على استثناء حرف المد فلا سكت عليه عنه، وكذا اتفق الساكتون على السكت على شيء حيث أتى وإن كان كلمة لكثرة دوره هذا الذي قرأنا به وبه نأخذ. وقيل حفص وابن ذكوان وفي ... هجا الفواتح كطه (ث) قّف وجاء السكت أيضا عن حفص من طريق الأشناني عن عبيد بن الصباح فرواه عنه أبو الطاهر بن أبي هاشم على ما تقدم من الخلاف عن إدريس، فأطلق صاحب الروضة على ما كان من كلمة وكلمتين، وخص صاحب التجريد سكت ما كان من كلمتين مع اللام وشيء، واتفقوا على عدم السكت على حرف المد إلا

باب وقف حمزة وهشام على الهمز

ما انفرد به عبد الباقي عن أبيه عن السامري عن الأشناني من السكت على الممدود: أي المنفصل كما هو في غير الممدود، وكذا جاء السكت عن ابن ذكوان من طريق العلوى عن النقاش عن الأخفش (¬1)، وأطلقه صاحب الإرشاد فيما كان من كلمة أو من كلمتين، وخصه الحافظ أبو العلاء بما كان من كلمتين واللام وشيء، ورواه صاحب المبهج عن ابن ذكوان من جميع طرقه، ولا خلاف عنه في عدم السكت على حرف المد أيضا قوله: (قوله هجا الفواتح كطه الخ) أي أن أبا جعفر قرأ بالسكت على حروف فواتح السور نحو قوله: «طه والم، وحم، ون» وسكت على كل حرف منها ليبين أن هذه ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما، وليست بمؤتلفة ولذا وردت مفردة من غير عامل ولا عطف فسكنت كأسماء الأعداد إذا وردت من غير عامل ولا عطف. وألفى مرقدنا وعوجا ... بل رّان من رّاق لحفص الخلف جا أي واسكت على الألفين من «مرقدنا، وعوجا» فتقول «عوجا» بالألف مبدلة من التنوين وتسكت ثم تقول «قيما» وكذا تقول «مرقدنا» وتسكت ثم تقول «هذا» وكذا تقول «من» ثم تسكت ثم تقول «راق» في القيامة، ولام «بل ران» في التطفيف قوله: (جا) أي ورد عن حفص الخلاف في الأربع الكلمات: وهي ألف «عوجا» في الكهف، وألف «مرقدنا في يس، ونون «من راق» في القيامة، ولام «بل ران» في التطفيف. باب وقف حمزة وهشام على الهمز أي في جميع أقاسمه متحركة وساكنة متوسطة ومتطرفة كما سنبينه، وهو مشكل يحتاج إلى تحقيق مذاهب أهل العربية ورسم المصاحف العثمانية وإتقان الرواية، ولصعوبته أفرد بالذكر وختم به أبواب الهمز، لأن محله الوقف. إذا اعتمدت الوقف خفّف همزه ... توسّطا أو طرفا لحمزه ¬

_ (¬1) لقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه النشر في القراءات العشر أسماء هؤلاء العلماء وأتى على ألقابهم وكناهم فإذا أردت الاستزادة فراجع المجلد الأول.

أي قصدت، يقال عمدت للشيء بالفتح أعمده: أي قصدت له وتعمدت واعتمدت، والتخفيف عام في الإبدال وبين بين، والنقل والحذف، والإدغام، وغير ذلك قوله: (همزه) أي همز الوقف يعني الكلمة الموقوف عليها إذا كان فيها همزة قوله: (توسطا) يعني الهمز المتوسط سواء كان بنفسه أو بمتصل به قبله من حرف الكلمة قوله: (أو طرفا) يعنى المتطرف منه، وهو ما ينقطع الصوت عليه والمتوسط بخلافه. فإن يسكّن بالّذي قبل ابدل ... وإن يحرّك عن سكون فانقل أي الهمز سواء كان ساكنا في نفسه وهو اللازم أم سكن للوقف وهو العارض قوله: (بالذي قبل) أي أبدله بما قبله إن ضمة فواوا أو كسرة فياء أو فتحة فألفا، فالساكن اللازم وقبله فتحة متوسطا نحو: «تألمون» ومتطرفا نحو «اقرأ» والذي قبله كسرة متوسطا نحو «بئر» ومتطرفا نحو «نبىء» والذي قبله ضمة متوسطا نحو «يؤمن» ولم يقع في القرآن متطرفا، والعارض وقبله فتحة «نبأ، والملأ» وقبله كسرة «قرئ» وقبله ضمة «اللؤلؤ» وهذا حكم الهمز الساكن في قسميه قوله: (وإن يحرك) أي وإن كان الهمز محركا بعد ساكن فانقل حركته إلى ذلك الساكن وحركة بحركة الهمز كما هو طريق النقل إلا أن يكون ذلك الساكن ألفا أو ياء أو واوا وسهل بين بين فلا ينقل إليه كما سيأتي، ومثال ما ينقل إليه من ذلك «مسؤولا»، وقرأنا، والخبء، وشيء، وسوء، ويضيء». إلّا موسّطا أتى بعد ألف ... سهّل ومثله فأبدل في الطّرف أي إلا أن يكون الهمز متوسطا وهو بعد ألف نحو «أولئك»، وملائكة، وشركاؤكم، وأولياؤه، ودعاؤكم» فإنه يسهل بين بين قوله: (سهل) يعني سهل هذا القسم من المتوسط قوله: (إلى آخره) يريد أن الهمز إذا وقع متطرفا بعد ألف نحو «السماء» ونشاء، ومن ماء» فإنه يبدله ألفا لأنه يقدر إسكانه للوقف ثم يدبر بما قبله، فدبر بالفتحة وجعلت كأنها وليته، ولم يعتدّ بالالف لأنها ليست بحاجز حصين فقلبت ألفا، إذا قلبت ألفا اجتمع ألفان فلا بد من حذف إحداهما، فإن قدرت المحذوفة الأولى وهو القياس قصرت الموجودة لأنها مبدلة من همزة ساكنة فيكون مثل ألف «يأمركم» وإن قدرت الثانية جاز في الأخرى المد والقصر

لأنها تصير حرف مدّ قبل همز مغير كما تقدّم في بابه، وقد أجاز بعضهم بقاء الألفين فيزاد في المد لأجل بقائهما فكأنه مد للساكنين. والواو واليا إن يزادا أدغما ... والبعض في الأصليّ أيضا أدغما ثم أخذ في الكلام فيما إذا كان الساكن قبل الهمز واوا وياء زائدتين نحو «قروء، وبرىء، وهنيئا، ومريئا» والحكم فيهما الإدغام: أي بعد إبدال الهمز من جنس ما قبله ثم تدغم الأول في الثاني قوله: (والبعض إلخ) أي وبعض أئمة القراءة عن حمزة عامل الياء والواو الأصليتين معاملة الزائدتين فأدغم نحو «شيء»، ومن سوء، ويضيء» وتقدم فيه النقل من قوله: وإن يحرك عن سكون فانقل وهذا زائد فيصير فيه النقل والإدغام، وهنا تم الكلام في الهمز المتحرك بعد ساكن، وتقدم قبل ذلك حكم الهمز الساكن بعد المتحرك، وبقي من أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك، فشرع في ذكره بقوله في البيت الآتي وبعد كسره كما سيأتي: وبعد كسرة وضمّ أبدلا ... أن فتحت ياء وواوا مسجلا هذا أول أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك وهو بحسب حركته وحركة ما قبله تسعة أقسام، فذكر هنا قسمين منها: وهو ما إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها كسرة أو ضمة والحكم فيهما الإبدال بحركة ما قبله فيبدل في الكسر ياء نحو «مائة، وفئة، ولئلا» وفي الضم واوا نحو «مؤجلا وفؤادا». وغير هذا بين وبين ونقل ... ياء كيطفئوا وواو كسئل يعني غير القسمين المتقدمين، وهو سبعة أقسام: مفتوح بعد مفتوح نحو «بدأكم» ومضموم بعد مضموم نحو «برؤوسكم» وبعد مكسور نحو «مستهزئون» وبعد مفتوح نحو «يذرؤكم» ومكسور بعد مكسور نحو «خاطئين» وبعد مضموم نحو «سئل» وبعد مفتوح نحو «يئس» فحكم تخفيف هذا كله بين بين قوله: (ونقل) أي وورد أيضا وجه زائد على ما تقدم في الهمزة المضمومة بعد كسر نحو «أن يطفئوا» وفي عكسها وهو المكسور بعد ضم، فيبدل بعد الكسر ياء وبعد الضم واوا، هذا مذهب الأخفش النحوي في تخفيف هذين النوعين أي يدبرهما

بحركة ما قبلهما، والذي قبله مذهب سيبويه وهو يدبرهما بحركتها فتجعل بين بين، وهنا تم الكلام في المتطرف والمتوسط بنفسه. والهمز الاوّل إذا ما اتّصلا ... رسما فعن جمهورهم قد سهّلا ثم أخذ في الكلام في الهمز المتوسط بغيره، وهو ما إذا كان أول كلمة ودخل قبله ما صار به متوسطا، وهو على نوعين: الأول ما اتصل في الرسم، وسمي متوسطا بزائد نحو «يا أيها، وها أنتم، وبأي، وكأنهم، فإنهم، وأخاه، والأرض، والإيمان، والأولى» فجمهور القراء سهلوه: أي خففوه على ما تقدّم، وإن كان قبله ألف فبين بين، وإن كان قبله ساكن فالنقل، وإن كان قبله متحرك، فعلى ما تقدّم إن كان مفتوحا وقبله مكسور فياء أو مضموم فواو، وإلا فبين بين؛ وذهب الباقون عن حمزة إلى تحقيقه من غير تسهيل شيء منه وهو مذهب ابن غلبون ومكي وجماعة، والمراد بقوله الأول الواقع في أول الكلمة نحو «أتى» إلى أنها «أنتم أولاء» وقوله سهلا: أي خفف على ما تقدّم. أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح ... لا ميم جمع وبغير ذاك صح أي وإن لم يكن متصلا رسما بل منفصلا، فلا يخلو إما أن يكون ساكنا صحيحا نحو «قل إن، قد أفلح» أو ما في حكمه نحو «فاسعوا إلى، وابني آدم»، أو يكون غير ذلك، فإن كان صحيحا أو ما في معناه فاختلفوا أيضا في تسهيله وتحقيقه، والأرجح تسهيله بالنقل وهو الذي زاده الشاطبي على التيسير ومذهب صاحب الروضة المالكي وأبي العز وغيرهم، واستثنى هؤلاء من هذا الأصل ميم الجمع فلم ينقلوا إليها وإن كان ساكنا صحيحا، ولم يستثنه الشاطبي ولا بد من استثنائه قوله: (وبغير ذلك صح) أي وبغير أن يكون منفصلا بعد ساكن صحيح أو ما في حكمه كأن يكون بعد ساكن وهو حرف مد نحو «بما أنزل، قالوا آمنا، وفي أنفسكم» أو يكون محركا بعد محرك في أقسامه التسعة فإن تسهيله أيضا صح رواية بحسب ما تقدم من بين بين وغيره وإن لم يذكره الشاطبي فهو الذي عليه أكثر العراقيين، ولم يذكر الحافظ أبو العلاء غيره؛ إلى هنا تم جميع أقسام الهمزة ساكنة ومتحركة ومتوسطة ومتطرفة وأنواع تخفيفه القياسي، وبقي التخفيف الرسمي مما ذكره بعض القراء عن حمزة وسيأتي الكلام عليه بحقه.

وعنه تسهيل كخطّ المصحف ... فنحو منشون مع الضّمّ احذف أي وعن حمزة أيضا تخفيف آخر؛ وهو التخفيف الرسمي الذي يكون موافقا لخط المصحف، وقد ذكره الداني وشيخه أبو الفتح ومكي وابن شريح والشاطبي ومن تبعهم من المتأخرين؛ والمعنى فيه أنه إذا خفف الهمز في الوقف، فما كان من أنواع التخفيف موافقا لخط المصحف خففه به وإن كان ما يخالفه أقيس وذلك نحو «منشئون، ومتكئون، ويستنبئونك» فإن القياس ما تقدم على مذهب سيبويه وهو بين بين وعلى مذهب الأخفش وهو إبدال الهمزة ياء، وهنا يجيء وجه ثالث وهو حذف الهمزة وضم ما قبلها ليوافق خط المصحف وهو لغة صحيحة قرأ بها أبو جعفر في الحالين كما تقدم. وألف النّشأة مع واو كفا ... هزؤا ويعبؤا البلؤا الضّعفا أي ونحو ألف «النشأة» وهو في العنكبوت والنجم والواقعة كتبت بالألف وتقدم أن وقفه بالنقل والحذف ولكنها لما رسمت هنا صار تخفيفها بالحذف مخالفا صورة الرسم فوقف عليها بالألف على لغة من ألقى حركة الهمزة قبل الألف وأبقى الهمزة ساكنة فأبدلها كما قالوا «كماه» وكذلك يقف على «كفوا، وهزوا» بالواو اتباعا للرسم وذلك أنه يقرؤهما بالإسكان فقياس تخفيفهما له بالنقل، فإذا نقل خالف الرسم فيجوز له وجه آخر وهو الواو مع الإسكان، وهو لغة صحيحة، وكذلك يقف في وجه اتباع الرسم على «يعبؤا بكم ربي» بواو ساكنة بعد الباء المفتوحة، وتقف على «البلؤا» وهو في سورة الصافات والدخان بواو بعد الألف، وكذا «الضعفؤا» وهو في إبراهيم بالواو بعد الألف على اتباع الرسم، وهي لغة ثابتة للعرب من بني تميم وقيس وهذيل وغيرهم، وهذا غير التخفيف القياسي الذي تقدّم وهو الوقف بإبدال الهمزة لتطرفها ووجود الألف قبلها. وياء من آنا نبإى أل وريّا ... تدغم مع تؤوي وقيل رؤيا أي وكذا يقف بالياء على نحو «ومن آناىء الليل» في طه بياء ساكنة بعد الألف، وعلى قوله من «نباىء المرسلين» بياء ساكنة بعد الألف في الأنعام، وهو وجه زائد على الإبدال المتقدّم في التخفيف القياسي؛ وكذا يقف في وجه اتباع الرسم على «رئيا» وهو في مريم بياء مشددة على الإدغام وكذا «تؤوي، وتؤويه،

بواو مشددة وتدغم، ويجيء وجه آخر وذلك زائد على التخفيف القياسي وهو الوقف بياءين وبواوين، وهي لغة للعرب قرأ بها جماعة وجاءت منصوصة عن حمزة وقفا قوله: (وقيل) أي وذكر بعضهم في وجه اتباع الرسم «رؤيا» المضموم الراء نحو «رؤيا، وللرؤيا تعبرون» لأنه كتب بياء واحدة وهي لغة للعرب أيضا قرأ بها أبو جعفر وغيره كما تقدم. وبين بين إن يوافق واترك ... ما شذّوا كسرها كأنبئهم حكي أي بين الهمزة والحرف المجانس لحركتها فحذف ما بين الحرفين والعاطف وركب الظرفان فجعلا اسما واحدا مبنيا لتضمنه معنى حرف العطف على حد خمسة عشر؛ والمعنى أنه يوقف بين بين في نحو «يبنئوم، ويومئذ» ونحو «سئل» على مذهب سيبويه في تسهيلها مع الوقف وعلى نحو «سنقرئك» وبالياء الخالصة على مذهب الأخفش لئلا يخالف الرسم وكذلك فيما كتب بالواو من نحو «البلؤا، والضعفؤا» وفيما كتب بالياء من نحو «آناىء، ومن نباىء المرسلين» بين بين دون ما كتب بالألف من غير ياء من ذلك وذلك في وجه الروم كما سيأتي وهو مذهب المهدوي وغيره قوله: (إن يوافق) أي اتباع الرسم: أي ما كتب منه بالواو وقف عليه بين الهمزة والواو، وما كتب منه بالياء فبين الهمزة والياء، وما كتب بالألف فكذلك قوله: (واترك) أي لا تأخذ بما شذ ولا تقرأ به، ويعني بما شذ الشاذ من التخفيف الرسمي ما لم يجتمع فيه شروط الصحة كالأخذ في «خائفين، وأولئك» بالياء المحضة وفي «شركاؤهم، وجاؤوا» بالواو مخففة وفي «إن أولياه» بألف من غير واو مما لا يجوز في العربية ولا صحت به الرواية، وأشذ من هذا وأضعف الوقف بالألف على «وأخاه، وإياي» ونحوه، وأشد تحريما من هذا ما ذكر في «بأنهم وبآيات» بالألف اتباعا للرسم على زعمهم، وهذا لا يجوز به التلاوة، إذ لم يصح عن أحد ممن يوثق به عن حمزة ولا صح في العربية فاعلم ذلك، وقوله واكسر الخ: أي حكى بعضهم الوقف على «أنبئهم، ونبئهم» لحمزة بكسر الهاء وذلك أنه إذا أبدل الهمزة ياء على أصله في الوقف وقعت الهاء بعد ياء بعد كسرة فأشبهت يوفيهم فيكسر وهو زائد على وجه الضم حكاه الشاطبي وغيره، وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وابن غلبون وغيرهم.

باب الإدغام الصغير

وأشممن ورم بغير المبدل ... مدّا وآخرا بروم سهّل أي ويجوز الروم والإشمام فيما لا تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد نحو «دفء، والمرء، وشيء، وسوء» مما ألقى فيه حركة الهمزة على الساكن ونحو «قروء، وبرىء مما» أبدلت الهمزة فيه حرفا محركا اتباعا للرسم، ونحو «يبدئ، ولؤلؤ» على مذهب الأخفش، فإن أبدل حرف مدّ فلا روم فيه ولا إشمام نحو «أقرأ، ونبىء» مما سكونه لازم «ويبدأ، وإن امرؤ، وشاطئ» مما سكونه عارض ونحو «نشاء، ومن السماء «مما وقع الهمز فيه متطرفا بعد ألف لأن هذه الحروف حينئذ سواكن لا أصل لها في الحركة فهو مثل «تدعو، وتخشى، ويرمي» قوله: (بغير المبدل) أي بغير الذي أبدل مدا قوله: (وآخرا) أي الهمز الواقع آخرا؛ يعني المتطرف سهله بالروم بين بين. بعد محرّك كذا بعد ألف ... ومثله خلف هشام في الطّرف معناه أنه يجوز أيضا في الهمزة المتحركة المتطرفة الواقعة بعد متحرك أو بعد ألف الروم والتسهيل بين بين، وذلك إذا كانت مضمومة أو مكسورة كما سيأتي في بابه نحو «يبدئ، وينشئ، ومن شاطئ، ومن لؤلؤ، ونشاء، ومن ماء» قوله: (ومثله الخ) أي مثل حمزة والتقدير مثل قراءة حمزة في الوقف على الهمز اختلف عن هشام في المتطرف منه خاصة، وهذا الوجه طريق الحلواني للمغاربة ومن تبعهم، ولم يفرق المشارقة بشيء من ذلك عن هشام من طريق من طرقه قوله: (في الطرف) أي في الهمز الواقع في الطرف. باب الإدغام الصغير فصل ذال إذ وهو عبارة عما إذا كان الأول ساكنا كما تقدم في الإدغام الكبير، وهو واجب وجائز، وتقدم الكلام على الواجب، والكلام هنا على الجائز؛ وينحصر في فصول: ذال إذ، ودال قد، وتاء التأنيث، ولام بل وهل، وحروف قربت مخارجها، والنون الساكنة والتنوين. إذ في الصّفير وتجد أدغم (ح) لا ... (ل) ي وبغير الجيم (ق) اض (ر) تّلا

فصل دال قد

أي اختلف في إدغام ذال إذ وإظهارها في ستة أحرف، وهي أحرف الصفير الثلاثة المتقدّمة: الصاد والزاي والسين، وأحرف تجد الثلاثة: التاء والجيم والدال، فأدغمها في الستة أبو عمرو وهشام وهما المشار إليهما بالحاء واللام في قوله حلالي، والأمثلة نحو «إذ صرفنا» إذ سمعتموه، إذ زين لهم، إذ تبرأ، إذ جاءوكم، إذ دخلوا» وأدغمها في غير الجيم يعني الخمسة الباقية خلاد والكسائي المشار إليهما بالقاف والراء. والخلف في الدّال (م) صيب و (فتى) ... قد وصل الإدغام في دال وتا أي واختلف عن ابن ذكوان في الدال وأظهر في البواقي قوله: (وفتى) أي واتفق حمزة وخلف على الإدغام في الدال والتاء والإظهار في البواقي إلا أن خلادا يدغم في غير الجيم كما تقدم، والباقون بالإظهار عند الستة وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن كثير وعاصم قوله: (مصيب) أي وافق الصواب قوله: (قد وصل) أي أوصله إلى من بعده. فصل دال قد بالجيم والصّفير والذّال ادّغم ... قد وبضاد الشّين والظّا تنعجم أي واختلفوا في إدغام دال قد وإظهارها في ثمانية أحرف وهي الجيم نحو «قد جعل» وأحرف الصفير الثلاثة نحو «لقد صدق الله، قد سلف، ولقد زينا» والذال نحو «ولقد ذرأنا» والضاد نحو «قد ضلوا» والشين نحو «قد شغفها» والظاء «لقد ظلمك، فقد ظلم»، قوله: (تنعجم) المعجم والمنعجم من الحروف: هو المنقوط، من أعجمت الكتاب: أي أزلت عجمته فانعجم فزالت عجمته وذهب التباسه؛ فالحروف المنقوطة معجمة وغيرها مهملة، وضمير تنعجم عائد على الضاد والشين والظاء زيادة في البيان، ويحتمل أن يعود على الظاء فقط لأنها الملتبسة بالطاء المهملة وأن السين والصاد المهملتين تقدّمتا في الصفير. (ح) كم (شفا) (ل) فظا وخلف ظلمك ... له وورش الظّاء والضّاد ملك أي أدغم في الثمانية الأحرف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام إلا أنه اختلف عنه في «لقد ظلمك» في ص قوله: (له) أي لهشام، فالذي قطع له به في التيسير والشاطبية وجمهور المغاربة هو الإظهار قوله: (وورش الظاء الخ) أي

فصل تاء التأنيث

وأدغم ورش من طريقيه دال قد في الظاء والضاد، وقوله ملك: أي صار إدغامها في تصرفه، يعني اختص به. والضّاد والظّا الذّال فيها وافقا ... (م) اض وخلفه بزاء وثقا أي وافق ابن ذكوان المدغمين في الضاد والظاء والذال، فأدغم في الثلاثة، واختلف عنه في الزاي وأظهرها عند الأربعة الباقية والباقون بالإظهار في الثمانية قوله: (وافقا) أي وافقا المدغمين فأدغم مثلهم، وقوله ماض: أي نافذ، يشير إلى قوته، وقوله وخلفه: أي وخلف ابن ذكوان وثقا: أي اعتمد عليه. فصل تاء التأنيث وتاء تأنيث بجيم الظّا وثا ... مع الصّفير ادغم (رضى) (ح) زو (ج) ثا أي واختلف في إدغام تاء التأنيث وإظهارها عند ستة أحرف، وهي: الجيم نحو «نضجت جلودهم» والظاء نحو «حملت ظهورهما» والثاء نحو «كذبت ثمود» والصاد نحو «هدمت صوامع» والسين نحو «أنزلت سورة» والزاي نحو «خبت زدناهم» فأدغمها فيها حمزة والكسائي وأبو عمرو المشار إليهم بقوله: رضي حز، وأدغم ورش من طريق الأزرق في الظاء فقط المشار إليه بقوله وجثا في أول البيت الآتي بالظاء نحو «كانت ظالمة» (¬1). بالظّا وبزّار بغير الثّا و (ك) م ... بالصّاد والظّا وسجز خلف (ل) زم أي أدغم البزار وهو خلف تاء التأنيث في غير الثاء أما الثاء فإنه يظهرها عندها فقط، وأدغم ابن عامر من روايتيه في الصاد والظاء إلا أنه اختلف: أي اختلف عن هشام في إدغامها عند حروف سجز، وهو: السين والجيم والزاي، فأدغمها عنه الداجونيّ، وأظهرها الحلواني. كهدّمت والثّالنا والخلف (م) ل ... مع أنبتت لا وجبت وإن نقل أي كما اختلف في «هدمت صوامع» يعني عن هشام قوله: (والثا لنا) أي وأدغم التاء في الثاء هشام من غير خلف قوله: (والخلف مل) أي واختلف عن ¬

_ (¬1) تنبه للرموز بين القوسين في المتن فأحيانا يكتفي المؤلف به كدلالة على القراءة دون ذكرها أو صاحبها في الشرح.

فصل لام هل وبل

ابن ذكوان في إدغامها في التاء، فروى عنه الأخفش الإظهار وروى الصوري الإدغام قوله: (مع أنبتت) أي مع الخلاف، يعني عن ابن ذكوان في «أنبتت سبع سنابل» فإن الصوري استثناها من السين فأدغمها قوله: (لا وجبت) أي غير وجبت، يريد «فإذا وجبت جنوبها» يعني لا خلاف فيها: أي في إظهارها عن ابن ذكوان، أي من هذه الطرق مع أن الشاطبي ذكر فيها الخلاف، فلذلك نبهت عليها ليعلم قوله: (وإن نقل) أي وإن نقل الخلاف عن ابن ذكوان فيه: أي في «وجبت جنوبها» فإنه لا يصح من هذه الطرق، يشير إلى ذكر الشاطبي رحمة الله عليه الخلاف فيه عنه وليس بصحيح. فصل لام هل وبل قدم بل على هل، لأن حروف إدغامها أكثر فإنها تختص بخمسة أحرف ولم تقع بعد هل، وهي: السين والزاي والصاد والطاء والظاء، ولا تختص هل إلا بالثاء، وقد اشتركا في التاء والنون. و؟؟ بل وهل في تا وثا السّين ادّغم ... وزاي طا ظا النّون والضّاد (ر) سم أي واختلفوا في إدغام اللام من بل وهل في ثمانية أحرف على ما تقدم، وهي: التاء نحو «بل تأتيهم، وهل تعلم» والثاء نحو «هل ثوّب» والسين نحو «بل سولت» والزاي نحو «بل زعمتم» والطاء نحو «بل طبع الله» والظاء نحو «بل ظننتم» والنون نحو «بل نقذف، وهل نحن» والضاد نحو «بل ضلوا» فأدغم اللام في الثمانية الكسائي وهو المشار إليه بقوله رسم؛ ومعناه أنه أمر أو كتب، يعني أنه قرأ بذلك وأقرأ به. والسّين مع تاء وثا (ف) د واختلف ... بالطّاء عنه هل ترى الإدغام (ج) ف أي وأدغم اللام في السين والتاء والثاء حمزة وهو المشار إليه بالفاء من فد، وقد يحتمل أن يكون أمرا من فاد يفيد: إذا ثبت، ومنه فاد المال لفلان: إذا ثبت له، وفاد يفيد: إذا تبختر واهتز، وأن يكون أمرا من وفد يفد: إذا ورد وقدم؛ والمعنى فيهما ظاهر قوله: (واختلف) أي واختلف الرواة عن حمزة من روايتيه بحرف الطاء، يريد قوله تعالى بل طبع الله في النساء، وإدغامه عن خلف عنه زائد على الشاطبية قوله: (هل ترى) يريد قوله تعالى «هل ترى» في الملك وفي

باب حروف قربت مخارجها

الحاقة: أي أدغمه أبو عمرو مع المدغمين قوله: (حف) أي طاف به ودار حوله، يريد أنه خصه دون غيره. وعن هشام غير نضّ يدغم ... عن جلّهم لا حرف رعد في الأتم أي واختلف عن هشام في إدغامها في غير النون والضاد؛ فالجمهور على الإدغام، واستثنى أكثر المدغمين الحرف الذي في الرعد وهو «أم هل تستوي» وهذا الذي في الشاطبية وغيرها، ولم يستثنه بعضهم كأبي العز وغيره من العراقيين قوله: (عن جلهم) أي أكثرهم وجمهورهم قوله: (في الأتم) أي في الأشهر؛ يعني أن الأكثرين من المدغمين على استثنائه. باب حروف قربت مخارجها وتنحصر في سبعة عشر حرفا ذكرها مفصلة اختلفوا في إدغامها وإظهارها. إدغام باء الجزم في الفا (ل) ي (ق) لا ... خلفهما (ر) م (ح) ز يعذّب من (ح) لا منها الباء المجزومة في الفاء وقعت في خمسة مواضع: «أو يغلب فسوف، وإن تعجب فعجب، اذهب فمن، فاذهب فإن، ومن لم يتب فأولئك» على مذهب الكوفيين؛ وأما على مذهب البصريين فإطلاق الجزم على الأمر تسامح، فأدغم الباء في الفاء من ذلك هشام وخلاد بخلاف عنهما، والكسائي وأبو عمرو بلا خلاف، وقوله: خلفهما: أي خلف هشام وخلاد والإظهار عن خلاد والإدغام عن هشام من زيادته على الشاطبية قوله: (يعذب الخ) يريد قوله تعالى «ويعذب من» الذي في البقرة، أدغمه أبو عمرو والكسائي وخلف، واختلف عن حمزة وابن كثير وقالون كما سيأتي، وهذا في قراءة من جزم، والباقون منهم بالإظهار وهو ورش وحده ومن أظهر عن حمزة وابن كثير وقالون، وقرأ الباقون بالرفع وهم ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب، «ويظهرون» فإنه ليس عندهم من هذا الباب. (روى) وخلف (ف) ي (د) وا (ب) ن ولرا ... في اللّام (ط) ب خلف (ي) د يفعل (س) را الدوى مقصورا: هو الضغن، يقال دوى صدره: أي ضغن، وهو المرض أيضا، يقال نزلت فلانا دوى: أي ما به حياة قوله: (بن) أي فارق واترك كأنه أمر

بترك ما لا يناسب قوله: (ولرا في اللام) أي الراء الساكنة تدغم في اللام نحو «نغفر لكم، واصبر لحكم» أدغمها الدوري عن أبي عمرو بالخلاف والسوسي بلا خلاف، وقوله يد، يشير إلى قوة الإدغام خلافا لمن ضعفه قوله: (يفعل) يعني قوله تعالى «ومن يفعل ذلك» حيث وقع ساكن اللام أدغمه أبو الحارث قوله: (سرا) من السير، يقال سرا يسري سرا ومسرى وسرية ويضم وسراية بالكسر، ففيه إشارة إلى حسنه ردا على من تركه. نخسف بهم (ر) با وفي اركب (ر) ض (حما) ... والخلف (د) ن (ب) ي (ن) ل (ق) وى وعذت (ل) ما أي أدغم الفاء في الباء من «نخسف بهم» وهو في سبأ الكسائي قوله: (ربا) جمع ربوة: وهو ما ارتفع من الأرض وأحسن في ذكره بعد الخسف بمن كفر قوله: (وفي اركب الخ) أي أدغم الباء في الميم من «اركب معنا» في هود الكسائي وأبو عمرو ويعقوب، واختلف عن ابن كثير وعاصم من روايتهما وقالون وخلاد قوله: (رض) إما من الرياضة: وهو استعمال النفس والبدن فيما يمهن، ومنه رضت الدابة، أو من الروض، يقال راض الوادي: أي كثر ماؤه، وقوله: دن: أي جاز، من دنته إذا جازيته بطاعته قوله: (نل) من النيل: وهو ما يناله الإنسان بيده قوله: (قوي) جمع قوة، ويكون في البدن كقوله تعالى: من أشد منا قوة وفي القلب كقوله تعالى: خذ الكتاب بقوة قوله: (عذت) يعني «عذب بربي» وهو في غافر والدخان، أدغم الذال منه في التاء هشام بخلاف عنه وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وأبو جعفر بلا خلاف قوله: (لما) اللمى: سمرة تكون في الشفة تستحسن، فإذا لفظ به مدغما زاد حسنا. خلف (شفا) (ح) ز (ث) ق وصاد ذكر مع ... يرد (شفا) (ك) م (ح) ط نبذت (ح) ز (ل) مع يعني أدغم الدال الساكنة من صاد، يعني قوله تعالى في أول مريم «كهيعص ذكر رحمت ربك» وكذلك الدال من يرد يعني قوله تعالى: «من يرد ثواب الدنيا، ويرد ثواب الآخرة» كلاهما في آل عمران أدغم الدال منهما حمزة والكسائي وخلف وابن عامر وأبو عمرو، وقوله نبذت الخ، يريد قوله تعالى: «فنبذتها» في

طه، وأدغم الذال منها في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وكذا هشام بخلاف عنه قوله: (لمع) جمع لمعة: وهي قطعة من النبت إذا ابيضت ويبست. خلف (شفا) أورثتمو (رضى) (ل) جا ... (ح) ز مثل خلف ولبثت كيف جا أي وأدغم التاء في الثاء من «أورثتموها» في الأعراف والزخرف حمزة والكسائي وهشام وأبو عمرو، وكذا ابن ذكوان بخلاف عنه قوله: (لجا) أي لجأ إليه فهو معتصم به قوله: (ولبثت الخ) أي أدغم الثاء في التاء من لبثت كيف جاء، يعني سواء في التكلم أم الخطاب أم الجمع أم غيره نحو: «كم لبثت قال لبثت، لبثتم في الأرض» أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وحمزة والكسائي. (ح) ط (ك) م (ث) نا (رضى) ويس (روى) ... (ظ) عن (ل) وى والخلف (م) ز (ن) ل (إ) ذ (هـ) وى أي أدغم نون «يس» في واو «والقرآن الحكيم» الكسائي وخلف ويعقوب وهشام، واختلف عن ابن ذكوان وعاصم ونافع من روايتيهما والبزي والباقون بالإظهار قوله: (ظعن لوى) الظعن: السفر والسير، واللوى مقصور: منقطع الرمل. كنون لا قالون يلهث أظهر ... (حرم) (ل) هم (ن) ال خلافهم ورى أي مثل خلافهم في يس خلافهم في «ن والقلم» إلا أن قالون خارج عنهم فهو بالإظهار لأنه استثنى من المدغمين فهو مظهر بلا خلاف، فيكون بالإدغام الكسائي وخلف ويعقوب وهشام، وبالاختلاف ابن ذكوان وعاصم وورش والبزي، والباقون بالإظهار قوله: (ورى) أي الزند بالكسر وورى بالفتح يرى فيهما: إذا خرج ناره، ويجوز أن يكون ورى بالتشديد في الياء فخفف للقافية، يقال لحم ورى: أي سمين، يشير إلى قوة الخلاف أو ظهوره ردا على من لم يذكر عنهم إدغامه، يعني أظهر الثاء من قوله تعالى «يلهث» عند الذال من ذلك في الأعراف نافع وأبو جعفر وابن كثير وهشام وعاصم باختلاف عنهم والباقون بالإدغام بلا خلاف. وفي أخذت واتّخذت (ع) ن (د) رى ... والخلف (غ) ث طس ميم (ف) د (ث) رى

باب أحكام النون الساكنة والتنوين

أي وأظهر الذال عند التاء من لفظ الأخذ كيف أتى نحو «ثم أخذتهم، قل أفاتخذتم، لاتّخذت» حفص وابن كثير، واختلف عن رويس والباقون بالادغام قوله: (طس ميم الخ) يريد النون من طس عند الميم، يعني قوله تعالى: «طس» في أول الشعراء والقصص، أظهرها حمزة وأبو جعفر أي في حال سكتته كما تقدم، ولو لم يذكره مع حمزة لتوهم له الإدغام ولهذا لم يذكر له غير ذلك من حروف الهجاء مثل «الم، وطس تلك»، قوله: (درى) أي عرف، يعني عن قارئ عرف وعلم قوله: (غث) أي أصب بالغيب، من غاث الغيث الأرض: إذا أصابها، وغاث الله البلاد قوله: (ثرى) أي الندا. باب أحكام النون الساكنة والتنوين يعني بها الإظهار والإدغام والإخفاء والقلب، وهذا الباب من حقه أن يذكر في التجويد وإنما ذكر هنا لوجود الخلاف في بعض أحكامه، وأخر هنا لزيادة ما وقع فيه من الأحكام على أخواته. أظهرهما عند حروف الحلق عن ... كلّ وفي غين وخا أخفى (ث) من هذا الحكم الأول وهو الإظهار، يعني أن النون الساكنة والتنوين المذكورين في الباب يظهران عند حروف الحلق: أي المتقدمة في المخارج وهي ستة: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء؛ مثال الهمزة «من آمن، عذاب أليم» ومثال الهاء «من هاد، جرف هار» ومثال العين «من عمل، عذاب عظيم»، ومثال الحاء «من حكيم حميد»، ومثال الغين «فسينغضون، من غل، إله غيره» والخاء «من خير، عليم خبير» قوله: (عن كل) أي عن كل واحد من القراء ولكن أخفاهما عند الغين والخاء أبو جعفر قوله: (ثمن) ثمن الشيء: قيمته وما يساويه: أي كذلك قيمته أخفيت، يشير إلى عزة ذلك وقلته. لا منخنق ينغض يكن بعض أبى ... واقلبهما مع غنّة ميما ببا أي بعض الآخذين بالإخفاء في الغين والخاء أبى الإخفاء أن يجريه في هذه الكلمات الثلاث لكونهما من كلمة واحدة ولجزم الأخرى قوله: (واقلبهما) وهذا الحكم الثاني من أحكامهما الأربعة وهو القلب: أي قلب النون الساكنة والتنوين ميما مع إظهار الغنة نحو «أنبئهم، من بعد، صم بكم» ونبه على الغنة معه ردا على من زعم عدمها متمسكا بظاهر كلام الشاطبي.

وادغم بلا غنّة في لام ورا ... وهي لغير (صحبة) أيضا ترى وهذا هو الحكم الثالث وهو الإدغام: أي تدغم النون الساكنة والتنوين في اللام والراء نحو «فإن لّم، هدى للّمتقين، من رّبهم، غفور رّحيم» (¬1) قوله: (بلا غنة) وإنما لم ينون بلا غنة لضرورة الشعر، عامله معاملة ما لا ينصرف على القاعدة قوله: (وهي لغير صحبة) أي والغنة عند اللام والراء تجوز لغير صحبة، يعني أنها وردت عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب وحفص. والكلّ في ينمو بها و (ض) ق حذف ... في الواو واليا و (ت) رى في اليا اختلف أي والقراء كلهم بإدغام النون الساكنة والتنوين في الياء والنون والميم والواو يجمعها قولك «ينمو» نحو «من يقول، قدير يا أيها، عن نفس، حطة نغفر لكم، من مال، مثلا ما، من وال، ورعد وبرق يجعلون» إدغاما بغنة قوله: (وضق) أي وخلف عن حمزة حذف الغنة من الواو والياء فيدغم النون الساكنة والتنوين فيهما بلا غنة قوله: (وترى) أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في حذف الغنة وتبقيتها في الياء؛ فروى أبو عثمان الضرير إدغامها فيه بلا غنة كخلف عن حمزة؛ وروى محمد بن جعفر عنه إدغامها بغنة كالباقين قوله: (وضق) من الضيق: وهو ضد السعة، لأن الإدغام الكامل فيه ضيق قوله: (وترى) أي تبصر أنت قوله: (اختلف) أي اختلف الرواة عنه في الياء. وأظهروا لديهما بكلمة ... وفي البواقي أخفين بغنّة استثنى من الغنة في الياء والواو، يعني أنها إذا اجتمعت النون مع الواو والياء في كلمة نحو «دنيا، وبنيان، وقنوان، وصنوان» فلا يدخل التنوين في ذلك لأنه مختص بالأواخر فلا تكون مع واحدة منهما لاشتباهه بمضاعف الأصل نحو «جيان، ورمان» قوله: (لديهما) أي الواو والياء قوله: (وفي البواقي) هذا هو الحكم الرابع وهو الإخفاء، يعني أن النون الساكنة والتنوين يخفيان بغنة عند باقي الحروف وهي خمسة عشر: وهي التاء والثاء والجيم والدال والذال والزاي ¬

_ (¬1) رسمت الشدة في الأمثلة التالية توضيحا لوجود الإدغام وبهذا الرسم تدون المصاحف أيضا.

باب الفتح والإمالة وبين اللفظين

والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والفاء والقاف والكاف، نحو «إن كنتم، والأنثى، قولا ثقيلا، من زوال، صعيدا زلقا، وكلا ضربنا، من طين، فانفلقا، والمنكر». باب الفتح والإمالة وبين اللفظين الفتح عبارة عن فتح القارئ لفيه بالألف وما قبلها فتحا مستقيما، والمراد به الفتح المتوسط، وهو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة لا الفتح الشديد الذي هو التقحم كما يتلفظ به العجم فإن ذلك لا تجوز القراءة به، والإمالة: وهو أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا، وهي المحض والإضجاع والبطح، وقليلا: وهو بين بين، والتقليل والتلطيف، وبين اللفظين: أي بين الفتح المذكور والإمالة المحضة، وهو بفتح النون نصبا على الظرف والعامل فيه اسم فاعل محذوف معطوف على ما قبله: أي والآتي بين اللفظين أو الواقع، ويجوز بالجر عطفا على ما قبله. أمل ذوات الياء في الكلّ (شفا) ... وثنّ الاسما إن ترد أن تعرفا أي أمل ألفات ذوات الياء، والمراد بذوات الياء ما أصل ألفه ياء وانقلبت الألف عنه، هذا هو الأصل في ذلك، وما ألحق به فمحمول عليه كتابة وإمالة وتسمية قوله: (في الكل) أي كل ذوات الياء وما حمل عليها من الأسماء والأفعال والحروف قوله: (وثن الخ) أي إن أردت معرفة أصل الألف في الأسماء فثن الاسم، فإن ظهرت فيه الياء علم أنها أصل الألف التي في المفرد فيمال، وإن ظهرت فيه الواو علم أنها أصل الألف التي في المفرد فلم تمل نحو «الفتى، والصفا» فتقول في الأول فتيان وفي الثاني صفوان. وردّ فعلها إليك كالفتى ... هدى الهوى اشترى مع استعلى أتى أي رد فعل الألفات التي يراد إمالتها إليك: أي إلى نفسك قوله: (كالفتى) أي في الأسماء الممالة والأفعال على اللف والنشر المرتب مثل الفتى فتقول في تثنيته فتيان، والهدى فتقول في تثنيته هديان؛ وكذا من الأفعال فتقول إذا أردت رد الفعل إلى نفسك اشتريت واستعليت وأتيت.

وكيف فعلى وفعالى ضمّه ... وفتحه وما بياء رسمه أي وكيف يأتي وزن فعلى سواء كان مضموم الفاء نحو «دنيا» أو مكسورا نحو «سيماهم» أو مفتوحا نحو «مرضي» فإن ألفه تمال لهم أيضا، وهذا من الملحق بذوات الياء، لأن ألفات التأنيث زائدة غير منقلبة عن شيء لكنها لما انقلبت ياء في التثنية والجمع أشبهت ذوات الياء وألحق بألف التأنيث «موسى، وعيسى، ويحيى» لأنها أعجمية لم يكن لها اشتقاق ولا ألفها للتأنيث، لكنها ملحقة بألف التأنيث من أجل المناسبة اللفظية قوله: (ضمه) أي ضم فعالى نحو فرادى وكسالى قوله: (وفتحه) أي فتح فعالى نحو «يتامى، ونصارى» قوله: (وما بياء) أي وأمالوا الذي رسم بالياء. كحسرتي أنّى ضحى متى بلى ... غير لدى زكى على حتّى إلى أي مثل ألف حسرتي، يريد قوله تعالى «يا حسرتي» وأنى التي للاستفهام نحو «أنى شئتم، أنى يكون لي، وضحا، وضحاها» ومتى حيث جاء لشبهه بألف التثنية مع انقلابه ياء مسمى به و «بلى» حيث وقعت مع كونها حرفا، فقيل لشبهه بالأسماء حيث كفى في الجواب نفسه، وقيل لتضمنه معنى الفعل، وقيل لأن ألفها للتأنيث بالنسبة إلى بل، واستثنى مما كتب بالياء في الطول «لدى الحناجر» في بعض المصاحف، وأما الذي في يوسف فبالألف إجماعا وزكى وهي في النور «ما زكى منكم» وحتى كذلك نحو «حتى إذا» وإلى نحو «إلى أوليائهم» ودخل بمقتضى استثناء هذه الكلمات الخمس «يا ويلتي ويا أسفي» وغير ذلك فأميلت. وميّلوا الرّبا القوى العلى كلا ... كذا مزيدا من ثلاثي كابتلى أي حمزة والكسائي وخلف أمالوا من الواوي «الربا» للكسرة قبل «والقوى، والعلى» لتناسب رءوس الآي «وكلا» وهو في الإسراء أو «كلاهما» فقيل لكسر الكاف أو لأن ألفه منقلبة عن ياء، قال سيبويه لو سميت بكلا قلبت الألف ياء، لأنه قد سمع فيها الإمالة وكذا أمالوا الألف إذا وقعت رباعية من فعل زاد على ثلاثة أحرف وإن كان أصله الواو نحو «ابتلى، وأنجى، وزكى، وتدعى، وتبلى» لأنك تقول ابتليت وأنجيت وزكيت وتدعيان وتبليان. مع روس آي النّجم طه اقرأ مع ال ... قيامة اللّيل الضّحى الشّمس سأل

أي أمالوا ذلك مع إمالتهم ألفات رءوس الآي في هذه السور الإحدى عشرة، وهي: طه والنجم والمعارج والقيامة والنازعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى واقرأ، ورتبها على ما تأتي في النظم قوله: (اقرأ) أي «اقرأ باسم ربك» قوله: (مع أل) أي القيامة، فقطع كتابته للقافية قوله: (الليل) أي «والليل إذا يغشى» قوله: (الضحى) أي «والضحى والليل» قوله: (الشمس) أي «والشمس وضحاها» قوله: (سأل) أي سأل سائل» وهي في المعارج. عبس والنّزع وسبّح وعلي ... أحيا بلا واو وعنه ميّل وليس المعنى أنهم أمالوا جميع أواخر السور المذكورة إذ فيها ما لا يجوز إمالته ولا يمكن نحو «أمرى، وذكري، وخلق، وعلق، وأخيه، وتؤويه» والألف المبدلة من التنوين نحو «كبيرا، ونصيرا، وعلما، وأمتا، وذكرا، ووزرا» إذ الإمالة لا مدخل لها في ذلك، وكذا ما فيه هاء التأنيث نحو: «مسفرة، ومستبشرة» لأنها غير مقصودة هنا بالذكر بل لها باب يخصها سيأتي، وإنما المقصود ما وقع في أواخر آي السور من ذوات الياء وما حمل عليه من ذوات الواو، ودل على إرادة هذا المعنى مجيئه في هذا الفصل قوله: (وعلى الخ) يعني الكسائي وتقدم أن اسمه على وليس فيهم عليّ سواه، وهذا استثناء لحروف دخلت في الأصل المتقدم للثلاثة، فانفرد الكسائي منهم بإمالة أحيا الذي ليس مسبوقا بواو نحو «فأحيا به الأرض، إن الذي أحياها» وعلم من ذلك أن ما كان مسبوقا بالواو فإنهم على أصولهم في إمالته وهو في النجم «أمات وأحيا». محياهم تلا خطايا ودحا ... تقاته مرضات كيف جا طحا أي المضاف إلى الغائبين، يريد قوله تعالى في الجاثية «محياهم ومماتهم» قوله: (تلا) يريد قوله تعالى في الشمس «والقمر إذا تلاها» قوله: (خطايا) أي خطايا حيث وقع نحو «خطاياكم، وخطاياهم، وخطايانا» قوله: (ودحا) وهو في النازعات «والأرض بعد ذلك دحاها» قوله: (تقاته) يعني قوله تعالى «حق تقاته» في آل عمران قوله: (مرضات) أي «مرضات الله، ومرضاتي» حيث وقع وكيف جاء قوله: (طحا) يريد قوله تعالى في الشمس أيضا «والأرض وما طحاها». سجى وأنسانيه من عصاني ... أتان لا هود وقد هداني

وهو في الضحى «إذا سجى» وفي الكهف «وما أنسانيه إلا الشيطان» وفي إبراهيم «ومن عصاني فإنك غفور رحيم» وقوله آتاني يريد قوله تعالى «آتاني الكتاب» في مريم «وآتاني الله» في النمل، وأما قوله «وآتاني» في هود فإنه ممال لحمزة والكسائي وخلف على أصلهم فلذلك استثناه، وقوله «وقد هدان»، يريد قوله تعالى في الأنعام «وقد هدان، ولا أخاف». أوصان رؤياي له الرّؤيا (روى) ... رؤياك مع هداي مثواي (ت) وى وهو في مريم «وأوصاني بالصلاة» وقوله «رؤياي» يعني بهذا اللفظ: أي المضاف إلى ياء المتكلم وهو في يوسف حرفان، وسيأتي الخلاف فيه وفي «رؤياك» عن إدريس أيضا قوله: (له) أي الكسائي: أي انفرد على الكسائي المذكور بإمالة هذا كله وهو من قوله: وعلى إلى هنا قوله: (روى) أي اتفق الكسائي وخلف دون حمزة بإمالة «الرؤيا» المعرف باللام وهو أربعة مواضع: في يوسف وسبحان والصافات والفتح وأما «رؤياك» المضاف إلى كاف الخطاب وهو أيضا في يوسف، فاختص الدوري عن الكسائي بإمالته مع «هداي، ومثواي» وهو في يوسف أيضا قوله: (توى) بالقصر: من الضيعة والهلاك، يشير إلى الإمالة من حيث إنهاك سرة إلى ضياع الفتح. محياي مع آذاننا آذانهم ... جوار مع بارئكم طغيانهم أي وكذا أمال الدوري عن الكسائي «محياي» وهو في آخر الأنعام «وآذاننا، وآذانهم» حيث وقع وجوار وهو في الشورى «الجوار في البحر» وفي الرحمن «الجوار المنشآت» وفي كورت «الجوار الكنس»، وبارئكم» الموضعين من البقرة «وطغيانهم» حيث وقع. مشكاة جبّارين مع أنصاري ... وباب سارعوا وخلف الباري أي وأمال الدوري عن الكسائي «مشكاة» وهو في النور «وجبارين» وهو في المائدة والشعراء «وأنصارى» وهو في آل عمران والصف ولفظ «سارعوا» وما جاء منه مثل «يسارعون، ونسارع» حيث وقع قوله: (وخلف) أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في إمالة «البارىء» وهو في الحشر وفي جميع ما يأتي في البيتين بعد.

تمار مع أوار مع يوار مع ... عين يتامى عنه الاتّباع وقع يعني «فلا تمار فيهم» في الكهف و «فأوارى سوأة أخي» في المائدة و «يوارى» في موضعي المائدة والأعراف قوله: (عين يتامى) أي عين الفعل وهو ما قبل الألف: أي التاء من «يتامى» والسين من «كسالى، وأسارى» والصاد من «النصارى» على وجه الاتباع إمالة لإمالته، فإنه يميل ألف التأنيث منها كما تقدم فيمال ما قبلها من أجلها فيميل الألف التي قبل كذلك فيمال ما قبلها لذلك. ومن كسالى ومن النّصارى ... كذا أسارى وكذا سكارى أي ويميل العين من «كسالى» وهي السين وكذا يميل العين من «النصارى» وهي الصاد وكذا السين من «أسارى» وهو العين أيضا وكذا الكاف من «سكارى» وهو عين الكلمة وهذا آخر ما اختلف فيه عن الدوري عن الكسائي. وافق في أعمى كلا الإسرا (ص) دا ... وأوّلا (حما) وفي سوى سدى أخذ في ذكر من وافق حمزة والكسائي وخلفا فيما تقدّم إمالته، فمن ذلك أعمى وهي الحرفان في الإسراء: أي «ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى (¬1)» فوافقهم في إمالتها شعبة قوله: (كلا الإسرا) أي موضعي الإسراء قوله: (صدا) الصدا: طير صغير يقال له الجندب الذي يرى ليلا، وقيل هو ذكر البوم، والصدا: العطش، والصدا الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، وهو الأليق هنا لموافقته قوله وأولا حما: أي وافقهم على إمالة «أعمى» الحرف الأول من الإسراء، يعني قوله تعالى: «في هذه أعمى» أبو عمر ويعقوب ووافقهم في إمالة «سوى» في طه «وسدى» في القيامة، يعني في الوقف شعبة بخلاف عنه، والإمالة فيهما طريق التيسير والمغاربة، والفتح طريق العراقيين والجمهور كما سيأتي في البيت الآتي: رمى بلى (ص) ن خلفه و (م) تّصف ... مزجا يلقّيه أتى أمر اختلف وهو في الأنفال «ولكن الله رمى، وبلى» حيث وقع وافقهم في إمالتها شعبة بخلاف عنه، فإمالة «رمى» له طريق التيسير والمغاربة، والفتح طريق العراقيين، ¬

_ (¬1) سورة الإسراء الآية «72».

وإمالة «بلى» طريق العراقيين عن يحيى ابن آدم والفتح طريق غيرهم وطريق العليمي قوله: (صن) من الصيانة: وهو الحفظ والحراسة: أي احفظه فإنه عزيز في الكتب قوله: (ومتصف) أي منعوت قوله: (مزجا) يعني قوله تعالى في يوسف «وجئنا ببضاعة مزجاة» قوله: (يلقيه) يعني قوله تعالى في الإسراء «كتابا يلقاه منشورا» ولفظ به بالضم والتشديد كما قرأه ابن ذكوان وسيأتي في موضعه قوله: (أتى أمر) يعني في أول النحل «أتى أمر الله» قوله: (اختلف) أي اختلف عن ابن ذكوان في إمالة «مزجاة، ويلقاه، وأتى أمر الله» فروى إمالة «مزجاة» عنه في التجريد من جميع طرقه والكامل عن الصوري، وإمالة «أتى أمر الله» طريق الداجوني عنه عن الصوري عن الأخفش عنه، وإمالة «يلقاه» طريق الداجوني والرملي عن الصوري وحمزة والكسائي وخلف على أصلهم في الإمالة. إناه (ل) ي خلف نأى الإسراء (ص) ف ... مع خلف نونه وفيهما (ض) ف أي وافقهم على إمالة «إناه» وهو في الأحزاب «غير ناظرين إناه» هشام بخلاف عنه قوله: (نأى) وهو في الإسراء وفصلت، وافقهم على إمالة حرف الإسراء فقط شعبة، واختلف عنه في إمالة نونه اتباعا للهمزة، فأمالها العليمي والحمامي وابن شاذان عن يحيى، وروى الجمهور فتح النون وإمالة الهمزة قوله: (صف) من الوصف (وفيهما) أي في حرفي الإسراء وفصلت أمال النون خلف عن حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت الآتي قوله: (ضف) أي أنزل علينا ضيفا، من ضفت الرجل: إذا نزلت عليه ضيفا: (روى) وفيما بعد راء (ح) ط (م) لا ... خلف ومجرى (ع) د وأدرى أوّلا أي ووافق في إمالة ما بعد راء يعني الألفات الواقعة بعد الراء نحو «اشترى، وذكرى، والنصارى، وأدراك» وغيره بأي وجه كان أبو عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه؛ فالصوري بالإمالة، والأخفش بالفتح إلا أنه اختلف عن الأخفش في «أدراك» كيف وقع كما سيأتي قوله: (حط) أي احفظ واحرس واكلا قوله: (ملا) أي جماعة أشرافا قوله: (خلف) أي عن ابن ذكوان قوله: (ومجرى) يعني قوله تعالى في هود «مجريها» وافقها أي المميلين يعني حمزة والكسائي وخلف المذكورين أولا وأبا عمرو وابن ذكوان بخلاف المذكورين آخرا على إمالة حفص قوله: (عد)

من العود: أي عد إلى إمالة هذا الحرف من هذا الباب قوله: (وأدرى) أي ووافقهم على إمالة أدرى أول ما وقع في القرآن العظيم، يعني حرف يونس قوله تعالى «ولا أدريكم» أماله شعبة بلا خلاف عنه. (ص) ل وسواها مع يا بشرى اختلف ... وافتح وقللها وأضجعها (ح) تف أي وسوى أدرى التي في يونس قوله: (مع يا بشرى اختلف) أي اختلف الرواة عن شعبة في إمالة أدرى حيث وقع غير الأول وهو الذي في سورة يونس مع اختلافهم عنه في «يا بشرى» في يوسف قوله: (وافتح الخ) أي افتح بشراي وقللها: أي أملها بين بين، وأضجعها: أي أملها إمالة محضة لأبي عمرو، فله فيها ثلاثة أوجه: الفتح وهو رواية الجمهور عنه، وبين بين وهو أحد الوجهين في التذكرة والتبصرة وحكاه في تلخيص ابن بليمة، والإمالة المحضة وهو الذي في غاية ابن مهران وكامل الهذلي، وذكر الثلاثة الشاطبي رحمه الله ومن تبعه قوله: (حتف) من الحتف: وهو الموت من غير قتل ولا ضرب، يشير إلى أنه قطع بالأوجه الثلاثة. وقلّل الرّا ورءوس الآي (ج) ف ... وما به ها غير ذي الرّاء يختلف أي أن الأزرق عن ورش يميل ذوات الراء بين بين وكذلك رءوس الآي من السور الإحدى عشرة المتقدمة سواء كانت واوية أو يائية من غير خلاف عنه في شيء من ذلك إلا ما يأتي قوله: (جف) أمر من جف الثوب يجف بالكسر: إذا يبس بعد البلّ وفيه رطوبة، يشير إلى تلطيف الإمالة قوله: (وما به ها) أي والذي به ها من رءوس الآي إلا أن يكون ذا راء لم يختلف فيه الرواة عن الأزرق. والحاصل أنه اختلف عنه فيما به لفظ ها من رءوس الآي نحو «بناها، وضحاها، وتلاها، وأرساها» سواء الواوى واليائي إلا أن يكون رائيا وهو «ذكراها» فلا خلاف في إمالته بين بين على أصله. مع ذات ياء مع أراكهم ورد ... وكيف فعلى مع رءوس الآي (ح) د أي مع اختلاف رواة الأزرق في ذوات الياء، يعني غير رءوس الآي المتقدمة مطلقا نحو «أتى، وهدى، والهدى، والفتى» مع اختلافهم في «أراكهم» مع كونه رائيا ورد الخلاف عنه في هذه اللفظة فقط وكل ذلك بين بين كما تقدم

قوله: (ورد) أي جاء، يعني أن الخلاف ورد أيضا عن ورش من طريق الأزرق قوله: (وكيف فعلى) لما فرغ من الأزرق عن ورش أخذ في مذهب أبي عمرو، فذكر أنه يميل فعلى كيف أتت بالضم أو الفتح أو الكسر مع رءوس الآي المتقدمة وهو بين بين أيضا بخلاف عنه قوله: (حد) الحد: الحاجز بين الشيئين، وحد الشيء أيضا: منتهاه، ويجوز أن يكون فعلا ماضيا: أي حصر، يعني جعل له حدا وذلك إشارة إلى تخصيصه ما ذكر. خلف سوى ذي الرّا وأنّى ويلتي ... يا حسرتى الخلف (طوى) قيل متى أي اختلف عن أبي عمرو في إمالة فعلى كيف أتت وفي رءوس الآي ياءيها وواويها ولذا قال سوى ذي الراء، يعني أن الرائي من ذلك لا خلاف في إمالته كما تقدم من قوله: وفيما بعد راء حط ملا قوله: (وكيف فعلى) الواو فاصل وذلك أنه لما فرغ من مذهب أبي عمرو أخذ يبين ما انفرد به الدوري عنه وعطفه على بين بين والمراد بأني: هي التي للاستفهام، يعني وأمال الدوري عن أبي عمرو بين بين بخلاف عنه «أني، ويا ويلتي، ويا حسرتي» قوله: (طوى) من الطي: وهو ضد النشر، إشارة إلى إخفاء من ذكر الخلف عنه في ذلك، يعني من جمع بين الوجهين له في كتاب وإن كان كل منهما مشهورا صحيحا قوله: (قيل متى) أي قيل عن الدوري عن أبي عمرو إمالة متى بين بين وهو في الكافي والهداية والهادي. بلى عسى وأسفى عنه نقل ... وعن جماعة له دنيا أمل أي قيل عن الدوري عن أبي عمرو إمالة بلى بين بين كما في الكافي والهداية والهادي، وعسى أيضا قال بإمالتها بين بين عنه صاحب الهداية والهادي قوله: (وأسفي) أي قوله تعالى: حكاية «يا أسفي» فنقل إمالتها بين بين عن الدوري عنه صاحب الكافي والهادي والهداية، ونقل الخلاف فيها عنه صاحب التبصرة قوله: (وعن جماعة) أي وذكر عن جماعة من أهل الأداء الدوري عن أبي عمرو إمالة الدنيا حيث وقعت محضة، وروى ذلك بكر ابن شاذان وأبو الفرج النهرواني عن زيد عن ابن فرح عن الدوري، نص على ذلك ابن سوار والقلانسي والحافظ أبو العلاء قوله: (له) أي للدوري عن أبي عمرو، وقوله أمل: أي محضا، فيكون

في «الدنيا» للدوري عن أبي عمرو ثلاثة أوجه: الفتح والإمالة بين بين كما تقدم في فعلي والمحض من هذا الموضع. حرفي رأى (م) ن (صحبة) ل) نا اختلف ... وغير الاولى الخلف (ص) ف والهمز (ح) ف أي وأمال حرفي رأى يعني الراء والهمزة محضا إذا لم يكن بعده ساكن نحو «رأى كوكبا، رأى أيديهم، رآه، رآها» ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وهشام بخلاف عنه قوله: (لنا) أي عندنا في كتبنا التي رويناها قوله: (اختلف) أي اختلف عن هشام قوله: (وغير الأولى) أي اختلف عن شعبة في إمالة حرفي رأى في غير الأولى وهي التي في الأنعام «رأى كوكبا» فأماله عنه يحيى بن آدم وفتحه العليمي قوله: (والهمز حف) أي أمال أبو عمرو الهمز وحده، يعني وفتح الراء فيصير فيها ثلاث قراءات وبين بين للأزرق فتكون أربعا، وسيأتي ما ذكره الشاطبي للسوسي آخر الباب قوله: (وغير الأولى أيضا) يريد قوله تعالى: رأى كوكبا لا خلاف عنه في إمالة حرفيه قوله: (أيضا حف) من الحيف: وهو الجور، يريد المبالغة في الإمالة. وذو الضّمير فيه أو همز ورا ... خلف (م) نى قلّلهما كلّا (ج) رى أي اختلف عن ابن ذكوان في إمالة الهمزة من ذي الضمير أو في إمالة الهمزة والراء، فيجيء له ثلاثة أوجه: الأول إمالة الهمزة فقط وهو الذي رواه الجمهور عن الصورى عنه. الثاني إمالة الراء والهمزة وهو من طريق جمهور المغاربة عن ابن ذكوان ولم يذكر في التيسير عنه من طريق الأخفش سواه. الثالث فتحهما وهو رواية جمهور العراقيين عن ابن ذكوان وطريق ابن الأخرم عن الأخفش قوله: (فيه) أي في الهمزة منه خلاف، قوله: (قللهما الخ) أي وأمال بين بين الراء والهمزة من «رأى» إذا لم يكن بعده ساكن ورش من طريق الأزرق ونصب كلا على نزع الخافض قوله: (قللهما) أي الراء والهمزة قوله: (كلا) أي الذي بعده ضمير وغيره قوله: (جرى) من الجري: وهو المرور سريعا، يعني لم يتوقف في تقليلهما. وقبل ساكن أمل للرّا (صفا) ... (ف) ي وكغيره الجميع وقفا

أي ما كان بعده ساكن نحو «رأى القمر، رأى المجرمون» فأمال الراء فقط شعبة وخلف وحمزة، وأما ما ذكر فيه للسوسي فسيأتي آخر الباب قوله: (للرا) أي أمل حركة الراء قوله: (في) من الفيء: وهو الرجوع، كأنه أمر بالرجوع إلى الصفا قوله: (وكغيره) أي وكغير ما قبل ساكن، يعني نحو «رأى كوكبا» قوله: (الجميع): أي جميع القراء وقفوا على ما هو قبل ساكن كما لو لم يكن قبل ساكن، فيميل الراء والهمزة ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وهشام بخلاف عنهما، وأبو عمرو الهمزة فقط، والأزرق الهمزة والراء بين بين. والألفات قبل كسر را طرف ... كالدّار نار (ح) ز (ت) فز (م) نه اختلف أي وأمال الألفات الواقعة قبل راء مكسورة طرفا مثل «الدار، والنار، والنهار، وأبصارهم، وحمارك» أبو عمرو والدوري عن الكسائي، واختلف عن ابن ذكوان، فروى الصوري عنه الإمالة، وروى الأخفش عنه الفتح قوله: (حز) من الحيازة، كأنه قال اجمع العلم تحصل الفوز دنيا وأخرى قوله: (منه) أي من المذكور أو الفوز. وخلف غار (ت) مّ والجار (ت) لا ... (ط) ب خلف هار (ص) ف (ح) لا (ر) م (ب) ن (م) لا أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في غار، يعني الذي في سورة التوبة «إذ هما في الغار» ففتحه عنه أبو عثمان الضرير من أجل الغين المستعلية قوله: (تم) أي انتهى، لأنه لم يختلف عنه في غيره قوله: (والجار) يريد قوله تعالى: والجار ذي القربى والجار الجنب الحرفين في النساء: أي وأمال الجار في الموضعين الدوري عن الكسائي بلا خلاف وبخلاف له عن أبي عمرو، فروى الجمهور له الفتح، وروى الإمالة من طريق ابن فرح الجماعة قوله: (تلا) أصله تلاء ممدودا: وهو الذمة، ويجوز أن تكون فعلا من التلاوة: أي قرأ قوله: (طب) أي طب ذمة أو خلاف هار: أي غير واقع في الهار. قوله: (هار) يعني قوله تعالى: على شفا جرف هار في التوبة، أماله شعبة وأبو عمرو والكسائي وابن ذكوان وقالون. خلفهما وإن تكرّر (ح) ط (روى) ... والخلف (م) ن (ف) وز وتقليل (ج) وى

أي إذا وقعت الراء المكسورة مكررة نحو «القرار، ومع الأبرار، ومن الأشرار» فأمال الألف أبو عمرو والكسائي وخلف، واختلف عن ابن ذكوان وحمزة قوله: (وتقليل) يجيء شرحه في البيت الآتي قوله: (جوى) مقصور: شدة الوجد، وممدود: الواسع من الأودية، والمقصور بالمعنى أشبه. للباب جبّارين جار اختلفا ... وافق في التّكرير (ق) س خلف (ض) فا أي لباب الألفات قبل الراء المكسورة المتطرفة سواء كانت مكررة أم غير مكررة، فإن الأزرق عن ورش يميلها فيه بين بين قوله: (جبارين) يعني جبارين في المائدة والشعراء وتقدم إمالتهما محضة للدوري عن الكسائي، والكلام هنا على إمالتهما بين بين وكذا الجار في الموضعين من النساء اختلف عن الأزرق في إمالتهما: أي «جبارين، والجار» بين بين قوله: (وافق) أي ووافق الأزرق على إمالة بين بين في الراء المكررة خلاد بخلاف عنه (¬1) وخلف عن حمزة بلا خلاف وتقدم لحمزة الخلاف في إمالته، فيكون لخلاد ثلاثة أوجه: الإمالة المحضة كما تقدم، وبين بين من هنا، والفتح؛ ولخلف عن حمزة وجهان: الإمالة المحضة كما تقدم، وبين بين من هنا قوله: (قس) من القياس: وهو التقدير قوله: (ضفا) أي كثر، يشير إلى كثرة رواة بين بين عنهما. وخلف قهّار البوار (ف) ضّلا ... توراة (ج) د والخلف (ف) ضل (ب) جّلا عطف على بين بين أيضا: أي واختلف عن حمزة في «القهار» حيث وقع «ودار البوار» في إبراهيم، فرواه عنه بين بين من الروايتين المغاربة كما في الشاطبية والتيسير وغيرهما وبالفتح المشارقة كما في الإرشاد والمستنير وغيرهما قوله: (فضلا) أي رجح لأنه جمع بين الطرق قوله: (توراة) عطف على إمالة بين بين أيضا؛ والمعنى أن «التوراة» حيث وقعت أمالها بين بين الأزرق عن ورش، واختلف عن حمزة وقالون، والوجه الآخر لحمزة الإمالة المحضة كما سيأتي في أواخر الباب، والوجه الآخر لقالون وهو الفتح لأنه لم يذكر مع من أمال فيما يأتي قوله: (جد) من الجود، يعني جد في تلطيف «التوراة» قوله: (فضل) أي زيادة قوله: (بجل) أي عظم. ¬

_ (¬1) أي لديه أكثر من وجه كما سيأتي في السطر التالي.

وكيف كافرين (ج) اد وأمل ... (ت) ب (ح) ز (م) نا خلف (غ) لا وروح قل كل هذا معطوف على التقليل: أي ويميل الأزرق «كافرين» كيف أتى بالياء معرّفا أو منكرا مجرورا أو منصوبا بين بين وهذا آخر ما عطف على التقليل وهو قوله: وتقليل جوى؛ ثم ذكر من أماله بقوله: وأمل، يعني أمال «كافرين» حيث وقع وكيف أتى الدوري عن الكسائي وأبو عمرو ورويس، واختلف عن ابن ذكوان، فأماله الصورى وفتحه الأخفش. معهم بنمل والثّلاثي (ف) ضّلا ... في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا أي مع من أمال كافرين يميل الذي في سورة النمل، يريد قوله تعالى: إنها كانت من قوم كافرين وافقهم روح على إمالته فلا خلاف حينئذ عن يعقوب في إمالته مع المميلين، وقوله: والثلاثي، عطف على الإمالة: أي ويميل الألف الواقعة عينا من الفعل الثلاثي في الكلمات الآتية وذلك في عشرة أفعال، اختص حمزة منها بإمالة خمسة وهي المذكورة في هذا البيت، واستثنى من ذلك «زاغت» كما سيأتي، واحترز بقوله: والثلاثي من الرباعي من هذا اللفظ نحو «فأجاءها، وأزاغ الله» فإنه لا يمال والأمثلة نحو «خافوا عليهم، خافت من بعلها، فانكحوا ما طاب لكم، وضاق بهم، وضاقت عليهم، وحاق بهم، فلما زاغوا» قوله: (لا) أي غير زاغت فإنه لا يمال. زاغت وزاد خاب (ك) م خلف (ف) نا ... وشاء جا (ل) ي خلفه (ف) تى (م) نا أي واتفق هو وابن عامر بخلاف عنه على «إمالة زاد، وخاب» إلا أن الرواة عن ابن ذكوان اتفقوا على إمالة «فزادهم الله مرضا» أول البقرة بلا خلاف وسيأتي قوله: (وشاء الخ) أي واتفق حمزة وخلف وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه على إمالة «شاء وجاء» قوله: (لي) أي عندي في طريق هذه الرواية قوله: (خلفه) أي خلف هشام. وخلفه الإكرام شاربينا ... إكراههنّ والحواريّينا أي اختلف عن ابن ذكوان فيما يأتي من الكلمات وهو «الإكرام» موضعان في سورة الرحمن وللشاربين في النحل والصافات والقتال وإكراههن في

سورة النور والحواريين في المائدة والصف، والضمير الذي في قوله: وخلفه يعود على ابن ذكوان. عمران والمحراب غير ما يجر ... فهو وأولى زاد لا خلف استقر أي حيث أتى نحو «آل عمران، وامرأت عمران، والمحراب» كيف وقع، ولكن اختلف عنه في غير المجرور وهو «كلما دخل عليها زكريا المحراب، وإذ تسوروا المحراب» فالخلاف فيهما مع ما تقدم ولم يختلف عنه في إمالة ما هو مجرور وهو قوله تعالى: يصلى في المحراب، فخرج على قومه من المحراب وكذلك لم يختلف عنه في الحرف الأول من زاد وهو قوله تعالى: فزادهم الله مرضا قوله: (فهو) أي فالمجرور من قوله لا خلف: أي لا خلاف عن ابن ذكوان في إمالتهما قوله: (استقر) أي ثبت. مشارب (ك) م خلف عين آنيه ... مع عابدون عابد الجحد (ل) يه وهو في يس «منافع ومشارب» اختلف عن ابن عامر في إمالته من الروايتين قوله: (عين آنية) أي أمال هشام بخلاف عنه الألف من قوله تعالى: عين آنية في الغاشية، وقيده بعين ليخرج الذي في سورة الإنسان ويطاف عليهم بآنية من فضة قوله: (مع عابدون) أي مع إمالة «عابدون، وعابد» في سورة الكافرون قوله: (عابد الجحد) أي سورة الكافرون، وتسمى سورة الجحد أيضا لما اشتملت عليه من النفي، واحترز بذكرها عن غيرها نحو «ونحن له عابدون» قوله: (ليه) أصله لى فدخلت هاء السكت وصار ليه كما «كتابيه، وحسابيه، وماهيه». خلف تراءى الرّا (ف) تى النّاس بجر ... (ط) يّب خلفا ران (ر) د (صفا) (ف) خر أي وأمال الراء من «تراءى الجمعان» وهو في الشعراء حمزة وخلف مع فتح الهمزة، وهذا في الوصل؛ فأما في الوقف فتمال الهمزة أيضا من أجل الألف المنقلبة عن الياء، وكذا يميل الكسائي وقفا الألف والهمزة،. والأزرق بين بين عن ورش على أصله قوله: (الناس الخ) أي يميل الدوري عن أبي عمرو بخلاف عنه «الناس» حيث وقع مجرورا والإمالة هي التي في التيسير، وكلام الشاطبي موهم ولكنه كان يأخذ بها له والجمهور بالفتح عنه قوله: (طيب) أي جعله طيبا واضحا بخلاف ما وقع في الشاطبية حيث أشكل قوله: (ران) أي وأمال ران،

يعني من قوله تعالى: كلا بل ران على قلوبهم وهو العاشر من الأفعال الثلاثية الممالة العين الكسائي وشعبة وخلف وحمزة قوله: (رد) أي اقصد قوله: (فخر) أي افتخر، وغلبه في الفخر. وفي ضعافا (ق) ام بالخلف (ض) مر ... آتيك في النّمل (فتى) والخلف (ق) ر أي وأمال ضعافا وهو في النساء «ذرية ضعافا» خلاد عنه وخلف عن حمزة بلا خلاف قوله: (ضمر) من الضمور: وهو خفة اللحم قوله: (آتيك) أي وأمال آتيك الذي في سورة النمل يعني في الحرفين آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، (¬1) آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك (¬2) حمزة وخلف، ولكن اختلف فيه عن خلاد، واحترز بقوله في النمل عن غيره نحو آتيكم بسلطان قوله: (والخلف قر) إنما أفرد خلاد بالذكر بعد دخوله مع حمزة في فتى لضرورة كون خلف في اختياره ليس له رمز يخصه. ورا الفواتح أمل (صحبة) (ك) ف ... (ح) لا وها كاف (ر) عى (ح) افظ (ص) ف أي وأمال الراء في فواتح الست سور يعني الر و «المر» حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن عامر وأبو عمرو قوله: (كف) يريد به الكف الذي هو من اليد: يريد الاجتماع قوله: (وها) أي وأمال الهاء من فاتحة مريم الكسائي وأبو عمرو وشعبة، والمعنى بقوله: كاف سورة مريم، وتسمى أيضا سورة كاف قوله: (رعى) أي أحاط، وفي قوله صف: المراد به واحد الصفوف. وتحت (صحبة) (ج) نا الخلف (ح) صل ... يا عين (صحبة) (ك) سا والخلف قل أي وأمال الهاء من طه حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو، واختلف فيه عن الأزرق، فالذي قطع به في التيسير والشاطبية والتذكرة والعنوان والكامل وغيرها هو الإمالة المحضة، وليس له في القرآن ما يمال محضا سواه، وقطع له آخرون بإمالة بين بين كما سيأتي قوله: (وتحت) أي تحت مريم، يعني طه قوله: (جنى) عنى به ما يجتني من ثمر وعسل قوله: (يا عين) أي وأمال ياء في فاتحة مريم حمزة والكسائي وخلف وشعبة وابن عامر، واختلف عن أبي عمرو وهشام ¬

_ (¬1) سورة النمل الآية «39». (¬2) سورة النمل الآية «40».

إلا أن الخلاف عن أبي عمرو قليل، وعن هشام كثير كما سيأتي قوله: (يا عين) يعني في أول مريم قوله: (كسا) من الكسوة. لثالث لا عن هشام طا (شفا) ... (ص) ف حا (م) نى (صحبة) يس (صفا) أي لأبي عمرو فإنه ثالث القراء في الترتيب، وقد روى إمالة الياء في فاتحة مريم في التجريد والغاية وجامع البيان عن الدوري من طريق ابن فرح، وكذلك في التجريد والجامع من طريق القرشي والرقي عن السوسي وسائر الرواة والطرق عن عمرو من الروايتين على الفتح فلذلك كان الخلاف له قليلا، إذ الجمهور على الفتح وجها واحدا قوله: (لا عن هشام) أي فإن الخلاف كثير، يعني أنه بعكس أبي عمرو من حيث إن رواة الإمالة عنه كثير، فقد قطع له قطع بالإمالة ابن مجاهد وابن شنبوذ والداني من جميع طرقه في الجامع وغيره والكامل والمبهج والتلخيص والتذكرة والتبصرة والكافي وغيرها، وروى جماعة له الفتح كالتجريد والهداية وهو عند أبي العز وابن سوار وابن فارس من طريق الداجوني قوله: (طا) أي وأمال الطاء من فاتحة طه، وطسم، وطس حمزة الكسائي وخلف وشعبة قوله: (صف) من الوصف، ومنى جمع منية قوله: (حا) أي أمال الحاء من فواتح حم السبعة ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وشعبة قوله: (يس) أي وأمال الياء من فاتحة يس شعبة وخلف ومن يأتي في أول البيت الآتي وهم الكسائي وروح وحمزة في المشهور عنه، وله أيضا فيها بين بين كما سيأتي (ر) د (ش) د (ف) شا وبين بين (ف) ي (أ) سف ... خلفهما را (ج) د و (إ) ذ ها يا اختلف وهنا انتهى الكلام على إمالة الفواتح محضا وشرع في الكلام فيها أيضا علي بين بين فقال وبين بين: أي أمال بين بين الياء من يس، لأن الكلام فيها حمزة ونافع بخلاف عنهما، فأما حمزة فتقدم له الإمالة وهو المشهور، وروى عنه جماعة بين بين وهو الذي في العنوان والتبصرة، وتلخيص أبي معشر وغيرها؛ وأما نافع فقطع له بين بين ابن بليمة وصاحب العنوان والكامل والمستنير من قراءته على العطار عن الطبراني عن أصحابه عن نافع، وبه كان يأخذ ابن مجاهد لنافع، فثبت الخلاف عنه من الروايتين جميعا قوله: (خلفهما) أي باختلاف عن حمزة ونافع قوله: (را جد) أي وأمال الراء من فاتحة «الر، والمر» بين بين ورش

من طريق الأزرق قوله: (وإذ إلى آخر البيت) أي اختلف الرواة عن نافع في إمالة بين بين ها يا من فاتحة مريم والخلاف عنه من الروايتين جميعا أيضا ولا يشتبه يا هذه بياء يس لأن هاء طه يأتي حكمها في البيت الآتي: وتحت ها (ج) ىء حا (ح) لا خلف (ج) لا ... توراة (م) ن (شفا) (ح) كيما ميّلا أي وأمال بين بين هاء طه ورش من طريق الأزرق، والوجه الثاني له الإمالة المحضة كما تقدم قوله: (حا) أي وأمال حا حم في السبعة بين بين أبو عمرو بخلاف عنه من الروايتين وورش من طريق الأزرق قوله: (حلا) من الحلاوة قوله: (توراة الخ البيت) أي أمال التوراة محضا حيث وقع ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وتقدم حمزة والذين يميلونها بين بين عند الكلام على إمالتها بين بين فيكون له وجهان، وهذا هو الوجه الثاني من خلافه كما تقدم. وغيرها للأصبهاني لم يمل ... وخلف إدريس برؤيا لا بأل أي وغير التوراة لم يمله الأصبهاني، فعلم أن الأصبهاني يميلها محضا فقط، وإنما أتى بما يقتضي الحصر لأنه تقدم إمالات في حروف لقالون، وعلم مما أصله أن الأصبهاني يكون كقالون فيما نص فيه الأزرق بالرمز فبين ذلك ليرتفع الإشكال، وهنا تم الكلام على أحرف الإمالة، وبقي تتمات لما تقدم قوله: (وخلف إدريس) أي اختلف عن إدريس في إمالة رؤيا العاري من الألف واللام وهو «رؤياك، ورؤياي» فرواهما الشاطبي عنه بالإمالة ورواهما عنه غيره بالفتح قوله: (لا بأل) أي المحلى بالألف واللام. وليس إدغام ووقف إن سكن ... يمنع ما يمال للكسر وعن يعني أن ما أميل لأجل كسرة «كالدار، والحمار، والنار، والأبرار، والناس، والمحراب» فلا يمنع ما أدغم منه أو وقف عليه بالسكون إمالته محضة كانت أو بين بين لعروض ذلك، ولكن اختلف عن السوسي في ذلك كما سيأتي في البيت الآتي، واحترز بقوله: سكن عن الروم فإنه لا كلام فيه أنه كالوصل والأمثلة نحو «وقنا عذاب النار ربنا، والأبرار لفي» حالة الإدغام «والدار، والنار» حالة الوقف بالسكون. سوس خلاف ولبعض قلّلا ... وما بذي التّنوين خلف يعتلى

أي واختلف عن السوسي في حالة الإدغام والوقف بالسكون، فروى عنه ابن حبش الفتح في ذلك قوله: (ولبعض) أي بعض القراء يأخذ فيه له بين بين: أي عمن يميل محضا قوله: (وما بذي التنوين) يريد أن الخلاف الذي حكاه الشاطبي على الوقف على المنون لأصحاب الإمالة على نوعيها لا يصح عند أئمة القراءة ولا يقوم به حجة بل الوقف بالإمالة لمن مذهبه ذلك بحسب مذهبه كما سيأتي بيانه في البيت الآتي قوله: (يعتلي) أي يرتفع. بل قبل ساكن بما أصل قف ... وخلف كالقرى الّتي وصلا (ي) صف أي أن الحكم فيما منع من إمالته ساكن تنوينا كان أو غيره نحو «هدى، ومسمى، وغزا، وقرى، ومفترى، وموسى الكتاب، وعيسى ابن مريم، وذكرى الدار، ونرى الله» فإنه إذا زال ذلك المانع وقف عليه بما أصل لهم، فمن كان مذهبه الإمالة المحضة وقف كذلك، ومن كان بين بين فكذلك، ولكن اختلف عن السوسي وصلا في غير المنون إذا كان راء كما سيأتي قوله: (وخلف الخ البيت) أي واختلف عن السوسي في ذوات الراء الواقعة قبل ساكن غير منون في حالة الوصل نحو «القرى التي، والنصارى المسيح، ونرى الله» فروى عنه ابن جرير الإمالة وهو اختيار الداني ولم يذكر في التيسير سواه، ورواه ابن جمهور وغيره بالفتح قوله: (يصف) من الوصف: وهو ذكر الشيء بحليته ونعته. وقيل قبل ساكن حرفي رأى ... عنه ورا سواه مع همز نأى أي وروى بعضهم عن السوسي إمالة الراء والهمزة من رأى إذا كانت قبل ساكن وبه قرأ الداني على فارس، ولكن من غير طريق ابن جرير التي هي في التيسير وتبعه الشاطبي على ذلك، وليس من طرقه ولا طرق كتابنا وإن كنا قرأنا به على الجملة قوله: (ورا سواه) أي وروى عن السوسي إمالة الراء الذي ليس قبل ساكن، وقد تقدم أن أبا عمرو يميل همزته فتمال الراء والهمزة في هذا الوجه، وقد ذكره الشاطبي وليس من طرقه ولا من طرق كتابنا قوله: (مع همز نأى) أي وكذلك روى عن السوسي إمالة الهمزة، يعني في الموضعين ذكر ذلك الشاطبي عنه في وجه، وهو ما انفرد به فارس بن أحمد عن السوسي وليس من هذه الطرق.

باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف

باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف اختلفوا في محل الإمالة في هذا الباب، فقال قوم محلها الحرف الذي قبلها، فإن التغيير إلى الكسر يدخله وهي على ما كانت عليه، وقال آخرون محلها الحرف الذي قبلها والهاء، وهو المختار عندنا وعند أئمتنا كالداني والشاطبي وغيرهما، وحقق ذلك في النشر. وهاء تأنيث وقبل ميّل ... لا بعد الاستعلا وحاع لعلي المراد بهاء التأنيث ما كانت في الوصل تاء فأبدلت في الوقف هاء سواء كانت للتأنيث نحو «رحمة، ونعمة» أو مشابهة له نحو «همزة، وخليفة» قوله: (لا بعد الاستعلاء) أي إلا أن تأتي الهاء بعد حرف من عشر حروف، وهي حروف الاستعلاء السبعة المتقدمة في الخطبة، وحروف حاع الثلاث فإنها لا تمال إلا عن بعضهم كما سيأتي: وأكهر لا عن سكون يا ولا ... عن كسرة وساكن إن فصلا أي حروف أكهر كالأحرف العشرة في عدم الإمالة إلا أن يقع حرف منها بعد ياء ساكنة أو بعد كسرة فإنه يميلها «خطيئة، ومائة، والأيكة، والملائكة، وفاكهة، وكثيرة، والآخرة» يعني أن الهاء المذكورة تمال مع ما قبلها للكسائي ما لم يكن بعد الأحرف العشرة، وهي سبعة: الاستعلاء، والحاء، والألف والعين من حاع، وبعد أحرف أكهر وهي أربعة: الهمزة، والكاف، والهاء، والراء، نحو «نفحة، وخالصة، وقبضة، وبالغة، وحطة، وناقة، وحفظة، وأشحة، والخيرة، والساعة، والنشأة، ومكة، وسفاهة، وحسرة» لكن له في حروف أكهر تفصيل كما سيأتي: ليس بحاجز وفطرت اختلف ... والبعض أه كالعشر أو غير الألف يعني أن الساكن إذا وقع فاصلا بين أحرف أكهر وبين الكسرة لا يكون حاجزا عن الإمالة نحو وجهة وعبرة، ولكن اختلف عنه في «فطرت» في الروم، فاعتدّ بعضهم بهذا الفصل لكونه حرف استعلاء كأبي طاهر بن أبي هاشم والشذائي وابن سوار وابن شريح فلم يميلوا ولم يعتدّ الآخرون به فأمالوا قوله:

باب مذاهبهم في الراءات

(والبعض) أي وذهب بعض أهل الأداء عن الكسائي إلى إجراء الهمزة والهاء مجرى العشرة الأحرف المتقدمة يعني حروف الاستعلاء وحاع فلا يميلونهما وما بعدهما سواء كانت بعد كسرة أو ياء ساكنة، وعليه جماعة من العرب العراقيين كابن فارس وأبي العز وابن سوار وصاحب التجريد قوله: (أو غير الألف. يمال) يعني أن بعضهم روى عن الكسائي إمالة هاء التأنيث وما قبلها بعد كل حرف سوى الألف، فلا يجوز الإمالة بعدها بحال كابن شنبوذ وابن الأنباري وأبي مزاحم الخاقاني وأبي الفتح فارس وشيخه عبد الباقي. يمال والمختار ما تقدّما ... والبعض عن حمزة مثله نما أي والمختار عندنا وعند جماعة من المحققين ما تقدم من التفصيل وهو إمالة هاء التأنيث عند باقي الحروف التي لم يستثنوها، وهي خمسة عشر يجمعها [فجثت زينب لذود شمس] نحو «خليفة، وحجة، وثلاثة، وستة، وهمزة، ودية، والجنة، وحبة، وليلة، ولذة، وقسوة، وبلدة، وعيشة، ورحمة، وخمسة» وعند حروف أكهر إذا كان بعد ياء ساكنة أو كسرة كما تقدم قوله: (والبعض الخ) أي وبعض أئمة القراء روى عن حمزة إمالة هاء التأنيث كروايتهم عن الكسائي: أي كالهذلي وغيره قوله: (نما) أي نقل، يقال نمى الحديث ينميه: إذا بلغه على وجه الإصلاح والخير. باب مذاهبهم في الراءات اعلم أن للقراء من الأئمة المصريين والمغاربة فيما رووه عن ورش من طريق الأزرق وغيره مذاهب: منها ما اتفقوا مع غيرهم على ترقيقه، ومنها ما اتفقوا على تفخيمه، ومنها ما اختلفوا فيه، ومنها ما خصوا به ورشا من الطريق المذكورة كما سيأتي مفصلا. والرّاء عن سكون ياء رقّق ... أو كسرة من كلمة للأزرق المراد بالراء هذه الراء المفتوحة لأن المضمومة يأتي حكمها مصرّحا به وكذلك المكسورة والساكنة قوله: (رقق) أي أنحفه، مأخوذ من الرقة: وهو ضد السمن، وضده التفخيم والتغليظ أيضا قوله: (للأزرق) يعني أن الأزرق روى عن ورش ترقيق الراء إذا وقعت بعد ياء ساكنة أو بعد كسرة نحو «الحمير، والخبير،

وخبير» أو نحو «الآخرة، وكبائر، وشاكرا» وذلك بشرط أن تكون الياء ساكنة والكسرة مع الراء في كلمة واحدة كما مثلنا به، واحترز بذلك عما إذا كانت الياء في كلمة والراء في كلمة، وكذلك الكسرة نحو «في ريب، ولحكم ربك» فإنه لا خلاف عنه في تفخيمه، وحكم ما اتصل به حرف من حروف المعاني حكم كلمتين نحو «برسول، وبربك» فلا يجوز ترقيقه له أيضا وسيأتي التصريح به أواخر الباب. ولم ير السّاكن فصلا غير طا ... والصّاد والقاف على ما اشترطا يعني أن الرواة لم يعتدوا بالساكن الواقع بين الكسر والراء فاصلا إلا أن يكون أحد هذه الأحرف الثلاثة وهي الطاء نحو «قطرا» والصاد نحو «إصرا» والقاف نحو «وقرا» وهذا أقرب من قولهم إلا أن يكون حرف استعلاء كما قال الشاطبي، لأنه يحتاج إلى إخراج الخاء منها، إذ لا خلاف في ترقيقها عنه نحو «إخراجا» ولأنه لم يقع منها سوى هذه الأربعة، وما كان سوى ذلك لا يكون فصلا نحو «السحر. والشعر، والبئر. وذكرك» فرققه، سوى ما يستثنى من ذلك، كأن تكون في اسم أعجمي، أو مكررة، أو تختلف عنه في غير ذلك كما سيأتي: ورقّقن بشرر للأكثر ... والأعجمي فخّم مع المكرّر يعني قول تعالى «بشرر كالقصر» في المرسلات، ذهب الأكثرون عن الأزرق إلى ترقيقه في الوقف والوصل كصاحب التيسير والشاطبية والتجريد والتذكرة، وفخمه صاحب الهداية والهادي والعنوان وابن بليمة، وترقيقه لأجل الكسرة المتأخرة فهو خارج عن أصله المتقدم قوله: (والأعجمي) أي «إبراهيم» وإسرائيل، وعمران» وهي مما وقعت الراء فيه بعد كسر، واعتد بالفاصل بينهما مع كونه غير الصاد والطاء والقاف نظرا إلى لغتهم في تفخيمهم الراء، وكذا إذا وقعت الراء مكررة نحو «فرارا، ومدرارا». ونحو سترا في الأتم ... وخلف حيران وذكرك إرم أي وفخم أيضا مما كان مفصولا بالساكن ما كان منونا نحو سترا وذلك ستة أحرف «ذكرا، وسترا، ووزرا، وإصرا، وحجرا، وصهرا» عند الأكثرين كالداني وشيخه فارس والخاقاني والشاطبي والمهدوى وابن سفيان وابن شريح ومكى وابن

بليمة، ولكن استثنى بعضهم من ذلك «صهرا» لضعف الهاء وخفائها فرققه كالمهدوى وابن سفيان وابن الفحام، وذكر الوجهين فيه مكى فصار الأكثر على تفخيم الخمس الكلمات الأول وعلى ترقيق صهرا وإلى ذلك أشار بقوله: في الأتم، فيكون متعلقا بنحو وغير صهرا قوله: (وخلف) أي واختلفوا عنه في ألفاظ بعينها، منهم من رققها على أصله، ومنهم من فخمها وهي ما يأتي من الكلمات منها «حيران» فخمه ابن الفحام وخلف ابن خاقان، وكذا رواه عامة أصحاب ابن هلال ونص عليه إسماعيل النحاس وذلك لعدم صرفه، ورققه غيرهم طردا للقياس، ومنها «ذكرك» فخمها مع «وزرك» الآتي مكى وابن الفحام وفارس والمهدوى ليناسب الآي، ومنها «إرم ذات العماد» فخمها من أجل العجمة صاحب التيسير والشاطبية والكافي والهداية والهادي والتجريد والتلخيص 1. وزر وحذرهم مراء وافترا ... تنتصران ساحران طهّرا أطلق وزر ليدخل «وزرك» كما تقدم في ذكرك عند من فخمه، ويدخل فيه «وزر أخرى» وقد فخمه أيضا المهدوى وابن سفيان وابن شريح ومكى وفارس ليفرق بين «وازرة، ووزر» من أجل الفصل، ومنها «حذركم» وهو في النساء، فخمها ابن شريح ومكى والمهدوى وابن سفيان، واتفقوا على ترقيق «حذركم» لخفاء الهاء، وانفرد ابن الفحام بالتسوية بينهما في التفخيم، ومنها «مراء، وافتراء» اتفق على تفخيمها من أجل الهمزة صاحب التلخيص وصاحب التذكرة، وبه قرأ الداني على أبي الحسن، ورققه عنه غيرهم وهو الذي في الشاطبية والتيسير، ومنها «تنتصران، وساحران، وطهرا» اتفق على تفخيم الراء في هذه الثلاثة من أجل ألف التثنية صاحب التلخيص وأبو الحسن ابن غلبون، وبه قرأ الداني عليه، ونص غيرهم على ترقيقها كما في التيسير والشاطبية. عشيرة التّوبة مع سراعا ... ومع ذراعيه فقل ذراعا إنما قيدها بالتوبة ليخرج «عشيرتهم» في المجادلة، وقد فخم «عشيرتكم» في التوبة صاحب الهداية والهادي والتجريد، وذكر الوجهين مكى وابن شريح وكان تفخيمه من أجل الضمة والكاف قوله: (مع سراعا الخ البيت) أي منها سراعا، واتفق على تفخيم «سراعا، وذراعيه وذراعا» من أجل العين صاحب العنوان وأبو معشر وابن شريح وطاهر بن غلبون، وبه قرأ عليه الداني

إجرام كبره لعبرة وجل ... تفخيم ما نوّن عنه إن وصل يعني قوله تعالى حكاية «فعلىّ إجرامي» في هود، فخمه صاحب التجريد؛ وهو أحد الوجهين في التبصرة والكافي، واتفق على تفخيم «وكبره» وهو في النور وعلى تفخيم «لعبرة» وهو في مواضع صاحب التبصرة والهادي والهداية وكأنهم لاحظوا الكاف والعين مع طول الكلمة، فإنهم اتفقوا على ترقيق «عبرة» وهو في آخر يوسف قوله: (وجل) أي عظم وكثر، يعني أن تفخيم المنوّن المنصوب عن ورش من طرق الأزرق حالة الوصل ذكره كثير منهم، وإذا وقفوا رققوا، وهذا مذهب صاحب الهداية والهادي، وهو أحد الوجهين في الكافي والتجريد، وسواء كان بعد كسرة أو ياء ساكنة كما مثل به فيما يأتي، وذهب بعضهم إلى ترقيقه في الحالين كالداني وشيخه فارس وابن خاقان وابن بليمة والشاطبي؛ وذهب آخرون إلى تفخيمه في الحالين، وهو مذهب أبي الطيب بن غلبون كابن أبي هاشم والهذلى وغيرهم، ومن فخمه نظر إلى التنوين ولاحظ أنه ممال كما جوزوا في إطلاق الإمالة بين بين على الترقيق، ولهذا ففرق بعضهم بين الوصل والوقف فتأمل إخراج هذه الثلاثة المذاهب من كلامه، وذلك أنه لما قال: وجل، علم أن تفخيم المنون في الوصل كثير؛ بقي وجه الترقيق في الحالين في الأكثر وضده التفخيم فيهما أيضا محتمل، ولكن قد يقال إنه لما ذكر وجه التفخيم وصلا يبقى وجه الترقيق على الأصل المقرر في أول الباب. كشاكرا خبيرا خضرا ... وحصرت كذاك بعض ذكرا أي نحو «ساحرا وصابرا، وناصرا، وحاضرا، وطاهرا، ومهاجرا» ونحو «طيرا، سيرا» ونحو «قديرا، وتظهيرا، وتبذيرا، وقواريرا، وبشيرا، ومنيرا، وقمطريرا» ونحو «مبشرا، ومقتدرا ومغيرا» قوله: (حصرت) يعني قوله تعالى «حصرت صدورهم» في النساء، فذكر تفخيمه في الوصل صاحب الهداية والهادي والتجريد وذلك من أجل حرف الاستعلاء بعده، وذكر الوجهين في الكافي وقال لا خلاف في ترقيقها وقفا، والترقيق في الحالين هو الأصح، ولا عبرة بوجود حرف الاستعلاء بعد انفصاله، إذ لا خلاف عنه في ترقيق «الذكر صفحا» ونحوه قوله: (كذاك) أي مستثنى كما استثنى ذاك المذكور قبله

كذاك ذات الضّمّ رقّق في الأصح ... والخلف في كبر وعشرون وضح لما فرغ من ذكر مذهبه في الراء المفتوحة شرع في المضمومة فقال كذاك: أي كما ذكرنا من مذهبه في ترقيق المفتوحة بعد ياء ساكنة أو كسرة حال كون ذلك في كلمة واحدة رقق الأزرق نحو «قدير، وتحرير، وغيره، ويبصرون، وطائركم، وسيروا، وكافر، وذكر، وبكر، والسحر، والبر» وهذا مذهب أكثر الرواة عنه، وهو الذي في التيسير والشاطبية والكافي والهادي والتلخيص والتبصرة والهداية والتجريد، وهو الأصح عنه؛ وذهب الآخرون إلى تفخيمه من أجل الضمة نظرا إلى كونه ضما لازما، وهو مذهب طاهر بن غلبون وصاحب العنوان وشيخه، وبه قرى الداني على أبي الحسن قوله: (والخلف إلى آخر البيت) يعني أن من أخذ بالترقيق في المضمومة اختلف عنه في كلمتين «كبر وعشرون» ففخمها منهم مكى والمهدوي وابن سفيان وابن الفحام من أجل الفصل بالساكن، ورققها منهم الداني وشيخاه أبو الفتح والخاقاني والطبرى وابن بليمة وهو الذي في التيسير والشاطبية. وإن تكن ساكنة عن كسر ... رقّقها يا صاح كلّ مقري لما فرغ من ذكر المضمومة أخذ في ذكر الساكنة وقدمها على المكسورة لأنها تأتي مفخمة ومرققة، فبين الحال التي ترقق فيها؛ وهو أن تكون بعد كسرة وتكون الكسرة لازمة ولا يكون بعد الراء حرف استعلاء كما سيأتي قوله: (يا صاح) أي يا صاحب ثم رخم، وهو من الشذوذ المستعمل، لأنه غير علم ولكنه كثر في نظم العرب والمولدين قوله: (كل مقرئ) أي قرأ بترقيقها في هذه الحالة كل القراء لم يختلف عن أحد منهم في ذلك نحو «فرعون، وشرعة، وشرذمة، وأم لم تنذرهم، وأمرت، واستأجره، وأحصرتم، وقرن، ومرفقا» في قراءة من كسرها ونحو «وقدر، وأبصر، ولا تصاعر». وحيث جاء بعد حرف استعلا ... فخّم وفي ذي الكسر خلف إلّا أي إذا وقع بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء السبعة وجب تفخيم الراء سواء كانت الراء على مذهب الجماعة نحو «قرطاس، ومرصاد، وفرقة» أو كانت محركة على مذهب الأزرق نحو «صراط وفراق»، قوله: (في ذي الكسر خلف)

مكسورا في ذلك في «فرق» في الشعراء للجماعة «والإشراق» في ص لورش من طريق الأزرق، فمنهم من رققه للكسر الذي أضعف حرف التفخيم، ومنهم من فخمه طردا للباب، وقوله إلا صراط، يعني الذي وقع حرف الاستعلاء بعده مكسورا نحو «إلى صراط مستقيم صراط الله، وهذا صراط مستقيما» فإنهم أجمعوا على تفخيمه مع أن حرف الاستعلاء بعده مكسور وذلك لقوة الطاء. صراط والصّواب أن يفخّما ... عن كلّ المرء ونحو مريما قوله: (عن كل) أي عن كل القراء يعني قوله تعالى «بين المرء وزوجه» ونحو «مريما، وقرية» وهذه مسألة وقع للقراء فيها كلام كثير؛ فنص بعضهم على ترقيق الراء فيها لجميع القراء، وبعضهم لورش خاصة، وقاسوه على ما وقعت الراء فيه بعد ياء أو كسرة، وهو قياس، والصواب تفخيم ذلك، وهو الذي عليه الجمهور، واستقر عليه إجماع أهل الأداء؛ على أنه لا خلاف في تفخيم «السرد، وترميمهم» ونحو «يرجعون». وبعد كسر عارض أو منفصل ... فخّم وإن ترم فمثل ما تصل أي فخم من الراءات ما يوجد بعد كسر عارض إما لالتقاء الساكنين نحو «أم ارتابوا» أو لهمزة الوصل نحو «امرأة، وارجعوا» أو بعد كسر منفصل بأن تكون الكسرة في حرف منفصل من الكلمة التي فيها الراء نحو «برسول، ولرسول، وبربهم» لأن الجار مع مجروره كلمتان حرف واسم ويدخل في ذلك أيضا نحو «لحكم ربك، وبحمد ربك» وإن كان قد تقدم أول الباب وكل ذلك لا يرقق لورش وإن وقع بعد كسر لانفصاله كما تقدم قوله: (وإن ترم) يعني إن وقفت على الراء بالروم كما سيأتي بيانه كان حكم الوقف حكم الوصل، لأنه تعلق ببعض الحركة فترقق المكسورة للجميع نحو «الكبر والفجر» والمضمومة للأزرق نحو «يقدر، وخبير، وكبير» كما تقدم. ورفّق الرّا إن تمل أو تكسر ... وفي سكون الوقف فخم وانصر أمر بترقيق الراء إذا أمليت نحو «أخرى، وذكرى، ونصارى، وسكارى» لمن أمال ذلك سواء كانت الإمالة محضة أو بين بين قوله: (أو تكسر) لما فرغ من أحكام الراء المفتوحة والمضمومة والساكنة شرع في حكم المكسورة فقال أو

باب اللامات

تكسر: أي وكذلك ترقق إذا كسرت سواء كانت الراء أولاها أو وسطاها أو أخراها، وسواء كانت الكسرة لازمة أو عارضة، وسواء في ذلك ورش وغيره، وذلك نحو «رضوان، وريح، وفارض، وكارهين، والطارق، وأبصارهم، وإصرار، والنور، والفجر، والطير، والخير» ونحو «واذكر اسم، وذر الذين» ونحو «وانحر إن شانئك، وانظر إلى» عند من نقل إلا أن المتطرفة في حال الوقف عليها بالسكون لها حكم آخر أشار إليه بقوله: وفي سكون الوقف فخم والبيت بعده. ما لم تكن من بعد يا ساكنة ... أو كسر او ترقيق او إمالة يعني أن الراء الموقوف عليها إذا سكنت للوقف ووقعت بعد سكون صاد أو طاء أو ظاء أو بعد ياء ساكنة نحو «الطير، والحمير» أو كسرة مجاورة «كالأشر، والبر، وكفر، ومستقر» أو مفصولة نحو «السحر، وكبر» أو بعد راء مرققة وذلك «بشرر» عند من رقق الأولى أو إمالة نحو «وبالأسحار، والجوار» عند من أمال محضا وبين بين فإن الوقف عليها بالتفخيم، وقد شذ من قال إن المكسورة ترقق من حيث إن الوقف عارض فلذلك قال «وأبصر» أي أبصر القول بإطلاق التفخيم، ورجحه وصححه. باب اللامات والأصل فيها الترقيق لأنها إنما تغلظ لسبب وذلك ليس بلازم، وإنما ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء لازم، وتغليظ اللام تسمينها، والتفخيم مرادفه، ولكن التغليظ في اللام في التفخيم والراء والترقيق ضدهما كما قدمناه؛ وقد يطلق عليه إمالة تجوزا، وللمصريين عن ورش مذهب اختصوا به في تفخيم اللام بشروط. وأزرق لفتح لام غلّظا ... بعد سكون صاد أو طاء وظا أي غلظ الأزرق عن ورش اللام إذا كانت مفتوحة ووقعت بعد صاد ساكنة أو طاء أو ظاء نحو «يصلي، ويصلوها، وأصلح، ومطلع، ومن أظلم» أو بعد هذه الحروف أيضا إذا كانت مفتوحة كما ذكره في البيت الآتي قوله: (وظا) والواو تأتي بمعنى أو.

أو فتحها وإن يحل فيها ألف ... أو إن تمل مع ساكن الوقف اختلف يعني أو بعد فتح هذه الأحرف يعني الصاد أو الطاء أو الظاء، فإذا وقعت اللام مفتوحة وكان أحد هذه الحروف مفتوحا غلظها سواء كانت اللام مشددة أو مخففة وذلك نحو «الصلاة، وصلى، وتصلي، ومفصلا» ونحو «الطلاق، واطلع» ونحو «ظلم، وظل وجهه» واختلف عنه فيما إذا حال بين أحد هذه الحروف وبين اللام ألف وهو «يصالحا، وفصالا، وطال» وكذلك إذا وقع بعد اللام حرف إمالة نحو «صلى، ويصلي» وكذلك اختلف عنه إذا كانت اللام طرفا وسكنت للوقف، فمنهم من فخمها عنه، ومنهم من رققها وإلى هذا أشار بقوله وإن يحل إلى آخره. وقيل عند الطّاء والظّا والأصح ... تفخيمها والعكس في الآي رجح أي وحكى الخلاف أيضا عنه عند الطاء والظاء، فرققها بعد الطاء المهملة صاحب العنوان وشيخه وابنا غلبون، ورققها بعد الظاء أيضا صاحب التجريد وغيره وهو أحد الوجهين في الكافي، والأصح في ذلك تفخيمها: أي مع الحائل، لأنه ليس بحاجز حصين ومع الحرف الممال لأنه لا يغلظ إلا في وجه الفتح ومع الوقف لأنه عارض، ومع الطاء والظاء لأنهما أقوى من الصاد ولكن الأرجح فيما كان رأس آية مما يمال الترقيق للتناسب، وهذا معنى قوله؛ والعكس في الآي رجح. كذاك صلصال وشذّ غير ما ... ذكرت واسم الله كلّ فخّما أي كذلك الأرجح في لام صلصال الترقيق وإن نص على تفخيمه غير واحد، وقطع بذلك صاحب الهادى والهداية وابن بليمة، وأجرى الوجهين مكي وابن شريح وابن الفحام وغيرهم، فقد قطع بترقيقه الداني وأصحابه وصاحب التذكرة والمجتبي وغيرهم، فهو الأصح رواية وقياسا قوله: (وشذ) أي وشذ في تغليظ اللامات عن الأزرق غير ما ذكرته كما ذكر صاحب الكافي في تغليظها مضمومة بعد الضاد والظاء الساكنين نحو «فضل الله، ومظلوما» وكذلك ما ذكره صاحب الهداية والتجريد والكافي فيما إذا وقعت بين حرفي الاستعلاء نحو «خلطوا عملا واغلظ» وما ذكره بعضهم في «اختلط، «وليتلطف» وبعضهم «تلظى» وبعضهم غلظها في ثلاثة، وذلك كله شاذ لا نأخذ به وإن كنا قرأنا به؛ وأما اسم

باب الوقف على أواخر الكلم

الله تعالى فكل القراء على تفخيمه إذا وقع بعد فتح نحو «قال الله، وشهد الله» وكذا إذا ابتدئ به، وكذا إذا وقع بعد ضم نحو «رسول الله، وقالوا اللهم» وما حكاه الأهوازى عن السوسى وروح من الترقيق فيه فهو شاذ لا نأخذ به ولا يصح تلاوته، وهذا معنى قوله واسم الله إلى آخره. من بعد فتحة وضم واختلف ... بعد ممال لا مرقّق وصفا أي واختلف القراء في تفخيمه وترقيقه إذا وقع بعد حرف ممال وذلك في الموضعين «نرى الله، وسيرى الله» في رواية السوسى والوجهان صحيحان قوله: (لا مرقق) أي لا بعد حرف مرقق، يعني نحو قوله تعالى «أفغير الله، ولذكر الله» في مذهب ورش حيث رقق الراء فإنه لا يجوز فيه إلا التفخيم، وإنما نص على ذلك، لأن بعض القراء من أهل عصرنا أجرى الراء المرققة في ذلك مجرى الممالة فأخذ في ذلك بالترقيق وهو خطأ كما نبه عليه في النشر. باب الوقف على أواخر الكلم تقدم في أواخر مقدمة الكتاب حد الوقف وأنه به حالتان: إحداهما ما يوقف عليه، والثانية ما يوقف به وذكر الأولى هناك ونذكر الثانية؛ ومناسبة لما تقدم أنه لما ذكر في الباب قبله الوقف على المغلظ وفي الباب قبله الوقف على الراء والروم فيها والسكون تعين معرفة ذلك عقيبة؛ وللعرب في الوقف وجوه: كالنقل والتضعيف والسكون والروم والإشمام، والمستعمل في القراءة أفصحها وهو السكون الذي هو الأصل والروم والإشمام. والأصل في الوقف السّكون ولهم ... في الرّفع والضّمّ اشممنّه ورم سمى الوقف وقفا لأنه ترك الحركة، فهو مأخوذ من قولهم وقفت عن كذا إذا لم تأت به، وإنما كان الأصل فيه السكون لأن الوقف يقتضي السكون والابتداء يقتضي الحركة، فجعل لكل منهما ما يناسبه؛ فخص الابتداء بالحركة لتعذر الابتداء بالسكون، ولما كان الوقف محل الاستراحة ناسبه لخفته قوله: (ولهم) أي ولأئمة القراء يجوز في الوقف على المرفوع الذي هو من حركات الإعراب والمضموم الذي هو من حركة البناء الروم والإشمام، ولا يجوز ذلك في النصب ولا في الفتح ولكن يجوز الروم في الجر والكسر كما سيأتي، وفائدتهما

بيان حركة الوصل ولذلك امتنعا في الحركة العارضة وميم الجمع وهاء التأنيث كما سيأتي. وامنعهما في النّصب والفتح بلى ... في الجرّ والكسر يرام مسجلا أي وامنع الروم والإشمام للقراء في النصب والفتح وأجازه النحاة؛ لأن المنصوب إن كان منونا وقف عليه بالألف، وإن لم يكن فلخفة حركته لا يتبعض، فإن الفتحة إذا خرج بعضهما خرج كلها؛ وإنما أتى ببلى التي هي حرف إيجاب هنا، لأنه جواب سؤال مقدر كأنه لما ذكر جوازهما في الرفع والضم ومنعهما في النصب والفتح قيل فهل يرام أو يشم في الجر والكسر؛ والرّوم الاتيان ببعض الحركة ... إشمامهم إشارة لا حركه الروم عند القراء: عبارة عن النطق ببعض الحركة. وقال بعضهم تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها، والمعنى واحد؛ وعند النحاة النطق بالحركة بصوت خفي، وهو الذي ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى. والإشمام عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير صوت، وقال بعضهم أن تجعل شفتيك على صورة الضمة إذا لفظت بها وكلاهما واحد. وعن أبي عمرو وكوف وردا ... نصّا وللكلّ اختيارا اسندا يعني أنه ورد النص بالوقف بالروم والإشمام عن أبي عمرو والكوفيين، ولكن المختار عند أئمة القراءة الأخذ بهما لجميع القراء حتى صار الأخذ بهما شائعا لكلهم مجمعا عليه لجميعهم مسندا إذا وإن لم يرد نصا. وخلف ها الضّمير وامنع في الأتم ... من بعد يا أو واو أو كسر وضم أي اختلف القراء في الإتيان في هاء الضمير بالروم والإشمام؛ فذهب كثير منهم إلى الإشارة مطلقا كما في التيسر وغيره، وهو اختيار ابن مجاهد، وذهب آخرون إلى المنع مطلقا كما هو ظاهر كلام الشاطبي والوجهان حكاهما الداني في غير التيسير، وذهب كثير من المحققين إلى التفصيل فمنع الإشارة بهما إذا كان قبلهما ياء أو واو أو كسر أو ضم نحو «خذوه، وليرضوه، وأمره، وفيه، وإليه، وبه» طلبا للخفة، وأجازوهما إذا لم يكن ذلك نحو «منه، واجتباه، ولن تخلفه» حيث لم يكن ثقل، وهذا أعدل المذاهب وأتمها كما قطع به مكي وابن شريح

باب الوقف على مرسوم الحظ

والحافظ أبو العلا وأشار إليه الشاطبي والداني في الجامع، وتظهر المذاهب الثلاثة من كلام الناظم شكر الله سعيه ونفع بعلومه. وهاء تأنيث وميم الجمع مع ... عارض تحريك كلاهما امتنع هاء منصوب بنزع الخافض، والمراد بهاء التأنيث الهاء التي تلحق الأسماء وقفا بدلا من التاء نحو «الجنة، ورحمة، والملائكة» قوله: (وميم الجمع) يعني في قراءة من ضمها ووصلها بواو، وقوله عارض تحريك، يعني الحركة العارضة إما بالتقاء الساكنين نحو «قم الليل، ولقد استهزئ» أو بالنقل نحو «من إستبرق، وقل أوحى» قوله: (كلاهما امتنع) أي الروم والإشمام ممتنعان في الوقف بهاء التأنيث وميم الجمع والحركة العارضة. باب الوقف على مرسوم الحظ أصل الرسم الأثر، ومعنى مرسوم الخط: ما أثره الخط: أي خط المصاحف العثمانية التي كتبت زمن عثمان رضي الله عنه بإجماع الصحابة؛ وهو على قسمين: قياسي، واصطلاحي؛ فالأول ما طابق فيه الخط اللفظ، والثاني ما خالفه بزيادة أو حذف أو بدل أو فصل أو وصل بقوانين وأصول كما هو مذكور في كتب العربية، وأغلب خط المصحف موافق تلك القوانين إلا أنه جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها: منها ما عرفت علته، ومنها ما خفيت، وللعلماء في ذلك كتب كثيرة مشهورة، وأجمع علماؤنا على لزوم اتباع مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه، فيوقف على الكلمة كما رسمت خطا باعتبار الأواخر من الإبدال والحذف والإثبات وغير ذلك من قطع ووصل، فما كتبت من كلمتين موصولتين لم يوقف إلا على الثانية منهما، وما كتبت مفصولة جاز على كل منهما وإلى ذلك أشار بقوله: وقف لكل إلى آخره. وقف لكلّ باتّباع ما رسم ... حذفا ثبوتا اتّصالا في الكلم أمر بالوقف لجميع القراء على وقف ما رسم في خط المصحف من الحذف والإثبات والاتصال والانفصال وغير ذلك قوله: (حذفا) نحو «حاش لله، إنه وبه» قوله: (ثبوتا) نحو «كتابيه، وحسابيه» قوله: (اتصالا) نحو «إنما، فيما، وكيلا» والكلم: جمع كلمة.

لكن حروف عنهمو فيها اختلف ... كهاء أثنى كتبت تاء فقف أي اختلف القراء في الوقف على حروف بأعيانها خالف بعضهم الرسم فيها واتبع الأصل بحسب الرواية، كما اختلف في هاء المؤنث التي كتبت بالتاء نحو «رحمت» كتبت في سبعة مواضع تاء «ونعمت» في أحد عشر موضعا «وامرأت» في سبعة «وسنت» في خمسة «ولعنت» في موضعين «ومعصيت» في موضعين و «كلمت» في الأعراف «وبقيت» في هود و «قرت» في القصص و «فطرت» في الروم و «شجرت» في الدخان «وجنت» في الواقعة «وابنت» في التحريم؛ فوقف على هذه المواضع بالهاء بدلا عن التاء المرسومة تاء الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وهم المشار إليهم بقوله في البيت الآتي: رجا حق، ووقف الباقون بالتاء على وفق الرسم، وهم نافع وأبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة وخلف. بالها (ر) جا (حقّ) وذات بهجه ... واللّات مرضات ولا ت (ر) جّه رجا يجوز أن يكون ممدودا فقصر ضرورة، ومعناه التّوقع والأمل؛ فالمعنى قف على ذلك بالهاء توقعا للحق في صحة روايته، ويجوز أن يكون مقصورا، ومعناه الموضع والناحية: أي الوقف موضع حق وصواب وإن خالف الرسم، فعلى الأول يكون رجا نصبا على أنه مفعول له وعلى الثاني على الظرفية قوله: (ذات بهجة (¬1)) احترازا عن «ذات بينكم» ونحوها والمراد «ذات بهجة» لأن بهجة لا خلاف في رسمها بالهاء والكلام فيما رسم بالتاء قوله: (قوله واللات) يعني «أفرأيتم اللات والعزى» في النجم، وقوله مرضات: أي مرضات حيث وقع قوله: (ولات حين) في ص فوقف الكسائي على هذه الأربعة بالهاء والباقون بالتاء اتباعا للرسم قوله: (رجه) يقال رجه يرجه رجا: إذا حركه وزلزله وزعزعه، وهي الحركة القوية، يشير إلى قوة ذلك قال تعالى «إذا رجت الأرض رجا». هيهات (هـ) د (ز) ن خلف (ر) اض يا أبه ... (د) م (ك) م (ثوى) فيمه لمه عمّه بمه يعني أن البزى وقنبلا بخلاف عنه والكسائي يقفون على «هيهات» الحرفين في المؤمنون بالهاء والباقون بالتاء اتباعا للخط قوله: (يا أبه) أي ويقف على ¬

_ (¬1) سورة النمل الآية «60».

«أبت» حيث وقع بالهاء أيضا ابن كثير وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالتاء ويذكر الخلاف في فتح «يا أبت» في يوسف إن شاء الله تعالى قوله: (فيمه الخ) يعني ويقف على «فيم، ولم، وعم، وبم، ومم» بالهاء البزى ويعقوب بخلاف عنهما، والهاء فيهن هاء السكت والباقون بالحذف قوله: (هد) أمر من هاد يهود: إذا تاب ورجع إلى الحق، وحسن ذلك بعد «هيهات» قوله: (زن) يجوز أن يكون من الزينة أو من الوزن قوله: (دم) دعاء بالدوام، وهو مناسب بعد «يا أبت» قوله: (كم ثوى) سؤال وإخبار عن إقامته، وفيه التفات. ممّه خلاف (هـ) ب (ظ) بى وهي وهو ... (ظ) لّ وفي مشدّد اسم خلفه قوله: (وهي) أي ووقف على هي وهو حيث وقع بهاء السكت يعقوب قوله: (ظل) الظل: الفيء الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس، ويقال إنه مخصوص بما كان منه إلى الزوال، ويناسب هنا لأنه استراحة قوله: (وفي مشدد راسم) أي في المشدد من الأسماء المبنية كما مثل به قوله: (خلفه) أي خلف يعقوب. نحو إليّ هنّ والبعض نقل ... بنحو عالمين موفون وقل أي يقف يعقوب بخلاف عنه بالهاء على نحو «إليّ، وهن» ويدخل في ذلك «عليّ، ولديّ، وبيديّ، وبمصرخيّ» وكذلك «حملهنّ، ومثلهنّ، وأيديهنّ، وأرجلهنّ» وما كان مثله قوله: (والبعض) أي وبعض القراء نقل عن يعقوب أيضا الوقف بهاء السكوت على النون من «العالمين، والموفون» وما كان مثله نحو «الذين، والمفلحون، وبمؤمنين» ذكر ذلك ابن سوار وغيره ولكن أطلقه في المستنير في الأسماء والأفعال، وقيده ابن مهران بما لم يلتبس بها الكناية نحو «وأنتم تعلمون» وهذا هو الصواب قوله: (وقلّ) إشارة إلى قلته: أي وقلّ الأخذ بذلك. وويلتي وحسرتى وأسفى ... و (ث) مّ (غ) ر خلفا ووصلا حذفا يعني «يا ويلتي» في المائدة وهود «ويا حسرتي على ما فرطت في جنب الله» في الزمر «ويا أسفي على يوسف» في يوسف قوله: (وثم) يعني «ثمّ الآخرين» في الشعراء «ورأيت ثمّ» في الإنسان «فثمّ وجه الله» في البقرة «وأزلفنا ثم، ومطاع ثم»

في التكوير قوله: (غر) من الغيرة، يقال غار الرجل على أهله يغار؛ والمعنى أن رويسا بخلاف عنه يقف على هذه الكلمات الأربع بهاء السكت قوله: (حذفا) أي حذف حمزة ويعقوب حالة الوصل الهاء من الكلمات الآتية في البيت: سلطانيه وماليه وماهيه ... (ف) ي (ظ) اهر كتابيه حسابيه أي «سلطانية خذوه» في الحاقة، «وماليه هلك» فيها أيضا «وما أدراك ماهيه» في القارعة قوله: (في ظاهر) أي في وجه ظاهر من حيث إنها هاء السكت فحقها الحذف وصلا والثبوت وقفا. (ظ) نّ اقتده شفا (ظ) با ويتسن ... عنهم وكسرها اقتده (ك) س أشبعن أي علم؛ والظن يكون بمعنى العلم كقوله تعالى: «الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم» والمعنى أنّ يعقوب يحذف الهاء أيضا وصلا من الكلمتين المذكورتين (¬1) قبل وهما «كتابيه، وحسابيه» قوله: (اقتده) يعني «فبهداهم أقتده» في الأنعام حذف الهاء وصلا حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وسيأتي الخلاف في كسرها في تمام البيت قوله: (ويتسن) يعني «لم يتسنه وانظر» في البقرة قوله: (عنهم) أي عن حمزة والكسائي وخلف ويعقوب حذفوا الهاء وصلا قوله: (وكسر الخ) يعني كسرها «ءاقتده» المذكورة ابن عامر قوله: (شفا ظبا) مضاف ومضاف إليه، وشفا كل شيء: حرفه، وظبا: أطراف السيوف وحدها قوله: (كس) من الكيس: وهو العقل والمعرفة: أي كن كيسا في معرفة وجه هذه القراءة بالكيس، ولا تقل كما قال من لا كيس عنده إنها غلط على ظن أنها هاء السكت فحقها السكون فإنها لم تكن فى قراءة الكسر بل هي هاء كناية عن المصدر وحسن إضماره بدلالة الفعل فالهاء ضمير الاقتداء الذي دل عليه اقتد قوله: (أشبعن) أي أشبع الكسرة من «اقتد» لابن ذكوان بخلاف عنه. من خلفه أيّا بأيّا ما (غ) فل ... (رضى) وعن كلّ كما الرّسم أجل يعني قوله تعالى «أياما تدعوا» في سبحان ذكر بعض أهل الأداء أن رويسا وحمزة والكسائي يقفون على أيا مفصولا، وأن الباقين على ما موصولا وذلك ¬

_ (¬1) «كتابي، حسابي».

مشكل ولعله ذهول ممن ذكره فإنه كتب في جميع المصاحف مفصولا كما كتب «مثلا ما» وما كتب مفصولا يجوز الوقف على الأول والثاني كما هو مقرر، فالأول جواز الوقف على كل منهما لجميع القراء كما هو مرسوم، وهذا معنى قوله: وعن كل كما الرسم أجل، وفي قوله عقل: إيماء إلى ضعف تخصيص هؤلاء بالوقف على أيا، وما في قوله: كما الرسم أجل زائدة: أي كالرسم. كذاك ويكأنّه وويكأن ... وقيل بالكاف (ح) وى والياء (ر) ن أي كذا الأولى في «ويكأنه، ويكأن» وهما في القصص الوقف على وفق الرسم، يعني أنه رسم كلمة واحدة، وروى الوقف على الكاف عن أبي عمرو وعلى الياء عن الكسائي. وقد استوفى الكلام في ذلك في كتابه النشر فليراجع منه قوله: (حوى) أي جمع قوله: (رن) من الرنة وهو الصوت. ومال سال الكهف فرقان النّسا ... قيل على ما حسب (ح) فظه (ر) سا يعني «فمال الذين كفروا» في سأل «وما هذا الكتاب» في الكهف «ومال هذا الرسول» في الفرقان و «فمال هؤلاء القوم» في النساء فكتبت اللام في هذه الأربعة مفصولة عما بعدها، ومقتضى ما أصل جواز الوقف لكل على ما وعلى اللام لانفصال كل منهما، ولكن روى بعض أهل الأداء الوقف على ما، يعنون فقط دون الوقف على اللام عن أبي عمرو والكسائي، وللباقين على اللام دون ما، وفي ذلك إشكال كما بين وحقق في كتاب النشر، وإلى ذلك أشار بقوله قيل على ما حسب. ها أيّه الرّحمن نور الزّخرف ... (ك) م ضمّ قف (ر) جا (حما) بالألف أي الهاء من «أيه الثقلان» و «أيه المؤمنون» في النور «وأيه الساحر» في الزخرف ضمها ابن عامر اتباعا لضم الياء، ووقف على الثلاثة بالألف على الأصل الكسائي وأبو عمرو ويعقوب، والباقون يقفون على الهاء كما رسمت، وإلى ذلك أشار بقوله: كم ضم الخ: أي ضم هاء هذه الثلاثة. كأيّن النّون وبالياء (حما) ... والياء إن تحذف لساكن (ظم) ا أي يوقف على «كأين» حيث وقع بالنون كما رسم، ويقف أبو عمرو ويعقوب بالياء نظرا إلى الأصل لأنه تنوين قوله: (والياء إن تحذف) يعني الياء التي

باب مذاهبهم في ياءات الإضافة

حذفت في الرسم من أجل الساكن بعدها يقف عليها يعقوب بالياء على الأصل كما ساقها مستوفاة، وبدأ بما انفرد به يعقوب ثم ذكر ما وافقه فيه غيره. يردن يؤت يقض تغن الواد ... صال الجوار اخشون ننج هاد يعني «يردن الرحمن» في يس و «يؤت الحكمة» في البقرة و «يؤت الله المؤمنين» في النساء و «يقض الحق» في الأنعام و «تغن النذر» في القمر و «الواد المقدس طوى» في طه والنازعات و «على واد النمل» في النمل و «الواد الأيمن» في القصص و «صال الجحيم» في الصافات و «الجوار المنشآت» في الرحمن و «الجوار الكنّس» في التكوير و «اخشون اليوم» في المائدة و «ننج المؤمنين» في يونس قوله: (هاد) يعني «لهاد الذين» في سورة الحج و «بهاد العمى» في الروم. وافق واد النّمل هاد الرّوم (ر) م ... تهد بها (ف) وز يناد قاف (د) م يعني وافق الكسائي يعقوب في حرفين «واد النمل، وبهاد العمى» في الروم قوله: (تهد بها) يعني «تهدي العمى» في الروم يوافق حمزة يعقوب فيه ولكنه يقرأ تهد فلهذا لفظ به كذلك. والفوز: هو الظفر والنجاة، وكذلك يوافق يعقوب على الوقف في «يناد المناد» في ق ابن كثير قوله: (دم) دعاء للقارئ بالبقاء. بخلفهم وقف بهاد باق ... باليا لمكّ مع وال واق أي بخلف الموافقين الثلاثة وهم الكسائي في «واد النمل» و «هاد» الروم وحمزة في «تهد» بالروم أيضا، وابن كثير في «يناد» بق قوله: (وقف بهاد باق الخ) يعني أن ابن كثير يقف بالياء في هذه الكلمات الأربع في المواضع العشرة، وإنما أعاد الترجمة في الوقف بالياء لئلا يتوهم أن ذلك مما وافق فيه ابن كثير يعقوب فلذلك استأنف وهي ما حذفت فيه الياء للتنوين وهي «هاد» في الخمس المواضع: موضعان في الرعد وكذا في الزمر، وموضع في غافر، و «واق» في ثلاثة مواضع: اثنان في الرعد وواحد في غافر، و «وال» في الرعد «وباق» في النحل. باب مذاهبهم في ياءات الإضافة ياء الإضافة: عبارة عن ياء المتكلم، وهي ضمير يتصل بالاسم والفعل

والحرف؛ فهي مع الاسم مجرورة المحل نحو «نفسى» ومع الفعل منصوبة نحو «فطرني» ومع الحرف مجرورة ومنصوبة نحو «إني، ولى» وقد أطلق علماؤنا هذه التسمية عليها تجوزا مع مجيئها منصوبة المحل غير مضاف إليها. ليست بلام الفعل يا المضاف ... بل هي في الموضع كها وكاف هذا بيان حقيقة ياءات الإضافة: أي تكون آخر الكلمة لكن ليست من حروف تلك الكلمة بل زائدة عليها، فلا تجيء لا ما من الفعل أبدا بل كهاء الضمير وكافه، فتقول في نفسي نفسه ونفسك، وفي فطرني فطره وفطرك، وفي إني إنه وإنك، وفي لي له ولك قوله: (يا المضاف) أي ياء كلمة المضاف قوله: (كها وكاف) أي كهاء الضمير وكافه. وأعلم أن جملة ما في القرآن من ياءات الإضافة سبعمائة وستة وتسعون، وهي في ذلك على ثلاثة أضرب: الأول ما أجمع على إسكانه وهو الأكثر لمجيئه على الأصل نحو «إني جاعل، ولي عملي» وذلك خمسمائة وستة وستون ياء. الثاني ما أجمع على فتحه وذلك لموجب، إما أن يكون بعده ساكن أو قبله نحو «حسبي الله، وإياي» وهو ثمانية عشر موضعا. الثالث ما اختلف في إسكانه وفتحه وهو مائتا واثنتا عشرة ياء. والكلام فيها في ستة فصول: الأول في التي بعدها همزة مفتوحة. الثاني في التي بعدها همزة مكسورة. الثالث في التي بعدها همزة مضمومة. الرابع في التي بعدها همزة وصل مع لام التعريف. الخامس في التي بعدها همزة وصل مجردة عن اللام. السادس في التي لم يقع بعدها همزة قطع ولا وصل، وسنذكر كل فصل مع عدده فيما وقع منه ومذهب القراء فيه. تسع وتسعون بهمز انفتح ... ذرون الاصبهاني مع مكّي فتح يعني الذي وقع بعده همزة مفتوحة من ياءات الإضافة المختلف في فتحه وإسكانه تسع وتسعون ياء قدم منها أربعا وعشرين ياء اختلف فيها بعض القراء على وجه نذكره قوله: (ذروني) أي فتح الأصبهاني وابن كثير «ذروني أقتل» في غافر قوله: (فتح) أي فتح ياء ها. واجعل لي ضيفي دوني يسّر لي ولي ... يوسف إنّي أوّلاها (ح) لّل أي وفتح أبو عمرو ونافع وأبو جعفر ثمان ياءات، وهي «اجعل لي آية» في

آل عمران ومريم. و «ضيفي أليس» في هود، و «من دوني أولياء» في الكهف «ويسر لي أمري» في طه، و «يأذن لي أبي» في يوسف، و «إني أراني» في موضعي يوسف وهما الأولان منها، واحترز بقوله أولاها عن ثلاث ياءات أخرى في يوسف بلفظ إني، وهي «إني أرى سبع، إني أنا أخوك، إني أعلم» قوله: (حلل) أي أبحه، يعني أجز قراءتهما بالفتح وذلك أنها لما كانت مخصوصة دون الباقي ناسب ذلك. (مدا) وهم والبزّ لكنّي أرى ... تحتي مع إنّي أراكم و (د) رى يعني وفتح هؤلاء المذكورون الذين هم: أبو عمرو ونافع وأبو جعفر ومعهم البزي أربع ياءات وهي «ولكني أراكم» في هود والأحقاف «من تحتي أفلا تبصرون» في الزخرف و «إني أراكم» في هود قوله: (درى) أي علم فقرأ، يعني وفتح ابن كثير وحده ياءين وهما المذكوران أول البيت الآتي: ادعوني واذكروني ثمّ المدني ... والمكّ قل حشرتني يحزنني أي «ادعوني أستجب لكم» في غافر و «اذكروني أذكركم» في البقرة قوله: (ثم المدني) أي فتح أبو جعفر ونافع وابن كثير أربع ياءات وهي «حشرتني أعمى» في طه و «ليحزنني أن تذهبوا» في يوسف والمذكوران أول البيت الآتي وهما «تأمروني أعبد» في الزمر و «أتعدانني أن» في الأحقاف. مع تأمروني تعدانن و (مدا) ... يبلوني سبيلي و (ا) تل (ث) ق (هـ) دى قوله: (مدا) أي وفتح نافع وأبو جعفر ياءين وهما «يبلونيء أشكر» في النمل «وسبيلي أدعوا» في يوسف قوله: (واتل الخ) يعني وفتح نافع وأبو جعفر والبزى ياء واحدة وهي «فطرني أفلا» في هود قوله: (ثق) أاعتمد قوله: (هدي) أي الرشد والفلاح. فطرني وفتح أوزعني (ج) لا ... (هـ) وى وباقي الباب (حرم) (ح) مّلا يعنى وفتح الأزرق عن ورش والبزى ياء واحدة وهي «أوزعني» في النمل والأحقاف قوله: (جلا) أي كشف قوله: (هوى) وهو مقصور أي هوى النفس قوله: (وباقي الباب) أي ما بقي من باب الياء التي بعدها همزة مفتوحة وهو

خمس وسبعون ياء يفتحها نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو، وقوله حملا: أي رواه: أي أقرأه الناس. وافق في معي (ع) لى (ك) فؤ وما ... لي (ل) ذ (م) ن الخلف لعلّي (ك) رّما لما كان من هذه الياءات الباقية من الباب ياءات موافق فيها بعض القراء لنافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر وهي عشرة مواضع ذكرها على حدة ليعلم الموافق فيها فقال: وافق في معي، يعني وافقهم حفص وابن عامر المذكوران على فتح الياء في «معي» وهو التوبة والملك قوله: (وما لى) أي ووافقهم هشام وابن ذكوان بخلاف عنه (¬1) في قوله تعالى حكاية «مالي أدعوكم» في غافر قوله: (لعلى) أي ووافقهم ابن عامر على فتح «لعلي» حيث وقع وهو في ستة مواضع: في يوسف وطه والمؤمنون وغافر وموضعي القصص. رهطي (م) ن (ل) ى الخلف عندي (د) وّنا ... خلف وعن كلّهم تسكّنا أي ووافقهم ابن ذكوان وهشام بخلاف عنه على فتح «أرهطى أعز» في هود، وقوله عندي: يعني واختلف عن ابن كثير في «عندي أو لم» في القصص وذكره لأجل خلافه فيه ولولا ذلك لكان داخلا في باقي الباب قوله: (خلف) أي خلف ابن كثير وليست هذه الياء مما وافقهم فيها غيرهم، وإنما ذكرها لأجل خلاف ابن كثير قوله: (وعن كلهم) أي واتفقوا على إسكان أربع ياءات من هذا الباب وهي المذكورة أول البيت الآتي قوله: (تسكنا) أي وتسكن وسكن بمعنى، ويمكن أن يقال عدل عن سكن لأجل أن هذه الياءات في نفسها ساكنة لم يسكنها أحد. ترحمني تفتنّي اتّبعني أرني ... واثنان مع خمسين مع كسر عني ولما تم الكلام في الفصل الأول انتقل إلى الفصل الثاني فقال: واثنان مع خمسين، يعني والذي وقع بعده همزة مكسورة اثنان وخمسون ياء؛ وقال واثنان، لأن الحروف يجوز تذكيرها وتأنيثها وكلاهما سائغ قوله: (عنى) أي اهتم بأمرها، يقال عني بالحاجة يعني بها عناية فهو بها معنىّ: أي اهتم بها واشتغل. ¬

_ (¬1) أي تارة يثبت الياء وفي رواية ثانية يحذفها وكل صحيح.

وافتح عبادى لعنتي تجدني ... بنات أنصاري معا للمدني يعنى «بعبادي إنكم» في الشعراء «ولعنتي» في ص و «ستجدني» في الكهف والقصص والصافات «وبناتي إن» في الحجر و «أنصاري إلى الله» في آل عمران والصف قوله: (معا) يعني في الموضعين قوله: (للمدني) أي لأبي جعفر ونافع، يعني أنهما فتحا هذه الياءات الثماني. وإخوتي (ث) ق (ج) د و (عمّ) رسلي ... وباقي الباب (إ) لى (ث) نا (ح) لي يعني افتح «إخوتي إن» في يوسف لأبي جعفر والأزرق عن ورش قوله: (وعم) أي وافتح لنافع وأبي جعفر وابن عامر «ورسلي» في المجادلة قوله: (وباقي الباب) أي وفتح، يعني وفتح ما بقى من باب الياءات قبل همزة مكسورة وهو اثنان وأربعون ياء نافع وأبو جعفر وأبو عمرو قوله: (ثنا) يجوز أن يكون بالضم والكسر وهو الوسط من الشيء فهو مقصور، ويجوز أن يكون بالفتح فيكون ممدودا قصر ضرورة وهو المدح. وافق في حزني وتوفيقي (ك) لا ... يدي (ع) لا أمّي وأجري (ك) م (ع) لا لما فرغ من ذكر الياءات أخذ يذكر من وافق الثلاثة وهم نافع وأبو جعفر وأبو عمرو قوله: (وافق) يعني أن ابن عامر يوافق المدنيين وأبا عمرو على فتحها، يعني قوله تعالى في يوسف «حزني إلى الله، وما توفيقي إلا بالله» في هود، ووافقهم حفص في «يدي إليك» في المائدة، ففتحها معهم ووافقهم ابن عامر وحفص على فتح الياء في «أمي إلهين» في المائدة «وأجرى إلا» في تسعة مواضع: موضع يونس وموضعى هود وخمسة الشعراء وموضع سبأ. دعائي آبائي (د) ما (ك) س و (ب) نا ... خلف إلى ربّي وكلّ أسكنا أي «دعائي إلا» في نوح «آبائي إبراهيم» في يوسف قوله: (قوله دماكس) أي ووافقهم ابن كثير وابن عامر على فتح الياءين المذكورتين قوله: (خلف) يعني ولقالون خلف في قوله: (ربي إن لي) في فصلت ذكره لأجل خلافه وإلا فكان داخلا فيمن فتح باقي الباب قوله: (وكل أسكنا) أي وكل القراء أسكن تسع ياءات من هذا الفصل وهي المذكورات في البيت الآتي. ذرّيّتي يدعونني تدعونني ... أنظرن مع بعد ردا أخّرتني

«ذريتي إني» في الأحقاف و «يدعونني إليه» في يوسف «وتدعونني إلى، ويدعونني إليه» كلاهما في غافر «وأنظرني إلى» في الأعراف و «فأنظرني إلى» في الحجر وص قوله: (مع بعد ردا) يعني «يصدقني إني» في القصص وذكر ردا على قراءة أبي جعفر للنظم «وأخرتني إلى» في المنافقون. وعند ضمّ الهمز عشر فافتحن ... (مدا) وأنّي أوف بالخلف (ث) من ثم شرع في الفصل الثالث فقال: وعند ضم الهمز الخ، يعني ووقع من المختلف فيه من الياءات عند الهمزة المضمومة عشر ياءات فتحها نافع وأبو جعفر قوله: (وأني أوف) أي «أني أوف الكيل» في يوسف اختلف فيها عن أبي جعفر. للكلّ آتوني بعهدي سكنت ... وعند لام العرف أربع عشرت أي كل القراء أسكن «آتوني أفرغ» في الكهف «وبعهدي أوف» بالبقرة؛ ثم أخذ في الفصل الرابع فقال: وعند لام العرف، يعني وقع من الياءات المختلف فيها أربع عشرة ياء عند لام التعريف، ثم ذكرها وعشرت بكسر الشين لغة أهل نجد، وبالإسكان لغة أهل الحجاز والوقف بالتاء فيه لغة مشهورة. ربّي الّذي حرّم ربّي مسّني ... الآخران آتاني مع أهلكني «ربي الذي يحي» في البقرة و «حرم ربي الفواحش» في الأعراف و «مسني الضر» في الأنبياء. ومسني الشيطان» في ص، واحترز بذلك عن «مسني السوء» في الأعراف و «مسني الكبر» في الحجر فإنه لا خلاف في فتحها «آتاني الكتاب» في مريم «وأهلكني الله» في الملك. أرادني عباد الانبيا سبا ... (ف) ز لعبادي (ش) كره (رضى) ك) با أي «أرادني الله» في الزمر، و «عبادي الصالحون» في الأنبياء و «عبادي الشكور» في سبأ: أي عبادي الواقع في الأنبياء وفي سبأ، فسكن الياء في هذه الكلمات الست من المواضع التسع حمزة وعلم ذلك من عطفه على الإسكان قوله: (لعبادي) أي «قل لعبادي الذين آمنوا» في إبراهيم سكن الياء فيها روح وحمزة والكسائي وابن عامر قوله: (فز) من الفوز: وهو النجاة قوله: (قوله كبا) الكبا: نوع من العود يبخر به.

وفي النّدا حما (شفا) عهدي (ع) سى ... (ف) وز وآياتي اسكننّ (ف) ى (ك) سا يعني «عبادي» المنادى، وهو في العنكبوت «يا عبادي الذين آمنوا» وفي الزمر «يا عبادي الذين أسرفوا» أسكنهما أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله: (قوله عهدي) يعني «عهدي الظالمين» في البقرة أسكنها حفص وحمزة قوله: (فوز) أي نجاة، ترجى النجاة من الله تعالى، رزقنا الله ذلك بمنه وكرمه، وقوله: وآياتي «أي آياتي الذين» في الأعراف أسكنها حمزة وابن عامر وأعاد الإسكان لطول الفصل زيادة في البيان. وعند همز الوصل سبع ليتني ... فافتح (ح) لا قومي (مدا) (ح) ز (ش) م (هـ) ني ثم شرع في الفصل الخامس وهو ما وقعت الياء فيه عند همزة الوصل مجردة عن اللام وهي سبع ياءات: إحداها «ليتني اتخذت في الفرقان» فتحها أبو عمرو وحده، والثانية «قومي اتخذوا» في الفرقان أيضا فتحها نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وروح والبزى، والخمس البواقي تأتي في البيت الآتي قوله: (حز) من الحوز: وهو الملك، وشم من الشيم. قال الجوهري: شمت السيف أغمدته، وشمته سللته، وهو من الأضداد، وشمت مخايل الشيء: إذا تطلعت نحوها ببصرك، وشمت البرق: أي نظرت إلى سحابته أين تمطر قوله: (هنى) مهموز، وكل أمر أتاك من غير تعب فهو هنى. إنّي أخي (حبر) وبعدي (ص) ف (سما) ... ذكري لنفسي (ح) افظ (مدا) (د) ما الثالثة «إني اصطفيتك» في الأعراف والرابعة «أخي أشدد» في طه فتحهما ابن كثير وأبو عمرو، والخامسة «بعدي اسمه» في الصف فتحها أبو بكر ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو يعقوب، والسادسة «ذكرى اذهبا» والسابعة «لنفسي اذهب» كلاهما في طه فتحهما أبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن كثير قوله: (دما) جمع دمية: وهي الصورة الحسنة. وفي ثلاثين بلا همز فتح ... بيتي سوى نوح (مدا) (ل) ذ (ع) دو (ل) ح وهذا الفصل السادس وهو الذي لم تقع الياء فيه عند همزة قطع ولا وصل، وقد جاءت الياءات المختلف فيها منها في ثلاثين موضعا قوله: (بلا همز) أي بغير

همز قطع ولا وصل ثم ذكرها قوله: (بيتي) يعني «بيتي للطائفين» في البقرة والحج، فتح الياء نافع وأبو جعفر وهشام وحفص. (ع) ون بها لي دين (هـ) ب خلفا (ع) لا ... (إ) ذ (ل) اذ (ل) ى في النّمل (ر) د (ن) وى (د) لا أي وفتح «بيتي» الذي بسورة نوح وهو «لمن دخل بيتي» هشام وحفص فقط قوله: (لي دين) يعني «ولي دين» في الكافرون، فتحها البزي بخلاف عنه وحفص ونافع وهشام قوله: (في النمل) يعني «ما لي لا أرى الهدهد» فتحها الكسائي وعاصم وابن كثير، واختلف فيه عن عيسى وهشام. والخلف (خ) ذ (ل) نا معي ما كان لي ... (ع) د من معي له وورش فانقل يعني «معي» في الأعراف والتوبة وثلاثة في الكهف وفي الأنبياء والأول من الشعراء وفي القصص «وما كان لي» في إبراهيم وص يفتح الياء في التسعة حفص وحده قوله: (من معي) يعني و «من معي» وهو الثاني من الشعراء فتحها ورش وحفص وإنما قيده بمن ليخرج الأول وهو «إن معي» فإنه لحفص وحده كما تقدم قوله: (وورش) بالخفض عطفا على ضمير له على المذهب الأصح في جوازه من غير إعادة حرف الجر، وقرأ حمزة «به والأرحام». وجهي (ع) لا (عمّ) ولي فيها (ج) نا ... (ع) د شركائي من ورائيّ (د) وّنا «وجهي لله، وإني وجهت وجهي للذي» فتحهما حفص ونافع وأبو جعفر وابن عامر قوله: (ولي فيها) يعني «ولى فيها مآرب» في طه فتحهما حفص والأزرق عن ورش قوله: (شركائي إلى آخر البيت) أي «أين شركائي» في فصلت «ومن ورائي وكانت» في مريم فتح الياء فيهما ابن كثير قوله: (جنا) أي ما يجني من الشجر من الثمر قوله: (عد) من الوعد يكون في الخير قوله: (دونا) أي قرره، يعني قرأ به وحرره. أرضي صراطى (ك) م مماتي (إ) ذ (ث) نا ... لي نعجة (ل) اذ بخلف (ع) يّنا يعني «أرض واسعة» في العنكبوت «وإن هذا صراطى» في الأنعام فتح الياء منهما ابن عامر «ومماتي لله» في الأنعام فتحها نافع وأبو جعفر قوله: (ثنا) ثنا

الشيء: عطفه وكفه قوله: (لي نعجة) يعني «ولي نعجة واحدة» في ص، فتحها حفص وهشام بخلاف عنه قوله: (لاذ) أي لجأ وعاد واعتصم قوله: (عينا) أي خصص. وليؤمنوا بي تؤمنوا لي ورش يا ... عباد لا (غ) وث بخلف (ص) ليا أي «وليؤمنوا بي» في البقرة «وإن لم تؤمنوا لي» في الدخان، فتحهما ورش من طريقيه قوله: (يا عبادي) يعني «يا عبادي لا خوف عليكم اليوم» في الزخرف، فتح الياء منها رويس بخلاف عنه وشعبه؛ وقد اختلف القراء في إثباتها وحذفها في الحالين كما سيذكره قوله: (صليا) يقال صلي بالأمر: إذا قاسى شدته وحره كأنه اجتهد فيه. والحذف (ع) ن (ش) كر (د) عا (شفا) ولي ... يس سكّن (ل) اح حلف (ظ) لل أي وحذف الياء من «يا عبادي لا» المذكورة حفص وروح وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف، لأنها محذوفة في المصاحف الكوفية والمكية ثابتة في غيرها قوله: (ولي الخ) يعني سكن الياء من قوله تعالى «وما لي لا أعبد الذي» في يس هشام بخلاف عنه ويعقوب وحمزة وخلف، وإنما قيد بالإسكان لئلا يتوهم عطفه على الحذف قوله: (لاح) أي ظهر ولمح قوله: (ظلل) جمع ظلة: وهو كل ما أظلك. (فتى) ومحياي (ب) هـ (ث) بت (ج) نح ... خلف وبعد ساكن كلّ فتح «ومحياي» في الأنعام سكن الياء فيها قالون والأصبهاني وأبو جعفر، واختلف عن ورش من طريق الأزرق قوله: (ثبت) أي ثابت القلب والحجة قوله: (جنح) أي مال وأذعن، وبهذه الياء ختم الثلاثون وتمت الياءات والمختلف فيها قوله: (وبعد ساكن) هذه فائدة جليلة تتعين معرفتها وقلّ من نبه عليها، وهي معرفة الياءات المجمع على فتحها من هذا الباب، وذلك كل ما قبلها ساكن سواء كان ألفا أو ياء نحو (إياي، ورؤياي» ونحو (إليّ. وعلىّ، ولديّ» وسيأتي الخلاف في «بمصرخيّ» في سورتها قوله: (كل) أي كل القراء فتح ذلك.

باب مذاهبهم في الزوائد

باب مذاهبهم في الزوائد وإنما جعل هذا والذي قبله آخر أبواب الأصول، لأن الاختلاف فيها في أواخر الكلمة فناسب أن يكون بعد الوقف. وهي الّتي زادوا على ما رسما ... تنبت في الحالين (ل) ى (ظ) لّ (د) ما يعني وياءات هي التي زادها القراء بحسب الرواية على ما رسم في المصاحف، فهي زائدة عند من أثبتها منهم، وتكون في أواخر الكلم من الأسماء والأفعال نحو (الداع، والواد، ويأت، ويتق» وتكون في موضع الجر والنصب نحو (دعاء، ودعان» وتنقسم إلى ما هو رأس آية وإلى غير ذلك نحو «المتعال، واخشون ولا» وضابط ذلك أن تكون الياء محذوفة رسما مختلفا في إثباتها وحذفها وصلا أو وصلا ووقفا، فلا يكون بعدها أبدا ساكن إلا أن يفتح؛ ثم أخذ في بيان حكمها فقال: تثبت في الحالين الخ، يعني أن القراء يختلفون في هذه الياءات، فمنهم من أثبتها في حال الوصل والوقف وهم هشام وابن كثير ويعقوب، ومنهم من أثبتها في الوصل دون الوقف وهم المذكورون في البيت الآتي: واعلم أن الأمر في ذلك عام لمخالفة بعض المذكورين قاعدته في بعض المواضع كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وأوّل النّمل (ف) دا وتثبت ... وصلا (رضى) (ح) فظ (مدا) ومائة أي وأثبت حمزة في الحالين موضعا واحدا وهو الأول من النمل وهو «أتمدونن بمال» وقيده بالأول، لأن فيها ياءين من الزوائد هذا أولهما، والثاني «فما أتان الله» قوله: (وتثبت) أي ويثبت الياء من الزوائد حالة الوصل فقط حمزة والكسائي وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر؛ ثم ذكر عدد الياءات المختلف فيها حذفا وإثباتا مما حذف رسما فقال ومائة. (¬1) إحدى وعشرون أتت تعلّمن ... يسر إلى الدّاع الجوار يهدين قوله: (أتت) أي جاءت عدتها كذلك؛ ثم شرع في تفصيلها فقال: تعلمن، ¬

_ (¬1) أي حسب رسم المصحف الشريف.

يعني «تعلمني مما علمت» في الكهف، ويسر؛: أي «والليل إذا يسر» في الفجر، وإلى الداع، يعني «مهطعين إلى الداع» في القمر، والجوار أي «الجوار في البحر» في الشورى، ولا يرد «الجوار الكنس، والجوار المنشئات» لأنهما لا يمكن إثبات يائهما في الوصل، ويهدين، يعني «أن يهدين» في الكهف. كهف المناد يؤتين تتّبعن ... أخّرتن الإسرا (سما) وفي ترن أي الذي في الكهف احترز به عن «يهديني» في القصص، فإنه لا خلاف في إثباتها في الحالين قوله: (المناد) يعني «يناد المناد» وهو مكان واحد في ق قوله: (يؤتين خيرا من جنتك) في الكهف «وألا تتبعن» في طه قوله: (أخرتن) أي «لئن أخرتنى إلى يوم القيامة» في الإسراء وقيدها بالإسراء احترازا من «لولا أخرتنى» في المنافقون، فإنه لا خلاف في إثباتها في الحالين قوله: (سما) يعني أن مدلول سما وهم نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: أثبتوا هذه التسع الياءات المتقدمة على أصولهم المذكورة؛ فابن كثير ويعقوب يثبتانها في الحالين، والباقون منهم في الوصل قوله: (وفي ترن) يعني «إن ترن أنا» في الكهف. واتّبعون أهد (ب) ي (حقّ) (ث) ما ... ويأت هود نبغ كهف (ر) م (سما) يريد «اتبعون أهدكم» في غافر، وقيدها بأهد، يعني «أهدكم سبيل الرشاد» ليخرج «واتبعون هذا صراط» في الزخرف، لأنها لأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب؛ والمعنى أن قالون وابن كثير وأبا عمرو ويعقوب وأبا جعفر أثبتوا الياء في حرفي «ترن، واتبعون أهدكم» على أصلهم قوله: (ويأت الخ) أي وأثبت الياء في قوله: (يوم يأت) في هود و «ما كنا نبغ» في الكهف الكسائي ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، واحترز بهود من نحو «يأتي بالشمس، يأتي بعض آيات ربك» مما لا خلاف في إثباته، وبالكهف من التي في يوسف «يا أبانا ما نبغي» إذ لا خلاف في إثباتها. تؤتون (ث) ب (حقّا) ويرتع يتّقي ... يوسف (ز) ن خلفا وتسألن (ث) ق يعني «حتى تؤتون موثقا» في يوسف أثبت الياء فيه أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (ويرتع) أي «نرتع ونلعب، ويتق ويصبر» وهما في يوسف أثبت الياء فيهما قنبل بخلاف عنه قوله: (وتسألن) يعني قوله تعالى «فلا تسألني ما

ليس لك به علم» في هود أثبت الياء فيها أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وورش، ولم يحتج إلى تقييدها بهود لأن التي في الكهف يأتي الكلام فيها قوله: (ثق) أي ائتمن وحسن ظنك. (حما) (ج) نا الدّاعي إذا دعان هم ... مع خلف قالون ويدع الدّاع (ح) م جنى، من الجنى: وهو قطع الهمزة: أي «الداع إذا دعان» وكلاهما في البقرة، أثبت الياء فيهما المذكورون قبل وهم أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وورش وقالون بخلاف عنه فيهما، فقوله هم: أي المذكورون قبل مع خلاف عن قالون قوله: (ويدع الداع) أي في القمر «يوم يدع الداع» أثبت الياء فيها أبو عمرو والبزي وورش وأبو جعفر ويعقوب. (هـ) د (ج) د (ثوى) والباد (ث) ق (حقّ) (ج) نن ... والمهتدي لا أوّلا واتّبعن قوله: (والباد) أي «العاكف فيه والباد» في الحج، أثبت الياء فيه أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وورش قوله: (جنن) جمع جنة: وهي ما استترت به من سلاح وغيره قوله: (والمهتدي) يعني «فهو المهتد» في الإسراء والكهف، واحترز بقوله: لا أو لا عن «فهو المهتدي» في الأعراف، فإنه أول ما وقع، ولا خلاف في إثباتها قوله: (واتبعن) أي «ومن اتبعن» في آل عمران، أثبت الياء فيها أبو عمرو ويعقوب ونافع وأبو جعفر كما في البيت الآتي: وقل (حما) (مدا) وكالجواب (ج) ا ... (حقّ) تمدّونن (ف) ي (سما) وجا وقل قيد لاتبعن، احترز به من قوله تعالى: أنا ومن اتبعني في يوسف فإنه لا حلاف في إثباته قوله: (وكالجواب) يعني «وجفان كالجواب» في سبأ أثبت الياء فيه ورش وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (تمدونن) أي «تمدونني بمال» أثبت الياء فيه حمزة ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، وهذا الذي تقدم أن حمزة أثبت ياءه في الحالين وتقدم أيضا في باب الإدغام الكبير أن حمزة ويعقوب يدغمان النون في النون. تخزون في اتّقون يا اخشون ولا ... واتّبعون زخرف (ثوى) (ح) لا

يعني «ولا تخزون في ضيفي» في هود، واحترز بقوله: في، ليخرج «ولا تخزون» الذي في الحجر ليعقوب كما سيأتي «واتقون يا أولى الألباب» في البقرة، وقيدها بيا احترازا من غيرها نحو «وإياي فاتقون» مما انفرد به يعقوب «واخشون، ولا تشتروا» في المائدة، وقيدها بو لا احترازا من «واخشوني، ولأتم» في البقرة، فإنه لا خلاف في إثباتها، واتبعون: أي «واتبعون هذا صراط» في الزخرف، وإنما قيدها بالسورة ليخرج «فاتبعوني يحببكم الله» في آل عمران و «فاتبعوني وأطيعوا أمري» في طه، فإنه لا خلاف في إثباتهما وليخرج «اتبعون أهدكم» في غافر، فإنه تقدم الخلاف فيه؛ فأثبت الياء في هذه المواضع أبو جعفر ويعقوب وأبو عمرو على أصلهم قوله: (حلا) جمع حلية: وهي من التحلي الذي هو لبس الحلى. خافون إن أشركتمون قد هدا ... ن عنهم كيدون الاعراف (ل) دى أي «وخافون إن كنتم» في آل عمران، وبما أشركتمون من قبل» في إبراهيم «وقد هدان» في الأنعام، وقيده بقد احترازا من نحو «لو أن الله هداني» فإنه ثابت الياء للجميع قوله: (عنهم) أي إثبات هذه الثلاثة عنهم: أي أبي جعفر ويعقوب وأبي عمرو المذكورين في البيت قبل قوله: (كيدون) يعني قوله تعالى «ثم كيدون فلا» أثبت الياء فيها هشام بخلاف عنه وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر، والخلاف الذي عن هشام صح عندنا عنه وقفا ووصلا، ولكن الذي نأخذ به من طرق كتابنا هو الخلاف في الوقف والله تعالى أعلم، وقيده بالسورة احترازا من قوله تعالى: فكيدوني جميعا في هود فإنها ثابتة للجميع ومن قوله «كيد فكيدون» في المرسلات فإنها ليعقوب كما سيأتي: خلف (حما) (ث) بت عباد فاتّقو ... خلف (غ) نى بشّر عباد افتح (ي) قوا يعني «عباد فاتقون» في الزمر أثبت الياء فيها غنى: أي رويس بخلاف عنه قوله: (بشر عباد) يريد «فبشر عباد الذين يستمعون القول» في الزمر أيضا أثبتها مفتوحة وصلا السوسي بخلاف عنه وله الوجهان وقفا، وأثبتها يعقوب أيضا في الوقف قوله: (يقوا) من الوقاية: وهو الحفظ وأصله يقون: أي العباد، فجزم على أنه جواب الأمر في بشر أو افتح. بالخلف والوقف (ي) لي خلف (ظ) بى ... آتان نمل وافتحوا (مدا) (غ) بى

قوله: (أتان نمل) يعني «فما آتاني الله» في النمل، أثبتها مفتوحة وصلا نافع وأبو جعفر ورويس وأبو عمرو وحفص ووقف عليها يعقوب بالياء بلا خلاف، وحفص وأبو عمرو وقالون وقنبل بخلاف عنهم كما سيأتي في البيت الآتي قوله: (غبا) الغباء: بالمد والقصر مصدر غبى من الشيء: إذا خفى عليه ولم يتفطن له. (ح) ز (ع) د وقف (ظ) عنا وخلف (ع) ن (ح) سن ... (ب) ن (ز) ر يردن افتح كذا تتّبعن عد، من العيادة أو العود إن كان بالمهلة، أو من العياذ إن كان بالمعجمة، والظعن: السير قوله: (وخلف عن حسن) أي عن قارئ حسن ولا يشتبه بالعلم، لأنه ليس من القراء العشرة ورواتهم من اسمه حسن قوله: (يردن) أي «يردن الرحمن» في يس و «تتبعن» أي «تتبعني أفعصيت أمري» في طه، فتحهما في الوصل أبو جعفر وأثبتهما في الوقف. وقف (ث) نا وكلّ روس الآي (ظ) ل ... وافق بالواد (د) نا (ج) د و (ز) حل يعني أن ما بقي من الباب وهو ما وقع رأس آية، وجملة ذلك فيما فيه أصلى وإضافي ست وثمانون ياء ذكر منها فيما تقدم ياء واحدة وهي «يسر» في الفجر، وبقي خمس وثمانون أثبت الياء في جميعها يعقوب في الحالين على أصله ووافقه غيره في تسع عشرة كلمة ذكرها فيما يأتي قوله: (ظل) أي يستظل ببركتها قوله: (وافق بالواد) أي «بالواد» في الفجر، فوافقه على إثباتها وصلا ورش، وفي الحالين ابن كثير إلا أنه اختلف عن قنبل في الوقف، فروى الأكثرون عنه حذفها فيه وروى الآخرون إثباتها على أصله وكلاهما صحيح قوله: (وزحل) من زحل من مكانه: إذا تنحى فهو زاحل، وناسب ذلك لما روى عنه في ذلك من مخالفة أصله. بخلف وقف ودعاء (ف) ي (ج) مع ... (ث) ق (ح) ط (ز) كالخلف هـ (د) ى التّلاق مع يعني «ربنا وتقبل دعائي» في إبراهيم على إثباتها وصلا أبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وورش، وفي الحالين البزي؛ واختلف عن قنبل، فروى بعضهم عنه حذفها في الحالين، والبعض إثباتها فيهما، وبعض حذفها وصلا، والكل صحيح عنه، ولم يحتج إلى الاحتراز عما وقع في نوح وهو «دعائي إلا فرارا» لأنه ليس

برأس آية، ولأنه تقدم في باب الإضافة قوله: (في جمع) جمع جمعة قوله: (التلاق) أي «يوم التلاق» في غافر. تناد (خ) ذ (د) م (ج) ل وقيل الخلف (ب) ر ... والمتعال (د) ن وعيد ونذر يعني «يوم التناد» في غافر أيضا، وافق يعقوب على الإثبات فيها وفي التلاق وصلا ورش وعيسى بن وردان، وفي الحالين ابن كثير، وقد روى إثباتها وصلا لقالون على أصله، وحكى الخلاف صاحب التيسير ومن تبعه، والأصح الحذف، جل، من الجول: وهو السعي والانتقال قوله: (بر) من باره يبوره: إذا اختبره، ويحتمل أن يكون مخففا وهو البر المعروف قوله: (والمتعال) أي «الكبير المتعال» في الرعد، وافقه أيضا على إثباتها في الحالين ابن كثير قوله: (دن) أي جاز وكاف واخضع وذل في الطاعة، وفي الحديث «الكيس من دان نفسه» قوله: (وعيد) يعني وعيد في المواضع الثلاثة: في إبراهيم موضع «وخاف وعيد» وفي ق موضعان «فحق وعيد، من يخاف وعيد» قوله: (ونذر) أي «عذابي ونذر» في المواضع الستة في القمر. يكذّبون قال مع نذيري ... فاعتزلون ترجمو نكيري يعني قوله تعالى: إني أخاف أن يكذبون قال سنشد وقيدها بقال احترازا عن نحو قوله: «أن يكذبون ويضيق» قوله: (مع نذير) أي «كيف نذير ولقد كذب» وقوله: «فاعتزلون» يعني «فاعتزلون فدعا ربه» في الدخان قوله: (ترجمو) أي «ترجمون» في الدخان أيضا قوله: (نكير) يعني نكير في المواضع الأربعة: الحج وسبأ وفاطر والملك. تردين ينقذون (ج) ود أكرمن ... أهانن (هـ) دا (م) دا والخلف (ح) ن أي «لتردين» في الصافات «ولا ينقذون» في يس قوله: (جود) أي وافق ورش يعقوب على إثبات الياء في هذه الثماني عشرة ياء وصلا، والجود. المطر الكثير الواسع الغزير النافع قوله: (أكرمن أهانن) يعني «فيقول ربي أكرمن، فيقول ربي أهانن» كلاهما في الفجر، وافق يعقوب على إثبات الياء فيهما في الحالين البزي وفي الوصل نافع وأبو جعفر؛ واختلف عن أبي عمرو، فقطع الأكثرون بالتخيير فيهما، وقطع بعضهم بالإثبات، وقطع بعضهم بالحذف قوله: (حن) من الحنين: وهو الشوق، ويقال حن عليه: رحمه.

باب إفراد القراءات وجمعها

وشذّ عن قن؟؟؟ بل غير ما ذكر ... والأصبهانيّ كالأزرق استقر يعني أن الذي ذكره عن قنبل فيما تقدم هو الذي صح عنه، وقد روى عنه غير ما ذكر، من طريق ابن شنبوذ وغيره، وهو مما شذ عنه ولم تصح روايته، وتصحيح ما تقدم قوله: (والأصبهاني الخ) تنبيه على شيء لا بد منه، وذلك أنه ذكر أولا في المقدمة على ما اصلحه أنه إذا جاء رمز ورش وهو الجيم في الأصول فإنه يكون من طريق الأزرق فيكون الأصبهاني عن ورش مثل قالون، وقد ذكر في هذا الباب مواضع وذكر رمز ورش فيها، فمقتضى ذلك أن يكون الأزرق وحده عن ورش، والفرض أن الأصبهاني فيها مثل الأزرق، فلو لم ينبه على ذلك لاقتضى أن يكون من طريق الأزرق وحده وليس كذلك. مع ترن اتّبعون و (ث) بت ... تسألن في الكهف وخلف الحذف (م) ت أي مع إثبات الأصبهاني الياء في قوله: «إن ترن» في الكهف، و «يا قوم اتبعون» في غافر، ويقرأ «اتبعون» بقطع همزة الوصل كما هو ثابت في النسخ القديمة فإنه يخرج ما في الزخرف أيضا، لأن حرف غافر كذلك بغير واو ويبتدئ بهمزة مكسورة قوله: (وثبت) يعني وثبت الياء في قوله تعالى: فلا تسئلني في الكهف لجميع القراء كما هو مرسوم في المصاحف بالإثبات إلا أنه ورد الخلاف فيها عن ابن ذكوان وقفا ووصلا فليست هذه الياء في جملة الزوائد، بل ذكرها هنا استطرادا والله أعلم قوله: (مت) المت: التوسل بقراءة ونحوها، والمت أيضا المد. باب إفراد القراءات وجمعها لم يتعرض أحد من أئمة هذا العلم في مؤلفاتهم لهذا الباب وفي الإعلان للصفراوي شيء من ذلك لا حاصل تحته ولا شك أنه باب كثير الفائدة يتعين معرفته والاهتمام به لعموم الحاجة إليه ولا بد لطالب هذا العلم من معرفته. وقد جرى من عادة الأئمّة ... إفراد كلّ قارئ بختمه أي جرت عادة أئمة القراءة أن يأخذوا على طالب هذا العلم أولا بعد شروعه في حفظ كتاب من كتب القراءة المختصرة بإفراد كل قراءة في ختمة بل

كثير منهم يأخذ بإفراد كل رواية بل بكل طريق، ومن وقف على تراجم المتقدمين رأى إجازاتهم على حقيقة ذلك. حتّى يؤهّلوا لجمع الجمع ... بالعشر أو أكثر أو بالسّبع يعني أنهم لا يزالون يفردون حتى تصير لهم أهلية لجمع القراءات جملة واحدة في ختمة ويسمون ذلك جمع الجموع كأنهم يعنون جمع كل جمع قراءة وذلك أن القارئ من الأئمة السبعة أو العشرة له روايات فإذا أفردت في ختمة ختمة جمعت في ختمة فإذا أتوا عليها وأتموا جمع كل جمع جمعوا جميعهم في ختمة على حدة قوله: (بالعشر) أي بالقراءات العشر المذكورة في هذا الكتاب قوله: (أو أكثر) أي من القراءات العشر كقراءة ابن محيصن والأعمش والحسن البصري وغيرهم مما زائد على العشر قوله: (أو بالسبع) يعني أو بالسبع القراءات المذكورة عند العوام. وجمعنا نختاره بالوقف ... وغيرنا يأخذه بالحرف يعني أن للجمع طريقتين: إحداهما بوقف: أي إن القارئ إذا قرأ بوجه لا يقف وقفا جائزا ثم يقرأ بعده الوجه الآخر ثم هكذا حتى يستوعب وجوده الخلاف كلها ثم ينتقل إلى ما بعده، وهذا هو المختار عندنا، لما فيه من رونق القراءة وزينة التلاوة، وأقوى في الاستحضار، ولا يقدر عليه إلا الحاذق الماهر، وهو طريق الشاميين وسواهم من المحققين، ولكن فيه تطويل. والطريق الثانية الجمع بالحرف، وهو أن يقرأ القارئ كلمة أو نحو ذلك ثم يستوعب الخلاف الذي في ذلك الحرف وجها بعد وجه حتى يتم، وهذه طريق الجمهور المصريين ومذهب أهل الغرب، وفيها اختصار وسهولة أخذ واستيعاب لما يحتمل من الأوجه ولكنها تخرج القراءة عن رونقها وزينتها، ولكن يشترط في هذه الطريقة رعاية الوقف والابتداء وعدم التركيب ونحوه كما سيأتي في البيت بعده؛ على أني أركب من كلا الطريقين طريقة حسنة لطيفة نبهت عليها في البيت الثالث وما بعده. بشرطه فليرع وقفا وابتدأ ... ولا يركّب وليجد حسن الأدا الأخذ بالجمع بالحرف له شروط: منها رعاية الوقف نحو «وما من إله إلا الله» لا يجوز أن يقف على إله ليستوعب النقل والسكت مثلا، وكذا في نحو

قوله: لا إله إلا الله لا يجوز أن يقف على إله ليستوعب أوجه المد والقصر، وكذا الوقف على نحو «وما أرسلناك إلا مبشرا» لا يقف قبل الاستثناء، وكذا الوقف على نحو «وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه» ومنها رعاية الابتداء نحو أن يبتدئ بأنّ في قوله: «قالوا إن الله هو المسيح، قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وقالوا إن الله فقير» وكذا قوله: «يخرجون الرسول وإياكم» بأن يبتدئ بقوله: وإياكم، ومنها أن لا يركب قراءة نحو أن يقف على «ء أنذرتهم أم» فيقرأ على عادتهم في التزام الترتيب لقالون مثلا بالصلة والإسكان، ثم لورش بالإبدال والتسهيل مع الصلة والمد للأزرق، ثم بالتسهيل مع المد والقصر للأصبهاني، ثم لابن كثير، ثم ابن عامر حتى يختم بسكت حمزة ثم يصل ذلك بأن يقول «أم لم تنذرهم لا» بالصلة لقالون أو لغيره بعد أن يكون آخر قراءته تحقيق الهمزتين فإنه يقع فيه التركيب وهو خطأ في الرواية، ومنها رعاية حسن الأداء من التجويد والتحقيق ونحو ذلك. فالماهر الّذي إذا ما وقفا ... يبدا بوجه من عليه وقفا يعني أن الأستاذ المستحضر الحاذق هو الذي وقف على وجه لأحد القراء يبتدئ بعده لصاحب ذلك الوجه، مثاله ما مثلنا به قبل، وهو أن يكون قد انتهى لحمزة على قوله: «عليهمء أنذرتهم أم» فسكت، له أن يبتدئ إذا وصل فيقول «أم لم تنذرهم لا يؤمنون» بالإسكان، وإبدال الهمزة حتى يمتنع التركيب في هذه الحالة، وينبغي أن يراعى ذلك سواء جمع بالوقف أم بالحرف ولكنها في الحرف أوجب؛ ومثال ذلك لو جمع بالوقف أنه إذا وقف لحمزة على قوله: «بما كانوا يكذبون» بعد قراءته «عذاب أليم» بالسكت فإنه يبتدئ «وإذا قيل لا تفسدوا في الأرض» بالسكت أيضا حتى يقف على «مصلحون». بعطف أقربا به فأقربا ... مختصرا مستوعبا مرتّبا وهذه الطريقة التي سلكها الناظم رحمه الله وركبها من الطريقين فهي في غاية الحسن واللطف، وهي أن يراعى في جمعه الوقف فيقرأ أوّلا الوجه إلى محل الوقف الجائز ويعطف في قراءته الوجه الأقرب فالأقرب؛ مثاله أن يبدأ

لقالون فيقول «الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون» (¬1) ثم يعطف عليه الأقرب فيقول «ومما رزقناهم ينفقون» بالصلة فيخرج معه ابن كثير ثم يرجع فيقول «يؤمنون بالغيب» بالإبدال «ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون» بالصلة لأبي جعفر، ثم يعطف عليه فيقول «ومما رزقناهم ينفقون» بالإسكان، فيخرج وجه أبي عمرو وغيره، ثم يرجع فيقول «ويقيمون الصلاة» بتفخيم اللام للازرق عن ورش، ثم يبتدئ بعد الأزرق عن ورش فيقول «والذين يؤمنون» بالإبدال «بما أنزل» بالمد الطويل «وما أنزل من قبلك» كذلك «وبالآخرة» بالنقل والترقيق مع الأوجه الثلاثة من التوسط والمد والقصر «هم يوقنون» ثم لولا إبدال «يؤمنون» أولا لعطفت عليه حمزة وابن ذكوان من طريق العراقيين فقلت «وبالآخرة هم» بالسكت وعدمه، ولكن الأخصر أن يعود فيقول «بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك» بالمد الدون وبالقصر و «بالآخرة هم» بالنقل ليخرج الأصبهاني ثم يقول و «بالآخرة» بغير نقل فيخرج أبو عمرو في وجه البدل ثم يقول «هم يوقنون» بالإسكان فيتم الأصبهاني ووجه إبدال أبي عمرو ثم يقول «هم يوقنون» بالضم والصلة، فيخرج أبو جعفر ثم يرجع فيقول «يؤمنون» بالهمز «بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك» بالمد والقصر أيضا «الآخرة هم يوقنون» بالإسكان، فيخرج وجه قالون ووجه التحقيق لأبي عمرو والقصر لحفص وغيره ثم يعطف عليه فيقول «هم يوقنون» بالصلة وهو الوجه الثاني لقالون ويخرج معه ابن كثير؛ وإن كنت تقرأ بمراتب المد الخمس فتقول عاطفا «بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك» بالمد الوسط و «بالآخرة هم» ثم تعطف وتسكت على «الآخرة» لإدريس ثم تقول «هم يوقنون» فيخرج ابن عامر والكسائي وخلف في اختياره ثم تعطف فتقول «بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك» بمد عاصم ثم تقول «وبالآخرة هم» ثم تسكت للأشناني ثم تقول و «بالآخرة هم يوقنون» ثم تعود فتقول «والذين يؤمنون بما أنزل إليك» بالمد الطويل «وما أنزل من قبلك» كذلك «وبالآخرة هم» بالسكت وعدمه فيخرج حمزة والأخفش عن ابن ذكوان من طريق العراقيين، ثم تعطف فتقول «بما أنزل ¬

_ (¬1) سورة البقرة الآية «3».

إليك» وتسكت بعد المد وكذا «وما أنزل من قبلك وبالآخرة» بالسكت أيضا فيخرج أوجه حمزة والله أعلم، وتم أوجه الخلاف من كتابنا هذا، وقس على ذلك، وليكن لك من نفسك نظر وحسن تدبير ومعرفة قوله: (مختصرا) أي بما تعطفه كما مثلنا به وبيناه قوله: (مستوعبا) أي الأوجه كلها من غير إخلال قوله: (مرتبا) أي لا بد من مراعاة الترتيب إما بالأسماء كما رتبه صاحب كتابه الذي يحفظه أو يقرأ به أو يقدم أصحاب المد الطويل ثم الذي يلونهم كذلك حتى القصر، أو يقدم القصر أولا ثم ما وافقه كذلك حتى المد الطويل، وإن كان التزم أن يبدأ بوجه من وقف عليه فيتبعه بما يناسبه عطفا كما مثلنا به. قال في النشر: والذي أخذته عن شيوخي بمصر والشام وغيرهما الابتداء لورش من طريق الأزرق ثم الأصبهاني ثم قالون ثم أبي جعفر ثم كثير ثم أبي عمرو ثم يعقوب ثم ابن عامر ثم عاصم ثم حمزة ثم الكسائي ثم خلف، وهذا أخذته غالبا؛ وفائدة الترتيب أن يكون علما بما قرئ وما لم يقرأ فلا يفوته شيء. وليلزم الوقار والتّأدّبا ... عند الشّيوخ إن يرد أن ينجبا هذا مما آكد الواجبات، وهو السكون والوقار في مجلس القرآن وبين يدي الشيوخ، وسلوك الأدب معهم، وحفظ حرمتهم في الغيبة والحضور، ولينظرهم بعين الكمال، وإن رأى من أحدهم ما ينكره فليخرج له تأويلا حسنا، فلا يعجز عن ذلك إلا محروم قليل التوفيق وعديمه؛ ولقد كان بعض السلف إذا ذهب إلى شيخه يقول اللهم أخف عيب معلمي عني فلا تذهب بركة علمه مني، وهذه طريقة من يريد الفلاح والانتفاع. وبعد إتمام الأصول نشرع ... في الفرش والله إليه نضرع أي بعد إتمام أصول القراءات أو أصول القراء، وإنما أطلق أئمة القراء على الأبواب أصولا لأنها يكثر دورها ويطرد ويدخل في حكم الواحد منها الجميع، وإذا ذكر فيها حرف ولم يقيد يدخل تحته كل ما كان مثله؛ بخلاف الفرش فإنه إذا ذكر فيه حرف فإنه لا يتعدى أول حرف من تلك السورة إلا بدليل أو إشارة أو نحو ذلك مثل أن يذكر مع ذلك الحرف حروفا أخرى يشملها ترجمة أو نحو ذلك مما يشابه الأصول، فيلتحق به قوله: (نشرع): أي نأخذ وندخل؛ يقال شرعت

باب فرش الحروف

في الأمر: أي خضت فيه وشرعت الإبل وغيرها في الماء: أي دخلت فيه قوله: (نضرع) أي نذل ونخضع ونبتهل، والتضرع: التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة، يقال ضرع بالكسر يضرع بالفتح. باب فرش الحروف سورة البقرة أي ما قل دوره ولم يطرد، وإنما أطلق القراء عليه فرشا لانتشاره كأنه انفرش وتفرق في السور وانتشر. وما يخادعون يخدعونا ... (كنز ثوى) اضمم شدّ يكذبونا يعني قوله تعالى: وما يخدعون إلا أنفسهم من المخادعة، يقرؤه يخدعون من الخدع الكوفيون وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، واحترز بقوله: «وما يخادعون» عن يخادعون الله» فإنه لا خلاف فيه، (¬1) ولفظ بالقراءتين ولم يحتج إلى تقييد للوضوح كقول الشاطبي سكارى معا سكرى، ووجه قراءة يخادعون إجراء الثاني على لفظ الأول المجمع عليه، ووجه يخدعون التنبيه على أن المفاعلة فيه من باب ما يقع من الواحد نحو عاقبت اللص قوله: (شد يكذبونا) أي وقرأ يكذبون يعني «بما كانوا يكذبون» بالضم: أي في الياء والتشديد: أي في الذال ابن عامر والحرميون والبصريان، والباقون وهم الكوفيون بالفتح الذي هو ضد الضم والتخفيف الذي هو ضد التشديد والقراءتان ظاهرتان، فإن المنافقين وصفوا في مواضع من القرآن بأنهم كاذبون نحو «بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون» ومع كونهم كاذبين هم يكذبون أيضا لقوله تعالى: «وما هم بمؤمنين» لأن من لم يكن مصدقا مكذب. (ك) ما (سما) وقيل غيض جي أشم ... في كسرها الضّمّ (ر) جا (غ) نى (ل) زم يعني قوله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض، وإذا قيل لهم آمنوا وما وقع منه في القرآن وذكر غيره معه يدل على الإطلاق كما نبهنا عليه ¬

_ (¬1) لثبوته بهذه الرواية.

فيما تقدم قريبا، (¬1) وغيض يعني «وغيض الماء» في هود «وجيء» في الزمر والفجر، قرأ بإشمام كسرها الضم الكسائي ورويس وهشام، والمراد بالإشمام هنا خلط الحركة بالحركة والحرف بالحرف فينحى بالكسر نحو الضمة والياء بعدها نحو الواو، لأن أوائل هذه الكلمات وإن كانت مكسورة فأصلها الضم لأنها لما لم يسم فاعله فجعل الإشمام دليلا على الأصل، وهي لغة للعرب فاشية، ومن أخلص الكسر وهم الباقون فلأجل الياء الساكنة بعد نحو ميزان وهي اللغة الفاشية قوله: (أشم) أي أشم الضم، ولما اجتمع الهمزتان مفتوحتين أسقط إحداهما على ما تقدم في قراءة أبي عمرو وغيره قوله: (في كسرها) أي هذه الأفعال الثلاثة المذكورة قوله: (الضم) مفعول أشم قوله: (لزم) من اللزوم: أي توقع غنا لا تفارقه. وحيل سيق (ك) م (ر) سا (غ) يث وسي ... ء سيئت (مدا) (ر) حب (غ) لالة (ك) سى أي وأشم الضم في «حيل» وهو سبأ «وسيق» الموضعين من الزمر ابن عامر والكسائي ورويس، فوافق فيها ابن ذكوان من قرأ و «قيل، وغيض، وجيء» جمعا بين اللغتين ولخفّة الحاء والسين قوله: (وسيء بهم) وهو في هود والعنكبوت، و «سيئت وجوه الذين» وهو في الملك بالإشمام المدنيان والكسائي ورويس وابن عامر، فوافق المدنيان من تقدم في «حيل، وسيق» للتمكن في النطق من أجل المد وجمعا بين اللغتين قوله: (رسا) أي ثبت ووقف، والرحب: الواسع، والغلالة: الثوب يلبس كالقميص. وترجعوا الضّمّ افتحا واكسر (ظ) ما ... إن كان للأخرى وذو يوما (حما) يعني قوله: «ثم إليه ترجعون» وما جاء منه غيبا أو خطابا إذا كان من رجوع الآخرة نحو «ويوم يرجعون إليه، وترجع الأمور» قرأه بفتح حرف المضارعة وكسر الجيم على تسمية الفاعل يعقوب حيث وقع، ووافقه غيره في مواضع يذكرها هنا، ويشهد له قوله تعالى: كل إلينا راجعون وقرأ الباقون بضم حرف المضارعة وفتح الجيم مبنيا للمفعول لأن الله تعالى: أرجعهم، وقيد فتح الضم لأنه لو أطلق لكان ضده الكسر، ولم يقيد الكسر لأن ضده الفتح قوله: (إن كان للأخرى) أي ¬

_ (¬1) الإطلاق أي في كل الحالات المتقدمة وما ذكره في هاتين الآيتين الكريمتين أيضا.

إذا كان من رجوع الآخرة، احترز بذلك عن نحو قوله تعالى: صم بكم عمى فهم لا يرجعون قوله: (وذو يوما) أي المصاحب ليوما، يريد قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله في أواخر البقرة، اتفق أبو عمرو ويعقوب على قراءته بالترجمة المتقدمة. والقصص الأولى (أ) تى (ظ) لما (شفا) ... والمؤمنون (ظ) لّهم (شفا) وفا يريد قوله تعالى: وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون قرأه بتسمية الفاعل نافع ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف والباقون على البناء للمفعول، واحترز بقوله: الأولى عن قوله: «وإليه ترجعون» آخر القصص، فإن يعقوب وحده فيها على أصله بالترجمة قوله: (والمؤمنون) الخ البيت، يعني قوله تعالى: في المؤمنين وأنكم إلنا لا ترجعون فيعقوب وحمزة والكسائي وخلف بالترجمة على تسمية الفاعل، والباقون مبنيا للمفعول قوله: (وفا) الوفاء: ضد الغدر، ويحتمل أن يكون فعلا بمعنى لم ينقص، ويحتمل أن يكون من الفيء: وهو الرجوع فيناسب ذكر الظل وتكون الواو زائدة، وإنما أتى به لأجل الفصل بواوه. الأمور هم والشّام واعكس (إ) ذ (ع) فا ... الامر وسكّن هاء هو هي بعد فا أي «ترجع الأمور» حيث وقع بتسمية الفاعل يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وابن عامر والباقون على البناء للمفعول قوله: (الأمور) الأصل الأمور فنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها واعتد بالعارض فحذف همزة الوصل كما تقدم في بابه لورش قوله: (واعكس) أي واعكس الترجمة المذكورة فضم الياء وافتح الجيم، يعني أن نافعا وحفصا قرآ قوله تعالى: «وإليه يرجع الأمر كله» في آخر هود بعكس الترجمة: أي بضم الياء وفتح الجيم عكس الترجمة المذكورة المتقدمة، والباقون بفتح الياء وكسر الجيم وهم ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر، وفعل بالأمر في النقل كما فعل بالأمور قوله: (وسكن الخ) أي سكن الهاء من هو وهي الواقعة بعد الفاء والواو واللام كما سيأتي في البيت الآتي الكسائي وأبو جعفر وقالون وأبو عمرو نحو «وهو بكل شيء عليم، فهو خير لكم، وهي تجري بهم، فهي خاوية، لهى الحيوان» وذلك لأن اتصال هذه الحروف بها صيرت الكلمة مشبهة لفظ عضد وكتف فسكنت تخفيفا والباقون بضم الهاء من هو وكسرها من هي على الأصل،

ولم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين ضم هذه فلما لفظ بذلك لم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين بضم هو وكسر هي، لأنه تلفظ بالهاء من مضمومة ومن هي مكسورة فعلم ذلك من لفظه كأنه قال سكن ضم هذه وكسر هذه فلما لفظ به لم يحتج إلى بيان قراءة الباقين. واو ولام (ر) د (ث) نا (ب) ل (ح) زو (ر) م ... ثمّ هو والخلف يملّ هو وثم أي وواو ولام فحذف واو العطف للعلم بها وذلك شائع جائز قوله: (رد) أي اقصد، والمعنى اطلب الثناء الحسن، ثم أضرب عن ذلك فقال بل املكه لتذكر به، وفي المثل: الثنا خير من الغنا قوله: (ورم الخ) أي وسكن الكسائي الهاء من قوله تعالى: ثم هو يوم القيامة في القصص حملا لثم على هذه الأحرف لمشاركتها لهل في الحرفية وللواو والفاء في العطفية قوله: (والخلف) أي واختلف في إسكان الهاء من قوله تعالى: أن يمل هو في آخر البقرة وثم هو أيضا عن أبي جعفر وقالون كما ذكر في البيت الآتي، ووجه إسكان يمل هو إلحاقه بنظائره وتشبيه لامه بلام لهو تخفيفا قوله: (وثم) أي وثم هو، فاكتفى بما تقدم. (ث) بت (ب) دا وكسرتا الملائكة ... قبل اسجدوا اضمم (ث) ق والاشمام (خ) فت يشير إلى ثبوت ذلك وظهوره قوله: (وكسرتا الملائكة) نصب على أنه مفعول اضمم؛ والمعنى أن أبا جعفر قرأ «للملائكة اسجدوا» بضم التاء المكسورة للباقين على الإتباع استثقالا للانتقال من الكسرة إلى الضمة وإجراء للكسرة اللازمة مجرى العارضة. واختلف عن عيسى فيه؛ فروى جماعة عنه الضم، وروى هبة الله وغيره عنه إشمام كسرتها الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة التي هي همزة الوصل مضمومة حال الابتداء وذلك حيث أتى في كل القرآن، وقصرتا الملائكة ضرورة أو على نية الوقف قوله: (ثق) بهذه القراءة ولا يعتبر قول من ضعفها، كيف وهي قراءة نقلت إلينا عن الصحابة؟. خلفا بكلّ وأزال في أزل ... (ف) وز وآدم انتصاب الرّفع (د) ل خلفا تمييز، أي من خلف وقع في قراءة الضم أو مفعول له لأجل ذلك،

يشير إلى أن إشمام الضم غير متفق على قبوله قوله: (بكل) أي القرآن، يعني حيث قوله: (وأزال) يعني وقرأ حمزة «فأزالهما الشيطان» من الإزالة: وهي التنحية، والباقون فأزلّ من الإزلال وهي بمعناه: أي أوقعهما في الزلة وهي الخطيئة؛ والمعنى أنه قرأ أزال في لفظ أزل فاستغنى باللفظ عن القيد لوضوحه قوله: (آدم من ربه) أي وقرأ ابن كثير آدم بنصب الرفع، يعني من قوله تعالى «فتلقى آدم من ربه كلمات» ولم يحتج تقييده للترتيب، والباقون بالرفع على أنه فاعل، وكلمات مفعول كما سيأتي في البيت بعده قوله: (دل) الدل: الوقار وحسن السمت والشمائل، ويجوز أن يكون فعلا من الدلالة على الطريق وغيره. وكلمات رفع كسر (د) رهم ... لا خوف نوّن رافعا لا الحضرمي أي وقرأ كلمات، يعني قوله تعالى «من ربه كلمات» برفع، كسر التاء ابن كثير على أنه فاعل، والباقون بعكس ذلك، آدم بالرفع على الفاعلية، وكلمات بالنصب على أنه مفعول وعلامة نصبه كسر آخره والمعنى واحد لأن من تلقيته فقد تلقاك قوله: (درهم) هو بكسر الدال وفتح الهاء وكسرها لغة وهو معروف فارسي معرب قوله: (لا خوف) يعني وقرأ «لا خوف عليهم» وما جاء منه نحو «لا خوف عليكم» حيث وقع بالرفع مع التنوين غير الحضرمي وهو يعقوب فإنه يقرأ بالنصب وهو الفتح من غير تنوين، ووجه قراءة الجماعة إعمال لا عمل ليس، ووجه يعقوب التبرئة، وهو أشد نفيا من ليس، لأنك إذا قلت لا رجل في الدار، فالمعنى لا فيها رجل بحال لا واحد ولا أكثر منه أيضا، فقوله «لا صريخ لهم ولا هم ينقذون» لا خلاف في نصبه وإن كان بعده معطوفا عليه موضعه رفع. رفث لا فسوق (ث) ق (حقّا ولا ... جدال (ث) بت بيع خلّة ... ولا أي وقرأ «فلا رفث ولا فسوق» بالرفع والتنوين فيهما أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب قوله: (ولا جدال) أي كذلك أبو جعفر والباقون بفتح الثلاثة، فلا تبرئة، والمبنى معها في موضع مبتدأ والخبر خبر عنه في موضع رفع، ولا عاملة في المبنى فهو في موضع نصب، ومذهب الأخفش أن لا عاملة عمل إن فالمبنى اسمها والخبر خبرها في موضع رفع، وقراءة رفع الثالث على الابتداء والخبر في الحج، وأن لا عملت عمل ليس ومن رفع الأولين وفتح الثالث فعلى

مذهب سيبويه يكون في الحج خبرا عن الثلاثة عطف مبتدأ على مبتدأ، وعلى مذهب الأخفش في الحج خبر عن الأولين ويكون «ولا جدال» إخبارا محضا: أي قد ارتفع المراء في زمن الحج وفي مواقفه بعد أن كان الخلاف بين العرب ووقوف بعضهم بعرفة وبمزدلفة، وشهد لذلك حديث «من حج فلم يرفث ولم يفسق» (¬1) وما ذكر الجدال قوله: (ثبت) إشارة إلى قوة قراءته قوله: (بيع) أي وقرأ «لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة» في البقرة «ولا بيع ولا خلال» في إبراهيم و «لا لغو فيها ولا تأثيم» في الطور كما سيأتي في البيت الآتي نافع وأبو جعفر وابن عامر والكوفيون قوله: (في آخر البيت ولا) هو حكاية ما وقع في القرآن. شفاعة لا بيع لا خلال لا ... تأثيم لا لغو (مدا كنز) ولا قوله: (ولا) يعني قوله تعالى «ولا تقبل» الآية في البيت الآتي، وأتى به لفصل الواو وللربط زيادة في البيان. يقبل أنث (حقّ) واعدنا اقصرا ... مع طه الاعراف (ح) لا (ظ) لم (ث) را يعني «ولا تقبل منها شفاعة» وهو هذا الموضع دون الذي أثناء السورة فإنه لا خلاف فيه، ولم يحتج إلى تقييده بالأولى؛ لأن قاعدة الفرش إذا أطلق ذكر حرف وفي السورة مثله فالمراد الأول ولا يدخل الثاني إلا بدليل، فقرأ أبو عمرو وابن كثير ويعقوب «تقبل منها شفاعة» بالتأنيث، والباقون بالتذكير على التأنيث غير حقيقي ولأن وقع بينهما فاصل؛ ووجه التأنيث ظاهر، لأن الشفاعة مؤنثة، وسيأتي كثير من ذلك اختلف فيه قوله: (واعدنا) أي وقرأ وعدنا بالقصر وهو حذف الألف بعد الواو هنا، يعني قوله تعالى «وإذ وعدنا موسى أربعين ليلة» وفي طه «ووعدناكم جانب الطور الأيمن» وفي الأعراف «ووعدنا موس ثلاثين ليلة» أبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر لأن الله تعالى هو المنفرد بالوعد لموسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، وقرأ الباقون وأعدنا في الثلاثة بالألف مدا لأن المفاعلة قد تكون من الواحد نحو عاقبت اللص فالقراءتان بمعنى، أو أن قبول الوعد من موسى عليه السلام والتحري لإنجازه والوفاء به قام مقام الوعد وتلفظ ¬

_ (¬1) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ورقمه/ 732/.

الناظم بقراءة الباقين، وقيد قراءة المرموز لهم بالقصر ليزول ما استشكل على غيره من إبهام أن تكون الألف أوّلا أو آخرا، ونص على الثلاثة في موضعهما ليخرج «أفمن وعدناه» في القصص «أو نرينك الذي وعدناهم» في الزخرف قوله: (حلا) من الحلاوة، والظلم: الماء الجاري من الثغر، وقيل رقة الأسنان وبياضها قوله: (ثرى) أي كثر، يقال ثرى القوم يثرون إذا كثروا أو كثرت أموالهم. بارئكم يأمركم ينصركم ... يأمرهم تأمرهم يشعركم أي وقرأ «بارئكم» في الموضعين هنا «ويأمركم» حيث أتى، وكذا «ينصركم، ويأمرهم، وتأمرهم، ويشعركم» بالإسكان والاختلاس أبو عمرو، والاختلاس: هو إخفاء الحركة: قال بعض أئمتنا بحيث أن يكون ما يترك من الحركة أقل مما يأتي به حتى حدّه بعضهم، فقال: هو أن تأتي بثلثي الحركة. واختلف عن الدورى عنه، فروى عنه جماعة الإتمام كما سيأتي، وبه قرأ الباقون، ووجه الإسكان التخفيف، وأجرى المنفصل مجرى المتصل نحو: إبل وعضد وعنق، ووجه الاختلاس التخفيف مع مراعاة الأمرين، وظهرت قراءة الباقين من تلفظه بها ولم يرد ما ورد على غيره. سكّن أو اختلس (ح) لا والخلف (ط) ب ... يغفر (مدا) أنّث هنا (ك) م و (ظ) رب قوله: (يغفر) يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطاياكم» هنا، قرأه على التذكير كما لفظ به نافع وأبو جعفر واستغنى فيه باللفظ عن القيد كما قرره في الخطبة حيث قال: وأطلق رفعا وتذكيرا وغيبا حققا، وهذا أول موضع وقع له من ذلك، وقرأه بالتأنيث ابن عامر كما قيده، وكذا قرأ حرف الأعراف أي بالتأنيث يعقوب ونافع وأبو جعفر وابن عامر، وهذا معنى قوله: وظرب عم بالأعراف، والباقون بالنون كما سيأتي في البيت بعده. (عمّ) بالأعراف ونون الغير لا ... تضمّ واكسر فاءهم وأبدلا قوله: (ونون الغير) أي غير من ذكره في البيت السابق وهذا البيت، وهم نافع وأبو جعفر وابن عامر في البقرة ويعقوب، ونافع وأبو جعفر وابن عامر في حرف الأعراف، وقوله لا تضم: أي بفتح النون مع كسر الفاء ويصير الباقون بضم ياء التذكير وتاء التأنيث في البقرة وبضم تاء التأنيث في الأعراف مع فتح الفاء

فيهما الذي هو ضد الكسر، والنون هنا ليس لها مفهوم، إذ قد قدم التذكير والتأنيث لمن ذكر، وأضاف النون للغير والفاء للقراء للملابسة قوله: (وأبدلا) أي الواو في قوله وأبدلا فاصلة: أي وقرأ حفص «هزوا» حيث وقع، و «كفوا» في الإخلاص بإبدال الهمزة واوا لوقوعها مفتوحة بعد ضم كما علم في باب حمزة فلذلك لم يحتج إلى بيانه هنا، ووجه ذلك التخفيف. (ع) د هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن ... ضمّ (فتى) كفؤا (فتى) (ظ) نّ الأذن قوله: (سكن) أي قرأ حمزة وخلف بإسكان ضم الزاي، وقرأ حمزة وخلف ويعقوب «كفؤا» بإسكان الفاء، ووجه ذلك التخفيف كما سيأتي في سائر باب فعل مما سيأتي ما وقع منه، والباقون بالضم على أصله قوله: (الأذن) عطف على سكون الضم، يعني قوله تعالى «والأذن بالأذن» في المائدة، قرأه بالإسكان نافع كما سيأتي في البيت بعده. أذن (ا) تل والسّحت (ا) تل (ن) ل (فتى) (ك) سا ... والقدس نكر (د) م وثلثى (ل) بسا أي كيف جاء يريد نحو قوله تعالى «أذن قل أذن خير، كأنّ في أذنيه وقرأ» بإسكان الذال فيه نافع قوله: (والسحت) أي وكذاك سكن الحاء من السحت وللسحت نافع وعاصم وحمزة وخلف وابن عامر قوله: (والقدس): أي سكن الدال من القدس حيث وقع والكاف من نكر، يعني قوله تعالى في القمر «إلى شيء نكر» ابن كثير، وسكن اللام من «ثلثي» في المزمل هشام قوله: (دم) من الدوام على وجه الدعاء بالبقاء قوله: (لبسا) من اللبس: وهو اختلاط الظلام، ويقال لبست عليه الأمر: إذا خلطته. عقبا (ن) هى (فتى) وعربا (ف) ي (صفا) ... خطوات (إ) ذ (هـ) د خلف (ص) ف (فتى) (ح) فا وسكن القاف من عقبا وهو في الكهف عاصم وحمزة وخلف، وسكن الراء من «عربا» في الواقعة حمزة وشعبة وخلف، وسكن الطاء من «خطوات» حيث وقع نافع والبزى بخلاف عنه، وشعبه وحمزة وخلف وأبو عمرو قوله: (نهى)

جمع نهية: وهو العقل قوله: (صفا) أي في عيش صاف. إشارة إلى قوله تعالى «عربا أترابا». قوله: (حفا) أي بالغ واستقصى، والحفّى: الذي يعلم الشيء باستقصاء وتحقيق، ومنه المحافة: إذا غلب. ورسلنا مع هم وكم وسبلنا ... (ح) ز جرف (ل) ى الخلف (ص) ف (ف) تى (م) نا يعني وسكن السين من «رسلنا، ورسلهم، ورسلكم» حيث أتى، والباء من «سبلنا» أبو عمرو، وسكن الراء من «جرف هار» في التوبة هشام بخلاف عنه، وشعبة وحمزة وخلف وابن ذكوان قوله: (منا) أي قصد. والأكل أكل (إ) ذ (د) نا وأكلها ... شغل (أ) تى (حبر) وخشب (ح) ط (ر) ها أي وسكن الكاف من «الأكل، وأكل» حيث جاء نافع وابن كثير وسكن الكاف أيضا من «أكلها» والغين من «شغل» نافع وابن كثير وأبو عمرو، وسكن الشين من «خشب» وهو في المنافقون أبو عمرو والكسائي وقنبل بخلاف عنه كما ذكره أول البيت الآتى قوله: (رها) هو بالضم والفتح، فبالضم: حي من العرب، يقال له مذحج، وبالفتح: الأرض الواسعة، وهو مدود قصر للوقف. (ز) د خلف نذرا (ح) فظ (صحب) واعكسا ... رعب الرّعب (ر) م (ك) م (ثوى) رحما (كسا) أي وسكن الذال من «نذرا» وهو في المرسلات أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص، وإلى هنا الكل معطوف على إسكان الضم والباقون في هذه الأحرف كلها بضم العين من ذلك، وهما لغتان فصيحتان قوله: (واعكسا) أي واجعل ضد هذه الترجمة، والعكس يستعمل بمعنى الضد، ومنه قولهم: هذا يعاكس فلانا: أي يضاده كما سيأتي كثيرا حيث يحتاج إليه كما فعل الشاطبي رحمه الله تعالى؛ والمعنى اعكس هذه الترجمة فضم الساكن من عين الفعل من المواضع الآتية وهي «رعب، والرعب» حيث جاء ضم العين منه الكسائي وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب قوله: (رحما) أي وضم الحاء من «رحما» في الكهف ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت بعده.

(ثوى) وجزءا (ص) ف وعذرا أو (ش) رط ... وكيف عسر اليسر (ث) ق وخلف (خ) ط أي وضم الزاي من «جزءا، وجزء» شعبة وضم الذال من «عذرا» وهو في المرسلات روح، وقيدها بأو احترازا من «قد بلغت من لدني عذرا» في الكهف فإنه لا خلاف في إسكانه وضم السين من العسر واليسر كيف جاء نحو «ذو عسرة، والعسر، واليسر» أبو جعفر ولكن اختلف عن عيسى عنه في حرف الذاريات، يعني قوله تعالى «فالجاريات يسرا» وإلى ذلك أشار بقوله: وخلف خط بالذرو كما في أول البيت الآتي قوله: (أو شرط) يقال شرط عليه كذا وانشرط واشترط، والشرط أيضا بالتحريك: العلامة، فعلى هذا يجوز أن يكون فعلا كما تقدم من الشرط وهو الالتزام، وأن يكون اسما بمعنى العلامة قوله: (ثق) من الوثوق قوله: (خط) الخط واحد الخطوط، والخط خط الزاجر، وهو أن يخط بإصبعه في الرمل. بالذر وسحقا (ذ) ق وخلفا (ر) م (خ) لا ... قربة (ج) د نكرا (ثوى) (ص) ن (إ) ذ (م) لا أي ضم الحاء من سحقا في الملك ابن جماز، واختلف عن الكسائي وعيسى، وضم الراء من «قربة» في التوبة ورش من طريقيه، لأنه وقع في الفرش، وهو أول ما وقع له فيه، وضم الكاف من «نكرا» وهو في الكهف والطلاق أبو جعفر ويعقوب وشعبة ونافع وابن ذكوان، والباقون في ذلك كله بالإسكان، وهو آخر ما وقع من باب فعل والملحق به، وإنما ساقه الناظم في موضع واحد رعاية للاختصار وعونا على الاستحضار، والضم والإسكان في ذلك كله لغتان كما قدمنا. قال ابن مقسم: التثقيل لغة أهل الحجاز والتخفيف لغة أهل نجد. وقال غيره من الأئمة: كل ما كان على وزن فعل وكان جمعا فالضم فيه أكثر والتخفيف فيه جائز، وما كان اسما فالتخفيف أكثر والضم فيه جائز، وربما حسن الضم في بعضه لعلة، وحسن التخفيف في بعضه لعلة قوله: (ملا) من الملى، يقال ملأ الإناء وغيره، ورجل ملآن من العلم ومملوء: أي امتلأ منه. ما يعملون (د) م وثان (إ) ذ (صفا) ... (ظ) لّ (د) نا باب الأماني خفّقا يريد قوله تعالى «وما الله بغافل عما تعملون، أفتطمعون» وهو الأول قرأه

على الغيب كما لفظ به ابن كثير (¬1)، وهذا أول موضع من الغيب الذي إطلاقه قيد كما تقدم في الخطبة، ووجه الغيب حمله على ما قبله نحو «فذبحوها وما كادوا يفعلون» وعلى ما بعده نحو «أن يؤمنوا لكم» ووجه الخطاب حمله على «وإذ قتلتم نفسا فادّارأتم فيها» ونحو ذلك إلى قوله «ثم قست قلوبكم»، (وثان) أي وقرأ الموضع الثاني من يعملون، يعني قوله تعالى «عما يعملون أولئك الذين» وهو الثاني من هذه السورة بالغيب نافع وشعبة وخلف ويعقوب وابن كثير حملا على ما قبله نحو «ويوم القيامة يردون» وعلى ما بعده نحو «أولئك الذين اشتروا» والباقون بالخطاب حملا على ما بعده وما قبله كما تقدم في الأول، وفي الثاني على قوله «وإذا أخذنا ميثاقكم» وغيره قوله: (باب الأماني) أي كل ما جاء منه، يعني «إلا أمانيّ، وأمانيهم، وليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، وفي أمنيته» قرأ بتخفيف الياء أبو جعفر حيث وقع، والباقون بالتشديد وهما لغتان. أمنيّته والرّفع والجرّ اسكنا ... (ث) بت خطيئاته جمع (إ) ذ (ث) نا يعني إذا وقعت من ذلك مرفوعة أو مجرورة فإنها تسكن لا أنه يصير منقوصا فلا يظهر فيه علامة رفع ولا جر ووصل همزة أسكنا للضرورة «خطيآته» بالجمع، يعني قوله تعالى «وأحاطت به خطيئته» نافع وأبو جعفر، ووجهه أن الذنوب كثيرة متعددة، والباقون بالإفراد، ووجهه أن التوحيد يفيد معنى الجمع كقوله «وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها»، قوله: (ثنا) أي طوى وعطف وجمع وهو الأنسب هنا، لأن القراءة بالجمع. لا يعبدون (د) م (رضى) وخفّفا ... تظّاهرون مع تحريم (كفا) يعني قوله تعالى «لا يعبدون إلا الله» قرأه بالغيب كما لفظ به ابن كثير وحمزة والكسائي، لأنه محمول على ما قبله وهو «ميثاق بني إسرائيل» والباقون بالخطاب، لأن بعده «وقولوا للناس حسنا» وهو حكاية الخطاب نحو قولك قلت لزيد لا تضرب عمرا، ويجوز فيه الخطاب والغيب، وقرأ «تظاهرون عليهم» بتخفيف الظاء وكذا في التحريم «وإن تظّاهرا عليه» الكوفيون، والباقون بالتشديد، ¬

_ (¬1) أي «يعملون، أفيطمعون».

ووجههما ظاهر، فمن شدد فأصله عندهم تتظاهرون فأدغم الثانية في الظاء، ومن خفف حذف إحداهما ولذلك نظائر كثيرة تأتي، واختلف في أيهما المحذوفة، فذهب سيبويه وغيره إلى أنها الثانية، فإن الثقل حصل بها؛ ولأن الأولى تدل على المضارعة، وذهب الكوفيون إلى أنها الأولى؛ لأنها زائدة. حسنا فضمّ أسكن (ن) هى (ح) ز عمّ (د) ل ... أسرى (ف) شا تفدو تفادو (ر) د (ظ) لل يعني قوله تعالى «وقولوا للناس حسنا» قرأه بضم الحاء وإسكان السين عاصم وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن عامر وابن كثير، والباقون وهم حمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الحاء ضد الضم وفتح السين لأن المفهوم من ضد الإسكان التحريك، والتحريك المطلق: هو الفتح، وهما بمعنى «كالرشد، والرشد، والبخل والبخل»، قوله: (أسرى فشا) أي قرأ حمزة «وإن يأتوكم أسرى» بفتح الهمزة وإسكان السين كما لفظ به، وهو على أصله في الإمالة، والباقون أسارى، وهم على أصلهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين، ولم يحتج إلى تقييد قراءة الباقين لوضوحها، وأسرى جمع أسير كقتلى وقتيل وأسارى كذلك، وقيل جمع أسرى قوله: (تفدوا) أي قرأ «تفدوهم» تفادوهم من باب المفاعلة الكسائي ويعقوب وعاصم والمدنيان كما سيأتي أول البيت الآتي، وفداه وفاداه واحد، وفشا: أي ظهر وانتشر قوله: (ظلل) جمع ظلة، وقال الله تعالى «في ظلل على الأرائك». (ن) ال (مدا) ينزل كلّا خفّ (حق) ... لا الحجر والإنعام أن ينزل (د) ق أي كل ما ورد من لفظ ينزل الذي هو على هذه الصورة، وهو أن يكون أوله ياء أو تاء أو نونا مضمومة نحو «أن ينزّل الله، وأن تنزّل عليهم، وننزّل من القرآن» قرأه بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب إلا مواضع يذكرها، والتخفيف والتشديد في ذلك كله لغتان، وقيل في التشديد دلالة على التكثير والتكرير، فإن بناء فعل يكون غالبا كذلك قوله: (لا الحجر) أي غير الحرف الذي في الحجر يريد قوله تعالى «وما ننزله إلا بقدر معلوم» فإنه لا خلاف في تشديده، لأن الآية تدل على تنزيل شيء بعد شيء من قوله «وإن مّن شيء» وهو حرف تبعيض، وقوله «إلا عندنا خزائنه» دليل على التكثير، وقوله تعالى «إلا بقدر

معلوم» وهو أيضا يدل على نزول الشيء بعد الشيء قوله: (والأنعام) أي والحرف الذي في الأنعام وهو قوله تعالى (أن ينزل آية» خففه ابن كثير وحده، وإنما خالف أبو عمرو ويعقوب أصلهما فيه لأنه جواب قوله «لولا نزّل عليه آية من ربه»، قوله: (في آخر البيت دق) أي لطف، لأنه جاء مناسبا لما قبله. الاسرى (حما) والنّحل الاخرى (ح) ز (د) فا ... والغيث مع منزلها (حقّ) (شفا) يعني والحرفين اللذين في الإسراء وهما «وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا كتابا» خففهما أبو عمرو ويعقوب، وخالف ابن كثير أصله فيهما لقوله «ونزّلناه تنزيلا»، قوله: (والنحل الأخرى) يعني الذي وقع آخرا في النحل وهو «والله أعلم بما ينزل» خففه ابن كثير وأبو عمرو، وإنما خالف يعقوب أصله لمجاورة قوله تعالى «قل نزّله روح القدس» قوله: (والغيث مع منزلها) أي وخفف ينزل الذي بعده الغيث، يريد قوله تعالى «وينزل الغيث» في لقمان والشورى، و «منزلها» في آخر المائدة ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وإنما خالف حمزة والكسائي وخلف فيه أصلهم لقوله تعالى في غير موضع «أنزل من السماء، وأنزلنا من السماء» ولقوله في منزلها «ربنا أنزلنا علينا مائدة» قوله: (دفا) هو من السخونة: أي تلفف، كنى به عن الفطنة: وهي الذكاء والفهم. ويعملون قل خطاب (ظ) هرا ... جبريل فتح الجيم (د) م وهي ورا يعني وقرأ «يعملون» الذي بعده «قل من كان عدوا» بالتاء على الخطاب يعقوب، وتقييده بقل احترازا من قوله بعده «إن الله بما تعملون بصير، وقالوا لن يدخل الجنة» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب وتنبيها على وجه الخطاب وزيادة بيان، وإلا فالترتيب كاف ومانع أن يدخل غيره على القاعدة، ووجه الخطاب مناسبة قوله تعالى «قل إن كانت لكم الدار الآخرة، قل من كان عدوا لجبريل» فكأنه قال قل لهم يا محمد، ووجه الغيب حمله على قوله تعالى «ولتجدنهم أحرص الناس على حياة» قوله: (ظهرا) أي وجهه وإن كان مما انفرد به يعقوب، لأنه محمول على قل كما بيناه والله أعلم قوله: (جبريل الخ) أي قرأ ابن كثير جبريل بفتح الجيم هذه في الموضعين وفي التحريم، وبفتح الجيم والراء مع زيادة

همزة مكسورة أي قبل الياء الساكنة حمزة والكسائي وخلف وشعبة إلا أن شعبة حذف الياء بخلاف عنه كما في البيت الآتي، والباقون بكسر الجيم والراء من غير همز كما لفظ به أولا مع أنه يخرج من الأضداد فيصير أربع قراءات وكلها لغات للعرب، وقد سمع فيه أكثر من ذلك، وللعرب تصرف في الأسماء العجمية بحسب لغاتها. فافتح وزد همزا بكسر (صحبه) ... كلّا وحذف الياء خلف شعبه أي فافتح الجيم والراء وزد بعد الراء همزة مكسورة فتكون قبل الراء فيصير جبرءيل قوله: (كلا) أي في كل القرآن ووقع في ثلاثة مواضع كما ذكرنا قوله: (خلف شعبه) أي واختلف عن شعبة في حذف الياء أنه قرأ بالهمزة فيصير جبرئيل. ميكال (ع) ن (حما) وميكائيل لا ... يا بعد همز (ز) ن بخلف (ث) ق (أ) لا يعني وقرأ ميكال كما لفظ به حفص وأبو عمرو ويعقوب والباقون ميكائيل بألف وهمزة بعدها وياء كما لفظ به إلا أن نافعا وأبا جعفر وقنبلا بخلاف عنه حذفوا الياء التي بعد الهمزة، وهذا معنى قوله: لا يا بعد همزة الخ، فيصير فيها ثلاث قراءات وهي لغات للعرب. وسئل أبو بكر بن مهران لم لم يختلف في إسرائيل واختلف في ميكائيل. فقال ميكائيل كتب بغير ياء وإسرائيل كتب بالياء، وهذا جواب في غاية العجب فإن الياء من ميكائيل بعد الكاف ثابتة كما حذفت الألف منها، ولو قال لأن ألفه محذوفة بخلاف إسرائل فإنه يكتب بالألف، يعني أنه في أكثر المصاحف فاحتملت القراءات الثلاث لكان محتملا. ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع ... أوّلي الأنفال (ك) م (فتى) (ر) تع يعني قوله تعالى «ولكن الشياطين كفروا» خفف النون من «ولكن ورفع «الشياطين» بعده، وكذلك الحرفان الأولان من الأنفال وهما «ولكنّ الله قتلهم، ولكنّ الله رمى» ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب الأسماء الثلاثة بعدها قوله: (أولى الأنفال) أي وتخفيف «لكن» ورفع الاسم بعدها من اللذين هما أولى الأنفال، واحترز بذلك عن قوله «ولكن الله سلم، ولكن الله ألف بينهم» فإنه لا خلاف في تشديدهما ونصب الاسم بعدهما.

ولكن النّاس (شفا) والبرّ من ... (ك) م (أ) مّ ننسخ ضمّ واكسر (م) ن (ل) سن معطوف على التخفيف والرفع: أي وخفف «ولكن الناس» ورفع الاسم وهو في يونس «ولكن الناس أنفسهم يظلمون» حمزة والكسائي وخلف قوله: (والبر من) أي وكذلك قوله تعالى «ولكن البرّ من آمن، ولكن البرّ من اتقى» وكلاهما في سورة البقرة خفف النون من ولكن، ورفع البر ابن عامر ونافع والباقون بالتشديد والنصب، والتخفيف مع الإلغاء شائع سائغ ولكن الإعمال مع الواو أشهر كقوله «ولكن المنافقين، ولكنهم، ولكنا» وذلك بخلاف ما إذا لم ينسق نحو قوله تعالى «لكن الراسخون في العلم، لكن الله يشهد» لأنها إذا خففت حرف عطف والواو حرف عطف، وإنما أثبت حمزة والكسائي وخلف تخفيف هذه المواضع الأربعة لأنهم يجعلون لكن بمعنى بل اعتبارا بما وقع من نظائره من القرآن نحو «وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون» ونحو ذلك «ولكن كانوا هم الظالمين» أي بل كانوا، ووجه مخالفة ابن عامر لهم في «ولكن الناس» أنه راعى تشديد «إن الله لا يظلم الناس شيئا» وأما تخصيص «ولكن البر» بالتخفيف والرفع فلمجاورة «ليس البر» والله تعالى أعلم قوله: (ننسخ) يعني قوله تعالى «ما ننسخ من آية» قرأه بضم النون وكسر السين ابن عامر بخلاف عن هشام كما أشار إليه بقوله من لسن خلف وننسخ من النسخ، والنسخ: الإزالة، والباقون بفتح النون وفتح السين كما يخرج من الضدين قوله: (لسن) هو الفصاحة. خلف كننسها بلا همز (كفى) ... (عمّ) (ظ) بى بعد عليم احذفا أي كضم النون وكسرها في «ننسها» من غير همز، قرأه الكوفيون ونافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب، والباقون ننسأها بفتح النون والسين وبالهمز وهم ابن كثير وأبو عمرو من النسأ: وهو التأخير: أي نؤخرها إلى وقت هو أولى وأصلح للناس، وقوله: بعد عليم الخ، يعني قوله تعالى وقالوا اتخذ الله ولدا قرأ ابن عامر بحذف واو العطف من «وقالوا، وقيله» بقوله «عليم» احتراز من قوله قبل ذلك «إن الله بما تعملون بصير، وقالوا لن يدخل الجنة» وهو كذلك في المصحف الشامي والباقون كذلك بالإثبات، وهو كذلك في سائر المصاحف على النسق على قوله «وقالوا لن يدخل الجنة» إلى قوله «وقالت اليهود» ووجه الحذف

الاستئناف تعجبا من عظيم قولهم وافترائهم ويشهد له قوله في يونس «قالوا اتخذ الله ولدا» بالإجماع. واوا (ك) ساكن فيكون فانصبا ... رفعا سوى الحقّ وقوله (ك) با أي ابن عامر، قرأ فيكون بالنصب حيث أتى إلا «كن فيكون، الحق من ربك» في آل عمران، و «فيكون قوله الحق» في الأنعام وإلى ذلك أشار بسوى الحق، وقوله، والمختلف فيه ستة مواضع هنا «كن فيكون وقال» وفي آل عمران «كن فيكون ويعلمه» وفي النحل «كن فيكونّ والذين» وفي مريم «كن فيكون وإن الله ربي، وفي يس «كن فيكونّ فسبحان» وفي غافر «كن فيكونّ ألم» وافقه الكسائي في موضع النحل ويس كما يأتي في البيت بعده، وانفرد ابن عامر بنصب الأربعة على جواب الأمر تشبيها للأمر المجازي بالأمر الحقيقي، إذ الأمر الحقيقي ينتظم منه شرط جزاء، فإن صح صح فتقول قم أقم مثل إن أكرمتني أكرمتك فلا بد من التغاير، ولو قدرت في هذه المواضع إن يكن يكن لم يصح، فاعتمد في هذه المواضع لفظ الأمر وإن لم يكن أمر في الحقيقة ورتب عليه الجواب وإن لم يكن جوابا في الحقيقة، ومن أنكر هذه القراءات الصحيحة فقد أخطأ الخطأ الفاحش وسلك السبيل القبيحة (¬1) والباقون بالرفع فيها على تقدير فهو يكون قوله: (كبا) من كبا الزند: إذا لم يخرج ناره، يشير إلى غموض وجه الاستثناء في هذين الحرفين وإشكال وجه قراءة النصب في غيرهما. والنّحل مع يس (ر) د (ك) م تسئل ... للضّمّ فافتح واجز من (إ) ذ (ظ) لّلوا أي ونصب الذي في النحل، يريد قوله تعالى «أن يقول له كن فيكون والذين هاجروا» مع موضع يس وهو «كن فيكون فسبحان الذي بيده» ووجه نصبهما العطف على يقول قوله: (تسأل الخ) يعني قوله «ولا تسأل عن» قرأه بالتاء وبالجزم نافع ويعقوب على النهى: أي لا تسأل عن الكفار ما لهم لا يؤمنون، لأن ذلك إلى الله تعالى، ويحتمل أن يكون المعنى احتقرهم ولا تعدهم، ويحتمل ¬

_ (¬1) لأنه أنكر إسنادا متواترا وصحيحا نقل من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صحابته الكرام ومن ثمّ إلى أئمة القراءات رحمهم الله تعالى ومن أنكر شيئا من القراءات فكأنه ينكر بعضا من القرآن الكريم ومن أنكر شيئا منه فهو كافر لا محالة كما هو في صلب العقيدة الإسلامية.

أن يكون لفظه لفظ النهي ومعناه معنى الأمر كما يقال لا تسأل عن فلان، يعني أنه قد صار إلى أعظم مما تظن من خير أو شر، والباقون بالضم والرفع، وتقدم في الخطبة أن ضد الجزم الرفع. ويقرأ إبراهيم ذي مع سورته ... مع مريم النّحل أخيرا توبته يعني يقرأ ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان إبراهام بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعا: خمسة عشر في هذه السورة، وثلاثة في النسا، وموضع إبراهيم، واثنان في النحل، وثلاثة في مريم، والآخر في الأنعام والعنكبوت، وموضع الشورى والذاريات والنجم والحديد، والأول من الممتحنة كما ذكرناها فيما يأتي، والباقون بالياء أخواتها، ولذلك لم يحتج إلى بيانه لظهوره وكلاهما لغتان، وفيه لغات أخرى، والألف في هذه المواضع ثابتة في المصحف الشامي وغيره قوله: (إبراهيم ذي) مضاف إليه: أي إبراهيم هذه السورة، يعني كلما وقع فيها وهو خمسة عشر موضعا «وإذ ابتلى إبراهيم، من مقام إبراهيم، وعهدنا إلى إبراهيم، وإذ قال إبراهيم، وإذ يرفع إبراهيم، ومن يرغب عن ملة إبراهيم، وأوصى بها إبراهيم، وإله آبائك إبراهيم، قل بل ملة إبراهيم، وما أنزل إلى إبراهيم، أم يقولون إن إبراهيم، ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم، إذ قال إبراهيم، قال إبراهيم، وإذ قال إبراهيم» قوله: (مع سورته) أي مع الذي في سورة إبراهيم وهو «وإذ قال إبراهيم» وفي قول الناظم: مع سورته استخدام لطيف قوله: (مع مريم) يعني مع الذي في مريم، وهو ثلاثة: «وإذكر في الكتاب إبراهيم، عن آلهتي يا إبراهيم، ومن ذرية إبراهيم» قوله: (النحل) أي قوله تعالى: في النحل إن إبراهيم كان أمة، أن اتبع ملة إبراهيم قوله: (أخيرا توبته) أي الموضعان الأخيران من التوبة وحذفت النون للإضافة، وهما قوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم، إن إبراهيم لأواه واحترز بذلك عن الأول وهو «وقوم إبراهيم» فإنه لا خلاف فيه قوله: (توبته) أي توبة القرآن يعني سورة براءة، ويقال لها أيضا سورة التوبة. آخر الانعام وعنكبوت مع ... أواخر النّسا ثلاثة تبع

يعني قوله تعالى: ملة إبراهيم الذي في آخرها، واحترز بذلك عما وقع فيها قبل ذلك، وهو ثلاثة «وإذ قال إبراهيم لأبيه، ونرى إبراهيم، وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم» فإنه لا خلاف فيها قوله: (وعنكبوت) معطوف على الأنعام، والآخر من العنكبوت هو قوله تعالى «ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى» واحترز بذلك عن قوله تعالى: «وإبراهيم إذ قال لقومه» فإنه لا خلاف فيه قوله: (مع أواخر النسا) يعني الثلاثة الأواخر من النساء، وهو «ملة إبراهيم حنيفا، واتخذ الله إبراهيم خليلا، وأوحينا إلى إبراهيم» واحترز عن قوله فيها «فقد آتينا آل إبراهيم» فإنه لا خلاف فيه قوله: (تبع) أي يتلو بعضها بعضا. والذّرو والشّورى امتحان أوّلا ... والنّجم والحديد (م) از الخلف (ل) ا يعني الذي في الذاريات وهو «ضيف إبراهيم» قوله: (والشورى) يريد قوله تعالى: فيها وما وصينا به إبراهيم قوله: (امتحان أولا) أي الأول من الامتحان وهو «أسوة حسنة في إبراهيم» واحترز عن الذي بعده وهو «إلا قول إبراهيم لأبيه» فإنه لا خلاف فيه قوله: (والنجم) أي والذي في النجم «وإبراهيم الذي وفى» قوله: (والحديد) أي والذي في الحديد «نوحا وإبراهيم وجعلنا» قوله: (ماز) أي فرق. واتّخذوا بالفتح (ك) م (أ) صل وخف ... أمتعه (ك) م أرنا أرني اختلف يعني قوله تعالى: واتخذوا من مقام إبراهيم قرأه بفتح الخاء ابن عامر ونافع على الخبر حملا على ما قبله، والباقون بالكسر على الأمر كما ثبت في الحديث (¬1) قوله: (كم أصل) أي لهذه القراءة أصول كثيرة، وقوله خف: أي قرأ «فأمتعه» بتخفيف التاء ابن عامر والباقون بالتشديد وهما لغتان كأنزل ونزل قوله: (أرنا الخ البيت الآتي) يعني قوله تعالى: وأرنا مناسكنا هنا «أرني كيف» هنا أيضا «وأرنا الله جهرة» في النساء «وأرني أنظر إليك» في الأعراف «وأرنا اللذين أضلانا» في فصلت، فقرأه أبو عمرو بخلاف عنه باختلاس كسرة الراء في الخمسة وقرأ بإسكانها فيها ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو، وفي الوجه الآخر، وافقهم على ¬

_ (¬1) أي بالأمر «واتّخذوا».

الإسكان في فصلت هشام بخلاف عنه، وابن ذكوان وشعبة والباقون بإخلاص كسرة الراء فيها على الأصل، ووجه الإسكان التخفيف كفخذ ونحوه؛ ووجه الاختلاس رعاية التخفيف مع دلالة بقاء الحركة قوله: (اختلف) أي اختلف عن أبي عمرو في اختلاف حركة الراء كما سيأتي في البيت الآتي: مختلسا (ح) ز وسكون الكسر (حق) ... وفصّلت (ل) ي الخلف (م) ن (حقّ) (ص) دق مختلسا حال من ابن عمرو الدال عليه رمزه أو من ضمير أنت المقدر قوله: (حق) إشارة إلى الرد على من أنكر قراءة الإسكان من أجل أن حركة الراء فيه حركة نقل، لأن أصله أرإنا وأرإني، وخطأ أبو علي الفارسي منكر ذلك بالإجماع على إدغام «لكنا هو الله» قوله: (صدق) من الصدق، يشير إلى صحة ذلك وثبوت قراءة إسكانه خالصة، لأن معناه أعطنا بخلاف غيره. قال الأخفش الدمشقي: إنما جزم ابن عامر في حم على معنى أعطنا، والدليل على ذلك قول الشاعر: أرنا إداوة عبد الله نملأها وأوصى بوصّى (عمّ) أم يقول (ح) ف ... (ص) ف (حزم) (ش) م و (صحبة) (حما) رؤف يعني قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر «ووصى بها إبراهيم» وأوصى بهمزة مفتوحة بعد الواو وبعدها واو ساكنة كما لفظ به، وكذا في المصاحف المدنية والشامية، والباقون ووصى بواوين مع تشديد الضاد، وهما في الإمالة بين بين على أصولهم، وأوصى ووصى لغتان كأمتع ومتع وأنزل ونزل قوله: (أم يقول) يريد قوله تعالى: أم يقولون إن إبراهيم قرأه بالغيبة على اللفظ أبو عمرو وشعبة والحرمين وروح حملا على ما قبله من قوله تعالى: فإن آمنوا والباقون بالخطاب حملا على «أتحتاجوننا» قوله: (حف) على ما لم يسم فاعله، من حف حوله: إذا طاف أو أمر من ذلك، قال تعالى حافين من حول العرش قوله: (وصحبة حما إلى الآخر) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو ويعقوب رءوف حيث وقع بالقصر وهو حذف الواو التي بعد الهمزة والباقون بالمد وهو إثباتها وكلاهما لغتان مشهورتان وفي البناءين مبالغة.

؟؟؟ فاقصر جميعا يعمّلون (إ) ذ (ص) فا ... (حبر) (غ) دا (ع) ونا وثانيه (ح) فا أي فاقصر الهمزة، ولم يكتف باللفظ المتقدم ليفهم العموم حيث يلحق بالأصول كما فعل الشاطبي رحمه الله مع أنه أوضح في العموم، وقوله: يعملون، يعني «عما يعملون ولئن» قرأه بالغيب نافع وشعبة وخلف وابن كثير وأبو عمرو ورويسي وحفص والباقون بالخطاب، ولا يلتبس هذا بقوله «عما يعملون تلك أمة» لأنه ذكره بعد رءوف، فالترتيب يزيل الالتباس، ووجه الغيب حمله على قوله تعالى وإن الذين أوتوا الكتاب ووجه الخطاب حمله على «وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم» قوله: (وثانيه) أي وثاني «عما يعملون» المتقدم فيه الخلاف، يريد «عما يعملون» الذي بعده «ومن حيث» قرأه بالغيب أبو عمرو حملا على «الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه» والباقون بالخطاب حملا على قوله تعالى: فول وجهك إذ المراد هو وأصحابه قوله: (حفا) أي علمه علم استقصاء. وفي مولّيها مولّاها (ك) نا ... تطوّع التّا يا وشدّد مسكنا يعني في موضع «موليها» الذي هو بكسر اللام ويا بعدها على أنه اسم فاعل محتاج إلى مفعولين حذف أحدهما والفاعل هو الله تعالى: أي الطريق الذي هو موليها إياهم والطريق موليها إياهم، أو الفريق موليها نفسه؛ فقرأ ابن عامر مولاها بفتح اللام وألف بعدها على أنه اسم مفعول فلا يحتاج إلى حذف مفعول: أي لكل فريق وجهة مولاها؛ ولهذا قال: كنا، لأن فيه ضميرا مستترا يعود على ما هو قام مقام الفاعل والمنصوب هو البارز قوله: (كنا) أي أضمر وروى فناسب ذلك قراءته قوله: (تطوع) أي اجعل التاء التي في تطوّع ياء وشدد الطاء في حال كونك مسكنا العين ليعقوب وحمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في أول البيت بعده، يريد قوله تعالى: ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم فهو فيها فعل مستقبل أصله يتطوع فأدغمت التاء في الطاء لأن المعنى على الاستقبال، والباقون تطوع كما لفظ به وتطوع عندهم ماض، وحرف الشرط يغني عن الاستقبال مع حفظ اللفظ. (ظ) بى (شفا) الثّاني (شفا) والرّيح هم ... كالكهف مع جاثية توحيدهم

يعني الحرف الثاني وهو قوله: «فمن تطّوع خيرا فهو خير له» قرأه بتلك الترجمة يطوع حمزة والكسائي وخلف والباقون تطوع كما تقدم، ووجه قراءة يعقوب الأول دون الثاني مناسبة اللفظ فإن قبله «أن يّطوف بهما» قوله: (والريح) يريد قوله تعالى: وتصريف الرياح والسحاب قوله: (هم) أي حمزة والكسائي وخلف يقرءونه الريح قوله: (كالكهف) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف الذين دل عليهم شفا الريح هنا وفي الكهف والجاثية بالتوحيد، والباقون الرياح بالجمع في الثلاثة مع جاثية: أي مع الذي في الجاثية وهو قوله تعالى: وتصريف الرياح آيات يقرءونه كذلك قوله: (قوله توحيدهم) أي توحيدهم في ذلك ثابت صحيح. حجر (فتى) الأعراف ثاني الرّوم مع ... فاطر نمل (د) م (شفا) الفرقان (د) ع أي الذي في الحجر، وهو قوله تعالى: وأرسلنا الرياح لواقح قرأه بالتوحيد (¬1) حمزة وخلف والباقون بالجمع قوله: (الأعراف) يريد قوله تعالى: الله الذي يرسل الرياح نشرا قوله: (ثاني الروم) يعني قوله تعالى: ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات فإنه لا خلاف في جمعه لأجل مبشرات قوله: (مع فاطر) يعني قوله تعالى: والله الذي أرسل الرياح قوله: (نمل) يعني قوله تعالى: ومن يرسل الرياح قوله: (دم شفا) أي قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف المواضع الأربعة بالتوحيد، والباقون بالجمع قوله: (فرقان) يعني قوله تعالى: وهو الذي أرسل الرياح قرأه ابن كثير بالتوحيد. واجمع بإبراهيم شورى (إ) ذ (ث) نا ... وصاد الاسرا الأنبيا سبا (ث) نا أي وقرأ بالجمع في إبراهيم، يعني قوله تعالى: اشتدت به الرياح وفي شورى وهو قوله تعالى: إن يشأ يسكن الريح لنافع وأبي جعفر قوله: (ثنا) أي عطف فهو فعل ماض قوله: (وصاد الخ البيت) يعني وقرأ بالجمع في ص وهو قوله تعالى: فسخرنا له الريح وفي الإسراء «قاصفا من الريح» وفي الأنبيا «ولسليمان الريح عاصفة» وفي سبأ «ولسليمان الريح غدوها شهر» أبو جعفر في ¬

_ (¬1) أي «الرّيح».

الأربعة والباقون بالتوحيد قوله: (ثنا آخر البيت) ممدود قصر للوقف، وهو اسم ومعناه الارتياح. والحجّ خلفه ترى الخطاب (ظ) ل ... (إ) ذ (ك) م (خ) لا خلف يرون الضّمّ (ك) ل يعني واختلف عن أبي جعفر في حرف الحج، وهو قوله تعالى: أو تهوى به الريح ووجه جمع أبي جعفر هذه المواضع أنه أجزل وأعم وأكثر دلالة على عجيب الصنع؛ ولأن الريح لها انتشار وتفرق أجزاء، ووجه الإفراد أن المراد الجنس، ألا ترى إلى قول الشاعر: ولو أن ما بى بالحصا فلق الحصا ... وبالريح لم يسمع لهن هبوب فوحد الرياح وأراد به الجنس بدليل قوله لهن، ومن فرق بين المواضع لاحظ المعنيين، والله سبحانه وتعالى أعلم قوله: (ترى الخطاب) يريد قوله تعالى: ولو ترى الذين ظلموا قرأ بالخطاب يعقوب ونافع وابن عامر وعيسى بخلاف عنه حملا على الخطاب في نظائره نحو «ولو ترى إذ وقفوا على النار، ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت، ولو ترى إذ الظالمون» فالخطاب له صلى الله عليه وسلم، والمراد تنبيه غيره، فالذين ظلموا مفعول ترى، والباقون بالغيب على أن الذين ظلموا فاعل «وإذ يرون» مفعول على سياق هذه الكلمات قوله: (ظل) أي دام وبقي قوله: (خلا) أي مضى قوله: (يرون) أي «إذ يرون العذاب» بضم الياء ابن عامر: أي يريهم الله العذاب كقوله تعالى: كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم والباقون بالفتح حملا على قوله: «ورأوا العذاب» قوله: (كل) الكل: الثقل، أشار بذلك إلى الضم، لأنه أثقل الحركات. أنّ وأنّ اكسر (ثوى) وميّته ... والميتة اشدد (ث) ب والأرض الميّتة يريد قوله تعالى: أن القوة لله جميعا وأن الله كسر الهمزة منهما أبو جعفر ويعقوب على الاستئناف، والباقون بالفتح فيهما: أي لأن قوله: وميتة الخ: أي وقرأ أبو جعفر ميتة في موضعي الأنعام والميتة هنا والمائدة والنحل بتشديد الياء والباقون بتخفيفها وهما لغتان وسنذكر وجههما قوله: (والأرض الميتة) أي التي في يس؛ ولذلك قيدها بالأرض وذلك وارد على الشاطبي، شددها نافع وأبو جعفر كما ذكرهما في أول البيت قوله: (ثب) من الوثب: أي انهض.

(مدا) و؟؟؟ ميتا (ث) ق والأنعام (ثوى) ... (إ) ذ حجرات (غ) ث (مدا) و (ث) ب (أ) وى أي وشدد «ميّتا» وهو في الفرقان والزخرف وق أبو جعفر قوله: (والأنعام) يعني قوله تعالى: فيها أو من كان ميّتا شدده أبو جعفر ويعقوب ونافع قوله: (حجرات) يعني يريد قوله تعالى: لحم أخيه ميتا شدده رويس ونافع وأبو جعفر قوله: (وثب) أي وشدد «إلى بلد ميّت، ولبلد ميّت» أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص كما سيأتي في أول البيت بعده قوله: (أوى) الأوى مصدر: أوى إلى منزله كأنه يقول: ارجع إلى مأوى أصحاب. (صحب) بميت بلد والميت هم ... والحضرمي والسّاكن الأوّل ضم قوله تعالى: لبلد ميت في الأعراف و «إلى بلد ميت» في فاطر ووجه من شدد الميتة والميت في الباب كله مجيئه على الأصل؛ وقد اختلف في أصله، فعند سيبويه الأصل ميوتة وميوت انقلبت الواو ياء مثل هين ولين، ووجه من خفف إرادة التخفيف على وزن فيعلة وفيعل سبقت الياء بالسكون فقلبت. وقال غيره ميوتة ومويت فصارت ياء مشددة التخفيف أو الفرق بين ما مات وما لم يمت، ووجه من شدد بعضا وخفف بعضا ملاحظة الحالين بحسب المعنى فألحق بعضها ببعض وفرق بحسب المعنى والله أعلم قوله: (بميت بلد) احترازا من نحو «إنك ميّت» فإنه لا خلاف في تشديدها قوله: (والميت) أي وشدد الميت حيث وقع نحو يخرج الحي من الميّت ويخرج الميّت من الحي هؤلاء المذكورون قوله: (والحضرمي) أي ويعقوب معهم على تشديد الميت قوله: (والساكن) يعني إذا اجتمع ساكنان والثاني منهما في فعل ثالثه مضموم مما يبتدأ بالضم نحو «فمن اضطر، وأن احكم، ولقد استهزىء، وقالت اخرج، وفتيلا انظر، وقل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» فإن أول الساكنين مضموم لأجل ثالث الفعل بعده، ويكسر من ذكره في البيت الآتي قوله: (ضم) هو فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله، فيكون قوله: والساكن الأول مرفوعا على الابتداء، ويحتمل أن يكون فعل أمر، فيكون قوله: والساكن الأول منصوبا.

لضمّ همز الوصل واكسره (ن) ما ... (فز) غير قل (ح) لا وغير أو (حما) أي لأجل ضم ثالث الفعل، وفيه إشارة إلى وجه الضم لأن الخروج من الكسر إلى الضم ثقيل، وقيل في وجهه إرادة التنبيه على أن الهمزة المحذوفة من الكلمة الثانية مضمومة قوله: (واكسره) أي وقرأ بالكسر حيث وقع عاصم وحمزة على ما هو الأصل في التقاء الساكنين، ووافقهما أبو عمرو ويعقوب في غير أو نحو «أو ادعوا، أو انقص» فضماه مع من ضم وأبو عمرو في غير قل نحو «قل ادعوا، قل انظروا» قوله: (غير قل) أي ويكسر أول الساكنين في غير قل أبو عمرو من أجل ضم القاف فاستثقل الانتقال منه إلى كسر ثم إلى ضم قوله: (وغير أو) يعني وفي غير أو أبو عمرو ويعقوب من أجل الواو، لأن الضم فيها أخف ولأن أصلها الضم قوله: (نما) أي زاد وكثر وربا قوله: (حلا) من الحلاوة أو الحلية. والخلف في التّنوين (م) ز وإن يجر ... (ز) ن خلفه واضطرّ (ث) ق ضمّا كسر أي واختلف عن ابن ذكوان في ضم التنوين وكسره نحو «فتيلا انظر، وخبيثة اجتثت» وكأنه نظر إلى أن التنوين زائد ففرق بينه وبين الأصل، وأيضا ليس له استقرار غيره من الحروف فإنه يحذف ويبدل قوله: (وإن يجر) يعني وإن كان التنوين مجرورا نحو «عيون ادخلوها، ومتشابه انظروا» فعن قنبل فيه خلاف طلبا للخفة لئلا ينتقل من كسر إلى ضم قوله: (واضطر) أي وكسر الضم من اضطر وهو الطاء، يريد قوله تعالى: فمن اضطر حيث وقع أبو جعفر، وفهم من العموم ذكر اضطر معه والباقون بالضم على الأصل لأن الأصل اضطرر على وزن افتعل، وأبو جعفر نقل الكسرة التي في الراء إلى الطاء ليبقى منها أثرا كما قرئ ولورود كسر الراء قوله: (مز) أي كن واثقا بهذه القراءة وإن كانت غريبة فإنها صحيحة (¬1). وما اضطرر خلف (خ) لا والبرّ أن ... بنصب رفع (ف) ي (ع) لا موص (ظ) عن يعني وكسر ضم الطاء من «اضطررتم» عيسى بخلاف عنه وهو قوله ¬

_ (¬1) إسنادا ولغة.

تعالى: إلا ما اضطررتم إليه في الأنعام، ووجهه الإتباع واستثقال الانتقال من الضم إلى الكسر قوله: (والبر أن) ونصب رفع البر أن، يعني قوله تعالى: ليس البرّ أن تولوا حمزة وحفص على أنه خبر ليس، والباقون بالرفع على أنه اسمها، ولا خلاف في رفع «وليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها» لتعين الخبر فيه، ولا يرد على الناظم للفظه بأن قوله: (موص) يعني قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وشعبة «من موص جنفا» بتشديد الصاد والباقون بتخفيفها، وهما لغتان فاشيتان أفعل وفعل كما تقدم في أوصى بها إبراهيم ووصى قال تعالى «يوصيكم الله، ووصينا الإنسان» قوله: (في علا) أي رفعة أو في حجج عالية، وعلا بالضم والقصر يحتمل الإفراد والجمع قوله: (ظعن) أي سار، والظعن: السفر. (صحبة) ثقل لا تنوّن فدية ... طعام الرّفع (م) ل (إ) ذ (ث) بّتوا أي تشديد وإضافة صحبة إليه لقراءتهم لذلك قوله: (لا تنون) يعني قوله تعالى: فدية طعام قرأ فدية بغير تنوين وطعام بخفض الرفع ابن ذكوان، ونافع وأبو جعفر على إضافة فدية إلى طعام من باب خاتم حديد، والباقون فدية بالتنوين بالرفع على أن طعام بدل من فدية أو عطف بيان. مسكين اجمع لا تنوّن وافتحا ... (عمّ) لتكملوا اشددن (ظ) نّا (ص) حا يعني قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر مساكين بالجمع من غير تنوين مع فتح نونه لأنه غير منصرف ووجهه الحمل على ما قبله وهو «على الذين يطيقونه» لأن الواجب على الجماعة إذا أفطروا إطعام جماعة، والباقون مسكين بالتوحيد والتنوين مع كسر نونه، ووجهه أن المراد على كل واحد إطعام مسكين كقوله تعالى: فاجلدوهم ثمانين جلدة أي كل واحد قوله: (وافتحا) أي وافتح نونه مع الجمع وعدم التنوين، إذ الفتح فيما لا ينصرف علامة الجر، ولا يمكن التعبير بالنصب لأن الكلمة مجرورة قوله: (لتكملوا) أي «ولتكمّلوا العدة» يقرءوه بتشديد الميم يعقوب وشعبة والباقون بالتخفيف وكمل وأكمل لغتان كنزل وأنزل ومتع وأمتع قوله: (صحا) أي أفلق من سكره، وصحا من النوم: ذهب عنه.

بيوت كيف جا بكسر الضّمّ (ك) م ... (د) ن (صحبة) (ب) لى غيوب (ص) ون (ف) م يعني «البيوت من، ومن بيوت آبائكم، وبيوتا غير بيوتكم حتى» كيف جاء بكسر ضم الباء ابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وقالون، وإنما بين إطلاقه لأنه ذكره منكرا فلزم قوله: كيف جاء: أي معرفا ومنكرا قوله: (غيوب) أي كذلك كسر غيوب ضم الغين من غيوب حيث وقع شعبة وحمزة قوله: (دن) أي جازاهم وكافاهم وأملكهم بالإفضال قوله: (بلى) جواب لمقدر: أي ينبغي أن يكون كذلك قوله: (صون) الصون والصيانة: هو الحفظ والاحتراز، يشير إلى الورع، يعني أنه ينبغي أن يحفظ الفم عن أن تدخل فيه ما لا يحل، ويحتمل أن يكون أراد بالفم اللسان، لأنه عبارته فيكون إشارة إلى الصمت، ورشحه ذكره بعد الغيوب: أي سيما الكلام في العبادة فإنه لا ينبغي الخوض فيها بكلام معيب. عيون مع شيوخ مع جيوب (ص) ف ... (م) ن (د) م (رضا) والخلف في الجيم (ص) رف أي وكذلك كسر العين من عيون والعيون كيف أتى والشين من «شيوخ» في غافر والجيم من «جيوبهن» والباقون بضم أوائل ذلك كله، وقد جمع ألفاظ الباب كله هنا على عادته في الاختصار وتبعا لمن جمعها هنا والضم هو الأصل في أوائل الجميع، لأن فعلا يجمع على فعول كفروج وفلوس، ومن كسر فلأجل الياء، وهو لغة صحيحة مشهورة قوله: (صرف) أي زين بزيادة الخلاف فيه، وحسن ذلك لأن شعبة أخرجه عن أخواته فضمه في وجه، لأنه بعد «خمرهن» المضموم الأحرف كقراءة حفص في ضم «متم» لأجل «قتلتم» كما سيأتي: لا تقتلوهم ومعا بعد (شفا) ... فاقصر وفتح السّ (لم) حرم (ر) شفا يريد قوله «ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم» قرأ الثلاثة بالقصر (¬1) على ما لفظ به حمزة والكسائي وخلف «من ¬

_ (¬1) «تقتلوهم».

القتل» والمعنى لا تبدءوهم بقتل ولا قتال حتى يبدءوكم «فإن قتلوكم فاقتلوهم» أي فإن قتلوا بعضكم على حذف مضاف والباقون من المقاتلة وهو ظاهر قوله: ومعا بعد: أي موضعان بعد «ولا تقتلوهم» وهما «حتى يقتلوكم فإن قتلوكم» قوله: (فاقصر) أي الأحرف الثلاثة قوله: (وفتح السلم) أي وقرأ بفتح السين في السلم وهو قوله تعالى: ادخلوا في السلم كافة نافع وأبو جعفر وابن كثير والكسائي، والباقون بالكسر وهما لغتان، وقيل الكسر بمعنى الإسلام، والفتح بمعنى الاستسلام والمصالحة، ولهذا كسر أكثر القراء هنا وفتحوا في القتال والأنفال كما سنذكره في البيت بعد، لظهور معنى الإسلام هنا وظهور معنى المصالحة في الأنفال والقتال قوله: (رشفا) من الرشف: وهو المصّ، يشير إلى قراءتهم له بسهولة ولطف وقبول تام كالعطشان، وفي المثل: الرشف أنفع: أي أسكن للعطش. عكس القتال (ف) ي (صفا) الأنفال (ص) ر ... وخفض رفع والملائكة (ث) ر أي كسر الحرف الذي في القتال وهو قوله تعالى: فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم حمزة وخلف وشعبة، والباقون بالفتح قوله: (والأنفال) عطف على الكسر، يعني قوله تعالى: وإن جنحوا للسّلم في الأنفال، كسره شعبة، وفتحه الباقون قوله: (وخفض رفع) أي وقرأ أبو جعفر «والملائكة وقضى الأمر» بخفض الملائكة، ووجه الخفض عطفه على ظلل أو الغمام أو في ظلل من الغمام وفي الملائكة أو من الملائكة تعظيما لله تعالى أن يكون مع الملائكة في نسق، وشهد لذلك ما روى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسيره قال: يأتي الله في رفرف من الملائكة (¬1) قوله: (ثر) يحتمل أن يكون أمرا من ثار: أي انهض وتحرك، أو يكون فعل ما لم يسم فاعله من الثرى: أي كثر وغزر. ¬

_ (¬1) لم أجد لهذا النص إسنادا أو تخريجا فيما يتوفر لديّ من مراجع ولكن ذكر القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «هذا من المكتوم الذي لا يفسّر». (عن هذه الآية الكريمة «210» من سورة البقرة). هذه رواية عن أبي صالح كما يقول القرطبي. وإن الحديث الذي ذكره الجزري رحمه الله شديد الضعف ولا سيّما وقد روي بصيغة التمريض بالبناء للمجهول والله أعلم.

ليحكم اضمم وافتح الضّمّ (ث) نا ... كلّا يقول ارفع (أ) لا العفو ح) نا يعني قوله تعالى: ليحكم بين الناس قرأه أبو جعفر بضم الياء وفتح الكاف وكذا في حرف آل عمران وموضعي النور، والباقون بفتح الياء وضم الكاف كما فهم من ضده، ووجه قراءة أبي جعفر ما روى كثير من نحو ذلك في القرآن كقوله تعالى: زين للذين كفروا، وعلمتم ما لم تعلموا وكله من أفعال الله تعالى، وقد اختلفوا: أي المفسرون في معناه هنا على قراءة الجماعة، فقيل ليحكم الكتاب، وقيل كل نبي لكتابه، وهما محتملان، وقراءة أبي جعفر تدل على المعنيين جميعا وهي كقراءة أبي عمرو في الحديد «وقد أخذ ميثاقكم» كما سيأتي إن شاء الله تعالى قوله: (كلا) أي كل ما في القرآن وهو أربعة مواضع كما تقدم قوله: (يقول) يعني قوله تعالى: حتى يقول الرسول قرأه نافع بالرفع على أن الفعل بمعنى المضي: أي حتى قال الرسول إذ هو حكاية حال ماضية، والفعل إذا كان كذلك ووقع بعد حتى رفع، والباقون بالنصب على أن الفعل مستقبل، وإذا كان كذلك بعد حتى نصب بتقدير أن تقول: أي كي تقول، ولهذا امتنع قولك سرت حتى أدخل الآن المدينة كما هو مقرر في كتب النحو قوله: (العفو) يعني قوله تعالى: قل العفو كذلك قرأ عمرو بالرفع كما لفظ به، وهذا أول موضع من الرفع الذي استغنى به عن القيد كما تقدم في الخطبة، ووجهه: أي الذي ينفقونه العفو، والباقون بالنصب على تقدير أنفقوا العفو أو ينفقون العفو، فيترجح أن يكون ماذا قبل ينفقون في قراءتهم مركبة، وفي قراءة أبي عمرو ما استفهاما وذا بمعنى الذي، ويظهر فائدة ذلك في الوقف على ماذا. إثم كبير ثلّث البا (ف) ي (ر) فا ... يطهر يطّهّرن (ف) ي (ر) خا (صفا) يعني قوله تعالى: قل فيهما إثم كبير (¬1) قرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة والباقون بالباء الموحدة، وإنما قيده بذلك احترازا من التصحيف وزيادة في البيان، ووجه الثاء أن تحدث آثاما كثيرة من جحد وكفر وقتل وارتكاب منهي وترك أو أمر إلى غير ذلك، ووجه الباء مناسبة قوله: «أكبر من نفعهما» إذ لا خلاف فيه وكان من حق هذا الحرف أن يقدم على العفو بحسب الترتيب ولكن تأخر بحسب تأتي ¬

_ (¬1) «كثير».

النظم وهو مغتفر حيث أمن اللبس، وقد فعل الشاطبي رحمه الله تعالى ذلك في مواضع، ووقع للناظم فسحت مدته في أماكن لا لبس فيها قوله: (يطّهّرن) بفتح الطاء والهاء مشددتين كما لفظ به حمزة والكسائي وشعبة وخلف، والباقون بإسكان الطاء وضم الهاء مخففة كما ذكره بلفظه لوضوحه، والأصل في قراءة التشديد يتطهرن فأدغمت التاء في الطاء: أي حتى يغتسلن، والمعنى في قراءة التخفيف حتى ينقطع الدم فتعين حملها على القراءة الأخرى أو تنزل القراءات منزلة اجتماعهما فكأنه قيل حتى يطهرن ويتطهرن: أي حتى يجتمع الأمران وهما انقطاع الدم والاغتسال، وهذا مذهب الجمهور من الفقهاء قوله: (رفا) الرفّاء: الالتحام والانفاق والكسوة والطمأنينة قوله: (رخا) الرخا: رخص السعر وطيب الوقت. ضمّ يخافا (ف) ز (ثوى) تضار (حق) ... رفع وسكّن خفف الخلف (ث) دق أي قوله تعالى: إلا أن يخافا قرأ بضم الياء حمزة وأبو جعفر ويعقوب على ما لم يسم فاعله فيكون قوله: «إلا أن يقيما حدود الله» بدل اشتمال كما تقول خيف زيد شره والخائف غير الزوجين من الولاة والأقارب ونحو ذلك، والباقون بفتحها على تسمية الفاعل على تقدير أن يخافا الزوجان وأن لا يقيما مفعول به قوله: (تضارّ حق الخ) أي قرأ بالرفع أي رفع الراء مع تشديدها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والباقون بالنصب وهو الفتح مع التشديد أيضا، إلا أبا جعفر فإنه اختلف عنه في إسكان الراء مع تخفيفها كما بينه أيضا، فمن رفع جعله خبرا بمعنى النهي، ومن فتح فعلى أنه نهى انجزمت الراء به ففتحت للساكنين، ووجه التخفيف مع الإسكان أنه مضارع من ضاره يضيره ويضوره بمعنى ضر مرفوع إجراء له في الوصل مجرى الوقف قوله: (ثدق) أي جاوز وكثر، يقال ثدق المطر: إذا تجاوز وزاد ما ثادق: أي سائل، وكذا السحاب. مع لا يضار وأتيتم قصره ... كأوّل الرّوم (د) نا وقدره يعني قوله تعالى: ولا يضارّ كاتب في آخر البقرة؛ اختلف أيضا عن أبي جعفر في إسكان رائه مع تخفيفها، ولا خلاف في فتحها وتشديدها عن الباقين قوله: (وأتيتم قصره) أي قرأ ابن كثير «إذا سلمتم ما أتيتم» بالقصر للهمزة،

وكذلك في الروم «وما أتيتم من ربا» والباقون بالمد فيهما، فالقصر بمعنى فعلتم والمد بمعنى أعطيتم قوله: (كأول الروم) احترز بذلك عن قوله تعالى فيها «وما اتيتم من زكاة» فإنه لا خلاف في مده قوله: (وقدره) يعني قوله تعالى «على الموسع قدره وعلى المقتر قدره» اختلف في إسكان الدال وفتحها منهما كما يذكره في البيت الآتي، وقدم «تمسّوهن» بحسب ما تأتي في النظم. حرّك معا (م) ن (صحب) (ث) أبت وفا ... كلّ تمسّوهنّ ضمّ امدد (شفا) أي حرك الدال من الموضعين فيهما، يريد فتحهما فإن التحريك المطلق هو الفتح: أي فتحهما ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف وحفص وأبو جعفر والباقون بالإسكان الذي هو ضد التحريك المطلق قوله: (كل تمسوهن) هو منصوب بضم والواقع منه ثلاثة أحرف: حرفان هنا وهما «ما لم تمسوهن، ومن قبل أن تمسوهن» وفي الأحزاب «من قبل أن تمسوهن» فقرأه بضم التاء ومده بعد الميم حمزة والكسائي وخلف من فاعلت أو على بابه، والباقون بالفتح والقصر من فعلت والقراءتان بمعنى الجماع. وصيّة (حرم) (صفا) (ظ) لّا (ر) فه ... وارفع (شفا) (حرم) (ح) لا يضاعفه يعني قوله تعالى «وصية لإزواجهم» قرأه بالرفع كما لفظ به نافع وابن كثير وأبو جعفر وشعبه وخلف ويعقوب والكسائي على أنه خبر مبتدأ محذوف: أي أمرهم وصية، أو على حذف مضاف قبلها: أي أهل وصية أو ذو وصية، أو قبل المبتدأ: أي وحكم الذين يتوفون وصية أو خبرها محذوف قبلها: أي عليهم وصية، والباقون بالنصب على المفعول المطلق: أي يوصون وصية قوله: (رفه) من الرفاهية: وهي سعة العيش والرغد قوله: (وارفع) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو «فيضاعفه له» هنا وفي الحديد بالرفع على الاستئناف: أي فهو يضاعفه أو معطوف على «يقرض» والباقون وهم ابن عامر وعاصم ويعقوب بالنصب على جواب الاستفهام فينصب بأن المقدرة بعد الفاء. معا وثقّله وبابه (ثوى) ... (ك) س (د) ن ويبصط سينه (فتى) حوى يعني الموضعين المذكورين قوله: (وثقله) أي وشدد «فيضاعه» وكل ما جاء

من لفظه نحو «يضاعف، ومضاعفة» أبو جعفر ويعقوب وابن عامر وابن كثير، والباقون بالتخفيف وهما لغتان، فيصير في «يضاعفه» في الموضعين أربع قراءات؛ النصب مع التشديد لابن عامر ويعقوب، والرفع مع التشديد لأبي جعفر وابن كثير، والنصب مع التخفيف لعاصم، والرفع مع التخفيف للباقين قوله: (ويبصط سينه الخ) أي وقرأ «يبسط» من قوله تعالى «والله يقبض ويبسط» بالسين حمزة وخلف وأبو عمرو وهشام ورويس؛ واختلف عن حفص وخلاد وقنبل وابن ذكوان والسوسى، والباقون بالصاد وهم نافع وأبو جعفر وأبو بكر والبزي وروح والكسائي، فوجه السين الأصل، ووجه الصاد مجاورة حرف الاستعلاء والإطباق كما تقدم في الصراط قوله: (حوى) أي جمع وحفظ. (ل) ي غث وخلف (ع) ن (ق) وى (ز) ن (م) ن (ي) صر ... كبسطة الخلق وخلف العلم (ز) ر يريد قوله تعالى «وزادكم في الخلق بصطة» في الأعراف: أي الخلاف المذكور «في يبصط» كالخلاف «في الخلق بصطة» قوله: (وخلف العلم) يعني تعالى «وزاده بصطة في العلم والجسم» هنا اختلف فيه عن قنبل إلا ما روى عن شعبة والبزى وروح كما ذكره في النشر، ولهذا كان المعوّل عليه. قال أبو حاتم هما لغتان وكيف قرأت فأنت مصيب. عسيتم اكسر سينه معا (أ) لا ... غرفة اضمم (ظ) لّ (كنز) وكلا يعني قوله تعالى «قال هل عسيتم» هنا، و «فهل عسيتم» في القتال، كسر السين فيهما نافع، والباقون بفتحهما وهما لغتان، وقيل الكسر لغة أهل الحجاز يكسرونها مع الضم خاصة قوله: (غرفة) أي وضم الغين من غرفة، يعني في قوله تعالى «إلا اغترف غرفة بيده» يعقوب وابن عامر والكوفيون والباقون بفتحها قوله: (وكلا) أي والحرفان من دفع هنا وفي الحج كما سيأتي في البيت بعده. دفع دفاع واكسر (إ) ذ (ثوى) امددا ... أن بضمّ الهمز أو فتح (مدا) أي اقرأ دفع من قوله تعالى «ولولا دفع الله الناس» في الموضعين «دفاع» الله كما لفظ به فيهما، واكسر الدال لنافع وأبي جعفر ويعقوب، وللباقين دفع مع فتح الدال وهو مصدر دفع دفاع ككتب كتابا أو مصدر دافع بمعنى دفع نحو «قاتلوهم»

أي قتلوهم قوله: (امددا) أي امدد أنا إذا وقع بعده همزة مضمومة أو مفتوحة نحو قوله تعالى «أنا أحي» هنا «وأنا أول» حيث وقع لنافع وأبي جعفر، والمراد بالمد إثبات الألف، وهم في زيادة المد على أصولهم، والباقون بالقصر الذي هو حذف الألف، وهذا الخلاف حالة الوصل؛ وأما الوقف فلا خلاف في إثبات الألف فيه على الرسم وإثبات ألف أنا لغة مشهورة وهي لغة قيس وهذيل؛ على أن النحاة اختلفوا فيه، فعند الكوفيين أن الألف من الاسم وإنما حذفت وصلا تخفيفا. وذهب البصريون إلى أن الاسم هو الهمزة والنون وأن الألف في الوقف مزيدة لبيان حركة النون. والكسر (ب) ن خلفا ورا في ننشز ... (سما) ووصل اعلم بجزم (ف) ي (ر) زوا أي اختلف عن قالون عند الهمزة المكسورة نحو «إن أنا إلا» قوله: (ورا) يريد قوله تعالى كيف «ننشرها» قرأ بالراء نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب: أي نحييها، والباقون بالزاي من النشر وهو الرفع: وهو تركيب العظام بعضها على بعض قوله: (ووصل اعلم) يعني قوله تعالى «قال أعلم أن الله» قرأه بوصل الهمزة مع جزم الميم حمزة والكسائي، والباقون بقطع الهمزة والرفع ومعرفة الابتداء بهمزة الوصل فيه مكسورة مشهورة لا تحتاج إلى بيان، قوله: (بجزم) يعني به السكون؛ وإنما عدل عن السكون إلى الجزم، لأنه لو ذكر السكون لكان ضده الحركة ومطلق الحركة الفتح، فعدل إلى الجزم، لأن ضده الرفع كما قرر في الخطبة، والله أعلم؛ ووجه ذلك أن المعنى أعلم بما عاينت من قدرة الله تعالى على ما لم تعاين، فالآمر هو الله تعالى؛ ويحتمل أن يكون هو آمر نفسه على وجه التجريد، والباقون بقطع الهمزة ورفع الميم على وجه الإخبار عن نفسه (رزوء) جمع رزء: وهو النقص مثل قرء وقروء. صرهنّ كسر الضّمّ (غ) ث (فتى) (ث) ما ... ربوة الضّمّ معا (ش) فا (سما) يعني قوله تعالى «فصرهن إليك» بكسر الصاد رويس وحمزة وخلف وأبو جعفر، والباقون بضمها، ومن كسر الصاد وجب له ترقيق الراء كما تقدم، والضم والكسر لغتان، يقال صاره يصوره ويصيره: إذا قطعه وإذا أماله، والتقدير فاقطعهن مائلة إليك أو مائلين إليك مقطوعات قوله: (ربوة) أي قوله تعالى «كمثل

جنة بربوة» هنا، وقوله تعالى «وآويناهما إلى ربوة» في المؤمنون، ضم الراء منهما حمزة والكسائي وخلف ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالفتح وهما ابن عامر وعاصم؛ والربوة بضم الراء وفتحها وكسرها لغات ثلاث، وقرئ بالكسر أيضا قوله: (معا) أي الموضعين هنا وفي المؤمنون (¬1). في الوصل تاتيمّموا اشدد تلقف ... تلهّ لا تنازعوا تعارفوا قوله: (في الوصل الخ) الأبيات الستة وصدر السابع أخذ يبين مذهب البزي في التاءات قوله: (تاتيمموا) أي «تيمّموا» وما بعده فقصره ضرورة وهو منصوب باشدد، وإنما قيده بالوصل لأنه إذا ابتدأ حققها كالجماعة يريد التاء التي تكون في أوائل الأفعال المستقبلة إذا حسن معها تاء أخرى لم ترسم في الخط، ووقع الخلاف في ثلاثة وثلاثين موضعا كما سنذكره؛ فروى البزي تشديدها كما سيأتي، ووجه التشديد إدغام الأولى في الثانية تخفيفا مع التنبيه على الأصل إذ هو تاءان تاء المضارعة وتاء التفاعل أو تاء التفعل، ووجه قراءة الجماعة المبالغة في التخفيف بحذف إحدى التاءين، وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ على الخلاف المتقدم في «تظّاهرون» قوله: (تيمموا) أي «ولا تيمموا الخبيث» هنا قوله: (تلقف) يعني في الأعراف وطه والشعراء تلة: أي «عنه تلهّى» في عبس قوله: (لا تنازعوا) يعني في الأنفال «ولا تنازعوا» قوله: (تعارفوا) يعني «لتعارفوا» في الحجرات. تفرّقوا تعاونوا تنابزوا ... وهل تربّصون مع تميّزوا يعني «ولا تفرقوا واذكروا» في آل عمران «ولا تعاونوا على الإثم» في المائدة «ولا تنابزوا بالألقاب» في الحجرات و «قل هل تربصون بنا» في التوبة قوله: (مع تميز) أي «تكاد تميز من الغيظ» في الملك. تبرّج اذ تلقّوا التّجسّسا ... وفتّفرّق تّوفّى في النسا يعني «ولا تبرجن» في الأحزاب «إذ تلقونه بألسنتكم» في النور (التجسسا) يريد «ولا تجسسوا» في الحجرات؛ أي الفعل الذي هو من التجسس نصبه بفعل ¬

_ (¬1) ولكن الأصح ما بينه من وجه الفتح ثم الضم.

مقدر قوله: قوله: (وفتفرق بكم عن سبيله) في الأنعام قوله: (توفي) يعني «الذين توفاهم الملائكة» قيده بالنساء لئلا يشتبه بالذي في النحل. تنزّل الأربع أن تبدّلا ... تخيّرون مع تولّوا بعد لا أي الكلمات الأربع في الحجر «ما ننزل الملائكة» وفي الشعراء «على من تنزل الشياطين تنزل على» وفي القدر «من ألف شهر تنزل» قوله: (أن تبدلا) يعني «أن تبدّل بهن من أزواج» في الأحزاب «تخيّرون» يعني «لما تخيرون» في ن مع تولوا، يعني قوله «ولا تولوا عنه» في الأنفال. مع هود والنّور والامتحان لا ... تكلّم البزّى تلظّى (هـ) ب (غ) لا أي مع «تولوا» الذي في هود، وهو حرفان «وإن تولوا فإني أخاف عليكم، فإن تولوا أبلغتكم» وفي النور «فإن تولوا فإنما عليه» وفي الامتحان «أن تولوهم» واحترز بالنص عليها من نحو قوله تعالى في المائدة «فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله» وفي آل عمران «فإن تولوا فإن الله» فإنه لا خلاف فيهما، لأن الفعل فيهما ماض مع أن حرف آل عمران يحتمل الاستقبال قوله: (لا تكلم) أي قوله تعالى «لا تكلّم نفس إلا بإذنه» قوله: (البزى) أي هذه التاءات في الكلم المذكورة، انفرد بتشديدها البزى قوله: (تلظى) أي واتفق هو وريس على تشديد «نارا تلظّى» في الليل على الجمع بين الساكنين كما في نظائره، وقد غلط من قال بكسر التنوين قبله أو بفتحه غلطا فاحشا، ووجه تخصيص رويس له كأنه لاحظ شدة تلظي النار وتعظيم المقام كما خصص حفص الصلة في «فيه مهانا» قوله: (هب) من الهبة قوله: (غلا) أي ارتفع وزاد غلاه، أو من غلت القدر: من الغليان. تناصروا (ث) ق (هـ) د وفى الكلّ اختلف ... له وبعد كنتم ظلتم وصف أي واتفق البزى وأبو جعفر على تشديد «لا تناصرون» في والصافات، ووجه تخصيص أبي جعفر مبالغة في التهكم بهم في ذلك المقام، والله تعالى أعلم. قوله: (له) أي للبزي، يعني ورد عنه أيضا الخلاف في كل ما ذكر له من التاءات في المواضع المذكورة قوله: (وصف) أي الخلاف للبزي: أي روى عنه تشديد التاء بعد قوله: (كنتم، وظلتم) يريد قوله تعالى «ولقد كنتم تمّنون الموت» في آل عمران، و «فظلتم تفكّهون» في الواقعة كما ذكره صاحب التيسير ومن تبعه.

وللسّكون الصّلة امدد والألف ... من يؤت كسر التّا (ظ) بى بالياء قف بين في هذا حكم حرف المد إذا وقع قبل التاء المشددة مما ذكره فأمر بالمد في ذلك؛ فمثاله في الصلة «عنه تلهى، وكنتم تمنون الموت، وظلتم تفكهون»؛ ومثاله في الألف «لا تكلم، ولا تولوا، ولا تناصرون» فالمد في ذلك لأجل التقاء الساكنين، ووجه ذلك أن التشديد عارض فلا يعتد به في حذف المد؛ وأما ما اجتمع في ذلك من الساكنين غير حرف المد نحو «هل تربصون، ونارا تلظى» فإن الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع لصحة روايته واستعماله عند القراء ووروده عن العرب قوله: (من يؤت) يعني قوله تعالى «ومن يؤت الحكمة» كسر التاء «من يؤت» يعقوب ووقف عليه بالياء، وهو عنده مما حذف وصلا للساكنين نحو ما تقدم في باب الوقف على المرسوم، وهذا يدل على أن من عنده موصوله لا شرطية، والله تعالى أعلم، ووجه بنائه للفاعل حملا على قوله تعالى «يؤتي الحكمة فالتقدير عنده ومن يؤتيه الله الحكمة والباقون بفتح التاء بناء للمفعول حملا له على «فقد أوتي خيرا كثيرا». معا نعمّا افتح (ك) ما (ش) فا وفي ... إخفاء كسر العين (ح) ز (ب) ها (ص) في يريد قوله تعالى هنا «فنعمّا هي» وفي النسا «نعمّا يعظكم به» فتح النون فيهما ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وكسر الباقون، وأخفى العين: أي اختلس كسرها أبو عمرو وقالون وشعبة الأصل فيها نعم ما، فنعم فعل ماض فيه أربع لغات. فتح النون وكسرها مع سكون العين وفتحها مع كسر العين وكسرهما، وما على مذهب سيبويه معرفة تامة: أي فنعم الشيء هي؛ يعني فنعم الصدقات المبداة، أو على حذف مضاف: أي فنعم إبداؤها فأدغمت الميم في الميم من الإدغام الكبير، فمن كسر العين أتبعها كسرة النون إن كسرها أولا أو لالتقاء الساكنين أو لغة أصلية إن فتح النون، ومن سكن فعلى الأصل في السكون، ومن اختلس فللتخفيف. وعن أبي جعفر معهم سكّنا ... ويا يكفّر شامهم وحفصنا أي مع الثلاثة المذكورين في آخر البيت، وهم أبو عمرو وقالون وشعبة سكن العين؛ يعني أن أبا جعفر سكن العين من نعما في موضعين، فجمع بين

الساكنين وهو صحيح لغة ورواية كما اختاره أبو عبيد القاسم بن سلام وإمام اللغة والعلوم وقالوا هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك جاء الإسكان أيضا عن أبي عمرو وقالون وشعبة فيصير في نعما أربع قراءات كسر النون مع الاختلاس لهؤلاء الثلاثة، ومع إسكان العين عنهم أيضا ولأبي جعفر، وفتح النون مع كسر العين لابن عامر وحمزة والكسائي وخلف، وكسر النون والعين للباقين وهم ورش وابن كثير وحفص ويعقوب قوله: (ويا نكفر) يعني وقرأ «ويكفّر» بالياء ابن عامر وحفص حملا على قوله تعالى «فإن الله يعلمه» أو ضمير الإخفاء، والباقون بالنون، وقوله: وشامهم الخ، وهو على حذف مضاف: أي قراءة الشامي على ما سيأتي في البيت الآتي وجه النون إخبار من الله عن نفسه بنون العظمة. وجزمه (مدا) (ش) فا ويحسب ... مستقبلا بفتح سين (ك) تبوا أي قرأ بالجزم يعني نكفر أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف عطفا على محل قوله «فهو خير لكم» الذي هو جواب الشرط والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: وجه الرفع عطفا على محلها بعد الفاء أو على الاستئناف قوله: (ويحسب) يعني قرأ يحسب إذا كان فعلا مستقبلا نحو «يحسبهم» ويحسبون، ويحسبن» بفتح السين ابن عامر وحمزة وعاصم وأبو جعفر كما سيأتي في أول البيت بعده، والفتح والكسر في المستقبل لغتان والكسر لغة أهل الحجاز. (ف) ى (ن) صّ (ث) بت فأذنوا امدد واكسر ... (ف) ي (ص) فوة ميسرة الضّمّ (ا) نصر أي قرأ «فأذنوا» بمد الهمزة محركة وكسر الذال حمزة وشعبة من آذنته بكذا: إذا أعلمته: أي فأعلموا من وراءكم: أي من يفعل الربا بحرب من الله والباقون بإسكان الهمزة من غير مد وفتح الذال كما لفظ به، وهم في إبدال الهمزة على أصولهم، ووجهه من أذن به: إذا علم فهو إذن: أي كانوا على علم بحرب من الله تعالى قوله: (ميسرة) يعني قوله تعالى «فنظرة إلى ميسرة» قرأه بضم السين نافع والباقون بفتحها وهما لغتان مشهورتان، وإن كان بعضهم أشار إلى إنكار الضم فلا اعتبار بقوله لثبوته نقلا ولغة وقياسا. تصدّقوا خفّ (ن) ما وكسر أن ... تضلّ (ف) ز تذكر (حقّا) خفّفن أي قوله تعالى «وأن تصّدّقوا خير لكم» بتخفيف الصاد عاصم والباقون

بالتشديد والأصل تتصدقوا بتاءين، فحذف إحداهما عاصم وغيره أدغم الثانية في الصاد كما تقدم في «تظّاهرون عليهم» قوله: (وكسر أن تضل) يعني قوله «أن تضل إحداهما» كسر الهمزة من أن حمزة، وفتحها الباقون على العليل عطف فتذكر على تضل، فإن التعليل في الحقيقة إنما هو في الإذكار ولكنه قد ذكر سببه وهو الإضلال كما تقول؛ أعددت السلاح أن يلحق عدو فأدفعه قوله: (تذكر) أي خفف الكاف من «فتذكرّ إحداهما» ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بتشديدها ورفع الراء منهم حمزة كما سيأتي في أول البيت والتخفيف والتشديد لغتان. والرّفع (ف) د تجارة حاضرة ... لنصب رفع (ن) ل رهان كسرة يعني برفع فتذكر حمزة وتقدمت، قرأ به «أن تضل» بكسر الهمزة فيصير له إن بالكسر تضل إحداهما فتذكر بالرفع مع التشديد والوجه في قراءته إن ضلت إحداهما ذكرتها الأخرى، فان عنده شرطية، فجوابها مرفوع كقوله تعالى «ومن عاد فينتقم الله منه» ووجه الفتح والنصب تقدم قوله: (تجارة) أي قرأ عاصم فيهما بالنصب على أن كان ناقصة واسمها مضمر: أي الأموال، والباقون بالرفع على أنها تامة، ويحتمل أن تكون ناقصة وتديرونها الخبر قوله: (رهان كسرة وفتحة ضما): أي كسرة الراء وضمة الهاء، وقصر يعني حذف الألف فيصير فرهن مقبوضة لأبي عمرو وابن كثير على أنه جمع رهان عند الأكثرين ورهن أيضا كسقف وسقف، والباقون فرهان كما لفظ به وفهم من قيده جمع رهن على القياس مثل جمع كبش ونعل قوله: (فد) من الوفادة: وهي الورود على الكتاب. وفتحة ضمّا وقصر (ح) ز (د) وا ... يغفر يعذّب رفع جزم (ك) م (ثوى) يعني قوله تعالى «فيغفر لمن يشاء ويعذب مّن يشاء» قرأه بالرفع فيهما ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعاصم كما في أول البيت الآتي والباقون بجزمهما؛ فالرفع على الاستئناف. أي فهو يغفر، والجزم عطفا على «يحاسبكم». (ن) صّ كتابه بتوحيد (شفا) ... ولا نفرّق بياء (ظ) رفا يعني قوله تعالى «وكتبه ورسله» قرأه حمزة والكسائي وكتابه بالتوحيد على إرادة القرآن أو جنس الكتب، والباقون بالجمع، لأن قبله وملائكته وبعده ورسله،

سورة آل عمران

فناسب قوله ولا نفرق: أي وقرأ يعقوب «لا نفرق بين أحد من رسله» (¬1) بالياء حملا على «كل من آمن بالله»: أي كل من الرسل والمؤمنون، والباقون بالنون على إضمار القول: أي قالوا ويقول. سورة آل عمران سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) ... يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لّ (أ) تى أي قرأ «سيغلبون يحشرون» بالغيب فيهما على اللفظ الكسائي وحمزة وخلف، والباقون بالخطاب والغيب، والخطاب في مثل هذا واحد كما تقول قل لزيد قم وقل له يقوم قوله: (ترونهم) يعني قوله تعالى «ترونهم مثليهم» قرأه بالخطاب أبو جعفر ويعقوب ونافع والباقون بالغيب، والخطاب يحتمل أن يكون للمسلمين: أي ترون المشركين بقدر مثلى المسلمين الحاضرين لها، أو ترون المسلمين الحاضرين مثلى المشركين تكثيرا لهم، ويحتمل غير ذلك والغيب للمشركين: أي يرى المشركون المسلمين مثلى المشركين أو المسلمين، أو يرون أنفسهم مثلى المسلمين رضوان ضم الكسر (ص) ف وذو السّبل ... خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل يريد قوله تعالى «رضوان من الله» ضم الراء منه حيث وقع شعبة؛ واختلف عنه في الحرف الثاني من المائدة وهو «من اتبع رضوانه سبل السلام» وأشار إليه بقوله: وذو السبل، والباقون بالكسر قوله: (رجل) هنا منادى: أي يا رجل قوله: (وإن الدين) أي قرأ «إن الدين عند الله الإسلام» بفتح الهمزة الكسائي على البدل من إن أو إن متعلق «بالحكيم» وهو صفة مبالغة فيكون على إضمار حرف الجر: أي الحاكم بأن الدين عند الله الإسلام، والباقون بالكسر على الاستئناف، وقيده بالدين احترازا من قوله بعد «إن الذين يكفرون». يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو ... تقيّة قل في تقاة (ظ (لل يعني قوله تعالى «ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس» احتراز عن ¬

_ (¬1) أي «لا يفرّق».

الأول وهو قوله تعالى «ويقتلون النبيين بغير حق» فلا خلاف فيه: أي قرأ حمزة يقاتلون الذين في موضع «يقتلون الذين» من المقاتلة، والباقون يقتلون من القتل وهما متقاربان كما تقدم في نظيره قوله: (تقية) أي قرأ تقية بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة يعقوب، ليزيل الإشكال ويقرب التناول بالاختصار وكلاهما مصدران من مصادر اتقي يتقي تقى وتقوى وتقاة وتقية. كفّلها الثّقل (ك) فى واسكن وضم ... سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم أي قرأ الكوفيون «كفّلها زكريا» بتشديد الفاء، والمعنى كفلها الله زكريا، والباقون بالتخفيف لقوله تعالى «أيهم يكفل مريم»، قوله: (واسكن) يعني اسكن عين «وضعت» وضم التاء الساكنة منها كما لفظ به لشعبة ويعقوب وابن عامر على إخبار أمّ مريم عليها السلام عن نفسها، والباقون يحركون العين بالفتح ويسكنون التاء إخبار من الله تعالى عن أم مريم عليها السلام. وحذف همز زكريّا مطلقا ... (صحب) ورفع الأوّل انصب (ص) دّقا يعني قرأ بحذف الهمزة من زكريا حيث أتى حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بالهمزة وهما لغتان قوله: (ورفع الأول) انصب؛ أي وقرأ بنصب زكريا الأول شعبة من هذه السورة، يريد قوله تعالى «وكفلها زكريا» (¬1) وذلك أنه لما قرأ كفلها بالتشديد كما تقدم وجب نصب زكريا على أنه مفعول ثان ومحله في قراءة صحب نصب أيضا كذلك، والباقون بالرفع على أنه فاعل كفلها. نادته ناداه (ش) فا وكسر أن ... ن الله (ف) ي (ك) م يبشر اضمم شدّدن يعني قرأ ناداه بالتذكير على ما لفظ به موضع نادته بالتأنيث حمزة والكسائي وخلف وهم على أصولهم بالإمالة، والباقون بالتأنيث، وقد لفظ بالقراءتين ووجه القراءتين أنه فعل أسند إلى الملائكة والملائكة جمع تذكيره وتأنيثه على القاعدة كما تقول قام الرجال وقامت الرجال وقام النساء وقامت النساء، والتأنيث على تأويل الجماعة، والتذكير على تأويل الجمع قوله: (يبشر) هو «إن الله يبشرك بيحي، إن الله يبشرك بكلمة منه» قوله: (وكسر أن) أي وكسر الهمزة من قوله ¬

_ (¬1) «زكرياء» مع المد المتصل.

تعالى «إن الله» يعني إن الله يبشرك بيحيى حمزة وابن عامر على تقدير فقال إن الله أو أنه أقيم النداء مقام القول، والباقون على تقدير فنادته بأن الله: أي بهذا اللفظ ثم حذف الجار وحذفه من مثل ذلك شائع كثير ولكن اختلف النحويون هل يبقى أن مع ما بعدها في موضع نصب أو خفض. كسرا كالاسرى الكهف والعكس (ر) ضى ... وكاف أولى الحجر توبة (ف) ضا في الإسراء، يعني قوله تعالى «ويبشر المؤمنين» وفي الكهف، يريد قوله تعالى «ويبشر المؤمنين» قوله: (والعكس) يعني عكس هذه الترجمة التي ذكرها، ففتح الياء وضم الشين مخففة حمزة والكسائي في المواضع الثلاثة قوله: (وكاف) يعني «إنا نبشرك، وتبشر به المتقين، وفي الحجر «إنا نبشرك بغلام» احترز عن «فبم تبشّرون» فإنه لا خلاف في ضمه وتشديده، وفي التوبة «يبشّرهم ربهم برحمة» قوله: (فضا) أي قرأ حمزة كذلك أي بعكس تلك الترجمة أيضا في الأربعة الأحرف من السور الثلاث المذكورة. و (د) م (ر) ضى (ح) لا الّذي يبشّر ... نعلّم اليا (إ) ذ (ثوى) (ن) ل واكسروا أي وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو «ذلك الذي يبشر الله عباده» كذلك: أي بالفتح وضم الشين مخففا قوله: (يعلم) يعني قوله تعالى «ونعلمه الكتاب» بالياء نافع وأبو جعفر ويعقوب وعاصم والباقون بالنون وهما ظاهران. أنّي أخلق (ا) تل (ث) ب والطائر ... في الطّير كالعقود (خ) ير (ذ) اكر يعني «أني أخلق لكم» بكسر الهمزة من «إني» نافع وأبو جعفر على الاستئناف أو التفسير، والباقون بالفتح على البدل من «إني قد جئتكم» أو غير ذلك قوله: (والطائر) أي وقرأ كهيئة الطائر هنا وفي العقود بألف بعدها همزة مكسورة على الإفراد أبو جعفر، والباقون الطير فيهما بإسكان الياء من غير ألف ولا همز على الجمع، وقد تلفظ بالقراءتين جميعا، ووجه الإفراد أنه لم يخبرهم بخلقه لهم جميع الطيور، فقد جاء في التفسير أنه صنع كهيئة الخفاش ونفخ فيه فصار طائر بإذن الله تعالى، ويدل على ذلك قوله «فأنفخ فيه» ووجه الجمع تسمية الواحد باسم الجنس، والعرب تستعمل ذلك كثير.

وطائرا معا بطيرا (إ) ذ (ث) نا ... (ظ) بى يوفّيهم بيا (ع) ن (غ) نا أي قرأ «فيكون طآئرا» في الموضعين هنا والمائدة كذلك على ما لفظ به نافع وأبو جعفر ويعقوب، والباقون طيرا على لفظه، وحجة نافع ويعقوب في جمع الأول وإفراد الثاني تذكير فيكون المفتوح فيه طائرا قوله: (يوفيهم) يعني قوله تعالى «فيوفيهم أجورهم» بالياء حفص ورويس حملا على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله تعالى «إذ قال الله يا عيسى» والباقون بالنون حملا على ما قبله من قوله «فأعذبهم» وعلى ما بعده من قوله «ذلك نتلوه عليك». وتعلمون ضمّ حرّك واكسرا ... وشدّ (كنزا) وارفعوا لا يأمرا أي وقرأ «تعلّمون» بالضم أي في التاء والتحريك وهو الفتح في العين والكسر: أي اللام مشددة ابن عامر والكوفيون من التعليم، وهو أبلغ من الوصف بالعلم؛ لأن كل معلم عالم ولا ينعكس، والباقون بفتح التاء وإسكان العين وفتح اللام مخففا لأن بعده «تدرسون» فحمل الفعل على لفظ مجانسه ومطابقه قوله: (وارفعوا) يعني قوله «ولا يأمركم أن تتخذوا» بالرفع نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو والكسائي على أنه كلام مستأنف مقطوع عن الفعل المنصوب قبله وضمير الرفع فيه يعود لبشر أو لله تعالى، والباقون بالنصب عطفا على الفعل المنصوب قبله فيكون الضمير المرفوع لبشر لا غير ويقال المراد به النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب أن المراد به الجنس وهو صلى الله عليه وسلم داخل فيه. (حرم (ح) لا (ر) حبا لما فاكسر (ف) دا ... آتيتكم يقرا آتينا (مدا) أي قوله تعالى «لما آتيتكم» قرأه بكسر اللام حمزة على أن تكون لام الجر التي للتعليل متعلقة بأخذ: أي أخذ الله ميثاق النبيين لهذا الأمر وما مصدرية، أي لأجل إتيانكم بعض الكتاب والحكمة قوله: (أتيتكم) أي قرأ المدنيان أتيناكم بنون وألف على الجمع، والباقون بتاء مضمومة من غير ألف. ويرجعون (ع) ن (ظ) بى يبغون (ع) ن ... (حما) وكسر حجّ (ع) ن (شفا) (ث) من أي وقرأ «وإليه يرجعون» بالغيب على اللفظ حفص ويعقوب، والباقون بالخطاب قوله: (يبغون) يعني قوله تعالى «أفغير دين الله يبغون» قرأه كذلك بالغيب على اللفظ حفص وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالخطاب قوله: (وكسر

حج) أي وكسر الحاء من قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت حفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر، والباقون بفتحها. ما يفعلوا لن يكفروا (صحب) ط) لا ... خلفا يضركم اكسر اجزم (أ) وصلا يريد قوله تعالى «وما يفعلوا من خير فلن يكفروه» بالغيب فيهما على لفظه حمزة والكسائي وخلف وحفص والدورى عن أبي عمرو بخلاف، والباقون بالخطاب فيهما قوله: (يضركم) يعني «لا يضركم كيدهم» بكسر الضاد والجزم نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب كما سيأتي في أول البيت الآتي: (حقّا) وضمّ لباق واشددوا ... منزّلين منزلون (ك) بّدوا أي والباقون بضم الضاد وتشديد الراء مع الرفع، ولم يحتج إلى التنبيه على الرفع لأنه فهم من ضد الجزم قوله: (منزلين) يعني وقرأ «من الملائكة منزّلين» وفي العنكبوت منزلون بالتشديد فيهما ابن عامر والباقون بالتخفيف. ومنزل (ع) ن (ك) م مسوّمين (ن) م ... حقّ اكسر الواو وحذف الواو (عم) أي وكذلك قرأ «أنه منزّل» وهو في الأنعام حفص وابن عامر بالتشديد، والباقون بالتخفيف قوله: (مسومين) يعني قوله تعالى «من الملائكة مسّومين» قرأه عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر الواو، والباقون بفتحها قوله: (وحذف الواو) أي وحذف نافع وأبو جعفر وابن عامر الواو الأولى من «وسارعوا إلى مغفرة» كما سيأتي في البيت بعده. من قبل سارعوا وقرح القرح ضم ... (صحبة) كائن في كأيّن (ث) لّ (د) م أي من قبل السين احتراز من التي بعد العين قوله: (وقرح القرح) يعني وقرأ قرح والقرح، يريد قوله تعالى «إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح» وقوله تعالى «من بعد ما أصابهم القرح» والثلاثة في هذه السورة بضم القاف حمزة والكسائي وخلف وشعبة والباقون بالفتح كأين يريد قوله تعالى «وكأين» حيث وقع، وقرأه «كائن» بألف ممدودة بعد الكاف وبعدها همزة مكسورة كما لفظ به أبو جعفر وابن كثير، ولم يحتج إلى بيان الإطلاق لتقدم ذكره في الأصول كما في الشاطبية. قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ) وجفا ... (حقّا) وكلّه (حما) يغشى (ش) فا

يريد قوله تعالى «قاتل معه ربيون» قرأه «قتل» بضم القاف وكسر التاء مع القصر وهو حذف الألف نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، وقرأ أبو عمرو ويعقوب «كلّه لله» بالرفع على اللفظ، والباقون بالنصب قوله: (يغشى) يعني قوله تعالى «يغشى طائفة» قرأه بالتاء على التأنيث حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالياء على التذكير. أنث ويعملون (د) م (ش) فا اكسر ... ضمّا هنا في متم (ش) فا (أ) ري يعني قوله تعالى «والله بما يعملون بصير» بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالخطاب قوله: (اكسر) أي قرأ بكسر ضمة الميم من قوله تعالى «ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم، ولئن متم أو قتلتم» الموضعين هنا حمزة والكسائي وخلف ونافع، والباقون بالضم، وهما لغتان قوله: (هنا) أي في موضعي هذه السورة. وحيث جا (صحب) (أ) تى وفتح ضم ... يغلّ والضّمّ (ح) لا (ن) صر (د) عم يعني وكسر الميم من مت ومتم ومتنا في سائر القرآن حمزة والكسائي وخلف وحفص ونافع، ووجه تخصيص حفص بالضم هنا مناسبة قتلتم قوله: (وفتح ضم) أي قرأ «وما كان لنبي أن يغل» بفتح الياء وضم الغين أبو عمرو وعاصم وابن كثير، والباقون بضم الياء وفتح الغين. ويجمعون (عا) لم ما قتلوا ... شدّ (ل) دى خلف وبعد (ك) فلوا يريد قوله «خير مما يجمعون» بالغيب على اللفظ حفص، والباقون بالخطاب قوله: (ما قتلوا) يعني قوله تعالى «لو أطاعونا ما قتّلوا» بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه، والباقون بالتخفيف حيث وقع؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو «ما ماتوا وما قتلوا» فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله: (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى «ثم قتّلوا» (¬1). ¬

_ (¬1) سورة الحج الآية «58».

كالحجّ والآخر والأنعام ... (د) م (ك) م وخلف يحسبنّ (ل) اموا أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم، والآخر، يعني قوله تعالى في آخر السورة «قاتلوا وقتّلوا» وموضع الأنعام قوله تعالى «قتّلوا أولادهم» شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر قوله: (وخلف) أي واختلف عن هشام في قراءته بالغيب «ويحسبن الذين قتلوا» فرواه العراقيون وبعض المغاربة عنه بالغيب، رواه الآخرون بالخطاب وبه قرأ الباقون: وخاطبن ذا الكفر والبخل (ف) نن ... وفرح (ظ) هر (كفى) واكسر وأن يعني «ولا تحسبن الذين كفروا، ولا يحسبن الذين يبخلون» قرأهما بالخطاب حمزة، والباقون بالغيب قوله: (وفرح) أي «ولا يحسبن الذين يفرحون» قرأه بالخطاب يعقوب، والكوفيون والباقون بالغيب قوله: (واكسر وأن) يعني «وأن الله لا يضيع» بكسر الهمزة الكسائي كما سيأتي في أول البيت: الله (ر) م يحزن في الكلّ اضمما ... مع كسر ضمّ (أ) مّ الانبيا (ث) ما احترز بذكر الجلالة عن نحو قوله «وأن الناس» وإن كانت الواو تخرج ما قبل زيادة بيان قوله: (يحزن في الكل) أي في كل القرآن نحو. «يحزنك، يحزنهم، وليحزن الذين، ويحزنني» وكسر الزاي نافع إلا قوله تعالى: «لا يحزنهم الفرع الأكبر» فقرأ بهذه الترجمة أبو جعفر والباقون بفتح الياء وضم الزاي وكذا نافع في الأنبياء وأبو جعفر في غير الأنبياء. يميز ضمّ افتح وشدّده (ظ) عن ... (ش) فا معا يكتب يا وجهّلن أي قوله تعالى «ليميّز الله» بضم الياء وفتح الميم وتشديد الياء بعدها هنا، وفي الأنفال يعقوب وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتح الياء وكسر الميم مع التخفيف قوله: (معا) يعني هذا الحرف وحرف الأنفال قوله: (يكتب الخ) يعني قرأ حمزة «سيكتب ما قالوا» بالياء فعل ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع، ويقول ذوقوا بالياء. قتل ارفعوا يقول يا (ف) ز يعملوا ... (حقّ) وبالزبر بالبا (ك) مّلوا أي وقتلهم الأنبياء قوله: (يعملوا) يعني «والله بما يعملون خبير» بالغيب على اللفظ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالخطاب.

سورة النساء

وبالكتاب الخلف (ل) ذ يبيّنن ... ويكتمون (حبر) (ص) ف ويحسبن يعني وكذلك «بالكتاب المنير» بزيادة الباء أيضا هشام بخلاف عنه قوله: (يبينن) يريد قوله تعالى «ليبيننه للناس ولا يكتمونه» بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وأبو عمرو وشعبة، والباقون بالخطاب قوله: (يحسبن) يريد قوله تعالى «فلا يحسبنهم» بالغيب، وضم الباء ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب وفتح الباء كما سيأتي، وهم على ما تقدم من أصلهم في فتح السين وكسرها. غيب وضمّ الباء (حبر) قتّلوا ... قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا يريد قوله تعالى «وقاتلوا وقتلوا» في هذه السورة مع «يقتلون ويقتلون» في التوبة، قدم الفعل المجهول فيهما على الفعل المسمى للفاعل حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، والباقون بعكس ذلك. (ش) فا يغرّنك الخفيف يحطمن ... أو نرين ويستخفّن نذهبن أي «لا يغرنك تقلب الذين كفروا» في هذه السورة وكذا «لا يحطمنكم» في النمل، يعني خفف النون من هذه الأفعال الخمسة رويس كما سيأتي. وقف بذا بألف (غ) ص و (ث) مر ... شدّد لكنّ الّذين كالزّمر أي ووقف رويس على «نذهبن» بالألف بدلا من نون التوكيد الخفيفة، وقرأ أبو جعفر «لكنّ الذين اتقوا ربهم» هنا، وفي الزمر بتشديد النون من ولكن، والباقون بالتخفيف وتقدم وجههما في البقرة. سورة النساء تساءلون الخفّ (كوف) واجررا ... الأرحام (ف) ق واحدة رفع (ث) را يعني «تسّاءلون به» خفف السين منه الكوفيون والباقون بالتشديد قوله: (واجررا) أي وقرأ «به والأرحام» بالجر حمزة، والباقون بالنصب قوله: (واحدة) يعني وقرأ أبو جعفر «فواحدة أو ما ملكت أيمانكم» بالرفع، والباقون بالنصب. الأخرى (مدا) واقصر قياما (ك) ن (أ) با ... وتحت (ك) م يصلون ضمّ (ك) م (ص) با أي والأخيرة، يعني قوله تعالى «وإن كانت واحدة» قرأها بالرفع أيضا نافع

وأبو جعفر، والباقون بالنصب؛ وقرأ ابن عامر ونافع «لكم قياما» (¬1) بالقصر قوله: (وتحت) أي والحرف الذي تحت هذه السورة يعني «قياما للناس» في المائدة، قرأها بالقصر أيضا ابن عامر قوله: (يصلون) يعني «وسيصلون سعيرا» بضم الياء ابن عامر وشعبة، والباقون بالفتح. يوصى بفتح الصّاد (ص) ف (ك) فلا (د) را ... ومعهم حفص في الاخرى قد قرا يعني «يوصي بها» في الموضعين بفتح الصاد ابن كثير وابن عامر وشعبة فتقلب الياء ألفا للفتحة، والباقون بكسر الصاد فتصير الألف ياء للكسرة، ووافقهم حفص في الكلمة الأخيرة وهي «يوصي بها أو دين غير مضارّ». لأمّه في أمّ أمّها كسر ... ضمّا لدى الوصل (رضى» كذا الزّمر يعني قوله تعالى «فلأمه السدس، فلأمه الثلث» هنا، و «في أمها رسولا» في القصص و «في أم الكتاب» في الزخرف، فكسر الهمزة من الأربعة حمزة والكسائي اتباعا لكسر اللام أو الياء الساكنة بعد الكسر، ولذلك كان حالة الوصل، والباقون بالضم في الأربع وصلا ووقفا قوله: (لدى الوصل) أي في حالة الوصل، فلو ابتدأ «أم الكتاب» و «أمها» ضم الهمزة لأن الكسر كان لأجل الياء قوله: (كذا) أي بكسر ضم الهمزة أيضا في حالة الوصل في قوله تعالى «في بطون أمهاتكم» في الزمر. والنّحل نور النّجم والميم تبع ... (ف) اش وندخله مع الطّلاق مع أي و «في بطون أمهاتكم» في النحل «أو بيوت أمهاتكم» في النور و «في بطون أمهاتكم» في النجم قوله: (والميم تبع) يعني بكسر الميم تبعا لكسر الهمزة في هذه الأربعة «من أمهاتكم» حمزة قوله: (وندخله) أي قرأ «ندخله جنات، وندخله نارا» في هذه السورة و «ندخله جنات» في الطلاق بالنون. فوق يكفّر ويعذّب معه في ... إنّا فتحنا نونها (عمّ) وفي أي الحرف الذي فوق سورة الطلاق؛ يعني قوله تعالى في التغابن «يكفر عنه سيئاته وندخله جنات» قوله: (ويعذب معه) يعني «ويعذب» مع «يكفر» الذي في ¬

_ (¬1) أي «قيما».

الفتح، يشير إلى قوله تعالى «ندخله جنات، ومن يتول يعذبه» في سورة «إنا فتحنا لك»؛ والمعنى أن نافعا وأبا جعفر وابن عامر قرءوا الكلمات الثلاث في المواضع الأربعة بالنون والباقون بالياء. لذان ذان وذين تين شد ... مكّ فذانك (غ) نا (د) اع (ح) فد أي وشدد ابن كثير النون من «واللذانّ يأتيانّها منكم، وهذانّ خصمان، هذانّ لساحران، الّلذينّ أضلانا، إحدى ابنتي هاتينّ» وشدد النون من «فذانّك» رويس وابن كثير وأبو عمرو. كرها معا ضمّ (ش) فا الأحقاف ... (كفى) (ظ) هيرا (م) ن (ل) هـ خلاف يريد كرها في الموضعين هنا «أن ترثوا النساء كرها» وفي التوبة «طوعا أو كرها» ضم الكاف حمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتحها قوله: (الأحقاف) يعني وضم الذي في سورة الأحقاف وهو قوله تعالى «حملته أمه كرها ووضعته كرها» الكوفيون ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه. و (ص) ف (د) ما بفتح يا مبيّنه ... والجمع (حرم) (ص) ن (حما) ومحصنه أي وقرأ أبو بكر وابن كثير «بفاحشة مبيّنة» حيث أتى بفتح الياء، والباقون بكسرها قوله: (والجمع) يعني وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وشعبة أبو عمرو ويعقوب بفتح الياء إذا وقع جمعا نحو «آيات مبينات» قوله: (ومحصنة) أي وقرأ محصنة في حال جمعها كما سيأتي في البيت بعده نحو «محصنات، والمحصنات» بكسر الصاد حيث وقع إلا الحرف الأول، يعني قوله تعالى «والمحصنات من النساء إلا ما ملكت» الكسائي والباقون بالفتح. في الجمع كسر الصّاد لا الأولى (ر) ما ... أحصنّ ضمّ اكسر (ع) لى (ك) هف (سما) أي جمع محصنة، يعني محصنات والمحصنات قوله: (لا الأولى) يعني قوله تعالى «والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم» قوله: (أحصنّ) يعني «فإذا أحصن» بضم الهمزة وكسر الصاد حفص وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بفتحهما جميعا. أحلّ (ث) ب (صحبا) تجارة عدا (كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا) ... أي «وأحلّ» قرأه بالترجمة المذكورة:

أي بضم الهمزة وكسر الحاء أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بالفتح فيهما قوله: (تجارة) يعني قوله تعالى «تجارة عن تراض منكم» بالرفع نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالنصب قوله: (وفتح ضم) أي وقرأ «مّدخلا كريما» هنا وفي الحج «مدخلا يرضونه» بفتح الميم نافع وأبو جعفر، والباقون بالضم. كالحجّ عاقدت ل (كوف) قصرا ... ونصب رفع حفظ الله (ث) را أي كمدخلا الذي في سورة الحج كما ذكر قوله: (عاقدت) يعني «والذين عاقدت إيمانكم» بالقصر (¬1): أي بحذف الألف الكوفيون، والباقون بالألف كما لفظ به، وهو ضد القصر قوله: (ونصب رفع) يعني وقرأ أبو جعفر «بما حفظ الله» بالنصب والباقون بالرفع. والبخل ضمّ اسكن معا (ك) م (ن) ل (سما) ... حسنة (حرم) تسوّى اضمم (ن) ما أي وقرأ البخل في قوله تعالى «يأمرون الناس بالبخل» في الموضعين هنا، وفي الحديد بضم الباء وإسكان الخاء ابن عامر وعاصم ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بفتحهما كما فهم من التقييد قوله: (حسنة) يعني قوله تعالى «وإن تك حسنة» بالرفع كما لفظ به نافع وابن كثير وأبو جعفر، والباقون بالنصب قوله: (تسوى) يعني قوله تعالى «تسوى بهم الأرض» بضم التاء عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب كما سيأتي في البيت بعده: (حقّ) و (عمّ) الثّقل لامستم قصر ... معا (ش) فا إلّا قليلا نصب (ك) ر أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر بتشديد السين، والباقون بالتخفيف فيصير فيه ثلاث قراءات قوله: (معا) يريد قوله تعالى: «أو لامستم النساء» هنا وفي المائدة بالقصر؛ أي بحذف الألف (¬2) حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالمد وهو إثبات الألف على لفظه قوله: (إلا قليل) يعني قوله تعالى «ما فعلوا إلا قليل منهم» بالنصب، قرأ ابن عامر والباقون بالرفع كما قيده في البيت الآتي، ولا يرد عليه قوله تعالى «لاتبعتم الشيطان إلا قليلا» الذي بعده للترتيب لأنه ذكره بعد هذا الخلاف خلافهم في «يكن» وخلافهم في «يظلمون». ¬

_ (¬1) «عقدت». (¬2) «لمستم».

في الرّفع تأنيث تكن (د) ن (ع) ن (غ) فا ... لا يظلموا (د) م (ث) ق (ش) ذا الخلف (ش) فا يعني قوله تعالى «كأن لم يكن بينكم وبينه مودة» قرأ بالتأنيث ابن كثير وحفص ورويس لأجل لفظ مودة، والباقون بالتذكير لأجل الفصل بين الفعل والفاعل قوله: (لا يظلمون) يريد قوله تعالى «ولا يظلمون فتيلا» بالغيب على اللفظ، قرأه ابن كثير وأبو جعفر وروح بخلاف عنه، وحمزة والكسائي وخلف حملا على ما قبله في قوله تعالى «ألم تر إلى الذين قيل لهم» الآية، والباقون بالخطاب على الالتفات. وحصرت حرّك ونوّن (ظ) لعا ... تثبّتوا (ش) فا من الثّبت معا أي قوله «حصرت صدورهم» كما قيده بتحريك الساكن وهو التاء وتنويها فيصير حصرة يعقوب ويقف بالهاء وليست مخالفة للرسم، لأنهم كتبوا على بينت ومن ثمرت بالتاء لاحتمال القراءتين فكذا هنا، والباقون حصرت كما لفظ به بالإسكان بغير تنوين قوله: (تبينوا) يعني قوله تعالى «في سبيل الله فتبينوا، فمن الله عليكم فتبينوا» من التثبت في الموضعين حمزة والكسائي وخلف وكذا في الحجرات كما سيأتي: مع حجرات ومن البيان عن ... سواهم السّلام لست فاقصرن يريد قوله تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» وقرأ «السلام لست مؤمنا» بالقصر يعني بحذف الألف نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وخلف كما سيأتي، واحترز بقوله «لست مؤمنا» من قوله تعالى قبل ذلك «وألقوا إليكم السلم» فإنه لا خلاف في قصره وكذا الذي في النحل وهو «وألقوا إلى الله يومئذ السلم». (عمّ) (فتى) وبعد مؤمنا فتح ... ثالثه بالخلف (ث) ابتا وضح والباقون بالمد وهو إثبات الألف بعد اللام وأحسن في قوله عم، لأن القصر عم في المواضع الأربعة (قوله وبعد) أي وبعد «السلام لست» فتح ميم «مؤمنا» التي وقعت ثالثة منه لأنها بعد الهمزة الساكنة أبو جعفر بخلاف عنه، واحترز بذلك عن الميم أوله، والباقون بالكسر قوله: (فتح) أي القارئ وهو أبو جعفر كما سبق. غير ارفعوا (ف) ى (حقّ) (ن) ل نوتيه يا ... (فتى) (ح) لا ويدخلون ضمّ يا

يعني «غير أولى الضرر» بالرفع حمزة وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والباقون بالنصب قوله: (نؤتيه) أي قوله تعالى «فسوف نؤتيه أجرا عظيما» بالياء حمزة وخلف وأبو عمرو، والباقون بالنون قوله: (ويدخلون) أي وقرأ قوله تعالى «فأولئك يدخلون الجنة» بضم الياء شعبة وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير وروح كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بفتح الياء وضم الخاء. وفتح ضمّ (ص) ف (ث) نا (حبر) (ش) في ... وكاف أولى الطّول (ث) ب (حقّ) (ص) فى يعني وقرأ بهذه الترجمة: أي ضم الياء وفتح الخاء في كاف يعني مريم قوله تعالى «فأولئك يدخلون الجنة» والموضع الأول من الطول وهو قوله تعالى «يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب» أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة. والثّان (د) ع (ث) طا (ص) با خلفا (غ) دا ... وفاطر (ح) ز يصلحا (كوف) لدا أي وقرأ الحرف الثاني من الطول أيضا بهذه الترجمة أيضا ابن كثير وأبو جعفر ورويس وشعبة بخلاف: أي يريد قوله تعالى «سيدخلون جهنم داخرين» قوله: (وفاطر) يعني وقرأ الموضع الذي في فاطر بالترجمة المذكورة: أي بضم الياء وفتح الخاء أبو عمرو، يريد قوله تعالى «جنات عدن يدخلونها يحلون فيها» قوله: (يصلحا) أي قرأ يصلحا، يعني قوله تعالى «أن يصلحا بينهما صلحا» بضم الياء وإسكان الصاد مخففا وكسر اللام من غير ألف كما لفظ به الكوفيون والباقون يصلحا كما لفظ به أول البيت الآتي قوله: (لدى) أي موضع يصلحا الذي هو بفتح الياء وفتح الصاد مشددة وألف بعدها وفتح اللام كما لفظ به (¬1). يصّالحا تلووا تلوا (ف) ضل (ك) لا ... نزّل أنزل اضمم اكسر (ك) م (ح) لا يعني «تلووا» الذي بإسكان اللام وواوين الأولى مضمومة والثانية ساكنة على لفظه، قرأ «تلوا» ضم اللام وبعدها واو واحدة ساكنة كما لفظ به حمزة وابن عامر قوله: (نزل) أي في قوله تعالى «نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل» قرأهما بضم أولهما وكسر الزاي ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير كما في أول البيت ¬

_ (¬1) «يصّالحا».

سورة المائدة

الآتي، والباقون بفتحهما فيها قوله: (حلا) أي أعطى من حلوت فلانا: إذا أعطيته حلوا، أو من الحلاوة أو من الحلية. (د) م واعكس الأخرى (ظ) بى (ن) ل والدّرك ... سكّن (كفى) نؤتيهم الياء (ع) رك أي وقرأ بعكس هذه الترجمة، يعني بفتح النون والزاي الأخرى يريد قوله تعالى «وقد نزّل عليكم في الكتاب» يعقوب وعاصم قوله: (والدرك) يعني قوله تعالى «في الدرك الأسفل» بإسكان الراء الكوفيون، والباقون بالفتح وهما لغتان قوله: (يؤتيهم) يعني قوله «فسوف يؤتيهم أجورهم» قرأه حفص بالياء والباقون بالنون. تعدوا فحرّك (ج) د وقالون اختلس ... بالخلف واشدد داله (ث) مّ (أ) نس أي فتح العين ورش، واختلس فتحها قالون بخلاف عنه، وشدد الدال منه أبو جعفر ونافع، فيكون ورش بفتح العين مع التشديد، وأبو جعفر بالسكون مع التشديد (¬1) وكذا قالون في أحد وجهيه، والآخر الاختلاس مع التشديد جمعا بين الساكنين، والباقون بالإسكان مع التخفيف (¬2). ويا سيوتيهم (فتى) وعنهما ... زاي زبورا كيف جاء فاضمما أي وقرأ «أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما» بالياء حمزة وخلف، والباقون بالنون قوله: (وعنهما) أي وعن حمزة وخلف المرموز لهما: بغتا زبورا، بضم الزاي حيث وقع، يعني قوله تعالى «وآتينا داود زبورا» وكذا في الإسراء، وكذا قوله تعالى «ولقد كتبنا في الزّبور» في الأنبياء، والباقون بفتح الزاي وهما لغتان في الكتاب المنزل. سورة المائدة سكّن معا شنآن (ك) م (ص) حّ (خ) فا ... (ذ) االخلف أن صدّوكم اكسر (ج) ر (د) فا يعني سكن النون من «شنآن» في الموضعين ابن عامر وشعبة وعيسى وابن ¬

_ (¬1) «تعدّوا» نافع أبو جعفر. (¬2) كما في المتن «تعدوا».

جماز بخلاف عنه، والباقون بالتحريك الذي هو الفتح قوله: (معا) يعني في موضعي هذه السورة «ولا يجزمنكم شنآن قوم أن صدوكم، شنآن قوم على أن لا تعدلوا» قوله: (أن صدوكم) أي قوله تعالى «أن صدوكم عن المسجد الحرام» بكسر الهمزة أبو عمرو وابن كثير، واحترز بصدوكم عن أن تعتدوا، والباقون بالفتح. أرجلكم نصب (ظ) بى (ع) ن (ك) م (أ) ضا ... (ر) د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى) يعني «وأرجلكم إلى الكعبين» بالنصب يعقوب وحفص وابن عامر ونافع والكسائي، والباقون بالخفض قوله: (واقصر) يعني وقرأ بالقصر الذي هو حذف الألف والتشديد «قلوبهم قاسية» حمزة والكسائي، والباقون بالمد والتخفيف. من أجل كسر الهمز والنّقل (ث) نا ... والعين والعطف ارفع الخمس (ر) نا يعني قوله تعالى «من أجل» بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون أبو جعفر، والباقون بفتح الهمزة، وهم على أصولهم من النقل والسكت وعدمه قوله: (والعين) يريد قوله تعالى «والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح» قرأ الكلمات الخمس بالرفع الكسائي قوله: (والعطف): أي وما عطف على العين وهو أربع كلمات والأنف والأذن والسن والجروح وفي الجروح (ث) عب (حبر ك) م (ر) كا ... وليحكم اكسر وانصبن محرّكا أي وفي قوله تعالى «او الجروح» الذي هو من جملة الخمس الكلمات المذكورة في البيت قبله الرفع لأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر والكسائي أيضا، وإنما أعاد ذكر الكسائي وإن كان قد علم له الرفع من البيت المتقدم دفعا لتوهم أن يكون مع الباقين قوله: (وليحكم) يعني قوله «وليحكم أهل الإنجيل» بكسر اللام والنصب حمزة، وإنما قيد ذلك بالتحريك لأجل قراءة الباقين فإنهم يقرءون بالإسكان في اللام والميم قوله: (محركا) أي بالكسر والنصب لولا قيد التحريك فيهما لكان الباقون يفهم لهم فتح اللام وخفض الميم، وهذا أوضح من كلام الشاطبي رحمه الله تعالى حيث قال: وحمزة وليحكم بكسر ونصبه: يحركه؛ لظهور عود الضمير في يحركه إلى النصب.

(ف) ق خاطبوا تبغون (ك) م وقبلا ... يقول واوه (كفى) ح) ز (ظ) لا أي قرأ يبغون من قوله تعالى «أفحكم الجاهلية يبغون» بالخطاب ابن عامر قوله: (وقبلا) يعني والواو قبلا، يقول يريد قوله تعالى «ويقول الذين آمنو» قرأ بالواو الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب والباقون بغير واو قبله. وارفع سوى البصرى و (عمّ) يرتدد ... وخفض والكفّار (ر) م (حما) عبد يعني وارفع يقول لغير أبي عمرو ويعقوب والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات: إحداها بالواو ويقول ونصبه للبصريين، والثانية يقول بالواو رفعا للكوفيين، والثالثة يقول بالرفع من غير واو للباقين قوله: (وعم) أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر «من يرتدد منكم» يرتدد على الإظهار والكفار يريد قوله تعالى «والكفار أولياء» بخفض الراء الكسائي وأبو عمرو ويعقوب قوله: (وعبد) يريد قوله تعالى «عبد الطاغوت» كما سيأتي في البيت بعده. بضمّ بائه وطاغوت اجرر ... (ف) وزا رسالاته فاجمع واكسر يعني بضم باء عبد وخفض الطاغوت حمزة، والباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت قوله: (رسالته) يريد قوله تعالى: بلغت رسالته بالجمع، وكسر التاء نصبا نافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة ويعقوب، والباقون رسالته بالتوحيد والنصب. (عمّ) (ص) را ظ) لم والانعام اعكسا ... (د) ن (ع) د تكون ارفع (حما) (فتى) (ر) سا يعني قوله تعالى في الأنعام «الله أعلم حيث يجعل رسالته» قرأه بعكس الترجمة المتقدمة: أي بالتوحيد والنصب ابن كثير وحفص، والباقون بالجمع والكسر نصبا قوله: (تكون) أي «وحسبوا أن لا تكون» بالرفع أبو عمرو ويعقوب وحمزة وخلف والكسائي والباقون بالنصب. عقدتم المدّ (م) نى وخفّفا ... (م) ن (صحبة) جزاء تنوين (كفى) أي «بما عقدتم الإيمان» قرأه «عاقدتم» بالمد وهو إثبات الألف ابن ذكوان، والباقون بالقصر وهو حذفها، وخفف القاف ابن ذكوان لأنه يقرأ بالمد وحمزة

سورة الأنعام

والكسائي وخلف وشعبة فيصير فيه ثلاث قراءات قوله: (جزاء) يعني قوله تعالى «فجزاء مثل ما قتل» بالتنوين، ورفع مثل كما سيأتي الكوفيون ويعقوب، والباقون بغير تنوين وخفض مثل. (¬1). (ظ) هرا ومثل رفع خفضهم وسم ... والعكس في كفارة طعام (عم) أي وقرأ بعكس هذه الترجمة في «كفارة طعام مساكين» يعني كفارة بغير تنوين وطعام بالخفض نافع وأبو جعفر وابن عامر، والباقون بالتنوين والرفع. ضمّ استحقّ افتح وكسره (ع) لا ... والأوليان الأوّلين (ظ) لّلا يعني «استحق عليهم الأوليان» بفتح التاء والحاء حفص، والباقون بضم التاء وكسر الحاء قوله: (وكسره) عطف على ضم استحقّ: أي افتح ضمه وافتح كسره قوله: (والأوليان) أي وقرأ الأوّلين على الجمع موضع الأوليان يعقوب وشعبة وحمزة وخلف كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون الأوليان على التثنية. (ص) فو (فتى) وسحر ساحر (شفا) ... كالصّف هود وبيونس (د) فا يعني قوله تعالى «فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين» هنا وفي أول هود «ليقولنّ الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين» وفي الصف «قالوا هذا سحر مبين» قرأ حمزة والكسائي وخلف «ساحر» موضع سحر في الثلاثة، وقرأ الذي في يونس كذلك، وهو قوله تعالى: إن هذا لسحر مبين» ابن كثير والكوفيون كما ذكره في البيت الآتي، والباقون لسحر. (كفى) ويستطيع ربّك سوى ... عليّهم يوم انصب الرّفع (أ) وى يعني وقرأ «هل يستطيع» بالغيب «ربّك» بالرفع على اللفظ بهما جميع القراء سوى الكسائي فإنه بالخطاب في «تستطيع» وبالنصب في ربّك قوله: (يوم) أي قوله تعالى: هذا يوم ينفع الصادقين» نافع بالنصب، والباقون بالرفع. سورة الأنعام يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة) ... (ظ) عن ويحشر يا يقول (ظ) نّة ¬

_ (¬1) «فجزاء مثل».

يعني «من يصرف عنه» بفتح الياء وكسر الراء حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب على تسمية الفاعل، والباقون بضم الياء وفتح الراء على ما لم يسم فاعله قوله: (ويحشر) أي وقرأ «يحشر، ويقول» يعقوب، يريد قوله تعالى: ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول والباقون بالنون فيهما. (¬1) ومعه حفص في سبا يكن (رضا) ... (ص) ف خلف (ظ) ام فتنة ارفع (ك) م (ع) ضا يعني ووافق حفص يعقوب في سبأ «ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول» فقرأهما بالياء أيضا، والباقون بالنون قوله: (يكن) يعني قوله تعالى: ثم لم تكن فتنتهم بالتذكير على لفظه حمزة والكسائي وشعبة بخلاف عنه ويعقوب، والباقون بالتأنيث قوله: (فتنة) أي قوله تعالى: فتنتهم إلا أن قالوا بالرفع ابن عامر وحفص وابن كثير كما في أول البيت الآتي، والباقون بالنصب. (د) م ربّنا النّصب (شفا) نكذّب ... بنصب رفع (ف) وز (ظ) لم (ع) جب أي قوله تعالى «والله ربّنا» بنصب الباء حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالخفض، ولا يرد عليه «ربنا» من قوله تعالى بآيات ربنا بعده، لأن الترتيب يمنعه، ولأنه أول ما وقع في السورة قوله: (نكذب) يريد قوله تعالى: ولا نكذب بآيات ربنا قرأه بنصب الباء حمزة ويعقوب وحفص، والباقون بالرفع. كذا نكون معهم شام وخف ... للدّار الآخرة خفض الرّفع (ك) ف أي كذا بنصب الرفع من قوله تعالى: ونكون من المؤمنين ابن عامر مع المذكورين قبل، وهم حمزة ويعقوب وحفص قوله: (وخف) يعني قرأ «والدار الآخرة» بتخفيف الدال، وخفض الآخرة ابن عامر، والباقون بالتشديد ورفع الآخرة ولم يحتج إلى التعرض لحذف اللام لأن تخفيف الدال كاف في معرفة المعنى على اللفظ لا على الخط، إذ لا فائدة فيه غير التطويل. لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم) ... (ع) ن (ظ) فر يوسف شعبة وهم ¬

_ (¬1) «ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول».

يريد «أفلا تعقلون قد نعلم» هنا وتحت: أي تحت هذه السورة، يعني «أفلا تعقلون والذين يمسّكون» في الأعراف، قرأ الحرفين بالخطاب نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب والباقون بالنصب قوله: (يوسف الخ) يعني قوله تعالى: أفلا تعقلون حتى في آخر يوسف، قرأه بالخطاب شعبة والمذكورون قبل وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن عامر فدخل عاصم فيهم بكماله، والباقون بالغيب. يس (ك) م خلف (مدا) (ظ) لّ وخف ... يكذّب (ا) تل (ر) م فتحنا اشدد (ك) لف أي وقرأ حرف يس وهو قوله تعالى: أفلا تعقلون ومن نعمره بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب، واختلف عن ابن عامر، والباقون بالغيب، وقوله: وخف، يعني وخفف الذال من قوله: «فإنهم لا يكذبونك» نافع والكسائي، والباقون بالتشديد قوله: (فتحنا) أي قوله تعالى: فتّحنا عليهم أبواب كل شيء بتشديد التاء ابن عامر وعيسى بن وردان، واختلف فيه عن ابن جماز ورويس كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالتخفيف. (خ) ذه كالاعراف وخلفا (ذ) ق (غ) دا ... واقتربت (ك) م (ث) ق (غ) لا الخلف (ش) دا يعني أن اختلافهم هنا في الحرف الذي في الأعراف وهو قوله تعالى: لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن اختلف فيها عن ابن جماز ورويس قوله: (واقتربت) أي وشدد حرف اقتربت وهو قوله تعالى: ففتّحنا أبواب السماء ابن عامر وأبو جعفر ورويس بخلاف عنه وروح. وفتّحت يأجوج (ك) م (ثوى) وضم ... غدوة في غداة كالكهف (ك) تم معطوف أيضا على التشديد: أي وشدد التاء من قوله تعالى: حتى إذا فتّحت يأجوج ومأجوج ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بالتخفيف في المواضع الأربعة قوله: (وضم) يعني وقرأ غدوة في موضع الغداة هنا والكهف مع ضم الغين ابن عامر، يريد قوله تعالى: بالغدوة والعشى وإنما قيده بالضم مع تلفظه به لئلا يتوهم أن ابن عامر يقرءوه بالكسر كما قرئ بالعدوة.

وإنّه افتح (عمّ) ظ) لّا (ن) ل فإن ... (ن) ل (ك) م (ظبى) ويستبين (ص) ون (ف) ن يريد قوله تعالى: إنه من عمل منكم سوءا بجهالة فتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وعاصم، والباقون بالكسر قوله: (فإن) يعني «فأنه غفور رحيم» فتح همزته أيضا عاصم وابن عامر ويعقوب قوله: (ويستبين) أي قوله تعالى: ولتستبين سبيل المجرمين قرأه بالتذكير على لفظه شعبة وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتاء على التأنيث أو الخطاب كما سيأتي في البيت الآتي ففيه نوع تجوّز لضرورة الاختصار ولكنه أسهل من قول الشاطبية: يستبين صحبة ذكروا ولا. (روى) سبيل لا المديني ويقص ... في يقض أهملن وشدّد (حرم) (ن) ص يعني قوله تعالى: سبيل المجرمين قرأه بالرفع على لفظه غير المدنيين فيكون لهما بالنصب من ضد الرفع قوله: (يقص) يعني «يقصّ الحق» في موضع يقص الحق» بالصاد المهملة (¬1) وتشديدها نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم. وذكّر استوى توفّى مضجعا ... (ف) ضل وننجي الخفّ كيف وقعا يعني «استهوته الشياطين، وتوفيه رسلنا» بالتذكير حمزة مع إمالته على أصله من حيث إنه صارت ألفه منقلبة عن الياء وتوفاه على التناسب قوله: (وننجي الخ) يعني وخفف يعقوب «ننجي» كيف وقع في القرآن بالياء أو بالتاء أو بالنون أو بغير ذلك وهو «ينجيكم» هنا «وقل الله ينجيكم» بعدها وكلاهما في هذه السورة، وفي يونس «فاليوم ننجيك ببدنك، وننجي رسلنا، وننجي المؤمنين» وفي الحجر «إنا لمنجوهم» وفي مريم «ثم ننجي» وفي العنكبوت «لننجينه، إنا منجوك» وفي الزمر «وينجي الله» وفي الصف «ينجيكم من» ووافقه غيره في مواضع كما سيأتي: (ظ) لّ وفي الثّان (ا) تل (م) ن (حقّ) وفي ... كاف (ظ) بى (رض) تحت صاد (ش) رّف أي الثاني من هذه السورة يعني «قل الله ينجّيكم» خففه نافع وابن ذكوان وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالتشديد قوله: (وفي كاف) يعني وخفف ¬

_ (¬1) المهملة: أي دون نقطة فالمنقوطة أو المعجمة هي الضاد هاهنا.

الذي في مريم «ثم ننجّي الذين اتقوا» يعقوب والكسائي قوله: (تحت صاد) أي الذي في الزمر «وينجّي الله الذين اتقوا» خففه روح. والحجر أولى العنكبا (ظ) لم (شفا) ... والثّان (صحبة) (ظ) هير (د) لفا يعني خفف الذي في الحجر والأولى في العنكبوت، وهما «إنا لمنجوهم، ولننجينه» يعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله: (والثان) يعني الثاني من العنكبوت، معنى «إنا منجوك» خففه حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير. ويؤنس الأخرى (ع) لا (ظ) بي (ر) عا ... وثقل صفّ (ك) م وخفية معا يعني وخفف الحرف الأخير من يونس، وهو كذلك «حقا علينا ننجي المؤمنين» حفص ويعقوب والكسائي قوله: (وثقل صف) أي وقرأ الموضع الذي في الصف وهو «تتنجّيكم من عذاب أليم» بالتشديد ابن عامر، والباقون بالتخفيف قوله: (وخفية) يعني قرأ «خفية» من قوله تعالى: تضرعا وخفية في الموضعين هنا والأعراف بالكسر شعبة، والباقون بالضم كما في البيت الآتي: بكسر ضمّ (ص) ف وأنجانا (كفى) ... أنجيتنا الغير وينسي (ك) يّفا أي وقرأ «لئن أنجانا من هذه» على ما لفظ به الكوفيون، يعني بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء كما هو في مصحف الكوفة، وقرأ غير الكوفيين بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في سائر المصاحف قوله: (وينسى) أي وقرأ ابن عامر «ينسينك الشيطان» بتشديد السين كما سيأتي في أول البيت الآتي: ثقلا وآزر ارفعوا (ظ) لما و؟؟ خف ... نون تحتاجّوني (مدا) (م) ن (ل) ي اختلف يعني «لأبيه آزر» برفع الزاي يعقوب والباقون بالنصب قوله: (وخف) أي وخفف النون من قوله: أتحتاجوني في الله نافع وأبو جعفر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، والباقون بتشديدها. ودرجات نوّنوا (كفا) معا ... يعقوب هنا واليسعا يعني وقرأ نرفع «درجات من» في الموضعين هنا وفي يوسف بالتنوين الكوفيون، وقوله: يعقوب: أي يعقوب يوافق الكوفيين في هذا الموضع قوله:

(واللسيعا) وشدد اللام من «وليسع» هنا وفي ص حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت بعده. شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا) ... ويجعلو يبدو ويخفو (د) ع (ح) فا أي شدد اللام وحركها يعني بالفتح وسكن الياء أي في الموضعين هنا وص، والباقون بتخفيف اللام ساكنة وفتح الياء قوله: (ويجعلوا) يعني قرأ «يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا» بالغيب على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب. ينذر (ص) ف بينكم ارفع (ف) ي (ك) لا ... (حقّ) (صفا) وجاعل اقرأ جعلا قوله: (ولينذر أم القرى) على لفظه بالغيب، قرأه شعبة قوله: (بينكم) يريد قوله تعالى: تقطّع بينكم قرأه بالرفع حمزة وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة وخلف، والباقون بالنصب قوله: (وجاعل) يعني قوله تعالى: وجاعل الليل سكنا قرأه وجعل بلفظ الماضي ونصب «الليل» الكوفيون كما سيأتي، والباقون وجاعل اسم فاعل كما لفظ به وخفض «الليل». والليل نصب الكوف قاف مستقر ... فاكسر (ش) ذا (حبر) وفي ضمّى ثمر أي قرأ «فمستقر ومستودع» بكسر القاف روح وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بفتحهما قوله: (وفي ضمى ثمر) يعني قوله تعالى انظروا إلى ثمره، وكلوا من ثمره في هذه السورة، وفي يس «ليأكلوا من ثمره» بضم الثاء والميم حمزة والكسائي وخلف على أنه جمع ثمرة كخشب جمع خشبة أو جمع ثمار ككتب وكتاب أو جمع ثمر كأسد وأسد، والباقون بفتحهما في الثلاثة المواضع على أنه جمع ثمرة كبقر وشجر، وفهم الموضعان من هذه السورة من إضافة حرف يس إليها، وأما موضع الكهف فسنذكره في سورته قوله: (وفي ضمى) أي ضمى الثاء والميم وحذف النون للإضافة. (شفا) كيس وخرّقوا اشدد ... (مدا) ودارست لح (بر) فامدد يريد قوله تعالى: وخرّقوا له بنين بتشديد الراء المدنيان، يعني نافع وأبو جعفر والباقون بتخفيفها وهما لغتان قوله: (ودارست) يعني قوله تعالى: وليقولوا دارست قرأه بالمد: أي بالألف ابن كثير وأبو عمرو والباقون بغير

ألف وفتح منهم السين، وسكن التاء ابن عامر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، فبقي نافع وأبو جعفر والكوفيون بإسكان السين وفتح التاء. وحرّك اسكن (ك) م (ظ) بى والحضرمي ... عدوا عدوّا كعلوّا فاعلم أي السين والتحريك المطلق السكون ضده قوله: (اسكن) أي التاء والباقون بالتحريك وهو الفتح قوله: (والحضرمي) أي وقرأ يعقوب «عدوّا بغير علم» على لفظ عدوا، يعني بضم العين والدال وتشديد الواو كلفظة علوا، وإنما زاد في إيضاحه لأن الوزن يقوم بعدوا بفتح العين مشددا، وقد أحسن في قوله: فاعلم: أي فاعلم ما يشاء فإن الله تعالى ذكر سب الكفار بغير علم، فلهذا لم يقل الناظم فافهم أو فأسلم أو نحو ذلك مما يقوم به الوزن. وإنّها افتح (ع) ن (ر) ضى (عمّ) (ص) دا ... خلف وتؤمنون خاطب (ف) ي (ك) دا أي وقرأ «أنها إذا جاءت» بفتح الهمزة حفص وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة بخلاف عنه، والباقون بالكسر قوله: (ويؤمنون) يعني وقرأ «إذا جاءت لا يؤمنون» بالخطاب حمزة وابن عامر. وقبلا كسرا وفتحا ضمّ (حق) ... (كفى) وفي الكهف (كفى) ذكرا (خ) ف ق أي وقرأ «كل شيء قبلا» بضم القاف والباء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والكوفيون، والباقون بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ حرف الكهف وهو قوله تعالى: أو يأتيهم العذاب قبلا بهذه الترجمة: أي بضم القاف والباء الكوفيون وأبو جعفر. وكلمات اقصر (كفى) (ظ) لّا وفي ... يونس والطّول (شفا) (حقا) (ن) في يعني قوله تعالى: وتمت كلمات ربك قرأه بالقصر وهو حذف الألف توحيدا مدلول: كفا ظلا، وهم الكوفيون ويعقوب، والباقون بالألف جمعا، وفي يونس «حقت عليهم كلمات ربك» وكذا في الطول بالقصر: (¬1) أي بغير ألف على التوحيد، قرأهما حمزة والكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم كما يفهم من مدلول: شفا حقا نفى، والباقون بالألف على الجمع. ¬

_ (¬1) «كلمة».

فصّل فتح الضّمّ والكسر (أ) وى ... (ثوى) (كفى) وحرّم (ا) تل (ع) ن (ثوى) يعني قوله تعالى: وقد فصل لكم بفتح الفاء والصاد نافع وأبو جعفر ويعقوب والكوفيون والباقون بضم الفاء وكسر الصاد قوله: (وحرم) معطوف على فصل: أي وقرأ «ما حرّم عليكم» بهذه الترجمة، يعني بفتح الحاء والراء نافع وحفص وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بضم الحاء وكسر الراء. واضمم يضلّوا مع يونس (كفى) ... ضيقا معا في ضيّقا مكّ وفى أي واضمم الياء من يضلوا يريد قوله تعالى: ليضلون بأهوائهم وفي يونس «ليضلوا عن سبيلك» قرأه بالضم الكوفيون، والباقون بالفتح في الموضعين قوله: (ضيقا) يعني قرأ ضيقا في الموضعين هنا «ضيقا حرجا» وفي الفرقان «مكانا ضيقا» بإسكان الياء مخففا على ما لفظ به ابن كثير، والباقون بتشديدها مكسورة كما لفظ به. را حرجا بالكسر (ص) ن (مدا) وخف ... ساكن يصعد (د) نا والمدّ (ص) ف يعني وقرأ «حرجا كأنما» يعني بكسر الراء شعبة ونافع وأبو جعفر، والباقون بفتحها قوله: (وخف) يعني وقرأ «يصعد في السماء» بتخفيف الصاد الساكنة ابن كثير، والباقون بتشديدها مفتوحة، وقرأ منهم شعبة بالمد: أي بالألف بعد الصاد مع تخفيف العين، ووافقه على تخفيف الصاد ابن كثير فيصير فيها ثلاث قراءات: سكون الصاد مخففة، وتخفيف العين من غير ألف ابن كثير، وتشديد الصاد مع المد مع تخفيف العين شعبة، وتشديد الصاد والعين من غير ألف الباقون. والعين خفّف (صن) (د) ما يحشر يا ... حفص وروح ثان يونس (ع) يا يريد قوله تعالى: ويوم نحشرهم جميعا قرأه بالياء حفص وروح، والباقون بالنون، وقرأ الموضع الثاني من يونس وهو قوله تعالى: ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا بالياء كذلك حفص، والباقون بالنون. خطاب عما تعملو (ك) م هود مع ... نمل (ا) ذ (ث) وى (ع) د (ك) س مكانات (ج) مع يعني قوله تعالى: وما ربك بغافل عما يعملون قرأه بالخطاب ابن عامر،

والباقون بالغيب، وقيدهما بعمّا ليخرج قوله: بعده «إني عامل فسوف تعملون» فإنه لا خلاف أنه بالخطاب قوله: (هود) يعني قوله: في آخر هود «وما ربك بغافل عما تعملون» وكذلك قوله: مع نمل، يعني قوله تعالى: في آخر النمل وما ربك بغافل عما تعملون قرأه بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب وحفص وابن عامر، والباقون بالغيب فيهما قوله تعالى: على مكانتكم بالألف على الجمع كما لفظ به شعبة (¬1)، والباقون بغير ألف على التوحيد. في الكلّ (ص) ف ومن يكون كالقصص ... (شفا) بزعمهم معا ضمّ (ر) مص أي في كل ما وقع من لفظ «مكاناتكم» وهو أربعة مواضع هنا وفي هود ويس والزمر قوله: (ومن يكون) يريد قوله تعالى: من تكون له عاقبة الدار هنا وفي القصص بالتذكير كما لفظ به حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالفتح. زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع (ك) ر ... أولاد نصب شركائهم بجر يعني قوله تعالى: وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم قرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء على ما لم يسم فاعله قتل بالرفع على أنه نائب فاعل زين، ووجه قراءة ابن عامر من حيث فصل بين المضافين بالمفعول الذي هو أولادهم، وقد ورد الفصل في مثل ذلك بالمفعول في الفصيح من كلام العرب اختيارا، ولم يكن ذلك مخصوصا بضرورة الشعر كما ذكر بعضهم، ولا يلتفت إلى قول الزمخشري وغيره في تضعيفه كما بين ذلك في كتاب النشر والله تعالى أعلم قوله: (بجر) أي بجر رفع شركائهم فتبين للباقين فتح الزاي والياء ونصب قتل وخفض شركائهم كما سيأتي في البيت الآتي: رفع (ك) دا أنّث يكن (ل) ي خلف (م) ا ... (ص) ب (ث) ق وميتة (ك) سا (ث) نا (د) ما يعني قوله تعالى: وإن يكن ميتة بالتأنيث هشام بخلاف عنه وابن ذكوان وشعبة وأبو جعفر، والباقون بالتذكير، وقرأ «ميتة فهم» بالرفع على اللفظ ابن عامر وأبو جعفر وابن كثير، والباقون بالنصب وتقدم تشديد أبي جعفر لميّتة فتصير خمس قراءات في قوله «وإن يكن ميتة». ¬

_ (¬1) «مكاناتكم».

والثّان (ك) م (ث) نّى حصاد افتح (ك) لا ... (حما) (ن) ما والمعز حرّك (حقّ) (ل) ا أي الثاني من هذه السورة وهو قوله تعالى: أن يكون ميتة ابن عامر وأبو جعفر، والباقون بالنصب قوله: (حصاد) يعني قوله تعالى: يوم حصاده فتح الحاء ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم، وكسرها الباقون قوله: (والمعز) أي «ومن المعز اثنين» فحرك العين بالفتح ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي، وأسكنها الباقون. خلف (م) نى يكون (إ) ذ (حما) (ن) فا ... (روى) تذكّرون (صحب) خفّفا يعني «إلا أن يكون ميتة» قرأه بالتذكير على لفظه نافع وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والكسائي وخلف، والباقون بالتأنيث، وتقدم رفع «ميتة» ونصبها آنفا وتشديدها وتخفيفها في البقرة قوله: (تذكرون) أي تذكرون إذا كان خطابا، وحسن معها تاء أخرى بتخفيف الذال حمزة والكسائي وخلف وحفص والباقون بالتشديد. (كلا) وأن (ك) م (ظ) نّ واكسرها (شفا) ... يأتيهم كالنّحل عنهم وصفا أي كل ما وقع في القرآن من لفظ تذكرون على ما تقدم قوله: (وأن) يعني قوله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيما قرأ بتخفيف النون كما لفظ به ابن عامر ويعقوب، وشددها الباقون، وكسر الهمزة منهم فيها حمزة والكسائي وخلف، وفتحها الباقون، فيصير ثلاث قراءات: الفتح والتخفيف لابن عامر ويعقوب، والكسر والتشديد لحمزة والكسائي وخلف، والفتح والتشديد للباقين قوله: (يأتيهم) يريد قوله تعالى: أن تأتيهم الملائكة هنا وفي النحل، قرأه بالتذكير على ما لفظ به فيهما حمزة والكسائي وخلف المذكورون قبل، والباقون بالتأنيث. وفرّقوا امدده وخفّفه معا ... (رضى) وعشر نوّنن بعد ارفعا يعني قرأ «إن الذين فآرقوا دينهم» بالمد، وهو إثبات الألف بعد الفاء وتخفيف الراء هنا وفي الروم حمزة والكسائي، والباقون بالتشديد من غير ألف كما لفظ به قوله: (معا) أي في الموضعين هنا وفي الروم قوله: (وعشر) أي وقرأ «عشر أمثالها» بالتنوين ورفع أمثالها يعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بغير تنوين وخفض أمثالها.

سورة الأعراف

خفضا ليعقوب ودينا قيّما ... فافتحه مع كسر بثقله (سما) يعني وقرأ «دينا قيّما ملة إبراهيم» بفتح القاف وكسر الياء مشددة نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والباقون بكسر القاف وفتح الياء مخففة. سورة الأعراف تذكّرون الغيب زد من قبل (ك) م ... والخفّ (ك) ن (صحبا) وتخرجون ضم أي «قليلا ما يتذكرون» بزيادة ياء قبل التاء على الغيب ابن عامر مع تخفيف الذال كما سيأتي وكذا هو في المصحف الشامي، والباقون بتاء واحدة من غير ياء قبلها، وخفف الذال منهم حمزة والكسائي وخلف وحفص كما تقدم أصلهم في الأنعام قريبا قوله: (والخف) يعني تخفيف الذال من «تذكرون» وإنما أعاد ذكر صحب وإن كان قد علم مما تقدم قريبا في أواخر الأنعام في قوله: «تذكرون» صحب خففا لأجل ذكر ابن عامر فإنه لا بد من ذكر التخفيف له ولو ذكر وحده لفهم للباقين التشديد، وليس كذلك قوله: (تخرجون ضم) أي ضم تخرجون يعني ضم حرف المضارعة منها يريد قوله تعالى: ومنها تخرجون كما سيأتي في البيت الآتي: فافتح وضمّ الرّا (شفا) (ظ) لّ (م) لا ... وزخرف (م) نّ (شفا) وأوّلا يعني فافتح ضم حرف المضارعة من قوله تعالى: ومنها تخرجون وضم الراء لحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن ذكوان، والباقون بضم حرف المضارعة وفتح الراء على ما لم يسم فاعله، وقوله: وزخرف: أي وقرأ حرف الزخرف وهو قوله تعالى: بلدة ميتا كذلك تخرجون بالترجمة المتقدمة؛ يعني فتح التاء وضم الراء ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف قوله: (وأولا) أي وأول الروم كما سيأتي في أول البيت الآتي: روم (شفا) (م) ن خلفه الجاثية ... (شفا) لباس الرّفع (ن) ل (حقّا) (فتى) يعني قوله تعالى «وكذلك تخرجون» بفتح التاء وضم الراء كما تقدم حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلاف عنه، واحترز بتقييده أول الروم عن الحرف الثاني وهو قوله تعالى «ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون» فإنه لا

خلاف أنه بفتح التاء وضم الراء قوله: (الجاثية) يريد قوله تعالى في الجاثية «فاليوم لا يخرجون منها» قرأه بالترجمة المتقدمة: أي بفتح التاء وضم الراء حمزة والكسائي وخلف قوله: (لباس) يعني قوله تعالى «ولباس التقوى» بالرفع عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة وخلف، والباقون بالنصب. خالصة (إ) ذ يعلموا الرّابع (ص) ف ... يفتح (ف) ي (روى) و (ح) ز (شفا) يخف يعني قوله تعالى «خالصة يوم القيامة» قرأ بالرفع على لفظه نافع والباقون بالنصب قوله: (يعلمو) يريد قوله تعالى «ولكن لا يعلمون» قرأه بالياء على الغيب كما لفظ به شعبة، والباقون بالخطاب، واحترز بالرابع عن الأول وهو قوله تعالى «أتقولون على الله ما لا تعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب، وعن الثاني وهو قوله تعالى «كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالغيب، وعن الثالث وهو قوله تعالى «وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون» فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب، وكلام الشاطبي رحمه الله يوهم دخول هذا الحرف حيث قيد بلا، فيحتاج إلى تأويل الثاني في قوله الثاني ما بعد خالصه، وقيد الناظم بالرابع وهو يدفع صريحا على أن كان قد تبع الشاطبي في قوله الثاني، واشتهرت النسخ عنه بذلك، ثم غيره بالصواب والله تعالى أعلم قوله: (يفتح) يعني قوله «لا يفتّح لهم أبواب السماء» قرأه بالتذكير كلفظه حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتأنيث، فيكون فيها ثلاث قراءات التذكير مع التخفيف لحمزة والكسائي وخلف، والتأنيث مع التخفيف لأبي عمرو والتأنيث مع التشديد للباقين. واو وما احذف (ك) م نعم كلّا كسر ... عينا (ر) جا أن خفّ (ن) ل (حما) (ز) هر يعني الواو من قوله تعالى «وما كنا لنهتدي» يحذفها ابن عامر، وهو كذلك في المصحف الشامي، والباقون بإثباتها قوله: (نعم الخ) أي قرأ الكسائي «قالوا نعم» بكسر العين، وكذا كل ما وقع في القرآن العظيم من لفظه نعم، وهو موضعان في هذه السورة وفي الشعراء والصافات، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله: (أن خف) يريد قوله تعالى «أن لعنة الله على الظالمين» خفف النون ورفع لعنة بعده عاصم وأبو عمرو ويعقوب ونافع وقنبل بخلاف عنه كما سيأتي في البيت بعده، والباقون بتشديد النون ونصب لعنة.

خلف (ا) تل لعنة لهم يغشي معا ... شدّد (ظ) ما (صحبة) والشّمس ارفعا يعني قوله «يغشّي الليل النهار» في الموضعين هنا، وفي الرعد بتشديد الشين يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وشعبة، والباقون بالتخفيف قوله: (والشمس) يريد قوله «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره» هنا، وفي النحل رفع الأربعة كما لفظ به ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي، ووجه الرفع هنا وفي النحل أن تكون على الابتداء والخبر «مسخرات» والباقون بنصب الأربعة هنا على أنه عطف الثلاثة على السموات والأرض، ومسخرات حال، وفي النحل بفعل مقدر: أي وخلق أو جعل، فيكون مسخرات حالا على الأول ومفعولا على الثاني، أو يكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار والنجوم بفعل مقدر على ما تقدم. كالنّحل مع عطف الثّلاث (ك) م وثم ... معه في الآخرين (ع) د نشرا بضم يعني قوله تعالى أيضا في النحل «والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره»، قوله: (مع عطف) أي الثلاث الكلمات التي بعد والشمس هي والقمر والنجوم ومسخرات، فالاثنان منها معطوفان حقيقة والثالث وهو مسخرات في حكم المعطوف فأعطى حكمه، كأنه قال مع الثلاثة الموصوفة بالعطف كما قال الشاطبي رحمه الله قوله: (قوله وثم) أي هناك، يعني في النحل يوافق حفص وابن عاقر على رفع الأخيرين: أي «والنجوم مسخرات»، وهذا أوضح من الشاطبية حيث قال: وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم، وأصرح فإن ذلك مشكل كما بيناه في موضعه، ووجه، رفع الأخيرين فقط في النحل ظاهر على الابتداء والخبر، ولم يجر ذلك في الأعراف لأنه ليس قبله وسخر بخلاف النحل قوله: (عد) من العود: أي عد إلى رفع الأخيرين المذكورين لابن عامر قوله: (نشرا) بضم، يعني بضم النون منه والشين، يعني قوله تعالى «يرسل الرياح نشرا» هنا وفي الفرقان والنمل؛ وقد اختلف فيه على أربع قراءات: الأولى نشرا بفتح النون وإسكان الشين لحمزة والكسائي وخلف، فالفتح من قوله: فافتح أول البيت الآتي، والإسكان من ضده قراءة سما التي قيدها، ووجهها أنها مصدر في موضع الحال: أي ذات نشر أو ينشرها: أي يحييها فنشرت نشرا: أي من أنشر الله الموتى، فقام مقام ينشر. الثانية نشرا بضم النون والشين لنافع وابن كثير وأبي

عمرو وأبي جعفر ويعقوب، فضم النون من قوله بضم في آخر البيت، وضم الشين من قوله ضم ساكنا على أنه جمع نشورا أو ناشر: وهي الريح المحيية. الثالثة نشرا بضم النون وإسكان الشين لابن عامر، فالضم من قوله بضم أيضا، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما أيضا، ووجهها أنها على التخفيف من القراءة الثانية. والرابع بشرا بالباء المضمومة وإسكان الشين لعاصم، فالباء من قوله وبا نل، والضم من قوله بضم أيضا، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما، والوجه فيها أنه جمع بشير كقليب وقلب؛ والمعنى أنها تبشر بالمطر كقوله تعالى «ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات» وكان الأصل في هذه القراءة ضم الشين ولكنها سكنت تخفيفا، ولم يحتج إلى تقييد النون للباقين لأنه لفظ بها ولشهرتها، ثم إذا جمع نشرا إلى الرياح يصير فيها خمس قراءات: الأولى الريح نشرا بالتوحيد وفتح النون وإسكان الشين حمزة والكسائي وخلف. الثانية الريح نشرا بالتوحيد وضم النون والشين ابن كثير. الثالثة الرياح نشرا بالجمع وضم النون والشين نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب. والرابعة الرياح نشرا بالجمع وضم النون وإسكان الشين ابن عامر. والخامسة الرياح بشرا بالجمع وبضم الباء وإسكان الشين عاصم. فافتح (ش) فا كلّا وساكنا (سما) ... ضمّ وبا (ن) ل نكدا فتح (ث) ما أي النون المضمومة من نشرا قوله: (كلا) أي كل ما في القرآن، وهو هنا والفرقان والنمل قوله: (ساكنا) مفعول ضم قوله: (ضم) فعل أمر قوله: (وبا نل) أي وقرأه بالباء عاصم موضع النون الملفوظ بها قوله: (نكدا الخ) يعني قوله تعالى «لا يخرج إلا نكدا» قرأه بفتح الكاف أبو جعفر، والباقون بالكسر قوله: (ثما) بالضم: نبت كما تقدم، وهو مناسب هنا، لأن المراد النبات. ورا إله غيره اخفض حيث جا ... رفعا (ث) نا (ر) د أبلغ الخفّ (ح) جا أي وقرأ «من إله غيره» بالخفض حيث أتى، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله: (رفعا) مفعول اخفض قوله: (أبلغ) أي قرأ «أبلغكم» بتخفيف اللام حيث أتى، وهو ثلاثة مواضع: موضعان هنا وموضع في الأحقاف أبو عمرو، والباقون بالتشديد.

كلّا وبعد المفسدين الواو (ك) م ... أو أمن الإسكان (ك) م (حرم) وسم يعني قوله تعالى «ولا تعبثوا في الأرض مفسدين قال الملأ» في قصة صالح، قرأه ابن عامر بزيادة الواو وكذا هو في المصحف الشامي، والباقون «قال الملأ» بغير واو، كذا هو في سائر المصاحف (قوله أو أمن) يعني قوله تعالى «أو أمن أهل القرى» بإسكان الواو على أنها حرف عطف: أي أفأمنوا هذا وهذا، وورش على أصله في النقل، وابن ذكوان في السكت، والباقون بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليها همزة الاستفهام التي هي بمعنى النفي. على عليّ (ا) تل وسحّار (شفا) ... مع يونس في ساحر وخفّفا يريد قوله تعالى: «على أن لا أقول على الله إلا الحق» قرأه نافع بياء مشددة مفتوحة بعد اللام على لفظه: أي أوجب على الحق وأن لا أقول على الله غيره، والباقون على التي هي حرف جر كما لفظ بها، فتكون متعلقة برسول: أي إني رسول على هذه الصفة، وهي «أن لا أقول على الله إلا الحق» فحقيق: أي أنا رسول حقيقة ورسالتي موصوفة بقول الحق قوله: (وسحّار الخ) يعني قوله تعالى «بكل ساحر عليم» هنا وفي يونس، قرأه حمزة والكسائي وخلف سحّار بتشديد الحاء وألف بعدها، والباقون ساحر على وزن فاعل وساحر وسحار كعالم وعلام من المبالغة (¬1)، ولا خلاف في حرف الشعراء أنه بالتشديد كما ذكره في النشر، والله تعالى أعلم قوله: (وخففا) أي وقرأ «تلقف ما يأفكون» بتخفيف القاف في الثلاثة مواضع هنا وطه والشعراء حفص كما في البيت الآتي: تلقف كلّا (ع) د سنقتل اضمما ... واشدده واكسر ضمّه (كنز) (حما) أي كل ما في القرآن وهو ثلاثة مواضع قوله: (سنقتل) يريد قوله تعالى «سنقتّل أبناءهم» بضم النون وتشديد التاء المكسورة ابن عامر والكوفيون والبصريان إظهارا لمعنى التكثير والتكرير، والباقون بفتح النون وضم التاء مخففا على الأصل، ولا يمتنع استعمال ذلك مع التخفيف. ويقتلون عكسه انقل يعرشوا ... معا بضمّ الكسر (ص) اف (ك) مشوا ¬

_ (¬1) أي صيغة من صيغ المبالغة من اسم الفاعل.

يعني «يقتلون أبناءكم» قرأه بعكس الترجمة المذكورة: أي بضدها وهو فتح الياء وضم التاء مخففة نافع، والباقون بضم الياء وكسر التاء مشددة، ووجههما ما تقدم قوله: (يعرشوا) يعني قوله تعالى «يعرشون» في الموضعين هنا «وما كانوا يعرشون» وفي النحل «ومما يعرشون» قرأه بضم الراء شعبة وابن عامر، والباقون بالكسر، وهما لغتان فصيحتان. ويعكفوا اكسر ضمّه (شفا) وعن ... إدريس خلفه وأنجانا احذفن أي قرأ «يعكفون على أصنام لهم» بكسر الكاف حمزة والكسائي وخلف بخلاف عن إدريس في ضم الكاف وكسرها من «يعكفون المذكورة» قوله: (وأنجينا احذفن) أي وقرأ «وأنجيناكم» في قوله تعالى «وإذا أنجيناكم من آل فرعون» «أنجاكم» بحذف الياء والنون ابن عامر حملا على قوله تعالى «أفغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين» فيكون القائل ذلك موسى عليه السلام، والباقون أنجيناكم كما لفظ به، وسيأتي في أول البيت الآتي: ياء ونونا (ك) م ودكّاء (شفا) ... في دكّا المدّ وفي الكهف (كفى) أي وحذف الياء والنون من نجيناكم ابن عامر، وإذا حذفها فيبقى الألف بعد الجيم فيكون أنجاكم، وهذا أوضح من قول الشاطبية وأنجا بحذف الياء والنون، لأنه لم يعلم موضعه ولا لفظ بقراءة الباقين وقد ظهر أنها أنجينا، ووجهها الانتقال من موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى كلام الله تعالى وإخباره عما منّ الله عليه من الإنجاء بصرفه للعظمة والمناسبة كقوله أثر ذلك «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها» قوله: (دكا) يعني وقرأ دكا في قوله تعالى «دكآ» حمزة والكسائي وخلف على ما لفظ به مع المد وإنما نص على ذلك المد مع كونه تلفظ به زيادة للبيان ولأنه لا يقوم بالوزن بغير المد الذي هو الألف؛ والمعنى جعله أرضا دكا وهي النائشة الناشزة من الأرض كالدكة وكالجبل، والباقون بالتنوين من غير مد على ما لفظ به على أنه يصير بمعنى مدكوك: أي مندكا، يعني دكه مثل قعد جلوسا؛ وأما حرف الكهف وهو «فإذا جاء وعد ربي جعله دكآء» فقرأ الكوفيون كقراءة مدلول شفا هنا بالمد من غير تنوين، والباقون بالقصر والتنوين. رسالتي اجمع غيث (كنز) (ح) جفا ... والرّشد حرّك وافتح الضّم (شفا)

يريد قوله تعالى «برسالتي» على الجمع رويس وابن عامر والكوفيون وأبو عمرو، والباقون بالإفراد، ووجه كل من القراءتين تقدم على قوله «فما بلغت رسالته» في المائدة قوله: (والرّشد) بفتح الراء والشين حمزة والكسائي وخلف، والباقون بضم الراء وإسكان الشين وهما لغتان كالبخل والبخل والسقم والسقم، وفرق بينهما أبو عمرو كما سيأتي في البيت الأتي قوله: (والرشد حرك) أي حرك الشين، يعني بالفتح فيكون للباقين الإسكان، وقيد بالضم في قوله: افتح الضم لأجل ضده. وآخر الكهف (حما) وخاطبوا ... يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا يعني قوله تعالى: «مما علمت رشدا» أي وقرأ الموضع الآخر من الكهف بالترجمة المتقدمة أبو عمرو ويعقوب؛ واحترز بذلك عن الأول والثاني منهما، وهما «وهيء لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا» فإنه لا خلاف في فتحهما وهما واردان على الشاطبية، ووجه تخصيص أبي عمرو الحرف الأخير من الكهف دون هذه السورة أنه قال إن الرشد بالفتح: العلم والبيان، وبالضم: الصلاح والخير، وكان هذا حاصلا لموسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وإنما طلب من الخضر العلم والبيان عليهما السلام قوله: (وخاطبوا) يريد قوله تعالى «لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا» قرأهما بالتاء على الخطاب مع نصب الباء من ربنا حمزة والكسائي وخلف على أنهما حكاية قولهم حيث خاطبوا الله بدعائهم ونصب ربنا على النداء وحرف النداء محذوف: أي يا ربنا، والباقون بالغيب ورفع ربنا على أنه حكاية قولهم مخبرين عن أنفسهم ورفع ربنا بإسناد فعل الرحمة إليه. شفا وحليهم مع الفتح (ظ) هر ... واكسر (رضى) وأمّ ميمه كسر أي وقرأ «من حليهم عجلا جسدا له خوار» بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء يعقوب على الإفراد، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء وكسر الحاء منهم حمزة والكسائي، وضمها الباقون على الجمع وذلك مثل «ثدى، وثدى» فالضم والكسر في الجمع لغتان قوله: (مع الفتح) يعني تقرؤه بهذا اللفظ وهو إسكان اللام وتخفيف الياء وهو واضح فإنه لا يقوم الوزن إلا به، فقيده بالفتح

للاختلاف في ضم الحاء وكسرها وتلفظ بقراءة يعقوب ليبينها، ووكل قراءة الباقين في اللام والياء للشهرة، وبين اختلافهم في الحاء ليتم المقصود مع الاختصار، فقوله واكسر: أي اكسر الحاء، وبقي الباقون سوى يعقوب على الضم لانحصار الحركات في ثلاث قوله: (وأم ميمه كسر) أي كسر ميم أم في قوله تعالى «ابن أم» كما سيأتي في البيت الآتي: (ك) م (صحبة) معا وآصار اجمع ... واعكس خطيئات (ك) ما الكسر ارفع يعني قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة «ابن أمّ، ويا ابن أمّ» في طه بكسر الميم، والباقون بفتحهما وهما لغتان قوله: (وآصار اجمع) يريد قوله تعالى «ويضع عنهم إصرهم» قرأه «آصارهم» على الجمع ابن عامر حملا على الإعلان، والباقون بالتوحيد على أنه في الأصل مصدر والمصدر يدل على القليل والكثير، ومعنى الإصر: الثقل، يعني ثقل التكاليف وغيرها قوله: (واعكس) أي قرأه بالإفراد الذي هو ضد الجمع المتقدم، يعني قوله تعالى «يغفر لكم خطيئاتكم» ابن عامر والباقون بالجمع، وقرأه برفع التاء نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب، والباقون بكسرها نصبا إلا أبا عمرو فإنه قرأه خطاياكم كما سنبينه في البيت الآتي، وتقدم اختلافهم في «نغفر لكم» في البقرة وأن ابن عامر ونافعا وأبا جعفر ويعقوب يقرءونه بالتاء المضمومة وفتح الفاء على التأنيث، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء. (عمّ) (ظ) بى وقل خطايا (ح) صره ... مع نوح وارفع نصب حفص معذرة يعني أن مدلول عم ظبي يرفعون التاء كما قدمنا، ولكن ابن عامر منهم تقدم له الإفراد، فيبقى نافع وأبو جعفر ويعقوب بالجمع والرفع فيصير في الرفع قراءتان، ويبقى الباقون بالجمع المفهوم من ضد قراءة ابن عامر وبقى منهم أبو عمرو بجمع التكسير كما ذكره، وغيره بجمع السلامة مع كسر التاء قدمناه فيصير في الجمع قراءتان فيبقى في خطيئات أربع قراءات، فإذا ضمت إلى الخلاف في «يغفر» يكون فيهما القراءات الأربع: الأولى تغفر بالتأنيث على ما لم يسم فاعله خطيئتكم بالإفراد والرفع ابن عامر. والثاني تغفر كذلك خطيئاتكم بالرفع والجمع نافع وأبو جعفر ويعقوب. الثالثة نغفر بالنون على تسمية الفاعل خطاياكم على

جمع التكسير أبو عمرو. الرابعة نغفر كذلك خطيئاتكم بجمع السلامة مع كسر التاء، الباقون وهم ابن كثير والكوفيون، ويخرج جمع السلامة لمن قرأ به من لفظه المتقدم وجمع التكسير من قوله وقل خطايا قوله: (حصر) أي ضبطه وقيده بهذا اللفظ، من الحصر؛ وهو الحبس قوله: (مع نوح) الذي في سورة نوح «مما خطاياهم أغرقوا» قرأه أبو عمرو خطايا على جمع التكسير، والباقون على جمع السلامة قوله: (وارفع) أي روى حفص «قالوا معذرة إلى» بالنصب على المصدر أو مفعول له، والباقون بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والمعنى ارفع «معذرة» التي نصبها لحفص. بيس بياء (ل) اح بالخلف (مدا) ... والهمز (ك) م وييئس خلف (ص) دا أي قوله «بعذاب بيس» قرأه بالياء على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه على أن أصله الهمز كما يأتي في قراءة ابن عامر فخففوه قوله: (والهمز كم) أي وقرأه بالهمز: أي بهمز الياء من اللفظ المتقدم وهي ساكنة ابن عامر، والأصل في قراءة هؤلاء الثلاثة بئس كحذر وقلق نقلت حركة الهمزة إلى الباء فبقيت ساكنة أو كسرت الباء اتباعا للهمزة ثم سكنت الهمزة تخفيفا ثم خففها بالإبدال نافع ومن معه قوله: (وييئس خلف صدا) يعني وقرأه «ييئس» على وزن فيعل كضيغم وفيصل وحيدر شعبة بخلاف عنه، ووجهه الآخر كالجماعة. بئيس الغير و (ص) ف يمسك خف ... ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د) نف أي قرأ الباقون بئيس على وزن فعيل قوله: (وصف يمسك خف) يعني قوله تعالى. والذين يمسّكون بالكتاب» قرأه شعبة بالتخفيف، والباقون بالتشديد قوله: (ذرية) يريد قوله تعالى «وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم» قرأه بالقصر وهو حذف الألف مع فتح التاء وهو النصب ابن كثير، والكوفيون كما سيأتي، والباقون بالألف وكسر التاء. (كفى) كثان الطّور ياسين لهم ... وابن العلا كلا يقول الغيب (ح) م أي اختلافهم في ذرياتهم هنا كاختلافهم في الحرف الثاني من الطور وهو قوله «ألحقنا بهم ذرياتهم» قوله: (يس لهم) أي الموضع الذي في سورة يس وهو

قوله تعالى «وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك» قرأه بحذف الألف لهم: أي للمذكورين قبل وهم ابن كثير والكوفيون وابن العلا، وهو أبو عمرو، وقوله كلا: يعني حرف يقولوا في هذه السورة وهو «أن تقولوا يوم القيامة، أو يقولوا» بالغيب فيهما أبو عمرو حملا على ما قبلهما من قوله «من ظهورهم ذرياتهم» والباقون بالخطاب على الالتفات. وضمّ يلحدون والكسر انفتح ... كفصّلت (ف) شا وفي النّحل (ر) جح أي الضم الذي في ياء «يلحدون» والكسر الذي في حائه فتحهما حمزة، يريد قوله تعالى «وذروا الذين يلحدون في أسمائه» هنا وفي فصلت «إن الذين يلحدون في آياتنا» والباقون بضم الياء وكسر الحاء وهما لغتان لحد وألحد، يعني يميلون عن الحق، وقوله كفصلت: أي الاختلاف هنا كالاختلاف في فصلت قوله: (وفي النحل) أي وقرأ الموضع الذي في النحل وهو قوله تعالى «لسان الذي يلحدون» بهذه الترجمة: أي بفتح الياء والحاء الكسائي وحمزة وخلف كما سيأتي، والباقون بضم الياء وكسر الحاء، وفرق الكسائي بينهما وبين غيرها بأن قال التي في النحل استقبلت بإلى، والمعنى يركنون وفي غيرهما استقبلت بفى، والمعنى يعرضون، وكأنه رجح أن المعدي بإلى يكون ثلاثيا وبفي يكون رباعيا قوله: (رجح) أي قوى بترجيح الكسائي له كما قدمناه. (فتى) يذرهم اجزموا (شفا) ويا ... (كفى) (حما) شركا (مدا) (ص) ليا يعني قوله تعالى (ويذرهم في طغيانهم» بالجزم والكسائي وخلف، والباقون بالرفع قوله: (ويا) أي وقرأ بالياء الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالنون فيكون فيه ثلاث قراءات: الجزم مع الياء حمزة والكسائي وخلف، والرفع مع الياء عاصم وأبو عمرو ويعقوب، والرفع مع النون نافع وأبو جعفر وابن كثير وابن عامر قوله: (شركا) يريد قوله «جعلا له شركا فيما آتاهما» بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز ولا مد على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وشعبة على حذف مضاف: أي ذا شرك، والباقون شركا بضم الشين وفتح الراء والمد وفتح الهمزة من غير تنوين على جمع شريك كخليل وكليم.

سورة الأنفال

في شركاء يتبعوا كالظّلّة ... بالخفّ والفتح (ا) تل يبطش كله قوله: (يتبعوا كالظلة) يعني الشعراء، يريد قوله تعالى «لا يتبعوكم» وفي الشعراء «يتبعهم الغاوون» بتخفيف التاء وفتح الباء نافع، والباقون بالتشديد والكسر وهما لغتان، فمن الأول فمن تبعني، ومن الثاني قوله تعالى «واتّبع هواه» قوله: (يبطش كله) يعني كلما وقع من لفظ يبطش وهو «يبطشون» هنا «ويبطش بالذي» في القصص «ونبطش البطشة الكبرى» بالدخان بضم الطاء منها كما سيأتي أبو جعفر، والباقون بالكسر وهما لغتان. بضمّ كسر (ث) ق وليّي احذف ... بالخلف وافتحه أو اكسره (ي) في يريد قوله تعالى «إن وليّ الله الذي» قرأه بياء واحدة مشددة وحذف الباء الأخرى السوسى بخلاف عنه، وإذا حذف الياء هل يفتح الياء المشددة أو يكسرها على خلاف أيضا بين أهل الأداء عنهم، وقد بين ذلك في النشر. وطائف طيف (ر) عى (حقّا) وضم ... واكسر يمدّون لضمّ (ث) دى (أ) م أي وقرأ «طيف» موضع طائف الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون طائف وقد لفظ بهما جميعا قوله: (وضم) يعني قوله «وإخوانهم يمدونهم في الغي» بضم الياء وكسر الميم، من أمدّ أبو جعفر ونافع، والباقون بفتح الياء وضم الميم فيقال (¬1) هما لغتان. سورة الأنفال ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى ... رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم أي وقرأ «من الملائكة مردفين» بفتح الدال نافع وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بكسرها قوله: (رفع النعاس) يعني قوله تعالى: «إذ يغشاكم النّعاس أمنة منه» قرأه ابن كثير وأبو عمرو يغشاكم بفتح الياء والشين والنعاس بالرفع، وهذا خرج من ضد قوله: فاضمم واكسر لباق: أي لغير حبر، فيبقى مدلول حبر بضد الضم في الياء وهو فتحها وبضد الكسر في الشين وهو الفتح، وإذ انفتحت الشين ¬

_ (¬1) كلمة يقال تدل على تضعيف القول ووهنه وإنما أراد المؤلف منه الوجهة النّحوية لا الإسناديّة للقراءة فتنبّه.

انقلبت الياء ألفا ضرورة، والباقون الذين هم غير مدلول حبر بنصب النعاس وبضم الياء وكسر الشين، وإذا انكسرت الشين انقلبت الألف ياء فتصير يغشيكم، وشدد الشين منهم يعقوب والكوفيون وابن عامر، وهذا معنى قوله: واشدد مع موهن الخ كما سيأتي في البيت الآتي: واكسر لباق واشددن مع موهن ... خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن أي الشين فيصير يغشيكم لمدلول ظبا كنز، ثم أضاف إلى تشديد يغشيكم تخفيف موهن يعني «موهن كيد الكافرين» اختصار بليغا، لأن من شدد يغشّيكم خفف موهن فضم إلى موهن يغشيكم لذلك، فأما «موهن» فخففها يعقوب وابن عامر والكوفيون، والباقون بالتشديد، وكلهم نوّنوا موهن ونصبوا كيد إلا حفصا فإنه لا ينونه ويخفض كيد فيصير فيه ثلاث قراءات. مع خفض كيد (ع) د وبعد افتح وأن ... (عمّ) ع) لا ويعملو الخطاب (غ) ن أي وبعد «موهن كيد، وأن الله مع المؤمنين» بفتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر وحفص على إضمار حرف الجر: أي ولأن الله مع المؤمنين، والباقون بالكسر على الاستئناف، واحترز بقوله وبعد عن «وأن الله عنده أجر عظيم» فإنه لا خلاف في فتحه، وقوله: ويعملو، يريد قوله تعالى «فإن الله بما يعملون بصير» بالخطاب رويس حملا على قوله تعالى «وقاتلوهم» قبله، وعلى قوله «وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم، واعلموا أنما غنمتم» والباقون بالغيب حملا على قوله تعالى «فإن انتهوا» وغيره. بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا) معا ... وحيي اكسر مظهرا (ص) فا (ز) عا يريد قوله تعالى «إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى» بكسر العين فيهما ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بضمها وهما لغتان قوله: (وحي) أي وقرأ من حي بكسر الياء الأولى مع الإظهار على وزن عمى خلف وشعبة ونافع وقنبل بخلاف عنه والبزى وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالفتح مع الإدغام وهما لغتان من حي وحي.

زد خلف (هـ) ب (ثوى) ويحسبنّ (ف) ي ... (ع) ن (ك) م (ث) نا والنّور (ف) اشيه (ك) في زد من الزيادة؛ وفيه إشارة إلى زيادة وجه الإظهار لقنبل عن الشاطبية وغيرها قوله: (ويحسبن) يعني قوله تعالى «ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا» حمزة وحفص وابن عامر وأبو جعفر بالغيب كما لفظ به على تقدير ولا يحسبن الرسول أو حاسب، والباقون بالخطاب على أنه النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (والنور) والموضع الذي في النور وهو قوله تعالى: ولا تحسبن الذين كفروا معجزين» حمزة وابن عامر أيضا، والباقون بالخطاب، ووجههما ما تقدم هنا. وفيهما خلاف إدريس اتّضح ... ويتوفّى أنّث أنّهم فتح يعني واختلف عن إدريس في الموضعين هنا والنور على ما أوضحه الناظم في النشر قوله: (ويتوفى) يعني قوله تعالى «ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا» قرأ ابن عامر بالتأنيث وأنهم بفتح الهمزة، يعني قوله تعالى: «أنهم لا يعجزون» بفتح الهمزة، ابن عامر كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون يتوفى بالتذكير وإنهم بالكسر. (ك) فل وترهبون ثقله (غ) فا ... ثاني يكن (حما كفى) بعد (كفا) «أي وقرأ (ترهّبون» بتشديد الهاء رويس، والباقون بالتخفيف وهما لغتان كما تقدم في أنزل ونزل، وقيل رهبته أفرقته، وأرهبته أدخلت عليه الفرق قوله: (ثاني يكن) يعني قوله تعالى «وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا» هذا هو ال؟؟؟ ماني، قرأه بالياء على التذكير كما لفظ به أبو عمرو ويعقوب والكوفيون قوله: (بعد) أي بعد الحرف الثاني المذكور آنفا، يريد قوله تعالى «وإن يكن منكم مائة صابرة» قرأه بالتذكير أيضا الكوفيون. ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ (ث) ب ... والضّمّ فافتح (ن) ل (فتى) والرّوم (ص) ب يريد قوله تعالى: وعلم أن فيكم ضعفا قرأه أبو جعفر ضعفاء جمع ضعيف مثل كريم وكرماء وشريف وشرفاء، وهذا معنى وحرك: أي أن العين بالفتح ولا تنون ومد، وفهم من المد الهمزة على القاعدة، وأما ضم الضاد فذكره بعد ذلك، وفهم قراءة الباقين من لفظه أول البيت، ثم قال والضم فافتح: أي فتح

سورة التوبة

الضاد عاصم وحمزة وخلف، والباقون بالضم ودخل فيهم أبو جعفر، والضم والفتح لغتان، ووجه قراءة أبي جعفر علم أن فيكم قويا وضعيفا أو أن بعضكم ضعيف، وقيل إنه أوضح من قراءة الجماعة، لأن قراءتهم تحتاج إلى تأويل: أي ضعفاء في النفوس فإنهم كانوا أقوى الأقوياء، نفعنا الله بهم قوله: (والروم) يعني ضعفا الذي في الروم وهو قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا قرأه بفتح الضاد من الثلاثة: شعبة وحمزة وحفص في أحد الوجهين كما ذكره في النشر، والباقون بالضم. (ع) ن خلف (ف) وز أن يكون أنّثا ... (ث) بت (حما) أسرى أسارى ثلّثا أي وقرأ «أن يكون له» بالتاء على التأنيث أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب، والباقون بالياء على التذكير وتقدم وجههما في غير موضع قوله: (أسرى أسارى) أي وقرأ «أسارى» موضع «أسرى»، يعني من قوله تعالى: ما كان لنبي أن يكون له أسرى أبو جعفر وتلفظ هنا بالقراءتين ولم يكتف بلفظ قراءة أبي جعفر كما فعل في غيره لغرابتها بالنسبة إلى من لا يعرف غير السبعة، والله سبحانه وتعالى أعلم. من الأسارى (ح) ز (ث) نا ولاية ... فاكسر (ف) شا الكهف (فتى) (ر) واية أي وقرأ «في أيديكم من الأسارى» أبو عمرو وأبو جعفر، والباقون من الأسرى، وكلهم على أصولهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين، وتقدم الكلام في البقرة على وجه أسرى وأسارى قوله: (ولاية) يريد قوله تعالى: من ولايتهم بكسر الواو حمزة، والباقون بفتحها، فقيل هما لغتان، وقيل الكسر بمعنى ما لكم من توليتهم: أي في الميراث والفتح ما لكم أن تكونوا موالي لهم وكسر الواو من موضع الكهف في قوله تعالى: هنا لك الولاية لله الحق حمزة والكسائي وخلف على معنى الملك والسلطان، والباقون بالفتح على مراد النشر والغلبة لقوله تعالى: قبل ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله. سورة التوبة وكسر لا أيمان (ك) م مسجد (حق) ... الأوّل وحّد وعشيرات (ص) دق أي قرأ «لا أيمان لهم» بكسر الهمزة عن ابن عامر، والباقون بالفتح قوله:

(مسجد) يعني قوله تعالى: ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله قرأه ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب «مسجد الله» على التوحيد، والباقون بالجمع قوله: (الأول) مفعول وحد، واحترز عن قوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله فإنه لا خلاف في جمعه قوله: (وعشيرات) أي وقرأ «وعشيرات» من قوله تعالى: وأزواجكم وعشيرتكم بالألف على الجمع شعبة، والباقون على التوحيد، وأشار بقوله: صدق، إلى ثبوت هذه القراءة وردّا على من أنكرها، فإن الأخفش زعم أن عشيرة لا يجمع إلا على عشائر، وهذه القراءة الصحيحة ترد عليه، وإنما قيده بقوله: أول البيت الآتي: جمعا، ولم يكتف باللفظ لما تقدم من توحيد مساجد لئلا يتوهم أنه عطف عليه. جمعا عزير نوّنوا (ر) م ن) ل (ظ) بى ... عين عشر في الكلّ سكّن (ث) عبا يريد قوله تعالى: وقالت اليهود عزير ابن الله بالتنوين الكسائي وعاصم ويعقوب، والباقون بغير تنوين قوله: (عين عشر) يعني قوله تعالى: اثني عشر، وإحدى عشر بإسكان العين فيهما أبو جعفر، والباقون بالفتح. يضلّ فتح الضّاد (صحب) ضمّ يا ... (صحب) ظ) بى كلمة انصب ثانيا يريد قوله تعالى: يضلّ به الذين كفروا قرأه بفتح الضاد حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بكسرها، وقرأه بضم الياء حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وحفص فتصير ثلاث قراءات: يضل بضم الياء وفتح الضاد لمدلول صحب على ما لم يسم فاعله، ويضل بضم الياء وكسر الضاد ليعقوب، ويضل بفتح الياء وكسر الضاد للباقين قوله: (كلمة انصب ثانيا) أي الحرف الثاني، يعني قوله تعالى: وكلمة الله هي العليا بالنصب يعقوب كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالرفع؛ واحترز بقوله ثانيا عن الأولى «وجعل كلمة الذين كفروا السفلى». رفعا ومدخلا مع الفتح لضمّ ... يلمز ضمّ الكسر في الكلّ (ظ) لم يريد قوله: أو مدخلا بهذا اللفظ الذي لفظ به من تخفيف الدال وإسكانها مع فتح ضم الميم يعقوب، وإنما قيده لأن الوزن يقوم بالضم فلا بد من بيانه، والباقون بضم الميم وتشديد الدال مفتوحة قوله: (يلمز) من «الذين يلمزون

المطوعين» من هذه السورة «ولا تلمزوا أنفسكم» بضم الميم في الكل يعقوب، والباقون بالكسر، فقد جمع الناظم أمده الله تعالى ثلاث مسائل، وهي كلمة ومدخلا ويلمز برمز واحد وهو ظلم. يقبل (ر) د (فتى) ورحمة رفع ... فاخفض فشا يعف بنون سمّ مع يعني بالياء على التذكير الكسائي وحمزة وخلف قوله: (ورحمة) يعني قوله تعالى: ورحمة للذين آمنوا منكم بالخفض حمزة عطفا على خير، والباقون بالرفع عطفا على «أذن» أو على تقدير وهو رحمة وهو واضح قوله: (يعف) يريد قوله تعالى: إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة قرأ يعف بالنون على تسمية الفاعل فيضم النون ويكسر الذال، وبنصب طائفة عاصم، والباقون بالتاء على التأنيث وعلى ما لم يسم فاعله فيهما ورفع طائفة. نو (ل) دى أنثى تعذّب مثله ... وبعد نصب الرّفع (ن) ل وظلّه أي ظل القارئ وهو يعقوب، قرأ «وجاء المعذرون» بتخفيف الذال من أعذر: أي بألف التماس المعذرة، والباقون بالتشديد. المعذرون الخفّ والسّوء اضمما ... كثان فتح (حبر) الانصار (ظ) ما قرأ ابن كثير وأبو عمرو «عليهم دائرة السوء» هنا وفي ثاني الفتح بضم السين، والباقون بفتحها، واحترز بثان الفتح عن الأول، و «الظانين بالله ظن السوء» فلا خلاف في فتحهما قوله: (الأنصار) يريد «والأنصار والذين اتبعوهم» قرأه يعقوب بالرفع، والباقون بالخفض. برفع خفض تحتها اخفض وزد ... من (د) م صلاتك ل (صحب) وحّد يعني تحتها من قوله تعالى: وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار قرأه ابن كثير بزيادة «من» قبلها وبخفضها بمن وكذا رسمت في المصحف المكي، والباقون بحذف من ونصب تحتها وكذا في مصاحفهم قوله: (صلاتك) يعني قوله: «إن صلاتك سكن لهم» وقوله تعالى: أصلاتك تأمرك قرأهما حمزة والكسائي وخلف وحفص بالتوحيد وفتحوا التاء من هذا الموضع في هذه السورة كما يجيء في البيت الآتي بعده، والباقون بالجمع وكسر التاء هنا على النصب بأن.

سورة يونس عليه السلام

مع هود وافتح تاءه هنا ودع ... واو الّذين (عمّ) بنيان ارتفع أي اترك يعني احذف الواو من قوله تعالى: والذين اتخذوا مسجدا لنافع وأبي جعفر وابن عامر وكذا كتبت في مصاحف المدينة والشام بغير واو، والباقون والذين بالواو وكذا هو في سائر المصاحف قوله: (بنيان) يعني قوله تعالى: أفمن أسس بنيانه على تقوى، أم من أسس بنيانه على شفا الموضعين قرأهما بضم الهمزة من أسس، وكسر السين على ما لم يسم فاعله، ورفع بنيانه نافع وابن عامر، والباقون بفتحها على تسمية الفاعل ونصب بنيانه. مع أسّس اضمم واكسر (ا) علم (ك) م معا ... إلّا إلى أن (ظ) فر تقطّعا قرأ إلى أن تقطع موضع «إلا أن تقطع» يعقوب على أنها حرف جر، (¬1) والباقون إلا بتشديد اللام على أنها حرف استثناء قوله: (تقطع) يعني قوله «تقطع قلوبهم» بضم التاء على ما لم يسم فاعله نافع وشعبة وابن كثير وأبو عمرو وخلف والكسائي، والباقون بفتحها على البناء للفاعل. ضمّ (ا) تل (ص) ف (حبرا) (روى) يزيغ (ع) ن ... (ف) وز يرون خاطبوا فيه (ظ) عن يعني «كاد يزيغ قلوب» قرأه بالياء على التذكير كما لفظ به حفص وحمزة، والباقون بالتاء على التأنيث قوله: (يرون) يريد قوله تعالى: أفلا يرون بالتاء على الخطاب حمزة ويعقوب، والباقون بالغيب. سورة يونس عليه السلام وإنّه افتح (ث) ق ويا يفصّل ... (حقّ) (ع) لا قضى سمّى أجل أي وقرأ «إنه يبدأ الخلق» بفتح الهمزة أبو جعفر، والباقون بالكسر قوله: (يا يفصل) يريد قوله تعالى: يفصل الآيات بالياء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص، والباقون بالنون قوله: (قضى) يريد قوله تعالى: لقضى إليهم أجلهم ¬

_ (¬1) أي «إلى أن تقطع».

قرأه على تسمية الفاعل: أي بفتح القاف والضاد أجلهم ابن عامر ويعقوب وسيأتي بيانه، والباقون بضم القاف وكسر الضاد على ما لم يسم فاعله ورفع أجلهم. في رفعه انصب (ك) م (ظ) بى واقصر ولا ... أدرى ولا أقسم الاولى (ز) ن (هـ) لا يعني قوله تعالى: ولا أدراكم به ولا أقسم بيوم القيامة (¬1) بحذف الألف من لا فيها قنبل، والبزي بخلاف عنه على جعل اللام هي الواقعة في جواب لو، والباقون بإثبات الألف في لا في الموضعين، واحترز بقوله الأولى عن قوله تعالى: لا أقسم بهذا البلد ولا يرد قوله تعالى: فلا أقسم بمواقع النجوم لوقوعها بعد الفاء والناظم جردها منها ولفظ بهما كذلك. خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع ... روم (سما ن) ل (ك) م ويمكر و (ش) فع يريد قوله تعالى: عما يشركون هنا وفي الموضعين من النحل وموضع الروم بالغيب على لفظه نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم وابن عامر، والباقون بالخطاب قوله: (ويمكرو) يعني قوله تعالى: إن رسلنا يكتبون ما تمكرون بالغيب أيضا على ما لفظ به روح، والباقون بالخطاب. و (ك) م (ث) نا ينشر في يسيّر ... متاع لا حفص وقطعا (ظ) فر يعني وقرأ ابن عامر وأبو جعفر «هو الذي ينشركم» في موضع يسيركم من النشور، والباقون يسير من التسيير، وقرأ كل القراء غير حفص «متاع الحياة الدنيا» بالرفع وقرأ هو بالنصب، وقوله وقطعا: يعني قوله تعالى: قطعا من الليل بالإسكان يعقوب والكسائي وابن كثير كما يأتي أول البيت الآتي، والباقون بفتح الطاء. (ر) م (د) ن سكونا باء تبلو التّا (شفا) ... لا يهد خفهم ويا اكسر (ص) رفا «هنالك تبلو» بالتاء موضع الباء، فيصير «تتلو»: من التلاوة، أو من التلو: وهو الإتباع حمزة والكسائي وخلف، والباقون تبلو من الاختبار، وقوله لا يهدي، يعني قوله تعالى: لا يهدّي اختلف فيها على ست قراءات: فخفف الدال حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالتشديد، وهذا معنى قوله خفهم، ¬

_ (¬1) «لأدراكم به، لأقسم بيوم القيامة».

وكسر الياء منهم شعبة وإلى ذلك أشار بقوله: ويا اكسر صرفا: أي واكسر الياء من يهدي، والباقون بفتحها وكسر الهاء عاصم ويعقوب، وهذا فهم من قوله: والها نل ظلما، وهو معطوف على اكسر، وسكن الهاء ابن جماز وقالون بخلاف عنهما، وحمزة والكسائي وخلف يخفون الدال كما تقدم أوّلا، وهذا معنى قوله: لا يهد خفهم وقوله: .... وأسكن ذا بدا ... خلفهما شفا خذ الإخفا حدا يعني أخفى فتحة الهاء: أي اختلس أبو عمرو بخلاف عنه، وقالون وابن جماز في الوجه الآخر، ويكون الوجه الآخر الاتباع. والهاء (ن) ل (ظ) لما وأسكن (ذ) ا (ب) دا ... خلفهما (شفا) (خ) ذ الإخفا (ح) دا تقدم شرحه في البيت قبله: خلف (ب) هـ (ذ) ق تفرحوا (غ) ث خاطبوا ... وتجمعوا (ث) ب (ك) م (غ) وى اكسر يعزب أي قرأ رويس «فبذلك فلتفرحوا» بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (وتجمعوا) يريد قوله تعالى: هو خير مما يجمعون قرأه بالخطاب أبو جعفر وابن عامر ورويس التفاتا إلى الكفار، والباقون بالغيب إخبارا عنهم على جهة الغيب قوله: (واكسر يعزب) أي قرأ الكسائي «وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة» هنا «ولا يعزب عنه مثقال ذرة» في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بضمها وهما لغتان. ضمّا معا (ر) م أصغر ارفع أكبرا ... (ظ) لّ (فتى) صل فاجمعوا وافتح (غ) را أي وقرأ «ولا أصغر من ذلك ولا أكبر» بالرفع فيهما يعقوب وحمزة وخلف عطفا على محل مثقال، والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال قوله: (صل الخ) يريد قوله تعالى: فأجمعوا أمركم قرأه رويس بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي بوصل الهمزة وفتح الميم أمر من جمع، والباقون بفتح الهمزة والميم من أجمع.

سورة هود عليه السلام

خلف و (ظ) نّ شركاؤكم وخف ... تتّبعان النّون (م) ن (ل) هـ اختلف يعني قوله تعالى: وشركاؤكم بالرفع على لفظه يعقوب عطفا على ضمير فأجمعوا، والباقون بالنصب عطفا على أمركم بتقدير مضاف قوله: (وخف) أي خفف النون من قوله تعالى: ولا تتبعان سبيل الذين لا يعملون لابن عامر، بخلاف عن هشام من طريق الحلواني، قيل هي نون التوكيد الشديدة خففت، وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والقراء، والباقون بالتشديد. يكون (ص) ف خلفا وأنّه (شفا) ... فاكسر ويجعل بنون (ص) رفا يعني قوله تعالى: وتكون لكما الكبرياء قرأه أبو بكر بالتذكير كما لفظ به بخلاف عنه، والباقون بالتأنيث قوله: («وأنه») يريد قوله تعالى: آمنت أنه بكسر الهمزة حمزة والكسائي وخلف على الاستئناف أو على آمنت، والباقون بالفتح بتقدير باء يتعلق بآمنت قوله: (ويجعل) أي قرأ أبو بكر «ويجعل الرجس» بالنون (¬1) على أنه مسند إلى اسم الله. سورة هود عليه السلام إنّي لكم فتحا (روى) (حقّ) (ث) نا ... عمّيت اضمم شد (صحب) نوّنا أي قرأ الكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر: بأني بفتح الهمزة بتقدير بأني: أي متلبسا بأني، والباقون بالكسر: أي فقال إني قوله: (عميت) يريد قوله تعالى: فعمّيت عليكم بضم العين وتشديد الميم حمزة والكسائي وخلف وحفص متعديا بالتضعيف مبنيا للمفعول والفاعل ضمير ربي، والباقون بفتح العين والتخفيف لازم مبني للفاعل وفاعله ضمير تثنية قوله: (نونا) أي نونا من كل كما سيأتي في البيت الآتي: من كلّ فيهما (ع) لا مجرى اضمما ... (ص) ف (ك) م (سما) ويا بنيّ افتح (ن) ما أي قرأ حفص قوله: «من كلّ زوجين اثنين» هنا وفي المؤمنين بتنوين كلّ على تقدير مضاف: أي من كل جنس، والباقون بحذفه بإضافة كل إلى الزوجين ¬

_ (¬1) «ونجعل الرجس».

قوله: (مجرى) يريد قوله تعالى: بسم الله مجراها ومرساها بضم الميم أبو بكر وابن عامر والمدنيان وابن كثير والبصريان على أنه مصدر أجرى، والباقون بفتحها على أنه مصدر جرى مجرى قوله: (ويا بني) يعني قوله تعالى: يا بني اركب معنا قرأه عاصم بفتح الياء هنا وكسرها الباقون. وحيث جا حفص وفي لقمانا ... الاخرى (هـ) دى (ع) لم وسكّن (ز) انا أي فتح حفص الياء من «يا بنيّ» حيث جاء مضموم الأول، وهو في ستة مواضع: «يا بني اركب معنا» في هذه السورة، «ويا بني لا تقصص» في يوسف، و «يا بني لا تشرك» و «يا بني إنها، يا بني أقم الصلاة» بلقمان «يا بني إني أرى في المنام» في الصافات، ووافقه البزي على فتح آخر لقمان، وسكنها مخففة قنبل، وسكن الأول من لقمان ابن كثير كما في البيت الآتي وهو «يا بني لا تشرك بالله» والباقون بالكسر في الجميع. وأوّلا (د) ن عمل كعلما ... غير انصب الرّفع (ظ) هير (ر) سما يريد قوله تعالى: إنه عمل غير صالح بكسر الميم وفتح اللام بغير تنوين، ونصب غير على الإخبار بالفاعلية يعقوب والكسائي، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع غير على الإخبار بالاسمية. تسألن فتح النّون (د) م (ل) ي الخلف ... واشدد (ك) ما (حرم) و (عمّ) الكهف أي قرأ ابن كثير وهشام بخلاف عنه «فلا تسئلن» بفتح النون ولهشام وجه ثان عن الحلواني كسر النون، والباقون بكسرها، وشددها هنا ابن عامر والمدنيان وابن كثير قوله: (وعم الكهف) أي وشدد النون في الكهف من قوله تعالى: فلا تسئلنّي عن الشيء المدنيان وابن عامر، والباقون بإسكان اللام وكسر النون فيهما، وعلم إسكان اللام من لفظه وفتحهما من النظير. يومئذ مع سال فافتح (إ) ذ (ر) فا ... ثق نمل كوف سدن نوّن (كفا) أي فتح الميم من قوله تعالى: ومن خزى يومئذ هنا و «من عذاب يومئذ» يسأل نافع والكسائي وأبو جعفر على البناء لإضافته لمبنى وحرك للساكنين وبالفتح تخفيفا، والباقون بالكسر لاستصحاب المتمكن للانفصال وجر بالكسر للإضافة

قوله: (نمل كوف) أي وفتح الميم من قوله تعالى: وهم من فزع يومئذ آمنون بالنمل الكوفيون والمدنيان قوله: (نون كفا) أي ونون الكوفيون «من فزع» فيها كما في أول البيت لتمكنه وفتح الميم مع علامة النصب على الظرف بفزع أو بصفته أو آمنون، والباقون بحذف التنوين لإضافته للظرف أو على تأويله بالمفعول. فزع واعكسوا ثمود هاهنا ... والعنكبا الفرقان (ع) ج (ظ) بى (ف) نا أي قرأ حفص ويعقوب وحمزة قوله تعالى: ألا إن ثمود في هذه السورة «وثمود وقد» في العنكبوت «وعادا وثمود» في الفرقان بعكس ما قرأه الكوفيون في فزع، فحذفوا التنوين في الثلاث. والنّجم (ن) ل (ف) ي (ظ) نّه اكسر نوّن ... (ر) د لثمود قال سلم سكّن أي وحذف التنوين أيضا من قوله تعالى: وثمود فما أبقى في عاصم وحمزة ويعقوب، والباقون بالتنوين في الأربعة والصرف وعدمه لغتان قوله: (اكسر) أي كسر الدال منونة الكسائي من قوله تعالى: ألا بعدا لثمود وفتحها الباقون من غير تنوين قوله: (قال سلم) يريد قوله تعالى: قال سلام كما سيأتي في البيت الآتي: واكسره واقصر مع ذرو (ف) ي (ر) با ... يعقوب نصب الرّفع (ع) ن (ف) وز (ك) با يعني قوله تعالى: قال سلام فما لبث هنا «وقال سلام» بالذاريات بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف (¬1) كلفظه حمزة والكسائي، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما، والسلام والسلم لغتان قوله: (يعقوب الخ) يريد قوله تعالى: ومن وراء إسحاق يعقوب نصب الباء حفص وحمزة وابن عامر على أنه مفعول لمقدر من معنى «بشرناها» والباقون بالرفع للابتداء عند سيبويه، وللظرف عند الأخفش. وامرأتك (حبر) أن اسر فاسر (ص) ل ... (حزم) وضمّ سعدوا (شفا) (ع) دل يريد قوله تعالى: امرأتك برفع التاء على لفظه ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالنصب قوله: (أن اسر فاسر) قرأ المدنيان وابن كثير «فأسر بأهلك» هنا ¬

_ (¬1) أي في الموضعين: «سلم».

سورة يوسف عليه السلام

والحجر وفي الدخان «فاسر بعبادي» وفي طه والشعراء «أن اسر بعبادي» بوصل الهمزة وكسر النون لالتقاء الساكنين وصلا من قوله: «أن اسر، فاسر» وابتدأ الهمزة بالكسر المدنيان وابن كثير، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل قوله: (وضم) أي ضم السين من قوله تعالى: وأما الذين سعدوا حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بفتحها. إن كلّا الخفّ (د) نا (ا) تل (ص) ن وشد ... لمّا كطارق (ن) هى (ك) ن (ف) ي (ث) مد يريد قوله تعالى: وإن كلا قرأه بتخفيف النون وإسكانها ابن كثير ونافع وأبو بكر، والباقون بالفتح والتشديد قوله: (وشد «لما») يريد قوله تعالى: لمّا ليوفينهم هنا «ولما عليها» في الطارق، قرأه بتشديد الميم عاصم وابن عامر وحمزة وأبو جعفر. يس (ف) ي (ذ) ا (ك) م (ن) وى لام زلف ... ضمّ (ث) نا بقية (ذ) ق كسر وخف أي وشدد الميم من قوله تعالى: لمّا جميع في يس حمزة وابن عامر وابن جماز وعاصم على أنها بمعنى إلا وإن نافية، والباقون بالتخفيف في الثلاثة قوله: (لام زلف) أي ضم اللام من قوله تعالى: وزلفا من الليل أبو جعفر، والباقون بفتحها، وقرأ ابن جماز قوله تعالى: أولوا بقية بكسر الباء وسكون القاف وتخفيف الياء كلفظه، والباقون بفتح الباء وكسر القاف وتشديد الياء. سورة يوسف عليه السلام يا أبت افتح حيث جا (ك) م (ث) طعا ... آيات افرد (د) ن غيابات معا أي قرأ ابن عامر وأبو جعفر بفتح تاء «يا أبت» حيث جاء وهو في ثمانية مواضع، والباقون بكسرها قوله: (آيات) يعني قوله تعالى: آيات للسائلين قرأه ابن كثير بالإفراد (¬1) فجعل شأن يوسف وأخواته آية واحدة، ووجه الجمع أن كل قصة من قصصهم آية، والباقون بالألف جمعا قوله: (غيابات) يعني قوله تعالى: فألقوه في غيابة الجب، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب قرأهما ¬

_ (¬1) «آية للسائلين».

المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة (¬1). فاجمع (م) دا يرتع ويلعب نون (د) ا ... (ح) ز (ك) يف يرتع كسر جزم (د) م (م) دا يعني قوله تعالى: أرسله معنا غدا يرتع ويلعب قرأه بالنون فيهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، والباقون بالياء وكسر العين من يرتع ابن كثير والمدنيان، والباقون بإسكانها، فالمدنيان بالياء والكسر في الحالين، وابن كثير بالنون والكسر، ولقنبل وجه بياء بعد العين في الحالين، وأبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وسكون العين، والكوفيون ويعقوب بالياء والإسكان. بشراى حذف اليا (كفى) هيت اكسرا ... (عمّ) وضمّ التّا (ل) دى الخلف (د) رى أي حذف الياء من قوله تعالى: يا بشراى هذا غلام الكوفيون على أنه نادى البشرى مجازا: أي أقبلى، فإن جعلته منادى مقصودا كان في الألف ضمة مقدرة؛ وإن جعلته غير مقصود كان في الألف فتحة مقدرة، وإنما لم ينون لأن الألف للتأنيث فمنعت الصرف، الباقون بالياء مفتوحة لأنه أضاف البشرى لنفسه فتكون منصوبة على المنادى المضاف نحو يا عبد الله قوله: (هيت اكسرا) أي قرأ المدنيان وابن عامر «وقالت هيت لك» بكسر (¬2) الهاء وياء بعدها ساكنة إلا هشاما فإنه همز الياء كما سيأتي، والباقون بالفتح والياء، وضم التاء ابن كثير وهشام بخلاف عنه؛ فنافع وأبو جعفر وابن ذكوان بكسر الهاء وفتح التاء وترك الهمز، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء وترك الهمز، وهشام بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء وفتحها، (¬3) والباقون بفتح الهاء والتاء؛ فالقراءات في هذه الكلمة لغات. واهمز (ل) نا والمخلصين الكسر (ك) م ... (حقّ) ومخلصا بكاف (حقّ) (عم) أي قرأ ابن عامر والبصريان وابن كثير لام المخلصين حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو «إنه من عبادنا المخلصين» وكسرها في مريم وهو مراده بكاف من ¬

_ (¬1) المدنيان قرآ: «غيابات» في الموضعين. (¬2) «هيت». (¬3) «هئت».

قوله تعالى: إنه كان مخلصا البصريان وابن كثير، والمدنيان وابن عامر على أنه اسم فاعل: أي أخلص الرجل دينه لله «وأخلصوا دينهم لله» والباقون بالفتح فيهما على اسم مفعول به: أي أخلص وأخلصوا، وقول الناظم رحمه الله: ومخلصا بكاف، احترز به من قوله تعالى: قل الله أعبد مخلصا، ومخلصين له الدين فإنه لا خلاف في كسرهما. حاشا معا صل (ح) ز وسجن أوّلا ... افتح (ظ) بى ودأبا حرّك (ع) لا أي قرأ أبو عمرو «وقلن حاش لله ما هذا، وقلن حاش لله ما علمنا عليه بالألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف، والباقون بحذفها في الحالين اتباعا للرسم، واختلف في «حاش» في هذه السورة هل هي اسم أو فعل؟ والظاهر أن حاش اسم منصوب على المصدرية: أي تنزيها لله، وفيه ثلاث لغات: حذف الألف الأخير للحجازيين، وعنهم حذف الأولى أيضا، ومن العرب من يتمها قوله: (وسجن) يعني قرأ قوله تعالى: قال رب السّجن بفتح السين يعقوب، والباقون بكسرها على أنه اسم مصدر، واتفقوا على كسر غيره لعدم صحة إرادة المصدر قوله: (ودأبا) أي قرأ حفص بفتح الهمزة من قوله تعالى: سبع سنين دأبا وعلم فتح الهمزة من إطلاقه، والباقون بالإسكان وهما لغتان. ويعصر وخاطب (شفا) حيث يشا ... نون (د) نا وياء يرفع من يشا يريد قوله تعالى: وفيه يعصرون قرأه بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف حملا على «تزرعون، وتأكلون» والباقي بالغيب، وقرأ ابن كثير نشاء من «حيث نشاء» بالنون، والباقون بالياء، واحترز بحيث يشاء من «نصيب برحمتنا من يشاء» فإنه بالنون بلا خلاف قوله: (وياء يرفع) أراد قوله تعالى: نرفع درجات من نشاء قرأه يعقوب بياء الغيبة فيهما كما في أول البيت الآتي: (ظ) لّ ويا نكتل (شفا) فتيان في ... فتية حفظا حافظا (صحب) وفي أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «يكتل» بياء الغيبة على إسناده لضمير الأخ. والباقون بالنون على إسناده لضمير الإخوة قوله: (فتيان) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص فتيان موضع فتية: أي قوله تعالى «قال لفتيانه» والباقون بتاء

سورة الرعد وأختيها

مكسورة بعد الياء من غير ألف (¬1)، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا «حافظا» موضع «حفظا» بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما (¬2) والباقون حفظا بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف، واتفق للمصنف رحمه الله تعالى الجمع بين فتيان وحافظا برمز واحد. يوحى إليه النّون والحاء اكسرا ... صحب ومع إليهم الكلّ (ع) را أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا بالنون وكسر الحاء من قوله تعالى «من رسول إلا يوحي إليه» بالأنبياء على الإسناد إلى الله تعالى على وجه التعظيم، وكذلك قرأ حفص يوحي الذي مع إليهم حيث وقع وهو هنا «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم» وفي النحل وفي الأنبياء، والباقون بالياء وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله. وكذّبوا الخفّ (ث) نا (شفا) (ن) وى ... ننجي فقل نجّي (ن) ل (ظ) لّ (ك) وى يعني قرأ قوله تعالى: «وظنوا أنهم قد كذبوا» أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وعاصم بالتخفيف، والباقون بالتشديد وهو من التكذيب: أي وظن الرسل أن قومهم كذبوهم فيما وعدوهم به فيعود الضميران على الرسل، ووجه التخفيف أن يقال إن الضميرين يعودان على المرسل إليهم؛ ومعناه وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر قوله: (فنجّى) أي قرأ عاصم ويعقوب وابن عامر «فنجّي من» بحذف النون الثانية وتشديد الجيم وفتح الياء كلفظه، فالفعل في قراءتهم ماض مبني المجهول من نجي وسلمت الياء لانكسار ما قبلها فظهرت الفتحة فيها، والباقون بنونين الثانية ساكنة مخفاة وتخفيف الجيم وإسكان الياء، فالفعل في قراءتهم مضارع مبني للفاعل. سورة الرعد وأختيها زرع وبعده الثّلاث الخفض (ع) ن ... (حقّ) ارفعوا يسقى (ك) ما (ن) صر (ظ) عن ¬

_ (¬1) «لفتيته». (¬2) «حافظا».

يعني قوله تعالى «وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان» قرأه حفص وابن كثير والبصريان برفع الخفض في الأربعة عطفا على قطع، وصنوان نعت لنخيل أيضا قوله: (يسقى) أي قرأ عاصم وابن عامر ويعقوب «يسقى بماء واحد» بياء التذكير حملا على معنى يسقى المذكور، والباقون بتاء التأنيث حملا على معنى هذه الأشياء. يفضّل الياء (شفا) ويوقدوا ... (صحب) وأم هل يستوى (شفا) (ص) دوا يريد قوله تعالى «يفضل بعضها على بعض» بياء الغيب حمزة والكسائي وخلف على إسناده لضمير اسم الله تعالى في قوله تعالى «الله الذي رفع السموات» والباقون بالنون على إسناده إلى ضمير التعظيم قوله: (ويوقدوا) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص «مما يوقدون عليه» بياء الغيب مناسبة لقوله «أم جعلوا» والباقون بتاء الخطاب مناسبة لقوله «قل أفتخذتم» وحذف فاء الفعل للاختصار (¬1) قوله: (وأم هل يستوي) يعني قرأ قوله تعالى «أم هل تستوي الظلمات والنور» بالتذكير حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر لإسناده للظلمات المسوغ لتذكيره وتأنيثه، والباقون بتاء التأنيث، وقيد المصنف رحمه الله تعالى «هل يستوي» بأم؛ ليخرج الأول فإنه متفق على تذكيره. يثبت خفّف (ن) صّ (حقّ) واضمم ... صدّوا وصدّ الطّول كوف الحضرمي يعني قرأ قوله تعالى «ما يشاء ويثبت» بتخفيف الباء عاصم والبصريان وابن كثير، والباقون بتشديدها؛ ثم أراد أن الكوفيين ويعقوب الحضرمي قرءوا «وصدّ عن السبيل» هنا وفي الطول بضم الصاد في الموضعين على ما لم يسم فاعله. والكافر الكفّار (ش) د (كنزا غ) ذي ... و (عمّ) رفع الخفض في الله الّذي يريد قوله تعالى «وسيعلم الكفار» بضم الكاف، وتقديم الفاء وفتحها على الجمع يعقوب والكوفيون وابن عامر، والباقون بفتح الكاف، وتأخير الفاء وكسرها على الإفراد (¬2) قوله: (وعم) أي قرأ المدنيان وابن عامر قوله تعالى «الله الذي» ¬

_ (¬1) «أتخذتم». (¬2) «الكافر».

أول إبراهيم برفع خفض الجلالة أنه مبتدأ خبره الموصول أو خبر هو، والباقون بالجر على أنه بدل من «العزيز الحميد». والابتداء (غ) ر خالق امدد واكسر ... وارفع كنور كلّ والأرض اجرر أي وافق المذكورين رويس على رفع الجلالة في الابتداء خاصة وفي الوصل بجرها قوله: (خالق) يريد قوله تعالى «ألم تر أن الله خلق السموات والأرض» هنا «وخلق كل دابة» في النور بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف كلفظه حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي وجر السموات والأرض هنا وكل ثم، والباقون بفتح اللام والقاف بغير ألف، فوجه المد جعله اسم فاعل، ووجه القصر جعله ماضيا والسموات مخفوضة بالإضافة في قراءة خالق ومفعول به في قراءة خلق، ووجه جر كل والأرض لإضافة اسم الفاعل إلى كل ولعطف الأرض على السموات والسموات في قراءة غيرها نصب بخلق. (شفا) ومصرخيّ كسر اليا (ف) خر ... يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر قرأ بكسر الياء «مصرخيّ» حمزة، والباقون بفتحها قوله: (يضل) يريد قوله تعالى «ليضلوا عن سبيله» هنا «ليضل عن سبيل الله» في الحج «وجعل لله أندادا ليضل» بالزمر بفتح ضم الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس كما سيأتي في البيت على أنه مضارع فعل اللازم. (حبر) (غ) نا لقمان (حبر) وأتى ... عكس رويس واشبعن أفئدتا أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ضم «ليضل عن سبيل الله» في لقمان قوله: (وأتى عكس رويس) أي ورد عن رويس روايتان الأولى ما تقدم، والثانية عكس ذلك بفتح الياء في لقمان وبالضم في الثلاث، والباقون بضم الأربعة على أنه مضارع أضل قوله: (واشبعن أفئدة) أي قرأ هشام بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي «فاجعل أفئدة من الناس» بإشباع الهمزة (¬1) وهو عبارة عن تمكين الحركة فتولد منها حرف يجانسها وهذا وجه مسلم عند العرب، والباقون بغير ياء بعد الهمزة، ¬

_ (¬1) «أفئيدة». بالإشباع.

ل) ي الخلف وافتح لتزول ارفع (ر) ما ... وربّما الخفّ (مدا) (ن) ل واضمما يعني قرأ قوله تعالى «لتزول منه» بفتح اللام الأولى وبرفع الثانية الكسائي على أنها مخففة من الثقيلة، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية لاحتمال كونها نافية واللام للجر لأنها بعد كون منفي قوله: (وربما الخف) أي قرأ المدنيان وعاصم «ربما يود الذين كفروا» أول الحجر بتخفيف الباء، والباقون بالتشديد وهما لغتان قوله: (واضمما) أي التاء من تنزل كما في أول البيت الآتي: تنزّل الكوفي وفي التّا النّون مع ... زاها اكسرا (صحبا) وبعد ما رفع أي الكوفيون «ما ننزل الملائكة» بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي والملائكة بالنصب إلا أبا بكر فقرأها بالتاء مضمومة وفتح الزاي على ما لم يسم فاعله، فقوله: واضمما، تنزل الكوفى فهم منه ضم الأولى خاصة وهو كذلك، وخصصه بعد صحب بالنون والزاي المكسورة فتعين لأبي بكر التاء، وقد تقرر له ضمها وتعين له فتح الزاي لأنه ضد الكسر، والباقون بالتاء مفتوحة من جعله الضم للكوفيين وزاي مفتوحة (¬1) من جعله الكسر لصحب أيضا قوله: (وبعد ما رفع) أي الملائكة الواقع بعد ما ننزل ما رفعها صحب بل نصبها، والباقون رفعوها، فوجه نون ننزل بناؤه للفاعل ويلزم منه ضم النون وكسر الزاي وإسناده إلى الله تعالى بنون العظمة، ووجه الفتحتين بناؤه للفاعل وإسناده للملائكة فاعله. وخفّ سكرت (د) نا ولا ما ... علىّ فاكسر نوّن ارفع ظاما أي قرأ ابن كثير «إنما سكرت» بتخفيف الكاف، من سكرت النهر: حبست ماءه، والباقون بتشديد الكاف مبالغة فيه، ثم أراد أن يعقوب بكسر اللام ورفع الياء منونة من قوله تعالى «عليّ مستقيم» على أنه صفة لصراط، والباقون بفتح اللام والياء مشددة. همز ادخلوا انقل اكسر الضّمّ اختلف ... (غ) يث تبشّرون ثقل النّون (د) ف يريد قوله تعالى «وعيون أدخلوها» قرأه رويس بخلاف عنه بضم النون وكسر الخاء على ما لم يسم فاعله، فهي همزة قطع نقلت حركتها إلى ما قبلها، والباقون ¬

_ (¬1) كما هي مضبوطة في المتن أول البيت. أي «تنزّل».

سورة النحل

بضم الخاء على أنه فعل أمر والهمزة همزة وصل قوله: (تبشرون) يعني قوله تعالى «فبم تبشرون» قرأه بتشديد النون ابن كثير على أن أصله تبشرونني أدغمت الأولى وحذفت الياء تخفيفا وبقيت الكسرة تدل عليها، والباقون بتخفيفها وكسرها (ا) علم (د) م كيقنط اجمعا ... (روى) (حما) خفّ قدرنا (ص) ف معا أي يكسر النون من قوله تعالى «فبم تبشرون» نافع وابن كثير، فقرأ ابن كثير بالتشديد والكسر؛ ونافع بالتخفيف والكسر (كيقنط) أي قرأ الكسائي وخلف والبصريان «ومن يقنط» هنا «إذا هم يقنطون» بالروم «ولا تقنطوا» بالزمر بكسر النون، والباقون بفتحها، ووجه القراءتين أن الماضي في هذه المادة فيه لغتان: قنط بالفتح وهو أكثر وأفصح فجاء مضارعه مكسورا، وقنط بالكسر مضارعه يقنط بالفتح، وفيه لغة ثالثة يقنط بالضم ورويت شاذة قوله: (خف قدرنا) أي قرأ أبو بكر «إلا امرأته قدرنا إنها» هنا و «قدرناها» في النمل بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي قدرناه وكتبناه. سورة النحل ينزل مع ما بعد مثل القدر عن ... روح بشقّ فتح شينه (ث) من أي قرأ روح عن يعقوب «تنزل الملائكة بالروح» بتاء مفتوحة وفتح الزاي مشددة مثل «تنزّل» المجمع عليه في سورة القدر على أنه مضارع تنزل ثم خفف بحذف التاء، والباقون بياء مضمومة وكسر الزاي، وهم في تشديد الزاي على أصولهم على أنه مضارع أنزل ونزل على القراءتين قوله: (مع ما بعد) أي ما بعد «تنزل» وهو «الملائكة» بالرفع فهم من إطلاقه، والباقون بالنصب قوله: (بشق) يريد قوله تعالى «إلا بشق الأنفس» قرأه بفتح الشين أبو جعفر على أنه مصدر، والباقون بكسرها. ينبت نون (ص) حّ يدعون (ظ) با ... (ن) ل وتشاقّون اكسر النّون (أ) با أراد أن أبا بكر قرأ «ينبت لكم» بالنون مراعات للالتفات، والباقون بالياء على إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم لمناسبة وهو قوله: (يدعون) يريد قوله تعالى «والذين يدعون» بالغيب، قرأه يعقوب وعاصم مراعاة لقوله تعالى «وبالنجم هم يهتدون» والباقون بالخطاب مراعاة لقوله تعالى «والله يعلم ما تسرون وما

تعلنون» ثم أراد أن نافعا كسر النون من قوله تعالى «تشاقون فيهم» وفتحها الباقون. ويتوفّاهم معا (فتى) وضم ... وفتح يهدي (ك) م (سما) تروا (ف) عم يريد قوله تعالى «تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، وتتوفاهم الملائكة طيبين» قرأه بالتذكير حمزة وخلف، والباقون بالتأنيث، ثم أراد أن ابن عامر والمدنيين والبصريين وابن كثير ضموا الياء وفتحوا الدال من قوله تعالى «فإن الله لا يهدى من يضل» على ما لم يسم فاعله، والباقون بفتح الياء وكسر الدال على ما سمي فاعله قوله: (تروا) يريد قوله تعالى «أو لم تروا إلى ما خلق الله من شيء» قرأه بالخطاب حمزة والكسائي وخلف كما في البيت الآتي، والباقون بالغيب. (روى) الخطاب والأخير (ك) م (ظ) رف ... (فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (ص) ف يريد قوله تعالى «ألم تروا إلى الطير» قرأه بالخطاب ابن عامر ويعقوب وحمزة وخلف حملا على قوله «وإن ربكم لرؤوف رحيم، والله أخرجكم» الآية، والباقون بالغيب فيهما حملا على «أو يأخذهم على تخوّف» وسابقه «ويعبدون من دون الله» قوله: (تروا) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بخلاف عنه «أو لم تروا كيف يبدىء الله الخلق» في العنكبوت بالخطاب المراعاة خطاب إبراهيم لهم في قوله «أعبدوا الله واتقوه» والباقون بالغيب لمراعاة «فقد كذب أمم». ويتفيّؤا سوى البصري ورا ... مفرّطون اكسر (مدا) واشدد (ث) را أي قرأ القراء العشرة «يتفيؤا ظلاله» بالتذكير ما عدا البصريين، فقرأ بالتأنيث ورا: أي كسر الراء من قوله تعالى «وأنهم مفرطون» المدنيان على أنه اسم فاعل، من أفرط في المعصية: إذا بالغ فيها، والباقون بفتحها اسم مفعول، من أفرطت الرجل: إذا قدمته لطلب الماء قوله: (واشدد) أي شدد الراء أبو جعفر وكسرها اسم فاعل من فرط بالتشديد. ونون نسقيكم معا أنّث (ث) نا ... وضمّ (صحب حبر) يجحدوا (غ) نا يريد قوله تعالى «نسقيكم» هنا وفي المؤمنين، قرأه بتأنيث النون أبو جعفر على إسناد الفعل إلى الأنعام، والباقون بالنون على إسناده للمعظم، وضم النون

سورة الإسراء

منه حمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير وأبو عمرو، وفتحها الباقون على جعله مضارع أسقى أو سقى، قوله: (ويجحدوا) أي قرأ رويس وأبو بكر «أفبنعمة الله يحجدون» بالخطاب كما في أول البيت الآتي حملا على «والله فضل بعضكم» والباقون بالغيب حملا على «والذين فضلوا». (ص) با الخطاب ظعنكم حرّك (سما) ... ليجزينّ النّون (ك) م خلف (ن) ما أي قرأ المدنيان والبصريان وابن كثير «يوم ظعنكم» بتحريك العين الذي هو الفتح، والباقون بإسكانها وهما لغتان قوله: (ليجزين الذين صبروا) قرأه بالنون ابن عامر بخلاف عنه وعاصم وابن كثير وأبو جعفر المرموز لهما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بالياء، فوجه النون الالتفات إلى نون العظمة، ووجه الياء حمله على قوله تعالى «وما عند الله باق». (د) م (ث) ق وضمّ فتنوا واكسر سوى ... شام وضيق كسرها معا (د) وى أراد أن القراء العشرة ضموا الفاء وكسروا التاء من قوله تعالى: «من بعد ما فتنوا» سوى ابن عامر فإنه بفتح الفاء والتاء، فوجه الضم والكسر بناؤه للمفعول، والمراد من فتنهم المشركون، ووجه بنائه للفاعل أن تكون الآية نزلت فيمن فتن الناس ثم أسلم قوله: (ضيق) أي كسر الضاد من ضيق هنا وفي النمل ابن كثير، وفتحها الباقون وهما لغتان في مصدر ضاق (¬1). سورة الإسراء يتّخذوا حلا يسوء فاضمما ... همزا وأشبع (ع) ن (سما) النّون (ر) مى يريد قوله تعالى «أن لا يتخذوا» بالغيب كلفظه، قرأه أبو عمرو حملا على بني إسرائيل، والباقون بالخطاب حكاية لما في الكتاب قوله: (يسوء فاضمما) أي قرأ حفص والمدنيان والبصريان وابن كثير «ليسئو وجوهكم» بضم الهمزة وإثبات واو بعدها، والباقون بفتحها مع حذف الواو، وقرأ الكسائي بالنون، والباقون بالياء، فالنون مع فتح الهمزة للكسائي والياء وهمزة مضمومة بعدها واو الجمع ¬

_ (¬1) أي مصدر الفعل ضاق هو ضيق بفتح الضاد «ضيق» وكسرها «ضيق» وكل منهما صحيح والله أعلم.

للمدنيين وابن كثير وأبي عمرو وحفص، والياء وفتح الهمزة لابن عامر وأبي بكر وحمزة وخلف؛ فوجه الياء والواو بعد الهمزة إسناده إلى ضمير العباد في قوله تعالى «عبادا لنا» ووجه النون إسناد إلى نون العظمة، ووجه قراءة الباقين ضمير الفاعل البادي. ونخرج الياء (ثوى) وفتح ضم ... وضمّ راء (ظ) نّ فتحها (ث) كم أي قرأ أبو جعفر ويعقوب «ويخرج له» بالياء، ثم اختلفا؛ ففتح يعقوب الياء وضم الراء، وعكس أبو جعفر فضم الياء وفتح الراء على البناء للمفعول، والأولى أن يكون كتابا حالا: أي ويخرج الطائر كتابا بالنون مضمومة وكسر الراء، ولا خلاف في نصب كتابا. يلقا اضمم اشدد (ك) م (ث) نا مدّ (أم) ر ... (ظ) هر ويبلغانّ مدّ وكسر يعني قرأ قوله تعالى «يلقّاه منشورا» بضم الياء وتشديد القاف ابن عامر وأبو جعفر من الثلاثي المضعف المبني للمفعول، والباقون بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف من الثلاثي المبني للفاعل قوله: (مد أمر) أي قرأ يعقوب «أمرنا مترفيها» بمد الهمزة من باب فاعل الرباعي، والباقون بالقصر من فعل الثلاثي قوله: (ويبلغن) أي قرأ قوله تعالى «إما يبلغن» بألف ممدودة بعد الغين وكسر النون على التثنية (¬1) حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بغير ألف، وفتح النون توحيدا. (شفا) وحيث أفّ (ع) ن (مدا) ... وفتح فائه (د) نا (ظ) لّ (ك) دا أراد بقوله: وحيث أف أن حفصا والمدنيين نونوا الفاء من «أفّ» حيث أتت وذلك هنا والأنبياء والأحقاف، وفتحها ابن كثير ويعقوب وابن عامر؛ فالمدنيان وحفص بالكسر والتنوين، وابن كثير ويعقوب وابن عامر بالفتح وترك التنوين، والباقون بالكسر من غير تنوين وكلها لغات. وفتح خطئا (م) ن (ل) هـ الخلف (ث) را ... حرّك لهم والمكّ والمدّ (د) رى أي فتح الخاء من «خطأ» ابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، وأبو جعفر ¬

_ (¬1) أي «يبلغان».

والباقون بكسرها، وحرك الطاء الثلاثة وابن كثير المكي، وأثبت بعدها ألفا ممدودة؛ فابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء وألف بعدها، وابن ذكوان وهشام من أحد وجهيه وأبو جعفر بفتحهما من غير ألف، والباقون بكسر الخاء وإسكان الطاء بلا ألف. يسرف (شفا) خاطب وقسطاس اكسر ... ضمّا معا (صحب) وضمّ ذكر يعني قرأ قوله تعالى «فلا تسرف» بالخطاب حمزة والكسائي وخلف حملا على خطاب الإنسان، والباقون بالغيب حملا على لفظ الإنسان قوله: (وقسطاس) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بكسر القاف من قوله تعالى «وزنوا بالقسطاس» هنا والشعراء، والباقون بضمها وهما لغتان قوله: (وضم ذكر) أي ضم وذكر «سيئة» كما سيأتي في أول البيت الآتي بعده. سيّة ولا تنوّن (ك) م (كفى) ... ليذكروا اضمم خفّفن معا (شفا) أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا قوله تعالى (سيئة» بضم الهمزة والهاء والتذكير وترك التنوين، والباقون بفتح الهمزة وتاء تأنيث؛ فوجه قراءة الكوفيين وابن عامر جعل ذلك إشارة إلى جميع ما تقدم، ووجه الأخرى الإشارة بذلك إلى المنهى عنه فقط قوله: (ليذكروا) يريد أنه قرأ قوله تعالى «ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا» وفي الفرقان بإسكان الذال وضم الكاف حمزة والكسائي وخلف، من ذكر يذكر: بمعنى الذكر، والباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما، من التذكير: بمعنى الاعتبار. وبعد أن (فتى) ومريم (ن) ما ... (إ) ذ (ك) م يقول (ع) ن (د) عا الثّاني (سما) أراد أن حمزة وخلفا قرآ بإسكان الذال وضم الكاف من قوله تعالى «أن يذكر» الذي بعد «ليذكروا» في الفرقان، وهذا معنى قوله: وبعد، وكذلك قرأ عاصم ونافع وابن عامر «أولا يذّكر الإنسان» بمريم، والباقون بتشديد الذال والكاف وفتحهما قوله: (يقول) أي قرأ حفص وابن كثير كما يقولون بالغيب، والباقون بالخطاب؛ وقرأ المدنيان والبصريان، وابن كثير وعاصم وابن عامر المرموز لهما في أول البيت الآتي «عما يقولون» بالغيب وهو الثاني اتباعا للأول،

والباقون بالخطاب؛ فحفص وابن كثير بالغيب فيهما وحمزة والكسائي وخلف بالخطاب فيهما والمدنيان والبصريان وابن عامر وأبو بكر بالخطاب في الأول وبالغيب في الثاني، فوجه الغيب فيهما حملا للأول على قوله تعالى «وما يزيدهم إلا نفورا» ثم حمل الثاني على الأول، ووجه الخطاب فيهما حملا للأول على قوله تعالى «لو كان معه» أي قل لهم يا محمد لو كان معه آلهة ثم حمل الثاني عليه، ووجه الخطاب في الأول والغيب في الثاني الالتفات. (ن) ل (ك) م يسبّح (ص) دا (عمّ) (د) عا ... وفيهما خلف رويس وقعا أي قرأ أبو بكر والمدنيان وابن عامر وابن كثير «يسبح له» بالتذكير لأنه تأنيث مجازا، والباقون بالتأنيث لإسناده إلى السموات قوله: (وفيهما خلف رويس) أي اختلف عن رويس في قوله تعالى «عما يقولون» الثاني وفي «يسبح» فروى عنه أبو الطيب بالخطاب في «يقولون» وبالتذكير في «يسبح» روى عنه الغيب في «يقولون» والتأنيث. ورجلك اكسر ساكنا (ع) د نخسفا ... وبعده الأربع نون (ح) ز (د) فا أراد أن حفصا كسر جيم «ورجلك» وأسكنها الباقون وهو لغة في رجل بمعنى راجل كحذر وحاذر، والباقون بالإسكان تخفيفا، ثم أراد أن أبا عمرو وابن كثير قرأ «يخسف» والأربعة بعده «أو يرسل، أن يعيدكم، فنرسل، فنغرقكم» بالنون في جميع ذلك للعظمة على الالتفات، والباقون بالياء على أنه أسند لضمير ربكم. يغرقكم فيها فأنّث (ث) ق (غ) نا ... خلفك في خلافك (ا) ثل (ص) ف (ث) نا أي قرأ أبو جعفر ورويس «نغرقكم» بالتأنيث لأن الريح مؤنثة قوله: (فيها) أي: الخمسة المتقدمة وقوله: (خلفك) أي قرأ نافع وأبو بكر وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو والمرموز لهما أول البيت الآتي خلفك موضع خلافك، والباقون خلافك بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها، وخلفك «وخلافك» بمعنى بعدك. (حبر) نأى ناء معا (م) نه (ث) با ... تفجر في الأولى كتقتل (ظ) با يعني أن ابن ذكوان وأبا جعفر قرآ وناء بجانبه هنا وفي فصلت بتقديم الألف على الهمزة كلفظة. والباقون بتقديم الهمزة على الألف، ثم أراد أن

سورة الكهف

يعقوب والكوفيين المرموز لهم أول البيت الآتي قرءوا «تفجر» بوزن تقتل، واحترز بالأولى عن الثانية وهي «فتفجّر الأنهار» والباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم من التفجير، وهما لغتان؛ فتخفيف الأولى لأنه واقع على الينبوع بخلاف الثاني لوقوعه على الأنهار، وتثقيل الأول وإن كان واحدا لفظا فالمراد به الجنس. (كفى) وكسفا حرّكن (عمّ) (نفس) ... والشّعرا سبا (ع) لا الرّوم عكس أي قرأ المدنيان وابن عامر وعاصم كسفا بتحريك السين الذي هو الفتح لكونه جمع كسفة، والباقون بإسكانها بجعله اسم جمع، وقرأ حفص «فأسقط علينا كسفا» في الشعراء «وعليهم كسفا» في سبأ بتحريك السين، ثم أراد أن ابن ذكوان وهشاما بخلاف عنه وأبا جعفر كما سيأتي في البيت الآتي بعد قرءوا «ويجله كسفا» في الروم بعكس ما تقدم فسكنوا السين فالإسكان لهشام قطع به ابن مجاهد والفتح عنه قطع به الأكثر. (م) ن (ل) ي بخلف (ث) ق وقل قال (د) نا ... (ك) م وعلمت ما بضمّ التّا (ر) نا أراد أن ابن كثير وابن عامر قرآ قال «سبحان ربي» موضع قراءة غيرهما قل على ما لفظ به من القراءتين، فإن الكسائي ضم التاء من «علمتّ» وفتحها الباقون؛ فوجه قراءة قال الإخبار عن الرسول عليه الصلاة والسلام، ووجه الأخيرين أمره بذلك؛ وفي مصحف مكة والشام بألف، وفي غيرهما بغير ألف، وضم التاء من علمت للإخبار عن موسى عليه الصلاة والسلام بأنه قال ذلك، وفتحها لإسناده إلى فرعون. سورة الكهف من لدنه للضّمّ سكّن وأشم ... واكسر سكون النّون والضّمّ (ص) رم يريد أنه قرأ قوله تعالى «من لدنه» بإسكان ضم الدال وإشمامها الضم، وبكسر سكون النون وضم الهاء وصلتها أبو بكر، والباقون بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء وابن كثير يصلها بواو على أصله. مرفقا افتح اكسرن (عمّ) وخف ... تزّاور الكوفي وتزور (ظ) رف أي قرأ المدنيان وابن عامر «من أمركم مرفقا» بفتح الميم وكسر الفاء،

والباقون بكسر الميم وفتح الفاء وهم لغتان بالشيء المرتفق به قوله: (وخف) أي قرأ الكوفيون بتخفيف الزاي من «تزّاور» وقرأ يعقوب وابن عامر المرموز لهما أول البيت الآتي تزور بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف كما لفظ به، وقرأ الباقون بتشديد الزاي ثم ألف بعدها وتخفيف الراء. (ك) م وملئت الثّقل (حرم) ورقكم ... ساكن كسر (ص) ف (فتى) ش) اف (ح) كم يعني قرأ قوله تعالى: «ولملّئت منهم رعبا» بتشديد اللام المدنيان وابن كثير. والباقون بتخفيفها قوله: (ورقكم) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «بورقكم هذه» بإسكان كسر الراء أبو بكر وحمزة وخلف وروح وأبو عمرو، والباقون بكسرها؛ فالإسكان لغة تميم، والكسر لغة الحجاز. ولا تنوّن مائة (شفا) ولا ... يشرك خطاب مع جزم (ك) مّلا أي قرأ حمزة والكسائي وخلف مائة سنين بغير تنوين على الإضافة، والباقون بالتنوين، وقرأ ابن عامر «ولا تشرك» بالخطاب والجزم، والباقون بالغيب والرفع؛ فوجه الخطاب والجزم جعل لا ناهية والخطاب للإنسان، ووجه الغيب والرفع جعل لا نافية وأن الفعل أسند لضمير الله تعالى حملا على قوله «قل الله أعلم بما لبثوا» إلى قوله «من دونه». وثمر ضمّاه بالفتح (ثوى) ... (ن) صر بثمره (ث) نا (ش) اد (ن) وى يريد أنه قرأ قوله تعالى: «وكان له ثمر» بفتح، ضم الثاء والميم أبو جعفر ويعقوب وعاصم قوله: (بثمره) أي وفتح الثاء والميم من قوله «وأحيط بثمره» أبو جعفر وعاصم وروح، وضم الثاء وسكن الميم أبو عمرو كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون بضم الثاء والميم. سكنهما (ح) لا ومنها منهما ... (د) ن (عمّ) لكنّا فصل ثب (غ) ص (ك) ما أراد أن ابن كثير والمدنيين وابن عامر قرءوا منهما موضع منها كما لفظ بكل من القراءتين فوجه إثبات الميم جعل الضمير عائدا على الجنتين وهو كذلك في مصاحف مكة والمدينة والشام، ووجه إسقاطها جعل الضمير يعود إلى الجنة في

قوله «ودخل جنته» وكذلك رسمت في مصاحف العراق قوله: (لكنا) يريد أنه قرأ قوله تعالى «لكنا هو» بإثبات الألف في الوصل أبو جعفر ورويس وابن عامر؛ والباقون بحذفها، ولا خلاف في إثباتها في الوقف الكل (¬1)، ولم يذكره الناظم رحمه الله تعالى لشهرته. يكن (شفا) ورفع حفض الحقّ (ر) م ... (ح) ط يا نسيّر افتحو (حبر) (ك) رم يريد أنه قرأ قوله تعالى «ولم يكن له فئة» بالتذكير حمزة والكسائي وخلف، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتأنيث؛ ثم أراد أن الكسائي وأبا عمرو قرآ برفع خفض الحق على كونه صفة للولاية، والباقون بالخف نعتا للجلالة قوله: (يا نسير) أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر «ويوم تسير الجبال» بفتح الياء وجعل التاء مكان النون والجبال بالرفع على أنه مفعول قام مقام الفاعل، والباقون بالنون مضمومة وكسر الياء ونصب الجبال مفعولا، وإنما نص المصنف رحمه الله تعالى على النون لتعلم قراءة الباقين والنّون أنّث والجبال ارفع وثم ... أشهدت أشهدنا وكنت التّاء ضم أراد أن أبا جعفر قرأ «أشهدناهم» موضع قراءة غيره «أشهدتّهم» كما لفظ به للقراءتين، ثم أراد أن كل القراء ضموا التاء من «كنت» سوى أبي جعفر فإنه قرأ فيه بالفتح كما نبه عليه أول البيت الآتي: سواه والنّون يقول (فر) دا ... مهلك مع نمل افتح الضّمّ (ن) دا يعني قرأ قوله تعالى «ويوم يقول» بالنون حمزة حملا على قوله تعالى «وما كنت متخذ المضلين عضدا» والباقون بالياء قطعا لما تقدم قوله: (مهلك) يريد أنه قرأ قوله تعالى «لمهلكهم» هنا، و «مهلك أهله» في النمل بفتح الميم عاصم، والباقون بضمها وكسر اللام فيهما حفص كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد، والباقون بفتحهما؛ فحفص بفتح الميم وكسر اللام، وأبو بكر بفتح الميم، واللام، والباقون بضم الميم وفتح اللام. واللّام فاكسر (ع) د وغيب يغرقا ... والضّمّ والكسر افتحا (فتى) (ر) قا ¬

_ (¬1) تبعا للرسم في المصحف الشريف.

أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «ليغرق» بياء الغيب وفتحها وفتح كسر الراء مضارع غرق، والباقون بتاء الخطاب وضمها وكسر الراء مضارع أغرق؛ فوجه الأول إسناد الفعل إلى الأهل، ووجه الثانية إسناد الفعل إلى الخضر. وعنهم ارفع أهلها وامدد وخف ... زاكية (حبر) (مدا) (غ) ث و (ص) رف أي ارفع أهلها عن الجماعة المتقدم ذكرهم في البيت السابق وهم حمزة والكسائي وخلف قوله: (وامدد) أراد مد الزاي وتخفيف الياء من «زاكية» لابن كثير وأبي عمرو والمدنيين ورويس على أنه اسم فاعل من زكا وعليه رسم المدني والمكي، والباقون بحذف الألف وتشديد الياء على البناء للمبالغة وعليه رسم العراقي والشامي. لدني أشمّ أو رم الضّمّ وخف ... نون (مدا) (ص) ن تخذ الخا اكسر وخف يعني قوله تعالى «قد بلغت من لدني» قرأه أبو بكر بإشمام الدال واختلاس الضم المعبر عنه بالروم؛ فالجمهور عنه على إشمامها الضم بعد إسكانها، والآخرون على اختلاس الضم قوله: (وخف) أي خفف النون منها المدنيان وأبو بكر؛ فالمدنيان يشبعان ضمة الدال ويخففان النون، وأبو بكر يخفف النون ويسكن ضمة الدال ويشمها ويختلس الضمة، والباقون بإشباع ضمة الدال وتشديد النون قوله: (تخذ) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «لتخذت عليه أجرا» بكسر الخاء وتخفيف التاء من غير ألف ابن كثير والبصريان كما سيأتي في أول البيت الآتي بعد وهي لغة هذيل، والباقون بتشديد التاء وفتح الخاء وألف وصل افتعل من اتخذ أدغمت التاء التي هي فاء الافتعال. (حقّا) ومع تحريم نون يبدلا ... خفّف (ظ) با (كنز) (د) نا النّور (د) لا أي قرأ يعقوب ابن عامر والكوفيون وابن كثير بتخفيف لفظ يبدل هنا وفي التحريم وفي ن على أنه مضارع أبدل وكذلك قرأ ابن كثير وأبو بكر ويعقوب المرموز لهم في أول البيت الآتي «ليبدّلنهم» في النور، والباقون بالتشديد في الجميع مضارع بدل. (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) ... حامية حمئة واهمز (أ) فا أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع

الهمزة وإسكان التاء كلفظه (¬1)، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان؛ ثم أراد أن نافعا وحفصا وابن كثير وأبا عمرو ويعقوب قرءوا «حمئة» وهمزوا الياء، والباقون قرءوا «حامية» كما لفظ بالقراءتين معا. (ع) ذ (حقّ) والرّفع انصبن نوّن جزا ... (صحب ظ) بى افتح ضمّ سدّين (ع) زا يريد أنه قرأ قوله تعالى «جزاء الحسنى» بنصب الرفع والتنوين حمزة والكسائي وخلف وحفص ويعقوب، والباقون بالرفع من غير تنوين فنصب جزاء على الحالية من المستثنى في قوله تعالى: «فله» فإن فله خبر مقدم والمبتدأ مؤخر، ووجه الرفع وعدم التنوين أنه مبتدأ خبره مقدم وحذف التنوين لإضافته إلى الحسنى: أي فله جزاء الكلمة الحسنى قوله: (افتح ضم سدين) أي قرأ حفص وابن كثير وأبو عمرو كما رمز لهم في أول البيت الآتي «حتى إذا بلغ بين السّدين» بفتح ضم السين، والباقون بضمها. (حبر) وسدّا (ح) كم (صحب) (د) برا ... ياسين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا أي وفتح السين من سدا كذلك أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وحفص وابن كثير، وكذلك قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدا» في يس، والباقون بالضم؛ فالمدنيان وابن عامر وأبو بكر ويعقوب ضموا الأربعة، وابن كثير وأبو عمرو فتحا لفظى الكهف وضما لفظى، يس وحفص بفتح الأربعة، وحمزة والكسائي وخلف فتحوا موضعي يس وسدا في الكهف، والضم والفتح لغتان قوله: (يفقهوا) يريد قوله تعالى «لا يكادون يفقهون» قرأه بضم الياء وكسر القاف حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي، من أفقهه كذا: جعله فاقها فأفهمه، منقول من أفقه المتعدي لواحد فالمفعول الأول محذوف: أي لا يفقهون غيرهم قولا، والباقون بفتح الياء والقاف أي لا يفقهون لسان غيرهم. (شفا) وخرجا قل خراجا فيهما ... لهم فخرج (ك) م وصدفين اضمما أي قرأ حمزة والكسائي وخلف المشار إليهم بقوله: شفا خرجا موضع ¬

_ (¬1) أي «اتبع».

سورة مريم عليها السلام

خرجا هنا، وفي المؤمنون بإسكان الراء كلفظه كما صرح بالقراءتين معا قوله: (فخرج كم) أي قرأ ابن عامر «فخرج ربك» في المؤمنون بإسكان الراء كلفظه، والباقون بالألف قوله: (وصدفين) يريد أن أبا بكر قرأ قوله تعالى «بين الصّدفين» بضم الصاد وإسكان الدال مثل ما في أول البيت الآتي: وسكّنن (ص) ف وبضمّى (كلّ حق) ... آتون همز الوصل فيهما (صد) ق أراد أن أبا بكر ضم الصاد وسكن الدال من «الصّدفين»، وأن ابن عامر وابن كثير والبصريين قرءوا بضم الصاد والدال، والباقون بفتحهما فصار هاهنا ثلاث قراءات وهي ظاهرة والقراءة في هذه لغات قوله: (آتوني) يريد قوله تعالى «رد ما آتوني» وقال «آتوني أفرغ عليه» قرأه أبو بكر بهمزة الوصل فيهما مع كسر التنوين في سابق الأول بخلاف عنه كما أول البيت الآتي: خلف وثان (ف) ر فما اسطاعوا اشددا ... طاء (ف) شا و (ر) د (فتى) أن ينفدا أي وافق حمزة أبا بكر على «آتوني» الثاني بهمزة وصل بعد اللام والباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما من الإيتاء، ثم أراد أن حمزة شدد طاء «فما اسطّاعوا أن يظهروه» وخففها الباقون، وقول الناظم رحمه الله «فما اسطاعوا» ليخرج الثاني فإنه مجمع الإظهار فيه قوله: (ورد فتي) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف «قبل أن ينفد» بالتذكير، والباقون بالتأنيث، ووجه التذكير والتأنيث الإسناد إلى مؤنث مجازي. سورة مريم عليها السلام واجزم يرث (ح) ز (ر) د معا بكيّا ... بكسر ضمّه (رضى) عتيّا يريد أنه قرأ قوله تعالى «يرثني ويرث من آل يعقوب» بالجزم فيهما أبو عمرو والكسائي لأنهما جواب «فهب» والباقون بالرفع على جعل الجملة صفة لوليا: أي هب لي وليا وارثا مني ومن آل يعقوب قوله: (بكيا) أي قرأ حمزة والكسائي بكسر الباء من «بكيا» وكذلك قرأ حفص وحمزة والكسائي المرموز لهم في البيت الآتي بعد «عتيا، وصليا، وجثيا» بكسر أوائلهن، والباقون بالضم. معه صليّا و؟؟ جثيّا (ع) ن (رضى) ... وقل خلقنا في خلقت (ر) ح (ف) ضا

أي مع «عتيا، صليا، وجثيا» قوله: (وقل خلقنا) أي قرأ حمزة والكسائي «وقد خلقناك» موضع قراءة غيرهما «خلقتك» كما لفظ بالقراءتين. همز أهب باليا (ب) هـ خلف (ج) لا ... (حما) ونسيا فافتحن (ف) وز (ع) لا أراد أن قالون بخلاف عنه وورشا والبصريين قرءوا «ليهب لك» بالياء مكان الهمز الذي لفظ به، وهو قراءة الباقين قوله: (بالياء) يجوز أن يقال الياء أصل بنفسها والفعل مسند لضمير غائب إما إلى الرب أو الرسول، ووجه الهمز إسناده إلى الرسول قوله: (ونسيا) أي فتح النون من «نسيا» حمزة وحفص، وكسرها الباقون، وهما لغتان. من تحتها اكسر جرّ (صحب ش) ذ (مدا) ... خفّ تساقط (ف) ي (ع) لا ذكر (ص) دا قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص وروح والمدنيان «فناداها من تحتها» بكسر وجر التاء، والباقون بفتح الميم ونصب التاء قوله: (وخف تساقط) أي خفف السين من قوله تعالى «تسّاقط عليك رطبا جنيا» حمزة وحفص، وقرأ أبو بكر بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي ويعقوب بالتذكير والتشديد، والباقون بالتأنيث والتشديد. خلف (ظ) بى وضمّ واكسر (ع) د وفي ... قول انصب الرّفع (ن) هى (ظ) لّ (ك) في أي ضم التاء وكسر القاف من «تساقط» لحفص، وقد تقدم له التخفيف؛ ففيها أربع قراءات وهي ظاهرة قوله: (وفي قول) يريد أنه قرأ قوله تعالى «قول الحق» بنصب رفع اللام ويعقوب وابن عامر، والباقون بالرفع. واكسر وأنّ الله (ش) م (كنزا) وشد ... نورث (غ) ث مقاما اضمم (د) ام ود أراد أن روحا والكوفيين وابن عامر كسروا همزة و «إن الله» للاستئناف، والباقون بفتحها عطفا على الصلاة، ثم أراد أن رويسا قرأ نورّث بفتح الواو وتشديد الراء مضارع ورث، والباقون بإسكان الواو وتخفيف الراء من أورث، ثم أمر بضم الميم لابن كثير من قوله تعالى: «خير مقاما» على أنه اسم مصدر لأقام بالمكان: إذا لبث فيه، والباقون بالفتح على أنه مصدر لقام بالمكان. ولدامع الزّخرف فاضمم أسكنا ... (ر) ضا يكاد فيهما (أ) ب (ر) نا

سورة طه

يريد أنه قرأ قوله تعالى «مالا وولدا، وقالوا اتخذ الرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا، هنا، و «إن كان الرحمن ولد» بالزخرف بضم الواو وإسكان اللام حمزة والكسائي، والباقون بفتحهما قوله: (يكاد) يريد قوله تعالى «تكاد السموات» هنا وفي الشورى، قرأه بالتذكير نافع والكسائي باعتبار الجمع وأنه مؤنث مجازي، والباقون بالتأنيث باعتبار الجماعة. وينفطرن يتفطّرن (ع) لم ... (حرم) (ر) قا الشّورى (شفا) (ع) ن (د) ون (غ) م أراد أن حفصا والمدنيين وابن كثير والكسائي قرءوا «يتفطّرن» موضع ينفطرن هنا، وأن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا وابن كثير والمدنيين وابن عامر قرءوا كذلك في الشورى، والباقون ينفطرن كما صرح بالقراءتين معا. سورة طه أنّي أنا افتح (حبر) (ث) بت وأنا ... شدّد وفي اخترت قل اخترنا (ف) نا يعني قرأ قوله تعالى «إني أنا ربك» بفتح الهمزة ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر على حذف الجار: أي بأني، والباقون بكسرها على إضمار القول قوله: (وأنا) أراد أن حمزة شدد لفظ وأنا وقرأ «اخترناك» مكان «اخترتك» كما لفظ بالقراءتين. طوى معا نوّنه (كنزا) فتح ضم ... اشدد مع القطع وأشركه يضم أي قرأ ابن عامر والكوفيون «طوى» هنا وفي النازعات بالتنوين على صرفه باعتبار المكان وإعرابه بدل الوادي، والباقون بغير تنوين على عدم صرفه للعملية والتأنيث قوله: (فتح ضم اشدد) يريد قوله تعالى «أخي اشدد» بضم الهمزة مقطوعة «وأشركه» بفتح الهمزة قراءة ابن عامر وابن وردان بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بوصل همزة اشدد وابتدائها بالضم وفتح أشركه على أنهما أمران بمعنى الدعاء. ك) م (خ) لف خلفا ولتصنع سكّنا ... كسرا ونصبا (ث) ق مهادا (ك) وّنا يريد أنه قرأ قوله تعالى «ولتصنع على عيني» باسكان اللام والعين أبو

جعفر، والباقون بكسر اللام وفتح العين، ثم أراد أن ابن عامر ومدلول سما المرموز لهم أول البيت الآتي قرءوا «مهادا» هنا وفي الزخرف موضع قراءة غيرهم مهدا كما لفظ به من القراءتين. (سما) كزخرف بمهدا واجزم ... تخلفه (ث) ب سوى بكسره اضمم أراد أن أبا جعفر جزم الفاء من قوله تعالى «لا نخلفه» على أن لا ناهية، والباقون برفعها على أنها نافية، ثم أراد أن عاصما وابن عامر وحمزة وخلفا ويعقوب المرموز لهم أول البيت الآتي ضموا سين سوى، والباقون بكسرها، وهما لغتان بمعنى واحد، والسوى: العدل. ن) ل (ك) م (فتى) (ظ) نّ وضمّ واكسرا ... يسحت (صحب) (غ) اب إن خفّف (د) را يريد أنه ضم الياء وكسر الحاء من قوله «فيسحتكم بعذاب» حمزة والكسائي وخلف وحفص ورويس، والباقون بفتحهما وهما لغتان قوله: (إن خفف) أي قرأ ابن كثير وحفص المرموز له أول البيت الآتي بعد «قالوا إن» بتخفيف النون للفرار من التثقيل، والباقون بالتشديد للإتيان به على الأصل. (ع) لما وهذين بهذان (ح) لا ... وفاجمعوا صل وافتح الميم (ح) لا أراد أن أبا عمرو قرأ هذين بالياء موضع قراءة غيره هذان بالألف على ما لفظ به القراءتين، فابن كثير خفف «إن هذان» بالألف وتقدم له تشديد النون وحفص مثله إلا أنه خفف النون من هذان، وأبو عمرو يثقل إنّ ويقرأ هذين بالياء مع تخفيف نونه، والباقون بتثقيل إن وهذان بالألف مع تخفيف النون، فوجه قراءة ابن كثير وحفص أن إن مخففة من الثقيلة وهذان مبتدأ ولساحران خبر واللام فارقة وهذه موافقة للرسم، وأما قراءة أبي عمرو فهذين اسمها واللام مؤكدة داخلة في الخبر لكن فيها مخالفة للرسم، وأما قراءة الباقين فقيل جاءت على لغة بني الحارث وكنانة، وغيرهما من العرب يعربون المثنى بالألف في الأحوال كلها؛ ثم أراد أن أبا عمرو قرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم، والباقون بالقطع وكسر الميم. يخيّل التّأنيث (م) ن (ش) م وارفع ... جزم تلقّف لابن ذكوان (و) عي يعني قوله تعالى «تخيل» بالتأنيث ابن ذكوان وروح لإسناده لضمير الحبال

والعصى، و «أنها تسعى» بدل من الضمير بدل اشتمال، والباقون بالتذكير لإسناد الفعل إلى أنها تسعى: أي يخيل إليه سعيها قوله: (وارفع) أمر برفع جزم الفاء من قوله تعالى «تلقف ما صنعوا» لابن ذكوان على الاستئناف، والباقون بجزم الفاء جوابا لألق، وحفص على أصله في تخفيف القاف والبزى في تشديد التاء. وساحر سحر (شفا) أنجيتكم ... واعدتكم لهم كذا رزقتكم يعني أن حمزة والكسائي وخلفا قرءوا «كيد سحر» موضع قراءة الجماعة «وكيد ساحر» على ما لفظ به من القراءتين قوله: (أنجيتكم) يعني قوله تعالى أنجيتكم من عدوكم ووعدتكم جانب الطور الأيمن، وكلوا من طيبات ما رزقتكم» بلفظ الواحد كما لفظ به حمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون أنجيناكم بالألف ووعدناكم ورزقناكم من واعد على الأشهر، فحمزة والكسائي وخلف قرءوا وواعدتكم بالألف بين الواو والعين وإسناد الفعل إلى ضمير المفرد والبصريان وأبو جعفر ووعدناكم بحذف الألف التي قبل العين وإسناد الفعل إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه، والباقون وواعدناكم بواوين بعدهما الألف وإسناد الفعل إلى ضمير المتكلم المعظم نفسه. ولا تخف جزما (ف) شا وإثري ... فاكسر وسكّن (غ) ث وضمّ كسر أي قرأ حمزة «لا تخف دركا» بالجزم وحذف الألف لكونه جوابا لقوله «فاضرب» والباقون بالألف والرفع على الاستئناف قوله: (وإثري) يريد أنه قرأ قوله تعالى «أولاء على إثري» بكسر الهمزة وإسكان الثاء رويس، والباقون بفتحهما قوله: (وضم كسر) أي ضم كسر يحل كما سيأتي في البيت الآتي: يحلّ مع يحلل (ر) نا بملكنا ... ضمّ (شفا) وافتح (إ) لى (ن) صّ (ث) نا يريد أنه قرأ قوله تعالى «فيحل عليكم» بضم الحاء، و «من يحلل» بضم اللام الكسائي، من حل بالمكان يحل: إذا نزل به، والباقون بكسر الحرفين، من حل عليه الدين يحل: أي وجب، ولا خلاف في كسر الحاء من الحرف الثالث وهو قوله «أن يحل عليكم»، قوله: (بملكنا) أراد أن حمزة والكسائي وخلفا قرءوا قوله تعالى «موعدك بملكنا» بضم الميم، وأن نافعا وعاصما وأبا جعفر قرءوا بفتحها، والباقون بكسرها فصار فيه ثلاث قراءات وهي ظاهرة، فوجه الضم أنه بمعنى

السلطان: أي ما أخلفناه بقوتنا، ووجه الفتح أنه مصدر ملك يملك ملكا، ووجه الكسر أنه ما حازته يدك. وضمّ واكسر ثقل حمّلنا (ع) فا ... (ك) م (غ) نّ (حرم) تبصر واخاطب (شفا) أراد أن حفصا وابن عامر ورويسا والمدنيين وابن كثير ضموا الحاء وكسروا الميم مثقلة من قوله تعالى «ولكنا حمّلنا» والباقون بفتح الحاء والميم مخففة، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا خاطبوا لم يبصروا لمراعاة «فما خطبك» والباقون بالغيب للرد على بني إسرائيل. تخلفه اكسر لام (حقّ) نحرقن ... خفف (ث) نا وافتح لضم واضممن أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر لام تخلفه: أي لن تقدر على إخلافه، فالمفعول الثاني على هذا محذوف: أي لن تخلفه أحدا، والباقون بفتح اللام على بنائه للمفعول قوله: (نحرقن) يعني أن أبا جعفر خفف الراء من قوله تعالى «لنحرّقنه» ثم اختلف راوياه؛ فابن وردان المرموز له في البيت الآتي بفتح النون وضم الراء، وابن جماز بضم النون وكسر الراء، والباقون كذلك إلا أنهم فتحوا الحاء وشددوا الراء. كسرا (خلا) (ن) نفخ باليا واضمم ... وفتح ضمّ لا أبو عمرهم يعني أن كل القراء قرءوا «يوم ينفخ في الصور» بالياء وضمها وفتح الفاء على بنائه للمفعول إلا أن أبا عمرو قرأ بالنون وفتحها وضم الفاء (¬1) على بنائه للفاعل. يخاف فاجزم (د) م ويقضى يقضيا ... مع نونه انصب رفع وحي (ظ) ميا أي قرأ ابن كثير فلا تخف ظلما بجزم الفاء وحذف الألف، فلا ناهية، والباقون بالرفع والألف، فلا نافية قوله: (ونقضي) أي قرأ يعقوب «من قبل أن يقضي» بالنون مفتوحة وكسر الضاد وفتح الياء أيضا ووحيه بالنصب على البناء ¬

_ (¬1) «ننفخ».

سورة الأنبياء عليهم السلام

للفاعل، والباقون «يقضى» بضم الياء وفتح الضاد ووحيه بالرفع على البناء للمفعول، واستغنى باللفظ عن القيد فيهما. إنّك لا بالكسر (آ) هل (ص) با ... ترضى بضمّ التّاء (ص) در (ر) حبا أراد أن نافعا وأبا بكر يكسران الهمزة من قوله تعالى «وأنك لا تظمأ فيها» عطفا على أن الأولى، والباقون بفتحها عطفا على «أن لا تجوع» وهو اسم إن ولك الخبر، التقدير لأن لك عدم الجوع وعدم الظمأ والضحو، وقيد الحرف بلا احترازا من غيره، ثم أراد أن أبا بكر والكسائي ضما التاء من قوله تعالى «لعلك ترضى» على البناء للمفعول، والباقون بفتحها على البناء للفاعل: أي «لعلك ترضى» بما تعطي. زهرة حرّك (ظ) اهرا يأتهم ... (صحبة) (ك) هف (خ) وف خلف (د) هموا أي قرأ يعقوب «زهرة الحياة الدنيا» بتحريك الهاء الذي هو الفتح والباقون بإسكانها ومعناهما واحد: الزينة والبهجة قوله: (يأتهم) يعني قرأ قوله تعالى «أو لم يأتهم بينة» بالتذكير حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر وابن عامر وابن وردان بخلاف عنه وابن كثير اعتبارا بمعنى البيان والقرآن ولعدم حقيقة التأنيث، والباقون بالتأنيث اعتبارا بلفظ بينة. سورة الأنبياء عليهم السلام قل قال (ء) ن (شفا) وآخرها (ع) ظم ... وأو لم ألم (د) نا يسمع ضم أراد أن حفصا وحمزة والكسائي وخلفا قرءوا «قال رب» موضع قراءة الجماعة «قل رّب» وأن حفصا قرأ في آخر السورة «قال رب أحكم» موضع قراءة الجماعة «قل» على ما لفظ به في الموضعين؛ فوجه قال إسناد الفعل لضمير الرسول، ووجه قل أنه أمره بقوله ذلك، ثم أراد أن ابن كثير قرأ «ألم يروا» بغير واو موضع قراءة غيره «أو لم» على الاستئناف، ووافق كل مصحفه بالواو عطفا لألم على ما قبله كما لفظ به في القراءتين قوله: (يسمع) يريد قوله تعالى «ولا يسمع الصم» بالضم كما سيأتي في أول البيت الآتي:

خطابه واكسر وللصّمّ انصبا ... رفعا (ك) سا والعكس في النمل (د) با أي قرأ ابن عامر «ولا تسمع الصمّ» بالخطاب مضموما وكسر الميم ونصب الصم على إسناده لضمير الرسول وأخذه من أسمع المتعدي بالهمزة فنصب مفعولين وهما الصم والدعاء. والباقون بياء مفتوحة وفتح الميم ورفع الصم على إسناد الفعل إليه وأخذه من سمع الثلاثي فلذلك رفع الصم فاعلا ونصب الدعاء مفعولا به قوله: (والعكس) أي قرأ ابن كثير في النمل والروم عكس قراءة ابن عامر كما في أول البيت الآتي؛ فابن عامر بالخطاب في الجميع ونصب «الصمّ»، وابن كثير بالغيب في الجميع ورفع الصّمّ، والباقون هنا بالغيب ورفع الصمّ، وفي النمل والروم بالخطاب ونصب الصمّ ونصب «الدعاء». كالرّوم مثقال كلقمان ارفع ... (مدا) جذاذا كسر ضمّه (ر) عي أراد أن المدنيين قرءوا «إن كان مثقال» هنا وفي لقمان بالرفع على أن كان تامة فرفع مثقال بالفاعلية، والباقون بالنصب فيهما على أن كان ناقصة وأضمر فيها اسمها، ثم أراد أن الكسائي كسر ضم جيم «جذاذا» والباقون بالضم؛ فالمكسور جمع جذيذ، والمضموم جمع جذوذ: كزجاج جمع زجاجة. يحصن نوّن (ص) ف (غ) نا أنّث (ع) لن ... (ك) فؤ (ث) نا يقدر ياء واضممن أراد أن أبا بكر ورويسا قرآ «لنحصنكم» بالنون على العظمة، وأن حفصا وابن عامر وأبا جعفر قرءوا «لتحصنكم» بالتاء على إسناد الفعل لضمير الصفة والباقون بالتذكير على إسناده لضمير «اللّبوس»، ثم أراد أن يعقوب المرموز له أول البيت الآتي قرأ قوله «فظن أن لن نقدر عليه» بالياء مضمومة وفتح الدال (¬1)، وقرأ الباقون بالنون مفتحة وكسر الدال. وافتح (ظ) بى ننجى احذف اشدد (ل) ى (م) ضى ... (ص) ن حرّم اكسر سكّن اقصر (ص) ف (رضى) يعني قرأ قوله تعالى «ننجي المؤمنين» بنون واحدة وتشديد الجيم ابن عامر وأبو بكر على أن أصلها ننجي بنونين مشددة الجيم، فاستثقل توالي مثلين ¬

_ (¬1) «يقدر».

سورة الحج والمؤمنون

بعدهما مثلان فأدغم أحدهما في الآخر فحذف ثاني المثلين الأولين نحو «يتذكرون» ولا التفات إلى من ردها، والباقون بنونين الثانية ساكنة مع تخفيف الجيم من غير حذف أسند الفعل إلى ضمير الباري على التعظيم، فهو مضارع مرفوع مسند لضمير المتكلم المعظم نفسه فسكنت ياؤه ونصب المؤمنين مفعولا به قوله: («حرم» اكسر) يريد أنه قرأ «وحرام على قرية» بكسر الحاء وإسكان الراء من غير ألف أبو بكر وحمزة والكسائي، والباقون بفتح الحاء والراء وألف بعدها وهما لغتان. تطوى فجهّل أنّث النّون السّما ... فارفع (ث) نا وربّ للكسر اضمما أي قرأ أبو جعفر «تطوى» بالتاء مضمومة مكان النون على التأنيث وفتح الواو ورفع السماء. والباقون بالنون مفتوحة وكسر الواو ونصب السماء قوله: (ورب للكسر اضمما) يريد قوله تعالى «رب احكم» قرأه بضم الباء أبو جعفر المشار إليه بقوله عنه في البيت الآتي، ووجه أنه لغة معروفة جائزة في نحو يا غلامي تنبيها على الضم وأنت تنوي الإضافة، وليس ضمه على أنه منادى مفرد كما ذكره أبو الفضل الرازي لأن هذا ليس من نداء النكرة المقبل عليها، وقرأ الباقون بكسرها، وقدم الناظم رحمه الله تعالى «ربّ احكم» للضرورة. عنه وللكتاب (صحب) جمعا ... وخلف غيب يصفون (م) ن وعا أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا للكتب بالجمع، والباقون بالإفراد وأريد به الجنس فهو كالجمع في المعنى، ثم أراد أنه اختلف عن ابن ذكوان في قوله تعالى «على ما يصفون» فروى الصورى عنه بالغيب، وهي رواية الثعلبي عنه ورواية المفضل عن عاصم، وقراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وروى الأخفش عنه بالخطاب وبذلك قرأ الباقون. سورة الحج والمؤمنون سكرى معا (شفا) ربت قل ربأت ... (ث) رى معا لام ليقطع حرّكت يريد أنه قرأ قوله تعالى «وترى الناس سكارى وما هم بسكارى» بفتح السين

وإسكان الكاف من غير ألف حمزة والكسائي وخلف (¬1). وقرأهما الباقون بضم السين وفتح الكاف وألف بعدها، وهم في الإمالة على أصولهم؛ ثم أراد أن أبا جعفر قرأ «ربأت» هنا وفي فصلت بهمزة مفتوحة موضع قراءة غيره بغير همزة فيهما كما لفظ بالقراءتين؛ ثم أراد أن ورشا وأبا عمرو وابن عامر ورويسا المرموز لهم أول البيت الآتي قرءوا «ثم ليقطع» بكسر اللام، والباقون بإسكانها. بالكسر (ج) د (ح) ز (ك) م (غ) نا ليقضوا ... لهم وقنبل ليوفوا (م) حض أراد أن المذكورين في الرمز المتقدم وقنبلا فعلوا ذلك في قوله تعالى: ثم ليقضوا والباقون بالإسكان قوله: (ليوفوا الخ) أراد أن ابن ذكوان قرأ قوله «وليوفوا» بالكسر. وعنه وليطّوّفوا انصب لؤلؤا ... (ن) ل (إ) ذ (ثوى) وفاطرا (مدا) (ن) أى أي عن ابن ذكوان «وليطوفوا» كذلك بالكسر، والباقون بالإسكان؛ فابن ذكوان كسر اللام في الأربعة، والكوفيون والبزي وقالون وروح وأبو جعفر سكنوها، وأبو عمرو وورش وهشام ورويس كسروا «ليقطع، وليقضوا» وسكنوا «ليوفوا، وليطوّفوا» ولم يختلفوا في قوله تعالى: فلينظر أنه بالإسكان؛ فمن سكن قصد التخفيف، ومن كسر أتى بالأصل، ومن فصل جمع بين اللغتين قوله: (انصب لؤلؤا) يريد أنه قرأ قوله تعالى: ولؤلؤا ولباسهم هنا وفي فاطر بالنصب فيهما المدنيان وعاصم، ووافقهم يعقوب هنا، والباقون بالخفض فيهما؛ فوجه نصبه عطفه على محل «من أساور» أو بفعل مقدر: أي ويؤتون لؤلؤا، ووجه خفضه عطفه على أساور ورسم هنا بالألف، واختلف فيه في فاطر. سواء انصب رفع علم الجاثية ... (صحب) ليوفوا حرّك اشدد (ص) افيه أراد أن حفصا قرأ «سواء العاكف» بالنصب على أنه مفعول ثان لجعلناه والعاكف فاعل به، والباقون بالرفع على أنه خبر مقدم والعاكف مبتدأ والباد عطف عليه والجملة في موضع المفعول الثاني متعلقا بالجعل، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا نصبوا سواء في سورة الشريعة على الحال من الهاء ¬

_ (¬1) «سكرى» و «بسكرى».

والميم في «نجعلهم»، «ومحياهم» فاعل به، والباقون بالرفع لجواز كون سواء خبرا مقدما ومحياهم مبتدأ مؤخرا، وهذه الجملة في موضع نصب على المفعول الثاني، ثم أخبر أن أبا بكر قرأ «وليوّفوا» بالتحريك الذي هو الفتح والتشديد ومعناه التكثير، والمخفف يحتمل ذلك وغيره. كتخطف (ا) نل (ث) ق (ك) لا ينال (ظ) ن ... أنّث وسيني منسكا (شفا) اكسرن أي قرأ المدنيان «فتخطّفه» كما قرأ أبو بكر «وليوفوا» ومراده تحريك الخاء وتشديد الطاء لأن الأصل فتخطفه أدغمت التاء في الطاء وأبقيت حركة التاء على الخاء ففتحت والطاء مكسورة فاستثقلت الكسرة عليها ففتحت، والباقون باسكان الخاء وتخفيف الطاء على أنه مضارع خطف الثلاثي قوله: (كلا ينال) يريد أنه قرأ قوله تعالى: لن ينال الله، ولكن يناله بالتاء على التأنيث فيهما يعقوب، والباقون بالياء على التذكير، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا كسروا سين «منسكا» في الحرفين، والباقون بفتحهما. يدفع في يدافع البصري ومك ... وأذن الضّمّ (حما) (مدا) (ن) سك أي قرأ البصريان وابن كثير «إن الله يدفع» في موضع قراءة غيرهم «إن الله يدافع» كما لفظ بالقراءتين قوله: (وأذن) يريد أنه قرأ قوله تعالى: أذن للذين بضم الهمزة البصريان والمدنيان وعاصم على ما لم يسم فاعله للاختصار للعلم بالفاعل، والباقون بفتح الهمزة على تسمية الفاعل المصرح بالإذن وهو ضمير الباري لتقدم ذكره. مع خلف إدريس يقاتلون (ع) ف ... (عمّ) افتح التّا هدّمت لل (حرم) خف أي اختلف عن ادريس في قوله تعالى: أذن فروى عنه الشطى بضم الهمزة، وروى عنه الباقون فتحها، ثم إن حفصا والمدنيين وابن عامر فتحوا التاء من قوله تعالى: يقاتلون بأنهم والباقون بالكسر، فيقاتلون مبنيا للفاعل على معنى يريدون أن يقاتلوا، وفي بنائه للمفعول معنى لأن الكفار قاتلوهم؛ فابن كثير وحمزة والكسائي وخلف يفتحون «أذن» ويكسرون «يقاتلون» والمدنيان وحفص يضمون «أذن» ويفتحون «يقاتلون» والبصريان وأبو بكر يضمون «أذن»، «ويفتحون ويقاتلون» ثم أراد أن المدنيين وابن كثير خففوا دال «هدّمت» وشددها الباقون، فالتشديد للتكثير والتخفيف يحتمله وغيره.

أهلكتها البصريّ واقصر ثمّ شد ... معاجزين الكلّ (حبر) ويعد أراد أن البصريين قرآ «فكأين من قرية أهلكتها» بتاء مضمومة موضع قراءة غيرهما «أهلكناها» فوجه «أهلكتها» حمله على «أمليت لها» ووجه الأخرى التعظيم والرسم يحتملها، ثم أراد أن ابن كثير وأبا عمرو قرآ «معاجزين» بغير ألف وبتشديد الجيم في الكل، وهو في ثلاثة مواضع: هنا موضع، وفي سبأ موضعان، والباقون بالتخفيف وألف في الثلاثة، ورسمت بغير ألف، فاحتمل الرسم القراءتين، ثم أراد أن ابن كثير وحمزة والكسائي وخلفا المرموز لهم في أول البيت الآتي قرءوا «يعدون» بالغيب من إطلاقه حملا على «ويستعجلونك» والباقون بالخطاب للحمل على عموم المخاطبين. دان (شفا) يدعوا كلقمان (حما) ... (صحب) والأخرى (ظ) نّ عنكبا (ن) ما أي قرأ أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص و «أنما يدعون من دونه» هنا وفي لقمان بالغيب، والباقون بالخطاب، فوجه الغيب الإخبار عن الكفار بذلك، ووجه الخطاب الإقبال عليهم بالتوبيخ، وقرأ يعقوب «إن الذين يدعون من دون الله» آخر هذه السورة بالغيب في العنكبوت، والباقون بالخطاب (¬1). (حما) أمانات مغا وحّد (د) عم ... صلاتهم (شفا) وعظم العظم (ك) م أراد أن ابن كثير وحد «لأماناتهم» هنا وفي سأل، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحدوا «صلاتهم» هنا وأن ابن عامر وأبا بكر المرموز له أول البيت الآتي وحدا «عظما» من قوله تعالى: فكسونا العظام والباقون بالجمع فيهما، وعلم أن الخلاف في الثانية «من صلاتهم» لأنها بعد «أماناتهم» فخرج «في صلاتهم خاشعون» ولا خلاف في إفراد ما في سأل في المشهور لأنه لو أراد الموضعين للنص عليهما كما نص على «أمانتهم» ورسمت «لأمانتهم، وعظاما والعظام» بغير ألف. (¬2) (ص) ف تنبت اضمم واكسر الضّمّ (غ) نا ... (حبر) وسيناء اكسروا (حرم) (ح) نا ¬

_ (¬1) بالخطاب «تدعون». (¬2) «لأمانتهم».

يريد أنه قرأ قوله تعالى: تنبت بالدهن بضم التاء وكسر ضم الباء رويس وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بفتح التاء وضم الباء، فوجه الفتح والضم أنه من نبت ثلاثيا وبالدهن حال من فاعله تنبت: أي ملتبسة بالدهن، وبالضم والكسر من أنبت رباعيا، ويجوز حينئذ كونه بمعنى نبت فيكون فعل وافعل بمعنى واحد والباء للحال، ثم أراد أن مدلول حرم وأبا عمرو كسروا السين من سينا، والباقون بالفتح، وهو اسم أعجمي تكلمت به العرب مفتوحا ومكسورا. منزلا افتح ضمّه واكسر (ص) بن ... هيهات كسر التّا معا (ث) ب نوّنن يريد أنه قرأ قوله تعالى: رب أنزلني منزلا بفتح الميم وكسر الزاي شعبة على أنه مصدر أو اسم مكان من نزل، والباقون بضم الميم وفتح الزاي على أنه كذلك من أنزل، ثم أراد أن أبا جعفر كسر التاء من قوله تعالى: هيهات هيهات فيهما، والباقون بفتحها، وهما لغتان قوله: (نون) أي نون «تترا» كما في أول البيت الآتي: تترا (ث) نا (حبر) وأنّ اكسر (كفى) ... خفّف (ك) را وتهجرون اضمم (أ) فا أراد أن أبا جعفر وابن كثير وأبا عمرو نوّنوا تترا، والباقون بغير تنوين، وهو مصدر من المواترة؛ فمن نونه جعل وزنه فعلا كضربا، ومن لم ينون جعله فعلى كدعوى، ثم أراد أن الكوفيين كسروا الهمزة في قوله تعالى: وإن هذه أمتكم على الاستئناف، والباقون بالفتح على تقدير ولأن هذه، وخفف ابن عامر النون وشددها الباقون، ثم أراد أن نافعا قرأ قوله تعالى: تهجرون بضم التاء وكسر الجيم المشار إليه أول البيت الآتي، من أهجر في منطقه: إذا أفحش فيه، والباقون بفتح التاء وضم الجيم، من هجر: إذا هذى. مع كسر ضم والأخيرين معا ... الله في لله والخفض ارفعا أي قرأ البصريان المشار لهما أول البيت الآتي بعد قوله «سيقولون الله قل أفلا تتقون، سيقول الله قل فأنى تسحرون» بحذف حرف الجر ورفع الجلالة موضع قراءة غيرهما «سيقولون لله» باثبات لام الجر، واحترز بالأخيرين عن الأول فإنه لا خلاف فيه أنه لله بإثبات لام الجر. بصر كذا عالم (صحبة مدا) ... وابتد (غ) وت الخلف وافتح وامددا

سورة النور والفرقان

أراد أن مدلول صحبة والمدنيين قرءوا «عالم الغيب» بضم الميم على تقدير هو عالم، ووافقهم رويس في الابتداء خاصة، والباقون بخفض الميم قوله: (وافتح وامددا) «شقوتنا» كما سيأتي لعد. محرّكا شقوتنا (شفا) وضم ... كسرك سخريّا كصاد (ث) اب (أ) م يعني قوله تعالى: غلبت علينا شقوتنا بفتح الشين والقاف وألف بعدها، قرأ به حمزة والكسائي وخلف، والباقون بكسر الشين وإسكان القاف من غير ألف وهما لغتان قوله: (وضم) أي ضم كسر السين من قوله تعالى: فاتخذتموهم سخريا هنا و «أتخذناهم سخريا» في ص لأبي جعفر ونافع ومدلول شفا المرموز لهم أول البيت الآتي، والباقون بالكسر وهما لغتان، ولا خلاف في الذي بالزخرف أنه بالضم. (شفا) وكسر إنّهم وقال إن ... قل (ف) ي (ر) قا قل كم هما والمكّ دن يريد أنه قرأ قوله تعالى: أنهم هم الفائزون بكسر الهمزة حمزة والكسائي على الاستئناف، والباقون بالفتح على تقدير لأنهم أو بأنهم، ثم أراد أنهما قرآ أيضا «قل إن لبثتم» على الأمر موضع قراءة غيرهما «قال إن لبثتم» على الخبر قوله: (قل كم) يريد قوله تعالى: قل كم لبثتم قرأ حمزة والكسائي المذكورين بالقيد المتقدم، ووافقهم ابن كثير في هذا خاصة، والباقون على الخبر قوله: (دن) ليس هو رمزا بل هو تتمة البيت لأن أصلها قد ذكر وهو المكي فلا يجمع بينه وبين الرمز في موضع واحد. سورة النور والفرقان ثقّل فرضنا (حبر) رأفة (هـ) دى ... خلف (ز) كا حرّ (ك) وحرّك وامددا أراد أن ابن كثير وأبا عمرو قرآ «وفرضناها» بالتثقيل إشعارا بكثرة ما فيها من الأحكام المختصة بها: كالزنا والقذف واللعان والاستئذان وغض الطرف والكتابة وغير ذلك، ومعناها بالتخفيف: أوجبنا حدودها وجعلناها فرضا قوله: (رأفة) يريد أنه قرأ قوله تعالى: ولا تأخذكم بهما رأفة بفتح الهمزة ابن كثير بخلاف عن البزى وكلاهما لغة، ومراده بمطلق التحريك الفتح كما تقدم قوله: (وحرك

وامددا) يريد قوله تعالى: رأفة، ورحمة في الحديد بتحريك الهمزة ومدها، قرأ قنبل بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي، والباقون بالإسكان. خلف الحديد (ز) ن وأولى أربع ... (صحب) وخامسة الاخرى فارفعوا قوله: (وأولى أربع) يريد قوله تعالى: فشهادة أحدهم أربع شهادات قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص مدلول صحب برفع العين، والباقون بالنصب، ووجه الرفع أنه خبر فشهادة ونصب على المصدر قوله: (وخامسة الأخرى فارفعوا) كما سيأتي في أول البيت الآتي، يريد قوله تعالى: والخامسة أن غضب الله عليها الأخيرة بالرفع كل القراء إلا حفصا فإنه بالنصب، ولا خلاف في رفع الأول. لا حفص أن خفّف معا لعنة (ظ) ن ... (إ) ذ غضب الحضرم والضّاد اكسرن قوله: (أن خفف معا) يريد أنه قوله تعالى: وأنّ لعنة الله، وأنّ غضب الله بتخفيف النون ساكنة يعقوب ونافع، والباقون بالتشديد قوله: (غضب الحضرمي) يريد أن يعقوب يقرأ «غضب الله» بفتح الضاد ورفع الباء وخفض الهاء قوله: (والضاد اكسرن. والله رفع الخفض) كما في أول البيت الآتي كذلك قرأ نافع والباقون كيعقوب لكنهم بنصب الباء. والله رفع الخفض (أ) صل كبر ضم ... كسرا (ظ) با ويتألّ (خ) اف (ذ) م قوله: (كبر ضم) يريد أنه قرأ قوله: «والذي تولى كبره منهم» بضم الكاف يعقوب، والباقون بكسرها قوله: (ويتأل الخ) يريد قوله تعالى: ولا يأتل أولوا الفضل قرأه أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين التاء واللام وتشديد اللام مفتوحة، (¬1) والباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام مخففة، وهم على أصولهم في إبدال الهمز. يشهد (ر) د (فتى) وغير انصب (ص) با ... (ك) م (ث) اب درّيّ اكسر الضّمّ (ر) با يريد قوله تعالى: يوم تشهد قرأه الكسائي ومدلول فتى حمزة وخلف بالتذكير، والباقون بالتأنيث، لأن تأنيث الألسنة غير حقيقي، فجاز الوجهان قوله: ¬

_ (¬1) «يتألّ».

(وغير انصب) يريد قوله تعالى: غير أولى الإربة قرأه بالنصب على الحال أو على الاستثناء أبو بكر وابن عامر وأبو جعفر، والباقون بالخفض على أنه صفة للتابعين قوله: (درى اكسر الخ) يريد قرأ قوله تعالى: كأنها كوكب درى بكسر الدال الكسائي وأبو عمرو كما في أول البيت الآتي: (ح) ز وامدد اهمز (ص) ف (رضى) (ح) ط وافتحوا ... لشعبة والشّام يا يسبّح قوله: (وامدد) أي أن شعبة وحمزة والكسائي وأبا عمرو قرءوا بمد الهمز، وأبو عمرو والكسائي بكسر الدال والمد والهمز، وحمزة وأبو بكر بضم الدال والمد والهمز، والباقون وهم الحرميون وابن عامر وحفص بضم الدال وتشديد الياء بلا مد ولا همز قوله: (وافتحوا الخ) يريد قوله تعالى: يسبّح له فيها قرأه بفتح الباء على ما لم يسم فاعله شعبة والشامي، والباقون بكسرها على تسمية الفاعل. يوقد أنّث (صحبة) تفعّلا ... (حقّ) (ث) نا سحاب لا نون (هـ) لا أي قرأ «توقد» بالتأنيث مدلول صحبة: أن توقد الزجاجة، ومعنى قوله: تفعلا: أي قرأ وزن تفعل والألف للإطلاق لا ضمير تثنية مدلول حق ثنا ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر، والباقون بالياء مخففا: أي يوقد المصباح قوله: (سحاب الخ) يريد أنه قرأ قوله تعالى: «سحاب ظلمات» بغير تنوين مضافا للبزي وقنبل كذلك مع التنوين، والباقون بالتنوين ورفع «ظلمات». وخفض رفع بعد (د) م يذهب ضم ... واكسر (ث) نا كذا كما استخلف (ض) م قوله: (يذهب ضم) أي قرأ بضم الياء وكسر الهاء أبو جعفر والباقون بفتحها قوله: (كذا) أراد أن أبا بكر قرأ «كما استخلف» بضم التاء وكسر اللام فيصير فعل ما لم يسم فاعله، والباقون بفتحها على إسناد الفعل للفاعل وهو الله. ثاني ثلاث (ك) م (سما ع) د ياكل ... نون (شفا) يقول (ك) م ويجعل قوله: (ثاني ثلاث) يريد أنه قرأ قوله تعالى: ثلاث عورات بالرفع كما لفظ به ابن عامر ومدلول سما وحفص، والباقون بالنصب؛ فرفع ثلاث الأول على معنى هذه الأوقات ونصبه يحتمل وجهين: أن يكون بدلا من ثلاث الأول فلا

وقف على هذا التقدير لأن الكلام لم يتم، وإن قدرت ثلاث عورات منصوبا بفعل مضمر جاز الوقف عليه والله أعلم قوله: (يأكل نون) أراد أن حمزة والكسائي وخلفا مدلول شفا قرءوا «أو يكون له جنة نأكل منها» بالنون، والباقون بالياء قوله: (يقول) أي قرأ ابن عامر «فيقول» بالنون، والباقون بالياء قوله: (ويجعل) فاجزم كما في أول البيت الآتي، قرأه بالجزم مدلول حمى مدلول صحب ومدلول مدا على العطف على جواب الشرط، والباقون بالرفع على الاستئناف. فاجزم (حما صحب مدا) يا يحشر ... (د) ن (ع) ن (ثوى) نتّخذ اضممن (ث) روا قوله: (يا يحشر) يريد قوله تعالى: ويوم نحشرهم قرأه بالياء ابن كثير وحفص وأبو جعفر ويعقوب مدلول ثوى، والباقون بالنون قوله: (نتخذ) يريد أنه قرأ قوله تعالى: أن نتخذ بضم النون وفتح الخاء كما في البيت الآتي أبو جعفر، والباقون بفتح النون وكسر الخاء. وافتح و (ز) ن خلف يقولوا و (ع) فوا ... ما يستطيعوا خاطبن وخفّفوا قوله: (وزن) يريد قوله تعالى: بما يقولون قرأه بالياء، قنبل بخلاف عنه من طريق ابن شنبوذ، والباقون بالخطاب قوله: (وعفوا) أي روى حفص «فما يستطيعون» بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (وخففوا) أي خفف الشين من تشقق أبو عمرو والكوفيون هنا وفي سورة ق، والباقون بالتشديد. شين تشقّق كقاف (ح) ز (كفا) ... نزّل زده النّون وارفع خفّفا قوله: (نزل) يريد أنه قرأ قوله تعالى: وننزل الملائكة بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة وتخفيف الزاي ورفع اللام والملائكة بنصب الرفع ابن كثير، والباقون بنون واحدة وتشديد الزاي وفتح اللام ورفع الملائكة. وبعد نصب الرّفع (د) ن وسرجا ... فاجمع (شفا) يأمرنا (ف) وزا (ر) جا قوله: («سرجا») أي قرأ مدلول شفا «سراجا وقمرا منيرا» بالجمع، والباقون بالإفراد قوله: (يأمرنا) قرأ «أنسجد لما يأمرنا» بالغيب لإطلاقه حمزة والكسائي، والباقون بالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. و (عمّ) ضمّ يقتروا و (ال) كسر ضم ... كوف ويخلد ويضاعف ما جزم

سورة الشعراء وأختيها

يريد قوله تعالى: ولم يقتروا قرأه بضم الياء وكسر التاء المدنيان وابن عامر قوله: (والكسر ضم) أي قرأه الكوفيون بفتح ضم الياء وضم التاء، وابن كثير والبصريان بفتح الياء وكسر التاء؛ ففيها ثلاث قراءات، وكل ذلك لغات قوله: (ويخلد، ويضاعف) يريد قوله تعالى: يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد قرأه ابن عامر وأبو بكر برفع الفاء والدال قوله: (ما جزم) يعني لم يجزماه إنما قرءاه بالرفع، والباقون بالجزم، فالرفع فيهما على الاستئناف والجزم على البدل من «يلق أثاما» لأنها في محل واحد. (ك) م (ص) ف وذرّيّتنا (ح) ط (صحبة) ... يلقوا ضمّ (ك) م (سماع) تا يريد «ربنا هب لنا من أزواجنا وذرّيّتنا» قرأه بالإفراد أبو عمرو ومدلول صحبة، والباقون بالجمع قوله: (يلقوا يلقوا) يريد قوله تعالى: ويلقون فيها قرأه ابن عامر ومدلول سما وحفص بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف مكان قراءة غيرهم «يلقوا» بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف. سورة الشعراء وأختيها يضيق ينطلق نصب الرّفع (ظ) ن ... وحذرون امدد (كفى ل) ي الخلف (م) ن أي قرأ يعقوب «ويضيق صدري ولا ينطلق لساني» بنصب القاف فيهما، والباقون بالرفع قوله: (وحاذرون) يريد قوله تعالى: وإنا لجميع حذرون قرأه بالألف الكوفيون وابن عامر بخلاف عن هشام، والباقون بغير ألف. وفرهين (كنز) واتّبعكا ... أتباع (ظ) عن خلق فاضمم حرّكا يريد قوله تعالى: تنحتون من الجبال بيوتا فارهين قرأه بالألف مدلول كنز ابن عامر والكوفيون، والباقون بغير ألف (¬1) قوله: (واتبعكا) (¬2) قرأه يعقوب بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة ورفع العين وألف قبلها، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة وفتح العين من غير ألف، واستغنى باللفظ عن القيد قوله: (خلق) أي «خلق الأولين» قرأه بضم الخاء وتحريك اللام بالضم عاصم ونافع وابن عامر وحمزة وخلف، والباقون بفتح الخاء وإسكان اللام. ¬

_ (¬1) «فرهين». (¬2) يعقوب: «وأتباعكما».

بالضّمّ (ن) ل (إ) ذ (ك) م (فتى) والأيكة ... ليكة (ك) م (حرم) كصاد وقّت قوله: (ليكة) أي قرأ ابن عامر والحرميون «أصحاب ليكة» موضع قراءة غيرهم «الأيكة» هنا وفي ص بلام مفتوحة من غير ألف وصل قبلها ولا همزة بعدها بفتح تاء التأنيث وصلا، والباقون بألف وصل مع إسكان اللام وهمزة مفتوحة بعدها وخفض تاء التأنيث في الموضعين قوله: (وقت) أي أتت التي في سورة ص في موضعها، والله سبحانه وتعالى أعلم. نزّل خفّف والأمين الرّوح (ع) ن ... (حرم ح) لا أنّث يكن بعد ارفعن يريد «نزّل به الروح الأمين» قرأه بالتخفيف حفص ومدلول حرم وأبو عمرو، والباقون بتشديد الزاي، فمع التخفيف رفع الروح لأنه فاعل والأمين صفته، ومع التشديد نصبهما على المفعولية قوله: (أنث يكن) يريد «أو لم تكن لهم آية» قرأه بالتأنيث ابن عامر وآية الرفع، والباقون بالتذكير والنصب، ففي قراءة ابن عامر «يكون آية» اسما «وأن يعلمه» خبرا، وعلى قراءة التذكير نصب «آية» على أنها خبر كان، واسمها «أن يعلمه» علماء بني إسرائيل» والله سبحانه وتعالى أعلم. (ك) م وتوكّل (عمّ) فانوّن (كفا) ... (ظ) لّ شهاب يأتينّني (د) فا أي قرأ «فتوكل على العزيز الرحيم» مدلول عم المدنيان وابن عامر بالفاء كما رسم في المدني والشامي، والباقون بالواو كما رسم في غيرهما قوله: (نون) أي نون الكوفيون ويعقوب «بشهاب قبس» فيكون قبس صفة لشهاب، والباقون بالإضافة قوله: (يأتينّني) قرأه ابن كثير بنونين الأولى مشددة مفتوحة والثانية مكسورة مخففة، والباقون بنون واحدة مكسورة مشددة إما على إسقاط نون الوقاية أو على أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة ثم أدغمت في نون الوقاية، والله سبحانه وتعالى أعلم. سبأ معا لا نون وافتح (هـ) ل (ح) كم ... سكّن (ز) كامكث (ن) هى (ش) دّ فتح ضم يريد «وجئتك من سبأ، لقد كان لسبأ» فهذا معنى قوله معا: أي بفتح الهمزة من لفظ سبأ من غير تنوين البزي وأبو عمرو لأنه لا ينصرف قوله: (سكن) أي سكن الهمزة فيهما قنبل، والباقون بالخفض وبالتنوين منصرفا قوله: (مكث) يريد

قوله تعالى: فمكث غير بعيد قرأه بفتح الكاف عاصم وروح، والباقون بضمها وهما لغتان. ألّا ألا ومبتلى قف يا ألا ... وابدأ بضمّ اسجدوا (ر) ح (ث) ب (غ) لا أي قرأ الكسائي وأبو جعفر ورويس عن يعقوب بتخفيف ألا موضع قراءة غيرهم ألا جعله حرف تنبيه نحو «ألا أن أولياء الله» فهو في تقدير ألا يا هؤلاء اسجدوا وهو كلمات فمن ثم فصل وقفا قوله: (ومبتلي الخ) أراد أن يبين هذه الكلمات المتصلة ليفصل بعضها من بعض كما هي منفصلة تقديرا فقال إذا ابتليت بالوقف: أي إذا اختبرت وسئلت عن ذلك على وجه الامتحان، أو أراد بالابتلاء الاضطرار إلى ذلك لانقطاع نفس، فلك أن تقف على «ألّا» لأنه حرف مستقل لا اتصال له بما بعده بخلافها إذا شددت كما في قراءة الجماعة، ولك أن تقف على «يا» لأنها حرف ندا والمنادى هنا محذوف فهذا موضع الاختبار لأن الياء متصلة بالفعل لفظا وخطا، وأما الوقف على ألا فلا يحتاج إلى اختبار إذ لا يخفي أنه كلمة وكذلك الوقف على اسجدوا، فلما كان قوله مبتلا يحتمل الأمرين ذكر موجبهما على كل واحد من التقديرين ثم قال: وابدأ بضم: أي ابدأ اسجدوا بضم همزة الوصل لأنه فعل أمر من المضارع المضموم الوسط، والباقون بتشديد اللام ويسجدوا كلمة واحدة فلذلك لم ينفصل. يخفون يعلنون خاطب (ع) ن (ر) قا ... والسّوق ساقيها وسوق اهمز (ز) قا يريد «يعلم ما تخفون وما تعلنون» قرأهما حفص والكسائي بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (السوق) يريد «بالسوق والأعناق، وكشفت عن ساقيها، فاستوى على سوقه» بهمز الألف والواو وهمزة ساكنة قنبل، (¬1) وزاد له في حرفي ص والفتح وجها آخر وهو ضم الهمزة قبل الواو، والباقون بغير همزة في الثلاثة، والله سبحانه وتعالى أعلم. سؤق عنه ضمّ تا تبيّتن ... لام تقولنّ ونونى خاطبن قوله: (ضم تا تبيتن) أي «لنبيتنه وأهله ثم لنقولن» بالخطاب في الفعلين ¬

_ (¬1) «السّوق، سأقها، سؤقها».

وضم التاء الثانية من الأول والواو واللام الثانية من الثاني مدلول شفا، والباقون بالنون وفتح التاء واللام، والله سبحانه وتعالى أعلم. (شفا) ويشركوا (حما ن) ل فتح أن ... ن النّاس أنّا مكرهم (كفى ظ) عن قوله: (ويشركوا) يريد قوله تعالى: أما يشركون قرأه بالغيب كما لفظ به مدلول حما أبو عمرو ويعقوب وعاصم، والباقون بالخطاب قوله: (أن الناس الخ) يريد «أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون» والذي بعد مكرهم «فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم» قرأ بفتح الهمزة فيهما الكوفيون ويعقوب، والباقون بالكسر، والله أعلم. يذّكّروا (ل) م (ح) ز (ش) ذا ادّارك فى ... أدرك (أ) ين (كنز) تهدي العمي فى يعني «قليلا ما يذكرون» قرأه بالغيب هشام وأبو عمرو وروح، والباقون بالخطاب قوله: («ادّارك» في أدرك) أي قرأ نافع والكوفيون بوصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها، والباقون بهمزة قطع مفتوحة وإسكان الدال من غير ألف قوله: (تهدي العمى) يريد قوله «وما أنت بهادي العمى» هنا وفي آخر الروم، قرأه حمزة تهدي فلزم نصب العمى لأنه مفعوله وهو محذوف في قراءة غيره لأنه مضاف إليه قوله: (معا بهادي) في أول البيت: أي في الموضعين: أي في موضعي قراءة الغير بهادي وأعاد رمز حمزة لئلا يتوهم أن العمى مرفوع. معا بهادي العمي نصب (ف) لتا ... آتوه فاقصر وافتح الضّمّ (فتا) قوله: (أتوه) يريد قوله تعالى: وكل أتوه داخرين قرأه بفتح الهمزة وفتح التاء مدلول فتا حمزة وخلف وحفص كما في أول البيت الآتي، والباقون بالمد والضم، والله أعلم. (ع) د يفعلوا (حقا) وخلف (ص) رفا ... (ك) م نري اليا مع فتحيه (شفا) يريد قوله تعالى: مما يفعلون قرأه بالغيب ابن كثير والبصريان بلا خلاف وأبو بكر وابن عامر بخلاف عنهما، والباقون بالخطاب قوله: (نرى الياء) يريد قوله تعالى «ونرى فرعون وهامان وجنودهما» قرأه مدلول شفا بالياء مفتوحة وفتح الراء فتصير ممالة مع الألف بعدها ورفعوا الثلاثة بعدها كما في أول البيت الآتي، والباقون بالنون مضمومة وكسر الراء وفتح الياء ونصب الأسماء الثلاثة، ووجه القراءتين ظاهر، والله أعلم.

ورفعهم بعد الثّلاث وحزن ... ضمّ وسكّن عنهم يصدر (ح) ن قوله: (وحزن) يريد قوله تعالى: غدوا وحزنا قرأ بضم الحاء وإسكان الزاي مدلول شفا؛ فالضمير في عنهم عائد عليهم، والباقون بفتحهما وهما لغتان قوله: (يصدر) أي يصدر الرعاء، قرأ بفتح ضم الياء وضم كسر الذال أبو عمرو وأبو جعفر وابن عامر، مأخوذ من قوله: والكسر يضم: أي الكسر على قراءة الغير كما في أول البيت الآتي، والباقون بضم الياء وكسر الدال، والله سبحانه وتعالى أعلم. (ث) ب (ك) د بفتح الضّمّ والكسر يضم ... وجذوة ضمّ (فتى) والفتح (ن) م قوله: (جذوة) يريد قوله تعالى: جذوة من النار قرأه بضم الجيم حمزة وخلف قوله: (والفتح) أي قرأ عاصم بفتحها، والباقون بالكسر والكل لغات. والرّهب ضمّ (صحبة ك) م سكّنا ... (كنز) يصدّق رفع جزم (ن) ل (ف) نا أراد أن مدلول صحبة وابن عامر قرءوا «من الرّهب» بضم الراء قوله: (سكنا) أي سكن الهاء مدلول كنز ابن عامر والكوفيون، والباقون بفتح الراء والهاء وإسكان الهاء وحفص بفتح الراء وإسكان الهاء، والباقون بفتح الراء والهاء فتصير فيه ثلاث قراءات والكل لغات قوله: (يصدق) يريد «يصدقني» قرأه عاصم وحمزة برفع الجزم على أنها جملة في موضع الحال: أي أرسله مصدقا، والباقون بالجزم على جواب أرسله، والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال موسى الواو دع (د) م ساحرا ... سحران كوف يعقلوا (ط) ب (ي) اسرا قوله: (الواو دع) أي أسقط الواو قبل؛ قال ابن كثير والباقون بالواو وهي محذوفة في المصحف المكي قوله: (ساحرا سحران) أي قرأ سحران مكان ساحران الكوفيون، والباقون بألف بعد السين وكسر الحاء كما لفظ به قوله: (يعقلوا) يريد قوله تعالى: أفلا يعقلون قرأه بالغيب أبو عمرو بخلاف عن السوسي كما في أول البيت الآتي، والباقون بالخطاب. خلف ويجبى أنّثوا (مدا غ) با ... وخسف المجهول سمّ (ع) ن (ظ) با قوله: (يجبى) يريد «يجبى إليه ثمرات كل شيء» قرأه بالتأنيث المدنيان ورويس، والباقون بالتذكير، والتذكير والتأنيث ظاهران لأن تأنيث الثمرات غير حقيقي، وقوله: خسف: أي «لخسف بنا» قرأه حفص ويعقوب بتسمية الفاعل:

سورة العنكبوت والروم

أي «لخسف الله بنا»، والباقون مبنيا للمجهول (¬1) قوله: (سم) أي سم الفاعل، والله أعلم. سورة العنكبوت والروم والنشأة امدد حيث جا (ح) فظ (د) نا ... مودّة رفع (غ) نا (حبر ر) نا قوله: (قوله والنّشأة امدد) أي بألف بعد الشين (¬2) قوله: (حيث جا) أي هنا وفي النجم والواقعة: أي قرأه كذلك أبو عمرو وابن كثير، والباقون بإسكان الشين من غير ألف وهما لغتان قوله: (مودة) أي رفع «مودة بينكم» رويس عن يعقوب ومدلول حبر ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: أي من غير تنوين على أنها خبر إن كانت موصولة، وإن كانت ما كافة فمودة خبر مبتدأ محذوف: أي هي مودة بينكم، والباقون بالنصب فيهما وبينكم ظرف منصوب بالمصدر الذي هو مودة، والله تعالى أعلم. ونوّن انصب بينكم (عمّ) (ص) فا ... آيات التّوحيد (صحبة د) فا قوله: (ونون انصب بينكم) أي قرأ بالنصب فيهما والتنوين مدلول عم ومدلول صفا، والباقون بنصب مودة وخفض بينكم وهم حمزة وحفص وروح؛ ففيها ثلاث قراءات وهي واضحة، والله أعلم قوله: (آيات) يريد قوله تعالى «آيات من ربه» قرأه بالتوحيد (¬3) مدلول صحبة وابن كثير، والباقون بالجمع، والله سبحانه وتعالى أعلم. يقول بعد اليا (فى ا) تل يرجعوا ... (ص) در وتحت (ص) فو (ح) لو (ش) رعوا يريد «ونقول ذوقوا ما كنتم تعملون» قرأه بالياء الكوفيون ونافع، والباقون بالنون قوله: (بعد) أي الذي بعد آيات قوله: (يرجعوا) يريد قوله تعالى «ثم إليه ترجعون» قوله: (الياء) كما لفظ به شعبة، والباقون بالتاء قوله: (وتحت) الذي تحت هذه السورة سورة الروم وهو قوله تعالى «ثم يعيده ثم إليه ترجعون» قرأه بالياء أبو بكر وأبو عمرو وروح عن يعقوب، والباقون بالتاء، والله أعلم. ¬

_ (¬1) «لخسف بنا». (¬2) «النشاءة». (¬3) «آية».

لنثوينّ الباء ثلّث مبدلا ... (شفا) وسكّن كسرول (شفا ب) لا يريد قوله تعالى «لنبوئنهم من الجنة غرفا» أي أبدل باءه ثاء مثلثة بعد النون وأبدل الهمزة ياء حمزة والكسائي وخلف مدلول شفا، والباقون بالباء موحدة وتشديد الواو مع الهمزة، وأبو جعفر يبدلها على أصله قوله: (وسكن) أي وسكن الكسر في «وليتمتعوا» لمدلول شفا، وقالون وابن كثير كما في أول البيت الآتي ولام الأمر يجوز كسرها وإسكانها. (د) م ثان عاقبة رفعها (سما) ... للعالمين اكسر (ع) دا تربوا (ظ) ما قوله: (دم ثان عاقبة) أي التي من هذه السورة «عاقبة الذين أساؤوا السوآي» قرأه بالرفع مدلول سما، والأول لا خلاف في رفعه وهو «كيف كان عاقبة الذين من قبلهم» والباقون بالنصب، فهي إن رفعت اسم كان وإن نصبت خبرها قوله: (للعالمين اكسر) أي اكسر اللام في قوله تعالى «لآيات للعالمين» لحفص جعله عالم واحد العلماء، والباقون بفتحها قوله: (تربوا) أي «ليربوا في أموال الناس» قرأه بالخطاب والضم وإسكان الواو ويعقوب والمدنيان كما في أول البيت الآتي، والباقون بالياء وفتحها وفتح الواو. (مدا) خطاب أسكن و (ش) هم ... (ز) ين خلاف النّون (م) ن نذيقهم وشهم زين الخ، يريد قوله تعالى «لنذيقهم» أي قرأ روح وقنبل بخلاف عنه «لنذيقهم» بالنون، والباقون بالياء. آثار فاجمع (ك) هف (صحب) ينفع ... (كفى) وفي الطّول فكوف نافع أي قرأ ابن عامر ومدلول صحب «فانظر إلى آثار رحمت الله» بالجمع، والباقون بالقصر (¬1) قوله: (ينفع) يريد قوله تعالى «فيومئذ لا ينفع» بالتذكير، قرأه الكوفيون هنا وهم ونافع في سورة الطول، والباقون بالتأنيث فيهما، والله سبحانه وتعالى أعلم. ¬

_ (¬1) «أثر».

ومن سورة لقمان إلى سورة يس

ومن سورة لقمان إلى سورة يس ورحمة (ف) وز ورفع يتخذ ... فانصب (ظ) بى (صحب) تصاعر (ح) لّ (إ) ذ يريد قوله تعالى «هدي ورحمة» قرأه بالرفع كما لفظ به حمزة، والباقون بالنصب قوله: (فانصب) أي انصب رفع يتخذ ليعقوب ومدلول صحب؛ فالنصب عطف على «ليضل» والرفع على «يشتري» أو على الاستئناف قوله: (تصاعر) يريد «ولا تصاعر خدك للناس» قرأه بتخفيف العين والألف أبو عمرو ونافع ومدلول شفا، والباقون بتشديد العين من غير ألف، وصاعر وصعّر واحد كضاعف وضعف، ومعناهما الإعراض، (شفا) فخفّف مدّ نعمة (ن) عم ... (ع) د (ح) ز (مدا) والبحر لا البصري وسم قرأ «نعمة» نعم: أي قرأ حفص وأبو عمرو والمدنيان «نعمه» مكان قراءة غيرهم «نعمة» كما لفظ به، وقوله «ظاهرة وباطنة» صفة لنعمة في قراءة الإفراد وحال في قراءة الجمع ولم يختلف في إفراد «وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها، والبحر» لا البصرى: أي قرأ كل القراء و «البحر» بالرفع كما لفظ به لا البصرى فقراءته بالنصب عطف على اسم إن والرفع على أنه مبتدأ و «يمدّه» الخبر أو على موضع إن واسمها وخبرها لأن الجمع في موضع رفع لأنه فاعل فعل مضمر، والمراد بالبصرى أبو عمرو ويعقوب كما تقدم. أخفي سكّن (ف) ي (ظ) بى و (إ) ذ (كفى) ... خلقه حرّ (ك) (ل) ما اكسر خفّفا يريد «أخفي لهم من قرة أعين» قرأه بسكون الياء حمزة ويعقوب على أنه فعل مضارع مسند إلى المتكلم سبحانه وتعالى، والباقون بالفتح على أنه فعل ماض قوله: (وإذ كفى) أراد أن نافعا والكوفيين قرءوا «الذي أحسن كل شيء خلقه» بتحريك اللام الذي هو الفتح كما تقدم على أن يكون جملة واقعة صفة لشيء فيكون في موضع جر، ويجوز أن يكون صفة لقوله تعالى «كل شيء» فيكون في موضع نصب، وإذا أسكنت اللام بفي لفظه مصدرا ونصبه على البدل

من «كلّ شيء» والله أعلم. قوله: (لما اكسر خففا) أي اكسر اللام من قوله تعالى «لما صبروا» وخفف الميم لرويس ومدلول رضى، والمعنى لصبرهم، والباقون بالفتح والتشديد: أي حين صبروا، والله أعلم. (غ) يث (رضى) ويعملوا معا (ح) وى ... تظاهرون الضّمّ والكسر (نوى) قوله: (ويعملوا معا) يريد قوله تعالى «بما يعملون خبيرا» أول سورة الأحزاب وبعده «بما تعملون بصيرا» قرأهما أبو عمرو بالغيب كما لفظ به، والباقون بالخطاب قوله: (معا) أي في الموضعين ووجههما ظاهر قوله: (تظاهرون) أي قرأ عاصم اللائي «تظاهرون» بضم التاء وكسر الهاء مضارع ظاهر مثل قائل، وعلى قراءة ابن عامر «تظّاهرون» مثل تثاقلون، وعلى قراءة حمزة والكسائي وخلف مثله إلا أنهم خففوا الظاء وو خفف الهاء مدلول كنز والظاء مدلول كفى كما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بتشديد الهاء من غير ألف، وهم أهل سما، والله تعالى أعلم. وخفّف الها (كنز) والظّاء (كفى) ... واقصر (سما) وفي الظّنونا وقفا قوله: (وفي الظنونا وقفا) يريد قوله تعالى «وتظنون بالله الظنونا» مع «الرسولا، السبيلا» كما في أول البيت الآتي، قرأها بالألف وقفا ابن كثير وحفص ومدلول روى، وقرأها بالألف في الحالتين مدلول عم، وأبو بكر والباقون بغير ألف في الحالين. مع الرّسولا والسّبيلا بالألف ... (د) ن (ع) ن (روى) وحالتيه (عمّ ص) ف مق ضمّ (ع) د دخان الثّان (عم) ... وقصر آتوها (مدا) (م) ن خلف (د) م يريد «لا مقام لكم» قرأه بضم الميم حفص، والباقون بالفتح، ثم أراد أن مدلول عم ضم الميم من الدخان في الثاني وهو قوله تعالى «إن المتقين في مقام أمين» وقوله: وقصر «أتوها»، يريد قوله تعالى «ثم سألوا الفتنة لآتوها» قرأها المدنيان وابن ذكوان بخلاف عنه وابن كثير بقصر الهمز؛ بمعنى فعلوها، والباقون بمدها؛ بمعنى أعطوها، والله سبحانه وتعالى أعلم. ويسألون اشدد ومدّ (غ) ث وضم ... كسرا (ل) دى أسوة في الكلّ (ن) عم يريد «يسألون عن أنبائكم» رواه رويس عن يعقوب بتشديد السين مفتوحة

وألف بعدها ممدودة (¬1)، والباقون بإسكانها من غير ألف قوله: (وضم كسر لدى أسوة) أي قرأ عاصم «أسوة حسنة» بضم كسر الهمزة، والباقون بكسرها وهما لغتان قوله: (في الكل) أي في هذا الموضع وموضعي الممتحنة، والله أعلم. ثقّل يضاعف (ك) م (ث) نا (حقّ) ويا ... والعين فافتح بعد رفع (ا) حفظ (ح) يا أي ثقل العين من (¬2) «يضاعف» من غير ألف ورفع «العذاب» ابن عامر وأبو جعفر ومدلول حق قوله: (ويا الخ) أي قرأ بالياء وفتح العين ورفع العذاب نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ومدلول كفى، وابن كثير وابن عامر بالنون وتشديد العين وكسرها من غير ألف العذاب بالنصب (¬3)؛ ففيها ثلاث قراءات: «وضاعف وضعّف» لغتان، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. (ثوى) (كفى) يعمل ويؤت اليا (شفا) ... وفتح قرن (ن) ل (مدا) ولي (كفا) قوله: (ويعمل) أي قرأ «ويعمل صالحا يؤتها» بالياء فيهما مدلول شفا. أما الياء في «يعمل» فعطف على «يقنت» وأما الياء في «نؤتها» فلله تعالى، والباقون بالتاء ونون العظمة قوله: (وفتح قرن) يريد قوله تعالى «وقرن في بيوتكم» قرأه المدنيان وعاصم بفتح القاف، والباقون بكسرها وكلاهما فعل أمر لجماعة النساء قوله: (ولي كفا) يكون الواو فاصلة: أي قرأ هشام ومدلول كفا أن يكون بالياء، والباقون بالتاء والتذكير والتأنيث ظاهران. يكون خاتم افتحوه (ن) صّعا ... يحلّ لا بصر وسادات اجمعا قوله: (خاتم) يريد قوله تعالى «وخاتم النبيين» قرأه بفتح التاء عاصم، والباقون بكسرها، فوجه الفتح فيه أنه الذي يختم به يقال بفتح التاء وكسرها، فكأنه صلى الله عليه وسلم كالخاتم لما ختم به الأنبياء قوله: (يحل) أي قرأ كل القراء «لا يحل» بالياء إلا البصرى فقرأ بالتاء قوله: (وسادات اجمعا) بالكسر كما في أول البيت الآتي، يريد قوله تعالى «إنا أطعنا ساداتنا» قرأه يعقوب وابن عامر بالجمع وكسر التاء، والباقون بالإفراد وفتح التاء. ¬

_ (¬1) «يسّاءلون». (¬2) «يضعّف». (¬3) «نضعّف. العذاب».

بالكسر (ك) م (ظ) نّ كثيرا ثاه با ... (ل) ي الخلف (ن) ل عالم علّام (ر) با قوله: (كثيرا ثاه) أي؟؟ «والعنهم لعنا كبيرا» قرأه هشام بخلاف عنه، وعاصم بغير خلاف بالباء الموحدة تحت مكان قراءة غيرهم بالثاء المثلثة قوله: (عالم) يريد قوله تعالى «عالم الغيب» قرأه الكسائي وحمزة كما في أول البيت الآتي «علّام» بتشديد اللام موضع قراءة غيرهما عالم، والله سبحانه وتعالى أعلم. (ف) ز وارفع الخفض (غ) نا (عمّ) كذا ... أليم الحرفان (ش) م (د) ن (ع) ن (غ) ذا قوله: (وارفع) أي ارفع خفض الميم لرويس ومدلول عم، والباقون بالخفض قوله: (وكذا) أي كذلك قرأ روح وابن كثير وخفض ورويس بضم كسر حرفي الميم هنا وفي الجاثية، والباقون بالخفض فيهما؛ فخفض الميم صفة لرجز ورفعه على أنه نعت لعذاب، والله أعلم بالصواب. ويا يشأ يخسف بهم يسقط (شفا) ... والرّيح (ص) ف منسأته أبدل (حفا) يريد «إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط» بالياء في الثلاثة كما لفظ به قراءة مدلول شفا، والباقون بالنون قوله: (والريح) يريد «ولسليمان الريح» ورواه أبو بكر بالرفع على الابتداء ولسليمان خبره، والباقون بالنصب على إضمار وسخرنا لسليمان الريح عطفا على معنى «وألنا له الحديد» قوله: (منسأته) أي قرأ بإبدال الهمزة ألفا أبو عمرو والمدنيان وسكن الهمزة هشام بخلاف عنه وابن ذكوان بغير خلاف، والباقون بهمزة مفتوحة (¬1). (مدا) سكون الهمز (ل) ي الخلف (م) لا ... تبيّنت مع إن تولّيتم (غ) لا قوله: (تبينت) أي «تبينت الجن» قرأه بضم التاء والباء وكسر الياء ما لفظ به رويس عن يعقوب قوله: (مع إن توليتم) أي مع قوله «فهل عسيتم إن توليتم» أي بضم التاء والواو وكسر اللام من توليتم. ضمّان كسر مساكن وحّدا ... (صحب) وفتح الكاف (ع) الم (ف) دا ¬

_ (¬1) «منساته» أبو عمرو والمدنيان. «منسأته» هشام في رواية وابن ذكوان بلا خلاف. «منسأته» الباقون والرواية الثانية لهشام.

قوله: (مساكن) يريد «مساكنهم» قرأه مدلول صحب بالتوحيد (¬1)، وفتح الكاف حفص وحمزة، وكسرها الكسائي وخلف، والباقون بالألف على الجمع. كل أعضف (حما) نجازي اليا افتحن ... زاء كفور رفع (حبر عمّ ص) ن يريد قوله تعالى «ذواتي أكل خمط» قرأه البصريان بالإضافة فحذف التنوين من أكل، والباقون لم يضيفوا قوله: (نجازي) يريد «هل يجازي» قرأه بالياء وفتح الزاي ورفع الكفور مدلول حبر ومدلول عم، وأبو بكر والباقون بالنون وكسر الزاي الكفور بالنصب، والله سبحانه وتعالى أعلم. وربّنا ارفع (ظ) لمنا وباعدا ... فافتح وحرّك عنه واقصر شدّدا يريد «ربّنا باعد بين أسفارنا» قرأه يعقوب برفع الباء وباعد بالألف وفتح العين والدال قوله: (وحرك) المراد به مطلق التحريك وهو الفتح، والضمير في عنه عائد إلى يعقوب قوله: (واقصر) أي احذف الألف وشدد العين لمدلول حبر وهشام، وكذا الباقون ولكنهم بالألف والتخفيف، والله أعلم. (حبر ل) وى وصدّق الثّقل (كفا) ... وسمّ فزّع كمال (ظ) رفا أراد أن الكوفيين ثقلوا الدال من «صدّق عليهم» والباقون بالتخفيف، ثم أراد أن ابن عامر ويعقوب قرآ «فزّع عن قلوبهم» بتسمية الفاعل، وقرأ الباقون على البناء لما لم يسم فاعله. وأذن اضمم (ح) ز (شفا) نوّن جزا ... لا ترفع الضّعف ارفع الخفض (غ) زا يريد «أذن» قرأه بضم الهمزة أبو عمرو ومدلول شفا، والباقون بالفتح قوله: (نون جزا) أي «جزاء الضعف بما علموا» قرأه رويس عن يعقوب بالنصب والتنوين الضعف بالرفع، والباقون من غير تنوين وخفض الضعف، والله أعلم. والغرفة التّوحيد (ف) د وبيّنت ... (حبر فتى ع) د والتّناؤش همزت يريد «وهم في الغرفات آمنون» قرأه حمزة بالتوحيد، والباقون بالجمع قوله: (بينة) أي قرأ بالتوحيد من قوله «فهم على بينه منه» بالقصر. أبو عمرو والمكي ¬

_ (¬1) «مسكنهم» مدلول صحب. «مسكنهم» حفص وحمزة. «مسكنهم» الكسائي وخلف. الباقون: «مساكنهم» بالألف.

سورة يس الصلاة والسلام

وحمزة وخلف وحفص، والباقون بالمد جمعا قوله: (والتناوش همزت) أي قرأ «وأنى لهم التناؤش» بالمد والهمز أبو عمرو ومدلول صحبة، والباقون بالواو المحضة. (ح) ز (صحبة) غيرا اخفض الرّفع (ث) با ... (شفا) وتذهب ضمّ واكسر (ث) غبا يريد «هل من خالق غير الله» قرأه بخفض الراء أبو جعفر ومدلول شفا، والباقون بالرفع، والخفض لخالق على اللفظ، والرفع صفة على المعنى، ثم أراد أن أبا جعفر قرأ «فلا تذهب نفسك» بضم التاء وكسر الهاء نفسك بالنصب، والباقون بفتح التاء والهاء، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وإليه المآب. نفسك غيره وينقص افتحا ... ضمّا وضمّ (غ) وث خلف (ش) رحا قوله: (غيره) أي غير أبي جعفر قرأ «نفسك» بالرفع وينقص: أي قرأ يعقوب بخلاف عن رويس «ينقص من عمره» بفتح الياء وضم القاف، والباقون بضم الياء وفتح القاف، والله أعلم. نجزي بيا جهّل وكلّ ارفع (ح) دا ... والسّيّئ المخفوض سكّنه (ف) دا قوله: (يجزي بيا جهل) يريد «يجزي كلّ كفور» قرأه بالبناء للمفعول وكل بالرفع بعد أبو عمرو، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الزاي ونصب كل قوله: (والسيئ) يريد «ومكر السيء» قرأه حمزة بإسكان الهمزة تخفيفا لأجل توالي الحركات، والباقون بكسرها قوله: (المخفوض) احتراز من المرفوع بعده. سورة يس الصلاة والسلام تنزيل (ص) ن (سما) عززنا الخفّ (ص) ف ... وافتحء أن (ث) ق وذكرتم عنه خف يريد «تنزيل العزيز الرحيم» قرأه بالرفع كما لفظ به شعبة ومدلول سما على أنه خبر لمبتدإ محذوف، والباقون بالنصب على المصدر: أي نزل الله ذلك تنزيلا قوله: (عززنا) يريد «عززنا بثالث» رواه أبو بكر بتخفيف الزاي معناه غلبنا،

والباقون بالتشديد؛ ومعناه قوينا قوله: (وافتحء أن) أي قرأ أبو جعفر «ء أن ذكرتم» بفتح الهمزة الثانية وذكرتم بالتخفيف في الكاف، وهو على أصله في تسهيل الهمزة الثانية والفصل بينهما، والباقون بكسرها وذكرتم بالتشديد قوله: (عنه) الضمير عائد على أبي جعفر، والله سبحانه وتعالى أعلم. أولى وأخرى صيحة واحدة ... (ث) ب عملته يحذف الها (صحبة) أي «إن كانت إلا صيحة واحدة» الأولى، والثانية قرأها أبو جعفر بالرفع، والباقون بالنصب قوله: (عملته أيديهم) بحذف الهاء مدلول صحبة، والباقون بالإثبات، وقد اختلفت المصاحف في إثباتها وحذفها، والله أعلم. والقمر ارفع (إ) ذ (ش) ذا (حبر) ويا ... يخصّموا اكسر خلف (ص) افي الخا (ل) يا يريد أن نافعا وروحا ومدلول حبر وهو ابن كثير وأبو عمرو قرءوا «والقمر قدرناه» برفع الراء، والباقون بالنصب قوله: (ويا) أي وقرأ أبو بكر بخلاف عنه يكسر الياء «من يخصمون» قوله: (الخاليا) أي وكسر الخاء هشام بخلاف عنه ومدلول روى وعاصم وابن ذكوان ويعقوب كما في أول البيت الآتي: خلف (روى) ن) ل م) ن (ظ) بى واختلسا ... بالخلف (ح) ط (ب) درا وسكن (ب) خسا بالخلف (ف) ي (ث) بت وخفّفوا (ف) نا ... وفاكهون فاكهين اقصر (ث) نا قوله: (واختلسا) أي اختلس أبو عمرو وقالون الخاء بخلاف عنهما قوله: (وسكن) أي سكن الخاء قالون بخلاف عنه وحمزة وأبو جعفر بغير خلاف قوله: (وخففوا فنا) أراد أن حمزة قرأ بالتخفيف: أي في الصاد قوله: (وفاكهون الخ) يريد قوله تعالى «في شغل فاكهون» قرأه أبو جعفر حيث وقع بالقصر: أي بغير ألف (¬1) قوله: (تطفيف) أي سورة التطفيف: أي وافقه ابن عامر بخلاف عنه وحفص بغير خلاف، والباقون بالألف في الجميع، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. ¬

_ (¬1) «فكهون».

سورة الصافات

تطفيف (ك) ون الخلف (ع) ن (ث) را (ظ) لل ... (لل) كسر ضمّ واقصروا (شفا) جبل قرأ «ظلل» أي قرأ مدلول شفا في ظلل بضم كسر الظاء من غير ألف بين اللامين، والباقون بكسرها وألف بينهما قوله: (جبلّا) في كسر ضميه كما في أول البيت الآتي: أي كسر ضمة الجيم والباء مع التشديد في اللام قرأه المدنيان وعاصم. في كسر ضمّيه (مدا) (ن) ل واشددا ... لهم وروح ضمّه اسكن (ك) م (ح) دا قوله: (لهم) أي المذكورين قوله: (وروح) أي وافقهم روح على التشديد قوله: (ضمه اسكن) أي سكن ضمة الباء ابن عامر وأبو عمرو. ننكسه ضمّ حرّك اشدد كسر ضم ... (ن) ل (ف) ز لينذر الخطاب (ظ) لّ (عم) أي قرأ «ننكّسه في الخلق» بضم النون الأولى وفتح النون الثانية وكسر ضم الكاف مشددة عاصم وحمزة قوله: (لينذر) بالخطاب أي ليعقوب ونافع وأبي جعفر وابن عامر، والباقون بالغيب، فالغيب للقرآن والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وحرف الاحقاف لهم والخلف (هـ) ل ... بقادر يقدر (غ) ص الاحقاف (ظ) ل قوله: (لهم) أي ليعقوب ومدلول عم قوله: (والخلف) أي اختلف عن البزي في الأحقاف فقط، فقوله بقادر يعني «بقادر على أن يخلق مثلهم» قرأه رويس «بقدر» مكان «بقادر» قوله: (الأحقاف ظل) أي في سورة الأحقاف «يقدر على أن يحي الموتى» قرأه يعقوب بتمامه كذلك، والله سبحانه تعالى أعلم بالصواب. سورة الصافات بزينة نوّن (ف) دا (ن) ل بعد (ص) ف ... فانصب وثقلى يسمعوا (ش) فا (ع) رف يريد «بزينة» قرأ بالتنوين عاصم وحمزة، والباقون بغير تنوين قوله: (بعد صف) أي روى أبو بكر الذي بعده وهو: «الكواكب» بنصب الباء، والباقون بالخفض قوله: (وثقل) يريد «الا يسّمّعون إلى الملأ الأعلى» قرأه بتشديد السين والميم مدلول شفا وحفص، والباقون بتخفيفها.

عجبت ضمّ التّا (شفا) اسكن أو (عم) ... لا أزرق معا يرفّوا (ف) ز بضم يريد «عجبت» قرأه بضم التاء مدلول شفا، والباقون بفتحها أو عم: أي قرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون والأصبهاني عن ورش «أو آباؤنا» بإسكان الواو، والأصبهاني ينقل على أصله قوله: (معا) أي هنا وفي سورة الواقعة، والباقون بفتحها قوله: (يزفوا) أي «فأقبلوا إليه يزفون» قرأه بضم الياء حمزة، والباقون بفتحها، والله سبحانه وتعالى أعلم. زا ينزفون اكسر (شفا الأخرى (كفا) ... ماذا ترى بالضّمّ والكسر (شفا) أي كسر الزاي من «ينزفون» مدلول شفا قوله: (الأخرى) أي التي في سورة الواقعة، وافقهم على الذي في الواقعة عاصم، والباقون بالفتح فيها قوله: (ماذا تري) أي قرأ مدلول شفا بضم التاء وكسر الراء من غير لفظ إمالة على وزن دعي، ومعناه ماذا تظهر من الإذعان والانقياد لأمر الله تعالى. والباقون بفتح التاء والراء، وهي من الرأي: أي اختير رأيه في ذلك. إلياس وصل الهمز (ل) فظ خلف (م) ن ... الله ربّ ربّ غير (صحب ظ) ن إلياس: اسم سرياني تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوه في جبرائيل وميكائيل، ووصل همزته هشام بخلاف عنه، وابن ذكوان بغير خلاف، وقطعها الباقون قوله: (الله ربكم ورب آبائكم) بنصب الأسماء الثلاثة مدلول صحب ويعقوب جعلوا ذلك بدلا من «أحسن الخالقين» أو عطف بيان، والباقون برفعها جعلوا مبتدأ وخبره قوله: (غير صحب) أي قرأ بالرفع غير المذكورين، والله أعلم. وآل ياسين بالياسين (ك) م ... أتى (ظ) بى وصل اصطفى (ج) د خلف (ث) م أي قرأ ابن عامر ونافع ويعقوب «سلام على آل ياسين» كما رسمت مكان قراءة غيرهم إلياسين قوله: (وصل اصطفى) يريد «أصطفى البنات على البنين» قرأه بوصل الهمزة ورش بخلاف عنه، وأبو جعفر بغير خلاف، والباقون بقطعها مفتوحة على الاستئناف، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف

ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف فواق الضّمّ (شفا) خاطب وخف ... يدّبّروا (ث) ق عبدنا وحّد (د) نف يريد «ما لها من فواق» قرأه بضم الفاء مدلول شفا، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله: (وخف يدبروا) يريد قوله «ليدّبروا آياته» قرأه بالخطاب مع تخفيف الدال أبو جعفر، والباقون بالغيب والتشديد قوله: (عبدنا وحد) أي قرأ ابن كثير «واذكر عبدنا إبراهيم» بالتوحيد، والباقون جمعا. وقبل ضمّا نصب (ث) ب ضمّ اسكنا ... لا الحضرمي خالصة أضف (ل) نا يريد «بنصب وعذاب» قرأه بضم النون والصاد أبو جعفر قوله: (ضم اسكنا. لا الحضرمي) أي باقي القراء قرءوا بالضم والإسكان إلا الحضرمي قرأ بفتحهما قوله: (خالصة) أي قرأه هشام بخلاف عنه، والمدنيان «خالصة ذكرى الدار» بالإضافة، والباقون بالتنوين. خلف (مدا) ويوعدون (خ) ز (د) عا ... وقاف (د) ن غسّاق الثّقل معا يريد «هذا ما توعدون ليوم الحساب» قرأه أبو عمرو وابن كثير بالغيب، والباقون بالخطاب؛ فوجه العيب أن قبله «وعندهم» والخطاب للمؤمنين، وفي ق «هذا ما يوعدون لكل أواب حفيظ» لم يقرأه بالغيب إلا ابن كثير وحده لأن قبله «وأزلفت الجنة للمتقين» قوله: (غساق) يريد قوله تعالى «حميم وغسّاق» هنا وفي سورة النبأ «إلا حميما وغسّاقا» قرأهما بالتشديد مدلول صحب، والباقون بالتخفيف. (صحب) وآخر اضمم اقصره (حما) ... قطع اتّخذنا (عمّ ن) ل (د) م أنّما يريد قوله تعالى «وآخر من شكله أزواج» قرأه أبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة ولا مد بعدها، والباقون بالمد والفتح قوله: (قطع اتخذنا) أي قرأ مدلول عم وعاصم وابن كثير بقطع همزة «أتخذناهم سخريا» مفتوحة، والباقون بوصلها قوله: (أنما. فاكسر) في أول البيت الآتي، يريد قوله «أنما أنا نذير مبين» قرأه أبو جعفر بكسر الهمزة، والباقون بفتحها، والله أعلم. فاكسر (ث) نا فالحقّ (ن) ل (فت) ى أمن ... خفّ (ا) تل (ف) ز (د) م سالما مدّا اكسرن

أي قرأ «فالحقّ» بالرفع عاصم وحمزة وخلف، والباقون بالنصب، ولا خلاف في نصب «والحقّ أقول» قوله: (أمن) يريد «أمن هو قانت» قرأه بالتخفيف نافع وحمزة وابن كثير، والباقون بالتشديد قوله: (سالما) يريد «سلما لرجل» قرأه بالألف وكسر اللام مدلول حق كما في أول البيت الآتي، والباقون بغير ألف وفتح اللام، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. (حقّا) وعبده اجمعوا (شفا ث) نا ... وكاشفات ممسكات نوّنا قوله: (وعبده) يريد «أليس الله بكاف عبده» قرأه بالجمع (¬1) مدلول شفا وأبو جعفر، والباقون بالإفراد للجنس وجمع الجمع ظاهر به قوله: (وكاشفات) يريد «كاشفات ضره، وممسكات رحمته» بالتنوين فيهما لمدلول حمى بعد قوله: وبعد فيهما انصبا: أي انصب «ضرّه، ورحمته» والباقون بغير تنوين والخفض، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. وبعد فيهما انصبن (حما) قضى ... قضي والموت ارفعوا (روى ف) ضا أي قرأ مدلول روى وحمزة قضي على عالم ما لم يسم فاعله مكان قراءة غيرهم قضى، والموت بعده بالرفع، وقراءة الباقين على بناء الفعل للفاعل ونصب الموت، والله تعالى أعلم. يا حسرتاي (ز) د (ث) نا سكّن (خ) فا ... خلف مفازات اجمعوا (ص) برا (شفا) أراد الياء في قوله «يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله» لأبي جعفر، واختلف عن ابن وردان في الفتح والإسكان، والباقون بغير ياء، وقوله: «مفازات» اجمعوا، يريد «وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم» قرأه بالجمع أبو بكر ومدلول شفا، والباقون بالإفراد. زد تأمروني النّون (م) ن خلف (ل) با ... و (عمّ) خفّه وفيها والنّبا يريد «أفغير الله تأمروني» قرأه بنونين ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان على الأصل وخففها مدلول عم، والباقون بالتشديد قوله: (وفيها والنبا) أي هذه السورة وفي سورة النبأ، قرأ الكوفيون «فتحت» بالتخفيف، والباقون بالتشديد. ¬

_ (¬1) «عباده».

فتّحت الخفّ (كفا) وخاطب ... يدعون (م) ن خلف (إ) ليه (ل) ازب يريد قوله «والذين يدعون من دونه» قرأه بالخطاب ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان ونافع بغير خلاف، والباقون بالغيب. ومنهم منكم (ك) ما أو أن وأن ... (ك) ن (ح) ول (حرم) يظهر اضمم واكسرن أراد أن ابن عامر قرأ منكم مكان قراءة غيره منهم قوله: (أو أن) يريد أن ابن عامر وأبا عمرو ومدلول حرم قرءوا «وان يظهر» مكان قراءة غيرهم «أو أن» بزيادة ألف قوله: (يظهر) يريد «يظهر في الأرض» قرأه بضم الياء وكسر الهاء وبنصب الرفع في «الفساد» حفص والمدنيان والبصريان، والباقون بفتح الياء والهاء ورفع «الفساد» والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. والرّفع في الفساد فانصب (ع) ن (مدا) ... (حما) ونوّن قلب (ك) م خلف (ح) دا قوله: (ونوّن قلب) يريد «على كل قلب» قرأه ابن عامر بخلاف عنه، وأبو عمرو بتنوين الباء، والباقون بغير تنوين، والله أعلم. أطّلع ارفع غير حفص أدخلوا ... (ص) ل واضمم الكسر (ك) ما (حبر ص) لوا أي كل القراء قرءوا «فأطلع» بالرفع غير حفص قرأ بالنصب، ثم قال «أدخلوا» بوصل الهمزة وضم الخاء والابتداء بضم الهمزة، والباقون بقطعها مفتوحة وكسر الخاء، والله سبحانه وتعالى أعلم. ما يتذكّرون (ك) افيه (سما) ... سواء ارفع (ث) ق وخفضه (ظ) ما أي قرأ ابن عامر ومدلول سما «قليلا ما يتذكرون» بالغيب، والباقون بالخطاب قوله: (سواء للسائلين) قرأه برفع الهمزة أبو جعفر وبخفضها يعقوب، والباقون بالنصب. نحسات اسكن كسره (حقّا) (أ) با ... ويحشر النّون وسمّ (ا) تل (ظ) با أي أسكن كسر الحاء من «نحسات» لمدلول حق ولنافع قوله: (ويحشر)

يريد قوله «ويوم يحشر أعداء الله» بالنون وتسمية الفاعل أعداء الله بالنصب مفعول به لنافع ويعقوب، والباقون بالرفع مبنى لما لم يسم فاعله، والله تعالى أعلم. أعداء عن غيرهما اجمع ثمرت ... (عمّ) (ع) لا وحاء يوحى فتحت قوله: (عن غيرهما) أي غير نافع ويعقوب قوله: (أجمع ثمرت) يريد «من ثمرات من أكمامها» قرأه بالجمع مدلول عم وحفص، والباقون بالإفراد، وقوله: وحاء «يوحي» يريد «كذلك يوحي» قرأه ابن كثير بفتح الحاء، والباقون بكسرها، والله تعالى أعلم. (د) ما وخاطب يفعلوا (صحب غ) ما ... خلف بما في فبما مع يعلما أي «ويعلم ما تفعلون» قرأه بالخطاب مدلول صحب ورويس بخلاف عنه، والباقون بالغيب قوله: (بما في فبما) أي قرأ مدلول عم بما بحذف الفاء موضع قراءة غيرهم فبما، وقوله بالرفع: أي في «يعلم الذين» والباقون بالفاء والنصب، والله أعلم. بالرّفع (عمّ) وكبائر معا ... كبير (ر) م (فتى) ويرسل ارفعا أي قرأ الكسائي ومدلول فتى «كبير الإثم» موحدا وفي النجم موضع قراءة غيرهم كبائر بالجمع قوله: (ويرسل) يريد «أو يرسل رسول رسولا فيوحى» أي ارفع الفعلين لابن ذكوان بخلاف عنه ونافع بغير خلاف إلا أن «يوحى» لما كان لا تظهر فيه علامة الرفع أشار إليه بقوله فسكن كما في أول البيت الآتي، والباقون بنصبها بإضمار أن، والله أعلم. يوحي فسكّن (م) از خلفا (أ) نصفا ... أن كنتم بكسرة (مدا شفا) أي قرأ المدنيان ومدلول شفا بكسر همزة «إن كنتم» على لفظ الشرط والباقون بفتحها وهو ظاهر: أي «لأن كنتم». وينشأ الضّمّ وثقل (ع) ن (شفا) ... عباد في عند برفع (ح) ز (كفا) أي «وينّشأ في الحلية» قرأه بضم الياء وتشديد الشين حفص ومدلول شفا، والباقون بالفتح والتخفيف بمعنى يربي وينشأ وكلاهما ظاهر قوله: (عباد في عند)

أي قرأ «عباد الرحمن» موضع قراءة الغير عند أبو عمرو والكوفيون قوله: (برفع) أي رفع الدال، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. أشهدوا اقرأهء أشهدوا (مدا) ... قل قال (ك) م (ع) لم وجئنا (ث) مدا أي قرأ المدنيان «أءشهدوا خلقهم» بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مضمومة سهلة بين بين وإسكان الشين وهما في الفصل وعدمه على قاعدتهما، والباقون بهمزة واحدة مفتوحة وفتح الشين قوله: (قل قال) أي قرأ ابن عامر وحفص قال خبر موضع قراءة الغير «قل» أمر قوله: (جئنا) أي قرأ أبو جعفر «قل أو لو جئناكم» والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. بجئتكم وسقفا وحّد (ث) با ... (حبر) ولمّا اشدد (ل) دا خلف (ن) با أي قرأ أبو جعفر ومدلول حبر سقفا بالتوحيد، والباقون بالجمع قوله: (لما) أي «لمّا متاع الحياة الدنيا» قرأه بتشديد الميم هشام بخلاف عنه وعاصم وحمزة وابن جماز، والباقون بالتخفيف، والله تعالى أعلم. في (ذا) نقيّض (ي) ا (ص) دا خلف (ظ) هر ... وجاء فا امدد همزه (ص) ف (عمّ د) ر يريد قوله تعالى نقيض له شيطانا قرأه أبو بكر بالياء (¬1) بخلاف عنه وعاصم وحمزة وابن جماز، والباقون بالنون، ثم أراد أن أبا بكر ومدلول عم وابن كثير قرءوا «حتى إذا جاءنا» بألف بعد الهمزة تثنية، والباقون بغير ألف إفراد (¬2). أسورة سكّنه واقصر (ع) ن (ظ) لم ... وسلفا ضمّا (رضى) يضدّ ضم يريد «أسورة من ذهب» قرأه حفص ويعقوب بإسكان السين من غير ألف، والباقون بفتح السين وألف بعدها (¬3) قوله: (وسلفا ضما) يريد ضم السين واللام من «سلفا ومثلا للآخرين» لمدلول رضى، والباقون بفتحهما، فسلفا جمع سليف كرغف جمع رغيف وبالفتح جمع سالف قوله: (يصد) يريد «إذا قومك منه يصدون» ضم كسر الصاد منها مدلول روى ومدلول عم كما في أول البيت الآتي، والباقون بالكسر. ¬

_ (¬1) «يقيّض». (¬2) «حتى إذ جاءنا». (¬3) «أساورة».

كسرا (روى عمّ) وتشتهيه ها ... زد (عمّ ع) لم ويلاقوا كلها يريد «وفيها ما تشتهي الأنفس» بزيادة هاء ضمير بعد الياء (¬1) لمدلول عم وحفص، والباقون بحذفها وهي ثابتة في مصحف أهل المدينة والشام محذوفة في غيرهما قوله: (ويلاقوا كلها) يريد «حتى يلاقوا» هنا وفي الطور والمعارج، قرأ بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف أبو جعفر موضع قراءة غيره «يلاقوا» (¬2) والله أعلم. يلقوا (ث) نا وقيله اخفض (ف) ي (ن) موا ... ويرجعوا (د) م (غ) ث (شفا) ويعلموا قوله: (وقيله) يريد «وقيله يا رب» قرأه حمزة وعاصم بخفض اللام والهاء، والباقون بالنصب قوله: (ويرجعوا) أي قرأ ابن كثير ورويس ومدلول شفا «وإليه يرجعون» بالغيب، والباقون بالخطاب قوله: (ويعلموا حق كفا) كما في أول البيت الآتي: أي قرأ «فسوف يعلمون» بالغيب لمدلول حق ومدلول كفى، والباقون بالخطاب، والله تعالى أعلم. (حقّ كفا) ربّ السّماوات خفض ... رفعا (كفى) يغلي (د) نا (ع) ند (غ) رض أي قرأ «ربّ السموات» بخفض الرفع مدلول كفا، والباقون بالرفع قوله: (يغلي) يعني «في البطون» بالتذكير ابن كثير وحفص ورويس، والباقون بالتأنيث. وضمّ كسر فاعتلوا (إ) ذ (ك) م (د) عا ... (ظ) هرا وإنّك افتحوا (ر) م ومعا يريد قوله تعالى «خذوه فاعتلوه» بضم الكسر نافع وابن عامر وابن كثير ويعقوب، والباقون بالكسر وهما لغتان، وهو القود بعنف قوله: (وانك افتحوا) أراد أن الكسائي قرأ «ذق أنك» بفتح الهمزة، والباقون بالكسر قوله: (ومعا) أي في الموضعين كما في أول البيت الآتي، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. آيات اكسر ضمّ تاء (ف) ي (ظ) با ... (ر) ض يؤمنون (ع) ن (شدا) (حرم) (ح) با ¬

_ (¬1) «تشتهيه». (¬2) «يلقوا».

سورة الأحقاف وأختيها

يعني «آيات لقوم يوقنون، آيات لقوم يعقلون» بكسر ضم التاء فيهما حمزة ويعقوب والكسائي، والباقون بالضم قوله: (يؤمنون) يريد «آياته يؤمنون» قرأه بالغيب كما لفظ به حفص وروح ومدلول حرم وأبو عمرو، والباقون بالخطاب. لنجزي اليا (ن) ل (سما) ضمّ افتحا ... (ث) ق غشوة افتح اقصرون (فتى) (ر) حا يريد «ليجزي قوما» قرأه بالياء عاصم ومدلول سما، والباقون بالنون قوله: (ضم افتحا) أي ضم الياء وافتح الزاي لأبي جعفر، والباقون بالفتح والكسر قوله: (غشوة) يريد «وجعل على بصره غشاوة» بفتح الغين وإسكان الشين من غير ألف لمدلول فتى والكسائي (¬1) والباقون بكسر الغين وألف بعد الشين لغتان. ونصب رفع ثان كلّ أمّة ... (ظ) لّ وو السّاعة غير حمزة يريد «كلّ أمة تدعى» بنصب رفع اللام يعقوب، والباقون بالرفع، ولا خلاف في نصب الأول؛ ثم أراد أن غير حمزة قرأ «والساعة لا ريب فيها» بالرفع، وقرأها بالنصب عطفا على لفظ «إن وعد الله حق» والرفع عطف على الموضع أو على الابتداء، والله أعلم. سورة الأحقاف وأختيها وحسنا احسانا (كفا) وفضل في ... فصال (ظ) بي نتقبّل يا (ص) في أي قرأ الكوفيون «ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا» موضع قراءة غيرهم «حسنا» كما لفظ بالقراءتين معا قوله: (وفصل في فصال) أراد أن يعقوب قرأ «وفصله ثلاثون شهرا» موضع قراءة غيره «فصاله» وقوله «يتقبل» أي قرأ «يتقبل عنهم» بالياء أبو بكر وابن عامر ومدلول سما كما في أول البيت الآتي. (ك) هف (سما) مع نتجاوز واضمما ... أحسن رفعهم و (ن) ل (حقّ) ل) ما يعني مع يتجاوز بالياء وضمها قوله: (أحسن) بالرفع، والضمير في رفعهم عائد على ابن عامر وشعبة ومدلول سما المتقدم ذكرهم، والباقون بالنون فيهما ¬

_ (¬1) «غشوة».

مفتوحة «وأحسن» بالنصب قوله: (ونل حق لما) يريد «وليوفينهم» بالياء كما في أول البيت الآتي، قرأه بالياء عاصم ومدلول حق وهشام بخلاف عنه، والباقون بالنون، والله أعلم. خلف نوفّيهم اليا وترى ... للغيب ضمّ بعده ارفع (ظ) هرا يريد قوله «لا يرى» قرأ بياء الغيب مضمومة يعقوب وعاصم وحمزة وخلف قوله: (بعده) أي ارفع لهم الذي بعده وهو قوله «إلا مساكنهم» والباقون بالتاء مفتوحة ونصب «مساكنهم». (ن) صّ (فتى) وقاتلوا ضمّ اكسر ... واقصر (ع) لا (حما) وآسن اقصر يريد «والذين قتلوا في سبيل الله» قرأ بضم القاف وكسر التاء من غير ألف حفص ومدلول حمى، والباقون بفتحهما وألف بينهما قوله: (وآسن) أي قرأ ابن كثير كما في أول البيت الآتي «غير آسن» بقصر الهمزة، والباقون بالمد، والله تعالى أعلم. (د) م آنفا خلف (هدا) والحضرمي ... تقطّعوا كتفعلوا أملى اضمم أي روى البزى بخلاف عنه «قال أنفا» بقصر الهمزة، والباقون بالمد قوله: (والحضرمي) أي قرأ الحضرمي «وتقطعوا أرحامكم» بفتح التاء وسكون القاف وفتح الطاء مخففة على وزن تفعلوا، والباقون بضم التاء وبفتح القاف وكسر الطاء مشددة قوله: (أملى اضمم) يعني قوله تعالى «وأملى لهم» قرأه بضم الهمزة وكسر اللام مدلول حمى، وفتح الياء أبو عمرو، والباقون بفتح الهمزة واللام. واكسر (حما) وحرّك الياء (ح) لا ... أسرار فاكسر (صحب) يعلم وكلا قوله: (إسرار) أي كسر الهمزة من قوله تعالى «والله يعلم إسرارهم» مدلول صحب، والباقون بالفتح قوله: (يعلم) يريد قوله «ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم» بالياء في الثلاثة أبو بكر، والباقون بالنون قوله: (سكن) أي سكن الواو في الثاني رويس، والباقون بالفتح. يبلو بيا (ص) ف سكّن الثّاني (غ) لا ... ليؤمنوا مع الثّلاث (د) م (ح) لا قوله: (ليؤمنوا) مع الثلاث أي الثلاثة بعده، يريد «لتؤمنوا بالله ورسوله

ومن سورة الحجرات إلى سورة الرحمن عز وجل

وتعزروه وتوقروه تسبحوه بكرة وأصيلا» قرأه بالغيب في الأربعة ابن كثير أبو عمرو، والباقون بالخطاب، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. نؤتيه يا (غ) ث (ح) ز (كفا) ضرّا فضم ... (شفا) اقصر اكسر كلم الله لهم يريد «فسيؤتيه أجرا عظيما» قرأه بالياء رويس وأبو عمرو والكوفيون، والباقون بالنون قوله: ((ضرا) يعني قوله تعالى «إن أراد بكم ضرا» قرأه بضم الضاد حمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتحها قوله: (اقصر اكسر) أي اللام من غير ألف للمذكورين من قوله تعالى «كلام» والباقون بألف بعد اللام «كلم». ما يعملوا (ح) ط شطأه حرّك (د) لا ... (م) ز أزر اقصر (م) اجدا والخلف (ل) ا يريد «بما يعملون بصيراهم الذين كفروا» قرأه أبو عمرو وحده بالغيب، والباقون بالخطاب، ولا خلاف في الذي قبله «بما يعملون خبيرا بل ظننتم» أنه بتاء الخطاب قوله: («شطأه») قرأه بتحريك الطاء الذي هو الفتح ابن كثير وابن ذكوان، والباقون بسكونها وهما لغتان قوله: (أزر اقصر) أي الهمزة لابن ذكوان وهشام بخلاف عنه، والباقون بالمد، والله تعالى أعلم. ومن سورة الحجرات إلى سورة الرحمن عز وجل تقدّموا ضمّوا اكسروا لا الحضرمي ... إخوتكم جمع مثنّاة (ظ) مي يعني قوله تعالى «لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله» قرأه بضم التاء وكسر الدال كل القراء إلا الحضرمي فقرأ بفتح التاء والدال قوله: (إخوتكم) أي قرأ يعقوب «فأصلحوا بين إخوتكم» بجمع المثنى، والباقون بالتثنية، والله أعلم. والحجرات فتح ضمّ الجيم (ث) ر ... يألتكم البصري (ويعملون) (د) ر يريد «إن الذين ينادونك من وراء الحجرات» قرأه أبو جعفر بفتح ضم الجيم قوله: (يألتكم) أي قرأ أبو عمرو ويعقوب «لأيالتكم من أعمالكم شيئا» بهمزة ساكنة بين الياء واللام كما لفظ به، وأبو عمرو على أصله في الإبدال، والباقون بحذف الهمزة قوله: (ويعملون) يريد آخر «الحجرات» «والله بصير بما يعملون» قرأه ابن كثير وحده بالغيب، والباقون بالخطاب. نول يا (إ) ذ (ص) حّ أدبار كسر ... (حرم فتى) مثل ارفعوا (شفا ص) در

يريد «يوم يقول الجهنم» قرأ بالياء نافع وأبو بكر، والباقون بالنون قوله: (كسر) أي كسر الهمزة من قوله تعالى «وأدبار السجود» مدلول حرم المدنيان وابن كثير ومدلول فتى حمزة وخلف، والباقون بفتحها قوله: (مثل ارفعوا) يريد «مثل ما أنكم تنطقون» قرأه حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالرفع لأنه صفة لحق وما زائدة. والباقون بالنصب؛ ووجه النصب أنه في موضع رفع ولكنه فتح فتحة بناء لإضافة إلى غيره متمكن. صاعقة الصّعقة (ر) م قوم اخفض) (ن) ... (ح) سب (فتى ر) اض وأتبعنا (ح) سن أي قرأ الكسائي «الصّعقة» موضع قراءة غيره «الصاعقة» كما لفظ بهما قوله: (قوم) يريد «وقوم نوح» بالخفض أبو عمرو ومدلول فتى والكسائي عطف على «وفي موسى، وفي عاد، وفي ثمود، وقوم نوح» الآيات، والباقون بالنصب على فأهلكنا «قوم نوح» واذكر «قوم نوح» قوله: (وأتبعنا) أي قرأ أبو عمرو «والذين آمنوا وأتبعناهم» موضع قراءة غيرهم «واتبعتهم» كما في أول البيت الآتي، والله سبحانه وتعالى أعلم. باتّبعت ذرّيّة امدد (ك) م (حما) ... وكسر رفع التّا (ح) لا واكسر (د) ما قوله: (ذرية) يريد «ذرياتهم» بالمد أي قرأه بالألف جمعا ابن عامر والبصريان، والباقون بغير ألف قوله: (وكسر رفع التاء) أي كسر رفع التاء أبو عمرو وحده، وأما «ذرياتهم» فذكر في الأعراف، قوله واكسر: أي اكسر اللام من قوله «وما ألتناهم» لابن كثير، والباقون بفتحها، والله سبحانه وتعالى أعلم. لام ألتنا حذف همز خلف (ز) م ... وإنّه افتح (ر) م (مدا) يصعق ضم قوله: (حذف همز) يريد حذف الهمزة من «ألتناهم» لقنبل، والباقون بإثباتها قوله: (وإنه افتح) يريد قوله تعالى «إنا كنا من قبل ندعوه إنه» قرأ بفتح الهمزة الكسائي والمدنيان على تقدير لأنه، والباقون بكسرها على الابتداء قوله: (يصعق ضم) أي قرأ ابن عامر وعاصم «الذي فيه يصعقون» بضم الياء، والباقون بفتحها، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. (ك) م (ن) ال كذّب الثّقيل (ل) ي (ث) نا ... تمروا تماروا (حبر عمّ ن) صّنا أي قرأ هشام وأبو جعفر «ما كذّب الفؤاد» بتثقيل الذال، والباقون بالتخفيف

سورة الرحمن عز وجل

قوله: (تمرو) يريد قوله تعالى «أفتمارونه» قرأه بضم التاء وألف بعد الميم مدلول حبر ومدلول عم وعاصم موضع قراءة غيرهم «تمرونه بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. تا اللّات شدّد (غ) ر مناة الهمز زد ... (د) ل مستقر خفض رفعه (ث) مد أي روى رويس تشديد التاء من قوله تعالى «أفرأيتم اللاتّ والعزى» والباقون بتخفيفها قوله: (مناة) يريد «ومناة (¬1) الثالثة الأخرى» قرأه ابن كثير بهمزة بعد الألف، والباقون بغير همز قوله: (مستقر) قرأ بخفض رفع الراء أبو جعفر، والباقون برفعها. وخاشعا في خشّعا (شفا حما) ... سيعلمون خاطبوا (ف) صلا (ك) ما أي قرأ مدلول شفا ومدلول حما «خاشعا أبصارهم» موضع قراءة غيرهم «خشّعا» قوله: (فصلا كما) أي قرأ حمزة وابن عامر «سيعلمون غدا» بالخطاب، والباقون بالغيب، والله أعلم. سورة الرحمن عز وجل والحبّ ذو الرّيحان نصب الرّفع (ك) م ... وخفض نونها (شفا) يخرج ضم أي قرأ ابن عامر «والحبّ ذو العصف والريحان» بنصب (¬2) رفع الثلاثة، والباقون برفعها قوله: (وخفض نونها) أي خفض نون «الريحان» حمزة والكسائي وخلف، ولا خلاف في خفض «العصف» قوله: (يخرج ضم) أي قرأ نافع والبصريان وأبو جعفر «يخرج منهما» بضم الياء وفتح الراء كما في أول البيت الآتي، والباقون بفتح الياء وضم الراء، والله سبحانه وتعالى أعلم. مع فتح ضمّ (إ) ذ (حما ث) ق وكسر ... في المنشئات الشّين (ص) ف خلفا (ف) خر قوله: (وكسر) أي كسر شعبة بخلاف عنه وحمزة بغير خلاف الشين من ¬

_ (¬1) «ومناءة». (¬2) الثلاثة هي: «الحبّ» و «ذا» و «الريحان».

ومن سورة الواقعة إلى سورة التغابن

قوله تعالى «وله الجوار المنّشئات» والباقون وفتح الشين وكسرها (¬1) نعت للجواري: وهي السفن. سنفرغ الياء (شفا) وكسر ضم ... شواظ (د) م نحاس جرّ الرّفع (ش) م أي قرأ مدلول شفا «سيفرغ لكم» بالياء، والباقون بالنون قوله: (وكسر ضم) أي كسر الضم من قوله «شواظ من نار» ابن كثير، والباقون بالضم وهما لغتان قوله: (نحاس) يريد قوله تعالى: نحاس فلا تنتصران قرأه بجر الرفع روح ومدلول حبر، والباقون بالرفع، والله تعالى أعلم. حبر كلا يطمث بضمّ الكسر (ر) م ... خلف ويا ذي (آخرا) واو (ك) رم يريد قوله تعالى: لم يطمثهن قرأه بضم الميم في الموضعين الكسائي بخلاف عنه، والباقون بالكسر قوله: (ويا ذي) يريد «ذو الجلال والإكرام» آخر السورة، قرأه ابن عامر بالواو مكان الياء ولزم ذلك كسر الذال قبلها، فلهذا لم ينبه عليه وهو بالياء نعت لرب وبالواو نعت للاسم، لأن المراد بالاسم هو المسمى، وقد رسمت بالواو في المصحف الشامي، والله أعلم. ومن سورة الواقعة إلى سورة التغابن حور وعين خفض رفع (ث) ب (رضا) ... وشرب فاضممه (مدا) (ن) صر (ف) ضا أي قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي «وحور عين» بخفض رفع الاسمين، والباقون بالرفع والخفض عطف على «فاكهة، ولحم طير» معطوفان إما على الأكواب، وإما على «جنات النعيم»؛ وأما وجه الرفع فعلى تقدير «ولهم حور عين» أو على ولدان قوله: (وشرب) أي قرأ «شرب الهيم» بضم الشين المدنيان وعاصم وحمزة، والباقون بفتحها، والله تعالى أعلم. خفّ قدرنا (د) ن فروح اضمم (غ) ذا ... بموقع (شفا) اضمم اكسر أخذا يعني «نحن قدرنا بينكم الموت» قرأه ابن كثير بتخفيف الدال، والباقون بالتشديد وهما لغتان قوله: (وروح) أي روى رويس «وروح وريحان» بضم الراء، ¬

_ (¬1) «المنشآت».

والباقون بفتحها قوله: (بموقع) يريد قوله تعالى: بمواقع النجوم قرأه مدلول شفا «بموقع» بإسكان الواو من غير ألف كما لفظ به، والباقون بألف بعد الواو فهو من باب الإفراد والجمع قوله: (اضمم اكسر) أي اضمم الهمزة واكسر الخاء من قوله تعالى: وقد أخذ ميثاقكم بالرفع لأبي عمرو لأنه مفعول أخذ لم يسم فاعله، والباقون بفتح الهمزة والخاء والنصب لأنه مفعول أخذ المبني للفاعل، والله سبحانه وتعالى أعلم. ميثاق فارفع (ح) ز وكلّ (ك) ثرا ... قطع انظرونا واكسر الضّمّ (ف) را أي «وكلا وعد الله الحسنى» قرأه برفع اللام (¬1) كما لفظ به ابن عامر وكتب كذلك في مصحف الشام، وهو في الأصل مفعول وعده، ولكن إذا تقدم المفعول على الفعل ضعف عمله فيه فيجوز رفعه، وقرأ الباقون بالنصب على الأصل، وقد أجمعوا على نصب الذي في سورة النساء قوله: (انظرونا) أي قرأ حمزة وحده «انظرونا نقتبس من نوركم» بقطع الهمزة وفتحها وكسر الظاء: (¬2) بمعنى أمهلونا ارفقوا بنا كي ندرككم، وقرأ الباقون بوصل الهمزة وضم الظاء بمعنى انتظرونا، أو التفتوا إلينا، يقال نظرته: إذا انتظرته، أو نظرته: إذا أمهلته وأخرته، والله أعلم. يؤخذ أنّث (ك) م (ثوى) خفّ نزل ... (إ) ذ (ع) ن (غ) لا الخلف وخفّف (ص) ف (د) خل يريد «لا يؤخذ منكم فدية» قرأه ابن عامر ومدلول ثوى بالتأنيث، والباقون بالتذكير لأن تأنيث الفدية غير حقيقي قوله: (خف نزل) يعني قوله تعالى: وما نزل من الحق قرأه بتخفيف الزاي نافع وحفص ورويس بخلاف عنه، والباقون بالتشديد، والتشديد والتخفيف ظاهران لأن ما أنزل الله تعالى فقد نزل قوله: (وخفف) أي خفف الصاد من قوله تعالى: إن المصدقين والمصدقات لأبي بكر وابن كثير، والباقون بالتشديد والتخفيف بمعنى صدقوا الله ورسوله والتشديد بمعنى التصديق وأدغمت التاء في الصاد، (¬3) والله سبحانه وتعالى أعلم. ¬

_ (¬1) «وكل». (¬2) «أنظرونا». (¬3) لأنها في الأصل «المتصدقين» فأدغمت التاء بالصاد وعوّض عنها بالصاد المشددة كما هو مرسوم في المصحف.

صادى مصدّق ويكونوا خاطبا ... (غ) وثا أتاكم اقصرن (ح) ز واحذفن أي روى رويس «ولا تكونوا» بالخطاب، والباقون بالغيب قوله: (أتاكم) يريد «ولا تفرحوا بما آتاكم» قرأه أبو عمرو بقصر الهمزة بمعنى جاءكم، والباقون بالمد بمعنى أعطاكم الله قوله: (واحذفن. قبل الغنى) كما في أول البيت الآتي، يريد قوله تعالى: إن الله هو الغني بحذف هو قبل الغنى (¬1) لمدلول عم، والباقون بإثباتها كما هو محذوف في مصاحف المدينة والشام، والله سبحانه وتعالى أعلم. قبل الغنيّ هو (عمّ) وامدد ... وخفّ ها يظّهّروا (كنز ث) دى أي خفف الهاء من قوله تعالى: الذين يظاهرون، والذين يظهرون لمدلول كنز وأبي جعفر وضم الياء وكسر الهاء، وخفف الظاء عاصم قوله: (معا) أي في الموضعين، وقرأ الباقون بتشديد الظاء والهاء من غير ألف، والله أعلم. وضمّ واكسر خفّف الظّا (ن) ل معا ... يكون أنّث (ث) ق وأكثر ارفعا يريد «ما يكون من نجوى ثلاثة» قرأه أبو جعفر بالتأنيث، والباقون بالتذكير قوله: (وأكثر ارفعا) يريد «ولا أكثر إلا هو معهم» قرأه يعقوب بالرفع، والباقون بالنصب، والله أعلم. (ظ) لّا وينتجوا كينتهوا (غ) دا ... (ف) ز تنتجوا (غ) ث والمجالس امددا يعني قوله تعالى: ويتناجون بالإثم والعدوان قرأه رويس وحمزة «ينتجون» مثل «ينتهون» وكذلك قرأ رويس الذي بعده «فلا تنتجوا» والباقون بتاء ونون مفتوحين وألف وفتح الجيم قوله: (والمجالس امددا) يريد «تفسحوا بلا ألف إفرادا، (¬2) والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. (ن) ل وانشروا معا فضمّ الكسر (عم) ... (ع) ن (ص) فّ خلف يخربون الثّقل (ح) م ¬

_ (¬1) أي بدون رسم هو فتصبح «إن الله العني الحميد». (¬2) «المجلس».

يريد «وإذا قيل انشزوا فانشزوا» معا: أي في الموضعين بضم الشين فيهما مدلول عم وحفص وشعبة بخلاف عنه، والباقون بكسرها، وهما لغتان قوله: (يخرّبوا) قرأ بتشديد الراء أبو عمرو، والباقون بالتخفيف وهما أيضا لغتان، والله سبحانه وتعالى أعلم. يكون أنّث دولة (ث) ق (ل) ي اختلف ... وامنع مع التّأنيث نصبا (ل) ووصف يعني قوله تعالى: كيلا يكون دولة قرأه أبو جعفر وهشام بخلاف عنه بالتأنيث ودولة بالرفع كما لفظ به، والباقون بالتذكير والنصب، (¬1) وتوجيه القراءتين ظاهر؛ فمن رفع «دولة» جعل كان تامة، ومن نصب قدر كيلا يكون الفيء دولة قوله: (وامنع) أي امنع مع تأنيث يكون النصب في دولة ولو وصف وذكر عن هشام. وجدر جدار (حبر) فتح ضم ... يفصل نل ظبى وثقل الصّاد (ل) م أي قرأ مدلول حبر ابن كثير وأبو عمرو «من وراء جدار» بكسر الجيم وفتح الدال إفرادا موضع قراءة غيرهم جدر بضم الجيم والدال جمعا قوله: (فتح ضم) أي فتح الضم من قوله تعالى: يفصل بينكم عاصم ويعقوب قوله: (وثقل الصاد) أي وقرأ بثقل الصاد هشام بخلاف عنه ومدلول شفا وابن ذكوان وفتح الصاد مخففة مدلول عم وأبو عمرو وابن كثير؛ ففيها أربع قراءات: عاصم ويعقوب بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة، وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة، والمدنيان وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصاد مخففة، والله سبحانه وتعالى أعلم. خلف (شفا) منه افتحوا (عمّ) (ح) لا ... (د) م تمسكوا الثّقل (حما) متمّ لا قوله: (تمسكوا) يعني «ولا تمسّكوا بعصم الكوافر» قرأه البصريان بالتشديد ويشهد لقراءتهما «والذين يمسّكون بالكتاب» شددها الأكثر، والباقون بالتخفيف قوله: (متم) أي لا تنون «نوره» بالخفض لمدلول صحب وابن كثير، والباقون بالتنوين والنصب وهو الأصل مثل مكرم عمرا، ومن أضاف حذف التنوين وخفض المفعول للتخفيف، والله سبحانه وتعالى أعلم. ¬

_ (¬1) «كي لا يكون دولة».

ومن سورة التغابن إلى سورة الإنسان

تنوّن اخفض نوره (صحب د) دي ... أنصار نوّن لام لله زد قوله: (أنصار) يريد قوله تعالى: أنصار الله نون أنصار وزد لام الجر على اسم الله لمدلول وأبي عمرو، (¬1) والباقون بالإضافة، والله سبحانه وتعالى أعلم. (حرم ح) لا خفّف لووا (إ) ذ (شم أ) كن ... للجزم فانصب حز ويعملون (ص) ن يريد «لووا رؤوسهم» قرأه نافع وروح عن يعقوب بتخفيف الواو، والباقون بالتشديد قوله: (أكن) يريد «أكن من الصالحين» قرأه أبو عمرو بالواو ونصب النون، (¬2) والباقون بالجزم وحذف الواو قوله: (ويعملون) أي «والله بصير بما يعملون» آخر السورة رواه أبو بكر بالغيب، والباقون بالخطاب. ومن سورة التغابن إلى سورة الإنسان يجمعكم نون (ظ) با بالغ لا ... تنوّنوا وأمره اخفضوا (ع) لا يعني «يجمعكم ليوم الجمع» قرأه بالنون يعقوب، (¬3) والباقون بالياء قوله: (لا تنونوا) يريد قوله تعالى: بالغ أمره رواه حفص بغير تنوين وأمره بالخفض، والباقون بالتنوين والنصب. (¬4) وجد اكسر الضّمّ (ش) ذا خفّ عرف ... (ر) م وكتابه اجمعوا (حما ع) طف أي روى روح «من وجدكم» بكسر الواو، والباقون بالضم قوله: (خف عرف) أي قرأ الكسائي «عرف بعضه» بتخفيف الراء، والباقون بالتشديد قوله: («وكتابه») أي قرأ مدلول حمى وحفص «وصدقت بكلمات ربها وكتبه» بالجمع، والباقون بالإفراد، والله سبحانه وتعالى أعلم. ضمّ نصوحا (ص) ف تفاوت قصر ... ثقّل (رضا) وتدّعوا تدعوا ظهر يعني «توبة نصوحا» رواه أبو بكر بضم النون، والباقون بالفتح قوله: (تفاوت) أي قرأ مدلول رضى وحمزة والكسائي «ما ترى في خلق الرحمن من ¬

_ (¬1) «أنصار لله». (¬2) «أكون». (¬3) «نجمعكم». (¬4) «بالغ أمره».

تفوّت» بتشديد الواو من غير ألف كما لفظ به، والباقون بالألف والتخفيف قوله: (وتدعوا) يريد قوله تعالى: وقيل هذا الذي كنتم به تدّعون قرأه يعقوب «تدعون» بإسكان الدال مخففة موضع قراءة غيرهم «تدّعون» بفتحها مشددة، والله تعالى أعلم. سيعلمون (م) ن (ر) جا يزلق ضم ... غير (مدا) وقبله (حما رس) م أي قرأ الكسائي «فسيعلمون من هو» بالغيب كما لفظ به، والباقون بالخطاب قوله: (يزلق) يريد «ليزلقونك بأبصارهم» قرأه المدنيان بفتح الياء، والباقون بضمها قوله: (وقبله) يعني قوله تعالى: وجاء فرعون ومن قبله بكسر القاف وفتح الباء البصريان والكسائي، والباقون بفتح القاف وإسكان الياء. كسرا وتحريكا ولا يخفى (شفا) ... ويؤمنوا يذّكّروا (د) ن (ظ) رفا أي قرأ مدلول شفا «لا يخفي منكم خافية» بالياء، والباقون بالتاء قوله: (ويؤمنوا) يريد «قليلا ما يؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما يذكرون» قرأه بالغيب فيهما كما لفظ به ابن كثير ويعقوب وابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان، والباقون بالخطاب، والله سبحانه تعالى أعلم. (م) ن خلف (ل) فظ سال أبدل في سأل ... (عمّ) ونزّاعة نصب الرّفع (ع) ل أي قرأ مدلول عم سأل بإبدال الهمزة ألفا (¬1) موضع قراءة غيرهم سأل بهمزة مفتوحة قوله: (ونزاعة) أي قرأ حفص «نزاعة للشوى» بنصب الرفع على الاختصاص أو على الحال المؤكد؛ وأما وجه الرفع فعلى أن «نزاعة» خبر لإن بعد خبر، أو هي خبر لظى والضمير في إنها ضمير القصة، والله أعلم. تعرج ذكّر (ر) م ويسأل اضمما ... (هـ) ل خلف (ث) ق شهادة الجمع (ظ) ما أي قرأ الكسائي «يعرج الملائكة» بالتذكير، والباقون بالتأنيث قوله: (ويسأل) يريد «ولا يسئل» بضم الياء، قرأه البزي بخلاف عنه، وأبو جعفر بغير خلاف، والباقون بفتحها قوله: (شهادة) يريد قوله تعالى: بشهادتهم قائمون قرأه بالجمع يعقوب وحفص، والباقون بالإفراد، والله أعلم. ¬

_ (¬1) كما في المتن «سأل».

(ع) د نصب اضمم حرّكن (ب) هـ (ع) فا ... (ك) م ولده اضمم مسكنا (حقّ شفا) قوله: (نصب) يريد «نصب يوفضون» قرأه بضم النون والصاد ابن عامر وحفص، والباقون بفتح النون وسكون الصاد (¬1) قوله: (اضمم) أي النون، وقوله حركا: أي حرك بالضم الصاد قوله: (وولده) يريد قوله تعالى: من لم يزده ماله وولده قرأه بضم الواو وإسكان اللام مدلول حق ومدلول شفا، والباقون بفتح الواو واللام، والله سبحانه تعالى أعلم. ودّا بضمّه (مدا) وفتح أن ... ذي الواو (ك) م (صحب) تعالى كان (ث) ن يريد قوله تعالى: ودّا ولا سواعا قرأه بضم الواو المدنيان، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله: (وفتح أن ذي الواو) أي التي مع الواو، واحترز بذلك عن التي مع الفاء نحو «فإن له» فهو متفق على كسره، وعن المجردة عن الواو نحو «أنه استمع» فهو متفق على فتحها و «فقالوا إنا سمعنا» فهو متفق على كسره، فمواضع الخلاف أن تكون أن مشددة، فما لم تكن كذلك فمتفق أيضا على فتحها نحو «وأن لو استقاموا» فضابط مواضع الخلاف أن تكون أن مشددة بعد واو، وذلك في اثني عشر حرفا متوالية أوائل التي جمعها: وهو «وأنه تعالى» وما بعدها إلى قوله «وأنا منا المسلمون» فتح الهمزة فيهن ابن عامر ومدلول صحب قوله: (تعالى كان) أي وافقهم أبو جعفر في «وأنه تعالى، وأنه كان يقول، وأنه كان رجال» والباقون بالكسر فيهن، والله سبحانه وتعالى أعلم. (صحب ك) سا والكلّ ذو المساجدا ... وأنّه لمّا اكسر (ا) تل (ص) اعدا أعاد الرمز لئلا يتوهم أن أبا جعفر قرأ هذه المواضع وحده قوله: (والكل) أي كل القراء فتحوا «وأن المساجد لله» قوله: (وأنه لما) أي كسر الهمزة من قوله: «وأنه لما قام عبد الله» نافع وأبو بكر، والباقون بفتحها، والله سبحانه وتعالى أعلم. تقول فتح الضّمّ والثّقل (ظ) مى ... نسلكه يا (ظ) هر (كفا) الكسر اضمم يريد أن يعقوب قرأ تقول بفتح القاف والواو وتشديدها من قوله تعالى: أن لن تقوّل الإنس والجن والباقون بضم القاف وإسكان الواو، وقوله: «نسلكه» ¬

_ (¬1) «نصب».

يريد قوله تعالى: نسلكه عذابا صعدا قرأ يعقوب والكوفيون بالياء، والباقون بالنون قوله: (الكسر اضمم) أي اضمم كسر اللام من قوله تعالى: كادوا يكونون عليه لبدا لهشام بخلاف عنه، والباقون بالكسر، والله سبحانه وتعالى أعلم. (م) ن لبدا بالخلف (ل) ز قل إنّما ... في قال (ث) ق (ف) ز (ن) ل ليعلم اضمما قوله: (قل) يعني قوله تعالى: قل إنما أدعو ربي قرأه أبو جعفر وحمزة وعاصم «قل» على الأمر موضع قراءة غيرهم «قال» على الخبر قوله: (ليعلم) روى رويس «ليعلم أن قد» بضم الياء، والباقون بفتحها. (غ) نا وفي وطأ وطاء واكسرا ... (ح) ز (ك) م وربّ الرّفع فاخفض (ظ) هرا يريد «إن ناشئة الليل هي أشد هي أشد وطأ» قرأه أبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء وألف بعدها موضع قراءة غيرهما «وطأ» بفتح الواو وإسكان الطاء من غير ألف قوله: (ورب) أي قرأ «رب المشرق والمغرب» بخفض الرفع يعقوب وابن عامر ومدلول صحبة كما في أول البيت الآتي، والباقون بالرفع على أنه خبر: أي هو رب المشرق والمغرب، والخفض على البدل من ربك، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. (ك) ن (صحبة) نصفه ثلثه انصبا ... (د) هرا (كفا) الرّجز اضمم الكسر (ع) با يريد قوله تعالى: ونصفه وثلثه قرأه بالنصب في الفاء والثاء ابن كثير ومدلول كفا، والباقون بالخفض وكسر الهاء، وقوله: الرجز، يريد قوله تعالى: والرّجز فاهجر ضم الراء حفص ومدلول ثوى أبو جعفر ويعقوب كما في أول البيت الآتي، والباقون بكسرها. (ث) وى إذا دبر قل إذ أدبره ... (إ) ذ (ظ) نّ (ع) ن (فتى) وفا مستنفرة أي قرأ نافع ويعقوب وحفص وحمزة وخلف مدلول فتى «إذ أدبر» بإسكان الذال وهمزة مفتوحة وإسكان الدال موضع قراءة غيرهم «إذا دبر» بألف بعد الذال وبفتح الدال من غير همز قبلها قوله: (وفا مستنفرة) يعني قوله تعالى «كأنهم حمر مستنفرة» قرأ بفتح الفاء مدلول عم، والباقون بالكسر.

سورة الإنسان والمرسلات

بالفتح (عمّ) و (ا) تل خاطب يذكروا ... را برق الفتح (مدا) ويذروا يريد قوله تعالى: وما يذكرون قرأه بالخطاب نافع، والباقون بالغيب قوله: (را برق) أي «برق البصر» قرأه المدنيان بفتح الراء، والباقون بكسرها قوله: (ويذروا. معه يحبون) كما في أول البيت الآتي يريد قوله تعالى: يحبون العاجلة ويذرون الآخرة» قرأهما بالغيب كما لفظ به ابن عامر والبصريان وابن كثير، والباقون بالخطاب فيهما، والله سبحانه وتعالى أعلم. معه يحبّون (ك) سا (حما د) فا ... يمنى (ل) دى الخلف (ظ) هيرا (ع) رفا قوله: (يمنى) يريد قوله تعالى: «من منى يمنى» قرأه بالتذكير هشام بخلاف عنه ويعقوب وحفص من غير خلاف، والباقون بالتأنيث. (¬1) سورة الإنسان والمرسلات سلاسلا نوّن (مدا ر) م (ل) ي (غ) دا ... خلفهما (ص) ف معهم الوقف امددا يريد قوله تعالى: سلاسلا وأغلالا وسعيرا بالتنوين، قرأه المدنيان والكسائي وهشام ورويس بخلاف عنهما، وشعبة بغير خلاف قوله: (معهم الوقف امددا) أي وقف معهم بالألف أبو عمرو، واختلف عن حفص وابن ذكوان وابن كثير وروح كما في أول البيت الآتي بعد، والباقون بغير ألف، وهو ممنوع من الصرف في اللغة المشهورة، وقد كتب في المصاحف بألف بعد اللام كما كتب في سورة الأحزاب «الظنونا، والرسولا، والسبيلا» فالمتابعة لخط المصحف اقتضت إثبات ثلاث ألفات في الأحزاب في الوصل، ولم ينص على تنوينها لأجل أن كل كلمة منها فيها الألف واللام والتنوين لا يجمع معهما، وأما «في سلاسلا» فأمكن قبوله للتنوين على لغة من يصرف ذلك، والله تعالى أعلم. (ع) ن (م) ن (د) نا (ش) هم بخلفهم (ح) فا ... نوّن قواريرا (ر) جا (حرم ص) فا يريد قوله تعالى: كانت قوارير وهو الأول منهما، قرأه بالتنوين (¬2) الكسائي ونافع وأبو جعفر وابن كثير وشعبة وخلف، والباقون بغير تنوين، ووقف ¬

_ (¬1) «تمنى». (¬2) «قواريرا».

من نوّن ومن لم ينون بالألف، وحمزة ورويس وروح بخلاف عنه وقفوا عليه بغير ألف كما سيأتي في أول البيت الآتي، والله سبحانه وتعالى أعلم. والقصر وقفا (ف) ي (غ) نا شد اختلف ... والثّان نوّن صف (مدا ر) م ووقف أي اختلف عن روح في الوقف عليه بغير ألف: أي ونون الحرف الثاني من قوارير وهو «قوارير من فضة» شعبة ونافع وأبو جعفر والكسائي، والباقون بغير تنوين، فمن نوّن وقف بالألف، ومن لم ينون وقف بغير ألف، إلا هشاما فإنه لم ينون ووقف عليه بغير تنوين بالألف بخلاف عنه كما سيأتي في أول البيت الآتي، والله سبحانه تعالى أعلم. معهم هشام باختلاف بالألف ... عاليهم اسكن (ف) ي (مدا) خضر (ع) رف يعني قوله تعالى: عاليهم ثياب سندس خضر أسكن الياء منه حمزة ونافع وأبو جعفر على أنه فاعل مرفوع بالابتداء وخبره ما بعده، والباقون بفتح الياء على أنه حال من ضمير «ولقاهم نضرة، وجزاهم» أو يكون التقدير رأيت أهل نعيم «عاليهم» وقيل على الظرف: أي فوقهم فلم يحتج الناظم إلى النص على كسر هائها لأنه علم من سورة أم القرآن قوله: (خضر) يريد قوله تعالى: خضر وإستبرق اختلف في رفعها وخفضها، فقرأ حفص، وأبو جعفر وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب بالرفع كما سيأتي، والباقون بالخفض على لفظه، وقرأ «إستبرق» بالرفع على لفظ أيضا ابن كثير ونافع وعاصم، والباقون بالخفض فيكون فيهما أربع قراءات: رفعها لحفص ونافع، وخفضهما لحمزة والكسائي وخلف، ورفع «خضر» وخفض إستبرق لابن كثير وشعبة، ورفع «خضر» وخفض و «إستبرق» لأبي جعفر. (عمّ حما) إستبرق (د) م (إ) ذ (ن) با ... واخفض لباق فيهما وغيّبا قوله: (فيهما) أي في «خضر، وإستبرق» وإنما نص على قراءة الباقين في الحرفين، لأنه لو ترك لأفهم النصب من حيث إنه ضد الرفع الملفوظ به قوله: (غيبا) أي واقرأ بالغيب يعني قوله تعالى «وما تشاؤون» كما سيأتي في أول البيت الآتي، والله سبحانه وتعالى أعلم. وما تشاءون (ك) ما الخلف (د) نف ... (ح) ط همز أقّتت بواو (ذ) ااختلف

ومن سورة النبأ إلى سورة التطفيف

يعني «وما تشاؤون إلا» قرأه بالغيب كما آخر البيت السابق ابن عامر بخلاف عنه وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالخطاب قوله: (وقتت) يريد قوله تعالى: في المرسلات وقّتت قرأه كما لفظ به بالواو ابن جماز بخلاف عنه، وأبو عمرو وعيسى كما سيأتي على الأصل لأنه من الوقتية، والباقون بالهمز بدلا من الواو لانضمامها كما قالوا في وجوه أجوه وجاء القوم أحدانا وعليها رسم المصاحف، وسيذكر تخفيف القاف في البيت الآتي. (ح) صن (خ) فا والخفّ (ذ) وخلف (خ) لا ... وانطلقوا الثّان افتح اللّام (غ) لا أي قرأ بتخفيف القاف من «وقّتت» ابن جماز بخلاف عنه وعيسى؛ فيكون فيها ثلاث قراءات: الواو مع التشديد لأبي عمرو، والواو مع التخفيف لعيسى وابن جماز في أحد وجهيه، والهمزة مع التشديد للباقين، ولابن جماز في الوجه الآخر، فلا يجوز لابن جماز سوى وجهين ويمنع التركيب قوله: (انطلقوا) يعني وقرأ «انطلقوا إلى ظل» بفتح اللام رويس، والباقون بكسرها؛ وبقوله الثاني احترز به عن الأول فإنه لا خلاف في كسر لامه، والله أعلم. ثقّل قدرنا (ر) م (مدا) ووحّدا ... جمالة (صحب) اضمم الكسر (غ) دا يريد قوله تعالى: فقدّرنا فنعم القادرون قرأه بتشديد الدال الكسائي ونافع وأبو جعفر، والباقون بتخفيفها قوله: (ووحدا) أي وقرأ «كأنه جمالة صفر» بالتوحيد حمزة والكسائي وخلف وحفص على أنه جمع جمل، والباقون «جمالات» بالجمع: أي جمع جمالة فيكون جمع الجمع وضم الجيم منهم رويس، وكسرها غيره فيكون فيها ثلاث قراءات وهي واضحة. ومن سورة النبأ إلى سورة التطفيف في لابثين القصر (ش) د (ف) ز خفّ لا ... كذاب (ر) م ربّ اخفض الرّفع (ك) لا يعني قوله تعالى: لابثين فيها أحقابا قرأه بغير ألف روح وحمزة (¬1): أي ¬

_ (¬1) «لبثين».

اللبث من شأنهم، والباقون بالألف، واللابث: من وجد منه اللبث قوله: (وكذاب) يعني قوله تعالى: ولا كذابا قرأه بتخفيف الذال الكسائي على أنه مصدر كذب مثل كتابا، والباقون بالتشديد على أنه مصدر كذب مثل كلم كلاما: أي أن أهل الجنة لا يسمعون فيها كذابا ولا تكذيبا، وقيده بلا احترازا من قوله تعالى: وكذبوا بآياتنا كذابا فإنه لا خلاف في تشديده لوجود فعله معه قوله: (رب) يعني قوله تعالى: ربّ السموات والأرض بخفض الباء، قرأه ابن عامر ويعقوب والكوفيون كما سيأتي في البيت الآتي، والباقون بالرفع. (ظ) با (كفا) الرّحمن (ن) ل (ظ) لّ (ك) را ... ناخرة امدد (صحبة غ) ث و (ت) را يعني قوله تعالى: الرحمن لا يملكون منه خطابا قرأه بالخفض كما تقدم في «رب» في البيت السابق عاصم ويعقوب وابن عامر، والباقون بالرفع فيكون فيهما ثلاث قراءات: خفضهما لعاصم ويعقوب وابن عامر، ورفعهما لنافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو، وخفض «ربّ» ورفع الرحمن لحمزة وخلف قوله: (ناخرة) يعني قوله تعالى: قوله: (عظاما نخرة) قرأه بالألف مد كما لفظ به حمزة والكسائي وخلف وشعبة ورويس، (¬1) والباقون نخرة بغير ألف إلا أن الدوري عن الكسائي خير فيها بين حذفه الألف وإثباتها، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. خيّر تزكّى ثقّلوا (حرم) (ظ) با ... (ل) هـ تصدّى ال (حرم) منذر (ث) با أي خير له يعني للدوري عن الكسائي بين الوجهين حذف الألف وإثباتها قوله: (تزكى) أي قرأ قوله تعالى: إلى أن تزّكى في النازعات بتشديد الزاي نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير ويعقوب، والباقون بالتخفيف قوله: (له تصدى) يعني قوله تعالى: فأنت له تصدى في عبس قرأه بتشديد الصاد نافع وأبو جعفر وابن كثير، والباقون بالتخفيف وقدم «تزكى» عن «منذر» مع أنه في عبس لأجل تزكى لأن ترجمتها واحدة قوله: (منذر) يريد «منذر من يخشاها» قرأه أبو جعفر بالتنوين كما يأتي في البيت الآتي، والباقون بغير تنوين، والله سبحانه وتعالى أعلم. ¬

_ (¬1) «ناخرة».

نوّن فتنفع انصب الرّفع (نوى) ... إنّا صببنا افتح (كفا) وصلا (غ) وى يعني قوله تعالى: فتنفعه الذكرى قرأه بالنصب عاصم على أنه جواب الترجى وهو «لعله يزّكى» والباقون بالرفع عطفا على «يذكّر» قوله: (أنا) يعني أنه قرأ قوله تعالى «أنا صببنا» بفتح الهمزة الكوفيون، ووافقهم رويس في الوصل، وإذا ابتدأ كسر الهمزة كالباقين في الحالين، والله تعالى أعلم. وخفّ سجّرت (ش) ذا (حبر غ) فا ... خلفا وثقل نشّرت (حبر شفا) أي قرأ بتخفيف الجيم من «سجرّت» في التكوير روح وابن كثير وأبو عمرو ورويس بخلاف عنه، والباقون بتشديدها وشدد الشين من «نشّرت» ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف، والباقون بتخفيفها، والله سبحانه وتعالى أعلم. وسعّرت (م) ن (ع) ن (مدا ص) ف خلف (غ) د ... وقتّلت (ث) ب بضنين الظّا (ر) غد أي وشدد أيضا العين من «سعرت» ابن ذكوان وحفص ونافع وأبو جعفر وشعبة بخلاف عنه ورويس، والباقون بالتخفيف، وكذلك شدد التاء من «قتّلت» أبو جعفر، والباقون بالتخفيف قوله: (بضنين) بلفظ الضاد؛ وقيد قراءة الظاء لأن الظاء ليس ضد الضاد، يريد قوله تعالى: وما هو على الغيب بظنين قرأه بالظاء الكسائي وأبو عمرو وابن كثير ورويس كما ذكره في البيت الآتي: ومعنا في هذه القراءة: بمتهم من الظنة، وهي التهمة: أي ما هو بمتهم على ما عنده من علم الغيب الذي يأتيه من الله تعالى، والباقون بالضاد كما لفظ به، ومعناه بخيل: أي وما يبخل بشيء من ذلك بل يبلغه كما أمر، والله تعالى أعلم. (حبر غ) نا وخفّ كوف عدّلا ... يكذّبوا (ث) بت و (حقّ) يوم لا يعني قوله تعالى: في الانفطار فسواك فعدلك قرأه بتخفيف الدال الكوفيون، والباقون بتشديدها قوله: (يكذبوا) يريد قوله تعالى: يكذّبون بالدين قرأه بالغيب أبو جعفر، والباقون بالخطاب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب «يوم لا تملك» بالرفع، والباقون بالنصب، وقيد بلا، احترازا من «يوم الدين» فإنه لا خلاف في رفعهما ومن الأول إذ لا خلاف في نصبه، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ومن سورة التطفيف إلى سورة الشمس

ومن سورة التطفيف إلى سورة الشمس تعرف جهّل نضرة الرّفع (ث) وى ... ختامه خاتمه (ت) وق (س) وى أي قرأ «تعرف في وجوهكم نضرة النعيم» على البناء للمجهول يعني بضم التاء وفتح الراء، ونضرة بالرفع أبو جعفر ويعقوب، والباقون تعرف على البناء للفاعل ونضرة بالنصب على أنه مفعول به قوله: (ختامه خاتمه) يريد قوله تعالى: خاتمه مسك أي قرأ «خاتمه» موضع «ختامه» كما لفظ بهما الكسائي، وفرق بين راوييه ليسلم من الحشو، والباقون «خاتمه» كما لفظ به أولا، والله أعلم. يصلى اضمم اشدد (ك) م (ر) نا (أ) هل (دم) ا ... با تركبنّ اضمم (حما عمّ ن) ما يعني قوله تعالى: ويصلّى سعيرا في الانشقاق، قرأه بضم الياء وتشديد اللام ابن عامر والكسائي ونافع وابن كثير، والباقون بتخفيف اللام وفتح الياء كما لفظ به قوله: (با) يعني الباء من قوله تعالى: لتركبن طبقا قرأ بضمها أبو عمرو ويعقوب ونافع وأبو جعفر وابن عامر وعاصم، والباقون بفتحها، والله أعلم. محفوظ ارفع خفضه (ا) علم و (شفا) ... عكس المجيد قدّر الخفّ (ر) فا يعني قوله تعالى: في لوح محفوظ آخر البروج، قرأه بالرفع نافع على أنه نعت للقرآن، والباقون بالخفض على أنه نعت للوح قوله: (شفا) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف «المجيد» من قوله تعالى: ذو العرش المجيد عكس ذلك: أي بخفض الرفع فيه على أنه صفة للعرش، والباقون بالرفع على أنه خبر آخر قوله: (قدر) يعني قوله: «والذي قدر فهدى» في الأعلى، بتخفيف الدال قرأه الكسائي، والباقون بتشديدها. ويؤثر و (ح) ز ضمّ تصلى (ص) ف (حما) ... يسمع (غ) ث (حبرا) وضمّ (ا) علما أي وقرأ «بل يؤثرون» بالغيب على لفظه حملا على قوله تعالى: ويتجنبها الأشقى الخ أراده من كان هذا الوصف أبو عمرو، والباقون بالخطاب حملا على خطاب الخلق المجبولين على حب الدنيا قوله: (ضم تصلى) يريد «تصلى نارا حامية» قرأ بضم التاء شعبة والبصريان قوله: (يسمع) يريد «لا يسمع فيها

لاغية» بالياء بالتذكير على لفظه رويس وابن كثير وأبو عمرو، والباقون بالتاء على التأنيث وضم حرف المضارعة منه (¬1)، ورفع «لاغية» نافع ورويس وابن كثير وأبو عمرو؛ ففيها ثلاث قراءات، والله أعلم. (حبر غ) لا لاغية لهم وشد ... إيابهم (ث) بتا وكسر الوتر (ر) د أي «لاغية» بالرفع على لفظه للمذكورين قبل وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو ورويس، وشدد الياء من «إيّابهم» آخر السورة أبو جعفر، والباقون بتخفيفها، وقرأ بكسر الواو من قوله تعالى: والوتر الكسائي وحمزة وخلف كما في البيت الآتي، والباقون بفتحها؛ الكسر لغة تميم، والفتح لغة الحجاز. (فتى) فقدّر الثّقيل (ث) ب (ك) لا ... وبعد بل لا أربع غيب (ح) لا يعني قوله تعالى: فقدّر عليه رزقه قرأه بالتشديد أبو جعفر وابن عامر، والباقون بالتخفيف وهما لغتان بمعنى ضيق، وقرأ «بل لا» الأربع الكلمات وهي «بل لا يكرمون اليتيم، ولا يحضون على طعام المسكين، ويأكلون التراث، ويحبون» بالغيب أبو عمرو وروح بخلاف عنه ورويس مع الألف بعدها والمد لالتقاء الساكنين عاصم وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر، والباقون بضم الحاء من غير ألف ولا مد، والله سبحانه وتعالى أعلم. (ش) د خلف (غ) وث وتحضّوا ضمّ حا ... فافتح ومدّ (ن) ل (شفا ث) ق وافتحا فافتح: أي افتح ضم حائها، ومد: يريد الألف على القاعدة وزيادة المد عليها يعرف من باب المد قوله: (يوثق) أي وفتح الثاء من «يوثق» والذال من «يعذّب» كما سيأتي، والله أعلم. يوثق يعذّب (ر) ض (ظ) بى ولبّدا ... ثقّل (ث) را أطعم فاكسر وامددا أي قرأ «يوثق وثاقه، ويعذّب عذابه» بفتح الثاء والذال على ما لم يسم فاعله الكسائي ويعقوب، والباقون بكسرهما على البناء للفاعل، وقرأ «ما لا لبّدا» في سورة البلد بتشديد الباء أبو جعفر، والباقون بالتخفيف قوله: (أطعم) يريد قوله: «فك رقبة أو أطعم في يوم» قرأ «فك» بالرفع «رقبة» بالخفض «وإطعام» بكسر ¬

_ (¬1) «تسمع».

ومن سورة الشمس إلى آخر القرآن

الهمزة وألف بعدها مع التنوين حمزة وخلف ونافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وعاصم، والباقون «فكّ» بفتح الكاف «رقبة» بالنصب «أطعم» بفتح الهمزة وإسكان الطاء وفتح الميم كما لفظ به، والله سبحانه وتعالى أعلم. وارفع ونوّن فكّ فارفع رقبه ... فاخفض (فتى عمّ ظ) هيرا (ن) دبه قوله: (ارفع ونوّن) أي ارفع الميم من «إطعام» ونوّنها قوله: («فك» فارفع) أي الكاف واخفض: أي رقبة، والله أعلم. ومن سورة الشمس إلى آخر القرآن ولا يخاف (الفاء عمّ) واقصر ... أن رآه (ز) كا بخلف واكسر أي قوله تعالى: فلا يخاف عقباها قرأه بالفاء نافع وأبو جعفر وابن عامر وكذا هو في المصحف المدني والشامي، والباقون بالواو (¬1)، وهو كذا في مصاحفهم، وقرأ «أن رآه استغنى» في العلق بقصر الهمزة قنبل بخلاف عنه وهو لغة ثبتت القراءة به (¬2)، والباقون بمدها وهي اللغة الفصحى. مطلع لامه (روى) اضمم أوّلا ... تا ترونّ (ك) م (ر) سا وثقّلا يعني قوله تعالى: حتى مطلع الفجر في القدر، قرأ بكسر اللام الكسائي وخلف، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله: (اضمم أولا إلى آخره) يريد أنه قرأ بضم التاء من «لترون الجحيم» في سورة التكاثر على البناء للمجهول ابن عامر والكسائي قوله: (وثقلا) أي وثقل «جمّع» على ما يأتي في البيت الآتي، يعني قوله تعالى: الذي جمّع مالا وعدده قرأ بتشديد الميم ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر وروح، والباقون بالتخفيف، والله سبحانه أعلم. جمّع (ك) م (ث) نا (شفا ش) م وعمد ... (صحبة) ضمّيه لئلاف (ث) مد يعني قوله تعالى: في عمد قرأه بضم العين والميم حمزة والكسائي وخلف وشعبة، والباقون بفتحهما، والله سبحانه وتعالى أعلم. بحذف همز واحذف الياء (ك) من ... إلاف (ث) ق وها أبي لهب سكن ¬

_ (¬1) «ولا يخاف». (¬2) «أن رأه».

باب التكبير

أي قرأ أبو جعفر «لئلاف قريش» كما تقدم في البيت السابق بحذف الهمزة، والباقون بإثباتها، وحذف الياء منهم ابن عامر؛ فيكون فيها ثلاث قراءات: وهي «لإيلاف» بياء ساكنة بعد اللام لأبي جعفر، «ولئلاف» بحذف الياء ابن عامر، و «لإيلاف» بإثبات الهمزة والياء للباقين وأما «إيلافهم» فقد قرأ أبو جعفر بحذف الياء والباقون بإثباتها، وقرأ «يدا أبي لهب» بإسكان الهاء ابن كثير كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون بفتحها. (د) ينا وحمّالة نصب الرّفع (ن) م ... والنّافثات عن رويس الخلف تم أي وقرأ «حمالة الحطب» بالنصب عاصم على الذم والشتم أو الحال، والباقون بالرفع على الصفة لامرأته أو البدل منها أو خبر مبتدإ محذوف: أي هي، وقرأ «النّافثات» بألف بعد النون وكسر الفاء مخففة من غير ألف بعدها كما لفظ به رويس بخلاف عنه، وهي قراءة عاصم الجحدري وعبد الله بن قاسم الهذلي وأبي السمال ورواية ابن أبي شريح عن الكسائي وجاءت عن الحسن البصري، والباقون «النّفّاثات» كما هو هو المشهور؛ ففيها قراءات ذكرت في النشر، وكلها مأخوذة من النفث: وهو شبه النفخ في الرقي من غير ريق، وإن كان معه ريق فهو ثفل، ومعناه السواحر. قوله: (ثم) ما أحسن ما اتفق للناظم أناله الله تعالى الجنة ولطف بنا وبه في قوله: الخلف تم، فإنه يؤذن بنية مخلصة بإتمام الخلف فيه لرويس وتم حرف الخلاف، والله تعالى أعلم. باب التكبير التكبير عند القراء: عبارة عن قول: الله أكبر قرب ختم القارئ على ما يفصل، وهذا الباب لم يذكره أحد، وذكره بعضهم مع باب البسملة، وبعضهم في موضعه عند سورة الضحى، وجعله جمهورهم على حدته في آخر كتب الخلاف وهو الأنسب، ولذا ذكره الناظم جزاه الله تعالى خيرا ولتعلقه بالختم والدعاء، والله سبحانه وتعالى أعلم. وسنّة التّكبير عند الختم ... صحّت عن المكّين أهل العلم السنة لغة: السيرة والطريقة، واصطلاحا: في مقابل البدعة، وتطلق في مقابل الغرض أيضا؛ فالتي تقابل البدعة: هي ما كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه

الراشدين رضي الله عنهم مما حض عليه قوله: (صحت) أي ثبتت هذه السنة عند المكيين: أي أئمة أهل مكة من الفقهاء والقراء والمحدثين كما بينه في النشر قوله: (المكين) جمع مكي ذكره في مواضع كثيرة، والمراد بياء النسبة كما نبهنا عليه قبل، ويجوز حذفها عند العلم بها كما قرئ شاذا «في الأمّين رسولا» بحذف ياء النسب، فمن ذلك قول عقبة الأسدي: * وأنت امرؤ في الأشعرين مقاتل* أي في الأشعريين فحذف ياء النسب قوله: (أهل العلم) هم عند الإطلاق علماء الفقه والتفسير والحديث، وألحق بهم بعض أئمة أصحابنا علماء القراءة أيضا، والله أعلم. في كلّ حال ولدى الصّلاة ... سلسل عن أئمّة ثقات أي من أحوال القراءة دراسة ورواية وغير ذلك، يعني وفي الصلاة، كما لو ختم القرآن مصليا يسن له ذلك عندهم، وسواء كانت الصلاة نفلا أو فرضا كما نقله عنهم في النشر قوله: (سلسل) أي ورد مسلسلا على مصطلح الأئمة المحدثين، وهو أن يعاد لفظ كل راو في إسناد الحديث كما أسنده في النشر عن البزي قال: «قرأت على عكرمة بن سليمان، فلما بلغت والضحى قال لي كبر فإني قرأت على إسماعيل بن عبد الله القسط، فلما بلغت والضحى قال لي كبر على ابن كثير، فلما بلغت والضحى قال لي كبر فإني قرأت على مجاهد فأمرني لذلك، وأخبرني مجاهدا أنه قرأ على ابن عباس رضي الله عنهما فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب رضي الله عنه فأمره بذلك، وأخبره أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك (¬1)، والله سبحانه وتعالى أعلم. من أوّل انشراح أو من الضّحى ... من آخر أو أوّل قد صحّحا أي اختلفت الرواية عن المكيين هل هو من أول سورة ألم نشرح أو من سورة الضحى؟ والقائلون بأنه من الضحى اختلفوا أيضا؛ فمنهم من رواه من آخرها، ومنهم من رواه من أولها، وكل صحيح مأخوذ به، وذلك مبني على أن التكبير لأول السورة أو لآخرها كما بينه النشر، وعزا كل قول لقائله: ¬

_ (¬1) كتاب النثر في القراءات العشر للمؤلف رحمه الله تعالى. المجلد الثاني.

للنّاس هكذا وقبل إن ترد ... هلّل وبعض بعد لله حمد أي إلى سورة الناس، واللام تأتي بمعنى إلى قوله: (هكذا) أي من أولها أو من آخرها أيضا على ما تقدم قوله: (وقبل) أي وقبل التكبير يجوز التهليل وهو: لا إله إلا الله، فيقول: لا إله إلا الله والله أكبر قوله: (هلل) يقال هلل: وإذا قال لا إله إلا الله وهيلل أيضا، فتبدل الياء من إحدى اللامين في التضعيف لئلا تتكرر اللامات قوله: (وبعض) يعني وبعض رواة التكبير زاد بعد التهليل والتكبير: ولله الحمد. والكلّ للبزّي رووا وقنبلا ... من دون حمد ولسوس نقلا أي وكل هذه الأوجه من التكبير وحده أو التكبير وحده أو التكبير مع التهليل، أو هما مع ولله الحمد تجوز للبزي قوله: (رووا) أي وروى أئمة القراءة كلا من وجهي التكبير وحده أو التكبير مع التهليل دون رواية ولله الحمد، فتكون هذه الرواية مخصوصة بالبزي، ومعنى قوله رووا: حملوا رواية ذلك، وإن حملوه روايته فقد نقلوه عنه قوله: (من دون حمد) أي من غير قول ولله الحمد قوله: (نقلا) الألف فيه للإطلاق: أي نقل التكبير له كما سيأتي في أول البيت الآتي: تكبيرة من انشراح وروي ... عن كلّهم أوّل كلّ يستوي أي نقل بعض أئمة القراءة التكبير للسوسي من سورة ألم نشرح ولكنه مع وجه البسملة له لأن راوي التكبير عنه وهو ابن حبش لم يرو عن السوسي سوى البسملة قوله: (وروى) أي وروى التكبير أيضا عن كل من القراء في أول كل سورة وهو أيضا مع وجه البسملة حتى لحمزة لو قرئ له به ينوي الوقف فيصير مبتدئا، وإذا ابتدئ وجبت البسملة كما تقدم في باب البسملة قوله: (يستوى) أي التكبير على التسوية عنهم وفي كل سورة أو استقر عنهم كذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم. وامنع على الرّحيم وقفا إن تصل ... كلّا وغير ذا أجز ما يحتمل يشير إلى ما يجوز بين السورتين مع التكبير من الأوجه كما أشار في باب البسملة إلى ما يجوز بين السورتين وما يمتنع، وذلك أن هناك يزيد التكبير على البسملة، وعند اجتماعهما احتمل ثمانية أوجه من وصل الكل وقطع الكل والوقف

على بعض دون بعض يمتنع منها وجه واحد وهو الوقف على الرحيم من البسملة إذا وصل الكل: أي وصل التكبير بآخر السورة إن وصلت البسملة به، لأن البسملة للسورة الآتية لا الماضية كما ذكره في بابها وتبقى الأوجه السبعة الباقية جائزة منصوص على كل منها كما ذكره في النشر وعزاه خلافا لمن منع بعضها. وها نحن نعد الأوجه السبعة وجها وجها زيادة في البيان: الأول وصل التكبير بآخر السورة، والوقف عليه، ووصل البسملة بأول السورة؛ فتقول: «فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك» الثاني وصل التكبير بآخر السورة أيضا والوقف عليه وعلى البسملة، فتقول: «فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح». الثالث قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة ووصل البسملة بأول السورة، فتقول: فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح». الرابع قطع التكبير عن آخر السورة ووصله بالبسملة والوقف على البسملة ثم الابتداء بأول السورة، فتقول: «فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح». الخامس وصل الجميع، فتقول: فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح». السادس قطع التكبير عن آخر السورة وعن البسملة ووصل البسملة بأول السورة، فنقول، «فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح». السابع القطع على الكل، فتقول: فحدث الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح» فالوجهان الأولان منها على تقدير أن يكون التكبير لآخر السورة، والوجهان بعدهما بتقدير أن يكون لأول السورة، والثلاثة الأخر تحتمل كلا التقديرين، والله سبحانه وتعالى أعلم. ثمّ اقرإ الحمد وخمس البقرة ... إن شئت حلّا وارتحالا ذكره أراد إذا قرأت سورة الناس اقرأ سورة الحمد: أي الفاتحة قوله: (وخمس البقرة) أي على عدد الكوفيين المشهور في الآفاق وهو إلى «أولئك هم المفلحون» قوله: (إن شئت) يعني أن ذلك ليس بلازم بل هو إلى اختيار القارئ، إذ سنة مستحبة قوله: (حلا وارتحالا) يشير إلى الحديث المرفوع «أفضل الأعمال إلى الله تعالى الحال المرتحل الذي إذا ختم القرآن عاد فيه» (¬1)، قوله: (وخمس) يشير إلى ما ورد نصا عن ابن كثير «أنه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى سورة الناس قرأ ¬

_ (¬1) رواه الرامهرمزي في الأمثال كنز العمال 1/ 226/.

سورة الحمد لله رب العالمين وخمس آيات من أول سورة البقرة» على عدد الكوفيين، وهو إلى «أولئك المفلحون» لأن هذا اسم الحال المرتحل، ثم يدعو بدعاء الختم، وله فعله دلائل من آثار مروية وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخباره مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى- وأولئك هم المفلحون- ودعا بدعاء الختم ثم قام» (¬1). وادع وأنت موقن الإجابة ... دعوة من يختم مستجابه أمر بالدعاء عقب الختم وهو مما أثره الخلف عن السلف، واستحبوه استحبابا مؤكدا تأكيدا شديدا، وقد ورد «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ختم القرآن جمع أهله» (¬2) وصح ذلك عن أنس رضي الله عنه، وثبت عن جماعة من أئمة التابعين أنهم كانوا يتحرون أوقات الختم فيحضرونها ويقولون الدعاء عند الختم مستجاب، وجاء في ذلك حديث كما ذكره الناظم؛ ولا شك أن ساعة ختم القرآن ساعة مشهودة عظيمة، فينبغي أن يدعي فيها بالأمور المهمة والكلمات الجامعة لخيرى الدنيا والآخرة وإصلاح المسلمين وتوفيقهم للطاعات وإصلاح ولاة الأمور وتوفيقهم للغزو ونصرة الدين قوله: (وأنت موقن) إشارة إلى الحديث الذي رواه الترمذي والحاكم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة (¬3) واعلم أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلبه غافل لاه. قوله: (مستجابة) يشير إلى الحديث الذي رواه الطبراني في معجمه الأوسط عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن، أو قال: من جمع القرآن كانت له عند الله دعوة مستجابة، إن شاء عجلها له في الدنيا، وإن شاء ادخرها له في الآخرة» وروى البيهقي في شعبة من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «مع كل ختمة دعوة مستجابة» والله سبحانه وتعالى أعلم. وليعتنى بأدب الدّعاء ... ولترفع الأيدي إلى السّماء ¬

_ (¬1) رواه أبو منصور الأرجاني في كتابه «فضائل القرآن». (¬2) رواه البيهقي موقوفا لأنس ابن مالك لا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم. (¬3) رواه الترمذي والحاكم وقال: مستقيم الإسناد.

يعني إذا دعا فليعتن بأدب الدعاء فإن له أدبا كثيرة ذكرها الناظم في كتابه الحصن الحصين وأشار في النشر إلى المهمة منها: كالإخلاص، وتجنب الحرام أكلا وشربا ولبسا، والوضوء، واستقبال القبلة، والجثو على الركب؛ وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم «أنه كان إذا ختم القرآن دعا قائما (¬1) واستحب أن يدعوا للختم وهو ساجد (¬2)» وكل حسن؛ وينبغي أن يبالغ في الخضوع والخشوع والإلحاح والتكرار والثناء على الله والأدعية المأثورة، وقد ورد في دعاء الختم أدب مخصوص أيضا ذكره المؤلف في النشر قوله: (ولترفع) أي ينبغي أن يرفع الداعون أيديهم إلى السماء؛ لما ورد في ذلك من أحاديث، صحيحة منها ما رواه سلمان رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم «إن ربكم حي كريم يستحي عن عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفراء» رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحهما. وليمسح الوجه بها والحمد ... مع الصّلاة قبله وبعد أي ومن الآداب المستحبة مسح الوجه باليدين بعد الدعاء، لما ثبت من الأحاديث في ذلك: منها حديث عمر رضي الله عنه «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه» رواه الترمذي والحاكم في صحيحه قوله: (والحمد) أي ومن آداب الدعاء الحمد لله تبارك وتعالى قوله: (مع الصلاة) أي مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم قبل الدعاء وبعده، لما روينا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ القرآن وحمد الرب وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر ربه فقد طلب الخير من مكانه» ولما رواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه «الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم» وعن علي رضي الله تعالى عنه «كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم» رواه الطبراني بإسناد جيد. وقال تعالى «وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين». ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء عند الختم «أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا ختم القرآن ¬

_ (¬1) رواه أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه «الوفا» وهو حديث ضعيف السند لأن فيه «الحارث بن شريح». (¬2) روي البيهقي في السجود ويسند الفعل لابن المبارك وقد استحسنه العلماء لما فيه من التقرب من الله تعالى والله ورسوله أعلم.

حمد الله بمحامد وهو قائم ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يذكر ما ورد في القرآن من الحمد ثم يقول بعد الآيتين من أول سورة فاطر: قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الله خير أما يشركون: بل الله خير وأبقى وأحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون، والحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون، صدق الله ورسوله وأنا على ذلك من الشاهدين، اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين، وارحم عبادك المؤمنين من أهل السموات وأهل الأرض، واختم لنا منك بخير، وافتح لنا الخير، وبارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم؛ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، بسم الله الرحمن الرحيم» رواه البيهقي من حديث زين العابدين مرسلا، وروى أبو منصور الأرجاني في فضائل القرآن عن داود بن قيس قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم ارحمني بالقرآن العظيم، واجعله لي إماما ونصيرا ونورا وهدى ورحمه، اللهم ذكرني منه ما نسّيت، وعلمني منه ما جهلت، وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، واجعله لي حجة يا رب العالمين». وهاهنا تمّ نظام الطّيّبه ... ألفيّة سعيدة مهذّبه هنا اسم إشارة يستعمل للقريب وهو مبتدأ وخبره تم نظام الطيبة قوله: (نظام) النظام والنظم والجمع، ونظم اللؤلؤ: جمعه في سلك، ونظم الشعر: جمعه موزونا مقفى، والنظام: السلك الذي ينتظم فيه اللؤلؤ، فكأن كل منها لؤلؤة انتظمت في هذا السلك، والطيبة: اسم لهذه الأرجوزة كما تقدم في الخطبة قوله: (ألفية سعيدة مهذبة) يشير إلى عدة أبياتها كما جرت عادة من نظم في العلوم؛ يعني أنها ألف بيت وإن كانت تزيد شيئا يسير إلى نحو العشرة أبيات، فإن مثل هذا لا مشاحة فيه مع أنه لم يعدّ باب إفراد القراءات وجمعها الذي لا تعلق له بخلاف القراءات، يتم الألف في هذه الموضع، وإذا لم يسقط يتم عدة الألف عند قوله: بعد لله حمد من هذا الباب، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المآب. بالرّوم من شعبان وسط سنة ... تسع وتسعين وسبعمائة الباء تتعلق بتم؛ أي نظامها بالروم: أي ببلاد الروم، وابتداؤها أيضا،

والشروع فيها كان أيضا هناك في مدينة بروصة تحت ملك سلطانها با يزيد ابن الملك مراد ابن الملك أورخان رحمه الله تعالى عند ما توجه إليها لأمر ما ثبتت القراءة، إذ كان هو القائم بغرض الجهاد في هذه الأقطار، فوصلها في أواخر شهر رجب سنة ثمان وتسعين، وحضر معه حصار مدينتي الغلطة وقسطنطينية الكبرى في شوال، ثم حضر معه قتال عساكر الكفر الذين اجتمعوا معه مع ملك الأنكروش برومية الكبرى قاطع البحر الرومي بنحو شهر، والله أعلم. وقد أجزتها لكلّ مقري ... كذا أجزت كلّ من في عصري أي أجاز الناظم تقبل الله تعالى منه ورزقه العود إلى حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم لكل من المقرئين في جميع الأمصار والأعصار أن يروى عنه هذه الأرجوزة ويقريها ويقري بها على رأي من أجاز ذلك، وكذلك أجاز أحسن الله تعالى عاقبته ونفعنا بحياته وعلومه وجمع شملنا وشمله روايتها كل من في عصره إجازة عامة كما لفظ بها مع علمه باختلاف العلماء في جواز الرواية بالإجازة العامة، وأن المختار عندهم وعنده جوازها كما بينه في كتاب البداية مع معالم الرواية، وقد اتفق للناظم أسبغ الله تعالى إنعامه عليه في هذا البيت شيء لطيف، وهو أنّ أجاز يتعدى بنفسه وبحرف الجر فاستعمله أولا باللام وثانيا بغيرها. رواية بشرطها ليعتبر ... وقاله محمّد بن الجزري نكر رواية وإن كانت في سياق الإثبات للقرينة الدالة على ذلك، يعني أنه تلفظ بذلك، أي قاله بلفظه لا بمجرد الخط ليكون ذلك بلا خلاف، والله تعالى أعلم. يرحمه بفضله الرّحمن ... فظنّه من جوده الغفران أعاد الدعاء لنفسه بالرحمة أيضا وختم الكتاب بذلك كما بدأ به أولا رجاء أن يصادف ساعة إجابة ممن يقرؤها أو يدرسها أو تخرج من قلب صادق مخلص فيفوز بذلك من رحمة الله ويحصل مراده من عفو الله وغفرانه، فلا بغية له سوى ذلك، فطالما سهر الليالي، وجهد نفسه وبذل وسعه في هذا الكتاب وفي أصله، ليقرب على الطالب كل بعيد ويسهل كل عسير ويقوم بما وجب عليه من حق الله

تعالى الذي أخذ عليه الميثاق ببيانه وأوعده على كتمانه قوله: (فظنه) قال صلى الله عليه وسلم (¬1) «قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا. اللهم ظني فيك ورجائي لديك قريب مجيب غفور رحيم. وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين. ... وقد وقع الفراغ من نقله لكاتبه بقلمه الفقير إلى رحمة ربه الخبير البصير «على محمد حسن إبراهيم الضباع» في يوم الاثنين 4 جمادي الأولى من سنة 1335 هجرية. ¬

_ (¬1) نسخة: «فيما يرويه عن ربه عز وجل».

§1/1