شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع

عبد الفتاح القاضي

مقدمة المصحح

مقدمة المصحح بسم الله الرّحمن الرّحيم قال تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا [فاطر: 32] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» وقال الإمام الشاطبى فى متنه: جزى الله بالخيرات عنّا أئمّة ... لنا نقلوا القرآن عزبا وسلسلا

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين، الذى أنزل عليه «وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم»، ورضى الله عن صحابته الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك يا حنان يا منان، يا ذا الطول والإحسان. «وبعد» فمن تشريف الله للمسلم أن يعيش فى معية كلامه، يستضيء بنوره، ويغذى عقله، وفكره بضيائه، ففي رياض القرآن الحدائق الغناء، والزهور الفيحاء، والخير والعطاء والنماء، هو أنيس المتقين، ودرة الناصحين، وعبرة المعتبرين. راحة الأرواح، وسبيل الفلاح. روض الرياحين، وملتقى المحبين، على هداه عكف الصالحون، وبأحكامه استنار العابدون، وفى دروبه مشى السائرون، ففاز كل هؤلاء بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. * والكتاب الذى بين يديك- أخى القارئ الكريم-: شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع .. أوضح فيه مؤلفه العالم العامل، والجهبذ الكامل، المحقق، المدقق فضيلة الشيخ «عبد الفتاح بن عبد الغنى القاضى» قراءة الإمام نافع أيّما إيضاح، وكشف اللثام عن جانب عظيم من الأحرف السبعة التى نزل بها كلام الفتاح على قلب الحبيب الشفيع، الرؤف الرحيم صلى الله عليه وسلم. ولا غرو فإن المؤلّف من أعلام هذا الفن الجليل؛ قراءة، وإقراء وتأليفا وتحقيقا، وعلى يديه الكريمتين تتلمذ شيوخ مشايخنا، وتبحر على سواحل علمه أئمتنا، فجزاه عما قدم لكتابه خير الجزاء، وأحسن مثوبته فى الآخرة والأولى. * ولما دفع إلىّ هذا الكتاب القيم للإفادة منه وجدته درة فى جبين أقرانه، وقبس مضاء من شمس سمائه فانشرح صدرى لمراجعته وضبطه. * وكان النهج الذى سرت عليه، والطريق الذى هديت إليه هو ما يلى: 1 - قرأت الكتاب مرات، وقارنته بمراجع القراءات، وصححت فيه الأخطاء المطبعية التى لا تخلو من كتاب عدا كتاب الله رب العالمين.

2 - ضبطت ما يحتاج إلى ضبط، لا سيما أبيات النظم الجامع للشيخ القاضى. 3 - علقت على مواضع فيه اقتضت الضرورة بيانها، وجميع هذه التعليقات والإضافات بين معقوفين [ .... ] ليتميز الأصل من الفرع. أما تعليقات الهوامش فإنها تخلوا منهما لتجرد الهوامش منها. 4 - وضعت الكلمات القرآنية بين علامتى تنصيص « .... » مضبوطة على حسب القراءة، أو الرواية. 5 - إذا ورد مثال لقراءة نافع براوييه: قالون، وورش ضبطت المثال كقراءة نافع إذا لم يكن فى هذا المثال أكثر من رواية، وإلا فيكون الضبط «الشكل» على حسب رواية ورش لشهرتها فى مصر، والمغرب العربى وغيرهما، مثال ذلك قوله تعالى وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى [طه: 75]. فلقالون فيها، تحقيق الهمز، وصلة الهاء صلة صغرى، وقصرها مكسورة بلا صلة، أى الاختلاس، وتوسط المتصل. ولورش فيها، إبدال الهمز، وصلة الهاء صلة صغرى، ومد المتصل مدا مشبعا، وتقليل ياء «العلى». وعلى هذه القاعدة تضبط الآية هكذا لورش: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى [طه: 75]، وستجدها مبثوثه بكثرة إلا نادرا لا سيما المواضع التى يعسر ضبطها فى المطابع كالروم، والإشمام، والاختلاس، والتسهيل، والإمالة، والتقليل، وما أشبهه، ولا يعد هذا الضبط من قبيل الخلط فى القراءة، وهو محرّم شرعا، وأداء؛ لأننا بصدد القراءات العلمية، أما القراءات التطبيقية العملية فلا يجوز فيها ذلك، ويرجع فى ذلك إلى الطرق المعروفة لجمع القراءات، وإذا انفرد كل من: قالون، وورش برواية فسأضبطها له كروايته عن شيخه نافع. 6 - كلمات الإمالة، والتقليل أجرد الحرف قبل المقلل، والممال فيها من التشكيل إلا إذا كان مشددا فسأضع الشدة فقط.

* وأخيرا: هذا جهد المقل، ومحاولة العاجز فإن كان فيه من توفيق وسداد فمن الله وحده، فهو الموفق للصواب، وهو حسبى ونعم الوكيل، وإن كان من تقصير، أو عجز، أو خطأ، أو نسيان فلن أبرّئ نفسى منها، والعصمة للأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام. فليعذرنى- أخى قارئ القرآن الكريم- إذ العلم رحم بين أهله، والعذر عند خيار الناس مقبول. وألتمس منك أن تدعو لى دعوة صالحة بظاهر الغيب إن وجدت فيه ما يسرّك، عسى أن أفوز بها «يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله»، ولن تحرم ثوابها فسيقول لك الملك: ولك مثل ذلك. هذا، وصلى الله على النبى الشفيع، والرسول العظيم، نبى الهدى، ورسول السلام محمد بن عبد الله، وآله، وصحبه الأخيار الأطهار، وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين. كتبه بالقاهرة- المرج الغربية السادات السيد منصور أحمد التخصص للقراءات ومدرس القرآن الكريم، وعلومه بالأزهر الشريف فى يوم الأحد الثانى عشر من ربيع الأول 1425 هـ 2/ 5/ 2004 م

نبذة مفيدة فى مؤلف الكتاب «رحمه الله تعالى»

نبذة مفيدة فى مؤلف الكتاب «رحمه الله تعالى» هو «عبد الفتاح بن عبد الغنى بن محمد القاضى» المولود فى دمنهور البحيرة جمهورية مصر العربية فى 14/ 10/ 1907 م. عالم مبرّز فى القراءات وعلومها وفى العلوم الشرعية والعربية من أفاضل علماء الأزهر، وخيرتهم آية الدهر، ووحيد العصر. التحق بالمعهد الأزهرى بالإسكندرية بعد أن حفظ القرآن الكريم، وتدرّج فى التعليم حتى حصل على شهادة التخصص القديم «الدكتوراة حاليا» عام 34/ 1935 م. تتلمذ على كبار علماء عصره بالإسكندرية، والقاهرة منهم الشيخ محمد تاج الدين فى التفسير، والشيخ شحادة منيسى فى البلاغة، والشيخ حسن الشريف فى الحديث الشريف، والشيخ أمين محمود سرور فى التوحيد، وحضر المنطق، وأدب البحث على الشيوخ الأفاضل: محمود شلتوت شيخ الأزهر، عبد الله دراز، عبد الحليم قادوم .. والشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر فى صحيح البخارى. وظائفه بالأزهر الشريف: عيّن مدرسا ثانويا عقب التخرج، ورئيسا لقسم القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر، ومفتشا عاما بالمعاهد الأزهرية، وشيخا للمعهد الأزهرى بدسوق، ثم المعهد الأزهرى بمدينته دمنهور، ووكيلا عاما للمعاهد الأزهرية ومديرا عاما للمعاهد الأزهرية، ثم رئيسا لقسم القراءات بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. نشاط العلمى: عين رئيسا للجنة تصحيح المصاحف بالأزهر، وخطيبا بمسجد الشعرانى بالقاهرة، وعضوا فى لجنة اختبار القراء بإذاعة جمهورية مصر العربية. من مؤلفاته: عليه من الله سحائب الرحمة والرضوان: الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع، والإيضاح شرح الدرة فى القراءات الثلاث، والبدور

الزاهرة فى القراءات العشر المتواترة من طريقى الشاطبية والدرة، والقراءات فى نظر المستشرقين والملاحدة، والفرائد الحسان فى عد آى القرآن «نظم» وغير ذلك من المؤلفات القيمة المفيدة. مرضه ووفاته: مرض بالمدينة المنورة- على ساكنها الصلاة والسلام- وسافر للقاهرة للعلاج. وتوفّى بها وقت أذان الظهر يوم الاثنين 1/ 11/ 1982 م ودفن بالقاهرة. رحمه الله تعالى ورضى عنه. انتهى، ملخصا من كتاب: هداية القارى إلى تجويد كلام البارى للمرصفى. ***

مقدمة المؤلف

[مقدمة المؤلف] [5] بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، وعلى آله وصحبه، ومن والاه. وبعد: فيقول العبد الفقير إلى لطف ربه الغنى «عبد الفتاح بن عبد الغنى القاضى» لقبا، الدمنهورى مولدا، الشافعى مذهبا، الأزهرى تربية، النقشبندى طريقة: هذا شرح وجيز لنظمى المسمّى «النظم الجامع، لقراءة الإمام نافع» عمدتّ فيه إلى سهولة العبارة، وسلامة التركيب، وتجنبت فيه الحشو، والفضول ما استطعت إلى ذلك سبيلا. والله أسأل، وبحبيبه أتوسّل (¬1)، أن يجنّبنى زلة الفكر، وعثرة القلم (¬2)، ويمنحنى الإخلاص الدائم لخدمة كتابه المجيد، ويجعله شفيعا لى يوم الدين، فهو حسبى ونعم الوكيل. وقد رمزت إلى النظم بهذا الحرف «ص» ورمزت إلى الشرح بهذا الحرف «ش». ص- بحمد منشى العالمين أبتدى ... ثمّ الصّلاة والسّلام الأبدى على رسول الله خير الخلق ... ومرشد الورى لنور الحقّ وآله وصحبه الأعلام ... وقارئى القرآن بالإحكام ش- الحمد: هو الثناء على الله تعالى بالجميل، على جهة التعظيم والتبجيل، و «منشئ» مأخوذ من الإنشاء، وهو الإبداع والاختراع على غير مثال سابق و «العالمين» جمع عالم- بفتح اللام- والعالم اسم لما سوى الله تعالى من إنس، ¬

_ (¬1) التوسل: التقرب إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته، وبالأعمال الصالحة التى يقوم بأدائها المتوسل، وبدعاء الصالحين الأحياء له .. مصححه. (¬2) عثرة القلم: زلة القلم، والعثار: الزلل. وعلى الشيء عثرا، وعثورا: اهتدى إليه، وفى القرآن الكريم «فإن عثر على أنّهما استحقّا إثما» ... مصححه.

وجن وغير ذلك، وسمّى بذلك لأنه علامة، وأمارة على وجود الخالق جل جلاله، والصلاة من الله تعالى الرحمة المقرونة بالتعظيم، والسلام: التحية والأمان اللائقان بمقامه صلى الله عليه وسلم، والورى الخلق، وآل الرسول هم أقاربه المؤمنون به من بنى هاشم، وبنى المطلب، و «صحبه» اسم جمع لصاحب والمراد به هنا الصحابى، وهو من اجتمع بالنبى صلى الله عليه وسلم مؤمنا به بعد نبوته ومات على الإيمان، و «الأعلام» جمع علم- بفتح العين واللام- وهو الجبل- والإحكام بكسر الهمزة الإتقان. ابتدأت نظمى بالثناء على بارئ العالمين ومبدعهم على غير مثال سابق تأسيا بالكتاب العزيز، وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم «كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع» والمراد بالأمر ما يعم القول كالقراءة، والفعل كالتأليف، ومعنى ذى بال صاحب شأن عظيم يهتم به شرعا، ومعنى كونه «أقطع» أنه عديم النفع، لا بركة فيه، فهو- وإن تمّ حسّا- لا يتم معنى. ثم ثنيت بالصلاة والسلام الدائمين الأبديّين على رسول الله سيدنا ومولانا محمّد صلى الله عليه وسلم صفوة خلقه، ومرشدهم لنور الحق، والهدى بما جاءهم به عن ربه من العقائد والأحكام التى تكفل لمن أخذ بها سعادة الآخرة والأولى. ثم ثلثت بالصلاة والسلام على آله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هم كالجبال فى رسوخ قدمهم فى الدين، وعلوّ شأنهم ورفعة منزلتهم، حتى كانوا جديرين بقوله صلى الله عليه وسلم فى حقهم «أصحابى كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم»، وعلى قارئى القرآن الذين أتقنوا حروفه، وجوّدوا كلماته، ومهروا فيه حفظا وأداء، فاستحقوا بذلك ثناء رسول الله عليهم، وإشادته بذكرهم، ووعده إياهم بجزيل الأجر، وحسن المثوبة. قال صلى الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس، قيل ومن هم يا رسول الله قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته» (¬1) وقال «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» (¬2). ص- وهذه أرجوزة ضمّنتها ... حروف نافع وقد هذّبتها قالون عنه وهو عيسى قد نقل ... والثّان ورش وهو عثمان الأجلّ ش- أى هذه المنظومة أرجوزة أفعولة من الرّجز، وهو نوع من أنواع الشعر. وأحد البحور الخمسة عشر المشهورة وأجزاء كل بيت «مستفعلن» ست مرات، ¬

_ (¬1) أخرجه البزار، وابن ماجة. (¬2) رواه البخارى ومسلم، وتمام الحديث (والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران».

ومعنى «ضمنتها» جعلتها متضمنة ومشتملة على حروف نافع والحروف جمع حرف. ومعناه فى اللغة الطرف من كل شىء، وواحد حروف التهجى. والمراد به هنا الكلمة القرآنية التى يقرؤها نافع بوجه معين، فحروف نافع عبارة عن الكلمات القرآنية التى يقرؤها نافع بهيئة خاصة، وفى إطلاق الحرف على الكلمة مجاز مرسل من إطلاق الجزء وإرادة الكل. ونافع هو أحد الأئمة القراء الذين اشتهر ذكرهم فى جميع الآفاق، ووقع على فضلهم وجلالتهم الاتفاق، وهو نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم، وكنيته أبو رويم، وهو مدنىّ نسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصله من أصبهان، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، وكان أسود شديد السواد، وكان رضى الله عنه عالما خاشعا مجابا فى دعائه، إماما فى علم القرآن، وعلم العربية. أمّ الناس فى الصلاة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة، قرأ على سبعين من التابعين، وقرأ على مالك رضى الله عنه الموطأ، وقرأ عليه مالك القرآن، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة وأجمع عليه الناس بعد شيخه أبى جعفر، وقرأ عليه مائتان وخمسون رجلا، وكان إذا تكلم تشم من فيه [فمه] رائحة المسك فقيل له يا أبا عبد الرحمن: أتطيب كلما قعدتّ تقرئ الناس القرآن؟ فقال: ما أمس طيبا، ولكنى رأيت فيما يرى النائم النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فى فىّ، وفى رواية يتفل فى فىّ فمن ذلك الوقت تشمّ من فىّ هذه الرائحة. ولد رضى الله عنه سنة سبعين، وتوفّى بالمدينة سنة تسع وستين ومائة، وروى أنه لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه أوصنا فقال لهم: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين. وقد نقل عن نافع راويان: قالون، وورش. فأما قالون فهو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله المدنى، وكنيته أبو موسى. قرأ على نافع سنة خمسين ومائة، ولازمه كثيرا، ويقال إنه كان ربيبه، ولقبه قالون، قيل إن شيخه نافعا هو الذى لقّبه به لجودة قراءته؛ فإن معنى قالون بلغة الروم جيد، وكانت مدة قراءته على نافع خمسين سنة، وكان رضى الله عنه قارئ المدينة ونحويّها، قيل كان أصمّ لا يسمع البوق (¬1)، فإذا قرئ عليه القرآن سمعه، وقيل ¬

_ (¬1) البوق: آلة ينفخ فيها فتحدث صوتا قويا، ويتخذها اليهود ليجتمعوا للصلاة كما ورد فى حديث الأذان. مصححه.

منهج المؤلف رحمه الله تعالى

أصابه الصمم فى آخر حياته بعد أن أخذت القراءة عنه، وكان مولده سنة عشرين ومائة فى زمن هشام بن عبد الملك، وتوفّى سنة عشرين ومائتين فى زمن المأمون. وأما ورش: فهو عثمان بن سعيد بن عدى بن غزوان بن داود بن سابق المصرى، وكنيته أبو سعيد، ولقبه ورش لقّب به لشدة بياضه لأن الورش شىء يصنع من اللبن يقال له الأقط فشبّه به، وقد رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع. فقرأ عليه عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة، ثم رجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع. مع براعته فى العربية، وكان جيد القراءة حسن الصوت. قيل كان إذا قرأ على نافع غشى على كثير من الجلساء. وكان مولده سنة عشر ومائة وتوفى بمصر سنة سبع وتسعين ومائة فى أيام المأمون. ... [منهج المؤلف رحمه الله تعالى] [4] ص- سأذكر الحكم الذى يختلف ... مع حفصهم وأترك الّذى يأتلف ش- قد يخالف نافع، أو أحد راوييه حفصا فى حكم من الأحكام، وقد يوافقه هو أو أحد راوييه فى حكم، فإذا خالف نافع، أو أحد راوييه حفصا فى حكم ما ذكرت هذا الحكم، وأسندته لصاحبه. فمثال ما خالف فيه نافع بكماله حفصا حكم القاف فى «ويتّقه» فى سورة النور فإن نافعا من روايتى قالون، وورش عنه يقرأ بكسرها، وحفصا يقرأ بإسكانها، وقد ذكرت هذا الحكم فى قولى: وقاف يتّقه لنافع كسر: ومثال ذلك أيضا حكم الهاء فى كلمة «يهدّى» فى سورة يونس فإن ورشا يقرأ بفتحها، ولقالون فيها وجهان، إسكانها، واختلاس فتحتها، بخلاف حفص فإنه يقرؤها بالكسر. وقد ذكرت حكمها فى قولى: ولا يهدّى افتح لورش هاءها ... سكّن أو اختلس لعيسى فتحها ويؤخذ مما ذكر أن نافعا قد يخالف حفصا مع اتفاق راوييه فى الحكم. كما فى المثال الأول، وقد يخالفه مع اختلافهما فى ذلك، كما فى المثال الثانى، ومثال ما خالف فيه أحد راويي نافع حفصا حكم الهاء فى لفظ «هو» الواقع بعد الواو، أو

اللام، أو الفاء فإن قالون. يسكن الهاء فى هذا اللفظ بخلاف ورش فإنه يرويه بالتحريك فيكون موافقا لحفص فى حكمه. وقد ذكرت حكمها فى قولى: سكّن لعيسى هاء هو هى بعد فا ... أو واو أو لام .. الخ. ومثال ذلك أيضا حكم الراء فى كلمة «قربة» فى سورة التوبة فإن ورشا يضمها بخلاف قالون فإنه يسكنها فيكون موافقا لحفص فى حكمها، وقد ذكرت حكمها فى قولى «وورشهم فى قربة قد ضمّ را». أما إذا وافق نافع حفصا فى حكم فلا أتعرض لذكر ذلك الحكم. ومثال ذلك حكم كلمة «تعملون» فى قوله تعالى فى سورة البقرة وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ الذى يليه قوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ فإن نافعا يتفق، وحفصا فى قراءتها بالخطاب فلم أذكرها وأمثلة ذلك تفوق الحصر. وإذا وافق أحد الراويين حفصا فى حكم تركت بيان ذلك الحكم، واقتصرت على بيان الحكم المختلف، وأسندته لصاحبه. كما سبق فى حكم هاء «هو» وراء «قربة» فحينئذ يكون ترك بيان الحكم دليلا على أنّ هذا الحكم المتروك موافق لحكم حفص، وأنّ الراوى الذى لم يذكر فى النظم مذهبه مذهب حفص فى هذا الحكم. والخلاصة: أنى لا ذكر فى هذا النظم إلا الحكم الذى يخالف حفصا. سواء اتفق عليه الراويان، أم اختلفا فيه، بأن كان لكل منهما حكم خاص، وكلا الحكمين يخالف حكم حفص، أو كان لأحدهما حكم يخالف حكم حفص وللآخر حكم يوافقه، وقد تقدمت الأمثلة: ص- وكلّما ذكرت حكما مطلقا ... ففيه عثمان وعيسى اتّفقا ش- إذا أطلقت حكما ولم أقيده بالإسناد لنافع، أو لأحد راوييه، أولهما معا علم أن ذلك الحكم اتفق عليه قالون وورش، كقولى: تصدّقوا اشدد صاده ثمّ ارفعا: حاضرة كذا تجارة معا. ص- وإنّنى قد اكتفى باللفظ عن ... تقييده إذا المراد منه عن

باب البسملة

ش- قد اكتفى بالتلفظ بالقراءة، ولا أقيدها بقيودها إذا ظهر المراد من اللفظ، بأن كان مجرد التلفظ بالقراءة يكشف قيودها، ويدل عليها، كقولى فى سورة النمل .. يخفون يعلنون أنّا قد كسر ... البيت. فاكتفيت باللفظ بالقراءة عن التقييد بالغيب- لأن التلفظ بها أغنى عن تقييدها، وقولى «عن» فى آخر البيت بمعنى ظهر. ص- وأسأل الله تعالى عصمتى ... فى القول والفعل وتلك غايتى ش- العصمة: الحفظ والصيانة، أى أسأل الله تعالى حفظى وصيانتى فى القول، والفعل من الخطأ والزلل، بأن يجعل التوفيق للصواب حليفى ورائدى فى كل منهما- وتلك غايتى التى أسعى إليها، وهدفى الذى أرمى إليه. ... باب البسملة [1] ص- زد سكتة وصلة بين السّور ... لورشهم وكلّ ذا عنه اشتهر ش- السكتة، والسكت بمعنى [واحد] وهو هنا عبارة عن قطع الصوت على آخر كلمة فى السورة زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وبلا بسملة. والوصل والصلة بمعنى [واحد] يقال فى اللغة: وصل الشيء بالشىء وصلا، وصلة إذا ربطه به، والمراد به هنا وصل آخر السورة بأول الثانية من غير فصل بينهما بالبسملة أيضا، وقد أمرت القارئ أن يزيد لورش سكتا، ووصلا بين آخر كل سورة، وأول ما بعدها، وهذا التعبير وهو الأمر بالزيادة يدل على أن ورشا يشارك حفصا فى الحكم بين السورتين، ويزاد له هذان الوجهان وهما: السكت، والوصل، ومعلوم أن حفصا يفصل بين كل سورتين بالبسملة. فحينئذ يكون لورش بين كل سورتين: البسملة بأوجهها الثلاثة قطع الجميع، ووصل الجميع، والوقف على آخر السورة، ووصل البسملة بأول الثانية، وهذه الأوجه يشترك مع حفص فيها ويزاد له عليها السكت، والوصل بلا بسملة فيكون لورش بين كل سورتين خمسة أوجه، وهذا الحكم عام بين كل سورتين ما عدا الأنفال وبراءة، والناس،

باب هاء الكناية

والفاتحة، أما الأنفال وبراءة فله- وكذا لغيره من القراء العشرة- بينهما الوقف، والسكت، والوصل وكلها من غير بسملة. وأما الناس، والفاتحة فليس له ولا لغيره بينهما إلا البسملة، وكذا لو وصل آخر السورة بأولها كمن يكرر سورة فإن البسملة حينئذ تكون متعينة، وأيضا لو وصل السورة بما فوقها فتجب البسملة حينئذ. ويعلم من تركى بيان مذهب قالون أنه يوافق حفصا فى الفصل بين كل سورتين بالبسملة. ولم أتعرض فى النظم لبيان مذهب نافع فى الحكم بين الأنفال وبراءة، وبين الناس والفاتحة، ولا فى حكم وصل السورة بأولها، أو وصلها بما فوقها لأن مذهبه يوافق مذهب حفص بل ومذهب القراء جميعا فى كل ما ذكر، وقد سبق بيانه. ... باب هاء الكناية [5] ص- واقصر لعيسى ها يؤدّه نؤته ... نصله نولّه أرجه فألقه ويتّقه وصل له أو اقصرا ... ها يأته وهو بطه ذكرا وصل لورش كلّ هاء ثبتت ... فى هذه الألفاظ حيث وقعت ش- هاء الكناية فى اصطلاح القراء هى الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر، وتسمى هاء الضمير أيضا، فخرج بالزائدة الهاء الأصلية كالهاء فى «نفقه»، «لئن لم ينته» وبالدالة على الواحد المذكر كالهاء فى نحو «عليها، وعليهما، وعليهم، وعليهنّ» وتتصل هاء الكناية بالفعل نحو يؤده»، وبالاسم، نحو «أهله»، وبالحرف نحو «عليه الله». وقد أمرت القارئ أن يقصر لقالون الهاء فى الكلمات السبع التى ذكرتها فى جميع مواضعها: الأولى «يؤده» وقد وقعت فى موضعين فى آل عمران فى قوله تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ الآية. الثانية «نؤته» ووقعت فى ثلاثة مواضع موضعين فى آل عمران فى قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ

الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها الآية، وموضع فى الشورى فى قوله تعالى: وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها. الثالثة «نوله». الرابعة «نصله» وقد وقعتا فى قوله تعالى فى سورة النساء: نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ، وقدمت وَنُصْلِهِ على نُوَلِّهِ، لضرورة النظم. الخامسة أَرْجِهْ، وقد وقعت فى موضعين: موضع فى الأعراف فى قوله تعالى: قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ، وموضع فى الشعراء فى قوله تعالى: قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ السادسة فَأَلْقِهْ ووقعت فى موضع واحد فى سورة النمل فى قوله تعالى: اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ. السابعة «ويتّقه» ووقعت فى موضع واحد فى سورة النور فى قوله تعالى: وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ. ثم خيرت القارئ بين وصل الهاء، وقصرها فى كلمة «يأته» فى سورة طه فى قوله تعالى: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً. [وهذا التخيير لقالون أيضا]. وأخيرا أمرت القارئ أن يصل لورش جميع الهاءات الثابتة فى الكلمات السبع السابقة فى جميع مواضعها. والمراد بقصر الهاء فى هذه الكلمات النطق بها مكسورة كسرا خالصا من غير إشباع، وقد يعبر عن هذا القصر بالاختلاس. والمراد بصلتها النطق بها مكسورة كسرا خالصا مع إشباعها أى مدها مدا طبيعيا (¬1) بمقدار حركتين. وهذا إذا لم يقع بعدها همز، فإذا وقع بعدها همز كان مدها من قبيل المد المنفصل (¬2) فيمده ورش حسب مذهبه الآتى بيانه فى باب المد والقصر قريبا إن شاء الله تعالى. وربّ قائل يقول: كان مقتضى الاصطلاح السابق فى الخطبة أن تقتصر على بيان مذهب ورش فى هذه الكلمات الثلاث فحسب، وهى: «أرجه، ويتقه، فألقه» لمخالفة ورش حفصا فى قراءتها لأنه يقرؤها بصلة الهاء، وأما حفص فيقرأ «أرجه، فألقه» بإسكان الهاء، ويقرأ «ويتّقه» بكسر الهاء مع قصرها. ¬

_ (¬1) وقد يطلق عليه «مد الصلة الصغرى» ... مصححه. (¬2) وقد يطلق عليه «مد الصلة الكبرى» ... مصححه.

باب المد والقصر

أما الكلمات الأربع وهى: «يؤده، نؤته، نوله، نصله»؛ فلا داعى لذكرها لموافقة ورش حفصا فى قراءتها بالصلة. وأقول: إننى خالفت الاصطلاح السابق لحكمة وهى أننى لو اقتصرت على بيان مذهب ورش فى الكلمات الثلاث السابقة فحسب لتوهم القارئ أن ورشا لا يصل الهاء إلا فى هذه الكلمات الثلاث، لأن الاقتصار فى مقام البيان يفيد الحصر، فدفعا لهذا الوهم الخاطئ بينت مذهب ورش فى الكلمات السبع كلها. ص- وقاف يتّقه لنافع كسر ... والهاء فى فيه مهانا قد قصر ش- أخبر أن قاف «يتّقه» فى قوله تعالى فى سورة النور: وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ كسر لنافع، وأن هاء «فيه» من قوله تعالى فى سورة الفرقان: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً قصر لنافع أيضا. ص- هاء عليه الله عنه فاكسرا ... كهاء أنسانيه فاحفظ واذكرا ش- أمر بكسر هاء «عليه» فى سورة الفتح فى قوله تعالى: وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ الآية عن نافع، ولا بدّ من ترقيق لام لفظ الجلالة حينئذ ككسر هاء أَنْسانِيهُ فى سورة الكهف فى قوله تعالى: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ الآية عن نافع أيضا، وقوله: «فاحفظ واذكرا» تكملة للبيت أى احفظ ما آمرك به من هذه الأحكام، واذكره لغيرك ممن يريد تعلمه ومعرفته، والله تعالى أعلم. ... باب المد والقصر [7] المد لغة الزيادة، واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد، واللين الثلاثة التى هى الألف، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، أو بحرف من حرفى اللين فقط، وهما الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها، ولا يتحقق هذا المد إلا إذا وجد سببه، وسببه إما همز أو سكون، والهمز قد يوجد بعد حرف من

حروف المد واللين المتقدمة، وقد يوجد قبله، فإن وجد بعده، واجتمع معه فى كلمة واحدة سمّى المد حينئذ مدّا متصلا نحو: «جاء، يضيء، قروء»، وإن وجد بعده وكان حرف المد فى آخر كلمة، والهمز فى أول الكلمة التالية سمى المد حينئذ مدا منفصلا، نحو «يأيّها، قوا أنفسكم، وفى أنفسكم»، فإن وجد الهمز قبل حرف من حروف المد واللين فى كلمة واحدة سمى المد حينئذ مد بدل نحو ءامنوا، أوتوا، إيمانا، وإذا تحقق الهمز بعد حرف من حرفى اللين فى كلمة واحدة سمى المد حينئذ مد لين، نحو: سوأة، شيئا، والقصر لغة الحبس، واصطلاحا إثبات حرف المد واللين أو حرف اللين فقط من غير زيادة عليهما. وللمد إطلاق آخر وهو إثبات حرف مد فى الكلمة كقولى فى سورة الزخرف: «أسورة فافتح ومدّ» أى افتح السين وأوجد حرف مد بعدها، وللقصر إطلاق آخر أيضا وهو حذف حرف مد من الكلمة كقولى فى سورة الشعراء: «وحاذرون فارهين فاقصرا» أى احذف حرف المد الواقع بعد الحاء فى «حاذرون»، وبعد الفاء فى «فارهين». ص- واقصر لقالون ووسّط ما انفصل ... بأربع ووسّط ما اتّصل أشبعهما ستا لورش والبدل ... مدّ له واقصر ووسّط حيث حل ش- خيرت القارئ أن يقصر، أو يوسط المد المنفصل لقالون، وبينت مقدار التوسط بقولى «بأربع» أى بأربع حركات بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، ثم أمرته أن يوسط المد المتصل بالمقدار السابق أيضا، ولم أبين مقدار القصر وهو حركتان لوضوحه، واقتصرت فى مقدار التوسط على الأربع تبعا لكثير من المحققين الذين ذهبوا إلى أن للمد مرتبتين فحسب، طولى: لورش وحمزة، ووسطى لغيرهما، وثبت أن إمامنا الشاطبى رضى الله عنه كان يقرئ بالمرتبتين فقط. ثم أمرت القارئ أن يشبع المدين المنفصل والمتصل لورش وبينت مقدار الإشباع بقولى «ستّا» أى ست حركات بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، كما تقدم. والخلاصة أن لقالون وجهين فى المد المنفصل وهما القصر والتوسط، ووجها

واحدا فى المتصل وهو التوسط، وأن لورش وجها واحدا فى المدين المنفصل والمتصل وهو الإشباع ست حركات. ولما ذكرت حكم المدين المنفصل والمتصل ذكرت حكم مد البدل- وقد عرفته فيما سبق- فخيرت القارئ أن يمده لورش، أو يقصره، أو يوسطه حيث وقع سواء كان محققا نحو «آمنوا» أم مغيرا بالتسهيل بين بين، نحو: «ء آلهتنا» فى الزخرف، أم بالإبدال نحو: «لو كان هؤلاء آلهة» أم بالنقل نحو: «الآخرة». ص- سوى كقرآن ونحو ماء ... أو بعد همز الوصل حيث جاء كذا يؤاخذ وإسرائيلا ... والخلف فى آلآن عادا الأولى ش- استثنى العلماء الذين أجازوا توسط البدل، ومده لورش ثلاثة أصول مطردة، وكلمتين فأوجبوا فيها القصر: الأصل الأول: أن يقع الهمز بعد ساكن صحيح متصل مثل «القرآن، ومسئولا»، فيتعين قصره لحذف صورة الهمزة رسما، واحترزنا بقولنا «بعد ساكن» عن وقوع الهمز بعد متحرك نحو «مآب»، وبقولنا «صحيح» عن وقوعه بعد ساكن معتل. مثل «فاءوا»، وبقولنا «متصل» عن وقوعه بعد ساكن منفصل مثل «من آمن»؛ فإذا وقع الهمز بعد متحرك، أو بعد ساكن معتل، أو بعد ساكن صحيح منفصل جاز فيه الأوجه الثلاثة المتقدمة القصر، والتوسط، والمد، وقد أشرت إلى هذا الأصل بقولى «كقرآن». الأصل الثانى: أن تكون الألف التى بعد الهمزة مبدلة من التنوين وقفا نحو «دعاء، هزؤا»، فيتعين قصره أيضا لأن الألف عارضة غير لازمة، إذ لا توجد إلا فى الوقف، بخلاف الألف فى نحو رءا من «رءا القمر»، وتراءا من «وتراءا الجمعان» فتجرى فيها الأوجه الثلاثة لورش عند الوقف عليها لأنها أصلية وذهابها فى الوصل عارض، وقد أشرت إلى هذا الأصل بقولى: «ونحو ماء». الأصل الثالث: كل حرف مد وقع بعد همز الوصل فى الابتداء نحو «ايت، ائذن لي»، فيتعين قصره لأن حرف المد في ذلك عارض، لأنه بدل من الهمزة، ولهذا إذا وصلت الكلمة بما قبلها ذهبت همزة الوصل، ونطقت بهمزة فى موضع

حرف المد، وهمزة الوصل عارضة أيضا لذهابها عند وصل الكلمة بما قبلها، فامتنعت زيادة المد فى هذا نظرا لعروض همزة الوصل، وحرف المد، وقد ذكرت هذا الأصل بقولى: «أو بعد همز الوصل حيث جاء». وأما الكلمتان فإحداهما «يؤاخذ» حيث وقعت فى القرآن الكريم نحو: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ، وثانيتهما كلمة «إسرائيل» حيث وقعت أيضا، وقد ذكرتهما بقولى: كذا يؤاخذ وإسرائيلا. واختلف أهل الأداء عن ورش فى كلمتين وهما (آلئن) فى الموضعين فى سورة يونس، وعاداً الْأُولى فى سورة النجم، فمنهم من أجرى فى كل منهما الأوجه الثلاثة المتقدمة، ومنهم من أوجب فيهما القصر. والألف التى وقع فيها الخلاف فى (آلئن) هى الألف الأخيرة التى بعد اللام، وأما الأولى فليست من هذا الباب لأن مدها لأجل السكون اللازم المقدر، ولكون هذا السكون مقدرا يجوز فى هذه الألف الأولى لورش وقالون وجهان: الأول المد اعتدادا بالأصل، والثانى: القصر اعتدادا بحركة اللام العارضة، ووجه من أجرى الأوجه الثلاثة فى «آلئن» عدم الإعتداد بحركة النقل العارضة، ووجه من أوجب فيها القصر الاعتداد بهذه الحركة. ووجه من أجرى الأوجه الثلاثة فى عاداً الْأُولى عدم الإعتداد بالحركة المنقولة، ووجه من أوجب فيها القصر أن ورشا يقرؤها بإدغام تنوين عاداً فى اللام من الْأُولى بعد نقل حركة الهمزة إلى اللام فلم يمد الواو من الْأُولى اعتدادا بحركة اللام المنقولة من الهمزة فى الْأُولى إليها لأنها صارت كاللازمة من أجل إدغام التنوين فيها فكأنه لا همز فى الكلمة لا ظاهرا ولا مقدرا. وأتيت فى النظم بلفظ ءآلئن ممدودا على الاستفهام احترازا عن نحو: «الآن جئت بالحقّ» فلا خلاف عن ورش فى إجراء الأوجه الثلاثة فيه وفى أمثاله. وهاهنا فوائد: الأولى: أصل كلمة (ءآلئن)، «آن» بهمزة مفتوحة ممدودة، وبعدها نون مفتوحة وهى اسم مبنى علم على الزمان الحاضر. ثم دخلت عليه «ال» التى للتعريف. ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان، الأولى: همزة

الاستفهام، والثانية همزة الوصل، وقد أجمع أهل الأداء على استبقاء الهمزتين والنطق بهما معا وعدم حذف إحداهما، ولكن لما كان النطق بهمزتين متلاصقتين فيه شىء من العسر والمشقة أجمعوا على تغيير الهمزة الثانية واختلفوا فى كيفية هذا التغيير. فمنهم من غيّرها بإبدالها ألفا مع المد المشبع نظرا لالتقاء الساكنين، ومنهم من سهلها بين الهمزة والألف، وهذان الوجهان جائزان لكل من القراء العشرة، وعلى وجه التسهيل لا يجوز إدخال ألف الفصل بينها وبين همزة الاستفهام لأحد من القراء. وهاك بيان قراءة كلّ من قالون، وورش فيها. قرأ قالون بنقل حركة الهمزة التى بعد اللام إلى اللام مع حذف الهمزة، وحينئذ يكون له ثلاثة أوجه: الأول: إبدال الهمزة الثانية التى هى همزة الوصل ألفا مع المد المشبع نظرا للأصل وهو سكون اللام، ولعدم الاعتداد بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها. الوجه الثانى: إبدال همزة الوصل ألفا. مع القصر طرحا للأصل، واعتدادا بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها. الثالث: تسهيل همزة الوصل بينها وبين الألف. وهذه الأوجه الثلاثة جائزة له وصلا، ووقفا، ويزاد له حال الوقف قصر اللام وتوسطها ومدها نظرا للسكون العارض للوقف. فيكون له حال الوصل الثلاثة الأوجه السابقة، وفى حال الوقف تسعة أوجه حاصلة من ضرب الثلاثة المتقدمة فى ثلاثة اللام. وأما ورش فقد قرأ كقالون بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع حذف الهمزة مع الأوجه الثلاثة المتقدمة لقالون فى همزة الوصل وهى إبدالها ألفا مع المد، والقصر، وتسهيلها بين بين، ولا يخفى أن له فى مد البدل المغير بالنقل الواقع بعد اللام ثلاثة أوجه، القصر، والتوسط، والمد، ولكن هذه الأوجه الثلاثة فى البدل لا تتحقق على جميع أوجه همزة الوصل بل تتحقق على بعضها دون البعض الآخر.

وخلاصة ما ذكره العلماء لورش فى هذه الكلمة أن له فيها خمس حالات: الأولى: انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع وصلها. الثانية: انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع الوقف عليها. الثالثة: اجتماعها مع بدل قبلها مع وصلها. الرابعة: اجتماعها مع بدل قبلها مع الوقف عليها. الخامسة: اجتماعها مع بدل واقع بعدها. أما الحالة الأولى: فله فيها سبعة أوجه، إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبّع، وعليه فى اللام ثلاثة أوجه: القصر والتوسط، والمد، ثم تسهيل همزة الوصل بين بين مع الأوجه الثلاثة السابقة فى اللام، ثم إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر، وعليه فى اللام القصر فقط فتصير الأوجه سبعة. الحالة الثانية: له فيها تسعة أوجه إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع، والقصر، ثم تسهيلها بين بين، وعلى كلّ من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة. الحالة الثالثة: وهى اجتماعها مع بدل سابق عليها، ووصلها بما بعدها كاجتماعها مع «ءامنتم به» فله فيها ثلاثة عشر وجها- قصر البدل قبلها فى «ءامنتم»، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد والقصر، ثم تسهيلها- وعلى كلّ من هذه الأوجه الثلاثة: قصر اللام، ثم توسيط البدل فى «ءامنتم»، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد، وتسهيلها، وعلى كلّ منها توسيط اللام، وقصرها، ثم إبدال الهمزة مع القصر، وعليه قصر اللام فقط، ثم مد «ءامنتم»، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد، وتسهيلها. وعلى كلّ منهما مد اللام، وقصرها، ثم إبدال الهمزة مع القصر وعليه قصر اللام فقط فيكون على قصر «ءامنتم» ثلاثة أوجه، وعلى توسطها خمسة أوجه ومثلها على المد.

الحالة الرابعة: وهى اجتماعها مع بدل سابق عليها والوقف عليها كالآية السابقة، له فيها سبعة وعشرون وجها، قصر البدل فى «ءامنتم»، وعليه. إبدال الهمزة مع المد والقصر، ثم تسهيلها، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليت اللام، فتصير الأوجه تسعة، على قصر «ءامنتم»، ثم توسط «ءامنتم»، وعليه إبدال الهمزة مع المد، والقصر، ثم تسهيلها وعلى كلّ من الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة على توسط «ءامنتم»، ثم مد «ءامنتم»، وعليه إبدال الهمزة ألفا مع المد، والقصر، ثم تسهيلها، وعلى كلّ من الثلاثة تثليث اللام أيضا فتصير الأوجه تسعة كذلك على مد «ءامنتم» فيكون مجموع الأوجه على كلّ من قصر البدل السابق، وتوسطه، ومده سبعة وعشرين وجها لما ذكرنا. الحالة الخامسة: وهى اجتماعها مع بدل واقع بعدها كقوله تعالى: «آلئن وقد عصيت» إلى قوله «لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً» له فيها ثلاثة عشر وجها. إبدال همزة الوصل ألفا مع المد. ومع قصر اللام. وعلى هذا الوجه القصر، والتوسط، والمد فى «ءاية»، ثم توسط اللام وتوسط «ءاية»، ثم مد اللام، ومد «ءاية» ثم تسهيل همزة الوصل مع قصر اللام، وعلى هذا الوجه تثليث «ءاية»، ثم توسط اللام و «ءاية» ثم مدهما معا، ثم إبدال همزة الوصل مع القصر، ومع قصر اللام، وعلى هذا الوجه تثليث «ءاية» فيكون على إبدال همزة الوصل مع المد خمسة أوجه، وعلى تسهيلها خمسة أوجه، وعلى إبدالها مع القصر ثلاثة أوجه فتصير الأوجه ثلاثة عشر وجها. وقد نظمت هذه الحالات الخمس على الترتيب بقولى: الحالة الأولى: فهمزها امدد مبدلا وسهّلا ... واللّام ثلّث معهما واقصر كلا الحالة الثانية: ومدّ همزا واقصرا وسهّلا ... واللّام ثلّث عند كلّ تفضلا

الحالة الثالثة: واقصر لآمنتم وفى الهمز خذا ... تثليثه واللّام فاقصر تحتذا وإن توسّط بدلا فسهّلا ... أو امددا فى الهمز ثمّ مع كلا فى اللّام توسيط وقصر واقصرا ... فى الهمز واللّام كما تحرّرا وبدلا مدّ وفى الهمز انقلا ... مدا وتسهيلا تكن مّبجّلا ومعهما فى اللّام فامدد واقصر ... واقصر لهمز مع لام تنصر الحالة الرابعة: وإن تقف فالتّسعة الأولى انقل ... على الثّلاثة الّتى فى البدل الحالة الخامسة ومدّ همزا ثمّ سهّل واقصرا ... لاما وثلّث بدلا تأخّرا وفيهما وسّط أو امدد واجعل ... قصرا لهمز ثمّ لام تفضل وبدلا ثلّث وذى حالاتها ... خمسا روى عن الثّقات عدّها الفائدة الثانية: إذا أتى مع «عادا الأولى» بدل آخر كما إذا وصلت بقوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى ففيها على هذا الخلاف السابق خمسة: أوجه القصر فى «عادا الاولى» مع الثلاثة فى «آلاء»، ثم توسيطهما، ثم مدهما. الفائدة الثالثة: أقوى المدود المد اللازم، ثم المتصل، ثم العارض للسكون، ثم المنفصل ثم البدل. [كما قال بعض العلماء: أقوى المدود لازم فمتّصل ... فعارض فذو انفصال فبدل] وإذا اجتمع فى موضع سببان للمد أحدهما قوى والآخر ضعيف عمل بمقتضى السبب القوى، وأهمل الضعيف. فقوله تعالى مثلا آمِّينَ الْبَيْتَ اجتمع فيه سببان:

الأول: السكون اللازم وصلا ووقفا بعد حرف المد، وهذا السبب يقتضى أن يكون هذا المد من قبيل المد اللازم فيمد مدا مشبعا. الثانى: وجود حرف المد بعد الهمز وهذا السبب يقتضى أن يكون المد من قبيل مد البدل فيجوز لورش فيه القصر، والتوسط، والمد، فحينئذ يعمل بالسبب القوى ويطرح السبب الضعيف فيكون المد من قبيل المد اللازم ومثل ذلك (وجاءو أباهم) فيه سببان. الأول: وجود الهمز فى كلمة بعد وجود حرف المد فى الكلمة السابقة وهذا يقتضى أن يكون المد منفصلا فيمد لورش مدا طويلا. الثانى: وجود حرف المد بعد الهمز وهذا يقتضى أن يكون المد من قبيل مد البدل فيجوز لورش فيه الأوجه الثلاثة فحينئذ يعمل بالسبب القوى ويهمل الضعيف فيكون المد من قبيل المد المنفصل، وهذا إذا وصل ورش «جاءوا» ب «أباهم»، فإذا وقف على «جاءوا» كان المدّمن نوع مد البدل فيجوز له فيه الأوجه الثلاثة فتأمل. الفائدة الرابعة: إذا اجتمع فى آية بدل موصول، وآخر موقوف عليه مثل قوله تعالى: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله مُسْتَهْزِؤُنَ جاز فى الآية لورش ستة أوجه: قصر البدل الموصول وهو «آمنوا» و «آمنّا»، وعليه فى البدل الموقوف عليه ثلاثة أوجه: القصر، والتوسط، والمد، ثم توسط البدل الموصول، وعليه فى الموقوف عليه توسط، ومد، ثم مد البدل الأول، وعليه فى البدل الثانى المد فقط. ص- واللّين وسّط وامددا بكلمة ... لورشهم إن كان قبل همزة لا موئلا موءودة وواو سو ... ءات اقصرا ووسّطا كما رووا ش- لما ذكرت الأحكام المتعلقة بأحرف المد، واللين فيما سبق ذكرت هنا الأحكام المتعلقة بحرفى اللين فقط، وقد عرفت مما تقدم أنهما: الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما فخيرت القارئ أن يوسطهما، أو يمدهما لورش إذا وقع بعد كل منهما همزة فى كلمة واحدة، سواء كانت الهمزة فى وسط الكلمة نحو «هيئة، وسوأة»، أم فى آخرها نحو «شىء، وسوء»، وهذان الوجهان- وهما

التوسط والمد- جائزان لورش وصلا ووقفا، فإذا لم يقع بعد كل منهما همزة نحو «خوف، وبيت»، فلا شىء فيهما لورش بل هو، وغيره من سائر القراء سواء فى قراءتهما وصلا ووقفا، وإذا وقع بعد كل منهما همزة ولكن كانت الهمزة فى كلمة أخرى نحو «خلوا إلى، ابني آدم»، فلا توسط له، ولا مد أيضا. وقد أجمع أهل الأداء عن ورش على استثناء كلمتين فلم يجيزوا فيهما توسطا ولا مدا، وهما «موئلا» بسورة الكهف و «الموءودة» بسورة التكوير. والمراد الواو الأولى فى لفظ «الموءودة». واختلف أهل الأداء عن ورش فى واو «سوءات» حيث وقعت [وهما فى الأعراف، وطه] فمنهم من استثناها من اللين فلم يجز فيها توسطا ولا مدا بل ألحقها بحرف اللين الذى لا همز بعده، ومنهم من لم يستثنها بل ألحقها بمثيلاتها فأجرى فيها التوسط والإشباع، وعلى هذا يكون لورش فى الكلمة تسعة أوجه: حاصلة من ضرب الثلاثة التى فى الواو فى الثلاثة التى فى البدل بعدها، ولكن الذى حققه إمام الفن الشمس ابن الجزرى واستصوبه أن الخلاف فى الواو دائر بين القصر والتوسط فقط ولا إشباع فيها وذلك لأن من مذهبه إشباع اللين. يستثنى واو «سواءات» فيقصرها، فليس لورش فيها إلا أربعة أوجه فقط وهى: قصر الواو وعليه ثلاثة البدل، ثم توسط الواو، والبدل معا، ويمتنع توسط الواو مع مد البدل لأن من مذهبه توسط الواو لا يرى فى البدل إلا التوسط وقد نظم ابن الجزرى هذه الأوجه الأربعة فى بيت واحد فقال: وسوءات قصر الواو والهمز ثلّثا ... ووسطهما فالكلّ أربعة فادر وينبغى أن تعلم أنه ليس المراد من قصر الواو أن تمدها بمقدار حركتين، بل المراد من القصر إذهاب المد بالكلية والنطق بواو ساكنة مجردة عن المد. فائدة: من ذهب إلى الإشباع فى حرف اللين لورش لا يرى فى البدل إلا الإشباع أيضا، وعلى هذا إذا اجتمع فى آية مد بدل، ولين جاز لورش فيها أربعة أوجه سواء تقدم البدل أم تأخر، فمثال تقدم البدل على اللين قوله تعالى: أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ فإذا قصرت البدل تعين عليه توسط اللين، وإذا

باب الهمزتين من كلمة

وسطت البدل تعين عليه توسط اللين أيضا، وإذا مددت البدل جاز لك فى اللين وجهان: التوسط، والإشباع، ومثال تقدم اللين على البدل قوله تعالى: إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ فإذا وسطت اللين جاز لك فى البدل القصر، والتوسط، والمد، وإذا مددت اللين تعين عليك مد البدل، والله أعلم. ص- والمدّ أولى قبل همز غيّرا ... فى حالة الإسقاط فاقصرا أحرى ش- ذكرت فى هذا البيت قاعدة مهمة، وهى أنه إذا وقع حرف المد قبل همز مغير جاز فى حرف المد وجهان وهما: المد، والقصر، والمد أولى وأرجح من القصر، وذلك مثل قوله تعالى: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ و «أولياء أولئك» بتسهيل الهمزة الأولى فى رواية قالون كما سيأتى فى الهمزتين من كلمتين، فيكون لقالون فى هذا المد الواقع قبل الهمزة الأولى المسهلة وجهان: المد- والمراد به هنا التوسط- والقصر، والمد مفضّل على القصر، هذا معنى الشطر الأول من البيت. ومعنى الشطر الثانى أن حرف المد إذا وقع قبل همز مغير بالإسقاط يجوز فيه الوجهان المذكوران، ولكن القصر أولى وأرجح من المد، وذلك مثل قوله تعالى: وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ بإسقاط الهمزة الأولى عند قالون كما سيأتى فيكون لقالون فى المد الواقع قبل همز مغير بالحذف وجهان المد- والمراد به التوسط- والقصر، ولكن القصر أفضل وأرجح من المد. وعلى هذا يكون المراد من التغيير المدلول عليه بقولى «غيّرا» التسهيل بين بين، والذى يدلنا على هذا الشطر الثانى من البيت، وقولى «أحرى» أى أجدر وأولى. ... باب الهمزتين من كلمة [6] ص- ونافع أخراهما قد سهّلا ... وذات فتح سهّلا أو ابدلا لورشهم سوى كآمنتم فلا ... تبدل وقالون بمدّ فصلا

بينهما إلا كآمنتم كذا ... أئمّة ونحو آلآن خذا ش- ذكرت فى هذا الباب حكم همزتى القطع المتلاصقتين الواقعتين فى كلمة، والهمزة الأولى منهما لا بدّ أن تكون مفتوحة، وأما الثانية فتكون مفتوحة، نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ، أَأَلِدُ، وتكون مكسورة نحو: أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ، إِنَّكَ، وتكون مضمومة نحو: أَأُنَبِّئُكُمْ، أانزل، فلها أنواع ثلاثة، وقد أخبرت فى الشطر الأول من البيت بأن نافعا من روايتى قالون، وورش سهل أخرى الهمزتين أى الهمزة المتأخرة منهما وهى الثانية، وهذا القول بعمومه يشمل أنواعها الثلاثة السابقة، وللتسهيل معنيان: الأول: مطلق التغيير فيشمل التسهيل بين بين، والإبدال، والحذف. الثانى: هو التسهيل بين بين بخصوصه، وهذا هو المراد هنا. ومعنى التسهيل بين بين أن تجعل الهمزة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها، فتجعل المفتوحة بين الهمزة والألف، والمكسورة بين الهمزة والياء، والمضمومة بين الهمزة والواو. ثم خيرت القارئ أن يسهل الهمزة ذات الفتح أى المفتوحة، أو يبدلها ألفا لورش، فحينئذ يكون لقالون تسهيل الهمزة الثانية مطلقا سواء كانت مفتوحة، أم مكسورة، أم مضمومة، ويكون لورش تسهيلها إذا كانت مكسورة، أو مضمومة، وتسهيلها أو إبدالها ألفا إذا كانت مفتوحة، فله فى المكسورة، والمضمومة وجه واحد وهو التسهيل، وله فى المفتوحة وجهان: التسهيل، والإبدال ألفا. وإذا أبدل ورش الهمزة الثانية ألفا فالحرف الذى بعدها إما أن يكون ساكنا أو متحركا، فإن كان ساكنا نحو: أَأَنْذَرْتَهُمْ، فلا بد من مد الألف المبدلة من الهمزة مدا مشبعا [أَأَنْذَرْتَهُمْ]، لأن الألف ساكنة والسكون بعدها لازم، فحينئذ يكون مدها من قبيل المد اللازم، وإن كان متحركا، وذلك فى موضعين آلد فى هود وآمَنْتُمْ فى الملك مدّت الألف المبدلة من الهمزة مدا أصليا أى بمقدار حركتين فقط، ولا يصح أن يجعل مدها من قبيل مد البدل نظرا لعروض حرف المد بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط.

هذا، وقد منع العلماء وجه الإبدال لورش فى حال الوقف على أأنت وأ رأيت وأوجبوا له وجه التسهيل فى هذه الحال، وعلّلوا منع الإبدال بما يترتب عليه من اجتماع ثلاث سواكن متوالية ليس فيها مدغم ك صَوافَّ وقالُوا إِنَّ مثل ذلك غير موجود فى كلام العرب. ولكن نقل بعضهم عن الإمام الدانى (¬1) أنه ذكر فى كتابه جامع البيان جواز الوقف بالإبدال على أرأيت فحسب. قال بعض العلماء: وإذا وقفت على أرأيت بهذا الوجه أى الإبدال تبعا للإمام الدانى وجب عليك أن توسط الياء، وعلل ذلك بأن اللين يضعف فيه الطول. ولما ذكرت أن لورش فى الهمزة الثانية المفتوحة وجهين: التسهيل، والإبدال، وكانت هذه القاعدة تنطبق على كلمة آمَنْتُمْ- لأن نافعا يقرؤها بهمزتين كما ستقف على ذلك قريبا- وتنطبق على مثلها أيضا مما اجتمع فيه ثلاث همزات وهو لفظ آلِهَتُنا فى سورة الزخرف- استثنيت كلمة آمَنْتُمْ ونحوها من هذه القاعدة، فنهيت القارئ عن الإبدال فيهما بقولى: «فلا تبدل» فحينئذ لا يكون لورش فى هاتين الكلمتين آمَنْتُمْ- آلِهَتُنا إلا التسهيل، وقد وقعت كلمة آمَنْتُمْ فى سورة الأعراف، وطه، والشعراء. ثم بينت أن قالون فصل بالمد بين الهمزتين المحققة، والمسهلة، بمعنى أنه أدخل ألفا بين الهمزتين تفصل إحداهما عن الأخرى، وتسمى ألف الفصل، ومقدارها حركتان، فالمراد بالمد فى قولى «بمد» هذه الألف فكأننى قلت: وقالون فصل بألف بين الهمزتين، وقولى: وقالون بمد فصلا بينهما- بعمومه يتناول الأنواع الثلاثة للهمزة، ثم استثنيت من هذه القاعدة وهى إدخال ألف الفصل بين الهمزتين كلمة ¬

_ (¬1) الدانى: العلامة الحافظ شيخ الشيوخ عثمان بن سعيد بن عثمان الدانى الصيرفى، ذكره الذهبى ضمن علماء الطبقة الحادية عشرة من حفاظ القرآن، كما ذكره ابن الجزرى ضمن علماء القراءات. ولد بقرطبة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة من الهجرة، وتوفى بها سنة 444 هـ. أخذ على كبار مشايخ عصره كابن غلبون. وتتلمذ عليه كثيرون منهم محمد بن عيسى الطليطلى الذى قال عنه الذهبى: كان أحد الحذاق بالقراءات .. صنف كثيرا من كتب القراءات وعلوم القرآن بلغت مائة وعشرين مصنفا ... مصححه.

آمَنْتُمْ ونحوها وهو آلِهَتِنا وكلمة أَئِمَّةً حيث وقعت فى القرآن الكريم، وكلمة ءآلئن فى موضعيها بيونس، ونحو ءآلئن، وهو ءآلذّكرين فى موضعين فى سورة الأنعام، وءآلله فى موضعين: الأول فى يونس، والثانى فى النمل، فإن قالون لا يدخل ألفا بين الهمزتين فى شىء من ذلك. وقد وقعت كلمة «أئمة» فى خمسة مواضع من القرآن الكريم، موضع فى سورة التوبة فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ وموضع فى سورة الأنبياء وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا، وموضعين فى القصص وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً، وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ، وموضع فى السجدة. وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا. ص- وفى أشهدوا الخلاف قرّرا ... ونافع بهمزتين قد قرا مستفهما آمنتم فى الظّلّة ... وحرف الأعراف وطه أثبت ش- اشتمل الشطر الأول من البيت الأول على أن فى أأشهدوا فى سورة الزخرف الخلاف فى إدخال ألف الفصل بين همزتيه لقالون، فله بينهما الإدخال، وتركه، واشتمل الشطر الثانى منه مع البيت الثانى على أن نافعا بكماله من روايتى قالون وورش قرأ لفظ آمَنْتُمْ فى سورة الظلة- وهى الشعراء، وسورة الأعراف، وسورة طه. بهمزتين الأولى منهما للاستفهام. وهذا معنى قولى «مستفهما» وقولى «أثبت» تكملة للبيت. ص- وكلّ ما استفهامه تكرّرا ... فنافع فى الثّان منه أخبرا والعنكبوت النّمل فيهما تلا ... فى الثّان والأوّل بالعكس انقلا ش- تكرر الاستفهام فى القرآن الكريم فى أحد عشر موضعا فى تسع سور. الموضع الأول فى سورة الرعد وهو أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا. الثانى، والثالث فى الإسراء، وهما أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا معا. الرابع فى «المؤمنون» وهو أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا. الخامس فى النمل. وهو أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا.

السادس فى العنكبوت وهو إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ .... أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ. السابع فى السجدة وهو أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا. الثامن، والتاسع فى سورة الصافات، وهما أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا معا. العاشر فى الواقعة وهو أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا. الحادى عشر فى النازعات وهو أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً. وقد أخبرت فى البيت الأول بأن نافعا قرأ [إنّا، إذا] بالإخبار فى اللفظ الثانى فى كل موضع من المواضع المذكورة أى بهمزة واحدة ما عدا موضعى النمل، والعنكبوت كما سيأتى. ولم أتعرض لبيان قراءة نافع فى اللفظ الأول من كل موضع من هذه المواضع لأن قراءته توافق قراءة حفص فى هذا اللفظ بالاستفهام، أى بهمزتين. وأخبرت فى البيت الثانى بأن نافعا تلا بعكس ذلك الحكم فى اللفظ الأول والثانى فى سورتى النمل، والعنكبوت فقرأ اللفظ الأول فى السورتين [إذا، إنّكم] بالإخبار، والثانى فيهما [أئنّا، أئنّكم] بالاستفهام. فإن قيل: إن نافعا يوافق حفصا على قراءته فى موضع العنكبوت فيقرأ اللفظ الأول فيه بالإخبار، والثانى بالاستفهام كما يقرأ حفص فيهما، فكان ينبغى أن يقتصر فى الاستثناء على موضع النمل فقط لاختلاف قراءتهما فيه. قلت: هذا صحيح ولكن لو اقتصرت فى الاستثناء على موضع النمل لظل موضع العنكبوت داخلا فى عموم قولى: وكل ما استفهامه تكررا .. إلخ. فكان يقرأ لنافع بالاستفهام فى اللفظ الأول والإخبار فى الثانى. وهذا خطا، فلهذا اضطررت إلى ضمه مع النمل فى الاستثناء. وخلاصة هذا الباب أن قالون يقرأ بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين فى كلمة مع إدخال ألف الفصل بينهما سواء كانت الثانية مفتوحة، أم مكسورة، أم مضمومة، ويقرأ بالتسهيل من غير إدخال فى لفظ «ءامنتم» فى سوره الثلاث:

باب الهمزتين من كلمتين

الأعراف، وطه، والشعراء، ولفظ «ءالهتنا» فى سورة الزخرف، وكلمة «أئمة» فى مواضعها الخمسة، وكلمة «ءآلئن» فى موضعيها بيونس، وكلمة «ءالذّكرين» فى موضعيها بالأنعام، وكلمة «ءالله» فى موضعيها بيونس، والنمل. وله وجه آخر فى «ءآلئن» معا و «ءالذكرين» معا و «ءالله» معا، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا مع المد المشبع للساكنين، ويقرأ بالتسهيل مع الإدخال، وعدمه فى «ءأشهدوا» فى سورة الزخرف. وأما ورش فقرأ بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين فى كلمة من غير إدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة. أما إذا كانت مفتوحة فله فيها وجهان: التسهيل من غير إدخال، والإبدال ألفا، ويقرأ كقالون سواء بسواء فى هذه الكلمات فى جميع مواضعها «ء آمنتم، ءالهتنا، أئمة، ءآلئن، ءالذّكرين، ءالله». وقرأ قالون وورش كلمة «ء آمنتم» فى مواضعها الثلاثة (بالاعراف، وطه، والشعراء) بهمزتين على سبيل الاستفهام. وقرآ أيضا بالاستفهام فى اللفظ الأول فى كل موضع من المواضع التى تكرر فيها الاستفهام (¬1)، والإخبار فى اللفظ الثانى فى كل موضع من هذه المواضع، إلا موضعى النمل، والعنكبوت فقرءا بالإخبار فى اللفظ الأول فى الموضعين، وبالاستفهام فى اللفظ الثانى فيهما، والله تعالى أعلم. ... باب الهمزتين من كلمتين [7] ص- حال اتّفاق مع فتح أسقط ال ... أولى وفى كسر وضمّ قد نقل تسهيلها وأدغمنّ مبدلا ... بالسّوء إلّا واصلا أو سهّلا ¬

_ (¬1) ومواضع الاستفهام «أءذا- أئنّا» أحد عشر فى تسع سور: فى الرعد موضع، وفى الإسراء موضعان، وفى المؤمنون موضع، وكذا النمل، والعنكبوت، والسجدة، وفى الصافات، موضعان، وفى الواقعة موضع، وفى النازعات الموضع الأخير .. مصححه

ش- ذكرت فى هذا الباب حكم الهمزتين من كلمتين، والمراد بهما همزتا القطع المتلاصقتان وصلا الواقعتان فى كلمتين، فخرج بقيد القطع الهمزتان فى نحو «ما شاء الله» لكون الثانية منهما همزة وصل، وخرج بقيد التلاصق الهمزتان فى نحو «السّوأى أن» لعدم تلاصقهما، وخرج بقيد الوصل ما إذا وقف على الهمزة الأولى فلا يكون فيها، ولا فى الثانية إلا التحقيق. والهمزتان فى هذا الفصل قسمان (¬1): متفقتان فى الحركة، ومختلفتان فيها، فالمتفقتان فى الحركة ثلاثة أنواع؛ لأنهما إما مفتوحتان نحو «جاء أمرنا» وإما مكسورتان نحو «هؤلاء إن» وإما مضمومتان وقد جاءتا فى قوله تعالى فى سورة الأحقاف «أولياء أولئك»، وليس له نظير فى القرآن الكريم. وسيأتى الكلام على المختلفتين. وقد بينت هنا حكم المتفقتين فى الحركة فأمرت بإسقاط الأولى، وحذفها بالكلية إذا كانتا مفتوحتين، وسكتّ عن بيان حكم الثانية فعلم أنها محققة على الأصل، وما ذكرته من أن الهمزة المسقطة المحذوفة هى الأولى هو قول جمهور العلماء. وقال بعضهم: المحذوفة هى الثانية: وثمرة هذا الخلاف تظهر فى المد؛ فعلى القول الأول يجوز فى حرف المد الواقع قبلها وجهان: القصر، والمد. ويكون القصر أرجح لوقوع حرف المد قبل همز مغير بالإسقاط، ويدخل فى قولى فى باب المد «والمدّ أولى» إلخ البيت، ويكون المد حينئذ من قبيل المد المنفصل. وعلى القول الثانى يكون المد من قبيل المتصل، وحينئذ يتعين مده، وإذا اجتمع فى آية مد منفصل، وهمزتان مفتوحتان نحو (حتّى إذا جاء أمرنا) جاز فى هذه الآية ثلاثة أوجه: قصر المنفصل، وعليه توسط فى حرف المد، هذا حكم المفتوحتين. وأما المكسورتان والمضمومتان فقد بينت حكمهما بقولى: «وفى كسر وضم قد ¬

_ (¬1) كل الأحكام المذكورة فى هذا الفصل إلى الأبيات التالية خاص بقالون .. مصححه.

نقل تسهيلها» أعنى قد نقل تسهيل الهمزة الأولى من المتفقتين إذا كانتا مكسورتين، أو مضمومتين، وسكتّ عن بيان حكم الثانية فعلم أنها محققة على الأصل. وإطلاق التسهيل هنا يقتضى أن يكون بين بين، لأنه إذا أطلق عند القراء اختص بالتسهيل بين بين، فتسهل المكسورة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها وهو الياء، وتسهل المضمومة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها وهو الواو. ويجوز فى حرف المد الواقع قبل الهمزة المسهلة سواء كانت مكسورة أم مضمومة المد والقصر، والمد أفضل من القصر لأنه ينطبق عليه أنه حرف مد واقع قبل همز مغير بالتسهيل بين بين وهو داخل فى قولى السابق: «والمد أولى قبل همز غيرا». وإذا اجتمع فى آية مد منفصل وهمزتان مكسورتان نحو «هؤلاء إن» أو مضمومتان وهو «وليس له من دونه أولياء أولئك» جاز فى الآية ثلاثة أوجه: قصر المنفصل، وعليه قصر، وتوسط فى حرف المد الواقع قبل الهمزة المسهلة، ثم توسط المنفصل، وعليه توسط فى حرف المد، وأجاز بعضهم على توسط المنفصل القصر، والتوسط فى حرف المد فتكون الأوجه أربعة. ثم ذكرت أن فى قوله تعالى فى سورة يوسف «بالسّوء إلّا» وجهين: الأول: إبدال الهمزة الأولى واوا مع إدغام الواو التى قبلها فيها وهذا قول الجمهور. والثانى التسهيل بين بين. وهذا الوجهان فى حال الوصل فقط، وأما عند الوقف فيتعين تحقيق الهمزة. وهذه الأحكام التى ذكرتها خاصة بقالون كما قلت: ص- وذا لقالون وورش سهّلا ... أخراهما كيف أتت أو ابدلا مدّا وإن تلاه ساكن فمد ... فإن تحرّك امددا واقصر تسد وهؤلا إن والبغا إن أبدلا ... ياء بكسر بعضهم عنه انجلا ش- أشرت بقولى «وذا» إلى كل ما ذكرته من أحكام الهمزتين فى كلمتين وحكمت عليه بأنه لقالون.

مذهب ورش فى الهمزتين المتفقتين من كلمتين

[مذهب ورش فى الهمزتين المتفقتين من كلمتين] ولما فرغت من بيان مذهب قالون فى الهمزتين من كلمتين بينت مذهب ورش فيهما فأخبرت بأنه سهل أخراهما أى الثانية منهما على أى حال وقعت أى سواء كانت مفتوحة، أم مكسورة، أم مضمومة، والتسهيل إذا أطلق انصرف إلى التسهيل بين بين كما تقدم، وقد علمت أن الهمزة تسهل بينها، وبين الحرف المجانس لحركتها، وسكوتى عن بيان حكم الهمزة الأولى لورش يعلم منه أنها محققة له على الأصل. وقولى: «أو أبدلا- مدا» بيان لوجه آخر فى الهمزة الثانية لورش وهو إبدالها حرف مد مجانسا لحركة الهمزة الأولى فإن كانت الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا، وإن كانت مكسورة أبدلت الثانية ياء ساكنة، وإن كانت مضمومة أبدلت الثانية واوا ساكنة وقولى فى النظم «مدا» على حذف مضاف أى حرف مدّ. وإذا أبدلت الثانية حرف مد فالحرف الذى بعدها إما أن يكون متحركا أو ساكنا: فإن كان متحركا نحو «جاءَ أَجَلُهُمْ»، «فِي السَّماءِ إِلهٌ»، «أَوْلِياءُ أُولئِكَ» فاقتصر على حرف المد ولا تزد عليه شيئا. ولا تعتبره من باب مد البدل نظرا لعروض حرف المد بسبب إبداله من الهمزة. وإن كان الحرف الذى بعدها ساكنا نحو «شاءَ أَنْشَرَهُ». «مِنَ السَّماءِ إِنْ» فمد حرف المد مدا مشبعا ست حركات لأجل الساكنين. وهذا معنى قولى: «وإن تلاه ساكن فمد» فإن تحرك هذا الحرف الساكن لعارض ما فلك فى حرف المد وجهان: الأول المد المشبع نظرا للأصل، والثانى القصر نظرا للحركة العارضة، وقد وقع ذلك فى ثلاثة مواضع الأول فى قوله تعالى فى سورة النور: عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ الثانى فى قوله تعالى: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ الثالث فى قوله تعالى: «إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ» كلاهما فى سورة الأحزاب.، فالنون فى هذه المواضع كانت ساكنة، ثم تحركت بسبب نقل حركة الهمزة إليها فى «على البغاء إن اردن، وللنّبيء إن اراد»، فى قراءة ورش، ولأجل التخلص من التقاء الساكنين فى لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ وهذا معنى قولى: «فإن تحرك امدد أو اقصر تسد»، وإذا وقع بعد الهمزة الثانية ألف- وذلك فى قوله تعالى فى سورة الحجر فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ، وقوله تعالى فى سورة القمر وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ- فعلى وجه إبدالها

يوجد ألفان: الألف المبدلة منها، والألف التى بعدها وهما ساكنان فحينئذ يجوز لنا وجهان: الأول حذف إحدى الألفين تخلصا من اجتماع ساكنين، الثانى إثبات الألفين وزيادة ألف ثالثة للفصل بين الساكنين، وعلى الوجه الأول يتعين القصر، وعلى الثانى يتعين الإشباع، فيكون لورش فى «جاءَ آلَ لُوطٍ، وجاءَ آلَ فِرْعَوْنَ» خمسة أوجه: تسهيل الهمزة الثانية مع القصر، والتوسط، والمد فى الألف التى بعدها لأنها من باب مد البدل المغير بالتسهيل، ثم إبدال الهمزة الثانية ألفا مع القصر، والمد المشبع. فإن ركبت مع بدل قبلها كأن جمعت مع قوله تعالى (إِلَّا آلَ لُوطٍ) كان فيها تسعة أوجه، وبيانها كالآتى: قصر البدل فى (إِلَّا آلَ لُوطٍ)، وعليه فى «جاءَ آلَ لُوطٍ»، تسهيل الهمزة الثانية مع القصر ثم إبدالها مع المد، والقصر. ثم توسط البدل الأول، وعليه في «جاءَ آلَ لُوطٍ» تسهيل الهمزة الثانية مع التوسط، ثم إبدالها مع المد، والقصر. ثم مد البدل الأول، وعليه فى «جاءَ آلَ لُوطٍ» تسهيل الهمزة الثانية مع المد، ثم إبدالها مع المد والقصر. وكذلك إن ركبت مع بدل بعدها، كما إذا قرأت قوله تعالى «وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ. كَذَّبُوا بِآياتِنا» كان فيها تسعة أوجه أيضا: قصر الأول والثانى وتوسيطهما ومدهما والأول مسهل على هذه الثلاثة، ثم تأتى بثلاثة الثانى على وجهى الإبدال فى الأول، ثم ذكرت فى البيت الثالث أن بعض أهل الأداء أبدل الهمزة ياء مكسورة عن ورش فى قوله تعالى «هؤلاءين كنتم صادقين» فى البقرة، وقوله تعالى «على البغاء ين اردن» فى النور، فيكون لورش فى «هؤلاء إن كنتم» ثلاثة أوجه: تسهيل الهمزة الثانية بين بين، وإبدالها حرف مد مشبعا [«هؤلاءين كنتم»]، وإبدالها ياء مكسورة، ويكون له فى «البغاء إن» أربعة أوجه: تسهيل الثانية بين بين، وإبدالها حرف مد مع المد، والقصر [«البغاء ين اردن»]، وإبدالها ياء مكسورة.

مذهب نافع فى الهمزتين المختلفتين من كلمتين

مذهب نافع فى الهمزتين المختلفتين من كلمتين ص- وحال خلف سهّل الأخرى وفى ... كالسّوء إن تسهيل أو واو قفى وبعد ضمّة وكسر وقعت ... مفتوحة واوا وياء أبدلت ش- لما فرغت من بيان حكم الهمزتين المتفقتين فى الحركة الواقعتين فى كلمتين بينت حكمهما فى حال اختلافهما فى الحركة وأنواع المختلفتين خمسة: الأول: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة نحو «وجاء إخوة». الثانى: أن تكون الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة ولم يقع فى القرآن إلا فى موضع واحد وهو «كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً» بالمؤمنين. الثالث: أن تكون الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة نحو: «الْمَلَأُ أَفْتُونِي». الرابع: أن تكون الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة نحو «مِنَ السَّماءِ آيَةً». الخامس: أن تكون الأولى مضمومة، والثانية مكسورة نحو «وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ، أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ». وحكم النوع الأول: أن تسهل الهمزة الثانية فيه بين الهمزة والياء. وحكم النوع الثانى: أن تسهل الثانية فيه بينها وبين الواو. وهذان الحكمان يؤخذان من قولى: سهّل الأخرى وحكم النوع الخامس أن تبدل الثانية فيه واوا خالصة، وهذا مذهب جمهور أهل الأداء، ويجوز تسهيلها بين الهمزة والياء وهذا مذهب البعض. ويؤخذ هذا الحكم من قولى: وفى كالسوء إن تسهيل أو واو قفى. وحكم النوع الثالث: أن تبدل الثانية فيه واوا خالصة. وحكم النوع الرابع: أن تبدل الثانية فيه ياء خالصة. ويؤخذ هذان الحكمان من قولى: وبعد ضمة وكسر وقعت- الخ البيت- أعنى إذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد ضمة أبدلت واوا، وإذا وقعت مفتوحة بعد كسرة أبدلت ياء.

وجميع هذه الأحكام التى ذكرتها فى الأنواع الخمسة قد اتفق عليها قالون، وورش عن نافع كما يقتضيه اصطلاحى فى إطلاق الحكم. وفهم من سكوتى عن الهمزة الأولى أنها محققة لنافع على الأصل. وخلاصة هذا الباب أن الهمزتين من كلمتين إما أن يتفقا فى الحركة، وإما أن يختلفا فيها، فإن اتفقا فى الحركة فإن كانتا مفتوحتين أسقط قالون الأولى فيهما. وإن كانتا مكسورتين أو مضمومتين سهل الأولى فيهما بين الهمزة، والياء فى المكسورتين، وبين الهمزة والواو فى المضمومتين. وله فى قوله تعالى: «بِالسُّوءِ إِلَّا» وجهان: الأول: إبدال الأولى واوا مع إدغام الواو قبلها فيها. الثانى: تسهيلها بين الهمزة والياء. وأما ورش فقرأ بتسهيل الثانية بين بين مطلقا مفتوحة، أم مكسورة، أم مضمومة. ويجوز له وجه ثان وهو إبدالها حرف مد خالصا ألفا إن كانت الأولى مفتوحة، وياء ساكنة إن كانت الأولى مكسورة، وواوا ساكنة إن كانت الأولى مضمومة. وله فى «هؤلاء إن بالبقرة، والبغاء إن» بالنور وجه ثالث، وهو إبدال الثانية ياء مكسورة. وإن اختلفتا كان لهما خمسة أنواع: الأول: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة. [مثل «وَجاءَ إِخْوَةُ»]. الثانية: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مضمومة. [مثل «كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً»]. الثالث: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مفتوحة. [مثل «الْمَلَأُ أَفْتُونِي»]. الرابع: أن تكون الأولى مكسورة والثانية مفتوحة. [مثل «مِنَ السَّماءِ آيَةً»]. الخامس: أن تكون الأولى مضمومة والثانية مكسورة. [مثل «الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ»]. وقد ذكرنا الأمثلة آنفا. فقرأ نافع من روايتى قالون وورش فى النوع الأول

باب الهمز المفرد

بتسهيل الثانية بين الهمزة والياء، وفى النوع الثانى بتسهيلها بين الهمزة والواو. وفى الثالث بإبدال الثانية واوا خالصة، وفى الرابع بإبدالها ياء محضة، وفى الخامس بوجهين: الأول: إبدال الثانية واوا خالصة. الثانى: تسهيلها بين الهمزة والياء. والله أعلم. ... باب الهمز المفرد [6] ص- إن همزة موضع فاء سكنت ... أبدلها عثمان كيف وقعت وحقّق الإيواء ثمّ أبدلا ... واوا بنحو قوله مؤجّلا ش- ذكرت فى هذا الباب حكم الهمزة المفردة التى لم تجتمع مع مثلها، وهذه الهمزة قد تقع فى موضع الفاء من الكلمة. نحو «يؤمن» فإن هذه الكلمة على وزن «يفعل» فالهمزة فيها فى مكان الفاء في وزنها، وقد تكون هذه الهمزة فى مكان العين من الكلمة نحو: «بئر» فإن هذه الكلمة على وزن «فعل» فهمزتها فى موضع العين فى وزنها، وقد تكون فى موضع اللام من الكلمة نحو «شئت» فإن هذه الكلمة على زنة «فلت» حذفت منها عين الكلمة. فهمزتها فى مكان اللام فى وزنها. وقد أخبرت فى البيت الأول بأن الهمزة إذا سكنت وكانت فى مكان الفاء من الكلمة فإن عثمان، وهو ورش أبدلها حرف مد على أى حال وقعت سواء وقعت فى اسم نحو: المؤمنين، والمؤتفكات، أم فعل نحو: يؤمنون، ويا صالح ائتنا، وسواء وقعت بعد ضم كهذه الأمثلة أم بعد فتح نحو: «وأمر، فأتوا، الهدى ائتنا». أم بعد كسر نحو: «الذى اؤتمن، السموات ائتونى، أن ائت القوم الظالمين». والضابط الموجز الذى تعرف به الهمزة الساكنة التى تكون فاء للكلمة هو كل همزة ساكنة وقعت بعد همزة الوصل نحو: ثم ائتوا صفا، أو الميم نحو:

الهمزات المستثناة من الإبدال

والمؤمنون. أو الفاء، نحو: فأتوا. أو الواو نحو: وأمر. أو ياء المضارعة نحو: يألمون. أو نونها نحو. نأكل. أو تائها نحو. أتأتون. فيبدل ورش الهمزة فى جميع ذلك وما أشبهه حرف مد مجانسا لحركة ما قبله وصلا ووقفا، فيبدلها ألفا بعد الكسر، والأمثلة ظاهرة. [الهمزات المستثناة من الإبدال] ثم ذكرت فى البيت الثانى ما خرج فيه ورش عن قاعدته المتقدمة وهو باب «الإيواء»، فأخبرت بأنه حققه مع أن الهمزة فيه وقعت ساكنة وفاء للكلمة. ولم يقع لفظ «الإيواء» فى القرآن الكريم، وإنما وقع فيه ما تصرف منه، وهو سبعة ألفاظ: المأوى، ومأواه، ومأواهم، ومأواكم، فأووا، وتؤويه، وتؤوى، فقولى: وحقق الإيواء جار مجرى الاستثناء من قاعدة ورش السابقة، وهو على حذف مضاف أى حقق باب الإيواء وما تصرف منه، ولما ذكرت حكم الهمزة الواقعة فاء للكلمة إذا كانت ساكنة واستثنيت من ذلك ما اشتق من لفظ الإيواء. ذكرت حكمها إذا كانت متحركة بالفتح، ووقعت بعد ضم فأخبرت بأن ورشا أبدل الهمزة الواقعة فاء للكلمة إذا انفتحت وانضم ما قبلها نحو: مؤجلا، والمؤلفة، ومؤذن، سواء وقعت فى اسم كالأمثلة السابقة أم فى فعل نحو: يؤيد، يؤاخذ، يؤخر، وقد استغنيت بذكر المثال عن ذكر القاعدة. فإذا وقعت الهمزة مفتوحة بعد ضم ولكن لم تكن فاء للكلمة فإن ورشا لا يبدلها. نحو: فؤادك، وسؤال. [حكم الهمزة الواقعة عينا للكلمة] ص- وإن تكن عينا فقد أبدل فى ... بئس مع الذّئب وبئر فاكتف ش- لما أنهيت الكلام على حكم الهمزة الواقعة فاء للكلمة ساكنة، ومتحركة ذكرت فى هذا البيت «حكم الهمزة الواقعة عينا للكلمة» فأخبرت بأن ورشا قد أبدل الهمزة الواقعة عينا للكلمة فى هذه الألفاظ الثلاثة فحسب حيث وقعت فى القرآن الكريم.

همزات مبدلة لم تدرج فى قاعدة

1 - أما «بئس» فوقعت فى القرآن الكريم فى مواضع كثيرة مقرونة بما فى آخرها، نحو: (بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي)، ومجردة عنها نحو: (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ)، وقد تقرن بالفاء، أو الواو، أو اللام فى أولها نحو: (فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ)، (وَبِئْسَ الْقَرارُ)، (لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ). 2 - وأما «الذئب» فوقعت فى سورة يوسف فى ثلاثة مواضع، الأول: (وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ)، الثانى: (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ)، الثالث: (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ). 3 - وأما بئر فوقعت فى القرآن الكريم فى موضع واحد فى سورة الحج فى قوله تعالى: (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ). ومعنى قولى «فاكتف» اكتف بإبدال الهمزة الواقعة عينا للكلمة فى هذه الكلمات فحسب، ولا تبدلها فى غيرها مما وقعت فيه الهمزة عينا للكلمة أيضا، نحو: الرأس، البأس، الرؤيا. وأما إذا كانت الهمزة لاما للكلمة فلا يبدلها ورش إلا فى كلمة واحدة وهى «النسيء» فى سورة التوبة فى قوله تعالى: (إنما النّسيّ زيادة فى الكفر)، وسيأتى الكلام عليها قريبا إن شاء الله تعالى. [همزات مبدلة لم تدرج فى قاعدة] ص- همز لئلّا لأهب قد أبدلا ... له النّسى أبدلا مثقّلا ومثله رئيا لقالونهم ... ولأهب باليا بخلفه نمى ش- أبدل ورش همز «لئلا» ياء خالصة، وقد وقعت هذه الكلمة فى القرآن الكريم فى ثلاثة مواضع: الأول فى سورة البقرة فى قوله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ). الثانى فى سورة النساء فى قوله تعالى (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ). الثالث فى سورة الحديد فى قوله تعالى (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ). وأبدل همز «لأهب» ياء خالصة مفتوحة فى قوله تعالى فى سورة مريم: لِأَهَبَ لَكِ، كذلك أبدل همز كلمة «النسيء» ياء خالصة مع إدغام الياء التى قبلها فيها، فينطق بياء مشددة مرفوعة [إنّما النّسيّ زيادة].

همزات يبدلها نافع قولا واحدا

ثم بينت أن كلمة «رئيا» مثل كلمة «النسيء» فى سورة التوبة فى قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ فى الحكم لقالون وحده فيبدل همزتها ياء ساكنة ويدغمها فى الياء التى بعدها فينطق بياء واحدة مشددة منصوبة [هكذا «ريا»]. وأخيرا أخبرت أن لفظ «لأهب» فى سورة مريم قرئ بالياء المفتوحة لقالون بخلف عنه. ومعنى «نمى» نسب الخلاف لقالون فى إدغام هذه الكلمة، فله فيها وجهان: الهمز، والياء. وفهم من نسبة إبدال همز «لئلا، والنسيء» لورش أن قالون يحقق همزهما؛ كما فهم من نسبة إبدال همز «رئيا» لقالون أن ورشا يحقق همزها. [همزات يبدلها نافع قولا واحدا] ص- ونافع يأجوج مأجوج أبدلا ... منسأته مؤصدة مع سألا ش- لما فرغت من الكلام على ما يختص ورش بإبداله من الهمز وعلى ما يختص قالون بإبداله منه، وعلى ما يشتركان فى إبداله بخلاف عن قالون، ذكرت فى هذا البيت ما اتّفقا على إبداله بلا خلاف عنهما، وهو منحصر فى هذه الكلمات المذكورة فى البيت، فنافع من روايتيه يبدل همزها حيث وقعت فى القرآن الكريم. وقد وقعت كلمتا «يأجوج ومأجوج» فى سورة الكهف فى قوله تعالى: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ، وفى سورة الأنبياء فى قوله تعالى: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ. ووقعت كلمة «منسأته» فى سورة سبأ فى قوله تعالى: تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ قال أهل العلم: إن الهمز المتحرك لا يبدل حرف مد إلا سماعا، وعلى هذا يكون إبدال الهمز المتحرك فى هذه الكلمة سماعيا فقط، فلا يقاس عليه غيره. ووقعت كلمة «مؤصدة» فى موضعين، الأول فى سورة البلد فى قوله تعالى:

باب النقل

عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ، الثانى فى سورة الهمزة فى قوله تعالى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ. ووقعت كلمة «سأل» فى أول سورة المعارج فى قوله تعالى: سَأَلَ سائِلٌ، وإبدال همز هذه الكلمة سماعى لتحركه كإبدال همز «منسأته». وخلاصة هذا الباب أن ورشا يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة. سوى ما اشتق من كلمة «الإيواء»، ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واوا إذا كانت فاء للكلمة أيضا، ويبدل الهمزة الساكنة إذا كانت عينا للكلمة فى «بئس، والذئب، وبئر» فقط، ولا يبدلها إذا كانت لا ما للكلمة إلا فى لفظ «النسيء» فقط. ويبدل همز «لئلا» ياء مفتوحة حيث وقعت. وهمز «لأهب» ياء مفتوحة أيضا. ويبدل قالون همز «رئيا» ياء ساكنة مع إدغامها فى الياء بعدها، وهمز «لأهب» ياء مفتوحة بخلاف عنه، واتفق قالون، وورش على إبدال همز كلمتى «يأجوج، ومأجوج» فى الكهف، والأنبياء و «منسأته» فى سبأ، و «مؤصدة» فى البلد، والهمزة، و «سأل» أول المعارج. ... باب النّقل [6] ص- حركة الهمز لورش انقلا ... لساكن منفصل قبل اجعلا مع حذف همزة سوى حروف مد ... وها كتابيه سكونه أسد ش- مذهب ورش: نقل حركة همزة القطع إلى الساكن قبلها مع حذف الهمزة سواء كانت حركة الهمزة ضمة نحو «الأولى». أم فتحة نحو «من آمن». أم كسرة نحو «متاع الى». فينطق بالحرف الساكن مضموما إن كانت حركة الهمزة ضمة، ومفتوحا إن كانت حركتها فتحة، ومكسورا إن كانت حركتها كسرة. ويشترط فى هذا النقل أربعة شروط: الأول: أن يكون الحرف المنقول إليه ساكنا.

محترزات شروط النقل لورش

الثانى: أن يكون منفصلا بأن يكون آخر كلمة والهمز أول الكلمة الأخرى. الثالث: أن يكون قبل الهمز لا بعده. الرابع: ألا يكون حرف مد. [محترزات شروط النقل لورش] وقد ذكرت الشرط الأول بقولى: «لساكن» واحترزت به عن المتحرك نحو: «فنتّبع آياتك» فلا ينقل إليه. وذكرت الشرط الثانى بقولى: «منفصل»، واحترزت به عن الساكن المتصل بأن يكون هو، والهمز فى كلمة واحدة: نحو: «القرآن، مسئولا» فلا ينقل إليه. وذكرت الشرط الثالث بقولى: «قبل» واحترزت به من أن يكون بعد الهمز نحو: «الله أعلم» فلا ينقل إليه. وذكرت الشرط الرابع بقولى: «سوى حروف مد»، واحترزت به عن حروف المد الثلاثة نحو: «يأيّها، قولوا آمنّا، وفى أنفسكم (¬1) فلا ينقل إلى شىء منها؛ فإذا توفرت هذه الشروط الأربعة نقل ورش حركة الهمزة إلى ما قبلها، وحذف الهمزة سواء كان المنقول إليه تنوينا نحو: «كفوا أحد، ومتاع الى، يوم اجّلت». أم تاء تأنيث نحو: قالت اولاهم. أم حرف لين نحو: «تعالوا اتل، ذواتى اكل». أم لام تعريف نحو: الآخرة (¬2)، الاولى، الايمان. أم غير ذلك نحو: قد افلح، الم احسب النّاس (¬3). ثم ذكرت ما وقع الخلاف لورش فى النقل إليه، وعدم النقل إليه بقولى: وها كتابيه سكونه أسد (¬4). أعنى أنه ورد عن ورش خلاف فى نقل حركة همزة كتابيه: فروى الجمهور عنه إسكان الهاء، وترك نقل حركة همزة «إنّى» إليها، وهذا هو ¬

_ (¬1) ويدخل فيها ميم الجمع لأن مذهب ورش صلتها بواو. (¬2) صح النقل إليها وإن اتصلت بمدخولها لفظا ورسما لانفصالها عنه معنى لأنها من حروف المعانى مثل «قد، وهل». (¬3) له مع النقل المد، والقصر [فى المد اللازم الحرفى] نظرا للأصل واعتدادا بعارض النقل. (¬4) ولعل تعبيره بقوله «سكونه أسد» أن هذا الوجه قوىّ قوة الأسد فى مملكته .. مصححه

الأصح المختار وإليه الإشارة بقولى: سكونه أسد، وروى آخرون عنه النقل إليها كسائر الباب، والوجهان مقروء بهما، والأول هو المقدم فى الأداء، وسبب هذا الخلاف: أن الهاء فى «كتابيه» هاء سكت، وهى لا تثبت إلا فى الوقف، لبيان حركة الحرف الموقوف عليه، وإثباتها فى الوصل لثبوتها فى المصحف بنية الوقف، فمن ترك النقل إليها رأى أن إثباتها فى الوصل إنما هو بنية الوقف فلم يعتد بها، ومن نقل إليها جعلها كاللازمة لإثباتها فى الرسم فاعتد بها. «فائدة» ورد عن القراء العشرة خلاف فى هاء «ماليه». فروى جمهور أهل الأداء عنهم إظهارها [ماليه هلك]، وروى البعض عنهم [ماليه هّلك] إدغامها فى هاء «هلك» [حالة الوصل] وسبب الخلاف فى هذين الوجهين: هو سبب الخلاف فى النقل إلى هاء «كتابيه»، وعدم النقل إليها. لأن هاء «ماليه» هاء سكت كهاء «كتابيه»، فمن أظهرها ولم يدغمها فى هاء «هلك» رأى أن إثباتها فى الوصل إنما هو بنية الوقف فلم يعتد بها. ومن أدغمها فى هاء «هلك» جعلها كاللازمة لكونها ثابتة فى الرسم فاعتد بها، والوجهان مقروء بهما لجميع القراء، والإظهار هو المقدم فى الأداء. إذا علمت هذا فاعلم أن من أسكن هاء «كتابيه»، ولم ينقل إليها حركة الهمزة أظهر هاء «ماليه»، ومن نقل حركة الهمزة إلى هاء «كتابيه» أدغم هاء «ماليه» فى هاء «هلك»؛ فالوجهان لورش فى هاء «ماليه» مفرّعان على الوجهين له فى هاء «كتابيه» فالإظهار مفرع على عدم النقل، والإدغام مفرع على النقل. والمراد بالإظهار هنا أن يسكت القارئ على الهاء فى «ماليه» سكتة لطيفة من غير تنفس فى حال الوصل. ص- والبدء فى النّقل بهمز الوصل ... أفضل لاستناده للأصل ش- إذا نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف فتحركت اللام بحركة الهمزة نحو: «الارض» ثم أردت الابتداء بهذه الكلمة فلك فى الابتداء بها وجهان: الأول: الابتداء بهمزة الوصل نظرا لسكون اللام الأصلى. وعدم الاعتداد بحركة اللام العارضة لها بسبب النقل فتقول: «الأرض».

الوجه الثانى: الابتداء باللام وحدها من غير همزة الوصل. اعتدادا بحركة اللام وإن كانت عارضة فتقول: «لارض». والوجهان صحيحان مقروء بهما، وإن كان الأول أفضل لاستناده إلى الأصل وهو سكون اللام. فإذا كان فى الكلمة بدل مثل «الآخرة، الأولى، الايمان»، ونظرنا إلى الأصل وهو سكون اللام ولم نعتد بالعارض وهو حركتها فابتدأنا بهمزة الوصل لورش أتينا له بثلاثة أوجه فى البدل: القصر، والتوسط، والمد على أصله فى مد البدل. وإذا اعتددنا بالعارض وهو حركة اللام، وابتدأنا باللام وحدها فى نحو ما ذكر لورش لم نأت له إلا بالقصر لأننا لما اعتددنا بحركة اللام صارت كأنها أصلية وكأن الكلمة خالية من الهمز. فحينئذ لا يجوز توسط، ولا مد. ص- وقد رووا عن نافع منقولا ... ردءا وآلآن وعادا الأولى ش- روى الرواة- وأجلهم قالون، وورش- عن نافع النقل فى «ردءا» بسورة القصص فى قوله تعالى «ردا يصدّقنى»، و «ءآلئن» فى موضعى يونس فى قوله «ءآلئن» وقد كنتم» وقوله «ءآلئن وقد عصيت»، و «عادا الأولى» فى سورة النجم فى قوله تعالى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى فنقل فى «ردءا» حركة الهمزة المفتوحة إلى الدال وحذف الهمزة، فإذا وقف أبدل التنوين ألفا [«هكذا «ردا»]، ونقل فى «عادا الأولى» حركة الهمزة المضمومة إلى اللام، وأسقط الهمزة، وأدغم تنوين «عادا» فى لام «الأولى». ولم أنبه فى النظم على الإدغام لأنه معلوم من قواعد التجويد. ونقل فى «ءآلئن» حركة الهمزة المفتوحة إلى اللام، وحذف الهمزة. وقد أشبعت الكلام على هذه الكلمة:، وبينت ما فيها من الأوجه وصلا، ووقفا لكل من قالون وورش فى باب المد والقصر فارجع إليه. وقد جاء ورش على أصله فى نقل «ءآلئن وعادا الأولى»، وخالف أصله فى نقل «ردءا»، لأنه لا ينقل فى الكلمة الواحدة كما سبق. وأما قالون فخالف أصله فى الكلمات الثلاث، إذ أن أصله عدم النقل مطلقا. وأتيت فى النظم بلفظ «ءآلئن» ممدودا على الاستفهام ليعلم أن المراد به خصوص ما فى يونس من الموضعين.

و «ردءا» مفعول رووا، «ءآلئن، وعادا الأولى» معطوفان عليه، ومنقولا حال من المفعول متقدمة عليه، والتقدير روى الرواة عن نافع «ردءا وءالئن، وعادا الأولى» حال كون ما ذكر منقول الحركة- والله أعلم. ص- واقرأ لقالون بهمز ساكن ... مكان واو مطلقا وأتقن وقل الؤلى بادئا أو لؤلى ... لكنّ بدأه كحفص أولى ش- أمرت- فى البيت الأول- القارئ أن يقرأ لقالون لفظ «الأولى» بهمزة ساكنة فى مكان الواو مطلقا سواء وصل «عادا بالأولى»، أم وقف على «عادا»، وابتدأ ب «الأولى» فيقول «عادا لّؤلى». وأمرت فى البيت الثانى القارئ أن يقول فى حال بدئه بها «الؤلى» بإثبات همزة الوصل المفتوحة، وبعدها لام مضمومة، وبعد اللام همزة ساكنة بدلا من الواو. أو يقول «لؤلى» كهذا الوجه ولكن مع حذف همزة الوصل. وله وجه ثالث عند الابتداء بها وهو أن يقول «الأولى» بإثبات همزة الوصل المفتوحة وبعدها لام ساكنة وبعد اللام همزة مضمومة، وبعدها واو مدية ساكنة كما يبدأ حفص، وهذا الوجه أولى الأوجه الثلاثة وأحسنها، وهو الذى عنيته بقولى: لكن بدأه كحفص أولى. والخلاصة: أن قالون إذا وصل «عادا» ب «الأولى» يقرأ بلام مضمومة، وبعدها همزة ساكنة مع إدغام تنوين «عادا» فى لام «الأولى»، فإذا وقف على «عادا» وابتدأ ب «الأولى» فله فى الابتداء بها الثلاثة الأوجه السابقة. وفهم من نسبة الهمز لقالون أن ورشا لا يهمز، وله فى الابتداء ب «الأولى» وجهان: الأول «الولى» بهمزة مفتوحة ولام مضمومة، وبعدها واو مدية. الثانى «لولى» بلام مضمومة، وبعدها واو مدية، وعلى الوجه الأول يجوز له فى البدل المغير بالنقل: القصر، والتوسط، والمد، وعلى الوجه الثانى لا يجوز له فى البدل إلا القصر.

باب الإدغام

فوائد: الأولى: إذا وقع حرف مد قبل لام التعريف المنقول إليها حركة الهمز حذف حرف المد لفظا فى القراءة (¬1) ولا يجوز إثباته. نحو. «وألقى الالواح. قالوا الآن، وأولى الامر، لا تدركه الابصار، وبداره الارض»، وذلك لأن تحريك اللام فى ذلك عارض فلا يعتد به. وإذا وقع قبل لام التعريف ساكن صحيح، وتحرك هذا الساكن تخلصا من التقاء الساكنين، وهما هذا الساكن الصحيح، ولام التعريف، ثم تحركت لام التعريف بسبب نقل حركة الهمزة إليها لا يجوز فى هذه الحال رد السكون إلى الساكن الصحيح بل يجب استصحاب تحريكه عند النقل نظرا لعروض حركة النقل، نحو، «من الارض، وأشرقت الارض، فمن يستمع الآن». الثانية: الهمزة التى بعد لام التعريف فى كلمة «الاسم» فى سورة الحجرات فى قوله تعالى «بئس الاسم» وهى همزة اسم محذوفة لجميع القراء لأنها همزة وصل. فلما حذفت التقى ساكنان لام التعريف. وسين «اسم» فكسرت لام التعريف للتخلص من التقاء الساكنين. فإذا وقفت على كلمة «بئس» (¬2) وابتدأت بكلمة «الاسم» جاز لك فى الهمزة التى قبل لام التعريف وجهان: [الاسم، لاسم] الإثبات، والحذف. والإثبات مبنى على عدم الاعتداد بحركة اللام التى أتى بها للتخلص من الساكنين. والحذف مبنى على الاعتداد بهذه الحركة والوجه الأول وهو الإثبات أولى وهذان الوجهان جائزان لكل القراء والضمير فى قولى: «لكن بدأه» يعود على قالون. ... باب الإدغام [5] ص- فى الضّاد والظّا ورشهم أدغم قد ... وتاء تأنيث لدى الظّا واعتمد ¬

_ (¬1) وإن كان جائزا فى اللغة. (¬2) للاختبار أو التعليم .. مصححه.

يس أيضا وله فأظهرا ... يلهث وبا اركب ويعذّب من جرى ش- أخبرت أن ورشا أدغم «دال» قد فى الضاد، والظاء فقط نحو «فقد ضّلّ، لقد ظّلمك»، وأظهرها عند باقى أحرفها الثمانية، وأدغم تاء التأنيث عند الظاء فقط وذلك فى ثلاثة مواضع ليس غير موضعين فى الأنعام، «وأنعام حرّمت ظّهورها، إلّا ما حملت ظّهورهما»، وموضع فى الأنبياء «كانت ظالمة» وأظهرها عند باقى أحرفها الستة. واعتمد ورش أيضا إدغام نون يس فى الواو من قوله تعالى «يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ»، ثم أمرت القارئ أن يظهر لورش ثاء «يلهث» عند الذال فى سورة الأعراف فى قوله تعالى «أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ»، وباء «اركب» عند الميم فى قوله تعالى فى سورة هود «يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا» وباء «ويعذب» عند الميم فى سورة البقرة فى قوله تعالى «وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ»، ولم أقيد فى النظم هذه الكلمة «ويعذّب من» بكونها فى سورة البقرة؛ اعتمادا على الشهرة، واكتفاء بتقييدها فى النظم بجزم الباء لأنها لم تقرأ بجزم الباء فى موضع ما إلا فى هذا الموضع. ص- فى نون خلفه وقالون تلا ... بالخلف فى اركب مع يلهث فاعقلا أدغم له فى ويعذّب من يشا ... وهو فى البكر فعنه قد فشا ش- ذكرت فى البيت الأول أن خلف ورش ثبت فى «ن وَالْقَلَمِ» فروى عنه فيه وجهان: الإظهار، والإدغام. وأن قالون قرأ بالإظهار، والإدغام فى «يلهث ذلك» و «يا بنى اركب معنا». ثم أمرت فى البيت الثانى بإدغام «وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ» لقالون وهو فى سورة البقرة وتسمى سورة البكر أيضا. ولم أتعرض فى النظم لبيان مذهب قالون فى «يس. وَالْقُرْآنِ، ون وَالْقَلَمِ» لأنه يوافق مذهب حفص فى إظهارهما. والخلاصة: أن ورشا يدغم دال قد فى الضاد، والظاء، وتاء التأنيث فى الظاء. «ونون» يس فى «واو» والقرآن، ويظهر «يلهث ذلك، واركب معنا، ويعذّب من

باب الفتح والإمالة والتقليل

يشاء»، وله فى «ن وَالْقَلَمِ» الخلاف بين الإظهار، والإدغام، وأما قالون فيظهر «دال» قد و «تاء» التأنيث مطلقا، ويس وَالْقُرْآنِ، ون وَالْقَلَمِ. ويدغم «وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ»، وله الإظهار، والإدغام فى «يَلْهَثْ ذلِكَ، وارْكَبْ مَعَنا». ص- ونافع أدغم فى أخذتم ... جمعا وفردا وكذا اتّخذتم ش- ذكرت فى هذا البيت ما أدغمه نافع بكماله من روايتى: قالون، وورش عنه، وهو الذال فى التاء فى لفظ «أخذتم» كيف وقع سواء كانت التاء فيه ضمير جمع كهذا المثال، أم ضمير فرد نحو «فأخذتّهم» «ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا»، وهذا معنى قولى: جمعا وفردا، وكذا أدغم الذال فى التاء فى لفظ «اتّخذتم» جمعا كهذا المثال، وفردا نحو «لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي»، «لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً» وما شا كل ذلك، والله أعلم. ... باب الفتح والإمالة والتّقليل [17] ص- قلّل ورش من ذوات الياء ... ما كان فى الأفعال والأسماء بخلفه نحو سعى الهدى كذا ... ما رسموا بالياء خلفه خذا نحو بلى متى وأنّى ما عدا ... على إلى حتّى زكى منكم لدى والاسم ثنّ إن ترد حقيقته ... والفعل فانسب إن ترم معرفته ش- المراد بالفتح فى هذا الباب: فتح القارئ فمه بالحرف. لا فتح الألف؛ لأن الألف لا تقبل الحركة، ويقال له التفخيم أيضا. والإمالة لغة التعويج يقال: أملت الرمح، ونحوه إذا عوجته عن استقامته. وتنقسم فى الاصطلاح إلى قسمين: كبرى وصغرى، فالكبرى أن تقرّب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء. من غير قلب خالص، ولا إشباع مبالغ فيه. وهى الإمالة المحضة [الخالصة]، وتسمى الإضجاع أيضا. وإذا أطلقت الإمالة انصرفت إليها. والصغرى هى ما بين الفتح، والإمالة المحضة، وتسمى التقليل، وبين بين، أى بين لفظى الفتح، والإمالة.

وقد ذكرت أن ورشا قلل بخلف عنه الألفات التى من ذوات الياء، وأعنى بها كل ألف أصلية متطرفة منقلبة عن ياء تحقيقا سواء وقعت فى فعل نحو «سعى، أتى، أبى، اشترى، رمى، يتوارى، استعلى، يخشى» أم فى اسم نحو «الهدى، الهوى، المأوى، مولى» وسواء رسمت فى المصاحف بالياء كهذه الأمثلة فى الأفعال والأسماء، أم رسمت بالألف فيها، وقد رسمت بالألف فى المصاحف فى ستة ألفاظ: «عصانى» فى «ومن عصانى» بإبراهيم، «والأقصا» فى «إلى المسجد الأقصى» بالإسراء، «تولّاه» فى «كتب عليه أنّه من تولّاه» بالحج، «أقصا» فى «وجاء رجل من أقصا المدينة» بالقصص، «وجاء من أقصى المدينة» فى يس، «سيما» فى «سيماهم فى وجوههم» فى الفتح، «طغا» فى «إنّا لمّا طغا الماء» فى الحاقة. واحترزت بالأصلية عن الزائدة نحو: قائم، ونائم، وبالمتطرفة عن المتوسطة. نحو: ونمارق. وبالمنقلبة عن ياء عن المنقلبة عن واو نحو: نجا، عفا، الصّفا، شفا، والمنقلبة عن تنوين نحو: ذكرا، عوجا، أمتا. واحترزت بها أيضا عن ألف التثنية كألف «اثنتا عشرة»، وألف «إلا أن يخافا». واحترزت بقولى: تحقيقا عما اختلف فى أصله. نحو: «الحياة، ومناة» فلا تقليل لورش فى شىء من ذلك كله. وكذلك يقلل ورش بخلف عنه ألفات التأنيث المقصورة، وهى كل ألف زائدة رابعة فصاعدا. دالة على مؤنث حقيقى، أو مجازى. ولها خمسة أوزان: الأول: «فعلى» بفتح الفاء نحو: التّقوى، السّلوى، مرضى، دعوى. الثانى: «فعلى» بضم الفاء نحو: القربى، الدّنيا، الانثى، القصوى، طوبى، بشرى. الثالث: «فعلى» بكسر الفاء نحو: إحدى. ذكرى. سيما. ضيزى. الرابع: «فعالى» بفتح الفاء نحو: اليتامى. الايامى. الحوايا. النّصارى. الخامس: «فعالى» بضم الفاء نحو: أسارى. سكارى. كسالى.

وإنما قلّلت ألفات التأنيث مع كونها زائدة لأنها أشبهت المنقلبة عن الياء لرجوعها إلى الياء فى التثنية والجمع تقول فى تثنية بشرى، وأخرى، وذكرى، وسلوى: بشريان. وأخريان. وذكريان، وسلويان. وتقول فى جمعها بشريات. وأخريات. وذكريات. وسلويات. وألحقوا بباب «فعلى» مثلث الفاء (¬1) موسى ويحيى وعيسى، وإنما لم تجعل هذه [الأسماء] الثلاثة من باب فعلى لأنها أعجمية، ولا يوزن إلا العربى، وقيل إنها من هذا الباب لأنها لما عرّبت قربت من العربية فجرى عليها بعض أحكامها. ومعنى قولى: كذا ما رسموا بالياء خلفه خذا. أن ورشا يقلل بخلف عنه أيضا كل ألف متطرفة مجهول أصلها، أو منقلبة عن واو ورسمت فى المصاحف ياء. فالمراد به خصوص الألفات المجهولة الأصل، أو المنقلبة عن واو المرسومة ياء فى المصاحف، وليس المراد به ما يشمل الألفات المنقلبة عن الياء التى رسمت فى المصاحف ياء. فإن هذه الألفات سبق حكمها أول الباب. فمن الألفات المجهولة الأصل المرسومة ياء فى المصاحف ألف: متى، وبلى وأنّى التى للاستفهام، ويعرف كونها للاستفهام بصحة حلول كيف، أو أين، أو متى محلها. ومن الألفات المنقلبة عن واو المرسومة ياء: القوى، والضّحى، وسجى وضحيها، ودحيها، وتليها. ثم استثنيت من هذه القاعدة خمس كلمات لا يقللها ورش مع أنها مرسومة بياء فى المصاحف. وهى: ثلاثة أحرف، وفعل، واسم. فالأحرف الثلاثة: على، وإلى وحتّى. والفعل: زكى، وهو فى سورة النور فى قوله تعالى: ما زَكى مِنْكُمْ والاسم: لدى، وقد ذكر فى موضعين؛ الأول: فى سورة يوسف فى قوله تعالى: لدا الباب وهو فى هذا الموضع مرسوم بالألف فى جميع المصاحف. الثانى: فى سورة غافر فى قوله تعالى: لَدَى الْحَناجِرِ، وهو فى هذا الموضع مرسوم بالياء فى أكثر المصاحف. ¬

_ (¬1) أى مضبوط فاء الفعل بالحركات الثلاث .. مصححه.

وقولى: والاسم ثنّ ... إلخ اشتمل على ضابط تستطيع بمعرفته أن تعرف أصل الألف المتطرفة، وتمييز بين ما أصله الياء من هذه الألفات، وما أصله الواو منها، وهو أن تثنى الاسم، وتنسب الفعل إليك، أو إلى مخاطبك فإن ظهرت الياء فى الاسم، أو الفعل عرفت أن أصل الألف الياء. وإن ظهرت الواو فيهما عرفت أن أصل ألفهما الواو. تقول فى تثنية اليائى من الأسماء كهدى، وفتى، وهوى، وعمى، ومولى، ومأوى. هديان، وفتيان، وهويان، وعميان، وموليان، ومأويان. وتقول فى تثنية الواوى من الأسماء كصفا، وسنا، وعصا. صفوان، وسنوان، وعصوان. وتقول فى فى تثنية اليائى من الأفعال كرمى، وسعى، وسقى، واشترى، واهتدى: رميت، وسعيت، وسقيت، واشتريت، واهتديت. وتقول فى الواوى منها كعفا، ونجا، وعلا، ودنا: عفوت، ونجوت، وعلوت، ودنوت. فإذا زاد الثلاثى على ثلاثة أحرف ردّت ألفه إلى الياء، ولو كانت منقلبة عن واو فيصير الواوى يائيا؛ وذلك كالزيادة فى الفعل بحروف المضارعة، وأحرف الزيادة، والتضعيف نحو: يرضى، ويدعى، ويتزكى، وزكاها، وتزكى، ونجانا، وأنجاه، وتتلى، وتجلى، واعتدى، فتعالى، واستعلى. ومن ذلك أفعل فى الأسماء نحو: أدنى، وأزكى، وأربى، وأعلى. لأن لفظ الماضى من ذلك كله تظهر فيه الياء إذا أسندت الفعل إلى تاء الضمير فتقول: أدنيت، وأزكيت، وأربيت، وأعليت. وأما فيما لم يسم فاعله نحو «يدعى» فلظهور اليائى فى ماضيه فتقول «دعيت» وفى إسناده إلى ألف الاثنين فتقول «هما يدعيان». والخلاصة: أن لورش خلافا فى جميع الألفات التى ذكرناها- غير ما استثنى منها- فروى عنه الفتح فيها كلها، وروى عنه التقليل فيها كلها، والوجهان صحيحان مقروء بهما له.

ص- وافتح له الرّبا كذا مرضاة ... وأو كلاهما، وقل مشكاة ش- الضمير فى «له» يعود على ورش. وقد أمرت أن يفتح له ألفات الكلمات الأربع المذكورة فى البيت، وهى «الرّبا» حيث وقعت نحو (وَحَرَّمَ الرِّبا)، و «مرضاة» حيث جاءت نحو (ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ)، و «أو كلاهما» وقد وردت فى سورة الإسراء فى قوله تعالى: أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما، و «مشكاة»، وقد ذكرت فى سورة النور فى قوله تعالى: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ، فليس لورش فيها إلا الفتح، وإنما نبهت على وجوب فتحها له، وليست من ذوات الياء، ولم ترسم فى المصاحف بياء لدفع ما يتوهم من جواز تقليلها لورش. ومنشأ هذا التوهم ما اشتهر على ألسنة علماء القراءات من أنّ كل ما يميله حمزة، والكسائى، أو الكسائى وحده، أو الدورى عن الكسائى فورش يقلله بخلاف عنه، وهذا صحيح، ولكن علماء القراءات استثنوا من هذه القاعدة هذه الكلمات الأربع فلهذا نبهت على حكمها. ص- والألفات بعد راء كاشترى ... قلّل وفى أراكهم خلف جرى ش- ذكرت فى هذا البيت حكم الألفات المتطرفة الواقعة بعد الراء، فأمرت بتقليلها لورش قولا واحدا حيث وقعت سواء كانت منقلبة عن ياء نحو: اشترى، ويرى، ويفترى، ويتوارى، أم كانت للتأنيث نحو بشرى، والقرى، والنّصارى، وسكارى، وأسارى. ثم أخبرت أنّ فى كلمة «أراكهم»، وهو فى سورة الأنفال فى قوله تعالى: وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً خلفا لورش، فله فيه وجهان: التقليل كسائر ذوات الراء، والفتح، وعليه تكون هذه مستثناة له من ذوات الراء. ص- وقبل راء ذات كسر طرفا ... كالدّار والأبرار قلّل واعرفا ش- لما ذكرت فى البيت السابق حكم الألف المتطرفة الواقعة بعد الراء ذكرت فى هذا البيت حكم الألف الواقعة قبل الراء فأمرت بتقليلها قولا واحدا إذا وقعت قبل راء مكسورة كسرا أصليا، وكانت متطرفة متصلة بالألف سواء وقعت هذه الألف بعد حرف استعلاء كالابصار، وكالفخّار، بقنطار. أم استفال نحو:

سحّار. هار. الدّار. القهار. وسواء تجردت من الضمير كهذه الأمثلة أم اقترنت به كأبصارهم. حمارك. ديارهم. أبصارهنّ. وأشعارها. دياركم. وخرج بقولى: مكسورة ما إذا وقعت الألف قبل راء مفتوحة نحو: وسار بأهله، إنّ الابرار». فلا تقليل له فيها. وبقولى أصليا راء أنصارى. فى قوله تعالى فى آل عمران، والصف: «من انصارى إلى الله» لأن كسرتها ليست كسرة أصلية، وإنما هى لمناسبة الياء فلا تقليل له فى الألف قبلها. وخرج بقولى: متطرفة ما إذا وقعت الألف قبل راء متوسطة نحو: «ونمارق» و «فلا تمار» بالكهف. إذ الراء فيهما متوسطة. أما فى «نمارق» فظاهر، وأما فى «فلا تمار» فلأن الأصل تمارى فلما دخل عليها الجازم وهو «لا» الناهية حذفت الياء، ومعلوم أن المحذوف لعلة كالثابت. فتكون الراء حينئذ متوسطة، وكذلك الجوار فى «ومن آياته الجوار» فى الشورى، «وله الجوار» فى الرحمن، «الْجَوارِ الْكُنَّسِ» بالتكوير. فالراء فيها متوسطة أيضا. لأنه من باب المنقوص، ووزنه «فواعل» فحذفت الياء من آخره للتخفيف فى موضع الشورى، ولالتقاء الساكنين فى موضعى الرحمن، والتكوير. وخرج بقولى: متصلة بالألف الراء فى نحو «طائر، مضارّ»، من قوله تعالى «غير مضارّ». فلا تقلل الألف قبلها للفصل بين الألف، والراء، أما فى «طائر» فظاهر، وأما فى «مضار» فلأن أصله مضارر فسكنت الراء الأولى وأدغمت فى الثانية وهكذا يقال فى «بضارّهم». ص- مع كافرين الكافرين إن أتى ... باليا وفى الجار خلاف ثبتا كذاك جبّارين ثمّ قلّلا ... توراة مع رافى الفواتح انجلى ش- يقلل ورش أيضا قولا واحدا لفظ «كافرين» المنكر، و «الكافرين» المعرف إذا كان كل منهما بالياء حيث وقعا سواء وقعا منصوبين نحو: «وَأَنَّ الْكافِرِينَ، وكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ»، أم مجرورين نحو: «مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ، مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ»، فإذا كانا بالواو فلا تقليل له فيهما (¬1). ثم أخبرت أن فى لفظ «الجار» ¬

_ (¬1) أى لا تقليل لورش فى لفظى «كافرون، والكافرون» ... مصححه.

وهو فى سورة النساء فى موضعين فى قوله تعالى: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ خلافا لورش بين الفتح، والتقليل، كذاك لفظ «جبّارين»، ووقع فى موضعين أيضا: الأول: فى سورة المائدة فى قوله تعالى: إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ. والثانى: فى سورة الشعراء فى قوله تعالى: بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ نقل عن ورش فيه الفتح والتقليل أيضا. ثم أمرت بالتقليل له قولا واحدا فى ألف. «توراة». حيث وقع معرفا ومنكرا، وفى ألف «را» قولا واحدا أيضا فى فواتح السور الست وهى: الر فاتحة يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، والمر فاتحة الرعد. ص- حم كلّه وها يا مريما ... وهابطه ميلها له انتمى ش- قلل ورش كذلك بلا خلاف عنه ألف «حا» من حم فى فواتح السور السبع وهى: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وألف «ها»، و «يا» فاتحة سورة مريم، فى كهيعص، وأمال إمالة كبرى ألف «ها» فاتحة سورة طه، ومعنى انتمى انتسب لورش ميل هذا الحرف، ولم يمل ورش إمالة كبرى فى القرآن الكريم غير هذا الحرف. ص- حرفى رأى قلّلهما إن وقعا ... قبل محرّك فكن مستمعا ش- قلل ورش حرفى «رأى» وهما الراء، والهمزة إن وقعا قبل حرف متحرك. سواء كان غير ضمير نحو: «رأى كوكبا، رأى قميصه،. رأى أيديهم». أم ضميرا سواء كان ضمير مخاطب وهو: «وإذا رآك الّذين كفروا، أم ضمير غائب نحو: «رآها تهتزّ، فلمّا رآه مستقرا، فإن وقعا قبل ساكن نحو: رءا القمر، رءا الشّمس، رءا المؤمنون» فتحهما، وصلا، وقللهما وقفا، فإن وقع بعدهما ساكن لازم فى حالتى الوصل، والوقف نحو: «فلمّا رأته، وإذا رأوك، وإذا رأيت» فتحهما وصلا ووقفا. ص- قلّل رءوس الآى فى النّجم الضّحى ... طه القيامة كما قد وضحا عبس والنّزع وشمس الأعلى ... والليل ثمّ اقرأ ومعها سألا وكلّ رأس فيه ها قد اختلف ... فيه وذكراها بتقليل وصف

ش- ذكرت فيما سبق أن لورش الفتح والتقليل فى الألفات المنقلبة عن ياء وما ألحق بها، وفى الألفات المرسومة ياء فى المصاحف. إلا ما استثنى وذكرت هنا أن ورشا يقلل هذه الألفات قولا واحدا إذا وقعت فى رءوس الآى، وأواخرها فى هذه السور الإحدى عشرة: النجم، الضحى، طه، القيامة، عبس، والنازعات، والشمس، والأعلى، والليل، والعلق، والمعارج. فقولى: قلل رءوس الآى، فى قوة الاستثناء من القاعدة السابقة فكأننى قلت: محل الخلاف عن ورش فى هذه الألفات إذا لم تكن فى رءوس آى السور المذكورة، أما إذا وقعت فى رءوس آى هذه السور فلا خلاف عن ورش فى تقليلها. واعلم أن ورشا يقلل بلا خلف عنه ألفات فواصل هذه السور المذكورة مطلقا سواء كانت يائية نحو: «الهدى، يرضى، يخشى»، أم واوية نحو: «والضّحى، القوى، سجى»، وسواء كانت أصلية كهذه الأمثلة أم زائدة نحو «العزّى، الأولى، النّجوى». وسواء كانت فى اسم، أو فعل والأمثلة ظاهرة. إلا إذا كانت هذه الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو: ضنكا، نسفا، عزما، فلا تقليل له فيها باتفاق الرواة عنه. ومعنى قولى: وكل رأس فيه ها قد اختلف ... الخ أن ورشا يقلل ألفات فواصل الآى فى السور المذكورة قولا واحدا إلا إذا وقع بعد هذه الألفات ضمير المؤنثة الغائبة وهو لفظ «ها» فإذا وقع هذا اللفظ بعد الألف جاز لورش فى هذه الألف الفتح والتقليل. ورءوس الآى التى ختمت بلفظ «ها» وقعت فى سورة والشمس وضحاها إلى آخر السورة وفى سورة والنازعات من قوله تعالى «أَمِ السَّماءُ بَناها- إلى آخر السورة إلا قوله تعالى «من ذكراها» فإنه يقللها قولا واحدا لوقوع الألف فيها بعد الراء وهذا معنى قولى: وذكرها بتقليل وصف. والحاصل أن الألفات المنقلبة عن ياء وما ألحق بها، والألفات المرسومة ياء فى المصاحف يقللها ورش بخلف عنه، وأن الألفات الواقعة بعد الراء، مثل «اشترى» والواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو «الغفّار»، يقللها ورش قولا واحدا إلا ما

استثنى مما ذكر، وأن الألفات الواقعة فى فواصل السور الإحدى عشرة يقللها قولا واحدا إلا إذا ختمت الفاصلة بضمير المؤنث نحو «فسوّاها» فله فيها الفتح والتقليل إلا كلمة «ذكراها» فليس له فيها إلا التقليل. وينبغى أن تعلم الكلمات التى وقعت فى السور الإحدى عشرة من ذوات الياء وليست فواصل لتعلم أن غيرها فواصل، وهى أربعون كلمة وقع فى سورة طه منها عشرون كلمة وهى: «أتاك. أتاها. لتجزى. هواه، فألقاها. وأعطى. فتولّى. موسى ويلكم، يا موسى إمّا، خطايانا، موسى أن اسر، موسى إلى قومه، وإله موسى، ألقى السّامرىّ،. فتعالى الله- عند الوقف- على ألقى وفتعالى، أن يقضى. وعصى آدم، اجتباه. هداى. حشرتنى أعمى. وفى سورة النجم ثمان كلمات: فأوحى، إذ يغشى السّدرة. تهوى الانفس» حين الوقف على «تغشى، وتهوى، عمّن تولّى، وأعطى، ثمّ يجزاه. هو أغنى، فغشّاها». وفى المعارج: فمن ابتغى، لا غير. أربع كلمات: بلى. ولو القى، أولى لك. ثمّ أولى لك. وفى النازعات أربع: أتاك. إذ ناداه، من طغى، ونهى، وفى الأعلى الّذى يصلى عند الوقف عليها. وفى الليل. من أعطى. يصلاها. فلورش فى هذه الكلمات كلها الفتح والتقليل. ص- وفى منوّن وقبل ساكن ... فقف بما أصّل غير واهن ش- قد تقع الألف المقللة فى كلمة منونة نحو «هدى، وقرى»، وقد تقع قبل سكون فى كلمة أخرى نحو: «موسى الكتاب»، «القرى الّتى». فإذا وقعت كذلك فإما أن تصلها بما بعدها، وإما أن تقف عليها. فإذا وصلتها بما بعدها فلا تقليل فيها مطلقا بل ولا فتح؛ لأنها فى هذه الحال تحذف لالتقاء الساكنين. وإذا وقفت عليها وجب أن تقف حسب ما تقتضيه القواعد السابقة. فإذا كانت من ذوات الياء فإمّا أن تكون من فواصل السور المذكورة، أو لا تكون من فواصلها، فإذا كانت من

الفواصل نحو: «طوى، العلى»، كلاهما بطه قللتها قولا واحدا، وإذا لم تكن من الفواصل، نحو: «مصفّى، وموسى الكتاب. كان لك فيها الفتح، والتقليل، وإذا كانت من ذوات الراء نحو: «قرى، ذكرى الدّار» قللتها قولا واحدا سواء كانت من الفواصل، أم لم تكن منها، وهذا معنى قولى «فقف بما أصّل» أى بما تأصل وتقرر لورش من القواعد السابقة. ص- وافتح لقالون جميع الباب ... وميّلا هار بلا ارتياب له وحيث جاء توراة افتحا ... وقلّلا وجهان عنه صحّحا ش- أمرت القارئ أن يقرأ لقالون بالفتح فى جميع هذا الباب، ثم استثنيت له كلمة واحدة فأمرت أن يقرأها له بالإمالة وهى كلمة «هار» فى سورة التوبة فى قوله تعالى «على حرف» هار، ولم يمل إمالة كبرى إلا فى هذه الكلمة ثم خيرته أن يفتح، أو يقلل لقالون لفظ «التّوراة» حيث وقع فى القرآن الكريم، والوجهان عنه صحيحان مقروء بهما له، والواو فى قولى: «وقللا» بمعنى أو، والله أعلم. فوائد [ثمان]: الفائدة الأولى: ضبط الإمام المتولى (¬1) الكلمات الواوية التى لا تقليل فيها بقوله: عصا شفا إنّ الصّفا أبا أحد ... سنا ما زكى منكم خلا وعلا ورد عفا ونجا قل مع بدا ودنا دعا ... جميعا بواو لا تمال لدى أحد ¬

_ (¬1) المتولى: هو العلّامة الكبير، شيخ القراء، والمقرئين بالديار المصرية، محمد بن أحمد بن عبد الله، الشهير بالمتولى عالما بحرا فى علوم الكتاب المبين، ضابطا للقراءات، متبحرا فيها متواترها، وشاذها، التحق بالأزهر، وحفظ متون القراءات، والتجويد، والفواصل، والرسم، والضبط، وغيرها من علوم على علّامة زمانه «السيد أحمد الدّرى» المالكى، الشافعى المعروف بالتهامى. عكف الشيخ المتولى على التأليف فأخرج من كنوز مكنونه ما يقارب الأربعين مؤلفا. ولد- رضى الله عنه- بالقاهرة- حى الدرب الأحمر سنة 1248، وقيل 1249، وقيل 1250 هـ، وتوفى سنة 1313 هـ، ودفن بالقرافة الكبرى بالقاهرة بقرب باب الوداع .. مصححه

الفائدة الثانية: إذا اجتمع مد البدل وذات الياء فى آية كان فيها لورش أربعة أوجه سواء تقدم البدل أم تأخر فمثال تقدم البدل قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى. فإذا قصر البدل فتح ذات الياء، وإذا وسط البدل قلل، وإذا مد البدل فتح، وقلل. ومثال تأخر البدل عن ذات الياء قوله تعالى «فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ»، فإذا فتح ذات الياء قصر البدل، ومده، وإذا قلل وسط، ومد، وإذا اجتمع ذات الياء، واللين فى آية كان له فيها أربعة أوجه، سواء تقدمت ذات الياء أم تأخرت. فمثال تقدم ذات الياء قوله تعالى «فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ» و «هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» فإذا فتح ذات الياء وسط اللين، ومده، وإذا قلل وسط ومد أيضا. ومثال تقدم اللين على ذات الياء قوله تعالى «وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ» إلى: و «سَعى فِي خَرابِها .. » فإذا وسط اللين فتح ذات الياء، وقللها، وإذا مد اللين فتح ذات الياء، وقللها أيضا. وإذا اجتمع مد البدل، واللين، وذات الياء فى آية كان لورش فيها ستة أوجه، سواء تقدم البدل، واللين على ذات الياء أم تقدم البدل وذات الياء على اللين، أم تأخر عنهما فمثال تقدم البدل واللين على ذات الياء قوله تعالى: «وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها»، فإذا قصر البدل وسّط اللين وفتح ذات الياء، وإذا وسط البدل وسّط اللين، وقلل ذات الياء، وإذا مد البدل وسط اللين، وفتح، وقلل فى ذات الياء، ثم مد اللين، وفتح، وقلل فى ذات الياء. ومثال تقدم البدل، وذات الياء على اللين قوله تعالى، وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ .. الآية. فإذا قصر البدل فتح ذات الياء، ووسط اللين، وإذا وسط البدل قلل ذات الياء، ووسط اللين. وإذا مد البدل فتح ذات الياء، ووسط اللين ومده أيضا.

ومثال تأخر البدل عن اللين، وذات الياء قوله تعالى «وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ» - الآية. فإذا وسط اللين فتح ذات الياء، وقصر البدل، ومده، ثم قلل ذات الياء، ووسط البدل، ومده. وإذا مد اللين فتح ذات الياء ومد البدل، ثم قلل ذات الياء، ومد البدل أيضا. وإذا اجتمع فى آية مد بدل، وواو «سوآت» وذات ياء كان فيها خمسة أوجه نحو «يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً- إلى وَلِباسُ التَّقْوى». الأول: قصر البدلين، والواو مع فتح ذات الياء. الثانى: توسط البدلين، وقصر الواو مع التقليل. الثالث: توسط البدلين والواو مع التقليل أيضا. الرابع: مد البدلين، وقصر الواو مع الفتح. الخامس: مد البدلين، وقصر الواو مع التقليل، وقس على هذه الآية ما أشبهها من الآيات. وإذا اجتمع ذات ياء وبدل موقوف عليه فى آية كان فيها ستة أوجه مثال ذلك قوله تعال فى آل عمران «ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ» فتح ذات الياء، وعليه قصر البدل، ومده ويزاد التوسط للعروض، ثم تقليل ذات الياء، وعليه توسط البدل، ومده، ويزاد القصر للعروض، وهذه الأوجه إذا وقفنا بالسكون المحض. فإذا وقفنا بالروم أيضا كانت الأوجه تسعة وبيانها كالآتى: فتح ذات الياء، وعليه فى «المآب» خمسة أوجه: القصر، والمد، وكل منهما مع السكون المحض، والروم فتصير أربعة، والخامس التوسط بالسكون المحض باعتبار العروض ويمتنع معه الروم لأن التوسط إنما جاز لأجل الوقف، ثم تقليل ذات الياء وعليه فى «المآب» أربعة أوجه أيضا: التوسط، والمد، وكل منهما مع السكون المحض والروم. وإذا اجتمع مد بدل موصول، وآخر موقوف عليه مع ذات ياء فى آية كان لورش فيها سبعة أوجه سواء تقدم البدل الأول على ذات الياء أم تأخر عنها.

مثال تقدمه قوله تعالى: فى سورة الرعد الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات طوبى لهم وحسن مئاب، وبيانها كالآتى قصر البدل الأول وهو «آمنوا» وعليه فتح ذات الياء «طوبى» مع القصر، والتوسط، والمد فى البدل الثانى، وهو «مآب» ثم توسط «آمنوا» مع تقليل «طوبى» والتوسط والمد فى «مآب»، ثم مد «آمنوا» مع فتح «طوبى» وتقليله، ومد «مآب»، وهذه الأوجه مع الوقف بالسكون المحض، ويزاد عليها أربعة مع الروم: الأول: القصر مع الروم فى «مآب» على وجه قصر البدل الأول. الثانى: التوسط بالروم فى «مآب» على وجه توسط البدل الأول. الثالث: المد فى «مآب» مع الروم على مد «آمنوا»، وفتح ذات الياء. الرابع: المد فى «مآب» مع الروم على مد «آمنوا»، وتقليل ذات الياء فحينئذ تصير الأوجه أحد عشر وجها. ومثال تأخر البدل الأول عن ذات الياء قوله تعالى فى سورة الروم ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ. وبيان الأوجه كالآتى: فتح ذات الياء مع قصر البدل الأول، ومع الثلاثة فى الموقوف عليه، ثم مد البدل الأول، والثانى ثم تقليل ذات الياء مع توسط البدل الأول، ومع التوسط، والمد فى الأخير، ثم مد الأول، والأخير معا على هذا التقليل فيكون له على الفتح أربعة أوجه، وعلى التقليل ثلاثة. فتكون الأوجه سبعة. وإذا اجتمع ذات ياء، ولين، وبدل موصول وآخر موقوف عليه فى آية كان فيهما لورش تسعة أوجه. مثال ذلك قوله تعالى: «وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ» - الآية. وبيانها كالآتى فتح ذات الياء مع توسط اللين، وقصر البدل الموصول. وتثليث الموقوف عليه. ثم مد البدل الموصول، والموقوف عليه معا. ثم مد اللين، والبدلين ثم تقليل ذات الياء مع توسط اللين، والبدل الموصول. والتوسط والمد فى الموقوف عليه ثم مد البدلين. ثم تطويل اللين، والبدلين.

وإذا اجتمع بدل، ورأس آية من آيات السور الإحدى عشرة كان لورش فيها ثلاثة أوجه: مثل قوله تعالى: «قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى». قصر البدل ووسطه، ومده، وعلى كلّ تقليل رأس الآية لأنه يقلّل رءوس الآى بلا خلاف، كما علمت. وإذا اجتمع فى آية ذات ياء وبدل ورأس آية من آيات هذه السور كان لورش فى ذات الياء والبدل الأربعة المعروفة مثل قوله تعالى: «وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى» فعلى فتح ذات الياء قصر البدل، ومدّه، وعلى تقليل ذات الياء توسط البدل، ومده، وعلى كلّ من هذه الأربعة تقليل «فغوى». الفائدة الثالثة: الوقف بالسكون على الراء المكسورة التى قبلها ألف مقللة ك «الابرار، والاسحار» لا يمنع تقليل الألف لأن سكون الراء عند الوقف عليها عارض فلا يعتد به. الفائدة الرابعة: اجتمع فى قوله تعالى فى سورة النساء: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً الآية «لين» وهو «شيئا»، وذوات ياء وهى «القربى» معا و «اليتامى»، «والجار» معا. وقد ذكر أهل الأداء عن ورش فى تحرير هذه الآية ثلاث طرق: الأولى: أربعة أوجه، وهى: تسوية الجار بذوات الياء فتحا وتقليلا، فيكون له على توسط اللين فتح ذوات الياء، «والجار» ثم تقليل ذوات الياء «والجار». وعلى المد هذان الوجهان أيضا. الثانية: ثمانية أوجه: توسط اللين وعليه فتح ذوات الياء، وعلى هذا الفتح، والتقليل فى «الجار» ثم تقليل ذوات الياء، وعليه الفتح، والتقليل فى «الجار»، فتكون الأوجه على التوسط أربعة،. ومثلها على المد فتكون ثمانية. الثالثة: ستة أوجه: توسط اللين، وعليه فتح ذوات الياء، وعلى هذا الفتح الوجهان فى «الجار»: الفتح والتقليل، ثم تقليل ذوات الياء «والجار» فيكون على التوسط ثلاثة أوجه، ثم مد اللين، وعليه فتح ذوات الياء، وعلى هذا الفتح وجهان فى «الجار» أيضا: الفتح، والتقليل، ثم تقليل ذوات الياء، وعليه الفتح فى «الجار» فأوجه المد ثلاثة أيضا فيكون المجموع ستة.

الفائدة الخامسة: فى قوله تعالى: قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ لورش طريقتان: الأولى؛ وجهان: الأول فتح «موسى، وجبّارين»، الثانى تقليلهما. الطريقة الثانية أربعة أوجه: فتح «موسى» وعليه الفتح، والتقليل فى جبّارين ثم تقليل «موسى»، وعليه الفتح والتقليل فى «جبّارين» أيضا. الفائدة السادسة: قوله تعالى: إِلَى الْهُدَى ائْتِنا فى سورة الأنعام. إذا وصلت «الهدى» ب «ائتنا» لورش، وأبدلت الهمزة حرف مد ألفا. فالألف الموجودة فى اللفظ بعد الدال يحتمل أن تكون هى المبدلة من الهمزة، وألف «الهدى» حذفت لالتقاء الساكنين، وعلى هذا لا يكون لورش فيها تقليل، ويحتمل أن تكون الألف الملفوظ بها هى ألف «الهدى»، وحذفت المبدلة من الهمزة للتخلص من التقاء الساكنين، وعليه يكون لورش الفتح، والتقليل. والصحيح المأخوذ به هو الأول ووجّه بأن ألف «الهدى» قد كانت، وذهبت مع تحقيق الهمزة فى حال الوصل، فكذا يجب أن تحذف مع تخفيف الهمزة بالإبدال لأن التخفيف عارض. أما إذا وقفت على «الهدى» فلا خلاف فى جواز التقليل لورش. الفائدة السابعة: لورش فى قوله تعالى: فى سورة هود وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ [إلى آخر الآية] ستة عشر وجها. وذلك أن له فى الهمزة الثانية من همزتى «ومن وراء إسحاق» وجهين: التسهيل، والإبدال مع المد المشبع. ويأتى على كلّ من هذين الوجهين: الفتح، والتقليل فى «يا ويلتا» فتكون أربعة. ويأتى على كلّ منها الوجهان فى «ء ألد» وهما تسهيل الثانية بين بين، والإبدال حرف مد فتصير الأوجه ثمانية، ويأتى على كل منها التوسط، والمد فى «شىء» فتصير الأوجه ستة عشر وجها. الفائدة الثامنة: اختلف أهل الأداء فى ألف «كلتا» فى قوله تعالى فى سورة الكهف «كلتا الجنّتين» فذهب بعضهم إلى أنها للتثنية. وذهب البعض الآخر إلى أنها للتأنيث فعلى القول الأول لا يكون فيها تقليل لورش وصلا ووقفا قولا واحدا. وعلى القول

باب الراءات

الثانى يجوز له فيها الفتح، والتقليل وأما «تترا» فى قوله تعالى فى سورة المؤمنون: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا فألفه للتأنيث، فتقلل لورش وصلا ووقفا قولا واحدا. الفائدة التاسعة: إذا وقفت على تراءى فى قوله تعالى: تراءى الجمعان كان فيها لورش أربعة أوجه: القصر مع الفتح، والتوسط، مع التقليل، والمد معهما، ومثلها «ونأى» وصلا ووقفا. ... باب الراءات [6] ص- رقّق ورش كلّ راء فتحت ... أو إن تضمّ بعد ياء سكنت أو بعد كسر لازم ولو فصل ... بينهما بساكن كما نقل إلّا بصاد أو بقاف أو بطا ... ففخّمنها بعد كلّ واضبطا ش- رقق ورش كل راء مفتوحة، أو مضمومة إذا وقع كل منهما بعد ياء ساكنة، سواء كانت الراء متوسطة نحو «فالمغيرات، كبيرهم» أم متطرفة نحو «والطّير»، «فتحرير» وسواء كانت مجردة من التنوين كهذه الأمثلة، أم مقرونة به نحو «خبيرا، خيرا». واحترزت بقولى: «سكنت» عن الراء الواقعة بعد ياء متحركة نحو «يرون، ويردّون» فلا ترقيق فيها لورش، كذلك يرقق ورش كل راء مفتوحة، أو مضمومة إذا وقعت بعد كسرة لازمة لا تنفصل عن الكلمة سواء كانت الراء متوسطة نحو «مراء، الآمرون»، أم متطرفة نحو «لينذر، السّاحر». وسواء كانت مجردة عن التنوين كما ذكر، أم مقرونة به نحو «شاكرا، منذر» وسواء كان ما قبلها حرف استفال كما ذكر، أم حرف استعلاء نحو «قاصرات، ناضرة، وتوقّروه». واحترزت «بالكسرة اللازمة» عن الكسرة المنفصلة عن الراء فى كلمة أخرى نحو «بأمر ربّك، على الكفّار رحماء» ونحو «برشيد، بربوة، لرقيّك» لأن حرف الجر وإن اتصل خطّا فهو فى حكم المنفصل لأنه مع مجروره كلمتان فيفخم ذلك، وأمثاله لورش.

ومعنى قولى «ولو فصل بينهما بساكن» أن ورشا يرقق الراء المفتوحة، والمضمومة إذا وقعت بعد كسرة لازمة سواء وقعت بعدها مباشرة أم فصل بينها، وبين الكسرة حرف ساكن نحو «وزرك، الذّكر، إكراه، إجرامى». فإذا كان الفاصل حرفا متحركا نحو «الكبر، والخيرة» فلا ترقق الراء حينئذ. ولا يخفى أن الكسرة التى يفصل بينها، وبين الراء حرف ساكن، يشترط فيها أن تكون لازمة أيضا. فإذا كانت منفصلة نحو «ما كان أبوك امرأ سوء، وإن امرأة» فلا ترقق الراء بعدها. ونحو «امرأ، امرأة، امرؤ» عند الابتداء بهذه الكلمات لأن كسرتها، وإن كانت متصلة بالكلمة لكنها عارضة إذ لا توجد إلا فى الابتداء فقط مع همزة الوصل التى أتى بها للتوصل إلى النطق بالساكن بعدها. ثم استثنيت من الحرف الساكن الذى يفصل بين الكسرة اللازمة، والراء، ولا يمنع ترقيقها: الصاد، والقاف، والطاء. فإن كان أحد هذه الحروف امتنع ترقيق الراء. وقد وقعت الصاد الساكنة فاصلة بين الكسرة اللازمة، والراء فى ستة مواضع: الأول: «إصرا» بالبقرة فى قوله تعالى رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً. الثانى: «إصرهم» فى سورة الأعراف فى قوله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ. الثالث: «مصرا» منونا فى سورة البقرة فى قوله تعالى اهْبِطُوا مِصْراً. الرابع: «مصر» غير منون فى سورة يونس فى قوله تعالى لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ. الخامس: «مصر» أيضا فى سورة يوسف فى قوله تعالى وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ. السادس: «مصر» أيضا فى سورة الزخرف فى قوله تعالى: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ. ووقعت القاف فى موضع واحد، وهو «وقرا» فى سورة الذاريات فى قوله تعالى: فَالْحامِلاتِ وِقْراً. ووقعت الطاء فى موضعين: الأول «قطرا» فى سورة الكهف فى قوله تعالى: أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً، والثانى فى سورة الروم فى قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ. ***

ص- والخلف فى حيران ذكرا سترا ... إمرا ووزرا ثمّ حجرا صهرا ش- اختلف عن ورش فى لفظ «حيران» فى سورة الأنعام فى قوله تعالى فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ فروى عنه فيه التفخيم، والترقيق، والوجهان صحيحان مقروء لورش بهما، واختلف عنه أيضا فى ست كلمات مخصوصة وهى: «ذكرا، سترا، إمرا، وزرا، حجرا، صهرا» فروى عنه جمهور أهل الأداء التفخيم حيث وقعت. وروى عنه البعض ترقيقها، والوجهان عنه صحيحان، وإن كان الأول مقدما فى الأداء. ص- وفخّمت فى الأعجمىّ وفى إرم ... وفى المكرّر بفتح أو بضم وقيل مستعل وإن حال الألف ... ورقّقن بشرر كما عرف ش- اتفق الرواة عن ورش على تفخيم الراء فى كل اسم أعجمى وجد فيه سبب الترقيق. والواقع منه فى القرآن الكريم ثلاثة أسماء وهى: «إبراهيم. إسرائيل. عمران» فتفخم الراء فى هذه الأسماء الثلاثة حيث ذكرت فى القرآن الكريم، واتفقوا عنه أيضا على تفخيم الراء فى لفظ «إرم» وهو فى سورة الفجر إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ، وعلى تفخيمها أيضا إذا ذكرت مكررة فى الكلمة سواء كانت مفتوحة، أم مضمومة، وقد وقعت مفتوحة مكررة فى أربع كلمات وهى: «ضرارا. قرارا، إسرارا، ومدرارا»، ووقعت مضمومة مكررة فى كلمة واحدة وهى «الفرار». كذلك اتفق الرواة عن ورش على تفخيم الراء إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء. والواقع فى القرآن من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط وهى: الطاء فى «الصراط» معرفا، ومنكرا حيث جاء فى القرآن الكريم. والضاد فى كلمة «إعراضا» فى سورة النساء، و «إعراضهم» بالأنعام- والقاف فى «فراق» بالكهف و «الفراق» بالقيامة. و «الاشراق» فى ص. وقولى: وإن حال الألف- راجع لقولى: وقبل مستعل- أعنى فخم ورش الراء إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء، وإن حال الألف بينها، وبين حرف الاستعلاء لأن الألف حاجز غير حصين فلا يعتد به.

والمراد أن الراء تفخم إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء بشرط أن يكون حرف الاستعلاء معها فى كلمة، فإذا كان حرف الاستعلاء فى كلمة أخرى فلا يمنع ترقيق الراء سواء حال بينه وبين الراء حائل غير الألف نحو «حصرت صدورهم»، أم وقع بعد الراء مباشرة نحو. «الذِّكْرَ صَفْحاً، يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ». ثم أمرت بترقيق الراء فى «بشرر» فى سورة المرسلات فى قوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ والمراد الأولى؛ لأن الثانية مكسورة فترقق للجميع، وإذا وقف ورش عليها رقق الراء الثانية فيها تبعا لترقيق الأولى. فوائد [ثلاث]: الفائدة الأولى: إذا قللت الراء نحو «ذكرى، بشرى، سكارى، يتوارى» رققت بلا خلاف عن ورش. الفائدة الثانية: إذا وقعت الخاء الساكنة بين الراء، والكسرة اللازمة فلا تمنع ترقيق الراء- لأنها- وإن كانت من حروف الاستعلاء- قد ضعفت بالهمس، والانفتاح، فأجريت مجرى حروف الاستفال، وقد وقعت فى لفظ «إخراج» فترقق الراء فيه حيث نزل فى القرآن الكريم سواء كان مجردا نحو قوله تعالى «غير إخراج». أم مقرونا بهاء الضمير نحو «وهو محرّم عليكموآ إخراجهم»، أو كافه نحو «وظاهروا على إخراجكموا أن تولّوهم». الفائدة الثالثة: إذا اجتمع بدل مع كلمة من الكلمات الست المخصوصة فى آية كان لورش فيها خمسة أوجه فقط كقوله تعالى «كذكركمو آباءكمو أو اشدّ ذكرا» فإذا قصر البدل كان له الترقيق، والتفخيم فى «ذكرا»، وإذا مد البدل كان له الوجهان المذكوران أيضا، فإذا وسطه لم يكن له فى «ذكرا» إلا التفخيم. فإذا اجتمع معهما ذات ياء كقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ كان له سبعة أوجه. وهى قصر البدل، وفتح ذات الياء، وترقيق «ذكرا»، وتفخيمه. ثم توسط البدل، وتقليل ذات الياء وتفخيم «ذكرا». ثم مد البدل مع الفتح، والتقليل فى ذات الياء، وعلى كل منهما التفخيم، والترقيق فى «ذكرا»، ولله أعلم.

باب اللامات

باب اللّامات [5] ص- غلّظ ورش فتح لام وليت ... صادا وطاء ثمّ ظاء أعجمت إذا أتين متحرّكات ... بالفتح قبل أو مسكّنات ش- التفخيم، والتغليظ لفظان مترادفان على معنى واحد. غير أن التفخيم غلب استعماله فى باب الراءات، والتغليظ غلب استعماله فى باب اللامات، والترقيق ضدهما. وقد غلظ ورش كل لام مفتوحة إذا وقعت بعد حرف من هذه الحروف الثلاثة الصاد، والطاء المهملة، والظاء المعجمة (¬1) سواء كانت اللام مخففة، أم مشددة، متوسطة، أم متطرفة، بشرط أن تكون الأحرف الثلاثة مفتوحات، أو ساكنات، والواقع فى القرآن الكريم من الصاد المفتوحة مع اللام المخففة «الصّلاة، وصلوات، وأ صلواتك، وصلاتهم، وصلح، وفصلت، ويوصل، وفصل، ومفصّلا، ومفصّلات، وما صلبوه»، ومع اللام المشددة «فصلّى، ويصلّى ومصلّى»، «أو يصلّبوا»، وأما الصاد الساكنة فوقعت فى «يصلى، وسيصلى، ويصلاها، وسيصلون، ويصلونها، واصلوها، فيصلب، من اصلابكم، وأصلح، وأصلحوا، وإصلاحا، وإصلاح، والاصلاح وفصل الخطاب» والواقع فى القرآن الكريم من الطاء المفتوحة مع اللام المخففة «الطلاق، وانطلق، فانطلقوا، وأطّلع، فأطّلع، وبطل، ومعطّلة وطلبا»، ومع المشددة «المطلّقات، وطلّقتم، طلّقكنّ، فطلّقوهنّ»، وأما الطاء الساكنة فوقعت فى موضع واحد وهو «حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ». والواقع من الظاء المعجمة المفتوحة مع اللام المخففة «ظلم، وظلموا، وما ظلمونا» ومع المشددة «ظلّام، وظلّلنا، فظلّت، وظلّ وجهه». وأما الظاء الساكنة فوقعت فى «ومن اظلم، وإذا أظلم، ولا يظلمون، فيظللن». وصفوة القول أنّ اللام تغلظ لورش بأربعة شروط شرطين فى اللام: الأول: أن تكون مفتوحة، وقد ذكرت هذا الشرط بقولى «فتح لام». ¬

_ (¬1) المعجمة: المنقوطة .. مصححه.

اللامات المختلف فيها عن ورش

الثانى: أن تقع بعد حرف من الحروف المذكورة مباشرة بألا يفصل بينها وبين الحروف فاصل غير الألف. وقد أشرت إلى هذا الشرط بقولى: وليت، وشرطين فى الحروف الأول: أن يكون كل منها قبل اللام، وقد دل على هذا الشرط قولى: وليت أيضا. الثانى: أن تكون مفتوحات، أو ساكنات، وقد ذكرت هذا الشرط بقولى: إذا أتين .. الخ. فخرج بالشرط الأول وهو فتح اللام ما إذا كانت مضمومة نحو يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، أو مكسورة نحو «ولأصلّبنّكم»، أو ساكنة نحو «صلصال». فإنها ترقق حينئذ، وخرج بالشرط الثانى وهو موالاتها للأحرف الثلاثة ما إذا فصلت عنها بغير الألف نحو «ومن لّم يستطع منكم طولا»، فترقق أيضا فإن كان الفاصل ألفا فسيأتى حكمها. وخرج بالشرط الأول فى الأحرف الثلاثة ما إذا وقعت بعد اللام نحو «لسلّطهم، ولظى». فترقق. وخرج بالشرط الثانى فيها وهو أن تكون ساكنة ما إذا كانت مضمومة نحو «الظّلّة»، أو مكسورة نحو «فصّلت»، فترقق اللام أيضا. [اللامات المختلف فيها عن ورش] ص- وخلفه قد أثبتوا فى طالا ... يصّالحا ومعه فصالا كذا الّذى يسكن عند الوقف ... وفى ذوات الياء أيضا فاعرف ش- لما ذكرت فى البيتين السابقين ما يغلظه ورش من اللامات باتفاق عنه ذكرت فى هذين البيتين ما يغلظه منها باختلاف عنه، وذلك فى ثلاث حالات. الأولى: إذا حالت الألف بين اللام، وأحد الأحرف الثلاثة المتقدمة، وذلك فى ثلاث كلمات: الأولى «طال»، الثانية «يصّالحا»، الثالثة «فصالا». فأما «طال» فوقعت فى ثلاثة مواضع: الأول: فى سورة طه فى قوله تعالى أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ. الثانى: فى سورة الأنبياء فى قوله تعالى: حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ.

الثالث: فى سورة الحديد فى قوله تعالى: فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ. وأما «يصالحا» فوقعت فى موضع واحد فى سورة النساء فى قوله تعالى: فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا. وأما «فصالا» فوقعت فى موضع واحد فى سورة البقرة في قوله تعالى فَإِنْ أَرادا فِصالًا. فروى جمهور أهل الأداء تغليظ اللام فى هذه الكلمات لأن الفاصل، وهو الألف حاجز غير حصين، وروى كثير ترقيقها؛ لوجود الفاصل، ورجح فى النشر التغليظ. الحالة الثانية: إذا كانت اللام متطرفة، ووقف عليها، وقد وقعت فى ثمانية مواضع: الأول: أَنْ يُوصَلَ بالبقرة. الثانى: فَلَمَّا فَصَلَ بالبقرة أيضا. الثالث: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ بالأنعام. الرابع: وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ بالأعراف [الآية: 118] الخامس: أَنْ يُوصَلَ بالرعد. السادس: ظَلَّ وَجْهُهُ بالنحل. السابع: وَفَصْلَ الْخِطابِ بص. الثامن: ظَلَّ وَجْهُهُ بالزخرف. فأخذ جماعة عن ورش بالتغليظ فيما ذكر؛ اتباعا للأصل، وطرحا للعارض، وهو سكون الوقف، وأخذ آخرون بالترقيق؛ اعتدادا بهذا العارض، والتغليظ أرجح كما فى النشر. الحالة الثالثة: إذا وقع بعد اللام ألف مقللة، وهذه الألف قسمان: الأول: ما كان فى كلمة ليست رأس آية.

الثانى: ما كان فى كلمة هى رأس آية. فإن كان فى كلمة ليست رأس آية، وذلك فى سبعة مواضع: الأول: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى بالبقرة حال الوقف على «مصلّى». الثانى: يَصْلاها مَذْمُوماً بالإسراء. الثالث: وَيَصْلى سَعِيراً بالانشقاق. الرابع: الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى بالأعلى عند الوقف على «يصلى». الخامس: تَصْلى ناراً حامِيَةً بالغاشية. السادس: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى بالليل. السابع: سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ بالمسد. فلورش فى اللام التى قبل الألف خلاف. فأخذ له بعض أهل الأداء بتغليظها، وآخرون بترقيقها. وقد سبق فى باب الفتح والإمالة أن لورش الفتح والتقليل فى ذوات الياء، ولا شك أن التغليظ والتقليل لا يمكن اجتماعهما فى القراءة، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل الأداء، فحينئذ يتعين مع التغليظ الفتح، ومع الترقيق التقليل، فيكون لورش فى كل كلمة من الكلمات السابقة وجهان: التغليظ مع الفتح. والترقيق مع التقليل، والأول أرجح. ص- وفى رءوس الآى حتما رقّقت ... وهى صلّى فى ثلاث ذكرت ش- هذا هو القسم الثانى من قسمى الألف المقللة الواقعة بعد اللام، وهو ما إذا وقعت فى كلمة هى رأس آية، وحكم اللام التى يقع بعدها ألف مقللة، وتكون فى كلمة هى رأس آية الترقيق حتما بلا خلاف عن ورش. ووقعت هذه اللام فى كلمة «صلّى»، وقد ذكرت هذه الكلمة فى ثلاثة مواضع: الأول: فى سورة القيامة فى قوله تعالى فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى.

ياءات الإضافة

الثانى: فى سورة الأعلى فى قوله تعالى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. الثالث: فى سورة العلق فى قوله تعالى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى. فائدة: اجتمع فى آية «والوالدات» فى البقرة كلمة «فصالا»، ومد بدل وهو «آتيتم» فأجاز بعض العلماء فى الآية ستة أوجه: ترقيق اللام فى «فصالا»، وعليه القصر، والتوسط، والمد فى البدل، ثم تغليظ اللام، وعليه الثلاثة المذكورة، وجعلها بعضهم خمسة فقط فمنع القصر على التغليظ، والله تعالى أعلم. ... ياءات الإضافة [14] ص- والياء فافتح عند فتح همزة ... أو كسرها أو ضمّها إلا الّتى فى ادعون واذكرون فاتّبعنى ... ترحمنى تفتنّى ذرونى أرنى ذرّيّتى يدعوننى تدعوننى ... معه يصدّقنى كذا أخّرتنى أنظرن آتونى بكهف ثبتت ... ويا بعهدى أوّلا قد سكنت ش- ياء الإضافة فى اصطلاح القراء هى الياء الزائدة الدالة على المتكلم. فخرج بقولنا «الزائدة» الياء الأصلية كالياء فى «أتهتدي، وإن ادرى. سآوى» وخرج بقولنا: «الدالة على المتكلم» الياء فى جمع المذكر السالم، نحو «حاضرى المسجد»، والياء فى نحو «فكلى واشربى» لدلالتها على المؤنثة المخاطبة لا على المتكلم، وتتصل ياء الإضافة بالاسم، والفعل، والحرف فتكون مع الاسم مجرورة المحل نحو «نفسى، وذكرى»، ومع الفعل منصوبة المحل نحو «أوزعنى، ستجدنى»، ومع الحرف مجرورة المحل ومنصوبته نحو «لى. إنّى»، وعلامة ياء الإضافة صحة إحلال الكاف، والهاء محلها فتقول فى فطرنى: فطرك، وفطره، وفى ضيفى: ضيفك وضيفه. وفى إنّى: إنك، وإنه. وفى لى: لك، وله. وتنقسم ياء الإضافة بالنسبة لما بعدها إلى ستة أقسام، لأن ما بعدها: إما أن يكون

همزة قطع، أو همزة وصل، أو حرفا آخر. وهمزة القطع: إما مفتوحة. أو مكسورة. أو مضمومة. وهمزة الوصل: إما مقرونة بلام التعريف، وإما مجردة عنها. وقد أمرت فى البيت الأول بفتح ياء الإضافة فى جميع القرآن إذا كان بعدها همزة قطع مطلقا سواء كانت مفتوحة نحو «ليبلونىء أشكر، هذه سبيلى أدعوا إلى الله، إنّى أعلم»، أم مكسورة نحو «ستجدنى إن شاء الله، وما توفيقى إلّا بالله، فتقبّل منّى إنّك»، أم مضمومة نحو «إنّى أمرت، إنّى أريد». ثم استثنيت فى الأبيات السابقة الياءات التى خرجت عن هذا الحكم فتقرأ بالإسكان. وهذه الياءات المستثناة منها ما بعده همزة قطع مفتوحة، ومنها ما بعده همزة مكسورة. ومنها ما بعده همزة مضمومة، وقد ذكرتها على الترتيب. فالياءات التى بعدها همزة قطع مفتوحة ذكرت فى الكلمات الآتية وهى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فى غافر، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ فى البقرة، فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ فى مريم، وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ فى هود، وَلا تَفْتِنِّي أَلا فى التوبة، ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى فى غافر، أَرِنِي أَنْظُرْ فى الأعراف. والياء التى بعدها همزة مكسورة ذكرت فى الكلمات الآتية: فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ فى الأحقاف، يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ فى يوسف، وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ، تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ كلاهما فى غافر، يُصَدِّقُنِي إِنِّي فى القصص، أَخَّرْتَنِي إِلى فى المنافقين، أَنْظِرْنِي إِلى فى الأعراف، والحجر، وص. والياءات التى بعدها همزة قطع مضمومة ذكرت فى موضعين آتُونِي أُفْرِغْ بالكهف، بِعَهْدِي أُوفِ بالبقرة. ص- وقبل لام العرف فتحها ثبت ... وعند همز الوصل أربع أتت مفتوحة قومى لنفسى ذكرى ... بعدى اسمه قد بيّنت فى الذّكر

ياءات أسكنها نافع

ش- ثبت فتح ياء الإضافة إذا وقعت قبل همزة الوصل المقرونة بلام التعريف فى جميع القرآن الكريم نحو: «لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا»، كما ثبت فتحها إذا وقعت قبل همزة الوصل المجردة عن لام التعريف فى أربعة مواضع: الأول: فى قوله تعالى: إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا فى سورة الفرقان. الثانى: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي اذْهَبْ فى طه. الثالث: وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي اذْهَبا فى طه أيضا. الرابع: مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فى سورة الصف. وما عدا هذه الياء تسكن، وهى فى ثلاثة مواضع: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ بالأعراف، أَخِي اشْدُدْ بطه، لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ فى سورة الفرقان. [ياءات أسكنها نافع] ص- وقبل غير الهمز أسكن بيتى ... فى نوح مع ما لى بنمل أثبت ما كان لى معا ولي مع نعجة ... معى جميعا غير ثانى الظّلّة ويا عباد أثبتنها مطلقا ... ساكنة فى زخرف أخا التّقى وكلّ ذا لنافع قد قرّرا ... وافتح مماتى له وحرّرا ش- كما ذكرت فى الأبيات السابقة حكم ياء الإضافة الواقعة قبل همزة القطع المفتوحة، والمكسورة، والمضمومة، والواقعة قبل همزة الوصل المقرونة بلام التعريف، والمجردة عنها- ذكرت فى هذه الأبيات حكمها إذا وقعت قبل حرف آخر من حروف الهجاء غير الهمزة، فأمرت بإسكانها فى الكلمات الآتية: الأولى: وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً فى سورة نوح. الثانية: فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ فى سورة النمل. الثالثة: ما كانَ لِي ووقعت فى موضعين: الأول وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بإبراهيم. الثانى: ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بص.

الرابعة: «ولي» المصاحبة لكلمة «نعجة»، ووقعت فى «ولي نعجة» فى ص. الخامسة: «معى» ووقعت فى تسعة مواضع: الأول: «فأرسل معى بنى إسرائيل» بالأعراف. الثانى: «معى عدوّا» بالتوبة، الثالث، والرابع، والخامس: «معى صبرا» بالكهف. السادس: «هذا ذكر من معى» بالأنبياء. السابع: «إنّ معى ربّى سيهدين» بالشعراء. الثامن: «ومن معى من المؤمنين» بها أيضا. التاسع: «معى ردا» بالقصص. وهذه الكلمة «معى» تقرأ بالإسكان أيضا فى جميع مواضعها ما عدا الموضع الثانى فى سورة الظلة، وهى الشعراء، وهو «ومن معى من المؤمنين» وسيأتى حكمه قريبا إن شاء الله تعالى. السادسة «يا عبادى لا خوف عليكم اليوم» .. فى الزخرف، وقد أمرت بإثبات يائها ساكنة فى الحالين أعنى وصلا، ووقفا، وهذا معنى قولى «مطلقا». ثم ذكرت أن جميع الأحكام التى تقدمت قد قرّرت لنافع، وثبتت عنه من روايتى قالون، وورش. وهذا معنى قولى: «وكل ذا لنافع قد قررا»، وهذه الأحكام هى فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مطلقا مفتوحة، أم مكسورة، أم مضمومة حيث وقعت فى القرآن الكريم ما عدا ما استثنيته فيما سبق، وفتحها إذا كان بعدها همزة وصل مصاحبة للام التعريف فى جميع القرآن الكريم، وفتحها إذا كان بعدها همزة وصل مجردة عن اللام فى أربعة مواضع وقد بينت مواضعها فيما تقدم: وإسكانها فى كلمات مخصوصة ذكرتها مع مواضعها آنفا. وأخيرا أمرت بفتح الياء لنافع فى «مماتى» وهى فى قوله تعالى «ومماتى لله ربّ العالمين» فى سورة الأنعام. وهذه الأحكام كلها قد اتفق عليها قالون، وورش عن نافع.

ياءات أسكنها قالون

[ياءات أسكنها قالون] ص- سكن قالون ومن معى ولي ... فيها ومحياى وإخوتى انقل وياء أوزعنى معا ربّى إن ... ن فيها لقالون خلاف قد زكن ش- لما ذكرت فيما مضى الياءات التى اتفق على حكمها قالون، وورش بينت هنا، وفيما يأتى ما انفرد به كل منهما فذكرت أن قالون أسكن الياء فى الكلمات الآتية. الأولى: «ومن معى من المؤمنين» وهو الموضع الثانى بسورة الشعراء الذى وعدت ببيان حكمه. الثانية: «ولي فيها مآرب أخرى» بطه. الثالثة: «ومحياى» فى الأنعام. الرابعة: «إخوتى» فى سورة يوسف فى قوله تعالى «وبين إخوتى». الخامسة: «أوزعنى»، ووقعت فى النمل، والأحقاق، ولذلك قلت «معا». السادسة: «ربى» الذى بعدها لفظ «إن» وهى فى سورة فصلت فى قوله تعالى وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي، ولقالون فى هذه الياء خلاف: فروى عنه فتحها، وروى عنه إسكانها، وقيدتها بوقوع «إنّ» بعدها احترازا من قوله تعالى فى الكهف: وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ فلا خلاف فى قراءتها بالإسكان لجميع القراء. وتخصيص قالون بإسكان هذه الياءات يدل على أن ورشا يقرؤها كلها بالفتح، ومعنى زكن- علم. [ياءات انفرد بفتحها ورش] ص- وليؤمنوا بى فافتحا لورشهم ... مع تؤمنوا لى كما عنه علم والخلف فى محياى عنه قد ثبت ... ويا المضاف كلّها قد وضحت اختص ورش بفتح الياءين فى «وليومنوا بى» فى البقرة، «ومن لّم تومنوا لى» فى الدخان. وله فى «ومحياى» بالأنعام خلاف، فروى عنه فيها الوجهان: الفتح، والإسكان.

باب ياءات الزوائد

واختصاص ورش بفتح «وليومنوا بى»، «وإن لّم تومنوا لى» يدل على أن قالون يقرؤهما بالإسكان. وقد علمت أن قالون يقرأ بإسكان ياء «ومحياى»، وإذا قرأت بإسكان يائها لقالون، أو لورش، فلا بد من مدّ الألف مدا مشبعا ست حركات لأجل الساكنين (¬1). والوقف، والوصل فى ذلك سواء. وإلى هنا تم الكلام على ياءات الإضافة، ووضحت أحكامها لكل من الراويين، والله الموفق. ... باب ياءات الزّوائد [15] ص- ونافع يزيدها فى الوصل ... للاتّباع ولقفو الأصل أوّلهنّ ومن اتّبعنى ... وقل ويأت لا لئن أخّرتنى والمهتدى الإسراء والكهف وأن ... يهدينى نبغ بها مع يؤتين تعلّمن تتّبعن آتان ... مع فتحها فى النّمل خذ بيانى وأ تمدّونني والجوار فى ... ثمّ إلى الدّاع المناد أضف وأحرف ثلاثة فى الفجر ... أكرمنى أهاننى مع يسر ش- الياءات الزوائد عند علماء القراءة هى الياءات المتطرفة الزائدة فى التلاوة على رسم المصاحف العثمانية، ولكونها زائدة فى التلاوة على الرسم عند من أثبتها سميت زوائد. والفرق بينها، وبين ياءات الإضافة من أربعة أوجه: الأول: أن الياءات الزوائد تكون فى الأسماء نحو: «الدّاع، والجوار»، والأفعال نحو: «يوم يأت، ويسر» ولا تكون فى الحروف، بخلاف ياءات الإضافة فإنها تكون فى الأسماء، والأفعال، والحروف كما تقدم. ¬

_ (¬1) ويكون المد حينئذ من قبيل المد اللازم الكلمى المخفف ك «ءآلئن» موضعى سورة يونس. مصححه.

ما أثبته قالون وورش من الياءات

الثانى: أن الزوائد محذوفة من المصاحف بخلاف ياءات الإضافة فإنها ثابتة فيها. الثالث: أن الخلاف فى ياءات الزوائد بين القراء فى الحذف، والإثبات بخلاف ياءات الإضافة فإن الخلاف بينهم فيها بين الفتح، والإسكان. الرابع: أن الياءات الزوائد تكون أصلية، وزائدة. فمثال الأصلية «الداع، المناد، يوم يأت، إذا يسر»، ومثال الزائدة «وعيد، ونذر» بخلاف ياءات الإضافة فإنها لا تكون إلا زائدة. وقد أخبرت أن نافعا بكماله من روايتى قالون، وورش عنه يثبت الياءات فى الوصل، ومفهوم قولى «فى الوصل» أن يحذفها فى الوقف. وقولى «للاتباع، ولقفو الأصل» بيان للعلتين اللتين أوجبتا إثبات الياءات عند نافع: الأولى: اتباع النقل الوارد عن شيوخ نافع بإثبات هذه الياءات. الثانية: اتباع الأصل، والأصل فى هذه الياءات الإثبات، وإنما حذفت تخفيفا. وهذه الياءات الزوائد التى يثبتها نافع، وصلا، ويحذفها إذا وقف تنقسم ثلاثة أقسام: قسم اتفق قالون، وورش على إثباته، وقسم انفرد قالون بإثباته. وقسم انفرد ورش بإثباته. وهذه الأبيات قد اشتملت على ما اتفق قالون وورش على زيادته: [ما أثبته قالون وورش من الياءات] فأولى هذه الياءات الياء فى «وَمَنِ اتَّبَعَنِي وقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» بآل عمران، وقيدتها بوقوع لفظ «وقل» بعدها احترازا من «وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ» بيوسف فإن ياءه ثابتة للجميع وصلا، ووقفا. الثانية: الياء فى «يوم ياتى لا تكلّم نفس الّا بإذنه» فى هود، وقيدتها بوقوع «لا» بعدها احترازا من «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ» بالأنعام فياؤه ثابتة للكل وصلا، ووقفا. الثالثة: الياء فى «لئن اخّرتنى إلى يوم القيامة» بالإسراء، وقيدتها بوقوع «لئن» قبلها احترازا من «لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ» فى المنافقين فياؤه ثابتة فى الحالين.

الرابعة: الياء فى «المهتدى» فى الإسراء. الخامسة: الياء فى «المهتدى» بالكهف. وأضفت «المهتدى» إلى السورتين احترازا من «المهتدى» بالأعراف فياؤه ثابتة للجميع وصلا، ووقفا. السادسة: الياء فى «أن يهدينى ربّى» بالكهف، وقيدتها بها احترازا من «أن يهدينى سواء السّبيل» بالقصص فهى ثابتة مطلقا. السابعة: الياء فى «ما كنّا نبغى» فى الكهف، وقيدتها بها احترازا من «ما نبغى» بيوسف فياؤه ثابتة مطلقا أيضا. الثامنة: الياء فى «أن يؤتينى خيرا من جنّتك» بالكهف. التاسعة: الياء فى «أن تعلّمنى ممّا علّمت رشدا» بها أيضا. العاشرة: الياء فى «ألّا تتّبعنى أفعصيت أمرى» بطه، ولا نظير لهذه الثلاثة فى القرآن الكريم. الإحدى عشرة: الياء فى «فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ» فى النمل. وقولى: مع فتحها معناه أن نافعا يثبتها فى الوصل مفتوحة، وسيأتى حكم الوقف عليها للراويين. وقيدتها بالنمل احترازا من «آتانِيَ الْكِتابَ» بمريم فياؤه ثابتة مطلقا لكل القراء. الثانى عشرة: «أتمدّوننى بمال» فى النمل، ولا نظير له فى القرآن الكريم، ولهذا لم أقيده. الثالث عشرة: الياء فى «ومن آياته الجوارى فى البحر» فى الشورى، قيدته ب «فى» احترازا من «وَلَهُ الْجَوارِ» فى الرحمن، و «الْجَوارِ الْكُنَّسِ» فى التكوير فالياء فيهما محذوفة فى الحالين. الرابع عشرة: الياء فى «مهطعين إلى الدّاعى» بالقمر، وقيدته ب «إلى» احترازا من «يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ» بالقمر أيضا، ومن «أجيب دعوة الدّاع إذا دعان» فسيأتى حكمها. الخامس عشرة: فى «المناد» فى قوله «يوم يناد المنادى» فى ق، ولا نظير له، ولذا لم أقيده. السادس عشرة، والسابع عشرة، والثامن عشرة: الياء فى «أكرمنى وأهاننى، ويسرى» فى سورة الفجر، ولا نظير لهذه الثلاث فى القرآن الكريم. ***

ما انفرد قالون بزيادته من الياءات

[ما انفرد قالون بزيادته من الياءات] ص- وزاد قالون له إن ترن ... واتّبعون أهدكم فى المؤمن وحذف يا الدّاع إذا دعان ... رجّحه له ذوو البيان ش- لما فرغت من ذكر ما اتفق قالون، وورش على زيادته من الياءات وهو القسم الأول، ذكرت هنا ما انفرد قالون بزيادته، وهو القسم الثانى، فأخبرت أن قالون زاد لنافع- أى عنه- ياءين اثنتين: الأولى: الياء فى «إن ترنى أنا أقلّ منك» فى الكهف، ولم أقيده لأنه لا نظير له. الثانية: الياء فى «اتّبعونى أهدكم سبيل الرّشاد» فى سورة المؤمن، وهى غافر. وقيدتها ب «أهدكم» احترازا من «فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ» فى آل عمران، فياؤه ثابتة فى الحالين للكل، ومن «فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي» فى سورة طه، فياؤه ثابتة فى الحالين للكل أيضا، ومن «وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» فإن ياءه محذوفة فى الحالين. وعلى هذا يكون قولى: «فى المؤمن»، تكملة للبيت فحسب، وليس للتقييد لحصوله بقولى: «أهدكم». ثم أخبرت أن حذف الياءين فى قوله تعالى فى سورة البقرة: «أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ» لقالون رجحه له العلماء الفصحاء المتقنون فيكون لقالون فيهما وجهان: الحذف، والإثبات، والحذف أرجح. [ما انفرد ورش بزيادته من الياءات] ص- وورش الدّاع إذا دعان ... قد أثبت اليا فيه عن إيقان ويا وعيد حيث جا والباد ... تردين والتّلاق والتّناد كذاك يدع الدّاع مع دعاء ... تسألن فى هود بلا مراء يكذّبون قال ينقذون ... فاعتزلون ثمّ ترجمون بالواد فى الفجر وكالجواب ... نذير بالملك بلا ارتياب فى أربع نكير ثمّ نذر ... فى ستّة قد أشرقت فى القمر آتانى الله لعيسى فقف ... بالحذف والإثبات أولى فاعرف

ش- لما أنهيت الكلام على ما انفرد قالون بزيادته ذكرت ما انفرد ورش بزيادته وهو القسم الثالث، وقد أثبت الياءات فى الكلمات الآتية: الأولى والثانية: الدّاعي إذا دعانى فى سورة البقرة فى قوله تعالى: أجيب دعوة الدّاعي إذا دعانى. الثالثة: «وعيد» ووقعت فى ثلاثة مواضع: الأول: فى إبراهيم «وخاف وعيدى»، الثانى: «فحقّ وعيدى»، الثالث: «من يخاف وعيدى» كلاهم فى ق. الرابعة: «والباد» فى سورة الحج «سواء العاكف فيه والبادى». الخامسة: «تردين» فى سورة الصافات «قال تالله إن كدت لتردينى». السادسة، والسابعة: «التلاق» فى «يوم التّلاقي يوم هم بارزون»، و «التناد» فى «يوم التّنادى يوم تولّون مدبرين» كلاهما بغافر. الثامنة: «يوم يدع الدّاعى إلى شىء نكر» بالقمر. التاسعة: «ربّنا وتقبّل دعائى» بإبراهيم. العاشرة: «فلا تسألنّى ما ليس لك به علم» فى هود، وقيدتها بهود احترازا من: «فلا تسألنى عن شىء» فياؤها ثابتة فى الحالين. الحادى عشرة: «إنّى أخاف أن يكذّبونى قال سنشدّ» بالقصص، وقيدتها بوقوع «قال» بعدها احترازا من «قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ. وَيَضِيقُ صَدْرِي» فى الشعراء فياؤها محذوفة فى الحالين. الثانى عشرة: «ولا ينقذونى» فى يس. الثالث عشرة، والرابع عشرة: «أن ترجمونى، وإن لّم تومنوا لى فاعتزلونى» كلاهما فى الدخان. الخامس عشرة: «الّذين جابوا الصّخر بالوادى» فى سورة الفجر، وقيدتها بها احترازا من: «بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ» فياؤها محذوفة مطلقا.

سورة الفاتحة

السادس عشرة: «وجفان كالجوابى» فى سبأ. السابع عشرة: «فكيف كان نذيرى» بالملك. الثامن عشرة: «نكير» فى: «فكيف كان نكيرى» فى الحج، وسبأ، وفاطر، والملك. التاسع عشرة: إلى الرابعة والعشرين: «ونذر» فى: «فكيف كان عذابى ونذرى»، ووقعت فى ستة مواضع فى سورة القمر، وقولى: «قد أشرقت فى القمر» أى ظهرت واستبانت فى هذه السورة والتعبير بأشرقت مناسب للقمر كما لا يخفى. وأخيرا ذكرت حكم الوقف على «فَما آتانِيَ» فى النمل لقالون فأمرت بالوقف له بحذف الياء، ثم أخبرت أن الإثبات له أولى من الحذف، فيكون له فى الوقف عليها وجهان: الحذف والإثبات وهو أرجح، وقد خالف قالون أصله فى الوقف على هذه الكلمة لأن مذهبه إثبات جميع الياءات المذكورة وصلا فقط. كما تقدم أول الباب، وأما ورش فعلى أصل مذهبه فى الوقف على هذه الكلمة، فيحذف ياؤها، ولهذا لم أتعرض فى النظم لبيان مذهبه فى الوقف عليها. واعلم أن ما عدا ما ذكرته من الياءات المحذوفة من رسم المصاحف فإن قالون، وورشا يحذفانها وصلا، ووقفا، والله تعالى أعلم. سورة الفاتحة [2] ص- ونافع بقصر مالك تلا ... وميم جمع سكّننّ أوصلا قبل محرّك لقالون فع ... صلها لورش قبل همز القطع ش- أخبرت أن نافعا- من روايتى قالون، وورش عنه- قرأ بقصر لفظ «مالِكِ» من قوله تعالى: «ملك يوم الدّين»، والمراد بالقصر هنا: حذف حرف المد الذى بعد الميم، وهو الألف، وهذا أحد إطلاقى القصر، كما سبق فى باب القصر، والمد، ثم خيّرت القارئ بين تسكين ميم الجمع، وصلتها بواو بعد ضمها إذا وقعت قبل حرف متحرك سواء كان همزا، أم غيره نحو: «إن كنتم آمنتم بالله»، وهذا الحكم لقالون فله فى كل ميم جمع واقعة قبل متحرك وجهان: الأول: إسكانها، الثانى: ضمها بواو. ثم أمرت القارئ أن يصل ميم الجمع لورش إذا

وقعت قبل همز القطع. نحو: «وإذا قيل لهموا آمنوا، ومنهمو أمّيّون، فى قلوبهمو إلا»؛ فإذا وقعت قبل حرف متحرك غير همز القطع نحو «فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ» فلا يصلها، بل يسكنها، واحترزت بقولى: «قبل محرك» عن وقوعها قبل ساكن نحو: «مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ» فلا يصلها قالون ولا ورش بل يضمانها من غير صلة تخلصا من التقاء الساكنين. فوائد [أربع]: الأولى: ميم الجمع هى الميم الزائدة الدالة على جمع المذكرين حقيقة أو تنزيلا؛ فخرج بالزائدة الميم الأصلية كميم «كم، وليحكم»، وبالدالة على جمع المذكرين الميم فى نحو: «وَآتَيْناهُمَا»، ودخل فى قولى: «حقيقة، أو تنزيلا» الميم فى نحو: «خلقكم» فإنها دالة على الجمع حقيقة، والميم فى نحو: «على خوف من فرعون وملائهمو أن يفتنهم»، فإن الضمير فى «ملائهم» يعود على «فرعون» وحده، وجمع. الثانية: عرفت فى باب المد، والقصر أن لقالون وجهين فى المنفصل وهما القصر، والتوسط، وعرفت هنا أن له وجهين فى ميم الجمع وهما الإسكان، والصلة؛ فإذا اجتمع المنفصل، وميم الجمع فى آية واحدة كان له وجهين فى ميم الجمع وهما: الإسكان، والصلة؛ فإذا اجتمع المنفصل وميم الجمع فى آية واحدة كان له فيهما أربعة أوجه. سواء تقدم المنفصل على ميم الجمع أم تأخر عنها. مثال تقدم المنفصل على ميم الجمع قوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» ... الآية؛ فإذا قصر المنفصل أتى فى ميم الجمع بالسكون، والصلة، وإذا وسط المنفصل أتى فى الميم بالوجهين المذكورين، ومثال تأخر المنفصل عن ميم الجمع قوله تعالى: «خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ» ... الآية؛ فإذا أسكن الميم قصر المنفصل، ووسّطه، وإذا وصلها قصره، ووسطه أيضا. الثالثة: إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع وقرأت لقالون بالصلة كان المد حينئذ من قبيل المنفصل فيجوز له فيه وجهان القصر، والتوسط؛ فإذا اجتمع فى آية ميم

سورة البقرة

جمع بعدها همزة قطع، وميم جمع أخرى بعدها حرف متحرك آخر كان لقالون فى هذه الآية ثلاثة أوجه، كقوله تعالى: «سواء عليهموا أأنذرتهموا أم لم تنذرهموا لا يؤمنون» الوجه الأول: إسكان الميمين، الثانى: صلتهما مع قصر مد الأولى. الثالث: صلتهما مع توسط مد الأولى، وإذا قرأت لورش بصلة ميم الجمع التى بعدها همزة قطع كان المد حينئذ من قبيل المنفصل أيضا؛ فلا بد من إشباعه ست حركات كما هو مذهبه فى المد المنفصل. الفائدة الرابعة: هذه الأحكام التى ذكرتها لقالون، وورش فى ميم الجمع إنما هى فى حال وصلها بما بعدها. أما عند الوقف عليها فلا خلاف بين قالون، وورش فى إسكانها، والله تعالى أعلم. ... سورة البقرة [29] ص- ويخدعون اقرأه مثل الأوّل ... وضمّ يكذبون وافتح ثقّل ش- أمرت القارئ أن يقرأ قوله تعالى «وما يخادعون إلّا أنفسهم» مثل الحرف الأول وهو «يُخادِعُونَ اللَّهَ» أعنى بضم الياء، وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال، وأن يضم الياء، ويفتح الكاف، ويثقل الذال فى لفظ «يَكْذِبُونَ»، وقد أطلقت هذين الحكمين، ولم أسندهما لأحد الراويين فيعلم منه اتفاقهما عليهما، وهكذا كل حكم مطلق- كما سبق شرح ذلك فى الخطبة. ص- سكّن لعيسى هاء هو هى بعد فا ... أو واو أو لام وثمّ هو اعرفا ش- أمرته أن يسكن لعيسى- وهو قالون- هاء لفظ هو ضمير المذكر المنفصل المرفوع، وهاء لفظ هى ضمير المؤنث المنفصل المرفوع، إذا وقع كل منهما بعد فاء، أو واو، أو لام زائدة فى جميع القرآن الكريم نحو «فَهُوَ وَلِيُّهُمُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ»، ونحو «فَهِيَ خاوِيَةٌ، وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ، لَهِيَ الْحَيَوانُ»، وقولى: «زائدة» احتراز عن اللام الأصلية نحو «لهو الحديث» إلا «لعب ولهو»، فهى ساكنة لجميع القراء لأنها ليست هاء، وهو الضمير، كذلك

يسكن قالون هاء لفظ «هو» الواقع بعد «ثمّ» فى قوله تعالى فى سورة القصص «ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ» ولا نظير له فى القرآن الكريم. وفهم من نسبة الإسكان لقالون أن ورشا لا يسكن بل يقرأ بالضم فى هاء «هو»، وبالكسر فى هاء «هى» حيث وقعا فى القرآن الكريم. ص- نغفر كالاعراف فضمّ وافتحا ... لنافع ذكّر هنا قد وضحا أنّث فى الاعراف وبالهمز اقرا ... باب النّبىّ مع هزوا وكفؤا ش- وقع لفظ نغفر فى سورة البقرة فى قوله تعالى «يغفر لكم خطاياكم»، وفى سورة الأعراف فى قوله تعالى: «تغفر لكم خطيئاتكم»، وقد أمرت القارئ أن يضم الحرف الأول فى الموضعين- ويفتح الحرف الثالث فيهما. لنافع، وأن يذكر فى موضع البقرة، ويؤنث فى موضع الأعراف فيقرأ فى موضع البقرة بالتذكير أى بالياء مع ضمها وفتح الفاء، وفى موضع الأعراف بالتأنيث أى بالتاء مع ضمها وفتح الفاء أيضا، ثم أمرته أن يقرأ بالهمز «باب النبى»، وهو كل ما أتى من لفظه سواء كان مفردا، نحو «نبىء، والنّبئ»، أم مجموعا نحو «الأنبئاء، والنّبيئون، والنّبيئين»، وكذا لفظ «النّبوءة»، ويقرأ بالهمز أيضا لفظ «هزوا» حيث وقع فى القرآن الكريم وصلا ووقفا نحو «وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً» ولفظ «كُفُّوا» قد وقع فى قوله تعالى «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ»، ولا يخفى أن المد فى «النّبيئون، والنّبيئين، والنّبوءة» من قبيل المتصل فيمد كل حسب مذهبه، ولا يخفى ما فيه من البدل. ص- فى للنّبىّ إن لعيسى أبدلا ... كذا الّتى قبل إلّا واصلا ش- خالف قالون أصله فى همز «النبى»، فقرأ بإبدال الهمز ياء مع إدغام الياء التى قبلها فيها فى موضعين: الأول: قوله تعالى: «إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ». الثانى: «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا» كلاهما فى سورة الأحزاب.

وهذا الحكم إنما هو فى حال الوصل فقط وهذا معنى قولى «واصلا»، وأما فى حال الوقف فيقرأ بالهمز على أصل مذهبه. واقتصرت فى النظم على الأمر بالإبدال دون الإدغام اعتمادا على ما هو مقرر من أنه إذا اجتمع فى كلمة ياءان، وكانت الأولى ساكنة، والثانية متحركة فلا بد من إدغام الأولى فى الثانية. ص- والصّابئين الصّابئون فاحذف ... همزته كذا يضاهون اقتف ش- أمرت بحذف الهمزة من هذه الألفاظ الثلاثة: الأول: «الصّابئين» وقد ذكر فى موضعين. الأول فى سورة البقرة فى قوله تعالى: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابين الثانى: فى سورة الحج فى قوله تعالى: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابين. فيقرأ هذا اللفظ هكذا «الصّابين» «كالدّاعين». الثانى: «الصّابئون»، وهو فى سورة المائدة فى قوله تعالى: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابون وفى هذا اللفظ تضم الياء مع حذف الهمزة فيقرأ هكذا، «الصّابون»، نحو «الدّاعون». الثالث: «يضاهئون»، وهو فى سورة التوبة فى قوله تعالى: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ، وفى هذا اللفظ تضم الهاء مع حذف الهمزة فيقرأ هكذا «يضاهون» مثل «يراعون»، وقولى: «اقتف» من الاقتفاء، وهو تتبع الأثر أى تتبع قراءة نافع وسر على نهجه فيها. ص- وظا تظاهرون مع تظاهرا ... شدّد خطيئته جمعه جرى ش- أمرت بتشديد الظاء فى «تظّاهرون» فى قوله تعالى فى هذه السورة تظّاهرون عليهم بالاثم والعدوان وفى «تظاهرا»، وهو فى سورة التحريم فى قوله تعالى وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ، ثم أخبرت أن لفظ «خطيئته»، جمعه جرى فى قراءة نافع أعنى قرأه نافع [خطيئاته] بالجمع، وجمعه يكون بمد الهمزة، وحينئذ يكون مدها من قبيل البدل فلورش فيه الثلاثة المعروفة، وقدمت لفظ «تظاهرون» على «خطيئته» فى الذكر لضرورة النظم.

ص- فى تعملون الغيب ميكال زد ... همزا بكسر واتل تسأل ترشد ش- أخبرت أن الغيب ثابت فى لفظ «تعملون» فى قراءة نافع، والمراد به قوله تعالى «وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ» الذى بعده «أُولئِكَ الَّذِينَ»، والدليل على هذا المراد ذكرى له بعد «تظاهرون»، وقبل «ميكال» فكأننى قلت: الغيب ثابت فى لفظ «تعملون» الواقع عقب لفظ «تظّاهرون»، وقبل لفظ «ميكال» فتعين أن يكون هو المراد. ثم أمرت بزيادة همز مكسور بعد الألف فى لفظ «ميكال»، فيقرأ هكذا «ميكائل»، وحينئذ يكون مد الألف من قبيل المد المتصل فيمده كل من قالون وورش حسب مذهبه. وأخيرا أمرت أن يقرأ لفظ «تسأل» فى قوله تعالى «وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ» بفتح التاء، وجزم اللام، كما لفظت به فى البيت، وهذا أول المواضع التى اكتفيت فيها بلفظ القراءة عن ذكر قيودها. ص- واتّخذوا افتح قل وأوصى قد ورد ... وأم تقولون بغيب اعتمد ش- أمرت بفتح الخاء من قوله تعالى وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى، وبأن يقرأ قوله تعالى «وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ» هكذا .. «وأوصى» بزيادة همزة مفتوحة بين الواوين مع إسكان الواو الثانية، وتخفيف الصاد، وأخبرت بأن قوله تعالى «أم يقولون إنّ إبراهيم» اعتمد نافع قراءته بياء الغيب. ص- خاطب يرى خطوات سكّن مع شغل ... والاذن أذن أكلها مع الأكل أكل وأكله وضمّ نكرا ... كلا وعقبا وكذاك نذرا لنافع وورشهم قدرا ... فى قربة لّهم كما قد ذكرا ش- أمرت أن يقرأ «يرى» بتاء الخطاب فى قوله تعالى ولو ترى الّذين ظلموا ثم أمرت بتسكين الطاء فى لفظ «خطوات» حيث نزل فى القرآن الكريم نحو وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ، وتسكين الغين فى لفظ «شغل» فى سورة يس فى قوله تعالى إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ، وتسكين الذال فى لفظ «أذن»، كيف وقع فى القرآن الكريم سواء كان مجردا من لام التعريف، وقد وقع فى ثلاثة مواضع الأول، والثانى فى سورة التوبة فى قوله تعالى: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ

«لكم،» والثالث فى الحاقة فى قوله تعالى وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ، أم كان مقرونا بها وهو فى موضعين فى سورة المائدة فى قوله تعالى وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ، وسواء كان مفردا كما ذكر، أم مثنى، وهو فى سورة لقمان فى قوله تعالى «كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً» وتسكين الكاف من لفظ «أكل» حيث وقع فى القرآن الكريم سواء كان مقرونا بضمير المؤنث، وهو فى أربعة مواضع: الأول فى البقرة «فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ»، الثانى فى الرعد «أكلها دائم»، الثالث فى إبراهيم «تؤتى أكلها»، والرابع فى الكهف «آتت اكلها»، أم كان مقرونا بضمير المذكر، وهو فى الأنعام «مختلفا اكله»، أم كان مقرونا بلام التعريف، وهو فى الرعد «وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ»، أم كان مجردا من كل ما ذكر وهو فى سبأ «ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ»، ثم أمرت القارئ أن يضم الكاف فى «نكرا» فى كل مواضعه وهى ثلاثة:، ثنتان فى الكهف «لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً» «فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً»، وموضع فى الطلاق، «وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً»، وأن يضم القاف فى «عقبا» فى سورة الكهف «وخير عقبا»، وأن يضم الذال فى «نذرا» فى المرسلات «أو نذرا» وهذا كله لنافع من الروايتين عنه. ثم أخبرت أن ورشا قد ضم الراء فى لفظ «قربة» فى قوله تعالى «أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ». ص- وأوّلا من ساكنين فاضمما ... لثالث ضمّ لزوما فاعلما نحو أو انقص وكذا أن اقتلوا ... محظورا انظر ومنيب ادخلوا ش- إذا اجتمع ساكنان فى كلمتين، وكان الساكن الأول فى آخر الكلمة الأولى، والثانى فى الكلمة الثانية، وكان أول الكلمة الثانية همزة وصل تضم عند الابتداء، وكان الحرف الثالث فى هذه الكلمة مضمومة ضمة لازمة. فنافع يحرك الساكن الأول بالضم لأجل ضم الحرف الثالث فى الكلمة الثانية، كراهة الانتقال من كسر إلى ضم، ولا اعتداد بالحرف الساكن بينهما لأنه حاجز غير حصين نظرا لسكونه، ولأن تحريك هذا الساكن بالضم يدل على حركة همزة الوصل التى حذفت فى الدّرج [الوصل] وهى الضمة، وذلك نحو «أو انقص، أن اقتلوا، محظور انظر، منيب ادخلوها».

فالساكن الأول فى المثال الأول واو «أو»، وفى المثال الثانى نون «أن»، وفى المثال الثالث تنوين «محظورا»، وفى المثال الرابع تنوين «منيب». والساكن الثانى فى المثال الأول النون فى «انقص»، وفى المثال الثانى القاف فى «اقتلوا»، وفى المثال الثالث النون فى «انظر»، وفى المثال الرابع الدال فى «ادخلوها». وأول الكلمة الثانية فى كل مثال من الأمثلة المذكورة همزة وصل تضم عند الابتداء، والحرف الثالث فى الكلمة الثانية من هذه الأمثلة مضموم ضما لازما. ومثل هذه الأمثلة: قل ادعوا، وقالت اخرج، وأن احكم، وأن اغدوا، فمن اضطرّ، ولقد استهزئ، وعذاب اركض، متشابه انظروا»، ويؤخذ من هذه الأمثلة أنه لا فرق فى الكلمة الثانية بين أن تكون فعل أمر، أو تكون فعلا ماضيا. وهذا معنى قولى: «وأولا من ساكنين فاضمما. لثالث ضمّ لزوما» أى: اضمم الساكن الأول من الساكنين لأجل الحرف الثالث المضموم ضمة لازمة. ويؤخذ من الضابط المذكور أن الساكن الأول لا يضم إلا بشرطين: الأول: أن يكون الساكن الثانى فى كلمة مبدوءة بهمزة وصل تضم عند الابتداء بها. الثانى: أن يكون الحرف الثالث من هذه الكلمة مضموما ضما لازما. ومحترز الشرط الأول أن الساكن الثانى إذا كان فى كلمة مبدوءة بهمزة وصل لا تضم فى الابتداء، فلا يضم الساكن الأول، وإن كان الحرف الثالث فى هذه الكلمة مضموما ضما لازما. نحو: «قل الرّوح من امر ربّى، إن الحكم إلّا لله، غُلِبَتِ الرُّومُ، كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ، بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ». فهمزة الوصل فى هذه الأمثلة تفتح فى الابتداء كما هو معلوم. ومحترز الشرط الثانى أن الحرف الثالث فى الكلمة الثانية إذا كان مضموما ضما عارضا لا يضم الساكن الأول. نحو: «إن امرؤ» فإن ضمة الراء عارضة لأنها جاءت تبعا لضم الهمزة. فلو فتحت الهمزة نحو: «إن امرأ» لفتحت الراء، ولو

كسرت الهمزة لكسرت الراء نحو: «لكلّ امرئ»، ونحو: «أن امشوا» فإن ضمة الشين عارضة لأن الأصل «امشيوا» كما هو مقرر، ولكون ضمة الراء فى «امرئ»، وضمة الشين فى «امشوا» عارضة يبتدأ فيهما بهمزة الوصل مكسورة. وقال بعض المحققين: إن الشرط الأول كاف وحده، ولا حاجة إلى الثانى لأنه إذا تحقق الشرط الأول أخرج «قل الرّوح»، وما أشبهه من الأمثلة السابقة لفتح همزة الوصل فيها. وأخرج «إن امرؤ. وأن امشوا» ونحوهما لكسر همزة الوصل فيهما وأشباههما. وحينئذ لا يضم الساكن الأول فى كل ما ذكر. وممن جنح إلى الاكتفاء بالشرط الأول ولم يعرج على الشرط الثانى الإمام مكى ابن أبى طالب، حيث قال: اختلفوا فى الساكنين إذا اجتمعا من كلمتين، وكانت الألف التى تدخل على الساكن الثانى فى الابتداء تبتدأ بالضم. انتهى. ص- والبرّ أن فارفع ولكن خفّفا ... وبعد فارفع فيهما لتنصفا ش- أمرت برفع الراء فى لفظ «البر» الذى بعده «أن» وهو في قوله تعالى: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ»، وأمر بتخفيف النون من «ولكن»، ورفع لفظ «البر» بعده فى الموضعين «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى»، ولا يخفى أنه يلزم مع التخفيف كسر النون فى الموضعين تخلصا من التقاء الساكنين. ص- وفدية دع نونها ثمّ اجررا ... طعام مسكين يجمع اذكرا مع حذف تنوين ونونه افتحا ... وبا البيوت كيف جا كسر تصلحا ش- أمرت بترك تنوين كلمة «ففدية» وجر ميم كلمة «طعام» بعدها على الإضافة، ثم أمرت بجمع لفظ «مساكين» أى بفتح ميمه وسينه مع ألف بعدها، وفتح النون مع حذف تنوينها. [هكذا «ففدية طعام مساكين»]. وأخيرا أمرت بكسر باء لفظ «البيوت» حيث نزل، وكيف أتى فى القرآن الكريم، سواء كان محلّى بلام التعريف نحو: «وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها»، أم مجردا منها، والمجرد منها تارة يكون نكرة منصوبة نحو «فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً»، أو مجرورة نحو «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ»، وتارة يكون معرفة بالإضافة نحو «بيوتكم. وبيوتهنّ. وبيوت النّبيء».

وهذا الحكم، وهو كسر باء «بيوت» فى جميع مواضعه مختص بقالون، كما ذكرت ذلك أول البيت الآتى: ويفهم من إسناد هذا الحكم لقالون أن ورشا يوافق حفصا فى قراءته بضم الباء فى جميع مواضعه. ص- وذا لقالون وفى السّلم افتحا ... حتّى يقول رفعه قد صحّحا كذا وصيّة يضاعفه كلا ... قدره اسكن داله معا حلا ش- أمر الناظم- عفا الله عنه- بفتح سين «السلم» هنا، وهو فى قوله تعالى «ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً»، ثم أخبر أن رفع اللام فى لفظ «يقول» فى قوله تعالى «حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ» قد صحّح، وأثبت عن نافع، كذلك ثبت عنه رفع التاء فى كلمة «وصية» فى قوله تعالى «وصيّة لأزواجهم»، ورفع الفاء فى «فيضاعفه له أضعافا كثيرة» هنا، وفى سورة الحديد فى قوله تعالى: «فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ». وهذا معنى قولى: كلا، أى كلا الموضعين، ثم أمر بإسكان دال «قدره» فى الموضعين معا، وهما «على الموسع قدره وعلى المقتر قدره». ص- ويبسط الصّاد وفى الأعراف ... فى الخلق بسطة بلا إسفاف ش- ثبتت الصاد [بدلا عن السين] فى قراءة نافع هنا فى قوله تعالى «وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ»، وفى سورة الأعراف «وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً». ص- عسيتم اكسر سينه حيث وقع ... غرفة افتح غينه لتتّبع ش- أمر بكسر سين لفظ «عسيتم» مطلقا وهو فى موضعين: هنا فى قوله تعالى: «قال هل عسيتموا إن كتب عليكم القتال». وفى سورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى: «فهل عسيتموا إن تولّيتم». ثم أمر بفتح غين «غرفة» فى قوله تعالى: «إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ»، ومعنى «لتتبع» لتكون مقتدى به متبوعا.

ص- واقرأ دفاع فيهما ثمّ امددا ... وصلا أنا لنافع قد أسندا قبيل فتح همز أو ضمّ وإن ... قبيل كسر الهمز خلف قد زكن ش- أمر أن يقرأ «دفاع» - كما لفظ به- بكسر الدال، وفتح الفاء، وبعدها ألف بدلا من «دفع» فى موضعين: الأول هنا فى قوله تعالى «ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لفسدت الارض»، الثانى فى الحج فى قوله تعالى «ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لّهدّمت صوامع- الآية». ثم أمر بمد لفظ «أنا» أى بإثبات ألفه فى حال الوصل لنافع، إذا وقع هذا اللفظ قبل همزة قطع مفتوحة، أو مضمومة. وقد وقع قبل همزة قطع مفتوحة فى عشرة مواضع: الأول: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» بالأنعام. الثانى: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» بالأعراف. الثالث: «أَنَا أَخُوكَ» بيوسف. الرابع، والخامس: «أنا أكثر»، و «أنا أقلّ» كلاهما بالكهف. السادس، والسابع: «أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك»، و «أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك» كلاهما بالنمل. الثامن: «وأنا أدعوكموا إلى العزيز الغفّار» بغافر. التاسع: «فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ» فى الزخرف. العاشر: «وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ» بالممتحنة. ووقع قبل همزة قطع مضمومة فى موضعين. (قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) بالبقرة، (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ) بيوسف. ثم ذكرت أن هذا اللفظ «أنا» إذا وقع قبل همزة قطع مكسورة فيه خلف لقالون وحده؛ فروى عنه إثبات ألفه وصلا، وروى عنه حذفها وصلا أيضا، والوجهان عنه صحيحان مقروء بهما له، وقد وقع ذلك فى ثلاثة مواضع: الأول: (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) بالأعراف.

الثانى: (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) بالشعراء. الثالث: (وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) بالأحقاف. وفهم من جواز إثبات الألف لقالون وحده فيما بعده همزة قطع مكسورة (¬1) أن ورشا لا يثبت الألف فيه وصلا. ولا يخف أنه يترتب على إثبات الألف وصلا أن يكون المد فيه من قبيل المنفصل فيمد ورش ما بعده همزة قطع مفتوحة، أو مضمومة مدا مشبعا ست حركات كما هو مذهبه فى المد المنفصل، ويمد قالون ما بعده همزة قطع مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة حركتين، أو أربعا على أصل مذهبه فى المد المنفصل. أما إذا وقع بعده حرف آخر غير همزة القطع فقد اتفق قالون، وورش على حذف ألفه وصلا. نحو: «إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ. عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي. وَلا أَنا عابِدٌ» هذا حكم هذا اللفظ وصلا، وأما حكمه وقفا فلا خلاف بين القراء العشرة فى إثبات ألفه عند الوقف عليه، والله أعلم. ص- وذا لعيسى وحده، واقرأ برا ... ننشزها اضمم ربوة معا جرى ش- أمر بقراءة «ننشرها» براء مهملة [غير منقوطة] فى مكان الزاى المعجمة [فى «ننشزها»]، ثم أمر بضم راء «ربوة» فى الموضعين معا: الأول: هنا وهو «كمثل جنّة بربوة». والثانى: فى المؤمنين «وآويناهما إلى ربوة». ص- معا نعمّا أخف كسر العين ... أو أسكننّها بدون مين ش- خيرت القارئ أن يخفى كسر عين «نعم» فى الموضعين (فنعمّا هى) هنا (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) بالنساء، أو يسكن العين، وهذان الوجهان لقالون وحده [كما أشار الناظم فى أول البيت التالى]، وإخفاء الكسرة عبارة عن: النطق بها بسرعة حتى يذهب شىء منها بشرط أن يكون الثابت منها أكثر من الذاهب، وقدّر بعضهم الثابت من الحركة بثلثيها، والذاهب بالثلث، ولا يحكم ذلك ويضبطه إلا المشافهة، والاختلاس عند القراء مرادف للإخفاء، فمعناهما واحد، ولذلك عبر ¬

_ (¬1) وهو المقصود من إشارة الناظم فى البيت التالى «وذا العيسى وحده» ... مصححه.

بعض المصنفين فى القراءات فى هذا الموضوع بالاختلاس بدلا من الإخفاء، والكل صحيح، وفهم من نسبة هذين الوجهين لقالون أن ورشا يقرأ بإتمام حركة العين وهى الكسرة فى الموضعين فيوافق فى القراءة فيها حفصا- والمين- الكذب. ص- وذا لعيسى، واجز من نكفّر ... مع نونه وتحسب السّين اكسروا حيث أتى مستقبلا وميسرة ... وضمّ سينه تكن ذا تبصره ش- أمرت بجزم راء «نكفر» مع قراءته بالنون بدلا من الياء فى قوله تعالى: «ونكفّر عنكم»، وبكسر سين. «يحسب» فعلا مضارعا حيث ورد فى القرآن الكريم. سواء افتتح بالياء، أم بالتاء، وسواء اتصل به ضمير، أم تجرد عنه نحو: «يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ. أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً. وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا. فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ. وَهُمْ يَحْسَبُونَ. يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ. وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً. فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ. وتحسبهموا أيقاظا»، وهكذا. ثم أمرت بضم سين «ميسرة» وهو فى قوله تعالى: (فنظرة الى ميسرة). ص- تصدّقوا اشدد صاده ثمّ ارفعا ... حاضرة كذا تجارة معا واجزم فيغفر ويعذّب وهنا ... لأحرف الخلاف تمّ جمعنا ش- أمرت بتشديد الصاد فى قوله تعالى: (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ)، وبرفع التاءين فى «تجارة حاضرة» هنا فى قوله تعالى: (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ)، ورفع تاء «تجارة» فى سورة النساء فى قوله تعالى: (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ). ثم أمرت بجزم الراء والباء فى قوله تعالى فى هذه السورة: (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ)، وقد سبق فى باب الإدغام أن قالون يدغم باء «يعذب» فى ميم من، وأن ورشا يظهرها، وقد كمل جمعى للكلمات التى وقع فيها الخلاف بين نافع وحفص، وبين قالون وورش فى هذه السورة مع بيان حكمها، والله الموفق. ***

سورة آل عمران

سورة آل عمران [13] ص- يرونهم خاطب وخفّف كفّلا ... وزكريّا اهمزه حيث نزّلا وارفع هنا وبعد يا فى مريما ... وباقى المواضع انصب تغنما ش- أمر الناظم- غفر الله له- بقراءة «يرونهم» بتاء الخطاب، وهو قوله تعالى: (ترونهم مّثليهم رأى العين)، وبتخفيف الفاء فى قوله تعالى: (وكفلها)، وبزيادة همز فى لفظ «زكريّاء» حيث نزل فى القرآن الكريم، ثم بيّن حركة إعراب الهمز فأمر برفعه فى كل ما ذكر فى هذه السورة، وفيما وقع بعد كلمة «يا» فى سورة مريم، وينصبه فى باقى المواضع. والحاصل أن لفظ: «زكريا» وقع فى القرآن فى سبعة مواضع. ثلاثة فى هذه السورة، وهى: «وكفلها زكريّاء، كلّما دخل عليها زكريّاء هنالك دعا زكريّاء»، وموضع فى الأنعام وهو: «وزكريّاء ويحيى»، واثنين فى مريم وهما: «عبده زكريّاء إذ نادى، يا زكريّاء إنّا نبشّرك بغلام»، وموضع فى الأنبياء وهو: «وزكريّاء إذ نادى ربّه». وقد قرأ نافع بإثبات الهمز فى المواضع السبعة، وبرفعه فى المواضع الثلاثة فى هذه السورة، والموضع الثانى فى مريم وهو: «يا زكريّاء إنّا نبشّرك»، وبنصبه فى موضع الأنعام، والموضع الأول فى مريم، وموضع الأنبياء. ولا يخفى أنه يترتب على إثبات الهمز فى لفظ «زكريا» أن يكون المد فيه من قبيل المتصل فيمده ورش مدا مشبعا حسب مذهبه، ويوسطه قالون حسب مذهبه أيضا. ص- وهمز أنّى أخلق اكسر طيرا ... قل طائرا معا وقيت الضّيرا ش- أمر بكسر همز «أنّى» فى قوله تعالى «إنّى أخلق»، وأن يقرأ قوله تعالى: «فيكون طيرا» هنا، و «فتكون طيرا» بالمائدة هكذا «فيكون طائرا، فتكون طائرا» بألف بعد الطاء، وبعدها همزة مكسورة مكان الياء ويكون المد حينئذ من قبيل المتصل فيمد كل منهما حسب مذهبه.

ص- وفيوفّيهم بنون وألف ... هأنتم جميعه منه حذف لورشهم وهمزة قد سهّلا ... وبعضهم عنه بالابدال تلا سهّل لقالون وأبق الألفا ... وارفع ولا يأمركم كى تنصفا ش- أخبرت أن قوله تعالى «فنوفّيهموا أجورهم» قرئ بالنون لنافع. وأن ألف لفظ «هأنتم» فى جميع مواضعه حذف لورش. وأن همزه قد سهّله ورش، وأن بعض أهل الأداء قرأ بإبدال الهمز حرف مد مع الإشباع للساكنين ناقلا هذا الوجه عن ورش. ثم أمرت بتسهيل همزه لقالون، وإبقاء الألف له. والخلاصة: أن ورشا يحذف الألف مطلقا. وله فى الهمز وجهان. الأول: تسهيله بين بين. الثانى: إبداله حرف مد مشبعا للساكنين. وأن قالون يثبت الألف، وله فى الهمز وجه واحد وهو التسهيل بين بين، وقد وقع هذا اللفظ فى القرآن الكريم فى أربعة مواضع، موضعين هنا: الأول: «هأنتم هؤلاء حاججتم». الثانى: هأنتموا أولاء تحبّونهم. وموضع فى النساء وهو «هأنتم هؤلاء جادلتم عنهم فى الحياة الدّنيا». وموضع فى القتال وهو «هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا فى سبيل الله». ثم أمرت برفع الراء فى قوله تعالى: «ولا يامركموا أن تتّخذوا الملائكة. ص- وتعلمون معه آتينا اقرأن ... موضع آتيتكم وخاطبن يبغون يرجعون يجمعون مع ... ما يفعلوا لن يكفروه قد وقع ش- قرأ نافع «بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ» بفتح التاء، وسكون العين، وفتح اللام مخففة، كلفظ البيت.

وقرأ «لمّا آتيناكم من كتاب وحكمة» بنون مفتوحة، وألف بعدها فى مكان «آتيتكم» بتاء مضمومة من غير ألف. وقرأ بتاء الخطاب فى هذه الأفعال الخمسة (¬1)، «يبغون» فى قوله تعالى: «أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ»، و «يرجعون» فى قوله تعالى: «وإليه ترجعون»، «ويجمعون»، فى قوله تعالى: «ورحمة خير ممّا تجمعون»، و «يكفروه» فى قوله تعالى «وما يفعلوا من خير فلن تكفروه». ص- وحاء حجّ البيت بالفتح كذا ... واو مسوّمين عنه أخذا ش- أخبرت أن حاء «حجّ البيت» قرئ بالفتح لنافع، كذا واو «مسوّمين» نقل عنه بالفتح أيضا. ص- يضرّكم فاكسره واجزم خفّفا ... واو وسارعوا الّذى قبل احذفا ش- أمرت بكسر ضاد «يضركم»، وجزم رائه، وتخفيفها، وهو فى قوله تعالى: «لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً»، كما أمرت بحذف واو «وسارعوا» الذى وقع قبل السين [فيكون «سارعوا»]، واحترزت بقولى: قبل عن الواو الواقع بعد العين فلا حذف فيه لأحد. ص- قاتل ضمّ واقصرنّ واكسر ... متمّ معا بكسر ميمه قرى ش- أمرت بضم قاف «قاتل» فى قوله تعالى: «وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ»، وحذف الألف بعدها، وكسر التاء فيقرأ «قتل» مبنيا للمجهول، وأخبرت أن لفظ «متم» فى موضعيه قرئ بكسر الميم. الموضع الأول: «وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ». الثانى: «ولئن متّموا أو قتلتم». ص- يغلّ ضمّ وافتحا وضمّ يا ... يحزن واكسر لا الّذى فى الأنبيا ش- أمرت بضم الياء، وفتح الغين فى «يغل» فى قوله تعالى: «وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ» فيكون مبنيا للمجهول. ¬

_ (¬1) الأربعة المذكورة هنا، والخامس قوله تعالى «بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ» أول المشروح هنا .. مصححه.

سورة النساء

وأيضا أمرت بضم الياء، وكسر الزاى فى «يحزن» حيث وقع فى القرآن الكريم نحو «ولا يحزنك» هنا، وفى يونس، «إنّى ليحزننى» بيوسف، «لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا» بالمجادلة، إلا موضع الأنبياء وهو «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ» فيقرؤه نافع بفتح الياء، وضم الزاى كحفص. ص- لا تحسبنّ قبل يفرحون قد ... قرئ بالغيب احفظا نلت الرّشد ش- أخبرت أن قوله تعالى: «لا يحسبنّ الّذين يفرحون» قد قرئ بياء الغيب لنافع، وهو على أصله فى كسر السين. ... سورة النّساء [9] ص- تساءلون اشدد قياما اقصرا ... واحدة فارفعه ويوصى آخرا فاكسر ويدخله مع الطّلاق مع ... فوق كذا فيها يكفّر قد وقع فى الفتح يدخله يعذّبه تلا ... بالنّون فى جميعها كما انجلى ش- أمر الناظم- غفر الله له- بتشديد السين فى «تساءلون» فى قوله تعالى «واتّقوا الله الّذى تساءلون به»، وبقصر «قياما»، أى بحذف الألف التى بعد الياء فى قوله تعالى «الّتى جعل الله لكم قيما»، وبرفع التاء فى «واحدة» فى قوله تعالى «وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً»، وبكسر الصاد فى لفظ «يوصى» الأخير وهو «يُوصى بِها أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ». ثم أخبر أن نافعا قرأ بالنون فى الأفعال السبعة الآتية: «ندخله جنّات، ندخله نارا» فى هذه السورة، «ندخله جنّات» فى سورة الطلاق، «نكفّر عنه سيّئاته وندخله جنّات» فى التغابن، وهى السورة التى فوق سورة الطلاق، «ندخله جنّات»، «نعذّبه» فى سورة الفتح. ص- أحلّ بالفتحين ميم مدخلا ... كالحجّ فافتحا كما قد نقلا ش- أخبر أن لفظ «أحل» فى قوله تعالى «وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ» قرئ بفتح الهمزة، والحاء.

ثم أمر بفتح ميم «مدخلا» هنا فى قوله تعالى: «وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً»، وفى سورة الحج فى قوله تعالى: «لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ». ص- وعقدت فامدده وارفع حسنه ... وافتح تسوّى واشددا كى تتقنه ش- أمر بمد لفظ «عقدت» أى بإثبات ألف بعد العين فيه، وهو فى قوله تعالى: «والّذين عاقدت ايمانكم»، وبرفع تاء «حسنة» فى قوله تعالى: «وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها»، وبفتح التاء، وتشديد السين فى قوله تعالى: «لو تسّوّى بهم لارض». ص- ذكّر تكن أخرى السّلام فاقصرا ... غير أولى بالنّصب يصلحا قرا يصّالحا قد نزّل اضمم واكسر ... فى الدّرك فافتح نون يؤتيهم درى ش- أمر بقراءة «يكن» بياء التذكير، وهو فى قوله تعالى: «كأن لّم يكن بينكم وبينه مودّة»، وبقراءة كلمة «السلام» المتأخرة فى الذكر بالقصر أى بحذف الألف التى بعد اللام، وهى فى قوله تعالى: «ولا تقولوا لمن القى إليكم السّلم لست مؤمنا»، واحترز «بأخرى» عن المذكورة فى قوله تعالى: «وألقوا اليكم السّلم» وفى قوله تعالى: «ويلقوا إليكم السّلم» فلا خلاف فى قصرهما لجميع القراء. ثم أخبر أن نافعا قرأ قوله تعالى: «غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ» بنصب الراء، وقوله تعالى: «فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا» «أن يصّالحا» بفتح الياء، وفتح الصاد، وتشديدها، وألف بعدها. وقرأ «وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ» بضم النون، وكسر الزاى، وقرأ بفتح الراء فى لفظ «الدرك» فى قوله تعالى: «إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ»، وقرأ بالنون فى لفظ «يؤتيهم» فى قوله تعالى: «أولئك سوف نوتيهموا أجورهم». ص- ودال تعدوا شدّدن لنافع ... وفتح عينها لورش قد وعى وأسكنن أو أخفينّ فتحها ... وجهان عن قالونهم فى عينها ش- اتفق قالون، وورش على تشديد دال «تعدوا» فى قوله تعالى «وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ»، واختلفا فى عينه فقرأها ورش بفتحة كاملة، ولقالون فيها وجهان: الأول: إخفاء فتحتها أى اختلاس الفتحة. الثانى: إسكانها. ***

سورة المائدة

سورة المائدة [3] ص- قبل يقول الواو دع قل يرتدد ... واجمع رسالته واكسر تستفد ش- أمر بقراءة قوله تعالى: «وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا» بحذف الواو قبل يقول، فيقرأ هكذا «يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا»، وبقراءة قوله تعالى: «مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ» بدالين: الأولى: مكسورة، والثانية: مجزومة، وبقراءة قوله تعالى: «وإن لّم تفعل فما بلّغت رسالاته» بجمع «رسالته» أى بإثبات ألف بعد اللام، وكسر التاء، والهاء. ص- جزاء دع تنوينه مثل اجررا ... كفّارة طعام مثله قرا ش- أمر بترك تنوين «جزاء»، وجر لام «مثل» بعده فى قوله تعالى: «فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ»، وأخبر أن نافعا قرأ قوله تعالى: «أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ» مثل قراءته «فجزاء مثل» بحذف تنوين «كفارة»، وجر ميم «طعام». ص- تاء استحقّ اضمم وحاءه اكسر ... يوم افتحنّ ميمه كذا قرى ش- أمر بضم تاء «استحق»، وكسر حائه، وهو فى قوله تعالى «من الّذين استحقّ عليهم الأوليان»، وإذا ابتدئ بهذه الكلمة على هذه القراءة تضم همزة الوصل فيها [لضم ثالث الفعل]. ثم أمر بفتح ميم «يوم» فى قوله تعالى: «قالَ اللَّهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ». ... سورة الأنعام [12] ص- فتنتهم فانصب نكذّب ارفع ... معه نكون يكذبونك فع ش- أمر بقراءة قوله تعالى: «ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ» بنصب التاء، وبقراءة قوله تعالى: «وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» برفع الفعلين، وبقراءة قوله تعالى: «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ» بإسكان الكاف، وتخفيف الذال مكسورة كلفظ البيت. ص- ونافع باب أريت سهّلا ... وبعضهم لورشهم قد أبدلا ش- قرأ نافع بتسهيل الهمزة الثانية فى باب «أرأيت» والمراد به كل ما ورد فى القرآن الكريم من لفظ «أرأيت» بشرط أن يكون مقرونا بهمزة الاستفهام سواء كان

مجردا من ميم الجمع، والضمير نحو: «أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً»، «أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى»، أم مقرونا بميم الجمع نحو: «أرأيتموا إن كنت على بيّنة من رّبّى»، «أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ» أم مقرونا بالضمير نحو: (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ)، أم مقرونا بميم الجمع، والضمير نحو: «أرأيتكموا إن أتاكم عذاب الله»، وبعض أهل الأداء قد أبدل الهمزة الثانية حرف مد مشبعا لورش؛ فيكون لقالون فى الهمزة الثانية وجه واحد، وهو التسهيل بين بين، ولورش فيها وجهان: الأول: كقالون، والثانى: إبدالها حرف مد مع الإشباع للساكنين. ص- فأنّه اكسر وسبيل فانصب ... ينجيكم الثّانى فخفّف تصب ش- أمر بكسر الهمزة فى قوله تعالى: «فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»، وبنصب اللام فى لفظ «سبيل» فى قوله تعالى: «وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ»، وبتخفيف «ينجيكم» فى الموضع الثانى، وهو قوله تعالى: «قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ» أى بإسكان النون، [وهى مخفاة إخفاء حقيقيا] وتخفيف الجيم. واحترز بالموضع الثانى عن الموضع الأول، وهو قوله تعالى: «قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ»، فإنه يقرؤه بالتشديد. ص- أنجيتنا مكان أنجانا تلا ... نون تحاجونى بتخفيف علا ش- قرأ نافع «لئن انجيتنا» بياء ساكنة بعد الجيم، وبعدها تاء خطاب مفتوحة، بدلا من «أنجانا» بألف بعد الجيم من غير ياء، ولا تاء، وقرأ «أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ» بتخفيف النون. ص- ولا تنوّن درجات من كلا ... وجاعل اللّيل كذا قد نقلا ش- أمر بحذف التنوين من لفظ «درجات» فى كلا الموضعين. هنا فى قوله تعالى: «نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ»، وفى يوسف فى قوله تعالى: «نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ»، وأخبر أن نافعا نقل عنه أنه قرأ «وجعل الليل» هكذا «وجاعل اللّيل» بألف بعد الجيم، وكسر العين، ورفع لام «وجاعل» وخفض لام «الليل» كلفظ البيت.

ص- وخرقوا اشدد راءه وقبلا ... بالكسر والفتح مع الكهف تلا ش- قرأ نافع «وخرّقوا له بنين» بتشديد الراء، و «قبلا» فى قوله تعالى: «وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا»، وقوله تعالى: «أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا» فى الكهف بكسر القاف، وفتح الباء. ص- منزل خفّفه واجمع كلمت ... مع يونس وغافر كما ثبت ش- أمر بتخفيف «منزل» فى قوله تعالى: «أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ» أى بإسكان النون، وتخفيف الزاى. ثم أمر بجمع «كلمت» فى قوله تعالى: «وتمّت كلمات ربّك صدقا»، وفى موضعى يونس، وهما: «كذلك حقّت كلمات ربّك على الّذين فسقوا» «إنّ الّذين حقّت عليهم كلمات ربّك لا يؤمنون»، وفى غافر فى قوله تعالى: «وكذلك حقت كلمات ربّك على الّذين كفروا»، وإذا وقف نافع وقف بالتاء. ص- وافتح يضلّون كيونس وشد ... ميتا وتحت الفتح مع يس عد ش- أمرت بفتح ياء «يضلون» فى هذه السورة فى قوله تعالى: «وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ»، وفى سورة يونس فى قوله تعالى: «رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ» وبتشديد الياء مكسورة فى «ميتا» فى قوله تعالى: «أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ»، وفى قوله تعالى فى السورة التى تحت سورة الفتح، وهى الحجرات: «أيحبّ أحدكموا أن يأكل لحم أخيه ميّتا»، وفى سورة يس فى قوله تعالى: «وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ». ص- واجمع رسالته واكسر وكذا ... را حرجا بالكسر عنه أخذا ش- قرأ نافع «الله أعلم حيث يجعل رسالاته» بألف بعد اللام، وكسر التاء، والهاء على الجمع. وكذا أخذ عنه الكسر فى راء «حرجا» فى قوله تعالى: «يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً». ص- يحشرهم بالنّون معه الثّانى ... بيونس وموضع الفرقان كذا سبأ ثمّ نقول فيها ... حاء حصاد اكسر تكن نبيها

سورة الأعراف

ش- قرأ نافع «ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجنّ» هنا، «ويوم نحشرهم كأن لّم يلبثوا»، وهو الموضع الثانى بيونس، «ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله» فى الفرقان، «ويوم نحشرهم جميعا» فى سبأ، «ثمّ نقول» بعده فى هذه السورة [أى سورة سبأ]. قرأ بنون العظمة فى هذه الأفعال الخمسة، واحترزت بالموضع الثانى بيونس عن الموضع الأول فيها، وهو قوله تعالى: «وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ» فمتفق على قراءته بالنون. ثم أمرت بكسر حاء «حصاده» فى قوله سبحانه وتعالى: «وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ». ص- تذكّرون شدّدنه مسجلا ... ثمّ افتح اكسر قيما مثقّلا ش- أمر بتشديد الذال فى لفظ «تذكرون» حيث ورد ذكره فى القرآن الكريم (¬1) إذا كان بتاء واحدة نحو «لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ». ثم أمر بفتح القاف، وكسر الياء، وتثقيلها فى لفظ «قيما» فى قوله تعالى: «دينا قيّما». سورة الأعراف [6] ص- خالصة فارفع لباس فانصبا ... بشرا بنون واضممنّ تصبا كلا وأو أمن أسكن وعلى ... علىّ تلقف شدّ حيث نزلا ش- قرأ نافع «خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ» برفع التاء، «ولباس التّقوى» بنصب السين، و «نشرا» فى قوله تعالى هنا: «وهو الّذى يرسل الرّياح نشرا»، وقوله تعالى فى سورة الفرقان: «وهو الّذى أرسل الرّياح نشرا»، وقوله تعالى فى سورة النمل: «ومن يرسل الرّياح نشرا» بنون مضمومة بدلا من الباء المضمومة، وضم الشين. وقرأ: «أو من أهل القرى» بإسكان الواو، وورش على أصله فى نقل حركة الهمزة إلى الواو، وحذف الهمزة. ¬

_ (¬1) وقد ورد هذا اللفظ فى القرآن سبع عشرة مرة، أولها «قليلا ما تذكّرون» فى هذه السورة، وآخرها «ولا بقول كاهن قليلا ما تذكّرون» بالحاقة .. مصححه.

وقرأ: «حقيق علىّ» بياء مفتوحة مشددة بدلا من «على». وقرأ بفتح اللام، وتشديد القاف فى لفظ «تلقف» حيث نزل، وهو فى ثلاثة مواضع: موضع هنا: «فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ». والثانى: فى طه «تَلْقَفْ ما صَنَعُوا». والثالث: فى الشعراء «فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ». ... ص- وخفّ يقتلون مع سنقتل ... رسالتى افرد وخطيئات اجعلوا بالرّفع مع معذرة يس قرى ... ذرّيّة اجمعها وتاءها اكسر كالثّان فى الطّور ويس اجعلا ... يذرهم النّون وشركا قد تلا ش- قرأ نافع «يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ»، بفتح الياء، وإسكان القاف، وضم التاء مخففة، وكذلك «قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ» بفتح النون، وإسكان القاف، وضم التاء مخففة، وقرأ بإفراد «رسالتى» فى قوله تعالى «برسالتى وبكلامى» أى بحذف الألف التى بعد اللام، وقرأ برفع التاء فى «خطياتكم»، وقد ذكرنا فى البقرة أنه يقرأ «نغفر» هنا [تغفر] بتاء التأنيث المضمومة، وفتح الفاء على البناء للمجهول. وقرأ برفع تاء «معذرة» فى قوله تعالى «قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ». وقرأ «بعذاب بيس» بكسر الباء، وبعدها ياء ساكنة من غير همز. وقرأ «ذرّيّاتهم» هنا، «وحملنا ذرّيّاتهم فى «يس» و «ألحقنا بهم ذرّيّاتهم» وهو فى الموضع الثانى (¬1) فى سورة الطور بألف بعد الياء مع كسر التاء على الجمع فى المواضع الثلاثة. ¬

_ (¬1) أما الأول «وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ» فلا خلاف له فيه .. مصححه.

سورة الأنفال

وقرأ «ونذرهم» بالنون بدلا من الياء. وقرأ «شركا فيما آتاهما» بكسر الشين، وإسكان الراء، وتنوين الكاف من غير همز كما لفظت به. ص- وسكّن افتح يتبعوا كالشّعرا ... واضمم يمدّون وللميم اكسرا ش- أمر بتسكين التاء، وفتح الباء فى «يتبعوكم» فى قوله تعالى «وإن تدعوهموا إلى الهدى لا يتبعوكم»، وفى «يتبعهم» فى سورة الشعراء فى قوله تعالى «وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ» ثم أمر بضم الياء، وكسر الميم فى «يمدون» فى قوله تعالى «وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ» والله أعلم. ... سورة الأنفال [3] ص- فى مردفين الدّال فافتح خفّفن ... يغشى موهّن فشدّد نوّنن مع نصب كيد واكسرنّ مظهرا ... من حىّ يحسبنّ خاطب حاضرا ش- قرأ نافع بفتح الدال فى «مردفين» فى قوله تعالى «مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ». وقرأ «يغشيكم النّعاس» بإسكان الغين، وتخفيف الشين، ويوافق حفصا فى ضم الياء، وكسر الشين. [مشددة]. وقرأ «مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ» بفتح الواو، وتشديد الهاء، وتنوين النون، ونصب دال «كيد». وقرأ «ويحيى من حيى» بإظهار الياء الأولى، وكسرها، فيقرأ بياءين الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة. وقرأ «ولا تحسبنّ الّذين كفروا سبقوا» بتاء الخطاب، وهو على أصل مذهبه فى كسر السين. ص- ثانى يكن أنّث كثالث وضم ... ضادا بضعفا ثمّ فى الرّوم يعم

سورة «التوبة» و «يونس» و «هود» و «يوسف»

ش- قرأ نافع بتاء التأنيث فى لفظ «يكن» فى موضعه الثانى وهو قوله تعالى «وإن تكن مّنكم مّائة» وفى موضعه الثالث، وهو قوله تعالى «فإن تكن منكم مّائة» واحترزت بالثانى، والثالث عن الأول وهو «إن يكن منكم عشرون»، وعن الرابع وهو «وإن يكن مّنكموا ألف»، فهو كغيره فى تذكيرهما. وقرأ بالضم ضاد «ضعفا» فى قوله تعالى هنا «وعلم أنّ فيكم ضعفا». وقرأ بالضم أيضا فى كل ما ورد فى سورة الروم من لفظ «ضعف» وهو فى ثلاثة مواضع مجموعة فى قوله تعالى: «الله الّذى خلقكم من ضعف ثمّ جعل من بعّد ضعف قوّة ثمّ جعل من بعد قوّة ضعفا وشيبة»، وهذا معنى قولى: ثم فى الروم يعم، والله أعلم. ... سورة «التوبة» و «يونس» و «هود» و «يوسف» [16] ص- عزير احذف نونه ياء يضل ... فافتح وضاده اكسرن كما حصل ش- أمرت بحذف التنوين من «وقالت اليهود عزيز ابن الله». وبفتح ياء «يضل»، وكسر ضاده فى «يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا». ص- نعف بياء ونعذّب قل بتا ... جهلهما طائفة رفع أتى ش- قرأ نافع قوله تعالى «إن يعف عن طائفة مّنكم تعذّب طائفة» بياء تحتية مضمومة، وفتح الفاء فى «نعف»، وبتاء فوقية مضمومة، وفتح الذال فى «نعذب» على البناء للمجهول فيهما مع رفع التاء فى لفظ «طائفة» الواقع بعد «نعذب»، ولم أقيده فى النظم استغناء عن تقييده باللفظ». ص- صلاتك اجمع واكسر التّا واجمعا ... فى هود واضممنّ تا تقطّعا ش- أمرت بجمع لفظ «صلاتك» هنا فى «إنّ صلواتك سكن لّهم» مع كسر تائه، وبالجمع فقط من غير كسر التاء فى هود فى قوله «أصلواتك تامرك»، ثم أمرت بضم تاء «تقطع» فى قوله تعالى «إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ».

سورة يونس

ص- قبل الّذين الواو دع وجهّلا ... من أسّس الحرفين وارفع ما تلا ش- أمرت بترك الواو الواقعة قبل «الذين» فى «والّذين اتّخذوا مسجدا»، وبقراءة «أفمن اسّس بنيانه ... أمّن اسّس بنيانه» بالتجهيل فى الحرفين أى بضم الهمزة، وكسر السين الأولى فيهما مع رفع نون «بنيانه» فى كل منهما، وهذا معنى قولى: «وارفع ما تلا» أى ارفع اللفظ الذى جاء تاليا لكل من حرفى «أسس»، وهو لفظ «بنيانه» فى الموضعين. ص- يزيغ أنثن لسحر اقرأن ... يفصّل النّون متاع فارفعن ش- قرأ نافع «تزيغ قلوب فريق مّنهم» بتاء التأنيث، وهذا آخر براءة. ... [سورة يونس] ثم تكلّمت على سورة يونس فأمرت أن يقرأ قوله تعالى: «قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ» «لسحر» بكسر السين، وإسكان الحاء كما لفظت به، ثم أخبرت أن قوله تعالى: «نفصّل الآيات» النون ثابتة فيه فى قراءة نافع، وأيضا أمرت برفع العين فى قوله تعالى: «مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا». ص- ولا يهدّى افتح لورش هاءها ... سكّن أو اختلس لعيسى فتحها ش- أمرت بفتح الهاء فى كلمة «يهدى» فى قوله تعالى: «أَمَّنْ لا يَهِدِّي» فتحة كاملة لورش، وبتسكين الهاء، أو اختلاس فتحها لقالون، فيكون لورش فى الهاء وجه واحد وهو فتحها فتحة كاملة، ويكون لقالون فيها وجهان: تسكينها، أو اختلاس فتحها. ص- وثان ننج ثقّلن وافتح وخف ... فى عمّيت من كلّ زوجين أضف ش- أمرت بتشديد الجيم فى لفظ «ننج» فى الموضع الثانى، وهو قوله تعالى: «حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ». ويلزم من التشديد فتح النون الثانية، وقيدته بالموضع الثانى احترازا عن الأول، وهو «ثمّ ننجّى رسلنا» فلا خلاف فى تشديده للقراء السبعة، وهذا آخر سورة يونس.

سورة هود

[سورة هود] ثم ذكرت ما فى سورة هود من مواضع الخلف فأمرت بفتح العين، وتخفيف الميم فى قوله تعالى: «فعميت عليكم» (¬1)، وكذلك أمرت بإضافة لفظ «كل» إلى لفظ «زوجين» أى بحذف تنوينه فى قوله تعالى: «قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» هنا، وفى سورة المؤمنين، وهذا معنى قولى «معا» فى صدر البيت الآتى: ص- معا، ومجرى ضمّ واكسر يا بنى ... كلا وتسألن اشددنّ يا أخى ش- أمرت بضم ميم «مجرى» فى قوله تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها»، وبكسر الياء فى لفظ «بنى» فى كل مواضعه، وقد ورد فى القرآن فى ستة مواضع: فى هذه السورة موضع «يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا»، وفى يوسف موضع: «يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ»، وفى لقمان ثلاثة مواضع: «يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ»، «يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ»، «يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ»، وفى الصافات موضع «يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ». ثم أمرت بتشديد النون فى لفظ «تسألن» فى هذه السورة «فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ»، وفى سورة الكهف «فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ»، ويلزم من تشديد النون فتح اللام فى كل منهما. ص- كالكهف يومئذ افتح مع سأل ... ثمود نوّن مع فرقان تجل والنّجم ثمّ العنكبوت وارفعا ... يعقوب هاهنا توافق نافعا ش- أمرت بفتح ميم «يومئذ» هنا، فى «وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ»، وفى سأل «مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ»، ثم أمرت بإثبات التنوين فى لفظ «ثمود» هنا «ألا إنّ ثمودا كفروا»، وفى الفرقان «وعادا وثمودا وأصحاب الرّسّ»، وفى النجم «وثمودا فما أبقى»، وفى العنكبوت «وعادا وثمودا وقد تّبيّن لكم»، ولا يخفى إبدال التنوين ألفا عند الوقف على هذه الكلمة فى هذه المواضع، وأيضا «أمرت» برفع الباء فى لفظ «يعقوب» فى هذه السورة «وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ». ص- فى سيىء سيئت أشممنّ الكسر ضم ... فاسر أن اسر فيه وصل الهمز عم ¬

_ (¬1) واتفق جميع القراء على قراءة «فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ» بالقصص بفتح العين، وتخفيف الميم. مصححه.

ش- أمرت القارئ أن يشم كسر السين الضم فى لفظ «سيىء» فى قوله تعالى: «سيىء بهم» هنا، والعنكبوت، وفى لفظ «سيئت» فى قوله تعالى فى سورة الملك «سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا»، وكيفية هذا الإشمام أن تحرك السين بحركة مركبة من حركتين ضمة، وكسره، وجزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، والإشمام هنا غير الإشمام فى باب الوقف فإن الإشمام هنا فى الحرف الأول، وفى الوصل، والوقف، ويسمع، وحرفه متحرك. بخلافه فى باب الوقف فإنه فى الحرف الأخير، وفى الوقف فقط، ولا يسمع، وحرفه ساكن، وقولى: «ضم» مفعول ثان لأشممن، ووقفت عليه بالسكون لضرورة النظم على لغة ربيعة. ثم أخبرت أن لفظ «فاسر»، ولفظ «أن اسر» وصل الهمز فيه عمّ سائر مواضعه، ومعنى هذا أن هذين اللفظين يقرءان بهمزة وصل تثبت فى الابتداء، وتسقط فى الدرج، ففي لفظ «فاسر» لا تظهر الهمزة لاتصال الفاء بالكلمة مطلقا. وأما فى لفظ «أن اسر» فإذا وصلت «أن» ب «اسر» حذفت همزة الوصل، وكسرت النون لالتقاء الساكنين، وإذا وقفت على «أن» وبدأت ب «اسر» أتيت بهمزة الوصل مكسورة. وإذا وقفت على لفظ «فاسر» جاز لك فى الراء: التفخيم، والترقيق، والتفخيم أرجح. وإذا وقفت على لفظ «أن اسر» فليس لك فى الراء إلا الترقيق. وقد ذكر لفظ «فاسر» هنا [الآية 81] وفى الحجر [الآية 65]، والدخان [الآية 23]، ولفظ «أن اسر» فى طه [الآية 77]، والشعراء [الآية 52]. ص- وسعدوا فافتح وخفّفن وإن ... ن كلا ولما مع يس زكن كذاك ما فى طارق والزّخرف ... غيابت اجمع فيهما فلتعرف ش- أمرت بفتح سين «وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا»، وبتخفيف النون، وإسكانها [مخفاة] فى «وإن كلّا» وبتخفيف ميم «لما» فى هذه السورة «لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ»، وفى

سورة يوسف

سورة يس «لما جميع»، وفى الطارق «لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ»، وفى الزخرف «لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا»، وهذا آخر هود. ... [سورة يوسف] ثم ذكرت ما فى يوسف فأمرت بقراءة لفظ «غيابات» بالجمع فى الموضعين أى بإثبات ألف بعد الباء ولا يخفى أن نافعا يقف بالتاء. ص- يرتع بكسر العين بشرى ثبت ... هيت بكسر الهاء دأبا سكنت ش- قرأ نافع «يرتع» بكسر العين و «قال يا بشراى» بإثبات ياء مفتوحة بعد الألف، و «هيت» بكسر الهاء، و «دأبا» بإسكان الهمزة. ص- فتيته حفظا ونوحى جهّلا ... واقرأ بياء حيثما تنزّلا ش- قرأ نافع «فتيته» بتاء فوقية مكسورة بعد الياء من غير ألف قبلها كلفظ البيت، وقرأ «فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً» بكسر الحاء، وسكون الفاء من غير ألف بينهما كلفظ البيت أيضا، وقرأ «نوحى» حيث نزل فى القرآن الكريم بالياء فى أوله مع فتح الحاء على البناء للمجهول، وقد وقع فى أربعة مواضع. الأول: هنا «وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالا يوحى إليهم من اهل القرى». الثانى: فى النحل «وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالا يوحى إليهم فسئلوا أهل الذّكر». الثالث: فى الأنبياء «وما أرسلنا قبلك إلّا رجالا يوحى إليهم». الرابع: فيها أيضا «وما أرسلنا من قبلك من رّسول إلّا يوحى إليه». ص- والذّال فى قد كذبوا قد شدّدا ... فنجّى اقرأه فننجى تسعدا ش- أخبرت أن الذال فى «وظنّوا أنّهم قد كذّبوا» قرئ بالتشديد لنافع. ثم أمرت أن يقرأ «فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ»، «فننجى» بنونين الأولى مضمومة، والثانية ساكنة [مخفاة]، مع تخفيف الجيم، وإسكان الياء كلفظ البيت. ***

سورة الرعد

سورة الرّعد [2] ص- زرع مع الثلاث بعده اخفضن ... يسقى فأنّث يوقدون خاطبن ش- أمرت بخفض «وزرع» وما بعده من الألفاظ الثلاثة «ونخيل»، «صنوان»، «وغير»، أى بخفض عين «وزرع». ولام «ونخيل»، ونون «صنوان»، وراء «وغير». [هكذا «وزرع ونخيل صنوان وغير»]. ثم أمرت بقراءة «تسقى بماء واحد» بتاء التأنيث، وبقراءة «وممّا توقدون» بتاء الخطاب». ص- صدّوا وصدّ الطّول فافتح واشددا ... ويثبت الكفّار جاء مفردا ش- أمرت بفتح الصاد فى «وصدّوا عن السّبيل» هنا، وفى «وصدّ عن السّبيل» فى الطول، وهى غافر، وبتشديد الباء فى «يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ»، ويلزم من التشديد فتح الثاء. وأخبرت بأن لفظ «الكفار» فى «وسيعلم الكفار» جاء مفردا فى قراءة نافع هكذا «وسيعلم الكافر»: بفتح الكاف، وألف بعدها وكسر الفاء مكسورة مخففة. ... سورة إبراهيم [1] ص- والرّفع فى الله الّذى قد ثبتا ... والجمع فى الرّيح مع الشّورى أتى ش- أخبرت بأن الرفع قد ثبت فى هاء لفظ الجلالة فى «اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ» وصلا، وابتداء وبأن الجمع أتى فى لفظ «الريح» فى «اشتدّت به الرّياح» هنا، وفى «إن يشأ يسكن الرّياح» فى الشورى، فيقرأ هكذا «الرياح» بفتح الياء، وألف بعدها. ... سورة الحجر [1] ص- تنزّل اقرأ وارفعنّ ما تبع ... تبشّرون كسر نونه اتّبع

سورة النحل والإسراء

ش- أمرت أن يقرأ «ما تنزّل الملائكة» بتاء، ونون مفتوحتين، وزاى مفتوحة مشددة كلفظ البيت، ورفع تاء «الملائكة». وهذا معنى قولى: «وارفعن ما تبع» - أى ارفعن اللفظ الذى تبع لفظ «تنزل» فى الذكر. ثم أخبرت بأن لفظ «تبشرون» فى قوله تعالى «فبم تبشّرون» «اتبع كسر نونه أى قرئ بكسر النون لنافع. ... سورة النحل والإسراء [7] ص- وو النّجوم انصب وبعده اكسرن ... يدعون معه العنكبوت خاطبن كالحجّ مع لقمان والطّول وفى ... نون تشاقون اكسرن تقتف ش- أمر الناظم- أحسن الله عمله- بنصب ميم و «النجوم» «وكسر تاء «مسخرات» فى قوله تعالى «وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ». ثم أمر بقراءة لفظ «تدعون» بتاء الخطاب فى هذه السورة فى قوله تعالى «والّذين تدعون من دون الله لا يخلقون شيئا»، وفى سورة العنكبوت فى قوله تعالى «إنّ الله يعلم ما تدعون من دونه من شىء». وفى سورة الحج فى قوله تعالى «وأنّ ما تدعون من دونه هو الباطل»، وفى سورة لقمان فى قوله تعالى «وأنّ ما تدعون من دونه الباطل»،. وفى سورة غافر فى قوله تعالى «والّذين تدعون من دونه لا يقضون بشيء». ثم أمر بكسر نون «تشاقون» فى قوله تعالى «كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ». ص- يهدى فجهّل مفرطون قد ورد ... بكسر رائه وكلّ معتمد ش- أمر بقراءة «يهدى» فى قوله تعالى «فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي» بالتجهيل أعنى بضم الياء، وفتح الدال، وألف بعدها. ثم أخبر أن «مفرطون» فى قوله تعالى «وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ» قد ورد فى القرآن الكريم مكسور الراء فى قراءة نافع، وكل من الوجهين كسر الراء، وفتحها معتمد عند جميع العلماء لثبوته متواترا.

سورة الإسراء

ص- ونون نسقيكم مّعا قد انفتح ... وظعنكم بفتح عينه وضح ش- قرأ نافع بفتح نون «نسقيكم» فى هذه السورة فى قوله تعالى «نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ» الآية، وفى سورة المؤمنين فى قوله تعالى «نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها» - الآية، وقرأ بفتح عين «ظعنكم» فى قوله تعالى: «يَوْمَ ظَعْنِكُمْ». ص- لنجزينّ قل بياء أوّلا ... وقاف بالقسطاس ضمّ فى كلا ش- أمرت بأن يقرأ «لنجزين» فى قوله تعالى «وليجزينّ الّذين صبروا» بالياء، وقيدته بالموضع الأول احترازا عن الموضع الثان، وهو قوله تعالى «وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ» فلا خلاف فى قراءته بالنون لجميع القراء، وإلى هنا تمت سورة النحل. [سورة الإسراء] ثم شرعت فى سورة الإسراء فأمرت بضم قاف «بالقسطاس» فى كلا الموضعين، الأول هنا فى قوله تعالى «وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير»، والثانى فى الشعراء فى قوله تعالى: «وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا النّاس أشياءهم». ص- سيّئة أنّث يقولوا أوّلا ... خاطب وذكّر فى تسبّح اعتلى ش- قرأ نافع «كل ذلك كان سيّئة» - كلفظ البيت- بهمزة مفتوحة بعد الياء، وبعدها هاء تأنيث منصوبة، وقرأ بتاء الخطاب فى لفظ «يقولون» فى قوله تعالى «قل لّو كان معه آلهة كما تقولون»، وهذا هو الموضع الأول، وقد أشرت إليه بقولى: «أولا»، واحترزت به عن الموضع الثانى، وهو قوله تعالى «سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ» فإن نافعا يقرؤه بالغيب كحفص، وقرأ بياء التذكير فى قوله تعالى: «يسبّح له السماوات». ص- ورجلك اسكنا وخلفك ثبت ... وتفجر الأولى كالاخرى قرئت ش- أمرت بإسكان جيم «ورجلك» فى قولك تعالى: «وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ». ثم أخبرت أن لفظ «خلافك» فى قوله تعالى: «وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ» ثبت فى قراءة نافع «خلفك» - بفتح الخاء، وإسكان اللام من غير ألف- كلفظ البيت.

سورة الكهف

ثم أخبرت أن كلمة «تفجر» الأولى، وهى فى قوله تعالى: «حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ» قرئت عند نافع بضم التاء، وفتح الفاء، وتشديد الجيم مكسورة، كما قرئت الأخرى كذلك لجميع القراء، وهى فى قوله تعالى: «فتفجّر الانهار». إذ لا خلاف بين القراء العشرة فى قراءة هذه الكلمة فى هذا الموضع بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم وكسرها، والله أعلم. ... سورة الكهف [7] ص- فى عوجا وغيره السّكت حظل ... مرفقا افتح واكسرن كما نقل ش- من المعلوم أن حفصا يسكت سكتة يسيرة من غير تنفس فى أربعة مواضع. الأول: على ألف «عوجا قيّما» المبدلة من التنوين. الثانى: على ألف «مرقدنا» من قوله تعالى: «مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا». الثالث: على النون فى قوله تعالى: «من رّاق». الرابع: على لام «بل» فى قوله تعالى: «كَلَّا بَلْ رانَ». وسكت حفص فى هذه المواضع إنما هو فى حال وصلها بما بعدها. وقد أخبرت هنا أن السكت منع فى «عوجا»، وغيره من باقى المواضع الأربعة فى قراءة نافع. فكان لا يسكت فى شىء منها بل يخفى تنوين «عوجا» فى قاف «قيّما» عند الوصل، ويصل «مرقدنا» باسم الإشارة بدون سكت، ويدغم نون «من» فى راء «رّاق»، ولام «بل» فى راء «رّان». ثم أمرت بفتح الميم، وكسر الفاء فى «مرفقا» فى قوله تعالى: «ويهيّئ لكم من امركم مّرفقا»، وعلى هذه القراءة يتعين تفخيم الراء. ص- تزاورا شدد مع ملئت وثمر ... مع ثمره حرفيهما اضمم ذا اشتهر

ش- أمرت بتشديد زاى «تزاور» فى قوله تعالى «تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ»، ولام «ملئت» الثانية فى قوله تعالى: «وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً»، ثم أمرت بضم الحرفين، وهما الثاء، والميم فى لفظ «ثمر» فى قوله تعالى: «وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ» ولفظ «ثمر» فى قوله تعالى: «وأحيط بثمره». ص- وميم خيرا منهما قد ثبتا ... مهلك ضمّ افتح مع النّمل أتى ش- قرأ نافع «خيرا مّنهما» بزيادة ميم بعد الهاء مع ضم هذه الهاء على التثنية وقرأ قوله تعالى: «وجعلنا لمهلكهم» بضم الميم، وفتح اللام، وأيضا قرأ قوله تعالى: فى سورة النمل «مهلك أهله» بضم الميم، وفتح اللام. ص- زكيّة فامدده ثمّ خفّفا ... ولدنى تخفيفه قد عرفا ش- قرأ نافع «زاكية بغير نفس» بالمد أى بإثبات ألف بعد الزاى مع تخفيف الياء، وقرأ «لدنى» فى قوله تعالى: «قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً» بتخفيف النون. ص- أن يبدل افتح باءه وشدّدا ... دالا كتحريم ونون وردا ش- أمرت بفتح الباء، وتشديد الدال فى لفظ «يبدل» هنا فى قوله تعالى: «أَنْ يُبْدِلَهُما»، وفى سورة التحريم فى قوله تعالى: «أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً»، وفى سورة نون [القلم] فى قوله تعالى: «أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها». ص- صل أتّبع اشدد فى الثّلاث واحذف ... نون جزاء وارفعنه تشرف ش- أمرت بوصل الهمزة، وتشديد التاء مفتوحة فى قوله تعالى: «فَأَتْبَعَ سَبَباً»، وقوله تعالى: «ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً» الموضعين، وعند الابتداء ب «اتبع» تكسر الهمزة ثم أمرت بحذف تنوين «جزاء»، ورفع همزته. ص- سدّين مع سدا كيس اضمم ... دكا كالاعراف اجعلنه تغنم ش- أمرت بضم السين فى لفظ «سدين» هنا فى قوله تعالى: «حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ» ولفظ «سدا» هنا فى قوله تعالى: «عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا»،

سورة مريم

وفى سورة يس فى الموضعين فى قوله تعالى: «وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا» ثم أمرت أن يجعل «دكاء» هنا «دكا» بحذف الألف، والهمزة، وتنوين الكاف كحرف الأعراف، ولا يخفى إبدال التنوين ألفا عند الوقف. ... سورة مريم [3] ص- عتيا اضمم وصليا وكذا ... جثيا اكسر نون نسيا وخذا تساقط اشدد مع فتحين استقر ... قول ارفعا وافتح وإنّ الله قر ش- أمرت بضم العين فى لفظ «عتيا» فى قوله تعالى: «وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا» وقوله: «أيّهموا أشدّ على الرّحمن عتيا» وضم الصاد فى لفظ «صليا» فى قوله تعالى: «أَوْلى بِها صِلِيًّا»، وضم الجيم فى لفظ «جثيا» فى قوله تعالى: «وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا»، ثم أمرت بكسر نون «نسيا» فى قوله تعالى [وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا]، وأيضا أمرت بتشديد سين «تساقط» مع فتحى التاء، والقاف [فى قوله تعالى «تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً]، وأيضا أمرت برفع لام «قول» فى قوله تعالى: «قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ» وبفتح همزة «إنّ» فى قوله تعالى «وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي»، و «قر» الشيء، واستقر بمعنى ثبت. ص- مخلصا اكسر لامه وذكّرا ... تكاد مع شورى احفظنّ واذكرا ش- أمرت بكسر لام «مخلصا» فى قوله تعالى: «إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً»، وبقراءة «يكاد السّماوات» هنا، وفى سورة الشورى بياء التذكير. ... سورة طه [2] ص- طوى معا لا نون فيه ثمّ فى ... مهدا مهادا اقرأن كالزّخرف ش- أخبرت أن لفظ «طوى» هنا، وفى سورة النازعات لا تنوين فيه فيقرأ بالألف مكان التنوين وصلا، ووقفا. فى قراءة نافع.

سورة الأنبياء

ثم أمرت القارئ أن يقرأ «مهادا» بكسر الميم، وفتح الهاء وألف بعدها فى مكان «مهدا» بفتح الميم، وإسكان الهاء فى قوله تعالى: «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً» هنا، وفى سورة الزخرف. ص- واكسر سوى يسحت بالفتحين حل ... وشدّ إن وأنّك اكسرا تجل ش- أمرت بكسر سين «سوى» فى قوله تعالى «مكانا سوى»، ثم أخبرت أن لفظ «يسحت» ثبت بفتح الياء والحاء فى قوله تعالى: فيسحتكم بعذاب»، ثم أمرت بتشديد نون «إن» فى قوله تعالى: «قالُوا إِنْ هذانِ» وبكسر همزة «أنك» فى قوله تعالى «وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها». ... سورة الأنبياء [2] ص- فى قال قل كآخر ثمّ ارفعا ... مثقال مع لقمان كيما ترفعا ش- أخبرت أن لفظ «قل» وضع فى موضع «قال» فى قوله تعالى: «قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ»، وفى قوله تعالى: «قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ» فى آخر السورة فيقرأ كل منهما هكذا «قل ربّى يعلم القول» «قل رّبّ احكم بالحقّ»، ثم أمرت برفع اللام فى لفظ «مثقال» فى قوله تعالى هنا «وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ»، وفى قوله تعالى فى سورة لقمان «يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ». ص- تحصن ذكّر للكتاب فاقرأن ... فى موضع التّحريم أيضا أفردن ش- أمرت بقراءة «تحصن» بياء التذكير فى قوله تعالى: «ليحصنكم من باسكم». ثم أمرت بقراءة «كطىّ السّجلّ للكتاب» بالإفراد مكان «للكتب» بالجمع، وأيضا أمرت بقراءة قوله تعالى فى سورة التحريم «وصدّقت بكلمات ربّها وكتابه» بالإفراد فى موضع «وكتبه» بالجمع.

سورة الحج والمؤمنين

سورة الحجّ والمؤمنين (¬1) [5] ص- لام ليقطع فاكسرا لورشهم ... ثمّ ليقضوا مثله عنه علم ش- أمرت بكسر لام «ليقطع» فى قوله تعالى: «ثمّ ليقطع» لورش، ثم أخبرت أن «ليقضوا» فى قوله تعالى: «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ» مثل «ليقطع» فى كسر لامه عن ورش أيضا- وأما قالون فيوافق حفصا فى إسكان اللامين. ... ص- سواء ارفع كشريعة وفى ... تخطفه افتح شدّدن لكى تفى ش- أمرت برفع همزة «سوآء» فى قوله تعالى: هنا «سوآء العاكف»، وفى قوله تعالى فى سورة الشريعة، وهى الجاثية «سوآء مّحياهم»، ثم أمرت بفتح الخاء، وتشديد الطاء فى قوله تعالى: «فتخطّفه الطّير». ص- لهدّمت خفّف وسيناء اكسرا ... وإنّ وافتح تهجرون ذكرا بالضّمّ والكسر ورفع عالم ... هنا وفى سبأ أتى عن عالم ش- أمرت بتخفيف الدال فى قوله تعالى: «لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ»، وهذا آخر الحج. [سورة المؤمنون] ثم ذكرت ما فى المؤمنين من مواضع الخلاف فأمرت بكسر سين «سيناء» فى قوله تعالى: «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ»، وبفتح همزة «إنّ» فى قوله تعالى: «وأنّ هذه أمّتكمو». ثم أخبرت أن لفظ «تهجرون» فى قوله تعالى «سامرا تهجرون» ذكر فى قراءة نافع بضم التاء، وكسر الجيم. كذلك أخبرت أن رفع الميم فى لفظ «عالم» هنا فى قوله تعالى «عالم الغيب والشّهادة فتعالى عمّا يشركون»، وفى سورة سبأ فى قوله تعالى «عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ» ورد عن عالم، وهو الإمام نافع رضى الله عنه. ... ¬

_ (¬1) والمؤمنين: تكتب فى بعض المراجع هكذا بالياء فى حالتى النصب، والجر لموقعها الإعرابى، وتكتب فى بعضها بالواو فى جميع الحالات احتراما لنص القرآن الكريم .. مصححه.

سورة النور

ص- سخريا اضمم سينه هنا وفى ... صاد احفظنّ ما أقول واقتف ش- أمرت بضم سين «سخريا» هنا فى قوله تعالى «فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا»، وفى سورة ص فى قوله تعالى «أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا»، وأما قوله تعالى فى سورة الزخرف «لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا» فقد أجمعوا على قراءته بضم السين. والله أعلم. ... سورة النّور [3] ص- أربع فانصب أوّلا ثمّ ارفعا ... خامسة الأخير أن خفّف معا لعنة فارفع غضب الضّاد اكسرا ... والله فارفع بعده لتؤجرا ش- أمرت بنصب العين فى لفظ «أربع» فى الموضع الأول، وهو قوله تعالى «فشهادة أحدهموا أربع شهادات»، وقيدته بالأول احترازا عن الموضع الثانى، وهو قوله تعالى «أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ» فلا خلاف فى نصبه للقراء العشرة. ثم أمرت برفع تاء «خامسة» فى الموضع الأخير، وهو قوله تعالى «وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها»، وقيدته بالأخير احترازا عن الموضع الأول وهو قوله تعالى «وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ» فقد اتفق القراء على رفعه. ثم أمرت بتخفيف نون «أن» ساكنة فى الموضعين «أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها»، وبرفع تاء «لعنة»، وبكسر ضاد «غضب»، ورفع هاء لفظ الجلالة الذى بعد «غضب» [فيكون «أن غضب الله عليها»]. فتكون لخلاصة أن نافعا يقرأ «أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ» بتخفيف النون مع سكونها، ورفع تاء «لعنة»، ويقرأ «أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها» بتخفيف النون، وسكونها أيضا، وكسر ضاد «غضب» ورفع هاء لفظ الجلالة بعده. ص- وفتح يا مبيّنات هاهنا ... معا وفى الطّلاق حرف بيّنا ش- أخبرت أن فتح ياء «مبيّنات» ثابت فى هذه السورة فى موضعيه: «الأول» «لقد انزلنا إليكمو آيات مبيّنات ومثلا، «الثانى» «لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ وَاللَّهُ

سورة الفرقان والشعراء

يَهْدِي»، ثم أخبرت أن فى سورة الطلاق حرفا، وهو قوله تعالى «رسولا يتلوا عليكموا آيات الله مبيّنات» قرئ بفتح الياء أيضا. ... سورة الفرقان والشّعراء [3] ص- فى تستطيعون فغيّب ثقّلا ... شين تشقّق معا فقد علا ش- أمر- عفا الله عنه- أن يقرأ بياء الغيب فى قوله تعالى «فما يستطيعون صرفا»، ثم أمر بتثقيل شين «تشقق» هنا فى قوله تعالى «وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ»، وفى ق فى قوله تعالى «يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ». ص- لم يقتروا اليا ضمّ والتّاء اكسرا ... وحاذرون فارهين فاقصرا ش- أمر بضم الياء، وكسر التاء فى قوله تعالى «وَلَمْ يَقْتُرُوا» وهذا آخر سورة الفرقان. [سورة الشعراء] ثم ذكر ما فى سورة الشعراء فأمر بقصر «حاذرون» فى قوله تعالى «وإنا لجميع حذرون»، و «فارهين» فى قوله تعالى «وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين» والمراد من القصر حذف الألف التى بعد الحاء فى «حاذرون»، وبعد الفاء فى «فارهين». ص- ليكة قل كصاد سكّن كسفا ... وفى سبأ وفتوكّل عرفا ش- أمرت أن يقرأ لفظ «الأيكة» فى هذه السورة فى قوله تعالى «كذّبت أصحاب ليكة»، وفى سورة ص فى قوله تعالى «وأصحاب ليكة» هكذا «ليكة»، بلام مفتوحة من غير ألف وصل قبلها، ولا همزة بعدها مع فتح تاء التأنيث، على وزن «طلحة»، واتفق القراء العشرة على قراءة موضعى الحجر، وق (¬1) بإسكان اللام مع إثبات ألف الوصل قبلها، وهمزة مفتوحة بعدها، وخفض تاء التأنيث. ثم أمرت بتسكين سين «كسفا» فى هذه السورة فى قوله تعالى «فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ»، وفى سورة سبأ فى قوله تعالى «أو تسقط عليهم كسفا من السّماء». ¬

_ (¬1) وهمت وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ [الحجر: 78]، وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ [ق: 14] .. مصححه.

سورة النمل

ثم أخبرت أن نافعا يقرأ قوله تعالى «فتوكّل على العزيز الرّحيم» بفاء مفتوحة قبل التاء فى مكان الواو كلفظ البيت. ... سورة النمل [3] ص- شهاب احذف نونه مع فزع ... فمكث اضمم كافه واستمع ش- أمرت بحذف تنوين «شهاب» فى قوله تعالى: بِشِهابٍ قَبَسٍ، وبحذف تنوين «فزع» فى قوله تعالى: «وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ»، ثم أمرت بضم كاف «فمكث» فى قوله تعالى: «فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ». ص- يخفون يعلنون أنّا قد كسر ... بعيد مكرهم وأنّ النّاس قر ش- قرأ نافع «ويعلم ما يخفون وما يعلنون» بياء الغيبة فى الفعلين كلفظ البيت، وقرأ بكسر همزة كلمة «أنّا» الواقعة عقب كلمة «مكرهم» مباشرة وهى فى قوله تعالى: «فانظر كيف كان عاقبة مكرهمو إنّا دمّرناهم،»، وبكسر همزة «أن الناس» فى قوله تعالى: «أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهموا إنّ النّاس». ص- ويشركون خاطبا ثمّ امدد ... همز أتوه واضمم التّا ترشد ش- أمرت بقراءة «يشركون» بتاء الخطاب فى قوله تعالى: «آلله خير أمّا تشركون». ثم أمرت بمد همز «ءاتوه» أى بإثبات ألف بعدها مع ضم التاء، وفيه ثلاثة البدل لورش. ... سورة القصص [2] ص- جذوة اكسر فتحى الرّهب انقلا ... واجزم يصدّقنى له كما انجلى ش- قرأ نافع. قوله تعالى: «أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ» بكسر الجيم، وقرأ قوله

سورة العنكبوت

تعالى: «إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ» بفتح الراء والهاء، وقرأ قوله تعالى «ردءا يصدّقنى» بجزم القاف. ص- وسمّ يرجعون ساحران صف ... وأنّت يجبى وجهّلا خسف ش- قرأ نافع «يرجعون» فى قوله تعالى: «وظنّوا أنّهموا إلينا لا يرجعون» بالتسمية أعنى بفتح الياء، وكسر الجيم على البناء للمعلوم. وقرأ قوله تعالى: «قالوا ساحران تظاهرا» بفتح السين، وألف بعدها مع كسر الحاء كلفظ البيت. وقرأ قوله تعالى «تجبى إليه ثمرات كلّ شىء» بتاء التأنيث. وقرأ قوله تعالى «لخسف بنا» بالتجهيل أعنى بضم الخاء وكسر السين، واتفق القراء العشرة على قراءة «وخسف القمر» بالقيامة بفتح الخاء، والسين. ... سورة العنكبوت [1] ص- مودّة نوّنه وانصب بينكم ... وليتمتّعوا لعيسى اسكن تؤم ش- أمرت بتنوين تاء «مودة»، ونصب نون «بينكم» فى قوله تعالى: «أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ» لنافع، وهو يوافق حفصا فى نصب تاء «مودة»، فتكون قراءته حينئذ بنصب التاء منوّنة، ونصب نون «بينكم». ثم أمرت بإسكان لام، قوله تعالى: «وليتمتّعوا» لعيسى وهو قالون، ويعلم من نسبة الإسكان لقالون أن ورشا موافق لحفص فى كسر اللام. ومعنى «تؤم» تكون إماما يقتدى بك فى القراءة، والله تعالى أعلم. ... سورة الرّوم [2] ص- وثان عاقبة رفعها ورد ... للعالمين افتح لتربوا يعتمد بضمّ تاء ثمّ واوه سكن ... آثار وحّد ينفع التّا فيه عن

من سورة لقمان إلى آخر الأحزاب

ش- أخبرت أن كلمة «عاقبة» فى الموضع الثانى، وهو قوله تعالى: «ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا» رفع تائها ورد لنافع، واحترزت بالموضع الثانى عن الموضع الأول، وهو فى قوله تعالى «فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ» فقد اتفق القراء العشرة على رفع تاء «عاقبة» فيه. ثم أمرت بفتح لام «للعالمين» الثالثة فى قوله تعالى: «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ». ثم أخبرت أن لفظ «ليربوا» فى قوله تعالى: «لتربوا فى أموال النّاس» يعتمد فى قراءة نافع بتاء مضمومة بدلا من الياء المفتوحة- مع سكون الواو-، ثم أمرت بقراءة لفظ «آثار» فى قوله تعالى: «فانظر إلى أثر رحمت الله» بالتوحيد أعنى بحذف الألف التى بعد الهمزة، وحذف الألف التى بعد الثاء، وأخيرا أخبرت أن لفظ «ينفع» فى قوله تعالى: «فيومئذ لّا تنفع الّذين ظلموا» التاء فيه ظهر، أعنى أن نافعا يقرؤه بتاء التأنيث. ... من سورة لقمان إلى آخر الأحزاب [7] ص- يتّخذ ارفع وتصاعر مدّ خف ... والياء فى اللّائي جميعا قد حذف حقّق لعيسى همزة وسهّلا ... لورشهم ثمّ اقصرا وطوّلا وقف بياء ساكن أو سهّلا ... بالرّوم وامدد واقصرا كما تلا ش- أمر الناظم- عفا الله عنه- برفع ذال «يتخذ» من قوله: «ويتّخذها هزؤا»، وبمد «تصاعر» وتخفيفه، أى بإثبات ألف بعد الصاد وتخفيف عينه، ثم أخبر أن الياء فى لفظ «اللائى» فى جميع مواضعه قد حذف هكذا «واللّاء»، وإطلاق الحكم يقتضى أنه متفق عليه بين قالون وورش، ثم أمر بتحقيق همزة لقالون فى الحالين كما هو مقتضى الإطلاق، وبتسهيل همزة لورش مع القصر، والطول وهو المد، وهذا فى حال الوصل، ثم بين حال الوقف لورش فأمر بالوقف له بإبدال الهمز ياء ساكنا مع المد المشبع للساكنين [هكذا «واللّاي»]، أو بتسهيله بالروم مع المد والقصر.

والحاصل أن قالون يقرأ هذا اللفظ [«واللّاء»] حيث وقع بهمزة مكسورة من غير ياء بعدها وصلا ووقفا، وله فى الوقف عليه ماله فى الوقف على «السّماء» المجرور من الأوجه. وأنّ ورشا يقرؤه بتسهيل الهمزة بين بين مع المد، والقصر وصلا، فإذا وقف كان له ثلاثة أوجه: تسهيل الهمزة بالروم مع المد، والقصر، وإبدالها ياء ساكنة مع المد الطويل. وقد ذكر هذا اللفظ فى القرآن فى أربعة مواضع الأول فى هذه السورة فى قوله تعالى: «اللّاء تظّهّرون»، والثانى فى «قد سمع» فى قوله تعالى: «إن امّهاتهموا إلّا اللّاء ولدنهم»، والثالث، والرابع فى سورة الطلاق فى قوله تعالى: «واللّاء يئسن»، «واللّاء لم يحضن». ص- تظهّرون ومعا فى قد سمع ... فتحان تشديدان مع قصر سمع ش- قرأ نافع «تظّهّرون منهنّ» فى هذه السورة، «والّذين تظّهّرون منكم»، «والّذين تظّهّرون من نّسائهم»، كلاهما فى سورة «قد سمع». بفتح التاء الفوقية، وتشديد الظاء، وقصرها أى حذف الألف التى بعدها، وفتح الهاء مشددة، فى هذه السورة، وبفتح الياء التحتية، وتشديد الظاء وقصرها، وفتح الهاء مشددة فى موضعى «قد سمع»، فالفتحان فى الحرف الأول والهاء، والتشديدان فى الظاء والهاء فى المواضع الثلاثة. ص- وفى الظّنون والرّسول فامددا ... وصلا ووقفا والسّبيل فاعددا ش- قرأ نافع بالمد فى «الظنون» فى قوله تعالى: «وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا»، وفى «الرسول» فى قوله تعالى: «وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا»، وفى «السبيل» فى قوله تعالى: «فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا»، والمراد بالمد إثبات ألف بعد النون فى «الظنون»، وبعد اللام فى «الرسول، والسبيل»، وإثبات الألف فى هذه الألفاظ الثلاثة لنافع فى حال الوصل والوقف. ص- مقام فافتحا لآتوها اقصرا ... وأسوة حيث أتت له اكسرا ش- قرأ نافع بفتح الميم الأولى فى لفظ «مقام» فى قوله تعالى: «لا مُقامَ لَكُمْ»، وبقصر همزة «لآتوها» فى قوله تعالى: «ثمّ سئلوا الفتنة لأتوها»، والمراد

سورة سبأ وفاطر

بقصر الهمز حذف الألف التى بعدها، وبكسر همزة كلمة «إسوة» حيث أتت فى القرآن. وقد ذكرت فى ثلاثة مواضع: موضع فى هذه السورة (¬1)، وموضعين فى سورة الامتحان (¬2). ص- يكون أنّثن وخاتم اكسر ... بالثّا كثيرا لا بباء قد قرى ش- قرأ نافع «أن تكون لهم الخيرة» بتاء التأنيث، وقرأ «وخاتم النّبيّين» بكسر التاء، وقرأ «وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً» بالثاء لا بالباء الموحدة، والله أعلم. ... سورة سبأ وفاطر [2] ص- رجز أليم كشريعة اخفضن ... مسكنهم فاجمع نجازى جهّلن مع يائه ورا الكفور فارفعا ... صدّق خفّف بيّنات اجمعا ش- أمر بخفض «الميم» من «أليم» فى قوله تعالى هنا، وفى سورة الشريعة «لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ». وأمر بجمع «مسكنهم» فى قوله تعالى: «لقد كان لسبإ فى مساكنهمو آية» أى بفتح السين، وألف بعدها، وكسر النون، ثم أمر بقراءة قوله تعالى: «وهل يجازى إلّا الكفور» بالتجهيل فى «نجازى» مع الياء أى بياء مضمومة، فى مكان النون المضمومة، وفتح الزاى، وألف بعدها، ورفع راء «الكفور»، ولا يخفى أن «يجازى» من ذوات الياء فلورش فيه الفتح، والتقليل. ثم أمر بتخفيف صاد «صدق» فى قوله تعالى: «ولقد صدق عليهموا إبليس ظنّه فاتّبعوه»، وأيضا أمر بقراءة قوله تعالى فى فاطر: «فهم على بيّنات منه» بالجمع أى بإثبات ألف بعد نون، ولا يخفى أن الوقف عليه يكون بالتاء. ¬

_ (¬1) وهو لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الآية 21. (¬2) وهما: 1 - قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ الآية 4 2 - لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ .. الآية 6 .. مصححه.

من سورة يس لآخر غافر

من سورة يس لآخر غافر [8] ص- تنزيل فارفعا ومعه والقمر ... يخصّمون كيهدّى ذا اشتهر ش- أمر برفع لام «تنزيل» وفى قوله تعالى: تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ، وبرفع راء «القمر» فى قوله تعالى: وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ، وتقييد «القمر» بالواو لإخراج المجرد منها وهو «أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ» فلا خلاف بين القراء جميعا فى نصبه، ثم أخبر أن كلمة «يخصمون» فى قوله تعالى: تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ مثل كلمة «يهدّى» فى سورة «يونس» فى قوله تعالى: «أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى» فى الحكم عند كلّ من قالون وورش، وقد سبق فى سورة يونس أن لقالون وجهين فى هاء «يهدى» وهما اختلاس فتحها، وإسكانها، وأن لورش فيها وجها واحدا، وهو فتحها فتحا كاملا، فحينئذ يكون لقالون فى خاء «يخصّمون» الوجهان المذكوران فى هاء «يهدى»، وهما اختلاس فتحتها، وإسكانها، ويكون لورش فيها وجه واحد وهو فتحها فتحا كاملا. ص- ننكسه فافتح سكّنا ضمّ وخف ... ويعقلون خاطبا كما وصف كذا لينذر مع الحقف وخف ... يسمعون وبزينة أضف ش- أمر- عفا الله عنه- بفتح النون الأولى، وتسكين النون الثانية، وضم الكاف وتخفيفها فى لفظ «ننكسه» فى قوله تعالى: «وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ». ثم أمر بقراءة قوله تعالى: «أَفَلا تَعْقِلُونَ» وقوله تعالى: «لتنذر من كان حيا» وقوله تعالى فى سورة الأحقاف [المشار إليها بالحقف]: «لتنذر الّذين ظلموا» بتاء الخطاب فى الأفعال الثلاثة، وهذا آخر سورة يس. ... [سورة الصّافّات] ثم أمر بتخفيف لفظ «يسمعون» فى قوله تعالى: «لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى» فى الصافات، والمراد تخفيف سينه وميمه، ومعنى تخفيف السين: إسكانها، وتخفيف الميم: حذف شدتها. ثم أمر بإضافة لفظ «بزينة» إلى «الكواكب» فى قوله تعالى: «بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ»، ومعنى الإضافة: حذف التنوين كما سبق فى نظيره.

سورة ص

ص- سكّن أو آباءنا عيسى كلا ... وآل ياسين لنافع علا ش- سكن قالون واو أو فى قوله تعالى: «أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ» هنا، وفى سورة الواقعة، وإسناد التسكين لقالون يفيد أن ورشا يوافق حفصا فى فتح الواو. وقرأ نافع «سلام على آل ياسين» بفتح الهمزة ومدها، وكسر اللام وفصلهما عما بعدها على إضافة «آل» إلى «ياسين»، ولا يخفى على هذه القراءة أن مد «آل» يكون من قبيل مد البدل فيكون فيه لورش الثلاثة المعلومة. ص- الله ربّكم وربّ فارفعا ... وسين غسّاق فخفّفه معا ش- أمر برفع الهاء فى لفظ الجلالة، ورفع الباء فى لفظ «ربكم» ولفظ «ورب» فى قوله تعالى: «اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ»، وهذا آخر الصافات. [سورة ص] ثم أمر بتخفيف سين «غساق» فى سورة ص فى قوله تعالى: «هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ»، وفى سورة النبأ فى قوله تعالى «إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً». ص- خالصة أضف وفالحقّ انصب ... خفّف أمن مع تأمرونى تصب ش- أمر بحذف تنوين «بخالصة» وإضافتها إلى: «ذكرى» فى قوله تعالى: «بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ»، وبنصب القاف فى قوله تعالى: «قال فالحقّ»، وقيدت «الحق» بالفاء احترازا عن قوله تعالى: «وَالْحَقَّ أَقُولُ» إذ لا خلاف بين القراء العشرة فى نصبه، وهذا آخر سورة ص. ... [سورة الزّمر] ثم أمر بتخفيف الميم فى قوله تعالى: «أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ»، وتخفيف النون فى قوله تعالى: «قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ»، وكلاهما فى سورة الزمر. ص- تا فتحت شدّد هنا وفى النّبا ... واقرأ وأن يظهر كيما تنجبا ش- أمر بتشديد تاء «فتحت» هنا فى الموضعين «حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها»، «حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها»، وفى سورة النبأ وهى: «عَمَّ يَتَساءَلُونَ»، «وَفُتِحَتِ السَّماءُ»، وهذا آخر سورة الزمر.

سورة غافر

[سورة غافر] ثم انتقل إلى سورة غافر فأمر بأن يقرأ قوله تعالى: «أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ» بواو مفتوحة من غير همز قبلها كلفظ البيت. ص- أطّلع ارفع عينه وغيّبا ... ما تتذكّرون واترك من كبا ش- أمر برفع عين «أطلع» فى قوله تعالى: «فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى». وبقراءة قوله تعالى: «قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ» بياء الغيبة. [واترك من كبا، أى لا تكن من هؤلاء الواقعين فى معصية الله تعالى كفرعون الذى تكبر على ربه فهلك، وهؤلاء القوم الذين لم يتدبروا مآلهم فعموا وصمّوا فبئس مصيرهم]. ... سورة فصّلت والشّورى [2] ص- نحسات اسكن يحشر النّون وسم ... أعداء فانصب تفعلون اليا انحتم ش- قرأ نافع- قوله تعالى: «فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ» بإسكان الحاء، وقرأ قوله تعالى: «ويوم نحشر أعداء الله» بالنون، والتسمية للفاعل أعنى فتح النون، وضم الشين، و «أعداء» بنصب الهمزة، وهذا آخر فصلت. [سورة الشّورى] وقرأ قوله تعالى فى سورة الشورى «وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ» بياء الغيبة. ص- واقرأ بما فى فبما ويعلما ... مع يرسل ارفع يوحى اسكن فاعلما ش- أمر أن يقرأ قوله تعالى: «وما أصابكم من مّصيبة بما كسبت ايديكم» بحذف الفاء قبل «بما»، ثم أمر برفع ميم «ويعلم» فى قوله تعالى: «وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ»، ورفع لام «يرسل» فى قوله تعالى «أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا»، وبإسكان ياء «يوحى» فى قوله تعالى «فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ». ***

سورة الزخرف

سورة الزّخرف [3] ص- أن كنتم اكسر ينشأ افتح أسكنن ... خفّف وقل ءأشهدوا عند اقرأن ش- قرأ نافع بكسر همزة «أن» فى قوله عز وجل «أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ»، وقرأ «ينشؤا» فى قوله تعالى «أو من ينشؤا فى الحلية» بفتح الياء، وإسكان النون، وتخفيف الشين، وقرأ «أأشهدوا خلقهم» بهمزتين: الأولى مفتوحة، والثانية مضمومة مع إسكان الشين (¬1)، وقرأ «وجعلوا الملائكة الّذين هم عند الرّحمن إناثا» بنون ساكنة [مخفاة] بعد العين مع فتح الدال، بدلا من «عباد» بباء موحدة مفتوحة، وبعدها ألف مع رفع الدال. ص- قل أولو وهمز جاءنا امدد ... أسورة فافتح ومدّ تسعد ش- قرأ نافع قوله عز وجل «قل اولو جيتكم» بصيغة الأمر كلفظ البيت بدلا. من «قال»، وقوله عز وجل «حتّى إذا جا آنا» بمد الهمزة، [مثنى «جاء»]، وحينئذ يكون المد من قبيل البدل فورش فيه على أصله، وقوله عز وجل «أساورة من ذهب» بفتح السين ومدها أى إثبات ألف بعدها. ص- واضمم يصدّون وقيله انصبا ... مع ضمّ هاء يعلمون خاطبا ش- قرأ نافع قوله عز وجل «إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ» بضم الصاد، وقوله عز وجل «وقيله يا ربّ» بنصب اللام مع ضم الهاء بعدها، وقوله عز وجل فى آخر السورة «فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ»، «بتاء الخطاب». ... سورة الدّخان [1] ص- ربّ ارفعن يغلى فأنّثن واضمم ... تاء اعتلوا ميم مقام تغنم ش- أمر برفع باء «رب» فى قوله عز وجل «رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ»، وبقراءة «يغلى» فى قوله تعالى «تغلى فى البطون» بتاء التأنيث، ثم أمر بضم تاء «اعتلوا» ¬

_ (¬1) وسبق فى الهمزتين من كلمة أن قالون يسهل الهمزة الثانية مع الإدخال، وعدمه،. وأن ورشا يسهلها من غير إدخال .. مصححه

سورة الأحقاف

فى قوله عز وجل «خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ» وبضم ميم «مقام» الأولى فى قوله عز وجل «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ». وليس فى سورة الجاثية موضع خلاف بين نافع، وحفص إلا «رجز أليم، سواء، أفرأيت»، وسبق حكم الجميع. ... سورة الأحقاف [3] ص- حسنا فقل كرها بفتح فيهما ... ونتقبّل بياء واضمما ونتجاوز أحسن ارفع ثمّ فى ... وليوفّيهم النّون يفى ش- قرأ نافع قوله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً» بضم الحاء، وإسكان السين مع حذف الهمزة التى قبل الحاء، وقرأ «حملته أمّه كرها ووضعته كرها» بفتح الكاف فى الموضعين. وقرأ قوله تعالى: «يتقبّل عنهمو أحسن ما عملوا ويتجاوز» بياء مضمومة فى الفعلين، و «أحسن» برفع النون، وقرأ قوله تعالى «ولنوفّيهموا أعمالهم» بالنون. ص- ولا يرى الخطاب فيه قد ظهر ... مع فتح تاء بعد نصب اشتهر ش- قرأ قوله تعالى: «فأصبحوا لا ترى إلّا مساكنهم» بتاء الخطاب مفتوحة فى «يرى»، ونصب النون فى الإسم الذى بعده وهو «مساكنهم». ... سورة القتال، والفتح [1] ص- قل قاتلوا وهمز إسرار افتحا ... واقرأ سيؤتيه بنون وضحا ش- أمر أن يقرأ قوله تعالى: «والّذين قاتلوا فى سبيل الله» بفتح القاف والتاء وألف بينهما، ثم أمر بفتح همز «إسرار» فى قوله تعالى: «وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ»، وأيضا أمر بقراءة قوله تعالى: «فسنوتيه أجرا عظيما» بالنون.

سورة ق والطور

وسبق فى سورة الأنعام أن نافعا يقرأ قوله تعالى هنا: «أيحبّ أحدكموا أن ياكل لحم أخيه ميّتا» بتشديد الياء مكسورة، وليس فى سورة الحجرات موضع خلاف بين نافع وحفص من الفرش إلا هذه الكلمة، ولفظ النبى حيث يقرؤه بالهمز. ... سورة ق والطّور [2] ص- نقول بالياء وأدبار اكسرا ... وهمز إنّه افتحا كما قرا ش- قرأ نافع «يوم يقول لجهنّم» بالياء، وقرأ «وَأَدْبارَ السُّجُودِ» بكسر الهمزة، وليس فى سورة الذاريات موضع خلاف. [سورة الطّور] وقرأ قوله عز وجل [بسورة الطور] «إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ» بفتح الهمزة. ص- بالصّاد فى المسيطرون قد تلا ... وياء يصعقون بالفتح انجلا ش- تلا نافع بالصاد مكان السين فى قوله تعالى «أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ»، وتلا ياء «يصعقون» فى قوله تعالى «حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ» بالفتح، وليس فى سورتى النجم، والقمر موضع خلاف من الفرش، إلا «أفرأيت، وثمود فما أبقى». وسبق حكمهما. ... سورة الرّحمن والواقعة والحديد [1] ص- يخرج معه ينزفون جهّل ... قبل الغنىّ هو فاحذف تعدل ش- أمر أن يقرأ قوله تعالى «يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ» بالتجهيل أى بضم الياء وفتح الراء. [سورة الواقعة] وقوله تعالى «وَلا يُنْزِفُونَ» بالتجهيل أيضا أى بضم الياء وفتح الزاى.

سورة الحديد

[سورة الحديد] و [قرأ] قوله تعالى «ومن يتولّ فإنّ الله الغنىّ الحميد» [بسورة الحديد] بحذف ضمير الفصل الواقع قبل لفظ الغنى، وهو لفظ «هو». ... سورة المجادلة والممتحنة والصّفّ والطّلاق [2] ص- فى المجلس اقرأ يفصل اضمم وافتحن ... نوّن متمّ بالغ ثمّ انصبن تلوهما أنصار نوّن زد ... فى الله لاما بعده فاحفظ تفد ش- أمر أن يقرأ قوله تعالى «إذا قيل لكم تفسّحوا فى المجلس» بإسكان الجيم وحذف الألف التى بعده على الإفراد كلفظ البيت. [سورة الممتحنة] ثم أمر بضم الياء وفتح الصاد فى «يفصل» فى قوله تعالى «يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ». [سورة الصفّ والطّلاق] كما أمر بتنوين «متم» ونصب الاسم الذى وقع تلوه [أى بعده] وهو «نوره» أى نصب رائه، وذلك فى قوله تعالى «وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ»، وبتنوين «بالغ» ونصب الاسم الذى تلاه أيضا، وهو «أمره» أى نصب رائه وهو فى قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ» فى سورة الطلاق مع ضم الهاء فى «نوره، وأمره». ثم أمر بتنوين الراء فى لفظ «أنصار» وزيادة لام الجر قبل لفظ الجلالة بعده، وذلك فى قوله تعالى «كونوا أنصارا لله» وقولى «تفد» من أفاد اللازم بمعنى استفاد، وليس فى سورتى الحشر، والجمعة، موضع خلاف من الفرش. ***

سورة الجن

سورة المنافقين، والقلم، والمعارج، ونوح، والجنّ [3] ص- خفّف لووا يا يزلقونك انفتح ... نزّاعة فارفع شهادة اتّضح توحيده افتح سكّنا فى نصب ... ودّا بضمّ واوه اقرأ تصب ش- قرأ نافع «لووا رءوسهم» بتخفيف الواو الأولى، وقرأ «وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ» بفتح الياء، وقرأ «إنّها لظى. نزاعة» برفع التاء، وقرأ «والّذين هم بشهادتهم قائمون» بحذف الألف التى بعد الدال على التوحيد، وقرأ «إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ» بفتح النون، وتسكين الصاد، وقرأ «وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا» بضم الواو. [سورة الجنّ] ص- واكسر وأنّ غير ذى المساجد ... يسلكه نون قال إنّما اقتد ش- قرأ نافع بكسر همزة «أن» إذا كانت مسبوقة بواو، وذلك فى ثلاثة عشر موضعا من قوله تعالى «وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا» إلى قوله سبحانه «وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ»، وخرج بقولى إذا كانت مسبوقة بواو. قوله عز وجل «أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ» فلا خلاف بين القراء فى فتح همزته، وقولى: «غير ذى المساجد» استثناء من القاعدة السابقة أعنى أن نافعا يكسر همزة «أن» المسبوقة بواو فى المواضع السابقة إلا قوله سبحانه «وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ» فإنه يفتح همزته كما يفتحها غيره من القراء العشرة. وقرأ قوله سبحانه «ومن يعرض عن ذكر ربّه نسلكه» بنون العظمة. وقرأ قول الله «قال إنّما أدعوا ربّى»، «قال إنّما» بصيغة الماضى كلفظ البيت. وسبق فى سورة النساء أن نافعا يقرأ «نكفر عنه سيئاته وندخله» فى التغابن بالنون، «وندخله» فى الطلاق بالنون أيضا، وسبق فى الأحزاب قراءته فى «واللائى لم يحضن»، وسبق فى البقرة تشديد الظاء فى «وإن تظاهرا عليه» فى التحريم، وسبق فى الأنبياء قراءته «وصدقت بكلمات ربها وكتابه» بالإفراد، وليس فى سورة الملك موضع خلاف من الفرش، وسبق فى سورة الأنعام تشديد الذال فى «تذكرون» حيث وقع، ومنه «قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ» فى الحافة.

سورة المزمل والمدثر والقيامة

سورة المزّمل والمدّثر والقيامة [2] ص- نصفه ثلثه بخفض ذكره ... والرّجز فاكسر وافتحا مستنفرة ش- قرأ نافع «ونصفه» بخفض الفاء، «وثلثه» بخفض الثاء [الثانية]، وقرأ «والرّجز» بكسر الراء، وقرأ «مستنفرة» بفتح الفاء. ص- ويذكرون خاطبا ورا برق ... فافتح ويمنى أنّثن عمّن صدق ش- أمر أن يقرأ قوله جل شأنه «وما تذكرون إلّا أن يشاء الله» بتاء الخطاب، ثم أمر بفتح الراء فى لفظ «برق» فى قوله تعالى «فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ»، وأيضا أمر بقراءة «يمنى» فى قوله عز وجل «من مّنيّ تمنى» بتاء التأنيث. ... سورة الدّهر والمرسلات والنّبأ [2] ص- سلاسلا نوّن قوارير معا ... عاليهم أسكن واكسر الها تتبعا ش- أمر بتنوين «سلاسلا» فى قوله تعالى «إنّا أعتدنا للكافرين سلاسلا» وتنوين «قوارير» فى الموضعين فى قوله تعالى «كانت قواريرا قواريرا من فضّة»، ولا يخفى أن نافعا إذا وقف على هذه الكلمات الثلاث أبدل تنوينهن ألفا، ثم أمر بإسكان الياء، وكسر الهاء فى قوله «عاليهم» [وذلك بسورة الدهر، وهى سورة الإنسان]. ص- ثقّل فقدّرنا جمالت اجمعا ... وربّ والرّحمن فيهما ارفعا ش- أمر بتثقيل الدال فى قوله تعالى «فقدّرنا»، وبجمع «جمالت» فى قوله تعالى «كأنه جمالات صفر»، والمراد بالجمع إثبات ألف بعد اللام، وإذا وقف على «جمالات» وقف بالتاء [إفرادا وجمعا]. ثم أمر برفع الباء فى «رب»، والنون فى «الرحمن» فى قوله تعالى «رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ». ***

سورة النازعات، وعبس، والانفطار، والتطفيف

سورة النّازعات، وعبس، والانفطار، والتّطفيف [2] ص- ثانى تزكّى مع تصدّى ثقّلا ... فتنفع ارفع عينه لتعدلا ش- أمر بتثقيل الحرف الثانى فى «تزكى» فى قوله تعالى «فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى» وهو الزاى، وفى «تصدى» فى قوله تعالى «فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى» وهو الصاد. ثم أمر برفع عين «فتنفع» فى قوله تعالى «فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى». ص- إنا صببنا اكسر وفى فعدّلا ... شدّد وفاكهين مدّ تفضلا ش- أمر بكسر همزة «إنّا صببنا»، وتشديد الدال فى «فعدلا»، وذلك فى قوله تعالى «فَعَدَلَكَ». كما أمر بمد «فكهين» أى بإثبات ألف بعد الفاء، وذلك فى قوله تعالى «انقلبوا فاكهين»، وليس فى سورة التكوير شىء من كلم الخلاف. ... سورة الانشقاق، والبروج، والغاشية [1] ص- يصلى اضمم اشددن ومحفوظ رفع ... تسمع ضمّ وارفعنّ ما تبع ش- قرأ نافع قوله تعالى «وَيَصْلى سَعِيراً» بضم الياء، وفتح الصاد، وتشديد اللام، وهو من ذوات الياء؛ فلورش فيه الفتح، والتقليل. وقد سبق فى باب اللامات أن له فيه، وأمثاله التغليظ، والترقيق، وأنه إذا فتح غلظ، وإذا قلل رقق. وقرأ نافع قوله تعالى «فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ» برفع الظاء، وقرأ قوله تعالى «لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً» بضم التاء فى «تسمع»، ورفع الاسم الذى تبعه وهو «لاغية» أى رفع تائه. وسبق فى سورة هود أنه قرأ بتخفيف الميم فى قوله تعالى «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» وليس فى سورة الأعلى موضع خلاف، والله أعلم. ***

من سورة الفجر إلى آخر القرآن الكريم

من سورة الفجر إلى آخر القرآن الكريم [2] ص- واقصر تحضّون وضمّ واقرأن ... فلا يخاف والبريّة اهمزن معا وحمّالة بالرّفع تلا ... وتمّ ما قد رمته وأكملا ش- أمرت بقراءة قوله تعالى «ولا تحضّون» بضم الحاء، والقصر، والمراد به حذف الألف التى بعد الحاء. ثم أمرت أن يقرأ قوله تعالى «فلا يخاف عقباها» بالفاء فى مكان الواو. وأيضا أمرت أن يقرأ لفظ «البرية» فى موضعيه بالهمز بدلا من الياء الثانية، فينطق فيه بياء ساكنة وبعدها همزة مفتوحة، ومده حينئذ يكون من قبيل المتصل فيمده كل من: قالون، وورش حسب مذهبه، وذلك فى قوله تعالى «أولئك هم شرّ البريئة، أولئك هم خير البريئة». وأخيرا أخبرت أن نافعا تلا قوله تعالى «حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» برفع التاء. هذا، وقد منّ الله تبارك وتعالى علىّ بتمام، وإكمال ما قصدته من جمع قراءة الإمام نافع رضى الله عنه من روايتى قالون، وورش عنه فى نظم سهل العبارة، بيّن الأسلوب. خاتمة النظم والشرح [3] ص- ثمّ صلاة الله كلّ حين ... على النّبىّ المجتبى الأمين وآله وصحبه وشيعته ... والمخلصين كلّهم من أمّته وأسأل الله جليل المنّة ... غفر الذّنوب ونعيم الجنّة ش- ختمت نظمى بالصلاة فى كل وقت على النبى صلى الله عليه وسلم المختار من صفوة خلق الله، الأمين على وحى الله، وقد بينت فى شرح الخطبة معنى الصلاة، وأتيت بالصلاة فى أول نظمى وآخره ليكون ميمون الافتتاح والاختتام، ورجاء لقبول ما بين الصلاتين؛ إذ الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم مقبولة، والله جل جلاله أكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما، وقد تقدم معنى الآل، والصحب فى شرح الخطبة، والمراد من شيعته صلى الله عليه وسلم كل من اتّبع دينه، ونصر شرعه، وعلى هذا يكون عطفه على ما قبله من عطف العام على الخاص، والمخلصين جمع مخلص، وهو

من كانت أعماله وحركاته خالية من المكدرات والشوائب، لا يريد بأعماله رياء ولا سمعة، ولا يقصد من ورائها جاها ولا شهرة- إنما يبتغى بها الانقياد، والاستسلام لله رب العالمين. وأسأل الله جلت قدرته أن يمنحنى المنة الجليلة، والنعمة العظيمة، غفران ذنوبى، ومحو سيئاتى كلها، صغيرها وكبيرها، ظاهرها وخفيها. ونعيم الجنة بجميع أنواعه التى أعلاها النظر إلى وجه الله الكريم. وهذا آخر ما يسره الله تبارك وتعالى من «شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع» رضى الله عنه من روايتى قالون وورش عنه من طريق الشاطبية. وأسأل الله تعالى أن يخلع على هذا الكتاب ثوب القبول، وأن ينفع به أهل القرآن الكريم فى جميع الأعصار والأمصار، وأن يجعله ذخرا لى بعد موتى، وسببا فى نجاتى من أهوال يوم الدين، وهو حسبى ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. وكان الفراغ من تأليف هذا الشرح يوم السبت المبارك 12 من شهر رمضان المعظم سنة ألف وثلاثمائة وثمان وسبعين 1378 هـ و 21 من شهر مارس سنة ألف وتسعمائة وتسع وخمسين 1959 م. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين. ***

خاتمة التصحيح

خاتمة التصحيح وبعون الله، وحسن توفيقه، وبعد ما يقرب من ستة أشهر من البحث، والتدقيق، والمراجعة، والتنسيق تم تصحيح هذا المؤلّف القيم: النظم الجامع لقراءة الإمام نافع، على يد أحوج العباد إلى عفو ربّ العباد، العبد الذليل للمولى الجليل «السادات السيد منصور أحمد» فى يوم الأحد 12 ربيع الأول 1425 هـ 2/ 5/ 2004 م بالمرج الغربية- القاهرة .. والله أسأل، وبكل عمل مقبول أتوسّل أن ينفع به قراءه فى العالم الإسلامى إنه ولى ذلك، والقادر عليه، وصلى الله على النبى المصطفى، والحبيب المجتبى، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.

أهم مراجع التصحيح مرتبة هجائيا

أهم مراجع التصحيح مرتبة هجائيا م/ المراجع/ المؤلف/ المطبعة/ عام الطبع 1/ الإرشادات الجلية فى القراءات السبع من طريق الشاطبية/ د. محمد محمد محمد سالم محيسن/ الكليات الأزهرية بالأزهر- مصر/- 2/ الوافى فى شرح الشاطبية فى القراءات السبع/ الشيخ عبد الفتاح القاضى/ السوادى- بجدة السعودية/ 1992 م 3/ تقريب المعانى فى شرح حرز الأمانى فى القراءات السبع/ الشيخ سيد لاشين أبو الفرح، الشيخ خالد محمد الحافظ/ دار الزمان بالمدينة المنورة/ 1413 هـ 4/ فتح المعطى برواية ورش المصرى/ الإمام محمد بن أحمد ابن عبد الله الشهير بالمتولى وتصحيح السادات السيد منصور/ المكتبة الأزهرية للتراث/ 2004 م 5/ معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ/ د. محمد محمد محمد سالم محيسن/ دار الجيل- بيروت لبنان/ 1992 م 6/ نيل الخيرات فى القراءات العشر المتواترة من طريقى الشاطبية والدرة/ الشيخ عبد الحميد يوسف منصور ومراجعة عبد الله توفيق الشرقاوى/ دار ابن خلدون بالإسكندرية/ 1996 م

§1/1